المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 كانون الأول/2020

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december05.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/فيديو… قراءة في الخلفيات الإرهابية واللاقانونية للدعاوى  التي قدمها أمس حزب الله حزب الله بحق من يقول أنهم يتهموه بتفجير المرفا/ مع تقارير وردو لناشطين ومعنيين

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات في حياة وقصة القديسة بربارة

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص عربي وانكليزي: بظل احتلال حزب الله مجلس النواب صوري وكذلك مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بتاريخ ٢٤/٩/١٩٧٥، أصدر حزب حرَّاس الأرز، حركة القومية اللبنانية البلاغ رقم ۱، كتب نصّه سعيد عقل وننشره اليوم للذكرى والتاريخ

دَعُوا الأَطفالَ/الأب سيمون عساف

الياس الزغبي لموقع جنوبية: "حزب اللّه" يسعى إلى الاحتماء بمؤسسات الدولة، وإذا كان يؤمن بالقضاء فليسلّمه المتهمين الذين يحميهم.

مخاوف أمنية في لبنان ودعوة لـ«التركيز على الأمن الاستباقي»

الجيشان اللبناني والسوري يقفلان معابر التهريب في الشمال والشرق/تعزيزات من «الفرقة الرابعة» إلى الحدود لملاحقة المهربين اللبنانيين

أولُ ردّ لفارس سعيد على "حزب الله"...رسالة تصفية!

حزب الله تقدم بدعويين ضد سعيد وموقع القوات الموسوي: لملاحقة من مارس التضليل والاتهامات بحق الحزب في قضية انفجار المرفأ

كورونا يُفجع الوسط الفني اللبناني... وداعاً بسام!

واشنطن تحذّر من “التأثير المميت” لـ”الحزب” على لبنان

الجيشان اللبناني والسوري يقفلان معابر التهريب في الشمال والشرق

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 4/12/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 كانون الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

من_طلب_دخول_الجيش_السوري_إلى_لبنان

توقيف رجل الأعمال اللبناني الفرنسي زياد تقي الدين بناء على طلب من الانتربول

محتجون يحاصرون سلامة وشقير في كليمنصو..وواصف الحركة في المستشفى!

الدفاع الأعلى إلى "مجلس رئاسي": لا تصريف ولا تأليف/بري "يلطش" عون: "شحّادين ومشارطين"!

السفارة البريطانية: كليفرلي أنهى زيارته الى لبنان ودعا المسؤولين اللبنانيين الى التحرك لإنقاذ لبنان من كارثة اقتصادية

وقفتان أمام قصر العدل والمرفأ: لإحالة جريمة الانفجار من المجلس العدلي الى القضاء العدلي والسير بالتحقيق الى اعلى المواقع

لبنان: النادي العلماني في اليسوعية يوقد شعلة الثورة مجدداً

الترسيم البحري ينتظر تحديثات العقيدة العسكرية الإسرائيلية

مبادرة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي لمساعدة لبنان

وفد أوروبي في لبنان السبت للتحقق من وجهة المساعدات

الثلث المعطل والحصة المسيحية: النكهة الرئاسية في معركة التأليف

بري يدعو لتشكيل حكومة إنقاذ تمنع الانزلاق إلى انهيار أكبر

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

بومبيو: هناك من يدعو لمهادنة إيران.. وعلى إدارة بايدن التحلي بالحكمة تجاه سلوك طهران

الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران

إيران تعمل على ملء الفراغ بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق

«الحشد» في العراق يحشد في نينوى وسنجار... ومعلومات استخبارية عن عمليات انتقامية في ذكرى مقتل سليماني

دعوة الصدر إلى «عهد شيعي» تثير جدلاً في العراق/عُدّت عودة إلى الاصطفافات الطائفية... و«جمعة» صاخبة اليوم تضامناً مع «حراك الناصرية»

الكويت: مباحثات مثمرة لتحقيق الاستقرار في الخليج

فرنسا: سياسة تركيا عدائية ونعمل مع مصر لاستقرار المتوسط/قالت باريس إنها تعمل مع مصر "لدفع الحوار الليبي إلى الأمام"

إردوغان يأمل في أن «تتخلص» فرنسا من ماكرون «في أسرع وقت ممكن»

ألمانيا: العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لم تعد كافية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من عطّل كاميرات العنبر 12 قبل التفجير؟/أحمد عياش/أساس ميديا

من لبنان إلى إيران: خامنئي اتّخذ قرار الردّ على إسرائيل؟/قاسم قصير/أساس ميديا

الجمهورية الافتراضية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

رهان على ضغوط ماكرون لتسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية/بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط

بالتفاصيل: حزب الله جناح واحد وهدف أوحد/ربيع طليس/صوت بيروت إنترناشونال

ثنائية "الفساد والسلاح"... إلى السقوط/الياس الزغبي

أربعة أشهر على 4 آب... الجريمة مستمرة/بشارة شربل/نداء الوطن

الخلوي بعد الاسترداد: "متل ما رحتي متل ما جيتي"!؟/كلير شكر/نداء الوطن

دول تزيد في أرقام مساعدتها وكلام قاسٍ لـ"لودريان": المساعدات "الاقتصادية" يداً بيد مع الإصلاحات/رندة تقي الدين/نداء الوطن

سهام جنبلاط تطال "حزب الله"... "لهم تمويلهم ولنا مأزقنا"/ألان سركيس/نداء الوطن

الحريري متقلّب "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير"/غادة حلاوي/نداء الوطن

«حزب الله» يقاتل العقوبات «داخل البيت»/طوني عيسى/الجمهورية

«تسونامي» صامت يهدِّد لبنان، بعد 4 أشهر من الانفجار، وعلى قادته أن يتحرّكوا/وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني جايمس كليفرلي/الجمهورية

قواعد الاشتباك والاشتباك السلمي وأخطار الحرب/رضوان السيد/الشرق الأوسط

هل تبني طهران مطبخ الشيطان؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

بايدن يصحح خطأ أوباما/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

روسيا حسمت الصراع التركي ـ الإيراني في القوقاز!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل سفير تشيلي مودعا وابرق الى نظيره الفرنسي معزيا بجيسكار ديستان

جعجع: الاحتياطي الإلزامي ليس ملكا لمصرف لبنان ومن غير المقبول المس بما تبقى من ودائع الناس والمس به غير مقبول

مجلس التنفيذيين اللبنانيين: لو دريان أكد وقوف فرنسا الى جانب الشعب اللبناني ودعا المغتربين الى إرسال المساعدات له

رابطة قدماء القوى المسلحة: فهمي لم يستهدف القضاة بل قصد استنهاض السلطة القضائية حيال منظومة الفساد

حكم قضائي ألزم مصرفا بتحويل أموال لطلاب في الخارج

التمييز العسكرية أرجأت محاكمة الحاج وغبش الى 16 كانون الأول

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!

إنجيل القدّيس يوحنّا20/إنجيل القدّيس لوقا12/من32حتى48/”قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم. لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!». فَقَالَ بُطرُس: «يَا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع؟». فَقَالَ الرَّبّ: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا! حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ. أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر، يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين. فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا. أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين لي أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على الرابط الذي في أعلى أو على الصورة في أفل ودخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link or on the the pictutre to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

الياس بجاني/فيديو… قراءة في الخلفيات الإرهابية واللاقانونية للدعاوى  التي قدمها أمس حزب الله حزب الله بحق من يقول أنهم يتهموه بتفجير المرفا/ مع تقارير وردو لناشطين ومعنيين

حزب الله الموضوع على قوائم إرهاب 65 دولة يسقط ما في على معارضيه لإرهابهم وإسكاتهم

الياس بجاني/05 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93292/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7/

إن دعاوى حزب الله القضائية هي وسائل إرهاب وتخويف لا قانونية يريد من خلالها الحزب أرهاب الأحرار والسياديين من أصحاب الأصوات السيادية الرافضة الرضوخ لإحتلاله وبربريته ومذهبيته وملالويته وتسعى لتحرير لبنان من سرطانه الملالوي والإجرامي والمذهبي.

الأمين العام  لحزب الله الإرهابي والمجرم والمحتل اعلن قداسة المجرمين من اعضائه الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري والعشرات معه من نواب ورجال دين وناشطين ونواب وأصحاب رأي واعلاميين ورجال أمن.. هذا الحزب الذي لم يحترم القضاء ولو مرة واحد منذ انشائه يريد اليوم وبعد أن سيطر على البلد أن يستعمل الدولة وقضائها وقواها الأمنية لإرهاب واسكات كل من ينتقد احتلاله ويكشف اجرامه.

الحزب بإختصار هو يحاول بخبث وبعقلية ارهابية ومرّضية ومذهبية أن يسقط ما في على غيره.

https://youtu.be/tvs5AeGQW1Q

https://www.youtube.com/watch?v=tvs5AeGQW1Q&feature=youtu.be

 

الياس بجاني/فيديو وبالصوت والنص: تأملات في حياة وقصة القديسة بربارة

http://eliasbejjaninews.com/archives/49538/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%b3%d8%b1%d8%af-%d8%a5/

#القديسة_بربارة

الياس بجاني/بالصوت/ فورماتWMA/تأملات في حياة وقصة القديسة بربارة/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.barbara16.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات في حياة وقصة القديسة بربارة/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/elias.barabara16.mp3

 

https://youtu.be/Z0yNwLYWL2c

https://www.youtube.com/watch?v=Z0yNwLYWL2c&feature=youtu.be

 

من هي القديسة بربارة؟

جمع وتنسيق/الياس بجاني/04 كانون الأول/2020

من أشيف سنة 2013

تكرِّم الكنيسة الجامعة تذكارَ القدّيسة بربارة في 4 كانون الأوّل وتطلب شفاعتها. إنّما يختلف المؤرّخون في تحديد زمن ولادتها واستشهادها. فقد ارتأى بعضهم أنّها نالت إكليل الشهادة عام 235م إبّان الإضهاد السابع الذي أثاره الإمبراطور مكسيمانوس الغوثيّ ضدّ المسيحيّة، ومِمّا يؤكّد صحّة هذا الرأي ، ما جاء في قصّتها، أنّها راسلت العلّامة أوريجانس المتوفّي عام 255.

ولادتها ونشأتها

ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة "نيقوميدية" ، وكانت الإبنة الوحيدة لوالدها "ديوسقورس"الوثنيّ المتعصّب الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش والجاه وقساوة القلب، وبكرهه للمسيحيّة. أمّا وحيدته بربارة فكانت دمثة الأخلاق، لطيفة ومتواضعة، تحبّ الناس كافّة. ماتت والدة بربارة وهي صغيرة ، فأقام والدها حرساً عليها لتبقى في القصر المنيف من شدّة خوفه عليها، كما جلب لها أساتذة بارعين ليعلّموها شتّى أنواع العلوم اللغويّة والفلسفيّة والتاريخيّة، لتنشأ كسائر فتيات الأغنياء في عصرها، كما ملأ والدها جوانب القصر أصناماً لشتّى الآلهة التي كان يعبدها لتتمثّل به وحيدته بالسجود والعبادة.

اعتناقها المسيحيّة

نالت بربارة ثقافة دنيويّة عالية، لكنّها كانت تشعر بفراغ كبير في عقلها وقلبها، ، وكان بين خدمها بعض المسيحيّين فاستفسرت منهم عن إلههم الذي لايسكن في الحجارة فشرحوا لها أصول الدين المسيحيّ وأشاروا عليها بمراسَلَة العلامة " أوريجانس" أستاذ مدرسة الإسكندريّة الكبير، الذي بإمكانه أن يبسِّط أمام أمثالها من المثقّفين حقائق الإيمان المسيحيّ. كتبت بربارة إلى أوريجانس بما يدور في رأسها من أفكار دينيّة فلسفيّة. وطلبت إليه أن يتنازل ليكون معلّماً لها، فابتهج بذلك وأجابها على رسالتها موضحاً حقائق الإيمان المسيحيّ، وأرسل لها كتاباً بيد تلميذه "فالنتيانس" الذي أوصاه أن يشرح لبربارة تعاليم الربّ يسوع. لمّا قرأت بربارة رسالته امتلأت من الروح القدس، وبشجاعة فائقة أدخَلت فالنتيانس إلى قصرها ليكون أحد أساتذتها، فلقَّنها أصول الإيمان المسيحيّ، وشرح لها عقيدة التجسُّد الإلهيّ، وبتوليّة العذراء مريم والدة الإله. وبعد أن تعمّقت بأصول المسيحيّة، طلبت أن تنال نعمة المعموديّة، فعمَّدها الكاهن فالنتيانس، وكرّست نفسها للربّ يسوع، وكانت تواظب على الصلاة والتأمّل بسيرة الفادي ليلاً ونهاراً، وازداد احتقارها للأصنام التي ملأ أبوها القصرَ بها.

رفضها الزواج بوثنيّ

طلب يد بربارة أحد أبناء النبلاء من الوثنيّين في "نيقوميدية"، ففاتحها أبوها بذلك فرفضت الإقتران به، محتجّة برغبتها في البقاء إلى جانب أبيها وصعوبة فراقه والابتعاد عنه.فقرّر أبوها أن يعَوِّدها الافتراق عنه فسافر إلى مدينة أخرى بضعة أيّام.

تحطيمها الأصنام وتقديسها الثالوث

انتهزت بربارة فرصة غياب أبيها عن القصر فأكثرَت من الصيام والصلاة والتأمّل بالكتب المقدّسة وسِيَر القدّيسين، كما حطّمت أصنام أبيها الكثيرة المنتشرة في جوانب القصر، وكان أبوها قد أمر أن يُشيَّد لها حمّاماً خاصّاً في القصر ويُجعَلَ فيه نافِذتان، فأمرَت البنّائين أن يفتحوا شبّاكاً ثالثاً كي يكون عدد الشبابيك التي يدخل من خلالها النور على عدد الثالوث الأقدس.

ظهور السيّد المسيح لها

ظهر لها الربّ يسوع بهيئة طفل صغير جميل جداً، فسُرَّت بذلك لحظاتٍ من الزمن ثمّ انقلب سرورُها حزناً عميقاً لمّا تغيّرت هيئة الطفل الإلهيّ، إذ تخضَّب جسمه بالدم، فتذكّرت الفادي وتحمُّله الآلام والصلب في سبيل فداء البشريّة. وكانت الملائكة تظهر لها وتعزّيها وتشجّعها، وهكذا عاشت بربارة السماءَ وهي لا تزال على الأرض وشابهت الملائكة طُهراً ونقاء.

معرفة أبيها باعتناقها المسيحيّة

عندما عاد أبوها "ديوسقوروس" من رحلته ووجد أنّها قد حطّمت أصنامَه، هاج كالوحش الكاسر وأوشك في ثورة غضبه أن يقضي عليها ضرباً وتجريحاً، ولكنّها هربت من أمام وجهه. وبعد أيّام فاتحها ثانيةً بأمر تزويجها من شابّ وثنيّ، فرفضت مُعلِنةً أنّها قد وهبت نفسَها للربّ يسوع، فخرجَ عن طَوره وكاد أن يفتك بها مُعتبراً كلامها إهانة له ولدينه الوثنيّ، وحاول أن يوضح لها أنّها إذا بقيت على هذه الحال سوف تجعله يفقد مركزه المرموق في الدولة. هدّدها بأنّه إذا بقيت مسيحيّة سوف يغسل عارَه بسَفك دمها بيدَيه. هنا طلبت منه بربارة أن يستمع لها، ولو لمرّة واحدة، فشرحت له بُطلان عبادة الأوثان. عندها، استشاط غَيظاً وشكاها إلى حاكم المدينة.

اعترافُها بالمسيح جهراً

بناءً على شكوى والدها، استدعاها الحاكم ليُقاضيَها أمام الجمهور وحاول إغراءَها بالوعود الذهبيّة إذا تراجعت عن إيمانها بالمسيح، لكنّه باء بالفشل عندما أظهرت احتقارها لكلّ ما في العالم من مال وسلطة، وافتخارها بالمسيح يسوع... فأمر الحاكم بتكبيل بربارة، ثم عرَّوها من ثيابها وجلدوها بسياط مسنَّنة كالسكاكين، فتمزّق جسدُها وهي صابرةٌ لا تشتكي، بل تُمجِّد المسيح وتسأله أن يمنحها القوّة لتعترف به أمام المحكمة. في اليوم التالي أمر الحاكم باستجوابها علانيّةً، فتعجَّب الحاضرون جدّاً إذ رأوا جسمَها خالِيًا من آثار السياط. وحاول الحاكم ثانيةً إغراءَها، وإذ لم تؤثّر فيها وُعوده ووَعيده، أمر بتهميش ساقَيها بأمشاط من حديد. كما حرقوها بمشاعل مَوقودة، وضربوها بشدّةٍ على رأسِها وقطعوا ثديَيها، ثمّ ملَّحوا جسدها المُثخَن بالجُروح... كلّ هذا حدث وهي تسبِّح الله وتعلنُ إيمانَها بيسوع.

مواصلة جهادها وتحمّلها العذاب

أعادوا بربارة إلى سجنها المظلم وفي اليوم الثاني قادوها أمام الحاكم، ولكم كانت دهشة الناس عظيمة إذ رأوها بكامل صحّتها، فنسب الوالي شفاءَها إلى آلهته. قال لها هذا الأخير: "أنظري كيف استطاعت الآلهة أن تحميكِ!"، فأجابت بربارة: "لو كان لأصنامك حياة لاستطاعت أن تحمي نفسها في اليوم الذي حطّمتُها في قصر أبي. الإله الحيّ هو الذي ضمّد جروحي". فاستشاط الحاكم غضباً وطلب من جنوده أن يقطعوا رأس بربارة بعد جرِّها في الشوارع عارِيَةً، فسترَها الله بضِياءٍ سماويّ.

استشهادها بيد أبيها

طلب أبوها من الحاكم أن يأذن له بقطع رأسها بيده فسمح له بذلك، فقادها أبوها الى خارج المدينة وهو يزبد، وعندما وصل إلى قمّة الهضبة، جثت بربارة على الأرض وضمَّت يدَيها إلى صدرها على شكل صليب وحنت هامتَها، فتناول أبوها الفأس وهَوى به على عُنُقها وقطعَه.

حياة القديسة بربارة البعلبكية.. وهاشلي بربارة

في كتابها عن القديسة بربارة تقول الكاتبة والرسامة لينا المر نعمة الصادر بالفرنسية بعنوان (بربارة بعلبك)، على انّ القديسة بربارة تنتمي الى فينيقيا (والى بعلبك بالتحديد).في حوار خاص لها في صحيفة الأنوار، إعتبرت نعمه هذا الكتاب (ثورة) على الاحتفالات المادية التي يقتصر عليها اليوم عيد القديسة بربارة، بحيث يطغى عليه عيد الشياطين والجنيات المعروف بالهالووين Halloween ومستقدم من جماعات السلتيين الذين استوطنوا بريطانيا وايرلندا، ونقله معهم الايرلنديون الى الولايات المتحدة الاميركية حيث طغى على عيد جميع القديسين المتزامن معه لاعتباره عيداً وثنياً. ومع ان لبنان ما زال اقل تأثراً من غيره من البلدان، تقول نعمه، فهو بدأ يصاب بالعدوى شيئاً فشيئاً، اذ يمارس الكثيرون عادات العيد الغربي ليمرحوا فقط، ومن المهم التأكيد ان طقوس (هالووين) انما هي عبادة للشيطان ونشر قصة العيد الحقيقية بين الناس.

رغم وجود العديد من القصص عن القديسة بربارة، وتختلف التفاصيل بحسب المنطقة والاهالي، تختار نعمه قصة اهالي بعلبك وتشرح في النهاية انها الاكثر إقناعاً بين غيرها. فتقوم بسرد القصة بلسان (المعلم عبدالله)، مهندس فينيقي ورث مهنته في بناء مُجَمّع بعلبك الذي بدأ به اجداده، ويتولى مسؤولية احدى الفرق الاساسية العاملة فيه في العام 235.تضيف المؤلفة على ذلك بعض التفاصيل للضرورة الدرامية كونه اغرم ببربارة وطلب يدها).

عبدالله والقصة

يفتتح عبدالله القصة بتعريفه عن نفسه واشارة الى ان الفينيقيين هم من بنوا مجمع بعلبك وليس الرومان كما هو مشاع. وتوسّع الكاتبة ذلك في كتاب لها بالفرنسية يعود الى العام 1997، يحمل عنوان (بعلبك، اثر فينيقي)، تعمل فيه على الإثبات ان معابد بعلبك بناها فينيقيون، وان هؤلاء نقلوا فنّهم الى الرومان الذين اعطوا اسمهم لما (لم يستطيعوا حمله الى بلادهم) كما جرت العادة وقتذاك. ويعرّف عبدالله بعد ذلك بالتاجر الفينيقي (ديكسوروس)، احد اهم واقوى الارستقراطيين في المنطقة، الذي عرض عليه عملاً عنده لاجل ابنته بربارة. ويصف المهندس قساوة الرجل وحبّه للرومان بأسلوب يشابه القصص المصورة، ويظهر من خلاله الجانب التربوي عند الكاتبة، فيبدو انها تخبر قصة للاطفال، تغلّفها بالبساطة والفكاهة وتضمّنها المعاني الاساسية اللازمة. في فصول اربعة لاحقة، يصف الراوي معاناة بربارة في تصديق آلهة تطلب التضحية بالابرياء، وبحثها عن اجابات على اسئلتها الكونية وايجادها عند عالم اللاهوت المصري (أوريجين)، كما يصف تمرّدها على آلهة أبيها وعلى هذا الاخير، ومدافعتها عن ايمانها (بإله المسيحيين)، رغم ما ينتظرها من مشقات لم تدفعها الى تغيير رأيها، بل ادّت بها الى الموت. لكن قصة القديسة بربارة لا تنتهي هنا، بل بما فعلته اثر وفاتها في نفوس الاحياء، خصوصاً (عبدالله) المهندس الذي احبها قبل ان يتعرّف اليها، فتعلّم من خلالها حب المسيح، كما فعل ويفعل الكثيرون الى ايامنا هذه. واليوم متصل بالامس بالنسبة الى نعمه، التي اصدرت في تموز الماضي (العام 2000) الجزء الاول من دراسة عن (نبوءات الكتاب المقدس حول لبنان المعاصر)، تثير فيه جدلاً.

"بسيّه بربارة"

من جهتها وفي مقالة للكاتبة زينة خليل عن القديسة بربارة " بسيّه بربارة"، تقول: قال السيّد المسيح " إن لم تمت حبّة الحنطة فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير"... القمح أي حبة الحنطة رمز هذه الليلة " ليلة عيد البربارة " التي يحتفل فيها أغلبية المسيحيون في لبنان بذكرى "القديسة بربارة "التي استشهدت في 4 كانون الأول من العام 303 م وجسدها موجود حاليًا في كنيسة في مصر القديمة...

وقد كان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية ... اما القديسة بربارة فتلقنت العلوم من العالم أوريجانس المسيحي  وتعلق قلبها بالسيد المسيح فنذرت حياتها له، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها ، وقررت أن تعيش بتولاً تكرس حياتها للعبادة... وحين أدرك والدها الأمر جلدها حتى سالت منها الدماء،  ومزق جسدها بمخارز مسننة بينما هوي صامتة تصلي ... وبعد هذه الحادثة هربت " بربارة " الى حقول القمح وإرتدت ملابس لتخفي ملامحها ...

ومنذ ذلك الحين يحتفل العالم المسيحي بعيدها، فليلة 3 كانون الأول من كل عام يخرج الكبار والصغار من بيوتهم في أزياء تنكرية يختارها كل فرد على ذوقه ومع الوقت باتت الأزياء تتطور بحسب مجريات العصر التي لها تأثيراتها على الملابس والأقنعة المستخدمة في هذه المناسبة ... وبعد التنكر يطوفون على بيوت الجيران والاقارب والاصدقاء ويعيدونهم راقصين مبتهجين  ومنشدين أغنية " هاشلي بربارة مع بنات الحارة عرفتا من عينيها ومن لمسة إيديها ومن هيك الإسوارة هاشلي بربارة"...

ولا ننسى " حلوينة العيد" من كل بيت يزورونه ( السكاكر والقطايف بالقشطة واللوز أو الجوز ) ... وبعد الضيافة يكملون الأغنية  إذا كانت ربت المنزل كريمة قائلين: " أرغيلي فوق أرغيلي صحبة البيت كريمي"، أما إذا كانت بخيلة فيخرجون من المنزل وملامح الغضب على وجوههم قائلين " أرغيلي فوق أرغيلي صحبة البيت بخيلة"، ونذكر أيضاً بعض الأقوال التي يرددها الناس في هذه المناسبة : - برباره تبربرتي عندالرب تمخترتي، ابوكِ ها الكافر ، ها العباد الحجاره، جاب السيف يقتلكي، صار السيف سناره، جاب الحبلة يشنقكِ، صارت الحبلة زناره، جاب الجمرة يحرقكِ، صارت الجمرة بخوره.

- بسيّه برباره والقمح بالمغاره ،يا معلمتي حليّ الكيس، الله يبعتلك عريس بجاه العدرا والمسيح.

- وبلاطه فوق بلاطه صاحبة البيت خياطه، اركيله فوق اركيله، صاحبة البيت زنكيله.

- بسيّه برباره عامودين ومنشاره، لولا الشيخه ما جينا ولا خشيّنا هل الحاره.

أما في الغرب فالمسيحي يلجأ للصلاة والدعاء للقديسة بربارة لتحميه من  البلايا والأخطار, لاسيما وقت هبوط الصاعقة وفي ساعة الموت ...  ويكرم هذه الشهيدة أصحاب الحرف والصناعات الخطرة كالذين يطلقون المدافع ويزاولون صنع البارود ويشتغلون بالأسلحة ويسبكون المعادن. وكذلك ترى كل من يخاطرون بحياتهم قد اتخذوا القديسة كشفيعة خاصة لهم كالبنائين ورجال الإطفاء وغيرهم.

ويذكر في سيرة القديس استانسلاوس الراهب اليسوعي انه استشفع بالقديسة بربارة إذ كان مقبلاً على الموت وليس له من يُقيته بسرّ القربان الأقدس فلبّت إلى دعائه وظهرت له مع ملكين وناوله أحدهما زاد الملائكة.

يقول: "لدي عادة، أنّه ولدى وصولي الى مكتب الأب يوسف يمين، نعمد على فتح كتاب "السنكسار" لإكتشاف أياً من اعياد القديسين نحن في ظلّه، وقد صودف في احدى المرات وجود التباس حول أصل أحد القديسين، بحيث تضاربت المعطيات حوله، كحال القديسة بربارة  التي يقول السنكسار الماروني أنّها ولدت في نيقوديميا، فيما تؤكد التقاليد اللبنانية والأب بطرس ضو أنّها من مدينة بعلبك وفق ما جاء في كتابه "تاريخ الموارنة".

 

نص: الاب جورج صادق -  إعداد و إخراج و إنتاج جوزيف معتوق آصاف - بطولة الممثل جوزيف أبو خليل

بربارة قصة عادات و تقاليد barbara

https://www.youtube.com/watch?v=C6rcgQqEiiY&t=94s

 

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص عربي وانكليزي: بظل احتلال حزب الله مجلس النواب صوري وكذلك مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية

Elias Bejjani: Absurdity Of Any Presidential Or parliamentary elections While Hezbollah Is still Occupying Lebanon

الياس بجاني/02 كانون الأول/2020

#Hezbollah_Occupies_Lebanon

http://eliasbejjaninews.com/archives/92450/92450/

بداية فإن لبنان في تاريخه الحاضر والماضي وحتى الغابر لم يعرف رئيساً للجمهورية في دركيته الوطنية كما هو حال اللاهي ميشال عون الفاقد لكل مقومات القيادة والإيمان والخوف من يوم الحساب الأخير والمتلون بألف لون ولون ليس واحداً منهم لبناني.

كما أن لبنان لم يرى منذ الاستقلال وقبله مجلساً نيابياً السواد الأعظم من نوابه ذميون ومخصيون سيادياً وأخلاقياً وقيمياً ومجرد “طراطير” وأبواق وصنوج ووجوه بربارة.

ولكن، هل بالإمكان استبدال الرئيس والنواب هؤلاء بأفضل منهم في ظل احتلال حزب الله وهيمنته الكاملة على كل مفاصل ومؤسسات الدولة وتفرده بقرارها على كافة المستويات؟ بالطبع لا !!

وفي حال استقال عون أو أُقيل في وضعية لبنان الحالية الإحتلالية فحزب الله سيأتي بمن هو أسوأ منه بمليون مرة، ونفس الأمر هذا ينطبق على أية انتخابات نيابية والحزب يخطف البلد ويأخذه رهينة.

من هنا فإن الموارنة من أهلنا المطالبين باستقالة ميشال عون أو بانتخابات نيابية مبكرة هم قيادات حزبية تعتير طبقاً لكل المعايير والمقاييس، وكذلك نفر السياسيين “المعوربين” بوقاحة وفجور وعهر والتجار والكتبة والفريسيين التوناليين (TUNNEL VISION) بفكرهم النرسيسي وبرؤيتهم الأنانية وثقافتهم وأجنداتهم السلطوية الضيقة والعفنة.

ترى هل مطالباتهم هذه هي وطنية ومحقة ورؤيوية ومجردة من المطامع الشخصية السلطوية وهدفها فقط وفقط تخليص لبنان من رئيس “لاهي” ومجلس نيابي “بصيم وتبعي”؟

بالطبع لا وألف لا، فهؤلاء يتحركون غرائزياً بغباء وجهل وفجع سلطوي وبرؤية تونالينة خالصة وذلك على خلفية قوم تا اقعد محلك.

فذاك “المعورب” ومن هم من خامته الإسخريوتية متوهين بإمكانية الجلوس على كرسي الرئاسة، فيما أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية يحلمون بنفس حلم “المعورب” وأيضاً بكم نائب زيادة يرثونها من شركة حزب عون وصهره الفاشلة والمفلسة.

وحتى لا نطيل الكلام ونزيد في تحقير وتسخيف وتعرية القادة والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الموارنة نختصر ونقول لهؤلاء “روحوا تضبضبوا”.. وتذكروا بأن ظاهرة عون وصهره اللاهية ما كانت وجدت ولا هي كانت استمرت لولا عقمكم وفشلكم ويوداصيتكم.

وفي الخلاصة فإن لا حلول أكانت كبيرة أو صغيرة وفي أي مجال أو على مستوى كان في ظل احتلال حزب الله.

كما أن لا فاعلية ولا قيمة ولا أمل أو رجاء من أي رئيس جمهورية أو مجلس نيابي قبل تحرير لبنان من احتلال وهيمنة الحزب الملالوي وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 و1701 و 1680…وإلا فالج لا تعالج

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

https://youtu.be/ubdJy4dl49s

https://www.youtube.com/watch?v=ubdJy4dl49s&feature=youtu.be

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بتاريخ ٢٤/٩/١٩٧٥، أصدر حزب حرَّاس الأرز، حركة القومية اللبنانية البلاغ رقم ۱، كتب نصّه سعيد عقل وننشره اليوم للذكرى والتاريخ.

البلاغ رقم ۱

أنت الذي من أجلك صار بيتنا البندقية، وها هي الفتاة منّا في الخندق إلى جانب أخيها، تذود عن الوطن الذي لا أغلى ولا أجمل.

وببالنا يا لبنان انك باقٍ، كما هو غفرانه تعالى باقٍ الله، بكل أهلك باقٍ، لا نستثني منهم فرداً، وبكل ترابك باقٍ، لا نستثني منه حبة. من النهر الكبير إلى الناقورة، ومن شعاف الحرمون، تلك التي تتعبّد لها معنا الدنيا، إلى البحر اللبناني الذي مخرته طوال ألوف السنين سفننا المحمّلة مغامرةً وقيماً ومجداً.

عنه، عنه كله هذا اللبنان نقاتل، عن كلّ طفلٍ في قانا أو النبطية، عن كلّ قلمٍ من يارون أو بشرّي، عن كلّ غرسةِ توت في شيخا، وكلّ سفينةٍ في مياه طرابلس.

ونقاتل عن كلّ شيخٍ في البياضة، وعن كلّ صخرة مجدٍ في بعلبك أو جبيل، كلّ رملةٍ مقدّسة في الأوزاعي، كلّ زمجرةِ فخرٍ دينية في بعقلين، وكلّ هبّة عطر من الأرز، ونقاتل عن كلّ كلّيةٍ أو مصنعٍ على طريق صيدا، كلّ هدرةٍ من نهر، كلّ تغاوٍ من شلّال، عن الحمرا نقاتل، عن مطلّات عينطورة، عن ساحة البرج، عن البسطة، وعن خليج جونيه الذي يذهل جماله ويوجع.

بلا، ولا نفرّق في الأعزاز بين لبناني ولبناني، بين خوخةٍ وسنديانة، بين جزيرةٍ تفلق في الشطّ، وقمةٍ تضحك للغمام.

ان لبنان إرادةُ حياة، لا أيّما واحدة من الإرادات، وإنّما إرادةُ حياة فريدة الإبداع وعالية الرأس.

لبَّيك لبنان

سعيد عقل

بيروت في ٢٤/٩/١٩٧٥

 

دَعُوا الأَطفالَ

الأب سيمون عساف/04 كانون الأول/2020

اروع ما يُلفت النظر في الكون،  تطلُّعٌ ملائكيٌّ وديع من عيني طفل بَريئتين، تسبح فيهما وكأنك تحدِّق الى فضاءٍ سمنجونيٍّ سحريٍّ بديع. سبحان الرب الخالق! يكفي التأمَّل في العين وشبكاتها وتركيبتها وقدرتها على تمييز الألوان واستيعاب الأمور من البعيد والقريب . يمكن تلخيص وظيفتها بدخول الضوء إليها وتركّزه على شبكيتها (بالإنجليزية: Retina) التي تقع في الجزء الخلفي منها، ثم تحوّل الشبكية الإشارات الضوئية إلى نبضات كهربائية ينقلها العصب البصري (بالإنجليزية: Optic Nerve) إلى الدماغ حيث تتم معالجة الإشارات هناك وبذلك تحدث الرؤية.

 انها وَسَامة في الوجه لولاها يصبح المرء جثة تتحرك وهي بالتالي قنديل سعادة الحياة.

وقد تكون العين خيِّرة ترفعك او شريرة توقعك. نوَّه يوحنا الرسول عنها بمعرض كلامه عن الشهوات الثلاث: كل ما في العالم هو شهوة المال، شهوة الجسد، وشهوة العين، (1 يو 2: 16) تقود الى فقدان النعمه اذا اعطيت نفسك مداها.

لذا قال الرب يسوع : "إِنْ لَمْ تَعُودُوا كالأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.." متى 18/3. الأعظم هو الطفل في الملكوت لأنه لا يعرف الخطيئة. فالطفولة هي الدرب المختصرة للوصول الى الخلاص. ثم اردف قَائلا: "دَعُوا الأَطفالَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ". شدَّد السيد المسيح بدعوته على الرجوع الى الحالة الأُولى التي يتحلَّى بها الطفل وحده.

 «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ." (لو 18: 16) الى تجديد من الداخل.

لنأخذ مثل نيقوديموس اذ اعتبر صنع الآيات دليلًا على أن يسوع هو من عند الله. فقد كان الربّيون يربطون بين التقوى وعمل الآيات. ولم يكن نيقوديموس قادرًا أن يتعدى هذه الحدود ليدرك حقيقة شخص يسوع المسيح، فرآه معلمًا تقيًا، رجل الله، يتمتع بمعية الله، كما تمتع يعقوب حيث قال له الرب: "لا تخف لأني معك" (تك 26: 24). ويشوع بن نون: "كما كنت مع موسى أكون معك" (يش 1: 5) وكثير من الآباء والأنبياء لم يستطع نيقوديموس بفكره الفريسي مع تقواه أن يتعدى هذه الحدود. هذا هو ما تعلمه، وهذا هو ما كان يعيشه في الجو اليهودي.

جاء حديث السيد المسيح معه يبرز النقاط التالية:

1- الحاجة الماسة إلى ميلادٍ جديدٍ لمعاينة عالمٍ جديدٍ في داخله "ملكوت الله". لذلك دعيت ولادة جديدة أو ولادة ثانية، كما استخدمها كثير من آباء الكنيسة الأولى، مثل القديسين جوستين واكليمنضس السكندري، وترتليان، والقديسين أغسطينوس وجيروم. وقد فهم نيقوديموس كلمات السيد المسيح أنها تدعوا إلى "ميلاد جديد"، لهذا وقف في حيرةٍ وعجز: كيف يمكن لشيخ أن يدخل بطن أمه ليولد من جديد؟

  2 - أن تكون الولادة من فوق، أي سماوية.إذ هو عمل خاص بروح الله القدوس السماوي، يهب إمكانيات سماوية إلهية تتجاوز الفكر البشري.

3 - تتحقق بالعماد من الماء والروح.

4 - ولادة تحمل قوة فائقة كالريح ولا يُعرَف سرها.

كان تكرار كلمة "الحق" في الكتابات اليهودية يُحسب معادلًا لقسم له قدسيته العظمى. استخدمه السيد المسيح عندما كان يشير إلى أمرٍ له خطورته الكبرى.

في لطف ينتهره السيد المسيح معلنًا له أنه لا يكفي للشخص أن يؤمن بأن يسوع هو معلم إلهي، ولا أن يُعجب من آياته بكونها آيات صادقة وفريدة، لكن الحاجة هي إلى ولادة "من فوق"، أي سماوية، لكي يعاين ما هو سماوي. فالجنين في بطن أمه لا يقدر أن يرى العالم، ولا يحمل أية خبرات فيه، ما لم يولد من رحم أمه. هكذا لا يستطيع الإنسان أن يعاين ملكوت الله، ولا أن يحمل خبرات السماء، ما لم يولد ثانية من فوق ليرى نور العالم الجديد ويعيش فيه.

يليق بالمؤمن الحقيقي الذي يتمتع بالميلاد الجديد السماوي ليرى ملكوت الله داخله ويعيشه، أي يصير له الفكر السماوي والروح العلوية والمبادئ اللائقة بناموس السماء، وأهداف جديدة ورجاء جديد وإمكانيات جديدة.

بالميلاد الجديد يبدأ المؤمن حياة جديدة تمامًا، بِهدم القديم وبناء الجديد، إماتة الإنسان العتيق وقيامة الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه.

بميلادنا الأول أفسدتنا الخطية وشكَّلت أعماقنا حسب هواها، فصرنا جسدانيين، يسيطر علينا ناموس شهوات الجسد، وتسحبنا محبة العالم، ويتحكم فينا عدو الخير، فأصبح الميلاد الجديد ضرورة لا مفر منها. لهذا يقول السيد: "الحق الحق أقول لكم".

ما هو ملكوت الله الذي يليق بنا أن نراه على الدوام سوى ملكوت المسيا السماوي، الساكن فينا، يقيم مملكته في داخلنا. نراه ونحيا به ونشاركه سِماته، فنصير قديسين كما هو قدوس.هذا هو ملكوت الله الحاضر في حياتنا في متناول يدنا، كما أعلن السيد المسيح نفسه: "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" (مت 4: 17). كما قال: قد أقبل عليكم ملكوت الله" (مت 12: 28)، وأكد لنا: "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21). أما عن وضعنا في هذا الملكوت فهو أنه "جعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه" (رؤ 1: 6، 9؛ 5: 10). يسبغ علينا هذا الملكوت شركة سمات ربنا يسوع، إذ أن ملكوت الله "ليس أكلًا وشربًا، بل هو برّ وسلام وفرح في الروح القدس" (رو 14: 17).

هذا الملكوت هو عربون الملكوت الأبدي، ينقلنا إلى السماء لنشتاق للدخول في شركة المجد العجيب يوم مجيء الرب. إنه يرفع فكرنا، ويصوب أنظارنا الداخلية نحو مجيء الرب الأخير والتمتع بالأكاليل السماوي.

* الآن كأن ما يقوله هو هكذا: "إن لم تولد من جديد، إن لم تشترك في الروح بجرن التجديد لا تستطيع أن يكون لك فكر سليم عني، لأن رأيك في جسدي لا روحي (تي 3: 5)... كلمة "من جديد" (أو من فوق) هنا يفهمها البعض بمعنى "من السماء"، ويفهمها آخرون "من الأول". يقول المسيح:" إنه من المستحيل أن أحدًا ما لا يولد هكذا أن يرى ملكوت الله"؛ هنا يشير إلى نفسه (المسيح)، ويعلن أننا في حاجة إلى عيون أخرى بجانب العيون الطبيعية لترى المسيح.

 

الياس الزغبي لموقع جنوبية: "حزب اللّه" يسعى إلى الاحتماء بمؤسسات الدولة، وإذا كان يؤمن بالقضاء فليسلّمه المتهمين الذين يحميهم.

أجرت الحوار: باسمة عطوي/جنوبية/الجمعة 04 كانون الأول

 يقرأ الناشط السياسي الياس الزغبي خطوة "حزب اللّه" بتقديم دعاوى قضائية ضد منتقديه، ويقول في حديث لموقع ”جنوبية”:

"لا شك أن لجوء "حزب اللّه" إلى القضاء اللبناني يعني في الشكل عودته إلى مؤسسات الدولة وإعترافه بها. فإذا كانت هذه العودة وهذا الاعتراف فعليين وحقيقيين، يتوجب عليه أن يكون منسجماً مع خطوته  هذه، ويسلّم بأحقية القضاء اللبناني أولاً والقضاء الدولي ثانياً، ويعمد إلى تسهيل مهمتهما، ويسلّم المتّهم الذي صدر حكم بحقه وسائر المتّهمين الذين يحميهم”.

وأضاف الزغبي: “إذذاك يمكن القول إن حزب اللّه جدّي ويتجه فعلا إلى الاعتراف بالعدالة اللبنانية والدولية ويسهّل عملها، وإلا فإن خطوته ستكون خطوة دعائية لا أكثر ولا أقل، ولا تعني أكثر من أن حزب اللّه يحاول تجميل صورته ويرفع عنها الطابع الذي يكرّسه الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، كمنظمة إرهابية لها مؤسّساتها خارج الدولة على مختلف المستويات القضائية وغير القضائية، وخصوصاً المؤسسة الأمنية العسكرية المستقلة، اضافةً إلى التصرف الذي يُقدم عليه مؤخراً بجعل بيئته منفصلة إقتصادياً عن الوضع المالي والإقتصادي اللبناني، وهذا ما يفسّر لجوءه إلى مال “القرض الحسن”.

ويذهب الزغبي إلى الأبعد ويقول:

”إذا ذهبنا في العمق لتفسير خطوة حزب اللّه فيمكن الاستنتاج بأنه يشعر بالضائقة المتزايدة التي تحيط به مالياً وعسكرياً وسياسياً، إنسحاباً على وضع مرجعيته الإيرانية التي باتت شديدة الاختناق إقتصادياً وعلى مستوى إنتشار نفوذها في الدول العربية”.

لافتاً إلى أن “هذا الضيق ينسحب على حزب اللّه الذي يجد نفسه في موقف حرج، وهو لم يعد في الموقع الذي يفرض حكومات كما فعل في السابق  وكما جرّب أكثر من مرة بتأليف حكومة تنطق و تفعل بإسمه، وفشل”.

وشدّد الزغبي على أن “ما يسميه شخصياً “الشيعوية السياسية العسكرية" هي الآن في مرحلة الأفول البطيء، أي في مرحلة الانحدار والتراجع، ولم يعد حزب اللّه في موقع فرض حكومة تناسبه و تنطق بإسمه تحت ألف شعار أو ستار، وهو يدرك أن جناحه المسيحي الذي يتمثل بالعهد وتيّاره بات ضعيفاً وجهيضاً لدرجة أن الغطاء السياسي الذي كان يؤمّنه عون وتيّاره للحزب، يضيق أكثر فأكثر شعبياً وسياسياً، خصوصاً أن العهد بدأ العد العكسي لإنتهاء ولايته”.

ويرى أن “كل هذه المعطيات تؤكّد أن حزب اللّه ينحو منحى الاعتراف بمؤسسات الدولة (القضاء وغير القضاء) تمهيداً لإعطاء صورة إيجابية للخارج على الأقل، وتحضيراً للمرحلة الصعبة التي ستشتد حوله ويجد نفسه في حاجة إلى حماية الدولة، فيحاول أن يعترف بمؤسساتها كي يحمي نفسه من العواصف الخطيرة التي ستهب أكثر وبشكل أشد على وضعه العسكري والسياسي وعلى كل المستويات”.

وأشار الزغبي إلى أن “حزب اللّه يدرك أنه يقدّم الشكوى أمام قضاء يؤثّر عليه بشكل مباشر وغير مباشر عبر الحكم والعهد، ويعلم سلفاً أن هذا القضاء تحت الضغط يمكن أن يُصدر أحكاماً ظالمة وغير عادلة بحق الذين يستهدفهم سواء أكانوا على المواقع الإخبارية، أو الشخصيات التي يدّعي عليها”، واعتبر أن “كل هذا لا يدل على مؤشرات قوة بل على مؤشرات ضعف وتراجع. فهذا الثنائي أي حزب اللّه والعهد هو في وضع دقيق وحالة إرتباك، ولذلك يحاول بشتى الوسائل أن يخفف هذه الحالة من الاختناق، وأن يظهر بمظهر المؤمن بالمؤسسات والدولة لكي يحافظ على مكان ما في المرحلة المقبلة بعدما فشل مشروعه في السيطرة على لبنان وتحويله إلى فرع من فروع الجمهورية الإسلامية في إيران”.

وختم الزغبي بالقول: “هذا المشروع سقط فعلاً وهو الآن يؤسّس للبدائل التي لن تزيد عن أكثر من تحويله إلى مجرد فريق سياسي بين الافرقاء اللبنانيين”.

 

مخاوف أمنية في لبنان ودعوة لـ«التركيز على الأمن الاستباقي»

بيروت: «الشرق الأوسط»/الجمعة 04 كانون الأول

تصدّر الهاجس الأمني الوضع اللبناني، أمس، بطلب المجلس الأعلى للدفاع من الأجهزة العسكرية والأمنية أن تكون على أتم الاستعداد لمواكبة فترة أعياد نهاية العام، واتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار الأمني، بموازاة دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للأجهزة الأمنية لـ«التركيز على الأمن الاستباقي» في ظل أنباء تتردد في وسائل الإعلام عن مخاوف أمنية. وقرر المجلس الأعلى للدفاع الذي اجتمع أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، رفع إنهاء إلى مجلس الوزراء بتمديد فترة التعبئة العامة لمدة 3 أشهر حتى 31-3-2021. وأكد عون في مستهل الاجتماع أن الوضع الراهن في البلاد «هو وضع استثنائي يتطلب متابعة استثنائية واتخاذ قرارات لمعالجة هذا الوضع الدقيق في البلاد». ورأى أن الظروف الراهنة «تفرض أحياناً التوسع قليلاً في تصريف الأعمال من قِبل الحكومة المستقيلة لتلبية حاجات البلاد إلى حين أن تتشكل الحكومة العتيدة».

بدوره، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إلى ضرورة استمرار التدابير المتخذة لمواجهة تفشي جائحة «كورونا»، ومتابعة القوى العسكرية والأمنية تنفيذ الإجراءات بحزم. وإذ نوّه «بالجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية خلال فترة الإقفال»، قال «كان تطبيق الإجراءات جيداً. وكان من الواضح أن هيبة الدولة لا تزال موجودة وفاعلة، وأن الأجهزة العسكرية والأمنية تستطيع أن تكون حازمة بفرض تطبيق القوانين والإجراءات، وبالتالي تستطيع الأجهزة العسكرية فرض هيبتها». ولفت دياب إلى أن «هناك أهمية كبيرة لتكثيف الإجراءات الأمنية خلال هذا الشهر، شهر الأعياد والتركيز على الأمن الاستباقي الذي كانت تجربتكم ناجحة فيه وقادرة على إحباط مشاريع العبث الأمني، خصوصاً أننا نسمع كلاماً كثيراً في الإعلام عن مخاوف أمنية، وهنا يجب أن نسمع منكم تقديراً لهذا الموضوع ونتابعه يومياً بتقارير متواصلة». وقال دياب «إن العدو الإسرائيلي يحاول دائماً العبث بالوضع الأمني لإشغالنا؛ لذلك أريد أن أؤكد على أهمية فتح العيون أكثر، وكذلك التنسيق وبأعلى الدرجات بين القوى الأمنية». وأشار إلى «ملف جديد يشكل خطراً على السلامة العامة يتعلق بتخزين المواد الملوثة إشعاعياً والمخزنة مؤقتاً في الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية وفق معايير وكالة الطاقة الذرية وبالتعاون معها». واقترح تشكيل لجنة فنية – عسكرية تضم ممثلين عن الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية والجيش اللبناني ووزارة البيئة ووزارة الخارجية ووزارة الطاقة، لوضع تصور حول كيفية معالجة هذا الملف الحساس». وبعد الاجتماع تلا أمين عام المجلس الأعلى للدفاع، اللواء محمود الأسمر، مقررات الاجتماع، ومن بينها تمديد فترة التعبئة العامة حتى أواخر مارس (آذار) المقبل، والطلب إلى الأجهزة العسكرية والأمنية أن تكون على أتم الاستعداد لمواكبة فترة أعياد نهاية العام. وتكليف وزير المالية السعي لتأمين اعتماد بقيمة 150 مليار ل.ل. لتوزيع مساعدات الترميم على المتضررين جراء انفجار مرفأ بيروت.ى وأشارت مصادر شاركت في الاجتماع إلى أنه في معرض الحديث عن الوضع الأمني، «طرح الأمر عرضاً في إطار تحذيري، ولم يُطرح استناداً إلى تقارير أمنية؛ إذ لا معطيات أو معلومات عن اغتيالات قدمها رؤساء الأجهزة الأمنية، وجرى طرحها لزيادة التنبه والحذر انطلاقاً من تحليل الوضع السياسي والمخاوف من استغلاله».

 

الجيشان اللبناني والسوري يقفلان معابر التهريب في الشمال والشرق/تعزيزات من «الفرقة الرابعة» إلى الحدود لملاحقة المهربين اللبنانيين

بيروت: نذير رضا - بعلبك: حسين درويش/الجمعة 04 كانون الأول

دفعت القوات السورية بنحو 80 آلية من الفرقة الرابعة إلى الحدود اللبنانية لإقفال معابر التهريب غير الشرعية وملاحقة اللبنانيين القاطنين في تلك المناطق داخل الأراضي السورية، إثر إشكال بين مهرب لبناني وقوات حرس الحدود (الهجانة) السورية أسفر عن مقتل ضابط سوري و3 عسكريين في الأيام القليلة الماضية، بموازاة تشديد الجيش اللبناني رقابته على الحدود اللبنانية ومعابر التهريب غير الشرعية في شرق وشمال لبنان وملاحقة الضالعين بعمليات التهريب. وبدأ التوتر في المنطقة الحدودية يوم الثلاثاء الماضي إثر إشكال بين مهرب لبناني من آل ناصر الدين، يعمل بالتهريب غير الشرعي من وإلى سوريا في بلدة حوش السيد علي الواقعة شمال الهرمل في أقصى شمال شرقي لبنان، والقوات السورية. وقالت مصادر ميدانية إن الجيش السوري طلب من اللبناني أن يزيل عبّارة التهريب عن ساقية متفرّعة من نهر العاصي تفصل بين الأراضي اللبنانية والسورية في منطقة حوش السيد علي، وتبعد العبّارة مسافة 100 متر عن منزل اللبناني المقيم داخل الأراضي السورية. وقالت المصادر إن اشتباكاً وقع بين الطرفين، أدى إلى مقتل ضابط من الهجانة السورية وإصابة 3 عسكريين بجروح، وفرّ اللبناني إلى داخل الأراضي اللبنانية. واتخذ الجيش السوري أمس إجراءات عسكرية؛ حيث دفع بتعزيزات من الفرقة الرابعة تضم أكثر من 80 آلية عسكرية إلى المنطقة الحدودية مع لبنان، وداهموا منزل المهرب اللبناني وفجروه بعدما لم يعثروا عليه، بحسب ما قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، لافتة إلى أن القوات السورية التي وصلت إلى المنطقة «أطلقت النيران على كل الأشخاص الضالعين بإطلاق النار على الهجانة السورية، واستهدفت منازلهم الواقعة على الضفة السورية من الحدود». وتقع منطقة حوش السيد علي على ضفتي الحدود، ويتبع جزء منها للأراضي اللبنانية، وجزء آخر للأراضي السورية، لكن يسكنها لبنانيون.

وقالت مصادر ميدانية لبنانية تقيم في الداخل السوري إن القوات التابعة للفرقة الرابعة السورية «تمركزت في بلدات زيتا والعقربية والفضلية وحاويك» الحدودية والواقعة في ريف القصير في جنوب غربي حمص، مشيرة إلى أن «قوات سوريا توقف اللبنانيين على حاجز البريد الواقع في بلدة العقربية التي يسكنها لبنانيون داخل الأراضي السورية». وقالت المصادر إن القوات السورية «تشدد الرقابة على كل اللبنانيين العابرين إلى الأراضي السورية عبر المعابر غير الشرعية، ويجري استهدافهم عبر إطلاق النار وتوقيف أي لبناني على الأراضي السورية دخل بطريقة غير شرعية»، لافتة إلى أنه «يجري اقتياد هؤلاء إلى الفروع الأمنية في دمشق». وقالت: «اللبنانيون داخل الأراضي السورية في وضع ارتباك غير عادي». ولا يزال المهرب اللبناني متوارياً عن الأنظار. ويقفل الجيش السوري الحدود مع لبنان منذ الأسبوع الماضي، في مقابل تشديد من قبل الجيش اللبناني لتقييد حركة المهربين على المعابر غير الشرعية، كامتداد للتدابير التي تتخذها السلطات اللبنانية لمنع تهريب المازوت والأدوية والسلع المختلفة إلى الداخل السوري، والتهريب المعاكس للسلع والمواد الغذائية إلى داخل الأراضي اللبنانية. ويكرر المسؤولون اللبنانيون مطالبهم بإقفال المعابر الحدودية غير الشرعية مع سوريا، وشهد البرلمان اللبناني أول من أمس مطالب واسعة من الكتل النيابية بإيقاف التهريب عبر الحدود. وطالب عضو تكتل «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن بـ«ضبط عملية التهريب»، كما أكد عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار أن «سياسة الدعم المرشد لا يمكن أن تنفع إذا لم تترافق مع وقف التهريب». وتنضم تلك المطالب إلى دعوات متكررة من نواب ووزراء «القوات اللبنانية» بوقف التهريب عبر الحدود. وقالت مصادر ميدانية في شرق لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش اللبناني يشدد الرقابة من الجهة اللبنانية وأقفل سائر المعابر غير الشرعية»، فيما قالت مصادر أخرى في الشمال إن الحدود مقفلة منذ أسابيع بشكل كامل؛ حيث لا يمكن إجراء أي عملية تهريب إلى الداخل السوري. ولفتت المصادر إلى أن الإجراءات على الضفة اللبنانية من الحدود، تقابلها إجراءات مشابهة على الضفة السورية؛ حيث يعجز المهربون عن تهريب المازوت وسلع أخرى إلى الداخل السوري، وبالعكس. وقالت المصادر في شرق لبنان إن مخابرات الجيش اللبناني تلاحق المطلوبين والمهربين أيضاً إلى جانب تشديد الرقابة على الحدود.

 

أولُ ردّ لفارس سعيد على "حزب الله"...رسالة تصفية!

ليبانون ديبايت/الجمعة 04 كانون الأول

في أول ردّ مباشر للنائب السابق فارس سعيد على الدعوى المقامة ضدّه من قبل حزب الله بعد اتهامه بضلوعه بتفجير مرفأ بيروت وتخزين اسلحة، أكّد سعيد في اتصال مع "ليبانون ديبايت" انها "المرة الاولى التي يتقدّم بها حزب الله بدعوى ضد شخصية سياسية وبالتالي هو أخذ صفة الادّعاء الشخصي". وتساءل سعيد، "عادة هذا الحزب لا يلجأ الى القضاء فلماذا لجأ الى القضاء هذه المرة؟ وهو أيضاً الحزب الذي يزعم ان الضعيف يذهب الى القضاء فهل أصبح حزب ضعيفاً فعلاً؟" وحول رسالة حزب الله من وراء هذا الادعاء قال سعيد: "افهم من هذا الادعاء انها رسالة أمنية مباشرة، خاصة وانه جاء في لحظة تتحدّث فيها الاجهزة الامنية عن عودة الى الاغتيالات فهل هذا "حَوَل" سياسي، اي انهم يتقدّمون بدعوى استباقاً لاي حدث سياسي او مكروه ما يطال اي احد ممن ادعى عليهم حتى يقولوا لا علاقة لنا والعلاقة معهم قضائية وستبرز الوقائع انه اتخذ صفة الادعاء الشخصي". أضاف: "هو (اي حزب الله) ايضا لا يتكلم مع القضاء ولا يعتبره موجوداً وهو ما حصل مع المحكمة الدولية، وقبل ان يتقدم بشكوى ضدي او ضد غيري عليه ان يسلم بداية من هم متّهمون باغتيال الحريري الى القضاء المختص؟ وتابع سعيد: "لماذا لجأ الى القضاء وهو غير مؤمن به؟ في هذا السؤال تكمن القطبة المخفية". كما اعتبر سعيد ان "حزب الله جهة تبني كل هيبتها على العنف والقوة" متسائلا " لماذا تذهب الان الى القضاء؟ ". وقال: "المواد التي يتهمونني بها ربما غير مهمّة وكذلك المسار القضائي الذي ستسلكه الدعوى ولكن الاهم هو معرفة اولاً لماذا حزب الله اخذ صفة الادعاء الشخصي وثانياً لماذا لجأ الى القضاء؟".

ماذا يقول سعيد للدولة اللبنانية والقضاء؟

يجيب :"لي ملئ الثقة بالقضاء اللبناني وسيكون هناك محامون يطلعون على حيثيات الملف والادعاء وستأخذ الامور مسارها وسأكون متعاوناً". وختم النائب السابق فارس سعيد: "انا لم اتكلم يوما عن زعزعة الاستقرار في لبنان بل من يتحدّث عن هذا الامر هو رئيس جهاز الامن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس جهاز امن الدولة العميد طوني صليبا، في هذه اللحظة عن العودة الى الاغتيالات تقدم حزب الله بصفته الشخصية ضد شخصية سياسية وارى ان هناك ربطا بين هذا وذاك!".

 

حزب الله تقدم بدعويين ضد سعيد وموقع القوات الموسوي: لملاحقة من مارس التضليل والاتهامات بحق الحزب في قضية انفجار المرفأ

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

تقدم "حزب الله" بدعويين ضد النائب السابق فارس سعيد وموقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، "لاتهامهما الحزب بمسؤولية ما عن انفجار المرفأ".

وأعلن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ابراهيم الموسوي من امام قصر العدل في بيروت "ان هناك دعوى ايضا تحضر ضد بهاء الحريري تحتاج الى رخصة أخيرة من القاضي، ودعاوى أخرى ستسجل قريبا تحضر ملفاتها مستندة الى مواد قانونية تدين من يحاولون زرع الفتنة". ووجه الموسوي "تحية تقدير وإكبار لأرواح شهداء جريمة انفجار مرفأ بيروت"، كما وجه تحية للجرحى "الذين ما زالوا في المستشفيات او في بيوتهم، ولم يزاولوا حياتهم العادية بعد، وتحية للذين ما زالوا خارج منازلهم ونسأل الله ان يعودوا قريبا اليها". وأثنى على بادرة رئيس الجمهورية بإقراره وتوقيعه قانون التعويضات لأهالي الشهداء واعتبارهم شهداء الوطن. وقال: "الفاجعة الرهيبة والمأساة التي حلت بالمرفأ وضربت اللبنانيين وبيروت وأهلها في 4 آب الماضي، وفي ظل الأجواء المشحونة والمحتدمة انبرت جوقة من أصحاب المنابر السياسية والإعلامية وبعض الشخصيات لكيل الاتهامات في اطار كورس منظم ضد "حزب الله" واتهامه بمسؤولية ما عن الانفجار". ورأى انها "اتهامات باطلة تشكل ظلما وعدوانا حقيقيا واستمرارا للجريمة، لانه عندما يضلل الفاعل الحقيقي وتشار اصابع الاتهام الى جهة من دون أي برهان او حجة او بينة يؤدي ذلك الى إخفاء المجرم الحقيقي وتضليل الرأي العام واثارة الكراهية، وحض الفتنة والتحريض ما يهدد السلم الأهلي"، معتبرا "ان هذا نوعا من استمرار في الجريمة وشراكة مع المجرم في جريمته". وتابع: "في وقت اطل فيه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وأوضح ألا علاقة لنا بما جرى في المرفأ لا من قريب ولا من بعيد، استمرت الاتهامات الباطلة وحملة التزوير والافتراء، ولكننا قررنا ان نعطي فرصة للبلد في وقت الناس منشغلة بلملمة الجراح والممتلكات والبحث عن المفقودين الذين ما زال بعضهم مفقودا حتى اليوم". ولفت الموسوي الى ان "جريمة المرفأ مأساة إنسانية كاملة الاوصاف انبرى البعض باستثمارها في السياسة"، ووصفه بـ"المعيب والرخيص". وقال: "امام هذا الواقع، رأى الحزب انه من حق أهله وشهدائه وناسه وبلده وطنه وكرامتهم ان يدافع عن نفسه بطريقة ما، لذا سلك الطريق القضائية". اضاف: "تخيلوا ان جهة، وهي حزب سياسي ومقاومة، تدافع عن البلد واهله وممتلكاتهم استطاعت ان تحقق توازنا في ردع العدو واستطاعت صنع المعجزات وانتصارات حقيقة، ينبري البعض لاتهامها واستثمار ما جرى، فأي وطنية هي تلك". واشار الى ان "هناك دعاوى سابقة، ولكنها المرة الأولى التي يقدم فيها الحزب دعاوى قضائية قانونية، لذا قام بتكليف مجموعة من المحامين لرفع دعاوى امام القضاء لملاحقة ومتابعة جميع الذين مارسوا التضليل والتزوير والاتهامات الباطلة ليعلموا ان الكلمة المسؤولة لا تلقى جزافا". وقال: "نحن لسنا ضد حرية الكلمة، نحن مع الكلمة الحرة والمسؤولة وليس القاء الاتهامات، وشحن النفوس ونشر الكراهية وتهديد السلم الأهلي". وأردف: "رغم كل الملاحظات على القضاء والحملة عليه، نؤمن بأنه قدرنا ويجب الوثوق بأجهزته، فهناك قضاة ترفع لهم القبعة احتراما وتقديرا، كوجود آخرين يتقاعسون". وأكد الموسوي الاستمرار في رفع الدعاوى من خلال مجموعة من المحامين، موضحا ان هناك دعويين الآن ولكن ستتابع بدعاوى قضائية أخرى، تحضر ملفاتها مستندة الى مواد قانونية تدين من يحاولون زرع الفتنة". وقال: "هذا الكلام يدل على ان "حزب الله" يريد ان يتولى القضاء هذه المهمة، لأنه المرجع الصالح للحفاظ على السلم الأهلي وكرامات الناس، وآن له ان يأخذ دوره، وهذه رسالة نوجهها من خلال هذا الموضوع"، مؤكدا "الحرص على الكلمة الحرة المسؤولة والتزام الضوابط للوصول الى العدل والعدالة". واعتبر الموسوي "ان الوصول الى الحقيقة امر مقدس، الا ان التضليل والتزوير يضيع الحق والحقيقة"، مؤكدا "ان حزب الله لا يضيره من يختلف معه سياسيا ابدا، لأن الاختلاف ضرورة فهو من اسس النظام الديموقراطي ولكن الافتراء يضر بالوطن وأهله". وردا على سؤال، اجاب: "لا اعتقد ان هذه الدعاوى يمكن ان توضع في الادراج، مع وجود قضاة اكفياء. نحن مستمرون بها، فهو موضوع بلد لا موضوع سمعة شخص". وعن الدعويين المقدمتين اليوم، قال: "الأولى ضد النائب السابق فارس سعيد والأخرى ضد موقع القوات اللبنانية الالكتروني، وهناك دعوى تحضر ضد بهاء الحريري تحتاج الى رخصة أخيرة من القاضي"، مذكرا ان "هناك دعاوى أخرى ستسجل قريبا". وعن التحقيقات بانفجار المرفأ، قال الموسوي: "الأمور تستكمل، ولكن نريد سرعة في التحقيقات ونأمل ان تجري التحقيقات اللازمة". أضاف الموسوي: "ما قيل ليس موضوع تحاليل، بل هذا كورس منظم لتشويه صورة الحزب، ففي وقت تنشغل الإدارة الأميركية بـ"حزب الله" وملاحقته والضغط على أنظمته وعلى بعض الدول والحكومات لوضعه على لائحة الإرهاب، تظهر أدوات ووسائل اعلام ومنابر في الداخل تساهم في زيادة هذا الاتهام".

 

كورونا يُفجع الوسط الفني اللبناني... وداعاً بسام!

ليبانون ديبايت/الجمعة 04 كانون الأول/الجمعة 04 كانون الأول 2020

توفّي اليوم الجمعة رئيس المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار" بسام سابا، مُتأثراً بإصابته بفيروس كورونا. وكان سابا يقاوم تداعيات الفيروس ومضاعفاته، وأُدخل الشهر الماضي الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، وتم نقله الى المبنى الخاص للمعالجة. وقد نعته أستاذة الموسيقى في "الكونسرفتوار"، الفنانة سما، على صفحتها عبر "فيسبوك"، وكتبت: "مديرنا في المعهد الوطني اللبناني السيد بسام سابا رحمه الله". نعى وزير الثقافة عباس مرتضى على حسابه عبر "تويتر", رئيس المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار" بسام سابا. وقال: "فقدنا أحد أركان وزارة الثقافة، ورمزا من رموز الثقافة والموسيقى والفنّ في لبنان رئيس مجلس الادارة والمدير العام للمعهد الوطني العالي للموسيقى الموسيقار بسام سابا وبرحيله يفتقد لبنان اليوم موسيقيا مبدعا ربط بموسيقاه واعماله الفنية الشرق والغرب". أضاف: "كما تفتقده اليوم وزارة الثقافة والكونسرفتوار، الذي شكل تسلمه ادارته بصمة مميزة سعى منذ اليوم الاول الى اضفاءها، ولا ريب ان غيابه سيترك حزنا بالغا في نفوس الجميع, عسى الله ان يتغمده برحمته ويلهم اهله الصبر والسلوان".

 

واشنطن تحذّر من “التأثير المميت” لـ”الحزب” على لبنان

حسين درويش/الشرق الأوسط/الجمعة 04 كانون الأول 2020

قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ”الشرق الأوسط” في بيروت، إن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل شن هجوما عنيفا على إيران و”حزب الله”، وذلك في كلمة له خلال “المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني” الذي عقد في باريس الأربعاء. وحذر هيل من “التأثير المميت لـ(حزب الله) وإيران”، متهما الحزب بالمسؤولية عن الفساد والانهيار في لبنان. من جهة أخرى، دفعت القوات السورية بنحو 80 آلية من الفرقة الرابعة إلى الحدود اللبنانية لإقفال معابر التهريب غير الشرعية وملاحقة اللبنانيين القاطنين في تلك المناطق داخل الأراضي السورية، إثر إشكال بين مهرب لبناني وقوات حرس الحدود (الهجانة) السورية أسفر عن مقتل ضابط سوري و3 عسكريين في الأيام الماضية. وقالت مصادر ميدانية في شرق لبنان لـ”الشرق الأوسط” إن “الجيش اللبناني يشدد الرقابة من الجهة اللبنانية وأقفل المعابر غير الشرعية”، فيما قالت مصادر أخرى في الشمال إن الحدود مقفلة منذ أسابيع بشكل كامل، حيث لا يمكن إجراء أي عملية تهريب إلى الداخل السوري. وذكرت المصادر أن القوات السورية «تشدد الرقابة على كل اللبنانيين العابرين إلى الأراضي السورية عبر المعابر غير الشرعية، ويجري استهدافهم عبر إطلاق النار وتوقيف أي لبناني على الأراضي السورية دخل بطريقة غير شرعية»، لافتة إلى أنه «يجري اقتياد هؤلاء إلى الفروع الأمنية في دمشق». وأضافت المصادر أن اللبنانيين داخل الأراضي السورية في وضع ارتباك غير عادي. ولا يزال المهرب اللبناني الذي تلاحقه القوات السورية متوارياً عن الأنظار.

 

الجيشان اللبناني والسوري يقفلان معابر التهريب في الشمال والشرق

بيروت: نذير رضا - بعلبك: حسين درويش//الشرق الأوسط/الجمعة 04 كانون الأول

دفعت القوات السورية بنحو 80 آلية من الفرقة الرابعة إلى الحدود اللبنانية لإقفال معابر التهريب غير الشرعية وملاحقة اللبنانيين القاطنين في تلك المناطق داخل الأراضي السورية، إثر إشكال بين مهرب لبناني وقوات حرس الحدود (الهجانة) السورية أسفر عن مقتل ضابط سوري و3 عسكريين في الأيام القليلة الماضية، بموازاة تشديد الجيش اللبناني رقابته على الحدود اللبنانية ومعابر التهريب غير الشرعية في شرق وشمال لبنان وملاحقة الضالعين بعمليات التهريب. وبدأ التوتر في المنطقة الحدودية يوم الثلاثاء الماضي إثر إشكال بين مهرب لبناني من آل ناصر الدين، يعمل بالتهريب غير الشرعي من وإلى سوريا في بلدة حوش السيد علي الواقعة شمال الهرمل في أقصى شمال شرقي لبنان، والقوات السورية. وقالت مصادر ميدانية إن الجيش السوري طلب من اللبناني أن يزيل عبّارة التهريب عن ساقية متفرّعة من نهر العاصي تفصل بين الأراضي اللبنانية والسورية في منطقة حوش السيد علي، وتبعد العبّارة مسافة 100 متر عن منزل اللبناني المقيم داخل الأراضي السورية. وقالت المصادر إن اشتباكاً وقع بين الطرفين، أدى إلى مقتل ضابط من الهجانة السورية وإصابة 3 عسكريين بجروح، وفرّ اللبناني إلى داخل الأراضي اللبنانية. واتخذ الجيش السوري أمس إجراءات عسكرية؛ حيث دفع بتعزيزات من الفرقة الرابعة تضم أكثر من 80 آلية عسكرية إلى المنطقة الحدودية مع لبنان، وداهموا منزل المهرب اللبناني وفجروه بعدما لم يعثروا عليه، بحسب ما قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، لافتة إلى أن القوات السورية التي وصلت إلى المنطقة «أطلقت النيران على كل الأشخاص الضالعين بإطلاق النار على الهجانة السورية، واستهدفت منازلهم الواقعة على الضفة السورية من الحدود». وتقع منطقة حوش السيد علي على ضفتي الحدود، ويتبع جزء منها للأراضي اللبنانية، وجزء آخر للأراضي السورية، لكن يسكنها لبنانيون. وقالت مصادر ميدانية لبنانية تقيم في الداخل السوري إن القوات التابعة للفرقة الرابعة السورية «تمركزت في بلدات زيتا والعقربية والفضلية وحاويك» الحدودية والواقعة في ريف القصير في جنوب غربي حمص، مشيرة إلى أن «قوات سوريا توقف اللبنانيين على حاجز البريد الواقع في بلدة العقربية التي يسكنها لبنانيون داخل الأراضي السورية». وقالت المصادر إن القوات السورية «تشدد الرقابة على كل اللبنانيين العابرين إلى الأراضي السورية عبر المعابر غير الشرعية، ويجري استهدافهم عبر إطلاق النار وتوقيف أي لبناني على الأراضي السورية دخل بطريقة غير شرعية»، لافتة إلى أنه «يجري اقتياد هؤلاء إلى الفروع الأمنية في دمشق». وقالت: «اللبنانيون داخل الأراضي السورية في وضع ارتباك غير عادي». ولا يزال المهرب اللبناني متوارياً عن الأنظار. ويقفل الجيش السوري الحدود مع لبنان منذ الأسبوع الماضي، في مقابل تشديد من قبل الجيش اللبناني لتقييد حركة المهربين على المعابر غير الشرعية، كامتداد للتدابير التي تتخذها السلطات اللبنانية لمنع تهريب المازوت والأدوية والسلع المختلفة إلى الداخل السوري، والتهريب المعاكس للسلع والمواد الغذائية إلى داخل الأراضي اللبنانية. ويكرر المسؤولون اللبنانيون مطالبهم بإقفال المعابر الحدودية غير الشرعية مع سوريا، وشهد البرلمان اللبناني أول من أمس مطالب واسعة من الكتل النيابية بإيقاف التهريب عبر الحدود. وطالب عضو تكتل «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن بـ«ضبط عملية التهريب»، كما أكد عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار أن «سياسة الدعم المرشد لا يمكن أن تنفع إذا لم تترافق مع وقف التهريب». وتنضم تلك المطالب إلى دعوات متكررة من نواب ووزراء «القوات اللبنانية» بوقف التهريب عبر الحدود. وقالت مصادر ميدانية في شرق لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش اللبناني يشدد الرقابة من الجهة اللبنانية وأقفل سائر المعابر غير الشرعية»، فيما قالت مصادر أخرى في الشمال إن الحدود مقفلة منذ أسابيع بشكل كامل؛ حيث لا يمكن إجراء أي عملية تهريب إلى الداخل السوري. ولفتت المصادر إلى أن الإجراءات على الضفة اللبنانية من الحدود، تقابلها إجراءات مشابهة على الضفة السورية؛ حيث يعجز المهربون عن تهريب المازوت وسلع أخرى إلى الداخل السوري، وبالعكس. وقالت المصادر في شرق لبنان إن مخابرات الجيش اللبناني تلاحق المطلوبين والمهربين أيضاً إلى جانب تشديد الرقابة على الحدود.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 4/12/2020

وطنية/الجمعة 04 كانون الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

قلب فرنسا على اللبنانيين، وقلب سياسيينا على الحجر. لم يبق جهد إلا وجربه قادة فرنسا لإيجاد ثغرة في النفق اللبناني المظلم.

واليوم لفت تمني وزير الخارجية جان إيف لودريان الذي كان قد حذر من زوال لبنان قبل أشهر، طرق باب المغتربين اللبنانيين، من خلال دعوتهم إلى الاستمرار في دعم ذويهم في لبنان، والمواظبة على تحويل المساعدات كيلا يسقط البلد نهائيا.

مرة جديدة وجب علينا شكر لودريان ومن خلفه ماكرون، يا سياسيي لبنان إن كنتم تسمعون!.

ومع انتهاء مؤتمر باريس ومغادرة الوزير البريطاني في الساعات الماضية، حذر كليفرلي اللبنانيين من وضع كارثي...

البلاد تعيش أيضا هاجس التساؤلات المالية، والهموم الحياتية، وسط اتجاه إلى رفع الدعم بعد شهرين، وفق اعلان حاكم مصرف لبنان الذي ابلغ المسؤولين انها المهلة المتاحة وفق الاموال المتوافرة لتسديد الدعم.

ومع تقاطع المعلومات عن تأخر تشكيل الحكومة، على رغم الضغط الفرنسي -الدولي، عاد سعر صرف الدولار الأميركي إلى الارتفاع مجددا فوق 8 آلاف ليرة، بعد هبوط سريع، بداية الأسبوع.

وتراوح سعر صرف الدولار في السوق السوداء خلال التداولات اليوم بهامش 8100 ليرة للشراء و8200 ليرة للمبيع.

ومع مرور أربعة أشهر على زلزال مرفأ بيروت، الدمعة لم تجف ودماء الشهداء تسأل عن هوية المجرمين وصوت أهالي الشهداء صرخة في واد ملايين الأسئلة من لبنان والعالم ولا جواب بعد!.

أموال المودعين والدولار الطالبي، والعتمة الآتية لا محالة، بل الخوف من جوع آت... أيقظت من جديد شارعا لم ينم أصلا.

فعلى رغم الانتشار الكثيف للقوى الأمنية، نجحت مجموعة من الحراك المدني بإقتحام احد مداخل معهد الـ Esa في كليمنصو، حيث يفترض وجود حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والسفيرة الفرنسية في الداخل، مع الوزير السابق محمد شقير.

الاقتحام عاد وتجدد مع دخول مجموعة اضافية من المحتجات والمحتجين الى الـ Esa في كليمنصو.

وخلال عملية الاقتحام، تعرض الناشط المحامي واصف الحركة للضر،ب وهو من الذين نجحوا في اقتحام حرم الجامعة، وتم نقله الى مستشفى الـ cmc نتيجة كسور في ضلوعه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

بعد الإقفال العام لأسبوعين، دخل ملف التشكيل الحكومي هو الآخر في حالة من الشلل التام، حيث لم يسجل منذ نحو أسبوعين أي لقاء أو إتصال بين بعبدا وبيت الوسط.

في معلومات الـ NBN أن الرئيس المكلف سعد الحريري، وفي آخر زيارة له إلى بعبدا يوم الإثنين من الأسبوع المنصرم، قدم تشكيلة غير مكتملة، فطلب منه رئيس الجمهورية ميشال عون العمل على تقديمها بعد إكتمالها ليناقشها معه، ومنذ ذلك الوقت غابت حرارة الإتصالات ولم تسجل أي لقاءات.

وفي الوقت الذي ترسو الأوضاع الاقتصادية على شفير التوسل يبدو أن الخارج قلبه على لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم.

في الخارج يرددون نريد مساعدة لبنان، ولكن شكلوا حكومة إنقاذية وطبقوا الإصلاحات. وبعض من في الداخل يتبغددون من دون معرفة الداعي إلى التأخير ليوم واحد في تأليف الحكومة.

وبين تصريف وتأليف، كان لافتا موقف رئيس الجمهورية في شأن ضرورة التوسع في تصريف الأعمال الحكومية، الأمر الذي رأى فيه مراقبون إطالة في مدة التأليف، وتمديدا في طول عمر حكومة التصريف، فيما المطلوب هو حكومة إنقاذ اليوم قبل الغد.

ولكي يزيد الطين بلة، فإن كل الهموم اللبنانية أضيف إليها ما كشفته تقارير أمنية عن خلايا إرهابية نائمة تم ضبط عدد منها، وتجري متابعة بعضها الآخر من الأمن العام وأمن الدولة.

ووفق ما علمت الـ NBN، فإن الخلايا كانت في وضعية الشلل، وتم رصد تحركها مجددا بواسطة أجهزة الهاتف والإتصالات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

يعرقلون تشكيل الحكومة الجديدة، ويمانعون اجتماع حكومة تصريف الأعمال، ومن ثم يعترضون إذا قام المجلس الأعلى للدفاع بدوره، في تأمين مصالح اللبنانيين في ظل ما يتهدد البلاد من أخطار.

هكذا، استفاق اللبنانيون اليوم على حملة سياسية بعنوان جديد - قديم، هو الحرص على الطائف، وعلى صلاحيات مجلس الوزراء، علما أن ما يطلبه الناس في هذه المرحلة، يختصر بالتصدي للأزمة المعيشية غير المسبوقة، من خلال معالجة الخلل المالي المتفاقم، والمأساة المتمادية على المستوى الاقتصادي، والابتعاد إلى أقصى حد ممكن عن نهج المزايدات، ومنطق المعارك الوهمية.

كيف يعرقلون تشكيل الحكومة؟ الجواب بات معروفا: من خلال الإمعان في تجاهل الميثاق، والإصرار على تجاوز الدستور، مع الرهان على ضغوط قائمة وعقوبات إضافية محتملة، لإعادة عقارب الشراكة إلى الوراء.

لماذا يمنعون اجتماع حكومة تصريف الاعمال؟ الجواب أيضا صار واضحا: ليس لسبب دستوري او قانوني، بل من باب النكد السياسي، الذي يشاء تحويل التصريف المفترض للأعمال إلى تجميد متعمد لها، ولو كلف ذلك اللبنانيين غاليا في اكثر من ملف ملح.

لماذا يعترضون على دور المجلس الاعلى للدفاع؟ الجواب أيضا وأيضا أكيد: ليس حرصا على الدستور ولا تمسكا بالقانون، بل سعيا إلى ادخال البلاد في شلل اضافي، لأسباب لا تمت الى المصلحة الداخلية بصلة.

لكن، في المقابل، تؤكد مصادر الرئيس سعد الحريري ل (او تي في)، ان رئيس الحكومة المكلف يسعى الى عدم الوصول الى مرحلة يصطدم فيها مع رئيس الجمهورية، مشددة على ان الحريري يكن لرئيس البلاد الاحترام الأبوي، كما وانه لا يريد أن يتخطى مقام الرئاسة.

واليوم، لفتت رسالة وزير الخارجية الفرنسية الى المغتربين اللبنانيين، التي حضهم فيها على مواصلة مساعدة لبنان، مؤكدا الدعم الكامل لبلاده للبنان فيما يقف على شفير الانهيار، على حد تعبيره، مشددا على حتمية التزام الطبقة السياسية بإجراء الاصلاحات اللازمة ومحاربة الفساد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

خبر عادي أن رائدا متقاعدا في الأمن العام تصل ثروته إلى ملايين الدولارات عدا مئات أونصات الذهب.

خبر عادي أن يكون لمدير عام عشرات المستشارين، ومنهم من دخل مستشارا بعمر الأربعة والعشرين عاما.

خبر عادي أن إشارات السير لا تعمل، أما حركة المرور "فكل سائق وحظو".

مثل هذه الأخبار تسقط حكومات في بلدان يحترم المسؤولون فيها أنفسهم... وأما في لبنان فكيف تسقط حكومة وهي أصلا مستقيلة؟ وحتى في الحدود الدنيا لتصريف الأعمال تبدو عاجزة، فكيف يمكن تعويمها من خلال اقتراح توسيع تصريف الأعمال؟.

لم تعد الفضيحة في لبنان تحرك شيئا، وكأنها أصبحت مادة تخدير للسلطة بدلا من أن تكون مادة حث وتحفيز للتحرك.

هذه عينة من ملف الفضائح، وأما في السياسة، فيبدو ان كل شيء معلق او مجمد: لا حكومة في المدى المنظور، ولا بديل سوى محاولة توسيع النطاق الضيق لتصريف الأعمال.

اللافت في ردات الفعل على هذا الطلب من رئيس الجمهورية، أن الرئيس المكلف سعد الحريري التزم الصمت وعدم التعليق على هذا الطلب، ربما لأنه لا يريد توسيع الشرخ، الواسع أصلا، بين بيت الوسط وقصر بعبدا.

في ملف كورونا، العداد سجل اليوم 1472 إصابة وإحدى عشرة وفاة.

إقليميا، رياح تقارب: وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أعلن اليوم أن الولايات المتحدة لديها "أمل كبير" في حل الخلاف الخليجي الذي شهد مقاطعة بين السعودية ودول حليفة وبين قطر منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.

إيران تلقفت هذا التطور، فأعلنت بلسان وزير الخارجية جواد ظريف، أنها ترحب بالتفاهمات التي أعلنتها الكويت في شأن الأزمة الخليجية.

وكان وزير خارجية الكويت أعلن أن تقدما تحقق صوب إنهاء الخلاف الخليجي.

تأتي هذه الخطوات إثر تطورات عدة، أمنية وديبلوماسية، أبرزها اغتيال أب القنبلة النووية الإيرانية، وتسارع التطبيع بين إسرائيل وبعض دول الخليج، والاهم من كل ذلك انتهاء مرحلة ترامب وقرب بداية مرحلة بايدن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

لكي لا يتوهم اهل الباطل انهم على حق، ولكي لا يقتل الابرياء من انفجار المرفأ مرتين، كانت نقطة على اول السطر القضائي وضعها (حزب الله) عبر النائب ابراهيم الموسوي.

ومع ان حبل الكذب قصير لكن السنته طويلة، وباتت تلامس السلم الاهلي، اضطر (حزب الله) إلى اللجوء الى القضاء، متقدما بدعوى على مواقع الكترونية ومنصات واشخاص يتوهمون ان الشمس تشرق بصياحهم.

دعوى عسى ان تضع حدا للمضللين والمتاجرين بكل شيء، حتى اوجاع الناس ودمائهم.

فماذا يعني اتهام (حزب الله) بتفجير المرفأ الذي ادى الى أكثر من مئتي شهيد وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشردين؟، وتدمير بيروت عاصمة الوطن والقلوب؟ ماذا يعني هذا الاتهام سوى تهديد للسلم الاهلي، وتحريض الناس والنكء بجراحهم؟ ماذا تعني غير تضليل العدالة عن الوصول الى الفاعل الحقيقي – الذي هو شريك هؤلاء بالقتل واراقة الدماء – اي الاهمال والفساد؟.

دعوى اولى ستليها دعاوى كما قال عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب ابراهيم الموسوي، وكلها ستأخذ صفة الادعاء الشخصي الذي يلزم بتعيين جلسة، واستدعاء المتهم وإصدار الحكم.

احكام قضائية صدرت اليوم عن المحكمة العسكرية بحق عشرات الضباط والرتباء من قوى الامن الداخلي، المتورطين بملفات فساد، في خطوة لافتة يؤمل في أن تنسحب على كل متورط بملفات فساد، عسكريين او سياسيين او موظفين كبارا سرقوا او هدروا المال العام وساهموا بايصال البلاد الى الجحيم الذي تعيشه اليوم.

في السياسة لا جديد حكوميا، فيما المساعي الفرنسية على حالها من دون تحقيق، اي اختراق الى الآن على صعيد تقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة.

في الاقليم كلفة البلطجة الاسرائيلية - الاميركية ستكون غالية بحسب مراكز الابحاث والمحللين الصهاينة، الذين نقلوا عن الاجهزة الاستخبارتية الصهيونية طلبها من الاسرائيليين توخي أعلى درجات الحذر، وبخاصة العاملين في المفاعل النووي بديمونا، خشية من ان تطالهم عمليات انتقامية ايرانية ردا على اغتيال عالمها الكبير فخري زادة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

الرابع من كانون لم يبرد لهيب الرابع من آب.

أربعة أشهر على جريمة اغتيال بيروت والموت ما زال معتمرا البيوت، والنفوس، وذوي الضحايا.

مئة وعشرون نهارا كانت بطعم الليل على من سار في مراسم وداع روحه، ودفن آماله بين ركام مدينة وحدها الحقيقة لم تحررهم، وظلوا ينتظرونها من محقق عدلي يعاني من التقية السياسية، ومن تحقيقات اختارت من متاجر الفاسدين بضعة موظفين، وأهملت ذوي الرؤوس الحامية، المتربعين على حصانة قاتلة.

وهذه التحقيقات مشت وفق التدقيق الجنائي الإعلامي، الذي اتبعته (قناة الجديد) تحديدا، وجابت المرفأ منذ أول إقلاع السفينة بتشوهها البنيوي الى ميناء بيروت، ورسوها بأطنان الأمنيموم المتفجر والمراسلات القضائية والأمنية التي استغرقت سبع سنوات بين الغرف السياسية.

ونتائج هذه التحقيقات كانت ظاهرة على التوقيفات، لكن الأمر توقف عند هذا الحد رسميا. وأما إعلاميا، فـ (الجديد) مستمرة في الإبحار، وينطلق الزميل فراس حاطوم الليلة في رحلة من جزئين لمطاردة "بابور الموت" من الموزنبيق وجورجيا، وصولا إلى البرتغال وقبرص وتركيا واليونان، انتهاء بلبنان.

هي مطاردة تضع (الجديد) محتواها مرة جديدة برسم القضاء، عله يتحفز على اتخاذ المباردة، والبحث عن حقيقة شحنة الامونيوم، ونيترات ما خلف البحار، بدلا من انتظار تقارير ستتكرم علينا بها أجهزة الاستخبارات الدولية، كنا معكم من لحظة عصف بيروت... بعلامة ظاهرة رفعت شارة الحداد المترافق مع عمل دوؤب قدم كثيرا من الحقائق، وفرض توقيف مديرين وموظفين ومن خلف القضبان إلى القبطان خضنا مسارا لم تؤمنه دولة، لكننا اليوم نسدل الستار على رفع الشارات، ونستكمل العمل ليس بالشعارت فنحن أمام سلطة لا "تفهم بالإشارة". تتهادى في إصدار النتائج. تتمهل في تأليف الحكومة. تنسف التدقيق الجنائي، وتهوى الرقص على إيقاع الموت.

وعلى مدى سنتنين كاملتين كنا نذكرها ونعيدها الى رشدها: حكوميا عددنا الدقائق والساعات للرئيس سعد الحريري، تحفيزا للتأليف الأول عام ألفين وثمانية عشر.

وبعد السابع عشر من تشرين، كان صوت الناس يتحول إلى عداد بمثابة جرس للسلطة يحصي الأيام للثوار، ولم تنفع الذكرى.

ومع بداية الانهيار الاقتصادي، كانت الجديد بيتا لحملة "صامدون" وجمع التبرعات في زمن كافر، غير أن الحكومة لم تستح، وفعلت ما شاءت، واختارت دعم سلة غذائية، صارت فخر المسخرة، وآخر الشارات جاءت بثوب الحداد على مدينة اغتيلت ولم يعثر على قاتلها.

ننزع اليوم هذا الثوب، لأن الحداد من الآن فصاعدا سيكون على السلطة لكن من دون ترحم ومن أين تأتي الرحمة؟.

من بؤر فساد تفرخ يوميا في الإدارات والمؤسسات الرسمية والأمنية؟ ام من فساد سياسي يتنازع الحكومة ويقتل تأليفها على قاعدة "عليي وعلى أعدائي يارب"؟.

وفي الأعداء من طينة الفساد ما كشفه النائب جميل السيد للجديد اليوم، عن اختلاس الرائد أحمد الجمل أكثر من تسعة عشر مليون دولار، إضافة إلى اختلاس شبكة داخلية في المديرية العامة للأمن العام نحو أربعة عشر مليار ليرة.

وبسرقة مع مفعولها الرجعي، صدرت الأحكام العسكرية على ضباط ورتباء زينت أسماؤهم بعبارات: إختلاس استثمار الوظيفة، إساءة استعمال النفوذ، والإخلال بالواجبات الوظيفية... وهذا الفيض والغيض معا وهو "الجمل بما حمل"، والجمال وغيره من الاثقال الادارية التي ما زالن موضوعة في التصرف، ونمنحها "بدل اتعاب"، ويضاف الى هذا المسار دفعة جديدة من الأتعاب لموظفي برنامج الامم المتحدة undp بدل أتعاب على أشغال شاقة لا نعرف عنها شيئا.

السرقة فاعلة، والحكومة معطلة، حيث لا نور يسطع من أبواب تأليفها، وقد أطفئت كل مصابيح الحلول لتضاء معايير جبران باسيل ووفق معادلة جبران ممثلا بكامل مندرجاته أو لا حكومة، تدخل البلاد النفق المظلم.

وبين شقوق هذا النفق، تظهر إخباريات الخطر الأمني والاغتيالات التي قد تستهدف عددا من السياسيين.

لكن المراجع الامنية المختصة من جيش وقوى امن، لم تزود بتقارير جدية عن المخاوف الامنية التي ظلت في إطار التكهنات في المرحلة الانتقالية الفاصلة بين جمر دونالد ترامب وتبريد جو بايدن.

لا داعي للهلع، لأن معظم السياسيين من نواب ووزراء وقادة احزاب هم مختبئون أصلا من غضب الناس، ولن يفرطوا في أمنهم للخروج الى مطعم.

وهذا الغضب يتفاعل ويثمر في الجامعات، وغدا لن يضيع حق وراءه #طالب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

يقول المثل: عند تغيير الدول احفظ رأسك.

وفي الحالة اللبنانية اليوم, يمكن تحوير المثل ليصبح: عند تغيير العهدين احفظ دولتك.

العهدان المقصودان هما عهد دونالد ترامب وعهد جو بايدن. فالفترة الفاصلة من الان والى تسلم بايدن مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة قد تكون من اكثر الفترات دقة في تاريخ لبنان.

ترامب يريد ان ينهي عهده بقرارات ووقائع تلزم بايدن وفريق عمله، بحيث لا يمكنهما التملص منها أو تجاوزها في السنوات الاربع المقبلة.

والوضع في الشرق الاوسط والملف الايراني هما في طليعة اهتمامات ادارة ترامب.

لذا من غير المستبعد ان يتواصل الضغط الاميركي على لبنان. كما وان موقف ايران ومن يدور في فلكها لن يتغير مبدئيا، لأن طهران تراهن على عامل الوقت وعلى وصول بايدن.

وعليه، فان لا حكومة في المدى المنظور على الاقل. وهو ما يبرر انكفاء الحريري حكوميا، واستنكافه عن زيارة بعبدا ليقدم لرئيس الجمهورية مسودة تشكيلة حكومية. وهو ما يفسر ايضا حديث رئيس الجمهورية بالامس عن ضرورة تفعيل حكومة تصريف الاعمال.

فبحسب اركان الحكم، الوقت الان ليس مناسبا لتشكيل حكومة، بل لمواجهة حالة الفوضى الاتية، والتي لا يدرك أحد شكلها ومداها ونتائجها.

المقاربة الاقليمية والدولية لا تلغي المسؤولية المحلية. اذ من الواضح ان المسؤولين، على اختلاف مستوياتهم، فقدوا اي حس بالمسؤولية، هذا اذا كانوا اساسا يملكون اي احساس! وهو ما اشار اليه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط في ختام زيارته لبنان، عندما دعا القادة اللبنانيين الى التحرك سريعا لانقاذ البلد من كارثة اقتصادية شاملة ومحققة.

لكن كيف يأتي الانقاذ ممن هم مصدر العلة واساس المشكلة؟ وهل يرجى الاصلاح ممن امتهنوا لسنوات طويلة نهب خيرات البلد وعقد الصفقات المشبوهة والتفنن بانواع اللصوصية؟ في هذه الاجواء، ينعقد الاثنين المقبل اجتماع في السرايا الحكومي للبحث في ملف رفع الدعم، والاقتراحات العملية التي يمكن تطبيقها.

فلماذا تخلت حكومة تصريف الاعمال أخيراعن انكفائها وقررت ان تبحث في الملف الاكثر سخونة؟ هل اقتنعت أخيرا ان الاوضاع اللبنانية المهترئة لم تعد تسمح بالغنج والدلع؟ وهل سينتهي التجاذب اخيرا بين دياب وحكومته من جهة ومجلس النواب من جهة أخرى؟ اجتماع الاثنين هو المحك. فلننتظر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 كانون الأول 2020

وطنية/الجمعة 04 كانون الأول 2020

النهار

لوحظ ان نوابا حزبيين اكثروا من زياراتهم محيط احرام جامعية في مسعى اضافي الى تسييس الاستحقاق الطالبي فيما تصدر احزاب اخرى بيانات تضخم فيه انتصاراتها في الجامعات.

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بردود على قول حاكم مصرف لبنان ان ودائع اللبنانيين وغيرهم موجودة لدى المصارف فيما تقول الاخيرة ان المصرف المركزي يحتجزها.

عُلم أنّ نائبة في تيار بارز وبعدما أضحت مقيمة في دولة خليجية حيث تولت منصبا أكاديميا رفيعا، حولت راتبها النيابي الى جمعيات في دائرتها الانتخابية.

الجمهورية

حذرت مراجع أمنية سفارة غير عربية بضرورة اتخاذ التدابير الضرورية إثر أحداث شهدتها دولة بعيدة عن لبنان.

وجّهت إدارة دولية رسالة بالغة الدقة الى من يعنيهم الأمر وحصرت زيارة مسؤول مكلّف بملف حسّاس بعدد من المسؤولين فقط.

لاحظت أوساط سياسية أن قطباً سياسياً يرفض كلياً ما يتم التداول به حول استحقاق حسّاس ولا يأخذ في الاعتبار المعايير الصحيحة.

اللواء

تضع أطراف المحور، في الحسبان، إمكان قيام ضربات تستدعي رداً، في الأسابيع القليلة الفاصلة عن انتهاء ولاية ترامب.

تدرس جهات حزبية، من الموالاة والمعارضة نتائج الانتخابات الطلابية لتبني على الشيء مقتضاه، في ما خص مسار الانتخابات النيابية المقبلة.

ساهمت الأجواء الداخلية الضاغطة في تردّد عدد من المغتربين الراغبين في المجيء إلى لبنان إلى إعادة درس خيارات قضاء الأعياد فيه!

نداء الوطن

يتساءل بعض المعنيين عن مدى قانونية تولي مديرة عامة مراسلة جهة رقابية لتحضير دفتر شروط بينما يفترض أن يكون ذلك من مهام الوزير وليس المديرة العامة.

بدأت بعض المصارف الاستعداد لعمليات دمج بين فروعها وهو ما سيستتبع حكماً الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين.

تبيّن أنّ نائباً تقدم بمشروع قانون معجل مكرر لتمديد امتياز شركة حيوية ضمن قانون "المزايدة"، هيّأ شخصين مقربَين منه للمهمة، أحدهما مقاول والآخر كان مهندساً في الشركة وطرد منها بعد اختلاسه مبالغ طائلة.

الأنباء

يواجه حزب فاعل أزمة في العلاقة مع بيئة شعبية من خارج قاعدته الطبيعية، وذلك نتيجة أزمة الجهة السياسية نفسها التي تمثّل هذه البيئة.

يؤكد مسؤول سياسي رفيع أن بعض الخيارات المطروحة حول حقيبة الخارجية تنطلق من رفض القوى السياسية الحاكمة لتحمّل مسؤولية هذه الحقيبة في هذه المرحلة.

البناء

قالت مصادر أمنية إن حجم التهديد الإرهابي ينتقل من مرحلة الخطر الى مرحلة شديد الخطورة. فالخلايا المكتشفة تدل على وجود مشروع لبناء أرضية منظمة لتنفيذ عمليات كبرى وما كشفته خلية جريمة كفتون ليس إلا رأس جبل الجليد.

تقول مصادر دبلوماسية إن مساعي وساطة بين دول خليجية وإيران تتولاها أكثر من جهة بعد ربط إيران بين التطبيع الخليجي الإسرائيلي واغتيال أبرز علماء ملفها النووي وانتشار معلومات عن تسهيلات قدّمتها أجهزة مخابرات خليجية للموساد الإسرائيلي في ظل خشية خليجية من استهداف إيراني انتقامي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

من_طلب_دخول_الجيش_السوري_إلى_لبنان

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية

(في خطابه الشهير بتاريخ ٢٠ تمّوز ١٩٧٦ يُقِرّ الرئيس حافظ الأسد أن تدخّل جيش التحرير الفلسطيني في الحرب على لبنان جاء تلبية لنداء وجهه للنظام السوري أعضاء "قمة عرمون" عشية تحرير الكرنتينا في ١٨ كانون الأول ١٩٧٦، وتناسى الأسد أن هذا الجيش توجّه فوراً لإحتلال الدامور التي بدأ الهجوم عليها في ٢٠ كانون الأول ١٩٧٦ بقيادة "أبو موسى" الذي عاد وترأس "فتح الإنتفاضة" بوجه ياسر عرفات)

من الخطاب: "ومع هذا وفي يوم من الأيام انهارت جبهة الأحزاب الوطنية وانهارت جبهة المقاومة الفلسطينية في يوم من الأيام انهارت جبهة الأحزاب في لبنان وانهارت جبهة المقاومة في لبنان ولم يكونوا يستطيعون أن يقفوا على أرجلهم وأرسلوا لنا الصرخات نداءات الاستغاثة كي نسارع إلى بذل جهد آخر غير هذا الذي بذلناه في يوم من الأيام حوالي منتصف كانون الثاني(تمّ إعلان تحرير الكرنتينا في ١٨ كانون الثاني ١٩٧٦) على ما أذكر اتصل بي وزير الخارجية وقال اتصلوا معه بالهاتف من قمة عرمون "قمة عرمون" أنا لا أعرف بيروت جيدا لكن حسب ما أصبحت الصورة في ذهني مكان فيه دار للمفتي يجتمع هناك المفتي والإمام ورؤساء الوزارات وبعض الشخصيات الإسلامية الأخرى وبعض رؤساء الأحزاب منهم ـ كمال جنبلاط ـ اتصلوا بوزير الخارجية ورجوه أن يطلب إلي أن اتصل بالرئيس سليمان فرنجية لكي يوقف القتال لأن الأمر سيء جدا وقلت لوزير الخارجية لن أتصل، عليهم أن يصمدوا وبعد أقل من ربع ساعة اتصل بي مرة ثانية وقال: كرروا الاتصال وهم بحالة سيئة جدا وقد سقطت بعض الأحياء ومسلحو الكتائب يجتاحون المنازل ويتساقط أمامهم كل شيء وقلت له لن أتصل وعليهم أن يصمدوا عندما كنت أقول هذا القول أيها الأخوة ليس من قبيل التردد أو من قبيل عدم الرغبة في بذل الجهد وإنما كنت استغرب مثل هذه الطلبات لأنني كنت أعرف ونحن الذين نعرف بطبيعة الحال أن لدى المقاومة والأحزاب الوطنية من السلاح والذخائر مالا يملكه جيش لبنان بكامله وليس الكتائب والأحرار فقط كان لدى المقاومة والأحزاب أكثر بكثير من السلاح والذخائر أكثر بكثير مما تملكه الكتائب ويملكه الأحرار ويملكه جيش لبنان .

جيش لبنان بطبيعة الحال لم يكن في المعركة لم يكن طرفا في المعركة إطلاقا وبعد قليل كرر الاتصال للمرة الثالثة وقال الأمر سيء جدا ويلحون في الرجاء أن تتصل . وبالفعل جاءت الأخبار عن سقوط المسلخ والكرنتينا وأمكنة أخرى وقالوا آنذاك إذا لم تسارعوا إلى الاتصال سيلتفّ رجال الكتائب على المنطقة الغربية والطريق مفتوحة أمامهم، المنطقة الغربية هي المنطقة التي يسيطر عليها الآن مجموع رجال المنظمات والأحزاب من المسلحين وهنا أقول فقط مسكينة هذه المنطقة الغربية . وعندها وجدت أن لا بدّ من الاتصال، واتصلت مع الرئيس سليمان فرنجية وقلت له فيما قلت أخي الرئيس عندكم مجزرة خطيرة ستسببّ مضاعفات في كل مكان أرجو أن تعمل مسرعاً على وقفها وتلافي مخاطرها. الأطفال والنساء والعجّز يعتدى على الجميع هذا الأمر له نتائجه الخطيرة وأرجو أن تهتم بالأمر وتبذل ما تستطيع ونحن بانتظار نتائج مسعاك .

كانت بيني وبين الرئيس فرنجية مناقشة آنذاك على الهاتف وانتهينا إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار في ساعة معينة من تلك الليلة( ليلة ١٨ كانون الثاني ١٩٧٦) أعتقد أنها الثامنة أو التاسعة تواردت الأخبار بعد هذا أن القتال يتصاعد وأن الأمور تسوء . واجتمعنا هنا في دمشق اجتمعت مع بعض إخواننا في القيادة وفكرنا فيما يمكن أن نعمله لإنقاذ الموقف جهد سياسي بذلنا سلاح أعطينا ذخائر أعطينا كل هذا موجود هناك ومتراكم ولم يستطع أن ينقذ الموقف إذا ليس أمامنا إلا أن نتدخل بشكل مباشر طبعا ناقشنا الأمر أيها الأخوة من مختلف الجوانب وناقشنا أخطار التدخل واحتمالات الحرب بيننا وبين إسرائيل وكنا أمام خيارين آنذاك ، إما أن لا نتدخل فتسقط المقاومة في لبنان وتصفى في ضوء هذا الموقف العسكري وفي ضوء طلبات الاستغاثة وإما أن نتدخل فننقذ المقاومة ونتعرض لاحتمال الحرب وناقشنا احتمال الحرب وبقي احتمالا واردا ولكن ليس بالضرورة لأسباب لا أريد أن أذكرها هنا بالتفصيل ولكن المؤامرة في لبنان تستهدف أمورا لو تعرضت لنا إسرائيل ونشبت حرب لحققت هذه الحرب عكس ما ترمى المؤامرة إلى تحقيقه ومع هذا بقيت الحرب احتمالا واردا وعدم الحرب أيضا بقي احتمالا واردا . فقلنا إذا لابد من أن ندخل وننقذ المقاومة .

#وقررنا_أن_ندخل_تحت_عنوان_جيش_التحرير_الفلسطيني(عديده من الفلسطينيين المقيمين في سورية وكان التدريب إلزامياً لجميع الفلسطينيين المقيمين في سوريا تحت لواء هذا الجيش والذي كان تحت الأمرة العسكرية للجيش السوري وتمّ إستعماله سابقاً في الاردن العام ١٩٧٠ للإطاحة بالنظام الملكي الأردني) وبدأ جيش التحرير الفلسطيني بالدخول إلى لبنان.(بحسب الرئيس حافظ الأسد دخل جيش التحرير لبنان صبيحة ١٩ كانون الثاني ١٩٧٦).

 

توقيف رجل الأعمال اللبناني الفرنسي زياد تقي الدين بناء على طلب من الانتربول

صوت بيروت إنترناشونال/4 كانون الأول 2020

بناء على طلب من الانتربول، أوقفت السلطات اللبنانية رجل الأعمال اللبناني الفرنسي زياد تقي الدين، الذي يُعد أحد الشهود الأساسيين في قضية التمويل الليبي لحملة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وفق ما أفاد به مصدر قضائي لوكالة فرانس برس.

وقال المصدر إن “شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أوقفت تقي الدين، بناء على برقية وردت الى النيابة العامة التمييزية من الانتربول تتضمن مذكرة توقيف، لكونه مطلوباً من السلطات الفرنسية لتورطه في عمليات فساد وتمويل حملة ساركوزي”.

 

محتجون يحاصرون سلامة وشقير في كليمنصو..وواصف الحركة في المستشفى!

المدن/4 كانون الأول 2020

حالت الإجراءات الأمنية دون دخول المحتجين الى قاعات ESA Business School في كليمنصو، حيث كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ووزير الاتصالات الاسبق محمد شقير، يشاركان في محاضرة مغلقة. وحاصرت قوى الأمن الداخلي، التي دفعت بتعزيزات الى مبنى الجامعة، المحتجين الذين كانوا يحاضرون الجامعة، وخاطب المحتجون سلامة عبر مكبر الصوت، لكنه لم يظهر بسبب صعوبة الوصول اليه بالنظر الى الحضور الكثيف للقوى الأمنية.  ونشر المحامي واصف الحركة، مقطع فيديو يظهر المحتجين على مدخل الجامعة وأمام أسوارها، وقال ناشطون ان المتحجين يحاصرون سلامة في داخل اسوار الجامعة. ثم تعرض الحركة للاعتداء من قبل قوى الأمن بعد دخوله حرم جامعة ESA خلال وجود سلامة داخلها، ما أدى إلى كسور في ضلعه. ونُقل الحركة إلى مستشفى CMC، فيما تجمّع عدد من المحتجين أمام المستشفى، وشكلت قوى الأمن جداراً عازلاً لمنع دخول المحتجين حرم المستشفى، وسط هتافات "يلا ارحل سلامة". وتعهد الناشطون بملاحقة السياسيين والمسؤولين ومن سمّوهم "الفاسدين" في الأماكن العامة، وهي خطوة تم استئنافها ليل الخميس بملاحقة الوزير الأسبق ورئيس مجلس إدارة "فرنسبنك"، عدنان القصار. وبخروجه من المستشفى، تحدث الحركة إلى رفاقه معبّراً عن إصراره بأن "نأخذ حقنا بأيدينا لأنه لا ثقة لدينا بأي دولة، ورياض سلامة حرامي"، وسط تأييد الرفاق والأصدقاء الذين انتظروه أمام المستشفى للاطمئنان إلى حالته.

 

الدفاع الأعلى إلى "مجلس رئاسي": لا تصريف ولا تأليف/بري "يلطش" عون: "شحّادين ومشارطين"!

نداء الوطن/4 كانون الأول 2020

لا تعمُّد الرئاسة الفرنسية تقديم كلمة المجتمع المدني على كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في مؤتمر باريس، مع ما يختزنه ذلك من رسالة دولية واضحة بانعدام الثقة بحكمه وبمشروعية تمثيله لمعاناة اللبنانيين، ولا إنذار المبعوث البريطاني من "تسونامي صامت" يتربص بلبنان بعدما بات "على شفير عدم استطاعته إطعام نفسه"، محذراً السلطة السياسية من أن البديل عن إقدامها على الإصلاح وتشكيل الحكومة "ستكون له عواقب مروعة"... كل ذلك لا يبدّل شيئاً في سياسة المكابرة والمناورة التي ينتهجها العهد العوني، مواصلاً "استهبال" الناس والمجتمعين المدني والدولي بلعب أدوار بطولية على مسرح الإصلاح "وباستعراضات إعلامية" كما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس. صحيح أنّ بري رأس الحربة في المنظومة الحاكمة والملاك الحارس لحاكم الخزينة المنهوبة، لكن أقله لا يدّعي طهراً ولا عفة ولا يتنكّر لأبوّة "عالسكين يا بطيخ" في تقاسم مغانم الدولة. ولأنه كذلك يبدو متحرراً من عقدة الانفصام بالشخصية بين واحدة مُصلحة وأخرى عكسها، ولم يتوانَ أمس عن "لطش" الانفصام العوني على قاعدة "شحّادين ومشارطين"، في معرض ربطه بين أداء عون الفارض للشروط التعطيلية المانعة لتأليف "حكومة المهمة" المطلوبة دولياً، وبين الإمعان في التسوّل أمام المحافل الدولية.

وبهذا المعنى قرأت مصادر مواكبة لخط الاشتباك بين عين التينة وقصر بعبدا "غمزاً من قناة مسؤولية عون عن تعطيل التأليف مقابل استجدائه المجتمع الدولي والبنك الدولي تقديم مساعدات إغاثية للبنان"، وذلك حين سأل رئيس المجلس: "إذا كان الوضع الاقتصادي على شفير "التوسّل" حتى لا نقول أكثر (في إشارة إلى التسوّل) فما الداعي الى التأخير ليوم واحد في تأليف الحكومة؟". وتشير المصادر إلى أنّ ملف التدقيق الجنائي أجّج الاشتباك بين الجانبين، خصوصاً بعدما نجح بري في ربط النزاع بين التدقيق المصرفي والإداري في مالية الدولة توصلاً إلى شبك المسارات الآيلة إلى فضح الفساد والهدر والسمسرات في وزارة الطاقة والكهرباء وسائر الوزارات والإدارات العونية. وفي المقابل سعى العونيون خلال الساعات الأخيرة إلى استثارة "حزب الله" ضد تغطية بري لغياب حاكم المصرف المركزي رياض سلامة عن جلسة مجلس النواب أمس الأول، فما كان من "الحزب" أن أكثر من استرضاء الحليف العوني عبر تظهير مواقف نيابية رافضة لغياب سلامة، بينما جواب الثنائي الشيعي أتى حاسماً على لسان رئيس المجلس نفسه من خلال تأكيده على أنّ "القرار الذي اتخذه المجلس بالاجماع مؤيداً التدقيق الجنائي يطال كافة الوزارات والمؤسسات والمجالس والصناديق، ولا مجال للمزايدات والنكايات والانتقاء بل السير "بالتوازي" كما نص القرار، وبهذا وحده يتبين الغث من السمين والمرتكب من البريء وليس بالاستعراضات والغوغائية والغرف السوداء". توازياً، لاحظ مراقبون أنّ مجريات جلسة المجلس الأعلى للدفاع أمس عكست بشكل واضح أنّ رئيس الجمهورية حوّله إلى "مجلس رئاسي" يستولي على صلاحيات منوطة أساساً بمجلس الوزراء، معتبرةً أنّ أداء عون في هذا المجال يشي بأنه قرر الاستغناء عن الحكومة "تصريفاً وتأليفاً"، ليأخذ المبادرة بطرح "مسائل إجرائية" على طاولة المجلس الأعلى للدفاع من المفترض أن يتولى بحثها مجلس الوزراء. وفي هذا السياق، لفت في مقررات المجلس أمس حرفٌ لمهامه الدفاعية عن البلاد، والوصول بها إلى درك تسطير قرارات تُعنى بـ"تصريف المجاري وتنظيف الأقنية"، بينما استرعى انتباه المراقبين القرارات التي اتخذها مجلس الدفاع بإيعاز من عون وتتصل بإصدار "تكليفات للوزراء وللأمانة العامة لمجلس الوزراء"، بشكل يصادر الصلاحيات والمهام الحكومية، سواء عبر تكليف وزير المالية بفتح اعتمادات بالمليارات، أو من خلال تكليف الأمانة العامة لمجلس الوزراء استكمال ملف اعداد مشروع قانون لشركة مرفأ بيروت الذي رفعته اللجنة الموقتة لإدارة المرفأ.

السفارة البريطانية: كليفرلي أنهى زيارته الى لبنان ودعا المسؤولين اللبنانيين الى التحرك لإنقاذ لبنان من كارثة اقتصادية

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

أعلنت السفارة البريطانية، في بيان اليوم، ان وزير شؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي، "انهى زيارته الى لبنان ودعا المسؤولين اللبنانيين الى التحرك الآن لإنقاذ لبنان من كارثة اقتصادية شاملة". وجاء في البيان: في زيارته الأولى الى لبنان، حث وزير شؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي سياسيي لبنان على تنفيذ إصلاحات عاجلة لمنع البلاد من الانزلاق أكثر في الأزمة الاقتصادية. التقى الوزير كليفرلي برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزير الخارجية شربل وهبي ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جوزاف عون. تأتي زيارته للبنان في وقت حرج للغاية وفي ظل وضع اقتصادي متدهور واستمرار جائحة كورونا فيه وتزايد أعداد المجتمعات الأكثر ضعفا. وشدد الوزير كليفرلي على الحاجة إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة وضرورة إجراء إصلاحات قد طال انتظارها. في ميناء بيروت، عاين الوزير كليفرلي حجم الدمار الذي خلفه انفجار 4 آب واستجابة المملكة المتحدة الفورية له، التي فاقت 30 مليون دولار من المساعدات والانتشار السريع لفرق بريطانية متخصصة في المجالات الإنسانية والعسكرية والطبية وإرسال سفينة صاحبة الجلالة إنتربرايز للمساعدة في جهود التعافي.

في ختام زيارته قال الوزير كليفرلي: "لقد شعرت بالتواضع أمام قوة اللبنانيين الذين التقيت بهم خلال زيارتي وشجاعتهم بالرغم من الأوقات الصعبة جدا، التي يواجهون. ستستمر المملكة المتحدة والمجتمع الدولي في دعم الشعب اللبناني، بما في ذلك أولئك الأكثر ضعفا. لكن هذا وحده لا يكفي، وعلى القادة اللبنانيين التحرك الآن لإنقاذ لبنان من كارثة اقتصادية شاملة. إن شعب لبنان يستحق مستقبلا أفضل. المساءلة والشفافية وتحمل المسؤولية أمور أساسية لنهوض لبنان من جديد". التقى الوزير عائلات لبنانية تلقت دعما من المملكة المتحدة في أعقاب الانفجار، من بينها نساء دمرت منازلهن ونساء عانين من اصابات غيرت حياتهن. كما التقى ببعض الشركات الصغيرة من ضمن ال150 شركة التي تدعمها المملكة المتحدة لإعادة بناء مؤسساتها بعد الانفجار. وزار برج المراقبة لفوج الحدود البرية الأول في الشمال - وهو مشروع لأمن الحدود تدعمه المملكة المتحدة الذي يساعد في الحفاظ على أمن الحدود اللبنانية. المملكة المتحدة شريكة فخورة للجيش اللبناني -المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان. في طرابلس، التقى مجموعات شبابية من جبل محسن وباب التبانة - بدعم من جمعية مارش - تعمل على إعادة بناء المجتمعات التي دمرها الصراع وتقوية الروابط بينها وتحسين الحياة وتوسيع آفاق المستقبل. كما اطلع على برنامج لبنان للمشاريع والتوظيف (LEEP) الممول من المملكة المتحدة في المنطقة مع جمعية مارش ومركز Restart لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب ودعم الشباب المعرضين للخطر ومساعدة المحكومين السابقين في العودة إلى سوق العمل. سيخلق البرنامج 1300 فرصة عمل وسيساعد في دعم الاقتصاد اللبناني المليء بالتحديات.

وفي إطار دعم المملكة المتحدة لمبادرة "لا لضياع جيل" لخلق فرص تعليمية، التقى الوزير كليفرلي مجموعة من الفتيات والفتيان وسمع عن الأثر الإيجابي للتعليم على حياتهم حتى الآن. وأعلن عن دعم المملكة المتحدة بمبلغ يفوق 28 مليون دولار من أجل نجاح البرنامج الذي يدعم الأطفال المعرضين لخطر عمالة الأطفال والزواج المبكر والعنف الجنسي. يأتي هذا الإعلان قبل القمة العالمية للتعليم التي تستضيفها المملكة المتحدة العام المقبل، التي ستحث قادة العالم على الاستثمار في إدخال الأطفال في جميع أنحاء العالم إلى المدارس لإعادة البناء بشكل أفضل من بعد فيروس كورونا. يساعد الدعم البريطاني برنامج الغذاء العالمي في دعم الأسر السورية - التي يعيش 88% منها الآن فقرا مدقعا - من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية منها الغذاء والمأوى في ظل احتدام الأزمة السورية. وقد استمع الوزير مباشرة من العائلات حول تأثير مساهمة الدعم البريطاني في تأمين المساعدة لهم. وتأتي زيارة الوزير إلى لبنان بعد أن زار العراق حيث ناقش القضايا الإقليمية منها جائحة فيروس كورونا والأمن".

 

وقفتان أمام قصر العدل والمرفأ: لإحالة جريمة الانفجار من المجلس العدلي الى القضاء العدلي والسير بالتحقيق الى اعلى المواقع

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

نفذ عدد من الناشطين تحت شعار "قضاء ع الشعب"، وقفة امام قصر العدل ومسيرة نحو المرفأ، لمناسبة مرور اربعة اشهر على الانفجار، وتلت احدى السيدات بيانا باسم الاهالي أشارت فيه الى أن "مجريات التحقيق العدلي غير مطمئنة بسبب عدم الجدية وسقوط المظلات والحمايات السياسية، حيث تم الاكتفاء بمن جرى توقيفهم دون استكمال التوقيفات حتى اعلى المواقع. إن المظلات والحمايات ثبتت بنمط التعامل مع الموقوفين والسعي الى إطلاق سراحهم بشتى الوسائل". ولفتت الى أن "المحقق العدلي أقر اليوم، ان هناك وزراء متورطين وتذرع بعدم صلاحيته لتوقيفهم ومحاكمتهم وأحال الموضوع الى مجلس الوزراء، باعتبار ان الحصانات تحميهم ووجوب محاكمتهم امام مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء المعطل منذ سنوات". وأكد أن هذه "الجريمة بحجم الوطن ولا يجوز التعامل مع التحقيق بهذه الطريقة من الاستخفاف، فالشعب اللبناني لن يسمح بذلك ولا بد من احقاق العدالة". وأعلنت أن "حملة القصاص الان، ترى ان ما يحصل ليس بحجم الجريمة ولم يؤد الى القصاص العادل الذي ينتظره الشعب اللبناني، ولا بد من:

اولا: إحالة الجريمة من المجلس العدلي الى القضاء العدلي وعدم حصر حق المتضررين بالادعاء عند قاض واحد.

ثانيا: السير بالتحقيق الى اعلى المواقع مهما كانت الحصانات، نظرا الى خصوصية الجريمة باعتبارها جريمة دولة وجريمة انسانية تسقط امامها كل الحصانات، حتى لو اضطر الامر الى تعديلات في قانون مجلس النواب". وأكد البيان أن "حملة القصاص الان ستستمر حتى احقاق الحق، وتدعو المحقق العدلي الى مصارحة اللبنانيين بكل مجريات التحقيق والضغوطات الحاصلة".

أهالي الشهداء

من جهتهم، أهالي شهداء المرفأ نفذوا وقفة رمزية أمام المرفأ، وتلا ابراهيم حطيط بيانا باسمهم، قال فيه: "ان المطالبات السابقة كانت من اجل مساواة الشهداء بشهداء الجيش وتم هذا الامر، وسنناضل من اجل الجرحى". أضاف: "اليوم بدأت معركتنا الحقيقية مع القضاء، فهو أمام امتحان كبير في كشف حقيقة ما حصل وادى الى التفجير، والمطلوب محاسبة المتسببين بذلك". وطالب بـ"منح قاضي التحقيق صلاحيات تخوله استدعاء رؤساء حكومات ووزراء وقادة امنيين للمثول امامه كمتهمين وليس كشهود، من دون اي حصانات سياسية او طائفية". وقال: "لن نسكت عن الدم الذي سفك وسنسعى بكل الوسائل حتى لو اضطررنا الى تجاوز حدود الوطن، فلا تضطرونا لذلك، وهو أمر متاح لنا منذ البداية وبعدة وسائل وطرق. إننا رغم جراحاتنا، حريصون على سلامة الوطن، أملا ببقية باقية من قضاة شجعان، لكن لا تراهنوا على صبرنا طويلا". أضاف: "نقول للاحزاب والسياسيين تنحوا عن القضاء، فالجريمة هذه المرة أكبر بكثير من ان تبتلع، ان محازبيكم يتعاطفون معنا ومع قضيتنا، احسبوا حساباتكم جيدا قبل ان تنقلب الطاولة عليكم".

 

لبنان: النادي العلماني في اليسوعية يوقد شعلة الثورة مجدداً

"درج"/4 كانون الأول 2020

طلاب اليسوعية وقبلهم طلاب الأميركية قالوا لا للجميع، لا لشريك الفساد سعد الحريري، ولا لحزب الفساد والسلاح، ولا لصهر جمهورية الموز العونية جبران باسيل، وشملت الـ"لا" القوات اللبنانية.

 ليست بلا دلالة الهزيمة الساحقة التي منيت بها أحزاب السلطة في الانتخابات الجامعية في لبنان، وفوز طلاب النوادي العلمانية في الجامعات الخاصة الثلاث الرئيسة، وهي الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية والجامعة اللبنانية الأميركية. وبدءاً من اليوم سيصبح القول بأن قوى السلطة ما زالت تحتفظ بصفتها التمثيلية على رغم ثورة 17 تشرين، محتاجاً إلى تدقيق. فطلاب الجامعات مؤشر جوهري على وجهة الرأي العام، وإذا صح قول إنهم عينة غير ممثلة بدقة لوجهة الرأي العام، إلا أنهم عينة بالغة التأثير فيه، ذاك أنهم الشريحة الأكثر حيوية لجهة نشر قناعاتها، وصاحبة الصوت الأعلى في وجه الفساد والاختلالات التي تمثلها السلطة، التي بلغت وقاحتها مستويات غير مسبوقة. والحال أن نتائج الانتخابات في الجامعات والتي توجت راهناً بفوز كاسح للنادي العلماني في الجامعة اليسوعية، مثلت جواباً على خطاب السلطة المستجد الذي يقول إن الثورة تم إخمادها و”الناس عادوا إلى رشدهم”، والتقطت هذه الأحزاب أنفاسها في ظل خمود الشارع، على رغم تعاظم الفضائح، وصولاً إلى الفضيحة الأكبر المتمثلة في انفجار المرفأ، والتواطؤ المفضوح بين مافيات الفساد ومافيات الطوائف والمذاهب المنتشرة على مساحة الجمهورية.

بالأمس حقق طلاب الجامعات نصراً جديداً للثورة، وأتاحوا لنا التقاط بعض الأنفاس في ظل الاختناق الكبير الذي أصابتنا به جمهورية ميشال عون و”حزب الله” وشركائهما. هذه الأنفاس لن تكون الأخيرة التي سيمدنا بها جيل ما بعد الانهيار. فها هم وعشية انتصارهم في اليسوعية يتعقبون أثر عدنان القصار، صاحب “فرنسبنك”، إلى أحد المقاهي حيث كان ينفث دخان سيجاره في وجه صغار المودعين الذين حرمهم من مدخراتهم. ها هم يخرجونه ذليلاً من المقهى. إنهم شبيبة الثورة غير المستكينة الذين، وفي غفلة من السلطة وأحزابها، تولوا هزم قوى الفساد في جامعاتهم.

الأمر يستحق أن نشعر في ظله باستعادة الثورة المبادرة بعدما باشر النظام التعامل معنا على أساس أنه سحقها وسحقنا. طلاب اليسوعية وقبلهم طلاب الأميركية قالوا لا للجميع، لا لشريك الفساد سعد الحريري، ولا لحزب الفساد والسلاح، ولا لصهر جمهورية الموز العونية جبران باسيل، وشملت الـ”لا” القوات اللبنانية التي شعرت في معركة اليسوعية بأن التغيير سيطيحها فوقفت في وجه مد النادي العلماني وخسرت المعركة. نتائج انتخابات الجامعات يُبنى عليها، فهي مؤشر على حجم التغير في اتجاهات الشارع. ليس بلا دلالة أن يخسر حزب مثل “حزب الله” هذه الانتخابات، وأن يختفي أثر تيار المستقبل في المنافسات، وان يختبئ التيار العوني وراء خطوة الانسحاب من الانتخابات. فالأحزاب التقطت مؤشرات هزيمتها، وستباشر بناء عليها خطوات التفافية. من المرجح أن المواجهة تقتضي رفض أي فكرة عن انتخابات نيابية مبكرة، فإذا كانت قاعدة “حزب الله” أقل تصدعاً من غيرها، فإن حلفاء الحزب سيفقدون القدرة على مده بغطائهم، وخصومه أيضاً من أحزاب النظام سيعجزون عن إجراء التسويات مع سلطته. طلاب لبنان قالوا كلمتهم في السلطة وأحزابها وجمهوريتها. قالوا، اغربوا عن وجهنا أيها الفاسدون. ما حصل بالأمس في الجامعة اليسوعية يكشف حقيقة أن النظام وأحزابه ورجاله خسروا مساحات ليست صغيرة من نفوذهم ومن تأثيرهم، ويكشف أن الشرائح الحية والشابة من المجتمع اللبناني فقدت ثقتها بهم. خسروا انتخابات الجامعة اللبنانية الأميركية، هناك حيث كان لـ”تيار المستقبل” و”حركة أمل” و”الحزب الاشتراكي” نفوذ تقليدي، وقرروا في الجامعة الأميركية أن ينسحبوا من الانتخابات حفظاً لماء الوجه بعدما كان للتيار العوني ولحزب الله تمثيل “تاريخي” في عدد من كلياتها. أما في الجامعة اليسوعية فالهزيمة الأكبر كانت لحزب “القوات اللبنانية” الذي جند لهذه المعركة محطة تلفزيونية وعشرات المتطوعين. معظم الطلاب الفائزين هم من النوادي العلمانية. هذا يقول الكثير عن جيل الجامعات وعن خياراته. ويقول أيضاً إن أحداً لن يتمكن من وأد الثورة. الظروف القاهرة المتمثلة بالوباء وبانفجار بحجم المدينة، أخرت وثبة الناس على الطبقة الفاسدة، لكن الفضيحة لن تذوي، وطلاب لبنان قالوا كلمتهم في السلطة وأحزابها وجمهوريتها. قالوا، اغربوا عن وجهنا أيها الفاسدون. وكرروا عبارة الثورة: “كلن يعني كلن”.     

 

الترسيم البحري ينتظر تحديثات العقيدة العسكرية الإسرائيلية

أنطون الفتى/أخبار اليوم/"4 كانون الأول 2020

على هامش هجوم أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط على تركيا وإيران وإسرائيل، والتعثّر الذي دخل على خطّ التفاوُض حول الترسيم الحدودي البحري غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أميركية ورعاية دولية، ونشاط الموفد الأميركي السفير جون دو روشيه في هذا الإطار، لا بدّ من الإشارة الى إمكانية أن يكون هذا الملف دخل دائرة التجميد الكلّي، الى ما بعد أشهر ربما، نظراً الى آخر التقلّبات والمستجدات السياسية والعسكرية على الساحة الإسرائيلية. يبدو أن هناك إمكانية لأن تتوجّه تل أبيب نحو انتخابات مبكرة، وهو ما يعني أن خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المشهد الدولي في 20 كانون الثاني القادم، قد يُستتبَع بلحاق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو به بعد أشهر ربما، ليتقدّم سيناريو بايدن – غانتس (الرئيس الأميركي المُنتخَب جو بايدن، ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس)، في المشهدَيْن الإقليمي والدولي، والذي قد يكون مُنسجماً ومتناغماً أكثر، أميركياً وإسرائيلياً، على غرار سيناريو ترامب – نتنياهو سابقاً.

“بنك أهداف”

أما من الناحية العسكرية، فإننا نجد أن إسرائيل بدأت تتسلّم أولى بوارجها الجديدة، وهي “أي.ان.اس ماغن” من فئة “ساعر – 6، مجهّزة بـ “رادار” هو الأكثر تطوّراً مقارنة بأي سفينة حربية حول العالم، وذلك ضمن صفقة من قطع بحرية وغواصات جديدة تندرج في إطار تحديث الأسطول البحري الإسرائيلي، وتعزّز قدرات إسرائيل على استهداف إيران وميليشياتها في المنطقة، بشكل مباشر. وبحسب خبراء في المجال العسكري، فإن الأسطول الجديد يقوّي قدرة سلاح البحرية على حماية منشآت إسرائيل لاستخراج الغاز الطبيعي والموارد النفطية قبالة السواحل الإسرائيلية، التي ستكون الهدف الأساسي على جدول “بنك أهداف” طهران وأذرعها خلال عام 2021.

تحوّلات

وهذا جزء من تحوّل واسع في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، في عصر التصارُع على المناطق الإقتصادية الخالصة، والمناطق البحرية، ولا سيّما بوجود إسرائيل في مشاريع أساسية للطاقة والغاز في المنطقة، وبموازاة استثمارات جديدة في ميناء حيفا، والعمل على تطوير البنية التحتية الإسرائيلية البحرية، والسيطرة على الأصول الاستراتيجية في البحر، خصوصاً أن تل أبيب تستقبل قسماً كبيراً جدّاً من وارداتها عبر البحر. ومجموع ما سبق يدلّ على وجود تحوّلات سياسية وعسكرية إسرائيلية، ستنعكس على إدخال متغيّرات كبيرة على ملف التفاوُض حول الترسيم البحري غير المباشر مع لبنان، وذلك بمعزل عن موعد الجلسة الجديدة للتفاوُض.

مجموعات صغيرة

أشار خبير في شؤون الشرق الأوسط الى أن “إسرائيل تعمل على تطوير سياساتها وعقيدتها القتالية بما يتناسب دائماً مع كل ظرف. وهو ما سينعكس حتماً على مستقبل التفاوُض غير المباشر على الحدود البحرية مع لبنان”. وأوضح في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “تل أبيب ذهبت باتّجاه إلغاء سياسة الإعتماد على الفرق المدرّعة في جيشها، وتوجّهت نحو التركيز العسكري على الخطر الجديد المتمثّل بمكافحة خطر “الإيديولوجيا” الإسلامية”. وشرح:”هذا يعني أنها أصبحت تشكّل مجموعات صغيرة ضمن جيشها، قادرة على أن تتدخل في أماكن عدّة، وذلك بدلاً من تشكيل فرق مدرّعة هي عبارة عن فرق مشاة ثقيلة، تدخل في هجوم كاسح وتحتلّ”.

جزء صغير

وقال الخبير:”هذا دليل على أن إسرائيل تستدرك الوضع مع الدول العربية، بعد تراجُع الحاجة الى التصارُع معها. وهي لذلك تُبقي على جزء صغير من جيشها وفق التنظيم القديم، من باب الاحتياط، وهو مجهّز وحاضر للتدخّل في إيران، إذا دعت الحاجة الى ذلك”.

وأضاف:”هذه العقيدة الإسرائيلية الجديدة عنوانها الإنفتاح على الدول العربية، في عزّ التصارُع مع إيران”. وختم:”من هذا المُنطلَق، نجد أن ملفات المنطقة عموماً، تنتظر أيضاً تبلور مجموعة من المتغيّرات على الساحة الإسرائيلية، وليس الأميركية فقط. وهي تحتاج الى أشهر عدّة لمعرفة شكلها النهائي، أو ربما شبه النهائي”.

 

مبادرة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي لمساعدة لبنان

وكالة الانباء المركزية/4 كانون الأول 2020

أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان ببيان، أنه “بعد مرور أربعة أشهر على الانفجار المأساوي الذي هز مرفأ بيروت، أطلق الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي اليوم، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، خطة استجابة ترتكز على مبدأ “الإنسان أولا” لمساعدة لبنان على تلبية الحاجات الطارئة للمتضررين ومواجهة التحديات المرتبطة بالحوكمة والتعافي وإعادة الإعمار”. وأشار البيان الى أن “إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار (3RF) يلبي الحاجات الطارئة للسكان المتضررين من الإنفجار الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وأدى إلى جرح ما يزيد عن 6,500 آخرين وتدمير آلاف المنازل والممتلكات في العاصمة. وتربط الاستجابة الشاملة لمواجهة تداعيات الانفجار المساعدة الإنسانية الفورية بجهود التعافي وإعادة الإعمار في المدى المتوسط بهدف وضع لبنان على مسار التنمية المستدامة. كما ترتكز على المبادىء الشاملة للشفافية والمساءلة والشمولية”.

ولفت إلى أن “الإطار يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف مركزية:

1- تعاف محوره الناس يلبي احتياجاتهم الأساسية، ويعيد سبل عيشهم، ويحسن العدالة الاجتماعية للجميع ويضمن نهجا يقوم على المشاركة في صنع القرار.

2- إعادة إعمار الأصول والخدمات والبنية التحتية الحيوية التي توفر للجميع إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية على نحو متساو وتمكين التعافي الاقتصادي المستدام.

3- تنفيذ الإصلاحات كشرط أساسي لاستعادة الثقة ودعم إعادة الإعمار وتحسين الحوكمة”.

وتحدث خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في بيت الأمم المتحدة في بيروت، كل من سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي والمدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي ساروج كومار جاه.

وقالت رشدي: “إن إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار موجه في الأساس للشعب، وهو يتعلق بتلبية احتياجاتهم الملحة، وحماية حقوقهم الأساسية، ومنحهم صوتا ومكانة في عملية صنع السياسات. لذلك، اعتمد الإطار مقاربة تشاركية وشاملة تضمنت جميع الجهات المعنية، بما فيها المجتمع المدني، من مرحلة التخطيط وصولا إلى مرحلة التنفيذ”.

ولفتت إلى أن “الإطار يقدم رؤية لإعادة الإعمار بشكل أفضل، وهي خطة لمنع كارثة إنسانية واسعة النطاق”من جهته، شدد طراف على أن “استعادة ثقة الشعب اللبناني في مؤسسات الدولة أساسية لإنجاح عملية التعافي وإعادة الإعمار. لذلك، يتعين على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها وتعتمد بشكل ملح إصلاحات هيكلية موثوقة”.

وأكد أن “لبنان بحاجة إلى نموذج حوكمة جديد يضمن توفير مؤسسات الدولة الاحتياجات الملحة للسكان ومواجهة الأزمات المتعددة التي تشهدها البلاد”.

وأشار البيان الى أن “إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار يتبع مسارين متوازيين هما:

1- مسار تعاف اجتماعي واقتصادي (المسار 1) الذي يلبي الاحتياجات الطارئة للسكان من الفئات الأكثر ضعفا والمؤسسات الصغيرة المتأثرة بالإنفجار.

2- مسار إصلاح وإعادة إعمار (المسار 2) الذي يركز على الإصلاحات الأساسية لمواجهة تحديات الحوكمة والتعافي في لبنان، وهي شروط مسبقة لحشد الدعم الدولي لإعادة الإعمار بما يتجاوز مسار التعافي”.

أما كومار جاه فأكد ضرورة “تقديم الدعم مباشرة للشعب والمؤسسات اللبنانية المتأثرة بالإنفجار، فهذا الأمر بالغ الأهمية. لذلك سوف يتم وضع آلية تمويل للبنان لتلقي الهبات من الجهات المانحة بهدف تنفيذ إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار”.

وأوضح أن “الإطار سيركز على احتياجات التعافي الفورية للأسر الفقيرة والضعيفة، ودعم برامج تعافي الأعمال، وترويج طرق شاملة للعمل مع المجتمع المدني وإعداد الأرضية للاصلاح وإعادة الإعمار. وستعتمد آلية التمويل أنماط تنفيذ مرنة وغير حكومية، تعتمد على نظام قوي للرصد الإئتماني ورقابة مستقلة على كيفية استخدام الأموال”.

ولفت البيان الى أنه “نظرا إلى تمحور خطة الاستجابة هذه حول مبدأ الإنسان أولا، يقوم الإطار على أربع ركائز استراتيجية:

1- تحسين الحوكمة والمساءلة

2- الوظائف والفرص الاقتصادية

3- الحماية الاجتماعية والإدماج والثقافة

4- تحسين الخدمات والبنية التحتية”.

وأشار الى أن “كل ركيزة تحدد الأهداف الإستراتيجية والمجالات ذات الأولوية عبر مساري التعافي والإصلاح وإعادة الإعمار”.

وشدد البيان أخيرا، على أنه “مستقبلا، سوف يواصل كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي الالتزام بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في جميع الظروف ومساعدته على إعادة إعمار لبنان نحو الأفضل”.

 

وفد أوروبي في لبنان السبت للتحقق من وجهة المساعدات

وكالة الانباء المركزية/4 كانون الأول 2020

يبدأ وفد من نواب الاتحاد الاوروبي زيارةً رسمية الى لبنان غداً تستمر حتى الاثنين المقبل. ويضم النائبين في الاتحاد الاوروبي تيري ماريناني وجان لين لاكابيل إضافةً الى المساعدة البرلمانية صوفي جيل، والملحق الاعلامي كريستوف بوشي.

وكان مقرراً ان يزور الوفد لبنان ما بين 30 تشرين الاول ولغاية السادس من تشرين الثاني تحت شعار “محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة” وذلك بمبادرة من المغترب اللبناني الموسيقي العالمي عمر حرفوش، الا انه وبسبب هجوم نيس الارهابي الذي ذهب ضحيته 3 أشخاص، تم إلغاء الزيارة الى موعد لاحق. وتهدف الزيارة الاوروبية الى التحقيق من وجهة الاموال والمساعدات التي صُرفت على مشاريع في لبنان مموّلة من الاتحاد الاوروبي، الا انها لم تُنفّذ بحسب مواصفات دفتر الشروط، ولعل معمل فرز النفايات في طرابلس الذي موّل انشاءه الاتحاد الاوروبي ابلغ تجربة، اذ ان تنفيذه لم يتطابق مع المواصفات الاوروبية.

لذلك، ستُشكّل مدينة طرابلس محطة اساسية في برنامج الوفد الاوروبي، حيث سيتفقّد معمل الفرز من اجل الوقوف عند حقيقة ما حصل وعدم الاكتفاء بالتقارير التي أُرسلت في وقتها من قبل اعضاء في بلدية طرابلس. كذلك، سيزور الوفد مطمر النفايات في طرابلس، بالاضافة الى معالم سياحية وثقافية في المدينة. وعلى هامش المحطة الطرابلسية للوفد الاوروبي، يُنظّم عمر حرفوش لقاءً روحياً في الجامع المنصوري الكبير في المدينة تحضره فاعليات رسمية، وممثلون عن المطرانية الارثوذكسية والمارونية والكاثوليكية في المدينة.

وتتخلل اللقاء كلمات تُركّز على التسامح والمحبة والتعايش، لاسيما في اوروبا التي شهدت اخيراً حوادث اتخذت طابعاً دينياً، وستكون كلمات للنواب الاوروبيين تشدد على احترام التعددية الدينية في اوروبا، واحترام حقوق الانسان وشعائره الدينية.

وفي الاطار، اوضح حرفوش الذي يُنظّم برنامج الوفد الاوروبي، لـ”المركزية”، انه “اختار طرابلس مسقط رأسه تحديداً لتنظيم لقاء كهذا من اجل تظهير الصورة الصحيحة لعاصمة الشمال، بأنها مدينة للتعايش السلمي الحضاري، حيث تحتضن معظم الطوائف والمذاهب على عكس ما يحاول الاخرون تشويهها ولصق صفة الارهاب والتطرّف بأبنائها”. كذلك، يتضمّن برنامج زيارة النواب الاوروبيين محطة ثقافية في الشوف، حيث سيجولون على المواقع الاثرية في المنطقة.

اما الاثنين فستكون اللقاءات رسمية، حيث يجول الوفد الاوروبي على التوالي، على رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس حكومة تصريف الاعمال حسّان دياب، وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، كما سيكون له لقاء مع الرئيس المكلّف سعد الحريري.

وتأتي هذه الزيارة في وقت قرر الاتحاد الاوروبي عدم تقديم مساعدات للبنان قبل معرفة نتائج التحقيقات حول الاموال الاوروبية التي هُدرت في مشاريع انمائية لم تُنفّذ كما هو مطلوب، وفي ظل دعوات المجتمع الدولي الى بدء لبنان بتطبيق الاصلاحات المطلوبة منه كشرط لفتح باب المساعدات التي هو في امسّ الحاجة اليها اليوم لوقف الانهيار المالي والاقتصادي.

 

الثلث المعطل والحصة المسيحية: النكهة الرئاسية في معركة التأليف

وكالة الانباء المركزية/4 كانون الأول 2020

ما عادت تحذيرات المجتمع الدولي تنفع في حض الأفرقاء الداخليين المعنيين بتشكيل الحكومة على التخلي عن تناتش الحصص و”ترسيم الحدود السياسية” بينهم في هذا التوقيت الحساس، حيث الأزمة الاقتصادية على أشدها، والترقب سيد الموقف على المستويين الدولي والاقليمي في انتظار الرد الايراني على اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زاده، وانتقال السلطة الأميركية إلى الرئيس المنتخب جو بايدن. لكن هذه العوامل، على أهميتها، لا تبدو الوحيدة المتحكمة بمسار التأليف المعقد أصلا، بل إن أحدا لا يستبعد أن تكون خطط وحسابات طموحة وبعيدة المدى تلعب دورها في رسم معالم المرحلة المقبلة حكوميا على الأقل. وفي السياق، تدعو مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” إلى مراجعة المسار الذي سلكه الرئيس المكلف سعد الحريري منذ انطلاق رحلته في 22 تشرين الأول الفائت حتى اليوم وما رافقها من أحداث أسبغ عليها كثيرون الطابع الرئاسي بامتياز، على بعد سنتين تقريبا من نهاية ولاية الرئيس ميشال عون. ذلك أن الحريري حاول سلفا استباق مطبات الثنائي الشيعي، في وقت كانت الممانعة تسجل خسائر مهمة في المنطقة، وترقص على حبال انتظار مآل الانتخابات الرئاسية الاميركية. فكان أن قدم الحريري تنازلا كبيرا احتفظ بموجبه الثنائي بوزارة المال، وبحق اختيار الوزراء الشيعة، مع العلم أن أمرا كهذا يناقض المبادرة الفرنسية الداعية إلى حكومة اختصاصيين مستقلين عن الأحزاب السياسية، وقد وافق عليها حزب الله، ما خلا بند الانتخابات المبكرة. إلا أن المصادر تسارع إلى الاشارة إلى أن هذه الأمور كانت تصلح لفترة ما قبل فرض العقوبات الأميركية على رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل، صاحب الكيمياء المفقودة مع الحريري منذ استقالة الأخير على وقع الضغط الشعبي قبل أكثر من عام. ذلك أن بغض النظر عن الأسباب التي دفعت الأميركيين إلى الركون إلى هذه الاجراءات، فإن أهميتها أنها طالت اليد اليمنى لرئيس الجمهورية، ولكن أيضا رئيس أكبر كتلة مسيحية في البرلمان، وأحد الأعضاء الأساسيين في نادي المرشحين الطبيعيين لخلافة الرئيس عون في السدة الرئاسية. وإذ تعترف المصادر أن من الطبيعي أن يجهد “التيار” لنفي أي علاقة للاستحقاق الرئاسي بما يجري راهنا، خصوصا على مستوى تشكيل الحكومة، فإن الكباش المرتبط بوحدة المعايير التي ينادي بها الثنائي بعبدا-ميرنا الشالوحي يعكس بين طياته ما تسميه المصادر محاولة من باسيل لاثبات نفسه شريكا أول وليس مضاربا في عملية التأليف، وهو موقف يتماهى معه رئيس الجمهورية الممتعض من إقدام الحريري على ترشيح بعض الأسماء المسيحية من ذوي الخبرة للتوزير، وهو ما يعرقل، في الشكل على الأقل، لقاء عون والحريري.

على أن السجال، المضمر حتى اللحظة، حول عدد الوزراء والثلث المعطل هو الذي يعطي التأليف نكهته الرئاسية. بدليل أن باسيل لم يتخل بعد عن مطلب ضم حليفه الدرزي النائب طلال إرسلان إلى الحكومة لتوسيع دائرة سيطرته عليها على حد قول المصادر، التي لا تستبعد أن يكون من شأن هذه الممارسات أن تتيح للعهد وحلفائه التحكم بالتوجهات الحكومية. وتختم المصادر مذكرة بأن من المفترض أن تعمر هذه الحكومة إلى نهاية عهد عون، وتاليا فإن الفريق القادر على إمساك زمام أمور قراراتها، قد يقود سفينة البلاد في حال الوقوع في فراغ رئاسي بعد انتهاء ولاية عون.

 

بري يدعو لتشكيل حكومة إنقاذ تمنع الانزلاق إلى انهيار أكبر

بيروت: «الشرق الأوسط»/4 كانون الأول 2020

أعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جيمس كليفرلي، عن قلق بلاده حيال الصعوبات التي تعترض عملية تأليف الحكومة الجديدة، والتي تعرقل اتخاذ القرارات المتعلقة بالإصلاح، وذلك خلال زيارة له إلى بيروت التقى خلالها المسؤولين، بموازاة التعثر القائم في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية التي دفعت رئيس مجلس النواب نبيه بري للسؤال عن أسباب التأخير في تشكيلها، مشدداً على «وجوب السعي لتشكيل حكومة إنقاذ تمنع انزلاق لبنان نحو انهيار أكبر». وجال الوزير البريطاني على كبار المسؤولين، واستهل جولته بلقاء الرئيس اللبناني ميشال عون حيث تم عرض العلاقات اللبنانية - البريطانية، ومساهمة لندن في مؤتمر باريس الذي خصص لمساعدة لبنان. واعتبر عون أن مشاركة نحو 40 دولة ومؤسسة مالية دولية في مؤتمر «دعم الشعب اللبناني» الذي عقد الأربعاء افتراضياً في باريس، «يؤكد مرة أخرى اهتمام المجتمع الدولي بلبنان وحرص الدول الأعضاء على مساعدته لمواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها». وأبلغ الوزير كليفرلي أن مشاركة بلاده في مؤتمر باريس مع دول أخرى «تشكل حافزاً للدولة اللبنانية لتتحمل مسؤولياتها في تأمين مصداقيتها ورغبتها في إجراء الإصلاحات المطلوبة والضرورية لتحقيق النهوض الاقتصادي، وهو مطلب لبناني جامع أولاً، ودولي ثانياً».

وأعرب الرئيس عون عن امتنانه للمساعدات التي قدمتها بريطانيا للبنان في مختلف المجالات، العسكرية والإنسانية والاقتصادية، واندفاعها بعد محنة الانفجار في مرفأ بيروت للتخفيف من آلام المتضررين وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، فضلاً عن إرسال فريقي طوارئ طبية وفريق من خبراء البحث والإنقاذ. وعرض رئيس الجمهورية للوزير كليفرلي الصعوبات التي تواجه لبنان، ومنها تداعيات الحرب السورية عليه، ونزوح أكثر من مليون و800 ألف سوري إلى لبنان، وانعكاس ذلك على مختلف القطاعات اللبنانية، ولا سيما أن لبنان تكبد حتى الآن خسائر مباشرة فاقت 45 مليار دولار، فضلاً عن الأضرار غير المباشرة على حركة الاقتصاد اللبناني نتيجة إقفال الحدود بسبب الحرب. وجدّد عون دعوته لضرورة دعم المجتمع الدولي لعودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا، مشدداً على وجوب تقديم المساعدات للسوريين في بلادهم، وذلك لتشجيعهم على العودة.

وأشار الرئيس عون إلى أن المجتمع الدولي الذي يتابع مسيرة الإصلاح في لبنان عليه أن يطمئن «لأن الإصلاح معركتي منذ 2005 وتكرر ذلك في 2009. وما التمسك بالتدقيق المالي الجنائي إلا منطلق مهم وأساسي لهذا الإصلاح». من جهته، عبّر الوزير كليفرلي عن سعادته لوجوده في لبنان، مشدداً على وقوف بلاده إلى جانب اللبنانيين في الظروف الصعبة التي يعيشونها، وعلى استمرار دعم بريطانيا في المجالات كافة، لافتاً إلى أن هذا الدعم هو سبب مشاركة بلاده في مؤتمر باريس، أول من أمس (الأربعاء). ونوّه الوزير البريطاني بالحرفية التي يعمل بها الجيش اللبناني والتعاون القائم مع القيادة العسكرية البريطانية، مؤكداً استمرار المساعدات للجيش. وبحث وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في آخر المستجدات والأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان على مختلف الصعد، ولا سيما الوضعين المالي والاقتصادي. وحثّ كليفيرلي اللبنانيين على «وجوب إظهار وحدتهم المعهودة أمام التحديات الكبرى». بدوره، شكر الرئيس بري لبريطانيا «دعمها للبنان، وخاصة الجيش والمساعدات التي قدمتها بعد انفجار المرفأ»، مؤكداً «أن اللبنانيين مجمعون على ذات الهدف الإنقاذي، الذي يتمثل بالمبادرة الفرنسية، كما أن المجلس النيابي يتحرك على هذا الصعيد»، لافتاً إلى «أن قرار مجلس النواب الأخير الداعي إلى ضرورة القيام بتدقيق جنائي موسع، إضافة إلى إقراره كثيراً من القوانين الإصلاحية، يندرج في هذا السياق». وأكد بري «وجوب السعي لتشكيل حكومة إنقاذ تمنع انزلاق لبنان نحو انهيار أكبر». وسأل: «طالما أن الهدف من الحكومة هو تطبيق الإصلاحات ومحاربة الفساد وتنفيذ القوانين التي صدرت منذ عشرات السنين، ولا سيما قانون الكهرباء، وطالما هناك اتفاق على حكومة اختصاصيين وعدم انتماء أي شخص من أعضائها لأي طرف أو حزب، وإذا كان الوضع الاقتصادي على شفير (التوسل) حتى لا نقول أكثر. فما الداعي إلى التأخير ليوم واحد في تأليف الحكومة؟»

وكان بري تطرق في لقائه مع المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، يان كوبيتش، إلى القرار الذي اتخذه المجلس النيابي بالإجماع، مؤيداً التدقيق الجنائي على أن يطال الوزرات والمؤسسات والمجالس والصناديق كافة. وأشار بري إلى أنه «لا مجال في هذا الإطار للمزايدات والنكايات والانتقاء، بل السير بالتوازي كما نص القرار دون تدخلات مع القضاء إذ بهذا وحده يتبين الغثّ من الثمين والمرتكب من البريء وليس بالاستعراضات الإعلامية والغوغائية والغرف السوداء». وعرض الوزير البريطاني في «بيت الوسط» مع الرئيس المكلف سعد الحريري الأوضاع السياسية والمستجدات والعلاقات الثنائية، واستكمل البحث إلى مأدبة غداء. كما التقى كليفرلي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. وأعرب الوزير البريطاني خلال اللقاء عن «تضامن حكومته مع الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمر بها». وأبدى قلقه حيال الصعوبات التي تعترض عملية تأليف الحكومة الجديدة، والتي تعرقل اتخاذ القرارات المتعلقة بالإصلاح. كما زار الدبلوماسي البريطاني اليرزة حيث استقبله قائد الجيش العماد جوزيف عون. وحضر اللقاء السفير البريطاني كريس رامبلينغ والوفد المرافق، وجرى التداول في شؤون لبنان والمنطقة.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

بومبيو: هناك من يدعو لمهادنة إيران.. وعلى إدارة بايدن التحلي بالحكمة تجاه سلوك طهران

العربية.نت/4 كانون الأول 2020

قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن "نظام إيران يرهب شعبه ويروّج للإرهاب في العالم"، لافتاً إلى أن "حملة الضغوط القصوى عزلت إيران سياسياً واقتصادياً"، مضيفاً أن هناك من يدعو لمهادنة إيران وعلى إدارة بايدن التحلي بالحكمة تجاه سلوك طهران. ولفت بومبيو، خلال منتدى حوار المنامة، إلى أنهم قتلوا "قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، لنظهر لإيران الخط الأحمر". وشدد على أنهم انتهجوا "مقاربة مختلفة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهناك دول ستنضم لعملية السلام مع إسرائيل"، مؤكداً أن "معظم الدول أصبحت تصنف حزب الله منظمة إرهابية". واعتبر بومبيو أن على إيران أن تتصرف كبلد طبيعي بعيداً عن سلوكها الخبيث، مضيفاً أن دعم إيران لنظام الأسد هجّر الكثير من الشعب السوري.

نسبة تخصيب 20%

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن إيران وصلت لنسبة تخصيب 20%، ما يعني انتهاكاً للاتفاق النووي. وأضاف أن إيران تسعى بشدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، بفضل حملة الضغط التي مارسناها عليها، متابعاً: "علينا التصدي لميليشيات إيران التي هي من نواقص الاتفاق النووي".

اتفاقيات سلام مع إسرائيل

قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن واشنطن واثقة من أن دولاً أخرى ستوقع اتفاقيات سلام مع إسرائيل. وقال في كلمته: "قمت بزيارة إلى إسرائيل وكان لي لقاءات ثنائية مع نظيري الإسرائيلي ناقشنا خلالها اتفاقيات السلام بين إسرائيل والدول العربية.. كان هناك اتفاقيات قديمة في العام 1973... يرى الناس هذا الأمر على أنها إنجازات رائعة". وأضاف: "تحركاتنا جاءت لأننا كنا متأكدين من أن هذا الأمر سيجلب السلام والازدهار والمستقبل الأفضل لكل شعوب الشرق الأوسط، وأيضاً للفلسطينيين". وتابع: "يجب أن نطبق السياسات التي ترتكز على الواقع وليس على الافتراضات". وأوضح بومبيو أن "حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية هي أدوات إيرانية في المنطقة، بالإضافة إلى تهديدات من الميليشيات العراقية"، على حد قوله. وأوضح أن دعم إيران لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، هجَّر الكثير من الشعب السوري.

 

الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران

واشنطن: هبة القدسي»/4 كانون الأول 2020

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات جديدة تستهدف قطاع الأبحاث العسكرية الكيماوية في إيران، في محاولة من واشنطن لقطع الطريق أمام طهران، لإنتاج أسلحة كيماوية، حيث أدرجت كيانا وأحد الأفراد على قائمتها السوداء بينما تواصل واشنطن زيادة الضغط على طهران خلال الشهور الأخيرة للرئيس دونالد ترامب في السلطة. وقالت وزارة الخزانة الأميركية على موقعها الالكتروني، أمس، إنها فرضت عقوبات على مجموعة شركات «شهيد ميسامي» ومديرها مهران بابري، وهي شركة تعمل في أبحاث الأسلحة الكيماوية الإيرانية وتتبع للمنظمة الإيرانية للابتكار والبحث الدفاعي المصنفة على لائحة العقوبات الأميركية منذ عام 2014. وقالت الوزارة إن العقبات تأتي في إطار استهداف الكيانات التي تنشر أسلحة الدمار الشامل. وتعد مجموعة شهيد ميسامي مسؤولة عن العديد من المشاريع بملايين الدولارات لإنتاج واختبار مواد كيماوية، تخشى الولايات المتحدة من أن إيران تحتفظ ببرنامج أسلحة كيماوية غير معلن. وبموجب العقوبات يتم حظر وتجميد جميع الممتلكات والمصالح في الولايات المتحدة لمجموعة شهيد ميسامي ومديرها مهران بابري، الذي كان يعمل في مختبر الأبحاث الكيماوية الدفاعية الإيرانية. وقال ستيفن منوشن وزير الخزانة في بيان إن ما تقوم بها إيران لتطوير أسلحة الدمار الشامل يعد تهديدا لأمن جيرانها وللعالم وستواصل الولايات المتحدة مواجهة أي جهود يبذلها النظام الإيراني لتطوير أسلحة كيماوية قد يستخدمها النظام أو الجماعات التي تعمل بالوكالة عنه لدفع أجندتهم الخبيثة. وتتضمن الخطوات التي أعلنت اليوم الخميس تجميد أي أصول أميركية للمدرجين على القائمة السوداء، وتحظر على الأميركيين بشكل عام التعامل معهم. وقالت الوزارة أيضا إن المؤسسات المالية التي تسهل المعاملات الكبيرة مع الفرد والكيان المستهدفين بالعقوبات تخاطر هي أيضا بوقوعها في دائرة العقوبات الأميركية. وتصاعدت حدة التوتر بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما مع إيران عام 2015، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران بهدف التفاوض لفرض قيود أشد صرامة على برنامجها النووي والصاروخي وعلى دعم القوات التي تعمل لحسابها في المنطقة.

 

إيران تعمل على ملء الفراغ بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق

«الحشد» في العراق يحشد في نينوى وسنجار... ومعلومات استخبارية عن عمليات انتقامية في ذكرى مقتل سليماني

أربيل: «الشرق الأوسط»»/4 كانون الأول 2020

أثار قرار خفض القوات الأميركية في العراق مخاوف من إمكانية استغلال إيران الفراغ الذي سيخلف عملية الانسحاب من خلال القوى الموالية لها في العراق لبسط سيطرتها التامة على الشارع العراقي، إضافة إلى مخاوف من إمكانية عودة «تنظيم داعش» إلى تنشيط عناصره في الخلايا النائمة للقيام بمزيد من العمليات النوعية في العراق، وخاصة المناطق المحررة. مسؤولون عسكريون عراقيون كبار في بغداد يرون أن انسحاب 500 جندي أميركي من العراق لن يكون له تأثير في الملف الأمني، إلا أن بعض القيادات السياسية، خاصة السنية والكردية منها، ترى أن خفض عدد القوات الأميركية في العراق إذا ما استتبع بمزيد من الانسحاب، سيكون له تأثير كبير في الملف الأمني والتوازن السياسي في المنطقة. وكان كريستوفر ميلر، القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، أعلن في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) أن الولايات المتحدة ستخفض مستويات قواتها في العراق إلى 2500 جندي من 3000 عنصر، بحلول 15 يناير (كانون الثاني) 2021.

النائب عن محافظة نينوى، محمد نوري العبد ربه، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الدور الرئيسي للقوات الأميركية في العراق يكمن فيما لديها من تقنية متفوقة، مثل الكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة وصور الأقمار الصناعية وما إلى ذلك، التي تمكنها من رصد أي تحركات لعصابات (داعش) بشكل مسبق وتمنع وقوع عمليات نوعية عادة ما تخطط لها»، مضيفاً أن «سحب هذه القوات سيكون له تأثير مباشر على الملف الأمني حيث إن القوات العراقية تعتمد في المجال التقني، إضافة إلى الغطاء الجوي، على القوات الأميركية، وأي تخفيض لدورها هذا سيكون له أثر مباشر في تمكن عصابات (داعش) من عودة نشاطاها».

وعن تأثير سحب القوات الأميركية على سيطرة إيران على الشارع العراقي، قال عبد ربه إن «ما لا يخفى على الجميع أن هناك قوتين تتحكمان في العراق، هما القوات الأميركية والإيرانية، وضعف القوات الأميركية سيؤدي حتماً إلى تقوية القوة الإيرانية المسيطرة بطبيعة الحال على جزء كبير من العراق، مثل نينوى والأنبار وصلاح الدين»، مبيناً أن «سيطرتها في هذه المناطق هي اقتصادية أكثر مما هي أمنية، وأن سحب القوات الأميركية سيؤدي إلى زيادة قوتها ونفوذها في المنطقة، مستغلة الفراغ الذي سينتج عن سحب القوات الأميركية».

يأتي ذلك في ظل معلومات أمنية تؤكد إمكانية قيام إيران من خلال أذرعها في العراق بعمليات نوعية تستهدف المصالح الأميركية في العراق تزامناً مع ذكرى استهداف قاسم سليماني قائد «الحرس الثوري» الإيراني من قبل القوات الأميركية العام الماضي؛ حيث قال مصدر أمني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك معلومات استخباراتية تشير إلى قيام الفصائل الولائية في (الحشد الشعبي) بالتخطيط للقيام بعمليات تستهدف المصالح الأميركية في ذكرى مقتل قائد (الحرس الثوري) الإيراني قاسم سليماني»، مبيناً أن «إيران تريد بهذه العمليات أن ترد بشكل غير مباشر على مقتل العالم النووي الإيراني تحسين فخري زادة».

المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أكد أن «الفصائل الولائية لإيران تعمل على زيادة تحشيد قواتها في منطقة سهل نينوى وسنجار، من خلال زيادة عدد المتطوعين في صفوفها ودفع مزيد من التجهيزات العسكرية للمنطقة». وكان قد شوهد وصول أكثر من 100 عربة نقل عسكرية مستخدمة من قبل فصائل «الحشد الشعبي» إلى منطقة سهل نينوى، مطلع الأسبوع الحال. المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أكد أن «شحنة كبيرة من التجهيزات العسكرية وصلت إلى سهل نينوى مطلع الشهر الحالي». الأمين العام لقوات البيشمركة، الفريق جبار ياور، يرى أن «انسحاب القوات الأميركية سيكون له تأثير سلبي على قدرات القوات الاتحادية وقوات البيشمركة في مواجهة (تنظيم داعش) الذي عاد إلى تنشيط عملياته في عدد من المحافظات الشمالية والحدودية»، مبيناً أن «القوات العراقية بشكل عام تعتمد على قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية في العمليات الاستخباراتية والغطاء الجوي»، مضيفاً أن «انخفاض القوات الأميركية سيكون له تأثير على الملف الأمني بشكل عام وعلى عمليات إطلاق الصواريخ واستهداف المصالح الأميركية في ظل تحول العراق إلى ساحة صراعات للدول الإقليمية». من جانبه، أكد اللواء الركن بختيار علي، المستشار في وزارة البيشمركة، أن «انسحاب القوات الأميركية من العراق سيكون له تأثير مباشر على دور قوات التحالف الدولي ضد (داعش) في العراق وسوريا، ما سيؤثر سلباً على قدرات القوات الأمنية العراقية، بضمنها قوات البيشمركة، في محاربة (داعش)، خاصة أن القوات الأمنية العراقية تعتمد على القوات الأميركية عسكرياً ولوجستياً وتكنولوجياً»، مبيناً أن للقوات الأميركية ضمن التحالف الدولي دوراً آخر مهماً، وهو منع المقاتلين من أنحاء العالم للالتحاق بصفوف «داعش» في العراق وسوريا، ودعم الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، ما قد يؤثر على عودة النازحين إلى مناطقهم، وأي فراغ يحدثه سحب القوات الأميركية سيؤثر على الملف الأمني، وقد تصل إمكانية «داعش» للسيطرة على بعض المناطق المحررة مرة أخرى.

 

دعوة الصدر إلى «عهد شيعي» تثير جدلاً في العراق/عُدّت عودة إلى الاصطفافات الطائفية... و«جمعة» صاخبة اليوم تضامناً مع «حراك الناصرية»

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط»»/4 كانون الأول 2020

في حين لاذ معظم الكتل والأحزاب الشيعية بالصمت عن الدعوة التي وجهها زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، بشأن «ترميم البيت الشيعي»، رفضت غالبية الاتجاهات المدنية وجماعات الحراك دعوة الصدر، وعدّوها مدخلاً جديداً لإعادة البلاد إلى حقبة الاصطفافات الطائفية ومحاولة لجر البلاد إلى مرحلة جديدة من الصراع والاقتتال الطائفي التي بالكاد تجاوزتها. وكان الصدر اتهم من سماهم «ثلة من الصبيان لا وعي لهم ولا ورع» بالتعدي على الدين والمذهب والسعي إلى تشويه سمعة الثوار بدعم خارجي. وقال في تغريدة عبر «تويتر» أول من أمس: «أجد أن من المصلحة الملحة الإسراع بترميم البيت الشيعي من خلال اجتماعات مكثفة لكتابة ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي لنرفع به راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)». وتعود قضية «البيت الشيعي» إلى حدود عام 2004، حين أقدم السياسي الراحل أحمد الجلبي على تأسيسه ليضم قوىً وأحزاباً شيعية تدافع عن فكرة «أحقية» الشيعة في الحكم بالنظر لأغلبيتهم السكانية، لكنه لم يحظ بالإجماع اللازم ولم يلتحق به معظم القوى الشيعية الرئيسية، كما أن دعاته لم يكسبوا الشعبية المناسبة ولم يتمكنوا من الحصول على أصوات الناخبين في معظم الانتخابات التي جرت لاحقاً. وتعتقد غالبية المراقبين المحايدين أن دعوة الصدر الجديدة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن سياق صراعه الأخير مع جماعات الحراك الاحتجاجي التي باتت تتهمه وتياره علناً بالوقوف وراء مهاجمة ساحات الاعتصام، خصوصاً في أحداث الجمعة الماضي، التي وقعت في مدينة الناصرية وأدت إلى مقتل 7 وإصابة نحو 90 شخصاً، ومن المتوقع أن تخرج اليوم الجمعة مظاهرات حاشدة عنوانها: «جمعة الناصرية» للتضامن مع «حراك الناصرية» وإدانة ما وقع فيها من أحداث. وأعلن ناشطون، أمس، أن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، اجتمع مع مجموعة من ناشطي الحراك الذين سبق أن طالبوه بحمايتهم من الهجمات التي يتعرضون لها.

وإلى جانب تأثر دعوة الصدر بصراعه الأخير مع «جماعات تشرين»، يستبعد كثيرون إمكانية تحالف جديد تكون أعمدته الأحزاب والكتل الشيعية الرئيسية، نظراً للخلافات العميقة فيما بينها، فتيار الصدر مثلاً، يتقاطع بقوة ومنذ سنوات طويلة مع «حزب الدعوة الإسلامية» و«ائتلاف دولة القانون» اللذين يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وانتهج مقتدى الصدر منذ نحو 10 سنوات سياسة معادية له حتى أرغمه على الخروج من رئاسة الوزراء عام 2014. وكذلك الحال بالنسبة لعلاقات الصدر مع غالبية الفصائل المسلحة التي تتموضع سياسياً في «ائتلاف الفتح» الحشدي؛ إذ درج الصدر منذ سنوات أيضاً، على انتقاد «عصائب أهل الحق» ويصفها بـ«الميليشيات الوقحة». ومن غير المتوقع أن يستجيب رئيس «تيار الحكمة الوطني»، عمار الحكيم، لدعوة الصدر، خصوصاً وهو يسعى منذ أسابيع إلى بناء تحالف سياسي «عابر للطوائ» لخوض الانتخابات المقبلة.

وإلى جانب العقبات القائمة والمحتملة التي تواجهها دعوة الصدر داخل خيمة «البيت الشيعي» السياسية ذاتها، فإنها تواجه رفضاً واسعاً داخل الأوساط الشعبية الشيعية، فضلاً عن أوساط بقية المكونات، حيث باتت أعداد غير قليلة من عموم السكان تنظر بتوجس شديد لكل الدعوات المذهبية والقومية والإثنية، وتعدّ أن الجماعات السياسية سبق أن استغلت مشاعر المواطنين وتمكنت من الوصول للسلطة دون أن تقدم شيئاً يذكر لمكونها أو لبقية المكونات. وفي مقابل ترحيب أتباع الصدر بدعوة زعيمهم إلى «ترميم البيت الشيعي»، هاجمت جماعات الحراك ذلك بشدة، ووجه كثير منهم انتقادات شديدة لزعيم التيار، وتداولوا تغريدة نشرها الصدر بعد انتخابات مايو (أيار) 2018، قال فيها: «لا تتوقعوا مني أي تخندق طائفي يعيد لنا الردى ويجدد العدا، بل تحالف عراقي شامل، ولن نتنازل عن ذلك طول المدى». ورداً على دعوة الصدر، كتب الناشط والكاتب شاكر الناصري عبر «فيسبوك»: «لا يمكن ترميم بيت يقوم على أسس منخورة. الطائفية والفساد والإجرام هي أعمدة البيت الشيعي الذي يوشك على الانهيار، نتيجة ما ترتكبه القوى الشيعية الحاكمة، كلها، دون استثناء أي طرف منها، من جرائم وفساد وانتهاكات بحق العراق والعراقيين». وأضاف أن «ترميم البيت الشيعي دعاية انتخابية هزيلة جداً، فقوى هذا البيت الفاسد أثبتت أنها لا تصلح للحكم أو إعادة بناء دولة في عالم اليوم». أما عماد زيدون، وهو أحد الشباب البارزين في الحراك الاحتجاجي، فكتب: «لا جلوس إلا تحت الهوية الوطنية، أما الهويات الفرعية، فهي ترسيخ لمبدأ المحاصصة ومزيد من سفك الدماء». وأضاف: «كان من الأجدر الذهاب نحو كتابة عقد اجتماعي جديد تضمن به الجماهير حقوقها؛ وأساسها الثقة التي فقدتها بالطبقة السياسية برمتها ومن ولاها. كان يجب أن يكون (البيت العراقي) لا (مزيد) من تأصيل الطائفية».

 

الكويت: مباحثات مثمرة لتحقيق الاستقرار في الخليج

االكويت: «الشرق الأوسط أونلاين»/4 كانون الأول 2020

قال وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح، اليوم (الجمعة)، إن مباحثات «مثمرة» جرت خلال الفترة الماضية من أجل تحقيق الاستقرار في الخليج العربي. وأضاف الوزير في كلمة بثّها تلفزيون الكويت أنه جرت مفاوضات «أكد فيها جميع الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم». ووجه الوزير الكويتي، شكره إلى جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي «على النتائج المثمرة التي تحققت في طريق حل الخلاف»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وأوضح أن تلك المباحثات المثمرة «جاءت في إطار جهود المصالحة التي سبق أن قادها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، واستمراراً للجهود التي يبذلها حالياً الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة لحل الأزمة».

 

فرنسا: سياسة تركيا عدائية ونعمل مع مصر لاستقرار المتوسط/قالت باريس إنها تعمل مع مصر "لدفع الحوار الليبي إلى الأمام"

دبي - قناة العربية/4 كانون الأول 2020

أعلنت الرئاسة الفرنسية، الجمعة، أن سياسة تركيا في المنطقة عدائية، وأنها تعمل مع مصر من أجل استقرار منطقة المتوسط. وأفادت الرئاسة الفرنسية أنها تعمل مع مصر "لدفع الحوار الليبي إلى الأمام"، موضحة أن شراكتها مع مصر استراتيجية. وأضافت: "نتحدث في ليبيا مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ومع غالبية الأطراف لإنجاح الحوار ضمن الأمم المتحدة". وتدهورت العلاقات بين تركيا وفرنسا تدريجياً منذ العام الماضي، خصوصاً بسبب خلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط، ومؤخراً جراء النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورنو كاراباخ. لكن التوتر تفاقم في أكتوبر عندما شكّك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ "الصحة العقلية" للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأكد أردوغان، الجمعة، أن فرنسا التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك المكلفة بإيجاد حلّ للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا، "فقدت دورها كوسيط" بعد أن تبنى مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الفرنسية قرارات مؤيدة للانفصاليين التابعين لأرمينيا في ناغورنو كاراباخ، نقلا عن فرانس برس. وفي إشارة واضحة إلى ممارسات الحكومة التركية وتبعاتها، أكد الرئيس الفرنسي ماكرون في سبتمبر أن "الشعب التركي، وهو شعب عظيم، يستحق أمراً آخر".

 

إردوغان يأمل في أن «تتخلص» فرنسا من ماكرون «في أسرع وقت ممكن»

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/4 كانون الأول 2020

أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله في «أن تتخلص» فرنسا «في أسرع وقت ممكن» من رئيسها إيمانويل ماكرون، على خلفية توتر شديد بين البلدين حول ملفات كثيرة. وقال إردوغان لصحافيين في إسطنبول بعد مشاركته في صلاة الجمعة في كاتدرائية آيا صوفيا السابقة التي تم تحويلها إلى مسجد في يوليو (تموز)، إن «ماكرون مشكلة بالنسبة لفرنسا. مع ماكرون، تعيش فرنسا فترة خطرة جداً. آمل أن تتخلص فرنسا من مشكلة ماكرون في أقرب وقت ممكن»، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

 

ألمانيا: العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لم تعد كافية

برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»/4 كانون الأول 2020

اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، أن عودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لم تعد كافية، مشيراً إلى أنه ينبغي توسيع النصّ ليشمل البرامج البالستية الإيرانية. وقال ماس في مقابلة مع مجلة «در شبيغل» الأسبوعية إن «عودة إلى الاتفاق الحالي لن تكفي»، وذلك رداً على احتمال إعادة تحريك هذا الملف بعد تسلم الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن منصبه رئيساً للولايات المتحدة. وأوضح أنه «ينبغي أن يكون هناك نوع من اتفاق نووي مع إضافات، وهو أمر يصب في مصلحتنا أيضاً». وكان بايدن قد أكد الأربعاء أنه يؤيد عودة بلاده إلى الاتفاق إذا عادت السلطات الإيرانية إلى «احترام صارم» للقيود المفروضة على برنامجها النووي، قبل مفاوضات بشأن تهديدات أخرى من جانب طهران. وأضاف ماس: «لدينا توقعات واضحة من جانب إيران: لا أسلحة نووية لكن أيضاً لا برنامج صواريخ بالستية يهدد كل المنطقة. إضافة إلى ذلك، ينبغي على إيران أن تؤدي دوراً في المنطقة. نحن بحاجة إلى هذا الاتفاق فقط لأنه ليست لدينا ثقة في إيران»، مؤكداً أنه تفاهم بشأن هذه النقاط مع نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان والبريطاني دومينيك راب، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وعام 2018، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سيغادر البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، من الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مع إيران لمنعها من حيازة السلاح النووي، معتبراً أنه غير كافٍ لمنع ممارساتها «المزعزِعة للاستقرار». عقب ذلك، أعاد الرئيس الجمهوري فرض عقوبات أميركية رُفعت عن طهران عام 2015 ثمّ شدّدها، ما أثار غضب حلفاء واشنطن الأوروبيين الذين يحاولون إنقاذ الاتفاق. وأكد بايدن الأربعاء مشروعه للعودة إلى هذا الاتفاق. وقال لصحيفة «نيويورك تايمز»: «سيكون الأمر صعباً لكن نعم». وأعلن أنه فقط بعد عودة واشنطن وإيران إلى الاتفاق «بالتشاور مع حلفائنا وشركائنا سنطلق مفاوضات واتفاقات متابعة لتشديد القيود النووية المفروضة على إيران وتمديدها وللتطرق الى برامج الصواريخ» الإيرانية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من عطّل كاميرات العنبر 12 قبل التفجير؟

أحمد عياش/أساس ميديا/السبت 05 كانون الأول 2020

ما كشفته الرئاسة الفرنسية على هامش مؤتمر دعم الشعب اللبناني في الثاني من الشهر الجاري كان يجب أن يكون الحدث بما يتّصل بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي. لكنّه ضاع في زحمة الأحداث في لبنان والعالم. لكن ما هو أخطر من المعلومات التي أماطت عنها باريس تلك التي لا يزال مسكوتاً عنها في التحقيق الجاري في بيروت والتي تتصل بكاميرات المراقبة في المرفأ. البيان الذي صدر عن "مؤتمر دعم الشعب اللبناني" الذي دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وشاركت فيه 32 دولة و12 منظمة دولية و7 منظمات من المجتمع المدني اللبناني، وردت فيه جملة واحدة بما يتصل بالتحقيق في انفجار المرفأ هي التالي: "أعرب المشاركون عن قلقهم بشأن التأخير في التحقيق في انفجارات 4 آب".

تكملة هذه العبارة، جاءت في  معلومات سرّبتها  الرئاسة الفرنسية عمداً إلى الإعلام  عبر "مسؤول" فيها مفادها أنّ باريس سلّمت السلطات اللبنانية صور الأقمار الاصطناعية التي ترصد موقع المرفأ قبل انفجار الرابع من آب. وطالب المسؤول الرئاسي الفرنسي الحكومة اللبنانية أن تكشف علانية عن نتائج التحقيق. وبرّر هذا المسؤول إفصاح باريس عن تسليم هذه الصور لبيروت بأنّه في سياق الردّ على ما زعمته وسائل إعلامية حول امتناع باريس عن تزويد لبنان بصور للأقمار الصناعية للفترة التي حصل خلالها انفجار المرفأ، تلميحاً من هذه الوسائل أنّ الانفجار حصل نتيجة "ضربات عسكرية". علماّ أنّ فرنسا، وفق ما قاله الرئاسي الفرنسي: "أعطت لبنان ما هو متوافر لديها من صور من الأقمار الصناعية الفرنسية ولكنها ليست متواصلة زمنياً"، بسبب أن "لا أقمار فرنسية كانت مركزة بشكل دائم فوق لبنان في تلك الفترة". تكملة هذه العبارة، جاءت في معلومات سرّبتها الرئاسة الفرنسية عمداً إلى الإعلام عبر "مسؤول" فيها مفادها أنّ باريس سلّمت السلطات اللبنانية صور الأقمار الاصطناعية التي ترصد موقع المرفأ قبل انفجار الرابع من آب.

يأتي هذا التوضيح الرئاسي الفرنسي اليوم كردّ متأّخر على ما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون في 7 آب، بعد ثلاثة أيام على انفجار المرفأ، عندما صرّح في دردشة مع الإعلاميين في قصر بعبدا أنّه طلب شخصياً من الرئيس ماكرون، عندما زار الأخير لبنان في اليوم السابق، "أن يزوّدنا بالصور الجوية إذا ما كانت متوافرة لدى الفرنسيين كي نستطيع أن نحدّد إذا ما كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ. واذا لم تكن هذه الصور متوافرة لدى الفرنسيين فسنطلبها من دول أخرى". هذه قصة كاميرات الأقمار الصناعية الفرنسية، فماذا عن كاميرات المراقبة التي كانت منتشرة في حرم مرفأ بيروت وتحديدا في نطاق العنبر 12، أي المستودع الذي حطت فيه شحنة نيترات الامونيوم والتي كانت تقدر بنحو 2750 طنا؟

وفق معلومات لـ"أساس" من مصادر واكبت التحقيق العسكري الداخلي، فإنّ كاميرات المراقبة في مكان الانفجار قد جرى تعطيلها قبل الانفجار، وقد بقيّ هذا المعطى المهم خارج التداول الإعلامي طوال الأشهر الأربعة المنصرمة، لأنّه سيطرح مسألة الانفجار في إطار عمل مدبّر. وربطاً بهذه المعلومات، أفادت المصادر أنّ هناك فرضية تمتلك قدراً من الصدقية تفيد أنّ انفجار النيترات الأمونيوم التي بلغ حجمها نحو 1500 طن وليس 2750 طناً كما كانت عندما استقرّت عام 2014 في العنبر 12 بسبب سحب كميات منها على مدى أعوام... إنّما جاء بعد تجهيز المكان بأسلاك تنتهي بصاعق، ما أدّى بعد تفجير أوّلي إلى حدوث الانفجار الهائل الذي وصف في حينه بأنّه "شبه نووي".

هل بالإمكان الرهان على ظهور تحقيق يوماً ما يجيب على السؤال المتصل بكاميرات المراقبة؟

في انتظار الجواب كانت لافتة خطوة المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ فادي صوان، عندما وجّه أخيراً رسالة إلى مجلس النواب اللبناني، عبر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، طالباً منه اتّخاذ ما يراه مناسباً بشأن "مسؤولية بعض الوزراء عن إهمال ساهم في وقوع انفجار المرفأ ورؤساء وزراء أيضاً". ولفت في الرسالة إلى أنّ "التحقيقات التي أجراها مع وزراء حاليين وسابقين كشفت عن شبهات حول مسؤولية الوزراء وتقصيرهم".

كاميرات المراقبة في مكان الانفجار قد جرى تعطيلها قبل الانفجار، وقد بقيّ هذا المعطى المهم خارج التداول الإعلامي طوال الأشهر الأربعة المنصرمة

ووفق المصادر، أراد صوان وفق معطياته، وضع مجلس النواب أمام مسؤولياته لأنّه يقع على عاتقه اتخاذ الإجراء المناسب، خصوصاً أن ليس من صلاحيات القضاء العدلي محاكمة الوزراء، بل هذا الأمر من اختصاص المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء.

بالطبع لم يكتب لخطوة القاضي صوّان النجاح بعدما اعتبرها رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد أتت في إطار "الهروب من المسؤولية. باعتبار أنّه لا يجوز لقاضٍ أياً كانت رتبته أن يخاطب مجلس النواب عبر قاضٍ آخر. بل عبر وزير العدل الذي يمثّل الحكومة أمام السلطة التشريعية. ما حال دون ذلك أنّ شكوى القاضي صوان تطال 3 وزراء عدل منهم الوزيرة الحالية". لكنّ هذا الجدل لم ينهِ مشكلة التحقيق الذي ما زال حتّى الآن يدور في حلقة مفرغة على الرغم من مرور 4 أشهر على الانفجار. وقد عاد الى الواجهة موقف رئيس الحكومة حسان دياب بعد أيام على انفجار 4 آب عندما دعا إلى "تشكيل لجنة تحقيق تصدر نتائج تحقيقاتها خلال 5 ايام كحد أقصى، وتحدّد المسؤولية".

حتّى الآن مضى أكثر من 120 يوما وليس خمسة أيام، ولا يزال التحقيق غير منجز. والخشية عند ذوي شهداء الانفجار، الذي وقفوا بالأمس للمرّة الرابعة في ذكرى المأساة أمام أطلال المرفأ مع الشموع، يطالبون بالحقيقة، كلّ الخشية أن تتكرّر وقفتهم مراراً وبلا طائل.

 

من لبنان إلى إيران: خامنئي اتّخذ قرار الردّ على إسرائيل؟

قاسم قصير/أساس ميديا/الجمعة 04 كانون الأول 2020

حالة استنفار أمنية وعسكرية أعلنتها كلّ القوى والدول المنضوية في إطار ما يسمى "محور المقاومة" من لبنان إلى إيران مروراً بسوريا والعراق وفلسطين واليمن. فالمنطقة كلها واقعة تحت ضغط احتمال حصول تصعيد ميداني أمني أو عسكري ردّاً على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، أو تحسّباً لحصول عمليات عسكرية أو أمنية من قبل الأميركيين والإسرائيليين لاستهداف قيادات ومسؤولين بارزين من قوى المقاومة في هذا المحور، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. الطيران الإسرائيلي كثّف طيرانه المنخفض فوق الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية ومناطق لبنانية عديدة في الأيام القليلة الماضية، والشائعات والأخبار غير الدقيقة تنتشر حول استهداف قيادات من الحرس الثوري الإيراني في سوريا وعلى الحدود العراقية – السورية. وبموازة ذلك، يجري بعث رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى الأميركيين والإسرائيليين بأنّ أيّ حرب أو أيّ استهداف للمقاومة أو للبنان سيُردّ عليه بالمثل. وما كشفته جريدة "الأخبار" اللبنانية  قبل أيّام قليلة عن حالة الاستنفار التي أعلنتها المقاومة الإسلامية قبل حوالي الشهر والقدرات التي تمتلكها في مواجهة العدو الصهيوني أحد أبرز هذه الرسائل، إضافة إلىى رسائل أخرى وصلت إلى كلّ الجهات المعنيّة بأن أيّ عدوان إسرائيلي سيُواجَه بالمثل.

الطيران الإسرائيلي كثّف طيرانه المنخفض فوق الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية ومناطق لبنانية عديدة في الأيام القليلة الماضية، والشائعات والأخبار غير الدقيقة تنتشر حول استهداف قيادات من الحرس الثوري الإيراني في سوريا وعلى الحدود العراقية – السورية

وعلى الجبهة الإيرانية، فإنّ القيادة العسكرية والأمنية تدرس كلّ خيارات الردّ. وتؤكد مصادر إيرانية مطلّعة أنّ القرار بالردّ قد اتّخذه مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي والجهات المعنيّة. لكن تحديد التوقيت والمكان والجهات التي ستُستهدَف مرتبطٌ بالظروف الميدانية. ووفقاً لحسابات دقيقة مرتبطة بالأوضاع السياسية الدولية والإقليمية وخصوصاً ما يتعلّق بمستقبل الاتفاق النووي والمفاوضات المتوقّعة مع الإدارة الأميركية الجديدة. وفي الساحات الأخرى، الاستعدادات متواصلة لمواكبة أيّ تطوّر عسكري أو أمني قد يقوم به قبل الأميركيون أو الإسرائيليون. وهناك غرفة عمليات مركزية للتنسيق بين كلّ قوى ودول محور المقاومة، وقد حصلت تدريبات وتحضيرات مركزية خلال الفترة الماضية من أجل التنسيق والتعاون الميداني تحضيراً لأيّ تطوّر كبير قد يحصل خلال الأسابيع المقبلة، وقبل تسلّم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مهامه في البيت الأبيض.

تؤكد مصادر إيرانية مطلّعة أنّ القرار بالردّ قد اتّخذه مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي والجهات المعنيّة. لكن تحديد التوقيت والمكان والجهات التي ستُستهدَف مرتبطٌ بالظروف الميدانية لكن على الرغم من كلّ هذه التحضيرات الميدانية العسكرية والأمنية، فإنّ معظم المطلّعين على أجواء قيادة محور المقاومة يؤكّدون أن لا رغبة لأحد بحصول حرب واسعة أو شاملة ابتداءً في هذه المرحلة، وأيّ ردّ على ما يقوم به الإسرائيليون والأميركيون سيأخذ بالاعتبار هذه المعطيات. لكن في الوقت نفسه لا يمكن لأيّ طرف أن يتحكّم بالحرب من جانب واحد لأنّ القرار مرتبطٌ أيضاً بالأطراف الأخرى. وإذا كان هناك قرار لدى الأميركيين أو الإسرائيليين وبدعم من بعض الجهات العربية لشنّ حرب جديدة، فالاستعدادات جاهزة للمواجهة بشكل شامل وكامل.

وبموازة ذلك، تتابع قيادة حزب الله التطوّرات الداخلية في لبنان، ولا سيما على الصعد السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية، وهناك تخوّف كبير من حصول تدهور في الأوضاع بسبب الضغوط المالية والاقتصادية. ولذلك اتُّخِذَت الكثير من الإجراءات لمواجهة تلك الضغوط في كلّ المجالات منعاً لتدهور الأوضاع. على أن الاتصالات السياسية مستمرّة لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة لأنّ الفراغ الحكومي يساعد في تدهور الأوضاع، مع الأخذ في الاعتبار النسبة غير المسبوقة التي أصابت المعسكر العوني بعد فرض العقوبات الأميركية على النائب جبران باسيل والتي تخفف من قدرة الضغط على عون أو باسيل لتحقيق تسوية حكومية. وفي المحصّلة، فإنّ الاستعدادات قائمة في كلّ المجالات مع الأخذ بالاعتبار عدم إثارة القلق والمخاوف، لكنّ اليد على الزناد بانتظار القرار المناسب.

 

الجمهورية الافتراضية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/4 كانون الأول 2020

لبنان جمهورية افتراضية بديعة، كان يمكن أن تكون في «ديزني لاند» لولا اصطدامها ببعض الحقائق، كالجوع والفقر. تصريحات حاكم البنك المركزي المتكررة بأن ودائع اللبنانيين موجودة في بنوكهم. اجتمع في باريس يوم الأربعاء الماضي عدد من رؤساء دول العالم، ومعهم سعادة الأمين العام السنيور غوتيريش؛ لكن بينما سُمح لرئيس الجمهورية أن يخاطب المؤتمر المعقود من أجل لبنان، لم يسمح لحكومته، أو حكومتيه بالحضور؛ لأن الغاية من المؤتمر مساعدة الشعب اللبناني مباشرة، وليس من خلال جهازه الحكومي؛ لأن لا ثقة عند أحد من دول العالم بأن الفلس الذي يُعطى للدولة اللبنانية سوف يصل شيء منه إلى الأرامل والمساكين والمشردين والمنادين بتعييش لبنان، أو ما تبقى. لم يحدث في التاريخ أن قال زعماء الأمم ما قالوه بالسياسيين اللبنانيين؛ بل إن رئيس الدولة المضيفة إيمانويل ماكرون، كان قد اتهمهم بالخيانة، ولم يرف جفن لأحد من أصحاب: جَفنه علم الغزل... ومن العلم ما قَتَل.

يبحث مؤتمر باريس عن مساعدات للفقراء والذين دُمرت بيوتهم في انفجار المرفأ، والذين لا يملكون أقساط المدارس لأبنائهم، والذين لا يملكون ثمن الأدوية لمرضاهم. ويبحث اللبنانيون عن حكومة تمثل جبران باسيل، وعن قانون انتخابي يجمع فيما بينهم، ويؤكد هيامهم بعضهم ببعض، وعدم القدرة على العيش في مربعات وخنادق وولاءات تمتد من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي.

جمهورية افتراضية، هذا اللبنان الذي صار عمره مائة سنة، وهو لا يزال يبحث عن نفسه ما بين حطام الدنيا والآخرة. وعندما أنشأ الفرنسيون الدولة كان ذلك سهلاً عليهم؛ لكن الذي لم ينتبهوا إليه هو ضرورة العمل على إنشاء مواطن لبناني. والآن يكتشف ماكرون أنها استحالة من المستحيلات. فالسيد جبران باسيل يريدنا أن نتجه شرقاً، أو بالأحرى مشرِقاً؛ لكن ليس قبل أن نضم إلى خريطة المشرق المتعارف عليها الجمهورية الإيرانية. أما تركيا فقائمة على الخريطة منذ زمن والحمد لله، مع أو من دون السيد رجا الطيب.

يهدف مؤتمر باريس إلى معالجة بعض القضايا الثانوية، مثل الحماية من الجوع، والحد من الهجرة المريرة، ومنع لبنان من السقوط في تصنيف الدول الفاشلة، في حين أن الطاقم السياسي اللبناني منهمك بالقضايا الكبرى، مثل إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة، وإقامة قوة نووية تفوق قوتها، ودعم فنزويلا بما يكفي لتحطيم الإمبريالية من جذورها. لماذا تصر فرنسا على إغراق لبنان في هذه التفاصيل الثانوية؟ لماذا لا تقرأ تصريحات رياض سلامة عن أن أموال المودعين موجودة في المصارف من دون تحديد لسعر الصرف؟ لقد يكون بين يوم وآخر 5000 للدولار، أو 10، أو 20، أو العياذ بالله. لم أنظر إلى الوضع السياسي في لبنان إلا باعتباره «سيركاً»، المهرجون فيه ثُقلاء الدم وغُلظ، والسَّحَرة مكشوفون، والكَذَبة عُراة، وكلما تساءل الناس: لماذا يهاجر اللبنانيون؟ تساءلت بكل صدق: ما الذي أبقاهم حتى الآن؟ إذ كيف يمكن لمخلوق بشري أن يعيش ويستمر في مثل هذا الفراغ المريب والمدمر؟ قال الرئيس ماكرون يوم الأربعاء، إنه سوف يعود إلى بيروت مرة ثالثة أواخر هذا الشهر، في حين لم يطأ مسؤول لبناني أرض الكارثة في مرفأ بيروت، ولو من قبيل النفاق المألوف والممجوج.

 

رهان على ضغوط ماكرون لتسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/4 كانون الأول 2020

أطبق المؤتمر الدولي الثاني، الذي خُصّص لتقديم المساعدات الإنسانية عبر هيئات المجتمع المدني والجيش اللبناني لبيروت واللبنانيين، الحصار السياسي على الطبقة السياسية وحشرها مجدداً في الزاوية محمّلاً إياها مسؤولية إعاقة توفير المساعدات المالية والاقتصادية للبنان لوقف تدحرجه نحو الهاوية بتأخيرها تشكيل حكومة مهمة تُعتبر الممر الإجباري الوحيد لإنقاذه، ولم يفلح رئيس الجمهورية ميشال عون في كلمته التي خاطب فيها المؤتمرين في الالتفاف على الحصار ووضع البلد على سكة تعديل جدول أعمال المؤتمر باتجاه فتح الباب للتعاطي مع المنظومة السياسية التي تتحمل مسؤولية إعادة لبنان إلى الوراء.

والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تولى رعاية المؤتمر الدولي حرص في كلمته الافتتاحية على مخاطبة ممثلي المجتمع المدني الذين شاركوا فيه، ولم يلتفت إلى رئيس الجمهورية ولا إلى القوى السياسية المُدرجة من وجهة نظره على لائحة تحميلها مسؤولية مباشرة حيال انقلابها على التزاماتها التي كانت تعهدت بها لجهة تسهيل ولادة حكومة مهمة تتبنّى خريطة الطريق التي وافقت عليها عندما التقاها في قصر الصنوبر. وتأتي مضامين الرسالة التي خاطب بها ماكرون المجتمع المدني بمثابة محاكمة مكشوفة للطبقة السياسية على قصورها في إنقاذ لبنان، ولتؤكد أن الثقة اللبنانية والدولية بالطبقة السياسية ما زالت مفقودة، وأنّ تبادل الحملات بين أطرافها لن يقدّم أو يؤخّر في تعديل الموقف الدولي الذي يأخذ عليها عدم استجابتها لتطلّعات الشعب اللبناني ومطالبه في التغيير، وبالتالي لن تُصرف لمصلحة هذا الفريق أو ذاك لأن جميعهم يتحمّلون مسؤولية جرّ البلد إلى الإفلاس.

ويبقى السؤال، كيف ستتعامل القوى السياسية مع الموقف المتجدّد لماكرون، وتحديدا الرئيس عون والرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري باعتبار أنهما يتحمّلان مسؤولية تعثّر تشكيل الحكومة، آخذين بعين الاعتبار التقيّد بالمواصفات الفرنسية لتشكيلها والمدعومة من المجتمع الدولي لأن باريس ما زالت الأقدر دوليا وإقليميا على التعاطي مع الملف اللبناني على خلفية أنها لن تتخلى عنه، ولن تتركه وحيدا يواجه تفاقم الأزمات التي بلغت ذروتها لحظة الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت، وأغرق العاصمة في نكبة تستدعي الإسراع في إعادة إعمارها.

والتذاكي اللبناني لن يبدّل من واقع الحال الدولي الذي ينطق باسمه ماكرون، والذي لن يتراجع عن تعهده بإنقاذ لبنان شرط أن تُلاقيه القوى السياسية في منتصف الطريق، وهذا ما لم يحصل حتى الساعة، ما دام أنها ما زالت منشغلة بالحرتقات السياسية بدلاً من أن تبادر إلى تقديم أوراق اعتمادها إلى المجتمع الدولي، وإنما على قاعدة تصالحها أولا مع اللبنانيين.

لذلك فإن إلحاح ماكرون على تشكيل حكومة مهمة يرفع من منسوب الإحراج لكل من عون والحريري من دون أن يعني إعفاء الآخرين من مسؤولياتهم بمقدار ما أن توافقهما على تسهيل تشكيل الحكومة يشكل إحراجا للآخرين، خصوصا أن خفض سقف تبادل الشروط يقع أولا وأخيرا على عاتقهما.

وفي هذا السياق كشفت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» أن الحريري لن يبقى صامتا، وسيضطر للخروج سياسيا إلى العلن في أي لحظة، وإن كان يحتفظ لنفسه باختيار التوقيت المناسب لوضع النقاط على الحروف في رده على اتهامه من قبل عون بأنه يحتفظ لنفسه بتسمية الوزراء المسيحيين، فيما يحجب عنه التداول بأسماء الوزراء من الطوائف الإسلامية.

وإذ اعترفت المصادر نفسها بأن الحريري ينقطع عن التواصل مع القيادات السياسية المعنية بتأليف الحكومة، ولا يلتقي ممثلين عنها منذ أكثر من 3 أسابيع، أكدت في المقابل جهات مقرّبة منه بأنه يتجنّب التداول بأسماء المرشحين لدخول الحكومة حتى مع أعضاء الفريق المقرّب منه.

ولفتت إلى أن الأصدقاء والحلفاء يأخذون على الحريري الانقطاع عن التواصل معهم ولو من باب التشاور في الإطار العام من دون الدخول في التفاصيل، وقالت إن انقطاعه ينسحب على رؤساء الوزراء السابقين، وعزت السبب إلى أنه أراد أن يتّبع معايير جديدة في تشكيل الحكومة غير المعايير التقليدية التي كانت متّبعة في السابق والتي أدت إلى تقاسم الحصص ونقل الاشتباك السياسي من الخارج إلى طاولة مجلس الوزراء.

وقال عدد من المقربين من الحريري إن مجرد عودته إلى التواصل مع هذا الفريق سيضعه في خانة الإحراج وسيضطره إلى معاملة الآخرين بالمثل، وبالتالي يصبح أسيرا لشهوات التوزير، وأكد هؤلاء أنه يتّبع الأصول الدستورية بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

واستغرب هؤلاء ما يوجّهه عون من اتهامات للحريري بالتفرّد بتشكيل الحكومة، وأكدوا أنه كان تداول في مشاورات التأليف معه، وقبل أن تتوقف في أسماء الوزراء من الطوائف الإسلامية، وكشفوا بأنه يُبدي حرصه على التشاور وصولا إلى أنه لا يمانع بأن يرشّح عون وزراء من الطوائف الإسلامية من أصحاب الاختصاص ومستقلين شرط أن لا يكونوا من المحازبين.

واعتبر هؤلاء أن لا صحة لما يتردّد بأنه يريد مصادرة التمثيل المسيحي، فيما سألت المصادر السياسية ما إذا كان لدى عون قناعة بالتعاون مع الحريري لتسهيل ولادة الحكومة أم أنه يحرّض طائفيا لقطع الطريق على تشكيلها رغم أنه يُدرك سلفا أنه لن يعتذر عن مهمة التكليف، وبالتالي فإن المشكلة تكمن في أن عون يريد الحصول على الثلث الضامن أو المعطّل الذي يتيح لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل السيطرة باتجاه إعطائه حق النقض الذي يؤدي إلى تعطيل الحكومة.

وأكدت المصادر أن الرئيس بري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وإن كانا لا يتلقّيان أي اتصال من الحريري فإن انقطاعه عنهما لن يفتح الباب أمام عودتهما عن قرارهما بتسهيل مهمته، مع أن جنبلاط يغمز من حين لآخر من قناة عون والحريري، وعليه فإن مرحلة ما بعد انعقاد مؤتمر باريس تبقى عالقة على ما سيقرره الحريري لإعادة تحريك مشاورات تأليف الحكومة؛ لأن لبنان لا يحتمل المزيد من إضاعة الفرص، فهل ينجح ماكرون الذي أحال الطبقة السياسية على محاكمة دولية في إعادة الروح إلى مشاورات التأليف بإخراجها من حالة «الموت السريري» الذي تمر فيه الآن؟

 

بالتفاصيل: حزب الله جناح واحد وهدف أوحد !

 ربيع طليس/صوت بيروت إنترناشونال/4 كانون الأول 2020

رداءٌ يتستّر به حزب الله، وهو ما يُعدٌّ بمثابة “البحصة التي تسند جرّته”، أمام ما تبقّى له من صور تقتنع بها بعض الدّول فيُحوّر نمطيّته من خلالها حيال المجتمع الدّولي، وهي نقطة أساسيّة وركيزة واضحة جليّة، تدفع به للإستمرار، وتتفرّد بثنائيّة جناحيه والفصل بينهما، أي السياسي والعسكري، بحيث يُوسّم الأخير بالإرهاب مع تمتّع صالوناته السياسيّة، بأريحيّة التنقّل والتّواصل ببعض الدّول، التي تعتبره مشروعاً منعزلاً عن أجندة حزب الله المسلّحة وعقليّته الميليشياويّة … دأب العديد من الدّول لتصنيف حزب الله بالكامل تنظيماً إرهابيّاً، وإكتفى البعض بالشّق العسكري منه، وأبرزهم “فرنسا”، وهي معذورة لعدم درايتها بتفاصيل الأمور، إنّما هذا لا يستدعي دفاعاً وتحييداً للجناح العسكري، وخاصّةً أنّ باكورة الأعمال الأمنيّة والقرارات المنوطة بالحرب والسّلم تخرج من نواته، هذا ناهينا عن أصول أعضائه وجذورهم المتّسمة ببزّة الحرس الثوري وبندقيّته، مُذ أن وطِئت أقدامه الأرض اللّبنانيّة، ولم يكتفوا فنقلوا هذا الإرث لأولادهم، من أجل إكمال الأعمال الإرهابيّة عوضاً عنهم، في ظلّ إنشغال الآباء برسم سياسات العزوة لهم ولإيران، القاتلة للمواطن والهادمة لِلُبنان … للواجهة السياسيّة في حزب الله وجوه عديدة، لم تنفكّ تُذكر بشكلٍ شبه يومي على السّاحة الإعلاميّة، بجولاتها المكّوكيّة وتصريحاتها البرلمانيّة والوزاريّة، وباعهم الطّويل في هندسة المسار الحزباللهي، المسيطر على الرّئاسات الثلاث ومقاليد الحكم في لبنان، ممّا يجعلهم من المتحكّمين بالمصير اللّبناني، داخليّاً وعالميّاً؛ يمتاز حزب الله بنظام أمني متجانس، يجعل من المنتسبين والمؤيّدين، سواءً كانوا موظّفين في الدّولة، أو عناصراً في الحزب، عيوناً له، وكتّاب تقارير ورُواة أحداث، بشكل يومي ودوري، ممّا يصنع من هذه الفئة منظومة مخابراتيّة، قائمة على الإستطلاع وإيصال المعلومات لإنتظار الرّد بتدوير بيروقراطي للقرار … من بعض الأمثلة على سياسيّي حزب الله

محمد رعد

وهو رئيس كتلة حزب الله النيابيّة، وإبن الدورة الأولى الّتي أجراها الحرس الثوري الإيراني في لبنان، الحاصلة في بلدة “جنتا” البقاعيّة في شهر حزيران من العام ١٩٨٢، حيث شارك بعمليّاتٍ عسكريّةٍ عديدة، وكان من المخطّطين لِأُخر، أحدها تفجيرات بيروت الّتي طالت مبنيَي القوات الأميركيّة والفرنسيّة في بيروت، خصوصاً أنّه صُنّف ضمن الخمسة عشر الأوائل في دورته، فعمل في المجالين الأمني والعسكري إلى أن تمّ فرزه للعمل النّيابي في عام ١٩٩٢ …

محمد فنيش

من أوائل المنخرطين في صفوف حزب الله، نائبٌ ووزيرٌ سابق، تحوم حوله الشكوك بضلوعه بملفّات فساد منها الأدوية المزوّرة، لعلاقة أخيه بها، وقد شغر منصب رئاسة المكتب السياسي في حزب الله وعضويّة شورى القرار سابقاً، وكان مقرّباً من المحافل القياديّة في الحزب منذ أولى أيّامه، نظراً لماهيّة عمله الأمني في التّنظيم، متردّداً إليها في بعلبك بشكلٍ أسبوعي إبان الحقبة الثمانينيّة، راجلاً وبلا سيّارة، حتّى حالفته حظوظه في عام ١٩٩٢ وأصبح نائباً …

حسين الخليل

المعاون السياسي لِ “حسن نصر الله”، وكان صلة الوصل بين حزب الله والنّظام في سوريا حتى عام ١٩٩٢، وعرّاب الرّسائل الأمنيّة له، معروفٌ عنه بأنّه ثعالب العقول المخابراتيّة في حزب الله، بطابع سياسي يُجيد المحاورة وتهيئة المسارات، بعد صدور القرارات بمآلات الحزب المصيريّة …

علي عمار

عضو المجلس النيابي ضمن راية كتلة حزب الله، شارك في أحداث خلدة الثمانينيّة كتفاً على كتف إلى جانب “نبيه بري”، وبحسب تصريح لِ “منشق عن حزب الله”: “إنّ علي عمار قام بتصفية العديد من المفكّرين في الجنوب، ومن أبرزهم “حسين مروّة”، الّذي أرداه قتيلاً بمسدّسه” …

من خفايا جريمة إغتيال الرئيس “رفيق الحريري” وأحداث العام ٢٠٠٥

إثر كثافة التقارير المتعاقبة، وقبل حدوث الجريمة بعامين، طلب حزب الله من عناصره، الّذين يُريدون، أن يملأوا إستمارات ما يُسمّوهم لديهم بِ “الإستشهاديّين”، ليقينه بأنّه سيجنح للعمل المافياوي من جديد، بعد أن عزف عنه لبضعة سنين، وتمّ تدريبهم على التواصل مع كافّة أطياف المجتمع، وموظّفي إدارات الدّولة، في بعبدا وبيروت الإداريّة، بهدف التّغلغل وتحصيل المعلومات وتجنيد من يقع عليه الخيار … كلٌّ حسب إختصاصه، فالإعلامي يتولّى أمره جهة إعلاميّة تابعة لحزب الله تكتب تقاريرها عنه، والسياسي تتقفّى آثار غيظها كتلة الحزب النّيابيّة برفق نظرتها فيه بورقة ممهورة منها، وعناصر الأجهزة الأمنيّة كذلك، فالضابط له نظيرٌ مكلّف بأمره، وكلّها تَرِد إلى وحدة العمليّات الخاصّة، أو وحدة ال “١٢١”، المنوطة بعمليّات الإغتيال وتركيب الملفّات، التي أُنشئت عام ٢٠٠٠، بعد معاونة وحدة المعلومات المرمّزة بِ “٢٠٠”، ووحدة الأمن الداخلي المرمّزة بِ “٩٠٠”، وهي أسّسها ورأسها “عماد مغنيّة”، وعقبه عليها “مصطفى بدر الدّين” لينتهي المطاف بحسم قرارها بعد مقتل “بدر الدين” عند “حسن نصر الله” شخصيّاً … أتى الأمر الإيراني، قُبَيل عامٍ تقريباً، وخرجت الخطط برمّتها من بيت رجلٍ واحد، سمته سياسيّة ولبّه أمني صرف، بعد أن صادقت الوحدة “١٢١” على مراد مرجعيّتها الإيرانيّة، وفق رسائلها الحثيثة الواصلة للإطّلاعات الإيرانيّة، وجرى التّنفيذ على قدمٍ وساق ليُصار بعدها إلى التّخلّص من كل من له علاقة بملفّ عام ٢٠٠٥، كي تذوب خيوط اللّعبة في مجريات السّاحتيّن، الدّوليّة واللّبنانيّة، خاصّةً وأنّ هناك محكمة عالميّة تحقّق بما حصل في سياقٍ متّصل، وممّا هو جديرٌ بالذّكر، أنّ كل شخص ينتسب لحزب الله، عليه أن يخضع لدورات تثقيفيّة آيديولوجيّة تمهّد للعسكريّة وتواكبها، وهذا لأي شخص، قبل أن يُفرز إلى مجاله، وضمن مراحل متعدّدة، ولا يستطيع خوض غمار أي عمل بلا أن يتعرّض لهذه التّدريبات، ولا يربأ القسم الإعلامي فيه عن هذا الأمر، فيجب على صحفيّيه وإعلاميّيه كما سياسيّيه أن يكونوا منساقين على الأقل لدورة “مقاتل”، وهي أدنى دوراته العسكريّة، أي أنّ جسم حزب الله واحد، بكلّ مشاربه، بدايته ونهايته الوجهة العسكريّة يؤكّدها زيارة الجناح السّياسي وتخريجه لها حين إنتهائها في معسكرات الحزب …

حزب الله جسمٌ واحد، جناحاه صنوان لا ينفصلان، عقليّتهم واحدة والهدف أوحد، السيطرة على لبنان وتسييد إيران ولو إختلفت التّسميات …

 

ثنائية "الفساد والسلاح"... إلى السقوط

الياس الزغبي/4 كانون الأول 2020

لا يمكن بعد اليوم تجاهل حقيقة سياسية تفرض القطع مع كل الصيغ والتجارب الحكومية السابقة، أي تشكيل حكومة محاصصة بين أحزاب السلطة وتيّاراتها، سواءٌ تحت شعار "الوحدة الوطنية" والمشاركة، أو "التكنوسياسية" التي تستبطن غلبة فريق "الممانعة"، أو "الثلث المعطّل"، تلك البدعة التي أنتجها "اتفاق الدوحة" وكانت نتيجتها كارثية في تفخيخ السلطة التنفيذية والتسبب بمضاعفة الفساد وعوامل الانهيار السياسي والاقتصادي والمالي... والأخلاقي.

ويجب الاعتراف بأن مناورات فريقَي "حزب اللّه" و"العهد" للسيطرة على تشكيلة الرئيس المكلّف سعد الحريري، لم تنجح بعد مرور خمسة أسابيع، وغير مرشحة للنجاح في الأسابيع المقبلة، سواءٌ انتظرا إدارة بايدن أو لم ينتظراها. فهناك تغيير في قواعد تشكيل الحكومات وتكوين السلطة في لبنان، لا يسمح بصبغها بلون "حزب اللّه" كما حصل في الحكومات السابقة، ولا يسمح بإسقاط لبنان في الجراب الإيراني، في مرحلة تشي بتراخي مجسّات أخطبوط "نظام الفقيه" في الدول العربية. وقد أدرك "الثنائي الشيعي"، ومعه "العهد" وتيّاره، أن هناك استحالةً في استيلاد حكومة يحقق فيها الغلبة وتنطبع باسمه، لا في الشكل ولا في المضمون.

وهذا الادراك دفعه إلى تمرير الوقت المستقطع قبل فتح الحوار بين إدارة بايدن وإيران، بتنشيط حكومته المستقيلة، وبتكليف مجلس الدفاع الأعلى مهمات وقرارات خارجة عن صلاحياته، كما جرى في اجتماعه يوم أمس.

وهنا، تبرز مخالفتان إضافيتان للدستور:

على مستوى التوسّع في تصريف الأعمال، وعلى مستوى إعطاء المجلس الأعلى للدفاع ما ليس له. كل هذا التخبط لا يغيّر في المسار السياسي الأساسي شيئاً، بل يشكل احتيالاً على الوقت الضائع، ومحاولة لملئه بمكتسبات ومنافع اللحظة الأخيرة، على غرار توزيع أنصبة المحتضر على الورثة.

في الحقيقة، لقد أدت سلطة "الثنائي" - "العهد" مهماتها على مدى السنوات الأربع المنصرمة، والتزمت "تكليفها الشرعي"، وبدأت مرحلة انحسارها المتوسط المدى قبل الرحيل. وحين نردد أن "الشيعوية السياسية العسكرية" دخلت حالة التكلّس قبل الانقضاء، نكون نعني أيضاً تكلّس جناحها المسيحي المتجسّد ب"العهد" وتيّاره، وكل الأجنحة المتكسّرة في الطائفتين السنيّة والدرزية.

وما "انتصار" فريق "حزب اللّه" و"عهده" في تحاصص الحكومة العتيدة، والذي تحدّث عنه وليد حنبلاط، سوى "انتصار" افتراضي لن تكون له ترجمة في انتاج أي سلطة تنفيذية جديدة. وخلافاً لكل مظاهر وظواهر هذا "الانتصار" الخلّبي، بدأ "حزب اللّه" يعدّ خطواته إلى الوراء في قتال تراجعي، وليست مالية "القرض الحسن" سوى أحد إرهاصاته، كما أن شريكه في بعبدا بدأ عدّه التنازلي بالأشهر والأسابيع. وليست إرادة التغيير الشبابية التي بدأت مع ثورة ١٧ تشرين وتتفاعل في المنتديات والجامعات، سوى مهماز لإعلان انتهاء ثنائية "الفساد والسلاح".

والمسألة هي فقط مسألة وقت.

 

أربعة أشهر على 4 آب... الجريمة مستمرة

بشارة شربل/نداء الوطن/4 كانون الأول 2020

تخطئ المنظومة الحاكمة باعتقادها ان حدث 4 آب سيمُرُّ كغيره من المصائب التي حلَّت بلبنان، وأنّ عجلة الحياة وضعف الآمال وثقل الأحمال على اللبنانيين ستنسيهم انهم تعرضوا ظلماً وعدواناً لأبشع جريمة ارتكبت في ثوانٍ وتوازي بحجمها حرباً كاملة.

مؤلم حدث 4 آب، لكننا كنا سذَّجاً حين فوجئنا، فنمط العمل السائد في كلّ مفاصل المنظومة، رئاسةَ جمهورية ومجلسَ نواب وحكومة مستقيلة او في طور التأليف، ليس إلا التعبير الصادق عن انحلال المسؤولية الذي وَصَمَ هذه الأطراف منذ ابتلي اللبنانيون بممثليها وأتباعهم على مرّ ثلاثة عقود كانت كفيلة بتدمير حاضر اللبنانيين ومستقبلهم. وما انفجار المرفأ الا نتيجة طبيعية لهذا التحالف الجهنمي الذي ألغى الديموقراطية لمصلحة التحاصص وتعمَّد محو المسافة بين الحق والباطل، وعمَّم قيم الزبائنية والولاء للمال والخارج وجعَل أجهزة الدولة أسلاباً توزعت بين أهل السلطة وسلطة الميليشيات.

جريمة 4 آب صادمة بهوْلها، ومستمرة بقوة استمرار سلطة مَن ارتكبها. وللمتأمل بمسيرة منظومة الفساد ان يتوقع أكثر من كارثة من العيار نفسه. فالمنظومة التي كانت خادمة للاحتلال وحكمت ونهبت في ظل نظام امني سوري – لبناني مشترك، هي نفسها التي جددت نفسها بعد اغتيال 14 شباط ورفدت قدراتها بغطاء نيابي واسع للسلاح، وأبقت لبنان رهينة محور اقليمي متوّجة ذلك بفرض رئيس جمهورية وصلت في عهده البلاد الى أسفل الدركات.

تجتمع في جريمة المرفأ عدّة شغل المنظومة كلّها: موظفون مدنيون فاسدون ومهملون، وأجهزة أمنية وقضائية يتراوح سلوكها بين التواطؤ والجبن والإهمال، ورؤساء غائبون عن الوعي ووزراء شركاء، ومناطق محرّمة على التفتيش.

لن ينسى اللبنانيون تلك الجريمة النكراء. والعالم لن ينساها لأنّ تحليلها يؤدي الى فهم مخاطر تتجاوز المرفأ والمياه والكيان. لذلك يجدر بالمحقق العدلي، الذي عبَّر عن ضعف مؤسف برسالته الفاشلة الى البرلمان، أن يجدّد ثقته بنفسه وبقوة القانون وبدعم كل مواطن حر مستلهماً ضميره، فإما يتنحى ويعتذر عن متابعة المهمة، وإما ان يدَّعي على كل من له علاقة بالجريمة تورطاً أو اهمالاً، بدءاً من الرؤساء الذين علِموا بخطورة النيترات ونزولاً الى الوزراء وقادة الأجهزة، ليأتي بعدهم دور المدراء العامين والموظفين وصغار الضباط. فلا العدل يقبل بنصف حقيقة ولا دماء الضحايا رخيصة لتدخل في سوق التسويات.

لن يمرّ حدث 4 آب مرور الكرام. سنذكِّر به كلّ رابع من شهر مهما طالت الأيام. وسيبقى شاهداً على منظومةٍ لا قيامة للبنان من بين الركام إلا برحيل رموزها ومفاتيحها الى السجن، او التقاعد لكتابة الاعترافات.

 

الخلوي بعد الاسترداد: "متل ما رحتي متل ما جيتي"!؟

كلير شكر/نداء الوطن/4 كانون الأول 2020

أمّا وقد استعادت الدولة ممثلة بوزارة الاتصالات، إدارة شركتي الخلوي بعد مماطلة استمرت نحو عشرة أشهر حاولت خلالها "أوراسكوم" و"زين" تمديد مهلة عقدي التشغيل بأكلافهما الباهظة لا بل الخيالية، وابتزاز الدولة للحصول على براءات ذمة تخرجهما من السوق اللبنانية نظيفتي الكفّ رغم اتهامات الهدر والفساد بمئات ملايين الدولارات... فإنّ السؤال الذي يطرق الأبواب في هذه اللحظة هو: هل ستستفيد الدولة من المرحلة الانتقالية، قبل اجراء مناقصة تشغيلية جديدة لتحسين القطاع وتقديمه على نحو يسمح بمشاركة شركات عالمية ولكن بتكلفة معقولة وتنافسية؟ أم أنّ حالة الفوضى التي كانت سائدة، ستتمدد وتطيح بما تبقى من مكانة القطاع ووارداته الآخذة في التراجع على نحو دراماتيكي كما أعلن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال طلال حواط في أكثر من مناسبة؟

في الواقع، فإنّ أبرز ما يجب رصده في هذا المجال، هو آلية الإنفاق التي تعتمدها الشركتان المشغلتان بعد الاسترداد، أي "ميك 1" و"ميك 2"، للحكم على طبيعة المرحلة الانتقالية ومقاربة مدى قدرة الدولة على تسخيرها لمصلحة تطوير القطاع ووضع استراتيجية للتخفيف من أوزانه الثقيلة، التي تمثّلها مصاريف التنفيعات التي قضمت من مداخيل الخلوي ثروات طائلة ذهبت هدراً إلى جيوب بعض المنتفعين وفي سبيل الاستثمار السياسي الرخيص. واذ يتبيّن أنّ الشركتين لا تزالان تنفقان وفق الآلية التي وضعها وزيرا الاتصالات والمال والتي يفترض أنّها محصّنة بقرار مجلس الوزراء رقم 3 تاريخ 2/7/2020، وهي تقوم في مادتها الثانية على أساس أنّ "كل شركة من الشركتين تقوم في الأول من كل شهر بتحويل صافي الايرادات الشهرية بعد حسم كلفة الرواتب وكافة المصاريف التشغيلية"، ولو أنّها مطعون بقانونيتها.

إذ تنصّ المادة 36 من قانون موازنة العام 2020 على إلزام الشركات المشغّلة بتحويل الإيرادات إلى الخزينة بصورة دورية، وقد جاء في نصّها حرفياً "خلافاً لأي نصّ قانوني أو تعاقدي آخر، وباستثناء الرواتب، تلزم الشركات المشغّلة لقطاع الخلوي بتحويل الإيرادات الناتجة عن خدمات الاتصالات الخلوية المحصّلة إلى حساب الخزينة لدى مصرف لبنان يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، على أن تحدد آلية دفع المبالغ التي تتوجب على الخزينة لصالح تلك الشركات من بدل إدارة ونفقات وأعباء ومشتريات وخلافه، تتحملها الشركات في مجال عملها، بموجب قرار يصدر عن مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزيري المال والاتصالات".

لكنّ وزيري المال والاتصالات وضعا آلية تركا فيها الشركتين تنفقان ما تريدان على المصاريف التشغيلية قبل إحالة ما تبقى من الإيرادات إلى الخزينة العامة، خلافاً لنصّ المادة 36 من قانون الموازنة العامة. وهذا ما دفع المساهم في "ميك 2" وسيم منصور، الذي يخوض أكثر من معركة قضائية في هذا المجال، إلى الطعن بالآلية أمام مجلس شورى الدولة.

وهذا ما يقود إلى وضع علامات استفهام حول سلوك الشركتين المشغلتين بعد الاسترداد خصوصاً وأنّ آلية الإنفاق لا تزال هي نفسها، وأعضاء مجلسي الإدارة هم من الموظفين أو من المجلسين السابقين (بعضهم لم ينل براءات ذمة)، بينما يفترض أن تكون المرحلة الانتقالية بمثابة فرصة متاحة أمام الدولة لإجراء نفضة في أداء القطاع، لكي لا تستغل الشركات العالمية المنتظر مشاركتها في المناقصة بعد الانتهاء من دفتر الشروط، حال الترهل الحاصل لفرض رسوم تشغيلية مرتفعة، فيتحول الخلوي من دجاجة تبيض ذهباً إلى مؤسسة جديدة لكهرباء لبنان!

بهذا المعنى يفترض أن تتسم المرحلة الانتقالية بحوكمة رشيدة خاصة بها تقوم على أساس الرقابة المسبقة على "ميك 1" و"ميك 2"، وتحديد سقوف الإنفاق ووضع معايير علمية وصارمة لضمان جودة الخدمات التي هي بالنتيجة مصدر المداخيل، خصوصاً وأن أدوات الرقابة من جانب الدولة متاحة وموجودة بشكل مباشر... أما الفوضى فستزيد من تدهور القطاع، وبالتالي من كلفته التشغيلية في المستقبل.

ويحتل البحث عن طبيعة العلاقة بين وزير الاتصالات والشركتين المشغلتين، جانباً مهماً من التساؤلات. اذ قبيل استرداد الإدارة، كانت هيئة الإشراف من قبل المالكين هي التي تتولى عملية المراقبة على الشركتين الأجنبيتين، ولما انتهى العقد، سقطت تلك الهيئة التي قام الوزير حواط بحلّها تدريجياً. وفي رأيها الصادر في الخامس من شباط الماضي، رأت هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل أنّ ادارة القطاع في المرحلة الانتقالية، إلى حين اجراء مناقصة جديدة، تكون على عاتق وزير الاتصالات بواسطة المديرية العامة للصيانة والاستثمار.

لهذا يسأل المتابعون: من يتولى متابعة طلبات الشركتين من جانب الوزارة؟ فعلياً لا دور مباشراً للوزير مع الشركتين كونهما لهما طبيعة خاصة تملكهما الدولة بالإئتمان عبر مصرفين (عودة وفرنسبنك). أما المديرية العامة للصيانة والاستثمار فلا تبدو وكأنها معنية بالقطاع. ولكن وفق المتابعين، فإنّ الوزير هو الذي يدير العلاقة، فيما لا يزال لبعض المدراء السابقين تأثير غير مباشر على مجرى العمل.

ومع ذلك، لم تُسمع تلك الأسئلة في أرجاء مكتب لجنة الاعلام والاتصالات التي عقدت اجتماعاً برئاسة النائب حسين الحاج حسن، وحضور الوزير حواط، رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران، المدعي العام للديوان القاضي فوزي خميس، القاضي عبد الرضا ناصر عن الديوان، رئيس مجلس ادارة "اوجيرو" عماد كريدية، المدير العام للبريد في وزارة الاتصالات محمد يوسف، المدير العام للاستثمار والصيانة في الوزارة باسل الايوبي، المدير العام للانشاء والتجهيز في الوزارة ناجي اندراوس، المدير العام في وزارة المال بالوكالة جورج المعراوي وممثلين لشركتي "ألفا" و"تاتش".

في موضوع الخلوي، مسألتان علقتا في أذهان نواب شاركوا في الجلسة: أولاً، انذار ديوان المحاسبة الشركتين بأنه يشحذ سكين رقابته اللاحقة، ولو أنّها ستحصل "بعدما يكون من ضرب قد ضرب". ثانياً، تأكيد الوزارة انجازها دفتر شروط المناقصة الجديدة، الذي هو موضوع أصلاً من أيام الوزير السابق جمال الجراح واشتغلت عليه لاحقاً لجنة وزارية أيام الوزير السابق محمد شقير... ولا يزال قيد الدرس!

 

دول تزيد في أرقام مساعدتها وكلام قاسٍ لـ"لودريان": المساعدات "الاقتصادية" يداً بيد مع الإصلاحات

رندة تقي الدين/نداء الوطن/4 كانون الأول 2020

دعت الرئاسة الفرنسية مجموعة من ممثلي المجتمع اللبناني للتحدّث امام المشاركين في مؤتمر الدعم للبنان الذي عقد مساء امس الاول برئاسة الرئيس ايمانويل ماكرون والامين العام للامم المتّحدة انطونيو غوتيريش. فبعد كلمة رئيسي المؤتمر، تحدّثت اليسيا نادر من "بيت البركة" وملك خيام من "عامل" وسمر ابوجودة من الصليب الاحمر عن الاوضاع وعن توزيع المساعدات في لبنان. وتحدث في ختام المؤتمر كل من، سامي عطالله من المركز اللبناني للدراسات السياسية، وفضل الله داغر ممثل عن التراث اللبناني، ونويل ابي نادر عن الصناعة، وأيمن مهنا مدير مؤسسة سمير قصير.

وفي اتصال مع "نداء الوطن"، اعتبر مهنا انه "اذا كان هناك نوع من إذلال لممثّلي السلطة في لبنان الذين كانوا موجودين فهو انهم كانوا يسمعون أنّ الدول المشاركة أجمع، حتى تلك التي لا تملك الثقل السياسي نفسه للدول الكبرى، تقول للمجتمعين إنّ أداء السلطات اللبنانية غير مقبول، ولا يليق بما يحتاجه الشعب اللبناني، كما تقول للمسؤولين اللبنانيين: انتم لا تقومون حتّى بأقلّ مما هو مطلوب منكم من أجل الشعب اللبناني، على صعيد الاصلاحات وتشكيل حكومة لها صدقية. وكانت لافتة كلمة الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي وتركيزه على ضرورة تشكيل حكومة مستقلّة من التكنوقراط، وكرر هذا الأمر مرّات عدّة، وكأنّ في الأمر رسالة رفض من الدول العربية بتمثيل "حزب الله" وغيره من الاحزاب في هذه الحكومة".

ولاحظ مهنا أنّ كلام نائب الوزير السعودي والممثّل الأميركي ديفيد هيل كان موجّهاً الى"حزب الله" حيث أكّدا عدم تقديم اي مساعدة يُمكن أن تُستخدم لمصلحته، حين قال هيل إنّ "حزب الله" حامي منظومة الفساد. فالتركيز الأميركي كان على التنبيه الى عدم تقديم أي مساعدة يُمكن أن تعزّز موقع "حزب الله". كذلك ركّز المبعوث الأميركي على حجم مساعدات بلاده للبنان وهو الاكبر، والمبعوث السعودي أكّد أنّ التركيز هو على المساعدات الإنسانية لأنّ أي مساعدات أخرى يمكن أن تعزّز موقع "حزب الله" وهم ليسوا مستعدّين لذلك. فالمؤتمر كان عبارة عن مجموعة مداخلات من دون حوار بين المشاركين أو نقاش".

الى ذلك، علمت "نداء الوطن" انه كان هناك تركيز على إطار سُمّي بـ RRRF، يقوم على الإغاثة وإعادة الإعمار والإصلاح relief reconstruction reform framework، وهو اطار مشترك لإعادة الإعمار والمساعدات التي وضعها الإتحاد الاوروبي والأمم المتّحدة والبنك الدولي بشكل مشترك، وعرضها رئيس البنك الدولي دافي مالباس بالتفصيل وقيمتها 246 مليون دولار مساعدات في مجالات عدّة تتناول التربية والثقافة والصحة والمرفأ والشركات الصغرى والمتوسطة وشبكة اجتماعية. فالصندوق هذا مرتبط بتنفيذ المساعدات مع المجتمع المدني لجهة اشراكها ومراقبتها والتأكد من كيفية توزيعها، اي انها آلية تنفيذية للمساعدات.

أموال إضافية

وبحسب مصادر في المؤتمر، فإن بعض الدول أقرّت أموالاً إضافية، فالإتحاد الاوروبي أضاف على الـ 70 مليون يورو سابقاً، مئة مليون يورو، وايطاليا أضافت على الـ22 مليون يورو السابقة 11مليون يورو، وهيل أوضح أنّ الإدارة الأميركية قدّمت في السنتين الاخيرتين مليار دولار، وخصّصوا 38 مليون دولار أموالاً طارئة بعد انفجار مرفأ بيروت. أما المانيا التي قدّمت في السابق 24 مليون يورو، فلا تزال تدرس إقرار مساعدات جديدة. وأعلنت الدانمارك انها ستزيد 50 مليون دولار. اما كلام رئيس بنك الاستثمار الاوروبي فكان موجعاً حين قال إن البنك التزم بـ800 مليون يورو في مؤتمر "سيدر" وبأكثر من 400 مليون يورو خُصّصت للبنان ولكنّ شيئاً لم يحصل بشأن هذه الاموال بسبب تعطيل الطبقة السياسية اللبنانية.

ممثّلو المجتمع الدولي الذين تحدّثوا في البداية وصفوا المصاعب في القطاعات الانسانية وكيفية توزيع المساعدات على الناس الذين هُدّمت بيوتهم، وتوزيع المساعدات الطبية والصحية. فكان تقرير حول الاعمال الانسانية التي تم تنفيذها بفضل المساعدات وايضاً عن الاحتياجات التي تزيد بشكل كبير بسبب الفقر المتفاقم.

رسائل لودريان

وبعد كلام المشاركين الرسميين، ختم الوزير جان إيف لودريان المؤتمر وقال كلاماً قاسياً جداً تجاه المسؤولين اللبنانيين. وركّز كلامه على أهمية المساعدات عبر المجتمع المدني لأنها تؤدّي دوراً اساسياً، وشاركت الدول الداعمة في التحدّيات والاهداف التي وضعتها الدول الداعمة للشعب اللبناني. وقال لودريان: "إنّ فرنسا ستستمرّ في دعم لبنان ومساعدته قدر الامكان عبر المجتمع المدني وتعبئة الشعب اللبناني، الذي لم ينتظر مساعدة الدول للبدء بالاغاثة والمساعدة على الارض، والآن ستواجه المزيد من المصاعب، وعلينا ان نساعد الشركات الصغرى والمتوسّطة وقطاع التعليم، وان اي مساعدة اقتصادية، ليست من المساعدات الانسانية، عليها ان تكون يداً بيد مع الإصلاحات، وهذا ضروري، لأن الأزمة اللبنانية لم تبدأ مع انفجار 4 آب، فينبغي تشكيل حكومة تنفّذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة". وتحدّث سامي عطالله عن إشراك المجتمع المدني بمسار توزيع المساعدات ومراقبتها وتحديد الأولويات، وتناول الفساد والاهمال في إدارة المرفأ ما أدّى الى الانفجار، وطالب بدعم لادارة جديدة مختلفة عن السابق. وتحدث داغر عن اعادة الاعمار وقال: "إن البيوت التي هُدمّت تشكل الإرث المعماري لمدينة بيروت". واعتبر مهنا انه من دون حرية الاعلام لا يمكن للصحافة ان تؤدّي دورها الحقيقي في التحقيق والاسئلة عما حدث، واذا بقيت الصحافة على الطريقة السابقة التي فيها محاباة تجاه السلطة فإنّها تتحمّل جزءاً من مسؤولية المأساة التي حصلت، والمآسي المقبلة التي ستجعلنا طبقة لبنان السياسية نعيش فيها. وقال مهنا لـ"نداء الوطن": "أطلقنا بعد الانفجار صندوق دعم للإعلام لمساعدة الصحافيين الذين أُصيبوا، وقلنا لهم لا تدقّوا أبواب السياسيين بل توجّهوا الينا فنحن نساعدكم ونريد دعم الصحافيين وسلامتهم لأنّ هناك 175 صحافياً تعرّضوا للضرب من قوى أمنية، الدول المشاركة درّبتها ودعمتها فالمحاسبة مطلوبة والقضاء المستقلّ أساسي".

 

سهام جنبلاط تطال "حزب الله"... "لهم تمويلهم ولنا مأزقنا"

ألان سركيس/نداء الوطن/4 كانون الأول 2020

يبدو أن أفرقاء اللعبة الداخلية سلّموا الأمر لما ستحمله التطورات الخارجية بعدما فشل كل الرهان على الإنتخابات الأميركية. يوماً بعد يوم يدفع الخارج باتجاه إجراء حل جذري وموضوعي للأزمة اللبنانية، لكن الأفق المسدود داخلياً يدلّ على ان "التعنت" باقٍ كما هو وكل شيء يشير إلى أن الحلّ لا يزال بعيداً.

وتكبر كرة الهموم الإقتصادية والمالية مع الحديث الجدّي عن رفع الدعم ووضع المصرف المركزي الجميع أمام مسؤولياتهم مع ما يحمله إستمرار الدعم العشوائي من استنزاف لودائع الناس، كما أن رفعه وعدم استهداف الأسر الأكثر فقراً ببطاقات تمويل مدعومة سيؤدّي إلى كارثة إجتماعية لأن أسعار المحروقات والأدوية ورغيف الخبز ستصل إلى أسعار خيالية لأصحاب الدخل المحدود. وفي هذه الأثناء، يواصل رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط توجيه سهامه بطريقة هادئة لكن بنبرة عالية، وقد استهدف بالأمس "حزب الله" حين اعتبر أن "المنتصر الأكبر والعامل الأقوى هو "حزب الله"، فهو يقوم بترتيباته العملانية على الأرض، فلديه مثلاً مؤسسة "القرض الحسن" التي أصبح لديها ATM وتوزع للمواطنين الذين ينتمون اليها مبلغاً ويستطيع المواطن أن يسحب من خلاله تقريباً خمسة آلاف دولار مقابل رهن ذهب، في حين نلاحظ أن المواطن اللبناني يعاني من المصارف المالية وأمواله المحجوزة، لذلك نرى أن "حزب الله" في مأمن ومرتاح ونحن في مأزق". ويربط البعض سهام جنبلاط الأخيرة ضدّ "الحزب" بأنها تأتي في سياق "تناتش" الحصص الحكومية وسط الحديث عن صراع خفي بين "الإشتراكي" و"الحزب" على وزارة الصحة، لكن الحقيقة أبعد من ذلك، فطبعاً لجنبلاط مصالح حكومية وفي مؤسسات الدولة، وكلها تلعب دوراً في السياسة اللبنانية، بينما أساس هجومه هو على ما آلت إليه الأوضاع في لبنان.

ويرى جنبلاط جيداً أن لا تغيير في موازين القوى على الأرض في لبنان لأن الوضع الإقليمي والدولي باق كما هو، لذلك سيستمر الستاتيكو القائم على ما هو عليه، وهذا ما يُكرّس ويمدّد فترة سيطرة "حزب الله" على الحياة السياسية.

من جهة ثانية، يشاهد جنبلاط مدى تأثير "حزب الله" على اللعبة الحكومية، فهو من أهم المساهمين في إجهاض المبادرة الفرنسية ونسف مشروع حكومة السفير مصطفى أديب عبر تمسّكه بوزارة المال، ولا يزال يفرض شروطه ويريد ما يريده من الرئيس المكلّف سعد الحريري، كذلك فان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يزال الحليف الموضوعي لـ"حزب الله" على رغم العقوبات الأخيرة التي فرضت على رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل ويتحكّم بالتوقيع الحكومي مهما قيل عن تراجع في صلاحيات رئيس الجمهورية بعد "الطائف".

يتميّز جنبلاط بواقعيته وقوله للأمور إما تلميحاً أو مجاهرةً، لذلك فهو وصف الوضع المالي لـ"الحزب" كما هو، ويعلم جيداً ان للأخير نظامه المالي المستقل ولم تؤثّر عليه العقوبات الأميركية، بينما هو وبيئته ومعظم الشعب اللبناني يعانون من شحّ الدولار وحجز ودائع الناس، من هنا أتت "لطشته" المالية لعلّ صداها يصل إلى الأميركيين، ومفادها أن العقوبات أضرّت بنا وليس ببنية "حزب الله". كل تلك الأمور تدفع الزعيم الدرزي إلى التشاؤم أكثر وأكثر، خصوصاً أن كل الضربات التي يتلقاها محور الممانعة وإيران تحديداً لم تؤثّر عليه، فالرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يمسك بكرسي رئاسة الجمهورية السورية، والحركات الشيعية المدعومة من إيران لا تزال تنشط، أما داخلياً فـ"حزب الله" لا يزال قوياً، لذلك فالأمل معدوم من قيامة دولة وتسليم سلاح كل الميليشيات المسلحة.

 

الحريري متقلّب "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير"

غادة حلاوي/نداء الوطن/4 كانون الأول 2020

وتعطلت لغة الكلام بين الرئيس المكلف سعد الحريري وحلفائه على الضفتين. الحريري اليوم "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير" يكفي ما قاله رئيس "الحزب الاشتراكي" وليد جنبلاط ليفصح عن فيض من الغيظ الكامن في داخله نتيجة سلوك الحريري. ويكفي سؤال رئيس مجلس النواب نبيه بري عن "الداعي لتأخير الحكومة" للكشف عن استيائه من تأخير لم يعد له مبرر. سبق وبذل بري مساعي عدة لانقاذ الحريري ودفعه باتجاه تسريع التشكيل وكلها باءت بالفشل. صارت الحكومة في خبر كان. على هذا الاساس يتعاطى الاطراف المعنيون بالتشكيل والسبب ان الحريري لا يزال يوارب، معلقاً الآمال على الادارة الاميركية الجديدة لتحرره من ضغوطات الادارة الحالية بحسب ما يقول خصومه. لم يعد سراً ان الرجل مهدد بالعقوبات وفي ظنه أن افضل فترة ممكنة لتشكيل الحكومة تكمن عند تسلم جو بايدن الحكم. لم تعد وعود الحريري تنطلي على أحد ولو كانت نيته سليمة لكان يمكن ان يشكل حكومته فيما ادارة ترامب تتلهى بالانتخابات ونتائجها.

لم يعد الخلاف المحصور بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف وحده يعرقل التشكيل. ثمة تعقيدات متشعبة سببها المباشر ارتباك الحريري وكثرة وعوده وخشيته من التعرض لعقوبات، بالمقابل لم يعد يعيش العهد أسير انقاذ سمعته بتسجيل انجاز ولو كان حكومة، يدير البلد من اصغر تفصيل الى أكبره ولن يسمح بأن يخرج رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وحده المدان الذي يتحمل مسؤولية تدهور الوضع والفساد. عرف عون كيف يستثمر اخفاقات الحريري واخطاءه مسيحياً. سلمه لائحة بأسماء وزراء مسيحيين فرفض، انتظر وخرج بعد ان تقصد عون افهامه ان الزيارة انتهت اذا كانت على هذا المنوال. عرف عون كيف يستثمر تصرفات الحريري مسيحياً، بدليل قول البطريرك الراعي بعد زيارته الاخيرة الى بعبدا "الحكومة لا تشكل بالتقسيط".

وليس وضعه على الجبهات الاخرى أفضل وأقل تعقيداً، منذ تكليفه لم يثبت على وعد قطعه لأي طرف وعندما يقول جنبلاط "لعب الاولاد في التحاصص بين ميشال عون وسعد الحريري مهزلة وأعتقد بالقليل الذي نسمع ان العرقلة بينهما"، فهو يغمز من قناة الخلاف بين الحريري وباسيل على خلفية ما بينهما من ملفات سبق واتفقا عليها. منذ الاتصال الشهير الذي انتهى على زعل تولى الوسيط وائل ابو فاعور نقل خطوات تشكيل الحكومة الى جنبلاط الى ان وقعت الواقعة بينهما أخيراً، بعد تبلغه من الحريري مباشرة عرضاً باحتساب الخارجية او السياحة من حصته في الحكومة. تواصل جديد انتهى على زعل ايضاً. ليكون هذا هو العرض الثالث الذي يتلقاه جنبلاط من بعد التربية ثم الخارجية الى ان انتهى بالسياحة. تلك المزحة السمجة التي لم يهضمها رئيس الاشتراكي كما لم يهضم عدم ثبات الحريري على موقف او التزام.

متقلب هو التوصيف الذي يستعيض عنه حلفاء الحريري او شركاؤه في التأليف عن لفظ أكثر قساوة. يلتقي أكثر من طرف على الملاحظات ذاتها، يتقدم الحريري بعرض ثم ينقلب عليه ويستبدله بعرض آخر. في نظر الاشتراكي كما غيره من الاطراف ان حقيبة الخارجية افرغت من مضمونها وفي المرحلة الاكثر حساسية من تاريخ المنطقة لا يخرج شاغلها بأكثر من العداوة مع كل الاطراف، أما السياحة فتلك هي الاضحوكة بذاتها. في تبريره يقول الحريري انه لم يعقد اتفاقاً مع اي طرف لغاية اليوم وانه يحصر البحث برئيس الجمهورية، لكن كلامه هذا لا يتماشى مع ما صرح به بري أخيراً من انه سلم الحريري 20 اسماً ليختار من بينها كما أنه سبق ووعد "حزب الله" بحقيبتي العمل والاشغال اي انه يتواصل مع الجميع، واذا كان الحريري اتفق مع الثنائي الشيعي فلمَ لا يتفق مع "الاشتراكي"؟ العبارة ذاتها تسمعها من "التيار الوطني الحر" الذي يعتبر ان كلام جنبلاط فضح الحريري وأكد ان الرئيس المكلف يقدم صيغاً وحصصاً للجميع ويستثنيهم.

في تقدير "الاشتراكي" ان الحريري يلعب على 600 حبل مقابل عودته إلى رئاسة الحكومة. سجن نفسه في قفص لا هو قادر على التقدم ولا على الانسحاب وسجن البلاد معه. مرعوب الحريري من العقوبات الاميركية ومقيّد بسببها، وينقل خصومه أنه كلما فاتحوه بأمر ما كان جوابه "دخيلكم هيدي بتأثر عليي برا وهيدي ما بتصير". ثمة من ينصح الحريري بوجوب الاقتناع باستحالة أن يرضي "حزب الله" والاميركيين دفعة واحدة، أو ان يرضي فرنسا واميركا معاً، أو ان يرضي السعودية و"حزب الله" في الحكومة ذاتها او الامارات والسعودية و"حزب الله". يجب ان يحدد خياراته. عندما ترشح لم يستشر احداً واراد رئاسة الحكومة في زمن المفاوضات حول الثروة النفطية ويقول البعض انه اتفق مع كوشنير على استثمار هذه الثروة مقابل مبالغ مالية ضخمة. خابت حساباته وتغيرت الاوضاع وانقلبت. حتى رهانه على ازاحة حكومة حسان دياب خاب، سواء قبل ام لم يقبل فالواقع يقول ان دياب لا يزال مقيماً في السراي الحكومي ولو ان الاخير قال لأحد زواره متهكماً قبل ايام "شالوني وراحوا يطلبوا مني تفعيل الحكومة". حتى "حزب الله" المستنفر تحسباً لاي اعتداء محتمل تنفذه ادارة ترامب بالتعاون مع الاسرائيلي لم يعد يحتل ملف الحكومة مقدم اولوياته، وفي اعتقاده ان الرئيس المكلف لو اراد لشكل حكومته واجرى تواصلاً مع كل الاطراف لأجل ذلك. وعلى هذه الحال ترك الحريري لقدره والكل يسجل نقاط الربح والخسارة في حساباته الطائفية، فيما البلد يستعد للدخول في أزمة أشد وأعمق اذا ما استمرت الحال على ما هي عليه.

 

«حزب الله» يقاتل العقوبات «داخل البيت»

طوني عيسى/الجمهورية/04 كانون الأول/2020

باتت الصورة واضحة. سيعيش لبنان شهرين ملتهبين، حتى انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب في 20 كانون الثاني. تليهما «مرحلة اختبارية» بين إدارة الرئيس جو بايدن وطهران، لا تقلّ مُدّتها عن شهرين، وبعدها يصبح كل شيء وارداً. وحتى ذلك الحين، الجميع يستسلمون للأسوأ، إلّا «حزب الله». فهو بدأ، على الأرض، بناء «منظومة الأمان» الخاصة به، والتي ستجعله في منأى عن موجة العقوبات الجديدة. شراسةُ الجيل الجديد من العقوبات الأميركية لا تكمن فقط في أنها ستشمل مزيداً من المسؤولين والمرجعيات السياسية، من الصفّ الأول كما يتردَّد، بل خصوصاً في أنها ستدخل إلى عمق المؤسسات، ولا سيما المصرفية والمالية، بدءاً من مصرف لبنان المركزي. لقد سبق للأميركيين، في العام 2011، أن تَسبّبوا بتصفية البنك اللبناني- الكندي ودَمجه بمصرف «سوسييتيه جنرال»، بعد اتهامه بتبييض أموال لمصلحة «الحزب». ولكنهم طوال السنوات الـ8 التالية تجنّبوا أي إجراء يمسّ بالقطاع المصرفي، على رغم الدعاوى المفتوحة في نيويورك ضد مؤسسات مصرفية من الفئة الأولى، بتهمة تمرير أموال لـ»الحزب». وفي العام الفائت، أجبروا «جمّال تراست بنك» على تصفية نفسه، بإشراف مصرف لبنان، بعد معاقبته بتهمة تبييض الأموال لمصلحة «الحزب».

لكنّ التقارير الواردة أخيراً تثير المخاوف من أن يكون الأميركيون قد قرّروا في هذه المرحلة أن يستهدفوا صُلب القطاع المصرفي، بدءاً من مصرف لبنان، في سياق سَعيهم إلى زيادة منسوب الضغط على لبنان ككلّ، للضغط على «حزب الله».

وهنا، يجدر التعمّق في تقرير «وول ستريت جورنال» الذي قالت فيه إنها اطّلعت على «نُسخ من سجلّات تُثبِت تورّط المركزي مع مؤسسة مصرفية بتحريك حسابات لـ«حزب الله»، خلافاً للتوجيهات الأميركية». فقد طرحت الصحيفة شكوكاً حول تعطيل التدقيق الجنائي، ولوّحت بإلحاق لبنان بنماذج «معادية»، مثل كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا.

في ضوء هذه الحملة، لم يعد لبنان قادراً على الاختباء أو الحصول على الحماية من أي قوة دولية. وحتى الفرنسيون، الذين يفضّلون التَمايز عن الأميركيين في النظرة إلى «حزب الله» ويعملون لتجنيب لبنان الانسحاق تحت طاحونة الصراع الأميركي - الإيراني، يشاركون واشنطن رؤيتها في ملف الفساد.

ولذلك، تزامَن تقرير «لوموند» عن التدقيق والفساد ومصرف لبنان «الدولة ضمن الدولة» مع الحملة الأميركية. وثمّة مَن يقول إنّ الزيارة التي قام بها أخيراً حاكم المركزي رياض سلامة لباريس لم تنجح في تغيير الصورة الفرنسية إلى هذا الملف.

والدليل إلى ذلك أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون، في مؤتمر الدعم، عبَّر مباشرة عن استيائه من المسؤولين اللبنانيين بسبب عدم وفائهم بوعود الإصلاح. وخلافاً لِما يظنّ البعض، هناك تقارب أميركي- فرنسي في النظرة إلى طاقم السلطة، ويتوقع البعض تنسيقاً في الخطوات العقابية لاحقاً.

في تقدير المطّلعين، ستكون الأسابيع المقبلة قاسية جداً على لبنان، خصوصاً في المسألة المالية والاقتصادية، لأنّ العقوبات الأميركية التي يجري التلويح بها ستأخذ طريقها إلى التنفيذ إذا لم تتجاوب قوى السلطة. وأسلوب المماطلة والمناورة الذي تعتمده، باتَ الأميركيين يعتبرونه استفزازياً، وهو ما قد يدفع لبنان إلى النموذج الفنزويلي. ولكن، يجدر هنا التوقّف عند منحى آخر من العقوبات. ففي 30 أيلول الفائت تقدَّم رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس النواب الأميركي، النائب جو ويلسون، باقتراح قانون لمكافحة «تبييض الأموال» الذي يقف وراءه «حزب الله»، وهو يحمل عنوان The Hezbollah Money Laundering Prevention Act of 2020. هذا الاقتراح يُعتبر الأول من نوعه في تكريس اتجاه جديد أو جيل جديد من العقوبات في لبنان، فهو:

- أولاً، يطالب بفرض عقوبات على المؤسسات المصرفية اللبنانية التي لها فروع في المناطق الخاضعة لسيطرة «الحزب». ووفق النص المنشور في موقع الكونغرس الرسمي، هو يُسمّي تحديداً: «محافظة النبطية، إطار بلديات حارة حريك والشياح والحدث في الضاحية الجنوبية، الهرمل وبعلبك وتمنين الفوقا وصور».

- ثانياً، في سياق التصدّي لتمويل «الحزب» أيضاً، يطالب الاقتراح بعقوبات على مسؤولين حكوميين أجانب في فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وبلدان أميركا اللاتينية عموماً، حيث لـ«الحزب نشاط ويحصل على التمويل».

وفي تقدير الخبراء أنّ تطبيق عقوبات على لبنان، وفق هذا القانون، إذا تمّ إقراره، سيؤدي واقعياً إلى فرز جزء كبير من النشاط الاقتصادي والمالي في مناطق «حزب الله» عن الأنشطة في المناطق اللبنانية، وإلى فكّ ارتباط القطاع المصرفي بـ»الحزب» بنسبة عالية. وبالطبع، يخشى «حزب الله» خطوات من هذا النوع لأنها قد تخلق وقائع تقسيمية.

ولكن، في المقابل، ليس في وسع «الحزب» أن يتخلّى عن أوراق قوته في داخل المؤسسات ومصادر تمويله، ولو تحت الضغط. وفي الشهرين المقبلين ستكون المواجهة مفتوحة بينه وبين الأميركيين، مع المراهنة على تلطيفٍ في المناخ مع تسلّم بايدن مقاليد الحكم.

وفي الانتظار، يجهِّز «الحزب» نفسه ومناصريه، ليتعايَش خارج القطاع المصرفي المُستهدف. وأساساً، كان الأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله قد أكد، ردّاً على العقوبات، أنّ «أموالنا ليست في المصارف».

يريد «حزب الله» أن يُظهِر للأميركيين أنّ أمواله بالعملة الصعبة موجودة معه أساساً، وتالياً أنّ الضغط على القطاع المصرفي سيؤذي البلد ولن يؤذيه كحزب، ولن يُضعف مخزوناته المالية التي يحصل عليها من إيران.

وتأكيداً، هو باشَر خطوات تهدف إلى تدعيم مناطقه مالياً واقتصادياً، ومنها مثلاً تركيب سلسلة نقاط ATM تابعة لمؤسسة «القرض الحسن»، وهي قادرة على منح القروض بالدولار أيضاً. ومنها أيضاً تعميم تعاونيّاته الاستهلاكية بهدف توفير السلَع بأفضل الأسعار. وهكذا، فالتفكير بعقوبات تدخل إلى عمق مناطق «الحزب»، هو يردّ عليها، بكل قوته، وفي داخل بيتِه حصراً. إذاً، المعركة المحتدمة بين إيران والولايات المتحدة تُخاض في لبنان على حدّ السيف، و»حزب الله» يقلق جدّاً، وأكثر من أي يوم مضى. فالمسألة تتعلق بوجوده. ولكن، هل تنتهي المعركة قبل أن يقع السيف على عنق البلد؟

 

«تسونامي» صامت يهدِّد لبنان، بعد 4 أشهر من الانفجار، وعلى قادته أن يتحرّكوا

وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني جايمس كليفرلي/الجمهورية/04 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93277/%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d8%a4%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a7%d9%8a%d9%85/

في أواخر شهر تموز، ذهبت إلى لبنان في زيارة افتراضية عبر الفيديو. أبهرتني القدرات الهائلة التي يتمتع بها شعب لبنان، لكن صاحبه انطباع آخر حول ضخامة ما يحتاجه لبنان من إصلاحات جدّية. وما هي إلاّ أيام حتى شاهدتُ بفزع الانفجار الهائل الذي هزّ مرفأ بيروت، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الناس، ناهيك عن تدمير البنية التحتية الحيوية والمنازل. أما المرفأ المدمّر، فقد أصبح الآن بمثابة تذكير قاتم، بأهمية أخذ أيِّ تحذير على محمل الجدّ حال تلقينا له، ورمزٍ لعواقب سوء الإدارة والفساد.

ينبغي لنا، أن نحول دائما دون وقوع الكوارث. بيْد أنّ ذلك في بعض الأحيان خارج استطاعتنا. فنحن لا يمكننا، على سبيل المثال، التحكّم في أحوال الطقس ووقف إعصارٍ أو زلزالٍ أو «تسونامي». ولكن يمكننا الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكِّر، ووضع خطط لحماية المواطنين والممتلكات والاستثمارات، وضمان وجود القدرات في المكان المناسب، والمبادرة لاتخاذ إجراءات حال تلقينا أي تحذيرات.

 يواجه لبنان الآن خطر متنامٍ يهدّد مواطنيه. هذا الخطر يأتي كنتيجة مباشرة لنموذج اقتصادي فيه خلل. وكما كان الحال بالنسبة للإنفجار في المرفأ، فهذه مشكلة من صنع البشر أيضاً، وكان بالإمكان تفاديها. لقد كان هذا الخطر في العموم صامتاً، غير أنّه الآن يتعاظم يوماً بعد يوم. وباتت حالات الطوارئ وشيكة في التعليم والرعاية الصحية وفي قطاع الكهرباء أيضاً. ولكن الخطر الأكثر إلحاحاً هو ذاك المتعلق بالأمن الغذائي: لبنان على شفير عدم استطاعته إطعام نفسه.

 ففي لبنان حالياً الكثير من المؤشرات التي تبعث على القلق. فأزمة الأمن الغذائي لا تتكشّف بصورها إلّا بعد أن تصل إلى أسوأ مراحلها، ويقع ما لا تُحمد عقباه. ولهذا السبب، يوصف هذا النمط من الأزمات بأنّه «تسونامي صامت». لبنان بلدٌ معرّضٌ لأزمة الأمن الغذائي لأنّه يستورد كميات فائقة من المواد الغذائية، فهو يستورد 85% من استهلاكه المحلي من القمح. وفوق هذا كله، هناك ارتفاع مستمر في أسعار السلع الأساسية، فقد بلغت نسبة ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية 141% في شهر تموز من هذه السنة، مقارنةً بالفترة ذاتها من السنة الماضية.

وبالنسبة لمن يعيشون على هوامش المجتمع في لبنان، ومن بينهم، على سبيل المثال لا الحصر، اللاجئون السوريون، فقد واجهوا نكوصاً مفزعاً في قدرتهم على تحمّل شظف العيش. فمعظم اللاجئين السوريين يعيشون الآن في فقر مدقع، ويعجزون عن شراء ما يحتاجونه من طعام مناسب. كذلك هي الحال في أوساط اللبنانيين، حيث أصبحنا نرى البعض يبيعون ممتلكاتهم لشراء الطعام لأطفالهم، كما نرى طوابير طويلة لشراء الخبز. ومن شأن رفع الدعم الحكومي أن يتسبّب في تفاقم الوضع. وكانت الأمم المتحدة قد توقعت في أواخر شهر آب، أنّ أكثر من 50% من الشعب اللبناني قد لا يتمكن من الحصول على الأغذية الأساسية بحلول نهاية العام الحالي 2020.

لبنان بحاجة لإصلاحات حقيقية ودعم تنموي، لكن كما يتضح من التجارب، الإصلاحات تستغرق بعض الوقت. وليس من السهل إحراز تقدّم، ولا سيما في ضوء التحدّيات العالمية الجسيمة التي جلبتها جائحة «كوفيد-19». إنّ الوقت ليس في صالحنا. ولا مناص هنا من عملية إنسانية لتكون بمثابة الجسر لهذه الحلول، لتخفيف المعاناة ولجم أسوأ آثار هذه الأزمة هنا. ولسوف تستمر المملكة المتحدة في دعم أكثر الفئات حاجة للدعم. لكن الحاجة لاتخاذ إجراء عاجل من قِبل الحكومة اللبنانية لحماية الناس أمر حيوي.

وأكرّر هنا ندائي لقادة لبنان، بالقيام بما يلزم وتحقيق الإصلاحات اللازمة، ووضع لبنان على درب يصل به إلى مستقبل مستدام وذي شفافية ومساءلة وشمولاً. إنّ التخطيط لأزمة ليس مجرد ممارسة فنية، بل إنّه في نهاية المطاف خيارٌ سياسي. ولا بدّ لكم من وضع خطة عمل، وأن تكونوا مستعدين لتنفيذها، من أجل مصلحة أكثر الناس حاجة للمساعدة. وها هو المجتمع الدولي وشعبكم يراقبون.

 إنّ من حق الناس في لبنان وكل الآخرين الذين يعتبرون لبنان وطناً لهم، أن يعيشوا حياةً أفضل. والبديل سيكون له عواقب مروعة. ستواصل المملكة المتحدة الوقوف كشريك ثابت لشعب لبنان. ولكن، على قادة لبنان أن يتحرّكوا الآن.

 

قواعد الاشتباك والاشتباك السلمي وأخطار الحرب

رضوان السيد/الشرق الأوسط/4 كانون الأول 2020

على مشارف مقتل عالِم النوويات الإيراني محسن فخري زاده، شاع أنّ قاآني قائد فيلق القدس وخليفة سليماني زار العراق ولبنان وطلب من الميليشيات المسلحة التابعة لإيران في البلدين: ضبط النفس، وعدم التحرش بالعدوين الولايات المتحدة وإسرائيل، للحيلولة دون التذرع بإثارة حربٍ على إيران وأنصارها بالمنطقة خلال الشهرين المتبقيين للرئيس ترمب في البيت الأبيض. أما الإدارة الأميركية الترمبية فإنها أرسلت وترسل إشارات متناقضة. فهي من جهة تسحب نصف جنودها من العراق وأفغانستان، وتطلق مفاوضات على ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل بموافقة الثنائي الشيعي ومشاركته. وهي من جهة ثانية تقتل فخري زاده بعد سليماني. وبعد الحرائق على مدى شهور في المؤسسات العسكرية والأمنية ومراكز الطاقة بداخل إيران، تزداد الهجمات الإسرائيلية على مراكز إيران و«حزب الله» في سوريا، لتعود هجمات الميليشيات العراقية على المنطقة الخضراء وقوات التحالف، ولتتصاعد الهجمات الحوثية في اليمن وعلى المملكة وفي البحر والبر والجو. إنّ مما له دلالته أمرين: أن تزداد نسبة الهجمات من كل نوع (وحتى بداخل إيران) إلى إسرائيل، وهذا مع التسليم من كل الجهات على التنسيق الكامل بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي. والأمر الثاني بقاء الجبهة بين «حزب الله» وإسرائيل على هدوئها، رغم أنّ الحزب كان يتحدث كل الوقت بعد حرب عام 2006 عن «قواعد الاشتباك» والتي يراعيها الطرفان. فهل تسري «قواعد الاشتباك» على الجبهة الجنوبية بلبنان وحسْب، أم أنها «قواعد اشتباك» بين إيران والولايات المتحدة، باعتبار أنّ ميليشيا الحزب جزء رئيسي في فيلق القدس الإيراني؟

ولنتأملْ جبهة أُخرى أو فالقاً آخر من فوالق الجبهة. فالمحادثات على ترسيم الحدود تأجلت جلستُها الأخيرة إلى ما بعد ذهاب ترمب، لكنّ المسؤولين بإدارة ترمب تحدثوا عن أمور ثلاثة خطيرة: أنّ القرار الدولي رقم 1701 والخاص بالأمن في جنوب لبنان لا يُطبَّق، لأنّ قوات «حزب الله»، تتجول بحرية جنوب الليطاني، فإما أن تتغير مهمة القوات الدولية هناك بحيث تصبح أكثر فاعلية، أو لا بد أن يجري التفكير في حلٍ آخر. والحل الآخر قد يعني سحب القوات الدولية، وإذا لم تستطع الولايات المتحدة إقناع الآخرين لأنه قرار دولي، فقد تتوقف عن المساهمة في الإنفاق على إنفاذ القرار، وإنفاقها يشكل الثلث وأكثر! والأمر الثاني حديث الأميركيين للمرة الأولى عن مراجعة المساعدات للجيش اللبناني، وهي المستمرة منذ أعوامٍ طويلة بمئات ملايين الدولارات سنوياً للتدريب والتزويد بالسلاح. والعلة هي الشكوك الاستخبارية الأميركية في سيطرة الحزب على القرار بالجيش، وفشل الأميركيين رغم ملاحظاتهم المستمرة في التأثير في تغيير ذلك. والأمر الثالث: استمرار الأميركيين في الضغوط على المصارف اللبنانية وعلى المصرف المركزي والطبقة السياسية، بدواعي ربط كل هذه الجهات بممارسة الفساد لصالح «حزب الله». ومن المعروف أن المصرف المركزي مأزوم جداً بسبب تهديد الاحتياطي فيه، وأن المصارف اللبنانية التي تحتجز أموال المودعين منذ قرابة السنة، يريد الأميركيون محاسبة 15 مصرفاً من كبارها على إسهاماتها منذ عام 2004 في دعم الحزب بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر. أما الطبقة السياسية فقد وضع الأميركيون قائمة بأسماء معظم النافذين فيها ليفرضوا عليهم عقوبات بالتدريج، ظهر منها حتى الآن عدة أسماء صادمة وفي الطليعة جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية ورئيس أكبر كتلة نيابية بالبرلمان اللبناني. وإذا جرى إنفاذ هذه الأمور الثلاثة ولو بالتدريج؛ وبخاصة بند الجيش والمصارف، فسيختنق النظام اللبناني ومئات الآلاف من المواطنين الذين احتجزت أموالهم، وستذهب للضياع.

هذه هي تفاصيل الضغوط المتبادلة بين إدارة ترمب وإيران وأنصارها بالمنطقة. لكنها للمرة الأولى منذ عام 2006 يرجح فيها الجانب الأميركي رجحاناً قوياً، بحيث تبدو ردود الفعل الإيرانية غير ملحوظة أو غير مؤثرة. وبخاصة أنّ الضغوط صارت تجري بداخل إيران (التفجيرات والحرائق، واغتيال فخري زاده في عملية معقَّدة ما حضرها إنسان، كما قال الإيرانيون!)، فترد عليها ميليشيات إيران بصاروخ أو مسيَّرة أو كاتيوشا من هنا وهناك بين العراق واليمن!

لقد تجمعت الجبهات لغير صالح إيران: الميليشيات بالعراق صارت مضطرة للقتل والانتخابات، والقتل يزيد الكراهية بحقها، والانتخابات، ليست واعدة، والكثرة الشعبية ضدها. وفي سوريا كل الناس ضد الإيرانيين، والسلاح ضدهم تتكفل إسرائيل بتدميره. وفي لبنان يتماسك الثنائي الشيعي، لكنّ النظام كله ينهار بين الفساد ولبطات الأميركي، والسقف المنهار على رؤوس الجميع ومنهم بالطبع الشيعة. وفي اليمن ما عاد أحدٌ يطيق الحوثيين غير غريفيث، ولو يتماسك اليمنيون بين شمالٍ وجنوب لأمكن بدعم قوات التحالف استعادة المحافظات الوسطى وفك الحصار عن تعز وأخذ إب، وإنفاذ اتفاق استوكهولم طريقاً للحل السياسي. وأخيراً فإنّ الإيرانيين ما عادوا قادرين على استخدام «حماس» و«الجهاد» و«حزب الله» بحرية لخشيتهم من أهوال الرد.

هل تسير المنطقة إلى حربٍ بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وميليشياتها من جهة أُخرى؟ الراجح لا، لأنّ الجبهة الأميركية - الإسرائيلية تكسب من دون حرب. ولأنّ الإيرانيين صبروا طويلاً ولا يريدون المغامرة بحربٍ لا يضمنون نتائجها مع أملهم بالتخفيف في عهد بايدن.

ماذا نقصد إذن بالاشتباك السلمي؟ الاشتباك السلمي يقوم به الإيرانيون أيام بايدن في الملفات الثلاثة: الملف النووي، وملف الصواريخ الباليستية، وملف نفوذهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة!

والاشتباك السلمي يقوم به العرب أيام بايدن أيضاً. هم يشاركون العالم في المخاوف من «النووي»، فلا حاجة شديدة للضغط فيه. وفي المخاوف من الباليستي يتشاركون مع الأوروبيين، ولا بد من ضغوطٍ قوية فيه، وبخاصة أن الباليستيات سلعة شائعة لا يفتقرون إليها. أما أكبر استفادة للعرب في الاشتباك السلمي ففي تحرير الخمسين أو الستين مليون عربي من الاستخدام الإيراني للبلدان والشعوب والمديات الاستراتيجية في البر والبحر. ولكل بلدٍ من بلدان مناطق النفوذ الإيرانية خصوصياته. لكنّ العرب يستطيعون أن تكون لهم مبادرات فيها كلها. وما حدث بين السعودية والعراق واعد، وكذلك ما يحدث في ليبيا بالتعاون مع الدوليين.

والملف الفلسطيني يمكن أن تكون هناك مجالات للاشتباك السلمي فيه. هناك أربع دولٍ عربية بينها وبين إسرائيل معاهدات سلام، وبينها اثنتان من دول الطوق. وقد لاحظ المراقبون لقاءات أخيراً بين رؤساء هذه الدول. لقد أعطى ترمب لإسرائيل كثيراً على حساب الفلسطينيين وحساب سوريا. أفلا يمكن لدول جبهة السلام الضغط من أجل القدس والمسجد الأقصى، ومن أجل حلّ الدولتين؟! هي شهورٌ صعبة جداً على إيران، وأصعب على بلدان الاختراق الإيراني وعلى الفلسطينيين. وما عاد ممكناً غير الاشتباك السلمي بعد اضطرار الجميع للتبرؤ من الحرب الشاملة، بينما لا تجلب النزاعات المحلية غير الخراب البحت.

 

هل تبني طهران مطبخ الشيطان؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/4 كانون الأول 2020

هل نرد بضربة أم لا؟ هذا هو التساؤل الذي أشعل جدلاً محتدماً داخل دوائر الحكم الخمينية في طهران، على امتداد ما يقرب من أسبوع. وانطلق الجدل في أعقاب اغتيال محسن فخري زاده، إحدى الشخصيات المبهمة في صفوف كبار المسؤولين بالمؤسسة الحاكمة في طهران، والتي تحيطها هالة من الغموض.

ورغم طوفان رسائل النعي والتقارير حول الحادث، فمن غير الواضح حتى هذه اللحظة من كان فخري زاده، وماذا كان يفعل. كان الخطاب الرسمي قد بدأ في طرح فخري زاده باعتباره شخصية عسكرية. وقيل لنا إنه كان يتقلد رتبة عميد، ويحمل لقب نائب وزير الدفاع.

وبعد ذلك، وجدنا وزير الدفاع العميد أمير حاتمي، كما لو أنه كان بالكاد يعرف فخري زاده، في الوقت الذي أثنى على «خدماته الهائلة» التي لم يسمِّها. وفي وقت لاحق، تحول الخطاب إلى طرح فخري زاده كعالم نووي، وبالتالي فإنه سقط ضحية «لأعداء يسعون في إبطاء وتيرة تقدم إيران نحو الاستخدام السلمي للعلوم النووية». ويعني ذلك أن فخري زاده ينضم إلى قائمة مطولة من العلماء النوويين الإيرانيين الذين اغتيلوا على أيدي مهاجمين مجهولين على مدار السنوات الـ 10 الماضية. ومع ذلك، خرج علينا علي أكبر صالحي، الرجل الذي يترأس هيئة الطاقة الذرية في إيران، ليوضح أن فخري زاده كان يعمل على برنامج موازٍ غير ذي صلة بالبرنامج النووي الرئيسي. المثير أن صالحي كشف أن عمل فخري زاده كان على صلة بـ«الدفاع النووي»، وبالتالي له بعد عسكري. بعد ذلك، حان دور الميجور جنرال حسن سلامي، قائد «الحرس الثوري»، لإضافة طبقة جديدة من الغموض، بإثنائه على «الدور المحوري» الذي لعبه فخري زاده في البرنامج الإيراني للصواريخ. إلا أن الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد أدلى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية خطيب زاده بدلوه هو أيضاً، بادعائه أن فخري زاده كان عضواً في الفريق الإيراني المفاوض الذي شارك في «خطة العمل الشاملة المشتركة» (أي الاتفاق النووي الذي جرى إبرامه في عهد أوباما، وذلك من خلال وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري). وأخيراً، وربما لإدراكهم أن الصورة التي جرى رسمها بادئ الأمر لفخري زاده ربما لا تثير الدرجة المطلوبة من التعاطف، شرع مروجو الدعايات لصالح النظام في طرحه كعالم وشاعر وفيلسوف ومرشد أخلاقي؛ بل ونشروا خطبة له مصورة بالفيديو، يطرح في إطارها خطة شاملة لهزيمة جائحة فيروس «كوفيد - 19» وعلاج المصابين. وبغض النظر عما إذا كان فخري زاده عالماً وجندياً ودبلوماسياً وفيلسوفاً واختصاصياً بمجال الأوبئة ومرشداً أخلاقياً، فإننا لا نعرف ذلك على وجه اليقين، وربما لن نعرفه أبداً.

ومع هذا، هناك أمران واضحان؛ أولاً: أن فخري زاده كان عضواً في الدائرة المقربة من المرشد علي خامنئي الذي خلق كياناً أقرب ما يكون إلى حكومة موازية تتمتع بالسلطة الحقيقية، في الوقت الذي يقدم فيه الرؤساء والمسؤولون الآخرون «المنتخبون» مجرد واجهة تجري من خلفها ممارسة السلطة الحقيقية. وفي عدد من المجالات «ذات الاهتمام الخاص»، يعتمد خامنئي على نحو شبه حصري على عدد من المساعدين الموثوق بهم الذين جرى انتقاؤهم بعناية.

وعليه، فإنه عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع روسيا - على سبيل المثال - يعتمد خامنئي على وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي. وفيما يخص العلاقات مع الصين، نصَّب خامنئي الرئيس السابق للمجلس الإسلامي (البرلمان) علي أردشير لاريجاني مسؤولاً عنها، في الوقت الذي تولى فيه الجنرال الراحل قاسم سليماني إدارة ملف العلاقات مع الدول العربية المجاورة وأفغانستان. (من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان العميد إسماعيل قاآني قد ورث هذا الملف). أما العلاقات مع تركيا وباكستان، فيتولى إدارتها على ما يبدو اللواء محمد باقري، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة. وعليه، يبدو أنه في الوقت الذي كان فيه صالحي وآخرون من قبله، مسؤولين عن الجانب المدني من البرنامج النووي، تولى فخري زاده مسؤولية الجانب العسكري منه. إذا كانت هذه القراءة صحيحة، فإن ثاني شيء يتضح أمام المرء، هو أن إيران لطالما كان لديها برنامج نووي عسكري موازٍ، جرى إبقاؤه سراً، حتى بعيداً عن أعين مسؤولي الحكومة الرسمية بالبلاد. من جهته، قال صالحي إنه لم يعرف الكثير عما يفعله فخري زاده؛ لأن ما فعله «لم يكن بالإمكان الكشف عنه علانية حتى في الدراسات العلمية». بيد أن هذا لا يعني بالضرورة أن إيران كانت تعكف على بناء قنبلة نووية سراً، فليس لدينا سبيل للتحقق من ذلك. ومع ذلك، فإنه يوحي بأن ذلك البرنامج الموازي ربما كان يسعى على الأقل نحو إنجاز هدف محدود، يتمثل في ضمان حدوث تقدم تجاه ما يسميه العلماء بالمجال النووي «العتبة النووية»، أي النقطة التي تملك عندها دولة ما جميع السبل العلمية والصناعية اللازمة لصنع قنبلة نووية؛ لكنها لا تقدم على إنتاج القنبلة.

ويشبه هذا الأمر بناء مطبخ، وتوفير كل المكونات اللازمة لإعداد حساء؛ لكن عدم الشروع فعلياً في عملية الإعداد حتى تصبح لديك مأدبة عشاء.

وربما يزيح هذا السيناريو بعض الألغاز المحيطة بالبرنامج الصاروخي الخاص بالجمهورية الإسلامية. على سبيل المثال: لماذا ينفق أي شخص مبالغ ضخمة من المال والجهد لتطوير صواريخ بعيدة المدى، قادرة على حمل أحمال لا تزيد على 75 كيلوغراماً، أو متفجرات كلاسيكية من التي لن تحدث ضرراً حقيقياً بأي هدف؟ ومع ذلك، قد يكون المخطط منطقياً إذا كانت الحمولة المعنية تأتي في شكل رأس حربي نووي، وهذا هو سبب تقديم فخري زاده على أنه الرجل الذي كان له دور حاسم في المشروعين النووي والصاروخي.

ودعونا الآن نعود إلى السؤال الذي بدأنا به. تعج طهران هذه الأيام بأصوات تطالب بـ«الانتقام» و«معاقبة» المسؤولين عن اغتيال فخري زاده. وتدعو صحيفة «كيهان» اليومية، المشهورة بأنها تعكس آراء خامنئي، إلى شن هجوم واسع النطاق ضد ميناء حيفا الإسرائيلي، وتصر على ضرورة التأكد من مقتل أعداد كبيرة. أصوات أخرى؛ خصوصاً من «نيويورك بويز» القريبة من الرئيس حسن روحاني، تدعو إلى ضبط النفس، حتى لا يجري تعريض الأمل في النجاح في خداع الأميركيين من خلال محادثات مع الرئيس القادم جو بايدن، للخطر. جدير بالذكر أنه خلال محادثات مع الرئيس باراك أوباما، كانت طهران مستعدة لتقديم تنازلات تتعلق بالجانب المدني من مشروعها النووي؛ لأن الجانب العسكري منه لم يُذكر حتى قط. بجانب ذلك، لم يُعر أوباما أي اهتمام لبرنامج الصواريخ الإيراني. لقد ثبت خطأ ذلك؛ لكن من المعتقد أن طهران لن تفعل شيئاً لتأجيج درجة التوتر، ولو على نحو طفيف للغاية؛ لأن ذلك من شأنه زيادة صعوبة خداع الأميركيين من جديد. بوجه عام، هناك حقيقتان ربما تدعمان هذه الرؤية:

أولاً: لم تجرِ الإشارة إلى الولايات المتحدة باعتبارها الجاني الرئيسي في اغتيال فخري زاده، مثلما كان الحال عندما جرت تصفية سليماني. أشارت بعض الأصابع إلى إسرائيل، وانطلقت وعود بالانتقام؛ لكن حتى هذا الحين، فإن النسخة البديلة للأحداث القائمة على الادعاء بأن الجريمة ربما تكون من عمل جماعات معارضة إيرانية لا تزال متداولة، إلى جانب نسخة أخرى مفادها أن العملية لم تشمل الاستعانة بعناصر على الأرض، وإنما من خلال التحكم عن بعد.

ثانياً: وعد خامنئي «بالانتقام الشديد» لمقتل سليماني؛ لكنه لم يتعهد هذه المرة إلا «بمحاكمة الجناة ومعاقبتهم». والواضح أن اهتمامه ينصب على «استمرار» العمل الذي كان يتولاه فخري زاده.

بمعنى آخر، ما دام تقدمنا نحو «العتبة» لم يتوقف، فيمكننا أن نشد على أنفسنا، ونتحمل اغتيال فخري زاده.

 

بايدن يصحح خطأ أوباما

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/4 كانون الأول 2020

سيطر السؤال حول الطريقة التي سيتصرف بها جو بايدن مع إيران بعد توليه السلطة في 20 الشهر المقبل على معظم التحليلات في المنطقة. كان هناك قلق من السنوات الأربع التي ستلي ولاية دونالد ترمب، خصوصاً بعدما صار متداولاً عن رغبة بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي تخلى ترمب عن الالتزام به وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران سنة 2018. القلق كان مبرَّراً: بايدن كان نائب الرئيس باراك أوباما الذي شاركت إدارته في إبرام الاتفاق مع إيران، إلى جانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا. كما أن أنطوني بلينكن، الذي اقترح بايدن تعيينه وزيراً للخارجية بانتظار موافقة الكونغرس، كان نائباً للوزير جون كيري خلال السنتين الأخيرتين من ولاية أوباما، مع بدء تنفيذ الاتفاق، وكان بالتالي من الداعمين. فرض الاتفاق نظام مراقبة على المنشآت الإيرانية مقابل رفع العقوبات عنها، ما سمح لها بإعادة تصدير نفطها وتوفير أموال في خزينتها كانت محرومة منها. لكن الاتفاق مع إيران ترك ثغرة مهمة من دون انتباه أو علاج، وهي الثغرة التي نفذ منها النظام الإيراني ليستمر، عبر الميليشيات التي يرعاها، في التدخل بشؤون دول المنطقة حيث يستطيع، ونشر الاضطرابات الداخلية فيها. بكلام آخر، فتح الاتفاق النووي نافذة هواء خارجي تتنفس طهران من خلالها، غير أنه أبقى نافذة أخرى مفتوحة أمام المشروع الإيراني المثير للقلاقل. في مناسبات مختلفة، رد بايدن على المخاوف المتعلقة باحتمال عودة البيت الأبيض خلال ولايته إلى «وصاية» باراك أوباما. قال إن ولايته لن تكون ولاية ثالثة لرئيسه السابق، ثم جاءت تصريحاته الأخيرة التي نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز»، وشملت مواضيع عديدة داخلية وخارجية. لكن ما يهمنا منها هنا أن بايدن أثبت عند تطرقه لمسألة العلاقة مع إيران، أنه يتفهم سبب قلق جيران إيران، والدول الخليجية خصوصاً، من عودة سياسة المهادنة التي اتبعتها إدارة أوباما، التي لم تهتم بمخاوف هذه الدول، مع أنها الأكثر قرباً والأكثر تضرراً وقلقاً من تلك السياسة.

لم يكن انتقاد تلك الدول لسياسة أوباما قائماً على رفض رفع العقوبات عن إيران مقابل تفتيش منشآتها. السبب الأساسي كان تجاهل القلق المبرَّر من المشروع الإيراني، واستبعاد الدول المتضررة مباشرة من هذا المشروع عن المفاوضات مع طهران.

لذلك كانت تصريحات بايدن في حديثه عن احتمال العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران بالغة الأهمية، لأنها تترك انطباعاً بأنه يدرك الخطأ الذي ارتكبته إدارة أوباما، عندما تجاهلت المخاوف الخليجية، وسارت بالاتفاق رغم إضراره بمصالح هذه الدول. بايدن يقول الآن إن أي اتفاق محتمل مع طهران سيشارك في مفاوضات التوصل إليه جيران إيران العرب، وذكر بشكل خاص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات. من الطبيعي بالتالي أن نتوقع انزعاج السلطات الإيرانية من هذه التصريحات؛ فطهران كانت تراهن على فوز بايدن. ولم تترك وسائل الإعلام القريبة منها فرصة من دون أن يُفهم منها أن قراراتها المهمة مُعلَّقة على نتائج الانتخابات الأميركية: طبيعة العلاقة مع رئيس حكومة العراق مصطفى الكاظمي. الإفراج عن حكومة سعد الحريري في لبنان. التصعيد المستمر من جانب الحوثيين في اليمن، حتى الرد على مسلسل الاغتيالات التي تعرضت لها شخصيات إيرانية بارزة، أمنية واستخباراتية وعلمية، وصولاً إلى محسن فخري زاده، الذي وُصِف بأنه «أبو البرنامج النووي»، حتى هذا الرد بات تحت رحمة «الصبر الاستراتيجي»، الذي يمكن ترجمته بأنه صبر بانتظار رحيل ترمب ودخول «مرشَّح إيران» إلى البيت الأبيض.

جاءت تصريحات هذا «المرشح»، جو بايدن، لصحيفة «نيويورك تايمز» صادمة لطهران ولمعسكرها في المنطقة، الذي كان يتوقع عودة الملف النووي الإيراني إلى الأيام السعيدة التي رافقت المفاوضات في ظل إدارة أوباما.

لن يكون شيء من ذلك هذه المرة؛ فعودة واشنطن إلى الاتفاق في ظل إدارة بايدن ستكون مشروطة بعودة طهران إلى «الالتزام الصارم» ببنوده. وستكون هذه العودة نقطة بداية لمفاوضات لاحقة لضمان التوصل إلى أمرين لم تلحظهما المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق السابق:

الأول: أنه مع العودة إلى الاتفاق يجب أن تبدأ بعد فترة قصيرة جولة مفاوضات للوصول إلى إطالة المدة التي ستفرض خلالها العوائق على إيران، لضمان عدم تمكنها من إنتاج المواد الانشطارية التي تسمح بتطوير وصنع قنبلة نووية. وحدد بايدن هذه الفترة بخمس عشرة سنة، مؤكداً أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي «يشكل تهديداً أمنياً للولايات المتحدة». أما الأمر الثاني، فيتعلق بما سماه بايدن بوضوح «معالجة نشاطات إيران الخبيثة»، من خلال عملائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن. واقترح بايدن أن ينضم إلى المفاوضين الذين شاركوا في التوصل إلى الاتفاق السابق جيران إيران العرب، خصوصاً السعودية والإمارات.

نحن إذن أمام عملية تصحيح للاتفاق النووي وتوسيع لدائرة المفاوضين، بما يضمن ثبات الاتفاق وعدم الإخلال به، إذا تم التوصل إليه. كما يضمن أيضاً إمكانية توفير فرص استقرار أكبر في منطقتنا، من خلال مشاركة مباشرة في المفاوضات من قبل المتضررين من التمدد الإيراني، وبالتالي بالحصول على التعهدات والالتزامات الضرورية من طهران، بحيث يكون الإخلال بها خاضعاً للرقابة الدولية، وخاضعاً كذلك للعودة عن الاتفاق، وهو ما أكده بايدن بالقول: «إن لدى الولايات المتحدة دائماً خيار العودة إلى العقوبات إذا احتاج الأمر، وإيران تعرف ذلك».

كيف سترد إيران على العرض الجديد الذي وضعه جو بايدن على الطاولة؟ ليس سرّاً أن إيران تعيش فترة صعبة مع العجز الفاضح عن الرد على الاغتيالات، تضاف إليه الأزمة الاقتصادية الخانقة. وتجد نفسها الآن أمام خيار التجاوب مع خطة رئيس أميركا الجديد أو الإمعان في العزلة المفروضة عليها، التي ستكون مرشحة للتوسع مع توقع انضمام حلفاء أميركا الأوروبيين إلى الموقف الأميركي، على عكس ما كان عليه الحال في ظل إدارة ترمب.

 

روسيا حسمت الصراع التركي ـ الإيراني في القوقاز!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/4 كانون الأول 2020

لم تنتهِ بعد قضية أرمينيا وأذربيجان، ففي الأسبوع الماضي غادر أهالي كالباجار - الواقعة بين قره باغ وأرمينيا - مدينتهم لآخر مرة حسب اتفاق وقف إطلاق النار، لكن الكثيرين منهم أحرقوا منازلهم وحملوا معهم رفات أفراد عوائلهم. كان من المقرر تسليم كالباجار في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن أذربيجان أرجأت الموعد النهائي لأسباب إنسانية. وكانت أرمينيا وافقت على تسليم ثلاث مناطق حول قره باغ – أغدام وكالباجار ولاتشين - كجزء من الصفقة التي أوقفت الهجوم الأذري الذي استعاد مساحات شاسعة كان الانفصاليون الأرمن سيطروا عليها في حرب التسعينات. وفي خطاب متلفز يوم الأربعاء قبل الماضي هنأ الرئيس الأذربيجاني إلهامي علييف شعبه قائلاً، إن كالباجار قد تحررت، وإن الآثار التاريخية في المنطقة، بما في ذلك الكنائس والمساجد تعتبر «كنوزاً تاريخية» من قبل أذربيجان المسلمة، وسيتم الحفاظ عليها.

تم التوصل إلى اتفاق السلام بعدما تفوق الجيش الأذربيجاني على القوات الانفصالية الأرمنية، وهدّد بالتقدم على عاصمة ناغورنو قره باغ، ستيباناكيرت. في غضون ذلك، قال المدعي العام الأذربيجاني، إن بلاده تحقق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب من قبل الجانبين، وكان تم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء القتال تظهر عمليات إعدام لأسرى الحرب الأرمن على يد القوات الأذربيجانية والجنود الأرمن وهم يشوهون جثث الجنود الأذربيجانيين. ما زاد في حجم القتال ومدته كان مشاركة العديد من اللاعبين الدوليين، بقيادة تركيا وروسيا وكل منهما ينظر إلى الصراع بشكل مختلف: فرصة ذهبية لزعزعة الوضع الراهن لتحقيق مكاسب استراتيجية، مقابل محاولة تثبيت الاستقرار في المنطقة واستئناف المفاوضات. لكن ما بدا كنزاع ما بين أرمينيا وأذربيجان تحول إلى شبكة معقدة من المصالح.

لقد أتاح الصراع لأذربيجان فرصة غير مسبوقة لتغيير الوضع الراهن في المنطقة، وذلك بالنظر إلى الإهمال الدولي الذي كان منشغلاً بالانتخابات الأميركية، المقترن بتفوقها العسكري الواضح بفضل الدعم التركي جزئياً. إن إحباط باكو المستمر من المأزق الدبلوماسي وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع تركيا جعلها عدوانية، على الرغم من عدم تجاوز أي خطوط حمر روسية. كان هدف أرمينيا منذ البداية إنهاء القتال في أقرب وقت ممكن واستئناف المفاوضات لتجنب المزيد من الضحايا في ساحة معركة دامية فعلاً. أما تركيا فقد رأت وهي تراقب من الخطوط الجانبية، فرصة لتغيير الوضع الراهن في قره باغ وعلى الخريطة الدولية. أدركت أنقرة أن الصراع يوفر لها فرصة لإلقاء ثقلها الدبلوماسي والعسكري والتكنولوجي وتوسيع دورها في المنطقة. لقد زُعم أن سلوك أنقرة يعكس الثقة بقدرتها على تحدي الهيمنة الروسية في المنطقة غير مثقلة بالمخاوف المتعلقة بالثمن الدولي الذي قد يتعين عليها دفعه في تحديها لروسيا والولايات المتحدة وفرنسا. تبنى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هذا الموقف؛ لأنه يعرف أنه سيخدمه على الصعيد الداخلي، ويعزز مكانته بين أنصاره من المعسكرين القومي والإسلامي المتشدد؛ فهو يشعر أنه كلما زاد من إشراكه لتركيا في نزاعات مسلحة محلية وبعيدة، من سوريا إلى ليبيا، زاد الدعم الذي يكسبه لنظامه.

أما روسيا فإنها تحاول الحفاظ على هيمنتها في المنطقة بينما تسعى لردع اللاعبين الخارجيين. هي من أملت شروط وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 نوفمبر الماضي، ومن أبرز شروطه انتشار قوة مراقبة روسية لمدة 5 سنوات على طول الخط الفاصل بين ناغورنو قره باغ وممر لاتشين، ليربط أرمينيا بناغورنو قره باغ. ستحتفظ أذربيجان بالسيطرة على المناطق إلى احتلتها بما في ذلك شوشا، ثاني أكبر مدينة في ناغورنو قره باغ. وأكد الكرملين، أن الاتفاق لا يشمل نشر مراقبين أتراك في ناغورنو قره باغ للتأكد من أن إردوغان يعرف من يدير العرض.

كانت إيران غائبة بشكل ملحوظ عن الصراع، كان الاهتمام الأكبر لدى إيران هو إخماد النيران؛ حتى لا يمتد القتال إلى أراضيها، كما حدث بالفعل مرات عدة. ربما كان من المتوقع أن تكون إيران شديدة الضجيج خلال الأزمة، لكن لم يسمع لها أي همس. دعمت باكو علناً على الرغم من أنها حاولت إظهار الولاء لكلا الطرفين، وعرضت التوسط، كجزء من جهودها الدبلوماسية في الصراع.

من الواضح أن الجميع بما في ذلك طهران، يدركون أن كل هذا هواء ساخن وأن إيران ليست سوى لاعب ثانوي في المفاوضات التي تقودها روسيا، وعلى الرغم من الفرصة التي كانت إيران تود استغلالها لإظهار مشاركتها في حدث إقليمي مهم إلا أنها رأت بأنها تشكل أيضاً تهديداً لاستقرارها الداخلي. يخشى النظام الإيراني من عدم الاستقرار والنزعة الانفصالية من جانب الأقلية الآذرية التي تبلغ نسبتها 25 في المائة، علاوة على ذلك تتفهم طهران خطر زيادة التدخل التركي على حدود إيران. من وجهة نظر طهران كان من المهم أن يشير الاتفاق الثلاثي إلى قوات حفظ السلام الروسية فقط، وليس القوات التركية كما اقترحت باكو. تستاء طهران من دور أنقرة المتنامي في جنوب القوقاز؛ ولتأكيد شكوكها أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية وبسرعة عن استعدادها لتسهيل مرور قوات حفظ السلام الروسية إلى ناغورنو قره باغ. في الواقع أن جميع المقاطعات السبع المحتلة التي أعيدت إلى أذربيجان، بالإضافة إلى جزء من المنطقة نفسها، تزيل التوتر عن طهران محلياً؛ إذ مع اندلاع الصراع في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، كانت هناك مظاهرات في المدن ذات الأغلبية الأذرية طالبت بالدعم الفعال للأقارب العرقيين على الجانب الآخر من الحدود. لو طال الصراع لكان الضغط سيزداد على طهران.

علاوة على ذلك، لن تتسامح طهران مع وجود مرتزقة سوريين على حدودها. لقد استعانت تركيا بمتشددين سوريين لمساعدة أذربيجان في خوض الحرب، ويخشى قادة الشيعة في إيران من أن هؤلاء متطرفون سنّة ولو طالت الحرب كان هؤلاء ترسخوا على الحدود الشمالية لإيران. لإثبات أنها ترفض الابتزاز التركي البعيد المدى، نشرت طهران جيشها بالقرب من الحدود في إشارة إلى استعدادها لضرب السوريين، لكنها كانت تأمل بأن نهاية الحرب ستشهد إبعاد هؤلاء المرتزقة من المنطقة. من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أحد المجالات التي قد تضر بالمصالح الاقتصادية لإيران، وهو بند في الهدنة يسمح لأذربيجان بإنشاء ممر عبور عبر جنوب أرمينيا. حتى الآن كانت الروابط البرية بين أذربيجان ومقاطعتها ناختشيفان تمر عبر الأراضي الإيرانية. الممر الجديد سيقلل من نفوذ إيران على أذربيجان. أما تركيا التي تحد ناختشيفان فإنها ستكسب وصولاً برياً إلى كل أذربيجان من دون الحاجة إلى المرور عبر إيران أو عبر جورجيا؛ مما قد يؤدي إلى إنشاء طريق مباشر إلى آسيا الوسطى. لفد استمر الصراع ستة أسابيع حقق فيه الأذربيجانيون نصراً مهماً وإن لم يكن حاسماً، وحققت روسيا نصراً دبلوماسياً يظهر نفوذها الجيوسياسي في القوقاز، في حين تستمر إيران في انعزالها، حيث تملي التهديدات الداخلية سياستها الخارجية، بينما تدرك تركيا بقيادة إردوغان مرة تلو أخرى مدى عدم جدوى الانخراط في المواجهات العسكرية؛ لأن الدب الروسي سحق من يصور نفسه قائد قوة عظمى. من المشكوك فيه أن قرار البرلمان التركي بإرسال قوات إلى أذربيجان كما طلب إردوغان، سيصمد أمام اختبار الواقع، أو ما إذا كانت روسيا ستسمح بحدوث ذلك. روسيا هي التي تملي القواعد في سوريا وليبيا وفي الفناء الخلفي لتركيا، وتترك إيران غارقة في مشاكلها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل سفير تشيلي مودعا وابرق الى نظيره الفرنسي معزيا بجيسكار ديستان

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفير تشيلي في لبنان موريسيو اوغالدي في زيارة وداعية، لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في بيروت. وشكر الرئيس عون السفير اوغالدي على "الجهود التي بذلها خلال وجوده في لبنان من أجل تعزيز العلاقات مع تشيلي"، متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة.

برقية تعزية الى ماكرون

وأبرق الرئيس عون الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون معزيا، باسمه وباسم الشعب اللبناني، بوفاة الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، اثر اصابته بوباء كورونا.

ونوه الرئيس عون في برقيته، ب"تمسك الرئيس الراحل بوحدة لبنان وسيادته على كامل أراضيه، في بداية الحرب اللبنانية في سبعينيات القرن الماضي، التي تزامنت مع فترة ولايته الرئاسية". كما أشاد بمواقفه الداعمة للاتحاد الأوروبي ومؤلفاته الادبية كعضو في الاكاديمية الفرنسية التي انتخب فيها عضوا بعد فترة من انتهاء ولايته الرئاسية.

 

جعجع: الاحتياطي الإلزامي ليس ملكا لمصرف لبنان ومن غير المقبول المس بما تبقى من ودائع الناس والمس به غير مقبول

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان، ان "الاحتياطي الإلزامي الذي هو مدار بحث في الوقت الحاضر ليس ملكا لمصرف لبنان، إنه ما تبقى من ودائع الناس، ولذلك، من غير المقبول ولا المعقول ولا المنطقي ان يمس به تحت أي حجة من الحجج".

ولفت في هذا الإطار، الى أن "تكتل الجمهورية القوية سيحضر اقتراح قانون معجلا مكررا للمحافظة على الاحتياطي الإلزامي". وقال: "ان الدعم الذي يتحجج به البعض، قد هدر في الأشهر الأخيرة مئات ملايين إذا لم نقل مليارات الدولارات هباء، وذلك بدعم مواد هربت الى سوريا او استفاد منها بعض كبار التجار والمستوردين او استفاد منها من هو ليس بحاجة لدعم". أضاف: "المطلوب فورا من حكومة تصريف الأعمال استصدار بطاقات تموينية عاجلة بالتعاون مع البنك الدولي والصندوق الدولي للعائلات الأكثر فقرا، مما يقلص جدا جدا الأموال التي تهدر في الوقت الحاضر على ما يسمى بالدعم". وتابع: "من جهة أخرى، إن الكثير الكثير من المنظمات الدولية مستعدة للمساعدة في هذا المجال الإنساني، ولكن من جديد على حكومة تصريف الأعمال ان تقوم بالتواصل مع هذه المؤسسات الدولية والطلب منها التحرك على هذا الصعيد وفقا لشروط هذه المؤسسات".

 

مجلس التنفيذيين اللبنانيين: لو دريان أكد وقوف فرنسا الى جانب الشعب اللبناني ودعا المغتربين الى إرسال المساعدات له

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

أعلن مجلس التنفيذيين اللبنانيين (LEC) في بيان، أن "وجه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان وجه رسالة الى الاغتراب اللبناني، أكد فيها دعم بلاده الكامل للبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يقف فيها على مشارف الانهيار". ولفت البيان الى أن "لو دريان دعا المغتربين اللبنانيين الى مواصلة القيام بدورهم الحيوي، وحثهم على دعم وطنهم من خلال إرسال المساعدات للشعب اللبناني عبر منصتين مخصصتين لدعم لبنان من قبل الامم المتحدة والمؤسسة الفرنسية للدعم بالشراكة مع وكالة التنمية الفرنسية. كما أكد أن فرنسا لم تتأخر يوما عن الوقوف الى جانب لبنان وبالاخص بعد انفجار الرابع من آب، من خلال مواقفها وتقديمها مساعدات فورية على مختلف الصعد ومع المتابعة السياسية المستمرة". وأوضح المجلس أن "هذه الرسالة من وزير الخارجية الفرنسي تأتي ردا على الخطاب المشترك الذي أرسل الى الخارجية الفرنسية من قبل مجلس رجال الاعمال اللبنانيين في فرنسا (HALFA) ومجلس التنفيذيين اللبنانيين (LEC) والمجلس الاغترابي اللبناني في بلجيكا". وأشار الى أنه "في معرض رسالته، أكد لو دريان على حتمية التزام الطبقة السياسية بإجراء الإصلاحات اللازمة ومحاربة الفساد، مشددا على وقوف فرنسا الدائم الى جانب الشعب اللبناني".

 

رابطة قدماء القوى المسلحة: فهمي لم يستهدف القضاة بل قصد استنهاض السلطة القضائية حيال منظومة الفساد

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

رأت رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية ان ما اطلقه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي (عضو الشرف في الرابطة)، في المقابلة التلفزيونية، "لا يستهدف أيا من القضاة، بل جاء في سياق التعميم حيال منظومة الفساد في البلاد التي لم يبق انسان عاقل واحد الا وتحدث عنها". ولفتت، في بيان، الى ان "المقصود في كلام الوزير ليس الذم بالقضاة او الانتقاص من حقوقهم مهما كانت، بل لاستنهاض السلطة القضائية من كل الجوانب". وأضاف البيان: "لكون حرية الاعلام والتعبير منذ انطلاقة 17 تشرين وما قبلها وما بعدها، الكل يتغنى بهذه الحرية، وما اطلقه الوزير فهمي لا يعدو كونه اقتناعا شخصيا في التعبير عن رأيه الشخصي، وعلى كل من يعتبر نفسه متضررا ان يعبر عن نفسه بالطريقة نفسها ووفقا لاقتناعاته الشخصية". وتابع: "علينا القول إن حرية التعبير مصونة في القانون كما في الدستور لأي مواطن، سواء أكان فسادا او اصلاحا او تطويرا او تحديثا، والسؤال المطروح: لماذا هذه الهجمة وهذا التهجم على معالي الوزير؟ من هنا وحتى صدور قانون المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب يبقى الوزير فهمي ابن المؤسسة العسكرية مثالا للشرف والتضحية والوفاء، ويبقى القضاة ابناء العدالة القبة الفولاذية التي تحمي لبنان وشعبه من الفساد". وحيا المنسق العام للرابطة اللواء المهندس الدكتور فؤاد المولى، (تضم 5000 ضابط عام وضابط قائد) وضباط الرابطة "الوزير الجنرال محمد فهمي لوقوفه في وجه الفاسدين والمفسدين الذين سرقوا ونهبوا واختلسوا اموال الخزينة والشعب، للمرة الاولى في تاريخ لبنان".

 

حكم قضائي ألزم مصرفا بتحويل أموال لطلاب في الخارج

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

أصدرت القاضية المنفردة المدنية في بيروت الناظرة في قضايا الأمور المستعجلة كارلا شواح حكماً قضى بإلزام أحد المصارف تحويل مبلغ من المال من حساب المدعي أ.ت الى جامعات الخارج ليتمكن أولاده من إكمال دراستهم، وذلك بعد تمنع المصرف عن إجراء التحويلات في الوقت المحدد ما هدد استمرارية مستقبلهم الجامعي. وورد في حيثيات الحكم أن القاضية شواح ألزمت المصرف (فرع الروشة) تحويل مبلغ 25 ألف يورو أو ما يعادله بالدولار الأميركي الى حساب ابنه في فرنسا ومبلغ مماثل الى حساب ابنه في الأرجنتين، تحت طائلة غرامة إكراهية قدرها ملايين ليرة لبنانية عن كل يوم تأخير. وعللت شواح حكمها بالدفاع عن حقوق المودعين إذ اعتبرت أن تقييد حق المودع المدعي بتحريك حسابه بحرية وإجراء تحويلات مالية داخلية أو خارجية يشكل خرقا للدستور والقوانين ولا يجوز تبريره بأي تعميم مصرفي.

 

التمييز العسكرية أرجأت محاكمة الحاج وغبش الى 16 كانون الأول

وطنية - الجمعة 04 كانون الأول 2020

حددت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف تاريخ 16 كانون الأول الجاري موعدا لجلسة محاكمة المقدم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج والمقرصن إيلي غبش لتعذر المضي في استجوابهما، إذ ان المحامي العام التمييزي القاضي وائل الحسن لم يطلع على الملف الذي كان يتابعه المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري، ما استدعى إرجاء الجلسة. كما أن الوكيل القانوني لغبش تقدم بعذر لتغيب موكله بسبب ظهور عوارض الكورونا عليه ما ألزمه بالحجر الصحي، الا أن رئاسة المحكمة رفضت المعذرة وقررت محاكمته غيابيا.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 04 – 05 كانون الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات في حياة وقصة القديسة بربارة

http://eliasbejjaninews.com/archives/49538/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%b3%d8%b1%d8%af-%d8%a5/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 04 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93259/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-904/

#نشرة_اخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English Newsbulletin For Lebanese & Global New For December 04/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93262/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-new-for-december-04-2020/

#LCCC_English_Newsbulletin

 

 

«تسونامي» صامت يهدِّد لبنان، بعد 4 أشهر من الانفجار، وعلى قادته أن يتحرّكوا

وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني جايمس كليفرلي/الجمهورية/04 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93277/%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d8%a4%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a7%d9%8a%d9%85/

 

 

ثنائية “الفساد والسلاح”… إلى السقوط/الياس الزغبي/4 كانون الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93280/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%ba%d8%a8%d9%8a-%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a5/

 

دَعُوا الأَطفالَ/الأب سيمون عساف/04 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93286/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%af%d9%8e%d8%b9%d9%8f%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8e%d8%b7%d9%81%d8%a7%d9%84%d9%8e/