المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april23.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/نعمة الحياة

الياس بجاني/ذميون وجبناء الذين لا يسمون احتلال حزب الله للبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 22/04/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 22 نيسان 2020

لبنان يسجل أول إصابة بكورونا داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين

بروفايل: كوثراني... «مايسترو» الملف العراقي يرتبط مباشرة بحسن نصر الله

التحركات الشعبية تستعيد زخمها في لبنان

بلومبيرغ": لبنان يتخلى عن تثبيت الليرة.. الدولار سيواصل صعوده

اعتقال مرتكب مجزرة بعقلين

ارتفاع جنوني للدولار ودعوات عمالية ونقابية للتصعيد/الثوار يرفعون وتيرة تحركاتهم منددين بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بعد تعاميم مصرف لبنان وتوقف تسليم التحويلات المالية بالدولار: ارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء

"مأساة".. مقتل 3 أطفال وإصابة آخرين في الهرمل

مستشفى ميداني داخل «أخطر حبس» لبناني

مجلس النواب شرع "الحشيشة" ورد "العفو" للدرس

ما البديل عن النظام المصرفي القائم في لبنان؟

البناء : جريمة مروّعة في بعقلين بلا خلفيّات … وتظاهرات سيّارة تواكب الجلسة التشريعيّة بري: الطائفيّة منعت الرقابة… وحردان: لمواجهة وباء الغلاء وسعر الصرف إقرار قوانين لمكافحة الفساد… وطريق البقاع… وزراعة القنب… وإرجاء العفو

نداء الوطن: السلطة تسنّ القوانين… و"الثورة" تسنّ أسنانها! هيركات "التعاميم"… الحكومة تتلطّى خلف "الحاكم"!

اللواء: فريق بعبدا يشاغب على التشريع.. وبري يتهم ‏المستشارين ‎ ‎

الجمهورية: إتّجاه لتمديد التعبئة وتخفيف الإغلاق.. و"نَتعات" في ‏الجلسة أنذرت بتصعيد آت

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يأمر بتدمير أي زوارق إيرانية تستفز سفينة أميركية

إسرائيل تقصف «تجمعات إيرانية» وسط سوريا عقب لقاء الأسد ـ ظريف

ايران تعلن نجاح اطلاق أول قمر صناعي عسكري الى الفضاء.... 'نور-1' استقر في مداره حول الارض

إسرائيل تدين إطلاق إيران قمراً عسكرياً وتدعو لردعها بعقوبات إضافية/عدّت المحاولة «واجهة» لطموحات طهران الصاروخية

مقتل فلسطيني حاول دهس وطعن جندي إسرائيلي بالضفة الغربية

إسرائيل تعلن اعتقال خلية لـ«حماس» خططت لشن هجمات في الضفة

حكومة نتنياهو ـ غانتس تواجه هجوماً من اليمين واليسار والصحافة/دعوى جديدة أمام القضاء لمنع رئيس الوزراء من الاحتفاظ بمنصبه

اجتماع افتراضي» حول سوريا لوزراء خارجية «محور آستانة»

دورية روسية ـ تركية في إدلب بعد تهديدات إردوغان لدمشق

«كورونا» يدفع أسعار النفط للمزيد من التراجع

الكرملين: من السابق لأوانه الاستجابة لضعف أسعار النفط

السعودية تجدد تأكيد سعيها الدائم لتحقيق الاستقرار في السوق البترولية/مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان يثمّن دعم المملكة السخي للتصدي لجائحة «كورونا»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رياض سلامة عقدة مارونية تؤرق عون وصهره/صلاح تقي الدين/العرب

عودةٌ بلا أفق: من يثق بالحريري؟/أحمد الأيوبي/اساس ميديا

بيروت تفقد الـ"بريستول"... والأمل!/خيرالله خيرالله /اساس ميديا

مسيرة البراءة في بلاد تسُوسُها الحيتان والتماسح/محمد أبي سمر/المدن

سرقوا الدولة ويشترونها؟/راجح الخوري/النهار

أمل ”حزب الله” في تسوية مع أميركا/عبد الوهاب بدرخان/النهار

رجال الاستعراض/ سمير عطاالله/النهار

لبنان… اقتراب المواجهة/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

الياس ابو صعب يرفض أن يشمل قانون العفو أهلنا اللاجئين في إسرائيل/مَن قال لك ولباقي اقزام زمن القحط ان أهلنا في اسرائيل يريدون او يفكرون بالعودة الى وطنٍ  تحكمه عصابة عميلة للنظامين الإيراني والسوري/جنوبي حر

دولة الطائف انهارت باكراً… وسلامة ليس إدمون نعيم/سركيس نعوم/النهار

سنفاجئكم ونقطع رأس الأفعى، شمس الحرية اقتربت/سيزار معوض/المرصد اونلاين

هل يملك عون أو الحزب مشروعاً اقتصادياً؟/موناليزا فريحة/النهار

الاعتراض على قرض "صندوق النقد الدولي" لإيران: ليس بالأمر الشاذ وليس حاجزاً أمام تقديم المساعدة/پاتريك كلاوسون/معهد واشنطن

هل فقد رياض سلامة ظلّه؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

“حزب الله” يريد تطويع صيدا… السنيورة يدفع الثمن: “هدفهم تصفية البلد”/محمد نمر/نداء الوطن

مجزرة بعقلين: جريمتنا ضد المستضعفين/رضوان مرتضى/الاخبار

هل ستولد "جبهة البريستول" من جديد؟/ابتسام شديد/مرصد ليبانون فايلز

عندما أطاحَ العهد بقضاة العهد/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

بروفايل: كوثراني... «مايسترو» الملف العراقي يرتبط مباشرة بحسن نصر الله/الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط

صور من دوائر السلطة في دمشق/فايز سارة/الشرق الأوسط

الراقصة والكاتب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط/أميركا المُقلقة!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

هل ينفجر الخلاف بين موسكو وطهران بسبب سوريا؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إيران... الخطر القائم والقادم/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البابا فرنسيس باليوم العالمي الخمسين للأرض: كصورة الله ومثاله نحن مدعوون لكي نعتني بجميع الخلائق ونحترمها

امانة مجلس النواب: على الحكومة ان تتعلم كيفية ارسال مشاريع القوانين الى المجلس قبل التطاول عليه

دياب عرض وكوبيتش مشروع الخطة المالية

الراعي شجب جريمة بعقلين: الى اي حد بلغ الانسان في التنكر لله كي يرتكب جريمة كهذه؟

بطريركيتا الروم والسريان الأرثوذكس في ذكرى المطرانين: لن نألو جهدا في تحريك الملف والوصول به إلى الخواتيم المرجوة

دريان في رسالة رمضان: طفح الكيل يا ساسة لبنان فالأمور لا تستقيم إلا بالمحاسبة ونناشد ان يكون قانون العفو شاملا ولمرة واحدة

شيخ العقل في رسالة رمضان: لمجابهة المخاطر المالية والأوضاع الاجتماعية المتزايدة

فقدان النصاب طير الجلسة التشريعية بيومها الثاني: مشاريع واقتراحات قوانين أقرت وأخرى الى اللجان وسجال حول اعتماد المستشفيات والكابيتال كونترول

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس

إنجيل القدّيس متّى28/من16حتى20/”أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع. ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا. فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض. إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس، وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نعمة الحياة

الياس بجاني/الرب هو من يعطي  وديعة الحياة للأنسان وهو وحده يقرر متى يسترد هذه الوديعة

 

ذميون وجبناء الذين لا يسمون احتلال حزب الله للبنان

الياس بجاني/20 نيسان/2020

تلهي اصحاب شركات الأحزاب ببعضهم قدحاً وبانتقاد االحكم هو قمة في الذمية والجبن حزب الله يحتل البلد وكل التركيز يجب أن يكون عليه فقط.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 22/04/2020

وطنية/الأربعاء 22 نيسان 2020

 * مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون لبنان"

الجلسة التشريعية التي كان مقررا عقدها لثلاثة أيام انتهت اليوم بعد مناقشة جدول اعمالها .

اما من خارج الجدول وعند مناقشة طلب الحكومة تخصيص 1200 مليار ليرة لاعداد خطة التحفيز والامان الاجتماعي لدعم المزارعين والصناعيين والحرفيين فقد النصاب القانوني .

اما أبرز ما أقر اليوم فهو فتح اعتماد اضافي بقيمة 450 مليار كمستحقات للمستشفيات فيما سقط اقتراح القانون المتعلق بتقصير ولاية مجلس النواب بسقوط صفة العجلة

كما سقطت صفة العجلة عن الاقتراح المتعلق بمحاكمة الوزراء واحاله الرئيس بري إلى لجنة نيابية للمناقشة.

جلسة اليوم شهدت سجالات على اكثر من جبهة واكد رئيس الحكومة في ختامها ان الهجوم على الحكومة متوقع مشيرا الى ان مصرف لبنان لا يقوم بالتنسيق مع السلطة التنفيذية حول القرارات التي يصدرها كاشفا انه سيكون له كلام وموقف يوم الجمعة المقبل بعد جلسة مجلس الوزراء.

على جبهة كورونا خمس إصابات جديدة اليوم رفعت عدد الحالات الى 682 فيما تواصلت فحوص بي سي آر التي تجريها وزارة الصحة وشملت اليوم بعلبك

واذا كان عدد الاصابات مطمئن حتى الساعة الا ان وزير الصحة حمد حسن حذر من أن نغش برقم "صفر"اصابات الذي سجل امس ونخاف من موجة ثانية من الكورونا ونأخذ كل التدابير منعا لذلك".

في ظل هذه الاجواء بقيت الانظار الى بعقلين التي هزتها امس جريمة مروعة أودت بحياة تسعة اشخاص القوى الأمنية تواصل البحث عن مرتكب الجريمة.

ماذا في جديد المعلومات ؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

من نفق الحرمان... إلى ربوع التنمية... ومن ساحة القسم إلى ميدان التشريع.

هكذا تحول وعد الرئيس نبيه بري في مهرجان الوفاء للإمام السيد موسى الصدر إلى وفاء للبقاعيين وهو صاحب مقولة: إلى البقاع در... وكأنه يترجم قسمهم ذات يوم بأن لا يبقى محروم واحد من خلال قوانين تم إقرارها من نفق بيروت - البقاع إلى تنظيم زراعة القنب الهندي للاستخدام الطبي... ومنها ما ينتظر للإلتحاق بركب الإقرار كقانون العفو العام.

وفي اليوم الثاني من التشريع سجالات كثيرة ونقاش حام شدته الجلسة ضبطها رئيس المجلس وصوب بوصلة العمل قبل أن يختم الجلسة بفعل فقدان النصاب حيث اكد الرئيس بري ردا على المطالبات الحكومية بعقد جلسة مسائية لإستكمال النقاش ألا أحد يفرض عليه شيئا.

في التفاصيل تواصل النقاش في جدول الأعمال فتم إقرار القانون حول تعليق أقساط الديون والاستحقاقات المالية لدى المصارف وكونتوارات التسليف لمدة ستة أشهر فيما سقطت صفة العجلة عن اقتراح قانون إلغاء السرية المصرفية وقد صوت الرئيس بري وكتلة التنمية مع العجلة على القانون.

وطرح الرئيس بري على الهيئة العامة اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى رفع الحصانة عن الوزراء المقدم من النائبين هاني قبيسي وحسن فضل الله وسقطت عنه صفة الاستعجال وأحيل مع تعديل قانون المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء إلى اللجنة المختصة بدراسة قوانين مكافحة الفساد لترابطهما.

ومن التشريع الى التنسيق الذي شكا من عدمه رئيس الحكومة حسان دياب بقوله التعميم الأخير لمصرف لبنان لا يتوافق مع سياسة الحكومة ولم تتم استشارتنا به: كاشفا عن موقف سيطلقه يوم الجمعة خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد بعد ظهر يوم الجمعة وعلمت الـ NBN ان اجتماعا للمجلس الاعلى للدفاع يسبقها ويرفع اليها انهاءه الجديد بطلب تمديد التعبئة لمدة أسبوعين اضافيين مع التخفيف من بعد الاجراءات التي تتماشى مع شهر رمضان لاراحة المواطنيين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

تشريع الحملة ضد الحكومة!

كان من المفترض أن تملأ الجلسة التشريعية الفراغ السياسي في زمن كورونا بالقوانين المناسبة، وإذ بها تملأه بالمزايدات المعتادة، والحملات التي لا طائل منها ضد الحكومة، وصولا إلى تكرار النائب السابق وليد جنبلاط مساء أن "البلاد محكومة من غرفة عمليات سوداء ترفض أي إصلاح"، وكأنه رأس حربة الإصلاحيين الذين يعانون الأمرين جراء الفساد المستشري في البلاد، وعلى اعتبار أنه ليس جزءا من القوى السياسية التي يدفع اللبنانيون اليوم ثمن ارتكاباتها السياسية وغير السياسية منذ عام 1990، حتى لا نعود إلى زمن الحرب.

المشهد التشريعي اليوم اختصر بتغريدة وتصريح تلاه بيان.

التغريدة لرئيس التكتل النيابي الأكبر في المجلس، حيث سأل النائب جبران باسيل: "كيف للبعض ان يطير اهم قانون مقدم من الحكومة، وهو دعم مالي بـ1200 مليار للمزارعين والصناعيين والحرفيين، ولاستيراد المواد الأولية، ولقروض ميسرة للمؤسسات الصغيرة والوسطى؟ و كيف للمصرف المركزي اصدار تعاميم تؤدي الى انهيار سعر صرف الليرة؟ زيدوا على ذلك تحريك الشارع... وعيشوا الفيلم المحضر"... ختم باسيل.

أما التصريح، فلرئيس الحكومة حسان دياب، الذي أوجز الوضع بالقول: " الحكومة عمرها سبعون يوما منذ الثقة، ومنذ ذلك الحين تعرضنا لـسبعين كارثة". وبعد رفع الجلسة التشريعية، كشف دياب أن التعميم الاخير الصادر عن حاكم مصرف لبنان لم تكن الحكومة على علم به، وأكد أنه سيكون له كلام وموقف بعد جلسة مجلس الوزراء الجمعة المقبل في هذا الاطار.

وبعدما لفت دياب إلى ان "الهجوم السياسي على الحكومة متوقع"، متمنيا "ألا يؤثر في الأمن الإجتماعي والغذائي"، وآسفا لتأجيل قانون ال1200 مليار "الذي يعني المواطن اللبناني، بحيث تم تطيير النصاب"، جاء الجواب ببيان صادر عن الامانة العامة لمجلس النواب، جاء فيه: " "على الحكومة ان تتعلم كيفية ارسال مشاريع القوانين الى مجلس النواب قبل التطاول عليه".

اما الختام فمع تعليق تويتري لوئام وهاب قال فيه: "مع محبتي للرئيس بري، يا ريت حدا بيقدر يقلي شو بدو من الرئيس حسان دياب؟ وليش هالتعاطي الفج ما شفناه مع حدا من رؤساء الحكومات السابقين ؟ شي بيحير"... ختم وهاب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

لم يكتمل مشهد التشريع على ما يرام، فسقطت قوانين احوج ما يكون اليها الناس، بفعل سياسيين مترفين اضاعوا النصاب، كما اضاعوا قوانين لمكافحة الفساد، وهم الـمنصبون انفسهم ثوارا وقدسين ومدافعين عن الفقراء..

انهى رئيس مجلس النواب سلسلة الجلسات التشريعية بعد ان أحيلت جل القوانين المقدمة الى اللجان، واطاح تطيير النصاب المطلوب بالالف والمئتي مليار ليرة لبنانية المطلوبة بالحاح لتأمين المواد الاولية الضرورية ودعم المزارعين والصناعيين في احلك الاوقات..

وفيما طرق التشريع كانت مقننة بفعل التباينات، فان طرق الفوضى المالية كانت مشرعة بفعل تعاميم مصرف لبنان، ما جعل اللبنانيين واقفين عند مفترق خطير – وبلا جواب – عن واقع الليرة ومصير الودائع والتحويلات، والسؤال الابرز: لما هذا الكم من التعاميم؟ وهل هي للتطبيق ام لمزيد من التضليل؟

هذه الفوضى رد عليها رئيس الحكومة حسان دياب الذي قال انه لم يتم التنسيق مع الحكومة بالتعاميم التي اصدرها حاكم مصرف لبنان، واعدا اللبنانيين بمواقف متشددة يوم الجمعة حول الدولار وسعر صرفه. اما الهجوم السياسي المتوقع على الحكومة فقد تفهمه الرئيس دياب، الذي لم يتوقع ان تكون النكايات السياسية اقوى من الحرص على الامن الاجتماعي والغذائي للبنانيين، فحكومة السبعين يوما واجهت سبعين كارثة، لكنها ستبقى تعمل لمعالجة مآسي الناس كما قال ..

ولكي لا تتجدد مآسي كورونا بموجات جديدة متوقعة، كان تحذير وزير الصحة حمد حسن من ان يغش اللبنانيون برقم صفر اصابات، مؤكدا كما منظمة الصحة العالمية على اللبنانيين المحافظة على التعبئة العامة وعدم التهاون بالاجراءات..

ما يجري على مساحة العالم من فعل كورونا والتداعيات يزيد من التخبط الدولي وطريقة التعامل مع هذا الوباء، فيما لفت تحذير طبي اميركي من موجة جديدة اشد فتكا بالاميركيين وهم الواقعون تحت موجة من الانهيار الذي يفتك بسعر نفطهم الخام..

وما اصاب رئيسهم وعنجهيته اليوم، هو صاروخ نور الايراني الذي استقر في الفضاء حاملا قمرا صناعيا عسكريا من صنع الحرس الثوري في الجمهورية الاسلامية كأهم انجاز علمي رغم اطباق كل انواع الحصار..

وفي فضاء شهر رمضان يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بعد نحو ساعة من الآن مخاطبا القلوب والعقول في زمن احوج ما نكون فيه الى ناصح امين على ابواب الشهر الكريم..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي "

تحت عنوان التشريع، وقعت حكومة حسان دياب في فخ السياسة اللبنانية، فانتزع منها سلاح مشروع القانون الذي تقدمت به، تحت اسم خطة التحفيز والائتمان الاجتماعي، القاضية باقتراض 1200 مليار ليرة لبنانية لدعم المزارعين والصناعيين وتيسير المؤسسات الصغيرة والوسطى، وابقيت وحيدة، وجها لوجه مع شارع انهكه التدهور الاقتصادي والمالي، وازمة كورونا .

مشروع قانون حكومة المواجهة ,سقط بضربتين :

ضربة الثغرة التي فتحتها الحكومة نفسها اذ تحت حجة التأخر في ارسالها المشروع ادرجه الرئيس نبيه بري من خارج جدول اعمال جلسة النواب، كآخر بند للتصويت عليه، فطار نصاب الجلسة وسط فوضى عارمة، فيما تحصن النواب بحجة عدم الاطلاع على المشروع، وتاليا عدم التصويت عليه .

الضربة الثانية، جاءت سياسية بامتياز، فتطيير نصاب الجلسة، ولو لم تتبناه اي كتلة، تظهر من خلال خروج نواب كتلتي المستقبل والاشتراكي من القاعة، مع كل ما يحمل ذلك من دلائل .فهاتان الكتلتان، ومن حولهما وخلفهما، ردتا للحكومة الكيل كيلين .

فبعد حديث حسان دياب عن سنين من السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة، التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم، وبعد استبعاد الكتل المعارضة، من التعيينات المالية و الامنية وحتى الادارية، تحت شعار الشفافية والكفاءة، جاء الرد اليوم : لا مال ولا قروض يمنحها نواب هذه الكتل لحكومة المواجهة، ومن خلفها للعهد. فاذا كنتم لا تريدون ايا من الافرقاء السياسيين هؤلاء، فهل تتوقعون منهم منحكم المال ومن خلفه تعاطف اللبنانيين ؟

انها اذا المواجهة بين حكومة الرئيس حسان دياب، وطبقة سياسية واضحة المعالم ,وقد خرجت من قوانين الاونيسكو وتطيير النصاب، لتمتد الى المال وتعاميم مصرف لبنان، مع قول رئيس الحكومة انه سيعلن التشدد في موضوع ودائع الناس الجمعة المقبل من قصر بعبدا.

ووسط هذه المواجهة علق اللبنانيون، ينتظرون حلولا مغيبة، يسمعون شيئا ويتلقون اشياء اخرى، تماما كما سمعوا النواب يتنافسون في مكافحة الفساد خارج قاعات التصويت، لتسقط معظم كتلهم صفة المعجل المكرر عنها داخل هذه القاعاة، فتحول الى جوارير اللجان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

مخيف ومؤسف أن تبقى المؤسسات التنفيذية والتشريعية معطلة، والبلاد في أمس الحاجة الى من يرعاها ويدير أمورها في ظل الظروف المأسوية التي تمر فيها ، لكن المخيف والمؤسف أيضا أنه عندما تجتمع هذه المؤسسات، وتحديدا الحكومة والمجلس النيابي ، فهما لا يتفقان إلا على ضرب مصلحة المواطن .

فقانون السرية المصرفية سقط ، وقانون محاكمة الرؤساء والوزراء سقط ، وقانون العفو العام سقط ، وقانون شبكة الأمان الإجتماعي الذي يقدم 1200 مليار ليرة للطبقات الفقيرة سقط ، وحده إسقاط مشروع سد بسري شكل فلتة الشوط الإيجابية .

والأنكى في المقابل أنهم يستخدمون الدستور وإلمامهم بفذلكاته ومواده للامعان في الهدم بدلا من البناء ، فقد أعطوا صفة المعجل المكرر لكل مادة أساسية وعادوا وأسقطوها عنها بما أتاح لهم رميها في مقابر اللجان، كي لا يقال إنهم عطلوها فيخسرون شعبيا ، لكنهم في العملي عطلوا المواد والبلاد والعباد ، بل أشبعوها تعطيلا ، وعندما حصل تباين في ما بينهم طيروا النصاب.

وليكتمل النقل بالزعرور طيرت الأمانة العامة لمجلس النواب رسالة نارية الى الحكومة طالبة منها أن تتعلم كيفية إرسال مشاريع القوانين إلى مجلس النواب قبل التطاول عليه.

مفاعيل هذا الإهمال المتعمد على الأوضاع الاقتصادية والمالية و الاجتماعية، كارثية ، فالناس يصرخون في الشوارع ولا من يسمع ، والليرة إضافة الى ندرتها فإن قيمتها الشرائية تهاوت تحت أكثر من 3300 ضربة سددها اليها الدولار، والحبل على الجرار. والأخطر في ما يحصل أن كل مؤسسة باتت تشرع على ذوقها ومزاجها ، و استبيحت حقوق الناس بواسطة سلسلة من الجرائم المقوننة والمنظمة ، التي تتجاوز بقبحها مجزرة بعقلين المشؤومة ، علما بأن جزار بعقلين قد يلقى القبض عليه ويحاكم لكن مرتكبي الجرائم غير الدموية سيظلون احرارا ويسيرون في جنازة الوطن.

الرئيس حسان دياب الذي أعرب عن غضبه مما حصل في الأونيسكو توعد بمواقف متشددة سيطلقها في مجلس الوزراء الجمعة ، علما بأن تبريره عدم إنجاز حكومته خطة النهوض المنتظرة لم يكن مقنعا .

توازيا الحرب على الكورونا مستمرة بلا هوادة ودائرة الفحوص تتوسع ، لكن الجديد المقلق تسجيل إصابة في مخيم الجليل الفلسطيني بقاعا واثنتين في رياق.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

على مسرح الأونسكو كان اللعب اليوم ع المكشوف في صفوف المتفرجين، تبادل النواب الأدوار وعلى الخشبة لاعب كل الأزمان التشريعية وحده لا بديل له قاد الرعية النيابية بمطرقة العزف المنفرد على القانون ،أسقط هذا وسحب عجلة ذاك وعندما تجرأ رئيس الحكومة حسان دياب وطلب تحديد جلسة مسائية لإقرار مشروع قانون المليار ومئتي مليون ليرة حماية للأمن الاجتماعي، ولسد جوع الفقراء كان رد رئيس مجلس النواب نبيه بري: "لا إنت ولا غيرك بيفرض عليي شو أعمل" مسدلا الستار على المهزلة التشريعية .

تغير المكان من ساحة النجمة إلى قصر الأونسكو لكن سياسة الأرانب المعجلة والخنافس المكررة تماشيا مع الوباء لم تتغير، وذهنية الحاكم بأمره ماركة مسجلة لأستاذ في علم تشريع القوانين على مشرحة ثلاثين عاما من إمرار الصفقات من "العب للجيبة" ومعه حلفاء المراحل الذين أطاحوا التعيينات وأبعدوا عنهم اليوم كأسا مرة للمحاسبة وأسقطوا اقتراحا قدمه النائب حسن فضل الله كان يقضي بمحاكمة الوزراء المشبته فيهم والمتورطين بالفساد .

ولم يجد نائب حزب الله يدا نيابية ترفع تأييدا لمساءلة هؤلاء أمام القضاء العادي وبذلك قدم مجلس النواب مرة أخرى غطاء من الحماية لمرتكبين يدفع اللبنانيون ثمن أفعالهم إلى اليوم .

وبالتراضي جرى تطيير نصاب الجلسة وطارت أموال خطة التحفيز والأمان الاجتماعي التي كانت ستصرف في قنواتها الصحيحة لا في مجاري الصرف الزبائني والمحسوبيات .

خطة أعدتها نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر مع عدد من الوزراء لمساعدة أكثر العائلات فقرا بمبالغ مالية ومساعدات عينية إضافة إلى دعم المؤسسات الصغيرة والمزارعين والحرفيين وتمويل المواد الخام للمؤسسات الصناعية .

مليار ومئتا مليون حرمها مجلس النواب عائلات تسبب في فقرها السياسيون أنفسهم .. أقفلوا عليهم باب الرزق من دولتهم حتى تبقى الأحزاب والمرجعيات السياسية هي المعيل الوحيد إذا وجدت الإعالة .

والجلسة التي تحصنت بتشريع ضروري أسقطت إحدى أهم الضرورات وأكثرها حاجة لدى الناس في زمن تم فيه تشليح المواطن اللقمة من فمه وحورب بعملته ووظيفته وصحته .

ومن ساهم اليوم في ارتكاب نسف خطة إسعاف الفقير هو مجرم وإن تغطى بحصانات العالم كله. فهؤلاء المرتزقة من النواب أقفلوا باب التشريع وغادروا من دون أن يلتفتوا الى عائلات لا أبواب لديها تغلقها على نفسها ليلا . أنتم وبلغة شعب محقون : ارتكبتم معصية اليوم . ومشرعون " ع السكين " وحفنة ليست مسؤولة إلا عن ما يغلفها بالحصانة وإبعادها عن الشبهات ..

واذا كانت وزيرة الدفاع زينة عكر قد ردت بأسلوب احتفظ بدبلوماسيته وهدوئه قائلة لمجلس النواب : انتم أضعتم الفرصة على اللبنانينن .. فإن الجديد ليس في " فمها ماء " وبعبارة غير دبلوماسية نقول لكم : أنتم أولاد سوء ومن تركيبة الحرام والحرامية على حد سواء .

وعلى أعتاب أزمة تهدد بانفجار اجتماعي سقط الاقتراح الرامي الى حظر صور الزعماء والمسؤولين في الاماكن العامة وعليه فإن المواطن الذي سيفتقد صور الزعيم على الشاشات سيصبح ويمسي عليها على الطرقات .

في عصفورية التشريع برزت أحلاف وفرزت تحالفات فصوتت القوات مع حزب الله على مشروع قانون رفع الحصانة عن الوزراء ومحاكمتهم أمام القضاء العدلي وعدم حصر محاكمتهم بالمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء أما التيار الوطني الحر فصوت بإصبع يتيم رفعه النائب آلان عون وغرد خارج سرب تيار لطالما نشد الإصلاح والتغيير فاتضح أن شعاره في مكافحة الفساد فضفاض عليه .

نهاية الجلسة كانت البداية وفيها رفع بري ساترا ترابيا بينه وبين دياب رئيس الحكومة ترك الرد لما بعد جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل ورئاسة مجلس النواب تلت محضر بري عبر الإعلام : يجب على الحكومة أن تتعلم كيفية إرسال مشاريع القوانين إلى مجلس النواب قبل التطاول عليه، والأمانة العامة لمجلس النواب التي تبرق وترعد في رسائل التهديد الى الحكومة.

هل بدورها تتعلم كيفية حفظ حقوق الناس؟ وعدم سرقة قوانينهم وخطط عوزهم ؟ فالمجلس الذي كان سيد نفسه اليوم تطاول على الشعب الذي هو مصدر السلطات.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 22 نيسان 2020

وطنية/الأربعاء 22 نيسان 2020

صحيفة النهار

ـ أعرب رئيس بلدية كبرى في الجنوب عن ندمه لتحمله مسؤولية العمل البلدي والشأن العام طيلة عشر سنوات من ‏حياته، وقال في مجلسه انه قد يعلن استقالته اذا تكررت الضغوط السياسية عليه.

ـ ينقل صديق لكبار الفنانين اللبنانيين أنّهم وحتى اليوم لم يتلقوا أي اتصال لأي مهرجان أو حفل في لبنان، وهذا أمر ‏متوقع وقد ينسحب على دول أخرى، ما يعني أنّ الكوارث الاقتصادية والمالية لن ترحم أحداً.

ـ بعد نشر "النهار" قبل اكثر من شهر سرا عن اذاعة مناطقية تثير الفتنة سأل اكثر من مصدر امني عن هوية ‏الاذاعة وعنوانها لكن ايا منها لم يتحرك بدليل استمرار المحطة في نهجها وتسببها في اثارة بلبلة كبيرة في الجبل.

صحيفة البناء

ـ خفايا

توقعت مصادر اقتصادية أن يكون من نتائج زمن كورونا ردّ الاعتبار للمنشآت الصغيرة في القطاع الغذائي ‏الوطني، مشيراً إلى أن لبنان سيشهد ظهور عشرات الأفران الصغيرة والمتوسطة على مستوى الأقضية ومثلها ‏عشرات مزارع الدجاج ومزارع الأبقار ومصانع الألبان والعصائر والكونسروة من أحجام صغيرة ومتوسطة. ‏ودعت المصادر الحكومة لمنح أولوية الدعم لهذه المنشآت.

ـ كواليس

قال خبراء نفطيّون إن أميركا كانت تخفي المعلومات عن الحجم الحقيقي لإنتاجها من النفط الصخريّ من خارج ‏الكوتا المتفق عليها مع أوبك وروسيا وأن الأزمة الأخيرة أظهرت أن الإنتاج الأميركي كان يبلغ 13 مليون برميل ‏يومياً وأنه كان مصمماً لتغطية حاجات أوروبا الاستهلاكية للاستغناء عن المصادر الروسية للنفط والغاز.

صحيفة الجمهورية

ـ لاحظت أوساط سياسية أن هناك خلافا ضمنيا بين خلية الأزمة الحكومية ووزارة ناشطة حول عدم تحمل الناس ‏أكثر الغلاء المستشري والبطالة.

ـ شكّل تكتل نيابي كبير حكومة ظل وتولى فيها رئيس التكتل وزارة الخارجية في مؤشر معبّر وواضح.

ـ تكثفت الإتصاالت في الساعات الماضية لتوحيد الموقف المعارض من إقتراح قانون خطير يؤدي في حال إقراره ‏الى نشر الفوضى والجريمة في الشوارع.

صحيفة اللواء

ـ بات بحكم المؤكد أن أية مساعدات عربية مالية، باتت غير ممكنة بعد انهيار النفط الأميركي وتداعياته على ‏المنطقة؟

ـ تبعث سفارات غربية رسائل S.M.S تتعلق بطريقة إيصال المساعدات إليهم.

ـ لا تزال سابقة وزيرة ناشطة لجهة أكثر من مرسوم، في ما خص التشكيلات القضائية، من زاوية مخالفة ‏النصوص المعمول بها!

صحيفة نداء الوطن

ـ لاحظ مطلعون على ملف قطاع الخلوي في اللجنة المتابعة لمؤتمر "سيدر" محاولات استمالة لنشطاء في المجتمع ‏المدني للمطالبة باسترداد القطاع لصالح الدولة، رغم أنّ كل القطاعات التي أدارتها الدولة في لبنان أثبتت فشلها ‏وأبرزها قطاع الكهرباء.

ـ استغربت أوساط نيابية دخول مسؤول حزبي بارز على خطّ المتابعة مع المعنيين في قطاع الخلوي بخصوص ‏تفاصيل متعلقة بهذا القطاع والآليات المتبعة في إدارته.

ـ تساءل مراقبون عن سبب عدم إدراج بند تعيين الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية على جلسة مجلس ‏الوزراء الجمعة المقبل، على الرغم من أن رئيس الحكومة أعلن الخميس الماضي أنه "طلب من الأمين العام لمجلس ‏الوزراء إدراجَ البند على جدول الأعمال".

صحيفة الأنباء

‎‎مبارزة واختلاف

تبارزت كتل نيابية عدة في تبنّي إقرار مشروع طريق ونفق بيروت البقاع، فيما ‏ترواحت أسباب ذلك بين الأغراض الانتخابية أو الأهداف الاستراتيجية.

‎‎أسبابٌ غير مُقنعة

لم تكن مقنعة على الإطلاق الأسباب التي ساقتها كتلة نيابية في معرض تبرير ‏معارضتها إقرار قانون تشريع زراعة القنّب لأغراض طبية.

‎ ‎

لبنان يسجل أول إصابة بكورونا داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 نيسان/2020

سجّل لبنان أول إصابة بفيروس كورونا المستجد داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين في منطقة البقاع شرقاً، وفق ما أعلنت منظمة دولية، على أن يتوجه فريق طبي، اليوم الأربعاء، إلى الموقع لإجراء اختبارات للقاطنين فيه. وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في بيان ليل الثلاثاء أنه تمّ نقل المصابة من مخيم الجليل في بعلبك إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت للعلاج، من دون أي تفاصيل عن عمرها ووضعها الصحي، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. والمصابة، وفق البيان، لاجئة فلسطينية تقيم في المخيم بعد نزوحها من سوريا المجاورة التي تشهد منذ تسع سنوات نزاعاً مدمراً.

وستتكفل المنظمة بتكاليف علاج المصابة وتقديم المساعدة المطلوبة لأسرتها حتى تتمكن من عزل نفسها داخل المنزل. ويتوجّه فريق من مستشفى رفيق الحريري اليوم إلى المخيم لإجراء فحوصات الكشف عن الفيروس. وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أنها ستشمل عائلة المصابة والمخالطين معها، بالإضافة إلى أخذ عينات عشوائية داخل المخيم وفي محيطه لما يزيد على 50 شخصاً. وأفادت عن «تدابير مشددة» اتخذت منذ ليل أمس عند مداخل المخيم من قبل القوى الأمنية والفصائل الفلسطينية داخله «لمنع الدخول والخروج منه». وذكرت أن «سيارات جالت بمكبرات الصوت داخله، دعت سكانه إلى التزام بالحجر المنزلي، وعدم الاختلاط والتجمع في الساحات». وقالت الأونروا إنها تُجري «كل ما يلزم لتقديم المساعدة المطلوبة لأسرة المريضة للسماح لهم بعزل أنفسهم داخل المنزل». ويأوي المخيم الذي يعرف كذلك باسم «ويفل» ويقع عند مدخل بعلبك الجنوبي، ألفي شخص وفق آخر إحصاء للسلطات اللبنانية، في حين أنّ الرقم المسجّل لدى أونروا أكثر من ذلك بكثير. وسجّل لبنان الذي يفرض تعبئة عامة منذ منتصف الشهر الماضي 677 إصابة حتى الآن، بينها 21 وفاة. وأعلنت وكالة أونروا مطلع الشهر الحالي إصابة لاجئ فلسطيني بالفيروس، إلا أنه لا يقيم في مخيم وتم عزله داخل منزله.

وسبق لمنظمات دولية أن حذّرت من خطورة انتشار الفيروس داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أو السوريين، بسبب الكثافة السكانية داخلها عدا عن افتقادها لأبسط الخدمات والبنى التحتية وظروف قاطنيها المعيشية الصعبة وصعوبة تطبيق إجراءات الحجر والتباعد الاجتماعي. وتقدّر الحكومة وجود أكثر من 174 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، فيما تفيد تقديرات غير رسمية عن 500 ألف. كما تستضيف البلاد وفق السلطات 1.5 مليون لاجئ سوري، نحو مليون منهم تم تسجيلهم لدى الأمم المتحدة.

 

بروفايل: كوثراني... «مايسترو» الملف العراقي يرتبط مباشرة بحسن نصر الله

بغداد/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

برز اسم القيادي في «حزب الله اللبناني» الشيخ محمد كوثراني على الساحة العراقية حتى قبل اغتيال قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في بغداد بضربة أميركية، لكن يبدو أنه، منذ ذلك الوقت، أصبح الشخصية المحورية التي تُحرّك عجلات السياسة في بلاد الرافدين.

الأسبوع الماضي؛ رصدت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل «أي معلومات عن نشاطات وشبكات وشركاء» كوثراني، مشيرة إلى أن للقيادي اللبناني دوراً في «التنسيق السياسي للمجموعات العسكريّة الموالية لإيران»، وهو تنسيق كان «تولّاه في السابق الجنرال الإيراني قاسم سليماني».

لدى وقوع الغارة الأميركية التي أودت بسليماني ونائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس في 3 يناير (كانون الثاني) الماضي، سرت شائعات عن إمكانية وجود كوثراني ضمن الموكب. لكن سرعان ما جرى نفي الخبر.

لكن ذلك، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، يشكل دليلاً على مدى ارتباط القيادي اللبناني بهذا الملف، وبالتالي على الدور الكبير الذي أنيط به بعد تلك الضربة، حتى إن مسؤولاً عراقياً يصفه بـ«النسخة الأخرى من سليماني».

وتعدّ واشنطن أنّ كوثراني «يُسهّل أنشطة مجموعات تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقيّة من أجل قمع المتظاهرين بعنف» أو «مهاجمة بعثات دبلوماسيّة أجنبيّة»، ويشارك في «تدريب وتمويل وتقديم دعم سياسي - لوجيستي لمجموعات شيعيّة عراقيّة متمردة».

بعد قرار الإدارة الأميركية، سرت أخبار في وسائل إعلامية محلية عدة عن وجود كوثراني في بغداد، مشيرة إلى أنه يقوم بمفاوضات حول الحكومة الجديدة في المنطقة الخضراء؛ عقر دار الأميركيين، لكن لم يكن في الإمكان تأكيد ذلك. وكانت مصادر سياسية عدة مقربة من دوائر القرار في العاصمة العراقية أكدت في وقت سابق أن كوثراني، وهو من مواليد آخر الخمسينات، كان يرافق سليماني في جولات التفاوض مع القوى السياسية حول اختيار شخصية لرئاسة الحكومة. ويقول مصدر مقرب من محيط كوثراني إن الأخير «هو مسؤول الملف العراقي المرتبط مباشرة بأمين عام (حزب الله) اللبناني حسن نصر الله منذ عام 2003». ويشير مسؤولون يعرفون كوثراني من قرب إلى أنه شخصية تمتلك «خبرة كبيرة جداً، ولعله الأجنبي الوحيد بعد سليماني العارف بتفاصيل المشهد العراقي». ويحمل «الشيخ»؛ كما يصطلح على تسميته بسبب عمامته البيضاء، الجنسيةَ العراقية، وقد وُلد وترعرع في العراق ووالده لبناني.

وتقول شخصية إسلامية في بيروت إن كوثراني «من الجيل الأول في (حزب الله). هو من عائلة عُلمائية وعلمية معروفة في لبنان، وكان من الذين رشحهم (حزب الله) للمجلس النيابي في عام 1996».

درس كوثراني الفقه في شبابه في حوزة النجف بجنوب العراق، وهو متزوج من عراقية ولهما 4 أولاد، ويتكلم بلهجة البلد، بحسب مقربين.

وفي عام 2013، وضعت وزارة الخزانة الأميركية كوثراني على لائحة الإرهاب مع 3 لبنانيين آخرين بتهمة دعم مجموعات متطرفة في العراق وتقديم دعم مالي لـ«فصائل» مختلفة في اليمن، ولـ«قادة عسكريين مسؤولين عن أعمال إرهابية» في كل من مصر والأردن وقبرص وإسرائيل.

ويقول المحلّل السياسي والعسكري العراقي هشام الهاشمي، إن «أهمية كوثراني» خلال السنوات السبع الماضية باتت تكمن في «أنه يلعب أكثر من دور». ويضيف أن كوثراني اليوم هو «ضابط إيقاع البيت السياسي الشيعي الولائي»؛ أي الأحزاب السياسية الشيعية العراقية التي تعدّ المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي مرجعها الفقهي والعقائدي. ويشير الهاشمي إلى أن كوثراني «عمل بعد عام 2014 على تيسير لقاءات ومصالحات بين العرب السُنّة الذين كان لهم موقف ضد السلطة الشيعية في بغداد»، وأن «دوره تعاظم بعد اغتيال سليماني والمهندس، وأصبح منسقاً بين المكونات السياسية» من سُنّة وشيعة وأكراد.

وتؤكد مصادر دبلوماسية عراقية عدة أن لكوثراني «مونة» على السياسيين العراقيين، لدرجة أنه «طلب مبلغاً بملايين الدولارات من العراق لحلحلة الأزمة الاقتصادية في لبنان» قبل أشهر. وجرى هذا الطلب خارج القنوات الرسمية بين البلدين، ولم يتضح ما إذا كانت جرت تلبيته؛ بحسب المصادر. إلا إن محيط كوثراني نفى هذا الموضوع تماماً. ويفسر هذا الدور المتعاظم القرار الأميركي الجديد حول كوثراني. ويقول المصدر المقرب من دائرة كوثراني: «طلب معلومات عنه الآن قد يكون مقدمة لعملية اغتيال محتملة أو اعتقال». ويضيف أن ذلك يندرج في سياق الاغتيال السياسي ومحاولة الولايات المتحدة ضبط الأدوار في المرحلة المقبلة، لأنها «غير قادرة على الدخول بمواجهة مع الإيرانيين مماثلة لاغتيال سليماني والمهندس». ويرى أن «اغتيال قائد (فيلق القدس) الجديد إسماعيل قاآني غير وارد في حسابات واشنطن حالياً، لذلك توجّه الأميركيون إلى كوثراني لأنه حزبي لا يمثل دولة»؛ وبالتالي لا يترتب على ذلك أي تبعات دبلوماسية.

 

التحركات الشعبية تستعيد زخمها في لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

استعادت التحركات الشعبية زخمها مع عودة جلسات البرلمان للانعقاد رغم إجراءات التعبئة العامة لمواجهة كورونا. وكانت الدعوات للمشاركة بمسيرة سيارات في بيروت وعدد من المناطق رفضا للأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار، مع الحرص على الالتزام بإجراءات الحماية من «كورونا». وتزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب شهد محيط قصر الأونيسكو، حيث عقدت الجلسة تجمع عدد من المحتجين اعتراضا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. واستنكر المحتجون «الأوضاع السيئة التي يعيشها اللبنانيون»، وأكدوا «استمرار ثورتهم حتى تحقيق المطالب التي انطلقت من أجلها»، واعتبروا أن «الموت بسبب كورونا يشبه الموت بسبب الجوع والعوز»، مشيرين إلى أنهم «لن يتراجعوا عن تحركاتهم، وأن كورونا لن يثنيهم عن تحقيق مطالبهم»، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام». وكما في بيروت كانت لافتة المشاركة الكبيرة التي سجلت في مختلف المناطق من الشمال والجنوب والبقاع، حيث كان أيضا الالتزام بإجراءات التعبئة العامة عبر استخدام السيارات التي تحمل رقما مزدوجا (التي كان يسمح لها بالسير أمس) رافعة الإعلام اللبنانية، مع وجود شخصين فقط في السيارة، كذلك الإجراءات الوقائية الصحية لناحية الالتزام بالمسافة الآمنة ووضع الكمامات والقفازات.

 

"بلومبيرغ": لبنان يتخلى عن تثبيت الليرة.. الدولار سيواصل صعوده

لبنان 24/الاربعاء 22 نيسان 2020

نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية تقريراً عن تعميم مصرف لبنان الأخير الذي يحمل الرقم 13221 والعنوان التالي: "إجراءات استثنائية حول السحوبات النقدية من الحسابات بالعملات الأجنبية"، معتبرةً أنّه يندرج في خانة العلامات التي تشير إلى أنّ لبنان يفك ربط الليرة بالدولار، أي سياسة تثبيت سعر الليرة عند 1507.5 مقابل الدولار. وأوضحت الوكالة أنّ التعميم يتيح لأصحاب الحسابات المودعة بالدولار سحب أموالهم بالليرة، وفقاً لسعر السوق. وينص التعميم على أنّه "في حال طلب أي عميل لا يستفيد من أحكام القرار الأساسي الرقم 13215 تاريخ 3/4/2020 إجراء أي سحوبات أو عمليات صندوق نقداً من الحسابات أو من المستحقات العائدة له بالدولار الأميركي أو بغيرها من العملات الأجنبية، على المصارف العاملة في لبنان، شرط موافقة العميل المعني، أن تقوم بتسديد ما يوازي قيمتها بالليرة اللبنانية وفقاً لسعر السوق، وذلك استناداً إلى الإجراءات والحدود المعتمدة لدى المصرف المعني... وعلى المصرف المعني أن يبيع من مصرف لبنان العملات الأجنبية الناتجة عن العمليات المشار إليها"، مضيفاً: "تبقى سائر العمليات بالدولار الأميركي التي تقوم بها المصارف مع عملائها خاضعة للسعر الذي يحدّده مصرف لبنان في تعامله مع المصارف".وفي تحليلها، اعتبرت الوكالة التعميم بمثابة الإشارة الأخيرة الدالة إلى أنّ السلطات اللبنانية تتخلى عن سياسة تثبيت الليرة المتبعة منذ عقود، مشيرةً إلى أنّ الدولار يُباع بـ3200 ليرة في السوق السوداء. وفي السياق نفسه، ذكّرت الوكالة بتعميم المصرف المركزي الذي استهدف أصحاب الحسابات التي يبلغ أقصاها 3 آلاف دولار، معتبرةً أنّ مصرف لبنان اتخذ آنذاك خطوته الأولى في مسار فك ربط الليرة بالدولار؛ فبموجب التعميم المذكور أتيح للمصارف إغلاق الحسابات التي تقل عن 5 ملايين أو 3 آلاف دولار بسعر السوق (2600 ليرة للدولار). يُذكر أنّ المركزي منع المؤسسات المالية غير المصرفية التي تستقبل تحويلات إلكترونية من أن تدفع بالدولار، إذ فرض عليها دفعها بالليرة، استناداً إلى سعر السوق أيضاً.

من جهتهم، يحذّر الخبراء من خطورة تعاميم المركزي، إذ يتخوفون من حصول تخضم مفرط "hyperinflation" من شأنه أن يودي بقيمة الليرة الشرائية إلى الحضيض. وينبّه الخبراء أيضاً من ارتفاع الطلب على الدولار، وبالتالي ارتفاع سعره أكثر.

وعلى مستوى الـ"هيركات"، يؤكد الخبراء أنّه بموجب التعاميم الأخيرة سيخضع اللبنانيون لـ"هيركات"، موضحين أنّ الفجوة بين سعر الصرف المعمول به لدى مصرف لبنان والمصارف والمقدّر بـ1515 ليرة، وبين السعر الفعلي في السوق السوداء المقدّر بـ3200 ليرة تفوق الـ 115%؛ باتت ورقة المئة دولار تساوي 3200 ليرة لبنانية بعدما كانت تساوي 150 ألف ليرة فقط. وفي هذا الإطار، حذّر الصحافي الاقتصادي محمد وهبة من تجاوز سعر صرف الليرة في السوق السوداء "3 آلاف ليرة أو 4 آلاف ليرة أو 5 آلاف ليرة أو ربما أكثر"، متوقعاً أن يعمل المصرف المركزي على "طبع المزيد من الليرات لإمداد المصارف بسيولة تكفي لتسديد الودائع". ويضيف وهبة في تحليله: "المودع سيدفع الثمن مباشرة عبر "هيركات" مباشر على وديعته يمثّل الفرق بين سعر الصرف السوقي المحدّد من مصرف لبنان بقيمة 2600 ليرة، وسعر الصرف الفعلي في السوق البالغ 3250 ليرة. نسبة الهيركات ستبلغ 20% وربما تزداد مع الوقت، بما أن الليرات المسحوبة من المصارف ستشكّل طلباً إضافياً على الدولار، ما يؤدي إلى ارتفاع إضافي في سعر الصرف". بدوره، اعتبر الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة FFA Private Bank جان رياشي عملية تحويل الودائع بالدولار إلى الليرة أو "لولرة الودائع" أسوأ طريقة لحل مشكلة الخسائر؛ يتضمن "برنامج الإصلاح الحكومي" توزيعاً لخسائر إجمالية بقيمة 83 مليار دولار سيتحملها مصرف لبنان والمصارف ودافعو الضرائب. وتُقدّر الخسائر المتراكمة في ميزانية مصرف لبنان بالعملات الأجنبية بـ 42.8 مليار دولار، بحسب اللجنة الحكومية والمستشار المالي "لازار". وتوقع رياشي أن يتأثّر المجتمع اللبناني ككل بهذا القرار، منبهاً من أنّه "سيحول دون حصول تعافي اقتصادي فعلي". وأكّد رياشي أنّ السياسيين اللبنانيين يرفضون الحلول الحقيقية، مشيراً إلى أنّهم يدّعون حرصهم على أموال المودعين. وشدّد رياشي على أنّ "لولرة" الودائع تعني أن نسبة الـ"هيركات" ستكون مرتفعة جداً وتقضي على فرص تعافي الاقتصاد.

 

اعتقال مرتكب مجزرة بعقلين

المدن/22 نيسان/2020

علمت "المدن" أنه تم توقيف مازن حرفوش، المشتبه بارتكابه جريمة بعقلين، التي ذهب ضحيتها تسعة أشخاص. وحدث الاعتقال في بلدة عينبال، من قبل شرطة البلدية، حوالى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. وسُلّم  إلى تحري بيت الدين. وحسب ما أفادت المعلومات، أن حرفوش، كان متواجدا في حديقة بالبلدة، وملامح التعب بادية عليه. ورجحت المعلومات أن يكون هو من سلّم نفسه للشرطة. وأفاد حرفوش عند اعتقاله أنه قتل شقيقه فوزي الذي كان معه أثناء فراره، وأن جثته هامدة إلى جانب نهر بعقلين، حيث توجهت القوى الأمنية وتأكدت من وجودها في عين المكان.

 

ارتفاع جنوني للدولار ودعوات عمالية ونقابية للتصعيد/الثوار يرفعون وتيرة تحركاتهم منددين بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية

السياسة/22 نيسان/2020

وسع الثوار اللبنانيون، أمس، من دائرة احتجاجاتهم المستمرة لليوم الثاني على التوالي، في سياق استكمال ثورتهم ضد الحكم والحكومة، حيث جابت المسيرات السيارة المناطق اللبنانية، رفضاً للواقع القائم، في حين توجهت مجموعات من الناشطين على متن سيارات رفعت الأعلام اللبنانية إلى مجلس النواب الذي واصل جلساته التشريعية، منددة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية، وداعية إلى تقصير ولاية البرلمان، مؤكدين أن الثورة لن تموت. ودعا المتظاهرون الحكومة إلى التدخل العاجل لوقف استمرار ارتفاع سعر الدولار الأميركي الذي سجل أمس، أكثر من 3300 ليرة عند شرائه من الصراف ونحو 3250 ليرة للدولار عند بيعه . وتعقد اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان اجتماعا ومؤتمرا صحافيا، اليوم، في مقر الاتحاد العمالي العام، لاعلان الخطوات التصعيدية اللازمة بشأن المساعدات المالية للسائقين وعمل الفانات والاوتوبيسات. في المقابل، أعلن وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله “الرؤية الصناعية المستقبلية في لبنان”، في اجتماع تشاوري عقده في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، في حضور عدد من الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين للصناعة الوطنية، للاطلاع على اقتراحاتهم والتشاور معهم بهدف التكامل في العمل للوصول الى الأهداف الوطنية واقرار الرؤية الصناعية من ضمن الخطة الاقتصادية للحكومة. وكشف عن “آلية دعم ستقر قريبا بالتعاون مع مصرف لبنان بقيمة مئتي مليون دولار لمساعدة القطاع الصناعي، اضافة الى 150 مليار ليرة مخصصة لدعم القطاع الصناعي من خطة التحفيز والأمان بقيمة ألف ومئتي مليار ليرة لتغطية اعباء مواجهة الكورونا”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بعد تعاميم مصرف لبنان وتوقف تسليم التحويلات المالية بالدولار: ارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء

القناة 23/الاربعاء 22 نيسان 2020

بعد تعاميم مصرف لبنان عن دفع الودائع للمواطنين الراغبين بسحب اموال بالدولار من المصارف بالليرة اللبنانية على اساس سعر الصرف في السوق واعلان مؤسسات تحويل الاموال عن بدء دفعهم التحاويل بالعملات الاجنبية بالليرة اللبنانية على اساس سعر الصرف اعتبارا من يوم الجمعة، ارتفع سعر صرف الدولار ليتراوح بين 3175 ليرة لمبيع الدولار الواحد و3250 ليرة للشراء في السوق السوداء.

 

"مأساة".. مقتل 3 أطفال وإصابة آخرين في الهرمل

 الوكالة الوطنية للاعلام /الاربعاء 22 نيسان 2020

أدى إنفجار قارورة غاز في داخل منزل تقطنه عائلة سورية، في منطقة الدورة في الهرمل في شارع الثكنة، الى وفاة طفلين (تفحما) وأصيب 4 آخرون بينهم طفل في حال حرجة. وعمل الصليب الاحمر على نقل المصابين الى مستشفى البتول في الهرمل. ولاحقا توفي طفلٌ ثالثٌ من العائلة السورية، فيما يخضع المصابون للعلاج. وتولت قوى الأمن الداخلي التحقيق في ملابسات الحادثة.

 

مستشفى ميداني داخل «أخطر حبس» لبناني

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

لجأت الجهات المختصّة بإشراف إدارة السجون في قوى الأمن الداخلي في لبنان، إلى اعتماد تدابير تحدّ من خطورة وصول الفيروس إلى السجون المكتظّة بالنزلاء، والتعامل السريع مع الحالات الطارئة.

ومع تسارع وتيرة إطلاق سراح الموقوفين بقرارات قضائية، وانكباب وزيرة العدل ماري كلود نجم على إعداد مرسوم للعفو الخاص، يشمل مئات المحكومين، ويسمح بالإفراج عمّن تبقّى من مدة محكوميته ما بين شهر وستة أشهر، اتخذت إدارة السجون إجراءات مشددة، لتخفيف خطر وصول الوباء إلى أي سجن أو مركز احتجاز. وكشف مصدر أمنيّ معنيّ بقضية السجون لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثمة تدابير جديدة حدّت من زيارات أهل السجناء وعائلاتهم بشكل كبير، وأخضعت الزائرين لفحوصات دقيقة قبل دخولهم». وأوضح: «اللقاء المباشر بين السجين وأيٍّ من أهله لم يعد مسموحاً به، إلا من وراء جدارين زجاجيين، تفصل بينهما مسافة متر تقريباً وتتم المحادثة عبر الهاتف». سجن «رومية» المركزي يشكّل المعضلة الكبرى للدولة اللبنانية، إذ إن مبانيه الثلاثة صُممت منتصف القرن الماضي لتتسع لـ1500 شخص بالحدّ الأقصى، بينما يضمّ الآن 3850 محكوماً وموقوفاً، أي أكثر من ضعف طاقته القصوى، ولذلك يتمّ تجهيزه بما يتناسب وخطورة وضعه. وأشار المصدر الأمني إلى «تجهيز مبنى الخصوصية الأمنية، لتحويله إلى مستشفى ميداني يتميز بغرف كبيرة، ويتسع لما بين 150 و200 سرير بداخله، ليكون مخصصاً لمصابي «كورونا» من السجناء، فيما لو تطوّر الأمر». وذكّر المصدر بـ«صعوبة نقل سجناء وموقوفين إلى المستشفيات الحكومية، لأن الأمر يتطلب حماية أمنية لا يمكن توفيرها داخل المستشفيات». بدورها، أطلقت نقابة المحامين في بيروت حملة تحت بعنوان «سلامة المجتمع من سلامة السجناء»، بالتعاون مع كلّ نقابات المهن الحرّة. وأوضح نقيب المحامين ملحم خلف لـ«الشرق الأوسط»، أن نقابته «تعمل في هذه المرحلة على خطين، الأول توفير الحماية الصحية للسجناء، والثانية الإسراع في تخفيف الاكتظاظ في السجون».

 

مجلس النواب شرع "الحشيشة" ورد "العفو" للدرس

النهار/22 نيسان/2020

مسافات تفصل ما بين اهتمامات الناس، وحسابات اهل السلطة المتناحرين على كل ‏الملفات والامور. وعلى الرغم جدول اعمال وفير المواد، وجهد بذله مجلس النواب لعقد ‏جلسة تشريعية، الا ان اهتمامات اللبنانيين كانت وستبقى في مكان بعيد نسبيا، ولم تنفع ‏حتى اليوم، قراءة الفاتحة التي سجلها الرئيس نبيه بري على محاولات تشريع مالية، في ‏تخفيف نسب القلق لدى المواطنين نظرا الى كثرة القراءات والتحليلات، والمذكرات المالية ‏المتكاثرة في الايام والاسابيع الاخيرة، بشكل لا يدعو الى الاطمئنان، وفي وقت كان النواب ‏يشرعون في جلسة انتقلت من ساحة النجمة الى قصر الاونيسكو لاحترام قواعد التباعد، ‏كانت تحركات شعبية ومسيرات سيارة تجوب المناطق في استعادة لمشاهد من انتفاضة ‏‏17 تشرين، منددة بالوضعين الاقتصادي والمالي اللذين بلغا حد الانهيار من جراء السياسات ‏المعتمدة، والتي قامت على نهب املاك الدولة واموالها، والعمل على تحميل المواطنين ‏تبعاتها.

وقد أقرّ مجلس النواب، في اليوم الاول لجلسته الثلاثية الايام، مجموعة من القوانين، ابرزها ‏إقتراح القانون الرامي إلى تنظيم زراعة القنب (الحشيشة) للاستخدام الطبي، الذي اعترض ‏عليه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن مميزا بين القنب والحشيشة، ‏واضاف "نتكلّم عن قانون ينظّم زراعة القنّب ولكن من دون تقديم دراسة جدوى إقتصادية، ‏ولذلك نعترض"..‎ ‎ الى ذلك، أسقط مجلس النواب صفة العجلة عن اقتراح قانون العفو العام واحال الاقتراحات ‏المقدمة بهذا الشأن على اللجان المشتركة واعطائها مهلة 15 يوماً لدراستها.

وأقرّ القانون المتعلق بالإجازة للحكومة إنشاء نفق لطريق بيروت- البقاع على طريقة الـBOT والقانون الرامي الى انشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كما ورد من اللجان ‏المشتركة.

ومن البنود التي اقرّت ايضاً، رفع الحصانة عن الموظفين مع تعديل بوضع مدة 15 يوماً ‏لإجابة الوزير على الطلب والا تعتبر عدم الاحالة موافقة. وقد تابع اللبنانيون عبر كل وسائل الاعلام والتواصل عملية تعقيم الوزراء والنواب قبيل ‏دخولهم الجلسة، من دون فحص درجة حرارتهم كما هو معتمد، وسرهم الخبر المرافق ‏الصادر عن وزارة الصحة عن صفر اصابات جديدة في لبنان من أصل 487 فحصا مخبريا ‏خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ومن المفترض أن يرتفع عدد الـ pcrفي الأيام المقبلة إلى نحو ‏‏1500 يومياً، انطلاقاً من الجولات التي تقوم بها فرق الوزارة لإجراء الفحوص العشوائية في ‏مختلف المناطق، الأمر الذي سيساهم في معرفة واقع الانتشار الوبائي وما إذا كانت هناك ‏من عدوى اجتماعية، لتبنى على أساسه القرارات الوقائية من تعبئة عامة وغيرها. وتاليا ظل ‏عدد الحالات المثبتة 677‏. من جهة ثانية، وعلى رغم القرار الحكومي بالتزام الحجر الصحي والتعبئة العامة، وتلبية ‏للدعوة إلى مسيرة مركزية تنطلق من ساحة الشهداء في وسط بيروت، تجمّع عدد كبير من ‏الشبان عند تقاطع جسر الرينغ قبل ان يخرجوا في مسيرة سيارة نحو قصر الأونيسكو تزامنا ‏مع انعقاد الجلسة التشريعية. وشدد المشاركون في التحرك على ان "الثورة مستمرة"، ‏مطالبين "بالعدالة الاجتماعية وبدولة القانون والمؤسسات واستقلالية القضاء ومحاسبة ‏الفاسدين".. ‎ ‎

والتزم المحتجون شروط التعبئة العامة مستخدمين السيارات التي تحمل رقما مزدوجا مع ‏وجود شخصين في السيارة، إضافة إلى سائر الاجراءات الوقائية الصحية لا سيما منها تلك ‏المتعلقة بالالتزام بالمسافة الآمنة ووضع الكمامات والقفازات.‎‎ وفي شأن اخر، هزّت بلدة بعقلين والشوف جريمة مروعة أودت بتسعة لبنانيين وسوريين ‏بينهم امرأة وقاصران، مما استدعى تدخل طوافة عسكرية والقوى الأمنية لتعقّب الجانيين ‏اللذين نفذا الجريمة فرا في الأحراج المجاورة، فيما شهدت بعقلين توترا شديدا. ومساء تم ‏القاء القبض على الشقيقين المتهمين وبوشرت التحقيقات معهما.

 

ما البديل عن النظام المصرفي القائم في لبنان؟

الأنباء/22 نيسان/2020

بصرف النظر عن أخطاء القطاع المصرفي اللبناني، فقد طرحت الحملة السياسية المركزة على البنوك وعلى حاكم مصرف لبنان، مجموعة من التساؤلات، وسلطت الأضواء على طموحات سياسية تغييرية عند قوى حزبية لها تأثير واسع على الحكم والحكومة.

إن المسؤولية تفرض تناول موضوع الاختناق المالي الذي تعيشه البلاد من وجهة علمية وليس من باب التناحر السياسي، والتشخيص المنطقي للأزمة القائمة، يفرض اعتماد تفسير واحد لما حصل، وهو أن المصارف اللبنانية لديها ودائع مالية كبيرة، ووظفت غالبية هذه الودائع بسندات خزينة للدولة اللبنانية وبفوائد مغرية، والدولة التي استدانت لتمويل عجز صرف معظمه على قطاع الكهرباء – خصوصا في العشر سنوات الأخيرة – تمتنع عن إعادة هذه الأموال للبنوك، أو عاجزة، وبالتالي فإن البنوك غير قادرة على تسديد أموال المودعين. لا يمكن التسليم بمقولة رئيس الحكومة حسان دياب في أن الأموال تبخرت قبل تشكيل وزارته، ففي هذا التصريح الذي أثار الهلع ارتجالية واضحة، على أمل أن يكون صدر بعفوية وليس عن سابق تصميم، لأن الأموال لم تتبخر أبدا كما يشاع، بل هي في عهدة الدولة. والدولة ليست مفلسة، فلديها ملاءة عقارية ومرافق استثمارية منتجة، وهي تملك ما يقارب 15 مليار دولار قيمة احتياط الذهب، ولو كان لهذا الذهب حصانة سيادية، ولا يوافق اللبنانيون على تسييله والتصرف به. من المؤكد أن منظومة الحكم الحالي لديها مشروع تغييري للنظام المالي والاقتصادي القائم في لبنان. ويبدو أنها تعمل على زيادة السيطرة على القطاع المصرفي، وصولا إلى حد تنفيذ أجندة تأميمية وفقا لما سمعناه من معارضي الحكومة، علما أن هؤلاء المعارضين لم يطلقوا بعد أي خطة لإسقاط الحكومة، كما لم يطالبوا باستقالة رئيس الجمهورية، ولكن تجربة التعاون والمهادنة مع رموز العهد وداعميه كانت فاشلة كما يقول هؤلاء، إلا أن المعارضين ومعهم قوى الانتفاضة لن يسمحوا بوضع اليد بالكامل على البلد في هذه اللحظة الحرجة، ولا هم سيتخلون عن مسؤولياتهم تجاه ناخبيهم وبالتالي حفظ ودائعهم في البنوك، لأن هذه الودائع بغالبيتها عبارة عن جنى عمر ذوي الدخل المحدود وأموال صناديق التعاضد أو ثروات موروثة ومبالغ لمغتربين أو رجال أعمال حصلوا عليها بالكد وعرق الجبين.

ما النظام البديل الذي يمكن للحكومة اعتماده بديلا عن النظام المالي الحالي؟

هناك شريحة واسعة من اللبنانيين تؤيد نموذج نظام اشتراكي علماني، يحقق عدالة اجتماعية فيها ضمانات معيشية وتكافؤ فرص أمام الجميع، من دون تمييز طائفي، وتفرض فيه ضرائب تصاعدية يتحمل من خلالها الأغنياء أعباء أكثر من الفقراء.

ولكن ما هو مطروح اليوم وفقا لمصادر معارضة ليس هذا النموذج، بل شكل من أشكال السطو على الودائع المالية، وتأميم المصارف بالقوة، وعزل لبنان نهائيا عن النظام المالي العالمي كما عزل عن أشقائه وأصدقائه، وفرض تعاملات مالية نقدية بدائية لا تخضع للرقابة، وهذه كلها إجراءات مخالفة للدستور وتؤدي الى تدمير كامل لبنية الاقتصاد اللبناني. وتستند هذه الأوساط الى تحليلها، لكون الحكومة رفضت حتى الآن طلب مساعدة صندوق النقد الدولي رغم أن 96 دولة في العالم طلبت مساعدته في قضايا تتعلق بمواجهة التداعيات الكارثية لجائحة كورونا. بعض المستشارين الذين يقدمون الاقتراحات الراديكالية اليوم، كان لهم دور إبان فضيحة بنك المدينة، حيث اختفى 1.5 مليار دولار من أمواله قبل العام 2005، وكذلك في تصفية تفليسة بنك الجمال الصيف الماضي، حيث تم تحويل كامل ودائعه إلى عملة ورقية نقدية، وهؤلاء ذاتهم يحاولون تقديم استشارات للحكومة اليوم.

 

البناء : جريمة مروّعة في بعقلين بلا خلفيّات … وتظاهرات سيّارة تواكب الجلسة التشريعيّة بري: الطائفيّة منعت الرقابة… وحردان: لمواجهة وباء الغلاء وسعر الصرف إقرار قوانين لمكافحة الفساد… وطريق البقاع… وزراعة القنب… وإرجاء العفو

البناء/الأربعاء 22 نيسان 2020

بقي ثنائي كورونا وأسعار النفط حاضرين في خلفية المشهد العالمي، مع يوم هادئ نسبياً، لكنه لم يحمل الاطمئنان، ففي مسار كورونا انتقل نمو الفيروس من المتواليات الهندسية القائمة على التضاعف كل مهلة زمنية، يومياً أو اسبوعياً أو كل عشرة أيام، إلى المتوالية الحسابية القائمة على زيادة ثابتة يومياً وأسبوعياً، فلم ينتقل عدد المصابين مع منتصف الشهر إلى ضعف ما كان في بدايته، ولا يبدو أنه سينتقل في نهايته إلى ضعف ما كان في نصفه، بل اختطّ مساراً بين المسارين، بحيث بدا رقم الثلاثة ملايين إصابة هو المرجح بدلاً من المليونين الذي يعني الاستقرار وبدء الاحتواء، والأربعة ملايين الذي يعني التفاقم والتفشي، لكن بقي القلق قائماً من ظهور حصانين جديدين يتقدمان المشهد، مع تزايد عدد الإصابات في تركيا التي حلت سابعة على الصعيد العالمي وتخطت الصين وإيران مسجلة رقماً يقترب من المئة ألف إصابة، وبالتوازي بلوغ الزيادات اليومية في روسيا رقماً مقلقاً أيضاً يقارب الأربعة آلاف إصابة.

النفط هو الآخر واصل مسيرة الانهيار، لكن بأسعار أفضل من أول أمس، ربما يفسّرها الفرق بين كون أول أمس نهاية فرص البيع الآجل لمخزون شهر أيار، وكون أمس اليوم الأول للعد التنازلي لمهلة شهر حزيران، بحيث بدا تراجع السعر بذاته مؤشراً لما سيبلغه مع استهلاك مهلة الشهر لبيع مخزونات حزيران، لأن القضية هي ذاتها، لا طلب في السوق، ولا أماكن تتسع للتخزين لم يتم استهلاكها، ما يعني أن القلق من مشهد مشابه بعد أسبوعين وما سيليهما ليس مستبعداً، ما لم يتم وقف الإنتاج وليس فقط خفضه، كما قول الخبراء، خصوصاً مع ما ظهر من فوائض لا تستطيع أي عمليات تخزين استيعابها، فما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرار ملء المخزونات الأميركية بخمسة وسبعين مليون برميل تعني امتصاص فائض يومين من أيام الإنتاج لا أكثر، في ظل تراجع الطلب على النفط إلى نصف الكميات المنتجة في أسواق العالم، وصعوبة بلوغ وضع أفضل في منتصف الشهر المقبل.

في لبنان الذي هزّته ليلاً الجريمة المروعة في بلدة بعقلين الشوفية، والتي لم تتضح خلفياتها البعيدة عن السياسة، كما قالت مصادر أمنية، كان النهار للجلسة التشريعية التي لم تنجح المسيرات السيارة تحت عنوان مواصلة انتفاضة 17 تشرين والتلويح بعودتها، في حجب الحضور الطاغي للجلسة التشريعية، التي قدمت مشهداً سياسياً بدا ممسوكاً تحت سقف عدم الاشتباك المفتوح، رغم الاحتباس السياسي بين الكتل النيابية خصوصاً شركاء التسوية الرئاسية في حكومة الأمس تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وكان الحصاد التشريعي مؤشراً على وجود شبكات أمان لتوفير الأغلبية اللازمة لتمرير عدد من مشاريع واقتراحات القوانين، بمثل شبكة أمان توفير النصاب الذي لم يظهر كمشكلة مع جلسة الأمس، وفيما استهلك قانون العفو أغلب السجالات، والوقت، تم تأجيله لمزيد من النقاش في لجنة خاصة، بينما أقرت قوانين تتصل بمكافحة الفساد وإطلاق نفق حمانا شتورا، وتشريع زراعة القنّب الهندي للأغراض الطبية.

رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قاد العملية التشريعية، ورتب مناخاتها السياسية، قال في جواب عن مدى قيام المجلس النيابي بمهمته الرقابية، أن النظام الطائفي هو الذي عطل مهام المجلس الرقابية، بينما كان لرئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان كلام عن الجلسة، أشاد فيه بأداء الحكومة في مواجهة وباء كورونا، داعياً لمواجهة وباء الغلاء وسعر الصرف.

ودعا رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان الحكومة اللبنانية إلى الإحاطة الكاملة بكل مسؤولياتها، معتبراً أنّ الظرف الاستثنائيّ الدقيق الذي فرضه وباء كورونا المستجد على لبنان كما على العالَم قاطبةً، تطلّب إجراءات حازمة على الصعيد الصحي، ويسجل لوزارة الصحة والحكومة نجاحهما على هذا الصعيد، لكن ماذا عن وباء الغلاء الفاحش الذي يفوق قدرة الناس على تأمين لقمة العيش؟

وقال حردان في تصريح له أمس، إنّ الأولوية في هذا الوقت هي لصحة الناس، وقاية وغذاء على حد سواء، مؤكداً على ضرورة تلازم إجراءات الوقاية ضد فايروس كورونا بإجراءات حماية المستهلك من وباء الغلاء الفاحش الذي يَحُول دون تمكّن الفقراء والعاطلين عن العمل من توفير الغذاء لعائلاتهم، وهذا تحدّ خطير لا بدّ من إجراءات حازمة بشأنه، وعلى وزارة الاقتصاد أن تضطلع بعِدة إجراءات عملية لمكافحة وباء الغلاء.

وأضاف حردان: إن تذرّع وزارة الاقتصاد بأنها لا تمتلك فِرَقاً كافية للقيام بمهام حماية المستهلك، يخالف حالة التعبئة العامة التي أعلنتها الحكومة والتي تفرض تعاوناً وتكاملاً بين جميع الوزارات والمؤسسات للقيام بمسؤولياتها على صعيد الأمن الصحي والاجتماعي والمعيشي على حد سواء.

وتابع: إن الارتفاع الجنوني للأسعار شكْلٌ من أشكال الاستهداف المتعمد للاستقرار الاجتماعي، وهذا أمر خطر جداً لا بدّ من مواجهته. وطالب وزير الاقتصاد، ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك، بإعلان حالة التعبئة والاستنفار في وزارته والاستعانة بالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وجميع الأجهزة الأمنية والوزارات متى اقتضى الأمر، بهدف النزول إلى الأرض لمواجهة وباء الغلاء ووضع حد لتجار الأزمات الذين يجدون فيها ضالة جشعهم لجني الأرباح غير المشروعة من دون أي اكتراث أخلاقي وإنساني بحياة الناس ولقمة عيشهم.

وقال: المرحلة الراهنة تتطلب مهامَّ استثنائية وقرارات حازمة، ولا يجوز الوقوف على الأطلال والحديث عن محدوديّة الطاقات والإمكانات، فحال التعبئة العامة، تتطلب خطوات وإجراءات تحمي المواطن من خطر وباء الكورونا ومن خطر الأوبئة الموازية المتمثلة بالغلاء الفاحش وبالانفلات الحاصل في سوق الصرافة التي تتلاعب بسعر صرف الليرة مقابل الدولار بوتيرة تجاوزت حدود احتمال المواطنين.

على صعيد آخر، أسقط مجلس النواب صفة العجلة عن اقتراح قانون العفو العام وأحال الاقتراحات المقدمة بهذا الشأن على اللجان المشتركة وأعطاها مهلة 15 يوماً لدراستها.

وقد سجل كتل لبنان القوي والقوات والكتائب اعتراضهم على اقتراح قانون العفو في مقابل تأييد كتل أمل وحزب الله والمستقبل والاشتراكي. وأعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل خلال الجلسة أن “الوباء لا يغطّي الجريمة، لا يجوز تمرير العفو تحت جنح الكورونا”. فردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على باسيل قائلاً: “من حق المجلس أن يشرّع وعندما يأتي المشروع من المجلس يكون اقتراحاً وعندما يأتي من الحكومة يكون مشروعاً”.

وحاول نواب التيار الوطني والكتائب والقوات، بحسب ما علمت “البناء”، إسقاط صفة العجلة عن اقتراح العفو ورفضوا تمريره تحت حجة الكورونا لا سيما أن الاقتراح كما هو يستفيد منه بعض المشاركين بقتال الجيش اللبناني والقوى الأمنية وبجرائم إرهابية. فيما قالت مصادر نيابية إن التيار كان يريد شمول الاقتراح عائلات العملاء اللحديين لكن ذلك قوبل بالرفض من كتل أخرى ما دفع التيار الى رفضه كاملاً. ولذلك طلب الرئيس بري إعادته الى اللجان المشتركة لدرسه خلال 15 يوماً، علماً أن عدداً من النواب كانوا قدّموا اقتراحات منهم النائب بهية الحريري وياسين جابر ونقولا النحاس وغيرهم. فيما أوضح نواب الوفاء للمقاومة لـ”البناء” أن “اي قانون عفو لن يشمل كل الجرائم التي تدخل في الأرهاب وقتل الجيش والقوى الأمنية كما لا تشمل العملاء الإسرائيليين”.

ودخل الرئيس سعد الحريري على خط الجلسة من منزله بعدما غاب عن الجلسة لوجوده في الحجر المنزلي وقال عبر “تويتر”: “منذ اللحظة الاولى كنا واضحين بإصدار قانون عفو يستثني كل مَن على يده دماء. اما وقوف البعض ضده اليوم طمعاً بتطييف المسألة او ظناً أنه سيستعيد شعبية خسرها في طائفته وجميع الطوائف فهو موقف غير أخلاقي وغير إنساني وسيرتد على أصحابه”.

وأقر المجلس النيابي اقتراح القانون الرامي الى تنظيم زراعة القنب للاستخدام الطبي. وقد رفضت كتلة “الوفاء للمقاومة” التصويت لصالح الاقتراح. وقال النائب حسين الحاج حسن في تصريح على هامش الجلسة: “نتكلّم عن قانون ينظّم زراعة القنّب ولكن من دون تقديم دراسة جدوى اقتصادية، ولذلك نعترض”، وأعلن أن “عدداً من الزملاء المستقلين صوتوا ضد الاقتراح أيضاً”. وقالت مصادر كتلة الوفاء للمقاومة لـ”البناء” إن “حزب الله لا يرى اي جدوى اقتصادية من هذا القانون لا سيما في غياب دراسات علمية على ان هذه المادة أي القنب تدخل في إطار الصناعات والمواد الطبية وان إقراره يمكن ان يشرع زراعتها والاتجار بها بشكل عشوائي ولغير الأغراض المحددة في القانون”.

في المقابل أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب أنطوان حبشي أنه تمّ درس موضوع زراعة القنب لأكثر من سنة والتاجر يحصل على أرباح طائلة وما يقوم به القانون اليوم هو تحرير المزارع.

كما صوّت ضد الاقتراح نواب حزب “الطاشناق”.

أما عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر، فاعتبر خلال كلمة له خلال جلسة مجلس النواب، أن “لبنان دولة لا هيبة له”، وسأل: “وقت اللي كان في هيبة للدولة ما قدرنا نمنع الحشيشة، هلأ بده يكون عنا هيبة؟”. وأيدت كتلة اللقاء الديمقراطي اقتراح قانون زراعة القنب للاستخدام الطبي، وكمدخل لتأمين موارد مالية، ومعالجة هذه الآفة المزمنة ومفاعيلها الاجتماعية والأمنية. فيما أيد نواب حزب الكتائب الاقتراح.

وأقرّ المجلس قانون الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

وأحال الرئيس بري اقتراح قانون الإثراء غير المشروع الى اللجنة الفرعية التي يرأسها رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان والتي تبحث منظومة القوانين المرتبطة بالإثراء ورفع السرية المصرفية.

وطالب كنعان بردّ قرض بقيمة 89 مليون دولار يتعلق بالصرف الصحي في حوض الليطاني إذا كان جديداً ولم يكن جزءًا من قانون برنامج مقر سابقًا.

وسقط اقتراح القانون المقدّم من النائب بولا يعقوبيان الرامي الى منح النائب الصفة والمصلحة لطلب إبطال الأعمال الإدارية، واعترض عليه كل من “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” والحزب “التقدمي” الاشتراكي” و”حركة امل”.

وعلّق رئيس الحكومة حسان دياب على اقتراح القانون، ورأى أن “الاقتراح يؤدي الى عرقلة العمل الاداري ويمس بعمل السلطات وفصلها”، وأضاف: “من هذا المنطلق موقف الحكومة هو عدم الموافقة”.

أما النائب باسيل، فاعتبر أن “الاقتراح يدمج بين صفتين (الادعاء والرقابة) وهذا مسّ بفصل السلطات، كما يمكن الطعن به أمام المجلس الدستوري ويُقبل به”.

وأكد الرئيس بري خلال مداخلة في الجلسة المسائية أن “المشكلة في لبنان هي أن الأحزاب لم تحزّب الطوائف بل الطوائف طيّفت الاحزاب”، وقال: “كفى دوراناً حول الحقيقة فالمجلس النيابي لم يستطع القيام بدوره الرقابي بسبب النظام الطائفي”.

ورفضت النائبة يعقوبيان ما سمّته لهجة توبيخ وردت من رئيس الجمهورية ميشال عون في إعادة مرسوم متعلق بإنشاء نفق بيروت – البقاع، فما كان من نبيه بري إلا أن دافع عن عون قائلا: “انا ادافع عن رئيس الجمهورية وهو ليس المسؤول عن اللهجة الواردة في المرسوم وأطلب شطب كل ما يسيء الى مجلس النواب من المحضر”. وقد فسّرت مصادر نيابية الأمر بأن الرئيس بري أشار الى مسؤولية مستشاري رئيس الجمهورية بهذا الخطأ وليس الرئيس عون.

وكان مجلس النواب أقرّ في جلسته الصباحية مشروع القانون المتعلق بإبرام اتفاقية قرض مقدّم من البنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان، وقانون بإلحاق قضاة التدرج بسلسلة رواتب القضاة. ورد بري على المعترضين على الإنفاق على رواتب القضاة بالقول: “فتشوا عن الأموال المنهوبة والمسروقة بدلاً من حرمان عدد قليل من القضاة من حقوقهم”. كما أقرّ المجلس القانون المتعلق بالإجازة للحكومة إنشاء نفق لطريق بيروت – البقاع على طريقة الــ BOT. في موازاة ذلك، طلب رئيس الحكومة سحب قرض الـ 4،9 مليون دولار من البنك الدولي للتنمية الزراعية، بعدما انقسمت حوله الكتل النيابية. ورأى قسم من الكتل في القرض ادخالاً لـfresh money نحتاجه اليوم، في حين رفض قسم آخر الاستمرار بمبدأ الاقتراض لاسيما أنه قرض مرتبط بالنازحين. واعترض التيار الوطني الحر على القرض لارتباطه بدعم إبقاء النازحين السوريين. كما رفض التيار والنائب سامي الجميّل مبدأ الاستمرار بسياسة القروض والاستدانة في بلد لم يعد قادراً على الدين، في حين أنّ المستقبل والاشتراكي دافعا عن القرض لحاجته في إدخال مال ودعم الزراعة.

وكانت الجلسة التشريعية انعقدت في قصر الأونيسكو، برئاسة الرئيس بري، وبمشاركة الرئيس دياب والوزراء، وطلب بري من النواب تجاوز موضوع الاوراق الواردة. ورداً على من يتهمون المجلس النيابي بالتقصير وعدم القيام بدوره، أكد بري أنّ المجلس يقوم بواجباته وأكثر. وقال “الجميع يعلم منذ متى كانت هذه الجلسة مقررة وكيف تعطلت وأن هيئة مكتب المجلس وضعت كل المشاريع والاقتراحات على جدول اعمالها وللأسف هناك بعض الزملاء يصدقون ما يقال عن دور المجلس”. وشدّد بري على أنّ “المجلس يقوم بدوره وأكثر تشريعياً ورقابياً مهما قالوا ومهما يقولون”.

واستحوذ الملف الصحي ومستجدات وباء كورونا على جانب من الجلسة مع عدم تسجيل أي اصابة امس، في مؤشر إيجابي يعزز نجاح خطة الحكومة ووزارة الصحة بالسيطرة على الوباء. وأقرّ المجلس إعفاء الهبات والمساعدات المرتبطة بمواجهة كورونا لمدة ستة أشهر بناء على اقتراح النائب كنعان، كما تمّ التركيز خلال الجلسة على موضوع دفع مستحقات المستشفيات الخاصة.

وطالب نواب التيار الوطني الحر بتعليق المادة 32 من قانون الموازنة التي تدعو لوقف إنفاق البلديات وبالتالي تعليق المادة يجيز للبلديات الصرف نظراً للحاجة اليهم في مواجهة كورونا.

ولم تسجل أية سجالات سياسية حادة رغم بعض “الزكزكات” بين المعارضة والحكومة، بغير ما كان متوقعاً، اذ عمل الرئيس بري على ضبط اي سجال والغى الاوراق الواردة، وقالت مصادر نيابية في الاشتراكي لـ “البناء” إننا لسنا ضد العهد والرئيس عون والتيار ولا مشكلة لنا معهم في التعيينات، بل في اتجاههم الى الاطاحة بالنظام السياسي والاقتصادي القائم وتكريس نظام المحاصصة. وهذا لن نسمح به.

وبحسب مصادر نيابية فقد رأت ان الاقتراحات والمشاريع التي أقرت كانت محل اتفاق مسبق بين الكتل النيابية وكذلك الاقتراحات التي سقطت ايضا متفق على إسقاطها. اما الحضور الكبير من كل الكتل النيابية فمؤشر على مصلحة كل طرف بتمرير اقتراح معين.

على صعيد آخر، بقيت أزمة ارتفاع اسعار السلع والمواد الغذائية والخضار ومؤخراً سعر ربطة الخبز وارتفاع سعر صرف الدولار في واجهة الاهتمام الرسمي وسط تصاعد وتيرة الغضب والاحتجاجات من قبل المواطنين لا سيما على ابواب شهر رمضان، ولهذه الغاية أعلن وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة خلال جولة تفقدية على بعض المحال التجارية، أن لديه “وثيقة عن اتفاق بين 8 أفران على أن تكون ربطة الخبز بـ900 غرام وفي بعض المناطق بيعت ربطة الخبز بـ1750 ليرة، وعلى الافران أن تعلم أننا في دولة قانون وسنقوم بكلّ ما يلزم لتصحيح الامور”. وكان نعمه بدأ صباح أمس، بجولة مع مراقبي مديرية حماية المستهلك على المخابز والأفران في منطقة الزلقا، ومناطق اخرى عدة. وقال من خلدة “تمت مصادرة البضائع المخالفة بإشارة من القضاء المختص وسيتم تسليمها للبلدية وندعوها إلى توزيعها على الفقراء”.

وسط هذه الأجواء، لا تزال الخطة الاقتصادية التي يفترض ان تقرها الحكومة في الأسابيع المقبلة عالقة ومدار أخذ ورد بين المعنيين بها. وبحث رئيس الحكومة في السراي مع سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه في آخر التطورات وفي مشروع الخطة المالية المقترح من الحكومة.

وقد جاءت التحركات الشعبية مسيّسة، بحسب مصادر سياسية على وقع الجلسة النيابية. وبحلة جديدة وقد انتقدت المصادر خرق التعبئة العامة رغم تقيد المحتجين ببعض الإجراءات الحكومية، لكن التجمع الشعبي بحد ذاته يشكل خطراً كبيراً. وكان عدد من المواطنين تجمّع عند تقاطع الرينغ قبل أن يخرجوا بمسيرة سيارة نحو قصر الأونيسكو تزامناً مع انعقاد الجلسة التشريعية، وانطلق محتجون بمسيرة سيارة من ساحة انطلياس باتجاه ساحة الشهداء رفضاً للاوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار، وأكدوا ان “الثورة مستمرة”، مطالبين “بالعدالة الاجتماعية وبدولة القانون والمؤسسات واستقلالية القضاء ومحاسبة الفاسدين”. وفي طرابلس ايضاً، جالت مسيرات سيارة الشوارع رفضاً للاوضاع المعيشية، وهذا ما حصل في صيدا وصور والنبطية وبعلبك ايضاً.

على صعيد آخر، شهدت بلدة بعقلين جريمة مروعة أدت الى سقوط 9 قتلى بينهم 6 سوريين، وشخص من بعقلين يُدعى ك. ن. ح. وآخر من بلدة عرسال.

وافيد أن من بين القتلى الـ9 سيّدة وجدت مذبوحة في أحد المنازل المجاورة لمسرح الجريمة. وعُلم أن من بين الضحايا طفل وفتى. ولم تعرف حتى الآن اسباب الجريمة، التي استُخدمت فيها بندقية “بومب اكشن” و”كلاشنكوف”. وفرّ الجاني عبر أحراج بعقلين القريبة من منطقة النهر، وعملت العناصر الأمنية على ملاحقته. وافادت المعلومات مساء امس عن إلقاء القبض على اللبنانيين م. و ف. حرفوش المشتبه بهما بارتكاب جريمة بعقلين.

واستنكر الرئيس حسان دياب الجريمة المروّعة. وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية الإسراع في التحقيق في هذه الحادثة الأليمة وكشف ملابساتها ومرتكبيها لمحاسبتهم، متوجّهاً بالتعازي إلى عائلات الضحايا.

 

نداء الوطن: السلطة تسنّ القوانين… و"الثورة" تسنّ أسنانها! هيركات "التعاميم"… الحكومة تتلطّى خلف "الحاكم"!

نداء الوطن/الأربعاء 22 نيسان 2020

تقول جرثومة الفساد المستشرية في مفاصل السلطة ‏ولا أن تبدّد صبغتها الفاسدة في نظر الناس، وما التحركات الشعبية التي أحاطت بمشهدية ‏الأونيسكو أمس سوى خير دليل على كون محاكاة الدولة لعب أدوار بطولية في استعادة ‏دورة العمل المؤسساتي، لم تعد ذات قيمة ولا وزن بنظر اللبنانيين الثائرين على منظومة ‏حاكمة أوصلتهم والبلد إلى أسفل سافلين على مختلف مستويات معيشتهم المالية ‏والمصرفية والاقتصادية والاجتماعية. باختصار بات لبنان مقسوماً بين صورتين، الأولى تبدو ‏فيها سلطة مكابرة في قراءة المتغيرات ومتكبّرة على أوجاع المواطنين فتحاصر استقلالية ‏القضاء وتحاضر في "سنّ القوانين"، لتمرّر ما تقتضيه مصلحة "لويا جيرغا" الأحزاب ‏والطوائف والكارتلات، بينما الصورة الثانية توثّق معالم ثورة "تسنّ أسنانها" وتشحذ همم ‏شعب مسحوق منهوب يقاتل في سبيل قوت يومه، بعدما قضى أهل الحكم على شتى ‏أنواع طبقاته المتوسطة والمستورة وحتى الميسورة، بعدما أفرغوا الخزائن والجيوب ‏وقطعوا الأرزاق والأعناق تحت مقصلة هدر المال العام ونهب المال الخاص.‎‎ ‎ بالأمس، التأم شمل المجلس النيابي وحكومة 8 آذار على مسرح قصر الأونيسكو هرباً من ‏محاذير الكورونا، لكنّ أفواج الثورة السيّارة تحدّت هذه المحاذير ونظمت طلعات تحذيرية ‏تؤكد أنّ الحساب آتٍ وكورونا لن يَجُبّ ما كان قبله من انتفاضة شعبية، هزت عروشاً ‏وزلزلت الأرض من تحت الكراسي الرئاسية والسياسية حتى احتمى المتربعون عليها خلف ‏الجدران، وتواروا وراء جحافل أمنية وعسكرية وميليشيوية لتحول بينهم وبين غضب الناس. ‏وهذه الانتفاضة تؤكد كل المعطيات أنها تتحضر لتعود بزخم أكبر من العوز والطفر ‏والبطالة، بعدما انتهك تحالف "السلطة - كورونا" آخر مقدرات معيشة اللبنانيين ولم يعد ‏هناك ما يخسرونه أكثر من الذي خسروه من أموال وأعمال.

‎ ‎وإمعاناً في سياسة إفقار الناس، تواصل الحكومة تخبطها وخطواتها العشوائية من دون أي ‏خطة إنقاذية واضحة المعالم حتى الساعة، سوى أنها منذ أن آثرت سحب مشروع "الكابيتال ‏كونترول" واعتمدت المناورة في قضية "الهيركات"، لجأت إلى "خطة" التلطي خلف ‏‏"فرمانات" حاكم المصرف المركزي، التي تصدر بين حين وآخر على صورة تعاميم متتالية ‏بغطاء من الرؤساء الثلاثة لتنظيم "هيركات مقنّع" على الودائع، حسبما وصفتها أوساط ‏اقتصادية لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ هذه التعاميم وإن كانت في ظاهرها توحي باتخاذ ‏قرارات تقضي بتحرير أموال المودعين، فإنها في جوهرها "تسرق" دولاراتهم بالمعنى ‏الحرفي للكلمة، ومن جهة ثانية تقتطع من أرصدتهم جزءاً من جنى عمرهم وهو ما يتمثل ‏بفارق سعر الصرف بين المصارف والصيارفة. وأردفت: "على سبيل المثال فإنّه من أصل ‏كل ألف دولار يريد المودع سحبها من حسابه، سيضطر لدفع "خوة" إلى الدولة تناهز ‏النصف مليون ليرة لبنانية نتيجة التفاوت الحاصل في أسعار صرف الدولار، هذا عدا عن ‏واقع السطو على كل الإيداعات السابقة بالعملة الصعبة وتجييرها إلى البنك المركزي".

‎ ‎وإذ لفتت إلى أنّ الأمر نفسه ينطبق كذلك على مسألة "الاستيلاء" على التحاويل المالية ‏بالعملة الأجنبية من الخارج، أوضحت المصادر أنّ التعميم الأخير الصادر عن حاكم المصرف ‏المركزي بهذا الخصوص وإن كان يقضي بتسليمها للمستفيدين بالليرة اللبنانية وفق سعر ‏صرف الصيارفة، لكنه في واقع الحال يسطو على دولاراتهم مقابل تدفيعهم فرق سعر ‏السوق لشراء الدولار، الذي كان محوّلاً إليهم في الدرجة الأولى واستولى عليه المصرف ‏المركزي، بحيث سيكون على المستفيد من حوالة نقدية بالدولار أن يدفع فرق سعر الصرف ‏مبيعاً وشراءً كي يستحصل على القيمة نفسها بالعملة الخضراء، وإلا فإنه مجبر على ‏الرضوخ إلى "لبننة" حوالته بقوة "تعاميم" سلطة الأمر الواقع. ‎ ‎وأمام توالي "تعاميم" السطو الممنهج على أموال الناس، لم تستبعد المصادر عينها أن تبلغ ‏وقاحة الطبقة الحاكمة بشقيها السياسي والنقدي درجة الاستيلاء حتى على الـ"Fresh Money" في المراحل اللاحقة، عبر تعاميم جديدة تفرض لبننة الحوالات المصرفية الواردة ‏بالعملة الصعبة من الخارج، وسألت: "أليست الحوالات عبر المؤسسات المالية غير ‏المصرفية تُعتبر "Fresh Money" وتم الاستيلاء عليها؟ إذاً ما الذي يمنعهم من إلحاق ‏الحوالات المصرفية بها؟".

 

اللواء: فريق بعبدا يشاغب على التشريع.. وبري يتهم ‏المستشارين

اللواء/الأربعاء 22 نيسان 2020

 تأجيل قانون العفو وحزب الله يعارض "زراعة القنب" . .. والتعبئة إلى 12 أيار

ينهي مجلس النواب اليوم، بجلسة صباحية الجولة التشريعية التي تدخل التاريخ، من بابين: ‏مواجهة فايروس كورونا، والانعقاد خارج مقر المجلس في قصر الأونيسكو في قاعة تتسع ‏لألف شخص، تحقيقاً لقاعدة التباعد الاجتماعي، وإجراءات الوقاية للنواب، الذين حضر ‏بعضهم مرتدياً كمامات وقفازات، فيما تمرد البعض الآخر، متسلحاً "بالتذاكي" والتشاطر، ‏غير عابئ بالتعبئة العامة، وتحول سلوكهم هذا إلى انتقاد وتندر، بعد العجز عن الزامهم ‏بالاجراءات الواقية، ليكونوا قدوة للمواطن العادي، بعد ان تغيرت نتيجة الفحوصات ليوم ‏أمس من صفر حسب بيان وزارة الصحة إلى حالة إيجابية، حسب بيان مستشفى رفيق ‏الحريري، فيما تمضي السلطات الصحية إجراءات فحصوات على عينات عشوائية، للتثبت ‏من عدم التفشي المجتمعي للوباء، ضمن خطة وضعت تمهيداً لاتخاذ قرار في ما يتعلق ‏بمآل التعبئة العامة، بدءاً من النصف الثاني من أيّار المقبل.

نجح المجلس في الانعقاد، ولو تحت احتجاجات حراكيين، قرروا العودة إلى الشارع، ‏بالسيارات المسموح بها، وضمن بإجراء تتعلق بالتباعد ووضع الكمامات، وارتداء الكفوف ‏البيضاء والسوداء..

ومع ان مشاريع واقتراحات القوانين الـ20 التي أقرّت من أصل 66 بنداً لم تخل من سجالات ‏واعتراضات، الا انه سجل للرئيس نبيه برّي "مرونة حازمة" قادته إلى تمرير ما ورد من ‏اقتراحات ومشاريع، فارضاً حظراً مسبقاً على الأوراق الواردة، التي كان يُمكن لها ان توتر ‏الأجواء، وتطيل النقاشات دون جدوى، مع العلم ان الرئيس حسان دياب الذي شارك في ‏الجلسة الصباحية، متسلحاً بالثقة وبوزرائه، الذين بعضهم لم يهدأ عن العمل، التزم الصمت، ‏أو ما وصف "بالدبلوماسية الايجابية".

وبدا من سير المناقشات سواء حول ما أقرّ أو تحول إلى اللجان كافة، إلى قانون العفو، ان ‏الجلسة كانت تشريعية بامتياز، وبدا وكأن هناك اتفاقاً غير معلن، ساهم في تمرير ما يجب ‏تمريره، من دون اغفال "رسالة الغمز" التي بعث بها الرئيس برّي إلى الرئيس ميشال عون، ‏محملاً تبعة ما تضمنه رده لقانون الإجازة للحكومة إنشاء نفق لطريق بيروت - البقاع على ‏طريقة الـB.O.T، تضمنت ما يشبه التوبيخ حسب النائب بولا يعقوبيان إلى المستشارين، إذ ‏قال: ان رئيس الجمهورية لا دخل له بهذا الرد، هو أسلوب المستشارين، مؤكداً ان هذا ‏الكلام لا يُساعد على التعاون..

وفي رسالة ثانية، قال بري: إن هذه الجلسة التي شارك فيها 109 نواب معروف منذ متى ‏كان محدد موعد انعقادها، ومعروف من عطلها، فالمجلس وضع كل المشاريع واقتراحات ‏القوانين على جدول الأعمال، وهو سيبقى يقوم بواجباته وأكثر.. "شو ما حكيو".

في موازاة ذلك كان الرئيس حسان دياب خلال الجلسة دبلوماسياً لبقاً في التعاطي مع ‏مداخلات النواب حول بعض المشاريع، وكانت له لفتة مسائية بعد ان كان سحب مشروع ‏قرض للزراعة، هذه اللفتة تمثلت بالإسراع في انتزاعه تحسين شروط القرض لصالح ‏المزارعين من منظمة "إيفاد"، وهذا الامر سيعاد مناقشته اليوم بعد ان كان قد علق ‏النقاش به بالأمس.

هذا الهدوء الذي طبع أجواء الجلسة يساهم إلى حدّ كبير في أن تكون الجلسة منتجة ‏تشريعياً، حيث بلغت المشاريع واقتراحات القوانين التي صدقت العشرين، فيما احيلت ‏أربعة مشاريع وثمانية اقتراحات قوانين إلى اللجان بعد ان سقطت لحظة التصويت عليها ‏بصفة المعجل المكرر.

وكان من أبرز الاقتراحات التي تمّ التصديق عليها اقتراح قانون زراعة القنب "الحشيشة" ‏للاستخدام الطبي، كمدخل لتأمين موارد مالية، ومعالجة هذه الآفة المزمنة ومفاعيلها ‏الاجتماعية بحسب الذين ايدوا الاقتراح، الذي عارضه نواب "حزب الله" و"المستقبل" وكتلة ‏نواب الأرمن، كما صدق المرسوم الرامي إلى إعادة قانون مكافحة الفساد في القطاع العام ‏وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الذي كان قد رده رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون.

اما أبرز اقتراحات القوانين التي سقطت، الاقتراح المعجل المكرر لقانون العفو العام المقدم ‏من النائبين ميشال موسى وياسين جابر، وقد لوحظ ان هناك اقتراحات أخرى فأحال الرئيس ‏برّي جميع هذه الاقتراحات إلى اللجان المشتركة واعطاها مهلة 15 يوماً لدراسة الاقتراحات ‏القديمة والجديدة، بعد ان كان اعترض النائب جبران باسيل قائلاً انه لا يجوز التشريع تحت ‏جناح كورونا، ورد برّي عليه قائلاً: من حق المجلس ان يشرع.

كما احال رئيس المجلس اقتراح قانون الإثراء غير المشروع إلى اللجنة الفرعية المنبثقة عن ‏اللجان المشتركة والتي تدرس منظومة القوانين المرتبطة بالاثراء واسترداد الأموال ‏المنهوبة، ورفع السرية المصرفية والجرائم المالية.

كما صادق المجلس على مرسوم إعادة القانون المتعلق بالاجازة للحكومة وإنشاء نفق ‏لطريق بيروت - البقاع على طريقة الـB.O.T، وصادق من خارج الجدول على اقتراح التمديد ‏للهيئتين التشريعية والتنفيذية في المجلس الشيعي.

ومن المقرّر ان يعود المجلس ويناقش في الجلسة التي يرجح ان تنتهي اليوم، إقرار مشروع ‏القانون الرامي إلى تعليق المهل القانونية والقضائية والعقدية.

مجلس الوزراء

وسط ذلك، دعي مجلس الوزراء إلى جلسة تعقد عند الثانية والنصف من بعد ظهر الجمعة ‏المقبل في القصر الجمهوري، وإقرار البنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك تقييم ‏مراحل التعبئة العامة، والاتجاه الجديد بتمديد التعبئة إلى 12 أيّار، مع اتخاذ إجراءات ‏استثنائية تتعلق بفتح البلد تدريجياً.

مكافحة الفساد

وبين الجلستين، ترأس الرئيس حسان دياب، اجتماعاً للجنة مكافحة الفساد، للبحث بمشاريع ‏القرارات المتعلقة بهذا الملف، والاثراء غير المشروع، وما يتعين فعله لاستعادة الأموال ‏المنهوبة، وفي ضوء القوانين التي أقرّت في الجلسة النيابية.

وجرى التأكيد على الطلب إلى النائب العام التمييزي مراسلة هيئة التحقيق الخاصة لدى ‏المنشأة لدى مصرف لبنان بوضع جردة بجميع البيانات العائدة إلى الأشخاص الذين ‏يتعاطون الشأن العام، ومطابقتها مع التصاريح المودعة لدى مصرف لبنان والمقارنة في ‏ما بينها، وفتح تحقيق فيها بالنسبة إلى الأموال المنقولة وغير المنقولة في حال عدم ‏المطابقة وفق أحكام المادة 12 من قانون الإثراء غير المشروع رقم 99/154‏.

المرحلة - 2‏

وتستأنف المرحلة الثانية من عودة اللبنانيين من الخارج الاثنين المقبل، بعد تقييم إجراءات ‏التعبئة العامة.

ولهذه الغاية، عقدت اللجنة الوزارية المكلفة آلية عودة اللبانيين من الخارج اجتماعاً برئاسة ‏الرئيس دياب، بحضور الوزراء المعنيين ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط ‏محمّد الحوت.

وفي هذا الإطار، قال مستشار رئيس الحمهورية للشؤون الصحية والإجتماعية، وعضو ‏اللجنة الوزارية المعنية بملف وباء "كورونا" الدكتور وليد خوري لـ "اللواء" إن "لبنان اليوم ‏في نهاية المرحلة الأولى من السيطرة على الوباء بطريقة مقبولة، والأيام العشرة المقبلة ‏ستكون مفصلية، مشيداً بقرار رفع عدد الفحوصات العشوائية بين 1000 و1500 فحص ‏يجري يومياً..

وأشار إلى أن اللجنة المعنية ستجتمع اليوم لرفع توصيتها الى مجلس الوزراء لتقييم الأمر، ‏مشيرا الى ان "الاعتقاد السائد هو توجه الحكومة الى تمديد التعبئة العامة لأسبوعين ‏اضافيين على ان يتضمن قرار التمديد امكانية فتح بعض القطاعات لكن من دون ان يكون ‏شاملا بإنتظار انتهاء وزارة الصحة العامة من اجراء المسح الشامل"، لافتا الى ان "هذه ‏الخطوة قد تخلق ارتياحا لدى هذه القطاعات".

ويفيد خوري ان "فرق وزارة الصحة جاهزة لوجستيا لاستكمال الاختبارات المتصلة بوباء ‏كورونا في معظم المناطق، وهناك 4000 مركز صحي مخصص لذلك"، متوقفا عند ‏‏"صعوبة تتصل بحضّ الناس على الاتيان لإجراء الفحص، أي انه اذا كان لا بد من مشاركة ‏‏50 شخصا بالاختبار العشوائي يحضر أحياناً 20 شخصاً". ويقول ان "هناك مناطق تطلبت ‏اجراء مسح كعكار وبشري مع ما يستدعيه ذلك من الخضوع للفحوصات"، مشيرا الى "نجاح ‏الأجراءات في منع تفشي الوباء كما حصل في منطقة كسروان ايضاً".

وحول العودة الى المدارس قال خوري: "العودة للمدارس تتطلب دراسة دقيقة، فإما يصار ‏الى تحديد دوامين قبل وبعد الظهر لحضور الطلاب او لا، وفي معظم الأحوال يبقى ذلك ‏رهنا بالأيام المقبلة، كما لا يمكن ان تتطرق التعبئة الى عودة حركة المطاعم او الى أي ‏حركة تشهد ازدحاما للمواطنين". ويضيف إن "اقفال المدارس والمطاعم والمطار والحدود ‏البرية والبحرية ساهم في احتواء موجة الإنتشار والمشكلة قد تكمن في فتح المطار وعودة ‏حركة الطيران"، لافتا هنا الى أن "موضوع المرحلة الثانية من عودة اللبنانيين من الخارج ‏موضع متابعة وستخضع للإجراءات نفسها التي خضعت لها المرحلة الأولى كما ان ‏القادمين من لندن سيجرون فحوصات الـpcr قبل ركوبهم الطائرة".

العملات الاجنبية الى المركزي

مالياً، طلب مصرف لبنان المركزي من المصارف تسديد سحوبات الزبائن من ودائعهم ‏بالدولار بالليرة اللبنانية، وفق سعر الصرف في السوق الموازية، وسط أزمة سيولة حادة ‏وشحّ في العملة الخضراء. وأورد في تعميم أنه في "حال طلب أي عميل (..) إجراء سحوبات ‏أو عمليات صندوق نقداً من الحسابات أو المستحقات العائدة له بالدولار الأميركي أو ‏بغيرها من العملات الأجنبية، على المصارف العاملة في لبنان، شرط موافقة العميل ‏المعني، أن تقوم بتسديد ما يوازي قيمتها بالليرة اللبنانية وفقاً لسعر السوق وذلك استناداً ‏للإجراءات والحدود المعتمدة لدى المصرف المعني".

وجاء هذا التعميم بعد قرار مماثل مطلع الشهر طلب فيه المصرف المركزي من المصارف ‏منح المواطنين ممن لا تتخطى قيمة ودائعهم ثلاثة آلاف دولار، إن رغبوا، أموالهم بالليرة ‏اللبنانية بحسب سعر صرف السوق، شرط اغلاق حساباتهم. ومع تعميم الثلاثاء، بات سحب ‏الدولار غير ممكن من المصارف بغض النظر عن قيمة الوديعة. وحدّدت جمعية المصارف ‏في وقت سابق سعر الصرف لديها بـ 2600 ليرة، فيما تخطى سعر صرف الدولار في ‏السوق السوداء الثلاثاء 3200 ليرة.

ولا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات مقابل الدولار. وفي إطار السياسة ‏ذاتها، طلب مصرف لبنان الأسبوع الماضي من شركات التحاويل النقدية تسديد قيمة أي ‏تحويل بالعملات الأجنبية وارد إليها من الخارج بالليرة اللبنانية وبحسب سعر السوق أيضاً، ‏على أن تبيعه الدولار. وأعلنت تلك الشركات أمس أنها ستبدأ تطبيق القرار الجمعة. ويرى خبراء اقتصاديون أن ‏قرارات مصرف لبنان هذه ليست سوى خطوة تجاه خفض سعر صرف الليرة رسمياً، ‏معتبرين اياها خطوة "غير مدروسة" كونها اوجدت سعر صرف ثالثا. ومنذ أيلول، تفرض ‏المصارف إجراءات مشددة على العمليات النقدية وسحب الأموال بشكل عام خصوصاً ‏بالدولار.

كما منعت التحويلات المالية إلى الخارج. وفاقم انتشار فيروس كورونا المستجد من الأزمة ‏بعدما امتنعت المصارف عن تزويد زبائنها بالدولار متحججة بعدم القدرة على استيراد ‏شحنات منه نتيجة إغلاق المطار. وكان يُسمح قبل ذلك للمواطن في بعض المصارف ‏بسحب مئة دولار أسبوعياً. ويحمّل مواطنون وسياسيون المصارف جزءاً من مسؤولية ‏التدهور الاقتصادي المتسارع.

وتوقّع صندوق النقد الدولي انكماش الناتج المحلي الإجمالي للبنان 12 في المئة في العام ‏الحالي، وقال الصندوق إن العجز المالي للحكومة سيصل إلى 15,3 بالمئة لهذا العام.

كما لفت الصندوق الدولي الى أنّ لبنان يواجه تحديات تأثير فيروس كورونا والأزمة المالية ‏والاقتصادية الحالية. والسلطات اللبنانية استفسرت عن إمكانية التمويل الطارئ لكنها لم ‏تطلب رسمياً أي تمويل من الصندوق. ومن جهته، أكدّ الصندوق أنّه يدعم السلطات ‏اللبنانية من خلال المساعدة الفنية والحوار معهم بصورة منتظمة.

وفي إطار مراجعته الإقليمية لاقتصادات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى للعام 2020، ذكر ‏تقرير أصدره الصندوق أنّ الناتج الإجمالي الحقيقي للبنان انكمش 6,5 بالمئة في 2019 وإن ‏التضخم سيبلغ 17 بالمئة في 2020 مقارنة مع 2,9 بالمئة في العام السابق.

العودة إلى الشارع

ولاحظت وكالة "فرانس برس" في معرض وصف حركة الاحتجاج في الشارع في زمن ‏كورونا انه على غرار مئات من اللبنانيين، اختار الشاب حسن حسين علي أمس العودة إلى ‏الشارع احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية، لكنه بخلاف المرات السابقة ارتدى قناعاً طبياً ‏ولازم ورفاقه سياراتهم احتراماً للتباعد الاجتماعي في زمن فيروس كورونا المستجد. ‏وتزامنت مسيرات المتظاهرين مع بدء البرلمان جلسة تشريعية، بعدما أجبر تفشي الفيروس ‏النواب على نقل اجتماعهم إلى قاعة مؤتمرات في بيروت.

وتجمّعت السيارات التي رفع معظمها العلم اللبناني تدريجياً في ساحة الشهداء، التي ‏شكلت إحدى أبرز ساحات التظاهر إثر اندلاع حركة احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد ‏الطبقة السياسية في 17 تشرين الأول/أكتوبر. وقال حسن حسين علي (22 عاماً) بينما ‏يمسك بمكبر صوت ويرتدي قناعاً واقياً لوكالة فرانس برس "من الجيد العودة إلى الشارع، ‏ما من شعور أفضل من ذلك". وأضاف "قضى فيروس كورونا على كل شيء إلا أنه لم ‏يوقف فساد السياسيين لدينا، وبالتالي فهو لن يتمكن من وقف تحركنا أيضاً".

وجاب موكب السيارات شوارع عدة من وسط بيروت مروراً بالطريق البحرية وصولاً إلى ‏محيط قصر الأونيسكو، ورافقهم عدد من المتظاهرين على دراجاتهم النارية. وأطلق ‏السائقون العنان لأبواق سيّاراتهم. وخرج عدد من المتظاهرين عبر النوافذ وهم يرتدون ‏قفازات وأقنعة ملونة بعضها بألوان العلم اللبناني. ورفع بعضهم الاعلام اللبنانية وشارات ‏النصر. وأعادت المسيرة التي واكبتها مسيرات مماثلة في مناطق عدة، بينها مدينة طرابلس ‏شمالاً، إلى الأذهان مشهد التظاهرات التي عمّت لبنان ولم تهدأ إلا بعد تشكيل حكومة ‏جديدة مطلع العام الحالي.

وأوضحت لينا العدوي (34 عاماً) "قررت النزول إلى الشارع لأن الدولة تفعل ما تريده، لم نر ‏أي اصلاحات بعد والفساد والتعيينات والمحاصصات قائمة". وأضافت "نحن الثوار تركنا ‏الشارع بسبب وباء كورونا، لكن الثورة لم تنته ولا تزال لدينا مطالب" لافتة الى ازدياد سوء ‏‏"الحالة الاقتصادية والبطالة وارتفاع الدولار في ظل الفقر والجوع". وعلى غرار العديد من ‏المتظاهرين، اعربت لينا عن اقتناعها بأن المتظاهرين سيعودون إلى الشارع عاجلاً أم آجلاً، ‏وقالت "من لم يشارك سابقاً سينزل الى الشارع بعد زوال كورونا".

وقال المتظاهر جاد عسيلي لفرانس برس "بدل أن يقروا قانون العفو العام، من الأفضل ‏لهم أن يقروا قانون استقلالية القضاء"، معتبراً أن "العفو العام استثناء وليس قاعدة".

صفر كورونا

على صعيد رصد اصابات كورونا لم يسجل التقرير اليومي لوزارة الصحة العامة أي إصابة ‏جديدة بكورونا، وتالياً، ظل عدد الحالات المثبتة 677‏.

وأوضح التقرير اليومي لمستشفى رفيق الحريري الجامعي عن آخر المستجدات حول ‏فيروس الكورونا Covid-19 وجاء فيه:

- أجرى المستشفى 325 فحصا مخبريا، وأتت نتيجة واحدة ايجابية وباقي النتائج سلبية.

- وصل مجموع الحالات التي ثبتت مخبريا إصابتها بفيروس الكورونا والموجودة حاليا في ‏منطقة العزل الصحي في المستشفى إلى 24 إصابة.

- تم استقبال 12 حالة مشتبه بإصابتها بفيروس الكورونا نقلت من مستشفيات أخرى.

- تماثلت 5 حالات للشفاء من فيروس الكورونا بعد أن جاءت نتيجة فحص ال PCR سلبية ‏في المرتين وتخلصها من كافة عوارض المرض.

 

الجمهورية: إتّجاه لتمديد التعبئة وتخفيف الإغلاق.. و"نَتعات" في ‏الجلسة أنذرت بتصعيد آت

الجمهورية/الأربعاء 22 نيسان 2020

 باستثناء بعض "النَتعات" السياسية، لم يسجّل أي حدث سياسي بارز في الجلسة التشريعية ‏التي بدأت أمس في قصر الاونيسكو لضرورات "التبعيد" بين النواب في زمن كورونا، ‏والذي لم تُتِحه قاعة الجلسات في ساحة النجمة. وقد غطّت هذه النتعات غياب "الاوراق ‏الواردة" بناء على رغبة رئيس المجلس نبيه بري "ان تكون الجلسة فاعلة ومنتجة في ‏التشريع الذي أصبحنا بأمسّ الحاجة اليه"، وكان الانتاج أمس تشريع زراعة القنّب الهندي ‏‏(الحشيشة) للأغراض الطبية، ورفع صفة العجلة عن مشروع قانون العفو العام وإحالته الى ‏لجنة لتعديله خلال أسبوعين.

وفيما تتوقع الاوساط النيابية ان يبدأ بعض الافرقاء السياسيين الذين يعتبرون أنفسهم ‏متضررين من الحكومة تصعيداً ضدها في لحظة اعلان "الانتصار" على وباء كورونا، فإنّ ‏عداد الاصابات بهذا الوباء القاتل، بحسب وزارة الصحة، لم يسجل أمس اي اصابة جديدة ‏ليستقر عدد المصابين عند الرقم 677 وعدد المتوفّين عند الرقم 21، إلّا أنّ معلومات وردت ‏ليلاً عن حالة هلع تسود مخيّم الجليل في بعلبك، بعد تأكّد إصابة امرأة بالفايروس، فانتشر ‏الجيش في محيط المخيم.

تركزت الانظار أمس على الجلسة التشريعية التي انعقدت في قصر الاونيسكو، والتي ‏يتوقع ان تنتهي اليوم في حال إنجاز إقرار كل بنود جدول اعمالها. وقد راهن كثير من ‏الاوساط السياسية على ان تعكس اجواءها طبيعة مستقبل الوضع السياسي الذي ينتظر ان ‏تشهده البلاد بعد ان يزول وباء "كورونا" الذي يتصدر الاهتمامات على كل المستويات منذ ‏شباط الماضي. ولكن إلغاء الاوراق الواردة في هذه الجلسة أبعدها مسافة عن السياسة، ‏وإن كانت تعليقات وملاحظات بعض النواب على بعض مشاريع القوانين المدرجة في ‏جدول الاعمال حملت بعض المسحات السياسية التي تكشف بعض المكنونات.

‎ ‎حضور ضعيف

وقالت مصادر نيابية بارزة لـ"الجمهورية": "انّ الجلسة كانت تقنية رغم محاولات البعض ‏تسييسها، وقد نجح رئيس المجلس نبيه بري منذ اللحظة الاولى في هذا الامر بتَجنّبه الدخول ‏في الاوراق الواردة فلم تبرز فيها جبهات ولم يظهر فيها اصطفاف سياسي لا مع ولا ضد، ‏حتى في قانون العفو العام ظهرت وجهات نظر متفاوتة ولو أنها أخفت في طيّاتها خلفيات ‏سياسية، ونستطيع القول انّ رئيس المجلس نجح في ضبط المجلس النيابي ولو تحت ‏سقف الاونيسكو، وكذلك استطاع تجاوز الازمات السياسية والكورونية وعقد جلسة منتجة، ‏لكنّ الغائب الاكبر في الجلسة كانت الحكومة التي حضرت بعدّتها الكاملة لكن حضورها كان ‏ضعيفاً، وقد برز من خلال النقاشات حيث لم يُبدِ الوزراء المعنيون بالملفات المطروحة رأيهم ‏إلّا قليلاً. كذلك برزت قلة خبرتهم في عمل المجلس النيابي".

ورجّحت المصادر النيابية ان ينتهي المجلس النيابي من جدول اعماله في جلسة ما قبل ‏الظهر او على أبعد تقدير في الجلسة المسائية. وعلمت "الجمهورية" انّ جزءاً كبيراً من ‏الاقتراحات القانونية المتعلقة بمكافحة الفساد والهدر والاثراء غير المشروع واستعادة ‏الاموال المنهوبة وغيرها ستُحال الى اللجنة الفرعية المختصة.

‎ ‎النظام الطائفي والمجلس

وكان بري رفع الجلسة التاسعة مساء أمس على أن تستكمل الحادية عشرة قبل ظهر اليوم ‏في قصر الأونيسكو، وذلك بعد أن أحال اقتراح قانون الاثراء غير المشروع الى اللجنة الفرعية ‏التي يترأسها عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان، والتي تبحث في منظومة ‏القوانين المرتبطة بالاثراء ورفع السرية المصرفية.

وأسقط المجلس صفة العجلة (المعجل المكرر) عن بعض اقتراحات القوانين، وأبرزها اقتراح ‏قانون العفو العام، وأحالها إلى اللجان النيابية لمعاودة درسها.

واعترض رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على اقتراح العفو، قائلاً: "الوباء لا ‏يغطّي الجريمة ولا يجوز تمرير العفو تحت جنح كورونا، والسياسة العقابية تضعها الحكومة ‏ونرفض مناقشة العفو بهذا الشكل".

وردّ بري على باسيل قائلاً: "من حق المجلس ان يشرّع، وعندما يأتي المشروع من المجلس ‏يكون اقتراحاً، وعندما يأتي من الحكومة يكون مشروعاً".

وقال عضو تكتل "لبنان القوي" سيمون أبي رميا: "خيراً فعلنا لأنّ قوانين أساسية من هذا ‏النوع لا يمكن ان تقرّ بلا درس معمّق للأسباب الموجبة والتداعيات".

ودعا وزارة العدل الى الاسراع في "إرسال مشروع قانون مرتكز على المعطيات الدقيقة ‏المتوفرة لديها"، لافتاً الى أنّ "هناك خطوطاً حمراً لا يمكن تخطّيها".

وأقر المجلس اقتراح القانون الرامي الى تنظيم زراعة القنّب للاستخدام الطبي، في ظلّ ‏رفض كتلة "الوفاء للمقاومة" وكتلة الأرمن والنائب سمير الجسر.

وقال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن: "نتكلّم عن قانون ينظّم ‏زراعة القنّب ولكن من دون تقديم دراسة جدوى إقتصادية، ولذلك نعترض".

وقال بري في مداخلة خلال الجلسة المسائية انّ "المشكلة في لبنان هي انّ الاحزاب لم ‏تُحزِّب الطوائف، بل الطوائف طيَّفت الأحزاب". وأضاف: "كفى دوراناً حول الحقيقة، ‏فالمجلس النيابي لم يستطع القيام بدوره الرقابي بسبب النظام الطائفي".

وردّ على متّهمي المجلس بالتقصير وعدم القيام بدوره، فقال: "انّ المجلس النيابي يقوم ‏بواجباته واكثر، والكل يعلم منذ متى كانت هذه الجلسة مقررة وكيف تعطّلت، وأن هيئة ‏مكتب المجلس وضعت كل المشاريع والاقتراحات على جدول اعمالها. وللأسف، انّ هناك ‏بعض الزملاء يصدقون ما يُقال عن دور المجلس، وفي هذا الاطار اقول: انّ المجلس يقوم ‏بدوره، وهو أكثر تشريعياً ورقابياً مهما قالوا ومهما يقولون".

‎ ‎موقف "القوات"

وقالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" انّ النائب جورج عدوان طالب الحكومة ‏خلال الجلسة التشريعية بتقديم خطة مالية بأسرع وقت ممكن، "لأن الوضع لم يعد يحتمل ‏على الإطلاق والتأخير على هذا المستوى غير مبرّر، كما انّ الحكومة لم تقدم على اي خطوة ‏إصلاحية واضحة بعد. ولدى مناقشة البند المتعلق بالمصادقة على اتفاقية القرض بين ‏وزارة الزراعة والبنك الدولي في شأن مزارعي ومُنتجي الحليب في لبنان، طالبَ عدوان ‏بتأجيل البَت باتفاقية القرض وتكليف الحكومة مفاوضة البنك الدولي مجدداً على طريقة ‏التمويل وجعلها أكثر واقعية، لأنّ الاتفاقية الحالية تعطي معظم الأموال للرواتب ونفقات ‏الاستشاريين. فطلبَ بري من رئيس الحكومة إبداء رأيه، فأيّد دياب اقتراح عدوان وطلبَ ‏استرداد القانون ليتم التفاوض مع البنك الدولي.

وفي موضوع إنشاء نفق بين بيروت والبقاع على طريقة BOT كان النقاش ينحصر في ‏جدوى هذا المشروع وأهميته وحيويته، خصوصاً في ظل الشكوى العارمة من حال الطريق ‏الحالية. ولفت النائب جورج عقيص الى انّ هذا القانون أقرب إلى صيغة التمنّي منه إلى ‏صيغة الإلزام، لأنه غير مرتبط بمهل زمنية حيث يتمنّى على الحكومة إنشاء نفق على طريقة ‏الـBOT. واشار إلى انّ التشريع على طريقة التمني غير ملزم للحكومة ولا يمكن مراقبة ‏الحكومة ولا محاسبتها إلا في حال ربط البدء بالتنفيذ بمهلة، وهذا ما حصل بعد ان وافق ‏بري على اقتراح عقيص وربط التنفيذ بمهلة، فصُدّق الاقتراح بناء على ملاحظة عقيص الذي ‏أنقذ مشروع النفق من عدم التنفيذ.

وبدوره، عرض النائب سيزار المعلوف للواقع المُزري لطريق ضهر البيدر الذي سمّاه ‏‏"طريق الموت"، وطلب من رئيس الحكومة ووزير الأشغال العامة زيارة البقاع عبر هذا ‏الطريق للاطلاع على واقعها الكارثي.

كذلك تجدر الإشارة إلى انه من القوانين التي صدِّقت اليوم اقتراح قانون كان النائب حسن ‏فضل الله قد تقدّم به لتعديل المادة 61 من قانون الموظفين، وكان هذا الاقتراح قد أحيل ‏إلى لجنة الإدارة والعدل ودرسته لجنة فرعية برئاسة عقيص، فتمّ التصديق عليه كما عَدّلته ‏اللجنة الفرعية.

وخلال مناقشة البند المتعلق بقانون إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، طلب تكتّل ‏‏"الجمهورية القوية" إدخال بعض التعديلات عليه خصوصاً لجهة مالية الهيئة بنحو يؤمّن ‏استقلاليتها عن السلطة التنفيذية، وتعديلات أخرى تتعلق بإمكانية عقد التسويات السابقة ‏للمحاكمة الأمر الذي يؤدي الى تعزيز عملية اكتشاف حالات الفساد.

إلّا انّ بري طرح الاقتراح على التصويت كما ورد من اللجان المشتركة، وقد صَوّت تكتل ‏‏"الجمهورية القوية" مؤيّداً، نظراً لأهميته القصوى مع إمكانية تقديمه اقتراحاً تعديلياً على ‏حدة في وقت لاحق.

‎ ‎مجلس وزراء بعد غد

وفي هذه الأجواء، دعا رئيس الحكومة الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد في القصر ‏الجمهوري الثانية والنصف بعد ظهر يوم الجمعة للبحث في مجموعة من البنود العادية ‏الخالية من اي تعيينات كما تردّد سابقاً، وخصوصاً في المواقع المالية المعلّقة على وضع ‏آلية جديدة للتعيينات تعمل لجنة وزارية من أجلها.

وقالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" انّ هذه الجلسة تنعقد قبل يومين من موعد انتهاء ‏المهلة الممددة للتعبئة العامة التي تنتهي للمرة الثانية ليل الأحد - الإثنين المقبلين، ومن ‏الضروري البَت بتمديدها من عدمه. وأضافت هذه المصادر ان لا صيغة ثالثة للتمديد حتى ‏الآن، وإن كان من المرجّح اعتماد الصيغة الأولى لتمديد العمل بالتعبئة حتى ليل العاشر ـ ‏الحادي عشر من ايار المقبل أسوَةً بالترتيبات التي اتخذت في اكثر من دولة حول العالم.

‎ ‎مجلس الدفاع

وعلمت "الجمهورية" انه ولهذه الغاية سيُدعى المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع ظهر يوم ‏الجمعة في القصر الجمهوري، أي قبَيل جلسة مجلس الوزراء، لمناقشة التطورات الأمنية ‏والتوصية بتمديد إضافي لفترة التعبئة العامة.

وفي المعلومات أنّ المجلس سيناقش مجموعة اقتراحات تتعلق بتخفيف حالات الإغلاق في ‏بعض القطاعات الحيوية التي تسمح التعبئة بإعادة الحركة اليها، وهو أمر يجري البحث فيه ‏خلال اجتماعات اللجنة الوزارية المكلّفة بملف كورونا بغية التخفيف من المصاعب ‏الإقتصادية والإجتماعية التي تعانيها هذه القطاعات.

‎ ‎ودائع الدولار… بالليرة

وعلى الصعيد المالي، إتخذ مصرف لبنان أمس قراراً في اتجاه مساعدة المودعين بالدولار ‏على سحب مبالغ محددة، من خلال السماح للمصارف بإعطاء الزبائن أموالهم الدولارية ‏بالليرة، على أن يتم احتساب سعر الصرف وفق السعر الفعلي القائم في سوق الصيرفة. ‏وجاء هذا القرار عقب توقّف المصارف كلياً عن الدفع بالدولار، بحيث أصبح المودع مضطرّاً ‏الى السحب بالليرة بالسعر الرسمي (1508) ليخسر نصف المبلغ الذي يسحبه.

وبهدف سد هذه الثغرة، أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تعميماً في هذا الشأن، ‏ذكر فيه أنّ أي عميل يطلب "إجراء اية سحوبات او عمليات صندوق نقداً من الحسابات او ‏من المستحقات العائدة له بالدولار الاميركي او العملات الاجنبية، على المصارف العاملة ‏في لبنان، شرط موافقة العميل المعني، ان تقوم بتسديد ما يوازي قيمتها بالليرة اللبنانية ‏وفقاً لسعر السوق، وذلك استناداً للإجراءات والحدود المعتمدة لدى المصرف المعني". ‏وطلب التعميم من المصارف الاعلان يومياً عن سعر السوق المعتمد لديه.

‎ ‎حمود لـ"الجمهورية"

في السياق، أوضح رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود لـ"الجمهورية"، انّ ‏مصرف لبنان يحاول عدم إذلال المودعين من خلال تحرير ودائعهم، "لأنّ تسديد الودائع ‏اليوم بالدولار أصبح أمراً غير ممكن. وبما انّ الودائع محتجزة لدى المصارف، فإنّ البنك ‏المركزي ارتأى انّه يجب على الأقل تسديد تلك الودائع بالليرة اللبنانية وفقاً لسعر السوق ‏المحدّد لدى المصارف، وذلك وفقاً لمبالغ محدّدة أو "كوتا" محدّدة لكل مصرف".

وطمأنَ حمود الى أنّ هذا التعميم "لن يُحدث ضغطاً اضافياً على سعر صرف الدولار في ‏السوق الموازية، لأنّ الفارق شاسع بين حجم الطلب والعرض في ما يتعلَّق بالدولار".

وحول عدم إقبال المودعين على سحب ودائعهم وفقاً لسعر الصرف المحدّد من قِبل ‏جمعية المصارف بـ2600 ليرة، رأى حمود انّ المصارف لن تمانع في رفع هذا السعر طالما ‏انها تبيع تلك الدولارات لمصرف لبنان، وبالتالي في حال لم يلقَ هذا السعر إقبالاً، قد تلجأ ‏المصارف لاحقاً الى رفعه. (ص 12‏)

‎ ‎المجذوب والسنة الدراسية

وعلى صعيد مصير السنة الدراسية، قال وزير التربية طارق المجذوب لـ"الجمهورية" انّ ‏‏"هناك 14 سيناريو يدرسها المديرون العامّون والمدارس والتربويّون، وفي كل سيناريو ‏هناك نتائج منبثقة منها والهدف الرئيسي منها هو إراحة الاهل والتخفيف عن الطلاب، وجعل ‏التربية في مكانتها السابقة".

وأضاف: "الامتحانات الرسمية سينظر اليها من منظار هذه السيناريوهات الـ14، وفي كل ‏سيناريو هناك اوضاع معينة في المواد يمكن ان ينظر فيها بحيث تكون ميسّرة وأسئلتها ‏ميسّرة للطلاب، ونتمنى ان ننجز السنة الدراسية من دون استخدام وقت من فصل الصيف، ‏والّا يكون الطالب مستنفد القوى ليكون مرتاحاً".

وعن الاقساط في المدارس الخاصة، قال المجذوب: إنها تبحث مع المدارس ولجان الاهل ‏ونقابة المعلمين للوصول الى حل يرضي الجميع ويكون عادلاً".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يأمر بتدمير أي زوارق إيرانية تستفز سفينة أميركية

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 نيسان/2020

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، البحرية الأميركية بتدمير أي زورق إيراني يضايق السفن الأميركية. وقال ترمب في تغريدة على «تويتر»: «لقد أمرت البحرية الأميركية بمواجهة وتدمير أي وجميع الزوارق الحربية الإيرانية إذا استفزوا سفننا في البحر». وقالت القوات البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني في بيان نشرته، يوم الأحد الماضي، إن إيران سترد رداً حاسماً على أي خطأ ترتكبه الولايات المتحدة في الخليج.

I have instructed the United States Navy to shoot down and destroy any and all Iranian gunboats if they harass our ships at sea.

— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) April 22, 2020

 

إسرائيل تقصف «تجمعات إيرانية» وسط سوريا عقب لقاء الأسد ـ ظريف

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»/22 نيسان/2020

أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أنّ الدفاعات الجويّة التابعة للجيش السوري أسقطت مساء الاثنين، عدداً من الصواريخ الإسرائيلية فوق مدينة تدمر في وسط البلاد قيل إنها استهدفت «تجمعات عسكرية إيرانية»، بعد ساعات من لقاء الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وقالت الوكالة إنّ «وسائط دفاعنا الجوي تصدّت لعدوان إسرائيلي بالصواريخ في سماء مدينة تدمر بريف حمص الشرقي وأسقطت عدداً من الصواريخ المعادية قبل الوصول إلى أهدافها».

من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنّ طائرات إسرائيلية أطلقت من الأجواء اللبنانية صواريخ على «تجمّعات عسكرية للميليشيات الإيرانية في بادية تدمر (...) من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن».

وأفاد «المرصد» أمس، بمقتل تسعة عناصر من مجموعات موالية لقوات النظام وحليفتها إيران جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف ليل الاثنين منطقة تدمر في وسط سوريا. وأوضح أن «القصف الإسرائيلي الذي استهدف بصواريخ عدة مقراً لتلك المجموعات الموالية للنظام وإيران أوقع ثلاثة قتلى سوريين وستة أجانب» لم يتمكن من تحديد جنسياتهم. وردّاً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية رفض متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأيّ تعليق.

ومنذ اندلع النزاع في سوريا في 2011، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في هذا البلد استهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، لكنّ تل أبيب نادراً ما تبنّت هذه الغارات.

وفي 31 الشهر الماضي، أفادت «سانا» بأنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت لصواريخ أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية من الأجواء اللبنانية على أهداف في وسط البلاد، مؤكّدة إسقاط «عدد من هذه الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها». ويومها قال المرصد إنّ القصف الإسرائيلي استهدف مطار الشعيرات في حمص، مشيراً إلى أنّ هذا المطار العسكري تتمركز فيه قوات إيرانية. وفي الخامس من الشهر الماضي، تصدّت الدفاعات الجوية السورية لصواريخ إسرائيلية في جنوب البلاد ووسطها. وبحسب «المرصد»، فقد استهدف القصف يومها مطارين عسكريين؛ أحدهما مطار الشعيرات.

وتُكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بالمحاولات الإيرانية الرامية إلى ترسيخ الوجود العسكري لايران في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله. وفي منتصف الشهر الجاري، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية الأربعاء، سيارة تابعة لحزب الله عند الجانب السوري من الحدود مع لبنان من دون أن تسفر الضربة عن سقوط قتلى، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب. وأورد «المرصد» أن «الطائرة الإسرائيلية استهدفت السيارة قرب معبر جديدة يابوس السوري» المواجه لنقطة المصنع اللبنانية في منطقة البقاع شرقاً. كان ظريف التقى الاثنين، الأسد في دمشق، حيث أدانا استمرار الولايات المتحدة في فرض عقوبات اقتصادية على دول تحارب وباء كوفيد -19، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري. وفي هذه الزيارة الأولى لظريف إلى دمشق منذ عام، قدم الأسد تعازيه لإيران، التي تعتبر واحدة من الدول الأكثر تضرراً بفيروس كورونا المستجد، وقد سجلت 5209 حالات وفاة من أصل 83505 إصابات.

 

ايران تعلن نجاح اطلاق أول قمر صناعي عسكري الى الفضاء.... 'نور-1' استقر في مداره حول الارض

الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

اطلقت الجمهورية الاسلامية الايرانية بنجاح صباح اليوم الأربعاء أول قمر صناعي عسكري الى الفضاء. وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن القمر الصناعي العسكري الإيراني "نور -1" تم إطلاقه من خلال استخدام صاروخ من طراز "قاصد" على مرحلتين واستطاع دخول المجال الفضائي والاستقرار في المدار على مسافة 425 كلم من سطح الأرض. هذا ويذكر أن إيران عانت في الفترة الأخيرة من فشل إطلاق الأقمار الصناعية وآخرها، في أغسطس/آب من العام الفائت، وذلك بسبب انفجار الصاروخ في منصة الإطلاق في مركز الإمام الخميني الفضائي في شمال إيران قبل إطلاقه.

 

إسرائيل تدين إطلاق إيران قمراً عسكرياً وتدعو لردعها بعقوبات إضافية/عدّت المحاولة «واجهة» لطموحات طهران الصاروخية

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين» نيسان/2020

أدانت إسرائيل إطلاق إيران، اليوم (الأربعاء)، قمرا صناعيا عسكريا، ووصفت الحدث بأنه «واجهة» لمحاولات طهران لتطوير صواريخ عسكرية بعيدة المدى، ودعت إلى فرض المزيد من العقوبات عليها. وقالت الخارجية الإسرائيلية، في بيان، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، إن «محاولة اليوم لإطلاق قمر صناعي ليست إلا واجهة لتطوير إيران المتواصل للصواريخ المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ التي يمكنها حمل رؤوس نووية». وأضاف البيان أن «عملية الإطلاق هذه تنتهك قرارا صادرا عن مجلس الأمن الدولي، فضلا عن التزامات إيران تجاه المجتمع الدولي»، ودعا إلى «فرض المزيد من العقوبات على طهران لردعها عن القيام بمثل هذه الأنشطة». وانتقدت إسرائيل إيران لتركيزها على «العدوان العسكري» وليس التعامل مع أزمة فيروس «كورونا». وأعلنت إيران، اليوم، أن «الحرس الثوري» أطلق بنجاح أول قمر صناعي عسكري، وقال «الحرس الثوري» الإيراني إن إطلاق هذا القمر «أضاف أبعادا جديدة للقدرة الدفاعية» لطهران.

 

مقتل فلسطيني حاول دهس وطعن جندي إسرائيلي بالضفة الغربية

«الشرق الأوسط أونلاين»/22 نيسان/2020

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطيني اليوم (الأربعاء)، برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي قال إن القتيل نفّذ عملية دهس وطعن على حاجز عسكري في الضفة الغربية، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأفادت وزارة الصحة، في بيان مقتضب، بـ«مقتل مواطن لم تعرف هويته بعد إطلاق الاحتلال النار عليه قرب بيت لحم». من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن شرطياً من حرس الحدود أُصيب بجروح بعدما صدمه فلسطيني عمداً بسيارته، قبل أن يخرج من المركبة ويطعنه. وأضافت الإذاعة أن أفراد قوة الحاجز العسكري أطلقوا النار على المهاجم فأردوه قتيلاً، فيما عُثر في المكان على عبوة أنبوبية ناسفة. وأكد متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن قوات الأمن قتلت بالرصاص فلسطينياً بعد أن طعن شرطياً عند نقطة تفتيش قرب القدس، اليوم، حسب «رويترز». وأضاف المتحدث ميكي روزنفيلد: «اقترب الفلسطيني بسيارته من الشرطي الحدودي... ثم طعنه بمقص». ووفقاً لما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، على موقعها الإلكتروني، فإن حالة الجندي متوسطة الخطورة.

 

إسرائيل تعلن اعتقال خلية لـ«حماس» خططت لشن هجمات في الضفة

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020»

أعلن جهاز المخابرات الإسرائيلية «شين بيت»، اليوم (الأربعاء)، اعتقال ثلاثة فلسطينيين يتهمهم بالانتماء إلى «البنية التحتية الإرهابية لـ(حماس) والتخطيط لهجمات بقنابل على أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة». وقال الجهاز الأمني، في بيان، إن «عملية مشتركة مع الجيش والشرطة قادت إلى كشف الخلية»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وبحسب البيان، أسفرت العملية عن اعتقال كل من عمر عيد (24 عاما) من قرية دير جرير في الضفة الغربية، وأحمد ساجدية (27 عاما) من مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين، ومحمد حمد (26 عاما) من بلدة كفر عقب في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل. ووفقا لبيان للجهاز «خطط هؤلاء لإعداد قنبلة بعد تحميل مقاطع فيديو تعليمية عبر الإنترنت، كما اشتروا مواد كيماوية ومسامير وغير ذلك من المواد المعدنية لهذا الغرض»، وقال البيان إنهم «اعتقلوا قبل أن يتمكنوا من تجهيز العبوة الناسفة». وأوضح «شين بيت» أن «الثلاثة اجتمعوا بداية في جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله وتواصلوا مع ناشط بارز في حركة (حماس) يدعى عبد الرحمن حمدان، موّل بدوره نشاطاتهم بعشرات الآلاف من الشيكلات». واتهم البيان الفلسطينيين بـ«محاولات سابقة لتنفيذ هجمات بالقنابل ضد جنود إسرائيليين»، وأضاف «أنهم كانوا يخططون لهجمات بقنابل يمكن تفجيرها من بعد، على المارة ومواقع للجيش الإسرائيلي في منطقة رام الله». ومن بين الأهداف التي ذكرها البيان «أنهم كانوا بصدد استهداف ملعب لكرة القدم في القدس خلال إحدى المباريات، لكن زيارة استطلاعية قام بها المعتقل عمر عيد ولدت لديه المخاوف بسبب الإجراءات الأمنية وجعلته يلغي ما كان يخطط له».

 

حكومة نتنياهو ـ غانتس تواجه هجوماً من اليمين واليسار والصحافة/دعوى جديدة أمام القضاء لمنع رئيس الوزراء من الاحتفاظ بمنصبه

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

في الوقت الذي شعر فيه الجمهور الإسرائيلي بالراحة حيال تشكيل حكومة ستمنع انتخابات رابعة، خرج قادة اليمين الراديكالي واليسار على حد سواء بهجوم شديد على كل من رئيس الوزراء وزعيم تكتل اليمين، بنيامين نتنياهو، وحليفه الجديد رئيس الكنيست (البرلمان) ورئيس حزب «كحول لفان» بيني غانتس. وخرج جميع وسائل الإعلام العبرية لانتقاد الاتفاق على تشكيل الحكومة لكثرة عيوبه. لكن ناطقين بلسان كل منهما خرجوا يطمئنون بأن القطار انطلق إلى الأمام ولا مجال للعودة إلى الوراء بتاتاً.

وعادت «الحركة من أجل نزاهة الحكم» لتقديم دعوى من جديد إلى المحكمة العليا، تطلب فيها منع نتنياهو من ترؤس الحكومة، بسبب مثوله المقرر أمام المحكمة كمتهم بثلاث قضايا فساد. وقال رئيس الحركة، رجل القانون إيعاد شراغا، إنه لا يفهم كيف يكون مقبولاً في إسرائيل أن يبدأ رئيس حكومة دوامه في قفص الاتهام في المحكمة التي تحاكمه بالفساد وينتقل من هناك إلى مقر الحكومة ليعين القضاة ومسؤولي النيابة العامة!! فمن تكون ضده لائحة اتهام لا يستطيع أن يكون رئيس حكومة.

وكانت الانتقادات في اليمين قد تناولت مسألة توزيع الحقائب في الأساس، التي بسببها يمكن أن يبقى حزب «يمينا» المتطرف خارج الحكومة. فقد عرض نتنياهو عليهم وزارتين، علماً بأنهم ممثلون في الكنيست فقد بستة مقاعد. لكنهم اعتبروا هذا العرض مهيناً وطلبوا 3 وزارات. واتهموا نتنياهو بدفعهم بشكل متعمد إلى خارج الحكومة. وفي حزب الليكود يتبين أن عدد الوزارات سيؤدي إلى وضع يكون فيه نصف عدد الوزراء في الحكومة الحالية، خارج الحكومة الجديدة. وسرب عدد من هؤلاء الوزراء إلى الصحافة، اتهامات مثل: «نتنياهو اهتم بمقعده وحده»، و«لو أنه أصر على الحصول على مقاعد وزارية في الحكومة مثلما أصر على الطلبات التي تتعلق بمحاكمته، لكان قد حصل اتفاق أفضل».

وخرجت حركة «رجبيم» اليمينية المتطرفة بحملة ضد بنود الاتفاق التي تتحدث عن المساواة للمواطنين العرب وعن تجميد قانون كامنتس الذي جاء ليمهد هدم عشرات ألوف البيوت العربية. وطالب مئير دويتش، رئيس الحركة، في رسالة إلى نتنياهو، بإلغاء هذا البند والتعهد بهدم البيوت الفلسطينية في المنطقة «ج» في الضفة الغربية. وأما في اليسار، فقد اعتبروها حكومة ضم واحتلال وتغطية على الفساد ودعم لنتنياهو في حربه ضد المؤسسة القضائية. ومع أنهم رأوا أن هناك أمراً إيجابياً في تشكيل الحكومة، وهو تحديد موعد لأول مرة يعرف فيه متى ينزل نتنياهو عن كرسي رئيس الحكومة، فإنهم اعتبروا الاتفاق مكسباً صافياً لليمين عموماً ولنتنياهو بشكل شخصي. ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، مقالاً افتتاحياً لمحررها يوفال كارني، جاء فيه: «انتهى أمس فصل طويل ومضنٍ في حياة الساحة السياسية في إسرائيل. الحقيقة، لم يكن هناك خيار سياسي أفضل لدولة إسرائيل. لا حكومة أقلية برئاسة غانتس، ولا حكومة ضيقة مع نواب فارين من أحزابهم برئاسة نتنياهو. وبالتأكيد لا حملة انتخابات للمرة الرابعة. فالجمهور الإسرائيلي على أي حال تعب من زعمائه ومن المشكوك به أنه قد يعطي ثقة بساحة ديمقراطية تجبره على أن يجرّ أقدامه أربع مرات نحو صندوق الاقتراع. لكنها حكومة مضخمة بعدد وزرائها ومعقدة في سير عملها. إنها مخلوق عجيب ولد من بطن فوضى سياسية. وهي تستوجب تشريع قانون أساس يغير الأنظمة الأولية ويحدد أنظمة حكم جديدة لم تكن معروفة لنا من قبل (مثل اللقب الزائد «لرئيس وزراء بديل» وتحديد منازل فاخرة لرئيس الوزراء والقائم بأعماله). هي حكومة مبذرة على نحو مخيف مع وظائف زائدة ليست فيها قدوة للجمهور في إسرائيل الذي يختنق تحت عبء أضرار كورونا. وكتب رئيس تحرير صحيفة «هآرتس»، الوف بن، أن «غانتس وقع أمس على كتاب البراءة العلني لنتنياهو. وبموافقته على أن يشغل منصب ولي العهد لنتنياهو، أوضح غانتس للجمهور أن تهم الفساد الخطيرة لرئيس الحكومة لا تهمه. وليس لديه أي تحفظ قيمي أو مبدئي أو غيره من التعاون مع متهم بتلقي الرشوة والخداع وخيانة الأمانة، الذي يسعى إلى تقويض الديمقراطية. وبدلاً من خطة تعافٍ حيوية لدولة في أزمة، حصلنا على وثيقة من شخصين انتهازيين ينشغلان بتوزيع الغنائم السياسية».

أما في صحيفة اليمين؛ «يسرائيل هيوم»، فكتب ماتي توخفيلد، أن «هناك ثلاث بشائر في هذه الحكومة؛ هي: انتهاء الأزمة الحكومية المتواصلة، وانتهاء حكم نتنياهو، وبشرى الضم التاريخي للمستوطنات وغور الأردن». 

 

اجتماع افتراضي» حول سوريا لوزراء خارجية «محور آستانة»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

أعلنت وزارة الخارجة الروسية إجراء مباحثات اليوم على مستوى وزراء خارجية بلدان «محور أستانة» في مسعى بدا أنه موجه لضبط المواقف بعد تطورات متسارعة شهدتها الفترة الأخيرة، على الصعيدين الميداني والسياسي. وتزامن تنظيم الاجتماع الذي سيجري عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع تصاعد وتائر الاتهامات بين دمشق وأنقرة، وعلى خلفية تباينات برزت إزاء الموقف الروسي من أداء الرئيس السوري بشار الأسد، بعد حملة إعلامية روسية ضده أثارت سجالات ساخنة، أعقبتها زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دمشق. وأفادت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن المباحثات الثلاثية حول سوريا على ستجري على المستوى الوزاري، من دون أن توضح تفاصيل عن أجندة المباحثات المقررة. وكان ظريف قد ذكر خلال مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، أن مباحثات بصيغة أستانة حول الوضع في منطقة إدلب السورية وعمل اللجنة الدستورية السورية ستجري قريبا. وكانت آخر جولة من المباحثات في إطار مسار أستانة جرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وكان من المقرر إجراء جولة جديدة في مارس (آذار) هذا العام في إيران، لكن ذلك لم يحدث بسبب انتشار فيروس كورونا.

وتأتي الجولة الجديدة من محادثات الوزراء في ظل غموض أحاط الموقف الرسمي الروسي على خلفية تصاعد الحملات الإعلامية في روسيا ضد الأسد، ووصفت مقالات نشرها خبراء ودبلوماسيون روس الرئيس السوري بأنه ضعيف وعاجز عن القيام بإصلاحات وأشارت إلى تدهور حاد في شعبيته وإلى تصاعد الفساد في سوريا بدرجة واسعة. لكن اللافت أن موسكو التزمت الصمت حيال هذه الحملات على المستوى الرسمي وتجنبت التعليق عليها أو دحضها، فيما تزايدت التكهنات حول وجود تباينات داخل الأوساط الدبلوماسية والعسكرية حيال التعامل مع سلوك الأسد، وامتناعه على «الاستماع إلى نصائح موسكو» وفي حين برز أن أقوى الحملات صدرت عن أوساط إعلامية قريبة من وزارة الدفاع فإن المؤسسات الرسمية المرتبطة بالكرملين نأت بنفسها عنها. وفسر مراقبون الوضع بأن الأوساط «الغاضبة» تحاول الضغط والتأثير لدى القيادة الروسية لدفعها لاتخاذ خطوات أكثر حزما ضد الأسد في حال واصل تجاهل النداءات بالقيام بإصلاحات عاجلة، لأن «تفشي الفساد يعرقل عمل الشركات الروسية العاملة في سوريا». فضلا عن ضرورات التوقف عن «عرقلة» التحركات السياسية الروسية بما في ذلك في إطار الاتفاقات الروسية التركية. وكان لافتا على هذه الخلفية توقيت زيارة ظريف إلى دمشق، وتعمد الأسد إطلاق تصريحات نارية بحضوره ضد تركيا. وقال الرئيس السوري أن «تركيا بخرق الاتفاقات التي أبرمتها سواء في إطار أستانة أو في سوتشي، وعبر إقامتها قواد عسكرية في إدلب تفضح حقيقة نواياها إزاء المس بسيادة ووحدة أراضي سوريا». اللافت أن هذه العبارات وجدت ردا فوريا من طرف تركيا الشريك الثالث في محور أستانة، واتهم الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الحكومة السورية بخرق نظام وقف إطلاق النار في منطقة إدلب لخفض التصعيد، متوعدا السلطات في دمشق بدفع ثمن باهظ حال استمرار «الانتهاكات». وقال إردوغان بأن «تركيا لا تزال ملتزمة بتفاهم 5 مارس مع روسيا بشأن إدلب لكنها في الوقت نفسه لن تتهاون حيال عدوان النظام (السوري)».

 

دورية روسية ـ تركية في إدلب بعد تهديدات إردوغان لدمشق

أنقرة: سعيد عبد الرازق - إدلب: فراس كرم/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

سيرت القوات التركية والروسية الدورية المشتركة الخامسة على طريق حلب – اللاذقية الدولي، بعد يوم من تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان النظام السوري و«المنظمات الظلامية» بدفع ثمن باهظ في حال انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقع مع روسيا في 5 مارس (آذار) الماضي.

واتهم إردوغان جيش النظام السوري، وبعض المجموعات الأخرى بانتهاك نظام وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب. وقال: «تركيا لا تزال ملتزمة باتفاق 5 مارس مع روسيا بشأن إدلب لكنها في الوقت نفسه لن تتهاون حيال عدوان النظام السوري». وأضاف إردوغان، في كلمة عقب اجتماع للحكومة التركية بالفيديو كونفرنس مساء أول من أمس، أن الحكومة بحثت التطورات في إدلب وليبيا خلال الاجتماع، قائلا إنه «في حال استمرار النظام السوري في انتهاك وقف إطلاق النار في إدلب سنجعله يدفع ثمنا باهظا». وأشار إلى أن النظام السوري يسعى لاستغلال انشغال العالم وتركيا بمكافحة وباء كورونا المستجد لزيادة اعتداءاته في إدلب وإذا واصل النظام انتهاكه للهدنة والشروط الأخرى للاتفاق مع روسيا، فإنه سيدفع ثمن ذلك بخسائر فادحة جدا. وأضاف: «كما أننا لن نتسامح مع «المنظمات الظلامية» التي تقوم بأعمال استفزازية من أجل إفشال وقف إطلاق النار في إدلب».

وكانت تركيا أعلنت تركيا في 1 مارس (آذار) الماضي، إطلاق عملية عسكرية جديدة أطلقت عليها اسم «درع الربيع» في إدلب ضد القوات الحكومية السورية ردا على «هجمات» الجيش السوري على العسكريين الأتراك في المنطقة في 27 فبراير (شباط) الماضي ما أدى إلى مقتل 36 عنصرا من القوات التركية في غارة جوية قالت دمشق وموسكو إنها استهدفت هيئة تحرير الشام. وفي الخامس من الشهر ذاته، وقعت تركيا وروسيا اتفاقا في موسكو بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف إطلاق النار في إدلب تضمن أيضا إنشاء ممر آمن بعمق 6 كيلومترات شمال وجنوب طريق حلب – اللاذقية «إم 4» وإطلاق دوريات مشتركة على الطريق، بدأت اعتبارا من 15 مارس. واتهمت وزارة الدفاع الروسية الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا بعدم الالتزام بشكل عام بوقف إطلاق النار، فيما تواصل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، التي رفضت هذا الاتفاق، شن الهجمات وعمليات القصف.

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية أمس (الثلاثاء) أنه تم تسيير الدورية الخامسة مع الجانب الروسي، على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقّع بين أنقرة وموسكو في 5 مارس (آذار) الماضي. وذكرت الوزارة، في بيان، أن الدورية جرى تسييرها بمشاركة قوات برية وجوية من الطرفين التركي والروسي.

ولم تستطع القوات المشاركة في الدورية إكمال كامل المسافة الواردة في اتفاق موسكو، حيث انطلقت من قرية ترنبة بريف سراقب ووصلت إلى بلدة النيرب شرق إدلب بمسافة لا تتعدى 3 كيلومترات. وسبق أن سيرت القوات التركية والروسية 4 دوريات مشتركة منذ 15 مارس الماضي آخرها في 16 أبريل (نيسان) الحالي، إلا أنها لم تستكمل المسار المحدد بالاتفاق الأخير في اتفاق موسكو، والذي يمتد من ترنبة إلى عين الحور في ريف اللاذقية، بسبب احتجاجات أهالي المنطقة على الوجود الروسي ورفضهم الاتفاقات والتفاهمات التركية - الروسية في كل من آستانة وسوتشي وموسكو.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة وزارة الدفاع التركية نديدة شبنام أكطوب، في بيان يوم الأحد الماضي، إن الاتفاقات والتفاهمات مع روسيا تنفذ بشكل جيد، لافتة إلى أن تركيا تراقب عن كثب تطبيق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، المبرم بين أنقرة وموسكو في 5 مارس (آذار) الماضي.

وأشارت إلى أنه تم تسيير 4 دوريات مشتركة بين القوات التركية والروسية، في منطقة «الممر الآمن» على طريق حلب – اللاذقية الدولي (إم 4) المتفق عليه بين الجانبين، منذ الخامس عشر من مارس الماضي، وحتى 16 أبريل (نيسان) الحالي، مضيفة: «نتابع عن كثب وبتنسيق مع روسيا، جميع ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين، بغرض الحفاظ على وقف إطلاق النار». وأفاد نشطاء أن القوات العسكرية التركية سيرت دوريتها انطلاقا من نقطة المراقبة التركية المتمركزة في قرية الترنبة قرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي المحاصرة من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له، فيما انطلقت الدورية الروسية من مدينة سراقب شرق إدلب وصولاً إلى قرية الترنبة فقط، وسط تحليق طيران روسي مكثف في أجواء محافظة إدلب واللاذقية. وواصلت الدورية التركية مسيرها على الطريق الدولي ذهابا وإيابا من قرية الترنبة حتى بلدة مصيبين الواقعة على طرفي طريق حلب - اللاذقية شرق مدينة أريحا 3 كلم ومن ثم إلى منطقة بداما غرب إدلب والحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية من الجهة الشرقية. ويأتي تسيير الدورية عقب أيام من اعتصام آخر للسوريين على الطريق الواصل بين مدينة سراقب وإدلب بالقرب من بلدة النيرب احتجاجاً على فتح معبر تجاري بين المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام وفق اتفاق بين الأخير وهيئة تحرير الشام ويقتصر نشاط المعبر على الحركة التجارية فقط. في سياق متصل، سيرت القوات الروسية دورية منفردة في ريف الدرباسية الغربي أمس انطلقت من معبر شيريك الحدودي مع تركيا وطافت عددا من القوى قبل أن تعود إلى القامشلي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات التركية امتنعت عن المشاركة في الدورية. وكانت القوات التركية والروسية سيرت أول من أمس دورية مشتركة في ريف محافظة الحسكة كانت هي الدورية الثالثة والأربعين التي يسيرها الجانبان منذ اتفاق سوتشي المتعلق بشرق الفرات والموقع في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

 

«كورونا» يدفع أسعار النفط للمزيد من التراجع

لندن/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

خسر سعر برميل برنت نفط بحر الشمال في أسواق آسيا، اليوم الأربعاء، أكثر من 12 في المائة من قيمته وتراجع سعره إلى أقل من 17 دولاراً للبرميل، بينما فقد النفط الأميركي كل المكاسب تقريباً التي حققها ليبلغ سعره 11 دولاراً، مع توقف النشاط الاقتصادي في العالم بسبب تفشي وباء كوفيد - 19.

وانخفض سعر برميل برنت الأوروبي المرجعي 12.13 في المائة ليبلغ 16.98 دولار في التعاملات الآسيوية، مواصلا بذلك الخسائر الفادحة التي تكبدها الثلاثاء، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. أما سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط المرجعي تسليم يونيو (حزيران)، الذي ارتفع سعره نحو عشرين في المائة عند بدء الجلسة، فقد انخفض نحو خمسة في المائة وبلغ 11 دولاراً بعد ظهر اليوم. وكانت أسعار النفط الأميركي انهارت في مطلع الأسبوع إلى مستوى غير مسبوق ناهز 40 دولاراً تحت الصفر للبرميل، بسبب تراجع الطلب وتخمة المخزونات الناجمين عن تفشّي وباء كوفيد - 19. وأدى التباطؤ في اقتصادات العالم بسبب الوباء إلى فائض في النفط أجبر وسطاء الخام على دفع أموال للتخلص من البراميل التي تعهدوا بشرائها. وقال محللون إن ارتفاع الأسعار في بداية الجلسة نجم عن أنباء تفيد بأن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وعدد من حلفائها في مجموعة «أوبك+» أجرت مؤتمراً هاتفياً الثلاثاء. لكن الأسواق عادت إلى الواقع بسرعة. ويرى مراقبون أنه لا حل كبيرا لقطاع النفط ما لم ينته هذا الوباء. وقال جينغيي بان، الخبير الاستراتيجي في الأسواق في مجموعة «آي جي»، إن «المسار التراجعي العلني قد يبقي الأسعار منخفضة في الأمد القريب إلى أن نرى الضوء في نهاية النفق مع استئناف تدريجي للنشاط الاقتصادي المتوقف في جميع أنحاء العالم». وكان سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر مايو (أيار) انهار يوم الاثنين للمرة الأولى في التاريخ إلى ما دون الصفر، (- 40.32 دولار للبرميل)، بعدما اضطر البائعون لأن يدفعوا للمشترين ليتسلّموا النفط الخام منهم في ظلّ امتلاء منشآت التخزين عن آخرها وتراجع الطلب على الذهب الأسود بسبب تداعيات الوباء. وانهارت أسعار خام غرب تكساس الوسيط لأن مهلة إبرام عقود مايو انقضت أمس، مما أجبر المتعاملين على العثور على مشترين قبل انقضاء هذه المهلة. وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي دمّر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي. وأدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية وهو ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة. والثلاثاء، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن العديد من دولها الأعضاء إضافة إلى دول أخرى منتجة لا تنتمي إلى المنظمة، ناقشت عبر الفيديو «الوضع الصادم» لسوق الخام الذي تجلّى في تدهور تاريخي للأسعار على خلفية وباء كوفيد - 19.وقبلها، قال الجيش الأميركي، يوم الأربعاء الماضي، إن 11 قطعة بحرية تابعة لبحرية «الحرس الثوري» اقتربت بشكل خطير من سفن تابعة للبحرية وخفر السواحل الأميركيين في الخليج، ووُصف الأمر بأنه «خطير واستفزازي».

 

الكرملين: من السابق لأوانه الاستجابة لضعف أسعار النفط

موسكو/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

قال الكرملين، اليوم (الأربعاء)، إنه من السابق جداً لأوانه استخلاص أي نتائج بشأن خطوات إضافية ممكنة لوقف هبوط أسعار النفط قبل دخول الاتفاق العالمي الذي اتفقت عليه مجموعة «أوبك+» حيز التنفيذ في الأول من مايو (أيار). وهوت أسعار النفط إلى أقل من 16 دولاراً للبرميل، اليوم، مسجلةً أقل مستوى منذ عام 1999 في ظل تخمة المعروض بالسوق، فيما تستمر التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس «كورونا» في النيل من الطلب على أنواع الوقود.ورداً على سؤال بشأن أي إجراءات إضافية يُحتمل أن تتبناها روسيا فيما يتعلق بضعف أسعار النفط، قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين: «ينبغي أن نُجري تحليلاً فور بدء سريان اتفاق (أوبك+)... الآن علينا أن ننتظر».

 

السعودية تجدد تأكيد سعيها الدائم لتحقيق الاستقرار في السوق البترولية/مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان يثمّن دعم المملكة السخي للتصدي لجائحة «كورونا»

الرياض/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

جددت المملكة العربية السعودية، التأكيد على سعيها وحرصها الدائم على تحقيق الاستقرار للسوق البترولية، وكذلك تأكيدها مع روسيا الاتحادية الالتزام بشكل راسخ بتنفيذ التخفيضات المستهدفة المتفق عليها خلال العامين المقبلين، واستمرارهما في مراقبة أوضاع السوق البترولية عن كثب، والاستعداد لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع الدول الأعضاء في اتفاق «أوبك بلس» والمنتجين الآخرين. جاءت التأكيدات السعودية، ضمن الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، أمس، عبر الاتصال المرئي، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

ونوه مجلس الوزراء بصدور الأمر الملكي القاضي بدعم ومساندة القطاع الخاص والأفراد، ورفع جاهزية القطاع الصحي، وما تضمنه من تخصيص مبلغ 50 مليار ريال لتعجيل سداد مستحقات القطاع الخاص، وتخصيص مبالغ إضافية لقطاع الصحة، ليصل الدعم إلى 47 مليار ريال لرفع جاهزيته.

وأوضح الدكتور ماجد القصبي وزير الإعلام المكلف، لوكالة الأنباء السعودية، أن المجلس ثمن مساهمة بلاده بـ500 مليون دولار لمساندة الجهود الدولية للتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، مجدداً دعوة المملكة للدول والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية كافة والقطاع الخاص، إلى المشاركة في الجهود الدولية لسد الفجوة التمويلية اللازمة لمكافحة جائحة «كورونا»، التي تقدر بأكثر من 8 مليارات دولار.

وأقر المجلس، جملة من القرارات، حيث وافق على اتفاق إطاري للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين السعودية وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ووافق على نموذج استرشادي لاتفاقية تعاون في مجال قدوم الحجاج والمعتمرين بين السعودية والدول المستهدفة للاستفادة من «خدمة طريق مكة»، وتفويض وزير الداخلية، أو من ينيبه، بالتباحث مع السلطات المختصة في الدول المستهدفة في شأن مشروع الاتفاقية المشار إليها، كما أقر اتفاقية مقر بين الحكومة السعودية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات بشأن المكتب الفرعي للمؤسسة، وعلى تفويض وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب النيجيري في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الشؤون الإسلامية العربية السعودية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا في مجال الشؤون الإسلامية، وتفويض وزير الإعلام القائم بأعمال رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية أو من ينيبه، بالتباحث مع الجانب القرغيزي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون بين مكتبة الملك فهد الوطنية في السعودية والمكتبة الوطنية القرغيزية، كما وافق على النظام الأساسي لمرفق البيئة العربي، وعلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال حماية البيئة وإدارة الموارد المائية بين وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية ووزارة البيئة والموارد المائية في سنغافورة. وأقر المجلس مذكرة تفاهم بين الإدارة العامة للتحريات المالية السعودية في رئاسة أمن الدولة في السعودية، والوحدة الوطنية لمعالجة المعلومات المالية في ساحل العاج فيما يتعلق بالتعاون في تبادل التحريات ذات الصلة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب والجرائم ذات الصلة.

كذلك أقر تعديل المادة 74 من نظام التنفيذ الصادر بالمرسوم الملكي رقم: م/ 53 وعلى النحو الوارد في القرار، وإلغاء المادة «الخامسة والسبعين» من النظام، وتشكيل لجنة فنية في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لوضع آلية مناسبة لنقل قطاع الإعلام الداخلي من وزارة الإعلام، إلى الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع. كما أقر المجلس، تعديل البند «ثانياً» من قرار مجلس الوزراء رقم 106، ليكون بالنص الآتي: «تتولى وزارة الاقتصاد والتخطيط ملف مشاركة المملكة في المنتدى الاقتصادي العالمي في (دافوس) سنوياً، وذلك بالتنسيق مع المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية والجهات الأخرى ذات العلاقة، مع مراعاة الأحكام الواردة في تنظيم مشاركة الوفود الرسمية في الاجتماعات الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم: 42 وتاريخ 16/ 1/ 1438هـ».

ووافق المجلس، على نقلٍ وترقياتٍ للمرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة، واطلع أيضاً على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها التقرير السنوي للديوان العام للمحاسبة لنتائج عمليات المراجعة المالية ورقابة الأداء التي نفذها خلال العام المالي: 1438 ـ 1439هـ.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رياض سلامة عقدة مارونية تؤرق عون وصهره

صلاح تقي الدين/العرب/23 نيسان/2020

حملة افتراء تطال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حيث تحمله بعض القوى المعارضة لسياسته مسؤولية ما حلّ بالاقتصاد والمالية العامة للبلد وجعله يدفع ثمن سوء الإدارة السابقة.

رياض سلامة يحظى بتأييد شعبي واسع

أصدر حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة قبل أيام قرارا موجّها إلى المصارف والمؤسسات المالية والمؤسسات التي تتعاطى العمليات المالية والمصرفية بالوسائل الإلكترونية، يقضي بأنّ على المؤسسات غير المصرفية كافة التي تقوم بعمليات التحويل النقدية بالوسائل الإلكترونية أن تسدّد قيمة أيّ تحويل نقدي إلكتروني بالعملات الأجنبية وارد إليها من الخارج بالليرة اللبنانية وفقا لسعر السوق. وأن تبيع من الوحدة الخاصة المنشأة في مديرية العمليات النقدية لدى مصرف لبنان العملات النقدية الأجنبية. غير أن جميع قرارات سلامة التي يحاول من خلالها احتواء الانهيار الاقتصادي المحتوم في لبنان لا تقدّم ولا تؤخر في تغيير مسار الحملة التي يواجهها الخبير الاقتصادي المخضرم.

وقد بات واضحاً أن العهد ”القوي“ للرئيس ميشال عون، كما يسمى، يفتّش عن كبش محرقة ليبرر الفشل الكبير الذي مُني به لبنان منذ وصول جنرال خاض وخسر كل حروبه إلى سدّة الرئاسة في أكتوبر 2017، حيث افترش أبناء الشعب المقهور شوارع وساحات مختلف المدن اللبنانية مطالبين بـ”المحاسبة” واستعادة الأموال المنهوبة، فكان الردّ من “العهد” ومن وراءه وتحديدا “حزب الله” بتوجيه السهام نحو سلامة لتحميله مسؤولية ما حلّ بالاقتصاد والمالية العامة للبلد، وجعله يدفع ثمن سوء الإدارة السياسية وتحديداً خلال السنوات الثلاث الماضية للجنرال وصهره.

الدور الشيطاني

سلامة لا يقف خلف العجز المتراكم الذي تسبّبت به السياسة المعتمدة في ملفّ الكهرباء بمليارات الدولارات، ذلك الملف الذي اضطلع به التيار الوطني الحر منذ أكثر من عشر سنوات ولا يزال يتمسّك به

لم يكن يكفي لبنان ما يعانيه من أزمات معيشية سبّبتها السياسات الاقتصادية والمالية السيّئة المتبعة منذ انتهاء الحرب الأهلية وبدء تطبيق اتفاق الطائف في ظل الوصاية السورية، حتى بدأت المصارف اللبنانية “تحتجز” أموال المُودعين بحجة فقدان السيولة بالعملة الصعبة ”الدولار“، ما فتح الباب أمام حفنة من الحاقدين على ما يسمونه “الحريرية السياسية” لشنّ هجماتهم على سلامة وتحميله مسؤولية ما يُعاني منه البلد، على اعتبار أن الرئيس الراحل رفيق الحريري هو من أتى بسلامة إلى حاكمية مصرف لبنان، فلم يتوان حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب جبران باسيل عن استخدام كافة الأسلحة المشروعة منها وغير المشروعة.

أطلق الحليفان العنان للإعلاميين الذين يقومان بتسييرهم لكي يبثوا من خلال شاشات التلفزيون وأوراق الصحف الصفراء التي يديرونها، أبشع حملة افتراء على سلامة وداعميه، متهمين الحاكم بالإثراء غير المشروع وتقديم وثائق مزوّرة إثباتا على مزاعمهم وصولا إلى حد المطالبة بإقالته ومحاكمته.

وتصاعدت الحملة ضد سلامة لاحقا وأصبحت مباشرة، وشنّ عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار هجوما على جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان مطالبا الدولة ”بضرورة وضع اليد على من استساغ أن ينال من ودائع الناس وأموالهم عبر جمعية المصارف وغيرها، خصوصا إذا ما أضفنا إليها دورا شيطانيا لمن يسمّونه حاكما للمال وحاكما للنقد في لبنان”. ربما كانت لهجة “العونيين” أقلّ حدّة من لهجة حزب الله غير أنّ المضمون نفسه، فقد وجّه النائب السابق نبيل نقولا، أحد أشدّ المدافعين عن عون رسالة إلى رئيس الجمهورية ناشده من خلالها قائلا “اضرب بيد من حديد بدءا بحاكم مصرف لبنان لأنّه يملك الكثير ليقوله، ويفضح المشاركين، والسارقين والمعروفين منه”، مضيفا “اضرب بيد من حديد، وخصوصا القضاء الذي لا يتحرّك لزجّ واحدٍ من الناهبين، إمّا لأنّهم متورّطون، وإما متواطئون، وإما مقصّرون لا فرق، فالساكت عن الجريمة هو مشترك“.

سياسة صون الليرة

اللبنانيون الذين لا يزالون ينتظرون، بعد أن افترشوا شوارع وساحات مختلف المدن، يطالبون بـ"المحاسبة" واستعادة الأموال المنهوبة، لكن الردّ عليهم من "العهد" و"حزب الله" يأتي بتوجيه السهام نحو سلامة لتحميله مسؤولية ما حلّ بالاقتصاد

اللبنانيون الذين لا يزالون ينتظرون، بعد أن افترشوا شوارع وساحات مختلف المدن، يطالبون بـ"المحاسبة" واستعادة الأموال المنهوبة، لكن الردّ عليهم من "العهد" و"حزب الله" يأتي بتوجيه السهام نحو سلامة لتحميله مسؤولية ما حلّ بالاقتصاد

عُيّن سلامة حاكما لمصرف لبنان صيف العام 1993 لمدة 6 سنوات. وأُعيد تعيينه لثلاث ولايات متتالية. واستنادا لقانون النقد والتسليف يدير الحاكم المصرف المركزي ويعاونه في مهامه أربعة نواب حاكم والمجلس المركزي. وبهذه الصفة، يترأس الهيئات التالية؛ المجلس المركزي لمصرف لبنان، الهيئة المصرفية العليا، هيئة التحقيق الخاصة المعنية بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وهيئة الأسواق المالية.

سلامة الذي ولد مطلع الخمسينات ودرس في مدرسة ”سيدة الجمهور” للآباء اليسوعيين ثم التحق بالجامعة الأميركية في بيروت ونال إجازة في الاقتصاد، اكتسب خبرة واسعة في شركة ميريل لينش، متنقلا بين مكاتب بيروت وباريس، الأمر الذي أدى إلى تعيينه في 1985 نائبا للرئيس ومستشارا ماليا. وهو عضو في مجلس محافظي صندوق النقد الدولي وصندوق النقد العربي. في العام 2012 وقد ترأس اجتماعات مجلسي محافظي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في طوكيو. ومنذ الأول من يوليو 2013، أصبح رئيسا مشاركا في مجلس الاستقرار المالي لمنطقة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمدة عامين، كما ترأس مجلس محافظي صندوق النقد العربي لسنة 2013.

عمل منذ توليه حاكمية المصرف المركزي على اعتماد سياسة نقدية تهدف إلى صون الليرة اللبنانية وتثبيت سعر صرفها مقابل الدولار الأميركي من أجل إرساء أسس نمو اقتصادي واجتماعي مستدام. ولم تكن هناك حاجة لقراءة موقف شخصيات تتبع لحزب الله لكي تتضّح الحرب المفتوحة التي يشنّها حزب الله على سلامة. لكن ومن باب التذكير فقط فقد وافق الحزب ذاته في الحكومات المتتالية التي شارك فيها على التمديد لسلامة في ولايته على رأس المركزي ثلاث مرات، فهل هناك تبرير لما يقوم به اليوم، أم أنها استعادة لنغمة سابقة قديمة “لو كنت أعرف“؟

ربما ارتكب سلامة أخطاء، لكن المشكلة هي في حصر مصائب البلد برجل، فيوم حمى النظام المصرفي اللبناني من تداعيات انهيار بنك المدينة بسبب السرقات وعمليات النهب المنظمة التي كان يقوم بها رجال محسوبون على الاحتلال السوري للبنان، كان سلامة نظيف الكفّ وحمايته مطلوبة في موقعه، ويوم تدخّل أيضا لكي لا ينهار القطاع المصرفي نتيجة العقوبات الأميركية على البنك اللبناني الكندي، وما يستتبع ذلك من عقوبات على شخصيات من حزب الله أو قريبة منه، كان سلامة حاجة وضرورة؟ فلماذا تغيّر الوضع اليوم؟

سلامة ليس مسؤولا عن العجز المتراكم الذي تسبّبت به السياسة المعتمدة في ملفّ الكهرباء بمليارات الدولارات، هذا الملف الذي اضطلع به التيار الوطني الحر منذ أكثر من عشر سنوات ولا يزال يتمسّك به. وليس مسؤولا عن المرافئ الشرعيّة والمعابر غير الشرعيّة التي تدرّ أموالا صافية غير خاضعة للضريبة الجمركية لصالح حزب الله أو الجهات المتعاونة معه.

من حقّ حزب الله والتيار الوطني الحر وسائر القوى السياسية انتقاد حاكم المصرف المركزي، لكن أن يصار التركيز والهجوم على سلامة لتبييض صفحة العهد الفاشل فهذا ليس مقبولا.

أسرار الحاكم

قانون النقد والتسليف اللبناني يمنح حاكم المصرف المركزي سلطات واسعة، بترؤسه لعدد من الهيئات الأساسية، كالمجلس المركزي لمصرف لبنان، وهيئة مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وغيرها

قانون النقد والتسليف اللبناني يمنح حاكم المصرف المركزي سلطات واسعة، بترؤسه لعدد من الهيئات الأساسية، كالمجلس المركزي لمصرف لبنان، وهيئة مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وغيرها

لقد كان مطلوبا من “الحاكم” أن يكشف الأسرار التي بحوزته والتي من المؤكد أنها ستهزّ أركان النظام السياسي برمّته، لكنه انبرى فقط لمحاولة تبييض صفحته الشخصية وهذا من حقه بعدما اتهم زوراً بأنه أثرى إثراء غير مشروع، وتم تسريب وثائق مزوّرة عن قيام سلامة بتحويلات مالية ضخمة إلى الخارج بعدما كان هو نفسه، وكما تتيح له صلاحياته، قد أصدر تعاميم حصر فيها عمليات تحويل الأموال إلى الخارج ضمن أصول وغايات محددة.

لقد وضع سلامة عبر مقابلة مع محطة “أم.تي.في” التلفزيونية، حداً للغز، حيث أوضح وبالوثائق أنه ورث عن أهله عقارات وأموال تبلغ قيمته أكثر من 23 مليون دولار، وأنه “عمل لقرابة 20 عاما في شركة خاصة، قبل أن يصبح حاكماً لمصرف لبنان عام 1993، موضحاً “كنت أجني حوالي المليوني دولار في السنة”، وبلغ التعويض الذي تقاضاه عن سنين خدمته أكثر من أربعة مليارات ليرة لبنانية، وأنه استثمر أمواله لشراء عقارات في فرنسا بأكثر من ثمانية ملايين يورو.

لعلّه نجح بذلك في وضع حد لتناول موضوع ثروته الشخصية، لكن المسألة تذهب وفقاً لمطلعين أبعد من ذلك، فالمطلوب فعلياً هو إقصاء سلامة من حاكمية المصرف المركزي لتحويل لبنان إلى نظام اقتصادي شبيه بالأنظمة المالية الشمولية، وهذا ما أشار إليه بوضوح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في تغريدة على موقع “تويتر”.

تجدر الإشارة إلى أن نسبة التأييد الشعبي لحاكم مصرف لبنان بلغت في إحصاء أجري في العام 2016 حوالي 90 في المئة وذلك بسبب سياساته في تثبيت سعر صرف الليرة والتي أدت إلى نوع من الاستقرار المالي والاقتصادي انعكس إيجابا في السوق اللبنانية.

وربما يتوجب، أخيرا، الحديث عن احتمال أن يكون الهجوم على سلامة من قبل فريق العهد، هو لكون حاكم مصرف لبنان المركزي ”ماروني“ وقد يكون عقبة رئيسية أمام حلم باسيل في خلافة عمه في قصر بعبدا، وهذا بات أمرا يؤخذ في الاعتبار دائما، خاصة أن لا معنى مفهوما لتدخّل باسيل في كل شاردة أو واردة تتعلق بالتعيينات في المناصب المسيحية في الدولة، والمارونية منها تحديدا.

 

 

عودةٌ بلا أفق: من يثق بالحريري؟

أحمد الأيوبي/اساس ميديا/الأربعاء 22 نيسان 2020

دخل سعد الحريري التسوية مُتشاوِفاً على بيئته، مدّعياً أنه يرى ما لا تراه، ويعلم ما لا تعلمُه، وأن لديه عِلمَ الأوَّلين والآخِرين.. وأنه "أبُو السّنة" الذي سيُنجدهم في زمن المخاطر إذا ادلهمّت الخطوب. وها هو اليوم خارج التسوية وخارج السلطة، يُنـَقـِّبُ عن دورٍ في السياسة والكورونا، بينما يقول له الرئيس ميشال عون، الذي وصل على حسابه إلى كرسيّ بعبدا، إنّ التسوية كأنّها لم تكن، فاتحاً باب "الحساب" والعقاب لكلّ من سيقف في وجهه ووجه "خليفته المنتظر".

ماذا يفعل الحريري العائد إلى بيروت في زمن الكورونا، وفي زمن القحط المالي والسياسي والتصحّر البائس..؟ في 14 شباط الماضي وقف الرئيس الحريري خطيباً في ذكرى استشهاد والده الرفيق، ليعلن أنه توصّل إلى قرارٍ واضح: "التغييرُ، وإعادةُ الهيكلة في التيار، وعقدُ المؤتمر العام، وانتخابُ قيادةٍ تكون شريكاً في القرار السياسي"، وأنه "سيوفـّر شروط العمل في التيار مهما كانت الكلفة"، معلناً أنه "باقٍ في العمل السياسي"، وأن "تيار المستقبل باقٍ وأهل السنّة باقون".

هذه العناوين الكبيرة أطلقها الحريري وبقيت قيد التداول بضعة أيام، ولم تلبث أن طوتها التطوّرات، ليغادر البلد ويعود الآن من دون عنوانٍ واضح، بالتوازي مع قيام الماكينة الإعلامية لتيار المستقبل بنشر مقاطع مصوّرة تحتوي أهازيج التأييد للحريري، وتقدّمه على أنّه المنقذ الآتي، فيما جرى بثّ أخبارٍ ملفّقة عن تحريك الشارع والعمل لإسقاط الحكومة، لم يلبث تيارُ المستقبل أن نفاها وتبرّأ منها سريعاً. مصدرٌ نيابي شاب "معترض"  في كتلة المستقبل أوضح أنّ وراء عودة الحريري سببين:

ــ الأول: مواجهة الاستهداف للمحسوبين على التيار في الدولة، مع وصول معطياتٍ تقول إنّ ترجمة كلام الرئيس عون بأنّه سيفتح الملفات وأنّه "ليس هناك كبير" على القانون، ستأتي على شكل ملاحقةٍ ربما تكون أشرس من تلك التي شهدها عهد إميل لحود ضد معارضيه، ويجري التداول بأنّ أبرز المستهدفين سيكون الوزير السابق جمال الجراح، إضافة إلى الذين تبوّؤوا، وما زالوا يتبوّؤون، مراكزَ رسميةً بالغطاء الأزرق.

ــ العنوان الثاني: معالجةُ حالة الاحتقان داخل تيار المستقبل بسبب غياب المخارج من الأزمة التي يتخبّط فيها، وعدم التزام الحريري البقاء في البلد والتلاحم مع تياره وجمهوره كما سبق ووعد في ذكرى اغتيال والده.

ويشير المصدر النيابي إلى أنّ أعضاء الكتلة دأبوا على مطالبة الحريري طيلة الفترة الماضية، بالعودة للحصول على الحدّ الأدنى من التفعيل السياسي والمناطقي لأنّ الكتلة مصابةٌ بالشّلل، والنوابَ في حالة حَرَجٍ مع محيطهم وأمام ناخبيهم، ما جعل من الكتلة الزرقاء جسماً غير متماسك، وإن كان أعضاؤها مضطرين للبقاء فيها خشية استفرادهم، فهم محاصَرون بالشلل والضياعٍ الداخلي، الذي يفاقمه الصراع الصامت داخل العائلة "الحاكمة"، وبالاستهداف الخارجي من الخصوم وخسارةُ الحلفاء.

الرئيس نبيه برّي يقول للمعنيين بالعلاقة بينه وبين الحريري أنّه سبق وحذّره من الاستقالة، وأن تلك الخطوة ستخلق خصومة معه وهذا ما حصل. إضافة إلى أنّ مسار تنازلاته أمام النائب باسيل كان دائماً محطّ اعتراض من "الأستاذ" الذي يبني سياسته على "التوازنات"

وسط الصراع المحتدم، يبحثُ الحريري عن موطئ قدمٍ بين "الأقوياء" الذين خرج من ناديهم بفضل تنازلاته الخيالية حتّى فقدَ وزنه الخارجي والداخلي، فقصد النائبَ السابق وليد جنبلاط بعد أن جمعتهما "مصيبة العهد"، وأصبحت هناك ضرورةٌ لتأمين اصطفافٍ مُضادّ يحمي المستهدَفين من سياسات الرئيس والصهر. لكنّ أحد العوائق الكبرى أمام الوصول إلى التنسيق المشترك بين الأطراف المتضرّرة هو عدم الثقة بالحريري، وهذا ما جعله شبه معزولٍ سياسياً، باستثناء النائب السابق وليد جنبلاط الذي يرى ضرورةً لاستيعابه باعتبار أنه يترأس الكتلة السنية الأكبر.

في المقابل، فإن الرئيس نبيه برّي يقول للمعنيين بالعلاقة بينه وبين الحريري أنّه سبق وحذّره من الاستقالة، وأن تلك الخطوة ستخلق خصومة معه وهذا ما حصل. إضافة إلى أنّ مسار تنازلاته أمام النائب باسيل كان دائماً محطّ اعتراض من "الأستاذ" الذي يبني سياسته على "التوازنات".

أما القوات اللبنانية، فسلوك الحريري المنحاز إلى باسيل في حكومتيه الأخيرتين والاتهامات التي لم يتراجع عنها بحقّ قياداتها بعد عودته من الرياض في أزمة الاستقالة الشهيرة، والتعاطي السلبي على المستوى الشخصي تجاه الدكتور سمير جعجع، جعل الجدار بينهما سميكاً. ولهذا، فآخر محاولات التقارب خلال لقاء الحريري بالوزيرة السابقة مي شدياق في باريس مؤخراً، لم تُحدِث أيّ خرقٍ لأنّ الحريري يرفض تقييم المرحلة السابقة ويأخذ النقاش على محملٍ شخصيّ، كما يرفض الالتزام بأيّ خطواتٍ واضحة لتنظيم العلاقة بين القوات والمستقبل.

هذا الانسداد في العلاقات بين الحريري وبرّي والقوات والكتائب وبقية القوى المتضرّرة من العهد، دفع بعض المفاوِضين إلى طرح أن يكون "البيك" جنبلاط هو الضامن للحريري في حال تطوّرت الأحداث واضطرّ الجميع للتعاون في مواجهة "موجة الإلغاء" المتوقعة.

هل سيتمكّن الرئيس الحريري من حماية جماعته في الدولة، ومن استعادة مكانته بين "الأقوياء"، ومن استجماع قواه داخل كتلته وتياره؟

الإجابةُ على هذا السؤال ربما تكمنُ في قراءة السلوك السياسي للحريري واستعادة الوعود التي دأب على إطلاقها والبحث فيما تحقـّق منها للوصول إلى الاستنتاج الموضوعي وتحديد ما يمكن توقـعّه في المرحلة المقبلة، لكن المصدر النيابي الأزرق (المعترض) يخلص إلى الاستعانة بكعب بن زهير ليختصر القول:

كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً

وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ

فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت

إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ.

 

بيروت تفقد الـ"بريستول"... والأمل!

خيرالله خيرالله /اساس ميديا/23  نيسان 2020

ترتبط قصة فندق "بريستول" الذي أطفأ أضواءه قبل أيّام عن عمر 70 عاماً، بصعود بيروت وازدهارها، ومحاولة القضاء عليها، والانتهاء منها بعد اندلاع الحرب الداخلية في 1975 وما تلاها. أوقف التدهور محاولة لإنقاذها قام بها رفيق الحريري. لكنّ المدينة ومعها لبنان وصلت في السنة 2020 إلى مرحلة بدأت تلفظ فيها أنفاسها في سياق الارتكابات اليوميّة لـ"العهد القوي" الذي هو عملياً "عهد حزب الله". يختزل الـ"بريستول" قصة بيروت. ليس الـ"بريستول" مجرّد فندق لبناني آخر أغلق أبوابه أخيراً بمقدار ما أنّه مجموعة من الرموز في رمز واحد. يرمز قبل كلّ شيء إلى قدرة بيروت المتنوّعة على الصمود. هل انتهى صمود بيروت مع اضطرار الـ"بريستول" إلى الإغلاق نهائياً في انتظار أيّام أفضل... قد تأتي وقد لا تأتي! تملّك الفندق الذي باشر نشاطه قبل سبعين عاماً عائلة ضومط المارونية العريقة. إنّه، باختصار، فندق عائلي ذو موقع مميّز في منطقة رأس بيروت قرب حيّ الصنوبرة وقريطم وعلى مرمى حجر من شارع الحمرا. استطاع أن يرمز أوّل ما يرمز إلى العيش المشترك في بيروت من جهة، وإلى ازدهار المدينة وتحوّلها إلى عاصمة الانفتاح على كلّ ما هو حضاري في العالم، عاصمة الذوق الرفيع والثقافة والفنّ والإعلام العربيين من جهة أخرى.

في ذلك اليوم بالذات، بدأ التحوّل الكبير، بما في ذلك الموت البطيء لشارع الحمرا والأماكن القريبة منه. بعد السادس من شباط 1984، بوشرت عملية تهجير واسعة للمسيحيين من المنطقة، ثمّ لمجموعات صغيرة كانت جزءاً لا يتجزّأ منها، بما في ذلك الأرمن والفلسطينيون المسيحيون. لوحق لاحقا ما بقي من يهود لبنانيين في بيروت. هناك عائلة فلسطينية مسيحية ما زال أفرادها مختفين إلى الآن... مع كلبهم!

كان الـ"بريستول" بمثابة اختراق ماروني نوعي لرأس بيروت السنّية – البروتستانتية – الأرثوذكسية - الدرزية. أكثر من ذلك، كانت رأس بيروت، حيث تقع الجامعة الأميركية حالة لبنانية فريدة من نوعها، فريدة إلى درجة يمكن الحديث فيها عن جمهورية رأس بيروت داخل الجمهورية اللبنانية (وهو عنوان كتاب لسمير صنبر). صمد الفندق صاحب النجوم الخمسة صموداً أسطورياً في حرب السنتين 1975 – 1976، وفي أثناء الاجتياح الإسرائيلي صيف العام 1982، وفي مرحلة ما بعد السادس من شباط – فبراير 1984 عندما بدأت بيروت كلّها ومنطقة رأس بيروت وشارع الحمرا، بالذات، تتغيّر كلّياً وبشكل جذري. لم يعد هناك صحافيون أجانب في فندق "كومودور"، ولم يعد هناك أساتذة أميركيون وأوروبيون في الجامعة الأميركية... التي استُهدفت باكراً عندما خُطف رئيسها ديفيد دودج صيف العام 1982، ونُقل إلى سجن في طهران. تلا ذلك اغتيال رئيس آخر للجامعة هو ملكوم كير قبل أيّام من "انتفاضة" السادس من شباط 1984.

في السادس من شباط 1984، أخرجت ميليشيات من أنواع مختلفة، بينها "أمل" و"الحزب الاشتراكي"، الجيش اللبناني من بيروت الغربية كلها، وأعادت خطوط التماس التي كانت قائمة في حرب السنتين.

في ذلك اليوم بالذات، بدأ التحوّل الكبير، بما في ذلك الموت البطيء لشارع الحمرا والأماكن القريبة منه. بعد السادس من شباط 1984، بوشرت عملية تهجير واسعة للمسيحيين من المنطقة، ثمّ لمجموعات صغيرة كانت جزءاً لا يتجزّأ منها، بما في ذلك الأرمن والفلسطينيون المسيحيون. لوحق لاحقا ما بقي من يهود لبنانيين في بيروت. هناك عائلة فلسطينية مسيحية ما زال أفرادها مختفين إلى الآن... مع كلبهم! ما بدأ بما سمّي "انتفاضة" على عهد الرئيس أمين الجميّل وعلى وجود الجيش اللبناني في بيروت الغربية، أصبح في وقت لاحق عملية ممنهجة ومدروسة هدفها تغيير طبيعة تلك المنطقة وتركيبتها الديموغرافية انطلاقاً من تهجير الاقلّيات وأخذ مكانها، أكان ذلك في حي الوتوات أو زقاق البلاط أو القنطاري أو  رأس بيروت تفادياً للاصطدام المباشر بالسنّة. على الرغم من ذلك كلّه، بقي الـ"بريستول" على رجليه. بقي واحة في منطقة صارت قاحلة. لم تستعد بيروت كلّها حيويتها الّا بعد تولّي رفيق الحريري موقع رئيس مجلس الوزراء في العام 1992. كانت تلك مرحلة الأمل التي بات علينا نسيانها واعتبار أنّها لم تكن... أين الأيّام التي كان فيها في الـ"بريستول" أول حلبة تزلج على الجليد في الشرق الأوسط؟ أين الأيّام التي كان شاه إيران ينزل في الـ"بريستول"؟

لم يكن في رأس بيروت بفنادقها الكثيرة سوى فندق واحد ينافس الـ"بريستول" من ناحية الفخامة والخدمات. كان أيضا فندقاً عائلياً كما كان أصحابه آل مدوّر موارنة من كسروان. لأسباب مختلفة، لم يتمكّن فندق "كارلتون" من الصمود، خصوصاً بعدما جاء من يرتكب جريمة قتل طاولت موظفين مسيحيين فيه.

في المقابل، تجاوز الـ"بريستول" المحنة تلو الأخرى... إلى أن حلّ "العهد القوي" ووباء كورونا وانهيار المصارف. ما لم يستطع "حزب الله" من تحقيقه في ثمانينيات القرن الماضي عندما تبيّن أنّه استطاع تجيير "انتفاضة 6 شباط" لخدمة أهدافه، تحقّق في أيّام "العهد القوي" حيث يجد لبنان نفسه معزولاً عربيّاً ودولياً أكثر من أيّ وقت في ظلّ أزمة اقتصادية لم يشهد مثلها في تاريخه. أين الأيّام التي كان فيها في الـ"بريستول" أول حلبة تزلج على الجليد في الشرق الأوسط؟ أين الأيّام التي كان شاه إيران ينزل في الـ"بريستول"؟

تحقّق انتصار آخر على لبنان. أخذ "حزب الله" كلّ وقته من أجل الوصول بلبنان إلى الوضع الراهن. لم يبق من رأس بيروت، كما يقول صديقي نجيب خزّاقة، سوى الجامعة الأميركية ومستشفاها. لعلّ أخطر ما في الأمر أنّ إقفال الـ"بريستول" يقضي على طموح كلّ عائلة لبنانية في الاستثمار في لبنان، والبقاء فيه، وربط مستقبل أبنائها بالبلد. ما حلّ بالـ" بريستول" يجعل من الصعب التفكير في مستقبل للبلد حيث "العهد القوي" الذي يريد استعادة حقوق المسيحيين... فلم يترك لهم سوى حقّ الهجرة، هذا إذا تمكنوا من ذلك!

 

مسيرة البراءة في بلاد تسُوسُها الحيتان والتماسح

محمد أبي سمر/المدن/22 نيسان/2020

كمن يصحون من سباتٍ شتوي في بدايات ربيع مريض. هكذا بدا المشهد الأول لمن راحوا يتجمعون تباعاً في سياراتهم في ساحة الشهداء المهجورة.

بصحوتهم البطيئة الضعيفة، بزمامير سياراتهم، بتلويحهم بأعلام لبنانهم، ببعض الأغاني والشعارات القديمة التي  تعود إلى زمن ما قبل السبات، أرادوا القفز فوق خواء الساحة المقفرة الميتة كأنما من دهر، ويريدون ردم خوائها وموتها، ووصل ما انقطع غصباً، وأُريد دفنه فيما هو يُحتضر.كمامات السُّبات الشتوي على أفواه كثرة منهم ومنهنَّ، وبعضهم القليل قفازاته الواقية في أكفهم. كاميرات الهواتف مشرعة، وكاميرات المصورين الصحافيين تنتظرهم في الساحة.

هم إياهم وإياهن من زمن ما قبل السُّبات. لكن بلا صخب، أو بصخب بدايات ترغب استئناف الحماسة بعد انطفاء. بقايا المرض الربيعي لا تزال حية في المدينة وشوارعها، في حياة سكانها وأجسامهم وارواحهم، في إسفلت الشوارع، في نظرات العيون المتبادلة. العيون التي أجهدها النعاس والنوم الكابوسي والخدر والأرق والتحديق العبثي في الجدران. وها هي العيون تصحو لتباشر النظر من جديد في بقايا "ثورتهم" المدفونة في الساحة.

في سياراتهم، بإطلاقهم أبواقها، بأصوات أغاني قديمة، بتلويحة أعلامهم من نوافذها، بكاميرات هواتفهم المحمولة، داروا مرتين أو ثلاث حول الساحة. كأنهم أرادوا إحياءها من مدفنها، وإزاحة ذلك الرمد الربيعي عنها، وبعث روحها من ذلك السبات.

وأنا مَن واكبتهم مستطلعاً بفتورِ الحياد "ثورتهم" الماضية، التي يريدون وصل الزمن بين ضفتيها بمسيرة ما بعد السبات، تهيّأ لي أن دورانهم حول الساحة المهجورة، يشبه إحياء طقوس الولادة والعبور، والاحتفاء باحتمال الخروج من الغيبوبة.

وتكاثرت سياراتهم، تزايد صخب أبواقها وصخب الأغاني القديمة المتقطع. وانطلقت مسيرتهم الطويلة في شارع فوش. مروا قرب جدران المجلس النيابي الغرانيتية، كأنما من دون التفات عبروا قربها، فلم تستوقفهم تلك الأمسيات والليالي من الصدامات حول الجدران. لكن بعض القصاصات الورقية على نوافذ سياراتهم كانت تتوعد من جديد: "راجعة الثورة تشيل ما تخلي"، "كثروا المظلومين"، "العالم نشلّت، العالم ماتت من الجوع"، و"البلد  مش منكوب، البلد منهوب".

الوجوه القديمة نفسها تقريباً. وجوه شبان الانتفاضة وشاباتها. الانتفاضة التي استمرت شهوراً، وراحت تتعب وتتلاشى بطيئاً بطيئاً، حتى انطفأت، ثم وضعت عزلة الوباء الشتوي خاتمتها المأساوية.

وباء شتوي أثلج صدور جبران باسيل وميشال عون ونبيه بري وحسن نصرالله ووليد جنبلاط...، فأخذوا يوزعون على المنكوبين من مواليهم ما يقتاتون به في غمرة الفاقة والعوز والبطالة. وجيّشوا حكومة ظلالهم لتفتح المستشفيات الحكومية المشلولة، المهملة والمهجورة من سنين، لتؤوي من أصابهم تفشي الوباء الذي أعاد الروح إلى أجهزتهم الوبائية.

وتقاطرت سيارات الحشد، تكاثرت ممتدة على طول كورنيش بيروت البحري الطويل، من الزيتونة باي حتى المنخفض ما بعد الروشة.

في أول الكورنيش، في ساحة عين المريسة، على رصيفها، وقفت متشرِّدة الكورنيش الوحيدة مندهشة مذهولة من حشد السيارات الصاخب. رفعت يديها عالياً، وراحت تتمايل متسائلة مستغربة عبور هذا الحشد الكبير. قبل أيام كانت المتشردة التي تنام تحت شرشف بين سعفات نخلة قزمة، تحدث نفسها، تسترسل في الوحشة، وحولها قطط شاردة أخمد الجوع أبدانها عن الحركة. حشد السيارات الكبير أزال الوحشة والخواء الكابوسيين عن الكورنيش البحري ورصيفه. بعض الشرفات المطلة على البحر، خرج إليها بشر العزلة متفاجئين بالصخب، فأشرعوا كاميرات هواتفهم يلتقطون صور شوقهم إلى بهجة الحياة.

من منخفض شوران ما بعد الروشة، بدا صفٌّ من الجنود ورجال الأمن يقفل عرض الشارع في أول مرتفع عين التينة. هنا مقر مسوِّر مجلس النواب بجدران الغرانيت لحماية فنون التشريع المافيوي الموروث من أزمنة الحروب، وأزمنة توزيع الغنائم المستمر بالعدل والقسطاس بين ورثة الحروب. سرور غامر يأخذ بشغاف قلب كبير المشرعين. لقد ضمَّ قصر الأونيسكو الخاوي من سنين إلى محمية مقره. وها هو يعقد في القصر جلسة تشريعية لإجهاض احتمال انبعاث الاحتجاجات من عزلة الوباء التي قد تنتهي قريباً.

أكمل الحشد السَّيَّار طريقه نحو كورنيش الرملة البيضاء المستقيم. أقام نصف دائرة حول قصر الأونيسكو، ثم عاد أدراجه نحو كورنيش بيروت البحري في رحلة إيابٍ نحو ساحة الشهداء.

هل هي بدايةٌ جديدة؟ هل هي استئناف لما سمّوه "ثورة" قد تكون البراءة سمتها الغالبة في بلاد تسوسها الحيتان والتماسيح.

 

سرقوا الدولة ويشترونها؟

راجح الخوري/النهار/22 نيسان/2020

هناك طريقة واحدة لا غير لإستعادة المليارات المنهوبة مالية الشعب اللبناني، والتي تجزم وسائل إعلامية غربية اعتماداً على خبراء دوليين، أنها تصل الى 320ملياراً من الدولارات، سرقها السياسيون وأزلامهم والمقاولون نيابة عنهم والمديرون الفاسدون في معظم دوائر هذه الدولة المسخرة المتروكة دائماً كرماً سائباً على درب الثعالب المتعاقبة!

لكن هذه الطريقة للأسف، نسج خيال لأن النسيج الطائفي والمذهبي، سيدفع لبنان الى السقوط مجدداً في الحرب الأهلية، وخصوصاً وسط هذه الغوغاء، التي تحاول دائماً تجهيل السارقين. الطريق المذكورة تقضي بأن نستيقظ غداً كما إستيقظ الجزائريون والسودانيون والماليزيون قبل أعوام، لنكتشف أنه تمّ ليلاً إعتقال كل الزعماء السياسيين المشتبه بهم، وكل أزلامهم في القضاء والأمن والمؤسسات المنهوبة، وأرسلوا الى الإقامة الجبرية المرفهة في الفينيسيا وفي البريستول، وقيل لهم لن تخرجوا قبل ان تردوّا الى الخزينة كل فلس سرقتموه!

يبقى السيناريو الرائع حلماً في لبنان البائس، ما لم تحصل أعجوبة على يد مجموعات من الثوار الطاهرين، الذين يقف الشعب كله وراءهم، فيقرروا تقديم الوطن على الطائفة، والهوية على المذهب، ورغيف أولادهم على مليارات الزعماء الفاسدين وثرواتهم الأسطورية في بلد يجوع.

صحيح انه حلم يدغدغ المخيلات، لكنه لم يكن من المستحيلات، تذكروا مثلاً كيف يعيش الرئيس سليم الحص اطال الله عمره، وتذكروا إيضاً أنه عندما ذهب الرئيس المرحوم شارل حلو برفقة زوجته للإطمئنان الى أرملة الرئيس المرحوم فؤاد شهاب، لاحظ الرئيس حلو ان هناك دمعة في عين رقيب من حرسه، وعندما سأله ماذا هناك، قال وهو يكاد ان يبكي: ألا ترى فخامة الرئيس فرش المقعد في الصالون ممزقا ؟

قبل ان يغادر متأثراً جداً، سأل الرئيس حلو زوجة شهاب وكانت فرنسية تدعى رينيه بوتيو، بخفر وعلى كثير من الألم والضيق: ماذا استطيع ان افعل لك يا سيدتي، قالت: فقط لو تتكرموا بتسديد مبلغ 375 ليرة لبنانية، انا مدينة بها لدكان السمّان.

اخبرني الرئيس حلو شخصياً، كيف ظلّ يبكي في طريق عودته، ولكنني اليوم بعد كل ما فعله النصابون بهذا البلد الممزق، أدمع أيضاً ولا أجد فرقاً بين يتيم يبكي جوعاً في طرابلس أو أي بلدة من وطننا وبين دموع شارل حلو، يوم كان الرؤساء يعملون لبناء الوطن لا لسرقته .

لست أدري لماذا ذهبت بي الذكريات الى هناك، ونحن اليوم، وسط معمعة لا نهاية لها بين الذين نهبوا الدولة وبين الذين تأخذهم مثلي، إحلام تحلّق بعيداً في ان نتمكن فعلاً من المحافظة على لبنة أخيرة في البلد، ونحن ننكب على تحطيم الأنسان فيه قبل تحطيم الجدران واحلام الأطفال!

وطن يضع الكمامات ويتدجج بالمطهرات وينعقد للتشريع تباعداً، ليقرّ زراعة الحشيشة، وطبعاً لأغراض طبية، ولكأن المختبرات العالمية تنتظر عجائب الأدوية، التي سنخترعها، وعندما يكون وزير المال بصدد مسح أملاك الدولة او ما تبقى منها، تمهيداً لبيعها ومعالجة الدين العام، والعالم في أسوأ ازمة مالية بما يعني ان الذين نهبوا مالية الدولة أمس سيشترون أملاكها غداً، ونحن الشعب مجرد ماشية في أراضيهم!

 

أمل ”حزب الله” في تسوية مع أميركا

عبد الوهاب بدرخان/النهار/22 نيسان/2020

يفيد بعض التحليلات، استناداً الى الواقع كما يتشكّل لا إلى اتفاقات مبرمة، بأن الاميركيين والإيرانيين أرسوا نوعاً من “التسوية” بينهم في العراق. عناصر عدّة تؤيّد هذا التوجّه: إعادة انتشار القوات الاميركية وتموضعها بما يشبه “انسحاباً” تصرّ عليه إيران وميليشياتها العراقية، ثم انحسار التوتّر الذي رافق الهجمات الصاروخية على قواعد عسكرية يتمركز فيها عسكريون اميركيون، لكن الحدث الأبرز رضوخ طهران لانتقال مصطفى الكاظمي من رئاسة جهاز المخابرات الى رئاسة الحكومة على رغم أنها وأتباعها وصفوه دائماً بـ “رجل اميركا”. وفي السياق، عادت الدولتان الى تفاهمات سابقة، مع بعض التنقيح، فإيران وافقت على أن يكون تنظيم العلاقة العراقية – الأميركية شأناً بين دولة ودولة وليس بين دولة وميليشيات، وقبِلت الولايات المتحدة واقع النفوذ الإيراني في العراق على أن تتولّى حكومة بغداد معالجة عسكرته المفرطة في إطار تنظيم العلاقة مع إيران كذلك بين دولة ودولة.

إذا أريد اسقاط هذه المعطيات على لبنان، يمكن افتراض أن “حزب الله” ينتظر إما “تسوية” مماثلة تنعكس على لبنان وإذا تعذّرت يتوقّع تغاضي واشنطن عن أن حكومة حسان دياب هي “حكومته” لتتعامل معها بحكم الأمر الواقع، تجنّباً لانهيار الدولة والاقتصاد. غير أن الحسابات تختلف بين البلدين، حتى مع وجود تشابهات. ففي العراق ضُربت إيران مباشرةً بتآكل نفوذها في البيئة الشيعية كما أظهرت الانتفاضة الشعبية، وضُربت أيضاً باغتيال قاسم سليماني، فضلاً عن تعاظم الخلافات بين أتباعها، وهي خلافات أساسها الحفاظ على دويلاتهم أقوى من الدولة، غير أن الدولة استطاعت أن تبقى الخيار الأوحد والأسلم لجميع العراقيين. أما في لبنان فربطت إيران وجود “حزب الله” أولاً بصراعها مع إسرائيل بهدف استدراج اعتراف أميركي بنفوذها في المنطقة، ثم ربطته بمصير النظام السوري الذي دخل الآن أسوأ مراحل احتضاره متخبّطاً بين جرائمه وبين العقوبات الاميركية.

لذلك تبدو أي تسوية يتوقّعها “حزب الله” ويتمنّاها أكثر تعقيداً. لن تستطيع إيران أن تتحصّل له على اعتراف أميركي ولو ضمني بإدارته للنظام والدولة اللبنانيين، فلا “الحزب” ولا إيران يملكان ما يقدّمانه لأميركا لقاء اعتراف كهذا. عليهما، إذاً، أن يتنازلا إلا إذا كانا يجدان مصلحةً في لعب ورقة انهيار لبنان، ليلتقيا مع الجانب الأميركي الذي أبدى دائماً حرصه على منع الانهيار لكنه صار يتقبّله: “إذا أراده حزب الله، فليكن”… ومن أقوى علامات الانهيار أن تكون الدولة سرقت أموال مواطنيها، وأن تكون هناك حكومة لا تثق بها الجهات الممولة لأنها “حكومة حزب الله” لذا تجدها مربكة بخياراتها لـ “انقاذ البلد” وهمها انقاذ نفسها. لم تعد هناك فائدة ترجى من هذه الحكومة ولا من أي حكومة بديلة طالما أن “حزب الله” مستحوذ على الدولة ولا يريد أن يتنحّى.

 

رجال الاستعراض

 سمير عطاالله/النهار/22 نيسان/2020

تتسع في العزل فسحة التأمل، وتكبر عدسة الرؤية، وكلما اقترب الإنسان من نفسه، خاف شطط الآخرين. وفي مثل هذه الحالات الغريبة والغامضة الاسباب، يصبح كل فرد مسؤولاً المسؤولية الكبرى، الموت والحياة. العدوى والانتحار. وتتعرى الحياة إلا من الجوهر. ويسقط التأويل اللفظي امام حقائق الكارثة. وتتطلع الشعوب والأمم إلى اهل الصدق والثقة والعقل، لأن اللحظات الحرجة لا تحتمل الزيف والعروض الفارغة.

تنتهي المراحل الاستعراضية بأثمان فادحة على الناس. وتتحول البهلوانيات الفارغة الى فواجع. وما اقبح الاستعراض الفارغ حين يتم فوق الجثث وبين صرخات الاستغاثة، لأن المخمور بالعرض، لا يميز بين العويل والهتاف. كان تشاوشيسكو لا يزال يرفع يده بالتحية فيما الجموع تصرخ: جرذ. جرذ. وفجأة انتبه وهرب.

نحن في عصر مرير من سياسة الاستعراض. وقف الرجل الساكن البيت الأبيض يقول: “قمنا بجهد عظيم ومثالي ولم نخطىء في شيء، ولم نتأخر في قراراتنا، وما يشاع عن أخطاء، هو صناعة الإعلان الكاذب، وفبركة شريرة من الحزب الديموقراطي”.

أين الفظاعة في الأمر؟ في أن الرجل مقتنع بما يقول. إنها مؤامرة كونية عليه، يسقط خلالها الألوف من البشر كل يوم، معرقلين بجثثهم شهوة البقاء في البيت الأبيض، حيث يَطرد صباح كل يوم، صاحب عقل آخر. حتى جون بولتون بدا معتدلاً امامه.

لا تعود هذه كارثة محلية فقط، عندما يكون رئيس اميركا منتشياً “بجهده المثالي” في مثل هذه الخنقة العالمية التي حوّلت نيويورك الى مقابر جماعية. في اليوم نفسه، خاطب امير من فرنسا، يدعى ايمانويل ماكرون، شعبه قائلاً: “أقول لكم، بكل مذلّة، أننا تأخرنا في اتخاذ القرار”.

كيف للدنيا برجل غاضب على الدوام، لا يصغي إلاَّ لنفسه، في مونولوغ مستمر، صباحاً ومساء، كيف لها أن تطمئن؟ وكيف يصير الأمر عندما يقرر الممتلىء غضباً، أن تغادر بلاده منظمة الصحة العالمية، فيما العالم بين مخالب الوباء الفاشي وقبضة اليأس؟

يهدد الاستعراضيون أمن شعوبهم وسلامة هذا العالم، حتى الواصلين منهم بالانتخاب. وليس الحال في الهند، اكبر ديموقراطية في العالم، احسن منها مع ناريندرا مودي، الذي قيل ان الثياب التي ارتداها في استقبال ترامب، كلفت 92 الف دولار. يترأس هذا الرجل الآن بلاد نهرو وغاندي وحزب المؤتمر، ويقود حزباً حقائدياً يرفض حقوق المسلمين. ولا احد يعرف متى تشتعل شبه القارة الهندية مرة اخرى. كيف حاول هذا المتأنق محاربة كورونا بمنع نشر اخبارها. المسألة هي الخبر- لا الوباء. هي الاستعراض.

الحقيقة أن الكارثة ليست في بلد مكتظ بـ 500 مليون إنسان يسكنون بيوتاً مرتجلة بعضها بلا مياه، شفة أو صرف، وإنما في كيف سيبدو مودي أمام تابعيه. أليس كثيراً على هذه الدنيا أن تبدأ الهند بجواهر لال نهرو وتنتهي إلى ناريندرا مودي؟ الخوف الجدي الآن هو أن تتحطم هذه المعجزة العالمية بين يديّ هذا النرجسي. هذه هي مآسي الديموقراطية: أن يقع الناخب في الهوس، فتصبح الحريات والتقاليد مهددة في اكبر مهادها. تشبه عروض مودي تلك العروض التي كان يؤدّيها معمر القذافي في عباءاته وصولجانه المذهّب وتاجه.

النرجسية مرض لا عارض. يتطلع نرجس في صفحة النهر فلا يرى إلا نفسه. ويطلب المزيد. ثم يروح يضيف الى نفسه كل ما يتمناه ويحلو له. هل سمعت بشرياً من قبل يقول “نحن لم نخطىء”؟ المخطىء دائماً هو الآخرون: الإعلام الكاذب والحزب الديموقراطي، وخصوصاً نانسي بيلوسي، إحدى اكثر السيدات احتراماً في تاريخ الولايات المتحدة. وما هو الاحترام؟ الشيء الوحيد الذي لا يبالي به النرجسيون، لأن متطلباته كثيرة وصعبة، الترفع والتعقل والتمنع وعدم التبذّل. وإذا كان يستحيل عليك أن تحب الناس، فعلى الأقل ألاَّ تهين ذكاءهم. كتبت دومينيك اده في “الاوريان لوجور” رسماً نفسانياً ساحراً للرجل المعبأ بنفسه مثل روبوت، ويحكم اكبر قوة في العالم.

فقط شجعان هذا العالم يجرؤون على الدخول في منافسة احترام النفس. لا يقوى كثيرون على تحدي هذا الامتحان لأنه سيرة بكاملها، وليس مهرجاناً انتخابياً. كانت خلفه صورة ديغول عندما قال ماكرون للفرنسيين، اقف امامكم بكل تواضع. تلك اللغة التي كان يستخدمها أحبار الكنيسة: الحقير إليه تعالى.

هناك الاستعراض، وهناك الانجاز. وعندما ينتهي العرض لا يبقى شيء يُذكر. إثنان قدّما نفسيهما للعالم في حرب الخانقة: دونالد ترامب الذي لا يخطىء، لكن ادارته لمواجهة كورونا فتكت بالبلاد، وانغيلا ميركل، حيث حصدت الكارثة اقل عدد من الضحايا، ومن ثم اعلنت هزيمتها. واحد يعمل للملصقات، وواحدة للتاريخ.لشدة ما هي متواضعة، خُيل للنرجسيين في لبنان أن لا وجود لها. فلما جاءت اول مستشارة المانية في التاريخ لزيارتنا، افهمناها أن وقتنا ضيق ومشاغلنا الديبلوماسية كثيرة. لم يتضمن برنامجها عشاء تكريمياً. عندما شاع في اوروبا قبل اشهر أن ميركل مريضة، اهتزت اوروبا. مثل هذه الشخصيات تلعب دوراً اساسياً في توازن العالم، او في اختلاله. النرجسيون يهددون سلامة بلادهم اولاً. رؤوس لا تعرف الحوار لأن الآخر لا وجود له، إلا خادماً أو مصفقاً. لم يبقَ حول ترامب سوى المهللين. امير فرنسا، البرنس ماكرون، لم يتفوه بكلمة في مسألة كورونا، إلا بعد استشارة اللجنة العلمية. هو انتُخب رئيساً للجمهورية وليس خلفاً لباستور، سيد اللقاحات ومنقذ صناعة النبيذ وصاحب “بسترة” اللبن والحليب.

ترامب أصر على ان يخاطب الاميركيين في كارثتهم، بقدر ما يعرف. وما يعرفه في العلوم موازٍ، على ما يبدو، لما يعرفه في غيرها. ومبدأ “الصفقة” الإلهي لا ينطبق على قضايا الحياة والموت. رجل الدولة نادر، أما رجال الاستعراض فيملأون الناس بخنّاق يشبه الكورونا. تصور لو ان رئيس اميركا اليوم هو تيودور روزفلت، الذي وصفه ديغول بأنه “نبيل ديموقراطي”. في ازمات الفراغ المريعة، تتطلع الناس الخائفة إلى النبلاء. إلى ذوي الفكر والرؤية، وحكمة المسؤولية. إلى الذين يستقرئون العواصف والأعاصير عندما يرون تلبّدها عاماً بعد عام. حياة الناس ومصائر الدول وأرزاق الشعوب، ليست نكتة بائخة ننقلها بين الأمكنة، إلى أن نرتطم بهذا الجدار الرملي السريع التفتت، ولا يبقى لنا سوى أن نضع اللوم على الحزب الديموقراطي والإعلام المزيف.

إذ يتساءل اللبنانيون في ذهول ورعب عمن هو المسؤول عن الكارثة، يقال لهم إنه الحزب الديموقراطي! ولعله جميع الاحزاب الديموقراطية معاً، وفي جميع المراحل. ولا ينتظرنَّ احد أن يقف في هذه الغابة رجل في قامة ايمانويل ماكرون ليقول لقد اخطأنا. نحن لا نخطىء. نحن الحكومة التي تقول لأصحاب الأصول المالية، لا اصول لكم. ونحن المصرف الذي يقول للمودع ليس عندي مال اسدد به ديوني، وليس المودع من يمتنع على جري العادة، منذ أن اخترع آل ميديتشي البنوك. ونحن الذين نخيّر الناس بين القطع من فوق أو القطع من تحت أو التشليح من كل مكان.

في اسابيع قليلة اختل نظام الحياة وتخلخل. ليس النظام المالي بل نظام الحياة. الأزمة دخلت كل البيوت واغلقت المصانع ودمّرت الطمأنينة إلى سنوات طويلة آتية. وآخر ما وصلت إليه الرغيف والأفران. والحكومة منهمكة في مواجهة كرامة القضاء، وتسريب سدّ بسري.

 

لبنان… اقتراب المواجهة

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

على وقع أزمة مالية واقتصادية وخطر يهدد الأمن الغذائي، تستعد انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) لاستعادة المبادرة، بعد أن التزمت الشروط الصحية التي فرضتها جائحة «كورونا»، إلا أن المواطنين المعزولين باتوا بين نارين؛ الاختناق البطيء داخل منازلهم، أو الاختناق في الشارع بفعل غاز أجهزة السلطة الأمنية، والأرجح أن الجميع سيختار الثانية، حيث إن الموجة الجديدة من المواجهة مع المنظومة الحاكمة منذ 3 عقود باتت قاب قوسين أو أدنى. أطراف السلطة والانتفاضة يدركان أن الأمور ذاهبة إلى تصعيد خطير وحساس قد يؤدي إلى فوضى وعنف أهلي، لذلك تستعد المنظومة الحاكمة بشقيها السلطة والمعارضة، إلى الاستعانة مجدداً بأدواتها التقليدية التي أمّنت لها ذرائع استمرارها في السلطة إلى الآن، والأخطر أن الطبقة السياسية بشِقيها (موالاة ومعارضة)، ورغم انقساماتها الطائفية والمذهبية العمودية والأفقية لا تتردد في التخندق معاً، بهدف حماية نظام مصالحها المشتركة، ومنع السقوط النهائي لأي طرف منها، مهما ضعف، أو تلاشت قوته، وذلك لقناعتها بأن سقوط أي جزء منها، سيؤدي إلى سقوط على غرار حجارة الدومينو. فعلياً منذ سنوات، نجح «حزب الله» بصفته الجديدة، الحزب الحاكم أو الحزب القائد للدولة والأمة، على غرار نموذج «الجبهة الوطنية التقدمية» الحاكمة في سوريا، بقيادة حزب «البعث»، في التحكم بكافة مفاصل الدولة ومؤسساتها الدستورية والتشريعية والتنفيذية، فالحزب المتهم دائماً بالتخطيط لتعديل الدستور، والذهاب إلى مؤتمر تأسيسي يراعي تحولات القوة والديموغرافيا في لبنان ما بعد الحرب الأهلية، فرض معادلته السياسية على كافة الفرقاء اللبنانيين، بعدما ربط طريق الوصول إلى سدة الرئاسة بالمرور عبر حارة حريك (المكان الافتراضي لقيادته السياسية)، فيما عاد موقع رئاسة الوزراء بعد تسليمه لحسان دياب إلى الحالة التي كان عليها قبل الحرب الأهلية و«اتفاق الطائف»، حيث انحصرت صلاحياته وتأثيره حالياً إلى مستوى الوزير الأول.

في التجربة الداخلية، يُتقن «حزب الله» تطويع خصومه، ووضع سقف لمعارضيه لا يُسمح لهم بتخطيه، فاستطاع مساومتهم على القبول بما يعطيه أفضل لهم من لا شيء، فكرّس معادلة ما له له لوحده، وما للآخرين له ولهم، وهذا ما فرض على المعارضة السياسية من جهة، ومن جهة أخرى، ما يسمى بـ«العهد»، فاعلية محدودة مقيدة بحسابات الداخل المعقدة وارتباطاتها الخارجية التي يتحكم بها «حزب الله» وحده، لذلك يفضل الحزب المواجهة مع معارضة سياسية تقليدية ممسوكة تبحث عن استعادة امتيازاتها، وتحسين موقعها، على أن يواجه معارضة غير تقليدية تجاوزت كل الأعراف والثوابت الطائفية والحزبية التي قامت عليها المنظومة الحاكمة بشقيها موالاة ومعارضة.

بعد أحداث 7 مايو 2008، فرض «حزب الله» إرادته على الطبقة السياسية، وحدد شروطاً للتحالف معه ولمعارضته، كما نجح في تطبيق النموذجين الروسي والإيراني في العلاقة بين السلطة والمعارضة، فموسكو وطهران تفضلان التعامل مع معارضة مدجنة وأخرى موالية، وترفضان رفضاً قاطعاً خيارات الشارع الخارج على الاصطفافات الكلاسيكية للحياة السياسية، وفي ذروة المعارضة لخياراته ما بعد سقوط حكومة الرئيس الحريري، انتزع الحزب من معارضيه تأمين النصاب البرلماني لمنح حكومة «العهد» الثانية الثقة، لكنه ترك لهم خيار عدم منحها الثقة.

فالحزب و«العهد» هما بأمس الحاجة إلى عودة الصراع على غرار نموذج 8 و14 آذار سابقاً، ما يتيح لكافة القوى السياسية فرصة ثمينة لإعادة رص صفوفها تحت ذريعة حماية المكتسبات والامتيازات، وفي احتواء بيئاتهم المتأثرة بخطاب انتفاضة 17 أكتوبر، فعودة الاصطفافات السابقة وتشنجاتها المذهبية والمناطقية، يعتبرها الكاتب اللبناني مهند الحاج علي، «السلاح الذهبي لهذه الطبقة السياسية، العابر للجوع والسرقة والنهب والفشل، يقف زعيم طائفة ويشير إلى الطرف الآخر لتحميله وطائفته مسؤولية الأزمة الحالية، ثم يرد الزعيم الآخر بالأسلوب نفسه، ليُعاد إنتاج الصراع القديم الجديد وعصبياته للتغطية على الأموال المنهوبة، وعلى أي حراك وطني عابر للطوائف». ترغب الطبقة السياسية، مجتمعة، بالعودة إلى الاستثمار في طوائفها، فبالنسبة لها هي أدوات حزبية وعصبيات مذهبية فاعلة في مجتمعات اعتادت عدم الخضوع لفكرة الدولة، فمأزق العلاقة ما بين المطالبين بسلطة الدولة (الانتفاضة) وسلطة الطوائف (الطبقة السياسية)، والتباين الحاصل بين مشروع سيادة الدولة ومؤسساتها مقابل حرص الطوائف على استقلالية الجماعة المذهبية داخل الدولة سيؤدي في المستقبل القريب إلى مواجهة قاسية بين الطرفين، خصوصاً «حزب الله»، وانتفاضة 17 تشرين، ستفرض تداعياتها نمطاً جديداً للحياة السياسية اللبنانية.

 

الياس ابو صعب يرفض أن يشمل قانون العفو أهلنا اللاجئين في إسرائيل/مَن قال لك ولباقي اقزام زمن القحط ان أهلنا في اسرائيل يريدون او يفكرون بالعودة الى وطنٍ  تحكمه عصابة عميلة للنظامين الإيراني والسوري؟

جنوبي حر/22 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85304/85304/

الطغمة السياسية الحاكمة وملحقاتها من النفعيين والمرتزقة يتكلمون وافواههم تفوح منها رائحة الخيانة والفساد.

هذه الجوقة الشيطانية تحاضر بالوطنية وتنعت الجنوبيين من ابناء المنطقة الحدودية المقيمين في اسرائيل بالعملاء بعد ان تآمر عليهم الصديق والعدو على حدٍ سواء، وبعد أن أسقطت المؤامرات آخر معقل للبنانيين الأحرار، وبعد ان وقع لبنان تحت الإحتلال الإيراني الإرهابي والدموي النهج.

الوزير ابو صعب السوري الإنتماء والهوى وفِي سياق الرفض لآلية قانون العفو العام يقول ان اي  عفو يشمل العملاء هو مرفوض وغير قابل للنقاش.

عميل عملاء سوريا وإيران وبفصاحته العرجاء يحاضر بالاخلاق الوطنية تماماً كما العاهرة عندما تحاضر بالعفة.

مَن قال لكم يا اقزام زمن القحط ان ابناء المنطقة الحدودية المقيمين في اسرائيل يريدون او يفكرون بالعودة الى وطنٍ  تحكمه عصابة عميلة للنظامين الإيراني والسوري الذين امعنوا بلبنان والإنسان قتلاً وتنكيلاً وتذويباً للهوية والغاءً للكيان .

ابناء المنطقة الحدودية وبكامل ارادتهم يفضلون البقاء حيث هم  في بلاد تحترم الإنسان على ان يعودوا الى بلادٍ تتناتشها الذئاب النَهِمَة الهاربة من عدالة الارض والسماء في آنٍ معاً .

الجنوبيون يعودون عودة الأبطال حين ينكفىء زمن الشيطان وتأتي ساعة الحساب الحتمية والقريبة .

لابو صعب وامثاله من المستوزرين العملاء والخونة نقول، في الغد القريب ستكون سلطة العفو في ايدي الشرفاء من ابناء الامة اللبنانية ولكن كونوا على يقين ان العفوَ لن ولَم يشملكم.

 

دولة الطائف انهارت باكراً… وسلامة ليس إدمون نعيم

سركيس نعوم/النهار/22 نيسان/2020

لا شك في أن دولة لبنان مسؤولة أولى عن ما يعانيه شعبه وقطاعاته الاقتصادية – المالية – النقدية – المصرفية من متاعب حالياً لا بل من مشكلات لا تبدو حلولها سهلة وقد لا تكون متوافرة أو ممكنة الآن. والكلام هنا هو عن دولة الطائف التي قامت عام 1989، إذ أن الدولة التي سبقتها أي دولة الاستقلال، رغم معاناتها السياسية السلمية التي لم تتحوّل عسكرية إلّا عام 1975 الأمر الذي أدى الى انهيارها، كانت مستقرة في حدود دنيا أو ربما متوسطة، وكان اقتصادها جيداً ووضعها النقدي – المالي – المصرفي جيداً بدوره (قيمة الدولار في حينه كانت تراوح بين ليرتين وربع وثلاث ليرات). وباستثناء أزمة مصرف انترا وكان الأكبر والأغنى والأكثر توسعاً في الخارج التي أدت الى انهياره، والتي يعيدها البعض الى أسباب سياسية، علماً أن السبب التقني لها كان عدم توافر السيولة مثل اليوم ورفض رئيس لبنان وحكومته في حينه مدّها بها، باستثناء ذلك لم يشهد لبنان أزمات مصيرية في القطاعات المشار إليها. دولة الطائف هذه كانت بحماية الدولة السورية ورعايتها، وقد قامت على أكتاف الذين صنعوا الحرب أو دُفعوا الى المشاركة فيها لأسباب سياسية – طائفية وأخرى وجودية، اقتناعاً من دمشق وحتى من رعاة اتفاق الطائف أن هؤلاء أكثر قدرة من غيرهم على صناعة السلام. طبعاً ثبت عكس ذلك، إذ صاروا مع الباقين من الطبقة السياسية القديمة حكّاماً فعليين في “دولتهم” وفي شوارعهم. ولم يحترم أحد الأنظمة والقوانين. وبدلاً من تأسيس دولة جديدة سليمة وإدارة نظيفة وكفوءة ومؤسسات إدارية فاعلة وقضاء نزيه وأجهزة أمنية وعسكرية تنفّذ أوامر السلطة السياسية، تأسست دولة المحاصصة و”الكومبينات” برعاية “المايسترو” السوري الذي أدار لعبة الفساد والهدر ونهب الأموال ببراعة وقوة. فصارت الدولة الجديدة مشلّعة وبقي الشعب اللبناني شعوباً. دولة الطائف استمرت بعد انسحاب سوريا من لبنان في أعقاب استشهاد الرئيس رفيق الحريري عام 2005 بفسادها المتنوّع المالي والسياسي والإداري والمؤسساتي. الذي تغيّر فيها أنها صارت بقيادة جهات لبنانية يقود كلٍ منها طائفة ومذهباً وشعباً وحزباً وحركةً وعشيرة. وإذا كانت وحّدتها المصالح فإن الانقسامات الطائفية والمذهبية، ومداخلات الخارجيْن الجديد والقديم مثل إيران الاسلامية وعرب النفط والمال ومعهم الغرب بقيادة أميركا، ونشوء قوة لبنانية عسكرية غير رسمية حرّرت ما احتلته إسرائيل من وطنها ووظّفت ذلك لإنشاء جيش قوي جداً مهمته الرسمية المعلنة مقاومة أي اعتداء إسرائيلي بعد التحرير عام 2000، ومهمته الرسمية غير المعلنة منذ البداية الاسهام الجدي في تنفيذ الاستراتيجيا الاقليمية لإيران الاسلامية التي كان لواضعيها دور حاسم ومهم في تكوين هذا الجيش. هذه الدولة الفاسدة لم تولٍ الوضع المالي الرسمي والمالي الخاص العناية اللازمة بل تركتها لحاكم مصرف لبنان “الشاب” في حينه رياض سلامة وكان الوضع المالي في أيامه رغم اعتداءات إسرائيل الكبيرة جيداً بصورة عامة بعد “النهضة الإعمارية” التي بدأها فيه الحريري الأب. وكانت المساعدات والاستثمارات العربية والدولية تتدفق على لبنان. وظنّ الجميع في حينه (الدولة وحاكم مصرف لبنان والمصارف) أن كل شيء سيبقى على ما يرام. لكن الخطأ الذي ارتُكب أيام الحريري وهو التثبيت الأبدي لسعر الليرة اللبنانية خلافاً لكل القواعد المالية والمنطق أدخل لبنان نفقاً كبيراً ولا سيما بعد قتله كما بعد الانسحاب السوري جرّاء تحوّل لبنان من جنّة ضريبية الى جحيم سياسي وحزبي واقتصادي وطائفي ومذهبي، كما جرّاء تعطّل الدولة فعلياً والفراغ السلطوي المتكرّر فيها على أكثر من صعيد.

إلا أن ذلك كله لا يعني أن مصرف لبنان مع حاكمه “الابدي” ليس مسؤولاً عن الحال التعيسة مالياً واقتصادياً ونقدياً ومصرفياً التي يعيشها اللبنانيون اليوم. فهو نصح الحريري الأب في بداية حاكميته بعدم الاستمرار في تثبيت سعر الليرة مدة طويلة نظراً الى كلفته العالية. لكن الأخير لم يحسب أنه سيُقتل وأن السلام الاقليمي لن يتحقّق وأن انقسامات اللبنانيين ستتفاقم وأنهم سيعودون الى أجواء الحرب الأهلية إعلامياً وسياسياً من دون خوض حرب فعلية على الأقل في ذلك الوقت. وكان عليه بعد غياب الحريري والانسحاب السوري وبدء عدم الاستقرار الجدّي في البلاد أن يمارس دوره فيُقنع رئاسة الدولة والحكومة والأطراف بالتخلي عن “التثبيت” ويُساهم معهم في وضع خطة مالية – اقتصادية تخفّف الأذى المقبل للناس أو تحول دونه. لكنه لم يفعل وهؤلاء كانوا غافلين وملهيين فقط باحتكار السلطة ومناطق نفوذ وبالاستمرار في حلب مؤسسات الدولة لنفع طائفي ومذهبي قليل أو كبير ولكن أيضاً لنفع خاص أكبر وبكثير. ومع الوقت صار الحاكم جزءاً من هذا النظام وليس القصد من هذه الإشارة اتهامه بالمشاركة في الفساد فهو قد يكون مشاركاً فيه وقد لا يكون لكن كان عليه أن يتصرّف بصلابة وأن ينفّذ القوانين بصلابة مثل الحاكم السابق لمصرف لبنان الدكتور الراحل إدمون نعيم ولا سيما في أواخر سني الحرب الأهلية كما بعد بدء مرحلة اتفاق الطائف، وتحديداً في عهد حكومتي الرئيس الدكتور سليم الحص وقائد الجيش العماد ميشال عون. إذ مارس في أثنائه سياسة غير منحازة بين الحكومتين ونجح في تأمين الأموال وبواسطتها المواد الحيوية للخاضعين الى سيطرتهما وفي الحفاظ على النظام المصرفي وعلى ودائع اللبنانيين، وبعد انتهاء الحرب رفض “طلبات” لوزير الداخلية الراحل الشيخ الياس الخازن الذي أرسل قوة أمنية الى جلبه من مصرف لبنان الى مكتبه بالقوة (في الكورال بيتش). فـ”تصارع” مع هذه القوة رافضاً الامتثال وكان محقاً في رفضه. ونجح في منع إخراجه من المصرف بالقوّة وخصوصاً بعد شيوع الخبر واستنكار الناس والسياسيين لمحاولة الخازن بغالبيتهم. لكن سلامة وبعد تجديد ولايته أكثر من مرة ومع اهتراء الوضع اللبناني صار يشعر أنه لا يُستغنى عنه وأنه محصّن وأنه يتمتع بتأييد مهمّ ومتنوّع داخلياً وإقليمياً ودولياً فـ”طلِع البخار الى رأسه”. بماذا أخطأ سلامة أيضاً؟

 

سنفاجئكم ونقطع رأس الأفعى، شمس الحرية اقتربت

سيزار معوض/المرصد اونلاين/22 نيسان/2020

بات من الضرورة لا بل من سلم أوليات حياتنا اليومية، خلع الطاغوت عن عرشه سبيلا للاستمرار وللعيش،  لما تبقى لنا من حياة على أرضنا المقدسة. هذا الطاغوت  المجرم المتواري والمختبئ تحت الأرض وبين القبور واجب حرقه ليكون عبرة أقله للتاريخ وللأجيال القادمة..

الفقر والجوع والعوز والقلة باتوا يفتكون بالمواطن المتهالك المريض الجائع.. صبرنا ولا نزال، نحن لسنا "بأيوب" كي نصبر العمر كله، فللصبر حدود وللإجرام كذلك.

عائدون وبقوة هذه المرة، لغرض واحد لا اثنان، لهدف واضح وصريح وجلي.. عائدون لاسقاط الميليشيات ولبناء الدولة على ركام الدويلة الأمنية والسياسية وقبضتها التي خنقت الحياة وحولت لبنان الى لبنانات ودويلات..

هذه المرة لن يقف عائق او حاجز امامنا، مهما بلغ جبروته ومهما تعاظمت قوته، لأننا نحن أبناء الحرية والشرعية والحق والحياة..

سنفاجئكم بعد وقت ليس ببعيد، ولن يردعنا شيء، لا بالحسنة ولا بالقوة.. لن تنفع بضع ليراتكم الفاقدة لقيمتها الشرائية، وهي بمثابة رشاوى.. لن تجدي  الوجبات وحصصكم الملغومة المسمومة الحقودة، لن تحميكم  الأسوار والجدران والتحصينات المدججة  بالأزلام والجواري والكلاب أمام السرايات والقصور.. حتى أن العهد أو ما تبقى منه لن يحميكم من غضب الشارع الزاحف الجائع الذي خسر كل شيء.. حتى الكرامة، سرقتوها وسلبتوها.. لن تحميكم حكومة ذياب، ولن يحميكم من وراءها، حتى الذي يديرها ويشغلها، لأنكم والطاغوت المتكابر ستتفاجئون بالبحر الجارف وبالفيضان الكبير الذي سيأخذ معه كل شيء..

سنفاجئكم، بعد وقت لنسترد منكم كرامة وطننا المسلوبة التي مرغتوها بوحول التسويات والصفقات والسمسرات والسرقات والمؤامرات والمؤتمرات و.. و..

أما بعد..

أعيدوا ما وهبتوه ونهبتوه، أعطونا ودائعنا المصادرة، أفرجوا عن أموال خزينة بلدنا المهربة والموزعة بالجملة والمفرق.. سيف الحق سيسلط على رقابكم وسنقطع رؤوسكم بقاطع العدالة ومجلسها الثوري الذي لن يردعه رادع..

الوباء سيلفظ أنفاسه قريبا وأنتم كذلك، ستختنقون معه، كما حال النظام الأمني الوحشي المتوحش المرادف لنظام العدو السوري بأزلامه وأوباشه وأدواته وشبيحته وأشباحه..

سنفاجئكم، لأنه بات عندنا أكثر من ذي قبل وضوح في الرؤية، والهدف بات واحدا، ألا وهو قطع  رأس الأفعى دون تردد.. الزلزال بات وشيكا فيما شمس الكرامة اقتربت وبتنا على بعد خطوة من إضرام النار بعروشكم والمناصب.. لا قيامة لأمة محكومة من دولتين وعلى أرضها جيشين.. حذار غضب الحليم المستكين اذا انتفض.. سلام..

 

هل يملك عون أو الحزب مشروعاً اقتصادياً؟

موناليزا فريحة/النهار/22 نيسان/2020

تكتسب عودة الانتفاضة الى الشارع ولو بالسيارات اهمية كبرى بحيث توجه الى اهل السلطة رسالة واضحة بان الاعتقاد بان استغلال او توظيف تفشي وباء الكورونا من اجل ازالة الخيم وطمس معالم الانتفاضة ليس في محله. وفي الاسبوع الماضي توالى اركان المعارضة في تظهير معارضتهم لملفات متعددة تناولتها الحكومة على هامش اعدادها ل” الخطة الانقاذية ” للوضع الاقتصادي بحيث وجه هؤلاء بدورهم رسالة مفادها ان ادارة شؤون البلد كما يخطط ويسعى اهل السلطة من خلال السيطرة وتغيير وجه لبنان طريقها ليست سالكة. لا بل ان هؤلاء المعارضين جميعهم سواء فرادى او مجتمعين لن يسمحوا لافرقاء سياسيين اعتقدوا ان البلد قد بات في مرماهم بتخطي خطوطا حمرا نحو نسف بنيوي لكيانه السياسي والاقتصادي. فوباء الكورونا اتاح لاهل السلطة في شكل خاص توظيف فرض الحجر المنزلي الذي ابعد الناس عن الشارع ومكنهم من استعادة القرار وتقرير ما يرونه مناسبا تحت ذريعة الوباء وتاليا توظيف اضطرار الناس الى اللجوء الى العزل والافتقار الى مد يد المساعدات الضئيلة بما يمكن ان يعيدهم الى كنف افرقاء السلطة في شكل خاص. واظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري قدرة على مواجهة الحكومة في موضوعين اساسيين موجهين ضد ودائع الناس في شكل اساسي ويتعلقان بالكابيتال كونترول والهيركات كما لعب دورا مهما في اقرار الحكومة باعادة المغتربين في ضوء مخاوفها من تفشي الوباء علما ان كل دول العالم اعتمدت ذلك ومنع سيطرة فريق اخر في السلطة على التعيينات المالية ما كفل له استعادة دور مرجعية سياسية استهدفتها الانتفاضة بقوة لدى انطلاقتها. و”حزب الله” بدوره اظهر عبر وزير الصحة قدرة على ادارة ازمة الكورونا جنبا الى جنب مع ادارته الذاتية عبر استنفار لطواقم طبية وتمريضية وما الى ذلك بحيث استعاد ما كان خسره في بيئته او بدا احتمال خسارته منها ايضا في الانتفاضة. فيما ان التيار العوني سعى الى اطاحة ما علق به من انتقادات قوية ولا سيما لرئيسه جبران باسيل من اجل الامساك بالحكومة من خلف عبر التعيينات ككل مالية او سواها وعبر التشكيلات القضائية والحملات مع حليفه الشيعي الى اضعاف حاكم المصرف المركزي وربما اطاحته. وبالنسبة الى مراقبين سياسيين بدا من الواضح ان اركان السلطة نفضوا عنهم غبار الانتفاضة خصوصا ان افرقاء المعارضة الذين خرجوا طوعا من الحكومة تركوا لهؤلاء الافرقاء المجال للتحكم بالبلد وتنفيذ ما لم يتيسر لهم عبر حكومات يشارك فيها الجميع. ولعل في مراجعة الاخطاء التي ارتكبت على هذا الصعيد او ربما الحسابات غير المدروسة والانفعالية ما يفيد انه تم تقديم هدية لهؤلاء الافرقاء ربما لم ينتظروها في ظل الارتباك على اثر انطلاق الانتفاضة لكنهم يسعون الى توظيفها في خدمة اهدافهم ويعتقد انهم اذا لم يفعلوا فانهم يفوتون على انفسهم فرصة فرض امر واقع قد لا يتكرر مجددا. وليس ان افرقاء المعارضة لم يسعوا كل بدوره الى اعادة دوره في التقديمات التي يحتاج اليها اللبنانيون، لكن الامر مختلف بين اهل السلطة وخارجها على ما كشف لغم لوائح التقديمات للعائلات المحتاجة والتي سلمت الى الجيش نتيجة الفضيحة التي شكلتها.

السؤال الذي اهتم مراقبون ديبلوماسيون بمعرفته في ضوء المخاوف عن تغيير النظام الاقتصادي ونسف الاقتصاد الحر والتي عبر عنها كثر اذا كان لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع تياره مشروع للبنان ينفذه في ظل كلام عام عن رغبته في تحويل الاقتصاد من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج، او ان “حزب الله” يملك مشروعا بتحويل الاقتصاد اللبناني الى اقتصاد موجه متى استتبت الامور لهذا التحالف في السلطة؟ او ان هناك خبط عشواء على خلفية تنفيذ سياسات انتقامية وتعيين محسوبين بحيث يتم وضع اليد على المصرف المركزي ويتم التحكم بالقرار المالي فحسب الى جانب التحكم بالقرار السياسي والامني الى جانب تحميل الخصوم المسؤولية ؟

بعض المصادر السياسية تلقي ظلالا كبيرة على تساؤلات تتصل بالمنحى لاقصاء طوائف او زعامات او تحجيمها ربطا بما حصل في العراق وسوريا وانسحابه على لبنان مما يترك مجالا كبيرا للشك بان مخطط ربط الاقتصاد والوضع المالي اللبناني وعناصره بالواقع السوري وما يمتد منه امر يعمل عليه بقوة تماما على غرار ربط الواقع السياسي بهذا الواقع. وهذا لا ينفي وجود طموحات بالاستئثار السياسي ووضع اليد على القطاع المصرفي والمالي. فلا رئيس الجمهورية اعلن يوما عن برنامج اقتصادي وضعه وطرحه للنقاش فيما اعتمد بقوة على خطة ماكينزي في القسم الاول من ولايته الرئاسية لكن من دون ان يضعها موضع التنفيذ. ولا” حزب الله” فعل ذلك وليس من عادته ان يعلن برنامجا او رؤية يخضعها للمناقشة او يشارك الاخرين بها بل ينفذ ما يراه مناسبا له محليا واقليميا. لكن الواقع ان غايات الطرفين واهدافهما يظللها عامل عدم الثقة ليس على وقع الخصومة السياسية فحسب بل على خلفية خط بياني تم تفعيله ما بعد 2005 في اتجاهات كانت مقلقة وزادت منسوب القلق بعدما وصل الوضع الى ما وصل اليه. ومع التسليم جدلا بانهما يعلقان اهمية فقط على الخطة الاقتصادية للحكومة، لفت بقوة تحذير البطريرك الماروني بشارة الراعي من ضياع اموال الناس في الكباش بين الدولة والمصارف. فالقطاع المصرفي استعاد انفاسه منتقلا من الدفاع حين رمت القوى السياسية كرة المسؤولية في ملعبه الى الهجوم راميا الكرة بدوره في ملعب الدولة. والضجيج السياسي يعيد الهاء الناس الى حد كبير في ظل احتدام الصراع بين اهل السلطة والمعارضة لكن الخطر الكبير الذي لا يدركه اهل السلطة بعد ان الجوع والفقر يطرقان بقوة ابواب اللبنانيين. فهذا كلام يتردد لكن العبرة في ما قد يصل اليه غضب الناس نتيجة افقارهم.

 

الاعتراض على قرض "صندوق النقد الدولي" لإيران: ليس بالأمر الشاذ وليس حاجزاً أمام تقديم المساعدة

پاتريك كلاوسون/معهد واشنطن/22 نيسان/2020

انهالت فعلاً الكثير من التعليقات على خطة إدارة ترامب الجلية "للاعتراض" على منح إيران قرض بموجب تسهيل جديد مقدّم من "صندوق النقد الدولي" يهدف إلى مساعدة الدول على التعامل مع أزمة وباء "كوفيد-19". إن اعتبار هذه التقارير على أنها تفتقر إلى الوقائع هو وصفاً مهذباً بأفضل الأحوال.  

ومن أسباب ذلك، أن إيران تتمتع بالفعل بإمكانية النفاذ الفوري إلى 2.8 مليار دولار من الأموال الموجودة من "صندوق النقد الدولي" دون الحصول على أي قروض جديدة - 700 مليون دولار في "شريحة الاحتياطي" و 2.1 مليار دولار في "حقوق السحب الخاصة". وهذه الأموال متاحة دون شروط، ومع ذلك لم تبذل طهران أي جهد لاستخدامها خلال الأزمات الصحية والاقتصادية المستمرة. والأهم من ذلك، يمتلك النظام ما لا يقل عن 90 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي، والتي يمكن النفاذ إلى جزء كبير منها في الوقت الحالي. وتثير هذه العوامل تساؤلات حول دوافع طهران في التقدم بطلب للحصول على القرض.

علاوة على ذلك، ركّزت السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية على ما إذا كان المسؤولون الأمريكيون سيحجبون القرض، مما يعني أنه في حال تمّ المضي قدماً به، فسيمثل ذلك هزيمة لحملة الضغط الأقصى التي تنتهجها إدارة ترامب. وفي الواقع، لا توجد وسيلة عملية يمكن لواشنطن من خلالها حجب أي قرض مماثل تم تقديم طلب للحصول عليه إلى "المجلس التنفيذي" لـ "صندوق النقد الدولي". وعلى الرغم من كثرة الكلام بشأن "فيتو" أمريكي، إلّا أن هذه الصلاحية تُطبّق فقط على مجموعة محددة للغاية من القضايا المفصلة في ملحق "بنود اتفاقية" [تأسيس] "صندوق النقد الدولي" - وخاصةٍ القضايا المتعلقة بحوكمة "الصندوق" وليس بالقروض الفردية. وبالفعل، لدى الولايات المتحدة تاريخ طويل من الاعتراض غير الناجح على قروض "صندوق النقد الدولي". وفي كل ربع سنة، يقدم مسؤولو وزارة الخزانة الأمريكية تقارير إلى الكونغرس حول القروض التي دعموها وتلك التي عارضوها. وفي العام الماضي، على سبيل المثال، عارضت الإدارة الأمريكية تقديم قروض إلى جمهورية الكونغو في تموز/يوليو وإلى موريتانيا في أيار/مايو، ولكن تمت الموافقة على كليهما. وبالعودة إلى عدة سنوات إلى الوراء، لا نجد أي أمثلة على نجاح اعتراض الولايات المتحدة أمام "المجلس التنفيذي" لـ "صندوق النقد الدولي".

وتعتقد وزارة الخزانة الأمريكية أنها المؤسسة المسؤولة عن إبقاء "صندوق النقد الدولي" على المسار الصحيح والضيق من خلال الإصرار على فرض شروط صارمة واتخاذ إجراءات اقتصادية صارمة. ووفقاً لذلك، غالباً ما يعارض المسؤولون في الوزارة على قروض "الصندوق" التي يعتبرونها غير مبررة اقتصادياً، بغض النظر عن علاقات الولايات المتحدة مع البلدان المعنية. على سبيل المثال، لم يكن اعتراضهم على قروض الكونغو وموريتانيا مبنياً على أي رغبة في وضع تلك الحكومات تحت "الضغط الأقصى"، بل لضمان أن تكون شروط "صندوق النقد الدولي" في قضايا مثل الإصلاح الاقتصادي الهيكلي صارمة بما فيه الكفاية.

وفي الحالة الراهنة، يصر "صندوق النقد الدولي" على أن تكون شروط "آليات تمويل الطوارئ" الجديدة في حدها الأدنى. كما أوضح أحد مسؤولي "الصندوق" في إحاطة خلفية في 1 نيسان/أبريل، فإن المعيار الوحيد لهذه القروض المتعلقة بفيروس كورونا هو (1) أن تكون الدولة في وضع يمكنها من سداد الأموال (التي من الواضح أن باستطاعة إيران سدادها)، و (2) "أن تُستخدم الأموال من الناحية الرسمية لمعالجة المصدر الأساسي لاحتياجات التمويل، أي في الأزمة الصحية في هذه الحالة". وفي قسم آخر من الإحاطة، يؤكد المسؤولون أنه لن يتم وضع أي شروط لضمان استخدام الحكومات للأموال بالطريقة التي تَعلن بها استخدامها.

ويتمثل موقف الولايات المتحدة بعدم استيفاء إيران حتى للمعايير الأساسية بالنظر إلى تاريخها في تحويل تمويل الأدوية وغيرها من التمويل الطبي لدعم الإرهاب والفساد. على سبيل المثال، وكما أشار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في 24 آذار/مارس، "سرق مسؤولو النظام أكثر من مليار يورو مخصصة للإمدادات الطبية، ويواصلون تخزين أقنعة وقفازات ومعدات طبية أخرى التي تمس الحاجة إليها، لبيعها في السوق السوداء". وحتى لو أرادت إدارة ترامب دعم القرض، فإنها لا تستطيع أن تفعل ذلك. فوفقاً للفقرة 1621 من "قانون المؤسسات المالية الدولية" (22 U.S.C. 262p-4q "يصدر وزير الخزانة التعليمات للمدير التنفيذي لكل مؤسسة مالية دولية أمريكية باستخدام صوْت الولايات المتحدة وتصويتها لمعارضة أي قرض أو أي استخدام آخر للأموال" للبلدان التي حددها وزير الخارجية كدول راعية للإرهاب. يبدو أن هذا البند لا يتمتع بسلطة الإعفاء.

ولا شك أن لدى الولايات المتحدة وسائل مختلفة لتقويض قروض محتملة قبل أن تصل إلى "المجلس التنفيذي" لـ "صندوق النقد الدولي"، مثل إقناع المدير الإداري للمنظمة بعدم المضي قدماً بالقرض. ومع ذلك، فإن المسؤولة التي تشغل المنصب حالياً، كريستينا جورجيفا، المتحدرة من دولة ضمن الاتحاد الأوروبي شأنها شأن كافة أسلافها، وأبرز حكومات الاتحاد الأوروبي قد أيّدت فكرة منح إيران قرضاً طارئاً، لذلك من الصعب رؤية النداءات الأمريكية تُحبط العملية في هذه الحالة.

ويقيناً أن طهران واجهت الكثير من الصعوبات للنفاذ إلى احتياطياتها من العملة الأجنبية لإجراء عمليات تجارية لأغراض إنسانية بسبب القيود الأمريكية المفروضة على التعاملات مع "البنك المركزي الإيراني". ومع ذلك، فلن يكون لقرض "صندوق النقد الدولي" أي تأثير على تلك القضية. بل أن ما يساعد في هذا الخصوص هو التغيير الذي أدخلته وزارة الخزانة الأمريكية بهدوء على السياسة في آذار/مارس والذي تسمح بموجبه بإجراء معاملات أجنبية مع "البنك المركزي" لغرض مكافحة فيروس كورونا. ويغتنم المصدرون أساساً هذه الفرصة في كوريا الجنوبية، حيث تحتفظ إيران باحتياطيات تقدّر بمليارات الدولارات؛ وينطبق هذا التغيير في السياسة أيضاً على أماكن رئيسية أخرى توجد فيها احتياطيات. وبالتالي، يجب على أي جهة مهتمة بإرسال إمدادات طبية إلى إيران التركيز على هذه الاحتياطيات التي يمكن النفاذ إليها حديثاً بدلاً من قروض "صندوق النقد الدولي".    

باختصار، لن يكون للجدل المتعلق بقرض "صندوق النقد الدولي" أي تأثير على قدرة إيران على شراء السلع الإنسانية. ومن غير المناسب أن تدّعي وكالات الأنباء أو حكومات "الاتحاد الأوروبي" أو أي جهة أخرى أن حجب القرض سيقوّض نفاذ إيران إلى مثل هذه السلع. فالعقبة الحقيقية تكمن في عجز طهران عن استخدام الموارد الكثيرة التي يمكنها النفاذ إليها أساساً.  

*پاتريك كلاوسون هو زميل أقدم في زمالة "مورنينغستار" ومدير الأبحاث في معهد واشنطن.

 

هل فقد رياض سلامة ظلّه؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/22 نيسان/2020

رياض سلامة شاغل الناس، والعالم، والمالية العامة والخاصة، يبدو اليوم أشبه بالحاكم الذي فقد ظله، الحائر، الذي تعاكسه الأيام بعدما كان رفيق السعد زمن البحبوحة. كان يختال في عليائه داخل مصرف لبنان، الذي عاش في كنفه نصف عمره منذ إنشائه في منتصف الستينات من القرن الماضي.

تغيّرت الأحوال وتبدّلت العهود، والحاكم الذي كان اسمه يوحي بالثقة، خسر مصداقيته وبات متهماً وقد طلبت الحكومة من وزير المال “القيام بعملية تدقيق محاسبية مركّزة لتبيان الأرقام الدقيقة لميزانية المصرف المركزي”، فضلاً عن وجود مطالبة قوية من “التيار الوطني الحر” بتكليف شركة تدقيق محاسبة دولية لإجراء ما يسمى “التدقيق التشريحي”. يضاف إلى ذلك إقرار مجلس النواب قانون مكافحة الفساد ليكون أول قانون على طريق منظومة مكافحة الفساد، الذي يتوقع كثيرون أن يطاول حكماً حاكمية مصرف لبنان ويحاسبها على إدارتها التي ساهمت في تدهور الوضعين المالي والنقدي.

صديق السياسيين ووليّ نعمة أكثريتهم بات اليوم في مرمى سهام الجميع، فمن لا يزال معه؟ ومن تحوّل ضده؟ وهل لا يزال صديق الأميركيين الممنوع المسّ به؟ وهل هو عصيّ على المساءلة او المحاسبة؟

لدى سؤال خصوم الحاكم عمن معه ومن عليه اليوم يأتي الجواب: “معه جمعية المصارف وتحالف السياسيين المستفيدين منه، وعليه وجع الناس وفقرهم وغضبهم”. يجزم كثر أن سلامة “لم يعد مؤكداً ولا ثابتاً أنه رجل أميركا في لبنان، ربما تكون هالة كونه رجل اميركا الاول في لبنان لا تزال موجودة، ولكن الأهم أن الرجل الذي كان يتلقى جوائز عالمية ومحلية سنوياً أصبح منذ ستة اشهر الوجه البشع لدى اللبنانيين، وجه تهريب الأموال بعد 17 تشرين الأول، ووجه التقنين بإعطاء الناس حقوقها، عرّاب “الهيركات”. صار يمثّل صورة السياسة النقدية الفاشلة وقد فُضحت كلّ أكاذيب الطمأنة التي كان يوزّعها، واذا بالناس تصحو على فجوة من 50 مليار دولار كشفت عنها شركة “لازار”.

يرى آخرون أنه حتى المصارف انقلبت عليه، كثر كانوا ينتظرون وقوعه “على الكوع” ووقع. مجموعة ما يسمى خبراء الاقتصاد “ومن يرون في أنفسهم الخلف الافضل له في موقعه”. ومن بقي معه قلة من الاصدقاء لا تعفيه من ارتكاب اخطاء “عن حسن نية” أبرزها “استمراره في إقراض الدولة”.

الرجل المحسوب على الحريرية السياسية لم يسعفه سعد الحريري اليوم والاثنان في الأزمة ذاتها، واحد في المال وآخر في المال والسياسة. حدّت الحكومة من حركة سلامة وقيّدت صلاحياته فبات يتعاطى مع المعالجات المالية “بالترقيع”. قبل الأزمة كان سلامة ينفذ ثم يبلغ بما قرّر وفعل، وكان للطبقة السياسية ملء الثقة به، بعد الأزمة صار لزاماً عليه وقبل أن يخطو أي خطوة أن “يستشير السلطة السياسية والمالية”. يقول عارفوه: “لم يعد لديه من يؤازره اليوم إلا قلة قليلة من السياسيين من بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ووليد جنبلاط، الذي يرى في وجوده حنيناً الى زمن التركيبة السياسية القديمة التي تشكل أداة اطمئنان له”. قدّم سلامة لهؤلاء الكثير. أعطاهم واحزابهم قروضاً بلا فوائد، كما دعم مؤسسات إعلامية وشخصيات سياسية ومصارف لسياسيين، فكان من أول أخطائه “خشيته من الطبقة السياسية التي يحاول مراعاتها”.

يقول أصدقاؤه المقرّبون “وقع الحاكم بين شاقوفين: تسيير أمور لبنان المالية وحماية أموال اللبنانيين من جهة، وضغوط السياسيين وعقوبات الاميركيين من جهة ثانية. هناك تقارير قدّمتها بعض الجهات ضده للأميركيين تفيد أنه حامي أموال السوريين”.

فكرة الاستقالة

“لطالما راودته فكرة الاستقالة”، يقول أحد اصدقائه “وكلما حان موعد انتهاء مدة ولايته كان يردّد أمام المحيطين انه لن يستمر في حال طلب التجديد له. لكنه استمرّ ولا يزال، لاعتبارات يجهلها حتى اقرب المقربين منه. في احدى المرات صارحهم بالقول: “هناك مليون و230 ألف مودع بالليرة اللبنانية، إذا رحت شو بيعملوا وفي مصارف لازم ساعدها لتستمر”. هل هي حجة مقنعة كي يستمر في مهامه؟ ايضاً الاجابة لا يعرفها أصدقاؤه والمقربون، فهل بات يخاف الرجل على نفسه وقد أمضى ما يزيد على 25 سنة في حاكمية مصرف لبنان، حتى صار كاتم أسرار كلّ النظام المالي اللبناني والمصارف والسياسيين والعقوبات الخارجية، ويعرف من هرّب امواله ومن تهرّب، هو حافظ أموال رؤساء دول سابقين ومخلوعين فضلاً عن قضية الأموال العراقية وغيرها الكثير الكثير. هو عالم من الأرقام بحد ذاته حتى بات يخاف الرجل من ظله. يحاذر في تصرفاته وفي حفظ ملفاته كما في كلامه، وهو الكتوم الا لحلقة ضيقة جداً ممن يشكو لها أمره بين الحين والآخر. بعضهم يحمله مسؤولية ما آلت اليه البلد من تدهور والبعض الآخر يقول “كذب السياسيون لانهم على بينة في كل صغيرة وكبيرة قام بها الحاكم، أولوه ثقتهم، طلبوا فنفذ وحين وقع كل نجاحاته نسيت بسقطة واحدة”.

يقول مقرّبون ان مجموعة عوامل بخرت تطمينات سلامه منها: “أزمة الرئيس سعد الحريري في السعودية العام 2017 حين تم إخراج 4 مليارات دولار الى الخارج، سبقتها معركة التجديد لرياض سلامة ما أدى الى تحويل مبلغ 3 مليارات ليرة الى دولار، العجز الذي ظهر في الموازنة والذي بلغ 6 مليارات و300 مليون نتيجة المصروف غير الطبيعي والتوظيف العشوائي وحجم التقاعد الذي بلغ 4 مليارات ليرة. زاد الدين بشكل غير متوقع”. ويتابع هؤلاء: “بعد الانتخابات النيابية وتحديداً منذ حزيران 2018 لغاية 2019 حصلت أكبر عملية خروج أموال من لبنان وحصل نقص في السيولة، الى أن حصلت الهندسات المالية “التي لم يعرف الحاكم تقديمها بالشكل اللازم فانقلبت عليه”. في تشرين الأول من العام الماضي سئل سلامة في مقابلة إن كان سيستقيل أجاب: “إذا كان ذلك سيخدم البلد، لكنني أعتقد أنه سيترك أثراً عكسياً في ما يتعلق بثقة الأسواق، لو كنت أنا المشكلة فاعتبرها محلولة، لكن التعبئة وجعل المال ورأس المال هو العدو لا يدفعان للأمام، ونريد بناء دولة واقتصاد نام”. فهل لا يزال سلامة مقتنعاً بهذه الإجابة؟ ثمة من يجزم ان “تغيير رياض سلامة آت لا محالة”. ثلاث سنوات متبقية من ولاية رياض سلامة فهل سيخلده توقيعه على العملة الوطنية أم ستصبح أثراً بعد عين؟

 

“حزب الله” يريد تطويع صيدا… السنيورة يدفع الثمن: “هدفهم تصفية البلد”

محمد نمر/نداء الوطن/22 نيسان/2020

من يسمع حقيقة زيارة الرئيس حسان دياب إلى صيدا من الرئيس فؤاد السنيورة، وما أحيط بها من جدل حول المستشفى التركي هناك، يخرج باستنتاجات عدة:

أولاً: أن القرار في هذه البلاد بات خاضعاً، ومن دون شك، لـ”حزب الله” وأن الرئيس دياب يدور في فلك سياسات كبير مكلّفيه ولا يملك أي قرار حتى لو كان مقتصراً على تشغيل مستشفى.

ثانياً: على الرغم من معارضة قوى صيداوية لتشغيل المستشفى التركي المخصص للحروق لمواجهة “كورونا”، تثبت رواية السنيورة ان “حزب الله” هو من وضع زيارة دياب على طريق الفشل.

ثالثاً: أن تشغيل المستشفى التركي لن يكون مهمة سهلة، في المرحلة المقبلة، وبالتالي سيبقى مجرّد مبنى على أرض تابع للبلدية لسنوات، أو إلى حين حدوث تغيير حقيقي يحرّر الدولة ويشغّل هذا المستشفى.

رابعاً: إن السنيورة الذي يتقن فن حياكة المواقف والمبادرات بـ”الابرة والخيط”، وقع اسير “نواياه الطيبة” تجاه صيدا، ودفع ثمن خطأ في الحسابات، كانت واضحة كـ”عين الشمس”، صحيح أنها “رجفة” في تموضعه لكنها لا تغيّر من موقعه كمعارض ثابت للحكومة.

هذا تحليل لم ينطق به السنيورة، لكنه استنتاج لكلمات روايته قصة المستشفى التركي، سبقتها قراءة لسياسة العهد والحكومة والمخططات التي من شأنها أن تودي إلى تصفية لبنان وجعله صورة مشابهة لايران.

في الشأن الصيداوي، يقول السنيورة، في جلسة مع الصحافيين: “انتهى انشاء المستشفى العام 2010، وكان هناك وجهة نظر بتشغيله مع الجامعة الأميركية التي قدمت الأخيرة عرضا مقبولاً، ثم عادت وعدّلت على عرضها ليصبح بالغ الكلفة فتوقف المشروع. إقترحنا تعيين مجلس ادارة فحصل خلاف مع وزارة الصحة على أن هذا المستشفى يتبع للدولة، فيما الارض للبلدية، وايام استلام الوزير وائل ابو فاعور الوزارة، تفاهمنا على أن تتولى الدولة الإدارة ونؤجل قضية أرض البلدية 10 سنوات، لكن رغم الاتفاق كان المستشفى قد احتاج إلى تطوير وكلفة تشغيل بنحو 6 ملايين دولار فعاد وتوقف المشروع”.

أضاف: “عندما دخل فيروس كورونا، رأيت نافذة للاستفادة من الموضوع من خلال القروض الميسّرة للبنك الدولي لمواجهة الفيروس، وكان بالامكان تحت شعار “كورونا” تشغيل المستشفى، لتنتهي في ما بعد الأزمة ويبقى المستشفى مجهّزاً لعمله في اطار الحروق”.

لا يخفي السنيورة حصول تواصل مع دياب عبر أحد الوسطاء، وكان لدى الأخير رغبة بزيارة صيدا، ويوضح: “قلت للوسيط اني اتواصل مع دياب من موقع معارض، ورغب رئيس الحكومة بزيارة صيدا فقلت اهلاً وسهلاً طالما أن الزيارة تؤدي إلى تشغيل المستشفى”، متسائلاً: “هل من ثأر بيني وبين دياب؟ هل ذهاب دياب إلى صيدا حرام ووجود “حزب الله” هناك حلال؟ وأقولها وعلى رأس السطح انني معارض لدياب ومشروعه السياسي”. ويتابع: “كان من المفترض ايضاً أن تكون النائبة بهية الحريري بين المشاركين لكنها رفضت”.

أما عن سبب فشل الزيارة، فيعود إلى أمرين: “الأول: عشية الزيارة تواصل ممثل عن وزارة الصحة (يقودها حزب الله) برئيس بلدية صيدا وقال له نريد توقيع اتفاقية بين الدولة والبلدية لـ 50 سنة، فاستغرب رئيس البلدية الطرح قبل ساعات من الزيارة، فمثل هكذا اتفاقية تحتاج إلى توافق وطرحها على المجلس البلدي. والثاني: طُلب أن تتم دعوة ممثلي “حزب الله” و”امل” في صيدا للمشاركة في الزيارة، فحينها اعترضت لأني ارفض تطويع المدينة”. ما قام به السنيورة أعاد طرح تساؤلات عن علاقته بـ”المستقبل”، ويقول: “كل الملفات طويتها كرئاسة الحكومة والانتخابات النيابية، فأنا لم أعد ملاكماً بل أصبحت مدرباً”.

لا لتوزيع الخسائر

ويتوقف السنيورة أمام مخطط الحكومة “الهيركاتي”، ويشير إلى أن السلطة “تنظر إلى لبنان بطريقة حسابية ضيّقة، وكأن البلد شركة ويجب تصفيته”. ويضيف: “انهم يصفّون البلد بدلاً من استنهاضه، كما أن فكرة تحميل المودعين الخسائر تخالف الدستور والعدالة، فغالبية الاموال في لبنان ليست صناعة لبنانية بل مصنوعة من اموال المغتربين، واليوم يريدون تحميلهم المسؤولية ليقولوا لهم انكم دجاجة تبيض ذهباً ونريد قطع دابرها”. وأمام هذا المشهد، يرى السنيورة أن الجهات المسؤولة عن الخسائر هي: الحكومات، اللجان النيابية ومجلس النواب، مصرف لبنان والحاكم.

ويبدأ من الحكومات، ليقول: “منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكنا نحذّر في الجلسات الحكومية والنيابية من الآثار السلبية نتيجة الافراط في الانفاق، لكن هذا لا يعفي الحكومات من المسؤولية وكنت أيضاً وزيراً للمالية”.

وعن مجلس النواب يسأل: “إن المجلس اقرّ أكثر من مرة انفاقاً ليس له تغطية، ما يعني أن هناك موافقة منه على كل الموازنات والاعتمادات، فلا صلاحية له بأن يزيد قرشاً واحداً على الانفاق في الموازنة بل صلاحيته بأن يلعب بالواردات وان يلغي جزءاً منها، لكن ذلك يتسبب بخلل بالموازنة”.

والمسؤولية ايضاً على مصرف لبنان وليس الحاكم وحده، ويقول: “كان يفترض بمصرف لبنان ان يقول للدولة: لا استطيع”. كما يعتبر أن “المصارف خالفت اجراءات مصرفية ووضعت كل ما لديها في سلّة واحدة هي الدولة”.

وقال: “أمام هذه المخططات لا بد من موقف يعبّر عن رفض توزيع الخسائر وبأن نقول لهم: “لا”، واعادة استنهاض البلد”. ويقولها بكل صراحة: “البضاعة الموجودة… غطا مش للطنجرة”، قاصداً العهد وحكومته، ويضيف: “هؤلاء غير قادرين على المعالجة وليس لديهم رؤية”.

 

مجزرة بعقلين: جريمتنا ضد المستضعفين

رضوان مرتضى/الاخبار/22 نيسان/2020

شهدت بلدة بعقلين، أمس، مجزرة راح ضحيتها تسعة أشخاص (ستة سوريين وثلاثة لبنانيين)، بينهم طفلان. قُتلت امرأة ذبحاً بالسكين، وأُجهز على الباقين ببندقية صيد، وبإصابة في الرأس لمعظم الضحايا، فيما تلاحق القوى الأمنية شقيقين مشتبهاً فيهما

المشهد الذي التقطته كاميرا هاتف للجثث المضرّجة بالدماء، بعد المجزرة التي هزّت بلدة بعقلين في الشوف وراح ضحيتها تسعُ ضحايا، أعاد إلى الذاكرة مشاهد الإعدام التي كانت تنفّذها التنظيمات الإرهابية. معظم الإصابات كانت في الرأس. الجثث في كل مكان. فتى لم يبلغ العاشرة مصابٌ بطلقة فجّرت رأسه وكأنما القاتل ألصق فوّهة بندقيته برأس ضحيته. إلى جانبه فتى في الخامسة عشرة قتل بالطريقة نفسها. الطفلان الشقيقان، حسن وأحمد، يبدو أنهما فرّا سوياً من القاتل واحتضنا بعضهما بعضاً قبل أن يجهز عليهما. والدهما كان أيضاً صريعاً على مقربة منهما. بين القتلى أيضاً شابٌ يدعى ياسر الفريج، وشابان آخران من عرسال قُتلا في أحد الحقول. على الطريق نفسه، عُثر أيضاً على كريم حرفوش مقتولاً تحت دراجة نارية كان يقودها. سرعان ما تبيّن أن هناك أيضاً جثة لسيدة ثلاثينية عُثِر عليها مذبوحة في منزلها، وهي معلمة الرياضيات منال تيماني، زوجة م. ح، موظف الأمن في جامعة Auce في عاليه، والذي يشتبه في ارتكابه المجزرة التي راح ضحيتها تسعة أشخاص، بينهم زوجته وشقيقه، قبل أن يتوارى مع شقيق آخر يعمل مزّيناً نسائياً. لم يُعثر للفارين على أثر بعد رغم أن القوى الأمنية بمؤازرة مروحيات الجيش مشّطت الأحراج المحيطة بمنزل المشتبه فيهما وبمسرح الجريمة. سريعاً بدأ البحث في «الأسباب». صحيح ان البحث عن الدافع، في أي جريمة، هو واجب السلطة القضائية لإثبات التهمة بحق أي مشتبه فيه. فيما هو أيضاً من واجبات محامي الدفاع لإثبات براءة من يدافع عنه. لكن البحث عن «الأسباب» يبدو في حالة مجزرة نوعاً من دفاع المجتمع عن نفسه. ثمة أفراد من الأشد ضعفاً في المجتمع: طفلان… تُضاف إليهما صفة سوريين ليزداد منسوب استضعافهما في لبنان. امرأة. يكفي ذلك لاختصار انظمة اجتماعية تختلق سبباً «وجيهاً» لقتل امرأة. النائب «التقدمي» مروان حمادة وصف ما جرى بـ«جريمة الشرف»! هل تحتاج هذه العبارة إلى نبش لما تختزنه من تبرير للجريمة؟ قتل تسعة أشخاص يُمكن ان يُسمى في بلادنا – وعلى لسان نائب «تقدّمي» جداً، وما بعد حداثوي للغاية – «جريمة شرف». عدا عن الطفلين والمرأة، تُضاف إلى لائحة المستضعفين «السوريون». بكلمة ادق، هم «عمال سوريون». كلمتان كافيتان لاختصار عقود من الاستضعاف في سوق العمل والمجتمع اللبنانيين… يمكن المحققين العثور على خيط يربط بين مختلف الضحايا: هم أشخاص مستضعفون في المجتمع اللبناني.

لا يُعرف عن المشتبه فيه الاول سوى أنه «خجول وخدوم»، هذا ما يردده عارفوه في الجامعة حيث يعمل منذ أكثر من ١٢ عاماً. يتحدث أحد زملائه عن صدمة تلقاها فور معرفته بالجريمة، كاشفاً أنّه اتصّل به لتعزيته قبل أن يعرف أنه المشتبه الرئيسي فيه. يروي الزميل الذي طلب عدم كشف اسمه عن رحلات صيد جمعته مع المشتبه فيه الذي كان يُتقن صيد الطيور والخنازير. ويتحدث عن رجل هادئ في الظاهر، لكن «عصبي» جدا.

وقع الجريمة كان مدوياً. هي جريمة غير مسبوقة في لبنان منذ ان نفّذ أحمد منصور مجزرته الشهيرة في منطقة الاونيسكو في تموز 2002، حين قتل 8 من زملائه في صندوق تعاضد أساتذة التعليم الخاص. امس، حضرت مختلف الأجهزة الأمنية لتباشر التحقيق في الجريمة: الجيش والأمن العام والشرطة القضائية وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. غير أن الحقيقة الكاملة لم تظهر بعد. لم يكن هناك سوى نُتف روايات لفرضيات وضعتها القوى الأمنية، لكن أياً منها لا يمكن أن يكتمل من دون العثور على المشتبه فيهما المتواريين. الفرضية الأولى تقول إنّ الجريمة بدأت من منزل المشتبه فيه الذي يُعتقد أنه ذبح زوجته منال لاتهامه لها بخيانته مع أحد العمّال قبل أن يتوجه ليُجهز على جميع العمال السوريين بمساعدة شقيقه. أما قتله لشقيقه كريم، فتشتبه القوى الأمنية بأنه قد يكون حصل عن طريق الخطأ.

الفرضية الثانية تتحدث عن احتمال أن يكون أحد ما قد قتل منال، فقتل زوجها الآخرين. غير أن القوى الأمنية تستبعد هذه الفرضية على اعتبار أن الزوج لم يكن ليفر لو كان ارتكب المجزرة بذريعة «الثأر».

وفي مقابل الفرضيتين، يحضر منشور كتبته الضحية منال تيماني على حسابها على فايسبوك. تصف زوجها فيه بـ«حبيبي ورفيقي وسندي الوحيد في هذه الحياة». وتمتدح «حنّيته» عليها وتشكر الله لكونها اختارت أفضل أبٍ لأولادها.

 

هل ستولد "جبهة البريستول" من جديد؟

ابتسام شديد/مرصد ليبانون فايلز/22 نيسان/2020

لا شيء يجمع ثلاثي المستقبل والاشتراكي والمستقبل إلا معارضة الحكومة والعهد، والتمنيات بأن يحلّ اليوم الذي يستفيق فيه الثلاثي فلا يسمع بمصطلح حكومة اختصاصيين او تكنوقراط، ولا برئيس حكومة هبط عليهم من خارج نادي السياسيين التقليديين.

إلاّ ان الثلاثي الذي تصدرت اخباره مؤخراً المجالس السياسية بعد حركة استثنائية بين المختارة ومعراب، وعودة خاطفة لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وحركة اميركية في الداخل عبر حركة السفيرة دوروتي شيا، لا يزال بعيدا عن خوض معارضة موحدة وإعادة الحياة لما كان يعرف ب"جبهة البريستول" غير مطروح حالياً. وفق احد السياسيين المعاصرين لمرحلة "البريستول" كل شيىء صار مختلفاً اليوم في الظروف الداخلية والخارجية التي نشأت على اثرها 8 و14 آذار، كما في الحسابات الشخصية ونظرة الثلاثي القواتي والمستقبلي والاشتراكي للاحداث. ويعتبر سياسيون من فريق 8 آذار ان الثلاثي متفق فقط على رفض المسار السياسي والاقتصادي للعهد والحكومة، وانهم يتخوفون على ودائعهم السياسية في الدولة والودائع التي لديهم وازلامهم من اتباع السلطة في المصارف، بعد وعد الرئيس حسان دياب ان لا تمس ودائع 98 بالمئة من اللبنانيين وتركه هامش ال2 بالمئة للآخرين، ويختلفون حول العلاقة مع "حزب الله" وعدم انتظام العلاقة بينهما وتقلباتها وفق الظروف. المفارقة ان المختارة تتفق مع بيت الوسط حول مسألة ربط النزاع مع "حزب الله" وعدم قطع الخيط الأخير في العلاقة مع الثنائي الشيعي، وحول نقطة ان المواجهة مع "حزب الله" مكلفة، فيما يحتفظ سمير جعجع بالخصومة السياسية نفسها والمسافة مع "حزب الله"، ف"حزب الله" و"القوات" خطين سياسيين لا يلتقيان لأنهما متشابهان من حيث العصبية الحزبية والتنظيم لدى بيئتيهما الطائفية والشعبية، ومختلفان في الاستراتيجية العقائدية والسياسية، وبالتالي فإن الإبقاء على الخصومة بينهما تزيد من الاحتضان والالتفاف حولهما في بيئتيهما الجغرافية والمناطقية.

اما الرئيس سعد الحريري فيحسبها بصورة مغايرة، فهو تخطّى الخلاف الكبير مع "حزب الله" من سنوات مقدما تنازلات خطيرة للعودة الى السلطة وطي صفحة الماضي، ومدرك ان العودة الى كرسي الرئاسة الثالثة ذات يوم لا يمكن ان تحصل من دون موافقة "حزب الله". ويلاقيه بالنظرة ذاتها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي يتفادى اي انزلاق نحو 7 أيار 2008 من جديد.

في الاسباب ايضاً، ان الالتقاء حول معاداة الحكومة لا يعني سقوط حواجز الفترة القاتمة التي قامت بين ثنائي "القوات والمستقبل"، فالرئيس الحريري لم يتخطَ عدم تسميته من قبل معراب لرئاسة الحكومة، ولم تشهد العلاقة تطوراً مهماً في الاشهر الأخيرة برغم كل المطبات.

الثلاثي "المتردد" باطلاق جبهة معارضة يترك الحكومة للشارع الذي سيحاسبها عن قريب. فالتظاهرات مرشحة للعودة بقوة نظراً للأحوال المأساوية التي يمر بها الناس. فالحكومة لم توفّق بالاجراءات الاقتصادية، وتمارس سياسة "الإيد والإجر" مع المودعين، وغضّت النظر عن تهريب المليارات.

بنظر الثلاثي المعارض فإن الحكومة ستلفظ أنفاسها عندما يتحرك الشارع وتسقط وحدها نتيجة تسونامي الفقر الجوع والبطالة، ولا حاجة "لبل اليد" بها او تحضير مؤامرة ضدها.

 

عندما أطاحَ العهد بقضاة العهد

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الاربعاء 22 نيسان/2020  

الآن، ومع رفع مسودة التشكيلات القضائية إلى منصة الإقرار، بات يُمكن القول أن العهد بدأ يسلك مساره الإنحداري ذلك قبل عام ونيف عن بدء منازلة تحضير وتجهيز البديل، وعلى الأرجح أصبح يفتقد إلى كل مواقع القوة التي أسسها في مستهل مشواره.

يقول العاتبون على رئاسة الجمهورية من "أهل الدار": "مؤسفٌ ما حلّ بالعهد أخيرًا. بتنا اليوم أمام واقع مكرس لا نحمده. لا الجيش محسوب على ثقل الرئيس كما يجدر أن يكون ولهذا اسباب عدة. لا رجالات الأمن من المحسوبين عليه استمرّوا معه اللهم بإستثناء أمن الدولة. القضاة الذين أتى بهم تفرقوا عنه بفضل تخليه عنهم في الأساس. والتحسّر يجر إستغرابًا من السلوك الذي أتمه العهد مع من يفترض أنه فريق صمم لأداء المهام خلال ستة سنوات مقبلة بعد ستة أولى قضاها عون في القصر! وبصرف النظر حول إمكانية حدوث هذه الفرضية التي تبقى مجرد تكهنات، كيف سيحكم الخلف المفترض الذي يشهد على إضمحلال الثقل العوني بالتشكيلات القضائية المطروحة؟ يقول العارفون أن باكورة الإحتكاك بين الرئاسة والقضاة بدأت فعليًا بين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.

وقتذاك وفي حمى إستعار المشكلة التي نشأت عن موقع جرمانوس المحسوب على العهد، وقف هذا الاخير ومعه الرئيس على الحياد حين اخذته الحمية يومها للتصريح أن "ليس للعهد قضاة". في المقابل، تظافرت جهود أركان الطائفة السنية ووقفوا خطًا واحدًا خلف عثمان، لذا تسبب "الانحراف الرئاسي" عن القاعدة بإعطاء انطباع أن الرئيس غير معني بالقضاء ولا تستوقفه حساسيته.

كان لهذا التوجه أثمان. في السياسة بدا للآخرين أن الرئيس غير آبهٍ بمراكز ثقل أساسية لا بد أن تكون منضوية ضمن تركيبته. لذا، أدركوا أن في إستطاعتهم متى أرادوا إستبدال قاضٍ من دون أي إعتراضٍ من جانب العهد الذي سيرضخ في آخر المطاف ربطًا بأن لا قضاة لديه، العبارة التي يعود لها الفضل في "تربيطه". في المرحلة الثانية كان لاقتراحات من أخذهم العهد محسوبين عليه قضائيًا مفاعيل سلبية أثبتت لاحقًا أنها أضرت الرئيس ولم تنصفه، كحين نجاح وزير عدل أسبق بإقناع الرئيس بإستبدال رئيس المجلس القضاء الأعلى جان فهد بالقاضي سهيل عبود المعروف بمدى قربه من دائرة الرئيس سعد الحريري.

من المعلوم أن علاقة القاضي فهد بالنائب جبران باسيل لم تكن جيدة بشهادة العارفين. هذا وفر سهولة في استنساب غيره إلى مركزه لاحقًا. شيء أقحمَ الشخصي بالسياسي وأسقط أوراق قوة كان لا بد للرئيس أن يمتلكها.

مرجع قضائي يكشف أنّ رئيس الجمهورية سبق له وأن طرح في تلك الحقبة تغييرًا مزدوجًا يقضي باستبدال فهد ضمن "بكج" يشمله مع النائب العام التمييزي حينها القاضي سمير حمود، لكن سعد الحريري الذي كان يتولى رئاسة الحكومة وقتذاك رفض لشمول الاقتراح موقعًا سنيًا.

لكن فكرة الاطاحة فـ"فهد" لم تغادر عقل فريق العهد الباطني. انتظر إلى حين إنتهاء ولاية القاضي حمود لتتهيأ الظروف، في هذا الوقت كانت المعلومات تتقاطع إلى عبود لوجود اسمه على قائمة المستنسَبين.

يذكر المرجع القضائي أن القاضي عبود قصد قبل إندلاع إنتفاضة 17 تشرين منزل جبران باسيل، واسمعه كلامًا طيبًا عكس وجهة النظر المبدئية حول ميوله السياسية، مما ازال العوائق الماثلة أمام تعيينه لاحقًا.

إلا أن أحدًا لم يكن يتوقع إندلاع شرارة "الانتفاضة" التي حملت معها تغييرًا في الموازين أجبرت القاضي عبود على تغيير نهجه، شيء كان أن العهد أول من تجرع سمه وخلق مزاحمًا مارونيًا جديدًا على الرئاسة.

لاحقاً، فرض الواقع السياسي نفسه وأنتج حكومة مختلفة من حيث الحضور، زادت من تخبط العهد تخبطًا. جاء بوزيرة عدل مشهود لها بعلمها انما مشهود لها ايضًا بقلة خبرتها وحنكتها السياسية ومعرفتها بأروقة قصور العدل. في البداية صرحت أنها تحترم السلطة القضائية وان اي تشكيلة ستقوم بتوقيعها. هذه الاشارة كانت كافية لتتخذ المجموعة القضائية المناوئة للعهد القرار بتنظيف قصور العدل من "بقايا الرئيس" على النحو الذي يرونه مناسبًا.

في البداية، أتى الخيار على إجراء مناقلات "ثأرية" من قضاة العهد عكس ذلك في مسودة التشكيلات التي أوصت بنقل القاضية سمرندا نصار من الشمال وغادة عون من جبل لبنان فضلًا عن أسماء أخرى أقل فعالية والمجيء بنائب عام في بيروت ومفوض الحكومة في المحكمة العسكرية على علاقة مباشرة بالنائب العام التمييزي الجديد.

ما يعنيه ذلك، أن الاقتراح "فرّغ" التشكيلة من نفوذ الرئيس مما أدى بحسب قاضٍ مطلع إلى "فكفكة التركيبة التي وضعها الوزير السابق سليم جريصاتي" وبالتالي بدأ مشروع تراجع العهد والابقاء من ناحية اخرى على تركيبات تعود إلى الزعماء التقليديين.

يضيف القاضي لـ"ليبانون ديبايت" ان "التجاوزات القانونية المتكررة التي قامت بها القاضية غادة عون، من اعتقالات وتوقيفات غير مبررة وتحقيقات دامت شهورًا بظروف اعتقال غير قانونية بتاتًا وقولها أنّ لديها ملفات قابعة في جواريرها، جعل منها عبئًا ثقيلًا على العهد أكثر من كونها ربحًا ولو إنه لم يعترف، بدليل أن ما افتعلته مؤخرًا من استحضار مزيدًا من الشرخ في الجسم القضائي إثر تشكيل تجمع قضائي رديف لنادي القضاة اغضب الرئيس، الأمر الذي يدفعنا للقول ان السلطة القضائية في لبنان باتت على فوهة بركان.

يرد مرجع قضائي كبير كل الذي يحدث إلى الأخطاء التي وقع بها العهد، قائلًا أنه "انه لم يسبق لعهد في لبنان ان ضرب هذا الكم من القضاة الموارنة الكبار، فأتى على ضرب القاضيين شكري صادر وبيتر جرمانوس اللذان دفعا إلى الاستقالة، ثم أزيحَ رئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد من منصبه والذي خلافًا للعرف قَبِلَ أن يبقى قاضيًا من دون موقع يجلس في إحدى غرف وزارة العدل، مقابل وضع الغطاء عن القاضي سهيل عبود الذي ابلغ يومًا ما انه يستطيع ان يقوم بالتشكيلات التي يريدها.

وعلى ذمته ان الاسلوب المستجد الذي أعتمدَ أفقد "جماعة الرئيس" الصلاحيات في إصدار تشكيلات حرّة ورهن قرارهم لغيرهم فـ"طلعت التشكيلات على حسابهم".

والآن، حامت القصة ودارت ووصلت إلى الرئيس. يختم المرجع ممرًا خشيته من أن الذي يحضر للرئيس إعلاميًا في حالة امتناعه توقيع التشكيلات وهناك سابقة مع الرئيس أميل لحود لا يقل عن تجهيز الارضية للكباش السياسي الذي يقوم على مشروع إبراز نقاط فشل العهد قطعًا للطريق أمام إحتمالات تمديده. فرفض الرئيس سيكون كما يطلق النار على قدميه، وفي حال توقيعه سيكون كمن يطلق النار على رأسه إذ لا يعود له أي قرار داخل السلطة القضائية.

 

بروفايل: كوثراني... «مايسترو» الملف العراقي يرتبط مباشرة بحسن نصر الله

الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

برز اسم القيادي في «حزب الله اللبناني» الشيخ محمد كوثراني على الساحة العراقية حتى قبل اغتيال قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في بغداد بضربة أميركية، لكن يبدو أنه، منذ ذلك الوقت، أصبح الشخصية المحورية التي تُحرّك عجلات السياسة في بلاد الرافدين.

الأسبوع الماضي؛ رصدت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل «أي معلومات عن نشاطات وشبكات وشركاء» كوثراني، مشيرة إلى أن للقيادي اللبناني دوراً في «التنسيق السياسي للمجموعات العسكريّة الموالية لإيران»، وهو تنسيق كان «تولّاه في السابق الجنرال الإيراني قاسم سليماني».

لدى وقوع الغارة الأميركية التي أودت بسليماني ونائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس في 3 يناير (كانون الثاني) الماضي، سرت شائعات عن إمكانية وجود كوثراني ضمن الموكب. لكن سرعان ما جرى نفي الخبر.

لكن ذلك، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، يشكل دليلاً على مدى ارتباط القيادي اللبناني بهذا الملف، وبالتالي على الدور الكبير الذي أنيط به بعد تلك الضربة، حتى إن مسؤولاً عراقياً يصفه بـ«النسخة الأخرى من سليماني».

وتعدّ واشنطن أنّ كوثراني «يُسهّل أنشطة مجموعات تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقيّة من أجل قمع المتظاهرين بعنف» أو «مهاجمة بعثات دبلوماسيّة أجنبيّة»، ويشارك في «تدريب وتمويل وتقديم دعم سياسي - لوجيستي لمجموعات شيعيّة عراقيّة متمردة».

بعد قرار الإدارة الأميركية، سرت أخبار في وسائل إعلامية محلية عدة عن وجود كوثراني في بغداد، مشيرة إلى أنه يقوم بمفاوضات حول الحكومة الجديدة في المنطقة الخضراء؛ عقر دار الأميركيين، لكن لم يكن في الإمكان تأكيد ذلك. وكانت مصادر سياسية عدة مقربة من دوائر القرار في العاصمة العراقية أكدت في وقت سابق أن كوثراني، وهو من مواليد آخر الخمسينات، كان يرافق سليماني في جولات التفاوض مع القوى السياسية حول اختيار شخصية لرئاسة الحكومة. ويقول مصدر مقرب من محيط كوثراني إن الأخير «هو مسؤول الملف العراقي المرتبط مباشرة بأمين عام (حزب الله) اللبناني حسن نصر الله منذ عام 2003».

ويشير مسؤولون يعرفون كوثراني من قرب إلى أنه شخصية تمتلك «خبرة كبيرة جداً، ولعله الأجنبي الوحيد بعد سليماني العارف بتفاصيل المشهد العراقي». ويحمل «الشيخ»؛ كما يصطلح على تسميته بسبب عمامته البيضاء، الجنسيةَ العراقية، وقد وُلد وترعرع في العراق ووالده لبناني.

وتقول شخصية إسلامية في بيروت إن كوثراني «من الجيل الأول في (حزب الله). هو من عائلة عُلمائية وعلمية معروفة في لبنان، وكان من الذين رشحهم (حزب الله) للمجلس النيابي في عام 1996».

درس كوثراني الفقه في شبابه في حوزة النجف بجنوب العراق، وهو متزوج من عراقية ولهما 4 أولاد، ويتكلم بلهجة البلد، بحسب مقربين.

وفي عام 2013، وضعت وزارة الخزانة الأميركية كوثراني على لائحة الإرهاب مع 3 لبنانيين آخرين بتهمة دعم مجموعات متطرفة في العراق وتقديم دعم مالي لـ«فصائل» مختلفة في اليمن، ولـ«قادة عسكريين مسؤولين عن أعمال إرهابية» في كل من مصر والأردن وقبرص وإسرائيل.

ويقول المحلّل السياسي والعسكري العراقي هشام الهاشمي، إن «أهمية كوثراني» خلال السنوات السبع الماضية باتت تكمن في «أنه يلعب أكثر من دور». ويضيف أن كوثراني اليوم هو «ضابط إيقاع البيت السياسي الشيعي الولائي»؛ أي الأحزاب السياسية الشيعية العراقية التي تعدّ المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي مرجعها الفقهي والعقائدي. ويشير الهاشمي إلى أن كوثراني «عمل بعد عام 2014 على تيسير لقاءات ومصالحات بين العرب السُنّة الذين كان لهم موقف ضد السلطة الشيعية في بغداد»، وأن «دوره تعاظم بعد اغتيال سليماني والمهندس، وأصبح منسقاً بين المكونات السياسية» من سُنّة وشيعة وأكراد.

وتؤكد مصادر دبلوماسية عراقية عدة أن لكوثراني «مونة» على السياسيين العراقيين، لدرجة أنه «طلب مبلغاً بملايين الدولارات من العراق لحلحلة الأزمة الاقتصادية في لبنان» قبل أشهر. وجرى هذا الطلب خارج القنوات الرسمية بين البلدين، ولم يتضح ما إذا كانت جرت تلبيته؛ بحسب المصادر. إلا إن محيط كوثراني نفى هذا الموضوع تماماً. ويفسر هذا الدور المتعاظم القرار الأميركي الجديد حول كوثراني. ويقول المصدر المقرب من دائرة كوثراني: «طلب معلومات عنه الآن قد يكون مقدمة لعملية اغتيال محتملة أو اعتقال». ويضيف أن ذلك يندرج في سياق الاغتيال السياسي ومحاولة الولايات المتحدة ضبط الأدوار في المرحلة المقبلة، لأنها «غير قادرة على الدخول بمواجهة مع الإيرانيين مماثلة لاغتيال سليماني والمهندس». ويرى أن «اغتيال قائد (فيلق القدس) الجديد إسماعيل قاآني غير وارد في حسابات واشنطن حالياً، لذلك توجّه الأميركيون إلى كوثراني لأنه حزبي لا يمثل دولة»؛ وبالتالي لا يترتب على ذلك أي تبعات دبلوماسية.

صور من دوائر السلطة في دمشق

فايز سارة/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

ليس من باب المصادفة، أن يتزامن الهجوم الروسي على بشار الأسد ونظامه، بما فيه من فضائح، مع فضائح الصراع داخل بيت النظام. الهجوم الروسي على الأسد، ليس الأول من نوعه، لكنه الأقوى من كل الهجمات السابقة، وهو الأكثر اتساعاً وشمولاً، وقد جاء بوقت واحد، وبصورة مشتركة، من جانب الإعلام الرسمي، والآخر المستقل، فنُشرت تقارير وأخبار، ركزت على صور الأسد وأقاربه وحكومته وارتكاباتهم في وقت واحد، وتناول أول تقارير «وكالة الأنباء الفيدرالية» الروسية، الحكومة السورية، مبيناً سياساتها، التي تركز على الاستيلاء على أموالهم، من أجل زيادة ثروات أركانها وسدنة النظام، وتضيف إلى ذلك ممارسة الكذب على جمهور السوريين الواقعين تحت سيطرتها، وعلى حلفائها الروس الذي يقدمون مساعدات للنظام من أجل التغلب على الظروف الصعبة، وتقوم بتبديد تلك المساعدات، في إطار عمليات فساد واسعة، تتضمن نقل الأموال المنهوبة للخارج؛ حيث يتم إيداعها البنوك الغربية، أو توضع في استثمارات، أغلبها عقارية، وانتهى التقرير إلى قول إن السكان «غير راضين عن إجراءات حكومة (عماد) خميس وارتفاع مستوى الفساد»، وإن بشار «يبدو زعيماً ضعيفاً، غير قادر على كبح الفساد، وتهيئة مناخ اقتصادي مناسب في سوريا».

وعرض التقرير الثاني مما نشرته الوكالة الروسية خلاصات استطلاع رأي، أجرته لعينة من 1400 سوري حول موقفهم من الأسد، قال 32 في المائة منهم إنهم يمكن أن يدعموا الأسد في انتخابات الرئاسة المقررة عام 2021. وفسر التقرير سبب الانخفاض في شعبية الأسد بين مؤيديه بأنه «الفساد والمشكلات الاقتصادية في البلاد»، إضافة إلى انخفاض مستوى معيشة، والبطالة وانقطاع التيار الكهربائي ونقص السلع الأساسية.

وانتقد التقرير الثالث سياسة النظام في تعامله مع الأنشطة والاستثمارات الروسية في سوريا، مؤكداً أن النظام لم يوفر «الشروط اللازمة للأعمال الروسية»، وقال إنها «دون المستوى المطلوب»، واتهم الحكومة بخلق عقبات، وتلفيق الحجج في وجه الاستثمارات الروسية الكبيرة، وقال التقرير إن الأسد غير قادر على التعامل مع الأوضاع القائمة، وإنه «يفتقر إلى الإرادة السياسية والتصميم على مواجهة نظام العائلات النافذة القائم» الذي تُشكل عائلتا الأسد ومخلوف نموذجين فيه، وأكد أن على روسيا أن تعيد بناء الاقتصاد السوري غير الصالح بسبب الفساد، وأن عليها «أن تهزم الفساد في سوريا بالطريقة التي هزمت بها الإرهاب».

وكما هو واضح، فإن التقارير الثلاثة، تضمنت هجوماً على رأس النظام وعائلته، وحكومته، ليس من بوابة الفساد فحسب، بل أيضاً لجهة عدم القدرة على الإصلاح، وفقدان ثقة الجمهور بهم، وقد تضمنت أخباراً نشرت بالتزامن مع نشر التقارير محتويات، لها نفس المعاني عن الفساد المستشري في السلطة السورية، وأشارت إلى قيام عائلتي مخلوف والأسد بنقل مليارات الدولارات إلى الخارج، وبعضها إلى روسيا، التي اشتروا فيها شققاً فاخرة، وخلصت إلى قول: «تعيش عائلة الأسد وأقرباؤه في رفاهية فاجرة، بينما الشعب السوري يعاني من الحاجة لأبسط مقومات الحياة، وإن عائلة الأسد خلقت الفوضى، وأشعلت الحرب بحجة محاربة (داعش)، لكن الأخيرة انتهت، ولم يحصل أمان ولا استقرار في البلد». وجاء الفصل الحالي من الخلافات الطاحنة في الدائرة المحيطة بالأسد، ليضفي على ما نشره الإعلام الروسي مزيداً من المصداقية، خاصة ما نشر من تفاصيل حول شركة «تكامل»، التي أسسها ويديرها شخ مقرب من العائلة، وقد سربت أنباء عن تكليفها تولي بيع الخبز للسوريين عبر «البطاقة الذكية»، التي أصدرتها العام الماضي، وتم من خلالها توزيع المحروقات مقابل عائدات، تشكل ثروة هائلة من عائدات أكثر من 3 ملايين بطاقة.

فضيحة «شركة تكامل» الأخيرة، دفعت وزير التجارة السوري، عاطف النداف، إلى إعلان منع «تكامل» من التدخل بتوزيع الخبز عبر «البطاقة الذكية»، وقال عارفون في دمشق إن الفضيحة تسربت مع أشياء أخرى عن طريق آل مخلوف.

كما شُنّت هجمة صاعقة على اثنين من حيتان النفوذ والمال المقربين من بشار الأسد، كان أولهما رامي مخلوف، ابن خاله، والذي كان يوصف بأنه مشغل أموال عائلة الأسد، كما كان أبوه من قبل، والثاني اللواء ذو الهمة شاليش، ابن عمة بشار الأسد، ورئيس الأمن الرئاسي، وأحد رموز الفساد والعمليات القذرة، وتمت مصادرة بعض ممتلكات الأخير، فيما وُجهت ضربات عنيفة للأول بقصد تحجيمه، كان الأبرز فيها نزع سيطرته عن جمعية «البستان» الخيرية، التي تمثل إحدى أوسع واجهات نشاط مخلوف، وعن شركة الخليوي «سيرتيل» ومؤسسات أخرى، تدر مئات ملايين الدولارات سنوياً، وتم تسليمها إلى إدارات، ترتبط مباشرة بأسماء من الأقارب والمقربين. لقد قوبلت الهجمات على شاليش ومخلوف والتابعين لهما من أصحاب الثروات بغضب مبطن بالصمت والمسايرة، ما شجع على التوجه إلى دائرة المال والنفوذ والفساد المحيطة باللواء ماهر الأسد، شقيق بشار القيادي في «الفرقة الرابعة» في «الحرس الجمهوري»، وكان أبرز تعبيرات هذا التطور أنباء عن اعتقال مسؤولين عن المكتب الاقتصادي، وبالصيغة الأوضح، المكتب المنوطة به مراكمة ثروات اللواء ماهر، عبر الاشتغال بأي شيء، بما فيه نهب الآثار والتجارة، وصولاً إلى تهريب المخدرات، على نحو ما كشفت عنه فضيحة باخرة المخدرات التي تم ضبطها في اليونان 2019. واعتبرت من أكبر عمليات تهريب المخدرات في العالم؛ حيث قدرت قيمة ما فيها بأكثر من نصف مليار يورو. خلاصة الأمر، أن صور الأشخاص الأهم في نادي نخبة النظام الحاكم في سوريا مثال للتردي والسوء الذي قد لا يجد ما يماثله أو يشبهه في أي سلطة في العالم. وباستثناء ما درجوا عليه من ارتكاب جرائم القتل والاعتقال والتهجير لملايين السوريين وتدمير قدراتهم، فإنهم مثال للفشل والفساد والسرقة ومراكمة الثروات غير المشروعة، وتهريب الأموال، وكلها حقائق لا يقولها السوريون الذين يعرفون أكثر عن خراب وفساد الحاضرين في سدة السلطة، بل يقولها حلفاء النظام من الروس الذين يعرفون حقائق ما يجري علناً وفي كواليس السلطة، والأهم مما سبق، ما تقدمه تلك الشخصيات من إثباتات في ممارساتها، التي باتت مفضوحة في عالم، يصعب إخفاء الجرائم، وتخفي المجرمين فيه.

 

الراقصة والكاتب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

حاول بعض كبار الكتّاب، خصوصاً في مصر، إعطاء الراقصة (وليس الرقص) الشرقي، أبعاداً تتجاوز عملها، وترفعها عاملة في ليل مضاء بأضواء كثيرة وعري مدروس، إلى سيدة لها أيضاً فكرها السياسي والتزاماتها الإنسانية. وحاول كثير من الكتّاب إعادتها إلى المجتمع المشكك أو المندد، على أنها جزء منه، وإنما على درب آخر.وأكثر من لعب دور هذه الشخصية كانت الساحرة تحية كاريوكا، التي وجدت فلاسفة من طبقة سلامة موسى، أو إدوارد سعيد، مفكرين كبيرين يبحثان لها عن مكان خاص في حياة مصر السياسية. ليس كنجمة فنية، بل أيضاً كسجينة سياسية وناشطة، أو كما كان يقال عنه يومها، مناضلة.

وربما أعطت تحية للكتّاب القليل من الحقيقة، فأعطوها، كالعادة، الكثير من الخيال. وكان شائعاً يومها أن يُغرم الكتّاب والشعراء بالفنانات. ومن بعض العلاقات ما وصل إلى الزواج والحياة الزوجية، وأغلبها لم يدم طويلاً بسبب الشهرة التي ترافق حياة الشريكين.

لم يحدث ذلك في العالم العربي وحده. الكاتب المسرحي الأميركي آرثر ميللر تزوج من مارلين مونرو، أشهر ممثلة إثارة في هوليوود. ولم يحاول طبعاً الانضمام إلى صخب عالمها، أما هي فحاولت بكل جديّة، أن تبدو جزءاً من دنيا الأدب والثقافة. ولم تدم التجربة طويلاً.

لكن تجربة شبيهة بحالة إدوارد سعيد وكاريوكا وقعت في كولومبيا، بين أشهر كتّابها، غابرييل غارسيا ماركيز، وأشهر راقصاتها، شاكيرا، اللبنانية الأصل. وقد اشتهرت شاكيرا بأنها جمعت بين الرقص الشرقي و«الراب». وفي شيخوخته المثقلة، قال عنها ماركيز «أجمل مجنونات العالم، والوجه الأكثر إشراقاً وتعبيراً عن كولومبيا، بلاد الأحلام والغابات والثوار. شاكيرا هي كولومبيا بكل جنونها وجموحها وتمردها وتناقضاتها». ويقول الكاتب محمد الحجيري في «الحب السري» (رياض الريس للنشر) إن كلام ماركيز عن شاكيرا هو الذي شجع سعيد في الكتابة عن كاريوكا. وكما رأى ماركيز أن لا أحد في كولومبيا، قال سعيد إن لا أحد في مصر مثل كاريوكا، التي كان يذهب لمشاهدة أدائها في «كازينو بديعة» أيام كان شاباً. سعاد حسني أيضاً كانت لها أدوار في الرقص. وأشهر من وقعوا في غرامها من أهل الأدب كان الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور. لكن «السندريلا» قالت عن تلك العلاقة ما اعتادت الفنانات قوله في معرض النفي: علاقتي به زي أخويا! وكان لسعاد حسني أكبر عدد من الصداقات الأدبية: إحسان عبد القدوس، وكامل الشناوي، ويوسف السباعي، إلخ... ووفقاً لمحمد الحجيري، فإن ما من نجمة في مصر أحيطت بذلك العدد من المعجبين الكبار، لكنها لم تتقن يوماً صناعة الهالة الشخصية. عاشت جميلة وبسيطة، وقضت بالأقل من الجمال والأكثر من الدراما.

 

أميركا المُقلقة!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

أميركا، بعد «كورونا» والأزمة الاقتصاديّة، بلد مقلق، وهذا ليس بالخبر الباعث على الفرح. الأمر لا يتعلّق بخرافة «النموذج الصيني البديل»، ولا بالخرافة الأخرى عن «موت الرأسماليّة». إنّه يتعلّق بما بات البعض يسمّيه «رأسماليّة الكازينو» التي استولت في السنوات الماضية على أميركا، وتوّجت نهجاً تنامى ببطء منذ نهاية الحرب الباردة. لنتوقّف عند بعض الأرقام التي أوردها بيرني ساندرز في مقالة نشرتها «نيويورك تايمز» الأحد الماضي: 40 مليوناً يعيشون في فقر، و87 مليوناً هم إمّا غير مضمونين أو مضمونون جزئيّاً، ونصف مليون مشرّد بلا بيوت. الفقراء، في أميركا وفي سواها، هم الأقلّ قدرة على ممارسة الحجْر المنزليّ، وبالتالي الأكثر تعرّضاً للإصابة. الفقراء السود يتصدّرون القائمة اليوم. عشرات الملايين يخسرون عملهم وكثيرون منهم يخسرون ضمانهم الصحّيّ. ساندرز بطبيعته يبالغ، لكنّه هنا يشارك كثيرين ممن لا يبالغون. يقول مُحقّاً إنّ «أسس المجتمع الأميركي تتهاوى» فيما تجبرنا صدمة الفيروس والانهيار الاقتصادي على «إعادة التفكير في نظامنا». مطالع القرن التاسع عشر، رأى دي توكفيل أنّ التجربة الأميركيّة تتميّز عن مثيلاتها الأوروبيّة في أنّ الأميركيين ولدوا متساوين فيما الأوروبيّون اضطُرّوا أن يناضلوا لبلوغ المساواة. أغلب الأميركيين كانوا ملّاكين صغاراً لا تغريهم الأفكار الثوريّة، مكتفين بالحفاظ على ملكيّاتهم. في وقت  لاحق، ولدت الرأسماليّة الصناعيّة بعيداً عن البؤس والوحشيّة اللذين اتّسمت بهما الثورة الصناعيّة البريطانيّة. نظريّة توكفيل هذه كثيراً ما استخدمت في تفسير الضعف الذي اتّسمت به الحركات الثوريّة في أميركا.

هذا لم يعد صحيحاً اليوم.

صحيح أنّ الأزمة الاقتصاديّة ليست حكراً على ذاك البلد، وهي بذاتها قد لا تكفي لدقّ ناقوس الخطر. لكنّها تتكامل مع معطيات أخرى تلتقي عند هلهلة النسيج الجامع: فمنذ الثمانينات بدأت تتراجع «البوتقة الصاهرة» (melting pot) التي كانت وراء كلّ ما هو عظيم في أميركا. شرع يحلّ محلّها ما وصفه البعض بفلسفة الغيتو التي تنطلق من التعدّد وقد تهجس بالانفصال. ولأنّ أميركا «أمّة مهاجرين»، فهذا يجعلها تشبه القبائل المتصارعة. وبالفعل فمع الانتصار في الحرب الباردة، بدأ يعلو صوت النقد لهذا الواقع الجديد. النقّاد ركّزوا على مسارح ثلاثة للنزاع: البيض والسود، والرجال والنساء، والجماعات الإثنيّة فيما بينها. لحظات الانفراج الاقتصادي كانت تضيّق الفوارق، خصوصاً مع نشأة بورجوازيّة سوداء والارتفاع النسبي للعمل بالمساواة الجندريّة في المؤسّسات. لكنّ هذه الوجهة قابلتها وجهة أقوى عزّزتها الأزمات الاقتصاديّة وجذّرتها: مثلاً، بدل المطلب القديم بحقّ السود في دخول مدارس البيض، ظهرت المطالبة بمدارس خاصّة بالسود. وبدل المطالبة بمساواة النساء بالرجال، ظهر التوكيد على تفوّق النساء وكون الرجال عدوانيين، بل أعداء. وعموماً، بدل «نحن مثلكم»، صارت القاعدة: «نحن أحسن منكم».

الحياة الحزبيّة أيضاً ذهب استقطابها بعيداً جدّاً. مؤخّراً، قال ثلاثة أرباع الجمهوريين إنّهم يصدّقون ما يقوله الرئيس بصدد «كورونا»، وقال 92 في المائة من الديمقراطيين إنّهم لا يصدّقونه. الإجماعات الوطنيّة باتت رقعتها ضيّقة: الإجماع الذي تبلور بعد 11-9 صدّعته حرب العراق، والإجماع الذي نشأ بعد أزمة 2008 الماليّة ما لبث أن تحوّل انشطاراً عميقاً في الموقف من الحلّ: عبر دور أكبر للدولة أو عبر دور أصغر. الجمهوريّون ازدادوا تجذّراً من خلال جماعة «حفلة الشاي».

الناقد روبرت هيوز مثلاً كان تحدّث، في كتاب شهير، عن شيوع «ثقافة التشكّي»: الاختلافات تغدو حواجز، والمزايا تصير هويّات، والمستقبل المنشود يصبح «عودة» إلى «الجذور»، ولكلّ جماعة «جذورها»، و«ضحاياها» الذين استضحاهم «الرجل الذكر الأبيض». إذاً، تسير أميركا من التعدّديّة إلى البلقنة.

ثمّ هناك أزمة الآيديولوجيا الأميركيّة، إذا صحّ التعبير، والتي تعمل باتّجاهين: إبّان البحبوحة وفي لحظات الانتصار، يُمجّد «النجاح» ويُحتفى بـ«أمّة المهاجرين». إبّان الأزمات الكبرى، الاقتصاديّة وغير الاقتصاديّة، يحصل العكس. معاملة اليابانيين في الولايات المتّحدة، خلال الحرب العالميّة الثانية، باتت وصمة. معاملة المسلمين بعد 11-9 وصمة أخرى. تعامل الأميركيين فيما بينهم كان فضيحة: الوشاية فاقت كثيراً ما كانته إبّان مكارثيّة الحرب الباردة. وزارة العدل، في ظلّ المؤمن جون أشكروفت، ملأت علب البريد باستمارات تسأل مُتسلِّمها أن يشي بأي تصرّف غريب يبدر عن الجيران. يومذاك بيع أكثر من مليون قطعة سلاح. مع «كورونا» أيضاً، تعاظم الإقبال على شراء السلاح. عموماً، ركنان أساسيان من أركان الآيديولوجيا الأميركيّة اهتزّا: 11-9 أضعفت فكرتي الهجرة والتعدّديّة الدينيّة، وأزمة 2008 الماليّة أضعفت الإيمان بـ«الحلم الأميركيّ».

وأميركا ليست وحدها نيوليبراليّة، لكنّ نيوليبراليّتها تجد رمزها في رئيسها الحالي ونهجه، أي في مواجهة المشكلات بالامتداح الذاتي وبتسفيه المؤسّسات وبتخطئة العلم وبشعبويّة التغريدات وبالحلول العاجلة المتناقضة التي تودي بكثيرين إلى الموت. الخطط مستبعَدة والنموذج غائب.

لهذا فالاستجابة لـ«كورونا» وللوضع الاقتصادي المستجدّ هي التي تقرّر: فإمّا تجديد أميركا، كواقع وكفكرة، عبر تمتين الثقة بالحكومة والمؤسّسات والعلم وتوسيع شبكات الأمان الصحّيّة وغير الصحّيّة، وإمّا أن ترتفع حظوظ التوقّعات المتشائمة التي تقول إنّ الولايات المتّحدة سوف تأفل مثلما أفلت الإمبراطوريّة الرومانيّة.

 

هل ينفجر الخلاف بين موسكو وطهران بسبب سوريا؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

لا ريب أن تدخلَ الدب الروسي عام 2015 على الحلبة السورية هو الذي أنقذ نظام الأسد المترنح حينها، والذي أعانته إيران قبل ذلك عبر حرسها الثوري وقاسمها السليماني و{حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية، وبعض فلول التيارات الخمينية من الخليج واليمن.

وصل نظام بشار الأسد في لحظات معينة إلى التفكير بحماية دمشق نفسها، بعد وصول القتال إلى بعض أحيائها، مثل حي الميدان التاريخي ومخيم اليرموك الشهير، ناهيك عن أرياف دمشق وغوطتيها. كان الحديث آنذاك عن إمكانية الانتقال إلى خريطة «سوريا المفيدة»، أي بعبارة أخرى دويلة علوية على الساحل وجبال الساحل، وتضمُّ معها بعض الأقليات وأيضاً السُنة، لكن من النوع «المفيد» أو التابع. ربما بالغ البعض في تخيل هذه السيناريوهات، لكنها على الأقل كانت قيد النقاش العام، بعد تدخل الروس بآلتهم العسكرية الهائلة، ووزنهم الدولي الكبير في مجلس الأمن، وخبرتهم في حروب المدن، وآخر ذلك حروب الشيشان، حيث تم إنقاذ النظام الحاكم في دمشق، واستعاد الكرة منذ ذاك الوقت. لكن بقي سؤال لم يُجبْ عنه، أو تمَّ تأخير الجواب عنه، وهو:

ما حدود التكامل والتعاون والتناغم بين الشاه الإيراني المعمم، والقيصر الروسي الجديد؟! روسيا دولة قومية علمانية ذات مسحة مسيحية أرثوذكسية، لديها حساسية خاصة تجاه الجماعات الإسلامية، بل ولديها تاريخ متوتر دموي مع إيران نفسها منذ العهود الملكية، بينما إيران الحالية هي نظام ثيوقراطي خرافي به مسحة قومية فارسية متضخمة... فكيف يتم الجمع بينهما؟! هذا ونحن قد أهملنا تناقض المصالح الجيوسياسية والسياسية في الأرض السورية، وساحلها المغري على البحر الأبيض المتوسط، خاصرة العالم الغربي الجنوبية. لاحظنا مؤخراً ومن خلال ما نشرته بعض وسائل الإعلام الروسية حملات ناقدة لأداء النظام الأسدي، وتوبيخ له على ضعفه وتفريطه في حسن إدارة الأراضي «المحررة»، وعناده في تلقي النصائح، وصعوبة تجدها موسكو في تسويق النظام الأسدي دولياً وإقليمياً، مع تعنت جماعة النظام في المضي خلف الوصفة الروسية.

سارع جواد ظريف، محتال النظام الخميني الإيراني، وهو يضع كمامته على وجهه، إلى دمشق والتقى بشار الأسد، وهو أيضاً مثله متلثم بكمامة «كورونا» في محاولة لطمأنة النظام السوري بتواصل دعم طهران، بعد شكوك حول الموقف الروسي من تطورات ملف الأزمة.

بشار الأسد، هاجم، وفق بيان على حساب الرئاسة السورية على موقع «فيسبوك»، الولايات المتحدة التي «تستمر بنهج فرض العقوبات على الدول، رغم هذه الظروف الإنسانية الاستثنائية»؛ يقصد استمرار العقوبات على طهران مع «كورونا». هل ينفجر الخلاف المؤقت بين موسكو وطهران بسبب الهيمنة على سوريا؟ أم ما زال التحالف «الهجين» ضد واشنطن، هو المتغلب على احترابات الروس والإيرانيين الباطنة في سوريا؟!

 

إيران... الخطر القائم والقادم

إميل أمين/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

ليس من الغريب أو العجيب على نظام ثيوقراطي يتمدد يوماً تلو الآخر، مناهضاً للغرب، ومهدداً للشرق، وبينهما يتطلع إلى بسط سيطرته على الإقليم، أن يفاخر ويجاهر بامتلاكه صواريخ بحر - بحر، يصل مداها إلى 700 كيلومتر، كما أشار إلى ذلك قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني الأدميرال على رضا تنكسيري نهار الاثنين الفائت. التصريح الإيراني يؤكد ما أشرنا إليه مرات عدة سابقة من أن إيران لا تؤمن أبداً بأنها دولة، وإنما يتلبسها فكر القضية الثورية، وتسعى إلى تصدير الكراهية إلى من حولها من دول أول الأمر، وتعيث فساداً وإرهاباً في العالم تالياً.

في الخامس عشر من أبريل (نيسان) الجاري، نفذ أحد عشر زورقاً إيرانياً عملية اقتراب ومضايقة خطيرة لسفينة تابعة للبحرية الأميركية، الأمر الذي اعتبرته واشنطن أنه «خطير واستفزازي»، فيما كانت طهران تمارس الكذب المعتاد بوصف الأمر بأنه «ممارسة هوليوودية».

ذهب البعض في الداخل الأميركي قبل أسابيع إلى الحديث الإنساني الذي يحتم رفع بعض من العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران من أجل مساعدتها على التعافي من فيروس «كورونا». الغي الإيراني السادر استدعى مؤخراً فتح ملف بناء إجماع دولي بقيادة أميركية ضد إيران، وإن كان يسبقه بالضرورة توحيد الرؤى الأميركية بين الجمهوريين والديمقراطيين، على خطورة المشهد الإيراني الآني، لا سيما أن غياب التجانس الأميركي الفاقع حول برنامج إيران النووي، يفتح الأبواب واسعاً أمام الإيرانيين لممارسة المزيد من الألاعيب التقليدية التي عُرفوا بها طوال أربعة عقود من الثورة التي أتت على الأخضر واليابس في الداخل الإيراني. لم تصرف «كورونا» وكارثتها في الداخل الأميركي النظر عن الوضع الإيراني الخطير، والنوايا الإيرانية الحقيقية، ولهذا يدور الحديث الآن عن حتمية قيام الرئيس الفائز ببلورة رؤية قاطعة تجاه نظام الملالي، تضع الإيرانيين أنفسهم أمام خيار تاريخي؛ فإما العودة إلى فكر الدولة القابلة للعيش مع بقية العالم على أسس من القانون الدولي والشرعية الأممية، أو التمترس مع الملالي وراء قصة الثورة والقضية التي ستقود إيران في نهاية المشهد إلى الانهيار المريع.

خطر إيران قائم وقادم معاً، وربما هذا ما لفت إليه الانتباه قبل أيام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي ذكر العالم بأن قرار الحظر الأممي المفروض على توريد أسلحة لإيران يقترب من الانتهاء وعلى وجه التحديد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) القادم، أي خلال ستة أشهر.

الكارثة الحقيقية أنه إذا ظل العالم يتيح المجال لإيران لمزيد من التسلح، فإن كافة خطط إيران الإرهابية إقليمياً ودولياً سوف تمضي قدماً، وساعتها سيكون ثمن لجم الإيرانيين غالياً جداً. خلال العام المنصرم أطلقت إيران صواريخها الباليستية على المنشآت النفطية السعودية، فيما سلحت الحوثي برؤوس مماثلة هددت الآمنين في الجوار. مارست طهران إرهاباً في مياه الخليج العربي، من خلال زرع الألغام، واختطاف ناقلات النفط، وتهريب الأسلحة إلى مناطق النزاع، ووصل بها الإرهاب الجنوني إلى إسقاط طائرة ركاب مدنية.

رفع القيود عن توريد الأسلحة إلى إيران، يعني بدون اختصار مخل إتاحة الفرصة للمزيد من الدعم اللوجيستي الإيراني للتنظيمات الإرهابية، سواء في الشرق الأوسط، أو في أوروبا حيث تتهيأ إيران للانتقام حال تعرضها للصاعقة المتوقعة، عطفاً على زرع المزيد من المسلحين في أميركا اللاتينية، وتقوية شوكة الميليشيات التي تدور في فلكها. إعلان البحرية الإيرانية عن صواريخ باليستية بحرية جديدة، أمر يشي بنوايا إيران الحقيقية التي لا تخفى على أحد، وهي الحصول الآن على تلك النوعية من الصواريخ المتقدمة القادرة على اجتياز السدود وعبور الحدود، وتاليا تحميلها برؤوس أسلحة الدمار الشامل، والتي تبدأ من عند الأسلحة الجرثومية، مروراً بالبيولوجية، وصولاً إلى النووية الحلم الإيراني الذي يمثل شهوة قلب الملالي. على المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة أن يقرر ما إذا كانت إيران دولة طبيعية أو قضية ثورية مستمرة إلى ما لا نهاية، ما يعني خطراً قائماً وقادماً مفتوحاً، في عالم يعاني من سيولة جيواستراتيجية، تتيح لطهران المزيد من نشر الإثم حول العالم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البابا فرنسيس باليوم العالمي الخمسين للأرض: كصورة الله ومثاله نحن مدعوون لكي نعتني بجميع الخلائق ونحترمها

موقع أخبار الفاتيكان/22 نيسان/2020

"نحن لسنا مجرّد كائنات أرضيّة ولكننا نحمل أيضًا "نَسَمَةَ حَيَاةٍ" تأتي من الله" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعي

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء تعليمه الأسبوعي، وتحدث إلى المؤمنين عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلا من اللقاء التقليدي معهم في ساحة القديس بطرس، ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا، واستهل الأب الأقدس تعليمه بالقول نحتفل اليوم باليوم العالمي الخمسين للأرض. إنها فرصة لكي نجدّد التزامنا ونحبَّ بيتنا المشترك ونعتني به وبالأعضاء الأشد ضعفًا في عائلتنا. وكما يُظهر لنا الوباء المأساوي لفيروس الكورونا، معًا فقط وبتحمّلنا مسؤوليّة الأكثر هشاشة يمكننا أن نتغلّب على التحديات العالميّة. تحمل الرسالة العامة كُن مسبّحًا هذا العنوان الفرعي: "حول العناية بالبيت المشترك". واليوم سنتأمّل معًا حول هذه المسؤولية التي تميّز "عبورنا على هذه الأرض" (كن مسبّحًا، عدد ١٦٠). وبالتالي علينا أن ننمو في يقين العناية ببيتنا المُشترك.

تابع الأب الأقدس يقول نحن قد صنعنا من التراب وثمار الأرض تعضد حياتنا، ولكن كما يذكّرنا سفر التكوين نحن لسنا مجرّد كائنات أرضيّة ولكننا نحمل أيضًا "نَسَمَةَ حَيَاةٍ" تأتي من الله. وبالتالي نعيش في بيتنا المشترك كعائلة بشريّة واحدة وفي التنوّع الحيوي مع خلائق الله الأخرى. وكصورة الله ومثاله نحن مدعوون لكي نعتني بجميع الخلائق ونحترمها ونتحلّى بالحب والشفقة تجاه إخوتنا وأخواتنا ولاسيما الأشدّ ضعفًا متشبّهين بمحبّة الله لنا التي ظهرت في ابنه يسوع، الذي صار إنسانًا ليشاركنا حالتنا ويخلّصنا.

أضاف الحبر الأعظم يقول بسبب الأنانيّة تنصّلنا من مسؤوليّتنا كحراس ومدبّرين للأرض. "يكفي أن ننظر إلى الواقع بجدّية لنرى أن هناك تردٍّ كبير في بيتِنا المشترك" (كن مسبّحًا، عدد ٦١). لقد لوّثناه ونهبناه وعرّضنا حياتنا للخطر. لذلك تكّونت العديد من الحركات على صعيد دولي ومحلّي من أجل إيقاظ الضمائر. أُقدّر بصدق هذه المبادرات، وسيكون من الضروري أيضًا أن ينزل أبناؤنا إلى الطرقات لكي يعلِّموننا ما هو بديهيٌّ وواضح، أي أنّه لا وجود لأي مستقبل لنا إن دمّرنا البيئة التي تعضدنا.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد أخفقنا في حماية الأرض بيتنا وحديقتنا، وفي حماية إخوتنا. لقد أخطأنا ضدّ الأرض وضدّ القريب وبالتالي ضدّ الخالق الأب الصالح الذي يعتني بكلِّ فرد منا ويريدنا أن نعيش معًا في شركة وازدهار. وكيف تجيب الأرض؟ هناك مثل اسباني واضح جدًّا في هذا الإطار ويقول: "الله يسامح على الدوام، نحن البشر نسامح في بعض الأحيان ولكن الأرض لا تسامح أبدًا". إن الأرض لا تسامح ابدًا وإن كنا قد دمّرناها فالجواب سيكون سيئًا جدًّا.

تابع البابا فرنسيس متسائلاً: كيف يمكننا أن نستعيد علاقة متناغمة مع الأرض وباقي البشريّة؟ علاقة متناغمة... غالبًا ما نفقد رؤية التناغم: التناغم هو عمل الروح القدس، وهو موجود في بيتنا المشترك وفي علاقاتنا مع الأشخاص والقريب والفقراء ومع الأرض... فكيف يمكننا أن نستعيد هذا التناغم؟ نحن بحاجة لأسلوب جديد للنظر إلى بيتنا المشترك لأنّه ليس مجرّد مستودع لموارد يمكننا استغلالها. إن العالم الطبيعي بالنسبة لنا نحن المؤمنين هو "إنجيل الخليقة" الذي يعبّر عن قوّة الله الخالقة في تكوين الحياة البشرية وخلق العالم وما فيه لكي يعضد البشريّة. وتنتهي رواية الخلق في الكتاب المقدّس: "وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا". عندما نرى هذه الكوارث الطبيعية التي ليست إلا جوابًا على سوء معاملتنا لها، أفكّر في نفسي: "وإن سألتُ الله الآن ما رأيه بذلك لا أعتقد أنه سيقول لي هذا حسنٌ جدًّا". لأننا قد أفسدنا عمل الرب. 

تابع الأب الأقدس يقول باحتفالنا اليوم باليوم العالمي للأرض، نحن مدعوون لكي نجد مجدّدًا معنى ما هو مقدّس نسبة للأرض لأنها ليست بيتنا وحسب ولكنّها أيضًا بيت الله، ومن هنا ينبع اليقين فينا بأننا نقيم على أرض مقدّسة! أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لنوقظ حس الجمال والتأمّل الذي وضعه الله فينا. إن نبوءة التأمّل هي أمر نتعلّمه بشكل خاص من الشعوب الأصلية التي تعلّمنا أنّه لا يمكننا أن نعتني بالأرض ما لم نحبّها ونحترمها. في الوقت عينه نحن بحاجة لارتداد إيكولوجي يتمُّ التعبير عنه من خلال أعمال ملموسة. وكعائلة واحدة يعتمد أفرادها على بعضهم البعض نحن بحاجة لمخطط مشترك لكي نصدّ التهديدات ضدّ بيتنا المشترك. "إن هذا الترابط يُلزمنا بالتفكير بأننا في عالمٍ واحد، وفي مشروعٍ مشترك" (كن مسبّحًا، عدد ١٦٤). نحن ندرك أهميّة التعاون كجماعة دوليّة من أجل حماية بيتنا المشترك، وبالتالي أحثُ أصحاب السلطة على أن يوجّهوا العمليّة التي ستقود إلى مؤتمرين دوليين مهمَّين: مؤتمر الأطراف الخامس عشر حول التنوع البيئي في كونمينغ في الصين، ومؤتمر الأطراف السادس والعشرين حول التغيرات المناخية في غلاكسو في المملكة المتّحدة.

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول أرغب في أن أشجّع على تنسيق مداخلات تنظّم على صعيد وطني ومحلّي. من الجيّد أن نجتمع من مختلف الأوضاع الاجتماعية ونعطي حياة لحركة شعبية "من الأسفل"؛ فهكذا ولد اليوم العالمي للأرض الذي نحتفل به اليوم. وبالتالي يمكن لكلِّ فرد أن يقدِّم إسهامه الصغير: "لا يجب الاعتقاد بأن هذه الجهود لن تغيِّرَ العالم. فأعمال كهذه تنشر في المجتمع خيرًا باستطاعته دائمًا أن يُعطي ثمارًا تفوق ما يمكن مشاهدته، لأنها تولد في أحشاء هذه الأرض خيرًا يميل دائمًا إلى الانتشار، وأحيانًا بطريقة غير منظورة" (كن مسبّحًا، عدد ٢١٢). لنلتزم في هذا الزمن الفصحي للتجدّد لكي نحب ونقدّر العطيّة الرائعة للأرض، بيتنا المشترك، ونعتني بجميع أعضاء العائلة البشريّة. وكإخوة وأخوات نرفع توسلنا معًا إلى أبينا السماوي: "أرسل رُوحَكَ وجَدِّد وَجهَ الأَرضِ".           

 

امانة مجلس النواب: على الحكومة ان تتعلم كيفية ارسال مشاريع القوانين الى المجلس قبل التطاول عليه

وطنية - الأربعاء 22 نيسان 2020

صدر عن الامانة العامة لمجلس النواب البيان التالي: "على الحكومة ان تتعلم كيفية ارسال مشاريع القوانين الى مجلس النواب قبل التطاول عليه".

 

دياب عرض وكوبيتش مشروع الخطة المالية

وطنية - الأربعاء 22 نيسان 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وتم التداول في مشروع الخطة المالية.

 

الراعي شجب جريمة بعقلين: الى اي حد بلغ الانسان في التنكر لله كي يرتكب جريمة كهذه؟

وطنية - الأربعاء 22 نيسان 2020

وطنية - شجب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الجريمة المروعة التي حصلت امس في بلدة بعقلين - الشوف، وقدم العزاء لذوي الضحايا. وقال الراعي في تأمله اليومي، في مستهل صلاة المسبحة الوردية على نية لبنان: "فيما كنا نصلي على نية المرضى بوباء كورونا والحد من انتشاره، وامام هول الكارثة العالمية التي خلفها هذا الوباء في العالم، وفيما كنا نتأمل بقيمة الحياة التي وهبنا اياها الله، فجعنا بالامس في لبنان بجريمة نكراء في بعقلين اودت بحياة تسعة اشخاص بين لبنانيين وسوريين. نعم، في الوقت الذي نعيش فيه ازمة كورونا والخوف على الحياة واتخاذ التدابير لحمايتها عندنا وعند غيرنا، يأتي شخص او اكثر ليضع حدا لحياة تسعة اشخاص وكأن لا قيمة للحياة". أضاف: "نتساءل: الى اي حد بلغ الانسان في التنكر لله كي يرتكب جريمة كهذه؟ وهو الذي اوصانا: "لا تقتل". هذه طبعا ليست ارادة ربنا، وهذا ما لا يمكن قبوله في مجتمعنا، وما يرفضه كل انسان من اي دين او لون. فكل انسان هو مخلوق على صورة الله، ونحن في زمن القيامة نقول ان كل انسان هو مفتدى بالمسيح وقد مات وقام من اجله ليقيمه الى حياة جديدة والى كرامة وقيمة عظيمة، فلا يحق لاحد ان يضع حدا لحياة احد". وختم: "اننا نصلي لراحة نفوس ضحايا جريمة بعقلين، ونتقدم بالتعزية من ذويهم وعائلاتهم كي يمنحهم الرب القدرة على تقبل هذه الفاجعة وتحمل واقعهم المرير، والله وحده هو المعزي وهو وحده سيد الحياة والموت".

 

بطريركيتا الروم والسريان الأرثوذكس في ذكرى المطرانين: لن نألو جهدا في تحريك الملف والوصول به إلى الخواتيم المرجوة

وطنية - الأربعاء 22 نيسان 2020

صدر عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس البيان الآتي:

"سبع سنوات على اختطاف مطراني حلب أيها الإخوة والأبناء الروحيون الأعزاء، المسيح قام، حقا قام.

بسلام الفصح نتوجه إليكم مشاركين إياكم صلواتكم في زوايا البيوت وحانين وإياكم ركبة القلب أمام المسيح المصلوب من أجلنا والقائم من بين الأموات والمقيم إيانا في نوره الإلهي والنافض عن النفوس ركام الأزمنة المرة ورماد القنوط واليأس. وفي غمرة بهاء الفصح غصة ملف أخوينا مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ 22 نيسان 2013. نخاطبكم اليوم من القلب إلى القلب ونخاطب وإياكم العالم أجمع لنقول إن مسيحيي هذا الشرق لا زالوا ومع غيرهم من مكوناته يدفعون من حياتهم ومصيرهم ضرائب الإرهاب والعنف تهجيرا وخطفا وقتلا ومحنا شتى بالرغم من كل ذلك بقوا على عهد محبة ليسوع المسيح ربا افتداهم على الصليب وزرعهم في هذا الشرق منذ ألفي عام حملة لفرح إنجيله.

من لحظة الخطف وإلى يومنا هذا لم تسفر آلاف المحاولات والجهود في الكشف عن مصير المطرانين. كل ذلك وسط كم هائل من المعطيات والخيوط والتحليلات والتساؤلات التي غالبا ما أسهمت الى زيادة الملف غموضا وتعقيدا.

2557 يوما مضت ونحن لم نأل جهدا في سبيل إيصال الملف الى خواتيم سعيدة أحبها على قلبنا يبقى تحرير المطرانين وعودتهما سالمين آمنين بيننا. لم نترك بابا محليا كان أو إقليميا أو حتى دوليا إلا وطرقناه من حكومات ومنظمات وحشدنا العديد من الجهات والشخصيات الفاعلة والمؤثرة بهدف إدراج القضية على شتى المنابر العالمية وغيرها الكثير الكثير من الجهود والمساعي. نشكر من القلب كل من ساعد ووعد وقدم أي جهد أو مساهمة إن كان على الصعيد الإنساني أو الإعلامي أو الدبلوماسي أو الأمني أو السياسي بصفة رسمية كانت أو حتى شخصية لما قد يبعث الدور الذي لعبوه من بصيص أمل وسط الظلمة والظلام المطبق والمحزن في حين كان تعامي المجتمع الدولي وصمته قد ألقيا بظلالهما على هكذا قضية إنسانية ومصيرية ملحقين الضرر بمسيرة البحث عن حلول. إذ ترتسم أمامنا اليوم صورة أخوينا المطرانين وهما في صلاة دائمة من أجلنا جميعا، نطلب من كل مؤمنينا حيث هم الصلاة من أجلهما في هذا الأسبوع تحديدا. نطلب الصلاة من أجلهما ومن أجل كل مظلوم مخطوف ومفقود ومهجر وكل من ضاقت به الدينا فوجد رجاءه في صليب المسيح وعزاءه وقوته في قيامته المجيدة الظافرة.

الإنسان المشرقي ليس أبخس ثمنا من غيره. ولعل الوباء الحاضر، والذي اكتسح ويكتسح أسفا هذه البشرية ونصلي من أجل أن يرتفع عنا، هو أوضح برهان أننا جميعا أولا وأخيرا، من كل الأعراق والأديان والانتماءات إخوة في الإنسانية وركاب قارب واحد. ويا ليت الإنسان قد وعى ذلك ويا ليت الساسة ومن يتعاطون الشأن العالمي قد وعوا أن طينة الإنسان وكرامته هي هي مهما اختلف البلد واختلفت الأرض والديار واللغة والحضارة والدين. حل الوباء الحاصل على رغم مرارته ليقول إننا نتقاسم على هذه البسيطة وجودا واحدا وأخوة إنسانية واحدة ويا ليت هذا كان جليا وواضحا أمام عين قلب وباصرة الإنسان الذي يمتهن كرامة أخيه غير مدركٍ أن الويل سيرجع وسينقلب عليه وأن كرامته هو ستنتقص أولا وأخيرا. الأولى بنا جميعا أن ندافع معا وأولا وأخيرا عن الكرامة الإنسانية الحق ونعي أن كرامة أخينا الإنسان وحياته وكل وجوده هو جزء من قلبنا ووجودنا وبعض من كياننا.

نحن كمسيحيين في هذا الشرق جذر ضارب في التاريخ لم يقربه يباس ولن يقربه يباس. ومن هذا الجذر يخرج الدوح الكبير حضورا مسيحيا أنطاكيا في الشرق وفي كل العالم مزهرا فواحا بعبير الشهادة المسيحية للمسيح يسوع له المجد والمحبة للأخ من كل الأطياف. دروس التاريخ علمتنا أننا لا نحتاج حماية من أحد، ولا نريد الحماية من أحد. نحن مكون أصيل من هذا الشرق بكل منعرجاته وبكل إشراقاته. أمام دورنا يسقط منطق الأقلية والأكثرية ليعلو منطق اللقيا والحوار ومنطق الدور الريادي الذي كان للمسيحيين ولغيرهم. نحن لسنا ورقة بيد أحد ولن نكون ورقة لا بل رسالة وجود وأصالة وجسر تواصل وتلاق بين الشرق والغرب وبين المسيحية وغيرها من الأديان. نصلي اليوم من أجل أخوينا المطرانين ومن أجل كل مخطوف آخر ونضع نصب أعيننا أننا لن نألو جهدا في مواصلة جهودنا بتحريك هذا الملف والوصول به إلى الخواتيم المرجوة التي يترقبها قلب كل مسيحي ومشرقي وقلب كل ذي إرادة حسنة. وإذ نقول هذا، نؤكد أن درب الصليب انتهى إلى فجر قيامة. صلاتنا اليوم إلى رب القيامة وسيد الحياة يسوع المسيح أن يزيح بصليبه حجر القبر ويكلل أبصارنا بنور القيامة. صلاتنا من أجل سلام العالم الذي يئن تحت وطأة الوباء. وصلاتنا من أجل هذا الشرق بكل بلدانه والذي يتلمس فجر القيامة من على جلجلة الصليب. صلاتنا من أجل أبنائنا في حلب. نتوجه إليهم بشكل خاص بسلام الفصح سائلين رب القيامة أن يقيم الرجاء في قلوبهم وقلوبنا. نحني وإياكم أيها الأخوة ركبة النفس ونشعل زيت القلب في زوايا البيوت أمام الرب المسيح الناهض من القبر. نصلي من أجل سلام العالم ومن أجل عودة المخطوفين ونضيء قلوبنا ونفوسنا بالرجاء الفصحي مرنمين: "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور".

 

دريان في رسالة رمضان: طفح الكيل يا ساسة لبنان فالأمور لا تستقيم إلا بالمحاسبة ونناشد ان يكون قانون العفو شاملا ولمرة واحدة

وطنية - الأربعاء 22 نيسان 2020

وجه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، رسالة الى اللبنانيين لمناسبة شهر رمضان المبارك، وفيها: "الحمد لله الذي شرع لعباده الصيام ، لتهذيب نفوسهم وتطهيرهم من الآثام،أحمده تعالى وهو المستحق للحمد، وأشكره على نعمه التي تزيد عن العد.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أتقى من صلى وصام وحج واعتمر، وأطاع ربه في السر والجهر، صلى الله عليه ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا . وبعد:

يقول المولى تعالى في محكم تنزيله :شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون.

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون: يحل علينا شهر رمضان ، شهر الصوم في هذا العام ، والبلاد والعباد في أزمات متراكبة، يختلط فيها الاقتصادي بالمالي والمعيشي والصحي، والوبائي والسياسي والاجتماعي. ويلقي ذلك كله على عواتقنا نحن أهل الدين والإيمان ، مسؤوليات خاصة، على اختلاف القدرات والأحوال. إنه اختبار كبير وشاق وصعب ، للإيمان والثبات والصبر والأخلاق، والعلاقات الإنسانية، والثقة برحمة الله عز وجل ووعده : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.

كل هذه المعاني والأخلاق ، تحضر بل تحتشد في شهر رمضان، ولذلك، قال الله سبحانه عن شهر رمضان في القرآن الكريم :شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.

وهكذا، فللصوم في حد ذاته، وللصوم في رمضان أسباب عدة: السبب الأول : أنه عبادة دينية افترضها الله تعالى على المؤمنين ، كما تنص على ذلك الآية القرآنية الكريمة : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.

السبب الثاني :أنه شكر لله سبجانه على رحمته بإنزال القرآن الكريم، هدى للناس، وبينات وفرقانا بين الحق والباطل. وهو شكر له عز وجل على نعمة الهداية والاقتناع والامتنان، أو لم يقل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه:(إنما أنا رحمة مهداة)، تصديقا لقوله عز وجل : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .

والسبب الثالث : الاستعداد الذي يهبه الصوم لمؤدي الفريضة ، لتقبل رحمة الله عز وجل، فقد قال سبحانه وتعالى بعد آيات الصوم مباشرة : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون، فالرشد العقلي والأخلاقي مرتبط بالصوم ، والمرتبط به أيضا،استجابة الرحمن الرحيم لاستغاثة المؤمن ودعائه وبخاصة إذا كان صائما.

والسبب الرابع:أخلاق الصبر والرحمة والمودة والانفتاح، التي يكتسبها الصائم تجاه القريب والبعيد ، وذلك التغيير الذي يداخل رؤيته للعالم الإنساني والطبيعي. ففي الحديث الصحيح ، يقرر صلوات الله وسلامه عليه أنه : (من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

أيها المؤمنون: شهر الصوم يصنع إذا المؤمن القوي ، الذي يضطلع بمسؤولياته تجاه ربه ، وتجاه أسرته، وتجاه مجتمعه، وتجاه الإنسانية جمعاء . وهذه هي الأهمية الخاصة للصوم في مواجهة الأزمات التي نعانيها هذه الأيام ، والتي ذكرناها في افتتاح هذه الكلمة.

كل البشرية مسؤولة عما يحفظ مصالحها ومصالح العالم الإنساني والطبيعي في الحياة والعيش والتصرف . إنما وكما سبق القول ، نحن المؤمنين مسؤولون بوجه خاص ، ومطلوب منا القيام بأداء الرسالة الحافظة لحياة الإنسان ، والضامنة للرشد الإنساني .

لا تزال القوى الكبرى في العالم تتصارع بشأن الجهة التي تسببت في هذا الوباء الفظيع ، الذي يكاد يغير الحياة على وجه الأرض . وقد عرف البشر من قبل أمراضا معدية وأوبئة كانوا يسمونها الطواعين ، أو الموت الأسود . بيد أن المتغيرات الصاعقة، سواء في العالم الطبيعي ، أو العالم الإنساني ، التي صارت تحدث في أزمنة متقاربة ، فهناك شبه إجماع من جانب الخبراء ، على أنها من مواريث الإساءة إلى الطبيعة والإنسان ، من طريق الاختراقات المتكاثرة للنظام الكوني ، ولعوالم الإنسان والحيوان ، والطبيعة برا وبحرا وفضاءات . ولذلك،أرى أن رسالتنا نحن أهل الدين ، وعلى مشارف شهر رمضان ، وفي كل حين ، الدعوة إلى الرشد الإنساني ، قال تعالى:فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.

إن الاستجابة لله سبحانه وتعالى ، تكون بالرحمة لعباده ، وصون الحياة الإنسانية والطبيعية. واعتبر العلماء أن واجب حفظ النفس ، هو رأس مقاصد الشريعة . وما من حفظ للنفس الإنسانية ، وسط الاعتداء بكل سبيل على حياة الإنسان والإنسانية ، تارة باسم التقدم العلمي ، وطورا باسم الصراع على الموارد ، والسيطرة على المجالات الاستراتيجية. ثم كيف يكون حفظ النفس الإنسانية ممكنا ، ما دام حوالى ثلث بني البشر ، يعانون الجوع والقتل والتهجير، والظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي . وليس هناك مثل أفضل على وحدة الإنسانية ، وجودا ومصائر من هذا الوباء الهائل ، وينبغي أن يكون الدرس لدى المؤمنين وغير المؤمنين، من ذوي الرشد، التضامن في التصدي لما يهدد حياة الإنسان والبيئات التي تحيط به ، ويعيش فيها ، وينبغي أن يظل العيش ممكنا فيما وراء حروب الأوبئة والأسلحة ، والتلوث البيئي والتلوث التكنولوجي.

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون: لسنا مسؤولين بالتأكيد عن حصول الوباء، ولا عن الأزمة الاقتصادية العالمية. لكننا مسؤولون عن الأزمات الاقتصادية والمالية، والنقدية والمعيشية التي يعانيها ملايين اللبنانيين . ويقع القدر الأكبر من المسؤولية على عواتق الطبقة السياسية ، وكل الخبراء والمهتمين بإدارة الشأن العام .

فالسياسات الاقتصادية والمالية ، سياسات طويلة الأمد . والكل يقول اليوم : إن الانهيارات كانت متوقعة وفي شتى المجالات . والكل يقول اليوم : إنه ما كانت هناك في السنوات الأخيرة محاولات جدية للإصلاح. والكل يقول اليوم : إن لبنان الرسمي ، تنكر للمصالح الوطنية الاستراتيجية التي تربطنا بالعرب والمجتمع الدولي . والكل يقول اليوم : إن العملية الثلاثية الأطراف بين الإدارة السياسية ، والبنك المركزي ، والقطاع المصرفي ، كانت في مجملها عملية انتحارية للمواطن والوطن، والنظام السياسي ، والاقتصاد الحر. ولست أذهب إلى أن كل ما حصل بعد السابع عشر من تشرين الأول ، كان صوابا ، لكنه كان إنذارا وإن متأخرا بالانهيار الذي حدث ، وما تزال وقائعه جارية يوما بيوم.

كل الطبقة السياسية اعتبرت نفسها مستهدفة بالحراك الشعبي، وتعاونت وتضامنت إلا القليلين ، للتخلص منه ، بدلا من التفكير بالإصلاح ، والبدء به بقوة . وعلى أي حال ، فإن الأسوأ قد وقع . ولسنا ضد إعطاء فرصة لهذه الحكومة ، التي أعطت لنفسها سمات الكفاءة والاختصاص . إنما بصراحة ، ما حصل شيء إيجابي ملموس حتى الآن ، لا لجهة وضع معالم كبرى للإصلاح ، والبدء به بالفعل.

لقد سترتكم كورونا ، إنما ما العمل أمام انهيار العملة ، ودفع مرتبات الموظفين، والحيلولة من دون جوع أربعين في المئة من اللبنانيين الفقراء في الأصل ، الذين أضيف على همومهم فقد الوظائف والبطالة والغلاء ، والخوف من المجهول المستقبلي ، الذي صار حاضرا!

لقد طفح الكيل يا ساسة لبنان ، من المأساة اليومية التي يعيشها المواطن، من جوع وفقر وإذلال للناس على أبواب المصارف . نطالب الدولة أن ترأف بمواطنيها قبل الانفجار الذي يهدد الجميع ، فلا يمكن أن تستقيم الأمور إلا بالمحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة ، والضرب بيد من حديد ، لإعادة تنظيم عمل مؤسسات الدولة ، لتعود الثقة المفقودة من الداخل والخارج . الأوطان لا تبنى بالكلام ، بل بالعمل الجاد الصادق، والظاهر للعيان . شبعنا وعودا وتطمينات ، نريد أن نرى بأم أعيننا الإصلاحات الحاسمة ، ليبقى لبنان على خارطة العالم ، وإلا فإن الانهيار الذي نحن فيه الآن ، سيتفاقم ، ويضيع الوطن من بين أيدي أبنائه.

لبنان يستحق التضحية من الجميع ، وهذا هو عهدنا برجاله ونسائه. لن نستسلم، ولن نرضخ للأمر الواقع ، من أزمة اقتصادية مخيفة ، قد تودي بنا إلى الإفلاس ، علينا أن نكون أقوياء عقلاء حكماء ، موحدين لا غوغائيين. لقد مر على لبنان الكثير من المصاعب السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية والمعيشية ، وآخرها أزمة كورونا الصحية ، التي سنجتازها بوحدتنا وتعاوننا وتضامننا ، لا نريد العودة إلى الماضي ، ونبش القبور ، ولا التجني على الآخرين لمآرب سياسية ، فلنطو الصفحة ، ولنفتح صفحة جديدة ، تحت شعار: لبنان يستحق التضحية والعمل معا من أجل الخروج مما نحن فيه من تفتت وانهيار .

ندعو الساسة إلى الإقلاع عن الكيدية السياسية ، وإطلاق الشعارات الاستفزازية التي يمارسها البعض لأهداف خاصة ، لا تخدم الوطن ، بل تضر به وبأبنائه ، فكلنا في الخسارة واحد، وفي الربح واحد أيضا.

من هنا، نناشد المجلس النيابي الكريم ، أن ينظر إلى السجناء بعين الرحمة والعدل ، فيما يتعلق بقانون العفو ، بأن لا يكون خاصا، بل شاملا ولمرة واحدة ، وعفا الله عما سلف ، ولتكن هذه المبادرة باكورة خير لكل السجناء وأهليهم ، الذين يعانون الأمرين لتأمين حاجاتهم ، وننبه إلى أن لا تكون هذه الخطوة ناقصة ، كي لا تنعكس سلبا على باقي السجناء وأهليهم .

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون: إن من حقكم وضع المسؤوليات على عاتق الحكومة والعهد . إنما ماذا نفعل والتقصير حاصل، وما عاد الانتظار ممكنا ؟ نحن اللبنانيين في القطاعات الدينية والمدنية ، وأوساط الشباب ، والنقابات والجمعيات الخيرية ، والمتطوعين الناشطين ؛ نحن جميعا نستطيع أن نصنع فرقا ، وفي شهر رمضان بالذات . لقد نشطت الجهات الطبية - وهي تقتضي منا الشكر - وكذلك المئات من المتطوعين العاملين في المجال الطبي ، والاستشفائي ، والآخرين في المجال الاجتماعي والإنساني ، كل هؤلاء الفتيات والفتيان ، يحمدون على همتهم ونبلهم ، واندفاعهم وتعريض أنفسهم للأخطار ، لكن الذي ثبت لنا أن أفضل المؤسسات مستشفيات كانت أو مدارس أو جامعات؛ تعاني قصورا شديدا ، فكيف بالجهات الخيرية والاجتماعية ، التي ازدادت الأعباء عليها والمسؤوليات والاحتياجات ، وتراجعت الموارد لتراجع قدرات المحسنين على الإسهام ، وتراجع مقادير الموارد الآتية من جهات الدعم العربية أو الدولية ؟

أيها المسلمون: يعز علينا أن نستقبل شهر رمضان المبارك ، والمساجد مغلقة أبوابها ، بسبب تفشي جائحة كورونا ، ونقول للمسلمين : لا تقنطوا ، فإن رحمة الله واسعة ، وصلاتنا ستبقى قائمة في بيوتنا إلى أن يرفع الله عنا هذا الوباء . وسنبقى على تواصل مع المسؤولين في الدولة ، ومع الأطباء ، لجلاء الصورة ، وإعلان انتهاء الحجر الصحي ، لنزف للمسلمين بشرى العودة إلى مساجدنا في وقت قريب بإذن الله.

ولمناسبة الشهر المبارك ، يخبرنا الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان سمحا جوادا في كل الأوقات ، أما في رمضان ، فإنه كان أجود من الرياح المرسلة . إنها مواقع رحمة الله سبحانه ، ونحن نتلمسها في رمضان ، من طريق التخلي عن الأنانية إطلاقا ، والمسارعة إلى التضامن وعمل الخير . كل الخبراء يتحدثون عن توقع الجوع والفوضى في لبنان . وأنا واثق بكم أيها المؤمنون ، أيها المواطنون الأفاضل، وبغض النظر عن الإمكانات ، فالرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول لأصحابه: ليتصدق أحدكم ولو بشق تمرة!

نعم أيها الإخوة ، أيها القادرون ، أيها الراجون رحمة الله وفضله ، ما عادت هناك حاجة ولا قدرة على الإخفاء أو المجاملة . هذه المؤسسات الخيرية، والجهات العاملة في الزكاة والصدقات ، وأعمال رعاية الأيتام والعجزة ، والمدارس المجانية ، والأخرى المتخصصة بذوي القصور والعاهات ، وجمعيات مكافحة الفقر والعوز ؛ كل هذه الجهات وغيرها تنتظر أياديكم الحانية ، وثقتكم وإيمانكم بربكم وناسكم ووطنكم ، والمرافق الحيوية التي تقوم على المصالح الوطنية والإنسانية الباقية . لسنا مسؤولين عن جائحة كورونا، لكننا لا نريد أن نكون جميعا مسؤولين عن جوائح الفقر والعوز ، وما يحدثه ذلك من فوضى واضطراب لا تتحمله بلادنا المتعبة : المتعبة بسياسييها ، والمتعبة بسياساتهم الاقتصادية والمالية الخاطئة ، والمتعبة أولا وأخيرا بتضاؤل الرشد السياسي والأخلاقي في وطننا . فالغوث الغوث يا رب العالمين.

أيها المسلمون: أسأل الله تعالى لنا ولكم صياما ميسورا ، وعملا صالحا متقبلا ، والصحة في الأسرة والمحيط ، واليسر في العيش والرزق ، وقبول الدعاء ، والرشد في القول والفعل: قال تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم * ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين * ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم?.

 

شيخ العقل في رسالة رمضان: لمجابهة المخاطر المالية والأوضاع الاجتماعية المتزايدة

وطنية - الأربعاء 22 نيسان 2020

وجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن رسالة لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وجاء فيها: "ندخل ببركة الله إلى رحاب شهر الهدى بكل النعمة التي حبا بها الخالق الكريم العليم عباده قاطبة. والمؤمنون يستشعرون بكيانهم المعنوي رحمته إذ بدد ظلمات النفس بنور الطاعة والمعرفة، وصدع العادات التي أعمت البصائر في زمان عجز الناس فيه عن معنى التوحيد الحقيق فأقاموا الأوثان أمام أعينهم وفي قلوبهم، فكان أن بعث الرسول صلى الله عليه وسلم وأنزلت الآيات البينات حجة صدع لها الذين آمنوا، وتقبلوا الحياة على قاعدة الأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر القائمة على الإيمان بالله الواحد الأحد، وبكتابه المبين ولطائف أنواره المشعة بكل خير. والرحمة شاملة إلى يوم الدين. "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون" (الأنفال 2). وهم صابرون في البأساء والضراء، الذين صدقوا واتقوا وتلوا من كتاب الله العزيز "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين" (البقرة 177). وتلوا أيضا "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" (البقرة 155). إن المعاني السامية التي تختزنها الآيات المباركة، بل مجمل معاني الكتاب الكريم، مستقرها في القلوب والعقول والسرائر والضمائر، لذلك، فإن تقلبات الدنيا، وعواصف الأيام، وصعوبات الزمان مهما اشتدت، هي حوافز في وجدان المؤمن ليستكنه معاني الصبر والرضى بل والإيثار في مجال المبادرة لأفعال الخير والعطاء تجاه كل متعثر مضاق. والشهر المبارك في هذا السياق هو مجال ارتحال ميمون في رياض اليقين إذ يكون المؤمن الموحد في ميدان الوقوف مع مقاصد الحق في حقل العمل والفعل، واستدراك الأمر بكل ما اعتقده وآمن به، ليكون في عين الحياة التي تشهد على شجاعة الإيمان، وعلى محض الثقة بالعدل والحكمة الربانية التي لا تدرك أسرارها عوارض الأفكار والخواطر.

إن الدين علمنا منبها إلى ثوابت القيم والمثل الإنسانية، وإلى بركة الصلاة والزكاة والصوم تتهذب بها النفوس لترقى إلى ما شاء الله تعالى لها من كرامة وإفضال. وهذا الأمر يدعنا نرى بوضوح لا سبيل إلى الالتباس فيه أن حال الأمم التي نهشها الفساد، وعطلها التنافر والتنازع والخصومات، ومزق قلبها نزوع هذا وذاك إلى بلوغ المصالح الضيقة ولو تنافت مع مصالح الوطن العليا، هي أمم لا يستقر لها حال، ولا يقر لها في مؤسسات حكمها قرار. وكم يبالغ القاعد فوق كرسي المسؤولية العامة مهما صغر شأنها أو كبر، في ارتكاب الخطأ بل وما هو أشد فظاعة من الخطأ حين لا يحتكم إلى العدل والإنصاف، وحين لا تسمو به أخلاق المسؤولية العامة إلى مقام الترفع عن دنايا الأمور صونا للبلد، ووفاء لمضامين معاني الخدمة العامة، وانسجاما مع حقيقة التمثيل الشعبي الذي لا يجعل المسؤول سلطانا في موقعه بل ممثلا عن الأمة ووحدتها باحترام دستورها وقوانينها وشعبها من دون أي تمييز بين مواطن وآخر إلا بقياس الأمانة لمفهوم المواطنة. ونأسف بأننا نرى إلى حالنا اليوم وما راكمته الأزمات من فجوات بالغة الخطورة في كل المستويات: السياسية والمالية العامة والاجتماعية والخدماتية، حتى بتنا في واقع نبذ الأصول السياسية التي جعلت من لبنان وطنا، أعني الميثاقية وقواعد العيش المشترك والمشاركة الفعلية في ديموقراطية لها قلب نابض وغير مقتصرة على معسول الكلام العقيم. ها هو العالم اليوم أمام أزمات لن يدرك عواقبها أحد في المدى المنظور. تنطوي كل دولة داخل حدودها منكبة على البحث المحموم عن معالجات لأزمة الوباء الراهنة، وعن أفكار استباقية لتدارك انهيار الاقتصاد، ولتدارك الأزمة الإجتماعية التي تنذر بالحرائق نتيجة انكشاف اللامساواة المخيفة بين أوضاع المواطنين إلخ... إن التعويل على الدعم الخارجي من أي جهة يمكن أن يأتي لن يكون له أي أثر يذكر، مع صعوبة حصوله فعليا، طالما البلد في حالة ضياع فعلي. ومرد هذا الضياع إلى دلالة تضييع الوقت دون الرسو حتى الآن على أي حد أدنى من طرح مجد في مسائل حيوية أهمها خطة الإصلاح وكل ما يتعلق بها من أمور وشجون، بل نرى المضي قدما في البلبلة والمحاصصة والكيدية والإنكار. لقد أثبتت مواجهة الوباء في لبنان أن الجهود المشتركة، بدءا من وزارة الصحة، مرورا بفاعليات المناطق والبلدات، والتفاف اللبنانيين بمعظمهم لنجدة الطواقم الطبية والمستشفيات، وأيضا لمساعدة ذوي الدخل المحدود بل والمنقطع نتيجة الظروف وما إلى ذلك، هي النهج الذي يصنع الأمل، بل ويحققه. وأقصى أمنياتنا اليوم، أن تمضي الجهود قدما لمجابهة المخاطر الكبرى في مجالات المالية العامة والاوضاع الاجتماعية وتزايد أعداد العاطلين عن العمل بل والذين يهددهم خطر الجوع فعلا وواقعا، عبر خطط حكومية واقعية ناجعة لا تظلم شرائح من المجتمع، وبالالتفاف حول مشاعر وطنية جامعة بها يكون لبنان أو لا يكون. نسأل الله تعالى أن يشمل أهالينا وشعبنا ووطننا وأمتنا وشعوبها بالرحمة وهو الرحيم، وبالرأفة وهو الرؤوف، وبالسلامة وهو السلام، وبالعفو وهو العفو، ونسأله أن يجعل أيامنا في رمضان المبارك أيام خير وائتلاف وزكاة ويمن وبركة وصبر ورضى إنه هو الحليم الكريم، السميع المجيب، لا إله غيره ولا معبود سواه". 

 

فقدان النصاب طير الجلسة التشريعية بيومها الثاني: مشاريع واقتراحات قوانين أقرت وأخرى الى اللجان وسجال حول اعتماد المستشفيات والكابيتال كونترول

وطنية - الأربعاء 22 نيسان 2020

أنهى مجلس النواب جلسته التشريعية التي استمرت يومين فقط في قصر الاونيسكو بعدما كان مقررا عقدها لثلاثة أيام، بعد فقدان النصاب القانوني وبعدما أقر سلسلة من مشاريع واقتراحات قوانين وأعاد عددا كبيرا منها الى اللجان النيابية لدرسها. وأبرز ما أقره اليوم فتح اعتماد اضافي بقيمة 450 مليار كمستحقات للمستشفيات بعد نقاش حول هذا الموضوع وسجال حول احالة الموضوع الى لجنة الصحة. وأقر المجلس أيضا مشروع القانون الرامي الى تعليق المهل القانونية والقضائية والعقدية. كما أقر اقتراح القانون الرامي الى تحديد شروط اعطاء مديري المدارس الرسمية تعويض ادارة على ان يعطى 10 في المئة للذين لم يقبضوا من دون مفعول رجعي. وصدق اقتراح القانون المقدم من النائب الان عون حول تعليق اقساط الديون والاستحقاقات المالية لدى المصارف وكونتورات التسليف بعد مناقشة مستفيضة لموضوع الخطة المالية والاقتصادية.

وطالب النائب جبران باسيل بأن تبت الحكومة بالخطة الاقتصادية والمالية، لافتا الى التعميم الذي اصدره حاكم مصرف لبنان، مشيرا الى اقتراح مقدم من “كتلة التغيير والاصلاح ” حول تحديد الفائدة المرجعية والذي سقطت صفة الاستعجال عنه”. مؤكدا انه جزء من “الكابيتال كونترول”.

فرد الرئيس بري بالقول “الكابيتال كونترول” ليست اختصاصنا. هذا اختصاص المصرف المركزي.

وكان المجلس أسقط اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى رفع الحصانة عن الوزراء. بعد نقاش مستفيض حول الاقتراح ورأي دستوري للنائب سمير الجسر لفت فيه الى “ان التفسير يتطلب ثلثي عدد مجلس النواب”.

وقائع الجلسة

وكان بري افتتح الجلسة التشريعية الثالثة، عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في حضور رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب والوزراء والنواب.

حصانة الوزراء

وطرح الرئيس بري على النقاش اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى رفع الحصانة عن الوزراء المقدم من النائبين هاني قبيسي وحسن فضل الله وسقطت صفة الاستعجال. وأحيل الى اللجان.

وكان تحدث بالنظام بولا يعقوبيان، فطالبت بالوقوف دقيقة صمت على المجازر الارمنية التي تصادف غدا. فرد بري: “انني أرسلت رسالة وهي موجودة في المتحف الارمني”.

وسأل فريد البستاني عن تعميم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعن المعالجات الاقتصادية والمالية. فأعلن الرئيس بري ان لديه معلومات عن الخطة الاقتصادية المالية، قد أنجزتها الحكومة، وهي ستعرض على مجلس الوزراء. وتوجه الى الرئيس دياب سائلا، فرد رئيس الحكومة قائلا: “كنا سنناقشها هذا الاسبوع، ولكن بسبب الجلسة العامة تأجل النقاش للاسبوع المقبل”.

وقال حسن فضل الله: “الهدف من الاقتراح المقدم مع زميلي هاني قبيسي والمتعلق بمحاكمة الوزراء والرؤساء، اصطدمنا بنص دستوري وبواقع قضائي. فالقضاء لا يقوم بالدور بذريعة النص الدستوري، واقول ان وزراء رفضوا الذهاب الى القضاء بذريعة الحصانة، والواجبات المترتبة عليهم اصبحت كل شيء”.

وتطرق فضل الله الى المادة 70، فأشار الى انه وقع مع نواب آخرين على اقتراح تعديل دستوري يتعلق بعمر 18. وقال: “اليوم البلد كله ينتظر ما سنفعله باستعادة الاموال المنهوبة، اي صيغة لدفع القضاء الى استدعاء اي مشتبه به او اي احد من الوزراء. وما يهمني ان نضع نصا للموظفين دون الوزراء والوصول الى حل او صيغة، لا ان نقول بالعودة الى اللجان”.

بري: “ما تفضلت به صحيح، والنص الذي قرأته هو نص كامل، انما الفقرة الاخيرة وعادة عندما يكون هناك تعديل دستوري تأخذ برأي لجنة الادارة والعدل. لذلك أهم شيء هو التعديل الدستوري”.

وتحدث بالنظام علي عمار ، فقال: “باعتباري عضوا في المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وبعدما سن القبيسي وفضل الله سيوف المحاكمة، فاني امام الهيئة العامة وحتى لا تمر سيوفهما على منحري فانني طائعا أتقدم باستقالتي من المجلس، وبذلك يكون عبرة لمن يعتبر. وثانيا وبالامس وبالنظام ايضا قد انخلعت يداي بالاشارة الى طلب الكلام وحاولت ان احاكي الكثير من مشاريع القوانين والاقتراحات، لكن مر في ما مر، عن اقتلاع الاسنان وخصي الرجال، فآليت على نفسي ان احتفظ بحق الصمت”.

وتابع: “ألفت عناية دولتكم عن توقف عقد الشركات في رفع النفايات، بحجة انها لا تتلقى الاموال المطلوبة”. فرد الرئيس دياب: “وقعته اليوم”.

وأيد ميشال معوض ما قاله النائب فضل الله، وقال:”أنا من وقع على اقتراح التعديل الدستوري وهناك اكثر من اقتراح قانون”.

من جهته، قال ميشال ضاهر: “اليوم، هناك مشكلة اقتصادية واجتماعية وستنفجر في الشارع في حال عدم مواجهتها”.

فقاطعه بري بالقول: “الحكومة أنجزت الخطة وسنناقشها”.

وتابع ضاهر: “الدولار ربما يصل الى 6 او 7 الاف ليرة، واعطني دقيقة”. فرد بري:”لن اعطيك دقيقة”.

وقال الياس حنكش: “انسجاما مع مطالب الناس في الشارع باستعادة الاموال المنهوبة وتقصير ولاية مجلس النواب، حان الوقت لان نحدد ذلك، فقد مرت سنة وشهر”.

هادي ابو الحسن: “رغم اهمية الاقتراح يبقى ناقصا اذا لم نبدأ باستقلالية القضاء، ومتى سيدرج على جدول الاعمال. وثانيا، من قال ان الفاسد هو وزير، فقد يكون مديرا عاما او موظفا. لذلك ومع تقديرنا لا نوافق على الاقتراح قبل استقلالية القضاء”.

الان عون: “في نقاشنا بالامس عن حق النائب بالطعن في قرارات مجلس شورى الدولة، ودولتك قلت عن فشلنا في الرقابة بسبب طبيعة نظامنا”.

بري: “الوشوشة ممنوعة كورونيا”.

اضاف عون: “نحن عاجزون عن أي محاسبة جدية، وهذه تلحق ضررا بالوزير والنواب الممثلين في الكتل وكل الاحزاب. لذلك نحن أعجز من اي مساءلة. ومبروك لكل وزير يرتكب لان لا احد سوف يقترب منه”.

جورج عقيص: “مع تسجيل أسفي على استقالة علي عمار، أتمنى ان تتدخل معه لانه خسارة للمجلس”. في 20 كانون الثاني 2020 تقدمت مع زميلي جورج عدوان باقتراح يتعلق بأصول محاكمة الرؤساء والوزراء في المجلس الاعلى، بالامس سعينا الى محاسبة الموظف وعلينا في هذا الاقتراح (فضل الله وقبيسي) ان يشمل الوزراء والرؤساء. فلنعط الاشارة”.

بري: “هذا يوفر الكثير من النقاش، واذكر انك تعدل الدستور”.

زياد حواط: “اليوم الوزراء محميون من طوائفهم واحزابهم، والتعديل بات ضروريا ولم ار احدا من المسؤولين أمام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، والمسؤول يحاكم أمام القضاء العدلي”.

بلال عبد الله: “نحن مع الاقتراح، وأتمنى ان يترافق مع استقلالية القضاء، واي تعديل دستوري لا يتطرق الى الغاء الطائفية هو ذر للرماد في العيون وكل المحاولات ستبوء بالفشل. آن الاوان لالغاء النظام الطائفي وننتقل الى دولة علمانية”.

محمد الحجار: “اعتقد ان لا احد عاقلا إلا ويؤيد ان القانون يطال الجميع، والمرتكب ايا كان لا تكون عليه حصانة لمحاكمته من قبل القضاء. ولكن علينا ان نضع ارجلنا على الارض، فهل استقلالية القضاء محققه اليوم، والتشكيلات القضائية خير دليل على ذلك”.

وذكر بما حصل مع الرئيس فؤاد السنيورة عام 1998 ومن ثم اتهامه بمحرقة برج حمود وبمحاكمته. وقال: “هناك قانون يجب ان يحدد هذه المسؤولية. في ظل ما هو حاصل اليوم نسمع تصريحات من معنيين ومسؤولين ان يردوا ما حصل الى رفيق الحريري في قبره. واقول عندما سنذهب الى هذه المحاكمة انما حتى يستقيم القضاء. يجب ان يكون هناك قانون وسلطة قضائية مستقلة، فنرى ازمة الكهرباء ولا احد يحاسب”.

وقالت وزيرة العدل ماري كلود نجم: “عندما تحدد ما هي الجرائم التي سنحاكم بها امام القضاء العدلي وكل ما تبقى من جرائم، هذه هي المنهجية السليمة”.

جميل السيد: “اقصر طريق لحماية الفاسدين القول ان الجميع فاسدون، وثانيا في الجلسة لا ننبش الماضي”.

بري: “لا اريد نبش الماضي”.

السيد: “في القانون، المادة 60 من الدستور تقول “لا قبعة على رئيس الجمهورية الا في حال الخيانة العظمى اي ان ليس له حصانة، اما البقية فهي خاضعه للقوانين العامة. والمادة 77 من الدستور تقول ان الوزير عليه الالتزام بالقوانين”.

جورج عدوان: “لو نذهب الى تعديل دستوري او نقوم بتعديل في القانون لنضع توضيحا في القانون لكي لا نبقى في الجدل”، لافتا الى ان “الامر يحتاج الى استقلال القضاء ويجب ان نعترف ان ليس لدينا قضاء مستقل، نحن نجتمع ليل نهار لننجزه اي استقلال القضاء، سنبدأ في القاعة العامة او المكتبة للاسراع من اجل انجاز قانون استقلال القضاء”. وتطرق الى لجان التحقيق البرلمانية مؤكدا ان المجلس يؤدي دوره”.

الرئيس بري: “كل 3 جلسات تشريعية سيصار الى جلسة مساءلة للحكومة، فلنأخذ النفسير الذي قلنا عنه”.

نديم الجميل اثنى على كلام النائب ميشال ضاهر “لن نكون في حاجة الى القضاء، البلد سيكون في فوضى عارمة، والوضع الاقتصادي دقيق جدا. جرت محاكمة لبضعة وزراء، عندما يكون هناك قرار سياسي وطائفية لا محاكمة لأي وزير حتى لو كان هناك قضاء مستقل او مجلس أعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء اذا لم ترفع التغطية السياسية. وأتمنى ان يحال هذا الاقتراح على اللجان”.

سمير الجسر: “عندما نظر هكذا ما هي الحصانات الملحوظة في الدستور ومن يحاكم امام المجلس الاعلى؟ الضباط يحاكمون امام المحكمة العسكرية. هناك سلسلة طويلة من الحصانة. الدستور ينص في المادة 70 على طريقة محاكمة الوزراء. والمادة 71 صريحة للغاية تقترح ان نضع سطرا ونتولى تفسيره، هذا يؤدي الى تعديل. نحاول ان نفسر نصا دستوريا. هذا شكل سابقة واذا كل واحد يريد تفسيرا دستوريا يكون علينا ان نبدأ بالكل، او أن نرفع الحصانة من جانب واحد، يعني ان الموضوع سياسي”.

بري: “التصويت على صفة الاستعجال”.

فسقط الاقتراح واحيل على اللجنة المختصة مع الاقتراحات الاخرى المتعلقة بالمحاكمة على ان يأتي جواب خلال 20 يوما”.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل المادة 13 من قانون اصول المحاكمات الجزائية الذي قدمته النائبة بولا يعقوبيان والتي سحبت الاقتراح.

أشغال سد بسري

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لوقف سائر الاعمال والاشغال العائدة الى سد بحيرة بسري وملحقاتها الذي قدمته النائبة يعقوبيان وشرحت الاسباب الموجبة لاقتراحها، وقالت “لا نعرف اذا كان سيسد حاجة المياه ام لا فلنصلح الشبكة قبل اقامة السد. ارضنا لا تتحمل السدود، امامنا مسؤولية وقف الاشغال ونوقف هذه الجريمة البيئية”.

وطرحت صفة الاستعجال على التصويت فسقطت واحيل الاقتراح على اللجنة المختصة.

اقتراح تقصير ولاية المجلس

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لتقصير ولاية مجلس النواب واجراء انتخابات مبكرة الذي قدمه نواب الكتائب: سامي ونديم الجميل والياس حنكش.

وقال سامي الجميل: “هذا اهم اقتراح على جدول الاعمال، نحن في حاجة الى ان نعطي فرصة للناس ان تحكم علنا ومنذ يومين نحكي عن قوانين اصلاحية وكيف نحاسب ولا نفتح للناس مجال المحاسبة بعد عامين ونصف عام من تغيير بنيوي في حياتنا. علينا ان نعطي فرصة للبنانيين ان ينتخبوا سلطة سياسية جديدة، وان نعطي دورا لهم وهم يقررون من يرجع ومن لا يرجع. نحن لا نستطيع بكل هذا الظرف أن نعود الى الناس. هو قانون العجلة النقاش في المضمون جدوى القانون تقصير الولاية. نحن قادرون على قرارات صعبة سيتخذها المجلس والحكومة، ستكون موجعة في حق الناس والدائنين. هناك قرارات ستتخذ ولا يجوز ان تكون السلطة غير محصنة شعبيا. لهذا السبب اتمنى الموافقة على العجلة وعلى تقصير ولاية المجلس”.

وطرحت صفةالاستعجال فسقطت واحيل على اللجنة المختصة.

وطالب سامي الجميل بتعداد النواب الذين صوتوا على صفة الاستعجال.

اقتراح حظر الصور في الاماكن العامة

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لحظر الصور والرسوم العائدة الى الزعماء والمسؤولين والموظفين في الاماكن العامة الذي قدمته النائبة يعقوبيان الذي قالت: “يقتضي ازالة كل الصور من كل الطرقات والشوارع عشوائيا لأن شكل لبنان غير حضاري. فجمهوريات الموز أزالت الصور واتمنى ان تأخذوا الموضوع في الاعتبار وهو يعني رسالة جيدة.

الرئيس دياب: “الحكومة مع الموافقة”.

وطرحت صفة الاستعجال على التصويت فصوت عليه وطرح الاقتراح على التصويت وشطبت كلمة “مقرفة” من المحضر.

هادي ابو الحسن: “هذا قانون حضاري والعبرة في التنفيذ”.

ميشال معوض: “اقترح اضافة الى الاقتراح ليشمل صور رجال الدين والاعلام الحزبية”.

علي فياض: “نحن نحتل المرتبة الاولى في الصور التي تنشر على الطرقات”. واشار الى “صور المؤسسين ومجالس الادارة”. ولفت الى البند الرابع.

وناقش عدد من النواب تمديد ايجار الاماكن المبنية غير السكنية لا سيما المحلات التجارية ومعاناة المستأجرين، ولفتوا الى انها ازمة كبيرة. وطرح النائب جورج عقيص تأجيله الى 31/2/2020. كما طالب نواب تمديده الى 31/12/2020 على ان يتم الالتزام بانجاز القانون في هذه المهلة.

نزيه نجم: طالبنا بالتمديد الى 31/12/2021.

نديم الجميل: خلال عشرة ايام سيصل الدولار الى 5 الاف ليرة”.

بري: “يعدل نص المادة 38 من القانون الصادر في 5 ايلول 2014 المعدل بتاريخ 28/3/2017 هذه اول فقرة. بالنسبة الى التواريخ، نقول سنة من تاريخ صدوره.

وصدق اقتراح تمديد ايجار الاماكن المبنية غير السكنية سنة من تاريخ صدوره.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل المادة 14 من القانون رقم 28/67 تاريخ 9/5/1967 المقدم من النواب بلال عبد الله، هادي ابو الحسن وهنري حلو، وكان هذا الاقتراح قد اقر في الموازنة.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل المادة 35 من القانون رقم 66 تاريخ 3/11/2017 المتعلق بالموازنة العامة والموازنة الملحقة لعام 2017. وطرحت صفة الاستعجال على التصويت ثم طرح الاقتراح على التصويت فصدق.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى اضافة قرية تل اندي الى قرى قضاء عكار – محافظة عكار المقدم من النائب اسعد درغام بتاريخ 17/12/2019.

فريد الخازن: “ما الداعي لصفة الاستعجال والناس تجوع، نجتمع لنغير اسم قرية او اضافة قرية”.

وطرحت صفة الاستعجال فصدق.

اسعد درغام: “هذه القرية تضم 700 شخص في عكار، لا ياخذون معونات”.

بري: “يعاد الى وزارة الداخلية لمدة 15 يوما لابداء الرأي”.

هادي حبيش: يحتاج الى رأي وزارة الداخلية.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل المادة 96 من القانون 144 قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام 2019 المقدم من النائبين نزيه نجم ومحمد خواجه.

وتحدث نعمة افرام بالنظام عن اقتراحه المتعلق باستقلالية القضاء. وقال: “قدمت في الصيف سؤالا، اين اصبحت استقلالية قانون القضاء، ووصل الى الهيئة العامة وسحب وهذا الموضوع. لقد اصبح له 15 سنة في المطبخ”.

وسحب نزيه نجم اقتراحه.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الى الغاء وزارة المهجرين وصندوق المهجرين المقدم من النائبين ماريو عون وبلال عبد الله. فقال النائب ماريو عون: “اتفقنا على سحبه مع النائب عبد الله”.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد مدة استفادة المضمون من فرع المرض ووزارة الصحة التي تلي انتفاء الشروط الضرورية لضمان المرضى في بعض الحالات. واشار النائب بلال عبد الله الى سحب الاقتراح.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى منح رسوم جمركية مخصصة لمدة محدودة عن كافة البضائع المستوردة قبل تاريخ 31/12/2019 المقدم من النائب فريد البستاني الذي سحبه.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل الشروط الواجب توفرها لمنح الرسم المخفض من السيارات السياحية المقدم من النائب فريد البستاني. واصر البستاني على اقتراحه شارحا الاسباب الموجبة له.

بري: “هذا اختصاص مجلس الوزراء”. فسقط الاقتراح.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل المادتين 18 و20 المتعلق بتنظيم مهنة الصرافة المقدم من النائبين بلال عبد الله وهادي ابو الحسن.

هادي ابو الحسن: “امام حالة الاستغلال والجشع التي تحصل بموضوع الصرافة، كان اقتراح هذا القانون نطلب اعادة القانون الى اللجان لاشباعه درسا”.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر المتعلق بالضريبة على القيمة المضافة المقدم من النائب بولا يعقوبيان التي أشارت الى ان الاقتراح يتعلق بالتجار والضريبة، والتاجر يدفع الضريبة على القيمة المضافة عندما يحرر الفاتورة. عندما يحصل المال يدفع الضريبة على القيمة المضافة وهناك ازمة”.

وطرحت صفة الاستعجال فسقطت، واحيل الى اللجان.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى حفظ حق عاملين في المؤسسات العامة عند حلها او دمجها المقدم من النائب بلال عبد الله.

وقال عبد الله: “هناك كثير من المؤسسات والصناديق ثبت عدم جدواها، وهناك مسؤولون يجب ان نحفظ حقهم وهؤلاء مجربون، واتمنى ان يكون لديهم اولوية.

وطرحت صفة الاستعجال، فأحيل الى اللجان.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى الغاء القانون رقم 3/82 الصادر بتاريخ 28 كانون الثاني 1982 المقدم من اللقاء الديموقراطي. وقال النائب بلال عبد الله:

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لالغاء القانون رقم 3/82 الصادر في 28 كانون الثاني 1982، والذي قدمه نواب “اللقاء الديموقراطي”.

وقال بلال عبدالله: “اضيف الى الاقتراح ان تستثنى منه بلدية بيروت. علينا ان ننفذ قانون الضمان الاجتماعي وان تنطبق صفة العمال والاجراء على عمال البلديات، وهذا الاقتراح ضروري.

وسقطت صفة الاستعجال عن الاقتراح واحيل على اللجنة المختصة.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لحظر التنازل عن سندات اليوروبوند بالعملة الاجنبية موقتا لجهات اجنبية.

وأوضح مقدم الاقتراح شامل روكز ان “الموضوع هو دعم الحكومة”، فسقطت صفة الاستعجال واحيل على اللجنة المختصة”,

السرية المصرفية

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لالغاء السرية المصرفية الذي قدمه النائب ميشال ضاهر الذي شدد على “موضوع الازمة المالية”، وقال: “لا مال في المصارف. التاريخ سيحاسبنا. علينا ان نواجه الناس بالحقيقة، لا نستطيع اللجوء الى “هيركات” لكل الناس”.

وسأل: “ما العمل؟ علينا ان نكون شفافين اذا اردنا ان نحاسب. هناك تهرب ضريبي كبير لا نستطيع لنكمل بنظام مصرفي لا يستطيع استقطاب ودائع على الاقل نستفيد من وضع المصارف لنخفف “هيركات” على الناس. هذه بداية الحل”.

وسقطت صفة الاستعجال واحيل على اللجان.

وطرح اقتراح قانون المعجل المكرر لتمديد مهل سداد الضرائب كافة وبعض الرسوم الذي قدمه نواب تكتل “لبنان القوي” فأرجئ البحث فيه مع اقتراح العفو.

العفو العام

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لاصدار عفو عام عن بعض الجرائم والذي قدمته النائبة بهية الحريري فأحيل على اللجان مع اقتراح العفو الذي احيل امس.

الديون والاستحقاقات المالية

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لتعليق اقساط الديون والاستحقاقات المالية لدى المصارف وكونتوارات التسليف الذي قدمه النائب الان عون الذي شرح اقتراحه لجهة “ان “تطول” بالها المصارف في موضوع الديون”.

ثم جرت المناقشة بعدما سقطت صفة الاستعجال.

جورج عقيص: “يجب ان نميز اخشى ان هذا الاقتراح يكون وصفة لافلاس المصارف كلها. علينا ان نضع في حساباتنا ضرب ما تبقى من قدرة استمرار المصارف والاثر الذي يمكن ان يلحقه هذا الاقتراح بالنظام اللبناني الهش”.

وسأل نعمة افرام: “ماذا يحصل بالفوائد اذا علقنا المهل ولم ندفع فوائد؟ اذا لم تفلس البنوك فهي كذلك ستعلق دفع الفوائد للمودعين”.

الان عون: “فلنجمد جميع استحقاقات الديون والفوائد لـ6 أشهر”.

زياد الحواط: “هناك شركات كبيرة. هذا الموضوع يحتاج الى دراسة. الشركات على شفير الانهيار، هل هناك فوائد او لا؟”.

بيار بو عاصي: “المقاربة في المطلق ان نأخذ في الاعتبار الناس الذين توقف عملهم. لا نستطيع ان نسدد هذا الموضوع لا يطرح بالمعجل المكرر. هناك دراسة الاثر. اعتبر انه لا بد من درسه”.

جورج عدوان شدد على “ضرورة وجود خطة اقتصادية شاملة اذ لا يصلح التشريع هكذا. ليعطونا الخطة الكاملة جزءا لا يتجزأ. نعالج واحدة ونترك الباقي. يجب ان يدخل الامر ضمن خطة شاملة”.

محمد خواجه: “لدينا قطاع مصرفي نتيجة السياسات المالية وهو شريك فيها. اذا بقي الوضع على ما هو عليه فاعتقد ان الوضع الاقتصادي ينهار. الافضلية للقطاعات الانتاجية. اذا حصل انهيار شامل فلا قيمة للمصارف ولا للقطاع العام. وهذا الاقتراح اراه اكثر من ضروري”.

نعمة افرام دعا الى “تصفير الفوائد لفترة”.

ياسين جابر: كل دول العالم لجأت عند بدء مشكلة كورونا الى تصفير الفوائد الا في لبنان. ناشدنا الجميع. ناشدنا الحكومة ان تتدخل لكنها لم تتحرك. من 17 تشرين الأول المؤسسات تعطل عملها. المصرف هو الوسيط واتمنى على دولة رئيس الحكومة وان يفكر ماذا سيفعلون بالوضع الاقتصادي”.

نقولا نحاس: “اتمنى على الجميع ان هذه قرارات اساسية مسؤولة عنها الحكومة، فأي قرار تتخذه على الخطة الاصلاحية عندما نحدد كمجلس نيابي لا نستطيع ألا نأخذ في الاعتبار الكل وليس الجزء”.

هادي حبيش: “العقد شريعة المتعاقدين. هذه سابقة”.

وطرح اقتراح القانون كما ورد على التصويت فصدق.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لانشاء صندوق خاص لمواجهة تداعيات وباء “كورونا”، ومن فقدوا عملهم في القطاع الخاص، والذي قدمه نواب تكتل

“لبنان القوي”

ابراهيم كنعان: “هذا الاقتراح الذي نقدمه لانشاء صندوق يخصص لمواجهة تداعيات الكورونا او المؤسسات الصغيرة وضعنا له شروطا. هذا من الاقتراحات التي توجه رسالة الى المجتمع اللبناني اننا بدأنا جديا بمعالجة هذا الوضع”.

وطرحت صفة الاستعجال فسقطت واحيل على اللجان.

الفائدة لدى المصارف

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر لتحديد الفائدة المرجعية لدى المصارف اللبنانية الذي قدمه نواب “التيار الوطني الحر”.

وتحدث جبران باسيل فقال: “كلنا نتفق ان الفوائد التي نراها في المصارف غير مقبولة والفوائد المرتفعة لا تساعد الاقتصاد، وهذا الموضوع له أهميته، نحن لا نريد ان نتطفل على الحكومة بجزئية تتعلق بعملها، كلنا نطالب الحكومة ان تسير بالخطة الاقتصادية المالية الانقاذية، في هذا الوقت الوضع الاقتصادي يتدهور. صدر تعميم حاكم مصرف لبنان واصبح الدولار 3425، لا الحاكم ولا المصرف المركزي يستطيعون ان يسوقوا بعيدا عن الحكومة، وهنا نطالب الحكومة ان تعجل بهذه الخطة فالدولار يرتفع”.

بري: “لتتحرك السلطات القضائية”.

باسيل: “هذا القانون كان من الممكن ان يكون جزءا من “الكابيتال كونترول”. طالبنا بلجنة تحقيق برلمانية. الاموال ما تزال تتسرب الى الخارج. اقل شيء نطالب الحكومة بان التعميم الذي صدر بالامس يجب ان يوقف، موضوع “الكابيتال كونترول” نحن نريد ان نحمي المودعين ولا نريد قطاعنا المصرفي ان ينهار”.

بري: “بضميري وقانونيتي وبكل شيء “الكابيتال كونترول” ليست باختصاصنا، ليست شغلتي، هذا اختصاص البنك المركزي والحكومة، وقلت هذا الكلام على سنوات مرت، يجب تسجيله، الكل يستغل ازمة كورونا لتحصيل المال ولسنا صد حقوق الناس، وودائع الناس في المصارف لا احد يسال عنها”.

ايوب حميد: “هذا الموضوع جاء من الحكومة وهي لا تشرح حيثياته”، ورد بري: “غير صحيح، ووزير الصحة اوضح الامر”.

وطرح بري مشروع قانون بفتح اعتماد اضافي في موازنة العام 2020 بقيمة 450 مليار ليرة لصالح المستشفيات او دفع مستحقات للمستشفيات، ووقع سجال حاد بين النائبين بلال عبدالله وابراهيم كنعان حول احالة المشروع الى لجنة الصحة.

وقال جهاد الصمد: “اذا كانت المبالغ لمستشفيات”.

جورج عدوان: “الموضوع لا يتعلق باستحقاقات بل بالمصالحات لذلك يجب تصحيح النص ونمشي به لا توجد سلفات في المصالحات” وبعد النقاش اقر المشروع.

وطرح على التصويت اقتراح قانون يرمي الى الاجازة لمؤسسات التعليم العالي الخاص تنسيب تلامذة الى صف “الفريشمان” للعام الجامعي 2020 – 2021 اذا كانوا لم ينجحوا”.

بهية الحريري: “يطال 15 الف طالب لم يتمكنوا من اجراء امتحانات 1- SAT بسبب الكورونا و”الفرشمان” بيقدروا يعملوا ال 1 SAT و 2 SAT لاحقا ويدخلون الى الجامعة بحسب المواعيد المعتمدة فقط نضيف عليها”.

وبعد النقاش احيل الاقتراح الى لجنة التربية.

ثم طرح مشروع القانون الرامي الى فتح اعتماد اضافي بقيمة 1200 مليار ليرة في الموازنة.

وقال الرئيس دياب: “ان هذا المشروع من أهم القوانين وهو يغطي شبكة الامان الاجتماعي على مدى الاشهر القادمة ويعمل على تحفيز للصناعة وللمزارعين وهو اساسي لنكمل هذه السنة”.

وشرحت الوزيرة زينة عكر “اهمية هذا المشروع”، وهنا اثير موضوع فقدان النصاب القانوني من قبل عدد من النواب، وبعد تعداد عدد النواب رفع الرئيس بري الجلسة.

وقال دياب: “هذا المشروع مهم والظروف تستدعي عقد جلسة مسائية لاقراره”.

ورد الرئيس بري بالقول: “لا احد يفرض على المجلس شيئا”.

ثم رفع بري الجلسة وتلي محضرها فصدق، وكانت الساعة تشير الى الثالثة بعد الظهر.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 22-23 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الياس ابو صعب يرفض أن يشمل قانون العفو أهلنا اللاجئين في إسرائيل/مَن قال لك ولباقي اقزام زمن القحط ان أهلنا في اسرائيل يريدون او يفكرون بالعودة الى وطنٍ  تحكمه عصابة عميلة للنظامين الإيراني والسوري؟

جنوبي حر/22 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85304/85304/

 

 

Pope On the 50th Earth Day: We Must Renew Sacred Respect for the Earth/Zenit/April 22/2020

البابا فرنسيس باليوم العالمي الخمسين للأرض: كصورة الله ومثاله نحن مدعوون لكي نعتني بجميع الخلائق ونحترمها/موقع أخبار الفاتيكان/22 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85301/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d8%b3%d9%8a%d9%86/

 

 

بروفايل: كوثراني… «مايسترو» الملف العراقي يرتبط مباشرة بحسن نصر الله/الشرق الأوسط/22 نيسان/2020

Cawtharani… Hezbollah’s Iraq File Maestro/Baghdad – Asharq Al-Awsat/Wednesday, 22 Apri/2020

A new Soleimani? US zeroes in on shadowy Hezbollah power broker in Iraq/Ali Choukeir/The Times Of Israel/April 22/2020

Iran Shows Off Drones that Can Reach Israel, Threat Increases/Seth Frantzman/The Jerusalem Post/April 22/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85298/%d8%a8%d8%b1%d9%88%d9%81%d8%a7%d9%8a%d9%84-%d9%83%d9%88%d8%ab%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1/

 

 

 

ريموند إبراهيم: كيف نادى الشيطان براك أوباما.. سهل وقوى ومكن ابادة وذبح المسيحيين في نيجيريا

How “the Evil Called Barack Obama” Enabled the Genocidal Slaughter of Nigerian Christians/Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/April 22/2020

Out of this figure, Jihadist Fulani herdsmen accounted for 7,400 Christian deaths, Boko Haram 4,000 and the ‘Highway Bandits’ 150-200

http://eliasbejjaninews.com/archives/85290/raymond-ibrahim-how-the-evil-called-barack-obama-enabled-the-genocidal-slaughter-of-nigerian-christians-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a/

 

 

Erdoğan’s Turkey Is Not Coming Back/Daniel Pipes/National Interest/April 21/2020

دانيال بيبس: تركيا أردوغان لن تعود

TNI title: “8 Policy Recommendations for Dealing With the ‘New’ Turkey

http://eliasbejjaninews.com/archives/85287/daniel-pipes-erdogans-turkey-is-not-coming-back-%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d8%a8%d8%b3-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%86/

 

سنفاجئكم ونقطع رأس الأفعى، شمس الحرية اقتربت/سيزار معوض/المرصد اونلاين/22 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85296/%d8%b3%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9%d9%88%d8%b6-%d8%b3%d9%86%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%83%d9%85-%d9%88%d9%86%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d8%b1%d8%a3%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%81%d8%b9%d9%89%d8%8c/

 

عندما تسقط الحكومة اللبنانية في قبضة حزب الله/علي الأمين/العرب/22 نيسان/2020

عندما يُؤثر اللبنانيون جائحة “كورونا” على جموح السلطة/علي الأمين/نداء الوطن/21 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85294/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d8%aa%d8%b3%d9%82%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

 

Iran’s lucrative crime-terrorism nexus with Venezuela continues amid coronavirus/Joze Pelayo/Al Arabiya/April 22/2020

جوس بيلايو: تواصل واستمرار علاقات واعمال الإرهاب بين إيران وفنزويلا بالرغم من جائحة الكورونا

Hezbollah suffers blow to funding from Iran amid pandemic/Thomas Harding/The National/April 22/2020

توماس هاردنك: في ظل جائحة الكورونا حزب الله يعاني من شح التمول الإيراني

Hanin Ghaddar on Weakening Hezbollah’s Control of Lebanon/Marilyn Stern/Middle East Forum Radio/April 22/2020/

حنين غدار في مقابلة تتناول سيطرة حزب الله على لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/85310/85310/