المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 كانون الأول/2020

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december08.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ألأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تحية لشجاعة الصحافية مريم سيف الصارخة بصوت عال لا لبلطجة حزب الله

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص..عربي وانكليزي: جيش وأفراد جيش لبنان الجنوبي هم أبعد اللبنانيين عن مسمى ومعايير العمالة..العمالة هي في غير أمكنة

الياس بجاني/فيديو… قراءة في الخلفيات الإرهابية واللاقانونية للدعاوى التي قدمها أمس حزب الله حزب الله بحق من يقول أنهم يتهموه بتفجير المرفا/مع تقارير وردو لناشطين ومعنيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع المحلل السياسي الأميركي من أصل لبناني انطونيو حداد من موقع كابيتول: لأن حزب الله يسيطر على لبنان فهو مسؤول عن تفجير المرفأ/شرح مفصل لمأساة احتلال حزب الله الإيراني للبنان

جِدَّ الخُطى/الأب سيمون عساف

اجتماع ثلاثي بالناقورة: لبنان يطالب بإدراج B1 كنقطة محتلة

لقاء بين عون والحريري يعيد الحرارة إلى تأليف الحكومة/تباحثا في الطرق الأنسب لتذليل العقبات... ويستكملان النقاش في الأسماء غداً

غادة عون تستدعي سلامة

الجيش: الجانب اللبناني اكد خلال الاجتماع الثلاثي في رأس الناقورة التزامه بالقرارات الأممية

مريم سيف الدين: أنا مهدّدة بالقتل

معهد إسرائيلي: الحرب المقبلة متعددة الساحات… والدمار الأكبر في لبنان وسوريا

انفجار بمركز تابع “للحزب” في جنوب لبنان

التحاق لبنان بمحور إيران دفعه إلى الانهيار

واشنطن أكثر إصراراً على منع توزير “حزب الله”

مفاوضات الترسيم البحرية مُهدَّدة بالتوقف

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 7/12/2020

أسرار الصحف المحلية ىالصادرة يوم الاثنين في 7 كانون الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

"سيدة الجبل": ما يقوم به حزب الله يندرج في إطار أجندة إيرانية

فتفت لـ"نداء الوطن": نصرالله قال لي إن لديه جهازاً يعرف كل شيء في لبنان

المحكمة الدولية احتفلت بتسليم البرنامج المشترك بين الجامعات بشأن القانون الجنائي الدولي والإجراءات

مخاوف من عودة مسلسل الاغتيالات في لبنان

الفرد رياشي: كفى "تلفيقاً" باسم الفاتيكان

إبراهيم: المعلومات عن عودة الاغتيالات جدية

ماكرون إلى لبنان متسلّحًا بمبادرة أوروبية: مشكلتكم لم تعد معي

“الحزب”… واستراتيجية العجز الصامت

كباش” الحكومة ينطلق في جولة جديدة: حركة بلا بركة؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

البابا يزور العراق مطلع مارس المقبل... وبغداد ترحب/زيارته تشمل سهل نينوى وأربيل

الرئيس الفرنسي للمسلمين: أنا آسف من صدمة بعض الرسوم المسيئة

السيسي لماكرون: تتحدثون معنا وكأننا مستبدون… هذا لا يليق بمصر

الرئيس الفرنسي: نرفض الوضع الحالي في شرق المتوسط وليبيا... وخرق تركيا للقانون الدولي

ماكرون: نرفض التهاون بشأن أمن وسيادة دول شرق المتوسط… وعلينا إيجاد حل سلمي في ليبيا

الرئيس المصري: “الإخوان” نقلوا التطرف إلى فرنسا والعالم ومصر دفعت ثمناً باهظاً من إرهابهم

الأوروبي”: عقوبات على تركيا ما لم تُخفِّض التصعيد في “المتوسط”

داوود أوغلو: أردوغان استبدادي في عهد ترامب وإصلاحي مع بايدن

برلين وباريس ولندن: إعلان طهران رفع تخصيب اليورانيوم… مخالفٌ للاتفاق/إيران تنفي تدهور الحالة الصحية للمرشد خامنئي

دبي تسمح لـ 200 إسرائيلي بدخولها بعد انتظار 4 ساعات في المطار/شركة "يسرائير" أعلنت عن تعطيل رحلاتها من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى دبي عقب الواقعة

البحرين: التعاون العسكري بالمنطقة يجمع المنامة وأبوظبي وتل أبيب/الشراكات الأمنية في الشرق الأوسط ضرورية

العراق: مصلحتنا والدول المجاورة تتطلب إنهاء الأزمة السورية وعودة النازحين/وفد سعودي يزور بغداد في إطار المجلس التنسيقي

إسرائيل تعتزم بناء 9 آلاف وحدة استيطانية في القدس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السابع/الخطف/الحلقة الثانية

بين فلسطين والدامور: رسالة الى رئيس النادي العلماني شربل شعيا من جوزيف بولس شعيا/الكلمة اونلاين

حكومة بلا جناحَين عسكري وسياسي... أو الطوفان/الياس الزغبي

عالم حزب الله الداخلي.. حسب حنة أرندت (1)/محمد أبي سمرا/المدن

"حزب الله" الخارج على "القضاء" لا القدر/علي الأمين/نداء الوطن

مؤشرات تستنفر القوى الأمنية… و”الحزب” غير متوتر/غاصب المختار/جريدة اللواء

لِتُفتَحْ وإن كيدية/بشارة شربل/نداء الوطن

لبنان على وقع الانفجارات: الدعم والحكومة والحروب السرية/منير الربيع/المدن

عون والإنتظار الثقيل... هل يعمل لتنحّي الحريري؟/ألان سركيس/نداء الوطن

عندما يلجأ «حزب الله» إلى القضاء/خير الله خير الله/الراي

العظماء  فقط ... يغيرون أفكارهم/توفيق شومان

لبنان رهينة الصراع الأميركي – الإيراني/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

عامان على رحيل موريس عواد... "هون الحكي ما بقا يفيد"/النهار

هديّتان إرهابيَّتان لفارس سعَيد في عيد ميلاده/إيلي الحاج/أساس ميديا

قصة قصيرة: الشيعة دورة موت بين حياتين!/ ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال

قآاني يجول والصدر يرتب "البيت الشيعي"!/محمد قواص/سكاي نيوز

هل تغيرت قواعد اللعبة؟/غسان شربل/الشرق الأوسط

الثابت والمتحول في مواجهة إيران/سام منسى/الشرق الأوسط

نصف تريليون دولار بين نهب وهدر في ليبيا/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل وفودا من البرلمان الاوروبي والجامعية الفرانكوفونية واهالي الطلاب في الخارج: نسعى لحل سريع لتطبيق قانون الدولار الطالبي

السنيورة حمل حزب الله مسؤولية سلامة سعيد: يسعى الى كم الافواه

وهبه وقع اتفاقيتين للتعاون المالي مع ألمانيا لاصلاح البنى التحتية ومواجهة كورونا وتسلم نسخا عن أوراق اعتماد 3 سفراء جدد

جنبلاط: دور القضاء المستقل المحاسبة ولنخرج الحكومة من النكايات وننفذ برنامج ماكرون نذكر ببرنامج كمال جنبلاط ونسأل:هل تريد ايران دولة عندنا؟

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ألأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير

إنجيل القدّيس لوقا16/من09حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟

وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تحية لشجاعة الصحافية مريم سيف الصارخة بصوت عال لا لبلطجة حزب الله

الياس بجاني/07 كانون الأول/2020

#مريم_سيف_ضحية_من_ضحايا_حزب_الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/93413/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%b4%d8%ac%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85/

إن الصحافية مريم سيف ابنة برج البراجنة مع كل أفراد عائلتها هم ضحايا جدد من ضحايا حزب الله الإرهابي.

وكما هو حال كل ضحايا الحزب اللاهي هذا تقف الدولة عاجزة ومتفرجة لا بل ربما متواطئة، وغالباً ما تُجرّم الضحية وتبرئ المجرم.

مع كثر غيرنا من السياديين والأحرار من داخل لبنان وخارجة نستنكر ما تتعرض له مريم وعائلتها من ظلم وإفتراء وتعدي، ولكننا لن نطالب الدولة الصورية والعاجزة بشيء لأن لا دولة في لبنان، بل دويلة معسكرة ومؤدلجة وممذهبة تهيمن على الدولة وعلى كل مفاصلها وتتحكم بقرارها وبمصير وأعناق وأرزاق الشعب اللبناني بأكمله الذي يتعرض لكل أشكال وأنواع البلطجة والإرهاب والإذلال والإفقار والسرقات والتطاول حتى على كرامته وعنفوانه ولقمة عيشه.

هذا المسلسل الشيطاني من التعديات لن يتوقف، بل سوف يتفاقم طالما أن الحزب يحتل البلد ويتحكم برقاب المسؤولين والحكام وأصحاب شركات الأحزاب.

لا حل لهذا الواقع الإحتلالي بغير المطالبة بإعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة والطلب من مجلس الأمن وضع يده على البلد بالكامل وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 و 1701 و1680 وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن إيران بواسطة حزبها اللاهي تخطف لبنان وتحتله وتأخذه رهينة وبالتالي فإن تدخل مجلس الأمن هو حبل الخلاص الوحيد كون الرهينة لا تقدر أن تحرر نفسها دون معونة مباشرة من الخارج.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص..عربي وانكليزي: جيش وأفراد جيش لبنان الجنوبي هم أبعد اللبنانيين عن مسمى ومعايير العمالة..العمالة هي في غير أمكنة

The South Lebanese Army (SLA) and their Families Are Patriotics And Not Israeli Agents

Elias Bejjani/December 06/2020

جيش وأفراد جيش لبنان الجنوبي هم أبعد اللبنانيين عن مسمى ومعايير العمالة..العمالة هي في غير أمكنة

الياس بجاني/06 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93361/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%88/

*ظلم ذوي القربة أشد مضاضة على المرءِ من وقع السيف المهندِ

مفهوم جداً أن يتلذذ بنعت جيش لبنان الجنوبي وأفراده وقادته بالعملاء كل ربع اليسار وفروعه واستنساخاته المسخ والهجينة ..هذا اليسار البائد والمنتهي الدور والصلاحية والمجبول والمربى على عقلية الخراب والتدمير والحقد والكراهية.

وكذلك مفهوم أن يتباهي بهذا النعت ويلصقه بأهلنا الجنوبيين الأحرار وذلك على خلفيات الإسقاط (بيشيل يلي فيه وبيحطه بغيره) والعقد والخيبات كل منافقي وأغبياء الإيديولوجيات القومية من عربية ومذهبية وغيرها…كونهم منسلخين عن الحاضر والحضارة ويعيشون في غياهب الأزمنة الحجرية المنقرضة.

وطبيعي جداً أن يتمسك بهذا النعت اللاهيين المفرسنين من أمل وحزب الله وأبواقهما وصنوجهما وأدواتهما من المرتزقة المدعين نفاقاً تعهد مهمة المقاومة والتحرير والممانعة لأن علة استمرارية دجلهم وعمالتهم وأدوارهم التدميرية والإرهابية والسلطوية تحتاج لغطاء حيث أنهم مفرسنون وأعداء لبنان وكل ما هو لبناني، وكذلك أعداء كل العرب ودولهم…لا بل هم أعداء السلم والاستقرار ويفاخرون بتبعيتهم الكاملة لملالي الفرس ولمشروعهم الإمبراطوري الوهم.

ولكن والله هي جريمة وخطأ فادح، لا بل خطيئة مميتة وجبن ما بعده جبن، وجهل ما بعده جهل، وسفالة ما بعدها سفالة، وانحطاط ما بعده انحطاط، أن ينعت جيش لبنان الجنوبي وأفراده وقادته بالعمالة كل من كان معهم في نفس الخندق، ويحمل معهم نفس القضية من أحزاب ومؤيدي وإتباع الجبهة اللبنانية، ومعهم كل من يدعي أنه سيادي واستقلالي وكياني ويطالب بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة مع إسرائيل وبتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني.

لهؤلاء الذميين من أهلنا وأصحاب شركات أحزابنا نقول، خافوا الله واتقوه فانتم حاضراً وماضياً ومستقبلاً كنتم وستكونون مع أفراد وقادة جيش لبنان الجنوبي في خانة واحدة مصيراً ووجوداً وكرامة.

باختصار انتم ذميون وجبناء وتلحسون المبارد وتتلذذون بملوحة دمائكم.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

https://www.youtube.com/watch?v=C17anRtwhrw&feature=youtu.be

 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين لي أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على الرابط الذي في أعلى أو على الصورة في أفل ودخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link or on the the pictutre to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

الياس بجاني/فيديو… قراءة في الخلفيات الإرهابية واللاقانونية للدعاوى التي قدمها أمس حزب الله حزب الله بحق من يقول أنهم يتهموه بتفجير المرفا/ مع تقارير وردو لناشطين ومعنيين

حزب الله الموضوع على قوائم إرهاب 65 دولة يسقط ما في على معارضيه لإرهابهم وإسكاتهم

الياس بجاني/05 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93292/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7/

إن دعاوى حزب الله القضائية هي وسائل إرهاب وتخويف لا قانونية يريد من خلالها الحزب أرهاب الأحرار والسياديين من أصحاب الأصوات السيادية الرافضة الرضوخ لإحتلاله وبربريته ومذهبيته وملالويته وتسعى لتحرير لبنان من سرطانه الملالوي والإجرامي والمذهبي.

الأمين العام  لحزب الله الإرهابي والمجرم والمحتل اعلن قداسة المجرمين من اعضائه الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري والعشرات معه من نواب ورجال دين وناشطين ونواب وأصحاب رأي واعلاميين ورجال أمن.. هذا الحزب الذي لم يحترم القضاء ولو مرة واحد منذ انشائه يريد اليوم وبعد أن سيطر على البلد أن يستعمل الدولة وقضائها وقواها الأمنية لإرهاب واسكات كل من ينتقد احتلاله ويكشف اجرامه.

الحزب بإختصار هو يحاول بخبث وبعقلية ارهابية ومرّضية ومذهبية أن يسقط ما في على غيره.

https://www.youtube.com/watch?v=tvs5AeGQW1Q&feature=youtu.be

#حزب_الله_ارهابي

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع المحلل السياسي الأميركي من أصل لبناني انطونيو حداد من موقع كابيتول: لأن حزب الله يسيطر على لبنان فهو مسؤول عن تفجير المرفأ/شرح مفصل لمأساة احتلال حزب الله الإيراني للبنان

https://www.youtube.com/watch?v=pe62aytc2Gk&feature=youtu.be

 

جِدَّ الخُطى

الأب سيمون عساف/07 كانون الأول/2020

يا ربُّ عَلِّمني أُصَلِّي كي في صلاتي أَرتقي

لا اعرِفُ الترْكيزَ قُلْ لي أَنَّى شُرُوداً أَتَّقي؟

لا تَقْبَلِ الشكوى تُوَلِّي قد جئتُ نبعاً أَستَقي

كُن من خُمولي والتخلِّي مِنْ لا مبالٍ مُعتِقي

كم أَنتَ تدري حاجَتي كم يُغزِرُ الحُبُّ العطا

إِسْمَعْ صدى صَنَّاجَتي صوبَ النَّجِي جَدَّ الخُطى

في الجبهةِ الوهَّاجَةِ خَيَّالُكَ المُهرَ امتطى

في الدنية الرجراجةِ رَشْقٌ  لِسَهمٍ ما خَطا

ربَّاهُ في الإنجيلِ أَنتَ الوالِدُ السَمْحُ الحنونْ

من أَوَّلِ التكْوينِ كُنتَ الحُبُّ نِعْمَ المؤمنونْ

بالصفحِ كمْ يا ربُّ زِنتَ الإثمَ بدَّدتَ الظنونْ

شكري دَعا رُحماكَ صُنتَ النفسَ من هولِ المنونْ

كُنْ لي الرفيقَ يا يسوعْ  أَخشى رحيلي والرجا

انتَ، انطلاقي منْ ربوعْ  للنورِ طرَّادِ الدُجى

إنَّ اختلاجاتِ الضلوعْ  تدعوكَ والقلبُ التجا

يرجو الرضى فيه الولوعْ يبغي السَما مينا النجا

من كلِّ شَرٍّ نَجِّني ثمَّ احْمِني من كلِّ ضيقْ

في وادِ موتٍ زجَّني إِبليسُ قطَّاعُ الطريقْ

وَخْزٌ بنارٍ أَجَّني أَنْصُتْ! صُراخي لا أُطيقْ

إِني حُروفٌ هَجِّني أَبقَ الهَفَا الجوعَ العتيقْ

هل من منامٍ نستفيقْ ما رحلةُ الدنيا تُرى؟

نَستكشفُ السرَّ العميقْ إِلا غُموضَا لا نرى

نسترجعُ العهدَ العتيقْ بين البرايا والقرى

نلقى مبيعاً للصديقْ  ذاك الذي "النَحْنُ" اشترى

 

اجتماع ثلاثي بالناقورة: لبنان يطالب بإدراج B1 كنقطة محتلة

المدن/08 كانونه الأول/2020

عُقد اجتماع ثلاثي في رأس الناقورة، برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفل)، ورئيس البعثة، اللواء ستيفانو ديل كول، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة، العميد الركن حسيب عبدو، وضباط إسرائيليين.

تناول الاجتماع الحوادث الأخيرة التي حصلت على طول الخط الأزرق، وأعاد الجانب اللبناني التأكيد التزامه بالقرارات الأممية وبخاصة القرار 1701 ومندرجاته. كما شدّد على ضرورة انسحاب العدوّ الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة ومنها: المناطق المتاخمة لشمال الخط الأزرق، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، وبقعة B1 المحتلة. وأعاد أيضاً التأكيد على ضرورة إدراج البقعة B1 المحتلة في التقارير والقرارات الأممية المقبلة، أسوةً بباقي المناطق المحتلة المذكورة. وجدد الجانب اللبناني طلبه عبر اليونيفل تسلم خرائط عن التحصينات التي كان قد أقامها العدو الإسرائيلي إبان الاحتلال، بحيث عثر الجيش اللبناني واليونيفل على إحداها بتاريخ 24 نيسان 2020 في خراج بلدة العباسية قبالة الغجر، وأدان استمرار الخروقات المعادية للسيادة اللبنانية. وحسب بيان لليونيفيل، ترأس رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء ستيفانو دل كول، الاجتماع الاستثنائي. وتركزت المناقشات على "الوضع على طول الخط الأزرق، والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقرارات اللاحقة ذات الصلة". وشجع اللواء دل كول "الأطراف على الافادة من آلية الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل في كل فرصة، بما في ذلك المنتدى الثلاثي، واستكشاف تدابير بناء ثقة إضافية"، وقال: "إننا نتحدث هنا عن إجراءات تخدم مصالحكم من خلال تعزيز البنية التحتية الأمنية على طول "الخط الأزرق"، وكذلك تخفيف احتمالات الاحتكاك". وأشاد بـ"جهود الأطراف المستمرة" لتقليل التوتر على طول "الخط الأزرق" عبر تقليل الأعمال الاستفزازية". وطلب دل كول من الأطراف مواصلة الحفاظ على هذه "الديناميكية الإيجابية". وفي ظل التوترات الإقليمية الأوسع نطاقا التي تتجاوز اختصاص "اليونيفيل"، وحضهم على "مواصلة التركيز على استقرار الخط الأزرق". وأشار البيان غلى أن "الاجتماعات الثلاثية تعقد بانتظام تحت رعاية "اليونيفيل" منذ نهاية حرب عام 2006 في جنوب لبنان، وهي آلية أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة".

 

لقاء بين عون والحريري يعيد الحرارة إلى تأليف الحكومة/تباحثا في الطرق الأنسب لتذليل العقبات... ويستكملان النقاش في الأسماء غداً

بيروت: «الشرق الأوسط»/07 كانون الأول/2020

أعادت زيارة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا أمس (الاثنين)، الحرارة إلى مباحثات تشكيل الحكومة بعد ثلاثة أسابيع من المراوحة لم تشهد لقاء مباشراً بينهما، إذ تشاورا في الملف، على أن يستكمل الحريري غداً الأربعاء مشاوراته في جلسة أخرى أعلن عنها لدى مغادرته القصر. واستأنف الحريري أمس مباحثاته مع الرئيس عون، حول تأليف الحكومة بعد عشرين يوماً من غيابه عن الزيارات التشاورية إلى القصر الجمهوري، واكتفى الحريري بعد اللقاء بالقول: «تشرّفت بلقاء الرئيس عون وتشاورت معه»، مضيفاً: «سأعود الأربعاء وسيكون هناك لقاء نحدّد فيه الكثير من الأمور الأساسية». وقالت مصادر مواكبة لعملية التشكيل لـ«الشرق الأوسط» إن عون والحريري تناقشا في عملية التأليف وفي الأسباب التي أدت إلى تأخير إعلان ولادة الحكومة، والطرق الأنسب لتذليل العقبات من أمامها، مشيرة إلى أن النقاش سيتم استئنافه غداً الأربعاء بين الطرفين.

وكان يتوقع أن يسلم الحريري تشكيلة وزارية جاهزة تضم 18 اسماً، ومن ضمنها أسماء يقترحها «الثنائي الشيعي» المتمثل في «حزب الله» و«حركة أمل» لتمثل الثنائي في الحكومة العتيدة. وبدا واضحاً أن التشكيلة تفتقد إلى أسماء الوزراء الشيعة، إذ نقلت وكالة الأنباء «المركزية» عن مصادر الثنائي نفيها أن تكون قد سلمت أسماء وزراء للحقائب التي اختارها لهما، «لا بل هما ينتظران أن يتواصل معهما بعد أن يتفق مع رئيس الجمهورية». ولم يتم الإعلان أمس عن تسليم لائحة مكتملة، وما إذا كان الحريري وعون تناقشا في أسماء ستتضمنها التشكيلة، علماً بأن عون «يفضل أن يتم النقاش في تشكيلة كاملة»، وهو ما سيتم بحثه غداً في اللقاء بين الطرفين. وأفضى اللقاء إلى أجواء إيجابية لجهة إعادة تفعيل النقاش، بعد ثلاثة أسابيع من المراوحة، ما يشير إلى تحرك جديد تُستأنف فيه عملية التأليف. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أنه «لو لم يسجل أي تقدم في لقاء الاثنين لما تم تحديد الأربعاء موعدا جديدا»، وهو ما يفضي إلى «نوع من التوافق على إعادة تفعيل الملف الحكومي». ويتزامن هذا اللقاء مع دعوات وضغوط محلية ودولية للإسراع بتأليف الحكومة والمباشرة بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بغية الحصول على دعم دولي يساعد لبنان على النهوض من أزماته الاقتصادية والمعيشية. بالتوازي، اعتبرت «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، بعد الاجتماع الدوري لمكتبها السياسي، أن «حسم الملف الحكومي بات حاجة أكثر من ملحة وضرورية، وأي تأخير تتضاعف أثمانه على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وحتى الأمنية، وبالتالي لم يعد يمتلك أحد من اللبنانيين والمسؤولين ترف خسارة الوقت ومخاطره على الوطن والمواطن». وقالت إن «المطلوب من أصحاب الشأن بأن يكون هذا الأسبوع أسبوع الحسم الحكومي، وتبني البرنامج الإصلاحي الإنقاذي».

 

غادة عون تستدعي سلامة

نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

استدعت القاضية غادة عون حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للمثول أمامها الخميس للاستيضاح منه في ملف الهدر الحاصل في الدولار المدعوم.

 

الجيش: الجانب اللبناني اكد خلال الاجتماع الثلاثي في رأس الناقورة التزامه بالقرارات الأممية

وطنية - الإثنين 07 كانون الأول 2020

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بتاريخ 7/12/2020، عقد اجتماع ثلاثي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" ورئيس البعثة اللواء ستيفانو ديل كول، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن حسيب عبدو. وتناول الاجتماع الحوادث الأخيرة التي حصلت على طول الخط الأزرق، وأعاد الجانب اللبناني تأكيد التزامه بالقرارات الأممية، وخصوصا القرار 1701 ومندرجاته، وشدد على ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة، ومنها: المناطق المتاخمة لشمال الخط الأزرق ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر وبقعة B1 المحتلة. وأعاد أيضا تأكيد ضرورة إدراج البقعة B1 المحتلة في التقارير والقرارات الأممية المقبلة أسوة بباقي المناطق المحتلة المذكورة. وجدد الجانب اللبناني طلبه عبر اليونيفيل، تسلم خرائط عن التحصينات التي كان قد أقامها العدو الإسرائيلي إبان الاحتلال، بحيث عثر الجيش اللبناني واليونيفيل على إحداها بتاريخ 24/4/ 2020 في خراج بلدة العباسية قبالة الغجر، وأدان استمرار الخروقات المعادية للسيادة اللبنانية".

 

مريم سيف الدين: أنا مهدّدة بالقتل

نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

وكأن أرواح الصحافيين والصحافيات مستباحة، لا تكاد تغيب حادثة "قمع" أو "بلطجة" عن الذاكرة قليلاً، إلا وثمة محاولة "تكميم أفواه" أخرى أقبح وأوقح تتصدر المشهد الإخباري والتواصلي. وجديد هذه الحملات القمعية، تعرُّض الزميلة مريم سيف الدين لحملة ترهيب على خلفية كتاباتها الصحافية السابقة ومنها في "نداء الوطن"، وتطوّر الأمر إلى اعتداء متكرر على منزل عائلتها في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.واستفاق قطاع الإعلام من جديد، على وقع جناية "محاولة قتل" طالت عائلة الزميلة سيف الدين، إثر اعتداء موثق بالفيديو على منزلها من قبل أحد أقربائها "المتحزّب الممتعض من قلمي والمعروف بارتباطاته الحزبية بالمسيطرين على المنطقة، برفقة شخص معروف بتورطه بجرائم في المنطقة" حسب ما قالت لـ"نداء الوطن". لجأت سيف الدين إلى "مخفر المريجة" طالبة الحماية فتحوّلت من مدّعية إلى أشبه بموقوفة، حيث تم تصنيف الاعتداء تحت "العنف الأسري" بدلاً من وضعه في إطار جناية محاولة قتل، فكيف ذلك ولا يسكن المعتدون المنزل نفسه ولا تربطهم أي علاقة قربى بعائلة سيف الدين. وعليه، استُخدم القانون الذي طالبت فيه نساء لبنان لمحاسبة المعنفين، إلى تبرير العنف الممارس على الصحافية سيف الدين. وللمفارقة، تم تأنيث قضية "منبر مريم السياسي" وتحجيم قضيتها في معادلة أبوية تساوي بين الطائفة والواجب العائلي، فكما تعود النساء إلى الطائفة في قضايا الحضانة والأحوال الشخصية، لا بد من أن تعود سيف الدين كإمرأة تمتنع عن طاعة البيئة الحاضنة إلى "موقعها" المحدد لها وإلا "الإستهداف والترهيب". وتشرح سيف الدين لـ"نداء الوطن" أنها ليست المرة الأولى التي حاولت فيها تبليغ الجهات المعنية حول ما يحدث مع عائلتها وهذه المرة لم تتحرك دورية من عناصر المخفر باتجاه منزلها قبل ورود اتصالات وضغوطات إعلامية، بذريعة قلة العديد والتقليل من حجم الخطر إذ لم يقع أي قتيل أو جريح، في إشارة الى أن الدولة لا تتحرك إلا بعد فوات الأوان"، كما شرحت أنه قد احتجزت من دون وجه حق ولم يتم السماح لها بمغادرة المخفر لإجراء أي اتصال، وذلك "قبل ورود أي إشارة احتجاز رهن التحقيق من قبل النيابة العامة"، وأنها تفاجأت أنهم لم يسمحوا لها بالتواصل مع محاميتها ما هو "انتهاك حقوق الدفاع المكرسة في المادة 47 من قانون أصول المحاكمات الجزائية"، إضافة إلى أنه وبعد الضغط واتصال المحامية، تمّ التعرض لها بالعنف اللفظي على مسمع محاميتها ديالا شحادة". وختمت: "أنا وعائلتي مهددون بالقتل بكل صراحة، وهناك تدخل سياسي صارخ ضدنا تُرجم بتدخل أحد أقرباء النائب أمين شري ووقوفه إلى جانب المعتدين في المخفر، وعليه أضع قضيتي والانتهاكات التي تخللتها في عهدة نقابة المحامين ومجلس القضاء الأعلى".

 

معهد إسرائيلي: الحرب المقبلة متعددة الساحات… والدمار الأكبر في لبنان وسوريا

روسيا اليوم/07 كانون الأول/2020

خلصت دراسة أجراها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن سيناريوهات الحرب المتوقعة، إلى أن الحرب المقبلة ستكون متعددة الساحات، قد تشمل لبنان وسوريا والعراق، مع احتمال انضمام حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وحذر مدير المعهد العميد عودي ديكل من أنه “في الحرب المقبلة ستتعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية للهجوم بآلاف الصواريخ، فضلا عن قصف طائرات بدون طيار من عدة ساحات.” وبحسب الدراسة، فإن المواجهة القادمة ستكون ضد المحور “الإيراني الشيعي”، الذي أنشأ سلسلة داخلية متصلة من طهران إلى بيروت، تشمل بناء قدرات متنوعة لمهاجمة إسرائيل على نطاق واسع من الصواريخ والطائرات بدون طيار ووحدات حرب العصابات التي تتسلل إلى إسرائيل وتقتحم المستوطنات والمواقع الحيوية بالقرب من الحدود مع لبنان ومرتفعات الجولان. وشدد معدو الدراسة على أن هناك تغيرا كبيرا في التهديد يتمثل في تكثيف تواجد “حزب الله”، وخاصة جهوده في إعداد صواريخ دقيقة بمساعدة إيران. وقالت الباحثة أورنا مزراحي: “الحرب القادمة في الشمال ستكون مدمرة وصعبة ويبدو أن أيا من الجانبين لا يريدها أن تندلع”. وأضافت وفقا للقناة 12 الإسرائيلية أنه “على الرغم من أن الأطراف لا تريد الحرب الآن، إلا أن تلك المواجهة قد تندلع وتخرج عن السيطرة وذلك لعدة أسباب: عدم الاستقرار في المنطقة بعد اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، وإصرار إيران على مواصلة تعزيز استعدادها للحرب في الشمال”. وأشار معدو الدراسة إلى أن الحرب القادمة ستكون مختلفة في نطاقها وشدتها عن الحروب السابقة، حيث من المتوقع حدوث الكثير من الدمار في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بما في ذلك الأضرار التي قد تلحق بالأهداف الاستراتيجية في إسرائيل، ولكن الدمار الأكبر سيكون في لبنان وسوريا.

 

انفجار بمركز تابع “للحزب” في جنوب لبنان

الحدث.نت/07 كانون الأول/2020

كشفت مصادر “الحدث” عن وقوع انفجار بمركز تابع لحزب الله في خارج بلدة جباع بإقليم التفاح جنوب لبنان. وفرضت عناصر تابعة لحزب الله، بحسب الحدث، طوقا أمنيا على مركزها بالبلدة. وتساءل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مصدر الصوت الذي سمع في محيط بلدة جباع الجنوبية. من جهتها، نفت مصادر حزب الله لـ”المركزية” وقوع أي انفجار في مركزها، موضحة أن الاصوات التي يسمع صداها هي عبارة عن مناورة للجيش اللبناني في منطقة كفرفالوس. وسرعان ما كشفت مصادر عسكرية لقناة “الجديد” أن الجيش اللبناني ليس لديه اي معلومات عن الانفجار وهو لا يقوم بمناورات عسكرية في البلدة. وأكد رئيس بلدية جباع أحمد غملوش لـ”النهار” سماع دوي انفجار صغير جداً في البلدة، مشيرا الى انه طلب من شرطة البلدية التوجه إلى المنطقة الحرجية، إلاً انه لم يتسن لهم تحديد مكان الدخان الذي تصاعد. وقال غملوش: “يوجد بقايا عنقودية في المكان وعلى ما يبدو مرّ حيوان وفجرت به وما يتم تداوله في الأخبار مجرد شائعات، ولا يوجد مراكز لـ”حزب الله” في تلك المنطقة”.

 

التحاق لبنان بمحور إيران دفعه إلى الانهيار

وكالة الانباء المركزية/07 كانون الأول/2020

تشكّل عودة لبنان الى التزام نهج الحياد الذي نصّ عليه دستوره وقام على اساسه، متخذا من موقعه جسرا للعبور ما بين الشرق والغرب، بوابة للخلاص من ازماته في رأي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اطلق منذ اشهر مبادرة في هذا السياق وأيده في ذلك العديد من الدول المعنية بالوضع اللبناني كونه عرف في تلك الحقبة البحبوحة والازدهار. ويجمع المراقبون على ان لبنان ايضا لم يكن ليشهد هذه الازمات المالية والمعيشية المتفاقمة لولا انحرافه الى سياسة المحاور وتبنيه هذه السياسة التي جره اليها حزب الله والتفاهمات التي اقامها معه اهل السلطة والعهد الذي بات اكثر التصاقا بما يعرف بمحور الممانعة (المتمثل بسوريا وايران) المعادي للدول العربية والاجنبية على حد سواء والعامل على التدخل في شؤونها، خصوصا على ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان الاوضاع السائدة في لبنان من هدر وفساد ليست وليدة الساعة انما هي متجذرة في وزاراته واداراته منذ عهود، الا ان سيطرة حزب الله على القرارين السياسي والعسكري في لبنان ودفعه الى الانغماس اكثر فأكثر في الصراع القائم بين ايران والولايات المتحدة الاميركية جعله طرفا في هذه الحرب الدائرة بين الجانبين والعقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران وتاليا انسحابها على لبنان الذي حالت الادارة الاميركية دون وصول المساعدات والتحويلات المالية اليه بذريعة تجفيف المصادر المالية للحزب، الامر الذي طاول لبنان بأسره وأدى الى شح في الدولار وتفاقم الازمة المالية والمعيشية وما  نعيشه راهنا من تداعياتهما السياسية والحكومية . من هنا، تعتبر المصادر أنه يمكن فهم اسباب تعذر الرئيس المكلف سعد الحريري عن توليف تركيبة وزارية من اختصاصيين غيرحزبيين وفقا للمبادرة الفرنسية التي حدد اطرها وبرنامج عملها الرئيس ايمانويل ماكرون وحظيت اخيرا بدعم اوروبي، وذلك بعد رفض حزب الله هذا النوع من الحكومات الذي لا يوفر الضمانات الدولية التي يطالب بها، ووضع العراقيل في طريق ولادتها منذ اللحظة الاولى حينما رفع وجه السفير مصطفى أديب حينما كلّف مهمة تشكيل الحكومة متراس حقيبة المال للشيعة وحق تسمية وزرائه، ثم لاحقا بدعم رئيس الجمهورية في مطلب تطبيق وحدة المعايير في التشكيل. إن عدم تسهيل تأليف حكومة مهمة تعمل على وقف الهدر والتمهيد لقيامة لبنان من الأزمات السياسية والمالية والمعيشية التي انزلق اليها هو وجه من وجوه التحاق لبنان الدولة بالمحور الايراني خدمة لأهداف هذا المحور الاقليمية والدولية وإبقاء لبنان ورقة ضغط في الصراع مع واشنطن.

 

واشنطن أكثر إصراراً على منع توزير “حزب الله”

بيروت- “السياسة” 07 كانون الأول/2020

حذَّرت مصادر ديبلوماسية عبر “السياسة”، من حزمة عقوبات أميركية جديدة قد تستهدف مسؤولين لبنانيين، في إطار الضغوطات التي تقوم بها واشنطن ضد كلِّ من يقدم الدعم السياسي والمالي لـ”حزب الله”، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية مازالت على موقفها المتشدد بضرورة عدم الموافقة على ضمِّ “حزب الله” إلى الحكومة الجديدة التي يعمل الرئيس سعد الحريري على تأليفها. وقالت: إنَّ الموقف الأميركي بات اليوم أكثر إصراراً على معارضة توزير الحزب أو من يمثله في الحكومة العتيدة، وهو ما يتعارض مع الموقف الفرنسي المؤيد لوجود “حزب الله” في التركيبة الوزارية، في وقت تستعد بيروت لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 21 الجاري إلى 23 منه، في زيارة هي الثالثة له منذ 6 أغسطس. إلى ذلك، وقَّع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة على اتفاقيتين للتعاون المالي مع ألمانيا بمبلغ 100 مليون يورو، لمواجهة “كورونا”.

 

مفاوضات الترسيم البحرية مُهدَّدة بالتوقف

بيروت- “السياسة” 07 كانون الأول/2020

كشفت معلومات لـ”السياسة”، أنَّ مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل مهددة بالتوقف، في ظل رفض إسرائيل للمطالب التي تقدم بها الوفد اللبناني، حيث أظهرت المناقشات التي جرت برعاية الأمم المتحدة، أنَّ الهوة عميقة، بين وجهتي النظر اللبنانية والإسرائيلية، رغم سعي الولايات المتحدة الأميركية للتقريب بين الموقفين. وأشارت المعلومات إلى أن الإسرائيليين طلبوا تأجيل المفاوضات، لمزيد من البحث مع الجانب الأميركي، بعدما كشفت جولات التفاوض التي جرت حتى الآن، استحالة إحراز أي تقدم إذا بقيت الأجواء على ما هي، ولم يحصل تدخل أميركي مباشر لإنقاذ المفاوضات. وفي الإطار، شدد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، على أن “لبنان لن يتنازل عن حقوقه في ملف ترسيم حدوده حتى لو تطلبت المفاوضات 10 أو 20 عاماً”. وقال مصدر لبناني: إن “الوسطاء الأميركيين الذين أبلغوا الجانب اللبناني بالتأجيل سيجرون لاحقاً اتصالات ثنائية مع الجانبين”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 7/12/2020

وطنية/الإثنين 07 كانون الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

هل وصل رفع الدعم الى الرغيف وبالتالي ستفتح ابواب جهنم على اللبنانيين الذين يقض مضاجعهم هاجس رفع الدعم؟

صحيح ان طحين الخبز العربي سيبقى مدعوما الا ان المنقوشة والكعك وخبز الهمبرغر يبدو ان طحينها لن يبقى مدعوما وبالتالي لن تبقى في متناول الفقراء

وماذا عن الدواء وعن المحروقات ؟

وجهة دعم الطحين تحسم غدا في اجتماع وزارة الاقتصاد والقرار بترشيد الدعم على السلع الاساسية يتخذ في اجتماعات متواصلة غدا في السراي بعد اجتماع اليوم

وقد برز اليوم تحذير اممي من رفع الدعم اذ أكدت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة أن إلغاء الدعم في لبنان بدون ضمانات لحماية الفئات الأكثر ضعفا سيصل إلى حد كارثة اجتماعية، محذرتين من عدم وجود وسيلة لتخفيف الضربة

الى ذلك استدعت القاضية غادة عون حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للمثول أمامها الخميس للاستيضاح منه في ملف الهدر الحاصل في الدولار المدعوم

حكوميا

وبعد جمود لثلاثة اسابيع عادت الحركة الى الملف الحكومي مع الزيارة التي قام بها اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري الى القصر الجمهوري والتي سيتبعها لقاء اخر يوم الاربعاء المقبل لاستكمال البحث مصادر مواكبة للقاء وصفت الجو بالمقبول مشيرة الى تقدم ما والا لما حدد موعد جديد يوم الاربعاء وقد حصل نقاش وتقديم طروحات بالحلول الممكنة لحل العقد التي تحول دون التأليف

و في باريس ازمة لبنان حضرت بين الرئيسين الفرنسي والمصري ماكرون اعتبر ان "لبنان يعاني من عدم تنفيذ المسار السياسي المطلوب ويجب ألا يبقى الشعب رهينة بيد أي طبقة سياسية" . فيما دعا السيس كل القوى السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة تواجه مشاكل البلاد مؤكدا عدم التخلي عن لبنان".

توازيااجتماع في بروكسيل لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الذي تبنى المبادرة الفرنسية بمضامينها لانقاذ لبنان.

البداية من جديد الاتصالات الحكومية ولقاء الرئيس عون مع الرئيس المكلف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

إتصال...موعد... ثم لقاء ...والنتيجة : خواء.

لا إتفاق.. لا تشكيلة... لا مراسيم...ولا من يحزنون.

في عز الحاجة إليها تعطيل يشل الدولة تنفيذيا…من رأسها حتى أخمص قدميها ولا من يسألون.

هكذا تأمل اللبنانيون بعودة الحرارة إلى خطوط التواصل بين بيت الوسط وبعبدا لعل الحكومة تبصر النور...ولكن تبدد كل ذلك في ظل من عود اللبنانيين على العيش في العتمة.

الأكيد أن حسم الملف الحكومي بات حاجة أكثر من ملحة وضرورية وأي تأخير تتضاعف أثمانه على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وحتى الأمنية وبالتالي لم يعد يمتلك أحد من اللبنانيين والمسؤولين ترف خسارة الوقت ومخاطره على الوطن والمواطناللهم الا المستهترين.

حركة أمل رأت اليوم أن المطلوب من أصحاب الشأن بأن يكون هذا الأسبوع هو أسبوع الحسم الحكومي وتبني البرنامج الإصلاحي الإنقاذي.

في ظل الحديث عن أزمة اوسع للكهرباء مع نهاية العام أضاءت الحركة على ضرورة فتح هذا الملف كعنوان متقدم من عناوين الإصلاح والشفافية وتحديد المسؤوليات فيه وفقا للأصول القانونية داعية المعنيين إلى إيجاد الحلول الآيلة لتجنب الأسوأ.

وإلى أجندة اولويات الناس بقي النقاش حول موضوع الدعم يحتل حيزا كبيرا من المتابعة وهو سيحضر في إجتماع وزاري بالسراي اليوم بمشاركة مصرف لبنان للبحث في معايير الترشيد والتكلفة المطلوبة لتغطية الإحتياجات وقدرة المركزي على التمويل.

وبغض النظر عن نتائج الإجتماع فإن الناس هم الأساس وفق القاعدة التالية : لا قرار بإلغاء الدعم قبل وضع آليات قانونية واضحة وملزمة لإستفادة العائلات الفقيرة وذات الدخل المتوسط... .

على أية حال فإن تجربة بسيطة من تداعيات رفع الدعم يعيشها المواطن اليوم إثر سريان حديث في أوساط قطاع الأفران حول توجه في وزارة الإقتصاد لدعم طحين رغيف الخبز حصرا دون غيره وعدم تسليم الطحين المدعوم لصناعة الخبز الأسمر والكعك والمناقيش والكرواسان وغيرها.

هذا الأمر أكده المدير العام للحبوب في وزارة الاقتصاد جرجس برباري في معرض نفيه الخبر إذ قال:نحن نركز على الطحين الذي يصنع منه الخبز العربي لانه اساسي في غذاء المستهلك اللبناني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

ليس هناك من داع طارىء اكبر من الانهيار المالي الاقتصادي الذي انزلقنا اليه كي يلتقي الرئيس المكلف سعد الحريري رئيس الجمهورية ، وليس هناك من داع اخلاقي ملح أكثر من الدعوات المتوالية والضغوط التي يمارسها الرئيس الفرنسي وآخرها خلال لقائه الرئيس المصري، و وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين دخلوا على خط ضبط الأوضاع المتردية في لبنان .

لا ليس هناك من دوافع أهم من هذه كي يصعد الرئيس المكلف الى بعبدا . لكن بكل اسف ، وكما كان متوقعا فإن كل هذه الضرورات لم تؤد الى استيلاد التشكيلة الحكومية الموعودة ، ولا ندري إن كان منطقيا اعتبار إعلان الحريري انه سيعود الى بعبدا الأربعاء أمرا إيجابيا قابلا للبناء عليه . فحتى الساعة كل العقد التي استأخرت ولادة الحكومة، بل أحبطتها، لا تزال هي هي ، ولا يمكن الرهان بسذاجة على أن أعجوبة ما ستحصل من الآن الى الأربعاء من شأنها تسهيل التشكيل . مما تقدم يمكن وصف تحرك الرئيس الحريري باتجاه رئيس الجمهورية، وكأنه رسالة الى عنوانين: الأول، الى الداخل الممانع، والرئيس عون جزء منه ، بأن الحريري قد يقدم تشكيلة حكومة المهمة الأربعاء مستندا الى المعيار الفرنسي الذي تلقى دعما أوروبيا قويا اليوم، وبأنه لن يعتكف ولن يستقيل. والعنوان الثاني، الى المجتمع الأوروبي- الدولي مفادها ان الحريري قام بما عليه والأزمة لم تعد عنده.

إن صح هذا السيناريو ، فإن الحريري سيكون أحبط محاولات تعويم الحكومة المستقيلة ، علما ان حسان دياب يصر على عدم عقد مجلس الوزراء كي لا تحسب عليه المخالفة ، و يكون الحريري ردع محاولات تكليف المجلس الأعلى للدفاع مهمات هي من اختصاص الحكومة . في الانتظار التخبط المالي الاقتصادي على أشده، وقد بدأت تداعياته الاجتماعية - الحياتية بالظهور . فالحكومة المستقيلة التي لم تنجح في بداياتها ، تحملها الطبقة السياسية كل كيدياتها وتواصل عبرها كل اختباراتها الصبيانية التي صارت أشبه بمسدس محشو يلهو به طفل بين رفاقه ، كلما ضغط الزناد قضى على واحد منهم . اليوم ، نعم اليوم، استفاقت المنظومة على ان هناك حكومة تصريف اعمال ، فأوكلت إليها ترشيد دعم السلع الأساسية والحياتية والحفاظ على ما تبقى من دولارات في خزائن المركزي.

والمنظومة تعلم أن تدابيرها مجرد مراهم ومسكنات لن تؤدي الى وقف نزيف الدولار ، وسيصبح معها رغيف الفقراء ومنقوشة حشو البطون الجائعة في مصاف الكافيار و"السيغار" ، من دون أن ننسى اختفاء الدواء والتهاب المحروقات وتحليق التضخم وارتفاع الأسعار . وفيما التركيز قائم على كيفية التعاون بين الحكومة والمركزي لتطبيق هذه السياسات ، استفاقت القاضية غادة عون على استدعاء رياض سلامة للاستماع اليه في قضية الدولار المدعوم غير عابئة بتداعيات قرارها ، ولو افترضنا أنه صائب ، على الوضع المالي العام في وقت تتترنح سمعة المصرف المركزي محليا ودوليا وتنهار قدراته ومخزوناته، والشعب يجوع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

" إذا مش التنين ، الأربعا ... "، الرئيس المكلف سعد الحريري زار قصر بعبدا عصر اليوم.

معلومات تقول إنه قدم الى رئيس الجمهورية تشكيلة غير مكتملة ، فيما مصادر اخرى لا تؤكد.

الرئيس المكلف اكتفى بالقول بعد اللقاء : "سأعود بعد ظهر الأربعاء المقبل لتحديد الكثير من الأمور الأساسية".

ما هي " الأمور الاساسية "؟

إنها لغز بين الرئيسين!

ولكن ما هو مؤكد أن الهوة لم تردم بعد بين بعبدا وبيت الوسط، خصوصا لجهة من يسمي.

لقاء اليوم هو الأول منذ ما يقارب العشرين يوما ، فهل هناك ما استجد واستدعى هذه الزيارة ؟ أم إن الإلحاح الفرنسي هو الذي جعلها تتم ؟

في مطلق الأحوال، فإن لقاء الاربعاء سيحدد إذا كانت هناك أمور نضجت أم ان الموضوع لا يتعدى استجابة لالحاح فرنسي .

وتبقى اسئلة اساسية : إذا كان التشكيلة غير مكتملة ، فهل الناقص منها هم وزراء أحد طرفي الثنائي الشيعي ؟ إذا كان الجواب بنعم ، فهذا يعني ان الرئيس الحريري ضمن تشكيلته الوزراء المسيحيين ، فهل هذا هو سبب الاستمهال ، ليدقق فيها رئيس الجمهورية قبل إعطاء الموافقة ، واستطرادا التوقيع ؟

الجميع يأخذ وقته ، ولكن ما هو مستهجن أن الناس يكتوون بنيران الأسعار ، وباتوا تائهين في هذه الفوضى العارمة بين الغلاء الفاحش، وبين ضياع السلطة في نفق الدعم, ورفع الدعم وترشيد الدعم ، والمضحك المبكي في هذه المسألة ، أن الدعم الذي كان منقذا منذ شهور ، تجري شيطنته اليوم ، لا لأنه غير عملي في الأساس ، بل لأنه جرى تحويره واخذه إلى أماكن أخرى.

فبدلا من أن يكون دعما للطبقات الفقيرة ، اصبح دعما للتجار ، وجاب بعض عواصم العالم, سواء في الخليج أو في أفريقيا او في تركيا ، وانتشر شعار : " وين في لبناني في تهريب " .

الإيجابية شبه الوحيدة هي أن عداد كورونا كسر عتبة الألف إصابة نزولا، فسجل 984 إصابة, لكن عدد الوفيات بقي مرتفعا، وقد سجلت ست عشرة وفاة .

عدا ذلك ، يستمر جو البلد أرضا خصبة وبيئة حاضنة للفساد الذي له أوجه عدة، وفي الإدارات الرسمية هناك تفنن في ارتكاباته وهذه عينة منها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ترشيد لدعم السلع الغذائية في السرايا.. ورفع للسلع الحكومية في اجتماع بعبدا وما بين الاجتماعين يخوض اللبناني معركة صمود "المنقوشة" وبقائها "حالة برا التصنيف" وسيدة حرة مستقلة من دون مس بهيبتها المعرضة للقضم الاقتصادي وإحالة النسب الى عائلة الدولار الكريمة.

وعلى رغيف ساخن اجتمعت سرايا الوزارات الخدماتية برئاسة حسان دياب وحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.. المطلوب رأسه الى القاضية غادة عون يوم الخميس لإجراء جلسة تدقيق جنائي فرعي يتصل بتحقيقاتها مع الصرافين وفي هذه التحقيقات اكتشفت عون براءة وزارة الاقتصاد وظنت بلجنة الرقابة على المصارف التي عليها التدقيق في وجهة صرف الدولار المدعوم بعدما ضبطت تلاعبا في وجهة استعمال السلة الغذائية، وهذا ما دفع قاضية جبل لبنان الى سؤال الحاكم المركزي عن دوره الرقابي وبذلك تخرج وزارة راوول العظيم من دائرة الاتهام وهو المسؤول أولا وأخيرا عن سلة بدأت بالتتفيعات للتجار.. وانتهت بتحويل خط سيرها الى المنتفعين تجارا وصرافين وبات على وزراء ترشيد الدعم المجتمعين في السرايا أن يقدموا أولا على ترشيد وزير الاقتصاد ورفع الدعم عنه كخطوة تمهيدية أساسية قبل أن يورطهم في سلة مثقوبة جديدة بمكسراتها "المطعوجة" منها وذات الطعم المدخن.

وعلى مكسرات حكومية مشكلة حبة حبة اختار الرئيس المكلف سعد الحريري زيارة بعبدا من دون اصطحاب التشكلية المنجزة وهو ضرب موعدا للقاء آخر يوم الأربعاء المقبل وتبعا لأجواء اللقاء فإنه جرى التداول في بعض الأسماء وتوزيعها على الحقائب، وأن عملية تأليف الحكومة تحركت من جديد وتؤكد معلومات خاصة بالجديد أن الأربعاء سيكون حاسما لناحية تقديم الحريري لائحته الحكومية وهو عزم على هذا التوجه متجاوزا حواجز التعطيل التي يشكلها الثنائي العائلي عون باسيل وبدا أن سعد نائم على حرير لجهة زيادة الدعم الدولي والضغط الذي يلف كل محاور القصر من المبادرة الفرنسية وكلام ماكرون اليوم بعد لقائه الرئيس المصري إلى اجتماع ضاغط للاتحاد الأوروبي بطلب من فرنسا.. مرورا بورقة ألمانية مطروحة في اجتماع بروكسل كلها عوامل استنفار دولي على خطوط لبنان وربما ترافقت مع طرق سالكة بين حزب الله والجانب الفرنسي ومن شأن هذه المبادرات مجتمعة أن تبيد حروب الإلغاء الداخلية التي سلكها الرئيس ميشال عون محتجزا فيها الرئيس المكلف شهرا ونصف شهر من دون تأليف وكما سقطت ذارئع ما قبل التكليف فستسقط محاولة رئيس الجمهورية اليوم الإبقاء على الحكومة حبيسة الشروط والاختباء وراء حقوق المسيحيين فالإربعاء يوم قيامة التأليف وليتحمل الرئيس ميشال عون مسؤولية عدم التوقيع ..وليبرر للداخل والخارج اسباب الرفض إذا بقيت لديه القدرة على المواجهة .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

من الواضح أن ثمة ما يتحرك على مستوى الملف الحكومي.

ففي باريس، الرئيس ماكرون يؤكد مواصلة مبادرته اللبنانية ليس فقط بشقها الإنساني، إنما السياسي… فيما نظيره المصري يوجه نداء إلى القوى السياسية اللبنانية بوجوب الإسراع في تشكيل حكومة تعمل على إخراج لبنان من الأزمة.

أما في بعبدا، فلقاء عاشر معلن بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، واتفاق على لقاء مقبل بعد ظهر الأربعاء، في وقت شددت حركة أمل التي التقى رئيسها اليوم السفير المصري، على أن المطلوب من أصحاب الشأن بأن يكون هذا الأسبوع أسبوع الحسم الحكومي.

فهل ما يجري هو مسعى جدي لاجتراح معجزة تأليف الحكومة قبل الزيارة الثالثة للرئيس الفرنسي لبيروت هذا الشهر؟ أما هو محاولة جديدة لكسب الوقت في انتظار تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مقاليد الحكم؟

الجواب رهن النتائج لا التحليلات، والنتائج رهن احترام الميثاق والدستور ووحدة المعايير، والامتناع عن التلاعب بعقارب ساعة الشراكة، علها تعود الى الوراء، لأن ذلك مستحيل.

وفي انتظار الدخان الحكومي الابيض، دخان قلق اسود يتصاعد من كرة نار رفع الدعم او ترشيده التي يتقاذفها المعنيون، في وقت أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال ان المطلوب حلا يخفف كلفة الاستيراد ولا يؤذي الناس. فكيف سيتم التوصل الى هذه المعادلة؟ وهل يمكن الوثوق بالجهات المعنية كي ترسم خارطة الطريق المطلوبة في هذا السياق، أم أن الأمر هو كالوثوق بأن المنظومة السياسية التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه، ستسير بالتدقيق الجنائي، كي تحكم على نفسها بنفسها بالإعدام الأخلاقي قبل السياسي؟

هذه الأسئلة يتداولها الناس في مجالسهم أو على مواقع التواصل. أما وقائع الايام القليلة المقبلة، فوحدها السبيل الى تلمس الجواب الشافي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

في قصر بعبدا بحث عن الحكومة، وفي السراي الحكومي بحث عن الدعم، وفي منازل الفقراء بحث عن الرغيف الضائع بين السياسة والاقتصاد.

ومع كثرة ضجيج الطواحين الداخلية والخارجية فلا رغيف ساخنا يسد جوع اللبنانيين، بل تحذيرات أممية من الجنوح نحو الاسوأ اقتصاديا، حيث سيكون تأثير الغاء دعم الاسعار هائلا على الأسر الاكثر ضعفا في لبنان، كما حذرت تقارير صادرة عن الامم المتحدة.

ومع صعوبة الحال فان الحل ما زال ممكنا، واولى طرقه حكومة على مستوى التحديات، فهل سيتمكن اللبنانيون بدعم فرنسي واوروبي من الحد من تأثير السم الاميركي عليها؟

في المسار الحكومي دخل الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا من بابه العريض، وكان العرض مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شاملا في الحقائب والاسماء. زيارة ضمن السياق المنطقي لتأليف الحكومات، لم تكن مفخخة بتشكيلة امر واقع كما كان يمني البعض نفسه بها، فاذ بها زيارة بحد ذاتها كاسرة للجليد، وفاتحة للقاءات اخرى حدد الرئيس المكلف موعدا لها الاربعاء المقبل، والعبرة بخواتيم الامور.

وما هو مقبل عليه لبنان بسبب سياسة الحاكم بأمر المال، حكم على رئيس حكومة تصريف الاعمال البحث مع الوزراء المعنيين بترشيد تمويل الاستيراد والبحث عن طرق تخفف من كلفته من دون أن تؤذي الناس، كما قال الرئيس حسان دياب. وهو ما أكدت عليه حركة امل عبر مكتبها السياسي، الذي رفض إلغاء الدعم من دون آليات تضمن استفادة العائلات الفقيرة والمتوسطة الدخل.

ومن لبنان الذي يواجه حربا اقتصادية اميركية الى اليمن الذي يواجه حرب ابادة اميركية سعودية اسرائيلية، حيث يقف الشعب اليمني على بعد خطوة واحدة من المجاعة الشاملة بفعل الحرب والحصار الذي تفرضه قوى العدوان على جميع المرافق البحرية والبرية والجوية اليمنية، بحسب صحيفة ذا اندبندنت البريطانية. اما الميدان فما زال بيد الشعب الذي يسطر اروع مشاهد الصمود وصناعة الحياة الكريمة التي لا بد أنها مكللة بالانتصار.

 

أسرار الصحف المحلية ىالصادرة يوم الاثنين في 7 كانون الأول 2020

الإثنين 07 كانون الأول 2020

صحيفة النهار

ـ يقول مرجع أمني سابق إنّه مذ كان في الخدمة لديه كل المعلومات والمعطيات التي تؤكد أنّ داعش يجري تحريكها ‏غب الطلب.

ـ اتهمت كريمة رئيس الجمهورية كلودين عون روكز "اقرب المقربين" بالتحريض عليها والوقوف وراء تقرير ‏تلفزيوني تعتبره مفبركا، في اشارة الى النائب جبران باسيل الذي تتهمه اكثر من جهة بالوقوف وراء سلسلة من ‏التقارير التلفزيونية التي تهدف الى تشويه صورة كل خصومه بعد فشل سياسته في تلميع صورة تياره.

ـ بدا مستغربا ان ينبري نواب الى الدفاع عن موظفين متهمين بالفساد من دون انتظار حكم القضاء لتبيان الحقيقة.

صحيفة البناء

ـ خفايا

لفتت مصادر أمنية إلى ترويج مراجع سياسية وروحية لرواية حول ظروف مقتل عميد متقاعد في الجمارك ‏مخالفة للرواية التي تتمسّك بها الأجهزة الأمنية والقضائية وسط تساؤلات عن خلفية الإصرار على ربط الأمر ‏بتحقيقات تفجير مرفأ بيروت.

ـ كواليس

قالت مصادر أمنية إن تراجع فرص الضربات العسكرية في المنطقة وصعوبة الرهان على عمليات أمنية كبرى ‏تغير المعادلات أو تفتح مسارات جديدة فإن الانسداد السياسي الإقليمي يجد في لبنان خاصرة رخوة. وهذا سبب ‏التحذيرات الدائمة من أحداث أمنيّة.

صحيفة الجمهورية

ـ عُلم أن من بين الأسماء المطروحة للتوزير سيدة تواجه تهمة اختلاس في مؤتمر دولي.

ـ اعتبرت أوساط مراقبة أن نتائج الإنتخابات الطالبية في عدد من الجامعات قد تزيد من تصميم البعض على تأجيل ‏الإستحقاق الإنتخابي النيابي في العام 2022‏.

ـ دعا مرجع موثوق الى التحقيق في برامج الدعم التي أجريت الى اليوم وكيفية توزيعها على التجار المحظوظين ‏والمحسوبين على المراجع.

صحيفة اللواء

ـ قدرت كمية الليرات اللبنانية التي طبعت منذ قرابة الشهر، بما يتجاوز الـ23 طناً موزعة بين فئة الـ100 ألف التي ‏كشف شكلها الجديد المصرف، و50 ألفاً من الشكل المعروف حالياً.

ـ تواجه العلاقة بين قطبين سياسيَّين "نقزة" دائمة، لم تفلح المساعي في ردم الهوة، الناشئة عنها.

ـ لم تبدِ جهة نافذة ارتياحاً لحملة، يمكن أن تنال، ولو تلميحاً من مسؤول بارز، من قبل نائب حليف!

صحيفة نداء الوطن

ـ ينقل مقرّبون من حاكم المصرف المركزي أنه يبدو متوتراً وقلقاً جداً في الآونة الأخيرة إلى درجة أنه "بات ‏يدخّن يومياً أكثر من 7 سيجار".

ـ عُلم أن وزير الصحة تبلّغ من دوائر السراي الحكومي رفضاً قاطعاً للعودة إلى خيار الإقفال "لا بشكل عام أو ‏جزئي" في مواجهة "كورونا".

ـ تردّد أنّ مسؤولين في حزب فاعل تلقوا اتصالات عدة في الآونة الأخيرة تستفسر عن مدى جدية الأنباء التي ‏تحدثت عن تراجع صحة مرجعية سياسية وروحية إقليمية.

صحيفة الأنباء

*لا موقف من المصادرة

لم يصدر موقف واحد عن تجمع مرجعيات سابقة، رغم مصادرة صلاحيات موقع رسمي من قبل هيئة محدودة الدور ‏والصلاحيات.

*ثغرات تفضح الغاية

تبين أن خطوة تم تغليفها بغلاف شكوى قضائية تشوبها الكثير من الثغرات في الشكل والمضمون التي تفضح طريقة ‏تركيبها بغاية سياسية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"سيدة الجبل": ما يقوم به حزب الله يندرج في إطار أجندة إيرانية

نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

 عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري اليوم إلكترونيا، بمشاركة: أسعد بشارة، أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين بشير، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، بدر عبيد، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسان قطب، حسين عطايا، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، منى فياض، ندى صالح عنيد، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، سيمون جورج كرم، غسان مغبغب، فارس سعيد، طوني حبيب، طوني خواجه، وعطالله وهبة. ورأى اللقاء في بيان على الاثر، أن "حزب الله قرر نسف كل مسؤولياته السياسية الظاهرة من خلال استهداف قوات الطوارىء الدولية العاملة بالجنوب متلطيا بـ "الأهالي" بعدما استفاد من القرار 1701 إلى أبعد الحدود، وكذلك من خلال استهداف الموقع الإلكتروني للقوات اللبنانية والتصويب على مجموعات وشخصيات سياسية سيادية وطنية مثل العلامة السيد علي الأمين والنائب السابق الدكتور فارس سعيد في سياق غسل يديه من أعمال أمنية لطالما اشتهر بها ومحاولته فرض الصمت المطبق على جميع معارضيه وقمعهم. يحصل ذلك فيما هذا الحزب لا يعترف بالقضاء ويرفض تسليم سليم عياش المدان باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقاتل هاشم السلمان ومن حاول اغتيال النائب السابق بطرس حرب، ناهيك عن رفضه إجراء تحقيق رسمي في انفجار عين قانا".

واعتبر أن "ما يقوم به حزب الله في لبنان والمنطقة يندرج في إطار تنفيذه أجندة إيرانية بهدف ترتيب أوراقه في لحظة إقليمية ودولية حساسة وخطيرة"، مؤكدا على "ثوابته الوطنية لجهة التمسك باتفاق الطائف ورفع وصاية إيران عن لبنان عبر نزع سلاح حزب الله غير الشرعي وتطبيق قرارات الشرعية الدولية 1559، 1680، 1701 ومواصلة معركة إسقاط رئيس الجمهورية".

 

فتفت لـ"نداء الوطن": نصرالله قال لي إن لديه جهازاً يعرف كل شيء في لبنان

نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

نبّه القيادي في "تيار المستقبل'' النائب السابق احمد فتفت من ان "أي عملية اغتيال تحصل في لبنان، فسيتحمّل مسؤوليتها "حزب الله"، مشيراً الى ان "الحزب في مرحلة يعيد فيها تقييمه السياسي والأمني وبالتأكيد فإن أمراً أمنياً ما سيحصل، والحزب يحمي نفسه مسبقاً كي لا يتّهمه أحد".

وقال فتفت لـ"نداء الوطن": "لا نعرف من هو على قائمة الاغتيال هذه المرة، لكن من الواضح جداً ان الحزب صار "محشوراً" في مكان، ويبحث عن اي طريقة للخروج منه، ودائماً لا يملك اي حل سوى الحل الأمني". وتساءل: "عن اي فتنة يتحدث الحزب بعد كل ما حصل، بعدما اغتال سليم عياش الشهيد رفيق الحريري وفي حقه حكم، وليس اتهاماً، وبعد اغتيال هاشم السلمان، ومحاولة اغتيال الشيخ بطرس حرب"؟ ثم بأي صفة يدّعي "حزب الله" على الدكتور سعيد وموقع "القوات اللبنانية"؟ لا يملك اي صفة قانونية، ولا يعترف بالدولة اللبنانية فكيف يدّعي عندها؟ ندرك انه يضع يده على قسم كبير من القضاء وندرك انه في كل مرة نحضر بدورنا دعوى ضده لن تصل الى اي نتيجة، حتى في القضايا المفضوحة، لم نستطع تنفيذ قرارات القضاء الدولي في لبنان والقضاء المحلي لم يستطع فعل شيء في جرم محاولة قتل حرب. المشكلة كبيرة وأساسها "حزب الله" وسلاحه". كذلك سأل: "لماذا يستغرب "حزب الله" ان يتم توجيه اتهامات اليه في انفجار مرفأ بيروت؟ فالسيد حسن نصرالله كان يقول دائماً انه يعرف كل شيء يحصل في لبنان، وقال امامي شخصياً في العام 2005 ان لديه جهازاً أمنياً يعرف كل شيء يحصل على كل الاراضي اللبنانية، فعلى الاقل كان يعلم بوجود هذه الكمّية الهائلة من المواد المتفجرة في المرفأ... فبالتالي وضع النقاط على الحروف ضروري لكي لا يشعر "حزب الله" في اي لحظة انه قادر على إخافة احد، فإذا كان يعتقد انه بهذه الطريقة يستطيع ارهاب الناس، فاعتقد ان اللبنانيين نزلوا الى الشارع ورأيناهم في مار مخايل امس وسمعنا ما قالوه عن نصرالله. هذا الاسلوب لم يعد يفيد والناس وصلت الى مكان لم تعد تخاف فيه ولا شيء لديها لكي تخسره". ودعا فتفت اخيراً القضاء الى تحمل مسؤولياته في كل الملفات، سائلاً عن انفجار مستودع الاسلحة في بلدة عين قانا بعد تفجير مرفأ بيروت، وسأل: "هل سمع احد بهذا الانفجار؟".

 

المحكمة الدولية احتفلت بتسليم البرنامج المشترك بين الجامعات بشأن القانون الجنائي الدولي والإجراءات

نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان، أنه "أقيم اليوم احتفال عبر الإنترنت لتسليم البرنامج المشترك بين الجامعات بشأن القانون الجنائي الدولي والإجراءات الجنائية الدولية، وهو البرنامج الطليعي للمحكمة في مجال التواصل الخارجي، إلى معهد آسر والمركز الدولي للعدالة الانتقالية، بمشاركة رئيسة المحكمة إيفانا هردليشكوفا، والقاضي دايفيد باراغوانث، ورئيس القلم بالنيابة دايفيد تولبرت. ومن بين المتحدثين في هذه المناسبة رئيسة المجلس التنفيذي والمديرة الأكاديمية لمعهد آسر الأستاذة يان نايمان، والدكتور إيلي الهندي وهو أستاذ جامعي وأمين صندوق المركز الدولي للعدالة الانتقالية. وحضر الاحتفال أيضا، خريجون قدامى من البرنامج المشترك وأساتذة من الجامعات المشاركة". وأبدت المحكمة سرورها أن "معهد آسر، وهو معهد مشترك بين الجامعات للقانون الدولي في لاهاي، سيواصل تنفيذ البرنامج من الآن فصاعدا بالاشتراك مع المركز الدولي للعدالة الانتقالية، وهي منظمة لبنانية غير حكومية تتخذ من بيروت مقرا لها. والتعاون المثمر بين هاتين المؤسستين هو نتيجة مباشرة لجهودهما المشتركة في تنفيذ البرنامج مع المحكمة الخاصة بلبنان خلال السنوات الماضية. ويمثل البرنامج المشترك بين الجامعات، الذي يدرس الطلاب اللبنانيين القانون الجنائي الدولي والإجراءات الجنائية الدولية ويشجعهم على متابعة دراستهم أو مسيرتهم المهنية في هذا المجال، جزءا من الإرث الدائم للمحكمة في لبنان". وقالت رئيسة المحكمة في هذه المناسبة: "اليوم تنتهي مشاركة المحكمة في البرنامج المشترك بين الجامعات وتبدأ حقبة جديدة لهذا البرنامج. فإنشاء المركز الدولي للعدالة الانتقالية وتسليم البرنامج المشترك بين الجامعات إلى هذا المركز سيتيحان لمئات الطلاب فرصة الإلمام بالقانون الجنائي الدولي. أشكر جميع الذين عملوا جاهدين لوضع هذا البرنامج المشترك بين الجامعات الفريد من نوعه، وأتمنى كل التوفيق للمركز الدولي للعدالة الانتقالية في مواصلته تنفيذ هذا البرنامج الذي يمثل جزءا من إرث المحكمة. حافظوا على حماستكم والتزامكم لأن هذا ما يحتاج إليه العالم في الوقت الحاضر. وأوجه تقديري وشكري أيضا لمعهد آسر على دعمه الثمين لهذا البرنامج". ولفت البيان الى أن "المحكمة الخاصة بلبنان أنشأت البرنامج المشترك بين الجامعات بشأن القانون الجنائي الدولي والإجراءات الجنائية الدولية في عام 2011 بالتعاون مع معهد آسر في لاهاي و11 جامعة لبنانية. وتأسس المركز الدولي للعدالة الانتقالية في عام 2016 بدعم من المحكمة الخاصة بلبنان ومعهد آسر والجامعات الشريكة. وشرعت هذه المنظمة غير الحكومية في تطبيق أجزاء من البرنامج ابتداء من عام 2018. ويعتبر هذا البرنامج الأول من نوعه نظرا إلى عدم توافر إمكانية التخصص في القانون الجنائي الدولي في أي جامعة لبنانية قبل إنشائه. والبرنامج فريد من نوعه ولا مثيل له في الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا. وقد أكمله حوالى 1200 طالب حتى اليوم". وأشار البيان الى أنه "وفقا لجورج ماس، وهو أستاذ في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، يمثل البرنامج المشترك بين الجامعات أفضل محاولة في اتجاه المصالحة في لبنان، لأنه ملتقى لجامعات وطلاب من خلفيات متنوعة في بلد من سوء حظه أنه يفتقر إلى الحوار".

 

مخاوف من عودة مسلسل الاغتيالات في لبنان

الشرق الاوسط/07 كانون الاول 2020

أدى تخوف اللبنانيين من عودة مسلسل الاغتيالات إلى اضطرار القيادات ‏السياسية لإقامة جبرية وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة القصوى، رغم أن ‏منسوب التأزّم السياسي يتصاعد بسبب تعذُّر تشكيل الحكومة الجديدة بانتظار ‏الخطوة المرتقبة لرئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي سيسعى قريباً إلى ‏فتح ثغرة في جدار عراقيل ولادة الحكومة. وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن الحريري، ‏وإن كان يحتفظ لدواعٍ أمنية بالتوقيت الذي سيختاره للتوجُّه إلى بعبدا للقاء رئيس ‏الجمهورية ميشال عون في محاولة لإعادة الروح إلى مشاورات التأليف ‏المتوقّفة منذ أكثر من 20 يوماً، فإن لقاءهما "بات حتمياً لأنه من غير الجائز ‏بقاء الأبواب مقفلة بوجه تشكيل الحكومة، في ضوء المتغيرات التي تشهدها ‏المنطقة من جهة وارتفاع منسوب التأزُّم بين إيران وبين إسرائيل والولايات ‏المتحدة على خلفية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده".

ولفتت المصادر إلى أن الحريري "بات على قناعة بأن لا مصلحة له في الإبقاء ‏على الوضع المتأزّم، وأن البلد في حاجة إلى قيام حكومة مهمة لأنه لم يعد ‏يحتمل المزيد من الانهيار، وهذا يتطلب منه إعداده للدخول في مرحلة جديدة من ‏التعافي ومن موقعه المسؤول الذي يحتّم عليه عدم الاستسلام لحملات الضغوط ‏والتهويل وصولاً إلى ابتزازه". وقالت إن الحريري "لن يحيد قيد أنملة عن المبادرة الفرنسية التي طرحها ‏الرئيس إيمانويل ماكرون والتقيُّد بها كأساس لتشكيل الحكومة؛ لأن البلد في ‏حاجة إلى تحصينه بشبكة أمان اجتماعية لتدعيم الاستقرار والاستجابة لحاجات ‏اللبنانيين". ورأت أن "لا مجال للدخول في مزايدات شعبوية أو مهاترات تؤخر ‏ولادة الحكومة". وأكدت أن هذا الأسبوع "سيشهد تحولاً في مسار تأليف الحكومة بالتشاور مع ‏عون لأن البدائل المطروحة تأخذ البلد إلى المجهول"، وتوقفت أمام المخاوف ‏من عودة مسلسل الاغتيالات إلى الساحة اللبنانية، وقالت إنها "تبقى مشروعة ‏وتتطلب من الجميع أن يأخذوا الحيطة والحذر، وإن كانت القيادات تفضّل عدم ‏الدخول في تفاصيل الأسباب التي تدعوها إلى الحذر والتيقّظ في الوقت الضائع ‏وما إذا كانت تلقت معلومات من جهات دولية أو إقليمية فرضت عليها اللجوء ‏إلى الحجر السياسي". وكشفت المصادر أن "معظم القيادات السياسية تتخوف من عودة مسلسل ‏الاغتيالات وبادرت إلى ترتيب أوضاعها بدءاً بفرض الحظر على تحركاتها ‏وتنقلاتها من دون أن تبوح بما لديها من مخاوف، إلى أن جاء الإعلان عنها ‏بشكل رسمي من خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع برئاسة عون". وفي هذا السياق، قالت المصادر إن عون بادر في مستهل الاجتماع إلى الطلب ‏من القيادات العسكرية والأمنية المدعوّة لحضوره الإدلاء بما لديها من معلومات ‏أو معطيات حول احتمال التفلُّت الأمني الذي يمكن أن يهدد الاستقرار في ظل ‏التأزّم السياسي. وأكدت أن رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب سرعان ما ‏انضم إلى طلبه، علماً أن عون كان تحدث أيضاً عن تفعيل العمل الحكومي عبر ‏التوسُّع قليلاً في تصريف الأعمال إلى حين تشكل الحكومة. وأضافت أن قائد الجيش العماد جوزيف عون كان أول المتحدثين وعرض ‏تقريراً مفصلاً عن واقع الحال الأمني والجهود التي تقوم بها القوى الأمنية ‏والعسكرية للحفاظ على الاستقرار، رغم أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي ‏للغالبية الساحقة من اللبنانيين في تأزُّم مستمر، من دون أن يتطرق في مداخلته ‏إلى احتمال عودة الاغتيالات.

وتابعت أن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن عماد عثمان تحدث في ‏السياق نفسه عارضاً للجهود التي تقوم بها القوى الأمنية والعسكرية لحفظ الأمن ‏وحماية الاستقرار من دون أن يأتي على ذكر وجود مخطط لاستئناف ‏الاغتيالات. لذلك، فإن التطابق في وجهتي النظر بين العماد عون واللواء عثمان كان ‏حاضراً، خصوصاً في تركيزهما على جاهزية القوى الأمنية والعسكرية ‏للتصدي للمحاولات الرامية إلى الإخلال بالأمن وتهديد الاستقرار، فيما حذّر ‏المدير العام للأمن العام اللواء المتقاعد عباس إبراهيم من احتمال عودة ‏الاغتيالات إلى الساحة اللبنانية واستند في تحذيره إلى تلقّيه معلومات من جهات ‏خارجية من دون أن يفصح عن هويتها تتقاطع مع تقديرات وتحليلات سياسية ‏لدى الأمن العام. بدوره، تبنّى رئيس جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا حرفية ما عرضه اللواء ‏إبراهيم مع أن كليهما لم يفصح عن المصدر الخارجي الذي زوّدهما بهذه ‏المعلومات. وعليه فإن المراجع الأمنية، كما تقول المصادر، ترى أن المخاوف من عودة ‏الاغتيالات تبقى في محلها، وأن التحذيرات التي أملت على القيادات السياسية ‏وتحديداً من الصف الأول اتخاذ التدابير الوقائية مشروعة ولا جدال فيها ‏واضطرت للاقتداء بالتباعد السياسي حتى إشعار آخر ونادراً ما تغادر مقرات ‏إقامتها الدائمة إلا للضرورة وبعيداً عن الأضواء ووسط إجراءات أمنية مشددة ‏للغاية وبسرية تامة. لكن التباعد السياسي لاعتبارات أمنية وقائية يجب ألا ينسحب، بحسب المصادر، ‏على المشاورات لتشكيل الحكومة التي يفترض أن يبادر الحريري في أية لحظة ‏إلى محاولة قد لا تكون الأخيرة لإخراج الملف من الجمود القاتل الذي يسيطر ‏عليه، رغم أن "البلد يعيش حالياً في مرحلة موت سريري تتطلب إنعاشه بتشكيل ‏حكومة مَهمة بدلاً من التوسُّع قليلاً في تصريف الأعمال الذي سيزيد من ‏الاحتقان المذهبي والطائفي في حال تقرّر تمديده إلى أجل غير محدود".

 

الفرد رياشي: كفى "تلفيقاً" باسم الفاتيكان

أم تي في/07 كانون الأول/20-20

علق الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي على ما ورد في إحدى الصحف عن أن الفاتيكان قد نصح إحدى "القيادات المسيحية" (من دون تسميتها) بالكف عن المطالبة بالنظام الفدرالي! ولفت رياشي إلى أنه وبعد التواصل مع المعنيين في عواصم القرار بمن فيهم الكنيسة الكاثوليكية تبين أنها اخبار مفبركة ولا تمت للحقيقة بصلة، وأضاف رياشي، فليكف هؤلاء "التائهون" عن تلفيق الاخبار باسم الفاتيكان ذلك أن هيكلية الإكليروس هي الأقرب إلى الفدرالية كما للطرح الفدرالي مؤيدون من غير الطوائف المسيحية، لذلك نقول إن النظام الجديد آت لا محالة من أجل خلاص هذا الشرق لتسوده العدالة والمساواة بين جميع مكوناته التعددية ومن دون أي استثناء.

 

إبراهيم: المعلومات عن عودة الاغتيالات جدية

الجمهورية/07 كانون الأول/2020

علمت “الجمهورية” أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عرض في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع تقريراً يحاكي تأثير الوضع الاجتماعي والاقتصادي على الوضع الامني، متطرقاً الى التهريب عبر الحدود والاشتباكات التي تحصل على معابر سمّاها “معابر الجوع” والتي بدأت تتحول معابر للموت. وتطرّق ابراهيم في تقريره الى ما يجري في الجامعات والتحريض الطائفي وتأثيره على الامن، ولاسيما منه ما حصل أخيراً في الجامعة اليسوعية، كذلك عودة الاغتيالات والتصفيات الشخصية داخل المخيمات والانقسامات. وقدّم ابراهيم بالتحليل، ومن ضمن العمل الاستباقي، معلومات عن عمليات اغتيال واردة. معتبراً “انّ الاعلان عنها يحوّل الاهداف السهلة صعبة”. وقد استفسرت “الجمهورية” من ابراهيم عن هذا الكلام، فأكّد صوابية الاعلان عن هذه المعلومات، كونه من مدرسة تعتبر انّ هذا الامر جزءاً من الوقاية والردع، “فاستعمال الاعلان في وقته هو من ضمن الخطط الاستباقية”، كاشفاً أنّه أبلغ هذه المعطيات الى المعنيين بالتهديد الذين اتخذوا على الاثر الإجراءات اللازمة”. وقال: “كل ما يُقال خلاف ذلك هو تسييس ومحاولة مزايدات مكشوفة، والافضل التنبّه الى الامن حالياً وليس الدخول في سجالات للبحث في نظريات أثبتت فشلها في السابق”.

 

ماكرون إلى لبنان متسلّحًا بمبادرة أوروبية: مشكلتكم لم تعد معي

نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

تتجه الأنظار، اليوم الاثنين، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لتتبّع الخطوط العريضة لمضامين “خريطة الطريق” التي سيتبناها الاتحاد الأوروبي إزاء الأزمة اللبنانية. وفي هذا السياق، تتوقع مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة “نداء الوطن” ألا تخرج المبادرة الأوروبية في بنودها عن إطار الطرح الفرنسي الذي يعبّر عنه الرئيس إيمانويل ماكرون، لكن أهميتها ستكمن في نقل هذا الطرح إلى مستويات جديدة “تضاعف المسؤوليات والضغوط على الأفرقاء السياسيين في لبنان”. وأوضحت المصادر أن نقطة الارتكاز في إعلان بروكسل ستتمحور حول مقررات مؤتمر “سيدر” بشكل ستنبثق عنه جملة نقاط وطروحات موسعة حيال التصوّر الأوروبي لسلسلة الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها من قبل السلطة اللبنانية “عاجلًا وآجلًا” لإخراج لبنان من أزمته الطاحنة، بدءًا من وجوب تشكيل حكومة المهمة الإصلاحية وإنجاز التدقيق الجنائي بالحسابات وكشف نتائج التحقيقات في انفجار المرفأ، وتطبيق مبدأ المحاسبة والمساءلة بحق الفاسدين والمرتكبين، وتعبيد الأرضية الملائمة أمام إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي على برنامج عمل للمرحلة المقبلة يوقف الانهيار ويستنهض الاقتصاد الوطني. ولفتت المصادر الانتباه إلى أن ماكرون سيعود إلى بيروت هذا الشهر “متسلّحًا” بالمبادرة الأوروبية، ليقول للطبقة الحاكمة في لبنان: “مشكلتكم لم تعد معي وحدي بل أصبحت مع الاتحاد الأوروبي كله”، مع ما يعنيه ذلك من “عواقب وخيمة” ستتأتى على الاستمرار في سياسة التعطيل والمناورة والتهرب من الإصلاح والالتزامات والوعود المقطوعة سابقًا، بحيث سيكون التوجّه الأوروبي عندها أقرب إلى الاقتناع بأن مبدأ “العصا” الذي تعتمده الولايات المتحدة هو أنجع مع المسؤولين اللبنانيين من مواصلة إغرائهم بـ”الجزرة”.

 

“الحزب”… واستراتيجية العجز الصامت

زياد عيتاني/صحيفة عكاظ/07 كانون الأول/2020

يجلس أحد نواب «حزب الله» في البرلمان متفاخراً شارحاً كيف يتعاطى حزبه مع الأزمة السياسية والحكومية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، ليختصر الكلام وكأنه أينشتاين عصره قائلاً: إن حزب الله يعتمد الصمت الإستراتيجي حالياً. لقد قامت إسرائيل بسلسلة عمليات عسكرية ضد مواقع للحزب والمليشيات الإيرانية في عدد من المناطق السورية، كما تم اغتيال القيادي في الحرس الثوري محسن فخري زاده، إضافة لمقتل قيادات أخرى بظروف غامضة على الحدود السورية الإسرائيلية. وسط كل هذه التطورات والتطاول الإسرائيلي على حزب الله وحلفائه، فإن الحزب وأمينه العام حسن نصرالله ومعهما إيران التزموا الصمت والسكون وكأن الطيور على رؤوسهم، وتحول هذا الصمت إلى دعابات من قبل اللبنانيين المناوئين للحزب وإيران، من مقولة «اعمل نفسك ميت»، المستوحاة من النجم الكوميدي الراحل علاء ولي الدين، وصولاً إلى كتابة أحد الناشطين على صفحته في فيسبوك «حزب الله والحرس الثوري ورداً على اغتيال زاده قاما ثم جلسا».

ويحاول حزب الله ومعه إيران تبرير العجز والمأزق أقله أمام جمهورهم وبيئتهم بمنح هذا العجز مصطلحا يوحي بالأهمية والدقة والحنكة والحكمة في الرؤية، ألا وهو «الصمت الإستراتيجي»، فيما الحقيقة تقول إنه صمت العاجزين، صمت من ينتظر ماذا سيقرر عدوهم أن يفعل به.

لقد امتهن حزب الله وإيران في كل المواقع والمحطات فن التعطيل وإرباك الساحات والمجتمعات وإيقاف عجلة الحياة، في لبنان وسوريا واليمن والعراق، إلا أنهم لم يمتلكوا يوماً حسّ المبادرة الإيجابية، لم يتمكنوا من تأمين وقود محركات السيارات المدنية للإيرانيين الذين يعيشون في دولة نفطية كبرى، ولم يستطيعوا تأمين الرغيف للسوريين النائمين على حقول من القمح التي كان يُصدّر منها الأطنان إلى خارج الحدود قبل سطوتهم، ولم يستطيعوا تأمين الابتسامة للبنانيين الذين اشتهروا بتصدير الفرح والابتسام إلى العالم قبل هيمنتهم. بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رفعت القوى السيادية اللبنانية شعار «نحب الحياة» بمواجهة حزب الله. ذكي كان من أنتج هذا الشعار، فحزب الله ومعه إيران ما أحبوا الحياة يوماً وكأنهم يعتقدون أنهم منحوا الحياة ليقوموا هم بسلبها. «الصمت الإستراتيجي» نكتة سمجة لواقع مؤلم تعيشه دولة لبنان المحتلة بقرارها واقتصادها وأمنها والأهم الأهم أحلام أبنائها.

 

كباش” الحكومة ينطلق في جولة جديدة: حركة بلا بركة؟

وكالة الانباء المركزية/07 كانون الأول/2020

يفترض أن يشهد الملف الحكومي الذي دخل في غيبوبة تامة منذ أسابيع بعض الانتعاش ابتداءً من اليوم، مع الزيارة التي يقوم بها مبدئيا الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى القصر الجمهوري بعد الظهر، عقب قطيعة تخطّت العشرين يوما مع رئيس الجمهورية ميشال عون. هذا اللقاء، الذي يقال إن سيُبحث خلاله في مسودة حكومية من 18 وزيرا سيحملها معه الحريري، من المرجّح أن يؤسّس لمرحلة تفاوض جديدة بين الفريقين، غير أن هذه المباحثات لن تكون سهلة أو وردية، بل أشبه بعملية شد حبال بين طرفين: الأول يضم بعبدا والتيار الوطني الحر والثنائي الشيعي، والثاني يضم الحريري، وحليفه هنا “المبادرة الفرنسية” التي ستتخذ حجما أوروبيا اليوم… فلمن ستكون الغلبة؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، جولة الكباش الجديدة يريد من خلالها اللاعبون كلّهم – وإن بنسب متفاوتة – القول للبنانيين وللمجتمع الدولي عموما، ولفرنسا خصوصا، عشية زيارة رئيسها إيمانويل ماكرون بيروت خلال اسبوعين، إنهم يعملون فعلا للتشكيل وللتوصل الى حلول وسط حكوميا، وذلك بعد ان باتت التنبيهات من الاسوأ اقتصاديا وماليا، تسقط من كل حدب وصوب خارجي على اهل الحل والربط في بيروت، في حين تحضر الازمة اللبنانية على كل طاولة تضم قادة دوليين في الخارج، وجديدها يجمع اليوم الرئيس الفرنسي الى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الاليزيه. في الموازاة، سيطرح وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الملف اللبناني في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل حيث سيبحثون ‏في “أفكار ألمانية لإنقاذ لبنان يتبناها الاتحاد الأوروبي وترتكز إلى دعم أوروبي قوي للمبادرة الفرنسية حيال لبنان ‏واستعجال تشكيل حكومة تحظى بالصدقية الإصلاحية المطلوبة لاطلاق مسار الإصلاحات في لبنان”، وفق المعلومات المتوافرة.

وإذا كان الرئيس الحريري يصر على تشكيل حكومة المهمة التي تتناسب وجوهر المبادرة الفرنسية المعززة بدعم أوروبي، فإن الفريق الآخر، يبدو وفق المصادر، سيصرّ على شروطه للتشكيل: “لا تجاوز للقوى السياسية النيابية التي لها دورٌ في اختيار وتسمية وزرائها في الحكومة العتيدة، على ان يكونوا من ذوي الاختصاص والكفاءة”. وعلى الارجح، تضيف المصادر، لن يقبل الثنائي الشيعي الا ان تكون له الكلمة الفصل في تسمية وزرائه، مؤمنا في ذلك سندا لرئاسة الجمهورية ولحليفه التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، من باب الوفاء له بعد ان أدرج اسمه على لائحة العقوبات الاميركية لأنه رفض كسر علاقته مع حزب الله”. الجدير ذكره، بحسب المصادر، ان الكباش هذا يدور فوق ارض تهتزّ، ينهار فيها كل شيء معيشيا واقتصاديا وماليا، يقترب فيه الوضع الاجتماعي من انفجار غير مسبوق مع رفع الدعم عن سلع حيوية اساسية كالدواء والطحين والمحروقات، وهو ما يناقشه اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب مع المجلس المركزي لمصرف لبنان… فهل سينتصر منطق الانقاذ الذي يتطلب حكومة وفق الشروط الفرنسية – الدولية، اليوم قبل الغد، أم ستبقى الشروط السياسية التي يرفعها فريق القصر – 8 آذار، الاقوى، فنكون امام مرحلة حرق وقت جديدة – الا اذا قرر الحريري السير بها؟ القلق كبير من ان تكون القوى السياسية على استخفافها، بمستقبل لبنان وشعبه، وشعارها على حاله “من بعدي الطوفان”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

البابا يزور العراق مطلع مارس المقبل... وبغداد ترحب/زيارته تشمل سهل نينوى وأربيل

بغداد: فاضل النشمي - لندن: «الشرق الأوسط»07 كانون الأول/2020

يقوم البابا فرنسيس بزيارة غير مسبوقة من حبر أعظم إلى العراق خلال الفترة من 5 إلى 8 مارس (آذار) المقبل، في أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة «كوفيد19»، على أن تشمل مدينة الموصل. وقال الناطق باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، في بيان: «تلبية لدعوة جمهورية العراق والكنيسة الكاثوليكية المحلية، سيقوم البابا فرنسيس بزيارة رسولية للبلد المذكور من الخامس حتى الثامن من مارس 2021، وسيزور بغداد وسهل أور المرتبط بذكرى إبراهيم، ومدينة أربيل، وكذلك الموصل وقرقوش في سهل نينوى». ورحبت بغداد بالزيارة «التاريخية» من البابا، وقال الرئيس صالح في تغريدة عبر «تويتر»: «هذه الزيارة التاريخية إلى بلاد ما بين النهرين، أرض الرسل والأولياء، وموطن سيدنا إبراهيم (ع) أبي الأنبياء، ستكون رسالة بليغة لدعم العراقيين بمختلف أطيافهم، وتؤكد وحدة الإنسانية في التطلع إلى السلام والتسامح ومجابهة التطرف». بدورها؛ قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان إن «الزيارة تعبر عن رسالة سلام إلى العراق والمنطقة بأجمعها، وتؤكد وحدة الموقف الإنساني في مجابهة التطرف والصراعات، وتعزز التنوع والتسامح والتعايش». وكانت سفيرة العراق لدى الفاتيكان، صفية السهيل، التقت البابا فرنسيس نهاية يونيو (حزيران) الماضي، وأعلنت أن بلادها «تتطلع باهتمام بالغ إلى الزيارة التاريخية المرتقبة من قداسة البابا، لما تشكله من أهمية في تعزيز الروابط الاجتماعية بين مكونات الشعب العراقي. والحكومة العراقية حريصة على نجاح الزيارة، وتأمين مستلزماتها كافة». يذكر أن تنظيم «داعش» احتل سهل نينوى بين عامي 2014 و2017، ولم يعد المسيحيون في هذه المنطقة الواقعة في شمال العراق بأعداد كبيرة إلى ديارهم منذ ذلك الحين؛ لأن التوترات بين الجماعات المسلحة تبقى كثيرة، فيما البنى التحتية لا تزال مدمرة بشكل واسع. ولم يزر أي مسؤول رسمي أجنبي الموصل منذ أكثر من 5 سنوات. وحتى عام 2003 كان العراق يضم مليوناً ونصف مليون مسيحي. وقد تراجع عددهم اليوم إلى 300 ألف أو 400 ألف؛ بحسب منظمة «حمورابي» غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الأقلية المسيحية في العراق. وقبل تفشي وباء «كوفيد19»، أعرب البابا فرنسيس بوضوح عن نيته زيارة العراق الذي يواجه تحديات كثيرة وعانى حروباً على مدى عقود. وأعلن، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، رغبته في زيارة هذا البلد في عام 2020 خلال استقباله مشاركين في اجتماع «هيئة أعمال مساعدة الكنائس الشرقية» في يونيو (حزيران) 2019. واستقبل البابا في يناير (كانون الثاني) 2020 في الفاتيكان الرئيس العراقي برهم صالح. وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ينوي زيارة العراق في ديسمبر (كانون الأول) 1999، إلا إن المشروع لم يتبلور بعد مفاوضات مع الرئيس الراحل صدام حسين. وأوضح الفاتيكان أن «برنامج الزيارة سينشر لاحقاً ليأخذ في الاعتبار تطور الوضع الصحي في العالم». وأتى إعلان الزيارة بشكل مفاجئ من جانب البابا الذي يحتفل بعيد ميلاده الرابع والثمانين في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بعدما منع مجدداً تجمعات في الفاتيكان لتجنب انتشار الفيروس. وخلافاً لكل المواعيد المؤجلة السابقة، يأمل طيف واسع من العراقيين أن تتهيأ الظروف المناسبة هذه المرة لتحقيقها، نظراً لأهميتها المعنوية بالنسبة لبلاد تعاني انقسامات سياسية وقومية ودينية حادة منذ سنوات طويلة.

 

الرئيس الفرنسي للمسلمين: أنا آسف من صدمة بعض الرسوم المسيئة

باريس- وكالات07 كانون الأول/2020

 قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “إن الرسوم الكاريكاتورية ليست رسالة من فرنسا إلى المسلمين، بل هي مجرد تعبير من مصور”. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للرئيس الفرنسي ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الإليزيه، أمس. وأضاف ماكرون -في تصريحات للصحفيين رداً على سؤال من مراسل “اليوم السابع” المصرية-: “علينا أن نُدرك أن هذا القانون الذي اختاره الشعب الفرنسي، هذا قانون الشعب الفرنسي، وهذه الرسوم والمقالات التي تصدمكم ليست صادرة عن السلطات الفرنسية أو عن الرئيس الفرنسي، ولا تعتبروه استفزازاً من السلطات، ولكنها تصدر من صحافي أو مصور، وهناك من يرد عليها بهدوء، ومن دون استفزاز لصحافي أو مصور”. وتابع ماكرون: “بعض الرسوم المسيئة صدمتكم وأنا آسف من صدمة هذه الرسوم، ولكن علينا الرد عليها بسلام، وعندما يشرع العنف ضد من يرسم الرسوم فى هذه الحالة نختلف في الرأي، لن نقبل السماح بالعنف بحق كلمة أو رسم، العنف ضد من يرسم أو يكتب مرفوض تماماً، وهذا إطار متميز وخاص في فرنسا”. وقال: “أودُّ أن تفهموا ما حدث في فرنسا هناك حرية صحافة، الصّحافي يرسم ويكتب ما يريد ولا يوجد أي رئيس أو هيئة تقول له ماذا يكتب، وهذا هو الحال منذ الثورة الفرنسية ومنذ الجمهورية الفرنسية، وهذا جزء من حقوق الإنسان”.

 

السيسي لماكرون: تتحدثون معنا وكأننا مستبدون… هذا لا يليق بمصر

الرئيس الفرنسي: نرفض الوضع الحالي في شرق المتوسط وليبيا... وخرق تركيا للقانون الدولي

ماكرون: نرفض التهاون بشأن أمن وسيادة دول شرق المتوسط… وعلينا إيجاد حل سلمي في ليبيا

الرئيس المصري: “الإخوان” نقلوا التطرف إلى فرنسا والعالم ومصر دفعت ثمناً باهظاً من إرهابهم

باريس – وكالات07 كانون الأول/2020

لقت زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، للعاصمة الفرنسية باريس، استقبالا حافلا من نظيره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث شدد الأخير على “إنهما متفقان بشأن ملفات المنطقة”، وشكره لزيارته المتزامنة مع مقاطعة إسلامية لفرنسا، مضيفا أنه لن يربط التعاون الدفاعي والاقتصادي بين البلدين بالخلافات حول حقوق الإنسان والديمقراطية، في حين جاء رد السيسي على هذه الجزئية بالقول: “تتحدثون معنا وكأننا مستبدون…هذا لا يليق بمصر” . وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب لقائهما أمس في قصر الإليزيه، أكد ماكرون أنه يرفض التهاون بشأن أمن وسيادة دول شرق المتوسط. كما شدد ماكرون على ضرورة إيجاد حل سلمي في ليبيا، مشيرا إلى أن بعض الدول الإقليمية تريد أن تجعل من ليبيا مسرحا لنفوذها، ولذا فإنه يتطلع لدور أساسي لمصر في العملية السياسية بليبيا. وفي ما يخص ملف حقوق الإنسان، قال الرئيس الفرنسي إنه يدرك أن مصر تواجه تهديدا إرهابيا، لكنّه شدد على أن مجتمعا مدنيا شاملا يبقى السد المنيع ضد التطرف. وأضاف ماكرون أنه “مدافع دائم عن الانفتاح الديمقراطي”، و”مجتمع مدني ديناميكي ونشط” في مصر، وأنه يحيي إطلاق السلطات المصرية سراح 3 أفراد من منظمات حقوقية. وأوضح أنه تطرق أيضا إلى “ملفات أفراد آخرين” بينهم رامي شعث المدافع المصري الفلسطيني عن حقوق الإنسان المتزوج من فرنسية، الذي تدين عدة منظمات غير حكومية اعتقاله التعسفي منذ أكثر من عام. ومع ذلك، قال ماكرون: “لن أربط تعاوننا في المجالين الدفاعي والاقتصادي بهذه الخلافات”، مشددا على “سيادة الشعوب”، ومعتبرا أن “سياسة تقوم على الحوار أكثر فاعلية من سياسة المقاطعة التي ستفضي إلى خفض فاعلية أحد شركائنا في مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي”.

كما شكر ماكرون الرئيس المصري الذي يترأس “بلدا عربيا وإسلاميا مهما جدا” على زيارته لباريس بعد “حملة الكراهية” ضد فرنسا بالعالم الإسلامي، في إشارة للانتقادات التي وجهت لفرنسا من العالم الإسلامي بسبب دفاعها عن نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

واعتبر ماكرون أن فرنسا ومصر “متحدتان” لبناء “حيز لا مكان فيه لأحكام الموت وخطابات الكراهية عندما يتم ببساطة التعبير عن الحريات”. من جانبه، أكد الرئيس السيسي أن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والعلمية والعسكرية، مشددا على أن مباحثاته في باريس اتسمت بالشفافية، وعكست التقارب في وجهات النظر بين الجانبين. وأضاف السيسي في المؤتمر الصحافي المشترك أن المحادثات شملت حقوق الإنسان والتوازن بين حفظ الأمن من جهة وتعزيز حقوق الإنسان لكل المواطنين. واعتبر السيسي أنه لا يليق أن يتم تقديم الدولة المصرية على أنها دولة مستبدة، مشددا على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين. وفي سياق آخر، أكد السيسي أنه ناقش مع ماكرون ضرورة عدم ربط الإرهاب بالدين، مطالبا بعدم الإساءة للرموز الدينية. وقال: إن مصر تتعامل بهدوء وتوازن مع مشكلة الإرهاب رغم أنها أكثر الدول التي دفعت ثمنا باهظا لممارسات الإرهاب والتطرف. ولفت إلى أنه ناقش مع الرئيس الفرنسي، تطورات الأوضاع الإقليمية في شرق المتوسط والشرق الأوسط. وأوضح أنه تمت مناقشة ضرورة التصدي لبعض التحركات والتصرفات الاستفزازية التي تنتهجها بعض الدول، (تركيا) والتي تقوم بدعم الإرهاب في المنطقة، مشيرا إلى أن الحل السياسي في ليبيا هو السبيل الوحيد للاستقرار، مع ضرورة خروج كل المليشيات من ليبيا. وشدد السيسي، على حرص مصر على تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية وبرامج ونظم التسليح مع فرنسا في إطار علاقة الشراكة الستراتيجية بين البلدين. وأكد السيسي أن مسؤولية أمن 100 مليون مصري يقع على عاتقه، مشيرا إلى أنه يعمل على تأمين الشعب المصري وسط منطقة مضطربة. من جهة أخرى، اتهم الرئيس السيسي، تنظيم الإخوان بنقل التطرف إلى فرنسا والعالم، مشيرا إلى أن مصر دفعت ثمنا باهظا جراء الإرهاب والتطرف. في سياق آخر، قال إنه جرى بحث ملف سد النهضة وضرورة التوصل إلى اتفاق مشترك وملزم. وقال إن هناك شراكة ستراتيجية بين البلدين، مؤكدا الحرص على تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية مع فرنسا. وأضاف: “نعمل على تعزيز العلاقة مع فرنسا على ضوء تحديات شرق الأوسط”، مؤكدا أن قضايا شرق المتوسط تتطلب التنسيق والتشاور مع فرنسا. وكان السيسي التقى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن لودريان والسيسي بحثا خلال اللقاء الذي جرى مساء أول من أمس، الوضع في شرق المتوسط وليبيا وسورية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

الأوروبي”: عقوبات على تركيا ما لم تُخفِّض التصعيد في “المتوسط”

داوود أوغلو: أردوغان استبدادي في عهد ترامب وإصلاحي مع بايدن

بروكسل – وكالات07 كانون الأول/2020

 درس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، أسباب فرض عقوبات على تركيا، على خلفية نزاع على الغاز في البحر الأبيض المتوسط، قبيل قرار متوقع لزعماء التكتل الأوروبي، بشأن معاقبة أنقرة على استمرار استفزازاتها في “المتوسط”. وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، إنع “ليس لدي علم بأي حكومة في الاتحاد الأوروبي تتحدى وجهة النظر القائلة بأن الوضع أسوأ من أكتوبر الماضي، وأنه يجب على الزعماء أن يفكروا في العواقب”. وأضاف، إن “الوزراء لم يتخذوا قرارات في اجتماعهم، أمس، تاركين ذلك لقمة يعقدها بعد غد الخميس، زعماء الاتحاد الأوروبي الذين طلبوا من تركيا في أكتوبر الماضي، التوقف عن التنقيب في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، ​​أو مواجهة العواقب”. في غضون ذلك، وبينما أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن بلاده ستدعو الاتحاد الأوروبي لفرض حظر أسلحة على تركيا خلال قمة الخميس، محذراً شركاءه من احتمال استخدام الأسلحة التي تباع لتركيا ضد دول الاتحاد، اعتبر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، أن الحل الدائم في شرق “المتوسط” يتطلب منح الديبلوماسية فرصة. من جهتها، هددت ألمانيا، أمس، تركيا، بعواقب إذا لم تخفض التصعيد شرق “المتوسط”، مؤكدة أنها عملت لتسهيل الحوار الأوروبي مع أنقرة، إلا أن استفزازات كثيرة قد وقعت. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن الوزراء الأوروبيين سيتخذون إجراءات ضد تركيا إذا لم تخفض التصعيد في المنطقة، مضيفاً أن الجهود الألمانية لتخفيف التوتر في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا باءت بالفشل حتى الآن. بدوره، دعا أردوغان، أمس، الاتحاد الأوروبي، إلى التخلي عن “العمى الستراتيجي” بشأن شرق البحر المتوسط، و”ألا يتصرف حيال شرق المتوسط حسب أهواء اليونان وقبرص”. من ناحية ثانية، قال رئيس حزب “المستقبل” أحمد داوود أوغلو، أمس، إن “أردوغان، كان يتبنى سياسة الاستبداد في الفترة التي حكم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب”، مضيفاً إنه “حالياً مع وصول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض بات أردوغان يدافع عن فلسفة الإصلاح”. وأضاف، إن “أردوغان والموالين له عندما لا يفقدون السلطة، يتحدثون عن الحرية والديمقراطية، وعندما يمتلكونها يقيدون حريات الآخرين”، موضحاً أن “هؤلاء يرتدون ثوب الحرية عندما يرتديه الغرباء، ويخلعونه عندما يريد الغرباء ذلك أيضاً”. إلى ذلك، توقعت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية، ليل أول من أمس، أن ينشر الأدميرال التركي السابق جهاد يايجي، أول اقتراح من نوعه لاتفاق بشأن المناطق الاقتصادية الحصرية المشتركة بين البلدين. وذكرت، أنه “بعد سنوات من الصراع الديبلوماسي، أشارت تركيا إلى رغبتها بالتقارب من إسرائيل مرة أخرى”، موضحة أن “الأدميرال، المقرب من أردوغان، سلم هذا الاقتراح، غير المسبوق، للمجلة الأكاديمية الإسرائيلية (تورك سكوب)، التي يصدرها مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب، لينشر في وقت لاحق”.

 

برلين وباريس ولندن: إعلان طهران رفع تخصيب اليورانيوم… مخالفٌ للاتفاق/إيران تنفي تدهور الحالة الصحية للمرشد خامنئي

طهران، عواصم- وكالات07 كانون الأول/2020

 اعتبرت دول فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، أن إعلان إيران الأخير حول رفع نسبة تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز “أمر مقلق” يتعارض مع الاتفاق النووي، وذلك في إشارة إلى القانون الذي صوت عليه البرلمان الإيراني حول رفع نسب التخصيب كجزء من التعامل مع العقوبات الغربية. وأوضحت الدول الثلاث في بيان مشترك، أمس، أن: “القانون الذي تم التصويت عليه مؤخرا في البرلمان الإيراني يسمح بتطوير عملية التخصيب وهو أمر مقلق جدا ويتعارض مع التزامات إيران”، ودعت طهران إلى “العودة عن ذلك القرار إذا أرادت “الحفاظ على مساحة للدبلوماسية”. كما رحب البيان بتصريحات الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حول الاتفاق النووي الإيراني ورغبته في العودة إلى التفاوض، مشيرا إلى أنه في حال “اعتمدت إيران القرارات التي اتخذتها مؤخرا سيؤدي ذلك إلى نسف الفرصة الدبلوماسية التي أُتيحت مؤخرا مع مجيء الإدارة الأميركية الجديدة”. وأمس أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أن طهران سوف تعود إلى التزاماتها تجاه الاتفاق النووي في حال عادت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا إلى الوفاء بالتزاماتهما الكاملة نحو الاتفاق. على صعيد آخر، ردت السلطات الإيرانية، للمرة الأولى، أمس، على التقارير التي أكدت تدهور الحالة الصحية للمرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي. ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية، عن عن مسؤول مقرب من خامنئي، نفيه للشائعات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي عن تدهور الحالة الصحية لخامنئي. وكانت مجلة “نيوز ويك” الأميركية قالت يوم السبت الماضي، أن “خامنئي نقل سلطاته إلى ابنه مع تصاعد المخاوف بشأن تدهور صحته”، فيما أشار الصحفي الإيراني محمد مجيد، في تغريدة على “تويتر “، إلى أن خامنئي سلّم السلطة لابنه مجتبى خامنئي، الذي يشرف على دوائر أمنية واستخباراتية في إيران. وزعم الصحافي المختص بالشأن الإيراني، أنه “كان من المقرر أن يجتمع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مع خامنئي، يوم الجمعة الماضي، لكن الاجتماع ألغي بسبب تدهور الوضع الصحي لخامنئي”. من جانبه، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، إن الروح العلمية والجهادية للعلماء في المجال الدفاعي والنووي قد جعلت البلاد دوما في مسار التنمية”. واعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني، أن الدكتور محسن فخري زاده من العلماء الذين أدوا إلى تعزيز قدرة وعزة للبلاد. وأضاف قاليباف خلال زيارة لأسرة فخري زادaه، أن “خدمات زاده ستبقى ورقة ذهبية في التاريخ العلمي والدراساتي للبلاد”. وأكد رئيس مجلس الشورى الإيراني، أن”دماء فخري زاده قد فتحت الأقفال المغلقة للصناعة النووية”.

 

دبي تسمح لـ 200 إسرائيلي بدخولها بعد انتظار 4 ساعات في المطار/شركة "يسرائير" أعلنت عن تعطيل رحلاتها من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى دبي عقب الواقعة

دبي – وكالات07 كانون الأول/2020

 سمحت السلطات الإماراتية أمس، لنحو 200 راكب إسرائيلي بدخول دبي، بعد انتظار دام لنحو أربع ساعات في المطار، وفق إعلام عبري. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن وزارة الخارجية الإماراتية أبلغت الإسرائيليين الذين وصلوا دبي على متن طائرة تابعة لشركة “فلاي دبي”، أنه سيسمح لهم بالدخول بعد ملء نماذج التأشيرة الإلكترونية، فيما أشارت “القناة 12، إلى أنه تم السماح للركاب الإسرائيليين بدخول دبي بعد ساعات “مرهقة للأعصاب”، منعوا خلالها من مغادرة المطار بدعوى “تغيير ترتيبات التأشيرة”. من ناحيته، قال مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل، إن “ما حدث جاء نتيجة أمور على المستوى السياسي بين البلدين”، مضيفاً ان “ما تسبب في الحادث الاستثنائي هو على ما يبدو مشكلة في طريقة سير العمل بين الدولتين”، من دون مزيد من التفاصيل. وأشار، إلى أن هناك احتمال بفرض تكاليف مالية على التأشيرات الإسرائيلية إلى دبي. في غضون ذلك، أعلنت شركة “يسرائير”، عن تعطيل رحلاتها من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى دبي عقب الواقعة، إلا أنها ومع حل المشكلة أعلنت استئناف رحلاتها بشكل عادي. وفي وقت لاحق، تقدمت “فلاي دبي”، في بيان، باعتذار رسمي للمسافرين الآتين من إسرائيل بعد تأخر وصولهم إلى مطار دبي الدولي. من ناحية ثانية، حذف الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، تغريدة له عن مساعي المصالحة الخليجية بعدما أثارت جدلاً واسعاً، فيما علق أمير سعودي عليها بعد الحذف. وكان عبدالله قال في تغريدته، إنه “لن يتحرك قطار المصالحة الخليجية مليمتراً واحداً من دون علم ومن دون موافقة ومن دون مباركة الإمارات المسبقة”. وأثارت التغريدة جدلاً واسعاً ولغطاً، ويبدو أنها فُهمت خلاف ما قصده ناشرها، إذ ظن كثيرون أنه يقصد أن الكلمة الأولى والأخيرة للإمارات، وأن السعودية تابعة لها، فحذفها ونشر تغريدة أخرى يقول فيها “لأنها أثارت الكثير من الجدل واللغط فقط تم حذف التغريدة”. من جهته، قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، في تعليق على التغريدة المحذوفة، إنه “عندما ترى الردود على التغريدة ستجدها في غالبها لا تخرج عن رد شامت وجد منفذاً له، أو رد قاس استفزته التغريدة، كاتب التغريدة أستاذ في العلوم السياسية يدرك أبعاد ما يقول ولا شك عندي أنه كان يدرك أن غالبية الردود ستأتي بما لا يعكس العلاقة القوية بين البلدين والقيادتين والشعبين”.

 

البحرين: التعاون العسكري بالمنطقة يجمع المنامة وأبوظبي وتل أبيب/الشراكات الأمنية في الشرق الأوسط ضرورية

المنامة – وكالات07 كانون الأول/2020

 أكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، وجود تعاون عسكري مع إسرائيل. وذكر موقع “شهاب” الإخباري، أول من أمس، أن تصريح الزياني بشأن تعاون بلاده العسكري ليس مقصوراً على البحرين فحسب، بل مع الإمارات أيضاً، موضحا أنه ليس رد فعل على تهديد ولا يستهدف أي دولة. وأضاف، إن تصريح الزياني جاء خلال مداخلة في ندوة حوارية بشأن التحديات الإقليمية، وجهود حل الصراعات، ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة لمؤتمر “حوار المنامة”. وقال الزياني، إن تعزيز أمن الخليج والشرق الأوسط بشكل أكثر فعالية عندما تعمل البلدان معاً مع الحلفاء الإقليميين والشركاء الدوليين، وهناك حاجة إلى شراكات أوسع بكثير. وأضاف، إنه بالنسبة لبلاده والإمارات، فإن التعاون الجديد مع إسرائيل ليس رد فعل على أي تهديد، ولا يستهدف أي دولة، وبأن التطبيع مع إسرائيل هي خطوة استباقية للمساعدة في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مشيراً إلى أن “أمن الشرق الأوسط ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن العالمي لمدة 70 عاماً”. وأكد، أهمية الاستمرار في السعي لإيجاد حل للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، الذي من شأنه أن يفتح العديد من القضايا الأخرى في المنطقة، وضرورة مواصلة الدعم السياسي والاقتصادي والتجاري والديبلوماسي للمفهوم الأوسع لمنطقة آمنة ومترابطة تنعم بالسلام والازدهار. وأشار، إلى أنه لا توجد دولة في المنطقة، أو ربما حتى في العالم، يمكنها ضمان أمنها بمعزل عن غيرها، مضيفاً إن العقود الأخيرة أكدت بوضوح أن أمن الخليج والشرق الأوسط يتم حمايته بشكل أكثر فعالية عندما تعمل البلدان معاً مع الحلفاء الإقليميين ومع الشركاء الدوليين، ومؤكداً أنه سيتم تعزيز هذه الديناميكية في السنوات المقبلة. على صعيد آخر، تنفذ قوة دفاع البحرين متمثلة في سلاح الجو الملكي، التمرين الجوي المشترك مع القوات الجوية الأميركية خلال الفترة بين السادس والعاشر من ديسمبر الجاري. ويهدف التمرين إلى “زيادة التنسيق العسكري وتقوية العمل الدفاعي المشترك في المجال الجوي وتحقيق التكامل المنشود بين القوتين، ومواصلة التعاون وتبادل التجارب العسكرية والخبرات القتالية بين القوات الجوية المشتركة في التمرين”.

 

العراق: مصلحتنا والدول المجاورة تتطلب إنهاء الأزمة السورية وعودة النازحين/وفد سعودي يزور بغداد في إطار المجلس التنسيقي

بغداد – وكالات07 كانون الأول/2020

 أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، أن مصلحة بلاده والدول المجاورة تتطلب إنهاء الأزمة السورية. وقال حسين، خلال لقائه المبعوث الأميركي إلى سورية جويل رايبون، على هامش منتدى “حوار المنامة”، إن الحكومة العراقية مهتمة بإنهاء الصراع الدائر في سورية، وحسم ملف النازحين، وتهيئة الأجواء الآمنة لعودتهم إلى مناطق سكناهم، معرباً عن تقديره لجميع الجهود السلمية الرامية لإنهاء معاناة الشعب السوري. وأضاف، إن “استمرار القتال والمعارك في سورية يؤثر سلباً في الوضع الأمني بالدول المجاورة لها، لذا فإن مصلحة العراق والدول المجاورة الأخرى تتطلب إنهاء الأزمة السورية”. من ناحية ثانية، كشف مصدر أمني في إقليم كردستان، أول من أمس، أن محتجين في قضاء بيره مكرون بمحافظة السليمانية، أحرقوا مقرات الأحزاب داخل القضاء، وذلك احتجاجاً على تأخر صرف رواتب موظفي الحكومة. وقال، إن القضاء شهد صدامات بين قوات الأمن والمحتجين، مشيراً إلى أن طريق بغداد السليمانية لايزال مغلقاً بالبراميل والإطارات المشتعلة، منذ الخميس الماضي. وأضاف، إن القوات الأمنية ردت بإطلاق الرصاص الحي لتفريق المحتجين بعد حرقهم مقرين للأحزاب. في غضون ذلك، قال الرئيس برهم صالح، خلال استقباله رئيس “الجبهة التركمانية” أرشد الصالحي، أمس، إن كركوك يجب ألا تكون ساحة للخلافات والمشاكل، مؤكداً ضرورة معالجة المسائل العالقة فيها من خلال الاحتكام إلى الدستور. وشدد، على “ضرورة إنهاء الإشكالات العالقة، والحيلولة من دون تأزيم الأوضاع وجعل المدينة ساحة للخلافات والمشاكل”. على صعيد آخر، وصل وفد سعودي، برئاسة وزير التجارة وزير الإعلام ماجد القصبي، إلى بغداد، أمس، لإجراء محادثات تعاون في مجالات عدة، وكان في استقبال الوفد كلا من وزير التخطيط خالد نجم، والأمين العام لمجلس الوزراء حميد نعيم الغزي. وسيجري الوفد السعودي، محادثات في إطار المجلس التنسيقي السعودي – العراقي، واللجنة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية والإغاثية المشتركة. وسيعقد على هامش الزيارة ملتقى رجال الأعمال السعودي – العراقي، برعاية رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، كما سيوقع الوفد عدداً من مذكرات التفاهم ومحاضر التعاون المشترك. وسيقوم مجموعة من أعضاء الوفد بزيارة لموقع إنشاء المدينة الرياضية المهداة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الشعب العراقي. وحمل القصبي، رسالة بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى الرئيس برهم صالح.

 

إسرائيل تعتزم بناء 9 آلاف وحدة استيطانية في القدس

تل أبيب، عواصم- وكالات07 كانون الأول/2020

تخطط السلطات الإسرائيلية لبناء 9 آلاف وحدة استيطانية في مستوطنة عطروت شمالي القدس المحتلة، وذلك قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه. وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أن هناك تقدماً طرأ في مخطط المشروع الاستيطاني لبناء أكثر من 9 آلاف وحدة استيطانية في “عطروت”.

وحسب القناة، فإن إسرائيل تنوي تجاهل الانتقادات الدولية بشأن البناء الاستيطاني، وستعمل على استكمال خطوات البناء قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن البيت الأبيض في 20 يناير المقبل. وأشارت إلى أن التقدم في المخطط جاء بعد اللقاء الذي جرى بين نتانياهو، وبومبيو، في نوفمبر الماضي. وكانت سلطة التخطيط والأراضي الإسرائيلية أعلنت طرح مناقصة بناء 1257وحدة استيطانية جديدة في حي “جفعات هماتوس” بالقدس الشرقية. من جانب آخر، أغلق الجيش الإسرائيلي عددا من المداخل الرئيسية لقرى الجولان السوري المحتل، ومنع الأهالي من الوصول لأراضيهم الزراعية في المناطق التي تريد إسرائيل إقامة توربينات عملاقة عليها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السابع/الخطف/الحلقة الثانية

07 كانون الأول/2020

#Madamek_Charbel_Barakat

http://eliasbejjaninews.com/archives/93422/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7-5/

كان عيد الميلاد تلك السنة مختلفا عن الأعياد بالنسبة لأبو طوني، فقد كان ابنه مارون عاد معافى من العراق بعد طول غياب، بحمد الله، وكانت ابنته الثانية قد تزوجت في الصيف الماضي بينما تنتظر ابنته الكبرى، التي كانت تزوجت خلال الأحداث، مولودها البكر في تلك الفترة. وكان قد باع في المحل، قبل العيد كل الثياب التي جهزها، حتى أن كثيرين أوصوه على اشياء أخرى قبل راس السنة. وقد راودته فكرة أن ينزل إلى صيدا مجددا لتأمين بعض الحاجيات للزبائن، ولكن ندى لم تشأ أن تترك ابنتها وهي "على أيامها لتلد" ولا يعرف متى يطرق الباب ذلك الحفيد المنتظر.

في صباح ذلك اليوم وقد كان اليوم الأخير من سنة 1978 والجميع يتحضر لسهرة رأس السنة نهض أبو طوني باكرا وقرر أن ينزل إلى صيدا ليعود قبل المساء. لم يكن يريد أن ترافقه ندى لكي تهتم بتحضيرات العيد في البيت، ولكنها أصرت ألا تتركه ينزل وحيدا وذهبت معه قبل أن يصحى الأولاد وفي فكرهما أن ينهيا المشتريات ويعودا حول الظهر. وهكذا كان، فقد وصلا إلى صيدا وكانت الطريق مسرحة جدا ولم يجدا عناء بالشراء لأن أبو طوني كان مصمما على ما يريد وقد توجه فورا إلى المحلات التي يعرف أنه سيجد فيها مطلوبه فوجد ذلك بالفعل.

كانت الساعة حوالي العاشرة عندما أكمل ابو طوني كل أغراضه إلا فستانا كان يلزمه بعض التصليح وقيل له بأن يعود ليأخذه في الحادية عشرة لذا فقد اقترحت ندى أن يزورا قريبتها "نهيل" في عبرا فيرتاحا قليلا ريثما ينتهي تصليح الفستان. ولكن أبو طوني لم يعجبه الاقتراح، فلم يكن يريد أن يطيل البقاء في صيدا وأن "نهيل" سوف تصر عليهما لتناول الغداء وسوف يتأخرا عن العودة ولا أحد يعلم ما ستكون حال الطريق. أما ندى فقد صورت الأمر بطريقة مختلفة فإذا كان لا بد من الانتظار فلماذا ننتظر في السوق وليس في مكان مريح حيث يمكنك أن "تقضي حاجة" وبنفس الوقت "نربح نهيل جميلة" بأننا زرناها في فترة الأعياد تلك ولما لا؟

فكر ابو طوني، بعد أن دخلا البيت في عبرا حيث تسكن قريبة زوجته التي استقبلتهم بالترحاب وبدأت بتسميعهم عن ضرورة البقاء لتناول الغداء معهم فزوجها سوف يعود من عمله في "التابلين" بعد حوالي الساعة وسيسر كثيرا بوجودهما.. وما إلى هنالك من حديث النساء، فكر بأن نهاره سيضيع ويا ليته لم يوافق على هذه الزيارة، فالجماعة طيبين ومحبين وهو يخجل من اللجاجة ولن يستطيع التملص من الواجبات التي ستأخره دون شك وهو في وضع حرج ونهار محشور وعنده طريق خطر لا بد له أن يجتازه. في الحادية عشرة اقترحت نهيل أن يذهب وحده لاحضار الفستان ريثما تكون قد وضعت الغداء على الطاولة "فتأكلان لقمة قبل أن تتسهلا". وهكذا كان فقد نزل أبو طوني إلى صيدا حيث أحضر الفستان وعاد وهو يفكر بأن الوقت سوف يغدره إذا ما تأخر "موريس" زوج نهيل أو تمادوا في الحديث، ولكن فكرة خطرت له فعندما عاد نزل مسرعا دون أن يطفيء محرك السيارة وقال لزوجته أن أحد السائقين أخبره بضرورة الاسراع في الذهاب كون الحواجز سوف تغلق بعد الظهر. فهمت ندى أن القصة من اختراعه ولكنها قامت واعتذرت من نهيل ورافقته إلى السيارة وهي تتمتم. وما أن سارا قليلا حتى انفجرت بالصراخ:

- مش عيب نترك المرا بها الشكل بعد كل اللي عملتو؟.. ما كان فينا ولنو ناكل لقمة تنجبر بخاطرها ونمشي؟.. عشو بتضلك مستعجل؟...

لم يجب ابو طوني بل تابع سيره مسرعا، وفي نزلة القناية كاد أن يصدم رجلا عرفت به ندى "أبو وجيه" زوج صديقتها "تريز" وكان يسكن هناك وعائلته ويعمل في المصفاة كباقي أبناء البلدة الذين يسكنون صيدا. ولم ينبث أبو طوني ببنت شفة ولا أجاب باي تعليق إلا بعد أن قطعا جسر "القملة" حيث شعر أنه قد خرج من صيدا وأصبح في طريقه إلى عين إبل بالفعل.

بعد أن وصلا إلى الزهراني واجههما صف من السيارات فقد كان حاجز الزهراني آخر مركز فيه مخابرات سورية ولكنه كان يهتم أكثر بالقادمين إلى صيدا أكثر من الخارجين منها فلم يعتل ابو طوني الهم من جهة الأسئلة والمضايقة ولكنه فكر بالتأخير...

كانت الساعة قد قاربت الثانية عشرة عندما وصلا إلى "أبو الأسود" حيث حاجز الجيش العربي. لم يكن هناك أية سيارة متوقفة على الحاحز قبلهما وعندما وصلا إكتفى الغفير بمد يده مؤشرا لهما بالمرور دون أن يسأل حتى عن وجهة سيرهما أو عن الأسماء. إرتاح أبو طوني بعد خروجه من الحاجز وكأن حملا ثقيلا قد نزل عن ظهره وتصور أن الأمور مسرحة، بحمد الله، فلن يحتاج لأكثر من ساعة أخرى ويكون في البيت فحاجز القاسمية لم يكن يوقف السيارات عادة ولم يعد هناك من حواجز قبل الأمم المتحدة في عين بعال.

كان كل شيء كالمتوقع فقد مرا على القاسمية دون تدقيق وانطلقا بعد البص صعودا.

كانت الفولسفاغن تأكل الطريق أكلا فقد اراد ابو طوني الوصول قبل الغداء إلى البيت كون الزبائن سيحاولون بعد الظهر التأكد من وصول البضاعة، فسهرة رأس السنة مناسبة مهمة للظهور، والجديد له دائما رونقه. وقد كان المعلم حنا الذي أصلح له السيارة دقيقا في عمله على ما يبدو، فهو ولو "تعدى على الكار تعدي"، كما يقال، إذ لم تكن مصلحة تصليح السيارات مصلحته ولا عمل مرة في كاراج، إلا أنه، وبسبب الحرب واضطراره للبقاء في عين إبل وعدم وجود ميكانيكي مختص في البلدة، وقد كان الاعتماد فيما مضى على ميكانيكية بنت جبيل، وبما أن الحصار وتغير الأمور جعلت هناك ضرورة للميكانيكي، أستعمل كاراج "أبو يوسف العمار" لوجود الجورة والعدة وأصبح ميكانيكي القرية. فأبو يوسف العمار الذي كان أول من اعتمد النقل بالسيارة بعد بيعه الجمل، كان يحلم دائما بأن يكون لديه كاراج للتصليح، فكونه قد عمل وولداه في مصلحة السواقة كل الوقت وعرف قيمة الكاراج، كان أنشأ وجهز شيئا فشيئا كاراجا معتقدا أنه لا بد له من إيجاد من يديره. وكانت ام يوسف قد توفيت منذ زمن وتزوج أبو يوسف من جديد ورزق ثلاثة أولاد ذكور وإبنة تصور أن الكاراج سوف يكون لهم العون عندما يواجهون الحياة بعد موته. وهكذا فقد كان المعلم حنا وجد الكاراج مجهزا ينتظر من يديره فدخل على شغلة جديدة بالنسبة له، ولكنه بدقة ملاحظاته وعدم وجود من ينافسه أو يظهر أخطاءه، إذا أخطأ، وجد نفسه شيئا فشيئا معلم ميكانيك مقبول جدا، وقد قام في أول أعماله بنقل قطع الفولكسفاغن "المهروسة على الهيكل الجديد الذي اشتراه ابو طوني، وها إن عمله قد ظهر نجاحه، وقد تكلم أبو طوني عن شطارة المعلم حنا أينما حل كونه أعاد له سيارة جديدة من بقايا ذلك الحطام...

في طلعة المعشوق تجاوزته سيارة مسرعة كان فيها بعض المسلحين وقد تلفت أحد الجالسين بالخلف مدققا بالسيارة وكانت ممتلئة بالبضاعة أكياسا وعلب. لم يأبه أبو طوني ولكنه حفف سرعته كي تبتعد هذه السيارة ومن فيها قدر الامكان. ولكنه بعد أن أكمل النزول وبدأ بطلعة عين بعال، وعند وصوله إلى أول البستان هناك لا حظ وجود مسلحين على الطريق بينما تنبه إلى أن السيارة التي تجاوزته متوقفة بين الاشجار في مدخل ذلك البستان.

- الله يستر، قال ابو طوني وبدأ بتخفيف سرعته.

وعندما وصل إلى ذلك الحاجز التيار كانت رجلاه بدأتا "تسكان" وكأن شيئا ما قبض على صدره.

أشار أحد المسلحين على ابو طوني بالتوقف جانبا بينما دار الآخر حول السيارة بتفقد ما فيها وقد بدا عليه الاهتمام بالبضاعة. كان هو نفسه الذي التفت إلى السيارة عند تجاوزهم في طلعة المعشوق.

حاول أبو طوني التكلم ولكن المسلح اشار عليه بالصمت ثم بالترجل من السيارة هو وزوجته والركوب معهم في سيارتهم. وفور ترجلهما صعد المسلح الذي كان يدور حول السيارة إلى خلف المقود وأدار المحرك ليختفي بها خلف الأشجار بينما كان أبو طوني يشيّع بنظره ما كان يحلم بأن يكون اساس عمله ومعيل عياله.

لم يستطع ابو طوني التكلم أو السؤال فقد كان "الكلاشنكوف" مصوبا إلى رأسه وكانت ام طوني تتمتم في الخلف والهلع باد على وجهها، وبعد قليل كانوا يدخلون إلى مخيم الرشيدية.

توقفت السيارة أمام مكتب صغير ونزل سائقها ليخرج بعد برهة برفقة رجل بدا وكأنه مسؤول إذ أعطى أوامره فورا بادخال "الاخوان إلى مكتبي" مؤدبا ذلك الذي كان يصوب السلاح إلى راس ابو طوني، وعندما تبعهما إلى الداخل حاول الاعتذار من هذا التصرف وفسر لأبو طوني أن هناك سوء تفاهم بالموضوع وأنه حالما تصل سيارته سيطلق سراحهما. ثم أمسك الهاتف واتصل بأحدهم وسأل عن "ابو ماجد" ولكنه لم يتمكن من الكلام معه.

تنفست ام طوني الصعداء وبدأ ابو طوني باقناع نفسه أن القضية انشالله بسيطة وسوف يكمل طريقه بسلام بعد وصول سيارته. ثم كانت القهوة دليل على عدم وجود ما يشغل البال، إلا أن "الأخ محمود" المسؤول الذي كان أدخلهم المكتب خرج وتأخر غيابه، وبعد حوالي الساعة عاد ولكن ملامحه كانت متغيرة قليلا فقد بدا عليه القلق من شيء ما وعندما حاولت ام طوني السؤال عن موعد مغادرتهم بسبب الطريق ومناسبة العيد كان جوابه:

- بسيطة اذا تأخرتو بتسهرو معنا. في مانع؟..

عاد القلق إلى ابو طوني وبدأت أفكارا تأخذه وتجيبه بعض منها أسود حاول أن يستبعده، فلماذا "التفويل". ثم وردت إلى ذهنه فكرة ترك السيارة والذهاب بدونها، واذا كانت نوايا الجماعة حسنة فيمكنه العودة لاحقا بعد الأعياد لاسترجاعها ولو بدون البضاعة، كونه بدا ييأس من موضوع البضاعة وتصور أن من أخذ السيارة أعجبه ما تحمله وسوف لن يعيدها وقد تكون المشكلة التي تواجه أبو محمود عدم قدرته على استعادتها والا فلماذا التأخير، لذا قرر ان يصارح الأخ" ابو محمود" بذلك ويستأذنه السماح لهم بالعودة إلى ضيعتهم قبل الليل فالأولاد سوف يقلقون عليهم خاصة في هذا الوقت وهذه المناسبة. ولكن ابو محمود كان قد خرج لتوه وتأخر بالعودة. وبعد مرور وقت قصير سمعوا أصوات اطلاق نار وانفجارات بدأت تقترب واذا بصفارة الانذار تطلق فيسارع الجميع إلى الملاجيء. في هذا الوقت دخل أحد المسلحين وقادهما إلى غرفة تحت الأرض تجمع فيها كثير من الأشخاص كان أغلبهم من سكان المخيم. ومرت ساعتان من دون أن يسمح لهما بالخروج وقد زاد موقفهما حرجا إذ سمعوا أن هناك جرحى من جراء هذه الاشتباكات.

عند خروجهم من الملجأ كانت الساعة قد قاربت الرابعة والنصف والشمس بدأت بالمغيب. ولم يقتادا إلى مكتب ابو محمود بل إلى غرفة صغيرة أشبه بالسجن وضعا فيها وأغلق الباب ولم يعد يظهر أحد ليسألاه عن العمل أو المصير. وبعيد حلول الظلام سمعا خطوات تقترب وفتح مسلح الباب وأدخل رجلا إلى الغرفة ثم طلب إلى ندى أن ترافقه. حاول أبو طوني الاستفهام عن الموضوع أو السؤال عن ابو محمود فلم يلق جوابا بل دفع إلى الداخل وأغلق الباب فاسودت الدنيا بعينيه.

كان ذلك الغريب الذي وضع معه في الغرفة يقف في إحدى الزوايا وينظر إليه بين الحين والآخر بينما لم يستطع هو أن يهدأ وظل يروح ويجيء فالقضية تطورة على ما يبدو ولم تعد مشكلة انتظار سيارته، وابو محمود الذي بدا لطيفا لم يعد له وجود، فهل هو الذي أصيب ؟ أم أن الموضوع تطور إلى أكثر من ذلك؟ ويا ليته لم ينتظر السيارة، ويا ليته طلب إلى أبو محمود منذ البدء الذهاب بدون تلك السيارة وما فيها، لكان ذلك افضل. ثم فكر بزوجته والى أين قد أخذت وهل ستكون بأمان؟ ام هل في الموضوع بداية جديدة لتحقيق من نوع آخر؟ أم هل يريدون فقط أخذها من هناك لوجود موقوف جديد؟ وهذا الذي من المفروض أن يكون موقوف، هل هو فعلا موقوف؟ أم أنه مدسوس بشكل موقوف ليعرف منه أشياء كثيرة؟ وماذا عنده ليخبئه؟ فهو لم يكن عضوا في حزب أو عنصرا مسلحا في اي ميليشيا. ولكن هل يفهم هؤلاء ذلك؟ أم أنهم سوف يفتحون ملفات القرية كلها ويحاولون أن يزجوا به كطرف في الصراع؟ فكل الناس في القرية أقاربه وكلهم قاتلوا ضد المنظمات الفلسطينية ولم يعد أحد يحب هؤلاء الفلسطينيين منذ اندلاع الاحداث.

كانت هذه الأفكار تدور في راس ابو طوني متسارعة متدافعة فها هو مسجون في ذلك المخيم ليلة راس السنة بعيدا عن عائلته وقد أخذت منه سيارته بما فيها وهي معيلته وها إن زوجته قد اقتيدت إلى غير مكان ولا يعلم إلى أين فكيف سيدافع عنها إن هي تعرضت للإهانة؟ وكيف ستواجه وحيدة هؤلاء الغرباء المسلحين المغلفين بالعنف والحقد؟ وماذا سيكون المصير؟ وماذا سيقال عنه إن تعدى أحدهم على زوجته وحبيبته وأم أطفاله ورفيقة العمر دون أن يستطيع حتى محاولة الدفاع عنها؟.. فكر بالصراخ لعل أحدهم يأتي فيطلب منه أن يرى المسؤول كائنا من كان هذا المسؤول أكان أبو محمود أم غيره، ولكنه تصور ذلك الفتى الذي اقتاد زوجته وكيف دفعه إلى الداخل عندما سأل عن ابو محمود فماذا سيفعل هذه المرة؟ ثم فكر بالتروي فقد تعوّد في هذه الحرب أن يكون صبورا على المسلحين فليس لهم ما يردع بالعادة وحياة أمثاله لا تكلف أكثر من رصاصة، ومن يسأل؟

ودارت في راسه أقوالا متناقضة، فبين البطولة والتهور مقدار شعرة، وبين التروي والجبن مقدار شعرة ايضا فلماذا يسمي انتظاره جبنا وليس تروي ولماذا يكون اندفاعه بطولة وليس تهور فليس بيده شيء يفعله وقد يعود عليه أي تسرع بكارثة ستتأثر بها كل العائلة وأولاده لا يزالون بحاجة ماسة له.

أدار ابو طوني وجهه بعد أن هدأ قليلا وفكر أن ليس له سوى الصلاة، فهو لم يكن مؤمنا بمعنى الممارسة، ولم يدخل الكنيسة الا في المناسبات، ولكنه لم يقم بأعمال لا ترضي الله، بل بالعكس فقد كان يذكر الفقراء متى استطاع دون أن يتباهى بذلك، ولم يحب النميمة ولا الكلام الرديء، ومعروف عنه أنه أكثر من خدم الكنيسة في شبابه؛ فلم يزين قوس نصر لعيد السيدة ما لم يكن هو بانيه ولطالما ساهم في صيانة قرميدها وأبوابها دون مقابل، ولم ينم ليلة قبل أن يصلّب ويقول الأبانا والسلام... أراحه ذلك الفكر قليلا فقد دارت برأسه جملة "أن الله لا يترك خائفيه" وأراد أن يرى الأمور بمنظار متفائل وقال في نفسه أن ما سيحدث لا بد سيحدث فلما استباق الأمور، وقرر أن يتكلم مع الشخص الموجود معه في الغرفة كائنا من كان ولعله مثله فعلا موقوف ومظلوم.

كان "طعمه" لم يزل في موضعه في تلك الزاوية من الغرفة لا ينبث ببنت شفة فقد حاول عند دخوله النظر صوب ابو طوني نظرة ود ولكن الأخير أدار وجهه وظل يروح ويجيء مقطبا جبينه غير ملتفت إليه، فقال في نفسه ما لي وله لعله سيء الخلق فلماذا أجلب لنفسي مشاكل جديدة، ويكفيني ما أنا فيه. ولكن عندما أحس بأن ابو طوني قد بدأ يهدأ بعد أكثر من ساعة من الحركة المتواصلة حاول من جديد أن يتقرّب منه عله يجد فيه ما يخفف من وطأة السجن هذه، فنهض في زاويته مستندا إلى الحائط ونظر باتجاهه. كانت الساعة قد قاربت الثامنة ليلا والظلام على أشده فليس في الغرفة ضؤ ولا في المحيط المطل على بابها ولا فيها شباك أو طاقة ليدخل منها النور، وحتى الأصوات هناك كانت شحيحة إذا ما اعتاد السمع على صوت البحر الذي لا يهدأ الموج فيه يتلاطم بشكل متتابع وتناغم يتردد حتى يصبح في النهاية خلفية صوتية يعتادها السامع فلا يعود يلحظها أو يعطيها اي انتباه. اقترب "طعمة" باتجاه الباب حيث يقف أبو طوني وإذا يضوء يلمع في الخارج ثم بدأ صوت خطى يقترب فوقف في مكانه يستطلع الأمر وتعلق نظره بالباب حيث أخذ وهج النور المنبعث من حوله يزداد شيئا فشيئا. وكان أبو طوني في هذه الأثناء قد تعلّق نظره مثل "طعمة" على الباب ولكن قلبه كان يخفق أكثر فقد كان ينتظر بفارغ الصير أن يأتي أحدهم ليسأل عن زوجته أو عن أبو محمود، ولم يعد يأمل بالخروج تلك الليلة فقد كتب عليه أن يكون "دايم دايم" في سجن ذلك المخيم بدل أن يكون في بيته وبين أولاده.

فتح الباب فاذا بالداخل مسلحا لم يكن قد رأه قبلا وكان يحمل في إحدى يديه كيسا ومطرة ماء بينما يمسك المصباح باليد الأخرى وقد علّق سلاحه في كتفه. وكان وجهه يبدو باسما بعض الشيء من خلال الضوء المنعكس على الحائط وقد بادره فور دخوله قائلا:

- وين بو طوني؟..

ودون أن ينتظر جوابا أكمل...

- أول شي ام طوني بتقولك طمن بالك هيي بخير عند ام محمود بالبيت... وبو محمود ما رضي تبقى هون لأنو اعتبر في رجال غريب معك...

والتفت إلى "طعمة" وقال له:

- انت متاع رميش؟.. وك شو جيبك؟.. وين كاين هيك جي؟...

وأردف:

- انشالله بسيطة، الله كريم، بكرا بتطلعوا، ابو محمود زلمي آدمي، والامام علي انو ما كان رايد تنامو هون لو طلع بايدو... على كل حال جبتلكن مطرة هالمي وشوية هالأكل دبرو حالكن فيهن الليلة، والصباح رباح... يالله تصبحوا على خير...

 

بين فلسطين والدامور: رسالة الى رئيس النادي العلماني شربل شعيا من جوزيف بولس شعيا.

الكلمة اونلاين/07 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93447/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b1-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%86/

عزيزي شربل، لم أتفاجأ بتصريحاتك الإعلاميّة بعد فوز النادي العلماني في انتخابات جامعة القدّيس يوسف أنت ابن الدامور البلدة الشهيدة على طريق مشروع الوطن البديل، لن أعود برسالتي الى أيّام الحرب يوم اجتاحت الفصائل الفلسطينيّة بلدتك وعاثت بالبلاد والعباد خراباً وقتلاً حيث لم تسلم عائلتك ومنزلك من الدمار.

رسالتي عبارة عن أسئلة سأترك لك إن تجرأت شرف الإجابة عليها.

هل تعلم أنّ منزلك لم تكتمل إعادة إعماره بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟

هل تعلم أنّك في وطنٍ يعطي اللاجئين حقوقاً يمنعها عنك؟

هل تعلم يا شربل أنّه يوم حُجِزت أموال شعبك في البنوك، لم يُمنع فلسطينيّ أو سوريّ في وطنك من سحب أموال المساعدات التيّ تأتيه من المنظّمات الدوليّة بالدولار الأميركي؟

هل تعلم يا شربل أنّ الطالب الفلسطيني والسوري يدخل الى الصروح التعليميّة الخاصّة في لبنان بأقساط رمزيّة في حين يعاني أهلك الأمرّين لتأمين تكاليف تعليمك؟

هل تعلم يا شربل أنّ اللاجئ الذي تطالب بحقوقٍ له يدخل المستشفيات الحكوميّة والخاصّة بتعرفةٍ شبه مجانيّة يوم يموت أطفال شعبك على أبواب المستشفيات؟

هل تعلم يا شربل أنّ مخيّمات الفلسطينيّين لا تخضع لسلطة الدولة اللبنانيّة وهي أوكار لمعظم الآفات التي يعاني منها مجتمعنا من تجارة سلاح ومخدّرات وملاذٍ آمن لكلّ خارج عن القانون؟

هل تعلم يا شربل أنّ فضل شاكر و أحمد الأسير و فلول داعش و النصرة تجد بين من تطالب بحقوقهم الملجأ و المأكل و المشرب و المنامة يوم يموت عجزة شعبك على أرصفة الطرقات؟

هل تعلم يا شربل أنّ من تطالب بحقوقهم يعملون ويسرحون ويمرحون يوم أصبحت أكثريّة شعبك عاطلة عن العمل؟

هل تعلم أن معظم الأراضي السوريّة أصبحت آمنة من المعارك وبالتالي لم يعد من مبرّر لبقاء معظم السورييّن تحت غطاء اللجوء في ربوع بلادك؟

هل تعلم يا شربل أن من تطالب بحقوقهم ينتظمون في تنظيمات عسكريّة مسلّحة تمتهن التهريب والجريمة المنظّمة وبينهم قلّة قليلة لا علاقة لها بهذه الممارسات؟

عزيزي شربل، إنّ أساس القضيّة الفلسطينيّة يتمحور حول حق اللجوء وأيّ بحث أو تصريح لا يبالي بهذا الحقّ هو تكملةٌ لمشروع التوطين ونسيان القضيّة الأساس، نحن يا شربل ندعم حقّ لجوء الفلسطينيّين والسوريين الى بلادهم كي لا تتحوّل القلّة الصامدة من شعبنا الى لاجئين في بلادنا.

عريزي شربل، إن كنت تعلم كلّ ما سبق فأنت تماديت في تصريحاتك لتصبح خادماً للمشروع الاسرائيلي في ابقاء الفلسطينيين في الشتات خارج فلسطين وبالتالي أضحيت بلغة وتعابير رموز تلك القضيّة عميلاً، وإن لم تكن تعلم فاعلم يا ابن بلدتي وعائلتي أنّك دخلت في دوّامة لا تفقه زواريبها وبالتالي أصبحت تاجراً لاهثاً خلف أضواء اعلاميّة دون بعد استراتيجيّ ولا نظرة مستقبليّة.

ختاماً يا شربل، تصريحاتك لا تتعدّى كونها فاتورة تدفعها لمن صوّت لك ولناديك من فتات وبقايا اليسارالضائع بين الديكتاتوريات والعمالة، لذلك لم أستغربها، ولكن تبقى فاتورة غير مسدّدة لمن آمن بطروحاتك من مزاجٍ لبنانيّ توّاق الى ثورة تطالب بحقوقه قبل حقوق الغريب، تطالب بمواطنيّته قبل جنسيّة اللاجئين وتطالب بوطنٍ دُفِع ثمنه دمار بلدتنا ومنازلنا ودماء أهلنا وأقاربنا.

حبّذا يا شربل لو تعود لخطابك وتنقّحه لأنّك رسبت في امتحان الوطنيّة قبل أن تستثمر النجاح الذي حصدته في صناديق الاقتراع الطالبيّة.

التاريخ مقصلة يا ابن بلدتي وانت في امتحان التاريخ راسب لا محالة، لأن محور النضال في لبنان هو شعبنا لا اللاجئين فاذهب لتحرير فلسطين من غزّة والضفة فمشروع الوطن البديل جرفه والدك مع أنقاض منزلك الذي لا تعرفه لغير عودة، ولن يبقى من فتاته في لبنان سوى عودة من تطالب بحقوقٍ لهم الى أوطانهم عسانا حينها نبني وطناً يتّسع لك ولنا مواطنين أعزاء في دولة قانونٍ يعطيك ويعطينا حقّ أهل البيت ويعطي كلّ غريبٍ حقّ أيّ ضيف في بلادنا.

 

حكومة بلا جناحَين عسكري وسياسي... أو الطوفان!

الياس الزغبي/07 كانون الأول/2020

لم يعُد سرّاً أن السلطة الحاكمة ب"ثنائية الفساد والسلاح" تراهن على تعب الناس في الداخل، وتراخي الضغط الخارجي مع اقتراب الانتقال في الإدارة الأميركية من حال إلى حال.

ولا تتورّع هذه السلطة عن استخدام أي وسيلة لتمديد بقائها وتطويل نفَسها، بما في ذلك الاجراءات غير الدستورية، كتفعيل الحكومة المستقيلة، وتحويل المجلس الأعلى للدفاع سلطةً تنفيذية بديلة خلافاً للدستور، وكذلك الابقاء على الدعم تحت خدعة "ترشيده" خشية انفلات غضب الجياع، ولو أدّى ذلك إلى استنزاف ما تبقّى من قروش المودعين البيضاء لإطالة عمر السلطة السوداء.

وإلى ذلك، تملأ فراغها في توظيف وسائطها القضائية للانتقام من معارضيها، ظنّاً منها أن القمع خير وسيلة للمنع.

لكنّ الراقصين على حبلَي تعب الداخل وتراخي الخارج، يجعلهم استرخاؤهم غافلين عن ضغط مزدوج يتقاطع بين الداخل والخارج، وقد بدأ يقضّ مضاجعهم:

فالداخل يغلي، وثورة اللبنانيين لم تخبُ كما تتوهّم هذه السلطة، والقوى السياسية السيادية الحيّة تفتح عيونها وتتأهب للحظة الانقضاض السياسي والشعبي، وأصوات الكنيسة الحرة تصدح، وتوبّخ المسؤولين وتؤنّبهم، وتكشفهم في عراء الحقيقة.

أمّا الخارج فهو في حال استنفار، خصوصاً على المستوى الأوروبي المدعوم أميركياً.

والواضح أن الرئيس ماكرون لم يبقَ وحده في المبادرة لإنقاذ الوضع اللبناني، فوراءه الاتحاد الأوروبي مع تطوير للمبادرة بتصوّر ألماني بريطاني بلجيكي ليست واشنطن بعيدة عنه.

وهذا التطوّر النوعي في المبادرة يسدّ الثغرة التي تسبّبت في عدم نجاحها حتى الآن، وهي تجاهل خطورة سلاح "حزب اللّه" في منع تشكيل حكومة مستقلّة من أهل الخبرة والاختصاص.

وقد تبيّن للاتحاد الأوروبي أن التساهل في تمثيل "الحزب" في حكومة المهمة الانقاذية جعله يتحكّم بشروط تشكيلها عبر الوقوف وراء حليفه ميشال عون في فرض الشروط، بحجّة أو بدون حجّة.

كما تبيّن للمجتمع الدولي، ولأوروبا بالذات، أن نظرية الفصل بين جناحين ل"الحزب" سياسي وعسكري ليس واقعياً وغير قابل للتسييل.

لذلك، ستكون مهمّة ماكرون في زيارته الثالثة المرتقبة لبيروت بعد أسبوعين، مزودة بنظرة مختلفة إلى الحكومة العتيدة، على قاعدة ألّا تتضمن أي وزير يُشتبه بانتمائه أو قربه من "حزب اللّه"، أسوةً بسائر الوزراء المتحررين من الأحزاب والتيارات الأخرى. ولا يمكن التسليم بتميّزه في تسمية وزرائه، وربما وزراء سواه، بحجّة الرد على العقوبات الأميركية.

ولن تأخذ المبادرة المطوّرة بمقولة إرضاء الكتل النيابية بحجّة الحاجة إليها لمنح الثقة للحكومة الجديدة، فالثقة الفعلية هي ثقة الناس والعالم، بعد تآكل الثقة في مجلس النواب وأكثريته، بعد سنتين ونصف على انتخابه.

وليس لدى "حزب اللّه" حيلة لرفض الصيغة الجديدة ومنعها من إبصار النور سوى التلطّي وراء توقيع رئيس الجمهورية،

وهنا الحرج الأكبر.

فهل يظلّ على ارتباطه الضرير ب"الحزب"، ويكرّر شعاره الخاوي قبل ٣٠ سنة "يسحقني العالم ولا يأخذ توقيعي"؟! ثمّ... وقّع بعد ٣ عقود، وسلّم ب"اتفاق الطائف" كي يبلغ سدّة الرئاسة.

التحدّي هو هنا خلال الأسبوعين المقبلين:

يرضخ الجميع لحكومة فرنسية أوروبية دولية بلا جناح سياسي ولا عسكري؟

... أو الطوفان؟!

 

عالم حزب الله الداخلي.. حسب حنة أرندت (1)

محمد أبي سمرا/المدن/07انون الأول/2020

هناك مؤلفات لا يحصى عددها تتناول الظاهرة التاريخية الكبرى، التي لا يمكن فهم التاريخ الأوروبي الحديث من دونها: الكلّانية (التوتاليتارية) التي عصفت بأوروبا وروسيا بين الحربين العالميتين، واستمرت طوال الحرب الباردة في الاتحاد السوفياتي، قبل انهياره سنة 1989. وتتنوع هذه المؤلفات بين التأريخ، والتأريخ السياسي، والاجتماعيات، والفلسفة، وعلم النفس. وهي لا تغيب عن الفنون الكتابية والبصرية، من رواية وسينما، بوصفهما من أهم الفنون الحديثة.

دكتاتورياتنا العربية

لكن ترجمة هذه المؤلفات إلى العربية، قليلة إن لم تكن نادرة، على الرغم من نقلها إلى الكثير من اللغات العالمية. وقد يكون أكثر ما عُرف منها في ثقافتنا العربية الحديثة، الأعمال السينمائية والروائية الأوروبية التي وضعها كبار السينمائيين والروائيين العالميين في النصف الثاني من القرن العشرين.

والشائع أن البلدان العربية عرفت أنظمة دكتاتورية عسكرية-أمنية في مصر وسوريا والعراق وليبيا والسودان، وربما في الجزائر واليمن. لكن الدكتاتورية تختلف تماماً عن التوتاليتارية، وإن كانتا تتشابهان في بعض الملامح والسمات. أما لبنان الذي لم يعرف  الدكتاتورية، فقد عاش حرباً أهلية-إقليمية شاركت فها الدكتاتورية الأسدية السورية وأدارت بعض فصولها، وخاضتها منظمات عسكرية أهلية زالت كلها تقريباً، وتحوّل بعضها أجهزة طائفية غير مسلحة، ما زالت قائمة حتى اليوم.

وحده حزب الله ظل منظمة حربية مسلحة، كرّسها "دستور الطائف" وسماها "مقاومة". وسيطرت المنظمة هذه اليوم على النظام السياسي اللبناني، وتديره إدارة خفيّة، فيها ملامح كثيرة من الإدارة الأسدية السابقة للدولة اللبنانية.

ملامح من توتاليتاريتنا

لكن حزب الله قد يكون الوحيد في البلدان العربية، الذي تبرز في ممارساته ودعاويه ملامح توتاليتارية ظاهرة ومشهودة، أقله في مشهدياته الحاشدة وعروضه العسكرية المصورة التي لا تتوقف محطته التلفزيونية عن بثها يومياً.

ويعدّ مؤلَّف حنة أرندت (1905-1975)، "أصول الكلانية"، المنشور في الانكليزية سنة 1951 في 3 أجزاء ("العداء للسامية"، "الامبريالية"، "النظام الكلاني") واحداً من أهم المؤلفات في مجاله. وخصوصاً في قسمه الثالث الذي تصف فيه أرندت النظام الكلاني وصفاً جامعاً، مبيّنة طريقته وأساليبه في إدارة الدولة والمجتمع والحرب، وتستخرج المنطق الداخلي لعمل هذا النظام. وقد لخّص وضاح شرارة هذا المؤلف في نحو 50 صفحة في كتابه "تعبير الصور" الصادر عن "المركز الثقافي العربي" في بيروت، سنة 1990.

وتبدو اليوم قراءة هذا التلخيص والتبصر فيه، كأنه تبصر في وجوه كثيرة من أوضاعنا وأحوالنا اللبنانية الراهنة التي يتصدرها حزب الله. وكأن أرندت في وصفها الداخلي للعالم التوتاليتاري في أوروبا (ألمانيا وروسيا الستالينية، خصوصاً)، تصف ملامح داخلية وتكوينية من ما عشناه وشاهدناه منذ ثمانينات القرن الماضي، هنا في الديار اللبنانية. لذا نعيد قراءة شذرات من وصف العالم التوتاليتاري، وفق ما كتبته أرندت ولخّصه وعرضه وضاح شرارة.

التذرر والحشود مجتمعاً نقيضاً

يستوقف أول ما يستوقف في الحركة الكلانية (التوتاليتارية)، حجرها بين أعضائها وبين التجربة الحية. وما دام الأعضاء والأفراد داخل هذه الحركة، وتماسكت الحركةُ، لا سبيل لهؤلاء الأعضاء المتعصبين والمعتصبين إلى التجربة والاختبار، لا من طريق البرهان ولا من طريق العقل. فالاتحاد بالحركة والسلفية المطلقة يفضيان إلى تدمير كل ملكة الإحساس بتجربة، أي بكل ما يُختبَر ويقبل الحكم والتقويم، حتى لو كانت التجربة تعذيباً أو تحتمل الموت.

وقوام الحركات الكليانية هو الجموع أو الحشود وتنظيمها. وبخلاف المواطنين أو الطبقات، لا يشدّ الجموع وعيٌ بمصلحة مشتركة، وبأهداف محددة، ومحدودة أو جزئية، وقابلة للتحقق في زمن منظور. وتطلق كلمة الجموع على أناسٍ إما لعددهم، وإما لضعف تمايزهم، وإما للعلتين معاً. ويسبق الحركات الجمعية تذرير اجتماعي شديد (الحرب والاقتلاع والتهجير في الحالة اللبنانية مثلاً). ولم يفلح ستالين في تحويل دكتاتورية لينين إلى نظام كلاني خالص، إلا بعدما أنشأ مجتمعاً متصدعاً، وفككّ الأواصر واللحمة الاجتماعية. ومحالٌ أن ينخرط الإنسان في حركة أو حزب كلاني، ويواليه ولاءً مطلقاً، إلا إذا أطبقت عليه العزلة وأحاطت به، وصار يستمد شعوره بجدواه وبالحياة من انتمائه إلى الحركة أو الحزب.

عواصف الفولاذ

وحدها حركة دائمة الحركة، أي متسلطة تسلطاً دائماً على الأفراد في كل ميدان من ميادين الحياة ومرفق من مرافقها، يسعها إنجاز الفكرة الكلانية. وارتمت النخب الأوروبية في الحرب (العالمية الأولى) تحدوها نشوة فَقْدِها  كل ما عرفته وألفته من ثقافةٍ ونسيج حياة، وسط "عواصف الفولاذ" (الكاتب الألماني إرنست يونفر). وهي، أي النخب، تصورت الحربّ في صورة كفّارة أو تطهير (توماس مان). والحرب في ذاتها هي الملهم وليس النصر.

ورجل الجموع في الحركة الكلانية، يجهر برغبته في الغفليّة أو الإغفال، وفي التحول إلى عجلة في آلة كبيرة، ساعياً إلى نقض الجمع بين أناس بعينهم وبين وظائف وأدوار اجتماعية محددة ومرسومة. ونظرة الحركة الكلانية إلى العالم تقوم على حذف كل صفة طارئة أو مستجدة وغير متوقعة تُضاف إلى عمل الأفراد وأفعالهم ومبادراتهم. ويكمل هذا الحذف إضفاء الصفة الطبيعية على التاريخ وأحداثه وأطواره. وهذا يخفي على المراقبين استهتار الحركة أو النظام الكلاني بمصلحة الجموع وبما يعود عليها بالمنفعة، واستعدادهما للتضحية بالجموع وسوقِها إلى القتل والموت والدمار، بلا تردد.

القائد والدعاوى الكلانية

وما تقوم به الحركة الكلانية من تصفيات أو اغتيالات، تدرجه في عمل تاريخي، لا يصيب الإنسان فيه إلا ما ينبغي ويجب أن يصيبه (وما كُتب له)، وتبعاً لقوانين لا تحول ولا تزول. لذا تستعملُ الدعاوى الكلانية التنبؤ المؤكد أو اليقيني (الوعد الصادق، النصر الإلهي، مثلاً)، لتوهم من تتوجّه إليهم أن العالم يخضع بجماعه للقائد الكلاني، وأن هذا القائد يسعه تحقيق نبوءاته كلها. والعلموية المتنبئة تستجيب حاجات الجموع التي فقدت كل مرسى لها في العالم، وأُعِدّت للدخول في عداد القوى الأزلية التي يسعها وحدها أن تحمل الإنسان السابح على أمواج المصائب، إلى شاطئ الأمان.

وفلاح الدعاوى الكلانية سمة من سمات الجماهير والجموع الحديثة، التي لا تحكّم في شؤونها إلا مخيلتها التي يفتنها كل ما هو شامل ومتماسك. أما الأحداث والوقائع، فليست ما تعقد عليه الجموع حكماً أو رأياً. ويصدر إيمانها عن تماسك النظام الذي تندرج فيه الأحداث والوقائع، ويخلو من الأحداث والوقائع نفسها. لذا يكون التكرار والإعادة هما ما يرسّخ في أذهان الجموع صورة تماسك الزمن الكلاني الذي تُحذَف منه الأحداث والوقائع والمصادفات العارضة، ويحلّ محلها سلطان أعلى وعام يكون بمنزلة مبدأ الحوادث وسرها. وهكذا يؤول الحال بالجموع إلى ازدراء الحس العام والمشترك، وإبطال أمور العالم المعقولة والممكنة.

وينهض فنُ الدعاوى الكلانية على التعالي على الواقع والتجارب، وعلى إنكار أن يكون ثمة تجارب وخبرات تتحصل من طريق متعارف. ويعمد هذا الفن إلى إضفاء العمومية على دعواه، وإبعادِها من أية رقابة قد يمارسها الاختبار الفردي أو الشخصي. وهو فن ينشئ عالماً مستقلاً، ينافس العالم الفعلي ويحل محله، وينشر فيه التخييل والتخريف. والمثال على هذا، الكلامُ على مؤامرة كونية. ومنها مثلاً مؤامرة التروتسكيين في الحقبة الستالينية، بعد اغتيال تروتسكي. ومن الأمثلة اللبنانية على ذلك نسبة اغتيال رفيق الحريري إلى مؤامرة كونية، بعد اغتياله.

وتستبق الحركة الكلانية استيلاءها على السلطة باعتمادها تقنية جديدة: انشاؤها منظمات صورية يناطُ بها التمييز بين أعضائها العاملين وبين أنصارها وأصدقائها، وتفترضهم الناس العاديين أو المواطنين. وهؤلاء وظيفتهم جعل الكذب ينطلي على المجتمع عامةً، وإيهام الأعضاء العاملين وخداعهم بأن أولئك الأنصار والأصدقاء هم العالم الخارجي كله (سرايا المقاومة، وجماعات الممانعة، مثلاً). أما ضباط الفصائل الخاصة في الحركة، فتتعمّد الحركة نقلهم على الدوام من مواقعهم، فلا يألفون مكاناً من الأمكنة ولا يركنون إليه أو يتوطنونه. (وغالباً ما يكتنفه الغموض وتكتنفه الأسرار: عماد مغنية، مصطفى بدر الدين، وحسن نصرالله، مثلاً). وتعمل الفرق الخاصة في الحركة على نشر التواطؤ بين أفرادها، وعلى إشراكهم في المسؤولية عن أفعالها. ومن هذه الطريق تتوطد الصلات وتقوى بين من غادروا العالم اليومي العادي وتركوه مع أحكامه.

ويحلُّ الزعيم الكلاني في صغار الزعماء الذين ولاّهم، ويجهرُ بمسؤوليته عن الأعمال التي يرتكبها أفراد الحركة كافة. والمسؤولية حكر على الزعيم ولا يشاطره إياها أحد. أما الطاغية العادي فلا يحلّ في مرؤوسيه ولا في أعمالهم، بل هو يستعملهم ضحايا أو أكباش محرقة، ويحوّل النقد والتذمر الشعبيين إليهم، محتفظاً بذلك بمسافة تبعده من مرؤوسيه ورعاياه (حافظ وبشار الأسد مثلاً). أما الزعيم الكلاني فعلى النقيض من ذلك: لا يطيق توجيه النقد إلى مرؤوسيه الذين لا يبادرون إلى أمرٍ إلا عن يده.

(يتبع)

 

"حزب الله" الخارج على "القضاء" لا القدر!

علي الأمين/نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

لم يحقّق فيلم "عودة الإبن الضال" الى كنف الدولة والقضاء بنسخته "الحزب الإلهية" الجديدة، أي نجاح يُذكر على شبّاك تذاكر كارثة المرفأ، بسبب المبالغة المُفرطة وغياب الحبكة والإخراج السيّئ! ولا يُمكن للأموات قبل الأحياء، أن تنطلي عليهم حيلة "حزب الله" بمجرّد أن أخفى سلاحه تحت ثيابه، وبأنّه بين ليلة وضحاها آثر لـ"وجه الله" أن يحتكم الى المؤسسات، وهو من أكبر الأدوات التدميرية لها تاريخياً التي ضرب بها عرض الحائط ومن لا يعجبه ( يخبط رأسه به) على المستويات كافة، وتحديداً المؤسسة القضائية التي ارتمى في أحضانها أخيراً.

هذا كلّه لا يُلغي الأهداف غير البريئة الكامنة وراء تقدّمه عن غير وجه حقّ وصِفة، بسلسلة دعاوى "ترهيبية" قضائية بحقّ كلّ من "تجرّأ" على وضع "حزب الله" في دائرة الإتهام في جريمة المرفأ، ويحقّق بائساً من وجهة نظره دفع التهم عنه وإيصال رسائل دموية بقالب قضائي كإنذار.

فالإدّعاء على الدكتور فارس سعيد وموقع "القوات اللبنانية" من قبل "حزب الله"، يعكس حالة مستجدّة لدى الحزب الذي لم يألف اللبنانيون مشهد لجوئه الى السلطة القضائية من أجل تحصيل حقّ أو دفع ظلم، كما لم يشهدوا ايضاً حالة من حالات مثول أحد عناصر الحزب أو مسؤوليه امام قوس العدالة في موقع الإتهّام (باستثناء "مسرحية" مثول أحد عناصره مصطفى المقدّم الذي قتل الملازم أول في الجيش سامر حنّا اثر إسقاط طائرته في تلّة سجد العام 2008، وقضت المحكمة العسكرية بسجنه 8 أشهر، وقضى في سوريا العام 2014)، اذ طالما كان قادراً على تفادي ذلك، مُستفيداً من سلطته وسلطانه العسكري والأمني في منع وصول العديد من الملفّات الى القضاء، كما حصل في قضية مشهورة ومعروفة، متمثّلة في اغتيال هاشم السلمان امام السفارة الإيرانية في بيروت قبل نحو سبع سنوات، هذه القضية التي ستظلّ مثالاً صارخاً على مدى قدرة حزب على التحكّم بمسار التحقيقات الأمنية والقضائية، وتكشف هشاشة الدولة وسلطاتها امام "هيلمانه".

يمكن الحديث عن عشرات الشواهد التي تُظهر "حزب الله" كطرف فوق سلطة القضاء، بل كالمتحكّم بمسارات العدالة التي يعمل على استخدامها في مواجهة الكثير من خصومه السياسيين والمواطنين العاديين، من خلال أزلام وتابعين، يدفع بهم من أجل الإدّعاء، ويتحكّم بمهمّة تسيير الأجهزة الأمنية والمعنية من أجل الدفع باتّجاه تحقيق ما يصبو اليه، ونموذج الإدّعاء على المفتي العلامة السيّد علي الأمين خير شاهد ودليل.

وللعلم، لِمن لا يعلم بعد، إنّ الأجهزة الأمنية والمخافر في المناطق يُمنع عليها استدعاء أو توقيف أي عنصر ينتمي الى "حزب الله". بل أكثر من ذلك، يمنع الحزب عناصره من تلبية أي استدعاء من أي مخفر أو جهة أمنية، مهما كان السبب.

ناهيك عن المحكمة الخاصة بلبنان وما أُحيط بها، في اعتبار أنّ هذه المحكمة "مؤامرة دولية" بحسب ما قال النائب ابراهيم الموسوي أخيراً أمام قصر العدل، مُستشهداً بما قاله قائده السيّد حسن نصرالله. وليس هنا مجال لاستحضار ما جرى مع مقتلة عين بورضاي والتي ذهب ضحيتها الشيخ خضر طليس العام 1998، ولا الأحكام التي صدرت بحقّ الشيخ صبحي الطفيلي من دون أن يمثل أي عنصر أو مسؤول من "حزب الله" أمام القضاء. الشواهد عديدة في هذا المجال، وما خُفي كان أعظم، وهو ما يتلمّسه الكثيرون ممّن يخطر في بالهم أو يتجرّأون على اللجوء الى القضاء اللبناني اذا كان الخصم عنصراً من الحزب أو مسؤولاً فيه!.

الإدّعاء على رئيس "حركة المبادرة الوطنية" فارس سعيد، بحسب النائب الموسوي، هو لاتّهامه الحزب بالوقوف وراء كارثة المرفأ في بيروت في الرابع من شهر آب المنصرم. ومن دون الدخول في أحقّية الاتهام أو عدمه، يمكن ملاحظة أنّ "حزب الله" الذي طالما أظهر قدرات على "كشف المؤامرات" و"فضح محيكيها" واستطاع أن يفكّك "شبكات ارهابية" و"شبكات اسرائيلية وأميركية" وحقّق انتصارات على امتداد المشرق العربي، وربما مغربه ايضاً، يتعامل مع انفجار المرفأ كأيّ مواطن لبناني عادي، لا بل تفادى اتّهام اسرائيل، ثم عاد وأدرجها نصرالله من ضمن الإحتمالات، ولكن بخجل، أعقبه صمت مريب حيال التذكير باحتمال قيامها بجريمة المرفأ.

بهذا المعنى تكمن الشبهة القوية على الحزب، وإن لم يكن متورّطاً، فهو لديه مسؤولية في تقديم معلومات للمحقّق العدلي. فلا ريب ولا أدنى شك انه على دراية بما كان يجري في المرفأ، ومن يحكم ومن يسيطر ومن يفسد ومن يتواطأ، لا سيّما أنّ عدداً من عناصره سقطوا ضحايا في انفجار المرفأ، كما قال أمينه العام غداة الإنفجار. واذا كان من اتّهام للحزب، فهو ناشئ من معرفة اللبنانيين أنّه باسم "المقاومة" كان يدخل الى المرفأ، وباسم المجلس الشيعي كان يستورد بضائع من الخارج مُستفيداً من الإعفاءات الجمركية، وفي اعتبار المرفأ أهمّ نافذة تجارية وربّما أمنية لبنانية على الخارج، فمن الطبيعي بحسب ما يقدّم نفسه "حزب الله"، أن يكون لديه الكثير مما يفيد به التحقيق بشأن الإنفجار الكارثي وخلفياته. لذلك، فإنّ عدم تقديمه لهذه المعلومات هو اتهام بل ادانة له. ومن هنا، فإنّ توجيه أصابع الاتّهام له حول انفجار المرفأ، يبرّره ايضاً كل هذا الدور الذي يقوم به أمنياً وعسكرياً على كلّ المعابر الشرعية وغير الشرعية وعلى كل الحدود اللبنانية وما بعد الحدود. والأهمّ من ذلك كلّه كونه فعلياً سلطة الوصاية على الدولة التي صارت دويلة امام مهام وصلاحيات دويلته التي تجاوزت حدود الدولة وسيادتها.

اللجوء الى القضاء قد يكون خطوة ايجابية من "حزب الله"، كما قال مسؤول الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" شارل جبور، لكنّ هذا اللجوء يأتي من خارج السياق الذي رسّخه الحزب الذي لا يزال حتى اليوم وهو في قلب الدولة وعلى رأسها فعلياً، يرفض أن يكون حزباً كبقية الأحزاب اللبنانية، خاضعاً لقانون الجمعيات، من خلال إصراره وتمنّعه عن تقديم علم وخبر الى وزارة الداخلية والبلديات. وهذا هو بيت القصيد... "كما تكونون يُولّى عليكم"!

 

مؤشرات تستنفر القوى الأمنية… و”الحزب” غير متوتر

غاصب المختار/جريدة اللواء/07 كانون الأول/2020

وضعت القيادات الرسمية السياسية والأمنية موضوع الأمن تحت المجهر، بعد الكشف عن شبكات ارهابية تعمل منفردة منذ جريمة كفتون – الكورة، وما تلاها من كشف شبكات في عكار وطرابلس. لكن هذه القيادات زادت من إجراءاتها الاحترازية لاسيما خلال فترة الاعياد المجيدة، بناء على تقديرات وليس معطيات او معلومات دقيقة حول احتمال حصول عمليات امنية او إرهابية تعكّر الوضع الداخلي. وبرغم ما تم كشفه من شبكات فساد ورشى وإختلاس في قوى الامن الداخلي والامن العام، وإستدعاء ضباط  كبار من الجيش الى التحقيق بصفة شهود في صفقات فساد ورشى، فإن ذلك لم يؤثر ابداً على جهوزية هذه المؤسسات الامنية، ولا على طبيعة عملها الاستخباري الاستباقي ولا إجراءات الامن العادية اليومية التي تقوم بها، إذ تم عزل هذه المسائل عن موضوع ملاحقة الفاسدين. وفي السياق نفسه، تحدثت معلومات وتسريبات عن استنفار امني لحزب الله في مناطق انتشاره، تحسباً ايضاً من عمل امني ما او ترقب ضربة اسرائيلية «موضعية»، لكن بحسب المشاهد اليومية في مناطق انتشار الحزب من الجنوب الى  البقاع مروراً بالضاحية الجنوبية، لا توجد مؤشرات ولا مظاهر للإستنفار المزعوم، ولوكانت للحزب طرقه غير المنظورة والهادئة في مراقبة ساحته الداخلية.

تفيد مصادر رسمية لـ «اللواء» ان القوى العسكرية والامنية الرسمية تتحوّط فقط لإحتمال تحرك ما في فترة الاعياد للخلايا الارهابية النائمة، وهي تضع المشتبه بهم تحت الرقابة الدائمة وتتقصى المعلومات في كل المناطق عن إحتمال تواجد خلايا إرهابية لتتحرك عند اللزوم لوقفها. اما الحديث عن توترات امنية من جهات داخلية او حتى من قِبَل إسرائيل على مستوى واسع، فهو امر مستبعد لأسباب كثيرة، اهمها ان القوى السياسية الداخلية لا مصلحة لها في اي توتير امني يؤثر على جمهورها وعلى وضعه المتهاوي بفعل الازمات المعيشية القائمة.

كما ان إسرائيل ليست في وارد القيام بعمل عسكري واسع او حتى ضربة عسكرية للبنان او لحزب الله، نتيجة إنشغال قياداته السياسية والامنية في امرين: ضعف الجبهة الداخلية والخلافات الداخلية والتي وصلت الى حد المطالبة بإجراء انتخابات نيابية جديدة. وعمليات التطبيع مع بعض الدول العربية، والتي يسعى الكيان الاسرائيلي من خلالها الى تحقيق إنفتاح تجاري واقتصادي وسياحي، وأي توتير امني او عسكري كبير قد يلجم عملية التطبيع او يوقفها نهائياً.

اما المصادر المطلعة على موقف حزب الله، فتقول: انه غير متوتر داخلياً، بدليل ان حركته العامة طبيعية، ولاسيما حركة نوابه ومسؤوليه ومؤسساته الاجتماعية والصحية والتربوية، لكنه يتحسب طبعاً من عمل امني سرّي قد تقدم عليها إسرائيل، لاسيما ان هناك نوعاً من التماهي والمصالح المشتركة بينه وبين المجموعات الارهابية التي تعمل في الخفاء. لذلك لا يرى الحزب من تهديد امني سوى الخلايات الارهابية النائمة. وتتقاطع معلومات القوى الامنية والرسمية والسياسية على امر اساسي، هو ان الوضع السياسي والمعيشي الهشّ الذي يعيشه لبنان واللبنانيون، قد يُشكل ثغرة تتسلل منها اسرائيل والارهاب لإستقطاب ضعاف النفوس او المحتاجين او المتوترين والموتورين او المتطرفين، من اجل تجنيدهم وتدريبهم على عمليات ارهابية في اي مكان مُتاح ويُشكّل خاصرة امنية رخوة. وهذا الامر يُحتّم على السياسيين الاسراع في معالجة الازمات السياسية والحكومية والمعيشية بتدابير مُطمئنة وقابلة للتطبيق. وربما لهذا السبب جرى الحديث في اليومين الماضيين عن ترقب حركة ما تؤدي الى حلحلة ما في الوضع الحكومي، حيث يُرتقب ان يقوم الرئيس المكلف سعد الحريري بزيارة  الى رئيس الجمهورية ميشال عون، قيل انها ربما ستتم اليوم، بما يُسهم في تخفيف التشنج وترييح الوضع، إضافة الى ترقب ما سيصدر اليوم عن الاجتماع الحكومي – المالي من إجراءات حول موضوعي دعم المواد الغذائية واحتياطي مصرف لبنان الإلزامي.

 

لِتُفتَحْ وإن كيدية

بشارة شربل/نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

لا يفاجأ اللبنانيون كثيراً بأخبار الفساد، فالعِلَّة رافقت الجمهورية منذ الاستقلال، ولطالما اعترضوا على هدر مُقدرات البلاد وتجييرها لمصلحة أشخاص وأطراف وبقي الفاسدون سادرين في غيِّهم، بل وصلوا الى أعلى المرتبات وتحكّموا بمصائر الناس.

أما ما كان مذهلاً وصادماً الاسبوع الماضي فتكشُّف حجم فساد ضباط كبار خدموا في المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية وموظفين أساسيين نهبوا وزارات، بعد الجدل الذي أثاره وزير الداخلية عن نسبة "حرزانة" من الفاسدين بين القضاة.

ليس جديداً الاستنتاج بأننا نعيش في غابة ذئاب شعارها "حاميها حراميها"، لكن سيُشفي غليل المواطنين قليلاً رؤيتهم أصحاب نجوم ونياشين وسيارات فارهة وسيكار، تفاخروا طويلاً ومارس بعضهم الأذية، يساقون الى التحقيق بتهمة "الاثراء غير المشروع" وامتلاك الملايين وعشرات العقارات، آملين بعدالة لا تسمح للمرتكب بالإفلات من العقاب. ليس مبالغة أن اضطرار بعض القضاء وشركاء المنظومة الى فضح ملفات الفساد مردهُّ الى الضغط الهائل الذي مارسته ثورة 17 تشرين. فصحيح ان الأجهزة والميليشيات أجهضت هدفَها في اقتلاع السلطة، لكنها فشلت في مصادرة الوعي الشامل الذي أحدثته في صفوف الشباب والمجتمع، خصوصاً حين ترافقت مع النهب الشامل الذي مارسته المصارف بالتواطؤ مع "الحاكم" والحكام. ما نشهده من فتح كيدي للملفات مستهدِفاً أطرافاً سياسية أو أتباع شخصيات لها خصومة مع حامل مفاتيح القضاء لن يجعلنا معترضين على هذا المسار، بل يدعونا الى تشجيع المستهدَفين على معاملة خصومهم بالمثل مستخدمين "أدواتهم" أيضاً لفتح ملفات. وليس علينا في هذه الحال الا استلهام دعاء "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين...".

لا طُرقَ كثيرة للاصلاح. فرحيل المنظومة الحاكمة التي ابتلي بها لبنان دونه عقبات سياسية وطائفية وأمنية أثبتت صلابتها وقدرتها على الهجوم المضاد وامتصاص الصدمات. ودليلُنا تشكيل حكومة اللون الواحد وامتدادها حكومة المحاصصة العتيدة بعد رفض الانتخابات المبكرة طريقاً ممكناً للخروج من المأزق السياسي. لذا يبقى الرهان على ان التشقق في جدران المنظومة، بفعل التناقضات المافياوية الداخلية والضغط الشعبي والعقوبات الخارجية تحت عنوان الفساد، يتيح للقضاء المبادرة الى ممارسة دور غاب لسنوات طويلة إما لأن المنظومة صادرته أو لأن التواطؤ ودناءة النفس حجبا عن المواطن حقه في محاسبة الفاسدين.

قضاؤنا امام اختبار قاس في مواجهة الفساد، وأمام امتحان تاريخي في إظهار حقيقة جريمة العصر المتمثلة بتفجير 4 آب. المهمة الثانية أكثر خطورة وأشد أهمية، لكن المسارين يتكاملان ولبنان يحتاجهما لإثبات ان المحاسبة يمكن ان تطال السارق والقاتل على السواء.

نحلم بـ"ثورة قضاء" تتحرر من الولاءات للزعماء والطوائف والأطراف السياسية والأحزاب. وإذ نقبل بربع الحلم، نراهن على نخبة قضائية شجاعة يجب ان تعتبر ان لديها تفويضاً قانونياً وشعبياً وأخلاقياً، فلا تتردد في الاستدعاء والتحقيق والاتهام لكل من استباح مالاً عاماً وخاصاً وحُرمات. لا نطلب من القضاء المستحيل وندرك صعوبة ملفات تمنع "القوةُ القاهرة" وصولَها الى نهايات. لكن، فلتكُن البداية من "الإثراء غير المشروع"، وليبدأ ليس من ضباط وكبار قادة وموظفين فقط، بل من قضاة سابقين وحاليين ايضاً، كي يصيروا أمثولة لسائر الناس.

 

لبنان على وقع الانفجارات: الدعم والحكومة والحروب السرية

منير الربيع/المدن/08 كانونه الأول/2020

صار يكفي لتفجير الوضع في لبنان اليوم أن يشيع خبر ما أو تسريبة أو معلومة. فالبلد يعيش إذاً على احتمال انفجار. والأحرى أن الانفجارات تتسابق إليه: من تأزم الوضع السياسي، إلى معضلة تشكيل الحكومة، إلى ترهل الإدارة وخرابها، وصولاً إلى احتمال انفجارات اجتماعية ومعيشية مرتقبة. وعلينا ألا ننسى الانفجارات الأمنية التي تظل تحوم في الأفق.

بلد التيه والضياع

وأي خبر عابر صار يستدعي تحليلات لا تنتهي واستنتاجات سريعة سلبية الطابع، على الرغم من كل محاولات التزوير في ضخ أجواء إيجابية وتعميمها، على غرار ما يعمل البعض على بثه حالياً حول تشكيل الحكومة وعن "تقدّم يتحقق" على طريق تشكيلها. ومن الأمثلة الأخيرة على ذلك، سماع دوي انفجار في بلدة جباع جنوب لبنان، وبقاء الدوي وحقيقته غامضين، فيما راجت بين اللبنانيين استنتاجات سريعة تشبّه الانفجار بذاك الذي حصل في عين قانا قبل ثلاثة أشهر. مع العلم أن تفجير عين قانا كان ظاهراً للعيان وعلى مرأى كاميرات المواطنين، وحصل فوق الأرض وفي منطقة مأهولة. أما الانفجار الذي سمع في بلدة جباع، فوقع على ما يبدو في منطقة حرجية بعيدة عن الناس، وليس من السهل الوصول إليها. وهنا تتخذ الاستنتاجات طابعاً مؤامراتياً. إذ تسارعت وتيرة الأحاديث على هذا النحو: تلك المنطقة عسكرية يغلقها حزب الله، ولا أحد يمكنه الاقتراب منها. وعندما أعلن رئيس بلدية جباع أنه سمع صوت انفجار غير قوي، وأرسل دورية من شرطة البلدية إلى المكان، لم يتمكن رجال الشرطة من الوصول إلى مصدر الدخان المنبعث. وراحت تتكاثر التكهنات اللبنانية: طبعاً المنطقة يقفلها حزب الله. وهنا يطرح سؤال اعتراضي آخر: لماذا لم يكن الصوت قوياً؟ وتعود الاستنتاجات "المؤامراتية" لتعتبر أن الانفجار ربما وقع تحت الأرض، في أحد أنفاق حزب الله أو ما شابه. وعندما حكي عن مناورات للجيش اللبناني، نفت مصادر عسكرية هذا الكلام.

حروب غامضة ومآسٍ

هذا مثال عما يعيشه اللبنانيون راهناً، وهم الذين اختبروا منذ بدايات الحرب الأهلية (1975) العيش على تكهنات بقرب انفجار جولات الحرب والتهديد المستمر بالعنف والموت. فكيف اليوم في ظل سياسات حزب الله العسكرية السرية والغامضة؟! والسياسات الحربية الإسرائيلية والأميركية الأمنية، السرية والغامضة بدورها. لذا يطغى على تصورات اللبنانيين الذين ذاقوا مرارة ومأساة تفجير مرفأ بيروت الغامض، التهويم والتهويل الذي صارت الوقائع تشبهه. ومن الطبيعي في هذه الحال طغيان مناخ من السلبية والتشاؤم والخوف من الاعتداءات المستمرة والمتكررة. في وقت تبلغ فيه المصائب والمصاعب المعيشية حدوداً قصوى: الحديث المستمر عن رفع الدعم، الذي يهدد لقمة العيش. ثم خسارة الوظائف والأعمال داخل لبنان وخارجه. وشاع منذ سنة تقريباً الحديث عن الخوف من الجوع. والغريب أن ليس من مبادرات للتعبير عن الغضب احتجاجاً على قرارات رفع الدعم التي وضعت على السكة. وهي تنتظر من يتبناها سياسياً أو يأخذها على عاتقه، كما انتظرت سلسلة الرتب والرواتب طويلاً ليأخذها أحد على عاتقه. وهذا ما حصل عشية الانتخابات النيابية الماضية. والمؤكد أن الدعم سيتوقف في نهاية المطاف. وهو الذي يفترض أن يؤدي إلى انفجار اجتماعي وقد يتنقل لبنان عندئذ بين انفجارات متتالية: أمنية، غذائية، سياسية، معيشية، وفي علاقاته الخارجية، وسط صراع مستمر على تشكيل الحكومة. وهو صراع قابل لتفجرات إذا ما استمر. وهذا كله لا يوقف التنازع بين القوى المختلفة. وقد يصل الاستعصاء إلى حدّ التبارز على التعطيل، هرباً من المسؤولية، ولتؤدي الانفجارات إلى ترك حكومة تصريف الأعمال على حالها، بدلاً من تشكيل حكومة جديدة، يكون اتخاذها القرارات الصعبة مهمة شاقة على القوى السياسية، التي لا يعرف أي منها كيف سيكون رد الفعل الشعبي عليها.

الحكومة المؤجلة

لذلك، وتجنّباً للانهيار وكسباً للوقت ستطول عملية تشكيل الحكومة، على الرغم من اللقاء الذي عقد أمس بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف. وتؤكد المعلومات أن الحريري أبدى استعداده للتعاون والتفاهم مع عون مجدداً لتشكيل الحكومة، وأنه أنجز تصوره نسبياً، وعرضه عليه.

لكن عون طلب منه أن يذهب للاتفاق مع القوى الأخرى. واستند عون على عدم تسليم حزب الله أسماء وزرائه للحريري، كي لا يكون محرجاً. بمجرد أن يذهب الحريري إلى عون من دون أسماء حزب الله، يكون ذلك مبرراً لعون لعدم تقديم أسماء وزرائه. وبالتالي تستمر الدوامة على حالها في دائرة الفراغ. وهذا ما دفع الحريري إلى إعطاء رئيس الجمهورية مهلة يومين، على أن يلتقيه بعد ظهر الأربعاء. وهنا أيضاً يغلب الطابع التشاؤمي، فيما تبقى كل هذه الاتصالات مجرد محاولات لتفادي الانفجار السياسي.

 

عون والإنتظار الثقيل... هل يعمل لتنحّي الحريري؟

ألان سركيس/نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

لا مؤشرات جدية توحي بقرب ولادة الحكومة إذ إن العوامل المعرقلة تبقى هي نفسها من دون تغيير يذكر في الأسباب الداخلية والخارجية.

شكّل مؤتمر دعم لبنان الإنساني جرعة دعم لقوى السلطة من دون أن يكون بادرة حل لأن الازمة اللبنانية تتعمق وتحتاج إلى حلّ جذري، وبات واضحاً وضوح الشمس أن لا مساعدات ملموسة للدولة اللبنانية إذا لم تباشر باصلاحات فورية تضع حداً للفساد المستشري وتحاسب المرتكبين.

وفي هذا الإطار، يبقى تأليف حكومة إختصاصيين مستقلة "الخرطوشة" الأخيرة التي تُطلق من أجل المباشرة في رحلة الإصلاحات، لكن حتى لو تنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل عن سعيهما للإحتفاظ بالحصة المسيحية، فان حكومة الحريري وإن تألفت، لن تكون حكومة إختصاصيين مستقلة لأن الأخير أعطى وعوداً سياسية للثنائي الشيعي وقوى أخرى لتمثيلهم بالحكومة وإن كان بطريقة غير مباشرة.

لم يكن عون متحمساً لتسمية الحريري مجدداً وقد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم في حال إتخذوا هذا القرار، وقد أطل قبل ساعات على التسمية محذراً وقائلاً إن الحريري ليس الرجل المناسب لهذه المرحلة، وبالتالي لم يتغير شيء منذ التسمية حتى اليوم، وقد أتت العقوبات الأميركية على باسيل لتزيد "الطين بلة" ولتصعب مهمة التأليف الحريرية.

ليس في الدستور ما يُلزم رئيس الحكومة المكلّف تقديم تشكيلته في وقت محدّد، كذلك لا يستطيع رئيس الجمهورية تنحية رئيس الحكومة المكلّف إذا لم يقم بعملية التأليف، وهذه من المعضلات الدستورية، لذلك فان الوضع سيبقى يدور في حلقة مفرغة بانتظار أن تحدث تطورات إقليمية ودولية تدفع باتجاه عملية التأليف.

ويُبدي عون إستياءه من عدم قدرة الحريري على التأليف، لكنه يقف مكبل اليدين أمام كل ما يحدث، لكن بعض من زاروا رئيس الجمهورية يقولون إنه يُفكّر أن يقوم بخطوة ما تحرّك المياه الراكدة حكومياً، ولن يسمح أن يُستنزف عهده أكثر مما استنزف وتمضي أشهر على إنفجار مرفأ بيروت من دون النجاح في تأليف حكومة جديدة، مما يسبب الضرر للبلد وتطيير المبادرة الفرنسية الإنقاذية.

لا يملك عون الكثير من الخيارات الدستورية والسياسية، فهو لا يستطيع أن يُنحي الحريري، ومن جهة ثانية ليس في وارد فتح معركة تأخذ طابعاً طائفياً ومذهبياً، لذلك سيكون الضغط على الحريري من أجل فعل شيء ما وعدم الإستمرار في هدر الوقت.

في بعبدا، هناك قناعة بأن التأخير في التأليف سببه ضغط إقليمي ودولي على الحريري، حيث أن المطلوب منه تأليف حكومة من دون "حزب الله" وحلفائه، وحسب قريبين من بعبدا فان كل ما يُحكى أن سبب العقدة هو رئيس الجمهورية هو كلام في غير مكانه ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، والدليل أن الحريري ومنذ تكليفه لم يُقدّم أي تشكيلة حكومية جديّة للرئيس عون ورفضها الرئيس، وبالتالي فان عدم العمل على إنجاز حكومة جديدة يقع على عاتق الحريري أولاً وأخيراً. وتتمسك بعبدا بوحدة المعايير في التأليف، وهذا الموقف بات معروفاً عند الحريري، خصوصاً أن الحكومة ستنال الثقة من الكتل البرلمانية، لذلك فانه لا يمكن للرئيس المكلّف إطلاق وعود لفريق معين ويتصرّف وكأن هناك فريقاً لبنانياً كبيراً غير موجود ويريد هو التحكم به والتسمية نيابة عنه كله.

 

عندما يلجأ «حزب الله» إلى القضاء

خير الله خير الله/الراي/07 كانون الأول/2020

جيّد أن يستفيق «حزب الله» أخيراً على وجود قضاء لبناني ومؤسسات لدولة لبنانية في محاولته لاسكات صوت مثل صوت النائب السابق فارس سعيد.

لجأ الحزب، الذي لم يطلب يوماً ترخيصاً من السلطات اللبنانية، نظراً الى أن لديه دولته الأهمّ من الدويلة اللبنانية، الى القضاء لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب الى أن فارس سعيد ينادي بالسيادة اللبنانية وأنّه عمل طويلاً من أجل استعادة هذه السيادة.

قد يكون التفسير الأقرب إلى المنطق، لمحاولة النيل من فارس سعيد عبر القضاء، أنّ الرجل يركّز على سلاح «حزب الله» في الوقت الذي ليس من يشكّ بأنّ لديه أي نوع من التعصّب الطائفي أو المذهبي في بلد صار مطلوباً فيه أن يكون المواطن لاجئاً سياسياً لدى طائفته و ألّا يتطلع إلى يوم يستعيد لبنان وضعه الطبيعي. مطلوب بكلّ بساطة أن يكون لبنان رهينة لدى إيران عن طريق سلاح «حزب الله» غير الشرعي الذي صار في استطاعته تقرير من هو رئيس الجمهورية المسيحي.

لا يحتاج فارس سعيد إلى من يدافع عنه. يستطيع الدفاع عن نفسه بفضل المواقف التي اتخذها والتي تصبّ في استعادة لبنان دوره العربي وتكريس العيش المشترك. ليس في لبنان من يستطيع النيل من الرجل، وهو طبيب ابن طبيب، ولا من عائلته التي كانت دائماً في خدمة المواطنين العاديين بغض النظر عن دينهم أو ملّتهم. من هذا المنطلق، يبدو مستغرباً ادعاء «حزب الله» على فارس سعيد وعلى موقع حزب «القوات اللبنانية» بحجة أن الجانبين اتهما الحزب بالوقوف وراء تفجير مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي. في النهاية، يستطيع أي لبناني او أي جهة لبنانية توجيه اتهامات الى «حزب الله» في ضوء ممارساته التي تكشف أنّه الآمر الناهي في الجمهورية اللبنانية وأن لا شيء يمكن أن يحصل من دون رضاه ومباركته.

يشمل ذلك الحركات الصبيانية التي يقوم بها بعض الذين يدّعون الانتماء الى ثورة 17 أكتوبر والتي تستهدف شخصيات لبنانية موجودة في أماكن عامة، بغض النظر عن مسؤولية هذه الشخصيات في الوصول الى ما وصل إليه البلد. هل يتجرّأ هؤلاء «الثوار» الذين يخدمون «حزب الله» من حيث يدرون أو لا يدرون الاقتراب من أي شخص لديه غطاء ما من «حزب الله».

آن أوان حلول النضج السياسي مكان التصرفات التي يمارسها مراهقون أو متعاملون بطريقة أو بأخرى مع «حزب الله». دخل لبنان مرحلة التفتت النهائي في ظلّ سلاح «حزب الله». بكلام أوضح، باتت هناك حاجة الى طرح الأسئلة الحقيقية. في طليعة هذه الأسئلة لماذا كلّ هذا التضايق من شخص مثل فارس سعيد لم يؤذ نملة في يوم من الأيّام؟ كيف يستطيع حزب يعترف بأن ولاءه لإيران وليس للبنان، الذي لا يعترف به أصلاً، ملاحقة مواطن لبناني ذنبه الوحيد مناداته بالسيادة وبخروج لبنان من وضع الرهينة الإيرانية؟ اللافت أن ادعاء «حزب الله» على فارس سعيد وعلى موقع «القوات اللبنانية» جاء في ذكرى مرور أربعة أشهر على تفجير مرفأ بيروت. لم يظهر التحقيق اللبناني شيئاً حتّى الآن وذلك بعدما بادر رئيس الجمهورية ميشال عون منذ البداية الى استبعاد أي تحقيق دولي. يبدو واضحاً أن المطلوب تمييع التحقيق ومتابعة الدوران في حلقة مقفلة... والبحث عن كبش محرقة يجري تحميله جريمة في حجم جريمة تفجير مرفأ بيروت.

هذا ما كان مطلوباً منذ البداية لدى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، في مقدّمهم باسل فليحان، في الرابع عشر من فبراير 2005. لو ترك الأمر في 2005 للسلطات اللبنانية، ولرئيس الجمهورية وقتذاك إميل لحّود، لكان جرى تمييع التحقيق ولكان البحث جارياً، الى الآن، عن ذلك المجهول المعروف أكثر من اللزوم الذي نفّذ الجريمة. بفضل التحقيق الدولي وبفضل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أمكن أخيراً تحديد الجهة التي تقف وراء الاغتيال وإدانة سليم عيّاش الذي ينتمي الى «حزب الله» وليس الى أي جهة أخرى.

دعا اميل لحّود بعيد تفجير موكب رفيق الحريري الى تنظيف مسرح الجريمة سريعاً «كي تعود الناس الى اشغالها» ووصف ما حصل بأنّه «رذالة».

من الواضح في السنة 2020، أن هناك من يسعى في عهد ميشال عون الى الوصول ما لم يكن ممكنا الوصول إليه في عهد إميل لحود. هذا يعني تجاهل الكارثة التي حصلت وتجاهل مقتل 200 شخص، بين مواطن ومقيم، وجرح الآلاف وتهجير 300 ألف شخص من بيوتهم والقضاء على آلاف فرص العمل في منطقة ذات طابع مسيحي مليئة بالمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية.

من حسن الحظّ أنّه لا يزال هناك عصب مقاوم في لبنان وهناك من يسمّي الأشياء بأسمائها بدل السقوط في الأفخاخ التي ينصبها «حزب الله» للبنانيين وللبنان. يحصل ذلك في وقت تمرّ المنطقة كلّها في حال مخاض، فيما لا يوجد من يريد حماية لبنان وإنقاذ ما لا يزال في الإمكان انقاذه.

لا يزال هدف رئيس الجمهورية إنقاذ المستقبل السياسي لشخص لا مستقبل له. الأولويّة لدى ميشال عون هي لصهره جبران باسيل، الذي فرضت عليه عقوبات أميركية، وليس لتسهيل تشكيل حكومة لا تضمّ سوى اختصاصيين برئاسة سعد الحريري بصفة كونه لا يزال قادراً، وإن بحدود معيّنة، على التعاطي مع المجتمعين العربي والدولي. ليس معروفاً الى أين يريد «حزب الله» أخذ لبنان، باستثناء أن الطريق «الى جهنّم»، كما صرّح بذلك رئيس الجمهورية، بات واضح المعالم. الثابت أنّ الحملة على فارس سعيد لا تبشّر بالخير، ليس لأنّ فارس سعيد يمثل تيّاراً معيّناً يدعو في مقدّم ما يدعو إليه إلى استقالة رئيس الجمهورية فحسب، بل لانّ هذا التيّار، العابر للطوائف، الذي يتبلور أكثر يوماً بعد يوم يدرك ماذا على المحكّ في لبنان هذه الأيّام. ما على المحكّ السقوط النهائي لبلد كان يستطيع أن يكون قصّة نجاح، بدل أن يكون قصّة فشل مريع، لولا استباحته بالطريقة التي استبيح بها خدمة لمشروع ميليشوي ومذهبي في الوقت ذاته لا أفق له باستثناء نشر الفقر والبؤس والخراب والتخلّف. ليس الادعاء قضائيّاً على فارس سعيد سوى تعبير من تعابير هذا المشروع!

 

العظماء  فقط ... يغيرون أفكارهم

توفيق شومان/07 كانون الأول/2020

ليس لبنان أول  دولة تنهار ماليا واقتصاديا ،  لا في التاريخ  الماضي والبعيد ، ولا في القرن العشرين ولا في القرن الواحد والعشرين .

عشرات الدول هوت إلى قاع الإنهيار والإفلاس في المائة سنة الأخيرة بفعل الفساد أو الحروب مع الخارج أو صراعات الداخل ، وفي قائمة الإنهيار 85 دولة ، منها الولايات المتحدة في عام 1929وألمانيا (مرتان) بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ، واليابان وبريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، والصين في الستينيات والسبعينيات،  وروسيا في عام 1998 ، والأرجنتين في عام 2001 ، وايسلندة في عام 2008 ، وقبرص في عام 2013 واليونان في عام 2015.

كل هذه الدول تعافت بعد أعوام معدودات او تماثلت إلى الإستشفاء  بعد سنوات ، والسؤال الذي يختصر أسئلة التعافي والتشافي : كيف خرجت هذه الدول من أمراض الإنهيار ؟.

في اليابان ، امتحن الإمبراطور هيروهيتو(1901 ـ 1989) عقله ، واستقر على قناعة بعد هزيمة بلاده في الحرب الثانية ، بأنه ليس من " سلالة الآلهة " وما يحوزه من مُلك مطلق وعلو مقام وجلال ليس إرثا متوارثا من " جدته آلهة الشمس " ، كما كانت تُجهر وتُفصح ديانة " الشنتو"، وحين استبدل هيروهيتو أفكاره  ونظر في مرآة نفسه فرآها بشرا سويا .

حين غير امبراطور اليابان  أفكاره وصار بشرا  سويا غدا اليابانيون شعبا، وحين غدا اليابانيون شعبا باتت اليابان أنشودة الزمان .

في ألمانيا وبحسب ما يقوله تقريرمنشور على موقع التلفزيون الألماني ( 14ـ 4ـ2014 ) : " يرغب الكثير من الأطفال في ألمانيا معرفة صلة والديهم أو جديهم بحقبة النازية إذ يحيرهم سؤال مهم وهو: هل كان جدي وجدتي من جناة  النازية أم من ضحايا  النازية ؟ ، و هذا  السؤال  يؤشر إلى خروج العقل الألماني بعد  الحرب العالمية  الثانية من العقل النازي قبل الحرب ، وهو الأمر الذي مهد إلى سبيله كونراد أديناور(1876ـ1967) أول مستشار لألمانيا الغربية في مرحلة ما بعد النازية .

 مستشار  ألمانيا   غير أفكاره فتغيرت أفكار الألمان ، وها هي ألمانيا نجمة الحضارة الحديثة وإحدى  أهم دول العالم  علما وصناعة وتقدما.

من اليابان و ألمانيا إلى الصين :

في الحقبة الشيوعية الماوية ، لم يكن لدى الصينيين ما يأكلونه ، وللحفاظ على الجنس الصيني أصدر الحاكم بأمره " الرفيق " ماوتسي تونغ (1893ـ1976 ) قرارا بقتل العصافير حتى لا تأكل الحبوب والمزورعات ، فيُضاف إلى ملايين الصينيين الموتى بالجوع ملايين أخرى ، ولما رحل ماو تسي تونغ ، خلفه هوا جيو فينج ( 1921 ـ 2008 ) فاحتمل صوابية الوقوف في منتصف الطريق بين  الشيوعية ـ الماوية والتغيير ، ولما كان من المستحيل والمحال إخراج الصين من مآسي الماوية ومهالك المجاعة بتغيير نصف الأفكار ، برز إلى الواجهة عبقري عظيم  اسمه دينج شياو بينج (1904ـ1997) عام 1979، فأزاح هوا جيو فينج وأحاله على التقاعد، وأكمل  انقلاب النصف الثاني من الأفكار وقال : القرن الواحد والعشرون هو قرن الصين ، وهكذا كان .

من قال إن الإنسان لا يغير أفكاره مثلما يغير ملابسه ؟

تصدأ الأفكار مثلما تعتق الملابس ، وهكذا فعلت اليابان وألمانيا والصين .

ما جرى في روسيا يناظر ما جرى في الصين، فبعد انهيار الإتحاد السوفياتي في آوائل التسعينيات من القرن الفائت ، تسلطت عصابات المال والسلاح والمخدرات واللصوص على رؤوس  الروس ، وباتت دولة مثل الشيشان تتحدى دولة مثل روسيا ،  وما أن حل عام 1998 حتى أعلنت روسيا إفلاسها ، وحين وصل رجل فذ  وعبقري وخلاق اسمه فلاديمير بوتين إلى رأس السلطة في عام 1999 استلم جثة اسمها روسيا ولكنه قال : من يريد إعادة الشيوعية و الإتحاد السوفياتي ليس عنده عقل .

هي الأفكار الجديدة  التي أعادت إحياء روسيا بعدما كانت رميما

خلع فلاديمير بوتين الأفكارالشيوعية  القديمة ولم يستعبده ماضيه.

قد يقال تلك دول كبرى ، ولكن هذا مثال  آخر من دولة ايسلندة الصغيرة و الواقعة في أقصى شمالي المحيط الأطلسي :

في آواخرعام 2008 انفجرت في ايسلندة " ثورة القرع على الطناجر" جراء الأزمة المالية العالمية التي تفشت آنذاك ، فاستقالت الحكومة  اليمينية وجاءت بديلتها حكومة يسارية جريئة وجادة ، فأممت المصارف ، وألقت الفاسدين  والفاجرين في السجون ، ولم تعمل الحكومة على إلقاء تبعة الإنهيار على عامة الشعب ، بل أسقطت ديون الرهن العقاري ، وتعقبت المتورطين فصادرت منهم ما تسنى لها وتيسر ومن دون الذهاب إلى صناديق المال الدولية ، وخلال سنوات ثلاث تم تصنيف ايسلندة دولة مستقرة ماليا واجتماعيا ،عادت بعدها أحزاب اليمين لتحكم وتدير البلاد.

في مثال أيسلندة ذهبت حكومة  يمينية طالحة وجاءت حكومة  يسارية صالحة ،  ولتعقبها حكومة يمينية ناجحة .

خلاصة التجربة الأيسلندية أنها شرعت آليات العقل على التفكير بأسباب لجوء الناس إلى اليسار عند الشدائد وانزياحهم إلى اليمين بعد زوال المصاعب ، فبرزت مقولة مضمونها أن اليسار ينجح في إدارة الدول حين تصيبها كوارث او حين تشتعل بالحروب ، وبمعنى آخر ان حكومات اليسار هي حكومات طوارىء ناجحة او حكومات انتقالية صالحة لتقطع مع مرحلة وتمهد إلى اخرى .

مقولة قابلة للتأمل

مقولة ناتجة عن عقل ينتج أفكارا.

هذا مثال آخرمن قبرص جارة لبنان وقريبته في التاريخ والبحر :

قبل سبعة أعوام، وبالتحديد في عام 2013، انزلقت قبرص إلى الإنهيار المالي وأعلنت إفلاسها ، وأصاب القبارصة ما أصاب اللبنانيين من قيود على السحوبات المالية ومثيلاتها المرة ، وإثر مفاوضات عسيرة مع الإتحاد الأوروبي قررت الحكومة القبرصية إعادة هيكلة المصارف ودمجها ، وفرضت سياسة الإقتطاع الصارم على الحسابات المالية التي تتعدى 100 ألف يورو ، فيما الحسابات دون هذا الرقم بقيت في مأمن وأمان ، وفي غضون ثلاث سنوات  خرجت قبرص  من نفق الإنهيار وظلماته .

تلك أمثلة من اليابان و الصين وروسيا ، ومن  ألمانيا و ايسلندة ، ومن اليونان وقبرص : من لديه في لبنان من أهل السياسة شجاعة القول : أول التغيير تغيير التفكير؟

من يتقمص دور هيروهيتو  الياباني او أديناورالألماني  او دينج شياو بينج الصيني أو فلاديمير بوتين الروسي او يسار ايسلندة او يمين قبرص ؟.

من يبدأ أول الحكاية ؟ من ينطق أول الكلام ؟ من يرمي أفكاره القديمة كما يرمي ملابسه العتيقة ؟

من هو العبقري ؟ من هو العظيم في لبنان ؟

عشتم وعاش لبنان .

 

لبنان رهينة الصراع الأميركي - الإيراني

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/07 كانون الأول/2020

استعصاء التسوية يعيد إلى الذاكرة ظروف ترتيبات الولايات المتحدة لدخول سوريا في 1976

فشلت الأزمة المتمادية في لبنان في إجبار الطاقم السياسي الممسك بالسلطة على الانزياح قليلاً لإفساح المجال أمام تغيير يمكنه وضع البلاد على سكة ابتداع الحلول لمشاكلها.

ويتساءل كثيرون في لبنان والعالم، ماذا ينتظر تحالف الميليشيات والفساد الحاكم كي يتحمل مسؤولياته ويشرع في اتخاذ خطوات تستجيب لمصالح البلد وسكانه، إلا أنهم سرعان ما يجيبون عن تساؤلاتهم هذه بالقول، إن هذا التحالف هو من أوصل لبنان إلى الكارثة، فكيف يُطلَب منه إيجاد الحلول؟ ويضيفون أن مهمة التحالف المذكور، هي تحديداً، إبقاء لبنان رهينة إيرانية في الصراع الدائر بين أميركا وحلفائها من جهة، وإيران ومنظماتها من جهة أخرى.

لم يهتز الممسكون بالسلطة إزاء الانهيار المالي والاقتصادي، ولا أمام احتجاجات اللبنانيين منذ السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول)، ووقفوا يتفرجون على ضياع مدخرات المواطنين وتبخر رواتبهم وإقفال مؤسساتهم وهجرة شبابهم، وتعاملوا بخفة في بدايات انتشار وباء كورونا فواصلوا السماح للطائرات الإيرانية وتلك المقبلة من مناطق موبوءة بالهبوط في بيروت، وعندما حصلت جريمة الانفجار الهائل في مرفأ بيروت غابوا تماماً عن التفاعل مع المنكوبين، وإذ وعدوا بكشف الحقيقة خلال خمسة أيام، مرت أربعة أشهر من دون تبيان أي نتائج، وتصاعدت الشكوك بمحاولات لطمس الحقيقة.

لم يتغير موقف التحالف الذي يقوده "حزب الله" ويمتلك أكثرية نيابية قادرة على تشكيل حكومة بشروطه بعد استقالة حكومته الأولى برئاسة حسان دياب. فهو لم يتمسك بدياب عندما كان الأخير بحاجة إليه قبل وبعد انفجار المرفأ، ولم يُسهل مهمة سعد الحريري في تشكيل حكومة جرى الاتفاق على برنامجها ونوعية أعضائها في إطار المبادرة التي قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فأولوياته ليست حل مشكلات الشعب اللبناني، وإذ أصبحت المحاصصة عنواناً لمنع التسويات، فإنها تُخفي ما هو أخطر من ذلك، ما يشي بأن الأمور ستبقى على ما هي عليه، إلى أن تأتي إشارة ما من إيران التي تنتظر بتوتر نهاية ولاية الرئيس دونالد ترمب وبدء ولاية خلفه جو بايدن، فيما تتلقى ضربات متلاحقة تهدد بالرد عليها تحت سقف سياستها المسماة "الصبر الإستراتيجي".

يدخل الرهان على إمكانية تبديل المواقف في باب التمنيات الطفولية، فالانقسام السياسي اللبناني حاد وعمودي. وموازين القوى الداخلية تميل بقوة لمصلحة التحالف المرتبط بإيران، خصوصاً أن "حزب الله"، نواة هذا التحالف هو المنظمة الوحيدة في لبنان التي تمتلك السلاح والموارد المالية (كل ذلك يأتي من إيران)، وهي بصفتها المذهبية الشيعية وبتحالفاتها مع قوى من طوائف أخرى، في مقدمها حزب رئيس الجمهورية ميشال عون، قادرة على الإمساك بمفاصل إدارية وقضائية وأمنية ومالية أساسية في البلاد، سمحت لها بتوزيع آلات سحب الأموال بالدولار الأميركي لمناصريها، ومن خارج النظام المصرفي اللبناني المأزوم.

في المقابل تعترض قوى وفئات كثيرة من تلك التي انضوت تحت لواء "14 آذار" وغيرها، على هيمنة "حزب الله" وحلفائه. لكن اعتراضها يبقى في إطار الموقف السياسي، ولا يمكنه الذهاب أبعد من ذلك، خوفاً من غرق البلاد في أتون حرب أهلية جديدة، قاسى اللبنانيون ويلاتها على مدى نحو 15 سنة، ونتائجها الوحيدة "المضمونة" الخراب الشامل.

وبين "الانهيار المتعمد" الذي تقوده القوى المتسلطة، وفق وصف البنك الدولي الذي تبناه مؤتمر باريس لدعم الشعب اللبناني، وانعدام التوازن السياسي الداخلي، تستمر حالة الجمود في المشهد اللبناني، ما يُحيل المسألة إلى أبعادها الخارجية. فإذا كانت إيران تمسك بمصير لبنان رهينة للتفاوض مع الأميركيين، وهو ما جربته مع الرعايا الأميركيين والغربيين في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، فإن الإدارة الأميركية تخوض معركة "الضغوط القصوى" ضد إيران، عبر العقوبات والعمليات الأمنية المحدودة، وأبرزها اغتيال الجنرال قاسم سليماني، كما تخوض حرب حصار مفتوحة ضد ميليشياتها، وأبرزها في المنطقة "حزب الله". وبدورها تواصل إسرائيل مطاردة رموز المشروع النووي الإيراني وتشن هجمات على المواقع الإيرانية في سوريا من دون أن تلقى رداً مزلزلاً وعدت به إيران منذ زمن طويل.

يصعبُ، بل يستحيل وضع هذا الجزء من المشهد "اللبناني" جانباً. لقد حاولت فرنسا ولا تزال إيجاد تسوية في لبنان من دون مقاربة دور "حزب الله"، بل بمراعاته. وهي في سعيها هذا تعتمد كثيراً على نوايا حسنة غير متوفرة في زمن الاحتكاك الإقليمي المصيري. وفي المقابل ترفض أميركا علناً مشاركة "حزب الله"، الذي تعتبره امتداداً إيرانياً، في إدارة لبنان، ما يجعل دعمها للمبادرة الفرنسية أقرب إلى رفع العتب، منه إلى انخراط فعلي في توفير شروط التسوية بالمعايير الفرنسية، التي يستند إليها السياسيون اللبنانيون، في تبرير خلافاتهم، لا في ترجمة تلك المعايير إلى وقائع.

يشبه البعض الواقع الحالي ببدايات الحروب اللبنانية عشية دخول القوات السورية إلى البلاد. انهمكت الإدارة الأميركية بقيادة وزير الخارجية هنري كيسنجر في تأمين شروط دخول تلك القوات لتقوم بمهمة ضبط منظمة التحرير الفلسطينية، بالاتفاق مع إسرائيل في ما سُمي يومها "الخطوط الحُمر". وكان كيسنجر يطمح لاحقاً إلى تطويع الرئيس حافظ الأسد في إطار مشروعه للسلام الذي سارع الرئيس أنور السادات للانخراط فيه. ولم يكن الأول ليعطي بالاً للتحرك الفرنسي الكثيف في حينه على خط دمشق بيروت، بل كان مُستخفاً بهم وبجهودهم للحل في لبنان. قال عنهم في اجتماع لمجلس الأمن القومي ترأسه الرئيس جيرالد فورد في 7 أبريل (نيسان) 1976، "إنهم قطيع من بنات آوى. جاءوا إلينا ناقلين طلباً سورياً أن نردع الإسرائيليين. إن الكاي دورساي مليء بالديغوليين الذين يمارسون سياسات ميكافيلية رخيصة".

وقال الرئيس دونالد ترمب علناً أشياء من هذا القبيل عن الرئيس ماكرون وقادة أوروبيين آخرين. ويسمح ترتيب الأولويات الأميركية في هذه المرحلة بالقول، إن واشنطن لم تبتعد كثيراً عن توصيفات كيسنجر للسياسة الفرنسية. فحتى 20 يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون الأولوية لمزيد من الضغوط المتنوعة على إيران وعلى حضورها في المنطقة، وستكون إسرائيل شريكاً لأميركا، فيما ستستعمل طهران كل ما يتوفر لها من نقاط "قوة واقتدار" للمواجهة، ولبنان القريب من إسرائيل هو أبرز هذه النقاط، فليغرق في أزماته طالما قادته أرادوا له هذا المصير، على الرغم من محاولات ماكرون ونواياه الطيبة.

 

عامان على رحيل موريس عواد... "هون الحكي ما بقا يفيد"

النهار/07 كانون الأول/2020

في مناسبة مرور عامين على رحيل الشاعر موريس عوّاد، ننشر، تحية لروحه، ما كتبه عنه الدكتور ربيعة أبي فاضل، من تقديم الكاتبة مارلين سعاده، وأيضاً ما كتبه الكاتب جوزف شهدا والكاتبة هبة سلهب الأشقر عن الراحل الذي نفتقد. 

خوابي الوفا المعتّقة عناقيدها، ولوّحها عمر من الصداقة والمحبة والصدق، سنة ورا سنة بتحكي قصتهن. سوا مشيو الطريق، سوا حلّقو بسما الشعر، وسكرت الحروف ع شفافن، ترافقو لآخر يوم عالمنبر، ولِمْ خلص مشوار موريس، صرخ ربيعة "الآخ" من قلب محروق ومشتاق. وكل سنة بهالذكرى، بترشح خوابي الوفا دموع، تتملّي كاس الشوق الموجوع. ومن سنين كان الحوار المثمر والتعلّق الطفولي بأرض الوطن والفكر والروح بين موريس وجوزف شهدا صديقو.

إذا الوطن غرق بدموعو ونسي، ربيعة أبي فاضل وجوزف شهدا ما نسيو شاعر من لبنان، عُرف بالتعلّق الطفولي بأرض لبنان، إلى حدّ صارت هي إمّو وبيّو، وكرّس كل حياتو للكلمة، ولِلّبْنَنِة: موريس عوّاد، حَقّو علينا ما ننساه.

مارلين سعاده

سنتين عا الغياب... ما رح ننساك

ربيعة أبي فاضل

يا موريس... سنتين عا الغياب، لكنّك حاضر بالقلب، وبالكتاب. الحِبر اللّي تركتو دَمّ عم ينبض، والصّوت الصارخ بعدو ب ها الفضا، ولبنان مشتقلك، وترابو، ملح الأرض، عم يندهلك... اغتنيت بمحبّة الفقر، وعشت العمر عم تخدم الهيكل، من قنّوبين لقانا، ومن الشطّ الأبيض للقرنة السَّودا، وما انطفت، بعد، الشموع اللي ضوّيتها ت ألله يحفظ لبنان، وها الجبال المقدّسة وها الساحل اللي تبارك بدعسات الرّسل، وألحان المتصوِّفين. 

من وقت اللي فتحت عينَين قلبك بغزير، عا المعرفة، رحت تفتّش عن بطل تَ يِحميلك ها الأرض المقدسة. رحت من صديق روحك المسيح، ليوسف بك كرم، لجاندرك، لسعيد عقل، لابن القلاعي... وبعد تجارب الأناشيد والمسرحيات، والروايات، وآخ الشعر، وقناديلو، انزويت بعزلة قاسية، واخترت الصمت، ورحت تحاور الشجر والعصافير... شو صرلك، إنت المعبّي البلاد بحضورو؟ ورحت حزين من ها الدني، خيفان عا الأرزات، وع المصير، وعا الدور التاريخي، وعا المستقبل! فضّلت الموت عا ها الحياة الزّفت، قلبك عا لبنان وقلوبن عا الحجار والدولار، ليل نهار!

ووصَّيت بـ"هادا هوّي الرجّال" قلت: "ضلّكُن فايقين، وخبّروا قصّتو (يوسف بك كرم) ،لولادكن، ت يطلع الضوّ عا لبنان، ونفتح شبّاك عا الشمس، وشباك عا الحرّية" ولَفتني العنوان (ص. ١٢)،Liban ma souffrance، وقولك إنّك مضيِّع بطل اللي بيلاقيه يطرح الصوت. أنت لقيت كرم، اللي حط حصرم بعينين بني عثمان، وإجرامن، لكن تغيّر الهوا، وفلّوا من الباب، رجعوا من الشبّاك، لا بقا في شبابيك للفتح، ولا بقا في حرية، صرنا عا الأرض يا حكم، عم نفتّش عن كبير يكون خادم، يجوع قبل شعبو، يغسّل بدموعو قهر الفقرا والمعذّبين... لكن، شوف شو فيك تعمل من فوق، هون الحكي ما بقا يفيد، وصار الشعر والفن أرخص من الفجل، ما رح ننساك، علّمتنا كيف بيكون طعم الكرامي.

الحرّيّي غربي كبيري

هبة سلهب الأشقر

 غربي من حياة خلِقنا فيها من دون ما نعرف كيف ووَين ومين وليش!؟

موريس الحريّي

موريس

اخترَق لحظة خَلقو

فَوّح العطر من تِمّ إمّو

موريس الحريّي

عَبَّر عَ طريقتو

موريس الحريّي

حكيت بلبنانيّتنا، عَبّرت بيسوعَك، اشتكيت بإيمانك...

موريس الحرّيّي

ترَبَّعْت عَ عرش النّقا...

امتلكت لَغْوَنة الإمّ، وشلَحتا قصايد من حبّ، وإيمان، وحزن، ولوم، وغيرة، وقسا، ودفا، وغمر حنان...قصايد المبارح واليوم وبكرا

شلحتا قصايد رسايل، رسايل متناثرا بهوا الحرّيّي

موريس الحرّيّي

حمِلت صليب لبنان، ومشيت عَ جلجلة الحرّيّي

الحرّيّي انكتبت للّي متلك...

بيتك تْعَمّر من وجع الحرّيّي، تْعَمّر من الشّعر بزوايا كلّ خبريّي، بوجّ كلّ عار وأسر وعنصريّي.

الحرّيّي عم تتنفّس دواوينك، وعم تِعْرَق مواج الذلّ...الحرّيّي عم بتعطّر الكرامي بطيب النّقا.

...شكرًا موريس

شكرًا يا ربّي اللّي خلقت موريس من دون ما تسألو

جبلة كرامي وحرّيّي

قمح السّلام بلبنان

من كفرغربي عَ كفرسما

جوزف شهدا

صباح السّما موريس، كيفك فوق، أكيد مش بردان، حضن الله دافي، ومن بعدو حضن الإمّ.

أنا بعدني تحت "فوق الأرض" متل ما كنت تقول. بس كمان "إجر بالمقبرة وإجر برّا ويا ويل اللّي بدّو يِدْعَسلي عَ إجري اللّي برّا".

موريس...

 قبل مَ إكتبلك، اتّصلت بِـ "ديوان" عمرك نجاة، ردّ عليّي "قصيدتك" أدون، سألتو كيف حالك؟ قلّلي "بعدْني فوق الأرض". عَطاني نجاة، اطّمّنت عْلَيا، تمتمت بصوت حزين: "سنتين برق كأنّن اليوم، مش قادرا إنسى راسو المسقّع اللّي حرَق ايدي، بَعدا ايدي مسقّعة لهلّق". وخبّرِتني إنّو عمْ تكتبلك كلّ يوم، ورح تضلّ لحتّى تلتقو.

 إبنك ملكارت ما كان بالبيت عندك، كان ببيتو "وعا دعساتك ماشي" ليطالب بالحريّي. والشّباب اللّي بتحبّن وبيحبّوك، أكيد عم نتواصل معُن ويتواصلوا معك. يوسف وربيعة وجورج اللّي كنت تسمّي البطل وغيرن ...

 موريس، ما بعرف شو بدّي قلّك عن أغنار، وقنديل السّفر، وآخ، وولادك الباقيين... بس بعرف إنّو مشتقلك لحدّ الوجع...

 عا ذكر "الوجع"، بتذكّر لمّن مرّا كنّا عمْ نسكَر بشِعْرَك، حكينا عن حرف العين، قلتلّك كيف واو الجوع بتنطّ لَوَرا وبتصير وجع، والعدالة عهر وعار وعربدة. سَكّتّني وقلتلي ما تزعل: "عين العدرا نطّت لَقدّام وصارت بآخر يسوع"، وهون عطيت قيمة لحرف العين...ضحكنا وكان حديثنا بعدو بدينيّي.

 من هون عرفت إنّك مفصّل ايمانك عَ قياسك. وأكّدتلّلي هالموضوع لمّن صرَخت: "لازم نهدم "التّصويني" ونكسّر الحواجز بيننا وبين الله".

"أنا يا جوزف لمّن صارت علاقتي بِ الله علاقة "خوش بوش"، صرت حسّ في أكتر وإستطعم عَظَمْتو وشمّ مجدو، ومش ناقصني إلّا شوفو".

انشالله يا موريس تكون طْلعت من كفرغربي عَ كفرسما وتكون شفتو لَ الله.

من تحت، خيّك جوزف.

 

هديّتان إرهابيَّتان لفارس سعَيد في عيد ميلاده

إيلي الحاج/أساس ميديا/الثلاثاء 08 كانون الأول 2020

تلقى فارس سعَيد في عيد ميلاده هدية هي عبارة عن شكويين قضائيتين في حقّه من منظمة تلاحقها تهمة الإرهاب وتنسب نفسها إلى "الله". شملت إحداهما الموقع الرسمي لحزب آخر وجد نفسه في موقع واحد مع الرجل الذي جهد رئيس ذلك الحزب لإخراجه من الحياة السياسية عند أوّل فرصة انتخابية سانحة.

كانت تلك الفرصة محاولةً اغتيالٍ سياسية في عزّ "تسوية" قدمت الجمهورية، من رئاستها ونزول، في لحظة تخلٍّ، إلى الحزب التابع لدولة أخرى والذي يؤمن بالعنف، الجسدي المُسلّح، ضدّ من يخالفون رأيه أو مصالحه، بدليل تاريخه وأحكام وإثباتات، لا ينكر هو بعضها، على أدواره في لبنان والمنطقة العربية والعالم.

فارس سعَيد ابن البيت الدستوري لم يفعل يوماً سوى شجاعة الموقف والتمسك بالدستور، وإن كان يُنتهَك يومياً، وبوثيقة الوفاق الوطني، وإن لم تُطبّق إلا شذرات منها حتّى اليوم، بدءاً من البند الأول: "حلّ الميليشيات"، التي استُثنِيَت منها ميليشيا سوف تتغوّل لاحقاً خلال ثلاثين سنة وتبلع دولة لبنان وتدمّر حياة أهله وثقافتهم ونمط عيشهم، وتفصلهم عن مجالهم الحيوي في العالم، بغربه وعربه، وبشرعة حقوق الإنسان، لا سيما حقه في حياة حرة كريمة.

رجلٌ من غير مدرسة. يعيد تثمينه لثقافة ديمقراطية المجتمعات الطائفية المنفتحة إلى أصدقائه سمير فرنجية ومحمد حسين شمس الدين وهاني فحص

ولا حرية ولا كرامة لمن يُضطر إلى التسوّل. لذلك لم توفر المنظمة وسيلة، مع المجموعة التي ركّبتها على كراسي الحكم، في سبيل تحويل المواطنين اللبنانيين مجموعة شحاذين متلهّفين لمساعدات، فاقدين القدرة والإرادة على إنقاذ وطنهم من الاحتلال المُقنّع.

استولت المنظمة على لبنان بالدم والنار، بالتهويل والسياسة، بالعصا الموجعة وجزرة المناصب المُغرية والألقاب. كثيرون انقلبوا على ذواتهم ومبادئهم وتاريخهم وقبلوا. فارس سعَيد، وقلّة من السياسيين، لم يقبل.

ولطالما قابلوه بالاستخفاف: من أنتَ؟ ماذا تمثل؟ عندما تجتمع أكبر قوّتين مسيحيتين تشكلان 68 في المئة من الأصوات؟ يقول لهم: "إعرف عدوّك"، فيجيبون: "إعرف حجمك ووزنكَ. ما عادت موجودة "قوى 14 آذار" وما عدتَ أمينها العام. اذهب إلى بيتك حضرة النائب السابق. القضية بين أيدٍ أمينة".

تدمير لبنان مسؤولية المنظمة المسلّحة في خدمة الخارج. تدمير القيم في التعامل بين الناس مسؤولية بعض الزعماء.

فارس سعَيد أحببناه أم لا هو قيمة في ذاته.

رجلٌ من غير مدرسة. يعاد تثمينَهُ ثقافةَ ديمقراطيةِ المجتمعات الطائفية المنفتحة إلى أصدقائه سمير فرنجية ومحمد حسين شمس الدين وهاني فحص. خصوصاً سمير فرنجية الذي درج فارس سعَيد على مفاجأته بقالب كاتو وشمعة في عيد ميلادهما الذي يصادف في اليوم نفسه، بفارق 12 سنة. معلّموه هؤلاء كانوا ولا يزالون مثالاته الأعليين في وضوح التفكير. طوّروا فيه روح التمرد والخروج على المفاهيم السائدة في بيئته. هو المنحدر من عائلة جبلية مارونية تقليدية، والمجروح في عمقه ككل أبناء جيله بحروب لبنان الطويلة، الأهلية وغير الأهلية، خرج باكراً من الانطواء الطائفي على الذات وشيطنة الآخر. في جلسات حوار لإنجاح قرار البطريرك نصرالله صفير مقاطعة انتخابات 1992 كان نشاطه السياسي الأوّل في لبنان في إطار "المؤتمر الدائم للحوار اللبناني" بإدارة سمير فرنجية الذي أدهشه بحكمته في تقريب المسافات وحلّ الخلافات العميقة بين يساريين سابقين يعبرون عن أفكارهم بشجاعة، ومسيحيين يطرحون بوضوح مخاوفهم وتصوراتهم لحلول وهمية، كما هي حالهم اليوم.

تدمير لبنان مسؤولية المنظمة المسلّحة في خدمة الخارج. تدمير القيم في التعامل بين الناس مسؤولية بعض الزعماء. فارس سعَيد أحببناه أم لا هو قيمة في ذاته

كان سمير فرنجية يعرف أن يُخرج من الحوارات خلاصات توافقية ذات طابع معنوي أخلاقي يُجمع عليها المشاركون، ويتعامل مع الأضداد المختلفين، أكان في جبيل أم في جبشيت، من موقع المُربّي الموجّه والمُعالج النَفسي على السواء. من وقتها صار جاره، زمن الولدنة في حي المتحف، أستاذه، وورثا عن عائلتيهما صداقة جعلاها أعمق وأقرب.

قبل ثلاث سنوات رحل سمير فرنجية مقتنعاً بأنّ "حزب الله" انتهى لأنّه لم يعد لديه ما يقدمه غير تكرار نفسه. هنا مكمن خطورة بالغة على فارس سعَيد الذي يبدو أنّه صار مزعجاً أو مقلقاً للتنظيم المؤمِن بالعنف، من خلال الحركة السياسية لطبيب القلب السابق والنائب السابق، وليس فقط بتغريدات ضدّ ما يسمى "حزب الله" وحلفائه، يدأب على إطلاقها فجراً على "تويتر" والناس نيام.

الرجل الذي لا يرتاح ولا يهدأ بين بيروت وقرطبا وجرود جبيل تكمن خطورته، على الأرجح، في أنّه مؤسّس نظري لإطار يرى الحزب أنّه يمكن أن ينقضّ سياسياً على سلاحه، لتحرير لبنان من الهيمنة الإيرانية على قراره ودولته عندما تلوح فرصة مناسبة. كما أنّه يمثل نقيضاً لرئيس الجمهورية ميشال عون وتياره في الهوية وسياسة "تحالف الأقليات" - خلافاً لحزب القوات – ويتمتّع بعلاقات وطيدة داخلياً مع الكنيسة المارونية التي أقنع بطريركها بشارة الراعي بالتوجه إلى المملكة العربية السعودية، وبامتدادات عربية وغربية من خلال موقعه السابق في الأمانة العامة لقوى 14 آذار.

والمنظمة المدّعية مباشرة على سعَيد، وضمناً من خلال محامين قدموا شكوى أخرى ضده بتهمة الترويج للتطبيع، لا ترى موجباً في عقيدتها وممارستها وتاريخها للتوقف عند شيء اسمه قضاء وقانون، في لبنان أو في المستوى الدولي. أي إنسان لو كان محل فارس سعَيد سيُدرك أنّه مهدّد جدّياً والمسألة ليست مزحة إطلاقاً. بعض الموارنة يُقتَلون لقطع الطريق أمام وصولهم إلى قصر بعبدا.

 

قصة قصيرة: الشيعة دورة موت بين حياتين!

 ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال/07 كانون الأولف/2020

يحاكي الواقع اللبناني صوراً غير إنفصاليّة عن مجريات التاريخ، ويكتب بقلمه مفترق مفصلي، بين حقبة وأخرى، ينضوي ضمن جداريّات ووثائقيّات تبديل الأمم، الأمم التي يحسبونها أنّها لن تنتهي، وهي ما وُلدت إلّا لتنتفي، ويبقى منها بعض ما ستعرّج على ذكره النصوص، هي قصّة قصيرة وشرح تفصيلي عن الواقع الشيعي، والعبرة في الخواتيم …

عقب إغتيال “مصطفى بدر الدّين”، المعاون الأمني لِ “حسن نصر الله”، وبدء تكشّف ملابسات وتفاصيل القضيّة في الأوساط الشيعيّة، وذلك عبر إحدى الصّفحات التي يُديرها نجل “بدر الدّين” شخصيّاً، بمحاكاة سرديّات أبعدت الشّبهات عن مالك الصفحة الّتي إتّهمت “نصر الله” و “حزب الله” و “قاسم سليماني” بتخطيطهم المُسبق للعمليّة، وعملت على بثّ الرّيبة في الصّف الأول لدى قادة “حزب الله”، بعد أن تحدّر نعته في بيئته، وقتذاك، بِ “حزب العوائل” …

لم يكن غريباً ما جرى، ففي الفترة الأخيرة لم يتوانَ “بدر الدين” عن تهزيئ شخص “نصر الله” في جلساته، بعبارات تسخيفيّة، نظراً لمشاكل قديمة فضّل الأخير فيها “عماد مغنية” على “بدر الدين”، ولهذا سارع الحزب إلى تسكيت أصوات المعارضين، الّذين يُعدّون من نواته؛

وكما هو المعلوم بأنّ “بدر الدين” كان يحوطه ثلّة من مسؤولي وسياسيّي “حزب الله” يتمتّعون بإمتيازاتٍ تفضّلهم عن غيرهم من نظرائهم، حيث لمعت نجومهم عقب مقتل “مغنية” عام ٢٠٠٨ …

ما برح أن شاع خبر مقتل “مصطفى بدر الدين”، حتى سارعت إيران بتوجيه أمرها لحزب الله بتعيين “أبو مصطفى الأشقر” مكانه في منصب المعاون الأمني المرمّز ب “١١٠”، ليُصار حينها إلى إقصاء “عباس رعد”، الشهير بِ “سراج”، وهو إبن النائب “محمد رعد” وذي التاريخ الدّموي الحافل، عن العزّ -على حساب السوريّين الأبرياء- الّذي كان يحظى به في سوريا، والممنوح من قِبل “بدر الدّين”، ليتحوّر إلى يدي “مصطفى عماد مغنية” الشهير بِ “وحيد”، بمثابة تبدّل العوائل داخل ما أسمته حاضنة حزب الله بِ “حزب العوائل”، والوقود هم الضعفاء …

كرديفٍ يُضفي الحلاوة على إيقاع البطولات الدّونكيشوتيّة، لا بُدّ أن نستذكر النائب “محمد رعد” الّذي رفض وجود زجاجة نبيذ على مائدة الرّئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، وتمّ إنكار هذا الأمر من قِبل “عباس فنيش”، الصحافي السابق في قناة المنار، في حين أنّ “رعد” لم يرفض أن يكون وأبناءه ممّن ينتشون ويسكرون على دماء أطفال سوريا وبوجه الخصوص في منطقتي “الحجيرة” و “عقربا” …

يأتي طرح هذه الجدليّة في خضمّ التّخبّط الشيعي في لبنان، فهي بكلٍ ما تحويه من دلالات، لا تربأ عن تجسيد التّوصيفين الشائعين للحزب، الإحتلال الإيراني، وحزب العوائل؛ فبالأولى نعم ! هو إحتلّ العقول والأرض والمقدّرات وهيمن على مفاصل البلد، وبالثّانية يكون توكيد ما تعايشه البيئة الشّيعيّة بجميع مستوياتها وأطرافها، من شظفٍ للعيش ورهابٍ دائم، بمفارقة واحدة، هي تعدّد المحاور، وإجتماع الوعي بفئةٍ معيّنة …

إن رمق مناصرو إيران وحزب الله عمق ما يجري بمنظارين، منظار داخلي يُدرك الوقائع، ورؤية خارجيّة تُثبت لهم أنّهم مجرّد أدوات، سينتهي كلّ شيء، خاصّةً إن وجدوا الفروقات بينهم وبين المجتمع اللّبناني، حيث يطمح الفرد بذكر إسمه في التاريخ، ووصول الأمجاد، وركوب مسار التطوّرات والتّعاليم بمختلف مندرجاتها، على عكس تكهّل إطار بيئتهم، وإنتشار الجهل فيها على كافّة الصّعد …

لنتوقّف ولو لبرهة، وننظر أنّ تأسيس حزب الله جاء عام ١٩٨٢ بأجندة إيرانيّة واضحة، بصورة علنيّة في لبنان، ومبطّنة في الشرق الأوسط والشّق العالمي، برأس حربة شيعيّة، وآيديولوجيّة فارسيّة، رافقت الشّيعة في لبنان وتنامت يوماً بعد يوم، مع توسّع ظاهر دولي، أقبض على مصائر الشيعة، حزباللهيين وأحرار مستقلّين …

إثر الوجود الفلسطيني في لبنان، وبظلّ أوج قوّته وهيمنته على القرار السّنّي فيه، وغياب تأثير الكلمة المسيحيّة، وبروز الطابع الشيعي المتحكّم بإيران، عقب الثورة الخمينيّة، ومع إنسيابيّة أطلال الطّموحات الإيرانيّة في إعادة أمجاد “كسرى”، تزامناً مع الخراب اللبناني الحاصل بوقتها، إرتأت إيران بثّ نفوذها في لبنان عبر الطائفة الشيعيّة، المهيّأ شارعها بآثار “موسى الصدر”، الدينيّة والعسكريّة، بآليّة إعتمدت مبدأ الخفاء قبل أن تُشهر إلى العلن، ومشاورات واسعة ورصد إستخباراتي مطوّل، كان الحجر الأساس لما وصل إليه الأمن العالمي، بشموليّة طغت على جميع الأصعدة …

يسير حزب الله بالأمر الإيراني، مُذ إنشائه حتّى اليوم، وعاونه في البدايات الحرس الثوري الإيراني في لبنان، بالجانب التدريبي والتسليحي والعقائدي بشكلٍ أدخل على الفكر الشيعي تغييراتٍ جذريّة، فهجّنها، إلى جانب الموروثات الدّينيّة، ورغم الشعارات العريضة، إنقسمت الطائفة الشيعيّة عاموديّاً حيال التدخل الإيراني في لبنان، وكان هذا الشّقاق تظهّر من أوّل دقيقةٍ وطئ الحرس الثوري فيها الأراضي اللبنانيّة، لكنّ العقل الإرهابي، بالذّراع الأمني والمخابراتي، كان أقوى من شجاعة ونباهة المعترضين الشيعة، بسهم رئيسي هو بروباغاندا إعلاميّة واسعة، حجب أصوات الشيعة المناوئين، عن معرِض الذكر وصدد الصدارة، ساعده فيها الدعم الإيراني مقابل الوهن اللّبناني …

خفتت الأصداء الشيعيّة المطالبة بالرحيل الإيراني عن لبنان، لكنّها لم تتبدّل، وذلك إبان موجة الحملات الإعلاميّة المتعاقبة والمتواصلة المُعنونة بعمليات لحزب الله، قاحلة المضمون غنيّة المظهر، أي بمعنى أدقّ، للإستعراضات فقط، مهما كلّفت من دماء، بل وجب أن تُكبّد الدماء، لربط الشارع الشيعي أكثر فأكثر بإيران عبر حزب الله، وهذا ما أجّج شعور الإحباط لديه، فمنهم من هاجر، ومنهم من ما زال يخاف على مستقبل لبنان بوتيرة تتزايد يوماً بعد يوم، وساعةً تِلوَ ساعة، لأسبابٍ جمّة وخانقة

كما سائر دول الجنوب، تشغل الجالية اللبنانية جميع أرجاء العالم، وتُعنى بشؤون حوالي ثلاثة أضعاف سكان لبنان، وقسمٌ كبيرٌ منهم هم أبناء الطائفة الشيعيّة، نظراً للأحداث التي ما برحت تمرّ قُبيل وبعد الحرب اللبنانيّة عام ١٩٧٥؛

على غرار الذّكر الآنف للتّموضع اللّبناني، ينقسم الشارع الشيعي في لبنان إلى خمسة أقسام، تتفرّع لفئة مؤيّدين ومناصرين ومنخرطين في محور حزب الله وإيران على الأراضي اللّبنانيّة، يقابلهم في الضّفّة الأخرى أحرارٌ مستقلّون ينشطرون لجناحين، صامت متخفّي، ومعارض علني، جرّاء التضخيم الإعلامي الّذي يتمتّع به الحزب، ليوازيهم في بلدان الإغتراب ذات المنحى الإنتشاري، ما عدا شريحة الصّامتين، وذلك لحرّية الرأي ووجود الدّولة في تيك البلدان، فتكون المحصّلة الصفائح الخمس …

لم ينصف القدر من رفض فرض وجود حزب الله من الشّيعة اللبنانيّين، لينالوا نصيب ما إقترفت أيدي الحزباللهيّين، وذلك لتلاشي قدراتهم في أمام إيران ودعمها لأذرعها الشّتّى، بفارقٍ شعوريّ يُعدّ هو القضيّة الجوهريّة، حيث يرتاب الخطّ المعترض بأجنحته كافّة، على ضياع لبنان المحفور في المخطوطات البابليّة، وتمدير كيانه من قبل حزب الله، وإنتزاع هويّته العربيّة المنفتحة على الثقافات بإختلاف أنواعها، وتقويض دبلوماسيّة البلد من جانب الدّول التي لطالما رعته، بسبب إرهاب حزب الله، وإنهيار جماله وإقتصاده على يدي حنقه، المكتوم القيد الإنساني، وغير الموجود في لوائحها، إضافةً إلى الخوف الشّديد من نظرة العالم والشعوب له، فقط لأنّ القرار الشيعي يسيطر عليه الحزب، مع العلم هو لا ينتمي له، ولربّما هذه متلازمة بات يعيشها، أو حقيقة تجلّت بفائق عُهر الميليشيا الإيرانيّة، أجبرت الدول على الحذر من كل متحدّر من هذه البيئة، بصورة مضاهئة لها لدى المغتربين، لا تنفصل ولا تتأطّر تفاصيلها عن الموجودين على الأراضي اللّبنانيّة …

في سياقٍ متّصل، الظروف القاهرة في لبنان، وفي المناطق التي يسيطر عليها حزب الله، وتُصبغ بصبغته، لأنّه يعيش على اللّادولة، أرغمت الكثيرين من الّذين لا يطيقون وجوده، على التّماهي التمثيلي معه، أي التملّق له، خشيةً من إنقطاع أرزاقهم وكيل تهم التخوين والشّذوذ عن الأفق -مع العلم أنّ شذّاذ الآفاق تليق بحزب الله- إن إرتسمت ملامحهم الحقيقيّة لدى الكنتون الحزبي، وهذا ما دفعهم لأن يخونوا قناعاتهم وآرائهم ويرتضوا على أنفسهم الكذب، بهدف الإستمراريّة، ولو المتواضعة أو شبه المعدومة في الحياة …

هي الفرصة الأخيرة، في مخاطبة الوجدان الإنساني لدى الشّارع الشيعي بأجنحته، ليس بمعرِض لغة الطّوائف، بل بمعرِض أنّهم هم الخصم وهم المحكوم عليهم، ولا ممّن يصنّفونهم كأعداء، بل ممّن يُعجبهم قولهم في الحياة، ويرسمون إزدواجيّة الكارما بين قلوبهم وظاهرهم، وهم ألدّ الخصام …

كفى للمكارثيّة بالإتّهامات، إنّه الرّمق الأخير، عودوا لوطنكم !

 

قآاني يجول والصدر يرتب "البيت الشيعي"!

محمد قواص/سكاي نيوز/07 كانون الأول/2020

يتحرك إسماعيل قآاني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، صوب العراق ولبنان، حيث لإيران فصائل وأتباع. تقول الروايات، وهي لا شك تسريبات إيرانية لها مقاصدها.

إن الرجل التقى بالفصائل في العراق وأقنعها بتمديد الهدنة التي أعلنتها سابقا لوقف استهداف مصالح أميركية (خصوصا السفارة في بغداد)، وإنه في زيارة "سرية" أخرى إلى لبنان التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله طالبا منه عدم قيام حزبه بأي أنشطة من شأنها استفزاز إسرائيل.

وعلى الرغم من ركاكة تلك التسريبات، إلا أن هدفها تقديم إيران بصفتها الطرف الممسك، حصرا، بقرار الحرب والسلم في العراق ولبنان من جهة، وبعث رسالة إلى العالم، لا سيما الولايات المتحدة، بإدارتيها، الحالية، وبالأخص المقبلة، بأنها، إذا أرادت، صانعة للسلم ورادعة لما يمكن أن يشكل أخطارا على المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة. لا يستحق طلب خفض التوتر أو التصعيد من فصائل إيران في البلدين أن يقوم خليفة قاسم سليماني بزيارة البلدين و "التباحث" مع الحلفاء، ذلك أن أمرا عسكريا كهذا، مثله مثل أي أوامر أخرى سابقة، تصدر من خلال قنوات الاتصال.

وواقع الأمر أن زيارة الجنرال المعلنة للعراق، والتي شملت لقاء مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والزيارة السرية، المسربة أخبارها، إلى لبنان، هدفها تنسيق التحركات العسكرية المحتملة لإيران وفصائلها، والتلويح للعالم بالأيادي الضاربة التي تمتلكها طهران في البلدين مرورا بسوريا، بعد أيام على قيام الحوثيين، بصفتهم قوة ضاربة لإيران في اليمن، باستهداف صاروخي لمنشأة لآرامكو في جدة في السعودية. وفي لقاء قآاني برئيس وزراء العراق ما يراد له التأكيد أن إيران ما زالت تتعامل مع العراق بصفته محافظة إيرانية تدار من خلال جنرال، وأن لقاء قائد الفيلق بالكاظمي (والذي وصف بأنه كان عاصفا) هو القاعدة، فيما زيارات وزير الخارجية والسفراء هو الاستثناء. وجولة الرجل، في بعديهما العراقي واللبناني، تدبير مطلوب هدفه أن توجه طهران رسائل جديدة للعالم بأنه في بغداد وبيروت فإن "الأمر لي".

لا تتشكل حكومة في لبنان طالما أن حزب الله لا يعطي الضوء الأخضر لذلك. والضوء الأخضر الأصلي تمنحه وتحجبه طهران. وما المعرقلون المعلنون لتشكيل تلك الحكومة، سواء ميشال عون الرئيس أو جبران باسيل الصهر أو غيرهم، إلا أعذارا تختفي حين تريدها إيران أن تختفي. وما تحرك السيد مقتدى الصدر و "سراياه" في العراق، إلا مفصل جديد تشجع عليه طهران من أجل استعادة الشارع في البلاد وإعادة العراق إلى السكة التي تمتد صوب إيران. فإذا ما أراد اللبنانيون والعراقيون إقامة دول طبيعية التواصل مع العالم والجوار، فإن ذلك لا يتم إلا من خلال إبرام الصفقات مع طهران.

يضرب الصدر على الطاولة وتهاجم "سراياه" المعتصمين في الناصرية فتقتل منهم من تقتل تاركة لحكومة الكاظمي عدّ القتلى ومداواة الجرحى وتشكيل اللجان التي لا تنتهي للتحقيق. تريد طهران أن تنتهي من ظاهرة الشارع في العراق بعد أن تم لها ذلك في لبنان وتم لها ذلك بالقوة القهرية الساحقة في إيران. لا يطيب لطهران حديث الدولة والمواطنة والسيادة والاستقلال ومكافحة الفساد، فذلك رجس من عمل الشياطين والعملاء.

يكمن ترياق مقتدى الصدر في العودة إلى "ترتيب البيت الشيعي"، وتذكير الشيعة في العراق بأنهم شيعة، وعنوان الشيعة الوحيد هو إيران، قبل أن يفكروا في أن يكونوا مواطنين لبلد مستقل إسمه العراق.

وإذا ما نجحت أحزاب إيران الدينية في العراق في ترتيب "بيتهاالشيعي"، فإن ذلك قد يعيد ترويج تمارين لترتيب البيتين السني والكردي على النحو الذي اعتمد منذ الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003. وفي ذلك تحضير للتعامل مع جو بايدن العارف الجيد بأحوال العراق، وهو الذي تبرع يوما بمشروع لتقسيم العراق إلى أقاليم ثلاث، شيعي في الجنوب، سني في الوسط، كردي في الشمال.

وفي التأجيل الملتبس لمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وفي الحركة العسكرية الأميركية (انسحابا من أفغانستان والعراق أو تحريكا لقاذفات  B-52 العملاقة ولحاملة الطائرات الأكبر في العالم USS Nimitz صوب المنطقة) ما يرفع من منسوب التصعيد ويروّج لسيناريوهات حول الأمر. لا تستبعد إيران هذا الاحتمال ولا يقلقها كثيرا، ذلك أن أي ضربات جديدة ستضاف إلى ضربات تلقتها خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك تفجير مفاعل نطنز واغتيال جنرالها لتصدير الثورة قاسم سليماني وقائد مشروعها النووي الطموح محسن فخري زاده.

لن تحيد طهران عن بوصلتها في عقد صفقة كبرى مع إدارة بايدن في واشنطن. من أجل ذلك لن تنجر إيران إلى الحرب التي تريدها إسرائيل (وفق ما تردده طهران). وسيجول قآاني مبردا حمية أتباع "حرسه الثوري"، موحيا، بالتصريح والتسريب، أن على واشنطن أن تضع على طاولة أية مفاوضات أن إيران رقما صعبا في مسائل السلم والحرب والقلاقل والاستقرار في المنطقة. بيد أن المراقب لحسابات إيران لا بد أن يستنتج بسهولة أن "الصبر" في حياكة السجاد -الذي لطالما وصفت به سياساتها- تفضي يوما بعد يوم إلى تقادم الصنعة وفناء الحائكين.

 

هل تغيرت قواعد اللعبة؟

غسان شربل/الشرق الأوسط/07 كانون الأول/2020

هل اصطدمَ برنامج «الانقلاب الكبير» الذي أطلقته إيران الثورة قبل أربعة عقود بصخور الواقع الدولي والإقليمي؟ وهل يتحتَّم على النظام الإيراني الحالي تجرُّع مرارة إعادة النظر في الأحلام الكبيرة التي هندسها وروج لها؟ وهل تستطيع طهران تقبل واقع أنَّ الأوراق التي تستطيع تحريكها اليوم أقل من الأوراق التي كانت في حوزتها قبل سنوات؟ وهل عليها الاعتراف بأنَّ سنوات دونالد ترمب أحدثت تغييراً لا يمكن إنكاره في الملفات المتعلقة بها؟

الشرق الأوسط حقلُ أسئلة لا تعثر دائماً على إجابات. هل يمكن أن نستيقظ ذات صباح على نبأ انغماس انتحاري مؤيد لإيران في سفارة أميركية أو موقع أميركي والتسبب بسقوط عشرات الضحايا على غرار ما حدث سابقاً على أرض لبنان؟ وهل تستطيع إيران تحمّل تبعات ممارسة من هذا النوع نجحت في تمرير شبيه لها سابقاً؟ وهل يمكن القول إنَّ اللغة التي اعتمدها ترمب في مخاطبة إيران حرمتها من القدرة على توجيه مثل هذه الضربات إلى أميركا حتى لو غاب ترمب؟

تبدو معادلات القوة في ختام ولاية ترمب غير ما كانت عليه قبل دخوله المكتب البيضاوي. هل تغير شيء ما أم أنَّ قواعد اللعبة تغيرت؟ هل تستطيع إيران إطلاق صواريخها على ميناء حيفا، وهل يستطيع حلفاؤها احتمال عواقب ذلك؟

واضح أنَّ الوضع في المنطقة اليوم يختلف تماماً عن الظرف الذي أتاح لإيران تفجير السفارة الأميركية في بيروت أو مقر «المارينز» فيها. واضح أنَّ الوضع مختلف أيضاً بالنسبة إلى إسرائيل. هل تستطيع إيران اليوم مثلاً تكليف «الجهاد» و«حماس» بإطلاق موجة من العمليات الانتحارية في العمق الإسرائيلي؟ وهل يستطيع لبنان الغارق في الانهيار احتمال حرب جديدة مع إسرائيل، وهل يستطيع النظام السوري احتمال انطلاق الصواريخ من أرضه؟

من التسرع القول إنَّ إيران فقدت كل أوراقها. لكن الواضح أنَّ شيئاً ما قد تغير في المنطقة. كان ملفتاً أن تتخلى إسرائيل عن حذر التزمته منذ سنوات في موضوع الضربات التي توجهها إلى أهداف إيرانية على الأرض الإيرانية. ملابسات اغتيال العام النووي البارز محسن فخري زاده المسربة خطرة قبل أن تكون مثيرة. خطرة لأنَّها ضربة من النوع الذي يستحق الرد، خصوصاً في نادي الدول التي تراهن على القوة وصورتها. الأمر أبعد من إثبات أنَّ يد «الموساد» طويلة. الأمر يشبه دعوة إلى المبارزة المكشوفة، أي الحرب.

اختارت إسرائيل لدعوة المبارزة هذه توقيتاً بالغ الصعوبة بالنسبة إلى إيران. المواجهة الواسعة بين إيران وإسرائيل مع وجود ترمب في البيت الأبيض تفتح الباب على أخطار كثيرة بالنسبة إلى طهران. ترمب صانع ألعاب ومفاجآت. قد يختار الأسابيع الأخيرة لقلب الطاولة إذا عثر على العذر المناسب. وإيران تريد الإقامة على حافة الحرب مع أميركا لكنَّها لا تريد الانزلاق إلى الحرب. تعرف أنَّ مواجهة عسكرية مفتوحة مع أميركا «تعني أنَّ أميركا ستعيدنا عقوداً إلى الوراء وستنسف جزءاً من إنجازات الثورة. لهذا اسمح لي أنَّ أقول لك إنَّك تسأل عن الحرب التي لن تقع»، بحسب ما قال أحد مسؤوليها ذات يوم.

تملك إيران القدرة على إمطار إسرائيل بالصواريخ. لديها صواريخ تأتمر بأوامرها في سوريا والعراق ولبنان. لكن الأمر بانطلاق الصواريخ يطرح السؤال عن الساعة التالية. يصعب الاعتقاد أنَّ أميركا، وبغضّ النظر عن اسم ساكن البيت الأبيض، يمكن أنْ تتخذَ موقف المتفرج في نزاع من هذا النوع. يضاف إلى ذلك أنَّ الحرب التي تشنُّها إسرائيل على «التموضع» الإيراني على الأرض السورية أظهرت بدورها حجم التفوق الجوي الإسرائيلي. وهذا يعني أنَّ المسألة لا تتعلَّق فقط بتوجيه ضربة أولى، بل بالقدرة على الاستمرار في توجيه الضربات واحتمال الخسائر. وما كان لسلاح الجو الإسرائيلي أن يبدوَ في هذه الصورة لو اختارت روسيا إقفال الأجواء السورية في وجهه. القبول الروسي بالحرب التي تشنُّها إسرائيل على إيران داخل الأراضي السورية يشير بدوره إلى أنَّ الانتشار الإيراني في الإقليم، ليس بالضرورة موضع ترحيب من الدول الكبرى حتى تلك التي تشاكس أميركا أو تنافسها.

هذا الوضع المتوتر مرشح للاستمرار. لا يكفي أنْ يغادرَ ترمب البيت الأبيض لتستعيد إيران طمأنينتها. المسألة أكثر تعقيداً. ما فعله ترمب سيترك آثاره الواضحة على الملف الإيراني. بإخراجه بلاده من الاتفاق النووي مع إيران طرح ترمب موضوع السلوك الإيراني برمته والذي يشكّل السلاح النووي جزءاً منه. تبدو نتائج ما فعله ترمب واضحة في المقاربتين الفرنسية والألمانية للموضوع. نتحدَّث هنا عن دولتين عارضتا خروج ترمب من الاتفاق، وحاولتا التمسك به بكل الوسائل. تشدد الدولتان اليوم على أنَّ أي إعادة للاتفاق إلى الحياة تمر بالضرورة بمناقشة ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية ورعاية طهران الميليشيات في خرائط عدة.

دعوة إيران بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي انطلاقاً من رفض أي تفاوض جديد حوله موقف لا يمكن أن يفتحَ الباب. بايدن نفسُه يدرك أنَّ مشاركة دول المنطقة، وفي طليعتها السعودية والإمارات، ضرورية في أي مفاوضات شاملة مع إيران. وإذا أخذنا في الاعتبار العلاقات التي قامت بين إسرائيل من جهة، والإمارات والبحرين من جهة أخرى، ندرك حجم التغيير الذي طرأ على المشهد في المنطقة. تغيير لا يصبُّ في مصلحة إيران.

ألحق ترمب أضراراً كبيرةً بالنظام الإيراني. فرض موضوع السلوك الإيراني في العالم والمنطقة بنداً صريحاً في أي مفاوضات مقبلة. ألحقت عقوباته أضراراً واضحةً بالاقتصاد الإيراني الذي تكشفت هشاشته. غيَّر لغةَ التخاطب معلناً أنَّ إيران ستدفع ثمن أي تحرش عسكري بأميركا. سلَّطت إدارة ترمب الضوء على أنَّ إيران لا تملك حلولاً تقدمها للدول التي ترابط في عواصمها أو داخل قرارها كما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان. وبدا واضحاً أنَّ سياسة تحريك الوكيل الحوثي تسببت هي الأخرى في تصاعد القلق من برنامج الانقلاب الإيراني. وحدها الشهور المقبلة ستكشف ما إذا كانت طهران ستسلّم بتغير قواعد اللعبة.

 

الثابت والمتحول في مواجهة إيران

سام منسى/الشرق الأوسط/07 كانون الأول/2020

أي مقاربة للحرب المعلنة حيناً، والمخفيَّة أحياناً بين إيران من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى، ينبغي أن تأخذ بالحسبان ثلاث وقائع سياسية في المنطقة منها متحقق ومنها مرتقب:

- تصميم إسرائيل على منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

- رغبة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي.

- عمليات التطبيع الجارية بين إسرائيل وبعض الدول العربية.

أظهرت إيران صبراً في مواجهة الضربات المتتالية التي تعرضت لها، من اغتيال قاسم سليماني منذ نحو السنة والتفجيرات التي حصلت في الداخل الإيراني، إلى مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة مؤخراً في عملية نوعية حصلت بالقرب من طهران. تعي السلطات الإيرانية أن سبب هذه العمليات التي حصلت في السنة الأخيرة من ولاية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هو سعي هذه الإدارة وإسرائيل لإلحاق أكبر قدر من الخسائر لبرنامجها النووي في حال خسر ترمب، وجعل العودة إلى الاتفاق النووي إن لم يكن مستحيلاً، فأقله صعب. فهدوء النظام الإيراني وقدرته على تحمّل الإذلال وهو المعروف بغطرسته، لا يمكن تفسيرهما إلا لأمله بجديد قد تجلبه إدارة بايدن، فضلاً عن رغبته في البناء على الأولوية التي تعطيها أوروبا للاتفاق النووي وفشل واشنطن في تمديد حظر الأسلحة الأممي المفروض عليه، وبالتالي نراه حريصاً على عدم تزويد واشنطن بأي ذريعة للسعي لتحالف دولي جديد ضده.

إلا أن صبر إيران لا يعني أنها بصدد الانكفاء إلى حد الانسحاب إلى داخل حدودها، فهي ما زالت تفرض إرادتها في المنطقة عبر وكلائها.

ففي لبنان حيث تتعمَّق الأزمة، يواصل حزب الله تمكين نفسه ويضع ثقله باتجاه تغيير الواقع السياسي والتوازنات الداخلية وسط تفكك القوى السياسية الأخرى المحسوبة عليه والمحسوبة ضده. وفي سوريا، يدل تكثيف العمليات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية والميليشيات الموالية لطهران على تخبط روسيا في المستنقع السوري، وفشلها في الوفاء بتعهداتها لإسرائيل لجهة تقليص نفوذ إيران فيها وإبعاد ميليشياتها مسافة 80 كلم من حدودها.

أما في العراق، فعلى الرغم من أن حكومة مصطفى الكاظمي حققت نجاحات جزئية في كبح جموح الميليشيات الموالية لإيران، فإنها نجاحات غير حاسمة لا تخولنا القول إن الأمور تسير بما لا تشتهي إيران. صحيح أن القوى الموالية لإيران استكانت مرحلياً لتقطيع الوقت وتحسباً لردود أميركية غير محسوبة ومدمرة في آخر ولاية ترمب، إلا أن تحركات مقتدى الصدر المبهمة يبدو أنها تصب في الخانة الإيرانية، ولا تزال الميليشيات المدعومة من إيران تقصف المنطقة الخضراء وتخطف الناشطين السياسيين وتقتلهم. أما في اليمن، فيبدو أن الحوثيّين على تأهب دائم لتنفيذ توجيهات إيرانية، إن كان لجهة التصلب إزاء التوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية أممية أو لجهة إرسال صواريخ باليستية إلى الداخل السعودي.

صبر إيران ترافق مع صمودها في وجه العقوبات لأسباب عدة؛ لعل أولها لامبالاة النظام الإيراني لتداعيات هذه العقوبات على شعبه وللمعاناة التي يعيشها في الجوانب الحياتية كافة، وثانيها قوة وكلائها في الدول التي ينشطون فيها بحيث يجوز القول إن إيران تأخذ هذه الدول ومجتمعاتها رهينة تلعب بها كأوراق على الساحة الدولية، وثالثاً الدعم الذي تتلقاه من الصين التي لديها مصالح تجارية كبيرة معها، وتدرك أن سقوط إيران في الخانة الاستراتيجية الأميركية يشكل ضربة قوية لمشروع طريق الحرير في المنطقة.

وعليه، يصعب تفسير هدوء إيران وعدم ردها على الضربات الموجعة التي تتعرض لها بأنه تراجع بقدر ما هو فهم لحقيقة واقع المنطقة الحالي، ورهان على أن تكون ولاية بايدن أكثر ليونة تجاهها. لكن هل ينجح هذا الرهان الإيراني؟ وهل ستكون إدارة بايدن أكثر ليونة من إدارة ترمب؟

تدرك طهران أن الإدارة الأميركية الجديدة لن تكون أقسى عليها من إدارة ترمب، فهي إما ستكون على غرارها أو أكثر ليناً، علماً بأنها ليست بالسذاجة التي تدفعها للاعتقاد باحتمال العودة إلى الاتفاق النووي بالشروط نفسها التي وقعت عليها زمن إدارة باراك أوباما، وبرفع العقوبات عنها وكأن شيئأً لم يكن. وهي تدرك أيضاً أن بايدن لن ينسف سياسة ترمب برمتها ويبدأ معها من الصفر، كما لن يستطيع رفع العقوبات عنها حتى لو أراد ذلك، خصوصاً تلك المرتبطة بدعمها للإرهاب وسلوكها الإقليمي المزعزع للاستقرار. فالخناق يضيق عليها وسياسات الاقتصاد الملتوية التي تتبعها لن تفيدها طويلاً ولن تسمح بديمومة صمودها المزعوم. إلى هذا، سقطت جميع الشعارات التي استخدمتها كحصان طروادة لدخول الإقليم وأهمها شعار مقاومة إسرائيل ومسحها من الوجود وشعار تمكين أبناء حرب الله والموالين لهفي المنطقة. بمعزل عن إيماننا بعدالة القضية الفلسطينة ووجوب حلها بإنصاف الشعب الفلسطيني، الدول العربية اليوم ملتفتة بمعظمها إلى تأمين مصالحها العليا، وتدخل في هذا السياق عمليات السلام التي جرت مؤخراً بين بعضها وإسرائيل. أما الشعار الثاني، فقد بدأ يخفت في ظل إدراك الشيعة العرب أنهم في النهاية باقون في أوطانهم ولن يفيدهم التسلط الإيراني عليهم.

في المقلب الأميركي، تدل شخصية بايدن، كما الفريق الذي اختاره، على أنه لن يهرول للبدء بمفاوضات مباشرة مع طهران، لكنه في الوقت عينه ووسط سعيه ألا تكون الأيام المقبلة التي تفصله عن موعد تسلمه زمام الحكم في 20 يناير (كانون الثاني) حبلى بالمفاجآت كعمل عسكري أميركي - إسرائيلي في الداخل الإيراني كثر الحديث عنه مؤخراً، يبدو عازماً لإعادة الحياة للاتفاق النووي كما ذكر في مقابلة لصحيفة «نيويورك تايمز» آخذاً بالاعتبار المتغيّرات الدولية والإقليمية، إضافة إلى تطوير إيران لصواريخ باليستية وتزويد أذرعها في الإقليم بها وأدوارها في المنطقة.

من غير المرجح أن يخطو بايدن خطوة تجاه إيران قبل يونيو (حزيران) المقبل موعد انتخابات الرئاسة الإيرانية التي ينتظر أن تطيح مرشحي التيار المعتدل، لكن من المفيد للإدارة الأميركية الجديدة إعادة ترتيب أولوياتها في التعامل معها في ضوء ما ثبت من أنها لاعب غير عقلاني لا يسعى إلى حلول، بل إلى إدامة المشاكل لابتزاز العالم. وخلافاً لما قاله بايدن في مقابلته فإن القنبلة النووية التي تهدد إيران بها العالم ليست سوى بيع لجلد الدب قبل اصطياده، وطريق احتواء إيران تبدأ بالتركيز على الصواريخ الباليستية والدقيقة، التي تشكل مصدر خطر عسكرياً حقيقياً أكبر من القنبلة النووية لانتشارها المحتمل في لبنان وسوريا واليمن بالقرب من إسرائيل ودول الخليج. كل ذلك مع الأخذ بالاعتبار المتغيرات في الداخل الإيراني من ازياد النقمة الشعبية ضد نظام الملالي، وسيطرة الحرس الثوري على الدولة سيطرة شبه كاملة والسياسة المتشددة التي ينفذها المرشد الأعلى لتأمين خلافة تواصل السير على نهجه.

قصارى القول، الجميع بصدد مراجعة ملفاته وحساباته وتموضعه تحضيراً لما هو مقبل من واشنطن وتل أبيب، ولعل بايدن يستفيد من نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، التي قد تُخرج بنيامين نتنياهو من المشهد السياسي، بما يسمح بمقاربة مختلفة لملفات مزمنة وجديدة في الشرق الأوسط وسط المتغير الأهم راهناً؛ وهو مسار التطبيع المتسارع بين إسرائيل والعرب.

 

نصف تريليون دولار بين نهب وهدر في ليبيا

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/07 كانون الأول/2020

ليبيا البلد المنكوب بالفوضى والميليشيات لأكثر من عشر سنوات عجاف، كان للمجتمع الدولي والأمم المتحدة الجزء الأكبر في التسبب في أزمته بقرارات أسقطت الدولة الليبية وليس فقط نظام القذافي في عام 2011، وتدمير جميع معسكرات الجيش الليبي وقواعده بضربات حلف الأطلسي، وترك ليبيا رهينة الفوضى وانتشار السلاح من دون أي خطة دولية لجمعه واستعادة الدولة، الأمر الذي جعل ليبيا رهينة لميليشيات وجماعات أغلبهما عابرة للحدود كـ«جماعة الإخوان» بوجهيها «القاعدة» و«داعش». ليبيا اليوم ترسف تحت وطأة الفوضى الممنهجة تُنهب وليست تُسرق فقط، فبعد تصريحات المبعوث الدولي السابق غسان سلامة التي قال فيها: «لا يمكن حل الصراع من دون القضاء على نهب المال العام والاقتصاد الأسود في البلاد... (وبها) مليونير جديد يظهر كل يوم نتيجة فساد يندى له الجبين»، تأتي تصريحات صنع الله «رئيس» مؤسسة النفط الليبية، بالقول إن البنك المركزي أهدر نصف تريليون دولار خلال السنوات الماضية من عائدات النفط، وإن الأموال تذهب إلى «جهات غير معلومة»، الأمر الذي يؤكد حالة النهب الممنهج الذي تحدث عنه المبعوث الدولي السابق غسان سلامة، الذي ترك منصبه في ليبيا لأسباب ظاهرها صحية وباطنها عبَّر عنها في تغريدة له قال فيها: «ليبيا ولبنان ليست أحرف الهجاء ما يجمع بينهما فقط، بل هي معاناة الحرب، والصراع بالوكالة على أرضيهما». اتهامات رئيس مؤسسة النفط الليبية للبنك المركزي، المسيطَر عليه من مواليين لتنظيم الإخوان، بإهدار الأموال، جاءت لتؤكد الاتهامات للبنك المركزي بعد مطالبات كثيرة بعدم إيداع عائدات النفط الليبي في مصرف ليبيا المركزي الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان ويُتَّهم بتمويل المرتزقة ودفع مرتبات للميليشيات وفق تقارير محلية ودولية، في مقابل تقارير مفزعة لديوان المحاسبة والرقابة الليبية، تؤكد تضخم حالة الفساد بشكل مفزع ورهيب في مصروفات ومشاريع نُفّذ بعضها، وبعضها قيد الإنجاز وأخرى وهمية. البنك المركزي المتهم بإهدار المال العام قام بتقديم وديعة مالية تجاوزت ثمانية مليارات دولار من دون أي عوائد لمدة أربع سنوات في البنوك التركية إنقاذاً لليرة التركية من السقوط، عدّها البعض «رشوة» لضمان استمرار دعم إردوغان لحكومة الوفاق غير الشرعية.

الأموال الليبية المنهوبة -وفق تقرير أوروبي نقلاً عن صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية- من العملة الصعبة الليبية المنهوبة والمهربة بيعت بقيمة تتراوح بين 20 و40% من قيمتها الاسمية للمافيا التركية، الأمر الذي يمثل كارثة نهب غير مسبوق.

كما أنه وفق مصادر مصرفية ليبية تسعى حكومة إردوغان للاستحواذ على الودائع الليبية كديون على حكومة الوفاق تتعلق بعقود التسليح وجلب المرتزقة وعلاج جرحى الميليشيات بالمستشفيات التركية.

ليبيا والنفط معادلة صعبة الاتزان والاستقرار، بسبب تدخلات مافيا النفط الدولية والتي جعلت من نفسها صاحبة النفط الليبي، والليبيين مجرد خفراء عليه، ومنها مقتل خبير النفط والاقتصاد شكري غانم أو «الميت الذي ما زال يتكلم» كما كتبت صحيفة «لوموند» الفرنسية، والذي كان مقتله لإغلاق ملفات وإخفاء أثر مليارات من الدولارات من أموال الشعب الليبي. في غياب وتغييب الدولة ستبقى ليبيا تُنهب في أموالها المجمدة وغير المجمدة وحتى استثماراتها الخارجية من أطراف كثيرة، أبرزها التنظيم الدولي لجماعة «الإخوان» الذي ينظر إلى ليبيا على أنها بيت مال خاص بالجماعة لتمويل مشاريعه الإرهابية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل وفودا من البرلمان الاوروبي والجامعية الفرانكوفونية واهالي الطلاب في الخارج: نسعى لحل سريع لتطبيق قانون الدولار الطالبي

الإثنين 07 كانون الأول 2020

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "رغبة لبنان في تعزيز العلاقات مع الاتحاد الاوروبي الذي وقف الى جانب اللبنانيين في المحنة التي ألمت بهم بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت"، ورحب ب"أي مساعدة يمكن ان يقدمها الاتحاد الاوروبي للبنان لمساعدته في خطة النهوض الاقتصادي التي سيكون تطبيقها من اولويات الحكومة العتيدة"، ولفت الى ان "اعتماد التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان والمؤسسات والادارات الرسمية هي خطوة مهمة واساسية على طريق الاصلاح الذي يطالب به اللبنانيون ومعهم المجتمع الدولي بهدف مكافحة الفساد". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، وفدا من البرلمان الاوروبي ضم النائبين تيري مارياني وجان لين لاكابيل الموجود في لبنان في زيارة استطلاعية. وتطرق البحث الى "علاقة لبنان مع الاتحاد الاوروبي والبرلمان المنبثق عنه والمواقف السياسية المتصلة بالازمات الراهنة في لبنان والمنطقة"، وتناول ايضا "المساعدات التي يقدمها الاتحاد الاوروبي للبنان وطريقة صرفها والجهات التي تتولى متابعتها". واكد الوفد البرلماني الاوروبي "الرغبة في مساعدة لبنان في المجالات كافة، خصوصا بعد التطورات الاخيرة التي وقعت فيه".

عميد الوكالة الجامعية الفرانكوفونية

واستقبل الرئيس عون عميد الوكالة الجامعية الفرانكوفونية "AUF" الوزير السابق في تونس سليم خلبوص على رأس وفد ضم المدير الاقليمي للوكالة في الشرق الاوسط جان نويل بالييو، مديرة المشاريع سابين لوبيز ومستشارة الشؤون السياسية والعلاقات العامة عائشة متوكل، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في المجلس الاعلى للفرانكوفونية الدكتور جرجورة حردان، والمستشارين رفيق شلالا واسامة خشاب.

خلبوص

والقى العميد خلبوص كلمة، اعرب فيها عن سعادته لوجوده في لبنان "وللتعاون الذي تلقاه الوكالة الجامعية للفرانكوفونية التي تأسست العام 1961، وتضم 1007 مؤسسة للتعليم العالي والابحاث في 119 دولة، والتي تنفذ مشاريع لتحسين التعليم العالي بالتعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية غير الحكومية". وأعلن ان الوكالة "تضم في الشرق الاوسط 16 دولة عضوا، وفي لبنان تتعاون مع 20 جامعة و4 مراكز ابحاث"، وتحدث عن "التداعيات التي وقعت على المؤسسات الجامعية والتربوية في لبنان بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي والتي زادت الامور تعقيدا في لبنان"، لافتا الى أن الوكالة "ادركت الاعباء الملقاة على عاتق المؤسسات الجامعية والتربوية وعلى النظام التربوي في لبنان ككل والذي يواجه خطر الذوبان"، كاشفا عن خطة عمل "اعدتها الوكالة لمساعدة لبنان من ضمن برنامج خصص له مبلغ مليون يورو يتضمن تفعيل مهنية اساتذة الجامعات، واعداد اساتذة جدد، والمساعدة في مواجهة وباء "كورونا"، إضافة الى مشاريع أخرى سيتم متابعتها، وكان سبق ان اطلقتها الوكالة في اطار دعم الجهاز الجامعي والتربوي في لبنان، كما تدرس الوكالة تطبيق مشاريع اخرى تصب في مصلحة الطلاب الجامعيين خصوصا والتعليم الجامعي في لبنان عموما".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالعميد خلبوص والوفد المرافق، منوها ب"التعاون القائم بين الوكالة الجامعية للفرانكوفونية "AUF" والجامعات اللبنانية والمؤسسات التربوية الفرانكوفونية"، معتبرا ان "تخصيص مبلغ مليون يورو لدعم القطاع الجامعي في لبنان يؤكد مرة جديدة على أهمية دور لبنان في محيطه والتزامه الفرانكوفونية في منطقة الشرق الاوسط"، مشددا على "اهمية المحافظة على مستوى التعليم الجامعي، خصوصا في الظروف الراهنة التي يمر بها لبنان، والحد قدر الامكان من انعكاساتها السلبية على المستوى التعليمي، ما يتطلب رعاية دائمة للجامعات اللبنانية لا سيما الفرانكوفونية منها".

وتمنى الرئيس عون للعميد خلبوص "التوفيق في زيارته واللقاءات التي سيعقدها مع رؤساء الجامعات"، كما تمنى للسيد بالييو "النجاح في ادارته المكتب الاقليمي للشرق الاوسط"، منوها "خصوصا بكفاءة الطلاب اللبنانيين ونجاحهم في المسؤوليات التي يتولونها بعد تخرجهم من الجامعات، ليس داخل لبنان فحسب، بل في الخارج ايضا"، مشددا على "ضرورة وضع حد لهجرة الاساتذة الجامعيين الاكفياء الى خارج لبنان".

وفد جمعية اهالي الطلاب في الخارج

واستقبل الرئيس عون وفدا من "جمعية اهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج"، ضم الدكتورة صوفي ظاظا، فادي ملحم، ميشال شرتوني وسامي حمية، الذي اطلع الرئيس عون على "الصعوبات التي برزت في آلية تطبيق القانون المعروف بـ"قانون الدولار الطالبي" الذي اقره مجلس النواب مؤخرا ووقعه رئيس الجمهورية قبل ثلاثة اسابيع، الامر الذي سبب في زيادة معاناة الطلاب اللبنانيين في الخارج". وأوضح الوفد ان "الطلاب الجامعيين اللبنانيين في الخارج والبالغ عددهم نحو عشرة آلاف طالب يعيشون ابشع العذاب في بلاد الاغتراب وينتظرون المصير المحتوم بعدما سدت في وجههم كل الخيارات لمتابعة دراستهم الجامعية بانتظار الاسراع في تنفيذ القانون الرقم 193 المتعلق با واقترحوا حل هذه المعضلة من خلال خيارين: "الخيار الاول يأخذ بعين الاعتبار الازمة الاقتصادية وذلك بتقسيط مبلغ الـ 10000 دولار لكل طالب على دفعات، بهدف ابقاء الطلاب في جامعاتهم قبل فوات الاوان، وتحديدا قبل نهاية العام الحالي وإلا سوف يصرفون من جامعاتهم. والخيار الثاني العمل موقتا بتعميم حاكم مصرف لبنان الموجه الى الصيارفة والمتعلق بالطلاب مع اجراء بعض التعديلات فيه لجهة دفع مبلغ 5000 دولار لكل طالب مستوفي شروط قانون الدولار الطلابي 193، ولكن على سعر صرف 2500 للدولار، مع ضرورة ضبط عمليات الصرف من محلات الصيرفة (فئة أ) بتشكيل لجنة من جمعية اهالي الطلاب في الخارج ونقابة الصيارفة، علما أن التجربة مع هؤلاء في السابق كانت غير موفقة بسبب ظاهرة الفساد التي شابتها بعيدا عن الرقابة". ولفت الوفد الى أن "الصيارفة لم يسلموا الاهالي الا مبلغي 300 او 500 دولار اميركي ولمرة واحدة، وحتى اللحظة لم يسمح بالتحويلات مرة ثانية، علما أن هذه المبالغ تغطي المصاريف على ثلاث سنوات".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مؤكدا للوفد انه يعيش يوميا "معاناة الطلاب الجامعيين في الخارج"، وهو يسعى "لحل سريع لتطبيق "قانون الدولار الطالبي"، وأنه سوف يعمل مع الجهات المعنية "للتجاوب مع مطالب الاهالي وتأمين وصول المال اللازم لطلابهم في الخارج وضبط آلية تنفيذ القانون على نحو يعود بالفائدة على الاهالي ويمنع اي تجاوز او استغلال من اي جهة كانت".

 

السنيورة حمل حزب الله مسؤولية سلامة سعيد: يسعى الى كم الافواه

وطنية - الإثنين 07 كانون الأول 2020

أعرب الرئيس فؤاد السنيورة عن استنكاره "للاستهداف الواضح من "حزب الله" للنائب السابق فارس سعيد، عبر الدعوى التي تقدم بها امام مدعي عام جبل لبنان، متهما سعيد بالتحريض على الفتنة الطائفية". وقد حمل الرئيس السنيورة بحسب بيان مكتبه الاعلامي، الحزب، "مسؤولية ما قد يتعرض له النائب السابق سعيد من مخاطر امنية". اضاف الرئيس السنيورة:"حزب الله" القادر على التحرك امنيا وقضائيا من دون رقيب او حسيب، يهدف الى كم الافواه والتصرف بحرية مطلقة بكل الاتجاهات، من دون ان ينتقده احد، او يوجه له اي سؤال عن نفوذه وسيطرته على إدارات الدولة واجهزتها وتحكمه بمسارها وعملها".

 

وهبه وقع اتفاقيتين للتعاون المالي مع ألمانيا لاصلاح البنى التحتية ومواجهة كورونا وتسلم نسخا عن أوراق اعتماد 3 سفراء جدد

وطنية - الإثنين 07 كانون الأول 2020

وقع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه على اتفاقيتين للتعاون المالي مع جمهورية ألمانيا الاتحادية ممثلة بسفيرها في لبنان أندرياس كيندل، ويبلغ مجموعها مئة مليون يورو، تخصص مباشرة من الحكومة الألمانية للبنان للقيام بإصلاحات طارئة في البنى التحتية بالإضافة إلى مساعدة لبنان لمواجهة جائحة كورونا. وتمنى الوزير وهبه أن تفتح هاتان الاتقاقيتان الأبواب أمام المؤسسات المالية لتقديم مساعدات في المستقبل للبنان يكون بأمس الحاجة إليها. وشكر عبر السفير كيندال الحكومة الألمانية على المساعدات. وتخصص هذه الأموال لدعم عدد من البرامج التي تتسم بطابع الأولوية، كبناء مدارس، وبرامج مياه وصرف صحي. وكان قد سبق لوزير الخارجية والمغتربين أن وقع اتفاقيتين أخريين مع الجانب الألماني خلال شهر تشرين الثاني الماضي تتضمن بدورها مساعدات عينية ونقدية للبنان لتنفيذ عدد آخر من المشاريع التنموية، وستخصص لدعم مشاريع منها تحسين نوعية التعليم المهني وجاذبيته في لبنان، تعزيز إدارة موارد المياه، دعم التوظيف في لبنان و تنمية المناطق الحضرية في شمال لبنان.

سفراء جدد

من جهة ثانية، تسلم الوزير وهبه نسخا عن أوراق اعتماد السفراء الجدد لكل من سيراليون Ali Barbara kamara،البرازيل Hermano Telles Ribeiro وكوريا الديمقراطية الشعبية Mun Jong Nam لدى لبنان تمهيدا لتقديمها الى رئيس الجمهورية ميشال عون في وقت لاحق.

 

جنبلاط: دور القضاء المستقل المحاسبة ولنخرج الحكومة من النكايات وننفذ برنامج ماكرون نذكر ببرنامج كمال جنبلاط ونسأل:هل تريد ايران دولة عندنا؟

وطنية - الإثنين 07 كانون الأول 2020

رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن "القدر لم يكن منصفا" في حق مسيرته السياسية ومسيرة لبنان في المرحلة التي تسلم بها "في ذلك اليوم المشؤوم مقدرات العمل السياسي".

وذكر، في حديث الى قناة "الجديد"، في الذكرى الـ 103 لميلاد كمال جنبلاط، بأن "المعلم الشهيد منذ العام 1949، أي بعد تأسيس الحزب الى العام 1974، خاض معركة الإصلاح السياسي من داخل النظام، ولكن بعدها اندلعت الحرب عام 1975، وهو الذي كان يحاول ان يبعد شبح الحرب، وكم من مرة بشكل مباشر أو غير مباشر نبه القيمين وخصوصا المارونية السياسية اذا صح التعبير، ومن خلال الرهبان حيث كان له علاقة معهم من خلال نعمه جنبلاط من العائلة، وكان يرسل رسائل الى الاباتي بولس نعمان وغيره، قائلا: "لا تغامروا فهذا مصير البلد ومصيركم". وكذلك فعل مع غيره من الرهبان والسياسيين، وعقدت طاولة حوار قبل اندلاع الحرب او بعدها بفترة ولم تعط نتيجة، ثم قدم البرنامج المرحلي مع رفاقه في الأحزاب صيغة خلاص وتسوية. لكن المعادلة الإقليمية كانت مختلفة لأنه كان هناك الأميركي والسوري، فالاميركي أعطى الضوء الأخضر للسوري لتسلم لبنان".

"لعنة الدم"

وأضاف: "تسلمت في ظرف مختلف تماما، فهناك لعنة يسمونها لعنة الدم، ومن اليوم نفسه الذي قتل فيه رافقتني، قتل كمال جنبلاط وقتل مئات الأبرياء، فكانت المسيرة وجولة وراء جولة من الحروب، حاولنا ان نتفاداها لكن هناك معادلات إقليمية أقوى ومعادلات دولية أقوى، وكان القدر قاسيا على اللبنانيين وأهل الجبل، وحاولت لكنني لم أستطع، حاولت في العام 1977، وكذلك في العام 1982، حاولنا انذاك مع بشير الجميل وسمير فرنجية وألبير منصور، وأرسلنا برسائل الى بشير عبر السفير جوني عبده، وذلك لتأخير الاستحقاق لكنه كان أسير معادلته ونحن كنا أسرى المعادلات"، مشيرا الى أن "لعبة الأمم هي التي افادت من اللعبة الداخلية ومن الانقسام الداخلي الذي كان ولا يزال".

وردا على سؤال عما اذا كان هناك شبه بين كل ما يتحدث عنه وبين ما نعيشه اليوم: قال: "كلا، لأن العالم العربي كان موجودا كانت هناك مصر والسعودية وسوريا، إنما اليوم العالم العربي غير موجود، بقيت بعض الدول لكن العالم العربي وخصوصا منطقة الهلال الخصيب التي نتحدث عنها وتضم لبنان سوريا والعراق، انتهت، فلم يعد هناك دول، العراق لم يبق دولة وسوريا أشلاء دولة تتقاسمها إيران وروسيا، لبنان فيه بقايا دولة، ولكن السؤال موجه إلى الجمهورية الإسلامية: هل تريدون دولة في لبنان؟ وهل تريدون احترام التنوع فيه؟ وهل تريدون احترام الجامعات وكل شيء من لبنان القديم؟".

ولفت الى ان "التصرف اليوم من الجمهورية الاسلامية الايرانية يوحي وكأن لبنان محطة وساحة تحسين شروط في مواجهة الأميركي والاسرائيلي، لذلك إذا اردت أن أصف لبنان فهو قاعدة صواريخ، ربما هذه الصواريخ تنطلق وربما لا، هذه لعبة الأمم. كانت هناك ترسانة من الصواريخ عند الأميركيين والروس، وبلحظة مصيرية كادت تدمر العالم بأزمة كوبا لكن "زمطت" البشرية".

وردا على سؤال، قال: "لم نسأل "حزب الله"، وهو يتصرف بواقع معين ويضع أولويات التحرير، تحرير مزارع شبعا وغيرها، يمكن ثقافتهم السياسية غير ثقافتنا السياسية حول موضوع لبنان، وصحيح نحن خضنا حروبا داخلية بمراحل معينة لكن كنا نحترم الفكرة اللبنانية وبقيت فكرة لبنان موجودة. في أيام الحكم السوري، كنا دولة ملحقة بسوريا ولكن كنا دولة وبقي مفهوم الدولة، صحيح ان السوري وضع في المفاصل الأساسية جماعته وبالامن بالتحديد لكنه كان يقول شعب واحد في دولتين، وهذه مسألة مهمة . وأنا هنا أتكلم وقائع تاريخية، لذلك يجب ان يسأل أحدهم في الجمهورية الإسلامية في ايران: هل يتبعون السياسة نفسها أو يفيدون من هذا الانهيار العربي الكبير وهذا التراجع وهذا التفكيك؟".

وردا على السؤال اذا كان مصيرنا في يد الإيراني وليس بيد الفرنسي أم الأميركي، قال: "الإيراني والاميركي وطبعا لا ننسى إسرائيل، فمن يحكم اليوم العالم العربي وما تبقى منه؟ الجمهورية الإسلامية في إيران تركيا وإسرائيل، واسرائيل اليوم تجتاح العالم العربي. حصل التطبيع، وعلينا نحن ان نسرع في التسوية الداخلية لئلا نخسر كل شيء، لقد حصل التطبيع على دمار مرفأ بيروت وعلى دمار الاشرفية ومار مخايل وما تبقى من اقتصاد لبناني، حصل التطبيع وسيزداد، فما هو مصير اللبنانيين في الخليج، وما هو مصير منتجاتنا كلبنانيين؟ وما هو مصير اللبنانيين هناك؟ حصل تطبيع ومئات الاطباء اليوم يهاجرون، فهذا السؤال الأساس؛ كيف نؤكد على تسوية وننتزع التسوية من الجهل ومن الثأر السياسي الداخلي الذي يلحقنا؟".

وأضاف جنبلاط: "جميعنا نتحمل مسؤولية وكل واحد بمقدار ما يتمتع من قوة، ولكن أبدأ بالمسؤولية الاولى على "حزب الله"، الذي يجب ان يساعدنا في الداخل إذا أراد ذلك، مع حلفائه، مع ميشال عون وغيره، في ان نصل الى تسوية، هذا اذا كنا نتشارك سويا مع الحزب في الرؤية وفي أهمية البقاء على لبنان وفي التنوع السياسي والثقافي والحضاري".

وردا على سؤال عما اذا كانت مصلحة حزب الله عدم الوصول الى تسوية، قال: "انا اسأل ولا أستنتج، وإنني ألاحظ ان اقتصاد لبنان ينهار ولكن المسؤولية ليست كلها عليهم انما يتحملون منها"، سائلا: "هل يمكننا ان نمسك بحدودنا وأن نوقف التهريب؟ فهذا سؤال وإلا ما قيمة التسوية؟ فهل نستطيع ان نخرج الحكومة من النكايات السياسية الداخلية؟: لقد تعهدت أمام الرئيس ايمانويل ماكرون، ولكن ما هي قدرتي أنا على التأثير على القرار العام؟ أنا اؤثر بما أملك من حدود. فقد حصروني بالدائرة الدرزية، ولكن من حقي أن أرى حكومة أخصائيين كما طلب ماكرون، لكن ليست حكومة نكايات وأخذ ثأر، والتي بدأنا بها بحيث جهة سياسية اليوم تستعين بالقضاء غير المستقل من أجل فتح الحسابات، فهذا ليس دور ميشال عون وجبران باسيل او سليم جريصاتي أو الغير، هذا دور القضاء المستقل الذي يحاسب وليد جنبلاط وغيره".

وهل يعتبر ما أثير حول وزارة المهجرين استهدافا له، قال: "هذا التوجه خاطئ لأنه لا يأتي من جهة مستقلة ومن قضاء مستقل، عندما يكون هناك قضاء مستقل عندها تفتح كل الحسابات من الطاقة وغيرها. وسنرى، هل يصلون الى الطاقة ويحاسبون انفسهم؟".

الاهم بقاء لبنان

وأكد أن "الأهم هو بقاء لبنان الكبير"، قائلا: "لن نفقد الأمل ولن نسمح لهم بإيصالنا الى مرحلة اليأس من أعداء لبنان أو الذين لا يفهمون فكرة التنوع هذه وفكرة الجامعات والارساليات والمستشفيات وحرية التفكير والصحافة الحرة، ما تبقى منها، لن نسمح لهم بتيئيسنا، لكن علينا أن نلبي البرنامج المتواضع الذي وضعه ماكرون".

وأشار الى ان "ماكرون قال لنا صراحة عندما اتى الى قصر الصنوبر في اليوم الأول: لست هنا لأعالج الخلاف الأميركي - الايراني، وولا لأتحدث عن موضوع فلسطين أو سلاح حزب الله، لأن البعض منا على الطاولة فتح موضوع السلاح فأقفل الموضوع. ماكرون اقترح برنامج عمل هو الاصلاح والنقطة الاولى قبل الانفجار كانت الكهرباء، فعلى مدى سنتين عندما كان الشيخ سعد الحريري في الحكم مع جبران باسيل كانت النقطة الأساس هي الكهرباء، وكان ممثل الفرنسيين انذاك بيار دوكان يلاحق موضوع الإصلاح ابتداء من الكهرباء، لكن طبعا حصل الانفجار وانهار الاقتصاد بعد الثورة، ليس بسببها، بل نتيجة تراكم الاهمال والفساد".

البداية بالاصلاح

وأضاف: "ماكرون طرح التدقيق في المصارف وفي البنك المركزي بداية للاصلاح، وقال انه حينها انا كرئيس فرنسا أستطيع ان افتح أبواب المساعدة وأبواب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. لكن لم يجر الاصلاح، أعطانا مهلة أسبوعين ولم تشكل حكومة. والآن التحدي مجددا".

وتابع: "تبقى اهمية الخطوط العريضة التي وضعها ماكرون ولم نصل بعد الى المستحيل. وهذا هو طوق النجاة الوحيد لأنه إذا بعض الأفرقاء من هنا أو هناك يراهن على الادارة الأميركية الجديدة، فلى أن تأتي وإلى أن يأتي جدول لبنان، الأمر يحتاج الى وقت. ثم اننا لن نعود الى الاتفاق النووي كما ودعه دونالد ترامب، انما سنعود الى محاولة اتفاق نووي معدل لأنه اليوم قد تكون الجمهورية الاسلامية وصلت الى تصنيع القنبلة الذرية، لكن هذه القنبلة تحتاج الى صاروخ لاستخدامها، والجدول الأهم اليوم في المناقشة سيكون الصواريخ البالستية، وهذا ما نقرأه في الصحافة وليس سرا".

وردا على سؤال، قال: "الرئيس المنتخب جو بايدن جاء الى لبنان مرتين، مرة في عام 2007 حينها عرفني اليه جيفري فيلتمان، وأؤكد للذين يكرهونه ان جيف صديقي، ثم جاء على ما أعتقد ضمن مهمة المراقبين الدوليين في انتخابات 2009، ويومها قابلناه في منزل السيدة نايلة معوض في الحازمية، وأما الصورة له في المختارة فقد كانت في الزيارة السابقة".

كل الشرق الاوسط تغير

وهل تتغير سياسة واشنطن مع بايدن، قال: "كل الشرق الأوسط تغير، الشرق الأوسط القديم العربي انتهى وبقيت دول، المملكة العربية السعودية موجودة وبقيت مصر، ولكن أتحدث عن الدور. والسؤال الان كيف نستمر بالحفاظ على لبنان الكبير وعلى تراث الحزب التقدمي الإشتراكي وتراث كمال جنبلاط في التنوع والحرية وفي الاشتراكية الانسانية وفي القضية الفلسطينية؟".

وأعتبر أنه "لم يعد هناك رجالات مثل كمال جنبلاط وريمون إده، فحتى الأخصام كان لخصومتهم لذة، كان لهم نكهة ككميل شمعون، على رغم أنه كان خصما قاسيا جدا، لكنه كان يحسن فن التسوية أحيانا، ثم فؤاد شهاب، فشارل الحلو الذي كان من كبار المثقفين إلى جانب الرعيل الأول امثال بهيج تقي الدين، نصري معلوف والمئات من النخب، وألبير منصور منهم، لقد رحلوا".

وأضاف: "البعض يتكلم عني وعن الوراثة السياسية، لكن هذه هي الظروف، وهذه المختارة بدورها الذي حدثه كمال جنبلاط برسالته الإشتراكية والتقدمية، لكن المختارة بقيت مرجعية الجبل واللبنانيين والعرب، وألبير منصور كان من رفاقي حينما ساعدني ومحسن ابراهيم وجورج حاوي وتوفيق سلطان، وكثر آخرون، ساعدوني على تحمل أعباء الحركة الوطنية، التي كانت إنجازا للرعيل الأول، ووضعوا البرنامج وأفكاره لتغيير صيغة النظام البالي، لكنها لم تترجم". وتابع: "ينتقدون وراثتي السياسية، ولكن تم إغتيال كمال جنبلاط، ولولا ألبير منصور وفؤاد سلمان ومحسن ابراهيم وأنور الفطايري وشريف فياض وغيرهم من رفاقي في الحزب والأحزاب الوطنية لم أكن لأبني نفسي، فهم رافقوني في أقسى الظروف، ومنهم من بقي في مرحلة معينة كمحسن دلول الصديق وعباس خلف، ومنهم من لم يتحمل دورات العنف التي أجبرنا على الدخول فيها، وبالتحديد حرب الجبل".

أوصي تيمور بالعودة الى ارث الجد ونبذ العنف

وتوجه الى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط: "أتمنى على تيمور أن يعود إلى الإرث الكبير للجد الأكبر، وهو مؤسس الحداثة في العائلة وأن يستمد القوة من كمال جنبلاط، وأن يختار الرفاق من أجل إستمرار المسيرة، وحينما وجهت اليه وصيتي في إحتفال إحياء الذكري الأربعين لإستشهاد كمال جنبلاط، ألا ينسى المسيرة الإنسانية، والصلح، والتسوية وفلسطين والعروبة، هذا كلامي منذ ثلاث سنوات ولا يزال، وآمل أن تكون الظروف أحسن، وأنا الى جانبه، على رغم أنه يقوم بدوره بقدر ما أمكن، فالكورونا عطلت كل شيء، لكن أنا موجود الى جانبه إلى أن تأتي الساعة".

وهل كان النائب تيمور جنبلاط يشبه جده، أجاب: "جميعنا إستمددنا قوة من هذا الرجل الكبير كمال جنبلاط، لكن في ظرفي لست كمال جنبلاط، وأعاتب لعدم إعطائي فكر الحزب أهميته، فأنا أعطيته، لكن كيف لي أن أعطيه في زمن الحروب؟ الحرب كانت دفاعا عن النفس، من أجل البقاء والإستمرار، لذلك، أوصي تيمور بنبذ العنف. ومن جهتي، سأفتح الطريق للجيل الجديد ليس الدرزي فقط، لكي يلتقي مع الجيل الجديد، من سائر الناس".

وقال: "خبر جميل أن الأحزاب جميعها هزمت في الإنتخابات الطالبية الجامعية، من اليسوعية إلى الجامعة الاميركية في بيروت والجامعة الأميركية اللبنانية، ما يعني ولادة جيل جديد بعيد عن التحجر الفكري لأحزابنا والأحزاب المهيمنة".

"هذا هو التغيير"

وعن فوز هذه المجموعات المستقلة على حساب الأحزاب، ومنها التقدمي، قال: "لا مشكلة، فهذا هو التغيير، ومررت بمرحلة قصيرة في أواخر الستينيات، كنت في الواجهة إلى جانب اليسار اللبناني والفلسطينيين، وواجهنا آنذاك السلطة حينما أطلقت النار علينا 3 مرات في 26 نيسان، يومها عدت إلى منزلنا التاريخي في المصيطبة، وقلت للوالد: لماذا لا تستقيلون؟ أنتم كسلطة تطلقون النار على الناس"، مشيرا الى أن "على تيمور أن يحاول، كما أن الثورة حينما إنطلقت، حطمت الرموز وكان هدفها تحطيم الماضي وتحطيم تراثنا، فليسمحوا لي، تراثنا عريق، من تراث كمال جنبلاط إلى ثورة الـ58 إلى البرنامج المرحلي، وتأييد القضية الفلسطينية، لمواجهتنا للدخول السوري، وصمودنا، فحينما قتل كمال جنبلاط كان المطلوب إنهاء دارة المختارة وإنهاء الحزب التقدمي الإشتراكي، فصمدت ومن رافقني في الحزب والحركة الوطنية، وبقيت وبأعجوبة لا زلنا موجودين، فلا أحد يعلمنا دروسا بإلغاء ماضينا، فليسمح لي من قال "كلن يعني كلن"، والآن، على تيمور أن يجرب حظه".

وذكر بأن "كمال جنبلاط كان يتحدث عن تمرد مدني سلمي، فهو كان مخالفا للعنف، وإلتقى وكبار آنذاك وأسقطوا الشيخ بشارة الخوري، عندما إجتمع كمال جنبلاط مع كميل شمعون وغسان تويني وعبدالله الحاج، وكان على ما أعتقد أنور الخطيب معهم، كانوا 7 نواب، وقاموا بالإنقلاب الأبيض، ومن بعدها حدث الإضراب العام، فإستقال الشيخ بشارة.

كان الشيخ بشارة حضاريا، ومن مدرسة مختلفة عن مدارس اليوم، فيومها إستقال من أجل لبنان، ولم يكن هناك يومها شبح عنف، بل الحضارة وإحترام بين الشخصيات، ومن بعدها، إنجررنا في عهد كميل شمعون، بسبب ظروف إقليمية ومحلية إلى ثورة الـ1958، والتي كانت قصيرة، ويومها قبل بالتسوية، ربما على مضض، وإستمرت الخصومة والإحترام، وكان لرشيد أفندي (كرامي) كلمة عن الـ1952 وغيرها: "كمال وكميل"، بسبب الصداقة القديمة والتحالف، ومهرجان دير القمر الشهير، حين إجتمع عشرات الآلاف، فأين تلك الأيام؟".

دعوتي الى استقالة الرئيس تولد حساسية

وهل يدعو رئيس الجمهورية إلى الإستقالة، كما إستقال بشارة الخوري نزولا عند رغبة الشعب، قال: "لا يمكنك أن تتلفظ بالكلمة، تقوم عليك القيامة، أدعوه إلى الإستقالة لكن الأمر سيولد حساسية في الشارع، سننتظر السنتين المقبلتين، بعد مرور كوارث الأربع سنوات الماضية، والأمر ليس عندي، فليتفضل البطريرك الراعي، والدكتور سمير (جعجع)، وسليمان فرنجيه، فالوحيد الذي دعا إلى إستقالته هو فارس سعيد، وأنا ألحقهم، لكن الظروف مختلفة، والمقامات أيضا". وتابع: "كما قال لهم كمال جنبلاط، على مشارف العام 1975، وحذرهم لينتبهوا كرمى لمصالحهم كمسيحيين، مجددا أنبههم، لأجلهم، لأنهم حاجة بالتنوع للبنان".

وعن البديل اذا إستقال ميشال عون من رئاسة الجمهورية، قال: "هناك رجالات كثيرة، وليس من إستحالة لإنتخابات جديدة، ولا زلت أؤمن بالحد الأدنى من الصوت الحر، على أحرار لبنان إختيار البديل، وإلا عندها سنكون قد إستسلمنا لسياسة إيران وأميركا وإسرائيل، وعندها لن يعود هناك لبنان".

وأكد أن ليس له مرشح لرئاسة الجمهورية، قائلا: "فلنبدأ من مبدأ الإقرار بالخطأ، كلنا سويا، وأن نستقيل، من رئيس الجمهورية وغير الرئيس، وكل الأحزاب".

نحتاج الى قانون انتخاب عصري وقانون مدني عام

ولفت إلى أن "مجلس النواب يحتاج إلى قانون إنتخاب جديد، إذ لا يمكن الإستمرار في ظل القانون الحالي، الذي يكرس التفتيت، فأنا أؤيد إقرار مشروع إنتخاب جديد، قائم على ما نادى به كمال جنبلاط سابقا، النسبية، ولبنان دائرة واحدة، وخارج القيد الطائفي، وبما أن الطائفية كبلتنا، ومن أجل إرضاء الطوائف والملل، يمكن إنشاء مجلس شيوخ لدرسة الأحوال العامة، إذا كان هناك طائفة تعتبر نفسها مهددة بالزوال، لكن يجب تشريع إلغاء المحاكم المذهبية، المسيحية والإسلامية، وقانون مدني عام يشمل الكل، فهل هذا الشيء ممكن، فعلى الزواج المدني "قامت القيامة"، لكنه ضرورة".

واذ اعتبر أن دوره إنتهى، "واليوم دور الجيل الجديد"، لفت الى ان "الثورة لم تطرح هذا البرنامج البديل، فقد طالبت بالإسقاط فقط، لكن ما هو البديل؟"

وعن الإستقالة من المجلس النيابي قال: "أنا كنت معارضا، لا يمكن الوصول إلى الفراغ من دون بديل، وكنا سنصل إلى الفراغ، والبديل قانون إنتخاب عصري.

علينا أن نؤكد حلم لبنان دولة ديموقراطية مدنية متطورة، لكن توازيا مع تأكيد هذا الحلم، علينا أن نحافظ على لبنان، وتعود بي الذاكرة إلى يوم أتى الرئيس المصري جمال عبد الناصر بعد الوحدة إلى سوريا، وزحفت غالبية اللبنانيين إلى إستقباله، وفي كلمة كمال جنبلاط، آنذاك في الشام في قصر الروضة على ما أعتقد، طالب عبد الناصر بالحفاظ على فكرة لبنان وإستقلاله، لأنه كان يعي أهمية هذا التنوع، الفكري والسياسي والحضاري في لبنان، وهذا الكلام كان أمام المارد العربي، الذي ربما كان يستهويه ضم لبنان تحت شعار وحدة سوريا مع مصر، لهذا أؤكد ضرورة الحفاط علي لبنان على رغم كل مصائب اليوم".

وأضاف: "الوصاية السورية حكمتنا بالحديد والنار، لكن حينها كانت موجودة فكرة بقاء الدولة، بقاء الكيان، على رغم من أن حافظ الأسد كانت لديه نظرية الوحدة العربية، فالبعثيون كانوا يرفضون الكيانات الجزئية، وكم من مرة قال لي حافظ الأسد، ليس هناك من فلسطين، بل هناك جنوب سوريا، وإذا كانت فلسطين جنوب سوريا، فماذا عن لبنان، غرب سوريا؟ لكن بالممارسة، يومها كانت التوازنات، حتى بوجود مصر خارج الدول العربي، بعد إتفاق كمب ديفيد، لكن كان لها حضور وكان هناك عالم عربي يحضننا، أما اليوم، فهو غير موجود". وسأل: "هل يذهب لبنان فرق عملة في حال إمكان حصول تسوية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، أو إحتمال وقوع حرب؟ لا اعلم".

وتابع : "أقوم بمقارنات لتبيان أهمية الحفاظ على الدولة، وبالمقارنة أيضا ما من أحد سيطر على لبنان من خلال الميليشيات، أبو عمار حاول وبشير الجميل أيضا، ونحن على طريقتنا يوم كان لنا كيان الإدارة المدنية. لذلك إذا كان مبدأ ومفهوم وجود لبنان الكبير موجودا لديهم، أو سنقع في المحظور الأسوأ، وهو تحالف الأقليات، وهو ما رفضه كمال جنبلاط، وكانت إحدى أسباب إغتياله، وأنا بدوري أرفضه".

وإستذكر صورة له ولوالده الشهيد وهما ينظران إلى المختارة، فعلق عليها: "كأنه كان يقول لي، إنتبه على المختارة، لذلك المختارة أمانة بيد تيمور، أصلان، وداليا، وأقول لهم، إنتبهوا على المختارة".

ورأى أن "إجحافا تاريخيا طال كمال جنبلاط عندما حوصر بالوزارات التي تبوأها، وكان لديه مطالب، لكن لم يعترف أحدا بحجمه الفكري وضروة تغيير النظام في لبنان، إلا الحركة الوطنية والمفكرين الكبار، اما النظام حاصره، والنظامان اللبناني والعربي قتلاه، لأن النظام العربي لا يحتمل ديمقراطية وتنوعا وإنفتاحا، من لبنان إلى سوريا والعراق، قامت الثورات العربية ومن ثم أجهضت في كل مكان بإستثناء تونس، وكم كان الأمل لمساعدة الشعب السوري على الخلاص من هذا النظام، لأن دون حرية في الشام لن يكون هناك حرية في لبنان، لكن صار العكس، تم التفاوض على حساب الشعب السوري، وأغرق النظام بتعامله مع الغير الشام وسوريا بالدماء، لذلك، يبقى الأمل بالشباب أن يعودوا إلى التاريخ، وليس الإنقطاع عنه".

الحقيقة المعيشية أقسى

وردا على سؤال، قال: "طريقة خطاباتي كانت قاسية، والمشكلة اليوم ان الحقيقة المعيشية أقسى من الحقيقة الكلامية، إذ لم يصل لبنان إلى هذه الدرجة من التراجع. لذلك اليوم، هم الناس في غير مجال، والسجال السياسي، الذي لا يفهم بعض الرفاق محاولتي الإبتعاد عنه على رغم الهفوات، لكنني أقول: السياسة فن الممكن وليست المستحيل، وقد إستعرضنا صور كمال جنبلاط مع سليمان فرنجية، بيار الجميل، المير مجيد أرسلان، حين إجتمع معهم في الحكومات او في اللقاءات، كان يعرف إلتقاط اللحظة التاريخية للتسوية، وكان يعرف الحقائق اللبنانية، لا يمكن إصلاح النظام إلا من الداخل، لكن المطلوب رفقة، آنذاك كان هناك رفاق، كان هناك مفكرون كبار، عزت صافي قالها بأن فؤاد رزق نصح كمال جنبلاط بعدم إستخدام إلغاء الطائفية، فهذا المبدأ كان ثورة، وكان فؤاد رزق يعلم بالتوازنات الداخلية، وكمال جنبلاط أيضا، لكن طموحه (كمال جنبلاط) كان الخروج من الشرنقة الطائفية، وإخراج لبنان منها، ولو خرج لبنان آنذاك، لما وصلنا إلى وصلنا إليه".

وأشار إلى أنه يقوم بالمراحل الأخيرة من دوره رئيس حزب "سأنادي بخطوات تغيير في الحزب، سيتم إنتخاب مجلس قيادة جديد بغير التوازنات السابقة، وأعتقد أن الوعي الكافي متوافر لدى كل الرفاق لإنتخاب مجلس قيادة جديد، من دون العودة إلى التعيين، فآنذاك عينا، نتيجة توزانات مناطقية، لكن أعتقد أن هناك الوعي الكافي لدى الرفاق، وأنا متأكد من هذا الشيء، وأفتخر برفاقي، وأفتخر بصلابتهم، في خوض الإمتحان، لم نتوجه نحو الفوضى في مرحلة كانت مطلوبة الفوضى، حافظنا على رباطة الجأش والأعصاب، ثم القدر والظروف يختاران القيادة الجديدة للمختارة وللحزب".

وأضاف: "هناك جيل جديد في الحزب، لا أقع في خوف الحسابات الإنتخابية، والتي يتخوف منها البعض في الحزب وغير الحزب، وهناك منتقدون، فلينتقدوا، وهل دائما يجب أن نتمتع بحصرية التمثيل 50% أو 60%؟ نعود إلى مبدأ النخبة، والأقلية، فـ"جبهة النضال الوطني ضمت كمال جنبلاط، معروف سعد، محمد عباس ياغي، فريد جبران، عزيز عون، أنور الخطيب، كانت أقوى من الحالة الحالية، كنا نتحدى، كان كمال جنبلاط يتحدى بهذا التنوع الذي حرمناه، بهذا القانون الإنتخابي اللعين الجديد".

وعن وجود شركاء يكون معهم في التوجه نفسه من أجل تحقيق الهدف نفسه اليوم في لبنان، قال: "لا، ليس هناك من شركاء، آخر شريك في النضال الوطني والعربي هو رئيس مجلس النواب نبيه بري، معه لكن هل يمكننا أن نطرح بديلا علمانيا لا طائفيا للبنان؟ لا يستطيع فالظروف حكمت عليه، هو إبن ثورة معينة، إبن ثورة موسى الصدر، وليس علينا أن نحصره في دائرة الثنائي، فهو إبن ثورة الحرمان، وكان معنا في تضامنه مع الحركة الفلسطينية، كان عربيا، وأسقطنا سويا إتفاق 17 أيار".

ورأ أن "هذا النظام الطائفي لن يخرج البلد من المصائب، وكمال جنبلاط الذي طالب بالإنماء المتوازن، المطلب الذي ندرجه في كل بيان وزاري ولا يطبق، من أيام رفيق الحريري، حتى آنذاك أيام كانت الإعتداءات على الجنوب متكررة، قبل وجود "حزب الله"، والمقاومة، كان كمال جنبلاط يطالب بتحصين الجنوب بملاجئ لحماية أهله من الغارات الإسرائيلية، وحذر كمال جنبلاط من أحزمة الفقر حول العاصمة، ونحن ذكرناها أيضا، وقامت المشاريع، وفتحنا طرقات واسعة، لكن هذه الطرقات من دون فرص عمل لأهل الشمال وبعلبك الهرمل أو الجنوب، أو غيرها من المناطق المحرومة، تعجل من النزوح إلى بيروت".

وأضاف: "لم نبن إقتصادا منتجا، لم نحم الصناعة، مشينا في مرحلة معينة أيام الرئيس فؤاد السنيورة، عندما ظن البعض منا أن السلم سيحل في المنطقة، وعلينا أن ننافس إسرائيل، نحن نريد أن ننافس إسرائيل؟ هل يمكننا أن ننافسها؟ قد نستطيع بالعلم، لكن إسرائيل من كبرى الدول الصناعية".

وتابع: "مشينا بنظرية الإقتصاد الحر، التي عارضها كمال جنبلاط وأراد أن يضع قيودا لهذا النظام، بحماية الصناعة والزراعة، كما كان ضد الوكالات الحصرية، التي حاربها رجل كبير هو صائب سلام، يوم شكل حكومة الشباب، التي ضمت الياس سابا وإميل بيطار، التي سقطت لأنها تجرأت على رفض الوكالات الحصرية، والشيء نفسه يحصل اليوم بدعم البنك المركزي للوكالات الحصرية، والدعم الذي سيطاول الإحتياط الإلزامي بعد شهر أو شهرين، عليه أن يتحول من دعم تجار الطحين والدواء والبنزين والغير إلى دعم مباشر للمواطن، بقسيمة للمواطن، يستند إلى تجربة البنك الدولي، الذي حضر برنامجا. وتجربة النائب وائل أبو فاعور في وزارة الشؤون الإجتماعية لجهة برنامج الأسر الأكثر فقرا، كان عددها ربما 100 ألف، اليوم يجب إعادة التقويم، وليصل العدد إلى 200 ألف، ويتحول الدعم إلى مباشر، فنحن ندعم اليوم المهربين ونرى منتجاتنا المدعومة في دبي وتركيا، والمازوت حدث ولا حرج، والأزمة المقبلة أكبر".

ترشيد الدعم

وقال: "إستخدمت مصطلح ترشيد الدعم بسبب المشاكل التي واجهتني في الحزب، فقد شددوا على ضرورة إبقاء الدعم، قلت لهم سنواجه كارثة، فإستخدمنا كلمة ترشيد الدعم بدل القول وقفه، وقد توصل الحزب إلى برنامج ممتاز، لكن لم تلق صدى إلا مع الرئيس بري الذي يدعم موضوع الترشيد، وهذا ما أبلغني إياه في آخر لقاء بيننا".

ولفت إلى أن "الجميع يعمل وفق حسابات الإنتخابات النيابية المقبلة"، وسأل: "إنتخابات على ماذا؟ الخراب الكامل؟ ما قيمة النائب؟ لا شيء".

ونبه الى ان "لا حكومة تصريف أعمال، فميشال عون يعتمد حكومة بديلة عبر المجلس الأعلى للدفاع ويخالف كل شيء، ولا علاقة للمجلس الأعلى للدفاع في إتخاذ قرارات معينة تتعارض وحكومة تصرف الأعمال، وعلى حكومة تصريف الأعمال إزالة الأحقاد، هاجمنا حسان دياب وهاجمناه، لكن اليوم عليه أن يتمسك بالدستور، الموازنة، وترشيد الدعم".

وتابع: "من أتى بحسان دياب يريده ليستخدمه ميشال عون ويذله أكثر، هو يوجه أنظاره علينا، لكن فلينظر إلى ماذا يفعلون به، وهو (ميشال عون) يستخدمه لمآربه ولأحقاده ولتصفية حسابات معنا، معي والحريري وبري وما تبقى من طبقة سياسية، لأننا ما زلنا في مبدأ حرب الإلغاء، وعدم الإعتراف بالآخر، وهناك إلى جانب حسان دياب المستشارون وهم بالمئات، إلى جانب أحقاد بعض الذين كانوا في السلك العسكري، وليسمح لي

"حزب الله"، هو يتحمل مسؤولية لأنه من أتى بهذه الحكومة".

وعاد وذكر بأن "هناك إختلافا حول مفاهيم لبنان الكبير، كما هناك إختلاف بالثقافة حول كيف يرون لبنان، وإذا أرادوا أن نقدم طلبات للإنتساب إلى القرض الحسن، في حال يقبلوننا، هذا أمر آخر، ولن أوافق عليه". وقال جنبلاط: "أنشأوا الصراف الآلي ATM نتيجة تقصيرنا في القيام بالإصلاحات الضرورية الأساسية بعد إنفجار المرفأ وبعد زيارة الرئيس ماكرون، ويقولون "إستغنينا عنكم"، لكن لا يمكنهم الإستغناء عنا، هذه مغامرة، لا يمكنهم الإستعناء عن باقي الشعب، وإلا عندها عليه - "حزب الله" - أن يتحمل مسؤولية كل الشعب اللبناني، وعليه أن يركب الصراف الآلي من عكار إلى الجنوب والشوف والبقاع، هل يمكنه أن يتحملنا؟ لذلك أهمية الدولة ولبنان الكبير".

فلتتحمل الحكومة مسؤولياتها

وأضاف: "أدعو حكومة تصريف الأعمال إلى تحمل مسؤولياتها على صعيد الأوضاع الإقتصادية والموازنة، وقرأنا من بعض المستشارين وبعض الوزراء، ومنهم وزير الإقتصاد، نظرية جديدة مفادها إنشاء مصارف جديدة، بدل النظام المصرفي الذي يريد إصلاح ودمج مع ضوابط ومحاسبة، يعني فهو يقول لك ومن وراءه، كما فعل حزب البعث في العراق، ألغى الإقتصاد القديم وأنشأ إقتصادا جديدا شعبويا من أجل أن يبقى، فهو مع تغيير صيغة كل لبنان. وغريب هل من أحد يتخرج من الجامعة الأميركية ويكرهها؟ خرج من الجامعة الأميركية كبار المناضلين، كجورج حبش، لكنه لم يحقد على الجامعة، وغيره أيضا، اما حسان دياب فحاقد على الجامعة!".

وسأل: "أجروا التشكيلات القضائية لكن لم توقيع، أين مجلس القضاء الأعلى؟ (القاضية) غادة عون تحكم القضاء، على رغم "شطحاتها" الإيجابية، لكن لا يمكن السير لا بالمبادرات الفردية لا في القضاء ولا في غيره، فالمطلوب العمل المؤسساتي، أين مجلس القضاء الأعلى وأين القضاء المستقل؟".

الكيد يولد الاحقاد

وردا على سؤال، قال: "ليس لدي ما أخبئه، وأنا حاضر للمساءلة أمام قضاء مستقل، أما فتح الملفات غب الطلب فلن يصل الأمر إلى مكان، فالكيد لا يولد إلا الأحقاد، ونسأل أين نادي قضاة لبنان؟ قام بتمرد فلماذا عاد وسكت؟ فجأة بكلمة من وزير أسكتتهم؟ ليس لـ(وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد) فهمي الحق في إهانة القضاء حتى لو كان بعض القضاة فاسدين".

وأشار إلى أنه "نتيجة غياب الحكومة التباطؤ في تشكيل الحكومة، وصلنا إلى أعراف جديدة مخالفة للدستور، لذلك، أهمية تشكيل حكومة، وأتمنى للشيخ السعد التوفيق رغم أنني إنتقدته، وأتمنى عليه تشكيل حكومة وفق البرنامج الواضح الذي وضعه الفرنسي، فالأميركي والإيراني لم يضعا برنامجا، والعربي غير موجود وهو تارك لبنان، لكن الفرنسي وضع نقاطا محددة، فنحاول أن نلتقط هذه الفرصة، آخر فرصة، ولنبق فوق السجال الداخلي لإعطاء فرصة لتأليف حكومة، ثم نحاسب الحكومة".

"لا تفقدوا الأمل"

وقال: "في ذكرى ميلاد كمال جنبلاط أقول لرفاق الحزب والمناصرين: لا تفقدوا الأمل ولا تعتقدوا أن حزبكم ليس حزبا جبارا بالتغيير والصمود، فصمدنا جولات وجولات وواجهنا محاولات الإلغاء، ولكن في الوقت نفسه لسنا مع الانتحار، فالسياسة هي فن الممكن لا المستحيل ولذلك أحيانا التسوية ضرورة من أجل الحفاظ والاستمرار"، مضيفا "عليكم مساعدتي في مجلس قيادة جديد ودم جديد، وعلى تيمور وأصلان وداليا ان ينتبهوا لأهمية مرجعية المختارة الوطنية والعربية والسلم الاهلي، فهذا دورنا ولا يمكننا ان نلغيه، وعلينا أن نعود الى أصولنا"، مؤكدا أنه "كما كان لدينا في الماضي رفاق مناضلون سيبقى لنا رفاق مناضلون من أجل التغيير. وكما قال كمال جنبلاط ان هذا النظام الطائفي ليس فيه خلاص انما فيه خراب للبنان، وهذا النظام اذا ما بقي وإذا ما حافظنا جميعا كلبنانيين فقد يزول لبنان الكبير، ففكرة لبنان الكبير أساس، لا تنسوا الفكرة حتى تحت ضغط الأحداث وفوق مأساة انفجار المرفأ، لا تنسوا أهمية الحفاظ على لبنان الكبير بحدوده وتنوعه وجامعاته وبفلسفته، وإلا نقع في الطموحات الوحدوية المدمرة".

وعن مطالعاته الأخيرة قال: "أقرأ مجددا "بيروت مدينة العالم" لربيع جابر، الذي يجمع بين الرواية والتاريخ، وأنصح الجميع بإعادة قراءة ربيع جابر. وقبلها قرأت "أرض السواد" لأحد كبار الكتاب العرب عبد الرحمن منيف الذي يصف العراق في القرن التاسع عشر بين النفوذ الانكليزي والوجود العثماني، ولكن في موضوع لبنان أنصح بقراءة ربيع جابر".

حزين على بيروت

وهل هو حزين على بيروت وهو المتعلق بتراثها، قال: "طبعا حزين على بيروت، ولذلك تشكيل الحكومة ضروري". التنظيم المدني أصدر قرارا بتجميد البناء، فماذا يفعل صاحب الحاجة وكيف نواجه تجار البناء، فهؤلاء أقوى من الدولة، الذين دمروا التراث البيروتي في الأشرفية وغيرها، فسماء بيروت وغيرها جريمة، فكيف سمحوا لها؟".

مناخ تخويف

وعن الخوف من الاغتيالات، قال: "هذا القدر، كما قالها والدي، ولا يمكنك أن تهرب من قدرك. الأجهزة الأمنية المرتبطة وغير المستقلة جميعها تثير مناخا لتخويف الناس، ما يذكرني بالمخابرات السورية التي كانت تثير مناخا، ولا أدري لماذا يثيرون اليوم مناخ الخوف والرعب ضد المواطن الذي لم يخرج بعد من أنقاض المرفأ، وهذه أجواء مشبوهة".

وهل خلفها أياد سياسية في السلطة، قال: "شو لكان؟"، مستدركا: "ليش في سلطة؟ هذه بقايا سلطة".

وفي موضوع كورونا قال: "كنت أول من ناديت بالوقاية، وأبذل جهدي في الجبل ولكن اجراءات الدولة غير كافية. وزير الصحة قام بجهده ولكن لا توجد وحدة قرار، نفتح أسبوعا ونقفل أسبوعا آخر، ويجب ايجاد طريقة توفق بين الاقفال وفرص العمل"، موضحا ان "هناك دولا في المأزق نفسه مثل فرنسا، ونحن في سباق مع الزمن".

وهل يأخذ لقاح كورونا، أجاب: "فليوزع اللقاح على المحتاجين قبل الميسورين".

 

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 06 –07 كانون الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

تحية لشجاعة الصحافية مريم سيف الصارخة بصوت عال لا لبلطجة حزب الله

الياس بجاني/07 كانون الأول/2020

#مريم_سيف_ضحية_من_ضحايا_حزب_الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/93413/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%b4%d8%ac%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85/

إن الصحافية مريم سيف ابنة برج البراجنة مع كل أفراد عائلتها هم ضحايا جدد من ضحايا حزب الله الإرهابي.

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 07 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93409/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-907/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

LCCC English Newsbulletin For Lebanese & Global New For December 07/2020

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/93411/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-new-for-december-07-2020/

 

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السابع/الخطف/الحلقة الثانية

07 كانون الأول/2020

#Madamek_Charbel_Barakat

http://eliasbejjaninews.com/archives/93422/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7-5/

 

“حزب الله” الخارج على “القضاء” لا القدر!/علي الأمين/نداء الوطن/07 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93429/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1/

وللعلم، لِمن لا يعلم بعد، إنّ الأجهزة الأمنية والمخافر في المناطق يُمنع عليها استدعاء أو توقيف أي عنصر ينتمي الى “حزب الله”. بل أكثر من ذلك، يمنع الحزب عناصره من تلبية أي استدعاء من أي مخفر أو جهة أمنية، مهما كان السبب.

 

An Accounting For Armenia/Alberto M. Fernandez/MEMRI Daily Brief /December 07/2020     

البرتو فرننادس/ميمري: جردة حسابية لأرمينيا

http://eliasbejjaninews.com/archives/93434/alberto-m-fernandez-memri-an-accounting-for-armenia-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%aa%d9%88-%d9%81%d8%b1%d9%86%d9%86%d8%a7%d8%af%d8%b3-%d9%85%d9%8a%d9%85%d8%b1%d9%8a-%d8%ac%d8%b1%d8%af%d8%a9/

 

بين فلسطين والدامور: رسالة الى رئيس النادي العلماني شربل شعيا من جوزيف بولس شعيا.

الكلمة اونلاين/07 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93447/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b1-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%86/