المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april25.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/من هو ليس ضد حزب الله وضد احتلاله هو طروادي وجبان وذمي ومستسلم كائن من كان

الياس بجاني/قادتنا وتحديداً الموارنة منهم ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الرائد البطل سعد حداد: لمن لا يَعْلَم وللذين لا يتجرؤون على الشهادة بالحق/جنوبي حر

إسرائيل تنبّه عناصر «حزب الله» للابتعاد عن مواقع غاراتها

خلفيات "شيعة ـ شيعة"

كورونا".. مسؤول إسرئيلي يتحدّث عن الوضع في لبنان

سلامة العهد يريد تحميلي مسؤولية الانهيار... وهو المسؤول

لماذا حرَّك حزب الله الشارع ضد رياض سلامة؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 24 نيسان 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري يُعرّي حكومة دياب.. يسعون لتغيير هوية لبنان واستخدام الغضب الشعبي وقوداً

«أمل» و«حزب الله» يتنصّلا من التصويت على إقالة سلامة

"التقدمي" للحكومة: انقلابكم بالتهديد والوعيد مصيره الفشل

حركة أمل لم نطرح إقالة حاكم مصرف لبنان في جلسة الحكومة

فرنجية: لا أعرف سلامه... لكن ما كنا لنصوّت لبطيش!

ليس دفاعًا عن رياض سلامة/جان فغالي

اللبنانيون ينتظرون قرارات حكومية حاسمة لوقف التدهور الاقتصادي

بري ينتقد وقوف الحكومة اللبنانية موقف «المتفرج» أمام الفلتان المالي

لقاءٌ عاصف بين دياب وسلامة....ما معي مصاري والناس سيعتادون على الغلاء

لبنان: الأزمة تضرب مساعدات المحتاجين

"حزب الله ينتظرُ موقف دياب"!

معركة عودة الحريري الى السراي الكبير.. فهل ستصمد دفاعات دياب وتحصيناته ؟!

"هجمة" عقارية بـ 5 مليارات دولار.. ما جديد أسعار الشقق؟

كواليس التحضير لإقالة سلامة

حرب على واشنطن في لبنان... من أين تبدأ؟

النهار: الدولار الحارق يحرّك شهية التضحية بالحاكم!

الجمهورية: الحكومة اليوم تُمدِّد التعبئة أسبوعين... والدولار "يــجنّ" والصرّافون ينسحبون

نداء الوطن: "حزب الله" يضغط في الشارع... وعون ودياب يستدرجان "العروض" كلكن... "رياض سلامة

اللواء: إشتباك الدولار: رياض سلامة في عين العاصفة؟ "المركزي" يرفض تزويد عويدات بأصحاب الحسابات المحوّلة.. والتظاهرات تسقط التعبئة

لماذا حرَّك حزب الله الشارع ضد رياض سلامة؟

الحكومة ترتكب خطأ قاتلا بإقالة سلامة والسحر قد ينقلب على الساحر والشروط القانونية غير متوافرة.. ومراجع قضائية: كلام سياسي لا ارضية له

حكومة 8 آذار مُطالبة بقرارات لا بمواقف لمعالجة أزمة الدولار..فلماذا لا تتحرّك؟

"الحزب" يدرك ان التضحية بسلامة لا تنفع: لا مفرّ من تأمين كتلة نقدية.. لكن من أين!

ارتفاع الدولار والأسعار يؤججان الشارع مجددا

الحملة على سلامة تستعر ...هل اتخذ حزب الله فعلا قرار اقالته؟

السفيرة الاميركية عند باسيل قبيل مجلس الوزراء ومواقف دياب

تمديد التعبئة اسبوعين وتخفيف الاجراءات على مراحل و8 اصابات جديدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مليونان و726 ‏ألف إصابة و191 ألف وفاة ‏بـ«كورونا» في العالم

وفيات «كورونا» في أميركا تناهز 50 ألفاً بعد وفاة 3176 مصاباً خلال 24 ساعة

كورونا» يرغم المخابرات الأميركية على التغيير

رياح «كورونا» تهب بعكس ما تريده سفن بوتين و«ربما» لا تكون من السوء بمثل انهيار عام 1991

أسواق النفط تسترد أنفاسها على وقع تصعيد جيوسياسي وخفض إنتاج الخام الأميركي يصعد 30% متجاوزاً كارثة «الاثنين الأسود

ترمب يعتبر التقارير حول ‏مرض كيم «‏مغلوطة»

«مجموعة آستانة» تحضّر لقمة ثلاثية افتراضية

غرينبلات: «كورونا» حقق ما لم تفعله المفاوضات

ستيفاني: تقارير عن «مواد كيماوية» في طرابلس تثير «قلقاً بالغاً» وغوتيريش يستعين بالقرآن للدعوة إلى السلم ووقف الحرب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا سهّل ”الرئيس” ”الولاية الخامسة” بعد طول رفض؟/سركيس نعوم/النهار

ألا يستحق الانهيار حواراً انقاذياً جدياً؟/روزانا بومنصف/النهار

العهد لا يواكب العالم/مروان اسكندر/النهار

العاصفة تبدأ هبوبها.. والسفيرة الأميركية تحذّر العهد/منير الربيع/المدن

5 آلاف مليار ليرة خرجت ولم تعد: من رفع الدولار 600 ليرة في ساعات؟/عماد الشدياق/موقع أساس

واشنطن لن تقاتل لمنع انهيار النظام المصرفي بأي ثمن.. والفوضى لصالحها/رلى موفّق/اللواء

سفينة لبنان تغرق مع رياض سلامة.. ومن دونه!/ علي الأمين جنوبية

أرِنا أنيابَك يا دياب/بشارة شربل/نداء الوطن

بين الحريري وجعجع... جلسة طويلة!/راكيل عتيِّق/الجمهورية

من سيكون "كبش الفداء" في جنون الدولار؟/غسان ريفي/سفير الشمال

3 سيناريوهات لاستقالة الحكومة.... رئاسة دياب تهتز ولا تقع/آلان سركيس/نداء الوطن

مغيّرون في التاريخ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

تلاشي الوهم العثماني لإردوغان/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

أزمة «كورونا»... لن تخرج الصين فائزة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

العائدون من الفضاء إلى كوكب آخر/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

ماذا سنفعل لو لم يظهر علاج أو لقاح؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المجلس الاعلى للدفاع قرر رفع انهاء الى مجلس الوزراء على خمس مراحل تبدأ من 27 نيسان وتنتهي في 8 حزيران

دياب من قصر بعبدا: المرتكبون سيدخلون السجون حتما والحكومة ستكون مظلة متينة لورشة مكافحة الفساد

الراعي تمنى للمسلمين صوما مباركا ودعا المسؤولين إلى توحيد جهودهم لإنقاذ لبنان

رئيس الكتائب عرض المستجدات مع السفيرة الاميركية وكوبيتش

آرام الأول ترأس قداس ذكرى ال 105 للابادة الارمنية في إنطلياس: نطالب تركيا بالإعتراف بالابادة والتعويض عن الخسائر

السرياني العالمي وضع إكليل ورد على نصب شهداء مجازر سيفو ودعوة للاعتراف بالابادة والتعويض

الوطنيون الأحرار: أين القوانين الإصلاحية الموعودة وأين المراسيم التنظيمية الصارمة لقانون القنب؟

جعجع أكد أن لا نية بعد لتشكيل جبهة معارضة: ليس مطروحا لدينا الدفع نحو إسقاط الحكومة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب.لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

من هو ليس ضد حزب الله وضد احتلاله هو طروادي وجبان وذمي ومستسلم كائن من كان

الياس بجاني/24 نيسان/2020

أي سياسي او ناشط او نائب أو صاحب شركة حزب أو رجل دين أو مواطن لا يعترف علناً بأن حزب الله يحتل لبنان ويصادر قراره ويتحكم بحكامه ويعهر مؤسساته ويفقر شعبه ويهجره، وأن لا حلول لا كبيرة ولا صغيرة طالما احتلاله وإرهابه وفجوره وأيرنته مستمرين…

هو جبان ومتواطئ مع المحتل لا بل أداة من أدواته الطروادية والإبليسية.

 

قادتنا وتحديداً الموارنة منهم ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

الياس بجاني/23 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85321/85321/

إن المؤمن لا يجب أن ييأس من رحمة خالقه الأب السماوي تحت أي ظرف ومهما اشتدت الصعاب وازدادت تعقيداً ومآسي، ومن واجب هذا المواطن أن يشهد للحقيقة ويسمي الأشياء بأسمائها دون مواربة أو مساومة أو ذمية وبعيداً عن أية مصالح أو منافع خاصة. كما أن المؤمن لا يجب أن يفقد لا الأمل ولا الرجاء.

فالمؤمن وهو جثة راقدة تحت تراب الأرض، هو يرقد على رجاء القيامة.

كما أن الله هو محبة وفداء وعطاء وأُبوة، فهو أيضاً أمل ورجاء وقوة صبر وتحمل.

في هذا السياق الإيماني على المؤمن اللبناني بشكل خاص أن يكون واثقاً بأن وطن الأرز المبارك هو أرض قداسة وبررة وقديسين ومن واجبه الأرضي والسماوي حمايته والذود عنه ورذل كل من يتطاول عليه بأي شكل من الأشكال وفضحه وتعريته علناً.

ولا بد هنا من حك ذاكرة الجميع بأن لبنان الوارد ذكره في الكتاب المقدس أكثر من 77 مرة والذي اختاره الرب ليكون موطن أرزه المقدس وجعل من أرضه وقفاً له هو وطن باق إلى آخر الأزمنة ولم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال والإرهاب.

هذا اللبنان لم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال وجماعات الطرواديين مهما ظلمت وتجبرت واستكبرت وتفننت في وسائل الأذى والإرهاب والشر والتهجير والاضطهاد.

كما أنه بلد عصي على كل هرطقات واسخريوتية قادته الزمنيين والدينيين وأصحاب شركات أحزابه  التجار الذين داكشوا بذل وكل من موقعه وعلى طريقته السيادة بالكراسي، وقفزوا بجحود فوق دماء الشهداء، وخانوا الأمانة الشعبية التي منحها أهلهم لهم.

على خلفية مفهوم الأبواب الواسعة الإنجيلي هؤلاء باعوا وتاجروا بثورة الأرز وبتجمع 14 آذار بجحود، وذلك دون أن يرمش لهم جفن لأن ضمائرهم مخدرة، وقلوبهم متكلسة، وعقولهم خاوية من غير العفن والشر والغش والانحطاط والسفالة.

ينسى هؤلاء عن سابق تصور وتصميم وغباء بأنه مهما على شانهم الأرضي والسلطوي الزائل، فإن لا احترام لهم ولا ثقة بهم، في حين أن كل عاقل وشريف لا يرى فيهم غير صورة لرئيس الأبالسة لاسيفورس وللأسخريوتي.

يبقى أن ما يمر به وطن الأرز والقداسة والقديسين هي أزمة إيمانية عابرة وآنية، وبإذن الله سوف ينتصر فيها الحق مع الأحرار والمؤمنين والشرفاء من أهلنا.

لا، لا، نحن لا نشبه قادتنا، والموارنة منهم تحديداً، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر نصبتهم رغماً عنا.

من هنا فإن واجبنا كلبنانيين أحرار وسياديين نحترم أنفسنا ونجل الكرامة والعنفوان أن نرذل كل قادتنا الروحيين والزمنيين العابدين تراب الأرض والمتخلين عن واجباتهم والمسؤوليات لأنهم هم الفشل والجحود، وكل ما هو ابليسية.

غايتنا وأولويتنا أن نختار قادة جدد على صورتنا ومثالنا. أما من يختار من أهلنا العبودية ووضعية التابعين والزلم والأغنام، فهذا خيارهم هم وليس خيار السواد الأعظم من شعبنا المؤمن والحر والأبي.

نحن بحاجة إلى قادة ومفكرين ورجال دين من خامة الراحل البطريرك مار نصرالله صفير، وبشير الجميل، وكميل شمعون، وبيار الجميل، وشارل مالك، وغيرهم من إبرار وطننا وطوباوييه، في حين أن من هم في مواقع المسؤولية والقيادة اليوم جلهم رجال مسخ وأبالسة بأشكال بشرية.

في الخلاصة، الحرية لا تعطى بل تؤخذ، والكرامة لها أثمان وهي تتطلب الصبر والأمل والرجاء والتضحيات والقرابين.. ومن فعلا يحب أهله ووطنه ويخاف ربه ويوم الحساب الأخير عليه بشجاعة أن يفقد لا أمل ولا الرجاء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الرائد البطل سعد حداد: لمن لا يَعْلَم وللذين لا يتجرؤون على الشهادة بالحق

جنوبي حر/25 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85373/85373/

في العام ٧٦ أرسلت قيادة الجيش اللبناني الرائد حداد من مركزه في العاصمة بيروت الى منطقة مرجعيون بمهمة واضحة  لحماية المنطقة الحدودية وسكانها من خلال تنظيم مجموعات الجيش اللبناني الذين رفضوا الخدمة في صفوف جيش لبنان العربي بقيادة احمد الخطيب بعد ان إنقلب على الجيش واحتل ثكناته في العديد من المناطق اللبنانية بدعم فلسطيني مباشر وعلني .

عسكريون من كافة الطوائف من الرافضين الإلتحاق بالجيش العربي انسحبوا من ثكناتهم بعد سقوطها في يد الجيش العربي ولجؤو إلى قراهم في رميش وعين ابل ودبل وعلما الشعب والقوزح وبنت جبيل والعديسة وكفركلا والقليعة وبرج الملوك وديرميماس ودبين وبلاط، وعدد من العسكريين من مناطق الشمال والبقاع وجبل لبنان من الذين كانوا مقيمين في منطقة مرجعيون وبنت جبيل .

نَفَذَ الرائد حداد أوامر  قيادته وتوجه الى الجنوب من خلال تسهيل مهمته من قبل الجبهة اللبنانية بكافة أحزابها وشخصياتها، وبدأ على الفور تنظيم وحدات الجيش داخل المنطقة المحاصرة من الفلسطينيين وعملائهم البلديين فِي ظروف شديدة الصعوبة والخطورة وتحت نيران المدفعية وراجمات الصواريخ التي كانت تقذف حممها على المنطقة الحدودية دون هوادة او رحمة وكل هذا الحقد والإجرام بسبب  رفض أهالي المنطقة للوجود الفلسطيني في قراهم واستباحتها بحجة العمل الفدائي لتحرير فلسطين.

التف سكان المنطقة حول الرائد حداد وأولوه ثقتهم ووقفوا الى جانب اخوتهم العسكريين للدفاع عن المنطقة بعد ان انتابهم الذعر على اثر مجرة العيشية الدامغة والسادية التنفيذ.

وهكذا نشأ جيش لبنان الحر وبقي سعد حداد على اتصال بقيادة الجيش في بيروت حتى وفاته في العام 1983.

الرائد سعد حداد هو من اشرف وانبل ضباط الجيش اللبناني ومن الذين يشهد لمناقبيتهم وروحهم الوطنية.

دافع عن المنطقة بروح عسكرية لبنانية نقية وهزم الفلسطينيين واعوانهم ورفع العلم اللبناني في سماء المنطقة وعلى كافة المؤسسات الرسمية وسطّر مع رفاقه العسكريين ملاحم بسالةٍ وبطولة متوجة بالإنتماء الوطني الفريد.

مجرد ذكر إسم الرائد حداد يُفقِد عملاء نظام إلبعث السوري ونظام الموت الإيراني عقولهم المريضة ويبدؤون بقذف سيل من الكلام المسموم والمزعوم والكاذب ويتبجحون باتهام اشرف رجال لبنان بالعمالة.

نعم سعد حداد طلب سلاحاً وذخائر من وراء الحدود لان الاحجام عن هذا الخيار في ظل حصار المنطقة وتلاشي الدولة اللبنانية وإخضاعها التام لمشيئة عرفات كان بمثابة انتحار جماعي للعسكريين وأهالي المنطقة الذين ابوا الخضوع وقاوموا وانتصروا على جحافل الجحود والكراهية .

اما المتداول اليوم في الإعلام اللبناني المأجور بغالبيته عن تاريخ المنطقة الحدودية هو تزوير وكذب ورياء بلا حدود.

بشهادة رفاقه في المدرسة الحربية وفِي الخدمة العسكرية وكل الذين عرفوه سعد حداد وسام شرف على صدر الامة اللبنانية ونقيق الضفادع لا يطمس الحقيقة...

 

إسرائيل تنبّه عناصر «حزب الله» للابتعاد عن مواقع غاراتها

لندن/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً أمس عن الغارة التي شنتها إسرائيل في الأسبوع الماضي، على سيارة جيب كانت تنقل عناصر من «حزب الله» في طريقهم إلى سوريا. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تعمدت تجنب قتل عناصر الحزب، عملاً بسياسة تعتمدها وتقوم على تنبيههم، لتجنب الغارات التي تشنها عليهم، وتنتهي عادة بإصابة آلياتهم فقط من دون أن تشكل خطراً على حياتهم. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها قريبة من «التحالف الإقليمي» مع «حزب الله»، أن الجيش الإسرائيلي يقوم بإجراء اتصالات مفاجئة مع مقاتلي الحزب الموجودين في سوريا، لتنبيههم إلى مغادرة بعض المواقع قبل أن يقوم بقصفها.

وذكرت أنه بالنسبة إلى الغارة التي وقعت قرب بلدة جديدة يابوس قرب الحدود اللبنانية مع سوريا، فقد أفسح الإسرائيليون المجال للركاب الثلاثة للعودة إلى السيارة بعد الغارة «التحذيرية» الأولى، لأخذ ما تركوه فيها من أغراض وحقائب شخصية، وربما أجهزة عسكرية أيضاً، وذلك قبل تدمير الجيب، بعد التأكد من ابتعاد عناصر «حزب الله» عنه. وذكرت «نيويورك تايمز» أن أحد هؤلاء يدعى عماد كريمة، ويعمل ضمن وحدة في «حزب الله» تشرف على عمليات تهريب الأسلحة إلى سوريا. وذكَّرت الصحيفة بالغارة الليلية التي شنتها إسرائيل على أحد المنازل في ضاحية بيروت الجنوبية في أغسطس (آب) الماضي، ودمرت خلالها مقراً يحتوي معدات لتصنيع الصواريخ؛ لكنها نفذتها في وقت كانت متأكدة فيه من أن المقر كان خالياً خلالها. وتشير «نيويورك تايمز» كذلك إلى أن «حزب الله» تجنب هو أيضاً قتل جنود إسرائيليين طوال السنوات الماضية، رغم الخطب التحريضية لأمينه العام ضد إسرائيل. وقالت الصحيفة إن سياسة الجيش الإسرائيلي في تنبيه «حزب الله» لتجنب الغارات أدت إلى خلاف بين الجيش وجهاز الاستخبارات (الموساد) الذي يعترض رئيسه يوسي كوهين على هذه السياسة التي يصفها الجيش بـ«توازن الردع»، بينما يقول كوهين إنه لا حاجة لهذه السياسة، ولا تصح إقامة هذا التوازن مع تنظيم إرهابي؛ لأن الرسالة الوحيدة التي يجب أن توجهها إسرائيل إلى «حزب الله» - بحسب كوهين - هي: «لا تحاولوا أن تجربونا».

 

خلفيات "شيعة ـ شيعة"

"ليبانون ديبايت" الجمعة 24 نيسان 2020     

سأل سفير أوروبي عن دلالات إطلاق هتافات "شيعة ـ شيعة" أمام مصرف لبنان، مع أن التحركات كانت تحت عنوان مالي واقتصادي واجتماعي.

 

كورونا".. مسؤول إسرئيلي يتحدّث عن الوضع في لبنان

الحرة/الجمعة 24 نيسان 2020

قال مدير وكالة المخابرات الخارجية الإسرائيلية يوسي كوهين الخميس، إن "إيران وحلفاءها الإقليميين عمدوا إلى التقليل من الإبلاغ عن حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي". وقال مسؤولون إسرائيليون لقناة 12 الإسرائيلية، عقب تلقيهم إحاطة من كوهين إن "الوضع في العراق ولبنان وسوريا وإيران أسوأ بكثير مما تعترف به حكومات تلك الدول علنًا". وأوضح مدير الموساد قوله: "كان هناك عدوى واسعة النطاق، وهم يكذبون بشأن ذلك، الأرقام التي يبلغ عنها الإيرانيون غير صحيحة، إن عدد المصابين والقتلى الذين أعرفهم أعلى بكثير". وسجَّلت إيران أكثر من 87 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا وأكثر من خمسة آلاف حالة وفاة، فيما سجل العراق 1677 حالة إصابة و83 وفاة، في حين أعلنت لبنان إصابة 688 شخصًا ووفاة 22 منهم.  ويضطلع الموساد بدور كبير في جهود إسرائيل لاحتواء الفيروس، بعد أن طلبت الحكومة من الجهاز الحصول على المعدات الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي ومعدات الاختبار من جميع أنحاء العالم. وقبل شهر تقريبًا، قال صحفيون إسرائيليون إن جهاز الموساد "جلب بشكل سري 100 ألف جهاز لفحص فيروس كورونا إلى البلاد"، فيما بين المراسل العسكري لقناة 12 الإسرائيلية نير دفوري إن "بعض الدول التي جلب منها الموساد الأجهزة هي دول لا تحظى بعلاقات علنية مع إسرائيل".وسجَّلت إسرائيل حتى الآن 14 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد و192 وفاة بالمرض.

 

سلامة العهد يريد تحميلي مسؤولية الانهيار... وهو المسؤول

المدن الكلمة أولاين/24 نيسان/2020

سلامة العهد يريد تحميلي مسؤولية الانهيار، وهو المسؤول عن الانهيار هذا ما قاله للوسطاء الذين دخلوا على الخط بين رئيسي الحكومة والجمهورية من جهة، ورياض سلامة من جهة أخرى. وأضاف كل الصرف من قبل المصرف المركزي حصل بناء على قوانين الموازنة التي وقع عليها رئيس الجمهورية. ومما قاله سلامة إن الحكومات طلبت منه صرف 8 آلاف مليار ليرة، بقانون موازنة العام 2018، و5 آلاف مليار ليرة في موازنة العام 2019. ما يعني أن الأموال التي أنفقها سلامة من المصرف المركزي، كانت بناء على قانون الموازنة، والتي هم طالبوا بها ويريدون محاسبته عليها.

توجه أحد الوسطاء إلى سلامة بالقول اخرج وأوضح هذا الأمر، واطلب موعداً من رئيس الجمهورية لتضعه في هذه التفاصيل، فأجاب سلامة بأنه “التقى بعون أكثر من مرة. لكن عون لم يسمع أي كلمة كان يقولها. وكان يرفض أن يصغي إليه. وكل الأوراق والأرقام التي كان يسلمه إياها، كان يتم تسريبها للإعلام أو استخدامها لتصفية حسابات سياسية”. حصل اللقاء بين عون وسلامة صباح الخميس، وكان الجو متوتراً بفعل موقف سلامة الواضح. عون لم يتراجع أبداً، ولو أنه كان هناك استشعار بأن الشارع سينفجر، لا سيما أن باسيل كان قد غرد مساء الأربعاء متوجهاً إلى اللبنانيين بالتحضر إلى مسرحية الشارع والتحركات بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار. أراد باسيل بموقفه تحميل المسؤولية إلى القوى الأخرى، وكان في الوقت نفسه يعمل على التنسيق مع آخرين في سبيل النزول إلى الشارع وتوجيهه نحو سلامة والمصارف.

 

لماذا حرَّك حزب الله الشارع ضد رياض سلامة؟

 ليبانون ديبايت/الجمعة 24 نيسان 2020

ارتفع سعر صرف الدولار بشكل لافت خلال ايام، تبين انه مفتعل ومرده الى تحريك حزب الله لسوق الصرافين ردا على تعاميم حاكم مصرف رياص سلامة الاخيرة.

ذكر موقع lebanondebate  ان سعر صرف الدولار ارتفع بشكل لافت، خلال الأيام الأخيرة دون مُبرِّرٍ منطقي في حال قرَّرنا الإستناد إلى معايير العرض والطلب التي تُحدِّد سعر الصرف.

وفي السياق، كشفت مصادر مُطلعة لـ "ليبانون ديبايت"، ان "السبب وراء هذا الإرتفاع، هو مُفتعل ومَردّه إلى تحريك حزب الله لسوق الصرّافين ردّاً على التعاميم الأخيرة التي أصدرها المصرف المركزي، والتي رأى فيها "الحزب" تخريباً على سياسته المُتمثلة بالسيطرة على سوق العملة الصعبة".

وكان المصرف المركزي، قد أصدر مؤخراً عددًا من التعاميم التنظيمية ومنها: "تعميمٌ يفرض قبض العميل للتحولات الواردة عبر شركات تحويل الاموال بالليرة اللبنانية، تعميمٌ يسمح لصغار المودعين بقبض ودائعهم تحت الـ 3 الاف دولار بالليرة اللبنانية بسعر الصرف، وتعميمٌ يسمح لجميع المودعين بالدولار الأميركي بسحب 5 الاف دولار شهرياً بالليرة اللبنانية على سعر الصرف. ولفتت المصادر إلى أنّ "التعاميم الثلاثة، تهدف إلى منع وصول الدولارات إلى حزب الله عبر الصرّافين". ووفق المصادر، فإنّه "من أبرز مفاعيل هذه التعاميم، هي تعزيز قدرة مصرف لبنان من العملات الأجنبية، ليتمكن من تلبية حاجات الاقتصاد اللبناني وبخاصةٍ عمليات استراد المواد الأساسية". ورأت، أنّ "التعاميم الثلاثة، غيَّرت قواعد اللعبة فبدل من أن يستحوذ الصرّافون ومن خلفهم حزب الله على الدولار مُقابل الليرة، أصبح مصرف لبنان هو من يحصل على أوراق العملة الصعبة والمستفيد الأول هو الاقتصاد اللبناني مقابل الإاقتصاد الموازي، وبدل ان يضخ مصرف لبنان الدولارات في السوق لتثبيت سعر الصرف، قرَّر ضخ العملة الوطنية الوطنية ليجمع الدولارات". وفي الختام، اعتبرت المصادر أنّ "التعاميم الثلاثة أصابت اقتصاد حزب الله الموازي في مقتل وضيَّقت هامش التفافه على العقوبات المفروضة عليه، الأمر الذي دفعه الى استخدام الصرافين الكبار المحسوبين عليه لرفع  سعر الصرف، وتأجيج الشارع والتحريض على حاكم مصرف لبنان والمصارف للدفع بإتجاه الغاء هذه التعاميم".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 24 نيسان 2020

وطنية/الجمعة 24 نيسان 2020

النهار

قال نائب انه بات يتمنى الا يمضي ابناءه الايام المقبلة في لبنان بعدما بات المستقبل متعثرا جدا ولا يرى افقاً للحل رغم كل الجهود المبذولة بسبب التركيبة الطائفية الحامية للزعران.

دبَّ الذعر لدى زعيم سياسي وقيادات في الجبل بعد ورود معلومات عن عدد كبير من الضحايا إثر مجزرة بعقلين، متخوفين من أن يكون هناك عمل فتنوي ويحمل خلفية سياسية.

يقول نائب خرج من تكتل نيابي مسيحي واسع، إنّ تشكيل كتلة من النواب المسيحيين المستقلين وارد، إلا أنّ وباء كورونا وظروف البلد حالت دون استكمال الاتصالات على هذا الصعيد، لكنّ عودته إلى التكتل باتت في حكم المستحيل.

الجمهورية

لوحظ أن الكتل النيابية التي كانت تدعو إلى إجراء إنتخابات نيابية مبكّرة لم تصوت على اقتراح القانون المقدم من حزب الكتائب.

قال نائب إن العبرة في تنفيذ القوانين لا بإقرارها فقط معتقداً أن السلطة الحالية لن تلتزم بتطبيق القانون.

رأى خبراء أن كباشاً سياسياً وتصفية حسابات يقفان خلف الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار في لبنان.

اللواء

تناهت إلى مسامع مسؤولين أن خطة أعدت بإحكام لإعادة تحريك الشارع ، بعد مرور 100 يوم، لإسقاط التجربة الحكومية الحالية!

أصر نائب فاعل في كتلة بارزة على قرار اتخذه بالاستقالة، من دون معرفة الموقف الحقيقي للكتلة التي ينتمي إليها.

تنام مصارف معروفة على تحويلات واردة من لبنانيين إلى ذويهم، لتعزيز محفظتها، وإعطائها إلى أصحابها بالليرة اللبنانية؟!

نداء الوطن

يتردد في أوساط الرئيس نجيب ميقاتي أنّ الفريق المحسوب على رئيس الجمهورية منع مجلس الوزراء من تعيين أمين سر في محافظة الشمال وهو مركز شاغر منذ سنوات، بحجة أنّ الإسم المطروح محسوب على ميقاتي.

يستغرب بعض المعنيين بعمل لجنة الطوارئ إتجاه الحكومة نحو تخفيف إجراءات التعبئة العامة، منبهاً إلى أنّ تجارب بعض الدول مع هذه الخطوة لم تكن مشجعة وقد تؤدي إلى موجة انتشار جديدة للوباء.

انتقدت أوساط تربوية بارزة قيام جمعية صيداوية بتوزيع دفعة من المستحقات المالية لمعلمي مدارسها بطريقة متفاوتة بين دفعة وأخرى، علماً أنها جزء من رواتبهم المتراكمة منذ ثلاثة أشهر.

الأنباء

رفض مرجع رسمي الاطلاع على تقرير أمني رُفع إليه حول قضية حساسة وشائكة.

لم يفلح فريق سياسي أكثري في رمي مسؤولية تطيير نصاب الجلسة التشريعية على المعارضة، لكون الخلاف العلني بين أفرقاء الحكم فضح سبب انفراط الجلسة.

البناء

قالت مصادر مصرفية إن تراجع مصرف لبنان عن تعميم صرف التحويلات الطازجة بالدولار إلى الليرة اللبنانية كفيل بإعادة قدر من الاستقرار إلى سوق الصرف لأنه يؤمن قرابة عشرين مليون دولار يومياً في سورق الطلب على الليرة ويغطي طلباً موازياً على الدولار من دون الضغط على سعر الصرف وسعي مصرف لبنان لوضع اليد عليها قد يتسبب ببلوغ السعر 10 آلاف ليرة للدولار.

قالت مصادر عراقية إن اجتماعاً ضمّ رئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي وكتائب حزب الله في العراق التي سبق ووجهت له الاتهام بالتورط في اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس اتفق فيه على لجنة مشتركة للملف وسحبه من التداول السياسي ورفع فيتو الكتائب على تسمية الكاظمي لرئاسة الحكومة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري يُعرّي حكومة دياب.. يسعون لتغيير هوية لبنان واستخدام الغضب الشعبي وقوداً!

جنوبية/24 نيسان/2020

لم يعد خفياً على أحد، مساعي “حزب الله” الواضحة للسيطرة على ما تبقّى من الدولة اللبنانية في شقّيها السياسي والمالي، بالإضافة الى الشق العسكري، فبعد الإتيان بحسان دياب رئيساً للحكومة بعد الإطاحة برئيس تيار المستقبل سعد الحريري، إشتدّ عود دياب، ليصبح بوقاً للسلطة هدفه التصويب على الحريري وضرب “الحريرية السياسية”، التي كانت يوماً من الأيام سبباً في إشراق لبنان وإزدهاره، وكان التهديد بالإطاحة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة آخر محاولات دياب لضرب سعد الحرير واستغلال غضب الناس. الى أن صدر عن الحريري اليوم الجمعة، بياناً عرّى فيه محاولات دياب التصويب على “الحريرية السياسية” وجاء في البيان التالي: “برغم الضجيج الذي رافق عودتي الى بيروت وملأ مواقع التواصل ووسائل الاعلام بتحليلات وتوقعات وتمنيات لم تكن في معظمها موفقة ، فقد آثرت مقاربة الأوضاع حيث دعت الحاجة ، من منطلق الضرورات التي توجبها المصلحة العامة في مواجهة الخطر الداهم لوباء كورونا .اليوم لم يعد هناك ما يبرر لااعتصام في الصمت بعد وجبة الافطار الاولى التي تناولها اللبنانيون على مائدة الحكومة في قصر بعبدا”.

! أضاف: “وجبة لا تقيم حساباً لما بعدها وتعلن الانقلاب بلغة عسكرية ، سبقتها زيارة الى اليرزة وعراضة حكومية امام كبار الضباط ، حتى ليكاد ان يكون مطلقها جنرالاً يتقمص دور رئيس للحكومة .كلام خطير يتلاعب على عواطف الناس وقلقهم المعيشي وخوفهم على لقمة عيشهم ، ليتبرأ من التقصير الفادح الذي تغرق فيه الحكومة من رأسها الى أخمص القدمين .إنها مرحلة الانتقام من مرحلة كاملة يفتحونها على مصراعيها ، ويكلفون رئاسة الحكومة تولي مرحلة الهجوم فيها”. وقال الحريري: “لقد أغرقوا رئاسة الحكومة في شبر من العبارات المحملة بالتهديد والوعيد ، وأخطر ما في ذلك ان رئاسة الحكومة ستتحمل دون ان تدري مسؤولية إغراق الليرة التي تترنح بفضائل العهد القوي على حافة الانهيار الكبير .برافو حسان دياب . لقد أبليت بلاء حسناً ، وها انت تحقق احلامهم في تصفية النظام الاقتصادي الحر .

انهم يصفقون لك في القصر ويجدون فيك شحمة على فطيرة العهد القوي .فكيف يمكن ان تغيب عنك الجهة التي تسببت بنصف الدين العام من خلال دعم الكهرباء ، وان تغض النظر عن سبع سنوات من تعطيل المؤسسات الدستورية ، والا تسأل عن السياسات التي أضرت بعلاقات لبنان العربية والدولية ، والا تلتفت الى المسؤوليات التي يتحملها الاوصياء الجدد على رئاسة الحكومة . هل هي جميعها من صناعة حاكم مصرف لبنان”؟ أضاف: “يقول المثل اللبناني ؛ ان الدنيا وجوه وعتاب . ويبدو ان الوجوه التي دخلت جنة الحكم كان حضورها كافياً لادخال البلاد في جهنم نقدية واقتصادية استكملوا خطواتها في جلسة مجلس الوزراء اليوم ، وان عتبة العهد ، التي شاركنا للأسف في تبليطها ، ضربت الرقم القياسي في الانهيار النقدي والمالي منذ قيام دولة الاستقلال .هناك عقل انقلابي يعمل على رمي مسؤولية الانهيار في اتجاه حاكمية مصرف لبنان وجهات سياسية محددة ، ويحرّض الرأي العام على تبني هذا التوجه ، ويزوده بمواد التجييش والتعبئة التي ليس من وظيفة لها سوى إثارة الفوضى وتوسيع رقعة الفلتان النقدي الذي تتبرأ منه الحكومة لتقذفه في احضان الآخرين”.

وقال الحريري: “لا وصف لكل ما يجري سوى انه تخبط في هاوية الافكار التجريبية والتفتيش عن ضحايا في السياسة والاقتصاد والإدارة قبل الانتقال إلى العمل بنظرية آخر الدواء الكي .والحقيقة التي يجب الا تغيب عن اللبنانيين في هذا المجال ، ان الاستمرار في التخبط يضع لبنان على شفير السقوط في محنة قاسية ، أين أضرارها وخسائرها وتداعياتها الاقتصادية والمالية والمعيشية من النتائج المترتبة على وباء الكورونا .والمسؤولية تقتضي الصدق والصراحة وعدم الاختفاء وراء شعارات الموسم ، وتنبيه اللبنانيين من الاندفاع الأعمى نحو هذا السقوط ، وركوب موجات اليأس ودعوات الانتقام من الذات ، وصولاً الى تدمير بناء اقتصادي واجتماعي شكل نموذجاً للنهوض والنمو والازدهار على مدى عقود طويلة”. ولفت الحريري الى أنه “هناك خلل عميق في مختلف جوانب الإدارة السياسية والاقتصادية لا مجال لتغطيته والاستمرار فيه ، ولكن ما هو مطروح في غرف القرار يتعلق بتغيير هوية لبنان على كل المستويات ، واخطر ما في هذا المخطط استخدام الغضب الشعبي وقوداً لاحراق الهوية الديموقراطية والاقتصادية والاجتماعية للبنان .

فاحذروا ايها اللبنانيون ، المتاجرة السياسية والحزبية بأوجاعكم ولقمة عيشكم وضمور مداخيلكم ، ولا تقدموا لتجار الهيكل فرصة الانقضاض على النظام الاقتصادي الحر .ما تسمعونه من مواقف وتقرأونه من أوراق عمل يعدها منظرو الحكم والحكومة ، يشكل دعوة لتكليف الذئب في رعاية القطيع ، او هو اسلوب مبتكر في اعطاء المتهم صلاحية التحقيق في الاتهامات المنسوبة اليه”. أضاف: “لقد وقع الانهيار نتيجة المماطلة في تحديد مسارات الانقاذ منذ حكومة العهد الأولى . وتدرج الانهيار طوال الأشهر الماضية ، ليصل إلى ما وصل اليه في الساعات الأخيرة ، حيث ضرب سعر الدولار رقماً غير مسبوق حتى في أسوأ ظروف الحرب الأهلية .الى ذلك اختار العهد ومعه الحكومة سلوك دروب الكيدية التقليدية واستحضار ادوات العام ١٩٩٨ لإدارة حلقات الكيد والثأر السياسي .فكم كان يستحسن في هذا الظرف العصيب ان تقتدي الحكومة بتوجيهات الأطباء التزام التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي ، فتعتمد التباعد السياسي والحجر الحكومي عن الأفكار الموبؤة والنصائح المسمومة من جهابذة المرحلة وسماسرتها ومنظريها ، ورمي التهم يميناً ويساراً للتغطية على ادوارهم في مسلسل التعطيل والفرص الضائعة”. وقال: “لقد جاء الكلام الذي صدر بعد جلسة مجلس الوزراء في بعبدا ليؤكد انخراط الحكومة في النهج الانتقامي الذي ساد منذ أواخر التسعينات والذي اعتقدنا ان المتغيرات والمصالحات التي شهدتها السنوات الاخيرة يمكن ان تنجح في وقفه وازالة الغِل الكامن في بعض النفوس .

ونحن في هذا السبيل لا نتوقف عند كلام الدكتور حسان دياب لأنه يقع في دائرة المواقف التي تعودنا عليها منذ التسعينات وارتأى هو الانتساب اليها بعد ما أنزلت عليه رئاسة الحكومة في ليلة لم تكن في الحسبان ، لكننا نتوقف عند الكلام الذي يصدر عن رئاسة الحكومة بما هي موقع مركزي في المعادلة الوطنية ، من غير المسموح ان تكون مطية لمآرب الناشطين على مواقع الاحقاد الدفينة وموطئاً للمستشارين المزروعين في اروقة السراي لتصفية بعض الحسابات السياسية والشخصية”. وقال: “الحكومة تحاول ان تستجدي التحركات الشعبية بإغراءات شعبوية وتمارس سياسة تبييض صفحة العهد ورموزه على طريقة تبييض الوجوه والأموال والمسروقات ، ثم تلجأ إلى ركوب موجة المطالب دون ان تتمكن من تلبيتها وترمي تخبطها ودورانها حول نفسها على الإرث الثقيل للحكومات المتعاقبة .استحضروها لمهمة عجزت عنها وحوش الوصاية في عز سيطرتها ، وها هم يطلون من جحورهم مرة اخرى ، ويتخذون من رئاسة الحكومة جسراً لاعلان الحرب على مرحلة مضيئة من تاريخ لبنان أطلقت مشروع اعادة الاعتبار للدولة بعدما اجتمع جنرالات الحروب العبثية على كسرها .

وختم: “إننا ننبه رئاسة الحكومة من الانزلاق في هاوية الكيدية السياسية التي حفرتها جهات متخصصة بالتخريب من زمن الوصاية ، فلا مصداقية ولا أهلية سياسية لأي مسؤول يدخل السراي الكبير وفي جدول مهماته الطعن بكرامة الكبار الذين تعاقبوا على هذا الموقع الوطني، أما الذين يراهنون على تحويل رئاسة الحكومة إلى خندق يتجمعون فيه للانتقام من إرث السنين الماضية ، فيعلمون جيداً ان شجرة الإرث الثقيل تشملهم جميعاً ، كبارهم وصغارهم ، وان السجل الاسود لمعظمهم في مجال القمع والهدر والاستقواء على الدولة وتعطيلها وتجيير مصالحها لا يستوي مع ادعاءات النزاهة والشفافية والعراضات اليومية على الشاشات … ونحن لهم بالمرصاد”. شارك هذا الموضوع:

 

«أمل» و«حزب الله» يتنصّلا من التصويت على إقالة سلامة!

جنوبية/24 نيسان/2020

بعد الغضب الشعبي الذي عمّ شوارع بيروت ليل أمس الخميس بسبب ملامسة سعر صرف الدولار الـ4000 ليرة وإنهيار العملة الوطنية، تناقلت وسائل إعلامية الحديث عن إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وجُددت الأنباء اليوم خلال جلسة مجلس الوزراء حيث أفادت الأنباء عن طرح عون لمسألة إقالة الحاكم وموافقة حزب الله والتيار البرتقالي على الإقتراح وسط رفض حركة أمل لهذا الإقتراح، لتعود قناة الـ”NBN” وتنقل عن مصدر في الحركة، نفيه نفياً قاطعاً أن يكون قد طرح إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في جلسة الحكومة اليوم وتصويت وزراء الحركة ضده. وقال المصدر، “جرى خلال الجلسة عرض أداء الحاكم وطريقة ادارته الازمة المالية الحادة”. كذلك نفى مصدر مسؤول في “حزب الله”، ما اذيع ونُشر في محطات تلفزيونية ومواقع الكترونية عن أن الحزب عازم على اقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، وقد أبلغ توجهه هذا إلى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب. أضاف المصدر المذكور أن الحزب لم يتطرق إلى مثل هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، والمسألة تعني السلطة التنفيذية. أما القول بأنه يضغط على الصرافين للحصول على كميات من الدولارات فهذه الأخبار محض أكاذيب وافتراءات، ولا علاقة للحزب بهذه الأمور ولا يتعاطى فيها أصلاً.

 

"التقدمي" للحكومة: انقلابكم بالتهديد والوعيد مصيره الفشل

الكلمة أولاين/24 نيسان/2020

صدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي: مرة جديدة تُثبت الحكومة ورئيسها بإيعاز وتوجيهٍ مباشرين ممّن يمسكون بناصية قرارها، أنها تابعة، وهي واجهة لتبرير الفشل وتحميل المسؤوليات للغير والاقتصاص من كل صوت وقف ولا يزال بوجه محاولات الاستيلاء على الدولة ومقدراتها.

لقد خرج اليوم رئيس مجلس الوزراء، على جري عادته وعادة داعميه، ليتنصّل من فشل حكومته وغياب الرؤية لديها، ومن التخبط والتردد اللذين يسببهما عمى البصيرة بفعل الكيدية التي تتحكم بمسار العمل الحكومي.

غريبٌ أن يتحدث رئيس مجلس الوزراء عن ضرورة عدم التأخر في إقرار خطة الإنقاذ المالي. فهل نسي أن حكومته هي التي فشلت في الخروج بخطة إنقاذ حقيقية؟ هل نسي أن شركات الاستشارات قدّمت له الخطط تلو الأخرى ولم يتمكن من توفير توافق بين أعضاء حكومته على أي منها، ناهيك عن عدم نيلها قبولاً وطنياً؟ وهل نسي رئيس مجلس الوزراء انه كان طرح خطة وصفها بالانقاذية، ليتبين انها مخطط موصوف لسرقة حقوق وأموال الناس؟ ثم تتحدث عن أنك لن تقبل بأن يمسّ أحد بمصالح اللبنانيين وممتلكاتهم، فيما هم لم ينسوا بعد مسودة خطتك للقبض على ودائعهم وسلبهم مدخراتهم. كيف لك أن تنسى، بينما حبر خطتك للاستيلاء على جنى عمرهم لم يجف بعد؟ ندرك كما سائر اللبنانيين أن حكومتك ليست جاهزة للتغيير او المحاسبة، فالتشفي يجرّكم الى ممارسات انتقامية بعيدة كل البعد عن أصوات اللبنانيين المطالبين بالتغيير. وإذا كان ثمة من يجب عليه مصارحة نفسه قبل مصارحة اللبنانيين، فهو أنت. وإذا كنت قررت أن الدولة ستضرب بحزم، فحبذا لو تضرب بحزم بوجه من يعيث عبثاً في قطاعاتها في هدر الكهرباء وفضائح الفيول والصفقات، والتهريب عبر المعابر، والاتصالات، والمساعدات المعيشية، والتهرب الجمركي، والأملاك البحرية وغيرها الكثير الكثير. عندها فقط يصبح الحزم حقيقياً والإصلاح واقعاً، لكن حزمك قاصر على يبدو عن طرق أبواب محميات فساد المتحكمين بالسلطة. بناء لكل ذلك، فإننا نؤكد للحكومة الملحقة بالغرفة السوداء، ولرئيسها الذي أعلن اليوم محاولة انقلاب موصوف بالتهديد والتهويل، أن مصيره لن يكون سوى الفشل.

 

حركة أمل لم نطرح إقالة حاكم مصرف لبنان في جلسة الحكومة

الكلمة أولاين/24 نيسان/2020

أكدت حركة أمل في بيان أن كل ما تم تداوله في وسائل حول اتصالات جرت معنا لجهة موقفنا من مسألة حاكم مصرف لبنان غير صحيحة على الاطلاق وأنه لم يعرض أحد على قيادتنا اي اقتراح بهذا الشأن و بالتالي لم نعط اية إجابة أما موقف الوزراء اليوم قكان واضحاً لجهة أن الأمر بحاجة لمشاورات سياسية قبل اعطاء موقف.

 

فرنجية: لا أعرف سلامه... لكن ما كنا لنصوّت لبطيش!

الكلمة أولاين/24 نيسان/2020

كشف رئيس تيار "المردة " النائب السابق سليمان فرنجية ل"مستقبل ويب" أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "لا أعرفه لكن لو طرح منصور بطيش كبديل عنه كنا سنصوّت ضده في الحكومة ". أضاف: "موقفنا الرسمي هو أنه اذا كان المطلوب تغيير سلامة يجب أن يحظى البديل برضى وطني وبالخبرة ،أما بطيش فلا تنطبق عليه هذه المواصفات، لذا كنا سنصوّت ضده".

 

ليس دفاعًا عن رياض سلامة

جان فغالي/24 نيسان/2020

كتب المدير المسؤول في قسم أخبار الـ LBCI جان فغالي عبر صفحته الخاصة على فايسبوك

هل يجرؤ رئيس الحكومة حسان دياب على الهجوم على أي مسؤول في الإدارة اللبنانية كما هاجمَ حاكم مصرف لبنان ؟ إن اللهجة التي استعملها فيها استباقٌ للتحقيق الذي كلف شركة دولية فيه ، فماذا لو جاءت نتيجة التحقيق بعكس ما يتوقّع مَن طالبوا بالتحقيق ؟ هل يعتذر دياب من سلامة عندئذٍ ؟

أما وقد شرب الرئيس دياب حليب السباع ، فحريٌّ به أن يواصل هجومه الساحق الماحق فيتناول في إطلالاته بعد كل جلسة لمجلس الوزراء مسؤولين آخرين في الإدارة اللبنانية إفتعلوا فيها قَدْر ما يعتقد الرئيس دياب ان سلامة افتعل فيها ، هل نُسمِّي له ؟ ام يعرف أسماءهم ؟

هل سمِع بمجلس الإنماء والإعمار ؟

هل يعرف شيئًا عن سوليدير ؟

هل يتذكَّر أسماء الصناديق والمجالس ؟

... واللائحة تطول ...

حبذا لو ان سلامة يفتح امام شركات التدقيق كلَّ الملفات ، فمَن ينجو ؟

أخشى أن يكون الرئيس دياب قد تسرَّع في هجومه على سلامة ، وهو بعد هذا الهجوم مُطالَب بأن يُثبت كلَّ تهمة وجهها إلى سلامة ، فهل يفعل ؟ وإذا لم يفعل يكون قد خسر قضيته ويكون رفع سقف الكلام تغطية لخفض القدرة عن القيام بأي شيء .

سقط سهوًا أن خطاب الرئيس دياب صيغ بأسلوب " ماروني " ولا يُستبعَد ان يكون هناك وزير ماروني ساهم في تطعيمه بالصفات اللاذعة .

فتِّشوا عن سباق الوصول إلى قصر بعبدا .

 

اللبنانيون ينتظرون قرارات حكومية حاسمة لوقف التدهور الاقتصادي

بيروت/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

يترقّب اللبنانيون جلسة تعقدها الحكومة مساء اليوم (الجمعة) في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية تتفاقم يوماً بعد يوم، خصوصاً في ظل إجراءات العزل العام التي أوجبها انتشار فيروس كورونا، وعلى وقع تدهور يومي لقيمة اللبرة اللبنانية. في هذا السياق، نسبت وكالة «رويترز» إلى مصدر في بنك لبنان المركزي أن المصرف حدد سعر صرف الليرة عند 3625 للدولار لتطبقه كل شركات تحويل الأموال الجمعة، وهو ما يقل بنسبة 58 في المائة عن سعر الصرف الرسمي. ويطبَّق التدبير الجديد على الأموال المرسلة عبر مكاتب التحويل المصرفي التي يستخدمها الكثير من اللبنانيين في الخارج لإرسال الأموال إلى أسرهم في لبنان.

وانخفضت الليرة اللبنانية في السوق الموازية منذ أكتوبر (تشرين الأول) حين اندلعت احتجاجات شعبية في ظل ضائقة معيشية لم تعرفها البلاد منذ انتهاء الحرب (1975 -1990). وما زالت السلطات تطبق سعراً رسمياً لليرة عند 1507.5 للدولار للواردات الأساسية، الوقود والقمح والأدوية، في مسعى لإبطاء التضخم

المتصاعد في البلد المعتمد على الاستيراد لتلبية حاجاته، حتى أن لبنان يستورد 80 في المائة من المواد الغذائية التي يحتاج إليها. وقال المصدر في البنك المركزي: «الأسعار قد تتغير يومياً وسيتم تحديدها في اليوم السابق»، مضيفا أن المعدل يستند إلى السعر الذي سجله الدولار في مكاتب الصيرفة. وأضاف: «في حالة وقوع تقلبات كبيرة خلال اليوم، فإن الأسعار ربما تُحدد مجدداً خلال اليوم نفسه». وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، قال البنك المركزي إن المودعين الذين يريدون سحب أموال من حسابات دولارية في لبنان يجب تقاضيها بالعملة المحلية وفق سعر السوق أيضاً. وقال وزير المالية غازي وزني في حديث صحافي إن انخفاض سعر الليرة «لا يمكن شرحه لا اقتصادياً ولا مالياً ولا نقدياً»، وإن ما حصل «هو مضاربة قوية وتلاعب في السوق. وقد زاد هذا الأمر خوف المواطنين وقلقهم مما أحدث زيادة الطلب على الدولار». من جهتها، تواصل نقابة الصرافين القانونيين إضراباً حتى الاثنين المقبل بسبب استمرار تدهور سعر صرف الليرة.ووسط هذا المشهد، ينتظر اللبنانيون ما ستخرج به الحكومة اليوم من قرارات يتمنّونها حاسمة في الشأن الاقتصادي والمعيشي، بالإضافة إلى مواصلة التصدي لأزمة كورونا.

 

بري ينتقد وقوف الحكومة اللبنانية موقف «المتفرج» أمام الفلتان المالي

بيروت/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

انتقد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الحكومة لعدم تحركها لضبط الفلتان المالي مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي وصل إلى حدود الـ4 آلاف ليرة للدولار الواحد، رغم أن سعر الصرف الرسمي لا يزال 1507 ليرات، ودعا بري الحكومة إلى «ألا تبقى في موقع المتفرج أو الشاهد على ما يجري». وأكد بري، أمس، أن مظلة الأمان الاجتماعي الحقيقية للبنانيين هي أن تبادر الحكومة الآن وقبل فوات الأوان إلى ممارسة سلطاتها القانونية والإجرائية لوقف الانهيار الدراماتيكي لسعر صرف الليرة اللبنانية. وقال: «على الحكومة ألا تبقى في موقع المتفرج أو الشاهد على ما يجري من فلتان مالي، والادعاء بالحرص على عدم تجويع الناس». ويعدّ ملف ارتفاع سعر صرف الدولار، بالتزامن مع قيود مصرفية على السحوبات بالعملة الصعبة، الملف الأبرز على الساحة اللبنانية، وينذر بتحركات في الشارع بدأت أمس في مناطق بالبقاع (شرق البلاد) وطرابلس (شمال لبنان).

واطلع الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، من حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة على الأوضاع النقدية في البلاد وإجراءات المصرف المركزي لمعالجتها. جاء ذلك عشية موقف متوقع اليوم من رئيس الحكومة حسان دياب تجاه ارتفاع سعر الدولار. وفي مواكبة للسجال بين البرلمان والحكومة، أكد النائب ميشال موسى (من الكتلة النيابية التي يرأسها بري) أنه «لا مأخذ لرئيس مجلس النواب نبيه بري على رئيس الحكومة حسان دياب»، عادّاً أن «النقاشات التي تحصل أحياناً في الجلسات التشريعية يتم فهمها بطريقة خاطئة ومضخمة». ولفت إلى أن «هناك وجهات نظر مختلفة بين الأفرقاء حتى داخل الحكومة، وهو أمر طبيعي في العمل السياسي»، مشدداً: «لا خلفيات سياسية لما حصل (أول من) أمس في مجلس النواب، لا سيما أن الجميع متمسك بالحكومة التي لا بديل عنها حالياً».كما قال الوزير السابق ريشار قيومجيان في تغريدة له على «تويتر»: «الآتي انهيار كبير ومزيد من الفقر والعوز والإفلاس والبطالة. الله يكون بعون الناس».

 

لقاءٌ عاصف بين دياب وسلامة....ما معي مصاري والناس سيعتادون على الغلاء

الأخبار/24 نيسان 2020

لم يعد هناك ما يخيف رياض سلامة، أو يردعه، وهو يتفرّج على تدمير الليرة ويجاهر بذلك أمام رئيس الحكومة ومراجعيه، تنفيذاً لقرار أميركي لا يخفيه وزير الخارجية مايك بومبيو. مهما كانت ضريبة إقالة سلامة من الغضب الأميركي، تبقى أقلّ كلفة من تركه لحظة واحدة في سدّة التحكّم بمصرف لبنان ومستقبل البلد واللبنانيين. وصل رياض سلامة إلى ذروة المشهد الذي رسمه مع منظومة كاملة داعمة له من المصارف والسياسيين والاعلاميين ورجال الاعمال والدين، طوال تولّيه حاكمية مصرف لبنان، بانهيار درامي يومي تعانيه الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، حتى وصل أمس إلى أكثر من 4 آلاف ليرة للدولار الواحد في سوق الصرافة. عن سابق إصرار وتصميم، ارتكب سلامة جريمته ببطء، وعلى مدى سنوات وعلى مراحل، بالاستدانة والهندسات المالية، وعمّدها قبل أيام بتعاميم تقضي بوقف دفع الحوالات المالية الجديدة إلا بالليرة، محدثاً ضربة قاصمة للعملة الوطنية، وخالقاً المزيد من التضخّم، ما اوصل أسعار السلع إلى أرقام قياسية، ودفع بالكثير من السكان إلى التموين خوفاً من غلاء إضافي للأسعار. ينفذ سلامة بكل أمانة، مع غيره من أبناء المنظومة، ما وعد به لبنان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل ثلاثة أشهر من انهيار مالي كبير. وهو الذي ترك تفشّي كورونا في كل ولايات بلاده، وذكّر الحكومة أمس في تصريح واضح ومباشر لجريدة «النهار»، بربط انفراج لبنان المالي ومساعدة أميركا له، بالموقف الرسمي من المقاومة.

في اليومين الماضيين، لم يترك سلامة مجالاً للشكّ بأنه ينفّذ مشروع إسقاط الليرة بطريقة ممنهجة، وقطع الطريق على أي التباس باعتبار خطواته الأخيرة متهوّرة أو غير مدروسة بسبب الضغوط. فهو بكلّ وقاحة وعنجهيّة، رفض توجيه رئيس الحكومة حسّان دياب له بالتدخل لوقف انهيار الليرة. وبحسب المعلومات، فإن دياب استدعى سلامة بعد جلسة مجلس النواب أول من أمس، وأبلغه بأن وضع الليرة لم يعد يُحتمل وعلى المصرف المركزي أن يتدخل فوراً لوقف الانهيار. سلامة رفض الأمر بكلّ بساطة، وقال لرئيس الحكومة: «ما فيي اتدخلّ، ما معي مصاري». فذكّره دياب بإعلانه سابقاً أنه «لديك 21 مليار دولار. وقُلْت أيضاً إنّك ستُمَوِل استيراد النفط بحوالي 3 مليارات دولار، والآن سعر النفط هبط بشكل كبير، والفاتورة النفطية هبطت على الأقل حوالي 30% ولا تزال تهبط، استعمل المليار الوافر لديك لكي تجمّد الانهيار». فما كان من سلامة إلّا أن حسم الأمر بالقول إن «هذه الإجراءات لن تنفع وهي هدر للمال، والحل الوحيد هو أن تحضروا 15 مليار دولار من الخارج». وبكل هدوء، قال سلامة إن الناس سيعتادون على ارتفاع الأسعار، وسيتعايشون معه، و«ما حدا رح يجوع»، قبل ان يدافع عن استقلالية المصرف المركزي القانونية!

سلامة كان أكثر وضوحاً في الكشف عن خلفياته خلال اتصال أجراه معه أحد السياسيين، محذّراً إياه من خطورة سياساته ونتيجة الانهيار الكارثية وما سينتج عنها من ردود فعل شعبية تصل حتى الفوضى، مذكّراً إياه بأن الناس ستجعله هدفاً لها هذه المرّة. وطلب السياسي من سلامة أن يتدخّل بسرعة لوقف الانهيار، فرفض أيضاً التدخل ولو بمبلغ 50 مليون دولار لضبط سعر سوق الصرافة، الذي لا يتجاوز حجمه أربعة ملايين دولار يومياً (بعد انخفاضه من نحو 18 مليون دولار يومياً قبل تشرين الاول الماضي)، ويمكن السيطرة عليه إن وجدت النّية، بحسب تقديرات مصرفيين ممن لا يكنون لسلامة أي عداء. وهنا أيضاً ردّ الحاكم بأنه لا يملك «الكاش». فاقترح السياسي بأن تُشحن النقود وفقاً للآلية المتبعة (تحويل مبلغ من حساب في لبنان إلى حساب في دولة مصدّرة للنقود، حيث يُستلم المبلغ «كاش»، ويُشحن إلى لبنان عبر إحدى شركات الشحن المعتمدة). جواب الحاكم كان بأنه لا يستطيع استخدام الأموال النقدية في سوق الصرافة بهذه الطريقة، لأن الأميركيين سيسألون عن وجهتها ويشككون بها عملاً بشروط الامتثال الأميركية. تابع السياسي اقتراحه: «لماذا لا تقوم أنت كمصرف مركزي بتوزيع الدولارات على الصرافين الذين تمون عليهم وتفرض عليهم أن لا يبيعوا أكثر من خمسة آلاف دولار للشخص الواحد وليستعلموا عن كامل هويّة الزبائن وتقدّم المعلومات إلى المصرف المركزي، حتى إذا ساءلك الأميركيون تقدّم لائحة بوجهة الأموال؟». كل تلك الاستفاضة في الشرح والاستماع لوقاحة سلامة في إعلانه قراره الاكتفاء بالتفرّج على انهيار الليرة لم ينفع، وجاء ردّه صادماً ومن خارج سياق الاتصال بأنه «في أميركا الآن لا يستطيع الشخص أن يسحب أكثر من ثلاثة آلاف دولار نقداً». وبمعزل عن عدم صحّة ما قاله سلامة، انتهى الاتصال على «لا وفاق». رَفضُ سلامة شحن «الكاش» إلى البلد، يتطابق أيضاً مع قرار المصارف بعدم إدخال العملة الصعبة الورقية لزيادة الشّح في السوق المحلي وتصفية ودائع اللبنانيين، والحفاظ على أرباح البنوك في الخارج. وليلاً، صدر عن نقابة الصيارفة قرار بالإقفال حتى يوم الاثنين، احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة! إضراب احتجاجاً على السعر ينفّذه من يحدّدون السعر، بالتكافل والتضامن مع «الحاكم»، ما يعني أن انهيار سعر الصرف سيتسارع أيضاً في الأيام المقبلة، وسلامة سيتفرّج.

تصعيد حاكم المصرف، قوبل أوّلاً بتحركات شعبية غاضبة في مختلف المناطق وأمام مصرف لبنان في بيروت وصيدا وطرابلس، مع إشارات قويّة بتوسّع حركة الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة، والمطالبة بإقالته ومحاسبته على رأس المطالب الأخرى. وثانياً على المستوى السياسي، بأجواء خرجت من محيط دياب ومقرّبين من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تؤشّر إلى توجّه بإقالة سلامة، على الرغم من أن الحاكم زار أمس رئيس الجمهورية ميشال عون ونُقل بأن «الاجتماع كان إيجابياً». وبدا لافتاً الزيارة التي قام بها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل إلى دياب، مؤكّداً دعم بري للحكومة ورئيسها، وجرى النّقاش في الأزمة المالية والاقتصادية، ولم يغب سلامة عن المشهد طبعاً.

لأوّل مرّة منذ العام 1993، يصبح الحديث عن إقالة سلامة موضع نقاش جدي بين القوى السياسية الممثلة في الحكومة. لا بل يمكن القول إن الأمر تعدّى ذلك إلى البحث عن سيناريوهات كاملة للإقالة وما بعدها. بالنسبة لدياب، يمكن القول إنه يرغب بشدّة في إقالته، لكنّه يدرك المساحة بين الرغبة والقدرة. وعلى هذا الأساس يفضّل رئيس الحكومة عدم خوض معركة غير مضمونة النتائج مع سلامة قد تعود بمفعول رجعي فتقوّيه بدلاً من أن تؤدي إلى إقالته. بدل ذلك، يفضّل رئيس الحكومة ترتيب الأرضية، سياسياً وقانونياً، قبل اتخاذ قرار من هذا النوع ستكون له نتائج وتأثيرات، خصوصاً بما يمثّل سلامة من امتداد نفوذ أميركي ومحلي. وسيسعى دياب إلى إنجاز التعيينات المالية كاملة لكي تكون البدائل وخدد ما بعد الاقالة جاهزة قبل نضوج قرار الإقالة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى حزب الله، الذي يدرس أيضاً أفكاراً عدّة أبرزها إقالة سلامة ومفاعيلها.

تحرّك سلامة السريع للدفاع عن نفسه بوجه التسريبات عن الاتجاه لإقالته أعطى جديّة أكبر للطرح. فبدأ الإعلام المحسوب على الحاكم وبعض إعلام 14 آذار سابقاً، بالترويج أن حزب الله وحركة أمل يقفان خلف الدعوات للتظاهر، وأن حزب الله حرّك الشارع ضد سلامة مع تبنّي الاتهامات الأميركية بأن تعاميم سلامة تقطع الدولارات عن الحزب (علماً بأن اموال الحزب تصله بالدولار، وينفقها المنتسبون إليه في السوق المحلية، ما يخفف الضغط عن الليرة، ولو بنسبة قليلة)! هذا التحريف، لم يقف عند ما بقي من جماعات «14 آذار»، بل تعدّاه إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي تحرّك بدوره بحسب «أم. تي. في»، وطالب دياب عبر الاتصال بأحد الوزراء في الحكومة، بـ«عدم استعمال سلامة ككبش محرقة... والإنقاذ لا يكون بهذه الطريقة»، ودعا الحكومة إلى «حل المشكلة المالية حيث هي لا حيث يرغب البعض في أخذها».

ولم يقف ردّ المدافعين عن سلامة عند هذا الحدّ، إذ يملك هؤلاء أيضاً تأثيرهم في الشارع، لا سيّما في تحرّكات مجموعات تصرّ على رفض التعرض لسلامة بذريعة ان هذا الامر هو مطلب حزب الله. وظهر بعض هذه المجموعات في إحدى النقاط في الشمال، عند المدخل الجنوبي لطرابلس، فضلاً عن مجموعات ترتبط بتيار المستقبل في البقاع، والساحل الجنوبي، بهدف تصويب التحركات ضد الحكومة بدل حاكم مصرف لبنان.

 

لبنان: الأزمة تضرب مساعدات المحتاجين

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

يخيم شبحان على حلول شهر رمضان الكريم في لبنان هذا العام. الأول هو فيروس «كورونا» وما يفرضه من تباعد اجتماعي يحول دون اجتماع العائلات حول موائد الإفطار. والثاني هو الإجراءات المصرفية التي تحول دون حصول المودعين على أموال تزيد عن الحد المسموح به، ليؤدوا واجباتهم في دعم العائلات الفقيرة، كما جرت العادة كل عام.لكن هذين الشبحين، لم يعطلا الاستعداد للشهر الفضيل بما تيسر من إمكانات، كما يقول القاضي الشرعي ومسؤول صندوق الزكاة في جبل لبنان الشيخ محمد هاني الجوزو لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً أن «المطابخ الخيرية في دار الإفتاء فتحت أبوابها لتحضير الوجبات الساخنة التي تتولى البلديات تسليمها إلى العائلات المحتاجة. كذلك إلى العائلات في بعض المناطق المحجورة بسبب انتشار فيروس «كورونا»، كبلدة برجا في جبل لبنان». ويضيف أن «الجمعيات الخيرية التابعة للأوقاف أو الجمعيات الأهلية التي ننسق معها، بدأت بإحصاء كامل للعائلات المحتاجة على أن يصار إلى توزيع المواد التموينية عليها. إلا أن توفر الغذاء في رمضان لا يلغي صعوبة الحصول على المال اللازم لمساعدة عائلات كثيرة في دفع إيجارات منازلها، أو تأمين ثمن الدواء لمن يحتاجه مع تفاقم البطالة وارتفاع نسبة الفقر، لا سيما بعد توقف المساعدات من الدول إلى المؤسسات الخيرية، ومع امتناع المصارف عن تزويد هذه الجمعيات بأموالها المحجوزة بسبب الأزمة المالية الراهنة». تقول فدا عطار من جمعية «أشغالنا» التابعة لـ«دار الأيتام الإسلامية» إن «الجمعية تواصل التزامها بالعائلات المسجلة لديها، كما جرت العادة مع حلول الشهر الكريم. إلا أن هناك صعوبة في المساعدة الفردية. فقد دأب عدد كبير من اللبنانيين على التبرع لعائلات محتاجة في شهر رمضان. والسبب هو إجراءات المصارف التي تمنع عن أصحاب الودائع الحصول على المبالغ اللازمة. ولا نجد إلا الاعتذار من هذه العائلات التي تعتمد على هذه المساعدات الفردية، وتحديداً في شهر رمضان». ويقول مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات في صيدا حسان قطب لـ«الشرق الأوسط» إن «الجمعيات رتبت طريقة عملها وفق ما تفرضه ظروف منع التجول بسبب «كورونا». لذا غابت موائد الرحمن التي كانت تجمع العائلات المحتاجة في مطاعمها، ليصار إلى توزيع الوجبات الساخنة على هذه العائلات في المنازل. وحرصت بعض الجمعيات ليس فقط على تأمين الطعام، ولكن بعض المستلزمات الضرورية لهذه العائلات، وتحديداً حليب الأطفال». عن صلاة التراويح والدروس الدينية التي يحول دونها منع التجول السائد كل ليلة بسبب «كورونا»، يقول الشيخ الجوزو إن «صلاة التراويح هي سنة مباركة خلال شهر رمضان الكريم. لكن المساجد أغلقت أبوابها بوجه المصلين وتوقفت عن أداء الفرائض منعاً لانتشار الفيروس. لذا، لا يمكن إحياء السنة في حين يتعذّر إقامة الفريضة. إلا أنه لا مانع من إقامة صلاة التراويح في المنازل. ومن المفيد أن يتعود أفراد العائلة إحياء الصلوات جماعة». ويشير الجوزو إلى أن «دار الإفتاء تقوم بدراسة جدية بغية فتح المساجد لإقامة الفرائض في هذا الشهر الكريم، بعد الالتزام بتعليمات التعقيم. وتجري اتصالات مع وزارة الداخلية اللبنانية بهذا الشأن». ويوضح أن «دوائر الأوقاف والجمعيات والدعاة شرعوا بتقديم المواعظ والدروس الدينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى تقديم النصائح والإرشادات وحث المؤمنين على صلاة التراويح». من جانب آخر، ترى عطار أن «رمضان سيمر هذا العام من دون تواصل مع العائلة. ومائدة الإفطار لن تجمع الأبناء والأحفاد، كما جرت العادة. لكن علينا أن نرضى بهذا الواقع الذي يحرمنا من الحرارة العائلية حتى لا يصاب أي منا بالفيروس». ويرى حسان قطب أن «الضائقة المالية، بالإضافة إلى «كورونا» حالا دون الإفطارات العائلية التي كانت تضفي أجواءً مميزة تليق بالشهر الفضيل».

 

"حزب الله ينتظرُ موقف دياب"!

الوكالة الوطنية للاعلام/الجمعة 24 نيسان 2020      

سأل سفير أوروبي عن دلالات إطلاق هتافات "شيعة ـ شيعة" أمام مصرف لبنان، مع أن التحركات كانت تحت عنوان مالي واقتصادي واجتماعي.

أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد إلى أن " البلد اليوم يعيش للأسف أوضاعا اجتماعية ومعيشية مزرية، والبعض يدير للأزمة الأذن الصماء، وكأنه يعيش في كوكب آخر، والدليل ما سمعناه وشاهدناه وقرأناه في الجلسة التشريعية للمجلس النيابي".

كلام المقداد جاء خلال رعايته حفل إنارة مستشفى بعلبك الحكومي، معتبراً أنه "كان هناك بعض السياسيين والمسؤولين لا هم لهم سوى جيوبهم وعقاراتهم وأرقام حساباتهم في المصارف الأجنبية والمحلية، فهناك في المقابل، أناس يهمهم أمر المواطن الفقير، وسنبقى نعمل ليلا ونهارا لكي يأخذ كل ذي حق حقه".

وأضاف: "قرأت على موقع الوكالة الوطنية، أن هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال في مصرف لبنان رفضت تزويد النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات أسماء الأشخاص الذين أجروا تحويلات من حساباتهم في المصارف اللبنانية إلى الخارج. كما أن الكثير من النواب السياسيين رفضوا التصويت على إقتراح قانون معجل مكرر لإنشاء هيئة لمحاسبة الوزراء والنواب، فلا ندري بأي انفصام شخصية سياسية يعيش هذا البلد".

أعلن المقداد "إننا بانتظار الموقف الذي سيعلنه اليوم رئيس الحكومة حسان دياب بشأن المسؤولين الماليين، سواء حاكم مصرف لبنان أم جمعية المصارف، لنرى ما هي القرارات التي ستتخذ".

واعتبر أن "الوجه المشرق في المجلس النيابي كان إقرار اقتراح قانون يجيز للدولة اللبنانية إنشاء نفق بيروت البقاع الحيوي لكل اللبنانيين، على طريقة BOT التي لا تكلف الدولة أي أعباء مالية، وبعض السياسيين يغرد ويسأل إذا كان هذا الوقت مناسبا لإنشاء هذا النفق، لأنه يسكن في بيروت أو جوارها، ولا يعاني من مشكلة قطع الطريق بالثلوج، وليس لديه مشكلة مع معاناة المزارعين والصناعيين لتصريف إنتاجهم في فصل الشتاء، أو في عرقلة حركة تجارة الترانزيت عبر لبنان الذي يعتبر صلة الوصل بين الشرق والغرب، فقرار إنشاء النفق هو لمصلحة لبنان واقتصاده، وليس لمصلحة البقاعيين فقط، ويربط لبنان بسوريا والأردن والعراق والسعودية وكل العالم العربي". وشدّد المقداد على أنه "بعد أن نتجاوز أزمة كورونا، يجب علينا العمل لحل مشكلة تصريف الإنتاج اللبناني الزراعي والصناعي، فلا يجوز أن تبقى الأمور على ما هي عليه، لأن هناك سياسيا قرر عدم الذهاب إلى سوريا، غير مكترث لمصلحة اللبنانيين، وللفقر والعوز ولارتفاع سعر صرف الدولار إلى مشارف 4 آلاف ليرة". وختم المقداد : "نحن بحاجة إلى قرار جريء بفتح الحدود الاقتصادية مع الشقيقة سوريا، وإذا لم نقدم على ذلك نساهم في تدمير إقتصاد بلدنا".

 

معركة عودة الحريري الى السراي الكبير.. فهل ستصمد دفاعات دياب وتحصيناته ؟!

النشرة/الجمعة 24 نيسان 2020

منذ استقالة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من منصبه كرئيس للحكومة بشكل مفاجئ ودون التنسيق مع المعنيين، وبعد ان كان من اكبر المتحمّسين للبقاء واجراء الاصلاحات الموعودة والابقاء على التفاؤل بقرب اننتهاء الامور وعودة الاوضاع الى ما كانت عليه، كان واضحاً ان الثنائي الشيعي دفع باتجاه عودته الى السراي. وفي حين تخلّى حزب الله عن الموضوع بعد ان لمس عدم جدية رئيس تيار المستقبل في مقاربة الامور، واظهار نفسه على انه "الضحيّة" بين كل السياسيين والمسؤولين الذين يقع على عاتقهم جميعاً وصول البلد الى ما وصل اليه، دفع باتّجاه البديل، فيما سار رئيس مجلس النواب نبيه برّي في هذا المسار على مضض، لانّ الامور كانت بلغت أوجها ولم تعد تحتمل المماطلة او الانتظار. بات مكشوفاً ان العلاقة بين برّي ورئيس الحكومة حسان دياب ليست سمناً وعسلاً، كما انها ليست راسخة ومتينة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عكس ما كانت عليه العلاقة مع الحريري منذ التسوية الرئاسية وقبيل تقديم الاخير استقالته. وفي المقابل، يبدو واضحاً ايضاً ان دياب كان امام خيار "الانتحار السياسي" لجهة الظهور بمظهر المسلِّم بالامور دون نقاش، او اظهار نفسه للناس على انه "خليفة سليم الحص"، فاختار الثاني لتفضيله المواجهة السياسية مع بعض الاقطاب والاطراف احياناً مقابل كسب شعبية وتعاطف الناس. هذا الرهان الذي قام به رئيس الحكومة هو سيف ذو حدين، لان نتائجه غير مضمونة، والدليل ما دفع ثمنه الحريري نفسه حين قدم استقالته ليبدو كـ"البطل" المنقذ، بينما خسر في الواقع مكانته السياسية وتعاطف الشعب معه على حدّ سواء، وها هو يعمل على تمتين موقفه عبر اتصالات ونشاط والتزامه معارضة الحكومة بالشكل والمضمون. عادت محركات رئيس تيار المستقبل الى الدوران، وفي حين انّ بري لا يزال متحمساً لعودته، وسيكسب دون شك تعاطف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ايضاً، وقد ينجح مجدداً في استمالة القوات اللبنانية وبعض الاحزاب الاخرى، فإنّه يصطدم بممانعة قويّة من رئيس الجمهورية وعدد من الاحزاب، فيما يبدو حزب الله اكثر حذراً في تبنّي هذا الخيار مجدداً، لانه سيعني حتماً فتح مواجهات سيّاسية مع اطراف لا يرغب في خوض معارك مجانيّة معها، كما انه سيظهر امام جمهوره وكأنه فشل في تحقيق بدايات موعودة لتعبيد طريق الاصلاح ومحاربة الفساد. هذا في الداخل، اما في الخارج فقضيّة اخرى، لان وباء كورونا قلب الامور رأساً على عقب في مواضيع حساسة، وبات الاهتمام منصباً على معالجة الاوضاع الداخليّة للدول خصوصاً منها الكبيرة والمؤثّرة، وحتى شروط الولايات المتحدة الاميركيّة لمساعدة لبنان لم تعد تمثل الثقل الكبير، لان معاناتها الماليّة والاقتصاديّة وارتفاع نسبة البطالة بشكل قياسي في فترة زمنية قصيرة،وضعها امام مشهد دقيق دفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى اعادة حساباته والزمته فتح جبهات عديدة مع الفرقاء الاميركيين في مختلف الولايات. باختصار، فيما يسود الكلام في الاعلام عن انطلاق سباق الحروب من اجل رئاسة الجمهوريّة، فإن الاقرب الى المنطق والواقع هو انّ الحرب بدأت بالفعل من اجل رئاسة الحكومة، فهل ستصمد دفاعات دياب وتحصيناته للسراي ام ستسقط امام الاندفاع الهجومي للحريري ومن معه في سبيل استعادة ما اختار ان يخسره بملء ارادته بفعل خطأ جسيم في الحسابات؟ والاكثر اهميّة يكمن في معرفة مصير هذه الحرب على لبنان بشكل عام، وقدرة ايّ من الطرفين على وضعه على السكّة الصحيحة لاستعادة نشاطه وقدرته على النهوض من جديد.

 

"هجمة" عقارية بـ 5 مليارات دولار.. ما جديد أسعار الشقق؟

القناة 23/الجمعة 24 نيسان 2020

كتبت رنا سعرتي في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "هجمة" عقارية بـ 5 مليارات دولار!": "شهد السوق العقاري خلال الاشهر الثلاثة الماضية "هجمة عقارية"، نتيجة سعي المصارف الى تسييل كافة العقارات المرهونة من خلال الضغط على أصحاب تلك العقارات لبيعها بأسعار تحددها المصارف وفقاً لحجم قروض الاشخاص المعنيين، وذلك بعد إقناع كبار مودعيها بتحويل إيداعاتهم من "دولارات وهمية" الى عقارات. وقد أدّت تلك العملية الى تراجع في حجم الودائع في القطاع المصرفي منذ أواخر العام 2019 ولغاية نهاية شباط 2020 بحوالى 5,5 مليارات دولار.

فيما تسعى المصارف من خلال تلك العملية الى تجميل ميزانياتها من خلال تقليص حجم القروض المتعثرة وخفض الايداعات بالدولارات "الوهمية"، فإنّ القطاع العقاري استفاد من هذه الاستراتيجية على قاعدة "مصائب قوم عند قوم فوائد". وقد نجح المطوّرون العقاريون في التخلّص من مخزون الشقق السكنية الذي عانى في الفترة الماضية جموداً حاداً رغم خفض الأسعار، كما انهم سدّدوا كافة استحقاقاتهم المالية للمصارف وتخلَّصوا من جحيم الفوائد المرتفعة. وقد كشف الخبير العقاري رجا مكارم لـ"الجمهورية" في هذا الاطار انّ القطاع العقاري كان يمرّ بأزمة جمود حاد دفعت المطورين العقاريين الى خفض الاسعار من اجل تحفيز المبيعات، "وفجأة، مع تفاقم أزمة القطاع المصرفي بعد 17 تشرين الاول 2019، أدّت المخاوف المتزايدة لدى المودعين على مدّخراتهم، الى حصول "هجمة عقارية" مدعومة من حالة هلع المودعين بعد احتجاز اموالهم وتدهور سعر صرف الليرة". وأشار الى انّ القطاع العقاري حظي بالحصة الاكبر من الايداعات المصرفية التي تم التخلّص منها مقابل أصول اخرى كالمجوهرات والسيارات وغيرها من السلع الفاخرة.

وقال مكارم انّ كل المطورين العقاريين المديونين للمصارف، تخلّصوا من كامل مخزون الشقق السكنية الصغيرة والمتوسطة التي تتراوح اسعارها بين 200 ألف دولار الى 3 ملايين دولار. في المقابل، لم يشارك المطورون الذين لا تترتَّب عليهم قروض مصرفية، في تلك الهجمة العقارية بسبب المردود الوهمي الذي سيتقاضونه اليوم مقابل المبيعات العقارية، موضحاً انّ كافة المبيعات تمّت عير شيكات مصرفية من قبل المودعين لصالح تسديد قروض المطورين العقاريين او لتسديد رهون عقارية للافراد، في حين انّ نسبة ضئيلة جدّاً من المستثمرين عمدت الى دفع جزء كبير من قيمة العقار عبر شيك مصرفي وجزء بسيط عبر تحويل اموال من الخارج (fresh money).. ورأى مكارم انه لم يعد هناك من شقق سكنية اليوم معروضة للبيع، واصبح حجم العرض محدوداً جدّاً. كذلك الأمر بالنسبة للاراضي التي شهدت موجة مبيعات، حيث لجأ اصحاب الميزانيات الاكبر الى شراء الاراضي التي تفوق قيمتها 3 ملايين دولار، "وكان الطلب الاكبر في مدينة بيروت حيث يعتقد المستثمرون انه يمكن تسييل العقارات فيها لاحقاً بسهولة أكبر".

 

كواليس التحضير لإقالة سلامة

- Lebanon24/الجمعة 24 نيسان 2020

تسريب خبر إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عشية الجلسة الحكومية في بعبدا، لا يمكن فصله عن الجو الذي ساد في الجلسة التشريعية، تجاه سلامة من باب تحميله مسؤولية ارتفاع سعر صرف الدولار انطلاقًا من التعاميم التي أصدرها، وبدا ذلك جليا بمداخلة رئيس أكبر كتلة مسيحية النائب جبران باسيل الذي ركّز تصويبه في الجلسة باتجاه سلامة، محمّلًا إياه مسؤولية جنون الدولار، لم يقتصر الهجوم على سلامة من قبل باسيل، بل لاقاه رئيس الحكومة حسان دياب متهمًا الحاكم بالإحادية في إصدار التعاميم، وعدم التنسيق مع السلطة التنفيذية في ما يُصدر، ولوّح بمعاقبته من خلال قرارات متشددة ستتخذها الحكومة في جلسة الجمعة. وكذلك فعل النائب جميل السيد بمؤتمره الذي بدأه واختتمه بسلامة وتعاميمه.

هل يمكن إقالة سلامة من الناحية القانونية؟

تحكم هذه المسألة المادة 19 من قانون النقد والتسليف التي لا تجيز إقالة الحاكم إلّا لأسباب محدّدة كما ورد في نص المادة  "فيما عدا حالة الاستقالة الإختيارية، لا يمكن إقالة الحاكم من وظيفته إلّا لعجز صحي مثبت بحسب الأصول أو لإخلال بواجبات وظيفته في ما عناه الفصل الأول من الباب الثالث من قانون العقوبات، أو لمخالفة احكام الباب 20، او لخطأ فادح في تسيير الاعمال."

هل يشكّل اتهامهم لسلامة تحقيقًا لمقتضيات هذه المادة ؟ وأيّ مخرج قانوني يحضّرون لإقالته؟

ليس سرًّا أنّ فريق رئيس الجمهورية يتحيّن الفرص للحظة إقالة سلامة، من باب تحميله كل تبعات الإنهيار المالي، وتحويله كبش محرقة وتعيين أحد المحسوبين على العهد مكانه، وكذلك حزب الله، حتّى أنّ البعض يشير إلى دور لحزب الله  في ارتفاع سعر صرف الدولار إلى مستويات قياسية وخلال أيام قليلة، عبر تحريك الحزب لسوق الصرّافين، بقصد إظهار أنّ تعاميم سلامة تسبّبت بإرتفاع سعر الصرف. وبالتوازي كانت الرسائل الميدانية المشفّرة في الشارع تفعل فعلها التحضيري.

بدت اللحظة المالية الدولارية المأزومة ملائمة في توقيتها للإطاحة بسلامة، فنشطت الإتصالات عشية جلسة بعبدا الحكومية، وعلى أعلى المستويات، وشرعت المطابخ " القانونية" الشهيرة في هذا المضمار، بتحضير مخرج قانوني لإقالة سلامة، ينطلق من مبدأ أنّ الجهة التي عيّنت سلامة هي مركز القرار السياسي في البلد المتثمل بالسلطة التنفيذية، وبالتالي يمكن لهذه السلطة أي مجلس الوزراء أن تقليه. وإن كان هذا المخرج يتعارض مع المادة 19 من قانون النقد والتسليف، ولكن لا بأس في بلد تسخير القانون للكيدية السياسية والمالية، وليفعل سلامة ما بوسعه، ويمكنه أن يقدّم طعنا أمام مجلس شورى الدولة. وبدا لهذه القوى الحاكمة أنّ الأرضية الشعبية مناسبة لتسخيرها لإقالة سلامة، لاسيّما وأنّ جزءًا من الرأي العام يحمّل سلامة مسؤولية انهيار سعر الصرف إلى جانب السياسات المالية الحكومية.

كلّ الإحتمالات بُحثت في اتصالات ليل الخميس، وجرى نقاش مفاده، هل نكتفي ببالون الإختبار هذا، أي التلويح بالإقالة من باب التخويف والتطويع، أم نذهب إلى النهاية، ونطرح فكرة إقالته في الجلسة؟ وعندها قد يؤخذ القرار النهائي بشأنه في جلسة الجمعة أو في جلسة لاحقة ؟ كلّها أفكار بحثت في كواليس ليلة الجلسة، وبقيت قائمة حتّى ساعة متقدّمة من ليل الخميس. ولكن القرار لم يتخذ بإقالته.

مصادر مطّلعة كشفت لـ"لبنان 24" عن ملحق حُضّر لجدول أعمال مجلس الوزراء، بحيث تمّ تضمينه بندًا، وبناءً عليه تقدّم وزيرة العدل ماري كلود نجم رؤية لمكافحة الفساد، تأتي ترجمة لما كان قد طالب به باسيل منذ أيام، تحت عنوان مكافحة الفساد، ككشف الحسابات والأملاك، والطلب من الضابطة العدلية التدقيق في بعض الممتلكات، تكون مدخلًا لرفع السرية المصرفية قبل الذهاب بملفات معينة "غب الطلب" إلى القضاء. ويتم تشكيل لجنة برئاسة مدير عام وزارة المال الآن بيفاني، المعروف بإنتماءاته، وهنا بيت القصيد، فالتدقيق والمحاسبة وتركيب الملفات سيكون على قاعدة استنساخ "الإبراء المستحيل"، ليطال هذه المرة قوى سياسية في البلد، أخافهم اصطفافها الأخير بوجه العهد وحكومته، وكان لا بدّ من خطّة محكمة تجعل المعارضة السياسية في موقع الدفاع بدل الهجوم. والعين على رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، الذي فجّر في الأسبوع الماضي معارضته بعد انتهاء الفرصة التي منحها لحكومة فشلت في وضع خطّة إنقاذية، بعدما تجاهلت خطة ماكيزي وورقة الإصلاحات التي أُقرت في آخر ساعات الحكومة السابقة. فأطلق توصيفاته باتجاه رئيس الحكومة "الحاقد"، وقد يكون هنا التوصيف من باب عم أحكي يا حسان تتسمع يا من تقف وراء حسان. فالحقد بحسب توصيف المصادر هو سمة تمسّك بها باسيل في تعاطيه السياسي مع الزعامة الجنبلاطية، بحيث لم يترك مناسبة من دون نبش قبور الماضي، وحادثة قبرشمون أبرز دليل. في حينه لم يتمكن هذا الفريق مدعومًا بـ"أزلام النظام السوري" من تطويع جنبلاط والإنتقام منه، وبالتالي لما لا يكون الإنتقام من باب آخر بدأت ملامحه ترتسم.

في هذا الإطار تعتبر المصادر أنّ رائحة تصفية حسابات وضعت على نار حامية، فالمشكلة ليست في التدقيق المالي وهو مطلب، بل بدوزنة التحقيق المالي وفق أحقادهم وتصفية حساباتهم مع بعض القوى السياسية، لاسيّما المعارضة لنهج عهد العماد ميشال عون، وهكذا يمكنهم الإنتقام من هذه القوى وفي الوقت نفسه إسكات الأصوات المعارضة وإلهائها بالدفاع بدل الهجوم.

بالعودة إلى تحضيرات الجلسة الحكومية، كشفت المصادر أنّ البنود التي أُدرجت بملحق جدول الأعمال، وعلى رغم طابعها المالي، قفزوا بها فوق وزير المال غازي وزني، ولم يأخذوا برأيه لا بل دسّوها من دون علمه. وفي مرحلة لاحقة من ليل الخميس توسّعت مروحة الإتصالات لتشمل الثنائي الشيعي، خصوصًا وأنّ القفز فوق وزارة المال وما تعنيه بالنسبة للرئاسة الثانية، يطرح علامات استفهام لدى الرئيس نبيه بري، ولن يكون بمقدورهم تجاوزه. مع الإشارة إلى أنّ بري لا يلاقي حزب الله مع معركته مع الحاكم. بمحصلة الإتصالات لم يتخذ قرار بإقالة سلامة، على رغم إرسال إشارة تهديد واضحة، كما أنّ "حزب الله" لم يشأ الذهاب بهذا الملف إلى الإقالة، خوفًا من تداعيات هذه الخطوة على البلد، وتعريضه لأزمة كبيرة. قد يُرجىء الفريق الحاكم مغامرته إلى أجل لاحق، ولكنّ السؤال هل بالنكايات وتصفية الحسابات وحروب الإلغاء يصطلح البلد ويتفادون الإنهيار الشامل؟ أمّ بخطّة إنقاذية إصلاحية حقيقية متكاملة، لا تنتقي من الملفات وتستثني ما يريد هذا وذاك، ولا تنأى بهدر مليارات الكهرباء وغيرها عن المحاسبة، ألم يتعظوا من التاريخ القريب والبعيد؟

 

حرب على واشنطن في لبنان... من أين تبدأ؟

لبنان 24/الجمعة 24 نيسان 2020

حتى الامس القريب لم يكن "حزب الله" في وارد فتح معركة على الاميركيين في لبنان. الاصح أنه لا يريد أن تكون الساحة اللبنانية ساحة جديدة للمواجهة بينهما. والاصح ايضاً أن واشنطن فتحت الحرب قبل مدة وهي تزيد منسوب التصعيد فيها، وان الحزب لا يريد تكريس هذه الحرب لذلك ينكفىء. لكن اليومين الاخيرين فتحا الابواب على جميع الاحتمالات خصوصاً لجهة الاتجاه لاقالة رياض سلامة من حاكمية مصرف لبنان وما يعنيه ذلك من اشتباك مباشر مع الاميركيين.

يحاول "حزب الله" منذ اشهر، إن لم نقل قبل سنوات، احتواء الهجوم الاميركي عليه في الساحة اللبنانية. دافعه الاول في ذلك كان أن تأثره كتنظيم محدود وضيق لاسباب كثيرة، وأنه ما دامت البيئة العامة سليمة فلا مشكلة في احتواء العقوبات (الحرب) وعدم مواجهتها. لاحقاً صار دافع الحزب في الاحتواء أن هناك توجهات مختلفة في واشنطن والرهان على عدم تبني الادارة الاميركية لتوجه دايفيد شينكر، وتالياً عدم دفعها الى الانهيار الكامل، لأن دون ذلك محاذير ليست في مصلحتها، وعلى هذا الاساس اكتفى الحزب بالاحتواء حتى في اكثر لحظات المواجهة في ١٧ تشرين، ونجح الى حد بعيد في ذلك.

يقال إن الحزب وقع في الفخ بعد تشكيل حكومة يرعاها، وإن الانهيار الكامل لا بد حصوله في زمن حكمه للبلد، وهذا ما حصل في غزة بعد فوز "حماس" في الانتخابات، وغيرها من الامثلة. هكذا استمرت الحرب الاميركية حتى وصل سعر الدولار الى ٤٠٠٠ ليرة، كل ذلك برأي الحزب.

يعتقد الحزب، بل يجزم أن ما يحصل في التلاعب بسعر صرف الدولار مشبوه ومقصود، ويهدف الى اشعال الشارع في وجه الحكومة واسقاطها ودفع البلد الى الفوضى الهادفة الى جعل الانهيار غير مسبوق ولا يمكن ضبطه او معالجته الا بتقديم التنازلات السياسية للحصول على الاموال من صندوق النقد، وهذا يعني حتماً تضرر "حزب الله" شعبياً واستراتيجياً، وهذا ما استطاع تجنبه حتى اليوم. عند اطلاق سراح العميل عامر الفاخوري، برز توجه داخل "حزب الله" يدعو الى المواجهة مع الاميركيين داخل لبنان، وان الساحة التي اراد الحزب تجنيبها مفاعيل الصراع مع واشنطن ادخلتها واشنطن في صلب المعركة، وتالياً فإن الاحتواء بات من دون فائدة ولا بد من المواجهة. لأسباب عديدة اجّل الحزب المواجهة، وأجّلها مرة اخرى عندما طيّرت السفيرة الاميركية التعيينات المالية لاصرارها على اسماء محددة وتهديدها الحكومةإذا لم يكونوا ضمن التعيينات.

امس، للمرة الاولى ومع وصول سعر صرف الدولار الى حدود الـ٤٠٠٠ ليرة برزت قراءة جديدة تقول بأن تكلفة المواجهة اقل من الاحتواء، وان الاميركيين يتعاملون مع فكرة الاحتواء على أنها عجز عن دخول المواجهة، وتالياً سيستمرون بسياسة القضم الى ما لا نهاية، وان تهديداتهم السابقة "ان لن تخرجو االفاخوري" وان "لن تعينوا فلاناً في نيابة حاكم مصرف لبنان" كانت قائمة على ان المقابل هو الانهيار والخراب، وبالرغم من ان الفاخوري خرج وان التعيينات المالية لم تحصل غير ان الاميركيين ذاهبون الى الانهيار.

يقول بعض اصحاب التوجه الى المواجهة، ان الغد سيشهد ابتزازاً اميركياً بالحدود البحرية وفي استثمارات النفط وانهم سيهددونا بالانهيار، ولاحقاً سيقولون للبنانيين علناً لقمة العيش مقابل الاسلحة الدقيقة وهكذا.. اذاً لا بد من المواجهة. وفق هؤلاء فإن القرار بالمواجهة اخذ في "حزب الله" وان حساباته الدقيقة بدأت، وهل تكون الرصاصة الاولى بإقالة رياض سلامة؟ الاكيد أن جلسة مجلس الوزراء اليوم لن تشهد هكذا قرار، لكن الاكيد ايضاً ان فريقين سياسيين يرغبان اكثر من "حزب الله" بإقالته، اولهم رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" وثانيهم رئيس الحكومة وفريقه المصغر، لكن الحزب يرى أن في هذه المعركة لا مجال للاشتباك الداخلي لا على تعيين بديل ولا على تفاصيل التعيينات، لذلك يرى البعض أن تدويير الحزب للزوايا بين حركة "امل" ودياب توج امس بزيارة النائب علي حسن خليل الى السراي.

 

النهار: الدولار الحارق يحرّك شهية التضحية بالحاكم!

النهار: الجمعة 24 نيسان 2020

 مع دولار لامس سعره الموازي او سعر السوق سقف الـ4000 ليرة في ارتفاع تصاعدي قياسي الى اين يتجه لبنان؟

هذا السؤال بل هذا الكابوس ارتسم امس فوق مجمل الأوضاع الداخلية في لبنان حاجبا كل الازمات بما فيها اخطار اتساع الانتشار الوبائي لفيروس كورونا، علما ان الأسوأ في ما يجري ان التسابق بين تداعيات الازمة المالية والاقتصادية والاجتماعية وأخطار ازمة كورونا بات يشكل في ذاته مبعث قلق متعاظم من اتساع الاخطار الصحية خصوصا في ظل التفلت الواسع للمواطنين مع عودة الاعتصامات والتظاهرات بما يهدد باتساع الإصابات بفعل التداخل الجسدي وعدم امكان التقيد بالتباعد. وإذ بدا بيديهيا وطبيعيا ان ينفجر الشارع مجددا مساء امس في العديد من المناطق على خلفية الارتفاع الجنوني في سعر الدولار ليقفز سقف 3600 ليرة أولا ومن ثم ليحلق في ساعات بعد الظهر الى سقف قياسي غير مسبوق هو 4000 ليرة، فان هاجس الانفجار الشعبي كما السياسي عاد الى ايقاظ التجارب الخطيرة التي أدت الى احراق الأرض كما السياسة لتحقيق المآرب السياسية من خلال توظيف معاناة الناس. وما اثار الخشية من التهاب الشارع مجددا وربما اقتحام هذا الإلتهاب الوضع الحكومي والمصرفي كلا، هو المشهد المذهل الذي برز امس مع طوابير صفوف المواطنين امام شركات تحويل الأموال ليحصلوا التحويلات بالدولار قبل سريان مفعول التعميم الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المتعلق ببدء السحوبات بالليرة اللبنانية من الودائع بالدولار على أساس سعر السوق. وهو المشهد الذي لا ينفصل عن انطلاق التجمعات والاعتصامات والتظاهرات وقطع الطرق الرئيسية مساء امس بعدما اشتعلت الاخبار بأنباء الصعود الناري للدولار. وازاء هذه التطورات النارية المتلاحقة، بدت حكومة الرئيس حسان دياب في مواجهة الاستحقاق الأخطر الذي يتهددها اليوم بالذات في ظل عوامل عدة من ابرزها ان الحملات العنيفة التي شنت على حاكم مصرف لبنان بدت كانها تمهد لهجوم فريق العهد "والتيار الوطني الحر" مدعوما من "حزب الله "ساعيا الى احراج الحكومة ورئيسها والضغط بقوة للاقتصاص من سلامة وعبره من قوى معارضة أساسية في مقدمها "تيار المستقبل" استنادا الى توظيف غضب الناس وغليان الشارع. واذا كان رئيس الحكومة تعهد عقب الجلسة التشريعية لمجلس النواب في قصر الاونيسكو باتخاذ سياسات متشددة حيال ازمة صرف الدولار والمعاملات المصرفية والتحدث عن الامر بعد جلسة مجلس الوزراء عصر اليوم فان التساؤلات التي طرحت عشية الجلسة تناولت الحدود القصوى والدنيا لما يمكن ان يقبل به دياب والافرقاء الاخرين في الحكومة في حال جنح الفريق الطامح الى تسديد ضربات معنوية عنيفة الى حاكم مصرف لبنان وتحميله كل تبعات مجريات الازمة المالية والمصرفية لاهداف معروفة، اذ راحت بعض المواقع الإخبارية الالكترونية الموالية للعهد ولبعض قوى 8 آذار تروج مساء امس لاتجاهات "إقالة" حاكم مصرف لبنان.

والواقع ان التصدعات العنيفة التي تركتها الجلسة التشريعية والتي انتهت الى مشهد اهتزاز حكومي ونيابي وسلطوي واسع، استدعت استنفارا داخل الصف الرسمي والحكومي استباقا لمجلس الوزراء اليوم الذي سيتعين عليه مواجهة مجموعة قضايا ملتهبة دفعة واحدة من شانها اختبار التحالف السلطوي والحكومي الى اقصى حدود التحديات. ومعلوم ان المجلس الأعلى للدفاع سيعقد اجتماعا في الأولى والنصف بعد الظهر يسبق جلسة مجلس الوزراء لاتخاذ توصية يرجح لان تكون بتمديد حال التعبئة مدة أسبوعين إضافيين اي الى ما بين 10 او 15 أيار المقبل وهي التوصية التي سيأخذ بها مجلس الوزراء ويقرها. اما في التحركات الاستباقية لجلسة مجلس الوزراء فان اللقاء التقليدي بين رئيس الجمهورية ميشال عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة تركز على ما أفادت معلومات على موضوع التعميم الأخير الذي أصدره الحاكم وأثره المحتمل على ارتفاع سعر الدولار. وكان قد عقد مساء الأربعاء اجتماع في السرايا ضم الرئيس دياب ووزير المال غازي وزني ووزيرة الدفاع زينة عكر والحاكم سلامة تناول ازمة سعر صرف الدولار وتوضيح أسباب ارتفاعه من منطلق ان لا مبرر ماليا ولا نقديا ولا اقتصاديا للارتفاع. وعلم انه كان هناك تباينا في وجهات النظر بين دياب وسلامة حول تدهور سعر الصرف بهذا الشكل القوي وطلب دياب توضيح التعاميم التي أصدرها سلامة أخيرا وان يكون هناك تنسيق بين الحكومة ومصرف لبنان حول هذه الإجراءات. وفيما رأى دياب ان التعاميم هي سبب ارتفاع سعر صرف الدولار، اعتبر سلامة ان الخطة المالية للحكومة هي المسؤولة عن تدهور سعر الصرف بسبب تحديد السقف له بثلاثة الاف ليرة سنة 2024. وعلم ان الوزير وزني دافع عن الورقة المالية للحكومة حيث ان سعر صرف الدولار كان تجاوز الـ2800 ليرة للدولار لدى صدور الخطة في حين ان الدولار ارتفع الى ما فوق الـ3000 ليرة لدى صدور اول تعميم.

وقد أكدت مصادر وزارية بارزة ليل امس لـ"النهار" ان فريق رئيس الجمهورية يريد تطيير حاكم مصرف لبنان ومحاسبته وتحميله تبعة الانهيار ككبش محرقة علما ان الاحتياطات في مصرف لبنان في السنوات العشر الأخيرة تراجعت بسبب كهرباء لبنان بقيمة عشرين مليار دولار. وقالت المصادر ان الافرقاء الاخرين في الحكومة لا يرون موجبا للاستعجال في هذا الموضوع خصوصا ان الوضع قد يتجه نحو اخطار كبيرة جدا. كما ان هذه المصادر لم تستبعد ان يكون جانب واسع من التحركات الاحتجاجية مساء امس مدفوع نحو اتهام رياض سلامة بالاداء السيء ليشكل ذلك مبررا للعهد والحكومة للاقتصاص منه وتعيين احد المحسوبين المعروفين على العهد مكانه. وذكر في هذا المجال ان بكركي دخلت ليلا على خط التأزم وأبلغت من يقتضي إبلاغهم انها تحذر من تحويل حاكم مصرف لبنان كبش محرقة للازمة. يشار الى ان مجلس الوزراء سيبحث اليوم في التدقيق المالي لمصرف لبنان. كما يناقش المجلس ضمن جدول الاعمال ورقة تحت عنوان" تدابير انية وفورية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة" تتضمن ابعادا مسيرة للخلافات اذ تبدو اقرب الى سياسات الاقتصاص التي اتبعت خلال عهد الرئيس اميل لحود وهي تتضمن ستة تدابير من ابرزها التحقيق الضريبي الداخلي والخارجي والتحقيق المحاسبي وتطبيق المادة 4 من قانون الإثراء غير المشروع التي تطاول أولا التحقق من تقديم الوزراء والنواب بمن فيهم الذين انتهت ولايتهم خلال السنوات الخمس الأخيرة التصاريح كما تطبيق المادة 12 التي تتناول اجراء الاستقصاءات والتحريات عن جميع الشخصيات التي شغلت وتشغل مناصب وزارية ونيابية وإعداد تقارير مفصلة حول مظاهر ثرواتهم.

وفي المقابل استدعى التوتر العلني الذي برز بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس دياب اجراء عملية تبريد بينهما تمثلت بقيام المعاون السياسي لرئيس المجلس الوزير السابق علي حسن خليل بزيارة رئيس الحكومة في السرايا وشرح حقيقة موقف بري من الحكومة في ظل ما جرى في الجلسة. ونفت الأوساط القريبة من عين التينة من ان يكون هذا التوتر مؤشرا لقطيعة او لتبديل في موقف بري الداعم للحكومة، لكنها لفتت الى ان ملابسات واخطاء شابت إحالة الحكومة مشاريع الى المجلس في اللحظة الأخيرة كانت السبب في التباين. وامس اكد بري في موقف علني جديد ان "مظلة الأمان الاجتماعي الحقيقية للبنانيين هي ان تبادر الحكومة الآن وقبل فوات الأوان الى ممارسة سلطاتها القانونية والإجرائية لوقف الانهيار الدراماتيكي لسعر صرف الليرة". وقال "على الحكومة الا تبقى في موقع المتفرج او الشاهد على ما يجري من فلتان مالي والادعاء بالحرص على عدم تجويع الناس".

وسط هذه الأجواء المحمومة شهدت المناطق اللبنانية في ساعات بعد الظهر والمساء والليل عودة موجات الاعتصامات والاحتجاجات وقطع الطرق بكثافة بما ينذر بعودة الانتفاضة تصاعديا خارقة كل الإجراءات والتدابير التي تلزم المواطنين عدم القيام بتجمعات خشية عدوى كورونا. وحصلت ابرز التحركات الاحتجاجية امام مصرف لبنان في الحمراء حيث احتشد المئات لساعات رافعين شعارات مناهضة للسياسات المالية ولحاكم مصرف لبنان وسرعان ما اتجهت مجموعات من المحتجين بالدراجات الى وسط بيروت أيضا. كما حصلت تجمعات واعتصامات في صيدا امام فرع مصرف لبنان واصطدم بعضها بالجيش حيث جرى توقيف عدد منهم ثم اطلقوا لاحقا. وحصلت عمليات قطع طرق رئيسية وأوتوسترادات في الجية وضبية والبقاع الشمالي والبقاع الأوسط سارع الجيش الى فتحها.

وليلا أعلنت نقابة الصرافين الانسحاب من التعامل ووقف التداول بمثابة توقف احتجاجي حتى الاثنين المقبل تحذيرا من استمرار تدهور سعر صرف الليرة إزاء الدولار الأميركي عَل ذلك يكبح ارتفاع سعر الصرف.

 

الجمهورية: الحكومة اليوم تُمدِّد التعبئة أسبوعين... والدولار "يــجنّ" والصرّافون ينسحبون

النهار: الجمعة 24 نيسان 2020

اضطربت البلاد اقتصادياً ومالياً أمس بنحوٍ مخيف نتيجة ارتفاع جنوني مفاجئ لسعر الدولار الاميركي كاد ان يتجاوز الـ 4000 ليرة وطرح تساؤلات عن أبعاده والخلفيات.

وتزامن هذا الارتفاع مع حملة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وإشاعات مفادها انّ مجلس الوزراء سيتخذ في جلسته اليوم قراراً بإقالته، الامر الذي لم يؤكده اي مصدر معني، خصوصاً انّ إجراء من هذا النوع لا يتخذ الّا بناء على اتهام بإساءة استعمال السلطة بحسب ما يقضي قانون النقد والتسليف، على حد قول مصدر حكومي. وتحت وطأة هذا التطور إنطلق حراك شعبي في غير منطقة وفي محيط مقر مصرف لبنان تنديداً بالسياسة المالية وبارتفاع سعر الدولار، ما طرح تساؤلات كثيرة عمّن يقف خلف هذا الارتفاع والغاية منه في ظل الحديث عن مشاريع أحلاف سياسية لا يركب على قوس قزح في ظل الوباء الكوروني الذي يضرب البلاد، وقد سجل امس 6 إصابات جديدة رفعت عدد الحالات الى 688، بحسب وزارة الصحة التي أشارت إلى أنّ "العدد التراكمي للوفيات بلغ 22 حالة و140 حالة شفاء". ولوحظ انّ الجنون في سعر الدولار جاء غداة الجلسة التشريعية التي زحلقت فيها أكثرية نيابية مشاريع القوانين واقتراحات القوانين المعجلة وحتى غير المعجلة الرامية الى مكافحة الفساد ورفع الحصانات، في الوقت الذي ذكرت مصادر مطلعة انّ مجلس الوزراء سيتطرق من خارج جدول اعماله اليوم الى موضوع كشف الحسابات المالية لرؤساء الحكومة والوزراء السابقين وكل المسؤولين الذين يقدمون تصاريح بممتلكاتهم وبثرواتهم قبل دخولهم الى السلطة ولكن لا يقدمون تصاريح مماثلة عند خروجهم منها، بحسب ما يقضي قانون الاثراء غير المشروع.

مضاربة قوية

وقال وزير المال غازي وزنة لـ"الجمهورية" رداً على سؤال حول ارتفاع سعر الدولار: "انّ هذا الارتفاع لا يمكن شرحه لا اقتصادياً ولا مالياً ولا نقدياً، خصوصاً انّ الحكومة قدمت خطة مالية وحصلت على ايجابيات من صندوق النقد الدولي ومن المجتمع المالي الدولي ومجموعة الدول الداعمة والمانحة". واضاف: "انّ ما حصل هو مضاربة قوية وتلاعب في السوق ينطلق من أبعاد سياسية بامتياز، وقد زاد هذا الامر من خوف المواطنين وقلقهم مما أحدث زيادة الطلب على الدولار".

الصرّافون ينسحبون

وفي هذا السياق أطلقت نقابة الصرافين ليل امس، إثر اجتماعها برئاسة النقيب محمود مراد، "صرخة - نداء" إزاء ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، فأكدت ان "لا دور للصرّافين القانونيين الذين يؤدّون دور الوسيط أمام هذا الفلتان الجنوني لسعر الدولار الذي تغذّيه إشاعات ومنصّات إلكترونية خاطئة في كثير من الأوقات وتحليلات اقتصادية متهوّرة لحصد الشهرة، ممّا أدّى إلى إثارة الذعر وسط مناخ عام اقتصادي وصحّي سلبي، الأمر الذي يدفع المواطنين والتجّار إلى التهافت". وقالت النقابة "انّ الصرّافين النظاميين يجدون أنفسهم "رهينة" بين كمّاشة ضغط العرض والطلب وبين مضاربة مُنتحلي مهنة صرّاف، لا فرق في ذلك بين الصرّاف النظامي وبين سائر المواطنين الذين هم "ضحية" الارتفاع في سعر الصرف"، ودَعت الصرافين الى "الانسحاب من التعامل بمثابة توقّف احتجاجي عن العمل حتى يوم الاثنين المقبل تحذيراً من استمرار تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية إزاء الدولار الأميركي، لعلّ ذلك وعسى أن يكبح ارتفاع سعر الصرف". وأملت من السلطات السياسية والرقابية والقضائية والأمنية المختصّة "قمع الحالة الشاذة المتمثّلة بمنتحلي صفة صرّاف وسائر العوامل السلبية المؤدّية إلى تدهور سعر الصرف".

جنون الدولار

وكانت اسواق الصرف الموازية تعرضت امس لنكبة جديدة عندما اجتاز سعر صرف الدولار كل السقوف وبلغ عتبة الأربعة آلاف ليرة، وسط إرباك في السوق بسبب ارتفاع الطلب وتراجع العرض. وتم تدوال الدولار بعد ظهر امس بين 3750 و3800 ليرة، علماً انّ التداول كان افتتح صباحاً ما بين 3400-3450 ليرة.

وفي السياق، شرح متخصّص في الصيرفة والاستثمار انّ الهدف من تعاميم مصرف لبنان الاخيرة هو التخفيف من خسارة المودعين، لكن هؤلاء فسّروا هذه التعاميم بأنها اعلان رسمي عن أن لا دولار بعد اليوم. "بناء عليه، بدأ اللبناني يطلب شراء الدولار مهما كان سعره، في حين امتنع من يملك الدولار عن بيعه طمعاً بمكاسب اضافية في الايام المقبلة".

الحوالات بالليرة

في موازاة الارتفاع الجنوني للدولار، والذي التهَم القدرة الشرائية للمواطن، شهدت مراكز التحويلات المالية امس تهافتاً كبيراً من مواطنين للاستفادة من قبض حوالاتهم بالدولار الأميركي الآتية من الخارج، وذلك قبل دخول تعميم مصرف لبنان حيّز التنفيذ بدءاً من اليوم، والقاضي بقبض الحوالات بالليرة اللبنانية وفق سعر السوق.

وينتظر المواطنون كيف سيتم التسعير بدءاً من اليوم، وما اذا كان السعر الذي ستحدده الوحدة الخاصة المُنشأة في مديرية العمليات النقدية لدى مصرف لبنان هو سعر واقعي يعكس السعر الحقيقي المتداول لدى الصيارفة. ورغم انّ التوقعات كانت تشير الى انّ مصرف لبنان سيحاول عقلنة سعر صرف الدولار من خلال تدخّله المباشر في السوق الموازي، الّا انّ الارتفاع الجنوني الذي شهده الدولار في الايام الثلاثة الماضية، أسقط التوقعات المتفائلة، وبات هناك قلق من استمرار الدولار في الارتفاع بسرعة دراماتيكية، وبلا سقف، بما يعني انّ حالة من الفقر المدقع ستصيب المواطنين في فترة قصيرة جداً.

إجتماعان مهمّان

وفي الملف المالي والنقدي ايضاً عُقد في الساعات الـ24 الماضية اجتماعان مهمان، الأول بين رئيس الحكومة حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليل الأربعاء - الخميس بعيداً من الأضواء، وتلاه اجتماع علني قبَيل ظهر امس بين رئيس الجمهورية وسلامة خصّص للبحث في الوسائل التي يمكن اتخاذها لمواجهة ازمة تجاوز الدولار الأميركي.

وفي ظل التكتم حول ما دار في الإجتماع بين دياب وسلامة، قالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ "مختلف الاتصالات والمحاولات لم تصل بعد الى مرحلة الحل، وانّ ارتفاع الدولار فوق مختلف السقوف أثبت وجود عجز كلي حكومي ورسمي مالي ونقدي كما على مختلف المستويات عن وقف هذا الجنوح المخيف الذي لم تشهده البلاد".

برّي

والى ذلك رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ "مظلة الأمان الاجتماعي الحقيقية للبنانيين، هي أن تبادر الحكومة الآن وقبل فوات الأوان، الى ممارسة سلطاتها القانونية والإجرائية لوقف الإنهيار الدراماتيكي لسعر صرف الليرة اللبنانية". وقال: "على الحكومة ألّا تبقى في موقع المتفرّج أو الشاهد على ما يجري من فلتان مالي، والإدعاء بالحرص على عدم تجويع الناس".

دياب

وكان بري أوفد أمس النائب علي حسن خليل الى رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، وتمّ التداول في جلسة مجلس النواب والقوانين التي أقرّت ومشاريع القوانين التي أُجّلت.

"القوات"

وفي سياق متصل قالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" ان "القوات" لم تعارض أي اقتراح أو مشروع قانون، ولم توافق على أي اقتراح أو مشروع قانون لأسباب سياسية، إنما وضعت الاعتبارات السياسية جانباً، وتعاملت بموضوعية مع كل القوانين المطروحة انطلاقاً من 3 معايير أساسية تحكّمت بمقاربتها التشريعية:

ـ المعيار الأول، يتعلّق بمدى حاجة الناس وتلبية الاقتراح لحاجات الناس الملحّة، سواء في موضوع كورونا أو في الجانب الاقتصادي المعيشي، او في الجانب الوطني.

ـ المعيار الثاني، يتّصِل بمدى تكريس هذا المشروع او الاقتراح لدولة المؤسسات التي تشكل العنوان الأول والهدف الأول لدى "القوات اللبنانية".

ـ المعيار الثالث، يرتبط بمدى تطابق المشروع او الاقتراح مع مبدأ فصل السلطات في ظل إصرار "القوات" على ضرورة الفصل من أجل ان تقوم كل جهة دستورية بعملها منعاً لافتئات سلطة على أخرى".

وأصافت المصادر "انّ هذه المعايير تحكمّت بتصويت "القوات" وعملها لجهة مدى توافر المعايير الموضوعة في القوانين المطروحة، وذلك على قاعدة المزاوجة بين الحرص على تفعيل العمل المؤسساتي بما يؤدي إلى تحصينها وتحديداً في مكافحة الفساد، لا سيما انّ المؤسسات هي الضامن للدولة الفعلية التي تجسِّد تطلعات الناس، وبين الدفع باتجاه تنفيذ الخطة المالية الإصلاحية التي تشكل المدخل لإخراج لبنان من الأزمة المالية المستفحلة".

وشددت على "أنّ أولوية "القوات" في هذه المرحلة تكمن في الجانب المالي بسبب الأزمة المالية والنقمة الشعبية العارمة المبررة، وتأييد "القوات" للانتخابات النيابية المبكرة مَردّه إلى سببين رئيسيين: تبدِّل المزاج العام اللبناني بعد الانتخابات الأخيرة، والذي تَظهّر مع خروج الناس إلى الشارع في كل لبنان في انتفاضة 17 تشرين، وضرورة تغيير الأكثرية التي أوصلت لبنان إلى الانهيار".

"التيار الوطني"

وفي غضون ذلك قدّم "التيار الوطني الحر" إخباراً إلى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، في شأن "تحويل مليارات الدولارات إلى الخارج في عام 2019، وخصوصاً بعد 17 تشرين الاول، بصورة استنسابية واستمرار هذا الأمر لغاية تاريخه، ما أثقلَ كاهل الاقتصاد وأضرّ بالمودعين وخصوصاً الصغار منهم".

وأرفقَ "التيار" الإخبار بمستندات ثبوتية للركون إليها، مطالباً باتخاذ التدابير القضائية والقانونية اللازمة لملاحقة مرتكبي هذه الافعال وإعادة الأموال.

وأعلن "التيار" أنّه سيقدّم قريباً اقتراح قانون لـ"مقاربة هذه القضية من زاوية وقف النَزف المستمر من الاحتياط النقدي للبلد واستعادة ما قد خسرناه".

مجلس الدفاع

من جهة ثانية، تتجه الانظار قبل ظهر اليوم الى قصر بعبدا حيث سيعقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعاً له برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، قبل ساعات قليلة على انعقاد جلسة مجلس الوزراء عند الثانية والنصف من بعد الظهر.

وتأكيداً لما أشارت اليه "الجمهورية" قبل ثلاثة ايام فقد دعي المجلس الى اجتماع للبحث في تطورات الوضع الأمني والتدابير المتخذة من ضمن حالة التعبئة العامة المدنية المعمول بها عشيّة انتهاء المرحلة الثانية الممدّدة حتى ليل الأحد - الإثنين المقبل، وإمكان تمديدها او اجراء اي تعديل على الإجراءات المتخذة والتخفيف من حال الاغلاق في بعض القطاعات الاقتصادية والادراية والخدمات العامة التي يحتاجها السوق ويمكن ان تعود الى العمل وفق قواعد التعبئة العامة والحماية، من دون ان تؤثر على التدابير المتخذة لمحاصرة وباء كورونا وعدم انتشاره حيثما يمكن توفير الظروف الفضلى لاستئناف العمل.

وعشيّة الجلسة علمت "الجمهورية" انه سيكون للقادة العسكريين والأمنيين سلسلة من التقارير الامنية التي تتحدث عن الحراك الذي استأنفته قوى الانتفاضة وتوقعاتها بتوسّع هذا الحراك بعد انضمام مجموعات مختلفة إليه، قد تكون غاية بعضها إثارة الشغب، وأخرى أدّت بها انعكاسات الازمة المالية والنقدية والامنية والتطورات الأخيرة الى فقدان رزقها وتوقّفها عن العمل، وهو ما سيشكل مزيداً من الضغوط على القوى العسكرية التي سيكون عليها اكثر من مهمة امنية استباقية، بالإضافة الى ما فرضته التعبئة من إجراءات ومهمات تتصل بالامن الغذائي ومنع الاحتكار والتلاعب بالاسعار.

ولذلك، لن يقدم القادة العسكريون اي توصية في شأن تمديد العمل بالتدابير الأمنية، وسيكون الامر رهن التوجهات السياسية والحكومية التي تقول التوقعات انها ستقترح التمديد للترتيبات المعمول بها اسبوعبن اضافيين الى ليل العاشر ـ الحادي عشر من ايار المقبل، وسيتناول المجتمعون في جانب من البحث جريمة بعقلين والظروف التي رافقتها والتي اعتبرت جريمة إفرادية لا يمكن ان تكون لها اي انعكاسات على الوضع الأمني بعد توقيف منفذها وكشف أسبابها.

وكانت بلدة بعقلين قد شيّعت أمس 7 من ضحايا الجريمة ـ المجزرة التي ارتكبها مازن حرفوش قبل يومين في البلدة وقُبض عليه أمس، وهم: زوجة الجاني منال حرفوش التيماني وشقيقه كريم حرفوش و5 سوريين، في مأتمين أقيما في دار بعقلين. وتقرر ان يدفن في المكان نفسه اليوم فوزي حرفوش الشقيق الثاني للجاني بعدما عُثر على جثته أمس.

مجلس الوزراء

على انّ ما سينتهي اليه اجتماع مجلس الدفاع سيطرح في جلسة مجلس الوزراء بعد الظهر، والتي سيكون على جدول اعمالها 12 بنداً عادياً لا يتصل ايّ منها بالتعيينات المالية او الإدراية.

والى البندين المتصلين بالوضع على خلفية الاستمرار بالتعبئة المدنية والمتصلة بالتدابير والإجراءات الوقائية في مواجهة فيروس كورونا، سيناقش المجلس الوضع الاقتصادي والاجتماعي ضمن برنامج الحكومة الاصلاحي في ضوء التطورات الأخيرة المتصلة بارتفاع سعر الدولار الذي تجاوز الـ 4000 ليرة لبنانية ومصير الاجراءات التي كانت الحكومة تتوقعها من خلال برنامج مساعدات الـ 1200 مليار الذي سقط في الجلسة التشريعية الاخيرة بتطيير النصاب.

كذلك سيناقش المجلس طرحاً تقدّمت به وزارة الاتصالات يتصل بتمديد العمل بقرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 12 آذار الماضي عند اعلان اولى مراحل التعبئة المدنية، وزيادة سرعة وحجم استهلاك الاشتراكات بالانترنت لزبائن اوجيرو في الوزارة حتى نهاية حزيران المقبل، وتقديم رزمة جديدة هي هِبة من (100GB) إضافية مجانية شهرياً لجميع المشتركين.

وفي هذه الاجواء تنتظر المراجع المعنية ما سيكون عليه موقف رئيس الحكومة الذي سيتحدث بعد الجلسة مقوّماً التطورات المالية والنقدية والعلاقة السائدة بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف ومجلس النواب.

العام الدراسي والإمتحانات

وأشار وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب الى أنّ "إعلان القرار حول مصير العام الدراسي والامتحانات الرسمية، سيتم في وقت قريب جداً، وبتنا في المربّع الأخير لإعلان القرار الواضح". واعتبر أنّ "خيار إعطاء إفادات للطلاب هو "أبغض الحلال".

 

نداء الوطن: "حزب الله" يضغط في الشارع... وعون ودياب يستدرجان "العروض" كلكن... "رياض سلامة"

نداء الوطن: الجمعة 24 نيسان 2020 الساعة 06:16سياسة

 من نكد الدهر" أن يأتي يوم يكون فيه أرباب الفساد والتعطيل والتنكيل بمؤسسات الدولة ونهب ماليتها منذ أواخر الثمانينات، هم أنفسهم اليوم دعاة الإصلاح وأدعيائه. أقله إخجلوا من أنفسكم إن لم يكن من الناس، فجلّكم أصبح مليارديراً أو مليونيراً بأقل تقدير بعدما كان إما موظفاً في سلك عسكري أو أمني أو ميليشياوي أو حتى تسلق سلّم الاستزلام والوشاية ليهبط بمظلة الوصاية على كرسي من كراسي السلطة، واليوم بعدما غنم منكم ما غنم من غنائم الخزينة العامة، دبّت نخوة الإصلاح في عروقكم واستغبيتم الناس بعقولهم بأن نقلتم "البارودة" من كتف إلى كتف وحاولتم حرف سهام الثورة عن صدوركم باتجاه "كبش محرقة" اخترتموه من بين صفوفكم المتقدمة لتقديمه أضحية على مذبح أزمتكم. رياض سلامة "حاكم" بأمر "حكام"، جزء لا يتجزأ من منظومتكم، أنتم سرقتم وهو هندسَ التمويه عن سرقاتكم. باختصار هو واحد منكم واسمه يختصر كل أسمائكم... "كلكن يعني كلكن" رياض سلامة، فاسقطوا معه أو أسكتوا عنه.

فبعدما استقرّ الحكم لـ"أباطرة" الثامن من آذار وانهار البلد تحت قبضتهم، تدهورت الليرة وطار الدولار إلى مستويات صاروخية على مدى الأشهر الأخيرة حتى لامس بالأمس الأربعة آلاف ليرة، وحكومة حسان دياب لا تزال تدور في دوائرها المفرغة من اللجان والمستشارين والخبراء لتدارس المسوّدات والخيارات بينما الشارع يتآكله الجوع والبطالة. واليوم سيكون رئيسها على موعد جديد مع مجموعة من الاختصاصيين الماليين والاقتصاديين للوقوف على ملاحظاتهم بشأن خطة الحكومة المرتقبة، في حين ستتجه الأنظار إلى قصر بعبدا لتلمّس مضامين ما سيعلنه دياب من "إجراءات متشددة" وعد اللبنانيين بالكشف عنها بعد جلسة مجلس الوزراء للتخفيف مما يكابدونه مالياً ومصرفياً تحت وطأة مسلسل التعاميم الصادرة عن حاكم المصرف المركزي. لكن عشية انعقاد الحكومة لوحظ ضخ إعلامي ممنهج وضع رأس سلامة على مقصلة "التطيير" من الحاكمية بالتزامن مع تحريك "حزب الله" شارعه باتجاه المصرف المركزي لتجييش الأرض وتأجيج هذا المطلب شعبياً، خصوصاً وأنّ العديد من المواطنين الواقعين تحت خط نار الفقر اندفعوا في عدد من المناطق إلى قطع الطرقات أمس احتجاجاً على تردي الأوضاع المالية والمعيشية وتقهقر القدرة الشرائية في البلاد.

وإذ تسارعت الاتصالات على أكثر من مستوى رئاسي وسياسي بهدف مقاطعة المعلومات الذاتية والبينية حيال المدى المقدّر للهجوم على حاكم المصرف المركزي والمآلات التي سيبلغها، خلصت المعطيات المتوافرة بهذا الصدد إلى نفي أي توجه لاتخاذ أي موقف أو قرار يمس بموقع سلامة في مجلس الوزراء، وسط تأكيدات أنّ كل ما يحصل هو مجرد "حملة ضغوط واستدراج عروض". وأوضحت مصادر مواكبة لهذا الملف لـ"نداء الوطن" أنّ "لحزب الله حساباً قديماً مع حاكم مصرف لبنان ومع القطاع المصرفي عموماً على خلفية العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب، وعلى ما يبدو فإنه وجد الفرصة سانحة أمامه اليوم لتصفية هذا الحساب بشكل يمكنه من "تقريشه" في السياسة من خلال تجيير الضغط الذي يمارسه لمصلحة تعزيز أرضية حكمه وتمتين سطوتها على مختلف مفاصل الدولة، في وقت يتولى كل من رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء عملية استدراج العروض لمساعدة السلطة على استنهاض نفسها داخلياً وخارجياً بدءاً من التفاوض مع سلامة نفسه على سلسلة إجراءات تؤمن المعونة المصرفية للحكومة، وصولاً إلى الطموح بمفاوضة الأميركيين مباشرةً إذا ما دخلوا على خط الاتصالات في سبيل عرض مقايضات معينة عليهم على شاكلة حماية "رأس سلامة" مقابل تأمين المعونة الدولية للحكومة". وأضافت: "معلوم أنّ "حزب الله" هو رأس الحربة في المعركة ضد سلامة لكن قرار الإطاحة به لم يتخذ بعد وإن كان سيبقى مطروحاً على طاولة الأخذ والرد بانتظار ما ستنتهي إليه حملة الضغوط، فإذا فقدت السلطة الأمل بتحقيق شروطها عندها قد يصار إلى الدفع باتجاه إزاحته، إما عبر تعديل قانون النقد والتسليف لتعبيد الطريق أمام إقالته أو عبر تحضير ادعاءات وشكاوى قضائية ضده للضغط عليه ودفعه إلى "الاستقالة الاختيارية" المنصوص عنها في نص القانون الحالي".

وفي سياق مؤكد لعدم وجود قرار حاسم حتى الساعة في أجندة الرئاستين الأولى والثالثة للإطاحة بسلامة، حرص كل من المصادر القريبة من قصر بعبدا ومن السراي الحكومي على الإشادة بأجواء اجتماعات حاكم المصرف المركزي مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب خلال الساعات الأخيرة، وقالت مصادر بعبدا لـ"نداء الوطن": "موضوع إقالة رياض سلامة غير مطروح، من جهة لأنّ المادة 19 من قانون النقد والتسليف تحول دون إمكانية الإقالة، ومن جهة أخرى لأنّ الرئيس عون ليس في هذا الوارد حالياً سيّما وأنّ اجتماعه الأخير به كان جيداً"، معتبرةً في المقابل أنّ "هناك في البلد من يريد تفجير الوضع لكن مخططاته لن تنجح". بدورها، وصفت مصادر وزارية لـ"نداء الوطن" ما يجري في الشارع بـ"الأمر الخطير"، وشددت في الوقت عينه على "عدم وجود اتجاه لتطيير رياض سلامة لأنّ ذلك من شأنه أن يعقّد الأمور أكثر ويرفع منسوب الخطورة"، كاشفةً أنّ اللقاء الذي جمع دياب بسلامة ليل الأريعاء "لم يكن سلبيا". وعن فحوى الكلمة التي سيلقيها رئيس الحكومة إثر جلسة مجلس الوزراء اليوم، اكتفت المصادر بالقول: "سيتحدث عن الأوضاع في البلد لكنه لن يتطرق إلى الورقة الإصلاحية المالية باعتبار أنّ الكلام لا يزال مؤجلاً بشأنها إلى وقت لاحق بعد بلورة صورة المناقشات الأخيرة حيالها".

 

اللواء: إشتباك الدولار: رياض سلامة في عين العاصفة؟ "المركزي" يرفض تزويد عويدات بأصحاب الحسابات المحوّلة.. والتظاهرات تسقط التعبئة

اللواء: الجمعة 24 نيسان 2020

 تمردت السلطات النقدية والمصرفية على توجهات الحكومة، او الدولة، في ما خصَّ تهدئة الاسواق والاسعار والدولار، والتعاون لمعرفة الاشخاص الذين هربوا اموالا، عبر تحويلات مصرفية الى الخارج، اذ امتنعت هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الاموال عن تزويد النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بأسماء الاشخاص، في سابقة، قد تكون لها تداعيات، بالتزامن، مع ضرب سعر صرف الدولار عرض الحائط، بالملاحقات والتعاميم المصرفية، والتفاهمات، فإذا هو يناطح سقف الـ4000 ليرة لبنانية، بعد اجتماع عقد في قصر بعبدا، بين الرئيس ميشال عون والحاكم رياض سلامة، تناول التعاميم الاخيرة للمصرف المركزي، والتي أتت غداة اجتماع مماثل عقد في السراي الكبير بين الرئيس حسان دياب والحاكم سلامة لتضع الحاكم في عين العاصفة، بين غضب او استقالة، او اقالة، او ما يتصل بذلك، على خلفية الاشتباك الواضح على جبهة الدولار، وارتفاع سعره الجنوني والمدمر للقوة الشرائية لليرة اللبنانية.

وكشفت مصادر سياسية النقاب عن حملة اعلامية منسقة عشية جلسة مجلس الوزراء لتحميل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤولية الازمة المالية والاقتصادية المتفاقمة في البلد،في محاولة مكشوفة لتهرب رئيس الجمهورية والحكومة من هذه المسؤولية. وأشارت المصادر الى ان الحملة التي يشارك فيها التيار العوني وقريبون من حزب الله وتنطلق من تقاطع مصالح كلا الطرفين ضد سلامة وهذا الامر لم يعد خافيا على احد، باعتبار أن رئيس التيار جبران باسيل ومنذ بداية العهد الحالي لم ينفك على التصويب على الحاكم،وينظم الحملات عليه تارة لتغييره واستبداله بآخر من اتباعه وتارة بتحميله اوزار الازمة الحالية، ومن جهته حزب الله الذي ينظم حملات اعتراض وتجييش تحت يافطات معروفة في الشارع منذ انتفاضة 17 تشرين الأول الماضي في اطار تصفية حسابات قديمة جديدة مع الحاكم لانه التزم بتطبيق العقوبات المصرفية الاميركية حماية للقطاع المصرفي ولم يتجاهلها ويترك لبنان منصة مصرفية مفتوحة للحزب ليمارس من خلالها الالتفاف على العقوبات لصالح النظام الايراني واطراف اخرى تشملها العقوبات الأميركية.

واعتبرت المصادر ان اجواء الشحن وإلصاق مسؤولية ارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان بسياسة المصرف المركزي بهذا الخصوص لا يطابق الواقع لان هناك جهات حزبية معروفة تتولى المضاربة على العملة الوطنية لاهداف محض سياسية. وأشارت المصادر الى انه بدلا من تجييش الرأي العام على هذا النحو الذي يزيد من تفاعل الازمة،كان الاجدى قيام الحكومة بتسريع إنجاز خطة الانقاذ المالي والاقتصادي والمباشرة بالاتصال بصندوق النقد الدولي وغيره من الهيئات المالية الدولية للبدء عمليا بالخطوات الفعلية للتخفيف من تداعيات الازمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشة عن الناس.

وترددت معلومات أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي طالب الرئيس دياب، في اتصال مع وزير بارز مقرب منه، بعدم استعمال حاكم مصرف سلامة ككبش محرقة والإنقاذ لا يكون لهذه الطريقة، كما دعا الحكومة الى حلّ المشكلة الماليّة حيث هي لا حيث يرغب البعض في أخذها. في ضوء مما اشارت اليه دوائر عليمة عن توجه حكومي لإقالة سلامة.

وافيد ان لقاء الرئيس عون مع سلامة تناول الوضع النقدي والأجراءات التي يتخدها المصرف المركزي ومستقبل وضع الليرة، ومعلوم ان الحاكم طرف اساسي في معالجة الأوضاع ولذلك تطرق البحث الى الإجراءات التي يمكن ان يتخذها المصرف المركزي وماهية التدابير التي تصدر عنه والى اين ستؤدي .

ولم تستبعد مصادر وزارية ان يحل هذا الموضوع اي الوضع النقدي ورفع سعر الدولار في مجلس الوزراء انطلاقا من كلام متوقع لرئيس مجلس الوزرإء حسان دياب الذي لم يعرف ما اذا كان سيطل من القصر الجمهوري بعد الجلسة ام يكتفي بالحديث في استهلالية الجلسة.

اما الكلام الذي ينقل عن توجه الحكومة الى إقالة حاكم مصرف لبنان فإن مصادر مطلعة علقت بالقول ان ما من توجه حاليا لأقالة الحاكم انما قد يكون هناك توجه الى اللوم او رفع سقف الكلام لجهة ان الحكومة في غربة عن القرارات التي يتخدها الحاكم.

ولفتت المصادر الى انه قد يشير الحاكم الى انه لدى مطالبته بقانون مع ضوابط يسحب من التداول وعند اصداره تعاميم وفق المادة 174 من قانون النقد والتسليف يتم رفضها لكن المصادر اكدت انه لا يمكن التغاضي عن وصول الدولار الى 4000 وخوف الناس من المخاطر المترتبة.

واذ رأت ان المادة 19 من قانون النقد والتسليف تورد اسباب اقالة حاكم مصرف لبنان منها الإخلال في موجبات الوظيفة وما يتعلق بالصحة لفتت الى ان ما من توجه لذلك كما ان اي توجه لا يكفي اذ ان الحديث عن تغيير الحاكم يعني وجود بديل معروف لدى الأوساط المالية العالمية وصندوق النقد الدولي ومراكز القرار الكبرى والمصارف المركزية ولديه القدرة على التواصل مع هذه المؤسسات ويقوم بدوره لإنقاذ الوضع من ظواهر الأنهيار .

الى ذلك، اكدت مصادر رسمية لـ"اللواء" ان المجلس الاعلى للدفاع سيتخذ في اجتماعه اليوم قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، توصية بتمديد حالة التعبئة العامة والتشدد في اجراءات الوقاية من فيروس كورونا، لكن ثمة رأيان سيطرحان حول فترة تمديد التعبئة، رأي يقول لعشرة ايام ورأي يقول لـ 12 يوماً وليس لأسبوعين، وسيتقرر الموقف في ضوء التقارير الطبية والامنية التي سيتسلمها المجلس الاعلى ومن ثم مجلس الوزراء لجهة تخفيف القيود على بعض القطاعات الانتاجية كما ذكرت "اللواء" في وقت سابق.

الى ذلك، لازالت مستمرة، تداعيات الاشتباك الكلامي خلال جلسة مجلس النواب الاخيرة امس الاول، والجديد امس، اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري، "ان مظلة الامان الاجتماعي الحقيقية للبنانيين، هي ان تبادر الحكومة الآن وقبل فوات الاوان الى ممارسة سلطاتها القانونية والاجرائية لوقف الانهيار الدراماتيكي لسعر صرف الليرة اللبنانية".

وقال: على الحكومة ان لا تبقى في موقع المتفرج او الشاهد على ما يجري من فلتان مالي والادعاء بالحرص على عدم تجويع الناس.

ولدرء الشبهة سارع الرئيس بري، بعد اتصالات الى ايفاد معاونه وزير المال السابق علي حسن خليل الى السراي الكبير، حيث التقي الرئيس دياب، في محاولة منه لتبديد سوء التفاهم، الذي حصل في نهاية الجلسة التشريعية.

وسادت اللقاء وفقا لمعلومات "اللواء" اجواء من المصارحة، وتم الاتفاق على ان المشروع المتعلق بـ1200 مليار ليرة لبنانية، سيعرض على اللجان لانجازه على ان يرى النور لاحقا.

وجاء موقف برّي بعدما وصل الدولار امس الى سعر اربعة الاف ليرة بلا حسيب ولا رقيب، ما دفع الشارع الى حركة احتجاج واسعة مساء، في وسط بيروت وصيدا وطرابلس، فيما نزل الى الشوارع مئات من اهالي قرى البقاع الاوسط في تعلبايا وسعدنايل والمرج ومجدل عنجر وجلالا ومحيطها، وعمد بعض الشبان الى محاولة التجمع للاحتجاج قرب المدافن امام الجامع الكبير في تعلبايا على الطريق العام، فتدخل الجيش لمنعهم من قطع الطريق الدولية، وحصل إشكال بينه وبين المحتجين ثم اشتباكات بالحجارة وتخللها اطلاق قنابل دخانية ورصاص مطاطي، وسقط عدد من الجرحى قيل انه بلغ نحو اربعين من المحتجين واصابات بين العسكريين.

كما قطعت الطريق على اوتوستراد الجية بالاتجاهين من قبل بعض الشبان المحتجين، ونقل شهود عيان عن حصول اعتداءات على السيّارات التي كانت تحاول العبور على طريق بيروت وصيدا عند نقطة برجا، في حين افيد عن حصول حالات تكسير وفوضى في شارع المصارف في طرابلس، والقى المحتجون الحجارة على مصرف بيت التمويل العربي في المدينة. وذكرت المعلومات ان الجيش اللبناني اوقف سبعة اشخاص على اثر قيامهم برمي الحجارة باتجاه مبنى مصرف لبنان في صيدا الذي شهد تحركات احتجاجية امامه وسط هتافات ضد الحاكم وسياسته المالية والمصرفية.

وافادت معلومات بأن المتظاهرين امام مصرف لبنان طالبوا رئيسي الجمهورية والحكومة بمحاكمة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فيما جابت مسيرات سيارة منطقة الحمرا.

وسار المتظاهرين من امام مصرف لبنان الى شارع الحمرا وسجلوا وقفات امام المصارف الموجودة في المنطقة مرددين شعارات تندد بالسياسة المالية والمصرفية، مطالبين بمحاكمة سارقي الاموال المنهوبة ومهربيها الى الخارج، واتخذ الجيش اجراءات امنية مشددة اثناء التظاهر. لكن مصادر رسمية مقربة من العهد قالت ان سعر الدولار ارتفع على ما يبدو نتيجة وجود غرفة سوداء تعمل على رفعه من دون معرفة السبب الحقيقي، ومن دون قدرة او رغبة اي جهة على التدخل لوقف انهيار سعر الليرة، وعندما نسأل لا يأتي الجواب، بل تعمية وغموض، وكأن هناك لعبة مخفية او تدبير مدروس للضغط على الحكم والحكومة ورئيسها حسان دياب لإسقاطها.

واضافت المصادر: يمكن فهم ان يرتفع سعر الدولار مئة او مئتي ليرة لكن 500 و600 ليرة كل يوم فهذا امر غير منطقي، خاصة ان حركة الاقتصاد شبه معطلة ولا توجد حركة فتح اعتمادات تجارية ولا تبادل للدولار بطريقة شرعية.

وفي السياق، توجه النائب فيصل كرامي إلى رئيس الحكومة حسان دياب في تغريدة عبر "تويتر" قائلا: "يا حسان دياب: سقطت كل الاقنعة. مؤامرة 92 على عمر كرامي تتكرر ضدك وضد فرصة انقاذ لبنان.لتكن اولويتك، وفورا،نسف كل الخطوط الحمراء التي تحمي حاكم مصرف لبنان والفساد.ان لعبة الدولار هي المقدمة لانفجار اجتماعي وربما امني، لا يردعهم عقل او ضمير.اهجم والله معك، وحسبك به نصيرا".

كما كتب في المعنى ذاته رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "نعم يا عزيزي فيصل منظومة الفساد والتآمر الثلاثية وحلفائها هي ذاتها التي تآمرت على عمر كرامي وإميل لحود وسليم الحص للإستمرار في النهب هي ذاتها بدأت حربها على حسان دياب. لن يستقيم لبنان إذا بقيت المنظومة خارج السجن".

رفض اعطاء الاسماء للقضاء

وفي تطور، يتوقع ان تكون له انعكاسات امتنعت هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبيض الاموال عن تزويد النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات باسماء الاشخاص الذين اجروا تحويلات من حساباتهم في المصارف اللبنانية الى الخارج.

وقالت الهيئة، رداً على كتاب عويدات رقم 294م/2020 تاريخ 19/3/2020 الموجه الى جانب الهيئة، والمتضمن الطلب تزويده بالاسماء ان "كل المصارف التي نفذت التحاويل الى الخاج بين 17ت1 2019 و31ك1 2019 بعدم وجود اي شبهة بالعمليات او بمصدر الاموال المودعة في الحسابات، وبالتالي فإن الاسماء التي اجرت التحاويل غير موجودة لدى الهيئة ويتعذر عليها قانونا اتخاذ اي قرار في خصوص هذه الحسابات او الطلب من المصارف تزويدها بالاسماء لعدم وجود شبهات عليها.

وتضمن الكتاب الجوابي في بنده الثاني بالنسبة الى التحاويل المنفذة بين الاول من تموز 2019 و19 شباط 2020، فالعمل جارٍ عليها، واحيل الملف على لجنة الرقابة على المصارف لاجراء المقتضى.

688 اصابة

على صعيد الاصابات، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 6 حالات كورونا جديدة، رفعت العدد التراكمي الى 688 اصابة.

وليلاً، اعلن محافظ بعلبك- الهرمل بشير خضر عن اصابة اربعة اشخاص بالفايروس في مخيم الجليل.

واصدر مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي تقريره حول الفيروس وفيه:

- أجرى المستشفى 380 فحصا مخبريا، أتت 7 نتائج ايجابية، من ضمنها 4 إصابات من أقرباء المصابة في مخيم الجليل، وباقي النتائج سلبية.

- وصل مجموع الحالات التي ثبتت مخبريا إصابتها بفيروس الكورونا والموجودة حاليا في منطقة العزل الصحي في المستشفى إلى 17 إصابة.

- تم استقبال 11 حالة مشتبه بإصابتها بفيروس الكورونا نقلت من مستشفيات أخرى.

- ما زال مجموع الحالات التي شفيت تماما من فيروس الكورونا منذ البداية حتى تاريخه 113 حالة شفاء.

 

الحكومة ترتكب خطأ قاتلا بإقالة سلامة والسحر قد ينقلب على الساحر والشروط القانونية غير متوافرة.. ومراجع قضائية: كلام سياسي لا ارضية له

المركزية/الجمعة 24 نيسان 2020

تقارب مراجع حقوقية وقانونية وقضائية مخضرمة شروط إقالة حاكم مصرف لبنان بموجب قانون النقد والتسليف، بتلك التي ينص عليها الدستور اللبناني لإقالة رئيس الجمهورية...

ففي حين ينص الدستور في مادته الستين على أن "لا تبعة على رئیس الجمهوریة حال قیامه بوظیفته إلا عند خرقه الدستور أو في حال الخیانة العظمى"، فإن قانون النقد والتسليف ينص في مادته التاسعة عشرة على أنه: "فيما عدا حالة الاستقالة الاختيارية، لا يمكن اقالة الحاكم من وظيفته الا لعجز صحي مثبت بحسب الاصول، او لاخلال بواجبات وظيفته في ما عناه الفصل الاول من الباب الثالث من قانون العقوبات، او لمخالفة احكام الباب 20، او لخطأ فادح في تسيير الاعمال".

من هنا فإن المراجع المذكورة تعتبر عبر "المركزية" أن الحكومة ترتكب خطأ قاتلاً بتهديدها بإقالة حاكم مصرف لبنان لأن صلاحية تحديد توافر الشروط المطلوبة للإقالة ليست من اختصاصها.

فالأسباب الصحية غير متوافرة. والأسباب المتعلقة بالإخلال بواجبات الوظيفة مرتبطة بقانون العقوبات الذي هو من اختصاص السلطة القضائية لا التنفيذية. وأي محاولة من جانب الحكومة لمصادرة هذا الاختصاص أو للتدخل في أعماله يعتبر خرقاً دستورياً لقاعدة فصل السلطات، ويحوّل الحكومة من مدّع إلى مدعى عليها بخرق الدستور ويعرض رئيس الحكومة والوزراء وحتى رئيس الجمهورية في حال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أو توقيعه مرسوم الإقالة للمحاكمة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بتهمة خرق الدستور.

أما لجوء الحكومة الى القضاء لإثبات "الإخلال بواجبات الوظيفة"، فلا يعني جواز إقالة الحاكم قبل إدانته وهو ما يتطلب فترة زمنية طويلة من جهة، عدا عن أنه سيفتح باب استدعاءات السياسيين للشهادة أو للاستجواب ويحولهم من مدعين الى مدعى عليهم من جهة ثانية.

أما "الخطأ الفادح في تسيير الأعمال" فيتطلب إثباتاً لهذا الخطأ الفادح، وهذا الإثبات بطبيعة الحال لا يمكن أن يكون رأياً سياسياً أو موقفاً كيدياً من السلطة التنفيذية، خصوصاً أن قانون النقد والتسليف يعطي في مادته الثالثة عشرة مصرف لبنان استقلالية مالية وينص على أنه "لا يخضع لقواعد الادارة وتسيير الاعمال وللرقابات التي تخضع لها مؤسسات القطاع العام". من هنا، فإن المراجع القانونية والحقوقية والقضائية تعتبر ما يتم التداول به من تهديدات ومعلومات عن اتجاه الحكومة لإقالة حاكم مصرف لبنان مجرد كلام سياسي لا يستند الى أي أرضية قانونية، وهو يندرج في إطار تصفية الحسابات السياسية التي كانت السبب في وصول الأزمة النقدية والمالية والمصرفية الى ما وصلت إليه اليوم. وتستند جهات مصرفية بارزة الى هذه القراءة القانونية لتدعو الحكومة ومن يقف وراءها الى تغليب المصلحة الوطنية العليا على "الحرتقات"، والى وعي حجم المسؤوليات الملقاة على الحكومة لاتخاذ قرارات مصيرية تنقذ لبنان واقتصاده وشعبه وحاضر أبنائه ومستقبلهم، بدل البحث عن قرارات انتقامية تستر بها عوراتها، وتهرب من خلالها الى الأمام، إمعاناً في حالة الإنكار التي تغرق بها منذ أشهر امتداداً لسياسات الحكومات التي سبقتها.

 

حكومة 8 آذار مُطالبة بقرارات لا بمواقف لمعالجة أزمة الدولار..فلماذا لا تتحرّك؟

"الحزب" يدرك ان التضحية بسلامة لا تنفع: لا مفرّ من تأمين كتلة نقدية.. لكن من أين!

المركزية/الجمعة 24 نيسان 2020

 إزاء بلوغ الازمة النقدية – المالية حدودا غير مسبوقة في الساعات الماضية، مع تجاوز الدولار عتبة الـ4000 ليرة وانفجار الغضب الشعبي في الشارع عبر قطع طرق تارة والتظاهر امام "المركزي" والمصارف طورا، بعد ان أجهز هذا الرقم على رواتب الناس وقدرتهم الشرائية وآمالهم، باتت الحكومة مطالبة بقرارات بحجم المرحلة والتحدي.فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، الاكتفاء بالمواقف - والتي "بشّر" رئيس الحكومة حسان دياب أنه سيطلقها عقب جلسة مجلس الوزراء اليوم، قائلا انها ستكون متشددة وعالية السقف في ما خص أزمة سعر صرف العملة الخضراء- هذا الاكتفاء، ما عاد ينفع، فهو لا يُطعم خبزا ولا يخفّض قرشا من الـ4000. والحال، أن الشكوى حقّ الناس الجائعة. أما السلطة التنفيذية فوظيفتها العمل على ايجاد الحلول للمشاكل والازمات، سواء كانت جديدة ام موروثة. اليوم، تتابع المصادر، نحن امام حكومة من لون واحد، يقودها رأس واحد وعنينا "حزب الله"، وإن هو سمح في بعض الوقت، لأهل بيته بمناورة محدودة محصورة في إطار معيّن. وبالتالي، الطابة في ملعب هذا الفريق الذي يتعيّن عليه اتخاذ قرارات، لا مواقف، ووضع قراراته موضع التنفيذ سريعا، للشروع في مسار انتشال لبنان واللبنانيين من الحفرة.

فما الذي يحول دون ذلك حتى الساعة؟ اذا كان الفريق الاصفر – الاخضر - البرتقالي الذي أتى بدياب الى السراي، يُجمع على انتقاد السياسات المالية "الحريرية" وعلى رفض الهندسات التي اعتمدها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتزعجه تعاميمه، فلماذا لا ينتفض عليها كلّها، ويبدّلها من حيث المضمون ومن حيث الشكل، ولو اقتضى ذلك مثلا اقالة سلامة من منصبه؟ فالحلّ والربط اليوم في يد جبهة الممانعة وحدها! وما يفترض ان يعزز قدرتها على الحسم وتطبيق خطتها ومشاريعها، أنها تملك "شبكة أمان" واسعة في المؤسسات الدستورية حيث انها كلّها طيّعة لها - كي لا نقول خاضعة لسيطرتها- من مجلس النواب حيث تملك الاكثرية وصولا الى قصر بعبدا حيث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الحليف، صاحب شعار الاصلاح والتغيير. سبب عدم اتخاذ اهل الحكم اي خطوة عملية انقاذية حتى الساعة، يعود على الارجح، الى ادراكهم انهم في ورطة كبيرة، لا يحلّها اجراء شعبوي – اعتباطي من هنا او هناك. فحزب الله الذي يدرس تداعيات كل خطوة يخطوها بتأنّ – كما فعل حين قرر رفض التصويت لصالح تشريع زراعة القنب بعد ان بحث في آثارها الاقتصادية -  يعرف ان "التضحية" بسلامة اليوم مثلا، قد تخدّر الناس لبرهة، الا انها لن تحل المشكلة النقدية بل ستزيدها تعقيدا. وهو يدرك ايضا ان لا خروج من المأزق ما لم تتأمّن كتلة نقدية كبيرة تُضَخّ في عروق الاقتصاد اللبناني الميت. فمن أين سيأتي بها في ظل مقاطعة عربية – دولية للحزب، علما ان مواقف الاخير وسلوكه طوال العقود الماضية، كانت السبب الاساس لتدهور علاقات لبنان بمحيطه العربي والدولي على الصعد كافة؟ اما الاستعانة بصندوق النقد الدولي، فالحزب لا يزال حذرا حيالها، كما انها تتطلب خطة اقتصادية اصلاحية واضحة، لا تبدو الحكومة ستتمكن من الاتفاق عليها في القريب العاجل... هذه المعطيات كلّها تقود الى الاستنتاج بأننا على عتبة انفجار اجتماعي – اقتصادي خطير، 8 آذار أعجز من أن تمنعه. فهل تقرّ بذلك وتترك الساحة لاختصاصيين مستقلين حقيقيين طالبت بهم ثورة 17 تشرين منذ اللحظة الاولى؟ أم تصرّ على الذهاب الى الانهيار التي ستتحمّل وحدها مسؤوليته، لأن الحكم اليوم، حكمها بامتياز؟

 

ارتفاع الدولار والأسعار يؤججان الشارع مجددا

المركزية/الجمعة 24 نيسان 2020

على رغم إجراءات التعبئة العامة في مواجهة كورونا، وعلى وقع الارتفاع الجنوني في أسعار السلع كما في سعر صرف الدولار، استمرت التحركات الاحتجاجية في الشارع، بما ينذر بأن التصعيد في الشارع سيكون كبيرا في مرحلة ما بعد كورونا.

وفي السياق، تجمع عدد من المحتجين، في ساحة الشهداء في وسط بيروت، احتجاجا على تردي وتدهور الاوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع الاسعار والغلاء الفاحش والارتفاع المتصاعد لسعر صرف الدولار الاميركي مقابل الليرة اللبنانية. 

أهالي الطلاب: بدورها، نظمت لجنة اهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج والعشرات من الاهالي اعتصاما،  امام مصرف لبنان، مطالبين بانصافهم والنظر إلى أوضاعهم الملحة، خصوصا بعد أن وصل سعر صرف الدولار الى حدود 4000 ليرة، وضرورة اقرار صرف سعر الدولار الرسمي ب 1515 ليرة، لإرسال الاموال إلى ابنائهم الذين يدرسون في الجامعات في الخارج. وأكد المشاركون أنهم، وفي ظل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الأميركي، لن يتمكنوا من الاستمرار في تغطية تكاليف معيشة ابنائهم الطلاب في الخارج، مستنكرين عدم تجاوب المسؤولين مع مطالبهم منذ اكثر من شهرين حتى اليوم.

صيدا: كما  تجمع عدد من المواطنين بعد ظهر اليوم أمام فرع مصرف لبنان المركزي في مدينة صيدا، احتجاجا على الارتفاع الجنوني المتمادي لسعر صرف الدولار إزاء الليرة اللبنانية والسياسات النقدية للمصارف والصرافين التي تسببت بانعدام القدرة الشرائية، لا سيما مع بدء اول ايام شهر رمضان المبارك.

 

الحملة على سلامة تستعر ...هل اتخذ حزب الله فعلا قرار اقالته؟

السفيرة الاميركية عند باسيل قبيل مجلس الوزراء ومواقف دياب

تمديد التعبئة اسبوعين وتخفيف الاجراءات على مراحل و8 اصابات جديدة

المركزية المركزية/الجمعة 24 نيسان 2020

 بين الساعة ونصف الساعة التي امضتها السفيرة الاميركية دوروتي شيا في ضيافة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في اللقلوق بما حملت من رسائل في لحظة الاحتقان السياسي – المالي الذي بلغ ذروته مع فتح النار على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لاقالته، على رغم عدم توافر شروط الاقالة الثلاثة، وفق ما تجمع الاوساط القانونية والقضائية، وبين ما سيطلقه الرئيس حسان دياب من مواقف حاسمة وحازمة تجاه الحاكم في اعقاب جلسة مجلس الوزراء، وقرار تمديد التعبئة لاسبوعين اضافيين مع بدء تخفيف الاجراءات، تنقلت المتابعات والاهتمامات الداخلية، وسط مخاوف عارمة من ان يقود التلهي بالخلافات فيما يستمر سعر الدولار بالتحليق غير المسبوق، الى كارثة وشيكة. مواقف دياب: ووسط الحملة الشعواء التي تستهدف سلامة، على الارض وفي السياسة والاعلام، والتي حملت بوضوح بصمات حزب الله، اتجهت الانظار اليوم الى جلسة مجلس الوزراء التي اجتمعت في بعبدا وتبحث قضايا مالية اقتصادية منها الخطة الانقاذية المنتظرة (التي اعلن رئيس الحكومة حسان دياب انها قد تنتهي الخميس المقبل)، والى المواقف التي سيطلقها في أعقابها دياب، الذي قال منذ يومين انها ستكون متشددة في ما خص سعر صرف الليرة والدولار وتعاميم مصرف لبنان. وقد تردد اليوم ان دياب سيحمّل سلامة مسؤولية انهيار سعر الصرف، في حين أفادت معطيات صحافية ايضا ان حزب الله أبلغ الرئيس نبيه بري مساء امس عبر وسيط ان موقفه من إبقاء سلامة في مركزه تغيّر وبات يرى اقالته ضرورية.

كذب وافتراء: وفي انتظار ما اذا كان هذا التوجّه سينجح، وهو أمر مستبعد، خاصة وان ايجاد كبش محرقة من قبل 8 آذار وتحميله مسؤولية الازمة الراهنة، لن يحمل حلا لها بل على العكس، أوضح زوار حاكم مصرف لبنان اليوم أن "كلّ ما كتبته صحيفة "الأخبار" نقلاً عن الحاكم، هو كعادتها محض كذب وافتراء".

صفير يوضح: من جانبه، أكد رئيس جمعية المصارف سليم صفير أن "جمعية المصارف ملزَمة وبحسب القانون، بتطبيق تعاميم مصرف لبنان وهي تنسّق بشكل وثيق مع مصرف لبنان وتحديداً ما يتعلق بمصالح المودِعين". وفي بيان صادر عن مكتب صفير، "كانت نشرة LBCI المسائية بثّت تقريرًا تضمّن معلومات خاطئة عن انتقاد وجّهه رئيس الحكومة إلى جمعية المصارف لعدم التزامها بتعاميم مصرف لبنان". وأشار صفير إلى أنه "منذ تولي رئيس الحكومة مهامه، يُبدي رئيس جمعية المصارف كل تجاوب وتعاون مع الرئيس وهو التقاه في مناسبات عدة سعياً إلى إيجاد حلول للخروج من الأزمة ".وختم البيان: عليه يحذر المكتب الإعلامي لرئيس جمعية المصارف من الحملات المغرضة والمضلِلة المستمرة في حق المصارف، ويتمنى العودة إلى المكتب الإعلامي حول أي استفسار".

باسيل – شيا: في الغضون، وفي إطار جولاتها على رؤساء الأحزاب في لبنان، وبعد لقائها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حطت سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا في اللقلوق، حيث التقت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في دارته، في حضور عضو تكتل لبنان القوي النائب نقولا الصحناوي والمستشارة السياسية في السفارة الأميركيةMinta Brodzinski  وعلم أن الاجتماع دام ساعة ونصف الساعة.

الاصلاح الهيكلي: وسط هذه الاجواء، عرض وزير الخارجيّة والمغتربين ناصيف حتّي  في قصر بسترس مع السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، المستجدات. وغرّد حتي على حسابه على "تويتر" :"إنّ شرط النجاح في الإصلاح الإقتصادي الهيكلي المطلوب لإنقاذ لبنان يكمن في محاربة الفساد في كافة أشكاله وإعمال مبادئ الكفاءة والشفافية والمساءلة في الإدارة العامة للدولة".

أعرف هواجسكم: وسط هذه الاجواء، زار رئيس الحكومة حسان دياب، وزارة الدفاع في اليرزة، حيث التقى وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون. وقال دياب بعد الاجتماع "كل لحظة أمضيتها هنا ستبقى شمعة تضيء العتمة التي تحوم على لبنان"، مضيفا "في كل المحطات الصعبة، بقيت المؤسسة العسكرية نموذجاً للوحدة الوطنية ولم تتسلل إليها الصراعات على منصات الطائفية والمذهبية والجيش درع لبنان وهو حامي الوحدة الوطنية وصمام الأمان الذي يحفظ استقرارنا". ووجه تحية لقائد الجيش العماد جوزف عون وإلى كلّ الضباط وعناصر الجيش لما يقومون به من دور يحمي ويصون البلد. وأضاف "أعرف هواجسكم لكن كونوا على ثقة أنني ملتزم حماية الجيش لأنني مؤمن بدوره وهو الأرض الصلبة". وأكد دياب أن مصلحة الجيش حاجة وطنية وعندما نؤمّن له الراحة بذلك نضع مدماكاً لاستقرار لبنان". كما سيزور دياب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي -الأشرفية في العاشرة من قبل ظهر غد.

توصية بالتمديد: من جهة ثانية، وفي وقت أعلنت وزارة الصحة اليوم عن 8 حالات كورونا إضافية خلال الـ 24 ساعة الماضية من أصل 1123 فحصا، وبالتالي ارتفع عدد الإصابات إلى 696، وبينما تستكمل فرق الوزارة فحوص "بي سي آر" العشوائية  في المناطق، التأم المجلس الاعلى للدفاع في القصر الجمهوري في بعبدا، بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لمتابعة آخر التطورات والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا. واوصى المجلس بتمديد التعبئة لمدة أسبوعين أي لغاية 10/5/2020 على أن يتم المباشرة بتحديد النشاطات الاقتصادية التي يمكن أن تعاود العمل تدريجياً". وافيد ان تخفيف التعبئة سيحصل على ٥ مراحل:  المرحلة 1: بدء تخفيف التعبئة ابتداءً من 27 نيسان: تضمّ فتح الحضانات ومحال الحلويات مع الأخذ بعين الإعتبارات التدابير الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا. - المرحلة 2 تبدأ من 4 أيار. - المرحلة 3 تبدأ بدءاً من 11 أيار. - المرحلة 4 تبدأ من 25 أيار. - المرحلة 5 تبدأ من 8 حزيران. وعلم أنّ المدارس ستُترك للمرحلة الأخيرة ولن تفتح قبل 8 حزيران، والمطاعم ستُفتح في مراحل لاحقة ولكن مع تحديد نسبة استيعاب معيّنة لا تتعدّى الـ30 في المئة. مع الإشارة إلى أنّ الخطة قابلة للتعديل إذا ما أثبتت فحوصات كورونا تزايداً بأعداد الإصابات.

رحلات العودة: وليس بعيدا، اعلنت شركة طيران الشرق الأوسط - الخطوط الجوية اللبنانية عن جدول رحلاتها للمرحلة الثانية من عملية إجلاء اللبنانيين المغتربين الهاربين من كورونا، وهي تمتد من 28 نيسان 2020 الى 8 أيار 2020 ضمناً.

في الجليل: وكان وزير الصحة حمد حسن تفقد اليوم مخيم الجليل للفلسطينيين في بعلبك، وقد لفت الى انه في ظل الظروف التي نعيش فيها، على الاجراءات  ان تكون قاسية. ورأى  انه على الشعب الفلسطيني ان يكون واعيا لمواجهة الازمة، طالباً من الفلسطينيين في المخيم ارتداء الكمامة ولو كانت من صنع المنزل، واوضح ان اولى وسائل الوقاية يتم بوضع الكمامة. كذلك، اشار الى ان النتائج التي اجريت للبيئة المخالطة جيدة قائلاً: "نحن اليوم لدينا 5 حالات نتابعها ونتابع مخالطيها" داعياً كل من خالط هذه الحالات الى اجراء فحص الـ “PCR” في مستشفى بعلبك. وتابع "اذا اعتبرنا اننا حققنا نتائج جيدة فيجب ان ننزل السلم قليلا قليلا، وليس بشكل سريع، ونحن لا نستطيع تحمل الاذى بحال فك التعبئة العامة دون الالتزام بالضوابط".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مليونان و726 ‏ألف إصابة و191 ألف وفاة ‏بـ«كورونا» في العالم

برلين/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

أظهرت البيانات المجمّعة لضحايا ‏فيروس «كورونا» المستجد حول ‏العالم، ارتفاع عدد الإصابات به ‏إلى أكثر من مليونين و726، ‏حتى صباح اليوم (الجمعة).‏

وأظهرت بيانات منصة «وورلد ‏ميترز»، الدولية المتخصصة في ‏الإحصائيات، أن إجمالي عدد ‏الإصابات حول العالم بلغ نحو ‏مليونين و726 ألفاً و194 ‏مصاباً. وأن عدد المتعافين بلغ ‏‏749666 ألف حالة، وارتفع ‏عدد الوفيات إلى 191074 ‏ألفاً.‏

وتتصدر الولايات المتحدة دول ‏العالم من حيث عدد حالات ‏الإصابة والوفاة، تليها من حيث ‏الإصابات إسبانيا وإيطاليا وفرنسا ‏وألمانيا والمملكة المتحدة وتركيا ‏وإيران والصين وروسيا والبرازيل.‏

وبلغت أعداد الإصابات في ‏الولايات المتحدة 888709 ‏والوفيات 50243 وفاة، ‏والتعافي 85922 وسجلت ‏إسبانيا 213024 ألف إصابة ‏و22157 حالة وفاة وتعافي ‏‏89250. وسجلت إيطاليا ‏‏189973 إصابة و25549 ‏حالة وفاة وتعافي 57576.‏

وسجلت فرنسا 158183 ‏إصابة و21856 حالة وفاة ‏وتعافي 42088 حالة وسجلت ‏ألمانيا 153129 إصابة ‏و5575 وفاة وتعافي ‏‏106800، وسجلت بريطانيا ‏‏138078 إصابة و18738 ‏حالة وفاة ولم تسجّل تعافي أي ‏حالة.‏

وكذلك سجلت تركيا ‏‏101780 إصابة و2491 ‏حالة وفاة وتعافي 18491 ‏حالة، وسجلت إيران 87020 ‏إصابة و5481 حالة وفاة وتعافي ‏‏64843 حالة وسجلت ‏الصين، البؤرة الأولى للفيروس، ‏‏82804 إصابة و4623 حالة ‏وفاة وتعافي 77257 حالة ‏وسجلت روسيا 62773 ‏إصابة و555 حالة وفاة وتعافي ‏‏4891 حالة وسجلت البرازيل ‏‏50036 إصابة و3331 حالة ‏وفاة وتعافي 25673 حالة.‏

 

وفيات «كورونا» في أميركا تناهز 50 ألفاً بعد وفاة 3176 مصاباً خلال 24 ساعة

واشنطن/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

ناهزت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 50 ألفاً مساء الخميس بعدما حصد الوباء خلال 24 ساعة أرواح 3176 مصاباً، في حصيلة يومية شبه قياسية، بحسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز. وأظهرت بيانات نشرتها الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد، أنّ وباء (كوفيد-19) حصد في الولايات المتّحدة لغاية اليوم، أرواح 49 ألفاً و759 مصاباً، في حين بلغ إجمالي عدد الإصابات المثبتة مخبرياً بالفيروس في هذا البلد 866646 إصابة بعد تسجيل 26971 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

 

كورونا» يرغم المخابرات الأميركية على التغيير

واشنطن/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

شهد تاريخ الولايات المتحدة حدثين كان لهما أثر كبير على مجريات الأمور في البلاد، وهما الهجوم الياباني المباغت على قاعدتها البحرية في بيرل هاربور بجزر هاواي في ديسمبر (كانون الأول) عام 1941، والآخر هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، وأدى الحدثان إلى تغيير شامل في كثير من أجهزة الدولة، ولم تسلم منه أجهزة الاستخبارات الأميركية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. لكن جائحة فيروس «كورونا» (كوفيد - 19) سوف تؤدي إلى تغيير أجهزة المخابرات بدرجة أكبر بكثير مقارنة بالحدثين السابقين، حيث يقول جريج باركيا، الخبير في شؤون المخابرات، في تقرير نشرته، أمس (الخميس)، مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية، إن الولايات المتحدة، ومعظم الدول الغربية، تدرس عوامل مختلفة عندما تقوم بتحديد عدو ما. وأوضح أنه قضى معظم وقته مستشاراً للخدمات المتعلقة بالمخابرات والأمن من خلال شركته المتخصصة في هذا المجال، في مساعدة عملائه في تحديد أعدائهم؛ إذ إنه من دون تحديد الأعداء وإمكاناتهم بشكل واضح، من المستحيل تنفيذ الإجراءات المضادة الفعالة، ومن هنا تبدأ إجراءات تخفيف شدة أي احتمالات. وتابع، أن الدول المتقدمة تميل إلى الرغبة في تقييم إمكانات العناصر النشطة الخارجية، والداخلية أحياناً، والتي من الممكن أن تؤثر بصورة سلبية على الاقتصاد أو الصحة العامة، ومن الأمور المهمة أيضاً قدرة الدولة على تصور القوة الضرورية لفرض أهداف سياستها. ولفت إلى أنه من المهم بالمثل القدرة على الاحتفاظ بسمعة كونها حليفاً يتمتع بالقدرة ويمكن الاعتماد عليه، وهذا هو السبب في أن خمسين دولة تقريباً شكلت «تحالف الراغبين» لغزو العراق في عام 2003، ليس لأنها تريد ذلك، لكن لأنها مضطرة إلى ذلك بسبب المزايا الاقتصادية أو التكتيكية التي تقدمها لها الولايات المتحدة، ويقول جريج إن هذا يذكره بمقولة «عندما تعطس أميركا، يصاب العالم كله بنزلة برد».

وأوضح «تتوفر في جائحة (كورونا) جميع فئات معايير العدو، فالتأثير الاقتصادي كبير للغاية، وقد أدى إلى محو النمو الاقتصادي الذي تحقق خلال الفترة الأخيرة، ورفع معدلات البطالة إلى درجة قياسية»، ولفت إلى أن السيناتور الجمهوري شوك جراسلي توقع أن يفوق إجمالي الخسائر الاقتصادية ما سببته هجمات11 سبتمبر، كما أن التأثير على الصحة العامة صادم أيضاً، ويفوق حصيلة قتلى تلك الهجمات. وتابع أنه في ظل جبهة داخلية مشتتة التفكير، يعمل أعداء الولايات المتحدة في حرية، عسكرياً واقتصادياً، مستغلين الاستعدادات الأميركية غير الكافية؛ فقد أدى تأثير الفيروس على الاستعداد البحري الأميركي إلى جرأة الصينيين وإغراقهم سفينة صيد فيتنامية في المياه المتنازع عليها. وذكر أنه سيكون هناك تحول جذري في نموذج العمل؛ لأن هذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها أجهزة المخابرات، بشكل جدي، إلى تقييم عدو ليس بشراً، بغض النظر عما إذا كان قد تم تجهيز الفيروسات عن قصد في إطار تعزيز الحرب البيولوجية، وليس لأى فيروس نقاط ضعف سيكولوجية يمكن استغلالها، ولا يخضع أي مرض لانتفاضة شعبية يمكننا التأثير عليها، والعدوى لا تمتلك هواتف يمكن اعتراضها أو تعقبها، وليس لها مجمعات يمكن تصويرها بالأقمار الصناعية، أو تعاملات مالية يمكن رصدها، وليس هناك حارس يمكن تجنيده جاسوساً.

وذكر أنه من المعروف أن القاعدة الأساسية في المخابرات هي أن يفكر مسؤولوها كما يفكر العدو. فكيف يمكن التفكير مثل عدو لا يفكر؟ ويقول جريج، الذي قضى خمسة أعوام في الجيش الأميركي كرجل مخابرات، زار خلالها العراق وأفغانستان، إنه يمكن توقع توسع كبير للغاية في المركز القومي للمخابرات الطبية، التابع لوكالة المخابرات العسكرية التي تنفذ عمليات تجسس لجمع معلومات استخباراتية عن مجموعة كبيرة من القضايا الصحية التي يمكن أن تؤثر على المصالح الأميركية. وتابع أنه سوف يظهر نوع جديد من أولويات التوظيف للعمل في أجهزة المخابرات، حيث ستكون هناك حاجة إلى توظيف أطباء وعلماء لهم خلفيات تتعلق بعلم الأوبئة والانتشار المستمر للأمراض. وأوضح أنه في الوقت الحالي، يقوم كثير من الأطباء العاملين في أجهزة المخابرات بتقييم صحة زعماء العالم من خلال تحليل الصور ومقاطع الفيديو التي يظهرون فيها، ومن الممكن أيضاً توقع زيادة التركيز على أحد جهود جمع المعلومات الأكثر تحدياً - وهو الجمع السري للعينات البيولوجية، حيث يتم تحليل هذه العينات للتعرف على دلائل تحذر من انتشار محتمل لأى أمراض. ويؤكد جريج أن أجهزة المخابرات الأميركية كائن حي، وأنها تعتمد على المعلومات التي ترد إليها من شبكة واسعة النطاق من المصادر، والخبراء، وكذلك البيانات التي يتم جمعها ومعالجتها باستخدام تكنولوجيا أكثر تقدماً من أي تكنولوجيا شهدها العالم، وعندما تحدث حالات فشل، فهي فشل حصري تقريباً، في تحليل المعلومات وليس في جمعها

 

رياح «كورونا» تهب بعكس ما تريده سفن بوتين و«ربما» لا تكون من السوء بمثل انهيار عام 1991

موسكو/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهامه من مقر إقامة رسمي خارج موسكو، حيث يعقد اجتماعاته عبر مؤتمرات الفيديو. وكان يوم الأول من أمس الأربعاء هو اليوم الذي يفترض أن يصوت فيه الناخبون الروس على تغيير الدستور. وبسبب الوباء تأجل التصويت على التعديلات، التي وصفها خصومه بأنها بمثابة تشديد قبضته على السلطة، إلى أجل غير مسمى. وتأجل كذلك استعراض عسكري في ذكرى مرور 75 عاما على الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وهو حدث تاريخي لطالما استغله بوتين ضابط المخابرات السابق لدعم ما يردده عن صحوة روسيا بفضله. كل هذا لم يكن بحسبان بوتين. الوباء فاجأ بوتين مثل ما فاجأ كل قادة العالم. بوتين أمضى ذلك اليوم وهو يفكر في سبل احتواء تداعيات فيروس «كورونا» التي أصبحت من أكبر الأزمات خلال سنواته في الحكم. ووصلت شعبيته إلى أدنى مستوياتها منذ 2013 فبلغت 63 في المائة وفقا لاستطلاعات مؤسسة ليفادا الروسية.

كما أظهر استطلاع جديد للرأي، أن الغالبية العظمى من المواطنين في روسيا، يساورهم القلق بسبب الأزمة الاقتصادية، وذلك بحسب ما نشرته وكالة أنباء «تاس» الروسية أمس الخميس. وأعربت نسبة 84 بالمائة ممن شاركوا في الاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث «أول راشين»، عن القلق حيال الأزمة الاقتصادية.

وقال سيرغي جوريف الاقتصادي المرموق الذي رحل عن روسيا عام 2013: «لن يحدث انهيار على مستوى الاقتصاد الكلي، لكني أشعر بالقلق على السكان؛ خشية أن يفقدوا مصادر رزقهم». ويقول وزير المالية السابق أليكسي كودرين، كما اقتبست منه «رويترز» في تحقيقها من موسكو، إن عدد الروس العاطلين عن العمل قد يرتفع لثلاثة أمثاله ليصل إلى ثمانية ملايين عاطل هذا العام.

قال سيرغي ميدفيديف الأستاذ بكلية الاقتصاد العليا في موسكو: «كل هذه الأشياء مجتمعة تعادل أكبر تحد يواجهه بوتين خلال أعوامه العشرين في السلطة». وأضاف «المشهد تغير تغيرا جذريا. الاستقرار أصابه الدمار وتراجعت بشدة شرعية بوتين وربما كانت المعارضة توشك على التفجر بين النخبة (على الصعيد السياسي والأعمال)». وسبق أن خرج بوتين سالما من أزمات عديدة وما من مؤشرات على أنه في سبيله للخروج من المشهد. غير أن المشاكل تتراكم على كاهل الرجل الذي هيمن على الساحة السياسية في روسيا منذ العام 2000. كذلك ظهرت بعض البوادر المبكرة على الاضطرابات الاجتماعية بسبب الوضع، فشهد جنوب روسيا احتجاجا على القيود المفروضة لاحتواء الفيروس، وشهدت شبكة الإنترنت بعض الاحتجاجات والشكاوى المتنامية من جانب الشركات من أن السلطات لا تبذل جهدا كافيا لمساعدتها على تجاوز الأزمة.

ووصف الكرملين الاحتجاج الذي شهده جنوب البلاد بأنه مخالف للقانون، لكنه قال إن من الضروري الإنصات لمخاوف الناس. وقال أيضا إن الحكومة ستبذل جهدا أكبر لمساعدة الشركات إذا اقتضى الأمر. وكانت السلطات طالبت أصحاب الأعمال في القطاع الخاص بوقف نشاطهم ومواصلة صرف مرتبات العاملين. وقالت داريا كامينسكايا التي تملك ورشة لإصلاح السيارات توقف العمل فيها لـ«رويترز» إنها دفعت مرتبات السبعة العاملين لديها من مالها الخاص. وأضافت «هكذا كانت الثورات تقوم في الماضي بادئة بالطبقة الكادحة».

وقال رجل أعمال روسي كبير طلب عدم نشر اسمه خوفا من التداعيات إنه يتوقع موجة من الإفلاسات بين الشركات الصغيرة. وأضاف «ربما لا تكون من السوء بمثل ما حدث عام 1991 (انهيار الاتحاد السوفيتي). لكنها ستكون صعبة. وربما لا يحدث عنف ومظاهرات

كبيرة لكن الناس سيكونون على شفا الغليان». وقالت تاتيانا إيفدوكيموفا كبيرة الاقتصاديين بشركة نورديا روسيا إن إيرادات النفط والغاز قد تنخفض بمقدار 165 مليار دولار، الأمر الذي سيجبر الحكومة على سحب مبالغ ضخمة من احتياطياتها الدولية لتمويل ميزانية الدولة التي تواجه بالفعل الآن عجزا كبيرا. ويبدو الآن أن الفرص تضاءلت أكثر من أي وقت مضى لرفع مستويات المعيشة، وتحسين البنية التحتية من خلال برنامج هدفه الإسهام فيما سيخلفه بوتين من إنجازات بإنفاق قرابة 26 تريليون روبل (338 مليار دولار). وسلطت الأضواء على دور بوتين واتهمه منتقدوه بالتغيب في البداية عن الخط الأمامي في معركة احتواء «كورونا». ورفض الكرملين هذه الانتقادات وقال إن من الصواب السماح للقيادات الإقليمية بالتعامل مع الأوضاع على المستوى المحلي. ولن تنتهي فترة رئاسة بوتين الرابعة حتى عام 2024، والتلفزيون الحكومي يقف معه، كما أن الشرطة مدربة جيدا على منع المظاهرات، وأبدى القضاء استعداده لاستخدام القوانين الصارمة لمعاقبة المتظاهرين. ولموسكو احتياطيات دولية تتجاوز 550 مليار دولار، كما أن وزارة المالية تقول إن بإمكان روسيا أن تتحمل أسعار النفط المنخفضة لفترة طويلة. ولا يواجه بوتين أي خطر فوري ظاهر من المعارضة التي نجح في تحجيمها باستخدام أدوات رسمية. وقد تفرق المتظاهرون في النهاية في الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها البلاد عامي 2011 و2012. غير أن بعض المنتقدين يقولون إن الإضرابات الاقتصادية ومشاعر الاستياء الشعبي من أسلوب إدارة أزمة كورونا قد تخرج عن السيطرة. وكتب السياسي المعارض فلاديمير ميلوف يقول هذا الشهر: «القمع من قبل الحرس الوطني لن يتمكن من تحقيق الكثير في مواجهة استياء شعبي حقيقي»، مضيفا أن وضعا ثوريا يتشكل. لكنّ آخرين لا يتوقعون أن يتعثر بوتين. فقد قال الأستاذ الجامعي ميدفيديف: «قد تزداد معاناة الناس وربما يحدث شغب أو اضطرابات، لكن مثل هذه الأمور لن تؤدي إلى تغييرات على الفور في النظام السياسي».

 

أسواق النفط تسترد أنفاسها على وقع تصعيد جيوسياسي وخفض إنتاج الخام الأميركي يصعد 30% متجاوزاً كارثة «الاثنين الأسود»

لندن/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

واصلت أسعار النفط ارتفاعها صباح الخميس مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج، وهو ما طغى على انعكاسات انتشار فيروس كورونا المستجد الذي يتسبب في إضعاف الطلب ويغرق المنشآت بالمخزونات.

ونحو الساعة 1445 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم يونيو (حزيران) بنسبة 12.91 في المائة مقارنة مع الجلسة السابقة إلى 23 دولارا غداة أدنى مستوى له منذ أكثر من 20 عاما تحت عتبة 16 دولارا. وارتفع برميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي المرجعي تسليم يونيو بنسبة 30.48 في المائة إلى 17.98 دولار، بعد أن وصل في وقت سابق إلى 18.15 دولار. وكان الخام الأميركي ارتفع بنسبة 19 في المائة الأربعاء بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة «بتدمير» أي سفينة إيرانية تقترب بشكل خطير من سفن أميركية في الخليج، المنطقة الأساسية لنقل النفط. وواصلت أسعار النفط ارتفاعها الخميس بعد أن رد رئيس الحرس الثوري الإيراني على واشنطن متوعدا بـ«رد موجع» إذا ما نفذ ترمب تهديداته. ومن جهة موازية، ارتفعت أسعار النفط وسط مؤشرات على أن المنتجين يخفضون الإنتاج لمواجهة انهيار الطلب بفعل جائحة فيروس كورونا التي تعصف باقتصادات العالم، بينما تحركت ولاية أوكلاهوما الأميركية أيضا لمساعدة شركات النفط على ضخ كميات أقل. وفي الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم، قالت الجهة المسؤولة عن تنظيم قطاع الطاقة بولاية أوكلاهوما إن بمقدور الشركات إغلاق الآبار دون أن تخسر عقود تأجيرها، في نصر مبدئي لمنتجي النفط الأميركيين الذين يواجهون مصاعب ويسعون إلى انفراجة من انهيار السوق بعد قفزة في الإنتاج. وأوكلاهوما هي رابع أكبر ولاية إنتاجا للنفط بالولايات المتحدة. وقال كريغ أرلام، المحلل لدى «أوندا»، إن «التغير في المعدلات قد يكون مضللا» مع هذه المستويات المنخفضة للأسعار. وقالت إيبك أوزكردسكايا من «سويس كوت بنك» إنه لدعم الأسعار يمكن لأحد الخيارات «تغذية التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ما يثير مخاوف على إمدادات النفط»، وأضافت أن «هذا ما يفعله دونالد ترمب حاليا».

ويؤكد بيورنار تونهوغن من «ريستاد إنرجي» أن المستثمرين يحللون هذه التغريدة بأنها «تهديد لإنتاج وصادرات» هذه المنطقة من العالم الغنية بالنفط. وقالت «فيليب فيتشرز» إن الخبراء بأسواق النفط يشككون في «أسباب بيان الرئيس (دونالد ترمب)، بينما تشهد أسعار نفط غرب تكساس الوسيط وبرنت انهيارا تاريخيا». ورغم هذه التوترات، انهارت أسعار الذهب الأسود في الأسابيع الأخيرة مع تدابير الإغلاق التي تتخذها السلطات في أنحاء العالم للحدّ من تفشي وباء كوفيد - 19. وتراجع الطلب العالمي بينما أتخمت منشآت التخزين بالنفط.

وحدث المحللون لدى «ريستاد إنرجي» توقعاتهم الخميس للطلب السنوي على النفط بتراجع نسبته 10.4 في المائة لعام 2020. وأضافوا أن شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) سيكونان الأكثر تضررا مع تراجع بنسبة 26.7 و19.5 في المائة على التوالي، وهي ثغرات أكبر بكثير من الخفض الذي تعهدت به الدول الرئيسية المنتجة للنفط. ومشكلة أخرى أساسية تقلق السوق هي إتخام منشآت التخزين. وطغى التوتر على التقرير الأسبوعي للوكالة الأميركية لأنباء الطاقة التي ذكرت الأربعاء أن احتياطات الخام ارتفعت بمقدار 15 مليون برميل الأسبوع الماضي لتبلغ 535 مليون برميل. وفي كاشينغ بولاية أوكلاهوما خصوصا، حيث يتم تخزين خام تكساس الوسيط المرجعي، ازداد حجم المخزون خمسة ملايين برميل وبات قريبا من الحد الأقصى. وارتفعت أيضا المخزونات الأميركية من الوقود والمنتجات المكررة بينما تراجع الاستهلاك الأسبوعي أكثر من 25 في المائة على مدى عام بسبب إجراءات العزل.

 

ترمب يعتبر التقارير حول ‏مرض كيم «‏مغلوطة»

واشنطن/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

قلّل الرئيس ‏الأميركي ‏دونالد ترمب ‏أمس ‏‏(الخميس) ‏من شأن ‏أنباء تواترت، ‏هذا ‏الأسبوع، عن ‏مرض زعيم ‏كوريا ‏الشمالية، ‏كيم جونغ ‏أون، لكنه ‏امتنع عن ‏ذكر ما إن ‏كان على ‏اتصال ‏بالمسؤولين ‏هناك، وفقاً ‏لوكالة ‏‏«رويترز».‏ وقال ترمب ‏في إيجاز ‏صحافي ‏يومي بالبيت ‏الأبيض: ‏‏«أعتقد أن ‏التقرير ‏مغلوط»، ‏مضيفاً أنه ‏سمع أن ‏التقرير يستند ‏إلى «وثائق ‏قديمة».‏ ومضى قائلاً: ‏‏«تربطنا ‏علاقة طيبة ‏بكوريا ‏الشمالية ‏وتربطني ‏علاقة طيبة ‏بكيم جونغ ‏إن، وأرجو ‏أن يكون ‏على ما ‏يرام».‏ وتابع: «ليس ‏لديّ ما ‏يدعوني ‏للاعتقاد بغير ‏ذلك».‏ وكان موقع ‏‏«ديلي إن ‏كيه»، الذي ‏يقع مقره في ‏سيول، قد ‏ذكر في ‏ساعة متأخرة ‏يوم الاثنين ‏أن كيم (36 ‏عاماً تقريباً ‏كما يُعتقد) ‏يتعافى بعدما ‏خضع لعملية ‏في القلب في ‏‏12 أبريل ‏‏(نيسان). ‏ونشر الموقع ‏النبأ نقلاً عن ‏مصدر ‏بكوريا ‏الشمالية لم ‏يفصح عن ‏هويته.‏ وقال ترمب ‏يوم الثلاثاء ‏إن التقارير ‏غير مؤكدة، ‏وإنه لا يعوّل ‏عليها كثيراً.‏ وعقد ترمب ‏لقاءات غير ‏مسبوقة مع ‏كيم عامي ‏‏2018 ‏و2019، ‏في محاولة ‏لإقناعه ‏بالتخلي عن ‏أسلحته ‏النووية.‏

 

«مجموعة آستانة» تحضّر لقمة ثلاثية افتراضية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

أسفرت محادثات وزراء خارجية روسيا وتركيا وطهران عن التوصل إلى اتفاق لدفع ترتيبات عقد قمة افتراضية لرؤساء مجموعة آستانة تبحث الخطوات المقبلة في سوريا على صعيدي تطورات الوضع الميداني والسياسي وعمل اللجنة الدستورية المؤجل حاليا بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا.

وبدا أن النتيجة الأهم للاجتماع الوزاري الذي عقد الأربعاء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، هو الاتفاق على إطلاق العمل المشترك لعقد القمة، التي كان من المفترض أن تنعقد في طهران الشهر الماضي، وتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب ظروف تفشي الوباء. وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية أن مواعيد القمة الجديدة لرؤساء روسيا وتركيا وإيران حول سوريا، «سوف تحدد في وقت لاحق». وبرغم أن إشارات دلت إلى وجود رغبة مشتركة في أن تكون القمة عادية وليس عبر الإنترنت، وأن تنعقد في مكانها المحدد في طهران، وفقا لمصادر أبلغت بذلك صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، لكن أوساطا روسية رجحت أن يكون الحديث يجري عن تسريع الخطوات وإجراء اللقاء عبر شبكة إلكترونية نظرا إلى احتمال أن يطول أمد انتظار انحسار الفيروس وتداعياته الثقيلة في البلدان الثلاثة. ولفتت مصادر إلى أن الميل نحو تسريع عقد القمة سببه الرئيسي ضرورات المحافظة على التنسيق في إطار محور آستانة في ظل عودة تباينات بين أعضائه إلى البروز للعلن. وكان بيان الخارجية الروسية لفت إلى أن الوزراء الثلاثة أكدوا خلال مباحثاتهم الأخيرة على «الدور الرائد لعملية آستانة في تفعيل كافة مكونات التسوية السورية، بما في ذلك استقرار الأوضاع على الأرض والمساعدة على عودة اللاجئين والنازحين وحل المشاكل الإنسانية للمدنيين، بالإضافة إلى الحوار السوري – السوري في إطار اللجنة الدستورية بجنيف». وأكدوا عزمهم على مواصلة التعاون في إطار عملية آستانة من أجل «تحقيق استقرار ثابت والأمن في سوريا والمنطقة برمتها».

وجاء في البيان أن «الدول الضامنة لعملية آستانة شددت مجددا على تمسكها باحترام سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وفقا للقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي». وتطرق الوزراء إلى أن تنفيذ المذكرة الروسية – التركية الصادرة في 5 مارس (آذار) الماضي مشيرين إلى أنه «سمح بتحقيق نتائج مهمة في خفض التصعيد، رغم العراقيل التي ما زالت تضعها جبهة النصرة». وأكدوا على أهمية مواصلة الجهود لفصل المعارضة المعتدلة في إدلب عن الإرهابيين. واتفق الوزراء على ضرورة تكثيف جهود المنظمات الدولية لتقديم المساعدات للمدنيين في سوريا، وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.

وأعربوا عن ترحيب باتفاق الحكومة السورية والمعارضة على جدول أعمال الاجتماع الجديد للجنة الدستورية السورية، مشددين على أن «وزراء الدول الضامنة لعملية آستانة يأملون بعقد هذا الاجتماع بمجرد أن يسمح بذلك الوضع الوبائي، وبمساعدة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن».

إلى ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تركز البحث خلاله على تداعيات تفشي الوباء، وتم التطرق خلاله «بصورة مفصلة إلى ملف تسوية الأزمة الأوكرانية والتطورات الأخيرة في سوريا وليبيا، إلى جانب الوضع الراهن في أسواق النفط العالمية». وكان لافتا تزامن تكثيف الاتصالات الرئاسية الروسية مع تصعيد موسكو نشاطها الدبلوماسي في إطار محاولة حشد حملة واسعة لرفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا وبلدان أخرى بينها إيران.

ونقلت وسائل إعلام روسية أمس، أن روسيا وقعت وثيقة مع عشرة بلدان بينها الصين وإيران وسوريا في إطار رسالة رسمية موجهة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان طالبت فيها بالعمل الفوري على رفع العقوبات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة على الدول. ورأت الوثيقة أن «العقوبات هي أداة في ترسانة سياسة الولايات المتحدة الخارجية في انتهاك صارخ ليس فقط للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولكن أيضاً على حساب حقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك الحق في التنمية والحق في التعليم والصحة والغذاء». وكان الكرملين أعلن أن موسكو تؤيد تحركا أمميا لإعلان «هدنة عالمية» في مناطق النزاع، لكنه لفت إلى انخراط دبلوماسيين من البلدان الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن على إعداد وثيقة شاملة في هذا الشأن يمهد صدورها لعقد قمة افتراضية للدول الخمس لإعلان الهدنة. ووفقا لمصادر تحديث إليها «الشرق الأوسط» فإن واحدة من النقاط الخلافية التي ما زال العمل يجري لتذليلها هي الرغبة الروسية بأن يتم ربط الإعلان عن وقف نار شامل في مناطق النزاع مع تجميد العقوبات المفروضة على البلدان المختلفة، بما في ذلك على سوريا.

 

غرينبلات: «كورونا» حقق ما لم تفعله المفاوضات

تل أبيب - لندن/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

نشر المستشار المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، جيسي غرينبلات، مقالا مشتركا مع الصحافي الفلسطيني، بشارة بحبح، في صحيفة «يسرائيل هيوم»، أمس، بعنوان «ما لم تفعله المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين فعله كورونا»، جاء فيه، أن «الوباء يذكر الفلسطينيين والإسرائيليين كم يرتبط مصير بعضهم ببعض. فالحدود بين إسرائيل والضفة الغربية أو يهودا والسامرة هي حدود مشتركة والمخاطر هي ذاتها وإذا لم يحترسوا، ولم يقاتلوا بشكل جذري ومشترك ضد هذا الفيروس، فالطرفان سيعانيان». وتابع المقال، أن رد إسرائيل والسلطة الفلسطينية على الوباء، مؤشر على أن الإسرائيليين والفلسطينيين قادرون على التغلب على بعض العوائق، التي صممت علاقاتهم على مدى عشرات السنين. وقد عكس الرئيس رؤوبين ريفلين هذا الإحساس بشكل مناسب، حين اتصل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقال إن «التعاون بيننا ضروري لضمان صحة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء». أما عباس فرد عارضا تعاونه الكامل في الحرب ضد هذا المرض الفتاك. واختتم الطرفان المقالة، بالقول: «من السابق لأوانه القول إن هذا التعاون الجديد سيؤدي إلى مفاوضات صادقة وإلى اتفاق سلام شامل. فلا أحد يمكنه أن يتنبأ بما سيحصل عندما تعود الحياة إلى مجراها. ولكننا نأمل بأن تتواصل الدروس التي استخلصت من هذا الوباء وأجواء الاحترام المتبادل والتعاون، كي يكون ممكنا للتقدم نحو اتفاق السلام أن يبنى على عناصر مشابهة من الإرادة الطيبة، والاحترام، والتعاون. حان الوقت لدينامية إسرائيلية - فلسطينية جديدة. حان الوقت لمستقبل جديد للإسرائيليين والفلسطينيين وللمنطقة».

وفي إسرائيل توجه مركز «عدالة» للشؤون القانونية برسالة إلى كل من المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست، بيني غانتس، يؤكد فيها أن البند الذي ينص على ضم مناطق محتلة للسيادة الإسرائيلية في اتفاق الائتلاف بين الليكود وكحول لفان، يخالف القانون الدولي وموقف المستشار القضائي للحكومة، ويجب إلغاؤه في الحال. وجاءت هذه الرسالة في ضوء محاولات تشكيل الحكومة وتصريحات وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، التي قال فيها إن هذا شأن الحكومة الإسرائيلية وحدها. وقالت الرسالة: «ضم مناطق محتلة وفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية المحتلة، يخالفان القانون الدولي، ويتعارضان مع موقف المستشار القضائي للحكومة بشأن قانون التسوية وموقفه حول صلاحية محكمة الجنايات الدولية». وأوضحت الرسالة التي وقعتها المحامية سهاد بشارة، أن ضم المناطق المحتلة ينتهك بشكل جارف اتفاقية روما المناهضة لنظام الفصل العنصري (أبرتهايد) ويخالف القانون الدولي الإنساني، ويخالف كذلك ميثاق الأمم المتحدة بشأن حق الشعوب بتقرير المصير. كما أوضح المركز أن محكمة الجنايات الدولية أوضحت بشكل قاطع منع ضم مناطق محتلة وفرض سيادة وقانون المحتل عليها، وتم تفصيل ذلك في قرار جدار الفصل العنصري وتم التأكيد على منع ضم المناطق المحتلة عام 1967 للسيادة الإسرائيلية.

 

ستيفاني: تقارير عن «مواد كيماوية» في طرابلس تثير «قلقاً بالغاً» وغوتيريش يستعين بالقرآن للدعوة إلى السلم ووقف الحرب

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

وصفت مبعوثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، ستيفاني ويليامز، «الهدنة الإنسانية» المعمول بها بين طرفي الحرب في العاصمة الليبية طرابلس، بأنها مجرد «اسمية فقط»، بالنظر إلى تصاعد أعمال القصف العشوائي لمنازل المدنيين، في المناطق الواقعة على مسار الاشتباكات بين «الجيش الوطني» وقوات حكومة «الوفاق»، وسقوط عشرات القتلى يومياً. وقالت مبعوثة الأمم المتحدة بـالإنابة في مؤتمر صحافي، عبر شبكة الإنترنت أمس، إنه «لا يمكن حقاً وصف ما يحدث في طرابلس بأنه هدنة، كما لا يمكن وصفه بوقف لإطلاق النار»، معبرة عن قلقها لما تردد مؤخراً بشأن استخدام «أسلحة كيماوية» في الصراع الدائر في ليبيا.

وتحدثت ويليامز عن تعرض الهدنة الحالية للخرق، منذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر المفاوضات لوقف إطلاق النار في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، 850 مرة، تضمنت 70 خرقاً خلال الأسبوع الماضي فقط.

وسبق لطرفي النزاع: «الجيش الوطني» وقوات «الوفاق» الموافقة على «هدنة إنسانية»، دعا إليها عديد من الدول الأوروبية والعربية؛ لكن منذ إعلانها في منتصف يناير الماضي ظل الطرفان يتبادلان الاتهامات بخرقها. وأضافت المبعوثة الأممية للصحافيين: «لقد تم الاتفاق على هدنة أخرى بسبب أزمة فيروس (كورونا) المستجد، إلا أنه لم يتم الالتزام بها». كما تحدثت عن التقارير الواردة هذا الأسبوع بشأن استخدام المواد الكيماوية في هذه الدولة المنكوبة بالحرب الأهلية، وقالت إنها تدعو لـ«القلق البالغ».

وتشغل ويليامز منذ مارس (آذار) الماضي منصب القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ومقرها تونس، خلفاً للدكتور غسان سلامة الذي استقال لـ«ظروف صحية». وسبق لسفارات: الجزائر، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وبعثة الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى حكومتي تونس والإمارات العربية المتحدة، أن وجهت دعوات إلى أطراف الصراع الليبي لإعلان «وقف فوري وإنساني للقتال». في السياق ذاته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى وقف القتال في جميع مناطق النزاع، وقال بهذا الخصوص: «سيصوم عديد من الناس في مناطق النزاع شهر رمضان مرة أخرى في ظل ويلات الحرب، وانعدام الأمن حول العالم. وقد دعوت مؤخراً إلى وقف فوري لإطلاق النار على الصعيد العالمي للتركيز على عدونا المشترك، ألا وهو فيروس (كورونا)». وأضاف غوتيريش في كلمة نشرتها البعثة الأممية في ليبيا، أمس: «أكرر هذا النداء اليوم، (أمس)» مشيراً إلى آية من القرآن الكريم ورد فيها: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها»؛ مشدداً على أن شهر رمضان «هو أيضاً شهر لدعم الفئات الأشد ضعفاً». وقال في هذا السياق: «أشكر الحكومات والناس في جميع أنحاء العالم الإسلامي الذين يعيشون بإيمانهم، ويدعمون الفارين من النزاعات، في أفضل تقاليد الضيافة والكرم الإسلامية، وهو درس رائع في هذا العالم الذي تم فيه إقفال كثير من الأبواب أمام أولئك الذين يحتاجون إلى الحماية، حتى قبل تفشي جائحة (كوفيد- 19)»، مختتماً حديثه: «رمضان كريم».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا سهّل ”الرئيس” ”الولاية الخامسة” بعد طول رفض؟

سركيس نعوم/النهار/24 نيسان/2020

الطريقة التي عالج بها أو بالأحرى حاول بواسطتها معالجة “عدم استلطاف” العهد الجديد لحاكم “المركزي” رياض سلامة أظهرت أمرين. الأول أنه ظنّ رغم ذكائه وخبرته الطويلة في المال والمصارف وفي السياسة من خلالهما أن في الامكان ترتيب العلاقة مع سيّد هذا العهد. فزاره في قصر بعبدا، وكان ذلك قبل مدة غير طويلة من انتهاء ولايته الرابعة، وتحدث معه في أمور مصرفية ومالية وغيرها. ولم يتمكن في ذلك اللقاء من “أخذ” موقف نهائي من الرئيس عون بخصوص تجديد الولاية لكنه لاحظ عدم ميله الى الابقاء عليه في موقعه البالغ الأهمية. علماً أنه كان يعرف أو يُفترض أن يعرف من وسائل الاعلام المتنوّعة وخصوصاً التي منها قريبة من العهد ومن “التيار الوطني الحر” كما من أركانه وأقطابه أن النية تتجه وعلى نحو ثابت لعدم التجديد له.

لكن الغاية تعطّل أحياناً تفكير الناس ولا سيما الأذكياء منهم. طبعاً لم يشأ سيّد قصر بعبدا يومها إعطاء موقف قاطع، لكنه طلب من سلامة عند انتهاء المقابلة المرور على مكتب مستشارته أي ابنته السيدة ميراي، ففعل وتبادل معها حديثاً صريحاً واتفقا على “بازار” يعرف اللبنانيون تفاصيله ونشرته في حينه وسائل إعلام عدّة، ونفّذه بحرفيته وحصل بواسطته كما بواسطة صداقاته وعلاقاته مع الجهات السياسية النافذة في البلاد على الولاية الخامسة في رئاسة مصرف لبنان. فاطمأن الى أن فرص تحقيق طموحه الرئاسي لا تزال متوافرة، والى أن في امكانه عندما يحين أوان هذا الاستحقاق سواء في موعده الدستوري أو في موعد سابق له أن يُشبع شهوته إليه بالامكانات الموضوعة في تصرفه، وبامكانات المصارف وجمعيتها بعدما صار وإياها واحداً، كما بإمكانات القوى الداخلية ذات البعد الإقليمي المعروف والقوى الدولية التي تعتمد عليه لبنانياً في مسائل عدّة مهمة لها إقليمياً. لكنه نسي هنا أو لم ينتبه الى أمور وتطورات عدّة قد تمنعه من حمل صفة فخامة الرئيس. أولها عدم احتمال تغيير الجهة الرسمية والحزبية والسياسية التي كانت تضع “فيتو” على تولّيه الرئاسة موقفها السلبي منه جذرياً. ذلك أن عدم النسيان والبعض يقول الحقد صفة أساسية لها مع صفات أخرى مثل عدم المغفرة والرغبة في الثأر من الجهات السياسية المحلية والاقليمية والدولية التي “عذّبتها” سنوات طويلة، وحرمتها تحقيق طموحها الكبير سنوات طويلة أيضاً. وصادف أنها في معظمها مؤيّدة للحاكم سلامة. وثانيها أن “حزب الله” الذي رتّب له الأخير أموراً عدّة، وحلّ له مشكلات عدّة رغم استهداف أميركا له ولبيئته ولراعيته إيران الاسلامية بالعقوبات، لم يعد في وارد التساهل معه وحتى الموافقة على ترئيسه الجمهورية اللبنانية، خلافاً لموقفٍ إيجابي كان أبلغه إياه شخصياً وقبل رئاسة العماد ميشال سليمان الأمين العام لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله، لكنه طلب منه التريّث لأن المرحلة لم تكن مرحلته. والسبب أن الضغط الأميركي على سلامة للتشدّد مع “الحزب” ازداد فلم يعد قادراً على التساهل معه كما في السابق.

علماً أن واشنطن كانت غير ممانعة سابقاً في التساهل كما كانت على اطلاع عليه. و”الحزب” كان يعرف ذلك والسبب أيضاً أن سوريا بشار الأسد لم تعد ناخباً رئاسياً في لبنان إذ حلّ مكانها “الحزب” وإيران علماً أن عدداً من اللبنانيين اتهمه بلعب دور المستشار المالي لها. والسبب ثالثاً أن إمساك العصى من وسطها كما فعل حاكم “المركزي” سنوات طويلة لم يعد ممكناً ولا مقبولاً. وهذا أمرٌ طبيعي. أما ثالث الأمور والتطورات فهو أن الوضع المصرفي – النقدي – المالي في لبنان إضافة الى الاقتصادي بدأ الانهيار عملياً. ولا يُصدّق أحد أن سلامة لم يكن مطلعاً على ذلك، لكن ربما يكون ظنّ أنه لن يحصل في سرعة وأنه يستطيع معالجته أو تأجيله لحين وصوله الى الرئاسة، وفي حال تعذّر ذلك لحين انتهاء ولايته الخامسة ولعلّ الخطأ الكبير الذي وقع فيه في السنتين الأوليين منها تصرفه على أن كل شيء طبيعي وعدم مصارحته “الرؤساء الثلاثة” لدولة لبنان بأنه “واقف على شوار” وبأن وقوعه في الهاوية السحيقة قد يحصل في أي لحظة. واستمراره في طمأنة الناس بأن لا خوف على الليرة وقيمتها وعلى النظام المصرفي الحر في البلاد وعلى ضخامة احتياطي “المركزي” وقدرته على التدخل لمنع أي تطور سلبي، وكذلك في طمأنة الرؤساء المشار إليهم حول الموضوع نفسه. طبعاً فاحت روائح الانهيار قبل حصوله وتحديداً قبل 17 تشرين الأول الماضي بأشهر (تاريخ بدء “الثورة” التي كانت بلا برنامج موحّد ولا قيادة موحّدة والتي تدخلت فيها جهات متناقضة ومتعاونة لاستغلالها من أجل تحقيق مآربها). ولا يُصدّق اللبنانيون أن سيّد قصر بعبدا لم يعلم بذلك قبل حصوله، إذا لم يكن من سلامة فمن مستشاريه ومن “ولي عهده” الوزير جبران باسيل. وسواء أصحّ ذلك أو لم يصحّ فإن أحداً لم يفعل شيئاً لمنع الانهيار وأحداً لا يعرف بعد حصوله ماذا يجب أن يفعل “الرؤساء الثلاثة” والأفرقاء السياسيين كلّهم لمعالجة الوضع، وتدارك إفلاس الدولة والمصارف والمؤسسات ووضع الشعب على عتبة الفقر وتالياً دفعه الى الشوارع من دون خطة رافعاً يافطة “ثورة” وعارفاً أن ما سيقوم به هو فوضى عارمة وعنيفة لتأمين المعيشة. ولن يتمكّن أحدٌ من وقفها جرّاء الانقسام الطائفي – المذهبي “المشرّش”.

طبعاً حذّر سلامة أصدقاء له محترفون وذوو خبرة مالية في الداخل والخارج، وهم قلّة، قبل أشهر طويلة من وقوع الكارثة، وقدّم له بعضهم برنامج عمل مهمّ لتلافيها. لكنه لم يتجاوب. وظنّ الجميع أنه ينام على “طبّة حرزانة” لكن تبيّن أنه ينام على “جويزة” بلغة من يلعب “ورق الشدّة” أي “2”.

ما حقيقة أن المصارف ومصرف لبنان وبقايا 14 آذار يدافعون عن النظام الليبيرالي الديموقراطي السياسي المالي الاجتماعي في لبنان في وجه 8 آذار الذي اختصره “حزب الله”؟ وأين مسؤولية الدولة برؤسائها الثلاثة؟

 

ألا يستحق الانهيار حواراً انقاذياً جدياً؟

روزانا بومنصف/النهار/24 نيسان/2020

يظهر اللبنانيون جزعا كبيرا ليس على خلفية انهيار الليرة اللبنانية واختفاء ودائعهم فحسب بل لان البلد في سقوط حر من دون اي امل لا بزعماء او رجال دولة حقيقيين يمكن ان يحيكوا شبكة امان تقي البلد ما يمكن ان يواجهه ولا بمسؤولين فعليين يتولون زمام الامور او حكومة مسؤولة وكفؤة تضطلع بما يتوجب عليها القيام به. يبدي ديبلوماسيون بعيدا من الاعلام ذهولهم من الخفة التي يتعامل بها السياسيون مع الواقع الانهياري المخيف للبلد في ظل محاولات تسجيل نقاط بين الافرقاء السياسيين والكتل النيابية كما اظهرت جلسة مجلس النواب. فمع ان الانتخابات لن تجري غدا وهناك متغيرات جسيمة ستطرأ مع المزيد من الانهيار على المستويين الاقتصادي والاجتماعي فان الاداء النيابي لا يرقى ولو بنسبة ضئيلة الى مستوى الازمة. وذلك فيما يخشى ان الحكومة اظهرت انها ضائعة بحيث لا يعرف اعضاؤها اذا كانت انتقالية او حكومة يمكن ان تتخذ قرارات في حضرة النواب او الكتل التي سمت الوزراء والذين لا يمكنهم الخروج من عباءة هذه الكتل او سطوتها.

ولذلك يخشى ان الحكومة اظهرت في مثولها للمرة الاولى امام المجلس انها غير مؤهلة فعلا لقيادة هذه المرحلة اكثر من اي وقت مضى ايا تكن كفاءات او قدرات بعض الوزراء لعدم قدرتها على التموضع في اي موقع تقريري حاسم. وهو ما سيناسب القوى السياسية التي توجه رسالة الى اللبنانيين الذين عادوا الى الشارع بان هذه هي قدرات حكومة التكنوقراط المترددة وغير المقررة كما طالبتم. ولكن هذه الحكومة لا تستطيع ولا تقدم على مواجهة ابسط ما يعانيه اللبنانيون اقتصاديا واجتماعيا فيما ان المساعدات الكبيرة لها في الموضوع الصحي امن لها مع الاجراءات التي اتخذتها السيطرة على قطوع تفشي الكورونا حتى الان. لا بل ان التوبيخ العلني الذي وجهه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى رئيس الحكومة حسان دياب قبيل انتهاء الجلسة كان معبرا من حيث السطوة السياسية على الحكومة وذلك علما ان الرئيس دياب خاض غمار مقاربات مماثلة في مجموعة ملفات تلقى ضربات فيها ايضا. ويخشى سياسيون ان الغياب العملاني لحضور فاعل لموقع رئاسة الجمهورية يترك انعكاسات كبيرة لا سيما وان اي حضور يبقى مرتبطا بالتفاصيل التكتيكية على مستوى تعيينات مالية او تشكيلات قضائية وليس بالشؤون الاستراتيجية التي ينبغي وضعها على الطاولة فعلا من اجل انقاذ البلد بدلا من اعطاء الانطباع بان البلد متروك لمصيره. الا يستحق الوضع الانهياري الخطير طاولة حوار طارئة يدعو اليها رئيس الجمهورية ام ان لا خطر داهما يستحق ذلك. فحين تحدث وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ل” النهار” قبل يومين كان واضحا في تكرار معايير او شروط للدعم متاحة للبنان. ولا يرغب اللبنانيون جميعهم زعماء وافرادا على الارجح الدخول في حرب مع ” حزب الله” باعتباره يشكل عائقا من حيث سطوته على القرار اللبناني لتقديم اي مساعدة خارجية للبنان ولا العودة الى الحرب الاهلية. لكن قد يكون واجبا على رئيس الدولة الذي رغب كثر في ان تكون رئاسته ضمانا للحزب فيطمأنه الى وجوب ترك لبنان يتنفس في علاقاته مع الخارج ان يقوم بوضع هذا الموضوع على طاولة حوار جدية انقاذا للبنان واللبنانيين في هذه المرحلة. ولعل الاميركيين لا يهتمون على الارجح بمصير لبنان او بما يعانيه اللبنانيون والولايات المتحدة دولة كبيرة ولها مصالح لكن الحزب الذي يركن الى بيئة حاضنة من اللبنانيين ويصيبها ما يصيب جميع اللبنانيين من كل الطوائف، يجب ان يعنيه درس ان لم يكن مناقشة ما يمكنه من اتاحة المجال امام لبنان لاستعادة مكانته والحصول على مساعدات تنقذه. ويلوم لبنانيون كثر رئيس الجمهورية الذي لم يف بوعده لا بوضع الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار انسجاما مع طلبات وقرارات خارجية ولا طبعا ببناء دولة في الحد الادنى فيما ان خطوة مماثلة لا يمكن ان يقوم بها طرف او فريق بل مجموع الافرقاء السياسيين بالحوار والمناقشة مع الحزب.

فهذا الاخير يخوض حربا مع الولايات المتحدة بالنيابة عن نفسه وبالاصالة عن ايران ويعتبر ان جميع الوسائل متاحة ومبررة لذلك تماما كما حين اعلن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مفاخرا ان انهيار الدولة لن يطاول الحزب وهو متمكن ماليا وتسليحا وعلى كل المستويات. واذا كان ما يجري راهنا على صعيد القطاع المصرفي جزءا من هذه الحرب فمن المؤكد ان اللبنانيين يدفعون الثمن وليس احد اخر. وبالنسبة الى تفرج الحزب على الاتهامات المتطايرة التي يشارك فيها احيانا حول تحميل المراحل او الحكومات السابقة تبعة الوصول الى الانهيار على رغم انه يشكل جزءا كبيرا لا يتجزأ من الوصول الى الواقع الراهن، فان السؤال الذي يثار هو هل ان الحزب سيمكن سلطته ويثبتها اكثر على خلفية الانهيار وهل القوى السياسية تشاركه وباي حصة او نسبة او تخشى اعتراضه. والى اي مدى يمكن الحزب المضي في وضع لبنان في الكباش الاقليمي والدولي من دون انعكاسات مباشرة قوية عليه اي مواصلة المواجهة بحيث يتم طحن لبنان واللبنانيين في معركة التصدي مبدئيا للاميركيين عبر القطاع المصرفي او المصرف المركزي وفق ما تستمر الدلالات في هذا السياق.

 

العهد لا يواكب العالم

مروان اسكندر/النهار/24 نيسان/2020

القرن الحادي والعشرون يختلف عن القرون السابقة لان أسس الانتاج وتنوّع الخدمات التعليمية والصحية والبيئية اصبحت مرتهنة لقدرات برامج الذكاء الاصطناعي التي هي معقودة حتى تاريخه لنشاطات الشركات الاميركية والمؤسسات الصينية، علماً بان المؤسسات الصينية التي تركز على نشاطات مماثلة لشركات اميركية صارت تسبق الشركات الاميركية في تسجيل الاختراعات وحتى في حالات معينة في حجم اعمالها. الدراسات المتوافرة عن شركات ومؤسسات الذكاء الاصطناعي تمهد لاعتبار عام 2030 مفصلياً في القيادة الاقتصادية العالمية، والمعلّقون الاميركيون باتوا في غالبيتهم يرون ان عقد الثلاثينات سيشهد سيطرة الصينيين على التجارة مع 60 في المئة من بلدان العالم، وان عام 2030 سيكون عام انجاز مشروع طريق الحرير الضخم الذي تمدد الى افريقيا وحتى الشرق الأدنى والاوسط في باكستان، واليونان، واسرائيل، وابو ظبي والاردن، وهناك على الاقل 10 دول تعتمد في توقعاتها الانمائية على الابتكارات الصينية وعلى انفتاح الصين على الاستثمار والمشاركة في انجاز خدمات البنية التحتية، ولا نقول انجاز الاعمال الهندسية فحسب، فهنالك ابتكارات صينية لم تُعرف معالمها بعد، من اهمها ربط شبكات التخابر الخليوي بخيوط غير مرئية توفر اتصالات افضل واسرع من شبكات الـ fiber optic، والشركة المطورة هي الشركة المصنعة لهواتف هواوي الصينية، وهذا الابتكار يعوّض الحاجة الى حفر الطرق واعادة ردمها من اجل مد شبكات الـ fiber optic، فالهواء يحمل الاتصالات بشبكات الشركة الصينية الرائدة.

اننا نقرأ عن الانجازات التي اعتُمدت في بريطانيا ونيوزيلندا على رغم اعتراضات الاميركيين، وننظر الى التبادل التجاري الصيني – الاميركي فنرى ان صادرات الصين هي في المكان الاول الاجهزة الالكترونية المتطورة سواء لاجهزة التخابر المحمولة او اجهزة اكتشاف الامراض قبل تشعّبها في الجسم، واجهزة او برامج نقل الانتاج الكهربائي هوائياً من دون شبكات ممتدة على مساحات طويلة، ومن البلدان المستفيدة من الخدمات الكهربائية باكستان.

في المقابل، ماذا فعلنا لتحقيق التقدم الخدماتي وتوسيع خدمات القطاع العام؟

الكهرباء لا تزال مستويات خدماتها لا توفر الخدمة لمن كانوا يحصلون عليها في اواخر العشرينات حينما كانت امتيازات الكهرباء موزعة على بضع شركات، وخدمات المياه تأخرت الى حد بعيد بحيث اصبحت صهاريج بيع المياه في بيروت تساهم في زيادة ضغوط زحمة السير، ومن دون التحقّق من نوعية المياه، ولا يزال هنالك معلّقون يتمسكون بادعاء سرقة اسرائيل مياه لبنان، وقد اصبحت كثرة هؤلاء المعلقين على امور لا يعرفون عنها الكثير من اسباب تذمّر الناس، ويوما بعد يوم تظهر الصورة البشعة عن تلوث مياه الشرب والمياه الخاصة بالزراعة. وعلى سبيل المثال، كان هنالك تفرّع لمياه الليطاني لري منطقة غرب البقاع، وقد طالب المزارعون والمواطنون في المنطقة بوقف تسليمات هذه المياه لانها ساهمت في ارتفاع الاصابات بمرض السرطان في المناطق التي كانت تتغذى من التفريع المشار اليه.

ليست المياه وحدها المشكلة، فلبنان البلد الاكثر تمتعاً بالامطار في منطقة الشرق الاوسط كان قد اقر مشروع الليطاني ونفّذه لتوفير فرص الري في البقاع والجنوب، وربما تأمين المياه النظيفة لبيروت، وقد أُجهضت جميع الاهداف التي اراد تحقيق نتائجها العبقري المهندس ابرهيم عبد العال الذي هدف الى تأمين مياه الري ومياه الشرب وبناء معامل لانتاج الطاقة الكهربائية. وهذه المعامل الثلاثة التي طاقتها 150 ميغاواط متوقفة عن العمل بسبب غياب الصيانة، وكلفة انتاج الكيلوواط ساعة في هذه المعامل 4 سنتات مقابل 28 سنتاً في المعامل القائمة والمتقادمة. والشكوى من سرقة اسرائيل مياه الليطاني غير صحيحة لان اسرائيل توفر 2.5 مليوني برميل من المياه التي تُحلَّى من البحر.

والحديث عن المياه يستجر الحديث عن معالجة النفايات. هذا الموضوع الذي ظهر ان معالجته كمعالجة موضوع الكهرباء مستحيلة، والواقع ان كل انجاز يمكن تحقيقه اصبح متأخراً سنوات، اكان ذلك بسبب الابتعاد عن التكنولوجيا الحديثة في اصدار الاحكام القضائية، او احتساب العجز السنوي في الموازنة، الامر الذي ساهم خلال السنوات العشر الماضية في زيادة عجز الكهرباء الذي بلغ 33.9 مليار دولار بـ 10 مليارات دولار، وصاحب كتاب “الابراء المستحيل” الذي اظهر خطأ حساباته المدير العام لوزارة المال الذي احتسب جميع ارقام الإنفاق على نشاطات مختلفة خلال اربع سنوات. وتكفي الاشارة الى تقديرات رئيس لجنة المال والموازنة بحصر العجز بـ 500 مليون دولار عام 2018، فاذا بالنتيجة تظهر عجزاً عند مستوى 1.5 مليار دولار، اي نفقات تفوق تقدير رئيس اللجنة بما يساوي ملياري دولار في السنة، وبالتالي اضافت ارقام ارتفاع عجز السنوات العشر الاخيرة 10 مليارات دولار الى عجز الكهرباء، فأصبح العجز الناتج من اخفاق وزراء الطاقة ورئيس لجنة المال البرلمانية مع احتساب الفوائد يبلغ 65 مليار دولار، اي ما يفوق الـ 60 في المئة من العجز المتراكم.

أينما نظرنا ومهما اردنا التسامح مع عهد جديد، نجد ان الاخفاق كان ولا يزال الصفة الغالبة على سيرة القطاع العام. ولا شك في ان ازمة كورونا اظهرت إقدام بعض الوزراء، وخصوصا وزير الصحة، على خطوات ساهمت في حصر توسع هذا الوباء.

يبقى ان مقارنة خطوات القطاع العام بالحاجات الملحة في لبنان، وتوسع نطاق البطالة وانخفاض حجم الانتاج، او ما يسمى الدخل القومي القائم بنسبة قدَّرنا ان تبلغ 15 في المئة عام 2020 مقابل تقدير يبدو انه اكثر دقة لاقتصادي واستاذ احصاء مميز، وحسابه قياسا على حصر امكانات سحب الاموال النقدية بالعملة اللبنانية، سيؤدي الى اختناق الاقتصاد وخسارته نسبة 40 في المئة من حجم الانتاج عام 2020، وهذا الامر يعني ان لبنان سيحتاج بالتأكيد الى حكم رشيد وحضاري يتمتع بطاقات شبابية ونيات انجازية. واذا لم نحظَ بقدرات وتوجهات على مستوى التطورات الدولية التقنية فسنعاني من نتائج كارثية على الصحة، ومساحة حرية التعبير، وتوجهات التجديد، ومحاولات ضبط تلوث البيئة على الارض، وفي البحر والمناخ العام، وليس لنا سوى ان نبتهل لخلاص لا يبدو انه متوقع او في حساب القيّمين على الحكم.

 

العاصفة تبدأ هبوبها.. والسفيرة الأميركية تحذّر العهد

منير الربيع/المدن/24 نيسان/2020

لم تزل رياح العاصفة في بداية هبوبها. التحركات في الشارع التي حدثت يوم أمس الخميس، ليست إلا مقدمة لما سيأتي فيما بعد، بشكل أعنف وأوسع. الصراع على النفوذ مفتوح. بالنسبة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، المعركة لن تتوقف هنا. مسارهما مستمر، إلى جانب رئيس الحكومة حسان دياب. الحرب على حاكم مصرف لبنان مستمرة، وحصر مسؤولية الانهيار بشخصه أيضاً مستمرّ. وفي السياسة، يجد العهد والحكومة كبش الفداء الذي سيتم تحميله المسؤولية بالمعارضين السياسيين. أما كبش الفداء المالي فسيكون رياض سلامة.. وإن لم يتمكن عون وباسيل من إقالته، لكن بالحد الأدنى إحراقه شعبياً وسياسياً.

"فتوى" إقالة سلامة

التراجع غير وارد في قاموس عون. ودياب يقترب منه أكثر فأكثر. النقاش والتداول الذي حصل بين الرجلين حول التلويح بإقالة رياض سلامة، وإيجاد فتوى ومخارج قانونية ومسوغات لتمرير القرار، تم بشكل ثنائي. فاكتشف رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أن "الاتفاقات الثنائية" تتجدد بين دياب وعون، كما بين دياب وباسيل، لأن فكرة إقالة سلامة لم يتم بحثها أو إبلاغ وزير المال بها. وطبعاً برّي يعارض إقالة سلامة بهذا الشكل. ويستشعر رئيس مجلس النواب المزيد من الخطط لتطويقه، ولاتهامه ووضعه في دائرة المستهدفين. لذا، هو يتحضر بدوره للهجوم في سبيل الدفاع.

بحث الطرف الراغب بإقالة سلامة، يوم الخميس، عن فتوى قانونية، فوجد ضالته لدى الوزير السابق سليم جريصاتي، الذي أعد استشارة قانونية تتجاوز قانون النقد والتسليف الذي يمنح حاكم المصرف المركزي حصانة، ولا يمكن إقالته إلا إذا تقدم هو باستقالته، أو صدر عليه حكم قضائي بارتكاب أخطاء مالية هددت مالية الدولة، أو إثبات حالة صحية لا تسمح له باستكمال مهامه. تنص استشارة جريصاتي على أنه من حق الحكومة إقالته بما أنها الجهة التي تعينه. مع حفظ حق المقال بالذهاب إلى الإدعاء لدى مجلس شورى الدولة. ولكن حتى لو صدر قرار مجلس شورى الدولة برفض الاستقالة، يكون سلامة قد توقف عن ممارسة عمله، ولا يمكن إعادة تعيينه طالما الحكومة ترفض ذلك.

السفارة وأوراق سلامة

لكن ليلاً، تدخلت السفارة الأميركية: رياض سلامة خط أحمر. وإذا كان محمد بعاصيري علّق التعيينات المالية، لا يمكن لواشنطن أن تسمح بإقالة سلامة وسيطرة عون وحزب الله على القطاع المالي والمصرفي. أُجريت اتصالات بالعديد من القوى، ووُجهت تحذيرات وتهديدات، بأن أي خطوة من هذا النوع، ستؤدي إلى المزيد من الانهيار، لا سيما أن الحكومة والراغبين بإقالة سلامة لا يمتلكون أي خطة أو رؤية بديلة لمعالجة الوضع الإقتصادي، وإقالة الحاكم ستؤدي إلى مزيد من الانهيار في سعر صرف الليرة. لدى سلامة أيضاً الكثير من الأوراق والخفايا، التي ربما قد يلجأ إلى الكشف عنها، عندما يشعر بالتهديد الجدّي.

كل هذا يعني استمرار الصراع على أكثر من حلبة، فيما يذهب لبنان بخطى متسارعة نحو كارثة متعددة الاتجاهات والمستويات. السفيرة الأميركية حطت في اللقلوق، التقت بباسيل للاستطلاع، وللتحذير بأن المسار الذي تسلكه الأمور، قد ينذر بمخاطر كثيرة، وستكون تداعياته كبيرة. ولا بد من تهدئة اللعبة.

إخراج الأرانب

باسيل وعون لا يتراجعان، وإن لم تتم إقالة سلامة. هناك الكثير من الأرانب التي سيتم إخراجها. وهي أيضاً تندرج في خانة المضي قدماً نحو حرب النفوذ ومعركة تصفية الحسابات. هناك فكرة بدأت بالتبلور بين رئيس الجمهورية وباسيل، ووزيرة العدل، تنص على تشكيل لجنة مالية وقضائية للتدقيق في حسابات وثروات السياسيين، على أن يترأسها مدير عام وزارة المالية آلان بيفاني، تعمل على التحقيق في حسابات إدارات الدولة ومن تعاقبوا عليها، بالإضافة إلى تقصّي ثروات السياسيين ومواردهم. هذه الفكرة أيضاً لم يتم بحثها مع وزير المال غازي وزني. الأمر الذي استفز نبيه برّي أكثر. بمجرد التلويح بمثل هذه الفكرة، يعني أن المعركة السياسية ستتصاعد، لا سيما أن اللجنة التي سيتم تشكيلها ستكون معروفة الانتماء والهوى، بينما مثل هكذا تحقيقات يجب أن تحصل من قبل جهة دولية وقضائية لبنانية مستقلة، تفتح كل الدفاتر والأوراق، وتكون بعيدة عن الحسابات السياسية. سيحاول باسيل الإشاعة من خلال الإعلان عن هذه الفكرة، بأن العهد يعمل على التحقيق بكل أسباب الانهيار، وتقصي حالات الهدر والفساد. لكن الخصوم السياسيين استنفروا كمعارضين. طبعاً، معارضة الفكرة ستكون على أساس شبهة الخلفية السياسية التي تنطلق منها هذه اللجنة ومن هم ورائها. والتي ستؤدي حتماً إلى توتر سياسي كبير، قد ينعكس في الشارع أيضاً.

يفترض بالحكومة أن تقدم خطتها المالية والاقتصادية وورقتها الإصلاحية الأسبوع المقبل. وحسب التقديرات، فإن الخطة لن تؤدي إلى تحقيق أي إنجاز، سوى إثارة زوبعة جديدة من الأخذ والرد الإعلامي، وستثير عاصفة من المعارك السياسية، في حين أن تراكم الوهن سيؤدي إلى انفجار كبير، لأن التبصر بكل هذه السياسات يكشف أنها تأتي من خلفيات إنتقامية.

 

5 آلاف مليار ليرة خرجت ولم تعد: من رفع الدولار 600 ليرة في ساعات؟

عماد الشدياق/موقع أساس/الجمعة 24 نيسان 2020

يواصل الدولار إرتفاعه الجنوني لدى صرافي السوق الموازي، حيث بلغ سعر صرفه يوم أمس في بيروت 3800 ليرة لبنانية، في حين لامس عتبة الـ4 آلاف ليرة في بعض المناطق مثل البقاع وصيدا، فعمد بعض الأهالي إلى قطع الطرق احتجاجاً في البقاع، كما توقف العديد من المحال عن بيع السلع ترقباً لما قد يحصل في الساعات المقبلة.

ويبدو أن بلوغ عتبة الـ5 آلاف ليرة، التي سبق وأشرنا إليها في "أساس" الأسبوع الفائت، لم يعد بعيداً عن التحقّق، خصوصاً وسط تخبّط يصيب الحكومة والمجلس النيابي، عمّق الأزمة وزاد في منسوب عدم الثقة بين المواطنين من جهة وبين المصرف المركزي والمصارف المحلية من جهة أخرى.

مصادر صيرفية كشفت لـ"أساس" أنّ الطلب على الدولار يوم أمس كان "مرتفعاً جداً"، وهذا ما دفع بسعر الصرف إلى الصعود، بشكل دراماتيكي وسريع، منوّهة إلى أنّ الطلب أمس "لم يكن تجارياً" يخصّ أعمال التجارة الخارجية والحاجة إلى الدولارات كما في العادة، وإنما طاف صنف آخر على سطح طلب الدولار وهو "الطلب الشخصي" لأفراد يحملون العملة اللبنانية ويميلون إلى تحويلها للدولار بغية الاحتفاظ به، كاشفة أنّ الأرقام المطلوبة تدرجت من فوق 30 ألف دولار إلى ما دون 500 دولار. والمبالغ "الشخصية" الكبيرة نسبياً، بعشرات آلاف الدولارات، وبشكل غير مسبوق، ربما تشير إلى "تلاعب" ما، لا يزال مصدره مجهولاً حتّى الساعة. ومن الضروري التذكير هنا بأنّ هناك أكثر من 5 آلاف مليار ليرة لبنانية خرجت من مصرف لبنان إلى السوق قبل 17 تشرين الأوّل 2019، ولم تعد إليه، ولا يعرف مصرف لبنان أين ذهبت أو من احتفظ بها وخزّنها. فهل آن اليوم أوان ضخّها أو بداية استعمالها في السوق، لرفع سعر الدولار وضرب الليرة، وما الهدف؟ وهي ترتبط بالتظاهرات؟

المصادر عزت انكفاء التجار عن طلب الدولار الكاش، أمس، إلى الحديث الجدّي عن قرب "إطلاق المنصة التي وعد بها مصرف لبنان" في تعميم سابق، وهي التي باتت في مرحلة التحضير التقني، بحسب ما علم "أساس" من مصادر مصرف لبنان. والأخير أشار إلى المنصّة في أكثر من تعميم خلال الأيام الماضية، بشكلٍ ضمنيّ، في الإشارة إلى "سعر السوق"، ذاك اللغز الذي أربك المودعين.

رأت المصادر أنّ عملية التداول "يُفترض أن تُفتتح بسعر ما لا أحد يعلم كيف سيُحدد"، كما ستُغلق على سعر آخر "بحسب حجم التداول الذي سيكون كفيلاً بكشف الكثير من التفاصيل"

وقيل في هذا الصدد إنّ المنصة التي يُفترض أن يبدأ التداول داخلها، بسعر سيضع المصرف المركزي، الذي سيدخل مضارباً في سابقة غير مألوفة، إلى جانب المصارف والصرّافين المصنفين فئة "أ"، وربما تنطلق غداً. لكن  مصادر مصرفية مطّلعة شككت بتوقيت إطلاق المنصة، ورأت أنّ اطلاقها في أوّل أيام شهر رمضان قد يكون خطوة غير محسوبة تماماً من حيث التوقيت، لأنّ اليوم الجمعة معروف بقصر ساعات العمل فيه مصرفياً، وبالتالي قد لا يكون كافياً لترك الانطباع الإيجابي المأمول في السوق.

كما رأت المصادر أنّ عملية التداول "يُفترض أن تُفتتح بسعر ما لا أحد يعلم كيف سيُحدد"، كما ستُغلق على سعر آخر "بحسب حجم التداول الذي سيكون كفيلاً بكشف الكثير من التفاصيل".

فهل يُعقل أن يكون حجم التداول اليوم 50 مليون دولار أميركي يومياً على سبيل المثال؟ (وهو مبلغ مرتفع، لكن نأخذه فقط على سبيل المثال)، فيما تمتنع المصارف عن دفع الدولارات للمودعين أو تتمنّع عن فتح اعتمادات للتجار بحجّة عدم توفر الدولارات؟ أمّا إذا افتُتحت المنصة غداً أو بعد أسبوع أو شهر من دون ذكر حجم التداول بشكل صريح، وهذا غير منطقي... "فإنّ اللعب على الأرجح لن يكون نظيفاً".

 

واشنطن لن تقاتل لمنع انهيار النظام المصرفي بأي ثمن.. والفوضى لصالحها

رلى موفّق/اللواء/ الجمعة 24 نيسان 2020    

 حكومة الأرض الرخوة بين شراء الوقت ومَن يصرخ أولاً.. وعودة المنتفضين لا تُبشّر بمسار سلمي

شكّلت الجلسة التشريعية انعكاساً جلياً لحجم التخبّط والانقسام داخل الأكثرية التي جاءت بحكومة حسان دياب، ولواقع التوازنات السياسية الأشمل في البلد. ظهر بوضوح أنه ليس هناك أكثرية وأقلية متراصتين، وأن الحكومة تشبه الطفل اللقيط، تقف على أرض رخوة بلا مشروع وحضانة. ضمانتها بعدم السقوط ليس قوتها بل ضعف الآخرين وتشرذمهم وغياب الرؤية الموحّدة لديهم في ظل اختلاف الأهداف والحسابات والطموحات. هذا ينطبق على مَنْ هم في المعارضة، ولكن أيضاً على مَنْ هم في الموالاة. ثمّة عطب رئيسي يعتري المعادلة القائمة والمأزق سيتعمق أكثر مع ستحمله الأيام والأسابيع المقبلة من عجز الأكثرية عن ضبط مسار الانهيار المالي الذي يُترجم ضيقاً معيشياً واقتصادياً على الناس. يتم تصوير المشكلة على أنها محصورة بالقطاع المصرفي وبإجراءات مصرف لبنان الذي يواصل حاكمه اجتراح حلول تقنية، فيما المشكلة سياسية بامتياز. ما عاد في الإمكان المناورة أو المسايرة أو التذاكي لشراء الوقت. انتهى زمن المسكنات لمرض عضال يتطلب عملية جراحية لإنقاذه. وأصبحت لعبة حرف الأنظار عن مكمن الداء في نهاياتها. يظن «حزب الله» أنه يُسجل نقاطاً لصالحه في المرمى الأميركي إذا وجّه ضربة للقطاع المصرفي الذي يعتبر أنه استُخدِم كأداة ضغط عليه تلبية لسياسة العقوبات ضده، وأنه سيجبر الأميركيين على المساومة والتراجع خطوة إلى الوراء، كونهم أصحاب النفوذ على هذا القطاع ويهمهم عدم سقوط النظام المصرفي. يُراهن «الحزب» أن واشنطن التي لها مساحات نفوذ في لبنان، لن تتوانى عن منع سقوطه في الفوضى لحماية ما لديها فيه.

محلل قريب من حزب الله: وراء استقالة الحريري قرار أكبر منه نجح بسحب الغطاء وبات الحزب مكشوفاً

سيتفاجأ «حزب الله» أن أميركا، التي تقود مواجهة مفتوحة مع إيران في ساحاتها المتعددة في المنطقة وفي أفريقيا الغربية وفي أميركا الجنوبية، لن تقاتل لحماية النظام المصرفي اللبناني بأي ثمن، ولا لمنع الفوضى فيه، إذا كان ذلك من شأنه أن يمد الحزب بالأوكسجين وأن يعزز ما لديه من أوراق أو يُكسبه أوراقاً إضافية. ثمن الفوضى لا يُحسب على الأميركيين بل على من يُمسك بالسلطة في البلد، التي ستتلاشى أكثر فأكثر، وستسجل إخفاقات أكبر وتصبح تحت الضغوط أكثر. طلائع عودة المنتفضين إلى الشارع بدأت ولن يكون مسارها سلمياً حكماً. الفوضى ستقوّض العهد والحكومة، وتقويضهما يُحسب لأميركا وليس عليها. فالعهد هو عهد «حزب الله» والحكومة هي حكومة «حزب الله»، ما قد يحصل لن يؤدي إلى إحكام قبضته أكثر على البلد، وإلى تسجيل انتصارات في خانته، بل على العكس، سيبدأ مسار آخر مختلف.

كل ما يهدف إليه «حزب الله» هو الحفاظ على ما حققه من نقاط قوّة ومكتسبات في لبنان. كان الوضع مثالياً له مع عهد ميشال عون الذي عقد معه تحالفاً استراتيجياً وأمَّن له غطاء مسيحياً من موقع رئاسة الجمهورية. وكذلك كان مع وجود سعد الحريري في سدّة الحكومة بعد تسوية لبس فيها ثوباً مغايراً لثوبه السياسي. فصحيح أن التسوية في الظاهر تبدو أنها جرت مع عون لكنها في الباطن هي مع «حزب الله». يقول أحد المحللين القريبين من «حزب الله» إن «الحزب» أدرك بعد استقالة الحريري أن ثمة قراراً أكبر من الرجل قد نجح بسحب الغطاء الذي كان يُشكله الحريري له. بات «الحزب» مكشوفاً، فاعتبر أن المطلوب سريعاً حكومة، بحيث يمكن معها وأد الشارع من جهة، وتمرير المرحلة الفاصلة عن الانتخابات الأميركية من جهة ثانية. فوظيفة الحكومة ليست الإنقاذ بل إطالة الأمد قبل الانهيار، ذلك أن عنوان المواجهة القائمة هو من يصرخ أولاً، ومن يصمد أكثر في سياسة ليّ الأذرع.

حساباته غير محصورة على امتداد مساحة لبنان بل على امتداد مساحة الصراع الأشمل التي تتعدى حدوده الجغرافية، والذي يشكل هو جزء منها ورأس حربة في المشروع الإيراني. هنا لا تعود مهمة ماهية مصلحة لبنان واللبنانيين. المهم أن يكونوا، في خضم الصراع الدائر، في خدمة مشروعه، سواء بالترغيب أو الترهيب. وهذا ما كان محققاً حتى الآن. يُدرك «حزب الله» أن اللبنانيين منقسمون بقوة حول المشروع الإيراني، الذي لا يشبه الكثيرين منهم، ولا توق لديهم في أن يكونوا في عداده، وأن كثراً منهم ينتظرون إلى حين انتهاء المنازلة الكبرى. لكنه لا يأبه لذلك، ما دام اعتراضهم لا يُبدّل في موازين القوى ولا في النتائج.

لكن ثمة مشهداً آخر اليوم. فما سيجري من أحداث لا تعود الكلمة الفصل فيه إلى القوى السياسية التي تقف اليوم خارج الحكومة أو تسمى معارضة مجازاً. فلم يعد بالإمكان لجم مسار الانهيار، وكذلك الدخول في الفوضى. ولو ذهب مجلس النواب مرغماً في الغد إلى فتح اعتماد اضافي بقيمة 1200 مليار ليرة في الموازنة بهدف أن يغطي شبكة الأمان الاجتماعي على مدى الأشهر المقبلة ويعمل على تحفيز الصناعة وللمزارعين لتمرير السنة الراهنة، فإنها لن تكون إلا مسكنات بسيطة للمرض الخبيث، ستفقد فعاليتها سريعاً إزاء الداء المستعصي.

وحدها الحلول السياسية قادرة على وضع لبنان - المريض على سكة الشفاء. وهي تبدأ أولاً وأخيراً بتسليم «حزب الله» بأن عليه أن يخطو خطوات إلى الوراء، ويذهب إلى انتهاج سياسة الحد من الخسائر، بفتح نوافذ بلاد الأرز على المحيط العربي والمجتمع الدولي، ليدخل الهواء إلى الرئة اللبنانية المالية والنقدية والاقتصادية، قبل أن تصبح الأثمان ثقيلة لأمد بعيد، خصوصاً أنه سيواجه معضلة في كيفية بناء جسور الثقة مع الأطياف على المقلب الآخر.

 

سفينة لبنان تغرق مع رياض سلامة.. ومن دونه!

 علي الأمين جنوبية/24 نيسان/2020

 يبدو أن الطغمة الحاكمة وصلت إلى الدرك الأخطر من الإختلال البنيوي الذي يؤدي الى الإنتحار السياسي الجماعي، على قاعدة عليّ و على أعدائي يا رب” مضافاً إليها وأصدقائي هذه المرة، وما التصويب على حاكم مصرف لبنان من دون مشغليه من اطراف السلطة، إلا النموذج الصارخ لهذه “النوبة” التي تشبه إلى حد بعيد محاولة قائد السفينة التي تواجه الغرق التخفيف من أحمالها، برمي ما يمكن الاستغناء عنه منها.

الحلقة الأضعف

تدرك السلطة التي يقودها “حزب الله”، أن التضحية ببعض عناصر السلطة، هو امر لا مفر منه، في سبيل تحميله تبعات احوال الدولة التي وصلت اليه. الغضب الشعبي حقيقي وصارخ، ازاء تهاوي سعر صرف الليرة، وبسبب كل ما يحيط الاقتصاد من كوارث ومعيشة المواطن من خطر الجوع الذي لم تشهدها الحروب في هذا الوطن. رياض سلامة او الحكومة هما الحلقتان الأضعف في مركب السلطة، وبين الحكومة التي يرأسها حسان دياب وحاكم مصرف لبنان، فان الاختيار وقع على رياص سلامة، الذي وان كانت شروط اقالته شبه مستحيلة، فان ترهيبه والضغوط المتصاعدة قد تدفعه للاستقالة.

الحكومة باقية وتطيير رياض سلامة باستقالته مرغما، هو الخيار الذي تتجه نحوه السلطة

حكومات الهدر

لكن دون ذلك مخاطر، ليست على المودعين او عموم الشعب اللبناني، بل على السلطة نفسها، التي طالما كان رياض سلامة الممول من اموال اللبنانيين كل سياسات السلطة المالية التي اتسمت بالفساد، بل بوقاحة نهب المال العام. المستفيدون من رياض سلامة طيلة السنوات الماضية، هم اقطاب السلطة ورأسها، ولا مرة قال سلامة لا لتمويل حكومات الهدر، استجاب دائما لهم من دون اي اعتراض جدي او موقف تاريخي يعتد به، حتى حين جرى التمديد له، كان سلامة يوعز بتمرير صفقة الهندسة المالية لبنك سيدر المعروف الصلة والادارة.

الحكومة باقية وتطيير رياض سلامة باستقالته مرغما، هو الخيار الذي تتجه نحوه السلطة، ولكن ان بقي رياض سلامة اوتمت اقالته فان السفينة ستغرق، طالما ان السلطة الحالية باقية وان احدا في العالم ليس في وارد دعم لبنان طالما أن الدولة غائبة ومغيبة والميليشيا هي من يحكم ويقرر.   “قرعة” الإستغتاء عن “حمل” سلامة سيئة الطالع.. من التالي؟!

 

أرِنا أنيابَك يا دياب

بشارة شربل/نداء الوطن/24 نيسان 2020

لا ندَّعي ان النوم يجافينا بانتظار تنفيذ حسان دياب في غُرَّة رمضان وعيده باتخاذ اجراءات. فرئيس الحكومة الذي استوى في منصب هو من حق ثورة 17 تشرين ليس سوى صنيعة طبقة سياسية رأينا "إبداعاتها" في مسخرة جلسات الأونيسكو، وخبرنا ارتكاباتها منذ مطلع التسعينات. رغم ذلك فالرئيس دياب - وبغياب البدائل داخل الطقم السياسي الحاكم - رئيسٌ للسلطة التنفيذية ومسؤول عن ممارستها واجب القيام بمهمة إنقاذ، لأنه جاء أصلاً على هذا الأساس ولا يتردد في مقارعة منتقديه وكأنه علاء الدين مُخفياً مارداً في فانوسه السحري، او مشروع عنترة بن شداد. لا يسع المرء الا التعاطف مع رئيس الحكومة بعد "البهدلة" المهذبة التي أنزلها به رئيس المجلس النيابي. فالحاكم بأمر البرلمان يشبه حاكم مصرف لبنان، كلاهما يعتقد انه يَسأل ولا يُسأل، وكلاهما ممتلئ من ذاته ويعتقد ان الزمن توقف عند شخصه وأدائه. بيد ان التعاطف مع رئيس الحكومة القليل الكلام يتوقف عند فشل حكومته حتى الآن في تقديم القلّة القليلة من الانجازات. وإذ ان دياب لا يُحسد على فريق أبرز ما ظهر منه وزير مالِِ يُشغَّلُ من عين التينة بالريموت، ووزير اقتصاد "مُستصرِف" ثرثار، ووزيرة عدل خرَّبت تشكيلات القضاء، ووزير تربية يمكن التسول على اطلالاته، فإنه يوحي بكونه غير مهيض الجناح وراغباً في ملء كرسي السراي بحضور يُنسي أسلافه الحلم باستعادة هذا العنوان. يقال ان "مَن يهوِّل لا يَضرب"، لذلك نريد من الرئيس دياب الإقدام. ومع علمنا بأن "الجريمة" الكبرى هي فعل كل السلطة وعلى كل المستويات، وأن التحريض على المصارف تحت عنوان "يسقط حكم المصرف" لتحميلها وحدها الغُرم هو شغل "حزب الله" لتغطية المعضلة الأساسية المتمثلة بالسلاح، فإن سَوْق رياض سلامة ومجالس ادارة المصارف الى القضاء لن يكون ظلماً لأبرياء. فلتكن محاسبة هؤلاء بداية لجلاء الغموض عن تحويل الأموال، لأنه الموضوع الأهم هذه الأيام، ولتُعلن بالتوازي الخطة الاقتصادية الاصلاحية الموعودة علَّ هذه الخطوة تلجم التدهور المريع في سعر الصرف، والنقمة العارمة التي قد تتحول عنفاً لا يجدي معه التذرع بالقوانين لممارسة القمع، لأن الشرعية هي للضحية وليس للصوص مهما امتلكوا من أجهزة وأدوات قمع وميليشيات. هذا ما يستطيع حسان دياب تحقيقه لو أراد. أما ان الطبقة السياسية وشركاءه في السلطة هم أصل البلاء، فأمر مفروغ منه، ولن يحسمه سوى ارادة اللبنانيين في التخلص من هذا الوباء ولو على دفعات.

 

بين الحريري وجعجع... جلسة طويلة!

راكيل عتيِّق/الجمهورية/24 نيسان 2020

العلاقة بين رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع غير مقطوعة، والتواصل بين الرجلين قائم إنّما بالحد الأدنى، عبر اتصالات هاتفية ومعايدات متبادلة. عوامل عدة زعزعت هذه العلاقة وتركت ندوباً فيها، غير قابلة للمحو، لكن يُمكن «تناسيها» لمقتضيات المصلحتين الوطنية والمشتركة. وإنّ إحياء العلاقة بين الرجلين يتطلّب جلسة مصارحة، بحسب ما تؤكّد مصادر الطرفين، لتنقية كلّ المرحلة السابقة وما طرأ على العلاقة في السنوات الثلاث الأخيرة، بين الحليفين منذ عام 2005.

لم تؤتِ التسوية الرئاسية منذ إجرائها عام 2016 بين طرفيها الرئيسين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري أيّ ثمارٍ لرئيس الحكومة السابق. وفي حين كان يأمل الحريري في تحقيق إنجازات على الصعيد العام من خلال «استقرار» تؤمّنه هذه التسوية، ليعزّز موقعه السياسي والشعبي، أتت هذه التسوية، التي شملت أيضاً قوى 8 و14 آذار الأبرز، بنتائج عكسية على البلد وعلى رئيس «التيار الأزرق» في آن. وساهم فشل هذه التسوية في الوصول الى «انتفاضة 17 تشرين الأول»، التي فرضت على الحريري الإستقالة وعدم الدخول في تسويات وزارية أخرى مع عون و«الثنائي الشيعي».

ولا شك في أنّ هذه التسوية أثّرت سلباً على العلاقة بين الحريري وحلفائه من قوى 14 آذار، ومن بينهم جعجع الذي تخلّى الحريري عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية، بمعزل عن الأسباب. أمّا الندب الأعمق الذي دَمَغ العلاقة بين الرجلين، فهو أثر «جرح السعودية». فالحريري يعتبر أنّ جعجع تخلّى عنه خلال أزمته حين قدّم استقالته في خطاب مُتلفز من الرياض في تشرين الثاني من عام 2017. منذ ذلك الحين، «انكسر» شيء ما في هذه العلاقة، وعمد الحريري الى لَوم جعجع علناً في أكثر من محطة، ليس فقط عتباً على «حادثة الرياض»، بل على مواقف «القوات» في الحكومة السابقة وعدم تصويتها على موازنة 2019... وصولاً الى استقالة وزرائها من حكومة الحريري الأخيرة، التي شكّلت، في موازاة الإنتفاضة الشعبية، عاملاً ضاغطاً على الحريري ليقدّم استقالته وإصرار «القوات» على تأليف حكومة إختصاصيين مستقلين.

بعد سقوط التسوية الرئاسية وخروج كلّ من «المستقبل» و«القوات» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» من الحُكم، في مقابل تأليف حكومة برئاسة حسّان دياب بتوافق بين «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر»، بدأ الكلام عن إعادة إحياء جبهة 14 آذار أو تكوين جبهة معارضة جديدة. لكنّ أسباباً عدة حالت دون نضوج معارضة جبهوية حتى الآن. وإنّ تكوين أيّ جبهة كهذه يتّصل باللحظة السياسية التي تفرض إيقاعها وولادتها بحسب «القوات»، التي أبلغت الى من يعنيهم الأمر في «المستقبل» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» أنّها مستعدة للتنسيق وفق السقوف التنسيقية التي يحددانها.

أمّا ترميم العلاقة بين «القوات» و«المستقبل»، فيستدعي جلسة طويلة بين الحريري وجعجع لتنقية هذه العلاقة من الشوائب التي اعترتها في سنوات التسوية الرئاسية، بحسب ما تؤكّد مصادر معراب. إذ يصعب فتح صفحة جديدة بين الرجلين من دون جلسة طويلة من هذا النوع، حيث أنّ السنوات الأخيرة حَفلت بتباينات كبيرة وواسعة بينهما على أكثر من صعيد ومستوى، ولا يُمكن تجاوزها من دون التوقف عندها.

وبالنسبة الى معراب، إنّ تأسيس أيّ إطار سياسي، إن كان جبهوياً أو حتى تنسيقياً على المستوى المطلوب، يستدعي أن تكون العلاقة بين «القوات» و»المستقبل» قائمة على صفحة بيضاء، وثقة متبادلة في أنّ ما سبق أن حصل لن يتكرّر لدى الطرفين. كذلك، يتطلّب الإتفاق على خريطة طريق سياسية أساسية، فلا يكفي أن يكون هناك مجموعة أطراف تتفق على عنوانٍ واحد وتختلف على عناوين أخرى. لذلك، يجب الإتفاق على مجموعة عناوين ونقاط لفتح هذه الصفحة.

على المستوى السيادي - الإستراتيجي، لا خلاف نظرياً بين الطرفين، اللذين يتفقان على أن يكون القرار السياسي للدولة وليس لطرف آخر، وألّا يكون هناك أيّ سلاح خارج إطار الدولة. لكن بالنسبة الى «القوات» يجب الإتفاق أيضاً على طريقة تحقيق هذا الهدف، أي رفض التسويات التي تضرب هذا المفهوم السيادي. كذلك، ترى «القوات» أنّ من أُسس أيّ تفاهم مع «المستقبل» التوافق على طريقة إدارة الدولة، من مكافحة الفساد والذهاب في اتجاه دولة قانون حديثة، وعدم التذرّع بأيّ ضغوط سياسية.

حتى الآن، لا موعد أو لقاء مُحدّد بين جعجع والحريري الذي يلتزم الحجر المنزلي اللازم بعد عودته من باريس يوم الجمعة الماضي. وفي انتظار أن تتحدد هذه الجلسة بين الطرفين، حيث ستتكفّل الظروف بدفع الرجلين الى الاجتماع، فإنّ الإتصالات غير مقطوعة والتواصل قائم بينهما، لكنّه في حده الأدنى.

وتقول مصادر الحريري إنّ التنسيق مع «القوات» يتمّ حيث تقتضي الحاجة، وإنّ تفعيل هذا التنسيق مُرتبط بالتطورات على مستوى البلد. أمّا المؤكد، بحسب مصادر «المستقبل»، فهو أنّ كلاً من الحريري وجعجع يعلم أنّ أيّ معارضة لن تكون فاعلة من دون تعاونهما، لذلك من المُفترض أن يعقدا اللقاء المُنتظر، ليتخطّيا المسائل الشخصية ويتفاهما على طريقة هذه المعارضة.

هناك توتر في العلاقة بين الرجلين، وعلى رغم من أنه أثّر على العلاقة بين قاعدة «المستقبل» و»القوات»، إلّا أنه لم يفتح جروحاً على هذا المستوى. ولم ينقطع التواصل بين المسؤولين في الحزب والتيار، وهناك اقتناع لدى «المستقبل» بأنّ المعارضة الفاعلة لا يُمكن أن تقتصر على حزب أو تيار واحد. وفي حين قُرأ في عودة الحريري التحضير لتفعيل معارضة تياره، وحتى توحيد الأحزاب والتيارات المعارضة، لا تعليمات جديدة على مستوى المكتب السياسي في التيار. ويبدو أنّ الحريري في مرحلة تحضير الآن، ويدرس خطواته المقبلة ضمن إطار ضيّق مع عدد من القريبين.

 

من سيكون "كبش الفداء" في جنون الدولار؟

غسان ريفي/سفير الشمال/24 نيسان 2020

رفع جنون الدولار الذي لامس الـ 4000 ليرة، "المتاريس" بين السراي الحكومي ومصرف لبنان، تمهيدا لمنازلة يبدو أنها ستكون من العيار الثقيل بين من يُفترض بهما أن يكونا على تنسيق كامل بحكم خضوع المصرف للحكومة، بما يصب في مصلحة الشعب اللبناني الذي خرج الى الشوارع أمس مكتويا بنار الدولار، بعدما إستقوى عليه مع كورونا والأزمة الاقتصادية والمعيشية وإقفال المصالح وتقليص الرواتب وفقدان قيمتها الشرائية. أطلق الرئيس حسان دياب أمس بالون إختبار تمثل بتسريب معلومات عن أن الحكومة تتجه الى إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في جلستها التي ستنعقد اليوم في قصر بعبدا، وذلك في محاولة لجس النبض المحلي والدولي، ما يطرح سؤالا محوريا لجهة: هل يستطيع مجلس الوزراء الاطاحة بسلامة ليكون كبش فداء الدولار؟. بعد إنتهاء الجلسة التشريعية أمس الأول، شكا الرئيس دياب من عدم التنسيق بين الحكومة ومصرف لبنان الذي يصدر التعاميم من دون إطلاعها عليها، ما أظهر أن هناك مراكز قوى لا يقوى دياب على التحكم فيها أو الدخول عليها، في حين أن رئيس الحكومة هو المسؤول عن مصرف لبنان وعن السياسة المالية وعن الحاكم نفسه!.. لا يختلف إثنان على أن ثمة مظلة أميركية تغطي الحاكم رياض سلامة، فمن قرع جرس بورصة نيويورك مرات عدة، قد يكون من الصعب التضحية به أميركيا، كما أن الحكومة التي عجزت عن الوقوف أمام رغبة أميركا في إسترداد العميل الاسرائيلي عامر الفاخوري ووقفت مكتوفة الأيدي أمام إختراق السيادة اللبنانية وإخراجه من السفارة الأميركية "على عينك يا تاجر"، وعجزت عن إزاحة نائب الحاكم محمد بعاصيري، وأخفقت في إتمام التعيينات المالية، لن تقوى على إقالة رياض سلامة لأن ذلك سيكون بمثابة الضرب تحت الحزام الأميركي، وما المعلومات التي تسربت عن قيام بكركي بتوجيه رسالة الى دياب ترفض فيها المسّ بالحاكم إلا مؤشر عن رفض دولي للاطاحة به. لا شك في أن الارتفاع الجنوني في سعر الدولار، سيعرّض الحكومة لمزيد من الضغوط، وسيضعها في مواجهة مع الشارع الغاضب الذي كسر قرار التعبئة العامة وعاد الى الساحات ليصرخ في وجه محاولات إفقاره وتجويعه. واللافت أن الحكومة لم تعد قادرة على الدفاع عن نفسها، خصوصا أنها فشلت في إعداد الخطة الاقتصادية والمالية، كما فشلت في لجم سعر الدولار وهي المسؤولة عن هذا الأمر أولا وأخيرا، إضافة الى الفشل في الكابيتال كونترول، وفي مشروع الهيركات، ومن بعده الهيركات المعدل، وفي التعيينات المالية، وفي التشكيلات القضائية، وأيضا في توزيع المساعدات المالية التي تسير ببطء السلحفاة بينما الفقر والجوع يغزوان العائلات اللبنانية، ولم يعد لديها من إيجابية سوى في محاربة كورونا وهي وإن كانت قامت بواجبها من خلال وزارة الصحة، إلا أن تدخل العناية الالهية ساهم في حماية لبنان واللبنانيين من هذا الوباء الذي لم تستطع دول عظمى الوقوف في وجهه. يمكن القول إن جنون الدولار وضع البلاد أمام مفترق طرق، فإما إقالة حاكم مصرف لبنان أو دفعه للاستقالة وتحمل تبعات ذلك أميركيا، أو الاطاحة بالحكومة التي يبدو أنها بدأت تشتري الوقت الى ما بعد رمضان، حيث من المفترض أن تظهر عوراتها بوضوح أكبر بعد أن ينجلي وباء كورونا!.

 

3 سيناريوهات لاستقالة الحكومة.... رئاسة دياب تهتز ولا تقع

آلان سركيس/نداء الوطن/24 نيسان 2020

تلقّى رئيس الحكومة حسان دياب صفعة من رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجلسات التشريعية، والكيمياء ليست على ما يرام بين الرجلين. في المشهد العام، يخفي صراع بري - دياب التنافس بين السلطة التنفيذية والتشريعية في نظام ارتضاه الجميع بعد توقيع "اتفاق الطائف" برلمانياً بعدما كان نصف رئاسي بعد استقلال 1943، أما في الحقيقة فإن هذا الصراع القديم - الجديد يدل على القتال على المراكز بين ما يمثله بري من عمود فقري للنظام الذي نشأ بعد "الطائف"، وبين دياب الطارئ على هذا النظام والمدعوم من "التيار الوطني الحرّ" إلى حدّ ما ويحظى برضى "حزب الله".

وأمام كل ما حصل، تؤكّد مصادر قريبة من "8 آذار" أن "دياب ما زال يتمتع بغطاء "حزب الله" وينال ثقته على رغم كل علامات عدم الرضى عن بعض السياسات الحاصلة، لكن بالصورة الإجمالية فإنه لا بديل عن هذه الحكومة لأن إسقاطها يعني الدخول في الفراغ القاتل وعدم القدرة على تأليف حكومة جديدة وسط تصاعد الصراع السياسي في البلاد". ويأخذ "حزب الله" في الحسبان معطى "كورونا" المستجدّ في البلاد حيث يعتبر أن حكومة دياب، وبإعتراف الجميع، نجحت حتى الآن في احتواء تداعيات هذا الفيروس، وأي خضّة حكومية قد تؤثّر سلباً على المواجهة التي يخوضها الشعب اللبناني مع هذا المرض الفتّاك، في حين ما زال "الحزب" يحمّل الحكومات المتعاقبة والسياسات المالية المتبعة منذ التسعينات إضافةً إلى سياسة مصرف لبنان المالية، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية وما يعانيه الشعب اللبناني".

من جهة أخرى، فإن القوى المعارضة للحكومة وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ممنونين من كباش بري - دياب، خصوصاً أن علاقة الرجلين جيدة مع الرئيس برّي الذي يخوض هذه المعركة بالنيابة عنهما.

لا شكّ أن الملف الإقتصادي يشكّل الضغط الأساسي على حكومة دياب بعد قضية "كورونا"، ويسجّل الدولار في عهد حكومته ارتفاعاً غير مسبوق يلامس عتبة الأربعة آلاف ليرة، لكن دياب، كما رعاة الحكومة من "حزب الله" إلى العهد وفريق "التيار الوطني الحرّ"، يضعون المسؤولية على الحكومات المتعاقبة، لذلك يستبعد قريبون منه فكرة الإستقالة حالياً، إذ إن التهرّب من تحمّل المسؤوليات في هذا الوقت يعني إدخالاً للبلاد في المجهول، وهذا الأمر لا يريده دياب الذي يعتبر أن حكومته شرعية وقد نالت ثقة مجلس النواب بحضور جميع الكتل النيابية وبجلسة ميثاقية مئة في المئة، وأنها أتت بعد ثورة شعبية تطالب بإصلاحات، لذلك فإن الفراغ يقوّض كل خطط العمل. في حسابات دياب ان الإستقالة تحصل وفق ثلاثة شروط، الأول استقالته شخصياً عندها تسقط الحكومة حكماً، وهذا غير وارد إطلاقاً حالياً ولا يدخل في حساباته طالما يقوم بمهامه على أكمل وجه.

أما الشرط الثاني فهو سحب الثقة البرلمانية منه، وهذا الأمر لن يحصل لأن أحداً لم يطرح هذا الموضوع، كما أن الكتل التي تنوي إسقاط حكومته ستكون محرجة لأن لا بديل متوافر وجاهز. وبالنسبة إلى الشرط الثالث، فهو استقالة ثلث أعضاء الحكومة، وهذا الأمر لا يتحقق من دون غطاء من "حزب الله" والعهد، في حين أن القوى المعارضة لدياب في الحكومة لا تملك الثلث زائداً واحداً من الوزراء، وبالتالي فإن لا خوف قانونياً لدى دياب. لكن كل هذه النقاط الدستورية والقانونية التي تريح دياب تسقط عندما يثور الشارع من جديد حيث ستكون الحكومة في مرمى نيرانه، عندها يطرح السؤال الأهم هل يسقط دياب في الشارع؟

 

مغيّرون في التاريخ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

تعودت، كل رمضان كريم وكل صيف، أن أقدم لجنابكم، نوعاً مختلفاً من الزوايا، يتناسب مع مزاج الإنسان ومناخه الفكري في مثل هذه الأيام. وفي العام الماضي، قدمت «وجوه من رمضان» التي عرضت من خلالها لأصدقائي من أحباء المسلمين، الذين رأيت أنهم كانوا خير تمثيل لروح الرسالة وسموها، في السياسة والأدب أو الحقل العام. هذه السنة، التي بلغنا بها جميعاً، طوق من الحجْر والعزل والقلق، خطر لي أن أعود في التاريخ إلى كل من أحدث تغييراً فيه، كل في حقله: كما آينشتاين في العِلم، كما غاندي في حروب الاستقلال، كما تولستوي في الأدب والرواية.

طبعاً، لا جديد يضاف. القراءة، أو إعادة القراءة، هي الجديد. لقد كتبتُ، وكُتبَ الأطنان عن غاندي من قبل. لكنني هذه المرة أتوقف عند أنه كان في الطبقة الثالثة من النظام الطبقي الهندي المؤلف من أربع طبقات. وكلمة غاندي تعني البقّال. وهو من عائلة جذورها في هذه التجارة، مثل والد مارغريت ثاتشر، الذي كان بقالاً: أي المستعْمِر والمستَعمر في خلفية واحدة. هي أيضاً مارست المحاماة مثل غاندي. وهناك محام ثالث كان والده بقّالاً، هو ريتشارد نيكسون، الرئيس الأميركي السابع والثلاثون.

هل هناك مسلمون وعرب بين أصحاب التغيير في التاريخ؟ بلا حدود ولا حصر. لذلك كانت المشكلة في الاختيار والوقوع في النسيان أو تهمة التجاهل أو الانحياز. وبما أننا في مناخ أزمة عالمية وفي أسرها واعتقالها، فقد وجدت أن من السلامة الأدبية البقاء على مسافة من الرجال الذين اختلفنا حولهم وتقاتلنا على تراثهم، ولا نزال نهرق الدماء حولهم. مهما كانت الدواعي، يبقى الشهر نفسه، برمزيته وبركاته، ويبقى خير الشهور، وما أحوجنا، نحن والعالم أجمع، إلى ما يشع به من سلام وسكينة وأمل. لقد وضعتنا هذه الخانقة الطاغية في مأزق بشري مرير. لكنها أيضاً أعطتنا درساً عميقاً في هشاشة الجبروت الإنساني، وحوّلتنا جميعاً، بالاستسلام، إلى عالم واحد، مهما كثرت ولاياته وتعددت مجتمعاته وصراعاته. قد نكرر أنفسنا غداً. وقد نعود إلى ما كان العالم عليه. وقد يكرر التاريخ نفسه بتلك الرتابة المخيفة والمملة. فما هو - التاريخ - سوى مرآة تكرر نفسها مع العصور. أتمنى أن تلقى السلسلة قبولكم. وكل عام وأنتم بكل خيرات الله.

إلى اللقاء...

 

تلاشي الوهم العثماني لإردوغان

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

بعد مائة عام من سقوط الإمبراطوريةِ العثمانية عام 1918 «رجلِ أوروبا المريض»، ظنّ السلطان العثماني الجديد إردوغان أنه يمكنه استعادتها من خلال تسويق الدراما التركية، مثل مسلسل «قيامة أرطغرل» و«عاصمة عبد الحميد»، مدبلجةً للعالمين العربي والإسلامي بعد حشوها بالمغالطات التاريخية والأضاليل والبطولات الوهمية، في حين هي دراما مغشوشة، لا تختلف عن دراما «حريم السلطان»، و«نور ومهند». ولم يغفل الأغا العثماني عن أنغام موسيقى النشيد العثماني «المارش» ومواكب الخيول، أثناء استعراض ماضي بلاده العثماني لدى استقبال ضيوفه، في محاولة لاستعادة «مجد» العثمانيين وفق منظور إردوغان.

الإرث العثماني، الذي يتباهى به إردوغان وجماعة «الإخوان»، نحن لا نتذكره إلا بالدم والفقر والجهل والضرائب والنهب ودَكّ القرى بالمدافع، فتركيا استعمرت بلاد العرب لأكثر من 500 عام، من دون أن تترك أي معالم للحضارة والبناء، حتى نذكرها بخير، أو يحنّ بعضنا لعودتها.

إردوغان الذي تعدّه جماعة الإخوان «خليفة» للمسلمين... وهو الطامح إلى عودة العثمانية الثانية، هو نفسه حليف إسرائيل عسكرياً واقتصادياً، فإردوغان العدو - الصديق لإسرائيل، وفق التوصيف الإسرائيلي - وتركيا اليوم تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي - هو نفسه «المتضامن والمدافع» عن الفلسطينيين إعلامياً ضمن حزمة من العنتريات يطلقها من حين إلى آخر، فهو كمن يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي.

إردوغان صاحب علاقات متينة مع إسرائيل، وحالة شراكة تجارية وعسكرية، رغم مهرجان الشتائم، فهو القائل إن «إسرائيل بحاجة إلى بلد مثل تركيا في المنطقة، وعلينا أيضاً القبول بحقيقة أننا نحن أيضاً بحاجة لإسرائيل».

عنتريات إردوغان ضد الإسرائيليين وبكائياته مع الفلسطينيين، تسويق إعلامي لخدمة مشروع العثمانية الثانية، فبعد انهيار المشروع التوسعي التركي بعد التراجع في سوريا، وتنامي دور المعارضة السياسية في الداخل، فإن نهاية الأغا التركي أصبحت وشيكة بسبب الأزمات والهزائم الداخلية قبل الهزائم الخارجية، وفشل حكومته في مواجهة وباء «كورونا»، ثم مسرحية استقالة وزير الداخلية بعد انتقادات لأداء الحكومة في مواجهة أزمة تفشى الوباء، وازدياد الإصابات بالفيروس.

إردوغان خسر أقرب أنصاره داود أوغلو وعثمان جان لي باباجان والرئيس السابق للبلاد عبد الله غل... وغيرهم كثير، ممن أسسوا أحزاباً جديدة منافسة لحزب إردوغان الذي هو في الأصل واجهة سياسية لجماعة «الإخوان».

إردوغان أصبح يواجه انشقاقات في صفوف داعميه الداخليين، طفت على السطح بعد تفرده بالسلطة بعد مسرحية انقلاب العسكر التي كانت للتخلص من خصومه، إضافة إلى أزمات مع الاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد اتفاقية ترسيم الحدود مع دولة لا تربطه بها جغرافيا حدودية هي ليبيا، حاول من خلالها ابتلاع نفط وغاز المتوسط. أيضاً خسارته انتخابات إسطنبول في رسالة تؤكد القول الموروث في تركيا: «من يخسر إسطنبول؛ يخسر تركيا كلها».

إردوغان أيضاً افتعل الأزمات مع محيطه العربي، وانتهج سياسة التصادم المستمر، وافتعال الأزمات بتدخلاته الفاشلة في ليبيا وسوريا، ففي ليبيا تتوالى الهزائم له ولمرتزقته الذين جلبهم إلى ليبيا، وسقوط ضباط أتراك كبار قتلى في غارات للجيش الليبي، وإسقاط الطائرات التركية المسيّرة وفشلها في قلب موازين المعركة، رغم مجاهرة إردوغان بدعم الميليشيات كما صرح لصحيفة «ديلي صباح» التركية بقوله: «تركيا ستدعم حكومة طرابلس من أجل فرض (السيطرة الكاملة على ليبيا إن لزم الأمر)»، إلى جانب هزائمه في سوريا.

إردوغان الذي «يدير عجلة الزمن إلى الوراء» وفق وصف بعض المحللين والخبراء، أصبح يتلاشى لَمعانُ نجمه في سماء حزبه، بعد تنامي عدد وأنصار أحزاب المعارضة له ولمشروعه العثماني المتلبّس بعباءة «الخلافة»؛ المشروع الإخواني المشترك.

 

أزمة «كورونا»... لن تخرج الصين فائزة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

«هل ستفوز الصين؟»... كان ذلك عنوان غلاف مجلة «ذي إكونوميست» البريطانية في وقت سابق من الشهر. وجاء أسفله تقرير مطول حول كيف يمكن أن تخرج من أزمة فيروس «كورونا» الحالية.

وليست هذه المرة الأولى التي يشير فيها قطاع من وسائل الإعلام الغربية، الذي غالباً ما يتضمن «ذي إكونوميست»، إلى الأنظمة الديمقراطية الغربية؛ خصوصاً الولايات المتحدة، باعتبارها الخاسرة، مقارنة بدول أخرى منافسة أو معادية.

جدير بالذكر أنه في ثمانينات القرن الماضي، قرعت المجلة ذاتها الطبول حول أن «اليابان أصبحت رقم واحد»، مرددة بذلك آراء البروفيسور عزرا فوغل حول ما سمَّاه «النموذج الاقتصادي المثالي». وفي التسعينات، خرجت مجلة «ذي إكونوميست» بصورة الرئيس سوهارتو على غلافها، وتنبأت بصعود إندونيسيا كواحدة من القوى الاقتصادية العالمية الكبرى. وعام 2005، خرجت المجلة بغلاف مثير آخر يحمل عنوان «هل فازت إيران؟».

والآن بالعودة إلى «فوز» الصين الوارد في العدد المشار إليه، فإن المرء يحق له التشكيك في جوهر اللعبة التي من المفترض أن تخرج منها الجمهورية الشعبية فائزة. في الواقع، فإن وباء «كوفيد - 19» يشكل كارثة عالمية، وليس ساحة للتنافس الدولي، ومن غير المحتمل أن يخرج منه أي طرف فائزاً.

وحتى لو كان المقصود بـ«الفوز» هنا الإشارة إلى حجم الضرر الناجم عن الوباء على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، فإن فوز الصين هنا ربما يكون محل شك. في وقت كتابة هذا المقال، اعترفت بكين بوجود 82000 إصابة بفيروس «كوفيد - 19» و4632 وفاة، ما يشكل معدلاً لافتاً، قياساً إلى عدد سكان يتجاوز 1.5 مليار نسمة. وإذا كانت هذه الأرقام صحيحة، فإنها تزداد إثارة للاهتمام لدى مقارنتها بالأرقام المرتبطة بدول غرب أوروبا والولايات المتحدة. ومع هذا، فإن العنصر المحوري هنا يكمن في كلمة «إذا كانت صحيحة». هل ينبغي أن نصدق التأكيدات بأن فيروس «كوفيد - 19» حصد عدداً من الضحايا في إسبانيا يفوق بمقدار ستة أضعاف ما أسقطه في الصين التي يزيد عدد سكانها عن إسبانيا 30 ضعفاً؟

أيضاً، تقوم فرضية أن الصين «تفوز» على الادعاء بأن بكين كانت في صدارة الجهات التي تقدم المساعدات إلى الدول بمختلف أرجاء العالم، للتصدي لتحدي «كوفيد - 19»، الأمر الذي عزز بالتالي سمعة الجمهورية الشعبية الصينية، باعتبارها فاعلاً دولياً حقيقياً.

ومع هذا، يبقى هذا الادعاء هو الآخر عرضة للتشكيك، ذلك أنه بينما أقر الاتحاد الأوروبي من خلال «نادي باريس» تجميداً على سداد ديون أكثر دول العالم فقراً، رفضت بكين تقديم ولو أقل قدر ممكن من تخفيف عبء الديون على ما يزيد على 70 دولة، أغلبها داخل أفريقيا، ترزح تحت أغلال الديون منذ تسعينات القرن الماضي. أثناء الأزمة، شرعت الجمهورية الشعبية كذلك في عدد من الإشكالات التي لا تليق بقوة عظمى. على سبيل المثال، في يناير (كانون الثاني) الماضي، قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان ولا بد غير مدرك حينها لحقيقة الخطر الذي يتهدد بلاده ذاتها، هدية في صورة خمسة ملايين قناع جراحي إلى الجمهورية الشعبية. وعندما بدا واضحاً أن فرنسا نفسها ربما تكون في حاجة ملحة إلى هذه الأقنعة، خرجت بكين بسيل من الأعذار لتجنب إعادة الأقنعة. وعندما وافقت فرنسا على شراء الأقنعة بثلاثة أضعاف سعرها، وقَّعت الصين التعاقد؛ لكنها مع ذلك باعت جزءاً كبيراً من الأقنعة مقابل خمسة أضعاف سعرها في اللحظة الأخيرة، لجهات خاصة من الولايات المتحدة. ونفذت بكين الحيلة ذاتها في مواجهة عدد من الدول الأخرى، أبرزها تشيلي التي قدمت اعتراضاً رسمياً الأسبوع الماضي.

إضافة لذلك، فإن ادعاء الصين أن الوباء ربما جرى تخليقه من جانب أعداء أجانب، أضر كثيراً بسمعة البلاد. وفي عدد من المدن الصينية، تعرض الطلاب الأفارقة والعمال المهاجرون على وجه الخصوص إلى اعتداءات من جانب مجموعات من الغوغاء، وطردوا من وظائفهم ومساكنهم، بعد اتهامهم بأنهم «حاملون للفيروس». وتسبب ذلك في تردي علاقات بكين مع عدد من الدول الأفريقية، بينها نيجيريا وكينيا وأوغندا.

وجاء مستوى أداء سفيرَي الصين في باريس وطهران رديئاً، بتدخلهما في جدل داخلي حول السبيل للتعامل مع الوباء. ففي باريس، استدعى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سفير الصين وقرأ عليه قانون الشغب. وفي طهران، افتقر مسؤولو الجمهورية الإسلامية إلى الشجاعة للإقدام على تصرف مشابه مع السفير الصيني لدى بلادهم، وذلك بناءً على اعتقاد طهران بأنها ربما تحتاج إلى قوة «الفيتو» التي تحظى بها بكين داخل الأمم المتحدة. ومع هذا، فإن وسائل الإعلام - بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي - فعلت ما هو مطلوب لتذكير بكين بأخطائها الدبلوماسية.

من ناحية أخرى، فإن الاشتباه في تسرب فيروس «كوفيد - 19» من أحد المعامل في الصين، أثر سلباً على صورة البلاد داخل كثير من الدول؛ خصوصاً الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان. وليس بمقدورنا الإدلاء برأي قاطع حول هذا الادعاء، لافتقارنا إلى الأدلة اللازمة؛ لكن يبقى شيء واحد مؤكد: الرأي العام داخل كثير من الدول أصبح اليوم معادياً تجاه التعامل مع الصين. ومن الممكن أن يضر ذلك بالاتفاقات التجارية العادية والأخرى «المميزة»، مثل تلك التي تسعى بريطانيا لإبرامها مع «هواوي».

كما انطلقت حملات لمقاطعة السلع الصينية عبر أكثر عن 40 دولة في جميع القارات. وربما تتلاشى هذه الدعوات عندما يعود العالم إلى أجوائه الطبيعية؛ لكن الضرر الذي لحق بصورة الصين لا ينبغي التهوين من أمره.

وفي سياق متصل، فإن الادعاءات بأن الصين ربما استغلت بعض الكيانات الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، لا يمكن دعمها بأدلة قوية؛ لكنها بدأت فصلاً جديداً تماماً في مراقبة سلوك الصين.

وماذا عن الجانب الاقتصادي للأزمة؟ هل يمكن أن تبلي الصين بلاءً أفضل عن غالبية الاقتصادات الكبرى الأخرى؟ في الواقع تشير التوقعات المتعلقة بغالبية الاقتصادات الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى حدوث تراجع يتراوح بين 8 في المائة و10 في المائة في إجمالي الناتج الداخلي خلال عام 2020، مع وصول معدلات البطالة إلى 30 في المائة.

وتبدو الأرقام التي يتوقعها صندوق النقد الدولي للاقتصاد الصيني أقل دراماتيكية؛ لكن المشكلة فيما يخص الإحصاءات والأرقام المتعلقة بالجمهورية الشعبية تظل دوماً ما إذا كان يمكن الثقة بالأرقام التي تعلنها. ومع ذلك، فإن تخمين التأثير الاقتصادي للوباء يعتمد على كيفية نظر المرء إلى الأزمة الحالية. من جانبه، يرى بن بيرنانكي، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأزمة، باعتبارها «أقرب بكثير لكونها شبيهة بعاصفة ثلجية، أو كارثة طبيعية كبرى، عن موجة كساد على غرار ما حدث في ثلاثينات القرن الماضي». على النقيض، نجد أن بيرنارد كوهين، المستشار الاقتصادي السابق لرئيس الوزراء الفرنسي، يتوقع حدوث حالة كساد أعمق بكثير من الموجة التي تسببت في الانهيار الكلاسيكي السابق لـ«وول ستريت». حسناً، لا نعلم ما الذي سيحدث؛ لكن في اعتقادي، حتى لو اعتبرنا «الانهيار» الكلاسيكي نموذجاً، فإن الأنظمة الديمقراطية من اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، في وضع أفضل يؤهلها لامتصاص الصدمة، عما وصفه المفكر الإنجليزي تشيسترتون عام 1932 بـ«الرأسمالية الرديئة» للصين.

 

العائدون من الفضاء إلى كوكب آخر

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

كيف سيبدو كوكب الأرض هذه الأيام لو نظرت إليه من الأعلى؟ من مركبة فضائية مثلاً أو من كوكب آخر، مثل تلك الكواكب التي وطأتها قدم الإنسان أو تجوّل في فضائها؟ كيف ستبدو شوارع المدن الفارغة من عابريها؟ والمعالم السياحية الواقفة مثل الأطلال؟ والأبنية المتلاصقة التي يخيم عليها السكون، وكأن أهلها قاموا ببنائها في زمن ما للإقامة فيها، ثم تحولت إلى أوكار يختبئون داخلها خوفاً من عدو مجهول يتجول بين الأحياء؟ خطرت لي هذه الأسئلة بينما كنت أقرأ خبر هبوط محطة الفضاء الدولية في بايكونور في جنوب كازاخستان صباح الجمعة الماضي. نزل الرواد منها ليجدوا أن كل شيء على كوكب الأرض قد تغير. لا عناق. لا مصافحات. أجساد بشرية متباعدة عن بعضها. أفواه وأنوف مغطاة بالكمامات. مشهد لأهل الكوكب لم يعرفه الرواد الثلاثة منذ غادروا على مركبتهم قبل ستة شهور. كانت الحياة عادية في ذلك الزمن، وكانت الاحتياطات الصحية تتخذ عادة لحماية من يغادرون الأرض لاكتشاف الكواكب الأخرى. الآن صار الأمر معكوساً. صارت الإجراءات المتخذة على الأرض أقسى مما يعانيه الرواد داخل مركبتهم، حيث لا حاجة ولا إمكان للتباعد، وحيث إجراءات الوقاية محدودة بزمن معين يعرفون متى ينتهي.

لهذا فوجئ الرواد الثلاثة، الأميركيان أندرو مورغان وجيسيكا ماير، والروسي أوليغ سكريبوشكا، بالفنيين في المحطة الأرضية التي هبطوا فيها وهم يخفون وجوههم خلف الأقنعة ويغطون أيديهم بالقفازات. أما الفريق الطبي المكلف بالاعتناء بالرواد وبإعادة تأهيلهم للحياة على الأرض، فقد فرض عليه حجر صحي كامل ومراقبة طبية على مدى شهر، للتأكد من خلو أفراده من الإصابة بـ«كوفيد - 19»، الاسم الفني للوباء الشهير. مشهد كان في الماضي معكوساً. كان الذاهبون إلى الفضاء هم الذين يحتاجون إلى الوقاية والانعزال وتطهير اليدين. وكانت الأرض قبل «كورونا» صالحة لإقامة البشر واختلاطهم، فيما الفضاء الخارجي هو العالم المجهول الذي نحتاج إلى الوقاية منه. لذلك لم يكن غريباً أن تلاحظ جيسيكا ماير أن العودة إلى الأرض كما هي عليه الآن أمر صعب. ومن خلال تجربتها تنصح المنعزلين في بيوتهم بالعثور على طرق لتمضية الوقت بأقل قدر من الضرر: بممارسة التمارين الرياضية اليومية والتعامل بشكل طيب مع من يحيطون بك ومحاولة ملء الوقت بالهوايات التي تحبها.

قالت جيسيكا: يبدو لنا أننا نعود إلى كوكب آخر. لقد كنا على مركبتنا الأشخاص الثلاثة الوحيدين الذين لم نخضع لإجراءات الوقاية والعزل المفروضة اليوم على مليارات البشر.

أمام قسوة الظروف التي يعيشها سكان كوكبنا، والمفتوحة على المجهول، صار حلماً أن يهرب المرء على مركبة ما إلى الفضاء. طبعاً ضربت أهل الأرض أوبئة وكوارث في الماضي، وتمكنت البشرية من تجاوزها بعدما حصدت ملايين الأرواح حول العالم. لكننا كنا نعتقد، لسبب ما، أن التقدم العلمي في هذا العصر الذي نعيشه سوف يسمح لنا بالاعتماد عليه لإنقاذنا من أخطار داهمة، مثل خطر «كورونا»، أو على الأقل لتوفير خريطة طريق تتيح لنا رؤية نهاية ما لهذا الكابوس. على العكس من ذلك، كلما كثرت آراء العلماء والخبراء والأطباء على الشاشات، زاد القلق أمام جملة مؤلمة تسمعها تتكرر على الألسنة: نعمل جهدنا للبحث عن لقاح لتجنب الإصابة أو علاج لشفاء المرضى، لكن لا تتوقعوا حلاً سحرياً أو نهاية قريبة. المسألة ستطول. فنحن نواجه وباء خطراً لم تعرف البشرية مثله من قبل.

تطفئ الشاشة بعد هذا الإنذار القاتل وتذهب إلى فراشك. تحلم بأيام كانت فيها خططك اليومية أن تفيق في الصباح وتتوجه إلى عملك. أن تتجنب زحمة السير في الشوارع، أو أن تعثر على طاولة في مطعم تلتقي على مائدته أصدقاءك أو أفراد عائلتك، أو أن تحجز مقعداً في إحدى الصالات للاستمتاع بأمسية موسيقية، أو أن تخطط لرحلة إلى مدينة لم تطأها قدماك من قبل. كل هذا كان من الماضي. النزهة الوحيدة المتاحة اليوم هي داخل غرف البيت الضيقة أو في الشارع القريب، تسير على رصيفه مثل لص متسلل، يجول متخفياً يتجنب لقاء العيون أو الأجساد التي تقترب منه.

على المركبة التي اتجهت إلى الفضاء من محطة الفضاء الدولية في بايكونور، بعد هبوط مركبة الرواد الثلاثة، كان بين الرواد الجدد عالم فضاء أميركي يدعى كريس كاسيدي. قال كريس وهو يصعد إلى المركبة عبارة قد تصلح لأن نرددها: لا أستطيع أن أخفي فرحي بهذه الفرصة لمغادرة الأرض في هذا الزمن الصعب الذي لم أعرف مثله طوال حياتي. كاسيدي وزميلاه الروسيان سيمضون ستة أشهر في مركبتهم الفضائية. ولا بد أنهم يحملون معهم السؤال الذي يشغلنا جميعاً: هل سيكون كوكبنا قد نجح عند ذاك في التغلب على الوباء، أم أنه سيكون مستمراً في الكفاح للسيطرة عليه؟

 

ماذا سنفعل لو لم يظهر علاج أو لقاح؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 نيسان/2020

هناك كثير من الأسئلة التي لا نرتاح لطرحها، ولا التفكير فيها، مع هذا ستفرض نفسها علينا مهما حاولنا التهرب والنسيان. نحن نتمنى أن نستيقظ في صباح قريب، ونسمع أنه تم تطوير علاج لـ«كورونا» لينتهي الكابوس ونخرج من منازلنا ونعود إلى حياتنا الطبيعية. حتى الآن، لا شيء من هذا حدث، حتى أكثر المتفائلين لا يعدنا أن نسمع به قبل العام المقبل. لذلك سنعود ونعيد التفكير من الصفر. فغسل اليدين، والجلوس في البيت مناسب لشهر وشهرين وثلاثة، لكنه يبقى اعتقالاً منزلياً يساوي بين المصابين والأصحاء. الجيد أن الحجْر المنزلي يؤسس بين الناس عادات صحية جديدة، لو استمروا في الالتزام بها، مثل النظافة والتباعد، قد تنقذ حياتهم من دون الحاجة إلى حبس الناس في بيوتهم وقطع أرزاقهم. الحلول غير العلاجية ساعدت في تقليل الخطر، لكنها فشلت في إنهاء الوباء. أولها الحجْر المنزلي. نظرياً، لو التزم به الجميع ولم يخرجوا من منازلهم، لانتهى الوباء. ساهم في تقليص عدد المصابين ولم يوقف الجائحة. والثاني الفحص الطبي. نظرياً، لو تم فحص كل السكان، وعزل المصابين منهم، لتوقف انتشار الفيروس. يبدو الأمر سهلاً لولا أنه لا توجد أجهزة فحص كافية. فالولايات المتحدة، أكبر بلد يجري الاختبارات، حتى الآن فحص 4 ملايين شخص، وبقي 300 مليون نسمة من سكانه!

العالم محبط وعاجز أمام هذا الوباء، والفيروس مستمر يجتاح البيوت والحدود ويعبر المحيطات، وآخر أرض غزاها هي «سان بيير وميكلون»، تابعة لفرنسا، جزر تقع شرق كندا سجلت أول إصابة بـ«كورونا» هذا الشهر.

من أين للناس مداخيل لتأمين معيشتهم حتى نهاية العام، وربما أبعد من ذلك؟ وكيف ستستطيع الحكومات والشركات تأمين مرتبات لعامليها، وهي نفسها بلا مداخيل؟ كيف ستعمل المخابز؟ ومن سيجلب لها الدقيق؟ ومن سيزرعه؟ إلى آخر سلاسل الإمداد الطويلة، التي لو انقطعت فيها حلقة لانقطع الخبز.

من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استمرار الحجْر لأشهر مقبلة، في ظل عجز العلماء والمختبرات عن توفير الحل الطبي. ستعود الحكومات لتتخذ القرار الصعب في الأسابيع القليلة المقبلة. ستضطر أن تختار بين السماح بالعودة إلى الحياة الطبيعية، والمخاطرة، أو الإبقاء على الحجْر إلى نهاية العام، بما قد يعنيه من انهيارات اقتصادية. إنهاء الحجْر، والسماح بخروج الناس يعني نقل المسؤولية من الدولة إلى الفرد، الذي عليه أن يحمي نفسه. حالياً، بقوة القانون وأجهزة الأمن تتم حماية الناس، أو بالأصح حمايتهم من أنفسهم. ستصبح المسؤولية عليهم للتصرف بأقصى قدر من الحذر لتجنب الوباء، وفي الوقت نفسه تمكينهم من مصدر رزقهم، وإعادة دوران العجلة الاقتصادية. هل هذا الطرح آمن بما فيه الكفاية؟ الدراسات المتاحة تعطي إجابات متناقضة، ما بين التحذير من وفيات بعشرات الملايين، وقيل مئات الملايين، وانهيار النظام الصحي. والرأي الآخر، يعتقد بقدرة المجتمعات على الخروج والتعايش بحذر مع الخطر إلى اليوم الذي يكون الوباء قد زال، أو يكون العلماء قد توصلوا إلى الحل الطبي. أول ما ظهرت أخبار الفيروس كان كل شيء بشأنه غامضاً، واليوم توجد معلومات علمية تسهم في اتخاذ قرارات صحيحة لمواجهته وتقليل الخطر. في البداية ومع الغموض سادت معلومات خاطئة أدت إلى الاستهانة به في البداية، ولهذا انتشر. كان يعتقد، خطأ، أن 3 أيام كافية للتعرف على المصاب بين الأصحاء، وعزله. وكان الخطأ الأعظم فتح الصين حدودها ومطاراتها مع العالم عندما ظهرت الإصابات في البيوت والشوارع وتحول المرض إلى وباء. أكثر من 7 ملايين شخص غادروا إلى أنحاء العالم، وبينهم آلاف حملوا الفيروس.

وقد أخذ «كورونا» العالم على حين غرة؛ حيث لم تكن هناك معدات طبية كافية، فاضطرت الهيئات الصحية لإبقاء غالبية المصابين في منازلهم بالحجْر الطوعي الذي زاد من انتشاره. ومعظم الحكومات تأخرت في التعامل مع الخطر جزئياً، لأنها اعتقدت أنها في مأمن، والأسوأ من ذلك انتشار المزاعم القائلة إن الفيروس لا يستحق كل هذه المخاوف والاستعدادات، وإنه ليس بأخطر من أمراض الإنفلونزا السنوية، والدفع إلى التهاون به. لكن اتضح لاحقاً أن فيروس «كورونا» مثل الحريق، في بدايته يمكن أن يطفئه كوب ماء، وعندما ينتشر قد لا تستطيع أن تطفئ نيرانه سيارات الإطفاء.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المجلس الاعلى للدفاع قرر رفع انهاء الى مجلس الوزراء على خمس مراحل تبدأ من 27 نيسان وتنتهي في 8 حزيران

وطنية - الجمعة 24 نيسان 2020

قرر المجلس الاعلى للدفاع في الاجتماع الذي عقده برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رفع انهاء الى مجلس الوزراء يتضمن خمس مراحل تبدأ في 27 نيسان الحالي وتنتهي في 8 حزيران المقبل، على أن يعود لمجلس الوزراء تحديد الأنشطة الاقتصادية التي سيسمح لها بإعادة العمل تدريجيا ضمن نطاقها ووفقا للمراحل الزمنية المشار إليها أعلاه وضمن شروط معينة. وطلب المجلس من الأجهزة العسكرية والأمنية كافة التشدد ردعيا في قمع المخالفات بما يؤدي الى عدم تفشي فيروس كورونا وانتشاره.

وحضر الاجتماع، رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، ووزراء الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، المالية غازي وزني، الداخلية والبلديات محمد فهمي، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة، الصحة العامة حمد حسن، الاشغال العامة والنقل ميشال نجار والعدل ماري كلود نجم، قائد الجيش العماد جوزاف عون، الى المديرين العامين للامن العام اللواء عباس ابراهيم، قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، أمن الدولة اللواء طوني صليبا والمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن محمود الاسمر، المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن انطوان منصور، مدير المعلومات في المديرية العام للامن العام العميد منح صوايا، رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد خالد حمود، ومساعد المدير العام لامن الدولة العميد سمير سنان، مستشار وزارة الدفاع للشؤون القانونية الوزير السابق ناجي البستاني، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد بولس مطر.

وسبق الاجتماع لقاء بين رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء.

اللواء الاسمر

بعد الاجتماع، تلا الامين العام للمجلس اللواء الركن محمود الاسمر البيان التالي: "بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم الجمعة 24 نيسان 2020، في القصر الجمهوري، لمتابعة آخر التطورات والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا، حضره دولة رئيس مجلس الوزراء، ووزراء المالية، والدفاع الوطني، والخارجية والمغتربين، والداخلية والبلديات، والاقتصاد والتجارة، والعدل، والاشغال العامة والنقل، والصحة العامة. كما حضر الاجتماع، كل من قائد الجيش، المدعي العام التمييزي، المدير العام لرئاسة الجمهورية، المدير العام للأمن العام، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، المدير العام لأمن الدولة، ألامين العام للمجلس الأعلى للدفاع، المستشار الأمني والعسكري لفخامة الرئيس، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، مدير المخابرات في الجيش، مدير المعلومات في المديرية العامة للأمن العام، رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، مساعد المدير العام لأمن الدولة والوزير السابق مستشار وزارة الدفاع المحامي ناجي البستاني. استهل فخامة الرئيس الاجتماع بعرض موجز عن التدابير والإجراءات التي اتخذت منذ اعلان تمديد التعبئة العامة بتاريخ 13/4/2020 في إطار الوقاية من فيروس الكورونا، وشدد على اهمية اتخاذ القرارات استنادا الى معطيات علمية ومعايير دولية معتمدة، وان لا شيء يحول دون اعادة النظر بأي قرار في حال تغير المعطيات التي على اساسها بني القرار.

ثم عرض دولة رئيس مجلس الوزراء الإجراءات والتدابير التي اتخذتها ونفذتها الحكومة والوزراء المعنيون والأجهزة العسكرية والأمنية، مؤكدا نجاحها إنما ذلك لا يعني ان الوباء انتهى وبالتالي هناك ضرورة لتمديد اعلان التعبئة لفترة اسبوعين اضافيين لتفادي موجة ثانية من الوباء قد تشكل كارثة لا يمكن تحملها.

وأطلع دولة الرئيس الحاضرين على التوصية الصادرة عن اللجنة المعنية بمتابعة اجراءات الوقاية من فيروس الكورونا والتي قضت بإقتراح تمديد إعلان التعبئة لمدة أسبوعين أي لغاية 10/5/2020، على أن يتم المباشرة بتحديد النشاطات الاقتصادية التي يمكن أن تعاود العمل تدريجيا ضمن نطاقها ووفقا لمراحل زمنية محددة وبالاستناد إلى شروط معينة.

ثم اشاد معالي وزير الصحة بالتدابير والإجراءات التي اتخذتها الحكومة والتي جنبت البلد من تفاقم الأزمة الصحية، إنما اشار الى ان رفع الجهوزية في القطاع الصحي ما زال مستمرا وهناك حاجة دائمة لتزويد المستشفيات بالتجهيزات اللازمة، وايضا الإبقاء على اجراء الفحوصات الدورية للتوصل الى 75 الف فحص "PCR" وفقا للمعايير الدولية المتبعة، ويتوقع ان تنجز هذه الفحوصات وتصدر نتائجها بتاريخ اقصاه 10/5/2020. وبعد المداولة والإستماع الى الوزراء المختصين وايضا قادة الأجهزة العسكرية والأمنية بشأن الوضع الأمني والإقتصادي والمعيشي منذ اعلان تمديد التعبئة العامة بتاريخ 13/4/2020 حتى اليوم. وفي إطار متابعة مواجهة هذا الخطر بالتعبئة العامة التي تنص عليها المادة 2 من المرسوم الاشتراعي رقم 102/1983 (الدفاع الوطني) مع ما تستلزمه من خطط وايضا احكام خاصة تناولتها هذه المادة، بالإضافة الى التدابير والاجراءات التي سبق واتخذها مجلس الوزراء في اجتماعاته السابقة،

قرر المجلس الأعلى للدفاع رفع انهاء الى مجلس الوزراء يتضمن:

التأكيد على تفعيل وتنفيذ التدابير والإجراءات التي فرضها المرسوم رقم 6198/2020 والمرسوم رقم 6209/2020 والمرسوم 6251/2020 والقرار رقم 49/2020 تاريخ 21/3/2020 الصادر عن دولة رئيس مجلس الوزراء (تعليمات تطبيقية للمرسوم 6198) والقرارات ذات الصلة الصادرة عن معالي وزير الداخلية والبلديات وفقا للمراحل التالية:

- المرحلة الأولى: ابتداء من تاريخ 27/4/2020

- المرحلة الثانية: ابتداء من تاريخ 4/5/2020

- المرحلة الثالثة: ابتداء من تاريخ 11/5/2020

- المرحلة الرابعة: ابتداء من تاريخ 25/5/2020

- المرحلة الخامسة: ابتداء من تاريخ 8/6/2020

على أن يعود لمجلس الوزراء تحديد الأنشطة الاقتصادية التي سيسمح لها بإعادة العمل تدريجيا ضمن نطاقها ووفقا للمراحل الزمنية المشار إليها أعلاه وضمن شروط معينة والتي سترتكز على المعايير الآتية: كثافة الاختلاط، عدد المختلطين، إمكانية التعديل، مستوى الأولوية والمخاطر المحتملة.

وأخيرا طلب المجلس الأعلى للدفاع إلى الأجهزة العسكرية والأمنية كافة التشدد ردعيا في قمع المخالفات بما يؤدي الى عدم تفشي الفيروس وانتشاره".

 

دياب من قصر بعبدا: المرتكبون سيدخلون السجون حتما والحكومة ستكون مظلة متينة لورشة مكافحة الفساد

وطنية - الجمعة 24 نيسان 2020

اكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب من قصر بعبدا أن "البعض يحاسب الحكومة كأنها في الحكم منذ 73 شهرا"، وقال: "مع ذلك، نقبل بالمحاسبة الموضوعية، فالبعض خرج ليقول إن وباء كورونا أنقذ الحكومة التي لم يكن قد مضى على نيلها الثقة 10 أيام، بينما مواجهة الوباء استنفذت منا الكثير من من الوقت والجهد". اضاف: "الوباء أربك الحكومة وتبدلت أجندة العمل لأن حياة الناس أولوية، لكن هذا لم يمنعنا من مواجهة وباء الواقع المالي وتعاملنا مع الثقب المالي الأسود في لبنان وما نزال نعمل على مواجهته".

وقال: "تدهور سعر صرف الليرة يتسارع بشكل مريب في السوق السوداء وعلى الرغم من السلطة المحدودة للحكومة في التعامل مع هذا التدهور نبذل جهودا"، مشيرا الى "غموض مريب في أداء حاكم مصرف لبنان ،والمصرف عاجز أو معطل بقرار أو محرض على هذا التدهور المريب".

وتابع: "لم يعد ممكنا الاستمرار في سياسة المعالجة بالكواليس ويجب تغير نمط التعامل مع الناس، ولا يجوز أن يكون هناك معلومات مكتومة عليهم وليخرج سلامة ويعلن للبنانيين الحقائق بصراحة، وما هو سقف ارتفاع الدولار وما هو أفق المعالجة".

وقال: "إن اللبنانيين يعانون الكثير، فهل ما زال بإمكان سلامة الاستمرار في تطمينهم إلى سعر الليرة، ثم فجأة تبخرت هذه التطمينات. هناك فجوة في الأداء والوضوح والصراحة وفجوة في الحسابات والسياسات النقدية والمعطيات تكشف أن الخسائر في المصرف تتسارع وتيرتها. لقد قررنا تكليف شركة دولية من اجل التدقيق الحسابي في حسابات مصرف لبنان". وأشار إلى أن "السيولة في المصارف بدأت تنضب"، وقال: "إن المطلوب مبادرة والتصرف سريعا، فالأرقام تكشف خروج أكثر من 5 مليارات دولار من الودائع في الشهرين الأولين من العام".

أضاف: "نناقش مشروع قانون إعادة الأموال المحولة إلى الخارج بعد 17 تشرين الأول، التي تفوق ال50 ألف دولار تحت بطلان عملية التحويل من قبل بعض الأشخاص".

ورأى أن "الاسراع في إقرار الخطة المالية بات ضرورة ملحة"، وقال: "كل ما تأخرنا زادت صعوبة الانقاذ المالي". واعتبر أن "التغيير يحصل من داخل آلية النظام"، لافتا إلى أن "المحاسبة قائمة، والمرتكبون سيدخلون السجون حتما"، وقال: "إن الحكومة حازمة بقرارها حماية البلد، ولن نسمح تحت أي ظرف المساس بمصالح المواطنين ولقمة عيشهم". أضاف: "نحن منشغلون في تأمين الحد الأدنى من مقومات الصمود للبنانيين، ونعلم أن التقديمات التي باشرنا في توزيعها متواضعة، لكنها ثقيلة بالمقارنة مع قدرات الدولة". واكد ان "الحكومة ستواصل بذل كل جهد من أجل القيام بواجباته من أجل حماية المواطنين، والجيش أنجز توزيع 100 ألف مساعدة من التي أقرتها الحكومة بسبب كورونا ولا نزال في منتصف الطريق وسنواصل الجهود على أمل الانتهاء من عملية توزيع المساعدات خلال 10 أيام فقط. وقطع الطرقات سيؤدي إلى عرقلة هذه المهمة لأن عملية توزيع المساعدات ستنتقل إلى المدارس في الاسبوع المقبل". اضاف: "حان الوقت لاعادة فتح بلدنا رغم تمديد حالة التعبئة العامة، واسراتيجيتنا مع كورونا كانت فعالة ولا يجب تضعيعها ونحن غير محصنين ضد الوباء، ووضعنا نهجا مرحليا لرفع الاغلاق لان رفع الحذر ممكن أن يدمر البلاد. يجب أن نستمر منضبطين لضمان البقاء على هذا النحو كي لا نفقد النجاح في حال عدم الإلتزام بالتدابير". واردف: "آخر ما نريده هو الانتقال من اغلاق إلى آخر، وسنواصل حماية اللبنانيين وستكون الحكومة مظلة متينة لورشة مكافحة الفساد". وختم: "خاطىء من يعتقد أننا سنتفرج عليهم وهم يخططون للانقلاب عبر سلب الناس أموالهم برفع سعر الدولار، لن نسمح ولن نتهاون في قمع كل عابث بالإستقرار المالي لأن هؤلاء يريدون انهيار البلد لحماية مصالحهم على حساب لبنان ومصالح اللبنانية، الدولة ستضرب بحزم ".

 

الراعي تمنى للمسلمين صوما مباركا ودعا المسؤولين إلى توحيد جهودهم لإنقاذ لبنان

وطنية - الجمعة 24 نيسان 2020

تمنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "للمسلمين صوما مباركا مع بداية شهر رمضان المبارك"، داعيا "المسؤولين إلى توحيد جهودهم لإنقاذ لبنان من كبوته"، وقال خلال تأمله في مستهل صلاة المسبحة الوردية على نية لبنان مساء اليوم: "نحيي إخوتنا المسلمين في بدء صومهم المبارك، وهم يدخلون في فترة من التأمل والصلاة، فليرتفع صوت صلاة اللبنانيين معا، مسلمين ومسيحيين، إلى الله في هذا الظرف العصيب لكي يحمي أرض وطننا المقدسة". أضاف: "نحن مدعوون جميعا إلى المحافظة على قداسة أرضنا بحياتنا وسلوكنا، وندعو المسؤولين إلى الوحدة والاتحاد لمواجهة هذه الحال المزرية التي بلغنا إليها بفضل السياسة في لبنان، فليمارسوا الوحدة الوطنية الحقيقية وليتكاتفوا يدا بيد كي ينهضوا بلبنان وينقذوه من كبوته ومن حالته المأسوية اقتصاديا وماليا واجتماعيا ومعيشيا، فهذا ما يزيد شعبنا فقرا على فقر". وختم: "نسأل أمنا مريم العذراء سيدة لبنان أن تتشفع لدى الله من أجلنا جميعا ومن أجل العالم بأسره".

 

رئيس الكتائب عرض المستجدات مع السفيرة الاميركية وكوبيتش

وطنية - الجمعة 24 نيسان 2020

استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، السفيرة الأميركية دوروثي شيا، في حضور الوزير السابق الآن حكيم ومنسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله، وجرى البحث في المستجدات الراهنة. وكان الجميل التقى منسق الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وجرى عرض لآخر التطورات

 

آرام الأول ترأس قداس ذكرى ال 105 للابادة الارمنية في إنطلياس: نطالب تركيا بالإعتراف بالابادة والتعويض عن الخسائر

وطنية - الجمعة 24 نيسان 2020

ترأس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان قداسا لمناسبة الذكرى الخامسة بعد المائة للابادة الأرمنية لراحة أنفس شهداء الإبادة في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس، في حضور وزيرة الشباب والرياضة فارتينيه أوهانيان، السفير الارميني في لبنان فاهاكن اتابيكيان، النواب الأمين العام ل"حزب الطاشناق" هاكوب بقرادونيان وهاكوب ترزيان وألكسندر ماطوسيان، مطران الارمن الارثوذكس في لبنان شاهيه بانوسيان، مطران الارمن الكاثوليك جورج اسادوريان، رئيسي بلديتي برج حمود مارديك بوغوصيان وعنجر فارتكس خوشيان، الى وزراء سابقين ورؤساء الطوائف الأرمنية والأحزاب الارمنية في لبنان وممثلين عن الجمعيات الخيرية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.

العظة

واكد الكاثوليكوس آرام الأول في عظته أن "قضية الشعب الأرمني محقة لأنه تعرض لإبادة من قبل السلطنة العثمانية في العام 1915"، وقال: "نحن كأبناء وورثة لهذه الإبادة، نطالب الدولة التركية الحالية وريثة السلطنة العثمانية بالإعتراف بهذه الإبادة أولا، والمجتمع الدولي بالتحرك لنصرة هذه القضية الإنسانية في الدرجة الأولى من أجل تحقيق العدالة، ونطالب تركيا ثانيا بالتعويض عن كل الخسائر المادية والأراضي المنهوبة والتهجير الذي تعرض له الشعب الأرمني". وشدد على "ضرورة تذكير الأجيال المقبلة بما حصل لكي تحمل هي أيضا لواء المطالبة بحقوق الشعب الأرمني"، معتبرا أن "الأتراك يشبهون فايروس كورونا من حيث طريقة تفكيرهم بالهيمنة والإجرام، ومن حيث تبنيهم رؤية الفايروس في الدمار والخراب والعزل".

وفي الختام وضعت الأكاليل على النصب التذكاري بمشاركة ممثلي الجمعيات الأرمنية.

 

السرياني العالمي وضع إكليل ورد على نصب شهداء مجازر سيفو ودعوة للاعتراف بالابادة والتعويض

وطنية - الجمعة 24 نيسان 2020

وضع رئيس "حزب الاتحاد السرياني العالمي" إبراهيم مراد والأب شربل بحي ممثلا راعي أبرشية بيروت السريانية المطران دانيال كوريه بحضور قيادة الحزب، إكليلا من الورد على النصب التذكاري لشهداء مجازر الإبادة السريانية "سيفو" المقام في باحة كاتدرائية مار أفرام للسريان الأرثوذكس في الأشرفية، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة بعد المئة لمجازر "سيفو" التي ارتكبتها السلطنة العثمانية عام 1915 بحق السريان والأرمن واليونانيين البونتوس والموارنة السريان في جبل لبنان.

بحي

بعد وضع الإكليل، أقام الأب بحي الصلاة على أرواح شهداء الإبادة، وقال: "في هذا اليوم المبارك اجتمعنا وحزب الاتحاد السرياني العالمي لنصل ونتذكرِّ هذه المجازر الأليمة التي ألمت بشعبنا السرياني والمسيحي عامة في أراضي السلطنة العثمانية، ولنؤكد لشهداء شعبنا السرياني أننا نعمل بوصية الرب والرسل والقديسين، مستجدين إرساء المحبة والسلام في البشرية جمعاء، خصوصا أننا نعيش ظروف قاسية في ظل انتشار وباء كورونا".

مراد

وتحدث مراد بالمناسبة، فلفت الى أنه "بمناسبة ذكرى الإبادة العثمانية التي ارتكبت بحق السريان الآشوريين الكلدان والأرمن والموارنة في جبل لبنان، جئنا كما في كل عام إلى الكاتدرائية لنضع إكليلا من الورد على نصب شهداء مجازر سيفو، ولنقدم الاعتذار لشهدائنا لعدم تمكننا من إحياء هذه الذكرى عبر مهرجان اعتدنا كحزب إحياءه بتاريخ 24 نيسان بالاشتراك مع الأحزاب الأرمنية والمؤسسات المارونية بسبب الإجراءات المتخذة حفاظا على أرواح الناس من وباء كورونا". وقال: "استطعنا كأحزاب وقوى سريانية منضوية تحت لواء مجلس بيث نهرين القومي أن نعرف شعوب العالم قاطبة على فظاعة تلك المجازر التي ارتكبت بحقنا من قبل العثمانيين الأتراك الذين ما زالوا يعاندون ويتنكرون بالرغم من الإثباتات الدامغة واعتراف دول عظمة بتلك المجازر"، مؤكدا "إننا دائما أوفياء للشهداء والقضية، نناضل من أجل الحرية والعدالة الإنسانية، حيث أن تلك المجازر قد تكررت بوجه آخر في العراق وسوريا ودول عديدة بسبب طبيعة وعقلية الأنظمة الحاكمة التي ترفض التعددية وتسعى لإلغاء الآخر"، معاهدا "الشهداء والشعب السرياني في العالم أجمع على النضال المستمر وبكل الوسائل المشروعة لاسترجاع حقوق السريان المغتصبة"، مشددا على "ضرورة الوحدة"، معلنا "لن نسامح ولن نصالح تركيا قبل الاعتراف والتعويض الكامل".

 

الوطنيون الأحرار: أين القوانين الإصلاحية الموعودة وأين المراسيم التنظيمية الصارمة لقانون القنب؟

وطنية - الجمعة 24 نيسان 2020

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار إجتماعه الأسبوعي إلكترونيا، برئاسة رئيس الحزب النائب السابق دوري شمعون ومشاركة الأعضاء. وسأل في بيان إثر الاجتماع: "أي سلطة تحكم لبنان؟ وأي مصير يكتب لشعبه، في ظل ما يعيشه من ويلات صحية واقتصادية ومالية وانهيار للعملة الوطنية؟".

وقال: "ولأي مرجعية يلوذ اللبنانيون لرسم مستقبلهم، وهم يرصدون مهزلة ما جرى في جلسات مجلس النواب في اليومين الماضيين، من تجاذب بين سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والمصرفية، ومن تقاذف للمسؤوليات في ما بينها. فكل يغني على ليلاه وعلى وقع مصالحه وغطرسته وأطماعه، وكأنهم يعيشون على كوكب آخر بعيدا عن هموم الناس وتهربا من تحمل مسؤولياتهم. فأين القوانين الإصلاحية الموعودة، ومن بينها: قوانين إستقلالية القضاء، قانون مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، قانون رفع السرية المصرفية عن السياسيين والمسؤولين، قانون تقصير ولاية المجلس النيابي وفق مطلب الشعب المنتفض، قوانين فتح الإعتمادات اللازمة للمساعدات الإجتماعية للبنانيين في مواجهة أزمة كورونا، قانون وقف الإنفاق غير المجدي لبعض المشاريع لا سيما منها مشروع سد بسري، وغيرها".ورأى أن "ما يثير الإستغراب، في خضم هذا الواقع المرير، إقرار تشريع زراعة القنب، بغض النظر عن الجدوى الإقتصادية لهذا القرار، وضرورة الإستفادة منها للأغراض الطبية"، وسأل: "في ظل هذا الوضع السياسي المتأزم والإداري المتفلت للدولة والفوضى العارمة في البلاد، من يضبط إدارة هذه الزراعة؟ ووفق أي مراسيم تنظيمية صارمة لتأمين المحافظة على سمعة لبنان وسلامة شبيبته ومجتمعه، وخشية أن تعم هذه الزراعة مجمل الاراضي اللبنانية؟". وقال: "إتقوا الله أيها المسؤولون، فإن صبر الشعب اللبناني على ممارساتكم قد نفذ، وله وحده تبقى الكلمة الفصل في محاسبتكم وتقرير مستقبله". لاوختم: "في الذكرى المائة وخمسة لمجازر سيفو واضطهاد الشعوب الاشورية والسريانية والكلدان والأرمن، نقف باحترام وتقدير كبيرين أمام عظمة هذه الشعوب وقوة إيمانها، وننحي لذكرى الشهداء، كل الشهداء، الذين سقطوا فداء ودفاعا عن أوطانهم وقيمهم وتاريخهم".

 

جعجع أكد أن لا نية بعد لتشكيل جبهة معارضة: ليس مطروحا لدينا الدفع نحو إسقاط الحكومة

وطنية - الجمعة 24 نيسان 2020

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حوار مع "الجمهورية"، أن "القوات اللبنانية" هي من أصحاب نظرية التعامل مع الحكومة على القطعة، "بحيث نعارضها حين تخطئ ونؤيدها حين تصيب"، لافتا إلى أن الوضع الراهن استثنائي، "ويجب أن تتم مقاربته بمسؤولية عالية".

وأوضح أن ليس هناك من نية بعد لتشكيل جبهة معارضة متكاملة تجمعه مع رئيس تيار "المستقبل" ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، مشيرا إلى "أن هناك في الوقت الحاضر تشاورا بالحد الأدنى مع "المستقبل"، وبالحد المقبول مع "الاشتراكي". وفي كل الحالات، المودة القصوى موجودة على المستوى الشخصي بيني وبين سعد الحريري ووليد جنبلاط". ولفت إلى "وجود فارق في الدرجات بين المعارضة التي تنتهجها القوات ومعارضة الاشتراكي، الذي ذهب في اتجاه الحد الأقصى، ومعارضة المستقبل التي تقع في خانة بين بين". أضاف: "الظرف الحالي ليس عاديا، ولذلك نحن قررنا أن نعارض بشكل مدروس، يرمي إلى تحقيق نتائج عملية وايجابية، وبالتالي ليس مطروحا لدينا، أقله الآن، الدفع نحو إسقاط الحكومة أو شخص محدد، على قاعدة قم لأجلس مكانك، بل همنا يتركز أكثر على جوهر الملفات وضرورة تصويب نمط معالجتها، إنما من دون أن ينفي ذلك في الوقت نفسه أن لدينا مشكلة اساسية مع القوى السياسية التي تقف خلف ستارة الحكومة، وتحديدا الثلاثي غير المرح الذي يبدو أنه لا يرجى منه خير". وردا على سؤال أجاب: "لو كان الرئيس بري غير راض حقا لكان طلب من وزيريه الاستقالة من الحكومة".

وأعلن أنه تلقى اتصال معايدة بعيد الفصح من الحريري، وقال: "هناك كلام كثير يجب أن يقال قبل أن يستعيد التحالف السياسي بيننا كل نضارته. إذ هناك فروقات وتباينات في وجهات النظر حيال المسائل الداخلية وطريقة إدارة الدولة. اما الأمور الاستراتيجية فيوجد تفاهم شبه كامل عليها".

وتابع: "لا يكفي ان نكون "أصحاب" على الصعيد الشخصي، وبكل صراحة لا مجال للصحبة والصداقة والمسايرة عندما يتعلق الأمر بالشأن العام ومصالح الدولة والمواطن. ومن هنا، يحتاج تفعيل العلاقة مع الحريري إلى الانطلاق من خطوات ثابتة والاتفاق على خطة كاملة، استنادا الى مكاشفة ومصارحة لم تكتملا لغاية الآن". وردا على سؤال أوضح أن "زيارة السفيرة الأميركية إلي كانت استطلاعية بقصد الاستفسار عن الوضع العام والاطلاع على حيثياته، وهي طرحت أسئلة في هذا الصدد، وبالتالي لا تؤدي أي دور تحريضي، ثم إن كل الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، منشغلة هذه الأيام بهمومها الصحية والاقتصادية التي ترتبت على انتشار فيروس كورونا".

ولفت إلى أنه مقتنع بأن "دوافع جنبلاط هي محلية حصرا، وهو لديه مقاربته الخاصة التي قادته إلى رفع دوز معارضته، وهذا ليس رأينا في الوقت الحاضر، علما إنه ينبغي الأخذ بالاعتبار أن هناك حالة شعبية ضاغطة نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية، وفي مكان ما تعكس جريمة بعقلين هذه الحالة".

وقال: "على الرغم من ضغط كورونا، لا أفهم لماذا لم تولد بعد خطة الإنقاذ المالي والاقتصادي وفق أسس سليمة، لأن ما تسرب منها شكل صدمة لي". وتساءل: "ما المانع أن تبادر الحكومة فورا إلى تنفيذ خطوات ملموسة، لا تحتاج سوى الإرادة، من قبيل إقفال المعابر الشرعية ومزاريب الجمارك واعتماد معالجة صحيحة لملف الكهرباء مغايرة عن النمط السابق، وإلغاء عقود ما بين 10 و15 ألف موظف في القطاع العام لا يعملون وجرى حشوهم في الإدارة بسبب التنفيعات والمحسوبيات، بدءا من 5300 موظف غير قانوني تم إدخالهم منذ فترة غير طويلة إلى المؤسسات والادارات الرسمية، على الرغم من الواقع المزري للدولة المستنزفة"؟

وشدد على أن "قرارات كهذه من شأنها أن تعكس جدية الحكومة وصدقيتها، وبالتالي أن تبعث الأمل في الداخل وتحفز الخارج على مساعدة لبنان". ونصح الحكومة بالكف عن التذرع بالتركة الثقيلة لتبرير أي قصور أو تقصير لديها، "إذ أنها كانت تعرف اصلا عندما تشكلت وتصدت للمسؤولية، إن في انتظارها ورثة عمرها 30 سنة، ويفترض أنها لم تتفاجأ بها، بل هي أتت اساسا لمعالجة تداعياتها". وردا على سؤال بأن الرئيس دياب يضطر أحيانا الى الدفاع عن حكومته، أجاب: "الناس شايفة وقاشعة، وتعرف كيف وصلنا إلى هنا، وأنا أدعو الحكومة إلى تجنب الخوض في سجالات سياسية والتفرغ لمعالجة الأزمات المتراكمة".

وأبدى اقتناعه بأن "الحكومة تضم وزراء جيدين وغير ملوثين، "لكن التحدي الأساسي الذي تواجهه يتعلق باستقلاليتها، ونصيحتي لرئيسها أن يثبت استقلاليتها، وعندها ستفتح الأبواب أمامه، أما إذا لم يفعل، فإن حكومته ستسقط لوحدها بفعل تسارع الأحداث وتطورها، ومن دون أن يأخذ أحد على عاتقه هذا الأمر"، منبها إلى أن الوقت لا يعمل لمصلحتها. وعن علاقته مع رئيس الجمهورية ميشال عون، أكد جعحع أن هناك قطيعة تامة في هذه المرحلة بينه وبين عون، معتبرا أن رئيس الجمهورية هو "جزء من الثلاثي الذي يتحمل، أقله في السنوات العشر الأخيرة، مقدارا واسعا من المسؤولية عن الواقع الذي وصلنا إليه"، لافتا إلى أن "فريق عون تولى على سبيل المثال ملف الكهرباء، وامتلك الثلث المعطل وأكثر في الحكومات، وعندما دقيت جرس الانذار في اللقاء الاقتصادي الطارئ في قصر بعبدا في أيلول الماضي، تبين لي وللأسف أن لا حياة لمن تنادي".

وردا على سؤال يتعلق بتيار "المستقبل" و"الحزب الاشتراكي" قال: "حسنا، ربما تكون مساهمتهما في إنتاج الأزمة أقل أو أكثر بقليل من غيرهما، ليس هذا هو المهم الآن، ولسنا الآن في معرض توزيع المسؤوليات، بل إيجاد الحلول".

وعن دلالات التقاطع بين "القوات" و"حزب الله" في الجلسة التشريعية الأخيرة، أوضح أن "هذا التقاطع حصل بالمصادفة ولم يكن ناتجا من تنسيق مسبق"، مكررا أن "الحزب هو أكثر من يستطيع المساعدة للخروج من النفق، عبر منحه الغطاء لمجموعة من الإجراءات والقرارات الإصلاحية الملحة"، داعيا إياه إلى أن يبادر في هذا الاتجاه. وعن الارتفاع الكبير في سعر الدولار، أشار جعجع إلى أن "حاكم البنك المركزي رياض سلامة ليس مطلق الصلاحية، إذ هناك مفوض للحكومة لدى مصرف لبنان، وكذلك يوجد مجلس مركزي للمصرف لكنه معطل، وعلى الحكومة إنجاز التعيينات المالية التي تسمح بتفعيل دوره"، داعيا إلى "تجنب خلط الأشياء، وعدم إغفال التراتبية في تحمل تبعات الانهيار المالي، والتي تبدأ من السلطة السياسية ثم المصرف المركزي فالبنوك".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 24-25 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Lebanon, Hezbollah, and COVID-19/Tony Badran/FDD/April 24/2020

طوني بدران/مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية: لبنان وحزب الله وجائحة الكورونا

http://eliasbejjaninews.com/archives/85368/tony-badran-fdd-lebanon-hezbollah-and-covid-19-%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84/

 

 

الرائد البطل سعد حداد: لمن لا يَعْلَم وللذين لا يتجرؤون على الشهادة بالحق

جنوبي حر/25 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85373/85373/

 

 

 

ثمانية تقارير وتعليقات من مصادر متنوعة تتناول خطة الإرهابي والمحتل حزب الله الإيراني الهادفة إلى اقالة رياض سلامه أو تدجينه بالكامل او تعيين دمية مكانه بهدف السيطرة الملالوية المطلقة على القطاع المصرفي اللبناني واخراجه من النظام العالمي

http://eliasbejjaninews.com/archives/85363/%d8%aa%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b5%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%86%d9%88/

*لماذا حرَّك حزب الله الشارع ضد رياض سلامة؟/ليبانون ديبايت/الجمعة 24 نيسان 2020

*الحكومة ترتكب خطأ قاتلا بإقالة سلامة والسحر قد ينقلب على الساحر والشروط القانونية غير متوافرة.. ومراجع قضائية: كلام سياسي لا ارضية له/المركزية/الجمعة 24 نيسان 2020

*حكومة 8 آذار مُطالبة بقرارات لا بمواقف لمعالجة أزمة الدولار..فلماذا لا تتحرّك؟/”الحزب” يدرك ان التضحية بسلامة لا تنفع: لا مفرّ من تأمين كتلة نقدية.. لكن من أين!/المركزية/الجمعة 24 نيسان 2020

*ارتفاع الدولار والأسعار يؤججان الشارع مجددا/المركزية/الجمعة 24 نيسان 2020

*الحملة على سلامة تستعر …هل اتخذ حزب الله فعلا قرار اقالته؟

*السفيرة الاميركية عند باسيل قبيل مجلس الوزراء ومواقف دياب

*تمديد التعبئة اسبوعين وتخفيف الاجراءات على مراحل و8 اصابات جديدة/المركزية المركزية/الجمعة 24 نيسان 2020

*واشنطن لن تقاتل لمنع انهيار النظام المصرفي بأي ثمن.. والفوضى لصالحها/رلى موفّق/اللواء/ الجمعة 24 نيسان 2020

*كواليس التحضير لإقالة سلامة/Lebanon24/الجمعة 24 نيسان 2020

لقاءٌ عاصف بين دياب وسلامة….ما معي مصاري والناس سيعتادون على الغلاء/الأخبار/24 نيسان 2020