المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 52 كانون الأول/2020

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december25.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فأَنْتُم جَمِيعَ الَّذِينَ ٱعْتَمَدْتُم في المَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ ٱلمَسِيح. فلا يَهُودِيٌّ بَعْدُ ولا يُونَانِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، لاَ ذَكَرٌ ولا أُنْثَى، فإِنَّكُم جَمِيعًا وَاحِدٌ في المَسِيحِ يَسُوع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/ذكرى الميلاد هي فرصة مقدسة للصلاة والتأمل والإنفتاح على الغير والمسامحة

فيديو ونص/الياس بجاني: دعوة د. جعجع لانتخاب عون الإيراني الهوى والنوى هي انقلاب صاحب الدعوة على كل تاريخه المقاوم والنضالي

الياس بجاني/هوية قاتل جو بجاني لاهية ومعروفة وهي نفس هوية من فجر مرفأ بيروت واغتال كل قيادات 14 آذار ويحتل لبنان.

الياس بجاني/من أرشيف عام 2013/تأملات إيمانية في قول القديس يعقوب في رسالته: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رسالة قداسة البابا إلى اللبنانيّين بمناسبة عيد الميلاد المجيد

إيطاليا تصادر شحنة مخدرات بمليار دولار تعود لـ”الحزب” والنظام

"رسالةٌ" أميركية إلى اللبنانيين!

جريمة الكحالة... دوافع وفرضيات امنية جديدة!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 24/12/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 24 كانون الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تهافت على فحوص كورونا: 20 وفاة و2708 إصابات جديدة

وفود عسكرية غربية: الجيش اللبناني آخر مؤسسات الدولة

السلاح خط أحمر يطيح حوار “التيار” – “الحزب” قبل انطلاقه!

“الحرس القديم” في “التيار” ينتفض ضد باسيل

لبنان أبرز أوراق إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة

ماذا لو علّق البنك الدولي تمويله لوزارة الصحة بسبب خدمة "حزب الله"؟/"القمصان البيض" توثّق فضائح حمد حسن

كباش "الحصص" مستمر إلى الـ2021/"عيدية" التأليف: "وطاويط" و"غرف سوداء"!

عون يُخطط للبقاء في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته

“المستقبل”: باسيل مُصرّ على وضع المسمار الأخير في نعش العهد والراعي مُستاء من إفشال مساعيه

النهار: فشل الجولة الميلادية والحكومة الموعودة الى 2021

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل تستهدف ميليشيات إيران في ديرالزور/العقوبات الأميركية و"كورونا" يحاصران الميلاد في سورية

نتانياهو: دول عربية عدة تلتمس الصلح معنا/"معاريف": اتصالات سرية بين إسرائيل و"حماس"

طهران: ترامب سيتحمل مسؤولية أي مغامرة/"مجاهدي خلق" رصدت جملة احتجاجات في مدن مختلفة

سفير إسرائيلي: منفتحون على فكرة اتفاق نووي موسع مع إيران

وثيقة أمنية تتوقع ضرب القاعدة الأميركية في مطار بغداد الدولي

اجتماع عالي المستوى في واشنطن وضع خيارات عسكرية... وترامب اتهم طهران بالهجوم على السفارة في العراق

بوريطة: العاهل المغربي آمن بالتطبيع وهو اللاعب الأساسي في دعمه

الملك محمد السادس في رسالة إلى محمود عباس: لن أدخر جهداً لصيانة الهوية التاريخية للقدس

أذربيجان تتوسط لإصلاح علاقات تركيا وإسرائيل/"الأوروبي" مدَّد برنامجين للاجئين في تركيا حتى 2022

قطر تبلغ مجلس الأمن عن اختراق 4 مقاتلات بحرينية لأجوائها

عبير موسى: حركة النهضة في تونس غطاء للتطرف… والقروي إلى السجن

الفقي: مصر آخر من سيطبع مع إسرائيل

ليبيا: حشود عسكرية للجيش و”الوفاق” على حدود سرت والجفرة/الأمم المتحدة دعت الجميع لتوحيد الجهود نحو الانتخابات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات "مداميك"/الفصل التاسع/جزين/الحلقة الأولى

دورُ هيرَوْدُس أنْ يَهرُبَ/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

من قتل جو بجاني؟/د.مكرم رباح/النهار العربي

سعد الحريري في الفخّ الكبير/زياد عيتاني/أساس ميديا

” كاتم الصوت ” يُثبت أن الجريمة ليست فردية بل منظمة/جان فغالي/صوت بيروت انترناشيونال

مناورات حكومية.. بين “الوطاويط” و”البروباغندا السوداء”/ ميراي فغالي/صوت بيروت انترناشيونال

الميلاد" في عهد التعاسة/يوسف بزي/المدن

أربعة زعماء ضد عون وجبهة لإسقاطه: حزب الله يستنفر/منير الربيع/المدن

وَعْدُ الولادة و"القيمة المضافة"/بشارة شربل/نداء الوطن

طواحين الهواء وتنّين الأساطير/بسام أبو زيد

صندوق التحرّش" باب جديد للزبائنية والفساد!/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

يسوع معكم فمن يقدر عليكم... كي لا تفرغ كنائس لبنان من المسيحيين/نوال نصر/نداء الوطن

ميلاد 2020... حُكّام يهدمون ومسيحيون يعودون إلى الجذور/ألان سركيس/نداء الوطن

التدقيق الجنائي بعد إقرار القانون... مهمّة مستحيلة/كلير شكر/نداء الوطن

كوع الكحّالة بعد خمسين عاماً/نجم الهاشم/نداء الوطن

"حزب الله" لم يسلّم أسماءه ولم يلمس "نيّة" الحريري في التشكيل/غادة حلاوي/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي في رسالة الميلاد: فكوا أسر لبنان من صراعات المنطقة ومن حساباتكم ومصالحكم الخاصة

عون هنأ بالاعياد واتصل بالراعي معتذرا عن عدم المشاركة في قداس الميلاد وتلقى برقيات تهنئة: الرجاء لا ينقطع ويبقى العام الجديد بداية نأملها واعدة

كتلة الوفاء للمقاومة : القوانين الاخيرة في مجلس النواب رسائل جادة للنهوض بالبلد ونأمل تفاهما جديا صريحا لولادة حكومة فاعلة منتجة

حركة أمل هنأت بالميلاد وحذرت من التعطيل والفراغ في المؤسسات: لتكن العبرة للجميع في أداء وفعل المؤسسة التشريعية

رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان هنأ بالميلاد: لحكومة اصلاحية انقاذية من اصحاب الكفاءة والنزاهة للخروج من هذا النفق المظلم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد

إنجيل القدّيس لوقا01/من01حتى20/:”في تِلْكَ الأَيَّام، صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أَغُوسْطُسَ قَيْصَرَ بِإِحْصَاءِ كُلِّ المَعْمُورَة. جَرَى هذا الإِحْصَاءُ الأَوَّل، عِنْدَمَا كانَ كِيرينيُوسُ والِيًا على سُورِيَّا. وكانَ الجَمِيعُ يَذهَبُون، كُلُّ واحِدٍ إِلى مَدِينَتِهِ، لِيَكْتَتِبوا فِيهَا. وَصَعِدَ يُوسُفُ أَيضًا مِنَ الجَلِيل، مِنْ مَدينَةِ النَّاصِرَة، إِلى اليَهُودِيَّة، إِلى مَدينَةِ دَاوُدَ الَّتي تُدْعَى بَيْتَ لَحْم، لأَنَّهُ كَانَ مِن بَيْتِ دَاوُدَ وعَشِيرَتِهِ، لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خِطِّيبَتِهِ، وهِيَ حَامِل. وفِيمَا كانَا هُنَاك، تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِد، فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر، وَقَمَّطَتْهُ، وأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ في قَاعَةِ الضُّيُوف. وكانَ في تِلْكَ النَّاحِيَةِ رُعَاةٌ يُقِيمُونَ في الحُقُول، ويَسْهَرُونَ في هَجَعَاتِ اللَّيْلِ على قُطْعَانِهِم. فإِذَا بِمَلاكِ الرَّبِّ قَدْ وقَفَ بِهِم، ومَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ حَولَهُم، فَخَافُوا خَوفًا عَظِيمًا. فقالَ لَهمُ المَلاك: «لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد. وهذِهِ عَلامَةٌ لَكُم: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا، مُضْجَعًا في مِذْوَد!». وٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلى المَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الجُنْدِ السَّمَاوِيِّ يُسَبِّحُونَ ٱللهَ ويَقُولُون: أَلمَجْدُ للهِ في العُلَى، وعَلى الأَرْضِ السَّلام، والرَّجَاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر. ولَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلمَلائِكةُ عَنْهُم إِلى السَّمَاء، قالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «هيَّا بِنَا، إِلى بَيْتَ لَحْم، لِنَرَى هذَا ٱلأَمْرَ الَّذي حَدَث، وقَد أَعْلَمَنا بِهِ الرَّبّ». وجَاؤُوا مُسْرِعِين، فوَجَدُوا مَرْيمَ ويُوسُف، والطِّفْلَ مُضْجَعًا في المِذْوَد. ولَمَّا رَأَوْهُ أَخبَرُوا بِالكَلامِ الَّذي قِيلَ لَهُم في شَأْنِ هذَا الصَّبِيّ. وجَمِيعُ الَّذِينَ سَمِعُوا، تعَجَّبُوا مِمَّا قَالَهُ لَهُمُ الرُّعَاة. أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ هذِهِ الأُمُورَ كُلَّهَا، وتتَأَمَّلُهَا في قَلْبِهَا. ثُمَّ عَادَ الرُّعَاةُ وهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ ويُسَبِّحُونَهُ على كُلِّ ما سَمِعُوا ورأَوا، حَسَبَما قِيْلَ لَهُم”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

ذكرى الميلاد هي فرصة مقدسة للصلاة والتأمل والإنفتاح على الغير والمسامحة

الياس بجاني/25 كانون الأول/2020

الميلاد وصراع الخير والشر: في داخل كل منا ملاك وشيطان، مع ميلاد الرب يسوع دعونا نلجم الشيطان ونخرسه ونترك للملاك الحرية ليقودنا إلى طرق المحبة والتسامح

روحية الميلاد هي محبة وتواضع ومصالحة وعطاء: إن لم تكن وبفرح قد تصالحت اليوم مع كل من تخاصمهم أو يخاصمونك فأنت لم تستقبل بعد ميلاد الرب المتجسد الذي هو محبة وعطاء وتواضع

***

تحمل ذكرى ميلاد السيد يسوع المسيح معاني وعبر ومفاهيم مقدسة كثيرة من أهمها المحبة والعطاء والفداء والتواضع والتسامح.

الذكرى هي نموذج للمحبة لأن الله وهو محبة، ومن قدر وعظمة محبته لنا، نحن البشر أولاده، تجسد من أجلنا وولد من رحم امرأة، ولبس جسدنا البشري، وعاش على الأرض كإنسان بطبيعته البشرية، وذلك من أجل أن يعتقنا من الخطيئة الأصلية، ويرفعنا بالعماد بالماء والروح القدس إلى درجة القداسة.

الذكرى هي درس في العطاء لأن الله المتجسد أعطانا ذاته وافتدانا وتحمل كل العذابات ليخلصنا ويؤكد لنا بالقول والفعل أنه أب عطوف ومحب ومعطاء. الذكرى تجسد كل معاني الفداء لأن الله المتجسد افتدانا وارتضى بفرح أن يُعذب ويصلب ويهان من أجلنا.. ومن أجل خلاصنا.

الذكرى هي صورة مشرفة للتواضع حيث قبل الله المتجسد أن يولد في مزود وأن يعيش حياته على الأرض ببساطة وتواضع. الذكرى هي عمل تسامح لأن الله تجسد وتحمل ما تحمل من أجل غفران خطيئتنا وخلاصنا وإعتاقنا من عبودية الخطيئة الأصلية.

تعلمنا الذكرى أنه من واجبات كل مؤمن أن يمارس إيمانه بالأقوال والأفعال وليس فقط بالاكتفاء بمظاهر طقوس الزينة والهدايا والاحتفالات.

الذكرى المقدسة توجب علينا أن نمارس بمحبة كل القيم الميلادية  والإنجيلية وأن نمد يدنا لكل من هو بحاجة ونحن قادرين على مساعدته لأن الله وهبنا النعم والوزنات “مجانا” وعلينا واجب مقدس أن نعطيها مجاناً.. (مجانا أعطيتم مجانا تعطون)

الذكرى تلزمنا إيمانياً أن نغفر لكل من أساء إلينا، وأن نعتذر لكل من أخطئنا بحقه مع تقديم الكفارات أي التكفير والتعويض عما اقترفتاه من ذنوب وأذى. الذكرى تلزمنا بتنفيذ الوصايا العشرة وفي مقدمها “محبة الوالدين”.. الذكرى تتطلب منا العودة للاستماع لضميرنا والذي هو صوت الله بداخلنا.

الذكرى تلزمنا الاعتراف بفضل وجميل وعطاءات وتضحيات كل من يساعدنا، وأن لا نغرق في أوحال وغياهب الجحود ونقع في تجارب غرائزنا ونعبد ثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة.

الذكرى توجب علينا الصلاة من أجل عودة أهلنا المبعدين قسراً واللاجئين في إسرائيل منذ العام ألفين. الذكرى تتطلب منا الخشوع والصلاة من أجل معرفة مصير أهلنا المغيبين تعسفاً وظلماً في السجون السورية…وكذلك الصلاة والعمل من أجل تحرير وطننا الغالي لبنان، من اغلال الإحتلال.

كما لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة كل ما قدمه الشهداء الأبرار الذين ارتضوا أن يكونوا قرابين من أجل وطننا وهويتنا ووجودنا وانساننا وكرامتنا.

أعاد الله العيد على وطننا الحبيب وعلى أهلنا وعلى العالم أجمع بالمحبة والطمأنينة والسلام.

كل عيد ميلاد والجميع بخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص/الياس بجاني: دعوة د. جعجع لانتخاب عون الإيراني الهوى والنوى هي انقلاب صاحب الدعوة على كل تاريخه المقاوم والنضالي

الياس بجاني/03 أيلول/16

#Geagea_Fatal_Sin

http://eliasbejjaninews.com/archives/45324/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84/

(د. جعجع: “أدعو كل الكتل النيابية لدعم ترشيح عون بعيدا من كل مناورات وألاعيب وكل حساسيات أو حسابات لأن هذه خشبة الخلاص”).

اضغط هنا لمشاهدة فيدية للست ريدا جعجع تشيد بانتخاب عون رئيساً
في أطار ومفاهيم ومعايير وأطر الحسابات البشرية والمنطقية والاستقلالية والبشيرية لا يمكن أبداً فهم مغذى ومعاني وأهداف وخلفيات هذه الدعوة المستنكرة  والمرفوضة.

 طبقاً لكل المعايير اللبنانية والاستقلالية والسيادية هي شرود مخيف وانحراف 180 درجة..

أما إذا كانت خلفية الدعوة المستغربة والغريبة والمبهمة إلهية طبقاً لمعايير الحزب اللاهي (حزب الله الإرهابي والمحتل) حيث عون يعمل بوظيفة أجير وأداة وبوق وكيس رمل ومتراس فيصبح مفهوم الدعوة مختلف كلياً.

في مفهومنا البشيري والمقاوم واللبناني والسيادي والاستقلالي هذه الدعوة مستنكرة  عملاً بكل ما في القاموس من مفردات استنكار، وهي ليست فقط مجرد غلطة، وتشاطر وتذاكي، بل خطيئة مميتة 100%، وعملياً تناقض كل تاريخ د.جعجع المقاوم وتنقلب عليه، تماماً كما انقلب النائب ميشال عون سنة 2006 من خلال ورقة تفاهمه مع حزب الله على كل ماضية وشعاراته وعوده ووعوده ورذله ودفنه حتى أمس ماضيه هذا يخجل من حاضره ويحسب مليون حساباً لمستقبله.

يبقى أن موقف د. جعجع  بدعم ميشال عون مرشح إيران الملالي التي تحتل لبنان هو عمل غريب ومستغرب وفيه اهانة لدماء الشهداء وتضحياتهم.. وهو تناقض كامل الأوصاف لكل ما هو مبادئ وقيم وصدق وشفافية واحترام لعقول وذكاء السياديين.

باختصار  أكثر من مفيد، خشبة الخلاص لا يمكن أن  تكون ميشال عون مرشح إيران وحزب الله.

أما الدعوة فهي لا تمت لصورة د.جعجع المبدئي  والمقوم التي عرفناه بها،  كما أنها سقطة رهيبة في التجربة الشيطانية ..

الدعوة مستنكرة ومرفوضة مهما جُمّلت، ومهما برّرت لأنها ليست فقط غلطة بل خطيئة ووقوع مدوي في التجربة… ونقطة على السطر

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

هوية قاتل جو بجاني لاهية ومعروفة وهي نفس هوية من فجر مرفأ بيروت واغتال كل قيادات 14 آذار ويحتل لبنان.

الياس بجاني/21 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93944/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84-%d8%ac%d9%88-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7%d9%87%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%85/

بخشوع وحسرة وحزن وغضب، ولكن أيضاً بإيمان ورجاء ومخافة من الله نرفع الصلاة لراحة نفس الشاب جو بجانبي في المساكن السماوية إلى جانب البررة والقديسين حيث لا وجع ولا حروب ولا حقد ولا كراهية ولا جشع سلطوي ولا أطماع بشرية، ولا طرواديين واسخريوتيين، ونتضرع إلى أبينا السماوي القادر على كل شيء أن يلهم زوجة جو وبناته وعائلته وعموم أهلنا الكرام في بلدة الكحالة البطلة والمقاومة كل نعم الصبر والسلوان والرجاء والإيمان، ومع النبي أيوب نقول بصوت عال: "الرب أعطى والرب أخذ فليكن أسمه مباركاً".

أما فيما يتعلق بالجريمة البشعة هذه فإن هوية القاتل اللاهية هي معروفة للقاصي والداني، وهو نفس المجرم الذي فجر مرفأ بيروت ويحتل لبنان ويشرع حدوه ويفكك ويفقر أهله ويعطل ويعهر كل مؤسسات دولته، وهو نفس القاتل والمجرم الذي اغتال قيادات تجمع 14 آذار ومن قبلهم الرئيس رفيق الحريري.

هذا القاتل اللاهي مصاب بحالة من الهوس الإنتقامي ويعتقد متوهماً بأنه قادر بقوة السلاح والإرهاب والفوضى والمال والتمذهب والإفقار على إركاع اللبنانيين، كل اللبنانيين، وتحويلهم إلى عبيد طيعين يأتمرون بأوامره وينفذون رغباته الإبلسية.

هذا قاتل ومجرم غبي وجاهل لأنه لم يتعلم من تاريخ اللبنانيين الأبطال شيء ولم يأخذ العبر من هذا التاريخ النضالي المّشرّف، وليته فعل لكان أدرك بأن مصيره ومهما تجبر واستكبر لن يكون مختلفاً عن مصير كل أقرانه من المارقين الغزاة والفاتحين والأباطرة والمحتلين والبربابرة الذين عانوا من نفس علل أوهامه وهم كلهم اجبروا على مغادرة لبنان منكسرين ويجرجرون خيباتهم وذلهم وآخرهم كان المحتل السوري البعثي حليف المجرم اللاهي هذا.

يبقى أن لبنان هو متجذر في التاريخ، وأرضه المباركة هي ملك لله أي "وقف لله"، أما أهله فهم حراس الهيكل الذي هو لبنان حيث شموخ أرزه المقدس وحيث القداسة والقديسين.

هذا اللبنان باق مهما تعرض لويلات ومهما أصاب أهله من جور ومعاناة.

الرحمة لنفس جو بجاني والرحمة لجميع شهداء وطن الأرز الأبرار.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/من أرشيف عام 2013/تأملات إيمانية في قول القديس يعقوب في رسالته: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ

The man who has knowledge of how to do good and does not do it, to him it is sin

#فمن_يعرف_أن_يعمل_الخير_ولا_يعمله_يخطئ

http://eliasbejjaninews.com/archives/93817/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85-2013-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86/

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رسالة قداسة البابا إلى اللبنانيّين بمناسبة عيد الميلاد المجيد

بكركي/24 كانون الأول 2020

إلى صاحب الغبطة، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكية للموارنة، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان

إليكم يا صاحب الغبطة، ومن خلالكم إلى جميع اللبنانيّين، بدون تمييز بين الطوائف أو على أساس الإنتماء الدينيّ، أودّ أن أوجّه بعض كلمات التعزية والتشجيع، بمناسبة الاحتفال بميلاد ربّنا يسوع المسيح، أمير السلام.

أيّها الأحبّاء أبناء لبنان وبناته، كبيرٌ ألمي عندما أرى الوجع والقلق الذي يخنق روح الإقدام والحيويّة التي فطرت عليها بلاد الأرز. وما يؤلم أكثر، هو تيقّن اختطاف كلّ الآمالِ الغالية بالعيش بسلام، وبالبقاء، للتاريخ وللعالم، رسالة حريّة وشهادة للعيش الجيّد معًا. وأنا، الذي أشارككم، بقلب صادق، كلّ فرح، كما أشارككم كلّ خيبة، أشعر اليوم، في عمق نفسي، بهول خساراتكم، خصوصًا عندما أفكّر بالكثير من الشباب الذين انتُزع منهم كلّ رجاء بمستقبلٍ أفضل. ولكن، في يوم الميلاد هذا، "الشَّعبُ السَّائِرُ في الظُّلمَةِ أَبصَرَ نورًا عَظيمًا" (أش 9: 1). إنّه النور الذي يهدّئ المخاوف ويسكب في كلّ فرد الرجاء الأكيد أنّ العناية لن تترك لبنانَ أبدًا وتعرف كيف تحوّل هذا الحزن أيضًا إلى خير. يذكر الكتاب المقدّس لبنان مرّات عديدة، لكن تتفوّق عليها جميعًا الصورة التي يقدّمها لنا صاحب المزامير: "الصدّيق كالنخل يزهر، وكأرز لبنان ينمو" (مز 91، 13). إنّ عظمة الأرز في الكتاب المقدّس هي رمز الثبات والاستقرار والحماية. الأرز هو رمز الصدّيق الذي، من خلال تجذّره بالربّ، يعكس جمالاً وهناءً، والذي، أيضًا في الشيخوخة، يرتفع عاليًا ويعطي ثمارًا وفيرة. في هذه الأيّام، يصبح عمّانوئيل، الله معنا، قريبًا لنا، ويسير إلى جانبنا. ثِقوا بحضوره، وبأمانته. ومِثلَ الأرز، استَقوا من أعماقِ جذورِ عيشكم المشترك، لكي تصيروا مجدّدًا شعبًا متضامنًا؛ ومِثلَ الأرز، الذي لا تقهره العواصف، هلاّ استطعتم الاستفادة من تقلّبات الظروف الحاليّة لإعادة اكتشاف هويّتكم، هويّة الذين يحملون إلى العالم بأسره شذا الاحترام، والعيش معًا والتعدّديّة. إنّها هوية شعب لا يترك بيوته وميراثه؛ إنّها هويّة شعب لا يتنازل عن حلم الذين آمنوا بمستقبل بلدٍ جميلٍ ومزدهرٍ.

من هذا المنطلق، أناشد الزعماء السياسيّين والقادة الروحيّين، مستعيرًا هذا المقطع من إحدى الرسائل الراعويّة للبطريرك الياس الحويك: "أنتم أيّها المسلّطون (...)، أنتم يا قضاة الأرض، أنتم يا نوّاب الشعب، الذين تعيشون نيابة عن الشعب، (...)، أنتم مُلزَمون، بصفتكم الرسميّة ووفقًا لمسؤوليّاتكم، أن تسعوا وراء المصلحة العامّة. وقتكم ليس مكرّسًا لمصالحكم، وشغلكم ليس لكم، بل للدولة وللوطن الذي تمثّلونه". ختامًا، إنّ محبّتي للشعب اللبنانيّ الغالي، الذي أنوي زيارته في أقرب فرصة ممكنة، إضافة إلى الاهتمام الدائم الذي حرّك عمل أسلافي وعمل الكرسي الرسولي، تدفعني للتوجّه مجدّدًا إلى المجتمع الدوليّ. فلنساعد لبنان على البقاء خارج الصراعات والتوتّرات الإقليميّة. فلنساعده على الخروج من الأزمة الحادّة وعلى التعافي.

أيّها الأحبّاء أبناء لبنان وبناته، ارفعوا نظركم في ظلام الليل. ولتكن لكم نجمةُ بيتَ لحمَ دليلاً ومشجّعًا للدخول في منطق الله، وحتى لا تُضلّوا الطريق ولا تفقدوا الرجاء.

من الفاتيكان، ٢٤ كانون الأوّل ٢٠٢٠

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #البابا_فرنسيس

 

إيطاليا تصادر شحنة مخدرات بمليار دولار تعود لـ”الحزب” والنظام

قناة الحرة/24 كانون الأول 2020

قدّمت وحدة الجرائم المالية الإيطالية تفاصيل شحنة مخدرات قادمة من سوريا ضُبطت الصيف الماضي في عملية وُصفت بأنها الأكبر من نوعها في العالم. ووفق تقرير لشبكة “بي بي سي” البريطانية، كشفت السلطات الإيطالية أنها ضبطت حوالي 15 طن من مخدر الأمفيتامين الكبتاغون، أي حوالي 84 مليون حبة تصل قيمتها المالية إلى حوالي مليار دولار. وفي التفاصيل أن مصدر المخدرات سوريا، وكانت السلطات الإيطالية تعتقد بأن تنظيم “داعش” يقف وراء الصفقة، غير أن المزيد من البحث والتحقيق أظهر أن النظام بشار الأسد وحليفه “حزب الله” يقفان وراءها. وأوضح مراسل “بي بي سي” للشرق الأوسط كوينتن سومرفل أن المخدرات مصدر رئيسي لتمويل سوريا و”الحزب”، مشيرًا إلى أن موجة أخرى من تهريب المخدرات في جميع أنحاء العالم ارتبطت بالنظام السوري و”حزب الله” وليس فقط المخدرات التي ضُبطت في إيطاليا.وبحسب التحقيق الذي أشرفت عليه نيابة نابولي، كانت المخدرات موجودة في ثلاث حاويات مشبوهة تتضمن لفائف أوراق معدة للاستخدام الصناعي وعجلات حديدية. ووفق التقرير، ساهمت تدابير العزل بسبب فيروس “كورونا” في عرقلة إنتاج وتوزيع المخدرات المصنّعة في أوروبا مما دفع المهرّبين إلى جلبها من سوريا التي تشهد نزاعًا. وأكدت الشرطة الإيطالية أن مادة الكبتاغون التي تباع في منطقة الشرق الأوسط “رائجة في صفوف المقاتلين للحد من الشعور بالخوف والألم”. وعُثر على هذه المادة المخدرة، التي كان يجري إنتاجها أصلًا في لبنان وتُوزّع في السعودية في تسعينيات القرن الماضي، في مخابئ الإرهابيين الذين نفّذوا اعتداءات باريس في 2015، خصوصًا قاعة الحفلات “باتاكلان”. ويعتبر المحققون أن الكمية المصادرة قادرة على تلبية حاجات سوق أوروبية أكبر من حاجة السوق الإيطالية.

 

"رسالةٌ" أميركية إلى اللبنانيين!

ليبانون ديبايت/الخميس 24 كانون الأول 2020

وجّهت السفيرة الأميركية دوروثي شيا، رسالةً إلى اللبنانيين لمناسبة "عيدي الميلاد ورأس السنة". وقالت شيا، خلال فيديو مصور: "أعلم أن عام 2020 كان صعبا بالنسبة لنا جميعا خاصة لأصدقائنا في لبنان، على أمل أن تكون السنة المقبلة أكثر إشراقا"، متمنيةً للبنانيين السلام، الإزدهار والسعادة.

https://twitter.com/i/status/1342013457030406144

 

جريمة الكحالة... دوافع وفرضيات امنية جديدة!

"ليبانون ديبايت" – المحرر الامني/الخميس 24 كانون الأول 2020

لا يزال الغموض يلف جريمة الكحالة التي ذهب ضحيتها الشاب جو بجاني، وبانتظار ما ستؤول اليه نتيجة التحقيقات برزت العديد من التكهنات والنظريات حول هوية منفذي عملية القتل وكذلك الاهداف التي تقف خلفها. واشار مصدر أمنى رفيع لـ "ليبانون ديبايت" في هذا السياق الى ان "المعطيات المتوفّرة حتى الساعة في قضية مقتل جو بجاني هي التي اظهرتها كاميرات المراقبة، وهي معطيات تناقض ما تداوله الرأي العام وجرى الترويج له من ان منفذي عملية القتل ينضوون في فرقة على درجة عالية من الاحتراف، إذ تظهر اللقطات المصورة مجموعة من الاشخاص تلقوا تدريباً عادياً في الاعمال العسكرية وذلك نتيجة الاخطاء التقنية التي وقعوا فيها وهم على الارجح اشخاص قاموا بعملية قتل في وقت سابق او تلقوا تدريباً لتنفيذ عملية قتل بجاني". وقال: "الدليل على هذا الامر انه لدى فتح أحد منفذي العملية باب السيارة لقتل بجاني نلحظ التصاقه بالضحية وهي من الاخطاء الامنية الشائعة، ففي حال كان بجاني مدرباً تدريباً أمنياً او مسلحاً لتمكّن من الدفاع عن نفسه وردّ القاتل عنه او حتى قتله، حيث انه من المفترض ان يقوم القاتل في هذه العملية بفتح الباب والابتعاد مباشرة لتفادي مواجهة الضحية بشكل مباشر وكذلك لتجنب اثار دماءها". اضاف المصدر: "خطأ اخر تمثّل بطريقة انسحاب القتلة من ساحة الجريمة حيث بدا الارتباك واضحاً في الاتجاهات التي سلكوها فتوجّه أحدهم الى الطريق مباشرة في حين ان اخر اخذ مسار بستان محاذي ليلحق به الثالث، وهذا يدل على عدم اطلاعهم ودراستهم بشكل معمق وكافٍ لمسرح الجريمة".

الى ما يؤشّر ذلك؟

"ما تقدّم يضعنا امام عدة فرضيات حول الجهة المنفذة"، يقول المصدر "في الجرائم التي تقوم بها مجموعات منظمة يحتاج الامن الى وقت لتحليل داتا الاتصالات والمشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة في البلدة والطرقات المؤدية اليها وايضاً للتحري عن الضحية واذا ما قد تعرّض في وقت سابق الى تهديدات، ولكن بالتحليل يمكننا ان نصل لاستنتاجات منها انه بالنظر الى "بروفايل" جو بجاني لا يظهر انه شخص يمكن ان يكون مطلعاً على معلومات سرية تستدعي قتله، اذ يبدو انه شخصاً عادياً ان كان لناحية طبيعة عمله كمصوّر خاصة انه ذكر عدم تمكنه من تصوير انفجار المرفأ او حتى لجهة عمله في شركة ألفا، ما هي الداتا المهمة التي يمكن ان تؤدي الى قتله!؟". وبالعودة الى دوافع الجريمة واهدافها، يقول المصدر: "كل ذلك يضعنا امام تصوّر مفاده ان اختيار هذا الشخص لقتله يأتي ضمن مخطط يحمل فرضيتين هما الاكثر ترجيحاً، الاولى تتجه نحو اعتبار المجموعة المنفذة تنتمي الى منظمة ارهابية تشبه جماعة كفتون، وهي تهدف الى جر الساحة المسيحية الى موجة عداء مع حزب الله بعد ان اشارت اصابع الاتهام الصحفية الى ضلوعه في العملية، وهي تتطابق في بعض الاوجه مع جريمة كفتون وبالتحديد لناحية كاتم الصوت".

"اما الفرضية الثانية ترجّح ان تكون الخلية المنفذة لعملية القتل تدور في فلك حزب الله وتقوم باختيار اشخاصاً تقتلهم بشكل عشوائي لتستكمل فيما بعد مخططها بتصفية الاشخاص التي تضعهم على لائحتها بحسب ظروف المرحلة المقبلة من خلال اطفاء بعض الشخصيات المؤثرة، وذلك بهدف التمويه والدفع نحو الاعتقاد ان هناك جهات خارجية تقوم بذلك". ورأى المصدر انه: "في كلتا الحالتين يمكننا لاستنتاج ان الساحة مفتوحة امام اجهزة المخابرات الداخلية والخارجية التي تستغل خلايا ارهابية صغيرة او مجموعات في المخيمات وتحرّكها لضرب أهداف معينة"، مضيفاً: "اليوم نظريات الامن الذاتي استفاقت لدى المجتمعات اللبنانية وخاصة المسيحية منها واختيار شخص في منطقة مثل الكحالة بعمقها المسيحي ليس بعيدا عن احتمال توظيفه لشد العصب المسيحي بما يسرع في عملية تحلل الدولة وهو امر على درجة عالية من الخطورة". وختم المصدر: "من الضروري بل من الملحّ الاسراع في كشف هذه الجريمة بكل تفاصيلها والاجهزة الامنية مطالبة اليوم بذلك لان التباطؤ في التحقيق او فشله سيؤدي الى بروز الغام في الساحة الداخلية في هذه المرحلة الساخنة اقتصاديا وسياسياً ما يضع لبنان امام سيناريوهات صعبة يدفع ثمنها المواطن اللبناني العاجز امام هول الازمات المتتالية".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 24/12/2020

وطنية/الخميس 24 كانون الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

في ميلاد السيد المسيح رجاء اللبنانيين وطن حقيقي واستقرار مالي واقتصادي رجاء اللبنانيين ان يضع السياسيون مصالحهم الخاصة جانبا وان يشعروا بوجع ناسهم رجاء اللبنانيين الا تتكرر هذه السنة المشؤومة التي البستهم الاسود واحرقت قلبوهم لخسارة احبائهم في انفجار المرفأ حيث اختلط تراب بيروت بدم الابرياء.

وفي ميلاد السيد المسيح امل بولادة الحكومة التي طال انتظارها في وقت البلاد بامس الحاجة اليها.

فخيبة امل كبيرة ولدها فشل الاجتماع الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتالف الحكومة.

في وقت ثبت ان سعر الدولار يتراقص على نتائج مثل هذه الاجتماعات ففي كل مرة يسود تفاؤل ينخفض معه سعر العملة الخضراء إلا انه يعود ويرتفع بعد النتائج الفاشلة.

وفي جديد الخلافات التي احبطت البطريرك الراعي الخلاف على حقيبتي الداخلية والعدل كما قالت اوساط القصر الجمهوري التي واكبها نائب التيار الوطني الحر زياد اسود بهجمات شخصية على الرئيس سعد الحريري لم توفر الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وتقول اوساط تيار المستقبل ان الضوء الاخضر لم يصل بعد للنائب جبران باسيل،الذي له اليد الطولى في النتائج.

وبين الخلافات شدد حزب الله بلسان كتلة الوفاء للمقاومة على إستعجال ولادة الحكومة.

ومن المعلوم ان الاجتماع الخامس عشر بين الرئيسين عون والحريري لم يتحدد موعده إلا عن طريق القول : انه بعد رأس السنة.

والكلام على ما بعد رأس السنة يعني الكلام على العشرين من كانون الثاني موعد تسلم الرئيس الاميركي جو بايدن الرئاسة مع ما يعني ذلك من استئناف التفاوض اللبناني-الاسرائيلي على الترسيم البحري، وسط احتدام الهجمات في المواقف ما بين واشنطن وطهران والتحذيرات التي يطلقها دونالد ترامب في آخر عهده.

اذن الليلة يولد المخلص لينشر السلام في الارض وبالفرح نبدأ رغم كل الظروف.

عاشق الكمان جهاد عقل يملاء فضاء ساحة ساسين بسحر انغامه مترجما عشق الحياة والميلاد والفرح عبر تلفزيون لبنان عشية الميلاد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

نه الأول، الحرية: حرية الوطن من أي احتلال أو وصاية، وحرية المواطنين، أفرادا وجماعات، بإبداء الرأي قولا وكتابة، وفق ما ينص عليه الدستور، وضمن دائرة القانون.

الركن الثاني، الشراكة: الشراكة الوطنية الكاملة والفعلية بين المسيحيين والمسلمين، حيث أن كل اللبنانيين سواء لدى القانون، وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية، ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دونما فرق بينهم. أما عندما تتكون ظروف الدولة المدنية، وفي طليعتها القانون الموحد للأحوال الشخصية، فلكل حادث حديث.

أما الركن الثالث من مثلث الصمود الجديد، فالإنتاج: الإنتاج الذي يتأتى من اقتصاد لا يشبه اقتصاد السنوات الثلاثين الماضية في سيئاته، بل يبقي الحسنات، ويعزز قطاعات الزراعة والصناعة والاقتصاد المعرفي والرقمي وسواها، ما يخلق فرص عمل، ويحد من الهجرة، ويحرر سعر الصرف من قيود الداخل، والاقتصاد برمته من أي ضغط خارجي، طالما صار الاتكال على الذات أكبر، والريع أقل.

بهذا الثلاثي، يصمد اللبنانيون في المئوية الثانية، لا بالكلام الفارغ والوعود التي لا تنتهي.

وفي ليلة عيد الميلاد المجيد 2020، أمنيتنا الأولى، أن نحافظ على الحرية التي انتزعناها عام 2005، والتي كلفت عقودا من الدماء والدموع، وأن نحميها من صراعات محاور الخارج، وإنعكاسها على لبنان.

أما أمنيتنا الثالثة، فالدفاع عن الشراكة، في مواجهة النوايا السيئة التي تتربص بها، والتي تتحين الفرص دوما للانقضاض عليها، بعدما تطلب تكريسها سنوات من النضال السياسي، الذي انتهى إلى رئاسة منبثقة عن بيئتها الطائفية والوطنية، وقانون انتخاب هو الأكثر تمثيلا منذ الطائف، وترجمة حق المنتشرين بالاقتراع من الخارج للمرة الأولى عمليا منذ تأسيس دولة لبنان الكبير، فضلا عن تشكيل حكومات متوازنة، تتمثل فيها المكونات وفق معايير واحدة. أما التذرع بالأزمة الاقتصادية والمالية لتغيير قواعد اللعبة، فغير قابل للصرف، إذ ليس ضرب الشراكة الوطنية شرطا للاصلاح، بل العكس، خصوصا أن الإصلاحيين الجدد يتحملون قبل سواها مسؤولية تاريخية تعود إلى عام 1992 على الأقل، عما وصلنا إليه في هذا المرحلة.

وليلة الميلاد 2020، أمنيتنا الثالثة أن نجعل من الإنتاج هدفا. إذ ليس المطلوب في ليلة ولادة المخلص أن نندب وضعنا وننعاه، بل أن نخلص أنفسنا ووطننا، بالعمل لتحويل أزمتنا الموروثة إلى فرصة للمستقبل، وهذا هو حبل النجاة الواحيد.

تقول الترنيمة، ليلة الميلاد يمحى البغض وتزهر الأرض.

ليت ميلاد 2020، يمحي ضغائن بعض اللبنانيين تجاه بعضهم الآخر، كي تزهر أرض لبنان من جديد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

ميلاد مجيد ... ما من لبناني إلا وكان يتمنى أن تكون الحكومة الجديدة " عيدية " العيد وأحسن معايدة لكن رياح العراقيل تجري بما لا تشتهي سفن التشكيل ... اما السيئ فليس أن الآمال بتشكيل الحكومة قد انهارت بل هذا الإنفجار الهائل في "الهجاء السياسي" بين قياديين في التيار الوطني الحر وقياديين في تيار المستقبل، إلى درجة بات معه السؤال مشروعا وهو: هل بالإمكان أن يتلاقى التيار بعد هجاء نبش القبور ونبش الملفات ؟

كيف انفجرت ؟ " مين فتح الردة " النائب زياد أسود الذي غرد نابشا الملفات منذ ربع قرن، فجاء في تغريدة له: " ... اول من حط البلد بالخراب المالي من ايام " جايي الربيع " تبع المرحوم بيك وفسادكم.ما تنسى حبيبي المعادلة و تاريخك و فشلك.هلق ايام عيد حل عنا".

تغريدة اسود عاجلها النائب سامي فتفت بتغريدة من العيار نفسه فقال: "لما بتسمع زعران عم يشتغلوا سياسة. ولما بتشوف بعض الغربان السود عم يتطاولوا حقدا على شخص بحجم رفيق الحريري. بتعرف حجم اللاوعي يلي عايشتو بعض الاطراف السياسية".

أما النائب السابق مصطفى علوش فصوب مباشرة على رئيس التيار جبران باسيل، وكذلك فعل النائب عثمان علم الدين.

علوش تحدث عن " فرقة المخربين التافهين بقيادة جبران باسيل" ما أدى الى احباط رجاء الناس بوقف الانهيار. ان ولي العهد باسيل مصر على وضع المسمار الأخير في نعش العهد المصاب بمرض الصهر".

النائب عثمان علم الدين أكمل الهجوم فخاطب باسيل قائلا: بما أنك تسلقت السياسة على اكتاف عمك وتعتبر التعطيل ثقافة لا بد منها للوصول. لذلك ما أجيز لعمك لن تحصل عليه وحتما لن يكتب لك ربع وزير في أي حكومة مقبلة.

بعد تبادل القصف السياسي والإعلامي بين التيارين، والذي كشف عن قلوب ملآنة وليس مجرد " رمانة تشكيل " يطرح السؤال: هل من مجال بعد اليوم للالتقاء بين بيت الوسط وقصر بعبدا؟ واستطرادا: ما مصير تشكيل الحكومة ؟ نحن عمليا أمام شبه معضلة: حكومة تصريف اعمال في النطاق الضيق لتصريف الاعمال، أي لا جلسات. رئيس مكلف لا يعتذر وخصوصا بعد السهام التي اصابته .. الإنعكاس لهذا الوضع هو الإنهيار: لا ثقة بتركيبة السلطة التنفيذية، لا أمل بسلطة تنفيذية في المدى المنظور، الأمور متروكة على غاربها لئلا نقول: " سارحة والرب راعيها".

وأما الشعب فيئن من جوع ومن عوز ومن مستقبل غامض ومن تزاحم الأسئلة في غياب الأجوبة، لأن لا أحد في الداخل يملكها، ومن يملكها في الخارج غير مستعجل .

ولأن الأمر كذلك فإن المعاناة تتضاعف، ولا سيما في ليلة الميلاد حيث الألم والاسى يحل محل الفرح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

اهتز الكرسي الرسولي، وكرسي بعبدا لا يزال يتأرجح قاب سقوط أو أدنى ويرسم زياحا أمنيا سياسيا بين عدلية وداخلية ولد المسيح هلولويا فيما الحكومة مصلوبة على أيادي تجار الهيكل السياسي ودعاة تمثيل رعية يسوع على الارض لكن بعضهم لا يعرف الله ولا يرحم الرعية، يزعم الحفاظ على الحقوق واتباع تعاليم الرب فيما باطنه يفوق يهوذا الإسخريوطي. وفي ليلة ميلاد المخلص .. لا الكرسي الرسولي هز ضمائرهم ولا رسالة راعي الأبرشية فتحت أسوار القصر وخلفها توارى رئيس الجمهورية فهو لن يشارك في قداس الميلاد متحسبا من كورونا وأخواتها ومسجلا سابقة في زمن الجوائح. اختار نزيل بعبدا وشركاؤه التباعد عن سيد بكركي غداة الطعنات التي وجهها مستشارون من سلالة وصفها المستقبل بالوطاويط وهولاء انقلبوا على مبادرة الراعي للخروج من الأزمة الحكومية ومن خلف تلك الطعنات نصبوا فخ السقوط في حفرة تفاؤل وقع فيها الرئيس المكلف سعد الحريري.

وعلى موت البلاد البطيء يطل عيد الميلاد وفي العيد يتنفس اللبنانيون من رئة مسؤولين عاثوا خرابا في بلد قال عنه بابا روما في رسالته اليوم إنه ذكر في الكتاب المقدس مرات عديدة وفي الرسالة استعاد البابا فرنسيس البطريرك الياس الحويك ليقول أنتم يا نواب الشعب الذين تعيشون نيابة عن الشعب أنتم ملزمون أن تسعوا وراء المصلحة العامة وقتكم ليس مكرسا لمصالحكم وشغلكم ليس لكم بل للدولة وللوطن الذي تمثلون. في الرسالة طالب البابا المجتمع الدولي بمساعدة لبنان على البقاء خارج الصراعات والتوترات الإقليمية وعلى الخروج من الأزمة الحادة وعلى التعافي. وعد البابا اللبنانيين بزيارة محبة فهل يبقى من يخبر البابا بما فعل السفهاء من السياسيين. وبإسناد من حاضرة الفاتيكان رفع البطريرك الراعي سقف العظة السياسية وفي رسالة الميلاد صرخة من قلب مدينة فجر مرفأها ونصف عاصمتها مدمر وقلوب أهالي ضحاياها باتت مغارة أحزان ومع كل ذلك ليس عندنا حكومة من دون أي مبرر سوى النيات الخبيثة التي تتسلل وتهدم وفي الأصل ما كانت هذه الأزمة الوجودية لتقع لولا سوء أداء هذه الجماعة السياسية منذ سنوات وصولا إلى اليوم فهي لم تفهم السياسة فنا لإدارة شؤون البلاد والشعب بل جعلته فنا لمصالحها ولتعطيل الحياة العامة والاستحقاقات الدستورية وإذلال الشعب وإفساد المؤسسات وإعاقة القضاء وضرب الاقتصاد والنقد وأمام هذا الواقع لا يسعنا القول سوى أن هذه الجماعة السياسية إنما تتولى إدارة دولة معادية وشعب عدو.

جاءت رسالة الراعي قاطعة كحد سيف المبادرة التي هشموها بالتعطيل والثلث الضامن ومعايير من وزن تيار حاصر الرئيس المكلف بهدف إرغامه على الاستسلام .

ومع كل اتهام بالتعطيل ينبري قصر بعبدا ليلا متسللا من الغرف المظلمة مسطرا بيانات نافية لجنس باسيل ورافعة عنه كل التهم لكأن مكتب الإعلام في القصر توكل عن رئيس التيار في جبهة دفاع تجعل من جبران ملاكا حارسا للتأليف .وآخر البيانات نفى ما بثته قناة "الجديد" عن دور مزعوم للنائب باسيل في "تعطيل" تأليف الحكومة مؤكدا أن عملية التشكيل تجري فقط بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. والجديد بدورها تقول لكم إن الناس لن تصدقنا إذا نشرنا الهلوسة الليلية التي تنتابكم في البيانات المحرفة للحقيقة.

والجديد لن تقتنع معكم .. كما أقنعتم سعد الحريري بترويج أنبائكم الكاذبة. واليوم فإن أربع عشرة جلسة كافية ليقتنع الحريري بأن جوقة القصر هي من يدير التأليف وأن لا أمل برئيس يؤدي دور الكومبارس وما على الحريري إلا أن يبقي قنوات التنسيق مفتوحة مع بكركي ومن على منبر الصرح يصارح اللبنانيين ويسمي الوطاويط بأسمائها والكنيسة القريبة بتشفي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

في ليلة الميلاد المجيد، دعاء الى الله ان يعيده على اللبنانيين بأمل الخلاص من درب الجلجلة الطويل.

ولكي نطاع سندعو اللبنانيين بالمستطاع، فالازمة الاقتصادية والسياسية معروفة ان حلها عند مفتعلها، اي الايادي الاميركية وادواتها المتجذرة في البنيان اللبناني لسنين، وما على اللبنانيين سوى الثبات في معركة عض الاصابع مع الجناة. اما ما هو بايديهم في ايام العيد وككل الايام، فهي السلامة الصحية ان التزموا بالارشادات والوقاية في زمن الاوبئة الفتاكة.

فاخطر المنغصين لهذه الاعياد – مع الازمة الاقتصادية – هي سلالات كورونا المطورة لنفسها أكثر من منظومات الفساد في لبنان..

في اخبار السياسة انتهى العام قبل ان ينتهي، وأقفلت ابوابه عن اي خير ممكن سياسيا او حكوميا او حتى اقتصاديا أو ماليا، وكل الملفات رحلت الى العام الجديد، على أمل ان يجد فيه اللبنانيون جديدا.

بكل اسف وقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الميلاد، مخاطبا من اسقطوا الوعود التي اعطوها له بشأن تشكيل الحكومة، فعاد التأليف الى نقطة الصفر كما قال.

اما قول المكتب السياسي لحركة أمل فكان التحذير من خطورة الركون إلى التعطيل والفراغ، فيما أملت كتلة الوفاء للمقاومة ان يتم التوصل الى تفاهم جدي وصريح حول تشكيل حكومة منتجة، مشيدة من جهة اخرى بانتاجية مجلس النواب من قوانين اقرها وكانت رسائل جادة للنهوض بالبلد في الاتجاه الصحيح.

بلد يرهقه النزوح الذي يعد الاضخم عالميا بالنسبة للمساحة وعدد السكان بحسب احصاءات عالمية، وهو نزوح مرعي ضمن سياسات احدى اذرعها رفض العودة ، يشاركها الحصار الاقتصادي والمالي، ومعهم الفساد المرعي لعقود، والتعطيل السياسي المطلوب..

اما مشغل الارهاب العالمي، الذي وزع العقوبات يمينا وشمالا لكل رافض للهيمنة الاميركية – تحت مسمى الارهاب، عاد اليوم ليثبت رعايته للارهاب، عبر العفو الذي اصدره دونالد ترامب عن ارهابيي شركة بلاك ووتر الاميركية الذين ارتكبوا مجزرة ساحة النسور في بغداد عام ألفين وسبعة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

ميلاد مجيد رغم كل شي . ايها المخلص في عيدك، الشعب السالك في الظلمة لن يرى نورك، لقد حجبت المنظومة المتحكمة بلبنان عنه هذه النعمة الإلهية، تماما كما تحجب عنه نور الكهرباء وعذب الماء وطعم الغذاء وفوائد الدواء وكبر السيادة وغار العزة والكرامة. ايها الطفل الإلهي أنت تعرف بأن شعب لبنان التائه الجائع، سيحرم السنة ايضا رؤية نجمة الخلاص المتلألئة فوق مغارتك ومزودك، لأن الهيرودوسات اللبنانيين قطعوا الطريق على المجوس وحولوا هداياهم الى مغاراتهم حيث يكدسون رزق الشعب وعرق جبينه. وتأكيدا ايها الرب المتأنسن على أننا لا نبالغ ، فقد نطق ممثلك على الأرض البابا فرنسيس، وممثل ممثلك في لبنان البطريرك الراعي، بما ينطق به الشعب، فذكرا في كلمتين استثنائيتين، ببلاغتهما وصدقهما، أهل المنظومة بكل ما لا يمثلونه ، بدءا من تنكرهم لقيم لبنان الضارب أرزه في عمق التاريخ رسوخا و شموخا، وصولا الى استنكافهم عن القيام بأبسط واجباتهم تجاه دولتهم وشعبهم ومسؤولياتهم الوطنية، لكن على من تقرآن رسالتيكما يا فرنسيس وبشارة؟ وهل تعلمان أنكما ربما اغضبتما رئيس الجمهورية ودفعتمانه الى مقاطعة قداس الميلاد في بكركي؟ يا أب الكثلكة ويا رأس الطائفة المارونية، وأنتما لا تنطقان إلا بما يفيد كل التنوع اللبناني، مع هذه الطغمة لا ينفع الكرز والوعظ وجلسات الكهرباء لإيقاظ الضمير، فعلى أمثالهم رفع السيد المسيح الصوت وضرب بالسوط وقلب على رؤوسهم خانات الصرافة والعرافة وطاولات بيع الحمام ، وطردهم من الهيكل، وهو يصرخ فيهم : " بيتي بيت للصلاة يدعى وقد جعلتموه مغارة للصوص "، وما الدولة غير هيكل مقدس لا تسند مسؤوليته إلا لكهنة مكرسين للخدمة العامة ورعاية الناس . مما تقدم يبدو واضحا ان مسار معظم اللبنانيين واصدقاء لبنان الكبار في العالم ، يسلك مسارا نقيضا للمسار الذي يسلكه أهل المنظومة . كيف لا وقد صم هؤلاء آذانهم عن صرخات الشعب المطالب بحكومة. أكثر من ذلك ، لاحظوا كيف تبدل خطابهم من منمق إيجابي مزين بضحكات صفراوية،الى خطاب ناري مخجل يستخدم فيه شتى أنواع الكلام السوقي والاتهامات بل الإخبارات. من هنا صار من الواضح أن لا حكومة، لا الآن ولا بعد بعد العيد ولا في مدى بعيد، والسلوى في انتظار ما بعد ترامب، ستكون في كيفية مصالحة كهنة هيكل الدولة المنهار.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 24 كانون الأول 2020

وطنية/الخميس 24 كانون الأول 2020

النهار

يُحكى عن تباينات داخل أحزاب مسيحية حيال عدم المشاركة في الحكومة، إذ إن ذلك سيعطي المسيحي الآخر دفعاً شعبياً عبر الخدمات من خلال وزرائه قبيل الانتخابات المقبلة بعد سنتين.

ما زالت المساعدات التي تأتي من بعض الدول والمغتربين اللبنانيين محصورةً بجمعيات موثوق بها، وسط استياء من تحصيل الدولة ضرائب ورسوم على بعضها إن في المرفأ أو في كل المعابر.

تردد ان الرائد المتقاعد رائد الجمل المحكوم بالسجن من قبل المحكمة العسكرية في ملف الرشاوى في الكلية الحربية أصبح خارج الأراضي اللبنانية وتحديدًا في الولايات المتحدة الأميركيّة.

الجمهورية

سئل زعيم سياسي عن علاقته بمسؤول كبير: فقال: الحمدلله على خلاف الى يوم الدين.

تؤكد أوساط حزبية أن لا مبادرة عربية تجاه لبنان سائلة: أين هم العرب؟

أكدت أوساط متابعة لملف التأليف أن الحكومة رُحّلت إلى آواخر كانون الثاني المقبل.

اللواء

يجزم مصدر وزاري على خط مشاورات التأليف المتحركة أن القطبة المعيقة، لتاريخه عقدة إقليمية دولية معروفة..

لوحظ انقطاع الاتصالات بين مرجعين، منذ نحو أسبوعين، غداة قرار ملتبس..

يواجه قاضٍ كبير إحراجاً فعلياً، على خلفية نقطة نظامية، يدرسها، وإن كانت تختلف عن سوابق متشابهة..

نداء الوطن

يردّد مسؤول في مجالسه أنّ نحو 11 مليار دولار دخلت الى لبنان منذ تشرين الأول ولغاية اليوم.

يؤكد نواب معنيون في لجنة الاشغال العامة أنها مصرّة على متابعة ملف الفيول من خلال جلسة ستعقد لهذه الغاية قبل نهاية العام.

قال رئيس كتلة نيابية إن حزبه أنهى الترتيبات اللوجستية لخوض الانتخابات النيابية المقبلة آخذاً بالاعتبار أي قانون انتخابي يمكن اعتماده.

الأنباء

يتولى عدد قليل جدا من نواب تكتل كبير الدفاع عن سياسات رئيس التكتل، فيما ينكفئ العدد الأكبر من باقي النواب عن الحديث.

تبين أن مسؤولاً رسمياً تراجع عن موقف كان أبلغه إلى مرجع روحي يقتضي بالموافقة على شخصية تختارها المرجعية.

البناء

قال سفير أوروبي يتابع المسار الحكومي إن المعنيين بالتشكيل كلما اقتربوا من اللحظة الحاسمة للقرار يتراجعون لأن التسوية الحكوميّة ستثير بوجه أحد طرفيها عاصفة احتجاجات في بيئته الطائفية والسياسية وفي وجه الطرف الآخر عاصفة في بيئته الطائفية والسياسية بالإضافة الى علاقاته الخارجية.

شكّل قرار إقفال الأجواء التونسيّة والجزائريّة بوجه الطائرة الإسرائيليّة التي حملت الوفود الأميركيّة والإسرائيليّة الى المغرب ضمن السياق التطبيعي سبباً لتوتر في العلاقات الأميركيّة التونسيّة والأميركيّة الجزائريّة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تهافت على فحوص كورونا: 20 وفاة و2708 إصابات جديدة

المدن/25 كانون الأول/2020

لليوم الثالث على التوالي، يرتفع عدد الفحوص المخبرية بشكل لافت منذ بداية الأزمة في شهر آذار الفائت، لتبين أن السبب مرده إلى تهافت المواطنين على إجراء الفحوص، إما لأن بعض المطاعم والملاهي فرضت على الزبائن فحوص موجبة للدخول إليها، أو لرغبة الاطمئنان من عدم الإصابة قبل تمضية العيد إلى جانب الأهل. وهذا استرعى انتباه مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة، موضحة أن النتيجة السالبة يجب أن لا تدفع المواطنين إلى الاستهتار بالإجراءات الوقائية المطلوبة خلال الاحتفال بالأعياد. وشددت على أن النتيجة المخبرية السالبة لا تعني أبداً خلو الشخص من الفيروس، لأن فترة الحضانة تصل إلى 14 يوماً، ولا تسمح للشخص بممارسة حياته الطبيعية كالمعتاد، في هذه الفترة، من سهر وتجمعات واختلاط وارتياد للمطاعم وغيرها. ودعت المسافرين القادمين إلى لبنان خلال هذه الفترة التشدد أكثر في الالتزام بالإجراءات الوقائية، لا سيما في ظل ظهور سلالة جديدة من كورونا في بعض الدول، محذرة من أن الإسراف في الفحوص سيترتب عليه تبعات سلبية، قد تنعكس على قدرة المختبرات لتلبية الحاجة الفعلية للفحوص في الفترة المقبلة.

إصابات اليوم

ومع استمرار الفحوص اليومية في الارتفاع، تحضيراً للاحتفال بالأعياد، تزايد عدد الإصابات بشكل غير مسبوق، وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 20 وفاة و2708 إصابات جديدة، يوم الخميس في 24 كانون الأول. وتوزّعت الإصابات الجديدة بين 2676 للمقيمين و32 إصابة للوافدين. ووصل العدد التراكمي للإصابات إلى 165933 إصابة، والوفيات إلى 1353، منذ اندلاع الأزمة. وبلغ عدد الفحوص اليومية 21277 فحصاً، مسجلاً رقم قياسياً في عدد الفحوص لليوم الثالث على التوالي. أما نسبة الفحوص الموجبة التراكمية فارتفعت من جديد، ووصلت إلى 13.3 في المئة اليوم.

ووفق تقرير وزارة الصحة ارتفع عدد المرضى في المستشفيات إلى 1034 حالة، بينها 413 في قسم العناية الفائقة، يحتاج 139 مريضاً منهم إلى أجهزة تنفس اصطناعي. هذا فيما سجل القطاع الصحي 12 حالة بين أفراده، ما رفع العدد التراكمي للإصابات في هذا القطاع إلى 1933 إصابة.

ثلاثة توائم

أعلنت مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل عن ولادة ثلاثة توائم، لأم مصابة بكورونا. وأكدت أن الأطفال بصحة جيدة في قسم العناية الفائقة لحديثي الولادة، ووالدتهم تخضع للعلاج في قسم كورونا.

إصابات في المناطق

سجل التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار حالتي وفاة و90 إصابة جديدة، يضاف إليها 16 إصابة في بلدة ديردلوم زوق المقشرين العكارية.  من ناحيتها، أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا تسجيل 55 حالة جديدة. وحيال هذا الارتفاع المقلق في الإصابات في زغرتا، أصدر محافظ لبنان الشمالي، القاضي رمزي نهرا، قراراً قضى بإلغاء كل الاحتفالات الدينية الخاصة بقداس عيد الميلاد في مدينة زغرتا، والتشدد باتخاذ الاجراءات الوقائية في احتفالات قداس عيد الميلاد في باقي البلديات في القضاء. ومنع التجمعات في الأماكن العامة على اختلافها. والتشدد بمنع اقامة الاحتفالات في المطاعم والمقاهي ضمن قضاء زغرتا – الزاوية. وفي تطور لافت ارتفعت الإصابات في قضاء الكورة بشكل كبير. وأعلنت لجنة إدارة الأزمات عن تسجيل 58 حالة جديدة. علماً أن هذا القضاء لم يسجل منذ اندلاع الأزمة أكثر من عشرين إصابة في اليوم الواحد. وشمالاً أيضاً، أعلنت خلية الأزمة في بلدية مركبتا ـ المنية تسجيل 4 إصابات جديدة.  

 

وفود عسكرية غربية: الجيش اللبناني آخر مؤسسات الدولة

المدن/24 كانون الأول 2020

في موازاة الاهتمام السياسي الأوروبي بالملف اللبناني، يبرز اهتمام عسكري أيضاً. زيارات عسكرية لمسؤولين عسكريين أوروبيين إلى لبنان، لقاءات مع قيادة الجيش، وتأكيد على أهمية العلاقة مع المؤسسة العسكرية. تلك المؤسسة التي تنظر إليها الدول مجتمعة على أنها الكيان الوحيد المتبقي، والذي يمكن الرهان عليه، والتنسيق معه في لبنان. منذ تفجير مرفأ بيروت، بدأ يتجلى التعاطي مع الجيش اللبناني بأنه آخر المؤسسات التي تمثل الدولة اللبنانية، فأوكلت إليه مهام توزيع المساعدات. تجمع كل الدول الغربية على أهمية الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني في لبنان، منذ ثورة 17 تشرين، ورفضه الانخراط في الحسابات السياسية، واستخدام القوة ضد المتظاهرين. وهذه كانت محطة أساسية من محطات رفع منسوب ثقة المجتمع الدولي بالجيش. هذا الاهتمام ينعكس في الزيارات التي يجريها مسؤولون عسكريون غربيون إلى لبنان، واللقاءات التي يعقدونها مع المؤسسة العسكرية. بالإضافة إلى تقديم الوعود باستمرار توفير الدعم لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، وتنعكس على الجيش بضباطه وجنوده. في اليومين الماضيين، زار رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرنسوا لوكوانتر لبنان، والتقى قائد الجيش جوزيف عون. كذلك زار رئيس أركان الدفاع الإيطالي انزو فيشياريللي لبنان، وأكد وقوف إيطاليا إلى جانب الجيش اللبناني، معرباً عن أمله في تعزيز التعاون المشترك، وعن إيلاء الجيش اللبناني الاهتمام في اطار دعم الدولة الإيطالية للبنان، والتي يؤكد مسؤولوها أن المؤسسة العسكرية في لبنان هي في قلبهم. تصف دول عديدة الجيش اللبناني بأنه صمام أمان للبنان، رئيس أركان الجيوش الفرنسية أكد الوقوف الدائم والمستمر لفرنسا إلى جانبه، ومده بالدعم اللازم. لذا، فإن التعويل الأساسي هو على الجيش اللبناني ودوره في هذا الوقت الصعب من تاريخ لبنان. الزائر الفرنسي أكد استمرار دعم الدولة الفرنسية للمؤسسة العسكرية، في ظل التجاذبات السياسية القائمة، التي لا تراعي حساسية المرحلة البالغة الدقة التي يمر فيها لبنان. وتعول فرنسا على دور الجيش في هذه المرحلة بالذات. ومن هذا المنطلق، أثار لوكوانتر الموقف الفرنسي الذي يشدد على أهمية المحافظة على استقرار لبنان، وترى تحديداً أن المؤسسة العسكرية تمثّل العنصر الأساسي لهذا الاستقرار، كونها ملتزمة إعلاء مصلحة الوطن على أي مصالح سياسية أخرى.

وكشف لوكوانتر خلال لقائه العماد جوزيف عون عن مساعدات مالية وعينية للجيش اللبناني، متناولاً القرار الاستراتيجي لبلاده في اعتبار الجيش اللبناني العمود الفقري الحقيقي للبلد. لذا، فإن دعم القائد عون يعتبر دعماً لمصالح الوطن والشعب اللبناني على حد سواء.

 

السلاح خط أحمر يطيح حوار “التيار” – “الحزب” قبل انطلاقه!

وكالة الانباء المركزية/24 كانون الأول 2020

لم يعد خافيا على أحد أن الوضع السياسي بين التيار الوطني الحر وحزب الله ليس في أفضل أحواله. ذلك أن اختلافات كبيرة في وجهات النظر بين الجانبين طفت إلى السطح السياسي في الفترة الأخيرة، وإن كانت لم تؤد حتى اللحظة إلى فرط عقد تفاهم مار مخايل نهائيا في الشكل على الأقل. على أن الأهم يكمن في أن الحزبين المعنيين سارعا إلى تأكيد رغبتهما في فتح ما يمكن اعتباره حوارا صريحا حول نقاط الاختلاف، حتى لا ينفجر إلى العلن الخلاف الكبير، في مرحلة شديدة الدقة والحساسية من عهد رئيس الجمهورية ميشال عون. وفي وقت بادر الطرفان إلى تشكيل لجنة ثنائية لإطلاق مسار هذا الحوار، أبدت مصادر سياسية عبر “المركزية” تخوفها من أن تكون هذه الطاولة الحوارية، إذا ما عقدت فعلا، مجرد محاولة لامتصاص الغضب الشعبي الذي انفجر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تؤدي إلى خروق جوهرية تعيد وضع تفاهم مار مخايل على السكة الصحيحة. وفي هذا الإطار، ذكّرت المصادر بالمعلومات الصحافية التي تحدثت أخيرا عن لقاء عقد قبل أيام بين رئيس التيار النائب جبران باسيل والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، بدا وكأنه الخطوة الضرورية لتعبيد الطريق أمام حوار وضع النقاط على الحروف. غير أن المصادر أعربت عن اعتقادها بأن البحث بين باسيل ونصرالله تطرق إلى نقاط حساسة، بينها عدم المس بما سبق واتفق عليه الحزب والتيار، وعدم مقاربة ملف السلاح، وتأكيد دور “المقاومة” في الدفاع عن الكيان اللبناني. انطلاقا من هذه النقاط، اعتبرت المصادر أن حوار الحلفاء المرتقب على خط الضاحية – ميرنا الشالوحي قد يكون مفخخا بألغام الفشل المسبق، ما دام أحد من المعنيين به لا يجرؤ على مقاربة ملف خطير وكبير بحجم سلاح المقاومة، في وقت لم يخف باسيل تذمره، كما شكوى مناصري التيار، من الفشل في تحقيق هدف بناء الدولة، وهو الذي كان اعتبر في حديثه إلى صحيفة “لوريان لوجور” قبل أسبوعين أن “بناء الدولة بالنسبة إلينا هو كالمقاومة بالنسبة إلى حزب الله”، معترفا بأن التفاهم بين الطرفين بات في حاجة إلى مراجعة جدية، من دون أن يعني ذلك التخلي عنه في أي شكل من الأشكال. أما في معرض تحليل أسباب حرص الحزب على عدم فتح مجال البحث في سلاحه، فتعدد المصادر عوامل كثيرة أولها حرصه على التمسك بترسانته مستفيدا من الغطاء الشرعي الذي ناله من الحكومات اللبنانية المتعاقبة وبياناتها الوزارية المنمقة، إضافة إلى قطع الطريق على أي حوار تكون الاستراتيجية الدفاعية المنتظرة على رأس جدول أعماله، إلى جانب الاحتفاظ بالقدرة على رسم المعادلات السياسية وفرضها وقلبها في اللحظات الساخنة. ولا تفوّت المصادر فرصة الاشارة إلى أن الأهم يكمن في أن الحزب قد يسعى جاهدا إلى الحفاظ على علاقة “طبيعية” مع التيار، في وقت يبدو حليفه المسيحي الآخر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على طريق التغريد بعيدا من سرب الضاحية، بدليل المواقف الكبيرة التي أطلقها في حلقته التلفزيونية الأخيرة، خصوصا في ما يتعلق بتشديده على حصر السلاح في يد الدولة. كلها إذا أمور لا تدعو، في نظر المصادر، إلى تعليق آمال كبيرة على أي حوار بين التيار وحزب الله.

 

“الحرس القديم” في “التيار” ينتفض ضد باسيل

محمد شقير/الشرق الاوسط/24 كانون الأول 2020

يشكل انعقاد المؤتمر التأسيسي للناشطين المنتمين إلى «الحرس القديم» في «التيار الوطني الحر» الذين كانوا غادروا مواقعهم السياسية فيه، أول خطوة على طريق التصدي للمنظومة السياسية والتخلص منها في الإعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، لإعادة إنتاج السلطة، انطلاقاً من تقديرهم أن هذه المنظومة أوصلت البلد إلى الإفلاس على كافة المستويات، ولم يعد من جدوى للرهان عليها. ويقول مصدر فاعل في «الحرس القديم» بأن معارضتهم تتجاوز رئيس «التيار» النائب جبران باسيل إلى شركائه في المنظومة السياسية التي لم تعد قادرة على توفير الحد الأدنى من الحلول، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن المسؤولية تقع على باسيل أسوة بغيره في هذه المنظومة التي انتفض عليها السواد الأعظم من اللبنانيين منذ أكثر من سنة، مطالبين بالتغيير الذي لن يتحقق إلا بإصلاح النظام السياسي. ويؤكد: «إننا لا نتنكر لتاريخنا السياسي طوال فترات النضال في صفوف (التيار الوطني) وكنا جزءاً منه، ولم يكن خروجنا من التنظيم لأسباب شخصية وإنما سياسية بامتياز، بعد أن تفاقمت المشكلة مع باسيل الذي التحق بالمنظومة السياسية التي أُصيبت بأعطال دائمة، وباتت غير قادرة على الاستجابة لمطالب اللبنانيين الذين انتفضوا في 17 تشرين الأول 2019». ويلفت المصدر نفسه إلى أن «كل مرحلة من المراحل السياسية كانت تتطلب منا إجراء مراجعة نقدية وصولاً إلى تنقية توجهاتنا من الشوائب، وهذا ما لم يحصل، رغم أننا ارتأينا بادئ ذي بدء أن يأتي التغيير من داخل (التيار الوطني)» ويقول: «نحن كنا السباقين في دعوتنا لإعادة النظر في الأداء؛ لكننا لم نلقَ أي تجاوب لجهة ضرورة وضع خطة سياسية اقتصادية شاملة تأخذ بعين الاعتبار مواجهة التحديات؛ خصوصاً أننا كنا نتوقع انهيار البلد». ويرى أن «التيار الوطني كان بأمس الحاجة لتقويم تجربتنا السياسية لتحديد أين أصبنا وأين أخطأنا، في ضوء توصلنا إلى ورقة تفاهم مع حزب الله، كنا نأمل السعي لتعميمها على الآخرين». ويسأل عن الأسباب التي حالت دون إعادة النظر في بعض بنودها، رغم أن هذا الأمر لا يزال مطروحاً، ويبقى الحديث عن الملاحظات في العموميات. ويسأل المصدر نفسه: «لماذا تدهورت العلاقة مع تيار المستقبل بعد الاتفاق على التسوية السياسية التي سبقت انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية؟»، ويقول: «إن هذا السؤال ينسحب على حزب القوات اللبنانية في ضوء الإطاحة بإعلان معراب». ويقول بأن «الرئيس عون يتحمل مسؤولية في مكان ما حيال ما أصاب التيار الوطني من أعطال بغياب المحاسبة، ويحمِّل الفريق الاستشاري المحيط به مسؤولية حيال استمرارها؛ خصوصاً بعد أن أصبح عبئاً عليه، وكان يُفترض أن يعاونه بدلاً من أن يعطبه سياسياً».

ويوضح أن الذين تداعوا للقاء الذي عُقد أخيراً يسعون لإعادة «التيار الوطني» إلى خطه التاريخي، ويؤكد أن التنسيق قائم مع النائب شامل روكز وآخرين، ويؤكد أن ابنتَي رئيس الجمهورية كلودين عون روكز، وميراي عون الهاشم، معنا في الفكر. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن ما يسمى «الحرس القديم» لا يزال يتمتع بحضور داخل «التيار الوطني»، وتحديداً في بلاد الاغتراب، وهم على تواصل مع المنسقيات في كبرى الدول التي تحتضن المغتربين اللبنانيين. وعليه، فإن «الحرس القديم» ماضٍ في انتفاضته ضد باسيل، ويأخذ على رئيس الجمهورية عدم تدخله في الوقت المناسب لإعادة إصلاح ذات البين داخل «التيار الوطني» من جهة، ولقطع الطريق على صهره الذي يتمادى في استغلال نفوذه وبات يتصرف على أنه رئيس الظل من جهة أخرى، ما أقحم «العهد القوي» في اشتباكات سياسية متنقلة، شملت جميع الأطراف باستثناء حليفه «حزب الله». لذلك لم يبقَ من خطوط دفاعية لدى عون، ومن خلاله باسيل، تتولى الوقوف إلى جانبه وترد عنه الضربات السياسية سوى «حزب الله»، وهذا ما بات يشكل له إحراجاً على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع أن الحزب يعد للعشرة قبل أن ينخرط في معركة تستهدف حليفه الآخر، أي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأكبر مثال على ذلك معارضته لادعاء المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي فادي صوان، على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين، واصفاً إياه بالاستهداف السياسي. وبكلام آخر، فإن الحزب لا يغطي المحاولات الرامية لاستهداف بري، أكانت من عون أو باسيل الذي يتصرف على أنه وريثه السياسي، وبغطاء مباشر منه؛ خصوصاً أنه صاحب الحل والربط في نقاط الخلاف، وآخرها تشكيل الحكومة الجديدة.

 

لبنان أبرز أوراق إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة

وكالة الانباء المركزية/24 كانون الأول 2020

“لقد رحل ترمب ونحن وجيراننا باقون”. بهذه الرسالة بالعربية توجّه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى دول الجوار بعد خسارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب السباق الرئاسي امام المرشّح الديمقراطي جو بايدن، داعيا “جيران” بلاده إلى التعاون من اجل تحقيق المصالح المشتركة.

لا شك ان مسارعة ظريف للتحدّث بالعربية الى جيران بلده عقب خسارة ابرز حليف لهم واجه تمدد المشروع الايراني في المنطقة يُفسّر على ان طهران ترغب بتسوية علاقتها مع جيرانها بعد رحيل من يُفترض انه كان وراء قطعها بعد ان ذهب بعيدا في المواجهة معها عقب اعلان خروجه من الاتفاق النووي وتشديد سياسة العقوبات عليها. لكن عن اي تعاون يتحدّث ظريف ومسؤول ايراني سابق “جاهر” علنا بسيطرة طهران على اربع عواصم عربية وهي تدعم تنظيمات مسلّحة وجهات حزبية في هذه العواصم على حساب الدولة ومؤسساتها الشرعية؟ تسأل اوساط دبلوماسية غربية عبر “المركزية”.

وبما ان حزب الله هو احد ابرز الاذرع العسكرية التابعة لإيران واقواها تأثيرا على إحدى هذه العواصم العربية الاربعة، فإن إمساك طهران بورقة لبنان يتقدّم على باقي اوراق تلك العواصم، وبالتالي فإن ورقة لبنان ستكون الابرز على طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة.

وعليه، كشفت الاوساط الدبلوماسية ان “ايران، وبعد فوز الرئيس جو بايدن وخسارة دونالد ترامب، باتت تتمسّك بورقة لبنان اكثر من قبل لاستخدامها في المفاوضات مع الادارة الجديدة”. من هنا، اعتبرت ان “ايران ستفاوض واشنطن نوويا عبر ورقة لبنان. كيف؟ ربما من خلال استحقاق الحكومة. صحيح ان المشاورات الحكومية قد تُفضي الى تصاعد الدخان الابيض فتولد الحكومة المُنتظرة برئاسة الرئيس سعد الحريري، لكن متى دقّت ساعة المفاوضات فإن حكومة لبنان ستدخل لعبة المساومة الايرانية. فكلما شعرت طهران بأن المفاوضات “النووية” تسير عكس ما ترغب قد تشهر ورقة لبنان فتُطيّر حكومة الرئيس الحريري اما عبر الشارع او انسحاب وزراء الثنائي الشيعي وفريق العهد حتى لو كانوا تحت صفة “المستقلّين”، فتذهب إما نحو تشكيل حكومة شبيهة بمواصفات حكومة حسّان دياب او تُبقي على الفراغ الحكومي”. ولفتت الى “ان قوى الثامن من اذار، وتحديداً حزب الله، لا تُحبّذ اصلاً تشكيل حكومة بالمواصفات التي يُنادي بها الرئيس الحريري. فهي ترفض كل تعاون مع الجهات المانحة والمنظمات الدولية من البنك الدولي الى صندوق النقد، لأنها تعلم انها تتحرّك بتوجيهات اميركية وهو ما يتناقض مع مصالحها، كما انها تتجاهل تنفيذ توصيات دول مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان، لإدراكها سلفاً انها ستؤدي الى تقليص حجم نفوذها وقبضتها على القرار في لبنان. لذلك ستمنع اي عملية اصلاح تحت حجج وأسباب عديدة”. على اي حال، وبانتظار ان يستلم الرئيس بايدن مقاليد السلطة ويُشكل فريق عمل خاص لكل ملف، شددت الاوساط على “ان لبنان ليس على سلّم الاولويات الدولية او الاقليمية بل الملف الايراني النووي، ومسار التطبيع مع اسرائيل. ولا يبقى امام المسؤولين اللبنانيين اليوم سوى الالتفاف حول المبادرة الفرنسية، لأنها الفرصة الانقاذية الاخيرة من اجل تمرير الوقت الضائع دولياً واقليمياً بأقل الخسائر الممكنة، والا سيكون مصير لبنان الزوال كما حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان منذ اشهر”.

 

ماذا لو علّق البنك الدولي تمويله لوزارة الصحة بسبب خدمة "حزب الله"؟/"القمصان البيض" توثّق فضائح حمد حسن

نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

لم تمرّ فضيحة توزيع السقوف المالية للمستشفيات والتي كشفت عنها "نداء الوطن" مرور الكرام على الجسم الطبّي، تلك الفضيحة التي كان بطلها وزير الصحة حمد حسن وحكومة الرئيس حسان دياب قبل ساعات من إستقالتها، ما كشف حجم الهدر والفساد والمحاسيب في إدارة الوزارات وخصوصاً التي يسيطر عليها "حزب الله". لم يجد الجسم الطبي أي تفسير علمي لما قام به حسن وكيف أن جميع الوزراء غطّوا ووافقوا على إقتراح رفع السقوف الذي قدّمه حسن على طريقة "التهريبة"، بعد علم "حزب الله" أن حكومة دياب ستستقيل، فكانت الفضيحة الكبرى برفع السقوف المالية التي تدور في فلك "الحزب" بينما حُرمت بقية المستشفيات من حقها الطبيعي في الزيادة، خصوصاً أن مستشفيات العاصمة تضررت جراء الإنفجار ولم تنل حقها لأنها لا تنال رضى "الحزب". ويؤكّد الجسم الطبي أنه لا يمكن السكوت عما فعله حسن من كيدية واستنسابية، فالأمر واضح وضوح الشمس، وتوزيع موارد الدولة بشكل غير عادل يدل على كيفية إدارة الدولة من قبل من ينتمي إلى "حزب الله" ما قدّ يُعرّض القطاع الصحي لعقوبات ويمنع عنه المساعدات.

وفي هذا الإطار، عقد مجلس القمصان البيض مؤتمراً صحافياً للإضاءة على الفساد وسوء الإدارة في القطاع الصحي. وأضاء المؤتمر على ما كشفته "نداء الوطن" حيث لفت إلى تسلّم ثلاثة مستشفيات كبرى مبالغ مالية غير عادلة من وزارة الصحة بعكس مستشفيات حزبية أخرى، بحيث أن هذه المستشفيات الكبرى استقبلت الكمّ الأكبر من مرضى "كورونا" وجرحى انفجار المرفأ.

وقال الدكتور هادي مراد: "ما حصل هو استخدام أموال الدولة لخدمة مؤسسات حزبية من كيس الشعب"، مضيفاً: "وزير الصحة قال انه اعتمد سقوفاً مالية لاعطاء المستشفيات، لكنه فعلاً لم يطبق اي قواعد علمية، وليس منطقياً اعطاء مستشفى حصة الأسد بالرغم من عدم الضغط عليه كما المستشفيات الجامعية".

والتخوّف لا ينبع فقط من هدر الأموال المخصصة للقطاع الصحي، بل وصل إلى حدّ الخوف من نظرة المجتمع الدولي للبنان في هذا المجال، وقد قال الدكتور مراد في هذا السياق: "عام 2018 حصلنا على قرض 120 مليون دولار من البنك الدولي للقطاع الصحي، والوزير الحالي طلب استثنائياً الإستعانة بـ40 مليون دولار لكنها لم تُصرف على المستلزمات الطبية، وتبين في ما بعد أن مستشاري الوزير يديرون الصرف من هذا القرض، واذا علّق البنك الدولي تمويله بسبب خدمة الحزب، ما هي خطة الوزير؟". وأضاف مراد: "البنك الإسلامي أيضاً أعطى قرضاً عام 2018 للقطاع الصحي لكنه لا يزال عالقاً بسبب سوء الإدارة". ولا يقف الهدر على ما فعله حسن بالنسبة للسقف المالي، بل يصل إلى قضية الدعم والذي يُهرّب قسم منه إلى سوريا، وفي السياق قال الدكتور فادي حداد: "من غير المقبول عدم ايجاد آلية واضحة لترشيد الدعم حول الادوية وكل ما يقال هو حلول غير انقاذية، فالمواطن اللبناني يعاني من ازمات عدة ولا ينقصه المزيد من الازمات". وتابع: "الحل بالنسبة للقمصان البيض هو اولاً دعم الصناعة الوطنية ثم الوصفة الموحدة ثم تنفيذ الشفافية، بدلاً من المحاصصة ولا سيما في القطاع الصحي".

وذكر حداد اننا "بحاجة الى كفاءة مميزة لادارة الازمة الاستشفائية والى شفافية أولاً واخيراً".

 

كباش "الحصص" مستمر إلى الـ2021/"عيدية" التأليف: "وطاويط" و"غرف سوداء"!

نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

بنمطية مملّة ونغمة ممجوجة تعيد تكرار الأسطوانة المقيتة نفسها مع كل استحقاق حكومي، تتواصل مسرحية التأليف فصولاً على متن "التايتانيك" اللبنانية، وتواصل أوركسترا السلطة الضرب على وتر المحاصصة تحت قيادة مايسترو حاكم متمرّس في العزف الشاذ من خارج "نوتة" الدستور في عملية تشكيل الحكومات، على إيقاع يعلي المصالح الشخصية والسياسية على مصير البلد وأبنائه. وما كان اللبنانيون ينتظرونه من عيدية موعودة عشية الميلاد، أتتهم بالأمس على شكل "مفرقعات نارية" تقاذفتها مصادر بيت الوسط وقصر بعبدا لتتحول تحت وطأتها "العيدية" من مناسبة لتبادل التهاني بالتأليف إلى تبادل للاتهامات بالعرقلة بين "وطاويط القصر" و"الغرف السوداء". وإثر اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ساد تراشق كلامي من العيار الثقيل على جبهتي الطرفين، يؤكد اتساع رقعة الاختلاف في التوجهات بينهما حيال التشكيلة الوزارية، لتكون النتيجة مزيداً من احتدام كباش الحصص على الحقائب الوزارية والتسليم باستمرار هذا الكباش إلى العام المقبل بما يعنيه ذلك من ترحيل قاتل للمعالجات الملحّة المطلوبة من حكومة الاختصاصيين العتيدة.

وفي هذا الإطار، بعد إعلان الرئيس المكلف من قصر بعبدا عن استمرار البحث بـ"إيجابية" مع رئيس الجمهورية في سبل استيلاد الحكومة، بدت لافتة للانتباه مسارعة دوائر الرئاسة الأولى إلى تبديد الأجواء الإيجابية في مسار التأليف عبر تسريبات تؤكد عدم الاتفاق على التشكيلة المقترحة من الرئيس المكلف مع اتهامه بمحاولة الاستئثار بحقيبتي العدل والداخلية مقابل إصرار عون على أن تكونا من حصته الوزارية إلى جانب وزارة الدفاع، الأمر الذي أخرج "بيت الوسط" عن طوره فرد عبر مصادره بالكشف عن أنّ "الأجواء الإيجابية التي عكسها الرئيس المكلف في كلامه إنما كانت بطلب مباشر من رئيس الجمهورية الذي تمنى عليه التصريح بوجود إيجابيات"، معتبرةً أنّ "وطاويط القصر تحركت ليلاً لتعكير الجو والإعداد لجولة جديدة من التعقيدات على جري عادتها منذ التكليف"، ومنبهة من "محاولات تزوير الحقائق التي يمارسها بعض المحيطين والمستشارين والمتخصصين بفتاوى التعطيل السياسي والدستوري".

وإذ لخّص مصدر مواكب للمفاوضات الحكومية أجواء اللقاء رقم 14 في قصر بعبدا بعبارة "عون لا يزال متمسكاً بمعايير باسيل"، كاشفاً أنّ الأخير يُصرّ عبر رئيس الجمهورية على إسناد حقيبة الداخلية إلى شخص حزبي في "التيار الوطني الحر"، وإسناد حقيبة العدل لشخصية "على صورة سليم جريصاتي"، عادت مصادر الرئاسة الأولى إلى تعميم أجواء مفادها أنّ رئيس الجمهورية رفض تشكيلة الحريري لأنها تفتقر إلى "المعايير الواحدة"، متهمةً الرئيس المكلف بأنه يتصرّف في تشكيل الحكومة على قاعدة "One Man Show" ويتمسك بوزارتي الداخلية والعدل. وأضافت في ردها على مصادر "بيت الوسط": "لا وطاويط في قصر بعبدا ولا غرف سوداء، في حين أن الغرف السوداء موجودة لخدمة الراغبين في تعكير الاستقرار السياسي في البلاد وعرقلة تشكيل الحكومة واسقاط التوازن الوطني والمعايير الواحدة عنها".

وفي المعطيات التي رشحت عن اجتماع بعبدا أمس، أنّ الرئيس المكلف لم يحمل جديداً يرضي تطلعات رئيس الجمهورية في إعادة توزيع الحقائب السيادية واستبدال بعض التسميات الاختصاصية بشخصيات ذات ميول سياسية "بغية ضمان تحصين الحكومة" بحسب ما يشدد عون، غير أنّ الحريري بقي على موقفه لناحية شكل الحكومة وطبيعتها التخصصية بناءً على موجبات المبادرة الفرنسية التي تنصّ حرفياً على وجوب اختيار وزراء من أهل الاختصاص والكفاءة من غير الحزبيين والسياسيين.

وإزاء عودة الأمور إلى المربع الأول بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، تترقب الأوساط المتابعة ما سيكون عليه موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي حيال مستجدات الملف الحكومي، متوقعة غداة النكسة التي أصابت مساعيه لتقريب وجهات النظر الحكومية أن تحمل عظة عيد الميلاد التي سيلقيها صبيحة العيد، بحضور عون، معاني بالغة الدلالة والوضوح في سياق لا يخلو من توبيخ صريح للمسؤولين على استمرارهم في لعبة المغامرة بمصير الكيان لحسابات شخصية ضيقة لا تقيم وزناً لاحتياجات الناس ولا تتعامل بما تفرضه المسؤولية الوطنية من مسارعة إلى تشكيل حكومة إنقاذية تبدأ بوضع المعالجات المطلوبة للأزمة موضع التنفيذ بالتعاون مع فرنسا والمجتمع الدولي.

 

عون يُخطط للبقاء في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته

بيروت- “السياسة” /الخميس 24 كانون الأول 2020

 حذرت مصادر بارزة في قوى المعارضة من سعي جدي لدى “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لإصدار فتوى دستورية تعطي رئيس الجمهورية ميشال عون الحق بالبقاء في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته الدستورية في حال لم تجر الانتخابات الرئاسية في موعدها، كاشفة أن دراسة دستورية يجري العمل عليها من قبل المستشار الرئاسي سليم جريصاتي في هذا السياق، توفر الغطاء القانون لعون للبقاء في رئاسة الجمهورية، على غرار بقية الرئاسات، تفادياً لحصول فراغ في رئاسة الجمهورية إذا لم يحصل توافق على رئيس الجمهورية الجديد. وأشارت المصادر لـ”السياسة”، إلى أن التيار “العوني” يضغط لكي تكون له اليد الطولى في الحكومة الجديدة، من خلال الحصول على الثلث المعطل بالدرجة الأولى، باعتبار أن هذه الحكومة قد تبقى إلى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، ما سيجعلها حكومة الفراغ الرئاسي، وبالتالي من مصلحة هذا الفريق أن يمسك بقرارها خدمة لمصالحه مع حلفائه، خاصة وأن هذا الفريق سيمنع انتخاب رئيس للجمهورية لا يماشي سياسته، بعد استبعاد انتخاب رئيس “الوطني الحر” النائب جبران باسيل، نتيجة العقوبات الأميركية التي فرضت ضده. ومن المتوقع وفقاً لما تقوله المصادر، أن يواجه هذا المشروع “العوني” برفض واسع من قبل قوى سياسية أساسية كالرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، إضافة إلى مجموعات سياسية أخرى لن تقف مكتوفة الأيدي، تجاه أي توجه من هذا القبيل، قد يسمح لرئيس الجمهورية بعدم ترك القصر الجمهوري بعد انتهاء مدة رئاسته في تشرين الأول 2022.

 

“المستقبل”: باسيل مُصرّ على وضع المسمار الأخير في نعش العهد والراعي مُستاء من إفشال مساعيه

بيروت – “السياسة”/الخميس 24 كانون الأول 2020

حمّلت مصادر بارزة في تيار”المستقبل” العهد وحلفاءه مسؤولية إفشال مساعي الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة اختصاصيين، مشددة لـ”السياسة”، على أن هذا الفريق لا يريد أبداً حكومة من هذا النوع، وإنما يسعى لأن تكون الحكومة سياسية بالدرجة الأولى، لكي يتمكن من الإمساك بالثلث المعطل الذي يشكل جوهر المسألة، مشيرةً إلى أن الرئيس المكلف متمسك بوزارة الداخلية، ولن يسلم الوزارات الأمنية لنفس الفريق. وكشفت مصادر في “المستقبل” أن باسيل مصرّ على وضع المسمار الأخير في نعش العهد، وقالت أن الرئيس المكلف قدم كل التسهيلات، لكنهم كانوا دائماً يطالبونه بالمزيد، وهو أمر لا يمكن تحمله، ولا بد لفريق العهد أن يقدم ما عليه، وكفى مراوغة وتسويفاً، لأن ذلك لن يقود إلى شيء وسيبقي الوضع على ما هو عليه من التأزم والتعقيد، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون يريد وزارات الدفاع والداخلية والعدل والطاقة، إضافة إلى وزارات أخرى، ما سيمكنه من الإمساك بالثلث المعطل، وهو أمر بالغ الخطورة لن يسمح به الرئيس الحريري مطلقاً، في وقت اتهمت مصادر الرئاسة الأولى الرئيس المكلف بأنه يحاول مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية في التأليف، وأنه يريد تسمية الوزراء دون مشاركة الرئيس عون، خلافاً لما يقوله الدستور. توازياً، عبرت أوساط قريبة من البطريركية المارونية لـ”السياسة”، عن “استياء كبير للفشل الذريع في ولادة الحكومة، والذي يتحمل مسؤوليته المعنيون المباشرون بالتأليف”، مشددة على أنه “مرة جديدة يخذل المسؤولون شعبهم، ويضعون مصالحهم مكان مصلحة اللبنانيين الذين يعانون ظروفاً بالغة السلبية، تستوجب تأليف حكومة في أسرع للوقت للخروج من هذا المأزق الذي ينذر بعواقب وخيمة لا قدرة لأحد على تحملها”. وقد أسف البطريرك بشارة الراعي، في رسالة الميلاد، “لسقوط الوعود التي أعطيت لنا وعادت التشكيلة إلى نقطة الصفر”، وقال: “أيها السياسيون فكوا حصار الحكومة عن الصراعات الخارجية، وحبذا لو يبادر المعنيون إلى مصارحة الشعب عن تأليف الحكومة فمن حق المواطن ان يعرف”، مضيفاً: “مسؤولياتنا دفعتنا إلى القيام بمبادرة لحث المسؤولين على تشكيل حكومة سريعا، رغم النوايا الخفية لإعاقة التشكيل وكنا نراهن على الضمير عند المسؤولين وكان المبدأ ألا يتحكم أي طرف بالمساواة بين الطوائف”. ولفت إلى “أننا نريد حكومة اختصاص محصنة في وجه التسييس تعيد لبنان إلى منظومة الأمم.. لا حكومة يسيطر البعض فيها على مفاصل الدولة”. وأردف: “اللبنانيون يريدون العيش في دولة واحدة لا دويلات للأحزاب والنافذين، يريد المواطنون المشاركة في القرار الوطني وليس فرضه على الآخرين”. وفي خطوة تحمل تفسيرات عديدة، اتصل الرئيس الجمهورية عون بالبطريرك الراعي، مهنئاً اياه بحلول عيد الميلاد والسنة الجديدة، وأبلغه اعتذاره عن عدم المشاركة في القداس الاحتفالي في بكركي، اليوم، بسبب الظروف الصحية المتأتية عن جائحة “كورونا”، متمنياً ان يعيد الله العيد على لبنان واللبنانيين في ظروف أفضل. على صعيد آخر، أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أنه “لا يمكن الجزم بأن حالات كورونا الثلاث التي سجلت على متن الطائرة القادمة من لندن بأنها من السلالة الجديدة وستتم متابعة كل القادمين من لندن بشكل استثنائي وعددهم لا يتخطى الـ160 راكباً يومياً”. وقال: “منذ مطلع هذا الشهر وحتى 24 منه سجل معدل الركاب القادمين 5 آلاف راكب وهذا رقم جيد ومعظمهم لبنانيي الاغتراب وغالبهم من تركيا والخليج”. ولفت حسن إلى أنه “لا اتجاه لإغلاق مطار بيروت بعد الاعياد، فالقادمون من الخارج ينشطون الحركة الاقتصادية والسياحية والإجراءات التي نتخذها كافية”.

 

النهار: فشل الجولة الميلادية والحكومة الموعودة الى 2021

النهار/الخميس 24 كانون الأول 2020

لعل المفارقة المؤسفة التي برزت امس تمثلت في ان نقطة التوافق الوحيدة التي قدمها الاجتماع الرابع عشر على مسار تأليف الحكومة كان في التقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على شفافية الاعتراف المشترك بتعثر مسعى تقديم الولادة الحكومية هدية ميلادية للبنانيين، بل راحا أبعد في تأكيد استمرار خلافات وتعقيدات حالت دون ولادة حكومية تحاكي حلول العيد. وعلى وعد مبدئي جديد بان تكون الولادة بعد رأس السنة الجديدة، بدا واضحا ان التعقيدات لا تزال تتزاحم على حجم واسع وتتصل بامور جوهرية في تركيبة الحكومة اقله كما يراه كل من فريق العهد من جهة والرئيس المكلف من جهة مقابلة. واذا كان الرئيس الحريري تحدث بصراحة عن الحاجة الى إعادة ترميم ثقة اهتزت بقوة وعمق طوال مدة تتجاوز السنة، فان المعطيات المتجمعة عقب الاجتماع الرابع عشر بين الرئيسين عون والحريري منذ التكليف قبل شهرين تؤكد ترحيل تأليف الحكومة الى ما بعد رأس السنة 2021 ربما لفترة طويلة. وبدا واضحا ان أم العقد التي اصطدمت بها المحاولة المتقدمة التي قام بها الرئيس الحريري لاستعجال تأليف الحكومة قبل عيد الميلاد كمنت في عدم التوصل الى توافق بينه وبين الرئيس عون على مسألة حقيبتي الداخلية والعدل في المقام الأول كما ان ثمة تعقيدات أخرى لم تحل ولو انها اقل أهمية من الأولى. وإذ بات في حكم المثبت والنهائي ان "جولة" اللقاءين الثالث عشر والرابع عشر أدت الى حجب الثلث المعطل تماما عن مجريات التأليف، فان عدم التوافق على الداخلية والعدل وكيفية توزيع الحقائب الأخرى هو ألذي اشاع في اللقاء الأخير أجواء متوترة ترجمت بعدم تجاوز اللقاء مدة ساعة ومن ثم تجدد السجالات ليلا بين القصر الجمهوري وبيت الوسط.

بيت الوسط : وطاويط القصر

وبرز المناخ المشدود الذي طبع اللقاء الرابع عشر برز بقوة من خلال تأكيد مصادر بيت الوسط ان المعلومات التي سربت من قصر بعبدا قبل زيارة الرئيس الحريري اشاعت مناخاً سلبياً عن نتائج الاجتماع قبل حصوله. وقالت ان الاجواء الايجابية التي عكسها الرئيس الحريري اول من امس كانت بطلب مباشر من الرئيس عون الذي تمنى عليه التصريح بوجود ايجابيات يتم العمل على استكمالها، غير ان "وطاويط القصر" تحركت ليلاً لتعكير الجو والاعداد لجولة جديدة من التعقيدات، على جري عادتها منذ التكليف. ونبهت المصادر الرأي العام اللبناني من محاولات تزوير الحقائق التي يمارسها بعض المحيطين والمستشارين والمتخصصين بفتاوى التعطيل السياسي والدستوري، وقالت ان الرئيس الحريري لم ولن يتراجع عن موقفه الذي اعلنه قبل التكليف وبعد التكليف بوجوب ولادة حكومة من الاختصاصيين تتصدى للاصلاحات في القطاعات كافة ووقف الانهيار الاقتصادي والمعيشي، وان محاولة لفرض حكومة تتسلل اليها التوجهات الحزبية لن يكتب لها النجاح مهما حاولوا الى ذلك سبيلا.

بعبدا: تفرد

وردت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية لاحقا فقالت ان لا توازن ولا عدالة بتوزيع الحقائب على الطوائف في التشكيلة التي قدمها الحريري. وقد حاول الرئيس عون اكثر من مرة ان يطالب بالتوازن واعتماد معيار واحد لكن الحريري متمسك بموقفه. كما انه يطالب بحقيبتي العدل والداخلية اي بمعادلة الأمن والقضاء في وقت لا يمكن لفريق واحد ان يكون ممسكاً بالحقيبتين معاً نظراً لتداخل الامن والقضاء. واضافت هذه المصادر ان الحريري حاول التصرف وكأنه يؤلف على طريقة one man show وهذا ما يضر بالشراكة التي ينصٌ عليها الدستور، كما يكرٌس اعرافاً جديدة تناقض نص المادة 53 من الدستور التي تقول إن الحكومة تشكل بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وشددت هذه المصادر على إن رئيس الجمهورية لم يعارض ان يكون الوزراء متخصصين وغير سياسيين ومستقلين والاسماء التي طرحها خلال النقاش الذي امتد على جلسات عدة غير حزبيين وهم من الاختصاصيين. واعتبرت انه من غير المنطقي ان يدير الحكومة شخص واحد لان ذلك مناقض لمعادلة الشراكة الوطنية. واستغربت المصادر التسريبات التي صدرت عن بيت الوسط بعدما شاعت اجواء عقب الاجتماع عن استمرار المشاورات بين الطرفين لمصلحة تشكيل الحكومة فإذا بهذه التسريبات وكانها تنسف كل ما تحقق من تقدم في عملية التشكيل".

"ليس في قصر بعبدا وطاويط بل العمل في القصر يتم بوضوح وامام الملأ وليس فيه غرف سوداء لان هذه الغرف يديرها من لا يريد للبنان الاستقرار السياسي والتوازن الوطني".

الحريري

كنت أتمنى لو كانت هناك حكومة قبل حلول موعد الأعياد، انما هناك تعقيدات واضحة لا تزال موجودة. وارغب في قول امر وهو انه على رغم الوضوح في المشاكل السياسية، يجب على اللبنانيين الا يستمعوا لاحد يقول اننا غير قادرين على وقف الانهيار الذي يحتاج الى حكومة لكي توقفه، مؤلفة من اختصاصيين للسير في مشروع الإصلاح الذي يريده فخامة الرئيس وانا وجميع اللبنانيين. ومن هذا المنطلق، أتمنى على الجميع ان يعلموا انني لن اتوقف حتى تشكيل حكومة اصرّ على ان تكون من الاختصاصيين ". وأشار الى "ان الخلاف هو على أمور قد يكون سببها الثقة التي ضاعت خلال الفترة الماضية، والتي يجب علينا إعادة بنائها بين الافرقاء، انما لم يعد هناك من وقت للسياسيين وعليهم ان يعرفوا ان البلد ينهار بسرعة كبيرة، والإسراع في تشكيل حكومة اخصائيين وخبراء يعلمون ما يفعلون من دون تسييس، فلا يهمني معرفة وثيقة بالوزير الذي سيسمى اذ عليه ان يكون تركيزه على الإصلاح وليس على ما يريده سعد الحريري. وحتى لو جئت انا شخصياً وطلبت منه القيام بشيء، عليه ان يجيب بأن هذه المقاربة خاطئة والمطلوب القيام بالإصلاح بطريقة اخرى". وأضاف: "أقول للبنانيين انه ربما نتأخر في تأليف الحكومة، وهو يشكل للأسف ضغطاً على البلد، ولكنني ادرك ايضاً ان فخامة الرئيس حريص مثلي، على قيام الحكومة وسنستمر في العمل معاً من اجل ذلك … ولست في وارد عرض التحدي على أي فريق سياسي، انما ادعو الى لحظة تأمل لنا جميعاً، لانه بعد رأس السنة يجب ان تكون هناك حكومة، لان المواطن لا يريد ان يرى سعد الحريري يتوجه الى القصر الجمهوري ويغادره من دون تشكيل حكومة".

الوباء والأعياد

في سياق آخر تعاظمت المخاوف من الانزلاق الكبير للبنان نحو متاهة كارثية في الانتشار الوبائي لفيروس كورونا وسط التفلت المخيف الذي يطبع السلوكيات العامة في عدم التزام إجراءات الحماية الفردية والجماعية من جهة والتقاعس المقلق للغاية للدولة عن فرض الإجراءات الحمائية من جهة أخرى. وبلغت المخاوف ذروتها عشية عيدي الميلاد ورأس السنة من ان "التهاب" اعداد الإصابات فيما قد يؤدي الى حالة استشفائية كارثية مع امتلاء أسرة غرف العنايات الفائقة الامر الذي سيفرض حتما اللجوء مجددا الى اقفال عام ثالث متشدد للغاية هذه المرة. اذ ان الخوف من الاعداد المتصاعدة للمصابين لم ينتظر حلول الميلاد أولا وسجلت وزارة الصحة امس رقما قياسيا جديدا في الإصابات بلغ 2264 إصابة و22 حالة وفاة . وفي سياق متصل وقع الرئيس عون امس مرسوم نقل اعتماد لشراء لقاحات ضد كورونا من شركة فايزر وسيتولى وزير الصحة إجراءات توقيع الاتفاق مع الشركة المنتجة .

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل تستهدف ميليشيات إيران في ديرالزور/العقوبات الأميركية و"كورونا" يحاصران الميلاد في سورية

دمشق – وكالات/24 كانون الأول/2020

 تعرضت الميليشيات الإيرانية، مجدداً، إلى قصف من قبل طائرات مجهولة، يرجح بأنها إسرائيلية، سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد مرات عدة أن بلاده لن تدع إيران تهنأ بتمددها في سورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، أمس، بأن طيراناً مسيراً مجهول الهوية استهدف مقراً عسكرياً لـ”لواء فاطميون”، الموالي لإيران، على أطراف مدينة الميادين، بريف دير الزور. وأضاف، إن هناك معلومات عن خسائر بشرية في صفوف تلك الميليشيات، التي تتألف في معظمها من لاجئين أفغان جندتهم إيران من أجل الانخراط في الحرب السورية دفاعاً عن النظام، مقابل إغراءات مادية، أو مقابل وعود بمنحهم إقامات شرعية في إيران أو حتى جنسيات. وأشار، إلى أن القصف طال مواقع في منطقة الحاوي الغربي على أطراف مدينة الميادين في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، مضيفاً إن سيارات الإسعاف شوهدت تهرع لمكان الاستهداف، فيما فرضت الميليشيات طوقاً أمنياً على محيط الموقع المستهدف، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية من عناصر “فاطميون”. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي جدد أول من أمس، التأكيد على أن بلاده ستواصل التصدي لمحاولات إيران التمركز في سورية، ولن تتساهل مع مساعي أعدائها لتطوير صواريخ عالية الدقة.

وأضاف، “لن نسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية ،ولا نستخف بالتهديدات الموجهة إلينا، ومع ذلك إنها لا تردعنا ولن نتساهل مع مساعي أعدائنا الرامية إلى تطوير صواريخ عالية الدقة في سورية ولبنان وأي مكان آخر”. وشدد، على أن سلاح الجو جاهز للعمل بقوة وعلى أي مدى وأي ساحة وضد أي هدف.

من ناحية ثانية، تفقد رئيس النظام السوري بشار الأسد، ليل أول من أمس، مركز خدمة المواطن الإلكتروني في العاصمة دمشق، واطلع على الخدمات التي يقدمها المركز للمواطنين بهدف تسهيل حصولهم على الوثائق الرسمية. وذكرت الرئاسة السورية، في بيان، أن الأسد استوضح من كادر المركز عن الخدمات المقدمة، فأجاب أحد الموظفين، إن “المركز يقدم خدمة الحصول على الوثائق الرسمية إلكترونياً بما في ذلك معاملات السجل المدني، مثل بيانات القيد أو الولادة او الوفاة، وكذلك معاملات أخرى كوثيقة براءة الذمة ووثيقة غير موظف وغيرها من الأوراق الرسمية”. من جانبه، قال الأسد، “لا نستطيع الحديث عن تحسين الخدمات أو جانب من الواقع المعيشي من دون أنظمة مؤتمتة أو ما يعرف بالحكومة الإلكترونية”. وأضاف، إن “الكثير من الناس سيسألونكم، هل هذا الموضوع أولوية حالياً، أليس هناك أولويات أخرى، أولويات معيشية، إن هذا السؤال مطروح في أي عمل، ولكن الحقيقة أن هذا الموضوع يصب في صلب هذه الأولويات، خصوصاً فيما يتعلق بمواضيع الفساد، العدالة، الهدر، هدر الورق، الاقتصاد في الوقت والمواصلات والنفقات”.على صعيد آخر، يعاني أصحاب المطاعم في سورية، على غرار جميع دول العالم من مشاكل كبيرة، جراء تراجع الزبائن مع استمرار انتشار فيروس “كورونا”.

 

نتانياهو: دول عربية عدة تلتمس الصلح معنا/"معاريف": اتصالات سرية بين إسرائيل و"حماس"

تل أبيب – وكالات/24 كانون الأول/2020

 بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس، إن المزيد من الدول العربية تلتمس الصلح مع بلاده، أفاد كبير مستشاري البيت الأبيض، صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، بان إدارة الرئيس، دونالد ترامب، كانت ولا تزال أكثر الحكومات والإدارات الأميركية الموالية لإسرائيل.

وأجرت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية، أمس، حوارا مع كوشنر، أكد من خلاله أن إدارة ترامب فعلت أكثر مما كان يتخيل لصالح إسرائيل. ونشر نتانياهو تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر”، أمس، لمعايدة المسيحيين بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد. وفي التغريدة نفسها ذكر نتنياهو أنه بعد 26 عاما كانت تخلو من معاهدات سلام جديدة توصلت إسرائيل إلى 4 اتفاقات في غضون أقل من 4 أشهر. وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: “حيث المزيد والمزيد من الدول العربية تلتمس الصلح معنا، وهذا سيجعل الشرق الأوسط مكانا أفضل”. إلى ذلك، كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، أمس، أن الاتصالات السرية بين إسرائيل وحماس بشأن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى مستمرة في هذه الأيام. وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، فإن جهات إسرائيلية تعتقد أنه بالرغم من الإعلان عن انتخابات عامة، ينبغي الاستمرار في هذه المحاولات، مشيرة إلى الوضع الصعب في قطاع غزة على أرضية أزمة تفشي فيروس كورونا والذي من شأنه أن يؤدي إلى إحراز تقدم في المحادثات. كما ترى الصحيفة أن “رئيس حركة حماس يحيى السنوار لا يريد أن يفوت الفرصة من أجل تقديم المساعدات للقطاع”. وكشفت مصادر في القاهرة أن وفداً أمنياً مصرياً، بقيادة مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة اللواء أحمد عبدالخالق، سيصل إلى غزة خلال ساعات، من أجل إجراء محادثات مع قيادة حماس ومن ثمة سيتوجه إلى رام الله وإسرائيل. في سياق آخر، قال السفير الإسرائيلي لدى أديس أبابا، إن الإصلاحات الاقتصادية الجارية في إثيوبيا جذبت انتباه المستثمرين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن “إثيوبيا لديها إمكانات استثمارية هائلة”.

 

طهران: ترامب سيتحمل مسؤولية أي مغامرة/"مجاهدي خلق" رصدت جملة احتجاجات في مدن مختلفة

طهران- وكالات/24 كانون الأول/2020

 قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، إن الولايات المتحدة دمرت منطقتنا سابقا بسبب تلفيق كذبة أسلحة الدمار الشامل، ولكن الرئيس دونالد ترامب سيتحمل المسؤولية الكاملة عن أي مغامرة. وأضاف ظريف أن ترامب يستخدم صورة لا قيمة لها لاتهام إيران، في إشارة إلى صور لصواريخ نشرها الرئيس الأميركي، أمس، على حسابه في “تويتر”، وقال إنها إيرانية تم استخدامها في الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، لكنها لم تنفجر. وقال وزير الخارجية الإيراني إن الولايات المتحدة أهدرت 7 تريليونات دولار وتسببت في سقوط 58976 ضحية، في إشارة إلى غزو العراق. وحذر ظريف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن “هذه المرة ستكون النتائج أسوأ”. إلى ذلك، تتواصل احتجاجات الشعب الإيراني المضطهد على سياسات النهب التي يمارسها زعماء نظام الملالي. وتشير تقارير شبكة أنصار مجاهدي خلق داخل إيران إلى استمرار الاحتجاجات في مدن مختلفة، حيث تجمع أصحاب الحوالات لشركة شاهين لصناعة السيارات أمام مكتب مجلس المنافسة احتجاجا على طلب رفع سعر السيارة، كما نظم موظفون متعاقدون مشمولون لقانون تحول وضع المضحين، تجمعا احتجاجيا أمام مجلس شورى النظام وطالبوا بتعديل منشور تغيير وضع المضحين الصادر عن هيئة الإدارة والتوظيف في البلاد. واحتج مواطنون على قيام بلدية زاهدان بتدمير منازلهم، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. وتجمع عمال مسرّحين عن البتروكيماويات في إيلام أمام مصنع البتروكيماويات وطالبوا بالعودة إلى العمل، كما نظم عدد من مهندسي الإنشاءات بمحافظة البرز احتجاجا ضد الحسابات غير الشفافة للنظام الهندسي وقام عمال مصانع الخرسانة في انديمشك بالاحتجاج على عدم دفع الأجور لثلاثة أشهر، وسط صمت المسؤولين. ويأتي ذلك بينما جعلت أزمة كورونا المواطنين يمرون بظروف عيش صعبة بشكل متزايد مما تمخض عن العطالة بالنسبة للكثير من العمال والشرائح الفقيرة والمحرومة بحيث أنهم فقدوا حدًا أدنى من الدخل كانوا يحصلون عليه قبل أزمة الجائحة. وليست نتيجة هذا الوضع شيئا سوى تفشي الفقر بين العمال وباقي الشرائح الفقيرة وانخفاض قدرتهم الشرائية من جراء ارتفاع التضخم وتكاليف المعيشة من طرف، وتسلموا كمية ضئيلة من الرواتب، أقل من خمس خط الفقر في معظم الحالات من طرف آخر. وأشارت صحيفة “كار و كاركر”، إلى عجز العمال والمواطنين عن إقامة مراسم بسيطة بمناسبة “ليلة يلدا” (أطول ليلة بالسنة الايرانية) وهي تقام مرة واحدة في السنة وقالت: “تكلف مائدة بسيطة لليلة يلدا، تضم كيلو من المكسرات بنوعية متوسطة، وثلاثة كيلو غرامات من الرمان، وبطيخ واحد بأربعة كيلو غرامات عائلة متوسطة مكونة من 3 أشخاص، مبلغ 249 ألف تومان، وهو ما يعني صرف خُمسه لإقامة طقوس ليلة واحدة فقط! وباعتبار النسبة العالية لإيجار المسكن والرسوم الدراسية وتكاليف العلاج والنقل والتكاليف الاعتيادية للمواد الغذائية، هل من المعقول والمنطقي صرف هكذا مبلغ للعوائل العمالية في ليلة واحدة؟

 

سفير إسرائيلي: منفتحون على فكرة اتفاق نووي موسع مع إيران

برلين- وكالات/24 كانون الأول/2020

 صرح السفير الإسرائيلي في ألمانيا، جيريمي يسخاروف، أمس، أن بلاده منفتحة على فكرة اتفاق نووي موسع مع إيران. وقال يسخاروف، إن بلاده منفتحة على الفكرة التي تقدمت بها ألمانيا بشأن اتفاق إيراني أوسع، يشمل خصوصا البرامج الباليستية الإيرانية، بعد تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، مهامه الشهر المقبل. واضاف السفير إن الدعوة الأخيرة التي وجهها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إلى توسيع الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 “خطوة في الاتجاه الصحيح”، حيث طالب في الرابع من ديسمبر الجاري، باتفاقية نووية إضافية من شأنها أن تحظر تطوير أسلحة نووية، وكذلك الصواريخ البالستية التي تهدد المنطقة بأسرها. وشدد يسخاروف أنه ينبغي على الدول الموقعة للاتفاق أن تأخذ في الاعتبار “تورط إيران الذي يزعزع الاستقرار” في دول مثل سورية ولبنان واليمن والعراق قبل أي مفاوضات جديدة مع طهران، مرحبا بالتزام ألمانيا الأنشط في الشرق الأوسط و”بالشراكة الستراتيجية” التي تم تطويرها مع إسرائيل. وكان الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، قد أعلن انسحابه في 2018 من الاتفاق النووي.

 

وثيقة أمنية تتوقع ضرب القاعدة الأميركية في مطار بغداد الدولي

اجتماع عالي المستوى في واشنطن وضع خيارات عسكرية... وترامب اتهم طهران بالهجوم على السفارة في العراق

واشنطن، بغداد – وكالات/24 كانون الأول/2020

 كشف تقرير استخباراتي، أمس، إن خطة أمنية عراقية أميركية بدأت الآن لمواجهة سيناريوهين لهجوم افتراضي لفصائل عراقية، الأول يتعلق بهجوم صواريخ أكثر دقة ضد القاعدة الأميركية في مطار بغداد الدولي، والثاني قيام كوماندوس من فصائل عراقية معروفة باستهداف الأميركيين بشن هجوم أرضي على القاعدة بالمطار بتسهيلات من قوات أمنية عراقية. وأشار التقرير الى أنه منذ يومين لا يسمح بدخول قوات عراقية إلى القاعدة الأميركية إلا قوات من مكافحة الإرهاب العراقية حصرا والتي يرأسها الفريق عبد الوهاب الساعدي المقرب من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وهو إجراء ضروري لتفادي اي مفاجأت.

واضاف، أن “المصادر العراقية والأميركية في بغداد باتت متيقنة بوقوع هجوم عراقي بدعم إيراني في الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وقائد الحشد أبو مهدي المهندس بغارة أميركية قبل نحو عام”. إلى ذلك، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إيران، بالضلوع في الهجمات الصاروخية على السفارة الأميركية في بغداد، فيما أكدت الحكومة العراقية أنها تعمل على خطة أمنية عسكرية لمنع استهداف المنطقة الخضراء. وقال ترامب، على حسابه بموقع “تويتر”، ليل أول من أمس، “تعرضت سفارتنا في بغداد الأحد الماضي، لصواريخ عدة، فشل إطلاق ثلاثة صواريخ، ترى من أين أتت؟ (من) إيران. وحالياً نسمع أحاديث عن هجمات إضافية ضد الأميركيين في العراق”. وأضاف، إن “بعض النصائح الصحية الودية لإيران، إذا قتل أميركي سأحمل إيران المسؤولية، فكروا ملياً”. من جهتها، أكد القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أمس، تُحمل إيران مسؤولية مقتل أي أميركي في العراق. وذكرت، أن “الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء في بغداد، الأحد الماضي، وقامت به بالتأكيد جماعات مدعومة من إيران، لم يسفر عن وقوع أي ضحايا أو إصابات بين أميركيين، وإنما تسبب بأضرار للمباني”. وأوضحت، أن الجماعات التي استهدفت السفارة مدعومة من إيران التي توفر لهم الدعم المادي والتوجيهات، وهو ما يشكل خيانة مباشرة للسيادة العراقية. وفي السياق، اجتمع مسؤولو الأمن القومي للولايات المتحدة، في البيت الأبيض، أول من أمس، للاتفاق على مجموعة من الخيارات المقترحة لردع أي هجوم على أفراد عسكريين أو ديبلوماسيين أميركيين في العراق. وقال مسؤول أمني كبير، إن ما يسمى بمجموعة المسؤولين في اللجنة الرئيسية، بما في ذلك وزير الدفاع بالإنابة كريس ميلر، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ناقشوا الوضع في البيت الأبيض. وأضاف، إنه اتفقوا على “مجموعة من الخيارات” ستعرض قريباً ترامب، والتي ستكون غير تصعيدية ومصممة لردع المزيد من الهجمات، مشيراً إلى أن الهدف من الاجتماع هو “تطوير المجموعة الصحيحة من الخيارات التي يمكن تقديمها للرئيس للتأكد من ردع الإيرانيين والميليشيات الشيعية في العراق عن شن هجمات على أفرادنا”. وكانت واشنطن هددت بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الهجمات على قواتها ومنشآتها. في سياق آخر، تحدث مصدر عراقي، أمس، تفاصيل موقف قائد “فيلق القدس” الإيراني إسماعيل قآني من قصف السفارة الأميركية، وكشف صفة أحد مطلقي الصواريخ الذين اعتقلتهم القوات العراقية. وقال، إن “القوات الأمنية اعتقلت خلال اليومين الماضيين أحد قادة مطلقي الصواريخ ، وصفته (قائد قوات الصواريخ) في إحدى الجماعات المسلحة”.

ومع ارتفاع التوتر بين طهران وواشنطن، أكدت مصادر عراقية، أن قآني زار العراق خلال الساعات الماضية، في محاولة للتهدئة والتنصل من المسؤولية عن الهجوم الذي طال السفارة الأميركية.

وفي بغداد، أكد وزير الداخلية عثمان الغانمي، أمس، أن بلاده تعمل على خطة أمنية عسكرية لمنع استهداف المنطقة الخضراء. في غضون ذلك، بحث الرئيس برهم صالح، خلال اجتماع مع وزير الدفاع جمعة عناد، أمس، في تأمين سلامة البعثات الديبلوماسية. وناقش اللقاء، التطورات الأمنية الأخيرة في البلاد، وضرورة تعزيز سلطة الدولة والأجهزة الأمنية من أجل فرض النظام، وملاحقة الجماعات الإرهابية الخارجة عن القانون، ووقف نشاطاتها وتسليم أفرادها للعدالة، ومنع تكرار الأفعال التي من شأنها زعزعة الأمن العام.

 

بوريطة: العاهل المغربي آمن بالتطبيع وهو اللاعب الأساسي في دعمه

الملك محمد السادس في رسالة إلى محمود عباس: لن أدخر جهداً لصيانة الهوية التاريخية للقدس

الرباط – وكالات/24 كانون الأول/2020

 أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أمس، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، هو اللاعب الأساسي في دعم عملية التطبيع. وقال بوريطة في تصريحات لموقع “24 آي نيوز” الإسرائيلي، إن عملية التطبيع بين المغرب وإسرائيل ليست وليدة اليوم وإنما بدأت منذ العام 2018، مضيفاً ان “الملك محمد السادس آمن بعملية التطبيع منذ اللقاء الأول في مايو العام 2018، وتأكد من ثباتها بالطريقة التي شعر أنها أكثر راحة”. وأشار، إلى أنه “بعد الكثير من العمل جاءت النتيجة إيجابية بعد عامين من الجهود التي بذلت بتوجيهات من الملك، وأن النتيجة لبت التوقعات وتطابقت مع رؤية الملك”.

وأوضح، أن التطبيع مع إسرائيل لا يتعارض مع دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها، قائلاً، إن “المغرب أثبتت نفسها ودورها بالقضية على مر التاريخ، وهذه ليست المرة الاولى التي تعلن فيها المغرب عن علاقات، والمغرب دائما استخدمت علاقاتها مع إسرائيل لخدمة التعاون والسلام في المنطقة”.

وبشأن اجتماع سري تم بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في الأمم المتحدة، قال إنه “منذ العام 2018، كانت هناك العديد من نقاط الاتصال، وفقاً لتعليمات الملك” مؤكداً أن “الملك تحدث مع الرئيس الأميركي (دونالد ترامب)، وبعث وفوداً للولايات المتحدة، ليس للاجتماع فقط مع الأميركيين، ولكن أيضاً مع الإسرائيليين”. وعن رؤيته لأن يكون التطبيع مؤثراً على قضية المغرب وجبهة “البوليساريو”، أشار إلى أن “الاعتراف الأميركي هو نقطة تحول لأنه جاء من لاعب مركزي في الأمم المتحدة، هذا اختراق ديبلوماسي بسبب الخطوات من وراء الاعتراف”، واصفاً الأهداف من وراء الاعتراف بأنها “أخلاقية جداً”.

وأكد، أن “المغرب مستعد للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة، والاتفاق يحدد أن على كل طرف احترام الاتفاقية، وعليه العمل على دعمها والدفاع عنها”. ونقل الموقع الإسرائيلي، عن بوريطة قوله، إن “الملك الراحل الحسن الثاني، كانت له حكمة، يقول فيها، إذا قطفت فاكهة من الشجرة في وقت مبكر على آوانها، فإنها لم تنضج بعد، وإذا قطفتها بعد فترة من نضجها، فلن يمكن تناولها، ومن هنا، فإن توقيت قطف الثمرة مهم”. في سياق آخر، دافع رئيس الحكومة الأسبق عبدالإله بنكيران، عن الاتفاق الذي وقع مع إسرائيل، معتبراً أن حزب “العدالة والتنمية” جزء من بنية الحكم في الدولة، ولا يمكنه بالتالي رفض التوقيع.

من ناحية ثانية، وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أكد فيها حرصه على الهوية التاريخية لمدينة القدس. وقال، إنه “لن يدخر جهداً لصيانة الهيوة التاريخية العريقة لهذه المدينة المقدسة، بوصفها أرضاً للتعايش بين مختلف الأديان”، معبراً عن “ارتياحه للاتصال الهاتفي المهم الذي أجراه مع أبو مازن في العاشر من ديسمبر الجاري، وما طبعه من حوار مثمر وتفاعل متبادل بشأن موقف المغرب الثابت من القضية الفلسطينية، والتزامها الدائم والموصول بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. وشدد، على ثبات الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية، تأسيساً على حل الدولتين المتوافق عليه دولياً، وعلى التشبث بالمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، سبيلاً وحيداً للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع. وأشار، إلى أنه سيواصل الدفاع عن الوضع الخاص لمدينة القدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لاتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الأقصى.

 

أذربيجان تتوسط لإصلاح علاقات تركيا وإسرائيل/"الأوروبي" مدَّد برنامجين للاجئين في تركيا حتى 2022

أنقرة – وكالات/24 كانون الأول/2020

 تواصل تركيا العمل على استعادة العلاقة مع إسرائيل وإعادة السفير التركي إلى تل أبيب، والتعهد بتطبيع كامل كما كان في السابق، وتمثل آخر تلك الجهود في دفع أنقرة لأذربيجان للتوسط بينها وإسرائيل لإصلاح العلاقات بأسرع وقت، وإبلاغ الطرف الإسرائيلي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعرض لحملة تضليل من مستشاريه بشأن العلاقة مع تل أبيب. وقال مسؤولون إسرائيليون، إن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، يحاول إصلاح العلاقات بين حليفيه، مضيفين إن علييف أثار مسألة العلاقات الإسرائيلية – التركية في مكالمة أخيرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأشاروا، إلى أن مستشارو علييف قالوا لنظرائهم الإسرائيليين، إن أردوغان رد بشكل إيجابي على فكرة تحسين العلاقات، موضحين أنه رغم التصريحات العديدة العدائية تجاه إسرائيل، التي جاهر بها أردوغان سابقاً، إلا أن مستشاري علييف أكدوا أنه ليس معادياً لإسرائيل، ولكن تم تحريضه على تلك المواقف من قبل مساعديه الذين تخلى عنهم. من جانبه، قال وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف، في اتصال هاتفي، مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، إن أذربيجان تعتقد أن الوقت مناسب لإسرائيل وتركيا لإصلاح العلاقات. وأضاف، إن بلاده “تريد رؤية تركيا وإسرائيل تعودان إلى العلاقات الطبيعية”، مبدياً استعداده للمساعدة في تحقيق ذلك. وفي السياق، أكد موقع “واللا” الإسرائيلي، توسط علييف، بين إسرائيل وتركيا، بهدف إعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما، مشيراً إلى أن كل من تركيا واسرائيل لعبتا دوراً مهماً في تفوق أذربيجان على أرمينيا في حرب كاراباخ. من ناحية ثانية، أعلن الاتحاد الاوروبي، في بيان، أول من أمس، تمديد برنامجين انسانيين في تركيا حتى مطلع العام 2022. وذكر، أن “هذين البرنامجين سيساعدان نحو 1.8 مليون لاجئ على تلبية احتياجاتهم الأساسية، ونحو 700 ألف طفل على مواصلة تعليمهم”. من جانبه، قال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات جانيز ليناركيتش، إن “الاحتياجات الإنسانية للاجئين في تركيا مستمرة بل وتفاقمت بسبب جائحة كورونا”، مؤكداً “التزام الاتحاد الأوروبي التام بدعم المحتاجين كما فعلنا في السنوات الماضية”.

 

قطر تبلغ مجلس الأمن عن اختراق 4 مقاتلات بحرينية لأجوائها

الدوحة – وكالات/24 كانون الأول/2020

 أبلغت قطر، أمس، مجلس الأمن الدولي والأمين العام أنطونيو غوتيريس، عن خروقات لمجالها الجوي من قبل أربع طائرات مقاتلة بحرينية. وذكرت وكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن “المقاتلات البحرينية اخترقت الأجواء القطرية، في التاسع من ديسمبر الجاري. وأضافت، إن مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء آل ثاني، سلمت رسالة إلى المندوب الدائم لجنوب إفريقيا رئيس مجلس الأمن الحالي جيري ما تجيلا، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تضمنت إخطاراً رسمياً من قبل حكومة قطر باختراق الطائرات العسكرية البحرينية للمجال الجوي لدولة قطر فوق المياه الإقليمية القطرية. وأشارت، إلى أن الرسالة عبرت عن “استنكار قطر بشدة لهذه الخروقات بوصفها انتهاكاً لسيادتها وسلامتها الإقليمية وأمنها”، مضيفة إن هذه الخروقات تتعارض بشكل صارخ مع التزامات مملكة البحرين بموجب القانون الدولي، وأن هذه الخروقات تعتبر تصعيداً يرفع من حدة التوتر في المنطقة الذي ساهمت البحرين في زيادته من خلال اشتراكها في الحصار الجائر والإجراءات الأحادية غير القانونية وغير المبررة على قطر. وأوضحت، أن “هذه الخروقات ليست الأولى التي تقوم بها طائرات عسكرية بحرينية لأجواء قطر”، مشيرة إلى أن “تكرار هذه الحوادث يدل على استهتار بالالتزامات الدولية”.

 

عبير موسى: حركة النهضة في تونس غطاء للتطرف… والقروي إلى السجن

تونس – وكالات/24 كانون الأول/2020

 واصلت رئيسة حزب الدستوري الحر التونسي، عبير موسي، انتقادها لسياسة حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي في البلاد، متهمة إياها بالسعي إلى تغيير ثقافة البلاد، والدفع بها نحو التطرف والعنف. وجددت موسي اتهاماتها للنهضة، وقالت خلال مؤتمر صحافي لها أمس، عقدته في مقر البرلمان، إن الحركة تمثل غطاء للتطرف، ولا تؤمن بنبذ العنف. وأضافت: “لو بيضنا وجه الغنوشي وجماعته سنقول على تونس السلام”. إلى ذلك، أكدت أن الجمعيات المشبوهة في تونس تقودها جماعة الإخوان، مضيفة أن “العديد من الأذرع الإعلامية تسهم في التعتيم على الشعب التونسي ولابد من مواجهة هذه التيارات التي تغالط المواطن”.

كما استعرضت رئيسة الحزب الدستوري الحر مشروع ميثاق سياسي للأحزاب، يهدف إلى إرساء دولة مدنية لا مكان فيها للإسلام السياسي، في إشارة إلى الإخوان. وتابعت: “حليفنا الحقيقي والأساسي هو الشعب التونسي”. من جانب آخر، أصدر قاضي التحقيق في تونس، أمس، بطاقة إيداع بالسجن في حق رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي.وقال الناطق الرسمي باسم المحكمة الإبتدائية بتونس، محسن الدالي، إن قاضي التحقيق أصدر بطاقة الإيداع بالسجن، في حق القروي، بخصوص قضية شبهة تبييض الأموال.

 

الفقي: مصر آخر من سيطبع مع إسرائيل

القاهرة – وكالات/24 كانون الأول/2020

 قال السياسي المصري في عهد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، مصطفى الفقي، أن مصر أول من وقع اتفاق مع إسرائيل، وسوف تكون آخر من يطبع معها. وأوضح في تصريحات صحافية أن التطبيع مع إسرائيل:”لا يأتي بقرار”. وأكد الفقي الذي يشغل منصب رئيس مكتبة الاسكندرية حاليا إن: “طريقة تعامل الإدارة الأميركية الجديدة مع الأزمة الفلسطينية ستُحدد هل التقارب العربي الإسرائيلي محاولة لتكوين جبهة ضد إيران فقط، أو محاولة لحل القضية الفلسطينية”.

 

ليبيا: حشود عسكرية للجيش و”الوفاق” على حدود سرت والجفرة/الأمم المتحدة دعت الجميع لتوحيد الجهود نحو الانتخابات

طرابلس – وكالات/24 كانون الأول/2020

ارتفعت حدّة الحرب الكلامية وتصاعدت وتيرة التهديدات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا، بعد اتهامات متبادلة بين قوات الجيش والوفاق بالقيام بتحشيدات عسكرية على تخوم منطقة الخط الأحمر سرت – الجفرة، وسط تلويح بتحريك محاور القتال من جديد، وهو ما قد يعكرّ أجواء الهدوء التي تشهدها البلاد منذ اتفاق وقف النار المعلن بين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والبرلمان الليبي. وأعلن الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، رصد حشد كبير من الميليشيات وآلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب في منطقة الهيشة والقداحية وزمزم وعموم شرق مصراتة. وأوضح المسماري في بيان على صفحته الرسمية على فيسبوك أن الميليشيات رفعت درجة الاستعداد وهددت بالهجوم على مناطق القوات المسلحة الليبية في سرت والجفرة والشرق بالكامل “الخط الأحمر”. وأشار إلى أن ما تقوم به الميليشيات يعد انتهاكا صريحا لمبادئ وقف إطلاق النار. وشدد على أن الجيش يواصل رصد ومتابعة تحركات الميليشيات، وحذرها من اتخاذ أي خطوات تصعيدية واستفزازية في المنطقة. وذكر أن الجيش الليبي يلتزم بوقف إطلاق النار وتنفيذ مخرجات بيان جنيف للجنة العسكرية 5+5، والذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وتابع: “لا زلنا نرصد ونتابع تحركات المليشيات ونحذرها من اتخاذ أي خطوات تصعيدية واستفزازية في المنطقة”. ومن جانبها، وجهت قوات الوفاق نداء إلى كل فرقها من الميليشيات لرفع درجة التأهب والاستعداد لصد أي تحرك مرتقب في ظل التحشيدات المتزايدة من على حدود سرت والجفرة. وحذرت قوات الوفاق، أمس، من الحشد المتزايد والتحصينات التي تنفذها قوات حفتر حول سرت، والجفرة، كزراعة الألغام وحفر الخنادق وجلب المرتزقة والآليات الثقيلة والمدفعية. من جهته، قال الناطق باسم الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب، عبد المالك المدني، إن: “قوات حكومة الوفاق لم تقم بأي تحركات على خط سرت – الجفرة إلا بعد رصدها تحشيدات لقوات حفتر لذلك قامت بالإيعاز لقواتها للاستعداد والجاهزية حال حدوث أي اختراق”. وأوضح أن “قوات الوفاق لم تخرق الهدنة المتفق عليها بعكس ما قام به الطرف الآخر”، مشيرا إلى أنهم “مع الحوار ولكن بالشروط التي نصت عليها الأمم المتحدة والتي خرجت بها اللجنة العسكرية”. وذكر أن “وقف إطلاق النار ولد ميتا حيث لا توجد به الركائز الأساسية لوقف إطلاق النار في ظل الاستعدادات العسكرية”، مشيرا إلى أنهم “سيردون على أي اختراق يحدث من قبل قوات حفتر”. سياسيا… حضت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جميع الليبيين على توحيد الجهود للوصول إلى الانتخابات الوطنية.وأكدت البعثة في بيان، أمس، التزامها التام بمساعدة الليبيين في بناء دولتهم واستعادة سيادة البلاد وإنهاء التدخلات الخارجية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات "مداميك"/الفصل التاسع/جزين/الحلقة الأولى

24 كانون الأول/2020

وصل شريف إلى مرجعيون ودخل إلى ثكنة الجيش التي كانت مقر اللواء الأول قبل الحرب وقد اصبحت اليوم مقر قيادة جيش لبنان الجنوبي وقيادة وحدة الارتباط الاسرائيلية. وعندما وصل مكتب الجنرال لم يكن الأخير قد عاد بعد من زيارته، فدخل أمانة السر واستفسر من "سهيل" عن الاحوال والمستجدات. وكان "سهيل" أحد ضباط الصف المشهود لهم في الادارة، وقد ضبط كافة الأوراق والمستندات المتعلقة بالتجمعات وبنفس الوقت بجيش لبنان الحر، زمن الرائد حداد، والذي اصبح اسمه، مع الجنرال، الجيش الجنوبي. في هذه الأثناء وصل الجنرال فخرج شريف للقائه وقد كان مقطب الجبين رصينا كعادته، ولكنه ابتسم عندما راى شريف واعتذر عن عدم ذهابه إلى المنطقة الغربية ودخل إلى مكتبه فلحقه شريف ودخل خلفه، وبعد أن جلس الاثنان كل على مقعد، سأل الجنرال شريف عن سفرته وعن الأوضاع في بيروت واستفهم منه عن معاناة الناس من السفر بالبحر وعن "القضية" التي كان سافر من أجلها، ثم وصل إلى بيت القصيد فطلب منه الذهاب إلى جزين لدراسة وضع سكانها والمهجرين فيها ورفع تقرير عن الجبهة وحاجاتها، فهو لم يرد أن يتساهل في وضع هذه المنطقة، ولم يبد الاسرائيليون اهتماما بها، كونهم كانوا قد حددوا ما أسموه "المنطقة الأمنية" بالنسبة لهم، أي ما يساهم في تأمين حدودهم ليس الا، أما ما تبقى من المنطقة فللجنرال حرية القرار في تحديد عمقها وعدد الجنود فيها وتسليحهم وما إلى هنالك على أن يتحمل هو مسؤولية الأمن فيها، وهم لن يتدخلوا لا من قريب ولا من بعيد، فمجلس الوزراء عندهم كان قرر عدم التدخل في لبنان مهما حصل إلا ضمن مدى التأثير على حدودهم الشمالية.

ذهب شريف باتجاه جزين متخذا طريق الدلافي الصريرة، فهو أقرب واسهل. وعندما واجه تلة "الشريقي" التي تقع مباشرة فوق مفرق الخيام، دارت في رأسه تلك الموقعة التي جعلت من هذه التلة نقطة اللارجوع يوم سقطت بلدة الخيام مجددا بيد الفلسطينيين وأعوانهم فصارت المركز الأساسي للدفاع عن مرجعيون وسكانها طيلة السنتين. وقد كان قائد ثكنة الخيام اتصل بعسكريي تجمع القليعة وأقنعهم على مساعدته لتحرير الثكنة من سيطرة جيش لبنان العربي والفلسطينيين بعد تحرير ثكنة مرجعيون فأمدوه بالرجال وسيطروا على الثكنة والبلدة ولكنهم لم يحاولوا التدخل بشؤون الناس فيها ولكن الفلسطينيين عادوا بعد عدة أشهر من التحضير فتسللوا بين السكان وهاجموا الثكنة التي لم يكن عناصرها يتصورون أن يعاود هؤلاء مهاجمتهم فسقطت الثكنة وأكمل المهاجمون الذي وصلتهم أعدادا وعُددا من القيادة الفلسطينية وبنيتهم اسقاط مرجعيون ولكن أبناءها وعسكريي التجمع استبسلوا في الدفاع عنها خاصة في تلة "الشريقي" حيث سطروا خطوط المجد. وبقيت هذه التلة منطقة معارك حتى دخول الاسرائيليين في عملية الليطاني سنة 1978 حيث هرب الفلسطينيون وأخليت البلدة...

 وتمر طريق الصريرة هذه في منطقة شبه فارغة من القرى والسكان، وتمتد من مرجعيون باتجاه سحمر ويحمر حتى القرعون، وهي منطقة جرداء لا شجر فيها وقليل من البشر، قدّر شريف لو أن سكانها كانوا من المبدعين، أو أن طريقة عيشهم توجهت نحو الخلق بدل الانتظار، لكانت هذه المنطقة، أقله، أحراش من الصنوبر أو كروم من الزيتون والعنب والتين إذا لم تكن أيديهم قد حفرت قناة أوصلت مياه النهر الهادر إلى السفوح فحولتها إلى بساتين وجنات. وعندما وصل إلى جسر الدلافي الذي كان الفلسطينيون بنوه في فترة سيطرتهم على المنطقة وقصفه الاسرائيليون ثم أعادوا ترميمه بعد دخولهم في 1982، وهو لم يزل جسرا عسكريا اي من عمل سلاح الهندسة، وقد وصل خطين من الشقيف الصخري الذي يرتفع حوالي أكثر من خمسين مترا عن الوادي حيث يهدر في قعره نهر الليطاني الذي يبدون في هذا الموقع، خاصة في فصل الشتاء، نهرا قويا غزيرا يخيف بقوته وسرعة جريانه المارة على الجسر، حتى أن الكثيرين لم يكونوا ليجرؤوا على النظر إلى الأسفل.

بعد الجسر يبدأ الطريق صعوده نحو "لوسي" و"الصريرة" حيث يلتقي الطريق العريض الذي يتجه شمالا فيصل إلى "ميفدون" و"عين التينة" وثم مشغرة التي تطل على بحيرة القرعون إحدى أجمل الأماكن السياحية في لبنان، أو يدور جنوبا حول مرتفعات تفتح أفقا جميلا يطل على جبل الشيخ في الشرق وينزل باتجاه مرجعيون فجبال الريحان في الغرب. ويمر هذا الطريق بالقرب من مزرعة "شبيل" ويشرف على مزرعة "علم الدين" التي يملكها رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الأوسط سابقا وقد زرعها بأنواع من العنب والأشجار المثمرة وبنى فيها بيتا يشبه القصر من بعيد في شكل بنائه وموقعه ومحيطه، كان يقضي فيه بعض فرصه ايام العز. ثم تصل الطريق إلى "القطرانه" التي كان تهجّر أهلها المسيحيون زمن السيطرة الفلسطينية فوصل بعضهم إلى مرجعيون. وعند مفرق "كفرحونة" التقى شريف ب"نبيل" وسلّم عليه، وقد كان نبيل معلم مدرسة تعرّف عليه شريف ايام الامتحانات الرسمية التي كانت تجري في الناقورة، وكان من أبناء العيشية، وقد قتل والده وشقيقه في الهجوم على البلدة في 1976، وكان توجه إلى بيروت مع العائلة وعاد بعد 1982 ليعيد بناء البيت ويسهم في الدفاع عن البلدة هو واخوته وقد أقسموا ألا يتركوا العيشية مهما جرى حتى لو اضطروا أن يرووا ترابها كما كان فعل الوالد من قبلهم ، وقد كان التحق في حينه بالجيش ولم يعد يسأل عن وظيفة ومدرسة؛ "فالاسرائيليون ينسحبون ولا دولة تتسلم الأمن حتى الآن ولن نقبل أن نهجّر ثانية"، كان هذا لسان حاله كلما التقى شريف ولكنه كان يبدو مرتاحا، هذه المرة، لقرار الجنرال البقاء في جزين.

أكمل شريف طريقه إلى جزين وقد مر في كفرحونة أمام ذلك النبع الذي يقع في مدخلها، حيث وضع أهل البيت المجاور ابريقا يشرب منه المار بعد أن يملؤه من ماء النبع ويعيده إلى مكانه، وكان هذا التصرف يدل على عمق حضاري انساني ونبل أخلاقي عند هؤلاء، فمن يرى الماء الجاري لا بد أن يعطش، وكثيرون لا يقدرون على أن ينحنوا إلى مستوى السبيل حيث الماء الجاري، ولكن بوجود الأبريق يمكن للمار أن يملأ قدر ما يشاء من الماء ويشرب، والملفت للنظر، براي شريف، أن كل الذين يشربون كانوا يعيدون الأبريق إلى مكانه أمام المنزل. وبعد مفرق الدير في آخر البلدة حيث يعبر طريق صغير يصل إلى مشغرة، بدأت صخور الجرد، التي تغطيها الثلوج عادة أكثر من شهر في كل سنة، تتناثر هنا وهناك باشكالها المختلفة ولونها الموحد، وأطل جبل صافي في الغرب بينما كانت كفرحونة بمئذنتها وصليبها تختفي خلف الصخور، فكفرحونة من الضيع القليلة المختلطة بين الشيعة والمسيحيين وهي كيارون وتبنين وبرعشيت والخيام يتجاور أهلها في حيين منفصلين ولكن في قرية واحدة تقع غالبا على الحدود بين منطقة قرى شيعية ومنطقة قرى مسيحية. ثم ظهرت "عين مجدليه" في سفح تومات جزين وهي تقع في الجرد ويعتمد أهلها على بعض الزراعات ورعاية الماعز. وبعد أن دارت الطريق إلى الشمال والغرب ظهر "قصر سرحال"، وقد كان قصرا بكل معنى الكلمة.

كان الطبيب "فريد سرحال" بدأ ببناء ذلك القصر منذ أكثر من عشرين سنة حيث استقدم نحاتين من ايطاليا لنحت الرخام والحجارة، وهو قصر كبير يوجد فيه الكثير من التحف الفنية المحفورة بالرخام أو الحجارة أو الخشب المزين بالوان ورسومات، ويتوزع على صالونات وقاعات وغرف كبيرة وعديدة وقد بنيت كلها بالحجارة الجزينية الصلبة، وعمل فيه جزينيون تعلموا من "الطليان" أسرار المهنة وفنونها، وقد عمل الآباء ثم لحق بهم أبناءهم حتى أصبحت المهنة مهنة العائلة، وفي النهاية صار هناك مهندسون من جزين تخصصوا بأعمال الحجارة في الهندسة المعمارية والديكور، وأصبح عندهم، بفضل الدكتور سرحال وقصره، "صناعة متطورة" يعيش منها عدد من العائلات. وسوف يصبح القصر، الذي قد لا يسكنه هو، معلما لا بل أثرا تشتهر به جزين أكثر من شلالها وحرفة السكاكين الجزينية التي تفخر بها اليوم. ولو قُدّر لكل مدينة أو قرية لبنانية "فريد سرحال" يعلم الناس، على حسابه، مهنة، موادها الأولية من أرضهم وقيمتها الفعلية من خلق أفكارهم وإبداعهم، لعمرت القرى وكثرت خيراتها وعظم عدد سكانها فلا تعود بحاجة إلى النزوح أو الهجرة.

وفي جزين الرابضة فوق شلالها الأخاذ والمكومة على صخور شيرها الطويل يستقبل الآتي من الغرب تمثال هو نسخة مصغرة عن تمثال سيدة حريصا يحرس ذلك المدخل الضيق ويشرف على الوادي المنفرج شمالا حيث تتربع "بكاسين" وكنيستها الرائعة التي تذكرنا بروعة وشجاعة أهلها بخاصة "أبو سمرا غانم" أحد أبطال الثورة ضد "ابراهيم باشا"، و"آل الخوري" الذين كان منهم ملاكين كبار في كل الجنوب وفلسطين من يافا إلى حيفا إلى صور وصيدا وقد ساهموا في وقفيات للكنائس والأبرشيات حلت مشكلة أبرشية صور والأراضي المقدسة في بداية هذا القرن، وقد زين ثلاثة من بنيها كراسي المطرانيات المارونية وبخاصة مطرانية صور. وتشتهر جزين بشلالها أو بشلالاتها، ففي الشتاء والربيع يندفع أكثر من شلال يبقى منهم في الصيف واحدا على الأقل يرطب جوها ويضفي رونقا على مناظرها التي تكللها الخضرة من كل الأنحاء؛ بساتين من الفاكهة والعنب، وغابات من الصنوبر الممتد على مساحات شاسعة، هي مصدر رزق، ومجال عمل للسكان هنا، وقطاف الحرش وفرط حياته وتكسيرها مجال عمل أيضا. وهذه المنطقة التي يكثر فيها الماء وتكثر فيها البساتين التي تتطلب أياد عاملة وتدر على مالكيها خيرات تعفيهم من كثير من الحاجات وتجعلهم ينغرسون في الأرض ويتعهدونها؛ صيانة ودفاع، محبة واندفاع.

وتفخر جزين بصناعة السكاكين التي تنفرد بها، وهي صناعة فاخرة تطعّم فيها أيادي السكاكين وأدوات المائدة الأخرى المصنوعة من القرون الحيوانية، تطعم بالفضة والنحاس الأصفر المشغول بأشكال كأنها  طيور لأعراف ومناقير ملونة ومزخرفة، ولو أن تطوير هذه الصناعة المتقنة والتي حافطت على جودتها ورونقها مدة طويلة حتى زاعت شهرتها في كل لبنان، لو أنها تعطى أكثر من الاهتمام لتكبر ويفتح لها اسواق تنافس المنتجات العالمية وتزيع شهرتها إلى أوسع من لبنان، لكانت أيضا تضيف عددا من الصناع والعاملين إلى أولئك المتجذرين في أرض الجنوب الخيرة وتستوعب نشاطا من القرى المحيطة ويتماثل بها الكثيرون.

وقد أعطت جزين بطريركا سموه في 1958 بطريرك المسلمين، ولكن المسلمون والعروبيون ينسون الجميل بسرعة، فلا فضل ولا جميل لغير المسلم إلا عند الحاجة إليه، ولا حق ولا رأي له مهما عظم عطاؤه إلا إذا كان هذا الراي يصب في خانة الاستسلام والاستزلام، وقد تجد في ايام البحبوحة من يتكلم بانفتاح ويساند مقولة التساوي وغرس هذه القيم لتصبح من التراث لا بل قاعدة لبناء الوطن ورص الصفوف، ولكنه عند أول مشكل أو تعنت من أحد المتطرفين تراه يتراجع ليصطف في صف الغلبة، أو أنه لا يعود يجرؤ على الكلام فينسحب من الساحة تاركا غير المسلم أمام حل من إثنين لا ثالث لهما، إما أن يقاتل ويناضل ضد كل ما كان قاله أو نادى به، أو أن يقبل بتنازل جديد يلام فيما بعد على أنه هو الذي قبل به.

أكمل شريف طريقه بعد أن اجتاز ساحة جزين حيث السراي القديم ومنزل "أل كنعان"، وقد كانوا من زعماء المنطقة أيام "مارون بيك"  وحيث تعلو أرزة كبيرة تزين الساحة منذ أجيال، وتقع المقاهي التي تجاور الشلال على ضهر الشير حيث يطل الوادي الشمالي الذي ينتهي بجبال الشوف وتلال "مطلة الشوف" و"غريفة"، وعلى الجانب الأيسر من جهة الشرق يقف "شقيف تيرون" الذي كان فخر الدين الثاني التجأ إليه وأختبأ في مغارته، وتختفي نيحا الشوف في لحفه الشمالي. وقد تذكر شريف الخوري "ابراهيم" الذي كان قدم من عين إبل لخدمة المطعونين في نيحا في بداية القرن الماضي زمن المير بشير، وكان المير يمنع الدخول والخروج من القرى التي يظهر فيها المرض خوفا من انتقاله إلى قرى أخرى. فدخل الخوري إلى البلدة وهو يعلم أنه لن يخرج منها، وقد توفي بالفعل بعد خدمته أبنائها مدة ودفن فيها وبقي قبره معروفا ومكرما من الأهالي حوالي  مئة سنة، وهو والد المونسينيور "يوحنا دياب" الذي توفيت والدته أيضا وكان له من العمر تسع سنوات فتربى في بيت جده الخوري يوسف وأصبح فيما بعد أول خوري على كنيسة مار مارون في بيروت، وقد ساهم في إنشاء مدرسة الحكمة ودفع لذلك من ماله الخاص، وقد أعطى هذا البيت أيضا الخوري "بطرس" المشهور ب"بطرس العينبلي"، وهو أحد مشاهير مدرسة "عين ورقة" وقد بقيت له يعض المؤلفات والكتب المترجمة من اللاتينية والطليانية وهو ساهم بانشاء رهبنة المرسلين اللبنانيين "الكريمية"، ويعتقد أهالي عين إبل أن إبنة عمهم "رفقة" التي ترهبت في دير "حراش" وقيل أنها عملت "عجائب"، بحسب ما ذكر المونسينيور يوحنا، هي نفسها القديسة التي نسبت إلى حملايا.

وفي الجهة المقابلة من الشرق فوق الساحة، وتحت مرتفع "كروم الأرز" يقع منزل "جان عزيز"، وقد كان نائبا سابقا له كل الاحترام والتقدير بقي في جزين في الأيام العصيبة يوم تهجرت قرى شرق صيدا وكان له موقف الزعماء الذين يفتقدون في الملمات، ولا يزال شريف يذكر تلك المحادثة الهاتفية مع "اسامة سعد" حول ما كان يجري في قرى شرق صيدا...

تحت منزل عزيز وبقرب الكنيسة يقع فندق "وهبي" الذي اعتبر من الفنادق القليلة في المنطقة وهو اشبه ب"فيلا" من الحجر الأصفر والقرميد الأحمر يشرف على ساحة المدينة وعلى مقاهي الشلال، وقد كان ينزل فيه المونسينيور "بوهيغاس" المبعوث البابوي الذي أرسل إلى جزين كبادرة شخصية من قداسة البابا يوحنا بولس الثاني دلت على بعد نظر وتعلق بهذه المنطقة المسيحية التي كان لا بد من المساهمة بمنع تهجيرها ولو برسول محبة وصلاة. وفي الجهة الغربية من الساحة وخلف منزل آل كنعان كان يقع منزل النائب والوزير السابق "ادمون رزق" الذي كان كتائبيا مناضلا طرد من الحزب مع رفيقه "لويس ابو شرف" لأنهما انتخبا "كامل الأسعد" لرئاسة مجلس النواب بعد أن كان الأخير ساهم في وصول الشيخ بشير والشيخ أمين من بعده إلى رئاسة الجمهورية، ولكنه كزعيم جنوبي كان يهمه اعادة الأمن والاستقرار لمنطقته سيما وأن منطمة التحرير الفلسطينينة كقوة عسكرية أساسية كانت قد رحلت عنه بعد 1982، وصار همه أن يؤمن اتفاقا مع الاسرائيليين يمكن من انسحابهم، فقد كانت مصر زعيمة العرب صالحت الاسرائيليين لاستعادة أرضها في سيناء ولا بد أن يسعى السوريون أيضا لاتفاق يعيد لهم الجولان، فلماذا يرفض للبنان سعيه لاستعادة سيطرته على أرضه في الجنوب. ولذا فهو ساهم باقرار اتفاق السابع عشر من ايار في مجلس النواب ما أغضب السوريون ليطالبوا بتغييره، فشروط الرئيس السد للاتفاق بين اسرائيل ولبنان كانت واضحة، وهو لا يريد أن يربط انسحاب الاسرائيليين من لبنان بأي شكل بانسحاب الجيش السوري منه، ولكن الاسرائيليين أصروا على ضمانة أميركية لسحب السوريين بعد خروجهم هم، ولم ترد أية اشارة إلى خروج السوريين في اتفاق السابع عشر من أيار، كما كان طلب السوريون، ولكن الأميركيين، يومها، وقعوا على رسالة جانبية، اعتبرها "جورج بشير" في كتابه "امراء الطوائف" "الرسالة المخرج المأزق "، حيث وعد فيها الأميركيون بسحب السوريين من لبنان بعد خروج الاسرائيليين بحسب اتفاق السابع عشر من ايار، فقامت قيامة السوريين وقلبوا الطاولة ورفضوا تمرير الاتفاق وكان غضبهم على كامل الأسعد شديدا لأنه ساهم في اقراره بمجلس النواب بالرغم من تعليماتهم، وقد رضخ الرئيس الجميل يومها مجددا لطلب دمشق وقرر عدم التجديد للرئيس الأسعد فكان ما كان.

أكمل شريف باتجاه صباح حيث تلة النبي "ميشا" والذي يقال بأنه قد يكون "ميخا" أو "موخوس" الفينيقي  المشهور نفسه، صاحب أولى المدارس الفلسفية التي تعلم فيها "طاليس" و"فيثاغور" وعلى غرارها أنشأ كل منهما مدرسته في بلاد اليونان، وقد بقي أثرهما ماثلا في الفكر البشري حتى يومنا هذا. وكان "موخوس" هو الذي قال بنظرية الذرة ولكنه قال ايضا بامكانية تجزئتها، ثم جاء "ديمقريطس" صاحب المدرسة "الذرية" اليونانية ليقول بالنظرية عينها ولكن بعدم تجزئة الذرة... وبقرب هذا المقام الذي استمر وقفا يرعاه ابناء "بنواتي" السنة دلالة على أهميته حتى في التراث الأسلامي، يقع دير سيدة مشموشة حيث تخرّج أجيال من المتعلمين من كافة المناطق الجنوبية، وكان فيه فرع داخلي يستقبل الطلاب من القرى البعيدة، وقد وصل إليه أبناء المنطقة من عين إيل ودبل ورميش وتعلموا فيه.

بعد مفرق مشموشة تطل عليك أودية وقرى ويبدأ البحر بالظهور من بين التلال، فهنا ينفتح الأفق الغربي وتبدو "الحمصية" و"عازور" وبينهما تلة "روم" بكل جلالها حيث ترتفع في وسطها مئذنة الجامع وقبة الكنيسة، ففي روم حي للشيعة كونها تجاور في الجهة الجنوبية قرى الشيعة في شرق صيدا التي تبدأ شرق "القرية" وتسير على خط مواز للقرى المسيحية حتى "جباع" و"عين بوصوار" المستندة إلى جبل صافي، ثم تدور حدودها إلى الجنوب فالشرق بعد "جرجوع" المختلطة أيضا في قرى متداخلة ك"اللويزة" و"مليخ" و"عرمتى" لتصل إلى كفرحونة التي سبق ذكرها.

وصل شريف إلى روم ووقف قرب الفندق الذي يزين ساحتها ويواجه إلى الشمال "فيلا" رفع عليها علم "فرسان مالطة"، وقد كان لفرسان مالطة هؤلاء سفارة في بيروت وممثلية في روم وهم يقومون بمشاريع انسانية تتعلق بالطبابة والمستوصفات. وإذا ب"ابو عجاج" صاحب الفندق ورئيس البلدية والمقاول الذي يملك جرافات وشاحنات بقيت تؤمن له المردود المطلوب بعد توقف عمل الفندق والمطعم بسبب الأحداث، وهو رجل ضخم الجثة طيب اللسان كريم بالفطرة لم يزل يحافظ على موقعه في المنطقة بالرغم من تقلب الظروف وقد كان يتابع موضوع المهجرين ويشارك في اجتماعات اللجنة التي شكلت لهذا الغرض، فطلب منه شريف كل المعلومات التي لديه حول هذا الموضوع  والحاجات المطلوبة مع كل ما تم حتى الآن من عملية اسكانهم وإيوائهم وفرص العمل الممكنة لبعض منهم كي يتمكنوا من التكييف مع الظروف الجديدة وما هي الأمور الممكن أن يوفرها الجيش بحسب اقتراحاته...

 

دورُ هيرَوْدُس أنْ يَهرُبَ

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/24 كانون الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/94156/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%af%d9%88%d8%b1%d9%8f-%d9%87%d9%8a%d8%b1%d9%8e%d9%88%d9%92%d8%af%d9%8f%d8%b3-%d8%a3%d9%86%d9%92-%d9%8a%d9%8e%d9%87%d8%b1%d9%8f%d8%a8%d9%8e/

ولادةُ يسوع هي شكلٌ من أشكالِ ظهورِه على البشريّة. يسوعُ موجودٌ بينَنا قبلَ ولادتِه وأثناءَها وبعدَها. كان اسمُه الله. لكنّه شاءَ الانتقالَ موقّتًا من السرمديّةِ إلى الزمانِ والمكان من أجلِ أن يَنقلَ الإنسانَ من محدوديّةِ الوجودِ إلى السرمدية، ومن أجلِ أنْ يُنشِئَ علاقةً "ميثاقيّةً" بين الله ابنِ الإنسان، والإنسانِ ابنِ الله. لم يَرُدّ الإنسانُ، بما فيه الإنسانُ المسيحيُّ، الجَميلَ إلى يسوع. ظنَّت البشريّةُ أنَّ تَقدّمَ مفاهيمِ الحرّيةِ والمساواةِ والأُخوّةِ وحقوقِ الإنسانِ، يعود فَضلُها إلى فلاسفةِ الإغريق والرومانِ وكونفُوشيوس، وإلى فلاسفةِ "عصرِ الأنوار" والثورةِ الفرنسيّةِ والاشتراكيّةِ والعَلمنة، فيما وَردَت جميعُ هذه المفاهيمِ في تعاليمِ يسوع ونَشرَتْها المسيحيّةُ في العالم. جميعُ الحركاتِ الدينيّةِ والعقائديّةِ التي ظَهَرت بعد المسيحيّةِ ـــ بما فيها الشيوعيّةُ ـــ تأثّرت بهذه التعاليم. فمِنها مَن استوحاها، ومنها مَن اقتَبسَها ومنها مَن تَفلْسَف عليها، ومنها مَن تَكبَّرَ عليها. كأنّي بيسوع يقول لهم: "ما لم تَفهَموه لا تُنكِروه، إنّما فسّروه على طريقتِكم"؛ فكان تَعدُّدُ الأديانِ والطوائفِ والمذاهب، حتّى في المسيحيّة. خَشِيَ يسوعُ العقلَ المنعزِلَ عن الإيمان. فَضّل الإيمانَ على الحكمةِ ووَصَف الحكماءَ بالحيّات.

الّذين يتَّبِعون الضميرَ دون الإيمانِ يعيشون أيضًا سلامًا داخليًّا ويَتمتَّعون بقيمٍ ساميّةٍ، إنسانيّةٍ واجتماعيّة. لكنَّ الضميرَ الذي يَعتبر ذاتيّتَه مرجِعيّةً قائمةً بذاتِها ومستقلَّةً عن الإيمانِ بالله، يَبقى عُرضةً لجنوحِ الغريزةِ لأنَّ دفاعاتَ الضمير، المرتكزةَ على العقلِ فقط، ليست كافيةً لمنعِ السقوطِ في التجارب. صحيحٌ أنَّ التاريخَ الوسيطَ والحديثَ حافِلٌ بقادةٍ مسيحيّين انحرَفوا نحو سلوكٍ وحشيٍّ ووثنيٍّ، لكنَّ هؤلاء، وإنْ وُلِدوا مسيحيّين، فقدْ خَرجوا عن الإيمانِ والتزموا عقائدَ فلسفيّةً وسياسيّةً ضِدَّ المسيحيّة. غير أنَّ يوميّاتِنا تَكشِف أنَّ المتدَيّنين ينافِسون الملحِدين في الشرودِ والفساد والطيْش، أي في الخطيئة، وهي التسميةُ الدينيّةُ، لـجِـنَحِ الإنسانِ وجِناياتِه، أكان فردًا أو جماعةً. أيعني هذا أنَّ الغريزةَ والعقلَ أقوى من الإيمان؟ وأن الإنسانَ يُعطي الإيمانَ لله والـمُشْتهى للدنيا؟ في الإنسانِ شرٌّ يَتحدّى الخيرَ ويُبارزُه. تارةً يَنتصر الأوّلُ وطورًا يَغدُر به الآخَر. آخِرُ تَجليّاتِ "انتصارات" الشرِّ اغتيالُ الشابِ جو بجّاني في الكحالة، بلدةِ العزّةِ والكرامة. وآخِرُ تجلّياتِ انتصارات الخيرِ اختراعُ اللَقاح ضِدَّ جائحةِ كورونا.

لقد اختبر المسيحُ ضعفَ الإنسان في تلاميذِه أوّلًا: مِن بطرس الذي "سَلّمه مفاتيحَ السماء" فأنْكَره ثلاثَ مرّات، إلى يَهوذا الذي سَلّمه إلى اليهود، مرورًا بِتُوما الذي آمَن بإصْبَعِه قبل إيمانِه بقيامةِ المسيح. واستنادًا إلى إدراكِه هذا الضعفَ البشريّ، استَحْدَث يسوعُ الغفرانَ ومحوَ الخطيئةِ والرحمةَ والتسامح، فتمادى الإنسانُ في الدلعِ واستهانَ ارتكابَ الخطايا على وعدٍ بالعفو.

خطورةُ الحضارةِ الحاليّةِ أنها مُغريةٌ جدًّا بحيثُ يَصعُب على المرءِ التعَفُّفُ عنها والنأي. لكنّها في الحقيقةِ تَخلُط بين الحرّيةِ وفوضى القيَم، بين الرَفاه والترَف، بين الإيمانِ والفكرِ، وبين البشريّةِ الطبيعيةِ والطبيعةِ المضادّة. والأخطرُ أنَّ العَلمنةَ المجرَّدةَ من أيِّ سَندٍ روحيِّ تَضرِبُ ضميرَ الفردِ وإنْ حافظَت على ضميرِ الجماعة. لا يدري بعضُنا إذا كان مؤمنًا أو عَلمانيًّا، وإذا كان عَلمانيًّا أو ملحدًا. كان الإلحادُ في العصورِ القديمةِ حالةَ جهلٍ، فجَعله البعضُ في العصرِ الحديث حالةً عقائديّةً تدّعي أنَّ الإنسانَ هو مُحَصِّلةُ حركةِ المادّة وإفرازاتِها. أنّى لمادّةٍ جامِدةٍ، تُحرّكها عواملُ الجيولوجيا والطقسِ والزمن، أنْ تَخلُقَ الإنسانَ بحياتِه وعقلِه وضميرِه وقلبِه وإبداعاتِه؟ لم نَر صخرةً اشتَهَت موجةَ بحرٍ فأنجبَت إنسانًا. ولم نَر جبلًا تغزّلَ بِواديه فوضعَ مولودًا.

رغمُ مرور ألفَي سنةٍ على ولادةِ يسوع، أشعُر كلَّ سنةٍ بفرحِ هذا الحدثِ الإلهيِّ والتاريخيِّ. أتخيّلُه يَحدُث أمامي الآن. أشعُر أنَّ قوّةً دخلت فيَّ. أعيشُ وَضاعةَ المغارةِ وعظمةَ المولود. أعودُ إلى الوراء. أرى أورشليم والناصرةَ والجليلَ والقيصريّة. أُبصِرُ بُحيرةَ طَبريّا ونهرَ الأردن وبيتَ عَنْيا وجبلَ طابور وبستانَ الجِسمانيّة. أُحَدِّقُ ببيلاطس يَغسِلُ يديْه وبقَيافا، رئيسِ كُهّانِ اليهود، يَصرُخُ: "اصْلُبوه". حَدثَ ذلك في جوارِ لبنان. في قريةِ بيتَ لحم. في الشرق. لكنَّ الشرقَ حاول التَنمُّرَ على المسيحيّة. سقطَ في التجربةِ اليهوديّةِ التي هي إنكارُ المسيح. من هنا بَدأت جُلْجُلةُ الشرق. تَقدَّمَ في الزمنِ وتراجعَ في الحضارة. احتلَّ العالمَ عصورًا ولم يُحرِّر نفسَه يومًا. آمَنَ بالكتابِ ولم يَكتفِ به. حاربَ الصليبَ فأتاه الصليبيّون، وها هو على شفيرِ تكرارِ الخطأ.

الشرقُ نقيضُ ذاتِه وراجمُ عظمائِه وفاقدُ قيمِه وجاحِدُ أديانِه. ما عاد هذا الشرقُ يُشبِهُ المسيح. كأنَّ ولادةَ يسوع كانت فعلًا زائدًا، وصلبَه فعلًا مجّانيًّا وقيامتَه فعلًا عبثيًّا. اليهودُ تآمروا على يسوع لدى ولادتِه. أنْكَروه وصلبوه. وأهلُ الشرقِ تآمروا عليه بعد قيامتِه. ظنّوا أنّهم يستطيعون أن يُضيفوا إلى الكَمالِ جملة، فتغيّر المعنى. أهلُ الشرقِ يَخافون مُنقِذيهم ويُحبّون جَلّاديهم. أهلُ الشرقِ يَخشَوْن الحقيقة ويَألَفون الدَجَل. تَشاوَفوا على المسيحيّةِ وشوّهوا الإسلامَ وأعادوا الاعتبارَ إلى اليهوديّةِ، حتّى بوجهِها الصُهيوني. أكثرُ كلمةٍ تَروجُ في الشرقِ هي الله، وأقلُّ حاضرٍ في أفعال الشرقِ هو الله. جَعلوا اللهَ افتتاحيّةَ مجازرِهم وإرهابِهم عِوضَ أن يكونَ مُـحَـيّا فضائِلهم وسلامِهم. كانوا في الأديانِ الوثنيّةِ وأمْسوا في وثنيّةِ الأديان.

مع ولادةِ يسوع لا تولدُ المسيحيّةُ في الشرقِ فقط، بل فكرةُ التعايشِ بين أهلِ الشرق. لكنَّ التعايشَ مستحيلٌ من دونِ الاعترافِ بحقِّ الآخَر لا بوجودِه فحسب. فإذا كان العقلُ من دونِ إيمانٍ يَحرِفُ الإنسان، الإيمانُ مع السلاحِ يَحرِفُ الدين. جميعُ أسلحةِ الأديانِ تحوّلت ضِدَّ الأديان وشعوبِها. القضيةُ مسألةُ وقت. لهذا السببِ نحن صامدون، ولن نَدعَ يوسف، هذه المرّةَ، "يأخُذُ الصبيَّ إلى مِصر". هذا دورُ هيرَوْدُس، بل "الهيرَوْدُسيّون"، أنْ يهربوا.

 

من قتل جو بجاني؟

د.مكرم رباح/النهار العربي/24 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/94039/makram-rabah-what-photographer-joe-bejjanis-death-says-about-the-dark-days-to-come-for-lebanon-%d9%85%d9%83%d8%b1%d9%85-%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d9%82%d9%88/

لولا تدخّل يد الغدر، كان صباح الإثنين الماضي يوماً عادياً لجو بجاني، ابن بلدة الكحالة الواقعة في جبل لبنان الجنوبي، يصطحب خلاله أولاده إلى المدرسة ليكمل نهاره في التصوير.

 آخر ما كان يتوقعه بجاني أن يكمن له اثنان من القتلة في موقف السيارات العائد لمنزله، ويبادراه بثلاث طلقات من مسدس مزود بكاتم للصوت أنهت حياته على بعد خطوات قليلة فقط من أولاده الذين اكتشفوا لاحقاً سقوط والدهم جثة مضرجة بالدماء.

 جريمة اغتيال بجاني ليست الأولى من نوعها في لبنان ولن تكون الأخيرة طبعاً، لكنها أتت لتذكّر المشعوذين كافة، من الساسة اللبنانيين والغربيين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الأزمة اللبنانية نابعة من سوء إدارة وفساد اقتصادي وليس فقط من سيطرة السلاح غير الشرعي المتحالف مع الطغمة الحاكمة. فتصفية جو بجاني عابرة للحدود وتشبه كثيراً عملية اغتيال المفكر والباحث العراقي هشام الهاشمي الذي دفع ثمن رفضه للحشود الشعبية والشعبوية.

 جو بجاني المنتمي إلى حزب القوات اللبنانية والناشط الطالبي في خلية الجامعة اليسوعية، لم يتبوأ يوماً مسؤوليات عالية في حزبه، لكنه كان واحداً من العديد من أبناء جيله الذين ناضلوا من أجل لبنان أفضل وبلد يستطيع أولاده أن ينشأوا فيه من دون أن تقتلهم رصاصة غدر أو انفجار كانفجار مرفأ بيروت. بجاني الذي حوّل هواية تصوير الآليات والمواقع العسكرية إلى مهنة لفترات متقطعة في مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، يُعتقد أنه كان من المصورين الذين وثّقوا انفجار مرفأ بيروت ضمن التحقيق المحلي والدولي، ما جعل منه هدفاً للقتل.  حتى الآن لا تزال هوية قتلة بجاني مجهولة، لكن براهين وتساؤلات عدة تقود إلى سلسلة من الاستنتاجات الواضحة والمخيفة. فقتلة جو كما يُظهر تسجيل الفيديو الذي تم تداوله عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هم من "المحترفين"، وعملية رصده وتنفيذ الجريمة تبدو من تخطيط مجموعة أكبر بكثير من القاتلين الاثنين اللذين ظهرا على الشاشة. والسفاح الذي أطلق النار بأعصاب باردة تراجع خطوتين إلى الوراء فاتحاً الطريق لزميله الذي بادر إلى تفتيش بجاني والعبث بسيارته بحثاً عن هاتف أو أي جهاز لتخزين المعلومات قبل أن يتواريا في حقل محازٍ لبيت بجاني حيث كانت تنتظرهم سيارة الفرار.

 الاثنان من القتلة لم يتكبدا عناء ارتداء القفازات ليخفيا بصماتهما كونهما يعرفان أنهما فوق القانون، بل إنه حتى لو تمكنت "الدولة" اللبنانية من كشف خيوط جريمتهما، فليس هناك من جهاز قادر على تنفيذ حكم القضاء ووضع الأصفاد في أيدي المجرمَين وأسيادهما كما هي الحال في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم التي تلتها.

 ومن هنا تطرح تساؤلات عدة حول هوية مَن لديه هذه القدرة والخبرة العملانية للتخطيط لعملية اغتيال وتنفيذها بهذه الدرجة من الاحترافية والإجرام في بيئة مسيحية صرف، يحتاج فيها رصد بجاني وتعقبه لتدريب عالٍ وقدرات مادية هائلة. وهل من مصادفة أن يُقتل بجاني في الظروف الغامضة نفسها التي رافقت اغتيال العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي - رئيس مكافحة التهريب في مرفأ بيروت - الشهر الفائت، وجريمة اغتيال العقيد المتقاعد جوزف سكاف - رئاسة شعبة البحث عن التهريب - عام 2017 وهو الذي طالب رسمياً بإزالة نيترات الأمونيوم من مرفأ بيروت؟ وكذلك حول مصير موظف مطار بيروت المهندس جوزف صادر الذي خُطف من مكان عمله في 12 شباط (فبراير) 2009 ولا يزال مختفياً حتى يومنا هذا.

 عدسة جو بجاني ابن السبعة والثلاثين ربيعاً قد تكون السبب الحقيقي وراء إنهاء حياته نتيجة توثيقه صوراً لأشياء أو أشخاص لا يفترض وجودهم في مرفأ بيروت أو في أماكن زارها جو على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

 المقلق في عمليات الاغتيال والكوارث الأمنية هو أن الدولة اللبنانية عبر تسريبات لها تحذّر المواطنين من موجة الاغتيالات على غرار ما حصل مؤخراً بُعيد اجتماع مجلس الأمن المركزي، لكنها تمتنع في الوقت عينه عن اتخاذ إجراءات وقائية أو حتى ملاحقة المجرمين. فإذا كانت الدولة عاجزة عن حماية حياة اللبنانيين وحريتهم وأموالهم، فما دور تلك الطبقة الحاكمة بالضبط؟

 دماء جو بجاني لم تسقط على أيدي قتلته فقط، بل على يد كل لبناني لا يزال يعتقد أن المواجهة مع قتلة الشعب اللبناني يمكن تفاديها.

 فجو الذي تسلّم أوراق الهجرة إلى كندا الأسبوع الفائت كان يستعد للهروب من الكابوس اللبناني والبحث عن حياة أفضل بعيداً من القتل والفساد، لكن هذه الأوراق التي كانت في سيارته بدل أن تُمهر ببصمات حلمه تلطخت بدمائه الزّكية. الهروب من الموت اللبناني ليس خياراً، والجوع والفقر ليسا خياراً أيضاً، بل هو واقع آت لا محال. أما الخيار الوحيد الباقي، فهو الاعتراف بأن المخرج الوحيد لعودة لبنان إلى طبيعته هو باستعادة الشرعية والسيادة الكاملة من جماعة "كاتم الصوت".

 الله يرحمك يا زوزو....

 

سعد الحريري في الفخّ الكبير

زياد عيتاني/أساس ميديا/الجمعة 25 كانون الأول 2020

لاءتان تحكمان الرئيس المكلّف سعد الحريري. اللاء الأولى هي لا اعتذار عن التكليف بتشكيل الحكومة، واللاء الثانية لا تنازل عن حكومة الاختصاصيين. اللاء الأولى تقوم على معادلة واضحة، وهي أنّ الاعتذار صدام مباشر وفك لتحالف غير معلن مع الثنائي الشيعي وتحديداً حزب الله. فالتكليف الذي أمّنه الثنائي لا يوقفه غير الثنائي. أما اللاء الثانية فهي صدام من نوع آخر مع المجتمع الدولي والعربي، وتحديداً الخليجي، ومع البيئة السنيّة. ما بين اللاءتين، يراوح الرئيس الحريري في مكانه. لا هو قادر على المغادرة ولا بقادر على المبادرة. ينتظر قدره الذي قد يطول أو يقصر، على أمل حصول شيء يؤدي إلى تغيير ما، نفسُهُ الرئيس الحريري غير قادر على تحديد ما هو هذا الشيء المنتظر. اللاء الأولى تقوم على معادلة واضحة، وهي أنّ الاعتذار صدام مباشر وفك لتحالف غير معلن مع الثنائي الشيعي وتحديداً حزب الله في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس الحريري بعد تكليفه مع الكتل النيابية والنواب المستقلين وخلال لقائه نائب بيروت نهاد المشنوق، قام الأخير بأمرين: الأوّل تحذير والثاني دعابة. وللدعابة في السياسة دلالة. في التحذير قال للرئيس الحريري إنّ هذا التكليف فخّ قد حُضّر له وكُل الوقائع اليوم تشير إلى أنّ الرئيس الحريري قد وقع بما لا لُبس فيه بفخ كبير. أما الدعابة فقد قال النائب المشنوق للرئيس الحريري ممازحاً وهو يغادر الاجتماع: هل كنتَ بحاجة لأربعة شهداء ما دمت تريد العودة لرئاسة الحكومة. فردّ مستغرباً متسائلاً: "من هم الشهداء؟" فقال المشنوق مبتسماً: "آخرهم مصطفى أديب".

على خلفية كل ذلك يبقى السؤال، كيف يمكن للحريري الخروج من الفخ الذي وقع فيه؟ أوساط البيئة الحاضنة تدعوه لتقديم تشكيلته للرأي العام للناس مباشرة والجلوس في منزله وليدعِ الآخرين يبحثون عن المخرج.

قال النائب المشنوق للرئيس الحريري ممازحاً وهو يغادر الاجتماع: هل كنتَ بحاجة لأربعة شهداء ما دمت تريد العودة لرئاسة الحكومة. فردّ مستغرباً متسائلاً: "من هم الشهداء؟" فقال المشنوق مبتسماً: "آخرهم مصطفى أديب" أما في أوساط المعارضين للسلطة من القوات اللبنانية وصولاً لحزب سبعة، فالدعوة له بالاعتذار والتنحّي لا تتوقّف كما فعل مصطفى أديب. في المقابل، فإنّ أوساط التيار الوطني الحرّ تتحدث عن قسمٍ أعلنه رئيس التيار النائب جبران باسيل بأن لا يسمح للحريري بالتشكيل. كلّ المؤشرات تقول إنّ أياماً صعبة مع بداية العام الجديد تنتظر سيّد بيت الوسط بخاصة مع رزمة العقوبات الأميركية الجديدة التي كما يبدو سيكون موعدها في الشهر المقبل والمرجّح أن تشمل بعض الأسماء من الدائرة المحيطة به. حتّى أنّ بعض المحيطين بالحريري يتحدثون في مجالس خاصة على أنّ تاريخ 6 كانون الثاني مفصلي وما بعده ليس كما قبله ويذهبون بعيداً في الحديث عن تكتيك متّبع من قبل الرئيس الحريري بالتروّي والهدوء بانتظار خروج الرئيس ترامب من البيت الأبيض وهو تكتيك قد يوصف بالذكي إلا أنّه لن ينجح، خصوصاً أنّ الأزمة ليست أزمة عراقيل بقدر ما هي أزمة استراتيجيات أميركية موضوعة تلتزم بها دول عربية كبرى. ما بين تكتيك الحريري وقسم باسيل، يبدو حزب الله غير مستعجل على التشكيل. فهو يراقب طاولة مفاوضات بدأت تباشير ملامحها وعليها سيجلس الجميع وهناك يصبح التشكيل والحكومة جزءاً من التفاصيل.

 

” كاتم الصوت ” يُثبت أن الجريمة ليست فردية بل منظمة

جان فغالي/صوت بيروت انترناشيونال/24 كانون الأول/2020

في الثالث من هذا الشهر ، إلتأم المجلس الأعلى للدفاع ، وهو أعلى سلطة امنيَّة – سياسية في لبنان، واللافت في مداولاته في تلك الجلسة انه بحث ” المخاوف الأمنية ” .

ما لم يرِد في البيان ، تم توزيعه على شكلِ تسريبات وفيها ان هناك مخاوف حقيقية من عودة الإغتيالات ، جاءت هذه التسريبات غداة مقتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير ابو رجيلي في منزله الجبلي في بلدة قرطبا .

على رغم مرور عشرين يومًا على هذه الجريمة لم يُكشَف اي خيط عن ظروف وقوعها ، وإنْ ربط البعض بين هذه الجريمة وبين انفجار المرفأ ، على اعتبار أن الضحية كان عقيدًا في الجمارك وربما يعرف شيئا عن الإنفجار ، إذا ما كان خدم في المرفأ، لكن الجريمة ازدادات غموضًا بعدما تبيَّن ان العقيد ابو رجيلي لم يخدم في المرفأ بل في المطار . والمريب ايضًا انه منذ قرابة الأسبوع وُزِّع خبر انه تم اكتشاف القاتل وأنه من بلدة قرطبا وان دوافع الجريمة شخصية ، وما هي إلا ساعات حتى تم نفي الخبر جملةً وتفصيلًا وأن ليس صحيحًا انه تم توقيف القاتل .

هنا يُطرَح السؤال : مَن يقف وراء تسريب خبر كشف القاتل ؟ ما هي دوافعه ؟ هل يتعمَّد تضليل التحقيق ؟ ولأي أهداف ؟ لم يُجب احد عن هذه الاسئلة ، ما زاد القضية غموضًا فوق غموض .

الإثنين الفائت هزت بلدة الكحالة جريمة مروِّعة استهدفت العامل في شركة ” الفا ” للاتصالات والمصور الذي يعمل لحسابه الخاص ، جوزيف بجاني . الجريمة ، وكما يظهر في شريط الفيديو من كاميرا مثبتة عند مدخل منزل الجاني ، ارتكبها شخص محترف بمسدس كاتم للصوت ، اطلق منه ثلاث رصاصات : في الراس والقلب والبطن ، كانت كافية لوفاته ، الجاني كان يرافقه شخص آخر تولى فتح الباب الأمامي الى اليمين وأخذ الهاتف الخليوي للضحية ، وتواريا مشيًا قبل ان يُفتضح امر الجريمة.

عدة أسئلة تُطرح حول ظروف الجريمة :

اولا – المسدسات المزوَّدة كواتم للصوت لا يملكها أفراد بل أجهزة ومنظمات ومافيات ، ما يُبعِد فرضية ان الجريمة ارتُكِبَت لدواعٍ فردية او شخصية .

ثانيا – الجانيان تصرَّفا بارتياح ، إذ لم يظهر عليهما اي ارتباك ، وهذا ما يثبت فرضية انهما محترفان ، فمَن يملك في لبنان اليوم مجموعات محترفة في التضفيات بكواتم للصوت ؟

ثالثُا – هل من سبب لعدم تولي مديرية المخابرات في الجيش التحقيق ، علمًا ان الضحية كان يعمل في التصوير للجيش اللبناني كمتطوع حر ، وظهر في اكثر من مناسبة للجيش اللبناني يرتدي شعار المؤسسة العسكرية ، فلماذا ألقيت مسؤولية التحقيق على عاتق شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ؟

رابعًا ، لماذا أخذ الجانيان الهاتف الخليوي للضحية ثم رمياه من دون ” الإفادة ” مما يحتويه ؟ هل هذا يعني انهما يعرفان كل شيء عن الضحية ولا حاجة لهما لداتا الإتصالات من ذاكرة الهاتف ؟

في المحصِّلة ، وقبل الغرق في التفاصيل ، ” الشاهد الملك ” في الجريمة هو المسدس الكاتم للصوت ، وما لم يتم اكتشاف هذا ” الشاهد ، فإن ملابسات كثيرة من الجريمة ستبقى غامضة ، في دولة عالقة بين “الكمامة ” و ” كاتم الصوت ” .

 

مناورات حكومية.. بين “الوطاويط” و”البروباغندا السوداء”

 ميراي فغالي/صوت بيروت انترناشيونال/24 كانون الأول/2020

في وسط الأزمات، أتى بصيص أمل، كان أشبه ببيع أوهام الى اللبنانيين بقرب تشكيل حكومة، ليخرق الأجواء القائمة. أوهام تحوّلت سريعا الى ما يشبه حلبة صراع بين المصادر المتناوشة على من فرّط بالتشكيل.

مصادر مطلعة على ما حصل بتفاصيله وكواليسه، تشير في حديث لموقع “صوت بيروت انترناشونال” الى ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قام بواجباته قبل سفره الى الخارج لقضاء عطلة الاعياد مع عائلته في باريس، لكي لا يسافر الى هناك من دون اي حركة، ومصادر قصر بعبدا تؤكد ان الحريري لم يحمل الى رئيس الجمهورية يوم الثلاثاء اي طرح بل افكارا “غير سوية” طائفيا بتوزيع الحقائب. وتشدد المصادر على أن التفاؤل الذي تم بثه كان في غير محله وعملت ماكينات اعلامية عليه للضغط على قصر بعبدا لتسهيل الامور، حتى ان الامور وصلت الى اشاعة جو دولي بالتوافق الفرنسي – الاميركي على تشكيل الحكومة، ليتبين ان الخارج لم يعط بعد كلمة السر للداخل للتحرك حكوميا. وتشدد المصادر على ان كل اجواء بيت الوسط لم تكن محضرة لاعلان تشكيلة. وتعتبر المصادر أن ما حصل لم يكن الا محاولة رفع عتب امام الفرنسيين وامام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي علق آمالا كبيرة على لقاءاته مع الحريري وعون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. والحقيقة بحسب المصادر تكمن في ما بات معروفا وواضحا “الحريري ينتظر تسلم الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بادين الحكم في اميركا”، وينتظر ايضا موضوع ترشيد الدعم وبدء رفعه جزئيا في عدد كبير من القطاعات لكي لا تنفجر الحكومة في وجهه ولكي لا يتسلم كرة النار من الرئيس المستقيل حسان دياب. وبين ما تمّ توجيهه من اتهامات عن “وطاويط” في بعبدا تعرقل التشكيل، وغرف “البروباغندا السوداء” في بين الوسط، لا اسود يحلّ الّا على اللبنانيين الذين ينتظرون قبل كلّ شيء من كلّ اللامسؤولين، تحمّل حدّ أدنى من المسؤولية ووقف المناورات.

 

الميلاد" في عهد التعاسة

يوسف بزي/المدن/25 كانون الأول/2020

قبل سنتين فقط، كان هناك بيروت. وفي شتائها الأخاذ غاسل الأبنية والهواء، منعش الأنفاس، ململماً البيوت على سجادها، والأجساد على كنزاتها الصوفية ومعاطفها، كان يأتي موسم "الميلاد". ولا يكون في بيروت "عيداً دينياً" حصراً. شرفات الحيّ، نوافذ البيوت وواجهاتها الزجاجية، الأسواق والساحات، داخل الدكاكين والمتاجر، أمامها أيضاً، تتكاثف الزينة وأضواؤها.. أسبوعان تقريباً من نور واحتفال يجدد أنس العائلات وموداتها. عيد يُخرج الناس إلى مباهج لقاءات وسهرات وسخاء موائد، ولطف تبادل الهدايا وحميميتها. والأطفال.. هذا ميعادهم الخاص. أسياد الموسم وصورته. والعالم لهم في هذا الزمن الوجيز من السنة. فالعيد أصلاً لذاك الطفل الأول في العام صفر. قبل سنتين وحسب، كانت بيروت الميلاد تستأنف تقاليدها الساحرة، بقليل من البحبوحة، بكثير من الرغبة واتقان فن اللحظات السعيدة وابتكارها. فيكون "الميلاد" ذريعة أيضاً لينغمس اللبنانيون بما اعتادوا عليه من نمط عيش متعوي، كل ومقدرته. ليس الحال كذلك هذا العام ولا الذي سبقه. بيروت اليوم ممددة على سرير التعاسة. في "عهد" بلغ من القوة أن انفجر. انتفخ بأورامه وفقع متشظياً متقيّحاً بضغائنه وفساده روحاً ومادة. "ميلاد" يأتي إلى بلاد كما وصف حالها البابا فرنسيس، اليوم: تختنق فيها روح الإقدام والحيوية، وشبابها انتُزع منهم كل رجاء بمستقبل أفضل. وإن كان العالم كله كئيباً في عزلات الوباء، شاحباً متألماً، فإن مصائب لبنان أحالته أرض وحشة وإدقاع. أرض حيث يخجل واحدنا أن "يحتفل"، أن يُظهر فرحاً ولو طفيفاً. كأن العيد استفزاز للمشاعر.. مسّ غليظ للجروح. بذخٌ أشبه بالبطر بين ناس أذلهم عهد الإفلاس والضيق والحِداد اليومي.

قبل سنتين فقط، كانت الشكوى حاضرة، لكن وهم "الغد الأفضل" كان حاضراً أيضاً. جاء الغضب والتمرد في ذاك الخريف مقروناً بوعود الخلاص العمومي.. وحلت بعده بسرعة قياسية اللاجدوى، استعصاء النجاة من الكارثة.. ولا ميلاد بعدها. هنا في الأحياء والشوارع "ميلاد" فقير، رثّ وخافت. ويمكننا أن نخمّن مزاج المنازل، حيث يمضي الزمن باهتاً، ممسوساً بالقلق واللايقين من الغد. بيوت قليلة الإضاءة والزينة.. كأنما "تتذكر" أطياف عيد بات صعباً حضوره.لا جدوى من السؤال: من قتل الميلاد في "بلاد الأرز"؟ ولا جدوى أصلاً من أن نكتب عن هذا "الحزن الوطني"، عن بيروت التي كانت. فاللغة نفسها باتت منتهكة بمعانيها. فإذ نقرأ ما يقوله "رؤساؤنا" الكثيرون، "زعماؤنا" الموهوبون عن العيد والقيامة ولبنان وطن الرسالة والأمل... لا يسعنا إلا الذهول والغيظ والسخط.

لقد سرقوا "الميلاد" أيضاً.

 

أربعة زعماء ضد عون وجبهة لإسقاطه: حزب الله يستنفر

منير الربيع/المدن/25 كانون الأول/2020

تأجل الحديث في السياسة اللبنانية إلى ما بعد الأعياد. ولم يعد مدار الكلام  السياسي على تشكيل الحكومة، بعدما تبددت الآمال الزائفة التي ضخها المسؤولون وتحدثوا عنها، فأسهمت في انخفاض سعر الدولار ودفع الناس للمسارعة إلى بيعه. وبعد إعلان الفشل، جاءت الصدمة ورفعت سعره، فاستفاد التجار والصرّافون وخسر الناس. وهذه جريمة مستمرة تقترفها القوى السياسية بتلاعبها باللبنانيين ومصيرهم. وفي موازاتها تستمر تفاهة قاتلة في تبادل التهم بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، حول عرقلة تشكيل الحكومة والسعي إلى تعزيز المكاسب.

جلسات التسلية بالأسماء

جديد هذه التفاهة، هي التهم التي تساق ضد الحريري بأنه "سرق" أسماء الوزراء التي اقترحها عليه رئيس الجمهورية في جلسة سابقة، وضمّها إلى تشكيلته. وتقول الرواية العونية إن الاجتماع الحادي عشر بين الرجلين، جرى فيه تبادل للأسماء. استعرض رئيس الجمهورية ورقة مكتوب عليها أسماء وزراء مسيحيين يقترحهم للتوزير، وعرضها على رئيس الحكومة المكلف، الذي اطلع على الورقة وتركها على الطاولة الفاصلة بينهما. ويتهم العونيون الحريري بأنه التقط صورة للورقة التي كتبت عليها الأسماء. وبعد مغادرته أجرى اتصالات سياسية بأصحاب الأسماء للقائهم بهدف توزيرهم. وبذلك يكون قد اختار أسماء اقترحها رئيس الجمهورية. وهذا أزعج العونيين من الحريري، رغم أنه لم يتجاوز ما عرضه عون. وإلا لما كان عون سلّمه الأسماء. واستُخدم هذا الذي لا يرقى إلى مستوى النميمة، لاستمرار الإشكال والاشتباك حول تشكيل الحكومة. وصلت السياسة في لبنان إلى هذا الدرك من الانحطاط. تشكيل حكومة مؤجل إلى ما بعد العشرين من كانون الثاني. وهناك ملفات أخرى مؤجلة، كترسيم الحدود، وسواها من شؤون سياسية داخلية وخارجية. ودخل البلد في وقت مستقطع قاتل، فيما القوى السياسية تستجمع تفاهاتها وتعزز ألاعيبها استعداداً للمرحلة المقبلة.

جبهة لإسقاط عون ورباعي ضده

بين العونيين وحزب الله تواصل ولقاءات، هدفها إعادة تجديد ورقة التفاهم بينهما. وحسب المعلومات، ستبحث لجان مشتركة بين الطرفين في ملفاتهما الخلافية: السلاح، ترسيم الحدود، محاربة الفساد وغيرها.

ويحاول العونيون استدراج حزب الله إلى جانبهم أكثر فأكثر على حساب الرئيس نبيه بري.

في المقابل يلتقي برّي مع الحريري وجنبلاط وفرنجية على مواجهة رئيس الجمهورية. وهذه المواجهة ستكون مفتوحة ومتفاقمة بعد عطلة الأعياد. للقاء أهداف متعددة: قضائية، وملفات الفساد والتحقيق في الإدارات والوزارات، وفي تشكيل الحكومة. ويرفض الرباعي (بري، الحريري، جنبلاط، وفرنجية) حصول عون على الثلث المعطل وعلى الوزارات الأمنية والقضائية والعسكرية لاستخدامها في مواجهتهم. من ناحية أخرى تعمل بعض القوى على تأسيس جبهة أخرى عنوانها إسقاط عون من رئاسة الجمهورية. وقد تضم هذه الجبهة رؤساء جمهورية وحكومة سابقين، وشخصيات سياسية وقيادات حزبية من طوائف مختلفة، لا سيما بعد موقفين أطلقهما فرنجية وسمير جعجع يدعوان بوضوح إلى استقالة رئيس الجمهورية. وفي حال نجح الساعون في تشكيل هذه الجبهة، سيكون لبنان أمام المزيد من التوترات السياسية.

الحزب القائد

وهنا ستكون الأنظار مركزة على الحزب القائد: حزب الله الذي سيُستنفر حتماً للدفاع عن رئيس الجمهورية المتحالف معه استراتيجياً. هذه الصراعات كلها لن تؤدي إلى إنتاج حلول، بل ستكون متماهية مع تطورات الوضع في المنطقة، والتي يتصدرها ويديرها في لبنان الحزب القائد. والأزمات المتلاحقة ستستمر وتتفاقم، وقد تشهد انعكاسات أمنية (اغتيال جو بجاني في الكحالة، مثلاً). ولن يكون هناك أي جهة دولية جاهزة للتدخل ومساعدة لبنان، المتروك لمصيره مع حزبه القائد وأتباعه أو مطيعيه الأعداء: المزيد من الانهيار.

 

وَعْدُ الولادة و"القيمة المضافة"

بشارة شربل/نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

لا يَسقُط القول المأثور "وعْد الحُر دَيْن" لمجرد أن حكومة "ذات الرأسين" لن ترى النور قبل ولادة المسيح، ولا مع بزوغ "نجمة صبح" تهديهما كما اهتدى المجوس الى مغارة رسول السلام.

ما سقط حُكماً، خطأُ التوهم بأن الرئيسين من الأحرار، وأنهما يمتلكان خياراتهما وغير مرتهنين لحسابات شخصية وفئوية وطائفية تحكَّمت بصفقتهما الرئاسية، التي أذاقت المواطنين المرارات منذ بدء العهد المشؤوم وعلى امتداد حكومتين، لا فرقَ عند المواطن الموجوع فشلتا أو أُفشلتا.

كلنا كنا نتمنى البشائر السارة خصوصاً حين تتزامن والأعياد. فالبلاد لا تخلو من أهل اختصاص واحترام كان يمكنهم مباشرة المسؤوليات لو تمَّ انتزاع الوليد من رحم المنظومة قبل ان يلتف عليه حبل سرة المحاصصة. لكن كيف لهؤلاء الوزراء ان ينجزوا اذا تشكلت الحكومة الموعودة بعد الأعياد في ظل أهل متناحرين وبيئة لا تحضن وتربي إلا مارقين وفاسدين؟ لن نرسم مسبقاً صورة سوداوية لحكومة ينجبها أهل المنظومة المتحكمة برقاب اللبنانيين حتى ولو قرفنا من الوعود التافهة والكلام الفضفاض. فأي حكومة جديدة هي أحسن حتماً من تصريف الأعمال. والضغط الفرنسي وانفضاح الارتكابات أمام الرأي العام سيرغمان، عاجلاً أم آجلاً، المتحاصصين على الإتيان بنوعية وزراء أفضل من سارقين رتعوا في حكومات سابقة وتافهين أتى بهم حسان دياب.

لن تكون المشكلة مطلقاً في الوزراء، بل في من يديرهم مباشرة او من خلف ستارة الاختصاص. ذلك ان المافيا نفسها التي استولت على مقدرات البلاد منذ ثلاثة عقود تعاود تجربتها بوقاحة رغم ثبوت هدرها ونهبها وتسببها بإفلاس البلاد، وسنكون سُذَّجاً لو اعتقدنا ان الوزراء الأوادم سيتمكنون من اخراجنا من عنق الزجاجة ما دام مشغّلوهم حاضرين في الرئاسات، والأتباع يفسدون في الأجهزة الأمنية والادارات والقضاء والمصارف ومصرف لبنان، وما دمنا عاجزين عن اعادة تكوين السلطتين التشريعية والتنفيذية وتغيير ساكن بعبدا بالعودة الى صناديق الاقتراع.

نبصم على بياض للذين تحدثوا عن "قيمة مضافة" لدى كل مرشح لتسلم حقيبة وزارية في الحكومة العتيدة، فهي واجبة في أي متقدم لمهنة حاجب أو رئيس. لكننا نسأل عن القيمة المضافة التي يقدمها رئيس جمهورية مُنتقص الهيبة وهزيل المناعة "اذا حضر" وترأس مجلس الوزراء، او تلك التي يتمتع بها رئيس حكومة فقدَ ميزته "الخليجية" التفاضلية وتحول سياسياً كسائر أترابه في لبنان. لا تملك منظومةٌ تزاوج الميليشيا والفساد الا "قيمة سلبية" تضفيها على اي تركيبة حكومية تنشد الاصلاح والانقاذ. واللبنانيون، الذين اختبروا تلك المنظومة، من سرقة مكنسة في الادارة حتى فجيعة انفجار 4 آب ومحاولة ضرب التحقيق العدلي، كانوا يستحقون استقبال عامهم الجديد متحررين من أدرانها وتاريخها المملوء بالسواد، وإذ ما في اليد حيلة، فليس امامهم مع ولادة المخلص الا الأمل والاصرار على رحيل كل رموزها لنخلّص لبنان.

 

طواحين الهواء وتنّين الأساطير

بسام أبو زيد/24 كانون الأول 2020

بيروت، تلك العاصمة التي كان يتغنّى بها الشرق والغرب، والتي كانت قبلة لمن عشقوا ويعشقون لبنان، تحوّلت مضرب مثل لتراجعها على كلّ المستويات، وتحوّلت من عاصمة كانت تتمتّع بالكثير من المزايا إلى مدينة فقدت رونقها وعزّها، وكان ينقصها انفجار الرابع من آب في المرفأ كي يدمّر وسطها وأحياء تراثية وسياحية فيها. ليست بيروت وحدها تعاني، بل إنّ كلّ لبنان قد تحوّل لبنان آخر، لا يشبه لبنان التعدّدية والثقافة والانفتاح على الحضارات، فتحوّل أرضاً للجهاد ميزتها الحروب والقتل والتخلّف والقضاء على كلّ مظهر من مظاهر الحياة والسلام والحرية، وكأنّ بمن يأخذنا نحو تلك الهاوية يعيش في الظلام لا يعرف النور ويكره الحضارة. هذا الواقع مرجّح للإستمرار والتطوّر نحو الأسوأ، لأنّ القوى العاملة على هذا التخلّف للبلد لا تزال مُمسِكة بالقرار وبمفاصل الدولة، وتسعى لجرّه نحو مثلها الأعلى في محاربة أي تقدّم ورقيّ لتحيل لبنان إلى جحيم بالفعل، يشبه تلك الدول التي تسلب عقول أهلها باختراع أكاذيب عن أمجاد وبطولات وهمية، وعن قائد يصارع طواحين الهواء، فيما هم يرونه بأنّه يصارع تنّيناً من الأساطير. إن تغيير هذا الواقع لم يعد ممكناً بالوسائل التقليدية التي قد يسمّيها البعض الوسائل الديموقراطية، فأصوات المقترعين في الانتخابات مثلاً، لا يمكنها مواجهة ترسانة للأسلحة من يمتلكها مستعدّ لأن يطلق النار ساعة يشاء من أجل الإبقاء على مصالحه ومشاريعه، والتظاهرات لا يمكنها أن تسقط منظومة محمية بالسلاح وبالمال، وهناك من هو مستعدّ في المقابل للموت في سبيلها حتّى ولو لم يكن يملك في هذه الدنيا سوى روحه ودمه، والكتابات ورفع الصوت لم تعد سلاحاً فتّاكاً يثير الرأي العام، ففي وجهها سلاح بكواتم للصوت، ومن دونها مستعدّ أن يطلق الرصاص على رأس أي مفكّر أو كاتب أو صحافي يتجرّأ على قول الحقائق وتبيان الأكاذيب والتأثير في عملية غسل الأدمغة. قد يظنّ البعض في هذا الكلام دعوة الى مواجهة العنف بالعنف والسلاح بالسلاح، وقد يكون هذا الأمر مشروعاً لدى البعض في ظلّ ظروف معيّنة تحتّم هذه المواجهة. ولكن قبل الوصول إلى خيارات كهذه، يجب أن يدرك الطرف المسيطر أنّ العنجهية والاستكبار الحقيقي هما تجسيد لنهاية رسمها القول المأثور: "ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع".

 

"صندوق التحرّش" باب جديد للزبائنية والفساد!

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

لا يُمكن أن يدعم سياسيّو لبنان، مهما ارتدوا أقنعة الحملان، "قضايا المرأة" من دون مقابل. هم يدعمون كلّ ما يفيدهم ويدرّ عليهم المنفعة. ولن تخرج قاعات عدلنا، ولا مخافر الإدلاء في لبنان عن منظومة "تطبيع التحرّش"، وقبوله كفعلٍ مألوفٍ متكرّرٍ بضربة ساحر، فور إقرار البرلمان اللبناني قانون "معاقبة مرتكبي جريمة التحرّش الجنسي، ولا سيّما في أماكن العمل وتأهيل ضحاياه". بل، قد نكتشف أنّ شتّان بين ما هو حقّ على الورق، وما سيطبّق فِعلياً على أرض الواقع.

اعتبر المحامي مجد حرب أنه "في إطار الخطوة العملية الأولى، يمكننا أن نرحّب بالقانون كمسار رسمي أوّلي وأرضية قانونية لم تكن موجودة مسبقاً، وتهدف للحدّ من استباحة الضحايا واستضعافهم في المجالين العام أو الخاص".

إلا أن هناك العديد من الملاحظات القانونية التي يمكن تسجيلها على أن تكون "العبرة في التطبيق" وألا تتحوّل بعد مدّة "قوانين شكلية". ويتابع: "بما أنّ التحرّش اضطراب سلوكي يدعمه خلل مجتمعي، لا بد من أن تكون هنالك آلية مختلفة للتحقيق، من الذهاب إلى المخفر للإدلاء بواقعة تحرّش حسّاسة، كما ذكر القانون أنّه وعند "الاستماع إلى الضحية، يجب مراعاة حالتها النفسية واتّخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل ضمان حمايتها وحماية الشهود، وذلك في جميع مراحل التحقيق الأولي والإبتدائي والمحاكمة"، وذلك من دون ذكر آلية إبلاغ خاصة تتناسب مع الضحيّة ورغبتها بالخصوصية بعيداً من المسار الجزائي المتّسم بالعلانية. وعليه، نفترض أن الإبلاغ سيكون عبر المخافر اللبنانية غير المدرّبة للتعامل مع وقائع كهذه، وهنا يمكن لضحيّة السلوك غير المقبول أن تتفادى اللجوء إلى المخفر كونه غير مؤهّل ليكون بيئة حاضنة لها لعدّة أسباب، أهمّها أنّه خيار غير واقعي، أو ربّما لأن المحقّق ذكر، أو خوفاً من النظرة المجتمعية السائدة للمحقّقين، أو اعتقاداً بأنه سيتمّ استسخاف الجرم الحاصل. فعلينا أيضاً العمل على تغيير الثقافة السائدة حول هذه المواضيع المرتبطة بموروثات قيمية، تجعل من الضحيّة أكثر هشاشة عند الإعتراف بما حدث معها.

ناهيك عن أنه لا ضمان لسرّية التقرير، ولا لسرّية هوية الضحيّة. وبالرغم من أنّ القانون قد ذكر أنه "يجب مراعاة الحالة النفسية للمبلّغ"، إلا أنّه لا يضمن ذلك بشكل قاطع. ومن هنا ننطلق أنه يجب أن يحدّد مكتب خاص للتبليغ، يكون فيه المحققون أو المحقّقات مدرّبين أو جاهزين للتعامل مع قضايا التحرّش الجنسي بشكل خاص، والتأكّد من أنّ هوية الناجين والناجيات ستكون محمية، وأن يتمّ التعامل مع أي ضحية من دون اطلاق احكام مسبقة، ومن دون تمييز، سواء أكان ذلك على أساس سمة أو أكثر، مثل الخلفية العرقية أو الاجتماعية أو السياسية، أو اللون أو الهوية والتعبير الجنسانيين أو الميل الجنسي أو الإحتياجات الخاصة (الإعاقة) أو الجنسية أو السنّ أو المظهر البدني وغيره، على أن ينطلق هذا المكتب المتخصّص من موقع حماية الضحية بشتى الطرق المتاحة، افتراضاً منّا أنّ الهدف الأول من هذا القانون هو توفير آلية دعم، ومناصرة تساهم في كسر الصمت، وتساعد الضحايا في اللجوء إلى المسلك القانوني وكنف حماية الدولة لهم ولهنّ، بخاصة أن ردّة فعل الجهات الأمنية عامل معمّق لامتناع المعتدى عليهنّ عن التقدّم بأي شكوى". كذلك، أوضح حرب أنّ في القانون "استخداماً لمصطلحات "مطّاطة" التفسير، مصبوغة بطابع أخلاقي في تعريف جرم التحرّش كعبارات "سلوك سيّئ" و"خارج عن المألوف" و"ذي مدلول جنسي"، حيث طالما أنّ الأفعال غير معرّفة وأنّ هناك نقصاً في التحديد، تبقى الأمور مطّاطة أيضاً عند القضاة والمحامين. أضف إلى ذلك أنه وبالرغم من أنّ القانون يشمل التحرّش في أماكن العمل، إلا أنّه لا يحثّ جميع المؤسسات والشركات اللبنانية، بخاصة الكبيرة منها، على وضع آلية شكوى ونظام داخلي يحمي الموظّفين والموظّفات من التحرّش". نقطة أخرى أشار إليها حرب وهي أنّه "لم يحتوِ على "أوامر حماية تلقائية" تحظّر الشخص المدان بجريمة التحرّش من الاقتراب أو التواصل مع الضحية بأي طريقة وبصفة نهائية،على أن تؤدّي مخالفة أوامر الحماية إلى الحبس أو الغرامة مثلاً، على أن يجوز لقاضي التحقيق أو المحكمة عند الإقتضاء، إصدار أمر يحظّر الملاحق قضائياً من الإتّصال بالضحية، أو الاقتراب من مكانها إلى حين بتّ المحكمة بالقضية. كما أنّه لم يجبر المحكوم عليه اثناء تنفيذه العقوبة السالبة للحرية أو الغرامة، لعلاج نفسي اجباري يساعده على عدم تكرار جرمه".

السرّ في "الصندوق"

ولا يخلو البرلمان من الخطاب الذكوري، وتنتشر بين أكثرية المتعاطين بالشأن السياسي تصريحات بالغة الابتذال بين نائب يدلّ زميله إلى الموظّفة "كارولين" ومشرّع "يرفض حكم النساء للرجال في منطقته" ووزير ينمّط دور المرأة ويربطها بالمطبخ. فما الذي دفع هكذا "زُمرة" إلى التصويت على قانون يخدم النساء بالدرجة الأولى؟! لِمن لم يطّلع على تفاصيل القانون، وفي المادة السادسة منه، سيتمّ إنشاء "صندوق خاص لدى وزارة الشؤون الاجتماعية، يتولّى مساعدة ضحايا التحرّش الجنسي وضمان الرعاية لهم"، أسوة بصندوق المهجّرين وصندوق الجنوب وصناديق التنفيع الأخرى التي أوضح حرب أنّها "خطوة غير عملية، تفتح الباب أمام محسوبيات سياسية، وتوظيفات حزبية غير مؤهّلة، وزبائنية وفساد ومحاصصة، ففي وقت هناك اتجاه لاغلاق الصناديق للحدّ من الفساد تبعاً لنصائح الـIMF وغيره، نفتح صندوقاً جديداً تابعاً لوزارة الشؤون الاجتماعية يموّل من مساهمات الدولة، أي من جيوب المواطنين، ويُرصَد لهذه الغاية اعتماد في الموازنة العامة السنوية لوزارة الشؤون الاجتماعية، كما تضاف إليه هبات من الأمم المتحدة أو الدول، وهو باب آخر للهدر، بالإضافة إلى أنه سيتم تمويله من "10% من قيمة الغرامات" و"يسدّدها المحكوم عليه لصالح الصندوق...على ان تحل إدارة الصندوق محل الادارة الضريبية لجهة متابعة تحصيلها"!

وأضاف حرب "حتى أنه بهذه الطريقة، لا تترك حرية التصرّف بالتعويضات المرصودة من الدولة للضحية، بل تعرّضها للتعامل أيضاً مع موظفي دولة لا يحمون هويتها السرّية، وإلى آلية غريبة للاستفادة من برنامج اعادة التأهيل، فهل ستحصل على بطاقة "ناجية"؟ وما هي الضمانات التي قدمها القانون لها كي يحمي هويتها ومعلوماتها الكاملة والبرنامج التأهيلي الذي تخضع له؟ على الأقلّ، وبما أنّ القانون قد مرّ، يجدر الحاقه ببند يجرّم فضح الملفات أو إفشاء هوية الضحايا ويجبر "موظفي الصندوق" على الإلتزام بالسرّية".

لا لوم إن حكمنا على "صندوق التحرّش" باعتباره عملاً محاصصتياً ممنهجاً، يُربط في ذاكرتنا اللبنانية بالفساد الحتمي، بناء على التجارب الكثيرة السابقة.. ولمحاسن الصدف، مرّ هذا القانون بسلاسة غير مسبوقة في فعل لا ينبّهنا إلا إلى أن ّواقع استنزاف الجيوب لم يتبدّل، وأنّه لن يُترك قانون ذو شأن من دون "تلطيخ".

 

يسوع معكم فمن يقدر عليكم... كي لا تفرغ كنائس لبنان من المسيحيين

نوال نصر/نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

كم جَرحنا وانجرحنا في هذه السنة، لكن، في العيد، مع ولادة طفل المزود، نتمهل، نراقب، نغوص في أنفسِنا ونسأل: الى أين نحن سائرون؟ كم تغيرنا؟ كم تبدل البلد وما عاد يُشبهنا؟ وكم باتت أحلامنا خارج هذه الحدود؟ تعب الناس كثيراً. أنهكوهم من يُمسكون بزمامِ أمورهم. سرقوهم. فجروهم. ويغضون النظر عن قاتليهم. فهل الصلاة لا تزال مجدية؟ هل المسيحيون سيبقون متجذرين هنا؟ وماذا لو أصبحت كنائسنا، بسبب كل الجروح والمسامير المسننة، بلا مسيحيين؟ ماذا لو اختار المسيحيون هجرة هذه الأرض؟ فهل يبقى لبنان لبنان والشرق شرقاً؟

بين حكمة الصمت ووجوب الكلام يتوزع كثير من رجال الدين المسيحيين اليوم. فبعض هؤلاء اختار الصمت "لأن الشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات لا يمكن إدراكه إلا بالصمت". فالمشهد اليوم اختلف كلياً عن البارحة، وقبل البارحة، وبات يستلزم من الكنيسة تعاطياً مختلفاً وكثيراً كثيراً من الصلوات "لأنه حين يشتد الوجع ليس هناك علاج فاعل كالصلاة". نقصد أحد رجال الدين بسؤالنا: هل تخشى سيادة المطران أن يهاجر الناس وتُصبح كنائسنا بلا مؤمنين؟ يصمت طويلاً ثم يجيب بعد تكرار السؤال: "نحن لا نعدّ بعضنا. نحن ما يهمنا هو قيمة حضورنا في هذه الارض وفي هذا الشرق. "كتار قلال"، لا يهم فرسل يسوع كانوا 12 واستطاعوا ايصال الشهادة الى كل الأمبراطورية الرومانية". يعود سيادته الى صمته مع كثير من العمل الميداني من أجل مساعدة من يحتاجون الى مساعدة، وكم يحتاج ناسنا اليوم، مسلمين ومسيحيين، إليها. لكن، دعونا نكرر السؤال على مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس جورج صليبا: هل يمكن أن تفرغ كنائسنا من المسيحيين؟ يبدو أن سيادته ما زال مؤمناً بوقعِ الكلمات غير الرمادية بعد أن فقد كل شيء آخر قيمته فيقول: "إذا استمرّت هذه المنظومة السياسية قائمة فمصير المسيحيين الى الزوال والسواد والظلمة". كلامٌ جريء وواضح ولكن، هل انضمّ سيادته الى السياسيين أنفسهم الذين يرمون كل مساوئ هذه الأرض على المنظومة وهم قطعة منها؟ يجيب: "مشكلة الساسة في لبنان، خصوصاً الموارنة منهم، أنهم فشلوا في المحافظة على العناصر التي ميّزت لبنان بالحضور المسيحي" ويستطرد: "لبنان بلا مسيحيين صحراء جرداء قاحلة فارغة. المسيحيون، بلا مفاضلة، هم من صنعوا لبنان ولبنان صُنع من أجل المسيحيين، لكن حكام الموارنة أساؤوا الأمانة. لبنان هو قبلة الشرق، ووجد من أجل أن يكون ملجأ وحاضناً لكل المسيحيين في هذه المنطقة، في حين أن المسلمين لديهم أكثر من عشرين دولة في هذا الشرق. المسيحيون لديهم 10452 كيلومتراً مربعاً ليس إلا. وهذه المساحة طالما كانت لهم الملجأ السند".

مسيحيّو هذا الشرق

يتحدث مطران السريان الأرثوذكس عن الحضور المسيحي هنا، على هذه الأرض، في هذا الشرق، بكثير من الحسم وبلا مواربة. ويقول: "لبنان هو وطن سرياني، ومعناه قلب الله، مرّ فيه وثنيون ومسلمون ومسيحيون ومرّ عليه الكثير من الظروف ولم يستطع الموارنة أن يحافظوا على ميثاق البطريرك الياس الحويك".

هل نفهم من كلام سيادة المطران أن هجرة المسيحيين ستكون هذه المرة أشدّ من كل الهجرات التي سبقت؟ يجيب مستخدماً الكلمة الإنكليزية "melting pot" حيث أن المسيحيين في هذه الهجرة الجديدة "سيذوبون في المجتمعات الخارجية ولن يعودوا أبداً"، ويستطرد بالقول: "من قبل كانوا يحنّون الى الوطن ويعودون ويستثمرون وينتمون أما اليوم فالمسائل تغيرت، بعد العولمة والإبتعاد عن الدين، كثيرا". وينهي: "نسأل صاحب العيد أن يُنوّر عقول زعماء المسيحيين أولاً والشركاء في الوطن ايضاً ليعرفوا أهمية المسيحية والوجود المسيحي في لبنان. وكل بيت ينقسم على ذاته يخرب". "أبشركم بفرح عظيم فاليوم ولد لكم المخلص"، فهل هذه البشرى- الرجاء ستُعيد الثقة بجدوى ووجوب البقاء على هذه الأرض؟ ليلة الثالث والعشرين- الرابع والعشرين من كانون الأول يتساوى الليل والنهار، والليلة، ليلة الرابع والعشرين- الخامس والعشرين، يبدأ النهار يُصبح أطول بثوان من الليل، ويصبح النور أطول وأقوى. وهذا يجعلنا نثق أكثر أنه بميلاد يسوع يبدأ تاريخ جديد. هي علامة خارجية لكن قيمتها المعنوية كبيرة. فيسوع هو نور العالم.

لن تفرغ

ما رأي الكاهن المسؤول عن توثيق عجائب القديس شربل في دير مار مارون عنايا الأب لويس مطر بحال المسيحيين اليوم؟ جواب الأب مطر حاسم: "يهم مار شربل أمر لبنان كثيراً ولن يتخلى عنه وهو الذي يُعرّف عن نفسه أمام الغرباء بقوله: أنا مار شربل لبنان جايي أشفيكم". مار شربل، قديس من لبنان، عينه دائماً تبقى علينا فهل معنى هذا ان كنائسنا لن تفرغ من المصلين؟ يجيب الأب مطر: "ليس أمامنا اليوم إلا الصلاة"، ويستطرد: "لبنان مريض، والإنسان حين يعاني أبوه أو أمه من مرض يمكث الى جانبهما ويخدمهما بعينيه. والوطن أب، كيان، فلنخدمه ونساعد على خلاصه كي نتخطى الأزمة التي نعيشها ولا نسقط في براثن اليأس". لبنان وطن المسيحيين والمسلمين لكن، للوجود المسيحي هنا، أكثر من رسالة. واليوم، في عيد الميلاد، ينتظر كثيرون رجاء من السماء، من الله القادر على كل شيء، الذي انتظر منه البشر شخصاً قوياً فأعطاهم طفلاً صغيراً، انتظروا حاكماً قوياً فأعطاهم أخاً، انتظروا شخصاً غاضباً يبطش فأعطاهم رجلاً محباً. الله قال لهم إن المحبة هي التي تغلب دائماً.

في الصخر

الله لا يضمر شراً بأحد. الله رحمة وغفران وتسامح. لكن المسيحيين ينظرون في هذه الايام حولهم ويرون أن كل شيء بات أسود. يشعرون ان لبنان الذي يشبههم انتهى. فهل هم محقون؟ رئيس دير القديس باسيليوس للرهبانية الباسيلية الشويرية في الأشرفية الأب نقولا الرياشي يحسم الإجابة بثلاث كلمات: "من عنده يسوع لا يخاف". هناك، في كنيسة الدير، قرر الأب الرياشي أن تكون مغارة العيد هذه السنة مشكلة من الحجارة المحطمة وشبابيك بيروت المشلعة والزجاج المكسور، ليقول إن يسوع سيأتي من قلب الدمار ليُعطي الفرح ويزرع الأمل. أراد أن يقول إن يسوع حاضر كان وسيبقى مدى الدهور في حياتنا اليومية. واننا لن نترك أرضنا "فدور المسيحي ان يبقى شاهدا للنور الذي سيبزغ حتماً من مزود المغارة الصغير الفقير". الكنيسة لن تفرغ من المسيحيين. فاطمئنوا. وهذا ليس شعراً ولا نثراً بل الحقيقة المطلقة التي تنطلق من كل التجارب عبر التاريخ. المسيحيون قد يشعرون لوهلة باليأس لكن يسوع المسيح، نور العالم، سيعيد إليهم الأمل والضوء من جديد. ويقول الأب الرياشي: "كنائسنا ستبقى مليئة بالمؤمنين، ودورها للنفوس، كما دور المستشفيات للأجساد، إعادة التئام الجروح والنفوس والأجساد والآمال". ويستطرد قائلاً: "صحيح أن هناك هجرات مسيحية تتزايد، لكننا غير خائفين لأن من يؤمن لا يخاف. مكمن الخوف هو الشرّ والظلمة واللامسؤولية. نحن مسؤولون ونرى كثيراً من ناسنا متجذرين "مشلشين" بهذه الأرض كما الأرز".

هل يعودون؟

كلام رجال الدين المسيحيين يريح لكن، لكثرة الظلمة الطاغية، يُشكك كثيرون في مستقبل الحضور المسيحي في لبنان والشرق. والشباب المسيحي اليوم يُصغي الى أغان من نوع: "شو عملتلي بالبلد عميفضى شوي شوي"، عوض الإستمتاع بأغنيات من نوع "يا لبنان دخل ترابك". الشباب المسيحي عينهم في اتجاه واحد، الى حيث يوجد أمن وأمان ومستقبل وحياة وعمل واحترام، ولمبة حمراء يقفون امامها وإشارة خضراء تفتح أمامهم الطريق الى كل مكان. هذه أحلام الشباب المسلم أيضاً، لكن المسيحي إذا هاجر اليوم قد يذوب كما قال المطران صليبا في العالم وينسى لبنان، وكلنا يعلم أن للمسيحيين رسالة في هذا الشرق. وهناك دراسات تتوقع أن عدد المسيحيين في كل أنحاء الشرق الأوسط، بمن فيهم أقباط مصر، لن يزيد عن ستة ملايين في سنة 2025. فهل يتخيل المسلم قبل المسيحي الشرق الأوسط ولبنان بدون المسيحيين؟ المسيحيون لا يخافون ما داموا مع يسوع، لكن، الخوف من أن يبقى "تمترس" من يصفون أنفسهم بقادة المسيحيين في لبنان، بدفع المسيحيين من حيث يدرون أو لا يدرون الى الهجرة. وعندها سندخل الى كنائسنا ولا نسمع إلا الصدى. يسوع المسيح يولد اليوم. وسنسمع صرخة الحياة. أصغوا إليها هذه المرة أكثر من أي مرة لأننا بحاجة اليوم كثيراً الى صوت السماء.

 

ميلاد 2020... حُكّام يهدمون ومسيحيون يعودون إلى الجذور

ألان سركيس/نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

يُعيّد لبنان غداً عيد الميلاد المجيد، هذا العيد الذي كان يتخطى معناه الديني في السنوات الماضية ليصل إلى درجة تدلّ على وجه لبنان المضيء في الشرق.

يُجمع الزعماء المسلمون على القول إن لبنان من دون مسيحيين يتحوّل إلى صحراء قاحلة، كما أن هناك مقولة سارية وهي أنّ المسلم اللبناني يختلف عن المسلم في الشرق والمسيحي اللبناني يتميّز عن مسيحيي أوروبا والغرب، وكل ذلك مردّه إلى التعايش والإختلاط الموجودين بين المسيحيين والمسلمين في بلاد الأرز.

وعلى رغم نعمة التعايش إلا أنّ أحداً لا يمكنه إنكار أن هناك تنافساً وتنازعاً على الحجم والدور، وسط الحديث عن تراجع في الحضور المسيحي، بينما الحقيقة أن الإنهيار والمصائب تضرب جميع اللبنانيين من دون استثناء، وإن كان المكوّن المسيحي سريع "العطب".

ويتخوّف البعض من أن مسألة رفع الدعم ستقضي على الطبقة الوسطى الموجودة بشكل أكبر في المناطق المسيحية، وبالتالي فان ما يُحكى عن سيناريوات مطروحة يؤثّر سلباً على المكوّن المسيحي الذي لا يزال يكابر على وضعه حتى الساعة، في حين أن لوائح وزارة الشؤون الإجتماعية المختصة بالمساعدة للأسر الأكثر فقراً تضم نحو 80 في المئة من المسلمين لأن العائلات المسيحية لا تُقدم على تسجيل نفسها، وهذا السيناريو يشبه إحجام المسيحيين عن الإلتحاق بالجيش وسط إقبال إسلامي على التطوّع.

وتتخوف المرجعيات المسيحية من التحوّل الذي يحصل في البنية اللبنانية والتي تطال ثقافته، وهذا التحوّل يترافق مع أزمة إقتصادية حادة أدّت إلى غياب الزينة عن معظم الشوارع، فبعدما كان لبنان يُحطم في زمن الميلاد الأرقام القياسية في أكبر شجرة ميلاد وأجمل إضاءة، دخل التاريخ في أكبر إنفجار هزه نتيجة تخزين نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، ما دمّر الأحياء المقابلة لموقع الإنفجار وشرّد أهلها. لا يُنكر أحد أن الواقع المسيحي صعب لكن لا يمكن فصله عن الواقع اللبناني، وتغيير وجه لبنان لا يحصل من المسلمين كما يحاول البعض الترويج له، بل إن عدداً لا يُستهان به من القوى المسلمة تتمسّك بلبنان "سويسرا الشرق"، بينما الحقيقة أن هناك أيادي مسيحية تعبث أيضاً بهذا الوجه الجميل الذي كنا نتغنى به سابقاً، وهذه الأيادي ساهمت في تغطية "الدويلة" وضرب علاقات لبنان مع الدول العربية والدول الغربية، ما انعكس سلباً على الوضع الإقتصادي والسياسي للبلد ودفع المكوّن المسيحي فاتورة لا يُستهان بها، فبعدما حوّل المسيحي اللبناني بلده إلى صلة وصل بين الشرق والغرب، تعيش البلاد اليوم في عزلة لا مثيل لها ما دفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى رفع راية الحياد لإنقاذ ما تبقّى من شرعية ومؤسسات.

يحلّ الميلاد هذا العام ولبنان الكبير الذي أسسه البطريرك الماروني المكرّم الياس الحويك يعاني الأمرين، إقتصاد مدمّر، عاصمة تلملم جراحها، عائلات تعيش مآسي إنفجار المرفأ، مصابون يتحملون آلام جراحهم، مواطنون يجوعون ويحلمون بالهجرة، مصارف على شفير الإفلاس، جنى عمر الشعب ضاع، دولة تفقد هيبتها ودويلة تسيطر عليها بغطاء رسمي، كل هذا الوضع يدفع المسيحي واللبناني إلى مزيد من اليأس والعمل على ترك البلاد، ولولا فيروس كورونا لكان الشباب بمعظمهم غادروا الوطن وأُضيفوا إلى لائحة المهاجرين.

كل ذلك يحصل، في وقت هناك فئة كبيرة وكبيرة جداً لا يُستهان بها من المسيحيين قررت الصمود والتصدّي والعودة الى الأرض، مثلما عاش الأجداد ومكافحة كل الأزمات على اعتبار أن ما يمرّ الآن ليس إلا نقطة في بحر النضالات السابقة وذلك كي يبقى لبنان كما كان، منارة الشرق، لأنه إذا مرّت أزمة فلا يعني أنه يجب هجر البلاد، بل إنّ الوطنية تغلب رغم المصاعب وحلم إعادة البلد إلى سابق عصره يبقى قائماً.

 

التدقيق الجنائي بعد إقرار القانون... مهمّة مستحيلة

كلير شكر/نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

المجلس النيابي نفسه لم يكن مقتنعاً بما يكفي، بالقرار الذي سطّره والقاضي "بإخضاع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والمجالس والصناديق والمؤسسات العامة، بالتوازي، للتدقيق الجنائي بلا أي عائق أو تذرّع بسريّة مصرفية أو خلافها"، ما دفعه إلى اقرار قانون يرفع السرية المصرفية عن المسؤولين لمدة عام بعد ربطه بالتدقيق الجنائي. قبل القانون، أحالت رئاسة الجمهورية نصّ قرار مجلس النواب إلى رئاسة مجلس الوزراء، طالبة "المبادرة الى اتخاذ الإجراءات القانونية والعملية في موضوع التدقيق المحاسبيّ المركّز على حسابات مصرف لبنان والجهات ذات الصلة وفقاً لقرار مجلس الوزراء الرقم 3 تاريخ 26/3/2020". بدوره أرسل وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني كتاباً إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال قال فيه "حيث أنّ حاكم مصرف لبنان طلب تزويده بكتب تُرفع بموجبها السرية المصرفية عن حسابات الدولة والهيئات والمؤسسات العامة، وبما أن وزارة المالية هي المسؤولة بشكل مباشر عن حسابات الدولة، فإنّها أرسلت كتاباً إلى حاكم مصرف لبنان تخضع بموجبه كلّ حساباتها للتدقيق المحاسبيّ الجنائيّ عملاً بقرار مجلس النواب المذكور أعلاه، واستكمالاً لذلك، للتفضّل بالطلب إلى سائر الأشخاص المعنويين ذوي الصفة العامة (المؤسسات العامة والبلديات والإدارات ذات الموازنات الملحقة ...) الذين لديهم حسابات في مصرف لبنان، لإرسال كتاب بإخضاع حساباتها للتدقيق المحاسبي الجنائي المطلوب". بالتوازي، كان وزني قد راسل من جديد شركة "ألفاريز ومارسال" يسألها ما اذا كانت ترغب في العودة لاستكمال مهمّتها، مرفقاً كتابه بنصّ القرار الذي سطّره مجلس النواب.

ولأنّ السرية المصرفية كانت العائق الأكبر أمام مهمة شركة التدقيق، لا سيما في ما يخصّ حسابات الدولة (الإدارات والمؤسسات العامة والصناديق والمصالح والبلديات)، ولو أنّ بعض الحقوقيين كانوا يعتبرون أنّ حسابات الدولة مكشوفة أساساً ولا تحتاج إلى سند قانوني لرفع السرية عنها فيما كان لمصرف لبنان وجهة نظر أخرى تقول إنّها تصير تلقائياً مشمولة بالسرية المصرفية فور دخولها حسابات مصرف لبنان، وحسابات المصارف الخاصة حيث أنفِقت المليارات تحت عنوان الهندسات المالية، عاد مجلس النواب إلى قانون رفع السرية المصرفية، وأقرّ الاقتراح القاضي بـ"تعليق العمل بقانون سرية المصارف الصادر بتاريخ 3/9/1956 وجميع المواد التي تشير إليه لمدة سنة تسري من تاريخ نشر هذا القانون في كل ما يتعلق بعمليات التدقيق المالي والتحقيق الجنائي التي قررتها وتقررها الحكومة على حسابات المصرف المركزي، أياً كانت طبيعة هذه الحسابات، والوزارات والإدارات والمؤسسات العامة والهيئات والمجالس والصناديق، كما جاء في قرار المجلس النيابي، ولغايات هذا التدقيق ولمصلحة القائمين به حصراً. ويشمل مفعول التعليق كل الحسابات التي تدخل في عمليات التدقيق".

على هذا الأساس، يبدو أن وزير المال سيعيد تكثيف اتصالاته بشركة "ألفاريز ومارسال" من جديد، بعدما أبلغت الأخيرة أنّ تغيير مهامها يعني تغيير العقد حكماً. وقد أكد وزير المالية بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون أنه "تقرر استناداً الى قانون مجلس النواب وقرارات الحكومة، التواصل مع شركة "الفاريز اند مارسال" لمتابعة التدقيق الجنائي المالي لحسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والصناديق والمؤسسات العامة". وفق المطلعين على موقف وزير المال، إنّ العودة الى التفاوض مع الشركة المذكورة هو المسار الأسرع، خصوصاً وأنّ فتح باب التفاوض مع شركة جديدة سيكبّد وقتاً أطول، فيما القانون مربوط بالمهل الزمنية (سنة واحدة فقط)، وبالتالي من الأفضل التوصل الى اتفاق مع "ألفاريز" خصوصاً وأن الموازنة لهذه المهمة مرصودة أصلاً، وبالتالي لا مانع من المحاولة من جديد معها في ضوء المستجدات القانونية الحاصلة وكونها أصلاً نفذت جزءاً من مهمتها. وبالتالي سيكون من المفيد اقناعها بإكمال الجزء المتبقي.

يضيف هؤلاء أن الشركة بالمبدأ سجلت موافقتها على فتح باب التفاوض على تعديل العقد ومن المتوقع أن يكون ممثلوها بداية العام المقبل في بيروت لبدء المفاوضات مع وزارة المال، لتحديد طبيعة المهمة أولاً، كلفتها، والمدة الزمنية التي تحتاجها الشركة لتنفيذ المهمة.

نظرياً، لا يحتاج الأمر الى جلسة أو جلستين مع شركة التدقيق للاتفاق معها لكي تنخرط من جديد في دهاليز المالية اللبنانية وتفضح المستور. علمياً، لا أحد يملك اجابة حاسمة على ما اذا كان مصرف لبنان سيكشف حسابات المصارف الخاصة للشركة أم سيتذرع من جديد بالسرية المصرفية. كما لا أحد يملك تصوراً عن المدة الزمنية التي سيحتاجها التدقيق اذا ما قررت الشركة الشروع في تدقيقها "بالتوازي"، من أصغر بلدية و"طلوع"... واذا كان فعلاً المطلوب منها "مهمة مستحيلة".

 

كوع الكحّالة بعد خمسين عاماً

نجم الهاشم/نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

عندما انتشر خبر اغتيال جوزف بجّاني أمام منزله في الكحّالة صباح الإثنين 21 كانون الأول الحالي قطع أهالي البلدة الطريق العام الذي يربط بيروت بالبقاع أمام الكنيسة. هناك، عند كوع الكحّالة وقف أحد أبنائها ليستعيد ماضي أيّام خلت قبل خمسين عاماً وليذكِّر بأحداث حصلت هناك في ذلك المكان في 26 آذار 1970. ذلك التاريخ يعتبره البعض أنّه كان أيضاً تاريخاً لاندلاع الحرب والمواجهة قبل حادث البوسطة في عين الرمانة في 13 نيسان 1975.

حادث إغتيال جوزف بجّاني صادم في حدّ ذاته. ولكنّ الصدمة كانت مضاعفة لأنّه كان مصوّراً. ثمّة عمليات قتل أخرى حصلت منذ ثلاثة أعوام تمّ ربطها بمقتل بجّاني ولكنّها لم تكن مصوّرة. ُصوِّرت جثث القتلى ولكن لم يتمّ تصوير القَتَلة. من أنطوان داغر الموظّف في أحد المصارف إلى العقيد جوزف سكاف والعقيد منير أبو رجيلي وغيرهم... في قضية بجّاني كان المشهد أكبر من أن يتمّ احتماله. ثمّة كلام كثير عن القتل العمد وعن القتل بدم بارد ولكن دائماً لم تكن الصورة حاضرة لتحكي عن نفسها وعن اللحظة وعن القَتَلة المحترفين، الذين يقفون أمام ضحيّتهم ولا يرفّ لهم جفن وكأنّهم يتلذّذون بما فعلوا وكأن لا عقل ولا دم ولا ضمير لديهم. هذا ما حصل في عملية قتل جوزف بجّاني. رأينا صورة القاتِلَين ولم نرَ صورة القتيل الشهيد.

الدم البارد والدم الحار

كانا يعرفان ما يفعلان. توجّها مباشرة إلى الهدف ونفذا العملية كأنّهما رجلين آليين من حديد. لم يكونا لوحدهما. هكذا قيل. قيل أيضاً أنهما كانا من ضمن مجموعة تولّت المراقبة وحماية العملية. العملية كما تمّ تنفيذها تكشف أنه تمّ التخطيط لها مسبقاً. المسألة اللافتة هي وجود الكاميرا التي صوّرت مسار العملية. هل غفل المنفذون عن وجودها؟ هذا الأمر يحتاج إلى التأكّد من تاريخ وضعها ولماذا تمّ وضعها وهل كان جوزف بجّاني متخوّفاً من تعرّضه للقتل؟ وما هي المسائل التي كان يعمل عليها وتستوجب اتخاذه إجراءات احترازية وتستدعي قتله، وهل لها علاقة بتفجير مرفأ بيروت مثلًا؟ الجريمة في حد ذاتها ليست عادية أو شخصية. القاتلان متدرّبان وربّما ليست العملية الأولى التي ينفذانها. على الأرجح أنّهما من فرقة متدربة على القتل والإعدام. وهما لا يعملان بصورة مستقلّة. ويبقى على التحقيق أن يكشف الخلفيات والأسباب ويحدّد المسؤولين، وربما كان من الممكن الإستفادة من الصور التي وثّقت عملية القتل من أكثر من كاميرا في المنطقة واستدعت فورة الدم الحار لأهالي الكحّالة.

عملية القتل في حدّ ذاتها زادت منسوب القلق لأنّها أتت متزامنة مع جوّ رعب يتمّ بثّه في البلاد ويتعلّق بعودة مسلسل الإغتيالات. ولكن عندما يتحدّث البعض عن هذه المسألة لا يكون المقصود اغتيال أشخاص عاديين كجوزف بجّاني بل اغتيالات سياسية. عملية اغتيال بجّاني تشبه في هذا الإطار، ضمن السياق الذي يتمّ وضعها فيه، عملية اغتيال الرائد وسام عيد إذا صحّت مسألة الربط بينها وبين جريمة تفجير المرفأ. فهل كان لجوزف علاقة بهذا الموضوع وهل هناك معلومات لم يتمّ الكشف عنها بينما توفّرت للذين اتّخذوا القرار بتصفيته؟

قبل 50 عاماً

قبل خمسين عاماً عاشت الكحالة أحداثاً هزّتها وهزّت لبنان تمّت استعادتها بالتزامن مع حادثة اغتيال جوزف بجّاني. قبل خمسين عاماً كان لبنان يعيش حال قلق على المصير في ظلّ انتشار السلاح الفلسطيني وتغطية فريق من اللبنانيين له، مع العمل على تحييد دور الأجهزة الأمنية والقضائية والعسكرية. واليوم يعيش لبنان حال قلق أكبر في ظل الخلاف حول أحقّية "حزب الله" في امتلاك السلاح والتمسّك بخيار الحرب والسلم، بمعزل عن خيارات اللبنانيين الآخرين وموقف الدولة الرسمي ودور الجيش الوطني.

في نيسان 1968 قتل في الأردن اللبناني خليل الجمل الذي كان منتظماً في إحدى المنظمات الفلسطينية وذلك خلال اشتباك مع العدو الإسرائيلي، وكان أول لبناني يسقط هناك في سبيل هذه القضية. خلال نقله من الإردن إلى بيروت لتشييعه مرّ موكبه على طريق الشام وكان له استقبال في الكحالة نفسها كما في عدد من البلدات والقرى التي مرّ بها الموكب المسلح. بعد عامين ستنقلب المقاييس.

في 25 آذار 1970 قتل الفلسطيني سعيد غوّاش من مخيم تل الزعتر خلال اشتباك مع مسلحين آخرين من آل ستيتية، قيل أنهم كانوا يشكّلون عصابة للإتجار بالمخدرات وكان القتيل ضابطاً في الكفاح المسلح الفلسطيني. كان ذلك بعد أربعة أشهر من توقيع اتفاقية القاهرة التي سمحت بانتهاك سيادة الدولة اللبنانية وشرّعت العمل الفلسطيني المسلح وحوّلت المخيّمات من مخيّمات للّاجئين إلى مخيّمات مسلّحة. جرت محاولة لنقل الغواش عبر مطار بيروت إلى الأردن ولكن العملية لم تتم بسبب عدم توفر طائرة في الوقت المناسب. لذلك تقرّر نقله برّاً إلى دمشق عبر موكب مسلح. خلال مرور الموكب في الكحالة أطلق مسلحون النار في الهواء وحصل احتكاك مع عدد من الأهالي الذين أصيب عدد منهم، ولكنّ الموكب مرّ وأكمل طريقه. جرت محاولات لمنع الموكب المسلّح العائد من سوريا من المرور في الكحالة ولكن المحاولة فشلت. خلال عبوره حصل الإشتباك الذي أدى إلى سقوط عدد من القتلى قبل أن يتمدّد ليشمل أحياء في بلدة الدكوانة والمكلِّس القريبة من مخيم تلّ الزعتر وفي حارة حريك القريبة من مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت. على أثر هذا الحادث تم خطف الشيخ بشير الجميل على أحد الحواجز الفلسطينية واحتجازه في تلّ الزعتر، بعد اتّهامه بأنّه كان في الكحّالة يوم الحادث مشاركاً في إطلاق النار، قبل أن تحصل تدخّلات أدّت إلى إطلاقه لعب دوراً فيها وزير الداخلية كمال جنبلاط.

هل يبقى لبنان؟

كمال جنبلاط كان نجم جلسة مجلس النواب التي انعقدت الساعة السابعة إلا ربعاً مساء الثلاثاء 7 نيسان 1970، لمناقشة ما حصل في الكحالة وفي المكلّس والدكوانة وتل الزعتر وحارة حريك. أظهر النقاش الإنقسام الداخلي حول دور السلاح الفلسطيني في لبنان. جنبلاط دافع عن دوره كوزير داخلية واتهم المكتب الثاني بأنه لعب دوراً في الأحداث الدائرة، وسمّى الرائد سامي الخطيب متّهماً إيّاه بأنّه يعرف من يلقي المتفجرات وتطرّق إلى الحوادث المختلفة التي تحصل، وانتقد توزيع الجيش اسلحة في الجنوب على الأهالي منتهياً إلى طرح الثقة بنفسه في المجلس. الردّ الأساسي عليه كان من النائب رينيه معوّض الذي استعرض تفاصيل حادث الكحالة مدافعاً عن الجيش والمكتب الثاني منهياً مداخلته، كما ورد في محضر الجلسة الرسمي، بأن أهداف هذه الأحداث هي: "إبعاد الجيش الطلب الاول. والإتيان برئيس ضعيف في الانتخابات المقبلة، أول مرحلة الفوضى. هذه ثاني مرحلة. ثالث مرحلة، الطعن بالقوى واتّهامها بالرجعية واتّهامها بالخيانة وبمحاولات تصفية العمل الفدائي وكل ذلك ضمن مخطط، مخطط طويل الامد، ولا اعتقد انه سينتهي بانتخاب رئيس جمهورية؟… لا يا سيدي، المعركة ستبدأ منذ انتخاب رئيس الجمهورية لأنّهم يريدون ان يظهروا للبنانيين ان كل ما يحصل هو بسبيل انتخاب معركة السبعين. فأصلح لك من هنا: لا تهمّنا معركة السبعين، الذي يهمّنا هو أن يبقى لبنان قبل السبعين وبعد السبعين، يبقى كما هو ولا مجال فيه لأي ارتباطات مشبوهة ولأي اخطار لا يتقبّلها هذا البلد".

اليوم بعد حادث الكحالة الجديد كأن الكلام نفسه يتكرّر. في معركة السبعين أتى سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية واستمرّ السير نحو الهاوية حتى حصل الإنفجار الكبير في 13 نيسان 1975.

المهم أن يبقى لبنان. قالها معوّض قبل خمسين عاماً وهي تقال اليوم. حادث اغتيال جوزف بجاني يعيد طرح المعادلة نفسها، هو ليس حادثاً معزولاً في الزمان والمكان. بل يأتي ضمن سلسلة من الأحداث التي تسرع في غرق السفينة. كوع الكحالة لم يتغيّر مكانه. الزمن وحده تغيّر. والسلطة وحدها لا تعرف كوعها من بوعها.

 

"حزب الله" لم يسلّم أسماءه ولم يلمس "نيّة" الحريري في التشكيل

غادة حلاوي/نداء الوطن/24 كانون الأول 2020

كان واضحاً منذ جلسة الامس بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان الايجابية مجرد محاولة فارغة من اي مضمون، بدليل تراجع الرئيس المكلف عن تفاؤله مرحّلاً وعده بتشكيل الحكومة الى ما بعد رأس السنة، فأجواء "8 آذار" ترى أن "الحريري لا يزال مستمراً في سياسة كسب الوقت، بينما هو يؤجل في سره تشكيل حكومته الى ما بعد تسلم الادارة الاميركية الجديدة أواخر كانون الثاني، أي مرحلة التسليم والتسلم بين إدارتي ترامب وبايدن".

بين إجتماع الامس والذي سبقه لم يتجاوز البحث حدود تكرار الكلام ذاته وتمسك الحريري بمواقفه القديمة وبتشكيلة حكومته كما سبق وسلمها. يجهد الحريري في التمييز بالتعاطي بين المسيحيين وعون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. "يحاول ان يوحي ان لا مشكلة لديه مع المسيحيين بدليل تفاهمه مع البطريرك الراعي وقد وقف على تمنيه بزيارة بعبدا، بينما المشكلة هي مع عون وباسيل اللذين لا يبديان اي تجاوب معه بتشكيل حكومة من الاختصاصيين، علماً ان شخصيات سياسية مسيحية باتت غير مقتنعة بطرح الحريري وطريقة تعاطيه مع موقع رئاسة الجمهورية، بغض النظر عن شخص الرئيس"، على حد قول المصادر نفسها.

الى بعبدا توجه الحريري على مدى يومين مع طرحه القديم من دون زيادة او نقصان، "مختلقاً الاعذار ومتمسكاً بصورة غير منطقية بحقائب الداخلية والعدل والاتصالات والطاقة وبتسمية الوزراء المحسوبين عليه، رافضاً مشاركة الرئيس بالأسماء ومصراً على تسمية وزراء مسيحيين ويريد أن يوافق مسبقاً حتى على الذين يسميهم الرئيس". وتقول مصادر من "8 آذار" إطّلعت على فحوى اجتماع الامس: "يعلم الحريري ان عون لن يتراجع عن مطلبه مهما استغرق التشكيل وقتاً، بعد جهد جهيد وافق الحريري على منح عون 5 من اصل 7 وزراء مسيحيين بزيادة وزير تتم تسميته بالتشارك بينهما لحقيبة الداخلية. لكن الحريري تراجع عن مبدأ المشاركة مع عون باختيار هذا الوزير واختاره من المقربين اليه. وبينما يتمسك عون بالعدل يتخوف الحريري وحلفاؤه من داعمي وصوله لرئاسة الحكومة من اسنادها الى فريق عون، خشية اثارة المزيد من الملفات".

لا تجد المصادر "اكثر من محاولة الحريري زرع آمال زائفة للرأي العام وإيهامهم ان الحكومة يمكن ان تتشكل قبل الميلاد، ثم انتقل الى تحديد موعد جديد الى ما بعد رأس السنة، بينما هو ضمناً يماطل الى ما بعد العشرين من الشهر المقبل". هي محاولة كسب وقت لم تعد تنطلي على الجميع بمن فيهم "حزب الله"، الذي وبخلاف ما يصور الحريري لم يسلم بعد اسماء وزرائه للرئيس المكلف، الذي حاول تزكية مي زاهي كنعان والتي رفضت توزيرها طالما لم يرشحها الثنائي الشيعي، أما محمد مرتضى فهو اقرب الى "حركة امل" منه الى "حزب الله" ووالده كان يعمل مع الحريري. هي اذا اسماء استخدمها الحريري وضمّها الى لائحته في محاولة للضغط على عون، الذي يعلم تماماً كما باسيل ان "الحزب" لم يسلم اسماءه بعد التي لا يعلم بها الا الحلقة الضيقة في "حزب الله".

قبل زيارته الى بعبدا بدا الحريري كمن يحاول تسجيل نقاط على عون واحراجه. ولذا علق نواب المستقبل آمالا على اجتماع الامس على اساس ان الفرص ضاقت ولم يعد امام رئيس الجمهورية الا التراجع. رشح الحريري زياد ابو حيدر وهو ارثوذكسي للداخلية ورفض احتساب العدل من حصة عون ويرغب باسنادها الى ابنة الوزير السابق عمر مسقاوي، ويعتبر ان المالية من حصة الفرنسيين ويرشح للاتصالات فادي سماحة وللطاقة جوزف صدي، وبذلك لم يترك لرئيس الجمهورية اي حقيبة وازنة طالما انه منح الخارجية والزراعة للاشتراكي على اعتبار ان الدفاع ستبقى من حصة عون وهذا يكفي.

وليس تعاطيه افضل مع حليفه سليمان فرنجية وهو لغاية اليوم لم يستشره بالاسم ولا بالحقيبة التي ستكون من حصة تياره. كما لم يتشاور مع "حزب الله" ويعتبر ان اتفاقه مع عون حين ينجز فالاتفاق مع "حزب الله" ينتهي بمكالمة هاتفية.

قبل زيارته بعبدا اتصل الحريري بأحدهم يبلغه "انا طالع على القصر وبدي تمشي القصة قول لاصحابك حاجي يدلعوا جبران". لكن اصحابه المقصودين اي "حزب الله" باتوا على قناعة ان الحريري ليس جدياً بنيته تشكيل حكومة عما قريب، وهو يعطي لعون حقه في الاختيار كحق غيره وهو ما يمارسه الحريري على حصته التي يرفض مشاركة الآخرين فيها. واكثر من ذلك تنقل المصادر ان "الفرنسيين سبق وتسلموا عبر باتريك دوريل لائحة من خمسة اسماء مرشحين من قبله لم يختر واحداً من بينهم الحريري. ولغاية اليوم لم يتباحث الحريري مع الارمن ويتصرف نيابة عنهم. هذا فضلاً عن ان اقتراحه لبعض الاسماء في الحكومة ليست على هذا القدر من المسؤولية ولا تتناسب مع طبيعة المرحلة التي تمر فيها البلاد". تعتبر المصادر المعنية عينها ان "مشكلة الحريري عناده وتصوره ان عون يمكن ان يتراجع عن حقه في ابداء رأيه واقتراح اسماء الوزراء في الحكومة، وهو اذ يستظل المبادرة الفرنسية فان الفرنسيين الذين يراجعون بخصوص مساعي الحكومة يأتيهم الجواب سلبياً".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي في رسالة الميلاد: فكوا أسر لبنان من صراعات المنطقة ومن حساباتكم ومصالحكم الخاصة

الوكالة الوطنية للإعلام/24 كانون الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/94143/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84/

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة الميلاد 2020 بعنوان "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما"، في حضور الرؤساء العامين والاقليميين والرئيسات العامات والاقليميات.

استهل الراعي رسالته بالقول: "يسعدني أن أحييكم جميعا، وأعرب لكم عن تهاني القلبية وأخلص التمنيات بعيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة 2021 وأوجه تحية حارة لقدس الرؤساء العامين والرئيسات العامات، والإقليمين والإقليميات شاكرا لكم محافظتكم على هذا التقليد السنوي، على الرغم من جائحة كورونا، وهو الصلاة معا وتبادل التهاني بالعيد. وأشكركم على الكلمة اللطيفة التي عبر بها بإسمكم قدس الأباتي نعمةالله الهاشم".

اضاف: "نسأل الله أن يبارك رهبانياتكم وجمعياتكم ويقدس أعضاءها، وأن يرحمنا فيشفي المصابين بوباء كورونا ويبيد بقدرته الإلهية هذا الوباء، ويعيد إلى الكرة الأرضية حياتها الطبيعية.

وفي ما يلي نص الرسالة:

1. الكلمة الإلهي الأكثر إشعاعا من الشمس، تجسد في قلب الليل من العذراء بقوة الروح القدس طفلا إبن إنسان، هو يسوع نور العالم. وكان أشعيا النبي قد تنبأ عنه قبل سبعماية سنة قائلا" "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما" (أش9: 1). ما يعني أن نور المسيح أقوى من جميع الظلمات، كما إستهل يوحنا الرسول إنجيله: "النور يسطع في الظلمة، والظلمة لا تغشاه"(يو1: 5).

2. ما أكثر الظلمات التي تكتنفنا وتقبض على القلوب البشرية، لكن نور المسيح أقوى! ما أكثر الظلمات في العلاقات الشخصية والعائلية والإجتماعية، لكن نور المسيح أقوى! ما أكثر النزاعات السياسية والإقتصادية والجيوسياسية والبيئية، لكن نور المسيح أقوى! ما أكثر الظلمات المالية والمعيشية والفقر والعوز، لكن نور المسيح وشهود محبته أقوى! ما أكثر ظلمات اليأس والقنوط عند شبابنا وقوانا الحية، لكن نور الصمود بالمسيح أقوى!

3. في رسالته العامة "كلنا أخوة" التي أصدرها قداسة البابا فرنسيس ووقعها في 3 تشرين الأول 2020 على ضريح القديس فرنسيس الأسيزي، في ليلة عيده، إستعرض في فصلها الأول الظلمات التي تكتنف عالم اليوم تحت عنوان : "ظلال عالم مغلق" وعددها في إحدى عشرة نقطة، على سبيل المثال لا الحصر. نذكر منها:

- الأحلام المحطمة أمام قوى المصالح الخاصة السياسية والإقتصادية، ما يثبت أن التاريخ يتراجع.

- فقدان الحس التاريخي، الذي يحتقر الماضي، تحت وطأة إيديولوجيات متعددة الألوان، تجتذب نحو مستقبل آخر، وتتلاعب بتعابير كبيرة وتشوه معناها كالحرية والديمقراطية والعدالة والوحدة. وهذه أنواع جديدة من الإستعمار الثقافي.

- السياسة تفقد مبرر وجودها عندما تستخدم للسيطرة وزرع اليأس وإثارة الغضب واللاثقة، وتفقد دورها كمناقشة سليمة حول مشاريع طويلة المدى تهدف إلى تنمية الخير العام. مما يؤدي إلى صراع المصالح الذي يضع الجميع ضد الجميع.

- التهميش العالمي لإجزاء من البشرية، وكأن التضحية بها متاحة، لصالح فئات بشرية تريد رفاهية العيش من دون حدود. من بين هؤلاء، الأجزاء: الفقراء، والمعوقون، والأجنة، والأطفال الذين لم يولدوا، والمسنون. وبهذا تنتهك شرعة حقوق الإنسان.

- صراعات ومخاوف وحروب ونزاعات تقوض أسس الأخوة الإنسانية المكتوبة في دعوة العائلة البشرية. وقد بلغت ذروتها في ثقافة بناء الجدران على الأرض وفي القلوب.

- التقدم التكنولوجي المتنوع والتراجع في الأخلاق الضابطة للتصرفات الدولية، وفي القيم الروحية والشعور بالمسؤولية، وابتعاد الحلم ببناء العدالة والسلام.

- جائحة كورونا وضربات التاريخ التي تبقى مجرد أحداث خارجية، بينما ينبغي أن تعلمنا أننا جميعا في زورق واحد، إذا أصاب ضرر فردا واحدا يصاب الجميع. ما من أحد يخلص لوحده، ولا يمكننا أن نخلص إلا مجتمعين. يجب أن يسقط قناع "الأنا" الخائف لصالح الإنتماء كإخوة، وأن يسقط الإدعاء بأننا أسياد مطلقون، وأن نستخلص درسا يقودنا إلى "النحن".

-سقوط الكرامة الإنسانية عند حدود الدول. فالمهاجرون الذين يغادرون أوطانهم قسرا غالبا ما يتعرضون للعنف والإتجار بالبشر والإعتداء النفسي والجسدي، وللمعاناة التي لا توصف، وللطرق في التعامل التي تشعرهم بأنهم أقل قيمة وإنسانية.

- التناقض بين وسائل التواصل وجعل الحياة الخاصة تحت مراقبة مستمرة. يستباح عرض كل شيء من خلال التواصل الرقمي، حتى أصبح كل شخص هدفا لنظرات فضولية تكشف خصوصياته. وهكذا يتلاشى احترام الآخر وتعرى حياته إلى أقصى الحدود.

- عدوان بلا حياء. تظهر في عالمنا أشكال غير إعتيادية من العدوانية الإجتماعية التي تجد في الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر مجالا، لا مثيل له، للإنتشار.

إن نور المسيح أقوى من كل هذه الظلمات! ويوقد فينا شعلة الرجاء!

4. هذا أول عيد ميلاد يمر على أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت والمنكوبين، وأهالي أعزاء لهم إغتيلوا بالسلاح المتفلت، وقلوبهم جميعا مغارة أحزان ودموع ليولد فيها يسوع. إننا نشاركهم آلامهم الحسية والنفسية في عيد الفرح والبهجة والمحبة ونصلي من أجلهم. وما يؤلمهم يؤلمنا بالأكثر أن التحقيق العدلي يدور حول نفسه وحول الاجتهادات والصلاحيات. لكن الكارثة أكبر من الجميع وتفوق حصانة الجميع.

الشعب يريد الحقيقة مهما كانت مرجعية التحقيق، ويريد أن يذهب التحقيق إلى أساس الكارثة لا إلى ضفافها. ماذا نقول اليوم لأهالي أكثر من 200 ضحية ولأكثر من 6500 جريح وجريحة ولأكثر من 300 ألف مشرد، بالإضافة إلى نصف الشعب اللبناني الذي صار فقيرا؟ كيف نعوض على بلد فجر مرفأه؟ كيف ننظر إلى عاصمة نصفها مدمر، وأجمل أحيائها وبيوتها التراثية ومكتباتها وبناياتها وجامعاتها ومدارسها وكنائسها ومعابدها وجوامعها ومؤسساتها السياحية مهدم؟ من أين نأتي بـ 15 مليار دولار لإعادة الترميم والبناء والتعويض؟ وكيف ننهض بالإقتصاد والتجارة المنهارين؟ مع كل ذلك ليس عندنا حكومة من دون أي مبرر سوى النيات الخبيثة التي تتسلل وتهدم، مثلما فعلت تلك الحية القديمة .

5. قلما مرت على أمة أزمة بهذه الخطورة، وتوانى قادتها عن إنقاذها مثل عندنا. وفي الأصل، ما كانت هذه الأزمة الوجودية لتقع لولا سوء أداء هذه الجماعة السياسية منذ سنوات وصولا إلى اليوم. فهي لم تفهم السياسة فنا لإدارة شؤون البلاد والشعب، بل جعلته فنا لمصالحها ولتعطيل الحياة العامة، والإستحقاقات الدستورية وإذلال الشعب، وإفساد المؤسسات، وإعاقة القضاء، وضرب الاقتصاد والنقد. أمام هذا الواقع لا يسعنا القول سوى أن هذه الجماعة السياسية إنما تتولى إدارة دولة عدوة وشعب عدو.

6. ونرى من ناحية أخرى أن إضعاف الثقة بالشراكة الوطنية، وإعطاء الانطباع بأن لبنان الموحد غير قابل للحياة، فيما لا قيمة للبنان خارج الشراكة والوحدة، ولا قيمة للشراكة والوحدة خارج الحرية والولاء. هناك من يريد أن يقضي على لبنان النموذج والرسالة والاستثناء عمدا أو جهلا. لكن رجاءنا وطيد بأن لبنان أقوى من كل هذه المحاولات. وقد أثبت ذلك في الماضي وسيثبته في الحاضر. سيقوم بالعزة والمجد. ونحن عازمون على مواجهة التحديات مهما تعددت وعظمت. نحن مصممون على إنقاذ لبنان الديمقراطي، الحيادي، المستقل. لبنان السيادة والشراكة والرقي.

7. على الرغم من النكسات التي طرأت على صيغة العيش معا بسبب تعدد الولاءات، وتسرب العقائد الغريبة عن مجتمعنا المسيحي/الإسلامي، وتكاثر التدخلات الخارجية، لا بد من إعادة تجديد الإيمان بالشراكة في إطار لامركزي وحيادي ومدني. لا بد من إعادة تحديد معنى التعددية الحضارية وإنتاج دولة ينسجم بنيانها مع تطور المجتمع اللبناني. لا قيمة للتعددية خارج الشراكة والدستور والدولة واحترام الآخر والاعتراف بخصوصياته. حري بنا، وهذا من مصلحتنا جميعا، أن نعيد الصيغة اللبنانية إلى ثنائيتها التاريخية، أي إلى الشراكة بين المسيحيين والمسلمين لنقيها صراعات المذاهب والطوائف التي ساهمت في تشويه صورتها. لبنان بتأسيسه وطن للسلام لا للصراعات، ودولة واحدة للمواطنين لا دويلات للطوائف والمذاهب والأحزاب والنافذين.

يريد اللبنانيون أن يعيشوا في لبنان الكبير بالمساواة مع بعضهم البعض، لا على حساب بعضهم البعض، وضد بعضهم البعض. المساواة في الإنماء والضرائب والرسوم والجباية، المساواة في المشاركة في القرار الوطني، لا في التفرد به خارج الشرعية وفرضه على الآخرين.

8. تعلمون أن مسؤولياتنا التاريخية والوطنية دفعتنا إلى القيام بمبادرة تهدف إلى حث المسؤولين على تأليف حكومة سريعا، منعا للإنهيار الشامل. ومنذ اللحظة الأولى كنا ندرك الصعوبات الداخلية والخارجية، ووجود أخرى خفية ومفتعلة تعيق التشكيل. لكننا أخذنا بالاعتبار مصلحة المواطنين ومآسيهم. كنا نراهن على الضمير. وكان المبدأ ألا يتحكم أي طرف بمفاصل الحكومة خارج المساواة بين الطوائف. الشعب، ونحن معه، يريد حكومة اختصاص محصنة بوجه التسييس تتولى ورشة النهوض والإصلاح، وتعيد لبنان إلى منظومة الأمم. كنا في معرض إنتظار حكومة تصلح الدولة، لا في معرض تأليف حكومة يسيطر البعض من خلالها على مفاصل البلاد. كنا في معرض إنقاذ الشعب لا في معرض إعلان سقوط الدولة. لقد أسفنا كل الأسف لسقوط الوعود التي أعطيت لنا. فعاد تأليف الحكومة إلى نقطة الصفر. أيها المسؤولون، فكوا أسر لبنان من ملفات المنطقة وصراعاتها، ومن حساباتكم ومصالحكم المستقبلية الخاصة.

حبذا لو يبادر المعنيون إلى مصارحة الشعب في أسباب عدم تأليف الحكومة. فمن حقه أن يعرف واقعه ومصيره. ان لدى بعض المسؤولين الجرأة في الفشل، فليكن لدى البعض الآخر الجرأة في النجاح، وفي مصارحة الشعب.

مع كل ما جرى نحن مستمرون في مساعينا بكل ما أوتينا من قوة وإيمان ومن ثقة الشعب وشبابه. من كان مؤتمنأ على التاريخ لا يتراجع أمام صعاب الحاضر. فمساعينا لا تهدف إلى تأليف حكومة وحسب، بل إلى إنقاذ لبنان، وسننقذه.

9. "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما" في قلب أزماتنا الكثيفة يشرق نور المسيح ليبددها ويزع فينا الرجاء، إن نشيد الملائكة فوق مذود بيت لحم دشن زمنا جديدا للبشرية جمعاء، هو زمن السلام والرجاء: السلام في عهدتنا لبنائه، والرجاء في قلوبنا للصمود به.

"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"

ولد المسيح، هللويا!".

بدوره القى الاباتي نعمة الله الهاشم كلمة معايدة باسم الرؤساء العامين والعامات، فقال: "باسم اخواتي الرئيسات العامات والاقليميات واخوتي الرؤساء العامين والاقليميين للرهبانيات وجمعيات الحياة المكرسة، وباسم الراهبات والرهبان والمكرسات والمكرسين، أتقدم منكم يا صاحب الغبطة والنيافة، بصفتكم رئيس مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، بأصدق مشاعر البنوة بمناسبة عيد الميلاد المجيد، سائلا الاله الكلمة المتجسد ان يرافق خطواتكم لمتابعة المسيرة مع اصحاب الغبطة والسيادة في قيادة كنيسة لبنان في الشهادة لايمانها والتزامها العمادي في هذا الزمن الصعب".

اضاف: "نستعجل، مع غبطتكم، استقبال الطفل الالهي، وكلنا رجاء ان يكون ميلاده خاتمة لسنة من الضياع والمآسي والتحديات والتجارب والضربات، خاتمة لسنة حبلى بالقلق والمخاوف والتهويل، اكتشفت فيها الانسانية ضعفها ومحدوديتها وخطيئتها وتشرذمها، خاتمة لسنة قاسية على العالم بما حملته من ازمات سياسية واقتصادية ومن وباء ما يزال ينشر الذعر والموت، لسنة اظهرت قساوتها بشكل خاص على لبنان واللبنانيين".

وتابع: "فبدل ان يحتفل اللبنانيون واللبنانيات بالذكرى المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير بالفرح والمحبة والمشاركة والشكر لله، أمضوا هذه السنة بمواجهة الازمات، واحدة تلو الاخرى، فكنا لا نكاد نبدأ بتجميع الانفاس واستجماع القوى لمواجهة ازمة ما، حتى نبتلى بأزمة اخرى اقسى من سابقتها، وهكذا دواليك، من ازمة فقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها، الى الازمة السياسية الحادة، الى الازمة الاقتصادية والمالية وتداعياتها، الى الازمة التربوية والصحية، الى الازمة المعيشية".

وأردف: "وفي خضم كل ذلك ظهرت جائحة كورونا مع ما حملته من ذعر وضياع وموت، وكأن كل ذلك لا يكفي، فحلت الكارثة بجريمة انفجار مرفأ بيروت ومآسيه الابوكالبتيكية. مأساة تخيلنا مخطئين انه لا يمكن ان نصاب بأقسى، لكن الادهى منها كانت ردة فعل وطريقة تعاطي اكثر المسؤولين في الداخل والخارج معها. فتراوح الموقف الداخلي لدى اكثرهم من اللامبالاة مرورا بالتعاطف الزائف وصولا الى التقاعس عن القيام بالواجب او حتى التواطؤ والتآمر لعدم كشف الحقيقة وعدم تجييش الامكانيات للتعويض على اهالي الشهداء وتطبيب المصابين واعادة الاعمار والحياة الى عاصمة لبنان وقلبه. هذا الموقف لا يوازيه الا عدم اكتراث الدول الشقيقة والصديقة وامتناع بعضها عن المساعدة واصرار بعضها الاخر على تضييق الخناق لاستكمال الانهيار، موقف لم يكسره سوى بعض المبادرات المتعاطفة كالمبادرة الفرنسية المترنحة او الاهتمام والعناية التي ابداهما قداسة البابا فرنسيس من خلال ارسال موفده الخاص نيافة الكاردينال بيترو بارولين او من خلال النداءات المتكررة الى المسؤولين العالميين والمحليين لمعالجة الاوضاع".

وقال: "في هذه السنة فقد الكثيرون احباء لهم، إن بسبب المرض او بسبب الانفجار، آخرون شردوا وفقدوا بيوتهم، كثيرون فقدوا مدخراتهم وتعويضاتهم وجنى حياتهم، آخرون هاجروا او يحاولون الهجرة لدى اقرب سانحة، كثيرون يئسوا وفقدوا الامل بمستقبل كريم لهم ولابنائهم. ودولة لبنان الكبير في قمة معاناتها، اركانها تهتز ، ينخر الفساد اكثر مفاصل القطاع العام فيها، وتتلقى ركائز القطاع الخاص الذي شكل قوتها وازدهارها ضربة تلو ضربة، من القطاع التربوي الى الاستشفائي الى الزراعي والصناعي والتجاري والسياحي، وصولا الى القطاع المصرفي، وكأن هناك ارادة وتصميما على تهديم كل جميل ومنتج وعامل ازدهار في لبنان".

اضاف: "نستعجل معكم استقبال طفل المغارة وأمه مريم والقديس يوسف خطيبها، لان قوة الرجاء المنبعثة من هشاشة المذود انتصرت على الشر وادواته، ولان هذا الرجاء اعطانا مقدرة الصمود والثبات هذه السنة بالرغم من كل شيء".

وتابع: "عنوانان يختصران رسالة الحياة المكرسة وشهادة الراهبات والرهبان لهذا العام تحت نظر العناية الالهية التضامن والصمود، مع ما يتطلبانه من جهاد يومي مقدس ومن تضحيات ومن ثبات على محبة الله والعمل باسم الكنيسة ووفق توجيهات قداسة البابا فرنسيس وتوجيهاتكم:

- تضامن مع جميع ابناء شعبنا، مع الشباب الثائر بصدق على الوضع الحالي والمصمم على تغييره مع اصحاب النوايا الطيبة، مع جميع المهمشين، مع الفقراء والمعوزين واليتامى والمسجونين، مع المرضى والمتألمين والمجروحين، ومع جميع المظلومين، التضامن الصادق كفيل وحده بتغيير الواقع الحالي الاليم، وباعطاء الامل بالتغلب على كل الصعاب، وهذا ما ظهر جليا بعد انفجار مرفأ بيروت.

- صمود في مؤسساتنا الكنسية مع شركائنا في قطاعات التربية والتعليم والاستشفاء وفي قطاعات الانماء على انواعها، صمود مع شركائنا القدامى والجدد في العمل الاجتماعي والخيري، صمود للحفاظ على لبنان كما اراده وعمل على تحقيقه اجدادنا واسلافكم البطاركة العظام".

وختم: "أمامكم نتعهد لشعبنا بأن نكمل معه مسيرة التضامن والصمود، متكلين على طفل المغارة وعلى العناية الالهية، كي نجعل من السنة القادمة سنة خير وبركة وخلاص. معكم نتضامن يا صاحب الغبطة في مواقفكم ومبادرتكم الخيرة لحياد لبنان وخلاصه، ومعكم وتحت لوائكم نصمد للحفاظ على رسالة الاخوة الانسانية التي يتميز بها وطننا. نرفع صلواتنا الى طفل المغارة ان يحفظكم ويعطي لبنان والكنيسة سنة خير وبركة، بشفاعة والدته العذراء مريم سيدة لبنان وقديسي لبنان وشهدائه".

 

عون هنأ بالاعياد واتصل بالراعي معتذرا عن عدم المشاركة في قداس الميلاد وتلقى برقيات تهنئة: الرجاء لا ينقطع ويبقى العام الجديد بداية نأملها واعدة

وطنية - الخميس 24 كانون الأول 2020

عايد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين بحلول عيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة "على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد". وكتب على حسابه الخاص في "تويتر" التغريدة الآتية: "ويبقى الميلاد بشارة الرجاء الذي لا ينقطع مهما اشتدت الصعاب، ويبقى العام الجديد بداية نأملها ان تكون واعدة. ميلاد مجيد وعام سعيد".

تهنئة لراعي

على صعيد آخر، أجرى الرئيس عون اتصالا هاتفيا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مهنئا بحلول عيد الميلاد والسنة الجديدة، وابلغه اعتذاره عن عدم المشاركة في القداس الاحتفالي في بكركي غدا بسبب الظروف الصحية الراهنة وتداعيات جائحة "كورونا"، وتمنى للبطريرك "ان يعيد الله العيد على لبنان واللبنانيين في ظروف افضل".

صفير

وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير ومستشاره انطوان حبيب، وأجرى معهما جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد، والواقع المصرفي خصوصا.

وأعرب الدكتور صفير عن امله في "ان تحمل السنة الجديدة اياما أفضل للبنانيين في ظل الازمات الراهنة".

برقيات وبطاقات تهنئة

الى ذلك، تلقى الرئيس عون لمناسبة حلول عيدي الميلاد ورأس السنة، برقيات تهنئة من عدد من رؤساء وقادة الدول، ابرزها من رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، جاء فيها: "يسرني بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد والعام الميلادي الجديد 2021 ان ابعث الى فخامتكم بأصدق التهاني القلبية واطيب التمنيات الاخوية. وأغتنم هذه المناسبة الطيبة كي اعرب لكم عن تطلعنا بكل عزم وامل وتفاؤل الى ان يكون العام الجديد بداية خير لمستقبل افضل، تتحقق فيه طموحاتنا وآمالنا، وتتضافر جهودنا جميعا خلاله لمواجهة التحديات المشتركة، حتى تنعم شعوبنا بعالم يسوده الاستقرار والازدهار، كما اتمنى ان تشهد علاقاتنا الثنائية تطورا في جميع المجالات خلال هذا العام والاعوام القادمة، لما فيه صالح شعبينا وبلدينا الشقيقين. فخامة الرئيس واخي العزيز، وإنني إذ اجدد لكم التهاني الصادقة بعيد الميلاد المجيد والعام الميلادي الجديد، أدعو الله العلي القدير ان يمتعكم بدوام الصحة والسعادة والتوفيق، وأن ينعم على شعبكم الشقيق وجميع شعوب امتنا العربية بالمزيد من التنمية والتقدم والرخاء".

كما تلقى رئيس الجمهورية برقية تهنئة من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، جاء فيها: "يسرنا ان نتقدم لفخامتكم ولشعب لبنان الشقيق بأسمى عبارات التهاني القلبية بمناسبة الاحتفال بحلول اعياد الميلاد المجيدة والعام الميلادي الجديد 2021، متمنين للبنان ولشعبه وشعوب العالم كافة السلام والازدهار".

وبالمناسبة، تمنى رئيس جمهورية بولندا في برقيته للرئيس عون وللشعب اللبناني "أطيب التمنيات على امل ان يحمل العام الجديد الازدهار والتطور في العلاقات الثنائية بين البلدين والرخاء للعالم اجمع".

وتلقى الرئيس عون عددا من بطاقات التهنئة ابرزها من العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، رئيس ارمينيا ارمين سركيسيان، الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلنسكي ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.

 

كتلة الوفاء للمقاومة : القوانين الاخيرة في مجلس النواب رسائل جادة للنهوض بالبلد ونأمل تفاهما جديا صريحا لولادة حكومة فاعلة منتجة

وطنية - الخميس 24 كانون الأول 2020

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بعد ظهر اليوم في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. وصدر عنها البيان الآتي:

"وسط زحمة الهموم وتفشي حال القلق، وتراكم المشكلات والأزمات التي تنتظر الحلول.. تطل على اللبنانيين في هذه الأيام مناسبة الميلاد المجيد لسيدنا المسيح عيسى بن مريم (ع)، وتعقبها مناسبة حلول رأس السنة الميلادية الجديدة، التي نضرع مع الناس إلى الله سبحانه كي تكون سنة خير وعافية وسنة استقرار ومعالجة وتطوير. ولئن كشف كل تأخر في تشكيل الحكومات، حجم مشكلات الإدارة وعمق أزمة الوضع النقدي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، فإن التصدي لآفة الفساد وفضح نسبة التلوث الخطرة والسارية في شرايين وبنية النظام السياسي والدولة.. الأمر الذي يتطلب مواصلة حالة الطوارئ وأعلى درجات الاهتمام لما لذلك من انعكاس على انتظام الحياة العامة وعلى الأمن الاجتماعي للمواطنين. وللمراقب أن يلحظ وبوضوح أن المساحة المتنامية لروح المقاومة وفعلها ضد أعداء لبنان من صهاينة وتكفيريين.. هي المساحة التي يصلح الاستثمار فيها لتجديد البنيان هذا الوطن..بالاستناد إلى معادلة الثبات والقوة والنصر التي تكرست منبع ثقة وأمل دائمين عبر استمرار التعاون والتفاهم بين الشعب والجيش والمقاومة. إن كتلة الوفاء للمقاومة وانطلاقا من التزامها الأخلاقي والوطني، عبرت دوما عن قناعتها بأن المقاومة ضد العدو الصهيوني أو الإرهابي التكفيري، هي واجب ينبغي أن لا يهمله أحد، وهي لم تأل جهدا في تصويب المسارات وبذل الجهود حتى تصب البرامج السياسية والاقتصادية والإدارية في الاتجاه الذي يخدم المواطنين ويوفر لهم القدرة على تطوير أوضاعهم وأوضاع بلادهم في سياق تصديهم للمخاطر الإسرائيلية أو للاعتداءات الإرهابية أيا يكن مصدرها. وستبقى تواصل هذا النهج لحماية لبنان وتعزيز قدراته وأوضاعه.

ومن جهة أخرى، يجب أن تبقى اليقظة دائمة تجاه عبث أمريكا بمقدرات لبنان وإزاء العقوبات الغاشمة التي تريد من خلالها تعطيل الحياة فيه، والضغوط التي تمارسها ليحقق العدو الإسرائيلي أطماعه تحت وطأتها. إن التفاف اللبنانيين حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة هو السبيل لصون السيادة والاستقلال ولتحقيق البناء والاستقرار الداخلي في البلاد. في جلسة اليوم، خلصت الكتلة بعد التداول إلى ما يأتي:

1- تأمل الكتلة أن تعبر مناسبة الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة عن بداية مرحلة جديدة تنتظم فيها أحوال البلاد وتنطلق فيها ورشة التضامن الوطني الشامل حمايةً للبنان وصونا لسيادته وإصلاحا لأنظمته وإعادة بناء لما تهدم أو ترهل فيه.

2- تعتبر الكتلة أن القوانين التي أقرها مجلس النواب في جلسته الأخيرة لا سيما قانون التدقيق الجنائي ورفع السرية المصرفية، هي رسائل جادة للنهوض بالبلد في الاتجاه الصحيح على أمل أن تقوم الحكومة بتنفيذ جميع القوانين الصادرة، وفي أسرع وقت ممكن.

3 - ترى الكتلة أن طبيعة المرحلة المقبلة تفرض الإسراع بإقرار عدد من القوانين لا تزال محل رعاية من دولة رئيس المجلس ومحل عناية النواب في اللجان المختلفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: قانون القضاء المستقل، قانون الإعلام الجديد، قانون المنافسة، قانون الشراء.. وإعادة النظر في قانون النقد والتسليف..

4- اننا في الكتلة نأمل أن يتم التوصل إلى تفاهم جدي وصريح حول تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن عسى أن يحمل العام الجديد وقد ولادة حكومة فاعلة ومنتجة تتولى مهام حل المشكلات".

 

حركة أمل هنأت بالميلاد وحذرت من التعطيل والفراغ في المؤسسات: لتكن العبرة للجميع في أداء وفعل المؤسسة التشريعية

وطنية - الخميس 24 كانون الأول 2020

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" إجتماعه الدوري برئاسة رئيسه جميل حايك وحضور الاعضاء، وأصدر البيان الآتي:

"في يوم ميلاده فرح المضطهدين من أجل البر المطوبين على ملكوت السماوات، وعزاء المساكين بالروح والودعاء ورثة الارض وانتظارات انقياء القلوب الذين يهللون في هذه الليلة المباركة من ليالي التاريخ حيث كانت البشرية على موعد مع حدث استثنائي إذ جاءها من انتظرته منقذا وهاديا للحق وداعيا للمحبة والرحمة، وردا على ظلم العشار والفريسيين وتجار الهيكل وسلطات الجور والاستعباد، وكل من عاث في الارض فسادا وعمل قتلا بالانبياء والصلحاء، فكان الناصري خصمهم في كل ساح وكل زمان.

فالمسيح وأمه المقدسة مريم (عليهما السلام)، آيتان الهيتان معبرتان عن عظيم التحنان الالهي والمحبة والرحمة الربانية لبني البشر، لقوله (لا يجتمع حب الله مع كره الانسان).

في يوم ميلاده المبارك، نرى في حركة "أمل" ان السيد المسيح (ع)، هو صوت الحق والعدالة في زمن يرتفع فيه منسوب الظلم والفقر والضياع كأن البشرية في تيه ما بعده تيه، وهو من شحذ همم السالكين في خط الانبياء الذين لم يفرق الله تعالى بينهم باعتبارهم سلسلة يكمل بعضها بعضا في سبيل حق الانسان وحريته ورفع المظلومية عنه. إننا نرى اليوم في وطن المسيح فلسطين هجمة صهيونية مدفوعة بالحقد عليه وعلى أمه البتول تعمل على إفراغ الارض التي شهدت ولادته ودعوته من أي حضور مسيحي، فالمعالم الاساس للمسيحية في بيت لحم والقدس والناصرة وطبريا تكاد تفرغ من المسيحيين، وفي ذات السياق يأتي الاعتداء من قبل المتطرفين الصهاينة على كنيسة الجثمانية، وكذلك في المشرق العربي ونتيجة للارهاب التكفيري ونزيف الهجرة، وفي لحظة تقدم نظام المصالح المادية للغرب والدول الكبرى على حساب التنوع والغنى الحضاري في بلادنا والذي يشكل المسيحيون احد اهم عناوينه، نتخوف من الامعان في ضرب المكونات الحضارية والثقافية والدينية في المنطقة.

من هنا، تؤكد الحركة ضرورة العمل من أجل ايقاف نزيف الهجرة لأبناء هذه المنطقة وفي القلب منها لبنان، وذلك عبر تدعيم الاستقرار السياسي، وقيام دولة المؤسسات العادلة والضامنة لجميع ابنائها مستحضرة كل المدونة الفكرية والحياتية التي اطلقها مؤسس الحركة الامام القائد السيد موسى الصدر، وعاشها ومارسها عملانيا في موضوعة العيش الاسلامي المسيحي باعتباره امانة وثروة يجب التمسك بها كونها ردا على المشروع الصهيوني العنصري والالغائي الهادف الى طمس هوية بلادنا وإفراغها من اهلها مسكونا بالاحلام التلمودية وبالعداء للأنبياء والاديان.

إن الرد على هذا المشروع الجهنمي يكون بوحدتنا الوطنية والتمسك بالثوابت القومية، وحق الشعب الفلسطيني بوطنه وارضه ودولته في ظل "التدافع المريب للتخلي عن القضايا المركزيه"، ونهوض العالم العربي، وبناء الدولة الحديثة والمؤسسات الفاعلة، والخروج من حالة الفراغ في اكثر من بلد من بلدانه ومنها لبنان الذي يعاني اليوم مأزق العجز عن انجاز استحقاق دستوري بديهي وهو تشكيل حكومة مهمة تنهض به وتنتشله من حالة الانهيار والفقر والشلل الغارق بها، مع تحذير الحركة من خطورة الركون إلى التعطيل والفراغ في المؤسسات، ويجب أن تكون العبرة للجميع في اداء وفعل المؤسسة التشريعية البرلمان الذي يسهر رئيسها دولة الرئيس نبيه بري على الاستمرار في الدفع نحو الانجازات التشريعية، وليس منتهاها ما أنجز في الجلسه الاخيرة من رزمة القوانين التي تصب في مصلحة المواطنين وفي مسيرة الاصلاح المالي والاداري على ان تستتبع بجلسات لاحقة، وهو ما يقوم به المجلس النيابي الذي يحاكي بعمله التشريعي هموم الناس وآمالهم وتطلعاتهم، مؤكدا أن الاستقرار التشريعي هو الضامن للإستقرار السياسي في البلد.

في هذا العيد تتقدم حركة "أمل" من اللبنانيين عموما مقيميهم ومغتربيهم والمسيحيين خصوصا، ومن العرب المسيحيين بأحر التهاني والتبريك، سائلة المولى عز وجل أن يكون العيد القادم ولبنان والعالم العربي بأفضل حال مع الدعاء بأن تتجاوز البشرية ما تعاني منه من اوبئة وآفات وازمات".

 

رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان هنأ بالميلاد: لحكومة اصلاحية انقاذية من اصحاب الكفاءة والنزاهة للخروج من هذا النفق المظلم

وطنية - الخميس 24 كانون الأول 2020

وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة إلى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بحلول عيد الميلاد المجيد سائلا المولى ان "تحمل هذه المناسبة تباشير الخير والعافية على لبنان واللبنانيين فينعم وطننا بالامن والسلام، ونبارك للبشرية جمعاء ذكرى مولد الأمل الاتي باسم الرب حاملا بشائر الخلاص الإلهي من الفساد العالمي الذي أسهمت منظومة الشر في صياغته حتى بتنا نرى الإجرام الدولي فعل ممارسة على مستوى دول وكيانات أدمنت قهر الإنسان وتجويعه واخضاع ارادته لجبروت الطغيان. ونحن ننتظر مجيئه الثاني ليطرد اللصوص والمرابين من دور العبادة وينتصر للمظلومين والمقهورين، ويحارب المستكبرين والطغاة والمجرمين ويدحر الشرك الجديد الذي يدنس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وفي ذكرى ميلاده المجيد يحدونا الأمل بقرب انبلاج فجر العدالة والسلام الذي تشرق فيه شمس المهدي والمسيح عليهما السلام مبشرة بقيام دولة الإيمان العالمية التي ترفع راية الحق وتحقق السلام والعدل لكل إنسان مظلوم ينشد الاطمئنان والأمن والأمان".

واكد قبلان ان "ولادة السيد المسيح بشارة ايمانية بقدوم رسول المحبة والسلام الذي كان عنوانا للحق الالهي في مواجهة الباطل الشيطاني، مما يحتم علينا ان نكون مع المسيح في حبه للفقراء وعطفه على الأيتام ونصرته للمظلومين ومحاربته لتجار الدين من المنافقين والمستغلين الذين شوهوا تعاليم الدين بممارساتهم الشاذة عن سيرة الزاهدين والمنافية لنهج الأنبياء والصالحين".

واضاف: "ونحن إذ نبارك ونهنئ اهلنا واخوتنا اللبنانيين بحلول عيد الميلاد، فاننا نؤكد ان ما أصاب وطننا من نكبات وازمات منشؤه البعد عن الدين وعبادة الأهواء واتباع النزوات واستباحة المال العام مصحوبا بانتهاك حقوق الناس والسطو على ارزاقهم على مدى سنوات عجاف حكمت دولتنا ثقافة النهب والرشى والاختلاسات والصفقات المشبوهة التي أغرقت لبنان في الديون وخدمة فوائدها حتى وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة جدا، ونحن نتطلع الى الخلاص من هذا الواقع المزري".

واعتبر ان "تشكيل حكومة اصلاحية انقاذية من اصحاب الكفاءة والنزاهة مطلب وطني للخروج من هذا النفق المظلم، لتواكب هذه الحكومة التشريعات المهمة التي اقرها المجلس النيابي لتسهيل التدقيق الجنائي وتنفيذ الإصلاحات المنشودة التي تلجم التدهور الاقتصادي والانهيار المعيشي وتعيد المال العام المنهوب وتفرج عن اموال المودعين في المصارف"، مشيرا الى ان "القضاء النزيه هو المدخل الصحيح والوحيد لانجاز الاصلاحات التي تمهد لقيام الدولة العادلة التي لا تعرف الفساد والظلم والإهمال، حتى يستعيد لبنان رسالته كوطن الشراكة والمساواة في الحقوق والواجبات، ويستعيد اللبنانيون الثقة المفقودة بالدولة التي نطالبها بالحزم والشفافية في محاسبة المتسببين في كارثة المرفأ والمسؤولين عن الانهيار الاقتصادي والتدهور النقدي".

وتابع قبلان: "ان اللبنانيين يفخرون بالإنجازات الكبيرة التي حققها لبنان في دحر الارهابين التكفيري والصهيوني بفعل المعادلة التي حفظت لبنان وشعبه ويتطلعون الى ارتقاء العمل السياسي الى مستوى تضحيات جيشهم ومقاومتهم لتكون لهم دولة عادلة وحكومة منصفة تحسن رعاية أبنائها".

وخلص إلى القول "إن ذكرى السيد المسيح تحملنا مسؤولية نشر ثقافة المحبة والتعاون في سبيل احقاق الحق فنقف مع المظلوم بوجه الظالم مما يستدعي من زعماء العرب والمسلمين التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بوصفه احتلالا لأرض عربية إسلامية ينبغي العمل لتحريرها، وعليهم ان يتصدوا لصفقة العصر التي تفضي الى تصفية القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية مقدسة والتخلي عنها خيانة للامة وعملا محرما وباطلا".

واستنكر بشدة "كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، من منطلق انه شر مطلق يحرم التطبيع معه شرعا، داعيا "اهلنا واخوتنا الفلسطينيين الى تحصين وحدتهم الوطنية والثبات والدفاع عن ارض الانبياء ومهبط الرسالات، فيتمسكوا بانتفاضتهم ومقاومتهم المتوجة بدماء الشهداء وتضحيات المقاومين، ونحن لنا ملء الثقة ان النصر سيكون حليفا لشعب فلسطين ولكل احرار امتنا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 24-25  كانون الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 24 كانون الأول/2020

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/94130/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-924/

 

LCCC English Newsbulletin For Lebanese & Global New For December 24/2020

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/94132/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-new-for-december-24-2020/

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 24-25  كانون الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

فيديو ونص/من أرشيف 2016/الياس بجاني: دعوة د. جعجع لانتخاب عون الإيراني الهوى والنوى هي انقلاب صاحب الدعوة على كل تاريخه المقاوم والنضالي/الياس بجاني/03 أيلول/16

#Geagea_Fatal_Sin_Lebanese

http://eliasbejjaninews.com/archives/45324/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84/

(د. جعجع: “أدعو كل الكتل النيابية لدعم ترشيح عون بعيدا من كل مناورات وألاعيب وكل حساسيات أو حسابات لأن هذه خشبة الخلاص”).في أطار ومفاهيم ومعايير وأطر الحسابات البشرية والمنطقية والاستقلالية والبشيرية لا يمكن أبداً فهم مغذى ومعاني وأهداف وخلفيات هذه الدعوة المستنكرة  والمرفوضة.

 

Video-Text/Elias Bejjani/(2016 Archive)Is Dr. Geagea Going To Sign A “Paper Of Understanding” With Hezbollah?
/
هل يوقع د. جعجع ورقة تفاهم مع حزب الله
http://eliasbejjaninews.com/archives/45344/elias-bejjaniis-dr-geagea-going-to-sign-a-paper-of-understanding-with-hezbollah%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d9%81/

#Geagea_Fatal_Sin

نص رسالة قداسة البابا إلى اللبنانيّين بمناسبة عيد الميلاد المجيد
فيديو ونص رسالة البطريرك الراعي الميلادية: فكوا أسر لبنان من صراعات المنطقة ومن حساباتكم ومصالحكم الخاصة
http://eliasbejjaninews.com/archives/94143/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84/

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل التاسع/جزين/الحلقة الأولة
24 كانون الأول/2020
#
Madamek_Charbel_Barakat
http://eliasbejjaninews.com/archives/94141/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81-16/

دورُ هيرَوْدُس أنْ يَهرُبَ

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/24 كانون الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/94156/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%af%d9%88%d8%b1%d9%8f-%d9%87%d9%8a%d8%b1%d9%8e%d9%88%d9%92%d8%af%d9%8f%d8%b3-%d8%a3%d9%86%d9%92-%d9%8a%d9%8e%d9%87%d8%b1%d9%8f%d8%a8%d9%8e/