-المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 27 آب/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.august27.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

الياس بجاني/صحيح عون الإسخريوتي هو غول الموت وصحيح أيضاً بأن الذمي والمتذاكي جعجع هو دراكولا

الياس بجاني/شركة حزب قوات المعرابي تهاجم عون شرابة الخرج وتتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/حزب الله جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت والنص من اذاعة صوت لبنان الكتائبي مقابلة مع غبطة البطريرك الراعي: انا شخصيا فقدت الثقة بالمسؤولين اللبنانيين والحل الوحيد هو اعتماد نظام الحياد/لا يمكن أن نخسر دور لبنان “كرمال عيون حدا”

من موقع اذاعة صوت لبنان الكتائبي مخلص مقابلة غبطة البطريرك الراعي/26 آب/2020

لبنان بلد محتل بالكامل باحتلال كامل وموصوف./ادمون شدياق

المارونية للإنماء الشامل ترمم 200 مسكن في الجميزة

لبنان: تشريح اقتصادي/غيدا طيارة/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

البيان المجزوء/الياس الزغبي

الأب سيمون عساف يخرج عن صمته.. وينتقد العهد!

أسرارُ "الوحدة 121" التي اغتالت الحريري

قبل انفجار المرفأ بسنوات.. ويكيليكس كشف سر تمسك “الحزب” بوزارة الزراعة

داعش" الإصطناعية وأخواتها تتحرك غبّ الطلب، بعد تمهيداتٍ إعلامية وسياسية مكشوفة.

استغل انفجار المرفأ للتخطيط لاعتداء على الجيش… داعشي في قبضة قوى الأمن

نصيحةٌ من نتنياهو إلى حزب الله!

ماكرون الى لبنان في الأول من أيلول

شينكر يرجئ زيارته لبيروت؟

وزير خارجية كندا اعرب من المطار عن تضامن بلاده حكومة وشعبا مع لبنان

رامبلنغ من بكركي: اهمية ايجاد حكومة منتجة تتمتع بثقة الشعب باسرع ما يمكن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 26/08/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 26 آب 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تيننتي شرح ما حصل على الحدود الجنوبية ليلا: قائد اليونيفيل طلب من جميع الاطراف ضبط النفس وتجنب أي عمل يعرض وقف الأعمال العدائية للخطر

بيان للجيش بحصيلة العدوان الاسرائيلي على الحدود الجنوبية

"هيومن رايتس ووتش": القوى الأمنية استعملت قوّة مفرطة ضدّ المتظاهرين في لبنان

هل قرر “الحزب” تخفيف الضغط المحلي عنه عبر فتح جبهة الجنوب؟

الرامي: قوى الامن أقفلت مطعماً أملكه وكتبت محضر ضبط بحقي

النهار : الحريري يخلط أوراق التكليف ويحشر الحكم

بهاء الحريري: يجب على لبنان إنهاء علاقته السياسية المسمومة مع “حزب الله”

حزب الله يحاول حرف الأنظار عن كارثة المرفأ

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت انترناشونال

هل يعني موقف الحريري الاتيان بنواف سلام؟

 ميراي فغالي/صوت بيروت انترناشونال

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يبحث في الإمارات اتفاقية السلام مع إسرائيل

تركيا تشترط تسليم سرت والجفرة للقبول بهما «منزوعتي السلاح»

احتجاجات طرابلس... من يتظاهر ضد من؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جبران باسيل.. رئيس لبنان الخفي المتمسك بإنجازاته/صلاح تقي الدين/العرب

الآتي أسوأ: الدولة بلا غطاء ولبنان غزّة حزب الله/منير الربيع/المدن

عن الشاي السريلانكي والأرواح التي تبخّرت/رامي الأمين /أساس ميديا

نهاية عهد... أو نهاية بلد/خيرالله خيرالله /أساس ميديا

لبنان الممانع: كِش ملك !!!/ربيع طليس/راديو صوت بيروت إنترناشيونال

اكتفينا من مشاهد الانفجار!/ميليسا ج. افرام/أي أم ليبانون

هواجس مسيحيي لبنان/حازم صاغية/الشرق الأوسط

"الشيعية السياسية" في لبنان من الصدر إلى نصرالله.. المسار التاريخي ونذر النهاية "الوخيمة"/أيمن شروف/الحرة

لبنان... نحو المجهول/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

يد الخمينية السوداء في ليبيا... لا جديد/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

انتخابات أميركا والفراغ في المنطقة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

السوريون في كارثة أعمق!/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي تفقد الكنائس والمراكز المتضررة: لبنان بحاجة الى حكومة طوارىء ولنا ثقة بالقضاء اللبناني وفي حال عجزه نلجأ الى الدولي

رئيس الجمهورية عرض مع جميل السيد الاوضاع

عرض لعمليات الجيشين اللبناني والفرنسي في المرفأ ضمن عملية الصداقة: إزالة 7800 طن من الردميات وفتح جميع الطرقات داخله

رئيس الجمهورية عرض مع جميل السيد الاوضاع

الرئيس عون التقى اللواء خير: للإسراع في مسح الاضرار والتنسيق ليأتي العمل متكاملا

المجلس الأعلى للدفاع مدد التعبئة العامة حتى آخر العام وتكليف وزير الخارجية تقديم شكوى الى مجلس الامن وتجديد التفويض لليونيفيل من دون تغيير المهام عون: لتوزيع المساعدات بعدالة وشفافية .. دياب: لتسريع التحقيقات في الانفجار

قاسم: حريصون على تأليف حكومة قوى سياسية لإنقاذ البلد

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

إنجيل القدّيس لوقا14/من12حتى15/:"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار». وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!»."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/27 آب/2029

http://eliasbejjaninews.com/archives/89829/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d9%88%d9%84%d9%86%d8%af-%d8%af%d9%8a%d9%83-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

بعض الكنديين من أصول لبنانية لا يزالون يعيشون ثقافة وعقلية شريعة الغاب ومغربين عن الحضارة وعن كل ما هو شرعة حقوق إنسان، ولذلك يتماهون مع كل ما هو إرهاب وإرهابيين، ويسوقون ودون خجل وفي كندا لمشروع حزب الله الإرهابي والإحتلالي والإيراني، وهو الحزب الموضوع على قوائم إرهاب 57 دولة منها دولة كندا.

بعض هؤلاء وعلى خلفية عيشهم في أوحال التعصب والانغلاق وثقافة العداء والكراهية والموت والحروب يتعامون عن حقيقة مؤكدة ومثبتة لبنانياً وعربياً ودولياً وهي أن حزب الله ليس لبنانياً ولا هو من الشرائح اللبنانية، بل هو منظمة عسكرية فارسية ملالوية تحتل لبنان وتخطف بيئتها وتأخذها رهينة وتزور تمثيلها بقوة السلاح والمال والإجرام والتمذهب.

هؤلاء لم تعجبهم الرسالة الوطنية والإنسانية والسيادية التي وجهها الناشط الكندي اللبناني رولند ديك من مدينة مونتريال حيث يقيم وتناول من خلالها الوضع المأساوي في لبنان مشخصاً مرضه السرطاني الذي هو احتلال حزب الله، ومفنداً أعراض احتلاله المدمرة لكل شيء من أمن وحريات واقتصاد وديمقراطية وإلخ. فهاجموه وانتقدوا رسالته متلحفين نفاقاً عباءة العفة والوطنية، ومدعين زوراً بأنهم حريصون على وحدة وتماسك الجالية وبأن حزب الله هو شريحة لبنانية.

لا يا سادة، فإن حزب الله لا لبناني هو ولا يمت للبنان بشيء، بل هو قوة احتلال إيرانية ونقطة ع السطر.

تحية من القلب من كل الأحرار والشرفاء والسياديين في كندا ولبنان وبلاد الانتشار كافة إلى السيد رولند الديك، وله نقول بأن قافلة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني تسير إلى الأمام وهي إلى نصر قريب إنشاء الله .. وبالتأكيد لم ولن تُعيِّر الأقلام الصفراء والقلوب الحادة والسوداء أي اهتمام.

ملاحظة: مرفق مع هذا البيان فيديو يوتيوب لرسالة رولند الديك التي هي موضوع البيان وأيضاً الهجوم من قبل الأقلام الصفراء والقلوب السوداء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

https://youtu.be/5i76a66IG6E

 

حزب الله يحتل ويحكم لبنان وكل الرسميين أدوات وأبواق

الياس بجاني/25 آب/2020

المشارك في الحكم في لبنان بظل احتلال حزب الله هو طروادي وذمي وغطاء للحزب وأداة طيعة بيده وبوق يسوّق له من عون وبالنازل

 

صحيح عون الإسخريوتي هو غول الموت وصحيح أيضاً بأن الذمي والمتذاكي جعجع هو دراكولا

الياس بجاني/23 آب/2020

*جريمة وخطيئة عون المميتة كانت ورقة التفاهم مع حزب الله، أما جريمة وخطيئة المعرابي المميتة فكانت اتفاقه مع عون (ورقة النوايا) وفرطه 14 آذار ومداكشته السيادة ودماء الشهداء بالمواقع.

*المطلوب رذل وعزل وتعرية ليس فقط المعرابي وعون، بل كل أصحاب شركات الأحزاب ودون استثناء واحد… وكلن يعني كلن.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89714/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d8%ad-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%88%d8%aa%d9%8a-%d9%87%d9%88-%d8%ba%d9%88%d9%84/

ترى هل فكر قطعان عون وجعجع وأبواقهما كيف سيكون وقع سجلاتهما الدونكوشتية الغبية والزقاقية والفاجرة على أحاسيس وشعور وحزن ومآسي أهالي منطقة الأشرفية ومحيطها المنكوب حيث البكاء والعويل والشهداء والجرحى والدمار وخراب البيوت؟

بالطبع لا.. لأن الثنائي “عون وجعجع” النرسيسي والشارد عن كل ما هو ضمير ومخافة من يوم الحساب وسلم أولويات وطني وسيادي واستقلالي.. هو يعيش في غير عالم وبغربة كاملة عن أهله ولا يعرف غير ثقافة الأبواب الواسعة، ولا يرضى بغير الإسخريوتي مثالاً يقتدي به.

لهؤلاء الأبواق والقطعان وللثنائي عون وجعجع نقول مع المخلص: “مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”..

يا شاردين ويا مغربين عن الضمير والأحاسيس والوجدان أين هي أولوياتكم في هذا الوقت العصيب؟

هل أولوياتكم هي السجالات الدونكوشتية الغبية والزقاقية التي تنبش ماضيكم الوسخ وتعري مواقفكم الذمية والاستسلامية والنرسيسية والسلطوية؟

وصحيح كما نعتم بعضكم البعض فميشال عون الذي باع نفسه وبلده وارتضى وضعية التابع والأداة بعد توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله هو غول الموت، لأنه نقض قسمه الرئاسي ويغطي سلاح ودويلة واحتلال وجرائم وفجور وحروب واغتيالات وعمليات تهريب حزب الله الإرهابي والمذهبي.

وصحيح أيضاً بأن المعرابي المريض المزمن بوهم العظمة والساكن قصور أوهامه والمنسلخ عن الواقع هو دراكولا وأكثر، لأنه قفز فوق دماء الشهداء وحول “القوات” إلى شركة يملكها، وخان ثورة الأرز، وفرط تجمع 14 آذار، ورفع شعارات نفاق الواقعية، وعقد مع عون وصهره ورقة نوايا خبيثة لتقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم، وتباهى بوقاحة بانتخابه عون رئيساً مدعياً بأن انتخابه كان صناعة لبنانية، وسوّق لقانون انتخابي ملالوي أعطى إيران أكثرية نيابية، وداكش الكراسي بالسيادة وتطول قائمة ارتكاباته وتطول.

هذه الحرب الالكترونية التي تدور رحاها بين قطعان وأدوات وأبواق جعجع، وباسيل وعون هي في حقيقتها مؤامرة قذرة ومكشوفة تستهدف اللبنانيين السياديين واللبناناويين والبشيريين تحديداً، وذلك لإبعادهم عن واقع كوارث احتلال حزب الله، وتحديداً التعمية على مسؤوليته المباشرة عن انفجارات مرفأ بيروت وتدمير قلب المناطق المسيحية المقاومة، أي الأشرفية ومحيطها… يريدون إلهاء المسيحيين تحديداً بسجالات غرائزية وفتنوية استرضاءً لحزب الله ليس إلا.

عملياً فإن غالبية اللبنانيين باتوا واعين لحقيقة يعرفها كل العقلاء والأحرار وهي أن عون وجعجع هما من خامة وعقلية واحدة وهما من تسبب ب99% من الكوارث التي حلت بالمسيحيين وبلبنان.

إن الحرب الدونكوشتية الإعلامية التي بدأها النائب بيار أبو عاصي من خلال مقابلته عبر تلفزيون المر هي حرب قذرة هدفها المعلن شيطنة وإسقاط عون ليحل مكانه المعرابي في القصر الرئاسي.

طبعاً هذا وهم مرّضي يعشعش في مخيلة المعرابي الذمي والأعمى البصر والبصيرة والساكن قصور تخيلاته وأحلام اليقظة والمنسلخ عن الواقع المعاش.

من هنا فإن هدف هذه الحرب الزجلية هو إلهاء وإغراق المسيحيين تحديداً بسجالات غرائزية وفتنوية وسمجة وشوارعية وعقيمة وذلك لإسترضاءً حزب الله ليس إلا.

كما أن مسؤولية المعرابي التدميرية والحربائية والاستسلامية والذمية لا تقل عن مسؤولية عون بالمرة، فهما كانا ولا يزالان شركاء متضامنين ومتكافلين في الصفقة الخطيئة التي سلمت لبنان لحزب الله وأعطته أكثرية نيابية وقانون انتخابي ملالوي ومواقع الرئاسات الثلاثة.

جريمة وخطيئة عون المميتة كانت ورقة التفاهم مع حزب الله، أما جريمة وخطيئة المعرابي المميتة فكانت اتفاقه مع عون (ورقة النوايا) وفرطه 14 آذار ومداكشته السيادة ودماء الشهداء بالمواقع.

ترى هل بإمكان أي مسيحي حر وصاحب كرامة أن يتغاضى عن اتفاق عون والمعرابي في ورقة نواياهما “الشيطانية” على تقاسم المسيحيين مغانم وحصص؟

يبقى أن عون وجعجع هما ثنائي نرسيسي واسخريوتي وكوارثي مدمر وهو من أوصل لبنان إلى حاله الراهن.

في الخلاصة فإن المطلوب من كل عاقل ووطني من غير القطعان والأبواق والصنوج أن لا يقع في شباك الحرب الدونكوشتية الحامية الوطيس بين قطعان الثنائي (عون وجعجع) ويعلم علم اليقين بأن هدف هذه السجالات الزقاقية هو حماية حزب الله وإلهاء الناس وتسعير الأحقاد والغرائز.

المطلوب رذل وعزل وتعرية ليس فقط المعرابي وعون، بل كل أصحاب شركات الأحزاب ودون استثناء واحد… وكلن يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

شركة حزب قوات المعرابي تهاجم عون شرابة الخرج وتتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/22 آب/2020

إلى النائب أبوعاصي ومعلمه المعرابي الذمي: البطولة هي بمواقف ضد حزب الله وليس ضد عون الذي هو أداة وشرابة خرج. انتم منافقون وذميون وحلفاء حزب الله وانتم من داكش السيادة بالكراسي وفرط تجمع 14 آذار وانتم تساكنون المحتل وسلاحه ودويلته. وانتم أصحاب شعار  ذل الواقعية. تضبضبوا

 

“حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/22 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت والنص من اذاعة صوت لبنان الكتائبي مقابلة مع غبطة البطريرك الراعي: انا شخصيا فقدت الثقة بالمسؤولين اللبنانيين والحل الوحيد هو اعتماد نظام الحياد/لا يمكن أن نخسر دور لبنان “كرمال عيون حدا”

http://eliasbejjaninews.com/archives/89821/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b0%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a6/

اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع لمقابلة غبطة البطريرك الراعي من اذاعة صوت لبنان/فورماتMP3/آب2020/26

http://www.eliasbejjaninews.com/interviews2020/raei26august20.mp3

اضغط هنا للإستماع لمقابلة غبطة البطريرك الراعي من اذاعة صوت لبنان الكتائبي/فورماتWindowsWMA//آب2020/26

http://www.eliasbejjaninews.com/interviews2020/raei26august20.wma

 

من موقع اذاعة صوت لبنان الكتائبي مخلص مقابلة غبطة البطريرك الراعي/26 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89821/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b0%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a6/

رأى البطريرك الماروني ماربشاره بطرس الراعي في حديث خاص لاذاعة صوت لبنان ان مشكلتنا اليوم تكمن في توجهنا الى دولة دينية تتأثر بأحداث  المنطقة بعدما بات الولاء لدول خارجية او لأشخاص واحزاب وطوائف ،في وقت كان يجب الحرص على بقاء لبنان الدولة الفاصلة بين الدين والدولة والمحافظة على ميزة لبنان التعددية والدولة المدنية التي انشأها البطريرك الياس الحويك وقال:” البطريرك الياس الحويك حملنا حقيقة واحدة هي لبنان وحماية لبنان وقد اراده دولة مختلفة كليا عن كل دول المنطقة واراده دولة تفصل بين الدين والدولة ويتجلى ذلك بقوله لبنان طائفة واحدة اسمها لبنان وكل الطوائف الأخرى تشكل نسيجه الاجتماعي .هذه اول صيغة للبنان اما الصيغة الثانية التي حملنا اياها هي ان يكون الولاء بالمواطنة للبنان وليس ولاء للطائفة او للدين ومشكلتنا اليوم اننا نبتعد عن الخطين وبدل فصل الدين عن الدولة وكأننا نتجه الى دولة دينية تتأثر بالمنطقة واتعجب عندما ينادون بالدولة المدنية ولا أفهم معناها طالما عمرها مئة عام وانشأها البطريرك الحويك وتقتضي منا الولاء للبنان في وقت بات الولاء اليوم لدول خارجية واشخاص واحزاب

وردا على سؤال حول اذا ما كان هناك من ارتباط بين مذكرة البطريرك الياس الحويك الى مؤتمر الصلح والمذكرة التي اطلقها الراعي في 17 آب “الحياد الناشط”قال البطريك الراعي :”مذكرة الحياد الناشط مكملة لمذكرة البطريرك الياس الحويك وقد ركزنا فيها على الحياد بحيث لا يكون للبنان اي ولاء لأي دولة غير لبنان ولا يستطيع الدخول بأي احلاف سياسية وعسكرية او اي حروب اقليمية ودولية كونه بلدا تعدديا ومركزا للحوار لا للحروب، بدليل انه عندما انحرف عن غايته عزل عن الشرق والغرب ولذلك نشعر اليوم ان لبنان متروك لمصيره ولولا كارثة المرفأ لما كان احد ساعدنا ،في كل الأحوال الالتفاتة هي للشعب اللبناني وليس للدولة او للمسؤولين فيها

وحول اذا ما اطلق المذكرة لمناسبة مئوية لبنان الكبير او نتيجة الأزمات الراهنة قال البطريرك :مع حلول المئوية دخلنا في عزلة بعدما اقحمنا رغما عنا في حروب ونزاعات وخلافات مخالفة للسياسية والتركيبة اللبنانية  فمنذ العام 1943 في الميثاق الوطني وفي كل بيانات الحكومات المتعاقبة منذ العام 1943 وصولا الى العام 1980، يرددون ان سياسة لبنان الخارجية هي الحياد وعدم الانحياز ولكن وقع اتفاق القاهرة واعطى للفلسطينيين الحق بامتلاك الأسلحة الثقيلة والحق بمحاربة اسرائيل من لبنان ثم كان الاجتياح الاسرائيلي ثم الاجتياح السوري وبعدها ولدت الميليشبات وما زلنا نعيش في هذه الدوامة وعاد لبنان الى الصفر .

وعن عظته المدوية في 5 تموز ومطالبته بالحياد الايجابي ووقوف الفاتيكان الى جانبه قال الراعي :”الوضع في لبنان لم يعد يطاق على الاطلاق والمسؤولون السياسيون صموا آذانهم لصرخة الثورة في 17 تشرين الأول وكأنه لم يحصل اي شيء في البلد بل استمروا في مراعاة مصالحهم الخاصة ومكاسبهم وفرغوا الخزينة من المال ما اوصلنا الى مرحلة لم يعد لدينا اي ثقة انهم يستطيعون النهوض بالبلد .فأنا شخصيا مثل الشعب فقدت الثقة الكلية بالمسؤولين ولذلك رفعت الصوت وكذلك الدول الخارجية دعت لبنان الى التنبه والاسراع في تأليف حكومة وانا اليوم اصبحت متأثرا بالثورة الحقيقية التي تحاول  كل الوسائل لتنال اصغاء القيمين على الدولة ولكن تواجه بعدم الاكتراث ومن الضروري ان تسهر على عدم دس اي عناصر تخريبية في صفوفها

وخلص الراعي الى القول :”لا يوجد الا الحياد كحل للبنان والحياد ليس مشروع البطريرك انما هو من صميم الكيان السياسي اللبناني ومن صميم الطبيعة اللبنانية فالحرب والنزاعات فرضت على اللبنانيين وهم احفاد الفينيقيين الذين لم يصنعوا الحروب على مر التاريخ انما الثقافة والحضارة ونحن اليوم نعاني من مرض الانحياز بعدما كان البلد بطبيعته حياديا .

وذكر بقول البطريرك الياس الحويك لحظة اعلان دولة لبنان الكبير وهو ان يكون لبنان صاحب موقف حر وهذا يفترض عدم ارتباطه سياسيا وماليا

وعن الرسالة التي يوجهها لمناسبة مئوية اعلان دولة لبنان الكبير قال الراعي :”لو سألتني هذا السؤال قبل عظتي في الخامس من تموز كنت اجبت نريد ان نحضر لجنازة لبنان ولكن اليوم استطيع ان نقول نحضر ولادة جديدة للبنان

 

لبنان بلد محتل بالكامل باحتلال كامل وموصوف.

ادمون شدياق/26 آب/2020

مجلس النواب مجلس محتل بالكامل

نحنا عم نادي بانتخابات مبكرة لمجلس محتل لاستبداله بمجلس محتل اخر ، فطالما الاحتلال باقي سيظل المجلس محتل. بدون التخلص من الاحتلال ستظل رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب والمجلس كمؤسسة ورئاسة مجلس الوزراء محتلة وبالكامل. كل كلام غير ذلك هو ذر رماد في العيون وهروب الى الامام وهروب من المواجهة ونقطة على السطر.  نعم للعصيان المدني الحقيقي والجدي والفاعل وعلى الارض بدل الثورة والعصيان الفولكلوري الحاصل حتى الان.  المقاومة ليست كلاشنكوف ومدفع ( الا اخر الكي ) بل هي موقف مبدئي وموقف عز حتى النهاية.

 

المارونية للإنماء الشامل ترمم 200 مسكن في الجميزة

المرصد/26 آب/2020

في معلومات خاصة  لـ "المرصد" أن "المؤسسة البطريركية المارونية للإنماء الشامل" برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، قرّرت في اجتماع عقدته ظهر اليوم، التكفل بترميم 38 عقاراً في شارع المطران في محلة الجميزة في الأشرفية، وهي تضم 200 مسكنا، ترميماً شاملاً .

ولقيت الخطوة استحساناً في أوساط أبناء المنطقة وخصوصاً أن هذه المساكن لا يقتصر سكانها على الطائفة المارونية وغيرها من الطوائف المسيحية فحسب، إنما على كل الطوائف اللبنانية.  ويذكر أن البطريرك الراعي تفقد المنطقة قبل الظهر.

 

لبنان: تشريح اقتصادي

غيدا طيارة/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/26 آب/2020

https://youtu.be/FDVLe5Q6Be0

يناقش آلان بيفاني، في مقابلة معه، الانهيار المالي في لبنان واستقالته من وزارة المالية.

آلان بيفاني هو المدير العام السابق لوزارة المال الذي استقال في حزيران/يونيو الماضي اعتراضاً على الطريقة التي تعاملت بها القيادة اللبنانية مع الأزمة المالية في البلاد. بيفاني حائز على شهادة في هندسة البصريات والاتصالات من الكليّة العليا للبصريات في فرنسا، وشهادة دراسات عليا (تعادل ماجستير إدارة الأعمال) في إدارة الأعمال والشؤون المالية من المعهد العالي للعلوم التجاريّة. عمل بيفاني سابقاً في شركة "آرثر أندرسن" في باريس كمدقّق في حسابات المصارف والصناعات في أوروبا، ومستشار لحاجات قطاع الإسكان في الدول الخارجة من الحروب. ثم شغل مناصب عليا في مصرف ABN AMRO في لبنان ودبي، وفي وكالة Thomson Financial Bankwatch، حيث تولى إدارة التصنيفات السيادية لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا. كان بيفاني المحرك الأساسي لخطة حكومة دياب للإصلاح الاقتصادي والمالي التي هدفت إلى وضع لبنان على المسار الصحيح بعد أن تخلّف عن سداد ديونه الخارجية. أجرت ديوان مقابلة معه في أواخر آب/أغسطس للاطلاع على وجهة نظره حول الوضع المالي في البلاد وسؤاله حول الأسباب الكامنة وراء استقالته.

 

البيان المجزوء

الياس الزغبي/26 آب/2020

 وأخيراً أصدرت "الرابطة المارونية" بياناً شجبت فيه التعرّض لمقام البطريرك الماروني وبكركي.

من الطبيعي أن تكون الرابطة سبّاقة في التصدّي للأصوات والأقلام الصفراء، بحكم علاقتها العضوية التاريخية ببكركي. لكن، يبدو أن رئيسها كان ينتظر إشارة خضراء من مرجعية انتمائه السياسي، فجاءت الإشارة، ليس فقط متأخرة، بل منقوصة، إذ اغفل البيان أهم مواقف بكركي في هذه المرحلة، وهو الدعوة الحارّة إلى نظام حياد ناشط للبنان. والواضح أن الضوء الأخضر الذي سمح بالبيان المجزوء، منعه من تأييد حياد لبنان، خوفاً من إثارة غضب الولىّ "حزب اللّه"، فاكتفى بإدانة الأقلام المأجورة، والتهى بتأييد مواقف بكركي المعروفة الأخرى، كالمناصفة والتوازن والديمقراطية العددية... لم تكن "الرابطة المارونية"، عبر تاريخها المخضرم، مقيدة سياسياً إلى حد التردد والتأخّر في دعم موقف الصرح البطريكي، كما هي عليه الآن، فتعامت عن تأييد ودعم موقفه التاريخي في الحياد الفعّال، خصوصاً أنه يؤسس للمئوية الثانية، كمنعطف وجودي لإرساء لبنان على قاعدة استقرار مستدام بصيغة الحياد. المؤسف أن ساسة صغاراً يتسللون إلى مواقع حسّاسة، في زمن رسم مستقبل لبنان الكبير، وينزلقون إلى الحسابات الصغيرة أمام التحوّلات الكبيرة.

 

الأب سيمون عساف يخرج عن صمته.. وينتقد العهد!

الأب سيمون عساف/الكلمة أونلاين/26 آب/2020

لا اصدق ان الرجل حسب ما عرفته، انه الى هذا الحد خادع. هل هو عاجز؟ هل هو مريض لا يقوى على ادارة الشؤون؟ هل هو ينتظر امرا ما؟ هل هو موعود يفاجىء الشعب بفرج ما؟ لست ادري.

اسئلة تدور في خلَدي واحار اي جواب اعطيه. لم أعهده كذلك وقد توقّعت انه خشبة خلاص. ما الذي يجري حتى آلت الأمور الى ما هي عليه لا علم عندي ولا خبر، لكنها مأسوية للغايةّ!!!

لا يمكنني التصدي للدفاع كما انني لا اتمكن من التصديق بان الفاشل بلغ هذا الحد.

لبنان كله تأمَّل خيرا وارتياحا واطمئن واذ بالأداء مخزي غيرمُرضٍ ومُحبِطٌ.

لا شك ان الدستور مبتورٌ جسدٌ بلا رأس والصلاحيات منتزَعة موزَّعة على محاسيب الأحزاب والشرائح، لكن يبقى هناك نوافذ واسعة بمستطاعه النفاذ منها لمصارحة المجتمع وبسط الأمور على بساط الواقع.

في يقيني ان النظافة وحدها قادرة على إعلاء الصوت بوجه الناهبين الفاسدين.

والسوآل يُطرح اين التغيير والإصلاح؟ اين الإبراء المستحيل؟ اين المطالبة بالصلاحيات...؟ شعارات أُطلقت بالفم الملآن على مسامع الجميع عبر وسائل الإعلام. واليوم على رأس السلطة له كلمة الفصل والقرار.

تبلوني الخيبات والتبرّم من ماجريات احداث الواقع المشؤوم. في كل القطاعات والمرافق والمرافىء والدوائر ما من حياة لمن تنادي.

حبلٌ فالتٌ على غاربه والعِذارُ مخلوع وكلٌّ على ليلاه يغنِّي والفوضى والفلتان والنهب ساري المفعول وما من توقّف او تفكير بتنظيم وباعادة كيان للدولة. الى متى الله العليم البصير السميع المجيب فلنُضلِّ!!!!!.

 

أسرارُ "الوحدة 121" التي اغتالت الحريري

سكاي نيوز عربية/الاربعاء 26 آب 2020     

قدم مسؤولون أمنيون من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، تفاصيل جديدة حول فرقة الاغتيال التي اغتالت رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، فقد قدم المسؤولين الأمنيين تفاصيلا جديدة حول فرقة الاغتيال التي "لا تزال نشطة"، بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة حول الاغتيال وعواقبه. ويأتي هذا الكشف بعد أسبوع من إنهاء محكمة دولية مدعومة من الأمم المتحدة تحقيقها الذي دام 11 عاما في جريمة اغتيال الحريري، بإدانة سليم عياش، البالغ من العمر 56 عاما، وهو ناشط في "حزب الله" ومتعاون في الاغتيال. وأكد المسؤولون أن الاتصالات التي تم اعتراضها وغيرها من الأدلة غير المدرجة في الإجراءات العلنية للمحكمة تؤكد وجود وحدة اغتيالات كانت وراء سلسلة من التفجيرات القاتلة بسيارات مفخخة استهدفت قادة عسكريين وسياسيين وصحفيين لبنانيين على مدى عقد على الأقل.

وقال مسؤولان أميركيان سابقان إن التقييمات الاستخباراتية تمت مشاركتها بشكل خاص مع أعضاء المحكمة، على الرغم من أنه لا يمكن استخدام البيانات في الإجراءات العامة بسبب خطر الكشف عن المصادر السرية وطرق جمع المعلومات الاستخبارية.

وعلى الرغم من تغيير تركيبة فرقة الاغتيال التي تسمى "الوحدة 121"، إلا أن القاسم المشترك كان مشاركة عياش، أحد المتآمرين الأربعة المتهمين في قضية الحريري، وفقا للمسؤولين.

وأدين عياش، الذي لم يُعرف مكان وجوده علنا، غيابيا في 18 آب من قبل المحكمة الخاصة بلبنان، وهي محكمة دولية مقرها هولندا تأسست لتحقيق العدالة في مقتل رئيس الوزراء.

ووجدت اللجنة أنه لا توجد أدلة بخصوص تورط 3 متهمين آخرين في القضية، وهم: أسعد صبرا، وحسن عنيسي، وحسن حبيب مرعي.

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن تقارير الخبراء تفند التكهنات التي تشير إلى أن فريقا من "المرتزقة" قاموا باغتيال الحريري من دون خطة موضوعة من حزب الله.

وقال مسؤول أميركي كبير سابق في الأمن القومي شارك في جمع المعلومات الاستخباراتية بعد مقتل الحريري: "ليس هناك شك" حول سيطرة حزب الله على فرقة الاغتيال. "حزب الله هو منظمة شديدة الانضباط".

وتم ربط فريق "الوحدة 121"، الذي لم يكن معروفا سابقا، بعمليات قتل لشخصيات سياسية وعسكرية، بتوجيه من حزب الله، وفقا لمسؤولين لديهم معلومات استخبارية شديدة الحساسية عن الجماعة المتشددة وعملياتها. وقال أحد المسؤولين: "إنها وحدة سرية للغاية تضم عشرات النشطاء، ومنفصلين تماما عن أي شيء آخر، وتتلقى أوامر مباشرة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله" ، مستندا للنتائج الاستخباراتية التي تشاركتها الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة في السنوات التي تلت الاغتيال، وفقا للصحيفة.

وقال المسؤول الأمني ​​إن من بين الكادر الصغير لقادة حزب الله الذين سمحوا في السابق بعمليات القتل، مصطفى بدر الدين، القائد العسكري لحزب الله، الذي اتهمته المحكمة بأنه أحد المخططين المزعومين لاغتيال الحريري.

يذكر أن بدر الدين قتل في سوريا عام 2016، وأسقطت لائحة الاتهام التي تشير إلى أنه مشتبه به.

وحدد المسؤول الأمني 4 من ضحايا "الوحدة 121" المختصة بالاغتيالات لدى حزب الله، وهم المحقق اللبناني في قضية مقتل الحريري، وسام عيد، والعميد في قوى الأمن الداخلي وقائد أمن الحريري، وسام الحسن، واللواء في الجيش فرانسوا الحاج، والخبير الاقتصادي والدبلوماسي محمد شطح.

وقُتل جميعهم في تفجيرات بسيارات مفخخة في هجمات بين عامي 2007 و 2013.

وأكد اللواء اللبناني أشرف ريفي، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللبناني، في مقابلة، وجود "مجموعة داخل حزب الله مسؤولة عن العمليات والاغتيالات"، بما في ذلك مقتل الحريري وتفجير السيارات المفخخة التي استهدفت قادة آخرين.

وقال ريفي: "كان عياش جزءا من تلك الدائرة".

ووفقا للصحيفة الأميركية، لم يشكك خبراء في الولايات المتحدة أن قادة الجماعة يستخدمون بشكل روتيني عمليات القتل المستهدف للقضاء على المنافسين والأعداء المفترضين.

وقال ماثيو ليفيت، محلل مكافحة الإرهاب السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة ومؤلف كتاب عن العمليات الإرهابية لحزب الله، إن الجماعة تتمتع بخبرة عالية في صنع القنابل، ولديها هيكل قيادة معقد مصمم لعزل كبار المسؤولين عن التهم.

وأضاف ليفيت: "لقد خصص حزب الله وحدات متخصصة للقيام بمهام فريدة ، بعضها محدد زمنيا وبعضها الآخر يتعلق بمجموعة مهارات معينة أو نوع من المهام"، وحدة الاغتيالات السياسية في حزب الله هي مثال على ذلك.

وأعرب العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين ومحللي حزب الله، عن مخاوفهم من أن قادة المليشيا قد يشنون هجمات جديدة، تستهدف القادة السياسيين والخصوم المحتملين في لبنان، وربما خارجها.

وقال المحللون إن الدافع لإسكات منتقدي حزب الله ربما يكون أقوى الآن وسط الاضطرابات السياسية في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 200 شخص وتدمير عشرات المباني.

وقال روبرت باير، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية في الشرق الأوسط الذي أمضى جزءا من حياته المهنية في تتبع صعود حزب الله في لبنان: "أي شخص يحاول توريط حزب الله في الانفجار سيكون له هدف على ظهره.. إنهم أذكياء للغاية ويعرفون من هم أعداؤهم".

لمزيد من التفاصيل اضغط على الرابط الآتي

https://wapo.st/2QsMTZ0

 

قبل انفجار المرفأ بسنوات.. ويكيليكس كشف سر تمسك “الحزب” بوزارة الزراعة

قناة الحرة/26 آب/2020

رغم أن نيترات الأمونيوم التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من أب، كانت مخزنة منذ عام 2014، فإن حزب الله بدأ في شراء وتخزين هذه المادة المتفجرة قبل ذلك بسنوات عديدة، بحسب ما تكشف وثائق كان موقع ويكيليكس قد بدأ في نشرها عام 2012.

وتكشف رسالة إلكترونية مؤرخة بـ 16 كانون الاول 2010، صدرت عن شركة استخباراتية أميركية تدعى “ستراتفور” ومقرها في أوستن، تتعامل مع وكالات أمنية أميركية رسمية، عن أن حزب الله يلجأ لشراء سماد زراعي يحتوى على مادة نيترات الأمونيوم لاستخدامها كمتفجرات، لأنه يواجه صعوبة في الحصول على مواد متفجرة عسكرية مثل سي 4 وآر دي أكس، وما إلى ذلك. ويشير مصدر ستراتفورد، حينها، إلى أن ذلك يفسر سبب تمسك حزب الله بمنصب وزير الزراعة حين كان سعد الحريري يشكل الحكومة في 2009. ففي 2009 تم تعيين القيادي في حزب الله، حسين الحاج حسن بالفعل في منصب وزير الزراعة، ثم أصبح وزيرا للصناعة في 2013، لكن حزب الله بقي متمسكا بوزارة الزراعة منذ ذلك الحين. وكان اللبنانيون قد صبوا جام غضبهم على النظام السياسي الفاسد، بما في ذلك حزب الله المدعوم من إيران، في الوقت الذي ارتبط فيه هذا التنظيم المسلح بـ2750 طنا من مادة “نيترات الأمونيوم” التي تفجرت في “العنبر 12” وأدت لقتل أكثر من 180 شخصا، وما يزيد عن 6500 جريح، وخسائر مالية تقدر بمليارات الدولارات. يكشف مصدر ستراسفور أن حزب الله كان يواجه تقييدات شديدة فرضتها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) على استلام متفجرات عسكرية، لأنها أغلقت الساحل اللباني، كما كان الحزب يواجه تقييدا أيضا من النظام السوري الذي كان يحاول في ذلك الوقت كبح جماح المنظمة لكنه كان يستفيد منها بشكل آخر.

من أين حصل حزب الله على نيترات الأمونيوم؟

بحسب المعلومات، فإن حزب الله، كان يحصل على السماد الزراعي الذي توجد فيه مادة نيترات الأمونيوم من منشأة البتروكيميائيات السورية الرئيسية في حمص، حيث كان يشتريه بضعف كلفته من المنشأة التي كانت تحصل على الأرباح وتشتري أسمدة أرخص من دول أوروبا الشرقية لتلبية متطلباتها المحلية.

وتؤكد المعلومات أن حزب الله اشترى ما يصل إلى 15 ألف طن من الأسمدة. ورأت الوكالة الاستخباراتية أن حزب الله طور من قدراته وأدائه وهيكله الإداري، وهو قادر على استغلال الانقسامات السياسية في البلاد لتعزيز قدراته وأوضاعه. وتكشف الرسالة أن الحزب كان يخزن مادة نيترات الأمونيوم في مخازن في لبنان، لسببين رئيسيين، هما الاستعداد لمواجهة عسكرية مع إسرائيل في حال نشوبها، وبناء  شبكة أنفاق للحزب للحفاظ على خطوط الإمداد والاختباء في حالة الحرب. ورغم أن الرسالة في 2010 تتحدث عن أنفاق حزب الله، فإن الجيش الإسرائيلي اكتشف سلسلة من الأنفاق في أواخر 2018 وبدايات 2019.

 

"داعش" الإصطناعية وأخواتها تتحرك غبّ الطلب، بعد تمهيداتٍ إعلامية وسياسية مكشوفة.

وكالات/26 آب/2020

صدر عن اللواء أشرف ريفي الآتي :

"داعش" الإصطناعية وأخواتها تتحرك غبّ الطلب، بعد تمهيداتٍ إعلامية وسياسية مكشوفة.

تعوَّد المشروع الإيراني أن يستحضر التطرف وخاصةً التطرف الإصطناعي الذي هو صنيعته، لإخافة "الأقليات" الذي كان يدّعي حمايتهم.

لم يوفّر المشروع الإيراني دم اللبنانيين من كافة المذاهب والطوائف. أسالَ دم الشيعة أولاً ثم دم السنَّة والدروز وحتى دم المسيحيين الذين إدّعى حمايتهم .

الإرهاب الإيراني يماثل إرهاب "داعش".

إنهما وجهان لعملة واحدة.

اللعبة أصبحت مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد.

توحَّدوا أيها اللبنانيون لإنقاذ الوطن.

 

استغل انفجار المرفأ للتخطيط لاعتداء على الجيش… داعشي في قبضة قوى الأمن

وكالات/26 آب/2020

تمكّنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من تحديد هوية شخص سوري الجنسية ينتمي إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، ويُدعى ح. ع. (مواليد عام2000، سوري) وبتاريخ 18-8-2020، تمّ توقيفه، من قِبل قوة خاصّة في الشعبة. ولفتت المديرية العـامة لقوى الأمـن الداخلي في بيان الى أن “بالتّحقيق معه، اعترف بانتمائه إلى تنظيم “داعش”، وخضوعه عام 2016 لدورة شرعية في سوريا مدتها 40 يوماً لدى التنظيم الارهابي.” ودخل “ح. ع” إلى لبنان خلسةً وأقام في محلّة شاتيلا، وتنقّل بين العديد من المناطق اللبنانية، كما اشترك في العديد من المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تضم مناصرين للتنظيم الإرهابي ذاته، حيث قام بنشر وترويج أفكار ومعتقدات التنظيم وتبادل أخباره وإصداراته. وكشف التحقيق أن الموقوف “رغب مؤخّراً بالعودة إلى سوريا للالتحاق بالمجموعات التابعة لـ”داعش”، وعندما لم يتمكّن من العودة لعدم حيازته أوراق ثبوتية، استعاض عن ذلك بالتخطيط للقيام بعمليات إرهابية في لبنان، بحيث تواصل مع شخص في الموصل وآخر في سوريا واستحصل منهما على فتاوى شرعية لقيامه بعملية “إنغماسية” تستهدف عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، في محلّة الجمّيزة تحديداً، وذلك كونه وبعد حصول الانفجار بيوم واحد، انتقل إلى الجميّزة، حيث عمل في مجال رفع الأنقاض والزجاج المحطّم، لقاء بدل مالي وأثناء عمله في المنطقة المذكورة، شاهد دوريات للجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي تتجوّل في المحلة على متن آليّاتها، فتولّدت لديه فكرة استهداف الدوريات بقنابل يدويّة، كان ينوي الحصول عليها من أحد المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان”.

وأشارت الى أن ” الموقوف أودع القضاء المختص”.

 

نصيحةٌ من نتنياهو إلى حزب الله!

 موقع ليبانون ديبايت/الاربعاء 26 آب 2020 

أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أنّ "إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة إلى قيام حزب الله بإطلاق النار على قواتنا"، مُشدداً على اننا "لن نقبل بشن أي عدوان على مواطنينا وسنرد بقوة على أي اعتداء كان". وقال نتنياهو: "أنصح حزب الله بعدم تجربة قوة إسرائيل الضاربة، حزب الله يعرض الدولة اللبنانية مرة أخرى إلى خطر بسبب عدوانيته". يُذكر أنّ "المنطقة الحدودية في الجنوب ليلًا، شَهدت اطلاقًا لقنابل مضيئة من الجانب الاسرائيلي في أجواء البلدات الحدودية وخصوصًا حولا وميس الجبل، تزامنًا مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة فوق السياج الفاصل مكان القاء القنابل المضيئة". وفي وقتٍ لاحق، تطورت الأوضاع في المنطقة الى اطلاق قذائف فوسفورية حارقة طالت اطراف بلدة عيترون وميس الجبل وحولا ومرتفعات كفرشوبا وشبعا، وتسبب بعضها باشعال حرائق في خراج بلدة ميس الجبل عند الحدود، ذلك في ظل معلومات تحدثت عن الإشتباه بعملية تسلل من الجانب اللبناني من الحدود. كما طلب الجيش الاسرائيلي من السكان قرب الحدود التزام منازلهم.

 

ماكرون الى لبنان في الأول من أيلول

أعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور لبنان في الاول من ايلول المقبل.

 

شينكر يرجئ زيارته لبيروت؟

مستقبل وب/26 آب/2020

‏أرجأ مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر زيارته التي كانت مقرّرة لبيروت خلال هذا الأسبوع الى موعد لم يحدّد، بسبب مشاركته ‏في الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو للمنطقة، وفق ما كشف مصدر ديبلوماسي لـ”مستقبل ويب”.

 

وزير خارجية كندا اعرب من المطار عن تضامن بلاده حكومة وشعبا مع لبنان

وطنية - المطار - وصل الأربعاء 26 آب 2020

مساء اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت وزير الخارجية الكندي فرنسوا فيليب شامباين في زيارة تضامنية مع الشعب اللبناني بعد إنفجار مرفأ بيروت ، واستقبله على ارض المطار وزير الخارجية و المغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه والقائم بالاعمال في السفارة الكندية غريغ كاليكان و المستشارة عبير العلي من مديرية المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية. وفور وصول الوزير الكندي الى ارض المطار أبدى للوزير وهبه المه لما حصل في لبنان، وأعرب عن تضامن كندا حكومة وشعبا مع الشعب اللبناني.

بدوره شكر الوزير وهبه لنظيره الكندي زيارته للبنان وتضامنه مع الشعب اللبناني.

 

رامبلنغ من بكركي: اهمية ايجاد حكومة منتجة تتمتع بثقة الشعب باسرع ما يمكن

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، سفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلنغ الذي قدم تعازيه في ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وكان عرض لآخر التطورات على الساحة اللبنانية. وتحدث رامبلينغ بعد اللقاء وقال:" لقد كان اللقاء مهما جدا، وتحدثنا عن انفجار بيروت وقدمت التعازي لغبطته وللشعب اللبناني في ضحايا انفجار المرفأ. وتطرقنا الى الدعم الذي قدمته المملكة البريطانية منذ الإنفجار والذي تمثل بنحو 27 مليون جنيه استرليني على شكل مساعدات لوجستية وانسانية وطبية، من بينها 250 الف بدلة واقية من جائحة كورونا للمستشفيات الحكومية والخاصة، كذلك وحدات تبريد خاصة بالمستلزمات الطبية. وستواصل المملكة دعمها للشعب اللبناني". وتابع:" كذلك تحدثنا عن الوضع الإقتصادي الصعب والصعوبات التي يواجهها لبنان واللبنانيون وضرورة القيام باصلاحات في هذه المرحلة الدقيقة، واهمية ايجاد حكومة منتجة تتمتع بثقة الشعب باسرع ما يمكن. وبحثت مع غبطته في مبادرة الحياد التي اطلقها ومضمونها والتي من الواضح ان البعض، ومن بينهم حزب الله لم يؤيدها، وهذا ما يقوض استقرار لبنان". وختم رامبلنغ:" من المهم اليوم ان يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤولياتهم لايجاد طريق وسط التحديات التي تواجه لبنان، والإعتراف بان هناك حاجة ماسة للتغيير في لبنان".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 26/08/2020

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ماكرون عائد الى بيروت في الأول من أيلول للاحتفال بمئوية لبنان الكبير في قصر الصنوبر, مئوية تطرح الف سؤال وسؤال في ظل الواقع السياسي والإقتصادي المأزوم الذي نعيشه.

وعلى وقع التعثر في الملف الحكومي ترقب لما سيحمله الضيف الفرنسي في جعبته من مبادرة، علها تحدث خرقا في جدار هذا الملف الذي يزداد تعقيدا.

في وقت كشف مصدر ديبلوماسي أن رئاسة الجمهورية بصدد التحضير للدعوة الى الإستشارات النيابية الملزمة نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، ومن تفرزه الإستشارات سيتم تكليفه لتشكيل الحكومة العتيدة.

وفي الشأن الحكومي، يعقد في هذه الأثناء في بيت الوسط إجتماع لرؤساء الحكومات السابقين. فيما طالب البطريرك الراعي بحكومة طوارئ، مشددا على أن ما قبل 4 آب ليس كما بعده، خصوصا في تأليف الحكومة الجديدة.

أمنيا، وفيما التحقيقات مستمرة في ملف جريمة كفتون، ألقي القبض على سوري ينتمي الى داعش، اعترف بالتخطيط لعملية إنغماسية كان ينوي القيام بها بعد إنفجار المرفأ في الجميزة مستهدفا القوى الأمنية.

الى ذلك، أرجأ مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر زيارته التي كانت مقررة لبيروت خلال هذا الأسبوع الى موعد لم يحدد، بسبب مشاركته ‏في الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للمنطقة، بينما وصل هذا المساء وزير خارجية كندا FRANCOIS PHILIPPE CHAMPAGNE.

والى هم كورونا، المجلس الأعلى رفع توصية لتمديد التعبئة العامة حتى نهاية العام الحالي.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أن بي أن"

مشهد العدوان الإسرائيلي على الجنوب واضح وضوح الشمس ولا يحتاج إلى قنابل مضيئة لرؤية غاياته وفهم خلفياته.

جيش العدو الذي تذرع بأن نيران أسلحة خفيفة أطلقت من لبنان تجاه دورية تابعة له رد على هذه الرواية الخفيفة واللقيطة بقذائق فوسفورية محرمة دوليا طالت بلدات ميس الجبل وحولا ومارون الرأس وعيترون.

إستعراض النار المعادي تزامن ولمحاسن الصدف غير البريئة مع أمرين: وجود رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو المأزوم داخليا عند الحدود مع لبنان لقضاء عطلة على حد زعم وسائل الإعلام الصهيونية وتظهيره كبطل يتابع في الميدان المجريات.

أما الأمر الآخر والأخطر فهو محاولة إفتعال مسرحية عشية جلسة مجلس الأمن المرتقبة الجمعة المقبل للبت بالتجديد لولاية قوات "اليونيفيل" وما أشيع عن أجواء إيجابية في هذا الشأن.

لجهة الإبقاء على دورها ومهامها من دون تعديل كما يطلب لبنان.

هذا العدوان حضر في إجتماع المجلس الأعلى للدفاع حيث تقرر رفع شكوى إلى مجلس الأمن أما كورونيا فتمديد للتعبئة العامة حتى نهاية العام الجاري.

في الكلام الحكومي، لا موعد للاستشارات النيابية الملزمة بعد، علما أن الوقت بات ضاغطا في ظل تبلغ دوائر القصر الجمهوري رسميا أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ستحصل في موعدها الثلاثاء المقبل وفق ما علمت الـ NBN.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أم تي في"

مصلحة لبنان العليا، سمعة لبنان الدولة ، نهوض لبنان من الكارثة الواقع فيها، رهن إستفاقة ما بقي من أخلاق لدى الطبقة السياسية المستولية على البلاد.

البطريرك الراعي الذي زار اليوم المواقع المتضررة جراء زلزال الرابع من آب ، هاله أن هذه الطبقة تتعامل مع الكارثة، في وعيها الأدنى وكأننا في مرحلة ما قبل 4 آب، وفي وعيها الأقصى وكأنها حادث سير بسيط .

ومن هذا التوصيف توسع البطريرك ليقول بمرارة: للراغبين بإخراج لبنان من المصائب، ما عليكم سوى نزع السلاح غير الشرعي و أن تسلكوا درب الدستور، ففي كلماته وسطوره وروحيته معالم الخلاص والفرج.أعطينا الأولوية في هذه السطور للواقع الأخلاقي المريض لأنه علة العلل، لننتقل منه إلى صلب الأزمة الحكومية.

فالرئيس الحريري الذي حسم الجدال وأوقف السجال والإتجار في مسألة ترؤسه الحكومة المقبلة، فتح الطريق واسعة أمام التأليف، وكشف النوايا، المعلنة منها والمضمرة. وكما قال البطريرك، قال الحريري: "أوقفوا التذاكي والمقامرة، أسلكوا درب الدستور، أجروا الإستشارات، كلفوا ثم ألفوا، وفي أسرع وقت".

أضاف الحريري: "للمعنيين بالحل أو العرقلة، أي الثنائي الشيعي وعون والتيار، لا عائق يعوق التأليف بعد الآن إلا أنتم".

المجموعة الحاكمة منزعجة بعدما انكشفت ووجدت نفسها عالقة، بين مطرقة الأزمة الاقتصادية - المالية - الصحية الملتهبة، وكمبيالة عودة الرئيس ماكرون التي تأكدت اليوم. لكنها حتى الساعة لم توح بأي خطوة تنقذ من خلالها نفسها والبلاد وماء الوجوه. فهي تعلم بأنها مسؤولة عن الحل، وعمادها حكومة تقنيين حياديين حقيقيين رئيسا ووزراء، وهي تعلم ايضا أن الرئيس الفرنسي ليس غازي كنعان ولا رستم غزالي، وهو جاء ليختبر الجدية لا ليعالج النفوس المريضة. أي أنه لن يفرض على الطبقة الفاسدة حكومة إن هي لم تقدم، بل سيدير ظهره لها ويرحل بعدما ضربت صدقيته تجاه شعبه والعالم، ومعه ستدار ظهور الكون للبنان، فلا يعد أمامنا سوى النموذج الصومالي، وقد بدأت معالمه بالظهور.

فرقعة الجوع تتوسع، ورقعة الفوضى الأمنية تتوسع، وشتول داعش عادت تنمو هنا وهناك، لعن الله من أيقظها من سباتها المبرمج. ولا تكتمل الصوملة إلا بالمناغشات المسلحة عبر الحدود الجنوبية، وهي البديل اللبناني من السطو على ناقلات النفط، علما بأن عائدات السطو تدخل عملة صعبة الى الصوماليين، فيما مناوشات الحدود عندنا لا تفيد سوى إيران في كباشها مع اميركا، فيما تفرغ خزائننا مما بقي فيها من عملات وتجعلنا دولة شحادة فاشلة.

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"

أن يبقى العدو على رعبه وخوفه بإنتظار القصاص القادم اليه، فهذا مطلوب، أما أن يعتدي على السيادة اللبنانية ويعرض حياة اللبنانيين للخطر، فهذا لن يزيده إلا رعبا ويعظم من القصاص الذي يعرف بقيادتيه السياسية والعسكرية أنه قادم لا محال.

أما حال مستوطنيه فكجنوده الموتورين، الخائفين من كل شيء، حتى القذائف التي يطلقها جيشهم المربك، الذي بات يخوض معارك بالسلاح الحي حتى مع الرياح القادمة من لبنان.

لكن اللبنانيين لن يتحملوا طويلا تبعات هذا الإرباك الصهيوني الذي تخطى الحدود بالأمس واعتدى على السيادة اللبنانية وأراضيها.

ولبحث العدوان الصهيوني وإنفجار المرفأ وجائحة كورونا، إجتمع المجلس الأعلى للدفاع الذي مدد التعبئة العامة حتى نهاية العام، وناقش العدوانية الصهيونية وأوصى بتقديم شكوى الى مجلس الأمن، وناقش ما آلت إليه التحقيقات بجريمة المرفأ التي إرتكبها الإهمال والفساد.

جريمة أخرى كادت ان ترتكب ببصمات تكفيرية، كشفتها القوى الامنية في الجميزة. فكما يستغل الكثيرون أوجاع المصابين بإنفجار بيروت لتنفيذ عمليات سطو سياسية ومالية، حاول إرهابي منتم الى القاعدة إستغلال الحادثة، وأتى للعمل على رفع الأنقاض في الجميزة، ومن ثم خطط لإستهداف الجيش والقوى الأمنية في المكان، كما قال بيان لقوى الأمن الداخلي.

سياسيا، بيان للاليزيه عن تأكيد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى لبنان بداية الشهر المقبل، رفع من حرارة اتصالات التي اذابت بعضا من الجليد الحكومي، واعادت دفعا لمحاولات البحث عن اختراق لتأمين التشكيل، فيما قالت مصادر قصر بعبدا إنها تتجهز للدعوة الى الاستشارات بين السبت والاثنين المقبلين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

دايفيد شينكر أرجأ زيارته للبنان، لكن “ماكرون راجع” في الأول من أيلول.

قصر الإليزيه حسم الجدل… أما الجدل اللبناني حول التكليف والتأليف، فينتظر حسما للتفاهم الداخلي على وجوب توحيد الجهود للاستفادة من الفرصة الدولية المتاحة، بتحقيق الإصلاحات اللازمة لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية والمالية، الناتجة عن ثلاثين عاما من الإخفاق.

واليوم، لفتت مصادر مطلعة على المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة عبر الأوتيفي، الى ان الاستشارات النيابية الملزمة قد تتم إما في نهاية الأسبوع الجاري أو في بداية الأسبوع المقبل، وأشارت إلى أن على الفريق السني الأقوى، أي تيار المستقبل وسعد الحريري، أن يتحملا مسؤولية المبادرة الى اقتراح أسماء يتم التوافق على أحدها لتشكيل الحكومة الجديدة مع رئيس الجمهورية بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي والكتل. وكشفت المصادر بالقول أن هناك أسماء جيدة من المجتمع المدني، يتم البحث في احتمال أن يكون أحدها على رأس الحكومة وأن يتولى بعضها آخر حقائب وزارية فيها.

وفي انتظار معرفة موقف الحريري، من الواضح أن تطورات الأيام القليلة الماضية سياسيا، أكدت ما يلي:

أولا: لا تكرار للتجارب الفاشلة، فالمطلوب في هذه المرحلة حكومة فاعلة ومنتجة، بغض النظر عن الأسماء.

ثانيا: لا صدقية لاتهام الرئيس ميشال عون بمخالفة الدستور في موضوع الاستشارات الملزمة على المنوال الذي جرى عشية تكليف الرئيس حسان دياب، ذلك أن رئيس الجمهورية بموجب الدستور هو شريك أساسي في عملية التشكيل التي لا تتم من دون توقيعه، وهو في كل الأحوال لن يتأخر في الدعوة إلى الاستشارات، أو إرجائها متى لزم الأمر، بهدف تسهيل التفاهم، لأن الهدف هو الوصول إلى نتائج، وليس فقط الشكليات.

ثالثا وأخيرا، السقوط المدوي يوما بعد يوم لمقولة “كلن يعني كلن” ومنطق مساواة الفاسد ومن يغطيه بمن أفنى عمره في مكافحة الفساد، ولعل في الاصرار على بلوغ التحقيق الجنائي خواتيم التنفيذ السعيدة من جانب رئيس البلاد، أحد الأدلة اليومية إلى أنه يبقى رأس الحربة، فيما بعض الآخرين يتفرجون.

إشارة أخيرة، إلى أن الرئيس عون الذي ترأس اليوم اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، أكد مساء أن إعادة فتح المطاعم والمقاهي هي امر حيوي لقطاع السياحة والخدمات، لكن تبقى صحة اللبنانيين هي الاساس. وأضاف: نتابع عن كثب مناقشات لجنة مكافحة الكورونا مع القطاعات الاقتصادية المعنية للتوصل الى إجراءات اعادة العمل في هذا القطاع وفق شروط صحية صارمة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيبون ال بي سي"

كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، المقررة في الثالث من تشرين الثاني المقبل، كلما تسارعت الاحداث في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

في هاتين المنطقتين، ملفات معقدة، واحراز اي نجاح في حل هذه الملفات او الاخفاق في ذلك، يشكل اوراق ربح او خسارة، تسجل في مسار الوصول الى البيت الابيض.

ام معارك هذه الملفات، الملف النووي الايراني ومعه الاشتباك بين واشنطن وطهران، يليه محاولة تسريع التطبيع بين عدد من الدول العربية واسرائيل، وصولا الى الاشتباك الفرنسي التركي، الذي يبدأ في ليبيا ولا ينتهي في مياه المتوسط، حيث تتخوف باريس ومن خلفها عواصم الغرب، من الاطماع التركية في ثروة المتوسط الغازية والنفطية.

في معركة الملف النووي الايراني، تطورات متسارعة.

فمجلس الامن الدولي احبط للمرة الثانية امس، مسعى واشنطن لاعادة فرض عقوبات اممية على طهران بسبب برنامجها النووي، وذلك بعدما رفضت الغالبية العظمى من الدول المسعى الاميركي.

وبعد ساعات مما حصل في نيويورك، وافقت إيران على طلب تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أشهر للدخول إلى موقعين نوويين مشبوهين، وفي شكل طوعي.

التطورات الايرانية تزامنت وجولة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في المنطقة، وهو اعلن من الامارات، انه بحث مع مسؤوليها في ما اسماه نفوذ ايران الخبيث في المنطقة، ووحدة الخليج، وكيفية التوصل الى وقف دائم للنار في ليبيا، بعدما تناول في البحرين، ملف التطبيع مع تل ابيب.

هذه التطورات على دقتها، تنعكس حكما في لبنان، حيث الحدود المباشرة بينه وبين العدو الاسرائيلي جنوبا، وحيث نفوذ حزب الله، احد اذرع ايران العسكرية في المنطقة، ومن حيث موقعه الجغرافي الواقع على ساحل المتوسط، الغني بالغاز والنفط .

على هذا الاساس، يتواصل توافد المسؤولين الاميركيين والاوروبيين الى بيروت، حيث من المتوقع ان يصل ديفيد شنكر مساعد وزير الخارجية الاميركي.

وفي ما علمت ال lbci ان مواعيد زيارة شنكر حددت، سيتناول شينكر خلال لقاءاته مواضيع عدة، ابرزها ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل.

اما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فقد اعلن قصر الاليزيه رسميا، انه عائد الى لبنان في الاول من ايلول المقبل.

حتى هذا التاريخ 6 ايام، فهل سيتمكن الساسة اللبنانيون من الاتفاق على حكومة مهمة، تنفذ الاصلاحات، كما طالب ماكرون مدعوما من الولايات المتحدة، ام ستتواصل خلافاتهم بدءا من التكليف وصولا الى التأليف، والضمانات حول تنفيذ الاصلاحات، وصولا ربما الى ربط ملف الحكومة، بالملفات المعقدة في المنطقة؟

قبل الاجابة على هذه الاسئلة، نفحة امل من سرير مصابة في انفجار المرفأ، دخلت في غيبوبة لثلاثة اسابيع، لتستعيد حياتها اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

قوة العصف التي أحدثها قرار سعد الحريري بخروجه من نادي المرشحين حاليا، فكت الحجز عن الاستشارات من يد رئيس الجمهورية، ودفعت التعجيل في الدعوة إلى المواعيد الملزمة التي قد تسبق وصول الرئيس الفرنسي إلى بيروت في مطلع أيلول، وللمرة الأولى يتخذ الحريري القرار السليم في "الشلح" و"بق البحصة"، فهو خلع عنه تلبيسة كانت سترافقه طوال ما بقي من ولاية عون الرئاسية فتنصل من عهد ميشال عون لأنه كان سيحسب عليه عهدا لعون والحريري معا.

كما أفرغ الحصى السياسية العالقة، فدعا رئيس الجمهورية مباشرة الى إجراء الاستشارات، ومن دون مواربة أو استخدام اسمه في سوق المناورات، وبرفع الاسم من تحت انقاض العهد، يبرأ الحريري ذمته السياسية من معادلات "ما خلونا" و"كان بدنا" و"لم نكن نعلم"، ويترك للتيار السلطة أربعا وعشرين على أربع وعشرين.

لكن التأليف من خارج الصحن الرسمي، لا يبدو أنه سيتوقفن وقد يخضع لمزيد من مقادير الخليلين وجبران برعاية الرئيس نبيه بري في الأيام التي تسبق وصول ماكرون إلى بيروت.

وفي الاسماء التي تتقدم لائحة المرشحين، يبرز نواف سلام كتسمية يوافق عليها المستقبل، وتخضع فيما بعد لتدقيق جنائي سياسي يفرز القوى ويشطرها مؤيدين ومعارضين، من دون معرفة ما إذا كان "حزب الله" لا يزال يرفع الفيتو على هذه الشخصية أم سيبدي

مرونة على اسم سلام. لكن الحكم برمته يتمسك بمصالحه وبقائه، وعلى لبنان "السلام".

فالبلاد تسير كل يوم الى الانهيار الأشمل، وقريبا سيكون المصرف المركزي أمام تطبيق قراره رفع الدعم عن المواد الأساسية، فيما يتوسع جرح المدينة والبيوت أصبحت ركاما فوق رؤوس ساكينها، والوعود تتدفق على الناس بلا رصيد وافدون زائرون مستطلعون، ولم يلمس المجروحون شيئا مما نزل عليهم كالمطر.

وعلى الجرح المفتوح، لم يتمكن مجلس الدفاع الأعلى من اكتشاف ذاك المتسبب بجريمة سحب بند التفجير من جدول الأعمال الجواب الاسهل لدى المعنيين: لقد أسأنا التقدير، وجواب اللبنانيين لكم أننا كمواطنين ايضا أسأنا التقدير واعتقدنا أنكم مسؤولين، وقادة واجهزة أمنية وضباطا يزرعون مخبرين في كل مكان، سوف تكونون على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقكم وتأخذون الكتاب المتفجر على محمل الخطر. غير أن الكتاب راح من رئاستي الجمهورية والحكومة، واللواء الاسمر وجال على وزارتي الأشغال والعدل واصطدم بعطلة عيد الاضحى الى ان انفجر باللبنانيين.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 26 آب 2020

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020 

صحيفة الأنباء

*إلغاء ام تأجيل‎ ‎

لم يصدر أي توضيح حول سبب عدم قيام مرجع روحي بزيارة كان تم الإعلان عنها سابقاً، وما إذا كانت ألغيت أم ‏تأجلت.

*لا نتائج‎ ‎

لم تصل لقاءات أجراها مسؤول غير مدني إلى أي نتائج جديدة في المسعى المكلّف به.

صحيفة نداء الوطن

يتردد أن حزباً معارضاً بدأ يجس نبض شخصيات مقربة منه شاركت في الحراك الشعبي، لمعرفة ‏ما إذا كانت ترغب بالمشاركة في الانتخابات الفرعية.

يبحث عدد من المطارنة غير الموارنة سبل دعم مواقف البطريرك الراعي بعدما لاحظوا أن ‏بطاركتهم تأخروا في مجاراة مواقف بكركي السيادية والوطنية.

أفيد أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال اتخذ موقفاً معادياً من وزيرة تقدمت باستقالتها قبل استقالة ‏الحكومة وقطع العلاقة نهائياً معها.

صحيفة البناء

خفايا

قالت‎ ‎مصادر‎ ‎على‎ ‎صلة‎ ‎بالاتصالات‎ ‎داخل‎ ‎فريق‎ ‎الغالبية‎ ‎النيابية‎ ‎حول‎ ‎تسمية‎ ‎رئيس‎ ‎مكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎إن‎ ‎فرضية‎ ‎قيام‎ ‎نواب‎ ‎قوى 14 آذار‎ ‎بتسمية‎ ‎الدبلوماسي‎ ‎السابق‎ ‎نواف‎ ‎سلام‎ ‎تضع‎ ‎الغالبية‎ ‎أمام‎ ‎خيارات‎ ‎دقيقة‎ ‎لا‎ ‎تستطيع‎ ‎إلا‎ ‎مواجهتها‎ ‎موحّدة،‎ ‎وإنها‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎تسعى‎ ‎لتوافق‎ ‎على‎ ‎تأجيل‎ ‎الاستشارات‎ ‎بانتظار‎ ‎التوافق‎ ‎وإلا‎ ‎ستضطر‎ ‎لخيارات‎ ‎صعبة.

كواليس

قال‎ ‎مصدر‎ ‎دبلوماسي‎ ‎فرنسي‎ ‎متابع‎ ‎لوضع‎ ‎المنطقة‎ ‎إن‎ ‎الحركة‎ ‎الأميركية‎ ‎التي‎ ‎يقودها‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎مايك‎ ‎بومبيو‎ ‎تدور‎ ‎في‎ ‎مكان‎ ‎آخر‎ ‎غير‎ ‎البحث‎ ‎عن‎ ‎تسويات‎ ‎وتوافقات‎ ‎تخفف‎ ‎حدة‎ ‎التوتر،‎ ‎حيث‎ ‎يبدو‎ ‎الأميركي‎ ‎مقتنعاً‎ ‎بأن‎ ‎تزخيم‎ ‎التطبيع‎ ‎العربي‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎هو‎ ‎الأولوية‎ ‎السياسية‎ ‎الأميركية‎ ‎وربما‎ ‎الورقة‎ ‎الرابحة‎ ‎انتخابياً.

صحيفة النهار

ـ لوحظ أنّ زعيماً سياسياً تجنب إطلاق أي موقف بعد قرار المحكمة الدولية في ظل توالي المواضيع السياسية الداخلية ‏الساخنة، وذلك تجنُّباً لأي صدام مع حزب ممانع بارز خصوصاً بعد بعض الأحداث التي جرت في مناطق جبلية.

ـ عُلم أنّ جهات أبلغت بعض أصدقائها من مرجعيات وقيادات سياسية بضرورة توخي الحذر في هذه المرحلة، في حين ‏أنّ أكثرهم بدأت يتجنب الزيارات والجولات ويلتزم منزله او مقره.

ـ اثارت خطوة وزير التربية باقالة رئيسة المركز التربوي للبحوث استياء في اوساط العونيين لانها قريبة من الرئيس ‏عون وهي قريبة النائب الياس بوصعب ما ترجم حملة شرسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

صحيفة الجمهورية

ـ يتردد في أوساط حزب بارز أن وجود تيار سياسي خارج الحكومة لن يعطل تشكيلها.

ـ شكا أحد السفراء من جشع المسؤولين اللبنانيين - الذي لا ينتهي حسب قوله - وهو سيأتي لمعرفة أين ستذهب ‏المساعدات للتأكد من عدم سرقتها.

ـ ظلّ مرجع كبير متمسكا وما زال بإسم رئيس تيار بارز ليكلف رئيسا للحكومة الجديدة حتى لحظة إنسحاب ‏الأخير.

صحيفة اللواء

ـ حملت الساعات الماضية مؤشرات بالغة السلبية، تجاه إمكان إحداث خرق في إيجاد أرضية صلبة للمعالجات!

ـ تدقق جهات أمنية محلية ودولية في حقيقة ما إذا كانت هناك محاولة لاغتيال شخصية سياسية أم لا؟ ومَنْ هي؟

ـ تناهى إلى شخصية سياسية، كانت مرشحة لدور كبير، أن حزباً فاعلاً، لا يزال يدعم تياراً موالياً في الخيارات ‏الحكومية، خلافاً للتسريبات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تيننتي شرح ما حصل على الحدود الجنوبية ليلا: قائد اليونيفيل طلب من جميع الاطراف ضبط النفس وتجنب أي عمل يعرض وقف الأعمال العدائية للخطر

وطنية - صور - الأربعاء 26 آب 2020

صدر عن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي،البيان الآتي: "عند حوالي الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الثلثاء الواقع في 25 آب، رصدت اليونيفيل إطلاق عدد من القنابل المضيئة من عدة مواقع للجيش الإسرائيلي على طول الخط الأزرق مقابل عيترون وعيتا الشعب وميس الجبل وحولا وكفركلا وكفرشوبا في جنوب لبنان. كما رصدت رادارات اليونيفيل قذائف هاون وقذائف مدفعية، معظمها دخانية، بالإضافة إلى أنشطة مكثفة للطائرات من دون طيار فوق هذه المناطق. وقامت اليونيفيل على الفور بتحريك قنوات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها وعززت قواتها على طول الخط الأزرق. وفي اتصالات لاحقة، أبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أن نيران أسلحة خفيفة أطلقت من لبنان تجاه دورية تابعة للجيش الإسرائيلي في محيط منطقة المنارة. ولا يزال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال بالأطراف، يحثهم على ضبط النفس ويطلب من جميع الأطراف تجنب أي عمل استفزازي من شأنه أن يزيد من تصعيد التوترات ويعرض وقف الأعمال العدائية للخطر. وقال اللواء ديل كول: "في البداية، من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نتقصى كل الحقائق والظروف المحيطة بالتطورات الخطيرة التي حدثت الليلة الماضية على طول الخط الأزرق. لقد فتحت تحقيقا عاجلا وأدعو الطرفين إلى التعاون الكامل مع اليونيفيل للمساعدة في تحديد الحقائق". يذكر أن الوضع عاد وهدأ على طول الخط الأزرق منذ ذلك الحين، وتحافظ اليونيفيل على وجود مستمر في المنطقة بالتنسيق مع الأطراف".

 

بيان للجيش بحصيلة العدوان الاسرائيلي على الحدود الجنوبية

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "استهدفت مروحيات تابعة للعدو الإسرائيلي بعد منتصف ليل 25-26/ 8/ 2020 مراكز تابعة لجمعية "أخضر بلا حدود" البيئية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك عبر إطلاق 3 صواريخ في خراج بلدة راميا، و8 صواريخ في خراج بلدة عيتا الشعب، بالإضافة إلى صاروخين أطلقا من داخل موقع تل الراهب على خراج البلدة نفسها. كما استهدفت مركزا للجمعية المذكورة في محمية عيترون ما أدى إلى اندلاع حريق داخلها. وسبق ذلك، اعتداءات من قبل العدو الإسرائيلي في الليلة نفسها عبر إطلاق 117 قذيفة مضيئة، وحوالى 100 قذيفة قسم منها متفجر والآخر فوسفوري في خراج بلدات: ميس الجبل وحولا ومارون الراس وعيترون داخل الأراضي اللبنانية، ما تسبب باندلاع حرائق في الأحراج، وأضرارا مادية في أحد المنازل وفي حظيرة ماعز عائدة إلى أحد المواطنين ونفوق عدد من رؤوس الماعز. كما سمع دوي عشرات الانفجارات داخل مزراع شبعا المحتلة".

 

"هيومن رايتس ووتش": القوى الأمنية استعملت قوّة مفرطة ضدّ المتظاهرين في لبنان

وكالات/26 آب/2020

أعلنت "هيومن رايتس ووتش" انّ القوى الأمنية اللبنانية استعملت قوّة مفرطة، وفي بعض الأحيان فتّاكة، ضدّ متظاهرين سلميين بأغلبهم في وسط بيروت في 8 آب 2020، فتسبّب بمئات الإصابات.

وأضافت: "أطلقت القوات الأمنية الذخيرة الحية، والكريات المعدنية (الخردق) والمقذوفات ذات التأثير الحركي مثل الرصاص المطاطي، على أشخاص منهم موظفون طبيون، كما أطلقت كميات مفرطة من الغاز المسيل للدموع، بما في ذلك على محطات الإسعافات الأولية. صُوّبت عدة قنابل غاز مسيل للدموع مباشرة على المتظاهرين، فأصابت بعضهم في الرأس والعنق. عمدت القوات الأمنية أيضا إلى رمي الحجارة على المتظاهرين وضربهم، وشملت هذه العناصر "شرطة مجلس النواب"، و"قوى الأمن الداخلي"، و"الجيش اللبناني"، وقوى غير محدّدة بملابس مدنية".

قال مايكل بَيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "بدلا من مدّ يَد العون إلى أهل بيروت الذين ما زالوا يُخرجون أنفسهم من تحت ركام الانفجار، انقضّت الأجهزة الأمنية اللبنانية على المتظاهرين وسلّطت عليهم كمية من العنف تثير الصدمة. يظهر هذا الاستعمال غير القانوني والمفرط للقوة ضدّ متظاهرين سلميين بأغلبهم تجاهل السلطات القاسي لشعبها".

وتابع: "كان قد تجمّع عشرات آلاف المتظاهرين في وسط بيروت في 8 آب للتعبير عن غضبهم بسبب عدم كفاءة النخب السياسية والحكومة وفسادها. تُلام هذه النخب السياسية بشكل كبير على الانفجار في مرفأ بيروت في 4 آب، والذي قتل 180 شخصا، وأصاب أكثر من 6 آلاف شخص، وخلّف دمارا شاسعا في أنحاء المدينة".

وجاء في التقرير: "راقب باحثو هيومن رايتس ووتش المظاهرات وأجروا مقابلات مع 25 شخصا في بيروت بين 8 و18 آب، بمَن فيهم أطبّاء وغيرهم من الكوادر الصحية، وصحافيين، ومحامين. صوّرت هيومن رايتس ووتش أيضا الذخائر التي تمّ إطلاقها وجمعتها من موقع التظاهر، وحلّلت الصور والفيديوهات التي أُرسلت مباشرة إلى الباحثين أو جُمعت من منصات التواصل الاجتماعي، والتي تظهر القوى الأمنية تستعمل القوّة المفرطة. حدّد الباحثون الأسلحة التي استعملتها القوى الأمنية، وراجعوا التقارير الطبية للمتظاهرين المصابين.

وجهت هيومن رايتس ووتش أسئلة عن سلوك القوى الأمنية إلى الجيش في 18 آب وقوى الأمن الداخلي في 19 آب، لكنّها لم تتلقَّ ردا حتى 25 آب. اتصلت المنظمة بشرطة مجلس النواب في 19 آب، ولخّصت بإيجاز النتائج وطلبت تعليقا. لكنّ مسؤولا رفض الإفصاح عن اسمه قال إنّ "المقابلة انتهت" وأقفل الخطّ.

كان بعض المتظاهرين الذين تمّت مقابلتهم قد أُصيبوا بالذخيرة الحية، أو الكرات المطاطية، أو الخردق المُطلق من بنادق، أو إطلاق مباشر لقنابل الغاز المسيل للدموع. تعرّض آخرون للضرب من عناصر القوى الأمنية بواسطة الأيادي، والعصي، وغيرها من الأسلحة. أعلن "الصليب الأحمر اللبناني" و"منظمة الإغاثة الإسلامية" عن إصابة 728 شخصا خلال مظاهرات 8 آب ونقل 153 من بينهم على الأقلّ إلى المستشفيات للمعالجة.

قالت هيومن رايتس ووتش إنّه ينبغي أن تضع قوى الأمن فورا حدا لاستعمال الخردق المُطلق من بنادق وغيره من الذخيرة ذات النطاق الواسع والعشوائية، وإنّه على النيابة العامة فتح تحقيق مستقلّ في الانتهاكات والإعلان عن النتائج. كذلك، على الجهات الدولية المانحة لقوى الأمن اللبنانية التحقيق فيما إذا كان دعمها يصل إلى وحدات تمارس انتهاكات، وفي هذه الحال، إيقافه فورا.

كان معظم المتظاهرين سلميين، لكن رمى بعضهم الحجارة، والمفرقعات النارية، وقنابل المولوتوف على قوى الأمن، بينما نهب وأحرق آخرون ممتلكات خاصة وعامة. احتلّ المتظاهرون لفترة وجيزة مباني وزارات الخارجية، والاقتصاد، والبيئة، والطاقة، و"جمعية المصارف".

أعلنت قوى الأمن الداخلي أنّ أحد عناصرها توفّي خلال محاولة إنقاذ أشخاص عالقين في فندق "لو غراي"، وذكرت إصابة 70 عنصرا في صفوفها. صرّح الجيش بإصابة 105 من جنوده، بمَن فيهم جنديان في حالة حرجة".

وقالت هيومن رايتس ووتش إنّ "استعمال بعض المتظاهرين للعنف لا يبرّر لجوء القوى الأمنية إلى القوة المفرطة، ومن غير استفزاز في بعض الأحيان".

وأضافت: "يرتدي عناصر شرطة مكافحة الشغب التابعة لقوى الأمن الداخلي وشرطة مجلس النواب البزّات المموّهة نفسها باللون الأزرق الداكن ويحملون لوازم مكافحة الشغب، ومن المستحيل التفريق بينهم. ادّعت شرطة مجلس النواب أنّ مهامها تقتصر على حماية مبنى المجلس، وأنّ قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني يتولّيان تأمين محيطه. لكن، قال مسؤولون أمنيون وحكوميون في مراكز عالية لـ هيومن رايتس ووتش إنّ عناصر شرطة مجلس النواب كانوا مسؤولين عن انتهاكات خطيرة بحقّ المتظاهرين أمام المجمّع البرلماني في كانون الأول 2019".

ووثّقت هيومن رايتس ووتش من مصادر عديدة استعمال الذخيرة الحية على المتظاهرين، أو تصويبها عليهم في أربع مرّات متفرّقة في 8 آب. في إحدى الحالات، أطلق جنديان نيران بندقيتيهما الهجوميتين باتجاه المتظاهرين. لم تُعرف هويات وتبعيات مطلقي النار في الحالات الثلاث الأخرى.

وأضافت: "في إحدى هذه الحالات الثلاث، أطلقت القوى الأمنية الذخيرة الحية على المتظاهرين في محاولتهم إجلاء رجل مُصاب. تحدّثت هيومن رايتس ووتش إلى أحد المتظاهرين الذين تعرّضوا لحادثة أخرى قال إنّه أُصيب في فخذه قرب فندق لو غراي من جرّاء طلقة حية، وراجعت سجلّه الطبي الذي أظهر شظايا رصاص في فخذه. في حالتين، كان مطلقو النار في مجمّع البرلمان محاطين بعناصر من الجيش والشرطة يرتدون بزّات لم يحرّكوا ساكنا لإيقافهم.

كان الخردق الذي جرى إطلاقه من بنادق غير آلية السبب الرئيسي لإصابات خطيرة عديدة في 8 أغسطس/آب، بما في ذلك إصابات في عيون المتظاهرين وأعضائهم الحيوية. لم يسبق أن وثّقت هيومن رايتس ووتش استعمال قوى الأمن اللبنانية الخردق، وقالت إنّه يجب التوقّف فورا عن استعمال البنادق التي تطلق كريات عديدة، سواء كانت معدنية أو مطاطية، على المتظاهرين مهما كانت المسافة، لكونها بطبيعتها غير دقيقة وعشوائية، والأدلّة التي تشير إلى الإصابات الخطيرة التي تسبّبت بها.

يشكّل استعمال الذخيرة الحية في غياب تهديد للحياة أو خطر إصابة حرجة بشكل وشيك، واستعمال البنادق التي تبعثر مقذوفات عديدة عشوائيا على مساحة واسعة، في ظلّ احتمال إيذاء أي شخص في طريقها، انتهاكا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان التي تحكم استعمال القوّة من قبل المسؤولين عن إنفاذ القانون".

وتابعت: "في بيان في 9 آب، نفت قيادة الجيش إطلاق "أي نوع من أنواع الرصاص الحي باتجاه المدنيين في وسط بيروت". كذلك، نفت قوى الأمن الداخلي إطلاق "الرصاص المطّاطي، ولا أيّ نوع آخر من الرصاص" على المتظاهرين، في حين نفت شرطة مجلس النواب إطلاق النار على المتظاهرين. قام عناصر من الشرطة يحملون لوازم مكافحة الشغب وجنود في الجيش بضرب وركل المتظاهرين، والأطبّاء، والصحفيين، وباحثة في هيومن رايتش ووتش تلقّت ضربة على فمها.

قالت غيدا فرنجية، رئيسة "المفكّرة القانونية"، وهي مجموعة مناصرة قانونية، وعضو في "لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين"، وهي مجموعة من المحامين المتطوّعين، إنّ قوى الأمن اعتقلت 20 متظاهرا على الأقلّ بسبب الاشتباه في إحداثهم للشغب وتعاطيهم المخدّرات. أضافت فرنجية أنّ القوى الأمنية "أخضعت خلافا للقانون" المعتقلين إلى فحوصات للمخدّرات في "ثكنة الحلو" التابعة لقوى الأمن الداخلي، منتهكة بذلك حقهم في الخصوصية والصحة".

قالت فرنجية إنّه أُفرِج عن 18 متظاهرا بعد 24 ساعة، بينما يقبع شخصان في الاحتجاز لتهم غير مرتبطة بالمظاهرات. أضافت فرنجية أنّ لجنة المحامين قدمت 12 شكوى جنائية إلى النيابة العامة في 24 آب ضدّ أيّ شخص أمَرَ باستعمال الذخيرة الحية والرصاص المطاطي ضدّ المتظاهرين أو استعمل هذه الأساليب، بمَن في ذلك المدنيين، والقوى الأمنية التابعة لكل من الجيش، وقوى الأمن الداخلي، وشرطة مجلس النواب.

تقدّمت ديالا شحادة، وهي محامية ومدافعة عن حقوق الإنسان، بدعوى قضائية ضدّ شرطة مجلس النواب في 19 آب بالوكالة عن متظاهر أُصيب برصاصة مطاطية وفقد عينه اليسرى.

في 13 آب، صرّحت مجموعة من الأطبّاء المعروفين بـ "القمصان البيض"، والذين تظاهروا في تشرين الأول ضدّ تأثير الفساد والأزمة الاقتصادية على توفر رعاية صحية ذات جودة، بأنّ وزارة الصحة قالت إنّها لن تدفع نفقات المستشفيات التي تعالج المتظاهرين المصابين في 8 آب. تحت تأثير الضغط من الأطبّاء والمستشفيات، عادت الوزارة عن قرارها على ما يبدو.

كانت وزيرة العدل قد طلبت من المدعي العام التمييزي فتح تحقيق في أحداث 8 آب. لكن، حتى 25 آب، لم يكُن قد فعل ذلك بعد.

بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، يتمتّع الجميع بحقّ حرية التعبير والتجمّع السلمي كما ينصّ "العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية"، ولبنان طرف فيه.

باعت أو وفّرت الجهات المانحة الدولية، مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، أسلحة، وعتادا بقيمة مليارات الدولارات، بالإضافة إلى التدريبات، إلى القوى الأمنية اللبنانية، بما فيها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. قالت هيومن رايتس ووتش إنّه ينبغي أن تراجع الجهات المانحة هذه البرامج وتتأكّد من أنّها لا تقدم الأسلحة، أو العتاد، أو التدريب إلى أي قوى متورّطة في انتهاكات خطيرة ضدّ المتظاهرين. كما عليها أن تستعمل نفوذها للضغط من أجل تحقيقات موثوقة في الانتهاكات ولمحاسبة المسؤولين عنها.

في 5 آب، أعلنت الحكومة اللبنانية حالة طوارئ لأسبوعين في بيروت، مانحة الجيش صلاحيات واسعة وواضعة جميع القوى الأمنية تحت أمرته. جرى تمديد حالة الطوارئ مرّتين، ومن المفترض أن تنتهي في 18 أيلول."

قال بَيْج: "لا يمكن للسلطات اللبنانية أن تنهي التظلمات المتأجّجة لدى مواطنيها من خلال ضربهم والاعتقاد أنّها ستفلت من المحاسبة. لتكون الرسالة قوية بأنّه لن يتمّ التسامح مع هذا النوع من الانتهاكات بعد الآن، ينبغي محاسبة الأشخاص المسؤولين عن الضرب وإطلاق الرصاص الحي والخردق على المتظاهرين السلميين".

 

هل قرر “الحزب” تخفيف الضغط المحلي عنه عبر فتح جبهة الجنوب؟

 وكالة الانباء المركزية/26 آب/2020

دخل العامل الامني الى المسرح اللبناني مجددا مساء أمس الثلاثاء من البوابة الحدودية الجنوبية. الى القلق المعيشي والمالي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي يقض مضاجع اللبنانيين، أُضيف همّ جديد: الخشية من توتير الجبهة الحدودية بين تل ابيب وحزب الله… منذ اسابيع قليلة، شهدت هذه المنطقة تصعيدا قبل ان يتبيّن ان جيش العدو “اشتبك مع أشباح” بعد ان اشتبه بتعرّضه لاعتداء من قبل عناصر المقاومة الاسلامية، فانتهت الجولة عند هذا الحد. ليل امس، عاد التوتر والانظار، الى هذه البقعة، بعد ان كانت حوادث 4 آب، أشاحت الانتباه المحلي والخارجي عن الوضع في الجنوب، بسبب الكارثة الانسانية والعمرانية التي تسبب بها انفجار المرفأ في قلب العاصمة. حتى الساعة، لا تفاصيل واضحة حول ما جرى. في ظل غياب اي موقف من قبل حزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت مواقع لحزب الله في لبنان بعد إطلاق نار صوب قوات إسرائيلية، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ان “مروحيات حربية وطائرة أخرى أغارت على أهداف تابعة لحزب الله حيث تم استهداف مواقع استطلاع تابعة له في منطقة الحدود”. وقال أدرعي، عبر تويتر، ان “جيش الدفاع الاسرائيلي يعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عما يحدث انطلاقًا من أراضيها”. وأضاف “متابعة للحادث الأمني في منطقة منارة على الحدود مع لبنان الذي وقع أمس في الساعة 22:40 مساءً فالحديث هو عن تعرض قوات جيش الدفاع التي كانت تهم في نشاط ميداني لاطلاق نار من داخل الأراضي اللبنانية دون وقوع إصابات. لقد قامت القوات باطلاق عشرات القنابل الضوئية والدخانية في المنطقة”…

واليوم، اكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تغريدة عبر تويتر أن “إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة إلى قيام حزب الله باطلاق النار على قواتنا”، مشدداً على اننا “لن نقبل بشن أي عدوان على مواطنينا وسنرد بقوة على أي اعتداء كان”. وقال نتنياهو: “أنصح حزب الله بعدم تجربة قوة إسرائيل الضاربة. حزب الله يعرض الدولة اللبنانية مرة أخرى إلى خطر بسبب عدوانيته”. وفي انتظار ما سيصدر عن الحزب في هذا الخصوص، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان الخشية جدية من ان تقرر الضاحية في هذا التوقيت بالذات تحريك الوضع على الحدود و”الانتقام” لعنصرها الذي قتل منذ قرابة شهر في سوريا بضربة اسرائيلية. ففيما يبدو “الحزب” اليوم محاصرا بجملة ملفات في الداخل منها دوره في تأليف الحكومة العتيدة، ودوره في معالجة الازمة المالية الراهنة، كونه صاحب الاكثرية النيابية، اضافة الى تحميله مسؤولية تخزين الامونيوم في المرفأ، وفي وقت ترفع بكركي لواء “حياد لبنان” وترتفع الاصوات المطالبة بضبط السلاح المتفلّت… وسط هذه المعطيات كلّها التي تحشره في الزاوية… قد يكون الحزب رأى ان إنعاش صورته كـ”مقاومة” ضد اسرائيل تفيده اليوم، فتخفف عنه الضغط المحلي وتعيد شد عصب جمهوره خاصة و”جمهور المقاومة” عموما، من حوله، كما ان عملية من هذا النوع قادرة على سرقة الاضواء من ملفات المرفأ والحياد المُزعجة للحزب… غير ان المصادر لا تستبعد ان يكون الاسرائيليون من تلقاء أنفسهم، قرروا التصعيد جنوبا، وذلك عشية استحقاق التمديد لليونيفيل في مجلس الامن ويريدون من سلوكهم هذا، دعم وجهة النظر الاميركية، القائلة بضرورة توسيع صلاحيات القوة الدولية ومهامهما لتتمكن من ضبط تحرّكات حزب الله جنوبي الليطاني في شكل أفعل. وترى المصادر ان النظرية هذه واردة بقوة، سيما وان حزب الله يدرك ان فتح حرب مع اسرائيل اليوم، فيما اللبنانيون جائعون، ليس ضربا من ضروب الذكاء من قبله…

 

الرامي: قوى الامن أقفلت مطعماً أملكه وكتبت محضر ضبط بحقي

الوكالة الوطنية للإعلام/26 آب/2020

أعلن رئيس نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتسيري طوني الرامي في بيان، ان “قوى الامن الداخلي عمدت الى اقفال مطعم “الفلمنكي” الذي يملكه، بعد الخطاب التصعيدي الذي ادليت به في اللقاء الذي دعا اليه اتحاد النقابات السياحية في لبنان ورفضت فيه الاقفال الكلي للقطاع السياحي، وسط اصرار على تسطير محضر ضبط بعد الاتصالات التي قمت بها”. وأشار الرامي إلى أنه “بناء على ما قلته الثلثاء في اللقاء الصحفي، عمدت الى فتح مؤسستي حفاظا على عمالي وقطاعي، وكما قلت من يريد رغيف الخبز ليأت ويأخذه مني، وقد حضرت قوى الامن الداخلي وقررت اقفال مؤسستي وقد رفضت ذلك قبل ان تكتب محضر ضبط بحقي، ليكون ضميري مرتاحا، لان صرخة الامس كانت من القلب وهي محقة لان التطبيق بالاقفال كان استنسابيا”.

 

النهار : الحريري يخلط أوراق التكليف ويحشر الحكم

النهار/الأربعاء 26 آب 2020

ماذا بعدما أحدثت رمية الرئيس سعد الحريري اختراقا كبيرا في جدار المماطلة التي طبعت ‏مسار الاستحقاق الحكومي من خلال التأخير المتمادي في تحديد مواعيد الاستشارات النيابية ‏الملزمة لتسمية الرئيس المكلف؟ وهل يؤدي قطع الحريري الطريق على المناورات ‏والمواقف المتصلة به تأييدا لترشيحه او تحفظا عنه او رفضا له الى دفع الاستحقاق قدما ام ‏الى زيادة تعقيداته؟ وأين سيقف المجتمع الدولي أيضا من الأسماء التي قد تبدأ تظهر تباعا ‏في بورصة المرشحين لتولي رئاسة الحكومة الجديدة باعتبار انه من غير الواقعي تجاهل ‏الرصد الدولي القوي للمشهد السياسي الداخلي فيما ممثلو هذا المجتمع يتزاحمون على ‏التوافد الى بيروت منذ أسابيع؟

‎ ‎هذه التساؤلات المتدافعة بدت منطقية للغاية في ظل واقع لا بد من الاعتراف به كما هو ‏ويتمثل في ان الرئيس سعد الحريري نجح من خلال مبادرته المفاجئة بعد ظهر امس الى ‏اعلان عدم ترشحه لتولي رئاسة الحكومة الجديدة ودعوته الجميع الى سحب اسمه من ‏التداول في هذا الصدد في قلب المعادلة التي حكمت المناخ السياسي منذ ما بعد استقالة ‏حكومة حسان دياب وتحولها حكومة تصريف اعمال. ذلك ان حسم الحريري خياره بإخراج ‏نفسه واسمه من معترك تسمية الرئيس المكلف حاصر في المقام الأول رئيس الجمهورية ‏ميشال عون من خلال تسليط الضوء على ما بات يشكل تجاوزا دستوريا عبر التباطؤ في ‏تحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة وربط هذه المواعيد ضمنا ومباشرة بالتأليف قبل ‏التكليف. كما ان الحريري من حيث أراد عمداً ام عفواً حشر جميع القوى السياسية، حتى ‏القوى الحليفة سابقا وحاليا، لدفعها الى بت مواقفها نهائياً وعدم التلطي وراء التجاذب على ‏اسمه بما سيضع هذه القوى امام محك حاسم لفرز المواقف السياسية وهو الامر الذي ‏سيزيد تضييق الحصار على العهد للاحتكام الى الأصول الدستورية بأسرع ما يمكن وقبل ‏الأول من أيلول موعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت.

‎ ‎الخروج من البازار

‎ ‎وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ"النهار" ان الحريري اقدم على خطوة ذكية واخرج ‏نفسه من بازار عقيم رافضا اجراء أي تسوية على شروطه من اجل رئاسة حكومة مستقلة ‏وراميا الكرة في ملعب السلطة وافرقائها الذين يجدون انفسهم امام إشكالية استحالة تكرار ‏تجربة حسان دياب لجهة استحضار أسماء غير مقبولة او الأخذ بالمرشح الذي يمكن ان تذكيه ‏كتلة "المستقبل" والطائفة السنية. وتاليا فان على العهد ان يقبل بالتسمية التي سترشحها ‏الطائفة السنية او الاستجابة لها او انه سيكون امام انكشاف كبير. وتضيف المصادر نفسها ‏ان تسمية السفير السابق نواف سلام بعدما سارع في الأيام الأولى للاستحقاق الحكومي ‏رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الى تسريب تأييد ترشيحه، في اطار رفضه ‏مع رئيس الجمهورية ترشيح الحريري وعودته الى السلطة، ستضع ترشيح سلام في مواجهة ‏مع "حزب الله" الذي يرفضه. وهذه مشكلة سيتعين على قوى السلطة الحالية ان تجد حلا ‏لها في ما بينها. ويبدو واضحا ضمن المعطيات الجديدة عقب اعلان الحريري قراره عدم ‏قبول الترشح، انه ليس في وارد ترشيح أي اسم الا في الاستشارات النيابية النيابية الملزمة، ‏ولو ان بعض حلفائه يرددون خيار نواف سلام، اذ ان الرئيس فؤاد السنيورة الذي يدعم ‏ترشيح نواف سلام يرجح ان يتجه رؤساء الحكومة السابقين الأربعة الى تزكية ترشيحه. ومع ‏ذلك فان أوساطاً معنية بالاستحقاق لم تستبعد ليلا حصول تطور مهم لم تكشف طبيعته ‏من شانه ان يحرك الجهود للخروج من مأزق التكليف وذلك قبل موعد زيارة الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت في اول أيلول. واختصر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف ‏لودريان الموقف الفرنسي بقوله امس ان "الرئيس ماكرون سيكرر دعوته الى التغيير عندما ‏يزور لبنان مجددا". وقال لودريان " ان كارثة بيروت يجب الا تكون ذريعة لإخفاء حقيقة ان ‏لبنان على شفا الانهيار".‎‎ ‎‎

بيان الحريري

‎ ‎في أي حال لم يترك الرئيس الحريري مسافات غموض في بيان إعلانه العزوف عن الترشح ‏داعيا الجميع الى سحب اسمه من التداول في هذا الصدد . وتميز البيان على اقتضابه بانه ‏توجه مباشرة الى رئيس الجمهورية داعيا إياه الى "احترام الدستور والدعوة فورا الى ‏الاستشارات النيابية الملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف". ‏وفي ما بدا انتقادا حادا للعهد ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل حمل ‏الحريري على " بعض القوى السياسية الذي ما زال في حال من الانكار الشديد لواقع لبنان ‏واللبنانيين ويرى ذلك فرصة جديدة للابتزاز على قاعدة ان هدفه الوحيد التمسك بمكاسب ‏سلطوية واهية او حتى تحقيق أحلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة" .

‎ ‎وإذ بدا واضحا ان موقف الحريري أدى الى خلط اوراق جديد وعاد التفاوض الحكومي الى ‏النقطة الصفر مضى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم في مهمته بالتنسيق مع ‏رئيس الجمهورية وقام بجولة تشاور جديدة مع القيادات، على ان يبدأ التفاوض مجدداً مع ‏الحريري على المرشح الذي يسميه وكتلته.

‎ ‎وأكدت معلومات ان الثنائي الشيعي ليس في وارد البحث في مرشح بعد ولا الدخول في ‏سيناريو حكومي شبيه بحكومة الرئيس حسان دياب والمحسوبة على طرف واحد. واوضحت ‏مصادر الرئيس الحريري انه لم يطرح اي اسم لترؤس الحكومة وبيانه واضح بضرورة ‏الذهاب الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف. اما رئيس الجمهورية ‏فيعطي وفق أوساطه فرصة جديدة للمشاورات ولتتفق الكتل على مرشح للحكومة لئلا ‏تأتي الاصوات هزيلة لمرشحين غير قادرين على تشكيل حكومة مطلوب منها اجراء ‏اصلاحات وبالتفاف نيابي حولها يلاقي تشريعياً هذه الاصلاحات.

‎ ‎وبالنسبة الى موعد الاستشارات فهناك سقف لهذه المهلة هو يوم الاثنين اي قبل وصول ‏ماكرون وليس واضحاً بعد اذا كان الرئيس عون سيدعو الى الاستشارات ام لا، علما ان ‏التحضيرات اللوجستية لاستقبال الرئيس ماكرون قائمة وستصل مفرزة سباقة من قصر ‏الاليزيه اليوم الى قصر بعبدا تحضيراً لها.

‎ ‎التعبئة أي مصير؟

‎ ‎الى ذلك يفترض ان يحسم اليوم الاشتباك المتسع بين السلطة وعدد من القطاعات ‏التجارية والسياحية حول إجراءات الاقفال الجزئي بعد التفلت الواسع ورفض استمرار هذه ‏القطاعات في التزام الاقفال بدءا من اليوم بما يضع الحكومة امام محك بالغ الدقة. وقد ‏دعا رئيس الجمهورية المجلس الأعلى للدفاع الى اجتماع اليوم لدرس تطورات موضوع ‏التعبئة العامة في ظل تطورين وصفا بانهما خطيرين للغاية: العصيان على إجراءات ‏التعبئة وتحدي الدولة والقوانين الامر الذي أرغم وزير الداخلية على توجيه تحذير الى ‏القطاعات المخالفة، والاتساع الخطير في تمدد وباء كورونا بحيث يستمر تسجيل ارقام ‏قياسية في الإصابات. وهذان العاملان سيحددان مسار الإجراءات التي ستقرر في اجتماع ‏المجلس الأعلى للدفاع.

 

بهاء الحريري: يجب على لبنان إنهاء علاقته السياسية المسمومة مع “حزب الله”

صوت بيروت انترناشونال” /26 آب/2020

اعتبر محرر الشؤون الخارجية والدفاع في صحيفة “تلغراف” كون كوهلينج، في مقال نشر في معهد “جيتستون”  أنّ إدانة أحد كبار إرهابيي حزب الله باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قد زود الشعب اللبناني الذي يعاني من ضغوط شديدة بدليل لا شك فيه على التأثير الخبيث الذي تمارسه إيران على نظامهم السياسي. وفي أعقاب تحقيق استمر لأكثر من عقد وكانت كلفته مبلغاً هائلاً قدره بليون دولار، نجحت المحكمة الخاصة للبنان – وهي الهيئة التي ترعاها الأمم المتحدة والمسؤولة عن محاكمة أربعة من المشتبه في أنهم من حزب الله اتهموا بقتل السيد الحريري في هجوم بسيارة مفخخة في بيروت في عام 2005 -أخيراً في اجتياز حكمها. واستنتجت المحكمة أنّ سليم جميل عياش، البالغ من العمر 56 عاماً وهو قائد رفيع المستوى مع حزب الله، كان مذنباً في جميع التهم المتعلقة بالمشاركة في تفجير السيارة، التي راح ضحيتها 21 شخصاً آخرين. وكان هناك بعض من الإحباط في لبنان لأن المحكمة لم تتمكن من التوصل إلى أحكام إدانة بشأن المتهمين الثلاثة الآخرين في حزب الله الذين حوكموا أيضاً بتهمة قتل السيد الحريري. ومن العوامل الحاسمة التي أسهمت في قرار المحكمة رفض كل من قيادة حزب الله المدعومة من إيران، وكذلك نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا المجاورة، التعاون مع هيئة التحقيق.

ونتيجة لذلك، فإن المحكمة لم تتمكن من العثور على أي دليل على أن قيادة “حزب الله” وسوريا كانت متواطئة بشكل مباشر في اغتيال السيد الحريري، على الرغم من أن معظم اللبنانيين يعتقدون أنها نفذت انتقاماً من محاولاته لإنهاء ضلوع حزب الله في السياسة اللبنانية.

إنّ رفض حزب الله وسوريا التعاون يعني أيضاً أن المحاكمة كان لا بد أن تجري غيابياً، حيث لم يكن أي من المتهمين مستعداً لحضور جلسة الاستماع، لذلك من غير المحتمل أن يقضي عياش عقوبته على الإطلاق، على الرغم من أنه وجد مذنباً بارتكاب واحدة من أكثر الجرائم تدميراً في التاريخ اللبناني الحديث. ومع ذلك، فإنّ حقيقة أن أحد كبار القادة المسؤولين في “حزب الله” قد أدين بقتل أحد أبرز السياسيين المنتخبين ديمقراطياً في لبنان تثير تساؤلات جدية حول الدور المستقبلي لحزب الله، فضلاً عن المؤيدين الإيرانيين والسوريين للمنظمة، في السياسة اللبنانية.

وبعد وقت قصير من إعلان الحكم، أخبرني بهاء الحريري، الابن الأكبر لرئيس الوزراء الذي قتل، أن اختتام المحاكمة ينبغي أن يؤدي إلى استبعاد حزب الله التام من السياسة اللبنانية.

وقال السيد الحريري الذي أطلق حملة من أجل دستور لبناني جديد يهدف إلى إنهاء الانقسام الطائفي الذي طال أمده في البلد: ” ليس لحزب الله مكان في مستقبل لبنان”. وهو مصر أيضاً على ألا تتحكم القوى الخبيثة مثل إيران في مصير لبنان بعد الآن.

وأضاف قائلاً: “إن حزب الله لا يستطيع أن يقوم بأي شيء بدون إذن من أسياده الأجانب”. “يجب أن يكون لبنان الجديد بلداً محايداً. إنّ الطريقة الوحيدة لحدوث هذا هو أن يتم إبعاد حزب الله. لقد حصلوا على فرصتهم، وإذا لم يقدّموا شيئاً للبنان حتى الآن، فهم حتماً لن يفعلوا ذلك في المستقبل. وتابع قائلاً:” لا يمكن لأي شخص يداه ملطخة بالدماء أن يشغل منصباً سياسياً في لبنان.”إنّ التحدي الذي يواجهه الآن السيد الحريري وغيره من اللبنانيين المعتدلين سياسياً هو فرض تحد فعال ضد مركز حزب الله المهيمن في لبنان. إنها خطوة من شأنها أن تشكل تحدياً كبيراً نظراً إلى الاستثمار الهائل الذي قامت به إيران على مدى عدة عقود في بناء البنية التحتية الإرهابية لحزب الله، وخاصة في جنوب لبنان، حيث تشكل الميليشيا تهديداً مستمراً لأمن إسرائيل.

ومن المؤكد أن حملة السيد الحريري من أجل لبنان لإنهاء تدخل إيران وحزب الله في النظام السياسي للبلد ستساعدها المواد التي انبثقت عن المحاكمة بشأن صلات المنظمة بسوريا وإيران.

وقد تبين، على سبيل المثال، أنّ عياش، بصرف النظر عن كونه قائداً رفيعاً لحزب الله، هو أيضاً نسيب عماد مغنية، العقل المدبر الإرهابي السيئ السمعة لحزب الله، والمسؤول، من بين العديد من الفظائع الأخرى، عن هجمات شاحنة القنابل على سفارة الولايات المتحدة والمقر البحري في بيروت في أوائل عام 1980.

مغنية، الذي كان له دور فعال في تأسيس الجناح العسكري لحزب الله، كان له وجود دائم في طهران – حيث عمل بشكل وثيق مع كبار أعضاء فيلق الحرس الثوري الإسلامي في إيران، مثل قائد فيلق القدس قاسم سليماني – وفي دمشق، حيث عاش مع أسرته حتى قتل بضربة صاروخية إسرائيلية في عام 2008.

وبالإضافة إلى ذلك، كان عياش مرتبطاً عن طريق المصاهرة مع مصطفى بدرالدين، وهو قائد آخر من كبار قادة حزب الله والذي اتهم جنباً إلى جنب مع عياش والمدعى عليهم الآخرين في حزب الله من قبل المحكمة، بيد أنّ التهم قد أسقطت عنه في وقت لاحق بعد مقتل بدرالدين وهو يقاتل من أجل نظام الأسد في سوريا في عام 2016.

نتيجة لذلك، فإن الرجل الذي أدين بمقتل السيد الحريري ليس قائداً عادياً لحزب الله، بل شخصاً يعمل على أعلى مستويات المنظمة، وهي حقيقة من شأنها أن تساعد بشكل كبير في معركة لبنان المقبلة لتخليص نفسه من التأثير الخبيث الذي مارسه حزب الله ومدراءه التابعين لإيران على ثروة البلاد.

 

حزب الله يحاول حرف الأنظار عن كارثة المرفأ

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت انترناشونال”/26 آب/2020

يذهب حزب الله إلى سوريا بأمر من إيران ، ويعبر الحدود بغية قتل السوريين ، ثم تأتي إسرائيل وتقتل عناصر حزب الله بغارات جوية ، فيستعمل الحزب الأرض في لبنان ليتحرش بإسرائيل ، ويأخذ لبنان إلى المجهول إن أراد. والسؤال هنا أين هي الدولة في لبنان ؟ والجواب بسيط الدولة في لبنان هي بيد حزب الله ، وبوسع هذا الحزب أن يقرر السلم والحرب نيابة عن الدولة اللبنانية ، والعنصر الذي يقتل في سوريا أو غيرها ويتبع لحزب الله ، أليس مواطناً لبنانياً ؟ ولماذا يقرر نصر الله مصائر هؤلاء الأشخاص. ‏وحين تأتي التقارير الإستخباراتية والأمنية الأميركية لتقول إن المجرم سليم عياش المدان بإغتيال رفيق الحريري هو جزء من فرقة إغتيال في حزب الله مسمّاة الوحدة 121 وبأوامر من قيادة الحزب نفذ أربع إغتيالات طالت وسام عيد ووسام الحسن وفرانسوا الحاج ومحمد شطح نعلم آنذاك خطر هذا الحزب على لبنان حاضراً ومستقبلاً. والشعب اللبناني يشاهد الثلاثي الحزبي المكوّن من حزب الله وحركة أمل و تيار عون يقفون ضد وجود رئيس حكومة حقيقي في لبنان ، لأن هدف هذا المحور هو تنصيب دمية برتبة ( باش كاتب) في السراي الحكومي ، وتكمل هذه الدمية الإجهاز على الدستور وتشرعن إحتلال إيران للبنان. وإعلان الرئيس سعد الحريري أنه غير مرشح لرئاسة الحكومة لايقطع الطريق أمام محاولات تعويم بقايا السلطة ونهج المحاصصة ، بل يدلل على موقف القيادة السنية المتمثلة بالحريري نفسه ، فقد بات منصب الرئاسة الهامة المحسوبة على حصة السنة ، منصباً يقرره ساكن بعبدا وقصر عين التينة ونصر الله القابع في حارة حريك. ‏وآخر مرة إجتمع فيها في لبنان مايسمى المجلس الاعلى للدفاع برئاسة ميشال عون وعد الناس بإعلان نتائج لجنة التحقيق الخاصة بكارثة تفجير مرفأ بيروت خلال خمسة أيام ، لكن الآن مر شهر تقريباً على الحادث الأليم ، ولم يسمع اللبناني أي شيء بهذا الخصوص أو نتيجة تذكر ، في دليل واضح على الإستخفاف بالشعب. ‏ولأن حيثيات جريمتي إغتيال رفيق الحريري وتفجير مرفأ بيروت  ترتبطان بجهة واحدة معروفة هي حزب الله ، وبناءً عليه سينصبّ الجهد داخل دوائر التحقيق التابع للعهد محلياً ودولياً على الإخراج التقني والتجهيل السياسي للفاعل ، وعدم ربط ما جرى بسلاح حزب الله غير الشرعي. ‏⁧و‏الخطوة المنطقية المطلوبة في لبنان اليوم ، هي إسقاط الغطاء عن المسيحيين المتعاملين مع إحتلال إيران ، فهؤلاء بقيادة عون وباسيل يعملون على تصفية الوجود المسيحي ويسهلون التوسع الإحتلالي بإسم ما يطلقون عليه تحالف الأقليات الذي دمر ويدمر لبنان .

 

هل يعني موقف الحريري الاتيان بنواف سلام؟

 ميراي فغالي/صوت بيروت انترناشونال” /26 آب/2020

جاء الاعلان الواضح لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بالامس، والذي طلب فيه سحب اسمه من التداول على مستوى الترشيح لرئاسة الحكومة، غير مفاجئ للمطلعين على تطور الأمور.

لكن ما كان لافتا في الأمر، فتوقيت الاعلان الذي جاء فور انتهاء زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، لا سيما وأن الأخير، أوكل مجددا بمهمة “الاطفائي”، من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون. تشير مصادر مطلعة لـ”صوت بيروت انترناشونال”، الى أن إعلان الحريري جاء اثر لمسه عدم حماسة فرنسية لاسمه، وعدم دعم سعودي، ورفضا لا يزال قائما من جانب التيار الوطني الحر من جهة، والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي من جهة أخرى. حاول الحريري اذا، وبحسب المصادر، حفظ ماء الوجه، باخراج اسمه من التداول. ولكن هل يسمّي الحريري شخصية أخرى لرئاسة الحكومة؟ تفيد مصادر مطلعة أن الحريري لا يزال مصرّا على عدم تسمية أي شخصية بين المقربين منه، ولا دعم أيّ اسم لتولي المنصب. وفيما ينحو رؤساء الحكومات السابقون الى الذهاب نحو دعم اسم نواف سلام لتولي رئاسة الحكومة في المرحلة الحالية، تبعا للمصادر، فإن الحريري لا يزال رافضا للإسم، لا سيما وأن الاسم غير مقبول لدى الثنائي الشيعي. وفيما ينحو القصر الجمهوري الى الدعوة لاستشارات نيابية قبل عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، يبدو أن الأجواء تزداد تعقيدا لناحية ايجاد رئيس حكومة يرضي الاطراف جميعها، ويحظى بدعم ميثاقي من جميع المكونات. وفيما تسرّبت في الايام الاولى بعد استقالة حسان دياب، اجواء من القصر والتيار الوطني الحر، داعمة لتسمية شخصية على غرار نواف سلام، يبدو أن الثنائي الشيعي متمسّك برفض الاسم على قاعدة عدم القبول بنموذج الكاظمي العراقي في لبنان. المصادر تشير الى أن الأمور اشتدّت تعقيدا في الآونة الاخيرة بانتظار الخرق المنشود. ولكن كلّ هذا الوقت الضائع ينعكس سلبا على البلاد المنكوبة والمنهارة … فهل تملك القوى السياسية المتنازعة ترف الوقت فيما الاقتصاد ينازع؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يبحث في الإمارات اتفاقية السلام مع إسرائيل

أبوظبي/الشرق الأوسط/26 آب/2020

استقبل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات، اليوم (الأربعاء)، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يزور أبوظبي حالياً في إطار جولة شملت عدداً من دول المنطقة، وذلك بحضور وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

وتناول اللقاء، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية، معاهدة السلام بين أبوظبي وتل أبيب، ودورها المهم في دفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة. كما جرى تبادل وجهات النظر بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن تطورات الأوضاع في المنطقة.

وبحث الجانبان أيضاً أوجه التعاون المشترك بين أبوظبي وواشنطن، إضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة. كما استعرضا تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» وجهود البلدين المشتركة للتصدي لتداعياته.

 

تركيا تشترط تسليم سرت والجفرة للقبول بهما «منزوعتي السلاح»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 آب/2020

اشترطت تركيا تسليم مدينتي سرت والجفرة لحليفتها حكومة «الوفاق» الليبية، لقبول تحويلهما إلى منطقة منزوعة السلاح. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده لا تعارض فكرة إخلاء مدينتي سرت والجفرة من القوات المسلحة «من حيث المبدأ»، قائلاً في الوقت ذاته إن حكومة طرابلس «قوية ميدانياً وعلى طاولة التفاوض». وأضاف كالين، في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» الأميركية نشرت أمس، أن تركيا تؤيد دعوة الحكومة الليبية لوقف إطلاق النار، مؤكداً وجوب أن تكون سرت والجفرة «تحت سيطرة الحكومة المركزية في ليبيا». وأكد «وجوب استغلال الموارد النفطية في ليبيا لصالح الشعب وأن تكون عائداتها في عهدة البنك المركزي الليبي» الخاضع أيضاً لحكومة طرابلس. وتدعم تركيا حكومة «الوفاق» عسكرياً وزودتها بأسلحة ومقاتلين من المرتزقة جلبتهم من سوريا، وأقامت قواعد لها في غرب ليبيا بموجب مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري وقعتها معها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 في إسطنبول.

في سياق متصل، رفضت محكمة تركية طلباً للإفراج عن الصحافيين باريش بهلوان ومراد أجيرل وهوليا كيلينتش المحتجزين بتهمة الكشف عن مقتل أحد عناصر المخابرات التركية في ليبيا في فبراير (شباط) الماضي، بدعوى وجود شبهة التخلص من أدلة الإدانة أو التعتيم عليها أو احتمال فرارهم إلى خارج البلاد أو الاختباء. وجاء في قرار رفض طلب الإفراج عن الصحافيين الثلاثة، أنه «تقرر استمرار حبسهم بالنظر إلى وجود أدلة ملموسة مثل إجراء تقارير بحثية من مصدر واضح يؤكد وجود اشتباه قوي في ارتكاب الجريمة وشكاوى جنائية من المخابرات الوطنية، وإفادات شهود، وإعدام الأدلة ضد المتهمين أو الهروب أو محاولة الاختباء». وفنّد محامي الدفاع عن الصحافيين الثلاثة حسن إرسوز القرار قائلاً إن «إفادات الشهود لم تحمل أي اتهامات لهم ولا شبهة في هروبهم إلى خارج البلاد أو إمكانية تدمير أدلة، ويجب على المحكمة الدستورية العليا أن تنظر في الشكوى المقدمة للإفراج عنهم».

من ناحية أخرى، شكك رئيس القسم القنصلي في وزارة الخارجية الروسية إيفان فالينكي في مزاعم تركيا بخصوص استجواب معتقلين روس في ليبيا، قائلاً إنه «بخصوص استجواب مكسيم شوغالي وسامر سويفان في تركيا، فنحن نشك في مصداقية هذه المعلومات، ولم يتم تأكيد هذه المعلومات خلال الاتصالات مع الشركاء الأتراك». وكانت تقارير تحدثت عن قيام حكومة «الوفاق» في ليبيا بنقل المواطنين الروسيين إلى تركيا. وقال القائم بالأعمال الروسي في ليبيا جمشيد بولتاييف إن «الجانب الليبي لم يؤكد بعد المعلومات المتعلقة بإطلاق سراح المواطنين الروسيين»، كما لم تؤكد وزارة الخارجية الروسية هذه المعلومات. وقالت الخارجية الروسية، في وقت سابق، إنها تلقت تأكيدات مكتوبة من حكومة «الوفاق» تفيد بأن مشكلة إطلاق سراح المواطنين الروسيين اللذين اعتقلا في مايو (أيار) من العام الماضي سيتم حلها في المستقبل القريب.

 

احتجاجات طرابلس... من يتظاهر ضد من؟

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/26 آب/2020

بعد أربع سنوات على وجودها في العاصمة الليبية طرابلس، تواجه حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، تحدياً من نوع مختلف يعكس وفقاً لمصادر ومحللين ومواطنين صراعاً بين ترويكا وأجنحة هذه الحكومة. وللمرة الأولى منذ دخولها المدينة نهاية عام 2015 بعد اتفاق الصخيرات الذي رعته بعثة الأمم المتحدة، تتعرض الحكومة لمظاهرات حاشدة يشارك فيها بضعة آلاف من المتظاهرين الذين عكست هتافاتهم إلى حد كبير النوايا الحقيقية للقائمين على تدبيرها. وأمهل منظمو الحراك الذي يقود مظاهرات طرابلس، السراج والمجلس الأعلى للدولة الموالي له 24 ساعة لإعلان استقالاتهم «احتراماً لإرادة الشعب»، والإفراج عن قياداتهم المعتقلين، مهددين بإعلان عصيان مدني في حال رفض مطالبهم. لكن مسؤولاً في «الجيش الوطني» الذي يقوده المشير خليفة حفتر اعتبر أن «مثل هذه المظاهرات، ليست عفوية، بل بالطبع مدبرة. لم يخرج هؤلاء المحتجون ضد تركيا أو (المرتزقة الموالين لها) الذين يقاتلون في صفوف ميليشيات الحكومة، لكنهم خرجوا للمطالبة بالحصول على الدولارات التي يتم منحها كرواتب شهرية للمرتزقة». ولم يسع «الجيش الوطني» لاستغلال المظاهرات أو للتلميح إلى لعبه أي دور فيها، وهو ما يوافق عليه دبلوماسي غربي يعمل في ليبيا من مقره في تونس، إذ يقول: «بالتأكيد ليست لحفتر أي علاقة بهذه المظاهرات، ولا السلطات المنافسة في شرق البلاد... إذا كان بمقدور حفتر أن يدبر مظاهرات مماثلة لكان قد دخل طرابلس في أول شهر ولم ينسحب منها بعد مرور 14 شهراً من حملته العسكرية المتعثرة للسيطرة على العاصمة».

لكن طرابلس شهدت خلال تلك المعركة غير المكتملة فصولها، مظاهرات مناوئة لحفتر بسبب ما اعتبره منظموها «عدواناً على المدينة». بل إن المظاهرات التي تتكرر الآن مشاهدها منذ ثلاثة أيام، ولم تتضمن هتافاً واحداً مؤيدا للجيش، رفعت صورة حفتر إلى جانب السراج ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح باعتبارهم شخصيات مرفوضة. وكان لافتاً انضمام عناصر من الشرطة إلى المتظاهرين الذين رددوا شعار «الشرطة والشعب وليبيا وبس»، في تعديل على الهتاف الذي كان يردد إبان نظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل سقوطه ومقتله عام 2011 إذ دخلت عناصر من قوات مكافحة الشغب وعناصر مسلحة من كتيبة «النواصي» التابعة لحكومة «الوفاق» إلى مكان الاحتشاد بميدان الشهداء. ويعتقد أن فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة «الوفاق» الذي يزور تركيا حالياً، هو المهندس الحقيقي لهذه المظاهرات، علما بأنه المسؤول الوحيد في الحكومة الذي استبق هذه المظاهرات بدعوة المواطنين إلى الخروج للتعبير عن آرائهم حيال الوضع الحالي للبلاد. ويذهب الكثيرون إلى أن حديث السراج عن تغيير حكومي يركز بصورة خاصة على الوزارات الخدمية ذات الصلة بالمشاكل اليومية للمواطنين، يشمل باشاغا أيضاً.

وعرض فيديو بثته وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» جانبا من الجهود التي تبذلها إدارة إنفاذ القانون فرع طرابلس بالإدارة العامة للعمليات الأمنية في حفظ الأمن داخل العاصمة والسهر على راحة المواطنين. وبثت تصريحات لمسؤول أمني يؤكد على أن «دور الشرطة تأمين المظاهرات السلمية والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة». ودخلت «عملية بركان الغضب» التي تشنها قوات «الوفاق» أمس، على خط المظاهرات، بالإعلان عن وجود عناصرها بشكل رسمي للمرة الأولى في ميدان الشهداء بهدف «محاربة الفساد داخل المؤسسات وطرد المرتزقة الروس من الحقول النفطية، وطرد المرتزقة والجنجاويد بمنطقة سرت والجفر ومطالبة وزارة العدل والنائب العام بإصدار مذكرات قبض في مجرمي الحرب والمتورطين في دماء الليبيين». وهذه المطالب هي نفسها أدبيات حكومة «الوفاق» تجاه المشير حفتر الذي شهدت ساحة التظاهر في السابق مظاهرات داعمة له، لكنها لاحقاً انقلبت عليه ونظمت مظاهرات مناوئة له. جرى الأمر في شهر مايو (أيار) عام 2014 حين تجمع الآلاف من سكان المدينة ومدن ليبية أخرى في مظاهرات مؤيدة للواء حفتر آنذاك، الذي اعتبرها بمثابة تفويض شعبي له لمحاربة الإرهاب. وفي نفس المكان التقليدي للمظاهرات، «ساحة الشهداء» وسط العاصمة طرابلس اندلعت في السابق اشتباكات بين مؤيدي حفتر ومعارضيه. واعتادت ميليشيات طرابلس التي تتنازع فيما بينها على مناطق السلطة والنفوذ، إطلاق الرصاص لمنع أي مظاهرات مناوئة لها، وارتكبت عناصرها سلسلة من الجرائم بحق المتظاهرين. واختفت العناصر التي شاركت في قمع المتظاهرين في يومهم الأول من شوارع العاصمة، ما يوحي وفقاً لسكان محليين بصدور تعليمات لها بتجنب الظهور أو إطلاق النار. ونقلت صحيفة «المرصد» الليبية عبر موقعها الإلكتروني عن مصادر أمنية أن «شعبة الاستخبارات التركية الموجودة في طرابلس، وجهت باختراق المظاهرات من خلال عناصر موالية تطالب بمطالب تتماشى معها»، مشيرة إلى «اجتماعات عقدت في قاعدتي معيتيقة وأبوستة البحرية مع قيادات لمجموعات مسلحة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جبران باسيل.. رئيس لبنان الخفي المتمسك بإنجازاته

صلاح تقي الدين/العرب/27 آب/2020

رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ماروني يفهم السياسة هَدْما بلا توقف.

شخصية سلطوية

لا شيء يجمع اللبنانيين هذه الأيام سوى النكبات التي لا تفرق بين أبناء الطوائف والمذاهب، غير أن اللافت هو شبه الإجماع الوطني العام على الكراهية التي يكنونها لشخص رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي يوما بعد يوم، ومنذ دخوله الطارئ إلى عالم السياسة اللبنانية فرّق ولم يجمع، ولم يراع التوازنات التي قام عليها لبنان، فحاول الاستئثار بكل مقدرات الدولة متسلّحا بوصول عمه ميشال عون إلى سدة الرئاسة ومستغلا تقدّم الأخير بالسن ليصبح الرئيس الفعلي للبلاد ليحاول إدارتها بأسوأ الطرق الممكنة ما جعل وتيرة الانهيار متسارعة وصولا إلى القعر الذي يبدو أن لا عمق محددا له.

المصيبة، كما يتردّد بين اللبنانيين اليوم، أن باسيل لم “يشبع” بعد، لا مالا جناه من صفقات مشبوهة في كل الوزارات التي وكّله فيها عون، ولا توزيع محسوبياته على المناصب الإدارية والتنفيذية في محاولة لاحتكار كل ما يعود إلى الطوائف المسيحية من هذه التعيينات، وتنكّر لكل الاتفاقيات والعهود التي قطعها مع سائر الفرقاء السياسيين بعدما استنفد منها ما يفيده ورماها خلفه غير آبه بالانتقادات و”كشف” الفضائح من ورائها والتي جعلته هدفا لكل اللبنانيين الذين يحاولون الانتفاض على الواقع المأزوم الذي وصلوا إليه ويحمّلون باسيل جزءا كبيرا من المسؤولية عنه.

محاولات الإنقاذ الفاشلة

سجلُّ باسيل الإشكالي غنيٌ لا ينضب، بدءا من اتفاق مار مخايل الذي أبرمه عمه مع “حزب الله” في العام 2006، وصولا إلى اتفاق معراب الذي وقعه مع “القوات اللبنانية” والذي كان الغلطة الأكبر في تاريخ رئيسها سمير جعجع، وتبنى بموجبه ترشيح عون إلى رئاسة الجمهورية، مرورا بكل المقولات الشهيرة التي أطلقها عون من “كرمال عيون الصهر” إلى “يروحوا يلعبوا بشي تاني”، والتي كلها تصب في خانة تأمين مصالح صهره غير آبه بمصالح لبنان واللبنانيين عموما.

“إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا”، على هذه القاعدة الذهبية سار معظم العاملين في الشأن العام في لبنان باستثناء باسيل، الذي لم يترك معصية إلا وابتلي بها لكنه جاهر علنا وفاخر بما يفعله، لا بل ذهب إلى حد محاولة ذر الرماد في العيون وإقناع اللبنانيين من خلال مؤتمرات صحافية وشعارات شعبوية بأنه “المنقذ” و”المخلّص” لكنهم “ما خلونا نشتغل” مبررا الأخطاء والخطايا التي ارتكبها.

وعوض التعلّم من دروس التاريخ وأخذ العبر منها، يبدو أن باسيل “مغرم” بمقولة التاريخ يعيد نفسه، ليكرر أخطاءه نفسها حتى ولو كانت على حساب أرزاق ودماء اللبنانيين وحديثه هذه المرة، الشروط التي يريد فرضها على الحكومة العتيدة قبل ولادتها، ضاربا عرض الحائط الاندفاعة الدولية عبر الرئيس إيمانويل ماكرون تجاه لبنان عقب الزلزال المدمّر الذي أصابه نتيجة انفجار عنبر في مرفأ بيروت “خزّنت” فيه كميات ضخمة من مادة نيترات الأمونيوم، لم يسلم باسيل شخصيا من شبهة الشك في أنه يقف وراء قرار استيرادها عندما كان وزيرا للطاقة على ما نشرته الإعلامية ديما صادق عبر منصات التواصل الاجتماعي.

"الشارع السني" في لبنان يعبّر يومياً، ومن خلال مظاهر عديدة، عن غضبه من مصادرة عون لصلاحيات رئيس الحكومة "السني" بإجراء ما يسميها بـ"مشاورات" تضمن حصته وحصة باسيل في التشكيلة الحكومية. وهو ما يفترض برئيس الحكومة المكلف أن يقوم به

عقب استقالة حكومة حسان دياب، التي يصفها كثيرون هنا في بيروت بغير المأسوف على رحيلها، وتدخّل الرئيس ماكرون شخصيا عند زيارته لبنان ودفع الفرقاء السياسيين الذين التقى بهم في قصر الصنوبر، مقر إقامة السفير الفرنسي في بيروت، إلى ضرورة تغيير ذهنية السلطة الحاكمة وتشكيل حكومة جديدة بعيدة عن شبهات الفساد وتطبيق الإصلاحات الضرورية التي هي شرط رئيس للمجتمع الدولي لمساعدة لبنان، أدار رئيس مجلس النواب نبيه بري محركاته وراح يعمل باتجاه تنفيذ الوعود التي تلقاها ماكرون واتجه صوب قصر بعبدا في محاول للبحث في قضية تشريع الاستشارات النيابية الملزمة التي على ضوئها يسمّي أعضاء مجلس النواب رئيس الحكومة العتيد.

غير أن عون الذي استقبل بري، وفي خطوة استعاد بها مآثره من رئيس السلطة الاشتراعية، عاد إلى الخوض في التفاصيل مع باسيل، وأقل ما يقال عن ذلك أنه إما استقالة لعون من مسؤولياته كرئيس للجمهورية وتفويضها إلى باسيل، أو أنها إدارة ظهر للرئيس بري ومحاولة إفشال مبادرته “الإنقاذية”.

ولأن تجربة بري وخبرته السياسية وحنكته تتجلّى في مثل هذه المواقف، استدعى باسيل إلى قصره في عين التينة واجتمع إليه بحضور معاونه السياسي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام “حزب الله” السيد حسن خليل، لما للأخير من “مونة” على باسيل، علّه يساهم في ليس جس نبضه فحسب، بل ربما إقناعه بتسهيل مهمة بري الذي يبدي في مجالسه امتعاضه من لجوء عون مجددا إلى تأخير الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة وفقا للدستور لتسمية رئيس جديد للحكومة.

نقمة الشارع السنّي

تجدر الإشارة إلى أن “الشارع السني” في لبنان بدأ يعلن عن نقمته من مصادرة عون لصلاحيات رئيس الحكومة المكلّف “السني” بإجراء ما يسميه “مشاورات” تضمن التشكيلة الحكومية وحصته وحصة باسيل فيها، وهو ما يفترض برئيس الحكومة المكلّف أن يقوم به.

ويقول المحامي والوزير الأسبق رشيد درباس إن “عدم ذكر الدستور اللبناني مدة محدّدة تلزم رئيس الجمهورية بالدعوة إلى استشارات نيابية، لا يعني أنه بإمكان الرئيس التأخر في الدعوة”، مؤكدا أن “المسكوت عنه في النص الدستوري، أي تحديد مهلة زمنية، مسكوت عنه لأنه ليس بحاجة لأن يُكتب، فبحكم الدستور على رئيس الجمهورية أن يدعو إلى استشارات نيابية بمجرد استقالة الحكومة لأنّ من مسؤولياته عدم حصول الفراغ”.

ماذا يريد رئيس مجلس النواب مدعوما من “حزب الله“؟ عودة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة الجديدة لما يمثله من ثقل سياسي “سني” خصوصا وثقة دولية جاذبة للاستثمار؟ لكن باسيل الذي لم تعد تربطه أي علاقة “ود” بالحريري، عرض شروطه للقبول بالحريري في استعادة للشروط نفسها التي كان عرضها عقب استقالة حكومة الحريري في أكتوبر الماضي بعد اندلاع الثورة الشعبية المطالبة بالتغيير. وهذا ما يفسّر إعلان الحريري قبل يومين عن عدم رغبته بالترشّح لرئاسة الحكومة مطالبا بسحب اسمه من التداول.

استنادا لمصادر مطلعة على اللقاءات الأخيرة، فإن باسيل اشترط تسمية كل الوزراء المسيحيين في الحكومة العتيدة، متجاهلا كل الفعاليات المسيحية بدءا من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وجعجع، هذا على الصعيد الماروني، وصولا إلى مصادرة قرار باقي المذاهب المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية والأرمنية، كما لو أنها تحصيل حاصل ورهن إشارة باسيل.

لبنان في غرفة العناية

شدّد باسيل على ضرورة احتفاظ تياره بوزارة الطاقة “لاستكمال” الإنجازات الفاشلة التي حققها وفي مقدمها الإصلاحات في قطاع الكهرباء التي كانت هي العلة الأساس في عجز ميزانية الدولة اللبنانية والتي يعترف بها ماكرون وصندوق النقد الدولي والمجتمع العالمي ككل،  على أن بدء الإصلاح يتم من خلال معالجة هذا الملف. كما طالب باسيل بالمضي في التحقيق الجنائي في ملف مصرف لبنان، وهي مسألة ليست مرفوضة من أي جهة سياسية ضمن ضوابط السيادة والالتزام بالقوانين اللبنانية المعمول بها، وهو ما أشار إليه وزير المالية غازي وزني الذي قدّم إلى عون المسودة النهائية للاتفاق الذي سيوقع مع شركة “الفاريس ومارسال“.  لكن بعدما “عجز” بري عن إقناع باسيل بضرورة التوافق على اسم الحريري كرئيس للحكومة العتيدة، تبيّن أن عون لن يتردد في إحباط أي محاولة لحلحلة الأزمة ما لم تكن حقوق باسيل محفوظة فيها، وكل الباقي تفاصيل. هكذا كان عون رئيسا لـ”التيار الوطني الحر”، وهكذا هو في بعبدا، عناد واستماتة في سبيل تأمين مستقبل ولي عهده حتى ولو على حساب بلد بأكمله وشعب لم يعد يطيق مجرد النطق باسم باسيل وحتى عون نفسه. لم يعد خافيا على أيّ لبناني أن باسيل لم يدخل دارا إلا وهدمها أو فرّق بين أهلها، هكذا فعل في دار “عمه” فالخلافات بين البنات اللواتي كنّ لا يرين في هذه الدنيا سوى الجنرال، أصبحن منقسمات بين جبران والصهر الثاني شامل الذي ابتعد وانسحب من الحاشية العونية الضيقة. وهكذا حصل في صلب “التيار الوطني الحر”، حيث توالت الاستقالات امتعاضا من شخصية باسيل السلطوية وتعطشه الدائم للمال والصفقات وتقديم من يسمونهم بـ”الزحفوطنيين” على الكفاءات، وسط التنبؤات الكثيرة بانفراط عقد التيار وانحلاله إلى ما يشبه حالة الحزب “السوري القومي الاجتماعي” أحزابا وفرقا بعد رحيل عون، لأنه لن يكون بمقدور باسيل الاستمرار في العمل الحزبي والسياسي. لبنان في غرفة العناية الفائقة المركزة، وأطباء العالم هبّوا لإنقاذه، لكنهم ولدى معاينتهم للمريض اكتشفوا أن سبب العلة هو الدواء نفسه: جبران باسيل، فما هي الوصفة السحرية التي سيقررونها لتفعيل الدواء؟

 

الآتي أسوأ: الدولة بلا غطاء ولبنان غزّة حزب الله

منير الربيع/المدن/27 آب/2020

قد يتخطى إعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه عن تولي رئاسة الحكومة، وسحب اسمه من التداول، التفاصيل المحلية أو الداخلية اللبنانية. فخطوة الحريري جاءت بعد جولات أفق محلية وخارجية، قد يكون استنتج منها أن لبنان مقبل على مرحلة جديدة. مرحلة عنوانها سحب الغطاء عن عهد ميشال عون وحزب الله.

العهد بلا غطاء سني

وهذا مؤشر على أن الأيام المقبلة تحمل المزيد من التصعيد، طالما أن المسؤولين لم يحسنوا الاستفادة من جو التعاطف الدولي مع لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت. وفي غياب الحريري، يكون العهد وحزب الله بلا غطاء سنّي، كان الحريري في ما يمثله قابلاً لتوفيره. لكن هذا الغطاء تبدد، فيما جاءت خطوة رئيس تيار المستقبل لتجنّب التصعيد والانفجار في وجهه. وكان الحريري واضحاً في ما قاله: لن أترأس حكومة بلا ضمانات إقليمية ودولية لتوفير المساعدات. وعزوف الحريري يعني عدم توافر هذه الضمانات. ويعني أيضاً توقع المزيد من الضغوط والعقوبات على لبنان، واستمرار مسار التصعيد والانهيار، بأوجه متعددة.

مأزق عون وحزب الله

وفي خضم التعاطف الدولي مع البلد، غاب الحديث الجدي عن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ما يعني أن الوضع اللبناني أُزيح جانباً، وجلّ ما يحكى عنه من مساعدات مجرد مساعدات غذائية لا أكثر. قرأ الحريري الطالع، فكر طويلاً، وقرر الجلوس جانباً، رامياً الكرة في ملعب حزب الله وحليفه التيار العوني. وهي كرة قابلة للانفجار في أي لحظة. حتى الآن لا توافق حول وجهة إجراء الاستشارات النيابية. وكان حزب الله يميل إلى تشكيل حكومة من عشرين وزيراً: 6 وزراء دولة سياسيين، و14 وزيراً اختصاصياً، برئاسة سعد الحريري. لكن بعد عزوف الحريري تغيّرت المعطيات. وليس من تحديد موعد للاستشارات النيابية. إذاً الصراع مستمر حول التأليف قبل التكليف، وهوية الرئيس المكلف. والأزمة طويلة.

"أخضر بلا حدود" وصواريخ

يأتي ذلك على وقع فصول تصعيد كثيرة، آخرها المشهد في الجنوب اللبناني، وإعلان الجيش الإسرائيلي عن استهداف مراكز رصد لحزب الله. وذكر الجيش اللبناني أن ما استهداف هو مراكز لجمعية "أخضر بلا حدود". والجمعية هذه مصنّفة أميركياً وإسرائيلياً بأنها جمعية لحزب الله، ويخزّن في مراكزها أسلحة وصواريخ، ويمنع قوات اليونيفيل من الدخول إليها وتفتيشها. ويأتي التصعيد الإسرائيلي في الجنوب، على مسافة يومين من التمديد لقوات اليونيفيل. والوقائع هذه تخدم التوجه الإسرائيلي: غياب الدولة عن تلك المنطقة، التي يفعل حزب الله ما يشاء فيها. وهذه الصورة تتكامل مع النظرة الأميركية حول وجوب تعزيز صلاحيات قوات اليونيفيل.

تباين أميركي - فرنسي

حدثت هذه التطورات فيما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يزور إسرائيل، ويوجه رسالة إلى الحزب الجمهوري من القدس. وفيما الولايات المتحدة تتشدد أكثر فأكثر تجاه حزب الله، في مؤشر يفيد بأن الآتي سيكون كبيراً. وهذا شطر من الأسباب الإقليمية التي حملت سعد الحريري على العزوف عن ترؤس الحكومة.

ولا يمكن فصل هذا كله عن تأجيل ديفيد شينكر زيارته لبنان. وإذا أضفنا تأكيد قصر الإليزيه على إبقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته لبنان في موعدها في أول أيلول المقبل، يبرز واضحاً التباين الأميركي - الفرنسي حول الأزمة اللبنانية. وهذا ما بدا واضحاً في تصويت مجلس الأمن لفرض عقوبات على إيران، وفي خلاف باريس وواشنطن حول عمل قوات اليونيفيل في الجنوب.

زيارة ماكرون لتأنيب المسؤولين

لكن المعطيات تشير إلى أن زيارة ماكرون لن تكون مدخلاً لحل الأزمة. بل للوم المسؤولين اللبنانيين وتأنيبهم، وتحميلهم مسؤولية الانهيار، لأنهم لم يقدِموا على أي خطوة إصلاحية أو إنقاذية. لبنان إذاً في مهب مرحلة جديدة عنوانها: الدولة فاشلة، فيما تظهر واشنطن وكأنها تخرج من المنطقة، بعد إعلانها الاستعداد للانسحاب من العراق.

نموذج غزّة

وهذا فيما تتبلور تحالفات جديدة، تنضوي تحت السقف الأميركي: الأول عراقي – مصري - أردني. والثاني خليجي عربي مع الإسرائيليين. والثالث تركي - قطري. ووسط استمرار التصعيد الأميركي ضد إيران وأذرعها، يظل لبنان خارج هذه الخطوط.

وإذا استمر هذا المسار سيكون مصير لبنان كمصير غزة: وأقصى ما يمكن تقديمه له هو المساعدات الغذائية.

 

عن الشاي السريلانكي والأرواح التي تبخّرت

رامي الأمين /أساس ميديا/الخميس 27 آب 2020

لا أعرف من أطلق عليه وصفَ "خمر المؤمنين"، لكنني أتذكّر أنّ أمي كانت، ولا تزال، لا تشرب الشاي إلّا بعد أن "يتخمّر". وكانت تقول أحياناً: "يتخدّر"، وظنّي أنّ الثانية مرتبطة بالأولى، لجهة المفعول. فالخَدَر من آثار الخمر. وكان شاي أمي جنوبياً، "تطبّقه" على الطريقة العراقية المأخوذة على الغالب من أسلوب إيراني مستمدّ ربما من أذربيجان أو أفغانستان أو باكستان أو حتى تركيا وأرمينيا وروسيا في إعداده. فيكون الشاي موضوعاً في إبريق مع ماء مغليّ ليتخمّر على بخار إبريق أكبر حجماً يوضع تحته على النار، في تطبيق لمبدأ "السماور" وهي وعاء معدني يستخدم لغلي الماء وتحضير الشاي، ويعمل إما على الكهرباء أو على الفحم.

والشاي كان سيلانياً على أنواع، وأمي كانت ترضى عن نوعين اثنين فقط شاعا، ولا يزالان، حتّى اليوم في بيوتنا: "الوزّة" ذو العلبة الحمراء و"رأس الحصان" بالعلبة الصفراء. وكلاهما مصدره سيلان، أو سري لانكا، التي قدّمت لعائلتنا، ولعائلات كثيرة أخرى، إلى الشاي، حبّاً لا حدود له.

فمن بلاد الشاي، حضرت ماليكا الى بيتنا وكان لي من العمر ثماني سنوات. وصلت السيدة السمراء النحيلة إلى البيت ومعها ثيابها الملفوفة في شرشف كبير من القماش. لم تكن تمتلك حقيبة سفر. حملت بعض الثياب في قماشة وقطعت آلاف الأميال، تاركةً أطفالها، لتعمل كمساعدة منزلية في شقتنا الصغيرة. كانت أمي مع أبي يعملان طوال النهار، وكانت ماليكا ترعانا، أخويّ وانا، في غيابهما. كانت تلعب دور الأم والأب على السواء. وكانت تهبنا حبّاً لا يمكن تقريشه بمال أو مبادلته بشاي. كان حباً متخمّراً مخدّراً، ينبض كما يغلي الشاي في الإبريق ويسيل كمثل هطول الدم السيلاني في الأكواب الشفّافة، ويطلع كما روح أوراق النبتة، في البخار، إلى السماء.

الشاي بقي "يتخدّر" و"يتخمّر" سنة بعد سنة. ثم غادرت ماليكا بعد سنوات إلى سيلان، لتبقى أمي وحدها مع الشاي السيلاني، وروحه التي تتبخّر، وطعمه الذي لا يكسر مرارته سكّر

وكان البخار أختي الصغيرة، التي ولدت بعد عامين من حضور ماليكا. وقبل اختمار الفرحة، في عمر الأربعة أشهر، تبخرّت الطفلة. صعدت كما روح الشاي إلى السماء، وصار للدم السيلاني طعم المرارة. منذ ذلك اليوم، وأمي تضع في الشاي سكّراً زائداً. ومنذ ذلك اليوم، لا أذكر أنّني رأيت ابتسامة ماليكا. صورتها الأخيرة العالقة في ذاكرتي ضاحكة، كانت وهي تحمل أختي (روح الشاي) بين ذراعيها في حفلة رأس السنة التي أمضيناها في المنزل في جلسة عائلية على سجادة غرفة الجلوس، نشاهد التلفزيون، ونأكل الحلوى. كانت تلك ليلة الفرح الأخيرة. بعدها ماتت اللمعة في عينيّ أمي، وأطبقت ماليكا ظلام الحداد على لمعة لؤلؤها. لكنّ الشاي بقي "يتخدّر" و"يتخمّر" سنة بعد سنة. ثم غادرت ماليكا بعد سنوات إلى سيلان، لتبقى أمي وحدها مع الشاي السيلاني، وروحه التي تتبخّر، وطعمه الذي لا يكسر مرارته سكّر. اليوم تعود ماليكا. تعود ابتسامتها مع خبر تقديم سري لانكا 1675 كيلوغراماً من الشاي إلى المتضرّرين من تفجير بيروت. وقد قرأ كثيرون الخبر بكثير من السخرية. لكن من يعرف معنى الشاي، يعرف أنّ هدية كهذه بمثابة تحية للأرواح التي تبخّرت. وأعرف أنّ من بين الكيلوغرامات الـ 1675 كمشةٌ صغيرة من ماليكا لنا، لنضعها في إبريق حياتنا، ولنستعيد مع غليانها في الماء ذكرياتنا، بحلوها ومرّها، ولتعود إليّ تلك الصورة الأخيرة لـ ماليكا، وهي تضحك وبين ذراعيها روح... أمي.

 

نهاية عهد... أو نهاية بلد

خيرالله خيرالله /أساس ميديا/الخميس 27 آب 2020

لم تعد في لبنان أسرار. هناك عهد انتهى، هو عهد "حزب الله". ليس معروفاً بعد هل هي نهاية عهد... أو نهاية البلد في الذكرى المئوية لإعلان "لبنان الكبير" من قصر الصنوبر في بيروت في أوّل أيلول 1920. ما كشفته الأسابيع القليلة الماضية أنّ الخلافات بين "حزب الله" و"التيّار الوطني الحر" التي طفت ليومين او ثلاثة، قبل بضعة أسابيع، لم تكن جدّية إطلاقاً. تبيّن أنّ زواج المتعة بين الجانبين مستمرّ. ما خرج على السطح، كان شعوراً حقيقياً بالتضايق من سلاح "حزب الله" لدى القاعدة العونية. ما لبث "حزب الله" أن أعاد الأمور إلى نصابها، أي إلى وجود طرف قويّ واحد مهيمن في البلد. هذا الطرف هو الحزب نفسه المتفاخر بأنّه لواء في "الحرس الثوري" الإيراني. صار الحزب يقرّر من هو رئيس الجمهورية المسيحي في لبنان، ومن هو رئيس الوزراء السنّي. ما يؤكّد ذلك أنّ البحث جارٍ على قدم وساق عن بديل من حسّان ديّاب يكون نسخة مطابقة له قدر المستطاع. أقلّ ما يستطيع عمله ميشال عون هو الاستقالة. هذه الاستقالة هي الخدمة الوحيدة التي يستطيع تأديتها للبنان بدل التفكير في كيفية تفادي تحقيق دولي في الكارثة التي حلّت ببيروت لم يعد في لبنان مكان لرجال أحرار، أو على الأصحّ لرجال دولة. لم يعد من مكان سوى لأجندة "حزب الله" الإيرانية التي تفرض في الوقت الحاضر بقاء حكومة "حزب الله" برئاسة حسّان دياب كحكومة تصريف أعمال، في انتظار نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية. هذا ما يريده "الحرس الثوري" في إيران، وهذا ما بات جزءاً من أجندة ميشال عون.

يحصل ذلك كلّه تحت عنوان عريض أسّست له وثيقة كنيسة مار مخايل في السادس من شباط 2006. إنّها وثيقة بين حسن نصرالله وميشال عون. هناك عنوان عريض من بندين لهذه الوثيقة، بعيداً عن كلّ ما ورد فيها من كلام عام لا علاقة له بالواقع.

يقضي البند الأوّل بتوفير غطاء مسيحي لسلاح ميليشيا مذهبية. يقضي البند الثاني بحماية سلاح "حزب الله" لشبق العونيين إلى السلطة بمعناها الضيّق، أي إطلاق يدهم في كلّ ما يسمح باستغلال موارد الدولة اللبنانية تحت عنوان "استعادة حقوق المسيحيين" التي يدّعون أنّ اتفاق الطائف حرمهم منها.

لم يتغيّر شيء منذ العام 2006. ما تغيّر أنّ ميشال عون صار رئيساً للجمهورية كي يتمكّن "حزب الله" من متابعة السير في أجندته. تبيّن أنّ كلّ كلام آخر عن رهان على ميشال عون ولعبه دور "بيضة القبّان" لدى وصوله إلى رئاسة الجمهورية ليس سوى رهان في غير محلّه. فميشال عون يريد رئاسة الجمهورية بغضّ النظر عمّا يحلّ بالجمهورية. من هذا المنطلق، يبدو الكلام الأخير للنائب بيار أبو عاصي من نوع الكلام الشديد الدقّة في وصفه لميشال عون. يقول النائب العضو في "القوات اللبنانية"، التي يتحمّل رئيسها سمير جعجع المسؤولية الأكبر في إيصال ميشال عون الى قصر بعبدا: "قصدت بغول الموت رئيس الجمهورية ميشال عون. ربّما سمعت منه أجمل الوعود والشعارات في تاريخ الجمهورية. لكننا لم نَرَ إلا الموت والدمار منذ دخوله العمل السياسي".

ما يؤكّد صحّة كلام أبو عاصي موقف ميشال عون من الكارثة التي شهدها لبنان والمتمثّلة بالدمار الذي لحق ببيروت. لا يدرك رئيس الجمهورية والرئيس الفعلي للجمهورية، أي صهر ميشال عون، معنى انهيار النظام المصرفي اللبناني، ومعنى كارثة تفجير ميناء بيروت وأبعادها.

مرّة أخرى، يسعى ميشال عون إلى إخفاء حقيقة ما جرى. لا يشبه موقفه في 2020 سوى موقف إميل لحّود في 2005. أعطى اميل لحّود، وقتذاك، تعليمات بالتخلّص من مسرح الجريمة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري... وإعادة فتح الطريق أمام فندق سان جورج

لا يليق برئيس للجمهورية لعب دور المتفرّج على ما يجري في البلد رافضاً تحمّل مسؤولياته، بما في ذلك مسؤولية عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تفجير الميناء، على الرغم من التحذيرات التي تلقّاها. أقلّ ما يستطيع عمله ميشال عون هو الاستقالة. هذه الاستقالة هي الخدمة الوحيدة التي يستطيع تأديتها للبنان بدل التفكير في كيفية تفادي تحقيق دولي في الكارثة التي حلّت ببيروت.

مرّة أخرى، يسعى ميشال عون إلى إخفاء حقيقة ما جرى. لا يشبه موقفه في 2020 سوى موقف إميل لحّود في 2005. أعطى اميل لحّود، وقتذاك، تعليمات بالتخلّص من مسرح الجريمة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري... وإعادة فتح الطريق أمام فندق سان جورج. لولا لجنة التحقيق الدولية، ولولا المحكمة الدولية، لما كان عرف يوماً انّ "حزب الله" وراء اغتيال رفيق الحريري، ولما كانت كشفت الظروف السياسية التي كانت بمثابة إطار للجريمة. الأخطر من ذلك كلّه، أنّ رئيس الجمهورية الماروني ليس قادراً على النزول إلى الشارع  لتفقّد أحوال الناس ومؤاساتهم، والتأكّد من أنّ الضربة التي تلقّتها المنطقة المسيحية في بيروت يصعب القيام منها. قبل أيّام قليلة من مئوية "لبنان الكبير"، لا مكان لاحتفال كبير. لا مكان سوى للحزن والأسى في بلد يسير على وقع أجندة "حزب الله"، وهي أجندة إيرانية، فيما رئيس الجمهورية لا يفكّر سوى في أجندة خاصة به. يختزل هذه الأجندة، وصول جبران باسيل إلى قصر بعبدا في 2022 من جهة، واسترضاء "حزب الله" من جهة أخرى. هناك غياب لأيّ وعي لمعنى ما حلّ ببيروت وأبعاد الكارثة، والخطر الذي تمثّله على مستقبل الوجود المسيحي في لبنان... بين أجندة "حزب الله" وأجندة ميشال عون، هناك خوف حقيقي على لبنان الذي يُخشى من أن تكون عملية تفجير الميناء، ومعها تدمير قسم من بيروت، أشبه بضربة قاضية لبلد ليس فيه، على مستوى القيادة، من يريد سماع نصيحة صديق مثل الرئيس إيمانويل ماكرون. كلّ ما طالب به ماكرون، هو تشكيل حكومة تليق بلبنان، ولا تكون لا على قياس ميشال عون، ولا على قياس جبران باسيل!

 

لبنان الممانع: كِش ملك !!!

ربيع طليس/راديو صوت بيروت إنترناشيونال/26 آب/2020

بعد زيارة الرّئيس الفرنسي “مانويل ماكرون” لِلبنان التي عقبت حادثة المرفأ، بدأ الحراك السياسي المكثّف من أجل تشكيل حكومة إنقاذيّة تنتشل البلد ممّا وقع فيه جرّاء سلطة متعاقبة إتّخذت الفساد منهاجاً والممانعة بوصلة …

ذاع في الأوساط السياسيّة مصطلح “حكومة الوحدة الوطنيّة” في محاولةٍ للإلتفاف على قرار المجتمع الدّولي بنقل لبنان إلى عقد سياسي وإجتماعي جديدين، ودارت أجرام مشاورات التأليف والتشكيل في فلك الرّئاسات الثلاث ورؤساء الكتل النيابية لتصبّ مشاربها نهايةً في “حارة حريك” من أجل التّصديق على ماهيّة الطّبخة الحكوميّة، لكنّ الفيتو الدّولي كان صارماً وحازماً أوقف كل المساعي المخالفة لتوصيات رسوله المتمثّل بالرئيس “ماكرون”، فحكومات الديمقراطيّة التوافقيّة والوحدة الوطنيّة لن تجلب سوى عهد المحاصصات والطائفية وأجندات الممانعة وتجاذبات المحاور …

وفي إشارة إلى قرار المحكمة الدوليّة والحديث الساري عن إبرام التسوية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران كان الشرح يطول، فالمحكمة بعد تحييدها “حزب الله” وسوريا من قضية إغتيال الرئيس الحريري جاء قرارها ليتّهم أحد عناصر “حزب الله” بتنفيذ الجريمة بعد الإيذان السياسي من الجهة السياسية المناوئة لخط الرئيس الحريري، وهذا ما وصّفته بأنّه مخطّط يحتاج إلى تنسيق وتنظيم كي يتمّ إتمامه وهذه هي مهمة المحكمة التي أدّتها على أكمل واجب، وعدم فهمه هو ما أثار حفيظة اللّبنانيّين المنتظرين لصدور القرار …

تفصيلاً لقرار المحكمة وما يجري بصورة موسّعة، لطالما كان لبنان أسير أهواء السياسات الخارجيّة، لكن للمصادفة أنّ هذه المرّة صبّت لصالحه، فإيران ومحور الممانعة التي قوّضت دبلوماسية علاقاته مع سائر البلدان وصرفت طاقاته الشبابية في سبيل تحقيق مآربها عبر حزب الله، ها هي تفقد حظوظها الدولية في إنجاز الإنتصارات بالعمل على تفعيل “آلية الزناد” أو “SNAPBACK” وإعادة العقوبات عليها منذ عام ٢٠٠٥ حتى اليوم من قبل الإدارة الأميركية بعد نقض روسيا والصين لقرار حظر تمديد الأسلحة عليها، وهو ما له علاقة بملف الإتفاق النووي وحظر تمديد الأسلحة، هذا ناهيها عن المؤشرات التي بدأت تُنذر بفقدانها لأوراقها الإقليمية ومنها حكومة “حسان دياب” والّتي سبقها إغتيال “قاسم سليماني” وسقوط حكومة “عادل عبد المهدي” في العراق …

المجون السياسي والعسكري والأمني الّذي مارسه المحور الممانع بحق الثورات العربية ورموز التغيير فيها أدّى إلى سقوطها في غيابة المواجهة أو القبول بشروط المفاوضات، وهذا ما برزت تبعاته في تصريحات الإدارة الأميركية إزاء التصرفات الإيرانية الّتي توحي بجنوحها إلى خيار المواجهة وهي ترواغ وتناور في دائرة التفاوض مع إمكانية خلق أزمات داخلية في لبنان كما العراق وكما حصل من محاولة خلق فتنة مؤخّراً من قبل عناصر ومؤيّدي “حزب الله” كورقة ضغط بغية تحسين شروط الولايات المتحدة وهو ما له سيناريوهات مضادة تمّ إعدادها من قبل الإدارة الأميركية ستُقابل بها الأجندة الإيرانيّة في إنجاح أوّل خطوة فيها …

خارطة الطريق للوصول لشرق أوسط بعيد عن القيادة الإيرانيّة وُضعت قيد التطبيق، فإيران لم تُعادي أعداءها فحسب، بل أمعنت في مُعاداة الدول العربية وحلفائها ونفسها أيضاً، وهو الأمر الّذي لن تخرج منه سوى صريعة لما رسمته في السابق عبر ذراعها “حزب الله” العابر لكل مدن العالم ما عدا القدس، وإسقاط “سليماني” الّذي تغنّى بهيمنة الحزب على الشأن اللبناني هو رسالة جليّة وواضحة في إيقاف كل المماحكات الناشبة في المنطقة بسبب الميليشيات المسلحة التابعة لها حيث إتّخذ تسمية “مكافحة الإرهاب ومحاسبة رموزه”، ولعبة شطرنج السياسة وصلت إلى إغلاق ميدان المحاور وسبقها بجملة “كِش ملك” لرموز الضّامة الممانعة … لبنان بعد “١٧ تشرين” دخل حقبة جديدة تُبعده عن تضمُّخ دماء شبابه وتعمل على تفكيك كل الرّبقات الممهورة بالختم الممانع، وهو ليس ببعيدٍ عن السيناريو الساري في العراق لكن بصورة مغايرة قليلاً نظراً لصغر مساحته وتمحور السلطة فيه بيد حزب الله كتنظيم ونصر الله كشخص، والستاتيكو المرحلي بعد إنتهائه سيحمل معه إتخاذ شطر من إثنين كلاهما يُفضي لذات الأجندة السياسية الخادمة للبنان …

 

اكتفينا من مشاهد الانفجار!

 ميليسا ج. افرام/أي أم ليبانون/26 آب/2020

أكثر من 20 يوماً مرّت على وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت، والتي أوقعت ضحايا بالمئات وجرحى بالآلاف وعدداً من المفقودين وتدميراً لعاصمتنا. يلملم أهالي الاشرفية والجوار ما خلفه الانفجار من دمار في بيوتهم وأرزاقهم بمساندة من المجتمعين العربي والدولي والجمعيات اللبنانية، بظل غياب الدولة اللبنانية.

“الحجر بيتعوض بس الانسان ما بيتعوض” هكذا يواسي الاهالي أنفسهم خلال إزالة حطام جنى عمرهم، أما من خسر أحد أقربائه، فلا شيء يعوض له خسارته. لبنان لبس الأسود، والأيام غير كفيلة لمحو هول هذه الكارثة على اللبنانيين، فبتنا كالجثث المتحركة، بل الشبه المتحركة اثر الحد من تحركنا باعلان الاقفال العام. لقد منعتنا كورونا من احتضان بعضنا الآخر ومواساة أنفسنا، ولا أغاني بيروت ستعزينا ولا كلمات الصمود ستقوينا بعد هذه الكارثة. أسطول من الأطباء النفسيين غير كاف لاخراجنا من الصدمة التي نحن فيها، كم من الأيام والأشهر نحتاج لتخطي ما فعلوه ببيروت وبأهلها؟

بحسب الخبراء النفسيين، مشاهد الركام والدمار كفيلة بتذكيرنا باللحظات المرعبة التي عشناها في 4 آب، لذا يجب إزالة الركام والبدء بالاعمار في أسرع وقت ليعود اللبنانيون إلى حالهم النفسية شبه الطبيعية، لكن مؤسسات الدولة مجتمعة مصرة على تذكيرنا يوميا بمأساتنا من خلال تقاعسها عن المباشرة بالاعمار.

نحن هنا، صامدون رغم كل شيء، ننتظر حقيقة ما نتج من إهمال السياسيين وفسادهم. أن ننسى لن ننسى ما فعلوه بنا، نعم لقد خدرنا جراء الصدمات والازمات المتتالية ولكننا لن ننسى. دعونا نداوي جروحنا لننهض من جديد، وكفاكم تذكيرنا يوميا من خلال الشاشات المتلفزة بخسائرنا، نحن نعرف حجم الخسارة الانسانية والمادية، نحن نعرف ما علينا فعله، لكن دعونا نخرج من أزمتنا لنقف من جديد ونثأر لكل ضحايانا. نظفوا شاشات التلفزة من مشاهد الدمار وتكرار صور الانفجار وأعيدوا لنا صور الحياة. بيروت ستنهض من ركامها وأبطالها ملائكة في سماء لبنان. إرحموا قلوبنا وقلوب أهالي الضحايا وتوقفوا عن تذكيرهم بوجعهم بصورة متكررة وطوال نهاراتنا وأيامنا. هم لم ينسوا ونحن لن ننسى.

 

هواجس مسيحيي لبنان

حازم صاغية/الشرق الأوسط/26 آب/2020

قبل الجريمة الفظيعة في مرفأ بيروت، توفيت سيدة مسيحية اسمها جوسلين خويري بعد صراع طويل مع المرض. بدت وفاتها في البيئة المسيحية حدثاً لم يستعد كثيرون لمضاعفاته. فجأة، وعلى أوسع نطاق، ذُكرنا بأن خويري كانت مقاتلة كتائبية في «حرب السنتين». نُشرت صورها القديمة وهي تحمل السلاح وتخوض المعارك. تتالت القصص التي تُروى عادة عمن تسميهم أحزابهم شهداء. القصص تجاورَ فيها الحقيقي والمضخم، كما يحصل عادة في تلك المناسبات. الوجه الإيماني والتعبدي في سيرة خويري صبغ البندقية بالبخور.

الحدث واستقباله الصاخب المفاجئ حملا دلالتين: أن المسيحيين هم أيضاً، في هذه الغابة التي تتناسل شهداء، لديهم شهداؤهم، وأن ثمة حنيناً يستولي عليهم إلى زمن السلاح، حين كانت الفتيات أيضاً يقاتلن إلى جانب الرجال.

مع انفجار المرفأ الذي دمر بصورة خاصة مناطق يسكنها مسيحيون، انضاف إلى تلك المشاعر شعور جديد وقاهر: نحن مغلوبون على أمرنا منذ نولد وحتى نموت. ذاك أنه رغم الدور المركزي للمسيحيين في نشأة لبنان، فإن الشراكة آخر ما يعني الشركاء في الوطن. من يريد من أولئك الشركاء أن يحمل السلاح لمحاربة إسرائيل، أو غير إسرائيل، سيحمله متجاهلاً بالكامل شريكه المسيحي، وهذا سبب كافٍ كي يشعر الأخير بأن هذا السلاح، وبغض النظر عن المزاعم الآيديولوجية، مرفوع في وجهه هو. صحيحٌ أن اللبنانيين كلهم منكوبون ومقهورون اليوم؛ لكن قهر المسيحيين أكثر تركيباً في حاضره وأشد تجذراً في ماضيه. أما أحوال المنطقة فلا ترش إلا الملح على الجرح المتقرح. إلى ذلك، هم ليسوا أقلية سياسية أو آيديولوجية كي يُفرض رأي الأكثرية عليها بالانتخابات أو ربما بالحرب الأهلية. إنهم أقلية دينية وطائفية يصح فيها ما يصح في الأكراد بوصفهم أقلية إثنية. والطرفان يحملان ثقافتين فرعيتين يستمدان منهما بعض المعاني التي تغاير المعاني السائدة لدى الأكثرية؛ لا بل هما يحملان مخيلتين جمعيتين لا تنسجمان تماماً مع المخيلة النضالية المألوفة. الأكراد – مثلاً - أهدوا العرب صلاح الدين الأيوبي، والمسيحيون ألحقوا به ميشيل عفلق وجورج حبش.

والراهن أن الأوطان يستحيل أن تُبنى - إذا أريد لها أن تُبنى - بتجاهل تلك الأقليات، وجعلها أشبه بضيوف ثقلاء في أوطانهم. والتجاهل هذا له تاريخ مديد في المنطقة، كأنْ يُخترع في عراق ما قبل 2003 «الجحوش» ويُعطى لهم تمثيل الأكراد، أو أن تنفخ الوصاية السورية في لبنان بعض الأفراد المسيحيين وتعهد إليهم بتمثيل المسيحيين. والحال أن ثنائية الأكثرية والأقلية لا تُحسب بالأعداد فحسب؛ بل تُحسب أيضاً بامتلاك مصادر القوة والقرار. فالسنة في سوريا أكثرية عددية؛ لكنهم أقلية من حيث تلك المصادر. وقبل 2003 كان شيعة العراق - وهم أكثرية عددية - أقلية فيما خص القوة والقرار.

لكنْ كيفما قلَّبنا الأمر، يبقى أن رغبة انفصالية تعصف بمسيحيي لبنان اليوم اليائسين من «التعايش». لقد فُرضت عليهم مقاومة أولى تسببت في خسارة الأرض، وتحويل التناقضات الأهلية إلى حرب أهلية، ثم مقاومة ثانية فاقمت أسباب الحرب الأهلية، من خلال تكريس غلبة وتفاوت في السلاح غير مسبوقين. وفي أي وقت قد يظهر من يحول تذمراً طائفياً ما إلى سبب لحمل السلاح ورفع لافتة «تحرير فلسطين». حملة البطريرك الماروني بشارة الراعي المتواصلة والمتصاعدة من أجل الحياد، والتآكل الشعبي الذي تتعرض له البيئة العونية بوصفها بيئة «متعاونين» مع «حزب الله»، ودعوة «القوات اللبنانية» إلى استقالة رئيس الجمهورية التي تكسر مُحرماً سياسياً تقليدياً، كلها تقول إن المسيحيين باتوا في مكان آخر. لقد دفعوا غالياً ثمن سياسات لم يُستشاروا مرة فيها، وهم جربوا السياسات الفاضلة، كوقوفهم إلى جانب سائر اللبنانيين في 2005 و2019، كما جربوا السياسات الحمقاء، كتعاطفهم مع «حلف الأقليات» ومع نهج عون – باسيل – الأسد. لا هذا أسعف ولا ذاك.

وهذا إنما يذكِّر - ولو على نطاق مصغر - بتجربة مريرة ينبغي بذل كل الجهود لتفادي تعريض المسيحيين غصبا عنهم إليها: ذلك أن اليهود الأوروبيين لم تنجح الثورة الفرنسية وإنجازاتها في رفع العقوبة التي عُرفت بـ«قضية دريفوس» عنهم، ولا أعفتْهم الثورة البلشفية ووعود الشيوعية من مواجهة الستالينية وظلاماتها. وهذه الخيبات حلَّت قبل أن يتوِّجها انتصار النازية وإطعام المحارق جثث اليهود. هكذا ارتفعت حظوظ الحل الذي اقترحه عليهم الصهاينة: فلتكن لنا إذن دولة خاصة بنا.

وكثيرون جداً من مسيحيي لبنان يحملون اليوم هذه الرغبة، وإن لم يملكوا أدواتها، ناهيك عن الطبيعة الجغرافية والديموغرافية للبلد التي تعقد فرزاً سكانياً كهذا؛ لكن شيئاً واحداً يبقى مؤكداً، هو أن لبنان، كتجربة وكنافذة عربية على الحداثة، يموت الآن، وأن المنطقة تعلن فشلها المطنطن في رعاية تجربة تقوم على التعدد والحرية. في أي حال، هذا - في عرف كثيرين - ليس بالشيء المهم. المهم أن «حزب الله» ماضٍ في مقاومته!

 

"الشيعية السياسية" في لبنان من الصدر إلى نصرالله.. المسار التاريخي ونذر النهاية "الوخيمة"

أيمن شروف/الحرة/26 آب/2020

يتنقل لبنان في حكمه بين طائفة وأخرى، وسط تقاطع عوامل خارجية وداخلية، فتجارب حكم الطوائف تتراوح بين فاشلة وأكثر فشلا، إلّا أن جميعها تعاود المحاولة بشتى الوسائل، وفقاً للراعي الإقليمي والدولي. وفي وقت ليس ببعيد، شعر السُنّة أنهم امتداد طبيعي للناصرية، في حين رأى المسيحيون وتحديداً الموارنة أن الغرب سيقف إلى جانبهم للنهاية، وفي المحصلة كانت النتيجة أن الغلبة، مهما عظمت، فإن استمرارها مستحيل.

اليوم، يعود الشيعة ليُجربوا كما فعل من سبقهم، ولا يبدو أن مصير التجربة سيكون مماثلا لما سبقها، إذ كُل مؤشرات ما يمرّ به لبنان في الحاضر توحي بأن ما هو مُقبل على هذا البلد الصغير سيكون أكبر وأسوأ من كُل ما سبق، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. هذا ولا يبدو في الأُفق أن من يقود مشروع الشيعية السياسية مُكترث لما يُسببه مشروعه على هذه المساحة الضيقة المليئة بالتناقضات التي ستبقى ولّادة لمشاريع انتحارية جديدة.

في ستينيات القرن الماضي، برز في لبنان مجموعة من رجال الدين الشيعة آتين من قم والنجف. أوّلهم كان موسى الصدر الذي وصل عام 1960، بعد سنوات قضاها في مدينة قم الإيرانية حيث وُلد ودرس، قبل أن ينتقل إلى النجف ليستكمل دراسته الدينية. لحق بالصدر، اثنان سيتركان بصمتهما على الطائفة الشيعية ولكن بدرجة أقل من الصدر، وهما السيد محمد حسين فضل الله والسيد محمد مهدي شمس الدين، اللذان تشاركا مع الصدر في تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

وتُعبّر هذه الشخصيّات الثلاث عن ثلاثة مناهج مختلفة بشكل متقاطع، ففضل الله بنزعته وتكوينه وعناصر نشأته أراد أن يكون منظراً لحركة إسلاميّة عالميّة، حركة تكون سياستها هي الإسلام وكان لبنان هو المنطلق، فيما كان محمد مهدي شمس الدين فقيه علاقة الشيعة بالجماعات الإسلامية الأخرى، ضمن إطار دول أو مناطق، وفكرته عن أن في وجه ولاية الفقيه، ولاية الأمّة على نفسها وإجزاء الأمّة على نفسها.

أمّا موسى الصدر، فهو ببساطة رفع مطلب إعطاء الشيعة اللبنانيين دوراً سياسياً يناسب كتلتهم العدديّة واختصاصاتهم وكفاءاتهم الجديدة، ليس بواسطة العمل الخاص أو التنمية المناطقية، ولا عن طريق التنمية الاجتماعية العامّة، أو بنية جديدة للدولة، إنّما انطلاقاً من حصّة في الدولة القائمة.

من أقوال الصدر التي تُضيء بشكل كبير على تفكيره وخطته في آن، قوله: "وجود لبنان برهان قاطع ومناقض لوجود إسرائيل، والمحافظة على لبنان هي على السواء ضرورة دولية وواجب وطني، ويجب أن نحفظ لبنان، وطن الأديان والإنسانية، بتعميم العدالة الحقيقية". هذه العدالة كما يراها الصدر، لا تأتي إلا من باب إخراج الشيعة من التهميش الذي يعيشون فيه وتحويلهم إلى كتلة داخل الدولة وليس على ضفافها، وأريافها وضواحيها.

يقول الكاتب والباحث وضاح شرارة: "قيل شيعيّة سياسيّة عن حركة الصّدر بعد أكثر من عشر سنوات على بدئها، وهنا بدأ يتبلور عدد من نتائج حركته التي انطلقت من انشقاق في الطاقم السياسيّ الشيعي بوجه قطب مهيمن ولكنه ليس القطب الوحيد وهو كامل الأسعد (زعيم إقطاعي وسياسي)، ومن أوقات مختلفة بين 1958 و1962 وبشكل صريح وعلني سنة 1966 عندما بدأت حركة تطالب بمجلس إسلامي شيعيّ للشيعة بتشجيع من الطرف الشّهابي (نسبة لرئيس الجمهورية آنذاك فؤاد شهاب) وبتشجيع كبير جداً من السوريين".

وموسى الصدر، بحسب شرارة، "هو وريث اتجاه موجود في قلب التشيّع اللبناني، يمثّله في مطلع القرن العشرين شخصاً اسمه عبد الحسين شرف الدين ويسمونه تيّار التّوحيد الإسلامي. والذي أكمله في 1909 وكان شرف الدين على صلة ببعض أعيان العلويين، بيت الأحمد بشكل خاص جبّ سليمان الأحمد.. وعباس الموسوي كان أحد الأشخاص الذين أكملوا في هذا التيّار الذي كان نجم حزب الله قبل اغتياله".

وجها الصدر المتناقضان

حمل الصدر هموم الطائفة التي كانت تعتبر نفسها محرومة. استفاد من ظروف عدة، وكان الظلم الواقع على الطائفة إن من الدولة أو من قُرب الشيعة جغرافياً من إسرائيل، وبالتالي الصراع المُسلح مع إسرائيل، بمثابة قوّة دفع باتجاه تحقيق مطالب كان يراها محقة وضرورية، وبالتالي "إذا كان هناك من إعادة نظر لمّا يسمّى نظام، تتمّ إعادة النّظر هذه لمصلحة العدد والدور الشيعي"، يقول الصدر.

بحسب شرارة، كانت السياسة ملتبسة كثيراً عند الصدر، كان هناك وجه لبناني (صور الكنائس، الزيارات، الشعارات والخطابات)، ووجه ثان غير خفيّ على الإطلاق، باتّجاه انقلابي تماماً، أحد عناوينه "السّلاح زينة الرجال" ومن عناوينه الأخرى الأقلّ ظهوراً، علاقات مع الحركة الاسلامية في العراق التي ساهم فيها محسن الحكيم، وعلاقات وثيقة ومتعددة بإيران، كان هناك علاقات بنظام الشّاه. وكان هو من أتى بالعاملية المدرسة المهنيّة التي موّلتها إيران يومها. كما كان في الوقت نفسه على صلة بالخميني شخصيّاً من موقع مختلف كثيراً عمّا يزعمه حزب الله أو ما يزعموه الخمينيون، فقد كان الصّدر متقدّماً على الخميني، وأمير طاهري الذي كتب أفضل تأريخ ربما للخميني وحركته يقول إن فكرة المستضعفين وما يسمّيه "ولاية أهل الضعف أتت من موسى الصّدر".

وكان لا بد للصدر من أجل أن يُمتّن مكانته في المجتمع الشيعي أولاً ويحوّله إلى مدخل للسياسة اللبنانية عامة، أن يكسب أبناء الطائفة، وأن يخلق لهم حافزاً كانوا قد فقدوه نتيجة عدة أسباب من بينها التهميش ودور الزعامات التقليدية والإقطاعية وبُعدهم عن الدولة ومؤسساتها وغيرها. بالتالي أدرك الصدر مُبكراً أهمية خلق إطار شيعي يجمعهم، فانكب على تكوين نواة حركة تساعده وتسهّل له مطلب خلق إطار، أو مجلس شيعي. 

وفي إطار الإعداد لهذا المجلس، استخدم الصدر ذراعين. يختصرهما شرارة كالتالي: "ذراع أوّل توجّه من خلاله نحو المغتربين الأثرياء وقام بجولات في المغترب لمخاطبة المغتربين بأسلوب كان يظن هو أنهم يرغبون في سماعه، فبرأيّه المغتربون همّ قوميون عرب أو قوميون سوريون، فكان يتكلم معهم بأنه يجب على الشيعة المساهمة في خيار المقاومة العربي وبأن القوة في لبنان ضروريّة للتغيير في سياسة لبنان العربية".

أما "الذراع الثاني فهو الناس الذين كان يجمعهم الصدر بعشرات الآلاف بين صور وبعلبك ضمن "حركة المحرومين"، وكان معظمهم يرتبطون بالمكتب الثاني (تسمية تُستعمل لمن يعمل لدى أجهزة الاستخبارات) فكان يصطاد الزعامات الشعبية، والناس المطاردين، المحكومين والمهربين، ويستحصل لهم على براءات وإخلاءات سبيل مقابل انضمامهم للحركة. فقامت هذه الحركة بشكل سريع من ناحية هناك الأثرياء ومن الناحية الثانية الفقراء والمستضعفين، وأدار هذه العلاقة بين الناحيتين بمتانة وقوة وشدّة. أتصوّر أن الجمع بين هذين الطرفين على مثال ليس بعيداً عن المثال الماروني في القرن التاسع عشر. دور الكنيسة في جمع الأعيان وجمع العامّة"، وفق شرارة.

الإضاءة على مرحلة الصدر ضرورية لتبيان كيف بدأ التحوّل الفعلي عند الطائفة الشيعية، وكيف ساهم هو من موقعه كرجل دين وسياسي في تكوين نواة الشيعية السياسية التي بدأت منذ ذلك الوقت في التشكل، فكان المجلس الشيعي وكان للصدر أن يتحوّل إلى رجل سياسة أكثر منه رجل دين، فوطد علاقته بالسوريين وكان له علاقة وثيقة بحافظ الأسد، ورجل المخابرات البارز علي دوبا، كذلك بالإيرانيين من الشاه إلى الولي الفقيه ولم يُخف التوجه العروبي وفلسطين وعلاقته بمنظمة التحرير آنذاك التي كانت علاقة فيها الكثير من الصعود والهبوط حيث لعبت المنظمة وياسر عرفات دوراً كبيراً في تمتين الجناح الخميني داخل حركة أمل.

اختفاء الصدر - ظهور حزب الله

وبين "السلاح للمقاومة" وأفواجها "أمل" والمجلس الإسلامي الشيعي وحركته السياسية لبنانياً وعربياً، بات الصدر رقماً لا يُستهان به في المعادلة المحلية، خاصة بعد عام 1968 تاريخ بدء المناوشات على الحدود، وبالتالي وجوده يفرض على الأطراف الأخرى محلياً ودولياً التعامل معه، ومن هنا بدأ يظهر تناقض مصالح الصدر الوطنية مع مصالح حلفائه الخارجيين.

حتى داخل الطائفة الشيعية نفسها، وبحسب شرارة، "تبنّت النّواة التي شكّلت حزب الله فيما بعد، نقد الصدر، لا بل اعتبرته وجماعته يزيديين (نسبة ليزيد بن معاوية) يقبلون بلبنان حتى لو كان ما يعرضه لبنان على الشيعة هو عبارة عن وظائف في الكازينو. فكتبوا أكثر من مرة واتهموا الصدر بإضعاف التعليم الديني عند الشيعة. وأولى ممارساتهم كانت إنشاء الحوزات، حوزة فضل الله، حوزة الرسول الأكرم، التي كان يدرّس ويتكلّم فيها حسن نصرالله (أمين عام حزب الله الحالي)، و حوزة علي الأمين".

لكن ذلك لا يمنع أن الصدر شكّل حركة متناقضة فيها تيارات مختلفة والجمع بين هذه العناصر والمناطق غير متكافئ على الأقلّ حتى لو أراد هذا الشيء. في مرحلة من المراحل وتحديداً بدايات السبعينات من القرن الماضي، كان الصدر قد بدأ الانعطاف نحو التركيز اللبناني، وهذا العامل الذي أُخِذ ضدّه، واعتبر البعض أن الرجل دخل في "مرحلة التواطؤ" مع النظام.

في ظل هذا الواقع، اختفى الصدر في ليبيا في أغسطس من العام 1978، في ظروف غامضة لم تُكشف إلى اليوم حتى بعد سقوط نظام معمر القذافي الذي اتُهم بأنه وراء عملية اختفاء الإمام ومرافقيه. بعد اختفائه، بدأ الإعداد لمرحلة جديدة عند الشيعة، مغايرة تماماً لما قال به الصدر ولكنها، بشكل أو بآخر، استفادت كثيراً مما فعله الرجل لدى الشيعة، فكان ظهور حزب الله للمرة الأولى كتنظيم عام 1982.

يقول شرارة: "خلال أربع سنوات بين قتله/إخفائه وعام 1982، قسم من حركة أمل وهو أمل الإسلامية بقيادة حسين الموسوي وتيارات شيعية أخرى في البقاع دعت إلى قيام دولة إسلامية، بالوقت الذي كان موسى الصدر قد قُتل، وطبعاً بعض الناس تتساءل حول توقيت قتله، بعد ستة أشهر من بداية الموجة التي استولت على إيران، بداية التحركات التي أدت إلى فبراير الـ1979 (الثورة الإسلامية) أي حوالي الـ10 أشهر من الحركات الإسلامية، فهو اغتيل في وسط هذه المرحلة. لذلك بعض الناس تعتبر أن الإيرانيين والسوريين ليسوا غريبين عن هذه الوجهة".

ويضيف: "الموقع الذي احتلّه موسى الصّدر في وجهته الأساسيّة لا يفترض أن يلتقي بحزب الله. وانشقاق أمل الإسلامية الأول حصل باسم موسى الصّدر، بالرغم من أنه بين عامي 1978 و1980 عندما خلف نبيه برّي (رئيس حركة أمل الحالي) وحسين الحسيني (الرئيس السابق) الانتقادات الداخلية لأمل كانت لأن توجهه اعتبر بداية أنّه مخالف لتوجّه الصدر".

وبالتالي، فإن موسى الصدر قد أسّس لمشروع حزب الله من حيث لا يدري، لكنه جمع وحوّل الشيعة إلى كتلة متماسكة في مكان ما وربط بين أثريائها وفقرائها وسياسييها. فحزب الله لم ينشأ من العدم ولم يبدأ من الصفر، والكلام لشرارة.

مرحلة التمكين وتهيئة الأرضية

لم يكن من السهل على حزب الله أن يفرض نفسه لدى الشيعة بالخطاب المقاوم والفكر الديني وتحديداً ولاية الفقيه. في السبعينات والثمانينات، كانت الطائفة الشيعية وقود الحركات اليسارية في لبنان، وكان توجه الطائفة لبناني، فيما يأتي التدين في مرتبة لاحقة، نجح الحزب عبر السنين في قلب المعادلة وتحويل التشيّع إلى انتماء للحزب ولمخطط أوسع من حدود لبنان.

في طريقه لتحقيق هذا الأمر كان لا بد من مواجهة مع "الأخوة". حزب الله ذو المشروع الإيراني لا يُريد أن يُشاركه مناطقه أيّ كان، فإمّا الإلغاء أو التطويع، وبالتالي كانت المرحلة الممتدة منذ عام 1982 حتى عام 1989 وتحديداً إلى حين توقيع اتفاق الطائف، مليئة بمعارك فرض النفوذ العسكري في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية مع توسع لمناطق أخرى لاصطياد قيادات حزبية أو محاصرة حركات إسلامية قد تؤثر عليه.

يقول شرارة في هذا السياق: "بين عامي 1985 و1990 تقريباً، أدت حروب المخيمات المتتالية إن كان في بيروت أو طرابلس أو الجنوب إلى مقتل معظم العناصر العسكرية الفاعلة في حركة أمل. لقد سقط حوالي 1500 قتيل في هذه الحروب. العناصر التي كان لها وزن عسكري في أمل كداوود داوود في صور قتلت. وعدد من الأمور الأخرى كمحاصرة الحركات الإسلامية في طرابلس، تحجيم وتصفية الشيوعيين، كل ذلك كان له صلة بتنظيف الأرض لحزب الله. والتنازل الضخم الذي قدّمه السوريون لحزب الله أنهم لم يتدخلّوا في سياسته وبعمله، باستثناء بعض الخطط الثأريّة الصغيرة كثكنة فتح الله في آخر فبراير عام 1987 (هجوم للقوات السورية على الثكنة التي كانت مقر حزب الله رداً على دعمه الفصائل الفلسطينية ضد حركة أمل فيما عُرف بحرب المخيمات)".

توازياً مع تنظيف الساحة من قبل حزب الله، كانت هناك حرب بالوكالة تُخاض بين قوّتين إقليميّتين على الورقة اللبنانية. فمعارك الحزب مع حركة أمل كذلك حرب المخيمات كانت حرباً بالوكالة بين إيران الخميني وسوريا حافظ الأسد. كانت لكل دولة أجندتها وذراعها، وهدفها أن يكون لها الكلمة الطولى في سياسة بلد صغير، لكن جغرافيته جعلته حاجة للجميع، أو بالأحرى صندوق بريد فيما بينها، ومعبراً لطموحاتها التوسعية.

في هذا السياق، يقول الصحافي والكاتب محمد أبي سمرا: "بعد انتهاء حرب المخيمات والتّخلص من المنظمات الفلسطينية، حصلت التسوية بين إيران وسوريا مفادها أن حافظ الأسد هو من يدير حزب الله وإيران هي التي تُسلّحه. وضمن الخطة السورية لم يكن مسموحاً لحزب الله أن يتصرف من تلقاء نفسه وهذا ما بدى واضحاً عندما تمّت التسوية الكاملة لاحقاً في التسعينيّات. حركة أمل ولاؤها سوري بالكامل، لم يكن هناك من داع لتقاسم ولائها مع أي طرف آخر. كونها تمثّل حصة الشّيعة في الدولة".

يستذكر أبي سمرا أنه "في المرة الأولى التي أتي بنبيه بري وزيراً عام 1983، اشتعلت بيروت بالرصاص لمدة ساعتين، إذ كانت هذه المرة الأولى التي تنجح بها الحركة الشيعيّة المسلحة بالإتيان بوزير في الحكومة. باعتقادي أن مجتمع التهجير هو ما جعل الشيعة منذ الحرب الأهلية وحتّى اليوم في حالة مظلومية، بالرغم من أنهم أصبحوا يمسكون بمفاصل البلد".

البناء من تحت

وفي الثمانينات أيضاً، تنامى دور رجال الدين بشكل أكبر، بعدما كان بدأ بالخفوت سابقاً (حتى نهاية الخمسينات)، عبر دخول العامل الإيراني، من مال وتأسيس أول ثكنة عسكرية في البقاع (ثكنة الشيخ عبدالله) وإنشاء الحوزات الدينية، وتخريج رجال دين خلال 3 أو 4 سنوات ليشرعوا بالعمل، وكانوا أقرب إلى الدعاة مما هم رجال الدين الذين يتكلمّون بالعلم والفقه. كذلك، كان من مظاهر بروز حزب الله بدء ظهور ما يسمى بـ"التشادور" (النقاب) إضافة إلى منع الناس من شرب الكحول، غير أنه ومنذ بداية التسعينات لم تعد هذه الأمور أساسية وأصبح التركيز على الصراع وعمليات المقاومة ضد إسرائيل هو الأساس، وفق ما يقول أبي سمرا.

خلال مرحلة التوسع، أي الثمانينات، والتي انتهت بسيطرته، حرص حزب الله وبشكل خاص نصرالله (أكثر بكثير من صبحي الطفيلي وعباس الموسوي وأمين السيد)، بحسب شرارة، على أمرين: أولاً، عنصر الانفصال عن الحياة العادية في لبنان، بواسطتين، واسطة عسكرية وواسطة مدنية أهلية، شبكة المؤسّسات التي كانت قدّ بدأت ولكن نصرالله وسّعها بشكل ضخم، من تدريب الكشّافة، إقامة الزيجات الجماعية المشتركة، تمويل الصيدليات والتعاونيات، المنح الدراسية، إلى آخره. ثانيا، التجنيد، المرحلة الأولى كانت تجنيد العناصر الذين هم في نفس الوقت طلّاب مدارس دينية وتكوين صورة دعويية خالصة ولكن فاعلة.

والحروب التي خاضها الشيعة فيما بينهم ومع الفلسطينيين وغيرهم، حولتهم إلى مجتمع تهجير. ماذا يعني ذلك؟ يقول أبي سمرا: "كانوا يتهجرون من الجنوب بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، إلى بيروت ويتوسعون في الضاحية الجنوبية في مجتمع تهجير وليس في مجتمع هجرة، في مجتمع الهجرة يأتي الأفراد ليعملوا ويستقروا بشكل من الأشكال، أما في مجتمع التهجير الحربي، فتتلاشى الحياة الاجتماعية، ويتلاشى المجتمع. المهجرون فوضى كاملة، مُقتلعون، بلا عمل، هاربون. هذه الحالة التي عاشها مجتمع التهجير الشيعي في لبنان كانت عاملاً أساسياً في ولادة حزب الله. لقد ولد حزب الله على الحطام الاجتماعي، حيث أنه لم يعد هذا المجتمع متماسك ولو قليلاً. خصوصاً في منطقة الرمل العالي، وهي منطقة تهجير بالكامل".

وكان مرسوم لمجتمع التهجير هذا أن يبقى في حالة حرب دائمة، التي كانت بوابة عبور إيران إلى قلب الطائفة وبسط كامل النفوذ العسكري عليها منذ أواخر الثمانينات. يقول شرارة: "حين نقرأ سير القتلى لدى الحزب أو ما يعرف ب"معراج الشهادة"، نلاحظ أمراً أساسياً هو أن مقاتليهم والذي عددهم صار ضخماً، النواة المقاتلة الأولى التي قدرت ب 5 آلاف، كلهم ناس كانوا يقومون بدورات تتراوح ما بين الـ6 أشهر إلى السنة بين التدريب على القتال والتعليم في الحوزة في إيران، والكادر العسكري الكبير والمتوسط كان بالكامل بإعداد إيراني".

ويضيف: "حسابات الحزب والقيادة الإيرانية أن التمكين الحزبي والتماسك الحزبي الداخلي بحاجة لناس يدينون بكل شيء للحزب وإيران، ولذلك قاموا بتشكيل ما يعرف بالمجتمع النقيض، وهذا ما هم حريصون عليه، كما يحصل في العراق واليمن ولبنان حيث أعطى نتيجة مدهشة، إذ نرى أن القاعدة اللبنانية لحزب الله وليس فقط القاعدة المباشرة بل حتى القاعدة الاجتماعية، أكثر تمسكاً وأكثر حدة بانتسابهم للحزب الإلهي العقائدي والسياسي، من الإيرانيين أنفسهم. ليس هناك مثيل في حزب الله للانتفاضات والانشقاقات التي حصلت (في إيران) عام 2009 و2017 و2019 هذه الانتفاضات ذات الطابع الجماهيري لا تحصل لدى الحزب".

الطائف وبدء توزيع الأدوار

عام 1989 انتهت الحرب الأهلية اللبنانية على الورق، بتوقيع اتفاق الطائف، في السعودية. كانت الطائفة الشيعية قد وصلت إلى معادلة فيما بينها وبين راعييها الإقليميين. تُرك للسوريين أمور السياسة عبر نبيه برّي، وقبضت إيران على الورقة التي تراها أكثر استراتيجية في معركة توسعها: "المقاومة". وهذه المقاومة كانت في تلك الوقت شبه وحيدة على الساحة الجنوبية، ثُم ما لبثت أن تحولت إلى الميليشيا الوحيدة التي تحتفظ بسلاحها بعد الحرب، تحت شعار محاربة إسرائيل.

والواقع أن حزب الله لم يكن مع الطائف بصيغته التي أُقرت آنذاك، لكنّه طبعاً لم يُعارضه حينها. كانت المصلحة السورية تقضي بأن يرضخ الحزب وهذا ما حصل، إذ يقول شرارة: "السوريون أقنعوه بقليل من العنف وقصة ثكنة فتح الله غير بعيدة عن هذا السياق، بأن يدخل بالطائف عبر نواب وليس وزراء وهذا ما يُكسبهم شرعية دولية وبدأت الحجة التي تُستعمل الآن عند حزب الله بأنه يمثل قسم من الشعب اللبناني وله ممثلون في المجلس النيابي والحكومة، يومها لم يكن لديه وزراء لأن السوريين آنذاك هم من تولّى شؤون التوزير وكان رأيهم أن هذا الأمر قد يثير حساسية أميركية، ثم مع رفض الحزب التوظيف بمؤسسات الدولة، أعطى السوريون الوظائف إلى مناصري أمل الذين يُعتبروا جماعتهم من دون تحفظ تقريباً".

ويذكر نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم في كتابه "حزب الله.. المنهج، التجربة، المستقبل" أن الحزب دخل إلى الحياة السياسية وتحديداً إلى مجلس النواب إثر نهاية الحرب الأهلية بعد أن أصدر الخامنئي فتوى تُجيز لهم بالترشح إلى الندوة البرلمانية.

وجدير بالذكر أن العلاقات الإيرانية السورية في ذلك الوقت، كانت علاقات تجاذب وليس علاقات توافق وتسليم كامل، الشيء الذي يظهر علناً كيف الميزان الإيراني السوري مال مع الوقت لصالح الإيرانيين.

يقول أبي سمرا: "لقد انتهت الحرب عند جميع الطوائف اللبنانية، إلا عند الشيعة، فلقدّ استمرّت حتّى عام 2000 لأنّهم مجتمع حربي. قسم منهم يعيش في الجنوب وقسم في بيروت، فاستمروا كمجتمع حربي وقتال وقاموا بعمليات" في الجنوب الذي شهد حربين. وبعد كل حرب كان رفيق الحريري (رئيس الوزراء اللبناني آنذاك) يذهب إلى الخارج ويأتي لهم بالمساعدات والأموال ويقيم المؤتمرات الدولية ومنذ ذلك الوقت بدأت قصة الديون والإفلاس ومؤتمرات الدعم كمؤتمر باريس 1 و 2 و 3".

ويضيف: "خلال هذه السنوات العشر بين عامي 1990 و2000، كانت قوة الحزب تتزايد وكان يستمر بالحصول على الأموال والسلاح من إيران، مجتمع الحرب موجود وجاهز، مجلس الجنوب الذي تسيطر عليه حركة أمل يدفع لهم الأموال أيضاً، والشيعة ارتضوا بهذا التوزيع للأدوار بين إيران وحافظ الأسد".

ومجلس الجنوب هو صندوق تأسس في أبريل 1970 تحت ضغط موسى الصدر والإضراب العام الذي دعا إليه في ذلك الوقت لمساعدة الجنوبيين على "الصمود"، فاجتمع مجلس النواب في مساء اليوم ذاته (الإضراب)، وأقر تحت ضغط التعبئة العامة، مشروع قانون وضع أفكاره الصدر يقضي بإنشاء مؤسسة عامة تختص بالجنوب، مهتمها "تلبية حاجات منطقة الجنوب وتوفير أسباب السلامة والطمأنينة لها".

الزحف نحو الدولة

ومنذ الطائف ودخول لبنان في شبه سلم، تحوّل هذا المجلس ليكون بوابة حركة أمل ورئيسها نبيه بري إلى الجنوب في أيام السلم، فوظف فيه من وظف وباسمه كانت مشاريع الإعمار والتمويل والمساعدات وبناء المستشفيات والمدارس والصرح وغيرها، فكانت الخدمات التي قدمها بري عبر هذا المجلس وسيلة صموده لاحقاً بمواجهة الخطاب العسكري للحزب، ليُترجم توزيع الأدوار السوري الإيراني إلى توزيع أدوار حزبي في قلب الطائفة.

فحزب الله الذي انشغل بما زعم أنه "مقاومة" وعمل عسكري وتدريب وتسليح المقاتلين ونشر فكره في المجتمع الشيعي لم يُمانع أن يستلم بري ووزراؤه من حركة أمل الجانب الخدماتي والتنموي، طالما أن التنمية يحصل عليها المواطن الجنوبي الذي مع الوقت صار أكثر قُربا من الحزب الذي نجح في نشر أفكاره وتحويل السيرة الحسينية إلى وسيلة لشد عصب ناسه والتوسع ليكسب ثقة وتأييد غالبية أبناء الطائفة حتى ممن هم مع "أمل" وينصبون العداء للحزب من أيام الحرب، حتى أن هذا التوزيع انعكس على تسمية كتلهما النيابية، فكتلة أمل كان اسمها "التحرير والتنمية" بينما حزب الله فسمى كتلته "المقاومة والتحرير".

في هذا الإطار، يقول شرارة: "أراد السوريون أن يظهر بري كرجل دولة فاستخدموه في إطار هذه التركيبة كي يستولي على شطر كبير من اللبنانيين الشيعة شرط ألا يسحق الناس الذين هم خارج دائرته. كما أن حصص بري كانت عمليا 95% من توظيفات الشيعة. وذلك بعد الطائف في التسعينيات وحتى ذلك الوقت حزب الله لم يكن بعد قدّ أبدى أي رغبة بالدخول الى الدولة أو أنه كان مقتنعاً بالتقسيم الأفضل لسبب جوهري وهو أن لهم عملاء كثر في قاعدة برّي، من عسكريين ومقاتلين وموظفين. فكان هذا التوزيع ناتج عن استراتيجيّة تسمح بنوع من التعدد المحصور والمضبوط بإحكام".

منذ سنة 1990 وما بعدها، أي منذ نهاية حقبة الاقتتال الأهلي، تغيّر لبنان كثيراً وأصبح التقاسم والمحاصصة المذهبية من الأمور الأساسية في السلطة. الميليشيات التي تقاتلت طوال 15 سنة عادت لتوزع محازبيها على مؤسسات الدولة. كانت الوظائف في تلك الحقبة مكافآت، يوزعها كل حزب على جماعته وأبناء طائفته، وكان للمسلمين الحصة الوازنة في هذا الدخول الكبير إلى الدولة نتيجة الإحباط المسيحي السائد آنذاك، وطبعاً كان من شبه المستحيل، كما يقول من عايش تلك الفترة، على أيّ شيعيّ الحصول على أيّ وظيفة في الدولة إلّا عبر حركة أمل.

بحسب أبي سمرا، قبل الحرب وبعدها لم يكن هناك من مسار اجتماعي لفكرة الانتماء إلى لبنان، فسابقاً كان هناك مساراً واحداً "للبننة" اجتماعياً. مسار ذو مضمون قيمي دقيق أو ترقّي اجتماعي طابعه لبناني. هذا المسار انعدم خلال وبعد الحرب. وأصبحت عملية الانتقال شكليّة ومرتبطة بالمظاهر. أمّا المسيحي فهو ليس بحاجة لكل ذلك، هو لبناني بالولادة، سياسياً واجتماعيّاً. يضيف: "في التسعينيّات، كل هذه المسارات تحطّمت وتحوّلت إلى الاستيلاء بالقوة والسلاح على الدولة. فالشيعة لم يستولوا على الدولة ومؤسساتها عن طريق التوظيف والعمل وبناء العلاقات داخل الوظيفة كما كان يحصل سابقاً، بل أصبحت الطوائف والمنظمات الحربية والجماعات تستولي على حصتها في الدولة بالطرق الحربية والميليشياوية".

وساعد الوجود الإسرائيلي لأجزاء من الجنوب في التسعينات في الإبقاء على هذا المجتمع في حالة صراع دائم. حرب عام 1993 ومن ثم عام 1996 وما بينهما من ضربات متواصلة. استغل الحزب هذا الواقع ليُمتّن وجوده العسكري، وزاد الدعم الإيراني بالسلاح فيما كانت النظام السوري يدير السياسة الشيعية بما يتناسب معه وبشكل لا يتعارض مع المصالح الإيرانية.

في أبريل من العام 1996، بدأت إسرائيل حرباً أطلقت عليها اسم "عناقيد الغضب" في محاولة لردع حزب الله ومنعه من إطلاق الصواريخ على المناطق الشمالية، وكانت نتيجتها دمار كبير في البنى التحتية وسقوط قتلى، قبل أن يجول رئيس الوزراء اللبناني آنذاك رفيق الحريري لحشد الموقف الدولي لتنتهي الحرب بما عُرف بـ"اتفاق نيسان" الذي منع أي عمل عسكري ضد المدنيين وكرّس حق اللبنانيين بالمقاومة. يقول أبي سمرا في هذا السياق: "كانت حرب عناقيد الغضب أساسيّة في إشعار الشيعة أنهم مجتمع حزبي – أي مجتمع حزب الله".

التحرير والبقاء بحالة حرب

بقي الحال على ما هو عليه حتى عام 2000. فجأة ومن دون مقدمات أو أي اتفاق مع لبنان، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك انسحاب إسرائيل من الجنوب وهي كانت تسيطر على 133 بلدة فيما كان "جيش لبنان الجنوبي" يسيطر على 35 بلدة جنوبية. في 25 مايو، خرجت إسرائيل من الجنوب وأُطلق على هذا النهار اسم "يوم التحرير"، وكان لافتاً حينها امتناع الدولة عن الدخول إلى المناطق المحررة من خلال الجيش اللبناني.

اعتقد اللبنانيون أنه بانسحاب إسرائيل من الجنوب تكون قد طويت نسبياً صفحة الصراع المستمر معها والتي دفع لبنان فاتورتها حروباً خارجية وداخلية، إلا أن هذا ما لم يحصل، إذ وفي الوقت الذي اعتقد اللبنانيون أن ساعة تسليم السلاح ونهاية القتال قد اقتربت بعد أن انتفت الذريعة لذلك، ظهرت مزارع شبعا المحتلة لتكون ورقة التوت التي يُلقي حزب الله عليها ذريعة بقاء السلاح وبقاء الاستنفار وحالة الحرب مع إسرائيل. 

ويقول أبي سمرا: "أتت مزارع شبعا كذريعة لإبقاء حزب الله على سلاحه، بالرغم من أنه لم يكن بحاجة إلى أي ذريعة لتكملة الحرب بما أن هذا التكوين موجود منذ 15 سنة بهذا الشكل".

ومزارع شبعا هي منطقة تقع على الحدود بين لبنان وهضبة الجولان التي كانت الحدود اللبنانية السورية قبل يونيو 1967، وهي منطقة تابعة لإسرائيل اليوم، وليس واضحاً إن كانت في السابق أراضٍ لبنانية أو سورية إذ تُظهر خرائط فرنسية منذ عام 1946 أن المنطقة تلك هي جزء من الأراضي السورية وليس اللبنانية إلا أن حزب الله وفريقاً من اللبنانيين يتمسك بلبنانيتها، فيما ترسيم الحدود البرية والبحرية لا يزال غير منجز إلى اليوم. ولم يكن لبنان جزءاً منها، ولم يتم الإتيان على ذكر هذه المزارع كونها لا تخضع للقرار الدولي 425 المتعلق بالأراضي اللبنانية.

هذه المعادلة، الانسحاب الإسرائيلي ومعضلة المزارع ورفض النظام السوري تثبيت لبنانيتها في الأمم المتحدة، سمحت للحزب بأن يعطي لنفسه انتصاراً أمام اللبنانيين والعالم، وفي الوقت نفسه، أبقى على سلاحه الذي ربطه مرة بالمزارع ومرة بالقرى السبع ومرات بصراع أوسع من لبنان.

ويروي شرارة رواية تُعبر عن المزاج الشيعي آنذاك (حزب الله تحديداً)، والذي كان رافضاً لأي تسوية أو تنازل لصالح الدولة اللبنانية ولو صورياً. يقول: "بعد الانسحاب بسنة، يأتي الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي لزيارة لبنان ويقول إن هناك ركنين للبنان، الاستقلال الأول أي الجلاء والاستقلال الثاني أي التحرير ويجب أن يُجمع بين الإثنين تحت عباءة دولة واحدة"، و"بالرغم من أن الكلام كان فيه تطمين لدور حزب الله ولكن الأخير عارضه بشكل عنيف ومن نتائج هذه المعارضة أن هناك من فُصل من عمله وطُرد من الحزب لأنّه أيّد كلام خاتمي، مثال على ذلك محمد كريّم الذي كان مسؤولاً عن إذاعة صوت النور، حتى أنهم طردوا ابنته من المدرسة".

في تلك المرحلة، وكأي منتصر، لم يتعامل الحزب مع محيطه إلا من باب أنه القوي وأنه وحده من حقق الانتصار، وهو كان منذ الثمانينات قد ألغى كل حركات المقاومة في محيطه واستفرد بإدارة الصراع. بعد إنجاز التحرير، استثمر الحزب في شعور الانتصار، ليكون في موقع أكثر متانة في تعامله مع باقي الأفرقاء، ولكن الأهم في تعامله مع النظام السوري الذي كان إلى حينها هو المُقرر في السياسة، ليظهر هذا التحول في التعامل مع نبيه بري.

يستفيض شرارة في العودة إلى أحداث يرويها ليبيّن كيف أن التحولات فعلت فعلها مع الحزب. يقول في سياق وصفه لإحدى نتائج التحرير: "العلاقة (مع السوريين) التي مرت بمرحلة جفاء خاصة عام 2000 (الانتخابات النيابية كمحطة مهمة) حيث كان هناك تنافس على عدد من المقاعد وقيل عن ناس أثق بكلامهم بأنه في خلال اجتماع بين حسن نصرالله وغازي كنعان في شتورة، حصل نقاش على مقعد في الدائرة الثانية في بيروت حيث اعترض السوريون على بقاء حزب الله فيه لأن الأميركيين اعترضوا على ذلك، فما كان من نصر الله إلا أن جاوبه بطريقة توحي أنه لا يبالي بنائب بالزائد أو بالناقص، وكان السوريون حينها يضعون نوابهم كودائع لدى الكتل النيابية المختلفة. أذكر هذه الحادثة من باب الإشارة إلى ما كان قادر عليه نصرلله في التعاطي مع السوريين آنذاك".

توزيع الأدوار السوري الإيراني، انسحب على الحياة السياسية اللبنانية الضيقة. أُعطى للأفرقاء السياسيين المحليين إمكانية المساهمة في فتح طريق، بناء مدرسة، توظيف، أي وكأنهم في مجلس إدارة شركة. في المقابل، تُرك القرار الرسمي اللبناني والسياسة الخارجية في يد النظام السوري ومنه في يد حزب الله الذي دائماً وأبداً في حالة حرب.

حين تُوفي حافظ الأسد واستلم نجله بشار من بعده في يوليو من العام 2000، تغيّر الكثير في السياسة السورية، خاصة في كيفية التعامل مع حزب الله. كان حافظ، قوياً وذكياً في إدارة ملفاته السياسية، أما هو فكان إعلان تسليم شبه مطلق لإيران. خرجت غالبية الطوائف ضد الوجود السوري في لبنان بعد بيان المطارنة الموارنة عام 2000 وتأييد جنبلاط له، فكان إعلان بدء مرحلة جديدة في التعاطي مع الوصاية السورية أتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها لتفرمل الاندفاعة اللبنانية.. يقول أبي سمرا: "بدأ اصطدام الطوائف مع سوريا بين عامي 2000 و 2005 عندما بدأ زعماء الطوائف كوليد جنبلاط ورفيق الحريري يحاولون الخروج من التبعية السورية ويبحثون عن استقلال ما للبنان، بينما بقيت هذه النزعة عند الشيعة معدومة كليّاً وبقي ارتباطهم جذري بسوريا وايران".

بحسب شرارة، كان رفيق الحريري يقول للسوريين إنه بمشروع الإعمار، "سيخرج الأطراف الذين حاربوا إلى جانب سوريا منتصرين وجزاء انتصارهم يعوضوا عن خسائرهم بالحرب فيُعطوا تعويضات الإخلاء حوالي 700 إلى 800 مليون دولار ويُعطوا حصة متزايدة في الدولة بواسطة بري وحزب الله يبقى، وتقدير الحريري أن الحزب يذوب في لبنان القوي اقتصادياً وبتقديري كان الحريري يعتقد أيضاً أنه بهذه السياسة يستطيع تذويب الحكم السوري أيضاً بإطار عربي متكاتف ومزدهر، طرف منه الصلح مع إسرائيل".

عام 2005 مرحلة اللاعودة

لم يكن رفيق الحريري مجرد رئيس وزراء، وهو لم يكن أيضاً كغيره من السياسيين المحليين، إذ إن إيران وسوريا اعتمدتا واستثمرتا في الحريري قدر الإمكان، وهو بدوره أدرك أنه شخصية محورية وحاجة للدولتين، عدا عن كونه يُمثل الإجماع العربي حول لبنان، أو بالأحرى الرؤية والسياسة السعودية. على سبيل المثال، كان طرفاً في قضايا إيران الكبيرة، منها مسألة النفط مع أذربيجان والعلاقات الإيرانية اليابانية. عرف الحريري كيف يكون حاجة للدولتين.

لكنه ومن بعد عام 2000 لم يعد ذلك الرجل الذي يمشي طبقاً لمصالحهم. بدأت نزعة استقلالية تظهر لديه، شجعها الجو اللبناني العام، وتحديداً المسيحي متمثلاً بالكنيسة و"قرنة شهوان"، ومن ثم "لقاء البريستول" عام 2004 الذي أرسل إليه الحريري غطاس خوري ممثلاً له ومن ثم النائب السني أحمد فتفت، وهي كانت نقطة اللاعودة بينه وبين النظامين السوري والإيراني.

يقول أبي سمرا: "لم يعد هناك من قرار سوري، أصبح القرار السياسي إيراني واصبح بشار الأسد إيرانياً بالكامل. قد يكون بشّار قد خاف من الوجود الأميركي في العراق وبالقرب من الحدود السورية فوضع نفسه تحت القرار الإيراني. بهذا المعنى أصبح موضوع العراق باغتيال الحريري في ال 2005 موضوعاً إقليمياً. أصبح الصراع الإقليمي هو الأساس وليس الداخلي. وعندما تحوّل الصراع الى صراع إقليمي بهذا الحجم، لم يعد باستطاعة حزب الله أن يبقى خارج مؤسسات وقرارات الدولة".

وإيران بسقوط نظام صدام حسين في العراق ومجيء بشار الأسد للحكم في سوريا، أصبحت على قناعة أن حلمها بالسيطرة على الطريق الواصل من طهران إلى البحر المتوسط قاب قوسين أو أدنى.

في 14 فبراير من العام 2005، اغتيل رفيق الحريري في بيروت، بانفجار هز العاصمة اللبنانية وأدى إلى سقوط 23 ضحية. هذا الاغتيال، أعطى الدافع لما عُرف أنداك بالقوى السيادية كي تطالب بضرورة الانسحاب السوري بعد تحميل النظام الأمني السوري اللبناني مسؤولية الاغتيال، وتقاطع هذا الاتهام مع جو دولي كان يميل لفرض نهاية هذه الهيمنة وباكورته القرار 1559.

يقول وضاح شرارة: "هناك أمر جوهري يتنبهون هم له أكثر من الناس الذين ينظرون إلى الأمور من الخارج، والذي يُختصر بأن هناك نواة لبنانية سيادية لدى رفيق الحريري وبالتالي من الصعب أن يقدروا تطويع شخص يمجد المبادرة اللبنانية وعنده نوع من الاعتداد بلبنان حتى بالمعنى الجزئي أي الرأسمالية اللبنانية، وهو جزء من الثقافة الاقتصادية".

يرى أبي سمرا "أن إيران قد شعرت أن رفيق الحريري خطرا إقليميا وليس فقط خطرا لبنانيا. خطر على المشروع الإيراني بما كان لديه من علاقات دولية وعربية قوية. فخافت منه وارتأت التخلّص منه"، ويضيف: "سرعان ما استعاد الحزب زمام المبادرة بعد اغتيال الحريري وكان ذلك لشدة ضعف القوى الأخرى المواجهة له. بدأت الاغتيالات المتتالية والتفجيرات ونزاعات الشوارع، وتعطيل البلد ووضع المعسكرات في وسط بيروت، فقام الحزب بما يشبه الحرب الأهلية الباردة. واستمر الوضع على ذلك منذ عام 2005 حتى يومنا هذا".

هجوم الحزب المعاكس

لم يستكن حزب الله بعد اغتيال الحريري إلا لفترة وجيزة. تراجع إلى الخلف وراقب مجريات الأمور. حاول جاهداً منع انسحاب الجيش السوري من لبنان لكن الاغتيال وحجم الضغط الدولي والشعبي المحلي كان أكبر منه، وهي من المرات القليلة التي شعر فيها الحزب أنه غير قادر على التحكم بمجريات الأمور، إلى أن أتاه الحلف الرباعي الذي خاض على أساسه الانتخابات النيابية متحالفاً مع من كانوا ضده في 14 آذار 2005، لحظة اجتمع فيها غالبية من اللبنانيين لإخراج جيش النظام السوري، تحت شعار "حرية، سيادة، استقلال"، ومطالبين بمحكمة دولية تقتص من المجرمين.

في انتخابات عام 2005، أدرك حزب الله أن لا مجال للتراجع ولا للتعفف عن الدخول إلى المؤسسات، والأهم من كل هذا، حتمية الدخول في الحكومات بعد أن منعه النظام السوري من ذلك في السابق.

التراجع الاضطراري الذي فرضه الاغتيال والانسحاب السوري، كان فرصة للحزب كي يخطط بروية لعودته. وبعد أن ضمن مكانة وازنة له في البرلمان وتمثّل للمرة الأولى في الحكومة التي شكلها فؤاد السنيورة بوزيرين، كانت حرب تموز عام 2006 بعد أن خطف جنديين إسرائيليين وردت إسرائيل بحرب استمرت 33 يوماً ولم تنته إلا بقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي شرع دخول الجيش اللبناني إلى الجنوب، وهو ما كان يرفضه الحزب ومن خلفه منذ الانسحاب الاسرائيلي في مايو 2000.

استغل الحزب الحرب، ليشنّ من بعدها حملة على كُل من يعارضه في الداخل اللبناني. كان حينذاك فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة، وبالرغم من أن بري حليف حزب الله قد أشاد به وبدوره في "حرب تموز" ووصفه برئيس حكومة المقاومة السياسية إلا أن هذا لم يدم طويلاً، لأن الفرصة صارت سانحة أمام الحزب وحلفائه كي ينقضوا على معارضيهم ويُنهوا مفاعيل اغتيال الحريري توازياً مع حملة اغتيالات سياسية طالت رموز معارضة لهم.

بعد أن انتهت حرب تموز، سأل جنبلاط أمين عام حزب الله "لمن سيهدي الانتصار؟"، وكان السؤال هو شغل شاغل اللبنانيين الذين رأوا أن الحدث هو فرصة لتحويل "الانتصار" كما أسماه حزب الله إلى لحظة وطنية جامعة وتسخيره لصالح الدولة اللبنانية وليس لصالح حزب بعينه. الرد على هذا الطلب أتى في 30 أكتوبر من العام 2006 حيث قام الحزب وحلفاؤه بنصب أكثر من 600 خيمة حول مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت للمطالبة برحيل السنيورة الذي وصفوه بأبشع الأوصاف واتهموه بأنه عميل.

وقد أدى الاعتصام إلى شلل تام في وسط بيروت ولاسيما منطقة الاعتصام والشوارع المحيطة ما أدى إلى إقفال عشرات المؤسسات التجارية وصرف موظفيها. وقدر مسؤولون وخبراء اقتصاديون، إجمالي الخسائر التي تكبدها قطاع التجارة في لبنان بسبب الاعتصام الذي استمر لأكثر من 18 شهراً، بنحو 10 ملايين دولار يومياً. وتوازياً مع الاعتصام، أغلق بري مجلس النواب بعد انتهاء ولاية أميل لحود ومنع النواب من الاجتماع وانتخاب بديل له.

راحة الحزب في التعطيل والقدرة على مواجهة غالبية من اللبنانيين آنذاك، أمّنها بشكل كبير تحالفه مع التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون، وتوقيعه للتفاهم الشهير في الذي عُرف بـ"تفاهم مار مخايل" في 6 فبراير عام 2006، إذ صار بإمكان حزب الله أن يقول ومن تردد إن سياسته يؤمنها ويدعمها غالبية المسيحيين الذين اقترعوا بالعام 2005 بكثافة لصالح لوائح عون.

"7 أيار" ونهاية السياسة

في 7 مايو من العام 2008، وتحت ذريعة قرارات حكومية "تشكل خطراً على المقاومة" لها علاقة بشبكة اتصالات موازية للدولة، احتل حزب الله وحلفاؤه بقوة السلاح بيروت وحاولوا أن يتمددوا إلى جبل لبنان وتحديداً مناطق نفوذ جنبلاط، لتتدخل دول عدة وينتهي "7 مايو" إلى اتفاق في العاصمة القطرية الدوحة، كرّس هيمنة الحزب على السياسة اللبنانية.

يقول أبي سمرا: "اتفاق الدوحة كان عملياً تكريس لقوة حزب الله فهو كان من عام 2005 إلى اليوم الأساس بتحقيق إرادة حزب الله بتحطيم تركة رفيق الحريري كلها، بالمعنى السياسي والاجتماعي"، ويضيف: "مرحلة استيلاء حزب الله على بيروت، استيلاء سياسي اجتماعي عسكري وإشعار الأطراف الأخرى أنها ضعيفة لا تستطيع فعل أي شيء. فائض القوة الذي شعروا به وكأنهم يقولون إنهم  أصبحوا الوحيدين الذين لديهم منظمة مسلحة وقادرين على تهديد الآخرين بها متى أرادوا وكل ذلك تحت غطاء مسيحي أمنه ميشال عون".

لم ينته التعطيل خلال المرحلة الماضية. كُل ما يريده حزب الله يحصل عليه. عُرف الديمقراطية التوافقية ساهمت بإلغاء التنوع السياسي. أيضاً، الثلث المعطل الذي صار أولوية في كل حكومة فعل فعله أيضاً. على سبيل المثال، عُطلت البلاد منذ مايو 2014 حتى أكتوبر 2016 فقط لفرض انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

يعتبر شرارة أن "ما أخذه حزب الله بعد 7 أيار ومن خلال اتفاق الدوحة، هو أمر فيه القليل من الحياء ولكنه بالحقيقة فعل فاحش، أي أن تضع مصير وزارات في يد طرف وأن تأخذ هذا الشكل الكاريكاتوري، فصار تشكيل الوزارات بناء على التشريع السوري العملي، الحكومة هي برلمان مصغر في برلمان ليس فيه من معارضة بشكل قد تستمر مثلاً 7 أشهر من أجل تشكيل حكومة فقط كي تدخل وزيراً محسوباً على طلال إرسلان الذي هو نائب في عاليه، نجح لأن وليد جنبلاط ترك له مقعداً شاغراً". برأيه، "مُسحت الحياة السياسية كما حصل في سوريا في السبعينيات".

من جهته، يقول أبي سمرا: "إذا كان الوجود الفلسطيني في لبنان قدّ دمّر البلد خلال 15 سنة، فشيعية حزب الله من عام 1990 إلى اليوم أوصلتنا إلى كارثة أخرى ودمّرت البلد على كافّة المستويات، اجتماعياً، سياسياً واقتصاديّاً. الديون والإفلاس كانا طبعا جزءاً مهماً أيضاً ولكن السبب الأساسي هو توقيف البلد بهذا الشكل، عزله، تدميره، تحويله لمستنقع لحزب الله".

ويتحكم حزب الله اليوم بكل شيء. لبنان عام 2020 صار جزيرة معزولة عن المحيط والعالم. انتفاء معارضة فاعلة وحقيقية جعل أيضاً السياسة الخارجية للبنان هي سياسة الحزب نفسها، مع ما يعنيه ذلك من عداء تراكم منذ سنوات مع المجتمع العربي قبل الغربي، وهو ما يدفع ثمنه لبنان اليوم، بشكل مضاعف عن فاتورة فساد الطبقة السياسية التي حكمته منذ ما بعد الطائف، والتي كان الحزب ومعه حركة أمل ركناً أساسياً فيها.

والحزب الذي صار مُتحكماً بالسياسة اللبنانية كلّها، يُشارك عسكرياً منذ العام 2011 في الحرب الدائرة في سوريا داعماً لنظام الأسد في حربه على شعبه، فضلاً عن دوره في حرب اليمن وفي أزمة العراق وتدخلاته في الدول العربية والخليجية على وجه التحديد.

يقول أبي سمرا: "الشيعيّة السياسيّة هي مشروع تدميري، نهايته ستكون وخيمة يوماً ما. لا أعلم متى لكنها لن تستمر، ستتآكل، لا أعلم كيف. ملامح هذا التآكل قد بدأت اليوم مع تفجير المرفأ. إنّه عمل شيطاني يأكل نفسه بنفسه".

 

لبنان... نحو المجهول

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/26 آب/2020

لا يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعود إلى لبنان بداية الشهر المقبل، فحتى الآن لم تحصل باريس على أجوبة مقنعة، فأصحاب السلطة لم يستجيبوا للحد الأدنى من مطالب المجتمع الدولي، التي نُقلت على لسان الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة لبيروت بعد كارثة المرفأ. ومنذ مغادرته بيروت؛ تنشغل الطبقة السياسية في تأويل ما قاله، فهي متمسكة برؤيتها لشكل الحكومة العتيدة، وتحاول تدوير الزوايا وفقاً لحساباتها، وحتى الآن لم تقم بأي إنجاز على مستوى التحقيقات في الانفجار، أو في مكافحة الفساد، وتُمعن في إنكارها كأن تاريخ «الرابع من أغسطس (آب)» كان يوماً عادياً.

إلغاء ماكرون زيارته سيشكّل ضربة قاضية للسلطة التي حاولت إغراء الفرنسيين بلعب دور في لبنان يمنحهم موقعاً متقدماً في توازنات المنطقة، ويُعيد لباريس دورها التاريخي في شرق المتوسط، لكن حسابات الحقل اللبناني اختلفت عن حسابات البيدر الدولي الذي يبدو أكثر انسجاماً في تعاطيه مع الأزمة اللبنانية، فلا تستطيع باريس أن تمنح قوى السلطة تسوية من دون الأخذ في الحسبان التوازنات المحلية والعربية والدولية، وما يرتبط بها من مواقف، خصوصاً الأوروبية المتشددة من ألمانيا إلى بريطانيا التي عدّ وزير خارجيتها أن «إيران تمثّل خطراً على المنطقة بسبب الأذرع التي تدعمها، و(حزب الله) يشكّل خطراً على الأمن في لبنان». يواجه المجتمع الدولي، خصوصاً الدول الأوروبية المؤثرة، موقفاً مسيحياً عاملاً بعد «4 أغسطس»، يطالب علانية برفع الغطاء عن ميشال عون ورحيله. فالكنيسة المارونية المعنية بالموقع المسيحي الأول في الجمهورية، باتت محرجة في تغطيتها موقع ميشال عون، فالضغوط الشعبية المسيحية والوطنية الرافضة سلطة الثنائي («حزب الله» - تيار عون) الحاكم؛ تزداد، حيث يشهد الواقع المسيحي متغيرات جذرية في موقفه من الحالة العونية وارتباطاتها المحلية والإقليمية، وقد برز ذلك على أكثر من صعيد، وعلى لسان نُخب مسيحية مستقلة ومؤثرة كانت تتجنب سابقاً التعرض لموقع رئيس الجمهورية، فيما شكلت مقدمة نشرة أخبار «إم تي في» مفاجأة من العيار الثقيل منذ أيام، عندما طالبته بالرحيل، أما الموقف الذي يحمل دلالات سياسية أوضح، فجاء على لسان الوزير السابق في «القوات اللبنانية» بيار أبو عاصي الذي وصف ميشال عون بـ«غول الموت».

مما لا شك فيه أن ميشال عون يدفع ضريبة خياراته، كما يدفع ثمن موقف الشارع المسيحي من «حزب الله» الذي يفقد قدرته على إخضاع جمهور الطوائف الأخرى، التي تمردت على قياداتها، فحضور الحزب وتأثيره تقلص بشكل كبير في البيئة المسيحية والدرزية والسنية، وهذا ما تسبب في تراجعه، واضطراره إلى التموضع ضمن بيئته التي تشعر بثقل مشروعه، لكنها حتى الآن تتعرض لضغوط شديدة تجبرها على الصمت، فيما حادثة الاشتباك مع «حركة أمل» في إحدى القرى الجنوبية تكشف عن هوة بين مؤيدي الثنائية لن تستطيع قيادتاهما تغطيتها.

الطبقة الحاكمة لم يعد بمقدورها الرهان على تسوية مع واشنطن، فزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية إلى بيروت كانت استطلاعية، ولم تحمل عرضاً يمكّن السلطة من إعادة إنتاج نفسها، حتى تصريحات ديفيد هيل بعد مغادرته وتلميحاته بأن واشنطن تعاملت سابقاً مع حكومات لبنانية شارك فيها «حزب الله»، لم تفتح ثغرة في جدار التفاهم مع واشنطن، المُصرة، على ما يبدو، على حكومة تعكس توجهات الشارع وليس الطبقة السياسية. فيما تحشد السلطة أوراقها بانتظار وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر إلى بيروت في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، من أجل التوصل إلى مساومة مع البيت الأبيض يحتاجها خلال الأسابيع الحاسمة في السباق الرئاسي، وهي تُعوّل على حاجة إدارة ترمب إلى تحقيق إنجاز في السياسة الخارجية تكون له انعكاسات داخلية، ففي حساباتها التوافق مع واشنطن، إما على تسوية الحد الأدنى، وإما تجميد الوضع إلى ما بعد الانتخابات مما قد يمنحها فرصة لاستجماع قواها وتقوية موقفها، لكن من المرجح أن زيارة شينكر قد تسبقها حزمة عقوبات على شخصيات سياسية لبنانية شريكة لـ«حزب الله» في السلطة، عقوبات ستغير طبيعة الزيارة وتنقلها إلى مرحلة تصعيد جديدة ببن الجانبين، تشكل صدمة للسلطة من موقف أميركي لا يُعير أهمية لتسوية لن تكون لها أهمية في السباق الرئاسي. وعليه؛ لا يبدو أن هناك مخرجاً قريباً لأزمة المنظومة الحاكمة، التي تخسر أوراق قوتها ولم يعد بإمكانها الاستقواء بالخارج على الداخل، مما يأخذ الأزمة إلى مرحلة محتدمة سياسياً وأمنياً، تتصاعد فيها تناقضات داخل التركيبة الحاكمة وتدخلها في معركة تصفية حسابات، في الوقت الذي تتفاقم فيه أعباء الأزمة المعيشية، وتزداد المخاوف على الاستقرار وعودة مخاطر العامل الأمني مجدداً، مما يفتح أبواب لبنان على المجهول.

 

يد الخمينية السوداء في ليبيا... لا جديد

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/26 آب/2020

بسبب كثرة البراهين والأدلة التي تسفر عن نفسها يوماً وراء يوم، وعاماً إثر آخر، عن «الزواج» الشيطاني بين النظام الخميني الإيراني وشبكات الإرهاب السني، وفي مقدمها «تنظيم القاعدة»، لا يعرف المرء من أين يبدأ، وإلى ماذا يشير... الدوامغ تملأ الجوالق... أو الأكياس بلغة المعاصرين!

كشفت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية مؤخراً، فيما كتبه كينيث تيمرمان، الذي ألف كتابين عن هجمات بنغازي، وثائق وأدلة على تنفيذ إيران الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا عام 2012، ما أدَّى إلى مقتل 4 أشخاص؛ بينهم السفير الأميركي، كريستوفر ستيفنز، كما نقلت عن مصادر استخباراتية أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مارست ضغوطاً على عدد من المسؤولين للتستر على هذه المعلومات. يشير تيمرمان إلى اللواء مهدي رباني، أحد كبار ضباط «الحرس الثوري» الإيراني، الذي أشرف على العملية، كما يذكر الشخص المسؤول عن تجنيد وتدريب ميليشيا «أنصار الشريعة» الليبية، الذراع المنفذة، هو رجل لبناني يدعى خليل حرب، من العناصر البارزين في ميليشيات «حزب الله». نرجع قبل ذلك، و«نكبسل» بعض لقاءات الغرام الإيراني القاعدي، في غرفة النوم الإرهابية. عماد مغنية، أحد قادة «حزب الله» اللبناني، زار المنفذين في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000. ونسق سفرهم إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العمليات. كما أثبتت أن الحكومة الإيرانية أصدرت أوامر إلى مراقبي حدودها بعدم وضع أختام مُبَيِنة على جوازات سفر المنفذين، لتسهيل عمليات تنقلهم. الوثائق التي نشرت في حينها بصحيفة «الشرق الأوسط» أشارت إلى اجتماع عقد في الخرطوم عام 1993 ضم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، الزعيم الحالي مع عماد مغنية ومسؤولين إيرانيين. أما بتاريخ 23 ديسمبر (كانون الأول) 2018 فقد نشرت صحيفة «ميرور» البريطانية أن إيران هي المنفذ الحقيقي لجريمة تفجير طائرة الركاب الأميركية، التي قضت على 270 شخصاً في ديسمبر (كانون الأول) 1988 فوق لوكربي بأسكتلندا. وليس المسكين عبد الباسط المقرحي ورفيقه أو النظام القذافي الغبي. خذ لديك أسماء، مثل رئيس اللجنة الأمنية لـ«القاعدة»، المصري سيف العدل، والسعودي صالح القرعاوي، مؤسس التنظيم الإرهابي «كتائب عبد الله عزام» حمزة بن لادن، وريث والده في الإرهاب، قتل سابقاً، الأردني أبو مصعب الزرقاوي. والمصري مصطفى الحكايمة، منظّر للشر، وصهر القرعاوي، أبو حفص الموريتاني، مفتي «القاعدة»، كل هؤلاء، وغيرهم كثير، كانوا في ضيافة «الحرس الثوري» الإيراني على الأرض الإيرانية. وتفسير ذلك يسير، فرغم العراك اللفظي العلني بين جماعات الإرهاب الشيعية مع السنية، فهذا ليس سوى مظهر خادع، فالحق أن الشبكات الخمينية مع «الإخوانية» («القاعدة» وغيرها هي تجليّات إخوانية). إن ما يجمع بين هؤلاء الأشرار... أكثر مما يفرّق بينهم.

 

انتخابات أميركا والفراغ في المنطقة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 آب/2020

مهما جال وزراء الحكومة الأميركية في المنطقة، فلا أحد توقع الكثير من الإدارة الحالية، لأنَّها شبه معطلة ومشغولة حتى أذنيها في الانتخابات، التي بقي عليها شهران وبضعة أيام. الزمن الفاصل حتى الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما يحين انتخاب رئيس أميركي، قصير، لكنَّه خطر، لأنَّ هناك من يعتبره فراغاً بلا قوة، سواء الأتراك في ليبيا، أو حتى الإيرانيين في العراق. أكثر المتطلعين إلى نتائج الانتخابات الأميركية ليسوا الأميركيين فقط، بل القوى الإقليمية، وتحديداً طهران التي حشرت في زاوية ضيقة جداً. ففي حال خرج دونالد ترمب من البيت الأبيض، فإنَّ طهران تأمل أن يقوم الرئيس الديمقراطي المنتخب، جو بايدن، بإنهاء الحصار الخانق، وإعادة الوضع إلى عهد رئاسة باراك أوباما. أما إن خابت آمالها، وبقي ترمب في منزله الرئاسي، فإنَّ إيران ستكون مضطرة إلى اتخاذ أصعب قرار في تاريخها منذ قيام الثورة الإيرانية بالمواجهة أو بالتنازل بما ينهي المقاطعة، بل وقد يتدحرج النظام عن كرسي الحكم لو ساءت الأمور.

وأرجح أن بايدن، هو الآخر، لن يكون رحيماً، كما يتمنى المرشد الأعلى في طهران؛ فالاتفاق النووي لم يعد صالحاً كما صاغه صانعوه، ولا بدَّ من إدخال تعديلات جوهرية عليه ستحد من نشاط إيران ونفوذها وقدراتها العسكرية، إنَّما هذه مسألة لا يمكن الجزم بها بعد. في رأيي، إيران ستخسر في الحالتين، إن فاز ترمب أو فاز بايدن، لكن انتصار الرئيس الجمهوري ترمب سيكون مكلفاً وخطراً عليها. في الأسابيع التسعة المتبقية مسرح العالم هو الولايات المتحدة، وقد تغرق فيه المنطقة في الفوضى، نتيجة رغبة كل من إيران وتركيا في التقدم بضعة أميال للتفاوض عليها لاحقاً. تريد طهران مدَّ نفوذها وتقوية مراكزها في العراق ولبنان، مستفيدة من ضعف الإدارة الأميركية التي لا تريد الدخول في مواجهات عسكرية قبيل الانتخابات. وكذلك الأتراك الذين نلاحظ أن نشاطهم العسكري تضاعف خلال الفترة القريبة الماضية في ليبيا، ورفعوا التوتر البحري مع اليونان. وهذا ما ينقل المسؤولية جزئياً إلى قوى المنطقة لمواجهة البلطجة الإيرانية والتركية في غياب القرار الأميركي. الحقيقة أنَّ التحرك الشعبي العراقي المعادي للحرس الثوري الإيراني وميليشياته في البصرة، وبقية المدن التي عمَّها التوتر في العراق، مدهش ومثير للتقدير، لقد أنقذوا أنفسهم وساعدوا الحكومة العراقية. ولو لم يفعلوا ذلك لكانت هذه الميليشيات تحكم بشكل مباشر هذه المناطق. أيضاً، الموقف المصري الذي أظهر أنيابه، وإن لم يستخدمها ضد الأتراك، ساهم في ردع الأتراك المتحفزين للانقضاض على ما وراء مدينة سرت والمنطقة النفطية. والأسابيع المقبلة قد تمثل أصعب فترة، وتتطلب إرسال رسائل عسكرية جادة لوقف البلطجة التركية. تركيا تعرف أنَّها إن فرضت واقعاً جديداً على الأرض، وقد فعلت عندما دخلت ليبيا واحتلت المناطق المتاخمة، فإنَّ أي مفاوضات مقبلة ستتمحور على تقديم تنازلات من مكاسبها فقط. ويمكن أن نقرأ بيان الجيش الليبي ونجده يركز على مطالب تحاول إعادة الوضع إلى ما كان قبل الاحتلال التركي فقط.

 

السوريون في كارثة أعمق!

فايز سارة/الشرق الأوسط/26 آب/2020

طوال نحو عشر سنوات، ووسط كثير من التعرجات والانعطافات، شهدها المسار الطويل، راوحت القضية السورية بين الفشل الإقليمي والدولي في الوصول إلى حل سياسي لأسباب ومبررات كثيرة، وبين إصرار نظام الأسد وحلفائه على الاستمرار في الحل الأمني- العسكري لإعادة السيطرة على سوريا، وعودة السوريين إلى حظيرة النظام، مما أدى واقعياً الى تغليب بقاء الأسد ونظامه، وتكريس الهدف الذى يسعى وحلفاؤه إليه، رغم كل ما ارتكبوه من جرائم وبعضها كاف وحده لو أراد العالم محاسبتهم لاسقاط نظام الأسد، ومساعدة السوريين في اقامة نظام جديد، يوقف القتل والتهجير، ويطلق المعتقلين، ويعيد المهجرين واللاجئين الى بلدهم، ويضع سوريا على خط تطور نحو مستقبل مختلف. إن أبرز نتائج صراع السنوات العشر الماضية في سوريا وحولها وفق الأرقام الشائعة، مقتل مئات الآلاف، ومثلهم من المعتقلين والمختفين قسراً، وثلاثة ملايين من الجرحى، أغلبهم من ذوي الإعاقات، يضاف الى ما سبق مغادرة نصف السكان بلدهم هرباً من الموت والاعتقال، أو بحثاً عن شرط أفضل للعيش، فاستقر أغلبهم في بلدان الجوار وسط ظروف صعبة، والقليل منهم وجد طريقه إلى بلدان، وفرت ظروفاً وشروطاً أفضل للعيش والحياة.

أما القسم الثاني من السوريين، فاستقر به العيش في ظل سلطات الأمر الواقع، التي تتمثل اليوم بثلاثة، اولها نظام الأسد، وتشاركه السيطرة إيران وميليشياتها والروس في مناطق الساحل وخط الوسط شاملاً حلب، حمص ودمشق الى درعا والسويداء في الجنوب، وجيوب محدودة في محافظتي دير الزور والحسكة، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي(pyd) نواتها الصلبة على منطقة شرقي الفرات، وتحظى بحماية ودعم الولايات المتحدة، وتتشارك تركيا والجماعات المسلحة التابعة لها مع هيئة تحرير الشام (النصرة) وأنصارها من جماعات التطرف السيطرة على المنطقة الثالثة، التي تشمل مناطق في الشمال والشمال- الغربي وخاصة مدينة ادلب، والسمة العامة لمناطق السيطرة الثلاث، أن الحياة فيها أشد سوءاً من حياة سكان المخيمات في دول الجوار السوري.

إنَّ سوء حياة السوريين في بلدهم، لا ترتبط فقط بسياسات وممارسات سلطات الأمر الواقع، التي تدير شؤون حياتهم ومعاشهم فقط. إنما تتصل اصلاً بمحصلة حروب بدأها نظام الأسد في العام 2011، ثم انضم للحرب حلفاؤه، وجماعات من الجيش الحر، قبل ان تصفيها منظمات ارهابية وعصابات مسلحة من «داعش» الى «النصرة» و»جيش الإسلام»، وتصل بالصراع الى مقولة «حرب الجميع ضد الجميع»، والتي بلورت سلطات الامر الواقع على نحو ما تبدو عليه اليوم، وفي الطريق اليها تم تدمير أكثرية الممتلكات والمرافق والخدمات العامة والممتلكات الخاصة للمواطنين، وتعطلت غالبية الأنشطة الاقتصادية في كل القطاعات، وانهارت منظومات عيش أغلب السوريين، ولم يخفف الاستقرار الجزئي تحت سيطرة سلطات الأمر الواقع، من تدهور الحياة فيها، بل زادها تدهوراً وسط شيوع الفلتان الأمني والتشبيح والفساد والتضليل اضافة الى خراب سياسي واقتصادي واجتماعي، قبل أن يضاف لما سبق تداعيات انهيار قيمة الليرة السورية من جهة، وانتشار فيروس كورونا من جهة اخرى، وسط انعدام أي قدرات يمكن أن تساهم في صد الوباء ومنع انتشاره والحد من اثره في قتل السوريين بسبب دمار المشافي وشركات انتاج الدواء ومغادرة الاطباء الى الخارج، وقد سجلت الأسابيع الثلاثة الاولى من أغسطس (آب) 2020 موت عشرات الأطباء والمهندسين والمحامين في دمشق وحدها، التي يقول الأطباء إن مشافيها، تحولت الى مراكز انتشار لفيروس كورونا، ومكاناً لنقل العدوى من المصابين الى الأصحاء. فإذا كانت الصورة على هذا النحو في أوساط نخبة المتعلمين وفي العاصمة، فكيف هو الحال وسط بسطاء الناس والفقراء والذين لا مأوى لهم وأبناء المدن النائية والقرى المعدمة. وسط هذا المستوى من تدهور أحوال السوريين وبفعل سنوات الحرب ومجرياتها، وما كرسته من سلوكيات نهب وفساد وتشبيح وتعفيش، قامت بها اجهزة النظام وأغلب الجماعات المسلحة، ان لم نقل كلها، ووسط ظواهر الفقر والجوع الناتج عن تدمير القدرات والموارد والفقر والبطالة، وانخفاض المداخيل مع انهيار قيمة العملة المحلية، وعجز شبكات الدعم الاجتماعي التي جسدتها إرساليات المغتربين واللاجئين الى ذويهم ومعارفهم، صارت الحياة أصعب ما يمكن، وتردت الامور أكثر مع مجيء وانتشار فيروس كورونا وما يحمله من موت محقق، لا يطال الأفراد فقط، بل يهدد مجموعات بشرية كاملة وعلى وجه الخصوص مجموعتين، اولها مجموعة السجناء والمعتقلين في سجون ومعتقلات سلطات الامر الواقع. ويقدر عدد المعتقلين والسجناء في سجون النظام بأكثر من مائة وعشرين الفاً، فيما يصل عدد من في معتقلات وسجون «قسد» في مناطق شرق الفرات عشرات آلاف، وهناك آلاف من المعتقلين والسجناء في سجون مناطق شمال غرب سوريا وادلب، حيث تسيطر تركيا وانصارها وهيئة تحرير الشام. والمجموعة الثانية التي يهددها انتشار فيروس كورونا، هي سكان المخيمات، والتي تشبه ما يسمونها في مناطق سيطرة النظام «مناطق الإيواء»، وتنتشر المخيمات ومناطق الايواء في جميع المناطق السورية، ويبلغ عددها المئات، لكن الاهم منها في الشمال الغربي قريباً من خط الحدود السورية - التركية وفيها مئات آلاف السوريين، وتفتقد لأدنى مقومات العيش والصمود في مواجهة كورونا. محصلة ما هو عليه حال السوريين اليوم، أنهم في كارثة، لا يصنعها أعداؤهم من القتلة والمجرمين والفاسدين واللصوص الذين يتحكمون في مصائرهم ومستقبلهم فقط، بل يشاركهم في ذلك وباء طارئ، تبثه الطبيعة في حياتهم الضعيفة والهشة، لتجعل الكارثة أقوى وأشد فتكاً، تشكل جزءاً من صعوبات الحياة، التي تلقي بظلالها على السوريين، اما الجزء الآخر فتشكله السياسات والتصريحات الإقليمية والدولية حول سوريا، والتي تقول كل شيء، ما عدا الشيء المفهوم والمطلوب حول نهاية ممكنة ومرتقبة للكارثة السورية، التي طالت واستطالت من دون ان يتبيَّن ضوء في آخر النفق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الراعي تفقد الكنائس والمراكز المتضررة: لبنان بحاجة الى حكومة طوارىء ولنا ثقة بالقضاء اللبناني وفي حال عجزه نلجأ الى الدولي

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، إلى كنيسة مار مارون في الجميزة، في إطار جولة تفقدية قام بها على الكنائس والرعايا والمراكز التي تضررت نتيجة انفجار عنابر مرفأ بيروت في 4 آب الحالي، وكان في استقباله راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر وعدد من الكهنة والمؤمنين. وقد اطلع الراعي من الأب ريشار ابي صالح على حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالكنيسة، وكيف "ان العناية الإلهية تشفعت بالمؤمنين الذين كانوا يرفعون معه الصلاة يوم الإنفجار ولم يصب اي منهم بأذى". ورأى ان "إهمال المسؤولين ادى الى هذه الكارثة". وقال: "الله ينجينا من الأعظم لأنه إذا لم تشأ الدولة البحث عن اماكن اخرى قد تنفجر هي ايضا من جديد، نكون بذلك من المساهمين في قتل شعبنا. ولكن ربنا كبير وكما نرى هنا على الرغم من الدمار الكبير الا ان احدا لم يتأذ. ليرحم الله نفوس من سقطوا فهم الذين دفعوا ضريبة الدم لكي يتغير لبنان ويتغير تفكير المسؤولين ليعيشوا حياة مسؤولة وروحية اكثر ويعرفوا جسامة الموضوع". أضاف: "علينا معرفة اعطاء قيمة للناس ولدموعها، لا يمكننا الإستمرار بالعيش كما في الماضي، لا يمكن ان يتعاطى المسؤولون ازاء هذه الكارثة وكأنها حادثة سير بسيطة. لقد هبت الدول لمساعدة اللبنانيين، وليس الدولة طبعا، لان ما من احد يثق بها والدليل ان الجميع يريد مساعدة الشعب اللبناني وليس السلطة الحاكمة". وعن الدعوة الى تشكيل حكومة جديدة، قال الراعي: "الدستور هو الاساس والدول تقوم على دساتيرها وقوانينها وعلى السلطات احترام هذا الأمر".

وعن اتهامه من قبل صحيفة "الأخبار" بالعمالة، قال: "لقد انتظرت ممن لديه تحفظا ان يقدم براهين مقنعة وقانونية ومنطقية وليس اتهام الناس بالعمالة. نحن واضحون في مفهوم الحياد بمواضيعه الثلاثة: اولا لبنان بحكم تكوينه وتاريخه لا يمكنه الدخول بأحلاف وصراعات وحروب، ثانيا للبنان دور في لقاء الحضارات والثقافات والإهتمام برسالة السلام لأنه بلد متعدد، وثالثا يجب ان يكون لبنان دولة قوية بجيشها وقواها الامنية وقانونها ودستورها وتفرض سيادتها اولا في الداخل ثم في الخارج واي اعتداء يأتيها من اسرائيل او اية دولة اخرى تستطيع ان تحمي نفسها وشعبها. هذه الأمور الثلاثة كل من يعترض عليها فليجبنا بالمنطق".

أضاف: "لم نعتد ان نكون عملاء لأحد، فكل قيمتنا ككنيسة وكبطريركية وكبطريرك ان نقول الحقيقة بيضاء واضحة وألا نكون مرتبطين بأحد لا من الداخل ولا من الخارج. كرامتنا ترفض اي ارتهان او اي ارتباط او اي حساب، هذه قوة البطريركية. تقول الحقيقة لخير كل الناس وليس لقسم من دون آخر. خلاص اللبنانيين هو الحياد".

وقال ردا على سؤال حول دعوته الى دهم مخازن الأسلحة، وعما اذا كان يقصد بكلامه "حزب الله": "لا أعلم لماذا في كل مرة أتحدث فيها يقررون انني أعني حزب الله. لطالما تحدثت عن الطائف ومضمونه وقراراته التي كان فيها استثناءات وهذا ليس بالموضوع الأساسي. هل هناك من ينكر موضوع السلاح المتفلت او المكدس هنا وهنالك؟ الحل دعوتنا الدولة للم الأسلحة والحفاظ على امن المواطنين. لقد قتل بالأمس ثلاثة شبان في كفتون وكانت مناسبة لنقول ما قلناه. هل يعقل ان من يحمي الناس يقتل قبل الوصول الى بيته؟ انا مع احترامي لحزب الله، لم أدخل في نقاش معه ولم أتحدث عنه، ودوري لا يفرض الدعوة الى لم سلاحه والحكم اذا ما كان هذا السلاح شرعيا ام لا. هذا عمل الدولة اللبنانية، انا لا أدخل في هذه الأمور وانما أتحدث وفق مبادىء تسري على الجميع. يجب ان يكون للدولة سيادتها الداخلية، اليوم ما من سيادة للدولة في لبنان. كل نافذ عنده دولة وهذه ليست دولة، لذلك نحن نخسر شعبنا، شبيبتنا تهاجر واقتصادنا منهار، هذه ليست دولة وانما دويلات ضمن دولة وليس دويلة واحدة".

وختم في ما يتعلق بالتحقيق في انفجار المرفأ: "اليوم القضاء موجود وعليه ان يحقق ويوزع المسؤوليات. انها كارثة كبيرة جدا لا يمكن ان تمر بهذه السهولة، والشرط ان يكون القضاء حرا".

كاتدرائية مار جرجس

بعد ذلك، توجه البطريرك الماروني وعبد الساتر الى كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، واطلع من المطران بولس مطر على ما لحق بالكاتدرائية من اضرار. وأشار القيم الاب جاد شلوق الى ان "العناية الإلهية كانت حاضرة لحظة وقوع الإنفجار الذي تسبب بأضرار فادحة كانت مادية فقط".

مدرسة الفرير

ثم تفقد الراعي مدرسة الفرير في الجميزة، واستمع من الاخ فادي صفير الى حجم الخسارة المادية التي لحقت بكامل البناء الذي بلغ المئة عام، موضحا ان "هذا الضرر الكبير سيحول دون تمكنهم من تأدية الواجب التربوي اذا ما سمحت ظروف البلاد وسط جائحة كورونا من انطلاق العام الدراسي".

وبعد جولته على كامل اقسام المدرسة وكنيسة القلب الأقدس فيها، قال الراعي ردا على سؤال عن امكانية دعم الكنيسة لعودة هذا الصرح التعليمي الى ما كان عليه: "إن الكنيسة بكل شعب الله ستستطيع إعادة كل شيء كما كان في السابق، والبابا فرنسيس يقول إن الكنيسة ليست فقط الاكليروس بل الشعب المسيحي أيضا، وبالتالي كل هذا الدمار يمكن إصلاحه بعزيمة وطيبة الشعب اللبناني وأبناء الكنيسة الذين قدموا أنفسهم، وبمساعدة بعض الدول الصديقة التي هبت للمساعدة وتعاطفت معنا، ونأمل أن تتعاطف الدولة اللبنانية مع شعبها أيضا".

أضاف: "الأعجوبة أنه لم يكن أي شخص هنا لحظة الانفجار، وكل الدمار المادي يمكن إصلاحه، أما دمار الانسان فهو الذي يجب أن نعمل على إصلاحه، وعلى إصلاح المسؤولين السياسيين الذين بسبب إهمالهم وصلنا الى هنا. انهم المسؤولون اولا واخيرا، ونحن نصلي كي يمس الله الضمائر ويغير العقول والقلوب، نصلي لكي يلمس الرب القلوب والضمائر والعقول وغيرها. انها علامات من ربنا لكي يعود الناس الى ربهم، وإذا لم يتحملوا مسؤوليتهم نأمل من القضاء أن يحملهم هذه المسؤولية، ولنا ثقة بالقضاء اللبناني، وفي حال عجز عن القيام بدوره نلجأ الى القضاء الدولي".

وعن رأيه بالمحكمة الدولية ونتائجها، قال: "عظيمة، وأصحاب العلاقة مقتنعون، وهذا الأهم".

أما عن قيام الشباب والجمعيات بإعادة الإعمار في ظل غياب للدولة، فقال: "أحيي الشباب اللبناني وكل المتطوعين الذين حملوا مكنسة أو رفشا وأتوا للمساعدة، وهذه همة اللبناني، ونحن نتلقى رسائل من كل المجالس الأسقفية في العالم التي تعبر عن تقديرها للشعب اللبناني، هذا الشعب الذي لا يموت. وهنا نحن ندين غياب الدولة، فما حصل في بيروت ليس حادث سير ولا يحق لهم الآن أن يتصرفوا بهذه الطريقة في موضوع تأليف الحكومة". أضاف: "نحن ندين غياب الدولة، ما حصل جريمة كبرى وجريمة ضد الإنسانية، وليس بحادث سير. ولا يحق للمسؤولين بعد ست سنوات من وجود مواد قاتلة ألا يحركوا ساكنا، إنه أمر غير مقبول، لا يحق لهم ان يبقوا مكتوفي الأيدي. أما ما يقومون به حيال تأليف الحكومة، فالبلد على الأرض وهم يبحثون عن الحصص. نحن ندين هذا الأمر أشد الادانة".

مستشفى الوردية

بعد ذلك تفقد البطريرك الماروني مستشفى الوردية، واستمع من مديرته الأم نيقولا عقيقي الى ما عانته المنطقة وأبناؤها جراء الانفجار الذي دمر أقساما من المستشفى. وقال: "ان صلاة مسبحة الوردية التي نتلوها يوميا في تمام الساعة السادسة قد حمتكم، والانفجار حصل في نفس هذا الوقت أي الساعة السادسة، واسمحوا لي أن أعزيكم بوفاة الممرضة ونهنئكم بسلامة الطاقم التي هي إشارة الى أن الله لم ولن يتركنا، ان الأشياء المادية تعوض، ورسالة أيضا الى المسؤولين اللبنانيين كي يتحملوا مسؤوليتهم في هذا الموضوع، لأن هذا الانفجار ليس قضاء وقدر، بل يتحمل المسؤولين مسؤولية ما حصل. وأنا أحيي من هنا كل المستشفيات التي تخدم المرضى والتي تحدت كل الظروف واهتمت بالجرحى والمرضى". أضاف: "إن الرب يقول لا تخافوا أنا معكم، بالرغم من الانفجار والخراب والدمار يجب أن يبقى ايماننا ورجاؤنا ثابتا، فسيد العالم والتاريخ هو الله، واليه نلتجىء كي يصطلح الانسان، فعندها تصطلح السياسة والاقتصاد وكل الأمور الأخرى ويصطلح الكون". بدورها، قالت عقيقي: "إيماننا الكبير سيبقينا اكثر تمسكا بهذه الأرض وسنقوم بمهامنا على اكمل وجه لاننا ابناء الرجاء". وشكرن "أصحاب الأيادي البيضاء الذين ساهموا في اعادة إعمار المستشفى ولا سيما دولة الكويت"، وسألت البطريرك "بركته ودعمه لنستمر في تقديم رسالتنا".

دير الفرنسيسكان

وكان الراعي قد جال على دير الفرنسيسكان في الجميزة، واطلع من رئيس الرهبنة الأب فراس لطفي على الأضرار التي لحقت بالدير والكنيسة ومراكزه.

كنيسة مار مخايل

والمحطة ما قبل الأخيرة، كانت في كنيسة مار مخايل، حيث اطلع الراعي من رئيس المؤسسة البطريركية للانماء الشامل سليم صفير على حجم الأضرار التي تقدر بمليوني دولار، وهذا يشمل بناية المطرانية وشارع فرعون الذي يضم حوالي 37 عقارا ومئتي عائلة وأكثر من 20 محلا تجاريا".

وأبدى صفير "استعداد المصارف لمساعدة الناس المتضررين في ما يخص تسهيل استعمال ودائعهم أو حتى بطرق أخرى". وقال الراعي: "المؤسسة البطريركية هي إحدى المؤسسات الخيرة وهي علامة من الرب، فهكذا يعمل الله، من خلال الأيادي البيضاء، كي يقول لنا هكذا يجب أن نعمل في حياتنا. وأنا ما زلت أصلي كي يعي المسؤولون أهمية تحمل نتائج ما حصل لأنه حصل بسبب إهمالهم وتركهم للمتفجرات ست سنوات في المرفأ. وأنا دعوت أيضا، كي يتم البحث عن متفجرات أخرى في المناطق اللبنانية كافة، وأن تحمي الدولة شعبها وتبسط سيادتها على كافة الأراضي اللبنانية، لأن المسؤولين ما زالوا يتصرفون وفق مصالحهم الضيقة". وعن ذكرى مئوية اعلان دولة لبنان الكبير، قال: "في ذكرى مئوية لبنان الكبير، سنشهد على ولادة الحياد الناشط أي عودة لبنان الى جذوره". وتطرق الى الاعتداءات التي تحصل على الحدود اللبنانية الجنوبية وموقف الحياد الناشط منها، فقال: "لقد تكلمت عن ثلاثة أمور في الحياد، أولها أن لبنان لا يمكنه أن يدخل في صراعات وحروب اقليمية ودولية، وثانيا أن يتفرغ لبنان للعب دوره في هذه المنطقة كبلد تلاق وحوار، وثالثا أن يكون هناك دولة قوية قادرة على بسط قوتها والدفاع عن كل اعتداء".

فوج إطفاء بيروت

وختم البطريرك الماروني جولته التفقدية بزيارة فوج إطفاء بيروت في مار مخايل، استهلها برفع الصلاة لراحة انفس ضحايا الفوج، وكان في استقباله العقيد الركن نبيل خنكرلي وضباط وعناصر الفوج، سائلا العزاء لأهلهم والشفاء للجرحى والراحة للمفقودين. وقال: "قدمتم أغلى ما عندكم، لقد تقدس المكان بدمائكم ومن هنا نطالب المسؤولين بتقديم المزيد من القيمة والتعزيزات والاحترام للفوج وإعطاء أفراده الأولوية، فكفى استهتارا بمن يقدم للبنان أغلى ما يمكن.أطالب رسميا بأن يتعامل فوج الإطفاء بما يلزم ويليق بخدمته ورسالته من تعويضات وحقوق. هذا مطلبنا الأساسي، نحن معكم، نشكركم ونقدم كل الدعم لكم".

أضاف: "لبنان بحاجة اليوم الى حكومة طوارىء بكل ما للكلمة من معنى، كما حصل في العام 1960 اثر ثورة الـ 1958، هذه الحكومة التي صنعت أفضل لبنان بوزرائها من اصحاب الكفوف النظيفة والحياديين". وتابع: "إن شهداء فوج الإطفاء هم ضحايا اهمال المسؤولين، انهم الشهداء الذين حموا المدينة وبذلوا أنفسهم على مذبح الوطن". وتابع: "من هنا نقول للمسؤولين: ما قبل 4 آب ليس كما بعده، لأنهم لا يزالون كما هم وخصوصا في تعاملهم مع الحكومة الجديدة وتأليفها. لا يعطون أهمية لما أصاب لبنان لتخبئة اهمالهم، الدستور هو طريقهم فليسلكوه". وكانت كلمة شكر وتقدير من قائد فوج إطفاء بيروت للراعي على زيارته ورفع الصلاة وتقديمه الدعم، متمنيا "دعم الفوج لكي يواصل تقديم الرسالة التي أسندت اليه"، عارضا المهمات التي ينفذها الفوج والمساعدة الدولية التي يستعين بها، ومنها طاقم الاطفائية الفرنسي الذين حياهم الراعي لمساعدتهم الفوج على اتمام عملية البحث عن المفقودين.

بدوره، شكر راعي ابرشية بيروت للبطريرك الماروني زيارته التفقدية لكنائس الأبرشية والمراكز التي نكبت بفعل انفجار مرفأ بيروت، مشددا على ان "هذه الزيارة تعزي الناس في محنتهم وتجدد تمسكهم بأرضهم وكنيستهم التي تقف دائما الى جانبهم وترعى شؤونهم". وأشار عبد الساتر الى أن "لقاء البطريرك برعيته كان انسانيا ووجدانيا بامتياز"، شاكرا "كل الأيادي البيضاء التي ساعدت على تضميد جراح المنكوبين والتخفيف من تداعيات هذه الكارثة على ابناء بيروت".

 

الرابطة المارونية: التطاول على البطريرك الراعي خيانة وجريمة موصوفة بحق الوطن

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

اكدت الرابطة المارونية في بيان، "مواقفها برفض وشجب وإدانة المواقف النشاز التي تصدر بين الحين والآخر عن بعض وسائل الإعلام وغيرها، وبصورة خاصة مواقف جريدة الأخبار التي تتطاول على مواقف غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار الوطنية وتنعته بالعمالة والتخوين". وشددت على ان "التطاول على البطريرك الراعي خيانة وجريمة موصوفة بحق الوطن". اضافت: "إنها أقلامٌ رخيصة مأجورة ومدانة ومرهونة لعملاء الخارج تستدعي اللجوء إلى القضاء، لا تؤمن بلبنان وطنا حرا، سيدا، مستقلا، نهائيا، لجميع أبنائه على السواء. وطالما رأت الرابطة المارونية في عظات غبطة البطريرك خارطة طريق لمستقبل لبنان يجب التعامل معها بكل جدية من أجل إعادة التوازن والتكافؤ في آلية الحكم ومؤسساته العامة وبقاء الوطن الكيان. من هذا المنطلق يجب فهم حرص سيد بكركي وإصراره على المناصفة ووجوب تطويق أي محاولة لتسويق الديمقراطية العددية لما ينطوي عليها من مخاطر على مستقبل لبنان وعلى التنوع الذي يعد من الخصائص الملازمة لكيانه". ولفتت الرابطة الى انها "درجت على التعاون الوثيق مع غبطته في كل مواقفها، وهي لن تتوقف عند افتراءات بعض الحاقدين". وعن الانفجار في المرفأ، أشارت الى ان "مخازن المواد المتفجرة يجب أن تكون خارج أماكن السكن وهذا ما نصت عليه كل القوانين؟ ومن حق الدول المانحة كما المؤسسات والجمعيات والروابط والشبان والشابات الذين يمدون لبنان بالمساعدات السخية، معرفة أسباب هذه الكارثة ومرتكبيها بحق الشعب اللبناني والإنسانية جمعاء لكي ينالوا قصاصهم العادل.إن تحقيقا دوليا مع ما يتوفر له من وسائل حديثة جد متطورة لكشف الجرائم، كفيل بكشف الحقيقة كاملة".

 

عرض لعمليات الجيشين اللبناني والفرنسي في المرفأ ضمن عملية الصداقة: إزالة 7800 طن من الردميات وفتح جميع الطرقات داخله

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

نظم الجيش اللبناني والجيش الفرنسي جولة لوسائل الإعلام والإعلاميين في مرفأ بيروت، تم خلالها عرض العمليات التي قام بها الجيشان في إطار عملية الصداقة AMITIE. واستغرقت الجولة نحو ساعتين ونصف الساعة، وبدأت بمؤتمر صحافي لبناني - فرنسي مشترك، تحدث فيه قائد فوج الأشغال العقيد يوسف حيدر وقائد المجموعة البرية الكولونيل أنطوان دو لا برادوني. بداية، رحب حيدر بالإعلاميين في بقعة تجمع فوج الأشغال المستقل في مرفأ بيروت، وقال: "أنا مسؤول عن عملية رفع الأنقاض في المرفأ والى جانبي الكولونيل لا برادوني، ونحن نعمل معه يدا بيد من اجل اتمام المهمة الموكلة لنا".

برادوني

اما بردوني فأشار الى أن "المجموعة البرية الفرنسية تشكلت اثر الانفجار الذي ضرب بيروت ولبنان"، وقال: "يشرفني ان أكون هنا الى جانب العقيد حيدر، لتقديم مساهمة فرنسية في اعمال ازالة الردم ورفع الأنقاض من اجل استعادة الحياة في المرفأ واستعادة حركة التجارة فيه. ان المجموعة الفرنسية مؤلفة من 400 عنصر، ونحن نعمل منذ 14 آب الماضي يوم وصلنا الى المرفأ، وقد جلبنا معنا نحو 150 آلية ونعمل سويا مع فوج العقيد حيدر".

حيدر

وقدم حيدر ملخصا للعمل الجاري، وقال: "نحن موجودون الى جانب البقعة رقم 5 القريبة من بقعة الإنفجار، وهي نقطة تجمع ومنها ننطلق لتنفيذ مهماتنا. والبقعة الخضراء هي لرفع الأنقاض، أما الحمراء فهي لرفع الأدلة ولا تزال ضمن التحقيقات ونحن لا نعمل فيها، وعندما تتقدم التحقيقات حينها يمكننا العمل فيها". أضاف: "الفرنسيون يتمركزون هنا ومن المرتقب وصول مجموعة ايطالية الأسبوع المقبل، تضم ثمانين عنصرا مع آلياتهم لمساعدتنا من الجهة المقابلة للمرفأ في البقعة الخضراء". وتطرق الى الجدول الزمني للعمل في المرفأ، وقال: "وقع الإنفجار في 4 آب، وبعد ساعة تدخل الفوج لفتح ممرات للأسعاف للبحث والإنقاذ وللاطفائيات لمعالجة ما حصل. وفي 6 آب، وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فعملنا على تجهيز الرصيف رقم 12 و13 لإعادة العمل، ووصلت البارجة "تونير" في 14 آب، وفي 17 منه تمت اول ورشة عمل مع الفرنسيين لتنظيف محطة شارل حلو. وفي 20 آب، أنجزنا العمل في مدرستين هما الثلاثة اقمار والقلب الأقدس الفرير في الأشرفية، والآن هناك ورشة في مدرسة الحكمة. والنتيجة لغاية الآن، هي إزالة 7800 طن من الردميات، وفتح جميع الطرقات داخل المرفأ، وتنظيف الساحات لإعطاء بعد حيوي للمرفأ كي تستمر التجارة والإستيراد فيه، وفرز نحو 10 اطنان من البضاعة تحت الردم، يتم جردها من قبل الجمارك واستلامها بمحضر".

أضاف: "كما أقيمت بقعة لفرز كل ما هو حديد وردم، ولغاية الآن لم يخرج اي ردم من المرفأ، اذ ننتظر دراسة من وزارة البيئة والإتحاد الأوروبي لنعرف كيفية المعالجة".

وسئل برادوني: هل تمكن التحقيق الفرنسي من معرفة اسباب الإنفجار في المرفأ؟

أجاب: "أريد ان أكون واضحا، ليس هناك من تحقيق فرنسي بل نحن نقدم مساعدة تقنية، أنا نظير العقيد حيدر وأقود فوجا من المهندسين، وأتيت بهذه الصفة للمساعدة على تنظيف البقع التي لا تدخل ضمن البقعة الحمراء حيث تسير التحقيقات، ونحن لا نتدخل فيها. نحن هنا للمساعدة على تنظيف العنابر وفرز المعادن والأنقاض، هذه مهمتنا هنا والتحقيق موضوع آخر لا علاقة لنا به بشكل مباشر".

وردا على سؤال عما اذا كانت فرنسا ستساعد في اعادة اعمار المرفأ، قال برادوني: "يجب انتظار زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للحصول على عناصر اضافية، نحن هنا في عملية ازالة الإنقاض ولا نتحدث بعد عن اعادة الإعمار".

وسئل حيدر عن الخطط لإزالة الردم او اعادة تدويره، فأجاب: "قيادة الجيش تعالج موضوع التدوير مع المجتمع المدني والإتحاد الإوروبي، ونحن سننفذ القرار الذي سيتخذونه".

وعن وجود ثلاثة مفقودين داخل المرفأ وطلب قيادة الجيش من المواطنين ان يأخذوا الشحنات التي تخصهم، وهل هذا إيذان ببدء عملية الجرف الموسع، قال حيدر: "في البقعة الخضراء لم يعد هناك لا أشلاء ولا مفقودون، هي منطقة نظيفة سنجرفها، ولا أعرف ما اذا كان هناك احتمال وجود شيء في البقعة الحمراء وهذا ليس ضمن نطاق عملي. نحن نتكلم عن البقعة الخضراء حيث صدر بيان عن قيادة الجيش أعلم المواطنين ان لديهم مهلة بدأت أمس وتستمر لغاية الأحد المقبل ضمنا، لتسلم اغراضهم كي نتمكن من فتح المجال للعمل، فتعليمات القيادة جد صارمة وقائد الجيش يشدد على انه ممنوع ان ندوس على علبة كبريت تعود لأحد، فمن لديه اغراض يجب ان يستلمها. نحن لن نجرف حقوق الناس واموالها ورزقها، ولهذا نقوم بهذا المؤتمر لإعلام المواطنين كي يأتوا ويأخذوا أغراضهم، ونحن سنواكبهم وسنسهل لهم".

وسئل حيدر: هل لا يزال هناك تسربات كيمائية؟

أجاب: "بحسب معلوماتي، لا".

وقال ردا على سؤال: "ان إزالة الردم مرتبطة بانتهاء التحقيقات، والوتيرة التي نعمل عليها ستكون سريعة، فعندما تأخذ الناس اغراضها سيسير العمل بشكل سريع".

وسئل برادوني: متى سيكون المرفأ جاهزا؟

أجاب: "لست مخولا الرد على هذا السؤال، ولكن قياسا على مدى ونطاق العمل المبذول هنا، وعلى اتساع وضخامة المهمة التي تنتظر اللبنانيين لإعادة البناء، ما أعرفه بعد حديثي مع مدير المرفأ ان الأشغال والعمل في المرفأ استئنف بشكل عال، ولهذا نحن نعمل مع العقيد حيدر لنعيد للمرفأ كامل حركته".

وعقب حيدر: "ان الأرصفة 11 و12 و13 في المرفأ كلها عملت منذ اليومين الأولين للانفجار، وهناك نقاط اخرى تعمل. المرفأ يعمل ولكن ليس مئة في المئة. في الأسبوع الماضي كان يعمل بنحو 30 بالمئة من قدراته، والإثنين سنتحدث عن نحو 45 بالمئة".

أضاف: "الصور الموضوعة هنا تبين عمل آلياتنا وآليات الفرنسيين سويا، وبشكل وثيق وبتعاون كبير جدا، وعليكم ان تدركوا حجم الأخطار التي يتعرضون لها عندما يدخلون الى الأماكن الخطرة لإزالة الحديد، المهمة ليست سهلة بل مضنية".

زيارة موقع العمل

بعد ذلك، كانت زيارة للموقع الذي يتم العمل فيه على رفع الركام في منطقة استيداع البضائع حيث تعمل الآليات من جرافات وقاطرات على رفع الأنقاض وازالة كل العوائق الحديدية من اجل تخليص البضائع الموجودة.

جولة بحرية

وقام الوفد بجولة بحرية على متن مركب إنزال فرنسي لتفقد الأعمال التي تقوم بها القوات البحرية في أحواض الموانىء، تحدث خلالها قائد حاملة الطوافات "تونير" أرنو ترانشان الذي رحب بالموجودين على متن مركب الإنزال السريع "ايدار" الذي هو "امتداد لحاملة الطائرات Amphibie ومهمته نشر مركبات مدرعة للتنتشر بسرعة على الشاطىء". وقال: "لقد وضعناه من اجل دعم مهمة إيصال المساعدات الإنسانية، وهو قاعدة تشغيلية متقدمة في وسط بيروت. هذا المركب ساعدنا على انزال المساعدات الإنسانية والآليات والمركبات ويمكننا من متابعة كل اعمالنا الإغاثية من دون توقف".

أضاف: "العمل الأول الذي قمنا به هو التأكد من البيئة المائية لقعر المرفأ، وقد قام الغطاسون في البحرية الفرنسية بالتعاون مع البحرية اللبنانية، بعمليات البحث في عمق المياه، وبرسم خارطة كاملة لما يوجد في الأعماق مما خلفه الإنفجار، والتأكد من ان المرفأ صالح للملاحة في كل احواضه".

 

رئيس الجمهورية عرض مع جميل السيد الاوضاع

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم، النائب اللواء جميل السيد واجرى معه جولة افق، تناولت الأوضاع العامة في البلاد والاحوال المعيشية والصعوبات التي تواجه المواطنين.

وشدد النائب السيد على "ضرورة إعادة تكوين السلطة بما يسمح بمعالجة الوضع الراهن لاسيما بعد كارثة المرفأ والتدهور الاقتصادي".

 

الرئيس عون التقى اللواء خير: للإسراع في مسح الاضرار والتنسيق ليأتي العمل متكاملا

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، "الإسراع في مسح الاضرار التي وقعت نتيجة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت لاسيما في الاحياء السكنية تمهيدا لاصلاحها والتعويض على أصحابها". وشدد الرئيس عون على أهمية التنسيق بين مختلف الإدارات الرسمية المعنية "ليأتي العمل متكاملا ويحقق النتائج المرجوة منه". وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، اللواء خير واطلع منه على سير أعمال الهيئة العليا للإغاثة والنتائج التي توصلت اليها لاسيما في مسح الأضرار الناتجة عن الانفجار في المرفأ، وزود اللواء خير الرئيس عون بالخرائط والإحصاءات الدقيقة.

خير

وبعد اللقاء، صرح اللواء خير للصحافيين فتقدم بالتعزية بالشهداء متمنيا "الشفاء السريع للجرحى وعودة كل من تضرر الى منزله". وقال: "لقد استدعانا رئيس الجمهورية للاطلاع على كل الاضرار وعلى عمليات الكشف عن تلك المادية منها، بعد الكشف التقني والهندسي والتوجيهي لكل المنطقة التي لحقت بها الاضرار. وقد شرحنا لرئيس الجمهورية ما يحصل على الأرض حيث يتم التنسيق بيننا وبين الجيش بشكل تام. لقد قسمنا المنطقة الى قسمين شمال ساحة الشهداء وجنوبها وهي تحتوي تقريبا على 6500 مبنى اضرارها متفاوتة من منطقة صفر حتى منطقة سبعة كيلومتر. بدأنا سابقا بكشف الاضرار بحوالي عشر لجان مع الجيش لنصبح اليوم حوالي خمسين لجنة. ونعد بإنجاز العمل بأسرع وقت وهذا ما طلبه فخامة الرئيس لجهة ان يكون الكشف سريعا لأن الناس بحاجة لأن تكون في منازلها ذلك ان الانسان لا يرتاح الا في بيته، لذلك سنقوم وبالتنسيق التام مع الجيش بالتنفيذ".

أضاف: "شرحنا للرئيس عون انه كلما زدنا السرعة في الكشف على الستة آلاف او كحد اقصى السبعة آلاف مبنى كلما خفت اعداد المتضررين. والدراسة التقنية التي نقوم بها مع الشركة الاستشارية لدى الهيئة ستكون سريعة والتقديمات مجانية. ان كل ما كان يطالب به فخامة الرئيس هو ان نتابع ليلا ونهارا عمليات الكشف السريعة وكذلك الامر بالنسبة للمساعدات التي ننسق مع قيادة الجيش بشأنها ويتم توزيعها بشفافية وعدالة وهي تصل لمحتاجيها كي ننطلق من المحتاجين من ثم الى المناطق المحرومة".

وتابع: "ان كل إدارات الدولة ملزمة وفي كل المناطق المتضررة ان تكون بتصرف مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس بصورة خاصة، كي نستخلص نتيجة تقرير واحدة بحيث لا يكون تفاوت بين إدارة وأخرى. واننا نعد الناس اننا سنكون سريعين بما نقوم به، وكما ترون، فإن المساعدات الخارجية سريعة وسيزيد التنظيم اكثر لنعطي نتيجة اكثر فعالية ان شاء الله". وردا على سؤال، أوضح اللواء خير انه "كلما تقدم الكشف يوما بعد يوم كلما كان الوضوح اكثر لأن ثمة مباني بحاجة الى ترميم بشكل كبير وأخرى بحاجة الى ترميم أقل لأنه كلما ابتعدت عن نقطة الانفجار كلما خفت نسبة الاضرار. وكما رأيتم، لقد تمكنا منذ اليومين الاولين ان نحسم قضية 45 مبنى اثريا و45 مبنى تراثيا، وتم تحويل هذه المباني الى مديرية الآثار لتتم معالجتها. ثم ان هناك مباني أخرى فيها تشققات. وما يهمنا انه عندما يعود المواطن الى بيته يكون مطمئنا. كذلك الامر بالنسبة للجمعيات والمنظمات والدول التي ترغب بمعالجة الشوارع او المباني المتضررة بحيث تدخل اليها وبحوزتها كل الملف الدراسي لتكون على بينة في ما عليها القيام به بشكل تفصيلي وتكون كذلك مطمئنة لعملها.

 

المجلس الأعلى للدفاع مدد التعبئة العامة حتى آخر العام وتكليف وزير الخارجية تقديم شكوى الى مجلس الامن وتجديد التفويض لليونيفيل من دون تغيير المهام عون: لتوزيع المساعدات بعدالة وشفافية .. دياب: لتسريع التحقيقات في الانفجار

وطنية - الأربعاء 26 آب 2020

رفع المجلس الأعلى للدفاع انهاء الى مجلس الوزراء باعادة تمديد حالة التعبئة العامة اعتبارا من تاريخ 31/8/2020 ولغاية 31/12/2020 وطلب الى وزير الصحة التواصل مع المستشفيات الخاصة لجهة وجوب التعاون والتجاوب والتوصل الى قرار بفتح اجنحة خاصة لمعالجة المصابين من فيروس الكورونا خلال مهلة أقصاها 5 أيام. كما قرر المجلس الذي التأم برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، تكليف وزير الخارجية والمغتربين تقديم شكوى الى مجلس الامن حول الاعتداء الإسرائيلي الذي وقع ليل امس على الحدود الجنوبية. وأكد أهمية وضرورة تجديد التفويض لقوات اليونيفيل في الجنوب من دون تغيير في المهام الموكلة لمدة سنة إضافية. واكد الرئيس عون "ضرورة تقديم المساعدة للاهالي بعد انفجار مرفأ بيروت في أسرع وقت ممكن وتنسيق الجهود كافة وتوزيع المساعدات التي تصل الى لبنان بعدالة وشفافية"، مشددا في ما خص الاجراءات لمواجهة كورونا على ضرورة "ان يكون المواطن مسؤولا في تصرفاته وعلى أهمية التوازن ما بين صحته من جهة والدورة الاقتصادية من جهة أخرى". اما رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب، فحذر من انه "اذا استمر الوضع على الشكل الحالي فسنصل الى وقت نخسر فيه قدرتنا على مواجهة كورونا". وشدد على "ضرورة تسريع التحقيقات في انفجار المرفأ". وعن التجديد لقوات اليونيفيل اعتبر ان من مصلحة الجميع التمديد لها من دون تعديل مهماتها قائلا: ان "الأجواء التي لدينا إيجابية مبدئيا". حضر الاجتماع الى الرئيس دياب، نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر، وزراء: الخارجية والمغتربين شربل وهبه، الداخلية والبلديات محمد فهمي، المال غازي وزني، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة، الاشغال العامة والنقل ميشال نجار، والصحة العامة حمد حسن. كما حضر قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن محمود الاسمر، ممثل المدير العام للامن العام العميد نبيل حنون، المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن انطوان منصور، مدير المعلومات في المديرية العامة للامن العام العميد منح صوايا، رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد خالد حمود ومساعد المدير العام لامن الدولة العميد سمير سنان.

وحضر ايضا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد بولس مطر.

البيان

وفي ختام الاجتماع، تلا اللواء الأسمر البيان الاتي :

"بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم الثلثاء الواقع فيه 28 تموز 2020 في القصر الجمهوري، لمتابعة آخر التطورات والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا، والمستجدات الأمنية والتجديد لقوات الطوارئ الدولية، حضره دولة رئيس مجلس الوزراء، ووزراء: المالية، والدفاع الوطني، الخارجية والمغتربين، الداخلية والبلديات، الاقتصاد والتجارة، الاشغال العامة والنقل والصحة العامة. كما حضر الاجتماع، كل من: قائد الجيش، المدعي العام التمييزي، المدير العام لرئاسة الجمهورية، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، المدير العام لأمن الدولة، الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع، ممثل المدير العام للامن العام، معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، المستشار الأمني والعسكري لفخامة الرئيس، مدير المخابرات في الجيش، مدير المعلومات في الامن العام، رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، نائب المدير العام لأمن الدولة.

في مستهل الجلسة، جدد فخامة الرئيس تعازيه الحارة بضحايا الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى. واعتبر فخامته "ان الزلزال الكارثي الذي ضرب بيروت، استوجب إجراءات سريعة اتخذت من الأجهزة كافة وفقا للصلاحيات. واليوم هناك ضرورة لتنسيق كافة الجهود من اجل مزيد من الفعالية والسرعة". وشدد فخامته على تقديم المساعدة للاهالي في اسرع وقت ممكن، وتوزيع المساعدات التي تصل الى لبنان بعدالة وشفافية، شاكرا في المناسبة الدول الشقيقة والصديقة التي سارعت الى دعمنا.

وأضاف فخامة الرئيس: ان هناك ضرورة لان يكون المواطن مسؤولا أولا عن تصرفاته وان يلتزم بالإجراءات وأساليب الوقاية من انتشار وباء كورونا وتفشيه، مشددا على أهمية التوازن ما بين صحة المواطنين من جهة والدورة الاقتصادية من جهة أخرى لا سيما القطاعات السياحية والتجارية لما لذلك من انعكاسات اقتصادية ومالية واجتماعية إيجابية.

ثم تحدث الرئيس دياب فقال: "نمر بمرحلة حساسة في المواجهة مع وباء كورونا.

عدد الإصابات يرتفع بشكل كبير يوحي أنه إذا استمر هذا الارتفاع سنفقد السيطرة على الوباء.

أيضا عدد الوفيات الذي يتم تسجيله يرتفع بشكل لافت، وهذا يعطي إشارة سلبية عن خطورة الإصابات.

إمكانيات الاستيعاب في المستشفيات تتراجع، وعدد الأسرة المخصصة للحالات الصعبة صار محدودا جدا.

بالمقابل، فئة من الناس لا تلتزم بالإجراءات، بالعكس، هي تتحدى هذه الإجراءات. هذا الأمر يرفع عدد الإصابات، وبالنتيجة، إذا استمر الوضع على الشكل الحالي سنصل إلى وقت نخسر فيه قدرتنا على مواجهة هذا الوباء.

لذلك، أرى ضرورة لتجديد التعبئة العامة حتى نهاية السنة الحالية 2020، وضرورة أكبر للتشدد بتطبيق الإجراءات، لحماية الناس من وضع خطير ومخيف بنتائجه.

أضاف دولته:أما بالنسبة لكارثة انفجار مرفأ بيروت، فمن الضروري تسريع التحقيقات. كنت تمنيت على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ترسل فرنسا صور الأقمار الصناعية قبل وخلال وبعد الإنفجار، لمساعدة الأجهزة والقضاء اللبناني في التحقيقات. هذه الكارثة يجب ألا تمر وكأن الذي حصل جريمة عادية.

وعن التجديد لقوات اليونيفيل قال دولته:الأجواء التي لدينا إيجابية مبدئيا، وأفترض أن يتم المصادقة على التمديد لليونيفيل يوم الجمعة في مجلس الأمن الدولي. من مصلحة الجميع أن يتم التمديد لليونيفيل من دون تعديل مهماتها.

وعن جريمة كفتون في الكورة قال دولته: هناك ضرورة لتسريع التحقيقات وكشف الملابسات والقبض على المجرمين بأسرع وقت ممكن.

ثم عرض معالي وزير الصحة العامة الواقع الصحي في ما خص الوباء وأشار الى انه كان متوقعا ان تزداد الأرقام، الا ان الإنفجار الذي حصل في المرفأ وعدم الالتزام بسبل الرقابة أدى الى هذه الزيادة، مع الإشارة الى ان الملفت بالامر هو زيادة عدد الوفيات المسجلة يوميا وهذا الامر يدعو الى القلق. أخيرا أشار وزير الصحة العامة الى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم لزيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات لمعالجة المصابين بفيروس الكورونا. وفي هذا الاطار، تم التداول في كيفية السعي لدى الدول والجهات المانحة لتزويد لبنان باللازم من معدات وتجهيزات.

ثم تحدث وزيرا الاقتصاد والتجارة والسياحة عن مدى انعكاس الاقفال بحده الأقصى على القطاعات السياحية والتجارية وبالتالي على الحركة الاقتصادية والأوضاع الاجتماعية.

وبعد التداول والاستماع الى الوزراء المختصين وايضا قادة الأجهزة العسكرية والأمنية تقرر الاستمرار بإعلان التعبئة العامة.

وفي إطار متابعة مواجهة هذا الخطر بالتعبئة العامة، التي تنص عليها المادة 2 من المرسوم الاشتراعي رقم 102/1983 (الدفاع الوطني) مع ما تستلزمه من خطط وايضا احكام خاصة تناولتها هذه المادة، بالإضافة الى التدابير والاجراءات التي سبق واتخذها مجلس الوزراء في اجتماعاته السابقة.

قرر المجلس الأعلى للدفاع رفع انهاء الى مجلس الوزراء يتضمن:

1. إعادة تمديد حالة التعبئة العامة التي أعُلن تمديدها بالمرسوم رقم 6684/2020 اعتبارا من تاريخ 31/8/2020 ولغاية 31/12/2020 ضمنا.

2. التأكيد على تفعيل وتنفيذ التدابير والإجراءات التي فرضتها المراسيم ذات الصلة والقرارات الصادرة عن معالي وزير الداخلية والبلديات، وذلك خلال فترة تمديد التعبئة العامة المذكورة أعلاه.

3. الطلب من اللجنة التقنية المكلفة متابعة الرقابة على فيروس الكورونا استكمال التواصل مع الجهات المعنية ونقابات وجمعيات سياحية وتجارية لجهة وضعها موضع التنفيذ والالتزام بالإجراءات والتدابير التي تساهم في التخفيف من انتشار الوباء، على ان يصدر عن وزير الداخلية القرار اللازم استنادا الى كثافة الاختلاط وعدد المختلطين، وإمكانية التعديل ومستوى الأولوية والمخاطر المحتملة.

4. تكليف وزير الصحة العامة التواصل مع المستشفيات الخاصة لجهة وجوب التعاون والتجاوب والتوصل الى قرار بفتح اجنحة خاصة لمعالجة الماصبين من فيروس الكورونا خلال مهلة أقصاها 5 أيام.

5. الطلب إلى الأجهزة العسكرية والأمنية كافة التشدد ردعيا، في قمع المخالفات بما يؤدي الى عدم تفشي الفيروس وانتشاره والتنسيق والتعاون مع المجتمع الاهلي والسلطات المحلية لتحقيق ذلك.

6. الطلب الى وسائل الاعلام مشكورة، على تعاونها مع الاجهزة العسكرية والامنية والصحية والسلطات المحلية الاستمرار بالحملات الايجابية التوعوية والوقائية حول مسؤولية المواطن في الالتزام باجراءات الوقاية.

ثم انتقل المجتمعون الى البحث في الأوضاع الأمنية لاسيما الحادثة الأخيرة التي حصلت ليل السبت الفائت في بلدة كفتون. وطلب الى الأجهزة الأمنية والقضائية استكمال التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الجريمة التي أودت بثلاثة مواطنين من أبناء البلدة. كما طلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية البقاء على الاجتماعات الدورية لتفعيل التنسيق في ما بينها لتفادي واستباق وردع أي عمل إرهابي او تخريبي.

استمع المجلس الى عرض قدمه قائد الجيش عن الاعتداء الإسرائيلي المدان الذي وقع ليل امس على الحدود الجنوبية وتقرر تكليف وزير الخارجية والمغتربين تقديم شكوى الى مجلس الامن بهذا الصدد.

كذلك، تم التطرق الى تجديد تفويض قوات اليونيفيل في الجنوب الذي ينتهي بتاريخ 31/8/2020 بعد ان تم الاستماع الى خلاصة وزير الخارجية والمغتربين على اثر اللقاءات التي عقدها مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بناء لتوجيهات فخامة الرئيس والمعلومات الواردة من بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وقد تم التأكيد على أهمية وضرورة تجديد التفويض من دون تغيير في المهام الموكلة لمدة سنة إضافية بالاستناد الى القرار الذي سبق وصدر عن مجلس الوزراء".

 

قاسم: حريصون على تأليف حكومة قوى سياسية لإنقاذ البلد

الوكالة الوطنية للإعلام/26 آب/2020

أكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم “حرص حزب الله على تكليف رئيس حكومة وتشكيلها بما يتناسب مع أوسع تأييد للقوى السياسية النيابية لتتمكن من العمل معا لانقاذ البلد الذي يحتاج الى سواعد أبنائه كلها”. وقال:” وما رغبة الحزب في حكومة الوحدة الوطنية أو ما يشابهها إلا لحشد الطاقات وتحمل المسؤولية من الجميع في بناء لبنان. فقد أثبتت التجربة أن أغلب من يكونون معارضة لأنهم لم يمثلوا في الحكومة، يعملون على إعاقة عمل الحكومة وتحريض الدول الأجنبية لعدم مساعدة لبنان والتحريض لإفشال الحكومة. كل ذلك بسبب عدم مشاركتهم، فالأفضل أن يتمثل الجميع إذا أمكن، وعلى كل حال سنرى ماذا ستحمل الأيام القادمة، لكن يجب أن يكون للبنان حكومته للقيام بالمهام الكبرى التي يحتاجها البلد”. وكان قاسم قد استقبل السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين، في حضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في “حزب الله” عمار الموسوي. وأفاد بيان للعلاقات الاعلامية في حزب الله “ان الشيخ قاسم شكر السفير على الجهود التي بذلها لمصلحة لبنان وعلى المواقف التي ترجمت الموقف الروسي المؤيد لقضايا لبنان والمنطقة والتي ساهمت في كشف المواقف الاميريكية السلبية في مناطقنا. كما شكره على التحليل الموضوعي للوضع السياسي في لبنان, والذي كان حريصا على تبيان دور المقاومة والقوى الفاعلة في بناء لبنان وتعاون أبنائه”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 26-27 آب/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

رولند ديك مواطن كندي لبناني حر وسيادي ومن يهاجمه على خلفية مواقفه المعرية لفارسية وملالوية المحتل حزب الله فهو مارق ومؤيد للإرهاب

الياس بجاني/27 آب/2029

http://eliasbejjaninews.com/archives/89829/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d9%88%d9%84%d9%86%d8%af-%d8%af%d9%8a%d9%83-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

 

بالصوت والنص من اذاعة صوت لبنان الكتائبي مقابلة مع غبطة البطريرك الراعي: انا شخصيا فقدت الثقة بالمسؤولين اللبنانيين والحل الوحيد هو اعتماد نظام الحياد/لا يمكن أن نخسر دور لبنان “كرمال عيون حدا”

http://eliasbejjaninews.com/archives/89821/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b0%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a6/

Sixteen English Editorials, Analysis & Reports Addressing Recent Unfolding Important Events In Iranian Occupied Lebanon/
ستة عشر مقالة وتحليل وتقرير باللغة الإنكليزية يتناولون أخر التطوارات في لبنان الذي تحتله إيران وحزبها الإرهابي
http://eliasbejjaninews.com/archives/89813/sixteen-english-editorials-analysis-reports-addressing-recent-unfolding-important-events-in-iranian-occupied-lebanon-%d8%b3%d8%aa%d8%a9-%d8%b9%d8%b4%d8%b1-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%88/

*IDF attacks Hezbollah targets following incident on northern border/Arutz Sheva
*A More Forceful France?/Ghida Tayar/Carnegie MEC
*Hariri Says Doesn’t Want to Return as Premier/Naharnet
*Riad Salameh: In Lebanon, depositors’ money is still available/Randa Takieddine/Arab News
*Lebanon’s new start needs to be locally led/Javier Solana/Arab News/
*In fifteen years between Hariri’s assassination and the Beirut explosion what did we learn?/Dr Amira Abo el-Fetouh/Middle East Monitor
*Making Sense Of The Next Round Of Turmoil In Iraq And Lebanon/Alberto M. Fernandez/MEMRI Daily Brief /August 25/2020
*The American Mideast Coalition for Democracy (AMCD) Praises Trump Administration’s Historic Peace Deal between Israel and the UAE/Weeks after blast, Lebanon patronage system immune to reform/Samya Kullab/AP
*It’s time for Europe to follow Germany’s lead and ban Hezbollah/Jerusalem Post Editorial/
*City of Beginnings: Poetic Modernism in Beirut/Robyn Creswell/Reviewed by Franck Salameh/Middle East Quarterly
*Syrians Lose Children, Homes and Jobs in Beirut Blast/Agence France Presse
*After Beirut Blast, Foreign Workers Beg to Go Home/Agence France Presse
*Occupation… Electronic Justice and the Mirage of an International Community/Sam Menassa/Asharq Al-Awsat newspaper
*Lebanese businesses rebel against lockdown/Najia Housari/Arab News
*US Seeking to Reduce Number of UNIFIL Troops, Stop Hezbollah Violations/New York- Ali Barda/Asharq Al Awsat