المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 31 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august31.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/ترشيح الحريري لمن يمثله في رئاسة الوزراء معناه أن الصفقة الخطيئة مع حزب الله مستمرة برضى ومباركة مكرون جنبلاط وجعجع

الياس بجاني/أي حكومة لا تطالب بتنفيذ ال 1559  تعود لهرطقة ثلاثية  عهر جيش وشعب ومقاومة هي حكومة إيرانية و100% ملالوية

الياس بجاني/ كل من لا يرى في حزب الله قوة إحتلال إيرانية ومذهبية وإرهابية لا هو ثائر ولا هو سيادي ولا هو جدير بالثقة

الياس بجاني/رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

 

عناوين الأخبار اللبنانية

شعب لشعب/د. وليد فارس/فايسبوك

شينكر: لبنان يواجه تحديات كبيرة

ماكرون في بيروت اليوم... ومصطفى أديب لرئاسة الحكومة

رؤساء الحكومة السابقون: تسمية السفير مصطفى أديب لرئاسة الحكومة لضرورة تشكيل الحكومة سريعا وأن تقوم بصياغة بيانها الوزاري من دون إبطاء

تسمية مصطفى اديب... توافقٌ أم تسوية؟

من هو مصطفى أديب مرشح رؤساء الحكومات السابق لرئاسة الحكومة الجديدة؟

ذهب ” دياب ” وجاء ” الأديب ” فما هو جديد لبنان؟

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال

أديب… مرشح سعد الحريري ومنظومة الفساد لاكمال “مسيرتهم السوداء”!

مصطفى أديب المدلل دبلوماسياً.. مخصصاته 50 ألف دولار؟

نوفل ضو: "تسمية مصطفى أديب... خدعةٌ للشعب اللبناني"!

ارتفاع عدد شهداء انفجار بيروت الى 190

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 30/8/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ماكرون سيلعب دور “مختار المخاتير” بين مسؤولين أصبحوا “ناساً من ورق”… وفيروز تسأل: “ليش نقّاني أنا؟”

ريفي: التحدي ألا نكرر حكومات حزب الله والفاسدون يسعون لذلك

إشكالُ خلدة... حِزبُ اللّه "يفوّض" أرسلان

الدعوات التي تدعو إلى مقاطعة بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية

التعاون الإسلامي» تكمل تسليم المساعدات الطارئة للشعب اللبناني

مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان: على الحكومة الجديدة أن تركز على الاستجابة للتحديات خاصة الإصلاحات وإطلاق إعادة إعمار بيروت ومواجهة كورونا

وقفة واضاءة شموع تحية لشهداء كفتون ومطالبة بالإسراع في التحقيقات

نص عظة المطران الياس عوده لليوم: لبنان جوهرة الشرق يضيع وما من بصيص نور

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن ترد على خامنئي: “بلطجيتك قتلوا 1500 إيراني”!

نتنياهو يعلن عن محادثات «سرية مباشرة» مع قادة عدة دول عربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل

حكومة سورية جديدة بلا تغييرات في الحقائب السيادية

الجيش المصري: مقتل 77 مسلحاً متطرفاً في الأسابيع الأخيرة

إردوغان يهاجم فرنسا واليونان ويسأل: هل أنتم مستعدون لتقديم التضحيات؟

كوشنر: رؤية ترمب هي حل الدولتين ويصل إلى أبوظبي اليوم مع وفد إسرائيلي خالٍ من المسؤولين الأمنيين

الكاظمي يحاصر سلاح العشائر وتوعد الفاسدين... ودعا إلى الاستعداد للانتخابات

السراج يجهض طموح باشاغا بتغييرات عسكرية مفاجئة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا شيء اسمه جمعية أخضر بلا حدود.. هي “الحزب” فقط”!/جوني فخري/قناة العربية.نت

هل هذا هو لبنان الكبير الذي حلم به الأجداد؟/سعد الياس/القدس العربي

تفجير الحريري لم يكن “ضرب رذالة” وانفجار المرفأ ليس “إهمالا إداريا”/طلال خوجة/منبر الشفّاف

نصر الله والإعلام…: أمك يا ستيف” أيضا/علي الرز/منبر الشفّاف

حسن نصر الله الأمريكي/عبد الجليل السعيد/ صوت بيروت إنترناشونال

ماكرون ما "عندي ثقة فيك"!/نديم قطيش/أساس ميديا

الحزب يواجه الراعي وبرّي لتغيير النظام/خالد البوّاب/أساس ميديا

ماكرون يواجه تركيا من لبنان ويعوّم حزب الله سياسياً/منير الربيع/المدن

هزيمة السنّة: مناكفات ميقاتي الحريري أودت بماكرون لتسمية أديب/منير الربيع/المدن

إلياس الحويك البطريرك صانع لبنان..الفساد والميليشيا التابعة يهددان جمهورية المئة عام/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

تركيا تؤرق روسيا وموسكو تعوّض بطهران/راغدة درغام/النهار

ماكرون وفيروز وآخر الخواتم/غسان شربل/الشرق الأوسط

إردوغان وحلم «تركيا الكبرى»/حنا صالح/الشرق الأوسط

مقاربة عربية لسباق واشنطن/سام منسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عظة غبطة البطريرك الراعي لليوم: إننا باسم الثقافة الانجيلية، طالبنا ونطالب الدولة بلم السلاح المتفلت، وضبط كل سلاح تحت إِمرة الجيش والقرار السياسي. فإعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار مجلس الوزراء بثلثي الأصوات، بموجب المادة 65 من الدستور، ولا يحق ذلك لأحد سواه، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين والسلم الاهلي والأمن الداخلي/البطريركية المارونية لن تقبل بعد الان بتسويات ومساومات على حساب الكيان

رئيس الجمهورية: حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة الغاز موجود في الحوض الرابع وستعرف الظروف السياسية التي اوقفت استخراجه

رئيس الجمهورية: النظام الطائفي كان صالحا لزمن مضى وصار مولدا للفتن وهناك حاجة لتطوير النظام أو تعديله أو تغييره سموها ما شئتم

كتل لبنان القوي: تأكيد تسهيل ولادة حكومة إصلاحية ومنتجة وفاعلة

محمد نصرالله: لا فيتو دوليا على حزب الله في الحكومة ولقاء الرئيسين بري والحريري ممكن كلما اقتضت المصلحة العامة

نص خطاب حسن نصرالله: ليفهم الإسرائيلي أنه عندما يقتل أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنوده سنكون متعاونين في تشكيل الحكومة لإخراج البلد من الفراغ وتطبيق الاصلاحات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة

إنجيل القدّيس لوقا15/من01حتى07/”كَانَ جَمِيعُ العَشَّارِينَ وَالْخَطَأَةِ يَقْتَرِبُونَ مِنْ يَسُوعَ لِيَسْمَعُوه. وكَانَ الفَرِّيسيُّونَ وَالكَتَبَةُ يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «هذا الرَّجُلُ يَسْتَقْبِلُ الخَطَأَةَ وَيَأْكُلُ مَعَهُم!».فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل:«أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟ فَإِذَا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا.وَيَعُودُ إِلى البَيْتِ فَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالجِيرَان، وَيَقُولُ لَهُم: إِفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع!أَقُولُ لَكُم: هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة!”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

ترشيح الحريري لمن يمثله في رئاسة الوزراء معناه أن الصفقة الخطيئة مع حزب الله مستمرة برضى ومباركة مكرون جنبلاط وجعجع

الياس بجاني/31 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89967/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81/

ترى هل مساعي الرئيس الفرنسي ورغم كل الهالة التي تحاط بها هدفها فقط إعطاء حبل نجاة للطبقة السياسية العفنة للخروج من مأزقها، وتغطية إجرام وإرهاب ودويلة وسلاح واحتلال حزب الله الملالوي؟

في العلن وحتى الآن هذا ما نفهمه مما نراه ونسمعه ونقرأه ..

ولكن هل يا ترى هناك جهود فرنسية في غير هذا المنحى الترقيعي يتم ترتيبها في الخفاء لتحرير لبنان من احتلال وسرطانيات حزب الله وأدواته الطروادية؟ نتمنى ذلك..!!!

إن ما يجب أن يتنه له القادة والناشطين ورجال الدين السياديين من أهلنا وهم قلة، وينبهوا الرئيس الفرنسي بشأنه، هو أن لا حلول كبيرة أو صغيرة، ولا انفراجات من أي ضيقة معيشية أو غير معيشية ممكنة ما دام حزب الله الإيراني والمذهبي يحتل البلد وطرواديوه منصبون في مواقع الحكم بدءً من الإسخريوتي ميشال عون وصهريه الثعلب جبران والذمي والمنافق شامل روكز .. وبالنازل مروراً بمجلسي النواب والوزراء ووصولاً لقذارة أصحاب شركات الأحزاب التعتير كافة.

كما أن ما يجب أن ينقله الأحرار والسياديون والبناناويون إلى السيد مكرون هو أن حزب الله اللاهي وطروادييه من حكام ووزراء ونواب وأصحاب شركات وفي مقدمهم الثلاثي المرح “جعجع والحريري وجنبلاط” هم من فصيلة الأفاعي السامة، وهؤلاء بمكر ودهاء يغيرون جلودهم ولكن لا يغيرون قيد أنملة ما في دواخلهم من مكامن سموم وغدر ونرسيسية واحتيال وفجع سلطوي.

يبقى أنه ورغم عدم وضوح نهائيات مساعي الرئيس الفرنسي فإنه لا بد من توجيه جزيل الشكر له وللشعب الفرنسي على كل ما يقدمونه للبنان ولشعبه.

وفيما يتعلق بدور الحريري “الخانع” والذي كانت ذكرت وكالات الأنباء بأنه ورؤساء الوزراء السابقون سيقدمون اسم شخصية سنية يرضى عنها عون وحزب الله لترأس الحكومة المنوي تشكيلها، فهو أي الحريري ومنذ قليل وعلى لسان “العروبي الناصري المغوار” الرئيس سنيورة رشح السفير مصطفى أديب لترأس الحكومة.

ترشيح السفير مصطفى أديب وكما علمنا من مطلعين لبناناويين في لبنان قد جاء برضى ومباركة شريكي الحريري في الجريمة الوطنية، جعجع وجنبلاط، وبالتالي يكون هذا الثلاثي الذمي والإستسلامي قد عاد  إلى أغلال “الصفقة الرئاسية الخطيئة” التي سلمت البلد وحكمه لحزب الله من خلال مداكشتهم المذلة الكراسي بالسيادة..وتيتي تيتي..

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي، ومن أدران حُكم جراويه بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أي حكومة لا تطالب بتنفيذ ال 1559  تعود لهرطقة ثلاثية  عهر جيش وشعب ومقاومة هي حكومة إيرانية و100% ملالوية

الياس بجاني/29 آب/2020

كفى شعبنا ما تعرّض له من ارهاب واغتيالات وقهر وافقار وتهجير واضطهاد وإذلال وكوارث.

نعم كفى، ولهذا لا يجب أن يقبل أي حر أو سيادي ولبناناوي بحكومة جديدة تكون غطاء لحزب الله وألعوبة بيده، كائن من كان رئيسها، وكائن من كانوا وزرائها.

كما أن عودة الحريري إلى ترأس الحكومة تحت أي ظرف سيكون رئيس لحكومة كوارث وخنوع واستسلام لأن الرجل هو ألعوبة بيد الحزب اللاهي وفي حال عاد سيعيد القديم إلى قديمه … وتيتي تيتي.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89921/89921/

الحريري هو مخلوق لا علاقة له بالسياسة، كما أنه ضعيف الشخصية وكسول “وخسع” وليس عنده ثوابت وطنية، وكل ما قام به من ممارسات  تسووية ووعود لم يلتزم ولا بواحدة منها منذ مقتل والده، هي كلها تؤكد بأنه غير صالح لأي دور سياسي.

ونفس مقومات تعاسة وتعتير الحريري تنطبق على غالبية الشخصيات التي يتم التداول بأسمائها لترأس الحكومة، وابشع هؤلاء في السياسة وأكثرهم نلالوية هو فيصل كرامي الغارق في أوحال الغباء والأحقاد.

فإن أي حكومة لا تطالب بقوة بتنفيذ كل القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559 هي حكومة غطاء لحزب الله لا أكثر ولا أقل.

كما أن أي حكومة تقارب هرطقة ثلاثية العهر والإجرام والغزوات، “الجيش والشعب والمقاومة” ولو تلميحاً في بيانها الوزاري هي حكومة إيرانية وملالوية بالكامل.

يبقى أن لا معارضة في ظل الإحتلال لا من خارج الحكومة ولا من داخلها.

هذا وقد أثبتت ممارسات الثلاثي المرح “جعجع والحريري وجنبلاط” نفاق ودجل وذمية مقولة المعارضة في ظل الإحتلال.

فهؤلاء هم جماعة صفقات وتسويات وقد داكشوا السيادة بالكراسي، وعلى خلفية وغرائزية نرسيسيتهم وجوعهم السلطوي وغربتهم عن وجع الشعب سلموا البلد لحزب الله، وهم لا يزالون في نفس الوضعية الطروادية، وعلى الأكيد لن يتغيروا حتى لو دُمر كل لبنان وقُتل وهُجر كل اللبنانيين.

في الخلاصة، فإن لبنان بلد محتل ودولة فاشلة ومارقة وحكامه وأصحاب شركات أحزابة كافة هم “قرطة” طرواديين وملجميين وأوباش، وبالتالي معهم ومن خلالهم وبظل احتلال حزب الله لن يحصد شعبنا غير الكوارث.

كلن بدون نفضة، وكلن يعني كلن، والمحتل اللاهي حزب الله هو أولن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

كل من لا يرى في حزب الله قوة إحتلال إيرانية ومذهبية وإرهابية لا هو ثائر ولا هو سيادي ولا هو جدير بالثقة

الياس بجاني/28 آب/2020

لا فروقات بالمرة بين جبران باسيل وعديله شامل روكز وهشام حداد ونجاح واكيم وشربل نحاس وكل من يقول قولهم بما يخص مقاومة حزب الله الدجل والتجارة ودوره في التحرير الوهم والخدعة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89873/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%82%d9%88%d8%a9/

فهؤلاء على سبيل المثال وليس الحصر، وكل من يدعي مثلهم نفاقاً بأن حزب الله الإرهابي والمحتل هو مقاومة ويرفع معه رايات نفاق محاربة إسرائيل ويروج لكذبة وهرطقة العداء لها ويتلهى بأعراض الإحتلال وبالتركيز فقط على الطرواديين من الحكام والمسؤولين من مثل جبران  وعلى قاعدة قوم تا اقعد محلك لا هو من الثورة ولا هو شامم ريحتها.

هؤلاء وكل من هو من طينتهم السياسية الذين يجهدون في تقديم أوراق اعتمادهم للمحتل اللاهي ويبرؤنه من جريمة الإحتلال لا هم ثوار ولا علاقة لهم بالثورة.

هؤلاء في السياسة والمواقف والممارسات لا هم سياديون ولا هم استقلاليون ولا من يحزنون.

الثائر والسيادي هو من يسمى الأشياء بأسمائها ويقول علناً بأن حزب الله الإيراني يحتل لبنان ويخطف بيئته ويأخذها رهينة ويزور تمثيلها بالقوة والبطش… وهو من يقول بصوت عال بأن هذ الحزب اللاهي لا هو لبناني ولا هو من الشرائح اللبنانية.

إن هؤلاء السادة وكل من هم من خامتهم الذمية وغالباً اليسارية هم بإختصار انتهازيون وصيادو فرص، وبالتالي لا يجب الثقة بهم أو تأييدهم لأنهم عملياً اخطر بمليون مرة من حزب الله ..

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/27 آب/2029

http://eliasbejjaninews.com/archives/89829/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d9%88%d9%84%d9%86%d8%af-%d8%af%d9%8a%d9%83-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

بعض الكنديين من أصول لبنانية لا يزالون يعيشون ثقافة وعقلية شريعة الغاب ومغربين عن الحضارة وعن كل ما هو شرعة حقوق إنسان، ولذلك يتماهون مع كل ما هو إرهاب وإرهابيين، ويسوقون ودون خجل وفي كندا لمشروع حزب الله الإرهابي والإحتلالي والإيراني، وهو الحزب الموضوع على قوائم إرهاب 57 دولة منها دولة كندا.

بعض هؤلاء وعلى خلفية عيشهم في أوحال التعصب والانغلاق وثقافة العداء والكراهية والموت والحروب يتعامون عن حقيقة مؤكدة ومثبتة لبنانياً وعربياً ودولياً وهي أن حزب الله ليس لبنانياً ولا هو من الشرائح اللبنانية، بل هو منظمة عسكرية فارسية ملالوية تحتل لبنان وتخطف بيئتها وتأخذها رهينة وتزور تمثيلها بقوة السلاح والمال والإجرام والتمذهب.

هؤلاء لم تعجبهم الرسالة الوطنية والإنسانية والسيادية التي وجهها الناشط الكندي اللبناني رولند ديك من مدينة مونتريال حيث يقيم وتناول من خلالها الوضع المأساوي في لبنان مشخصاً مرضه السرطاني الذي هو احتلال حزب الله، ومفنداً أعراض احتلاله المدمرة لكل شيء من أمن وحريات واقتصاد وديمقراطية وإلخ. فهاجموه وانتقدوا رسالته متلحفين نفاقاً عباءة العفة والوطنية، ومدعين زوراً بأنهم حريصون على وحدة وتماسك الجالية وبأن حزب الله هو شريحة لبنانية.

لا يا سادة، فإن حزب الله لا لبناني هو ولا يمت للبنان بشيء، بل هو قوة احتلال إيرانية ونقطة ع السطر.

تحية من القلب من كل الأحرار والشرفاء والسياديين في كندا ولبنان وبلاد الانتشار كافة إلى السيد رولند الديك، وله نقول بأن قافلة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني تسير إلى الأمام وهي إلى نصر قريب إنشاء الله .. وبالتأكيد لم ولن تُعيِّر الأقلام الصفراء والقلوب الحادة والسوداء أي اهتمام.

ملاحظة: مرفق مع هذا البيان فيديو يوتيوب لرسالة رولند الديك التي هي موضوع البيان وأيضاً الهجوم من قبل الأقلام الصفراء والقلوب السوداء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

https://youtu.be/5i76a66IG6E

 

حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

الياس بجاني/25 آب/2020

المشارك في الحكم في لبنان بظل احتلال حزب الله هو طروادي وذمي وغطاء للحزب وأداة طيعة بيده وبوق يسوّق له من عون وبالنازل

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

شعب لشعب

د. وليد فارس/فايسبوك/30 آب/2020

الرئيس ماكرون في لبنان في المئوية للبنان الكبير. نائب وزير الخارجية الاميركي، دايفيد شنكر، سيكون في لبنان ايضاً. فرنسا كانت ثاني دولة اجتمعنا مع بعثتها في الامم المتحدة في اذار ٢٠٠٤ لادخال نص المشروع الذي اتخذ رقم ١٥٥٩. السيد شنكر هو المسؤول في البنتاغون الذي اجتمعنا معه ايضاً في نفس الشهر للدفع بمشروع القرار. فرنسا وامريكا يعرفان ما هو القرار الذي صنعوه منذ ١٦ سنة. ما يريدان ان يسمعوه من الشعب اللبناني، هو صوت شعبي قوي يطالبهم مباشرة بالتنفيذ. صوتٌ اقوى من مجرد تأليف حكومات بيرقراطية، واعادة بناء مباني وطرقات. والمطلوب ان يسمع مواطنيهم هذا الصوت المدوي. فما لم يسمع الشعبين الاميركي والفرنسي بما يقوله الشعب اللبناني، فلن يتمكن الرؤساء و الديبلوماسيين ان يفعلوا الكثير...

 

شينكر: لبنان يواجه تحديات كبيرة

قناة العربية.نت/30 آب/2020

أشار مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى أن “لبنان يواجه تحديات كبيرة”، لافتًا إلى أنه “سيزور لبنان للبحث في عدد من القضايا”. وأكد، خلال مؤتمر صحافي في الكويت، أن “دول الخليج ذات سيادة وحرة في قراراتها”، وقال: “إن مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر سيقوم بجولة في المنطقة”. وأضاف: “طلبنا تمديد حظر السلاح على إيران”، مشددًا على أن “خاب ظننا بروسيا والصين ومن موقفهم بتمديد الحظر، وبالتالي سنستخدم كل الطرق لمنع إيران من استخدام الأسلحة”. وأردف: “إذا لم يتم تمديد حظر السلاح على إيران فذلك سيكون بمقدرتها على شراء الأسلحة وستكون المنطقة معرضة للتعديل والخطر أكثر مما نراه الآن”. وختم: “من الصعب القدوم إلى المنطقة وعدم التطرق للمواضيع الإقليمية”.

 

ماكرون في بيروت اليوم... ومصطفى أديب لرئاسة الحكومة

بيروت: محمد شقير وعلي زين الدين/الشرق الأوسط/30 آب/2020

خرج الدخان الأبيض في لبنان أمس بتوافق رؤساء الحكومات السابقين على ترشيح سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب، لترؤس الحكومة العتيدة التي تنطلق اليوم مشاوراتُها النيابية الملزمة عند الرئيس ميشال عون، في حين يحل مساء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيفاً على احتفالية «لبنان الكبير»، مستهلاً لقاءاته بزيارة السيدة فيروز في منزلها. ووفق مصادر «الشرق الأوسط» فإن رؤساء الحكومات السابقين بتسميتهم أديب المقرب من الرئيس نجيب ميقاتي، باتوا جزءاً من التسوية. إلى ذلك، دعا عون في كلمة وجهها الى اللبنانيين عشية الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، إلى «إعلان لبنان دولة مدنية»، معتبراً أن النظام الطائفي صار «عائقاً أمام أي تطور وأي نهوض»، ومؤكداً «الحاجة لتطوير النظام أو تعديله أو حتى تغييره». وأكّد أنه ليس خائفاً لأنه {نظيف اليد والضمير»، قائلاً: «أنا مستعد لترك رئاسة الجمهورية إذا ثبت تورّط أحد أفراد عائلتي بالفساد». وحذرت «الاسكوا» من «تعذر وصول نصف اللبنانيين إلى احتياجاتهم الغذائية في نهاية العام»، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للفقراء تجاوز 2.7 مليون نسمة. ورغم ذلك، أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله عزمه على «الانتقام» من إسرائيل، قائلاً: «حين تقتلون منا أحداً سنقتل لكم عنصراً وانتهى».

 

رؤساء الحكومة السابقون: تسمية السفير مصطفى أديب لرئاسة الحكومة لضرورة تشكيل الحكومة سريعا وأن تقوم بصياغة بيانها الوزاري من دون إبطاء

وطنية - الأحد 30 آب 2020

عقد رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام، اجتماعا مساء اليوم في "بيت الوسط"، تم خلاله بحث الموقف الواجب اتخاذه من الاستشارات النيابية الملزمة غدا.

وبعد الاجتماع أعلن السنيورة ما يلي: "أكد المجتمعون أن هدف العمل السياسي والوطني في هذه المرحلة يجب أن يكون التصدي لمهمة إنقاذ لبنان مما يعانيه، عبر تأمين كل مقومات النجاح ليفيد لبنان من الفرصة المتاحة لإعادة إعمار ما دمره تفجير المرفأ في بيروت، والإقرار والبدء بتنفيذ مختلف الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية في أسرع وقت ممكن، وذلك لفتح المجال أمام استعادة الثقة بلبنان وباقتصاده وبمستقبله، بما يؤمن عودة التدفقات المالية من اللبنانيين ومن المجتمعين العربي والدولي، وذلك لوضع حد للانهيار في مرحلة أولى والعودة إلى استعادة النمو والعافية الاقتصادية في أقرب فرصة ممكنة.

وبناء عليه، وبعد سلسلة من المشاورات التي تمت استنادا الى المواصفات الشخصية لرئيس الحكومة العتيد، التي تحتاجها البلاد في هذه المرحلة، وبعد استعراض مختلف الأسماء الجديرة بتحمل هذه المسؤولية، اتفق المجتمعون على تسمية السفير مصطفى أديب لرئاسة الحكومة، آملين أن يتم تكليفه بأكبر عدد من أصوات الكتل النيابية والنواب لتشكيل حكومة على قاعدة احترام الكفاءة والجدارة والنزاهة، وتلتزم تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الملحة. وركز المجتمعون في هذا المجال على ضرورة ان يأتي تشكيل الحكومة سريعا وأن تقوم بصياغة بيانها الوزاري من دون إبطاء، خصوصا أن جميع الكتل النيابية باتت مطلعة على حجم المشكلات وعمقها التي يعاني منها لبنان، وعلى تفاصيل الإصلاحات واولوياتها، وهي التي أعربت في المشاورات التي أجريت عن نيتها توفير الدعم الكامل لتحقيقها بأسرع وقت، بدءا باتفاق فوري مع صندوق النقد الدولي، انطلاقا من قناعة الكتل النيابية أن لبنان يحتاجها اليوم قبل الغد. أخيرا، توجه المجتمعون بالشكر الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور لبنان للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع غدا، على الجهود التي يبذلها لمساعدة لبنان واللبنانيين على مواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية الخطيرة التي يجتازونها. كما توجه المجتمعون الى جميع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في العالم بالشكر على دعمها للبنان وعلى استعدادها لمد يد المساعدة في عملية الإنقاذ التي ستتولاها الحكومة الجديدة بإذن الله".

كتلة المستقبل

وكان الحريري قد ترأس اجتماعا افتراضيا عبر تطبيق "زوم" لكتلة "المستقبل" النيابية، أبلغها خلاله بنتيجة المشاورات التي أفضت إلى تسمية السفير مصطفى أديب لرئاسة الحكومة العتيدة.

 

تسمية مصطفى اديب... توافقٌ أم تسوية؟

"ليبانون ديبايت"/الاحد 30 آب 2020 

ارتفعت حظوظ مصطفى اديب لتسميته رئيساً مكلفاً بتشكيل الحكومة المقبلة، خلال الاستشارات المُلزمة غدا الاثنين. ويشكّل السفير اديب الشخصية التقاطع بين الرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي كما أن الرئيس نبيه لا يمانع تسميته كذلك، وينسحب قبول أديب ايضاً على الوزير جبران باسيل الذي كانت له تجربة مثمرة معه خلال توليه منصب سفير لبنان في المانيا. يذكر ان اديب كان مدير مكتب الرئيس ميقاتي في عام 2011 وعين سفيرا للبنان في المانيا في العام 2013 ولا يزال في منصبه، وتشير المعلومات لـ "ليبانون ديبايت" الى أن "علاقة نجيب بالثنائي الشيعي والجالية الشيعية في المانيا وتعد من أكبر الجاليات اللبنانية هناك، توصف بأكثر من جيدة". وأضافت المعلومات الى ان "كل الظروف مهيئة غداً لتبنّي تسمية أديب حيث يشكل الخيار الافضل للجميع ومخرج تسوية للأزمة القائمة التي تعمل الاطراف السياسة في الداخل على حلها". وانطلاقاً مما تقدّم فإن "الاستشارات غداً تبدأ مع تيار المستقبل الذي سيشكل "البوصلة"، ففي حال عمد الاخير الى تسمية اديب سيتبعه في ذلك كل من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر وذلك بحكم التسوية المبرمة بين كافة المكونات السياسية، والتي تمت بشكل اساسي بين كل من الحريري وميقاتي وبري". ونوّهت المعلومات في هذا الاطار الى ان "موقف بري يمثّل خيار حزب الله في تسمية المرشح لتشكيل الحكومة المقبلة".

 

من هو مصطفى أديب مرشح رؤساء الحكومات السابق لرئاسة الحكومة الجديدة؟

مواقع الكترونية/30 آب/2020

منذ 18 تموز 2013، يشغل الرجل منصب سفير الجمهورية اللبنانية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية، وقد بدأ حياته المهنية كمدرس للقانون الدولي العام والقانون الدستوري والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية في جامعات مختلفة في لبنان وفرنسا. وفي العام 2000 ، بدأ التدريس في كلية بيروت الحربية، وأصبح أستاذاً متفرّغاً في الجامعة اللبنانية. كما أنّ أديب هو رئيس الجمعية اللبنانية للقانون الدولي والجمعية اللبنانية للعلوم السياسية وعضو في جمعية خريجي الجامعات الفرنسية، والجمعية العربية للعلوم السياسية، والجمعية الدولية للقانون الدستوري، والمرصد من أجل السلم الأهلي الدائم. وتولّى منصب مستشار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي منذ العام 2000 وحتى تعيينه سفيراً وظلّ مقرّباً منه. وفي عامي 2005 و2006، مثّل ميقاتي، كرئيس حكومة، أمام اللجنة الخاصة المكلفة بوضع قانون الانتخابات الجديد. وهو متأهل وله خمسة أولاد.

 

ذهب ” دياب ” وجاء ” الأديب ” فما هو جديد لبنان؟

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال/30 آب/2020

ما إن أعلن بيان رؤساء الحكومات السابقين في لبنان تسمية مصطفى الأديب لرئاسة الحكومة المقبلة حتى تداول الناشطون صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي للسفارة اللبنانية في برلين خلال الانتخابات النيابية الاخيرة وفي ظل مسؤولية السفير مصطفى أديب

الصور التي يقال أنها صحيحة تشكل فضيحة تكشف حقيقة الهوية السياسية لأديب ، وتسقط مسرحية تسميته من قبل رؤساء الحكومة السابقين بشكل مباشر

ولأن تسمية مصطفى اديب لرئاسة الحكومة محاولة جديدة لخداع الشعب اللبناني الثائر على منظومة الفساد والاستسلام لميليشيا حزب الله ومشروعها الايراني يجب على كل لبناني أن يتصدى لها

‏و تسمية مصطفى أديب التي أرادوها خديعة للناس ستنقلب انفجاراً شعبياً ضد من اختاره ومن صوّر للناس أنه صاحب الترشيح ، فتلك صفقة تسوية جديدة لن تمرّ مهما حاولت الأطراف الفاسدة

‏و لم أفهم بعد كمراقب عربي للمشهد في لبنان السبب الذي دفع برؤساء الحكومة السابقين الى تحمل مسؤولية الانهيار الذي يتسبب به حزب الله بتسمية رئيس لحكومة تسوية مع الحزب

حكومة قادمة ستغطي سلاحه وتتعايش مع مشروعه الإيراني خلافاً لمصلحة لبنان والعرب ، ولم افهم كذلك حكمة السير بلعبة كسب الوقت التي يريدها حزب الله بانتظار انتخابات أميركا في نوفمبر المقبل

‏فقبل سنوات وقبيل الانتخابات الاميركية هرول البعض لتسوية رئاسية مع ميلشيا حزب الله بحجة ان الحزب منتصر في حلب والمنطقة ، والآن بعد أربع سنوات وقبيل الانتخابات الاميركية أيضاً يهرول البعض لتسوية حكومية مع حزب الله

والنصيحة لعقلاء الطبقة السياسية في لبنان إن كان هناك عقلاء طبعاً ، لا تعيدوا الخطأ ، وتعلموا ان الفراغ افضل من تسوية توافقون فيها ومن خلالها على تسليم لبنان لحزب الله بشكل كامل

‏فإذا كان اعمار بيروت سينتهي بسيطرة حزب الله عليها كما سبق لاعمار وسطها ان انتهى بسيطرة سوريا ، فكل عاقل في لبنان مع ابقائها خراباً

‏واذا كانت المعالجة الاقتصادية سيستفيد منها اقتصاد حزب الله الموازي فكل عاقل في لبنان هو ضد المعالجة ، واذا كانت الانتخابات لاعادة انتاج سلطة لحزب الله فكل لبناني هو ضد الانتخابات يجب أن يكون

وفي النهاية طردوا حسان دياب الذي كان دمية بيد عون وبري ونصر الله وأتوا بمصطفى أديب ليكون باش كاتب جديد لدى الجميع ، وينفذ لهم ما يريدون .

 

أديب… مرشح سعد الحريري ومنظومة الفساد لاكمال “مسيرتهم السوداء”!

صوت بيروت إنترناشونال/30 آب/2020

فجأة وبسحر ساحر، اصبح السفير مصطفى اديب مرشح رؤساء الحكومات السابقين، و”حزب الله” وحركة امل وكتلة “ضمانة الجبل”، والغريب ان سالم زهران تنبأ قبل سنتين أنه هو من سيكون “دولة الرئيس”.

ما ان هزّ ماكرون “عصاه” للسياسيين اللبنانيين، حتى اصبح التوافق “سمتهم” بعدما كان التوافق على رئيس يأخذ شهوراً واشواطاً من المعارك بين منظومة الحكم في لبنان… في زيارته الاولى اعطى ماكرون تعليماته للجميع من دون ان يستثني “حزب الله”، حيث اجتمع بالنائب محمد رعد واتفق واياه على تسهيل “المهمات”، وقبل زيارة ماكرون الثانية التي حددها للعودة الى لبنان لمعاينة مدى تطيبق السياسيين لتعليماته، سارع “الزعماء” واتفقوا على اديب “للتكليف”.

طرحت “كتلة المستقبل” اسم اديب، دعمه سعد الحريري بقوة ورشحه بالتوافق مع “حزب الله” و”حركة امل”، والرئيس نجيب ميقاتي كونه كان مستشاره، ليصدم اللبنانيون باسمه وكيف سقط “بالباراشوت” عليهم، من قبل منظومة حاكمة طالبوا بانهائها ومحاكمة من فيها، واذ بماكرون يدعمها ويطلب منها ان تشكل حكومة جديدة، وكأن مطالب الثوار لا قيمة لها عنده، وكل ما نادوا وينادون به منذ 17 تشرين مجرد شعارات لا تعنيه.

سارع اديب الى بيروت بعدما ابلغ بترشيحه للمنصب الجديد، وبانه سيمثل منظومة الفساد وسيكون “الامين” على اكمال مسيرتها “السوداء” التي اوصلت البلد الى ما هو عليه الان، وبالتأكيد فان الوزراء الذين ستسند اليهم الحقائب يتبّعون الى الاحزاب والزعماء الذين سيتقاسمون كالعادة “قالب الجبن” على حساب الوطن وابنائه. ولمن لا يعرف مصطفى اديب فإن الاهمال والاستهتار سمته، فمنذ تكليفه سفيراً، والسفارة اللبنانية من اسوء السفارات في العالم، حيث تعسّف باستعمال السلطة تجاه ابناء الجالية، مذلاً اياهم في معاملاتهم اليومية، فاللبنانيون ينتظرون على ابوابها لساعات، واكثر من مرة للمراجعة في ابسط معاملة ومن دون نتيجة في اغلب الاحيان، جواز السفر اصبح يلزمه من ستة اشهر الى سنة بسببه، في حين انه لا يجب ان يتجاوز انجازه الشهر، وفوق هذا تعاون مع السلطات الالمانية ضد مصالح اللبنانيين، خاصة في قضايا الترحيل، والنتيجة على مدى سبع سنوات الامتناع عن تسجيل ابناء اللبنانيين لاسيما اللاجئين واختلاق العراقيل لعدم انجاز معاملاتهم، واديب الذي يحصل على الراتب الاعلى في تاريخ الدولة اللبنانية، يتجاوز مع مخصصاته الخمسين الف دولاراً اميركياً شهرياً، هو اليوم مرشح “الفاسدين” على حساب مطالب اللبنانيين ومصلحة وطنهم.

 

مصطفى أديب المدلل دبلوماسياً.. مخصصاته 50 ألف دولار؟

المدن/31 آب/2020

خذلت السلطة اللبنانية مرة أخرى مطالب المحتجين في الشارع برئيس جديد للحكومة قاد اسمه الى حقيقتين: أولهما أنه نتيجة تسوية سياسية تعيد "تيار المستقبل" الى الحكومة وإخراج الموقع من الوكالة الى الأصالة. وثانيهما رفض في الشارع له، على ضوء معلومات عن أنه كان السفير الأكثر حظوة بين السفراء اللبنانيين في الخارج، وتنفق سفارته الحصة الأكبر من انفاق السفارات في الخارج إذ تصل مخصصاته الى 50 الف دولار شهرياً. والرئيس المزمع تكليفه اليوم الاثنين في الاستشارات النيابية، هو مصطفى أديب المقرب من رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي. لكنه في الواقع، ظهر على أنه قريب من الجميع. فهو على علاقة غير صدامية مع جبران باسيل الذي يعرفه عندما كان وزيراً للخارجية، وهو على علاقة وطيدة بحركة أمل التي شارك في احتفالاتها في برلين، والآن يسميه رؤساء الحكومات السابقين، ما يعني أنه مرشحهم.

كثيرة هي التفاصيل المرتبطة به، المجهولة والمعلومة.. وكثيرة هي نتائج البحث عن الانساب التي تصدرت نقاشات مواقع التواصل، طالما ان الرجل غير معروف في الأوساط السياسية، ويدخل نادي رؤساء الحكومات من العدم. ثمة معلومات غير مؤكدة عن أنه قريب اللواء أشرف ريفي لزوجته، حيث قالوا انه شقيق زوجة ريفي.. وثمة نفي لتلك المعلومات، وهي ثيمة لبنانية بالبحث عن الانساب، للبناء على تقاطعاتها مع القوى السياسية. الثابت في هذه السيرة المنقوصة، أنه مثل سلفه حسان دياب، يصل الى السراي الحكومي من خارج نادي المتسابقين على الموقع. وأن سيرته الذاتية الزاخرة بالشهادات الاكاديمية، لا تعني أنه مثالي بالنسبة للثوار المحتجين في الشوارع المطالبين بحكومة مستقلة تنفذ الاصلاحات وتنقذ البلاد.. كما أنها لا تفترض نجاحه في مهمة معقدة، تتداخل فيها مطالب الداخل والخارج، وتتقاطع فيها النوايا بتنفيذ الاصلاحات مع ضرورات التوازنات. وإذا كان البعض شبهه بحسان دياب، إلا أن آخرين أسقطوا الظروف على الرئيس تمام سلام، ابن العائلة السياسية الزاخرة بالعلاقات الدولية.. ولو أن التسمية متشابهة. ويذكر كثيرون أن جمهور السوشال ميديا، وقبل طرح اسم مصصفى أديب لرئاسة الحكومة، تداولوا، قبل يومين، صورة وخبراً عن أنه صعد إلى الطائرة المتوجهة إلى بيروت من دون إجراء فحص الكورونا، وقيل أنه بعد إجراء اتصالات هاتفية وأخذ وردّ مع طاقم الطيران، صعد إلى الطائرة. واستدلّ رواد السوشال ميديا بهذه الحادثة للقول إنهم قد يكونون موعودين برئيس حكومة هو أول من يكسر القوانين، وليس أي قوانين، بل تلك المتعلقة بالصحة العامة في اللحظة التي يشهد فيها لبنان تصاعد حالات كورونا. وبموازاة السيرة الذاتية المدهشة لأديب، انتشر في "تويتر" فيديو يقال بأن مصدره لبنانيون يعيشون في ألمانيا يشتكون عبره من سوء المعاملة التي يتلقونها من السفارة اللبنانية وبطء إنجاز معاملاتهم.

 

نوفل ضو: "تسمية مصطفى أديب... خدعةٌ للشعب اللبناني"!

 موقع ليبانون ديبايت/الاحد 30 آب 2020

توقّف منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، عند "تسمية الدكتور مصطفى اديب لرئاسة الحكومة".واعتبر ضو، أنّ "تسمية الدكتور مصطفى اديب لرئاسة الحكومة محاولة جديدة لخداع الشعب اللبناني الثائر على منظومة الفساد والاستسلام لحزب الله ومشروعه الايراني!". وأضاف، "تسمية مصطفى أديب التي أرادوها خديعة للناس ستنقلب انفجاراً شعبياً ضد من اختاره ومن صوّر للناس أنه صاحب الترشيح!". وختم، "صفقة تسوية جديدة لن تمرّ!".

 

ارتفاع عدد شهداء انفجار بيروت الى 190

المؤسسة اللبنانية للإرسال/30 آب/2020

ذكرت حكومة تصريف الأعمال في لبنان أن عدد شهداء انفجار مرفأ بيروت هذا الشهر ارتفع إلى 190 وتجاوز الجرحى 6500 بينما لا يزال 3 في عداد المفقودين. وكانت قد أعلنت قيادة الجيش اللبناني السبت ان سبعة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين، وهم ثلاثة لبنانيين وثلاثة سوريين ومصري واحد، ولم يتضح بعد ما إذا كان قد تم العثور على بعضهم منذ ذلك الحين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 30/8/2020

وطنية/الأحد 30 آب 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سياسيو لبنان لن يناموا الليلة لمتابعة الأجواء التي تسبق الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري، والتي تبدأ صباحا وتنتهي ظهرا، ليتم في ضوئها تكليف الشخصية التي ستشكل حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل وصوله مساء إلى بيروت. وقد هاتف ماكرون الرئيس عون وتطرق إلى زيارته غدا لبيروت، والتطورات السياسية الراهنة في لبنان، حيث جدد الرئيس الفرنسي تأييده للجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة.

وفي "بيت الوسط" إنشغال على خطين: الأول اختيار من سيوصي به الرئيس سعد الحريري للتكليف، وهنا تقول أوساطه إنه لن يكون من البيت ولن يكون منتسبا إلى تيار "المستقبل"، وإنما سيكون شخصا مسؤولا يتحلى بالكفاءة في عالم الاقتصاد والمال. أما الخط الثاني فهو بين الرئيس الحريري ورؤساء القوى السياسية التي لها كلام معه في هذه المرحلة. ومساء شهد "بيت الوسط" اجتماعا لرؤساء الحكومات السابقين، في اطار الاجتماعات المفتوحة قبيل الاستشارات.

والليلة أيضا اجتماعات في غير مكان، لاسيما لدى كتلة "التنمية والتحرير" وكتلة "الوفاء للمقاومة" وكتلة "اللقاء الديمقراطي" وكذلك كتلة "المردة"، للاستطلاع حول اسم الشخصية التي ستكلف. فيما هناك اتصالات بين الرئيس بري و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر". مصادر مطلعة في تكتل "الجمهورية القوية" أوضحت ل"تلفزيون لبنان" أن كل الخيارات مطروحة نظرا للضغط الذي مورس، وأنها ستتخذ الخيار الأنسب انسجاما مع طروحاتها في هذه المرحلة.

وإلى لبنان أيضا، ترقب لزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبيروت هذا الأسبوع، لافتا إلى أن لبنان يواجه تحديات كبيرة.

ومع وصوله مساء غد إلى بيروت، يتوجه الرئيس الفرنسي مباشرة إلى منزل السيدة فيروز ليغني معها "بحبك يا لبنان"، خصوصا وأنها صديقة لفرنسا منذ السبعينيات، حيث غنت في برنامج تلفزيوني فرنسي "حبيتك بالصيف وحبيتك بالشتي". ويريد ماكرون من خلال زيارته السيدة فيروز، عدا عن تكريمها، أن يقول للبنانيين كونوا كسفيرة لبنان إلى العالم وعودوا إلى رشدكم.

وفي أي حال، فإن ماكرون الذي يريد من زيارته المشاركة في إحياء مئوية لبنان الكبير، أن يشرف على بداية العمل الحكومي الجديد، الذي سيكون لتنفيذ خطته في القضاء على الفساد، وإجراء الإصلاحات اللازمة، وسن قانون انتخابات وإجراء انتخابات مبكرة.

ولمناسبة مئوية لبنان الكبير، يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة في الثامنة والنصف، يليها حوار تلفزيوني. فيما يتحدث رئيس المجلس النيابي نبيه بري الثالثة عصرا في ذكرى الامام المغيب السيد موسى الصدر. وعشية مجيء ماكرون كانت كلمة مرنة للسيد نصرالله تؤكد التعاون مع مهمة الرئيس الفرنسي.

لكن قبل كلام أمين عام "حزب الله"، نبدأ النشرة بالإشارة إلى تقرير صادر عن حكومة تصريف الأعمال، بأن عدد قتلى انفجار مرفأ بيروت ارتفع إلى 190 وتجاوز عدد الجرحى 6500 بينما لا يزال ثلاثة في عداد المفقودين. وذكر التقرير الصادر أن انفجار الرابع من آب الحالي، أدى إلى تشريد 300 ألف شخص، وتسبب في أضرار مباشرة قيمتها 15 مليار دولار. وأضاف ان 50 ألف منزل وتسعة مستشفيات رئيسية و178 مدرسة تضررت.

إذن السيد نصرالله يدعو الجيش اللبناني للإعلان عن نتاج التحقيق الفني في انفجار مرفأ بيروت. ويقول لن ندخل في اشتباكات على الحدود لأن هذا ما تريده إسرائيل، مبديا استعداد الحزب للتعاون في الموضوع الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هو العاشر من محرم، يوم الاستشهاد العظيم الذي ينبض برجع صدى النهضة الحسينية منذ نيف وألف عام، وما بدل تبديلا.

هي عاشوراء، من لبنان إلى أربع جهات الأرض، وعد وموعد يتجدد كل عام مع معاني ثورة الإصلاح، لتقويم مكامن الانحراف في أمة نبي الإسلام. هي أيقونة قسم يردده أحفاد زينب أمام كل طاغ، والله لن تمحو ذكرنا الخالد بدم الحسين الذي امتد طهارة من كربلاء المقدسة إلى مساحة العالم.

في لبنان، رابط فكر وموقف بين محبي الإمام الحسين وعاشوراء. رابط يتجلى في إحياءات راعت هذا العام المقتضيات التي يفرضها وباء كورونا. كما يتجلى في الخطابات التي ألقيت من على منبر العاشر من محرم، مشددة على معاني الثورة الحسينية والإصلاح ورفع الحرمان ومقاومة العدوان والحفاظ على عناصر القوة والوحدة الوطنية، وصولا إلى العناوين السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة حاليا في لبنان.

ومن على منصة العاشر من محرم، أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مؤكدا أن الحزب سيكون متعاونا في إخراج البلد من الفراغ الحكومي، قائلا إننا نحتاج إلى حكومة قادرة على النهوض والقيام بالإصلاحات. وأكد الانفتاح على أي نقاش للوصول إلى عقد سياسي جديد، شرط أن يكون هذا النقاش بإرادة مختلف الفئات اللبنانية.

الأمين العام ل"حزب الله" أعلن تثبيت معادلة مع الإسرائيلي: عندما تقتل أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنودك.

بعد كلمة السيد نصرالله، رسالة يوجهها رئيس الجمهورية مساء اليوم إلى اللبنانيين لمناسبة الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، وذلك قبل حوار يتطرق فيه إلى آخر التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد.

ويكتمل نصاب المواقف غدا، في الذكرى السنوية الثانية والأربعين لجريمة تغييب الإمام السيد موسى الصدر وأخويه، حيث يوجه رئيس مجلس النواب ورئيس حركة "أمل" نبيه بري كلمة إلى اللبنانيين عند الثالثة من بعد الظهر.

أما نصاب التوجهات الحكومية فيكتمل خلال ساعات قليلة، على ضفاف الاستشارات النيابية التي تجري غدا في قصر بعبدا، قبل وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم نفسه إلى لبنان، في ثاني زيارة من نوعها في أقل من شهر. وقبل الزيارة أجرى ماكرون اتصالا بالرئيس ميشال عون، أكد فيه تأييده جهود تشكيل حكومة جديدة.

وفي هذا الإطار، علمت الـ NBN أن الأجواء الحكومية إيجابية، وأن اتفاقا حصل على خط التسمية، بالاتفاق بين الكتل الكبرى، ولاحقا سيعلن عن إسم المرشح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

وإن لم تمتلئ الساحات بالجموع في يوم سبط الرسول، فالقلوب فاضت بالولاء، وتجدد الحزن بحزنين: لأليم المصاب، ولما أصاب العالم من وباء فرق الجموع عن ساحات الحسين عليه السلام. لكن منبره لن يهزه ضيم، ورجع صداه يملأ الأرجاء، بأن لا اشتباه بين الحق والباطل، وأن هيهات منا الذلة، هيهات.

بالمعادلات الحسينية التي ترسم الطريق الواضح، وتصيب كل عدو حاقد، اعتلى الأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصرالله منبر جده، وخاطب جموع القلوب التي احتشدت على الولاء الحسيني، وأكدت أنها منتصرة للحق مهما غلت التضحيات.

من الجرود الشرقية المحررة إلى الحدود الجنوبية، رسم السيد الموقف بأوضح الكلمات، وخاطب فئرانا تختبئ من نيران القصاص العادل الذي تريده المقاومة لتثبيت المعادلات، وللتأكيد أن دماء مجاهديها بدماء جنود الاحتلال، وأن وقوفهم على "إجر ونص" جزء من القصاص.

قص سيد المقاومين سيرة المتخاذلين عن الحق الذي تمثله فلسطين ومظلومية شعبها، ورفض التطبيع وأهله، وطبع على جبين الأحرار أن لا خيار سوى المقاومة.

في الخيارات اللبنانية، أبدى الأمين العام ل"حزب الله" كل انفتاح على ما ينقذ البلد من أزماته، لا سيما العقد السياسي الجديد الذي طرحه الفرنسي، مع التأكيد على ثابتة رضى مختلف الفئات اللبنانية لمقاربة هذه الملفات، وإظهار الأسف لطريقة تعاطي البعض مع هذه الطروحات عندما تكون خارجية ورفضها عندما تكون محلية.

كما رفض السيد نصرالله العناوين التي يقدمها البعض مدعيا أنها باسم كل اللبنانيين، داعيا لمعالجة هذه الادعاءات عبر آليات لتحديد أين هي أغلبية اللبنانيين.

ورغم كل التشويش والكذب الاعلامي وانفعال أدعياء السياسة في لبنان، أكد سيد المقاومة الأمل بأن تتمكن الكتل النيابية من اختيار مرشح يحظى بالمقبولية المطلوبة، لتشكيل حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي والحياتي، وإعادة الاعمار، والذهاب بالإصلاحات إلى أبعد مدى ممكن.

ورغم كل التمادي بالاتهام والافتراء في حادثة مرفأ بيروت، طالب الأمين العام ل"حزب الله" المسؤولين عن التحقيق الفني والتقني- لا سيما الجيش اللبناني- بالإعلان عن نتائج التحقيق لإنهاء الكذب وكل الألسنة المفترية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

غدا هو آخر يوم من أول مئة عام من عمر لبنان الكبير، الذي أعلنت حدوده الحالية من قصر الصنوبر، من دون أن يعني ذلك أن جذور هذا الوطن الذي ذكر اسمه عشرات المرات في الكتاب المقدس والمخطوطات القديمة، وشكل جزءا لا يتجزأ من المشهد الحضاري للشرق الأوسط والعالم، لا تضرب عميقا في آلاف سنوات التاريخ، ليشكل اليوم، وكما أعلن البابا القديس يوحنا بولس الثاني ذات يوم، رسالة إلى البشرية جمعاء، بتكوينه المجتمعي المميز، القادر على تحويل الفوارق إلى جوامع، ضمن صيغ سياسية يمكن دائما تطويرها نحو الأفضل.

غير أن غدا أيضا هو يوم الاستشارات النيابية الملزمة، التي حددها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتسمية رئيس الحكومة المقبل، حيث تشير المعلومات إلى أن الاسم المتقدم يعود إلى سفير لبنان السابق في ألمانيا مصطفى أديب، من بين ثلاثة أسماء مقترحة، علما أن الحسم النهائي رهن إرادة الكتل النيابية، التي يواصل بعضها اجتماعاته اليوم لاتخاذ القرار.

وغدا أيضا هو اليوم السابق لعودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، للمرة الثانية في أقل من شهر، حيث يعول اللبنانيون على الدفع الدولي الذي تقوده فرنسا، لمساعدتهم على تخطي الأزمات غير المسبوقة التي ألمت بالبلاد، كنتيجة حتمية لسنوات ثلاثين من الإهمال المقصود والتقصير المشكوف والارتكابات المفضوحة في حق لبنان واللبنانيين.

وفي هذا السياق، سجل اليوم اتصال بين الضيف الفرنسي المنتظر والرئيس العماد ميشال عون، تطرق إلى برنامج الزيارة، إلى جانب المسار الحكومي الإيجابي.

وفي الانتظار، كل الأنظار هذه الليلة نحو قصر بعبدا. فماذا سيقول الرئيس عون للبنانيين في مئوية لبنان الكبير، في رسالة يوجهها إليهم اعتبارا من الثامنة والنصف، على أن تليها مقابلة تتطرق إلى المناسبة، إضافة إلى ملفات الساعة؟.

الأكيد أن العنوان الأبرز هو الأمل، ونبذ الإحباط، وتوحيد الجهود، والإيمان بلبنان الذي سيقوم كطائر الفينيق من بين الرماد. أما مضمون الكلام وتفاصيل المواقف، فمتروك لرئيس البلاد بعد أقل من أربعين دقيقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عشية مئوية لبنان الكبير، تتزاحم الاستحقاقات الثقيلة على الوطن الذي ما عاد كبيرا، مذ فقد رجالاته الكبار. أهم هذه الاستحقاقات من حيث رمزيته وارتداداته المباشرة على الوضع الداخلي، يتمثل بزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لبنان غدا للمشاركة في المئوية الأولى. الزيارة تنقلنا في الزمن إلى ثلاث محطات مفصلية عرفها لبنان، بعد أزمات كادت تودي به: 1920 عندما أعلن لبنان الكبير وانتدبت فرنسا لرعاية مسيرته نحو الاستقلال. 1989 عندما قام كونسورسيوم دولي- عربي برعاية اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب وصار دستورا للجمهورية الثانية. وذكرى المئوية غدا، حيث تعود فرنسا بكل ثقلها لإنقاذ الجمهورية.

الجامع المشترك بين المحطات، إخضاع لبنان للوصاية إنقاذا له من نفسه ومن تواطؤ بعض قياداته مع الخارج، بما يضعه تكرارا على شفير الزوال. علما بأن تحوير روحية الوصاية الثانية، من حميدة إلى سيئة وتجييرها للسوريين ومن ثم للإيرانيين، السبب في استدراج مشروع الوصاية الذي نحن في صدده. الفارق هذه المرة أن لبنان مخير وليس مسيرا، فإن سمع نصائح الرئيس ماكرون والأسرة الدولية أنقذ نفسه، وإن لم يفعل ترك لمصير أسود نتذوقه كلنا الآن، فقرا وجوعا ومرضا وانهيارا اقتصاديا وسياديا.

والسؤال، هل تلقفت الطبقة السياسية الرسالة الفرنسية- العربية- الدولية؟.

المعلومات تشير إلى توافق الرؤساء السنة السابقين على تسمية مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، وهو يشغل منصب سفير لبنان في المانيا، ومقرب من الرئيس ميقاتي. لكن الحلقة المفقودة بين دياب وأديب تتمثل بالناس المنتفضين، يقبلون به أم لا يقبلون، وب"حزب الله" و"التيار الحر"، وما إذا كانا سيقبلان بالاسم وبتشكيل حكومة أقرب إلى الحياد، أم أنهما سيقبلان امتصاصا لغضب ماكرون فيكلفان رئيسا لكنهما يصعبان عليه التأليف.

توازيا، ثلاثة مواقف عالية الأهمية والخطورة: الأول، تجديد البطريرك الراعي دعمه الحياد الناشط والدولة المدنية، رافضا المساومة على هذا المطلب المبدئي. الثاني، السيد حسن نصرالله، الذي يرفض الحياد، و"يتكتك" داعيا إلى استفتاء على الخيارات المصيرية وإلى عقد سياسي جديد. نقول "يتكتك"، لأنه يعلم بأن أكثرية موصوفة عابرة للطوائف ستخذله في هذا الاستفتاء وستؤيد الحياد وترفض السلاح. واللافت أن رغم انشغالاته الوطنية والقومية، لا ينسى السيد نصرالله التحريض على محطة تلفزيونية محلية، لا لشيء إلا لأنها تؤيد الحياد وتضيء على الوقائع المأسوية الناجمة عن السلاح وعن انفجار 4 آب.

الموقف الثالث للرئيس عون بعد قليل، هل سيتلقف الدور التاريخي الملقى على عاتقه، فيشعل شمعة المئوية الثانية، أم أنه سيطفىء شمعة المئوية الأولى، ومعها أي أمل بلبنان السيد الذي حلم به الآباء المؤسسون والأبناء والأحفاد؟. لننتظر ونر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إذا، مصطفى أديب، العضو الجديد إلى نادي رؤساء الحكومات. سماه رؤساء الحكومات السابقون من "بيت الوسط"، وغدا يسمى في الاستشارات الملزمة.

وغدا القمة، قمة فيروز- ماكرون. أراد الآتي من بلاد فيكتور هوغو وشاتوبريان وبلزاك وبودلير، أن يدخل لبنان التاريخ من بوابة "صوت القرنين": العشرين والواحد والعشرين. أراد توجيه رسالة إلى الطبقة السياسية وإلى جيل الشباب، كأنه يقول للطبقة السياسية: ويحكم أنتم من بلاد فيروز! فماذا فعلتم بهذه البلاد؟. ولجيل الشباب: إفتخروا أنتم من بلاد فيروز.

فيروز لها حكايات مع باريس: من مسرح الأولمبياد إلى مسرح pleyel إلى مسرح بيرسي، إلى الوسام الذي منحها إياه وزير الثقافة الفرنسي آنذاك جاك لانغ. اليوم تأتي فرنسا كلها إليها، عبر رئيسها إيمانويل ماكرون كعربون حب من فرنسا للبنان.

ولكن هل يكون حب من طرف واحد؟، لا حب في السياسة بل مصالح، فأين أصبحت المصالح في المسعى الفرنسي لتأليف الحكومة؟.

الرئيس ماكرون صحيح أنه يصل بعد ظهر غد، لكن يبدو كأنه بدأ زيارته ولو من بعد، فهو أجرى اتصالا بالرئيس ميشال عون جرى في خلاله تجديد دعم بلاده للجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة.

وقبل موعد استشارات التكليف، وقبل التسمية التي صدرت من "بيت الوسط"، كانت استعرت حرب التسميات: من سعد الحريري إلى بهية الحريري إلى ريا الحسن إلى سمير الجسر إلى سفير لبنان في برلين مصطفى أديب، وهو كان المتقدم بين المطروحين.

بين كل هذه الأسماء لم يرد اسما نواف سلام ومحمد بعاصيري، كل ذلك يعني أن الفول أصبح في المكيول، علما أن الثنائي الشيعي كان ينتظر منذ مساء أمس أن يعطيه الرئيس الحريري لائحة بالأسماء المقبولة منه، ولكن يبدو ألا لائحة، فقط الاسم خرج من "بيت الوسط".

وما لفت اليوم من مواقف، موقف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي لم يمانع في عقد تأسيسي. فيما كان موقف للبطريرك الراعي رفض فيه المس بجوهر لبنان.

بعيدا من المواقف السياسية، عادت حليمة الاعتداءات على مجموعات الثورة إلى عادتها القديمة. مجموعات من الدراجات النارية، واضحة الوجوه، وأمام أعين القوى الأمنية، عمدت إلى تخريب ما كان ينظم في وسط بيروت.

وفيما طائرة ماكرون تعبر أجواء المتوسط من باريس إلى بيروت، تكون طائرة إسرائيلية تقل مساعدي نتنياهو وترامب إلى الإمارات يوم الاثنين ستعبر المجال الجوي السعودي. وعشية الرحلة، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: "هناك مباحثات عدة مباشرة وغير معلنة مع القادة العرب والمسلمين لتطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل"، مشيرا إلى أن السودان وسلطنة عمان بين هذه الدول، إضافة إلى تشاد.

ونشير قبل الدخول في تفاصيل النشرة، إلى أن عداد كورونا مازال مرتفعا، وأن الإصابات اليوم بلغت 595 إصابة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بلغت مشاروات التكليف مرحلة التسمية. ومن بين أسماء عدة طرحت للاستهلاك، استقر السعر الحكومي على سفير لبنان في برلين مصطفى أديب، والذي تبلغه نواب "المستقبل" خلال اجتماع الكتروني عقد قبل قليل. والاسم استخرج أولا من اجتماعات رؤساء الحكومات السابقين في "بيت الوسط"، وهو من بنات أفكار الرئيس نجيب ميقاتي، لكونه كان يشغل منصب المدير العام لمكتبه على زمن رئاسته للحكومة.

والمرشح أديب (ثمانية وأربعون عاما) تلقى النبأ هدية لعيد ميلاده الذي يصادف اليوم. لكن النبأ هو أيضا هدية لنواب لا يعلمون لمن يصوتون، ولم تكن لديهم حتى بعد ظهر هذا النهار أدنى فكرة عن الشخصية التي سيرفعون اسمها لرئاسة الحكومة. فمجلس المئة وثمانية وعشرين نائبا، يذهب أعضاؤه إلى الاستشارات النيابية، بضربة "غوغل" عن المرشح الذي اختارته القوى السياسية نيابة عنهم.

وفي الضربة السريعة، يتضح أن مصطفى أديب على وفاق مع جميع هذه القوى، في أفراحها وأتراحها. وأنه ديبلوماسي لبق يفتح على كل التيارات والأحزاب، ويشاركها مآسيها ومناسباتها على الأراضي الألمانية.

هذه مكونات مصطفى أديب التي تلقاها النواب، كما سائر الباحثين على وسائل التواصل. غير أن مجلس النواب الذي هو سيد نفسه لم يكن كذلك، بل أصبح صندوق بريد يتلقى الإشعار وينفذه، في خرق لمبدأ الاستشارات الملزمة والدستور وصلاحيات المخولين تأليف الحكومات. لاسيما أن النواب الذاهبين إلى قصر بعبدا غدا، هم مسيرون نحو اسم مجهول باقي الهوية، ولم توضع أمامهم خيارات وأسماء شخصيات بسجل سياسي أو مدني مكشوف، كالوزيرة ريا الحسن، أو النائبة بهية الحريري، الاسم الذي كان سيشكل امتدادا وتمثيلا مباشرا للرئيس سعد الحريري.

أما وقد تبلغوا، فإن مهمة النواب غدا تنفيذ أمر اليوم، لا أكثر لا بل أقل، حيث أن دورهم يقتصر على الذهاب والإياب والتسمية التي توافقت عليها القوى السياسية. وهذه القوى أبدت مرونة في اليوم الأخير لتسهيل التكليف، ليس صونا لإلزامية الاستشارات، إنما استباقا لوصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ما إن يصل حتى يكون السياسيون في وضعية "قوموا تنهني".

وقبيل صباح الاثنين، أعلن تكتل "لبنان القوي" أنه بحث بإيجابية كل المساعي القائمة لتسمية رئيس للحكومة، وجرى عرض الأسماء المطروحة والاتفاق حولها. أما الثنائي الشيعي فينتظر تسليمه اسم المرشح بشكل نهائي. فيما أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن الحزب سيكون متعاونا في التسمية والتشكيل معا، ومساهما في إخراج البلد من الفراغ وفي تنفيذ الإصلاحات. وقال إننا في "حزب الله" منفتحون على أي نقاش هادئ في مجال الوصول إلى عقد سياسي جديد، لكن لدينا شرط: أن يكون هذا النقاش بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية.

وأبعد من حكومة وعقد تأسيسي، فإن نصرالله دفع باتجاه نفي كل الاتهامات التي طالت الحزب في جريمة المرفأ، سواء من سلاح وذخائر أو نيترات وسفينة وبنوك. والكلام الأعمق مدى، كان للعدو الإسرائيلي وجنوده، أو المصطلح الأدق "الفئران" الذين يختبئون وراء الحدود، ولهم قال: عندما تقتلون أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنودكم، انتهى، وهذه هي المعادلة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ماكرون سيلعب دور “مختار المخاتير” بين مسؤولين أصبحوا “ناساً من ورق”… وفيروز تسأل: “ليش نقّاني أنا؟”

القدس العربي/30 آب/2020

تخطف الزيارة المرتقبة مساء غد الاثنين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أيقونة لبنان السيدة فيروز الأنظار، بسبب رمزيتها لدى اللبنانيين والعرب في وطن حالك السواد، وهي زيارة تغني عن لقاء الطبقة السياسية الحاكمة التي لم تعد تحظى بأي مكانة لدى الشعب اللبناني الذي بات ينظر إليهم على أنهم “ناس من ورق”. وإذا كان ماكرون اختتم خطابه في زيارته غداة انفجار بيروت في 6 آب/ أغسطس بعبارة “بحبك يا لبنان” فهو رغب أن يستهلّ زيارته في ذكرى إحياء “لبنان الكبير” بزيارة فيروز التي غنّت لبنان الحلو ولبنان الأخضر بعيداً عن أية أحقاد ومصالح، وباتت الوحيدة مبدئياً التي يلتقي حول محبتها اللبنانيون؛ لأنها لم تفرّق بين طائفة وأخرى أو بين منطقة وأخرى. يبدأ ماكرون هذه الزيارة الرمزية بزيارة لفيروز في منزلها العائلي.

قد تسأل فيروز “ليش نقّاني أنا؟”، ونجيبها لأنك “إسوارة العروس” لأنك الوحيدة التي تستطيع أن تخبره عن بيروت “زهرة الياقوت” وعن “مينا الحبايب” وعن البلد الذي صار منفى، وطرقاته التي غطّاها الشوك والأعشاب البرّية.

واللقاء الذي سيجمع ماكرون وفيروز في المنزل العائلي في الرابية قرب أنطلياس سيتم بعيداً عن الأضواء وفي غياب الصحافة، على أن يتولّى مصوّر خاص التقاط الصور، وخصوصاً تقليد فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو من أعلى الأوسمة الفرنسية.

وعشية اللقاء تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمنوا على فيروز أن تخبر الرئيس الفرنسي بأحوالهم ومشاكلهم. وغمز بعضهم من قناة رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله، فكتب: “يا ريت فيروز بتخبري الرئيس ماكرون إنو ملك صح النوم نايم وتارك فاتك المتسلّط يتحكّم بجبال الصوّان، وإنو زاد الخير صارت “ناطورة المفاتيح ” لبيوت مهجورة هدّمها الفساد، وإنو على حدود الأمل في ناس ناطرة يرجع “فخر الدين” وبتغنّيلو عطر الليل تيرجعوا معه لوطن اشتاقوا له. وإنو راجح الكذبة طلع “بيّاع خواتم” أو… كشاتبين…يا ريت فيروز يا ريت”.

وعلى خدمة الواتساب تناقل ناشطون دعوات لفيروز لتضع زائرها الكبير في صورة الأوضاع وما حلّ ببيروت من وحي كلمات أغنياتها.

ومما رصدته “القدس العربي” في هذا المجال: “سيدة فيروز ، من بعد إذنك، خبريّ لماكرون أنن نطّرونا كتير عمفرق دارينا، و عملولنا كمين وقتلونا، وما عرفنا أساميهن ويمكن هنيّ ما كانو عارفين أسامينا أصلاً. قوليلو شوي ورح منكّب حالنا عن سطح البلدية. خبريّ انو شادي بعدو ضايع تحت الأنقاض وسالم الغفيان الناطر زهر اللوز بنيسان- بقلبو الأيمان ومغطّى بعلم لبنان- إسمو الياس خوري وعمرو 15 سنة. خبريّ أنو نحنا والقمر مش جيران، والدبكة بطّلت عل أرض هدارة، و صرنا تحت تاسع أرض وتخلّفنا بالصدارة. إعتبريه رئيس البلدية وقوليلو نحنا شو ذنبنا كل مظاهرة يقوصونا البوليسية؟

قوليلو صار لبنان من أكتر القصص الغريبة ومش بس أنسرقت مكاتيبي ، إنسرقو المصريات كمان.

قوليلو لماكرون صرنا عايشين بس تيزورونا هل ولاد كل سنة مرة ويا خوفي ينسونا بالمرة .

قوليلو بتتلج الدني بتطوف الطريق، وبتشمّس الدني بتحترق الشجر، وطيّارة ما في لنطفي النار لأنو طلعت ورق وخيطان. والبنت الصغيرة أليكساندرا نجار يللي كانت تلعب عسطح الجيران ماتت بالانفجار .

قوليلو بعدنا منغنّي هيلا يا واسع بس ع أيا مرفأ بدو يرجع المركب؟ قوليلو كل الشباب بيتّمنو لو إن تأشيرةً معن لما يختارو  غير حيالا بلد بالعالم يقدرو يشتغلو في. قوليلو ضاق خلقنا من هل جو العصبي ولا مش قصة هاي!!! إلنا مية سنة بالتمام عم نألّف شعارات مش معروفة بنت مين ومرسال المراسيل بين الدول ما رضي غير ما تدور “الدبكة” بنص بيروت ، ست الدنيا بيروت …قوليلو, لو كنت جاي تغنيلنا يلا تنام وتطلع عم تضحك علينا -إتذكّر إنو رجع ايلول -والعالم بلا بيوت ببيروت،ويللي عالكراسي عنا : لا تندهي ما في حدا.حكيلو حكيلو عن بلدنا حكيلو !!!أو بتعرفي ست فيروز- لشو الحكي …كنتِ عارفي إنو اللبناني ما إلو حدا وقد ما نادى نعرف قيمة تراب لبنان -وسع المدى.صليّ مع الأم الحزينة لشمس المساكين- قوليلو إلو وحدو ما يتركنا وما ينسانا.طلبي منو بهل ليل يبعت حدا يطل علينا “.

كذلك، تداول الناشطون دعوة أخرى من فيروز لماكرون جاء فيها: “عزيزتي أيقونة الوطن … السيدة فيروز ساعات قليلة تفصلك عن اللقاء المنتظر مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فرجاءً أخبريه الحقيقة كل الحقيقة .أخبريه بداية عن لبنان الكرامة والشعب العنيد.أخبريه عن الشوارع يلي عتّموها، عن الشارات التي أطفؤوها،عن الساحات التي هجّروها وعن البيوت يلي رجعنا وما لقيناها.

فيروز رجاء أخبريه عن وطن قاوم أبناؤه “فاتك المتسلط” حتى الرمق الاخير ولكن في النهاية استشهد على البوابة تماماً كما حصل في “جبال الصوان”.رجاء فيروز أخبريه عن رجل دولة كان اسمه فخر الدين بنى وطناً علماً ان كثيرين “ما كان بدن يخلّوه”، لكنه أخذ القرار وبنى لبنان الموانئ والجسور والانفتاح على الغرب وأسّس للتبادل الثقافي.رجاء فيروز أخبريه عن شعب هاجر بأكمله تاركاً الارض للوالي المستبد وبقيت ناطورة المفاتيح وحدها تحرس الارض والبيوت .رجاء فيروز أخبريه عن الوالي “يلي بنام شهر وبيوعى مرة بالشهر” تماماً كما في مسرحية صح النوم. ولا تنسي أن تخبريه أيضاً عن “التركيبة وخيمة الكركوز “.أخبريه عن “خيالات الصحرا” في دولتنا عفواً في مزرعتنا تماماً كما في “المحطة”.

وفي سياق الكلام والحديث أخبريه عن المظلومين في السجون وعن الاحكام الظالمة التي تطلق حسب الاهواء وأخبريه بأن في وطننا ألف “لولو” “انحبست 15 سنة وبالاخر طلعت بريئة”.فيروز ان كان للكلام متسع أيضاً أخبريه كيف يُنتخب النواب في بلدنا وكيف تقوم الاموات لتدلي بصوتها وكيف يُساق الشعب بالغرائز الى الصناديق تماماً كما في “ناس من ورق”.فيروز رجاء أخبريه مطولاً عن القضاء في لبنان الذي في كل مرة ينجح في ايجاد كبش محرقة تماماً كما كانت”بياعة البندورة” في مسرحية “الشخص”.فيروز رجاء اخبريه عن بترا الزغيرة التي فدت وطناً وشعباً بأكمله.

لا تنسي أن تخبريه عن “مختار المخاتير” الذي نستجلبه في كل مرة يقع فيها الكباش بين أبناء الوطن الواحد.

عزيزتي فيروز أخبري الرئيس الفرنسي عن لبنان يلي “كان متوّج بالاخضر ويلي تغّير” أخبريه عن “يللي كانوا حراش صنوبر.”فيروز أخبريه عن وطنك الذي تريدينه “كالسيف المسنون بهدير الايام الجايي وبالحرية مسكون.”

فيروز في الختام أخبريه عن بعلبك التي رسمتها بصوتك وحضورك وعما حلّ بها اليوم وكيف غيّروا وجهها.

فيروز اليوم “ايه في أمل” اليوم وكما دائماً انت الامل”.

 

ريفي: التحدي ألا نكرر حكومات حزب الله والفاسدون يسعون لذلك

مواقع الكترونية/30 آب/2020

أشار اللواء أشرف ريفي إلى أن أي حل ترقيعي وأي حكومة لا تلبي شروط التغيير ومكافحة الفساد واسترداد السيادة، لن يكون إلا تمديداً للأزمة والذهاب للإنهيار الكلي. الإنقاذ يبدأ ولا يكون إلا بالحل الجذري للوضع أي إلغاء الدويلة وإقامة الدولة إنطلاقاً من حكومة إنقاذية من رجال لبنانيين وطنيين غير مستتبَعين للدويلة. ولفت ريفي إلى أن التحدي ألا نكرر حكومات "حزب الله" تحت أي شكل أو مسمّى، والفاسدون يسعون لذلك.

 

إشكالُ خلدة... حِزبُ اللّه "يفوّض" أرسلان

مواقع الكترونية/30 آب/2020

أفادت مصادر صحفية أن مساعي التهدئة التي يقودها رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان نالت قبولاً من قبل قيادة "حزب الله" التي منحته الثقة وفوّضته اتخاذ ما يجده مناسباً لإنهاء ذيول حادثة خلدة، مؤكدة على مسؤولية الأجهزة الأمنية والقضاء في كشف الملابسات والوقائع التي أحاطت بالحادثة.

 

الدعوات التي تدعو إلى مقاطعة بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية

مواقع الكترونية/30 آب/2020

صدر عن مبادرة " إعلاميون من أجل الحرية" البيان الآتي:

تتوالى مواقف بعض القوى السياسية في لبنان التي تدعو إلى مقاطعة بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، وهذا حق ضمنته الديمقراطية وحرية التعبير، لكن ما بدا من خلال هذه الدعوات، أن هناك اتجاهاً للتحريض على هذه الوسائل، وتعريضها والعاملين فيها، لأخطار شتى، وهو ما نرفضه ونحذر منه، ونحمل هذه القوى السياسية، بالتالي المسؤولية عن ما يمكن أن تتعرض له وسائل الإعلام ومراسليها والعاملين فيها،لأي سوء،كما نحمل السلطة اللبنانية المسؤولية أيضاً، لأن واجبها حماية الوسائل الإعلامية اللبنانية والعربية العاملة على الأراضي اللبنانية.

إن هذا التحريض يستهدف إسكات وسائل الإعلام ومنعها من فتح ملفات الفساد، وملف جريمة العصر في مرفأ بيروت، وتالياً طمس الحقائق، لكن حرية التعبير تبقى رغم هذا التحريض أقوى من أن تقمع.

 

التعاون الإسلامي» تكمل تسليم المساعدات الطارئة للشعب اللبناني

جدة: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 آب/2020

أكملت منظمة التعاون الإسلامي عبر صندوق التضامن الإسلامي، أحد الأجهزة المتفرعة للمنظمة، تسليم المساعدات الطارئة للشعب اللبناني. وعبر الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف العثيمين في بيان اليوم (الأحد)، عن تضامن المنظمة مع الأسر المتضررة والشعب اللبناني للتخفيف من تداعيات حادث انفجار مرفأ بيروت. وأشار العثيمين، إلى أن صندوق التضامن الإسلامي دأب على الإسراع في مساعدة الدول والشعوب المتضررة، مشيدا بالدعم الدائم الذي يلقاه الصندوق من الدول الأعضاء.

 

مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان: على الحكومة الجديدة أن تركز على الاستجابة للتحديات خاصة الإصلاحات وإطلاق إعادة إعمار بيروت ومواجهة كورونا

الأحد 30 آب 2020

وطنية - أعربت "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان"، في بيان مشترك، عن تضامنها "مع الشعب اللبناني في أعقاب الانفجار الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص، وألحق أضرارا جسيمة في البنى التحتية السكنية والتجارية وفي مواقع ثقافية ودينية تراثية، في الرابع من شهر آب"، متقدمة ب"أحر التعازي إلى أهالي بيروت". ورحبت ب"المؤتمر الدولي حول مساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني الذي عقد في 9 آب 2020 برئاسة الأمم المتحدة وفرنسا، وما حققه من حشد لجهود المجتمع الدولي"، معتبرة أن "الدعم الذي تم التعهد به أثناء المؤتمر، يجب أن يقدم في الوقت المناسب، وأن يكون كافيا ومتماشيا مع احتياجات الشعب اللبناني، وأن يجري تقديمه بأعلى درجات الفعالية والشفافية". ودعت المجتمع الدولي "إلى تعزيز دعمه للبنان ولشعبه في هذا الإطار". وإذ أشارت إلى أنها أخذت علما باستقالة الحكومة اللبنانية، استذكرت بياناتها "الصادرة بعد اجتماعاتها في باريس في 11 كانون الأول 2019 وفي بيروت في 23 كانون الثاني 2020، بما في ذلك الالتزامات التي تم التعهد بها في اطار مؤتمر سيدر"، مؤكدة "أهمية العمل على استعادة ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي. وحثت "جميع القوى والقيادات السياسية في لبنان، على التحلي بروح المسؤولية إزاء الوضع الراهن وإعلاء المصلحة الوطنية لصالح الشعب والوطن".

ودعت "إلى تشكيل حكومة على وجه السرعة، تكون فعالة وذات مصداقية وقادرة على تلبية التطلعات المشروعة والاحتياجات التي عبر عنها الشعب اللبناني، ومواجهة التحديات الأساسية التي تواجه لبنان حاليا، خاصة إعادة اعمار بيروت، وتطبيق اصلاحات عاجلة وجادة تعد ضرورية للغاية لتخطي التحديات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والأمنية الحادة وغير المسبوقة والتعافي منها، فضلا عن تخطي تداعيات جائحة كورونا. كما أخدت المجموعة علما بتبني الحكومة اللبنانية لخطة اقتصادية، وكذلك قرار الحكومة بطلب برنامج دعم من صندوق النقد الدولي، وتعيد المجموعة التأكيد على دعمها للبنان لمساعدته على تجاوز الأزمة الراهنة بناء على التزام لبنان بالقيام بالإصلاحات الضرورية". وحثت "كل القوى السياسية اللبنانية، وتتوقع منها أن تدعم الإصلاحات الضرورية، لاسيما من أجل تأمين إقرارها سريعا في مجلس النواب. إن عملية الإصلاح ينبغي أن تشمل الجميع حتى تأتي معبرة عن التطلعات المشروعة للشعب اللبناني".

و"تماشيا مع بياناتها السابقة"، أكدت "استعدادها لدعم الجهود ذات المصداقية من قبل المسؤولين الحكوميين لمواجهة الفساد ومكافحة التهرب الضريبي، بما في ذلك من خلال إقرار وتطبيق استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد وقانون وكالة مكافحة الفساد والإصلاح القضائي وغيرها من التدابير التي تضمن إجراء تغييرات ملموسة لإرساء الشفافية والمساءلة الكاملة".

ورأت أنه "على الحكومة الجديدة أن تركز على الاستجابة لتحديات لبنان العاجلة، خاصة في ثلاثة مجالات أساسية:

1- تنفيذ اصلاحات تهدف لاستعادة الاستقرار الاقتصادي ومصداقية القطاع المالي، بالإضافة إلى إصلاحات في قطاع الكهرباء وغيره من القطاعات الأساسية الأخرى، وإصلاحات في المشاريع المملوكة للدولة وفي قوانين المشتريات الحكومية.

2- إطلاق عملية إعادة اعمار بيروت وتأمين توزيع المساعدات بطريقة فعالة وبشفافية على السكان المتضررين.

3- مواجهة جائحة كورونا والوضع الإنساني في كل أنحاء البلاد".

واستطردت "إن الحكومة الجديدة وجميع الفرقاء اللبنانيين عليهم الالتزام بسياسة لبنان الطويلة الأمد في النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية".

وأكدت "الحاجة إلى استقرار داخلي وحماية الحق في الاحتجاج السلمي". كما أكد أعضاء المجموعة "دعمهم القوي والمستمر للبنان ولشعبه ولاستقراره وأمنه وسلامة أراضيه وسيادته واستقلاله السياسي".

المجموعة

يشار إلى أن المجموعة تضم الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وايطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية مع الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية. تم اطلاقها في أيلول 2013 من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس السابق ميشال سليمان، من أجل حشد الدعم والمساعدة لاستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته، وتحديدا من أجل تشجيع الدعم للجيش اللبناني واللاجئين السوريين في لبنان والمجتمعات اللبنانية المضيفة والبرامج الحكومية والخدمات العامة التي تأثرت بالأزمة السورية.

 

وقفة واضاءة شموع تحية لشهداء كفتون ومطالبة بالإسراع في التحقيقات

وطنية - الأحد 30 آب 2020

أحيا "الحزب السوري القومي الإجتماعي"، وأهالي بلدة كفتون- قضاء الكورة، مساء أمس، ذكرى مرور أسبوع على استشهاد فادي سركيس، علاء فارس وجورج سركيس، بمسيرة ووقفة أضاؤوا خلالها الشموع في مكان استشهادهم غدرا على أيدي مسلحين فروا بعد تنفيذ جريمتهم. شارك في الوقفة إلى عائلات الشهداء، منفذ عام الكورة في "القومي" الدكتور جورج برجي وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من المسؤولين، ووفد من قيادة حزب الله. وأكد المشاركون في الوقفة "عهد الوفاء للشهداء الأبطال ولدمائهم الزكية، وبأن تبقى أكتافنا أكتاف جبابرة، وسواعدنا سواعد أبطال". وبعد هتاف يا "أبناء الحياة" أدى عناصر من "القومي" التحية الحزبية للشهداء. وشدد رئيس بلدية كفتون نخلة فارس والد الشهيد علاء، على "ضرورة الإسراع في التحقيقات، والإمساك بالمجرمين وإنزال أشد أنواع العقوبة بهم".

 

نص عظة المطران الياس عوده لليوم: لبنان جوهرة الشرق يضيع وما من بصيص نور

وطنية - الأحد 30 آب 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت.

بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "يا أحبة، يتحدث إنجيل اليوم عن شاب غني جاء إلى الرب يسوع مستفهما عن كيفية الدخول إلى ملكوت السماوات. بساطة الأطفال هي الشرط الأول لدخول الملكوت السماوي كما جاء في الآية التي تسبق إنجيل اليوم: دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات. أما الشرط الثاني الذي يعطينا إياه إنجيل اليوم، فهو الاتكال على الله دون سواه. فلا القوة ولا السلطة ولا الغنى والأموال تدخل إلى الملكوت. يتوجه الإنجيلي متى في إنجيله إلى اليهود، ويعلمهم من خلال هذا الشاب الغني أن حفظ الشريعة والتمسك بها، من دون تطبيقات عملية، لا يدخلان أحدا إلى الملكوت".

أضاف: "إذا، جاء الشاب وجثا أمام الرب يسوع، احتراما. نعرف من الإنجيلي لوقا أن الشاب كان من الوجهاء، أي ربما كان رئيسا لمجمع يهودي أو عضوا في السنهدريم، أي المحكمة العليا. بحسب القديس كيرللس الإسكندري هذا الشاب كان قد أتى ليتملق الرب يسوع، حتى يكون باستطاعة الشيوخ والفريسيين أن يمسكوا على الرب يسوع ممسكا يدينونه به، خصوصا أن تعاليمه اختلفت عن تعاليمهم. بداية، أطلق الشاب على يسوع لقب الصالح الذي يستعمله اليهود لله وحده. لو قبل الرب يسوع اللقب لكان اليهود اتهموه بأنه يساوي نفسه بالله، وحكموا عليه بتهمة التجديف، إلا أن الرب علم ما وراء السؤال فقال للشاب: لماذا تدعوني صالحا وما صالح إلا واحد وهو الله؟ لقد كان هذا اعترافا من فم يهودي أنهم كانوا يرونه صالحا، لذلك رأوا فيه تهديدا لمؤسستهم، لأن الصلاح يفضح، وبدلا من أن يتعلموا الصلاح خططوا للايقاع بالصالح كي لا يزيد من وعي الشعب فيخسرون مكانتهم. أليس الوضع مشابها لما نعيشه يوميا؟ فبدل تشجيع الحر على التمسك بالحرية يقمع ويسجن ويسكت ويفجر ويطلق عليه الرصاص، لأن الكلمة الحقة تفضح وتؤلم، كما تفضح الفضيلة كل شر ومعصية. أما الشعارات الفارغة فضجيج يزعج دون أن ينفع".

وتابع: "قال الرب يسوع للشاب إذا أردت دخول الملكوت، عليك أن تحفظ الوصايا. هنا حاول الشاب إخضاع الرب يسوع لإمتحان آخر، فسأله: أي وصايا؟ وكأن الرب يسوع وضع وصايا جديدة، الأمر الذي يمكن للفريسيين الاستفادة منه ليدينوه. لكن المسيح عدد الوصايا التي أعطاها الله لموسى، كاتب التوراة، فبرر الشاب نفسه قائلا إنه حفظ تلك الوصايا منذ صباه، واستفسر من الرب عما ينقصه بعد ليرث الملكوت السماوي. لقد حفظ الشريعة لكنه لم يقل إنه طبقها، وهذا ما كان ينقصه. لذلك أعطى الرب يسوع ذاك الشاب خريطة الوصول إلى الملكوت. قال له إن طريق الكمال هي في التخلي عن كل شيء أرضي مادي واتباع الملك السماوي. فلما سمع الشاب هذا الكلام مضى حزينا لأنه كان ذا مال كثير، والخسارة المادية تؤلم الأغنياء الذين يتخذون المال إلها لهم. وإذا كان الغنى المادي محفوفا بالمخاطر، والكمال يقتضي التضحية بالماديات، فهذا لا يعني دائما أن الأغنياء أشرار، لأن بعض الأغنياء يجدون في مالهم نعمة تدفعهم لعمل الخير". وقال: "نسمع، في العهد القديم، عن عدة أشخاص أغنياء، مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب وأيوب وداود وغيرهم. كان الغنى في العهد القديم دلالة على أن الله يشرف أحباءه. كما أن الغنى يحتاج، للمحافظة عليه، إلى عدة صفات حميدة مثل الجد والحكمة والقوة والاعتدال... مع هذا، يفضل العهد القديم على الغنى سلام النفس والصيت الحسن والصحة والعدل. يرينا الكتاب المقدس أن هناك أمورا لا يمكن شراؤها بالمال كالصحة والطمأنينة والنجاة من الموت، والحب، وأن الغنى يسبب الهموم المقلقة. إذا، ينبغي دائما تفضيل الحكمة على الغنى لأنها هي مصدره، وهي الكنز واللؤلؤة الثمينة التي تستحق كل عناية. الغنى من دون محبة هو فقر لذلك يقول الإنجيلي مرقس إن الرب يسوع نظر إلى الشاب وأحبه. لو عرف هذا الشاب المحبة لما حزن حين قال له الرب، وكان يمتحن محبته، إن عليه أن يبيع كل ما يملك ويعطيه للمساكين. الأرملة كانت تملك فلسين فتبرعت بهما بمحبة عظيمة، فيما بعض الأغنياء يظنون أن ثروتهم ستنقص إذا تبرعوا بالقليل منها، مع أنهم إن فعلوا يكونون في صدد تجميع ثروة أهم في السماوات. وكما أن الله لا يهمل زهر الحقل وطير السماء، كذلك هو لا يهمل أحباءه والعاملين بوصاياه".

أضاف: "إن كان الله يغني أحباءه، إلا أن كل غنى ليس ثمرة بركته. هناك مال الظلم والفساد والاختلاس والحرام، وهذا المال لا يفيد صاحبه بل يؤذيه. بعض الأغنياء يظنون أنه يمكنهم الإستغناء عن الله، والاعتماد على مواردهم فقط ، لكنهم متى مرضوا يخسرون كل شيء، ولا تفيدهم ثروتهم في شراء درهم صحة أو لحظة حياة واحدة. لذلك يوصي الرسول بولس أغنياء هذه الدنيا بألا يتعجرفوا، ولا يجعلوا اتكالهم على الغنى الزائل بل على الله الذي يوسعنا كل شيء لنتمتع به".

وتابع: من غني مثل الله؟ مع ذلك أخلى ذاته آخذا صورة عبد. صار فقيرا لكي يغنينا. على عكس كل زعيم أرضي يفقر شعبه ليغتني هو ويضعف الناس ليستقوي. لبنان، جوهرة هذا الشرق، والديموقراطية التي تكاد تكون الوحيدة فيه، يضيع، وما من بصيص نور. الشعب يئن فقرا والمآسي تتوالى. شبح الهجرة عاد يخيم في ربوعنا لأن شابات هذا البلد وشبابه لم يعودوا يرون في لبنان وطنا، بل أصبح في عيونهم جلادا سرق منهم حياتهم وفرحهم والأمل بمستقبل يحلمون به. سرق منهم مدخراتهم وفرحتهم في تأسيس عائلة، وامتلاك منزل يعيشون فيه بكرامة وبلا أي تهديد أمني يقض مضاجعهم أو يسرق حياتهم. لم يعد أمامهم سوى التفتيش عن مكان آمن يحترم حق الإنسان في العيش الكريم، وحقه في حرية التفكير والتعبير. والاحصاءات التي تتحدث عن هجرة العائلات مخيفة، لكن المسؤولين لا يأبهون، لأن مشاغلهم ومراكزهم ومصالحهم أهم من حياة الناس ومستقبلهم".

وسأل: "هل يجوز إهمال مصالح المواطنين إلى هذا الحد؟

هل فكرتم بالمشردين والشتاء على الأبواب؟

هل فكرتم بالعام الدراسي المقبل وقد ضاع العام المنصرم؟

أمسموح أن يبقى البلد في ضياع وهو في أشد الأزمات؟

أمسموح تضييع الوقت والفرص ونحن في أمس الحاجة إلى كل دقيقة كي لا يضيع منا الوطن؟

أين رجالات الدولة الكبار الذين أرسوا قواعد الحرية والعدالة والديموقراطية؟

أين العقلاء الذين بحكمتهم ودرايتهم وبعد نظرهم ينتشلون لبنان من قعر حضيضه؟

أين الدستوريون الذين يضعون الدستور وتطبيقه فوق كل اعتبار؟

أين الأحرار الذين وحدهم يخلصون لبنان؟

أين الأنقياء أصحاب الأيدي النظيفة والقلوب الطاهرة والضمائر الصاحية؟

هل يشعر المسؤولون بالخطر الداهم؟

هل ينصتون إلى أنين الشعب عوض الانصراف إلى تأمين مصالحهم؟

ماذا تريدون بعد من الشعب؟ أن تميتوه؟

لن تستطيعوا لأن الله حي وهو يعيل خليقته. أما أنتم فلا إله لكم سوى جيوبكم ومصالحكم، وقد تناسيتم أن كل أموالكم ستبقى هنا عندما تغادرون هذه الفانية. الغنى الحقيقي ليس ما نملك، بل ما نعطي، لأن العطاء يستمطر سخاء الله. أصبح الجشع سيد الموقف في لبنان. كيف سيعيش الفقير وهو محاط بمسؤولين وتجار ومصارف يستنزفون آخر ما تبقى لديه من ممتلكات بعدما سلبوه كرامته وسني حياته؟

كيف ستواجهون ربكم يوم الحساب؟ الويل لكم عندما يرفع الله يده ليدافع عن خائفيه". وختم عوده: "ينتهي إنجيل اليوم بعبارة: أما عند الله فكل شيء مستطاع، التي تحمل لنا دعوة إلى الاتكال عليه فقط. لذلك، لا تخافوا، بل ألقوا عليه همومكم وهو يسمعكم، ويجازي كل واحد حسب أفعاله. دعائي أن يحفظكم ربنا ويمنحكم كل خير وبركة من لدنه، ويظللكم بنعمته، لأن من حلت عليه نعمة الله يكون أغنى الأغنياء، ويتحول حزنه إلى فرح سماوي لا ينتهي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن ترد على خامنئي: “بلطجيتك قتلوا 1500 إيراني”!

 قناة العربية.نت/30 آب/2020

ذكّرت الخارجية الأميركية الأحد المرشد الإيراني علي خامنئي بما اقترفته القوات الأمنية بحق المتظاهرين الإيرانيين في تشرين الثاني الماضي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية، مورغان أورتاغوس عبر حسابها على “تويتر”: “بلطجية خامنئي قتلوا 1500 شخص في شوارع إيران في تشرين الثاني الماضي، بينهم 23 طفلاً على الأقل. هؤلاء كانوا يستحقون الحرية والمستقبل وليس رصاص قوات الباسيج”. جاء ذلك ردا على دخول المرشد الإيراني على خط الشغب الحاصل في مدينة كينوشا في ولاية ويسكونسن الأميركية. ففي تغريدة عبر حسابه بالإنجليزية على “تويتر” قال خامنئي: “حين ينزل الشبان الأميركيون إلى الطرقات، لا يمكنهم التأكد من أن أي مختل سيوجه النار إليهم ويقتلهم”. وأرفق تغريدته بوسم “جاكوب بليك”، وهو الشاب الذي قتل الأسبوع الماضي في ويسكنسون على يد أحد عناصر الشرطة، وما تبع ذلك من أعمال حرق وتكسير وشغب في المنطقة، وإطلاق نار من قبل مسلحين جابوا الشوارع ليلاً.

 

نتنياهو يعلن عن محادثات «سرية مباشرة» مع قادة عدة دول عربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل

تل أبيب/الشرق الأوسط/30 آب/2020»

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأحد)، وجود محادثات سرية مباشرة مع قادة عدد من الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي جمعه بصهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، في القدس، عشية أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات: «هناك عدة محادثات مباشرة وغير معلنة مع القادة العرب والمسلمين لتطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل». مشيراً إلى أن بين هذه الدول السودان وتشاد وسلطنة عمان، حسبما نقلت الوكالة الفرنسية للأنباء.

 

حكومة سورية جديدة بلا تغييرات في الحقائب السيادية

الشرق الأوسط/30 آب/2020

أصدر الرئيس بشار الأسد اليوم (الأحد) مرسوما أعلن فيه عن تشكيلة حكومة النظام الجديدة برئاسة حسين عرنوس دون أن يطرأ أي تغيير على الحقائب السيادية. وبحسب المرسوم الذي نشرته حسابات الرئاسة، أبقى الأسد على وزراء الحقائب السيادية، الخارجية والدفاع والداخلية والاقتصاد والإعلام، وتغيير وزراء 12 حقيبة بينها المالية والكهرباء والصحة. وتعد حكومة عرنوس الخامسة التي تتشكل منذ بدء النزاع في العام 2011، وتضم الحكومة الحالية ثلاث نساء. وكلف الأسد الثلاثاء حسين عرنوس، الذي سلمه قبل أكثر من شهرين مهام رئاسة الوزراء مؤقتاً، تشكيل حكومة جديدة بعد أسابيع على انتخابات مجلس الشعب. وستستمر الحكومة الحالية حتى تموز المقبل (بعد عشرة أشهر)، الموعد المفترض للانتخابات الرئاسية المقبلة، وبعدها تعد بحكم المستقيلة وتستمر بتسيير الأعمال ريثما يصدر مرسوم رئاسي بتسمية حكومة جديدة، بحسب المادة 125 من الدستوري السوري. وتواجه حكومة النظام السوري الجديدة صعوبات عديدة، واجهتها الحكومات السابقة، على خلفية الأزمات المعيشية الخانقة وتدهور قيمة العملة المحلية بشكل غير مسبوق. وتسبب ذلك بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والسلع في أرجاء البلاد ودفع بعض المتاجر مؤخراً إلى إغلاق أبوابها، حسبما أفاد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وستواجه حكومة عرنوس مزيداً من الصعوبات، بعد فرض الإدارة الأميركية حزمة عقوبات جديدة في يونيو (حزيران) الماضي بموجب ما يُعرف بقانون قيصر. وتعد العقوبات الجديدة، التي طالت الرزمة الأولى منها 39 شخصاً أو كياناً بينهم الأسد وزوجته أسماء، الأكثر قسوة على سوريا. وفي يوليو (تموز)، أعلنت واشنطن لائحة جديدة تضم 14 كياناً وشخصاً إضافيين، بينهم حافظ (18 عاماً)، النجل الأكبر للرئيس السوري، ثم أعلنت حزمة ثالثة الأسبوع الماضي شملت شخصيات سياسية وعسكرية ومالية بينها المستشارة الإعلامية للأسد لونا الشبل. وبعد تسع سنوات من الحرب، تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة فاقمتها مؤخراً تدابير التصدي لوباء كوفيد-19. وازداد الوضع سوءا بسبب الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور حيث يودع سوريون كثر أموالهم.

 

الجيش المصري: مقتل 77 مسلحاً متطرفاً في الأسابيع الأخيرة

القاهرة/الشرق الأوسط/30 آب/2020

سقط 7 عسكريين مصريين ما بين قتيل وجريح، كما قتل 77 مسلحاً متطرفاً في عمليات استهدفتهم في شمال سيناء خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب بيان للجيش صدر اليوم الأحد.

وأكد البيان، الذي نشر على صفحة المتحدث الرسمي للقوات المسلحة على فيسبوك، أن عمليات استهدفت «البؤر الارهابية والعناصر التكفيرية خلال الفترة من 22 يوليو (تموز) حتى 30 أغسطس (آب)» أسفرت عن «مقتل 73 عنصراً تكفيرياً في شمال سيناء». كما أشار الى مقتل 4 تكفيريين آخرين من دون تحديد مكان المواجهات معهم. وأوضح البيان أنه تم «تدمير 317 ملجأ ووكراً» لهذه العناصر إضافة إلى 19 عربة دفع رباعي وأسلحة وذخائر. وقال إنه «نتيجة للأعمال القتالية» فقد «استشهد وأصيب 3 ضباط و4 جنود بمناطق العمليات». يذكر أنه في فبراير (شباط) 2018 أطلقت قوات الأمن المصرية حملة واسعة ضدّ مجموعات مسلّحة ومتطرّفة في أنحاء البلاد، خصوصاً منها المتمركزة في شمال سيناء. ومنذ ذلك الحين، قُتل نحو 930 شخصاً يشتبه في أنّهم إرهابيون وقرابة 75 عسكرياً، وفق إحصاءات الجيش.

 

إردوغان يهاجم فرنسا واليونان ويسأل: هل أنتم مستعدون لتقديم التضحيات؟

أنقرة/الشرق الأوسط/30 آب/2020

هاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأحد، المسؤولين اليونانيين والفرنسيين معتبراً أنهم «جشعون ويفتقرون الى الكفاءة»، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين أنقرة وأثينا وباريس في شرق المتوسط. وأتى هذا الموقف في مناسبة «يوم النصر»، وهو عيد وطني يؤرخ لانتصار جيش أتاتورك على القوات اليونانية العام 1922 خلال حرب استقلال تركيا. وتساءل اردوغان خلال تسليم شهادات لضباط جدد في أنقرة «هل يقبل الشعب التركي بما قد يتعرض له بسبب هؤلاء المسؤولين الجشعين وغير الكفوئين؟ هل يعلم الشعب الفرنسي الثمن الذي سيدفعه بسبب هؤلاء المسؤولين الجشعين وغير الكفوئين؟». وتعكس تصريحات الرئيس التركي هشاشة الوضع في شرق المتوسط بعد ثلاثة أسابيع من تصعيد بدأ في العاشر من أغسطس (آب) عبر إرسال أنقرة سفينة للابحاث في مياه تطالب بها أثينا. وفي خطوة داعمة لليونان، عززت فرنسا الأسبوع الفائت وجودها العسكري في شرق المتوسط، ونددت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي بـ«السلوك التصعيدي» لتركيا. وقال إردوغان: «حين يتعلق الأمر بالقتال، لن نتردد في تقديم شهداء (...). القضية هي الآتية: من يهاجموننا في المتوسط و(الشرق الأوسط) هل هم مستعدون للتضحيات نفسها؟». وتبدي أنقرة تصلبا حيال التهديد الأوروبي بفرض عقوبات، وأعلنت أمس السبت إجراء مناورات عسكرية جديدة شمال جزيرة قبرص. كذلك، حذر نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي في اليوم نفسه من أي توسيع للمياه الاقليمية اليونانية حتى 12 ميلاً بحرياً.

 

كوشنر: رؤية ترمب هي حل الدولتين ويصل إلى أبوظبي اليوم مع وفد إسرائيلي خالٍ من المسؤولين الأمنيين

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/30 آب/2020

أعلن مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصهره، جاريد كوشنر، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس (الأحد)، أن رؤية الرئيس الأميركي لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني تقوم على أساس «حل الدولتين»، مع ضمانات لأمن إسرائيل.

وكان الوفد الأميركي إلى محادثات أبوظبي قد حط في تل أبيب، صباح أمس، بمشاركة مستشار الأمن القومي روبرت أوبريان، والمبعوث الخاص لترمب إلى الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، والمبعوث الخاص للشأن الإيراني براين هوك. وقد اجتمع الوفد مع الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين، ورئيس الوزراء البديل وزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي. ويسافر الوفد، اليوم (الاثنين)، إلى أبوظبي، رفقة الوفد الإسرائيلي المفاوض، بقيادة رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء مئير بن شبات. وستركز المحادثات الأولى في أبوظبي على سبل تعزيز التعاون في مجموعة متنوعة من المجالات، مثل الطيران والسياحة والتجارة والاقتصاد والصحة والطاقة ومكافحة {كورونا}. وفاجأ مكتب نتنياهو الإعلام بالإعلان أنه قرر إزالة ممثلي وزارة الأمن وأجهزة الأمن من هذا الوفد، وإرسالهم إلى أبوظبي في موعد آخر خلال الأسبوعين المقبلين. وتبين أن هذا الفصل بين العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، والموضوع الأمني، قد تقرر في الحكومة الإماراتية، بموافقة واشنطن، وبالتنسيق مع نتنياهو وغانتس. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع، إن إخراج مندوبي أجهزة الأمن من الوفد، جاء في أعقاب قرار بأن يبدأ التفاوض في الشؤون المدنية أولاً.

 

الكاظمي يحاصر سلاح العشائر وتوعد الفاسدين... ودعا إلى الاستعداد للانتخابات

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/30 آب/2020

توعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس مجددا الفاسدين، متعهداً استعادة ما سرقوه، وأطلق حملة ضد «السلاح المنفلت» بدأت بسلاح العشائر التي كثر في الآونة الأخيرة، نتيجة النزاعات المسلحة بينها. وأعلن الكاظمي في خطاب متلفز بمناسبة ذكرى عاشوراء تشكيل لجنة عليا تختص بقضايا «الفساد الكبرى والجرائم الاستثنائية». وأضاف أن «اللجنة التحقيقية ستُمنح الصلاحيات المطلوبة لتحقيق هيبة القانون، واستعادة حقوق الدولة والمواطن من الفاسدين». كما أعلن الكاظمي إنهاء المرحلة الأولى من تقصي الحقائق التي رافقت الانتهاكات ضد متظاهري أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، متابعاً: «بدأنا بإحصاء الجرحى وضحايا المظاهرات لنيل استحقاقاتهم»، مؤكداً أن القوات الأمنية تحركت بكل طاقتها، وتجري تحقيقات موسعة سيعلن عنها حال اكتمالها. من ناحية ثانية، قال الكاظمي إن «السلاح المنفلت وعصابات الجريمة والاغتيال والخطف هي خنجر في قلب الوطن وفي قلب كل عراقي».

في هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية أن «هناك أوامر عليا صدرت من القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، وبإشراف ومتابعة وزير الداخلية، منها تفتيش واسع لكل المناطق التي تحصل فيها نزاعات عشائرية، وضبط الأسلحة ومصادرتها، سواء كانت خفيفة أو متوسطة».

كما دعا الكاظمي العراقيين إلى الاستعداد للانتخابات في يونيو (حزيران) المقبل، مشددا على أن «الانتخابات المبكرة هي التزامنا الثابت أمام الشعب العراقي». وتابع «لدينا إصرار بالتمسك بالتزاماتنا، وسنكون على العهد أوفياء مع شعبنا».

 

السراج يجهض طموح باشاغا بتغييرات عسكرية مفاجئة

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/30 آب/2020

في تصعيد جديد للخلافات داخل حكومة «الوفاق» الليبية، أجهض رئيسها فائز السراج طموحات وزير الداخلية الموقوف عن العمل، فتحي باشاغا، الذي حظي فور عودته من تركيا باستقبال حافل من ضباطها ومؤيديه في استعراض عسكري غير مسبوق. وقبل ساعات من خضوع باشاغا لتحقيق حكومي، ووسط تهديد أنصاره باقتحام مقر حكومة «الوفاق» وإطاحتها، اخترق باشاغا الطريق من المطار إلى مقر إقامته بمنطقة جنزور بموكب ضخم، رافقته مجموعات مسلحة تمركزت لاحقاً في معسكر «سيدي بلال» لتأمين منزله. وتزامناً مع عودته، قام السراج بتغييرات عسكرية مفاجئة، إذ وزّع مكتبه قرارين حملا توقيعه، عيّن بمقتضاهما الفريق أول محمد الحداد رئيساً للأركان العامة خلفاً للفريق محمد الشريف، وإعفاء معاونه الفريق سالم جحا. كما تمت ترقية العقيد صلاح النمروش، وهو من مدينة الزاوية (غرب)، من وكيل وزارة الدفاع إلى منصب وزير الدفاع الذي كان السراج يشغله إلى جانب رئاسة الحكومة. ويتحدر الحداد، الذي كان آمراً للمنطقة العسكرية الوسطى، من مصراتة، التي تعتبر مقراً للجماعات المسلحة النافذة. وكان الحداد قد تعرض في سبتمبر (أيلول) 2018 للاختطاف في منطقة كرزاز، جنوب مصراتة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا شيء اسمه جمعية أخضر بلا حدود.. هي “الحزب” فقط”!

جوني فخري/قناة العربية.نت/30 آب/2020

أعاد قرار تمديد مهمة اليونيفل جنوب لبنان، مع توسيع مهامها لتشمل أنشطة حزب الله على الحدود، فضلاً عن قصف إسرائيل مواقع ليل الثلثاء الأربعاء الماضي مراكز تابعة لجمعية بيئية داخل الأراضي اللبنانية رسم العديد من التساؤلات. وسلط بيان الجيش اللبناني وتأكيده الأسبوع الماضي أن مروحيّات إسرائيلية استهدفت “مراكز تابعة لجمعية أخضر بلا حدود” الضوء على عمل تلك الجمعية. فما هي تلك الجمعية التي تنشط في المناطق الحدودية بين لبنان وفلسطين وهل تساعد تحت غطاء الأعمال البيئية، جناح حزب الله العسكري؟

واجهة بيئية لأعمال عسكرية!

بحسب موقعها الرسمي على الإنترنت، فإن “أخضر بلا حدود” هي منظمة غير حكومية مخصصة لزراعة الأشجار. أما أهدافها فتتمحور حول التثقيف والتعليم البيئي والزراعي وتنظيم حملات تشجير في قرى ومناطق في جنوب لبنان. إلا أنه في العام الماضي ادّعت إسرائيل بأن الجمعية هي واجهة سمحت لحزب الله باستخدام مواقعها في عملية أفيفيم في أيلول، حيث أطلق الحزب صواريخ كورنيت من محيط مركز تابع لها ضد الجيش الإسرائيلي. كما أن البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة اتّهمتها أكثر من مرّة بأنها جزء من البنية التحتية العسكرية لحزب الله”. ودعم “معهد واشنطن” ادعاء تل أبيب بتقرير حدد ثمانية مواقع تابعة لـ”أخضر بلا حدود” لم تكن معروفة من قبل، يحتوي بعضها على أبراج مراقبة وبنية تحتية أخرى للمراقبة، على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

تشجير أحراج.. ومراقبة طيور

عن تلك الجمعية قال أحد أبناء القرى الحدودية لـ”العربية.نت” “إن نشاطات هذه الجمعية تتركّز في شكل كبير في المناطق المحاذية للخط الأزرق، واللافت في بعض تلك النشاطات أنها تنظّم حملات تشجير في أحراج مغطّاة أصلاً بالأشجار وهو ما يطرح علامات استفهام حول أهدافها؟ وعندما سألناهم عن سبب تركّز نشاطهم على الخط الأزرق فقط قالوا لنا لأنهم يراقبون هجرة الطيور”. كما أشار غسان (اسم مستعار) إلى أن “نشاطات الجمعية تكثّفت بعد حرب تموز العام 2006 من خلال تسيير دوريات بيئية بين المناطق الحدودية، غير أن اللافت في كل ذلك أن قوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل” الموجودة في جنوب لبنان مُنعت أكثر من مرّة من الاقتراب من المراكز التابعة لها”، بحسب قوله. في السياق، لفتت مصادر مطّلعة لـ”العربية.نت” إلى “أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أشار في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن في تشرين الثاني الماضي، إلى أن “اليونيفيل” ما زالت تُمنع من الوصول إلى مناطق عدّة على الجانب اللبناني من الخط الأزرق، خصوصاً إلى مواقع مرتبطة بإطلاق الصواريخ على “إسرائيل” في الأول من أيلول 2019، بينها مواقع لجمعية “أخضر بلا حدود”.

“يتجولون ويمنعون“

ومع أن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن إثر حرب تموز 2006 منع أي وجود عسكري في جنوب الليطاني، غير أن جمعية “أخضر بلا حدود” استطاعت كما يقول غسان بالاتّفاق مع وزارة الزارعة من إبرام عقود مع أشخاص هم بالحقيقة أعضاء في الجمعية كمأموري أحراج من أجل الدخول إلى منطقة جنوب الليطاني”. إلى ذلك، أضاف غسان “عندما ننزل إلى أراضينا الزراعية القريبة من منطقة جنوب الليطاني كنّا نصادف مأموري أحراج وبأعداد كبيرة يتجوّلون بين الأحراج والأراضي الزراعية. وفي أحيان كثيرة منعونا من تشحيل وقطع أشجار السنديان القريبة من أشجار الزيتون”.

وكان مدير جمعية “أخضر بلا حدود” زهير نحلة، قال في تصريح لإحدى الصحف عام 2017 “أن الأشجار التي تزرعها الجمعية في جنوب لبنان تهدف صراحة إلى حجب كاميرات المراقبة الإسرائيلية، لتكون بمثابة “حجاب أمام عيون العدو بالإضافة إلى جدار يحمي خلفه مقاتلي المقاومة أنفسهم”.

“حزب الله فقط“

وما تحفّظ على قوله غسان أكده وليد (اسم مستعار) من سكان منطقة رميش الحدودية، قائلاً: “لا شيء اسمه جمعية أخضر بلا حدود، هي حزب الله فقط.” كما تحدّث عن واقعة حصلت في البلدة وموثّقة بالإعلام منذ مدة وهي وضع جمعية “أخضر بلا حدود” يدها “وبالقوّة” على أرض محاذية للشريط الحدودي تُسمّى عين قطمون التي تقع في وادٍ وتُحيطها الجبال. وأقامت فيها بيتاً زراعياً، وكان أعضاؤها يقومون بحفريات تحت الأشجار هي أشبه بمتاريس. وعندما كنّا نقصد المنطقة بهدف التخييم كنّا نجد بطانيات داخل حُفَرٍ كبيرة تحت الأشجار”. أما عن أسباب اختيار أرض عين قطمون تحديداً، يلفت غسان إلى “أنها وعرة تغطّيها الأشجار بشكل كثيف، ما يُصعّب عملية مراقبة التحرّكات فيها”.

مشاركة نصرالله في حملاتها البيئية

وسبق لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أن شارك شخصياً في إحدى مبادرات جمعية “أخضر بلا حدود”، وظهرت له صور وهو يقوم بغرس شجرة في التربة، ليعود إعلام الحزب وينشر مقطع فيديو يوثّق تلك المبادرة، وذلك بعد أحد خطاباته التي دعا فيها أخيراً للجهاد الزراعي، على إثر الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان. ولعل ما يضع علامات استفهام حول أهداف الجمعية أنها لم تُنظّم أي نشاط بيئي مع وزارة البيئة، مع أن الأخيرة تتعاون مع جمعيات NGO’s مُسجّلة رسمياً لتنفيذ مشاريع بيئية. ووفق معلومات “العربية.نت” فإن “أخضر بلا حدود” لم تُنظّم أي نشاط بيئي مع وزارة البيئة على عكس جمعيات أخرى تتعاون معها الوزارة في مجال التوعية على أهمية البيئة والمحافظة عليها. كما أنها لم تُبلّغ الوزارة بأي نشاط بيئي قامت به منذ فترة، علماً أن الموقع الرسمي للجمعية أشار إلى أن من ضمن إنجازاتها خلال موسم تشجير 2014-2015 مشروع حملة غرس مليون شجرة لكل مواطن بالتعاون مع وزارتي الزراعة والبيئة والجمعيات والبلديات.

أشجار المنطقة العازلة

وفي الإطار، أوضحت المصادر المطّلعة لـ”العربية.نت” “أنه في نيسان الماضي، زرعت “أخضر بلا حدود” عدداً من الأشجار في الجانب اللبناني من السياج الحدودي، وتحديداً عند الخط الأزرق، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى اتّخاذ خطوة استثنائية ودخول المنطقة العازلة لإزالتها، ما أسفر عن مواجهة محدودة على الحدود. فما كان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلا أن قطعت في نهاية الأمر الأشجار بنفسها”.

 

هل هذا هو لبنان الكبير الذي حلم به الأجداد؟

سعد الياس/القدس العربي/30 آب/2020

يومان فقط يفصلان اللبنانيين عن ذكرى إعلان مئوية لبنان الكبير في أول ايلول 1920 فهل هذا هو لبنان الكبير الذي حلُم به آباؤنا وأجدادنا ووضع البطريرك الماروني الياس الحويّك كل ثقله التاريخي وإرث الكنيسة لنشأته؟ وأين اللبنانيون اليوم من هذه الذكرى التي بدلاً من أن تشهد احتفالات بالاعتراف الدولي الثمين بالكيان اللبناني وبازدهاره ووحدته الوطنية، تكبر المخاوف عليه من فكرة نسف هذه الصيغة اللبنانية ومن انهيار لبنان الكبير بعد 100 سنة على نشوئه بحدوده الحالية.

وكان جبل لبنان شكّل الركيزة الأساس التي قامت عليها دولة لبنان الكبير، فكان القلب الذي أعاد جمع الجسم بكامله، بعدما استعاد المناطق المسلوخة عنه. وفيما كان البعض يأمل أن يكمّل لبنان لمئة سنة أخرى وأكثر وأن يكون بلد الاشعاع والحريات وتفاعل الحضارات والابتكار والتنوّع وأرض السلام، إذ به يصطدم باستيراد مشاريع حروب وصراعات محاور لا تشبه تكوين لبنان الذي قام على فكرة “لا شرق ولا غرب” عندما توحّدت الأرادتان المسيحية والإسلامية، فامتنعت الأولى عن التغريب والثانية عن التعريب فكان لبنان الكبير.

فقصة لبنان الكبير نشأت على أساس حضور مسيحي إسلامي متوازن، وقصة الميثاق الوطني الذي اتفق عليه الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح عام 1943 قامت على أساس لبنان جمهورية مستقلة استقلالاً كاملاً، ولبنان ذو وجه عربي ولسان عربي وجزء من العالم العربي، لا يقطع علاقاته الثقافية والحضارية التي أقامها مع الغرب، وعليه أن يحفظ التوازن مع الجميع وأن لا يميل إلى فريق. وشرح الرئيس بشارة الخوري بنفسه في كتابه “حقائق لبنانية” موضوع الميثاق الوطني بقوله “ليس سوى اتفاق العنصرين اللذين يتألف منهما الوطن اللبناني على انصهار نزعاتهما في عقيدة واحدة: استقلال لبنان الناجز دون الالتجاء إلى حماية من الغرب ولا إلى وحدة أو اتحاد مع الشرق”.

وإذا كان المشروع اللبناني تجاوز كل محاولات تجويفه وتخريبه، وإذا كان المسيحيون وتحديداً الموارنة تجاوزوا اشكالية العروبة التي حفظوا لغتها وكان من بينهم رجالات من روّادها، وأقرّوا في اتفاق الطائف أن لبنان بلد عربي وليس ذو وجه عربي، إلا أنهم لن يتجاوزوا الآن اشكالية برزت مع فريق كبير من الطائفة الشيعية منذ سنوات يوالون الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويؤمنون بمشروع إلحاقي ويجرّون وطنهم بفعل السلاح غير الشرعي إلى الحروب والصراعات ويحاولون ترسيخ ثقافة مختلفة وذهنية غريبة عن المجتمع اللبناني، وهذا ما دفع بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى رفع الصوت والدعوة إلى فكّ الحصار عن الشرعية وتطبيق القرارات الدولية وإعلان الحياد.

فالمسيحيون اللبنانيون الذين لم يشكّكوا بالعروبة كفكرة حضارية كانت لديهم قبل عقود نقزة من مشاريع الوحدة العربية ببعدها الإسلامي، وهذه النقزة ذاتها تبرز اليوم بفعل استقواء حزب الله بسلاحه وهيمنته على الدولة اللبنانية المكوّنات الطائفية والمذهبية إلى درجة تهدّد الكيان برمّته.

وكما كانت مشكلة المسيحيين مع النظام السوري الذي حوّل قواته في لبنان من قوة ردع عربية إلى قوة سورية لفرض الوصاية والهيمنة وراح يتدخّل في الشؤون اللبنانية الداخلية ويغتال القيادات، كذلك هي مشكلتهم مع حزب الله الذي تحوّل من مقاومة ضد العدو الإسرائيلي إلى قوة عسكرية تمارس الهيمنة على كل مَن في الداخل، وتفرض أجنداتها ويُشتبه بوقوفها وراء اغتيالات طالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقيادات 14 آذار، وأمعنت في الحروب في عدد من الدول وفي محاولة فصل لبنان عن محيطه العربي وإلحاقه بطهران. وكل هذا لا يتفق مع شغف المسيحيين وتعلّقهم بلبنان سيّداً حرّاً مستقلاً.

ويعتقد المسيحيون أنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة بل يشعرون بوجود التفاف سنّي ودرزي حول طرح البطريرك الراعي من الحياد، وأثّرت فيهم مبادرة العديد من الدول العربية التي هبّت للوقوف إلى جانب بيروت بعد الزلزال الذي ضربها نتيجة انفجار غامض في أسبابه ومدى ارتباطه بوجود وقود صواريخ في العنبر رقم 12 في المرفأ تخّص حزب الله، تسبّبت بهذا الانفجار الضخم بعد تفاعلها مع مواد “نترات الأمونيوم”.

واللافت أنه بدل أن يتواضع حزب الله وعدد من القيادات الشيعية السياسية والدينية ويتعلّموا من تجارب المارونية السياسية أو السنّية السياسية ويقبلوا العيش ضمن الحدود اللبنانية بمساواة مع سائر الفئات اللبنانية، تراهم يغالون في المكابرة وعرض العضلات والتهويل بالعددية وضرب المناصفة المسيحية الإسلامية وتخوين كل من لا يماشيهم في طروحاتهم، بدليل حملة التخوين والاتهامات بالعمالة التي طالت حتى بطريرك الموارنة لأنه خرج ونادي بالحياد وبرفض وجود مخازن أسلحة وذخائر في الأحياء السكنية لعدم تكرار تجربة الانفجار في مرفأ بيروت.

وصار مستغرباً كيف أن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي يُفترض به أن يكون داعية حوار وسلام، يتولّى بنفسه الانقلاب على صيغة الطائف تحت حجة رفض “مزرعة الطوائف ونظام المحاصصة” لا لشيء بحسب أوساط مسيحية إلا لفرض منطق الغلبة العددية على كل لبنان من خلال المناداة بفرض قانون انتخاب على اساس لبنان دائرة انتخابية واحدة تلغي وجود الأقلّيات، وتضرب المناصفة التي أكد عليها اتفاق الطائف برعاية عربية مع وقف العدّ الذي أكد عليه مراراً الرئيس رفيق الحريري، وتمهّد لالحاق لبنان بمحور الممانعة.

في خطابه في الأول من ايلول عام 1920 ذكرى إعلان لبنان الكبير من قصر الصنوبر، كانت وصيّة الجنرال غورو “ان لبنان الكبير تألف لفائدة الجميع ولم يؤلّف ليكون ضد أحد”. وأوصى اللبنانيين بـ”الاتحاد الذي هو مصدر قوتهم” محذّراً من “الخصومات العرقية والمذهبية” وذكّر بوقوف فرنسا بشكل دائم إلى جانب لبنان. ولعلّ وصية غورو ما زالت صالحة وتنطبق على واقع لبنان الحالي بعد 100 سنة، وها هو الرئيس الفرنسي في الأول من ايلول 2020 إلى جانب لبنان والشعب اللبناني وليس إلى جانب السياسيين الفاسدين. وستتميّز زيارته بغرس أرزة في غابة أرز جاج وبلقاء البطريرك الراعي الذي يمثّل “الحلقة التي لا تنكسر” في سلسلة البطاركة الموارنة منذ 1600 سنة والذي أطلق منذ تنصيبه شعار “شركة ومحبة” والمقصود به باللغة الفرنسية “Communion et Amour” بين المسيحية والإسلام. هذا هو لبنان الذي يحلم به البطريرك كبلد حريات وتنوّع وتفاعل للحضارات على أمل ألا يكون إنتهاء المئوية الأولى مناسبة لدفن لبنان الكبير بسبب الصراع المستمر على الهوية والانتماء والوطنية.

 

تفجير الحريري لم يكن “ضرب رذالة” وانفجار المرفأ ليس “إهمالا إداريا”

طلال خوجة/منبر الشفّاف/30 آب/2020

افي ٦ اب اتصلت بي « اليسار »، وهي طالبة هندسة مدنية في طرابلس، تسأل عن المشاركة في حملة المكانس في شوارع مار مخايل والجميزة والكرنتينا وغيرها من الشوارع والاحياء المنكوبة بفعل جريمة انفجار المرفأ المروعة التي عصفت ببيروت وادت الى حالة ذهول واستنكار وتضامن في معظم الحواضر العربية والعالمية. خصوصا ان هذا الوطن الصغير يمر اصلا باسوأ ازماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الكيانية منذ تأسيسه قبل مائة عام بالتمام. وقد ادت هذه الازمات الى ان ينتفض شبابه وشاباته في ١٧ ت١ من السنة الماضية ضد القهر والفساد والتسلط، بطريقة فريدة وعابرة للطوائف والمناطق، شكلت جاذبا للشباب في معظم زوايا المعمورة. اذ اعطت صورة ناصعة للبنان المأزوم، مختلفة عن صورة السلطة الميليشياوية والمافيوزية والطائفية المتلاعبة بسيادة البلد ومقدراته والتي اوصلته لحافة الانهيار الشامل. علما ان هذه الصورة الناصعة تجد صداها في اهم العواصم العالمية والتي خبرت نجاح وفرادة اللبنانيين في معظم المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية.

« اليسار » هي واحدة من الاف اللبنانيات واللبنانيين والمقيمين في لبنان الذين تدفقوا الى بيروت الجريحة والمدمرة ليساعدوها على ان تقوم من بين الردم. وبالفعل، فبموازاة هذا التدفق الهائل من كل المناطق والذي اعاد ضخ بعض الدم في شرايين العاصمة المنكوبة، تدفق عشرات الوف المتظاهرين في سبت الحساب الى ساحات الحرية، معيدين بعض الالق الى انتفاضة الغضب بعد تراجعها بسبب السلبطة والبلطجة ومحاولات الاحتواء، خصوصا من القوى السياسية المتحكمة بالبلد والمستقوية بالسلاح، فضلا عن تأثير جائحة كورونا.

وقد اظهرت  هذه المظاهرات تغيرا نوعيا في مقاربة المنتفضين للشعارات المرتبطة بقوى السلطة المتنوعة، حيث كسر « تابو » حزب الله وتراجعت المجموعات التي شكلت دريئة له، سواء المجموعات اليساروية سواء بعص مجموعات العسكر المتقاعد،  فطالت المشانق المقدسين الثلاثة نصرالله وعون ونبيه بري مع الآخرين. كما طغى هتاف “نصرالله ارهابي” في الساحات، وهو ما عكس تحميل حزب الله المسؤولية عن جريمة المرفأ واعتباره واجهة للاحتلال الايراني للبنان، مع المطالبة بتحقيق دولي وحماية اللبنانيين عبر تنفيذ قرارات الامم المتحدة. علما ان هذه القرارات شكلت سببا للمشهدية الانقسامية في ٦ حزيران وما واكبها من اعمال تخريب في وسط العاصمة على يد جماعة موبيلات الحقد، بالمقارنة مع موبيلات المحبة التي تدفقت منذ الانفجار المجرم للمساهمة بنقل الاف المصابين من قلب بيروت واحيائها الى المستشفيات التي لم يدمر ها الانفجار. وقد لوحظ ان اندلاع العنف بالمناطق المواجهة للمجلس النيابي والرد بالرصاص من افراد ميليشيا المجلس على مرأى من القوى الامنية والعسكرية لم يضعف من عزيمة المنتفضين الذين استمروا صامدين الى وقت متأخر. وقد حاول النائب روكز ومرافقيه من العسكر المتقاعد استغلال زخم الانتفاضة المتجدد في صراع البلاط، متكئا على مسرحية احتلال وزارة الخارجية من قبل بعض الجنرلات السابقين والمتسلقين والموهومين بمشاركة عفوية من بعض المندفعين، فطُرد وأُهين، ولهذا دلالة في التوازن داخل الحراكات وفي شعاراتها الأكثر وضوحا وصلابة.

اما التدفق الثالث فهو تدفق غير مسبوق لطائرات وسفن المساعدات الانسانية والطبية من الدول العربية والغربية والتي اتت لمساعدة الشعب اللبناني في مصابه الاليم، علما ان جميع المسؤولين الذين حضروا الى بيروت كانوا واضحين بدعمهم للشعب وليس للسلطة، والتي للمناسبة لم يتجرأ أحد اركانها لزيارة الاحياء المنكوبة والاختلاط بالمواطنين، كما فعل وللمفارقة الرئيس الفرنسي و دفيد هيل واخرون. اما من جرب حظه من وزراء الصدفة في حكومة الواجهة فقد نال نصيبه كما حصل مع وزيرة العدل ووزير التربية.

وامام هول الكارثة التي شبهها العالم ب١١ ايلول اللبناني، يصبح مستهجنا ومقززا ان يعتبر اركان السلطة ان للجريمة جانبا ايجابيا في كسر الحصار، مراهنين على حركة الرئيس الفرنسي وارتباطها بالواقع الاقليمي والدولي، فضلا عن زيارة « هيل » وموضوع ترسيم الحدود، غير عابئين بان ما تدمّر هو احياء بيروت التي حافظت الى حد كبير على تراثها المعماري والحضاري والثقافي، رغم الحروب والجشع والحقد الذي حاول نهشها وتعطيل نهضتها( الم يقل احدهم مرة ان وسط بيروت يكفيه تنكتين بنزين)، وان ما تهدم هو مرفأ بيروت الذي شكل اساس نهضة لبنان الاقتصادية، نظرا لدور البلد الاقتصادي والثقافي كجسر بين الشرق والغرب، خصوصا الشرق العربي. فعوض ان يصبح مرفأ بيروت طريقا للحرير في رؤية شي بينغ كما وعدنا نصرالله، ها هو يصبح طريقا للاساطيل وكأننا في مشهد استعادي ولكن بالمقلوب للقرن التاسع عشر.

بعد سماع ما قاله مرشد الجمهورية ورئيسها تعليقا على جريمة المرفأ، تذكر كثر تعليق اميل لحود على تفجير موكب الحريري بطنّين من المتفجرات حين وصفها بانها “ضرب رذالة”.

وللمصادفة ربما! فان جريمة المرفأ وقعت قبل بضعة ايام من اعلان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حكمها الذي قضى بان جريمة إغتيال نفذتها مجموعة محترفة، وفي مناخ سياسي يتعلق بمطالبة اجتماع بريستول٣ المدعوم من الحريري بانسحاب كامل للقوات السورية وفي مناخ التهديدات السورية للحريري، وان ادانت فقط(ونظرا لطبيعتها ولمعاييرها الدولية ولضعف التعاون بسبب سيطرة حزب الله في لبنان)احد القياديين العسكريين في حزب الله. فهذه “الرذالة” دفعت بالملايين لساحات الحرية وفجرت ثورة الارز وادت لخروج قوات الاحتلال السوري من لبنان قبل ان تنجح الهجمة المضادة بالسيطرة على البلد ويبدأ الانحدار نحو الهاوية وصولا للانهيار الإقتصادي ولانفجار الرابع من آب. ولمن يثق بالتحقيق اللبناني بإنفجار المرفأ نسأله هل من قاض يجرؤ على مطالبة السيد نصرالله بتسليم القديس المدان سليم عياش؟

بعد ١١ ايلول الاميركي، تساءل الاميركيون لماذا يكرهوننا؟

وبعد ٤ آب اللبناني، حبذا لو تساءل اركان السلطة المنبوذة لماذا يكرهوننا، بدل ان يعتبروا على طريقة اصدقائهم المستبدين ان الاستقالات النيابية هي مؤامرة على العهد نجحوا في افشالها، فيستعيد النائب باسيل بهلواناته رغم الدم والدمار والدموع، محذرا ومستعينا بذمية مار مخايل على الحلفاء والاخصام معا، وبالاصل على الناس المنكوبين، وخصوصا في الاحياء المسيحية التي لطالما ادعى العونيون ان الله بعثهم لحمايتها.

هناك من كان يعتقد ربما، ان حزب الله هو حزب مقاوم، وان لايران التي اسسته في سفارة دمشق على يد السفير محتشمي سنة ٨٢ ايديولوجية مقاومة .طبعا يضم الحزب مقاومين وسقط له شهداء بوجه اسرائيل التي حصر به المواجهة معها، بعد تطويع كل صنوف المقاومة الوطنية، مستخدما كل الوسائل، بما فيها القتل والتهجير.

فالحزب هو لواء من الحرس الثوري ويعمل ضمن الاستراتيجية الايرانية.  بالطبع هناك صراع استراتيجي بين ايران و اسرائيل، كما مع الولايات المتحدة، بسبب المصالح الجيوسياسية والصراع الاقليمي والدولي على  خلفية التحولات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي عمقها صعود المارد الصيني وعودة القيصر الروسي وظهور الخليفة العثماني، وليس بسبب الايديولوجيا التي تستعمل كرافعة ويستعمل حاملوها البسطاء كوقود لهذه المصالح. وهذه المصالح هي التي جمعت اميركا وايران على تدمير العراق، كما جمعت اسرائيل وايران في بعض مراحل الحرب العراقية الايرانية، وهي التي تدفع ايران لتخريب المنطقة عن طريق الميليشيات التي ترعاها لتنفذ اجندتها، كما حصل في سوريا واليمن، وفي لبنان عبر حزب الله الذي اوصل البلد الى الخراب واضعا اياه ورقة بيد الولي الفقيه، مستعينا “بذمية مار مخايل”، والذي للمناسبة وقعت غداة مظاهرة الاشرفية السيئة الذكر والمشبوهة الإعداد، فظهرت كحلف للأقليات بوجه السنة والعرب عموما، وقد استثمرها طرفاها بكل الشرور الممكنة، مصحوبين باحقاد يصعب وصفها ولكن تبدو نتائجها التدميرية ابوكاليبتية.

مرت اسابيع على فاجعة ٤ آب، الا ان المشهد يزداد سوريالية، فمن جهة تتواتر معلومات مذهلة عن الجريمة والمسؤولية الرئيسية فيها للقابض على خناق البلد، ومشاركة معظم اركان السلطة فيها، البعض اهمالا والبعض تواطؤا وكثر طأطأة.

ومن جهة تزداد حركة الاساطيل ويتخوف كثر من ابتلاع التماسيح لبعض الدول، كابتلاع لبنان من ايران وابتلاع فلسطين من اسرائيل وابتلاع سوريا من روسيا بتواطؤ روسي وصيني واسرائيلي، وبغض نظر من ضابط المنافسة الاميركي في المتوسط  وعجز عربي واروروبي.

ومع ذلك فان الانفصال عن الواقع مستمر، ليس فقط في اوساط ما يسمى بالاكثرية، بل يمتد داخل المعارضة الميني السيادية التي تزداد تفككا وتقوقعا وللأسف طائفية، وصولا لكثير من النخب ضمن الانتفاضة الشعبية وعلى اطرافها، علما ان سيد بكركي قد رفع السقف في ادانة السلاح وداعميه، وصولا لمطالبة الرئيس الماروني بالتفتيش عن مخازن السلاح الغير الشرعي، مكررا طرح الحياد الايجابي، ومتمسكا بالدستور والقرارات الدولية، مما يخلخل ذمية مار مخايل ويضع كثير من القوى السياسية في مواجهة الحقيقة، وقد لحقه المفتي دريان في خطبة رأس السنة الهجرية.

هناك ديناميتان تتنافسان في لبنان.

واحدة تعمل على تغيير طبيعة ودور وتاريخ البلد وعلاقاته العربية والدولية، وصولا للاطباق السياسي والاقتصادي والدستوري، وقد قطعت اشواطا كبيرة في كثير من مجالات الحياة الثقافية والاجتماعية والتربوية، وهي تتغذى من الحقد والمذهبية والشخصانية والمافيوية والتبعية المستندة على فائض القوة الميليشياوية، كما تتغذى من صراع الهويات القاتلة.

ودينامية أخرى تقوم على حماية البلد من السقوط النهائي في قبضة الفشل والتخلف. يغذيها عشرات الوف الشباب المنتفض والمتطلع للمواطنة والحياة الكريمة، والعابر للطوائف والهويات، والمتأبط للمكنسة والمعول لكفكفة دموع  اهالي بيروت. ويغذيها مجتمع مدني ونقابي وثقافي يمتاز بحيوية وتضامن قل مثيله، ويغذيها الوف اللبنانيين في المغتربات الذين حولوا بيوتهم اماكن للتضامن وجمع المساعدات، وفي مناخ من الالتفاف العربي والعالمي مع المدينة الجريحة، شارك فيها فنانون ومثقفون وناشطون بارزون ويضاء من أجل بيروت أهم المواقع العالمية، وتتغذى من عروبة واقعية محتضنة ومتحررة من الإيديولوجيات بمواجهة مشرقية مزعومة، ويغذيه انغراز مؤسسة الجيش وقوى الأمن وغيرها من المؤسسات الشرعية في وجدان اللبنانيين، رغم كل الإلتباسات والإختراقات والممارسات لإضعاف هذه المؤسسات ووضعها في مواجهة المنتفضين، كما يغذيها ايضا مئات المثقفين وعشرات الشعراء والمطربين الذين  كتبوا وغنوا لأم الدنيا بيروت، حاضنة الحياة والثقافة وعاصمة الحرية والإبداع.

 بين دينامية الهويات القاتلة ودينامية الحياة الكريمة لا شك بانتصار الثانية، خصوصا في بلد اشتهر اهله بحب الحياة، وبإطلاق المبادرات الإقتصادية رغم تكلس وفساد واعاقة الطبقة السياسية، ونجح مغتربوه المتعلقين بالوطن في ولوج ارقى مفاصل الحداثة والعلوم، بما فيها ولوج الذكاء الاصطناعي والانسان دو البعد التكنولوجي، والامثلة كثيرة. ومع ذلك فإن كلفة المواجهة تبدو عالية جدا، خصوصا أن الخصم لا يقيم وزنا للحياة، ولا يتوقف عن اي وسيلة في تحقيق الهدف، وقد شهدنا ردة الفعل  الباردة على الكارثة الأضخم، مصحوبة بشماتة وإسفاف في وسائل التواصل الاجتماعي، علما اننا نشهد تكرار الحوادث المشبوهة في اكثر من منطقة وبعض التوتير الحدودي، والتي تذكر بمعادلة السكوت مقابل الأمن، وهي معادلة لن تستقيم بعد جريمة 4آب.

وبالنظر للعنة الموقع التي تضرب لبنان منذ نصف قرن، فان طريق الاستقلال الثالث ليست مفروشة بالورود، بل هي طريق معقدة ومتدرجة وتسرح فيها الوحوش الكاسرة، ومع ذلك فهي تشكل ممرا اجباريا لاستعادة هذا الوطن الجميل(إسمعوا ما قاله مايكل كاين وجورج كلوني ويسرا وعشرات السوبر ستار في وصف بيروت ولبنان)

قد يتهم البعض جيلنا بالرومانسية الثورية في عصر التكنولوجيا الرقمية، وهي تهمة نفخر بها، فبمواجهة الشعبوية لا بأس باستحضار بعض من الرومانسية، فهي تشكل حافزا على تحمل الآلام وبذل التضحيات من أجل إعادة وضع لبنان على خريطة الدول الحديثة وإن بعد حين، ولبنان كان في مقدمها قبل أن يتحول موقعه الجيوثقافي من نعمة إلى نقمة. وربما وجب أن ننتبه لنبض الشباب وقوة  الرومانسية الشعبية حين جرى التلاعب بكلمات أغنية يا بيروت، فإن الثورة تنهض من بين الأحزان.

 talalkhawaja8@gmail.com

طرابلس في 27\8\2020

 

نصر الله والإعلام…: أمك يا ستيف” أيضا

 علي الرز/منبر الشفّاف/30 آب/2020

تفسيراتٌ كثيرةٌ أُعطيتْ لضيقِ صدْر حسن نصر الله بالإعلام،  وخصوصاً قنوات “العربية” و”الحدث” و”سكاي” وغيرها من صحف ووسائل تَواصُلٍ اجتماعي، بينها أنها بدأتْ تؤثّر في قاعدة الحزب، أو أنها نَجَحَتْ في فرْض وُجْهَةِ نَظَرٍ مُغايِرَةٍ لِما حاولتْ الممانعةُ تكريسَه بالقوة والسيطرة، أو أنها تلعب دوراً تحريضياً، أو تساهم في تكوين رأي عام أوْسع ضدّ إيران وأدواتها. 

 كلّه قد يكون صحيحاً، لكن الأساسَ في الموضوع ان أمين “حزب الله” أمينٌ أيضاً على منظومةِ الفكر التي ظلّلتْ الأسلوبَ والممارسات، وهي منظومةٌ شبيهةٌ إلى حدٍّ ما بما حَصَلَ في الأنظمة الشمولية التي رفعتْ الايديولوجيةَ إلى درجةِ القداسة والعبادة فأصبح الخضوعُ التام لها “إيماناً” والخروج عليها “كُفرا”. بهذا المعنى يتساوى الأسلوبُ (وإن من الزاوية النقيض مثلاً) مع “مَدارس الإلحاد” التي حاول ستالين فَرْضَها في المدن والقرى لخلق جيلٍ معجونٍ بالماركسية نصاً وروحاً، (وهي للمناسبة فشلتْ رغم انتفاء الإعلام) أو مع تجربة كوريا الشمالية، أو مع تجربة البعث ومن ثم الثورة في إيران، أو مع مدارس الإسلام السياسي (قاعدة، نصرة، جهاد، داعش وغيرها) التي قسمت العالم إلى فسطاطيْن. 

هذه المدارس يصبح الإعلامُ عدوَّها اللدود. فعندما كان يُقال أيام حافظ الأسد: “ما في شي بحماه“، كان يمكن ضَبْطُ المشهدِ ما خلا بضعة صورٍ عن مبنى واحد محترق، ووحدها شهاداتٌ متحرِّرةٌ من المجزرة كان يمكن أن تخرقَ حاجزَ الخوف. أما عندما يقول اليوم نصر الله: “ما في شي بحمص” ثم تخرج آلاف الصور قبل انتهاء خطابه موثِّقةً مجزرةَ بابا عمرو ومواكَبة ببثٍّ حي لما يحصل… فهنا المفارقةُ المُخِلَّةُ بالتوازن بين موروثٍ وممارسةٍ وتوجيهٍ وبين الحقيقة كما هي. 

هي مدرسةٌ واحدة. عندما أعيد محمود أحمدي نجاد بالتزوير رئيساً لإيران سيطرتْ الاحتجاجاتُ على الشوارع، لكن قسوةَ النظام كانت مُضاعَفة لأن نظام “تويتر” عَبَرَ أسوارَ المنْعِ والقمْعِ ولم يَجِدْ “الباسيج” غضاضةً في قتْل الناس بدمٍ باردٍ وعلى الهواء رداً على “التغريد” من الوريد الى الوريد. 

وعندما اندلعتْ الثورةُ السورية واستقبل بشار الأسد وفداً من أهالي منطقة جوبر (وهو لقاء نُشر محضره في ذلك الوقت) قال لهم: “أنا لا أنزعج ممن يتظاهر. أنا أنزعج ممّن يصوّر“، مُبَرِّراً ذلك بأن الصورَ تحرّض وتَسْتَدْرِج تَدَخّلاتٍ خارجيةً وجهاتٍ متطرّفة. 

وإذا كان ستالين أو كيم ايل سونغ أو صدام حسين أو حافظ الأسد أو بشار برّروا ربْطَهم بين حرية الإعلام والخيانة بطابع مهمّتهم المقدّسة تاريخياً وأممياً وقومياً، فقد برّر النظامُ الايراني والميليشياتُ المنبثقةُ منه وأمراءُ الإسلام السياسي بكل تلويناته، من أفغانستان إلى الجزائر ،الربْطَ نفسه بالمهمةِ المقدَّسة دينيا. ومراجعةٌ سريعةٌ لأدبياتِ هذا المحور في مجال الإعلام تُظْهِرُ قوةَ الربْط… وآخِرها خطابُ نصر الله الذي لخّص المشهدَ بتركيزه على أن “حزب الله” على حق دائماً وأن الله معه ونَصَرَهُ وسينْصره دائماً، أما الآخَرون من وسائل إعلام ومُعارِضين لنهْجِ الحزبِ عربياً وعالمياً، فهم في الفسطاط الآخَر. 

مع بداية الثورة السورية، وبعد رصْدٍ لمواقف بشار ومسؤولين سوريين من أجهزة الهاتف النقّال والإعلام، كتبتُ مقالاً بعنوان “أمك يا ستيف” يخاطب فيه بشار روحَ ستيف جوبز. يقول: “إنه الموبايل وتحديداً الآيفون. هنا كل المؤامرة. ابحَثوا في كل ما سمعتموه عن اغتيالاتٍ حصلتْ عندنا أو قصفٍ لمواقع في بلدنا، ولن تجدوا سوى ما نريد أن نَعْرِضَه. ضَبَطْنا الأرضَ والناسَ بشكلٍ لا نظير له في العالم. أما الآن فرجلُ الأمن عندما يرْفس قتيلاً بقدمه ويقدّم له التحليل السياسي بقالب عسكري قائلاً: بدك حرية يا ابن (…) يجد صورتَه وصوتَه في كل التلفزيونات. 

انه « الآيفون ». يسجّل ويُرْسِل. لا مشكلة في تأديب الناس وقتْلهم واعتقالهم وتعذيبهم… بل متى كانت هذه مشكلة أساساً؟ المشكلةُ في مَن ينشر غسيلَنا ويرْسله الى الخارج عبر المحمول. والأدهى في الأمر أن مَن اخترع الآيفون، ستيف جوبز، والدُه من عندنا وأمه أميركية، لكنه حصل على الجَزاء المُناسِب. 

أمك يا ستيف لم تكن لتفخر بك لو علمتْ أن اختراعَك يُستخدم في مؤامرةِ ضرْب النظام المُمانِع المُقاوِم. أمك يا ستيف، لو شعرتْ بأن فيك خيْراً لَما كانت هَجَرَتْكَ وأنت صغير ورَمَتْكَ لعائلةٍ أخرى كي تتبنّاك. أمك يا ستيف لم تَسِرْ في جنازتك لأنها أدْركت أنك مسؤولٌ عن اختراعٍ غير مسؤول. أمك يا ستيف … أمك يا ستيف … أمك يا ستيف … لماذا أَنْجَبَتْكَ؟”.  هكذا يمكن فَهْمُ مضمونِ خطاب نصر الله عن التلفزيونات والصحف والإعلام المُعارِض لمحوره عموما.

 

حسن نصر الله الأمريكي

 عبد الجليل السعيد/ صوت بيروت إنترناشونال/30 آب/2020

اعترف الإرهابي حسن نصرالله زعيم ميليشيا حزب الله في لبنان أنه تواصل مع واشنطن، وأن فتح قنوات الاتصال مع الحزب على حد زعمه أمر موجود، وعرض نصر الله لكل تلك الحقائق يكشف نفاقه وكذبه المستمر على جمهوره. فالأموال والسلطة واحتلال النظام السياسي لصالح إيران هي قضية نصر الله الأولى، ولم ينفعل نصر الله ولن ينفعل لحال الجائعين المعدمين من جمهوره ، لأن همه أن يتبعوه و هو يعيش على حسابهم. وتطرق الكثير من العارفين بالشأن اللبناني مؤخراً إلى قضية الحياد التي طرحها الكاردينال الراعي، سيما وأن نصر الله بأمر من إيران يشن المعركة الكبيرة على هذا المفهوم، فالواجب بالنسبة لنصر الله يكون بالوقوف إلى جانب المصالح الإيرانية

وعندما تكون المعركة في لبنان اليوم بشكل واضح بين خيارات بكركي والمؤيدين لها وبين خيارات حزب الله وأمانيه في إبقاء إحتلال إيران للبنان فإن الخاسر الأكبر هو القوى المسيحية التي تؤيد ميشال عون ، فالأخير هو حليف حزب الله وإيران

فحزب الله الذي يشن حملة لا سابقة لها على مبادرة الراعي، يتناقص عدده يوماً بعد يوم، ليس في ميادين القتال فحسب، بل حتى في صفوف الساسة المؤيدين له

فالذين كانوا يعمدون إلى سياسة الضغوط النفسية والمعنوية حتى يتخلى اللبنانييون عن القضايا التي ضحوا من أجلها، لا سيما خلال سنوات سيطرة إيران على لبنان أصبحوا في مأزق بعد كلام سيد المقاومة لديهم عن العلاقة الودية مع أمريكا.

والدولة التي تستخدم الملف اللبناني بشكل سيء وتحاول فرض رأي عام على بلد مثل لبنان هي إيران كما هو معروف، و تدفع بعشرات الاف اللبنانيين كي يموتوا من أجلها، ومن أجل مشروعها التوسعي.

وملايين الدولارات التي كانت إيران ترسلها لحزب الله، اليوم يتم تعويضها من جيوب اللبنانيين ومن خلال نهب خزينة الدولة اللبنانية بالشراكة مع القوى الأخرى الفاسدة داخل السلطة.

وهناك إدارة واحدة للدمار اليوم في لبنان، من خلال غرفة سوداء في حارة حريك، تحرك كل شأن في الملف اللبناني، وكل ما تسمعونه في الاعلام من تهويل حول الحلول القريبة من لبنان مجرد هراء، لأن القادم أسوأ كون صفقات المنتفعين مستمرة .

 

ماكرون ما "عندي ثقة فيك"!

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 31 آب 2020

 الكثير من الاستعراض يلفّ الحركة الفرنسية تجاه لبنان. منذ وطِئ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان في أعقاب "زلزال المرفأ"، بدا الاستعراض هو السِّمة الابرز للزيارة. حشر وريث الانتداب الفرنسي (المجيد) في خطابه عشرات العبارات الكبيرة عن لبنان اللبنانيين وعن انتظاراته منهم. وقال إنها ما يريده الشباب اللبناني الذي تعمّد لقاءه، ومصافحته، وعناقه متخفّفاً من الكثير من الإجراءات الحمائية ضدّ كورونا. بدا يومها العثور على عبارة واحدة تختصر الزيارة صعباً للغاية. أفكار كثيرة كبيرة كانت تتدفّق من تصريحاته، التي سرعان ما صُحّح جزء منها لا سيما ما تورّط به في الحديث عن حكومة وحدة وطنية. يستمرّ الكلام الفرنسي الكبير، والأداء الاستعراضي الأكبر، عشية عودة ماكرون إلى لبنان في ذكرى مئوية ولادة الكيان اللبناني المعاصر على يد فرنسا بعد هزيمة السلطنة العثمانية في ختام الحرب العالمية الأولى..

وزير خارجية ماكرون حذّرنا من إختفاء لبنان، كأنّ لبنان المتخيّل (الليبرالي التقدّمي الثقافي.. إلخ.) لم يختفِ بعد. وماكرون نبّهنا إلى احتمال وقوعنا في الحرب الأهلية، في وقت بات عداد القتلى فيه، في لبنان يسابق عداد يافطات الفتنة المذهبية المتنقّلة بإدارة سرطان الأمة: حزب الله!

أما في باب الاستعراض الاستشراقي، اختار الرئيس الفرنسي أن يستهلّ زيارته من أكثر المداخل-الكليشيه إلى ما يمكن تسميته بالهوية الكلاسيكية اللبنانية، بكلّ أخلاقويتها الطهرانية، وميثولوجيتها وررمانسيتها الريفية، ومتخيّلها القيمي والجغرافي والعلاقاتي...

حشر وريث الانتداب الفرنسي (المجيد) في خطابه عشرات العبارات الكبيرة عن لبنان اللبنانيين وعن انتظاراته منهم

في مكان ما، فيروز هي الصلة الأكيدة بلبنان المختفي الذي يحذّرنا وزير خارجية ماكرون من اختفائه.. لبنان المختفي أصلاً، حتى في عزّ حضور التجربة اللبنانية ونجاحها.. فالفيروزية هي "الدين المدني" لكلّ اللبنانيين، وهي ككل "الاديان" مناورة بشرية سلوكية تجاه الواقع، ومغامرة في العقل والوجدان للاتصال بالغيب والمتخيّل... فيروز ليست مبتدأ بل خبراً. خبر عن لبنان الذي لم يعد، أو ربما لبنان الذي لم يكن...

سيدي الرئيس ماكرون، اللبنانيون في مكان آخر بعد زلزال 4 آب 2020.

الكلام الفرنسي الكبير عن الصيغة، والدستور، ومصير الوطن والأمة اللبنانية، يبقى كلاماً طيبًا في ضوء عدم تحديد المشكلة بوضوح. ويصير كلاماً متآمراً إذا ما اقترن برصد سياسات الاندفاع الفرنسي تجاه إيران.. لا حلّ في لبنان لا يبدأ من تجاوز الصفة التمثيلية لجميع أركان العصابة الحاكمة عبر حضورها في المجلس النيابي، والمتهمة، إما بالفساد، وإما بالفشل، وإما بالاثنين معاً إذا ما أراد الرئيس الفرنسي أن يحقّق لبلاده نجاحاً في لبنان، فعليه أولاً أن يقلع عن الكليشيهات التي كان يمكن لها أن تجد جمهوراً لبنانياً في التسعينات.. وإذا ما أصر عليها، فليكن "جرن الكبة" بعد فيروز بلا تردّد.. وعليه ثانياً أن يبدأ من حيث تبدأ السياسة، بوضع كامل حزب الله، السياسي والعسكري على لوائح الإرهاب الفرنسية، وقطع العلاقة بأيّ جسم ينتسب إلى الحزب في العام والخاص، لا أن يأتي إلى لبنان، وعينه على تقديم أوراق اعتماد لايران، من خلال إبداء الليونة تجاه الحزب!

وعليه ثانياً، أن يمهّد الطريق الدولي نحو محاصرة رئيس الجمهورية وصهره وإخراجهما من أيّ قرار مصيري حول مستقبل اللبنانيين، وأن يتصدّر جهود فرض حكومة أممية في لبنان لا تأخذ بعين الاعتبار الصفات التمثيلية لأيّ من أركان "نظام حزب الله" الذي يتكوّن من حلفاء وخصوم حزب الله، وأولهم أصدقاء فرنسا المسلمين والمسيحيين. لا حلّ في لبنان لا يبدأ من تجاوز الصفة التمثيلية لجميع أركان العصابة الحاكمة عبر حضورها في المجلس النيابي، والمتهمة، إما بالفساد، وإما بالفشل، وإما بالاثنين معاً.. عزيزي ماكرون، وبكلّ صراحة، منذ الزيارة الأولى المليئة بالكلام الكبير، ثم الزيارة الثانية التي قرّرت افتتاحها بزيارة كليشيه الى فيروز وزراعة أرزة أكثر كليشيهاتية، ما "عندي ثقة فيك".. فإذا مش "جايبلي سلام" .. "خليك بالبيت"..

 

الحزب يواجه الراعي وبرّي لتغيير النظام

خالد البوّاب/أساس ميديا/الإثنين 31 آب 2020

بين السبت والأحد، أوقع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نفسه في موقفين متناقضين. مساء السبت أعلن أنّ حزبه تلقّى عروضاً كثيرة سياسية ومالية وتعزيزاً لموقعه في الدولة، مقابل تغيير وجهته السياسية والكف عن مواجهة العدو الإسرائيلي، وكان الجواب رفضاً قطعياً. فحزبه لن يبدّل تبديلاً على حدّ قوله.

لكن قبل ظهر الأحد، أبدى نصر الله استعداد حزبه للانفتاح على أيّ نقاش في تطوير النظام السياسي أو الذهاب إلى عقد اجتماعي وسياسي جديد، متلقّفاً المبادرة الفرنسية. قال نصر الله بوضوح: "منفتحون على أيّ نقاش هادئ في مجال الوصول إلى عقد سياسي جديد شرط أن يكون النقاش برضى اللبنانيين كافة".

يؤشّر هذا الكلام إلى اعتراف حزب الله بعقم النظام اللبناني المعمول به حالياً، ويمثّل استعداداً للبحث بتعديل الدستور، ما يعني انفتاح الحزب على العروض التي قدّمت له ونفاها نصر الله مساء السبت.

في بنية خطابه الذي ناقش كلّ البنود والملفات المطروحة، أراد نصر الله استباق زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واستباق موقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي سيطلقه عشية ولادة لبنان الكبير. وكأنه يساهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة، ويبعث رسالة إلى ماكرون تقبل العرض الذي قدّمه، خصوصاً أنّه عندما التقى الرئيس الفرنسي بالنائب محمد رعد كان يفترض بحزب الله أن يقدّم رزمة أجوبة على العروض الفرنسية. موقف نصر الله حمل جانباً أساسياً من هذه الأجوبة.

منفتحون على أيّ نقاش هادئ في مجال الوصول إلى عقد سياسي جديد شرط أن يكون النقاش برضى اللبنانيين كافة

بدأ نصر الله من تلقّف المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة، مع تأكيد الانفتاح على كلّ الخيارات وتسهيل عملية تشكيلها، والالتزام بكلّ شروط الإصلاح، مقابل أيضاً الإصرار من قبل الحزب على المشاركة بهذه الحكومة. ولم تقف الأجوبة عند هذا الحدّ، بل ارتضى نصر الله الذهاب إلى نقاش حول العقد السياسي الجديد، وسط معلومات تفيد بأن باريس تتحضّر لعقد مؤتمر لبناني جامع في الأشهر الثلاثة المقبلة للانتقال إلى العقد الجديد. فعندما يبدي نصر الله الاستعداد لمثل هذا النقاش، فهذا يعني التماهي مع المسعى الفرنسي حول تقديم الحزب تنازلاتٍ في الميادين الخارجية من سوريا إلى العراق واليمن، مع الالتزام بأمن إسرائيل، مقابل تعزيز دوره في البنية السياسية والدستورية للبنان في المرحلة المقبلة.

وهو أراد استباق ذلك، باستكمال طرحه حول اللجوء إلى الاستفتاء الشعبي لتحديد ما يريده اللبنانيون. استغلّ نصر الله الدعوات الدولية لتشكيل حكومة أو إرساء معادلات سياسية تلبّي تطلّعات اللبنانيين، بالقول إنّه يجب استفتاء اللبنانيين على ما يريدونه. وهكذا فقط يمكن تلبية مطالب اللبنانيين وتطلّعاتهم. طرح الاستفتاء من قبل حزب الله، هو خطوة متقدّمة إلى مدى بعيد، إذ يعلم الحزب أنه سيكون صاحب الكتلة الشعبية الأكبر التي تصطف خلفه، انطلاقاً من تحالفه مع حركة أمل، ومع قوى سياسية وحزبية من طوائف مختلفة، فسيكون متسيّداً على الساحة الشيعية، ومسجّلاً للخروقات في الساحات الأخرى، الدرزية، والسنية، والمسيحية. وسيقول للمجتمع الدولي إنّ الخيار الذي يريده هو صاحب الأكثرية.

نصر الله قد تجاوز الرئيس نبيه برّي، المدافع دوماً عن اتفاق الطائف، والذي ظلّ يصرّ على حمايته وتنفيذ بنوده المتبقيّة، ومنها إلغاء الطائفية السياسية، حتّى اليوم

موقف نصر الله هذا كان قد استبقه البطريرك الماروني بشارة الراعي الماضي في تصعيده بوجه الحزب. إذ دعا البطريرك إلى تكريس "الحياد"، مؤكداً أن لا تسويات جديدة على حساب الكيان، ومتمسّكاً بالحفاظ على اتفاق الطائف. كلام الراعي يقطع الطريق على محاولة حزب الله أن يصرّف سياسياً فعالية سلاحه وقتاله في لبنان وخارجه. لأنّ ذلك سيؤسّس لدوّامات عنف وتطرّف وتسلّح لدى كلّ طائفة أو فئة لبنانية، تسعى إلى الانخراط في مشاريع تسلّحية وإقليمية بغية تعزيز حضورها السياسي وزيادة مكاسبها. وكأنّ الراعي يرفض المبادرة الفرنسية، التي تريد تعويم حزب الله بشكل أو بآخر على حساب الآخرين، مقابل الحفاظ على الكيان بتعديل دستوره أو أجزاء من تركيبة نظامه.

أيضاً فإنّ نصر الله قد تجاوز الرئيس نبيه برّي، المدافع دوماً عن اتفاق الطائف، والذي ظلّ يصرّ على حمايته وتنفيذ بنوده المتبقيّة، ومنها إلغاء الطائفية السياسية، حتّى اليوم. ويبدو أنّ برّي ليس في أجواء المبادرة الجديدة التي أطلقها نصر الله أمس.

الموقفان اللذان وضع نصر الله نفسه بينهما، سيسهمان في إحراجه أكثر. فهو بشكل أو بآخر، أعلن صراحة الاستعداد للتفاوض على الدور والسلاح، وتلك فرصة ستتلقّفها قوى عديدة لزيادة الضغوط، وتحصيل المزيد من التنازلات، بما يفرض عليه تقديمها. أما بحال رفض العرض وعاد إلى الموقف الذي أطلقه يوم السبت بأنّه لا يمكن لحزب الله قبول العروض المقدّمة له مقابل تغيير وجهة سياسته، فإنّ ذلك سيسهم في ضرب الحزب أكثر، مالياً وسياسياً، شعبياً وربما عسكرياً في المرحلة المقبلة، على غرار الغارات التي يتعرّض لها مع إيران في سوريا أو العراق أو حتّى داخل إيران. وهنا تتجلّى المعادلة الأميركية التي تتعارض مع الطرح الفرنسي، إذ إنّ واشنطن تتعاطى مع الحزب المتوسّع في سوريا والعراق واليمن بتوجيه المزيد من الضربات العسكرية له، بينما سياسياً في لبنان تقول له: عليك أن تبقى خارج الحكومة وخارج تركيبة السلطة.

 

ماكرون يواجه تركيا من لبنان ويعوّم حزب الله سياسياً

منير الربيع/المدن/31 آب/2020

للمرة الثالثة يتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن خطر وجودي يتهدد لبنان، أو يغير وجهه الحضاري، ويتخوف من حرب أهلية. وللمرة الثالثة في غضون أيام قليلة يجري ماكرون اتصالات بالمسؤولين اللبنانيين، لحثّهم على تكليف رئيس لتشكيل الحكومة. وصل به الأمر إلى حدّ يشبه التسول في ممارسته الضغط عليهم، سعياً منه إلى منحه انتصاراً معنوياً في قدرته على إنجاز التكليف.

ماكرون يلمّع صورته فرنسياً

يستخدم ماكرون لبنان ساحة لتلميع صورته، ولحسابات سياسية خاصة به في الداخل الفرنسي. عندما يشير إلى مخاطر الحرب الأهلية، يعيد اللعب على وتر الوجدان الفرنسي الذي لديه تعلق بلبنان، وبأن رئيسهم يعمل على حماية هذا البلد.

وتترك زيارته لبنان انطباعاً بأنها تحفل بتضخيم إعلامي هائل، لمنحها حجماً كبيراً مضخماً، يفوق حجمها الفعلي. فهي لن تؤدي إلى نتائج كبيرة، والأهم أنها تأتي متأخرة. والتطورات والأحداث سبقت محاولات الاستدراك الفرنسي، والمشكلة في لبنان لم تعد تنحصر في تشكيل الحكومة وتركيبتها، بل بما سيحصل بعد تشكيلها. فالأكيد أن الضغوط على لبنان ستتكثف. وربما كان أنفع لو أن حركة ماكرون حصلت قبل أشهر، وتحديداً بعد استقالة الحريري، وقبل مجيء حكومة حسان دياب. حينذاك كانت هناك فرصة يمكن الرهان عليها لعدم ذهاب لبنان إلى هذا الحجم الهائل من الانهيار. وما كان يمكن إصلاحه آنذاك، لا يمكن إصلاحه حالياً.

الحزب الإرهابي أميركياً وسعودياً

بعد زيارته الأولى إلى لبنان، وكلامه عن حكومة الوحدة الوطنية، نسف ماكرون مضمون لقاءاته بوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي اعتبر أن حزب الله تنظيماً إرهابياً. والآن وما قبل زيارة ماكرون، صرّحت السفيرة الأميركية في لبنان أنه على الرغم من التنسيق مع الفرنسيين، فإن مبادرتهم تخصّهم. وهذا يعني أن المساعي الفرنسية لا تتلاقى مع الشروط الأميركية. والولايات المتحدة ترى أن الخطوة الفرنسية تمنح شرعيةً لحزب تصنفه واشنطن إرهابياً. وهذا ما لا تتهاون فيه أميركا. وبمعزل عن تشكيل أي حكومة لبنانية، موقف واشنطن ومسارها مستمران على حالهما تجاه حزب الله، ويتصاعدان.

فرنسا تواجه تركيا من لبنان

خلف التضخيم الإعلامي والرمزي والعاطفي لزيارة ماكرون لبنان - وهذه عادة قديمة تنتهجها فرنسا حيال البلد المشرقي الصغير المحبب لديها – يكمن بعد سياسي إقليمي: صراع فرنسا الراهن مع تركيا في شرق المتوسط. فبعد تكليف رئيس للحكومة اللبنانية، تستمر باريس في بحثها عن لعب دور مؤثر في لبنان. وهي تعلم أنها لن تنجح في ذلك من دون تقديمها ما يلزم للأميركيين. هنا قد يطرح ماكرون طرحاً جديداً يُبنى عليه: معادلة أمنية وعسكرية جديدة، برياً وبحرياً، وتزيل المزيد من الأعباء عن الأميركيين في لبنان. ويمكن أن يكون ذلك مدخلاً للبحث في استراتيجية دفاعية في لبنان. وبالتالي تعقد باريس اتفاقاً أمنياً وعسكرياً مع بيروت. وهذا يهدف إلى مواجهة أي محاولة لنفوذ تركي في لبنان. فماكرون تحدث عن مخاطر قد تغير هوية لبنان وكيانه الحضاري. وهو حتماً لا يقصد حزب الله الذي يريد تعويمه سياسياً داخل بنية النظام اللبناني، بل يقصد تركيا التي يواجهها ماكرون من ليبيا إلى اليونان وقبرص ولبنان.

لبنان وقبرص واليونيفيل البحرية

وفي موازاة الحضور البحري الفرنسي في لبنان بعيد تفجير مرفأ بيروت، كانت باريس تُبرِم اتفاقيات ومعاهدات دفاعية وعسكرية مع قبرص. وكانت طائرات الرافال الفرنسية تحط هناك. من دون إغفال مسألة الحدود البحرية بين لبنان وقبرص. ويصر الفرنسيون على الحضور في هذه البقعة من البحر المتوسط، وخصوصاً في لبنان. وهناك معلومات متداولة حول احتمال تخفيض عدد قوات اليونيفيل في القوة البحرية بلبنان. هذا الفراغ قد يسده الفرنسيون الذين سارعوا بعيد تفجير مرفأ بيروت إلى إرسال بارجة عسكرية إلى الشاطئ اللبناني. وهذا كله يعني تعزيز الحضور الفرنسي في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.

لكن لا يمكن لمثل هذه الأمور أن تفضي إلى أي نتيجة من دون موافقة أميركية. وواشنطن ستسعى حتماً إلى زيادة منسوب الضغوط بالحديث المستمر عن الإصلاحات في لبنان. وهي تطال بشكل أو بآخر حزب الله، من الحدود إلى التهريب والتسلح وغيرها.

 

هزيمة السنّة: مناكفات ميقاتي الحريري أودت بماكرون لتسمية أديب

منير الربيع/المدن/31 آب/2020

ربما هي المرة الأولى التي تختار فيها باريس رئيساً للحكومة اللبنانية بهذا الشكل المباشر والفظّ. كتبت فرنسا اسم رئيس الحكومة المكلف، بحروف تغيير اتفاق الطائف والدستور، وافتتاح مرحلة الدخول إلى ميثاق جديد.

الرابحون والخاسرون

"تجديد" للنظام طرحه ميشال عون وحسن نصر الله، بعد الدعوة الفرنسية إلى تطوير النظام. ربح عون الدعاية ورئيساً مكلفاً ضعيف الشخصية، تسهل السيطرة عليه. كما ربح تحسيناً للصورة عبر الدعوة إلى الدولة المدنية، ليبدو وكأنه يقابل الطرح الفرنسي بإيجابية، وان "العهد" سيشهد تطوير النظام.

حزب الله أيضاً يربح اعترافاً فرنسياً بوجوده في الحكومة، والإتيان برئيس قريب منه ومن حركة أمل خصوصاً. وسيسعى الحزب إلى تعزيز دوره في التركيبة وفي المعادلة. كما سيحاول عون أن يفعل، بالارتكاز إلى علاقته مع الحزب من جهة، والفرنسيين من جهة أخرى، والسيطرة على موقع رئاسة الحكومة تماماً.

وحدهم الخاسرون في هذه المعادلة، هم السنّة. تمتد خساراتهم في المنطقة كلها، من سوريا إلى العراق فاليمن فلبنان. حتى دورهم وتأثيرهم في المعادلة العربية يغيبان ويضمحلان. فتكون النتيجة أوضح في لبنان. خسر السنّة ما تبقى لديهم من أوراق. انتهكوا انفسهم وحقوقهم بسبب نكاياتهم ومناكفاتهم. خسروا ما كان بإمكانهم فرضه. أهدروا فرصتهم الأخيرة. قضوا على اتفاق الطائف ومنحوا عون وباسيل تسجيل انتصارين. الانتصار الأول، تحقيق شرط جبران باسيل بعدم مجيء الحريري رئيساً للحكومة من دونه. والانتصار الثاني، أن يملي عون من يريده رئيساً لمجلس الوزراء، ما يكرس ضرب الطائف تماماً.

نكايات ومكائد

ما كادت تمر ساعات قليلة على موقف أمين عام حزب الله حسن نصر الله حول الاستعداد للذهاب إلى عقد سياسي جديد، أي الاطاحة باتفاق الطائف، بعدها بساعات أطلق عون موقفاً مماثلاً لموقف نصر الله. أكمل ما تبقى من رؤساء سابقين للحكومة المهمة بضرب الطائف، وإحراق ما كان بين أيديهم من أوراق. كان لديهم حكم المحكمة الدولية، الضغط الدولي، أحداث خلدة، العقوبات، النقمة الشعبية، الانهيار الاقتصادي .. فرّطوا بها كلها وفضلوا الاستسلام لنكاياتهم ومكائدهم التي وقعوا فيها. حكاية مصطفى أديب قديمة، وهو النسخة المنقّحة عن ما كان يدور في الكواليس بين رؤساء الحكومة وصراعاتهم. منذ فترة طويلة طرح برنار إيميه المسؤول في المخابرات الفرنسية، والعالِم كثيراً بشؤون لبنان، اسم نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، في محاولة لتكرار تجربة العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فكان الميقاتي مخرجاً في حكومة انتقالية. سمع الحريري بالأمر، فعمل على قطع الطريق على هذه المحاولة.

دور طه ميقاتي

أجرى الميقاتي اتصالات عديدة لاستمزاج الآراء، واتخاذ القرار المناسب. لم يحظ بأجوبة وافية وملائمة. دارت الأيام والدوائر، وطُرحت أسماء كثيرة بهدف الإحراق. كان سعد الحريري لا يريد لغيره أن يأتي إلى السرايا. رفض اختيار أي شخص محسوب عليه. أُشعلت المحرقة وأراد الحريري بها الرد على ميقاتي بتسمية رشيد درباس وريا الحسن، وتسريب كل هذه الأسماء بشكل غير جدي، بفعل النكاية بميقاتي، وللقول أن الحريري هو من ينتقي المرشح من طرابلس. وفي هذا الوقت كان ميقاتي يحيك بهدوء. فشقيقه طه موجود في باريس، وعلى تواصل دائم مع الفرنسيين.

هكذا جاءت اتصالات دفعت إلى طرح اسم مصطفى أديب. ضرب ميقاتي ضربته الذكية. رد كيد الرؤساء في نحورهم. أديب سفير في ألمانيا، متزوج من فرنسية. يعمل للفرنسيين أكثر مما يعمل للبنان في برلين. علاقته جيدة بالثنائي الشيعي، وتحسنت علاقته بجبران باسيل عندما كان الأخير وزيراً للخارجية. مرر الفرنسيون الاسم الذي يريدونه. نجح طه ميقاتي بالمهمة. اتصل ماكرون برئيس الجمهورية ميشال عون وسعد الحريري يوم السبت. أبلغهم بأن الاسم الذي يجب اختياره هو مصطفى أديب. التزم الجميع. أُبلغ أديب بالأمر، واستدعي إلى لبنان على عجل حيث التقى الحريري وميقاتي ونبيه بري. كذلك اتصل ماكرون بوليد جنبلاط وطلب منه التصويت لمصطفى أديب.

استمراراً لتسوية 2016

إذاً، ضُرب السنّة من بيت أبيهم. أُملِيَ عليهم اسم الرئيس المكلف. حاولوا الحفاظ على ماء وجههم، فأخطأوا الحساب والاحتساب. سلموا بكل أوراقهم لعون، بفعل التأثير الفرنسي. فتنازلوا عن كل ما تبقى لديهم. سلّموا واستسلموا. فما عاد لبقاء اجتماعاتهم أي مبرر. استعراض ماكرون وسياسته العميقة، تحتم الذهاب إلى مثل هذه الخيارات، وتؤكد أن الدفع الفرنسي القديم للتسوية الرئاسية عام 2016 كانت تهدف للوصول إلى ما وصل إليه لبنان حالياً. يعمل ماكرون على رعاية الخراب اللبناني والتأسيس لمرحلة جديدة، ستكون محفوفة بالمزيد من الانهيار والتشرذم.

 

إلياس الحويك البطريرك صانع لبنان..الفساد والميليشيا التابعة يهددان جمهورية المئة عام

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/31 آب/2020

بعد مئة عام على قيام دولة لبنان الكبير، التي ستصبح الجمهورية اللبنانية بعد وَضْعِ دستورها عام 1926، يلحُ سؤال لا مفر منه؛ هل أن الدولة اللبنانية التي قامت قبل مئة عام بمساهمة نشيطة من رجل دين هو رأس الطائفة المارونية البطريرك إلياس الحويك، ستؤول إلى الزوال بمساهمة مُعاكسة من حزب "ديني" يعتبر أن مهمته نشر سلطة الولي الفقيه في "جمهورية إسلامية عالمية" ليس لبنان إلا جزءاً صغيراً منها؟. المحاولة جارية من دون شك. ولبنان الذي عرفه العالم بلداً، مختبراً للعيش المشترك، يكاد يغرق في صراعات المذاهب والأديان، في انعكاس صريح لمحاولة التمدد الفارسي الإيراني بالمنطقة العربية، عبر استغلال الحضور الشيعي العربي في لبنان، وتطويع طائفة لبنانية رئيسة في خدمة طموحات نظام الملالي بطهران.

إلا أن مهمة من هذا النوع دونها صعوبات تجعل إنجازها مستحيلاً. فقيام لبنان الكبير ثم الجمهورية لم يكن صدفة، أو مجرد منحة فرنسية، ولا فبركة لسياسة فرنسا الخارجية كما قال الجنرال كاترو في وقت لاحق. لقد قام هذا البلد لأن لاستقلاله جذوراً ضاربة في التاريخ، ولأنه توفرت له في اللحظة التاريخية المناسبة قيادة وطنية تمكنت من ترجمة الظروف الملائمة في تحقيق حلم الدولة المستقلة.

كان قيام لبنان بحدوده الراهنة نقيضاً للمشروع الاستعماري الفرنسي الأصلي المستند إلى اتفاقية سايكس- بيكو. فقد منحت تلك الاتفاقية فرنسا حق السيطرة على سوريا ولبنان ككيان واحد من تركة السلطنة العثمانية، وما كانت فرنسا تُفكر في قيام دولتين في سوريا ولبنان، فإما هيمنة كاملة على هذا الجزء من الشرق العربي، وإما تجزئته إلى دويلات ذات طابع مذهبي مناطقي كما حاول الجنرال غورو فعله في سوريا بعد إعلان دولة لبنان الكبير.

إلا أن تجربة جبل لبنان والاستقلال الذاتي الذي مارسه في ظل نظام المتصرفية ابتداء من 1861، وقبل ذلك في نظام الإمارة ابتداء من 1517، جعلت نخباً لبنانية تلح منذ ما قبل انهيار العثمانيين وفور هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى على نيل الاستقلال التام للبنان "في حدوده التاريخية". وتحقق ذلك في الأول من سبتمبر (أيلول) 1920، بعد معركة ميسلون ببضعة أسابيع حيث ثبت لفرنسا استحالة الهيمنة على "سوريا الكبرى" موحدة، وعدم قدرتها على تجنب الإلحاح اللبناني على الدولة المستقلة.

الحويّك صانع لبنان الكبير

لم يكن البطريرك الماروني إلياس الحويك بعيداً عن مجريات الأحداث العاصفة مطلع القرن الماضي، فهو الرئيس الـ72 لكنيسة ممتدة منذ القرن السابع ميلادي. وهو خليفة يوحنا مارون البطريرك الأول (686 م)، جاره الذي بنى مقراً لبطريركيته في قرية مجاورة للقرية التي ولد فيها الحويك. وفي هذا المقر الذي تحول ديراً ومدرسة بعد المجمع اللبناني الماروني في 1736 سيتلقى الحويك علومه الأولى، قادماً عبر الوديان والجبال سيراً على قدميه من منزل والديه في حلتا إلى دير كفرحي ناحية البترون شمال لبنان.

لبنان ورقة ثمينة بيد إيران

ثلاثة أسابيع حاسمة قبل الأول من سبتمبر

لم يكن الحويك سليل عائلة إقطاعية، بل هو ابن عائلة فقيرة، كافح واجتهد وترقى في مراتب كنيسته لينتخب رأساً لها عام (1899). ونجح خلال خدمته في إعادة إحياء المدرسة المارونية في روما، ما أتاح له بناء علاقات راسخة مع القيادات الفرنسية منذ نهاية القرن التاسع عشر سيستفيد منها لاحقاً في حملته من أجل الاستقلال.

على أن التجربة القاسية والحاسمة هي تلك التي عاشها الحويك خلال الحرب العالمية الأولى، وهي التي دفعته بحسم إلى التمسك بإيجاد وطن نهائي مستقل للبنانيين بمختلف طوائفهم. ففي تلك الحرب ألغى العثمانيون نظام المتصرفية في جبل لبنان وقضوا على الاستقلال النسبي الذي كان يعيشه، ووجد البطريرك نفسه في مواجهة مباشرة مع الحاكم التركي جمال باشا، حاملاً مسؤولية إغاثة مئات الألوف من أبناء الجبل الذين أصابتهم المجاعة.

قاوم البطريرك محاولات الأتراك تطويع بكركي؛ مقر البطاركة الموارنة، وواجه جمال باشا الذي فرض عليه الإقامة الجبرية في بحمدون خارج كنيسته، واحتقر السياسيين المتلونين الذين تقربوا من السيد العثماني، وردد على مسامعهم ما سيردده البطريرك صفير في مواجهته للنظام السوري بعد تسعين عاماً:

بكركي من عركة لعركة

لا نورا ولا زيتا شحّ

كلن عم يحكو تركي

إلا بكركي بتحكي صح.

والصح كان المطالبة بالاستقلال. واستند الحويك إلى تراث وتجارب سابقة تبلورت في زمن المتصرفية وتكرست في أعمال وكتابات رواد النهضة العربية من اللبنانيين.

وقبل أن يشارك في مؤتمر الصلح في باريس أغسطس (آب) 1918، حيث لقب بـ"بطريرك لبنان"، كان استقبل في يونيو (حزيران) لجنة كينغ- كراين التي قدمت توصياتها باستقلال لبنان، وحصل في العاصمة الفرنسية على وعد من رئيس الوزراء جورج كليمنصو بالاستقلال، قبل أن ينص اتفاق كليمنصو – فيصل؛ ملك سوريا العربية على هذا الاستقلال في 6 يناير (كانون الثاني) 1920.

سبق ذلك حراك شعبي وقيادي استمد منه البطريرك دعماً وعزيمةً. ففي 9 ديسمبر (كانون الأول) 1918 أعلن مجلس إدارة متصرفية جبل لبنان المنحلّ بقرار تركي، استقلال لبنان "في حدوده التاريخية والجغرافية"، وقرر إرسال وفد إلى مؤتمر الصلح العام ضم ممثلين عن مختلف الطوائف؛ داوود عمون ومحمود جنبلاط وعبد الله الخوري وآميل اده وإبراهيم أبو خاطر وعبد الحليم الحجار وتامر حمادة، للمطالبة بالتالي:

١- توسيع نطاق جبل لبنان إلى ما كان معروفاً به من التخوم تاريخياً.

٢- تأييد استقلال هذا البلد.

٣- يكون لهذه البلاد اللبنانية مجلس نيابي على مبدأ التمثيل النسبي حفظاً لحقوق الأقلية.

تتويج لا انفراد

توجّت مساعي الحويك بشخصيته الفذة والمُهابة، وهو في السابعة والسبعين من عمره، رغبة أبناء لبنان في استرجاع بلدهم نهائياً. لم يقبل إلحاقاً أو التحاقًا، بل دعا إلى علاقات احترام وود مع العرب الآخرين وراهن على صمود اللبنانيين وقدرتهم على البقاء بعد مجاعة واستعباد قاد كنيسته في مواجهتهما، واقترح نظاماً جمهورياً انتخابياً يحفظ حقوق الأقليات قبل مئة سنة، في تجربة مميزة ستثير حنق إسرائيل بعد ثلاثة عقود، وستحاول مشروعات الهيمنة الإيرانية اليوم نسفها والقضاء عليها.

نجح البطريرك الذي "مجد لبنان أُعطي له". وفي الأول من سبتمبر (أيلول) شهد في مقر القيادة الفرنسية؛ قصر الصنوبر في بيروت، إعلان القائد الفرنسي هنري غورو، وإلى جانبه مفتي المسلمين والشخصيات البارزة، إعلان دولة لبنان الكبير الذي سيصبح الجمهورية اللبنانية بعد ست سنوات بحدودها الراهنة. وبقي الحويك طوال سني عمره المتبقية، (توفي في 1913)، متابعاً بحرص إنجاح الوطن الذي كان أبرز صانعيه.

من ينسف معنى لبنان؟

مر لبنان بصعوبات كثيرة منذ قيامته الحديثة. لكن المشكلة التي يعانيها اليوم هي الأكبر. فتحالف الفساد والميليشيا يهدد الدولة والكيان معاً. الدولة يتآكلها الهدر والسرقة والكيان يتعرض لأكبر تحدٍ بالقضم والاستتباع على يد ميليشيا مذهبية تأتمر بالخارج. وهذا ما يجعل إحياء مئوية قيام البلد مناسبة غير تقليدية. لقد فهم الفرنسيون ذلك، ورئيسهم سيكون حاضراً لتجديد الوعد في ظروف مختلفة تماماً عن نهاية الحرب العالمية الأولى، ويبقى أن يستعيد اللبنانيون الروح التي قادت الآباء المؤسسين وعلى رأسهم إلياس الحويك في التمسك بوطنهم وتثبيت ركائزه.

 

تركيا تؤرق روسيا وموسكو تعوّض بطهران

راغدة درغام/النهار/30 آب/2020

رهان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا المنعطف من غطرسة سياساته الإقليمية والدولية يقع على عزم الولايات المتحدة على صيانة عضويّة تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتحييدها عن محاولات روسيا اختراق الحلف ببيعها منظومة S-400 المضادة للصواريخ الى تركيا. لذلك انه يختال ويتبختر كالطاووس بين ليبيا واليونان وسوريا والعراق، يتكبّر على مجموعة الدول الأوروبية، يتحدّى الدول العربية في عقر دارها، ويحكم تركيا كما يشاء.

غطرسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مماثلة في رهانها على الدعم الأميركي القاطع لإسرائيل - بغضّ النظر إن كانت الإدارة جمهورية أو ديموقراطية - لأن الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل حليفاً ثابتاً مدلّلاً مهما فعلت. وهذا في رأي نتنياهو يشكّل له تأشيرة مفتوحة على التمادي لمصلحته حتى وإن كان جشعه لا يخدم شعبه على المدى البعيد.

وراء الغطرسة المميّزة لمرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي وجيشه الخاص "الحرس الثوري الإيراني" الرهان على روسيا والصين كشريكين كبيرين في العداء للولايات المتحدة جائِعَين لبسط نفوذهما في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك على شركاء منفّذين للاستراتيجية الإيرانية في دول عربية بوَلاء قاطع لطهران. أما في الدول العربية، فهناك قيادات عربية تبحث عن وسائل إعطاء المنطقة العربية وشعوبها مكانة في موازين القوى الإقليمية، وتوجد قيادات أخرى سخّرت شعوبها ذخيرة لتموضع الآخرين في هذه الموازين.

بالتأكيد هناك قيادات عربية متغطرسة وأخرى فاشلة. هناك قيادات ترى أن مصالحها تقتضي تجاهل تضارب المصالح الأميركية والصينية والروسية في عقر دارها وعلى حسابها لأنها لا تثق بمصدر أحادي لحماية أمنها الإقليمي. وهناك أنظمة لا علاقة لها بمعنى القيادة وإنما هي مجرد سلطات للقمع من أجل بقائها في السلطة. كل هذا يضع الشرق الأوسط وحوض المتوسّط في مرحلة دقيقة قد تكون خطيرة إذا أدّت الغطرسة الى أخطاء الغطرسة الخطيرة.

بحسب مصادر مطّلعة على صفقة S-400 بين روسيا وتركيا والتي سبّبت توتّراً في العلاقات الأميركية والأوروبية مع تركيا، هناك محادثات لافتة بين واشنطن وأنقرة وصَفتها المصادر بأنها تعكس البراغماتية الأميركية قوامها "أن الولايات المتحدة جاهزة لأن تشتري من تركيا الـS-400 التي اشترتها أنقرة من روسيا ونحن نعتقد أن S-400 في طريقها الى الولايات المتحدة. في المقابل تعود تركيا الى برنامج طائرات F-35 وتحصل على المنظومة المضادة للصواريخ البديلة عن المنظومة الروسية".

المصادر نفسها تقول إن روسيا حصلت على حوالى 800 مليون دولار مقابل الـS-400، فهي ليست خاسرة مادّيّاً، لكن خسارتها الاستراتيجية كبيرة. الكرملين أراد أن يخترق صفوف حلف شمال الأطلسي عبر البوّابة التركية كما أرادت المؤسسة العسكرية الروسية الاستفادة من الشراكة العسكرية مع تركيا للتعرّف الى خفايا أسلحة حلف الناتو. هذا كان في زمن التقارب بعد العداء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان، قبل أن تنحدر العلاقة الى الحضيض أولاً، في سوريا، ثم في ليبيا.

في هذا المنعطف، يبدو أن أردوغان ينتصر على بوتين في سوريا وليبيا معاً، كما في إطار مشاريع الثنائية التي شملت الى جانب صفقة S-400 مشروع أنابيب الغاز الممتدّة من روسيا الى تركيا، Blue Stream. المصادر الروسية أكدت أن روسيا استثمرت حوالى 5 مليارات يورو في هذه الأنابيب قبل أن "تكاد تجفّ" بسبب تعمّد تركيا تخفيض نسبة الغاز من روسيا الى أقل مستوى منذ شهر آذار (مارس). وهذا الأمر يُكلّف روسيا مادّيّاً ومعنوياً.

الصفعة المعنويّة والسياسية والاستراتيجية الأكبر هي صفقة استعادة تركيا الى صفوف الناتو لأهمية ذلك لدى المؤسسة العسكرية الأميركية بصورة خاصة بغضّ النظر عن مستوى التوتر القائم بين تركيا ودول أعضاء في الناتو والمجموعة الأوروبية - أبرزها فرنسا. هذه الصفقة لا تعكس غراماً جديداً بين الولايات المتحدة وتركيا وإنما تعكس البراغماتية الأميركية التي تنظر الى المسألة من منظار إفشال مساعي روسيا لتمزيق حلف الناتو. والكرملين يعرف ذلك.

ما تراقبه موسكو وكافّة الدول المجاورة لتركيا والبعيدة منها أيضاً هو احتمال تطوّر المواجهة بين تركيا واليونان الى صدام عسكري خطير سيؤدّي على الأرجح الى اقفال الباب كلياً في وجه عضوية تركيا في مجموعة الدول الأوروبية (EU). غطرسة أردوغان وثقته العارمة بنفسه قد تقودانه الى المزيد من المغامرة العسكرية في حوض المتوسط. وهذا ما يؤرق فرنسا التي تحاول أن تتصدّى للمشروع التركي في ليبيا وعلى المتوسط بالدرجة الأولى، بكل أبعاده النفطية والغازية والاستراتيجية. أما الناتو فإنه سعى الى تخفيض التوتر بين أنقرة وأثينا والجلوس الى طاولة الحوار لاحتواء التوتر في شرق المتوسط.

امتعاض روسيا من تركيا لا يتوقف عند غضب وانزعاج المؤسسة العسكرية من توجّه أنقرة الى الولايات المتحدة أثناء المحادثات بين روسيا وتركيا، وإنما هو أيضاً على المستوى الشخصي للرئيس الروسي الذي يرى أن الرئيس التركي الصديق - العدو قد خدعه وتمكّن من تسجيل نقاط ذكاء عليه Outsmarted him. كما أن التدهور في العلاقة الروسية - التركية ضاعف استعداد موسكو لتوسيع وتوطيد رقعة التحالف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، داخل سوريا وخارجها.

أثناء زيارة وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني أمير حاتمي الى موسكو هذا الأسبوع أعلن أنه "بعد انتهاء الحظر التسليحي المفروض على إيران، سنبدأ بعد 17 تشرين الأول (أكتوبر) فصلاً جديداً للتعاون الدفاعي مع روسيا". وأضاف: "لدينا منظومتا أس200 وأس300 الروسية، ويجب أن نجري محادثات بشأن منظومة أس400 للتوصّل الى اتفاق في هذا المجال". وزاد: "لقد أردنا دائماً ان تكون روسيا دولة قوية على الساحة الدولية وفي الإقليم"، مشيراً الى الدور المهم الذي "تؤدّيه كل من إيران وروسيا في المنطقة، لا سيما في سوريا".

ما نقلته المصادر الروسية هو أن موسكو وعدت أنها ستلبّي المطالب الإيرانية عبر بيعها الأسلحة المطلوبة لتمكينها أن تكون "قوّة تهديد حقيقية لكل من لا يوافق معنا"، حسب تعبير الزائر الإيراني الى موسكو الذي نقلته المصادر.

لماذا وعدت روسيا تلبية إيران بالسلاح الذي يهدّد أصدقاءً لها في منطقة الخليج وبالرغم من معرفتها المسبقة أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات مزدوجة عليها وعلى إيران مكبِّلة ومكلفة؟ الأسباب متعدّدة تشمل البُعد السياسي المعني بالهوس الروسي بالوقوف بعضلات منفوخة أمام الولايات المتحدة للقول: لا نخاف ولا نخشى عقوباتكم. السبب الثاني أن السوق الإيرانية تشكّل للصناعات العسكرية الروسية مصدر تعويض جيد عن السوق التركية تقدّره الأوساط المعنية بما بين 2-4 مليارات دولار سنوياً - وهذا في رأيها يعوّض بصورة ما عن الخسائر من العقوبات الأميركية. بالرغم من ذلك، موسكو غير مرتاحة مع نفسها بهذه القرارات لأنها تخاف جداً من العقوبات المالية والاقتصادية الضخمة التي ستفرضها الولايات المتحدة على الدول التي تتعامل مع إيران، عسكرياً أو غير ذلك.

موسكو تحاول "التوازن" قالت المصادر بين مصلحتها مع إيران وبين مصالحها مع الدول العربية الخليجية الاقتصادية من جهة، ومصلحتها مع إسرائيل من جهة أخرى، علماً انها علاقات جيدة جداً. ففي مسائل سوريا ولبنان، أن التحالف الروسي - الإيراني واضح تماماً. مصر بالنسبة الى موسكو مهمة استراتيجياً، ودول الخليج العربية مهمّة اقتصادياً، إنما هذا - في رأي الكرملين - أمر، وذلك أمر آخر، بموافقة مصرية وخليجية ضمنية.

الولايات المتحدة تريد تمزيق الموافقة الضمنية لتكون هذه الدول في فريق منع روسيا والصين من توفير إيران بالأسلحة التي هي في نهاية المطاف موجّهة ضد الدول العربية نفسها، أكثر مما هي موجّهة ضد إسرائيل. وهذا كان جزءاً مهمّاً مما حمله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإقناع الأصدقاء بأن هذه المرحلة الحرجة تتطلّب الاختيار وليس غضّ النظر. قيام بومبيو بجولته أثناء انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري أبرز الأهمية التي توليها إدارة ترامب للمسألة الإيرانية بأبعادها الدولية والإقليمية أيضاً.

ما تقوله المصادر الأميركية هو أن كل من يتصوّر أن الولايات المتحدة غائبة عن الساحة الإقليمية وأن إدارة ترامب مكبّلة بالانتخابات الرئاسية سيكون أمام صدمة توقظه قريباً، وأن كل من يعتقد أن أميركا كلام بلا أسنان، يجب أن يتوقع "العضّة" Bite بأنياب حادة.

ما هو جليّ الآن أن كل الساحات مفتوحة على الصراعات والمواجهات، المباشرة منها وتلك بالنيابة. التطورات المخيفة في العراق أو سوريا أو في لبنان قد توحي أن انتصار "الحرس الثوري الإيراني" وأذرعته بات محسوماً بالذات لأن روسيا والصين شركاءٌ له في تحالفات ميدانية.

هكذا يبدو الأمر الآن. انما مهلاً. فالولايات المتحدة ليست في سبات كما يتهيّأ لحرّاس الثورة الإيرانية في إيران ولوكيلهم "حزب الله" في لبنان. فحتى العرّاب الروسي والصيني في غاية القلق لأنه يفهم مدى نفوذ وقوة الولايات المتحدة عندما تقرر معاقبة أعدائها بالعقوبات اللاذعة وإقناع أصدقائها بأن الثلاثي الروسي- الصيني- الإيراني بات يشكّل محور خطرٍ على منطقة الخليج والشرق الأوسط وعلى المصالح الأميركية فيها. عندئذ قد يستفيق رئيس الكرملين قليلاً وكذلك الرئيس الصيني المُثقل بالحزب الشيوعي الحاكم بالاستبداد والعازم على بسط نفوذه في الشرق الأوسط على حساب الشعوب العربية.

 

ماكرون وفيروز وآخر الخواتم

غسان شربل/الشرق الأوسط/30 آب/2020

جميلٌ أنْ يدخلَ إيمانويل ماكرون لبنان في زيارته الجديدة من منزل فيروز. دخله قبل أسابيع من الأحياء المنكوبة وميناء العاصمة المدمر. ولعلَّ الرئيس الفرنسي أراد تذكير اللبنانيين بالجسر الأخير الذي عاند العواصف وهو جسر فيروز. لم يبقَ الكثير مما يجمع بين اللبنانيين. ضاعفت السنوات الأخيرة تظهير التباعد بين الينابيع التي يشربون منها والقواميس التي يحتكمون إلى مفرداتها. يختلفون في قراءة الداخل وأفخاخه وفي قراءة الخارج وتحولاته.

يعرف ماكرون أنَّ دولة لبنان الكبير التي أعلنها الجنرال غورو قبل مائة عام تتحشرج وتلفظ أنفاسها. وأنَّ اللبنانيين أمضوا عمرهم بين فشل الزواج واستحالة الطلاق. عاشوا دائماً في بلد معلَّق. يلوّح بالموت ولا يموت. ويلوّح باستعادة الحياة ولا ينجح. ولأنَّ ماكرون صار يعرف العجين واللاعبين صار باستطاعته أن يستنتج. وقع لبنان الكبير في أيدي محاربي لبنان الصغير. في قبضة رجال أقلّ من الحلم الأول والسر الأول. ولا تطاول في الأمر ولا هجاء. إنَّهم جنرالات جزرهم سواء سميتها طوائف أم مناطق أم معاقل. لا يملك أحدهم هالة خارج المنطقة التي يشبهها وتشبهه. لا يملك تفويضاً أوسع منها. ولهذا السبب فإنَّ براعته تتجلَّى في تشييد الجدران وهي مشفوعة دائماً بفشل مدوٍ في بناء الجسور.

ومن يدري فقد يكون لبنان الذي ولد قبل قرن جاء قبل أوانه. لم يكن اللبنانيون جاهزين لشرفة بهذه الصعوبة. ولم تكن المنطقة جاهزة لزمن الشرفات. خريطة رسمت لتوفير مظلة لخائفين على حريتهم أو ثقافتهم أو أسلوب عيشهم. أقليات قلقة من الوقت ومن افتقارها إلى الجموع التي تعطي شعوراً بالقوة والحصانة. وهكذا وُلدت دولة تقوم على التانغو بين المختلفين في منطقة لم يعرف عنها ولعها بغير الراقص الوحيد واللاعب الوحيد.

أغلب الظن أنَّ ماكرون سمع من مساعديه أنَّ القلق هو المواطن اللبناني الأبرز. وأنَّ لبنان الكبير كان يتصدع سريعاً كلَّما ولد قوي في مكون رئيسي وانخرط في تحالف مع محاولة انقلاب في الإقليم. وفي بلد هش تدور المغامرة دائماً على حفافي المقامرة وتأتي الخسائر فادحة. لقد حمَّل كمال جنبلاط لبنان ما يفوق قدرته. ومثله فعل بشير الجميل. ومثلهما يفعل من موقع آخر حسن نصر الله. لم يكن لبنان جاهزاً للتغيير الذي حلم به جنبلاط الأب مع احتضان ياسر عرفات. عاقبته الجغرافيا وبدأ العصر السوري. ولم يكن لبنان جاهزاً لاحتضان انقلاب بحجم الذي حاول بشير الجميل تنظيمه، فعاقبته الجغرافيا بالاغتيال. ولا قدرة للبنان على احتمال الانقلاب الكبير الذي يشكله دور «حزب الله» الإقليمي وقد عاقبت الجغرافيا لبنان بالعزلة ما فاقم رحلته السريعة نحو الإفلاس.

لم يمتلك اللبنانيون ما يكفي من الأنانية الوطنية للسعي إلى النجاة بأنفسهم من أعاصير المنطقة. انخرطوا في تحالفات تفوق طاقتهم وفي نزاعات أكبر منهم وتحولوا فيها محاربين وبيادق. ماذا ينفع اللبناني لو ربح معاركه في خرائط أخرى وخسر لبنان؟ ثم إنَّ لبنان يُدفع إلى كل هذه الحروب بلا تفويض واضح أو صريح. حيث يرغم على قبول خسائر تحولت قاتلة في الفترة الأخيرة.

لا توجد جهة لبنانية تملك حالياً فكرة منقذة تحظى بتأييد غالبية صريحة في كل المكونات الأساسية. ولا وجود لمسؤولين من قماشة رجال الإنقاذ الذين لا بدَّ منهم عند المنعطفات الصعبة. رجال عاديون أو أقل. لا علاقة لهؤلاء بفخر الدين الذي أيقظه الرحابنة ليتعلم اللبناني التائه من وطنيته وانفتاحه. ولا علاقة لهؤلاء بمدلج «جبال الصوان» الذي استشهد دفاعاً عن البوابة. لا علاقة للسياسيين اللبنانيين بوطن فيروز والرحابنة. وطن الحلم والحب والأصالة والتلاقي. وطن قبول الآخر وحق الاختلاف والبحث الدائم عن الجسور. وطن القصائد والألحان والفرح والمواويل والقناديل. الوطن الرافض كل أشكال الظلم، سواء جاءت على يد محتل من الخارج أو مشروع مستبد من الداخل.

تعرَّض لبنان فيروز والرحابنة لعذاب فظيع. قُتل مع كل من قُتل. واغتيل مع كل من اغتيل. وجُرح مع كل من جُرح. لم يتوقف لبنان الكبير عن إنجاب الصقور. لم يتعلم. ولم تتوقف بلاد الأرز عن إنجاب القساة. لم تتعلم. ودبَّت الفوضى وفاحت الرداءة. لا الحكومات حكومات. ولا البرلمان برلمان. ولا الرئيس رئيس. اختلط عشاق الدم بعشاق المال بعشاق الخراب. انفجرت البلاد تحت وطأة الصفقات والسمسرات والمغامرات وحملات التضليل. انحسر وطن المناديل والأيدي التي تلوح لمصلحة وطن السكاكين والأيدي التي تسرق. انهارت البلاد ولم يرف لهم جفن.

يتجرَّع اللبناني الإهانات كما يتجرع الماء. كان يمكن لكارثة المرفأ أن تمر كحادثة سير، على رغم أهوالها، لو لم يبادر ماكرون إلى رفع الصوت. جالَ في الأحياء المدمرة التي لم يجرؤ مسؤول على الاقتراب منها. يتجرَّع اللبناني الإهانات. سيد الإليزيه أكثرُ انهماكاً بمنع اختفاء لبنان من السادة الممددين في مكاتب الجمهورية وعلى شاشاتها. ينصح ويعاتب ويؤنب ويقرع. يستخدم رصيده لإحراجهم بغية الإسراع في تشكيل حكومة تسمح للبنان بالتسول ورد الجوع عن مواطنيه. يا للهول. سرق القراصنة دولة وأغرقوها. يهددون بقتل شعب كامل، ويستخدمون الخردق وقلع العيون لمعاقبة المطالبين بالتغيير.

في المئوية الأولى للبنان الكبير يقف اللبنانيون عراة من كل أحلامهم. الدولة جيفة. الدستور ممسحة. القانون خدعة. التعايش رحلة على زجاج مطحون. المسؤولون جثث بكمامات. لم يبقَ من لبنان الكبير إلا ثريا معلقة فوق الفراغ الهائل. إسوارة في يد القرن الذي ضاع. لم يبقَ إلا فيروز. النبع الوحيد الذي لم تنجح الحروب في تبشيعه. الغيمة الوحيدة التي تعد بالمطر. المنديل الأخير الذي يمسح دموع المهاجرين. لم يبقَ إلا الصوت الكبير المطابق للبنان الكبير. الصوت المسافر في الخريطة وخارجها.

من ذلك النبع الصافي. من قيم الوطنية والجمال والفن والحرية شاء ماكرون أن يستهلَّ رحلته الحاسمة إلى لبنان. من منزل الأيقونة التي يقرع صوتها كالأجراس في ضمائر المكسورين والمعذبين. ولا غرابة في الأمر. هذا الرئيس اللامع يخفي تحت ثيابه كاتباً لامعاً. لديه سلوك يذكر بشجاعة أسلافه عند المنعطفات. أسلوبه يذكّر بفرنسا القيم الإنسانية، وفرنسا الشعراء والكتاب، وقد كانوا دائماً وسادتها وأوسمتها. في ذكرى المئوية الأولى يزور «بياع الخواتم» السيدة التي تعتبر بحق، آخر الخواتم في يد لبنان الكبير.

 

إردوغان وحلم «تركيا الكبرى»

حنا صالح/الشرق الأوسط/30 آب/2020

قبل بضع سنوات، انتقد الرئيس التركي إردوغان المسلسل التاريخي «حريم السلطان»، والسبب في رأيه أنَّ العمل المتلفز الأشهر شوَّهَ تاريخ بني عثمان الذي لم تصنعه دسائس الجواري وتنافسها! تزامن الانتقاد مع الانتهاء من تشييد أكبر قصر للحكم في العالم على تلة مطلة على أنقرة، مع 1150 قاعة، ومساحة أكبر من البيت الأبيض، والكرملين، وفرساي. وقد أثار ذلك احتجاجات مع تكلفة بلغت نحو 500 مليون يورو، بينما الاقتصاد التركي يترنح وتتسع الإفلاسات. وقالت المعارضة إنه دليل «جنون العظمة» لدى إردوغان الذي برَّر «الإنجاز» بأنه رسالة: «أردنا أن نقول للأجيال الصاعدة: من هنا تم حكم تركيا الجديدة»!

إذن، هي تركيا الجديدة، أو «تركيا الكبرى»، التي أمر الحاكم المطلق فيها بإقامة حرس يمثل الإمبراطوريات التركية الـ16 التي يرمز إليها بـ16 نجمة في شعار الرئاسة التركية. بدا هذا الحرس وكأنه خارج من التاريخ؛ بعض الأفراد يحملون الرماح، وبعضهم الآخر خوذات ذهبية، ومنهم من يرتدي الأقنعة والسلاسل الحديدية، ووضع بعضهم الشوارب الكثة لاستكمال المشهد الذي بدا وكأنه من مسلسل تاريخي! ومن سياسة «صفر مشكلات» التي وضعها أحمد داود أوغلو، انتقلت تركيا - إردوغان إلى الصدام المباشر مع أكثر دول الجوار، وتوترت علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، وحتى الولايات المتحدة! وبدأ الجيش التركي عمليات عسكرية امتدت من شمال سوريا والعراق حتى ليبيا، حيث تم تجميع المرتزقة وشذاذ الآفاق الذين يتبعون للجماعات الإسلامية المتطرفة التي تناسلت من عباءة الإخوان المسلمين.

إنه مشروع «الهلال العثماني» الذي يمتد من جبال كردستان والشمال السوري والحرب المفتوحة على الأكراد إلى ليبيا - السراج والحرب على الشعب الليبي بوهم ترسيخ النفوذ من البوابة الليبية، مع تدخل مكثف في تونس من خلال الغنوشي و«حركة النهضة» الإسلامية، وقاعدة كبرى في الدوحة بوجه دول الخليج، وأخرى في الصومال على مقربة من باب المندب! ويتسع حجم التحرش باليونان وقبرص، وتحدي «الناتو»، بعد انكشاف الطمع التركي في ثروات المنطقة! إنه «هلال» مطامع يتطلب إمكانات أكبر بكثير مما لدى تركيا من قوى عسكرية وموارد. لكن مع نشر خريطة «تركيا الكبرى» يبدو أنَّ أحلام الرئيس التركي تهدّد بإشعال المنطقة ما لم ينجح الشعب التركي بإزاحة الخطر المقيم في القصر الرئاسي في أنقرة!

خريطة «تركيا الكبرى» التي نشرتها «الشرق الأوسط»، وتعود إلى حقبة السلاجقة، قبل نحو ألف عام، ربما كانت تصلح لزمن آخر، كزمن الفتح العثماني قبل أكثر من ستة قرون، لأنَّها تشتمل على الثلث الشمالي من سوريا، ومساحة كبيرة من العراق، وكذلك من جورجيا، وتضمُّ كل أرمينيا، ونصف بلغاريا، والشمال اليوناني والجزر الشرقية من بحر إيجة وقبرص (...) وتزامن نشر هذه الخريطة مع نقاش عسكري في أنقره عن «الوطن الأزرق»، لخصه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بأنه يستهدف فرض تركيا سيطرتها على البحار المحيطة، مثل البحر الأسود وبحر إيجة والبحر المتوسط!

بين «تركيا الكبرى» و«الوطن الأزرق»، تواجه تركيا أزمات اقتصادية خانقة، مع مديونية خارجية مرتفعة، وتدهور في سعر صرف الليرة، وبطالة عالية، وتداعيات تفشي فيروس كورونا. وسبق لأنقرة من خلال التهديد والوعيد أن حصلت على دعم مالي غربي، من خلال الابتزاز بورقة اللاجئين السوريين. كما يقوم حاكم قطر بتوفير تمويل دوري للنظام التركي، لكن الانهيار، واتساع الفساد الذي يحاكي فساد المافيا اللبنانية، دفع إردوغان إلى البحث عن مصادر بديلة، فوجد ضالته في محاولة السطو على غاز المتوسط الذي حرَّك شهية الحاكم المتسلط. فتضاعفت الأطماع بعد فشل التنقيب في المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا قبالة مرسين وأنطاليا، فأعلنت أنقرة عن اعتزامها التنقيب في المنطقة التابعة لقبرص، متذرعة باتفاقية مع جمهورية شمال قبرص غير المعترف بها، استغلتها للتنقيب بدعوى الحفاظ على حقوقها وحقوق قبرص التركية في منطقة تعوم على بحر غاز طبيعي هو ثاني أكبر مخزون من الاحتياطي على مستوى العالم.

ما يجري بالغ الخطورة، ويضع المنطقة كلها على كف عفريت؛ الرئاسة التركية التي تبشر بـ«تركيا الكبرى»، وتهدّد بمغامرات عسكرية، ولا يردعها خطر إضرام النار في الجوار، يبدو أن هاجسها تشغيل ماكينات الدعاية لإشغال الرأي العام التركي بالوعود الزائفة لوقف التدهور في الشعبية، وتالياً تثبيت سيطرة آيديولوجية عمادها التنظيم الدولي لـ«الإخوان» المسلمين، بزعامة إردوغان، فيتساكن مشروعه الخطير مع الهلال الفارسي، ويحاذر أي اصطدام مع طموحات إسرائيل بالهيمنة. ودوماً مشاريع التطرف في المنطقة تتساكن وتتعايش وتحاذر أي اصطدام فيما بينها، وترتب الأثمان الكبيرة على العرب!

اليوم، مع التحرك الفرنسي، ونسبياً الأطلسي، في مواجهة تركيا، وبعد إقرار مجلس الشيوخ الأميركي قانون «أمن الطاقة في المتوسط»، واعتزام إنشاء مركز أميركي دائم للطاقة في المنطقة، وإعلان «أكسون موبيل» الأميركية قرارها الدخول على خط التنقيب، ما يعني أن أميركا في طريقها لأن تصبح لاعباً أساسياً، هل بدأ القلق يساور إردوغان الذي يجازف في صدام غير محسوب؟ خصوصاً أنه يعرف أن تركيا لا يمكن أن تعول كثيراً على أداء البوارج، ومعلوم الوهن الذي أصاب قدراتها البحرية والجوية بعد «انقلاب» عام 2016، وما رافقه من اعتقالات واسعة في صفوف ضباط الجو والبحر، ولن يتأخر الوقت لظهور مؤشرات انكسار هذه العربدة، لكن المقلق أن اللعب التركي على حافة الهاوية قد يتسبب بانزلاق كبير وأثمانٍ باهظة يدفعها الشعب التركي وشعوب المنطقة.

 

مقاربة عربية لسباق واشنطن

سام منسى/الشرق الأوسط/30 آب/2020

مهما تفاقمت جسامة الأحداث في المنطقة، فهي تعجز عن حجب النظر إلى ما وراء المحيط، حيث يحتدم السباق الانتخابي الرئاسي الأميركي ويعلو السجال ويحتدم لحسمه. هذه المعركة تسترعي متابعة أكبر من العادة في الداخل والخارج معاً، لا سيما مع الضبابية والمنعطفات التي وسمت مواقف واشنطن وسياستها تجاه قضايا رئيسة في أثناء ولاية الرئيس دونالد ترمب، وذلك على أكثر من صعيد وفي غير منطقة، بينها الشرق الأوسط. فأكثر من أزمة وحرب تجتاح هذه المنطقة بعضها يأخذ منحى متسارعاً يكاد يسابق الحدث الأميركي، ويستغل كلٌّ من الأطراف المتنازعة ما يفرضه من وقت ضائع لتحصين مواقعه أو تحسينها، وفق ما كتب الزميل عبد الرحمن الراشد الأسبوع الفائت. هناك مثلاً الصراع في ليبيا ودخول تركيا خضمّه كما تمدُّدها في البحر المتوسط وخلقها نزاعاً مستجداً مع اليونان وقبرص، واضطرابات العراق مستمرة على وقع انتفاضة شعبية عارمة والتداعيات المحتملة لزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي واشنطن ومفاوضات الحوار الاستراتيجي بين البلدين الذي تقف له إيران بالمرصاد. أما في سوريا، فالحرب تتواصل بأشكال متجددة، ولبنان النازف أبداً تلقى ما يشبه الضربة القاضية مع تفجير في مرفأ بيروت وُصف برابع أكبر انفجار في العالم، دمّر أكثر من ثلث العاصمة واستمرار طبقته الحاكمة في غيّها كما أن شيئاً لم يحصل. وتبقى طبعاً إيران القاسم المشترك بين كل هذه النزاعات، وهي مسترسلة في مشروعها التوسعي.

من نافل القول إنَّ أكثر من طرف ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية، إنما لو قُدّر للعالم العربي، أو لبعض منه، أن يلعب دوراً أو يؤثر في مجرى هذه الانتخابات عوض الترقب والانتظار، لكان بمقدوره أن يجعل نتائجها تخدم قضاياه وتسهل تسوية نزاعاته وحروبه، كائناً من كان ساكن البيت الأبيض. لكن في هذه الأيام العصيبة، بات نوعاً من الترف الكلام عن موقف عربي مشترك، أو سياسة عربية مشتركة قادرة على التأثير في الداخل الأميركي، سواء في قرارات الإدارة الحالية أو توجهات الإدارة القادمة، إذا ما فاز جو بايدن بهذا الاستحقاق. فالدور العربي الفعال، يقتضي وجود دول عربية قد تختلف في وجهات نظرها، إنما تكون قادرة في الوقت عينه على أن تتحاور وتتفق في زمن الضرورة على مواقف موّحدة على ما كنّا نشهده قبل تفكك الجامعة العربية.

صحيح أنَّ معظم الدول العربية تكاد تكون معطَّلة بسبب النزاعات الحادّة والأزمات التي تعصف بها، ومنها ما هو وجودي، إنما البعض منها مستقر وقادر على أدوار إيجابية تؤثر في هذه المرحلة عبر مقاربة ذكية مرنة للانتخابات الأميركية تستفيد منها مهما كانت نتائجها، سواء عاد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وما قد يترتب على ذلك على منطقتنا، أو فاز منافسه الديمقراطي بايدن، مع ما قد يحمله من تحولات على مستوى نزاعات الإقليم. مقاربة كهذه لا بدّ من أن تنظر إلى الانتخابات الأميركية على ضوء خمس وقائع يصعب تغييبها وهي التالية:

- نتائج حرب العراق في عام 2003 التي لم تتمكن واشنطن حتى اليوم من هضمها كما حسم طبيعة وضعها في هذا البلد، بانتظار ما سيؤول إليه الحوار الاستراتيجي الجاري بين الدولتين.

- المتغيرات والمستجدات في العلاقة الأميركية – الإسرائيلية جراء جنوح اليمين الأميركي، وبخاصة اليمين المسيحي الإنجيلي الذي بات أكثر التصاقاً بإسرائيل ودعماً لها، يقابله يسار أميركي متباين مع طروحات ومواقف إسرائيلية على أكثر من صعيد. هذا لا يعني أن غالبية الوسط الأميركي لن يبقى داعماً لتل أبيب، وأن واشنطن يمكن أن تتخلى عن دعم إسرائيل ومساندتها عن حق أو عن باطل.

- تصدُّع علاقات واشنطن مع حلفائها التقليديين في المنطقة وفي أوروبا، بدأ مع سياسة باراك أوباما «بالقيادة من الخلف»، واستمر مع اعتماد ترمب لسياسة «أميركا أولاً». - على الرغم من خفوت اهتمام واشنطن بنفط المنطقة لتراجع حاجتها إليه، لا تزال الولايات المتحدة مهتمة بهذه الثروة، من باب حرصها على حماية أصدقائها وعدم وقوع هذه الثروة بأيدي خصومها في الإقليم أو خارجه.

- الواقعة الأخيرة وهي أساسية وقديمة، تتعلق بنظرة الولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط. فمن الظاهر أن لا قرار أميركياً واضحاً تجاهها ولا تبدو الإدارة الأميركية على بينة مما تريده منها، وبالتالي لا يزال تعاطيها مع قضاياها زئبقياً وموسمياً يحتاج إلى رؤية متماسكة.

على ضوء هذه الوقائع يمكن للعالم العربي التحصّن للاحتمالات المتوقعة كافة، سواء إذا عاد الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض، مع ما قد يعنيه ذلك من استمرار سياسة العقوبات القصوى تجاه إيران، وهذه القضية هي في قلب الاهتمام العربي، أو قد يلجأ خلال ما تبقى من ولايته إلى عمل ما، قد يكون سلاماً أو حرباً، لا سيما إذا شعر باحتمال خسارته السباق.

وإذا فاز بايدن، لا يعني بالضرورة تفلّت الأمور والعودة إلى نقطة الصفر. فهو سيعيد أميركا حتماً إلى سياسة الأممية الليبرالية بعيداً عن سياسة ترمب الأحادية، لكن من التبسيط الافتراض أن ذلك يعني العودة إلى سياسات أوباما، لا سيما في الملف الإيراني، وتحديداً فيما يخص الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران، أو التخلي مثلاً عن التحالفات والصداقات العربية. فإيران اليوم باتت أكثر تشدداً وتوغلاً من إيران أيام ولاية أوباما، والدول العربية الحليفة لواشنطن باتت أكثر قدرة على المبادرة خارج مظلة الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، يمكننا أن نقرأ خطوة الإمارات العربية المتحدة التطبيع مع إسرائيل، التي قد تكون استباقية للاحتمالات كافة، سواء لمفاجآت ترمب إذا عاد أو أممية بايدن إذا فاز. وهي بكلّ الأحوال تعي وتستشرف أهمية العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية والتكنولوجية والتربوية والعلمية والصحية، التي يمكن أن تنشأ بين دولة عربية خليجية مثل الإمارات وإسرائيل. بالتالي يجب النظر إليها من هذه الناحية، أكثر من كونها اختراقاً لعملية السلام العربي – الإسرائيلي، ولو أنها قادرة على فتح بعض الأبواب الموصدة.

أما بالنسبة إلى لبنان النازف وتأثير الانتخابات الأميركية على مستقبل أوضاعه، فهو يبقى في نظر الدبلوماسية الأميركية، كما غيرها من الدول النافذة، مجرد مساحة جغرافية وساحة تنازُع تسيطر عليها إيران وحلفاؤها من أنظمة وميليشيات، وسيتم بالتالي التعامل معه وفقاً لهذا المنظور، سواء لجهة إنقاذه كوطن قابل للحياة، أو لمعاقبته كدولة فاشلة وحتى مارقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

عظة غبطة البطريرك الراعي لليوم: إننا باسم الثقافة الانجيلية، طالبنا ونطالب الدولة بلم السلاح المتفلت، وضبط كل سلاح تحت إِمرة الجيش والقرار السياسي. فإعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار مجلس الوزراء بثلثي الأصوات، بموجب المادة 65 من الدستور، ولا يحق ذلك لأحد سواه، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين والسلم الاهلي والأمن الداخلي/البطريركية المارونية لن تقبل بعد الان بتسويات ومساومات على حساب الكيان

الأحد 30 آب 2020

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطرانان جوزيف نفاع وبيتر كرم، بمشاركة المطران مطانيوس الخوري، المنسق البطريركي الاب فادي تابت، القيم البطريركي الاب طوني الآغا وامين سر البطريرك الأب شربل عبيد.

حضر القداس رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر وأعضاء الرابطة، مجموعة من الشباب والشابات كانوا انطلقوا بمسيرة راجلة يوم الجمعة من أمام كهرباء لبنان في كورنيش النهر والجميزة من تنظيم تجمع "لبنان سيد حر مستقل"، "جبهة السيادة اللبنانية"، "ثوار مزرعة يشوع"، تحت عنوان "نريد من جيشنا اللبناني ان يحمي لبنان"، قاطعين مسافة 98 كلم الى جانب عدد من المؤمنين، التزموا المسافات الآمنة وارتداء الكمامات.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان: "المطلوب واحد" (لو 42:10)، جاء فيها: "1. المطلوب الواحد هو سماع كلمة الله، بل سماع يسوع نفسه، لأنه هو الكلمة إياها التي صارت بشرا (يو 14:1). المطلوب الواحد هو الجلوس مع الله، والإصغاء الى كلامه في الكتب المقدسة، والى ايحاءاته عبر صوت الضمير، الذي هو صوته في أعماق نفوسنا. نسمعه قبل البدء بأيِ عمل أو أيِ ممارسة لواجب أو لمسؤولية في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة، لكي يتخذ دينامية وقوة، ويأتي عملنا ونشاطنا التزاما بكل ما هو حق وعدل وخير وجمال. هذا المطلوب الواحد اختارته مريم، فكان النصيب الأفضل الذي لا ينزع منها(لو 42:10).

لم يعاتب الرب يسوع مرتا، لأنها قامت بواجب الخدمة. بل أفهمها أن هذا الواجب عينه ينال من سماع كلام الرب قوة معنوية وروحية وأخلاقية أكبر.

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجية الالهية فأرحب بكم أيها الحاضرون، مع تحية خاصة للرابطة المارونية رئيسا ومجلسا واعضاء، ولمجموعة الثوار من كل لبنان.

كم نحن بحاجة، وسط ضجيج هذا العالم وهمومه وانتكاساته ومآسيه، لأن نجلس على أقدام الرب الذي لا نراه، ونستمع اليه يخاطبنا بكلامه الموحي وصوت الضمير، ويدخل إلى أعماق نفوسنا. فكلامه، بحسب المزمور نور لخطانا (مز 118) وبقول بطرس ليسوع: إن عندك كلام الحياة (يو 68:6). الإستغناء عن سماع كلام الله يقود حتما الى سماع صوت المصالح الفردية والفئوية، وصوت الأحقاد والثأر، وصوت الحرب والقتل والدمار، وصوت الكبرياء والنفوذ والاستكبار. هذه كلها أصوات تهدم الأوطان، وتهلك الشعوب، وتؤجج نيران الفتن والنزاعات. كلام الله يدعو الى السلام والمغفرة والبناء والإنماء، والى مساعدة كلِ انسان ليعيش حياة كريمة ويحقق ذاته، والى فتح آفاق جديدة لأجيالنا الطالعة في رحاب الوطن، هم الذين تثقفوا وتخرجوا من مختلف جامعاتنا بتضحيات أهلهم وسخائهم.

3. هذا ما جئتم تطالبون به، أيها الشبان والشابات، تحت اسم ثورة لبنان الحضارية، بحضوركم إلى هذا الكرسي البطريركي في الديمان، عبر مسيرة طويلة بدأتموها أول من أمس من بيروت الجريحة المنكوبة، حاملين جراحها في أعماق قلوبكم، من بعدما جمعتم ركامها ونظفتم شوارعها وقدمتم المساعدة لأهاليها وزرعتم الرجاء في قلوبهم، مع أمثالكم من الشبان والشابات الذين تطوعوا من مختلف المناطق، ومع الهيئات والجمعيات والمؤسسات الانسانية والاجتماعية، مدعومين من محسنين لبنانيين من الداخل والخارج، ومن دول صديقة أعربت عن تضامنها مع الشعب اللبناني وحبها للبنان. نشكرهم جميعا ونصلي من أجلهم في هذه الذبيحة الإلهية. وفي المناسبة، نلفت الى ضرورة تنظيم الاغاثة نظرا لحجم الحاجات الكبير، وضخامة عدد المشردين من دون سقف ومأوى، وإنشاء هيئة إغاثة دولية خاصة بلبنان تتكون من مجموعة دول شقيقة وصديقة مع ميزانية بحجم الكارثة، وتتولى مسؤولية إعادة إعمار بيروت. فالمسألة ليست ترميم منزل بل بناء مدينة بكل ما تمثل من بشر وحجر وتراث ورمزية وتاريخ وصيغة تعايش. فكم يؤلمنا أن تستقبل العاصمة بيروت المئوية الأولى للبنان الكبير وهي ثكلى ويتيمة وجريحة وحزينة ومنكوبة.

4. عندما تم اعتقال يسوع، وجرد واحد ممن كانوا معه سيفه، وضرب عبد عظيم الكهنة وصلم أذنه اليمنى، لمس الرب أذن المضروب فشفاها وقال للذي ضرب: أرجع سيفك الى غمده، فكل من أخذ بالسيف، بالسيف يؤخذ (متى26: 51-52، لو 51:22). فالحرب تولد الحرب، والقتل القتل، والنزاع النزاع، والدمار الدمار.

إننا باسم هذه الثقافة الانجيلية، طالبنا ونطالب وتطالبون الدولة بلم السلاح المتفلت، وضبط كل سلاح تحت إِمرة الجيش والقرار السياسي. فإعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار مجلس الوزراء بثلثي الأصوات، بموجب المادة 65 من الدستور، ولا يحق ذلك لأحد سواه، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين والسلم الاهلي والأمن الداخلي. ففي كل أسبوع تطالعنا مأساة قتل رخيص، فيما كلام الله واضح وصريح ومباشر بوصيته السابعة التي لا تقبل اللبس أو التأويل: لا تقتل (خر 13:20).

وفيما نأسف لوقوع قتيلين وجرحى في خلدة بجوار العاصمة بيروت بنتيجة اشتباكات ميليشيوية وعشائرية ومذهبية، نود تقديم التعازي لعائلات القتيلين، مذكرين أيضا وأيضا بأن الله وحده هو سيد الحياة والموت، وان الانسان، أيا يكن لونه أو دينه أو عرقه، هو مخلوق على صورة الله، ومدعوٌ لاستكمالها والمحافظة عليها، وهو مفتدى بدم المسيح الفادي الالهي، ويريده الله سعيدا في حياة الدنيا والآخرة. بين السلام العادل والحرب، الأولوية والأفضلية للسلام.

5. إن السلاح الواحد، في عهدة الدولة، هو مكوِن ثالت متكامل، في نظام الحياد الناشط، مع المكوِن الأول وهو عدم دخول لبنان قطعيا في أحلاف ومحاور وصراعات سياسية وحروب اقليميا ودوليا، وامتناع أيِ دولة عن التدخل بشؤونه والهيمنة عليه أو اجتياحه أو استخدام اراضيه لأغراض عسكرية؛ ومع المكوِن الثاني وهو التزام لبنان برسالته في الدفاع عن حقوق الانسان، وحرية الشعوب ولاسيما العربية منها، وفي القيام بمبادرات المصالحة والتقارب وحل النزاعات، وفي توفير الجو لحوار الأديان والثقافات والحضارات والعيش المشترك.

6. لم يكن بناة لبنان يتصورون الحالة التي وصلت إليها الدولة بتفككها وفسادها وانحرافها عن جوهرها وفلسفة وجودها. فالمكرم البطريرك الياس الحويك الذي قاد نضال القضية اللبنانية، أراد لبنان دولة يعيش فيها مسيحيو الشرق على قدم المساواة مع المسلمين؛ دولة، هي الأولى في الشرق، تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية، ما يعني دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة؛ وأراده وطنا قابلا للحياة بأرضه ومرافقه من أجل تأمين أمنه الغذائي وازدهاره التجاري. ولهذه الغاية استرد للبنان حدوده التاريخية والطبيعية التي كانت السلطنة العثمانية قد سلختها عنه، وأقامت حصارا عليه برا وبحرا على يد جمال باشا المعروف بالسفاح، فكانت مجاعة سنة 1914 التي أماتت جوعا مئتي ألف لبناني.

7. ولكن من موت هؤلاء المواطنين الأبرياء، ولدت دولة لبنان الكبير، كما السنبلة تنبت وتثمر من حبة القمح التي تموت في الأرض (راجع يو24:12). ونحن نؤمن أن من آلام الشعب الجائع، ومن ضحايا انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الحالي، وما أسفر عنه من موتى ومفقودين وجرحى ومنكوبين ومشردين من دون مأوى، تولد دولة جديدة بنظامها الحيادي الناشط الذي نعمل في سبيل تحقيقه مع اللبنانيين المحبين للبنان وللشعب. دولة جديدة بوجوه مسؤولين جدد يتصفون بالاستقلالية والنزاهة والخبرة السياسية، غير ملطخة أيديهم بوباء الفساد؛ دولة يسعى في سبيل بنائها الشبان والشابات الذين قطعوا عهدا على نفوسهم بأن يظلوا على أرض الوطن ليبنوا دولة حديثة منسجمة مع الدستور والميثاق الوطني والدور البناء في المنطقة، ومع رأسمالها الحضاري والثقافي والعلمي والابداعي. نأمل بأن يطل فجر هذه الدولة بحكومة طوارئ مصغرة مع ما يلزمها من صلاحيات لتنهض الدولة من حضيض بؤسها الاقتصادي والمالي والاجتماعي وتحقق الاصلاحات المطلوبة.

8. إن البطريركية المارونية ناضلت وبلغت إلى ولادة دولة لبنان الكبير في أول أيلول 1920، وناضلت حتى تحقيق استقلاله الناجز العام 1943، مع ميثاقه الوطني المتجدد في اتفاق الطائف، واليوم تسعى جاهدة إلى تأمين استقراره بإقرار نظام الحياد الناشط. ولن تقبل بعد الآن بتسويات ومساومات على حساب جوهر الكيان اللبناني. فهي والشعب واحد في رفض كل ما هو مشبوه، وكل ما لا يحفظ رسالة لبنان ودوره وهويته في هذه المنطقة من العالم.

9. نصلي إلى الله كي يستجيب دموع المتألمين، فنرفع إليه المجد والشكر والتسبيح، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين".

 

رئيس الجمهورية: حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة الغاز موجود في الحوض الرابع وستعرف الظروف السياسية التي اوقفت استخراجه

وطنية - الأحد 30 آب 2020

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أنه لم يتغير، بل لا يزال هو نفسه، "انما القوى المتصارعة خارجيا وداخليا والارتباطات الخارجية للبعض، كانت الحاجز الذي وضع أمامي وهي ليست بقليلة". ورأى ان النظام التوافقي وشرط الاجماع "كان يشل الدولة ويوقف القرارات مهما كانت أهميتها"، مشيرا الى أنه حاليا هناك عدة جمهوريات، ويجب إعادة إحياء الجمهورية الواحدة. واكد من جهة أخرى، أن "من يريد إسقاط ميشال عون هو كل من يلصق بنا الأخطاء التي يصنعها"، وأضاف: "ما زلت أنا نفسي، برغم كل ما تحملته من انهيار اقتصادي، وتفليسة حصلت منذ 30 سنة الى اليوم وتجمعت حتى انفجرت في عهدي، ونتائج الحرب في سوريا، وتداعيات فيروس كورونا، والكارثة الأخيرة في المرفأ". ورأى أن لبنان كان عصيا على التغيير، "ولكن الاحداث التي حصلت الآن ستكسر هذا الواقع، فأحيانا لا يحصل إصلاح إلا بعد كارثة، ويجب على كل شخص، أكان حاكما او مواطنا مغشوشا أن يعي ان هذا الوضع يجب ان يتغير، والامراض التي كنا نعيشها يجب ان نشفى منها". وكشف الرئيس عون أن "الغاز موجود في الحوض الرابع، وستعرف بعد حين الظروف السياسية التي أوقفت استخراجه، نظرا الى الوضع الجيوسياسي الحالي وصراع النفوذ الاقليمي والدولي ومحاولة الضغوط، فالشرق الاوسط يعيش معادلات قوة وليس معادلات حق".

وعما توصلت إليه التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، أكد ان "هذه التحقيقات هي سرية، ولكن عليها ان تبدأ ليس من فترة وجود المواد المتفجرة في المرفأ، بل أن توضح من أين وصلت الباخرة، وأين حملت بالنيترات، ولماذا وصلت الى هنا مع انها كانت متوجهة الى مكان آخر، ومن هو المسؤول عنها".

وإذ إعتبر أن من يهرب من المسؤولية غير جدير بالحكم، قال إنه "ليس خائفا من مواجهة اللبنانيين على خلفية قضية انفجار المرفأ، وإن يدي وضميري نظيفون"، لافتا الى انه لم يكن على علم بقضية المتفجرات وعندما وصله الخبر كان الامر متأخرا جدا.

وأعاد رئيس الجمهورية التأكيد على أن العدالة المتأخرة ليست بعدالة، لافتا الى "العقد التي تعترض عمل القضاء والى ان النظام الطائفي أقام في لبنان حدودا للتصرف لا سيما في موضوع محاربة الفساد".

وإذ ميز الرئيس عون بين ثورة الـ89 وثورة 17 تشرين، إعتبر أن "حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة، وإذا لم يأت الشعب بالإصلاح فانه لا يدوم".

وعن الاستشارات النيابية ومقومات الحكومة الجديدة، قال الرئيس عون: "لدينا برنامج كامل للإصلاحات الضرورية لكي نسترجع موقعنا وثقة العالم بنا، فإذا ما قمنا بهذه الإصلاحات يمكننا الانتقال الى مرحلة ثانية والاتيان بأرصدة تحقق البرنامج الاقتصادي"، لافتا الى انه "أعرب عن سعيه لتثميل الثوار بوزراء إلا أن أحدا لم يتقدم ليعلن عن نفسه او ليتعرف علي عن كثب". وإذ أشار الرئيس عون الى أن اتفاق مار مخايل لم يكبله أبدا، إعتبر أنه كان بمثابة نوع من المصالحة، "وقد دعونا الجميع اليها"، وعن سبب استمراره فيما سقط تفاهم معراب، أوضح "ان القضية هي قضية التزام ولا أريد أن ادخل في الكثير من التفاصيل،ان الاتفاق ينجز عندما يلتزم الفريقان بشروط التفاهم، وأنا لا اريد الدخول في نقاش هذا الامر". واعتبر الرئيس عون: "ان العلاقة مع بكركي طبيعية، والمواقف السياسية لبكركي متقدمة"، وعن أحوال التيار العوني، أجاب: "انا لست في قيادة التيار العوني حاليا، ولدي اليوم بصفتي "بي الكل" مسؤولية تجاه جميع اللبنانيين من 18 طائفة، والعدالة لا تفضيل فيها الا بالحق".

وعن رمزية زيارة الرئيس الفرنسي الى السيدة فيروز في دارتها في انطلياس في مستهل زيارته الى لبنان، قال الرئيس عون: "الفرنسيون يعرفون السيدة فيروز وهي غنت لهم في اكثر من مناسبة، وأحبها الجمهور الفرنسي، وهذه إلتفاتة تقديرية من رئيس فرنسا للسيدة فيروز، أجدها طبيعية."

وكيف يحب ان يذكره التاريخ، أجاب الرئيس عون: "مثلما أنا"، معتبرا "انه عندما تزول الاحداث يعود الناس الى صفائهم الذهني فسيصفني التاريخ بصوابية ولا شيء يختفي"، معربا عن ترحيبه الدائم بلقاء الشباب في قصر بعبدا في حوار مباشر لتبديد هواجسهم، آملا ان تكون بداية المئوية الثانية للبنان الكبير مميزة بوعي شعب يتطلع الى التاريخ ويفحص ضميره لمعرفة أسباب المشاكل والصدامات التي حصلت، وإعادة النظر بمواقفه الخاطئة وتصحيحها لإحداث التغيير."

مواقف رئيس الجمهورية جاءت في خلال حوار مسهب أجراه معه الاعلامي ريكاردو كرم لمناسبة المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير.

وقائع الحوار

بداية المقابلة كانت بالسؤال عما اذا كان هناك ضوء قريب في هذا النفق المظلم؟، حيث اكد الرئيس عون أنه "لولا وجود الامل بذلك، نصل الى اليأس، وهو أمر لا يصيبنا، خصوصا وأن رقادنا تحت التراب هو على رجاء القيامة، لهذا السبب لا يمكن ان نيأس. نتطلع دائما الى الامام، هناك صعوبات في الحياة على المرء ان يتخطاها ويتغلب عليها، فالتراجع أمام كل صدمة يعني خسارته كل شيء، واعتقد انه سينجح اذا وجه ما يملك من قوة نحو الخير".

وسئل عما هو متوقع من التغيير الذي يحمل وجهين إيجابي وسلبي، فأوضح أن "ما حصل قد حصل، ولا يمكن ان نتوقع الاسوأ، فقد تراكمت الكوارث بشكل كبير من الحرب السورية التي تحملنا نتائجها السيئة جدا علي لبنان لناحية الازمة الاقتصادية، والنزوح السكاني السوري الكثيف، اضافة الى وباء كورونا، وانفجار مرفأ بيروت الذي ادى الى وقوع مأساة كبيرة وضحايا كثيرة وتهديم نصف العاصمة، ننظر بألم وحزن كبير لما حصل، ولكن يجب ان ننظر ايضا الى الامام، لنعيد بناء ما تهدم ونساعد الاحياء".

وعما جاء في كلمته لمناسبة مرور مئة عام على لبنان الكبير، وما اذا كان لبنان لا يزال ديمقراطيا وجمهوريا؟، أجاب الرئيس عون "إن الديمقراطية تقوم على معادلة الاكثرية والاقلية، ونحن نقوم على نظام توافقي يتطلب الاجماع، أي انه يجب على الجميع التوافق وهو امر مستحيل في أغلب الاحيان، ويشل الدولة ويوقف القرارات مهما كانت اهميتها"، ولفت الى أنه "حاليا هناك عدة جمهوريات، ويجب ان نخلق الجمهورية الواحدة".

وفي ما خص الصيغة الجديدة التي تحدث عنها، وهل سيحددها اللبنانيون؟، شدد الرئيس عون على ذلك، وعلى إلزامية وجود قوة لدى اللبنانيين لخلق نظام جديد، وإلا "فقدنا مقومات الحياة ووقعنا مجددا في المشاكل نفسها"، واضاف: "يحق للبناني ان يشكك بثقته بالقيادات، ولكن رفع شعار "كلن يعني كلن" ليس صحيحا، فمن ينادي بذلك هو نفسه جزء من هذا الكل"، ولولا وجود رجال اقوياء في الاحداث الكبيرة لما خرج احد من الازمات، وفقدان الثقة بالجميع هو نوع من اليأس الذي يجب ان يكون ظرفيا".

وردا على سؤال عما اذا كنا أمام طائف جديد؟، اجاب: "لا أرغب في تسميته طائف، لان لا شبه بين الظروف التي أدت اليه والوضع الحالي، فالطائف حصل لانهاء حرب وصدام من خلال حلول توافقية وليست جذرية، ولا يمكنه إظهار الحقيقة كاملة بل الابقاء على بعض الغموض ليؤمن التوافقية، أما اليوم عندما توجد حلول واحدة نابعة من التجربة الشعبية ومن تاريخ الوطن، فهي تأتي في السياق العام، سياق التطور".

وعن أفضل ما حصل في لبنان خلال المئة عام الاخيرة؟، اعتبر الرئيس عون ان الافضل كان "التحرر من الاحتلال العثماني بعد إنتصار الحلفاء، ثم المباشرة بتأسيس مؤسسات الدولة الحالية من قضاء وأمن ومال بمساعدة الدولة الفرنسية، وقيام لبنان الكبير الذي وسع حدود لبنان واعتمد بيروت عاصمة له، وبعد اعلان الدستور اصبح لبنان جمهورية، ليأتي بعدها الاستقلال وهي كلها امور ايجابية، إنما الحياة هي تطور مستمر وحركة دائمة، وكل ما لا يتطور يموت وهو أمر ينطبق ايضا على المؤسسات، فلو تطورت لكانت تغيرت بطبيعة الحال ولا يمكن عندها ان تتآكل او تهترئ".

لا تغيير في القناعات

أما عن أفضل ما حصل في عهده خلال المرحلة التي مرت من ولايته الرئاسية، فقال الرئيس عون: أن ما بدأ العمل به فور تسلمه مهامه هو "ضمان الاستقرار والامن لانهما اساس الازدهار واطمئنان المواطن الى حاضره ومستقبله، ثم تم اقرار قانون النفط والغاز الذي كان يجب اقراره عام 2013 إنما تأخر بسبب النظام المتبع ومعارضة البعض، وقد تم التوصل حاليا الى اتفاق مع الشركات علما ان الغاز موجود في الحوض الرابع وستعرف بعد حين الظروف السياسية التي اوقفت استخراجه، نظرا الى الوضع الجيوسياسي الحالي وصراع النفوذ الاقليمي والدولي ومحاولة الضغوط، فالشرق الاوسط يعيش معادلات قوة وليس معادلات حق".

وحول قراءته للمشهد الشعبي الذي تحول من المطالبة بعودته في السابق الى رحيله اليوم، رأى الرئيس عون انه "يجب حل العناصر التي أدت الى هذا الوضع وهي العوائق التي وضعت لوقف تنفيذ المشاريع، فقد كان اللبنانيون ينتظرون ازدهارا أكبر، ومحاربة الفساد وفق الآمال المعقودة، انما الصراعات السياسية الداخلية وحتى وسائل الاعلام ساعدت على تكوين الفكرة السائدة حاليا، فنحن اليوم في قلب العاصفة والمأساة ونفتقد للافكار الموحدة لمعالجة المشاكل، فالموقف السياسي يتخذ وفق مصالح شخصية، وحتى الاستشارات النيابية التي ستبدأ الاثنين لتكليف رئيس حكومة، تأخرت لهذه الاسباب، فهناك مناورات تحصل، وبالتالي، فالوضع الاقتصادي والضغط الاعلامي والنزاعات الشخصية في قلب النظام الذي نرغب في تغييره، والطائفية، كل هذه العناصر تراكمت لنصل الى هنا"، أما نوايانا فهي نفسها، ومحاربة الفساد قائمة وانا شجعت وعملت من اجل الاتفاق مع شركة اميركية للتدقيق المالي الجنائي Forensic audit بهدف محاربة الفساد وتحديد المسؤول عنه، وهذا يعني انني لم اتغير، بل ما زلت كما انا، ولكن القوى المتصارعة خارجيا وداخليا والارتباطات الخارجية للبعض، كانت الحاجز الذي وضع امامي، وهي ليست بقليلة".

وسئل عن تقييمه لشعبيته اليوم، وما اذا كانت على حالها خصوصا وانه دخل الى السلطة وهو يعلم ان صلاحيات الرئيس محدودة، فقال: "هناك قلق. قد يكون هناك صدمة، ولكن لا تغيير في القناعات، وقد يكون هناك شك، انما هناك عودة الى هذه القناعات". وعن الصلاحيات الرئاسية، أجاب: "كان لدي شعور، وكان لدي ارادة، واستعملت ارادتي وتابعت شعوري على انه لا بد بعد التجربة منذ 1990 وصولا الى المرحلة التي مررنا بها، انه يمكن لذهنية الحكم ان تكون قد تغيرت وهو ما لم يحصل، ولبنان هو اول بلد في العالم يشهد بقاء الحكام الذين كانوا خلال الاحتلال، بعد رحيل المحتل، وهذا بفضل القوى الخارجية التي دعمتهم، وقد عدت الى لبنان ولا تزال القوى الخارجية تطاردني، ولكن الحاجة الي جعلتهم يقبلون بي وبانتخابي من قبل الشعب اللبناني".

وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتبر ان الوزير جبران باسيل هو احد أسباب التأثير السلبي على هذا العهد، كما يقول البعض، أجاب : "بإمكان جبران باسيل الدفاع عن نفسه عند التهجم عليه، السياسي معرض دائما للانتقاد او للتأييد، هذا وضع سياسي يتغير".

جهات تحارب العهد

وسئل عما اذا كان هناك فعلا جهات تعمل على محاربة العهد وإسقاطه، ومن هي؟، فقال: "هذه الجهات تخبر عن نفسها، ومن يريد إسقاط ميشال عون هو كل من يلصق بنا الأخطاء التي يصنعها، اذا تكلم أحد بحقك وخلق كذبة حولك فهو يريد أن يؤذيك ويضرب الثقة بك. فهو يعمل لاسقاط العهد، يسقط العهد عندما يرتكب أخطاء، وليس عندما ترتكب الأخطاء في مجلس النواب، وفي مجلس الوزراء، رئيس الجمهورية يعطي توجيهات ويتابع الاحداث ويراقبها، بإمكاني تقديم العديد من الأمثلة حول عدم التزام الحكومة بالتوجيهات او عدم اخذها بها، ماذا بإمكاني أن أفعل؟ يجب ان يحصل اجماع على القرارات في الحكومة. اجمالا عندما يشعر احد الوزراء بأنه أخطأ، يقوم بانتفاضة عندما تشير الى خطئه، وتقول له انه غير مدرك للوضع الحالي ولا يقدم المعالجات اللازمة".

سئل: أنت لست رئيس جمهورية مثل الكثيرين الذين سكنوا في قصر بعبدا، وكانوا مهمشين. فكيف تقبل بهذا الواقع؟.

أجاب: "اعتقد ان ما تحملته جراء هذا الواقع وتراكم المسؤوليات، يدل على انني ما زلت أنا نفسي، تحملت الانهيار الاقتصادي، والتفليسة التي حصلت منذ 30 سنة الى اليوم وتجمعت حتى انفجرت في عهدي، ونتائج الحرب في سوريا، وتداعيات فيروس كورونا، والكارثة الأخيرة في المرفأ، ومع ذلك ما زلت ميشال عون، لا اعتقد انه كان بمقدور الكثيرين، تحمل كل ذلك والحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد، عندما أتاحت لي الظروف فترة امنية جيدة بعدما ربحنا معركة السلسلة الشرقية وطردنا الإرهابيين من لبنان، ازدهرت السياحة، وسمعنا على لسان جميع الزوار ان الامن في لبنان افضل مما هو عليه في أوروبا وأميركا، لا احد كان بامكانه التكهن بانفجار المرفأ مؤخرا، بعدما كان يحتوي منذ العام 2014 على مواد خطرة، وحصل ذلك فور اطلاعنا على تقرير حول الموضوع، واعطائنا توجيهات بالمعالجة الفورية، لا أعرف معنى هذه الصدفة والتزامن بين الانفجار وانتشار الخبر عن الموضوع بعد 6 سنوات على وجود المواد في المرفأ".

وردا على سؤال حول ما اذا كان قادرا على التغيير بعد مرور 46 شهرا على عهده، أجاب: "أشعر أنه بات هناك قلقا لدى الناس، والقلق يمكن إصلاحه، وهناك بالفعل أناس فقدوا ثقتهم، ولكن تغيير الأحوال التي نعيشها وبداية إصلاح معين يمكن ان يعيدا تكوين الثقة. العمل الآن على أعادة الناس الى وطنهم، الغضب الذي حصل طبيعي انا غضبت وشعرت بالقهر، خصوصا عندما اطلعت على المآسي التي حصلت والبيوت التي تهدمت، من لا يغضب في مثل هذه الأوقات؟ لا احد، الانسان يكفر أحيانا ولا يغضب فقط. هناك اشخاص فقدوا اعزاءهم ومنازلهم، كارثة حقيقية حصلت، اكبر من الكوارث الطبيعية والزلازل".

احداث كسرت الواقع

سئل عما اذا كان لبنان عصيا على الإصلاح والتغيير، فرد بالقول: "نعم كان عصيا على التغيير، ولكن الاحداث التي حصلت الآن ستكسر هذا الواقع، فأحيانا لا يحصل اصلاح الا بعد كارثة. والآن يجب على كل شخص، أكان حاكما او مواطنا مغشوشا، أن يعي ان هذا الوضع يجب ان يتغير والامراض التي كنا نعيشها يجب ان نشفى منها، ولا يمكننا ذلك الا بالعودة الى ضميرنا، ورؤية الحقائق التي حصلت كما هي، وما سبب حصولها. عندها يمكن للإنسان ان يخرج من حالته المرضية الى حالة جديدة".

وردا على سؤال حول كيف يمكن اقناع الشباب بالبقاء في لبنان، أجاب: "عندما تسد سبل الحياة امام الانسان مع الوضع الحالي، سيبحث عن مكان آخر يلجأ اليه. هذا طبيعي بعد المآسي التي حصلت، ولكن اعتقد ان القسم الأكبر سيعود الى الوطن عندما يتأكد من ان بلده بدأ بالتقدم وان الأوضاع بدأت بالتحسن. فمن يعيش في مجتمع معين يجد صعوبة كبيرة في العيش في مجتمع آخر. لقد جربت ذلك بنفسي. عشت في أميركا وفرنسا وزرت بلدانا كثيرة، عندما تغير بيئتك، تجد ان عاداتك قد ضعفت وعليك ان تعيش وفق عادات جديدة، وعليك ان تسلخ جلدك القديم".

سئل: ولكن الزمن تغير اليوم مع العولمة، فأجاب: "العولمة حرقت العالم بأسره، لأنها مليئة بالسيئات. واينما سافر الانسان لن ينسجم مع المجتمعات الأخرى كما يحصل في بلده لا احد ينسى الارض الام". وعما يصف به ما حصل في مرفأ بيروت، هل هو جريمة أم مذبحة أم زلزال؟ أجاب: "اذا كانت جريمة فيجب ان تكون مقصودة، والمذبحة كذلك. هذا الوصف لا يعبر عن الواقع الا اذا حدد التحقيق أن ما حصل كان عملا مقصودا، والتحقيق يجري الآن بشكل سري.

وسئل: لكن رئيس الحكومة وعد اللبنانيين بنتيجة التحقيق في غضون خمسة أيام، فأجاب: "اعتقد انه تسرع قليلا بتحديد هذه المهلة، لأن قضايا مثل هذه مكونة خلال سنوات عديدة، وما زالت أسباب حصولها مجهولة، لا يمكن الانتهاء منها سريعا."

القضاء وسرية التحقيق

وعما يمكن اخبار اللبنانيين عن نتائج التحقيق الى الآن، قال: "الحدث لم يولد في لحظة، بل تكون خلال سنوات عديدة منذ وصول هذه المواد الى المرفأ. وخلال السنوات الست التي بقيت فيها المواد في العنبر رقم 12 علينا ان نعرف ماذا حصل. هناك مراسلات بين المرفأ والقضاة وبين المؤسسات، هي التي تدل على كيفية بناء هذه الكارثة."

وردا على سؤال حول لماذا رست باخرة نيترات الامونيوم في لبنان، ولماذا سكت عنها الجميع، أجاب: "هذا الموضوع يجب ان يبدأ به التحقيق، الذي عليه ان يعرف من اين وصلت الباخرة، وأين حملت بالنيترات، ولماذا وصلت الى هنا مع انها كانت متوجهة الى مكان آخر، ومن هو المسؤول عنها. كل هذه الأمور يجب ان تتوضح قبل الغوص في التحقيق حول ما الذي حصل بعد وجود المواد في المرفأ." وسئل: الى ماذا توصل التحقيق حتى الآن؟ فأجاب: "انا لا اطلع عليه، لأن التحقيق سري".

وردا على سؤال حول رأيه بعبارة "ما خلونا" التي تزعج بعض اللبنانيين في الصميم، أجاب: "ربما هي خطأ في التعبير، ولكنها نتيجة النظام القائم عندما لا تحصل على الأكثرية في مجلس الوزراء. انا لم اقدر انها ستفهم بالمعنى الذي فهمت عليه. النظام اعوج. سأعطي مثلا عن الكهرباء. وضعت خطة في العام 2010 وصدق عليها مجلس الوزراء، ولاقت استحسان الجميع. وعندما اردنا تنفيذها، لم تحول الحكومة الأموال اللازمة لذلك، اليس الخطأ اذا في الحكومة التي لم تحول الاعتمادات لانشاء المنشآت اللازمة لانتاج الكهرباء؟ جلسات مجلس الوزراء موجودة، والقرارات ايضا. اذا، عندما تسند اليك مهمة ولا تعطى الوسائل اللازمة لتنفيذها، هل تكون انت المخطئ؟"

وسئل: لكن وزارة الطاقة كانت من نصيب وزراء التيار الوطني لمدة عقد من الزمن، الم يكن من الاشرف لهؤلاء الوزراء ان يقدموا استقالتهم من الحكومة بعدما شعروا باستحالة تحقيق ما يريدون في ملف الكهرباء؟ أجاب: من يهرب من المسؤولية غير جدير بالحكم حتى لو كانت هناك صعوبات. لقد بقينا على اصرارنا. وقد كنت آنذاك رئيسا للتيار واتحدث بهذا الموضوع لانه حدث معي. اؤكد انه لم يحول قرش لبناء سنترالات الطاقة.

المطالبات بقلب الطاولة

وعن مأساة المرفأ وقراءته لجولة الرئيس الفرنسي في المنطقة وحديثه الى المواطنين المنكوبين، أجاب الرئيس عون: "كانت هناك حالة غضب وحق المواطنين ان يغضبوا. لقد أراد الرئيس ايمانويل ماكرون الذهاب بمفرده، انها قضية غير مألوفة الا انه هو من رغب بذلك والا لكنت واكبته، قد يكون رغب في الاطلاع على الحالة الطبيعية في الشارع وهي كانت بالفعل كذلك".

وعما اذا كان خائفا من مواجهة اللبنانيين، أجاب رئيس الجمهورية: "لا لست خائفا ولماذا أخاف، ان يدي وضميري نظيفون". وعن تحميل المواطنين له وزر ومسؤولية ما حدث، قال: "اذا اردت تحميلي المسؤولية فذلك يعني انه عليك ايضا تحميلها لكل من هم تحت رئيس الجمهورية، فالرئيس يسهر على التنفيذ وهو لا يمكنه ان يسهر على تنفيذ شيء لا يعرفه. لم اكن على علم بقضية المتفجرات في المرفأ، وعندما وصلني الخبر كان الامر متأخرا جدا".

وعما اذا كان لا يزال يذكر ما تابعه من مشاهد وضحايا الانفجار، قال: "اكيد، وقد سقط عدد كبير من الضحايا، الا اني كرئيس مسؤول، اول ما قمت به كان التواصل مع المؤسسات المعنية بالانقاذ فاتصلت بالصليب الأحمر، والدفاع المدني، وبقوى الامن والجيش لمعرفة حجم الكارثة ومتابعة عمليات الإنقاذ عن كثب. هذه هي واجبات الرئيس فلو اني ذهبت الى الشارع ماذا كنت لارى بناية او اثنتين او اكثر؟ وماذا عن الاضرار الأخرى. كان علي ان اشاهد المشهد ككل بنظرة أوسع لارى ما علي فعله". وعن المشهد الذي كان له التأثير الأكبر عليه، قال:" صور الضحايا وأيضا الدخان الذي تصاعد والبيوت المهدمة كله كان مؤثرا".

وعن القضاء وعدم تحركه كما أراد له وعمن يحمي محاربي الفساد، أجاب: "لا ارغب ان اشرح كثيرا لمن يقوم بعمله وخصوصا عندما يكون الامر فيه تجريح اذا لم يكن صحيحا. بناء على طلبي لقد رفع القضاء 22 دعوى تتعلق بالفساد موزعة على المحاكم، لم يتم البت الا بواحدة. ان القضاء سلسلة فيه عقد كثيرة وعندما تكون هناك على سبيل المثال حلقة ضائعة تقف الأمور عند حد معين".

وعن مطالبي رئيس الجمهورية بقلب الطاولة وتسمية كل الفاسدين، أجاب:" فلنفترض اننا قلبنا الطاولة. اننا نتعذب كثيرا في تطبيق القانون، فعلى سبيل المثال: ان وزير المالية لم يوقع حتى الان عقد التدقيق المالي الجنائي مع الشركة الاميركية، منذ ستة اشهر حتى اليوم ولم ننته بعد من هذا الموضوع".

الطائفية وحدود التصرف

وأوضح ان المشكلة ليست في روتين القضاء فحسب بل في روتين كل شيء، لافتا الى طريقة عمل القضاء وكيف تتنقل الدعاوى من مرجعية الى أخرى بين البت والاستئناف والتمييز. معيدا التأكيد على ان العدالة المتأخرة ليست بعدالة".

وعن الفرق بين ثورة مرحلة الـ89، وثورة اليوم ضد المنظومة والرئيس عون منها، قال: "الفرق كبير بين الاثنتين، ففي تلك الاثناء كانت الحرب ضد عدو او خصم ظاهر تعرف ماذا تريد منه لا سيما لجهة استرجاع ارض الوطن التي لا تسيطر عليها. اما في ثورة اليوم فان الحرب هي ضد أبناء الوطن، لطالما قلت ان "التحرر اصعب من التحرير" خاصة اذا لم يكن يريد الشعب ان يتحرر، ففي الانتخابات على سبيل المثال، ماذا تفهم من احد يقول انه أبا عن جد مع مرشح معين، هذا الانسان غير مدرك ان الحياة فيها تطور والمصالح والمجتمع تغيرا، وهنا تكمن الصعوبة".

وعما فعل للثوار الحقيقيين الذين نادوا "بكلن يعني كلن" بعد اختراق الثورة طوابير ومحاولة حرفها عن مسارها، قال: "كانت هذه فرصة للتغيير الا انها ذهبت سدى وقد وجهت لهم رسالة كي استقبلهم شارحا لهم الوضع، وعندما لم يأت احد عرفت ان ليس في هذه الحركة من هو مسؤول عنها، انها حركة شعبية شعورية. لقد كان الجواب على الرسالة "كلكن يعني كلكن"، وذهبت سدى اكبر فرصة تلاقي، حتى انني قلت لهم ابقوا في الشارع لانكم تساعدوننا في ذلك".

وعن السبب الذي يمنع القبض على فاسد واحد على الأقل، أجاب الرئيس عون:" انت تعرف لماذا، ان الطائفية اقامت حدودا للتصرف".

وعن قوله "لا متورطون في عائلتي" فيما اكد ثوار 17 تشرين عكس ذلك، أجاب: اني اتحدى العالم كله باجهزة مخابراته وكل وسائلها، ان يحدد ان أحدا متورط من عائلتي. لقد قلت لك قبل قليل ان جبران باسيل يدافع عن نفسه ولكني الان اتحدى بتركي الرئاسة اذا ما امسك احد ما ممسكا عليهم، وأقول هذا الامر امام الشعب اللبناني كله، وامام الأميركيين والفرنسيين والانكليز والعرب.

وعن يأس اللبنانيين وتمني البعض وجود حاكم كولي العهد السعودي او عودة الانتداب الفرنسي للوقوف في وجه الفساد، أجاب: "لقد قلت ان الشعب يائس، كما قلت اننا نرقد تحت التراب على رجاء القيامة ولن نيأس ونحن احياء".

تشكيل الحكومة واتفاق مار مخايل

وعن كيف كان ليتصرف لو كان الجنرال عون بالزي العسكري: "أجاب اذا ما اردت بناء دولة لا يمكن بناؤها بالعنف لا سيما اذا ما اردت نظاما يتطور، فاذا لم يكن الشعب متطورا بفكره ولم يأت هو بالإصلاح، فان الإصلاح لا يدوم. ان دولا عدة وزعماء فرضوا أنظمة مدنية ما لبثت ان اسقطت بعد عدة سنوات لانها فرضت فرضا ولم تكن من انتاج الشعب. ان الحركات التغييرية في فرنسا كانت من نتاج الشعب الذي لم يفرض شيء عليه. ومن هنا كنت أقول ان حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة".

وردا على سؤال عما اذا طلب من الرئيس الفرنسي تتبع ارصدة السياسيين في أوروبا لمساءلتهم عن مصدر ما جنوه ومساعدته لاستعادتها، أجاب: "ان الرئيس ماكرون قال شيئا بهذا المعنى ليس لي، بل في لقاءاته في قصر الصنوبر او انه أوحى به".

وعن الاستشارات النيابية ومقومات الحكومة الجديدة، قال الرئيس عون:" لدينا برنامج كامل للإصلاحات الضرورية لكي نسترجع موقعنا وثقة العالم بنا، فاذا ما قمنا بهذه الإصلاحات يمكننا الانتقال الى مرحلة ثانية والاتيان بأرصدة تحقق البرنامج الاقتصادي".

وعما اذا كانت الحكومة ستلاقي نبض الثوار او ستكون حكومة الضرورة او طوارئ، أجاب: "يجب ان يعلنوا عن انفسهم، من هم قادتهم. لقد غردت عن سعيي لتمثيل الثوار بوزراء الا ان أحدا لم يتقدم ليعلن عن نفسه او ليتعرف علي عن كثب".

وردا على سؤال حول معرفة الى أي درجة كبله اتفاق مار مخايل قال رئيس الجمهورية: "لم يكبلني ابدا. اثناء حرب العام 2006، لم يكن واردا في الاتفاق دعم حزب الله اذا ما حصلت له مشكلة مع إسرائيل، ولكن هذا جزء من شعبي وانا أعيش معه، اذا ما ربح او خسر، هؤلاء هم مواطني"، مشيرا الى ان التفاهم كان بمثابة نوع من المصالحة، "وقد دعونا الجميع اليها، الا انه خرج من صنف الاتفاق بأنه تحالف شيعي-ماروني ضد السنة، ولما يكن حينها الاتفاق الا وليد يومين فقط. فكيف يمكن الخروج من هذه المعتقدات المسبقة؟ وماذا كنا تضررنا لو انضم الجميع اليه؟"

واعتبر الرئيس عون "ان هذا التفاهم لم يكن بقصد الربح او الخسارة بل لاحداث حالة طبيعية كانت لي مساهمة فيها لانتصار الحق على الباطل، وليس الامر بالتالي موضع بيع وشراء"، مشيرا الى انه حصلت بعده تطورات مثل حرب 2006 منعت تطويره. اننا نعمل لبناء الدولة الا ان هناك صراعات كبرى، فعلى سبيل المثال الفلسطينيون موجودون عندنا منذ 73 سنة. إضافة الى مليون ونصف مليون سوري نازح اليوم. فكيف علينا ان نتصرف؟"

وسئل: لو فككتم الارتباط بحزب الله ووقعتم على مرسوم توطين الفلسطينيين، هل تكونون قد كسبتم الرأي العام في الغرب كما في دول الخليج؟ اجاب" هكذا تريد إسرائيل. وهي تضع وأميركا على الدوام في أي اتفاقية شرط التوطين."

وعن سبب استمرار تفاهم مار مخايل فيما سقط تفاهم معراب، أوضح رئيس الجمهورية "ان القضية هي قضية التزام ولا اريد ان ادخل في الكثير من التفاصيل. ان الاتفاق ينجز عندما يلتزم الفريقان بشروط التفاهم. وانا لا اريد الدخول في نقاش هذا الامر."

العلاقة مع بكركي

وفي خصوص العلاقة مع بكركي وتعرض البطريركية الى هجوم عنيف اليوم بعد كلام البطريرك الراعي عن الحياد وسلاح حزب الله وفقدان الشعب ثقته بكل الطبقة الحاكمة، قال الرئيس عون: "ان العلاقة مع بكركي طبيعية، ومواقفها السياسية متقدمة انما من دون عنف"، مشيرا الى "ان لبنان ليس دولة مواجهة ابدا فبالكاد ندافع عن انفسنا. ونحن اصغر وافقر دولة في كل المحيط. واذا ما اردنا الدفاع عن انفسنا هنالك وسائل غير تلك الكلاسيكية".

وعن أحوال التيار العوني، أجاب الرئيس عون: "انا لست في قيادته السياسية حاليا، ولدي اليوم بصفتي "بي الكل" مسؤولية تجاه جميع اللبنانيين من 18 طائفة، والعدالة لا تفضيل فيها الا بالحق."

وعن تصوره للتقرب من جيل الالفية الجديدة الذي يرى ان الزعماء اللبنانيين اصبحوا "دقة قديمة"، قال الرئيس عون: "انا أعايش هذا الجيل. لكن مع الاسف الآن فان وجودي هنا ابعدني عنه قليلا، فانا كنت معتادا الحديث مع الطلاب اكثر من كلامي مع الكبار".

وعن حنينه الى البزة العسكرية وكل تلك الفترة السابقة، أشار رئيس الجمهورية الى "ان هذه مرحلة مضت وانا فخور بها، لكن ليس باستطاعة الانسان العودة الى الوراء، فهو عندما يتطلع كثيرا الى الوراء يكون انتهى"، كاشفا "ان ليس للإنسان تمنيات للماضي، فالتمنيات هي دائما للحظة الاتية". وقال: "أتمنى ان اكسب ثقة الناس من جديد اذا ما كانت قد فقدت تجاهي، وأتمنى ان نخرج من المرحلة الصعبة ونبلغ التفكير بطريقة حديثة."

اسئلة سريعة

ورد الرئيس عون على سلسة من الأسئلة السريعة، فسئل عن الزواج المدني، وأجاب انه معه، واعرب عن قبوله بانتخاب الرئيس من الشعب، وأوضح ان السلام مع إسرائيل يجب ان يتأسس على الحقوق، معربا عن إصراره على ان تتم متابعة التحقيق الجنائي المالي حتى النهاية.

وأشار الرئيس عون الى ان أسماء السياسيين الذين بإمكان التحقيق اظهارهم على انهم فاسدون عديدة، مجددا التأكيد على "ان الشعب اللبناني عظيم ووصفته بكل الصفات الحسنة في رسالتي وهو اليوم يعاني من كبوة لكنني واثق من انه سينهض من جديد"، ومشددا على ان قصر بعبدا لما يزل بيت الشعب.

وأشار الرئيس عون الى انه يقرأ حاليا الكتاب الأخير للكاتب امين معلوف، ويستمع الى اعمال الرحابنة وفيروز والموسيقى الكلاسيكية.

وعن رمزية زيارة الرئيس الفرنسي الى السيدة فيروز في دارتها في انطلياس في مستهل زيارته الى لبنان، قال الرئيس عون: "الفرنسيون يعرفون السيدة فيروز وهي غنت لهم في اكثر من مناسبة، واحبها الجمهور الفرنسي. وهذه التفاتة تقديرية من رئيس فرنسا لها اجدها طبيعية."

وسئل: كيف تحب ان يذكرك التاريخ؟ فأجاب: "مثلما انا"، معتبرا "انه عندما تزول الاحداث ويعود الناس الى صفائهم الذهني فسيصفني التاريخ بصوابية ولا شيء يختفي"، مشيرا الى "انه اذا لم يحصل تغيير من الآن الى سنتين فالعوض بسلامتكم. وأضاف: يجب التوقف عند ما قاله الوزير الفرنسي لودريان حول امكان زوال لبنان، معتبرا انه "اذا كان الشعب يريد بالفعل وطنه فهذا بمثابة تنبيه".

واعرب الرئيس عون عن ترحيبه الدائم بلقاء الشباب في قصر بعبدا في حوار مباشر لتبديد هواجسهم، "وانا مقتنع بما يقولونه واعمل لانضاج أهدافهم كي تأتي بأقل ضرر ممكن وليس بالعنف. فعلينا ان نعبر عن عنفنا بمواقفنا وليس بأيدينا."

وأمل ان تكون بداية المئوية الثانية للبنان الكبير مميزة "بوعي شعب يتطلع الى التاريخ ويفحص ضميره لمعرفة أسباب المشاكل والصدامات التي حصلت، واعادة النظر بمواقفه الخاطئة وتصحيحها لاحداث التغيير."

رسالة الى البيروتيين

وختم الرئيس عون المقابلة متوجها الى اللبنانيين عموما وإلى أهالي بيروت بشكل خاص بالقول: "بيروت تدمرت، ويمكن ان نعيد بناءها من جديد وافضل مما كانت عليه، انما لا يمكن اعادة الارواح التي فقدناها، فرحيل الام والابن والمسن والطفل لا يعوض، وهو مصدر ألم الى اي فئة عمرية انتموا. ان قلبي وفكري معكم، وان شاء الله تتحقق العدالة وينال كل مذنب جزاءه".

 

رئيس الجمهورية: النظام الطائفي كان صالحا لزمن مضى وصار مولدا للفتن وهناك حاجة لتطوير النظام أو تعديله أو تغييره سموها ما شئتم

وطنية - الأحد 30 آب 2020

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى "إعلان لبنان دولة مدنية"، متعهدا "الدعوة الى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلا الى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة"، ومجددا الايمان بأنه "وحدها الدولة المدنية قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية". وإذ أشار الى "ان النظام الطائفي القائم على حقوق الطوائف وعلى المحاصصة بينها كان صالحا لزمن مضى"، معتبرا "انه صار اليوم عائقا أمام أي تطور وأي نهوض بالبلد، عائقا أمام أي إصلاح ومكافحة فساد، ومولدا للفتن والتحريض والانقسام لكل من أراد ضرب البلد"، فإنه اكد "ان هناك حاجة لتطوير النظام، لتعديله، لتغييره. سموها ما شئتم، ولكن الأكيد أن لبنان يحتاج الى مفهوم جديد في إدارة شؤونه، يقوم على المواطنة وعلى مدنية الدولة". وشدد رئيس الجمهورية على "ان تحول لبنان من النظام الطوائفي السائد الى الدولة المدنية العصرية، دولة المواطن والمواطنة، يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها، وخلاصه من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصات التي تكبل أي إرادة بناءة وتفرمل أي خطوة نحو الإصلاح". وقال إن "لبنان واللبنانيون يستحقون بعد طول المعاناة دولة تكون فيها الكفاءة هي المعيار، ويكون القانون هو الضامن لحقوق الجميع بالتساوي، والانتماء الأساس هو للوطن وليس لزعماء الطوائف"، مشيرا الى "ان هذه الدولة هي مطلب شعبي، أصوات الشباب في الساحات تطالب بها"، ومتسائلا "هل تلتقي عليها الإرادات السياسية وتبحث جديا آلية الوصول اليها؟". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين، عشية ذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول، حيث رأى "ان هذه المئوية، وإن كانت قد عرفت بعض حقبات من الازدهار والنهضة الاقتصادية والثقافية والمؤسساتية، إلا أنها وبمجملها كانت زاخرة بالخضات والأزمات والحروب، لم يعرف فيها شعبنا استقرارا حقيقيا ولا الاطمئنان إلا لفترات قصيرة تشبه الهدنة ما بين أزمة وأزمة".

نص الكلمة

وفي ما يلي نص الكلمة: "مواطني الأعزاء، لسنة خلت أعلنا بدء ذكرى مئوية لبنان الكبير، وكان مقررا أن تكون انطلاقة نشاطات ثقافية وفنية تخبرعن لبنان، لبنان الحضارة، لبنان الثقافة، لبنان القيم، لبنان المنتشر في كل أصقاع الأرض، لبنان التنوع والعيش الواحد، وأيضا لبنان النضال والمعاناة، لبنان الألم والأمل. ولكن، للأسف، فإن هذه السنة قد حفلت بأزمات غير مسبوقة وبالكوارث، فلم تترك مجالا لأي ومضة فرح. ومع ذلك يبقى الأمل، الأمل بتغيير حقيقي يمكن وطننا من النهوض مجددا.

مئة عام مرت على قيام الدولة لبنانية، على إعلان دولة لبنان الكبير. صحيح أن مقاربات اللبنانيين لهذا الحدث التاريخي مختلفة وأحيانا متناقضة، ولكن، تبقى شهادة للتاريخ والحقيقة أن إعلان دولة لبنان الكبير شكل النواة لقيام وطننا بحدوده الحالية بعد أن أعاد له ما سلخ منه، كما أمن له اعترافا دوليا ثمينا في حينه. وللأمانة التاريخية أيضا أنه، ومع انطلاقة لبنان الكبير بدأت مداميك الدولة تتركز، بمساعدة من السلطات الفرنسية؛ فكل المؤسسات والتنظيمات الإدارية والمالية والقضائية والأمنية وضعت أسسها في تلك الحقبة، وكذلك الدستور اللبناني.

ايها اللبنانيون، نحن اليوم على أبواب المئوية الثانية من عمر دولتنا اللبنانية، ولا بد من مراجعة حساب صادقة وصريحة، وخصوصا أن المئوية الأولى، وإن كانت قد عرفت بعض حقبات من الازدهار والنهضة الاقتصادية والثقافية والمؤسساتية، إلا أنها وبمجملها كانت زاخرة بالخضات والأزمات والحروب، لم يعرف فيها شعبنا استقرارا حقيقيا ولا الاطمئنان إلا لفترات قصيرة تشبه الهدنة ما بين أزمة وأزمة. فأين الخلل؟ هل هو فينا أم في نظامنا أم في محيطنا أم في قدرنا؟

خصوصية المجتمع اللبناني أنه تعددي متنوع، وفي ذلك ميزة حقيقية إن أحسنت الإدارة، وقد ارتأى أجدادنا صيغة للعيش معا كان أساسها احترام الآخر، واحترام حقه في الوجود السياسي، نجحت الى حين الى أن خنقتها التقلبات السياسية في المنطقة والتي أشعلت حروبنا وحروب الآخرين على أرضنا. حتى كان اتفاق الطائف الذي صار بجزء منه الدستور الجديد وله نقاط قوة كما له نقاط ضعف تنبري أمامنا لدى كل استحقاق.

اليوم لبنان في أزمة غير مسبوقة، حيث انفجرت تراكمات عقود في السياسة، في الاقتصاد، في المال وفي الحياة المعيشية. فهل حان الوقت للبحث بصيغة جديدة أو باتفاق جديد؟

شباب لبنان ينادون بالتغيير، أصواتهم تصدح في كل مكان تطالب بتغيير النظام، فهل نصغي اليهم؟ هؤلاء الشباب هم لبنان الآتي، ولأجلهم ولأجل مستقبلهم أقول نعم حان الوقت.

إن التعددية مصدر غنى إنساني وثقافي وقيمي، وهي التي جعلت من لبنان رسالة وأرض لقاء وحوار، فهل نسمح بأن تنقلب الى محرك للتفرقة والانقسام؟ إن النظام الطائفي القائم على حقوق الطوائف وعلى المحاصصة بينها كان صالحا لزمن مضى، ولكنه اليوم صار عائقا أمام أي تطور وأي نهوض بالبلد، عائقا أمام أي إصلاح ومكافحة فساد، ومولدا للفتن والتحريض والانقسام لكل من أراد ضرب البلد.

نعم هناك حاجة لتطوير النظام، لتعديله، لتغييره. سموها ما شئتم، ولكن الأكيد أن لبنان يحتاج الى مفهوم جديد في إدارة شؤونه، يقوم على المواطنة وعلى مدنية الدولة. إن تحول لبنان من النظام الطوائفي السائد الى الدولة المدنية العصرية، دولة المواطن والمواطنة، يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها، وخلاصه من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصات التي تكبل أي إرادة بناءة وتفرمل أي خطوة نحو الإصلاح.

لبنان واللبنانيون يستحقون بعد طول المعاناة دولة تكون فيها الكفاءة هي المعيار، ويكون القانون هو الضامن لحقوق الجميع بالتساوي، والانتماء الأساس هو للوطن وليس لزعماء الطوائف.

هذه الدولة هي مطلب شعبي، أصوات الشباب في الساحات تطالب بها، فهل تلتقي عليها الإرادات السياسية وتبحث جديا آلية الوصول اليها؟

أيها اللبنانيون، حتى يكون الأول من أيلول من العام 2020 تكملة للأول من أيلول من العام 1920، ولأنني مؤمن أن وحدها الدولة المدنية قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية، أدعو الى إعلان لبنان دولة مدنية، وأتعهد بالدعوة الى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلا الى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة. أهلي، هي أرضنا، هو وطننا، ومهما اشتدت الصعوبات سنبقى هنا وسنبقى معا، وسيبقى لبنان، من مئوية إلى مئوية، وطن كل اللبنانيين، وطن الأرز الخالد. عشتم وعاش لبنان!".

 

كتل لبنان القوي: تأكيد تسهيل ولادة حكومة إصلاحية ومنتجة وفاعلة

وطنية - الأحد 30 آب 2020

عقد "تكتل لبنان القوي" اجتماعا استثنائيا، برئاسة النائب جبران باسيل، للبحث في ملف تشكيل الحكومة الجديدة وتسمية رئيسها في الاستشارات النيابية المزمع عقدها غدا.

وبحسب بيان عن الاجتماع، ناقش التكتل "بإيجابية المساعي القائمة كافة لتسمية رئيس للحكومة، وجرى عرض الأسماء المطروحة وتم الاتفاق عليها".وجدد "التأكيد على تسهيل ولادة حكومة وفقا للمعايير الثلاثة التي سبق أن حددها وهي ان تكون برئيسها ووزرائها وبرنامجها إصلاحية ومنتجة وفاعلة". وأكد التكتل أنه "ينظر بكثير من الاهتمام الى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، وما يمكن أن تحمله من أفكار تساعد لبنان على تطبيق الإصلاحات المطلوبة والضرورية والملحة، وعلى أهمية تقديم التكتل برنامجا متكاملا حول هذه الاصلاحات وطرح مبادرة وطنية خلاصية، اقتصادية وسياسية، من قبله".

 

محمد نصرالله: لا فيتو دوليا على حزب الله في الحكومة ولقاء الرئيسين بري والحريري ممكن كلما اقتضت المصلحة العامة

وطنية - الأحد 30 آب 2020

اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله ان "لبنان في قمة ازماته ولدينا الثقة بأن الفرنسيين صادقون بمسعاهم ومساعدة لبنان للخروج من هذه الازمات، لكن الاميركيين لدينا شك بنواياهم، لأن سياستهم في الشرق الاوسط تنطلق من مصلحة اسرائيل، وهذا يتناقض مع المصلحة اللبنانية الكاملة".

أضاف نصرالله في دردشة مع اعلاميي البقاع الغربي وراشيا، "ان على اللبنانيين ان يكونوا على مستوى المسؤولية للاستفادة من ايجابيات المسعى الفرنسي الذي نعرف انه لا يتخطى الخطوط الحمر الاميركية، لكنه من الممكن ان يساعد على تهذيب الموقف الغربي عامة من الموقف اللبناني اذا ما كانت النوايا اللبنانية صافية". وقال "نحن ذاهبون الى استشارت نيابية ستفضي الى تسمية رئيس لحكومة جديدة، والاستشارات النيابية قائمة ولا نرى ان هناك سببا لتأجيلها، وما نرجوه الا تكون الاستشارات للمجاملة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القادم الى لبنان، ولا بأس في المجاملة اذا كانت مقرونة بمسعى جدي لولادة الحكومة، فالاخطار الداهمة على لبنان كبيرة جدا وتحتم تشكيل حكومة، والذي اضيفت إليها صرخة البنك المركزي الذي يؤكد خلو جعبته من المال الكافي لدعم السلع الاساسية التي سيؤدي رفعها الى انفجار اجتماعي ومالي ونقدي لا يقل خطورة عن انفجار مرفأ بيروت وانعكاساته وارتداداته على الوضع اللبناني بالكامل. فاللبنانيون اصبحت نسبة 55 في المئة منهم تحت خط الفقر وفق الدراسات. ومن شأن ما نحن فيه اليوم رفع النسبة الى ما لا يطاق ولا يحتمل، ما يمكن ان يؤدي الى فلتان الشارع بطريقة يصعب ضبطها".

ولفت "الى انه من الضروري تشكيل حكومة جامعة تتمثل فيها اوسع الشرائح السياسية اللبنانية وبالتعاون مع المجلس النيابي وتفعيل جميع المؤسسات الدستورية، لتكون ماكينة عمل لمعالجة الازمات الاقتصادية، فالوقت ليس في مصلحتنا. ونحن في حركة امل وكتلة التنمية والتحرير نتعاطى بجدية مع تشكيل الحكومة التي نأمل أن يكون سريعا، ونحن متعاونون".

وعن تسمية الرئيس المكلف رأى نصرالله ان دور الحكومة سياسي وادارة شؤون البلاد، لكن ليس ما يمنع ان يكون اعضاء الحكومة يملكون الخبرة في مجالات معينة، ويمكن الجمع بين الامرين، اذ لا مشكلة في ان تكون الحكومة "تكنو ـ سياسية"." وفيما جزم ان كتلة التنمية والتحرير لم تتخذ قرارها بعد، اكد "اننا في حركة امل نميل الى تولي الرئيس الحريري رئاسة الحكومة لكن الامر مرهون برغبة الحريري والظروف المحيطة. وإن لقاء الرئيسين بري والحريري ممكن كلما كانت هناك مصلحة بذلك". ونفى نصرالله "ان يكون هناك اصرار دولي لاستبعاد حزب الله من التمثيل في الحكومة، بدليل لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مرتين مع وفد حزب الله واعطائه خصوصية وتمييز لهذا اللقاء. واكد ماكرون ان حزب الله هو حزب سياسي ومنتخب من الشعب ولم يضع "الفيتو" للقائه، ولقاء ماكرون مع وفد حزب الله هو رسالة بحد ذاتها للمجتمع الدولي حيث لا فيتو على حزب الله". وأدان النائب نصرالله الفلتان الامني المتنقل من كفتون الى خلدة وصولا الى راشيا، متمنيا ان لا يكون هناك من رابط بين الحوادث الامنية الثلاثة، ومشيرا الى وجود قاسم مشترك لاثارة الفتن في البلاد ومحاولة جر الشارع الى فتنة. وقال "نثني على أداء الجيش اللبناني الذي نحييه قيادة وضباطا ورتباء وجنودا، حيث يلعب دوره في حماية لبنان والحفاظ على السلم الاهلي الذي من شانه اذا ما انفلت ان يشكل خطرا على الكيان برمته، فالجيش اللبناني يقدم التضحيات كل مرة، وما حادثة راشيا والاعتداء على احدى دوريات الجيش اللبناني الا دليلا ونحن نستنكره اشد الاستنكار، فالاعتداء على الجيش في راشيا هو بمثابة اعتداء على لبنان، ونحن نقف الى جانبه مع القوى الامنية الاخرى ونقول لهم امضوا قدما بما انتم ماضون فيه والله معكم". اضاف، "لا شك ان هناك نوايا خبيثة للذين يعملون على تفجير الازمات، وما حصل في كفتون هو عمل مشبوه ومدان، والمطلوب ان تكون الاجهزة الامنية والقضائية على جهوزية. اما ما حصل في خلدة فهو امر خطير حيث ذهبت الامور باتجاهات خاطئة وفيها الكثير من الفبركات، لكن السلاح المتفلت في لبنان من شأنه ان يهدر كرامات الدولة ومؤسساتها ويسقط فيها ضحايا. وتلك الحوادث تشكل توتيرا للوضع الداخلي اللبناني، وخلق فتن وجرها لفتن تحت عناوين مختلفة، والمطلوب من السياسيين ان ينظروا في مثل هذه الحوادث كمصدر خطر والاستعجال في المعالجات السياسية".

 

نص خطاب حسن نصرالله: ليفهم الإسرائيلي أنه عندما يقتل أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنوده سنكون متعاونين في تشكيل الحكومة لإخراج البلد من الفراغ وتطبيق الاصلاحات

وطنية - الأحد 30 آب 2020

ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كلمة بعد تلاوة المصرع الحسيني بمناسبة العاشر من محرم، استهلها بالحديث عن المناسبة وظروف إحيائها في ظل تفشي وباء كورونا قائلا: "هذا العام يأتي يوم العاشر خصوصا عندنا في لبنان يأتي أكثر حزنا، الساحات والشوارع والميادين في لبنان، التي كانت تكتظ وتمتلأ بالمحبين والمواسين والمعزين في مثل هذه الساعات، اليوم خالية بسبب هذا الوباء الذي ضرب العالم، المشهد كل سنة كان قويا ومميزا وبشكل دائم، ويعبر عن الحضور الشعبي الوفي وعن البصيرة والوعي وعن العاطفة والحب والعشق لله ولرسول الله ولآل رسول الله، نسأل الله تعالى أن يرفع هذا الوباء عن جميع شعوب العالم، وعنا وعنكم، لتعود لنا الذكرى إن شاء الله في العام المقبل كما كانت طوال السنين".

أضاف: "عادة في اليوم العاشر نستحضر خلاصة الموقف في كربلاء وننطلق منها للحديث عن مسائلنا وقضايانا المعاصرة، هنا أستحضر موقفين معروفين لسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين.

الموقف الأول: عندما يسود الباطل، منطقه وسياسته وموقفه، ويصبح هو الحاكم والمتحكم ويضيع الحق ويصبح الحق غريبا، بل يصبح الحق مدانا، حينئذ المطلوب من كل المؤمنين ومن كل الشرفاء ومن كل الأحرار موقف للإحتجاج قد يصل إلى مستوى الشهادة أو يصل إلى مستوى الشهادة، الحسين في هذا الموقف قال: "ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه" عندما كان يشرح سبب خروجه ومسيرته وصولا إلى كربلاء، حال الأمة في ذاك الزمان،" ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه، فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا"، إذا كل إنسان سيلقى الله عز وجل حتما، والمؤمن سيلقى الله فليلقاه وهو على الحق، يدافع عن الحق ويقاتل من أجل الحق ويستشهد في سبيل الحق، "فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما"، أي حياة هذه، عندما يصبح الباطل هو الذي يحكم كل قضايا الناس الكبيرة والصغيرة.

الموقف الثاني: عندما يضعك أو يتم وضعك من قبل الأدعياء والمتسلطين وناهبي العالم والغزاة والمحتلين بين خيارين: إما القبول بالحلول الذليلة والحياة المهينة وإما تحمل الحرب التي يفرضونها عليك، وتحمل تبعاتها، فسيكون الخيار في مدرسة كربلاء ومن مدرسة كربلاء واضحا وحاسما وقويا، "ألا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، (السلة أي الحرب، والذلة معلوم)"، "ألا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة"، لماذا؟ هل هو موقف مزاجي؟ كلا ، "وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"، هذه خلاصة الموقف يوم العاشر في كربلاء".

وتطرق نصر الله الى وضع المنطقة قائلا: "في صراع المنطقة اليوم، مشهدان أو موقعان واضحان لصراع الحق والباطل، يعني لا يوجد فيهم إلتباس.

الموقع الأول: فلسطين المحتلة، الإسرائيلي الصهيوني يحتل هذه الأرض المباركة منذ سنة 1948 و1967، إضافة إلى الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، هنا باطل واضح لا لبس فيه، إحتلال وإغتصاب ومصادرة حقوق الآخرين بالقوة وبالإرهاب وبالمجازر، وهناك حق واضح لا لبس فيه، حق الشعب الفلسطيني بكامل فلسطين من البحر إلى النهر، حق الشعب السوري بكامل الجولان المحتل، وحق الشعب اللبناني ببقية أرضه المحتلة، دائما هناك من يريد فرض باطل الإحتلال بالقوة العسكرية وبالحروب والدمار والقتل والإغتيال والتهجير والحصار الإقتصادي والتجويع، اليوم في مواجهة هذا الباطل، من يقف إلى جانب الحق ومن يتمسك بالحق ومن يقاتل من أجل هذا الحق هم المقاومون لهذا الإحتلال ، هم الرافضون لهذا الكيان الغاصب، من دول وشعوب وحركات مقاومة.

نحن في حزب الله اليوم، في المقاومة الإسلامية في لبنان، في اليوم العاشر من محرم، في يوم الموقف العقائدي الإيماني الراسخ والثابت، نؤكد إلتزامنا القاطع برفض هذا الكيان الغاصب وبعدم الإعتراف به ولو اعترف به كل العالم، لا يمكن أن نعترف بهذا الباطل، الباطل البين الواضح بهذا الظلم وبهذا الإغتصاب وبهذا الإحتلال وبهذا الغزو، وبهذه المصادرة للأراضي ولحقوق شعوبنا ولمقدساتنا، هذا إلتزامنا، وسوف نبقى إلى جانب كل من يقاتل من أجل مواجهة هذا الكيان الغاصب للقدس ولفلسطين وللجولان السوري المحتل ولأرض لبنانية ما زالت تحت الإحتلال، والذي يهدد كل المنطقة.

الموقع الثاني: ليس فلسطين المحتلة وحدها وإنما المنطقة التي نعيش فيها، فيما يرتبط بواقع ومصير شعوبها وحكوماتها ودولها وخيراتها، أيضا هناك صراع حق وباطل، الحق تمثله هذه الشعوب وتمثله الحكومات التي تعبر عن إرادة هذه الشعوب، هذه الشعوب في منطقتنا تريد أن تعيش في دولها وفي مجتمعاتها حرة وكريمة وعزيزة، أن تكون خيراتها لها، أن يكون نفطها لها وغازها لها وماؤها الذي لا يقل قيمة عن النفط والغاز أن يكون لها، أن تكون سيدة قرارها، والباطل الذي تمثله الهيمنة الأميركية والإدارة الأميركية، التي تريد السيطرة والتحكم وفرض الحكومات على الشعوب، وفرض الحلول المذلة لمصلحة العدو الصهيوني، والتي تريد أن تنهب وهي تنهب النفط والغاز، وتسلب المال بشكل مباشر وبشكل غير مباشر، هي تمثل هذا الباطل الواضح، هذا الباطل الصريح".

اضاف: "عندما ننظر إلى مظاهر هذا العدوان الأميركي على منطقتنا وعلى شعوب منطقتنا وعلى دول منطقتنا، من مظاهر هذا العدوان وهذه الهيمنة ومحاولات الإخضاع، السياسات الأميركية تجاه فلسطين المحتلة وقضية الشعب الفلسطيني، الحرب المفروضة على اليمن منذ ست سنوات، وهذه الحرب بالدرجة الأولى أميركية، السعودي والإماراتي فيها أدوات، أدوات في القتال وأدوات في بذل المال وأدوات في شراء السلاح وتشغيل مصانع السلاح الأميركية، أما القرار الحقيقي هو قرار أميركي، الأميركي اليوم إذا يريد للحرب على اليمن أن تنتهي فإنها اليوم تنتهي، هو الذي يريد لهذه الحرب أن تستمر، وهؤلاء أدوات عند الأميركي، ينفذون رغباته وقراراته، الحصار الظالم على سوريا وقانون قيصر الأخير، والإحتلال الأميركي المباشر لأرض سورية في شرق الفرات، والنهب المباشر لحقول النفط السورية في شرق الفرات من قبل شركات أميركية، الدعم الأميركي لأنظمة التسلط في منطقتنا، وفي مقدمها ما يجري من معاناة كبيرة على شعبنا في البحرين منذ سنوات طويلة، الوقاحة الأميركية في محاولة فرض الهيمنة على العراق، ونهب خيراته وثرواته بعناوين مختلفة، ومن أكبر مظاهر العدوان والطمع والتدخل الأميركي في منطقتنا العدوان المتواصل على الجمهورية الإسلامية في إيران منذ إنتصار الثورة الإسلامية بقيادة سماحة الإمام الخميني ( قدس سره الشريف)، حروب مفروضة وعقوبات، حصار وتواطؤ إقليمي ودولي بإدارة وبقرار أميركي، نحن أمام هذا الصراع بين الحق الذي تمثله هذه الشعوب وهذه الحكومات وحركات المقاومة والتي نختصرها بمحور المقاومة، وبين الباطل الامريكي الذي يريد ان يهيمن ويسيطر ويسلب وينهب ويحلب مال وخيرات شعوبنا ويتركها في البطالة والجهل والامية والجوع والمرض والخوف والقلق، لا يسعنا في العاشر من المحرم في يوم كربلاء، الا وأيضا من الموقع العقائدي والايماني الا أن نقول لا نستطيع الا أن نكون الى جانب موقع الحق، الى جانب المقاتلين من أجل الحق والمدافعين عن الحق في منطقتنا في مواجهة هذا الباطل الاميركي وفي هذه المعركة وخلافا لما يحاول البعض أن يشيعه من أرقام كاذبة. نحن كما انتصرنا خلال كل السنوات الماضية وكما انتصرنا في لبنان وانتصرنا في فلسطين وينتصر الصامدون الصابرون في اليمن وانتصرت سوريا وانتصر العراق على داعش على الجماعات التكفيرية التي صنعتها الادارة الاميركية وانتصرت ايران في حربها في صمودها وفي ثباتها، أيضا مستقبل هذا الصراع في موقعه الاول في فلسطين وفي موقعه الاوسع في المنطقة في رأينا هو الانتصار الآتي. المسألة هي مسألة وقت. أحد المؤشرات المهمة لقوة هذا المحور أنه خلال السنوات الماضية واجه حربا كونية في أكثر من بلد وفي أكثر من ساحة وفي أكثر من ميدان وخرج منتصرا ومرفوع الرأس، وهذا هو الذي سيحصل في المستقبل الآتي إن شاء الله".

وتابع: "المسألة الثانية في الوضع الاقليمي في وضع المنطقة، من واجبي أيضا في يوم العاشر من المحرم، يوم النطق بالحق وقول الحق مهما كانت الاثمان باهظة، نحن ندين كل محاولات الاعتراف بإسرائيل من أي دولة صدرت، من أي مجموعة، من أي شخصية، من أي فئة، من أي حزب، من أي نظام، وندين أي شكل من أشكال التطبيع مع هذا العدو.

في هذا السياق، نجدد ادانتنا لموقف المسؤولين في دولة الامارات العربية المتحدة والذين ذهبوا الى هذا الخيار، طبعا انتقلوا كما قلنا سابقا من السر الى العلن، لكن انظروا، للعبرة أيضا، حتى ماء الوجه، الاسرائيلي لم يحفظ لبعض المسؤولين في الامارات، وهذا شاهد جديد للعلو الاسرائيلي في العتو، للاستكبار، للكبرياء. مثلا قال بعض المسؤولين الاماراتين أقدمنا على هذه الخطوة الآن لمنع نتنياهو من ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية الى الكيان الاسرائيلي، هنا لم يصبر الإسرائيلي عليهم حتى ساعات، نتنياهو كذبهم وقال الضم ما زال موجودا على جدول أعمال حكومتي، كذبهم. "طول بالك عليهم يومين تلاثة بس" ليمرروا الكذبة على شعبهم وعلى الشعوب العربية وعلى فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني ويبيعوها لهم ويخرجوا أنهم "عاملين انجاز سياسي عظيم وقابضين ثمن" مقابل هذه الاتفاقية. طبعا أي اتفاقية من هذا النوع ليس لها ثمن مهما كان كبيرا وعظيما، هي خيانة أيا يكن الثمن الذي يحصل عليه في المقابل، فكيف اذا لا يوجد ثمن. هو أهرق ماء وجههم، اذا كان في وجههم ماء بعد، وكذبهم مرة واثنين وثلاثة، وعقد مؤتمرا صحافيا سريعا، وأنزل تغريدات على تويتر".

وأردف: "الموقف الثاني، روج الاماراتيون أن هذا الاتفاق سيفتح الباب وأنه جزء من اتفاق سيفتح الباب أمام حصول دولة الامارات مثلا على طائرات أف 35 وعلى أسلحة نوعية وتكنولوجيا أمريكية عالية، مباشرة خرج نتنياهو وأعلن أن هذا غير صحيح وليس جزءا من الاتفاق، واسرائيل ترفض أن تحصل دولة الامارات على طائرات أف 35، مع العلم أن نتنياهو وأسياد نتنياهو وعبيد نتنياهو يعلمون جيدا أن أف 35 لن تستخدمها الامارات ضد الكيان الاسرائيلي، لكن اسرائيل لا تثق بدولة الامارات ولا بأي دولة في المنطقة ولا بأي شعب في المنطقة، وضمانتها الحقيقية هو تفوقها العسكري الاستراتيجي. هكذا يتعاطى المحتل في مقابل من يزحفون اليه بعنوان السلام وتحت عنوان التطبيع، بل أكثر من ذلك قالوا نحن انتقلنا من الارض في مقابل السلام، الى السلام في مقابل لا شيء، لا شيء على الاطلاق، سوى الذل والعار والمهانة. وانا ذكرت سابقا وأعيد القول إن ما قامت به دولة الامارات هي خدمة مجانية لترامب في أسوأ أيامه السياسية، وهي خدمة مجانية لنتنياهو في أسوأ حياته السياسية. على كل، هذا موقف مدان ويجب أن يدان وسنسأل يوم القيامة عن إدانتنا لهذا الموقف"

وفي الوضع اللبناني قال: "هناك نقاط عدة أيضا نعرضها بالسرعة اللازمة، النقطة الاولى مسألة الحكومة، نحن نفترض ونأمل إن شاء الله أن يوم غد الذي تنطلق فيه الاستشارات النيابية، أن تتمكن الكتل النيابية في مجلس النواب اللبناني والنواب من تسمية مرشح يحظى بالمقبولية المطلوبة دستوريا ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. نحن نعلق آمالا كبيرة على ما سيجري أو يجري خلال هذه الساعات، والذي سيترجم إن شاء الله غدا خلال الاستشارات. نحن نحتاج الى حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي والحياتي وإعادة الاعمار وإنجاز الاصلاحات، الاصلاحات هي مطلب وطني وهي مطلب الجميع. نحن نؤيد الذهاب في الاصلاحات الى أبعد مدى ممكن، طبعا بعض المنافقين والكذابين في لبنان يقولون إن حزب الله هو عقبة أمام إجراء الاصلاحات، ونحن إن شاء الله سواء في تسمية رئيس للحكومة أو في تشكيل حكومة، سنكون متعاونين ومساهمين في إخراج البلد من الفراغ الذي كنا نرفضه دائما ونحذر منه دائما.

النقطة الثانية: هناك دعوات دولية من بعض الدول في العالم، الاقليمية وأيضا محلية داخلية في لبنان عنوانها الاستجابة لمطالب الشعب اللبناني والشارع اللبناني، أن الشعب اللبناني عنده مطالب، الشعب اللبناني يريد مجموعة من الاصلاحات، نريد حكومة تعبر عن الشعب اللبناني، تمثل الشعب اللبناني، تعبر عن ارادة الشعب اللبناني. ممتاز، هذه دعوات محقة بلا نقاش أيا تكن الخلفية التي تنطلق منها هذه الدعوات. لكن هي كلام حق، رغبتنا نحن في لبنان كما في كل منطقتنا والعالم، رغبتنا دائما بأن تعبر الحكومة والدولة بكل مؤسساتها عن رغبات شعبنا وتطلعاته وأن تترجمها عمليا وواقعيا، لكن هنا يجب أن نكون محددين وواضحين، هنا توجد مغالطة أساسية، قد يأتي أحد من الخارج أو من الداخل ويضع لوحده أو يفترض مجموعة مطالب، ثم يقول هذه مطالب الشعب اللبناني، يفترض لوحده شكلا من أشكال التمثيل، ثم يقول هذا يمثل الشعب اللبناني. أنا اليوم لاننا نتحدث بمواضيع أساسية أدعو الى معالجة هذه المسألة، بمعنى نحن كلنا متفقون على ان أي دولة، أي حكومة، أي مجلس نيابي، أي قضاء، أي مؤسسة في نظامنا السياسي، يجب أن تستجيب لمطالب الشعب اللبناني وتحقق أمله وأمانيه. حسنا في هاتين النقطتين، في الشعب اللبناني وفي تطلعات ومطالبات الشعب اللبناني، واضح من هو الشعب اللبناني، الا اذا أردنا أن نختلف بتحديد الشعب اللبناني، الشعب اللبناني هو اللبنانيون واللبنانيات الموجودون في لبنان، والموجودون في الخارج، وعددهم، الآن لا توجد احصاءات رسمية، لكن المتداول يقارب خمسة ملايين أو أدنى بقليل بين مقيم ومنتشر ومغترب على اختلاف الاصطلاحات. حسنا، هذا الشعب اللبناني، مطالب الشعب اللبناني كيف نحددها، كيف نعرفها، كيف نكتشفها؟ هل نعتمد أسلوب المظاهرات كما يحاول أن يعتمد البعض الآن، مثلا اذا نزل عدة مئات الى الشارع، في اي منطقة ليس شرطا ساحة الشهداء، في أي مكان في لبنان نزل عدة مئات، يوم واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، واعتصموا وطرحوا مطالب، فهل تصبح هذه مطالب الشعب اللبناني. حسنا إذا نزل عدة الاف وطرحوا مجموعة مطالب تصبح هذه هي مطالب الشعب اللبناني. حسنا إذا نزل بوجه هؤلاء عشرات الآلاف وطرحوا مطالب مختلفة، فيكون هؤلاء يعبرون عن الشعب اللبناني. حسنا، اذا استفزت فئة اخرى من الشعب اللبناني ومقابل عشرات الآلاف خرج مئة ألف أو مئات الآلاف، فهل يكون هؤلاء يعبرون عن مطالب الشعب اللبناني؟ هل نعتمد التظاهرات والحضور في الشارع آلية للتعبير واستكشاف مطالب الشعب اللبناني؟ دعونا نتفق، اذا اتفقنا على هذه الآلية، نتكل على الله ، وحينئذ نستخدم كلنا هذه الالية عن آمال ومطالب وأماني وتطلعات الشعب اللبناني التي يجب على الحكومة والدولة والمجتمع الدولي أيضا أن يحترمها ويعترف بها ويدافع عنها ولا يتنكر لها. حسنا هذه مثلا آلية، طبعا، لا أقترح. هل نعتمد مثلا آلية الاستفتاء، الاستفتاء الشعبي في كثير من الدول الديموقراطية في العالم، اللبنانيون يتحدثون دائما عن سويسرا، وان لبنان سويسرا الشرق، حسنا، هذه سويسرا في القضايا الاساسية تجري استفتاء شعبيا، هل تحبون أن نعتمد هذه الآلية ونجري استفتاء شعبيا على المطالب والأماني والآمال والتطلعات، أو هناك أناس لا يقبلون الاستفتاء الشعبي ومباشرة يحدثونك بالاكثرية العددية وأن لبنان لا يسير بهذه الطريقة وأن لبنان ..، هل تعتمدون مثلا آلية استطلاعات رأي موثوقة وعلمية ومتعددة ومتقاطعة ومضمونة وموضوعية ويبنى عليها؟ هل هناك آليات أخرى؟ أي وسيلة تفضلون نحن حاضرون لمناقشتها، لكن هذا الموضوع يجب أن يتعالج في لبنان لنفهم على بعضنا".

وقال نصر الله: "في لبنان، يجب أن نحدد ماذا يريد شعبنا وما الذي تجب معالجته حتى نقطع الطريق على كل من يفرض مطالب أو آمالا وأماني ويقول إنها مطالب الشعب اللبناني ومطالب شعبية. تريدون أن تعتمدوا الانتخابات النيابية، حسنا، أجرينا انتخابات نيابية وعلى أحسن قانون ممكن أن يركب في الوضع اللبناني، ونسبية، وانفتحت الفرص أمام الجميع، وفاز المجلس النيابي الحالي، وبعد مدة قصيرة وباكرا جدا، خرجت دعوات الى الانتخابات النيابية المبكرة. حسنا ماذا تريدون بالتحديد؟ سؤالي اليوم للقوى السياسية، للمرجعيات الدينية، للنخب القانونية والاعلامية، وللشعب اللبناني كله، سؤال حتى للشعب اللبناني: ما هي الآليات التي تريد أيها الشعب اللبناني أن تعتمدها لتعبر عن تطلعاتك وآمالك ليعرفها الحكام في لبنان، الوزراء والنواب والرؤساء، ليعرفها العالم ودول العالم والمجتمع الدولي. هذه المسألة تحتاج إلى حل، هذه ليست محلولة، لا يستطيع أحد في لبنان بدون استثناء، لا مرجعية دينية تخرج وتقول هذا ما يريده الشعب اللبناني. أنت كيف عرفت؟ يعني أنت قمت باستطلاع رأي، ذهبت وسألت الشعب اللبناني، قمت باستفتاء ؟ لا يستطيع أي زعيم سياسي أن يخرج ويقول هذه هي إرادة الشعب اللبناني، فضلا أن يخرج شخص ما يمكن أنه يمثل نفسه حتى يمكن زوجته أن تكون غير مقتنعة بخياراته السياسية ويفرض على الشعب اللبناني أن هذه خياراته وهذه مطالبه وهذه آماله، لا، حتى نحن كحزب لو أتينا وادعينا أننا وبنتيجة الانتخابات والأرقام والوقائع، نحن أكبر حزب سياسي في لبنان، وأكبر جمهور لحزب موجود في لبنان، وإذا ذهبنا أوسع، الثنائي حزب الله وأمل، وإذا ذهبنا أوسع مع حلفائنا لا نستطيع أن ندعي اننا نعبر عن إرادة كامل الشعب اللبناني، نحن نعبر عن إرادة من نمثلهم. كونوا صادقين وموضوعيين، هذا الموضوع يحتاج إلى علاج حتى نستطيع وضع بلدنا على سكة المعالجة السليمة والصحيحة. وحتى عندما يتحدث عن الحكومة من قال إن الشعب اللبناني مثلا يريد حكومة حيادية، من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة مستقلين، من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة تكنوقراط وأيضا من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة سياسية، أو حكومة تكنو سياسية. لا توجد وسيلة. نعم هناك وسيلة واحدة إذا اعتبرنا الانتخابات تعبر عن رأي الشعب اللبناني والأكثرية النيابية مثلا تطالب بحكومة من نوع معين، يمكننا أن نقول إن هذه الحكومة هي مطلب أغلبية الشعب اللبناني".

وعن دعوة الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة إلى لبنان إلى عقد سياسي جديد في لبنان، قال: "سمعنا في الأيام القليلة الماضية من مصادر رسمية فرنسية انتقادات حادة للنظام الطائفي في لبنان، وإن هذا النظام لم يعد قادرا على حل مشاكل لبنان والاستجابة لحاجاته، أود أن أقول اليوم، نحن منفتحون على أي نقاش هادئ في هذا المجال، في مجال الوصول إلى عقد سياسي جديد، لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار الوطني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية، فإذا كان هناك أناس يخافون من أن يحصل نقاش أو الذهاب إلى عقد سياسي جديد يجب أن نحترم هذه المخاوف.

فمن الجيد بعد مئة عام على إنشاء الكيان اللبناني الحالي ودولة لبنان الكبير أن يجلس اللبنانيون ليناقشوا هذا الأمر. لكن لدي ملاحظة في الشكل، وهذه ليست مسألة فقط بالشكل، هي ظاهرها في الشكل لكن مضمونها مشكلة في الثقافة السياسية اللبنانية والعقلية السياسية اللبنانية، لو افترضنا قامت مرجعية دينية لبنانية أو مرجعية سياسية أو أحد الرؤساء الثلاثة أو مجموعة من النواب أو حزب لبناني ودعا اللبنانيين إلى عقد سياسي جديد، ما الذي يحصل في البلد؟ يكفر ويخرج عن الوطنية، ويعتبر عميلا، ويخدم مشروعا فلانيا وتركب ويؤخذ لها أبعاد طائفية وأبعاد مذهبية الخ.

أذكر قبل سنوات، أنا لم أتحدث عن عقد سياسي جديد، تحدثت عن مؤتمر تأسيسي لتطوير الطائف، لتطوير عقد سياسي موجود وقائم، ونذكر وقتها ردود الأفعال من بعض الجهات وبعض المرجعيات، وتحدثت لاحقا وقلت له "يا عمي لا تعذبوا حالكم وخلص سحبناها"، بالشكل عندما يأتي هذا الطرح من الخارج، من رئيس أي دولة، طبعا ليس أي رئيس، لو كان مثلا رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران هو الذي دعا اللبنانيين إلى عقد سياسي جديد ما الذي كان جرى بالبلد؟ لو كان مثلا رئيس الجمهورية العربية السورية دعا إلى عقد سياسي جديد في البلد ما الذي جرى، وهكذا آخرون، لكن الآن بعض الدول، مصنفة أنها صديقة، وحتى من يختلف معها هو يتعاطى باحترام، مثلنا نحن نتعاطى باحترام. بالشكل هذه تعبر عن مشكلة في الثقافة السياسية اللبنانية والعقلية السياسية اللبنانية، أن يأتي أي رئيس من الخارج، ولو كنا نحترم زيارته ونحترم أفكاره ونحترم مساعيه، ويقول تفضلوا إلى عقد سياسي جديد تجد كل البلد سكت، لم يعترض أحد، ولم يقم أحد قيامته، ولم يتهم أحد أو يأخذ خلفيات معينة وآخر سكت. هذه طبعا مشكلة في الحياة السياسية والعقلية السياسية اللبنانية، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ان هناك أحد جاء من مكان ما في العالم والناس في لبنان حاضرة ألا تعقب سلبا على ما طرحه، وبالتالي يفتح باب نقاش من هذا النوع. في يوم من الأيام يجب أن يفتح هذا النقاش".

انفجار المرفأ

وعن الانفجار في مرفأ بيروت، قال: "نحن نؤكد على المتابعة القضائية الحازمة، وهذا تحدثنا عنه في البدايات، لا يجوز أن تخفت أو تضعف مع الوقت، ويجب على المسؤولين وخصوصا في السلطة القضائية أن يتابعوا هذا الأمر بدون حسابات سياسية وبدون أي مجاملات. دماء الشهداء والجرحى والمفقودين المجهولي المصير وآلام الناس لا يجوز أن تضيع أو تضيع. نؤكد على الاسراع في التعويض على الناس ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم، وأيضا ندعو الجهات المختصة، هنا، بالتحديد أدعو الجيش اللبناني لأنه هو الذي قام بالتحقيق التقني واستعان بخبراء من الخارج أدعو إلى الاعلان عن نتائج التحقيق التقني والفني، وهنا لا اتحدث عن التحقيق القضائي، من المسؤول، من المدير، من الوزير، من رئيس الدائرة، من المعني، هذا بحث ثان متعلق بالقضاء. لكن من المفترض أن يكون هناك شيء قد أنجز أو في نهاياته، إذا أنجز نتمنى أن يعلن، وإن كان في نهاياته نتمنى أن ينتهي ويعلن. وليتم حسم نقاش وافتراءات موجودة في البلد، نطلب من التحقيق الفني والتقني أن يقول لنا هل كان بهذا العنبر رقم 12 أو بغيره من العنابر أو بكل مرفأ بيروت، هل كان يوجد صواريخ، هل كان يوجد سلاح، هل كان يوجد ذخائر، فليقل ذلك. الآن إعلان هذا الأمر سينهي الكذب، وسيقطع الألسنة المفترية، التي عملت على هذا الموضوع لأيام ومازالت تعمل به بالرغم من وضوح المسألة، لكن هناك إصرار على هذا الموضوع".

أضاف: "وفي موضوع النيترات، لأنه عندما بات معلوما أنه لم يكن هناك لا صواريخ ولا ذخيرة ولا سلاح ولا أي كلام فارغ من هذا النوع، ومعروف من الذي أتى بالنيترات، الآن قلبوا على موجة ثانية، أن هذه النيترات هي لحزب الله، وجاء بها وأدخلها حزب الله، وطلعها حزب الله، وبنك لحزب الله، والسفينة لحزب الله، نفس السالفة السابقة، وذات طريقة الكذب. الآن بكل بساطة يستطيع أي لبناني أو أي أحد من الخليج أن يدفع مالا لصحيفة أجنبية، تنزل مقالا أن هذه معلومات، يأتي بعض اللبنانيين ووسائل إعلامهم وبعضهم يأخذ الصحيفة الفلانية في العالم، وأنها قالت أن هذه النيترات قصتهم كيت وكيت. نحن نتمنى على الجهات المعنية بالتحقيق، على الجيش اللبناني بالتحديد أن يحسم هذه المسألة وأن يعلن النتائج".

وتابع: "طبعا هناك أمر ثان سيترتب وهذا يجب أن نتابعه ونحن سنتابعه، هل من المعقول مثلا أن تخرج محطة تلفزيونية يوما واثنين وثلاثة، الآن رئيس الجمهورية يدافع عن نفسه، التيار الوطني الحر يدافع عن نفسه، الآخرون يدافعون عن أنفسهم، أنا سأتحدث عن المقاومة، تخرج يوما واثنين وثلاثة وأربعة، تصنع مناخا في لحظات عاطفية وانفعالية حساسة، وتقنع شريحة أو تحاول اقناع شريحة أن هذا الانفجار المدمر المدوي المؤلم المحزن، هذا سببه حزب الله وصواريخ حزب الله وسلاح حزب الله؟ تبين أن هذا الكلام ليس له أساس، انتهينا، يعني عفا الله عما مضى، كل واحد يستطيع أن يخرج ويأخذ البلد إلى جو كريه وقبيح بهذا المستوى من التشويه، من التحريض، من الظلم، وانتهى وكأنه لا يوجد شيء، لا، يوجد جهات حكومية يجب أن تتابع الموضوع، صودف ان الحكومة مستقيلة، هناك جهات قضائية يجب ان تتابع الموضوع، وهناك جهات معنية في لبنان يجب ان تتابع هذا الموضوع. والمهم ان يحاسب الناس هذه المحطات الكاذبة، الناس يجب ان يحاسبوا، لأنهم بالنهاية يتأثرون، بعقولهم، قلوبهم، عواطفهم، يبنون على هذه الأكاذيب قناعات خاطئة، ومواقف خاطئة، بالنهاية هذا مصير بلد".

ذكرى التحرير

وتحدث عن "الذكرى السنوية للتحرير الثاني في البقاع بعد التحرير الأول في الجنوب في أيار عام 2000"، فقال: "نتذكر معاناة أهلنا في البقاع، وخصوصا في بعلبك الهرمل، في القرى المحاذية التي كانت تواجه الاعتداءات من قبل الجماعات التكفيرية والمخاطر والتهديدات الدائمة باقتحام هذه القرى وبعض العمليات الانتحارية وبعض العبوات التي تم تفجيرها وبعض العبوات التي تم كشفها، ونستذكر أيضا الاعتداء الصارخ لهذه الجماعات التكفيرية على الجيش اللبناني، على القوى الأمنية، وخطف وقتل ضباط الجيش اللبناني وجنوده والقوى الأمنية والإذلال الذي مارسوه من خلال وسائل الإعلام المتاحة لديهم، هذا كله كان موجودا وعلى مدى سنوات، الرد الحاسم منذ البداية جاء من الأهالي والمقاومة لأن الجيش اللبناني في مواقعه كان يلتزم الدفاع ولكنه لم يقدم على الهجوم لغياب القرار السياسي الذي جاء لاحقا في عملية الجرود. الرد الحاسم والمعركة الحاسمة الأخيرة كانت انتصارا جديدا صنعته معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ودائما نحن نقدم مصداقية لهذا الطرح من خلال انجازات الميدان. التحرير الثاني هو واحدة من انجازات الميدان كما التحرير الأول، واحدة من انجازات الميدان. الصراخ والشكوى والبكاء لم يكن ليحرر جرودنا في البقاع، لم يكن ليهب بلداتنا في قرى بعلبك الهرمل المتنوعة السكان، لأن التركيبة طائفية عندنا بالبلد، والذي حمى، الذي دفع، الذي حرر، الذي حقق هذا الانجاز، الذي جاء بالأمن، هو هذه المعادلة الذهبية، مجددا الجيش والشعب والمقاومة".

أضاف: "في هذه الذكرى، من واجبنا أن نتوجه إلى الشهداء، إلى عوائل الشهداء، إلى الجرحى، إلى المقاتلين جميعا من أبناء المقاومة الاسلامية، المقاتلين في حزب الله، ضباط الجيش اللبناني وجنوده، ضباط الجيش العربي السوري وجنود، وأنا ذكرت أيضا بعض القوات الشعبية السورية التي قاتلت معنا في منطقة القلمون في الناحية الثانية من الجرود. هؤلاء جميعا بذلوا جهودا، دماء، جراحا، تضحيات، شهادة، حتى تمكنا من الوصول إلى هذه النتيجة، وأيضا البيئة الشعبية المتنوعة والحاضنة لهذا الخيار، وبكل بساطة أنا أقول لكم، هناك قيادات سياسية لها قواعد شعبية في الجرود كانت متناقضة مع خيارات قياداتها السياسية، كل البيئة الشعبية في القرى هناك، كانت تطالب بحسم هذه المعركة مع الجماعات التكفيرية، لا ترى فيهم ثوارا، ولا ترى فيهم حركة اصلاح وإنما كانت ترى فيهم مجموعة من الإرهابيين التكفيريين القتلة".

وتابع: "اليوم يجب ان نحذر من جديد، لأن هناك محاولة لإعادة انتاج داعش في العراق يوميا، توجد الآن عمليات أمنية في سوريا، هناك محاولة لإعادة انتاج داعش في شرق الفرات، ولكن على الأكثر في منطقة الجزيرة التي توصل للسخنة وتدمر، الجيش السوري اليوم وحلفاؤه المتنوعون يقاتلون هذه المجموعات التي يتم استيلادها من جديد، وهم في الحقيقة هنا يدافعون عن أمن سوريا وايضا يدفعون عن لبنان وعن حدود لبنان وعن جرود لبنان، ولكن في الجزيرة. لكن للأسف لو تمكن في يوم من الأيام هؤلاء من الوصول مجددا إلى تدمر، بالتأكيد ستكون هذه الجرود وهذه المواقع واحدة من الأماكن التي يتطلعون إليها مجددا. يجب أن نكون حذرين في الحقيقة، وفي عيد التحرير الثاني يجب أن نثمن لكل أولئك الذين يقاتلون اليوم في منطقة الجزيرة في سوريا دفاعا عن سوريا وعن لبنان وعن كل المنطقة".

الوضع الاقتصادي

وتطرق الى الوضع الاقتصادي، فقال: "كل ما تحدثنا عنه سابقا من خيارات واقتراحات لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي والحياتي في لبنان، سنتابعه مع الحكومة الجديدة التي نأمل أن تتشكل سريعا. وكل ما أعلناه من الدعوة إلى جهاد زراعي- صناعي وإلى جهود شعبية لمواجهة أي محاولة للتجويع، هناك خطوات بدأت، هناك خطوات ستتابع، يجب أن نواصل هذا العمل، نضع له البرامج ونتعاون على المستوى الوطني، حكومة وشعبا، فهذا تحد كبير أمام الشعب اللبناني".

ذكرى تغييب الصدر

كما تحدث عن "ذكرى اختطاف سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه وأخويه العزيزين سماحة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدرالدين، أعادهم الله جميعا بخير إلى عائلاتهم وإلى وطنهم. هذه ذكرى وطنية جامعة لما كان يمثله الإمام السيد موسى الصدر على المستوى الوطني وعلى المستوى الإسلامي وليس فقط على المستوى الشيعي، وهي قضيتنا جميعا، الإمام الصدر هو إمام المقاومة وهو نهج واضح وبين ورسم لنا جميعا نهجا واضحا وبينا في قضية الصراع مع العدو الصهيوني وفي كيفية التعاطي مع القضايا الوطنية ومع قضايا المنطقة. نحن في ذكرى اختطافه نؤكد أننا جميعا في حزب الله وفي حركة أمل ننتمي إلى هذا الإمام العظيم والكبير، إلى عقله، إلى روحه، إلى فكره، إلى خطه وإلى نهجه. نؤكد في ذكرى تغييبه على أمرين: الأمر الأول، على عمق العلاقة بين حزب الله وحركة أمل والتعاون والتنسيق والتكامل بينهما، هذا برأينا وخلافا لرغبات كثيرين في البلد، هذا في رأينا هو الذي يحقق دائما أهم وأكبر مصلحة للبنان، وهي حماية لبنان من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ويخدم الكثير من المصالح الوطنية".

وقال: "إن بعض الأحداث المؤسفة التي تجري بين شباب هنا وهناك في هذه البلدة أو في ذاك المكان، وإن كان الحمدلله بعض هذه الأحداث تجري بمسافات زمنية متباعدة جدا، يعني الحمدلله لا يوجد شيء متتابع، بفواصل زمنية متباعدة تحصل بعض الأمور المؤسفة، المحزنة، المؤلمة والمرفوضة والمدانة، والتي يجب أن تواجه بوعي من الشباب جميعا، لكنها بالتأكيد وبفعل الثقة والعلاقة المتينة والمتبادلة بين قيادتي حركة أمل وحزب الله، نستطيع أن نتغلب حتى على هذه الأحداث المؤسفة ونتجاوزها بوعي وبمسؤولية وبحزم، ونقطع الطريق على كل الآمال الخائبة التي تراهن على فتن بين الأخوة هنا أو هناك. كما اننا في حزب الله كنا وسنبقى دائما نقف داعمين ومساندين لقيادة حركة أمل وللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولعائلة سماحة الإمام السيد موسى الصدر ولعائلات سماحة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدرالدين، يعني لكل العائلات، في كل الخطوات التي اتخذوها أو يمكن أن يتخذوها في متابعة هذه القضية، نحن إلى جانبهم وخلفهم لأنهم هم الذين يحملون المسؤولية وتصدوا لتحمل هذه المسؤولية وهذا أمر طبيعي جدا، نحن إلى جانبهم وكل ما يمكن أن يطلب منا في هذا الصعيد نضع أنفسنا في تصرفهم".

الوضع على الحدود

ثم تناول الوضع على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، فقال: "منذ عدة أسابيع وفي غارات إسرائيلية على محيط مطار دمشق سقط شهداء من بينهم أخونا المجاهد الشهيد على كامل محسن، نحن ملتزمون بمعادلة ودائما كنا نطبق هذه المعادلة ونحرص عليها وهدفنا ليس الانتقام بمعنى الانتقام، هدفنا أن نعاقب القتلة وأن نثبت ميزان الردع للحماية، هذا المعتمد من العام 2006. حسنا، الإسرائيلي لوحده من دون ان نقول أي كلمة، فقط أصدرنا بيانا وقلنا إن الأخ الشهيد على كامل محسن استشهد نتيجة غارة إسرائيلية على مطار دمشق، فقط قلنا ذلك ولم نقل أي شي آخر، الاسرائيلي لوحده لأنه يعرف تماما وهذا طبعا من انجازات المقاومة، الاسرائيلي يتعاطى باستكبار وعلو وعتو مع أنظمة بكاملها وجيوش بكاملها ولكنه يتعاطى مع المقاومة بطريقة مختلفة، وهذا لم يأت بالكلام والخطابات، هذا جاء نتيجة تاريخ، 38 سنة من التضحيات والجهاد والثبات والانجازات والانتصارات، وأيضا عند الإسرائيلي الخيبات والهزائم والفشل العسكري والأمني. لوحده- مثل ما نقول نختصر الموقف- وقف على اجر ونصف على الحدود من البحر إلى أعالي الجولان، ليس فقط على الحدود اللبنانية، على الحدود اللبنانية وعلى الحدود السورية مع فلسطين المحتلة، وقام بكل الاجراءات التي تعرفونها، أخلى مواقع عسكرية، الآن تذهبون هناك مواقع أصلا مخلاة، وهناك مواقع لم يخلها، لكن الجنود مختبئين، الدوريات ألغاها بالكامل، أو أحيانا يمكن أن يجري دورية بشكل سريع واستثنائي في أماكن إذا شعر أنه ليس هناك حركة للمقاومة، وصار يرسل لنا آليات مسيرة لأن عنده آليات مسيرة الآن، ويضع فيها تماثيل ويلبسهم ثياب جندي اسرائيلي ويضعه لنا في الآلية مثلما فعل السنة الماضية، فيقول إنهم استهدفوا هذه الآلية وبعد ذلك تأتي المروحية والاسعاف ويمددهم على الحمالة، يريد أن يضحك علينا بأنه يا حزب الله ماذا تريدون؟ تقتلون جنديا؟ قتلتم جنديا، تقتلون جنديين؟ قتلتم جنديين، أليس كذلك؟ هذا ما يقوم به الآن".

أضاف: "أمس شاهدتم على شاشات التلفزيون، أتى بروبوت يسير ووضع لنا جنديا لنتوهم أنه جندي وأن هذه فرصة. هذه الاجراءات ما زالت قائمة وموجودة منذ أسابيع، هذا جزء من العقاب، هذا جيش يعتبر نفسه أقوى جيش في المنطقة في مقابل المقاومة في لبنان، نعم أنا أقول لكم واقف على اجر ونصف على الحدود كلها، والقلق موجود في الطرف الآخر، اجراءات ليست فقط على الحدود حتى خلف الحدود، من يدخل إلى المستعمرات، من يخرج، الحواجز، عطل برامج التدريب، عطل برامج المناورات، أتى بمجموعات مدفعية وقوات، استنفر القبة الحديدية بانتظار المقاومة، هو يعرف أن هذه المقاومة عندها مصداقية وعندها جدية. وصار كل شيء يحصل على الحدود مثلما قلنا في البيان "يحسبون كل صيحة عليهم" وإذا شعروا بحركة معينة في نقطة معينة يبدأ بقصف محيط مواقعه في مزارع شبعا، محيط مواقعه بمنقطة المنارة يعني بمواجهة ميس الجبل وعيترون، وبمنطقة القطاع الغربي، هذا يعبر عن حالة الارتباك والقلق والهلع الموجود عند الاسرائيلي، لماذا يقصف أماكن ومن المفترض أن لديه معلومات وعنده سيطرة معلوماتية، المفترض أن يكون منتبها أو عنده معطياته بكل الأحوال".

وتابع: "نحن حتى هذه اللحظة نعتبر ما جرى منذ استشهاد أخينا إلى اليوم، جزءا من العقاب، نحن مقتنعون بذلك. لكن أنا أريد أن أكون أكثر وضوحا، من أجل أن يواكبنا الناس في لبنان ويفهموا علينا وأيضا من أجل الاسرائيلي، نحن لو أردنا أن نقوم برد فقط من أجل المعنويات أو للاستهلاك الإعلامي، كنا قمنا بهذا الموضوع من أول يوم، سأتحدث بالتفاصيل، يعني بكل بساطة مواقع بمزارع شبعا وحتى مواقع على الحدود، نحن بالنسبة لنا هذا الموضوع انتهى، بمرحلة من المراحل كنا نميز نقول مزارع شبعا وهناك الحدود، مزارع شبعا أرض لبنانية محتلة من المفترض أن لا يناقشنا أحد بحقنا في المقاومة، لكن عندما يعتدي الاسرائيلي لا يعود هناك فرق بين مزارع شبعا وبين الحدود الدولية، هذا أنهيناه المرة الماضية. حسنا، بكل بساطة كان شباب المقاومة يستطيعون أن يختاروا موقعا عسكريا ويرمون مجموعة من الصواريخ ويصيبوا دشمهم ويصيبوا تجهيزاتهم ونصورها في الإعلام وننشرها في كل وسائل الإعلام والله أكبر، وردينا على استشهاد أخينا وطبعا لا يقتل جندي ولا يجرح جندي ولا شيء، ويمكن الإسرائيلي أيضا مثل ما قالوا بقصة مزارع شبعا أنهم يضعوا لنا السلم حتى ننزل عن رأس الشجرة، يمكن مثل ما فعل وقت ثكنة أفيفيم أنه يأتي بمروحيات ويأتي بحمالات مثل ما قلنا ويأتي بأناس ليظهروا أنهم جرحى وينتهي الموضوع. نحن لم يكن هذا هدفنا، نحن لا نسعى لإعلام ولا إلى ردود معنوية محضة، ولا الى استهلاك إعلامي على الإطلاق".

وقال: "هناك معادلة نريد أن نثبتها، سأكون صريحا اليوم أكثر من أي وقت مضى بهذه المعادلة، فليفهم الإسرائيلي، عندما تقتل أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنودكم، انتهى، هذه هي المعادلة، وليس تقتل واحد منا فنقوم نحن بقصف موقع وتلال ودشم وتجهيزات حديد وتنك، لديه أموال الدنيا يعوضهم، ليس هذا الذي يعمل معادلة ردع مع الإسرائيلي، وهو يعرف- أنا أول مرة أتكلم بهذه الصراحة- لكن هو يعرف من خلال مراقبته لأدائنا خلال الأسابيع الماضية أننا لا نبحث عن آلية نضربها، أخرج لنا آليات وكنا نعرف أن هذه آليات مسيرة لكننا لم نستهدفها، وكنا نستطيع أن ‏نضربها، وهو يعلم ذلك أننا لا نبحث عن إنجاز إعلامي أو صورة وهو يعلم أننا ‏نبحث عن جندي لنقتله، وهو يخبئ كل جنوده، مثل الفئران مختبئين، هذه نقطة قوة ‏للمقاومة خلال أسابيع، هذه ليست نقطة ضعف، هذا ليس فشلا، الدقة هي أن ‏المقاومة ليست آتية لتفريغ غضبها ولا تسعى للقيام بعمل إستهلاكي، المقاومة ‏جدية في إنجاز هذه المهمة، الإسرائيلي يتمنى أن يحدث أي شيء لينتهوا، حتى ‏يعود الوضع طبيعيا لديه في شمال فلسطين المحتلة، نحن بالنسبة لنا الموضوع ‏ليس هكذا، حتى خلال الحادثة الأخيرة قبل أيام عندما أكثر من القنابل المضيئة ‏وضرب قنابل فسفورية وقام بإحراق أماكن وللأسف الشديد أصابت بعض القذائف بعض البيوت، وضرب أيضا أهدافا لها علاقة بمؤسسة زراعية "اسمها أخضر بلا ‏حدود"، لكن الحمد لله لم يصاب أحد بكل القصف، ولم يستشهد أحد، اقتصرت ‏الأضرار على الماديات، نحن لم نذهب إلى الاشتباك الناري، الى التراشق الناري، ‏بكل صراحة لأن هذا ما كان يبتغيه الإسرائيلي، وأن هذا ما يقتصر عليه الموضوع، قصفوا جبهتنا وقمنا بالرد وحرقوا لنا بعض الأشجار ونحن قمنا بنفس الأمر وانتهى ‏الأمر، نحن نشعر أن في هذا الشكل يضيع دم شهيدنا وتضيع معادلة الردع، ما فعله الاسرائيلي قبل أيام، وقبل أسابيع عندما أصابت قذيفة صح بالخطأ منزلا في الهبارية، هذا كله مسجل في الحساب وهذا حسابه آت، بالنسبة لنا هذا قرار قاطع ‏وحاسم، المسألة هي مسألة الميدان، والمسألة هي مسألة الوقت، نحن حقيقة غير مستعجلين ولا حارقين أعصابنا، في نهاية المطاف، كم ستمكثون في جحوركم مختبئين؟ كم؟ أسبوع، أسبوعان، شهر، اثنان، ثلاثة، مهما ‏كانت المدة، لا الوقت يشكل ضاغط علينا ولا يضغطنا أحد بموضوع الوقت، في ‏نهاية المطاف ستخرجون الى الطريق وسنلاقيكم، وسنثبت هذه المعادلة، وكل ‏تهديدات ناتنياهو وغينيتس ورئيس الأركان كوخافي تهديدات لا يمكن أن تثنينا عن تثبيت انجاز صبغ بدماء آلاف الشهداء".

كورونا

وعن فيروس كورونا المستجد، قال: "العدد في لبنان يزداد للأسف الشديد، كل يوم ‏العدد يكون غالبا فوق الـ 650، قرارات الإقفال لا تنفذ، طبعا حكومة مستقيلة، ‏تكون ظروفها صعبة، حتى لو تشكلت حكومة جديدة، لا أعرف إلى أي مدى نكون ‏قادرين وجديين في معالجة هذا الأمر، من جهة ثانية الإقفال أمر صعب، بالنهاية ‏يحتجون، المحال التجارية وأصحاب المطاعم وأصحاب الفنادق، الناس بحاجة إلى ‏أن تذهب إلى أشغالها، لذلك يوجد طريقة والتي هي معتمدة اليوم في العالم ولكن ‏هي بحاجة إلى إلتزام، لا نذهب إلى إقفال ولا شيء، وتظل العالم تعمل، وتظل ‏العالم تحصل على أرزاقها، لكن اليوم بكل الكرة الأرضية يوجد كلمتان وهي تباعد ‏وتباعد، هل نستطيع أن نطبق التباعد أو لا نستطيع؟ نستطيع أن نلبس كمامة أو لا ‏نستطيع؟ حسنا، تباعد وكمامة، أحد الأطباء العارفين يقول: الكمامة والكمامة ‏والكمامة، على كل حال، الى الان، لم تظهر نتيجة اللقاح، هذا الوضع قد ‏يستمر لشهور وسنوات، ماذا نفعل؟ اليوم المستشفيات في لبنان، اليوم كان بعض ‏المدراء والمسؤولين يقولون إنتهى لم تعد لدينا القدرة على الإستقبال، عدد الوفيات ‏يزداد كل يوم، يعني هل نحن بحاجة الى أن تحصل مصيبة لكي تستيقظ الناس؟ لماذا لا ‏يحصل إلتزام؟ هل يمكننا أن نتزوج من غير عرس؟ نعم نستطيع، هل يمكننا أن ‏نعزي بعضنا عبر الهاتف ومواقع التواصل؟ نعم نستطيع، حسنا، أعز أمر علينا ‏هذه السنة والله شهر رمضان قضيناه ملتزمين، أعز علينا هذه الأيام ليالي عاشوراء ‏وهذا اليوم قضيناه ملتزمين، حسنا، هل يمكننا أن نلتزم بمناسبات أخرى؟ في ‏سلوكنا وحياتنا؟ يمكننا ذلك، اليوم هذه مسؤولية كبيرة جدا، أعيد وأكرر هذا الذي ‏له علاقة بالدين والآخرة وبالسؤال يوم القيامة، هذا واجب شرعي، واجب ديني، ‏ليس أن هذا مستحب، وتركه مكروه، هذا واجب ديني يعني التخلف عنه معصية، ‏سيحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، إذا نريد أن نتكلم من منطلق ديني، من منطلق ‏إنساني وأخلاقي ومن منطلق مسؤوليتنا تجاه عوائلنا وتجاه الآخرين، بكل الناس ‏حولنا، هذا الموضوع يجب أن نجد له حلا، ما الذي يمكننا أن نفعله؟ نقول مثلا، ‏نتوسل إليكم، نرجوكم، نقبل أيديكم أيها الناس، من أجل سلامتكم ومن أجل سلامة البلد ومن أجل سلامة كل المقيمين في هذا البلد، نريد إحساسا مختلفا بالمسؤولية".

أضاف: "‏أريد أن أخص، طالما أننا نتكلم في اليوم العاشر، ننهي من بوابة الحسين عليه السلام، ‏نحن كلنا تألمنا أنه السنة لم نستطع أن نحضر مجالس، ولم نجتمع بالمجالس، يجب ‏من الان أن نلتزم بإجراءات الكورونا لكي نستطيع أن نتخلص من هذا الوباء ‏ونحاصره في لبنان ونستطيع السنة القادمة أن نقيم المجالس، إذا كان هناك وباء ‏يكون أداؤنا بالإلتزام بالتدابير سهل وتحت السيطرة، ما هي البوابة التي يمكننا أن ‏ندخل بها على الناس لكي نقول لهم يا أهلنا ويا أحباءنا ويا ناسنا الله يخليكم التبعاد ‏الإجتماعي والكمامة، التباعد الإجتماعي والكمامة والتعقيم، أسال الله سبحانه وتعالى أن يسلم الجميع ويعافيهم".

وختم نصرالله: "في يوم عاشوراء، في يوم عاشر الحسين ‏عليه السلام، نحن نجدد إلتزامنا وبيعتنا لإمامنا بمواصلة هذا الطريق، سوف نبقى نقول له ‏مهما إمتد الزمن لبيك يا حسين، مهما تعاظمت التضحيات، لبيك يا حسين، بدمائنا ‏بدموعنا بأشلائنا بأهاتنا، بصبرنا، بمظلوميتنا، بغربتنا، بآمالنا وآلمنا، سوف تبقى ‏صرختنا لبيك يا حسين، لم يستطيع أي يزيد في هذا العالم أن يحول بيننا وبين ‏الحسين وبين الحق الذي أستشهد من أجله الحسين وبين الحضور في ساحات ‏الجهاد من أجل هذا الحق الذي دعانا الحسين من أجل القيام لأجله، لن يستطيع أحد ‏على الإطلاق، سوف نبقى حسينيين كربلائيين عاشورائيين نحمل هذا الفكر وهذه ‏الثقافة وهذا الوفاء والإخلاص وهذا الإستعداد الدائم للتضحية، بالأنفس والأموال ‏والاولاد والأعزة من أجل الحق الذي نؤمن به".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 30-31 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

ترشيح الحريري لمن يمثله في رئاسة الوزراء معناه أن الصفقة الخطيئة مع حزب الله مستمرة برضى ومباركة مكرون جنبلاط وجعجع

الياس بجاني/31 آب/2020

ترشيح السفير مصطفى أديب وكما علمنا من مطلعين لبناناويين في لبنان قد جاء برضى ومباركة شريكي الحريري في الجريمة الوطنية، جعجع وجنبلاط، وبالتالي يكون هذا الثلاثي الذمي والإستسلامي قد عاد  إلى أغلال “الصفقة الرئاسية الخطيئة” التي سلمت البلد وحكمه لحزب الله من خلال مداكشتهم المذلة الكراسي بالسيادة..وتيتي تيتي..

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي، ومن أدران حُكم جراويه بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89967/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81/

 

 

 

عظة غبطة البطريرك الراعي لليوم: إننا باسم الثقافة الانجيلية، طالبنا ونطالب الدولة بلم السلاح المتفلت، وضبط كل سلاح تحت إِمرة الجيش والقرار السياسي. فإعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار مجلس الوزراء بثلثي الأصوات، بموجب المادة 65 من الدستور، ولا يحق ذلك لأحد سواه، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين والسلم الاهلي والأمن الداخلي/البطريركية المارونية لن تقبل بعد الان بتسويات ومساومات على حساب الكيان

وطنية/الأحد 30 آب 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89964/%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%ba%d8%a8%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a5%d9%86%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d8%a7/