المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 كانون الأول/2020

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december13.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عيد تهنئة العذراء مريم أم الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مقابلة من موقع الرواد فيديو وبالنص مع الناشط الإغترابي الياس بجاني

الياس بجاني/فيدو ونص تعليق عنوانه: ضرورة إقفال ساحة لبنان بوجه تجار المقاومة والتحرير الدجالين واعلانه دولة فاشلة ووضعه تحت البند السابع/مع نص اتفاقية 17 أيار بين لبنان وإسرائيل بالعربية والإنكليزية

الياس بجاني/فيديو وبالنص تأملات وجدانية تحت عنوان: الكلمة هي الله وصوته في داخلنا هو الضمير

الياس بجاني/تحية لشجاعة الصحافية مريم سيف الصارخة بصوت عال لا لبلطجة حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/بطرس حرب: من حق القاضي صوان الإدعاء على من أدعى عليهم

هُوّي/موريس عوّاد/ئنديل السَفَر - 1970

لبنان: 1540 إصابة جديدة بـ”كورونا” و8 وفيات

سلّمه يا نصرالله!: فقط خمس مرّات مؤبَّد للقاتل « المظلوم » سليم عيّاش

خليل مرداس امام مكتب جرائم المعلوماتية بدعوى من النائب الياس بو صعب مرفوض

انتهاك صارخ… موقوف منذ أسابيع لأنه شتم الرئيس!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم 12/12/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: عاصفة ضد صوان والمؤبد لعياش وتلميح لحُماته

حزب اللّه يستغل أزمة لبنان... فضائحٌ عن أدوية ومنتجات مهرّبة

صحيفة إسرائيلية تكشف الأسباب: المحادثات البحرية مع لبنان وصلت إلى طريق مسدود

لعبة “بينغ بونغ” سياسية وقضائية تهدد ما تبقّى من استقرار!

المؤبد لعياش قاتل الحريري… ومطالبة “حزب الله” بتسليمه

تحقيقات مرفأ بيروت تزلزل أركان النظام وتُهدِّد بحصد الرؤوس

الراعي: السلطة لم تكن عفيفة... وجاءت لتستملك المال والشعب والدين

عون يستنزف عهده بـ«حكومات تصريف الأعمال» على رغم تفاقم أزمة الحكم في لبنان

تضامن سنّي لبناني مع دياب وتحذير من «ابتزاز مقام رئاسة الحكومة»/المفتي أشاد بـ«نظافة كفه»... والحريري رفض «خرق القاضي صوان للدستور»

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الاتحاد الأوروبي يندد بإعدام المعارض الإيراني روح لله زم

العفو الدولية: إعدام الصحافي زام يظهر وحشية نظام طهران

العفو الدولية: إعدام إيران للصحافي روح الله زام يهدف لبث الخوف وردع المعارضة

مراسلون بلا حدود تعرب عن "صدمتها" بعد إعدام روح الله زام

هكذا استدرجت إيران الصحافي القتيل.. والده المكلوم يكشف/المحققون أخبروا الأب أنه ستتم مبادلة ابنه المعتقل مع سجين آخر خارج إيران

تأكيد إسرائيلي لإخلاء «الحرس» الإيراني العديد من قواعده في سوريا

يران تحرم سجين رأي من أدويته… وتحقنه بعقاقير كيميائية!

دخول قوات روسية البوكمال يفاقم التنافس مع إيران في سوريا وموسكو تعلن انتشار قواتها في الجولان

العبادي يفجّر قنبلة عشية الذكرى الأولى لاغتيال سليماني/تحدث عن موافقة عراقية على تحليق الطائرة التي استهدفت الجنرال الإيراني

أردوغان يحشد الإرهابيين داخل ليبيا تمهيداً للسيطرة على أفريقيا والبرلمان يبحث التمديد للجيش في طرابلس

ماكرون: القادة الأوروبيون أظهروا صرامة وحزماً تجاه تركيا وأنقرة تقرر نقل مرتزقة جدد إلى الصومال

واشنطن: طهران تهدف لترويع المجتمع الدولي بتخصيب اليورانيوم

المقاومة الإيرانية دانت إعدام الصحافي روح الله زم ودعت الأمم المتحدة لفرض عقوبات على نظام الملالي

مقاتلات سعودية ترافق قاذفات “B-52” أثناء عبورها للمملكة في مهمة ردع إيران

البرلمان الإيراني يدعو أردوغان للاتعاظ من مصير صدام حسين

الإمارات وبريطانيا تبحثان تعزيز الشراكة/جونسون التقى محمد بن زايد خلال غداء عمل في لندن

عقوبات أميركية تطول جامعة لـ”الحرس الثوري” في الضاحية

بغداد: بوادر انقسام في “حشد”…صراع بين فصائل المرجعية والتابعة لإيران

واردات منفذ عرعر مليار دولار سنوياً

سلطات كردستان تعتقل سياسيين ورجال دين… والكاظمي: الغضب مُبرَّرٌ لأنه نتاج عقود مضت

العراق طلب مراقبين دوليين في الانتخابات... وسقوط قذيفة في مطار بغداد

مناورات عسكرية قطرية- تركية

السودان: ضحايا 11 سبتمبر يطلبون 4 مليارات دولار مقابل “الحصانة”

أبو الغيط: جيران لنا يضرّون بالأمن القومي العربي

تونس: تراجع الحريات… وارتفاع في خطابات التكفير

أديس أبابا: الإثيوبيون زادوا من دعمهم لسد النهضة

النص الكامل لإعلان الرئيس الإميركي دونالد ترامب

الاعتراف الأميركي تتويج لنهج المغرب بقضية الصحراء

إدارة ترامب تُخطر الكونغرس ببيع المغرب أسلحة بمليار دولار وترحيب دولي باعتراف واشنطن بسيادة الرباط على "الصحراء المغربية"

أحزاب مغربية: تحوُّل تاريخي بموقف أميركا أجمعت على عدم التفريط في القضية الفلسطينية

اليهود في المملكة… التاريخ والثقافة لم يتأثروا بالصراع العربي - الإسرائيلي

المحكمة العليا ترفض إلغاء نتائج الانتخابات في الولايات المُتأرجحة

حملة تنظيف في البيت الأبيض قبل انتقال بايدن إليه... واحتجاجات في أوهايو بعد قتل الشرطة لرجل أسود

“تايم” تمنح بايدن وهاريس لقب “شخصية العام”

النمسا تلغي قانون حظر الحجاب بالمدارس الابتدائية

دخول قوات روسية البوكمال يفاقم التنافس مع إيران في سوريا/موسكو تعلن انتشار قواتها في الجولان

تنديد أممي ببيانات «غير كاملة» لسوريا بشأن أسلحتها الكيماوية

السيسي يؤكد دعم مصر الدائم للعراق

تركيا تندد بـ«لغة مسيئة» من إيران بحق إردوغان

إسرائيل وبايدن... لا مشكلة حقيقية بينهما/الخلاف بين «مؤسسة السلطة» في تل أبيب من جهة ونتنياهو من جهة ثانية

الأرمن ينددون بمقتل ثلاثة مقاتلين خلال هجوم أذربيجاني

أرمينيا: أذربيجان تخرق الهدنة وتقصف كاراباخ

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخبير الدستوري المحامي سعيد مالك لموقع جنوبية: إذا رفض دياب التحقيق معه يحقّ لصوان إصدار مذكرة بحث وتحر أو.. توقيف/باسمة عطوي/جنوبية

كلام عن موريس عواد في ذكرى رحيله الثانية... المتمرد على التخلف والغربة عن الوطن والحرية/روزيت فاضل/النهار العربي

15 عاماً على اغتيال جبران تويني: الملّف بضع وريقات... و"العدلي" مقبرة القضايا/إيلي القصيفي/أساس ميديا

لبنان المزابل.. والانهيار/نديم قطيش/أساس ميديا

إسرائيل ترغب بقناة تفاوض خلفية مع لبنان بشأن "الترسيم"؟/أدهم مناصرة/المدن

القضاء منبر للزجل الطائفي وماكرون لن يلتقي منظومة الفساد/منير الربيع/المدن

ادعاء فادي صوان يسقط بضربة تجاوز الدستور/كريستال خوري/أساس ميديا

صوان يُعيد دياب إلى بيته "السنيّ"... والمفتي مجبر لا بطل/محمد المدني/ليبانون ديبايت

اقتصاد المعرفة... التربية والنهوض/منى فياض/النهارالعربي

صفحات مطوية من أمس قريب وبعيد (15)/ تحذير "غابي" وصية هزيم... ودمعة "الأستاذ"/حبيب شلوق/المرصد

جعجع: إذا ألغينا الطائفية سيصبح رئيس الجمهورية نصر الله أو بري/داني حداد/إم تي في اللبنانية

حرب التحرير التي لم يعلنها عون/نجم الهاشم/نداء الوطن

إستياء فرنسي من المسؤولين اللبنانيين: ما زالوا يلعبون لعباتهم الصغرى/رندة تقي الدين/نداء الوطن

يؤلّف ولا يؤلّفان/سناء الجاك/نداء الوطن

قرار القاضي صوّان بين حدّي الجرأة والمأزق/غادة حلاوي/نداء الوطن

دياب تحت الخطّ الأحمر السُّنّي/نقولا ناصيف/الأخبار

Off... On... روح... تعا/"الإتحاد العمالي العام" الذي أمسكته السلطة من أذنيه/نوال نصر/نداء الوطن

نص هجائي في أقرب أصدقائي/محمد علي مقلد/نداء الوطن

السوق السوداء تتحكّم بالسلع الأساسية في بعلبك والمواطن الضحيّة/عيسى يحيى/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: ما نسب للرئيس عون في محطة الجديد وموقع 180 كاذب

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون اطلع للمرة الأولى على وجود نيترات الأمونيوم من خلال تقرير وصله في 21 تموز الماضي

المجلس الشرعي: المس بمقام رئاسة الحكومة يطال جميع اللبنانيين ويرمي الى النيل من الرئاسة الثالثة

علي خليل: كتلة التنمية والتحرير ملتزمة العمل الجاد لكشف حقيقة انفجار المرفأ

جنبلاط اتصل بالشيخ الغريب مقدرا موقفه وزار كنيسة المختارة في مئويتها

الوطني الحر: لعدم المس بمقام رئاسة الحكومة واحترام الأصول الدستورية في عملية التشكيل

جورج جريج: لقاضي التحقيق والمحقق العدلي صلاحية تحريك الدعوى العامة بحق كل مشتبه فيه

يعقوبيان: دفاع أمراء الطائفة عن المقامات يدينهم

المسار: ما قام به صوان أقل ما يمكن في الوقت الحالي

جعجع: لجنة تقصي حقائق دولية الحل الوحيد لمعرفة أسباب انفجار المرفأ

الراعي ترأس قداسا في مستشفى الجعيتاوي على نية زيدان: كيف نكافح الفساد ونحن نشاهد تعطيل عمل القضاء الحر

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عيد تهنئة العذراء مريم أم الله

إنجيل القدّيس لوقا01/من46حتى55/«تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي» قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

مقابلة من موقع الرواد فيديو وبالنص مع الناشط الإغترابي الياس بجاني

أجرت المقابلة عبر تقنية الزوم الإعلامية ماريا معلوف

12 كانون الأول/2020

#مقابلة_الياس_بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/93611/%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%af-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

https://www.youtube.com/watch?v=eh3eCNOItfU&t=5s

*كيف تصف نفسك وما هي أنشطتك وما هي أهدافها؟

بكل بساطة أنا حالياً مواطن لبناني-كندي. غادرت لبنان بحثاً عن العمل بعمر ال 17 سنة. عملت في دولة الكويت لمدة 22 سنة ثم هاجرت إلى كندا في العام 1986...متخصص بالخدمات التمريضية النفسية والعقلية وحالياً متقاعد.

أنا ناشط سياسي سيادي ولبناناوي ومنخرط في المجال الإعلامي منذ ما يزيد عن 30 سنة. اكتب وانشر على مواقعي الالكترونية بشكل يومي مقالات وتعليقات ونشرات إخبار عربية وانكليزية أحاول من خلالها الدفاع عن لبنان الإنسان السيد والحر والمستقل.

 

من يدخل موقعكم الالكتروني يشاهد لينك بعنوان مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للانكليزية. ما هي طبيعة علاقاتكم مع رئيس لبنان الحالي؟

العلاقة مع العماد ميشال عون ومع كل المحيطين به قد انتهت كلياً على كافة الصعد بعد توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله سنة 2007 وتحولت إلى هذه العلاقة إلى نقيض ما كانت علية طوال 15 سنة.

قبل ذلك كنت على علاقة شخصية وصداقة متينة وطنية وفكرية وسيادية متواصلة بدأت بعد أشهر قليلة بعد لجوئه إلى باريس.

التقينا على أسس سيادية ووطنية ولبنانية صرف وتعاونا تحديداً في المجال الإعلامي.

باختصار جمعتنا القضية اللبنانية بمفهومها السيادي واللبناناوي والمقاوماتي وافترقنا يوم غير مواقفه وأطروحاته وتحالفاته وانتقل من القاطع السيادي إلى قاطع المحور السوري الإيراني وتنازل على كل وعوده وعهوده وشعاراته وانقلب عليها كلها 100%.

علماً بأنني لم أكن في أي يوم ملتزماً أو تابعاً لأي حزب أو تجمع لبناني.. كنت ولا زلت ناشط لبناني كندي مستقل بالكامل. ونعم ترجمت وفرغت عدداً كبير جداً من المقالات والمقابلات والأطروحات واللقاءات التي كان يكتبها ويلقيها ويقوم بها العماد عون خلال فترة وجوده في فرنسا وكلها لا تزال منشورة على مواقعي الالكترونية الأرشيف الثلاثة. من المحزن جداً أن العماد عون وطمعاً بمواقع سلطوية ومنافع شخصية وربما لخور الرجاء وقلة الإيمان قد انقلب على ذاته وألغى دوره الوطني الحر وخيب أمال كل الذين رأوا فيه قيادياً صادقاً وملتزماً بثوابت وطنية.

 

بما أنكم متخصصون بمجال الخدمات الصحية النفسية والعقلية ما هي قراءتكم لشخصية العماد عون؟

من المعرف علمياً بأن غالبية السياسيين ومنهم ربما عون الذين يتحولون إلى حكام وقادة نافذين هؤلاء بغالبيتهم يدرجهم علم النفس تحت "الشخصية السيكوباثية والمسماة حالياً Border Line Personality. من صفات هذه الشخصية أن صاحبها نرسيسي ومعجب بذاته ومتوهم بقدرات وكفاءات لا يمل;ها، كما أنه مندفع ومتهور في تصرفاته ولا يحسب حساباً لعواقبها أو لتأثيراتها السلبية على الغير بمن فيهم على أقرب الناس إليه. إضافة إلى أنه لا يعرف الوسطية ولا الإستقرارية والثبات في علاقاته مع الغير ومواقفه تتقلب وبسرعة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وذلك على خلفية أطماعه ومصالحه. شخصية لا تعرف معنى العرفان بالجميل ومضطربة بكل ما يتعلق بمحبة الذات أو الآخرين.

 

ماذا عن الصلح والتطبيع مع إسرائيل وموقع لبنان منه

لا يمكن عمل أي شي في لبنان قبل إقفال ساحته بوجه تجار المقاومة والتحرير الدجالين وإعلانه دولة فاشلة ووضعه تحت البند السابع

ولا بد من التذكير بأن فرصة السلام بين لبنان وإسرائيل كانت قدمت دولياً للدولتين عام 1983 في عهد الرئيس أمين الجميل من خلال اتفاقية 17 آذار التي اقرها يومها مجلس النواب اللبناني بأكثرية كبيرة.

وكذلك لا اليوم من بد من حك ذاكرة البعض للدور اللاسيادي والمستنكر والاستسلامي الذي قام به الرئيس السابق أمين الجميل الذي لم يكن على مستوى المرحلة ورضخ للتهديدات السورية الأسدية وألغى الاتفاقية، فخسر لبنان فرصة سلام واستقرار ذهبية لا تعوض.

ففي تلك السنة (1983) لم يكن حزب الله الإرهابي والفارسي قد وجد بعد، ولم تكن الثورات والفوضى قد ضربت معظم الدول العربية.

فلو سار الرئيس الجميل في الاتفاق ولم يلغيه وواجه التهديدات السورية بشجاعة ورجاء وإيمان ورؤية سيادية واستقلالية لكان لبنان اليوم في أحسن حال، ولما كانت إيران تحتله، ولما كان لبنان قد أمسى دولة فاشلة ومارقة وحكامها دمى بيد المحتل الإيراني.

ترى، هل بإمكان لبنان اليوم الالتحاق بركب الدول العربية التي طبعت وتطبع مع إسرائيل؟

نعم بالتأكيد ولن هناك خطوات مهمة يجب أن تؤخذ وهي بحاجة إلى قيادات وطنية وسيادية وشجاعة وصاحبة رؤيا ومشروع.

من الضرورة الملحة في هذا السياق إقفال ساحة لبنان بوجه تجار المقاومة والتحرير والممانعة المنافقين والدجالين من فرس وجهاديين وبعثيين وقوميين ويساريين ومؤدلجين ومدعي عروبة أولاً وبعدها العمل على إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة ووضعه تحت البند السابع  وتسليمه لقوات دولية تعمل على تنفيذ اتفاقية كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي إضافة إلى اتفاقية الهدنة، ال 1559 و 1701 و 1680.

ومهم جداً مع أي تطبيع مع دولة إسرائيل أن يكون هناك حلاً دولياً وإقليمياً وعربياً لملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الباع عددهم حوالي النصف مليون.

 

ماذا عن اتهام القاضي صوان وزراء ورئيس الحكومة المستقيل ونواب في ملف تفجير مرفأ بيروت

ما نراه أن الأمر هذا برمته هو تمويهي هدفه التغطية على الشق الإرهابي من التحقيق الذي لم يتم مقاربته بعد لا من قريب ولا من بعيد.

حتى الآن التحقيق يتلهى بجانب الإهمال وهو قد يطاول كثر ولكن هؤلاء لا علاقة لهم بالشق الإرهابي لأن الجريمة هي جريمة ضد الإنسانية ومن الغالب أن لحزب الله اليد الطولى في التفجير أكان مباشرة أو مواربة. الحزب يسيطر على كل المرافئ اللبنانية ومنها بور بيروت، كما أن اليورنيوم هو استورده وهو من كان يستعمله في لبنان وسوريا وفي عدد كبير البلدان في عملياته الإرهابية وهذا الأمر كشف قضائياً في ألمانيا وقبرص وفرنسا ووفي غيرها من البلدان التي تورط الحزب فيها بعمليات تفجير واغتيالات.

مطلوب تحقيق دولي وإلا فالج لا تعالج.

 

*هل هناك تشابه بين شخصيتي عون ونصرالله؟

لكل شخصية من شخصيتي الرجلين مواصفاتها الخاصة بها ولكن الاختلاف بينهما عميق وكبير ومتفاوت حيث لا ثوابت من أي نوع عند عون ولا مشروع غير السلطة، فيما نصرالله رجل دين ومؤمن بمشرع ديني محدد وهو يعمل من خلال أطره الإيديولوجية وينفذ دون حتى سؤال تعليمات مرؤوسيه الدينيين وأيضاً دون  حساب العواقب أو الأخطار على مجتمعه أو حتى على أهله... بعض الدارسين يعتقدون بأن من هم في وضعيته يكونون غارقين في الوهم الديني، والوهم هو فكرة خاطئة وغير واقعية ولا تتناسب ولا تتوافق مع قدرات وإمكانيات ووضعية الموهوم.

 

*ما هو مفهومكم لوضعية حزب الله في لبنان، وهل هو من النسيج اللبناني فعلاً وحزب تحرير ومقاومة؟

حزب الله جيش إيراني 100% وهو يحتل لبنان.

حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا يوجد فيه أي شيء لبناني، بل على العكس هو نقيض كل ما هو لبنان ولبناني.

صحيح أن أفراده لبنانيون ولكنهم في المفهوم العسكري هم مرتزقة يعملون جنود في فيالق الحرس الثوري الملالوي وبخدمة المشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والاستعماري.

الحزب يخطف الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة ويأخذها رهينة منذ العام 1982 وقد ساعده في ذلك المحتل السوري. صحيح أن عنده نواب في البرلمان اللبناني ولكنهم لم يُنتخبوا بحرية، بل هم فُرضوا ويُفرضون بقوة السلاح والإرهاب والتمذهب والمال.

 

كيف ترى الحل من مشكلة احتلال حزب الله؟

للأسف لبنان وشعبه ومعهم بالتأكيد أبناء الطائفة الشيعية هم جميعاً رهائن ومخطوفين وبالتالي المخطوف والرهينة غير قادر على تحرير نفسه ويحتاج لمن يحرره.

الحل لواقع الاحتلال الإيراني هو من خلال إعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة وتنفيذ القرارات الدولية الأربعة الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل وال 1559 و1701 و1680.

ولا حلول كبيرة أو صغيرة في ظل احتلال حزب الله أكانت مالية، اقتصادية، أمنية، تعليمية، معيشية، خدماتية وإعمارية.

 

في مقالة لك نشرتها عام 2014 قلت أن ثورة بيئة حزب الله عليه لم تعد بعيدة، ما معنى ذلك؟ هل اقتربت نهاية ظاهرة الحزب؟

إن أكثر المتضررين من وضعية حزب الله الإيرانية والإرهابية والمذهبية في لبنان هم أبناء طائفته أي ما يسمى ببيئته. هو حول شبابهم إلى عسكر يحارب ويمارس الإرهاب في العشرات من الدول، عربية وغير عربية.

في الحرب السورية تقول التقارير بأنه خسائره تزيد عن 3000 قتيل وأضعافهم جرحى ومعاقين، وفي حرب 2006 التي افتعلها مع إسرائيل قتل له ما يزيد عن 1500 قتيل..

إضافة إلى أن الحزب موضوع على قوائم إرهاب ما يزيد عن 65 دولة وبالتالي أبناء بيئته يجدون صعوبات جمة في دخولها وخصوصاً العربية منها وتطول القائمة..

هذه البيئة تعاني الكثير من إرهاب الحزب ومن سطوته وبلطجته وهي بدأت تثور عليه والحوادث في هذا المجال هي بالعشرات كان آخرها من 3 أيام قضية الحافية مريم سيف.

 

هل توافق على العقوبات الأميركية التي تفرض على حزب الله وعلى كل من يتعاون معه ؟

بالتأكيد، ولكن العقوبات وحدها لا تكفي.. المطلوب دولياً لجم النظام الإيراني الذي هو رأس الأفعى... مطلوب تغيير نظام الملالي وتحرير الشعب الإيراني من ظلمهم وبطشهم وإرهابهم. بتغيير نظام إيران أو بلجمها عسكرياً تنتهي كل الأذرع الميليشياوية الملالوية وفي مقدمها حزب الله.

 

قدم يوم أمس الرئيس سعد الحريري إلى الرئيس عون لائحة من 18 وزيراً ويقال بأنها تتماشى مع المبادرة الفرنسية وينتظر ردا من عون، برأييك هل سينجح في هذه المهمة؟

القرار هو في إيران وليس عند عون أو الحريري. إيران قد تعطي الضوء الأخضر في حال كان لها مصلحة في ذلك. أما المبادرة الفرنسية فهي ولدت ميتة لأنها لم تلحظ لا احتلال حزب الله ولا القرارات الدولية وقد أصبحت المبادرة رهينة وألعوبة بيد إيران وحزبها اللاهي.

 

في مقالاتك تقول دائماً بأن حزب الله هو وراء كل مسلسلات التفجير والاغتيالات وأعمال الإرهاب وأن قادة حزب الله ينفذون ولا يقررون فمن هي الجهة التي تأمر الحزب ؟

كما ذكرت سابقاً فإن حزب الله  هو كيان عسكري إيراني وإرهابي وفرقة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، وبالتالي هو يأتمر بأوامر أسياده الملالي ونقطة على السطر.

هو من اغتال الرئيس رفيق الحريري والمحكمة الدولية أكدت هذا الأمر، وهو وأيضاً من اغتال كل الشخصيات اللبنانية الدينية والإعلامية والنيابية والأكاديمية التي تعارض مشروع إيران.

 

هل توافق بأن شريحة كبيرة من المسيحيين واقعة في عقم وهرطقة عبادة الشخص الذي هو ميشال عون؟

صحيح هذا القول، ولكن ظاهرة "الغنمية"، أي عبادة شخص الزعيم على حساب الوطن والإنسان والقضية والحقوق والكرامة الإنسانية ليست محصورة بشخص بعون بل هي للأسف معممة على كل "زلم وهوبرجية وقطعان" أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية.

 

هل المشروع الإيراني نجح في لبنان وما هي العوامل التي ساعدت على ذلك؟

نعم نجح لحد ما، ولكن لم يكتمل بعد، وإلا لكان حزب الله قد اسقط النظام اللبناني بالكامل وأعلن لبنان دولة ملالوية...اعتقد بأن المشروع الملالوي قد بدأ رحلة الأفول وهو بالتأكيد إلى نهاية قريبة لأنه يتعارض مع كل مقومات ومبادئ وأعراف المجتمع الدولي الساعي إلى الاستقرار والسلام والحريات وليس إلى الحروب.

حزب الله لم يكن نتاج لبناني ولا هو مكون لبناني وقد تغلغل في بيئته ومن ثم في كل المؤسسات وداخل الشرائح اللبنانية خلال حقبة الاحتلال السوري وذلك من ضمن مخطط إرهابي وتهجيري بعثي وأسدي وملالوي.

 

ماذا عن بشير الجميل والمشروع الإسرائيلي والعمالة

الجبهة اللبنانية المسيحية لم يكن عندها خيار في حينه غير التعاون مع إسرائيل للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان بعد أن سدت يوجهها وبوجه المجتمع المسيحي كل السبل. نعم تعاون بشير وغيره من القيادات اللبنانية المسيحية تحديداً من موقع التحالف وليس من موقع العمالة وأجزم لك بحرية ضمير بأننا نحن المسيحيين لسنا نادمين على هذا التحالف ولو عاد بنا التاريخ وفرض علينا نفس الظروف لفعلنا نفس الشيء. واليوم لو تهدد وجودنا ولم يكن عندنا غير إسرائيل فسوف نعيد ما قمنا به في السابق. نشير هنا إلى أنه عادت الدولة المسيحي قطع اتصالاته بإسرائيل وألتزم بالدولة وقوانينها في حين أن الأطراف اللبنانية الأخرى لم تزل مستمرة بتبعيتها لدول غير لبنانية وحزب الله الإيراني خير مثال بتبعيته الكاملة لإيران بكل ما هو مناقض للبنان ولدستوره.

 

كيف تقرأ تخوين حزب الله للعلامة علي الأمين وللبطريك الراعي واتهامهما وغيرهما من المعارضين له بالعمالة وبإثارة النعرات الطائفية؟

حزب الله الإرهابي والمؤدلج والإيراني وكما هو واضح وجلي في ممارساته العنفية ومنذ تأسيسه عام 1982 هو لا يرضى ولا يتحمل أي معارضه لمشروعه، وخصوصاً إذا كانت آتية من رجال دين شيعة، أو من مسؤولين ونافذين وأصحاب رأي حر من أمثال غبطة البطريرك الراعي، والحزب الذي هو ماكينة اغتيالات وتفجيرات وحروب يعمل على التصفية الجسدية لكل من يؤثر على مشروعه، وحالياً وبعد أن مدد سيطرته على القضاء وعلى مجلسي النواب والوزراء وعلى رئاسة الجمهورية راح يستعمل القضاء لإرهاب من يعارضه.

 

هل لبنان ولد عقيماً حيث أن رجالاته غير قادرين على حكمه، ولماذا ليس هناك مشروع وطني حقيقي يصون وحدة النظام اللبناني وتماسكه ضد التدخلات الخارجية؟

لا أبداً، لبنان بلد معطاء وقد انجب رجال عظماء في كل المجالات والحقول والتخصصات السياسية والعلمية والحقوقية والإيمانية، وفي يومنا هذا أمثال هؤلاء كثر داخل لبنان وخارجه، ولكن حقبات الإحتلالات الفلسطينية والسورية والإيرانية خلقت أجواء رعب وخوف وحذر.

أما عن المشروع الوطني فهو موجود ومنذ قيام دولة لبنان الكبير قبل 100 سنة، والنظام اللبناني هو قمة في عبقرية التعايش السلمي والحضاري بين مذاهب وأديان متنوعة، إلا أن غربة شرائح لبنانية كثيرة عن لبنان وهويته وكيانه والتحاقهم بدول أخرى والعمل على خدمة مشاريعها المعادية للبنان قد عطل ولا يزال يعطل قيام الدولة الواحدة والقوية والفاعلة التي اتفق عليها في معاهدة الاستقلال بين اللبنانيين.

 

الياس بجاني/فيدو ونص تعليق عنوانه: ضرورة إقفال ساحة لبنان بوجه تجار المقاومة والتحرير الدجالين واعلانه دولة فاشلة ووضعه تحت البند السابع/مع نص اتفاقية 17 أيار بين لبنان وإسرائيل بالعربية والإنكليزية

11 كانون الأول/2020

#السلام_بين_لبنان_وإسرائيل

http://eliasbejjaninews.com/archives/93544/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%b9%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%87-%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1/

 

الياس بجاني/فيديو وبالنص تأملات وجدانية تحت عنوان: الكلمة هي الله وصوته في داخلنا هو الضمير

الياس بجاني/08 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93454/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

#الياس_بجاني_الكلمة_هي_الله

 

تحية لشجاعة الصحافية مريم سيف الصارخة بصوت عال لا لبلطجة حزب الله

الياس بجاني/07 كانون الأول/2020

#مريم_سيف_ضحية_من_ضحايا_حزب_الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/93413/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%b4%d8%ac%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85/

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين لي أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على الرابط الذي في أعلى أو على الصورة في أفل ودخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link or on the the pictutre to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/بطرس حرب: من حق القاضي صوان الإدعاء على من أدعى عليهم

https://www.youtube.com/watch?v=ix9BvA1RfDs

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع المحامي والنائب والوزير السابق بطرس حرب يقرأ من خلالها في قانونية ادعاء القاضي صوان على الرئيس دياب ووزراء ونواب

 

إلى هنا وصلنا؟ لماذ؟

الأب سيمون عساف/12 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93593/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%87%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%b5%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%9f-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%9f/

لنتصارح ايها اللبنانيون! لبنان ساحة وسيعة للقبائل بذلك عنيت الطوائف.

كل زعيم شيخ قبيلة متربع على كرسيه، والقبائل شيمتها الغزو والسطو.

 بذهنية عشائرية متعصبة مُحال ان يُبنى وطن.

للأقوى عُرفُ النهب والسلب والتعدي على أملاك الدولة العامة والمشاعات، والواقع دليل.

 هكذا هو التاريخ المقرؤ من الفي عام وساري المفعول حتى قيام الهنيهة.

سَلَّمنا جدلاً بالواقع الملحوظ، ولكن هل سيقوم وطن متداعي بهذه المفاهيم؟ والجواب البديهي طبعا لا والف لا.

أذاً كيف في زمن التقدم والتطور والتمدن والثقافة والعمران والمعرفة والازدهار، نرضى ان نبقى اسرى الهمجية والتخلف والرجعية والتعصب الأعمى؟

كلمة الفصل، من المستتحيل ان تُلغي شريحةٌ ما شريحةً اخرى، هذا منطق لا يعاكسه عدل. من هذا المنطلق يرتكز البحث.

لماذا يرفض بعضنا البعض اليس لأننا جهلة اغبياء؟ أإلى اليوم في عصر النور تتآكلنا الأحقاد والرفضية، وترعى صدورنا الأنانية وبغض الآخر؟

لعمري تلك صفات تعرّي الإنسان من الأخلاق والأدب والتعايش الحضاري وكل متوجبات الشأن الاجتماعي.

ما سبب هذا النفور إذاً وذلك التناحر وتلك النعرات؟ اليس لأن التربية الدينية الصالحة والمدنية الحقة غائبان؟

في حال انتفت هذا النعوت والمقومات بل المكونات لا يعود من مبرر للشعارات والتكاذب والرياء والزندقة.

لا خيار لنا الا القبول بعضنا بالبعض، كفى هيمنة واعتداءات وتناتش وتشليع مثل ذئاب الغاب.

لن يكون لبنانُ مارونيا ابدا ولن يكون شيعيا ابدا ولا سنيا ابدا ولا درزيا ابدا!

انه لجميع البنات والبنين الحاملين هوية مشرفة، المنتمين الى ارث عريق كريم وتاريخ مَجيد مُجيد.

حين يرفع كل ارزيٍّ اصيل رايات لبنان عاليات، نابذا خلفه الخزعبلات الخانقة والخرافات الحانقة، ويعترف ان الوطن للجميع والكل له،

يتعمّر الوطن في القلوب والنفوس ويصبح الجميع ابناء الوحدة المتماهية بالحب الوطني المتفانية بحب الشعب كل الشعب لا فئة دون اخرى. اعجب ما في الأمر وأغرب، حين يلتقي اللبنانيون في الدول الأجنبية يلهفون على بعضهم، اما على ارض البلد فهم كالضواري والكواسر يوقظون رذيلة العشائرية لِتَصِم الروح بالعار وتنتفض ثورة  الدم للموت والخراب ولن ينتصر في نهاية المطاف الا البغض والتباعد والغضب ويغدو بالتالي بلدهم مدينة اشباح.

اخي اللبناني انبذ كل ما ينافي التلاقي والتصافي والتحاب، واذكر ان من يستنشق نفس الهواء ويسكن نفس الأرض ويشرب نفس الماء ويتظلل تحت نفس السماء هو اخ لك وهو ربيب وخدين.

 أُدرج اقوالا في السياسة ساقها بعض رجالات مروا في الحياة وأدونها عساها مُجدية.

هاري ترومان مثلاً يقول: "لا يمكنك ان تغتني عن طريق السياسة الا اذ كنت فاسدا"، ونجيب محفوظ يعلن:"هذا البلد لو اقيم فيه ميزان عدل كما ينبغي، لامتلأت السجون وخلت القصور"، وأدواردو غالباتو يصرّح: نحن لا نعاني من نقص في الأموال، بل من زيادة في اللصوص"،  ومارك توين يسخر:"السياسون مثل حفاضات الأطفال، يجب تغييرهم دائما ولنفس الأسباب"، ويوضح جورج اوريل:" السياسون في العالم كالقرود في الغابه، اذا تشاجروا افسدوا الزرع، واذا تصالحوا اكلوا المحصول".

هذه نماذج ناخعة اعطيت ومن وجهة نظري. اليست قبائل الغابات والأمازون اكثر حضارة منا؟

فلو كنا افضل لكانت بلادنا اجمل وارقى. هاكم  وَليُّ الشيعه الإمام علي امير البلاغه والمستوى، والأشياع يلجأون تحت عباءة الزعيم الى دراجات التخريب والاعتداد الفارغ والغباء،

والدروز اهل العقل والحكمة كذلك بفيء الزعيم يُسارعون الى القحم والهجوم والاعتباطية من دون احتكام الى الروية والوجدان، 

والسنة تحت كنف الزعيم يعتصمون بعمر بن الخطاب وهم اكثر تعصبا وتزمتا وغوغائية،

والمسيحيون سيما الموارنة ومسيحهم اله السلام  يتعاملون بردات فعلهم  مع العادي بالقمع والفوقية والبطش والقوة. وكلهم ابناء رقعة جغرافية واحدة في مشرق الكون  يُطبَّق عليهم القول قطعان مطواعة تحت أُمرة الرعيان المفلَّسة على كل صعيد.

لو هذه الجماعات تعقلت وتثقفت بكتبها واقتدت باوليائها، وتربت تربية مدنية سليمة لكان لبنان جنة الله على الأرض.

واأسفاه! عسانا نتعظ في ميلاد الطفل-الإله السيد المسيح مخلص العالم.

لا اله الاه ولا مخلص الاه ولا سلام الا به لأنه:" فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ... (إنجيل يوحنا 1: 1)

 

هُوّي

موريس عوّاد/ئنديل السَفَر - 1970

"يا بلاد فَزّ لْ هَم عَ حيطانها

نواطيرها بْوِجّ لْ هَوا غزّار

عم يمسحو إيديهُن بفسطانها

باعولها لْ مَنديل والزنّار.

جابولها شَقفة صَنم ناطور

مِشقوع من وَهم ونَعَس

صَوتو جَرَس، يوم لْ إجا مكسور

لا تنطرو دَق الجَرَس.

عايش عَ ضَو الشَمع وِلْ بَخّور

عَ زرار كِمّو في حَرَس

عَ كرستو مَلزوق هلْ مَغرور

عنقود حصرم وِندَعَس.

بيقول إشيا من زمان مغَيَّبي

بكلمي زغيري، بيستحي، بيندار

قاعد بعلبي مْزَوزَقا ومْدَهَّبي

ضِحك، وحكي، وتلويح عَلْ بيكار."

 

لبنان: 1540 إصابة جديدة بـ”كورونا” و8 وفيات

12 كانون الأول/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1540 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 145245.

كما أفادت عن تسجيل 8 حالات وفاة جديدة ترفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 1190.

 

سلّمه يا نصرالله!: فقط خمس مرّات مؤبَّد للقاتل « المظلوم » سليم عيّاش

رويترز/شفّاف اليوم/12 كانون الأول/2020

لاهاي  – أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة حكما يوم الجمعة على عضو بجماعة حزب الله مدان بالتآمر لقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في تفجير وقع عام 2005 بخمس عقوبات بالسجن المؤبد. وأدين سليم جميل عياش في أغسطس آب الماضي بالقتل وارتكاب عمل إرهابي فيما يتعلق بمقتل الحريري و21 آخرين في الهجوم الذي وقع في بيروت.وجرت محاكمته غيابيا وهو لا يزال طليقا. وبرأته المحكمة من ثلاث تهم لعدم كفاية الأدلة.وقال القاضي الأسترالي ديفيد ري أثناء قراءة قرار المحكمة “كان الهجوم يهدف لإثارة الرعب في لبنان وهو ما حدث بالفعل… استقر في يقين هيئة المحكمة أنه ينبغي تطبيق أقصى عقوبة وهي السجن المؤبد عن كل من الجرائم الخمس على أن يجري تنفيذها في نفس التوقيت”. وأدى اغتيال الحريري إلى دخول لبنان في أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية التي دارت بين 1975 و1990 مما مهد الطريق لسنوات من المواجهة بين القوى السياسية والطائفية المتناحرة.

وكان ممثلو الادعاء قد طالبوا بتطبيق عقوبة السجن المؤبد عن كل جريمة من الجرائم الخمس التي أدين بها عياش. وقال فريق الدفاع عن عياش في وقت سابق إنه سيستأنف الحكم أيا ما كان. وحضر فريق الدفاع ومحامو ضحايا الانفجار الجلسة عبر رابط الفيديو بسبب القيود الناجمة عن تفشي فيروس كورونا. وأصدرت المحكمة، التي يقع مقرها بالقرب من مدينة لاهاي الهولندية، مذكرة توقيف جديدة واستصدرت نشرة حمراء من الشرطة الدولية (الإنتربول) بشأن عياش. وفي رأي منفصل مرفق بالحكم، أشار ري الذي يرأس هيئة المحكمة إلى “كلمات قوية” صدرت من قادة حزب الله لدعم عياش بعد الكشف عن لائحة الاتهام الموجهة له في 2011، وإلى أن عياش لم يُعتقل في السنوات التالية. وقال ري “من وجهة نظري يقودنا ما سبق إلى استنتاج قوي بشأن من كان يحميه من العدالة طوال هذه السنوات”.وطالب ضحايا الانفجار الهائل، الذي أسفر أيضا عن إصابة 226 شخصا، بعضهم بإصابات خطيرة، بإصدار أمر من المحكمة بدفع تعويضات. وقال القضاة إن النظام الأساسي للمحكمة لا يسمح لهم بالأمر بدفع تعويضات سواء من المتهمين أو الدولة اللبنانية لكن المحكمة أوصت بوضع برنامج وطني لتعويض الضحايا. »

 

خليل مرداس امام مكتب جرائم المعلوماتية بدعوى من النائب الياس بو صعب مرفوض

تويتر/12 كانون الأول/2020

تغريدة لنوفل ضو: استدعاء ناشر موقع lebanon news online خليل مرداس امام مكتب جرائم المعلوماتية بدعوى من النائب الياس بو صعب مرفوض شكلا ومضمونا... الموقع وسيلة اعلامية ... من له اعتراض أو شكوى فليذهب الى محكمة المطبوعات!

فشلتم في تطويع الاعلام والاعلاميين من قبل، ولن تنجحوا مستقبلاً مهما حاولتم!

 

انتهاك صارخ… موقوف منذ أسابيع لأنه شتم الرئيس!

القناة 23/12 كانون الأول/2020

في حين تتراخى السلطات اللبنانية، أو تكاد تغيب كلياً، عن محاسبة فاسدين وومتّهمين في قضية انفجار مرفأ بيروت، فهي تلاحق شاباً عاطلاً من العمل يستخدم صفحته الشخصية لتفريغ غضبه. “ما قاله سعيد يردده مواطنون في الشارع اللبناني يومياً، فهل بإمكان السلطات زجّ كل اللبنانيين في السجون؟”… يسأل رفيق غريزي، وهو محامي الشاب سعيد عبدالله (30 سنة)، الموقوف منذ 30 تشرين الأول/ أكتوبر، بسبب منشورات على صفحته الشخصية على “فايسبوك”، تطاول رموزاً دينية مسيحية، كما تشتم الرئيس اللبناني ميشال عون.  جولة على صفحة سعيد الشخصية، تظهر مدى غضبه تجاه الأوضاع المتدهورة في لبنان. ليس سعيد شخصاً معروفاً ومنشوراته، التي قد تتجاوز العشرة يومياً، تفتقد أحياناً لإشارة إعجابٍ واحدة، من مجموعة الأصدقاء الافتراضية الصغيرة التي يمتلكها.

سعيد عبدالله

يؤكد غريزي أن سعيد شخص انطوائي وحاد الطباع، وزاد ذلك بسبب وحدته وانزوائه مع هاتفه طيلة الوقت، خصوصاً أنه عاطل من العمل منذ فترة، بعدما فقد وظيفته في إحدى شركات الهندسة. سعيد الذي وجد في صفحته الخاصة ملاذاً خاله آمناً، ومساحةً حرّة للتعبير عن غضبه من الفساد وفشل المنظومة الحاكمة في لبنان، لا سيما أنه شارك في الانتفاضة اللبنانية وآمن بالتغيير، شتم الرئيس عون عبر منشورات، كما نشر صوراً وعبارات تحقّر المسيح وأيقونات دينية مسيحية، إلا أن أحداً لم يتفاعل مع ما كتبه. لكن يبدو أن ثقافة الوشاية تمكنت من كثيرين فعمد أحد مناصري “حزب القوات اللبنانية”، وهو ميشال شمعون، إلى نشر صور توثّق ما كتبه سعيد، وحوّلها إلى مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية، وفق ما قاله المحامي في تفاصيل القصة، توقّف سعيد في 30 تشرين الأول، بعدما استدعاه مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية بتهمة “إثارة النعرات الطائفية” و”تحقير رئيس الدولة”. وبعد إذلاله وتعنيفه لفظياً، طلب المحققون من سعيد التوقيع على تعهّد خطّي بعدم المساس بالمقدسات الدينية وبشخص الرئيس، كما طُلب منه حذف منشوارته، إلا أنه رفض على رغم محاولات أفراد أسرته إقناعه بذلك. فتم لاحقاً توقيفه احتياطياً، ولا يزال موقوفاً حتى الآن في منطقة عاليه، إلى أن “تحوّلت قضيته لاحقاً إلى عقوبة، وهو أخطر ما حصل معه”، وفق ما قاله محامي سعيد لـ”درج”.   يقول زهير، وهو أخ سعيد، إن أسرته حاولت جاهدة المطالبة بالإفراج عن سعيد، إلا أن الجهات المعنية اعتمدت المماطلة في القضية، فحوّلت الملف إلى المطالعة، ليعيده لاحقاً القاضي بسام الحاج بدون اتخاذ أي إجراءات بحق الموقوف.  وفي هذا السياق، يقول غريزي إن “الفترة التي يمضيها سعيد في السجن هي ظلم وافتراء، لأن العنصر المعنوي للجرم غير موجود في القضية”. مضيفاً، “كان بإمكان القاضي بسام الحاج إخلاء سبيله، الموضوع لا يستأهل نظراً إلى ظروف البلد وظروف سعيد النفسية… إذا كانوا يقصدون أن يُربّوا الرجل، فهو ما تربّى، وسيخرج بحقدٍ أكبر!”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم 12/12/2020

وطنية/السبت 12 كانون الأول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ساهمت التطورات القضائية، في شكل أو بآخر، في فرملة مساعي تأليف الحكومة العتيدة، وإذ أضيفت الى التعقيدات الجاثمة أصلا، فقد فاقمت هذه السلبيات من مسارات إدخال البلاد في سجالات سياسية وقضائية، على خلفية إدعاء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، على كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال وثلاثة وزراء سابقين.

ومع تراجع ملف التأليف الحكومي اللبناني، ترقب للزيارة الثالثة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان في 22 و23 من الجاري، والتي ستكون مناسبة للتذكير من جديد بمطالبة القيادات اللبنانية بتنفيذ خارطة الطريق، علها تحرك الركود الحكومي، وإن كان الأمر مستبعدا، في ظل الاستياء الفرنسي من أداء المسؤولين اللبنانيين.

وفيما مسار تأليف الحكومة متعثر في شكل سافر، وأحوال ثلاثة أرباع اللبنانيين تلامس الفقر الحاد، برز موقف للبطريرك الراعي يصف عدم تأليف حكومة برأس الفساد، وفي الوقت نفسه استغرب واستنكر، كل ما من شأنه أن يعطل عمل القضاء.

في خضم السجالات وتبادل الاتهامات في ملف انفجار المرفأ وسواه، بيان لمكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية يؤكد أن الرئيس عون إطلع للمرة الاولى على وجود نيترات الأمونيوم، من خلال تقرير وصله في 21 تموز الماضي، مشددا على أنه "لم يتدخل ولا يتدخل في تحقيقات الانفجار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

كرة ثلج الإدعاء القضائي في حال تدحرج، بل في حال إرتداد على مرتكبيه بقوة عاصفة، الردود الممتدة من السياسة إلى القانون والدستور.

مما لا شك فيه أن تلك الخطوة الناقصة كانت بمثابة ضربة قاسمة للتحقيقات، من شأنها هز ثقة المواطنين ولا سيما المتضررين من إنفجار المرفأ الذين كانوا ينتظرون الإتيان بالمجرمين الحقيقيين، بعيدا من الإستنسابية وتعدد المعايير.

الناس عموما وأهالي الشهداء خصوصا والجرحى والمتضررون يريدون الحقيقة الساطعة، لكن هؤلاء كانوا أول من أصابتهم شظايا تلك الخطوة بنفس درجة إصابة القضاء نفسه.

وإلى مفتي الجمهورية ورؤساء الحكومات السابقين، إنضم اليوم المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى إلى عاصفة الردود، متضامنا مع رئيس الحكومة ومدافعا عن موقع رئاسة الوزراء.

تحت وطأة تداعيات الإدعاء القضائي يبدو مسار تأليف الحكومة مزروعا بالكثير من الشكوك، وعليه فإن البرودة عادت لتحكم التواصل على خط قصر بعبدا وبيت الوسط، بحيث لم يعلن عن تحديد أي موعد جديد، بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.

فهل تشكل زيارة الرئيس الفرنسي للبنان التي حدد موعدها رسميا في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجاري حافزا أو خرقا، لضخ بعض الحيوية في الملف الحكومي؟ أم أن الإستعصاء أكبر من قدرات إيمانويل ماكرون؟؟.

إلى كل ذلك، فإن مأساة طلاب لبنان في المدارس والجامعات الخاصة والعامة إلى مزيد من الصعاب والازمات، سواء لناحية رفع الأقساط أو لناحية التعلم عن بعد ومشاكل أخرى، ولهذا يستعد مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل" إلى التحرك، عبر الدعوة إلى وقفة طلابية إحتجاجية الإثنين المقبل أمام وزارة التربية، رفضا لما آلت إليه الأمور في القطاع التربوي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من ينقذ القضاء ومعه التحقيق والحقيقة؟، ومن ينقذ البلد الذي دخل او أدخل في سجال سياسي ودستوري طويل.

إلى متاريس السياسة والطائفية وحتى الاجتهادات الدستورية، أعاد إدعاء غير محسوب اللبنانيين المتوجسين من كل شيء، فهل من أراد للقضاء أن يكون موضع سجال بعد أن كان محط إجماع، وملاذا لجل اللبنانيين، أم أن هناك من تعمد إصابة هيبته بسجالات حادة، حتى يبرر التسويق لفكرة القضاء الدولي؟.

النائب علي حسن خليل اعتبر أن ما حصل من ادعاء، لا ينسجم مع أي قاعدة دستورية او قانونية على الإطلاق، بل هي خطوة ترتفع حولها الكثير من علامات الإستفهام مع تجاوزها لكل الأعراف والقوانين، وانتهاكها حرمات دستورية تتعلق برئاسة الوزراء، بحسب المجلس الشرعي الإسلامي الاعلى.

الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" رفضت كل إستنسابية أو إستهداف أو تجاوز من جانب القضاء، كما دعت بالمقابل الى إتباع الأصول في الإعتراض على أي تجاوز للقانون قد يكون المحقق العدلي قام به.

أما "تيار المردة" فدعا القاضي صوان الى أن يضع نصب عينيه السعي الى الحقيقة فقط، وعدم الإنجرار في لعبة السياسة والشعبوية..

الجميع معني بترميم الصورة ومعالجة ما جرى، والبلد الواقف على اجتهادات بل تأويلات دستورية منذ ولادته، لا يحتمل اليوم الإستغراق بمناكفات مثل هذه، فالحقيقة مطلوبة واضحة جلية، والقضاء معني كما الجميع بحماية مساراته ومهمته الوطنية، وهو ما يستوجب منه اتباع وحدة المعايير في التحقيق والاستنتاج، من جريمة مرفأ بيروت الى كل الجرائم التي ارتكبت ولا تزال ترتكب بحق اللبنانيين، ولا يزال مرتكبوها يغمسون أيديهم بطحين الفقراء ودولار طلابهم، ويحتكرون قوت يومهم ودواء مرضهم المزمن، في وقت كل أزماتنا مزمنة.

وليست الحكومة أحسن حالا، وهي الواقفة عند اللقاء الحادي عشر بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف من دون أي جديد، ويؤمل ألا تكون قد أصيبت بشظايا ادعاء انفجار المرفأ.

في الاقليم، أصيب المغرب العربي بعودة المملكة المغربية الى التطبيع مع العدو، فالاسرائيليون باتوا على حدود الجزائر، كما قال رئيس وزرائها عبد العزيز جراد، و"بلاده مستهدفة ومهددة من هذه الخطوات"، كما قال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بحسب المعطيات المتداولة، لا يبدو أن ثمة خرقا حكوميا جديا في المدى المنظور، وبناء عليه سيتوزع اهتمام اللبنانيين في الأيام المقبلة بين ثلاثة عناوين:

أولا، الزيارة الثالثة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ انفجار الرابع من آب، وما يمكن أن تحمله من رسائل، أو أن يواكبها من نتائج، على مستوى إحياء مسار تشكيل حكومة المهمة، التي تبقى الممر الإلزامي لأي مساعدة دولية مأمولة، لإخراج لبنان من عنق الزجاجة المالي.

ثانيا، ملف الدعم الذي بات في مستوى القضية الوطنية، في ضوء التقاذف المستمر لكرة النار بين المعنيين في السلطتين التنفيذية والتشريعية، في ملعب المزايدات السياسية التي تكون نتيجتها عادة خسارة طرف واحد للمباراة، وهو الناس.

ثالثا، العدالة لضحايا ومصابي انفجار المرفأ، بين قضاء يتهمه بعض السياسيين بالاستنسابية، وسياسيين يتهم اللبنانيون أكثرهم بالفساد.

وفي موازاة حملة التضامن ذات الخلفيات المعروفة، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال إثر الإدعاء عليه، لفت اليوم رفض الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" المس بمقام رئاسة الحكومة وبأي مقام دستوري آخر، كما رفضها أن يتلطى ‏أي طرف بأي موقع طائفي دستوري، لحماية نفسه من المحاسبة عن أي ارتكاب او فساد بدءاً بمقام رئاسة الجمهورية.

وفي السياق عينه، أعلنت الهيئة تصديها لكل سلوك يهدف الى شل العمل القضائي عموما، ومنعه تحديدا من إستكمال مسار التحقيق في جريمة إنفجار مرفأ بيروت، كما نددت في المقابل بكل إستنسابية أو إستهداف أو تجاوز من جانب القضاء، داعية الى إتباع الأصول في الإعتراض على أي تجاوز للقانون، قد يكون المحقق العدلي أقدم عليه.‏

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا عطلة سياسية - قضائية في اليوم الأول من عطلة نهاية الاسبوع، المواقف تواصلت، وإن بوتيرة أخف، فالعاصفة التي فجرتها قرارات القاضي فادي صوان لن تهدأ قريبا، وهي ستولد عواصف أخرى.

في لبنان، إجمالا، العاصفة لا تهب مرة واحدة بل مرتين، وأحيانا أكثر، أبرز المواقف اليوم جاءت من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي دخل على خط الدفاع عن رئيس الحكومة المستقيلة، فوصف الإدعاء عليه بالمغرض، معتبرا أنه يتجاوز كل الأعراف والقوانين، وينتهك حرمات دستورية.

في المقابل، أعلن "التيار الوطني الحر" أن استخدام الحماية الطائفية لوقف مسار التحقيق أمر خطير، كما إعتبر أن اللجوء الى التجييش المذهبي والطائفي للرد على الأخطاء والشوائب، يشكل إساءة لضحايا الانفجار.

فماذا بعد التصعيد الكلامي ذي البعد الطائفي؟، وكيف سيتصرف المدعى عليهم بدءا من الإثنين المقبل؟ ثم: هل سيتجاوب الرئيس دياب والوزراء المدعى عليهم ويقبلون الخضوع لمبدأ المساءلة والإستماع إليهم، أم سيرفضون متحججين بذرائع كثيرة؟ وفي هذه الحالة هل يتحمل رئيس الحكومة والوزراء الثلاثة، أن يصبحوا رمزا للتمرد على القانون وعدم الخضوع لقرارات القضاء؟، وعندها أين ستصبح دولة القانون والمؤسسات؟.

حكوميا، الإشتباك القضائي عقد مسار التشكيل أكثر، علما أن رئيس الجمهورية ينتظر رد رئيس الحكومة على اقتراحاته، فيما رئيس الحكومة المكلف ينتظر رد رئيس الجمهورية على تشكيلته، وفي معمعة الإنتظارين ضاعت الحكومة العتيدة، ورحل تشكيلها الى العام 2021.

التجاذب الداخلي ليس كل شيء، بل هو الجزء المحلي من الصورة الكاملة، خارجيا الأمور أصعب وكلمة السر الاميركية معلنة: لا حكومة مع حزب الله، وهو ما يجعل رئيس الحكومة المكلف في مأزق، وخصوصا في ضوء التعهدات والوعود التي أعطاها للثنائي الشيعي.

هكذا، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيصل الى لبنان بعد عشرة أيام تماما، سيجد الفراغ في انتظاره وسيصاب بخيبة أمل جديدة.

وفي ظل هذا الواقع، تؤكد معلومات ديبلوماسية أن ماكرون سيكتفي بزيارة القوات الفرنسية في الجنوب، ورئيس الجمهورية في بعبدا وسيلتقي منظمات المجتمع المدني، التي تهتم بإعادة إعمار بيروت، أي انه سيتجاهل السياسيين، في رسالة واضحة لتظهير نظرته السلبية إليهم. فهل يستبق أركان المنظومة الرسالة الفرنسية قبل أن تصل؟، الأرجح أن خلافاتهم ومماحكاتهم ومحاصصاتهم أقوى من كل رسالة، وأن فسادهم معشش في نفوسهم، وهم أولاد عاقون ومخربون بحيث يصعب إصلاحهم حتى على الأم الحنون!!.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لا جديد تحت شمس تأليف الحكومة، الرئيس المكلف سعد الحريري على موقفه من التشكيلة التي قدَّمها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الجمهورية على موقفه من رفضها متمسكا بورقة المعايير.

وانطلاقا من هذا التباعد، كل شيء على حاله: حكومة الرئيس حسان دياب تصرف الأعمال، أما انعكاسات ذلك على الأوضاع المالية والإقتصادية والمعيشية، "فمين بالو فيها"؟.

ربما سها عن بالهم أن العيد بعد أقل من أسبوعين، وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيكون في بيروت بعد عشرة أيام... وربما سها عن بالهم أنه مضى على انفجار المرفأ أكثر من أربعة أشهر، فيما بدأت ترفع متاريس الخطوط الحمر في وجه استكمال التحقيقات بعدما بدأت تتدرج صعودا نحو مسؤولين أعلى من رتبة مدير عام... ربما سها عن بالهم أن الطلاب الجامعيين يطلقون الصرخة تلو الصرخة، لأنهم غير قادرين على تسديد "دولار الأقساط"...

ربما سها عن بالهم أن الناس يتسابقون مع ارتفاع أسعار السلع، في ظل المخاوف المبررة من رفع الدعم، وحتى لو لم يرفع الدعم، فمن أين ستؤمن الدولارات للدعم؟.

السلطة في ثلاثية العجز والغياب والغيبوبة، فالحكومة قبل أن تكون حكومة تصريف أعمال، كانت في وضع لا تحسد عليه، فكيف اليوم بعدما لم تكن تتوقع أنها ستعيش إلى هذا الحد، والرئيس المكلف بات يشعر، بأن مهمة التأليف تتعقد أكثر فأكثر.

في ظل هذه الصورة القاتمة، جاءت قضية الإستدعاءات في ملف انفجار المرفأ لترفع متاريس الخطوط الحمر، وبناء على هذا التطور، كيف سيكون عليه المشهد بعد غد الإثنين، وتحديدا في موعد استماع المحقق العدلي إلى إفادة الرئيس حسان دياب؟.

في الإنتظار، عداد كورونا عابر لكل الملفات، فاليوم تم تسجيل 1540 إصابة، وثماني حالات وفاة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وختامها عتمة، وليلة رأس السنة ستطفأ الأنوار، فانفضوا الغبار عن القناديل واستعينوا بالشموع لقضاء حوائجكم، ومن منكم على استعداد للمواجهة، فليهيئ قروشه البيض لمافيات المولدات، ليدفع عنه بلاء الليالي السود.

قبل ستة أشهر أبلغت سوناطراك وزارة الطاقة عدم نيتها تجديد العقد، ولم يحرك وزير الغجر ساكنا، لا بل قرر الإبتعاد بدلا من إنشاء خلية أزمة، تضع خطة طارئة تقي لبنان شر عتمة سوف تلفه من أعالي دير عمار إلى أقاصي مخزون الزهراني. كل المعنيين اعتصموا بالصمت ورموا بالقضية إلى لجنة الأشغال والطاقة، التي تعقد جلستها الخميس المقبل، ولكن، مقررات اللجان غير ذات صلة، واللجنة سترمي بالملف إلى الهيئة العامة لمجلس النواب، والهيئة العامة ستضم أزمة كهرباء لبنان إلى أزمة التجديد لعقد كهرباء زحلة، و"يا دار الظلام".

نام الغجر ووعي الوالي، ختم على البيان الرئاسي المعد من كتبة القصر، فبانت من بين الأختام نترات جديدة من المسؤوليات، وفي رده على الجديد والزميل حسين أيوب، نفى رئيس الجمهورية كلاما نسب إليه أدلى به أمام القضاة، يعلن فيه أنه يريد رؤية نبيه بري ووليد جنبلاط في السجن، وهو الموقف الذي أقام الـnbn ولم يقعدها، ودفع رئيس مجلس النواب إلى الانتساب الى نادي الصحافة، ليكتب ردا على أهوال القصر.

وسواء أكانت هذه المعلومات التي نسبت إلى ميشال عون صحيحة، أم مجرد كبت في القلب، فإنها ليست هي زبدة الخبر، فالكل يريد رأس الكل، عون ينام حالما بإطاحة خصومه، وخصومه يستفيقون على ركلات تطيح بعهده، واللبنانيون يمنون النفس لو يربح الجميع وصنع النهاية المأساوية لطبقة فاسدة مكانها السجن.

أما الخبر اليقين، فهو بما ورد في بقية رد المكتب الإعلامي للقصر، وفيه تأكيد أن رئيس الجمهورية قد علم بنيترات الأمونيوم في الحادي والعشرين من تموز، وأحال الأمر على مستشاره الأمني والعسكري لمتابعة المضمون مع الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع.

واللافت أنه من تاريخ الحادي والعشرين حتى الثامن والعشرين، لم يتحرك أي شعور ولا أي جهاز، ولم تعلن حال طوارئ لرفع المواد المتفجرة، لا سيما أن رئيس الجمهورية يسمي اليوم في بيانه أنه إطلع على وجود كميات من نترات الأمونيوم في العنبر الثاني عشر، هذا يعني أنك كنت تعلم، لكن الأمر لم يسترع انتباهك، لا بل اكتشفنا أن لديكم مستشارا أمنيا عسكريا عساه ألا يكون كمستشاريكم السياسيين وخبراء الفقه، وأعالي فقرات الدستور الرئيس بلغ المستسار، المستشار أطلع الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، المجلس الأعلى أرسل كتابا إلى وزارة الأشغال، تسلمته يوم الاثنين في الثالث من آب الفين وعشرين.

وبلسان البيان يدان، فلماذا أهمل رئيس الجمهورية كارثة بهذا الحجم؟، ورمى بها من هالك إلى مالك، إلى أن قبض الإهمال وعدم المسؤولية على أرواح المئات ودمر العاصمة فوق رؤوس أهلها، ومنذ الرابع من آب الى اليوم، لم نلحظ أن رئيس البلاد فتح تحقيقا داخليا لمعرفة المتسببين بالتقصير، من مستشاره العسكري الأمني الى الأعلى للدفاع الذي يرأسه شخصيا، وصولا الى كل الأجهزة المعنية.

وها هم جيران المرفأ استبشروا خيرا، بتحقيق خطا خطوته الأولى على طريق الحقيقة بالادعاء على رباعي ثبتت مسؤوليته، على أن تتسع لائحة المشتبه فيهم لتشمل رؤساء الحكومات ووزراء الأشغال والعدل، لكن اللائحة التي إستحصلت عليها "الجديد" لم ترتق شبهاتها إلى مستوى رؤساء الجمهوريات، ومستوى النجوم المعلقة على الأكتاف.

وفي وقت الجميع ينادي باستقلالية القضاء فيما سيوفهم عليه، هل يمثل المدعى عليهم أمام التحقيق، أم يسيرون على قاعدة "الضعيف يذهب إلى القضاء"، وفي أحسن الأحوال يستعيرون عبارة زميلهم جمال الجراح: "سألت الرئيس بري وقللي ما تروح".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: عاصفة ضد صوان والمؤبد لعياش وتلميح لحُماته

النهار/السبت 12 كانون الأول 2020

 لعل المفارقة اللافتة الغريبة التي برزت امس تمثلت في جمع احداث وتطورات تتقاطع في طبيعتها عند نقطة واحدة هي القضاء . فمن جهة هبت عاصفة حادة ضد الادعاء على رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب . ومن جهة أخرى أصدرت المحكمة الخاصة بلبنان حكمها في العقوبة على المتهم الوحيد الباقي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سليم عياش بالمؤبد في خمس اتهامات . وجاء ذلك كله عشية الذكرى ال15 لاغتيال الشهيد جبران تويني الذي تفتقد عدالة لبنان حرفا واحدا في ملفه العدلي وحقائق تبحث عن عدالة حقيقة لكشفها وملاحقة القتلة . اذن الخلاصة المنطقية الأساسية للمجريات الحارة التي طبعت عاصفة الاعتراضات الكثيفة على ادعاء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان على رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ومعه ثلاثة وزراء سابقين هي انها اعادت الخشية على نتائج التحقيقات كلا في انفجار المرفأ بفعل امتزاج العوامل السياسية والطائفية بالقضائية والدستورية . واذا لم يكن اتساع ردود الفعل على ما اعتبر استهدافا متعمدا لموقع رئاسة الحكومة مفاجئا الى حدود بعيدة فان البارز في المشهد الذي ارتسم امس تمثل في التضامن شبه الشامل لمراجع الطائفة السنية السياسية والدينية مع الرئيس دياب على قاعدة رفض استهداف موقع رئاسة الحكومة ومنع تمرير سابقة قضائية تحمل شبهة سياسية من هذا النوع بما يصعب معه تجاوز الوقائع السياسية التي أحدثها هذا التطور خصوصا لجهة انعكاساته المؤكدة على المسار المتعثر لتأليف الحكومة الجديدة . ولم يكن ادل على الاستنفار الواسع الذي اثاره الادعاء على دياب من المبادرة المفاجئة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى زيارة السرايا الحكومية للمرة الأولى منذ استقالته قبل اكثر من سنة لاطلاق رسالة دالة بان رئاسة الحكومة هي خط احمر امام محاولة استهدافها . اذ كان يمكن الحريري الاكتفاء بإصدار بيان بموقفه من الادعاء على دياب الذي وصل الى السرايا قبل سنة في ظروف معروفة اعتبرت معها حكومته حكومة قوى 8 آذار بالكامل . ولكن الحريري الذي يخوض راهنا المرحلة المتقدمة من الكباش الشاق لتأليف حكومته تجاوز موقفه من دياب وزاره متضامنا متقدما مجمل المواقف السنية وغير السنية سواء على خلفية طائفية او سياسية او دستورية من الادعاء على دياب . والواقع ان العاصفة التي نشأت عقب الادعاء عكست تداعيات مقلقة بل خطيرة للتداخل الذي تزامن او زج به عفوا او عمدا بين "حرب" الملاحقات والملفات التي تصاعدت في الفترة الأخيرة بين الحكم وبعض القوى السياسية الأساسية التي تتهم العهد بالضلوع في تسخير بعض القضاء في فتح حرب أحادية على خصومه وبين التحقيق العدلي الجاري في ملف انفجار المرفأ .

واذا كان الصدام مع رئاسة الحكومة اتخذ واجهة متقدمة في هذا المشهد على خلفية استناد المعارضين للادعاء من ألوان مختلفة وليس سنية فقط الى أسانيد دستورية تعرض الادعاء للاهتزاز فان ذلك لم يخف الجانب الأكثر اثارة للمخاوف على مآل التحقيق في انفجار المرفأ اذ ليس خافيا ان عجز المحقق العدلي او تمنع المدعى عليهم السياسيين عن المثول امامه في ظل مواجهة سياسية قضائية حادة تتداخل فيها الاحتقانات سيرتد بسلبيات كبيرة على التحقيق كما على القضاء الامر الذي يوجب احتواء سريعا يحول دون تعريض القضاء لمزيد من المداخلات السياسية المؤذية كما يضمن احقاق حق بأسرع وقت في جلاء التحقيق في انفجار المرفأ . وقد اعرب الرئيس الحريري بعد لقائه دياب في السرايا عن "رفضه المطلق للخرق الدستوري الواضح والفاضح الذي ارتكبه القاضي صوان بالادعاء على رئيس الحكومة " قائلا "من الآخر رئاسة الحكومة ليست للابتزاز وهذا الامر مرفوض ونحن لن نقبل به ".

وأفادت معلومات ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء السابقين الثلاثة الذين ادعى عليهم المحقق العدلي علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس يتجهون الى اتخاذ موقف موحد مشترك من الادعاء والموقف الذين سيعتمدونه مع ترجيح الامتناع عن المثول امام المحقق العدلي بحجة مخالفته للدستور وتجاوز مجلس النواب . وقد بدا واضحا ان مجمل هذا المناخ قد اثار مزيدا من الشكوك حول مسار تأليف الحكومة الجديدة فيما عاد شبح القطيعة الباردة بين قصر بعبدا وبيت الوسط اللذين لم تسجل أي اتصالات جديدة بينهما لتحديد موعد جديد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري علما انهما كانا اتفقا مبدئيا على معاودة اللقاءات بعد 48 ساعة من لقائهما الأخير الذي قدم خلاله الحريري تشكيلته الحكومية الكاملة فيما طرح عون تركيبة مختلفة لتوزيع الحقائب والطوائف من دون أسماء . ولا تبدو الأجواء مشجعة اطلاقا حيال امكان حصول تسوية وشيكة خصوصا بعدما ابرزت بعبدا رد فعل حاد للغاية على تشكيلة الحريري بما لا يحمل على توقع أي حلحلة في وقت قريب . كما ان الشكوك تثار حول تأليف الحكومة قبل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان التي حدد الاليزيه موعدها الرسمي امس في 22 و23 كانون الأول.

حكم العقوبة

وسط هذا المناخ أصدرت امس غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان حكمها بالعقوبة على المتهم سليم عياش الذي قضى بالسجن المؤبد في حقه عن كل من التهم الخمس الموجهة اليه في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري . وأصدرت المحكمة مذكرة توقيف دولية جديدة في حقه وطلبت إحالتها على السلطات اللبنانية والهولندية . وفيما برز في الحكم الخاص بالعقوبة التلميح الواضح الى ارتباط الجريمة بالوجود السوري وظروف مناهضة الحريري لذاك الوجود كان لافتا ان رئيس الغرفة القاضي ديفيد رأي تطرق بدوره في رأي منفصل عن الحكم الى مواقف الأمين العام ل"حزب الله " السيد حسن نصرالله "والكلمات القاسية" التي دافع فيها عن المتهمين باغتيال الحريري وتهديد من يحاول التعرض لهم ليخلص الى ان ذلك يقود الى "الاستناج من هو المسؤول" عن حماية المتهمين. وعقب صدور الحكم دعا الرئيس سعد الحريري الى "وضع العقوبة موضع التنفيذ وعلى السلطات القضائية والأمنية اللبنانية القيام بواجبها في هذا الخصوص ".

 

حزب اللّه يستغل أزمة لبنان... فضائحٌ عن أدوية ومنتجات مهرّبة

الحرة/السبت 12 كانون الأول 2020

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اللبناني من أصعب أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد، بظل شح الدولار وارتفاع غير مسبوق في الأسعار ونقص الأدوية، تزامناً مع تسجيل أرقام قياسية لمعدلات الفقر والبطالة، يسعى حزب الله لاستغلال هذه الأزمة. وتتراكم ملفات الانتهاكات والفساد على حزب الله لتصبح أكثر من أن يصدقها عقل. فقبل نشوب الأزمة المالية في خريف 2019، كان حزب الله يستخدم بالفعل سيطرته على وزارة الصحة للتنسيق مع الصيدليات في جنوب لبنان والبقاع وضواحي بيروت الجنوبية، وذلك بهدف تزويد أفراده وموظفيه بالأدوية بأسعار منخفضة. لكن منذ ذلك الحين، عانى العديد من هذه الصيدليات من عجز وزارة الصحة عن دفع نفقاتها، ومن شح الأدوية الذي بدأ عندما لم يعد المستوردون قادرين على الوصول إلى العملة الصعبة، وفق معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وبدأ حزب الله في استخدام الدولارات الأميركية لشراء الصيدليات المتعثرة مالياً، خاصة تلك الواقعة في المدن الجنوبية الكبرى مثل صور والنبطية. ثم أغرق حزب الله صيدلياته ومراكز الرعاية الصحية التابعة له بالأدوية السورية والإيرانية المهرّبة عبر الحدود وعن طريق المطار. في الأسابيع القليلة الماضية، أنشأ حزب الله سلسلة جديدة من محلات البقالة أُطلق عليها اسم "مخازن النور"، وافتتح ثلاثة فروع لها في الجنوب، واثنين في البقاع، واثنين في ضاحية بيروت. وكل فرع مليء بالمنتجات الإيرانية والسورية التي تباع بأسعار أقل من أسعار السلع المستوردة في المتاجر المنافسة. وبدخول حزب الله هذا القطاع، سيتمكن من جني الأرباح بالليرة اللبنانية، والتي يمكن أن يحولها لاحقاً إلى دولارات أميركية في السوق السوداء، وفق المعهد.

بالإضافة إلى ذلك، وضع حزب الله لأعضائها وموظفيها نظاماً جديداً للضمان الاجتماعي مع "بطاقة الساجد" التي يمكن استخدامها لشراء السلع والحصول على خصومات في "مخازن النور". وبصرف النظر عن تحقيق أرباح إضافية، فإن هذا الجزء من استراتيجية حزب الله مصمم بشكل أساسي لإبقاء المجتمع الشيعي تحت السيطرة. فتركيبة البلاد الاجتماعية والاقتصادية قد تنهار سريعاً بمجرد توقف الدعم بالكامل، بحسب المعهد. يذكر أنه حين بدأت المصارف اللبنانية في وضع حد للسحوبات بالدولار الأميركي في تشرين الأول 2019 وفرض ضوابط غير رسمية على رؤوس الأموال، قرر العديد من المودعين سحب أكبر قدر ممكن من الدولارات. ومنذ ذلك الحين، سحب اللبنانيون من المصارف ما يقدر بنحو 6 مليارات دولار نقداً، وسعى حزب الله إلى الاستفادة من هذا الاحتياطي النقدي العام غير الرسمي.

ومن جملة التكتيكات التي لجأ إليها، شجّع الشعب على استخدام مؤسساته المالية لتبادل أموالهم وإيداعها - لاسيما مؤسسة "القرض الحسن" التي صنفتها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب وأصبحت مركز الصيرفة الرئيسي لحزب الله والبديل عن المصارف لناخبيه الشيعة.

يشار إلى أنه في الآونة الأخيرة، قامت مؤسسة "القرض الحسن" بتركيب أجهزة الصراف الآلي في فروعها في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما سمح لسكان المنطقة، بحسب بعض التقارير، باستلام الدفعات النقدية والقروض من حزب الله دون القيود المفروضة في المصارف الأخرى، وفق المعهد. كما يسمح لها هذا الترتيب بوضع قواعدها الخاصة، وعقد صفقاتها الخاصة، إضافةً إلى تعزيز اقتصاد حزب الله ونظامه المالي الموازيين. وفي المستقبل، يأمل حزب الله في استعادة إمكانية الوصول إلى العملة الصعبة، لاسيما المبالغ النقدية الكبيرة التي كانت تصل من طهران قبل العقوبات. وإذا حدث ذلك ومتى يحدث، يهدف حزب الله إلى أن يكون الطرف الوحيد في لبنان الذي يملك مبالغ كبيرة من الدولارات الأميركية، وأن يحوّل بالتالي مؤسسة "القرض الحسن" إلى النظام المصرفي الوحيد الصالح في البلاد، وفق المعهد.

إلى ذلك لفت معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى أنه حتى إذ تمكّن الحزب من التعويض عن مكامن النقص الوطنية من خلال تزويد مؤيديه ببعض الأطعمة والأدوات المنزلية والأدوية من إيران وسوريا، إلا أن هذه الخطة لا تغطي الاحتياجات الوطنية الملحة الأخرى مثل الكهرباء، وخدمة الإنترنت، والاستشفاء، والعمل. وقد شعر الشيعة بالتدهور السريع في مستوى معيشتهم. وأضاف أن الأزمة المالية الداخلية لحزب الله أدت إلى الحد من إمكانية وصوله إلى العملة الصعبة. ويؤدي هذا إلى خلق فجوات مالية واجتماعية خطيرة بين موظفي الحزب العسكريين والمدنيين.

 

صحيفة إسرائيلية تكشف الأسباب: المحادثات البحرية مع لبنان وصلت إلى طريق مسدود

الحرة/ترجمات - دبي/12 كانون الأول/2020

بعد حوالى الشهرين على إنطلاق المفاوضات بين إسرائيل ولبنان في محاولة لحل نزاع بشأن حدودهما البحرية، يبدو أن الدولتين وصلتا لطريق مسدود، قد يعيق استكمال عملية التنقيب عن النفط والغاز، بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. وتربط إسرائيل توقف المفاوضات بسبب ما وصفته بـ"المقاربة المتصلبة" للبنان، الذي يعاني من أضخم أزمة اقتصادية في تاريخه، ويعوّل على تسريع الإجراءات اللازمة للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. واستبعدت الصحيفة إمكانية استكمال المحادثات خارج طاولة المفاوضات وبشكل غير رسمي، وذلك لسببين الأول "الخوف من أي مظهر للتطبيع"، والثاني "جائحة فيروس كورونا المستجد". وعن نقطة الخلاف، أوضحت الصحيفة أنّ مساحة المنطقة المتنازع عليها تبلغ 850 كيلومتراً مربعاً (حوالى 2 في المائة من المياه الإسرائيلية الاقتصادية)، وهي على شكل مثلث، يحتوي على مخزونات الغاز، التي يعنى بها لبنان. واعتبرت أنّ طريقة تحديد المعايير الحسابية في مفاوضات ترسيم الحدود معقدة وغير واضحة وتتطلب معرفة عميقة في المواثيق والاتفاقيات الدولية، مرجحة عدم الوصول إلى اتفاق لبناني إسرائيلي بغياب حدود برية بين الجانبين. وأضافت الصحيفة أنّ الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل تمت على أساس اتفاقيات الهدنة عام 1949، وخط سايكس بيكو الذي وضعه ضباط فرنسيون وبريطانيون عام 1923.خطوة جاءت بعد سجالات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق الأجواء اللبنانية منفّذاً غارات وهمية على علو منخفض فوق بعض المناطق، في وقت أبلغ لبنان تأجيل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية حتى إشعار آخر، والتي كانت مقررة يوم الأربعاء، لاستكمال جولة أخرى من المحادثات التي انطلقت في أكتوبر الماضي.

النقاط المختلف عليها وكشفت أنّ النقطة الخلاقية هي فجوة تبلغ 30 متراً في المنطقة التابعة لليونيفيل، وهي تقع في زاوية الخط، ولم يستطع كل من إسرائيل ولبنان الوصول إلى اتفاق حولها. وذكرت أنّه عام 2013 انطلقت مفاوضات غير رسمية بين كل من الطرفين، أضاف الطرف اللبناني حينها نقطة خلاف تتمثل بـ 1450 كلم أخرى، وهي تعني امتلاك نصف خزان الغاز الإسرائيلي المسمى "كريش". واقترحت الولايات المتحدة حينها اقتراحاً بتقسيم المنطقة بشكل شبه متساوي 55 في المائة للبنان و45 في المائة لإسرائيل، إلا أنها فشلت في مساعيها. وختمت الصحيفة بالقول أنّ إسرائيل تجد صعوبة كبيرة في تفسير الموقف اللبناني وفهم رسمه للخطوط البحرية، متوقعةً أنّ يكون موقف لبنان ببدء المفاوضات كان بهدف إرضاء الإدارة الأميركية ليس أكثر.

 

لعبة “بينغ بونغ” سياسية وقضائية تهدد ما تبقّى من استقرار!

وكالة الانباء المركزية/12 كانون الأول/2020

كل التطورات توحي ان البلد ينزلق الى ما يشبه الانهيار الشامل. في وقت عجزت فيه كل المحاولات الجارية من الداخل والخارج في تحقيق اي خرق يغير من آلية مواجهة مسلسل الاستحقاقات السياسية والحكومية والنقدية المقبلة ولربما وصل الامر الى العجز المحتمل في مواجهة اي جديد امني يمكن ان ينشأ بفعل تفاقم الأزمات الاجتماعية. وعليه، يقول احد الدبلوماسيين العرب، في حديث الى “المركزية”، ان اركان السلطة يقودون حافلة مليئة بالركاب تسلك منحدرا قاسيا من دون فرامل، وليس هناك من ميكانيكي قادر على لجمها او الحد من سقوطها المحتّم، فالامر متوقف على طول الطريق التي يمكن ان تسلكها القافلة وقد بلغت الجزء الأخير من المنحدر السحيق. ولذلك نبه من التقاهم في بيروت الى ضرورة اللجوء الى ما يمكن ان يزيد من القواسم المشتركة ويقصر المسافات بين اللبنانيين.

ويضيف ان اقصر الطرق المؤدية الى اعادة تكوين السلطة التي يمكنها ان تخاطب المجتمع الدولي وتعيد وصل ما انقطع بين لبنان ومحيطه الطبيعي يكمن في تشكيل حكومة جديدة تحيي الآمال بسلوك “خريطة الطريق المؤدية” الى مرحلة التعافي والاعمار. وقال: “فلطالما حذرنا من بلوغ ما وصلت اليه البلاد من تراجع في مستوى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولم تنفع التحذيرات التي وجهناها، ليس من اجل انتصارات دبلوماسية تعود على بلداننا بل من اجل اللبنانيين أنفسهم. ولكن للاسف فإنه وطالما ان من يتولون قيادة البلاد قد عجزوا عن معالجة مجموعة الأزمات فإن الامور ستزيد تعقيدا ان استمروا في كل ما يؤدي الى بقاء البلاد رهينة او اسيرة لمحور جروا البلد اليه عنوة نتيجة تفاهمات معلنة واخرى مخفية اخرجت لبنان عن السكة الدولية ومن محيطه الطبيعي الى المقلب الخاطئ”.

ويتابع الدبلوماسي: “في وقت عبّرنا عن الأمل في امكان تشكيل حكومة جديدة نتيجة المبادرة الفرنسية وما لقيته من تأييد اوروبي واميركي وربما اوسع من ذلك على مستوى الدول الخليجية، فإن اللبنانيين ماضون في المناكفات الداخلية يستغلون ما استطاعوا اليه سبيلا في القضاء والأمن والإدارة من اجل استهداف فئات ضعيفة في المرحلة الحالية. كما من اجل التلاعب ببعض التحالفات الهشة بغية تفكيكها وتطويع العاصين على بعض المقترحات المرفوضة التي تعيق الوصول الى مرحلة الحلول والسياسات الناجحة. فبعض من في السلطة يسعى الى التلاعب بالدستور والقوانين والأنظمة بغية فرض اعراف وخطوات يمكن تحويلها امرا واقعا لا يريده البعض، من دون احتساب المخاطر المترتبة على اي خروج او اعادة نظر بما قالت به كل المبادرات الدولية التي تقود اقواها فرنسا من اجل تشكيل “حكومة حيادية” قادرة على مواجهة الاستحقاقات التي انتهت اليها نكبة المرفأ ونتائج الأزمة النقدية والاقتصادية التي طالت فئات لبنانية واسعة وجعلتهم على لائحة العاطلين عن العمل وفقدان موارد العيش، فباتوا فقراء بنسبة كبيرة لم يعرفها لبنان في اصعب الظروف التي عبرها في المئوية الأولى لتأسيسه”.

وبعيدا من سلسلة التفاصيل المتصلة بحجم ترددات الأزمات التي شهدتها البلاد وأعاقت عبور خريطة طريق المبادرة الفرنسية منذ الأول من ايلول الماضي، فإنه وبدل التجاوب مع ما هو مطلوب من اجل سلوك طريق الحل يعمد بعض المسؤولين الى المناورة في استخدام سلطتهم في القضاء والأمن والإدارة من اجل تعطيل مساعي التآلف والتأسيس للخطوات الإنقاذية في ما يعتقدون انه “الوقت الضائع” الذي لا يتسع لمزيد من المناورات. وعليه، يستطرد الدبلوماسي: “يبدو ان لعبة “البينغ بونغ” باتت شائعة ورائجة وقد أتقنها المسؤولون من قبل فأحيوا المحاولات التي تكرّسها على وقع فتح ملفات الفساد والاثراء غير المشروع بشكل استنسابي تستفز المستهدفين بها، خصوصا انها مؤهلة لتكون مفتوحة على شتى المفاجآت السلبية، فالروايات المسربة عن حجم الارتكابات فاقت كل تصور، لاسيما انها جاءت مدعومة بالوثائق الدامغة والمغمورة على فئة من اللبنانيين بفعل حفظها في الادراج العميقة”.

لذا فإن ادعاء قاضي التحقيق العدلي في جريمة المرفأ فادي صوان على رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ومجموعة من الوزراء قد تكون في محلها القضائي، فالدستور والاجتهادات السابقة تسمح بملاحقة المسؤولين من هذه الدرجة من خارج آلية المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء لكن قدرة اللبنانيين على تقديم النصوص الدستورية وتفسيرها بشكل متناقض تعطل بعض الخطوات وتهدد سير التحقيق من اكثر من ناحية. وهو امر سيسمح بتبادل الألاعيب السياسية والدستورية وكأن يتبادل المسؤولون كل من موقعه المبادرات لإحراج الآخر بعيدا من التطلع الى اولويات اللبنانيين في لعبة “بينغ بونغ” واضحة فلكل ساحته القضائية والإدارية والأمنية ويمكن تبادل الرسائل في ما بينهم وهو ما يعقد الأمور الى درجة يصعب فيها الوصول الى اي خطوة مفيدة تعيد انعاش البلد وتحيي الثقة بمسؤوليه ومؤسساته على انواعها، ما خلا الامنية منها التي لا تزال ضمانة الحد الأدنى من الاستقرار في البلد.

 

المؤبد لعياش قاتل الحريري… ومطالبة “حزب الله” بتسليمه

بيروت ـ “السياسة” /12 كانون الأول/2020

بعد اتهامه بقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري و20 شخصاً آخرين، في القرار الذي أصدرته في الثامن عشر من آب الماضي، أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، عقوبة السجن المؤبد في كل من التهم الخمس الموجهة لـ سليم عياش (57 عاما) أحد قياديي “حزب الله” والذي لا يزال طليقاً. وأشارت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان، إلى أن “غرفة الدرجة الأولى أعلنت حكم العقوبة في قضية عياش وآخرين، وحكمت بالإجماع على المتهم المدان سليم جميل عياش بعقوبة السجن المؤبد لكل تهمة أدين بها”. وعلق الرئيس المكلّف سعد الحريري على الحكم التي أصدرته المحكمة الدولية على عياش، وقال: “إن العقوبة التي أنزلت بسليم عياش يجب وضعها موضع التنفيذ”، في حين قال النائب المستقيل والوزير السابق مروان حمادة، أنه “لا بد من إقرار أن استمرار المحاكمة ليس هدفه إنزال عقوبة إضافية بسليم عياش بقدر ما هو إبقاء الأضواء مسلطة على الرؤوس المدبرة لمسلسل الجرائم التي استهدفت انتفاضة الاستقلال الثانية ورموزها”. وفي السياق، أكد الممثل الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش، أن “حزب الله حاضر بشكل كبير بالتقارير التي أرسلها للأمين العام ولمجلس الأمن”، مُشيراً إلى أن “السلطة الوحيدة الشرعية التي يجب أن تكون موجودة في لبنان هي الدولة”، ومشدداً على أن “حصر السلاح بيد الدولة الرسمية مسألة ملحة”.

 

تحقيقات مرفأ بيروت تزلزل أركان النظام وتُهدِّد بحصد الرؤوس

الراعي: السلطة لم تكن عفيفة... وجاءت لتستملك المال والشعب والدين

بيروت ـ “السياسة”/12 كانون الأول/2020

تنذر ردود الفعل العاصفة على القنبلة التي فجرها ادعاء المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي فادي صوان على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزراء السابقين علي حسن خليل، غازي زعيتر ويوسف فينيانوس، بمزيد من التداعيات الخطيرة في الأيام المقبلة، قد يكون أحد تجلياتها إقدام القاضي صوان على اتخاذ قرار بالتنحي، استناداً إلى ما تم تداوله في الساعات الماضية، في ضوء جملة الاتهامات التي سيقت بحقه، وأجمعت أنه أصدر قراراً مسيّساً بتوجيهه سهام المسؤولية في هذه الجريمة إلى الحلقة الأضعف بين المسؤولين، وهو الرئيس دياب الذي يفتقد إلى الدعم السياسي والشعبي الذي بإمكانه الدفاع عنه في مواجهة هذا الادعاء الذي استهدفه. وبرز من خلال الاحتضان السني الواسع الذي حظي به الرئيس دياب، وتحديداً من مرجعيات الطائفة الروحية والسياسية، وبما صدر عن مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي أعلن رفضه لاستهداف موقع رئاسة الحكومة، ومن خلال زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري للرئيس دياب في السرايا الحكومية بعد غياب لأكثر من سنة، أن القيادات السنية قد فتحت أبواب المواجهة مع العهد وتحديدًا مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي صدرت أصوات تحمله مسؤولية في ما جرى، باعتبار أنه علم بوجود نترات الأمونيوم في المرفأ قبل حصول الكارثة بأسابيع، وبالتالي فإن الرئيس دياب والآخرين الذين تم الادعاء عليهم في القرار الاتهامي، ليسوا وحدهم المسؤولين عما جرى. وفي الوقت الذي أعلن “الثنائي الشيعي” وتيار “المردة” رفضهم لقرار القاضي صوان، ووصفه بأنه مسيس، بعد الاتهامات التي وجهت إلى الوزراء السابقين خليل وزعيتر وفينيانوس، بادر رؤساء الحكومات السابقة، فؤاد السنيورة، تمام سلام ونجيب ميقاتي، إلى الاتصال بالرئيس دياب، متضامنين ومعلنين رفضهم الادعاء عليه. وأشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، الى أن لا مفاعيل قضائية وقانونية لهذا القرار، باعتبار أن من لديه الصلاحية لمحاكمة المسؤولين الذين ورد ذكرهم في قرار صوان هو المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، والذي هو في الأساس معطل ولا يعمل، وبالتالي فإنه لن تكون محاكمة لأحد، عدا عن أن هناك اعتبارات سياسية وطائفية ومذهبية، ستحول دون أن يأخذ القضاء مجراه في هذه القضية.

وأكدت مصادر سياسية بارزة لـ”السياسة”، أن “هناك شبهات كثيرة في تسييس القرار الاتهامي الذي تجاهل أموراً أساسية في التحقيق كان يجب ذكرها والإضاءة عليها، باعتبار أن هناك مسؤوليات يجب أن تتحدد تفاصيلها بشكل أوفى، ولا يجوز التعامل مع الملف بشكل انتقائي كما حصل”.

وفيما يتوقع أن يتفاعل بقوة في الأوساط السياسية والقضائية ملف القرار الاتهامي في جريمة المرفأ، تصاعدت دعوات إلى استقالة الرئيس عون، رغم نفي مكتبه الإعلامي تدخله بالتحقيقات، كونه مسؤولاً إلى حد بعيد عما وصل إليه الوضع في لبنان، وبعدما ظهر بوضوح عدم استعداده لمساعدة الرئيس الحريري على تشكيل حكومة تنقذ لبنان من ورطته، واتهامه بمحاولة مصادرة صلاحيات الرئيس المكلف الدستورية، باقتراحه طرحاً مخالفاً للدستور بما يتصل بعملية التأليف، ما جعل عملية التأليف تعود إلى المربع الأول قبل تسعة أيام على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان في 22 الجاري وتستمر ليومين، وهي الثالثة منذ السادس من اغسطس الماضي. وتساءل “المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى” بـ”قلق عن الأسباب الكامنة وراء تأخير إعلان نتائج التحقيقات في الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت، ذلك ان عائلات الضحايا والمنكوبين والمتضرّرين تنتظر بفارغ الصبر معرفة الحقيقة حول ملابسات هذه الجريمة المروعة، ومن يقف وراءها. وفي المقابل، أكد مجلس القضاء الأعلى دعمه للقاضي صوان في ما أصدره من قرارات، مشيراً إلى أنه “لمن المستغرب جداً، أن تصبح آلية تعيين رئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى، المنصوص عليها في القوانين النافذة المرعية الإجراء، مأخذاً على المجلس، بقصد اتّهامه بغير وجه حقّ بالتبعية للسلطة التي عيّنته، ومن دون النظر إلى أدائه ونتيجة عمله”. وقال إنه “لا يصح اتهام أي قاضٍ بالتسييس جزافاً، إذ تبقى العبرة في عمله وأدائه الخاضعين للرقابة والمساءلة مؤسساتياً”. إلى ذلك، قال البطريرك بشارة الراعي إن “السلطة عندنا في لبنان أصبحت منظومة سياسية حاكمة، فسقطت وحرمت نفسها من ثقة الشعب والعالم، لأنها لم تكن عفيفة، بل جاءت لتستملك المال العام والشعب والدين فأفرغت الخزينة، ورمت الشعب في البؤس، وسيست الدين والطوائف وجعلتها بغيضة، هذا هو الفساد بالذات، ورأسه عدم تشكيل حكومة من اختصاصيين من دون انتماءات حزبية”. وأضاف: “أيها المعنيون مباشرة بتأليف الحكومة كفاكم لعبا بالوقت الضائع وبمصير الوطن وحياة الناس، كونوا أكثر جدية، ألفوا حكومة بالتشاور لا بالتضاد، ألفوا حكومة إنقاذ من اختصاصيين مستقلين وذوي كفاءة عالية، فتبدأ بالإصلاحات، لعل البلاد تعود إلى دورتها الطبيعية، بأسرع ما يمكن”.

 

عون يستنزف عهده بـ«حكومات تصريف الأعمال» على رغم تفاقم أزمة الحكم في لبنان

يوسف دياب/الشرق الأوسط/السبت 12 كانون الأول 2020

دخل عهد الرئيس اللبناني ميشال عون ثلثه الأخير، من دون تحقيق الوعود التي أغدقها على اللبنانيين في خطاب القسم، فلم يقرن أقواله بأفعال يفترض إسقاطها على حامل صفة «العهد القوي»، و«الرئيس الأكثر تمثيلاً»، مقارنة مع الرؤساء الذين تعاقبوا على رأس الدولة... أقله منذ «اتفاق الطائف» في العام 1989 حتى الآن. لا خلاف على أن الكوارث التي يعيشها اللبنانيون، بدءاً من الانهيار الاقتصادي والمالي، ثم الأزمة الصحية التي عمقتها جائحة «كوفيد 19»، مروراً بالغلاء الفاحش وغير المسبوق، وصولاً إلى ظهور مؤشرات المجاعة التي تقض مضاجع الناس، لا يتحمل عون وحده مسؤوليتها، فثمة اعتراف بأن النكبات المتلاحقة هي نتاج تراكمات من الإخفاق في إدارة السلطة منذ سنوات. لكن الثابت الذي لا ينكره أحد، أن «الرئيس القوي» لم يبادر يوماً إلى اتخاذ قرار حاسم بوضع حد للانهيارات المتلاحقة، بل إن عهد عون على ما يؤكد معارضوه «ظل أسير تحالفه مع ميليشيات مسلحة (حزب الله)، ورهين خيارات صهره جبران باسيل، وطموحاته الرئاسية التي كان سبباً مباشراً في دفع البلد إلى الهاوية». انتعشت الآمال بانتقال لبنان من حال الركود إلى مرحلة النهوض، بعد عامين ونيف من الفراغ في رئاسة الجمهورية، الذي كرسه «حزب الله» على قاعدة «إما ميشال عون وإما الفراغ»، وكان ثمة مَن يعتقد بأن التسوية القائمة على توازنات دقيقة، ستحقق إنجازات مهمة تحت سقف التفاهم الضمني ببقاء سعد الحريري رئيساً للحكومة طيلة عهد برئاسة قائد الجيش الأسبق.

وحقاً، كانت الآمال كبيرة عندما أبرم عون ما يُعرف بـ«التسوية الرئاسية» مع رئيس تيار «المستقبل» الرئيس المكلف سعد الحريري في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2016. كما «اتفاق معراب» بين «التيار الوطني الحر» (برئاسة عون) وحزب «القوات اللبنانية» بقيادة سمير جعجع، والتي جاءت في لحظة تقاطعات إقليمية ودولية، وفي ظل انشغال أميركي بالانتخابات الرئاسية. غير أن الممارسة داخل الحكومة وفي المؤسسات، وبفعل استمرار «حزب الله» في لعب أدوار سياسية وأمنية، أمعنت في ضرب علاقات لبنان مع الدول العربية، وخصوصاً دول الخليج العربي، وقوضت التسوية وضربت التوازنات الدقيقة، وجعلت من جبران باسيل – صهر الرئيس وخلفه في رئاسة «تياره» - الحاكم شبه المطلق وصاحب اليد الطولى في مجلس الوزراء. وهو في هذا إنما كان يستمد سطوته من نفوذ «حميه» الرئيس وحليفه الأقوى في لبنان... أي «حزب الله». وهكذا غرق «العهد القوي» وأغرق لبنان بفراغ السلطة التنفيذية، وترك إدارة البلاد لحكومات تصريف الأعمال.

- دور جبران باسيل

ثمة من يجد في أداء الرئيس عون وفريقه السياسي، أسباباً موجبة لبلوغ البلاد هذا الدرك من الانهيار، ويحمله مسؤولية كبرى، وإن لم يكن المسؤول الوحيد عما آلت إليه الأمور. ويلفت نائب رئيس تيار «المستقبل» النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، إلى أن عون «وصل إلى السلطة بعناوين وشعارات كبيرة وفضفاضة، لكن سرعان ما برهن أن هاجسه تمكين صهره جبران باسيل من الإمساك بالسلطة، وغياب السلطة الفعلية للدولة لحساب سلطة سلاح (حزب الله)». ويرى علوش في لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن «الانهيار الذي يعيشه لبنان اليوم نتيجة موضوعية للإخفاق التراكمي الممتد لسنوات طويلة، لكن عهد عون سرع انزلاق البلد إلى الكارثة». وتابع علوش أنه «لو كان الرئيس عون جاداً بوقف الانهيار، لانصرف إلى إصلاح ملف الكهرباء الذي تسلمه صهره جبران باسيل وتياره منذ 11 سنة، ولكان وفر على البلد 25 مليار دولار»، معتبراً أن «الفراغ الحكومي المتمادي في عهد عون هو ترجمة حقيقية أن الرئيس يقدم مصالح فريقه ومصالح صهره على مصلحة لبنان واللبنانيين».

الحقيقة أن الخلافات التي انفجرت بين أطراف التسوية بعد أشهر قليلة على إبرامها، شكلت صدمة لدى اللبنانيين، الذين أدركوا أن هذه القوى تتفق على تقاسم السلطة، وتتصارع على المكاسب والمغانم، فيما عزا بعض أطراف التسوية أسباب انهيارها السريع إلى «توسع هيمنة باسيل داخل السلطة التنفيذية؛ حيث باتت قرارات السلطة التنفيذية رهن إرادة صهر الرئيس وولي عهده». وغالباً ما تحدث هؤلاء عن «سطوة باسيل المطلقة على قرارات الحكومة، في التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية والدبلوماسية، وانقلابه على روحية تفاهم معراب، المتضمن اتفاقاً على تقاسم الحصص الوزارية المسيحية مناصفة بين طرفيه؛ التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، وتعيينات الفئة الأولى». وهم يعتبرون أن «أداء صهر الرئيس يتماهى إلى أقصى الحدود مع سياسة (حزب الله)، ويكفي أن أداءه وزيراً للخارجية، وضع لبنان في قطيعة مع العالم العربي، كما أن مواقفه في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية، جعلت لبنان خارج الإجماع العربي».

من جانبه، لا يرى النائب السابق الدكتور فارس سُعيد، منسق «الأمانة العامة لقوى 14 آذار»، أن «المشكلة ليست في النظام اللبناني، بل في العقلية التي تدير هذا النظام». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعضلة الحقيقية التي تشل البلاد وتقوض سلطة القانون، وتجعل الدولة بتصرف حكومات تصريف الأعمال، تكمن في سلاح (حزب الله) الذي ينشئ دولة تتوافق مع مصلحة إيران وليس مع مصلحة لبنان واللبنانيين». هذا، وكرس التحالف المستمر بين عون و«حزب الله» مصلحة الفريقين منذ 6 فبراير (شباط) 2006، عندما وقع عون وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، ورقة التفاهم بينهما داخل كنيسة مار مخايل في ضاحية بيروت الجنوبية. ويشير سُعيد إلى أن عون «حقق عبر هذا التحالف طموحه التاريخي بالوصول إلى قصر بعبدا (رئاسة الجمهورية)، وظن أنه سيكون على مسافة واحدة من الجميع، وأعتقد أن علاقته بـ(حزب الله) ستمكنه من رسم الحدود بين الدولة التي ترعى مصلحة اللبنانيين وبين (حزب الله). لكن بدل أن يرسم عون هذه الحدود بين الدولة والميليشيات، أزال ما تبقى من حدود بينهما، ولذلك بدأ العالم ينظر إلى لبنان على أنه يعيش في كنف الجمهورية الإيرانية». وأردف أنه «لا حدود اليوم بين مصلحة اللبنانيين ومصلحة الحزب».

- «حزب الله»... الحاكم الآمر الناهي

كذلك ذكّر الدكتور سُعيد بأنه «عندما تساكن لبنان مع سلاح (أبو عمار)، (منظمة التحرير الفلسطينية)، رسم لبنان تلك الحدود عبر (اتفاق القاهرة)، كما أن رفيق الحريري (رئيس الحكومة الراحل) رسم الحدود لاحقاً بين اقتصاد لبنان ومشروعات الإعمار، وبين نفوذ الوصاية السورية. لكن بعد اغتياله وخروج الجيش السوري، بات لبنان في كنف النفوذ الإيراني ولم تعد هناك أي حدود بينهما، لأن (حزب الله) أضحى الحاكم الفعلي والآمر الناهي في البلد».

والصحيح أن الفراغ الحكومي ليس وليد إرادة عون، بل نتيجة شراكة فعلية مع «حزب الله» الذي يفرض خياراته على كل الأطراف بفعل وهج سلاحه المتحكم بالتوازنات الداخلية. وهنا يقرّ الدكتور مصطفى علوش بأن «سلاح (حزب الله) موجود قبل وصول عون إلى السلطة، لكن رئيس الجمهورية أوهم اللبنانيين أنه قادر على الحد من هيمنة السلاح على الدولة. أما في الممارسة فهو من أمّن الغطاء السياسي لهذا السلاح، ولذلك نجد في الفراغ الحكومي تقاطع مصالح بين قيادة (حزب الله) والرئيس القوي». ويعبر علوش عن أسفه لأن «عهد الرئيس عون ساهم في ضرب العلاقة مع الدول العربية، التي تبقى أهم من أميركا وأوروبا، وهذه الدول هي التي مكنت الاقتصاد اللبناني من الصمود». ويكشف أن «ثلث الناتج القومي يأتي عبر تحويلات من الخارج، وأكثرية هذه التحويلات كانت تأتي من دول الخليج العربي». أيضاً يشير علوش إلى أن «الرئيس عون ليس السبب الوحيد للوصول بلبنان إلى الحالة المأساوية، إلا أن عهده كان عهد الفشل الذريع على مستوى ممارسة السلطة، والتواطؤ المريع مع سلاح (حزب الله)... ولقد حاولت البحث عن إنجاز واحد في عهد عون، لكني لم أجد إلا الويلات التي عاشها اللبنانيون؛ خصوصاً في السنتين الأخيرتين».

من ناحية أخرى، لا يقتصر الفراغ الحكومي وإطالة عمر حكومات تصريف الأعمال على عهد عون، إذ حصل ذلك في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان... غير أن إطالة أمد الفراغ كان سببه عون شخصياً، ولا سيما إمعانه في اقتناص حصة وزارية وازنة داخل الحكومة، واشتراطه أن يكون صهره جبران باسيل أبرز وزراء «التيار الوطني الحر» في الحكومة. وهنا يلفت فارس سُعيد إلى أن «فرض عون شروطه على السلطة التنفيذية لم يأتِ من نفوذ الرئيس القوي وتياره فحسب، بل ثمرة الدعم المطلق من (حزب الله)». ويرى أنه «عند كل استحقاق دستوري، سواء بتأليف الحكومة أو بانتخابات برلمانية أو رئاسية، كان (حزب الله) يستغل هذه الاستحقاقات لترتيب أوراق إيران». ويؤكد سُعيد أن «تعقيدات تشكيل الحكومة العتيدة في لبنان، ستبقى رهن المرحلة الفاصلة عن تسلم جو بايدن مقاليد السلطة في الولايات المتحدة الأميركية... ولو فاز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية، لكانت الحكومة اللبنانية تشكلت بسرعة، لأن إيران كانت مضطرة إلى تقديم تنازلات، لكن بعد فوز بايدن، لا تبدو طهران مستعجلة لأن الإدارة الأميركية الجديدة غير مستعجلة للتفاوض معها وحل أزماتها».

- الشق الدستوري

في سياق متصل، كلما أظهرت القيادات اللبنانية عجزها عن احترام الاستحقاقات الدستورية، تعود بعض الأطراف السياسية والحزبية إلى المطالبة بتعديلات دستورية تعالج الثغرات التي تضع حداً للفراغ الرئاسي أو الحكومي أو تأجيل الانتخابات البرلمانية. ولا ينكر الخبير الدستوري المحامي سعيد مالك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وجود «ثغرات في الدستور يجب معالجتها في المستقبل»، لكنه يشدد على أن «المشكل الأساس يكمن في رجال السلطة الذين يسيئون تطبيق الدستور. فالمشترع عندما وضع بنود الدستور لم يتوقع أن هناك طبقة سياسية ستستفيد من الثغرات لتعطيل الاستحقاقات... وما حصل أن القادة السياسيين استفادوا من بعض الثغرات لمآرب شخصية ضيقة».

كذلك مع دخول أعراف جديدة على آلية تشكيل الحكومات في لبنان، وإجراء رئيس الجمهورية «استشارات جانبية» تسبق الاستشارات النيابة الملزمة لتكليف رئيس الحكومة، قال مالك: «لم يكن المشترع يتوقع أن تتأخر الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة، ولم يتخيل أن تستغرق مفاوضات تأليف الحكومة أشهراً طويلة». وجزم بأن «ممارسات الطاقم الحاكم هي التي قوضت عهد الرئيس ميشال عون»، متابعاً القول: «لا سبيل للخروج من المأزق الذي يعانيه لبنان إلا بانتخابات نيابية مبكرة لإعادة تكوين السلطة وتشكيل حكومة منتجة وقادرة». وعن إمكانية الدخول في فراغ رئاسي جديد بعد انتهاء ولاية عون، يطمئن مالك على أنه «لا خوف على الانتخابات الرئاسية التي ستسبقها انتخابات برلمانية في ربيع العام 2020. لأن مجلس النواب المنتخب هو مَن ينتخب رئيساً للبلاد».

مع هذا، يتخوف اللبنانيون من التمديد للمجلس النيابي الحالي، الذي يمتلك فيه «حزب الله» أكثرية نيابية، ما يجعل الحزب وحليفه «التيار الوطني الحر» متحكمين بالانتخابات الرئاسية، وهنا يحذر مالك من «الذهاب إلى هذا السيناريو، وإلا يسمح للبرلمان الحالي بانتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس عون»، معتبراً أن مثل هذا الخيار سيشعل الشارع مجدداً، ويدفع إلى ثورة جديدة وعصيان في الشارع.

- حكومات تصريف الأعمال والعمر المديد

> عاشت حكومات تصريف الأعمال أعماراً مديدة، وفي مراحل عدة عمرت أكثر من الحكومة الشرعية، ويبدو أن الفراغ الحكومي كان أكثر استدامة في عهد الرئيس ميشال عون، إذ استغرق تشكيل الحكومة الأولى لعهده 50 يوماً، رغم أنها أعقبت التسوية الرئاسية، وكانت معظم القوى السياسية متفاهمة ومنسجمة ومتفقة مسبقاً على حصصها داخل السلطة التنفيذية.

الخلافات المستحكمة طفت على السطح مع مخاض تأليف حكومة العهد الثانية، التي شكلها سعد الحريري، واستغرق مخاض مشاوراتها واتصالاتها 9 أشهر. وما أن سمت الأكثرية النيابية رئيس تيار «المستقبل» بتشكيل الحكومة غداة الانتخابات النيابية التي حصلت يوم 6 مايو (أيار) 2018 - وكان الحريري حينها رئيساً لحكومة تصريف الأعمال أيضاً - لم يتمكن الأخير من تشكيل حكومته قبل 31 يناير (كانون الثاني) 2019. وما زاد من تعقيدات ولادتها، الصراع على الحصص داخلها؛ خصوصاً إصرار «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل على امتلاك الثلث المعطل فيها، وإمعان «حزب الله» وحركة «أمل» بالاتفاق مع عون وباسيل، على الاستئثار بأكثرية الثلثين داخل الحكومة، وذلك ترجمة لنتائج الانتخابات النيابية التي أعطت الأكثرية لـ«حزب الله» وحلفائه.

وفي ترجمة واقعية لإمساك عون وفريقه بقرارات الحكومة، تمكن باسيل من انتزاع تواقيع وزرائه العشرة على كتب الاستقالة من الحكومة، لاستخدام هذه الاستقالة عند الاقتضاء، والإطاحة بالحكومة. غير أنه بعد يومين فقط من خطاب باسيل الذي هدد فيه بـ«قلب الطاولة على رأس الجميع، وتفجير (تسونامي) كفيل بجرف الخصوم»، باغته الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 17 أكتوبر 2019. وأطاحت بالجميع وأسقطت تلك الحكومة في الشارع.

ومع إخفاق أحزاب السلطة وأصحاب الأكثرية النيابية في إقناع الحريري بالعودة إلى ترؤس حكومة «تكنو سياسية»، تتعارض مع مطالب الحراك الشعبي الداعي إلى تشكيل حكومة من خارج المنظومة الحاكمة، ذهبت هذه الأكثرية إلى تسمية حسان دياب الذي شكل حكومة اللون الواحد بعد 35 يوماً، والتي واجهتها الدول العربية والغربية بمقاطعة واضحة. إلا أن هذه الحكومة سرعان ما انفرط عقدها على إثر انفجار مرفأ بيروت، واستقالة وزرائها الواحد تلو الآخر، قبل أن يستقيل رئيسها حسان دياب في 12 أغسطس (آب)، أي بعد أسبوع واحد على الانفجار. وهي لا تزال تمارس تصريف الأعمال، رغم مرور 40 يوماً على تكليف الحريري، الذي أعقب اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب، الذي آثر إعفاء نفسه من مناكفات أحزاب السلطة، بعد شهر من تكليفه، وسارع إلى الاعتذار عن تشكيل حكومة تخالف مضمون المبادرة الفرنسية.

- بصمات عون في الفراغ الحكومي سبقت عهده

> لم يكن عهد الرئيس ميشال عون وحده الشاهد على الفراغ الحكومي، بل بدأت هذه الظاهرة مع العهود التي سبقته، ومنها عهد الرئيس إميل لحود وعهد الرئيس ميشال سليمان، غير أن هذا الفراغ ليس بعيداً عن تأثير عون على مسارات تشكيل الحكومات آنذاك.

ولا ينسى اللبنانيون أن المناكفات بدأت مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى التي جاءت بعد انتخابات العام 2005، عندما حازت فيها قوى «14 آذار» على الأكثرية النيابية. وكانت تلك الحكومة الأخيرة في عهد الرئيس الأسبق إميل لحود، واستغرق تشكيلها شهرين، بعد جهود كبيرة بذلها السنيورة مع عون للانخراط في هذه الحكومة، لكن الأخير اشترط الحصول على غالبية الوزراء المسيحيين أو البقاء في ضفة المعارضة. أما حكومة السنيورة الثانية، والتي كانت وليدة «اتفاق الدوحة» الذي فرض جراء اجتياح «حزب الله» للعاصمة بيروت بقوة السلاح، فقد استغرقت 55 يوماً، والسبب في التأخير ناجم عن الضغوط التي مارسها عون كرئيس لـ«التيار الوطني الحر»، من أجل توزير صهره جبران باسيل، والحصول على الحقائب الأساسية في التركيبة الوزارية.

وبعد انتخابات العام 2009، التي جددت الثقة بقوى «14 آذار»، ومنحتها الغالبية النيابية مجدداً، سُمي سعد الحريري رئيساً للحكومة للمرة الأولى. ولكن بعد شهرين من المشاورات رفضت قوى «8 آذار» - التي كانت تشكل المعارضة ومعها تيار عون - الصيغة الحكومية التي قدمها الحريري، فأعلن الأخير في سبتمبر (أيلول)، أي بعد 3 أشهر على التكليف، اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة. وغداة هذا الاعتذار، جددت الأكثرية النيابية تسميته لرئاسة الحكومة مرة جديدة، وحينها استطاع الحريري تشكيل حكومته الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009. ومن الأسباب التي أخرت تأليف الحكومة حينها، رفض فريق «14 آذار» توزير باسيل الذي خسر معركة انتخابه نائباً عن منطقة البترون (شمال لبنان)، لكن عون أسقط تلك المعادلة، وأطلق شعاره الشهير «كرمى لعيون صهر الجنرال، ما تتشكل حكومة». ولم تعمر حكومة الحريري الأولى أكثر من سنة، إذ أسقطها تحالف «حزب الله» وحركة «أمل» والتيار الوطني الحر، باستقالة وزرائهم من داخل منزل عون، ما أدى إلى فقدان الحكومة النصاب الدستوري.

 

تضامن سنّي لبناني مع دياب وتحذير من «ابتزاز مقام رئاسة الحكومة»/المفتي أشاد بـ«نظافة كفه»... والحريري رفض «خرق القاضي صوان للدستور»

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 12 كانون الأول 2020

أثار الادعاء على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، في قضيّة انفجار مرفأ بيروت، موجة غضب وتضامناً سنيّاً انطلاقاً من الدفاع عن مقام رئاسة الوزراء ورفض ابتزازه، كما جاء على لسان الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري، فيما كان لافتاً انضمام «حزب الله» لرافضي الادعاء الذي طال أيضاً حلفاء الحزب في حركة «أمل» وتيار «المردة»، وسط اتهامات لحليفه الآخر «التيار الوطني الحر» بالوقوف وراء هذا الادعاء. ورأى الحريري بعد زيارة تضامنية لدياب في مقر رئاسة الحكومة أنّه «ومن الآخر لن يقبل بابتزاز رئاسة الحكومة»، مؤكداً رفضه «المطلق للخرق الدستوري الواضح والفاضح الذي ارتكبه القاضي بالادّعاء على رئيس الحكومة». ورأى الحريري أنّ «الدستور واضح، فرؤساء الحكومات يمْثلون فقط أمام محكمة خاصة يُشكّلها المجلس النيابي».

وكان المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي فادي صوّان، قد ادعى على دياب ووزير المال السابق علي حسن خليل، ووزيري الأشغال السابقين يوسف فنيانوس وغازي زعيتر، بجرم «الإهمال والتقصير والتسبب في وفاة وإيذاء مئات الأشخاص».

وأثار هذا الادعاء ولا سيّما على دياب جدلاً قانونيّاً بين من رأى أنّ الإهمال والتقصير قد يعد «جُرماً مشهوداً» ما يتيح إمكانية ملاحقة دياب قضائياً خارج إطار المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وبين مَن رأى أن الإهمال والتقصير «ليس جرماً مشهوداً»، وعليه فإن ملاحقة دياب «تتم عبر المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء» الذي يتألف من نواب في البرلمان اللبناني وقضاة.

وفي حين شدّد الحريري على «حق أهالي الشهداء في معرفة الحقيقة، ومَن أدخل باخرة المواد المتفجرة إلى المرفأ ومَن غطّى عليها»، أكّد وقوفه مع رئيس الحكومة والتضامن معه، تماماً كما فعل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي اتصل بدياب وأشاد «بموقفه وبنظافة كفه».

ورأى دريان أنّ الادعاء على «مقام رئاسة الحكومة هو استهداف سياسي غير مقبول وتجاوُز للدستور ولقانون محاكمة الرؤساء والوزراء السابقين» مشيراً إلى أنّ الادّعاء على دياب «يصب في إطار حملات كيدية واضحة لفريق معين دون آخر، لتصفية حسابات سياسية». وأكّد دريان وقوفه مع «القضاء النزيه الشفاف» وحرصه «على تحقيق العدالة وفقاً لأحكام القانون والتزام الدستور» مشيراً إلى أنّ «أي تسييس أو استنساب ادعاء لكشف حقيقة انفجار مرفأ بيروت هو جريمة أخرى بحق الوطن».

وأكد دريان أنّ «الكل مسؤول في هذا الحادث المفجع»، وأنّ «الوطن لا يُبنى على المصالح الخاصة والكيديات ولا على الاستنساب»، داعياً إلى ترك «القضاء يأخذ مجراه بكل تجرد وانفتاح بعيداً عن الضغوط ودون تقييده بسلاسل السياسة».

وشدد رؤساء الحكومة السابقون كذلك على رفض المسّ بمقام رئاسة الحكومة، إذ أوضح الرئيس تمام سلام في تغريدة على «تويتر» أنّ «رئاسة مجلس الوزراء ليست مكسر عصا لأي كان».

أمّا الرئيس فؤاد السنيورة فشدّد على أنّ الدستور واضح بشأن ملاحقة الرؤساء والوزراء، إذ «ينبغي أن يُصار إلى النظر به من خلال المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء». ورأى السنيورة أنّ المحقق العدلي «يخالف الدستور ويتخطى صلاحياته ويخالف مبدأ فصل السلطات الدستورية، لأن الدستور يحرص على حصر الادعاء بمجلس النواب في هذه الحالات»، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن «تتم التحقيقات بشكل حيادي وصحيح إلا من خلال العودة إلى المطالبة بتحقيق تجريه لجنة تحقيق دولية».

وكان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، بدوره، قد رأى أنّ العدالة «لا تستقيم بمكيالين»، وأنّ الحقّ «ليس استهداف أشخاص بعينهم افتراءً».

وانتقد «حزب الله» بدوره الادعاء على دياب والوزراء السابقين، وشدّد على رفضه «بشكل قاطع غياب المعايير الموحدة التي أدت إلى استهداف سياسي طاول أشخاصاً وتجاهل آخرين دون ميزان حق، وحمل شبهة الجريمة لأناس واستبعد آخرين دون مقياس عدل»، مضيفاً في بيان أنّ هذا الأمر «سوف يؤدي مع الأسف إلى تأخير التحقيق والمحاكمة بدلاً من الوصول إلى حكم قضائي مبرم وعادل».

وأكّد «حزب الله» حرصه على أن تكون كل الإجراءات التي يتخذها قاضي التحقيق بعيدة عن السياسة ومطابقة لأحكام الدستور وغير قابلة للاجتهاد أو التأويل أو التفسير، وأن يتم الادعاء على «أسس منطقية وقانونية»، معتبراً أنّ هذه الأمور كانت غائبة في الإجراءات الأخيرة.

ولفت البيان إلى ضرورة ألا يضيع التحقيق في متاهات الإجراءات الإدارية والتعقيدات الروتينية والإشكالات القانونية «فتختفي الأدلة ويغيب المجرمون وتضيع الحقيقة وتطفو على السطح الشبهات غير الموثوقة والاتهامات غير المسندة والادعاءات غير الصحيحة» ويسقط التحقيق بين «أدغال السياسة ولعبة الشارع وصخب الإعلام على حساب الحقيقة والعدالة والقانون ودم الشهداء».

ودعا البيان قاضي التحقيق المختص إلى «إعادة مقاربة هذا الملف المهم من جديد واتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بالوصول إلى الحقيقة المنشودة بمعايير موحدة بعيدة كلياً عن التسييس وبما يطمئن الشعب اللبناني إلى مسار هذه القضية» ولا سيما أنّ «جريمة المرفأ ليست جريمة عادية إنما هي قضية بحجم الوطن». وأكّد «حزب الله» حرصه «على حق الشعب اللبناني بمعرفة الحقيقة الكاملة في جريمة المرفأ».

ويُشار إلى أنّ قرار القاضي فادي صوان الادعاء على دياب والوزراء، جاء حسب المعلومات المتداولة «بعد التثبت من تلقي المدعى عليهم عدة مراسلات خطّية تحذّرهم من المماطلة في إبقاء نترات الأمونيوم في حرم مرفأ بيروت، وعدم قيامهم بالإجراءات الواجب اتخاذها لتلافي الانفجار المدمر وأضراره الهائلة».

وحدد القاضي صوان أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل، مواعيد لاستجواب هؤلاء كمدعَى عليهم، على أن ينتقل (الاثنين) إلى السرايا الحكومية لاستجواب دياب وفقاً لما ينص عليه قانون أصول المحاكمات الجزائية بينما يستجوب الوزراء في مكتبه في قصر العدل.

وكان دياب بدوره قد رأى أن توجيه اتهام إليه بقضية انفجار مرفأ بيروت «استهداف» لموقع رئاسة الحكومة، مؤكداً أنّه «مرتاح الضمير وواثق من نظافة كفه وتعامله المسؤول والشفاف مع ملف انفجار مرفأ بيروت».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الاتحاد الأوروبي يندد بإعدام المعارض الإيراني روح لله زم

بروكسل: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 كانون الأول/2020

ندد الاتحاد الأوروبي بـ«أشد العبارات»، اليوم (السبت)، بإعدام المعارض الإيراني روح لله زم، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. واعتبر الاتحاد الأوروبي أنه «من الضروري أن تحترم السلطات الإيرانية حقوق المتهمين، وأن تتوقف عن استخدام الاعترافات التلفزيونية لإقرار وإثبات ذنب» المتهمين، وفق ما جاء في بيان متحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل. ونفذت إيران حكم الإعدام، السبت، في المعارض الذي عاش لفترة في المنفى بفرنسا، وذلك بعد تثبيت الحكم بحقه بسبب دوره في موجة احتجاجات ضد السلطات الإيرانية في شتاء 2017 - 2018. وقال التلفزيون الرسمي، إن زم «المعادي للثورة» أعدم شنقاً بعد أيام فقط على تثبيت المحكمة العليا الحكم عليه بسبب «خطورة الجرائم التي ارتكبها».

 

العفو الدولية: إعدام الصحافي زام يظهر وحشية نظام طهران

العفو الدولية: إعدام إيران للصحافي روح الله زام يهدف لبث الخوف وردع المعارضة

دبي - العربية.نت/12 كانون الأول/2020

قالت منظمة العفو الدولية، اليوم السبت، إن إعدام إيران للصحافي روح الله زام ضربة قاتلة لحرية التعبير، كما يظهر وحشية النظام الإيراني. إلى ذلك، أشارت العفو الدولية إلى أن إعدام زام يهدف لبث الخوف وردع المعارضة، داعية العالم للتحرك ضد اعتداءات إيران المروعة على الحياة وحرية التعبير. "سلاح قمع"

وشددت المنظمة على ضرورة الضغط على النظام الإيراني لوقف استخدام الإعدام كسلاح للقمع، مؤكدة أن طهران تستخدم عقوبة الإعدام كسلاح للقمع السياسي. وكانت وسائل إعلام محلية معارضة في إيران، السبت، أفادت بأن السلطات أعدمت الصحافي المعارض روح الله زام، بزعم ضلوعه باحتجاجات مناهضة للحكومة في البلاد. يشار إلى أن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إسماعيلي، كان أعلن، يوم الثلاثاء الماضي، أن المحكمة العليا أيدت حكم إعدام روح الله زام، وذلك بعدما وجّه له الفرع الخامس عشر من محكمة الثورة، برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي، 13 تهمة. تحقيق متحيز

وفي يوليو الماضي، وصف محمد علي زام، والد روح الله زام، حكم الإعدام الصادر عن محكمة الثورة بأنه غير قانوني، وأعلن أن ابنه حُرم من أبسط حقوقه أثناء المحاكمة. وأضاف أن ابنه لم يتمكن من الدفاع عن نفسه أثناء المحاكمة، وأن هذا الحق قد أُلغي "بتوجيه من مسؤول قضائي لصالح التحقيق المتحيز للضباط والمحققين". يشار إلى أن نبأ إعدام الصحافي الإيراني كان أثار انتقاداً دولياً واسعاً، فبعدما أعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن صدمتها من الحادث، عبّرت السويد عن قلقها مما حدث، مشددة أنه على إيران احترام التزامات حقوق الإنسان وحرية الصحافة.

 

مراسلون بلا حدود تعرب عن "صدمتها" بعد إعدام روح الله زام

فرانس برس/12 كانون الأول/2020

أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن "صدمتها" من إعدام المعارض الإيراني روح الله زام والذي حكم عليه بالإعدام لدوره في الاحتجاجات التي شهدتها إيران في شتاء 2017-2018. وفي تغريدة قالت المنظمة التي كانت تتابع عن كثب حالة المعارض إنها حذرت منذ 23 أكتوبر الماضي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشال باشليه من اقتراب موعد الإعدام. وأضافت المنظمة أنها "صدمت من تنفيذ القضاء الإيراني وراعي هذا الفعل علي خامنئي للحكم". وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن زام "المعادي للثورة" أعدم شنقا صباح السبت بعد أيام فقط على تثبيت المحكمة العليا للحكم عليه بسبب "خطورة الجرائم" التي ارتكبها. وعاش زام بالمنفى في فرنسا لسنوات عدة قبل أن يوقفه الحرس الثوري الإيراني في ظروف غامضة. وأُعلن توقيفه في أكتوبر 2019، لكن إيران لم تحدد لا مكان ولا زمان اعتقاله، متهمة المعارض الأربعيني بأنه "مدار من الاستخبارات الفرنسية ومدعوم من الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية".

 

هكذا استدرجت إيران الصحافي القتيل.. والده المكلوم يكشف/المحققون أخبروا الأب أنه ستتم مبادلة ابنه المعتقل مع سجين آخر خارج إيران

دبي - العربية.نت/السبت 12 كانون الأول 2020

ما زالت أصداء إعدام السلطات الإيرانية للصحافي روح الله زام مستمرة، وفي جديدها أن والد الراحل كشف في مشاركة على حسابه في "إنستغرام"، أن أفراد عائلته التقوا به مساء الجمعة، مضيفًا أن المحققين أبلغوا روح الله أنه ستتم مبادلته، وأن اعترافاته الأخيرة ستسجل فقط لعرضها على رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي نفسه. وكشف محمد علي زام في منشوره، السبت، أن المسؤول عن قضية نجله في مخابرات الحرس الثوري اتصل به وقال إنه يمكن أن يلتقي روح الله زام، مساء أمس الجمعة.

استجوبته قوة أمن القضاء

وكان روح الله زام قد قال خلال الاجتماع، إن الفيديوهات التي تم نشرها في الأيام الماضية تتعلق باعترافه قبل شهر، واستجوابه من قبل قوة أمن القضاء. وأضاف أنه رغم إغلاق القضية وصدور الحكم، إلا أن الحرس الثوري سلّمه للقضاء لمدة شهرين تقريباً، وخلالها تم إجراء استجوابات مطولة من قبل أمن القضاء ثم وزارة المخابرات. ووفقاً لما ذكره محمد علي زام والد القتيل، فإن محققي نجله أخبروه بأنه ستتم مبادلته مع سجين آخر خارج إيران.

خطة تبادل!

وتابع أن نجله الراحل أخبره أنه ستتم مبادلته ضمن خطة، وشرح له أنه سيطلق سراحه مقابل إطلاق سراح شخص من الجانب الآخر. وفي مقطع فيديو نُشر أمس الجمعة عن الاعترافات القسرية لروح الله زام، ظهر الأخير وهو يكتب على السبورة عن علاقاته مع معارضي النظام الإيراني وعلاقته بالولايات المتحدة لكشف طرق الالتفاف على العقوبات. كما بث التلفزيون الإيراني، مساء الأربعاء، تقريرا جديدا ضده. يشار إلى أن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إسماعيلي، كان أعلن، يوم الثلاثاء الماضي، أن المحكمة العليا أيدت حكم إعدام روح الله زام، وذلك بعدما وجّه له الفرع الخامس عشر من محكمة الثورة، برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي، 13 تهمة.

حرم من أبسط حقوقه

وفي يوليو الماضي، وصف محمد علي زام، والد روح الله زام، حكم الإعدام الصادر عن محكمة الثورة بأنه غير قانوني، وأعلن أن ابنه حُرم من أبسط حقوقه أثناء المحاكمة. وأضاف أن ابنه لم يتمكن من الدفاع عن نفسه أثناء المحاكمة، وأن هذا الحق قد أُلغي "بتوجيه من مسؤول قضائي لصالح التحقيق المتحيز للضباط والمحققين". يشار إلى أن نبأ إعدام الصحافي الإيراني كان أثار انتقاداً دولياً واسعاً، فبعدما أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن صدمتها من الحادث، عبّرت السويد عن قلقها مما حدث، مشددة أنه على إيران احترام التزامات حقوق الإنسان وحرية الصحافة.

 

تأكيد إسرائيلي لإخلاء «الحرس» الإيراني العديد من قواعده في سوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط»/السبت 12 كانون الأول 2020

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن الحرس الثوري الإيراني أخلى العديد من قواعده في سوريا، رابطاً هذه الخطوة بالغارات التي شنها جيشه وبلغ عددها منذ مطلع العام الجاري قرابة 500، بالإضافة إلى الكثير من «العمليات السرية» المفترض أنها استهدفت الإيرانيين وحلفائهم في سوريا.

وقال كوخافي، الذي كان يلخص أحداث العام 2020 أمام جمع من المراسلين العسكريين لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أول من أمس، إن العمليات الإسرائيلية استهدفت ضرب الجهود الإيرانية للتموضع العسكري، وإنه نتيجة لها «يشهد التموضع الإيراني في سوريا تباطؤاً واضحاً. وتم إخلاء قواعد ومعسكرات ومقرات إيرانية من منطقة دمشق كجزء من حملة لإبعادها إلى شمال شرقي سوريا، وإن محاور نقل الأسلحة من إيران لسوريا تضاءلت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة». لكنه استدرك قائلاً: «لكن، لا يزال أمامنا طريق لاستكمال الأهداف في هذه الجبهة». وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي أيضاً إن «هناك هجمات سيبرانية أيضاً نفذها الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة». وأكد أن هذا العام سجل مجال السايبر ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الأنشطة العسكرية على الصعيدين «الهجومي والدفاعي». ولخص كوخافي قائلاً إن سنة 2020 كانت «سنة عسكرية عملياتية ناجحة على صعيد حماية الحدود وتعزيز الدفاع عنها وإحباط كل محاولة الاختراق على الجبهتين الشمالية والجنوبية، بالإضافة إلى إحباط العمليات التخريبية في منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) التي سجلت انخفاضاً ملحوظاً في عدد الأحداث والقتلى». وفي إطار الأنشطة العسكرية الإسرائيلية التي تندرج ضمن ما يسمى بـ«المعركة ما بين الحروب»، قال كوخافي إنها «شهدت ارتفاعاً في وتيرة العمليات ونوعيتها، وزيادة في عدد النشاطات بالنيران، وتوسع نطاق الأنشطة السرية». واعتبر أنه «بناء على ذلك، يشهد التموضع الإيراني في سوريا حالة تباطؤ على مدى العامين المنصرمين، نتيجة نشاطات قوات الجيش ضد الإيرانيين والمضيف السوري على حد سواء. وكجزء من ذلك، انخفض عدد الناشطين الإيرانيين في سوريا والميليشيات التابعة لها بشكل واضح». وقال كوخافي إن العام 2020 «شهد تعاوناً وثيقاً مع الجيوش الأجنبية، شملت تدريبات وتبادل الخبرات العسكرية، مع التركيز على الشريك الأميركي، حيث تم تعزيز نشاطات متعددة طالت مجالات عدة؛ عملياتية وتكنولوجية». وأضاف أنه «تم تطوير قدرات الجيش الإسرائيلي من حيث الجاهزية لحالات الطوارئ، وبضمن ذلك صياغة خطط قتالية حديثة تركز على تحقيق تصور الجيش لمفهوم النصر، والاستعداد لاندلاع مواجهات قتالية تتواصل لأيام على الجبهتين الشمالية والجنوبية، وتوسيع نطاق الأهداف، وتكثيف التدريبات والمناورات وزيادة نطاق الوسائل القتالية».

 

إيران تحرم سجين رأي من أدويته… وتحقنه بعقاقير كيميائية!

قناة الحرة/12 كانون الأول/2020

كشفت منظمة العفو الدولية أن السلطات الإيرانية عرّضت أحد معتقلي الرأي إلى التعذيب وسوء المعاملة وحرمانه من الأدوية. ورفضت السلطات الإيرانية إعطاء بهنام محجوبي أدويته التي يحتاج إليها بسبب اضطراب عقلي خطير يعاني منه. ومحجوبي من الصوفيين الغناباديين، وهي طريقة صوفية شيعية ظهرت في القرن الثامن عشر في محافظة خراسان. وتتهم هذه الطريقة الحكومة الإيرانية بمضايقة مريديها وممارسة التمييز ضدهم. وراسلت المنظمة رئيس السلطة القضائية في البلاد تطالب بالإفراج عن محجوبي بناءً على نصيحة طبيبه النفسي الذي قال إن وضعه الصحي لا يسمح له بتحمل السجن.

وعوضًا عن إعطائه الأدوية التي يحتاج إليها، حُقن محجوبي بشكل قسري بعقاقير كيميائية في مستشفى للأمراض النفسية. واعتُقل محجوبي في حزيران الماضي ونُقل إلى السجن لقضاء عقوبة سجن تصل مدتها إلى عامين.

 

دخول قوات روسية البوكمال يفاقم التنافس مع إيران في سوريا وموسكو تعلن انتشار قواتها في الجولان

الشرق الأوسط»/السبت 12 كانون الأول 2020

عاد التنافس الروسي - الإيراني في مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، جراء استمرار التهدئة وثبات خطوط التماس منذ مارس (آذار) الماضي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن القوات الروسية افتتحت أول مقر لها في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي على الحدود مع العراق، حيث تمركزت القوات في مبنى الفندق السياحي وسط مدينة البوكمال. ويأتي ذلك، بعد محاولات عدة لاقت رفضاً كبيراً من قبل الميليشيات الإيرانية التي تسيطر على المدينة، في وقت قالت مصادر موالية لدمشق، إن قوات الأمن السورية اقتحمت موقعاً لميليشيات إيرانية في دير الزور واعتقلت عدداً منهم.

تزامن هذا مع إعلان عسكريين روس أنهم يساعدون القوات السورية التي تقوم بالدوريات في منطقة الجولان بريف القنيطرة بالقرب من «خط برافو» الفاصل بين القوات السورية والإسرائيلية. وقال قائد إحدى الكتائب الروسية في حديث لوكالة «تاس»، إن «الأهم هو عمل الأفراد. ونحن نقوم بتدريبات مشتركة، بما في ذلك عمليات الإجلاء ونقل تعزيزات وصد هجمات». وتابع إن «مهمتنا مراقبة وقف إطلاق النار وإظهار الحضور العسكري الروسي وحماية العسكريين الروس». يذكر أن الشرطة العسكرية الروسية تضمن الأمن بالمنطقة بعد طرد الجماعات المسلحة من ريف القنيطرة. ونشرت القوات الروسية 5 نقاط للمراقبة بالقرب من خط فك الارتباط، الذي كانت تراقبه قوات حفظ السلام الأممية في وقت سابق. وجاءت التسريبات الروسية بعد إعلان وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد لوزير الخارجية السوري الجديد فيصل المقداد خلال لقائهما في طهران قبل أيام، «نجدد إدانة اعتراف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بالجولان السوري المحتل كجزء من إسرائيل، ونؤمن بأنه ينبغي مواصلة المواجهة مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) حتى تحرير الأراضي المحتلة من بينها الجولان». جاء هذا في وقت يعود الصراع الروسي - الإيراني إلى الواجهة من جديد، هذا الصراع الأشبه بحرب باردة يسعى كل طرف فيها لفض شراكة السيطرة، والتفرد بالقرار السوري. وقال «المرصد»، إن الصراع بين موسكو وطهران «وإن كان يشمل كامل التراب السوري في العموم، فإنه يتركز في الجنوب السوري وغرب الفرات على وجه الخصوص، ففي درعا تتسابق روسيا وإيران لانتزاع السيطرة المطلقة عليها، حيث تواصل الأولى تقوية نفوذ الفيلق الخامس المدعوم من قبلها وإظهاره كقوة كبرى في المحافظة، ولا سيما أن المنتسبين للفيلق هم أبناء درعا، وغالبيتهم من أصحاب التسويات والمصالحات، وهو ما يبرز جلياً بتدخل الفيلق الخامس في فض النزاعات تارة، وبخلق نزعات لكسر شوكة قوات النظام والفرقة الرابعة المقربة من إيران تارة أخرى».

وعلى المقلب الآخر، حسب «المرصد»، تستمر إيران في عمليات التجنيد الشبان والرجال عبر «عرّابين تابعين لإيران و(حزب الله)، كسرايا العرين التابع للواء 313 الواقع في شمال درعا، بالإضافة لمراكز في صيدا وداعل وازرع، ويخضع المجندون الجدد لدورات تدريبية في منطقة اللجاة شرق درعا. وعلى مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل، يعمد (حزب الله) اللبناني إلى ترسيخ نفوذه في القنيطرة عبر استقطاب الشبان الهاربين من ملاحقة أجهزة النظام الأمنية بشأن الخدمة الإلزامية والاحتياطية؛ ونظراً لتردي الأحوال المعيشية مع انعدام فرص العمل؛ إذ تتركز عمليات التجنيد والتشييع في كل من مدينة البعث وخان أرنبة». أما غرب الفرات، فإن عمليات التجنيد لصالح إيران متواصلة بشكل كبير ضمن المنطقة الممتدة من الميادين حتى البوكمال بريف دير الزور الشرقي، والتي تقع تحت سيطرة النفوذ الإيراني بشكل كامل. وقال «المرصد»، إن روسيا تسعى «لتحجيم الدور الإيراني هناك بطرق مباشرة وغير مباشرة، حيث تقوم بحملات أمنية مستمرة برفقة ميليشيات موالية لها وللنظام السوري وزيارات دورية إلى مناطق النفوذ الإيراني، فضلاً عن الاطلاع الروسي المسبق بالضربات الإسرائيلية التي تستهدف الإيرانيين غربي الفرات». ووفقاً لإحصائيات، فإن تعداد المتطوعين في صفوف الإيرانيين والميليشيات الموالية لها في الجنوب السوري ارتفع إلى أكثر من 8600. كما ارتفع إلى نحو 7450 عدد الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة ممن جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً، ذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور؛ إذ تعمد الميليشيات الإيرانية لتكثيف عمليات التجنيد هذه في استغلال كامل منها لانشغال الروس في الاتفاقات مع «الضامن” التركي بالشمال السوري. على صعيد آخر، قتل تسعة مسلحين موالين لإيران الخميس في هجوم شنه تنظيم «داعش» ضد أحد مواقعهم في شرق سوريا. وأوضح «المرصد»، أن عناصر من التنظيم «هاجموا فجراً موقعاً عسكرياً تابعاً للحرس الثوري الإيراني في منطقة جويف ضمن بادية الميادين» في ريف دير الزور الشرقي. وأشار إلى أن القتلى التسعة سوريون ممن تلقوا تدريبات عسكرية على يد المقاتلين الإيرانيين، الداعمين لقوات النظام في سوريا. وقُتل خلال الاشتباكات إثر الهجوم مقاتلون من تنظيم «داعش»، وفق المصدر ذاته. وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» في ربيع 2019 هزيمة «داعش». إلا أنه رغم تجريده من مناطق سيطرته، لا يزال ينتشر في البادية السورية المترامية الأطراف، الممتدة من ريفي حمص وحماة الشرقي، وصولاً إلى الحدود العراقية، مروراً بمحافظات الرقة ودير الزور وحلب. وانطلاقاً من البادية، يشنّ عناصر التنظيم بين الحين والآخر هجمات على مواقع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، تستهدف أحياناً منشآت للنفط والغاز. ودائماً ما تتجدد الاشتباكات بين الطرفين، وتتدخل في كثير من الأحيان الطائرات الروسية دعماً لقوات النظام على الأرض. ووثق «المرصد» منذ مارس 2019، مقتل أكثر من ألف عنصر من قوات النظام و140 مقاتلاً في المجموعات الموالية لإيران الداعمة لها، فضلا عن أكثر من 580 متطرفاً جراء المعارك في البادية. ويؤكد محللون وخبراء عسكريون، أن القضاء على مناطق التنظيم لا يعني أن خطر «داعش» قد زال مع قدرته على تحريك عناصر متوارية في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية.

 

العبادي يفجّر قنبلة عشية الذكرى الأولى لاغتيال سليماني/تحدث عن موافقة عراقية على تحليق الطائرة التي استهدفت الجنرال الإيراني

بغداد: «الشرق الأوسط»/12 كانون الأول/2020

فجر رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، قنبلة من الوزن الثقيل، حين أكد أن الطائرة الأميركية التي استهدفت الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبي مهدي المهندس، مطلع 2020، قرب مطار بغداد الدولي، وأدت إلى مقتلهما، تم تحليقها بموافقة عراقية. كان سليماني والمهندس اغتيلا في الساعات الأولى من يوم الثالث من يناير (كانون الثاني) الماضي بطائرة لم يعرف حتى الآن إن كانت مسيرة (درون)، أم مقاتلة، فيما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، وعلى لسان الرئيس دونالد ترمب، اعترافها بتنفيذ العملية. جاءت تلك العملية غير المسبوقة على أثر التوتر في العلاقات بين واشنطن وطهران على خلفية قيام عدد من الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران، بمحاولة اقتحام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد، بالإضافة إلى استمرار إطلاق صواريخ «الكاتيوشا» عليها. وفي أعقاب العملية توعدت إيران برد مزلزل، على حد وصف مسؤوليها، لكن ردها اقتصر على إطلاق عشرات الصواريخ على قاعدة عين الأسد العراقية، التي تضم جنوداً أميركيين، لم يصب أحد منهم، حسب الرواية الرسمية الأميركية. وفي أعقاب ذلك استمر التوتر يتصاعد بين الطرفين حتى بعد تصويت البرلمان العراقي في السادس من يناير على قرار غير ملزم للحكومة العراقية، التي كانت حكومة تصريف أعمال برئاسة عادل عبد المهدي، بانسحاب القوات الأميركية. وتكمن أهمية ما أعلنه العبادي في تصريح متلفز مساء أول من أمس، من أن «الطائرة التي استهدفت القادة (في إشارة لسليماني والمهندس) قرب مطار بغداد حصلت على موافقة عراقية»، أنه يأتي عشية اقتراب الذكرى الأولى من حادثة الاغتيال، حيث تقوم الأطراف المعنية بالفصائل المسلحة بإعداد العديد من الفعاليات بهذه المناسبة. كما أنه يأتي في أعقاب اغتيال المهندس النووي الإيراني محسن فخري زاده مؤخراً، ما زاد من حدة الاحتكاك الأميركي - الإيراني. كما تزامنت تصريحات العبادي، التي لم يصدر توضيحٌ لها، مع قيام فصيل مسلح، أول من أمس، باستهداف أحد أرتال التحالف الدولي اللوجيستية، وهو ما ينذر بإمكانية إنهاء الهدنة بين الأميركيين والفصائل المسلحة التي تمت بترتيب من قائد «فيلق القدس» في «الحرس» الإيراني إسماعيل قااني خلال زيارته إلى العراق أواخر الشهر الماضي. يذكر أن الطيران المسير في أجواء العراق يجب أن يحصل مسبقاً على موافقة العمليات المشتركة التي ترتبط برئاسة الوزراء مباشرة. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال آنذاك عادل عبد المهدي، قد أصدر أمراً في الشهر الثامن من عام 2019 يقضي بمنع أي طيران، حتى وإن كان للتحالف الدولي، وذلك عقب استهداف معسكر «الصقر» من قبل طائرات قالت الأوساط الرسمية العراقية إنها إسرائيلية. وفي قرار اتخذه مجلس الأمن الوطني تم خلاله «إلغاء كافة الموافقات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية (الاستطلاع، الاستطلاع المسلح، الطائرات المقاتلة، الطائرات المروحية، الطائرات المسيرة بكل أنواعها) لجميع الجهات العراقية وغير العراقية». كما تقرر أن تكون الموافقات «من القائد العام للقوات المسلحة حصراً، أو من يخوله أصولياً، وعلى جميع الجهات الالتزام التام بهذا التوجيه، وأي حركة طيران خلاف ذلك يعتبر طيراناً معادياً يتم التعامل معه من دفاعاتنا الجوية بشكل فوري». في هذا السياق، يقول أستاذ الأمن الوطني في «جامعة النهرين» ورئيس مركز «أكد للشؤون الاستراتيجية والدراسات السياسية» الدكتور حسين علاوي، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما قاله العبادي «يأتي من زاوية تحليل القيادة والمسؤولية بوصفه كان رئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة، إذ لديه كل قواعد إدارة السلطة السياسية، بما فيها التعامل والتعاطي مع التحالفات الدولية العسكرية التي عقدت ونشأت في فترة حكمه». وأضاف علاوي أن «إمكانية معرفة الحكومة العراقية بحادثة المطار كانت معدومة، كون هكذا عمليات سرية مسلحة بطائرات (درون) لا يكشف عنها، وتدخل ضمن أسرار الأمن القومي للدولة التي قامت باستهداف قائدين مهمين في الميدان العراقي والشرق الأوسط، وهذا ما أعلنته الإدارة الأميركية»، مبيناً «أنها عملية من طرف واحد، وليس من طرفين، وإذا كان هنالك طرف آخر فهو ضمن محور التحالف الاستخباري ما بين الولايات المتحدة ودول المحور المتحالفة مع الولايات المتحدة الأميركية».

 

أردوغان يحشد الإرهابيين داخل ليبيا تمهيداً للسيطرة على أفريقيا والبرلمان يبحث التمديد للجيش في طرابلس

أنقرة، طرابلس – وكالات/12 كانون الأول/2020

 يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حشد الإرهابيين داخل ليبيا عبر محاور مختلفة، أبرزها جنوبي البلاد، وذلك من خلال زرع عناصر مسلحة بالقارة، ضمن تحركات تنطوي على أهداف متعددة. وتتواتر التصريحات الرسمية التركية بشأن ضرورة تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، والتي تتزامن مع انتشار منظمات دينية وجمعيات خيرية تضم عناصر استخباراتية، تمهد الأرض لاستقبال العناصر الإرهابية من المعسكرات، وذلك مع توالي خسائر أنقرة الميدانية في ليبيا وسورية على السواء. ويأتي هذا التحرك التركي مدعوما بالمال القطري، الذي يغطي تحركات “وكالة التنسيق والتعاون” التركية (تيكا). ويرصد مراقبون ليبيون تأثير هذا التحرك على الأمن القومي للبلاد، خصوصا مع دمج بعض الميليشيات المتطرفة ببعضها، وإعادة هيكلة الأخرى، بعد تعيين الجزائري أبوعبيدة يوسف العنابي زعيما جديدا لما يعرف بـ “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي”، خلفا لعبد المالك درودكال. في الاطار، أفادت وكالة الأناضول، بأنه تم تقديم مذكرة لرئاسة البرلمان التركي لتمديد مهام القوات التركية في ليبيا لمدة 18 شهرا إضافيا. وكان أردوغان، أعلن في شهر يناير الماضي عن “بدء تحرك وحدات من الجيش التركي إلى ليبيا من أجل التنسيق والاستقرار”، مضيفا أن “الجنود الأتراك بدأوا في الانتقال إلى ليبيا على مراحل، تلبية لدعوة حكومة الوفاق الليبية”. وأكد أردوغان حينها، أن “تركيا قدمت وستقدم كل أنواع الدعم لحكومة طرابلس التي تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر”. على صعيد أخر، من المفترض أن تحتضن جنيف قريباً، اجتماعاً لمجموعة العمل الاقتصادي بشأن ليبيا، وتحديداً يومي 14 و15 من الشهر الجاري، وفقاً لما أعلنت عنه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني وليامز، وسيكون برئاسة كل من مصر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتأتي هذه المحادثات بهدف التوافق على سبل لمعالجة الأزمات الاقتصادية التي تضرب البلاد، وتحسين كل مصادر الدخل فيها.

 

ماكرون: القادة الأوروبيون أظهروا صرامة وحزماً تجاه تركيا وأنقرة تقرر نقل مرتزقة جدد إلى الصومال

عواصم – وكالات/12 كانون الأول/2020

 أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب ختام قمة أوروبية، في بروكسل، أول من أمس، أن القادة الأوروبيين أظهروا صرامة وحزماً في الموقف تجاه تركيا، موضحاً أن أوروبا منفتحة على الحوار لكنها لن تقبل المساس بسيادة دول أوروبية ولا باستقرار المنطقة. وقال، إنه جرى تكليف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بتقييم الوضع خلال الفترة المقبلة “لاتخاذ خطوات جديدة تجاه تركيا إذا ما تطلب الأمر ذلك”، مضيفاً إنه “في مارس العام 2021، سيكون هناك تقييم لعلاقة الاتحاد الأوروبي بتركيا سياسياً واقتصادياً وتجارياً”. من جانبها، لم تستبعد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، من حيث المبدأ تمديد وقف تصدير الأسلحة الألمانية لتركيا، مشيرة إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي يعتزمون مناقشة صادرات الأسلحة لتركيا مع الشركاء في حلف “الناتو” وواشنطن، بعد ضغط يوناني لفرض حظر أسلحة على أنقرة. من ناحية ثانية، أفادت أنباء صحافية، أمس، بأن أردوغان، أعطى الأوامر للأجهزة الأمنية لنقل مقاتلين مرتزقة إلى الصومال. وذكرت صحيفة “زمان” التركية، نقلاً عن مصادر سورية خاصة، تأكيدها أن عملية نقل المقاتلين ستتم عبر التنسيق مع قادة الميليشيات الصومالية الموالية لإدارة أردوغان في مقديشو، وبأمر من الرئيس. وقالت المصادر، إن “مسؤولين من أتباع أردوغان عقدوا اجتماعاً في قرية ميدان أكبس بمدينة عفرين في 12 نوفمبر الماضي، بهدف التحضير لإرسال عدد من المقاتلين المرتزقة إلى الصومال”. وأضافت، إن “الاجتماع تناول تهيئة معسكرات لتدريب المقاتلين قبل إرسالهم إلى الصومال”، مشيرة إلى أن بعض قادة الميليشيا في سورية رفضوا إرسال مقاتليهم إلى الصومال، ولكن بعد ضغوطات من قبل الاستخبارات التركية رضخوا للأوامر. وأشارت، إلى أن تركيا فتحت معبراً حدودياً بقرية بنيركا التابعة لناحية راجو، وهو قريب من القاعدة التركية في عفرين، وذلك لتسهيل عملية نقل المقاتلين إلى تركيا ومن ثم إلى الصومال.

 

واشنطن: طهران تهدف لترويع المجتمع الدولي بتخصيب اليورانيوم

المقاومة الإيرانية دانت إعدام الصحافي روح الله زم ودعت الأمم المتحدة لفرض عقوبات على نظام الملالي

طهران، واشنطن، عواصم- وكالات/12 كانون الأول/2020

 حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من تمادي إيران في تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى أن طهران لم تقدم أي مبرر تقني لحاجتها إلى التحرك بسرعة لتخصيبه بمستوى 20 في المئة لأي غرض سلمي. وقال بومبيو: “إن قرار مجلس صيانة الدستور في إيران، يهدف إلى ترويع المجتمع الدولي بخصوص مسألة اليورانيوم”، موضحاً أن “إيران عرقلت منذ ما يقرب من عامين جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل الأسئلة المتعلقة بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة المحتملة لديها”. في السياق نفسه، حذّر الوزير من قيام المجتمع الدولي بمكافأة ما وصفها بـ”حنكة النظام الخطيرة” بالتهدئة الاقتصادية. ومن جانبه، شدد المبعوث الأميركي لإيران، إليوت أبرامز، على خطأ المحللين بشأن عدم كفاءة سياسة الضغط الأقصى على نظام طهران، مؤكدا أنها ناجحة وفعالة، مشيرا إلى أن مشكلة واشنطن هي مع نظام طهران وليست مع الشعب “بل نحن دائمًا إلى جانب الشعب”، معبرا عن ثقته في أن يتحقق للشعب الإيراني الحرية التي يسعى إليها منذ سنوات. من جهة أخرى، توعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي خلال زيارته أسرة العالم النووي محسن فخري زاده “إسرائيل وأذنابها” بدفع ثمن “جريمة” اغتيال فخري زادة. وقال اللواء حسين سلامي: إن إيران ستنتقم بشدة من إسرائيل وأذنابها في الوقت المناسب.

إلى ذلك، قال نجل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، حامد فخري زادة: إن والده كان معارضا للاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى في 2015. وأوضح: “والدي قال إن الولايات المتحدة مثل الذئب لا يمكن التفاوض معها إلا إذا تخلت عن طبيعتها هذه، وبطبيعة الحال، كان هذا موقفه من الاتفاق النووي الذي لم أره أبدا يدعمه”. وأردف: “والدي قال إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتبران إيران بالذات هي المشكلة وإن مشاكلهم مع إيران ليست بسبب البرنامج النووي أو الصاروخي، بل إنه طالما أن الدولة الإيرانية موجودة، ستستمر هذه التوترات وستكون لديهم مشاكل معها”. وعلى صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام محلية معارضة في إيران، بأنَّ السلطات أعدمت الصحافي المعارض روح الله زام، بزعم ضلوعه باحتجاجات مناهضة للحكومة في البلاد. وأضافت المعلومات أن إيران نفّذت الحكم بحق الصحافي المعارض البارز بعدما اعتقلته العام الماضي. وفر الصحافي، وهو ابن إصلاحي بارز، من إيران وحصل على اللجوء في فرنسا. وفي أكتوبر عام 2019 قال الحرس الثوري الإيراني إنه “أوقع” زام في “عملية معقدة استخدم فيها الخداع المخابراتي”… ولم يوضح أين جرت العملية. ودانت المقاومة الإيرانية بشدة ما قام به نظام الملالي من عمل إجرامي بإعدام روح الله زم، داعية إلى إدانة شديدة لهذه الجريمة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، وخاصة فرنسا، مؤكدة ضرورة فرض عقوبات دولية على نظام الملالي. إلى ذلك، أعلن خبراء الأمم المتحدة الرسميون مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988، بأنها “جريمة ضد الإنسانية”، مطالبين بتحقيق “شامل” و”مستقل”.

 

مقاتلات سعودية ترافق قاذفات “B-52” أثناء عبورها للمملكة في مهمة ردع إيران

الرياض – وكالات/12 كانون الأول/2020

 أعلنت وزارة الدفاع السعودية، أن مقاتلات سعودية حلقت لمرافقة القاذفات الأميركية الستراتيجية “بي 52، أثناء عبورها أجواء المملكة. ونشرت الوزارة، على حسابها بموقع “تويتر”، أول من أمس، فيديو وصوراً للمقاتلات السعودية، مضيفة إن “المقاتلات السعودية ترافق القاذفات الأميركية الستراتيجية (بي 52) أثناء عبورها أجواء المملكة العربية السعودية”. من جهتها، ذكرت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن “قاذفتان ستراتيجيتان من طراز بي 52، تابعتان لسلاح الجو الأميركي نفذتا تحليقاً من قاعدتهما في الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط”. وأضافت، إن “القاذفتين حلقتا في منطقة مسؤوليتها برفقة طائرات تابعة للشركاء الإقليميين ضمن المهمة الثانية خلال الشهرين الأخيرين”. في سياق متصل، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن مسؤولين في وزارة الدفاع “البنتاغون، قولهم، إن القاذفتين القادرتين على حمل قنابل نووية غادرتا قاعدة باركسديل الجوية في ولاية لويزيانا، الأربعاء الماضي، ونفذتا المهمة في الشرق الأوسط، الخميس الماضي، ثم عادتا إلى قاعدتهما. وأوضح المسؤولين، إن “المهمة تهدف إلى ردع إيران عن اتخاذ أي إجراء عدواني ضد القوات الأميركية وقوات التحالف في المنطقة”. وأضافت، إن “المهمة استمرت 36 ساعة، وعبرت القاذفتان خلالها المحيط الأطلسي وأوروبا ثم حلقتا فوق شبه الجزيرة العربية والخليج، حيث نفذتا دوراناً عريضاً قرب قطر مع البقاء على مسافة آمنة من سواحل إيران”.

 

البرلمان الإيراني يدعو أردوغان للاتعاظ من مصير صدام حسين

أنقرة، طهران- وكالات/12 كانون الأول/2020

 دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النوري، أمس، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “للاتعاظ” من مصير الرئيس العراقي صدام حسين والاعتذار إلى الشعب الإيراني لتصريحاته الأخيرة. وقال النائب ذو النوري، عبر حسابه على “تويتر”: “لو لم يرسب أردوغان في الأدب والجغرافيا والتاريخ لكان قد أدرك أن بيت الشعر الذي قرأه كان قد نظّم في رثاء فصل آذربيجان عن الأرض الأم إيران، ليتعظ أردوغان من مصير صدام”. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، استدعت سفير تركيا بطهران، أول من أمس، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على تصريحات الرئيس التركي أردوغان، التي وصفتها بـ”التدخلية وغير المقبولة في شؤون الجمهورية الإسلامية”. ويأتي ذلك بعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عرض عسكري للقوات الأذربيجانية في باكو، يوم الخميس الماضي، ألقى خلالها بيتاً من قصيدة “انفصالية” عن نهر أرس على الحدود بين إيران وأذربيجان ضد “وحدة أراضي إيران”، حسب الحكومة الإيرانية.

 

الإمارات وبريطانيا تبحثان تعزيز الشراكة/جونسون التقى محمد بن زايد خلال غداء عمل في لندن

لندن – وكالات/12 كانون الأول/2020

 تستعد المملكة المتحدة ودولة الإمارات، لخطوات عملية مستقبلية أقوى لتطوير الشراكة، وتعزيز الحوار الستراتيجي وتعزيز الازدهار المشترك بينهما. واجتمع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد، على غداء عمل بمقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن. وبحث الزعيمان، في العلاقات البريطانية – الإماراتية، والصداقة الممتدة منذ وقت طويل بين البلدين والشعبين، مشددين على التزامهما المستمر بتطوير الشراكة البريطانية – الإماراتية للمستقبل، وتعزيز الحوار الستراتيجي بين البلدين. واتفقا، على تعزيز التعاون بمجالات التجارة والاستثمار، والبحوث والتطوير، وتغير المناخ، وتقوية اقتصادينا، وكذلك التعاون بمجالات تحتل أولوية مثل علوم الحياة، والرعاية الصحية، وتكنولوجيا المستقبل، والابتكار الرقمي، والطاقة المتجددة، والفضاء، والبنية التحتية، والتعليم، والسياحة، والأمن الغذائي، والخدمات المالية والمهنية. وأعربا، عن التزامهما بتعزيز المؤسسات متعددة الأطراف والنظام الدولي القائم على احترام القواعد لأجل تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار، مشيرين إلى الأثر التاريخي لاتفاقية التطبيع الموقعة بين الإمارات وإسرائيل، وأقرا بأهمية إيجاد حلول سلمية للصراعات المستمرة في المنطقة. واتفقا، على أهمية القيم المشتركة، بما فيها التسامح والتعايش السلمي واحترام جميع الثقافات والأديان،

 

عقوبات أميركية تطول جامعة لـ”الحرس الثوري” في الضاحية

بيروت ـ “السياسة” /12 كانون الأول/2020

 في خطوة لافتة، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية “جامعة المصطفى الدولية” على لائحة العقوبات، لتكون المرة الأولى التي تُعاقب فيها الولايات المتحدة كياناً “تربوياً” بسبب تورّطه بالإرهاب، من خلال تجنيد عناصر في صفوف “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، من أجل جمع معلومات استخباراتية وتنفيذ عمليات إرهابية، مشيرة إلى أنها قامت عبر فروعها الخارجية بـ”أدوار في تسهيل تجنيد أشخاص لصالح الحرس الثوري والمجموعات الأجنبية التي يقودها”. وتعد “جامعة المصطفى العالمية” أكبر جامعة شيعية إيرانية، ومركزها الرئيسي مدينة قم، وتملك أكثر من 170 فرعاً في أكثر من 50 دولة.

ويوجد فرع لجامعة المصطفى العالمية في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، معقل حزب الله، وتحديداً قرب المركز الإسلامي الشيعي الأعلى على طريق المطار القديمة، ويُديرها علي عباسي، وهو عضو في الحرس الثوري الإيراني، وتم تعيينه منذ قرابة الستة أشهر. وتضمّ الجامعة طلاباً لبنانيين وأجانب من كافة الدول العربية، لاسيما من الحوثيين، لأنه لا يوجد لها فرع في اليمن، وفيها مبنيان، واحد مخصص للنساء وآخر للشباب. أما الأساتذة فمعظمهم من اللبنانيين، وقسم قليل منهم يأتي من إيران. ويوجد في جامعة المصطفى – فرع لبنان مجموعة كليات تضم اختصاصات عديدة، إلا أن الأساس فيها كلية الفكر الإسلامي.

 

بغداد: بوادر انقسام في “حشد”…صراع بين فصائل المرجعية والتابعة لإيران

بغداد- وكالات/12 كانون الأول/2020

 قُرب مقر الحوزة العلمية الشيعية في النجف، يهدد صراع ظلّ كامنا لأعوام بين فصائل “حشد العتبات” الخاضعة للمرجعية الشيعية وأخرى موالية لإيران، بتقسيم “هيئة الحشد الشعبي” العسكرية التابعة للدولة العراقية. وهناك فجوة متنامية داخل “هيئة الحشد الشعبي” بين جناح موال لإيران وأربعة فصائل مرتبطة بالمرجعية الشيعية في مدينتي كربلاء والنجف، هي فرقتا “الإمام علي القتالية” و”العباس القتالية” ولواءا “علي الأكبر” و”أنصار المرجعية”. وتتجمع تلك الفصائل تحت اسم “حشد العتبات” وتضم نحو عشرين ألف عنصر. وقد عقدت أول مؤتمر لها بين الأول والثالث من ديسمبر تحت شعار “حشد العتبات: حاضنة الفتوى وبناة الدولة” في المدينتين الواقعتين جنوب بغداد. وعلى امتداد ثلاثة أيام، حاول المشاركون إبراز مصدرين لشرعية هذه الفصائل، وهما “عراقيتها” والتزامها الصارم بتوجيهات المرجعية الدينية الشيعية ممثلة في علي السيستاني. واعتبر المتحدث باسم المؤتمر حازم صخر في تصريح لوكالة فرانس برس أن “حشد العتبات هو أصل الحشد”. وأضاف أنهم “ملتزمون بالقانون العراقي ووصايا المرجعية الدينية” ويعملون وفق “توجيهات الوكيلين الشرعيين في العتبتين الحسينية والعباسية”.

 

واردات منفذ عرعر مليار دولار سنوياً

بغداد – وكالات/12 كانون الأول/2020

 توقع مدير عام منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية حبيب كاظم العلي، أمس، أن تصل واردات العراق من هذا المنفذ البري إلى مليار دولار سنوياً، مشيراً إلى أن المنفذ سيصبح مؤسسة “ضخمة”. وقال العلي، إن “منفذ عرعر الحدودي مع السعودية افتتح رسمياً أمام حركة التجارة، وسيفتح أيضاً أمام المسافرين بعد الانتهاء من الضوابط الدولية لجائحة كورونا، كونه يعد الخط الدولي البري الذي يمر عبر العراق لتفويج الحجاج العراقيين وغيرهم”. وأضاف، إن “إيرادات المنفذ قد تصل إلى مليار دولار في العام 2021، لأن افتتاحه يسهم في انعاش السوق العراقية من خلال توفير المواد الغذائية والانشائية والطبية والمعدات وتجارة السيارات”. وكانت الحكومة العراقية أعلنت الأسبوع الماضي، افتتاح ملحقية تجارية سعودية في بغداد، فيما رحب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بزيادة التبادل التجاري بين البلدين. يشار إلى أن منفذ عرر الحدودي كان قد افتتح في 18 نوفمبر الماضي، بعد نحو 30 عاماً على إغلاقه.

 

سلطات كردستان تعتقل سياسيين ورجال دين… والكاظمي: الغضب مُبرَّرٌ لأنه نتاج عقود مضت

العراق طلب مراقبين دوليين في الانتخابات... وسقوط قذيفة في مطار بغداد

بغداد – وكالات/12 كانون الأول/2020

 تجددت التظاهرات، مجدداً في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، فيما اعتقلت سلطات الإقليم رجال دين ونواباً وسياسيين. وأفادت أنباء صحافية، ليل أول من أمس، بأن القوات الأمنية في كردستان اعتقلت ثلاثة نواب سابقين من “كتلة التغيير” في البرلمان الكردستاني، وهم شيركو حمه أمين، وبيمان عزالدين، وعبدالله ملانوري، بزعم التحريض على التظاهرات، مضيفة إن حملة الاعتقالات طالبت رجال دين وسياسيين. وأشارت، إلى أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في السليمانية، بعد أن أقدم بعضهم على حرق الإطارات. وتظاهر المئات أمام مبنى محافظة السليمانية، احتجاجاً على السلطات التي يتهمونها بالفساد والتسبب بأزمة معيشية خانقة، قبل أن تفرض السلطات حظراً للتجوال بين مدن السليمانية وحلبجة ورابرين وإدارة كرميان. من ناحيته، كشف النائب في البرلمان العراقي عن “الاتحاد الوطني الكردستاني” حمال كوجر، عن اعتقال سلطات كردستان لسياسيين ورجال دين، على خلفية الاحتجاجات، شملت شخصيات سياسية، ورجال دين من خطباء المساجد. في سياق متصل، عبر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عن تعاطفه مع معاناة أهالي كردستان، مشيراً إلى أن “الغضب مبرر، لكنه نتاج سنوات وعقود سبقت”. من ناحية ثانية، قال وزير الخارجية فؤاد حسين، أول من أمس، إن العراق أرسل رسالة إلى مجلس الأمن لتقديم الدعم وإرسال المراقبين لإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في موعدها المحدد منتصف يونيو العام 2021، فيما دعت الوزارة في بيان، إلى توسيع العمل التدريبي لحلف “الناتو” في العراق. ميدانياً، وقع انفجار في قاعدة عسكرية داخل مطار بغداد الدولي، من دون الإفادة بوقوع إصابات، نتيجة سقوط قذيفة “هاون”. وقال مصدر أمني، إن “جسماً غريباً انفجر، بين قاعدة علاء الجوية وسياج مدرسة الرد السريع داخل مطار بغداد الدولي، وهو عبارة عن عبوة لم يتبين ما إذا كانت صوتية أم ناسفة”. وفي البصرة، أعلن قائد العمليات اللواء أكرم مدنف، أمس، اعتقال 25 إرهابياً، ومصادرة أسلحة متوسطة وخفيفة في إطار عمليات “الوعد الصادق” بالمحافظة. وفي كركوك، أعلنت وكالة الاستخبارات، في بيان، أمس، إلقاء القبض على “ارهابي” في كركوك عمل بصفة اعلامي لدى تنظيم “داعش”. وذكرت، أن “الموقوف اعترف ببث الإصدارات الخاصة بالعمليات الارهابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتشغيل مقاطع الفيديو الخاصة بذبح وقتل الابرياء عن طريق شاشة عرض في احدى أسواق محافظة كركوك خلال سيطرة داعش على مناطق بالمحافظة لتخويف وزرع الرعب داخل نفوس المواطنين”.

 

مناورات عسكرية قطرية- تركية

أنقرة – وكالات/12 كانون الأول/2020

 أفادت وزارة الدفاع التركية، أمس، بأن قواتها في قيادة القوات القطرية – التركية المشتركة بالدوحة، أجرت تدريبات مع عناصر من القوات الخاصة القطرية. وذكرت الوزارة، في يان، أن القوات التركية العاملة في قيادة القوات القطرية التركية المشتركة وعناصر بقيادة القوات الخاصة القطرية، أجرت في الدوحة تدريبات بالذخيرة الحية بطلقات مدفعية “العاصفة هاوتزر”. وكانت الدوحة شهدت افتتاح مقر قيادة القوات القطرية التركية المشتركة في 14 ديسمبر العام 2019، بحضور كبار القادة العسكريين من البلدين.

 

السودان: ضحايا 11 سبتمبر يطلبون 4 مليارات دولار مقابل “الحصانة”

واشنطن، الخرطوم – وكالات/12 كانون الأول/2020

 رفض محامو المدعين عن ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في برجي مركز التجارة في نيويورك عرضا من الحكومة الأميركية بقيمة 700 مليون دولار، مطالبين بـ 4 مليارات دولار، مقابل الموافقة على منح السودان حصانة قانونية في وجه أي ملاحقات مستقبلية تتعلق بهجمات إرهابية تمت في السابق، وفقا لتقرير أوردته شبكة “أي بي سي”. وقال التقرير إن مفاوضات ماراثونية جرت، أول من أمس، بين مسؤولين في الحكومة الأميركية ومشرعين بمجلسي الشيوخ والنواب، فشلت في التوصل إلى اتفاق حول قانون حصانة السودان، بالتزامن مع خطوة شطبه من قائمة الإرهاب والتي يتوقع ان تكتمل خلال الأيام المقبلة، لكنها ستكون ناقصة في حال عدم تمرير قانون الحصانة. ويقود السناتور تشاك شومر مجموعة ضغط تتكون من عدد من المحامين والسياسيين وأسر الضحايا، حملة تهدف لربط شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب بإصدار قانون خاص يضمن حصول عائلات ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر على التعويضات اللازمة من السودان في حال حكم القضاء الأميركي بذلك في أي وقت من الأوقات أسوة بضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام والبارجة “يو أس كول”. في سياق متصل، قالت صحيفة “الشرق” السودانية إن مصادر في مجلس السيادة السوداني قالت إن غدا سيكون موعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب . وبحسب الصحيفة فقد أكدت المصادر أن “منظمة “إيباك” وهي المعنية بالشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، وتمثل أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس، تمارس ضغوطاً لتمرير قانون الحصانة الديبلوماسية للسودان والذي يواجه تعثرا داخل أروقة الكونغرس”. وكانت السلطات السودانية قد وافقت على التطبيع مع إسرائيل في 23 اكتوبر الماضي، فيما قيل إنها صفقة تضمنت رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، تمهيدا لدخول الاستثمارات الخارجية للبلاد.

 

أبو الغيط: جيران لنا يضرّون بالأمن القومي العربي

القاهرة – وكالات/12 كانون الأول/2020

 دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى استجابة جماعية في مواجهة سياسات القوى الإقليمية التي تضر بالأمن القومي للدول العربية. وقال أبو الغيط ، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربى، إن “التحديات التي تواجهها المنطقة غير مسبوقة خاصة على الصعيدين الأمني والستراتيجي، فما زال هناك جيران لنا في الإقليم يتبنون سياسات وينخرطون في ممارسات تضر بالأمن القومي للدول العربية جميعا، ويتعين أن تكون استجابتنا لهذه التحديات القادمة من جوارنا المباشر جماعية وشاملة”. ولفت أبو الغيط إلى أن “البرلمان العربى، تبنى مواقف قوية وواضحة، تعكس هذه النظرة الشاملة لأمننِا العربي، وتعبر عن شواغل الشعوبِ بالذات حيال التدخلات غير الحميدة في الشؤون الداخلية لدولِنا”. وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أنه ومع كل تلك الأحداث والمستجدات، تبقى القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على رأس التحديات، وتابع: “لن نصمت عن هذا إطلاقا”.

 

تونس: تراجع الحريات… وارتفاع في خطابات التكفير

تونس – وكالات/12 كانون الأول/2020

 سجلت المنظمات الحقوقية الدولية في الفترة الأخيرة، تراجعا تونسيا في مؤشرات الالتزام بحقوق الإنسان وضمان الحريات الفردية ويترجمها ارتفاعا في خطابات التكفير والعنف اللفظي والمادي وتهديدات خطيرة لمكاسب المرأة والطفولة والأقليات. وقال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلّم، إن “تونس شهدت الفترة الماضية عدد من أحكام السجن ضد المدونين والنشطاء على خلفية آرائهم وتكرر الاعتداءات على الصحافيين ومحاولة تمرير قوانين تحد من حرية الرأي والتعبير، إلى جانب تنامي العنف المادي وخطابات التكفير والتفرقة وتحقير المرأة من داخل البرلمان دون أي ردة فعل من السلطات في استهداف واضح للدستور ولمجلة الأحوال الشخصية”. وأشار إلى ما شهده القضاء أخيرا من اتهامات متبادلة بالفساد والإثراء غير القانوني والارتهان إلى ولاءات حزبية في قضايا الاغتيالات مما يمس من استقلالية السلطة القضائية وهي أهم ركيزة في الحكم الديمقراطي، في إشارة لقضية اغتيال شكري بلعيد وتورط حزب النهضة.

 

أديس أبابا: الإثيوبيون زادوا من دعمهم لسد النهضة

أديس أبابا – وكالات/12 كانون الأول/2020

أعلن مدير مكتب تنسيق المشاركة العامة لسد النهضة الإثيوبي، أرغاوي بيرهي، عن إجراءات سريعة اتخذتها الحكومة لمعالجة “الارتباك” المنتشر في سد النهضة الكبير. وتابع بيرهي، في تصريحات لوكالة الأنباء الإثيوبية “إينا”، بأن الإثيوبيين في جميع أنحاء البلاد زادوا من دعمهم الثابت لتحقيق بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير، حيث وصل الدعم المالي إلى 14 مليار بر إثيوبي. وأوضح أن “الإجراءات السريعة التي اتخذتها الحكومة تجاه معالجة الارتباك المنتشر في سد النهضة الكبير بعد الإصلاحات الشاملة التي أجريت في إثيوبيا زادت بشكل كبير من مشاركة الجمهور”. وامتدح أرغاوي المغتربين الإثيوبيين في الخارج الذين “بذلوا جهودا جبارة لمواجهة كل الهجمات الديبلوماسية لعرقلة عملية بناء السد”. وأشار إلى أن “الإثيوبيين، حيث انتصروا على أعداء مختلفين من خلال تأيديهم المتنوعة والموحدة، فإنهم الآن يكررون ذلك في بناء مشروع السد الرئيسي للبلاد”. وقال: “وقف الإثيوبيون وراء السد بمختلف الأوجه وغيرها من المساهمات بما في ذلك الجهود التي لا تقدر بثمن لمواجهة الضغوط والهجمات الديبلوماسية من مختلف الجهات الفاعلة”، مطالبا الإثيوبيين بمواصلة دعمهم الحازم لتحقيق بناء سد النهضة على الرغم من أي خلافات.

 

النص الكامل لإعلان الرئيس الإميركي دونالد ترامب

السياسة/12 كانون الأول/2020

في ما يلي النص الكامل لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول الصحراء المغربية: “إن الولايات المتحدة، تؤكد كما أعلنت ذلك الإدارات السابقة، دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول إقليم الصحراء الغربية. وعليه، واعتبارا من اليوم، فإن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء الغربية، وتجدد التأكيد على دعمها لمقترح الحكم الذاتي الجاد والواقعي وذي المصداقية باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول إقليم الصحراء الغربية. وتعتقد الولايات المتحدة أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن. ونحث الأطراف على الشروع في مباحثات في أقرب وقت، وذلك من خلال اعتماد المقترح المغربي للحكم الذاتي كإطار وحيد للتفاوض حول حل مقبول للطرفين. ومن أجل تسهيل التقدم نحو هذا الهدف، فإن الولايات المتحدة ستشجع التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في على أراضي الصحراء الغربية. ولتحقيق هذه الغاية، ستفتح الولايات المتحدة قنصلية بالصحراء الغربية، في الداخلة، من أجل النهوض بالفرص الاقتصادية والتجارية للمنطقة. والآن، وبناء عليه، أنا، دونالد ج. ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، بموجب السلطة المخولة إلي بمقتضى دستور وقوانين الولايات المتحدة، أعلن بموجبه أن الولايات المتحدة تعترف بأن كامل أراضي الصحراء الغربية تشكل جزءا من المملكة المغربية. وإثباتا لما تقدم، فقد وضعت توقيعي في هذا اليوم الرابع من شهر ديسمبر من سنة 2020 ميلادية، وسنة 245 منذ استقلال الولايات المتحدة الأميركية.

دونالد ج. ترامب”.

 

الاعتراف الأميركي تتويج لنهج المغرب بقضية الصحراء

السياسة/12 كانون الأول/2020

وسط خيبة ثقيلة للميليشيات الانفصالية ترتفع الآمال بفتح مزيد من قنصليات الدول في مدنها

إعلان الادارة الاميركية، يوم الخميس في بيان، اعترافها بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء فما الذي نعرفه عن هذا الجزء المهم التراب المغربي؟ تبلغ مساحة الصحراء المغربية، التي كانت مستعمرة إسبانية في السابق، نحو 266 ألف كيلومتر مربع، ويدير المغرب نحو 80 في المئة من مساحتها، والباقي منطقة عازلة تحت مراقبة الأمم المتحدة، وتملك الصحراء احتياطيات كبيرة من الفوسفات، وتزخر بالعديد من مناطق الصيد الغنية. كانت المنطقة شهدت نزاعا مسلحا بين المغرب وجبهة “البوليساريو” بين عامي 1975 و1991. وبعد الزخم الذي أحدثته دولة الإمارات بافتتاحها قبل أسابيع قنصليتها في مدينة العيون، أعلنت عواصم عربية أخرى نيتها فتح تمثيليتها الديبلوماسية جنوبي المغرب، في خطوة تكسب الرباط دعما إقليميا ودوليا لسيادته على الصحراء. وسبق الدعم العربي للمغرب، دعم إفريقي حيث تم فتح 15 قنصلية إفريقية في المدينتين ذاتهما، العيون والداخلة. وفيما ذكر البيت الأبيض في بيانه الخميس الماضي، بأن “الولايات المتحدة، تؤكد كما ذكرت الإدارات السابقة، دعمها لاقتراح المغرب للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء”. فيما اعلنت الادارة الاميركية “أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”. ولذا حض البيت الأبيض “الأطراف على الانخراط في مناقشات من دون تأخير، باستخدام خطة الحكم الذاتي المغربية كإطار وحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين”. وورد في البيان “لتسهيل التقدم نحو هذا الهدف، ستشجع الولايات المتحدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء، وتحقيقا لهذه الغاية ستفتح قنصلية في إقليم الصحراء في مدينة الداخلة لتعزيز الفرص الاقتصادية والتجارية للمغرب”. هذا التطور المهم وصفه مراقبون، اول من امس، واعتراف الولايات المتحدة الأميركية بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كل منطقة الصحراء المغربية، تتويجا لنهج الرباط الديبلوماسي، والتعاطي الحكيم مع هذا الملف، عبر السنوات. ويوم الخميس الماضي، قال وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، في تصريح لقناة “سكاي نيوز عربية” إن:” الصحراء مغربية بالتاريخ وبالاختيار الديمقراطي وبالقانون الدولي”.

أضاف أن:” الصحراء مغربية باعتراف المجموعة الدولية”، لافتا إلى الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء، الخميس، خلال اتصال هاتفي أجراه العاهل المغربي محمد السادس مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واعلن الديوان الملكي المغربي إن” الرئيس الاميركي دونالد ترامب أخبر العاهل المغربي أنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأميركية،للمرة الاولى بتاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كل منطقة الصحراء المغربية، فيما اعتبر العاهل المغربي ذلك الموقف تعزيزا للشراكة الستراتيجية القوية بين البلدين، والارتقاء بها إلى تحالف حقيقي يشمل جميع المجالات”. وتعتبر العلاقات الأميركية المغربية موغلة في القدم، إذ أن المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة، مما يجعل الإطار الثنائي للعلاقات بين البلدين يصل إلى حد إبرام العديد الاتفاقيات المهمة كان آخرها اتفاق التبادل الحر الذي تم إبرامه خلال العام 2004، ودخل حيز النفاذ في بداية عام 2007، مما جعل الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء اذ أن كل الاتفاقيات المبرمة بينهما كانت تشمل أقاليم الصحراء المغربية. ويشكل الاعتراف الأميركي بالسيادة المغربية على الصحراء إنهاء فعليا للنزاع المفتعل حولها، فيما يراه خبراء ومهتمون إحراجا حقيقيا لخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، خصوصا أنه يكرس المنظور المغربي للمنطقة، باعتباره صلة الوصل بين القارتين الأوروبية والأميركية من جهة، والقارة الإفريقية من جهة ثانية، وهو ما تعززه القنصليات التي تتزايد يوما بعد يوم في مدن الصحراء المغربية.

ووسط خيبة ثقيلة للميليشيات الانفصالية، ترتفع الآمال صوب فتح المزيد من قنصليات الدول الأكثر تأثيرا على الصعيد العالمي في مدن الصحراء المغربية، مما يبشر بالحل النهائي لهذا النزاع، ويُوجّه الأنظار نحو تميز ونشاط ودينامية الديبلوماسية المغربية التي تخدم في آن واحد قضاياها الوطنية الأولى والقضايا العربية والإفريقية وقضايا السلام والتعاون العالميين.

بريطانيا: خطوة إيجابية

تعليقاً على اتفاق المغرب وإسرائيل على إقامة علاقات ديبلوماسية كاملة، رحب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بالاتفاق، وقال إن:”هذه خطوة إيجابية بين شريكين مهمين لبريطانيا”، وفق ما نقلت عنه وزارة الخارجية البريطانية في بيان اول من امس.

أضاف أن:”لندن تدعم جهود التوصل إلى حلول سياسية تفاوضية ومقبولة توفر حق تقرير المصير لكل من الشعب الفلسطيني وشعب الصحراء المغربية”.

وترحيب فرنسي

رحبت وزارة الخارجية الفرنسية، اول من امس، باستئناف العلاقات الديبلوماسية بين اسرائيل والمغرب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول:” ان النزاع في الصحراء، جنوبي المغرب، طال أمده ويمثل مخاطر دائمة باندلاع توتر”.

أضافت:” أن فرنسا تؤيد حلاً سياسياً عادلاً ودائماً ومقبولاً من الطرفين، ومتوافقاً مع قرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة”. وشددت أنه “على ضوء هذه الرؤية، تعتبر فرنسا خطة الحكم الذاتي المغربية أساساً لمحادثات جادة وذات مصداقية”.

 

إدارة ترامب تُخطر الكونغرس ببيع المغرب أسلحة بمليار دولار وترحيب دولي باعتراف واشنطن بسيادة الرباط على "الصحراء المغربية"

الرباط – وكالات/12 كانون الأول/2020

 أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الكونغرس، بصفقة محتملة لبيع المملكة المغربية طائرات مسيرة وأسلحة موجهة عالية الدقة بقيمة مليار دولار. وأفادت أنباء صحافية، أمس، بأن الحديث يدور عن أربع طائرات مسيرة من طراز “أم كيو 9 بي سكاي غارديان”، تنتجها شركة “جنرال اتوميكس”، وصواريخ “هيل فاير” و”بيفواي” وذخيرة الهجوم المباشر المشترك من إنتاج شركات “لوكهيد مارتن” و”رايثيون” و”بوينغ”. وأضافت، إن الصفقة مع المغرب ستكون من بين أولى مبيعات الطائرات المسيرة بعد أن مضت إدارة ترامب قدماً في خطة لبيع المزيد من هذه الطائرات لعدد أكبر من الدول من خلال إعادة تفسير اتفاقية دولية للحد من الأسلحة تسمى نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ. في سياق آخر، حظي اعتراف الولايات المتحدة، بسيادة المملكة المغربية على “منطقة الصحراء المغربية” وافتتاح قنصلية أميركية في مدينة الداخلة، بترحيب عربي ودولي واسع. ورحب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على “منطقة الصحراء المغربية” وافتتاح قنصلية أميركية في مدينة الداخلة باعتباره خطوة تاريخية مهمة تعزز من السيادة الترابية والحقوق المغربية في “الصحراء المغربية”. وأشاد، بما أعلنه العاهل المغربي الملك محمد السادس، من إقامة الاتصالات الرسمية والعلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، الأمر الذي من شأنه تعزيز فرص تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة. وفي مسقط، ذكرت وزارة الخارجية العمانية، في بيان، أن “السلطنة ترحب بإعلان المغرب عن إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل”، معربة عن أملها في أن تعزز هذه الخطوة المساعي نحو إقرار سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط”. وفي باريس، رحبت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، باستئناف العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، مشيدة “بتصريح المغرب، الذي أعلن تمسكه بحل الدولتين وباستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل لسلام دائم”. وفي أمستردام، أعلن وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، على حسابه بموقع “تويتر”، عن ترحيب بلاده باتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل. وقال، “نرحب بعودة العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل والمغرب بوساطة الولايات المتحدة، وهذه خطوة مهمة للتطبيع اللاحق بين إسرائيل والعالم العربي”. على صعيد آخر، قال وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد المغربي حفيظ العلمي، إن الوزارة ستبدأ اتصالاتها بالمستثمرين الإسرائيليين، خصوصاً من الأصول المغربية، والذين أبدوا رغبة في الاستثمار في الصحراء. وأضاف، إن الاتصالات ستنطلق بداية من غداً الاثنين، وستشمل “جميع المستثمرين المغاربة الإسرائيليين الذين لهم رغبة في الاستثمار في المملكة”، مشيراً إلى أن “العديد منهم كانوا يمنون النفس بالاستثمار في المغرب، وعندما تعذر ذلك لجؤوا إلى دول أخرى وحالياً سيعودون”. وكشف، أن مجالات الاستثمار المتوقع اختيارها من قبل الإسرائيليين تتمثل في مجال التكنولوجيا والصيدلة والأدوية، بالإضافة للمواد الزراعية والالكترونيات وما يتعلق بها وبأمنها. من ناحية ثانية، دعت وزارة التجهيز المغربية، في بيان، أول من أمس، إلى تقديم عروض لبناء ميناء في الداخلة، وهي مدينة في الصحراء المغربية. وذكرت، أنه “من المقرر إغلاق المناقصة في 28 يناير العام 2021، موضحة أن الميناء سيكلف نحو مليار دولار، وسيساعد في تعزيز الروابط البحرية والتجارة بين المغرب وسائر إفريقيا.

 

أحزاب مغربية: تحوُّل تاريخي بموقف أميركا أجمعت على عدم التفريط في القضية الفلسطينية

الرباط – وكالات/12 كانون الأول/2020

 رحبت الأحزاب المغربية بمختلف أطيافها وتوجهاتها السياسية بالقرار الأميركي الذي يعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، مع فتح قنصلية بمدينة الداخلة، وعدته تحولًا تاريخيًا غير مسبوق. واجمعت أن هذا القرار سيفتح الباب أمام مزيد من الدول لركوب القطار، بشكل يمهد لطي الملف، وبالتالي ازدهار ونماء المنطقة المغاربية. بقدر ما عبر زعماء هذه الأحزاب عن تثمينهم لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية الصحراوية، شددوا على حرص المغرب على عدم التفريط في القضية الفلسطينية، مع تثمينهم إعلان العاهل المغربي الواضح والصريح بكون المغرب يضع دائمًا القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدًا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة. في هذا السياق قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني الى القناة الأولى:” إن الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على كامل صحرائه إنجاز كبير، وهذه الخطوة ستؤثر على مسار قضية الصحراء المغربية في السنوات المقبلة إذا لم نقل في الاشهر المقبلة”. ورأى العثماني ، وهو الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن” عزم واشنطن فتح قنصلية في مدينة الداخلة، ثاني اكبر مدن الصحراء، هو اعتراف عملي وواقعي”.

بيد أنه تفادى الحديث في تصريحه عن إقامة الرباط علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل، ولم يصدر عن الحزب اي موقفًا إزاء العلاقات مع الدولة العبرية. في السياق ذاته أشاد حزب الأصالة والمعاصرة المعارض بـ”الحنكة” التي يدبر بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الملفات ذات الصلة بالعلاقات الخارجية، وعلى رأسها ملف قضية الوحدة الترابية. كما تقدم الحزب بالشكر للإدارة الأميركية بعامة، والرئيس الأميركي دونالد ترمب بخاصة، على اعتراف الولايات المتحدة، وللمرة الاولى بتاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كل مناطق الصحراء المغربية، ووصف القرار الأميركي بالتاريخي الحاسم وغير مسبوق في تطورات قضية الوحدة الترابية للمغرب. ودعا في هذه المناسبة إلى تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين والشعبين الأميركي والمغربي، وتعزيزها بالمزيد من التطور والتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية، والارتقاء بها إلى علاقات أكثر متانة وقوة. أكد الحزب، في هذا السياق، وقوفه خلف العاهل المغربي بصفته رئيسا للجنة القدس، في مختلف المساعي والجهود والأدوار الكبيرة التي يؤديها حماية لحقوق الفلسطينيين. كذلك ثمن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المشارك في الحكومة، عاليًا قرار الولايات المتحدة “التاريخي” بـ”الاعتراف الواضح والصريح بالسيادة الوطنية على الأقاليم الصحراوية وفتح قنصلية في ربوعها، مما يعد تحولًا تاريخًيا غير مسبوق، من أكبر الدول العظمى. امام الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المعارض نبيل بنعبد الله شدد على تقدير المجهودات التي يبذلها العاهل المغربي من أجل الوصول إلى إنجاز تاريخي كبير بالنسبة لقضية الوحدة الترابية للمغرب، بعد القرار الأميركي.

 

اليهود في المملكة… التاريخ والثقافة لم يتأثروا بالصراع العربي - الإسرائيلي

الرباط- وكالات/12 كانون الأول/2020

 انطلق الاحتفال بعيد الحانوكا اليهودي هذا العام في العاشر من شهر ديسمبر الجاري ليستمر ثمانية أيام، متزامنا مع إعلان إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل ودول عربية جديدة للمرة الاولى منذ عام 1948. وفي المملكة المغربية، كما في غيرها من الدول المغاربية، من ليبيا حتى موريتانيا، تعود جذور الطوائف اليهودية الأولى بشكل موثَّق نسبيا إلى العهد الروماني قبل نحو 2000 سنة، فيما ترجعها بعض المصادر إلى مئات السنين قبل الميلاد، خلال الحقبة الفينيقية، إلا أن القرائن عنها غير متوفرة، وكل ما توفر منها يقرب إلى الخرافات والأساطير. وعاش اليهود بشكل طبيعي في المنطقة، لا سيما في الأقاليم الداخلية والصحراوية، بعيدا عن السلطات المركزية الرومانية ثم البيزنطية في الشمال، كغيرهم من سكانها، آنذاك، المتنوعي الأًصول والجذور والذين غلبت عليهم تسمية “البربر”. ويشهد ابن خلدون وابن الكلبي على أن المسلمين الرواد في المنطقة المغاربية وجدوا تجمعات للديانة اليهودية، وعندما جاء الإسلام، أعاد تنظيم حياة الطائفة اليهودية وفقا لقواعد العيش التي أقرتها الديانة الجديدة، آنذاك، وتبين لاحقا أنها وفرت لليهود الإطار الذي يعتبره الكثير من الخبراء، بمن فيهم اليهود ذاتهم، الأرقى تاريخيا إلى غاية ذلك الوقت، والذي وفر لهم فرصة ازدهار غير مسبوق في العلوم والفنون والسياسة والاقتصاد وفن العيش، وحتى في الجوانب الدينية الروحية. وعندما انهار حكم المسلمين في شبه الجزيرة الإيبيرية، الأندلس، غادرت غالبية يهود اسبانيا إلى المنطقة المغاربية مع المسلمين ليستقروا فيها نهائيا، بما في ذلك مدن فاس ومكناس وسجلماسة وسلا والصويرة وغيرها من المدن والقرى المغربية. وكان عدد هؤلاء، اللاجئين والمهاجرين والمطرودين قسريا، كبيرا إلى حد أنهم فاقوا على الطوائف المغربية عددا، حتى أصبحت الديانة اليهودية، كما في الجزائر وتونس وليبيا، تطغى عليها الثقافة اليهودية الأندلسية، أو ما يُعرف في الغرب إلى اليوم ولدى اليهود بالثقافة الـ”السَّفاردية”. في مختلف البلاطات المغربية، شغل الكثير من الأعيان اليهود وظائف الترجمة والديبلوماسية، وكانوا تجار سلاطين البلاد، وأيضا قادة سياسيين وعسكريين. خلال القرون التالية، عاش يهود المغرب في انسجام مع جميع المكونات لمختلف الممالك، حتى جاءت الحقبة الاستعمارية التي تسببت في اختلالات للعلاقات من حين لآخر، لأسباب عدة من بينها استقطاب المحتلين لبعض العناصر اليهودية وتوظيفها في صراعها ضد أهالي البلاد. وإذا كانت العلاقات مع اليهود بقيت طبيعية نسبيا، رغم التوترات على خلفية الصراع الدائر في فلسطين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن العلاقة مع الدولة العبرية كانت دائما من المحرمات.

وتلا إعلان ترامب التصريح بفتح المجال على مصراعيه للسفر بين البلدين، مما يرجح زيارات واسعة ليهود إسرائيل إلى موطنهم الأصلي المغرب، على الأقل من باب الحنين للماضي.

 

المحكمة العليا ترفض إلغاء نتائج الانتخابات في الولايات المُتأرجحة

حملة تنظيف في البيت الأبيض قبل انتقال بايدن إليه... واحتجاجات في أوهايو بعد قتل الشرطة لرجل أسود

واشنطن- وكالات/12 كانون الأول/2020

 رفضت المحكمة العليا الأميركية، دعوى قضائية من ولاية تكساس تسعى لإبطال فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في الانتخابات، ما يمثل هزيمة كبيرة في محاولة الرئيس دونالد ترامب لعكس خسارته في الانتخابات. وذكرت المحكمة، في بيان، ليل أول من أمس، أنها أسقطت الدعوى لانعدام الصفة القانونية، مشيرة إلى أن تكساس “لم تظهر مصلحة معترف بها قضائياً” لمحاولة إلغاء النتائج في ولايات أخرى. وزعمت الدعوى القضائية حدوث تزوير واسع النطاق في الانتخابات، وسعت إلى إبطال فرز الأصوات في أربع ولايات متأرجحة فاز بها بايدن، وهي بنسلفانيا وجورجيا وميتشيغان وويسكونسن.

وينهي قرار المحكمة العليا سلسلة من المعارك القضائية لحملة ترامب، التي شهدت عشرات المحاولات لإلغاء الانتخابات التي رفضها القضاة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وفي السياق، أكد ترامب، على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، أن “المحكمة الأميركية العليا لم تتحلى بالحكمة والشجاعة”، مضيفاً إن “المحكمة العليا خذلتنا، ولم تتحلى بالحكمة والشجاعة”. في غضون ذلك، يشهد البيت الأبيض في واشنطن حملة تنظيف شاملة وأكبر من المعتاد في ظل تفشي فيروس “كورونا”، بمناسبة انتقال بايدن إليه. وقال ممثل البيت الأبيض: إن الخطة تهدف إلى تنظيف وتعقيم جميع الأسطح في مكتب الرئيس، الذي من المقرر أن ينتقل إليه بايدن في العشرين من يناير العام 2021. وأضاف: إن “التنظيف يتم عادة خلال الساعات القليلة الي يستغرقها حفل التنصيب الرسمي، إلا أن من المقرر هذه المرة أن يتم تنظيف السجاد بصورة أكثر دقة”، هذا لو تم الاحتفاظ به أصلاً. وأشار إلى أنه “من المرجح أن تمتد إجراءات التنظيف والتعقيم إلى منطقة السكن والإقامة أيضاً”. من ناحية ثانية، احتشد مئات المحتجين، ليل أول من أمس، وسط مدينة كولومبوس بولاية أوهايو، مطالبين بالعدالة والشفافية في التحقيقات بمقتل شاب من أصول إفريقية الأسبوع الماضي، برصاص نائب قائد الشرطة. وسار الحشد في وسط المدينة باتجاه مبنى ولاية أوهايو وهم يهتفون، “لا عدالة، لا سلام، لا شرطة عنصرية”، فيما انتشر بعض المشاركين في المسيرة في الشوارع وعرقلوا حركة المرور.

 

“تايم” تمنح بايدن وهاريس لقب “شخصية العام”

واشنطن – د ب أ/12 كانون الأول/2020

 منحت مجلة “تايم” الأميركية، الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، لقب شخصية العام 2020. وقال رئيس تحرير المجلة إدوارد فيلسنتال في بيان، أول من أمس، إنه “لتغيير التاريخ الأميركي، ولإظهار أن قوى التعاطف أكبر من روح الانقسام، ولمشاركة رؤية تحقيق التلاحم والتقارب في عالم يسوده الحزن، فإن مجلة تايم قررت منح جو بايدن وكامالا هاريس لقب شخصية العام 2020”. وأضاف، إن “بايدن وهاريس فازا في الانتخابات الرئاسية، بعد خوضهما حملة انتخابية مركزة وحذرة بشدة، إذ تعهد الاثنان خلالها بتوحيد البلاد، وإنهاء فوضى (الرئيس) دونالد ترامب والسيطرة على جائحة كورونا”. وكانت “تايم” كشفت في وقت سابق، عن القائمة المختصرة للمرشحين لنيل لقب شخصية العام، حيث ضمت كل من بايدن، وترامب، وعاملين في مجال الرعاية الصحية، وكبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، وحركة تحقيق العدالة العرقية.

 

النمسا تلغي قانون حظر الحجاب بالمدارس الابتدائية

فيينا – وكالات/12 كانون الأول/2020

 أصدرت المحكمة الدستورية النمساوية، قراراً بإلغاء القانون الذي يحظر على طلاب المدارس الابتدائية في البلاد ارتداء الحجاب، معتبرة أن هذا القانون «تمييزي وغير دستوري». وقال كبير قضاة المحكمة كريستوف غرابينوارتر، أول من أمس، إن «المواد الإضافية للحكومة المصاحبة للقانون، أوضحت أن قطعة الملابس المستهدفة كانت الحجاب». وأشار، إلى أن «هذا القانون، الذي تم تطبيقه منذ خريف العام 2019، ينتهك مبدأ المساواة والتزام الدولة بالحياد الديني، لأنه في الواقع لا يؤثر إلا على الطلاب من دين واحد، هو الإسلام». وأضاف، إن هذا القانون «ينطوي على مخاطر إعاقة وصول الفتيات المسلمات إلى التعليم، وبشكل أكثر دقة عزلهن عن المجتمع». وجاء قرار المحكمة بعد أن طعنت أسرة طفلين مسلمين على القانون، مشيرة إلى التمييز الذي يتصف به، حيث أن «الحظر ينطبق فقط على الأوشحة التي تغطي الرأس بالكامل، ولكن ليس على أغطية الرأس الدينية الأصغر التي يرتديها الطلاب اليهود أو السيخ»، وموضحة أن «الحظر يعد انتهاكاً غير متناسب للحرية الدينية والتنشئة الدينية للأطفال، وانتهاكاً لمبدأ المساواة».

 

دخول قوات روسية البوكمال يفاقم التنافس مع إيران في سوريا/موسكو تعلن انتشار قواتها في الجولان

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»/12 كانون الأول/2020

عاد التنافس الروسي - الإيراني في مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، جراء استمرار التهدئة وثبات خطوط التماس منذ مارس (آذار) الماضي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن القوات الروسية افتتحت أول مقر لها في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي على الحدود مع العراق، حيث تمركزت القوات في مبنى الفندق السياحي وسط مدينة البوكمال. ويأتي ذلك، بعد محاولات عدة لاقت رفضاً كبيراً من قبل الميليشيات الإيرانية التي تسيطر على المدينة، في وقت قالت مصادر موالية لدمشق، إن قوات الأمن السورية اقتحمت موقعاً لميليشيات إيرانية في دير الزور واعتقلت عدداً منهم.

تزامن هذا مع إعلان عسكريين روس أنهم يساعدون القوات السورية التي تقوم بالدوريات في منطقة الجولان بريف القنيطرة بالقرب من «خط برافو» الفاصل بين القوات السورية والإسرائيلية. وقال قائد إحدى الكتائب الروسية في حديث لوكالة «تاس»، إن «الأهم هو عمل الأفراد. ونحن نقوم بتدريبات مشتركة، بما في ذلك عمليات الإجلاء ونقل تعزيزات وصد هجمات». وتابع إن «مهمتنا مراقبة وقف إطلاق النار وإظهار الحضور العسكري الروسي وحماية العسكريين الروس». يذكر أن الشرطة العسكرية الروسية تضمن الأمن بالمنطقة بعد طرد الجماعات المسلحة من ريف القنيطرة. ونشرت القوات الروسية 5 نقاط للمراقبة بالقرب من خط فك الارتباط، الذي كانت تراقبه قوات حفظ السلام الأممية في وقت سابق. وجاءت التسريبات الروسية بعد إعلان وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد لوزير الخارجية السوري الجديد فيصل المقداد خلال لقائهما في طهران قبل أيام، «نجدد إدانة اعتراف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بالجولان السوري المحتل كجزء من إسرائيل، ونؤمن بأنه ينبغي مواصلة المواجهة مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) حتى تحرير الأراضي المحتلة من بينها الجولان». جاء هذا في وقت يعود الصراع الروسي - الإيراني إلى الواجهة من جديد، هذا الصراع الأشبه بحرب باردة يسعى كل طرف فيها لفض شراكة السيطرة، والتفرد بالقرار السوري. وقال «المرصد»، إن الصراع بين موسكو وطهران «وإن كان يشمل كامل التراب السوري في العموم، فإنه يتركز في الجنوب السوري وغرب الفرات على وجه الخصوص، ففي درعا تتسابق روسيا وإيران لانتزاع السيطرة المطلقة عليها، حيث تواصل الأولى تقوية نفوذ الفيلق الخامس المدعوم من قبلها وإظهاره كقوة كبرى في المحافظة، ولا سيما أن المنتسبين للفيلق هم أبناء درعا، وغالبيتهم من أصحاب التسويات والمصالحات، وهو ما يبرز جلياً بتدخل الفيلق الخامس في فض النزاعات تارة، وبخلق نزعات لكسر شوكة قوات النظام والفرقة الرابعة المقربة من إيران تارة أخرى».

وعلى المقلب الآخر، حسب «المرصد»، تستمر إيران في عمليات التجنيد الشبان والرجال عبر «عرّابين تابعين لإيران و(حزب الله)، كسرايا العرين التابع للواء 313 الواقع في شمال درعا، بالإضافة لمراكز في صيدا وداعل وازرع، ويخضع المجندون الجدد لدورات تدريبية في منطقة اللجاة شرق درعا. وعلى مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل، يعمد (حزب الله) اللبناني إلى ترسيخ نفوذه في القنيطرة عبر استقطاب الشبان الهاربين من ملاحقة أجهزة النظام الأمنية بشأن الخدمة الإلزامية والاحتياطية؛ ونظراً لتردي الأحوال المعيشية مع انعدام فرص العمل؛ إذ تتركز عمليات التجنيد والتشييع في كل من مدينة البعث وخان أرنبة». أما غرب الفرات، فإن عمليات التجنيد لصالح إيران متواصلة بشكل كبير ضمن المنطقة الممتدة من الميادين حتى البوكمال بريف دير الزور الشرقي، والتي تقع تحت سيطرة النفوذ الإيراني بشكل كامل. وقال «المرصد»، إن روسيا تسعى «لتحجيم الدور الإيراني هناك بطرق مباشرة وغير مباشرة، حيث تقوم بحملات أمنية مستمرة برفقة ميليشيات موالية لها وللنظام السوري وزيارات دورية إلى مناطق النفوذ الإيراني، فضلاً عن الاطلاع الروسي المسبق بالضربات الإسرائيلية التي تستهدف الإيرانيين غربي الفرات». ووفقاً لإحصائيات، فإن تعداد المتطوعين في صفوف الإيرانيين والميليشيات الموالية لها في الجنوب السوري ارتفع إلى أكثر من 8600. كما ارتفع إلى نحو 7450 عدد الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة ممن جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً، ذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور؛ إذ تعمد الميليشيات الإيرانية لتكثيف عمليات التجنيد هذه في استغلال كامل منها لانشغال الروس في الاتفاقات مع «الضامن” التركي بالشمال السوري. على صعيد آخر، قتل تسعة مسلحين موالين لإيران الخميس في هجوم شنه تنظيم «داعش» ضد أحد مواقعهم في شرق سوريا. وأوضح «المرصد»، أن عناصر من التنظيم «هاجموا فجراً موقعاً عسكرياً تابعاً للحرس الثوري الإيراني في منطقة جويف ضمن بادية الميادين» في ريف دير الزور الشرقي. وأشار إلى أن القتلى التسعة سوريون ممن تلقوا تدريبات عسكرية على يد المقاتلين الإيرانيين، الداعمين لقوات النظام في سوريا. وقُتل خلال الاشتباكات إثر الهجوم مقاتلون من تنظيم «داعش»، وفق المصدر ذاته. وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» في ربيع 2019 هزيمة «داعش». إلا أنه رغم تجريده من مناطق سيطرته، لا يزال ينتشر في البادية السورية المترامية الأطراف، الممتدة من ريفي حمص وحماة الشرقي، وصولاً إلى الحدود العراقية، مروراً بمحافظات الرقة ودير الزور وحلب. وانطلاقاً من البادية، يشنّ عناصر التنظيم بين الحين والآخر هجمات على مواقع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، تستهدف أحياناً منشآت للنفط والغاز. ودائماً ما تتجدد الاشتباكات بين الطرفين، وتتدخل في كثير من الأحيان الطائرات الروسية دعماً لقوات النظام على الأرض. ووثق «المرصد» منذ مارس 2019، مقتل أكثر من ألف عنصر من قوات النظام و140 مقاتلاً في المجموعات الموالية لإيران الداعمة لها، فضلا عن أكثر من 580 متطرفاً جراء المعارك في البادية. ويؤكد محللون وخبراء عسكريون، أن القضاء على مناطق التنظيم لا يعني أن خطر «داعش» قد زال مع قدرته على تحريك عناصر متوارية في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية.

 

تنديد أممي ببيانات «غير كاملة» لسوريا بشأن أسلحتها الكيماوية

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 كانون الأول/2020

أدانت الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس (الجمعة) خلال جلسة عبر الفيديو لمجلس الأمن، بيانات غير كاملة لسوريا بشأن أسلحتها الكيماوية، في حين رفضت روسيا الداعمة لدمشق ما اعتبرته «تكهنات» وضغوطاً من جانب الغرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت إيزومي ناكاميتسو الممثلة العليا لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة إن «الأمانة التقنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تواصل الاعتقاد أنه في هذه المرحلة، وبسبب ثغرات وتناقضات التي لم يتم حلها، لا يمكن اعتبار البيان المقدم من سوريا دقيقا وكاملا وفقًا لاتفاقية الأسلحة الكيماوية».

وأشارت إلى أن 19 سؤالاً بقيت دون إجابة. وقال فرناندو أرياس مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية: «يتعلق أحد هذه الأسئلة الـ19 بمنشأة لإنتاج الأسلحة الكيماوية أعلنت سوريا أنها لم تُستخدم قطّ في إنتاج أسلحة من هذا النوع». ولم يحدد أرياس موقع المنشأة، لكنه أكد أنه تم العثور على أدلة منذ 2014 على استخدامها لصنع أسلحة كيماوية. واتهم محققو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشن هجمات بغاز السارين والكلور في سوريا في 2017. ورفضت روسيا وسوريا الاتهامات قائلتين إن القوى الغربية قامت بتسييس عمل المنظمة.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: «ما نرفضه هو التكهنات وحملات التشهير السياسي التي تسمم للأسف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشكل متزايد»، منتقداً أساليب عمل الأمانة التقنية. وأضاف: «بدلاً من جمع العيّنات في الميدان، تُجري الأمانة التقنية مسوحات عن بُعد، بالاعتماد على معلومات خارجية ومصادر مفتوحة». وفي بيان مشترك قبل الاجتماع، أعرب الأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن (ألمانيا وبلجيكا وإستونيا وفرنسا والمملكة المتحدة) عن رغبتهم في تقديم «دعمهم الكامل» لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وقالوا: «لدينا ثقة كاملة في الأمانة التقنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومهنيتها وحيادها وخبرتها الراسخة في تنفيذ الاتفاقية حول الأسلحة والمهام التي تُسنَد إليها من جانب الدول الأطراف». وقالت الولايات المتحدة أيضا إنها «تدعم بقوة» المنظمة. وتتعرض روسيا وسوريا لضغوط منذ اشهر من جانب الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتقديم إيضاحات بشأن هجمات كيماوية نُفذت في سوريا وحالات تسمّم رعايا روسيين. وعلى الرغم من أن الاجتماع كان مخصصاً للأسلحة الكيماوية في سوريا، فإن فرناندو أرياس ركز بالتفصيل على قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي تسمم بغاز أعصاب من نوع «نوفيتشوك». وأعرب خصوصاً عن أسفه لأن موسكو لا تزال تمنع زيارة فنية من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى روسيا على غرار تلك التي أجريت في ألمانيا حيث كان نافالني قد تلقى العلاج.

 

السيسي يؤكد دعم مصر الدائم للعراق

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 كانون الأول/2020

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثوابت السياسة المصرية بدعم العراق وتعزيز دوره القومي العربي، وتحقيق كل ما من شأنه أن يحقق مصالحه ويساعده على تجاوز جميع التحديات، ويحافظ على أمنه واستقراره، حسبما أفادت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر. وأوضح السيسي خلال لقائه وفدا وزاريا عراقيا برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط العراقي خالد بتال، اليوم (السبت)، أن مصر حريصة على الدفع بأطر التعاون مع العراق سواء على المستوى الثنائي أو الثلاثي مع الأردن، في ضوء الأهمية الاستراتيجية لهذا التعاون في العالم العربي، بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي. كما شدد السيسي خلال اللقاء على الجدية والإرادة القوية لدى مصر تجاه التعاون المثمر مع الجانب العراقي في جميع المجالات، مشدداً على أهمية عامل المتابعة الدقيقة لما يتم التوافق عليه، خاصةً على المستوى التنفيذي لتخطي الإطار الإداري والبيروقراطي التقليدي من أجل بلورة نتائج ملموسة. من جانبه، أعرب وزير التخطيط العراقي عن تقدير بلاده للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كل الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع الأردن، وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة في مجال المشروعات التنموية ونقلها إلى العراق، خاصةً في مجال الإسكان والبنية التحتية والطاقة الكهربائية والقطاع الزراعي، والصحة، فضلاً عن تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. كما ثمن وزير التخطيط العراقي الدور المصري الداعم للعراق، والذي يمثل عمقاً استراتيجياً لبلاده على المستوى العربي والأفريقي والعالمي، خاصةً فيما يتعلق بمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض ومناقشة وفدي مصر والعراق لمشروعات التعاون في جميع المجالات لاستثمار الإمكانات المتوافرة لدى البلدين، وكذلك تفعيل الآليات التنفيذية لما تم الاتفاق عليه في اللجنة العليا المصرية - العراقية المشتركة، فضلاً عن متابعة تنفيذ المشروعات المنبثقة عن آلية التعاون الثلاثي مع الأردن.

 

تركيا تندد بـ«لغة مسيئة» من إيران بحق إردوغان

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 كانون الأول/2020

انتقدت تركيا، اليوم (السبت)، استخدام طهران ما وصفته بـ«لغة مسيئة» ضد الرئيس رجب طيب إردوغان بعد تلاوته قصيدة تتضمن دلالات على أن المناطق الشمالية الغربية الإيرانية هي جزء من أذربيجان، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وكان إردوغان قد ألقى خطاباً الخميس في العاصمة الأذرية باكو خلال احتفال بمناسبة الانتصار العسكري الذي حققته أذربيجان على أرمينيا بعد ستة أسابيع من القتال حول منطقة ناغورني قرة براغ المتنازع عليها. وتلا قصيدة قالت طهران إنها قد تثير النزعة الانفصالية في أوساط الأقلية الأذرية في إيران. وتعيش في إيران جماعة كبيرة من السكان من القومية الأذرية، وخاصة في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا التي يفصلها عن أذربيجان نهر آراس. في اليوم التالي، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على موقع «تويتر»: «لم يخبر أحد الرئيس إردوغان أن ما تلاه بشكل خاطئ يشير إلى الفصل القسري لمناطق في شمال آراس عن الوطن الأم في إيران». ووفقاً لوكالة «إيسنا» الإيرانية فإن القصيدة تعد «واحداً من رموز الانفصاليين الأتراك». ولفتت إلى أن الأبيات تشير إلى نهر آراس و«تشكو من المسافة بين الأشخاص الذين يتحدثون الأذرية على ضفتي النهر». وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت السفير التركي في طهران حول تعليقات إردوغان «التدخلية وغير المقبولة»، مطالبة بـ«تفسير فوري». في المقابل، استدعت تركيا سفير إيران لدى أنقرة بسبب مزاعم «لا أساس لها»، وأبلغت الخارجية السفير الإيراني أنّه «من غير المقبول» بالنسبة إلى ظريف أن يكتب على «تويتر» بدلاً من استخدام قنوات أخرى للتعبير عن «انزعاجه». والسبت، صعّدت أنقرة من موقفها بتصريح لرئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون قال فيه: «ندين استخدام لغة مسيئة تجاه رئيسنا وبلدنا بسبب تلاوة قصيدة تم إخراج معناها عمداً من سياقه».

 

إسرائيل وبايدن... لا مشكلة حقيقية بينهما/الخلاف بين «مؤسسة السلطة» في تل أبيب من جهة ونتنياهو من جهة ثانية

القدس: نظير مجلي/12 كانون الأول/2020

«إذا كان لا بد من عمل ضروري لجعل العلاقات الأميركية - الإسرائيلية في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، علاقات جيدة، فعلينا أن نجري مفاوضات بين إسرائيل كدولة ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. نحن لا نخاف على إسرائيل من بايدن؛ فهو صديق وحليف قديم رصيده زاخر بالأحداث التي أثبت خلالها إخلاصه للحلف الاستراتيجي مع إسرائيل. أما مشكلتنا فهي مع نتنياهو، الذي نخشى أن يحاول تكرار صداماته مع البيت الأبيض إبان عهد باراك أوباما. لقد كان بايدن هناك في البيت الأبيض، كنائب للرئيس، شاهداً حيّاً على الكثير من المحادثات الهاتفية الساخنة بين تل أبيب وواشنطن. وعندما كان أوباما يغلق الخط، كان بايدن يسمعه يشتم بكلمات من الوزن الثقيل. وهو بالتأكيد كان يتمنى لو أن نتنياهو غير موجود في رأس هرم الحكم الإسرائيلي، ويحسب ألف حساب للتعامل معه. ومع ذلك فإنه سيواصل العمل بحذر حتى لا يكون سبباً في خلافات معه»... بهذه الكلمات لخّص متحدّث صورة الموقف السياسي في تل أبيب وواشنطن هذه الأيام، عشية دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض. قائل الكلمات أعلاه هو أحد الجنرالات السابقين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ولقد دخل الحلبة السياسية وغادرها بسرعة، ويعمل في مجال الأبحاث السياسية والاستراتيجية. واليوم يسمح الرجل لنفسه بأن يقول: «إذا كان هناك تنافس بين بنيامين نتنياهو وجو بايدن فإنني ممن يتمنون ألا يكون الفوز من نصيبنا. لأن لدينا رئيس حكومة يكرّس كل شيء، أيضاً في العلاقات الخارجية، لمصلحة معركته الشخصية». لكن منذ أن تجرأ بنيامين نتنياهو على الاعتراف بنتائج الانتخابات الأميركية واتصل ليهنئ الرئيس الجديد بايدن، تبذل جهود كثيرة لإقناعه بضرورة أخذ زمام المبادرة وفتح صفحة جديدة معه ومع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. ويقف وراء هذه الجهود كثيرون: قادة يهود الولايات المتحدة، وأنصار إسرائيل في الحزب الديمقراطي، ومسؤولون في أجهزة الأمن في البلدين، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمر، وعدد من رجال الأعمال في البلدين، ورئيس «المؤتمر اليهودي العالمي» رون لاودر، ورئيس «الوكالة اليهودية» يتسحاك هيرتسوغ... وغيرهم. هؤلاء جميعاً يرون أن مصلحة إسرائيل تقتضي تحسين علاقاتها مع بايدن. وكما يقول الدكتور إلداد شافيت، الباحث الاستراتيجي في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، فإن انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة يحتّم على إسرائيل إعادة النظر في سياساتها وأساليب تعاونها مع إدارته الجديدة. ويقول: «لا أحد ينكر أنه طيلة السنوات التي عمل خلالها في الميدان السياسي وتولى منصب نائب الرئيس، أظهر الرئيس المنتخب تعاطفاً والتزاماً تجاه إسرائيل وحاجاتها الأمنية ومصالحها. وفي الوقت نفسه، اعتادت إسرائيل وقيادتها على إدارة رئاسية مختلفة تماماً عن إدارة باراك أوباما خلال السنوات الأربع الماضية. ففي ظل إدارة ترمب تطابقت المواقف في معظم الأحيان، وقُدّمت هدايا أميركية كثيرة لنتنياهو، كالاعتراف بالقدس عاصمة ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب، والاعتراف بضم الجولان، وتشريع الاستيطان، وغير ذلك. ولكن، مع تسلّم إدارة جديدة، ستضطر الدولتان إلى أن تتعلما مجدداً كيفية العمل معاً. ومن وجهة نظر إسرائيل، سيكون من الضروري تضييق الفجوات التي تبدأ على ما يبدو بالظهور بين البلدين».

- إسرائيل وإيران والفلسطينيون

من الصعب القول، في أي مجال، إن «إسرائيل تريد هذا أو ذاك»، لأن إسرائيل ليست كتلة موحّدة في مواقفها، حتى إزاء القضايا الاستراتيجية. وكما هي الولايات المتحدة ممزّقة بين تيارين في الحكم، يمثلهما الحزبان الجمهوري والديمقراطي، في إسرائيل تمزّق أكبر. وثمة صراعات بين عدة تيارات: اليمين يفكر بطريقة واليسار مضاد له، والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية لها حسابات مختلفة، ورئيس الوزراء نتنياهو يُعتبر تياراً مختلفاً عن الجميع، يتحكم به وضعه القضائي ومحاكمته بتهمة الفساد. حكومة نتنياهو، اليوم، تريد من إدارة بايدن اتخاذ مواقف متشددة من المشروع النووي الإيراني وإحباطه، وتقييد قدرات طهران على إنتاج صواريخ باليستية بعيدة المدى. كذلك تريد مساندة أميركية لها في عملياتها المثابرة في ضرب التموضع الإيراني في سوريا، والسعي لإخلاء الشام من الوجود العسكري الإيراني المباشر، وضرب الميليشيات الإيرانية، بما في ذلك «حزب الله»، كي لا يجعل من الجولان الشرقي جبهة حرب جديدة مع إسرائيل. وأخيراً، تريد أيضاً مواصلة دعمها للضغوط على «حزب الله» في لبنان. هذه الحكومة تعرف تماماً أن بايدن ليس ترمب ولن يكون كذلك. ومع هذا فإنها تريد منه، أولاً، ألا يلغي شيئاً من المواقف التي اتخذها ترمب، وكانت بمثابة هدية لنتنياهو، مثل قضايا القدس والجولان والاستيطان. وأيضاً الاستمرار في التوصل إلى اتفاقيات السلام مع العالم العربي. وعموماً، أن تكون سياسته أقرب ما يمكن لسياسة ترمب. وحقاً، أطلق نتنياهو تصريحات واضحة بشأن بعض المواضيع تدل على أنه لن يتنازل عن طروحاته. وفي الموضوع الإيراني يقال إن اغتيال عالم الذرة في قيادة «الحرس الثوري» محسن فخري زادة - الذي تنسبه جهات أجنبية إلى إسرائيل - جاء رسالة من نتنياهو لبايدن مفادها أن لديه وسائل ضغط ومسار عمل مستقلاً مع طهران.

في الموضوع السوري لا يقف نتنياهو وحده، بل تشاركه «المؤسسة الأمنية»، أي الجيش والاستخبارات، الرأي بضرورة محاربة التموضع الإيراني العسكري. وإذا كان ثمة اكتفاء قبل سنتين بإبعاد القوات الإيرانية عن حدود وقف إطلاق النار مع إسرائيل في الجولان لمسافة 70 - 80 كلم، فإن مطلب نتنياهو و«المؤسسة» بات اليوم يتجاوز الإخلاء ليصل إلى الانسحاب التام من سوريا. وبالذات، إبعاد الميليشيات التابعة لإيران من الجنوب السوري تماماً. ويعلن الفريقان أن كل فرد من الميليشيات في هذه المنطقة وكل موقع، سيكون هدفاً للتصفية.

وحقاً، وحسب مصدر عسكري كبير في الجيش الإسرائيلي، فإن القصف الذي تنفذه إسرائيل في سوريا «يحتوي على رسالة يفهمها جيداً النظام السوري والقادة الإيرانيون وقيادة (حزب الله) أيضاً، مفادها أن أي حراك أو استفزاز أو ضربة توجه لإسرائيل سيأتي الرد عليها أقسى بعشرات الأضعاف، وستكون موجهة إلى العناصر الثلاثة معاً: الجيش السوري ومواقع الوجود الإيراني والمواقع التي تنطلق منها العمليات». وضرب مثلاً على ذلك في القصف الأخير في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إذ اكتُشِف لغم قرب الحدود مع إسرائيل فقصفت ثمانية أهداف داخل سوريا، ما أدى لمقتل 11 شخصاً، بينهم سوريون وإيرانيون.

أما في الموضوع الفلسطيني، فالانطباع في إسرائيل أن بايدن لن يسارع لتقديم مقترحاته الخاصة. ولم يتضح إلى أي مدى سترى إدارته القادمة في «خطة القرن» التي طرحها ترمب، أو في مكوّناتها، أساساً لتجديد العملية السياسية. مع ذلك فإن نتنياهو يدرك أن بايدن سيعيد العلاقات بين الإدارة الأميركية والسلطة الفلسطينية، وسيعيد فتح مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، وأيضاً سيخصّص مساعدات مالية سنوية، وسيسعى لتقييد المشروع الاستيطاني، وسيؤيد حل الدولتين ويبقيه على الأجندة الدولية. ولذا فإن حكومة نتنياهو تحاول الاستفادة مما تبقى من فترة ترمب لإقرار مشاريع استيطانية. وتستعد لمواجهة مطالب الإدارة الجديدة، مع الأمل بوقوع الفلسطينيين في أخطاء يسهل استغلالها لعرقلة التقدم في الحلول والتسويات.

أخيراً، هناك موضوع لا خشية في إسرائيل من تراجع فيه عند بايدن، وهو موضوع العلاقات الثنائية في المجال العسكري والأمني؛ فالدعم الأميركي السنوي بقيمة 38 مليار دولار، يعود أصلاً لعهد أوباما - بايدن وسيستمر. والجيش الإسرائيلي يقيم علاقات تعاون وشراكة مباشرة مع الجيش الأميركي، لا تتأثر بسوء العلاقات بين السياسيين، لأنها مبنية على تقييم مهني للمصالح المشتركة. والأمر نفسه ينطبق على التعاون الاستخباري والحرب «السيبرانية».

السؤال إذن هو: متى سيطرح موقف نتنياهو من هذه القضايا مع بايدن؟

- اتصالات غير مستفزة

أوساط سياسية عليمة، تؤكد أن رجال نتنياهو باشروا الاتصالات مع طاقم بايدن، ولكن بحذر شديد كي لا يغيظوا ترمب، وأن هذه الاتصالات ستزداد وثوقاً عندما يدخل بايدن رسمياً إلى البيت الأبيض، ثم إن نتنياهو سيواصل التقليد التاريخي بالقيام بزيارة رسمية إلى واشنطن في أقرب وقت ممكن، بعد تنصيب الرئيس الأميركي، وهو لن يكتفي بالعلاقات الثنائية معه، بل سيسعى إلى «تشكيل جبهة إيجابية مع الدول العربية التي تواجه الإشكاليات نفسها مع الإدارة الديمقراطية في واشنطن».

أحد المسؤولين في حزب «كحول لفان» (أزرق - أبيض)، يضع قضية العلاقة مع بايدن «كواحدة من القضايا التي توجب على نتنياهو الحفاظ على حكومته الحالية لكي تقوّي مركزه في واشنطن». ويقول إن بايدن أقرب بفكره إلى أبرز قادة «كحول لفان» بيني غانتس (رئيس الحكومة البديل ووزير الأمن) وغابي أشكنازي (وزير الخارجية)، مما هو من نتنياهو. ويرى أنه في حال استمرار الحكومة وتعذّر التوجه لانتخابات مبكرة، سيسعى غانتس وأشكنازي إلى إجراء حوار مهني جدّي وودود مع فريق بايدن. ثم يضيف «هناك أمور تحتاج بشكل ملح إلى مداولات إيجابية. إننا على دراية جيدة بتوجّه كان قد بدأ خلال عهد أوباما، واستمر في حقبة ترمب، وسيبقى على الأرجح خلال ولاية بايدن، ألا وهو: الحدّ، إلى أقصى درجة ممكنة، من الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. وليس بوسع إسرائيل وضع حدّ لهذا التطور. لكن من وجهة نظرنا، ونظر الشركاء العرب، يجب ألا يُلحق هذا القرار الضرر بصورة الولايات المتحدة كقوة رائدة في المنطقة، وألا يتمّ اعتباره وكأنه يحدّ من التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في المنطقة، خصوصاً أن هناك من يسعى لملء الفراغ مثل روسيا والصين. وهناك القضية الإيرانية، التي نخشى أن يعيد بايدن فيها عقارب الساعة إلى الوراء فيعود إلى الاتفاق النووي. وهنا ينبغي أن يكون لنا وللشركاء العرب المتضرّرين من سياسة إيران وممارساتها، كلمة وتأثير. وإذا توجّهت إدارة بايدن لاتفاق جديد فنحن نريد اتفاقاً موسّعاً يشمل الصواريخ الباليستية واتفاقاً يمنع إيران من تطوير قدراتها النووية العسكرية بأي حال، وكذلك نريد نظام تفتيش صارماً... ولكي يحصل هذا ينبغي ألا يتوقف نظام العقوبات الشديدة».

- قلق بين الباحثين

في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أجرى معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، يوماً دراسياً حول العلاقة بين حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة جو بايدن، تضمنت «سيناريوهات» متعددة، وتجلّى خلالها القلق من تكرار الخلافات التي سادت إبّان عهد باراك أوباما.

شارك في المداولات مجموعة من الخبراء والاستراتيجيين والجنرالات السابقين في الجيش. وأكدوا أنه «بعد أربع سنوات من إدارة ترمب، التي كان لإسرائيل خلالها تأثير كبير على السياسة الأميركية، سيتوجب عليها إجراء تعديلات تلائم الواقع الجديد وصياغة استراتيجية محدثة لاتصالها مع الفريق الذي سيقود السياسة الخارجية المقبلة. ومع أن بايدن يُعد صديقاً لإسرائيل، فمن المتوقع أن يكون متشككاً إزاء نيات الحكومة الإسرائيلية بسبب الرواسب المتبقية من فترة نهاية عهد أوباما، والعلاقة الحميمة التي سادت بين نتنياهو وترمب. وبالتالي، يحتاج كلا الجانبين إلى تعلم العمل معاً مجدداً، ومن المحتمل أن تكون الإدارة الجديدة مهتمة بالمبادرة». لذا، مهم جداً (وفق الخبراء) أن تصل إسرائيل إلى الاجتماع مع الإدارة الجديدة «بأيدٍ نظيفة»، ومن المهم استيعابها السريع لحقيقة أن الواقع تغيّر، وأن عليها تكييف السلوك مع السياسة الأميركية المتبلوِرة وطريقة سلوك الرئيس المقبل والإدارة الجديدة.

ومن ثم خرج الباحثون بتوصيات مفصلة في أساسها «أن تحافظ إسرائيل، أقله في الأشهر المقبلة، على الحوار مع الإدارة الجديدة بتكتم، مع تجنب الانتقاد وتقديم النصائح على الملأ، وتجنب إجراءات التحدي بشكل خاص. ويجب عليها أيضاً الامتناع عن الظهور وكأنها تحاول تطويق الإدارة من خلال الكونغرس، خاصة إذا بقيت الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ومن المهم، كذلك، أن تجدول إسرائيل القضايا التي ستُطرح للنقاش وفقاً للأولويات. إذ يجب التركيز على القضية الإيرانية التي من المحتمل أن تنشأ الخلافات حولها. كما يجب على إسرائيل عرض خطوات يمكن دفعها قدماً، لا مجرد التركيز على رفض الأفكار التي تطرحها الإدارة. ومن المتوقع أيضاً أن تطفو الفجوات في القضية الفلسطينية. وفي هذا السياق، يجب أن تركز الاستراتيجية الإسرائيلية على محاولة إقناع الإدارة الجديدة بالحفاظ على المكوّنات الإيجابية لـ(خطة القرن)، مع ضمان عدم رفض الإدارة للبرنامج بأكمله بفعل الرغبة بالتنكر لإرث ترمب».

من التوصيات أيضاً «عمل إسرائيل على تنسيق السياسة الإقليمية، لا سيما في سياق الخطوات التي تتخذها إسرائيل لكبح التوسع الإيراني. وعلى إسرائيل أيضاً تكييف علاقتها مع الولايات المتحدة بشأن التنافس بين القوى العظمى، وتكثيف التعاون التكنولوجي معها إلى حد إنشاء تحالف تكنولوجي يقف في طليعة الصراع بين القوى. أضف إلى ذلك، من المهم التركيز على الفور على بذل جهود قوية لاستعادة العلاقات مع الحزب الديمقراطي، بما في ذلك إنشاء خطوط اتصال مفتوحة مع الأعضاء المنتخبين في الحزب الديمقراطي، وكذلك مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة».

ولكن، ما يبقى ناقصاً في طرح هذه القضية هو الوضع السياسي غير المستقر في إسرائيل، فإذا دخلت إلى معركة انتخابات جديدة، فستتحول العلاقة مع إدارة ترمب إلى موضوع انتخابي تتغلّب فيه السياسة الحزبية على الصورة الشمولية وتحدياتها. وإذا بقيت الحكومة الحالية بقيادة نتنياهو، فإن المسألة ستكون موضع نقاشات وخلافات داخل الحكومة نفسها. وعليه، فإن الموقف الإسرائيلي سيحاط بالضبابية... وحتى واشنطن، بمكانتها وأدواتها، لن تستطيع الحصول على صورة واضحة للموقف الإسرائيلي.

- اليهود الأميركيون... هم الأكثر قلقاً

- الشروخ في العلاقات بين حكومة بنيامين نتنياهو وبين إدارة أوباما - بايدن، تسببت بشروخ كبيرة أيضا بين تل أبيب وبين يهود الولايات المتحدة. وحسب دراسة أجريت أخيراً في مقر «الوكالة اليهودية العالمية» في القدس الغربية، فإن يهود أميركا هم الأكثر قلقاً من خطر العودة إلى الصراعات القديمة. ولذلك فهم يستصرخون المسؤولين الإسرائيليين طالبين رأب الصدع في أسرع وقت ممكن. اليهود الأميركيون، حقاً، شريحة مهمة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. وبما أن معظمهم (77 في المائة) صوّتوا لصالح جو بايدن في الانتخابات الأخيرة، فإنهم لا يثقون بنتنياهو، ويتوجهون إلى «الوكالة اليهودية» و«المؤتمر الصهيوني العالمي» ورئيس الدولة في إسرائيل رؤوبين رفلين، طالبين إعادة اللحمة إلى اليهود، وإقناع نتنياهو ببذل جهد حقيقي لفتح صفحة جديدة مع الحزب الديمقراطي وزعيمه الرئيس بايدن، والامتناع عن تكرار الخلافات والصراعات التي سادت في عهد أوباما.

المعروف أن عدد اليهود في العالم يقارب 15 مليوناً، يعيش منهم في إسرائيل نحو 7 ملايين وفي الولايات المتحدة 6 ملايين. ولليهود الأميركيين تأثير على الحياة السياسية الأميركية وذلك نتيجة لانخراطهم في العمل السياسي وتبرّعاتهم السخية. ولكن خلافات سياسية كبيرة انفجرت بينهم وبين إسرائيل منذ حكومة بنيامين نتنياهو سنة 2009 وحتى اليوم، إذ إن الأخير كسر التقليد المبدئي للحركة الصهيونية بالالتزام بتحاشي الاصطفاف إلى جانب حزب ضد آخر في الولايات المتحدة، وبنى حلفاً صريحاً مع الحزب الجمهوري، ودخل في حرب علنية مع الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. وطوال السنوات الأربع الأخيرة، بنى نتنياهو سياسته على التحالف مع الرئيس دونالد ترمب، غير المحبوب لدى يهود أميركا. والآن، مع انتخاب بايدن، ثمة قلق لدى العديد من الأوساط اليهودية في إسرائيل والولايات المتحدة من أن ينعكس التحيّز الإسرائيلي الرسمي سلباً على علاقة بايدن مع إسرائيل.

 

الأرمن ينددون بمقتل ثلاثة مقاتلين خلال هجوم أذربيجاني

يريفان: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 كانون الأول/2020

أعلنت السلطات الأرمينية الانفصالية في ناغورني قره باغ، اليوم (السبت)، إصابة ثلاثة من مقاتليها في هجوم شنته القوات الأذربيجانية، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) برعاية موسكو، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وهاجمت القوات الأذربيجانية مقاتلين أرمينيين، مساء أمس (الجمعة)، أصيب «ثلاثة منهم في إطلاق النار الذي أعقب ذلك»، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع في الإقليم. وتوقف القتال في ناغورني قره باغ الذي أودى بحياة الآلاف من المعسكرين، بعد توقيع اتفاق لوقف الأعمال العدائية برعاية موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي كرّس هزيمة عسكرية للأرمن وحقق مكاسب كبيرة لباكو. كذلك، نشرت قوة سلام روسية قوامها ألفا جندي في المنطقة لضمان احترام اتفاق وقف إطلاق النار. وخلال زيارة هذا الأسبوع لأذربيجان، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي دعمت بلاده سياسياً بشكل علني أذربيجان في هجومها واشتبهت في بعض الأحيان بتقديمها مساعدات مادية للبلاد، أن «القتال» ضد أرمينيا لم ينتهِ بعد. وقال خلال كلمة ألقاها على هامش عرض عسكري كبير في باكو، إن «النضال في المجالين السياسي والعسكري سيستمر الآن على العديد من الجبهات الأخرى». ودعا القادة الأرمن إلى «العودة إلى رشدهم» بعد هزيمتهم في حرب الأسابيع الستة هذه، وأكد أن إعادة سيطرة أذربيجان على العديد من الأراضي «ستكون بداية عهد جديد» في هذه المنطقة الجبلية في القوقاز.

 

أرمينيا: أذربيجان تخرق الهدنة وتقصف كاراباخ

دبي - العربية.نت»/12 كانون الأول/2020

قالت وزارة الدفاع الأرمينية، اليوم السبت، إن أذربيجان استأنفت عملياتها الهجومية في إقليم ناغورنو كاراباخ.في الأثناء، رصدت وزارة الدفاع الروسية أول "انتهاك" لوقف إطلاق النار في كاراباخ، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية.  وقبل شهر، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده حققت وقفا كاملا للقتال في كاراباخ. وقال "نقلنا 1100 جندي إلى كاراباخ ضمن قوات حفظ السلام"، مشيرا إلى أن القتال في الإقليم تسبب بمقتل أكثر من 4000 شخص. إلى ذلك، كانت قد سيطرت قوات حفظ السلام الروسية على مشارف ستيباناكيرت، عاصمة إقليم ناغورنو كاراباخ، في 13 نوفمبر الماضي وتولت حراسة الطريق المؤدي إلى خط التماس القريب بين القوات الأرمنية والأذربيجانية، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس. وانتشر عشرات الجنود وما لا يقل عن ثلاث عربات مدرعة على حاجز على المخرج الجنوبي الغربي للمدينة الذي تسيطر عليه القوات الأرمينية، على الطريق المؤدي إلى بلدة شوشة الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات والتي سيطرت عليها القوات الأذربيجانية الأسبوع الماضي. ووقعت أرمينيا وأذربيجان قبل أكثر من شهر برعاية روسية اتفاقية لوقف إطلاق النار تضع حدا للنزاع الذي بدأ في نهاية أيلول/سبتمبر في كاراباخ. ويكرس هذا الاتفاق مكاسب مهمة حصلت عليها أذربيجان، وينص على تسليم باكو مناطق إضافية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخبير الدستوري المحامي سعيد مالك لموقع جنوبية: إذا رفض دياب التحقيق معه يحقّ لصوان إصدار مذكرة بحث وتحر أو.. توقيف!

باسمة عطوي/جنوبية/13 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93622/%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b3%d8%aa%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%83-%d9%84%d9%80%d9%85/

يمكن القول أن قرار المحقق العدلي القاضي فادي صوان التحقيق مع رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب والوزراء السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل ويوسف فنيانوس على خلفية إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، هو أحد أكبر إرتدادات الانفجار السياسية فضلا عن إرتداداته وخسائره الإقتصادية والمالية على أهالي المنطقة التي طالها الانفجار وعلى كل لبنان.

لعل حجم المواقف السياسية التي رافقت هذا القرار (منذ تسريبه) سواء لجهة إعتباره إستهدافا للطائفة السنية وزيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للرئيس دياب في السراي الحكومية اليوم وبيان دار الفتوى حول هذا القرار، ناهيك عن البيانات التي أصدرها كل من زعيتر وخليل، كل هذه التطورات تشير إلى أن الملف لن يأخذ مسارا قانونيا بحتا، بل سترافقه تداعيات وربما تدخلات سياسية قد تنهي الملف على الطريقة اللبنانية أو تدفع القاضي صوان إلى التنحي عن الملف.

المسار القضائي

وبإنتظار ما سيحمله هذا الملف في الاسبوع المقبل، من المفيد معرفة المسار القضائي الذي سيسلكه التحقيق خاصة في ظل الابعاد السياسية التي أنتجها القرار بدءا من اليوم وحتى الاسبوع المقبل (موعد التحقيق). وفي هذا الإطار يشرح الخبير الدستوري المحامي سعيد مالك لـ”جنوبية” أن القاضي صوان الذي إدّعى على كل من الرئيس دياب والوزراء خليل وفنيانوس وزعيتر، سيستمع إلى إفاداتهم مطلع الاسبوع المقبل لكن الادعاء عليهم والاستماع إليهم بصفة المدعى عليهم لا يعني أن المحقق العدلي قد ظنّ بهم”.

ويلفت مالك إلى أن”الظّن يأتي لاحقا في القرار الظني وربما يدينهم وربما يبرأهم وفي حال الادانة يصدر القرار الظني بحقهم ويحيل هذا القرار إلى المجلس العدلي، وربما يتبين للقاضي صوان خلال الاستجواب ان افعال هؤلاء متعلقة بالاخلال بالواجبات الوظيفية عندها يجب على قاضي التحقيق ختم التحقيق معهم وتجزئة هذا الملف ورفع الجزء المتعلق منه بهؤلاء الوزراء إلى النيابة العامة التمييزية، ومنها إلى مجلس النواب ويبقي على الجزء الاخر من الملف لمتابعته أصولا وصولا إلى إتخاذ القرار الظني الختامي”. يضيف: “ربما بعد استماع  القاضي صوان إليهم يتبين له أن هذه الافعال هي جرائم عادية ومقتصرة على الاهمال والتقصير وقلة الاحتراز، عندها تعتبر جرائم عادية ومن إختصاص القضاء العادي، ويبقى هذا الملف ملفا واحدا ويبقى القرار الظني قرارا ظنيا واحدا يدعي بموجبه على رئيس الحكومة وعلى وزراء آخرين من قادة أمنيين وضباط وسواهم”

إحتمالات القبول و الرفض

ماذا لو رفض الرئيس دياب التحقيق معه؟ يجيب مالك :”من الثابت أن المحقق العدلي سيقصد القصر الحكومي من أجل الاستماع إلى إفادة رئيس الحكومة، وكونه له وضع خاص عملا بأحكام قانون  أصول محاكمات الجزائية، وله إمتياز عدم الحضور أمام المحقق العدلي الذي عليه أن ينتقل إليه من أجل الاستماع إلى إفادته”

يضيف:”ربما مبدئيا يستقبله رئيس الحكومة ويدلي بإفادته أصولا وربما لا يستقبله ويكون هذا موقف سياسي يتخذه رئيس الحكومة بهذا الشأن، عندها هناك مروحة خيارات أمام المحقق العدلي  إما الاكتفاء بإعتبار عدم الاستقبال وعدم الافادة أمامه كمدعى عليه دليل إدانة وربما يصل الامر إلى إصدار مذكرة بحث تحر أو مذكرة توقيف وهذا الامر يعود إلى المحقق العدلي”.

الوزراء و المادة 40

يوضح مالك أنه “بالنسبة إلى الوزراء المدعى عليهم، فالمادة 40 من الدستور والتي تنص على الحصانة النيابية ستشكل مأزقا مطلع الاسبوع المقبل، لأن الوزراء الثلاثة هم نوابا والمادة 40 تتكلم على أنه لا يجوز أثناء دورة الانعقاد العادي إتخاذ إجراءات جزائية لأي عضو من أعضاء مجلس النواب أو إلقاء القبض عليه إذا إقترف فعل جزائي إلا بإذن المجلس ما خلا حالة الجرم المشهود”. وتوقع أن”لا يحضر أي من الوزراء المستدعين الى جلسات التحقيق كون الاجراءات المقرر إتخاذها بحقهم تجري في عقد عادي وحصانة النائب هي حصانة دستورية لا يمكن تجاوزها على الاطلاق، وحتى لو تنازلوا عن حصانتهم النيابية فهذا الامر غير ممكن كون المادة 89 من النظام الداخلي لمجلس النواب تنص ان موضوع الحصانة متعلقة بالانتظام العام”.

التحقيق مع رئيس الجمهورية

ماذا عن رئيس الجمهورية، هل يحق للقاضي صوان التحقيق معه كونه كان على علم بملف تخزين نيترات الامونيوم؟ يجيب مالك:”عملا بأحكام ال مادة 17 من الدستور والتي تنص صراحة على انه تناط السلطة الاجرائية حصرا بمجلس الوزراء، وعملا بأحكام المادة 60 من الدستور والتي تنص على أنه لا يتم التحقيق مع رئيس الجمهورية إلا عند خرقه الدستور والخيانة العظمى، أجزم بأن المحقق العدلي لن يذهب بإتجاه مقاضاة او الاستماع إلى لإفادة رئيس الجمهورية، ومبدئيا لا يمكن إتهامه حتى بجريمة عادية إضافة إلى خرقه الدستور أو الخيانة العظمى إلا من قبل مجلس النواب و بأكثرية ثلثي أعضاء المجلس النيابي”.

يضيف:”رئيس الجمهورية يملك وضع خاص محصن بالدستور ولا يمكن تجاوزه على الاطلاق ويجب التنبه أيضا إلى أمر أساسي هو أن الوزراء الثلاثة المدعى عليهم هم من المحامين، وعملا بأحكام المادة 79 من قانون تنظيم مهنة المحاماة رقم 8/70 المعدل في تاريخ 11/3/1970 يجب رفع الحصانة عنهم بالطلب من نقابة المحامين ذلك، أي ان الوزراء المعنيين بالاضافة إلى الامتياز الممنوح لهم كونهم وزراء وحصانتهم كنواب هناك حصاننتهم كمحامين”.  ويختم:”عسى ولعل أن يكون هذا الادعاء أن يكون أول الغيث في إتجاه تحقيق العدالة، وان لا يكون مسك الختام لمخاض عسير من التحقيقات والانتظار، و هناك تداعيات سياسية لهذا الادعاء وهذا الامر ملك القادة السياسيين والأحزاب”.

 

كلام عن موريس عواد في ذكرى رحيله الثانية... المتمرد على التخلف والغربة عن الوطن والحرية

روزيت فاضل/النهار العربي/12 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93596/%d8%b1%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%aa-%d9%81%d8%a7%d8%b6%d9%84-%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%a7%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%b1%d8%ad/

إذا كان الراحل موريس عواد يعيش اليوم في واحة الشعراء، فهو بقي في الذكرى الثانية لرحيله عن "لبنان الموجوع"، لا سيما  لمن يقرأ مخزونه الثقافي والأدبي والوطني، صاحب كلمة ناقدة للتخلف، ومدافعاً عن الوطن والحرية...

رحل موريس عواد قبل عامين ونحن في غربة مع الفكر والرؤى، نعيش رهائن لعالم بائس بالسياسية، على قياس مصالح الذات الأنانية... موريس عواد الكوني، الذي تركنا بخفر الى المقلب الآخر، لم يشهد في 4 آب (أغسطس) على اغتيال مدينة بيروت وناسها، لا بل على اغتيال الوطن كله. لكنه ربما يشعر هناك أننا نعاني من وجع شديد ومعاناة يومية من غياب ضمير ما زال "مستتراً" لدى طبقة حاكمة لطالما نبذها بكلماته.

بفضل جهود ولديه ملكار وأدون، أطلقت مؤسسة موريس عواد سلسلة نشاطات افتراضية يتم من خلالها تعريف الجيل الحالم بوطن بموريس عواد، عاشق لبنان والمدمن على الحرية...

شارك موقع "النهار العربي" في تكريم ذكرى موريس عواد من خلال كلمة لكل من عضوي مجلس أمناء المؤسسة التي تحمل اسمه، هما الدكتور ربيعة أبي فاضل والدكتور جوزف شهدا، رفيقا درب عواد والشاهدان على أهمية مخزونه الثقافي والفكري والوطني العابر للبنان، لا بل لكل الأوطان.

القلب الشاعر العارف

في كلمة الدكتور ربيعة أبي فاضل عنوان لافت للوجه الآخر "موريس عواد: القلب الشاعر العارف!" وهذا نصها الكامل:

أُحدّثُ القارئ في هذه الكلمة، عن موريس عوّاد إنساناً وشاعراً. كان يودّ قبل العشرين، أنّ ينذر حياته للسّماء، ويترك العالم، لكنّ صراعاً هزّ كيانه الدّاخلي إلى حدّ الاحتراق، جعله يؤثر بخور الشّعر على بخور الهيكل. فعنى له ميشال طراد وسعيد عقل، ويوسف الخال، وإميل مبارك، الكثير، كما تعاطف مع شعراء فرنسيّين، أمثال فيكتور هوغو، وبول كلوديل، وبودلير، وبقي يقرأ ما تيّسر له حتى السّاعة الأخيرة من عمره، بعد الثّمانين.

وترجم موريس لماترلينك، ولهنري بارّو، وأنطوان دي سانت إكزوبري، وترجمَ له، في المقابل، إدوار طربيه كتابه اللُّقيا: "حكي غير شكل" إلى الفرنسيّة، كما كتب عنه أركاديوس بلونكا بالفرنسيّة، كتاباً موجزاً شاملاً، وقُبيلَ رحيله عن الدّنيا، منذ عامين، أصدر الدكتوران ربيعة أبي فاضل وجورج زكي الحاج كتابين عنه: "موريس  عواد الشاعر الأسطورة"، و"موريس عواد شاعر الرؤى"، وقد أمضى حياته لا يعمل سوى رسالة واحدة وهي البحث عن الحقيقة، من خلال الكلمة، فكانت المطالعة دأبه اليوميّ، وتليها الكتابة، ولم يسعَ، كما المعلّم سعيد عقل، لأن يجعل نصوصه تدرُّ عليه المنّ والسّلوى.

لماذا بقي موريس عواد الإنسان، الشّاعر، فقيراً، عِلماً أنّه كتب الأناشيد الوطنية وكان صاحب كاريزما ... واستعان به مسرحيّون، وموسيقيون، وإعلاميّون، وآخرون، كي ينضوي إلى طرقهم، ويُصفّق معهم، ويُرنّم لأسياد الدّهر؟ الجواب بسيط جدّاً، لم يكن المال، ومعه الجاهُ والسّلطة، من أولويّاته، على عكس سعيد عقل، فتمسّك بمبادئه الرّوحيّة، والأدبيّة، والوطنيّة، وصمد بوجه المُغريات، والتحدّيات، وقاوم كلّ فكر أو سياسة أو استراتيجيّة تُضعف لبنانه أو تُبدّل في هويّته، وماهيته. كان سعيد عقل براغماتيّاً، يُدخل على نظريته ما يمكن أن يناقضها، لكنّ موريس لا يبدّل أيّ تبديل في ما يعتقده حقّاً.

كثيرون لم يفهموا طبيعة هذا الطّفل الدائم التمرّد، فلبنان لعبته البهيّة، بجباله والثّلوج، وبأرزه والعنفوان، وببحره والانفتاح، وبالثقافة والحريّة، وبالتاريخ العريق، من الآراميّين حتى هذا الحين. ولعل من أسباب غضب هذا الطّفل، منذ 1934، أنّ جهات متعدّدة خرّبت هذه اللّعبة الجميلة، وفكّكت وحدتها، وبناءَها البهيّ، وباتت كلّ جهة تصوغ لبنانها كما تريد، وبكلّ الأساليب المشوّهة والمتاجرة، والفاسدة، والتي تفتقر إلى الأمانة، والرقيّ، والأصالة.

بناءً عليه، أَدركنا من عناوين دواونيه، مدى غضبه، وثورته، وشعوره بالمأسويّة، ورغبته في إيجاد حلول ممكنة لأزمات مستحيلة، من "قنديل السّفر" إلى "آخ"، إلى "حكي غير شكل"، إلى كلّ ما كتب، كان شعوره بأنّ الميتة الأصعب هي التي نعايشها ونحن أحياء. ومن أقواله وهو يعاني آلام لبنان الوطن: "ما بقا عندي دموع، بْكيتُن كلّن ... وبعد عندي بكي كتير عا لبنان" ولجأ، عدا البكاء، إلى السّخرية، يتعالى بوساطتها على كلّ مَن نافق في التعاطي مع الشّعر أو مع لبنان أو مع الحريّة!

ونتيجة هذا القهر الذي شعر به اللّبناني المقيم، واللّبناني المُهاجر، تحوّل الأنقياء إلى مجانين، لاعتقادهم، كما قال جبران، إنّ المجنون تلتهب نفسه بمحبّة الشّمس، ولا يضع أقنعة على وجهه، وهو أقرب الناس إلى الله. قال صاحب "النبيّ": "يَحسبونني مجنوناً لأنّني لا أبيع أيّامي بدنانيرهم، وأحسبهم مجانين لأنّهم يظنّون أنّ أيّامي تُباع بالدّنانير". وفي قصيدة له بعنوان: "المجنون التاني" قال موريس: "اكتبوا إسمي عَ الحيطان / بالأحمر، إسمي المجنون / اجرحوني، قلبي متلان / بدّي إلعب دقّ جنون / ... (آخ). فالجنون الجبراني، والعوّادي، إنّما هو منتهى الحكمة والوعي، بخاصّة في مراحل، يموت معها الأهل، ويتشدّد الاستبداد، وينقطع الهواء عن الأجيال.

هذا المجنون موريس، الذي تعرّى من أعباء المادّة، تحرّر أيضاً، من سعيد عقل بعد صداقة، وتخلّى عن شخصيّات رمزيّة تخيّلها هي المخلّصة، وتخلّى عن بعض الأناشيد، بعد موت البطل المنتظر، وبقي ربع قرن في عزلته، غير مُبالٍ بفقر أو جوع أو بهدلة. وبِصمته، وبصموده، وبجوعه، وبدموعه، قال لسعيد عقل: "مش رح خلّيك/ تِتْسعقلني، خلّيك بْ وهجك. وخلّيني بْ حالي". وقال عن علاقته بلبنان: "وفي إبن كفرغربي/ الـ ما بيعرف يخبّي / وأنا ال ما زَعبرت / ولا بعمل شي علْ اللّسّ / وكرمالو افتقرت من بطن إمّي" / وقبل أن يرحلا، منذ بضع سنوات، تعمّقت الهوّة، خصوصاً بعد قول موريس، مُشيراً إلى عامل المادّة المؤثّرة في مواقف عقل: "ما بعرف رشرش عطر / ت غطّي اللّي ضرب / ضربي عالحافر / ضربي عالمسمار!" (إن ما موريام 2014) وقد طالب موريس عقل بجنون القلب وليس بجنون العقل!.

بعض الشّعراء يظلّون أوفياء لفنّهم، ولحياتهم، ولوطنهم، وأرضهم. وبعضهم لا يكترثون لقيم فنيّة أو وطنيّة، فيتاجرون، ويستغلّون المناسبات، والخطابات والمنابر، ولو في ظلّ التناقضات، والتباس المواقف. وموريس عوّاد غريب في طبعه، وفي خياله، وفي غنائه، وفي مزاجه، وحياته، وهو صعب، وقاسٍ تُجاه نفسه، فكيف يرحم من يخرج على التقاليد، والأصول، والجذور، وحلاوة النّور!؟ إنّه الشّاعر الوحيد الذي لم يمتهن مهنة، ولم يحصل على معاش شهري من أحد أو من أي مؤسّسة، ولم يتقاعد مرّةً، ليشعر بالاطمئنان، ولم يعطَ فرصة ترك قرشه الأبيض ليومه الأسود. ولولا عزاء الإبداع، وحنان الشّعر، ووقوف الشاعرة نجاة إلى جانبه، لرحل في الأربعين، وحيداً، في قريته بصاليم، وقد هجرها مقرّراً ألاّ تطأها قدماه، لا حيّاً ولا ميّتاً، فعاش غريباً، ولا يزال بعد موته أيضاً!

بقيت لي، في هذه الكلمة الموجزة، الإشارة إلى أنّ هذا الإنسان الشاعر الذي وقف حياته على الشّعر، استمرّ طوال حياته، يتفكّر في الماوراء، ويحسب أنّ جذوره لاهوتية، وليست مجرّد حياة تعبر السّطح، وتتجاهل الأعماق. وأكثر ما بدأ ذلك يتجلّى في "قنديل السّفر"، الذي حصد جائزة سعيد عقل، عام 1970، وأبدع الغلاف الأب الملهَم يوحنّا صادر. بعد أغنار 1963، وعلى مدى حياة موريس الشعريّة، لم أقرأ له ما يوازي حرارة الحوار بينه وبين الخالق، بخاصّة حول الكمال الإلهي، والغربة على الأرض، والحبّ الإلهي، والعنف على الأرض، فعانى موريس الحيرة، وطلب من إلهه، قال:

"... أشلحلي إلاهة شعر ع مَيل الشّمال

اهديني الاهة حُبّ ع مَيل اليمين

اعطيني تَ هَدّي العاصفة وإنقل جبال

وإجمع سنينك كلّها بنتفة سنين ... (ص 24)

ووصف موريس تجربته الميتافيزيقيّة هذه بكونها تجربة شاعر وليست من منطلق لاهوتي

لذلك، رحل ولم تنتهِ الأسئلة، ولم تنتهِ التّجربة:

"... دقّات قلبي حروف عم بيفرفرو

وريشي تلملم هَـ الدّني بْكمشي

كلّن غفوا، وشاعر غِفي عا دفترو

والدّفتر بْ ها الكون عم يِمشي" (ص 53)

"هون موريس عواد"

أما الدكتور جوزف شهدا فغرف في كلمة مقتضبة في أبجديته، لا بل في عالم خاص حمل عنواناً "هون موريس عواد"، وهنا نص الكلمة:

الدّخول إلى عالم موريس عوّاد، هو انتقال من العام إلى الخاص في تكوينه المتنوّع، وفي قراءته كإنسان ومفكّر وشاعر. هو انتقال من اللّغة العربيّة العامّة إلى عامّيّة اللّغة اللّبنانيّة الخاصّة، حيث أبرع شعراً ونثراً بتطويع اللّغة العامّيّة خدمة لجوهر الكلمة وجماليّة المعنى.

لغته خاصّة به لا تشبه لغة شاعر آخر، "مَوْرَس" على طريقته، فكان متمرّداً شرساً حتّى على لهجات اللّغة المحكيّة، وكيف وهو القائل: "هيدي اللّغة اللّي تعلّمتا بحضن إمّي". حتّى هذه "اللّغة الأمّ" انكبّ على تطويرها، مخالفاً شعراء العامّيّة كافّة، ألغى ال التّعريف واستبدلها بـ "ل" فقط. والوحيد الّذي تجرّأ وألغى حرف القاف واستبدل به الهمزة على كرسيّ الياء، وأعاد النّظر بنتاجه القديم واعداً بتوحيد الكتابة الّتي تطوّرت إلى ما صارت عليه في مؤلّفاته الأخيرة.

أضاف عوّاد إلى اللّغة العامّيّة جماليّة السّهل الممتنع، كتب ببساطة محمّلة اللّعب بالكلمات، وكأنّها مدماك بنى عليه نصّاً متماسكاً شعراً ونثراً.

غرف موريس من مخزونه الثّقافيّ الفنّيّ من قراءاته المتعدّدة والمتنوّعة، فزاوج بين العالميّ والمحلّيّ، بين الحضارة العامّة والتّراث اللّبنانيّ، بين اللّاهوت والنّاسوت، وما ميّزه في كلّ هذا، "عنفوانه الممتلئ على كرامته، النّابض بتمرّده والثّائر بمواقفه، وعلى عزّة نفس قهرت التّرغيب والتّرهيب".

أحبّ لبنان على طريقته كما أحبّ اللّه على طريقته، لا وسيط بينه ومن يُحبّ. انتقد العادات والتّقاليد البالية، وعاب على أغلبيّة المسؤولين، لا وطنيّتهم، ونعتهم بالسّماسرة وبعضهم مأجورين.

كان جريئاً في وقوفه إلى جانب الحقّ وفي مواجهته الباطل ولا يهاون حتّى أقرب النّاس إليه إذا أخطأ. كان متطرّفاً في حبّه للبنان، وكان مهووساً بالحرّيّة.

لبنان والحرّيّة استوطنا في مؤلّفاته، على عرش يليق بحبّه وعشقه.

موريس عوّاد في رحلته الطّويلة، كان يتنفّس شعراً، ويشرب شعراً، ويأكل شعراً، ويقلق شعراً، ويبكي شعراً، ويثور شعراً. كان صاحب رؤية يبصر بعينيه وقلبه. وكان إنساناً مجبولاً بالأحاسيس، استطاع أن يسكبها بانسياب هيولي، وكان موته آخر قصيدة كتبها في طريقه إلى الله.

يبقى أخيراً أن نعتذر من موريس عواد لأننا كتبنا بلغة لم يحبها راجين أن يسامحنا...

ونودعه قائلين: "بخاطرك موريس...".

 

15 عاماً على اغتيال جبران تويني: الملّف بضع وريقات... و"العدلي" مقبرة القضايا

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الأحد 13 كانون الأول 202

ليست الذكرى الخامسة عشر لاغتيال جبران تويني هذا العام كسابقاتها. هذه السنة تمزّقت صورة جبران المعلّقة على واجهة مبنى "النهار". مزّقها الإنفجار الإجرامي في مرفأ بيروت والذي دمّر أجزاء كبيرة من مبنى الجريدة المطلّ على ساحة الشهداء. تلك الساحة التي أقسم فيها جبران قسمه في 14 آذار 2005 بـ"أن نبقى موحدّين مسلمين ومسيحيين دفاعاً عن لبنان العظيم"... وبعد بضعة أشهر سقط جبران شهيد قسمه على طريق منزله في بيت مري ومعه اثنان من مرافقيه أندريه مراد ونقولا الفلوطي.

بالنسبة لخال جبران الصحافي في "النهار" علي حماده، فإنّ ذكرى جبران تويني منذ اغتياله لها دائماً طابعٌ خاصٌ لأسرة "النهار" وللعائلة. هي مناسبة لاسترجاع مسيرة هذا الشاب والأسباب التي من أجلها اغتيل بين أهله.

ليست الذكرى الخامسة عشر لاغتيال جبران تويني هذا العام كسابقاتها. هذه السنة تمزّقت صورة جبران المعلّقة على واجهة مبنى "النهار". مزّقها الإنفجار الإجرامي في مرفأ بيروت

لكنّ هذا العام وقع الذكرى أقوى بعد انفجار الرابع من آب، ولاسيّما أنّ بيروت التي أصيبت في صميمها هي بيروت التي أحبّها جبران والتي انطلق منها، وهو ابن بيروت وتحديداً ابن هذه الأحياء التي دمّرت، من الرميل إلى الأشرفية إلى كلّ المنطقة التي ترعرع فيها، ومثّلت بيئته الاجتماعية والانتخابية عندما أصبح نائباً. فهؤلاء الذين سقطوا أو تضرّروا هم بيئة جبران تويني، ولذلك فإنّ الذكرى هذا العام لها طابع خاصّ، يقول حماده.

يسترجع حماده السياق السياسي لعملية الاغتيال التي طالت تويني بعد ساعات من وصوله إلى بيروت مسافراً من باريس حيث لجأ خشية تعرضّه للإغتيال بعد أن اغتيل في 2 حزيران 2005 الكاتب في جريدة "النهار" سمير قصير، وبعد حوالى أسبوعين في 21 من الشهر نفسه اغتيل القيادي الشيوعي جورج حاوي... يقول: "عاماً بعد عام نسمع سؤالاً يُطرح عمّا إذا كانت دماء جبران قد ذهبت هدراً، وعاماً بعد عام نحن عائلته القريبة نقول إنّ دماء الشهيد لا تذهب هدراً، لكنّ المؤسف أنّ وضع لبنان اليوم أسوأ بكثير ممّا كان يوم اغتيل جبران. كنّا وقتذاك في خضمّ معركة سياسية كبيرة، وقد واجهوا موقفنا السياسي وتوقنا إلى الحرية والإستقلال والسيادة، بالحديد والنار والاغتيالات، وجبران كان إحدى الحلقات الاستثنائية في مسلسل الإجرام ضدّ رموز الحركة الاستقلالية. ومن المؤسف أنّه بعد مرور 15 عاماً انتقل لبنان من احتلال إلى آخر، والأزمة السياسيّة اتسعت لكي تصبح أزمة إقتصادية ومالية واجتماعية، وعاد البلد ساحة صراعات على حساب أهله". يتطرّق حماده إلى موضوع التحقيق في جريمة اغتيال تويني: "للأسف من يستطلع الملف يكتشف أنّ فيه بضع وريقات وحسب. لا جديد. لم يحصل أي تقدّم في التحقيقات. لا شكّ أنّ العملية كانت متقنة وحرفية ونفّذها جهاز أمني متطورّ جدّاً".

لقد استفاد المجرمون من دروس عمليات الاغتيال السابقة ولم يتركوا الكثير من الأدّلة، يقول حماده. ويردف: "المجلس العدلي هو مقبرة القضايا المُحالة إليه، وحدها قضية رفيق الحريري والقضايا الثلاث المرتبطة بها، أي قضايا مروان حمادة والياس المرّ وجورج حاوي، تحقّق تقدّم فيها نظراً لترابطها، وبالنظر إلى اندفاعة لجنة التحقيق الدولية في نسختها الأولى أيّام المحققين بيتر فيتزجيرالد وديتلِف ميليس، في وقت اختلفت الأمور عندما تسلّم الملّف المحقّق سيرج برامترز".

يتطرّق حماده إلى موضوع التحقيق في جريمة اغتيال تويني: "للأسف من يستطلع الملف يكتشف أنّ فيه بضع وريقات وحسب. لا جديد. لم يحصل أي تقدّم في التحقيقات. لا شكّ أنّ العملية كانت متقنة وحرفية ونفّذها جهاز أمني متطورّ جدّاً"

لا يخفي حمادة إصابة العائلة بشيء من الإحباط عند صدور حكم المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال رفيق الحريري... "لكن في المقابل أحسسنا أنّ شيئاً نوعياً حصل، لأنّها أوّل عملية اغتيال تتّبع مساراً قضائياً يصل إلى الحكم وإصدار العقوبة، وهذا يعطي ولو بصيص أمل صغير بأنّ تقدماً حصل على مستوى تعقّب المجرمين".

يقول حمادة: "ليس سليم عيّاش وحده المتورّط. وحتّى خلال المحاكمة أُثيرت مسألة دوائر التنفيذ، لكنّ عيّاش هو الوحيد الذي استطاعوا أن يصلوا إلى قناعة راسخة بأنّه متورّط".

... "لكن لنقل الأمور بصراحة: نحن نعرف من قتل رفيق الحريري ونعرف من حاول قتل مروان حمادة في الأوّل من تشرين الأول 2004، ونعرف من قتل جبران".

- لماذا اغتالوا جبران؟

- "اغتيال جبران يشبه اغتيالات إسرائيل لقادة فلسطينيين. قتلوا المستقبل، قتلوا شخصاً واعداً، قيادياً استقلالياً شجاعاً كان في عزّ مسيرته السياسية".

ليس هذا وحسب... "الذين قتلوا جبران أرادوا أن يفسحوا المجال أمام خلوّ السّاحة المسيحية من قيادات من نوع جبران تويني".

يضيف: "لقد أرادوا من خلال قتل جبران قتل النهار ومستقبلها أيضاَ. أرادوا قطع شرش الحياة في النهار. ولذلك كتب غسّان تويني وهو في طريق العودة من باريس يوم الإغتيال مانشيت النهار: "جبران لم يمت والنهار مستمرّة". هذه كانت رسالة غسان تويني للقتلة بأنّ تراث جبران ومسيرته مستمران".

لا تزال شظايا الزجاج المتساقطة من مبنى "النهار" من جرّاء الانفجار تملأ محيط الجريدة وداخلها. هذا الزجاج هو دليل الجريمة الأوّل، لكنّه أيضاَ يحمل قطرات من دمّ جبران المنثور على طريق بيت مرّي. لذلك فإنّ انفجار الرابع من آب كان بمثابة اغتيال ثانٍ لجبران بعد خمسة عشر عاماً على الاغتيال الأوّل... لكن مرّة جديدة: "جبران لم يمت والنهار مستمرة"... هذه رسالة عائلته.

 

لبنان المزابل.. والانهيار

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 13 كانون الأول 2020

يلاحظ سياسي عربي متابع لـ"السيرك السياسي" اللبناني، أنّ كافة اللاعبين يستعملون أزمة تشكيل الحكومة الحالية لتسجيل مواقف ونقاط ولتجميع ذخيرة لاستخدامها في الأزمات المقبلة. لا أحد، واقعياً، يشتبك على قاعدة إيجاد الحلّ. فالجميع يتصرّفون على أنّ المشكل مستمرّ ومادة استثمار لمشاكل مقبلة، في معركة رئاسة الجمهورية المقبلة وفي الانتخابات النيابية وقانونها وفي رئاسة المجلس النيابي بعدها...  إن أحسن المرء الظنّ يمكن تحييد الرئيس سعد الحريري، للمرّة الأولى منذ التسوية الرئاسية، عن سلوك الإمعان في التخريب الذي شارك الجميع فيه فساداً وتحاصصاً. فهو يبدو من خلال ما قدّمه من تشكيلة حكومية لرئيس الجمهورية، مقنعاً في رغبته أن يكون مدخلاً للحلّ وفق المبادرة الفرنسية واشتراطات المجتمع الدولي قبل مؤتمر سيدر وبعده. ما عدا ذلك، من الواضح أّن الضغط الهائل الذي مارسه الشارع على "تحالف المافيا والميليشا"، معطوفاً على الضغط الدولي التشهيري عبر العقوبات، أوقع مكوّنات التحالف في اشتباك بيني بالغ الشراسة والشفافية في آن. فالحاصل يشبه الاشتباك بين بنات الهوى في السوق العمومي: كلهنّ على حقّ في ما يقلنَ، لأنّ كلهنّ يعرفنَ كلهنّ!

رئيس الجمهورية ميشال عون يريد تغطية سموات الفساد التي فضحت صهره ووريثه وولي عهده، "بأبوات" التحايل على القانون لفتح معارك فساد مقابلة. فخلافاً للقانون والتفويض الدستوري لها، تقدّمت هيئة القضايا في وزارة العدل بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية ضدّ مدير عام وزارة المهجرين و16 موظفاً آخر بجرم الإثراء غير المشروع، بالاستناد إلى تصريح هؤلاء عن ممتلكاتهم حديثاً، سنداً لقانون الإثراء غير المشروع. إنّها معركة مع وليد جنبلاط، لم تفت نوابه الذين ردّوا بأنّ الفساد في وزارة الطاقة التي كانت بعهدة صهر الرئيس، أو أي من معاونيه وأزلامه، هو المدخل المضيء لمكافحة الفساد!!

إن أحسن المرء الظنّ يمكن تحييد الرئيس سعد الحريري، للمرّة الأولى منذ التسوية الرئاسية، عن سلوك الإمعان في التخريب الذي شارك الجميع فيه فساداً وتحاصصاً

وفي سياق "الأبوات" نفسها التي يُراد بها تغطية السماوات، استدعت القاضية غادة عون حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للمثول أمامها بعد تحقيق القاضية مع عدد من الصرّافين، أبرزهم نقيبهم محمود مراد، بشأن كيفية توزيع الدولارات المخصصة لشراء السلع «المدعومة»، وآلية الرقابة التي يُفترض أن يوفرها مصرف لبنان للتثبّت ممّا إذا كانت هذه الدولارات تُصرَف فعلاً على استيراد السلع المدعومة. وتشتبه القاضية بأنّ هذه الدولارات استُخدمت في غير وجهتها، وأنّ جزءاً منها يُوظّف في لعبة المضاربة على سعر الصرف.

أما أم المعارك فجاءت عبر قرار المحقّق العدلي القاضي فادي صوان، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنّه يميل إلى الرئيس عون، وفيه اتّهم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب و3 وزراء سابقين، هم على حسن خليل، غازي زعيتر و يوسف فينيانوس، بالإهمال فيما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020. وخليل هو ذراع الرئيس نبيه برّي الأولى ومعاونه السياسي الأقرب، وأما زعيتر فهو ذراع برّي الأولى في البقاع، في حين أن فينيانوس هو المعاون السياسي لخصم عون الرئاسي الوزير سليمان فرنجية.

في المحصلة التفّ حزب الله حول برّي طاعناً في الاتهام المسيّس الصادر عن صوان، وزار الحريري رئاسة الحكومة طاوياً خلافه مع رئيس حكومة حزب الله الثانية، حسان دياب، لصالح الدفاع عن كرامة ومقام رئاسة الوزراء. أما الوزير فرنجية فخيره سابق في "شرشحة" جبران باسيل وعمّه في مؤتمر صحافي شهير قال فيه أكثر مما قاله مالك في الخمر.

كان النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر افتتح مسلسل الادعاء بموجب قانون الإثراء غير المشروع الجديد الذي أقرّه البرلمان في أيلول الفائت، بالادّعاء على قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي وسبعة ضبّاط كبار آخرين، قالت التقارير الإعلامية إنّهم المدير السابق لمكتب قهوجي العميد المتقاعد محمد جعفر الحسيني، إضافة إلى اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، ومدير المخابرات السابق العميد كميل ضاهر، ومدير المخابرات الأسبق العميد إدمون فاضل، ومدير مخابرات بيروت السابق العميد المتقاعد جورج خميس، ومدير مخابرات الشمال السابق العميد المتقاعد عامر الحسن والمقدّم المتقاعد في الأمن العام أحمد الجمل. في المحصلة التفّ حزب الله حول برّي طاعناً في الاتهام المسيّس الصادر عن صوان، وزار الحريري رئاسة الحكومة طاوياً خلافه مع رئيس حكومة حزب الله الثانية، حسان دياب، لصالح الدفاع عن كرامة ومقام رئاسة الوزراء. أما الوزير فرنجية فخيره سابق في "شرشحة" جبران باسيل وعمّه

لم يتّسع مشهد التراشق بالفساد في تاريخ الجمهورية بمثل اتّساع رقعته اليوم. وهو تراشق يفضح مستوى العجز والرعب الذي بات يصيب منظومة "المافيا والميليشيا"، كما يقدم الدليل العملي الملموس على حقيقتها.

فكيف يمكن للفساد أن يشمل كل هذه القوى السياسية وكبار الموظفين في الوزارات الحيوية وأجهزة الأمن والجيش ما لم يكن الفساد هو النظام السياسي نفسه.. فنحن لا نتحدث عن فاسدين داخل النظام، بل عن فاسدين على اتّساع كلّ خطوط الطول والعرض لخارطة النظام ويشكلون النظام نفسه. بهذا المعنى الفساد هو العقد الإجتماعي الحقيقي في لبنان بين رؤساء الطوائف وطبقة زبائن عريضة تبدأ من كبار الموظفين ورجال الأعمال، وتنتهي بصغار الكسبة في كامل أجهزة الدولة وبعض القطاع الخاصّ الاحتكاري المتحالف مع السلطة السياسية.

الفاسد هو النظام. والفساد هو العقد الاجتماعي. وهذا تحديداً ما يتعرّض لانهيار مريع في الشارع بحيث أنّ "ثورة 17 تشرين" وجمهورها الشبابي تحديداً يبدو غير معني تماماً بالتراشق بالفاسد الذي يمارسه أطراف المافيا والميليشيا ضدّ بعضهم البعض. ما يعني هذه الشريحة من الناس، هو أنّ معركة التراشق تؤكد لها أحقية موقفها التشهيري بكامل الطبقة السياسية، وتعزّز من حماستها ومن استعدادها للعدوان عليها في المكان العام، على ما يحصل مع سياسيين وكبار الموظفين وزوجاتهم، ويوثّقه الناشطون بفيديوهات مهينة سرعان ما تصير هي الخبر اليقين.

تقوم فكرة العقد الإجتماعي، وفق رؤية جان جاك روسو، على معادلة بسيطة مفادها التخلّي الجمعي الطوعي عن بعض الحريات الفطرية والطبيعية للبشر، في مقابل قيام دولة المساواة الضامنة لأمن الجميع وحقوق الجميع، بما فيها الحريات المدنية المتوافق عليها في الدستور. يفترض بالعقد الإجتماعي أن يتيح هذه الدولة بالتحديد، التي تديرها سلطات سياسية تكتسب شرعيتها من الإنتخاب. عدا ذلك تفقد الانتخابات قدرتها على شرعنة السلطة السياسية وتتحوّل إلى آلية لتأبيد اللامساواة بين الناس وتفتح المجال أمام الانتفاض على الدولة بصرف النظر عن الصفات التمثيلية للقوّة الغاصبة.

لم يتّسع مشهد التراشق بالفساد في تاريخ الجمهورية بمثل اتّساع رقعته اليوم. وهو تراشق يفضح مستوى العجز والرعب الذي بات يصيب منظومة "المافيا والميليشيا"، كما يقدم الدليل العملي الملموس على حقيقتها

في لبنان نحن عند هذه النقطة تماماً، بحيث أن أيّ انتخابات هي فاقدة للشرعية سلفاً، إذا ما أعادت إنتاج الطبقة السياسية نفسها، أو الجزء الأكبر منها، مستفيدةً من علاقات القوّة التي لا يزال يتيحها لها تحكّمها بمفاصل رئيسية داخل النظام السياسي.

وفي ظل امتناع الإجراءات القسرية الكافية (كإعلان لبنان دولة فاشلة ووضعه تحت وصاية أممية وفق الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة) التي تخرج مكوّنات "نظام المافيا والميليشيا" من دائرة الحقّ المدني بممارسة السياسة، سيتدرّج لبنان أكثر وأكثر من مثاليات جان جاك روسو عن العقد الاجتماعي ودولة المساواة، إلى واقعية توماس هوبز عن "حرب الجميع ضد الجميع" في غياب الدولة! يبقى أنّه من حسنات الانهيار الإقتصادي الحاصل والمرشّح إلى مزيد من التعمّق، أنّ "نظام المافيا والميليشيا" يفقد قدرته على التحكم ورعاية المنظومة الزبائنية وتأبيد الرقعة الاجتماعية التي تعيد إنتاج شرعيته السياسية في كل انتخابات. فما عاد التوظيف في القطاع العام يغري بالتبعية ولا عاد الاستئثار بالنشاط الاقتصادي يغري القطاع الخاصّ بالتواطؤ. لكنّه انهيار بطيء ومضنٍ وذو نتائج مدمّرة طويلة الأمد.

أما الطلقة الأخيرة بين أركان المنظومة فهي حرب الهويات السخيفة.   ديكٌ على مزبلة حقوق المسيحيين.. وديكٌ على مزبلة مقام رئاسة الحكومة.. وديكٌ على مزبلة حقوق بني معروف.. وديكٌ على مزبلة المظلومية الشيعية.. والكلُّ يصيح في الهباء!

 

إسرائيل ترغب بقناة تفاوض خلفية مع لبنان بشأن "الترسيم"؟

أدهم مناصرة/المدن/13 كانون الأول/2020

"اللبنانيون غير جديين، بدليل مطالبهم المستحيلة، حزب الله عطّل المفاوضات، وإسرائيل جمدتها".. هذه أبرز الرسائل التي دأبت تل أبيب على بثها خلال الأيام العشرة الأخيرة عبر إعلامها، بدءاً من صحيفة "اسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وليس انتهاء بـ"هآرتس" اليسارية، بخصوص مفاوضات الترسيم البحري المؤجلة مع لبنان. وتسعى الإدعاءات الآتية من مستويات سياسية وأمنية في إسرائيل، إلى أن تكون "رسائل دعائية موجهة" للضغط باتجاه تحقيق غاية معينة، بالقول أن "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود نتيجة عدم التقدم"، بذريعة "توجه أكثر صرامة من الجانب اللبناني"، وفق نسخة "هآرتس" الصادرة الجمعة. لكنّ هذه الدعاية تُبقي هامشاً لإستمرارية المفاوضات وإمكانية نجاحها إذا ما توافرت ظروف معينة رغم "المسافة الكبيرة عن الحل".

يمكن استنتاج ذلك من جملة أوردتها "هآرتس" على لسان مصدر إسرائيلي مطلع على جولات التفاوض الأربع، خلال الشهرين الأخيرين، في قاعدة "يونيفيل" برأس الناقورة، ومفادها أن "لبنان يتخوف من أي مؤشر لتطبيع العلاقات. ولا يسمحون، حالياً، بحوار غير رسمي خارج طاولة المفاوضات".

وفيما لم يُفهم المقصد الإسرائيلي من وراء تعبير "حوار غير رسمي خارج الطاولة التفاوضية"، لكنه بدا منسجماً مع استفهامات تحوم حول مساع إسرائيلية، عبر تسريباتها الإعلامية، للدفع باتجاه استحداث قناة خلفية سرية بموازاة مفاوضات الناقورة!

والحال أن هناك مؤشراً لافتاً لهذا المُراد من قبل دولة الاحتلال، إن لم تكن "قناة الظل" موجودة فعلاً، بعيداً من الإعلام ضمن استراتيجية "المد والجزر" و"الالتفاف على المعيقات" على أمل الوصول إلى الاتفاق المنشود، وبما يحقق فخ إسرائيل بضرورة أن يكون لأي اتفاق محتمل تداعيات أوسع على صعيد العلاقة اللبنانية الاسرائيلية.

وتبرز الإشارة لهذا الاتجاه في قراءة قدمها معهد "الأمن القومي" الإسرائيلي، زعم فيها أن موقف الرئيس اللبناني ميشال عون الرسمي بشأن مقترح لبنان بالمفاوضات يختلف عن الإشارات الواردة من قصر بعبدا حيث تظهر الأخيرة أكثر "براغماتية" في مقابل ما سمّاها "محاولات التعطيل من قبل الثّنائي الشيعي وخصوصاً حزب الله". والسؤال هنا: كيف وصلت إشارات المرونة من قصر بعبدا إلى إسرائيل؟ هل هي مجرد تكتيك تفاوضي لبناني أم أنها تعبير عن قناة اتصال وأحاديث تتم بعيداً من القناة الرسمية المعلنة؟

أما الإشارة الثانية التي تنم ضمناً عن رغبة إسرائيلية في قناة ظل تفاوضية، بحجة أهميتها لتذليل عقبات الناقورة، فهي الحملة الإعلامية الإسرائيلية على قائد الجيش اللبناني جوزيف عون منذ الجولة التفاوضية الثانية، مروراً بالادعاء بأن المفاوضات تأجلت لأن "المشاكل تكمن داخل الطاقم اللبناني". خصوصاً أن الاحتلال يدعي أن ميشال عون وأتباعه يسعون إلى استمرار المفاوضات للوصول إلى حل، ارتباطاً بمحاولات الطرف المسيحي في لبنان إرضاء الولايات المتحدة في هذه المرحلة المعقدة بلبنان والمنطقة.

ويقابل ذلك موقف الضغط من الثنائي الشيعي، تحديداً حزب الله، لتأجيل المفاوضات إلى ما بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه، وذلك بطلب إيراني، لأن طهران تود استخدام المفاوضات اللبنانية كورقة ضغط ومساومة في أي تسوية لملفها النووي، وفق ادعاء معهد دراسات "الأمن القومي" الإسرائيلي.

والواقع أن القراءات المتاحة تشير إلى مزاعم إسرائيلية بأن قناة الظل، حتى لو كانت بوساطة جهة أخرى غير الولايات المتحدة، يمكن أن تيسر مفاوضات الناقورة. ومن أجل تسويغ دعايتها، تستعين تل أبيب بحملة ضد الطاقم التفاوضي اللبناني، وكذلك ضد حزب الله، تحت عنوان أن الأخير يلعب بحق لبنان في المياه الاقتصادية كورقة ضغط لصالح ايران، بدليل تسبّبه في تأجيل المفاوضات إلى حين تسلم بايدن مهمته رسمياً. إلا أن الباحث الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط، ايال زيسر، رأى في لقاء إذاعي أنه لا حاجة مُلحَّة لقناة تفاوض خلفية، معتبراً أن المفاوضات تجري على مستوى تقني وليس رفيعاً، وأن الحل بسيط إذا ما أراده الجانبان اللبناني والإسرائيلي، موضحاً أن مفاوضات الترسيم ليست مجمدة بالكامل، بقدر ما تنتظر بيروت وتل أبيب حقبة الرئيس بايدن في البيت الأبيض. بموازاة ذلك، يمارس الاحتلال الاسرائيلي ضغطاً نفسياً ابتزازاياً، عبر القول: "أنتم لستم جديين في المفاوضات، وليس لدينا مشكلة بوقفها، إذ نستطيع إنشاء نقطة التنقيب عن الغاز في بلوك 9 من الجهة الجنوبية قليلاً، من دون المفاوضات، فضلاً عن وجود آبار أخرى لدينا، أما أنتم فوضعكم صعب وأكثر حاجة للتنقيب". يذكر أن الولايات المتحدة بادرت إلى هذه المفاوضات، التي تجري في مقر الأمم المتحدة في الناقورة، في الجانب اللبناني من الحدود. وعُقدت حتى الآن أربع جولات مفاوضات، امتدت كل منها بين ثلاث وخمس ساعات. ويرأس الوفد اللبناني الجنرال باسم ياسين، فيما يرأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة، أودي أديري. ويشارك في المفاوضات وسطاء أميركيون ومندوبون عن الأمم المتحدة. ورغم ذلك، يدحض الجانب الإسرائيلي ادعاءه بنفسه، حول دوافع الخط الصارم الذي يطرحه اللبنانيون حالياً، فيقول أنه "ما زال يواجه صعوبة في فك رموز الخط الصارم هذا". وبهذا المعنى، فإن حديث تل أبيب عن عدم حماسة "حزب الله" حيال المفاوضات كسبب للخط الصارم، ظهر في سياق "الاعتقاد الجائز" إذا ما تم التمعن بفي حديث المصدر الإسرائيلي لـ"هآرتس". وألغى الأميركيون جولة مفاوضات أخرى بعدما اتضح أن الفجوة بين مواقف الجانبين كبيرة. وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن "التخوف الآن، وعلى خلفية تغير الإدارة في واشنطن، هو أن الاتصالات ستُجمد لفترة طويلة واحتمال حل الخلاف سيتراجع بشكل كبير". وفي إسرائيل، ما زال هناك تقدير بأن الاحتمالات متعادلة، و"أن الاتفاق سيخدم الجانبين، لكن احتمالات ذلك الآن تبدو أقل مما كانت عليه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي".

 

القضاء منبر للزجل الطائفي وماكرون لن يلتقي منظومة الفساد

منير الربيع/المدن/13 كانون الأول/2020

توقظ المنظومة الحاكمة شياطين الطائفية والمذهبية في لبنان. إنها حاجة القوى السياسية المترهلة لتجديد شبابها واستعادة صباها. وهي ملجؤها في زمن إفلاسها السياسي وإفلاس البلاد المالي والاقتصادي وعزلتها الدولية والعربية.

احتضان دياب نكاية بعون

ويتجدد العقم اللبناني في معادلة 6 و6 مكرر السحرية التي يلجأ إليها المحرجون المفلسون، لإشاحة النظر عن الانهيار الزاحف بسبب ممارساتهم. والشياطين التي يوقظونها يمكنها تخريب كل شيء أكثر من ما هو خراب، وإضاعة الحقوق وهدرها أكثر من ما هي مهدورة. وسريعاً اتخذت صورة التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت طابع الانقسام السياسي، الطائفي والمذهبي، للإيحاء بشرخ متجدد بين المسلمين والمسيحيين. والمسترسلون في هذه الممارسات لا يهمهم الغرق في مزيد من الدمار، وزوال المؤسسات وتفككها، فيما تتناثر منشآت البلاد ومؤسساتها الحيوية أشلاء: المرفأ، القطاع المصرفي، المصرف المركزي، الجيش اللبناني، والجسم القضائي... وسارع رؤساء الحكومة السابقون والمجلس الأعلى الشرعي الإسلامي إلى التضامن مع رئيس الحكومة حسان دياب، من موقع طائفي. ولو خطط حزب الله وميشال عون لإعادة تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال وتعويم دياب سنياً، لما نجحا في حشد الاحتضان السنّي الذي حظي به. وتأتي هذه الممارسات بفعل تراكمات سنية، وفق اعتبارات أبناء هذه الطائفة. فتيار المستقبل أكثر من يشعر بالاستهداف العوني، بعدما أُرغم على ايصال عون إلى الرئاسة، وعقد تسوية مع صهره جبران باسيل. وانفكت تلك التسوية على أحقاد دفينة ومتجددة بين الطرفين: بدءًا من الكلام عن إثارة ملفات، وفتح دفاتر، ونبش أوراق الفساد والصفقات، ووصولاً إلى الحملة على مدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان، وما بينهما من صراع على الصلاحيات ومساع لتطويق "الموقع السنّي".

زجل الملفات

تلقف الحريري الكرة، وانتهز فرصة الهجوم على دياب، ووظفها شعبياً وطائفياً، ولكن بأبعاد سياسية، وفق معارضيه. وهو لجأ إلى خطوته هذه لدفع ما يمكن أن يفتح من ملفات تطاله، ولإعلان استعداده للهجوم على العهد مستقبلاً، على قاعدة مقارعة الملف بملف مضاد. إنه زجل ملفات يتخذ شكل حرب استباقية يريد الجميع خوضها للتستر على أفعالهم. ويعتبر السنّة أن رئيس الجمهورية تخطى الخط الأحمر مرتين: بتسليمه رئيس الحكومة المكلف مقترحاً حكومياً للتشكيلة الوزارية وتوزيعها على الطوائف. واتهامه رئيس حكومة آخر بتفجير المرفأ. وهذا يؤسس للمزيد من الانقسام والتوتر. ولم يستفد حزب الله من وقوفه جانباً في حفلة الزجل هذه. لذا أقدم على دعم حلفائه المستهدفين بالادعاء القضائي على رئيس الحكومة المكلف، ووزيرين شيعيين تابعين لحركة أمل، والوزير السابق يوسف فنيانوس. واصدر حزب الله بيانه التضامني. وفي المقابل هناك جو مسيحي عارم يتعاظم منذ مدة ضد المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية، ورسم خط أحمر حوله. وهذا بعدما غلبت إصابة أحياء مسيحية بانفجار المرفأ، وكان المهجرون والمتضررون مسيحيين في معظمهم. وتلك نار يجد كثر فرصة للنفخ فيها.

حزب الله بين عون والحريري

لكن حزب الله لا يمكنه في هذه المرحلة، وتحديداً بعد حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أن يكون على خصومة مفتوحة مع السنة، ومع الحريري تحديداً. فهو مضطر لمراعاته والحرص عليه، لئلا تشهد الساحة اللبنانية توتراً مذهبياً، حزب الله في غنى عنه الآن. وفي المقابل لا يترك حزب الله فرصة لا يظهر فيها تضامنه وتعاونه الكامل مع رئيس الجمهورية ورئيس التيار العوني، وخصوصاً في ملف تشكيل الحكومة والحرص على تلبية مطالب عون وعدم كسره.

ماكرون للتبرؤ من المنظومة

ما يجري يؤدي إلى مزيد من المراوحة ومن حالة اللا إستقرار والانهيار. وفي هذا المشهد لن تسهم زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يومي 22 و23 من الشهر الحالي، من إحداث أي تغيير، أو لجم أي مسار انحداري بسبب النهج المتبع من القوى السياسية اللبنانية. وسيكون لماكرون مواقف صارمة جداً، يحمّل فيها المسؤولين مسؤولية ما يجري. وحسب المعطيات فإن التقارير التي ترسل من بيروت إلى باريس تلقي المسؤولية الكاملة على الطبقة السياسية. وهذا سيدفع ماكرون إلى مواقف واضحة، وخلاصة واحدة من لبنان: لن يلتقي شخصيات سياسية، بل قوة بلاده العاملة في قوات اليونيفيل. وسيعلن أن لا أحد سيساعد لبنان إذا لم يساعد اللبنانيون أنفسهم. الانهيار إذاً سيكون شاملاً، وبعده يبدأ الحديث والاهتمام الدولي.

 

ادعاء فادي صوان يسقط بضربة تجاوز الدستور؟

كريستال خوري/أساس ميديا/الأحد 13 كانون الأول 2020

سياسياً، لم يصمد ادّعاء المحقّق العدلي أكثر من ساعات معدودة. القاضي فادي صوّان ادّعى على كلّ من رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، ووزير المال السابق علي حسن خليل، ووزيري الأشغال السابقين يوسف فنيانوس وغازي زعيتر، في قضية انفجار مرفأ بيروت، بجرم الإهمال والتقصير والتسبّب بوفاة وإيذاء مئات الأشخاص.... فانهالت عليه الاعتراضات والاتهامات بتجاوز الدستور وباستنسابية الادّعاء وعدم شموليته، لدرجة أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لم يتردّد في القول صراحة إنّه لن يلتزم بمضمون الادّعاء، ولن يستقبل المحقّق العدلي يوم الاثنين، كما كان يُنتظر حصوله.

حتّى إنّ "حزب الله" اضطرّ للخروج عن صمته للتحذير من "سقوط التحقيق بين أدغال السياسة ولعبة الشارع وصخب الإعلام على حساب الحقيقة"، معرباً عن "رفضه بشكل قاطع غياب المعايير الموحّدة التي أدّت إلى ما نعتقده استهدافاً سياسياً طال أشخاصاً وتجاهل آخرين، من دون ميزان حقّ".

رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري سارع إلى تأمين غطاء سياسي محكم على موقع الرئاسة الثالثة متجاوزاً الحساسية التي يكنّها لدياب وللخصومة التي كانت تفصله عنه مسافات ضوئية. كذلك فعل رؤساء حكومات سابقون وشخصيات سنيّة مؤيّدة لدياب، تحت عنوان حماية مقام رئاسة الحكومة من خطوة المحقّق العدلي، التي أجمع هؤلاء على وصفها بالتجاوز لأحكام الدستور.

"حزب الله" اضطرّ للخروج عن صمته للتحذير من سقوط التحقيق بين أدغال السياسة ولعبة الشارع وصخب الإعلام على حساب الحقيقة

في الواقع، لا حاجة لاستشارة حقوقيين ودستوريين للتأكد من أنّ المحقق العدلي ارتكب "خطأ" جسيماً في تسطيره هذا الادّعاء، وقد تبيّن أنّ الرجل مطوّق بالضغوطات الإعلامية والنفسية التي يمارسها أهالي الضحايا، ما دفع به إلى تسديد هدف عاد في مرماه، إذ إنّ نص المادة 40 من الدستور واضحة وضوح الشمس، وهي تنصّ على أنّه "لا يجوز أثناء دور الانعقاد اتّخاذ إجراءات جزائية نحو أيّ عضو من أعضاء البرلمان أو إلقاء القبض عليه إذا اقترف جرماً جزائياً إلا بإذن المجلس الذي ينتمي إليه ما خلا حالة التلبّس بالجريمة (الجرم المشهود)".

ومع ذلك، وقع مجلس القضاء الأعلى بدوره في هذا الفخّ من خلال الثناء على خطوة القاضي صوان، أسوة بما فعل نقيب المحامين ملحم خلف الذي يتردّد أنّه سيعمل على تصحيح موقفه في ضوء التمايز الواضح الذي ظهر بين خلف وبين نقيب محامي الشمال محمد المراد.

وقبل انقضاء أربع وعشرين ساعة على تسطير الادّعاء الذي لم يبدُ أنّ المُدّعى عليهم يعرفون ماهية مضمونه، وما إذا كان يقف عند حدود الإهمال أم سيتجاوزه إلى الاتهام بالقتل، كان مشهد ردات الفعل على الشكل الآتي:

-   رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب حسم رأيه بعدم الالتزام بمندرجات الادّعاء، وقرّر عدم الخضوع لاستجواب المحقق العدلي.

-  الوزير السابق علي حسن خليل يعلن أنّه "تتمّ دراسة موضوع الذهاب إلى جلسة الاستدعاء أمام المحقّق العدلي. وسأقوم بسؤال مجلس النواب قبل اتخاذ القرار".

وقع مجلس القضاء الأعلى بدوره في هذا الفخّ من خلال الثناء على خطوة القاضي صوان، أسوة بما فعل نقيب المحامين ملحم خلف الذي يتردّد أنّه سيعمل على تصحيح موقفه في ضوء التمايز الواضح الذي ظهر بين خلف وبين نقيب محامي الشمال محمد المراد

هذا يعني أنّ علي حسن خليل ارتكز إلى المادة 40 من الدستور التي تنطبق عليه وعلى النائب غازي زعيتر كونهما عضوين في مجلس النواب، ليترك هامشاً يدلّ بشكل غير مباشر على أنّهما لن يتوجّها الأسبوع المقبل إلى قصر العدل للخضوع للاستجواب طالما أّنّهما محميان بهذه المادة، في موازاة العمل على صياغة ردّ دستوري على هذا التجاوز.

عملياً، يقول المعنيون إنّه لا يمكن اللجوء إلى المجلس الدستوري للطعن بقرار الادّعاء ولو أنّ الأخير يشكّل تجاوزاً واضحاً للدستور، ولذا يجري البحث عن صيغة قانونية تُسقط ادّعاء المحقق العدلي ضمن أطر مجلس النواب.

وبهذا، يبقى السؤال عن طبيعة الخطوة التي سيقدم عليها الوزير السابق يوسف فنيانوس كونه غير مشمول بالمادة المذكورة، وما إذا كان إسقاط الادّعاء بكونه تجاوزاً لنصّ الدستور، يسري على حالة فنيانوس أم لا؟ أم أنّه سيكون الوحيد الذي سيخضع للاستجواب؟

وفق المعنيين، ثمة سيناريوهان محتملان: أحدهما يقول بالتزام يوسف فنيانوس بمقتضيات الادّعاء ولو أنّه محفوف بالضغوطات التي يتعرّض لها صوان، وقد تعاظمت خلال الساعات الأخيرة بفعل "تورّطه" في سوء التقدير، ما قد يدفعه إلى التصرف على قاعدة "عليّ وعلى أعدائي" من باب حماية "ماء وجهه"، فيُقدم مثلاً على توقيف فنيانوس من دون سواه من المُدّعى عليهم، فيما النائبان المُدّعى عليهما يحتميان بالحصانة النيابية، ورئيس الحكومة بحماية طائفته... وثمة احتمال ثانٍ، وهو أن يتجاهل الادّعاء فيتمّ تسطير بحث وتحرٍّ بحق فنيانوس. فأي قرار سيتخذ؟

 الأرجح أنّه لن يتخذ أيّ قرارٍ جديد..

 

صوان يُعيد دياب إلى بيته "السنيّ"... والمفتي مجبر لا بطل!

محمد المدني/ليبانون ديبايت/السبت 12 كانون الأول 2020

نجحَ المحقق العدليّ في إنفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، في إعادة الرئيس سعد الحريري إلى السراي الحكومي قبل ولادة الحكومة الإنقاذية التي يعمل على تشكيلها منذ 22 تشرين الأول 2020. الحريري زار السراي للتضامن مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي أنضم إلى لائحة المُدعى عليهم في جريمة المرفأ، التي أسقطت مئات الضحايا وآلاف الجرحى. وتزامنًا مع زيارة رئيس "المستقبل" إلى السراي، أصدر مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان بيانًا حادًا أكد فيه رفض المس بمقام رئاسة الحكومة والتعدي على الدستور، لنعود إلى لعبة الخطوط الحمراء التي أوصلت لبنان إلى قعر الهاوية.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن موقف دار الفتوى جاء بناءً لطلب الحريري، الذي أراد من هذه الحملة الدفاعية أن يحمي نفسه وموقع رئاسة الحكومة من أي استهداف قضائي - سياسي من جهة وبغية دفع صوان بإتجاه الادّعاء على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة أخرى.

ووفقَ المعلومات، فإن دار الفتوى ليست بوارد الدفاع عن دياب "المتهم" ولا بخاطرها الوقوف إلى جانبه في محنته القضائية، بل وجدت نفسها مضطرة لخوض معركة الدفاع عن حسان على قاعدة "مجبر أخاك لا بطل". وبحسب مصدر مطلع على أجواء دار الفتوى وبعيدًا من بيان دريان الذي تعمد إصداره لحظة وجود الحريري إلى جانب دياب في السراي، فإن المفتي لا يرى حسان مظلومًا في قرار صوان، بقدر ما يعتبر أن القرار يطال المقام السنيّ الأعلى في لبنان ويمهد لمزيد من القرارات التي تضرب مضمون اتفاق الطائف الذي منح رئاسة الحكومة صلاحيات استثنائية. ويؤكد المصدر، أن المفتي تعرض لضغوط سياسية كبيرة منذ صدور قرار صوان، وهو ما أعاد دياب إلى بيته "السنيّ" الذي طُرد منه فور توليه منصب رئاسة الحكومة في19 كانون الأول 2019. وبحسب المصدر نفسه، فإن موقف الحريري ودار الفتوى كان سيكون مغايرًا لو شمل قرار صوان رئيس الجمهورية الذي علِم بوجود باخرة الأمونيوم كغيره من المسؤولين في الدولة، وبالتالي فإن المعركة تكمن في الدفاع عن المنصب "السنيّ المقدس" وليس عن ساكن السراي "الراحل"، علمًا أن الحصانة الدستورية تمنعُ الإدّعاء على رئيس الجمهوريّة طالما هو في سدّة الرئاسة. إن تعاطي الطبقة السياسية مع ملف التحقيق في جريمة العصر التي وقعت في 4 آب يكاد يكون أبشع من الإنفجار نفسه، وَ"لاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصارُ".

 

اقتصاد المعرفة... التربية والنهوض

منى فياض/النهارالعربي/السبت 12 كانون الأول 2020

سبق ليوفال هراري، صاحب كتابي "هومو سابينس" و"هومو ديوس"، أن حذر من أن الخوف هو ان نصل الى 2050 مع بشرية منقسمة بين أغنياء جداً وسوبر بشر – هومو بيونيك- لديهم إمكانيات تتفوق على الكثيرين من الهومو سابينس العاديين الفقراء. ولقد بدأت الصين بتجارب التعديل الجيني على أدمغة الاجنة.   في كتاب، هل يقتل الذكاء الاصطناعي الديموقراطية؟ تخوف من تأخر أوروبا عن الصين وأميركا في مجال الذكاء الاصطناعي الذي سيصبح منبع كل السلطات في القرن الـ21. فالحرب الاقتصادية هي التي ستنظم بروز الحضارات المستقبلية.

وعندما نتحدث عن الاقتصاد لا نستطيع سوى أن نستعيد رهانات المراقبين في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين المتعلقة بسؤال: من سيسبق الآخر في النهضة والتطور، مصر أم اليابان؟ ففي ذلك الوقت كانت القاهرة في عز ازدهارها وكانت مركزاً للموضة في العالم، وكانت الاسكندرية المدينة الجاذبة عالمياً للتجار والمثقفين والشعراء ، فـ"كفافيس" الذي يعد من أكبر الشعراء اليونانيين، يُعرّف كيوناني – مصري وعاش فيها. وكان في إمكان مصر حينها اقراض المملكة المتحدة ما يعادل 17 مليار دولار لانتشالها من صعوباتها المالية.

فأين النمو والقدرات الاقتصادية أو العلمية اليوم في العالم العربي؟ وهو الذي يقع في اسفل مؤشرات التنمية وفي طليعة البلدان التي تعاني مجتمعاتها من الفقر والعنف والحروب وتصدير ملايين اللاجئين والأميين الالفبائيين، في وقت يتم فيه الحديث عن أمية رقمية. وأعداد الأميين في تزايد مستمر بسبب الحروب التي تشرد الاطفال العرب وتحرمهم من المدرسة. ناهيك بالأداء الاقتصادي المتدني والمعتمد على الاقتصاد الريعي والثروات الطبيعية، خصوصاً البترول الذي يعاني الآن من هبوط في الاسعار بسبب جائحة كورونا وركود التجارة العالمية والصناعة مع توقع استمرار الركود حتى لو انتهت مفاعيل جائحة كورونا قريباً، بسبب التخزين المتراكم الذي سيتطلب صرفه وقتاً طويلاً. ناهيك بتطوير مصادر الطاقة البديلة.

فأي مستقبل سيكون للمجتمعات العربية في عالم تتراكم فيه الى جانب الأميين، اعداد العاطلين عن العمل والعجز عن توفير الوظائف والاعمال للمواطنين.

هذا في وقت تذهب فيه التقديرات الى أن العمل سيصبح مسألة شائكة في عالم يتطور فيه الذكاء الاصطناعي والصناعات المعتمدة على البرامج الرقمية واللوغاريتمات. فالاقتصاد الرقمي سيخلق امكانات مذهلة ومهن جديدة يصعب تخيلها اليوم. لكن جزءاً مهماً من هذه المهن سيكون معقداً في شكل كبير لمعظم العاملين الحاليين. والشيء الأكيد أن تقسيم العمل بين الذكاء الاصطناعي والادمغة البيولوجية سيكون متحركاً باستمرار.

كل ذلك سيضع مراسينا ومرجعياتنا التقليدية موضع تساؤل، وستتخطى التغيرات العنيفة والسريعة، التي ستنفتح على كل المغامرات العجيبة الطبقات الشعبية. وسيتزود – عمالقة الرقمي – بسلطة سياسية متزايدة، ما ينتج عنها انقلاباً خفياً.

تتغير تراتبية الافراد والمؤسسات والعواصم والبلاد بسرعة جنونية، ما يولد قلة من الرابحين والكثير من الخاسرين. 

كل ذلك يعطي افضلية كبيرة للأفراد المتمتعين بذكاء مفاهيمي قوي لادارة العالم المعقد الذي تبنيه: يغذي ذلك التآمر ونبذ النخب واحتجاج الخبراء. وتؤدي آلياً الى لامساواة متزايدة ومراكز تتكثف فيها الثروات حول عمالقة الرقمي، ما يغذي الشعبوية.

ولن يسمح هذا التطور بتقليل اللامساواة الفكرية لأن التعليم سيصبح مشخصناً لكل فرد بحسب قدراته، ما ينتج اختلافات لا تطاق لأن الدخول في اقتصاد المعرفة لا يحتاج الاشخاص الاقل موهبة.

كل ذلك غير مفهوم من قبل الانظمة التربوية، "نتكلم عن الغربية" التي تدفع اطفالها نحو المهن المهددة من نموها، ما يعد بكثير من السترات الصفراء.

ستبنى أراض مخصخصة – فضاء سيببراني – يعود لعماقلة الرقمي، ما يقلل من سيادة الدول الديموقراطية. بحيث ان السؤال المطروح على الغربيين انفسهم حالياً: هل سيتناقص عدد الاشغال في شكل مخيف بالنسبة إلى أعداد العاملين؟ ولا شيء سيعرّض المجتمع للااستقرار المباشر أكثر من مسألة العمل: ستنفجر اللامساواة الاقتصادية. ستتصاعد نسبة الاقتراع المحتج الأمر الذي يحمل الى الحكم احزاب "خيبات الأمل" المتطرفة.

الدول العربية لا تزال بعيدة عن هذه الفضاءات التي ترتسم على الصعيد العالمي، نحن ما زلنا في مرحلة كيف نبدأ ببناء انفسنا ومجتمعاتنا لنستطيع "الدخول" الى العالم في شكله الحالي، فما بالك بالمستقبلي؟

 درس آسيا... كيف تطورت؟

 عرفت النمور الآسيوية الصغيرة لشرق آسيا الاقصى، من تايوان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ، نمواً كبيراً انطلاقاً من الاعوام السبعين ارتبط بالنمو الياباني.

في عام 1980، كان المغرب أغنى بخمس مرات من الصين. 1075 دولاراً في السنة لكل مواطن مقابل 195. اصبحت الصين قوة عظمى علمياً، بينما بقي المغرب دولة فقيرة فيها 40 في المئة من الأمية عند النساء. فرنسا كانت 3 مرات أغنى من سنغافورة في عام 1970.

في عام 1960، كان لكوريا الجنوبية مدخول الفرد نفسه مثلها مثل الدول الفقيرة في إفريقيا السوداء ولم تلحق بالمغرب سوى في العام 1970. اليوم اصبحت عملاقاً تكنولوجياً في ميادين عدة مفتاحية من الميكروبروسيسور Microprocesseur المعالجات الدقيقة الى الشاشات والبرمجيات logiciels والهواتف الذكية والنووي.

من التسعينات في القرن الماضي خططت حكومة سنغافورة برنامج إعداد 20 الف مهندس في السنة بينما لا تمتلك، لا بترول ولا غاز ولا ثروات خاصة، خارج مينائها، وقد توصلت بفضل الالكترونيات – والمادة الرمادية لأدمغتها– إلى نسبة نمو 6 في المئة خلال سنوات عدة.

هذه الانقلابات الجيوسياسية لا شأن لها بالمصادفة، لكنها نتيجة جهود ضخمة في التوظيف التربوي والعلمي والتكنولوجي لبلدان شرق آسيا: سنغافورة، الصين، تايوان، هونغ كونغ، وكوريا الجنوبية. حصة الصين من الصرف العالمي على البحوث انفجرت: من 2 في المئة عام 1995 الى 23 في المئة اليوم، أي اكثر من أوروبا مجتمعة وتقترب من الولايات المتحدة. أصبحت بلدان آسيا الشرقية عمالقة علميين بينما وظفت بلدان أوروبا الجنوبية "إسبانيا، إيطاليا، البرتغال" بالكاد 1 في المئة من الثروة الوطنية الـ PIB – على البحث.

الصين لم تكن تساهم في عام 1975 سوى بـ 0,7 في المئة من التجارة العالمية، قفزت هذه النسبة عام 2007 الى 9 في المئة للصادرات و 7,4 في المئة من الواردات.

لا شك في أن الصين برهنت عن موهبتها في أخذ مكان الغرب في ميدان البحث. تشابكت جهود الشركات مع الحكومة في القطاعات الاكثر اهمية. وهكذا تضاعف عدد المجلات العلمية ما بين عامي 2012 و2016 من خمسة آلاف الى عشرة آلاف مجلة علمية سنوياً. 

ما هي الدروس المستقاة من كل ذلك؟ كيف تساعدنا التربية على الخروج من هذا المأزق؟ ربما تشكل لنا الحالة اليابانية نموذجاً قريباً، مرة أخرى، لتحوّل مجتمع تقليدي جامد إلى مجتمع متطور. يدعم الناقد الأدبي كوجين أن الإصلاح "في فترة الحكم الميجي" لم يحمل فقط التقنية لكن أيضاً حساسيات وطرق معرفية جديدة. وهو يعتقد أن فكرة الاصلاح كانت قبل كل شيء ثورة فكرية مدفوعة إلى حدها الأقصى. ومن أهم العناصرالمركزية لهذه الأسطورة ما يتعلق بحراك المعرفة، بالمعنى العريض، في خدمة الدولة. والأبطال الحقيقيون للدولة الميجية هم "تجار المعرفة"؛ أولئك الباحثون عن المعارف والطلاب الذين يذهبون إلى القارات الأخرى، والمربين مثل F. Yukichi الذي لم يحمل معه من رحلاته الحماس للعلم وللتقدم الغربيين فقط، لكن أيضاً المنظور الذي دفع بالفلاحين الشباب إلى العاصمة. فطوال القرن التاسع عشر، عمل العلماء اليابانيون على بناء البنية التحتية المفاهيمية والمادية والاجتماعية، لكي يستطيعون تأويل المعرفة وإنتاجها. لقد بحث اليابانيون عن "الغزو الثقافي" بأنفسهم ولم يخافوا من الثقافة الواردة بل جعلوها جزءاً من ديناميتهم الداخلية ومحفزاً لها. فما الذي تقوم به مجتمعاتنا من أجل تخطي أوضاعها الراهنة؟ أين هي حركة الترجمة؟ ما هي وضعية التعليم والتربية في بلادنا؟

 من هنا التشديد على دور التربية والتعليم. إن فكرة الإصلاح السياسي أو الاقتصادي تظل ناقصة ما لم تترافق مع إيلاء التربية ما تستحقه من العناية. وهنا أيضاً يمكن الاستعانة بالتجربة اليابانية. يكتب لوو، "أنه كان للإصلاح، في التجربة اليابانية، هدفاً آخر أساسياً، وهو إدخال أنظمة تربوية قوية وصلبة يتطلبها بناء الوطن. وتم البحث عن المعرفة في العالم أجمع. وهو يعتقد أن من بين أهم العوامل التي صنعت من اليابان قوة علمية وصناعية، الأهمية التي أولتها للتكوين المدرسي ومن ثم الجامعي للناشئة".

في كتاب "كلافال" الاساطير المؤسسة للعلوم الاجتماعية، مراجعة لكل التيارات الفكرية التي ساهمت في تأسيس العلوم الاجتماعية في الغرب، و متابعة لاسباب نهضته. يمكن استخلاص فكرة بسيطة من هذا الكتاب، وهي ان القوى التي حركت المجتمع لم تكن سوى أساطير بسيطة، أفكار حملها مفكرون تضمنت قيماً انسانية همّها خلاص الانسان في شكلٍ أساسي.  يعود الينا والى أنظمتنا التربوية، التي تتطلب على الأقل تأمين مقعد دراسي لكل طفل عربي، اعطاء القيم المتناسبة مع اهدافنا في الحياة للاجيال الجديدة، أي اعطاء أنظمة متناسقة قادرة على تحديد اتجاه معين للجهود المختلفة في المجتمع، يتعلق هذا بالمركز، بحسب شوماشر، الذي يسمح لنا بالتوجه الصحيح. المهم ألا يكون هذا المركز شاغراً ابداً، وأن يُملأ بنوع من سلم للقيم يسمح للإنسان بالتعرف على وجوده كإنسان على هذه الارض، وإعطاء معنى لهذا الوجود ووظيفة، في اطارٍ من الحرية التي تحترمه لإنسانيته بالذات.

 

صفحات مطوية من أمس قريب وبعيد (15)/ تحذير "غابي" وصية هزيم... ودمعة "الأستاذ"

حبيب شلوق/المرصد/السبت 12 كانون الأول 2020

قبل 15 عاماً أي في عام 2005 أصيبت "ثورة الأرز" بطعنات نجلاء، حاولت إطفاء جذوتها، وقد تكون تمكنت من تحقيق هذا الهدف، من خلال سلسلة إغتيالات استهدفت رموزاً من أركانها، بلغوا 5 قادة  من قادتها، واستتبعت أعمال الإغتيال ب 5 آخرين بين عام 2006 وعام 2013، من دون أن ننسى محاولتي إغتيال استهدفتا الوزيرين مروان حماده ومي شدياق.

في ذلك العام، ثـُـكلـَـت "النهار" بإبنيها "مفكري الثورة" الصحافي سمير قصير (2 حزيران)، وورئيس مجلس إدارتها الصحافي جبران تويني (12 كانون الأول).

هل كان جبران تويني يتوقّع استهدافه؟

طبعاً، وهو أسرّ أمام العديد من أصدقائه ومحبّيه ــ ما عدا والده المعلّم غسان تويني ــ بهذه الخشية، ولكن جرأة جبران كانت متناهية تماماً كما طيبته وعاطفته ولطفه وكرمه ودماثة أخلاقه وخفة ظله. كان جبران مؤمناً ترافقه سبحة الصلاة في جيبه، وكان يرسم شارة الصليب ثلاثاً على وجهه كلما صعد في السيارة.

ولكن جبران كان يحرص على طمأنة والده الذي تجرّع كأس الموت ثلاثاً ، أولاً بفقد  كريمته نايلة (11 عاماً)، ثم زوجته الشاعرة ناديا (1983 ) وكلاهما نتيجة إصابتهما بمرض السرطان، ثم نجله مكرم  "الكارثة الثالثة"  التي "حلّت بي" كما قال غسان تويني بعد وفاته في حادث سير في فرنسا عام 1987  .

ويقول أقرب القريبين من "المعلم" أن مكرم كان "ملهم" غسان تويني  الذي كان يعلّق عليه آمالاً كبيرة، ويصفه بأنه كان "شعلة ذكاء" .

كان الهم يعصر قلب غسان تويني على "الأيقونة الباقية" من شجرة عائلته.

وجبران كان "معبود الجميع" أهلاً وأصدقاء وزملاء ورفاقاً وكنيسة وطائفة ومذهباً ... ولقبه المشترك لدى رؤساء الكنيسة الأرثوذكسية هو "حبيبنا غابي".

وهنا يعود إلى الذاكرة لقاء حصل  في 23 كانون الثاني 1998 في قبرص .  فقد اجتمع مجلس كنائس الشرق الأوسط بدعوة من الأمين العام للمجلس القس الصديق رياض جرجور وكان المؤتمر الأهم منذ تأسيس هذا المجلس عام 1974 ، إذ حضره للمرة الأولى 7 بطاركة كاثوليك في مقدمهم البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير، و4 بطاركة روم أرثوذكس في مقدمهم البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، و3 بطاركة أرثوذكس شرقيون و5 رؤساء كنائس بروتستانتية.

 وموضوع المقال هو ما حصل على هامش المؤتمر.

بعد إحدى الجلسات وبعيد الغداء بقليل، كنا نرتاح في فندق "فوروم" في نيقوسيا الذي تملكه بطريركية قبرص الأرثوذكسية والتي استضافت المشاركين في المؤتمر، لفتني بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام الأول ( كيشيشيان) وهو يتمشى في ردهة الطبقة الأرضية،ثم لفتني أحد رجال الدين يتمشى  على شرفة الطبقة الثانية أو الثالثة ، وسرعان ما تبين لي أنه البطريرك هزيم.

ومن منطلق أنني في "النهار" وأعرفه جيداً وسبق أن أجريت معه أكثر من حديث منها واحد مع الزميل جبران تويني، صعدت إلى الطبقة الثالثة وحيّيته، فرحب بي بمحبة، وسألني بعض العموميات ولما كنت أريد الإفاضة في الحديث معه سألته من قبيل التيقّن: "هل عرفتني سيدنا؟ّ  فأجاب:" نعم عرفتك ... مندوب "النهار".

وأيقنت أن حديثه معي لم يكن مجرد حديث مع عابر سبيل. ثم بادرته لمزيد من التيقـّن: وهل ما زلت تعرف إسمي؟ أجاب بثقة: " وهل يمكن لأحد أن ينسى إسمه؟!ّ

وأوضح أن اسمه قبل سيامته الكهنوتية كان حبيب. 

جواب من عالم دين أقدره، أثلج صدري.

وفي عودة إلى الصديق جبران تويني، قال لي البطريرك إغناطيوس قبل انصرافي:"أوصل سلامي إلى حبيبي غابي، وقل له أنا أؤيده وأبارك خطواته... الله يقوّيه (مع تشديد على حرف القاف)، وكمان قلّو ينتبه عا حالو". ثم أطرق قليلاً وقال مستدركاً: ما تقول هذا لــ "غسان" بكسر الغين (يقصد المعلم غسان تويني). لأنو بيزعل ... هو يخاف كتير عليه. 

ولدى عودتي لم أخبر "المعلم" كما طلب سيدنا إغناطيوس الذي لا يريد إشغال فكر استاذ غسان واخبرت جبران بما حصل ونقلت إليه كلام البطريرك وسلامه ودعوته إلى الإنتباه... وحرصه على ألا أخبر أستاذ غسان.

وانتهى اللقاء: "انتبه غابي ... هي  وصية البطريرك وأمنيتي الشخصية".

و"انتبه غابي" كررتها ثانية وثالثة ورابعة أمامه، وإحداها كانت بطلب من إستاذ غسان الذي أشار إلى سكرتيرته سامية شامي  أن تتصل بي للقائه في مكتبه ولما وصلت، طلب منها ضيافتي لمسايرته بكأس ويسكي ثم إقفال الباب، حتى إذا أقفلته اغرورقت عيناه بالدموع وقال وقد علقت الكلمات في حنجرته:" حبيب انت وجبران من جيل متقارب و" بتتفاهموا مع بعضكن... قلوّ يخفـّف شوي أو يسافر لبعض الوقت... ما بقا عندي غيره".

وأدمعت بدوري واستأذنته، ثم مباشرة إلى مكتب جبران واختلينا لدقائق في إحدى زوايا المكتب  ونقلت إليه ما حصل، وقلت له:"رأيت "المعلم" يبكي" وهي عبارة أثـّرت فيه كثيراً. ولئلا يظهر ضعفاً أمامي قال: "شو بدن يعملوا؟ معي 2 قبضايات الحاج الفلـــوطي وأنــدريه (مراد) ... بيردوا ..."

أخذت بعض النفس لأنني أعرف فروسية الإثنين، ولكن جبران أطرق لبعض الوقت، ثم خفّف مقالاته وخطاباته وأحاديثه لبعض الوقت ، قبل أن يستأنفها...

والخوف الوالدي تكرّر أكثر من مرة، منذ إضطرار جبران إلى السفر بعد 13 تشرين 1989 بوساطة من خاله الوزير مروان حمادة وحميه الوزير ميشال المر وصديقه النائب وليد جنبلاط، ثم في بداية 2005 قبل أن يعود ليجد مَن يتربص له ويغتاله، ليس بالرصاص لأن الفلوطي ومراد قادران على المواجهة، بل بسيارة غادرة.

رحم الله الأصدقاء الثلاثة.

 

جعجع: إذا ألغينا الطائفية سيصبح رئيس الجمهورية نصر الله أو بري

داني حداد/إم تي في اللبنانية/السبت 12 كانون الأول 2020

في زمن التباعد الاجتماعي، اختار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع التباعد السياسي عمّا سمّاها “المجموعة الحاكمة” التي أوصلت البلد، في رأيه، إلى ما وصل إليه. وشنّ جعجع، في لقاء مع المنتشرين في العالم العربي وأوروبا وأفريقيا وأستراليا للمرّة الأولى عبر تطبيق “زوم” على شاشاتٍ ضخمة في القاعة الكبرى في مقرّ “القوات” في معراب، هجوماً قاسياً على رئيس الجمهوريّة، محمّلاً إيّاه مسؤوليّة قوّة حزب الله في الداخل اللبناني. استهلّ جعجع كلامه بعبارته الشهيرة “ما بيصحّ إلا الصحيح”. مناسبتها هنا أنّ “هناك من يكذب على اللبنانيّين منذ ثلاثين سنة، وقد ظننّا في العام 2016 أنّ هذا الفريق إذا وصل الى السلطة سيتغيّر، إلا أنّه، على العكس، ازداد تمسّكاً بالسلطة”. وأضاف: “كانت هناك فرصة لعهد ميشال عون أن يكون الأفضل، وكان اتفاق معراب فرصةً لقيام دولة، ولكن تبيّن أنّهم كلّما وصلوا الى السلطة طالبوا بالمزيد، وربما سيطالبون بالبابويّة في المستقبل”. وقال جعجع: “منذ ثلاثين سنة وحتى اليوم، أطاحت العواصف التي ألمّت بلبنان بزعاماتٍ وأحزاب، ولكنّ حزب “القوات” بقي صامداً. وعلى الرغم من أنّ 14 آذار سقط كتنظيم، إلا أنّه بقي حاضراً كمشروع لأنّه اتّكأ على صخرة القوات”. وشدّد على أنّ “من يحدّد نتيجة المواجهة الحاليّة هو قدرة البيئة الحاضنة لكلّ حزب على الصمود، فإذا صمدت البيئة الحاضنة لـ”القوات” فإنّ مشروع الحزب سيربح”.

“حزب الله” اختار الأفسد

وفي وقتٍ قال جعجع إنّ التواصل قائم بين “القوات” وسائر الأحزاب اللبنانيّة، باستثناء حزب الله، لفت الى أنّ “مشروع الحزب لا صلة له بلبنان، وهو اضطرّ لعقد تحالفاتٍ في الداخل فاختار الأفساد، بدءاً بالتيّار الوطني الحر”. وأضاف: “يقول رئيس الجمهوريّة في إطلالاته المتكرّرة ما يقوله أصغر مواطن، وكأنّه نسي أنّه رئيس الجمهوريّة. وفي الاجتماع الاقتصادي الذي عُقد في 2 أيلول 2019 برئاسة عون، سمعت طروحات لا يمكن أن توصل الى أيّ نتيجة، وقلتُ للمجتمعين حينها إنّ علينا أن نترك الساحة لحكومة مستقلّين، ولكن بدا وكأنّني أتكلّم مع “الحيط”. وتابع: “إذا بيفكّوا عن سمانا، بعد كم شهر منطلع من الأزمة”. وردّاً على سؤال عن إلغاء الطائفيّة والمثالثة، قال جعجع: “إذا ألغينا الطائفيّة سيصبح رئيس الجمهوريّة إما حسن نصرالله أو نبيه بري”، مشيراً الى أنّ “المثالثة غير واردة ولا مشكلة لدينا مع المؤتمر التأسيسي، ولكن ليس وقته الآن في ظلّ الجوع الذي يعاني منه اللبنانيّون، وحين نجلس على الطاولة سيكون مشروعنا اللامركزيّة الموسّعة”.

عن سامي الجميّل و”الخطف

وسئل جعجع عن علاقة “القوات” و”الكتائب” وما يمنع التحالف بينهما، فأجاب: “هناك عامل شخصي يمنع رئيس “الكتائب” من التحالف، وعملت أنّ بعض مجموعات الحراك الشعبي حين طرحت عليه فكرة التحالف المستقبلي مع “القوات” كان يرفض بشكلٍ قاطع، علماً أن لا خلافات فكريّة أو سياسيّة بيننا”.

وتابع: “لاحظت في الأشهر الأخيرة أنّ حزب الكتائب بدأ يحيد عن مساره التاريخي عبر نسج علاقات تتناقض مع مشروعه وتاريخه”. وقال لمحدّثيه عبر الشاشة: “يعتبركم سامي الجميّل أنّكم كتائبّيون وقمت أنا بخطفكم الى القوات”.

الغشيم

وتوقّع جعجع أن يتأزم الوضع أكثر في المستقبل القريب، خصوصاً في ما يرتبط بمسألة رفع الدعم، واصفاً الدعم بصيغته الحاليّة بـ”الغشيم” إذ “يستفيد منه المهرّبون والمحتكرون وغير المحتاجين”، إلا أنّه استبعد أن يؤدّي ذلك الى مشاكل أمنيّة، بل الى اضطرابات ناتجة عن الوضع الاجتماعي.

“القوات” على محورَين

وكشف جعجع أنّ حزب القوات اللبنانيّة يعمل الآن على محورَين: الأول، له صلة بالمساعدات التي يقدّمها، ومنها ما يتعلّق بانفجار المرفأ وترميم 500 شقة حتى الآن. والثاني، معارضة المجموعة الحاكمة التي لا نملك ثقة بها، وقد نصحْنا من كان حليفنا بعدم الدخول الى هذه المجموعة ولم يوافق، وها هو يصطدم معها اليوم. ينتهي الحوار مع جعجع بدردشة “على الواقف” محورها ادّعاء قاضي التحقيق في انفجار المرفأ على رئيس حكومة تصريف الأعمال وثلاثة وزراء سابقين. يرى جعجع في هذه الخطوة خطأً في الشكل، إلا أنّها لا تستحقّ ردّ الفعل الذي شهدنا عليه في الساعات الأخيرة. ثمّ يختار “التمشاية” مستفيداً من طقسٍ مقبول، قبل العاصفة الآتية، أو العاصفتين، المناخية والسياسيّة.

 

حرب التحرير التي لم يعلنها عون

نجم الهاشم/نداء الوطن/12 كانون الأول/2020

منذ تسميته لتولّي مهمة تشكيل الحكومة في 22 تشرين الأول الماضي انصرف الرئيس سعد الحريري إلى مهمته الصعبة. أعطى وعوداً كثيرة وأطلق شعارات ومواقف وحدّد مواصفات واعتصم بالصمت وتردّد أكثر من مرة إلى قصر بعبدا، حتى قدّم لائحة التأليف الأولى للرئيس ميشال عون مساء الأربعاء 9 الجاري ليتلقى ردّ الرئيس وتعليقاته ومطالبه. كلّ ذلك لا يخرج عن إطار ما ينص عليه الدستور الذي يجعل مسألة تأليف الحكومة بالتوافق والتشاور بين الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية.

في نهاية الأمر لا يمكن أن تتشكّل حكومة إلّا إذا وافق عليها رئيس الجمهورية. توقيعه على مرسوم التشكيل هو الذي يعطيه قوة الحكم. ولا يجب أن يتخلى عن هذا الحقّ الذي أعطاه إياه الطائف. غير صحيح أن الطائف جعل رئيس الجمهورية من دون صلاحيات.

الصحيح أنّه نقل السلطة إلى مجلس الوزراء الذي يبقى أمر تشكيله منوطاً أولاً وأخيراً بإرادة الرئيس. إذا تخلّى عن هذا الحق تنازل عن سلطته وإذا تمسّك به حافظ على ريادته وموقعه وصلاحياته ولكن تحت سقف واحد وأعلى هو سقف مصلحة الدولة العليا لا مصلحة قريب أو شريك أو حزب أو أي شخص آخر.

على الرئيس أن يعرف صلاحياته وأن يُحسن استخدامها وألّا يجيّرها أو يؤجّرها.

حدود صلاحيات الرئيس

قبل الطائف كان الدستور يعطي رئيس الجمهورية حقّ تسمية رئيس الحكومة واختيار الوزراء بالشراكة معه بعدما كان يجري استشارات غير ملزمة. ولكنّه في النتيجة ما كان يخرق سقف هذه الإستشارات وكان يدرك حدود صلاحيّاته التي كان يحدّدها الدستور.

الممارسة كانت هي التي ترسم الحدود. ولكن في الواقع أيضاً أنّ أيّ رئيس للجمهورية ما كان يمكنه أن يشكل أيّ حكومة إلا بموافقة رئيس الحكومة الذي يسمّيه. بعد الطائف لم تتغيّر الأمور كثيراً. صحيح أن الإستشارات النيابية باتت ملزمة ولكن إذا كان الرئيس ملزماً تسمية من يحصل على أكثرية الأصوات فإنّ أي رئيس للحكومة لا يمكن أن يشكّل حكومة إلا بموافقة رئيس الجمهورية وبالتوافق معه. لا يمكن أن تولد حكومة لا يوافق عليها الرئيس. ولا يمكن أن يخضع الرئيس لأيّ تهويل إلّا إذا كان أسير المعادلة التي أوصلته إلى قصر بعبدا.

وتجربة الرؤساء الذين تم انتخابهم بعد الطائف خير برهان على ذلك.

تجربة معوّض

إذا كان من الممكن إعطاء مثلٍ عن رئاسة ما بعد الطائف يمكن الحديث عن تجربة الرئيس رينيه معوض القصيرة. بعد انتخابه مباشرة تم التعاطي معه على أساس أنه الرأس المقرّر في السلطة السياسية بعد الطائف. وصل معوّض إلى الرئاسة ولكنّه لم يصل إلى قصر بعبدا ومع ذلك كان رئيساً قويّاً. من دارته في إهدن كانت تمر الوساطات والإتصالات من أجل تشكيل حكومة الطائف الأولى. كان بالإمكان توقّع من ستتمّ تسميته رئيساً لهذه الحكومة ولكنّ طريق التأليف كانت تمر عبر الرئيس. إلى إهدن قصده نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ليطلب منه توزير بعض من يريدهم النظام السوري ولكنّه رفض. حُكي كثيراً عن ذلك اللقاء العاصف الذي سبق اغتيال الرئيس معوض بأيام. وكأن قرار تصفيته كان سابقاً لقرار انتخابه.

قياس دستور الطائف بني على أساس معادلات جديدة ستنشأ بموجب الطائف للخروج من الحرب. كان المطلوب أن يتم تحقيق خطوات كثيرة ليستقيم الحكم معها: حلّ جميع الميلشيات والعودة إلى المؤسسات وجعل الجيش اللبناني القوة العسكرية الوحيدة على الأرض اللبنانية وسحب الجيش السوري بعد عامين إلى البقاع، تمهيداً للإنسحاب التام وإجراء انتخابات نيابية تمثيلية صحيحة وبناء دولة جديدة وتحقيق التوافق الداخلي والمشاركة الحقيقية. وانطلاقاً من هذا الواقع الجديد طلب الرئيس معوّض أولاً أن يساعد النظام السوري بسحب جيشه من الشمال قبل سحب العماد عون من قصر بعبدا. لا الجيش السوري انسحب ولا العماد عون تنازل. اغتيل الرئيس معوض وحصلت عملية 13 تشرين وانقلبت المقاييس.

انقلاب المقاييس

أصلاً بدأ انقلاب المقاييس مع انتخاب الرئيس الياس الهراوي. صار رئيساً مع وقف التنفيذ. يسمّي له النظام السوري رئيس الحكومة فيقبل. ويعيّن له الوزراء فيوقّع. ويُعطى حصّة صغيرة فيرضى. يُطلب منه نفي ميشال عون فلا يمانع. وسجن سمير جعجع فيمشي في اللعبة وكأنّه صاحب القرار. ويُعرض عليه مرسوم التجنيس فيرحّب. وما صحّ مع الهراوي كان مسألة أكثر من عادية مع خلفه أميل لحود الذي كان منفّذاً وفيّاً لما يريده النظام السوري.

مع الرئيس ميشال عون كان يجب أن تنقلب المقاييس وأن يعود موقع الرئاسة إلى قوّته. في الأساس بدأ عون ضرب صلاحيات الرئيس قبل وصوله إلى قصر بعبدا، عندما كان يعطّل تشكيل الحكومات بقوّة دعم حليفه "حزب الله" لمصلحة تسمية صهره الوزير جبران باسيل وزيراً في حقيبة مختارة. هذه الممارسة السياسية بفعل قوّة "حزب الله" التعطيلية المبنيّة على قوة السلاح تطوّرت لتضرب مفهوم الطائف لتسمية رئيس الحكومة ولتشكيلها. الإستشارات النيابية الملزمة لم تعد تقتصر على تسمية رئيس الحكومة. رئيس الحكومة المكلّف لم يعد يشكّل الحكومة. كأن القوى السياسية التي تسمّيه، تسمّي معه الوزراء الذين يمثّلونها والحقائب التي يتولّونها. بات الرئيس المكلف يوقّع ويحصل على حصّة تُترك له. لا يستطيع الرئيس المكلّف أن يكسر القاعدة وحده من دون مساعدة رئيس الجمهورية. هذه القاعدة كان يمكن أن تُكسر مع تجربة تشكيل حكومة الرئيس حسّان دياب. أن تُكسر في تسميته من خلال اختيار شخص آخر غيره يمكن أن يكون رئيس حكومة إنقاذ وأن تُكسر من خلال تشكيلة اختصاصيين مستقلّة يمكن أن تكون حكومة إنقاذ أيضاً. تمسّك رئيس الجمهورية ميشال عون بحقّه في تحديد موعد الإستشارات ولكنّه لم يتمسك بحق المشاركة في تشكيل الحكومة التي يريدها لبنان ما بعد انتفاضة 17 تشرين. وهذه الفرصة ضاعت مع تسمية السفير مصطفى أديب. بدل أن يقف الرئيس في صفّ إرادة الناس ورغبتهم في أن يكون هناك حكومة تنقذهم من الإنهيار، فاجأهم في أنه اختار أن يكون في صفّ توزيع الحصص والمغانم في زمن الإتجاه السريع نحو جهنّم، التي لم يخفِ توقّعه أن لبنان في ظل عهده وبعد أربعة أعوام على وصوله إلى قصر بعبدا متّجه إليها حتماً. ومع علمه بذلك ومجاهرته به، لا يفعل ما يمكن أن يوقف الإستمرار في السير نحو جهنّم.

الحريري وثمن الحكومة

لم يكن الرئيس سعد الحريري يرغب في ترك الحكم واستقالة الحكومة بعد ثورة 17 تشرين. استقالته في 29 تشرين الأول 2019 لم تكن بملء إرادته. فقد بدا كأنه يتجرّع كأس السمّ. وقف يتفرّج على فشل حسان دياب وحكومته وعلى انهيار التسميات الأخرى من سمير الخطيب إلى محمد الصفدي إلى بهيج طبارة إلى مصطفى أديب. دارت اللعبة دورتها وعادت الكرة إليه. لا يستطيع الحريري وحده أن يتحرّر من أسر تسميته رئيساً مكلّفاً تشكيل الحكومة من دون مساعدة رئيس الجمهورية. هذا إذا كان يرغب بذلك. التوافق بين الرجلين اللذين أعطاهما الدستور هذا الحقّ يفترض أن يتوافر لديهما الحدّ الأكبر من مسؤولية القدرة على اتخاذ القرار بتحرير الرئاسة الثالثة من الأسر، وتحرير التشكيلة الحكومية من المحاصصة وتحرير الدستور من المصادرة، وصولاً إلى تحرير الشرعية كلّها من الأسر على قاعدة ما أعلنه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظة الديمان في 5 تموزالماضي. ولكنّ رئيس الجمهورية لم يستجب لهذا النداء طالما أنّه يعتبر أن الشرعية ليست في حال أسر وطالما أنّه عاجز عن الخروج من هذا الموقع الذي وضع نفسه فيه. مسألة تشكيل الحكومة تعني حتماً تحرير الشرعية. هي ليست معركة كسر عظم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وهي ليست معركة ضد رئيس الجمهورية لتحجيم دوره بعد إجباره على التوقيع على حكومة لا يمكن أن يحكم من خلالها. من الأفضل للرئيس أن يستقيل قبل أن يوقّع على حكومة من هذا النوع. عندما يتنازل عن توقيعه يتنازل عن حكمه. والتنازل لا يعني الرفض بالمطلق من أجل مطلب شخصي أو عائلي أو مصلحي أو نتيجة تأمين استمرار تحالف سياسي. تلك خيانة أكبر من التوقيع لا يمكن محوها من سجلّ الرئاسة والرئيس.

ربما كانت معركة تحرير الشرعية هي المطلوبة من رئيس الجمهورية قبل غيره وهذه المعركة يمكن أن تبدأ من تشكيل الحكومة التي يمكن أن تنقذ العهد والجمهورية والدولة والكيان من الإنهيار. ولكن ما يحصل لا يذهب في هذا الإتجاه. بدل حرب التحرير ثمة حروب إلغاء دائرة ومستمرة لن يبقى معها لا حكم ولا حكومة ولا دولة واحدة موحدة.

 

إستياء فرنسي من المسؤولين اللبنانيين: ما زالوا يلعبون لعباتهم الصغرى

رندة تقي الدين/نداء الوطن/12 كانون الأول/2020

عشية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المرتقبة إلى بيروت في 22 و23 الجاري، أوضح مصدر فرنسي رفيع متابع للملف اللبناني أنّ ماكرون يزور بيروت للمرة الثالثة في غضون أربعة أشهر "لأنه يرى ضرورة ملحة وطارئة لذلك، بعد نتائج الأزمة المالية ثم انفجار المرفأ بحيث أصبح لبنان يواجه أزمة مالية واقتصادية واجتماعية"، وقال لـ"نداء الوطن" إنّ الرئيس الفرنسي "وضع خريطة الطريق الإنقاذية للبنانيين بعد أن رأى مع القوى اللبنانية والأسرة الدولية أنّ هناك حاجة طارئة لتشكيل حكومة في لبنان ذات مصداقية تحظى بتصويت أغلبية البرلمان، لتنفّذ خريطة الطريق التي وضعها أمام رؤساء الأحزاب عندما زار لبنان ووافقوا عليها ثم أخلّوا بالتزاماتهم"، وانتقد المصدر معظم القياديين السياسيين قائلاً إنهم "ما زالوا يلعبون لعباتهم السياسية الصغرى ورغم ذلك الرئيس ماكرون باق على تعهداته لأن الضرورة تتطلب ذلك والخطر يزداد".

وأضاف: "يجب تشكيل حكومة تحظى بتأييد البرلمان، ورئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري وجبران باسيل شئنا أم أبينا عليهم أن يتحملوا مسوؤلية التشكيل، لذا فرنسا مستمرة في مطالبتهم بتحمل مسوؤلياتهم في تشكيل حكومة ذات مصداقية وترى أن الوضع الطارئ يتطلب هذه الضرورة"، مشيراً إلى أنّ "الرئيس الفرنسي وأمين عام الامم المتحدة أعطيا الكلمة في مؤتمر الدعم إلى ممثلي المجتمع المدني في بداية المؤتمر، لأنّ المجتمع المدني يسد ثغرات تقصير الدولة اللبنانية حيث يأخذ اللبنانيون واللبنانيات بزمام حياتهم ويقومون بعمل كان ينبغي أن تفعله الدولة لهم".

وفي حين نوّه بدور الجيش اللبناني، شدد على أنّ الرئيس الفرنسي يحرص على أن توزع المساعدات عبر منظمات غير حكومية ذات مصداقية ويمكن الاعتماد على نزاهتها، كي لا يتم تحويل المساعدات إلى جهات أخرى، ولذا تحبذ فرنسا إعطاء المسؤولين عن تلك المنظمات الكلمة لا سيما وأنّ الرئيس الفرنسي هو الى جانب الشعب اللبناني ومع ممثليه في المنظمات غير الحكومية، لأنهم هم الذين يعملون على الأرض.

ورداً على سؤال عما إذا كانت باريس قد خاب أملها جراء عدم تجاوب "حزب الله" مع مبادرتها، لفت المصدر إلى أنّ "فرنسا لا تضع نفسها في هكذا معادلة، فالرئيس ماكرون تحدث الى "حزب الله" كما تحدث مع جميع القيادات السياسية في لبنان، وبعضهم وضع نفسه خارج اللعبة ولا يساعدون على تنفيذ خريطة الطريق، رغم أنهم وعدوا أنهم سيبذلون أقصى جهودهم لتنفيذ خريطة الطريق ولم يفعلوا"، وأضاف: "ما يهم فرنسا هو النتائج، والملاحظ أنه مهما كانت التبريرات التي تسمع من هذا أو ذاك لم نحصل بعد على النتيجة المرتقبة، أي تشكيل حكومة ذات مصداقية تنفذ خريطة الطريق".

وعن احتمال أن تقتصر زيارة ماكرون على تفقد القوات الفرنسية الموجودة في الجنوب ولقاء عون، أجاب: "حتى الوقت الحاضر لا يزال العمل مستمراً على وضع البرنامج بانتظار تطورات الوضع، ولكن في أي حال سيلتقي الرئيس الفرنسي ممثلي الشعب اللبناني في لحظة من زيارته، أما بالنسبة للقاء الرئيس عون فكما حضر مؤتمر دعم لبنان بصفته رئيس الدولة، فلا يمكن أن يقوم الرئيس ماكرون بزيارة بلد سيّد من دون لقاء رئيسه". غير أنه شدد على أنّ الزيارة المرتقبة ستشكل مناسبة "للتذكير مجدداً بمطالبة القيادات اللبنانية بتنفيذ خريطة الطريق، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيلتقيهم، وباستمرار فرنسا في وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني، كما ستكون زيارته للقوات الفرنسية في الجنوب مناسبة للتذكير بمهمة هذه القوة التي تلعب دوراً أساسياً في حماية سيادة وأمن لبنان، وهما أولوية لفرنسا التي تجمعها علاقة مميزة وتاريخية بهذا البلد لأنّ سيادة وأمن لبنان، يساهمان في استقرار منطقة الشرق الاوسط وأيضاً شرق المتوسط الذي يشهد بعض التوترات من جانب بعض القوى".

وعما إذا كان تحقيق المحقق العدلي وقراره الادعاء في قضية انفجار المرفأ على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس سيؤخر تشكيل الحكومة الجديدة، أجاب المصدر الفرنسي: "أياً كان الموضوع، الكل يرى دائماً حجة ما لتأخير تشكيل الحكومة، فالبعض يشير إلى تدقيق البنك المركزي، والبعض الآخر إلى تسلم الادارة الاميركية الجديدة، فمن السهل إيجاد الحجج ولكنها كلها سيئة لأنها لا تغيّر في مضمون الموضوع، وهو إيجاد اتفاق بين القوى الأساسية للوصول الى نتيجة تشكيل حكومة تنفذ خريطة الطريق"، وختم: "فرنسا تكرر وستستمر بالتكرار في سبيل تحقيق ذلك لأن ليس هناك حل آخر، خصوصاً وانّ العقوبات الاميركية كما هو ملاحظ لم تغيّر شيئاً، وبالتالي الأولوية لباريس هي الوضع الطارئ وتشكيل حكومة تنفذ خريطة الطريق".

 

يؤلّف ولا يؤلّفان

سناء الجاك/نداء الوطن/12 كانون الأول/2020

يستكمل بطل همروجة "أنا أو لا أحد" مشروعه الريادي، ويسدّد رشقاته، ليُزيح من يقف حجر عثرة في إعادة تشكيل الرؤية التي كانت قد انقطعت قسراً بعد حربي الإلغاء والتحرير، ولأسباب قاهرة.

حينها، كان صاحب الهمروجة يريد إختصار مناصب الدولة بشخصه الكريم. فوضع يده على الرئاستين الأولى والثالثة، واعتصم بالقصر، ورفع المتاريس العنيدة بوجه تسوية الوفاق الوطني في الطائف، لأنّها لم تُمكّنه من الوصول إلى مبتغاه. ومع الأسف، ضاعت هباء الدماء التي سالت لتُثَبِّتَ قوةً وهمية تبين أنّها في الهريبة كالغزال، ذلك أنّ العناد لم يُؤتِ ثماره. إلا أنّ صاحبنا لم ينسَ. وبعد العودة الميمونة الى القصر المرمّم الذي سلّمه خراباً، ها نحن ندفع ثمن تمسّكه وبعناد أكبر بالمعادلات، مطالباً بمفعول رجعي. فهو يتصرّف بما يؤكّد أنّه لا يزال مُصرّاً على التحكمّ بالرئاسة الثالثة. يعطّل ليؤلّف وحده، ويرفض أنّه ورئيس الحكومة المكلّف يؤلّفان. ولا شيء يردعه عن آخر بدعة أتحفنا بها بمعزل عن الدستور، لاغياً أي فرصة تسمح للرئيس المكلّف القيام بوظيفته، مُطيحاً بدور رئاسة الحكومة في لعبة نكايات باتت مكشوفة. ولمن نسيَ، يذكّره بأنّ التكليف حصل رغماً عنه، وفُرِض عليه فرضاً، وقد حاول منعه برسالة ما قبل الإستشارات الملزمة. وبما أنّ رقعة التعطيل تتّسع بقدر ما يسمح له به من يصادر السيادة والدستور، يجتهد بطل "أنا أو لا أحد" في معاقبة من تذاكى وقَوطب عليه، تماماً كما يستمرّ في معاقبة شرائح العملاء في صفوف الشعب اللبناني، الذين يحلمون بالثورة والإطاحة بالمنظومة كلها، لأنّهم لا يُقَدِّرون نعمة أنّهم يعيشون في ظلّ العهد القوي. أو هو يُصَوِّب الأمور بعدما تبين أنّ عِلَّة ما تنتاب قوته. لذا، كان لا بدّ من إلهاء اللبنانيين بالبحث عن ذرة طحين وحبة دواء، فيخرسون ويتوارون، ولا يخرّبون عليه مشروعه. حينها ربّما يستطيع الإحتفاظ بالشعار.

وليس أمهر منه في التعطيل، هو ملك الساحة في هذا المجال. ما يقوم به هو ما يريده وليس ما يوحَى إليه. ويخطئ من يروِّج أنّ أحداً غرّر به وأثّر على قراراته. الكلّ في خدمته لتحقيق أهدافه التي تصبّ في غايات المستفيدين وغايات من يحرّكهم، لا سيّما الظلّ المائل خلفه، ومعه ثلّة من المستشارين الأشاوس، البارعين في الفذلكة. أكثر من ذلك، صاحبنا ماهر في تطبيق أيديولوجية التخريب. وعدا الإنهيار الاقتصادي المتواصلة طبخته على نار تستعر حيناً وتخمد حيناً آخر، ها هي تباشير الإنهيار الأمني والصراعات الطائفية تلوح في أفق تسريبات غريبة عجيبة، يصار الى وضع سيناريواتها بعد الإعلان عنها.

وكأنّه يقول للمجتمع الدولي الذي يتجاهله "أنا هنا، وأنا من يجب أن تفاوضوا، ولأنّكم تتجاهلونني سأجعل عاليها واطيها. وليست جهنّم إلا نموذجاً تمهيدياً لما سيأتي لاحقاً. وكلّما تأخرتم، كلّما ارتفع منسوب التخريب، بحيث تصبح محاولات وقف الإنهيار أصعب. لذا، عليكم التخلّي عن معزوفة الإصلاح وِفق معاييركم، دعوا المعايير لي، ولظلّي المائل بفِعل عقوباتكم، ووفّروا على أنفسكم الوقت الذي لا تملكون ترفه، فإمّا حكومة على قياسي، أو إنتظروا ما بعد جنّهم".

 

قرار القاضي صوّان بين حدّي الجرأة والمأزق

غادة حلاوي/نداء الوطن/12 كانون الأول/2020

من خلال التطور الدراماتيكي لردود الفعل والهجوم الذي تعرض له، بدا وكأن المحقق العدلي في قضية المرفأ القاضي فادي صوان أدخل نفسه والجسم القضائي، كما أدخل البلد عموماً، في مأزق قد لا تحمد عقباه. ادعى صوّان، على كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، ووزير المال السابق علي حسن خليل، ووزيري الأشغال السابقين يوسف فنيانوس وغازي زعيتر، في قضية انفجار مرفأ بيروت، وحدد ابتداء من بعد غد الاثنين موعداً لاستجوابهم، كمدعى عليهم في قضية انفجار مرفأ بيروت. وبني الإدعاء على جرم الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة وايذاء مئات الأشخاص.

الكلّ كان مربكاً لا يجد تفسيراً لقرار قاض يفترض ان من شروط عمله، الى النزاهة، ان يكون صاحب حكمة في اتخاذ القرارات وان يقدر عواقبها حتى ولو كانت حدودها التزام القانون. فهل تقصد صوان ان يثبت جرأته في اتخاذ القرارات لا سيما بعد صدامه مع مجلس النواب أم انه تسرع في قراره؟ وهل قراره ناتج عن اجتهاد شخصي ام انه يندرج في سياق خطة قضائية؟

لا تملك اية جهة قضائية جواباً شافياً على خلفيات قرار صوان وما تصبو اليه. وكيف وقع اختياره على هؤلاء دون غيرهم وهو سبق وأعدّ لائحة من اربعة رؤساء حكومات و13 وزيراً؟ وهل آزر مجلس القضاء الاعلى صوان في قراره؟ يؤكد مصدر قضائي ان المجلس لم يتدخل وما صدر يلزم قاضي التحقيق. يقول المصدر: "قانونياً لا يحق لأية جهة التدخل لدى قاضي التحقيق للاستفسار عن قراره، حتى مجلس القضاء الاعلى ولو ان هذا القرار زج بالجسم الفضائي كله في موضوع تداخلت فيه الحسابات السياسية والطائفية". اما وقد تصدى الجميع لقراره فما هي الخطوة التالية التي سيلجأ اليها صوان؟ رئيس الحكومة لن يسمح بالاستماع اليه مجدداً، والنواب الثلاثة لن يمثلوا امامه لان مجلس النواب والتزاماً بالمادة 70 من الدستور لن يمنح الاذن بخضوع نوابه للتحقيق، الا في حالات غير متوافرة في قرار ادعاء صوان. فيما كان مستغرباً الموقف الذي اعلنه نقيب المحامين ملحم خلف برفع الغطاء عن ثلاثة محامين مسجلين على جدول النقابة وهو الذي كان أخرج قبل ايام محامياً من مخفر التحقيق أوقف على خلفية خلاف مع شرطي. وقضائياً ايضاً لا بد من التنبه لنقطة غاية في الاهمية وهي ان قرار صوان سيلزم المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات التنحي عن الملف حكماً، لوجود صلة قرابة مع النائب غازي زعيتر الذي هو احد المدعى عليهم.

اما سياسياً "فكان ينقص قرار صوان، كي يزيد الشرخ السياسي وتتوسع رقعة الاصطفافات السياسية، أن تتوجه اصابع الاتهام السياسي صوب قصر بعبدا على انه يقف خلف صوان في قراره، لكن المؤكد ان ما حصل لم يكن بتوجيه من رئيس الجمهورية، وسياق قرار الادعاء منفصل عن ملفات الفساد التي تعلن تباعاً".

في الوقائع، تعتبر مصادر سياسية أن "ادعاء صوان فجر ملف التحقيق بمرفأ بيروت وأجهز عليه بفعل سياسة الكيل بمكيالين، وخيب آمال الناس التي تنتظر نتائج التحقيق على أحر من الجمر. كيف ارتأى الادعاء دفعة واحدة على مجموعة من الخط السياسي ذاته من دون احتساب خطواته بدقة مع مراعاة حساسيات هذا البلد وحساباته المختلفة. وكيف لصوان ان يجزم ان خطوته هذه لم يكن المقصود فيها الرئيس نبيه بري أو انها جاءت كرد على تعاطي مجلس النواب مع رسالته حول التحقيق؟ هذه الرسالة التي احرجت الجسم القضائي قبل غيره ورد عليها المجلس بلفت نظر المحقق العدلي الى وجود اسماء وردت لا يشير الملف الى الاشتباه بها". بينما كان سؤال الوزير خليل لصوان عن سر تحييده بعض الاجهزه الأمنية والمعنيين في الجسم القضائي والجيش عن محور الشكوك والاتهام بالتقصير؟

لكن أين "حزب الله" مما يجري؟ الحزب "بالع الموسى"، وجد انه امام ملف مسيّس ينال من حلفائه ومن رئيس حكومة لم يستطع تحصينه فكان ضحية طبقة سياسية اودت به الى الاستقالة. لم يعد يدرك كيف يتعاطى مع الاصطفافات والمتاريس المستجدة التي بدأت تأخذ منحى خطيراً أطاح بامكانية تشكيل حكومة وعمق الانهيار المالي. و"حزب الله" الذي رفع لواء مكافحة الفساد لن يتصدى لفضح الملفات لكنه بالمقابل لن يرضى بتسييس ملف المرفأ وهو صار على بينة من حصول ذلك.

أما سنياً، فقد جاءت الخطوة لتصب في خانة الاستهداف السني المشكو منه على مستوى الطائفة. فتصدى لها "المستقبل" بكل ما أوتي من قوة وحضور. هي رمية من غير رام استهدفت حسان دياب الذي كان مغضوباً عليه سنياً، فتحوله الى مستهدف، وهو كذلك على اي حال، وتكون سبباً لتفعيل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري زعامته السنية والظهور بموقع الوصي على الرئاسة الثالثة وحاميها مسعّراً حملته ورؤساء الحكومات السابقين في وجه عون.

كيف لصوان ان يخرج من مأزقه واي قرار ثان سيصدره سيكون بمثابة ترقيع للقرار الاول او بمثابة رفع شبهة الاستنسابية، وما هي الخطوة التالية التي يفترض ان يتخذها بعدما تم استثمار قراره سياسياً وطائفياً. وهل يمكن ان يتنحى احتجاجاً ويظهر خلل الطبقة السياسية؟

 

دياب تحت الخطّ الأحمر السُّنّي

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 12 كانون الأول 2020

عن قصد أو عفواً بحصر قراره بمسؤولية التقصير والإهمال في انفجار مرفأ بيروت، بدل مسؤولية الجناة الفعليين وهويتهم الذين أحضروا أطنان نيترات الأمونيوم وخبّؤوها وحموها إلى أن انفجرت، نقل المحقّق العدلي فادي صوان المشكلة من بحثه عن مجرم إلى صنع بطل جديد

طوال ثمانية أشهر في عمر حكومته، ثم - إلى الآن وحتى أمد غير معروف - أربعة أشهر في عمر تصريف أعمالها بعد استقالته، لم يحلم الرئيس حسان دياب بهدية ثمينة غير متوقّعة كالتي قدّمها إليه قبل يومين المحقق العدلي القاضي فادي صوان، عندما ادّعى عليه وثلاثة وزراء سابقين بتهمة الإهمال والتقصير في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب. ما إن شاع خبر الادّعاء، حتى فُكّ الحصار السنّي الخانق المطبق على دياب من كل حدب في طائفته: ألدّ خصومه الرئيس المكلف سعد الحريري والرؤساء السابقون للحكومة ودار الإفتاء وسائر الشخصيات الدائرة في أفلاك هؤلاء مزيداً إليهم إطلاق العنان لهيئات وجمعيات تدافع عنه في معرض الدفاع عن موقع رئاسة الحكومة.

مقالات مرتبطة

الادّعاء في انفجار المرفأ: تهديد بتطيير التحقيقات... والحكومة الأخبار

ما إن أطلق دياب عبارة سحرية فور تبلّغه ادّعاء صوان عليه، وهي أن المستهدف موقعه وليس هو رافضاً التعرّض إلى رئاسة مجلس الوزراء، حتى أضحى الرجل زعيماً في طائفته. لم يعد يُنظَر إليه على غرار ما عومل طوال 33 يوماً من تكليفه، ثم ثمانية أشهر من ترؤّسه الحكومة، ثم حالياً الأشهر الأربعة الأخيرة في تصريف الأعمال على أنه منبوذ في الشارع السنّي، وخارج عليه. لم يكن يزوره أي من أسلافه. بالكاد تستقبله دار الإفتاء أو تتحدث إليه في مناسبات محدودة جداً. لم يُعوّض هذا الفراغ بتوطيد علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون، أو رئيس البرلمان نبيه برّي، أو حزب الله. تصرّف كأنه في غنى عنهم، ويكفيه المنصب. لا شارع سنّياً له كالرؤساء السابقين للحكومة، ولا كتلة نيابية تقف إلى جانبه. أشبه بمقطوع من شجرة. وهو كذلك. مُخوَّن لقبوله دخول السرايا على أنقاض الحريري. مع أنه ليس من رجالات طبقة العقود الثلاثة المنصرمة المتورّطة في الانهيار، إلا أنهم ألقوا عليه كل مثالبهم، فبات جزءاً من المشكلة بعدما صدّق أن ترؤسه الحكومة جزء من الحل.

قيل في رئيس الحكومة المستقيلة أكثر مما قيل في أربعة من أسلافه ظلمهم وجودهم في منصبهم في أسوأ محطات سياسية: سامي الصلح عام 1958 إبان «ثورة 1958»، وأمين الحافظ عام 1973 إبان النزاع المسلح اللبناني ـ الفلسطيني، والعميد أول الركن نور الدين الرفاعي عام 1975 في أولى سني الحرب، وشفيق الوزان عام 1983 تحت وطأة اتفاق 17 أيار والحرب السورية على لبنان. قيل عن هؤلاء ـ وكانوا في صلب الحيثية السنّية ـ إنهم تخلوا عن طائفتهم كي يقبلوا بالسلطة ويتضامنوا مع رئيس الجمهورية، فحوربوا من قياداتها بلا هوادة، وخرجوا مكسورين. أوشك الرئيس نجيب ميقاتي أن يكون من بين هؤلاء عندما ترأّس حكومة 2011 بعد إسقاط المعارضة حكومة الحريري الابن الذي حرّض الشارعين الطرابلسي والبيروتي مذهبياً ضده، وحاول إظهاره كأنه خارج على طائفته. بعد وقت قصير هدأ الرئيس المكلف الحالي وفضّل السفر أربع سنوات خارج البلاد ما بين عامَي 2011 و2015، فيما استمر ميقاتي وحكومته سنتين.

دياب خامسهم في اللائحة تلك حتى البارحة، عندما أعادته الطائفة إلى حضنها وعدّته زعيماً جديداً لها يدخل من الباب الواسع. لعل خير معبّر عن ذلك أن الحريري الذي استقبل دياب دقائق في 20 كانون الأول 2019 كرئيس مكلف بوجه مقطب من غير أن يلتفت إليه، وقاطعه مذّاك له كما الرؤساء السابقون للحكومة، سارع إلى زيارته في السرايا للتضامن معه.

ما يقتضي قوله بأن العبارة السحرية تلك، يدين بها رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى مدرسة الرئيس فؤاد السنيورة، الأب الأول لـ«الخط الأحمر السنّي». سابقة رَسْم هذا الخط حدثت في 2 كانون الأول 2006، عندما أمّ المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني، بطلب من السنيورة، المصلين في القاعة الكبرى في السرايا، في رسالة إلى حزب الله مفادها أن السرايا صرح سنّي لا يسهل الوصول إليه إلا بنزاع مذهبي. حادثة لا مثيل لها حتى ذلك الوقت، وكانت جزءاً لا يتجزّأ من التحضير للاشتباك السنّي ـ الشيعي قبل أن ينفجر لاحقاً في 7 أيار 2008. تلاه «خط أحمر» ثان رسمه المفتي الخلف عبد اللطيف دريان من حول السنيورة أيضاً، من دون أن يكون رئيساً للحكومة أو نائباً حتى، في 4 آذار 2019، في ضوء ما سيق إلى الرئيس السابق للحكومة من اتهامات بإهدار 11 مليار دولار. تضامن معه الحريري ودريان من السرايا، فانقلب المشهد رأساً على عقب بأن بانت الطائفة السنّية كأنها هي بالذات المستهدفة.

رمية من غير رامٍ جعلت المنبوذ في طائفته زعيماً جديداً فيها

مذّاك صُرف النظر عن ذلك الموضوع بعدما اقترن أي تعرّض محتمل للسنيورة بانزلاق إلى نزاع مذهبي جديد. عِبرة الخط الأحمر الثاني أن اتهام أحد مهم في الطائفة بما سيق إلى الرجل، هو اتهام للطائفة كلها.

أعاد دياب اللعبة الناجحة نفسها. فإذا خبر الادّعاء عليه ثانوي، والمشكلة الجديدة الطارئة في البلاد أن ثمة طائفة برمّتها تصوّر نفسها الآن في دائرة الخطر والتهديد، وتضع نفسها في مواجهة خصم جديد لم تجرّبه من قبل هو القضاء، بعدما انضم مجلس القضاء الأعلى إلى قرار القاضي صوان ودافع عنه وبرّره. تسارعت ردود الفعل السلبية للقوى السياسية على الأثر كي تتجاوز التصويب على المحقّق العدلي لتثير الشبهات حيال القضاء، باتهامه تارة بانحيازه، وطوراً بقرارات استنسابية. هو نفسه مجلس القضاء الأعلى الذي ساندته القوى السياسية تلك، عندما جمّد رئيس الجمهورية التشكيلات الدبلوماسية.

شأن ما حدث في الخطين الأحمرين عامَي 2006 و2019، يؤذن ثالثهما بدفن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت إلى غير رجعة، لئلا يُكتشف وجود سياسيين ونافذين ضالعين في ما يتخطّى الإهمال والتقصير، إلى إحضار نيترات الأمونيوم وحمايتها والتسبّب في انفجارها. قد يكون من باب لزوم ما لا يلزم القول بأن «غضب» الطائفة السنّية من ادّعاء القاضي صوان على رئيس للحكومة وثلاثة وزراء يمثلون مثالثة النظام، يفتح الباب أمام طوائف أخرى كي تعترض وتجد نفسها هي المستهدفة لا المتورطين من أبنائها.

 

Off... On... روح... تعا/"الإتحاد العمالي العام" الذي أمسكته السلطة من أذنيه

نوال نصر/نداء الوطن/12 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93598/%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%86%d8%b5%d8%b1-off-on-%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%aa%d8%b9%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

غريبٌ عجيب أمر لبنان ومؤسساته العامة واتحاداته، وبينها طبعاً الإتحاد العمالي العام، الذي يغرق من زمان وزمان في موتٍ سريري، ولا يتذكر "ما له وما عليه" إلا حين يناديه "الباب العالي" فيقفز محذراً من "يوم غضبٍ" و"طفحان كيل"، داعياً الى "وقفة" تتعطل ما إن يكبس من يقبضون عليه زر "أوف". وبين "أون" و"أوف" تدور قصة الاتحاد الذي سمّي باسمِ العمال وأُمسك، من أذنيه، من سلطة وسياسيين!

فترض بوجع الناس أن يُحرّض الإتحاد العمالي العام لكننا في بلدٍ يُمسكُ "بخوانيق" اتحاده أناس بلا أحاسيس وضمائر، ويحتاجون الى "تحريضٍ" من نوع آخر، يأتيهم على طبق آخر، من مكان آخر، آخر من فيه هو العامل اللبناني المسكين. هذا ما كان، وإن بنسبٍ وقياسات، منذ أيام غابرييل خوري مروراً بجورج صقر وأنطوان بشارة والياس أبو رزق وغنيم الزغبي وغسان غصن وصولاً الى بشارة الاسمر. وما بالكم ببشارة الأسمر الذي أساء الى أعلى رمز روحي مسيحي وعاد ليتحدث باسمِ العمال (حين يوقظوه طبعاً بكبسة "أون") وينادي بيوم غضب وحراك.

الإتحاد العمالي العام يعمل وفق أجندات سياسية، لحساباتٍ بحت شخصية، وما عدا ذلك من نخوة وحراك و"وقفة" وحماية لعمالٍ أصبحوا عمالاً سابقين، هو مجرد استجابة لقرارٍ (ليس سراً) أعلنته "حركة أمل"، القابضة على الإتحاد، وأتى متأخراً كثيراً. ولا تُطبق عليه القاعدة القائلة "أن يأتي متأخراً خير من أن لا يأتي أبداً". لأنه سيعود ويتعطل حين تصدر الإشارة بذلك والتجارب خير دليل.

خبز الفقراء

نجحت السلطة في القضاء على الإتحاد العمالي العام. وكم سألنا على مدى عقدين ماضيين: هل عمال لبنان مطية لأهل السلطة؟

أنطوان بشارة، الذي تولى رئاسة الإتحاد في عزّ الحرب بين العامين 1982 و1993، نجح في الحفاظ على وحدة الاتحاد في وقتٍ صعب، مكرراً أمام كل من التقاهم بين تقاعده ورحيله "صحيح ان الاتحاد ضمّ في ايامي أشخاصاً ينتمون الى أحزاب لكنهم كانوا يفهمون ضرورة ان يتركوا ثوبهم الحزبي على العتبة". لكن بشارة هذا أخذ قرار الإبتعاد عن الإتحاد على أيام غنيم الزغبي الذي خلفه في رئاسة الاتحاد هامساً: "أصبح الإتحاد مطية للأحزاب التي تقاسمت المراكز في مكتب الإتحاد. احتكر قرار الاتحاد "حزبُ البعث العربي" و"حركة أمل" و"القومي السوري". خنقوه. ويوم قابل أنطوان بشارة غسان غصن، الذي شغل رئاسة الإتحاد، قال له: "بدك تتحرر. لازم تتحرر. وإذا لم تنتفض رح تروح عليك وعلى الإتحاد. تحرر حتى ولو خسرت مركزك".

كيف لغسان غصن أن يتحرر؟ لو كان من صنفِ من يستطيعون اتخاذ قرار التحرر لما جيء به من الاساس. أنطوان بشارة، في لقاءٍ جمعنا به قبل وفاته قال لنا: "زارني مستشار وزير العمل أسعد حردان وقال لي بالحرف: "بدنا نمرّق غسان غصن". أجبته: "لن نقبل برجل حزبي في الاتحاد". لكن الرجل عاد ووصل الى رئاسة الاتحاد بتوافق من "حركة أمل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"البعث". ومكث في موقعه 17 عاماً. وكان حين يُعلن هؤلاء الثلاثة القرار بالإضراب يعلنه. ظلوا طوال عهده يقومون بما يريدون تحت شمعدانه. وكل التظاهرات التي طالب بها كانت ترفرف فيها بيارق حزبية لا عمالية. تغلغلوا بين العمال وعرقلوا اتحاده ودمروه. فهل علينا أن نصدق أن بشارة الأسمر يتجرأ اليوم ويعلن إضراباً من دون تحريض حزبي؟

الإضراب ليس تحت عباءة الإتحاد

بشارة الأسمر لم يكن سوى رقم إضافي في هذا الإتحاد "اللهوة" لعمال لبنان و"اللعبة" في أيدي من "كمشوه" بأذنيه. أما العلامة الفارقة التي أحدثها فمحصورة بـ"اللحية" التي رباها ويتسلى في تشذيبها، وهو من يتقاضى راتباً خيالياً لقاء تلاوته كلمة "سمعاً وطاعة" والبقاء "غبّ الطلب".

نردد "مرتين يا حرام يا عمال لبنان"، الأولى لأن 55 في المئة منكم عاطلون اليوم عن العمل و"الخير لقدام" والثانية، لأن على رأس الاتحاد الذي يفترض أنه يمثلكم دمية. والأنكى انها دمية تحاضر في "الغضب" وتنادي، تحت إمرة "حركة أمل" أولاً، بأي حراكٍ تُحدده هي "أون أوف". و"روح تع". الإتحاد العمالي العام استحقّ في العقدين الماضيين علامات متدنية وصلت مع بشارة الأسمر الى صفر مكعب.

ذنبه أم ذنب العمال؟ فهل هم، عمال لبنان، من سمحوا له بأن يتمادى أم هو من تمادى غصباً عنهم؟ وهل باليد حيلة إذا انتفض عمال لبنان ام انه لم يكن امام هؤلاء العمال سوى ان يضربوا رؤوسهم في كل الأيام الصعبة بالجدران السميكة، علّهم يصابون بغيبوبة وينسون ما آلت إليه مصائرهم ويبقون عائشين هائمين على هامش الحياة؟

المراهنة على وجع العمال

في علم النفس المهني يتحدثون عن الإعتياد على نظام أو system يلد فيه الناس، العمال، ويترعرعون ليُصبحوا أبناء هذا النظام فيتصورونه حقيقة مؤكدة ليس امامهم سواها. فيتلهون "بيوم غضب" و"حراك" يُدعون له ويظنون أنه "صُمم" لهم، من أجلهم، غير مدركين أن هناك من أعطى الضوء الأخضر له ليس من أجلهم بل من أجله وحده. فهل هؤلاء العمال كانوا، ولو ذات حين، أولوية عند اتحادهم؟ وهل سعادتهم اولوية عند اتحادهم؟

الرب يأخذ ويعطي وهو أعطى الانسان، البني آدم، عاملاً مهماً جداً يتمثل بقدرته على التكيف مع المسائل مهما كانت موجعة، وهو يُشبه في هذا ماكينة تلتوي إذا تعرضت لضربة ما، من اي جهة، لكنها لا تلبث ان تعود مع الوقت وتستعيد شكلها الاول. الانسان يعمل، في طبيعته، على الدخول في تركيبة النظام العامة، مثلما هي، ليتمكن من مماشاة الحياة المفترضة حتى ولو كانت له مآخذ على الاسلوب وعلى التطبيق. هدف الانسان الاول ان يعيش وهو يملك أنظمة في تكوينه تدافع عنه. أجور العمال في بلادنا مثلاً، في غالبيتها، لا تكفيهم من زمان وزمان لكنهم يتدبّرون امرهم، مستندين الى شيء جميل في لبنان هو العائلة والبيئة والطائفة، بمعنى أنه إذا كان "مزروكاً" يلجأ الى شقيقه او ابن خاله او ابن عمته أو الى مغتربٍ ما فيعينه، وهذا ليس موجوداً بالطبع في الخارج. هذا النظام القائم في البلد الذي لا يُعطي العامل حقه يُعطيه في مكان آخر امكانية ان يتدبّر أموره! ولكن، ماذا حين يصبح الشقيق وابن الخال وابن العمة في فاقة وحين يُصبح المغترب غير واثقٍ لا بلبنان ولا بإمكانية وجود حلٍّ فهل نكون قد وصلنا، كما وصلنا، الى الدرك الأسود الحالك؟

غسان غصن أمضى في موقعه رئيساً 17 عاماً لم يصحح فيها الحد الأدنى للأجور سوى مرة واحدة فقط لا غير، مبقياً على الرغيف يضعف ويضعف حتى أصبح لقمة سائغة في أفواه جبابرة الإقتصاد الذين يساومون الآن عليه: فهل يرفعون عنه الدعم أم لا؟ وإذا أطلوا ليقولوا: لا لرفع الدعم فإنهم بذلك يستجيبون الى "سياسي" أو "دولة رئيس" أو "زعيم" يريد استخدام هذه "اللا" في حساباته لا في حسابات "اللقمة النظيفة". فهل الإتحاد العمالي العام مطيّة دائمة سرمدية في أيدي السياسيين؟

بشارة الأسمر

غسان غصن اعترف ذات يوم بذلك لكنه "لطّف" من ذوبانه في بوتقة المصالح السياسية بقوله: "نحن في مجتمع تركيبته مزيج من كل شيء، الاقتصاد مع السياسة مع الاجتماع مع الطائفية مع الشؤون المدنية، والاتحاد هو ضمن هذه التركيبة، تندمج فيه كل تلك العوامل وتختلط. ونحن نعرف تماماً هذا لكننا نطمح على الرغم من هذه الحالة، من هذا النظام، الى تحقيق رغبات الناس".

رؤساء الإتحاد العمالي السابقون كانوا يكررون في كل مرة يخرج من يتهمهم بأنهم "مطية" بالقول: ان المبدأ العام في العمل النقابي تفاوض ونضال وحركة تحقيق مطالب وليس حركة انقلابية، وبالتالي لا يمكن تغيير كل شيء في نفس اللحظة بعصا سحرية، فالكل يرفعون سقوفهم، قطاعات اصحاب العمل والدولة وفي آخر المطاف علينا ان ندخل في مفاوضات، وكل طرف يُفترض به ان يتقدم خطوة الى الامام. لا نتنازل بل نتقدم خطوة الى الامام. اننا نعمل وفق سياسة افضل الممكن، "على الزيح"، فإما نتركها "تبج" من دون ان يحقق العامل شيئاً او نرضى بالممكن. المهم ان نصل الى نتيجة فإذا لم نتمكن من الحصول على كل شيء فلنقبل بشيء!

الاتحاد العمالي العام إذاً تأقلم مع هذا النظام وأصبح يقبل بأفضل الممكن لا بما يُفترض أن يصبح، بنضاله، ممكناً! والأسوأ أن "الزيح" المرسوم له يخدم أهل السلطة لا ناسها.

بدّا حقوقها

الإتحاد العمالي العام "مضغته الأحزاب كثيرا" حتى تلاشى. وكل هذا جعل العمال في يأس، في "سترس". وفي علم النفس المهني "ثمة حالات ثلاث يمر فيها الانسان في دفاعه عن نفسه: اولاً، إذا هوجم قد يصرخ، قد يهاجم، وقد يدافع عن نفسه، وكلها حالات مفيدة. ثانياً، ثمة من يختار الدفاع عن نفسه، في حالات التوتر القصوى، بالانسحاب من مكان الازمة، ومثل هذا التصرف يحمل في مضامينه نوعاً من اعتراض ويريح الاعصاب. اما الحالة الثالثة فهي سلبية الى حد كبير، تجعل الانسان في احباط "down"، وتتمثل في الرضوخ الى الحالة او "الكربجة"، وفي حال تكررت يُصبح "السترس" سلبياً". عمال لبنان اليوم أصبحوا واقعين في "السترس السلبي" وما عادوا يثقون لا بيوم غضب ولا بحراك تحت يافطة الإتحاد العمالي العام. وباتوا يثقون أكثر بأنهم، مثل اتحادهم، مطية. لذا لا بشارة الاسمر ولا سواه سينجحون بعد اليوم في تحريك الشارع العمالي.

الياس أبو رزق رئيس آخر لاتحاد عمالي فاشل. أتى به رئيس "حركة أمل" وقضى عليه رئيس "حركة أمل"، وذلك بتأليب الاتحادات التي "فرّخت" كما الفطر منذ عقود كي يتشبث السياسي بـ"زلاعيم" الاتحاد. ويومها سأل أبو رزق الرئيس نبيه بري: هل يحق لأعضاء الهيئة العامة في المجلس النيابي بالأكثرية المطلقة أم بأكثرية الثلثين أن يجتمعوا من تلقاء أنفسهم ويقرروا إقالتك قبل انتهاء الولاية؟". جاء ردّ بري يومها باستكمال إقالة أبو رزق ولا يزال متربعاً على عرش المجلس.

ثورة

لمن لا يعرف قصة أبو رزق، إستخدم هذا الرجل مطامعه الذاتية ودخل في اللعبة النيابية وأوقعوه في فخّ العمل السياسي، ما جعله يقبل بدخول ستة إتحادات شيعية جديدة، إنضمت الى 21 إتحاداً قطاعياً كانت موجودة. هذا الإتفاق جرى بالتنسيق بين أبو رزق ومدير عام وزارة الإعلام سابقاً محمد عبيد. ووُعِد أبو رزق بنيل دعم "حركة أمل" في الجنوب، عن دائرة مرجعيون، غير أن الحركة دعمت أسعد حردان. وهذا ما أسس لمعركة سياسية شخصية بين رئيس الإتحاد العمالي العام والرئيس نبيه بري. وذلك بعد أن ساوم أبو رزق بشخصه ليحصل على موقع سياسي على حساب كل لبنان وعمال لبنان.

رؤساء الاتحاد العمالي العام، منذ تسعينات القرن الماضي، حتى اللحظة، أتوا على قياس "المصلحة السياسية" وها هو بشارة الاسمر اليوم يعطي مواعظ، مع فارق أن العمال في لبنان الى انقراض والجوع الى تزايد، وكل خبريات "الغضب" التي يرفعها الأسمر ما عادت تجدي أمام حقد العمال على اتحاده وسلطته والأحزاب، التي قبضت على من كان يفترض به أن يكون لسانه وصمام أمانه وما زال يُحرّك "On /Off"!

 

نص هجائي في أقرب أصدقائي

محمد علي مقلد/نداء الوطن/12 كانون الأول/2020

جيل الثورة من شباب لبنان وشاباته كان أكثر وضوحاً وأعمق ثقافة من خرّيجي الحرب الأهلية. عبقريته السياسية مبنية على معادلات غير معقدّة. على عكس الجيل السابق، لم يتفلسف ولم يغُص عميقاً في النظريات حول الثورة والتغيير، ولم يبدأ تحليله من الصراعات الدولية والإقليمية. لم يتنطّح لحلّ المشكلات الكبرى القومية والأممية، ولا لمعالجة قضايا السلم والحرب في العالم.

في الثورة جيلان وربّما أكثر. لا تقاس الأجيال بالأعمار أو بالسنوات، بل بالثقافة والوعي وطريقة التفكير. بقايا من ثقافة الحرب الأهلية تسلّلت إلى برامج الثورة، من بينها مفهوم التحرّر الوطني ضدّ الاستعمار حمله بعض اليسار، وتسلّقت عليه الممانعة، أو مفهوم الحرب على الغرباء القادم من غضب محقّ على النظام السوري وعلى مشروع ولاية الفقيه، أو مفهوم بولشفي سوفياتي عن الرأسمالية المتوحّشة والطغمة المالية وحيتان المال أحياه بعض المتمركسين ليستأنفوا بواسطته حروبهم الخاسرة.

الأخطر من بين كلّ هذه المفاهيم المدسوسة على الثورة، حرب على المصارف قادتها أوركسترا متنوعة الهويات السياسية والإيديولوجية، تحالف فيها اليسار والإسلام السياسي والتيار العوني، وتقاطعت فيها مصالح سوريا وإيران وإسرائيل.

استشعرت الخطر على الثورة من أيامها الأولى، لأنني كنت بانتظارها حتى "يبست قدماي بانتظارها" بتعبير محمد الماغوط. وحين أشرقت شمسها في 17 تشرين الأول 2019، كتبت لها في مقالتي الأولى رسالة حبّ، كما نبهت إلى ما يهدّدها من مخاطر في مقالات عديدة منشورة في "نداء الوطن"، من بينها خطر حرب يشنّها الاستبداد وأنظمته وأحزابه على الديموقراطية من بوابة الهجوم على القطاع المصرفي. نعم، الثورة ليست ثورة إلا لأنّها تدافع عن الديموقراطية ضدّ الاستبداد. النظام المصرفي هو العمود الفقري في الرأسمالية. ثورتنا ليست ضدّ النظام الرأسمالي، بل ضدّ إدارة هذا النظام، وبالتحديد ضدّ فساد هذه الإدارة. ثورتنا لم تنشد بناء الاشتراكية ولم نقرأ في بياناتها كلاماً عن المال الحلال والمال الحرام والربا. ثورتنا انفجرت في وجه لصوص السطو على المال العام، لا في وجه النهب الرأسمالي الذي تحدّث عنه ماركس.

نبّهنا إلى ذلك في مقالات بعناوين شتّى "لا تدعوهم يهربون"، "لا هي ثورة ماركس ولا أبي ذر"، "أين المال المنهوب"، "الخبراء يتبعهم الغاوون"،"خريطة طريق للهجوم على المصارف"، "ثورة على الثروة أم على مختلسيها"، "رفع الدعم الآن وليس غداً"، وكان يأتينا من أصدقاء حقيقيين أو افتراضيين، دعابة خجولة فيها خشية من توظيف كلامنا دفاعاً عن المصارف وعن حاكم البنك المركزي. من أكون أنا لأدافع عن المصارف؟ لا أنا منها ولا عالمها عالمي. لم أطلب منها غير استبدال الكلمة التي وقّعت تحتها عشرات المرّات، لأنها تحيل إلى معنى غير محمود في السياسة. برّرت طلبي بالقول إن من يودع أمواله عندكم ليس "عميلاً". ضحكوا من سذاجتي، فصرت أوقّع على أوراق يتكدّس فيها الكلام، من غير أن أقرأ شيئاً منها، وحين أحتاج إلى المال أستخدم بطاقة توطين معاشي التقاعدي. فمن أنا لأدافع عن المصارف؟ لست خبيراً في شؤون المال والاقتصاد، ولا أحبّ أن أكون، خصوصاً بعد أن قلت عنهم في مقالتي، والخبراء يتبعهم الغاوون! لكن من تكونون أنتم لتدينوها؟

أعرف أنّ بعض من يهاجمونها لا يمثّلون فريقاً واحداً، وأنّ بعضهم قد عضّه الجوع بنابه، وبعضهم يخشى على جنى عمره من مدخرات ائتمن المصارف عليها. وأعرف أنّ المصارف ليست جمعيات خيرية ولا هي "ذات نفع عام"، بل هي مؤسّسات استثمارية غايتها الربح، الحلال منه والحرام، وأنّ النظام المصرفي العالمي هو من أوقع الكرة الأرضية في أزمة قبل عقد ونيّف، لأنّه حوّل العمليات المصرفية في البورصة والتأمين وإعادة التأمين إلى ما يشبه المقامرة بأرزاق الناس. لكنّني أعرف أيضاً أنّ الدول الرأسمالية الكبرى أنفقت الغالي والنفيس لإنقاذ المصارف من الانهيار، لأنّ تدمير المصارف لا يعني سوى تدمير النظام الرأسمالي على رؤوس أصحابه، وهو ما لن يقبل به، لا سياسيو الرأسمالية ولا اقتصاديوها.

سياسيو لبنان القادمون من عالم الطوائف والمذاهب والعائلات الروحية المقدّس منها والمدنّس، أي من عقلية ما قبل الرأسمالية، لم يتأقلموا مع المفاهيم الديموقراطية في إدارة شؤون الناس، وفضّلوا العودة إلى علاقات الراعي والرعية والقطيع وكلاب الحراسة، بدعم "السجن العربي الكبير" ورعايته، فحكموا البلاد بقوة الميليشيات المسلّحة وبعقلية الميليشيات غير المسلّحة المعادية بالتعريف للدستور والقوانين، وبأسلوب المافيات البارعة في السطو على طريقة البلطجة وقطاع الطرق.

كلّ من تولّى السلطة مسؤول، سياسيون ومصرفيون ونقابيون، بمن فيهم نحن المتحدّرين من أجيال الحرب الأهلية. الثورة وحدها، ولا سيما جيلها المولود بعد الحرب الأهلية، هذا الذي أعلن البارحة فوزاً صارخاً في الجامعات، يحقّ لها أن تتّهم، لكن لا يحقّ لها أن تحاكم. هي تعهّدت بذلك يوم أعلنت نفسها منذ اللحظة الأولى ثورة تحت سقف الدستور. الكلّ إلى المحاسبة، لكن القضاء هو الذي يحاسب. ولست على علم بأنّ ثورتنا شكّلت محاكمها الميدانية، ولم يكن للمشانق التي نصبتها إلا دلالتها الرمزية.

الكلّ مسؤول، هذا هو شعار الثورة الأوّل، بل ابتكارها الأول. "كلّن يعني كلّن" وضع الجميع في قفص الاتهام، واستكملته بشعار استقلالية القضاء. من دون قضاء مستقلّ لن تصل الثورة إلى برّ الأمان الدستوري. من دونه قد تصل إلى الفوضى أو إلى الحرب الأهلية أو إلى شريعة الغاب، أي إلى ما قبل الدولة، إلى ما قبل الرأسمالية وحضارتها، إلى ما قبل الديموقراطية وما قبل النظام المصرفي.

يخطئ أصدقاء الثورة إن لم يلتزموا بمبادئ الديموقراطية في العلاقة في ما بينهم. الهجوم على المصارف واستخدام العنف ضدّ مقرّاتها ليس العلامة الوحيدة على الاستفراد. الاستبداد، بالتعريف اللغوي، ليس سوى الانفراد والاستفراد. فعل استبدّ يعني، بحسب قواميس اللغة، حكم بأمره، وتصرّف بصورة مطلقة غير قابلة للاعتراض. فهل يحقّ لثورة تناضل من أجل الديموقراطية أن تمارس قوة منها الاستبداد على قوة أخرى؟

هل يحقّ لفريق أو لمفكّر في الثورة أن يتفرّد ويضع موضع التنفيذ أفكاره وقراراته، حتى لو كانت صحيحة وصائبة، خصوصاً إذا كان التفرّد سبباً لشرذمة الثورة وتفريق صفوفها؟ هل يحقّ له أن يقف في خندق واحد مع "يعقوب" الذي يشنّ الهجوم على المصارف "لغاية في نفسه"؟ وآخر اليعاقبة الاتّحاد العمالي برئيس تنحّى لعيب أخلاقي، وهيئات استقوت بنظام الوصاية على العمل النقابي فاستولت عليه وأمعنت في تخريبه.

الثورة اللبنانية ليست ثورة الطبقة العاملة ولا هي طبعاً ثورة مثقّفين. هي ثورة الشعب على فساد الحكم والحاكم، وهي نهر جارف تعدّدت روافده. من روافده غير المرئية من يضمر شراً ويصنّف في خانة الثورة المضادة التي تتولّى تشويه صورة الثورة وحرفِها عن مسارها وشقّ صفوفها بكلّ الوسائل، ومن بينها التيئيس والفوضوية وتشتيت الجهود والتسديد، بلغة كرة القدم، خارج المرمى، مع أنّ المرمى تحدّد بفضل الثورة، بين قائمتين من الثنائية الشيعية وعارضة من "التيار الوطني الحر".

أهم إنجازات الثورة أنها فتحت باب التغيير السياسي على مصراعيه. لكنّها قد تخطئ. من دون الرجوع إلى إحصاءات أو دراسات ميدانية أو دراسة حالات، أقول وأنا مرتاح الضمير، إن أخطأت، فلأنّ أحد المتحدّرين من الانقسامات القديمة وعقليتها قد جرّها إلى الخطأ. حركة وطنية وجبهة لبنانية، مقاومة وطنية أم إسلامية أم لبنانية، عدو سوريا أم عميلها، 8 و14 آذار. جيل الانقسامات اعتاد أن يكون موالياً أو معارضاً، مع هذا الفريق أو ضدّه. أما جيل الثورة، فإنجازه الأوّل رفضه كلّ أنواع الفرز القديم، وتوحيده اللبنانيين حول قضية هي وحدها الصحيحة والجامعة، هي قضية الوطن والدولة والسيادة والدستور.

هذا كلام مؤلم عن خرّيجي الحرب الأهلية، وأنا منهم. لكن علينا، من موقع حرصنا الفِعلي على مستقبل الثورة ومستقبل الوطن، أن نعترف بأنّ الجيل الجديد كان أكثر جرأة منّا على منطق الزعامة والولاء، وأكثر دقّة بالحدس، لا بالتحليل الجدلي والجدالي في تشخيصه أعراض الأزمة، وهو ما اختصرته عبارة للدكتور عدنان الأمين، الوجع اقتصادي والمرض سياسي.

أيها الثوّار، لا تسدّدوا خارج المرمى.

 

السوق السوداء تتحكّم بالسلع الأساسية في بعلبك والمواطن الضحيّة

عيسى يحيى/نداء الوطن/12 كانون الأول/2020

فجأةً، وبسحر ساحر، بدأت أسعار السلع الغذائية والمواد الأساسية الإرتفاع في معظم المحال التجارية في بعلبك الهرمل، بعد الحديث عن التوجّه لرفع الدعم عنها من قبل مصرف لبنان، فيما اختفت بعض المواد الأخرى، لتتحكّم السوق السوداء وأصحابها بلقمة عيش المواطن.

وكأنّه لا يكفي المواطنين الحال السيّئة التي وصلوا إليها والضائقة الإقتصادية التي يرزحون تحتها، بسبب تعنّت المنظومة الحاكمة، ورفضها تشكيل حكومة تنقذ اللبنانيين من أتون الجوع الذي يقف على أبوابهم، ليأتي خبر رفع الدعم كالصاعقة على رؤوسهم مصحوباً بالخوف من فقدان بعض الأساسيات التي يحتاجها كل بيت بقاعي ولبناني ليمضي يومياته بانتظار الفرج القريب. معاناة لأشهر مع فقدان مادة المازوت التي يحتاجها البقاعيون في فصل الشتاء للتدفئة والزراعة، وتهريبها إلى الداخل السوري واختفائها من السوق اللبنانية خلال فصل الصيف، في وقت كان سعر الصفيحة الواحدة يتراوح بين 8 آلاف و12 الف ليرة، وهو سعر مقبول يستطيع فيه البقاعيون ملء خزاناتهم لمواجهة صقيع الشتاء القارس. وقد وصل بهم الأمر في فصل الشتاء إلى تعبئة المادة بالغالون وبسعر يفوق الـ 20 ألف ليرة لبنانية.

واليوم، جاء دور الطحين ليختفي من السوق بعد مشاورات رفع الدعم أو ترشيده في السراي الحكومي.

لا طحين في الأسواق ولا في معظم الأفران في مدينة بعلبك التي تبيع المناقيش والصفيحة البعلبكية والتي أقفلت خلال اليومين الماضيين، في وقتٍ وصل سعر كيس الطحين الواحد في السوق السوداء إلى 150 ألف ليرة، أي ضعف ما كان يباع قبل أيام وبأضعاف سعره الأساسي الذي لم يتعدّ الـ 35 ألف ليرة طوال فصل الصيف. ولأن أيام اللبنانيين باتت كالليالي السود، فلا عجب أن تتحكّم بهم السوق السوداء التي يديرها أصحاب النفوس الدنيئة، حيث يخفون السلع من أمام المواطنين لرفع أسعارها وتحقيق مكاسب وأرباح إضافية على حساب جيوب الفقراء. وفي هذا الإطار، أشار محمد سيف الدين الى "أنّ ما يشهده البقاعيون في مادة الطحين شهدوه سابقاً مع اصحاب السوبرماركت والمحال التجارية الذين أخفوا السلع المدعومة وباعوها بأسعارها الحقيقية، كذلك رفع الأسعار على أذواقهم ومن دون ضوابط، بحجّة سعر صرف الدولار، وقد أخفت محلّات بعض المواد عن رفوفها للإستفادة من رفع سعرها لاحقاً".

ولم تكن حال الطحين والمتحكّمين بالسوق أفضل من حال بائعي اللحوم المدعومة والعجول، حيث إرتفع سعر كيلو اللحمة أكثر من 6000 ليرة بين ليلة وضحاها. وقال حسن عبيد، أحد أصحاب الملاحم في بلدة دورس، "إنّ تجّار المواشي ومن يبيعون العجول لأصحاب الملاحم، وبعد الحديث عن رفع الدعم وانتهاز الفرصة لتحقيق مكاسب إضافية، بدأوا إخفاء العجول والأبقار والإدعاء بأنها قد نفدت من المزارع. وعليه يبدأ التفاوض بين الشاري والبائع حيث يضطر الشاري لدفع زيادة على السعر الأساسي لشراء ما يحتاج وبالتالي يضطر لزيادة سعر كيلو اللحمة الذي وصل إلى 42 ألف ليرة لبنانية.

وعلى خطّ رفع الصوت بوجه السلطة، وإحتجاجاً على رفع الدعم، يعود وهج ساحة المطران في بعلبك إلى الظهور، وتعود تحرّكات الثوّار مجدّداً كما في كل لبنان. وبالرغم من إزالة الخيم منها منذ أشهر إلا أنها بقيت رمزاً للثورة في المدينة. وأمس، نظّم المرصد الشعبي لمحاربة الفساد وقفة في الساحة إحتجاجاً على رفع الدعم. وأشار الناشط هادي مسلماني الى "أنّ التحرّك يأتي ضمن مسار التحرّكات التي تحدث على مستوى لبنان بشكل عام، والهدف منه هو شجب كل التجاوزات التي تحدث من سرقة المال العام، ورفع الدعم الذي يحكى عنه وفي حال تم، فالبلد قد إنتهى، ونحن نحاول رفع الصوت على مستوى المناطق لنقول إنّنا ضدّ توجّه رفع الدعم من قبل الدولة التي نعتبرها فاشلة ومنتهية".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: ما نسب للرئيس عون في محطة الجديد وموقع 180 كاذب

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "بثت محطة تلفزيون الجديد ضمن أحد برامجها ليل أمس حديثا للصحافي رضوان مرتضى، نقل فيه كلاما ادعى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قاله أمام مجلس القضاء الأعلى عن رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السيد وليد جنبلاط. وقال مرتضى إن هذا الكلام نشره الصحافي حسين أيوب في موقع 180 الالكتروني، أمس الجمعة. إن الكلام الصادر عن الصحافيين مرتضى وأيوب كلام كاذب، ومحض اختلاق، ولا أساس له من الصحة، فاقتضى التوضيح".

 

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون اطلع للمرة الأولى على وجود نيترات الأمونيوم من خلال تقرير وصله في 21 تموز الماضي

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "نشرت وسائل إعلام مرئية ومقروءة ومسموعة، تصريحات وتحليلات تضمنت ادعاءات حول مسؤولية ما يتحملها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موضوع التحقيقات في التفجير الأليم الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، وما خلفه من شهداء وجرحى وأضرار جسيمة في العاصمة. وضعا للأمور في نصابها، يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إيضاح الآتي:

أولا: المرة الأولى التي اطلع فيها رئيس الجمهورية على وجود كميات من نيترات الأمونيوم في المستودع رقم 12 في مرفأ بيروت كانت من خلال تقرير للمديرية العامة لأمن الدولة وصله في 21 تموز الماضي. وفور الاطلاع عليه، طلب الرئيس عون من مستشاره الأمني والعسكري متابعة مضمون هذا التقرير مع الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع الذي يضم الأجهزة الأمنية كافة والوزارات المعنية. وهذا ما تم بالفعل وفقا للقانون والأنظمة المرعية الاجراء. وقد أبلغ الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع في 28 تموز 2020 المستشار الأمني والعسكري إنه يعالج الموضوع، وإنه أرسل كتابا الى وزارة الاشغال، تسلمته يوم الأثنين في 3 آب 2020.

ثانيا: لم يتدخل رئيس الجمهورية لا من قريب ولا من بعيد في التحقيقات التي يجريها قاضي التحقيق العدلي في جريمة التفجير، وإن كان دعا أكثر من مرة الى الإسراع في إنجازها لكشف كل الملابسات المتعلقة بهذه الجريمة وتحديد المسؤوليات، لا سيما تجاه أفراد عائلات الشهداء والمصابين الذين فقدوا أحباء لهم وأقرباء، ومن حقهم معرفة المسؤول عن الكارثة التي حصلت.

ثالثا: خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الجمهورية مع مجلس القضاء الأعلى يوم الثلثاء الماضي، لم يتطرق الحديث الى التحقيق في جريمة المرفأ، وبالتالي فإن كل ما يروج عن أن الرئيس عون طلب التدخل في التحقيق، هو كلام كاذب لا أساس له من الصحة لأن البحث في هذا الاجتماع اقتصر على عمل المحاكم وضرورة تفعيلها وغيرها من المواضيع التي تهم مجلس القضاء الأعلى".

 

المجلس الشرعي: المس بمقام رئاسة الحكومة يطال جميع اللبنانيين ويرمي الى النيل من الرئاسة الثالثة

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وتم التداول في الشؤون الإسلامية والوطنية، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ فايز سيف الاتي نصه:

"توقف المجلس بقلق شديد أمام عمليات الالتفاف المتكررة على الأسس والقواعد الدستورية التي تنظم عمل السلطات السياسية وتحديد صلاحيات كل منها وقواعد التعاون فيما بينها. وحذر المجلس من أن التمادي في خرق هذه الأسس والقواعد، ومحاولة فرض وقائع جديدة استجابة لمزاجية شخصية ومصالح فئوية خاصة، يوجه طعنات مدمرة الى النظام السياسي الذي ارتضاه اللبنانيون والذي يقوم على مبدأ عمل السلطات وتحديد صلاحيات كل منها وقواعد التعاون في ما بينها. كما أنه يهدد صيغة العيش المشترك، ويوجه طعنات مدمرة للمبدأ الذي تقوم عليه دولة الدستور والمؤسسات.

وحذر المجلس أيضا من أن الإصرار على هذه التجاوزات اللادستورية واللاوطنية يتكامل مع الانهيار الاقتصادي والمالي ومع الشلل السياسي الذي يعاني منه اللبنانيون وكأن الغاية السوداء هي جر لبنان، دولة ومجتمعا، الى هاوية لا قرار لها، بدلا من التعاون المخلص والصادق على حشد كل الطاقات والإمكانات للنهوض به، وإعادة الاعتبار اليه، وطنا للعيش المشترك ومنبرا للحرية واحترام كرامة الإنسان.

وتساءل المجلس بقلق عن الأسباب الكامنة وراء تأخير إعلان نتائج التحقيقات في الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت، ذلك ان عائلات الضحايا والمنكوبين والمتضررين تنتظر بفارغ الصبر معرفة الحقيقة حول ملابسات هذه الجريمة المروعة، ومن يقف وراءها. فما وقع في مرفأ بيروت كان جريمة ضد الإنسانية، والتغطية على المرتكب، أيا كان، مشاركة له في هذه الجريمة. غير أننا فوجئنا بتدبير من خارج السياق العام ترتفع حوله أكثر من علامة استفهام ويتجاوز كل الأعراف والقوانين وينتهك حرمات دستورية تتعلق برئاسة مجلس الوزراء. إنها أشبه بالهروب إلى الأمام، وهي في الحسابات الأخيرة مجرد إيهام مضلل بالتقدم في التحقيق، وعليه يؤكد المجلس أن المس بمقام رئاسة الحكومة يطال كل اللبنانيين لا طائفة فحسب وما جرى من ادعاء مغرض على رئيس الحكومة هو مؤشر خطير يرمي الى غايات ونوايا سياسية معروفة الأهداف للنيل من الرئاسة الثالثة.

وأبدى المجلس ألمه الشديد جراء اتساع وتعمق ظاهرة اللاثقة الدولية والعربية بالسلطة الرسمية في لبنان، وعدم التعاون معها بل وحتى توجيه الاتهامات اليها. ولاحظ المجلس أن هذه الظاهرة تتماهى مع المواقف الجريئة التي عبر عنها الرأي العام اللبناني باتهام جهات في السلطة بانها تستعصي على الإصلاح والحكم الرشيد. وتساءل المجلس كذلك عن أسباب استمرار عدم الإفراج عن مرسوم التشكيلات القضائية الذي يعطل عدم صدوره دور القضاء في الإصلاح الذاتي وفي أداء مهمته لإعلاء شأن العدالة .

وأكد المجلس على القاعدة الذهبية العامة، وهي "ان الحكم أمانة". وان من يتحمل الأمانة هم وحدهم جديرون بأن يتولوا دفة الحكم وإدارة شؤون البلاد والعباد" .

 

علي خليل: كتلة التنمية والتحرير ملتزمة العمل الجاد لكشف حقيقة انفجار المرفأ

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

وطنية - أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل، أن "الكتلة كانت وما زالت من السباقين في التزام العمل الجاد من أجل كشف الحقيقة حول جريمة المرفأ وإنزال أقسى العقوبات بحق مرتكبيها"، معتبرا أن "ما حصل من ادعاء لا ينسجم مع أي قاعدة دستورية أو قانونية، ولا مع منطق تركيب عناصر وأركان هذه الجريمة". كلام خليل جاء خلال دورة تدريبية حول العمل البلدي والاختياري من تنظيم جمعية "إرشاد" وبالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء صور، وحضور كل من المسؤول التنظيمي المركزي لحركة "امل" يوسف جابر، مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية المركزي رئيس جمعية إرشاد بسام طليس، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل علي اسماعيل، مسؤول الشؤون البلدية في إقليم جبل عامل محمد حرقوص وفي إقليم الجنوب عدنان جزيني، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق، أعضاء في إقليم جبل عامل والجنوب ورؤساء الأقسام، ودعا القوى السياسية بأطرافها كافة إلى "الإسراع في ترجمة ما حصل خلال الأسبوع الحالي من مبادرة للتشكيل الحكومي وتضييق مساحات الإختلاف ومعالجتها"، مطالبا ب "ضرورة تصويب بعض النقاط في هذه التشكيلة والوصول سريعا إلى تفاهم حقيقي يخرج هذه الحكومة من عمق الزجاجة التي وضعوا بها جميعهم".

وأردف: "أن يأتي الرئيس الفرنسي في 22 من هذا الشهر وهو يقول، إذا لم تشكل حكومة يستطيع أن يناقش معها في المشروع الإصلاحي الذي تم التوافق عليه لن يلتقي القيادات السياسية في لبنان، إنها صفعة للجميع ان لا نكون على قدر المسؤولية، ولكن الواجب الوطني والمصلحة الوطنية تفرض علينا جميعا أن نخرج من هذا المأزق، وننطلق بتشكيل حكومة قوية قادرة على قيادة مشروع الإصلاح الذي لا بد منه، لحشد قوى المجتمع الدولي وهيئاته والدول الصديقة والشقيقة لدعم لبنان للخروج من أزماته، فكل مؤسسات المجتمع الدولي متحفظة عن تقديم مساعدة الى لبنان، والموقف واضح لا مبادرة لتقديم أي مساعدة إنقاذية للبنان دون حكومة جديدة قادرة تعكس إرادة اللبنانيين بالتغيير وبمسيرة الإصلاح على كل المستويات".

ولفت خليل إلى "وضوحهم في المجلس النيابي بالتعبير عن موقف الرفض لرفع الدعم دون وجود خطة حقيقية مستندة إلى نصوص واضحة وملزمة تطمئن الناس بوجود دعم حقيقي سيصلهم"، مشددا على "ضرورة إقرار آليات وخطط واضحة وملزمة تعطي أصحاب الحقوق حقوقهم، باعتبار أن أي خطوة غير مدروسة ستزيد من التأزيم وستحدث ردة فعل لدى الناس أكبر بكثير مما قد يعتقد البعض".

وتابع: "لا يمكن أن يستقيم مشروع على مستوى الوطن دون تطوير حقيقي في نظامنا السياسي، من هنا قدمت حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير مشروع اقتراح قانون جديد للانتخابات النيابية لتتقدم المصلحة العامة على الحسابات الخاصة، يقوم على تطبيق نص وثيقة وفاقنا الوطني وإنشاء مجلس شيوخ، والذي بالتأكيد سيأخذ من صلاحيات المجلس النيابي، وقد تقدم بطرحه الرئيس نبيه بري عندما أكد الحفاظ على المناصفة إنطلاقا من إيمانه بأن هذا الوطن لا يقوم إلا بالتوازن وهو قانون انتخابات يقوم على أساس النسبية مع أوسع دائرة ممكنة وجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة".

وتوجه الى الكتل السياسية، بالقول: "لنناقش بهدوء ما هي مصلحة الوطن، فلا يمكن أن نحدد موقفنا من قضية مركزية بهذا الحجم على أساس حسابات الربح والخسارة في اللحظة التي نعيش، بل ننظر إلى مستقبل هذا الوطن الذي أثبتت التجارب أننا نجتر المشكلات فيه والأزمات من دون أن نستفيد من التجربة لنخرج أنفسنا من القوقعة التي نعيش فيها".

وأضاف: "قد يستغرب البعض أن يعقد مثل هذا المؤتمر في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن، لكن من موقعنا كحركة طليعية قيادية، واحدة من مسؤولياتها هي التجدد الدائم، والحضور والوعي الدائمين لدى نوابها الذين يتحملون مسؤوليات الشأن العام، ما يجعل من هذا اللقاء لقاء طبيعيا من أجل مصلحة الوطن".

وختم خليل مشددا على "أهمية العمل البلدي في صناعة الرأي العام والاهتمام بقضايا وشؤون البلدات والقرى، والدور المركزي له كقاعدة أساس لتمثيل الناس على المستويات السياسية والتنموية والإجتماعية"، ومضيفا "نحن نشكل تمثيلا متقدما على مستوى ساحات انتشارنا، ونفتخر بوجود إقليمين على مساحة الجنوب بوجود كوادر مسؤولة عن إدارة وتنظيم شؤون بلدياتنا، وهذا يتطلب العمل على تحقيق التوعية والتدريب وتعزيز القدرات لدى القيادات العاملة في هذا المجال، وفخر لنا أن نكون جميعا تلامذة في مدرسة قادرة على تقديم قدرة أكثر على التفاعل مع المشكلات والتحديات والقضايا التي تواجهنا كل يوم من موقعنا في العمل البلدي".

دبوق

وكانت كلمة لدبوق أكد فيها أن "العمل البلدي يتكامل مع العمل التنظيمي بشكل متشابك جدا"، لافتا الى أن "مدرسة الإمام الصدر تقوم على خدمة الإنسان والمجتمع ككل وهذا ما نسعى إليه في عملنا عبر وضع خطة متكاملة مع بعضها البعض للوصل الى الهدف".

طليس

بدوره تحدث طليس معتبرا أنه "عندما تتخلى الدولة عن واجباتها ستكون حركة أمل في المرصاد، فعندما تخلت عن دورها في حماية لبنان والجنوب خاصة أنشأت حركة أمل مقاومة ووصلنا الى ما وصلنا له من عزة وكرامة، واليوم عندما تقصر الدولة في الشأن المالي والبلدي والتدريبي والتثقيفي فإن حركة امل موجودة ومصرة على التمسك بالدستور ومرتبطة بالقانون ومنطق الإنماء وخدمة الإنسان، وإذا غاب غيرنا وقفز عن القوانين، فنحن متمسكون بهذه القوانين الى ما لا نهاية".

وحاضر في الدورة عن قانون البلديات الدكتور سامر بعلبكي وعن قانون المختارين الدكتور محمد فاضل.

 

جنبلاط اتصل بالشيخ الغريب مقدرا موقفه وزار كنيسة المختارة في مئويتها

وطنية - الشوف - السبت 12 كانون الأول 2020

اتصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مساء اليوم بالشيخ نصر الدين الغريب، وشكر له "لفتته الكريمة تجاه عمل وزارة المهجرين في إعادة المهجرين من سائر المناطق الى قراهم".

زيارة الكنيسة

وكان جنبلاط ترافقه عقيلته السيدة نورا زارا كنيسة سيدة الدر في المختارة، لمناسبة يوبيل ال 200 سنة على تأسيسها، وتفقدا المعرض الذي أقيم للمناسبة.

وكان في استقبال جنبلاط وعقيلته كاهن الرعية الخوري عيد بو راشد، الذي تولى شرح أعمال الترميم الأخيرة التي حصلت في الكنيسة والمذبح الذي نقش على يد نحاتين من طائفة الموحدين الدروز، والاطلاع على أقسام المعرض الذي يتضمن صورا تاريخية منذ أيام الست نظيرة جنبلاط، والمعلم كمال جنبلاط، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع شخصيات روحية ومارونية، ومقتنيات الكنيسة القديمة، إضافة الى الكتب الطقسية والمخطوطات والكتب المارونية والسريانية ومحفوظات الكنيسة والزخرفات فيها، الى جانب المراسلات باللغات المختلفة ولاسيما صكوك الوقف التي جرت كهبات من بيت جنبلاط والحياة الرعائية في المختارة وبين الدروز والمسيحيين.

واطلع جنبلاط في جولته على المعرض على الاواني الكنسية والثياب الكهنوتية القديمة ونحو 40 مراسلة بين كاهن الرعية والست نظيرة جنبلاط وبينها وبين القاصد الرسولي لدعم كاهن الرعية، وكذلك مع نسيب وفؤاد جنبلاط. كذلك استفسر جنبلاط عن مصادر الرسائل وأهمية أرشيف مطرانية صيدا المارونية الذي ما زال محفوظا في الابرشية، وتأريخ العلاقة مع العائلة الجنبلاطية والموحدين الدروز بشكل عام.

وختاما قدم الخوري بو راشد درعا تذكارية لجنبلاط عربون تقدير وامتنان له على "مواقفه الكبيرة في صون العلاقات الدرزية المسيحية في الجبل كما كل مسؤولي دار المختارة الذين تعاقبوا وحفاظه على التراث المتصل بالكنيسة المارونية في المنطقة".

 

الوطني الحر: لعدم المس بمقام رئاسة الحكومة واحترام الأصول الدستورية في عملية التشكيل

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" إجتماعها الدوري إلكترونيا وأصدرت بيانا، أعلنت فيه رفضها وتصديها "لكل سلوك يهدف الى شل العمل القضائي عموما ومنعه تحديدا من إستكمال مسار التحقيق في جريمة إنفجار مرفأ بيروت لكشف المتسببين بها ومحاكمتهم".

وأعلنت أنها "ترفض في المقابل كل إستنسابية أو إستهداف أو تجاوز من جانب القضاء وتدعو الى إتباع الأصول في الإعتراض على أي تجاوز للقانون قد يكون المحقق العدلي قام به. وترفض المس بمقام رئاسة الحكومة وبأي مقام دستوري آخر، وأن يتلطى ‏أي طرف بأي موقع طائفي دستوري لحماية نفسه من المحاسبة عن أي ارتكاب او فساد بدءا بمقام رئاسة الجمهورية" .

وأعتبرت الهيئة أن "اللجوء الى التجييش الطائفي والمذهبي للرد على الأخطاء أو الشوائب يشكل إساءة لضحايا الإنفجار ومقاربة فئوية لجريمة أصابت اللبنانيين جميعا من دون تمييز، ووجهت ضربة قاسية لمدينة بيروت وأهلها" .

وقالت: "إن استخدام الحماية الطائفية والمذهبية لوقف مسار التحقيق هو أمر خطير، ويعتبر التيار أن أقوى دفاع عن رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب هو برفض الاستنسابية التي طاولته كما طاولت كثيرين من الوزراء وموظفي الدولة والمديرين العامين ورؤساء الأجهزة الامنية والقضاة وحيدت آخرين، فيما المطلوب من المحقق العدلي الاسراع بتحقيقاته وإظهار الشفافية الممكنة والوضوح اللازم لحيازة ثقة الرأي العام وإثبات النزاهة والموضوعية والعدالة اللازمة" .

وطالبت ب "الإسراع بإعطاء تقرير يمكن شركات التأمين من تسديد ما عليها للمتضررين" .

وناشدت الهيئة السياسية "القضاة الحكماء، وهم مجموعة وازنة، الى إستدراك الأمور وتطويق محاولات سياسية جارية لاستخدام بعض زملائهم في ملفات تحركها أيادي الكيدية، من خارج الأصول ولغايات مكشوفة، هدفها كسر هيبة القضاء، وإسقاط دوره كصمام أمان في تحقيق العدالة وملاحقة الفاسدين ومحاربة الفساد، ورفع الظلم اللاحق باللبنانيين، الذين أصيبوا بأرواحهم وممتلكاتهم، وتم نهب أموالهم ويجري قطع الطريق على أي تدقيقٍ أو تحقيق لمعرفة حقيقة مصيرها بل تجري محاولات استنسابية ‏لحرف الأنظار عن ‏معركة التدقيق واستعادة الاموال ‏بفتح جبهات جانبية الهائية".

ونظرت "بإرتياب الى المسار المتقلب في عملية تشكيل الحكومة"، وسألت "عما إذا كانت هناك إرادة فعلية بتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ مهمة الإصلاح والتصدي للانهيار ومكافحة الفساد وإعادة الثقة بالدولة" .

واعتبرت أن "إدراك المخاطر يجب أن يحفز من آلت إليه المسؤولية لبذل كل جهد في سبيل الإنقاذ وأن يظهر روح التعاون ويلتزم أصول الشراكة الدستورية في عملية التأليف لا أن يرمي بتركيبة الأمر الواقع تنصُلا من مسؤوليته مع الادراك الكامل من جانبه ان دستور لبنان لا يجيز لأحد لا تأليفا ولا ثقة ان يشكل حكومة بمفرده". وأشادت ب "مبادرة رئيس الجمهورية الى تقديم طرح حكومي متكامل مبني على قواعد وأصول واضحة تساعد في الاسراع بتأليف الحكومة ‏من دون أن يسمح لنفسه بطرح أو فرض أسماء على كل اللبنانيين ونيابة عن كل اللبنانيين" .

وختمت الهيئة: "إن الهيئة السياسية تدعو الى العودة الى الأصول الدستورية في عملية تشكيل الحكومة بما يحفظ التوازنات الوطنية والشراكة الوطنية، ‏‏وخصوصا شراكة التأليف بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وتأمل في الإسراع بإنهاء التأليف قبل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حتى لا يكون محورها موضوع تأليف الحكومة وهو أمر سيادي يخص اللبنانيين، بل أن يكون محورها كيفية الاستفادة من الدعم ‏الفرنسي للحكومة لكي تقوم بالإصلاحات المطلوبة منها لإنقاذ الوضع اللبناني" .

 

جورج جريج: لقاضي التحقيق والمحقق العدلي صلاحية تحريك الدعوى العامة بحق كل مشتبه فيه

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

عقد نائب رئيس حزب الكتائب النقيب جورج جريج، مؤتمرا صحافيا في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، تناول فيه ملف إنفجار مرفأ بيروت، وقال: "أربعة أشهر وثمانية أيام، وعين زوجة كل ضحية من ضحايا انفجار المرفأ، وعين والديه وأولاده وأحبائه، على شخص واحد، علقوا عليه كل الأمال، وبنوا عليه كل الثقة، كما قلبهم على الابن والزوج والوالد والحبيب، عينهم على فادي صوان، ليس بمقدوره أن يعيدهم، لكن بمستطاعه أن يكشف الحقيقة، كل الحقيقة ولا شي غير الحقيقة وفي هذه الحقيقة بعض بلسم، وبعض تعزية، وبعض رجاء".

وتابع: "قلناها ونعيدها: حزب الكتائب ولي دم، وجع ذوي الضحايا وجعه، المهم ألمه، وأملهم أيضا أمله". وأكد أن "حزب الكتائب مع ذوي الضحايا ولنا فيهم ضحايا، ولا يهمنا أي أمر آخر، ونقطة على السطر، لا يهمنا أي مسؤول آخر مهما علا شأنه، جازما بأن لا حماية لكبير ولا تدفيع ثمن لصغير، لا خيمة واقية لرئيس، ولا ترتيب مسؤوليات "كيف ما كان" على مرؤوس، فمسؤولية الاجرام لا تستثني احدا من رأس الهرم الى أسفله، لا تستثني من علم ولم يحم ولم يبادر ولم يقرر". وأضاف: "نعم حزب الكتائب مع التحقيق الجنائي هنا أيضا، بل هنا اولا كي لا تتكرر الكارثة في مكان آخر، وفي عنبر آخر وبمادة أخرى، فهذا التحقيق قادر على كشف واقعة تكشف واقعة أخرى بأعلى مرتبة، وقادر أيضا على كشف الفساد وأربابه وأصحابه وعرابيه، ومستقدميه، ومحوليه، ومخبئيه، ومهربيه، وحماته ورعاته والمستفيدين منه بالمباشر أو بالصدفة أو بالقوة".

وإذ أسف جريج لأن يصل الامر الى بعض السياسيين من خلال موقف او تغريدة أو مجاملة وكأننا أمام تسييس التحقيق وتطييفه ومذهبته، شدد على أنه "لا يجوز التلطي وراء الطوائف لحماية الفساد، فمن استشهدوا من كل الطوائف، ومهما علت الحرتقات السياسية، تبقى دون حرقة الأهل في مصابهم، تلك لحماية حصانة، ونفوذ، وهذه لكشف حقيقة". وأردف: "إن مشكلة المحقق العدلي أنه آمن باستقلالية قضائه، على ما أعتقد، مشكلة المحقق العدلي أن جريمة بحجم جريمة بيروت وأهلها لا يصح أن تنام في الدرج، لا يصح أن يلفها النسيان وأن تبقى إدعاء على مجهول ومن يظهره التحقيق، أو أن تصبح تجهيلا للفاعل بناء على ضغوط عليا، وتدخلات متقاطعة، وشبكة حمايات عابرة للطوائف والزعامات السياسية، للأسف". وقال: "إني ومن موقعي الحقوقي والسياسي ألفت الى الثوابت الاربعة في هذه القضية، الثابت الاول: إن أعمال الوزراء المتمثلة باستنكافهم عن اتخاذ أي قرار بطلب فتح أي تحقيق لا يمكن اعتبارها عملا متصلا بالواجبات الوظيفية، بل هي تخالف هذه الواجبات، ما رتب قصدا احتماليا، وإلا تقصيرا وإهمالا وظيفيين، أدى الى الانفجار في المرفأ وما نتج منه من ضحايا ودمار، ما يجعلها واقعة حكما في دائرة الجرائم العادية لا الوظيفية، كونها تؤلف تحويلا وتحويرا للسلطة من دورها الحامي للمصلحة العامة.

الثابت الثاني: القضاء الجزائي العادي، وقاضي التحقيق ركن منه، هو صاحب الصلاحية للتحقيق مع الوزراء في الجرائم العادية. فالمسؤولية الشخصية قائمة هنا على خطأ شخصي يعادل الاهمال أو قلة الاحتراز أو عدم التقيد بالانظمة، أو عدم اتخاذ الحيطة الضرورية المفروضة، أو اغفال المراقبة، وبكلمة يجب على المسؤول ان يتخذ كافة التدابير الاحتياطية والوقائية اللازمة والمطلوبة منه قانونا. وبالنتيجة اذا وقع الفعل المخالف أو الكارثي كما انفجار المرفأ، رغم ذلك بصورة ولم يكن بالامكان تفاديه فعندها لا حول ولا قوة.

الثابت الثالث: لقاضي التحقيق والمحقق العدلي، صلاحية تحريك الدعوى العامة في حق كل من يشتبه فيه، من دون حاجة لادعاء النيابة العامة التمييزية.

الثابت الرابع: إن المادة 70 من الدستور التي تولي مجلس النواب صلاحية ملاحقة الوزراء تبعا لما يرتكبونه من جرائم جزائية، لا تقيده صلاحية شاملة لكل الجرائم المفترض ارتكابها، بل إن فئة منها، وتحديدا الاعمال الخارجة عن الخيانة العظمى والواجبات المترتبة على الوزراء، تبقى خاضعة لصلاحية القضاء الجزائي العادي. وبالتالي لا سلطة لمجلس النواب حاجبة لعمل القضاء الجزائي العادي، وخصوصا أن التاريخ أثبت ان مجلس النواب يؤثر اللاعدالة والافلات من العقاب لفئة السياسيين، على السير بها".

وتابع جريج: "تبقى اسئلة لم تلق جوابا ألخصها بإثنين:

السؤال الاول: ان نيترات الامونيوم التي تم تخزينها في العنبر رقم 12 تحوي مادة أزوت بنسبة 34.7%، ما يعني قانونا أن هذه المادة لا يمكن إدخالها الى لبنان إلا بعد الاستحصال على موافقة مسبقة من مجلس الوزراء، وبعد موافقة وزارات الدفاع والاقتصاد والداخلية سندا للمادة 17 من قانون الاسلحة والذخائر. نحن اذا أمام جريمتين: جريمة قبل الانفجار تحققت من خلال إدخال المادة الخطرة والممنوعة وتخزينها من دون مسوغ قانوني، والثانية التفجير أو الانفجار، ولو ركن المسؤولون المعنيون الى تطبيق القانون لما حصلت الجريمة الثانية".

وأردف: "مع التأكيد أن كل الاجهزة الامنية والعسكرية موجودة في مرفأ بيروت ولا يعفى أحد من المسؤولية"، سائلا "أين أصبح التحقيق في مقتل العقيدين جوزف سكاف ومنير أبو رجيلي؟".

وتوجه جريج الى الرئيس حسان دياب بالقول: "لست مستهدفا بالشخصي أو بالموقع أو بالطائفة، وهذا الشحن لا يفيد لبنان الدولة، ولو كنت مكانك لما نمت قبل ان أستقبل قاضي التحقيق وأدلي بما عندي ولو كمدع عليه، لو فعلت لخرجت كبيرا من السراي ولدخلت كبيرا الى عيون الامهات والوالدات وقلوبهن طالما أنك واثق من براءتك وأن ضميرك مرتاح.

الى الوزراء: أعطوا فرصة للعدالة ولو لمرة أولى، صححوا الصورة النمطية التي تحوطكم، كل ذلك مع التقيد التام بأحكام الدستور وقانون تنظيم مهنة المحاماة لاسيما المواد المتعلقة بالحصانات.

الى قاضي التحقيق الرئيس فادي صوان: لست وحيدا الكتائب معك، الاصول معك، مجلس القضاء معك، نقابة المحامين معك، الضحايا تحت التراب معك إن عدلت وما ساومت، وكل لبناني شريف معك إن عدلت وما سايرت وما سمعت، ويكفي أن يكون ضميرك مرتاحا ومعك لا يغفو ولا يدعك تغفو قبل كشف الحقيقة كل الحقيقة". وختم متوجها إلى أهالي الضحايا: "أنتم القاضي الاول، قلبكم وحدسكم لا يخطئان ونحن كجهة إدعاء ومتضررين ومصابين قلبنا وعقلنا وقلمنا وموقفنا وضميرنا معكم بدون حدود.

والى الجميع ان المحقق العدلي قال كلمته بالقانون، نراه أراد التأسيس لفعل قضائي مستقل، لا يقف عند تخوم مربعات، ولا ترهبه حصانات ولا تربكه انتماءات سياسية وطائفية، إن هذا المسار يشكل تحولا في عمل السلطة القضائية وانتقالا من حالة إفلات السياسيين من العقاب الى حالة السواسية أمام القانون، براءة أو اتهاما، فرجاء لا تقفوا مع الشخص، ولا ضده بل مع المؤسسة، مع سلطة القضاء".

 

يعقوبيان: دفاع أمراء الطائفة عن المقامات يدينهم

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

اعتبرت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان في بيان أن "الطغمة الحاكمة الطائفية سعت مرة جديدة إلى وقف تحقيق العدالة في حق المرتكبين في قضية تفجير المرفأ بحجة الدفاع عن المواقع السياسية المرتبطة بالطوائف وعدم المس بالكراسي، ويا ليت كل القضاء يكون بشجاعة القاضي فادي صوان الذي وضع اليد على الجرح وسمى الأمور بأسمائها، وأرسل كتابا الى مجلس النواب، شدد فيه على الشبهات الجدية التي تطال كل رؤساء الحكومات ووزراء العدل والمال والأشغال منذ العام 2013 حتى 2020 بقضية إنفجار مرفأ بيروت. كما باشر بالادعاء عليهم، وأول المدعى عليهم هم، رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزراء الثلاثة علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس". وأضافت: "إن مسارعة أمراء الطائفة للدفاع عن "المقامات" تدينهم، وتجعلهم مسؤولين عن عدم كشف الحقيقة في تفجير المرفأ الذي مر على وقوعه أكثر من 4 أشهر من دون معرفة من هو المسؤول الحقيقي عن هذه المجزرة التي ارتكبت في حق اللبنانيين ودمرت بيروت".ودعت يعقوبيان القاضي صوان إلى "إكمال مهمة كشف الحقيقة في هذا الحادث الأليم، وأن تطال العدالة كل من أهمل وخطط وشارك في جريمة العصر هذه، وألا يخضع ويستسلم للضغوط السياسية التي تسعى إلى طمس القضية وتجهيل الفاعلين"، مؤكدة أن "أهالي الضحايا وكل من تضرر وأصيب في انفجار المرفأ يقفون إلى جانب القاضي صوان في هذه القضية الوطنية، ولن يتأخروا عن القيام بأي تحرك من شأنه تحقيق العدالة الكاملة وإنصاف أهالي الشهداء الذين سقطوا".

 

المسار: ما قام به صوان أقل ما يمكن في الوقت الحالي

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

رأى رئيس حركة "المسار اللبناني" نبيل الأيوبي في بيان، أن "السلطة لم يعد بإمكانها التلاقي والتجمع على كلمة سواء إلا في ما يتعلق بمصيرها المحتوم، وهي ضربت مجددا خبط عشواء الدولة ومقوماتها القضائية والعدلية التي تحاول استنهاض وجودها، كما ضربت بحقوق اللبنانيين الساعين لإنتاج سلطة ممثلة حقيقية، وأهم ما ضرب ضمن كل ذلك حقوق أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت". واذ لفت الى أن "إعلان البعض بأن سقف الهيكل إن وقع سيكون على رؤوس الجميع، هي تهويلات من أجل إرهاب المواطن، للإستمرار بممارسة الضغوط عليه وإبقائه رهينة الترهيب"، حيا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من حيث "قيامه بواجبه الذي يمليه عليه الدستور، لجهة تقديم التشكيلة الحكومية وبما أمكنه". وقال: "ما قام به صوان أقل ما يمكن في الوقت الحالي، بإنتظار قيام سلطة جديدة تعمل على تطبيق الدستور، وأبرزها مبدأ فصل السلطات، فتكون القضائية منها بمعزل عن التطاول والهيمنة السياسية، فيما يجري إستهداف القوى الأمنية والتطاول على مديريها في سياق التوجه إلى تقويضها وإبقاء الأمن بيد السلطة السياسية، وهو أيضا ما لن يكتب له النجاح". ودعا القضاء الى اتخاذ "صفة الإدعاء على كل من يحاول التطاول عليه، مشيرا الى أن الوقاحة المسؤولين المعنيين وصلت الى الادعاء بأن الإحتياطي في مصرف لبنان لا يجوز المس به كونه ملكا للبنان واللبنانيين، فيما تم نهب ثروات اللبنانيين الذين دفعوا دما في الداخل والخارج ثمنا لمدخراتهم لمحاولة العيش بأمان". وختم الأيوبي داعيا الى "تطبيق الطائف، اللامركزية الإدارية، إلغاء الطائفية السياسية، فصل السلطات، وما يستتبع ذلك من ملحقات".

 

جعجع: لجنة تقصي حقائق دولية الحل الوحيد لمعرفة أسباب انفجار المرفأ

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

لفت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى أن "الجميع يرى كيف أن التحقيقات في جريمة انفجار بيروت الكارثة محتدمة في الأيام الأخيرة وهذا الأمر كان متوقعا بالنسبة لنا لسبب بسيط وهو أن المسؤولية تقع في انفجار المرفأ على الدولة اللبنانية ككل، لأن الكثير من الإدارات والأجهزة والمؤسسات لها علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر على مدى 6 سنوات بهذا الملف وبالتالي يمكن أن نتخيل عدد المسؤولين في الدولة الذين لهم علاقة بهذه الجريمة المتمادية، وانطلاقا من هذا الأمر طالبنا منذ اللحظة الأولى بلجنة تقصي حقائق دولية ولكن للأسف أول من عارض هذا الطلب هو حزب الله، ولا أدري حتى هذه الساعة سبب معارضته له، ليقوم بعدها بالالتحاق به بهذا الموقف المعارض أفرقاء آخرون في حين أن المسؤولين في الدولة لم يتجاوبوا معنا". وجدد الدعوة، في هذه المناسبة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدرجة الأولى ولحكومة تصريف الأعمال في الدرجة الثانية ولأي حكومة عتيدة ستأتي أن "يرسلوا طلبا للأمين العام للأمم المتحدة بواسطة أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لتشكيل لجنة تقصي حقائق في هذه الجريمة". كلام جعجع جاء خلال لقائه وفدا من كوادر منطقة بيروت في حزب "القوات اللبنانية"، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب عماد واكيم، الامين العام للحزب الدكتور غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، المفتش العام في الحزب إدغار مارون، رئيس جهاز التنشئة السياسية شربل عيد، منسق منطقة بيروت دانيال سبيرو وحشد من رؤساء المراكز في المنطقة وكوادر الحزب.

وكان جعجع استهل كلمته، بالقول: "شاءت الظروف أن نلتقي اليوم ونحن عشية 11 كانون الأول 2020 أي أن غدا تصادف ذكرى اغتيال النائب جبران تويني إبن الأشرفية وبيروت البار، لذا سأغتنم فرصة اللقاء لأحيي استشهاده الذي يعتبر البعض أنه أصبح ذكرى من التاريخ أو أننا نتكلم عنه فقط لمجرد الذكرى، وهذا بطبيعة الحال غير صحيح بالنسبة لنا فاستشهاد جبران تويني كاستشهاد أي شخصية أخرى من شخصيات "14 آذار" ليس للذكرى أبدا وإنما استذكارنا له هو لنقول إن المسيرة مستمرة وستبقى كذلك، وهي مشابهة لكل المسيرات الأخرى في هذه الدنيا حيث تمر بوقت معين تستكين فيه وأوقات أخرى تستعيد نشاطها، شأنها شأن كل الثورات في هذا الكون، ولكنها في نهاية المطاف ستبقى مستمرة حتى تحقيق أهدافها. لهذا السبب في ذكرى اغتيال جبران التويني أقول لكم إن المسيرة التي بدأت في العام 2005 ستبقى مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها، بالرغم من أنها في هذه المرحلة تمر بحالة أمر واقع معين انطلاقا من الأوضاع القائمة في البلاد، وهذا غير مهم باعتبار أن الأساس هو أن تبقى مستمرة في قلوبنا كي نقوم باستكمالها على أرض الواقع عندما تعود الظروف مؤاتية، وهذا ما سيحصل".

وتطرق إلى جريمة انفجار مرفأ بيروت، مشيرا إلى أن "الجميع يرى كيف أن التحقيقات في هذه الجريمة الكارثة محتدمة في الأيام الأخيرة وهذا الأمر كان متوقعا بالنسبة لنا لسبب بسيط وهو أن المسؤولية تقع في انفجار المرفأ على الدولة اللبنانية ككل، لأن الكثير من الإدارات والأجهزة والمؤسسات لها علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر على مدى 6 سنوات بهذا الملف وبالتالي يمكن أن نتخيل عدد المسؤولين في الدولة الذين لهم علاقة بهذه الجريمة المتمادية، وانطلاقا من هذا الأمر طالبنا منذ اللحظة الأولى بلجنة تقصي حقائق دولية ولكن للأسف أول من عارض هذا الطلب هو "حزب الله"، ولا أدري حتى هذه الساعة سبب معارضته له، ليقوم بعدها بالالتحاق به بهذا الموقف المعارض أفرقاء آخرون في حين أن المسؤولين في الدولة لم يتجاوبوا معنا".

وجدد جعجع الدعوة، في هذه المناسبة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدرجة الأولى ولحكومة تصريف الأعمال في الدرجة الثانية ولأي حكومة عتيدة ستأتي أن يرسلوا طلبا للأمين العام للأمم المتحدة بواسطة أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لتشكيل لجنة تقصي حقائق في هذه الجريمة".

وسأل جعجع: "أين المشكلة في اعتماد لجنة تقصي حقائق؟ يقولون أن هناك تحقيقا محليا سار في هذه القضية في حين أنه من المستحيل أن يتمكن أي تحقيق محلي من التوصل إلى تبيان الحقائق وما حصل في اليومين الماضيين أكبر دليل على ذلك، فكيف تريدون من هذا التحقيق أن يتقدم في ظل ما يجري"، مؤكدا أنني "لا أريد اتهام أحد أو إبداء الرأي في ما إذا كانت إستنابات المحقق العدلي صحيحة أم لا، باعتبار أنه يجب ألا ندخل في كل هذا اللغط، ولكن جل ما أريد قوله إنه يجب أن نأخذ العبر مما حصل وأن يقوم فورا رئيس الجمهورية باستدراك الوضع مع حكومة تصريف الأعمال التي رئيسها يعتبر انه مستهدف شخصيا في هذا التحقيق". وتابع: "إذا ما كنتم أنتم تعتبرون ما تعتبرونه في ما خص التحقيقات المحلية لما لا تقومون بإرسال طلب مباشر إلى مجلس الأمن أو بواسطة دولة صديقة من دول الأعضاء الدائمين كفرنسا أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة وإذا ما أردتم فلما لا الصين وروسيا لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، باعتبار أنه يكفي أن ترسل دولة واحدة من هذه الدول طلبا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتياريز لتشكيل لجنة ليتم ذلك". وشدد جعجع على أن "هذه هي الطريقة الوحيدة التي من الممكن أن توصلنا إلى الحقائق في جريمة مرفأ بيروت ومهما حاولتم القيام به فنحن لن نستكين وسنتابع ونتابع ونتابع لكي نصل في نهاية المطاف إلى معرفة المسؤول عن هذه الجريمة التي حصدت مئتي ضحية وعلى الأقل مئات من الضحايا الأحياء الذين أصيبوا بإعاقات دائمة وستة آلاف، إن لم نقل عشرة آلاف جريح، وعشرات الآلاف من المتضررين، لهذا السبب تحديدا نقول إننا لن نستكين حتى الوصول إلى الحقيقة والحل فقط هو في لجنة تقصي حقائق دولية".

وتطرق إلى ما شهدته بيروت عقب انفجار المرفأ، قائلا: "ما مررتم به مختلف تماما عن الذي مررنا به كحزب القوات اللبنانية أو كمسؤولين ورفاق في الحزب في باقي المناطق اللبنانية وحقيقة كنتم أنتم، بمعنى من المعاني، رأس الحربة في هذه المواجهة انطلاقا من الذي مررتم به، فبالإضافة إلى الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب اللبناني ورفاقنا من بينه في مختلف المناطق اللبنانية فقد منيتم بكارثة كبيرة وهي انفجار المرفأ التي لم تكن فقط كارثة على مستوى المنطقة ككل وإنما على مستواكم الفردي ككل بيت من بيوتكم ورفيق من بينكم، ولكن وبالرغم من كل ذلك عضضتم على جراحكم وسارعتم لتقوموا بمهامكم إزاء أهلكم في المنطقة على أفضل ما يكون، وما حصل في هذا المجال يعيد للقوات اللبنانية تعريفها الفعلي وطبيعتها الحقيقية وهي أنها ضمير هذا المجتمع فهي كانت وستبقى كذلك وهذا ليس مجرد تعبير أو شعار نستعمله أو حملة تسويقية نقوم بها لحزبنا وإنما هذه هي الحقيقة على أرض الواقع".

وتابع جعجع: "إذا ما لاحظنا جيدا ما يحصل نجد أنه أينما هناك إشكالية، ومن أي نوع كانت، نجد أن "القوات اللبنانية" هي الموجودة على الأرض فحسنتها الرئيسية أنها تعيش مع شعبها في السراء والضراء حيث أنها في بعض الأحيان تستطيع مساعدته إلا أنها في أحيان أخرى لا تتمكن من ذلك لسبب بسيط وهي أنها ليست في موقع المسؤولية في الوقت الراهن، فمن يستطيع دائما أبدا المساعدة هو من هو في موقع المسؤولية والذي أعطاه الناس أصواتهم إلا أننا اليوم نقوم بما نقوم به انطلاقا من مبادرات فردية وبالرغم من كل ذلك فقد بان جليا أمام أعين الجميع من بعد انفجار المرفأ اننا ضمير هذا المجتمع وعندما يتعرض لأي شيء نهب للمساعدة بالإمكانيات التي بين أيدينا دافعنا الأول عاطفتنا ومدى إحساسنا بمشاكل هذا المجتمع انطلاقا من وجودنا في صلبه وهذا ما حصل فعلا في بيروت".

وإذ هنأ الحاضرين ومن خلالهم جميع الرفاق في الحزب في منطقة بيروت على المناقبية والاندفاع الذي أظهروه في الفترة الماضية، قال: "كنت لأتمنى مئة ألف مرة لو لم يحصل انفجار المرفأ ولم نقم بأي شيء إلا أنه للأسف قد وقع ولا بد لي من تهنئتكم على ما قمتم به وما ستقومون به في المستقبل من أجل التخفيف عن الناس قدر الإمكان لأن في نهاية المطاف هذا هو شعبنا وهذا وطننا". وختم جعجع: "ما قمنا به ليس بجديد علينا فمن استشهد في سبيل وطنه لن يصعب عليه القيام بمهمات إضافية من أجل مساعدة الشعب الذي هو من صلبه في كل لحظة وكل دقيقة".

 

الراعي ترأس قداسا في مستشفى الجعيتاوي على نية زيدان: كيف نكافح الفساد ونحن نشاهد تعطيل عمل القضاء الحر

وطنية - السبت 12 كانون الأول 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذبيحة الإلهية في كابيلا مار يوسف في باحة المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي في بيروت على نية المطران كميل زيدان، عاونه راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر والمطران سمير مظلوم، بمشاركة وحضور المطرانين بولس مطر وسمير نصار، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم ماري أنطوانيت سعادة، رئيسة المستشفى الأم هادية أبي شبلة وأعضاء مجلس الادارة، عائلة المطران زيدان الذي بعطية منه تم ترميم الكنيسة، إضافة الى أفراد من الطاقمين الطبي والتمريضي والموظفين والعاملين في المستشفى ولفيف من الكهنة والراهبات. قبيل القداس، ألقى مدير المستشفى الدكتور بيار يارد كلمة رحب فيها بالراعي والحضور مستذكرا المطران زيدان "وتصميمه على تنفيذ مشروع الكنيسة وتدشين المذبح في أحد البيان ليوسف قبل ان يغدو في الفرح السماوي وصوته يصدح دائما لا تنسوا أن المسيح هو الأساس".

وكان عرض لصور تظهر مراحل ترميم الكنيسة وتجديدها. بعد قراءة الإنجيل ألقى الراعي عظة قال فيها: "ستلد مريم خطيبتك إبنا من الروح القدس، وتدعو اسمه يسوع"(متى 1: 21)

بعد البشارة لمريم المخطوبة ليوسف، بأن إبن الله سيولد منها بقوة الروح القدس، وبأنها أمه وهي عذراء، كان البيان ليوسف عن حقيقة حبل مريم، وعن أبوته للمولود منها، وهي أبوة شرعية علامتها أنه يأخذ مريم وطفلها إلى بيته، وأن يسميه يسوع. فكان كلام الملاك له في الحلم: "لا تخف يا يوسف، ابن داود، أن تأخذ مريم إمرأتك. لأن الذي ولد فيها هو من الروح القدس. فستلد إبنا وتدعو اسمه يسوع" (متى 1: 20-21). هذا ما فعله عندما قام من النوم (راجع الآية 24). يا لها من طاعة قلب يحب الله.

في العيد الطقسي الذي تحتفل به الكنيسة غدا الأحد، نلتمس شفاعة القديس يوسف لنتعلم جمال الأبوة المنفتحة بروح الطاعة لإرادة الله والتعاون في تحقيق تصميمه الخلاصي".

أضاف: "نحتفل بتكريس مذبح كنيسة القديس يوسف في هذا المستشفى اللبناني الجعيتاوي، وفي القلب غصة لغياب المثلث الرحمة المطران كميل زيدان الذي رممها من ماله الخاص قبل وفاته. وعندما أوقع فيها الأضرار إنفجار مرفأ بيروت، شاءت عائلته إعادة ترميمها إحياء لذكراه، هو الذي كان للقديس يوسف في قلبه تكريم خاص، وكان يلجأ إلى شفاعته في مختلف ظروف حياته. فكانت له ميتة صالحة في هذا المستشفى الموضوع تحت حماية القديس يوسف وشفاعته، كما شاءه المؤسس المرحوم الأباتي يوسف سلوان الجعيتاوي.

نقدم هذه الذبيحة الإلهية وصلاة وضع البخور لراحة نفس المثلث الرحمة المطران كميل، ولعزاء عائلته، ولشكرالله ومار يوسف على حماية الأرواح من أي ضرر على الرغم مما أحدث الإنفجار من أضرار في المبنى من كل جوانبه. ويسعدني أن أحيي بناتنا راهبات العائلة المقدسة المارونيات، بنات المكرم البطريرك الياس الحويك، أبي لبنان الكبير ومؤسسه، اللواتي يتولين إدارة هذا المستشفى بحكم توليتهن الخاصة عليه وفقا لشروط صك الوقفية الذي وضعه الأب المؤسس. فنشكرهن على حسن القيام بالواجب. نحيي الرئيسة العامة الأم ماري أنطوانيت ومجلس المشيرات العامات ورئيسة هذا المستشفى والراهبات العاملات فيه. نسأل الله، بشفاعة القديس يوسف، أن يبارك جمعيتهن وينميها بالدعوات المقدسة وبنجاح مؤسساتها".

وتابع الراعي: "أقتبس نقاط التأمل في هذه العظة من الرسالة الرسولية لقداسة البابا فرنسيس بعنوان: "بقلب أبوي"، لمناسبة الذكرى 150 لإعلان القديس يوسف شفيعا للكنيسة الكاثوليكية، وهو إعلان يعود للطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الأول 1870. وقد أصدر البابا فرنسيس هذه الرسالة في 8 كانون الأول الجاري. ويذكرنا بأن القديس يوسف معلن أيضا "شفيعا للعمال" من المكرم البابا بيوس الثاني عشر، و"حارس الفادي" من القديس البابا يوحنا بولس الثاني، و"شفيع الميتة الصالحة" في التقوى الشعبية، و"حارس الكنيسة" و"حامي البؤساء والمعوزين والمتألمين" في تعليم الكنيسة".

وأردف: "يستهل قداسة البابا فرنسيس رسالته بتحية تقدير إليكم أيها الأطباء والممرضون والممرضات والموظفون الذين، في هذا المستشفى وسواه من أمثاله، وبخاصة في زمن جائحة كورونا، تسندون حياة أشخاص عاديين، وغالبا مسنين، وأنتم لا تحتلون الصفحات الأولى من الصحف والمجلات، ولا تظهرون في مواكب الإستعراض، غير أنكم ومن دون شك تكتبون اليوم أحداثا حاسمة من تاريخنا، ويقيم عملكم الخفي المرضى الذين يلجأون إلى عنايتكم. أنتم مدعوون للعمل بروحانية القديس يوسف. فاكتسبوا ثقة المرضى بكم لما تتميزون به من إهتمام بهم بسخاء وفرح. عاملوهم بحنان يعكس حنان الله وانحناءاته على جراح البشرية. فالقديس يوسف أحاط بهذا الحنان يسوع الطفل وأمه مريم. ساعدوا المرضى بهذا الحنان على قبول ضعفهم متكلين على نعمة الله، "صامدين في الرجاء ضد كل رجاء" (روم 4: 18). إن الله يحقق تصميمه الخلاصي من خلال ضعفنا ومخاوفنا وسرعة عطبنا. في الأوقات الحرجة التي يمر فيها المرضى، ذكروهم كيف أن القديس يوسف إتخذ موقف الطاعة الصامدة لكل إيحاءات الله التي كانت تصل إليه في الحلم، مثل مريم التي قالت نعم عند البشارة، ونعم عند أقدام الصليب. في النعم الأول أصبحت أم إبن الله بالجسد، وفي النعم الثاني أصبحت بالروح أم كل إنسان والبشر أجمعين والكنيسة بشخص يوحنا: "يا امرأة هذا ابنك" (يو 19: 26)". وتابع: "استقبلوا مرضاكم وساعدوهم، بروحانية القديس يوسف، ليتصالحوا مع تاريخ حياتهم الشخصي بقبوله من منظار تصميم الله الخلاصي بهدوء ومن دون اضطراب. فالله وحده يستطيع اعطاءنا القوة لقبول الحياة كما هي، ولإفساح مكان لما هو نقيض رغبتنا وانتظارنا، ومخيب لآمالنا. فلا بد من أن نسمع في أعماق نفوسنا كلمة الرب ليوسف: "لا تخف" (متى 1: 20)، لكي نصمد في الإيمان ونعطي معنى لكل حدث من حياتنا أكان حلوا أو مرا. فلا توقفنا الصعوبات بل نستنبط طرقا لحلولها. هكذا فعل القديس يوسف في مختلف حالات العائلة المقدسة الصعبة، في بيت لحم، ومصر، والناصرة.

استمدوا من القديس يوسف العامل وشفيع العمال المثالي معنى العمل الذي تقومون به. وهو ليس فقط وسيلة لتأمين عيش كريم، بل أيضا وخاصة مشاركة في عمل الله في الخلق وفي الخلاص، ومساهمة في بناء ملكوت الله، ملكوت المحبة والعدالة والأخوة والسلام، وإنماء القدرات والمواهب والصفات الشخصية بغية وضعها في خدمة المجتمع والشركة. إن عملكم الإستشفائي يمكن المريض من إستعادة صحته ونشاطه ليعود إلى مزاولة العمل وتأمين عيشه الكريم الذي يضمن كرامته. نلتمس شفاعة القديس يوسف، شفيع العمال، أن يتوفر العمل لكل شاب وصبية وشخص وعائلة، على الرغم من الشلل الذي أحدثه وباء كورونا".

وأشار إلى أن "أبوة القديس يوسف ليسوع كانت ظل أبوة الآب السماوي على الأرض. فحرس يسوع، وحماه، ولازمه. علمنا القديس يوسف اننا لا نولد آباء وأمهات، بل نصبح أبا وأما، عندما نتولى أولادنا بروح المسؤولية. على مثال الأبوة الجسدية تكون الأبوة الروحية في الكنيسة. العالم بحاجة إلى أبوة. فهو يرفض الرؤساء ويريد آباء، ويرفض الذين يخلطون بين السلطة والتسلط، وبين الخدمة والإستعباد، وبين المواجهة والظلم، وبين المحبة ومنية المساعدة، وبين القوة والدمار".

وسأل الراعي: "أليست السلطة المدنية نوعا من أبوة تجاه المواطنين، ولكن هذه السلطة لا تكون أبوة، إلا إذا اتصفت بفضيلة العفة، على مثال أبوة يوسف. العفة لا تعني البتولية، بل التحرر من التملك في كل ميادين الحياة. الحب نفسه، إذا لم يكن عفيفا، مال إلى تملك الآخر، واستعماله، واستغلاله، وخنقه، وجعله تعيسا. السلطة عندنا في لبنان أصبحت منظومة سياسية حاكمة، فسقطت وحرمت نفسها من ثقة الشعب والعالم، لأنها لم تكن عفيفة، بل جاءت لتستملك المال العام والشعب والدين فأفرغت الخزينة، ورمت الشعب في البؤس، وسيست الدين والطوائف وجعلتها بغيضة، هذا هو الفساد بالذات. ورأسه عدم تشكيل حكومة من اختصاصيين من دون انتماءات حزبية، لا كما رأينا في الصحف، إذا صدقت، حقائب موزعة على الأحزاب والتيارات والكتل النيابية على الاسس ذاتها التي كانت تعتمد في تأليف الحكومات السياسية السابقة. كيف يشرح لنا هذا التناقض الذي سيؤدي بها حتما إلى الفشل. أيها المعنيون مباشرة بتأليف الحكومة كفاكم لعبا بالوقت الضائع وبمصير الوطن وحياة الناس. كونوا أكثر جدية، ألفوا حكومة بالتشاور لا بالتضاد. ألفوا حكومة إنقاذ من اختصاصيين مستقلين وذوي كفاءة عالية، فتبدأ بالإصلاحات، لعل البلاد تعود إلى دورتها الطبيعية، بأسرع ما يمكن".

وسأل: "كيف نكافح الفساد ونحن نشاهد تعطيل عمل القضاء الحر والمسؤول عن هذه المكافحة، بتلوينه طائفيا ومذهبيا وسياسيا؟، قلنا أن أولى مقومات الحياد الناشط، الذي هو باب خلاص لبنان، تكوين سيادة الدولة بسلاحها الشرعي وفرض القانون والعدالة على الجميع. إننا في هذه الموجة العارمة بوجه القضاء الملتزم بممارسة واجبه، ندعو السياسيين إلى تحييد لبنان عن تسييس الدين والطائفة، من أجل حماية الوحدة الداخلية والمساواة في دولة القانون، بل ندعوهم إلى تحييد ذواتهم عن ذواتهم ليسلم الخير العام. إننا نلتمس شفاعة القديس يوسف لينعم علينا الله صفات هذا القديس وفضائله، لمجد الثالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين" وكرس الراعي خلال الذبيحة الإلهية المذبح ومسحه بزيت الميرون المقدس وتقدمت عائلة المطران زيدان حاملة مستلزمات المذبح التي باركها البطريرك الراعي قبل تجهيزه.

سعادة

وفي ختام القداس ألقت الأم سعادة كلمة شكرت فيها الراعي على "رعايته الأبوية لتدشين الكنيسة وما تعنيه من رمزية روحية في هذا الزمن الصعب الذي نعيشه." وقالت: "لقد شاءت العناية الإلهية أن يتم تدشين هذه الكنيسة بعد إعلان قداسة البابا هذه السنة سنة القديس يوسف الذي وضع نفسه في خدمة التدبير الخلاصية. وأضافت: "على مثال القديس يوسف كان المطران زيدان أبا وراعيا ومحبا فأشرف بنفسه على أعمال تجديد الكنيسة واختار صورة القديس لتخزينها وبعد رحيله أصرت عائلته على إتمام المشروع على الرغم من كل الظروف الصعبة التي نشهدها فلهم منا كل الشكر."

ثم رفع الراعي صلاة وضع البخور لراحة نفس المطران زيدان، وأزاح الستارة عن اللوحة التذكارية التي تخلد المناسبة وتوجه الى الباحة الخارجية للمستشفى حيث شارك صلاة التبشير الملائكي مع المرضى على نيتهم وبخاصة على نية مرضى جائحة كورونا.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 12 - 13 كانون الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 12 كانون الأول/2020

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/93580/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-912/

 

LCCC English Newsbulletin For Lebanese & Global New For December 12/2020

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/93582/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-new-for-december-12-2020/

 

فيديو مقابلة وبالنص مع العميد جورج نادر من صوت بيروت انترناشيونال/مقابلة سوبر سيادية تميزت بالصراحة والجرأة والمواقف الوطنية الخالصة: حزب الله يسيطر على كل المرافئ والمرافق البرية والبحرية والجوية

#مقابلة_العميد_جورج_نادر

http://eliasbejjaninews.com/archives/93589/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d9%86%d8%a7%d8%af/

 

رزمة من التقارير العربية والإنكليزية تغطي وحشية اعدام إيران للصحافي روح الله زم

A Bundle Of E-A Reports Addressing the savage Iranian executes of the dissident journalist Ruhollah Zam

http://eliasbejjaninews.com/archives/93601/%d8%b1%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a9-3/

*الاتحاد الأوروبي يندد بإعدام المعارض الإيراني روح لله زم

*مراسلون بلا حدود تعرب عن “صدمتها” بعد إعدام روح الله زام

*العفو الدولية: إعدام الصحافي زام يظهر وحشية نظام طهران

العفو الدولية: إعدام إيران للصحافي روح الله زام يهدف لبث الخوف وردع المعارضة

*هكذا استدرجت إيران الصحافي القتيل.. والده المكلوم يكشف

المحققون أخبروا الأب أنه ستتم مبادلة ابنه المعتقل مع سجين آخر

Iran executes dissident journalist Ruhollah Zam

Iran executes dissident journalist who encouraged 2017 protests

 

الخبير الدستوري المحامي سعيد مالك لموقع جنوبية: إذا رفض دياب التحقيق معه يحقّ لصوان إصدار مذكرة بحث وتحر أو.. توقيف!

باسمة عطوي/جنوبية/13 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93622/%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b3%d8%aa%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%83-%d9%84%d9%80%d9%85/