المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 نيسان/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.april12.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد القيامة الكبير/وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في مفاهم يوم الجمعة العظيمة/من أرشيف العام 2015

الياس بجاني/أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جهل وعبودية واستغباء وصنمية وقطعان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

على رجاء القيامة… لن يُذل لبناني بعد اليوم/أبو أرز- اتيان صقر

عيد باية حال عدت؟/الأب سيمون عساف

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول خلفيات القرار الأميركي الجاد والصارم بتخصيص مكافئة مالية كبيرة لكل من يقدم معلومات عن رجل حزب الله الإرهابي المفرسن في العراق محمد الكوثراني وكذلك سعي أميركا المستمر لإنهاء التمدد الإيراني خارج إيران.

أميركا تعرض 10 ملايين دولار مقابل قائد بحزب الله العراقي

إسرائيل توثّق زيارة مسؤول عسكري سوري مواقع «حزب الله» في الجولان

مسؤول رفيع بحزب الله مع قائد بقوات الأسد بجنوب سوريا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/4/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حجر تام لبلدة بشري... والحريري يتوعد دياب

إحباط عملية تهريب الحشيشة بحرياً: ممنوع اللعب خارج نفوذ حزب الله!/موقع جنوبية

619 إصابة كورونا في لبنان

وفاة ثلاثة لبنانيين ببريطانيا وإصابات كثيرة: هل تُلغى طائرة العودة؟

مواكب لقتلى وجرحى «حزب الله» تحت جنح «الكورونا»..ومبارزة «ثنائية» صحية وإغاثية!

بِعَظْمَةِ لسانهِ يعترف وَيُقِرُّ حسن نصر الله بأنه يتعاون مع أجهزة استخبارات دول أوروبية بِحُجَّة مواجهة الإرهاب/الشيخ حسن سعيد مشيمش

المصطلحات المتداولة في الإعلام لا تصف الواقع

الشرق الاوسط: طريق الورقة الإصلاحية غيرآمنة في البرلمان من دون تعديلات جوهرية/ المعارضة ترفضها لأنها تشكل انقلابا على النظام المصرفي اللبناني وودائع المواطنين

النهار: الثلاثي المعارض ينذر الحكومة في ملف الودائع

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

“كوفيد- 19” يغلق كنائس العالم أمام المحتفلين بعيد القيامة/عدد المصابين يرتفع إلى 1700760 شخصاً والوفيات103141 آلاف وشفاء نحو 376 ألفاً

مبعوثو الأمم المتحدة للشرق الأوسط في نداء مشترك: لوقف فوري لإطلاق النار في أنحاء العالم والتعاون لوقف انتشار كورونا

“فوكس نيوز”: الوباء لم يُبطئ إرهاب إيران وحروبها بالوكالة واستئناف العمل في الأقاليم باستثناء طهران و16 محافظة تضررت من السيول

أميركا تتخطى إيطاليا بوفيات كورونا مع 19 ألف حالة

لقاح بريطاني مضاد لكورونا مرتقب بحلول سبتمبر

إيران.. إصابات كورونا تقفز لـ70 ألفاً والوفيات ترتفع إلى 4357

رحلة داخل جسمك مع فيروس كورونا

رغم كورونا وحظر الطيران..تركيا تغرق ليبيا بالمرتزقة السوريين

النفط يحرك العالم.. هذا السعر المتوقع حتى نهاية 2020 وخبراء يتحدثون لـ "العربية.نت" حول تأثيرات الاتفاق التاريخي لخفض الإنتاج

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من أسقط ديما صادق عن الـ"درج"؟/عماد الشدياق/اساس ميدي

عيد باية حال عدت؟/الأب سيمون عساف

إحترمنا آراء الغير مهما كانت قاسية تجاهنا/جو إدّه

جبران باسيل بين "دبس" بشير و"طحينة" نصرالله/رامي الأمين/اساس ميديا

خديعة الهندسة المالية و مصير أموال المودعين/لؤي غندور/المدن

حكومة دياب النشيطة... مرتا مرتا.../حبيب شلوق/المرصد

هذه الأزمة أظهرت تهاملنا/نبيل يوسف/فايسبوك

لبنان... مأزق عبثي بين مأساة وملهاة/من بين اهداف العقوبات الاميركية على إيران تجفيف قدرتها على تمويل "حزب الله"/رفيق خوري/انديبندت عربية

عون ودياب بين السفارة الأميركية وحارة حريك: البازار المفتوح/منير الربيع نور/المدن

خطة الحكومة" كشروط صندوق النقد: اقتصاص الودائع وخصخصة الدولة/علي نور/المدن

جائحة الفساد سبقت «كوفيد ـ 19»!/راجح الخوري/الشرق الأوسط

النظام الصحي تحت المراجعة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

السياسة كما يراها الرئيس/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ترمب في الشوط الثاني من مباراته الرئاسية/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

بين ضرورات الدولة وثقافة الممانعة/زهير الحارثي/الشرق الأوسط

أهمية الشفافية في مكافحة «كورونا» وبناء الأمل/فريد بلحاج/الشرق الأوسط

اتفاق «أوبك+» تاريخي... لكن قد لا يرضي السوق/وائل مهدي/الشرق الأوسط

الاقتصاد التركي يتجرع كأس السم/إيمري ديليفيلي/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في رسالة الفصح: دولتنا ليست منهوكة بل منهوبة على الحكومة إجراء الإصلاحات والمحافظة على ودائع المواطنين

رئيس الجمهورية معايدا اللبنانيين: زمن الآلام مهما طال فالقيامة جوهر إيماننا

بري اتصل بعون والراعي وشخصيات مهنئا بالفصح: مناسبة تستدعي منا استلهام قيم الرجاء والقيامة

جعجع: لا أمل بأي إصلاح طالما الثلاثي غير المرح متحكم برقاب السلطة

حتي جدد شكره لمؤسسة الوليد بن طلال لتكفلها بإعادة الطلاب

رابطة الأرثوذكس ناشدت عون عدم توقيع مراسيم التعيينات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أحد القيامة الكبير/وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج

إنجيل القدّيس مرقس16/من01حتى08/:”لَمَّا ٱنْقَضَى السَّبْت، ٱشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة، ومَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوب، وسَالُومَة، طُيُوبًا لِيَأْتِينَ وَيُطَيِّبْنَ جَسَدَ يَسُوع. وفي يَوْمِ الأَحَدِ بَاكِرًا جِدًّا، أَتَيْنَ إِلى القَبْرِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْس. وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا. ودَخَلْنَ القَبْر، فَرَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ اليَمِين، مُتَوَشِّحًا حُلَّةً بَيْضَاء، فَٱنْذَهَلْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: «لا تَنْذَهِلْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ المَصْلُوب. إِنَّهُ قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. وهَا هُوَ المَكَانُ الَّذي وَضَعُوهُ فِيه. أَلا ٱذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلامِيذِهِ وَلِبُطْرُس: إِنَّهُ يَسْبِقُكُم إِلى الجَلِيل. وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ، كَمَا قَالَ لَكُم». فَخَرَجْنَ مِنَ القَبْرِ وَهَرَبْنَ مِنْ شِدَّةِ الرِّعْدَةِ والذُّهُول. وَمِنْ خَوْفِهِنَّ لَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا

الياس بجاني/12 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85055/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%b5%d9%84%d8%a8-%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%ab%d9%85-%d9%82%d8%a7%d9%85/

اعترف بلسانك بالرب يسوع، وآمن بقلبك أن الله أقامه من بين الأموات، تنال الخلاص، لأن الإيمان بالقلب يهدي إلى البر، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص. وقد ورد في الكتاب المقدس: “من آمن به لن يُخّزى”.(روميه 10-08 و90)

اليوم ونحن نحتفل فرحين بقيامة الرب يسوع من القبر وكسره شوكة الموت بعد أن قدم نفسه فداء عنا واعتقنا من وزر الخطيئة والعبودية كم نحن بحاجة إلى فهم معاني وعّبر وأسرار القيامة بعد أن أقعدتنا أطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن أبانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل إلينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية.

فهو بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف، وقد خلع عنا وأراحنا كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامتي أنا وقيامتك أنت وقيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: “إنه ليس ها هنا، بل قام”.

ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص.

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح. فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات هو لم يأت بأعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به وبأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم.

هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر.

هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

هو حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده.

هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: “المسيح حيٌّ فيّ”.

لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلنصلي من أجل أن يلهم الله الأطباء والعلماء ويقود خطاهم ليجدوا دواءً ولقاحاً لوباء الكورونا فيرس.

فلنصلي من أن يسكن الرب أوراح ضحايا الكورونا فيرس جنته ويسكنهم في منازلة الأبدية ويغفر خطاياهم.

فنصلي من أجل شفاء المرضى في كل دول العالم حيث الخوف والإضطراب والضياع في مواجهة جائحة الكورونا فيرس.

فلنصلي مع قيامة المسيح وقهره الموت من أجل السلام في العالم، وفي وطننا الغالي المعذب والمحتل لبنان.

فلنصلي من أجل جميع المحرومين بهجة العيد، المغربين عن الدار والديار.

فلنصلي من أجل عودة أهلنا المغيبين منذ سنوات اعتباطاً في غياهب السجون السورية الشيطانية.

فلنصلي من أجل العودة المشرِّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل.

فلنصلي من أجل راحة نفوس موتانا ونخص منهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم قرابين ذكية على مذبح لبناننا الحبيب.

فلنصلي من أجل خلاص وتوبة الواقعين منا في أفخاخ التجارب الإبليسية.

فلنصلي من أجل أن ينجينا المصلوب من حكام وسياسيين لا فرق بينهم وبين قايين الذي قتل هابيل، ولا بينهم وبين بلاطس المتردد والانتهازي الذي سلم يسوع للمرائين حفاظاً على منصب وطمعا بمال.

فلنصلي من أجل خلاص وشفاء كل المصابين بعاهات ولعنات إفلاس القيم والأخلاق، آفات التقية والذمية، وعاهات التزلف والخوف من الشهادة للحق.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا، حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

لن نستسلم للخوف ونذعن لإغراءات ضعفنا والغرائز ونحن شهود على قيامة أبن الإنسان من الضريح وظفره الموت؟

نحن قوم لا نخاف الموت لأننا نؤمن بأن موت وقيامة المخلص هما اسطع دليل على أن الموت بوابة عبور للحياة، وينبوع عزاء للمؤمنين الذين يعيشون رجاء القيامة.

لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال “المسيح حيّ فينا” ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في مفاهم يوم الجمعة العظيمة/من أرشيف العام 2015

http://eliasbejjaninews.com/archives/18753/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac-2/

 

أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جهل وعبودية واستغباء وصنمية وقطعان

الياس بجاني/08 نيسان/2020

عملياً وفي الواقع المعاش على أرض الحقيقة فإنه لا وجود في لبنان لأحزاب بالمفهوم الديمقراطي الغربي حيث تداول للسلطة، وشفافية مصادر التمويل وعلنية الموازنات، وحرية قرار، ووضوح أهداف ورؤيا وانتخابات ومحاسبة.

في لبنان حالياً شركات أحزاب تجارية وعائلية ومذهبية محلية تعمل 100% على خدمة مصالح ونفوذ أصحابها..

وفي هذه الخانة “الإقطاعية”  تندرج كافة الأحزاب المحلية المرجعية بنسب كبيرة.

كما توجد في وطن الأرز المحتل أحزاب عقائدية ودينية هي وكلاء للخارج وتعمل كلياً غب إرادته وتعليماته، ولنا في هذه الخانة مثال حزب الله الفاقع حيث أنه 100% إيراني بكل شيء.

المنتمون للأحزاب في سوادهم الأعظم هم عملياً إما منتفعين ووصوليين وانتهازيين، أو باحثين عن أدوار أو حماية، أو أتباع غنميين..

وكل هؤلاء لا فرق بينهم وبين العبيد في حرية القرار حيث ينفذون ولا يقررون.. ويساقون إلى المسالخ دون .حتى “معمعة”..!!!

في الغالب فإن الحزبي في لبنان يعبد صاحب شركة الحزب ويؤلهه “ويهوبر له” ويسير خلفه على عماها حتى لو ساقه إلى جهنم..

الحزبيون في لبنان وبما يقارب نسبة ال 99% يعتبرون بعدائية موصوفة أن كل من يعارض صاحب شركة حزبهم إما هو حاقد أو حاسد أو جاهل.. ودائماً بالطبع عميل وخائن!!

من المستحيل أن تناقش وتتحاور مع حزبي وتصل إلى نتيجة مجدية، وإن أخطئت وفعلت “فدق المي مي” وفالج لا تعالج.

الحزبيون هؤلاء حتى في بلاد الانتشار حيث الأنظمة الديمقراطية والأحزاب المنظمة فهم لا يختلفون بطباعهم وممارساتهم وثقافتهم الغنمية وعمى تبعيتهم وغشاوة بصرهم عن أقرانهم في الوطن الأم..

من يدخل على صفحات معظم الحزبين على الفايسبوك والتويتر والإنستغرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي يرى أن إخواننا وأخواتنا هؤلاء يزينون مواقعهم وبفخر واعتزاز إما بصور لهم مع أصحاب شركات أحزابهم في حال كانوا من المحظوظين بهكذا صور، أو بصور لمعبوديهم هؤلاء مع القديسين.

في المحصلة فبؤس هكذا أحزاب وبؤس هكذا حزبيين..

وبؤس هكذا تبعية وعبودية وبالتأكيد بؤس هكذا غنمية.

في الخلاصة فإن سرطان الأحزاب هو كارثة والعبرة التي من الضرورة أخذها من الكارثة هذه للتخلص منها والتغلب عليها تلخص في القول المأثور، “من لا يعترف بعلته، علته تقتله”.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

على رجاء القيامة… لن يُذل لبناني بعد اليوم

أبو أرز- اتيان صقر/11 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85049/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%86-%d9%8a/

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية

يطل علينا عيد الفصح المجيد، ولبنان رازحٌ تحت جبالٍ من المحن والكوارث والأزمات الوجودية غير المسبوقة في تاريخه الحديث والمعاصر.

واليوم جاءتنا جرثومة قاتلة وخبيثة، متازمنةً مع الجراثيم السياسية الأشد فتكناً وخبثاً والمتفشية في الجسم اللبناني، والناهشة أبداً في لحمه وعظامه، جاءت لتضيف إلى شقاء اللبنانيين شقاءً جديداً.

صحيح ان أوضاع البلاد بائسةٌ جداً، وشعبنا يختنق قهراً وجوعاً ويأساً، بينما اهل السلطة لاهون في مسخرة التعيينات الإدارية المبنية على تناتش المناصب والمغانم.

ولكن الصحيح أيضاً ان ما بعد العسر يسراً، وبعد عذاب الجلجللة وآلام الصلب تأتي القيامة، ويتدحرج الحجر، وينبعث النور من ظلام القبر، ويعود طير الفنيق إلى الحياة وهواية التحليق من جديد.

وصحيحٌ أيضاً ان الثورة انكفأت بفعل الوباء الخبيث، ولكنها لم تنطفىء كما يتوهم البعض او كما يشتهي اهل الحكم القابعون بذلٍ وراء جدران العار واسلاكهم الشائكة…

بل الثورة عائدة كسيْلٍ جارف، لتطرد اللصوص من الهيكل ومعهم تجار السياسة وباعة الأوطان…

ولكن هذه المرة لن يوقفها شيئ ولن يعيقها عائق حتى تُكمل رسالتها المقدس.

تذكروا اخيرا اننا أبناء الرجاء ولا مكان لليأس في نفوس ثوارنا،

والأستسلام للأمر الواقع ليس من شيم الثائرين الأنقياء،

بل هم يصنعون القدر، ويقررون المصير، ويبنون الأوطان السعيدة…

وشعارهم هذه المرة، لن يُذل لبناني بعد اليوم

لبيك لبنان

ابو ارز

 

عيد باية حال عدت؟

الأب سيمون عساف/12 نيسان/2020

غياب الله عن المسكونه احدث فراغا رهيبا، وجعلها مدينة اشباح حزينه. لا حركة لا حياة لا ضجيج ولا عجيج بل سكون وركون.

بيوتنا تشبه المقابر سكانها احياء. لا عيد، لا زهور، لا شموع، لا شراشف تغطِّي مذابح، لا خدَّام هياكل ولا دقّ اجراس.

فقد العيد جمالَه والبهاء، حتى الكنيسة تعرَّت من المؤمنين، والعالم كلُّه يتجلى عاريا، يبدو مظلما تائها مُشتَّتا على واقع وضعه المنكوب.

كبريات عواصم العالم تلفها سكينة الموت والضجر، والحياة فيها كصمت المآتم. هَلَّا اعتبرت ايها الإنسان كم انت حقير امام عظمة المُكَوِّن؟

نتيجة الجحود والإلحاد ونكران من خلقك اوصلك الى ما انت عليه. ليتك تتَّعظ وتعلم ان كوب زجاج اشد صلابة من هزالك!

هي الآن لحظة التأمَّل العميق والعودة الى الأصول، الى جذورك المسيحية التي تصونك وتسعدك وتحميك وتغبط الله الذي اوجدك.

يطل عيد القيامه المجيد هذ العام لابسا ثوب الحداد في السماء كما في الأرض.

نعم، الله الحنون متألَّم حزين بسببك. راجع حساباتك باستقامة وصدق، تتأكَّد من صراحة ضميرك وخاتمة مصيرك.

يحن عليك ويرأف حين تثوب الى رشدك فلا تعيث فسادا بمصنوعاته ولا تعبث بما رتّب.

تدثَّر خلعة الرضى من فوق وانثر بذور العطايا فلا تندثر ليعثر عليك ويثيبك ومن العقاب ينجيك.

كانت الدنيا تبتهج بعيد قيامة السيد الجبار الفادي يسوع المسيح الواطىء الموت بالموت الواهب الحياة للذين في القبور.

نرى العيد اليوم جنازة خاشعة لأن شر الكفر سطى على الإيمان وطرحك مذلولا امام حقيقة حجمك محروما حتى من عبادة صنمك.

اعبد الرب الهك لا يكن لك اله غيره. نقطة على السطر!

لأول مره تتمكن من اختبار ربما يسوع متروكاً وحيداً على الصليب؟ لكن بالتوبة والرجاء تكون معه وجها لوجه فاساله ان يكف الغضب والمجاعة والوباء. وبمحبة الآب وونعمة الابن وشركة الروح القدس غَمَرَاتٌ ثم يَنْجَلِين بالرجوع عن ضلال مبين.

تصالح معه ومَتِّن العلاقة حتى تصبح علامة فداء وشهادة إنجيل.

وحده يسوع الناهض من القبر المدحرج الحجر، يعيد حياتك وحياة الكنيسة ويقيمنا من الموت جميعا، ويدخلنا فرحه الذي لا يسلب.

بالتوبة والصلاة نفُك رُبُط الخطيئة ونتجدد بالنعمة قياميون فنبلغ مينا الخلاص ونستحق ان نقول: المسيح قام حقا قام.

 

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول خلفيات القرار الأميركي الجاد والصارم بتخصيص مكافئة مالية كبيرة لكل من يقدم معلومات عن رجل حزب الله الإرهابي المفرسن في العراق محمد الكوثراني وكذلك سعي أميركا المستمر لإنهاء التمدد الإيراني خارج إيران.

شارك في الحلقة الكاتب الصحافي يوسف مرتضى و المحلل السياسي العراقي أحمد الأبيض/الربط في اسفل

https://www.youtube.com/watch?v=DUxbno7AOdU

 

أميركا تعرض 10 ملايين دولار مقابل قائد بحزب الله العراقي

واشنطن – رويترز/عربية نت/11 نيسان/2020

عرضت الولايات المتحدة يوم الجمعة ما يصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل معلومات عن محمد الكوثراني، أحد كبار القادة العسكريين بجماعة حزب الله في العراق. وكان الكوثراني مساعدا للجنرال قاسم سليماني القائد في الحرس الثوري الإيراني، والذي قتل في هجوم بطائرة أميركية مسيرة في بغداد في يناير/كانون الثاني. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في إعلان إن الكوثراني “تولى مسؤولية بعض التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران” والتي كان ينظمها سابقا سليماني. وأضافت في بيان: “بهذه الصفة كان الكوثراني يسهل تحركات الجماعات التي تعمل خارج نطاق سيطرة الحكومة العراقية، والتي قمعت بشكل عنيف الاحتجاجات، وهاجمت بعثات دبلوماسية أجنبية، وشاركت في نشاط إجرامي منظم على نطاق واسع”. وأعلنت الوزارة إنها تعرض هذا المبلغ مقابل الحصول على معلومات بشأن أنشطة وشبكات ومساعدي الكوثراني في إطار جهود لتعطيل “الآليات المالية” لحزب الله الذي مقره لبنان. ووصفت الولايات المتحدة الكوثراني في 2013 بأنه إرهابي عالمي، واتهمته بتمويل جماعات مسلحة في العراق والمساعدة في نقل مقاتلين عراقيين إلى سوريا لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد ضد مقاتلي المعارضة.وخلافاً للتصور السابق بأن انتشار قوات النظام السوري في جنوب سوريا وفي المنطقة الحدودية مع الجولان المحتل، سيعيد الهدوء إلى هذه الجبهة كما كانت الحال لعقود، فإن استمرار إطلاق القذائف والصواريخ من الأراضي السورية، عزز قناعة إسرائيل بأن إيران ومن خلال حزب الله مصرة على تكرار تجربة جنوب لبنان واستحداث جبهة قتالية نشطة في الجولان. وفي مواجهة الزحف الهادئ لحزب الله، تستكمل إسرائيل إنشاء منظومة استخباراتية عملاقة في الجولان المحتل. وفيها جميع هيئات الاستخبارات المختلفة، مثل وحدة 8200 المختصة بجمع المعلومات، ووحدة 504 التابعة لجهاز المخابرات، والتي نشطت لعقود في لبنان والمختصة أيضاً بتجنيد عملاء وجمع معلومات استخباراتية بشرية، وذلك إلى جانب منظومة مراقبة متطورة ترصد كل تحرك وتتنصت على أي اتصال داخل سوريا. وغرفة العمليات السرية التي تدير هذه المنظومة من قاعدة “هبشان” العسكرية في الجولان المحتل تضم 100 شاشة عرض تبث مباشرة كل ما يحدث في سوريا مع التركيز على المنطقة الحدودية الجنوبية.

 

إسرائيل توثّق زيارة مسؤول عسكري سوري مواقع «حزب الله» في الجولان

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/11 نيسان/2020

رغم تقديرات في تل أبيب بأن إيران خفضت من نشاطها في سوريا، في أعقاب انتشار فيروس «كورونا»، نشرت إسرائيل، أمس، شريطي فيديو، وثقت فيهما نشاطات عسكرية للميليشيات التابعة لطهران، أحدها في الجنوب، أي في الجولان الشرقي، والثاني في الشمال، عند مطار شعيرات قرب حمص، الذي تم قصفه، في نهاية الشهر الماضي، ويجري الآن ترميمه. وقد نشر الشريط الأول، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، وفيه يوثق زيارة قام بها قائد الفيلق الأول في الجيش السوري، اللواء علي أحمد أسعد، في جولة بين مواقع «حزب الله» في الجهة الشرقية من هضبة الجولان السورية، وأضاف تغريدة على «تويتر» يحذر فيها من تموضع الحزب في سوريا. ويبدو من الشريط أن تصويره تم من الجانب المحتل من الجولان. ظهر فيه اللواء أسعد، الذي بدأ مهام منصبه مؤخراً، برفقة مجموعة من مسلحي «حزب الله»، وفي مقدمتهم قائد قيادة الجنوب في الحزب الحاج هاشم، وهم يتصافحون ويتحدثون. وكتب أدرعي على «تويتر» و«فيسبوك»، أمس (الجمعة)، بلغة عربية ركيكة، يقول: «حتى في زمن (كورونا)، قائد الفيلق الأول في الجيش السوري يواصل مساندة منظمة (حزب الله) الإرهابية بالتموضع في منطقة هضبة الجولان. في هذا الشريط الذي نكشفه اليوم (أمس) يظهر قائد الفيلق الذي بدأ مهام منصبه مؤخراً، اللواء علي أحمد أسعد، في جولة شملت التنقل بين المواقع المعروفة باستخدامها من قبل (حزب الله)، برفقة قائد قيادة الجنوب في الحزب الحاج هاشم».

ويضيف: «يهدف تموضع (حزب الله) في سوريا عامة وفي الشق السوري من هضبة الجولان خاصة لخلق بنية إرهابية ضد دولة إسرائيل بتعاون ورعاية النظام السوري. لن نحتمل هذا التموضع. سيبقى وسيواصل النظام السوري مسؤولاً عن أي نشاط تخريبي سينطلق من أراضيه. وأعذر من أنذر».

أما الشريط الثاني، فنشرته شركة «إيماجسات» التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية العسكرية، لكنها تعمل كشركة هولندية متخصصة في التقاط الصور من قمرين صناعيين تمتلكهما. ووثق الشريط أعمال الترميم التي يقوم بها سوريون في الأيام الأخيرة في مطار شعيرات، بعدما كان تعرض لـ6 - 7 غارات جوية في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي. وقد نسبت هذه الغارات إلى سلاح الجو الإسرائيلي، لكن إسرائيل لم تؤكد ولم تنفِ علاقتها بالموضوع. وفي يوم أمس، عقبت مصادر عسكرية في تل أبيب على الشريط بالقول إن «القصف هذه المرة لم يستهدف مخازن أسلحة إيرانية في سوريا، بل شل عمل المطار في رسالة موجهة إلى إيران تقول إنه في زمن (كورونا)، ينبغي التوقف عن نقل الأسلحة».

وكانت مصادر عسكرية في تل أبيب أشارت، فقط قبل يومين، إلى أن «النشاط الإيراني في سوريا انخفض بدرجة كبيرة في الأيام الأخيرة، بل بات قريباً من الجمود، على ما يبدو بسبب (كورونا)». ونقلت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن «الجيش السوري أغلق جميع المعابر الحدودية في إطار مكافحته انتشار (كورونا). ويبدو أن اتساع انتشار الفيروس في إيران بشكل يزيد عن انتشاره في كل دول المنطقة، وضع الإيرانيين في قفص الاتهام بنقل العدوى. فقرر الإيرانيون تخفيض وجودهم وتحركاتهم حتى لا يثيروا الغضب عليهم بين الناس».

لكن هذه المصادر لم تستبعد تجدد هذا النشاط في أي وقت، وقالت: «طهران لم تتنازل عن هدفها الاستراتيجي في تعزيز وجودها في سوريا، وما زالت تستخدم بذلك ميليشياتها بمختلف أشكالها، وفي مقدمتها (حزب الله) اللبناني، وهي تقيم مواقع لها على مقربة من الحدود مع إسرائيل».

 

مسؤول رفيع بحزب الله مع قائد بقوات الأسد بجنوب سوريا

دبي – العربية.نت/11 نيسان/2020

ظهر قائد "الفيلق الأول" اللواء أحمد علي أسعد في جيش النظام السوري في فيديو، مع "الحاج هاشم" من ميليشيا حزب الله اللبنانية خلال جولة في جنوب سوريا. يذكر أن "الحاج هاشم" هو المسؤول عن ملف جبهة الجولان في حزب الله، بتكليف شخصي من أمين عام الميليشيا حسن نصرالله. وكان المسؤولان في جولة ميدانية بالقرب من المنطقة الحدودية مع الجولان. ويظهر الفيديو أن تجولهما كان في المنطقة التي يوجد فيها "اللواء مدرع 91" التابع لجيش النظام السوري. وتستعد إسرائيل لنشر هذا الفيديو لتمرير تهديد مفاده أنها تتابع هذه التحركات، حسب ما شرحه مراسل قناتي "العربية" و"الحدث"بالقدس، مرجحاً أن إسرائيل قد تؤجل قصف بعض الأهداف في سوريا فقط بسبب انتشار وباء كورونا.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/4/2020

وطنية/السبت 11 نيسان 2020 ا

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اليوم "سبت النور" الذي دل المؤمنين قبل ألفي عام على قيامة السيد المسيح، فادي البشرية.

في أرض مهبط الديانات السماوية الثلاث، الشرق، أبرز تجسيد للبشائر المسيحية لسبت النور، هو الأيقونة البيزنطية التي يظهر فيها يسوع بالثوب الأبيض المشع، وذلك في دلالة إلى الانتصار على الموت.

وفي ذلك السبت انبعث نور منه، فأنبئ من رآه بأنه مع حلول منتصف ليل السبت- الأحد الفصح، تتم القيامة المجيدة، فتمت.

وهو ما يستلهم اليوم في المخاض الكبير في العالم للقيامة، بالتعافي وبالانتصار على كورونا، كما في المخاض العسير في لبنان اقتصاديا وكورونيا. وعسى التعافي والقيامة والعودة إلى الذات الوطنية اللبنانية العميقة، قريبة.

هذه الروح، لفت إليها وزير الصحة حمد حسن، في جولته الواسعة جدا في برجا وسبلين وصور، حيث نوه بأننا في تضامننا وتعاوننا أظهرنا للعالم صورا مميزة في مواجهة فيروس كورونا، الذي أصاب حتى الآن ستمئة وعشرين في لبنان فيما بلغ عدد الوفيات عشرين. في الغضون حلت اليوم المرحلة الثالثة من عودة المغتربين إلى بيروت.

أما في العالم، فقد تخطى عدد الوفيات المئة ألف، وتخطى عدد الإصابات المليون والسبعمئة ألف.

في أي حال في زمن الفصح، وعلى غرار الجمعة العظيمة: مثلما غاب المصلون عن الكنائس اللبنانية وباحاتها، هكذا في سبت النور اقتصر الحضور على الأساقفة. البطريرك الراعي دعا من بكركي، إلى استلهام معاني القيامة والبركة، في مسار النهوض بلبنان وأبنائه ودولته، كما في الجهود لمواجهة كورونا، والانتصار على المصاعب والضائقات، ومن أجل الحفاظ على النظام الحر للبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إنه موسم الأعياد، في سبت النور اليوم، والجمعة الحزينة أمس، وقبلهما، لبنان كما العالم أسير غزوة كورونا.

في لبنان، البارز اليوم عزل بشري وحظر الدخول إليها والخروج منها، بعد رصد عشرات الإصابات بالفيروس. على مستوى لبنان ككل، سجل العداد اليومي صفر وفيات وعشر إصابات، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى ستمئة وتسعة عشر.

واليوم أيضا، دفعة رابعة من لبنانيي الخارج تعود إلى أحضان الوطن، آتية هذه المرة من الكويت ودبي وروما ولواندا. أما يوم الإثنين، فينتظر أن لا يسمح بالعودة على الطائرة الآتية من لندن، إلا للبنانيين الذين سيكونون خاضعين سلفا لفحص الـPCR ونتيجتهم سلبية، وذلك بعدما تبين إصابة ثلاثة عشر راكبا من الذين وصلوا على متن الرحلة السابقة من العاصمة البريطانية الخميس الماضي.

في العالم يتجاوز عدد الوفيات المئة ألف، والإصابات اخترقت حاجز المليون والسبعمئة ألف. والولايات المتحدة وحدها تتجاوز عتبة نصف مليون إصابة، وهي عادت إلى وتيرة الألفي وفاة يوميا، بحيث بات تجاوزها إيطاليا في هذا الشأن مسألة وقت قصير، وسط اتهامات للسلطات الأميركية بالتعتيم على عدد الضحايا الحقيقي.

إيطاليا من جهتها مددت الإغلاق التام، ووجهت نداء لمواطنيها: تذكروا الرابع من أيار. أما إيران فقد استأنفت عملها الإقتصادي في كل الأقاليم باستثناء طهران، وذلك ضمن خطة التباعد الاجتماعي الذكية، أو المرحلة الثانية في مواجهة كورونا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عشية الفصح المجيد، لا صفح مرتقبا بين البشر، ولا قيامة من المآسي ما دام أن جائحة كورونا التي تعطل الكوكب لم تستطع إلى الآن تعطيل شيء من العدوانية الأميركية، بل جعلتها تطال حتى المنظمات الدولية. ففي عز المعركة ضد كورونا، أبقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سلاح العقوبات الاقتصادية حتى بوجه منظمة الصحة العالمية، متوعدا إياها بقرارات قاسية بشأن تمويلها، ومتهما إياها بالتركيز على الصين في مواجهة كورونا. فيما العالم يواجه يوما بعد يوم قسوة في موجات المرض الذي يفتك بالجميع، وتحديدا أوروبا والولايات المتحدة الأميركية التي توقع مواطنوها صيفا مفجعا مع كورونا.

في لبنان الواقف عشية تصاعد الاجراءات مع يوم أحد الاقفال ومنع تحرك جميع الآليات والسيارات إلا العمومية منها، لم يسجل اليوم خروجا عن نسب الاصابات المتوقعة، فيما بقي جسر عودة اللبنانيين إلى وطنهم وفق المرسوم له، مع تشدد في الاجراءات حماية للقادمين والمقيمين، فوصلت طائرة من الكويت على أن تتبعها ثلاث أخريات من دبي وروما وانغولا.

ومن الشوف والجنوب قيم وزير الصحة حمد حسن واقع المستشفيات الحكومية بمواجهة كورونا، مؤكدا أنه بالرغم من الامكانيات الحالية في وزارة الصحة، تم تأمين مبالغ ضخمة لتدعم المستشفيات الحكومية والمستوصفات على كل الأراضي اللبنانية.

من منبر الفصح وفي رسالته، قدر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ما تقوم به الحكومة، متمنيا لها ولرئيس الجمهورية النجاح في النهوض بلبنان. البطريرك الذي وصف الدولة بالمنهوبة، تمنى على حكومتها القيام بالاصلاحات المطلوبة، وفقا للعدالة الاجتماعية وفرض الضرائب المتناسقة مع مداخيل المواطنين، وجباية الضرائب من الجميع. كما تمنى منها المحافظة على أموال المواطنين في المصارف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كلما اقتربت الحكومة من اتخاذ قرار حاسم، يصب في مصلحة الخروج من الأزمة، ولو تطلب الأمر تضحيات، أطلت أفعى السياسية اللبنانية برؤوسها المتعددة من جديد. الأفعى معروفة، ومواعيد خروجها إلى الضوء مكشوفة، ورؤوسها التي تتوزع الأدوار بحسب الملف المطروح، مفضوحة: مفضوحة بتاريخها الأسود، ومفضوحة أكثر بارتكاباتها الاقتصادية والمالية، سواء بالتنفيذ أو التغطية أو مجرد الصمت، ومفضوحة أكثر وأكثر بمحاولتها التنصل من مسؤولية ثلاثين سنة وما يزيد، بإلقاء الملامة على من لم يمض على توليه المسؤولية ثلاثة أشهر.

ولكن، أن تكون الأفعى مفضوحة شيء، وأن تجد من يتجرأ على طردها قبل أن تلسع، أو قبل أن تسري السموم، شيء آخر. وعلى هذا الأمر بالتحديد، يتوقف هذه المرة، مستقبل مواطنين ومصير وطن.

وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة على هذا الصعيد، يبقى الاهتمام الأول باحتواء كورونا وحماية الناس. واليوم، كان قضاء بشري على موعد مع يومه الأول في العزل الصحي، في انتظار نتائج الفحوص التي بدأ إجراؤها اليوم، ليبنى على الشيء مقتضاه من تدابير.

ولمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، رأى رئيس الجمهورية أن للقيامة هذا العام رسالة خلاصية فريدة، تتشارك فيها البشرية بأسرها بسبب وباء كورونا، الذي يحصد من أبنائها يوميا ما بات يشكل أكثر من عدد ضحايا الحروب الكبرى. ودعا رئيس الجمهورية إلى عدم الاستسلام لثقافة الموت وتداعياتها، وقال: أتوجه إلى اللبنانيين الموجودين منهم في أماكن الحجر، وإلى من هم على أسرَّة المرض، كما إلى جميع الذين هم في خطوط الدفاع الأولى من جسمنا الطبي والتمريضي، البعيدين عن ذويهم في يوم القيامة المجيد، مؤكدا أن المعاناة المشتركة لا بد ستثمر روحية تضامن وقيما فاعلة سيتجدد بها وطننا، ليسير قدما نحو آفاق الحياة وقد تعافى من آلامه، مفتخرا بأبنائه جميعا بمختلف انتماءاتهم، فالقيامة تبقى جوهر إيماننا وأصالة انتمائنا إلى هذا الوطن المثقل بالجراح منذ فجر تكوينه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

فصح مجيد. صحيح أن القيامة هي فعل انتصار الإله المتجسد على الموت، لكن النموذج لم ينسحب على العالم، ولبنان جزء منه، إذ لم يتمكنا بعد من الانتصار على آلة الموت المستجدة المتجسدة بفيروس كورونا. لهذا يشغل الفيروس هذه الشاشة وكل الشاشات ويحتل صدارة الأخبار.

لكن الكورونا ليس القاتل المتربص بلبنان، فمنذ أن بدأت الحكومة تجاربها للنهوض بالبلاد من أزماتها المالية- الاقتصادية، لم يتوقف لبنان عن تسجيل المزيد من الغرق وفقدان الوجهة وضياع البوصلة. فبعد إجهاض ال"كابيتال كونترول"، رمي مشروع ال"هيركات" في التداول، وهو مشروع يهدد بتدمير النظام المالي- الاقتصادي- الاجتماعي الذي عرفه لبنان، من دون توفير رافعة بديلة للنهوض. لكن اللبنانيين على اختلافهم وخلافاتهم يبدو أنهم توحدوا لإسقاطه.

وفي انتظار إعلان وفاته، يصعق اللبنانيون من المواقف المريبة والمتناقضة التي يطلقها أهل الحكم: أولها، الانحسار المفاجىء للتأييد الوزاري- السلطوي لمشروع ال"هيركات"، بعدما رفضه الناس، بما جعل الجميع يسأل، هل ال"هيركات" هو مشروع المعارضة أم الحكومة؟، ثانيها، عدم اكتفاء معظم مكونات الحكومة بالتراجع عن المشروع، بل تدرجوا من هجائه الى إطلاق الوعود بإجهاضه حماية للبنانيين. ثالثها، تعرية الحكومة ووزير المال وجيش اللجان من صدقيتهم أمام المواطنين للمرة الثانية بعد اغتيال ال"كابيتال كونترول".

في السياق، يصرخ اللبنانيون بأعلى الحناجر: لماذا اصرار الحكومة على إضاعة الوقت واستدعاء المجاعة وتخريب الاقتصاد، فيما عناوين الخلاص واضحة ومعروفة، لمن يريد أن يقرأ ويسمع، إلا إذا كان المطلوب تغيير عقيدة لبنان المالية والاقتصادية، واستنساخ النماذج الكارثية المتبعة في بعض الدول التوتاليتارية التي تئن اقتصاداتها من الكساد وشعوبها من الجوع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم تكد حكومة "مواجهة التحديات" تنشر مسودة خطتها للانقاذ المالي، حتى استهل هجوم سياسي شرس ضدها، كان رأس حربته الرئيس الحريري مدعوما برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحزب "الاشتراكي" وليد جنبلاط.

الهجوم الذي حمل عنوان الدفاع عن "أموال الناس"، ومنع مصادرة مدخراتهم من دون سد مزاريب الهدر، وصولا إلى التصدي لمحاولة السيطرة على مقدرات البلاد، كشف سريعا العقبات التي ستتعرض لها الحكومة، من لحظة انطلاق التفاوض الفعلي حول مسودة خطة الانقاذ المالية، وصولا إلى لحظة اعلان الخطة الفعلية.

على أساس هذا الهجوم، سينطلق التشاور وصولا للخطة، لا سيما وأن الحكومة، تعمل على مرحلتين: الأولى، إعادة هيكلة الدين وبدء التفاوض مع الدائنين في الداخل والخارج، واستعادة الأموال المنهوبة والمشبوهة المهربة، وضبط مزاريب الهدر، وعلى رأسها الكهرباء، إضافة إلى فرض الاصلاحات المالية، ووقف التهرب الضريبي والجمركي، وضبط المعابر غير الشرعية.

والثانية، إعادة هيكلة القطاع المصرفي تحت عنوان الحفاظ على أموال المودعين، وهو ما لن يبدأ قبل اتمام المرحلة الأولى، بحسب ما أعلن وزير المال غازي وزني للـ LBCI، مضيفا: "كل ما يحكى غير ذلك، أي ما يتم التداول به عن اقتطاع من أموال المودعين، أو ما يعرف بالـ haircut غير دقيق، وهو يحتاج إلى قانون ولم تتطرق له الحكومة لا من قريب ولا من بعيد.

وزير المال، وعند سؤاله عن كيفية تطبيق المرحلة الأولى، ولا سيما منها ما يتعلق باسترداد الأموال المنهوبة، قال إن "استعادة هذه الأموال لن تتم الا عبر وضع قوانين جديدة، وعبر مطالبة المصرف المركزي بلوائح الأموال المشبوهة التي خرجت من لبنان".

وزني كشف للـ LBCI أن "الحكومة ستختار الأسبوع المقبل شركة تدقيق مالي عالمية أي ما يعرف بشركة audit، بعد التوافق عليها وتكون مهمتها مراقبة كيفية إخراج الأموال من لبنان والتدقيق بها.

على هذا الأساس، يكون اللبنانيون أمام واقع جديد مبدؤه الاعتراف الرسمي بحقيقة خسارة الدولة والمصرف المركزي والمصارف لـ82 مليار دولار، أما ما يهمهم فعليا ألا يدفع "الاوادم" ثمن ما ارتكبه "الزعران" الذين سرقوا البلد، وأن تتمكن الدولة من اخراج "الاوادم" من نفق الافلاس بأقل الخسائر الممكنة، خصوصا أن فترة السماح التي أعطوها للسياسيين انتهت إلى غير رجعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

شع سبت النور بعد جمعة حزينة، وفي انتظار أحد القيامة، فإن الكرة الأرضية معلقة على خشبة الخلاص من وباء قارب عداد الإصابات به أن يصل إلى عتبة المليونين حول العالم، فيما عدد ضحاياه تجاوز الخمسين ألفا.

وفي الوقت الذي تحولت كبريات مدن العالم المبتلية بالمرض، إلى مدن أشباح ومقابر جماعية متراصة، فإن لبنان ينأى بنفسه عن هذا المصير، بخطة صحية وأمنية نالت شهادة حسن سلوك بدرجة مقبول في عدد الإصابات والوفيات.

منذ بدء أزمة الوباء، تم التعاطي بمسؤولية مع تبعات المرض الذي ضرب أكبر اقتصادات الدول، وفي لبنان البلد المكبل بعجزه الاقتصادي والمالي، والغارق في ديونه حتى آخر شبر في مؤسساته، استطاع أن يلتقط أنفاسه من رئة ناسه، فكانت "صامدون" حملة من حملات نالت صك صدقها من الناس وللناس. دخلت معظم المدن والقرى والحارات، ولم تميز بين منطقة وأخرى، وهي مستمرة في تقديم المساعدات لشعب وحدته لقمة العيش، وقدمت التبرعات وكسرت الحواجز الطائفية والمذهبية وحتى السيطرة الحزبية.

ولكن في زمن العزلة، خرج من تقصد التحريض على "صامدون" و"الجديد" لغاية في نفس تشويه وتشهير، ففبرك إشكالات مصورة، تحديدا في مناطق بقاعية مشهود لها بوجود الثنائي "حزب الله" وحركة "أمل"، وجرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي على أن "الجديد" غير مرغوب فيه، علما أن "الجديد" واكب الجمعيات لتوثيق توزيع المساعدات.

وإذا كان القصد من ذلك التحريض على "الجديد"، فالرسالة وصلت لأن بعض مختاري إحدى البلدات البقاعية طلب إلى مراسلي المحطة المغادرة بناء على أوامر تلقاها. والمطلوب هنا من أولياء الأمر السياسي إصدار توضيح، أو على الأقل رفع الغطاء عمن يتلطى به لتبرير فعلته، فالوقت ليس وقت المنافسة لا الحزبية ولا السياسية، ولا هو وقت تصفية الحسابات الشخصية، والجوع لا يفرق بين هذه المنطقة وتلك، ولا بين هذا الفريق وذاك، وحملة "صامدون"، بالتكافل مع كل محتاج وبالتضامن مع كل متبرع، ستواصل تقديم المساعدات.

اليوم كانت مئات الحصص، وغدا توقعوا الألف، وخذوا العبرة في العمل الإنساني مما فعلته الوزيرة ليلى الصلح حمادة التي أخذت على عاتقها إنقاذ مئات الطلاب العالقين بين فكي كورونا في بلاد الغربة، وتكفلت من خلال "مؤسسة الوليد بن طلال" بتكاليف الرحلات، كي تعيد طلابا إلى وطنهم وأحضان عائلاتهم، في وقت تتربع فيه طبقة المليارات على ثرواتها. ولم نر مبادرة في ميقاتها، ولا فك أصفاد لخزائن من صفد، ولا حتى حوالة ممن حولوا أموالهم إلى الخارج وكدسوا الثروات بالصفقات والتلزيمات. وعلى هؤلاء تجوز رحمة ال"هيركات" وال"كابيتال كونترول".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حجر تام لبلدة بشري... والحريري يتوعد دياب

بيروت ـ”السياسة” /11 نيسان/2020

فضح مقطع فيديو لطبيب لبناني، جزءاً بسيطاً مما يدور داخل المستشفيات التي أعدها “حزب الله” للمصابين بفيروس كورونا، حيث تناول المقطع الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي الحالة الكارثية التي تسبب بها الحزب وأمينه العام حسن نصر الله، بعدما شرّع لبنان لطائرات الموت القادمة من ايران.

وقال الطبيب والتعب باد عليه: “30 ساعة من العمل المتواصل، قايمه القيامة، شحار وتعتير، فوج وراء الآخر، في العصر وصل فوج من السيدة زينب، جميعهم يحملون العدوى، وعندما نسألهم يقولون كنا مع إيراني، الايرانيون أصبحوا معملا للكورونا، ما يحصل كارثة، لا أعرف لماذا السيد حسن لا يتدخل؟ لا يمكننا الاستمرار هكذا”. وما تحدث عنه الطبيب ليس إلا صورة مصغرة تعكس الوضع المرعب وتفشي الفيروس في بيئة “حزب الله”، كما يعكس السبب الذي دفع حسن نصر الله الى الاطلالات المتكررة على جمهوره والطلب منهم عدم التستر عن أية حالة، واضعا نفسه في خانة المرشد للاجراءات الوقائية، معتبراً أن مسؤولية المواجهة يجب أن تكون عامة وشاملة، متناسياً انه دفع رئيس حكومة الحزب حسان دياب إلى عدم تعليق الرحلات مع ايران، وإنما زاد عددها، وعندما تفشى الفيروس وخرج الوضع عن السيطرة في بيئته، خرج ليعلن انه مع اغلاق مطار رفيق الحريري، لكن بعد أن فات الاوان ووقعت الواقعة.

مئات طائرات الموت وصلت من ايران ولا تزال على الرغم من اغلاق المطار، فبعد ان فتح “حزب الله” باب لبنان لدخول الفيروس، تأهب لمنع انتشاره، عبر بروباغندا إعلامية كعادته، حيث كشف رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين عن خطة مواجهة الفيروس المستجد، وكلام صفي الدين ومن قبله نصر الله لم يأت من فراغ بل من معلومات مرعبة عن مدى انتشار الوباء في البيئة الشيعية لاسيما في الضاحية الجنوبية، حيث الاف الحالات يتم التكتم عنها، والامور تخرج عن سيطرة الحزب وقدرته على الكتمان، ولن يستمر الامر طويلاً حتى ستصبح الضاحية صورة عن ايطاليا واسبانيا في تفشي الوباء.

إلى ذلك، وفيما وصلت إلى مطار مطار الحريري الدولي أمس، أربع طائرات تحمل مئات اللبنانيين من بلاد الاغتراب، بينها واحدة من الكويت على متنها 120 راكباً، أعلن السفير اللبناني في لندن رامي مرتضى ان السفارة ستقوم بتطبيق تدبير “عدم الصعود الى طائرة يوم الاثنين المقبل من لندن الى بيروت من دون نتيجة PCR سلبية”، آملا أن يتفهم الجميع هذا التدبير “حرصا على سلامة الرحلة وسلامة المجتمع اللبناني”. من جانبها، تعقد اللجنة الحكومية المختصة ب”كورونا” اجتماعاً في الساعات المقبلة لتقويم الوضع الصحي، وتحديداً في موضوع استمرار إعادة المغتربين، بينما أعلنت وزارة الصحة عن 10 إصابات جديدة ترفع العدد الاجمالي للإصابات إلى 619. وفي الإطار، أعلن رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، أمس، أنه “سيُمنع الخروج من بشري والدخول إليها، وسيجري اعتماد الحجر التام”، وذلك بعد اكتشاف 51 حالة مصابة. ونجحت قوى الأمن الداخلي في ضبط “محاولة تمرد” حاول القيام بها أربعة أشخاص من عائلة واحدة مصابين كانوا وصلوا إلى لبنان من لندن، عبر محاولة مغادرة مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت حيث تتم معالجتهم في الحجر.

في سياق آخر، ومن خلال خطتها الاقتصادية التي تضمنت في أحد بنودها ما يسمى ب “هيركات”، فتحت حكومة حسان دياب على نفسها باباً واسعاً من الانتقادات من جانب القوى السياسية والاقتصادية والمالية، في ظل رفض واسع لأي شكل من أشكال مد اليد على أموال المودعين في المصارف.

وفي حين يتوقع أن تكون للرئيس دياب إطلالة إعلامية غدا، لتوضيح موقف الحكومة، أكدت أوساط نيابية بارزة ل”السياسة”، أن “الهيركات لا يمكن أن يمر، وبالتالي فإنه من غير المستبعد أن يكون الشرارة التي ستحرق كل شيء”. وفي موقف انتقادي شديدة اللهجة للحكومة، أشار الرئيس سعد الحريري، إلى أن “الحكومة تتجه الى خطة إنتحار إقتصادي، مبنية على مصادرة أموال اللبنانيين المودعة في المصارف”، مضيفا “سيكون لنا قريبا كلام آخر، اذا لم يتم تدارك الامر”. من جانبه، وفي رسالة عيد الفصح، وجه البطريرك بشارة الراعي، نداء إلى الدولة “كي تقوم بما يتوجب عليها من مستحقات، فمن غير المقبول أن ترهق مؤسسات الكنيسة وتعيق تقدمها ونموها من أجل خير أفضل”. من جهته، قال رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط: “هكذا تقدم حكومة اللون الواحد على مصادرة أموال الناس وتصنيفهم ومحاكمتهم وفق معايير غير قانونية وغير دستورية”. وفي السياق، أشار رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، إلى أنّه “لن يوافق على اي خطة إنقاذية، لأنها لن تكون إنقاذية بالفعل، بل ستعكف على إيجاد موارد للدولة من جيوب الناس ومن دون سد مزاريب الهدر والفساد التي ما زالت مفتوحة على مصراعيها”.

 

إحباط عملية تهريب الحشيشة بحرياً: ممنوع اللعب خارج نفوذ حزب الله!

موقع جنوبية/12 نيسان/2020

«تجار الموت» هكذا أسمت قوى الأمن الداخلي تجار المخدرات بعد إحباطها العملية الأكبر لتهريب السم الأبيض في تاريخ لبنان!

أعلنت قوى الأمن الداخلي عن إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان يوم أمس ليفتح الخبر الباب على قصة طويلة من تجارة المخدرات تبدأ من الحدود السورية البرية ولا تنتهي في الحدود البحرية للبنان. عام 2013 امتدّت سيطرة حزب الله في سوريا لتشمل مدينة استراتيجية على الحدود مع لبنان وهي “القصير” وشكلت المدينة بمعركتها الشهيرة مثار جدل كبير حول اختيار الحزب لها بالتحديد لشن حملة إعلامية واسعة من قبل إعلامه لتظهر السيطرة على المدينة كانتصار شديد البأس. إلا أن استعادة السيطرة على القصير من قبل الحزب فعلياً ونظام الأسد شكلياً منع أهالي المدينة بقسم كبير منهم من العودة إلى ديارهم وأجبرهم على البقاء في الجانب اللبناني من الحدود وتحديداً في عرسال، في حين نشطت بالمدينة وعلى مساحة 100 كم2 من الأراضي الخضراء زراعة الحشيش.

القصير مركز عمالة وطريق تهريب

الحزب وجد في القصير نقطة استراتيجية بعيدة عن عيون السلطات اللبنانية من ناحية، وقريبة من الحدود ليشكل عبورها عبر الطرقات الجبلية إلى لبنان أمراً ليس بالعسير، وتابع الحزب بعدها التمدد في ابتلاع الشريط الحدودي باتجاه العاصمة دمشق حتى بلغ الزبداني. حيث حول أجزاء من الأراضي الزراعية في قرى “المصرية والحوز وربلة وعرجون والنزارية وجوسية والموح”، الى أراض لزراعة الحشيش.

وبات بشرف على الزراعة مسؤولان أمنيان في الحزب يعرفان في المنطقة بالحاج “نور”، وآخر يدعى “عماد”. ويعمل ضمن المساحات المزروعة بالحشيش أبناء القرى الذين لم يغادروها، إضافة الى أبناء القرى المجاورة من الجانب السوري واللبناني، ويتلقون أجوراً يومية متفاوتة ،أعلاها يصل إلى 20 دولار أميركي يومياً. وتمنع ميليشيا حزب الله العاملين ضمن هذه المساحات من اصطحاب هواتفهم المحمولة معهم اثناء تواجدهم في هذه الأراضي. ويتعرض للتحقيق كل من يخالف التعليمات.

بلغت نسبة المدمنين في عمر الشباب 60% من نسبة متعاطي المخدرات في سوريا

النظام السوري في الخلفية

وفي عام 2018 ضبطت القوات الأمنية السورية أكثر من 300 مهرب وتاجر للمخدرات في البلاد، وسط انتشار شبه علني للمواد المخدرة لا سيما لدى أوساط الشباب حيث بلغت نسبة المدمنين في عمر الشباب 60% من نسبة متعاطي المخدرات، ورغم الحديث أكثر من مرة عبر وسائل إعلام النظام عن دخول إدارة مكافحة المخدرات إلى القصير وضبطها عمليات زراعة وتهريب للمخدرات، إلا أن مصادر محلية نفت هذه الأنباء في كل مرة إذ لا تجرؤ أي جهة أمنية سورية على الدخول الى هذه المناطق تجنباً لوقوع مشاكل مع الحزب، الذي يحكم قبضته على هذه المناطق بشكل كبير جداً. ورغم التوسع على الحدود إلا أن الحزب لم يتمكن من زراعة الحشيش ضمن مناطق القلمون وريف دمشق، ولعل أبرز الصعوبات تمثلت بطبيعة الأراضي ونوعية التربة، إضافة إلى أن المدنيين مصّرون على البقاء في أراضيهم ومزارعهم الخاصة رغم التعقيدات الأمنية ومحاولات الحزب المتكررة لإبعادهم عنها، من خلال تعمد افتعال الحرائق فيها بشكل متكرر كما حصل في سهل الزبداني الصيف الفائت، وعدم تسليم خرائط الألغام التي زرعها الحزب في تلك المناطق خلال المعارك التي خاضها ضد مقاتلي المعارضة.

مسميات لافتة للحبوب المخدرة مثل: ” “آه يا حنان”، “جوكر”، “مزاج الشام”، “زهرة الربيع”، “Kiki do you love me”.

فلتان أمني علني

ونشرت تقارير صحفية عديدة تفشي بيع المخدرات والتجارة بها في منطقة الجنوب السوري بعدما أطلق النظام يد عناصر حزب الله لتباع المواد المخدرة بشكل عشوائي وتتنقل بين أوساط عديدة مع تعداد هائل في حالات الخطف والقتل مراهقين بدا عليهم آثار التعاطي بوضوح. في حين يستخدم “حزب الله” نقاطه العسكرية لتسهيل عملية إنتاج الحشيش ومن ثم بيعه، وعادة ما تمر الصفقات الكبرى باتجاه المحافظات الأخرى والحدود الدولية، تحديداً مع “الأردن”، عبر تلك النقاط. ويشرف قادة الحزب بأنفسهم على نقل الكميات الكبيرة، لتجنب ايقافها من قبل إدارة مكافحة المخدرات والحواجز العسكرية المتعاونة معها. “سانا” اتهمت بدورها القوات التركية بالعمل على ترويج المخدرات في مناطق شرق الفرات حيث قالت أن عملاء لتركيا سهلوا في مدينة رأس العين الحدودية عملية إدخال المواد المخدرة من الأراضي التركية وتوزيعها عن طريق مجموعات صغيرة تستغل نفوذها، وإن التعاطي لهذه المواد كان محصوراً بينهم قبل أن يبدؤوا خلال الفترة الأخيرة بترويجها ونشرها بين الشباب وخاصة الحبوب مثل “الكبتاغون” وبعض الأدوية مثل “الترامادول” التي يمنع بيعها في الصيدليات إلا بموجب وصفات طبية

وفي خريف عام 2019 رفع النظام الغطاء جزئياً عن حزب الله في قضية “الحشيش” بعدما أعلن عن عدة إجراءات في إدارة مكافحة المخدرات، عقب اعتقال رئيسها السابق رائد خازم وعدد من الضباط والعناصر، على خلفية اتهامهم بالاتجار بالمخدرات وتلقي الرشاوى. وتم تعيين العميد مصطفى جمعة رئيساً جديداً للإدارة.

يشرف قادة الحزب بأنفسهم على نقل الكميات الكبيرة، لتجنب ايقافها من قبل إدارة مكافحة المخدرات والحواجز العسكرية المتعاونة معها.

أكبر عملية تهريب في تاريخ لبنان

أمس الجمعة عاد ملف الحشيش للظهور إلى العلن بعدما ضبطت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان 25 طنًا من “حشيشة الكيف” كانت متوجهة إلى مرفأ بيروت لتهريبها إلى إفريقيا، وهو ما يعد أضخم عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان. ونشرت قوى الأمن الداخلي، تسجيلاً مصوراً يُظهر كمية المواد المضبوطة في العملية التي نفذها “مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية” بعد تعقب ومتابعة استمرت شهراً. وجاء في بيان للمديرية نشرته أمس أن المخدرات المصادرة كانت معدة للتهريب بطريقة احترافية، وموضوعة في قافلة من ثماني شاحنات مملوءة بآلاف أكياس النايلون المموهة بأتربة زراعية، حيث أن المخدرات كانت ستهرب إلى دولة إفريقية (دون ذكر اسمها)، وأنها كانت معدة للتجارة والترويج والبيع والتهريب إلى الخارج. كما لا يزال التحقيق جارياً بإشراف قضاة مختصين لتوقيف الضالعين في عملية التهريب، وفقًا لبيان قوى الأمن الداخلي. إقرأ أيضاً: لبنان وإيران يغرقان العراق والسعودية بالمخدرات! ويظهر التسجيل الذي نشرته حسابات قوى الأمن، تسمية أنواع الحشيش بمسميات لافتة مثل: ” “آه يا حنان”، “جوكر”، “مزاج الشام”، “زهرة الربيع”، “Kiki do you love me”. ويأتي التسجيل بعد أسابيع على إصدار قرار تشريع الحشيشة لأغراض طبية في لبنان، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول قدرة السلطات اللبنانية في ضبط عملية زراعة وإنتاج وبيع الحشيش، وسط هيمنة حزب الله على المعابر الحدودية غير الشرعية وتمكنه من التجول على الشريط الحدودي في سوريا ليزرع ويبيع ويصدر الحشيشة كيفما يشاء.

 

619 إصابة كورونا في لبنان

وطنية/12 نيسان/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة عن 10 حالات جديدة ترفع العدد الاجمالي للإصابات بكورونا الى 619.

 

وفاة ثلاثة لبنانيين ببريطانيا وإصابات كثيرة: هل تُلغى طائرة العودة؟

حسين سعد/المدن/12 نيسان/2020

تبلغت السفارة اللبنانية في لندن، بشخص سفيرها رامي مرتضى، كتاباً من وزارة الخارجية اللبنانية، يوصي بإجراء فحص pcr لركاب الطائرة الآتية إلى بيروت الاثنين المقبل، وعلى متنها حوالى 115 راكباً، من ضمنهم لبنانيون قادمون من أميركا.

وعلى الفور، أبلغت السفارة جميع من ستشملهم العودة، واجب إجراء هذا الفحص، الذي بنتيجته تُقرر عودتهم إلى لبنان من عدمها.

هذا الإجراء جاء بعد الإصابات التي ظهرت في الطائرة التي وصلت إلى بيروت الخميس، آتية من لندن، وبلغ عددهم 13 شخصاً، من بينهم ستة أفراد من الجنوب، وأربعة منهم من عائلة واحدة من بلدة عدلون.

وتسود الجالية اللبنانية في بريطانيا، التي يقارب عددها خمسين ألفاً، وفق مصادر السفارة، أجواء من القلق، بعد تسجيل ثلاث وفيات في صفوف الجالية. وذكرت معلومات أن هناك 55 عائلة لبنانية مصابة بكورونا، أي ما يساوي حوالى مئتي فرد، من بينهم ثلاث حالات تخضع للعلاج في المستشفى.

وتتابع السفارة البريطانية في لندن أحوال هذه الجالية الكبيرة، إلى جانب نشاط عدد من الجمعيات الأهلية اللبنانية الموجودة في العاصمة البريطانية. وهي أمنت بعض المساعدات لطلاب لبنانيين ضاقت بهم السبل، بسبب مشكلة التحويلات المالية ووباء كورونا.

ويؤكد رئيس جمعية الأمل اللبنانية في لندن، حسين خليل، لـ”المدن” أن السفارة اللبنانية تتواصل مع أبناء الجالية وتهتم بشأنهم. كما أن الجمعيات اللبنانية الأخرى، وأركان الجالية الكبيرة في بريطانيا في حالة استنفار. ويضيف: “لقد سُجل عدد من الوفيات في صفوف اللبنانيين، ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد المصابين بشكل رسمي. والمؤكد أن اقل من عشرة أشخاص أُدخلوا المستشفيات، ومنهم غادر.. وهناك مصابون، وعددهم بالعشرات، تخابروا مع الجهاز الصحي البريطاني – على الرقم المعتمد 111 – وأشاروا إلى عوارض صحية بما يوحي باصابتهم بكورونا. وقد طُلب منهم الالتزام بمنازلهم لمدة 15 يوماً. وفي حال أصيبوا بضيق نفس شديد، عندها ستنقلهم سيارات الإسعاف إلى المستشفى. وهذه الحالات تصنف مشتبه بها، طالما أنها لم تخضع لفحص pcr”.

منسق قطاع الانتشار في التيار الوطني الحر، مارك زبال، أشار إلى وفاة اللبناني الثالث فارس مساعد في بريطانيا، وقال: إن مكتب التيار يتواصل مع السفارة اللبنانية والجمعيات الموجودة هناك.

واضاف زبال: ان تأخر بريطانيا عن الإجراءات في مواجهة كورونا قد أثر على وضع الجالية اللبنانية المنتشرة وعموم الشعب البريطاني، داعياً كل اللبنانيين في الانتشار إلى الالتزام بالحجر المنزلي.

من جهته قال هشام يونس، وهو أكاديمي وباحث وزائر في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة لندن، يتحدر من مدينة صور، إن الجالية اللبنانية في بريطانيا تتعرض لتحديات صعبة إسوة بالتحديات الكبيرة التي يتعرض لها الشعب البريطاني. وهي نتيجة تخبط السياسة الحكومية (حضانة القطيع) ومحدودية الإمكانات وتراجع قدرات جهاز الرعاية الصحية بشكل كبير. مشيراً إلى عدم إمكانية مواكبة التطورات الصحية الناجمة عن وباء كورونا، والنقص الكبير في عدد وحدات العناية المركزة، التي لا تتجاوز الخمسة آلاف، في بلد يبلغ عدد سكانه نحو سبعين مليوناً.

 

مواكب لقتلى وجرحى «حزب الله» تحت جنح «الكورونا»..ومبارزة «ثنائية» صحية وإغاثية!

موقع جنوبية/مناشير "تيروس//12 نيسان/2020

عودة المغتربين من الخارج لا تزال محط متابعة في البقاع والجنوب، لا سيما مع تحديد 14 يوماً للحجر المنزلي، في المقابل يستمر التنافس الشيعي على الاغاثة والصحة في مناطق النفوذ للمزايدة الشعبية. (بالتعاون بين "جنوبية" "مناشير" "تيروس").

حتى في زمن “الكورونا” لا تتوقف مواكب قتلى وجرحى “حزب الله” العائدة من سوريا اذ لا يزال الدم اللبناني ينزف على الحدود التركية – السورية، في المقابل يحتدم التنافس الشيعي بين “الثنائي” جنوباً مع تسجيل عراضة سياسية اليوم بحضور وزير الصحة حمد حسن في صور وسط استقبال لم يحظ به سلفه جميل جبق لاسباب غير معروفة، بينما يسلف حمد نبيه بري زيارة الى معقله في صور بعد ان اطل من بنشعي وبشري. والتنافس الشيعي يتجلى يومياً في صراع على الحصص والهواء والمزايدة والماء وكل ما يمت الى الشيعة بصلة فلا هاجس بين الطرفين الا التمريك شعبياً كل على الآخر. “كورونياً ارتفعت الهواجس مجدداً مع تسجيل حالات مرتفعة في صفوف المغتربين وعودة ثلاث طائرات جديدة في حين يخشى اهل القرى البقاعية والجنوبية من “تفلت” المغتربين غير الواضحة اصاباتهم من الحجر المنزلي بينما تحول نموذج بشري عن الاختلاط العائلي الى مثل يجب الاتعاظ منه لمنع الاختلاط والتزام المنازل.

البقاع

ويسلط البقاعيون انظارهم على النقاط الحدودية بعد تسريب معلومة غير مؤكدة ان هناك مواكب عائدة لعدد لا بأس به من قتلى ومصابي “حزب الله” من الحدود التركية – السورية الى لبنان، عبر الحدود البرية الشمالية والبقاع الشمالي والاوسط.

33 مغترباً في الحجر

وفي اطار عودة المغتربين، تتابع بلديات البقاع الاوسط والغربي وراشيا بتوجيهات محافظ البقاع كمال ابو جودة وضع المواطنين العائدين من الاغتراب، والبالغ عددهم 33 شخص، والذين من لحظة وصولهم اليوم السبت بدأوا الخضوع  للحجر المنزلي. وأشار مصدر في وزارة الصحة الى أن أطباء القضاء تسلموا بيانات صحية تفصيلية تشرح وضع كل عائد منذ وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي ونقلهم الى االفنادق للحجر الموقت ريثما تصدر نتائج فحص الPCR، والذي أكد خلوهم جميعاً من اصابتهم بالفيروس، الا ان هذا بحسب مصدر الوزارة  لا يعفيهم من الزامهم بالحجر المنزلي ومراقبة مدى الالتزام بالتعاون مع البلديات.

بلدية زحلة بالتوافق مع اطباء الوزارة تقوم بمتابعة وضع  حجر العائدين ويؤمن مكلفون من البلدية كافة طلباتهم طيلة فترة الحجر

وفي اطار متابعة الزامية حجر العائدين أكد رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب ل “مناشير”، أن البلدية بالتوافق مع اطباء الوزارة تقوم بمتابعة وضع  حجر العائدين، ويقوم مكلفون من البلدية بتأمين كافة طلباتهم طيلة فترة الحجر.

أما في اطار التعبئة العامة استمر البقاعيون على روتين “كسر” الحجر بفعل العوزوالحاجة، ليتطلع الناس الى الجهة المعنية لأن تقيم الفقراء الاسر الأكثر فقراً من الاسر الميسورة وإعلان المعاييرالتي توضح من هي  الأسر التي تستحق المساعدة المعيشية وعكسه، وان لا تدخل الاستنسابية في هذا الاطار الواسع.

جنوباً

جنوباً، دخل عامل المحسوبية والافضلية على خط عودة المغتربين ولا سيما الطلاب منهم.

وقال والد أحد الطلاب الموجود في بريطانيا  لـ”تيروس” :”ان نجله لم يستطع العودة لأن المعيار الأساسي لتحديد أسماء الذين يستطيعون ركوب طائرات الإجلاء التي أرسلتها حكومة دياب، هو الواسطة والإنتماء الى الحزب الذي عيَّن السفير في هذه الدولة او تلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فرنسا للعونيين وبريطانيا لحركة امل و حزب الله”.

جهاز “كوروني” ايطالي

وأقيمت في مستشفى تبنين الحكومي مراسم استلام جهاز فحص فيروس “كورونا” مقدم من الكتيبة الايطالية، في حضور قائد القطاع الغربي في “يونيفيل” الجنرال دييغو فيليبو فولكو و رئيس اتحاد بلديات القلعة نبيل فواز ورئيس مجلس إدارة مستشفى تبنين الحكومي الدكتور محمد حمادة و ضباط من فريق العمل الإنساني في الكتيبة الإيطالية. وعن هذا الجهاز وهذا الحفل قال الطبيب (ن ق) لموقع تيروس،” إيطاليا التي تعاني الأمرَّين تبرَّعت للبنان الذي وبحسب وزير الصحة على طريق القضاء على الكورونا بجهاز لفحص فيروس كوفيد 19. هذا يعني بأنها اشترته من لبنان. و ما دام الجهاز موجود في لبنان… لماذا لم تشتريه بعد كل مستشفيات لبنان الحكومية و الخاصة؟

وسأل :” لماذا الدولة لم تفرض على المستشفيات شراء هذا الجهاز و إجراء فحوصات للناس؟ وتابع :” في بشرِّي عندما تمَّ فحص الناس ظهرت عشرات الحالات. هل هذا ما يُخيف الدولة؟”

صراع داخل القرى

وفي بلدة برج رحال في قضاء صور، ساهمت مجموعة من المغتربين بمبلغ من المال و أرسلته إلى مختار البلدة علي محيش، المعروف بمناقبيته وأخلاقه الحَسَنة. اشترى المختار بالمبلغ حصصاً غذائية ووزَّعها على المستحقين وقامت قيامة “حركة امل” لأنها اعتبرت أنَّ المختار تخطاها وهو منتسب إليها و خصوصاً أنه عضو في خلية الأزمة في البلدة.

ليست زيارة وزير الصحة الى صور بهدف صحي او طبي إنما سياسية خصوصاً بعد منع الوزير السابق جميل جبق من الزيارة من قِبَل حركة أم

وعن هذا الموضوع قال مصدر من بلدة برج رحال: ” المختار رجل معروف بأخلاقه الحميدة و هو اصلاً ميسور الحال وله آيادِ بيضاء في عمل الخير، ولكن “حركة امل” تريد أن تبقى هي الآمر الناهي في برج رحال حتى لا يقوم “حزب الله” بتخطيها في توزيع الإعاشات لأنَّ خلية الأزمة تضمّ اعضاء من الحزب و لكن القرار فيها لأمل.”

حمد حسن في صور

ومنذ العام 1993 لم تطأ قدما وزير للصحة ارض مستشفى صور الحكومي. وعن هذه الزيارة قال طبيب عمل سابقاً في مستشفى صور الحكومي:” هذه ليست زيارة بهدف صحي او طبي إنها زيارة سياسية خصوصاً بعد منع الوزير السابق جميل جبق من الزيارة من قِبَل حركة أمل. ولو كانت الزيارة لصالح المواطن لكان وزير الصحة جاء و بيده جهاز لفحص الكورونا فزيارة مستشفى خالٍ من المرضى ليس الاَّ بروباغندا تعوَّدنا عليها من الثنائي الشيعي”.

 

بِعَظْمَةِ لسانهِ يعترف وَيُقِرُّ حسن نصر الله بأنه يتعاون مع أجهزة استخبارات دول أوروبية بِحُجَّة مواجهة الإرهاب

الشيخ حسن سعيد مشيمش/11 نيسان/2020

وغداً سيعترف ويُقِرُّ بأنه يتعاون مع الإستخبارات الأميركية .

وبعد غد سوف يقول لا مانع عندنا أيضا من التعاون مع الإستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وحينها سنسمع من الشيعة الخمينيين اللبنانيين ما نسمعه دائما منهم : بأنَّ النبيَّ محمداً (ص) قاتل المشركين والكفار تارةً ، وجلس معهم على طاولة المفاوضات تارةً أخرى فعقد معهم الصلح مرةً والهدنة مرةً أخرى، وقائدنا حسن نصر الله يسير بسيرة النبي (ص  ! ! ! وأنا أعتقد بأن نصوص دين الإسلام جاهزة ومؤهلة وقابلة لكي يستند إليها حسن نصر الله وكافة الإسلاميين لتبرير كل شيء يقومون به في الحياة لتبرير إباحتهم الممنوعات والمحرمات والمحظورات واستباحتهم القيم الدينية والإنسانية، ولذلك أقول دائما ودوما ومنذ 20 سنة إنَّ دين الإسلام أخطر دين، وأخطر عقيدة، وأخطر شيء على القيم الإنسانية والقيم الإلهية الفطرية إنْ لم ننجح بتحييده عن السياسة والدولة، وإنْ لم نتمكن من إزاحته عن ميادين السياسة والدولة، وإنَّ الدولة العلمانية أعظمُ دولةٍ يُحِبُّها اللهُ لأنها تحمي دينه سبحانه وتعالى من التلوث بنجاسات السياسة والدولة.

 

المصطلحات المتداولة في الإعلام لا تصف الواقع

The Unsaid Lebanon/11 نيسان/2020

المصطلحات المتداولة في الإعلام، لا تصف الواقع كما هو، ويجب إستعاضتها بالمفردات الملائمة، لمنع التأويلات وخداع الرأي العام:

١) إستبدال مفهوم المعارضة من الداخل بالمحاصصة من الداخل.

٢) إستبدال تسمية حكومة دياب بحكومة حزب الله.

٣) إستبدال تسمية رئيس مجلس النواب بنائب المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية.

٤) إستبدال مفهوم التبرعات من أجل الناس بالتبرعات من أموال الناس.

٥) إستبدال مصطلح فريق ١٤ آذار بفريق ١٤ بازار.

٦) إستبدال مصطلح فريق ٨ آذار بفريق حزب الله.

٧) إستبدال مفهوم الواقعية السياسية بالإستسلام السياسي.

٨) إستبدال عبارة التسوية الرئاسية بالصفقة الرئاسية.

٩) إستبدال فكرة المصالحة من أجل طي صفحة الماضي بالمصالحة من أجل تأمين مصلحة المستقبل.

١٠) إستبدال مصطلح كابيتال كنترول (Capital Control) بحجز أموال الناس.

١١) إستبدال مصطلح هيركات (Haircut) بإقتطاع أموال الناس.

١٢) إستبدال محاولة لبننة حزب الله بحزبلة لبنان.

١٣) إستبدال مفهوم الخدمات بالإستعبادات.

١٤) إستبدال مصطلح الإتفاق بالتراضي بالنهب بالتراضي.

١٥) إستبدال مصطلح حكومة وحدة وطنية بحكومة نصب جماعية.

١٦) إستبدال فكرة الخوف من الحرب الأهلية بالخوف على المصالح المشتركة.

١٧) إستبدال مناسبة إستقلال لبنان من الإنتداب الفرنسي بإحتلال لبنان من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

١٨) إستبدال مقولة التنازل من أجل الخير العام بالتنازل من أجل الخير الخاص .

الإعلام في لبنان بأغلبيته الساحقة أصبح إعلانا".

 

الشرق الاوسط: طريق الورقة الإصلاحية غيرآمنة في البرلمان من دون تعديلات جوهرية/ المعارضة ترفضها لأنها تشكل انقلابا على النظام المصرفي اللبناني وودائع المواطنين

الشرق الاوسط/السبت 11 نيسان 2020

يقول مصدر سياسي بارز إن الطريق لن تكون آمنة أمام الورقة الإصلاحية الإنقاذية في المجلس النيابي في حال لم تدخل عليها تعديلات جوهرية في مجلس الوزراء الذي يناقش حالياً المسودة الأولية التي أُحيلت إليه، خصوصاً أن المعلومات متضاربة حول الجهة التي أعدتها وما إذا كانت اقتصرت على "لازار" المستشار المالي للحكومة ومعها عدد من المستشارين بالنيابة عن الوزراء المعنيين. ويسأل المصدر السياسي الذي يتموضع في منتصف الطريق بين المعارضة والموالاة، عن الدوافع التي أمْلت على الأطراف المشاركة في الحكومة عدم التعليق حتى الآن على مضامين المسودة الإصلاحية مع أن مجرد المس بودائع المودعين سيلقى معارضة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يؤكد باستمرار أنها من المقدّسات ولن يسمح باستهدافها. كما يسأل عن موقف وزير المال غازي وزني من اقتطاع نسبة من ودائع المودعين في المصارف، بذريعة أن هناك ضرورة لتوزيع الخسائر وقيمتها أكثر من 83 مليار دولار بين المودعين والمصارف واسترداد الأموال المنهوبة؟ وهل يوافق على هذا التدبير الذي يتناقض كلياً مع توجّهات الرئيس بري الذي كان وراء تسميته لشغل منصبه. ويلفت لـ"الشرق الأوسط" إلى أن هناك ضرورة لاستقراء موقف القوى السياسية الموالية من المسودة الإصلاحية قبل السؤال عن رد فعل قوى المعارضة التي سترفضها بصيغتها الراهنة لأنها تشكل انقلاباً على النظامين المصرفي والمالي وتهديداً للودائع من دون أي تعويض. وقال إن مجرد تسريب الورقة الإنقاذية قوبل بتبادل الاتهامات بين عدد من الوزراء، وبعضهم من اطّلع على تفاصيلها عبر وسائل الإعلام. ويقول إن مسودة الورقة الإنقاذية تضمّنت مجموعة من النقاط الخلافية التي يُفترض في حال تقرر الإبقاء على بعضها أن تؤدي إلى اشتباك سياسي بين أهل "البيت الواحد" في الحكومة. وسأل: لماذا الإصرار على تحديد قيمة الخسائر قبل الانتهاء من التدقيق في حسابات وأصول مصرف لبنان؟ وما الجهة التي ستتولى النظر فيها؟

ويؤكد المصدر نفسه أن المسودة الإصلاحية وإن كان مَنْ وضعها يدّعي أنها "صُنعت في لبنان" فإنها تعترف من دون مواربة بأنْ لا حل للأزمة المالية - الاقتصادية إلا بالعودة إلى "صندوق النقد الدولي"، وهذا ما أكده لاحقاً رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، شرط عدم الرضوخ لشروط الصندوق، وذلك رغبةً من باسيل في مراعاة موقف الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في هذا الخصوص.

لكن المفاجأة -حسب المصدر- تكمن في أن هذه المسودّة فيها مجموعة من التدابير لا يجرؤ "صندوق النقد" على المطالبة بعدد منها رغم أن التفاوض معه يتوقف على إنجاز الحكومة للورقة الإصلاحية. ومن أبرز هذه التدابير: وقف التوظيف حتى إشعار آخر وتجميد الرواتب لمدة 5 سنوات تحت عنوان ضرورة عقلنتها، وإعادة النظر في التدبير رقم (3) الخاص بتعويضات نهاية الخدمة للعاملين في الأسلاك العسكرية والأمنية، ووقف الترقيات فيها إلا في حال شغور المراكز. ويضاف إلى هذه التدابير تحميل المودعين 75% من الخسائر (60 مليار دولار) والباقي منها للمصارف وزيادة الضرائب على الكماليات التي ستبقى حبراً على ورق في ظل الركود الاقتصادي -كما يقول المصدر السياسي- رغم أن وضع الورقة الإنقاذية يغالي في طموحاته التي لن تكون سوى ورقية وليست رقمية في ظل تراجع الاهتمام بالشأن الاجتماعي، وأيضاً في كل ما يتعلق برفع منسوب الإنتاج. فهل يوافق من يقف وراء الحكومة على هذه التدابير؟ وماذا سيكون رد فعل هؤلاء حيال تجميد الرواتب، فيما انتفضوا في السابق على الرئيس سعد الحريري عندما تقدّمت حكومته بورقة إصلاحية اقترحت فيها تجميد دفع الزيادات المترتبة على إقرار سلسلة الرتب والرواتب؟ كما يتردد أن بعض من هم على رأس "التيار الوطني الحر" ليسوا على توافق حيال المسودّة الإصلاحية، خصوصاً لجهة اقتطاع نسبة عالية من أموال المودعين أكانوا من الكبار أو متوسطي الحال. وينسحب السؤال نفسه على "حزب الله" الذي لم يوقف حملته على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والمصارف بذريعة أنهم رفضوا القيام بأي جهد في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة عليه، لكن الحزب يتردد قبل أن يوافق على المس بأموال المودعين حتى لو كانوا من الكبار أو المتوسطين، ويعود السبب إلى أن الغالبية منهم هم من الشيعة، وبالتالي يتناغم مع الرئيس بري في رفضه لمثل هذا التدبير. لذلك، فإن رهان بعض من هم في الحكومة على أن المسوّدة الإصلاحية باتت ضرورية للخروج من الأزمة المالية - الاقتصادية لن يكون في محله لأن الإصرار عليها بلا أي تعديل سيولّد أكثر من اشتباك داخل الحكومة، وإلا لماذا يلوذ من يدعمها بالصمت ويتركون لرئيسها حسان دياب أن يجرّب حظه ليكتشف لاحقاً أنه أخطأ في تقديراته لخلوّ الورقة من الوقائع التي استعاض عنها بجرعات من التفاؤل؟ وعليه يسأل المصدر: كيف يمكن للحكومة أن تحقق نسبة من الفائض في الموازنة وأن تزيد من حجم الواردات وأن تأتي الودائع من الخارج إلى المصارف في ظل قيود من شأنها أن تطيح بالنظام المصرفي؟

 

النهار: الثلاثي المعارض ينذر الحكومة في ملف الودائع

النهار/السبت 11 نيسان 2020

اذا كان العالم بمعظم أنحائه ودوله يعيش مراحل درب الجلجلة رازحاً تحت وطأة كارثة الانتشار الوبائي لفيروس كورونا فإن حلول الجمعة العظيمة أمس على لبنان بدا ذا أثر مزدوج لأن لبنان يعاني تداعيات الأزمتين الصحية والمالية بما جعله يحيي الجمعة العظيمة في أجواء التوجس والحزن والسباق بين التداعيات الصحية والمالية . ومع غياب التحركات والاجتماعات الرسمية والسياسية في عطلة الجمعة العظيمة وغياب المظاهر الاحتفالية في ظل الحجز المنزلي وامتناع الكنائس عن إقامة الزياحات العامة بحيث شارك فيها المؤمنون من منازلهم في تطور نادر تاريخياً فان دورة السياسة تنتظر انتهاء إجازة عيد الفصح بما يعني أن عودة دورة الأمور ستكون يوم الثلثاء المقبل. ولكن إذا كانت التطورات اقتصرت أمس على متابعة عدادات أزمة انتشار كورونا في لبنان فان ذلك لم يحجب تصاعد ملامح التململ والتحذيرات من الأجواء والمعطيات التي سادت في الأيام السابقة حيال الخطة المالية والاقتصادية التي تعكف الحكومة على إعدادها وإنجازها والتي غلب على المشهد من جرائها ملف ودائع اللبنانيين في المصارف مثيراً موجات كثيفة من المخاوف والتوجسات خصوصاً حيال ما تردد بقوة عن الاتجاه إلى اعتماد عمليات "هيركات" وبنسب عالية. والحال أن المفارقة اللافتة التي سجلت في الساعات الأخيرة تمثلت في أن كل التطمينات التي حاولت الحكومة أسباغها على الخطة الجاري العمل عليها وتالياً تبديد المخاوف المتصاعدة من خلال النفي المتشدد لتضمن الخطة اعتماد عمليات "هيركات" ظلت قاصرة عن إشاعة أجواء تخفيفية للمخاوف وللقلق. وإذ لوحظ أن الحكومة بادرت إلى نشر نص الخطة المطروحة للنقاش في مجلس الوزراء باللغة الإنكليزية فإن وزير المال غازي وزني عاود عبر "النهار" مساء أمس التأكيد أن الحكومة تعمل على الحفاظ على أموال المودعين وأن البرنامج لا يلحظ عملية هيركات مشدداً تكراراً على سعي الحكومة لحماية الودائع. وعزا الوزير وزني رفضه المشاركة في دردشة صحافية خصصت لشرح الخطة أول من أمس في انتظار اتضاح معالم البرنامج في شأن إعادة الهيكلة مشيراً إلى أن البرنامج موجه أساساً للدائنين في الدرجة الأولى وللمؤسسات الدولية والدول المانحة.

ولكن مناخات المعارضة للاتجاهات الحكومية بدا كأنها تتوثب بقوة لمواجهة بعض النقاط الأساسية فيها وهو ما ترجمه موقفان بارزان أمس لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع بما يعني أن الطريق لن تكون معبدة بسهولة أمام إقرار الخطة الحكومية في وقت قريب على الأقل. وقد هاجم جنبلاط بعنف الحكومة عبر تغريدة له أمس فقال "هكذا تقوم حكومة اللون الواحد على مصادرة أموال الناس وتصنيفهم ومحاكمتهم وفق معايير غير قانونية وغير دستورية وذلك وفق خط سياسي هدفه إلغاء أي اعتراض وصولاً إلى محاولة تطويع طائفي ومذهبي للإطاحة بالطائف والسيطرة المطلقة على مقدرات البلد لضرب ما تبقى من سيادة أصلا وهمية وشكلية". وأما جعجع فانتقد بدوره استعجال الحكومة مقاربة الجانب المالي على أهميته قبل إظهار اتجاهات إصلاحية حقيقية . وقال إن الدولة مطالبة سريعاً بتوجيه الحد الأدنى من الإشارات لاستعادة عامل الثقة المفقود قبل أن تمس بجيوب الناس ومدخراتهم ". واعتبر أن "أي خطة إنقاذية لا تبدأ بالإصلاح لا تعني شيئاً". أما الموقف الأبرز فجاء مساء أمس عبر تغريدة للرئيس سعد الحريري الذي قال "منذ تشكيل هذه الحكومة وهي تعد اللبنانيين والعالم بخطة انقاذ اقتصادية وبناء عليه قررنا فترة سماح في انتظار أن نحكم على الخطة الموعودة .لكن يبدو أنها تتجه إلى خطة انتحار اقتصادي مبنية على مصادرة أموال اللبنانيين المودعة في المصارف. فترة السماح التي أعطيناها لا تعني باي شكل السماح للحكومة ومن يقف خلفها تغيير طبيعة النظام الاقتصادي المصان بالدستور أو وضع اليد على جنى أعمار الناس لتعفي الدولة نفسها من أي مساهمة في الجهد المطلوب من الجميع . وسيكون لنا قريباً كلام آخر اذا لم يتم تدارك الامر

الكورونا: الوافدون وبشري

أما في ما يتصل بتطورات الانتشار الفيروسي لكورونا في لبنان فقد بدا واضحاً أمس أن العاملين الأساسيين اللذين يتحكمان بعدادات الأزمة هما حجم حالات الإصابات بين اللبنانيين الوافدين على لبنان من الخارج وحجم الإصابات في مدينة بشري وقضائها. وقد أشار تقرير وزارة الصحة أمس إلى ارتفاع عدد الإصابات الى 609 إصابات بعد زيادة 13حالة لمقيمين و14 لوافدين بينهم 13 راكباً على الطائرة التي جاءت من لندن . كما ارتفع عدد الوفيات إلى 20 بوفاة مريض ثمانيني في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي وارتفع عدد الشفاءات إلى 76 حالة. وفيما سجلت خمس إصابات جديدة في بشري أمس اعلن رئيس بلديتها فريدي كيروز إقفال المدينة اليوم ومنع الدخول إليها والخروج منها وسيجري اليوم 500 فحص على أن يجري الاثنين 300 فحص أضافي وفي ظل النتائج يتقرر الإجراء المقبل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

“كوفيد- 19” يغلق كنائس العالم أمام المحتفلين بعيد القيامة/عدد المصابين يرتفع إلى 1700760 شخصاً والوفيات103141 آلاف وشفاء نحو 376 ألفاً

عواصم- وكالات/السبت 11 نيسان 2020

 يبدأ، اليوم، مئات الملايين من المسيحيين في العالم، إحياء عيد القيامة، الذي يحلّ خلال هذه السنة في ظروف غير مسبوقة، ووسط إجراءات عزل تعمّ العالم، بسبب تفشّي وباء كورونا المستجد، “كوفيد-19”. ففي الفاتيكان، ستبقى ساحة القديس بطرس مقفرة، فيما سيتابع المؤمنون الطقوس الدينية عبر شاشات التلفزيون.وفي القدس، وللمرة الأولى منذ أكثر من مئة عام، لن تستقبل كنيسة القيامة، التي أغلقت أبوابها بسبب الفيروس، المسيحيين المحتفلين بالعيد. ومع استعداد أمريكيين كثيرين للاحتفال بعطلة عيد القيامة، حذر كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فوتشي، من أنه من السابق لأوانه تخفيف القيود المفروضة على الأميركيين، مشدد على أن “الآن ليس وقت التوقف”. وحرم الوباء المسيحيون واليهود والمسلمون من احتفالاتهم الدينية، بسبب تدابير طاولت كل الأعياد الدينية في شهر أبريل، سواء عيد الفصح المسيحي، أو الفصح اليهودي، أو كذلك شهر رمضان الذي يتوقع أن يبدأ في أواخر الشهر. وحذّر المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أنّ رفع القيود على التنقّل بشكلٍ مبكر قد يودّي إلى عودة “قاتلة” للوباء.

وأودت جائحة فيروس كورونا المستجد بحياة نحو 103141 شخصا على امتداد العالم، فيما تم تشخيص نحو مليون و700760 إصابة رسمياً في 194 دولة ومنطقة منذ بداية الوباء، حسب بيانات نشرها موقع جامعة جونز هوبكنز، ومن بين هذه الحالات، يُعتبر نحو 341100 أنهم شُفوا. ومنذ بداية الوباء، لجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى الأطباء في الولايات المتحدة التي تعتبر الأولى في العالم من حيث عدد المصابين. وبين الدول الخمس الأكثر تضررا كانت إسبانيا، 158.2 ألف، وإيطاليا 147.5 ألف، وفرنسا 125.9 ألف، وألمانيا 122.1 ألف، وتحتل روسيا المرتبة 17 من حيث عدد حالات الإصابة بالفيروس بين الدول الأخرى مع 11917 حالة إصابة في البلاد. ومن حيث عدد الوفيات، لا تزال الولايات المتحدة هي المتصدرة، إذ تشير التقديرات إلى أن 1.4 شخص يتوفون بفعل الفيروس التاجي كل دقيقة في البلاد، وتوفي هناك خلال ال24 ساعة الماضية 2108.

وأعلنت تركيا فرض حظر التجول لمدة 48 ساعة في 31 مدينة ابتداء من منتصف ليل أول من أمس، لمواجهة فيروس كورونا المستجد. وبعد صدور هذا الإعلان المفاجئ، هرع آلاف من سكّان إسطنبول وأنقرة إلى متاجر البقالة والمخابز التي كانت لا تزال مفتوحة، لشراء حاجيّاتهم، ما سبّب حالات ازدحام واشتباكات. وبلغت إصابات الفيروس في إفريقيا،11 ألفاً و943، والوفيات 608 حالات. وتأتي في مقدمة الدول الإفريقية التي تعرف انتشار الفيروس، جنوب إفريقيا والجزائر ومصر والمغرب وتونس، إضافة إلى الكاميرون وبو ركينا فاسو والنيجر.

 

مبعوثو الأمم المتحدة للشرق الأوسط في نداء مشترك: لوقف فوري لإطلاق النار في أنحاء العالم والتعاون لوقف انتشار كورونا

وطنية - السبت 11 نيسان 2020

وجه مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط: غير بيدرسون المبعوث إلى سوريا، يان كوبيش المنسق في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، المبعوثة إلى العراق، مارتن غريفيث المبعوث إلى اليمن، ونيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط، نداء مشتركا جاء فيها: "في 23 آذار، أطلق الأمين العام نداء الى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم، وحث جميع الأطراف المتحاربة على ترك الأعمال العدائية، ووضع مشاعر عدم الثقة والعداوة جانبا، وإسكات بنادقهم. وقد استجاب العديد من الأطراف بإيجابية لنداء الأمين العام، ولكن ما يزال هناك المزيد لترجمة هذه الكلمات إلى أفعال. لقد عانى الكثيرون في الشرق الأوسط من الصراعات والحرمان لفترة طويلة جدا، وتتفاقم معاناتهم الآن بسبب أزمة فيروس كوفيد-19 وآثارها المحتملة على المدى الطويل، في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

ندعو جميع الأطراف إلى المشاركة، بحسن نية ودون شروط مسبقة، في التفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية المستمرة، والحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي، ووضع وقف إطلاق نار أكثر ديمومة وشمولا، والتوصل لحلول طويلة الأمد للصراعات المستمرة في جميع أنحاء المنطقة.

كما نناشد الجميع، ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتخفيف حدة التوترات، والعمل على حل الخلافات من خلال الحوار أو التفاوض أو الوساطة أو الوسائل السلمية الأخرى، كما ندعو الجميع إلى الامتناع عن أي أنشطة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من التدهور في الاستقرار والأمن في أي بلد، أو في المنطقة ككل. نحث الأطراف على التواصل عبر خطوط النزاع، والتعاون محليا وإقليميا وعالميا، لوقف الانتشار السريع للفيروس، وتقاسم الموارد حيثما أمكن، والسماح بالوصول إلى المرافق الطبية عند الحاجة.

ندعو جميع الأطراف إلى تسهيل الوصول والمساعدات الإنسانية إلى النازحين داخليا واللاجئين، والمجتمعات المحاصرة وجميع الذين دمرتهم الحرب والحرمان، دون تحيز أو تمييز، ويتطلب هذا تتبعا سريعا لتنقل العاملين الصحيين والاغاثة على الحدود وداخل البلاد وضمان حمايتهم، كما ندعو الجميع إلى تسهيل العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين والمشردين داخليا إلى منازلهم، من خلال إجراءات وتدابير عاجلة وفعالة وذات مغزى. نطالب بإيلاء اهتمام خاص لمحنة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين، وللإفراج الإنساني، ولحرية وصول المنظمات الإنسانية، ولخطوات عاجلة لضمان رعاية طبية كافية وتدابير وقائية في جميع أماكن الاحتجاز. في وقت يواجه فيه الجميع تحديات وطنية هائلة، ندعو جميع الشركاء للعمل مع الأمم المتحدة على خطط الاستجابة الدولية العاجلة وإجراءات التعافي، لا يمكن لأي دولة أو منطقة أو مجتمع، أن يواجه تحدي فيروس كوفيد-19 لوحده، إن التضامن مطلوب اليوم وسوف تكون هناك حاجة ماسة إليه غدا. هذا وستواصل فرقنا التركيز على الدبلوماسية الوقائية، وعلى مساعدة جميع الجهود للاستجابة للعواقب الصحية والاجتماعية الاقتصادية للأزمة، ودعم التعاون الشامل لمصلحة السلام ورفاهية الجميع، والعمل بلا هوادة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأكثر الفئات ضعفا، والانخراط بحزم في تحقيق هذه الأهداف. لن تنجح أيا من هذه الجهود، إذا لم يتم إسكات أسلحة الحرب والصراع، في هكذا وقت يجب أن تتنازل الحزبية والمصالح الضيقة للقضية الأكبر ومصالح الشعب، ولهذا السبب فإننا نكرر دعوة الأمين العام لجميع الأطراف في الشرق الأوسط للعمل مع الأمم المتحدة، حتى نتمكن من التركيز معا على المعركة الحقيقية في حياتنا".

 

“فوكس نيوز”: الوباء لم يُبطئ إرهاب إيران وحروبها بالوكالة واستئناف العمل في الأقاليم باستثناء طهران و16 محافظة تضررت من السيول

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/11 نيسان/2020

 أكد تقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، أن إيران التي مزقها فيروس كورونا فى الشهور الأخيرة، زادت من دعمها لوكلائها في العراق وسورية واليمن وحزب الله.

ووفقاً للعديد من المحللين، فقد فشل الوباء الخانق، في كبح دعم إيران الشائن للمنظمات الإرهابية والحروب بالوكالة، حيث قال مدير السياسات في منظمة “متحدون ضد إيران النووية” جيسون برودسكي لشبكة “فوكس نيوز”، أن رفع العقوبات الأميركية الأساسية على إيران بسبب الفيروس التاجي سيكون غير مسؤول، ولن يحل المشكلة الأساسية فتاريخ النظام في سوء الإدارة والفساد موثق جيدا”. وفي حين قد يفترض المرء أن الأزمة الصحية الهائلة قد تدفع إيران إلى التركيز أكثر على ما يحدث داخل حدودها، قال النقاد إنه مع تشتت انتباه الكثير من دول العالم، فقد صعدت طهران بدلاً من ذلك من السلوك التهديدي، مثل الهجمات في العراق، والقتال في اليمن، ومواصلة الضغط على آخر معقل للمتمردين في إدلب دعماً لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وعلاوة على ذلك، فقد ذكرت منظمة العفو الدولية أن نحو 36 سجيناً قتلوا على أيدي قوات الأمن والمسؤولين، لتنظيمهم احتجاجات خوفاً من الإصابة بالفيروس التاجي، الذي ينتشر بسرعة عبر السجون المتهالكة في البلاد. وأكثر من ذلك، فقد ذكرت الوكالة النووية التابعة للأمم المتحدة أن طهران تعرقل الجهود الرامية إلى توضيح الأنشطة السابقة المتعلقة بالأسلحة النووية، وأعلن متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن إيران تنتج حاليا 60 جهاز طرد مركزي متقدم يوميا.

وتقول الخارجية الأميركية “تظل أولوية النظام نجاته وتمويل وكلائه وشركائه كأولوية على شعبه حتى خلال هذا الوقت من الاضطراب الاقتصادي، وقد زاد المرشد الإيراني الشهر الماضي التمويل للحرس الثوري 33 في المئة أعلى من الطلب الأصلي للرئيس حسن روحاني، وزاد تمويل الباسيج الضعف”.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أمس، ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن انتشار فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) الى 4357 حالة، فيما زاد اجمالي عدد الاصابات الى 70029 حالة. وقال رئيس المركز الاعلامي بالوزارة كيانوش جهانبور إن ارتفاع الحصيلة جاء بعد تسجيل 125 حالة وفاة اضافة الى 1837 إصابة جديدة بالفيروس. بدورها، واصلت العديد من الشركات والقطاعات إغلاق أبوابها في إيران، رغم تخفيف الإجراءات الصارمة الرامية لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد. واستأنفت الأقاليم كافة عملها الاقتصادي باستثناء طهران، بقرار من اللجنة العليا لمكافحة الوباء، ضمن “خطة التباعد الاجتماعي الذكية” أو المرحلة الثانية من مواجهة الفيروس، وسمحت السلطات فقط لشركات التصنيع وشركات القطاع الخدمي باستئناف نشاطها. وقال نائب وزير الصحة إيرج حريرجي، إنه سيتم إغلاق أي مكان للنشاط الاقتصادي لا يراعي البروتوكولات الصحية، وإن السلطات لن تتسامح بهذا الشان، مؤكدا أن وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الصناعة أعلنت عن بروتوكولات صحية وزعتها على أصحاب المهن، وينبغي عليهم التوقيع على تعهد للالتزام بها. من جانبه، قال رئيس منظمة الاغاثة والانقاذ في الهلال الاحمر الايراني مرتضى سليمي، إن 16 محافظة تضررت جراء السيول والفيضانات خلال الـ 72 ساعة الماضية وإغاثة 1052 شخصا في البلاد.

 

أميركا تتخطى إيطاليا بوفيات كورونا مع 19 ألف حالة

دبي - العربية/11 نيسان/2020

باتت الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراً من فيروس كورونا، متخطيةً إيطاليا بعدد الوفيات اليوم السبت. وأظهر إحصاء لوكالة "رويترز" أن وفيات كورونا في الولايات المتحدة تخطت الـ19600 لتصبح أعلى حصيلة في العالم. إلا أن إحصاء لجامعة "جونز هوبكنز" ذكر أن عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة بلغ اليوم السبت 18860 حالة. وتعدّ الولايات المتحدة أكثر من 500 ألف إصابة. وتشكل ولاية نيويورك بؤرة الوباء في البلاد. وأعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو، السبت، عن قرار إغلاق المدارس العامة حتى نهاية العام الدراسي.

وفي إيطاليا، ارتفع عدد وفيات كوفيد-19 اليوم بتسجيل 619 وفاة جديدة مقارنةً بتسجيل 570 في اليوم السابق، كما زاد عدد المصابين بالمرض بتسجيل 4696 حالة جديدة بعد أن كان العدد في اليوم السابق 3951.

ويرتفع بذلك عدد الوفيات في إيطاليا منذ ظهرت أول حالة هناك في 21 فبراير/شباط الماضي إلى 19468 وفقا لبيانات وكالة الحماية المدنية التي أضافت أن عدد الحالات المؤكدة المسجلة وصل إلى 152271.

وفي تركيا، أعلن وزير الصحة ارتفاع وفيات كورونا إلى 1101، بعد وفاة 95 حالة جديدة. كما تم تسجيل 5138 حالة إصابة جديدة، ليتجاوز إجمالي الإصابات 52 ألفاً.

وأودت جائحة فيروس كورونا المستجد بحياة ما لا يقل عن 103 آلاف شخص في جميع أنحاء العالم منذ ظهور الوباء في نهاية كانون الأول/ديسمبر في الصين، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة "فرانس برس" استناداً إلى مصادر رسمية السبت عند الساعة 11,00 ت غ.

وتم تشخيص أكثر من مليون و700760 إصابة رسمياً في 193 دولة ومنطقة منذ بداية الوباء، ومن بين هذه الحالات، يُعتبر ما لا يقل عن 341100 أنهم شُفوا.

وفي ألمانيا، أشار معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا 4113 حالة يوم السبت إلى 117658 حالة. وكان هذا أدنى من عدد الحالات التي أعلن عنها يوم الجمعة وبلغت 5323 حالة فيما يمثل أول تراجع بعد زيادات في حالات الإصابة على مدى أربعة أيام. وارتفعت عدد حالات الوفاة 171 إلى 2544 حالة.

وأعلنت بريطانيا عن 917 وفاة إضافية، ما يرفع الحصيلة إلى 9875. وقالت إدارة الصحة أيضا، إن 78991 شخصاً في المجمل أثبتت الفحوص إصابتهم بالفيروس. وتأمل بريطانيا أن يكون عدد حالات الإصابة والمنقولين إلى المستشفيات والمتوفين وصل إلى الذروة بما يسمح بإمكانية تحديد موعد لتخفيف إجراءات العزل العام في البلاد.

وفي بلجيكا، تم تسجيل 327 حالة وفاة جديدة، وارتفاع إجمالي الوفيات إلى 3346 حالة. كما تم تسجيل1351 إصابة جديدة، ما يرفع إجمالي الإصابات إلى 28018 مصابًا. وأوضحت السلكان أن 55% من الوفيات بفيروس سجلت في المستشفيات، و45% في دور العجزة. وحذرت من خطر تصاعد الأزمة بحدة إذا تراخت إجراءات الحجر في البلاد.

وأعلنت إسبانيا عن أدنى معدل للوفيات اليومية خلال ما يقرب من ثلاثة أسابيع بعد وفاة 510 أشخاص بسبب فيروس كورونا بين الجمعة والسبت. وهذا أقل من ذروة بلغت 950 حالة وفاة في 2 أبريل/ نيسان. وشهدت البلاد ارتفاعًا طفيفًا في الإصابات المؤكدة، حيث تم تسجيل 4830 حالة جديدة مقارنة بـ 4576 حالة في اليوم السابق.

وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد وفيات كورونا إلى 16353 اليوم مقابل 15843 أمس. كما أعلنت ارتفاع الإصابات إلى 161852 مقابل 157022 سجلت أمس.

وفي سويسرا، ذكرت وزارة الصحة العامة اليوم السبت أن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد وصل إلى 831 في ارتفاع من 805 وفيات أمس الجمعة. وأضافت الوزارة أن عدد الإصابات ارتفع أيضا إلى 24900 من 24308 أمس.

وفي هولندا، أعلن عن تسجيل 1316 إصابة جديدة بفيروس كورونا.

فرنسا.. قفزة في وفيات دور المسنين

وكان عدد حالات الوفاة قفز الجمعة في فرنسا بعد أن زادت حالات الوفاة في دور رعاية المسنين. وقال مسؤول في وزارة الصحة إن العدد الإجمالي يتجه إلى الزيادة لأن أقل من خمسة آلاف دار لرعاية المسنين قدمت بياناتها للحكومة من بين 7400 دار.

وبلغ مجموع الوفيات في أوروبا السبت عند الساعة 11,00 ت غ 71335 وفاة من بين 871047 إصابة، والولايات المتحدة وكندا 19356 وفاة من بين 523661 إصابة. وأحصيت في آسيا 4718 وفاة و133597 إصابة، وفي الشرق الأوسط 4632 وفاة و95005 إصابات، وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 2333 وفاة و56888 إصابة، وإفريقيا692 وفاة و12884 إصابة، وأوقيانيا 64 وفاة و7687 إصابة.

وسجلت الصين (باستثناء منطقتي هونغ كونغ وماكاو) ما مجموعه 81953 إصابة (46 جديدة بين الجمعة والسبت) و3339 وفاة (3 جديدة) فيما شُفي 77525 مريضاً.

 

لقاح بريطاني مضاد لكورونا مرتقب بحلول سبتمبر

العربية.نت - جمال نازي/11 نيسان/2020

أعلن فريق بحثي من جامعة أكسفورد، أن لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا ربما يكون متاحًا بحلول سبتمبر/أيلول، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وأعربت البروفيسورة سارة جيلبرت، أستاذة علم اللقاحات والتطعيم بجامعة أكسفورد، التي تقود حاليًا أكثر بحث بريطاني تقدمًا عن لقاح محتمل مضاد لفيروس كورونا، عن ثقتها "بنسبة 80%'' من أن فريقها سيتمكن من إنتاج اللقاح بحلول الخريف. وأضافت البروفيسورة جيلبرت، أنها كانت تأمل في الشهر الماضي أن يتم الانتهاء من تطوير اللقاح بحلول نهاية عام 2020، لكنها حاليًا تؤكد أنها الأكثر تفاؤلاً، حيث ستبدأ التجارب السريرية على البشر في غضون الأسبوعين المقبلين. وأشارت الحكومة البريطانية إلى أنها ستمول عملية تصنيع ملايين الجرعات من اللقاح، الذي بدا واعدًا في مراحله المبكرة، كي يصبح متاحًا بشكل فوري للاستخدام على نطاق واسع. وعلى الرغم من التحذيرات سابقًا بأنه ربما يستغرق إنتاج اللقاح 18 شهرًا، قالت البروفيسورة جيلبرت، في تصريح لصحيفة "ذي تايمز"، إنه إذا مضت الأمور بشكل مثالي فإن السيناريو المتوقع أن يتم الإنتاج في سبتمبر. ويسعى الفريق البحثي بقيادة البروفيسورة جيلبرت، وهو واحد من عشرات فرق العلماء والباحثين حول العالم التي تعمل لإيجاد لقاح مضاد لفيروس كورونا، للتوصل إلى حل سريع لوضع نهاية للحالة المأساوية التي تعاني منها بريطانيا التي تشهد معدلات مرتفعة لتفشي فيروس كورونا.

يتحور بمعدل أبطأ

تأتي تصريحات البروفيسورة جيلبرت، في وقت يقول فيه خبراء الصحة إن فيروس كورونا يتحور بمعدل أبطأ من العديد من الفيروسات التنفسية الأخرى، خاصة الإنفلونزا. وقد تحور فيروس كورونا بالفعل ما يقرب من 10 مرات، مما كان يثير مخاوف البعض من احتمال ظهور سلالة أكثر فتكًا في وقت قريب. ولكن أكد العلماء أن الطفرات في تحور فيروس كورونا لا تختلف كثيرًا عن الفيروس الذي نشأ في ووهان بالصين. كما أشار العلماء إلى أن السلالات المتحورة من فيروس كورونا لم تزدد حدتها، مما يعني أنه بمجرد توفر لقاح مضاد للفيروس، فإنه سيوفر الحماية ضد كل من الفيروس الأصلي، والطفرات المتحورة منه، ولعدة سنوات قادمة.

 

إيران.. إصابات كورونا تقفز لـ70 ألفاً والوفيات ترتفع إلى 4357

العربية.نت، وكالات/11 نيسان/2020

أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن ارتفاع إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لـ70 ألفاً، فيما بلغ إجمالي الوفيات 4357 بعد تسجيل 125 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة فقط. وأكدت وزارة الصحة، في بيانها اليوم السبت، أن إجمالي عدد ضحايا كورونا في إيران بلغ 4357 وفاة، فيما ارتفعت حصيلة الإصابات المؤكدة بالفيروس في البلاد منذ أمس بـ1837 حالة جديدة لتصل إلى 70029، ولا يزال 3987 مريضا في حالة حرجة. وذكرت الوزارة أن 41947 مصابا بالعدوى تماثلوا للشفاء وغادروا المستشفيات، مضيفة أن السلطات أجرت 251703 فحوص لكورونا حتى اليوم.

يأتي ذلك فيما حض الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم السبت، مواطنيه على الالتزام بالإجراءات الصحية مع تخفيف الحظر المفروض بسبب كورونا، رغم تسجيل 122 وفاة بكورونا أمس. ومن المقرر استئناف العمل فيما يسمى بالشركات منخفضة المخاطر في جميع أنحاء البلاد اعتبارا من اليوم باستثناء العاصمة طهران من 18 أبريل/نيسان. وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، الجمعة، أن وفيات فيروس كورونا بلغت 4332، فيما وصل عدد الإصابات إلى 68192. وإيران التي أعلنت أولى الإصابات بالفيروس في 19 شباط/فبراير في مدينة قم بوسط البلاد، هي البلد الأكثر تضررا جراء وباء كوفيد-19 في الشرق الأوسط.

أرقام رسمية غير دقيقة

وتشتبه العديد من الجهات في أن الأرقام الرسمية الإيرانية أقل مما هي عليه في الواقع. وأورد موقع "إيران إنترناشيونال عربي" على تويتر، الخميس، وفقا لمعلومات حصل عليها، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في اجتماع لمجلس الأمن القومي يوم الثلاثاء الماضي، إنه "إذا مات مليونا شخص بسبب فيروس كورونا فلن نعطل البلاد بسبب وضعنا الاقتصادي". وكان روحاني قد قال إن بلاده ستنتقل إلى مرحلة ثانية في مكافحة فيروس كورونا اعتباراً من 11 أبريل/نيسان الجاري، مشدداً على أن هذه المرحلة ستكون أصعب من سابقتها. وأوضح أنه من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من مكافحة الفيروس، الجمعة، لتبدأ في اليوم التالي المرحلة الثانية التي أشار إلى أنها ستشهد خروج بعض المواطنين من منازلهم، واستئناف عمل بعض المنشآت لمعاودة عملية الإنتاج من جديد.

 

رحلة داخل جسمك مع فيروس كورونا

العربية. نت/11 نيسان/2020

الحديث عن فيروس كورونا المستجد لا يزال غير مفهوم إلا للمرضى أنفسهم والأطباء، حتى تعرف أكثر عن المرض المروع، هذه قصة عن حالة مرض كورونا قد تصاب أنت بها، لا قدر الله.

تتصل بصديقك وترتب لتلتقيه على الغداء في مكان مفتوح حيث الهواء الطلق، ويبدو أكثر أمانًا، تتخذ جميع الاحتياطات المعقولة: تستخدم معقم اليدين، وتجلس على مسافة جيدة من الآخرين، وتحاول أن تتجنب لمس وجهك، على الرغم من أن هذه أصعب عملية، وبعضكم أصلاً يعتقد أنها نصيحة مبالغ فيها.

ما لا تعرفه عن صديقك أنه قبل عشرة أيام، على الغداء، التقط الفيروس الكوروني الجديد من أحد أفراد عائلته الذي التقطه قبل 3 أيام، من أحد أقاربه الذي سعل في يده قبل أن يفتح باب شقته للترحيب به.

يمكن أن يحتوي لعاب المصاب بكورونا المستجد COVID-19 على نصف تريليون جزيئة فيروسية لكل ملعقة صغيرة، ويقوم السعال برشه على شكل رذاذ، بينما كان صديقك في طريقه إليك كان قد مسح فمه بيده واستقر 32,456 جزيئا فيروسيا على بطانة فمه وحنجرته.

ومنذ ذلك الحين، تتكاثر الفيروسات داخل جسده. وبينما هو يتحدث فإن مرور أنفاسه فوق البطانة الرطبة في حلقه العلوي يخلق قطرات صغيرة من المخاط المحمّل بالفيروسات، التي تندفع بشكل غير مرئي في الهواء فوق طاولتك. وأنت لا تراها، يستقر البعض منها على الطعام الذي لم يؤكل بعد على طبقك، وبعض الفيروسات على أصابعك، والبعض الآخر يصل الجيوب الأنفية أو يستقر في حلقك، وأنت تودعه، يكون جسمك يحمل 43,654 جزيئة فيروسية وإذا صافحته يصل الرقم إلى ما يقارب 50 ألفا.

تشق إحدى القطرات الطريق إلى الممرات المتفرعة لرئتيك وتستقر على السطح الدافئ الرطب، وتترسب جزيئات الفيروس في المخاط الذي يغطي الأنسجة. ويتكون الغشاء الخارجي للفيروس من طبقة زيتية مدمجة مع جزيئات بروتينية خشنة، وفي وسط جسيم الفيروس يوجد حبل ملتف من RNA، المادة الوراثية للفيروس. عندما يتدفق الفيروس عبر مخاط الرئة، ينتقل إلى إحدى الخلايا التي تبطن السطح. الخلية أكبر بكثير من الفيروس؛ لكن لديها أيضا نقطة ضعف - باب خلفي، واليوم سيكون بمثابة مرساة لفيروس كورونا.

سرعان ما تطغى متطلبات الحمض النووي الريبي الفيروسي على عمل الخلية الطبيعي تمامًا، حيث تشغل طاقتها وآلاتها لبناء مكونات عدد لا يحصى من فيروسات النسخ المتماثلة. وتنفجر وتطلق جزيئات فيروس جديدة في جسمك بعشرات ومئات الآلاف.

وفي جميع أنحاء، أعلى وأسفل رئتيك وحلقك وفمك، يتكرر المشهد مرارًا وتكرارًا كخلية بعد اختراق الخلية واختطافها. إذا افترضنا أن الفيروس يتصرف مثل قريبه فيروس السارس، فإن كل جيل من العدوى يستغرق حوالي يوم ويمكن أن يتضاعف الفيروس مليون مرة. تنتشر الفيروسات المكررة في المخاط، وتغزو مجرى الدم وتصب من خلال الجهاز الهضمي. كل هذا يحدث وأنت لا تشعر به. في الواقع، ما تزال تشعر أنك بخير تمامًا. إذا كان لديك أي شكوى على الإطلاق، فهو من الملل. لأيام كنت مواطنًا مطيعًا، وبقيت في البيت تمارس ما تشاهده على التلفزيون من نصائح بالتباعد الاجتماعي، لكن بعد يومين إضافيين من الملل قلت لنفسك ستفقد عقلك إذا لم تخرج لو قليلاً. تتصل بصديق، وبقليل من التهور تلتقيان في الخارج بعد الظهر، لابساً كمامة طبية، لكن قناع الوجه لا يطاق مع حرارة الأجواء.

ما لا يعرفه صديقك أنك قبل ساعة، ذهبت إلى الحمام ولم تغسل يديك جيداً. لأنه بجوارك سينتقل على ذراع سترته 893,405 جزيء فيروسي. وبعد 47 ثانية من دخوله إلى منزله يحك أسفل أنفه قبل أن يغسل يديه. في تلك اللحظة، سوف تنتقل 9404 جسيمات فيروسية إلى وجهه. وفي غضون 5 أيام، سوف تأخذه سيارة إسعاف إلى المستشفى. أما أنت، فمع انتشار شظايا الخلايا المتحللة عبر مجرى الدم، يشعر جهازك المناعي أخيرًا أن هناك خطأ ما. تكتشف خلايا الدم البيضاء شظايا الخلايا الميتة وتطلق مواد كيميائية تسمى السيتوكينات، التي تعمل كإشارة إنذار، وتنشط أجزاء أخرى من الجهاز المناعي. عندما تستجيب الخلايا المناعية للخلية فإن الخلية المصابة، تهاجمها وتدمرها.

داخل جسمك تدور معركة مجهرية مع جهاز المناعة الخاص بك على كل من خنادق العدو وقواته الخاصة. مع تصاعد المذبحة، ترتفع درجة حرارة الجسم وتصبح المنطقة المصابة ملتهبة.

وبعد يومين، وأنت جالس لتناول الغداء، تحس أن فكرة الأكل تجعلك تشعر بالغثيان. تستلقي وتنام لبضع ساعات، وعندما تستيقظ، تلاحظ أنك أصبحت أسوأ. صدرك يشعر بالضيق، وسعال جاف لا يتوقف. تقوم بالتفتيش في خزانة الأدوية في بيتك، وفي النهاية تجد مقياس الحرارة. تضعه تحت لسانك لمدة دقيقة ثم تقرأ النتيجة: 102 فهرنهايت، أي أقل قليلا من 39 درجة مئوية، اللعنة، تفكر وتزحف مرة أخرى إلى السرير. تظنه مجرد إنفلونزا عادية، وحتى إذا كان الأسوأ، فأنت صغير السن وبصحة جيدة، ولست في المجموعة عالية الخطورة.

بالطبع، أنت على حق إلى حد ما، مقارنة مع معظم الأشخاص المصابين بفيروس الكورونا. تكفيك الراحة في الفراش للتعافي. ولكن لأسباب لا يفهمها العلماء، يعاني حوالي 20% من الأشخاص من مرض شديد. على الرغم من شبابك النسبي، فأنت واحد منهم وستعاني.

وبعد 4 أيام من الحمى العنيفة والشعور بالآلام في كل مكان، تدرك أنك مريض لم تمرض مثله في أي وقت مضى في حياتك. لديك سعال جاف يهزك بشدة لدرجة أن ظهرك يؤلمك. تقاتل من أجل التنفس. تضطر تطلب سيارة أوبر ثم إلى أقرب غرفة طوارئ.

تترك 376,345,090 جزيئات فيروسية ملطخة على أسطح مختلفة من السيارة و 323,443,865 أخرى تسبح في الهواء.

وفي غرفة الطوارئ، يتم فحصك وإرسالك إلى جناح العزل. بينما ينتظر الأطباء نتائج اختبار الفيروس، يجرون لك أشعة مقطعية لرئتيك، والذي يكشف عن "زجاج معتم"، وهي نقاط ضبابية ناجمة عن تراكم السوائل حيث وقعت معركة الجهاز المناعي. لست مصابا فقط COVID-19 بل أصابك نوع من الالتهاب الرئوي الشديد والخطير الذي يسمى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة أو ARDS. وفي المستشفى المزدحم بالمصابين بـCOVID-19 ، يتم إعطاؤك سريرًا في غرفة مزدحمة بخمسة مرضى آخرين. يعطيك الأطباء محلولا وريديا لتزويد جسمك بالمغذيات والسوائل بالإضافة إلى الأدوية المضادة للفيروسات.

وخلال يوم من وصولك، تتدهور حالتك أكثر، تتقيأ لعدة أيام تبدأ في الهلوسة. يتباطأ معدل ضربات قلبك إلى 50 نبضة في الدقيقة. عندما يموت مريض في الغرفة المجاورة، يأخذه الأطباء جهاز التنفس الصناعي منه ويضعونه عليك. تقوم الممرضة بدس الأنبوب الرغامي أسفل حلقك، فأنت لا تشعر سوى إحساسه بالتمدد بشكل أعمق وأعمق تجاه رئتيك وتضع شريطًا على فمك لإبقاء الأنبوب في مكانه. أنت تتحطم، لقد أصاب جهاز المناعة نفسه في "عاصفة السيتوكين" - وهي زيادة مفرطة في الكثافة لدرجة أنه لم يعد يحارب العدوى الفيروسية فحسب، بل خلايا الجسم نفسها أيضًا. تقتحم خلايا الدم البيضاء رئتيك وتدمّر الأنسجة. يملأ السائل الأكياس الصغيرة التي تسمح للدم بامتصاص الأكسجين. أنت تغرق، حتى مع قيام جهاز التنفس الصناعي بضخ الهواء المخصب بالأكسجين إلى رئتيك

هذا ليس أسوأ ما في الأمر، فشدة الاستجابة المناعية هي أنه في ظل هجومها، يتم تعطيل الأعضاء في جميع أنحاء الجسم، وهي عملية تعرف باسم متلازمة الخلل الوظيفي المتعدد الأعضاء، أو MODS.

وعندما يفشل الكبد، فإنه لا يستطيع معالجة السموم من الدم، لذلك يندفع الأطباء لربطك بجهاز غسيل الكلى على مدار الساعة. ثم تبدأ خلايا دماغك المحرومة من الأكسجين في الانتهاء.

يا الله، أنت تتأرجح على الحافة بين الحياة والموت. الآن بعد أن دخلت في MODS، احتمالات أن تنجو هي 50-50 أو أسوأ. نظرًا لأن الوباء قد استهلك موارد المستشفى إلى ما بعد نقطة الانهيار، نظرتك لنفسك تصبح أكثر قتامة.

بينما أنت مستلقيًا على سرير، صوتك نصف مسموع، يربطك الأطباء بجهاز أكسجة غشاء خارج الجسم (ECMO). سيتولى هذا عمل قلبك ورئتيك ويأملون أن يبقيك على قيد الحياة حتى يتمكن جسمك من العثور على التوازن المطلوب.

وفيما أنت غارق بشعور ساحر من الهدوء، تشعر أنك وصلت إلى الحد الأدنى من نضالك، لقد انتهى أسوأ خطر عليك. لكن مع ضربات الهجوم الفيروسي، سوف يتراجع جهاز المناعة في جسمك وستبدأ الرحلة البطيئة والمضنية للشفاء التام.

وبعد عدة أسابيع من الآن، سيزيل الأطباء الأنبوب من حلقك ويخرجون جهاز التنفس الصناعي، ستعود شهيتك، وسيعود اللون إلى خديك، وفي صباح الصيف، ستخرج في الهواء النقي وستستقل سيارة أجرة إلى المنزل. وبعد ذلك، ستلتقي بالفتاة التي ستصبح زوجتك، وسيكون لديك 3 أطفال.

لحظة، هذا ما يقوله عقلك لنفسه. على أي حال وبعيداً عن التخيل، تنفجر الخلايا الأخيرة من قشرة دماغك في موجات انفجار النجوم، مثل الطحالب المتوهجة في بحيرة منتصف الليل. في جناح العزل، تصبح نغمات جهاز نبض القلب EKG ثابتة. يأخذ الأطباء جهاز التنفس الصناعي منك ويعطونه للمريض الذي وصل صباح اليوم. في السجلات الرسمية لوباء COVID-19 ، سيتم تسجيلك كضحية رقم 592.

 

رغم كورونا وحظر الطيران..تركيا تغرق ليبيا بالمرتزقة السوريين

العربية.نت – منية غانمي/السبت 11 نيسان 2020

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، إن تركيا تواصل نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق ضد الجيش الليبي، الذي يسعى منذ أكثر من عام إلى تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة. وأوضح المرصد في بيان، أن أنقرة استغلت انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا، وأرسلت دفعة جديدة من المقاتلين السوريين مؤلفة من 300 عنصر من فصيل "السلطان مراد" و"لواء صقور الشمال" و"فيلق الشام"، وصلت الجمعة إلى ليبيا، مضيفا أن هناك دفعة أخرى من 150 مقاتلا من فصيل "السلطان مراد" انطلقت خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، من مركز مدينة عفرين، وتوجهت بواسطة حافلات نقل تركية إلى الحدود، كما انطلقت مجموعات أخرى تضم العشرات من مدينتي جرابلس والباب إلى نقطة التجمع في منطقة حوار كلس. وأشار المرصد إلى أن عملية استمرار إرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا، تأتي في ظل الخسائر البشرية الكبيرة في صفوفهم جراء المعارك مع قوات الجيش الليبي على محاور متفرقة من الأراضي الليبية، حيث تم تسجيل مقتل 17 مقاتلا خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة، لتبلغ حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 182 مقاتلا. وخلال الأسابيع الماضية رصدت القيادة العامة للجيش الليبي، حركة رحلتين جوّيتين بين مطار اسطنبول التركي ومطاري مدينة مصراتة ومعيتيقة بالعاصمة طرابلس، رغم توقيف كافة الرحلات الجوية وتعليق الطيران بين البلدين، في إطار إجراءات منع انتشار فيروس "كورونا"، وذلك في رحلات غير مسجلّة وغير معلنة وحمولتها مجهولة.

 

النفط يحرك العالم.. هذا السعر المتوقع حتى نهاية 2020 وخبراء يتحدثون لـ "العربية.نت" حول تأثيرات الاتفاق التاريخي لخفض الإنتاج

دبي - فيصل الشمري/السبت 11 نيسان 2020

بعد اتفاق نفطي يتوقع له أن يخفض الإنتاج بمقدار 15 مليون برميل يومياً بدءا من مطلع مايو 2020، تعول دول العالم، على ضمان استمرارية آليات ضبط توازن أسواق الطاقة، ضمن التوافق الدولي الذي تمتد تفاصيله حتى نهاية أبريل 2022. ويأتي التوافق من جانبين الأول منظومة أوبك بلاس التي من المقرر أن تخفض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميا، وتنضم لها في التوجه دول أخرى من بينها أميركا والنرويج وكندا يتوقع لها أن تساهم بشكل أو بآخر في خفض 5 ملايين برميل نفط أخرى. ورصدت "العربية.نت" تصريحات زعماء ووزراء دول فاعلة من بينها بيان قادة دول العشرين برئاسة السعودية، والذين تعهدوا بضمان أمن الطاقة، إلى جانب محادثات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن أسواق الطاقة، والتي ترافقت مع اجتماعات دول أوبك بلاس التي تضم دول المنظمة ودول من خارجها.

الموقف السعودي

وقال وزير الطاقة السعودية الأمير عبدالعزيز بن سلمان في كلمة لدى افتتاح اجتماع عن بعد لمجموعة العشرين إن إمدادات الطاقة الموثوقة والميسورة التكلفة، والتي يسهل الوصول إليها، ضرورية لتمكين الخدمات الأساسية، بما فيها خدمات الرعاية الصحية، لضمان قدرتنا على دفع جهود التعافي الاقتصادي.

ويعتقد على نطاق دولي، أن صيغة اتفاق أوبك بلاس بقيادة السعودية وروسيا ستكون صمام الأمان في ضبط توازن أسواق الطاقة، إلى جانب الدعم الأميركي لآليات خفض الإنتاج، والتوافق من دول منتجة أخرى مثل المكسيك وكندا والنرويج، إضافة إلى مواقف مهمة تعلن تباعا من المستهلكين على الجانب الآخر مثل الهند والصين. وقال المستشار النفطي الدولي، الدكتور محمد سرور الصبان، في اتصال مع "العربية.نت" اليوم السبت إن "الاتفاق الذي نتج عن اجتماعات أوبك بلاس أضيفت له 10 دول جديدة، ويضمن خفض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يومياً". ووصف الصبان هذه الاجتماعات بأنها يمكن تسميتها (أوبك بلاس بلاس) وقد "حققت نتائج جيدة، وكانت المكسيك هي التي تعلق الاجتماع ولكن جرى حل المشكلة بينها وبين الولايات المتحدة، وجرى الخفض بمقدار 100 ألف برميل يوميا من المكسيك و250 ألف برميل ربما ستقوم الولايات المتحدة الأميركية بالخفض نيابة عن المكسيك بإجمالي 350 ألف برميل يوميا". وأضاف أنه "إلى الآن لا يمكن معرفة مدى التزام كندا والنرويج والبرازيل والولايات المتحدة، وهي دول منتجة للنفط لكن لم تتعهد بعد ولم تحضر اجتماعات يوم الخميس، لكنهم حضروا اجتماع يوم الجمعة الذي جمع وزراء الطاقة في دول مجموعة العشرين".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة وعدت بأن يكون هناك تخفيض طبيعي من قبل المنتجين الذين تأثروا بانخفاض أسعار النفط، والذي سيؤدي إلى خروج 2 مليون برميل يوميا من الأسواق" لكن الصبان اعتبر أن هذا الحديث الأميركي "ليس تعهدا في إطار اتفاق الأسواق، ومن المهم أن تقوم واشنطن بمثل هذا التعهد ليرتفع الخفض الإجمالي إلى 15 مليون برميل يومياً". وحول توقعاته للأسعار، قال الصبان إن هناك مشكلتين الأولى، تتمثل في أن "أسعار النفط مرتبطة بمدى انحسار فيروس كورونا وهذا يتطلب بعض الوقت". وأضاف : "أتصور أن الأسعار ستتراوح بين 30-35 دولارا للبرميل خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة". ورأى أن المشكلة الثانية تتمثل في "مدى جدية الالتزام بخفض الإنتاج، فإذا لم يكن هناك التزام ستتراجع الأسعار، لكن مع إدراك الدول لخطورة تراجع الأسعار أتوقع أن يكون هناك التزام". كما اعتبر أن "أسعار النفط بالنسبة لبقية العام الحالي، ستعتمد بشكل كبير على تطورات فيروس كورونا وهناك أخبار سارة بأن الصين عادت للتشغيل وهذا أمر جيد ولكن الصين وحدها إن لم يكن دول أخرى تعود للإنتاجية معها سيكون تأثير الصين محدوداً". وقدر الصبان أن ترتفع أسعار النفط في بقية العام الحالي حتى نهايته في "نطاق يتراوح بين 30- 40 دولارا للبرميل" معربا عن تفاؤله في المرحلة المقبلة، التي ستكون مرحلة أولى في استعادة شيء من التوازن، وتحمي من تدهور أسعار الخام إلى مستوى أقل من 20 دولارا كما كان متوقعا في حال لم يجر التوصل إلى اتفاق.

المستشار بشؤون الطاقة الخبير النفطي كامل الحرمي

من جانبه قال المستشار بشؤون الطاقة الخبير النفطي، كامل الحرمي باتصال مع "العربية.نت" إنه "من المتوقع أن يصل أسعار برميل النفط لخام برنت بين 30-35 دولارا للبرميل الواحد". وأكد أنه من الصعب أن نرى برميل النفط يصل إلى معدل 37 دولاراً للبرميل "لأننا نمر بمر حالة اقتصادية صعبة، ومع خفض دول أوبك بلاس إنتاجهم بمقدار 10 مليون برميل فهذا لا يكفي لأن النقص في الطلب العالمي للنفط أكثر من هذه القيمة". وقدر الحرمي النقص المتوقع في الطلب على النفط عالميا بحوالي "25 مليون برميل يوميا أو 25% من إجمالي إنتاج النفط". واعتبر الحرمي أن "التعامل في أسواق النفط، ليس من السهل وليس من المتوقع أن تكون الاستجابة سريعة في الأسواق لهذه التخفيضات مع وجود محاذير ومخاوف اقتصادية، وضغوط ناشئة عن جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19 ليس من السهل بناء التوقعات بشأنها".

قادة العشرين

من جهتها أعلنت مجموعة العشرين عزمها إنشاء مجموعة تنسيق على المدى القصير مفتوحة لكل أطراف مجموعة العشرين على أساس اختياري لمراقبة إجراءات الاستجابة فيما يتعلق بالنفط. وقال بيان نقلته "رويترز" عقب اجتماع وزراء الطاقة بمجموعة العشرين إن قادة دول المجموعة سيواصلون التعاون عن كثب ومراجعة كل من الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والأجندة الأوسع لمجموعة العشرين للتحول إلى أنظمة طاقة أنظف ومستدامة خلال اجتماع مقرر في سبتمبر مع الاستعداد للاجتماع في وقت أقرب إذا دعت الحاجة لذلك. وذكر البيان أن زعماء المجموعة يقولون إنهم سيواصلون العمل عن كثب مع عناصر قطاع النفط لجعل أنظمة الطاقة أكثر مرونة في الرد على الأوضاع الطارئة في المستقبل.

البيت الأبيض

من جهته أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب بحث مع نظيرة الروسي فلاديمير بوتين أسواق الطاقة، ومواجهة كورونا. وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير أن "الرئيس ترمب ناقش مع الرئيس بوتين أحدث الجهود لمحاربة جائحة فيروس كورونا والحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية".

وأبلغ وزير الطاقة الأميركي دان برويليت محادثات مجموعة العشرين "ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض".

الكرملين

بدوره أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خفض إنتاج النفط الذي تعتزمه أوبك+. وأضاف الكرملين أنهما اتفقا على مواصلة الاتصالات في هذا الصدد. وأشار ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إلى تحرك يشمل الآخرين سيجري القيام به، رغم إقراره بأن القانون الأميركي يمنع المنتجين في الولايات المتحدة من الانضمام لتكتل يستهدف توجيه الأسعار. من جهته قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن مجموعة منتجي النفط العالميين أوبك+ قد تتخذ خطوات إضافية بخصوص أسواق الخام إذا اقتضت الضرورة. كان نوفاك يتحدث إلى قناة روسيا-24 التلفزيونية عقب اجتماع أوبك+. وتوصلت المجموعة إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط مشروط بمشاركة المكسيك فيه. وقال نوفاك "إذا اقتضت الضرورة، يمكن تطبيق إجراءات إضافية أو استعادة أسرع للإنتاج من أجل عدم السماح بتخمة معروض في السوق.

مساعدة للمكسيك

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن المكسيك التزمت بتقليص إنتاج النفط 100 ألف برميل يوميا للمساهمة في التخفيضات العالمية، مؤكدا أن أميركا ستساعد المكسيك في التخفيضات.

الطلب الهندي

قالت وزارة النفط الهندية إن وزراء طاقة دول مجموعة العشرين سيقترحون في بيانهم المشترك تشكيل قوة مهام لإسداء المشورة للوزراء فيما يتعلق بالخطوات التالية لتحقيق الاستقرار بأسواق النفط في خضم جائحة فيروس كورونا. وأبلغ وزير النفط دارميندرا برادان الاجتماع أنه رغم تهاوي الطلب الهندي على الوقود بسبب الإغلاق الشامل المفروض لاحتواء تفشي الفيروس، فإن الهند ستظل مركزا للطلب العالمي على الطاقة. وحثت الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، المنتجين على استهداف أسعار "في المتناول" من أجل تعاف للطلب يقوده الاستهلاك. عبر الوزير أيضا عن تقديره لجهود الدول المنتجة للنفط في أوبك وأوبك+ لضبط توازن السوق وهو ما يعد شرطا ضروريا من أجل الاستدامة في المدى الطويل.

آليات الاستقرار

أكد وزير الموارد الطبيعية الكندي سيموس أوريجان أن وزراء طاقة مجموعة العشرين اتفقوا على الحاجة إلى استقرار سعر النفط وسوق تعمل على نحو جيد، لكنهم لم ينتهوا بعد من تفاصيل سبل تحقيق ذلك. وأبلغ أوريجان الصحفيين في مؤتمر بالهاتف بعد انتهاء الاجتماع أن الاجتماع الذي عقدته المجموعة "كان يتعلق بإيجادة آليات لتحقيق استقرار الأسعار." وأضاف أن جميع الدول اتفقت على حاجة اقتصاداتها إلى "سوق نفط تعمل على نحو جيد ومستقرة" وقرروا تشكيل لجنة لتنسيق استجابة مجموعة العشرين في المستقبل. وتابع "لم نبلغ وجهتنا بعد،" قائلا إنه لم تجر مناقشة "أرقام" تقليص إنتاج النفط.

رئيس وزراء كندا

كان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قال في وقت سابق إن جهود تخفيف تخمة المعروض النفطي العالمي ينبغي أن تكون "منسقة"، لكنه لم يذكر إن كانت بلاده ستحد من إنتاجها. وقال ترودو في مؤتمر صحفي يومي، متحدثا عن جهود تحقيق الاستقرار بأسعار النفط "ندرك أنه تحد عالمي للعديد من الدول المختلفة، وانتهاج نهج منسق أمر مهم للغاية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من أسقط ديما صادق عن الـ"درج"؟

عماد الشدياق/اساس ميدي/السبت 11 نيسان 2020

في المبدأ، لا بدّ من الاعتراف بأمرين. الأول، هو أنّ التحقيق الاستقصائي الناجح وظيفته الإجابة عن أسئلة مطروحة، وليس أن يفضي إلى طرح المزيد منها. أما الثاني، فيخصّ الـ"كرونولوجيا" أو علم التسلسل الزمني للأحداث.

قبل أيام انتشرت بعض التسريبات عن تحويلات مصرفية أجراها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى الخارج، فأطلّ الأخير مؤكداً أنّ المعلومات مفبركة، واضعاً إياها في إطار حرب تُخاض ضده من جهات "معروفة". بعدها بساعات أطلّت الزميلة ديما صادق بفيديو مصوّر، أكّدت خلاله أنّ الملف كان بحوزتها، وكانت تحاول التقميش عن مزيد من المعلومات لتعرضها على الرأي العام. الفيديو نُشر على صفحات موقع "درج"، وأُرفق بتحقيق يروي القصة ويعرض بعض الصور عن الوثائق ... وما زال النفي والنفي المضاد في الملف مستمرّين حتى اللحظة.

المعلومات تقول إنّ فريق "درج" كان يعمل فعلاً على تقصّي التفاصيل والمستندات منذ مدّة، لكنه لم يتمكّن من إضافة أيّ معلومة عمّا هو موجود في التقرير. ربما تسريب سطور من التقرير على صفحات مجهولة في "تويتر" قبل أيام، زاد الزملاء في "درج" حماسة وشجاعة لتبنّي التقرير كما هو، ولنشره قبل أن تسبقهم إلى نشره جهة أخرى. بدا ذلك واضحاً من فيديو صادق الذي أُعدّ في اليوم نفسه، حتّى ساعات الفجر الأولى. كما كان لافتاً في هذا الصدد أيضاً ردّ سلامة الذي سبق "فضيحة" صادق، وليس العكس، في مشهد منافٍ لأصول تسلسل الأحداث (الردّ على الفضيحة المفترضة جاء قبل الفضيحة نفسها).

الصحافي اللبناني المقيم في فرنسا والمتخصّص في الإرهاب الدولي، ألبير فرحات، فنّد لموقع "أساس" براهين  التقرير. قال إنّه حين اطّلع على الملف قبل 4 سنوات (وهو تاريخ إعداد التقرير ونشره، بحسب ديما صادق)، يوم كان مسؤولاً عن الملفات المالية والعمليات الخارجية في شركة cristal credit بمدينة ليون، ذُهل "لكمّ المعلومات الغزيرة" الموجودة فيه، لأنّ الحصول عليها بهذا الشكل "أمر صعب، بل مستحيل". وبعد أن أسف لتسرّع صادق وموقع "درج" في نشر التقرير، قال: "كنت أنتظر منهما المزيد من الحرفية في العمل"، ثمّ سأل عن الجهة التي سرّبت التقرير "المفبرك" لصادق وأوقعت بها في هذا التوقيت الدقيق؟

كشف فرحات أنّ الصفحة رقم 13 الأخيرة في التقرير قد حُذفت عن قصد ربما، ولم تُسرّب لصادق، لما فيها من "معلومات حسّاسة قد تتسبّب بحرب أهلية"، وتشكّل حساسية لـ"حزب الله". فكأنّ من أراد تسريبه تعمّد اخفاءها "حتى لا يُغضب الحزب"، وعلى الأرجح لكي تعمّر "الكذبة" مدة أطول، بحسب قوله. هذه الصفحة، بحسب فرحات، "تتّهم رياض سلامة بالتعامل مع بنك هبوعليم الإسرائيلي، وهذا غير صحيح طبعاً". كاشفاً أنّ الشركة توجّهت إلى المصرف المذكور في حينه عبر مكتب محاماة فرنسي، وطالبته بتوضيح حول المعلومات، فحصلت منه على "كتاب رسمي" ينفيها تماماً.

يستتنتج فرحات أنّ ثمة "ساعة صفر" أُطلقت من مكان ما، لأنّ عمر الملف يزيد على 4 سنوات، وهناك من أراد إعادة إحيائه، لكن "كل ما ذكرته ديما في الفيديو لم يكن صحيحاً". ربطت الملفّ بأوراق بنما (Panama papers) والأخيرة "لا تأتي على ذكر حسابات الأفراد وإنّما حسابات الشركات والدول". كما تحدّثت عن تسمية الحاكم وأخيه رجا سلامة بالاسم "ونحن نعرف أنّ الـPEP (Politically exposed person) يُذكرون في التقارير والبيانات المصرفية بأرقام حساباتهم متسلسلة أو بأرقام حساباتهم، وليس بأسمائهم".

ربّما فات ديما صادق، وفاتنا جميعاً، أنّ صاحب أعلى صلاحيات في الجمهورية بمجال مكافحة تبييض الأموال والإرهاب المصرفي، قد يستحيل عليه أن يترك ثغرات تضع رقبته تحت المقصلة بهذه السهولة، إن وُجدت فعلاً

يعود فرحات في الذاكرة، فيخبرنا أنّ الزملاء في صحيفة "الأخبار" كانوا يعلمون على التقرير منذ العام 2017 ولم يأتوا على ذكره طوال هذه المدة. يخبرنا أنّ الزميل حسن عليق اتّصل به قبل 3 أشهر، وطلب نسخة من الملف مع المستندات الاصلية: "قلت له: لا مستندات أصلية في الملف لأنّه وصل إلى كريستال كريدي جاهزاً مطبوخاً ولم تقُم الشركة بإعداده". وهذا يعني بحسب فرحات، أنّ ثمة من "أوصل الملف إلى الشركة في فرنسا"، وطلب منها التدقيق به، مؤكداً أنّه أقنع الشركة في حينه بعدم الخوض فيه "لأنه سيورّطها"، مقرّاً في الختام بمعلومة واحدة صحيحة قالتها ديما بالفيديو المصوّر، وهي الجزء المتعلّق بـ"العلاقة السيئة بين التيار الوطني الحر ورياض سلامة".

لكنّ لماذا ديما صادق؟

لعلّ الجهة التي أرادت إعادة إحياء التقرير، بحثت عن شخصية محايدة عن اللعبة السياسية، بعيدة عن خصوم سلامة التقليديين. شخصية مدنية قادرة على التأثير في الرأي العام الداعم للثورة والثوّار، ومن خارج اصطفافات السلطة. كما أنّ شخصية ديما الجدلية ومنسوب الـ" إيغو" المرتفع الذي بدا واضحاً في الفيديو ("أنا كنت قبل 3 أشهر حصلت على التقرير") ساعدا في إنجاح الخطة... لكن ليس طويلاً.

ربّما فات ديما صادق، وفاتنا جميعاً، أنّ صاحب أعلى صلاحيات في الجمهورية بمجال مكافحة تبييض الأموال والإرهاب المصرفي، قد يستحيل عليه أن يترك ثغرات تضع رقبته تحت المقصة بهذه السهولة، إن وُجدت فعلاً. لكن هذا الأمر في المقابل لا يعني أنّ سلامة لا يملك أموالاً (أقرّ هو بذلك) بل ثمة فرق كبير بين إثبات "امتلاكه المال" واثبات "اختلاسه" له.

 

إحترمنا آراء الغير مهما كانت قاسية تجاهنا

كتب النصّ جو إدّه في ذكرى وفاة ابراهيم حبيقه رئيس اقليم زحلة الكتائبي

موقع المقاومة_اللبنانية/11 نيسان/2020

("سيّدي القائد، بناءً لتعليماتكم، نُفِّذٓ الأمر"، كلمات قليلة قالها"جو إدّه" قائد معركة زحلة في الإحتفال الذي أُقيم في المجلس الحربي بمناسبة عودة المقاتلين منتصرين من زحلة ولا زال صدى كلماته يتردّد لغاية اليوم."جو إدّه" قائد المغاوير وإبن العائلة العريقة نادراً ما يتكلّم، يعرف أسراراً كثيرة. النصّ المنشور أدناه من النصوص النادرة التي كتبها، وفيه سرّ الإنتصار في حرب زحلة: الوحدة، وحدة مجتمعنا بجميع فئاته الحزبيّة والمجتمعيّة. نصّ فيه كلّ العِبٓرْ لمن يٓعْتٓبِرْ، ولمن...يتّعِظْ)

بطلب من قائد القوات اللبنانية الشيخ بشير الجميل، وبقناعة كاملة مني، توجّهت إلى زحلة في اوائل آذار ١٩٨١ من طريق جرد صنين بظروف أمنية ومناخية حادّة، تواكبني فصيلة من فرقة مغاوير القوات اللبنانية وعلى رأسها ايلي سعاده (المشكل)، التي عادت ادراجها الى بيروت وبقي معي بعض الرفاق من الذين وصل منهم قبلي وبعدي وبأوقات متفاوتة.

أوّل من اجتمعت معه في مدينة زحلة بعد مروري من وادي العرايش ولقائي المسؤولين هناك، كان رئيس اقليم زحلة الكتائبي السيد"ابراهيم حبيقه"، الذي كان، حسب ما أوصاني به بشير، مصدر ثقته العالية والغالية، وخرقاً يفتخر به في حزب الكتائب اللبنانية. خاصة أن بشير كان مُصِرّاً على أن تكون احزاب زحلة صفّاً واحداً، فالاستحقاقات كبيرة.

وخلال هذا الشهر، أي منذ وصولي حتى بداية حرب زحلة في نيسان ١٩٨١، توطّدت علاقتي بالرئيس"ابراهيم"، وكان الوثوق به سهلاً جداً، أخذت رأيه بأمور كثيرة حسّاسة تخصّ المدينة وأهلها، وقد وجّهني الى الأشخاص الموثوقين لتحمّل المسؤوليات، حتى أنه شارك معي كما سائر رؤساء الأحزاب في القضايا العسكرية بالتفصيل وكان له رأيه وكنا نأخذ به وأضعه دوماً في المستجدّات، فكان الحازم الهادئ، السٓلِسْ الصلب.

شاركنا بإحترام آراء الغير مهما كانت قاسية تجاهنا، وضعنا سويةً خطّاً أحمراً يحمي كل العائلات الزحليّة الكريمة، خاصة من لا يجارينا رأينا السياسي، وأيضاً احترام وحماية كل الأحزاب المناهضة الزحليّة، من قوميين سوريّين، شيوعيّين، ومستقلّين. حيث للأسف كانوا في الماضي ضحيّة مستغلّي السلطة الحزبية، فحرّرناهم من الضغوط اللا أخلاقية. فربحنا من حيث لا نصبو، محبّة الملتزمين الاوادم واحترام كل العائلات إلى أي رأي أو خطّ إنتمت. وكان هذا وساماً على صدرنا افتخرنا به وافتخرت به يومها القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية.

وحين فُرِضٓتْ علينا الحرب في ٢ نيسان ١٩٨١ بادلتنا هذه العائلات بأفرادها جميعاً وقوفها الشّرس معنا وبقناعة قلّ نظيرها من قبلهم، فكان لكلّ واحد منهم تعبه على المدينة. حتى حين أُعْطِيٓتْ لهم الفرصة لمغادرتها بعد مرور أسبوع على بدء العمليات العسكرية، رفض الجميع واختاروا البقاء والمشاركة الفعليّة كلّ بحسب قدرته فكانت الملحمة التي لا تُنسى.

- بالنسبة لمشاركة الأحزاب الحليفة بالحرب، من"تنظيم" الى "التجمّع الزحليّ العام"إلى"حرّاس الأرز"، الى"حزب الوطنيين الأحرار"، فقد قرّرنا سويّة ابراهيم وأنا، أن نكون جميعاً متساوين بالتمثيل، لا يزايد أحد على الآخر، وكان رأي كل واحد كرأي ممثّل القوات اللبنانية وممثلّ الكتائب اللبنانية، بهذه الطريقة كان الإتّحاد والوحدة سيّدا الموقف وهذا ما كنا نعتبره من المقدّسات.

- بالنسبة للمصاريف الكبيرة وتكاليف المعركة من مواد غذائية وطبيّة، طلبت من الرئيس"ابراهيم" أن يشاركني التوقيع المالي على الصغيرة والكبيرة ، هكذا أتفرّغ أكثر لمسؤولياتي على الجبهات. ومن وراء هذا العمل المشترك بيني وبينه، أشهد أنه حين انتهت حرب زحلة لم يكن لأحد في ذمّتنا أي فلس، فقد وصل لكلّ المؤسّسات الزحليّة الكريمة حقوقها كاملة وكنا كقوات لبنانية وكتائب لبنانية بريئي الذمّة تجاه المجتمع الزحليّ الكريم وأهله .

- إن ما ذكرته هو نقطة في بحر العلاقة الوجدانية التي جمعتنا، وأؤكّد أن خفايا الأمور المشرفة أكثر من ظاهرها، وإن شاء الله سنكتب يوماً ما بقي من تفاصيل كثيرة.

وفي المناسبة أودّ أن أضيء على العلاقة القوية التي كانت تربط الشهيد الشيخ بشير الجميل بالرئيس"ابراهيم".

إنها علاقة ابتدأت منذ زمن وقد راهن الشيخ بشير عليها وكان معه حقّ. فقد جمعتهما في البداية القضايا الوطنيّة لكن العلاقة طغت عليها الوجدانيات.

ومع الوقت وتطوّر الظروف أصبحت أبويّة عميقة حتى قيل أن ابراهيم يوازي عند بشير مكانة المرحوم الشهيد جان ناضر، وما أدراك بمحبّة بشير لجان ناضر .

وما اللقاء الذي حصل بين الشيخ بشير والرئيس"ابراهيم" في منزل الشيخ بشير بالأشرفية، بطلب من بشير، والذي كنت بجوّ موجباته ومن ثم نتائجه وذلك قبل أربعة أشهر من انتخاب بشير رئيساً.

هذا اللقاء بفحواه كان اثباتاً جديداً أن العلاقة بينهما لا يفرقها إلاّ الموت، وللأسف هذا ما حصل، وسقط بشير رئيساً شهيداً، واستقال عندها"ابراهيم" من جميع مسؤولياته الحزبية كليّاً ودخل بحزن كبير وعميق حتى مماته في تاريخ ٧ نيسان ١٩٨٦.

الله يرحمك يا ابراهيم، الله يرحم جميع يلي غادرونا، الله يرحم شهداء زحله الأبطال وجميع شهداء الوطن .

 

جبران باسيل بين "دبس" بشير و"طحينة" نصرالله

رامي الأمين/اساس ميديا/الأحد 12 نيسان 2020

في إطلالته الأخيرة، ظهر رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل عبر شاشة ليخاطب اللبنانيين. هي المرة الأولى التي يعتمد هذا الأسلوب، والأمر مفهوم: بسبب ما فرضه فايروس كورونا من احتياطات. لكن من يستمع إلى خطاب باسيل الأخير والطويل، لا بدّ أن يلاحظ الشبه في الأسلوب مع خطابات أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، لجهة تبويب المواضيع والخطاب المطوّل و"الحكواتي" الذي يحاول عبره تقصير المسافة التي تفرضها الشاشة، عبر تطويل الكلام ومطّه وتدعيمه بأمثلة وحكايات، ليكون "مسلياً" للجمهور الملتزم الحجر المنزلي، و"المتسمّر" افتراضاً أمام الشاشات. وفي هذه المفارقة ما يحيلنا إلى مفارقة ثانية تخرج رأسها من تحت شرشف طاولة الخطاب الأخير، لتذكّرنا بأن جبران المتأثر تارة بنصرالله في خطاباته وسياساته، لا يزال يتأثر طوراً بمثاله الأعلى بشير الجميل. وبهذا يجتمع الضدّان في شخصية الرجل الذي دخل سريعاً نادي الكبار في السياسة اللبنانية، وسريعاً "اكتسب" شعبية كبيرة جعلته على كلّ لسان، مشتوماً غالباً، وممدوحاً قليلاً.

واجتماع نصر الله وبشير في شخصية جبران كمثل اجتماع الدبس والطحينة. يستحيل بعد خلطهما، أن يُفصلا. وجبران في تركيبته السياسية وصل إلى هذه الحال المتقدّمة من اختلاط الدبس والطحينة. فلا هو قادر أن يغلّب الدبس على الطحينة، ولا العكس. ويستمر في تناول الوصفة الملزمة، فيما مستويات السكّر السياسي في دمه ترتفع، ويعاني لخبطة في الأنسولين غير القادر على تعديل أثر السكر في صحته السياسية. فجبران، بسبب نقص في الكاريزما، التي يمتلكها بقوة كلٍّ من حسن نصرالله وبشير الجميل، يجد نفسه منساقاً إلى تقليد الرجلين في السلوك السياسي المتناقض، وهو حينما يهمّ بالمشي، وتظن أنه سيتقدّم خطوة بقدم بشير إلى الأمام، تردّه قدم نصرالله إلى الخلف، والعكس بالعكس. شيء أشبه بعربة بحصانين. وكلٌّ منهما يسير بها باتجاه معاكس. وهذا يخلق لدى باسيل اضطراباً فاضحاً في التعبير عن هويته السياسية. فهو، إلى فاشيته المسيحية القومية اللبنانية المريدة ضمناً (وقولاً) للسلام مع "إسرائيل" (مقابلته على "الميادين")، والمدافعة عن عودة عملائها وإطلاقهم من السجون (في أكثر من مناسبة)، يجمع مقاومة "شرسة" للعدو الإسرائيلي، ويحتفظ في منزله بقذيفة –مزهرية – هدية من "حزب الله" في عيد المقاومة والتحرير، عربون شكر على "تضحياته" ودعمه للمقاومة.

وإذا كانت تجربة بشير الجميل "منذ بدايته المتطرّفة حتى نهايته التي شاب تطرّفها قدر من الاعتدال"، تشير بحسب حازم صاغية (انظر كتابه "تعريب الكتائب اللبنانية") "إلى أنه مثّل محطة وسطى بين الكتائبية واللاكتائبية"، فإنّ تجربة جبران باسيل قد تبدو لوهلة أنها تمثّل محطة وسطى بين العونية واللاعونية، لكن بالتمحيص والتدقيق، يتبيّن أنها تقع في الفالق بين الكتائبية – القواتية والحزب اللهية. فباسيل، المعجب ببشير، لا يكاد فعلياً يشبهه في شيء، وإن كان يحلو لكريم بقرادوني ان يضعهما على الدرجة نفسها من سلّم تسلّق الزعامة المسيحية. لكن، وعلى طريقة نصرالله، هيهات! فبشير، وإن تنازعه التناقض بين كتائبيته من عدمها، إلا أنه ظل قادراً على الموازنة، وهو إذ لم يذعن للمؤسسات والسلطة، إلا أنه لم ينتفض بالكامل عليها كما يلاحظ صاغية، وبقي مرتبطاً ارتباطاً مخفّفاً بالصيغة العائلية للكتائب التي أراد يوماً أن يدفنها. وبهذا المعنى عرف بشير كيف يستحضر الدبس والطحينة في شخصيته من دون أن يخلطهما.

سكّر الدبس لا يحلّي مرار الواقع الذي لا محيد من مواجهته، والذي كشف منذ 17 تشرين عن لعيان وتلبّك معوي، لدى كثيرين، من الدبس ومن الطحينة، ومن خلطة الدبس بطحينة

أما باسيل، فعلى العكس، عمل منذ البداية على تدعيم ترابطه بمفهوم العائلة العونية تحت جناح العمّ الرئيس ميشال عون، مستظلاً بالقرابة وبإعجاب الجنرال بشخصيته، فظنّ أنه مثل بشير يقوم بعملية "تطهير" داخل التيار العوني عبر استبعاد خصومه الحزبيين وإقصائهم، لكن مع محافظته على علاقة لصيقة ونفعية بدينامو العونيين ميشال عون نفسه، مدعّمة بوثيقة تفاهم ذهبية مع "حزب الله". ولم يسجّل في تاريخ جبران أيّ نوع من التمرّد او الاختلاف ولو البسيط مع عمّه ميشال عون في أيّ قضية. وهو يعزّز هذه السيرة الذاتية الناصعة في العلاقة مع الأب المؤسّس للتيار الوطني الحر، ويصطدم عملياً بالبشيريين الفعليين في التيار الذين انتفضوا على المؤسسات العونية وسلطتها، فطردهم معزّزاً العونية السياسية كبيت سياسي مقفل على التوارث، مثل باقي بيوت البكوات ودواوين الأمراء.

وهو بذلك يحاول أن ينجز واحداً من أطول الانقلابات السياسية، سعياً للإطاحة بالرقم القياسي الذي سجّله كريم بقرادوني لبشير الجميل حينما انتخب رئيساً للجمهورية، فعلّق قائلاً: إن هذا هو "أطول انقلاب في تاريخ لبنان" (راجع كتاب فواز طرابلسي "تاريخ لبنان الحديث").

لكن سمسم الطحينة في هذه التركيبة لا يفتح باب المغارة، ولا يوصل "علي بابا" إلى كنز بعبدا. وسكّر الدبس لا يحلّي مرار الواقع الذي لا محيد من مواجهته، والذي كشف منذ 17 تشرين عن لعيان وتلبّك معوي، لدى كثيرين، من الدبس ومن الطحينة، ومن خلطة الدبس بطحينة.

 

خديعة الهندسة المالية و مصير أموال المودعين

لؤي غندور/المدن/11 نيسان/2020

أبدى تكتل "لبنان القوي" قبل فترة حرصه الشديد على أموال المودعين. وللتذكير فقط.. وبالأرقام:

في النصف الثاني من ولاية الرئيس ميشال سليمان تعثّر مصرف مملوك من "أحد المقربين من الرئيس السوري"، فطُلِب من رياض سلامة إيجاد حل لإنقاذ هذا المصرف. وبالطبع، بذل سلامة قصارى جهده إرضاءً لسوريا، وطمعاً بزيادة حظوظه لتولي رئاسة الجمهورية. فطلب سلامة من المصرف إيداع ما تيسّر لديه من دولارات (دولارات المودعين) في حساب خاص لدى مصرف لبنان، مقابل فائدة سنوية 7 في المئة. ثم قام سلامة بإعطاء قرض كبير لهذا البنك بالليرة بفائدة 2 في المئة، مقابل أن يقوم البنك بإيداع كامل القرض نفسه في مصرف لبنان ليتقاضى عنه فائدة بقيمة 8 في المئة. وعملية القرض بالليرة تمت على الورق فقط، ولم يخرج المال فعلياً من مصرف لبنان، ولم يدخل إلى البنك المذكور. وبذلك يكون هذا البنك قد حصل على فائدة 7 في المئة؜ عن دولاراته، وعلى 6 في المئة (أي 8 في المئة؜ ناقص 2 في المئة) من قيمة القرض الوهمي بالليرة اللبنانية. وبعد ذلك، سُمّيت هذه العملية بالهندسات. واستفادت منها جميع المصارف، ولاسيما مصرف تابع لمرجعية سنيّة ومصرف آخر مُني بخسائر كبرى في بلد خارجي، فعوّض سلامة له هذه الخسارة عبر "الهندسات". وبعد افتضاح الأمر، قام مصرف لبنان بإجراء عملية netting على نحو أصبحت المصارف المستفيدة من الهندسات تتقاضى 6 في المئة عن القروض الدفترية بالليرة، بدلاً من أن تقوم بدفع 2 في المئة وقبض 8 في المئة؜. علماً أن هذه القروض هي دفترية فقط، ومعطاة من المال العام وأموال المودعين. أي أن هذه المصارف تقاضت 6 في المئة؜ من مال عام، لا تملكه ولم تقترضه بصورة فعلية. بل اقترضت المال على الدفاتر المحاسبية من مصرف لبنان، بفائدة منخفضة، ووضعت المال ذاته لدى مصرف لبنان (دفترياً) لقاء فائدة مرتفعة.

قصة بنك العهد العوني

واستعمل رياض سلامة هذه "الهندسات" كطعم يرميه للمصارف، للاستحواذ على دولارات مودعيها، لكي يلبّي الطلب الزائد على المال من قبل الخزينة. واستحصل بالطبع على تغطية لهذه الهندسات من المرجعيات الكبرى، عن طريق المنافع والخدمات والقروض، وربما عبر تقديم بعض الهدايا، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية التي باتت معروفة من الجميع.

وفي بداية العهد الحالي طلب القيّمون على العهد من سلامة إجراء "هندسات" لبنك التابع للعهد، لأنه لم يكن قد نال حصته منها كباقي المصارف، وذلك مقابل التجديد له في حاكمية مصرف لبنانز ولكن تبيّن ان هذا البنك لا يملك ما يكفي من الدولارات لوضعها لدى مصرف لبنان بفائدة 7 في المئة كما فعلت باقي المصارف، فقال لهم سلامة: "ما تحملوا همّ"، وقام ببيع البنك سندات خزينة بقية 110 مليار ليرة، ثم اشترى منه السندات ذاتها في اللحظة عينها بمبلغ 167 مليار ليرة ليحقّق البنك المعني ربحاً فورياً بقيمة 57 مليار ليرة من مال الشعب، مقابل لا شيء. وبعد ذلك، قام سلامة بتوضيب قرض دفتري (على الورق فقط) لهذا البنك بالليرة، لمدة عشر سنوات لقاء فائدة 2 في المئة؜ سنوياً، يدفعها البنك لمصرف لبنان. وقام بنك "العهد" هذا بإيداع القرض الدفتري الوهمي لدى مصرف لبنان (دفترياً أيضاً) لقاء فائدة سنوية 10.5 في المئة يدفعها له مصرف لبنان، فحقّق البنك 8.5 في المئة ربحاً من قيمة قرض وهمي من المال العام وأموال المودعين، ومن مال لا يملكه ولم يقترضه بشكل فعلي. وبذلك يكون حال البنك كحال من دخل إلى السوبرماركت ووجد عرضاً يقول له "اشتري قنينتين واحصل على الثالثة مجاناً"، فقام بأخذ القنينة الثالثة مجاناً من دون أن يشتري القنينتين الأخريين. ووفقاً لإحدى الصحف حقق البنك هذا من هذه العمليات حوالى 50 مليون دولار، وغطّى نفقاته التشغيلية لمدة ثلاث سنوات من المال العام. وها هو تيار "الإصلاح والتغيير" يدّعي اليوم الحرص الشديد على أموال المودعين!!

الاستحواذ على أموال المودعين

إذاً، هذه هي "الهندسات" التي تغنّى بها رياض سلامة. وللأسف، استحصل مصرف لبنان بنتيجة هذه الهندسات على 75 مليار دولار من أموال المودعين في المصارف، البالغة قيمتها الإجمالية 160 مليار دولار. وللأسف تبخّر حوالى 60 مليار دولار من هذه الأموال (أي من الـ75 ملياراً)، بعد أن قام مصرف لبنان بإعطائها لخزينة الدولة لتغطية عجز الكهرباء وغيرها من الصفقات. وبمعنى آخر، يكون رياض سلامة قد أغرى بعض المصارف بأرباح الهندسات، لكي يسلّموه أموال المودعين. وقام بوضع هذه الأموال في صحن الخزينة، ليقوم السياسيون وأزلامهم بسرقة الصحن. ويكون المصرف بهذا المعنى، كناطور المنزل الذي أتى إليه أحدهم وأعطاه قطعة شوكولا، وأخذ منه مفتاح المنزل، ثم قام بتسليم المفتاح إلى عصابة السرقة. وعندما عاد صاحب المنزل ووجده منهوباً ذهب إلى الناطور وسأله: "وين الأغراض"؟ فأجابه الناطور: "بحّ".  وبهذه الطريقة خسر المودعون حوالى 37 في المئة من ودائعهم. وخسرت المصارف أيضاً حوالى 37 في المئة من مجمل ودائعها.

والسؤال اليوم هو كيف ستعوّض المصارف هذه الخسارة وتحمي نفسها من الانهيار؟

العصبة كلها

الحل الوحيد هو قيام المصارف بإعادة تكوين رأسمالها عبر أحد طريقين: إمّا أن يقوم أصحاب المصارف بزيادة رأسمال مصارفهم من أموالهم الخاصة. وإما أن يقوموا بهذه العملية من أموال المودعين. وبالطبع، هم سيلجأون إلى الطريق الثاني. وهذا ما سوف يُعرف بالـhaircut أو الـbail-in، فتقوم المصارف باقتطاع نسبة من أموال المواطن، وتعطيه بالمقابل أسهماً لديها بالقيمة المقتطعة ذاتها. وبذلك يصبح المواطن المنهوب شريكاً بالإكراه لصاحب البنك. أي شريك للشخص الذي سرق أمواله، في حين تبقى أموال صاحب المصرف في الخارج وفي الأمان.

ولكي يستطيعوا تمرير الـhaircut  أو الـbail-in، لا بد أن يقوموا بإدخال "خازوق" للمودعين عبر تشريع الـ"capital control"، وهذا ما بشّرنا به تكتل "لبنان القوي" اليوم. والـ"capital control" هو كذبة كبيرة، ستقوم السلطة من خلالها بتشريع السرقة التي قامت بها هي وأصحاب المصارف ورياض سلامة، فلا يعود بإمكان المودع مقاضاة المصرف عند امتناعه عن دفع المال.

ومن هذا المنطلق، يمكننا القول إن التصويب على المصارف بحد ذاتها سوف يؤدي إلى فرار المجرمين الحقيقيين من العقاب. وبالتالي، من الواجب ملاحقة أصحاب المصارف ورياض سلامة والسياسيين أساساً، الذين نهبوا الخزينة، وعدم الاكتفاء بملاحقة أحد هذه الأطراف دون غيره، لأنهم يشكلون عصبة واحدة مترابطة مع بعضها البعض.

 

حكومة دياب النشيطة... مرتا مرتا...

حبيب شلوق/المرصد/11 نيسان/2020

"إن لم يبـنِ الـــربُ البيــت، فبـــاطـلاً يتعـــبُ البنـّـاؤون، إن لــــم يحفــظ الــــربُ المديـــنةَ ، فباطلاً يسهرُ الحارسُ" (مز 1/127).

لا شك في أن حكومة الرئيس حسـّان دياب تسعى بكل جهد إلى تسجيل نقط ناجحة تتركها في تاريخ الحكومات اللبنانية، وهذا يبدو واضحاً من خلال الإجتماعات المتلاحقة والجلسات الحكومية المتتالية سواء في السرايا الحكومي أو في القصر الجمهوري.

فالحكومة في رأي نسبة كبيرة من اللبنانيين عازمة على العمل والإنتاج برئيسها ومعظم أعضائها، ولكن المطبات التي تعترضها أكثر من أن تُحصى، وخصوصاً من أهل البيت، أي التحالف السياسي الجديد الذي وُلد من رحم "الثورة" الشعبية" ـــ إن لم نقل لخنق الثورة ـــ والمطالب المحقة التي رفعها المعترضون، حتى ولو حاول البعض انكارها. واللافت أن الحكومة في كل مرة تسجل نجاحاً في مجال معين، من خلال تدابير لمواجهة وباء الكورونا، إلى تسهيل عودة اللبنانيين الراغبين من أماكن هجرتهم إلى البلد الأم ، عمد البعض إلى محاولة إفراغ هذه الخطوة من أهدافها المشكورة.

وصحيح أن العودة حصلت على نفقة العائدين وكانت مكلفة لجهة قيمة بطاقات السفر المضاعف سعرها، أو لجهة الإقامة الحجرية في الفنادق،إلا أنها خطوة لا بد منها في ظل الخوف الذي انتاب المقيمين في الخارج الذين باتوا معلـّقين في المجهول ولم يعد يهمهم سوى العودة إلى أحضان أهلهم ووطنهم.

ولكن في المقابل، يبقى الأمر الأكثر أهمية وصعوبة في آن واحد، وهو ما بدأ الحديث عنه منذ فترة، والمتعلّق بمدّخرات اللبنانيين. إذ بعد هذا "الحجر" على أموال المواطنين والإفراغ المتعمد للعملة الوطنية من قيمتها الشرائية، والأزمة الإقتصادية المتفاقمة والبطالة التي بلغت أكثر من 45 في المئة في صفوف الشباب اللبناني، والغلاء الذي ارتفع نحو 30 في المئة وجاء يُفقر الفئة المتوسطة، ويعدم الفئة الفقيرة ، كثر الحديث اليوم عن إجتثاث نسبة معينة من المدّخرات في المصارف وهي مدّخرات معظمها "قرش أبيض مخبأ لليوم الأسود" جمعها اللبنانيون لتكن لهم معيلاً في شيخوختهم ـــ أو لمواجهة أي آفة مثل الكورونا ـــ في وقت تتجاهل الحكومة موارد تغذية للخزينة يمكن أن تسد العجز بسهولة دونما حاجة إلى خطط.

"مرتا مرتا... إنك تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد".

حتى اليوم الحكومة تغمض عينيها وتصم أذنيها عن الوجع الأكبر الآتي بعد الوباء، إذ بعد حرب الكورونا ثمة حرب أشد عنفاً وقد تجرف كل مَن يقف في وجهها هي حرب الجوع التي لا تعرف ديناً ولا طائفة ولا مذهب، وهي حرب حاصلة قد ترافقها موجات إجرام لا يمكن استيعابها.

المطلوب من الحكومة الجادة على ما يبدو في فعل شيء، والتي تؤمن بأن المسؤولية خدمة وليست وظيفة يعتاش منها الرئيس والوزير والنائب طوال حياته وحياة سلالته، أن تتخذ قراراً حكيماً وتضع مجلس النواب أمام مسؤولياته التشريعية، لتطبيق قانون الإثراء غير المشروع على كل الأسماء التي تتناقلها الألسن جهراً واستعادة الأموال المنهوبة. وثانياً التعاون مع مجلس النواب على سن قانون يلغي رواتب الرؤساء والوزراء والنواب السابقين التي يجرجر بعضها منذ ستينات القرن الماضي، واستبداله بقانون يتضمن مخالصة معينة بحيث لا يفنى الغنم ولا يموت الناطور، وتضع فيه حداً لهذا المزراب المالي الذي يصب في جيوب النافذين عشرات السنين. المطلوب العمل ليبقى مَن تبقى من الشباب في وطنهم فينمون فيه وينتجون ويكثرون، لئلا نصل إلى وطن كهل وأرض نقاهة وبيوت راحة، أرضاً تنتظر احتضان رفات أبنائها... والمقيمين فيها مجنـّسين، وقيد الدرس، وما أكثرهم!

مرتا مرتا ... المطلوب واحد.

 

هذه الأزمة أظهرت تهاملنا

نبيل يوسف/فايسبوك/11 نيسان/2020

يللي عم يمرق على البلد من أكتر من شهر يمكن ما عرفوا من عشرات عشرات الأعوام، وحتى خلال سنين الحرب ما كان الوضع سيء كما هو اليوم.

بداية لا بد من الانحناء أمام تضحيات وجهود قام بها مسؤولين رسميين وأمنيين وناشطين في المجتمع إن هم في مواقع مسؤولة أو من خلال التطوع، ولكن لا بد من الاعتراف أنو جميع مؤسساتنا المحلية لم تكن بحجم الأزمة وما نحط الحق على الدولة والحكومة الحق علينا نحن في المجتمع الصغير: المدينة والبلدة والحي.

من يتحمل المسؤولية؟

البلدية، والمختار، والكاهن، ولجان الأوقاف، والأخويات، وفروع الأحزاب، والأندية، والهيئات المحلية.

اضافة الى غياب كامل للأديرة.

المشكلة الأساسية: غياب الاحصاءات الدقيقة عند الجميع – داتا المعلومات -

- أي كاهن إذا انطلب منوا جدول بالعائلات المحتاجة أو كبار السن أو الأولاد أو أصحاب الأمراض المزمنة في رعيته قادر يقدمها دغري؟ بدو يبلش يسأل ويفتش وبتاخد وقت.

- أي بلدية أو مختار إذا انطلب منهم جدول بأطباء الضيعة أو المهندسين أو الكهربائيين أو الممرضين أو المدرسين، أو المسافرين، أو كبار السن، أو الساكنين خارج الضيعة، وأين يقيمون؟ وغيروا: جاهز عندهم؟

- أي بلدية أو مختار أو هيئة اذا طلبت منهم الحكومة جدول بأسماء الطلاب المسافرين الى فرنسا مثلاً مع هواتفهم للتواصل معهم بيقدروا يردوا جواب دغري؟: بدهم يبلشوا يبرموا ويفتشوا ونص الجدول على السرعة بيطلع غلط.

- أي لجنة وقف إذا سألوها عن حاجتها الى بذور معينة لأراضي الوقف عندها جواب سريع؟ أو سألوها عن مساحة كنيسة الرعية وصالة الرعية والكنائس الأخرى ومحيط المدافن للتعقيم مثلاً عندها جواب سريع؟ بدهم يبلشوا يبرموا ويفتشوا.

- أي مختار أو تعاونية زراعية عندهم تصور دقيق عن حاجات الضيعة الزراعية؟: مش تعباية أوراق كيف ما كان.

- أي فرع حزب أو نادي أو هيئة اذا انطلب منهم أسماء شباب الضيعة ما بين 18 و 25 سنة مع هواتفهم مثلاً عندهم لوائح جاهزة؟، بدهم يبلشوا يسألوا ويفتشوا.

عشرات الأمثلة عن غياب أي داتا في البلدات والقرى

اليوم الكل عم يتخبطوا بالضيع بتجميع المعلومات عمن يحق له الاستفادة بمبلغ 400 ألف ليرة وبكرا أخطاء ربنا رح يطلع وكلو بسبب غياب الداتا المسبقة التي يجب أن تتجدد دورياً.

اليوم الكل عم يتخبطوا بالضيع حول من يحق له الاستفادة من كراتين الاعاشة؟ وهيدا بطل شغل؟، وهيدا وين ساكن؟ وبدنا رقم فلان؟

سنة 1985 نظمت حركة فرسان العذراء عنا بالضيعة لائحة بفئات الدم: لو بتعرفوا شو كانت مهمة هاللائحة وشو استفادت منها الضيعة؟. اذا حدا احتاج دم بسرعة البرق يتم الاتصال بمن يمكنه التبرع

اليوم أي ضيعة أو بلدية أو نادي أو جمعية أو فرع حزب عندو لائحة بفئات الدم تتجدد دورياً؟

بعد ما تمرق هالغيمة السودا وباذن الله رايحة يجب الانكباب على تحضير دراسات وجداول في كل المجالات وتجهيزها لأي طارئ

لازم الكاهن ينكب أكتر تفصيلياً على الوضع الاجتماعي في رعيته وتنظيم جداول، وهذا يفترض أن يكون الى جانبه لجنة وقف وعمدة أخوية من القادرين على التحرك: مش كل شغلة شوفوا الأبونا، وسألوا الأبونا

لازم تتبدل شوي مهمة لجان الأوقاف بالضيع من الاهتمام بفلاحة أرض الوقف وشراية بخور وشمع وترميم كنيسة، ولازم كمان تتبدل مهمة الأخويات مش بس يصلوا الفرض والزياحات

يجب أن تصبح الرعية مؤسسة حقيقية.

لازم البلدية تفرد جزء مهم من نشاطها لتحضير داتا للبلدة في كل الاختصاصات: يعني مش مسموح بعد اليوم رئيس البلدية ما يكون عندو جواب سريع وعلمي ودقيق عن أي سؤال تسأله السلطات الرسمية.

المطلوب بكل بلدية يكون في لجنة من أعضاء المجلس البلدي مع متطوعين مهمتها تنظيم جداول بكل شيء في الضيعة، وهذه الجداول تتجدد دورياً.

للمختار وأعضاء الهيئة الاختيارية مسؤوليات كبيرة، خصوصاً بالضيع يللي ما فيها بلديات: ما بقا مسموح ما يكون في أعضاء اختياريين بالضيع وهودي عندهم مهمات ضياعهم بحاجة الها من بينها تنظيم داتا بالضيع بالتعاون مع متطوعين.

لازم فروع الأحزاب والأندية والجمعيات اذا وجدت بالضيع تهتم أكتر بتنظيم لوائح بكل المجالات للاستفادة منها عند الحاجة.

لازم أكتر وأكتر: التشجيع على تأسيس أندية وجمعيات أهلية وفروع كشافة بالضيع ودعمهم ليكونوا جاهزين

انشا الله هالأزمة يللي عم نعيشها تشكل النا كلنا درس تا نرجع نخطط ونبقى جاهزين عند حصول أي مصيبة جديدة.

تصوروا يصير زلزال بالبلد ويضرب ضياعنا؟.

الله يمرق هالأيام على خير.

 

لبنان... مأزق عبثي بين مأساة وملهاة/من بين اهداف العقوبات الاميركية على إيران تجفيف قدرتها على تمويل "حزب الله"

رفيق خوري/انديبندت عربية/11 نيسان/2020

لبنان في مأزق عبثي بين مأساة وملهاة على مسرح واحد، المأساة هي بالطبع تراكم الأزمات النقدية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية فوق رؤوسنا من قبل أن يضربنا وباء كورونا ويفرض علينا العزلة التي فاقمت الأزمات.

والملهاة هي أن التركيبة السياسية التي صنعت هذه الأزمات بالسياسات الخاطئة، عن قصد، وعاشت عليها وجنت منها الثروات، ودفعت بنا إلى الهاوية، بقيت فوق، وأعطت نفسها مهمة حل الأزمات، أما المأزق العبثي، فإنه في كوننا نعرف العلاج، لكننا لا نستطيع استخدامه ولو حصلنا عليه، فقط لأن العلاج المالي الذي نحتاج إليه مشروط بإجراء إصلاحات "حقيقية ملموسة ذات صدقية" بل أيضاً لأن السلطة تتحايل على الإصلاحات منذ التزمتها في مؤتمر سيدر "قبل عامين".

فضلاً عن أنها ممنوعة من جلب العلاج ولو قامت بالإصلاحات، ولا فقط لأن من الوهم إنقاذ لبنان من أزماته المتعددة بلا تغيير سياسي، بل أيضاً لأن الممسكين بلعبة السلطة يمارسون تزوير طبيعة الأزمة السياسية، وبالتالي تزوير نوع التغيير لمنع التغيير الجذري، وأحدث ما يعبر عن واقعنا هو مشهد الاجتماع الأخير في القصر الجمهوري لممثلي "مجموعة الدعم الدولية للبنان" مع المسؤولين الكبار، لا بالنسبة إلى ما خاطب به المسؤولون ممثلي المجموعة حول أوضاعنا الصعبة والدعم الذي نحتاج إليه والخطوط العريضة لبرنامجنا الإنقاذي الإصلاحي وما قاله بعض الممثلين من تكرار الشروط والاستعداد للمساعدة بل بالنسبة إلى ما جرى تجنب الإشارة إليه.

إذ بين ما تجاهل المسؤولون الحديث عنه هو إصلاح قطاع الكهرباء الذي كلفنا حتى اليوم 40 مليار دولار من دون كهرباء، مع أن سر التجاهل مكشوف والحريص على الاستهتار بالقطاع معروف، وبين ما تجنب الديبلوماسيون التركيز عليه هو مواقف من الفريق السياسي الذي جاء بحكومة حسان دياب، وبشكل خاص من "حزب الله" صاحب الحكومة و"ضابط الإيقاع" بين حلفائه فيها، ذلك أن لبنان يلحّ على تنفيذ ما جرى التزامه في "مؤتمر سيدر" برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من مساعدات واستثمارات بقيمة 11 مليار دولار، ولكنه بعد عامين من مماطلته في موضوع الإصلاحات المطلوبة، وبعدما فرض كورونا الركود الاقتصادي على العالم كله، وهو يتوجه نحو العرب والغرب في طلب المساعدة، وسط دعوات من يلعب دور "مرشد الجمهورية" السيد حسن نصر الله إلى التوجه شرقاً نحو روسيا والصين وإيران.

وحين يقول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن من بين أهداف العقوبات الأميركية على إيران تجفيف قدرتها على تمويل "حزب الله"، فإن من الوهم أن نراهن على سياسة تختصرها معادلة غير واقعية، العرب والغرب يمولان الاقتصاد، وإيران تموّل وتسلّح "حزب الله" وتمسك من خلاله بالقرار في لبنان، من قرار الحرب والسلم كما في أدبيات المطالبين بسيادة الدولة إلى القرار في إدارة البلد.

والتحدي اليوم أمام عهد الرئيس ميشال عون وحكومة الرئيس حسان دياب وصاحب الحكومة "حزب الله" هو توحيد الموقف من استخدام العلاج المطلوب للأزمات، فمن يطالب بتنفيذ "مؤتمر سيدر" يطلب عملياً الذهاب إلى صندوق النقد الدولي، لأن المؤتمر اشترط إشراف الصندوق على تحقيق المشاريع،  و"رسالة" رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير المال غازي وزني كانت موجهة إلى عنوان واضح، عواصم العرب والغرب، لكن "حزب الله" يعارض الذهاب إلى صندوق النقد، ولا يرتاح لتوجه لبنان نحو الغرب السياسي وحتى الثقافي، بمقدار ما هو موضوع في عدد من العواصم العربية والغربية في قائمة "المنظمات الإرهابية"، وليس واضحاً إن كان الحزب يريد الاستمرار في الرفض، والاتكال على كونه صاحب مشروع له اقتصاد وجيش وسياسة خارجية، لكن المؤكد في بلد تعددي مثل لبنان هو محدودية أي مشروع لحزب واحد من مذهب واحد.

ولا يبدل في الأمر أن يكون جزءاً من مشروع إقليمي بقيادة إيران، فالمشروع الإقليمي الذي يتقدم في العراق وسوريا ولبنان وأماكن أخرى، يتعرض لضغوط أميركية وأوروبية هائلة من أجل انحسار المشروع في إطار أية تسوية لرفع العقوبات، ومن دون الذهاب إلى صندوق النقد لطلب المساعدة المقدرة بحوالى 15 مليار دولار في ورقة إصلاحية تعدها الحكومة، والنقاش معه على أساس برنامج إصلاحي لبناني واضح، فإن لبنان في خطر الانهيار الكامل، ولا وزن لأية قوة أو أوزان حين يصبح البلد في حال انعدام الوزن، والتجارب كثيرة وراءنا في الحرب وما بعدها، فأين الميليشيات التي كانت في الحرب أقوى من الدولة؟ وإلى أي حد يمكن استمرار وضع لا تكون فيه السلطة أقوى من الدولة، وأمراء الطوائف أقوى من السلطة، وقوة "حزب الله" تفيض على الجميع؟

يقال إن الفارق بين الذكي والعبقري هو أن الذكي يتعلم من أخطائه، والعبقري يتعلم من أخطاء سواه، لا أحد يتمنى أن ينطبق علينا المثل الأميركي القائل، التجربة مشط تعطيك إياه الحياة ولكن بعد أن تفقد شعرك.

 

عون ودياب بين السفارة الأميركية وحارة حريك: البازار المفتوح

منير الربيع نور/المدن/12 نيسان/2020

يعيش رئيس الحكومة حسان دياب تورّماً منتفخاً في أناه المتضخمة. الزمن يبدأ به وإليه ينتهي. كل ما كان قبله ساقط، ولا يمكن أحداً أن يأتي من بعده.

أنا عون ودياب المتورمة

هو الحريص على المداورة في الوظائف، تلك التي أدت إلى عاصفة انتقادية كبرى بين الأورثوذكس والموارنة،على خلفية التعيينات الأخيرة. ووصلت المعركة إلى داخل البيت العوني الواحد. ودياب قارئ حصيف في مكنونات عون المستميت رغبةً في إزالة كل ما له علاقة بالحريرية. لم يكن أحد يتوقع تعيين موظف جديد محسوب على سعد الحريري وتيار المستقبل. سيكون لذلك دلالة في مجالات مختلفة، أولها بازار المزايدة المفتوح في مسألة الودائع والأموال المنهوبة وتحميل مجموعة سياسية بعينها مسؤولية الفساد والانهيار. يتكامل دياب مع وجهة نظر عون. في النرجسية المتضخمة. الطيور على أشكالها تقع، وتعلم من يداويها. أدرج دياب التعيينات المالية في مصرف لبنان وهيئة الأسواق المالية وهيئة الرقابة على المصارف في المحاصصة على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، وأطيح بها بفعل ضغط سياسي محلي ودولي، وصراع داخل التحالف الواحد الذي تشكّلت منه الحكومة. أُسقطت التعيينات فخرج دياب معلناً رفضه منطق المحاصصة، الذي لم يرفضه عندما أدرجت على جدول أعمال الجلسة، وكان موافقاً عليها ومشاركاً في اختيار بعض الأسماء المقترحة للتعيين. هذا ما تتكرر في الخطة المالية والاقتصادية. تحمّس دياب للاقتطاع من الودائع المصرفية، منطلقاً من بغض عميق للحريري وكل ما يمت إليه. هنا يلتقي أيضاً مع عون بمفعول رجعي. وصلت الحكومة إلى حدّ المساس بودائع الناس، فثارت ثائرة كثيرين، فطُرحت تساؤلات كثيرة حول الموقف الدولي مما يجري. وبالتحديد حول الموقف الأميركي الذي كان له وقعه وفعله في تعطيل التعيينات حرصاً على محمد بعاصيري وتمسكاً ببقائه في منصبه. ووضع الأميركيون فيتو على إزاحة بعاصيري. وهذا تدخل عنيف في سبيل موظف، بينما يغيب أي موقف أو تأثير في شأن إنهاء النظام المصرفي والاقتصادي اللبناني برمته من خلال الهيركات.

حزب الله والمصارف

كان وليد جنبلاط أول من اتخذ مواقف معارضة للحكومة وآلية عملها. لم يلاقه أحد من القوى الحليفة والصديقة. الجميع كان في حال استسلام لما يرسمه تورّم حسان دياب، واستشعاره بالقوة غير المحدودة، والطاغية على الجميع. في المقابل، هناك من قرأ في ما يجري أن دياب يلبي طموحات وتطلعات حزب الله للواقع اللبناني بكليته، وخاصة بعد نجاح الحزب إياه في السيطرة على الحياة السياسية في لبنان، وبدئه الدخول بقوة إلى التأثير في القطاع المصرفي وسياسة المصرف المركزي. ومن أبرز الدلائل على ذلك تباهي حلفاء الحزب والمحسوبين عليه بأن موقف نصر الله هو الذي أرغم رياض سلامة على تحرير حسابات المودعين الصغار. هنا لا بد من التوصل إلى خلاصة وحيدة، تدل على ذكاء حزب الله مجدداً: من يهاجم المصرف المركزي وحاكمه وسياسته، يضغط عليه ليأخذ منه ما يريد. في الوقت نفسه، يدّعي معارضو حزب الله أنهم يواجهونه في حماية سلامة، الذي لا يتخذ إلا القرارات التي تناسب الحزب وعون وباسيل. هكذا نجح حزب الله في جعل خصومه يدافعون عن سلامة وسياسته التي تلبي مصالح الحزب. تفاصيل كثيرة من هذه المعادلة ستتكشف أكثر في الأيام المقبلة. فحزب الله لن يذهب إلى مواجهة في لبنان، عنوانها إقالة حاكم المصرف المركزي. فهو لا يريد الإخلال بالتوازنات مع الأميركيين، بل الضغط إلى أقصى الحدود لتحصيل المزيد من سلامة.

مزاد علني

هنا ثمة خلاصة لا بد من التوقف عندها: كما انعكست أزمة الدولار وانهيار الليرة وتحلل الدولة بمؤسساتها وقوانينها إيجابياً لصالح حزب الله، فإن تصرف الحزب حيال الخطة الاقتصادية والسياسة المالية التي ستتبع من الآن فصاعداً، ستصب في صالح الحزب نفسه مجدداً، وعلى مرأى الأميركيين وغيرهم من الأمم.

حزب الله يضع فيتو على الهيركات، إلا إذا كانت هناك صيغة تطال المستفيدين من الدولة. من دون اللجوء إلى صيغة الاقتطاع، سيكون هناك خيار واحد لا بديل منه: تسييل أملاك الدولة ومرافقها، ما يعني إمعاناً في إنهائها وانهيارها. وهذا يجري وسط استسلام كامل من معارضي عهد عون وحكومة حسان دياب وحزب الله. وأقصى ما فعله هؤلاء هو إثارة تساؤلات من هنا وهناك، وصلت إلى مسامع الأميركيين، الذين لا يبدون بعيدين عما يجري، وربما يتلاقى استراتيجياً مع مصالحهم. مؤخراً دخلت السفيرة الأميركية على الخطّ في تحرك لحفظ ماء الوجه أمام ما يجري. تحركها هو الذي دفع بسعد الحريري إلى إعلان موقفه أمس، متعهداً بعدم السكوت على أداء الحكومة، تماماً كما فعل يوم رفع الصوت عالياً ضد التعيينات لأنها لن تبقي على محمد بعاصيري. يقتصر التدخل الأميركي على التفاصيل الصغيرة، فيظن حلفاء واشنطن أنها إلى جانبهم وداعمة لهم، بينما المشروع الأكبر يسير بخطى متسارعة منذ وصول عون إلى الرئاسة إلى ما ينتج عن هذه الأزمة.

 

خطة الحكومة" كشروط صندوق النقد: اقتصاص الودائع وخصخصة الدولة

علي نور/المدن/12 نيسان/2020

لا يحتاج القارئ إلى الكثير من الوقت ليدرك الغاية من خطّة برنامج الإصلاح الحكومي، التي تسرّبت مسودّتها إلى وسائل الإعلام مؤخّراً. فالمستند نفسه لم يحاول إخفاء الغاية، وجملة واحدة في منتصف الصفحة السابعة لخّصت كل المسألة: "نحن نعتقد أن الخطّة الراهنة تمثّل أرضيّة جيّدة في حال التفاوض مع صندوق النقد الدولي". ببساطة، من يريد الذهاب إلى صندوق النقد سيحتاج إلى خطّة يرفعها للصندوق، وعلى الخطّة أن تحابي الصندوق جيّداً، فتتحدّث لغته، وتعتمد أدواته في التشخيص والمعالجة. لازارد، الشركة الاستشاريّة الماليّة التي لجأ إليها لبنان، قبيل إعلان الامتناع عن سداد سنداته، تتقن التحدّث بهذه اللغة تحديداً، بحكم خبرتها الطويلة في التعاطي مع الدول المتعثّرة. وهكذا، كانت بصمات الاستشاري المالي واضحة في كل زاوية من زواية الخطّة، وكانت كل دروب البرنامج تقود إلى مكانين: حجم التمويل المطلوب من صندوق النقد، والشروط التي يفرضها هذا التمويل.

لهذا السبب تحديداً، صفحات الخطّة كانت أشبه بدراسات الجدوى التي يُعدّها المستشارون الماليّون بالنيابة عن طالبي القروض الكبرى، ليقنعوا الدائنين بقدرتهم على عصر أنفسهم جيّداً في المستقبل لسداد القروض المطلوبة. لا شيء في الخطّة يستهدف إعادة تشكيل الاقتصاد المحلّي وفق سياسات جديدة، وقليلة هي الأفكار التي تستهدف تفعيل القطاعات الإنتاجيّة أو خلق فرص العمل. كل بنود الخطّة تركّزت على هدف واحد: إستعادة الملاءة الائتمانيّة للدولة اللبنانيّة بعد إعادة تشكيل القطاع المصرفي، وإعادة هيكلة الدين، أي إستعادة قدرتها على سداد الديون، ولو على حساب كل شيء آخر.

للأمانة، لا ينفي كل ما تقدّم حقيقة أنّ الخطّة تمثّل أجرأ محاولة رسميّة لتشخيص الوضع المالي من دون قفّازات، كما لا ينفي أن الخطّة تملك بالفعل رؤية للمعالجة، لكن المشكلة في الخطّة تكمن تحديداً في أولويّاتها، والطرف الذي تحاول التعامل مع هواجسه. بمعنى آخر، الخطّة لم تكن تتحدّث مع اللبنانيين وهواجسهم ومصالحهم، بل مع صندوق النقد والجهات الممكن أن توفّر القروض مستقبلاً.

تشخيص صريح ماليّاً.. مجتزأ اقتصاديّاً

من ناحية الوضع المالي، قليلة هي المحاولات الرسميّة التي حاولت وضع اليد على الجرح بشكل صريح بالطريقة التي قامت بها الخطّة، لا بل يمكن القول أنّ المسودّة التي تسرّبت كسرت العديد من التابوهات التي لم يتم كسرها سابقاً، في أي وثيقة رسميّة. وقد يعود هذا الأمر تحديداً إلى اعتماد الدولة على شركة استشاريّة ماليّة أجنبيّة لإعداد المسودّة، ومَعرفة الشركة بأن محاولة تجميل الواقع سيعني فقدان الخطّة لأي مصداقيّة في مرحلة التفاوض عند طلب الدعم لاحقاً.

المسودّة تشير أوّلاً إلى حجم انكشاف القطاع المالي اللبناني –مصرف لبنان والمصارف التجاريّة معاً- على أكثر من 63 مليار دولار من العملة الصعبة، وهو ما يوازي الـ120 في المئة من الناتج المحلّي. هذا الانكشاف يعني ببساطة أنّ الإلتزامات المترتّبة على القطاع المالي بالعملة الصعبة تفوق ما تبقّى من موجودات بهذه القيمة، وهو ما يمثّل اليوم المصدر الأساسي لمشكلة السيولة. ولعلّ تحديد هذا الرقم بشكل دقيق في مستند رسمي يمثّل سابقة، خصوصاً أنّ المصرف المركزي تعمّد لفترة طويلة إخفاء إلتزاماته بالعملات الأجنبيّة، فيما أخفت المصارف في الميزانيات المجمّعة حجم توظيفاتها بهذه العملات في المصرف المركزي، وكانت الغاية من هذه العمليّة عدم إظهار الانكشاف الذي تحدّثت عنه الخطّة الحكوميّة اليوم. تكشف الوثيقة حقائق أكثر دقّة، تتعلّق بالخسائر التي تم إخفاؤها في ميزانيّات المصرف المركزي، والتي تظهر اليوم على شكل تفاوت كبير بين موجودات وإلتزامات مصرف لبنان بالعملات الأجنبيّة. تحدد الوثيقة حجم هذه الخسائر المتراكمة بشكل دقيق، عند مستوى 42.8 مليار دولار. وقد نتجت هذه الخسائر عن تراكمات فترة تتراوح بين 15 و20 سنة، قام خلالها مصرف لبنان باستعمال إحتياطي العملات الأجنبيّة الموجودة لديه –من أموال المصارف والمودعين- لتثبيت سعر الصرف، وتوفير العملة الصعبة في الأسواق. أمّا أهم ما أشارت له الوثيقة في هذا المجال، فهو تسارع عمليّة تراكم الخسائر، بسبب الهندسات الماليّة المكلفة التي قام بها مصرف لبنان، "والتي أثبتت عدم استدامتها وارتفاع مخاطرها". دقّة التشخيص في ما يخص الوضع المالي للدولة والقطاع المصرفي، والمُتفهّم بحكم اتصاله بشكل وثيق بأولويات الجهات التي يسعى لبنان إلى الاقتراض منها مستقبلاً، يقابله من الناحية الأخرى إجتزاء في ما يخص تشخيص السياسات الاقتصاديّة المتعلّقة بالقطاعات الإنتاجيّة. فعلى سبيل المثال، وفي القسم الأوّل من الوثيقة، ثمّة مراجعة دقيقة للوضع من خلال تعداد المؤشرات الماليّة التي تعكس الإدمان على التحويلات الخارجيّة وتراكم الدين وفوائده وتراجع النمو. لكنّ هذا التشخيص لا يمر بأي شكل بمراجعة لوضع القطاعات الإنتاجيّة، والسياسات التي أدّت إلى ضمورها، مع العلم أن هذا الواقع هو تحديداً ما أدّى إلى الصورة الماليّة القاتمة التي يصفها التقرير. وهكذا، يعكس هذا القسم بالذات، ومنذ البداية، أولويّات معدّي التقرير المتركّزة على مخاطبة الدائنين الجدد لمعالجة هواجسهم على المدى القصير، من دون أن يترافق ذلك مع أي اهتمام أبعد مدى لوضعيّة الاقتصاد اللبناني على المدى الأطول. وهذا ما يظهر لاحقاً في خطّة العمل نفسها.

خطّة العمل: جميع أولويّات صندوق النقد

وعلى هذا المنوال تسير الخطّة بهدي أولويّات صندوق النقد ولغته المعروفة. تتحدّث الخطّة عن تخفيض سعر الصرف الرسمي تدريجيّاً ليبلغ حدود الـ2,979 ليرة مقابل الدولار، فيما تراهن على تخفيض سعر الصرف التدريجي في السوق الموازية لزيادة تنافسيّة البضاعة اللبنانيّة مقابل البضائع الأجنبيّة. مع العلم أن الرهان على زيادة تنافسيّة الإنتاج الوطني عبر تخفيض سعر الصرف، يستلزم وجود قاعدة إنتاج محليّة كبيرة، مدعومة برؤية متكاملة لتوفير هذه القاعدة، وهو ما لا تعالجه بالطبع الوثيقة. في الواقع، وبدل الرهان على سياسات محدّدة لتعزيز قاعدة الإنتاج المحلّي، وخلق فرص العمل لزيادة الناتج المحلّي خلال السنوات المقبلة، يتبيّن أن الخطّة تراهن –فضلاً عن أثر انهيار سعر الصرف- على رزمة القروض التي تمّ التخطيط لها في مؤتمر سيدر، مع العلم أن هذه القروض تحديداً جرى افتراض وجودها في معظم تفاصيل الخطّة. وهكذا يتبيّن في هذا الشق أيضاً أنّ الخطّة لا تستهدف فعليّاً تشكيل أي إصلاح جذري في ما يخص بنية الاقتصاد اللبناني وفرص العمل المتوفّرة للبنانيين، بل تستهدف البحث عن جرع دعم تضمن استعادة الدولة لقدرتها على سداد القروض مستقبلاً. وبالإضافة إلى هذا الرهان، تعتمد الخطّة بشكل كبير على الشراكة مع القطاع الخاص في كثير من المجالات، لتوفير جرعات الدعم المطلوبة هذه. مع العلم أن هذه العبارة تخفي في كثير من الصيغ خصخصة مقنّعة، خصوصاً عند الحديث عن تحرير قطاع الاتصالات مثلاً، أو تشكيل صندوق للتعويض على المودعين يمكن يتم تمليكه أصول معيّنة من أصول الدولة. مع العلم أن صيغة الصندوق لتعويض المودعين تعني ببساطة تخلّص المصارف من عبء الإلتزامات المترتبة عليها لصالح المودعين، ومن عبء الدين المتعثّر المترتّب لها على الدولة، في مقابل تحمّل الدولة كلفة التصحيح عبر التنازل عن أصولها. وفي ما يخص إعادة هيكلة القطاع المصرفي، لم تصل الوثيقة إلى حد تحديد آليّة معيّنة للاقتصاص من الودائع، لكنّها تتحدّث بالتأكيد عن تخفيض مطلوب في أصول القطاع المصرفي ليعود إلى حدوده المعقولة، مع مشاركة المودعين في كلفة التصحيح. وهنا، تترك الوثيقة الباب مفتوحاً أمام جميع الاحتمالات، من اعتماد الإقتصاص من الودائع إلى تحميل الدولة الكلفة وفق صيغة الصندوق. لكنّ الوثيقة كانت حاسمة في رفض خيارات "الإنقاذ" الصريح، أي تلك الخيارات التي تتدخّل الدولة لتتحمّل كلفة إنقاذ القطاع المصرفي على شكل دعم مالي مباشر.

المصارف غير راضية

لم تعجب الوثيقة –كما كان متوقّعاً- القيّمين على القطاع المصرفي، خصوصاً بالنظر إلى لهجتها المباشرة والصريحة في ما يخص الحديث عن مشاكل القطاع المالي المتراكمة، ورؤيتها الحاسمة في ما يتعلّق بالحاجة إلى تحجيم القطاع المصرفي في مسار التصحيح. وكان الرد من خلال بيان شديد اللهجة من شركة "هوليكان لوكي"، التي فوّضتها جمعيّة المصارف تمثيل مصالحها في مسار التفاوض على إعادة هيكلة ديون الدولة اللبنانيّة. البيان تركّز حول فكرة قذف مسؤوليّة تردّي الأمور على الدولة، من خلال التأكيد على أن المصارف والمودعين موّلوا عجز الدولة، التي بدّدت هذه الأموال بدل توظيفها في الاستثمارات المنتجة والموجّهة نحو النمو. كانت المفاجأة هنا أن لهجة بيان "هوليكان لوكي" كانت عمليّاً أقرب إلى لغة جمعيّة المصارف، ولم تشبه اللهجة أو الأسلوب التي تعتمده عادة شركات الاستشارات الماليّة المرموقة عالمياً. وبدل نقض الخطّة من خلال التعامل مع المعطيات أو الفرضيّات، تعامل الرد مع الخطّة بأسلوب تقاذف الاتهامات العموميّة المعروف في لبنان. وعلى أي حال، تناسى الرد أن المصارف التي موّلت عجز الدولة، كانت عمليّاً تموّل عجزاً ناتجاً بشكل أساسي من الفوائد السخيّة التي استفادت منها طوال سنوات، والتي قاربت أخيراً حوالى نصف قيمة واردات الدولة.

الكل يريد صندوق النقد

رغم كل انتقاداتها لخطة الإصلاح الحكوميّة، لم يفت "هوليكان لوكي" التركيز على نقطة محددة: أحد جوانب الاتفاق بين الطرفين، هو الحاجة إلى التمويل الخارجي من صندوق النقد أو أي مصادر أخرى. كان ذكر هذه النقطة ضروريّاً للتركيز لمن يعنيهم الأمر أن الرد، ورفض بعد جوانب الخطة، لا يعني عدم الاتفاق على أهم نقاط الخطّة وربما هدفها: لبنان بحاجة إلى تمويل خارجي تتراوح قيمته بين 10 و15 مليار دولار. بمعنى آخر، ثمّة تناقض مصالح بسيط: تريد "هوليكان لوكي" ومن ورائها جمعيّة المصارف الصندوق وكل شروطه، لإعادة التوازن المالي واستكمال الدولة مسار سداد الديون والفوائد. بينما تريد "لازارد" ومن ورائها الحكومة الصندوق لإنعاش منظومة الحكم ومصادر تمويلها ومتابعة الإقتراض في المستقبل. بين الطرفين، لم يقدّم أي طرف خطّة فعلاً تحاكي مصالح المواطن اللبناني، في بناء نظام اقتصادي بديل يتمتّع بمقوّمات العدالة الاجتماعيّة أولاً، والإنتاجيّة والاستدامة وخلق فرص العمل ثانياً. هذا المسار لا يمر بشركة "لازارد" ولا بشركة "هوليكان لوكي"، ولا أي شركة استشاريّة ماليّة من تلك التي تبرع في استحضار رزم القروض المشروطة، بل يمر بإرادة سياسيّة بالدرجة الأولى، وهو ما لا يتوفّر حتّى اللحظة.

 

جائحة الفساد سبقت «كوفيد ـ 19»!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/11 نيسان/2020

لم يكن الوقت مناسباً على الإطلاق. كان من المعروف طبعاً أن الثقة الدولية بأن لبنان بلد قابل للإصلاح انعدمت تماماً، بعد سنتين من انعقاد «مؤتمر سيدر»، الذي أقرّ مساعدات بقيمة 11 مليار دولار، شرط تنفيذ خطة إصلاحية جادة وفعلية تتحدث الحكومات اللبنانية عنها، ولكنها كانت مجرد كلام في الهواء.

على أساس هذا على الأقل، لم يكن الوقت ملائماً على الإطلاق، لأن يقوم الرئيس ميشال عون بدعوة سفراء الدول المانحة، يوم الاثنين الماضي، إلى بعبدا للمطالبة بدعم لبنان وبإعطائه المليارات التي وُعد بها في «سيدر»، فلا الوضع الأوروبي يسمح الآن، تحديداً في زمن وباء «كورونا»، الذي يغرق الدول في مشاغلها ومشاكلها ومتطلباتها، ولا السمعة اللبنانية السيئة وعديمة الثقة تسمح حتى بالالتفات إلى هذا البلد الذي ضيّع أيضاً طريقه واتجاهاته العربية، ويمضي في سياسات المحاصصة والانقسامات، ولا تتوقف فيه «ثقافة النهب» المتوارثة، ما أوصله إلى دين عام يقارب مائة مليار دولار، في حين تتحدث صحف غربية محترمة عن أن هناك سياسيين لبنانيين نهبوا أكثر من 320 ملياراً من الدولارات، لم تظهر الدولة أي رغبة جادة في السعي لاسترجاعها، رغم كل ما أثير من دوي، وأُطلق من وعود، عن السعي لاستعادة المال المنهوب.

يوم الاثنين الماضي، عندما كان عون يتحدث إلى السفراء، قائلاً إن لبنان يجمع اليوم على أرضه عبء أكبر وأسوأ أزمتين أصابتا العالم منذ 75 عاماً، فهو يتحمل وباء «كورونا» الذي طال كل الدول، لكنه يحمل أيضاً منفرداً أزمة النزوح السوري، التي تخطّت كلفتها 25 ملياراً من الدولارات، وأنه يطالب دول مجموعة الدعم بمساعدته ودعم برنامجه الإصلاحي، ويعوّل كثيراً على التمويل الذي تعهّد به مؤتمر «سيدر»، وكان في الوقت عينه تقريباً وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، يبلغ مجلس الشيوخ المخاوف بأن فرنسا ستشهد أشد ركود اقتصادي في تاريخها، منذ عام 1945، نتيجة وباء «كورونا»، هذا بعدما كان الرئيس إيمانويل ماكرون راعي مؤتمر «سيدر» قد أعلن أن «العالم بعد اليوم لن يعود كما كنا نعرفه»، وفي وقت يسعى فيه «البنك المركزي الأوروبي»، على خطة لتحفيز الاقتصاد تبلغ قيمتها 750 مليار يورو!

السفراء استمعوا بشيء من القنوط طبعاً إلى الرئيس حسان دياب يتحدث عن اقتراب الحكومة من وضع الخطة الإصلاحية، التي يطالب بها العالم لمساعدة لبنان، لكن الصحف كانت قد كشفت قبل يومين أن الخطة تحتاج إلى ثلاثة أشهر، وليس من الواضح في أي عالم سنكون بعد ثلاثة أشهر مع وباء يكاد يخنق دول العالم! هذا ليس مهماً على الإطلاق. المهم أن يتذكر المسؤولون في بيروت أن لبنان اليوم ليس همّاً أوروبياً، وأنه فقد طبعاً الاهتمامين الخليجي والعربي، عندما تحوّل إلى منبر لتوجيه الاتهامات والافتئات إلى معظم الدول الخليجية، ورغم ذلك يستدعي المسؤولون سفراء الدول المانحة، مطالبين بالدعم والمساعدة والحصول على مليارات «سيدر»، ويتحدثون عن الخطة الإصلاحية، بينما تغرق البلاد في أخبار الانقسام داخل الحكومة على التعيينات في المراكز المالية الحساسة، رغم أنها خرجت من رحم «حزب الله»، كما يُقال، وكذلك يرتفع الذهول من اصطدام خطة الإصلاح القضائي الممتازة، التي وضعها مجلس القضاء أخيراً بتحفظات تشي بعدم الرغبة في الوصول إلى قضاء شفاف ونزيه، ولا خلاص حقيقياً من الفساد في أي بلد من دون قضاء شفّاف!

هل تخفى كل هذه الأمور عن السفراء، الذين قيل إن بعضهم امتعض من محاولة ربط أزمة لبنان ومشاكله وفساده ومحاصصاته والنهب، بأزمة اللاجئين تكراراً، بما بدا أنه محاولة إحراج لم تمرّ، ولهذا كان واضحاً تماماً أن يان كوبيتش ممثل الأمم المتحدة ردّ باسم السفراء على عون ودياب، فتعمّد أن يصدّ المحاولات اللبنانية المتكررة من ثلاثة أعوام، وفي كل مناسبة، استجلاب المساعدات المالية عبر التلويح بورقة اللاجئين!

ويعرف السفراء جيداً أن مطالبة لبنان بالمساعدات باتت تثير الامتعاض حقاً عندما تتجاهل الحكومة تنفيذ البرنامج الإصلاحي، الذي نص عليه حرفياً البيان الختامي للدول المانحة في «سيدر»، تحديداً في السادس من ديسمبر (كانون الأول) عام 2017، الذي لا يتوقف عند حدود الإصلاح في منهجية إدارة شفافة ونظيفة لقطاعات أفلست الدولة، مثل الكهرباء التي تكلفت أكثر من 45 ملياراً من الدولارات، التي يرفضون تعيين هيئة ناظمة لها ومجلس إدارة، بل والأهم في نهج سياسي يترجم فعلاً على الأقل نظرية «النأي بالنفس»، ويعمل على أن القوات المسلحة ومؤسسات الأمن الوطني تمثل خطوط الدفاع الشرعية عن لبنان، وفق الدستور، و«اتفاق الطائف»، ويفرض على كل اللبنانيين مواصلة النقاشات الخاصة بـ«استراتيجية الدفاع الوطني»!

هكذا بالحرف، ربما كان من الضروري أن يعيد عون ودياب قراءة هذا البيان الختامي الذي لم ينفذ منه شيء قبل الاجتماع والمطالبة بالمليارات، ثم إنه ليس خافياً على أي من السفراء وتقاريرهم إلى عواصمهم طبعاً، أن الحكومة التي تواجه أزمة «كورونا» وارتفاع منسوب الفقر والعوز، لم تتوانَ في جلستها الأخيرة عن إقرار مشروع يثير انقساماً، وهو «سد بسري» وبتكلفة 650 مليون دولار، هذا في حين أنه من المعروف مثلاً، أن أكبر سد في الدنيا ويعتبر تحفة هندسية وينتج «ميغابيط» من الكهرباء، أنشئ أيام الرئيس الأميركي إدغار هوفر عام 1936، ويسمى على اسمه «HOOVER DAM»، وطوله 180 كيلومتراً وبكلفة 49 مليون دولار يومها توازي اليوم 800 مليون دولار، أما في «بسري» فيتقرر في زمن الفاقة إنفاق 650 مليون دولار!

من أين ستأتي المليارات عندما يتذكر السفراء أيضاً أن الحكومة السابقة أقرت مبلغ 800 مليون دولار لتنظيف نهر الليطاني، وطوله 170 كيلومتراً، بعدما كانت فرنسا قد نظفت عام 2016 عشية «سيدر»، نهر السين، وطوله 776 كيلومتراً، بتكلفة 12 مليون دولار.

يوم الأربعاء، حثّ الرئيس الإيراني حسن روحاني «البنك الدولي» على مساعدة بلاده بخمسة مليارات دولار، ولكن في لبنان «حزب الله» يرفض مساعدة «البنك الدولي» في حل أزمته الاقتصادية المالية الخانقة، لأنه يمثل «الاستكبار العالمي»، هكذا بالحرف، ورغم هذا وجّه «البنك الدولي» مع بدء أزمة وباء «كورونا»، مبلغ 40 مليون دولار من أصل 120 مليوناً لمساعدة لبنان على مواجهة تفشي المرض، لكن ما أعلنه ساروج كومار جه، ممثل دائرة المشرق في البنك، من أنه سيشرف على إنفاق المبلغ في إطار من الشفافية والمساءلة، يكشف فعلاً أين صارت صدقية الدولة اللبنانية، التي قال عنها بيار دوكين ممثل الرئيس ماكرون في «سيدر» ذات يوم إنها «غير قابلة للإصلاح»!

لا نقاش في الفساد الأسطوري والنهب المتوحش الذي أفلس لبنان، فهذه اتهامات يتراشق بها السياسيون والمسؤولون علناً، لكن المشكلة في فساد الطقم السياسي أنه يحاول دائماً تحميل الآخرين مسؤولية سرقاته وفساده، فهناك دائماً نظرية غريبة تقول إن مسؤولية الإفلاس تقع على من سبقونا، ومسؤولية عدم إصلاح الوضع أنهم لم يسمحوا لنا بهذا! وهناك نظرية أسوأ بكثير، وهي أن الدولة التي جعلت من القطاع العام، ومن الفوضى والنهب في الوزارات والإدارات والمجالس والتنفيعات، سبباً لعجزها عن دفع ديونها، ما اضطر البنك المركزي والمصارف إلى دفع هذه الديون، هذه الدولة تحاول دائماً تحميل المصرف المركزي والمصارف مسؤولية ما صنعته سرقاتها الأسطورية من إفلاس وجوع... والواقع أن جائحة الفساد سبقت «كورونا» بزمن طويل!

 

النظام الصحي تحت المراجعة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/11 نيسان/2020

حثت الجهات الصحية في بريطانيا على التسريع بمنح تأشيرات للأطباء الأجانب المتقدمين للعمل، واستدعاء المتقاعدين للعودة للعمل في المستشفيات ضمن الحرب على وباء «كوفيد - 19»، وبريطانيا ليست الوحيدة في التنافس على أصحاب التخصصات الحيوية ومنحهم الإقامة والعمل. ففيها أكثر من أربعة آلاف طبيب عراقي على سبيل المثال، وأول طبيب فقد حياته على خط المواجهة مع «كورونا» باكستاني ورحل عن أربعة أبناء كلهم أطباء وزوجته طبيبة أيضاً.

مع الخطر الذي يهدد العالم بسبب الوباء عاد الحديث بقوة عن النظام الصحي، ونقص الكوادر الطبية، وتأهيل المؤسسات الصحية وجودة خدماتها. هل نحن مكتفون؟ وهل منظومة القطاع كله متطورة؟

نأخذ السعودية نموذجاً إقليمياً، لديها خدمة صحية جيدة، حيث تصنفها منظمة الصحة العالمية في المرتبة السادسة والعشرين بين دول العالم. يمارس المهنة فيها نحو مائة ألف طبيب، فقط ربعهم سعوديون. لا يوجد ما يكفي منهم رغم ضخامة برامج الابتعاث للدراسة في الجامعات الغربية، ورغم أن في المملكة 37 كلية طب يدرس فيها 25 ألف طالب وطالبة. لماذا؟ لأن دراسة الطب طويلة ومكلفة ومتطلباتها عالية. والأصعب أن الحصول على مقاعد في الجامعات الغربية محدود بنظام تقنين المقاعد للأجانب، الذي يمنح القليل لهم.

ولا تقلّ أهمية التخصصات المكملة، مثل التمريض، ويبلغ عددهم 185 ألف ممرض وممرضة، ثلثهم مواطنون. وكذلك التخصصات التقنية والإدارية ذات العلاقة ضمن منظومة القطاع الصحي.

وحتى قبل أزمة وباء «كورونا»، الجميع يدرك أن الطب من أرفع المهن، ويعكس تقدم الأمم ومكانتها.

الأزمة الحالية لا بد أنها ستسلط الضوء وترفع من الاهتمام بتطوير الخدمات العلاجية، والحرص على رفع الوعي الصحي في المجتمع، هذه قضية عالمية، وليست مشكلة خاصة بالدول النامية.

ومع أن الحكومات تعتبر فاتورة الخدمات العلاجية مكلفة عليها، وتسعى لتخصيص الخدمات الطبية وتطويره تجارياً، لكنها تعرف أنه لا يكفي، ومضطرة إلى المساهمة والرعاية، ولا يعفيها من المسؤولية. هذا القطاع الحيوي يعد الإهمال أو التقاعس في دعمه مكلفاً وخطيراً، بدليل أن الحكومات في أنحاء العالم فجأة وجدت نفسها تهيل مبالغ خرافية تحاول وقف انتشار الفيروس، بالوقاية، والمختبرات، والعقاقير وشراء التجهيزات الطبية. الحقيقة أنه ليس بالمال تستطيع وقف الخطر وتداعياته، عندما لا يوجد ما يكفي من اختصاصيين، ومعالجين، وأسرّة، وأجهزة تنفس، وكمامات طبية، وملابس واقية.

ومهما قيل عن تضحيات الذين دفعوا حياتهم على خط المواجهة، فذلك لا يكفي للتعبير عن امتنان المجتمع للعاملين في الرعاية الصحية. الطب مهنة مطلوبة دائماً، في الكثير من الدول. لكنها ليست رحلة ميسرة للجميع، فتكاليف تدريسها وتدريبها عالية، أكثر من مليونين ونصف مليون دولار لطالب الطب، وتصل سنوات تعليمهم وتدريبهم للمراحل المتقدمة إلى أكثر من 11 عاماً. لهذا فإن برامج التوعية، والرعاية المبكرة، وإشراك التعليم في مراحله الأولى من خلال التثقيف الصحي، والمتابعة الدائمة للأفراد من قبل الأجهزة الصحية، كلها تؤسس لمجتمع أكثر تعافياً، أقل تردداً على العيادات، وأقل كلفة على النظام الصحي.

 

السياسة كما يراها الرئيس

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 نيسان/2020

لا أذكر إلى أي عمر ظللت أعتقد أنني مواطن في واحد من أجمل بلاد الأرض. كل ما حولنا كان جميلاً: الفصول، والناس، والكفاية، والرجال الذين يثيرون الإعجاب، والشعراء، وكل شيء آخر. وإذا ما حلمنا بالسفر، فمن أجل أن تضاعف الغربة حنيننا إلى جنة العودة، ورفقة الرفاق، وقصائد الحب.

استمر ذلك إلى وقت. وكانت تقوم في البلد قلاقل ومشكلات تدعونا إلى الشك في لبنان؛ لكنه لا يلبث أن يفيق من إغماءته ويستدعينا إليه، فنعود. تستدرجنا شجرة هنا، صخرة هناك، وما يلي ذلك من ذكرى حبيب ومنزل.

ازددنا ثقة بلبنان عندما أبلغنا كثيرون من الرفاق اللبنانيين والإخوة العرب، أن كل قضايا الأمة سوف تحل من هنا: القدس، والجولان، وسيناء، والنعيم الاشتراكي، وحتى «النظرية العالمية الثالثة» في حل المعضلة الإنسانية، من جبال البيرو إلى بوادي منغوليا.

طبعاً كنا نفضل أن نحل أولاً مسائل في حجم لبنان، مثل الكهرباء، والماء، وطرقات الحُفَر الأبدية؛ لكن القضايا الكبرى أولوية.

الأسبوع الماضي استدعى الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا سفراء الدول الكبرى والرئيسية، ليطلب من حكوماتهم مساعدة لبنان. وقال لهم إن دمارنا الاقتصادي سببه 15 سنة حرباً أهلية، و30 عاماً فساداً في الحكم والسياسة. هالنا المجموع: 45 عاماً من الضلال والخطأ.

هل سوف تثق بنا الدول بعد كل هذا؟ إن السياسيين الذين خاضوا الحرب المشار إليها، لا يزالون يشكلون السلطة القائمة الآن، وكانوا يشكلون السلطة الحاكمة طوال الثلاثين عاماً المذكورة. فعلى أي أساس سوف تقدم مجموعة الدعم نحو 11 مليار دولار إلى حكومة غير قادرة على إصدار تشكيلات قضائية، وأخرى في البنك المركزي، بينما فقدت ليرتها نحو 60 في المائة من قيمتها، وبنوكها مغلقة في وجه المودعين؟

كان الأحرى أن يشكو الرئيس عون هذه الحالة المأساوية إلى اللبنانيين، لا إلى الدوليين. مأزق عمره 45 عاماً لا يحله الآخرون حتى لو قدَّموا المساعدات غداً. فالقضية - كما طرحها رئيس الجمهورية - ليست قضية قروض. إنه يتهم طبقة سياسية برمَّتها، بسوء الأمانة وسوء الإدارة، وفي الوقت نفسه يدعو إلى مساعدتها. ما بين الأزمة الاقتصادية والمالية وانفلات الزمام المصرفي، وما بين تبعات «كورونا» الكارثية، لم يعرف لبنان كارثة في هذا الحجم من قبل. ولقد فات الرئيس عون أيضاً، أن لبنان لم يكن في تاريخه مجرداً من الأصدقاء كما هو اليوم. ويحاول الوزير ناصيف حتي ترميم ما دُمر من علاقات في السنوات السابقة؛ لكن لا يدري أحد إلى متى سوف يستغرق ذلك، ولا كيف يمكن تصحيح نصف قرن من الأخطاء وسط هذه الآلام.

 

ترمب في الشوط الثاني من مباراته الرئاسية

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/11 نيسان/2020

الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيجعلُ من المبارزات الانتخابية القادمة للرئاسة الأميركية، حلبة للمصارعة الشاملة فيها من اللكم والضرب فوق الحزام وتحته، وعلى الوجه والسيقان.

ستكون مواجهته مع غريمه القادم من الحزب الديمقراطي مشاهد لا تغيب عنها الخبطات الصوتية الساخرة، وعبارات التهكم التي تندفع مع الالتفاتات التي يحرك فيها رأسه في كل الاتجاهات. سيناريو تلفزيوني معدٌّ مسبقاً بتقنية يعرفها ترمب الرجل الإعلامي المصارع والمضارب في سوق الحياة الأميركية الصاخبة. إنجازاته الاقتصادية، وعوده في حملته الانتخابية السابقة، سيعيدها بالتفصيل ويتحرك بفمه وجسده مستشهداً بالأرقام بما حققه من إنجازات تحت شعار «أميركا أولاً». في الشوط الثاني من مباراة الرئاسة سيضيف إلى شعاره كلمة «وأخيراً»... أي «أميركا أولاً وأخيراً».

دونالد ترمب هو نتاج أميركي كامل الدسم، من بدايته إلى كل أطوار مسيرته. أجداده مهاجرون من ألمانيا التي قدّمت لأميركا العلماء، الذين طوّروا الصناعة الثقيلة، ومخترعي القنبلة النووية، والجنرالات الكبار وكذلك السياسيين الذين لعبوا دوراً بارزاً في حياة أميركا منذ توحيدها. طاف الشاب الأشقر بين مربعات ومستطيلات الدنيا الجديدة، طالباً عسكرياً وجامعياً، ثم اندفع في نشاط والده الثري. العقارات في أميركا هي صناعة وتجارة وحياة أيضاً. الإفلاس قرين للمغامرة، ولكنه مدرسة للمصارعة في ساح الأسواق. ترمب ابن أبيه والنجم المتحرك وسط جمع من إخوته، لم يتردد في ارتياد مربعات المصارعة الجسدية والتلفزيونية والصحافية. لا يرضى بالفوز بالنقاط، هو المصمم دائماً على رفع قبضتي الانتصار في نهاية كل مواجهة بالضربة القاضية. حتى في حياته الشخصية جداً، لا يغامر إلا في الأمور العظيمة. عشيقاته وزوجاته جميلات ترنو إليهن الأنظار، ومشروعاته العقارية أبراج شاهقة، ومتنزهات نوعية تُشد إليها رحلات الأغنياء.

اليوم هو في انتظار الشوط الثاني في مباراة رئاسته القادمة، منتظراً المبارز القادم من الحزب الديمقراطي، جو بايدن عضو الكونغرس ونائب الرئيس السابق براك أوباما. لا شك أنه يعلم علم القين أن معركته في حالة ترشيح حزبه له، يعلم أن منازلة ترمب أشد من سباقه الحزبي مع صديقه بيرني ساندرز. الحضور الكاسح للرئيس ترمب في مناظراته المرئية مع بايدن ستكون إحدى المناظرات التاريخية وقد تفوق المناظرة المفارقة بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون، التي قلبت الحسابات ورفعت الشاب الكاثوليكي الديمقراطي إلى سدة الرئاسة، وهوت بالسياسي المخضرم نيكسون في أول مناظرة تلفزيونية بين مرشحين للرئاسة في تاريخ أميركا. بايدن هو الخصم اللدود لترمب والذي خاض معه معركة مبكرة في موقعة أوكرانيا، وقادت الرئيس ترمب إلى مدرج الاتهام في مجلس النواب الأميركي. لا يستطيع أحد أن يقول إن جون بايدن في كامل لياقته الخطابية الصدامية، التي تمكّنه من تبادل اللكمات العنيفة مع ترمب الذي يمتلك قفازات كلامية صلبة. لقد طرح برنامجاً انتخابياً شاملاً في المرة السابقة أمام هيلاري كلينتون. رفع فيه سقف أهدافه الداخلية والخارجية، وقارع غريمته بالأرقام والوعود والوعيد، وأجَّج نبرات التشدد الوطني متعهداً باستعادة حقوق أميركا المالية التي امتدت إليها أيدي الدول الأجنبية دون نهوض الإدارة الديمقراطية لاسترجاعها، حسب قوله. جون بايدن يرى فيه الديمقراطيون الصوت المعتدل القادر على توحيد صفوفهم، وتعبئة كل الطيف الديمقراطي من ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية والآسيوية، ولن يعدم المؤيدين من جموع البيض ذوي الأصول الأوروبية.

كان بيرني ساندز، الذي انسحب من السباق، يرفع صوت اليسار الاجتماعي، قد ترنّح مبكراً أمام جون بايدن في تصفيات الحزب الديمقراطي على مستوى الولايات. له قوة مؤيدة من الشباب الذين تستهويهم الشعارات الساخنة التي يرفعها. يردّد عبارات، العدالة الاجتماعية والرأسمالية والاستغلال، شعارات من قاموس لا جذور لكلماته في مجتمع أميركي تعدّ الرأسمالية والليبرالية جزءاً من تكوينه المتأصل والموروث. على الرغم من أصوله اليهودية لا يخفي ساندرز اعتراضه الشديد على التأييد الأعمى لدونالد ترمب للسياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. ربما يكون بيرني ساندرز أكثر قدرة من بايدن على مقارعة ترمب على حلبات المناظرة، إلا أنَّ لياقته الكلامية أفضل بكثير من لياقته الصحية.

كل المؤشرات تقود إلى أفق أميركي فيه الكثير من القديم المتكرر، والجديد غير المعهود في مضمار سباق الرئاسة الأميركية. لكل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي سياسات عامة في المجلات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية. يتفق في مجملها مرشحو كل حزب ويختلفون مع برامج مرشحي الحزب الآخر. في التصفيات الانتخابية داخل كل حزب يقدم المترشحون تفاصيل برامجهم وآليات تنفيذها. هناك ثوابث في سياسة الحزب الجمهوري التي تقوم على المحافظة والميول اليمينية، والارتباط بالشريحة البيضاء من الشعب، والتمسك بقوانين الاقتصاد الرأسمالي، في حين يمثل الحزب الديمقراطي الوعاء السياسي للأقليات خصوصاً ذات الأصول الأفريقية واللاتينية، ويطرح برامج اجتماعية تحمّل الدولة مسؤولية أكبر نحو الطبقة الأكثر احتياجاً.

الجديد الذي سيبرز في الانتخابات الرئاسية القادمة، ما أضافه الرئيس دونالد ترمب بشخصيته وسياساته الداخلية والخارجية. لقد حوّل شعاره الانتخابي (أميركا أولاً) إلى أفعال على المستوى الداخلي والخارجي، إذا نجح في إضافة مواقع عمل كبيرة، وخفَّض حجم البطالة، وخاض معارك مع البعيد والقريب من أجل إعادة رسم خريطة جديدة لتجارة أميركا مع الصين وأوروبا. نفّذ وعده ببناء الجدار مع المكسيك وتحجيم الهجرة ومراجعة اتفاقية «نافتا» مع المكسيك وكندا، وكذلك تمويل حلف الناتو. انسحابه من اتفاقية المناخ الدولية كان صداها في داخل أميركا إيجابياً عكس ما كان خارجها.

دونالد ترمب قارع وسائل الإعلام، وخاض معها معارك صدامية علنية، ونجح في سياسة الإنزال خلف الخطوط كما يفعل العسكريون. سخّر تقنية «تويتر» لتكون آلته الإعلامية التي تشدُّ إليها عشرات الملايين. أضف إلى ذلك أن الديمقراطيين بمحاولتهم عزله، قدموا له خدمة بلا حدود. فبعد إسقاط التهم الموجهة إليه، أصبح البريء والضحية الناجية. إذا لم يحدث خلال الأشهر القادمة زلزال بثماني درجات بمقياس ريختر السياسي يهزّ الرئيس ترمب، فسيرفع يديه قبل الجولة الخامسة عشرة فوق حلبة انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، منتصراً بضربته التي رافقته عقوداً طويلة في مبارياته التي لم تتوقف فوق كل الحلبات.

 

بين ضرورات الدولة وثقافة الممانعة

زهير الحارثي/الشرق الأوسط/11 نيسان/2020

كان محقاً دينيس روس مستشار البيت الأبيض السابق عندما قال قبل سنتين «لولا الصراعات في المنطقة لأصبح ما يجري في السعودية من تحولات هو أكبر قصة تحول في الشرق الأوسط بأكمله»، مضيفاً أن «حملة التغيير في المملكة أكثر مصداقية لأنها محلية، ولم تأتِ بسبب استجابة لأي ضغوط خارجية».

اختار الملك سلمان آنذاك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقيام بمهمات غير مسبوقة لوضع بلاده على الخريطة الدولية والاستفادة من مقوماتها وإمكاناتها، فانطلق منفذاً توجيهات الملك الذي أعطاه كامل الثقة للمضي قدماً في مشروعه الكبير. كان يعلم الأمير أن أمامه تحديات داخلية وخارجية فاستند إلى خريطة طريق للسياسة الخارجية ورؤية إصلاحية داخلية تحت عنوان كبير هو التحديث من خلال فرض منطق الدولة التي ترى شيئاً قد لا نراه.

ما يحدث في المملكة من متغيرات لا يدخل في دائرة مناسبة التوقيت أو طبيعة المرحلة وقدرة المجتمع على القبول، بل المسألة تجاوزت كل ذلك بكثير؛ لأنها لم تعد ترفاً بقدر ما تتعلق بضرورات الدولة والمجتمع. تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن ضرورات الدولة حتّمت على صانع القرار اتخاذ ما يراه محققاً للمصلحة العامة من دون أي اعتبارات أخرى. بعبارة أخرى المسألة مرتبطة بقرار استراتيجي لتحقيق المصالح العليا للبلاد بدءاً بصناعة دولة مدنية قوية، وقد بدأت الخطوات الأولى في درب الإنجاز الطويل.

كلما تعلق الأمر بالسعودية، وجدت مدحاً ممجوجاً أو نقداً مقذعاً، وما نطمح إليه هو الحياد، ونظرة المحايد تعترف بأن ما تقوم به السعودية يثير التأمل والدراسة والإعجاب. الدول لا يمكن لها أن تنشأ وتنمو من دون رؤية حضارية وعصرية وحداثة فكر وسلوك؛ لأن مضامينها هي التي تحدد تقدم المجتمعات أو تأخرها، ولذا فالحداثة تعني تحديداً التقدم والتطور ومواكبة لغة العصر والتناغم مع الجديد بدون أن يعني ذلك الانسلاخ مما تملك من موروث أو هوية أو تاريخ. الحقيقة أن هذا المناخ هو ما تجسده سعودية اليوم.

في كل مجتمع هناك فئة فاعلة ومنفتحة ترنو للمستقبل وهي قادرة على الاشتغال والإنجاز، وفئة مقابلة لها لا تعرف سوى التعطيل ومناهضة التغيير والخشية من الجديد. المزعج في الأمر أن الأخيرة لا تقف عند هذا الحد بل تظن أن عليها دوراً مفصلياً في المواجهة فتستعدي الجميع وتتجاوز موقعية السلطة والدولة على اعتبار أن لها حق التغيير والوصاية والإقصاء، فترهن تقدم المجتمع وتطوره بما تعتقد أنه صحيح وفق منطوقها، وذلك ليس خوفاً على المجتمع كما تزعم، بل هو قلقها من فقدان مكاسبها وامتيازاتها.

بلادي تعيش منذ فترة ورشة عمل وحراكاً فاعلاً، والمثير أن كل هذه التحولات والتغيرات حدثت بهدوء وانسجام وقبول شعبي غير مسبوق. العلاج بالصدمة في تقديري كان أسلوباً عبقرياً لمحاولة إحداث تغيير ثقافي واجتماعي، وهو ضرورة رغم ما قد يفرزه من تداعيات آنية. قرار الأغلبية هو الذي يسري في نهاية المطاف، وقد نُشرت استطلاعات محايدة آنذاك أكدت تأييد غالبية المجتمع السعودي للقرارات الشجاعة التي كان خلفها ولي العهد. بصفتك مواطناً من حقك أن يكون لك موقف ورأي، ولكن ليس من حقك أن تمنع الآخرين من ممارسة ما يعتقدون أنه صحيح. المناخ الجديد يكرس حق الاختيار الذي تصونه الدولة.

ثقافة الممانعة أو رفض التحديث والتغيير مؤشر لظاهرة التخلف والجهل، التي تتسم بها بعض المجتمعات، والتي تنزع لنمط نوستالجي ماضوي تقليدي ما جعلها تشكل ثقافة مضادة لمفهوم الأنسنة. سحب مسار التطور الإنساني إلى الخلف يعني أن ثمة تخلفاً فكرياً تراكم وترسخ في الحياة الاجتماعية من خلال تشويه الحقائق والأحكام الجزافية والارتجالية والإشاعات وتبخيس النجاحات، فضلاً عن الاهتمام بالشكليات على حساب المضمون. المجتمع تجذبه الثقافة الفاعلة المنتجة القادرة على تنويره، ولكن عليه مواجهة الثقافة الاستلابية الرافضة للتغيير والتي تنهمر عليه من خلال مبررات واجتهادات معينة.

مطالب التغيير عادة ما تأتي من الطبقة الوسطى، غير أن الدولة في الحالة السعودية تجدها أكثر تقدماً لكونها هي التي تسحب المجتمع للأعلى على اعتبار أن الإنسان هو غاية التنمية، فضلاً عن أهمية حضور القرار السياسي؛ لأنه أثبت وبالدليل القاطع أنه قادر على إحداث التغيير متى ما أراد ذلك بغض النظر عن الممانعة الآيديولوجية أو الاجتماعية. صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تقول إن ولي العهد يراهن على شباب بلاده في المضي إلى المستقبل وقد كان. من حقنا أن نتفاءل لأننا وأجيالنا القادمة سننعم بحياة مشرقة وطبيعية افتقدناها كثيراً منذ عقود.

 

أهمية الشفافية في مكافحة «كورونا» وبناء الأمل

فريد بلحاج/الشرق الأوسط/11 نيسان/2020

مع اجتياح فيروس «كورونا المستجد» منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يُحكم عدم اليقين والخوف قبضتهما على الشارع. فالمواطن يتجه إلى حكومته منتظراً منها التحرك؛ غير أن غياب الشفافية على مدى عقود أدى إلى انعدام الثقة، وفي كثير من الحالات، تقويض مصداقية الدولة. فيتعذر على الناس التثبت مما إذا كانت التقارير والتحديثات اليومية صحيحة. وكما وصف شخص ما ببراعة تصدي القيادة لفيروس «كورونا»، قائلاً «عندما تفقد ثقة الناس، حتى عندما تقول الحقيقة، لن يصدقك الناس». إن الحكومات في حاجة إلى تذكيرها بهذا الواقع المؤسف.

وكأنما كان انتشار جائحة عالمية وسط اضطرابات اجتماعية لم يكن كافياً، تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى ذلك وأكثر من أي منطقة أخرى، صدمتين مختلفتين، لكنهما مرتبطتان ببعضهما بعضاً. فإلى جانب انتشار الفيروس، انهارت أسعار النفط. وهذا يضغط مباشرة على مصادر الدخل وحسابات المالية العامة لدى مصدّري النفط؛ ويؤثر بشكل غير مباشر، لكنه شديد، على الاقتصادات النامية في المنطقة والتي تعتمد على تحويلات العاملين المغتربين، والاستثمار الأجنبي المباشر، والتحويلات من البلدان المجاورة المرتفعة الدخل.

وفي حين نكافح تفشي فيروس «كورونا المستجد»، فإن السياسات المصممة لاحتواء الجائحة، مثل تعميم التباعد الاجتماعي، لها آثار انكماشية قصيرة المدى على الأقل مع تكلفة اقتصادية محتملة شديدة الوطأة. وتلتزم مجموعة البنك الدولي تقديم يد العون للبلدان من أجل التغلب على هاتين الصدمتين بالتمويل والخبرة، وذلك بقصد ألا يتخلف أي بلد عن الركب.

فأنشأنا صندوق تمويل طارئاً لمواجهة فيروس «كورونا» بقيمة 14 مليار دولار، ونعمل بلا كلل لزيادة عملياتنا. وفي 25 مارس (آذار)، تعهد الرئيس ديفيد مالباس بتقديم 160 مليار دولار على مدى الأشهر الخمسة عشر المقبلة لتمويل عمليات المساندة المصممة خصيصاً لاحتياجات كل بلد على حدة، مع التركيز على التمويل القائم على السياسات وحماية البيئة وأشد الأسر فقراً.

لكن قريباً وبالتعاون مع شركائنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوف نخرج من حالة الطوارئ هذه. إننا في حاجة إلى الخروج من الأزمة أقوى من ذي قبل برؤية متفائلة لمستقبل أكثر إشراقاً في المنطقة!

يجب أن نتعلم ونتغير من أجل أن نمنح المواطن أملاً جديداً. خلاصة القول، عندما طرق فيروس «كورونا» أبواب المنطقة، وأعني هنا كل المنطقة، كان الزعماء ورواد الأعمال والشباب المتعلم والمجتمع المدني الأوسع منهمكين بالفعل في مناقشات صعبة حول الماضي، وتنمية بلدانهم في المستقبل. ويبدو أن المجتمع بأسره على المحك، من طبيعة النظم السياسية إلى الجوانب الفنية للسياسات الاجتماعية وسياسات الاقتصاد الكلي.

ويسهم تقريرنا عن أحدث المستجدات الاقتصادية في المنطقة بتفاصيل دقيقة في تلك المناقشات من خلال دراسة أهمية الشفافية للحكومات. وإذا كان هناك درس واحد يمكن استخلاصه من هذه الجائحة، فهو أن الشفافية في المعلومات العامة يمكن أن تنقذ الأرواح وتحسّن النتائج الاقتصادية، من خلال تعزيز الثقة المجتمعية بالدولة من بين عوامل أخرى.

ومن المؤسف أن المنطقة كان أداؤها دون المستوى لسنوات إن لم يكن لعقود فيما يتعلق بالشفافية. فمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة الوحيدة التي انخفضت فيها قدرات البيانات والشفافية منذ عام 2005؛ إذ يتخلف الكثير من بلدانها عن الركب فيما يتعلق بالقدرة على توليد البيانات أو منع الوصول إليها تماماً. ولا تساعد البيانات الموثوقة والشفافية فقط على تحسين السياسات العامة، بل تعزز ثقة الناس بالحكومة أيضاً. وفي المقابل، قد يكون نقص البيانات والشفافية مسؤولاً بصورة جزئية على الأقل عن متلازمة النمو المنخفض المزمنة التي تعاني منها المنطقة. وكان نمو نصيب الفرد من الناتج منذ بداية القرن الحادي والعشرين في أنحاء المنطقة أقل من المعتاد في البلدان التي تشهد المستويات ذاتها من التنمية. ويؤكد التقرير الجديد أنه لو كانت المنطقة قد شهدت معدلات النمو المعتادة التي سُجلت في بقية العالم، لكانت ستصبح أكثر ثراءً بنسبة 20 في المائة على الأقل مما هي عليه اليوم.

ووجدت اقتصاداتنا أيضاً أن غياب الشفافية يتسبب في أضرار أكبر حينما تقع الأنظمة تحت وطأة ضغوط بسبب تهديدات محتملة، مثل الجائحة التي تعصف بالعالم حالياً. إن تراجع شفافية البيانات في المنطقة أدى إلى فاقد في نصيب الفرد من الدخل بنسبة تتراوح بين 7 في المائة و14 في المائة. ولذا؛ فمن المنطقي أن يتحمل غياب الشفافية نصيب الأسد من فاقد الدخل المتراكم خلال القرن الحادي والعشرين.

ومن الصعب التفكير في تحديات أكثر أهمية تواجه المنطقة في الأجل الطويل من تسريع وتيرة النمو الاقتصادي، وعلاج نقاط الضعف في المالية العامة، وتحسين أداء أسواق العمل في مختلف أرجاء المنطقة. بيد أن هذه المجالات تعاني من غياب المعلومات أو غموض البيانات. ويساعد هذا التقرير على إلقاء الضوء على الجوانب المظلمة من المناقشات الحاسمة الجارية حول السياسات العامة.

ولا يمكن معالجة المظالم التي فجّرت الاحتجاجات في جميع أنحاء المنطقة إلا من خلال إعادة بناء الثقة. وألقت جائحة فيروس «كورونا» الضوء على الخسائر المحتملة: لا شيء يفوق أهمية أرواح البشر. وهناك حاجة إلى عقد اجتماعي جديد الآن أكثر من أي وقت مضى، على أن تبدأ عملية الإصلاح بالشفافية والمساءلة. ويمكن لزيادة الشفافية أن تتحقق مستقبلاً مشرقاً للمنطقة بتعزيز ثقة المجتمع بالحكومة، وتقود النمو والرخاء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السنوات والعقود المقبلة.

 

اتفاق «أوبك+» تاريخي... لكن قد لا يرضي السوق

وائل مهدي/الشرق الأوسط/11 نيسان/2020

كلنا يعلم أن اتفاق تحالف «أوبك+» لتخفيض إنتاج النفط حتى أبريل (نيسان) 2022، الذي تم التوصل إليه يوم الخميس، لن يعجب سوق النفط، حتى إن انضمت إليه دول مجموعة العشرين (بتخفيضات ليست في الحقيقة تخفيضات)، والسبب بسيط هو أن الطلب سينخفض خلال أسابيع قليلة بصورة لم يسبق أن رآها أحد من وزارء الطاقة الذين شاركوا في الاجتماع في حياته، فيما كان مقدار الخفض الذي تمكن التحالف من الاتفاق عليه هو نصف الكمية التي تحتاجها السوق للتوازن.

لقد عرضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على وزراء طاقة مجموعة العشرين في اجتماعهم بالأمس، توقعاتها للطلب هذا العام، وكلها أرقام غير مشجعة ولا تظهر أن الاتفاق سوف يؤدي إلى أي توازن للسوق، وفي أفضل الحالات سوف يؤدي هذا الاتفاق إلى إبطاء عملية تراكم المخزونات النفطية التجارية في العالم، التي سوف تمتلئ خلال شهر من الآن إذا لم يكن هناك اتفاق. وبحسب أرقام «أوبك»، فإن الطلب سينخفض بنحو 20 مليون برميل يومياً هذا الشهر، و12 مليون برميل يومياً في الربع الثاني، وبنحو 7 ملايين برميل يومياً لكل عام 2020. في الناحية المقابلة اتفق التحالف الذي يضم 23 دولة بينها السعودية وروسيا على تخفيض 10 ملايين برميل يومياً خلال مايو (أيار) ويونيو (حزيران)، و8 ملايين برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري. وابتداءً من أول أيام 2021 وحتى أبريل 2022 سوف يستمر التحالف في تخفيض 6 ملايين برميل يومياً.

وفي الوقت الذي يحتاج العالم فيه إلى تخفيض 20 مليون برميل يومياً، سيتمكن التحالف من توفير النصف، وفي أفضل الحالات إقناع باقي مجموعة العشرين لخصم 5 ملايين برميل يومياً، لتتبقى 5 ملايين أخرى على أقل تقدير، إذ إن بعض تقديرات السوق تقول إن الهبوط في الطلب خلال الربع الثاني سيكون في حدود من 20 إلى 35 مليون برميل يومياً.

وللأسف شاهدت بالأمس التصريحات غير المسؤولة من دول عديدة في مجموعة العشرين، مثل البرازيل التي قال وزيرها في الاجتماع الافتراضي لوزراء طاقة المجموعة، إن بلاده لا تملك أي سلطة قانونية على شركة «بتروبراس»، التي يتوقع هو أن إنتاجها سيهبط بنحو 200 ألف برميل يومياً، وهو ما يعادل 20 في المائة من صادرات البرازيل.

أما خيبة الأمل الكبرى فكانت من المكسيك التي عطلت اتفاق «أوبك+»، إذ إنها عضو في التحالف وفي مجموعة العشرين. وأوضح الرئيس المكسيكي أندريس أوبرادور أن بلاده لا تستطيع المساهمة في التخفيض المطلوب منها في الاتفاق والمقدر بنحو 400 ألف برميل، وأشار إلى أن «هذا رقم كبير، لأن بلاده احتاجت لمشقة كبيرة حتى يصل إنتاجها إلى قرابة 1.8 مليون برميل يومياً». والمكسيك وضعها معقد نوعاً ما، فإنتاج حقولها يهبط منذ سنوات بشكل كبير نظراً لقدم هذه الحقول، وبالتالي تكلفة الإنتاج عالية، وهي من الدول التي تبيع أغلب إنتاجها بطريقة التحوط؛ أي تبيع إنتاج العام المقبل بسعر تتفق عليه هذا العام لضمان عدم تأثرها من أي هبوط في الأسعار.

واتفقت 22 دولة في التحالف على تخفيض إنتاجها بنسبة 23 في المائة من مستوى أكتوبر (تشرين الأول) 2018 (باستثناء السعودية وروسيا اللتين احتسبتا مستوى الإنتاج من 11 مليون برميل يومياً)، فيما رفضت المكسيك هذا وتمسكت بتخفيض إنتاجها بنحو 100 ألف برميل يومياً فقط. وفاجأ الرئيس المكسيكي الجميع بالأمس، قائلاً إن بلاده اتفقت مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على خفض بنحو 100 ألف برميل، فيما ستتحمل الولايات المتحدة باقي حصة المكسيك حسب المفاهمة.

هذا الاتفاق لا أحد يعلم شرعيته نظراً لأن الإعلان كان من طرف واحد، الأمر الآخر هو أن الولايات المتحدة نفسها لا يوجد لديها أي إعلان بخفض متفق عليه مع «أوبك+»، ويريدون أن يعتبر التحالف التخفيض الطبيعي الناجم عن خفض الأسعار حالياً كتخفيض طوعي ضمن الاتفاق. وبحسب تقديرات وزير الطاقة الأميركي دان برويليت التي عرضها على الوزراء بالأمس، فإن إنتاج بلاده سينخفض بنحو 2 أو 3 ملايين برميل يومياً بنهاية هذا العام. وكلنا يعلم أن هذه الكمية قد لا تكون حقيقية؛ لأن الأسعار لو تحسنت فإن بعض الشركات ستواصل إنتاجها.

عموماً فإن وضع الولايات المتحدة الآن سيئ، فالحفارات هبطت الأسبوع الماضي بصورة لم تشهدها البلاد منذ عام 2016... وبنظرة على أسعار بيع النفط الأميركي، فإن سعر نفط خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة وصل إلى 22.76 دولار للبرميل بنهاية يوم الخميس. أما الخامات الأخرى مثل الباكن (9 دولارات) وغرب تكساس الوسيط ميدلاند (18.26 دولار) وخليط مارس (22.76 دولار) ولويزيانا الحلو والخفيف (20.76 دولار)، وهذه الأسعار لا تكفي منتجي النفط الصخري هناك لمواصلة الإنتاج.

أما المصافي، فحتى الآن أقفلت مصفاة تابعة لشركة ماراثون عملياتها، وهناك العديد من المصافي مهددة. هذا كله يضع ضغطاً على الرئيس الأميركي ترمب لفعل شيء لو أراد الفوز بالانتخابات في ولاية تكساس النفطية، التي تعتبر إلى جانب كاليفورنيا أهم ولايتين في سباق الانتخابات.

وقد يسأل سائل لماذا لا تتحمل المملكة الجزء الأكبر من التخفيضات وتنهي كل هذا؟ المسألة ليست بهذه السهولة، فحتى لو افترضنا أن المملكة تنازلت عن حصتها السوقية، فهناك مستوى معين من الإنتاج لا تستطيع المملكة النزول تحته لأسباب فنية، مرتبطة بكمية الغاز المصاحب للنفط الذي يدخل في إنتاج أكثر من نصف الكهرباء في المملكة وسوائل الغاز الطبيعي الناتجة التي تذهب لمصانع البتروكماويات. وهناك شبكة مصافٍ عالمياً لأرامكو السعودية طاقتها قرابة 5 ملايين برميل يومياً قائمة على النفط السعودي.

إن مشكلة هذا الاتفاق من الأساس هو أن طول مدته (حتى 2022) يجعله صعباً على النفوس وصغار المنتجين الذين ينتظرون تحسن الأسعار للعودة لزيادة الإنتاج. كما أن مراقبة ومتابعة كل هذه الدول جهد كبير، ولو انضمت مجموعة العشرين إليه فهذا سيتطلب مجموعة عمل خاصة لمتابعته. ولهذا فإن أي اتفاق لتخفيض الإنتاج من الأفضل أن يكون قصيراً. على كال حال، ستحتفل «أوبك» هذا العام بمرور 60 عاماً على تأسيسها، وحتى الآن لم تستطع أزمة واحدة أن تهز «أوبك» أو تقضي على مستقبلها أو مصيرها، بل إن «أوبك» تظهر وقت الأزمات كما حدث يوم الخميس. وتحالف «أوبك+» كان في الأساس مؤقتاً، ولكن الظروف جعلته شبه دائم. والذي لا أفهمه هو أن الدول في مواجهة أزمة مثل كورونا تعلن حالات طوارئ تعطل فيها العديد من الأنظمة والتشريعات؛ إلا عند الحديث عن النفط، يبدأ الكل خارج «أوبك» في تذكر القانون. العالم يحتاج إلى تفهم أن أزمة نفطية بهذا الحجم تستوجب حالة طوارئ؛ إلا إذا كانت الكراهية لـ«أوبك» في أوروبا والولايات المتحدة أعمق مما نظن.

 

الاقتصاد التركي يتجرع كأس السم

إيمري ديليفيلي/العرب/11 نيسان/2020

دحض تقدم تركيا في تصنيفات انتشار وباء كورونا ادعاءات الحكومة بأن الوباء لن يؤثر على البلاد، بعد أن أصبحت تحتل المرتبة التاسعة عالميا من حيث تفشي فايروس كورونا. ويحذر أطباء أتراك يعملون في الخارج من أن تركيا تسلك طريقها لتصبح مثل إيطاليا وإسبانيا. وليس مستغربا أن يتحفظ نظراؤهم في التداخل بسبب الاعتقالات اليومية بتهمة “نشرالذعر”. ومن خلال فهمي للخبراء الأتراك والدوليين، أستطيع القول إن الفايروس لن يفقد تأثيره قبل شهر يونيو على أقرب تقدير، لذا سأستند في كل حججي على هذا الافتراض المتفائل. ربما تكون السياحة هي القطاع الأكثر تضررا في تركيا، لأن معظم الفنادق في ساحل بحر إيجة والبحر المتوسط موسمية، أي أنها مفتوحة فقط من نهاية أبريل إلى نهاية أكتوبر. وبالنسبة لهذه الفنادق وشركات القطاع الأخرى، فإن ضربة كورونا لها جاءت قاضية. حيث أجلت جميع فنادق مدينة مرمريس رسميا مواعيد افتتاحها من أبريل إلى مايو، رغم علمها بأنها لن تفتح قبل يونيو على أقرب تقدير. وكشف مسؤول مصرفي أن الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخزانة والمالية براءت البيرق تحدثا إلى رؤساء البنوك عند إعلان حزمة الإنقاذ الاقتصادي في 18 مارس، وشجعوهم على اتباع قيادة البنوك الحكومية في تسهيل التعامل مع الشركات.

لكن الفنادق حتى إذا لم تواجه الإفلاس، فإنها ستتعرض لضغوط رهيبة وسيكون لذلك تأثير كبير على الاقتصاد التركي، لأنها تمثل ثلثي عائدات السياحة وتساهم بنسبة 5 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي في الأشهر الستة من أبريل إلى سبتمبر.

ومن المؤكد الآن، أنها لن تحقق أي دخل خلال هذه الأشهر الستة لأن السياحة لن تنتعش فورا حتى لو تبدد الوباء في شهر يونيو، حيث ستحتاج شركات الطيران لبعض الوقت لاستئناف الرحلات ويحتاج الناس لكسب بعض المال تدريجيا للعودة للرحلات السياحية.

وبناء على ذلك، تلقت الفنادق إلغاءات ليس فقط لشهري أبريل ومايو، ولكن طوال فصل الصيف. يمكننا أن نتوقع خسارة ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من العملات الأجنبية، الأمر الذي سيشطب مكاسب انخفاض أسعار النفط من رصيد ميزان المدفوعات.

أضف إلى القائمة 18 مليار دولار من مدفوعات الديون الخارجية قصيرة الأجل المستحقة في الأشهر الثلاثة المقبلة، واستمرار هجرة المستثمرين الأجانب.

وهذا ليس كل شيء. حيث سينضم العاطلون عن العمل في هذا المجال، البالغ عددهم في المجمل أقل من مليون شخص، إلى 4.4 مليون عاطل عن العمل بالفعل. وبإضافة قطاع السياحة إلى القطاعات الأخرى، سيتضح أن تركيا تتجه نحو أزمة توظيف أيضا.

ولسوء الحظ، وعلى عكس العديد من الدول الأخرى، تعاني تركيا بالفعل من أزمة ارتفاع معدل البطالة البالغ 13.7 في المئة. ومن المرجح أن تصل البطالة إلى أكثر من 20 في المئة بحلول الصيف. وتتوقع بيانات شركة البحوث الاقتصادية كابيتال ايكونومكس أن يتراجع استهلاك السلع والخدمات في تركيا بفعل التباعد الاجتماعي، مثل النقل العام والترفيه والمطاعم والفنادق، التي تمثل 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي واحدة من أعلى المعدلات في الأسواق الناشئة.

وهنا نتساءل: إذا كانت تركيا قد وقعت في أزمة الوباء بالفعل، فلماذا يتخذ المسؤولون الحكوميون سوى إجراءات وتدابير واهية؟

وبالتأكيد، فإن سياسة بدل العمل قصير الأجل، حيث تقدم الدولة جزءا من أجور الموظفين المهددين بفقدان وظائفهم، وكذلك دعم الدخل المحدود تعد من التدابير الجيدة، لكن ذلك لن يكفي الأعداد الهائلة من العاطلين عن العمل. وتعد حزمة الدعم البالغة 15 مليار دولار ضئيلة مقارنة بالدول الأخرى، خاصة في ظل محدودية الموارد المتوفرة لدى الحكومة والبنك المركزي. وتؤكد كابيتال إيكونوميكس أن السياسة النقدية في تركيا تعاني من صعوبات أكبر من معظم الأسواق الناشئة، حيث تتمتع تلك الدول بأسعار فائدة منخفضة جدا بالفعل. إن عدم وجود موارد كافية هو السبب وراء إحجام أردوغان عن المضي قدما في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، فالدولة ببساطة لا تملك الموارد اللازمة لتأمين الحظر الكامل. في الواقع، سمعت من عدة مصادر قريبة من حزب العدالة والتنمية عن وجود توتر بين البيرق ووزير الصحة، الذي يضغط من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. ولا تترك قلة الاحتياطات المالية أمام أنقرة سوى خيار واحد فقط هو اللجوء إلى صندوق النقد الدولي. لكننا نعلم أن تركيا ليست من 81 دولة تقدمت بطلب إلى صندوق النقد، بسبب استياء أردوغان من الصندوق، لكنه سوف يلجأ إليه حين يتضح له وللبيرق وللاقتصاديين أنه لا يوجد طريق آخر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في رسالة الفصح: دولتنا ليست منهوكة بل منهوبة على الحكومة إجراء الإصلاحات والمحافظة على ودائع المواطنين

وطنية - السبت 11 نيسان 2020

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من الصرح البطريركي في بكركي، رسالة الفصح الى اللبنانيين جميعا والمسيحيين خصوصا، مقيمين ومنتشرين، بعنوان "وجداهم يقولون: حقا إن الرب قام" (لو24: 33-34)، في حضور عدد من المطارنة والكهنة، قال فيها: "عندما عرف تلميذا عماوس الرب يسوع القائم من الموت، عند كسر الخبز، استعادا قوتهما الروحية والمعنوية والجسدية، ورجعا في تلك الليلة عينها، إلى أورشليم لنقل هذا الخبر المفرح، "فوجدا الأحد عشر والذين معهم مجتمعين، وهم يقولون: حقا إن الرب قام وتراءى لسمعان" (لو24: 33-34). هذه البشرى الدائمة لكل الأجيال وعبر العصور، هي أن الجنس البشري أصبح في حالة قيامة ورجاء، وينبغي أن نسعى إليها دائما كلنا، أفرادا وجماعات، مهما اكتنفها من صعوبات، وما قاومها من محن. إن المسيح رجاءنا جعل الكنيسة علامة الرجاء وأداته وخادمته. ولذلك من واجبها في المحن والمصاعب أن تجسد هذا الرجاء بأفعالها ومبادراتها لشعبنا ولكل إنسان، وتذكر دائما بكلمة الرب يسوع: "لا تخافوا" (راجع متى 27:14 و 10:28؛ مر 50:6؛ يو 20:6)".

أضاف: "أود في البداية أن أقدم لكم جميعا التهاني القلبية بعيد الفصح المجيد مع أطيب التمنيات، حيثما أنتم: في لبنان، والنطاق البطريركي، وبلدان الانتشار. ولئن حرمنا وحرمكم فيروس كورونا من الاحتفال بالأعياد الفصحية في الكنائس، وتبادل زيارات المعايدة، فإنا عشنا العيد في داخل قلوبنا ونفوسنا التي دخلها المسيح الرب ليقيمها إلى حياة جديدة وحالة جديدة، راجين أن نكون كما يريدنا الرب يسوع ملحا جديدا في حياة هذا العالم، وخميرا صالحا في عجينه، ونورا ساطعا في ظلماته (راجع متى 13:5؛ 33:13)".

وتابع: "الكنيسة المارونية تجسد كنيسة المسيح، من حيث هي ذات حق خاص، كسواها من الكنائس. وبهذه الصفة هي وسط شعبها سر خلاص وأداة الشركة مع الله والناس وعلامتها (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 779). كنيستنا هي إلى جانب شعبنا بواسطة أساقفتها وكهنتها ومؤازرة رهبانها وراهباتها ومؤمنيها. وتؤدي رسالتها المثلثة: الكرازة بالإنجيل والتعليم، التقديس بتوزيع نعمة الأسرار، ورعاية الجماعة بإسم المسيح الراعي الصالح (كتاب التعليم المسيحي، 888، 993، 994). وهي بذلك تسعى إلى تعزيز اتحاد كل إنسان بالثالوث الإلهي، وإلى وحدة الجنس البشري (رجاء جديد للبنان، 19). ولكون الإنسان وحدة لا تتجزأ بكل أبعادها، فإلى جانب عملها الروحي والراعوي، تعمل كنيستنا مثل سواها، من أجل خير الإنسان وخير المجتمع العام. فأنشأت أبرشياتها ورهبانياتها مؤسسات تربوية، مثل المدارس والجامعات والمعاهد التقنية، ومؤسسات استشفائية وصحية، وأخرى إجتماعية من مثل المياتم ودور المسنين ومراكز تأهيل للمعوقين ولذوي الاحتياجات الخاصة، ومحطات راديو وتلفزيون. هذه المؤسسات تساهم في نمو الإنسان ثقافيا وإنسانيا وروحيا، وفي تحريره من كل ما يعوق هذا النمو، عملا بالمبدأ الأساس وهو أن يعكس هذا الإنسان مجد الله (القديس إيريناوس)؛ وتوفر فرص عمل ومساعدات مالية وعينية للعائلات المعوزة؛ كما تفسح في المجال لاستثمار ممتلكاتها وأوقافها زراعيا وصناعيا وسياحيا وسكنيا. وتساندهم عند تعثرهم".

وقال: "فيما الكنيسة تتمايز عن الدولة بطبيعتها ومساحات خدمتها ووسائلها، فإنها تلتقي معها في هذه القطاعات الاجتماعية، التربوية والاستشفائية. وبالتالي يجب أن تتعاونا من أجل الخير العام. وأوجه النداء إلى الدولة لكي تقوم بما يتوجب عليها من مستحقات تجاه المؤسسات المتعاقدة معها. فمن غير المقبول أن تهمل الدولة هذا الواجب سنتين وثلاثا وأربعا، فإنها بذلك ترهق مؤسسات الكنيسة ورسالتها، وتعيق تقدمها ونموها من أجل خير أفضل. إن الكنيسة في الواقع تساعد الدولة على القيام بواجباتها تجاه المواطنين، وفي بعض الحالات تحل محلها لعدم قدرة الدولة على إنشاء مؤسسات مماثلة".

أضاف: "إذ نقدر ما تقوم به الحكومة من اهتمامات وتضحيات، وما تواجه من صعوبات متنوعة، نتمنى لها ولفخامة رئيس الجمهورية النجاح في النهوض بلبنان اقتصاديا وماليا ومعيشيا لخيره وخير شعبه. ونتمنى لها التمكن من إجراء الإصلاحات المطلوبة داخليا ودوليا في الهيكليات والقطاعات وفقا لأسسها، وهي العدالة الاجتماعية في الحقوق والواجبات، ومساعدة الفقراء، وفرض ضرائب متناسقة مع مداخيل المواطنين وواقعهم الاجتماعي، وجباية هذه الضرائب من الجميع، المحافظة على نظام الاقتصاد الحر ولا سيما النظام المصرفي، وهو نظام يميز لبنان، المحافظة على ودائع المواطنين التي هي جنى عمرهم وتعبهم، استرداد الأموال المنهوبة، فالكل يجمع على أن دولتنا اللبنانية ليست منهوكة بل منهوبة. ومن ناحية أخرى ينبغي على الحكومة ورئيس الجمهورية العمل لدى الأسرة الدولية على تغطية الأعباء المالية الباهظة على الاقتصاد الناجمة عن النازحين، والتي تزيد من الأزمة الاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان".

وتابع: "حيال الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة التي اشتدت أكثر فأكثر بفيروس كورونا، توافقنا كبطريركية وأبرشيات ورهبانيات رجالية ونسائية، ورابطة كاريتاس لبنان التي هي جهاز الكنيسة الاجتماعي الرسمي في لبنان، ومؤسسات تعنى بالشأن الاجتماعي، على مضاعفة المساعدات العينية والمالية للعائلات المعوزة التي يتزايد عددها، وعلى تنسيق هذه المساعدات بحيث تشمل كل المناطق والعائلات، عملا بمبدأ القوة في الوحدة، بحيث لا يترك أحد فريسة للجوع. أولا، الكرسي البطريركي والأبرشيات والرهبانيات، من أجل هذه الغاية طلبنا أولا من الدائرة البطريركية والأبرشيات التسع والنيابات البطريركية الأربع ومن الرهبانيات الرجالية الخمس والنسائية السبع، تقارير حول أربع نقاط: العائلات المعوزة وكيفية مساعدتها عموما من الكرسي البطريركي والأبرشية والرهبانية؛ المساعدات الدائمة العينية والمالية من هذه المؤسسات وقيمتها؛ تأمين فرص عمل لموظفين ورواتبهم الشهرية، التي تستفيد منها العائلات؛ تحديد أديار ومراكز للحجر الصحي بالتنسيق مع وزارة الصحة والبلديات والصليب الأحمر اللبناني. ولم نطلب تقارير عن مصاريف أخرى متنوعة".

وقال الراعي: "تلقينا الأجوبة التفصيلية بكثير من الامتنان وسنعطي ملخصها التفصيلي في ملحق يضاف إلى رسالة الفصح هذه. ونكتفي هنا بإعطاء مجموع المساعدات التي توفرها البطريركية والأبرشيات والرهبانيات: عدد العائلات التي تساعدها من دون التي لم تذكر الأجوبة عددها: 33.456 عائلة، القيمة المالية السنوية للمساعدات النقدية والعينية: 71 مليار و 585 مليون ليرة ما يوازي 47.2 مليون دولار بحسب سعر الصرف الرسمي، عدد الموظفين وبالتالي العائلات المستفيدة 18.870 موظفا، قيمة الأجور والرواتب السنوية: 430 مليار و 73 مليون ليرة ما يوازي حوالي 283.8 مليون دولار بحسب سعر الصرف الرسمي (معدل الراتب 1253 $ شهريا)، عدد المراكز المخصصة من البطريركية والأبرشيات والرهبانيات للحجر الصحي: 18".

أضاف: "ثانيا، رابطة كاريتاس لبنان، إنها جهاز الكنائس الكاثوليكية في لبنان لخدمة المحبة الاجتماعية. فبإسم هذه الكنائس تتلقى المساعدات المالية والعينية المتنوعة، من الداخل والخارج، وتوزعها في جميع المناطق اللبنانية حيث تتواجد من خلال تنظيمها بأقاليم وفروع. إنها، بتأدية مساعداتها العينية: الغذائية والطبية والاجتماعية والإنسانية والتنموية، ومساعداتها المالية، تتكامل وتتناسق مع قطاعات خدمة المحبة التي تقوم بها البطريركية والأبرشيات والرهبانيات. هذا كله مدعاة رجاء وطمأنينة لشعبنا، الذي تحتضنه الكنيسة بمحبتها وسهرها وعنايتها لئلا يخور في الطريق. وعلى سبيل المثال، وزعت رابطة كاريتاس لبنان خلال شهر آذار الماضي حصصا غذائية ل 6500 عائلة، وتعمل مع محسنين على مساعدة 12.500 عائلة معوزة. وفي العام الماضي أمنت مساعدات طبية ل 38.514 شخصا. ولا بد من توجيه كلمة شكر لشبيبة كاريتاس السبع مئة والخمسين الذين يعملون على الأرض في توزيع المساعدات وغيرها من النشاطات الميدانية، وللأشخاص المتطوعين الألف ومائتين العاملين في مراكز كاريتاس، وللست مئة وثلاثين موظفا الذين يعملون في المركزية والأقاليم وتوفر لهم كاريتاس فرص عمل برواتب شهرية تبلغ 312.182.631 ليرة. يضيق المجال هنا لتعداد قطاعات خدمة المحبة في كاريتاس، فهي معروفة عبر مطوياتها ومنشوراتها وإطلالاتها الإعلامية وتقاريرها السنوية. نشكر الله على جهاز الكنيسة الاجتماعي هذا، ونوجه التحية إلى كل العاملين فيه، وبخاصة إلى رئيس مجلس إدارتها الجديد وأعضاء هذا المجلس".

وتابع: "ثالثا، تنسيق خدمة المحبة، من أجل أن تشمل خدمة المحبة جميع المحتاجين، استدعى الواجب تنسيقها بين المؤسسات والجمعيات الخيرية العاملة على الأرض اللبنانية، وبين البطريركية والأبرشيات والرهبانيات. فأسس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في دورة تشرين الثاني الماضي لجنة طوارئ لهذه الغاية عهد بها إلى الهيئة التنفيذية. وفي السياق عينه نظم المركز الماروني للتوثيق والأبحاث إجتماعات تنسيقية في الكرسي البطريركي وفي مبنى المركز، شملت كاريتاس لبنان والبعثة البابوية وأربع عشر مؤسسة وجمعية تعنى بالشأن الاجتماعي في منطقتي كسروان وجبيل لوضع نموذج تنسيق يطبق في مختلف المناطق اللبنانية. فوزعت استمارات تعريف بها: إسمها ومركزها ومنطقة عملها وميادين نشاطاتها واقتراحات رؤيتها العملية. لكن قرار التعبئة العامة ووجوب الحجر المنزلي علقا الاجتماعات التنسيقية. فبقي التواصل قائما عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إنا في المناسبة نوجه تحية شكر لجميع العلمانيين العاملين في هذه المؤسسات والجمعيات، وللمحسنين ولكل الذين يقومون بمبادرات محبة فردية وجماعية. وندعو غيرهم من المسيحيين ومن أبناء كنيستنا لإدراك مسؤولياتهم عن واجب المحبة الاجتماعية، بحكم معموديتهم والميرون. فإياهم خاطب المكرم البابا بيوس الثاني عشر قائلا: يتوجب على المسيحيين أن يعوا بوضوح متزايد أنهم لا ينتمون فقط إلى الكنيسة، بل هم الكنيسة، وإنهم أكثر من غيرهم في الخط الأمامي من حياة الكنيسة (بيوس الثاني عشر خطاب للكرادلة الجدد، 20 شباط 1946 AAS 38 (1946) 149.). وإنا نشجع التعاون بين البلديات وأهالي القرى والبلدات لتلبية حاجات العائلات المعوزة بشكل يحمي كرامتها. جميلة العودة إلى ما كان يسمى بالعونات".

وقال: "رابعا، الميثاق التربوي الوطني الشامل، من الأمور التي علقها انتشار فيروس كورونا، إعلان رسالتي العامة التاسعة في 25 آذار الماضي وهي بعنوان الميثاق التربوي الوطني الشامل: شرعة الأجيال اللبنانية الجديدة. فأرجأنا إعلانها الرسمي والبدء بتطبيقها إلى موعد آخر. تجدر الإشارة إلى أن خدمة المحبة الاجتماعية والإنمائية جزء من رسالة هذا الميثاق الذي يوضح بإسهاب مقتضياته وأهدافه ورؤيته ورسالته وجهازه التنفيذي.

وختم الراعي: "في ختام هذه الرسالة الفصحية، نود التأكيد أن المسيح الرب، القائم من الموت والمنتصر عليه، جعل جميع البشر في حال قيامة روحية واجتماعية. فعليه نتكل في مواجهة فيروس كورونا ومصاعب الحياة، قائلين: نحن مائتون، إذا قياميون. بهذا الرجاء أجدد لكم جميعا التهاني والتمنيات بالعيد. المسيح قام! حقا قام!"

 

رئيس الجمهورية معايدا اللبنانيين: زمن الآلام مهما طال فالقيامة جوهر إيماننا

وطنية - السبت 11 نيسان 2020

توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لمناسبة حلول عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، بالمعايدة إلى اللبنانيين عموما والمسيحيين منهم بصورة خاصة، معتبرا ان "زمن الآلام مهما طال، فإن القيامة تبقى جوهر إيماننا واصالة انتمائنا إلى هذا الوطن المثقل بالجراح منذ فجر تكوينه". واضاف: "للفصح هذا العام رسالة خلاصية فريدة تتشارك فيها البشرية بأسرها بسبب وباء كورونا، الذي يحصد من أبنائها يوميا ما بات يشكل أكثر من عدد ضحايا الحروب الكبرى". ودعا الرئيس عون الجميع إلى "عدم الاستسلام لثقافة الموت وتداعياتها"، وقال: "أتوجه إلى اللبنانيين الموجودين منهم في أماكن الحجر، والى من هم على أسرة المرض، كما إلى جميع الذين هم في خطوط الدفاع الأولى من جسمنا الطبي والتمريضي، البعيدين عن ذويهم في يوم القيامة المجيد، مؤكدا ان المعاناة المشتركة لا بد ستثمر روحية تضامن وقيما فاعلة سيتجدد بها وطننا، ليسير قدما نحو آفاق الحياة وقد تعافى من الامه، مفتخرا بابنائه جميعا بمختلف انتماءاتهم".

 

بري اتصل بعون والراعي وشخصيات مهنئا بالفصح: مناسبة تستدعي منا استلهام قيم الرجاء والقيامة

وطنية - السبت 11 نيسان 2020

هنأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري اللبنانيين بعامة والطوائف المسيحية بخاصة لمناسبة عيد الفصح المجيد وقال: "أطيب الامنيات للبنانيين بعامة والطوائف المسيحية بخاصة لمناسبة الفصح المجيد، الذي يبقى مناسبة تستدعي منا جميعا استلهام قيم الرجاء والقيامة والبشارة". وكان رئيس المجلس ولمناسبة الفصح قد اجرى اتصالات مهنئة بكل من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الرئيسين امين الجميل وميشال سليمان، رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وبعدد من القيادات الروحية ووزراء ونواب حاليين وسابقين.

 

جعجع: لا أمل بأي إصلاح طالما الثلاثي غير المرح متحكم برقاب السلطة

وطنية - السبت 11 نيسان 2020

صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي: "قبل إدخال الإصلاحات المطلوبة على قطاعي الكهرباء والاتصالات وعلى الجمارك، وقبل إغلاق المعابر غير الشرعية وإيقاف عقود كل الموظفين غير القانونيين والقانونيين الذين فرضوا لأسباب انتخابية فقط على الدولة، وقبل اتخاذ قرار نهائي باعتماد إدارة المناقصات في كل مناقصات الدولة، لن نوافق على أي خطة إنقاذية، لأنها لن تكون إنقاذية بالفعل، بل ستعكف على إيجاد موارد جديدة للدولة من جيوب الناس ومن دون سد مزاريب الهدر والفساد التي ما زالت مفتوحة على مصراعيها.

وبعبارة أصرح طالما الثلاثي غير المرح متحكم برقاب السلطة في لبنان لا أمل بأي إصلاح ولا أمل بأي خطة إنقاذية فعلية".

 

حتي جدد شكره لمؤسسة الوليد بن طلال لتكفلها بإعادة الطلاب

وطنية - السبت 11 نيسان 2020

جدد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور ناصيف حتي، شكره ل"مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية" بشخص نائبة رئيسها الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة "لما تقوم به المؤسسة من عمل انساني ووطني، وتكفلها بتكاليف عودة الطلاب اللبنانيين من بلدان عدة ضمن خطة الاجلاء التي تنفذها الحكومة"، وآخر ذلك اليوم رحلة الميدل إيست من روما التي وصلت مساء إلى بيروت وعلى متنها 110 طلاب، على نفقة المؤسسة.

 

رابطة الأرثوذكس ناشدت عون عدم توقيع مراسيم التعيينات

وطنية - السبت 11 نيسان 2020

ناشدت "الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس"، في بيان اليوم، "‏الرئيس العماد ميشال عون، عدم توقيع مراسيم التعيينات التي أقرت أخيرا في مجلس الوزراء، حفاظا على حقوق الطائفة الأرثوذكسية في مختلف وزارات الدولة وإداراتها". وقالت: "رحبت الرابطة بتأليف هذه الحكومة، على أساس أنها ستعمل على تطبيق ما ورد في الدستور من حقوق وواجبات على الجميع تحت سقف القانون. أما وقد لمسنا بداية غير مشجعة وغير مطمئنة في التعيينات، بحيث استبعدت الطائفة الأرثوذكسية عن مركز رئيس دائرة الموظفين ومركز المفتش العام الإداري في التفتيش المركزي، فهذا الاستبعاد مرفوض بالمطلق، لأنه يخالف القوانين والأعراف المتبعة في تعيينات الفئات العليا في الدولة". وتمنت على رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب ومجلس الوزراء، "إعادة النظر بهذه التعيينات والرجوع عنها، لأنها مجحفة بحق الطائفة الأرثوذكسية من مبدأ المساواة في الحقوق، وعدم القبول بمبدأ حكومة عابرة للطوائف لتمرير هذه التعيينات".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 11-12 نيسان/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا

الياس بجاني/12 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85055/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%b5%d9%84%d8%a8-%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%ab%d9%85-%d9%82%d8%a7%d9%85/

اعترف بلسانك بالرب يسوع، وآمن بقلبك أن الله أقامه من بين الأموات، تنال الخلاص، لأن الإيمان بالقلب يهدي إلى البر، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص. وقد ورد في الكتاب المقدس: “من آمن به لن يُخّزى”.(روميه 10-08 و90)

 

Halleluiah! Jesus Has Risen! Indeed He Has Risen

Elias Bejjani/April 12/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85061/elias-bejjani-halleluiah-jesus-has-risen-indeed-he-has-risen-2/

Don’t be amazed. You seek Jesus, the Nazarene, who has been crucified. He has risen. He is not here (Mark 16/05)

Do not be afraid, “Don’t be amazed”, with these reassuring and soothing words The Angel spoke to Mary Magdalene, Mary the mother of James, and Salome.

 

 

على رجاء القيامة… لن يُذل لبناني بعد اليوم

أبو أرز- اتيان صقر/11 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85049/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%86-%d9%8a/

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية

 

عيد باية حال عدت؟

الأب سيمون عساف/12 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85071/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d8%af%d8%aa%d8%9f/

 

إحباط عملية تهريب الحشيشة بحرياً: ممنوع اللعب خارج نفوذ حزب الله!

موقع جنوبية/12 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85068/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%b7-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%87%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b4%d9%8a%d8%b4%d8%a9/

 

 

جائحة الفساد سبقت «كوفيد ـ 19»/راجح الخوري/الشرق الأوسط/11 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85046/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d8%b3%d8%a8%d9%82%d8%aa-%d9%83%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af-%d9%80-19/