المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september14.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 13 أيلول/2018

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

من أراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

الياس بجاني/ذكرى ارتفاع الصليب المقدسة

الياس بجاني/لقاء نديم الجميل وسليمان فرنجية نموذج رائع يجب أن يقتدى به

الياس بجاني/ربنا ستر ورحم المحكمة الدولية من تخاذل ودجل واقعية أصحاب شركات أحزاب 14 آذار

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/مشكلة جعجع هي باسيل وليس “حزب الله

الياس بجاني/مشكلة د.جعجع هي جبران باسيل وليس حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بكرا 14 أيلول عيد الصليب/نبيل يوسف/فايسبوك

فيديو حلقة قانونية من تلفزيون المستقبل تتناول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الناظرة في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري والمتهم بإرتكابها حزب الله وإيران ونظام بشار الأسد البعثي.. شارك فيها المحامي الدكتور عبد الحميد الاحدب

والمحامي الدكتور انطوان سعد الخبير شؤون الإرهاب والوزير السابق د. ابراهيم نجار

للمرة الثالثة: الموتوسيكلات/خليل حلو

الادعاء لمحكمة الحريري: عياش لم يغادر إلى الحج في 2005/عرض أدلة إضافية ركَّزت على شهادات زور... وتساءل عن لغز اختفاء أحمد أبو عدس

الادعاء في «محكمة الحريري» يعرض أدلة الاتصالات

دخول عون على خطّ السجالات السياسيّة يعمّق أزمة الحكومة اللبنانية/قال إن الوزارة لن تبصر النور ما لم تراع المعايير التي وضعها

الحريري والمحكمة: هل يسامح حزب الله ويشاركه؟

المحكمة الدولية استأنفت جلسات المرافعات لليوم الثالث

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 13/9/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 13 ايلول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هذا ما كشفه نديم الجميّل عن زيارة إهدن...

قاسم: تمثيل "القوات" هو العقدة الرئيسة...

مناشدة تهدد المنصب المسيحي الأول

بري: "الحالة مقفلة عالآخر"

هل انزعج العونيّون من البطريرك؟

سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن يتحدث عن اغتيال الحريري

المحكمة الدولية تلمّح الى تورط معاون السيد نصر الله في اغتيال الحريري

 قيادي في حزب الله أشرف على عملية اغتيال الحريري

معلومات استخبارية"... هذا هو عدد مقاتلي حزب الله وصواريخه!

باعتراف جنرال اسرائيلي... الجيش الإسرائيلي غير قادر على خوض أيّ حرب

الاشتراكي" يفتح النار على رئيس الجمهورية: "الطائف محور الصراع"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تتعهد خنق إيران… والكونغرس يتصدّى لأذرعها في العراق

كردستان رفض تسليم المعارضة... وجعفري هدد "من يملكون قوات وقواعد في دائرة ألفي كيلومتر"

المعارضة: أعمال طهران الإرهابية يقرها مجلس الأمن القومي برئاسة روحاني وتتم الموافقة عليها من خامنئي

الأمم المتحدة تتهم حكومة دمشق بجرائم حرب ومحققوها وثّقوا هجمات بغاز الكلور في الغوطة وإدلب

تركيا تكثّف «إمدادات السلاح» للمعارضة في إدلب/جيشها يرسل تعزيزات إلى الحدود وحديث عن استعدادات لـ«حرب استنزاف»

موسكو تخفف لهجتها في إدلب وتستعد لمواجهة «تصعيد» غربي

الأمم المتحدّة تستعد للتعامل مع 900 ألف نازح من إدلب/واشنطن تكرّر التحذير من استعمال السلاح الكيماوي في سوريا

 العراق: تفاهمات اللحظة الأخيرة تحدد رئاستي الحكومة والبرلمان

 العراق: تفاهمات اللحظة الأخيرة تحدد رئاستي الحكومة والبرلمان

 قيادي في «الديمقراطي الكردستاني»: الهجوم الصاروخي الإيراني رسالة إلى الولايات المتحدة وقال إن حزبه سيواصل نضاله السياسي المدني ولن يُجر إلى حرب

مشروع قانون أميركي لفرض عقوبات على جماعات عراقية تدعمها إيران

قطع طرق الحوثيين من الحديدة إلى صنعاء وتعز/بن دغر دعا أبناء تهامة إلى مساندة الجيش

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن نداء جعجع إلى "الإخوان في حزب الله"/محمد قواص/العرب

صليب بشير والشهداء/ادمون االشدياق

ما كان قويًّا فقط كان مُنقِذًا/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

بالروح بالدم نفديك يا/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

هل ارتفعت حظوظ باسيل/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

سأله هل يضغطون عليكم .. فردّ بابتسامة/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

بكركي: لم ولن نتخلّى عن شبر واحد من أرض لاسا/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

العلاقة متوترة ولا وسيط بين عون وجنبلاط/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

أسئلة الإستحقاقات التي لا أجوبة لها/الهام فريحة/الأنوار

“المشرقيّة السياسيّة” بأبعادها الخطرة/الشدياق يوسف “رامي” فاضل

لا أؤمن بهذا التشيع/الشيخ حسن سعيد مشيمش

محكمة الحريري بعد موت أبطال حكايتها/حازم الأمين/الحرة

الخطاب العنفي في لبنان : انها اللادولة العميقة/نبيل بو منصف/النهار

حسابات تجارية أوروبية دقيقة لإنقاذ «النووي» مع إيران/بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية

خطر «الانتداب الروسي» على سوريا/حنا صالح/الشرق الأوسط

ابنة رفسنجاني تهاجم النظام الإيراني وتقول إنه دمر الإسلام/محمد مجيد الأحوازي /لبنان الجديد

معركة التشيع الإيراني في سوريا بدأت من حلب/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

إردوغان والقبضة الروسية ـ الإيرانية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

ذكرى هجمات سبتمبر وأسئلة حرب الإرهاب/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

فشل الأمم المتحدة في جنيف/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

القبطان والملاح/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

اتفاق أوسلو... دولة فلسطينية عالقة في «المعبر المؤقت»/وقعوه وهم يعرفون أنه قد يجلب دولة أو كارثة/كفاح زبون/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى وفد المنظمة العالمية للكرمة: نأمل أن يكون للبنان إسهام في رفع مستوى إنتاج النبيذ عالميا

رئيس الجمهورية تسلم اوراق اعتماد ثمانية سفراء

الحريري امام طلاب من جامعة ستانفورد: نأمل من خلال تعاطينا الهادىء والمسؤول مع كل الاطراف وتحلينا/بالصبر ان نصل الى تأليف الحكومة

الحريري استقبل 4 قناصل فخريين جدد الضاهر: من يعرقل الحكومة يعمل على تخريب البلد وضد مصلحة اللبنانيين

بري عرض الوضع الحكومي مع ميقاتي واستقبل علاوي وفريق عمل الخطة الاقتصادية للبنان

الراعي في افتتاح واحة عصام فارس في الديمان: مهما عصفت الرياح يبقى لنا سقف نستظله هو سقف الوطن اللبناني

الراعي ترأس الاحتفال الختامي لنشاطات السنوية ال15 لحديقة البطاركة: لنبق في وطننا ونتجذر ونرتفع بكرامة نحو العلى

حرب: عدم ملاحقة قاض بجرم الرشوة هو بمثابة منحه حصانة لا ينص عليها القانون

اللقاء النيابي التشاوري: سياسة تكبير الاحجام هي المعطل الحقيقي لولادة الحكومة

الوفاء للمقاومة: نذكر وزارة الطاقة وكهرباء لبنان بأن التقنين غير المتوازن يهدد بانفجار بعض الأوضاع الشعبية

كتلة نواب الارمن اثنت على كلمة عون امام البرلمان الاوروبي: قلقون من تصريحات حيال تأليف الحكومة تثير عدم الارتياح

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

من أراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني

من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25(:”إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس”".

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

http://eliasbejjaninews.com/archives/67441/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-3/

بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16/أرشيف 2016)/ اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.crossday.14.09.16.wma

 

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.crossday.14.09.16.mp3

 

من أرشيف عام 2016

“من أراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني

من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25):”إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس”.

 

ذكرى ارتفاع الصليب المقدسة

جمع وتنسيق/الياس بجاني

في كل سنة بتاريخ 14 أيلول تتذكر الكنيسة ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير، في حربه ضدّ مكسنسيوس، وذلك انه لمّا قَرُبَ من روما استعان بالمسيحيين، واستغاث بإلههم يسوع المسيح، وإله والدته هيلانه لينصره على أعدائه. وبينما هو في المعركة ظهر له الصليب في الجو الصافي، محاطًا بهذه الكتابة بأحرف بارزة من النّور:  “بهذه العلامة تظفر”، واتّكل على إله الصليب، فانتصر على مكسنسيوس، وآمن هو بالمسيح وجنوده. وجعل راية الصليب تخفق في راياته وبنوده وبعث الكنيسة من ظلمة الدياميس وامر بهدم معابد الأصنام وشيّد مكانها الكنائس، ومنذ ذلك الحين، أي منذ عام 330، عمّ الاحتفال بعيد الصليب الشرق والغرب.

البحث عن الصليب

ظل الصليب مطمورا تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الامبراطور هوريان الرومانى (117 – 138 م) أقام على هذا التل في عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.. وفى عام 326م أى عام 42 شمسية تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير.. التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالي 3 آلاف جندى، وتفرّقوا في كل الأنحاء واتفقوا على أن من يجد الصليب أولاً يشعل نارًا كبيرة في أعلى التلة وهكذا ولدت عادة إضاءة “أبّولة” الصليب في عيده. وفى اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها اليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن.. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت شخص قد مات وكان اهله في طريقهما ليدفنوة فوضعتة على الصليب الأول والثاني فلم يقم، وأخيرا وضعته على الصليب الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب .

 الصليب بين فارس وأورشليم

في سنة 614 م  كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم  وأسر الوف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم إلى بلاده، وأخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمة، وبقيت في حوزته اربع عشرة سنة. بقي عود الصليب في كنيسة القيامة حتى 4 أيار عام 614 حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم أورشليم (القدس) وهدمهم كنيسة القيامة, وفي سنة 629 انتصر الامبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم. ويذكر التقليد أن الامبراطور حمل على كتفه العود الكريم وسار به في حفاوة إلى الجلجلة وكان يرتدي أفخر ما يلبس الملوك من ثياب والذهب والحجارة الكريمة في بريق ساطع, إلا أنه عندما بلغ باب الكنيسة والصليب على كتفه أحس قوة تصده عن الدخول فوقف البطريرك زكريا وقال للملك :” حذار أيها الامبراطور إن هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من مجد وعظمة, تبعدك عن فقر المسيح يسوع ومذلة الصليب “، ففي الحال خلع الامبراطور ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس حقيرة وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجثة حيث رفع عود الصليب المكرم فسجد المؤمنون إلى الأرض وهو يرنمون: “لصليبك يا رب نسجد, ولقيامتك المقدسة نمجد”.

 الصليب في القرن السابع

في القرن السابع نقل جزء من الصليب إلى روما وقد أمر بعرضه في كنيسة المخلص ليكون موضع إكرام للمؤمنين, البابا الشرقي سرجيوس الأول (687 – 701).

 

عيد ارتفاع الصليب

من كتاب معاني الأيام للفيلسوف والمؤرخ فؤاد أفرام البستاني

تّجمع الكنيسة المارونية في الربع عشر من شهر أيلول بين تذكارين عظيمّين في تاريخ الكنيسة:

أولهما اكتشافُ صليب المسيح، سنة 327، في مغارة المقبرة من ربوة الجلجلة، في ضاحية أُورشليم القديمة.

وثانيهما طوافُ الإمبراطور هِرّقل بخشبة الصليب المُسترجّع من الفرس سنة 628.

اكتشاف الصليب

أمّا اكتشافُ الصيب، فقد حدث على عهد الملك قسطنطين (306-337)، أول أباطرة الرومان الشرقيين، مؤسس القسطنطينية، ورأس الدولة البيزنطية. وذلك على عثر عمليات حفر وتنقيب دامت ستة أشهر بإشراف الملكة هيلانة، أم قسطنطين، التي قدمت بنفسها إلى الأماكن المقدّسة، سنة 326، وهي في الثمانين من عمرها. وكان الملك قد أمر بمباشرة الحفر بحضوره في شهر آذار 327. ثم اطرّته مهام المملكة إلى العودة إلى عاصمته فعهد إلى رجاله في متابعة الحفر بإشراف أمه وسافر منتظراً البشرى باكتشاف الصليب. ففي التقليد المتواتر أن الحفريات كشفت عن ثلاثة صلبان: صليب المسيح، وصليبي اللصين. فحارت القديسة هيلانة في أيّها هو صليب المسيح. وكان في المدينة امرأة مصابة بمرض مزمن وقد أشرفت على الموت. فاستقدمها مكاريوس، أُسقف أورشليم ومسحها بصليبين دون جدوى، ولما لمسها الصليب الثالث قامت معافاة نشيطة. فعلا الهُتاف للصليب الحق. وفي رواية أن الشخص الذي الآية كانت ميتاً ولا مُدنفاً ولا عبرة بالخلاف، إذ أن المقصود ظهور الصليب الحقّ بأعجوبة واضحة، ولا أهميَّة للتفاصيل.

ولما تأكَّد للقديسة هيلانة ظهورُ الصليب، شاءت أن يُدركَ الخيرُ السارّ الملكَ في أسرع ما يمكن. فأمرت أن تُشعَل النيران على المرتفعات فتتجاوب أنوارُها من قِمّة حتى تصل إلى العاصمة وكانت الخطة مُتفقاً عليها وهي أسرع طريقة، إذ ذاك، في نشر الخبر. وقد ظلّت مدة القرون الطوال أسلوب الإعلام السريع حتى أن أمراء لبنان معنيين وشهابيين، كانوا يستعملونها في إعلان النفير العام في حروبهم المهمة. وإلى هذه الحادثة في نشر خبر اكتشاف الصليب يرتقي التقليد الجاري في لبنان حتى اليوم بإشعال النيران على المرتفعات والمشارف ليلة عيد الصليب فتلتهب الجبال منيرةً لبنان بأسره بأنوار الابتهاج، مبشرةً باكتشاف الصليب المخلّص. وجرت العادة، منذئذٍ، أن تحتفل أورشليم_ثم وفود الزوّار المتقاطرين غليها، من كل صوب، ولهذه المناسبة-في 14 أيلول، بتدشين الكنيستين الكبيرتين: كنيسة القيامة، وكنيسة الجلجلة، اللتّين باشرت بناءهما-مع بناء كنيسة المهد في بيت لحم، وغيرها من المناسك والمُصّلّيات-القديسة هيلانة.. وكان تدشينهما سنة 335، بعد وفاة القديسة بسّ سنوات. وفي التقليد العريق كذلك أن الإمبراطور قسطنطين نفسه هو الذي حدد يوم 14 أيلول عيداً شاملاً تذكارياً لتدشين الكنيستين ولظهور الصليب. وكان الاحتفال بتمجيد الصليب وارتفاعه أعظم قسم في ليتورجية ذاك العيد ولم يبقَ سواه، على مرور الزمن. من هنا كان اختيار الإمبراطور هِرَقل هذا اليوم، 14 أيلول، للطواف بالصليب في أورشليم، معيداً إياه إلى مكانه في كنيسة الجلجلة بعد أن دخل به عاصمته القسطنطينية، في عودته منتصراً على الفرس.

الطواف بالصليب

أما الطواف بالصليب، أو الزياح الحافل على مراحله تمثيلاً لسير المسيح على “درب الصليب”، أو طريق الجلجلة التي قطعها يوم جمعة الآلام أو الجمعة العظيمة فأصله طوافُ الإمبراطور هِرَقل (610-641)، سنة 628، حاملاً خشبة الصليب التي استعادها من الفرس بعد انتصاره الساحق واحتلاله تبريز. وكانت خشبة الصليب هذه قد وقعت في أيديهم قبل أربع عشرة سنة على اثر فتحهم اواشليم سنة 614. فأراد الإمبراطور شكراً لله عل منحه ذاك النصر، وخضوعاً لصليب ابنه المخلص واتضاعاً منه وتكفيراً أن يُعيد الصليب إلى مقرّه بأورشليم بما يليق به من إكرام وإجلال فحمله على منكبه أسوة بالمسيح وسار به ماشياً في طريق الجلجلة، في حشدٍ حافل من رجال الدين: أساقفة وكهنة وشمامسة، وأركان الإمبراطورية: قواداً وولاة وحكاماً وفي حضور جمهور غفير من الشعب من مختلف طبقاته. وهنا يتجمّل التاريخ بالرواية الشعبية المتناقلة وخلاصتها أنه ما كاد يتحرّك الموكب الإمبراطوري بالتراتيل والصلوات حتى أحس هرقل بثقل الصليب على كتفه، فتوقف عاجزاً عن التقدم خطوة واحدة. فحار مرافقوه في الأمر، وتجمد الموكب في وجوم وارتباك، حتى تقدم زكريا، أسقف المدينة، فقال للإمبراطور:- لقد قطع المسيح هذه الطريق، حاملاً صليبه، حافي القدّمين، مكلل الرأس بالشوك لابساً ثوب السخرية والهوان. أما أنت يا صاحب الجلالة فجئت تسير على خطاه بردائك الأرجواني وتاجك الذهبي المُرصع بالجواهر.. فلا عجب أن يثقل عليك الصليب، فتتجمد خطاك، ويمتنع عليك التقدم. فأين تواضع المسيح_ الإله من زهو الإمبراطور-الإنسان؟ فألقى الإمبراطور بالتاج والأرجوان واستتر بثوب خلق حقير، ومشى حاسر الرأس، حافي القدمين فخفَّ عليه الصليب وأدرك به وسط الهُتاف بالدعاء والشكر والتجميد كنيسة الجلجلة فركزوه في المرتفع حيث كان.

والكنيسة تجمع في عيد اليوم كما قلنا بين هذين التذكارين الجليلين:

اكتشاف الصليب على يد القديسة هيلانة سنة 327 .

وإعادته على يد الإمبراطور هرقل بعد ثلاثمائة عام.

ويحتفل لبنان احتفالاً شعبياً مهيباً بعيد الصليب فتتجاوب النيران في أعاليه من قمة إلى قمة شأنها ليلة اكتشاف صليب المسيح، كما ذكرنا. وتقام الاحتفالات والطوافات على القِمَم وفي الكنائس وساحات القرى. ولعلّ من أشهرها وأجمعها عباداً وزواراً احتفال دير القمر حول الصليب الجبّار الذي أقامه على أعلى قمة في المنطقة، مباركاً بذراعيه المبسوطتّطين بلاد الشوف سهلاً وجبلاً، رجل الفضائل والمبرّات الأب يعقوب حداد الكبوشي (1875-1954)، سنة 1930.

 

لقاء نديم الجميل وسليمان فرنجية نموذج رائع يجب أن يقتدى به

الياس بجاني/12 أيلول/18

قمة التسامح والتواضع والعقلنية والوطنية تجسدت أمس بلقاء نديم الجميل مع سليمان فرنجية ووضعه اكليل على مدفن الراحل طوني فرنجية.

 

 ربنا ستر ورحم المحكمة الدولية من تخاذل ودجل واقعية أصحاب شركات أحزاب 14 آذار

الياس بجاني/11 أيلول/18

لو لم تكن المحكمة الدولية تحت البند 7 لكان أصحاب شركات أحزاب 14 آذار كافة قد ساوموا عليها وداكشوها بالكراسي كما فعلوا بالسيادة والإستقلال.. هؤلاء هم قمة في الفشل ومن المطلوب تقاعدهم.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

مشكلة جعجع هي باسيل وليس “حزب الله”/الياس بجاني/11 أيلول/1ذ8/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%87%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/

 

مشكلة د.جعجع هي جبران باسيل وليس حزب الله

الياس بجاني/10 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67331/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%87%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88/

لم يكن مفاجئاً ولا مستغرباً تركيز د.سمير جعجع على الوزير جبران باسيل في خطاب “التذاكي والتشاطر” الذي ألقاه في قداس ذكرى الشهداء، والذي كان عملياً مشهدية استعراضية تمجد شخصه وتسوّق له بأسلوب فاضح بكل ما في مفردتي المشهدية والاستعراض من معاني..

ولم يكن مفاجئاً أيضاً التركيز على أناشيد تشيد بتضحياته وبسجنه وتربط شخصه بشخص الشهيد الرئيس بشير الجميل على أساس أنه الوريث الوحيد والأوحد..

ولم يكن أيضاً مستغرباً في زمن “المّحل” أن تتمحور عظة القداس حول شخص جعجع وسجنه وتضحياته..

وذلك في تعامي هرطقي كلي عن مفهوم الإنجيل المقدس في أسس ممارسات من يقوم بواجبه: “كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا (إنجيل القديس لوقا17/10)..

وهنا أيضاً كان القفز فوق روحية الإنجيل فيما يتعلق بالوازنات التي يهبها الله للإنسان مجاناً ليستثمرها دون شخصنة وأنانية واستكبار: “مجانا أخذتم، مجانا أعطوا” (إنجيل القديس متى10/08)

أما التباهي و”تربيح الجميلة” بأي عمل خير أو بأية تضحيات فهذه هرطقات بعيدة كل البعد عن المسيح والمسيحية..”وانت متى فعلت صدقة فلا تدع شمالك تعرف ما تفعله يمينك”.. (إنجيل القديس متى16/03)

كلمة جعجع في معظمها ركزت على شخص الوزير جبران باسيل ولكن دون أن يسميه وهو حمله ضمناً وتلميحاً كل الأخطاء والخطايا وصوره عدواً لعهد عمه الرئيس ودكتاتوراً قابضا بالكامل على مفاصل القرارات..

في حين وبتذاكي وباطنية تملق للرئيس عون وهو العارف 100% بأن الرئيس وصهره هما واحد في كل القرارات صغيرة كانت أم كبيرة.

تعامى جعجع كلياً وعن سابق تصور وتصميم وبذمية عن واقع الاحتلال الإيراني للبنان، وعن ممارسات جيش إيران المحتل للبنان أي حزب الله ودعاه للعودة إلى الوطن وهو يعلم علم اليقين أن هذا الحزب هو إيران في لبنان.. ولبنان الدولة والكيان والدستور والهوية في قاموسه لا وجود له إلا من ضمن ثقافة ولاية الفقيه ومشروع إيران الإمبراطوري والتوسعي والمذهبي المناقض والمعادي والرافض لكل ما هو لبنان.

وهنا يتأكد المؤكد وهو أن جعجع لا يزال ملتزماً 100% بشروط وسقوف “الصفقة الرئاسية” التي داكشت الكراسي بالسيادة وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان وفرطت تجمع 14 آذار (الحزبية) وارتضت في مقابل المشاركة في الحكم مساكنة الاحتلال الإيراني والقبول بدويلة حزب الله وبسلاحه وبحروبه…رافعة بهدف والتمويه والخداع واللعب على هموم وخوف ولقمة عيش الناس رايات نفاق ودجل “الواقعية”.

وهذا الالتزام بالصفقة الخطيئة” تجسد أيضاً بتغاضي جعجع عن أي ذكر للقرارات الدولية وتحديداً ال 1559 و1701 وكأن هذه القرارات الأممية لا وجود لها في أجندته “الرئاسية”، وهذا طبعاً أمر يندرج تحت سقف التسوية إياها.

نعم وألف نعم فإن الشهداء لا يموتون لأنهم هم القضية اللبنانية المحقة والوطنية بكل ما تجسده من كيان وحريات وكرامة وعنفوان وهوية وتاريخ. هم في جنة الخلود إلى جانب البررة والقديسين… وهم براء من كل من يتاجر بتضحياتهم كأن من كان..جعجع أو غيره!!

نسأل: هل فعلاً جبران باسيل كما قال لنا جعجع هو مشكلة لبنان، أم أن الاحتلال الإيراني وأدواته المحلية كافة هم وراء كل ما يواجهه وطننا المحتل والمقهور والمسلوب سيادته واستقلاله وقراره؟

يبقى ..إنه نعم نحن في زمن محّل وبؤس ومساومات وأبواب واسعة..

وفي زمن عشق الكراسي ومفاهيم الإنسان العتيق..إنسان الخطيئة والغرائز.

وفي زمن التخلي والضياع والنرسيسية.

وعلى الأكيد الأكيد نحن في زمن الأغنام والغنمية..

ونعم هو زمن فسق وفساد وجشع ويوضاصية أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية الغارقة في أطماع ونزوات أصحابها..ونقطة على السطر.

لكل شارد ومرتد ومتاجر بدماء الشهداء نردد مع رسول الأمم (روميه 06/15-23): “إذا جعلتم أنفسكم لأحد عبيدا للطاعة، صرتم عبيدا لمن تطيعون”.

في الخلاصة، ودون لف أو دوران أو غرق في أوحال التبعية والغنمية فإن لبنان بحاجة لدماء سياسية وحزبية جديدة وإلا فالج لا تعالج.

ونختم يقول السيد المسيح (إنجيل القديس لوقا17/01و02): “لا يمكن إلا أن تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسطته، خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر، من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بكرا 14 أيلول عيد الصليب

نبيل يوسف/فايسبوك/13 أيلول/18

اعتبارا" من منتصف الليلة بتبلش الصليبيات: مين منكم بيعرف شو الصليبيات؟

كانوا جدودنا اعتبارا" من يوم عيد الصليب ولمدة 12 يوم يراقبوا حركة الطقس كل يوم شهر وكل 6 ساعات أسبوع ومن خلال هيدي المراقبة شتي أو صحو يبرمجوا حياتهم القروية والزراعية واكتر ما كان يهمهم أشهر الشتي والعواصف

كبار السن بعدهم ل اليوم بيراقبوا الصليبيات وحال الطقس ويستندون عليها في حياتهم اليومية

انا رح راقبها اسمعوا مني وراقبوا الصليبيات

 

فيديو حلقة قانونية من تلفزيون المستقبل تتناول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الناظرة في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري والمتهم بإرتكابها حزب الله وإيران ونظام بشار الأسد البعثي.. شارك فيها

المحامي الدكتور عبد الحميد الاحدب

المحامي الدكتور انطوان سعد الخبير شؤون الإرهاب

والوزير السابق د. ابراهيم نجار

لا عدالة دون سلام ولا سلام دون عدالة

13 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67422/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8/

 

للمرة الثالثة: الموتوسيكلات

خليل حلو/14 أيلول/18

للمرة الثالثة: الموتوسيكلات ... معالي وزير الداخلية حضرة مدير عام قوى الأمن الداخلي حضرات محافظي المناطق حضرة قائد الدرك حضرات آمري السرايا الاقليمية حضرات ضباط شرطة السير حضرات رؤساء البلديات ... اسمحوا أن أقدم لكم: فخامة الموتوسيكل الذي لا تردعه لا إشارة حمراء ولا صفراء ولا فستقية اللون ولا زرقاء كالسماء ولا اشارة من أي لون كانت وكأنه مصاب بعمى الألوان، وحدث ولا حرج عن شرطي السير الذي تنقصه تأدية التحية وتقديم السلاح لدى مرور فخامة الموتوسيكل على الإشارات الحمراء! إنه فخامة الموتوسيكل الكاميكاز الذي لا يأبه بكم ولا بقانون السير ولا بتعليماتكم ولا بمحاضر الضبط. نعم! قادة الدراجات النارية أقوى منكم جميعاً ... ماذا نعمل لكي لا نقتل واحداً منهم صدماً؟ ماذا نعمل لردعهم عن تعريض الناس لخطر الموت؟ هل نلجأ لمجلس الأمن الدولي؟ أو للمحكمة الدولية؟ أم نستدعي حلف شمال الأطلسي؟ أم حلف وارسو رحمه الله؟ ... إنها حقاً مهزلة طالت كثيراً ولن تنتهي إلا بضرب أو صدم أحد هؤلاء الرعناء قصداً وتحطيم الموتوسيكل وتحويله إلى ركام ... إنها مهزلة حقيقية: ما العمل لتتحركوا مرة لكل المرات؟ خلصنا بقا !!

 

الادعاء لمحكمة الحريري: عياش لم يغادر إلى الحج في 2005/عرض أدلة إضافية ركَّزت على شهادات زور... وتساءل عن لغز اختفاء أحمد أبو عدس

بيروت ـ “السياسة/13 أيلول/18/في اليوم الثالث من المرافعات النهائية للمحكمة الخاصة بلبنان التي تحاكم قتلة الرئيس رفيق الحريري، واصل الادعاء العام في المحكمة عرض الأدلة المتعلقة باسناد الهواتف إلى المتهم سليم عياش، حيث تحدث عن المستندات المتعلقة برحلة الحج لعياش إلى السعودية في يناير 2005، مشيراً إلى أن جواز السفر الخاص بعياش استخدمه شخص آخر، معتبراً أن امكانية تزوير الجواز كانت كبيرة في تلك الفترة، لأن المعلومات كانت تكتب بخط اليد، ولكن بعد سنوات أصبحت تطبع وبرموز معينة.

وأوضح أن زوجة عياش سافرت إلى الحج، في حين أن هواتف زوجها كانت ناشطة ما بين 15و28 يناير 2005، كما كانت قبل وخلال وبعد فترة الحج، ما يؤكد أنه بقي في لبنان وكان على اتصال مع زوجته في فترة الحج. وقال الادعاء: إن “مصطفى بدر الدين وجّه كل عملية الاغتيال وهو المتآمر الاول”، وأضاف أن “سليم عياش قاد وحدة الاغتيال وكان معه أربعة أشخاص راقبوا الحريري كظلّه. وبعد استراحة، استأنفت المحكمة جلستها في الواحدة والنصف من بعد ظهر امس، وبعد ان أنهى الادعاء مرافعته في قضية إسناد الهواتف للمتهمين الأربعة، عرض أدلة إضافية ركزت على شهادات زور واعلان المسؤولية زورا ومسألة اختفاء أحمد أبو عدس.وأعلن ان المدعو محمد هو نفسه المتهم عنيسي الذي ذهب معه ابو عدس واتصل بأهله وقال لهم بأنه غادر الى العراق، ودحض الادعاء كل ما قاله الدفاع من بيانات وشهادات ومستندات، معتبرا أنها مزاعم مليئة بالأخطاء وبأن أبو عدس لم يغادر مع من سماه خالد طه، ولم يكن مهتما بالجهاد. واكد القاضي راي عدم مطابقة اي حمض نووي لأبو عدس باستثناء الجثة الموجودة في موقع الجريمة، مشيرا إلى سوء إدارة القوى الأمنية في تلك الفترة، وانها لم تكن مثالية، وأن لا خلاف بين جميع الأفرقاء على هذا الموضوع. وعند الثالثة والنصف رفعت الجلسة للاستراحة لتستكمل عند الرابعة من بعد الظهر. وفي الوقت الذي رحب “تيار المستقبل” بقرب صدور الحكم النهائي الذي ستصدره المحكمة الخاصة بلبنان، بحق قتلة الرئيس رفيق الحريري، بعدما أشارت بأصابع الاتهام المباشر إلى عناصر في “حزب الله”، علم في بيروت أن الحزب عمم على قياديّيه تجاهل ذكر المحكمة بشكل نهائي، وعدم التطرق إلى المرافعات التي تجريها، استباقاً لحكمها الذي ستصدره في الأشهر المقبلة، في وقت تشير المعلومات إلى أن “حزب الله” ينظر بقلق شديد إلى توجه حكم المحكمة لاتهام مجموعة من عناصره باغتيال الحريري، وما يمكن أن يتركه ذلك من تداعيات عليه في لبنان والمنطقة. وأشار الإعلامي نديم قطيش، عبر “تويتر”، إلى أن “وقائع كربلاء 2005 تتلى بعد 13 سنة عليها، بأدق التفاصيل الدرامية ويتفاعل معها الناس بيقين مطلق كأنها حصلت البارحة وخلال بث مباشر، ثم يلتفتون أنفسهم إليك ويقولون لك ان ادلة المحكمة الدولية وداتا الاتصالات وتحليل الصور والبيانات، ضعيفة او مفبركة وان كل ما نراه لا يعكس الحقيقة!”.

 

الادعاء في «محكمة الحريري» يعرض أدلة الاتصالات

بيروت/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/ركز الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة للبنان أمس، على حركة اتصالات المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وذلك بهدف تأكيد الأدلة المادية المستندة إلى حركة اتصالات المتهمين، وهي القرينة الوحيدة التي أدت إلى اتهامهم، حيث قدم على مدى جلستين ضمن المرافعات الختامية في القضية، عرضاً مفصلاً لحركة الاتصالات بين سبتمبر (أيلول) 2004 و14 فبراير (شباط) وهو يوم اغتيال الحريري، وقسم خطوط الهواتف حسب الألوان. كما ركز على النقاط الجغرافية التي وجد فيها المتهمون. وجدد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، أمس، تأكيده أن «من اغتال والدي سيدفع الثمن عاجلا أم أجلا ويهمني استقرار البلد»، معرباً عن اعتقاده أن المحكمة «أثبتت حرفية في عملها». وعرض الادعاء، أمس، أدلة إسناد الهواتف إلى المتهمين حسين عنيسي وأسد صبرا وحسن مرعي. والبارز في جلسة بعد الظهر، أن الادعاء ربط بين توقيت «إطفاء» هواتف مرعي الثلاثة في فترة «اختطاف» أبو عدس، (الذي تبنى التفجير في شريط فيديو تم بثه في يوم اغتيال الحريري)، في 16 يناير (كانون الثاني) 2005. وكذلك هواتف عنيسي وصبرا، مؤكدا أن هواتفهم كانت غير مشغلة في الوقت الذي اختفى فيه أبو عدس. وأشار الادعاء إلى توقف هذه الشبكات والاتصالات بعد 14 فبراير 2005 تاريخ اغتيال الحريري. واستأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس جلسات المرافعات الختامية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لاهاي، بعد افتتاح تلك الجلسات أول من أمس بحضور الرئيس سعد الحريري. واختتمت المحكمة أمس جلستها الصباحية، بعد أن عرض الادعاء خلالها أدلة إسناد 3 هواتف إلى المتهم أسد صبرا، مشيرا إلى أنها استعملت في الجوار القريب من مسكنه وأن مواصفات الاتصالات كانت متداخلة بين أعضاء أسرة صبرا وزوجته، ما يؤكد أن الاستخدام كان مشتركا لهذه الهواتف. من جهة ثانية، تطرق الادعاء إلى موضوع إفادات الشهود، مستغربا عدم إدراجها كبينات. ويقول الادعاء في مذكرته النهائية إنّ الأدلة تثبت أنّ الهواتف التي حدّدها استعملت في أغراض التحضير للاعتداء وتنفيذه وفي إعلان المسؤولية عنه زوراً، وتثبت أيضاً أن مستعملي هذه الهواتف هم المتهمون. وعلى صعيد المواكبة السياسية في لبنان لجلسات المحكمة، أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال محمد كبارة، على أنه «من دون منطق العدالة، فإن شريعة الغاب تصبح هي المعيار، ولذلك فإن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يجب أن تكون الحد الفاصل بين زمن الاغتيال والجريمة المنظمة وبين زمن العدالة والقانون». ورأى كبارة أن «جريمة بحجم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان هدفها هدم الكيان وقتل أمل اللبنانيين بوطن يحكمه القانون، تنتظر محطتين متلازمتين هما الحقيقة والعدالة، فلا معنى للحقيقة من دون تحقيق العدالة بمعاقبة مشروع القتل». وأكد كبارة أن «الرئيس سعد الحريري الذي حمل أمانة الشهيد رفيق الحريري، أثبت أنه ابن هذه المسيرة، وأن مفاهيم رفيق الحريري المتسامح محفورة في وجدانه، فلا بحث عن ثأر بل عن حقيقة وعدالة». وكان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، قال في مقابلة تلفزيونية بثت مساء الثلاثاء: «لدينا أكثر من 3000 دليل قدمه الادعاء لهيئة المحكمة لتنظر بهذا الشأن، وكلها تدل على من ارتكب الجريمة ومن كان وراءها، وأن نظام الأسد كان وراء هذا العمل، يجب أن ننتظر ماذا سيكون عليه نطق المحكمة النهائي، نريد العدالة كاملة من دون أي نقصان». وردا على سؤال، قال: «لا أريد أن أقول أمرا قبل أن تصدر المحكمة قرارها النهائي، بكل موضوعية يجب أن نتصرف بهدوء وبعيدا عن الحساسيات وأي فكرة انتقامية، ورغبة بتطبيق العدالة نريد أن تنطق المحكمة بقرارها النهائي وعندها يمكن اتخاذ كل ما ينبغي عمله بهذا الخصوص». ونوه بالرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، قائلا إنه «يتصرف بمسؤولية وحكمة وتبصر، ولنضع الأمور بوضوح وصراحة، العدالة لا تعني الانتقام والتشفي وعدم التصرف بحكمة، العدالة هي معرفة الحقيقة كاملة، وهناك الكثير من الإمكانات والأساليب للتعامل مع مثل هذه الأمور بحيث لا تؤدي إلى إشكالات إضافية، ولكن العدالة كل العدالة ولا شيء غيرها نريدها كاملة ليعرف اللبنانيون من ارتكب هذه الجريمة وأنهم سينالون العقاب».

 

دخول عون على خطّ السجالات السياسيّة يعمّق أزمة الحكومة اللبنانية/قال إن الوزارة لن تبصر النور ما لم تراع المعايير التي وضعها

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/تتجه أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة نحو مزيد من التعقيد، بعد دخول رئيس الجمهورية ميشال عون شخصيا على خطّ السجال القائم بين الأطراف السياسية، وتأكيده أن الحكومة لن تبصر النور ما لم تراع المعايير التي وضعها، عدا هجومه العنيف على منتقدي عهده، خصوصا الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة الزعيم الدرزي النائب السابق وليد جنبلاط، الذي يواظب على وصف عهد عون بـ«الفاشل». وتحول الصراعات السياسية دون نجاح المساعي الهادفة إلى تذليل العقبات التي تعترض الحكومة العتيدة، وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن تعقيدات الحكومة لا تزال على حالها، ورأى أنه «لا داعي للتأخير أو التأجيل». وقال خلال لقاء الأربعاء النيابي: «كنت بادرت للمساعدة في الدفع باتجاه تشكيل ولادة الحكومة وما زلت مستعدا لبذل مزيد من الجهد في هذا الإطار». وعلّق بري على الصراع على الحقائب الأساسية، قائلا: «نحن اخترعنا وزارات سيادية وخدماتية ووازنة، لكن الوزارة السيادية الوحيدة في دول الخارج هي وزارة التخطيط كونها الوزارة المحورية». وأكد الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري أن «هناك صيغة قدمت والرئيس طلب تعديلا عليها وأنا أعرف ما هو، ويجب مشاورة الجميع في هذا الإطار». وقال في دردشة مع الصحافيين: «لا يجب أن يشكل تأليف الحكومة تحديا بين الأفرقاء، بل علينا أن ننظر إلى البلد من باب التحديات الحياتية». ولا يزال باب الاتهامات بين فريق رئيس الجمهورية والحزب التقدمي الاشتراكي مفتوحا على مصراعيه، ورأى وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، أن «السجالات والمهاترات السياسية لا تخدم مصلحة البلد الذي يعاني سياسيا واقتصاديا»، معتبرا أن الرئيس عون «ليس شريكا في إخفاقات النظام اللبناني منذ ربع قرن حتى الآن». وفي ردّ مبطّن على مواقف قيادات الحزب الاشتراكي والمواظبة على وصف عهد عون بـ«الفاشل»، قال تويني لـ«الشرق الأوسط»: «عندما كانت الميليشيات تسرق البلد وتروّع الناس، كان الرئيس عون يدافع عن الدولة ومؤسساتها، ولم يدخل بإدارة الهدر والفساد وسياسة الاستدانة ولم يكن طرفا في السياسة الاقتصادية الفاشلة». وأضاف تويني وهو من فريق عون الوزاري: «اللبنانيون يعلمون من هو الفاشل فعلاً، ومن يسعى لإخراج البلد من الفشل المزمن وتقويم الاعوجاج في المؤسسات والإدارات».

وعن ارتدادات كلام عون على الوضع الحكومي، شدد وزير شؤون مكافحة الفساد، على أن «كلام رئيس الجمهورية الأخير لا يعني أنه طرف في السجالات القائمة، لكنه أراد تصويب الأمور، والتحذير من تعميم مزاعم الفشل». ودعا متهمي العهد إلى «فتح ملفات التاريخ الكفيلة بإدانة الفاشلين»، مستبعدا أن تؤدي هذه السجالات إلى تقويض جهود تشكيل الحكومة، ورأى تويني أن «غاية السجالات محاولة بعض الأطراف السطو على أكبر حصّة في الحكومة وفي السلطة». ومع تصاعد وتيرة التراشق الإعلامي في الأيام القليلة الماضية، بات احتواء الأزمة أكثر صعوبة، خصوصا بعد إعفاء موظفين كبيرين في وزارة البيئة ومؤسسة كهرباء لبنان محسوبين على الحزب الاشتراكي من مهامهما الوظيفية، كردّ انتقامي على القرار الذي اتخذه وزير التربية مروان حمادة بإعفاء موظفة تابعة للتيار الوطني الحرّ من وظيفة تشغلها بالوكالة، وتلويح التيّار العوني بخطوات أشدّ قسوة، ردا على إجراء عقابي يطال أحد المحسوبين عليه في أي إدارة رسمية.  من جهته، رأى أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، أن «من يتحمّل وصول الوضع السياسي إلى هذا الدرك، هي الذهنية (الداعشية) التي تقود الأمور في هذا العهد». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نعتقد أن (داعش) يعبّر عن نمط إجرامي معين، لكن أثبتت الممارسة الأخيرة أن (الداعشية) هي ذهنية موجودة في السلطة وتمارس العمل السياسي في لبنان». وردا على هجوم الرئيس عون على واصفي عهده بـ«الفاشل» وقول الأخير «حرام على عقولهم»، سأل ناصر: «أي نجاح حققه العهد على مدى عامين حتى لا نقول إنه ليس فاشلاً؟»، مشيرا إلى «الانحدار السريع سياسيا واقتصاديا وسياحيا، عدا الخطر الذي يهدد الليرة اللبنانية، ولا يمكن السكوت عنه»، مؤكدا أن «الممارسة السياسية لهذا العهد تجعلنا نترحّم على عهد (الرئيس اللبناني الأسبق) إميل لحود». وشدد ظافر ناصر على أن «الخلاف مع العهد وفريقه غير مرتبط بالسجال الأخير، وبإقالة بعض الموظفين، بل مرتبط بالذهنية العبثية التي تقود البلاد إلى الخراب»، معتبرا أن «مستقبل لبنان في خطر حقيقي، ومصالح اللبنانيين مهددة الآن، بسبب هذه الممارسات، وكأن هذا العهد لا يتعظ من تجارب من سبقه، وهذا ما يثبت مقولة إن السلطة غبية».

 

الحريري والمحكمة: هل يسامح حزب الله ويشاركه؟

منير الربيع/المدن/الخميس 13/09/2018/لليوم الثاني على التوالي، تتابع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلسات المرافعة النهائية. المسار الذي يتّبعه الادعاء أصبح واضحاً. الارتكاز إلى قرينة الاتصالات، ومنها يتشعّب التحقيق ليرتبط بجملة نشاطات قامت بها المجموعة المنفذة للعملية، وتعقّب تواصلها مع المجموعة المخططة التي كان يمثّلها مصطفى بدرالدين. وهذا لا ينفصل عن السياق السياسي التي وضع جانب اادعاء عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في صلبه. قدّم الإدعاء على مدى يومين تصوراً واضحاً سياسياً وأمنياً وعسكرياً لتنفيذ العملية. ووصل إلى استنتاجات من خلال ربط الهواتف التي استخدامها المتهمون قبل العملية وخلالها وبعدها، ليبقى الأساس في أن هذه الهواتف كلها توقفت عن العمل في الوقت نفسه، بعد أيام من الاغتيال. وفق تحقيقات الادعاء، فقد جرى التوصل إلى هويات أصحاب الهواتف، وهم المتهمون الأربعة، من خلال استخدامهم الهواتف تلك في أمور شخصية، سواء أكان عبر الاتصال بأفراد من أسرهم، كحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا، أو بأمور تجارية كبدر الدين وسليم جميل عياش. وتقول خلاصة الادعاء إن عملية مراقبة الحريري بدأت في الضاحية الجنوبية لبيروت في العام 2004، وتحديداً بشكل فوري بعد آخر لقاء عقد بين الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وهذه إشارة جديدة تقدّمها جهة الادعاء، ويعتبرها البعض إشارة تنطوي على معلومات أخرى أكثر حساسية.

بدأت المراقبة بعد حصول هذا اللقاء، يعني أنه فور خروج موكب الحريري من الضاحية الجنوبية لبيروت قد لحقت به فوراً. وهذا يعني الإعداد للاغتيال ووجود فكرة لتنفيذ عملية من هذا النوع. وأكثر من ذلك، هو توجيه لبعض الاشارات والدلالات إلى ضلوع رستم غزالي في الإعداد لهذه العملية، أو باعتباره أحد متخذي القرار السياسي بشأنها. والأهم هو أن عدد أعضاء المجموعة المنفذة والمراقبة يصل إلى 18 شخصاً، وقد تم التعرف إلى هؤلاء استناداً إلى قرائن الاتصالات، على الرغم من استخدامهم أساليب تضليلية، كشراء بعض الهواتف من طرابلس، أو شراء السيارة التي حملت المتفجرات من الشمال أيضاً، بالإضافة إلى فبركة ملف أبو عدس الذي لم تظهر له آثار في الحمض النووي في مكان التفجير. ما يطرح سؤالاً عن الشخص الذي كان يقود الشاحنة. وفيما أطلق الرئيس سعد الحريري موقفاً إيجابياً بعد حضوره الجلسة الأولى من جلسات المرافعة، ترددت أصداء مجريات الجلسات في لبنان، فيما التزم حزب الله الصمت وفضّل عدم التعليق. وتشير مصادر متابعة إلى أن قيادة الحزب عممت على المسؤولين عدم التعليق على ما يجري تداوله من معلومات واتهامات بحق الحزب في المحكمة، والالتزام بالموقف الذي اعلنه نصرالله بأن المحكمة إسرائيلية وأميركية، وهي جزء من مؤامرة تستهدف الحزب.

ورحّب مقربون من الحزب بموقف الحريري الذي بدا حريصاً على الوحدة الداخلية والاستقرار. فيما هناك من قرأ في موقفه استعداداً لتقديم مزيد من التنازلات على خطّ تشكيل الحكومة، وذلك لتفادي أي تصعيد سياسي مع المحكمة، او وضع ذلك في خانة المقايضة بين تسهيل مهمته في تشكيل الحكومة، وعدم إثارة ما ستخرج به المحكمة داخلياً، وعدم محاولة الاستثمار فيه بما يعيد الانقسام والتوتير بين الفريقين. فيما يعتبر حزب الله ان المحكمة قد تستخدم ضده في سياق توقيتها وتزامنها مع العقوبات الأميركية على إيران. وهنا يظهر التوظيف السياسي لها. على خطّ القوى المؤيدة للمحكمة والمناهضة لحزب الله، هناك من يعتبر أن الحريري سيكون محرجاً أكثر في الفترة المقبلة، لا سيما عند صدور الحكم النهائي. أي أنه سيحاول تهدئة الوضع وعدم إثارة الموضوع. ولكن، إذا ما صدر حكم واضح عن المحكمة، ووصف أفراداً في حزب الله بأنهم إرهابيين وهم من نفذ عملية الاغتيال، كيف يمكن للحريري أن يجلس معهم إلى طاولة واحدة، او يدخل في تسويات معهم؟ هذه ستكون صعبة عليه أمام جمهوره، وأمام نفسه. وعلى الرغم من إصراره على المسامحة أو التعالي على الجراح، هناك من سيخرج ليسأله عن سبب استمرار تمويل المحكمة إذا كان لا يريد الأخذ بحكمها. بالحد الأدنى، يعتبر هؤلاء أن الحريري لن يكون قادراً على الاستمرار في تقديم التنازلات، وربما هذا يظهر الآن في الكباش الحاصل حول عملية تشكيل الحكومة.

 

المحكمة الدولية استأنفت جلسات المرافعات لليوم الثالث

الخميس 13 أيلول 2018/وطنية - استؤنفت، لليوم الثالث على التوالي، جلسات المرافعات الختامية أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 13/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ما قيل في المحكمة الدولية في المرافعات النهائية حتى الآن لم يحمل جديدا عن كل ما قيل سابقا لجهة المجموعة المتهمة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وقت لن يتم صدور الحكم النهائي قبل أشهر في العام التاسع عشر بعد الألفين.

وما قيل في الحكومة الموعودة في لبنان حتى الآن لم يوفر أي دافع للقول ان الولادة قريبة ومع ذلك ثمة من ينتظر لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري حول التعديلات الممكنة للصيغة المطروحة أو صيغة بديلة لحكومة غير فضفاضة.

وما قالته كتلة الوفاء للمقاومة اليوم واضح في ان الرهان على متغيرات إقليمية خاطئ كما ان غياب الحكومة يعمق الازمة المعيشية والاجتماعية. وفهم ان هذا القول يعني الدفع باتجاه تأليف الحكومة وعدم هدر الوقت. وفيما يتمايز الوضع النقدي عن الاقتصادي حاز حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على درجة A من بين خمسة وثمانين حاكم مصرف مركزي في العالم.

وفي المنطقة بدأت مفاوضات سورية-أردنية حول إعادة فتح معبر نصيب وهو معبر يهم التجارة اللبنانية ايضا. وأعلنت الامم المتحدة أنها ارسلت إحداثيات نحو مئتين وخمسة وثلاثين موقعا تربويا وصحيا في إدلب خشية هجوم عسكري كبير.

وفي اليمن سيطرت قوات شرعية مدعومة من التحالف على الطريق الرئيس بين مدينة الحديدة الساحلية والعاصمة صنعاء ما يقطع طريق إمدادات رئيسيا لحركة الحوثي.

عودة الى الوضع المحلي والموقف المتميز لكتلة الوفاء للمقاومة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الكيدية والعنف السياسي الكلامي يطبعان المرحلة وفي ظل غياب اي مبادرة سريعة تنهي الوضع الشاذ بتأليف الحكومة فان الامور مرشحة للتدهور من حرب للاحجام والحقائب الى حرب الغائية تترك اثارا عميقة في النفوس المتحزبة والمطيفة بما يجعل عملية التلاقي بين المكونات السياسية امرا شبه مستحيل. نورد هذه الملاحظات بعد تدرج السجال بين الاشتراكي والتيار الحر من المحازبين الى النواب والوزراء وحرب معاقبة الموظفين ليصل الى هجوم مفتوح من النائب وائل ابو فاعور على رئيس الجمهورية. وسط قرقعة الخلافات ضاع اللبنانيون في تحديد المسؤول عن هذا التردي هي الخلافات العميقة المستحفلة بين اهل السياسة الذي تمنع قيام حكومة ام هو غياب الحكومة الذي كشف المستور وطير اوراق التين التي استخدمت غطاء للتسوية التي اوصلت الرئيس الى بعبدا.

وفي غياب الامل بتغيرات ايجابية طارئة يستخدم الرئيس بري سلاح عقد الجلسات النيابية كوسيلة حظ على الخروج من الجمود وقد بدأ من جلسات اللجان المشتركة ان عقد جلسة تشريعية نهاية الشهر بات امرا محسوما.

مقابل جمود بيروت سجلت تطورات لافتة في لاهاي حيث انتقلت جهة الادعاء من استعراض الوسائل والتقنيات التي استخدمها القتلى في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري الى الادوار والمهمات التي طلع بها كل واحد منهم يوم تنفيذ الجريمة واللافت في سيناريو الادعاء هو اتهام الحاج حسين الخليل المعاون السياسي للسيد نصرالله بانه كان الرابط بين الحزب والمنفذين في تطور يؤشر الى احتمال عدم اكتفاء الادعاء باثبات هوياتهم الشخصية والحزبية بل الارتقاء الى اتهام الحزب انطلاقا من هرميتة الصارمة بدءا من رأسها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الحال مقفلة على الاخر! هكذا وصف رئيس مجلس النواب الوضع في ما يتعلق بملف تشكيل الحكومة، مضيفا انه لا يوجد اي تقدم ولا خطوة ولكنه اعرب عن امله في ان تسير الامور في الاتجاه الصحي. الخطوة الاولى المتوقعة في هذا الاتجاه تنشيط المشاورات واللقاءات خصوصا بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف العائدين من الخارج على ما اكد الرئيس سعد الحريري، علما بان الامور متوقفة عند الملاحظات التي وضعها الرئيس ميشال عون على الصيغة الحكومية الاخيرة.

على المستوى النيابي ثمة تحضيرات للجلسة التشريعية التي سيعقدها مجلس النواب فور تجهيز القوانين خصوصا تلك التي يتم اقرارها في اللجان المشتركة على ما افاد نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي بعد جلسة اللجان اليوم تمت خلالها المصادقة على مشروع الوساطة القضائية الى الشأن الحكومي المتكاسل والشان التشريعي الناشط ثمة انشغالات لبنانية اخرى تمتد من النفط الى التوطين مرورا بالنزوح.

الموضوع النفطي يتابعه الرئيس بري من زاوية محاولات العدو الاسرائيلي السطو على الثروة الوطنية اللبنانية في البحر وفي سبيل الحفاظ على هذه الثروة لا يترك الرئيس بري بابا الا ويطرقه. ومن هنا حرص على اثارة هذا الملف مع السفير الفرنسي مؤكدا انه لا يمكن للبنان التخلي عن حقه في مياهه وثروته النفطية.

اما على مستوى النزوح السوري فان سفارة روسيا في بيروت تنتظر كتابا رسميا من وزارة الخارجية اللبنانية حول تشكيل الجانب اللبناني في اللجنة المشتركة مع روسيا والتي ستتولى متابعة الاجراءات لتأمين عودة النازحين. وعلى صعيد المخاوف من التوطين ترصد الاوساط السياسية ابعاد التصريحات التي ادلى بها وزير الاستخبارات والمواصلات الاسرائيلي يسرائيل كاتس عو وجود خطة لدى الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في دول عربية منها لبنان مع الاشارة الى ان موقف رسمي اميركي في هذا الشان لم يصدر تأكيدا او نفيا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

اليوم الثالث من ايام المرافعات الختامية للادعاء في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لاهاي اكد على ما ورد امس الاول لناحية تحميل مصطفى بدر الدين المسؤولية الاساسية ووصفته المرافعة بانه في اعلى الهرم والمشرف على مخطط جريمة الاغتيال.

الجديد هذا النهار ما قاله الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان عن اجتماع عقد بين الرئيس رفيق الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحضور معاونه حسين خليل وربط الادعاء بين خليل ومصطفى بدر الدين.

الادعاء يواصل تقديم مرافعته الختامية في جلسة غد بعدما شرح اليوم بالتفاصيل عن مراقبة موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشراء الشاحنة التي استخدمت في عملية التفجير واختطاف احمد ابو عدس واعلان المسؤولية زورا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

من قال ما فينا عالصين؟

بهذه المعنويات سيخوض منتخبنا الوطني في تمام التاسعة والنصف هذه الليلة مباراة في كرة السلة ضد منتخب الصين ستؤهلنا اذا فزنا الى بطولة العالم.

انتصار المنتخب اللبناني هو فعليا انتصار على الذات حققه كل لاعب.

هو برهان ان الارادة اقوى من الفشل وان الجهد يؤمن النصر هو برهان ان العمل الجماعي يعتمد عليه كما يعتمد على الايمان بالقدرة على التغيير.

المنتخب اللبناني بلاعبيه وفنييه وقدراته ,وخلفه اتحاد كرة السلة سيلعب الليلة ومع كل سلة سيسجلها سيفرح مئات الالاف من مواطنيه.

هذا المنتخب سيلعب بقلب كل اللبنانيين الذين يبحثون عن انتصار حقيقي يجعلهم اقوى من اليأس الذي يلف يومياتهم.

بعد قليل ستشخص عيوننا الى شاشة lb2 سنضع خلفنا محاكمة لاهاي على اهميتها لا سيما بعد اعلان الادعاء اليوم ان مراقبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بدأت في 22 تشرين الاول 2004 اي بعد استقالته بيومين.

سنضع خلفنا حكومتنا الضائعة التي ان حملت خبرا اليوم فهي ان لا خبر حولها كما سنضع خلفنا تصريح كتلة الوفاء للمقاومة الدقيق حول الكهرباء والتي حملت وزير الطاقة الحليف ومؤسسة كهرباء لبنان مسؤولية انفجار الاوضاع الشعبية نتيجة التقنين غير المتوازن داعية اياهما الى تلافي المحظور.

سنضع كل هذا خلفنا لكي نقول: من_قال_ما_فينا_على انفسنا اذا توحدنا وححدنا قيام الدولة هدفا ومن قال ما فينا عالصين طالما ان منتخبنا يلعب للبناننا كلنا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بين حقول الالغام واضغاث الاحلام يسير البعض ويعيش. يراكمون الالغام على دروب العهد. الوضع الاقتصادي والمالي، العقوبات على حزب الله، المحكمة الدولية، النازحون السوريون، التعثر الحكومي، الدين العام، سلسلة الرتب، الاقساط المدرسية، البطالة اللبنانية والعمالة الاجنبية. وازمة الكهرباء ومهزلة النفايات. كل موبقاتهم واوساخهم ومخلفاتهم وارثهم المقزز ومآثرهم المخجلة. كلها الان مسؤولية العهد. احدهم لم يربح رهانا واحدا منذ 15 عاما لا في لبنان ولا في المنطقة ولا حتى في سباق الخيل يعطيك دروسا في فن ادارة الحكم والمؤسسات، وآخر تأكد انه من الخاسرين الخارجين غير العائدين الى نعيم الوزارة والتجارة يحاضر عن اعادة لبنان الى غابر الزمان. واخر حفظ بضع مفردات ومصطلحات من هيغل وشوبنهاور وكانت وبات يظن نفسه وريث لوندندورف وهندنبرغ وبسمارك وفريدريك الكبير وبطرس الاكبر.

الى ان جاء الرئيس سعد الحريري وسكب بعض الماء البارد على رؤوس حامية. في لاهاي وقف الحريري وقفة رجل متألم جريح لكن مسؤول ومتبصر. العدالة لا الثأر. الوحدة لا الفتنة. الوطن لا الجماعة. في لاهاي سمع اللبنانيون كلام رجل دولة من دولة الرئيس الحريري وفي ستراسبورغ انصتت اوروبا الى الرجل الذي نبهها منذ 3 عقود الى الزمن الاتي والخطر العاتي. كل ما قاله وحذر منه ونبه اليه خرج الى حيز الواقع والفعل. لكن التخويف والخوف لا يليق الا باصحاب النفوس المحبطة وقليلي الايمان لا بالذين امنوا بالخير وعملوا له وانتصروا به ولاجله. لا الوضع الاقتصادي والمالي سينهار ولا العقوبات ستهز لبنان ولا المحكمة ستكون مدخلا للفتنة ولا قضية النزوح ستكون معبرا للتفرقة ولا الحكومة ستتعثر مهما طال التاليف والتسويف وطبعا ليس ذلك مسؤولية الرئيس المكلف بل المعرقلين وهم يعرفون انفسهم. التسوية الرئاسية مستمرة وباقية والمخلصون لها اكثر بكثير من المنافقين عليها.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

رسالة بعيدة المدى اطلقها قائد حرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء محمد علي جعفري عبر المنار: على القوات والقواعد الموجودة على شعاع الفي كيلومتر ان تعلم بان دقة صواريخنا عالية قال الجعفري.. موقف عال، لم يوازه الا الاصوات القادمة من الشرق الروسي على وقع المدافع والطائرات والصواريخ الروسية - الصينية التي تناور بأكثر من ثلاثمئة الف جندي، كأكبر مناورات المنطقة في العصر الحديث، اختصرت بعنوان: الشرق – الفان وثمانية عشر.

اما العنوان السياسي فاختصره الرئيس بوتين من ميدان تسوغول التدريبي: على الجيش الروسي أن يكون مستعدا للدفاع عن سيادة وأمن البلاد، وعند الضرورة دعم الحلفاء.. فهل من يقرأ بين القذائف والصواريخ الروسية الصينية؟ وهل من يضبط ميقات المناورات على توقيت الملفات المزدحمة بكل الاتجاهات؟

يبدو ان بعض الاميركيين بدأوا يقرأون أبعد من تلك الرسائل، باعثين لرئيسهم وللحلفاء نصائح على شكل تحذيرات كتلك التي نقلها “بوب وودوور” عن مسؤولين اميركيين في كتابه “الخوف” من ان اسرائيل لن تستطيع الصمود في حال حصول مواجهة مع حزب الله، معتبرين أن هذا الامر سيؤدي الى كارثة..

كوارث كثيرة تنتظر الحلف الاميركي الاسرائيلي مع بعض العربي في منطقتنا ان بقي منطق التعنت والهروب الى الامام..

خطوات متسارعة نحو الامام تشهدها العلاقات الاردنية السورية مع المفاوضات المباشرة بين البلدين لاعادة فتح معبر نصيب، فيما نصيب اللبنانيين سياسات متعنتة لدى البعض تؤخر على بلدنا المأزوم الاستفادة من هذا الشريان الحيوي زمن الاختناق الاقتصادي..

وقبل ان يولد الاختناق انفجارا، كانت دعوة كتلة الوفاء للمقاومة الى الاسراع في تشكيل الحكومة وعدم انتظار متغيرات اقليمية لا تؤدي الا الى المزيد من تضييع الوقت، وجعل المواطن فريسة الابتزاز..

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بين "تلفن عياش" وما "تلفن عياش" ذهبت المحكمة إلى الحج والناس راجعة الرئيس المكلف سعد الحريري شغل "الناضور" وأجرى جولة افتراضية على الأراضي اللبنانية ليس بحثا عن الحكومة بل للقيام بجولة سياحية على المواقع الأثرية فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري قدم النصح الى الشعب العراقي بضرورة الإسراع في تأليف الحكومة لكن فاقد الشيء لا يعطيه. في لاهاي غرق الادعاء في يوم المحكمة الثالث بشبر اتصالات عرض الأدلة المتعلقة بإسناد الهواتف الى المتهم سليم عياش وتحدث عن المستندات المتعلقة برحلة الحج لعياش إلىالسعودية في كانون الثاني من عام ألفين وخمسة وأضاف إلى قرينة الاتصالات فاقدة الصدقية قرينة استخدام شخص آخر لجواز السفرالخاص بعياش ورأى أن إمكانية تزوير الجواز كانت كبيرة في تلك الفترة لأن المعلومات كانت تكتب بخط اليد وأكد الادعاء أن هواتف عياش كانت ناشطة ما بين الخامس عشر والثامن والعشرين من كانون الثاني الفين وخمسة كما كانت قبل وخلال وبعد فترة الحج ما يؤكد أنه بقي في لبنان بحسب الادعاء "فهيا بنا نلعبْ بداتا الاتصالات" وهو الوثائقي الذي أعدته وعرضتْه محطة الجديد وعلى مدى ساعة من الوقت أمسك الفريق المعد الخيط من أوله والخطوط الهاتفية من أولها إلى آخرها وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إقران الاتصال بالحيز المكاني ساقط نظريا وعمليا وطبق النظرية على أرض الواقع فأجرى أربعة اتصالات من الرقْم نفسه ومن أجهزة مختلفة البقاع وصيدا والشمال.. ما زعزع الأرضية والفرضية اللتين استند إليهما الادعاء في التحقيقات كما في المرافعات حيث ألمح اليوم المدعي العام إلى تورط معاون الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حسين خليل في التنسيق مع المتهمين الأربعة باغتيال الحريري من خلال الشهيد مصطفى بدر الدين وهنا تدخل القاضي وسأل المدعي العام: هل الخليل هو الرابط فأجاب نعم. غابت الأدلة في المحكمة وحضرت التكهنات شأنها شأن الحكومة التي تقف على أبواب الشهر الرابع بلا تشكيلة وصار التأليف ضربا من ضروب عالم الغيب في وقت ما من زرقاء يمامة تنبأت بقرب لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون العائد على جناح التصفيق من ستراسبورغ وفي التنقيب عن آخر المستجدات أفادت مصادر مقربة الى بيت الوسط للجديد بأن محركات المشاورات لم تتوقفْ وأنْ ليس هناك تعديلات ثابتة وحاضرة بعد ولا زيارة لبعبدا قبل أن تتبلور الصيغة النهائية للتشكيلة الحكومية. في الطريق إلى التأليف فلتأخذوا في الاعتبار أن لبنان احتل المرتبة الرابعة كأسوأ بلد في قطاع الكهرباء وأن الحساب برصيد جار لملايين الدولارات المرصودة على حقيقة ضائعة في محكمة معلقة على خطوط الاتصالات خطوط التوتر العالي أحق بها واسألوا من كان بالمحكمة خبيرا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 13 ايلول 2018

النهار

علم أن ديبلوماسيّاً روسيّاً رفيع المستوى، سيزور لبنان في فترة قريبة ربطاً بتطوّرات المنطقة وفي ظل تنامي الدور الروسي في لبنان بعد سلسلة زيارات قامت بها شخصيّات لبنانيّة إلى موسكو.

في مقابل متابعة أخبار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عبر وسائل التواصل الاجتماعي برز "هاشتاغ" بعنوان البطل مصطفى بدر الدين في اشارة الى المتّهم بالتخطيط لاغتيال الرئيس الحريري.

سأل نائب ووزير سابق عن الحصانة التي تسمح لنائب بتوجيه الاهانات لرئيس سابق للجمهورية دون أن يوجّه إليه رئيس المجلس لوماً على الأقل لأنّه استعمل حصانته في غير محلّها.

الجمهورية

جرت إتصالات بعيدة من الإعلام بين مرجعّيتين روحيّتين أسفرت إتفاقاً على عدم الإنجرار الى حرب الصلاحيات.

لاحظت أوساط سياسية أن خلافات جرت بين وزير بارز وشخصية نسائية داخل تيار على الأسماء المطروحة للتوزير داخل الحكومة.

بدأت تجاذبات بعيدة من الأضواء بين مرجعيات كبيرة على خلفية تعيين بديل مسؤول غير مدني رفيع المستوى اقترب تقاعده.

اللواء

لا يقتنع دبلوماسي غربي من مقولة ان العوامل المانعة للتأليف، فقط داخلية، بل يعزوها إلى عوامل أبعد من إقليمية.

يفاجأ وزير خدماتي بحجم الحملة التي تستهدفه، مع العلم انه أشار أكثر من مرّة إلى أزمات أصابت مرفأ حيوياً قبل حصولها.

فوجئ معنيون بملاحقة "الخلايا النائمة" بالأسلوب الذي يعتمد في تجهيزها واختيار عناصرها!

المستقبل

يقال إنّ محلّلين مخضرمين في متابعة الملفات الإقليمية استوقفتهم خلال الساعات الأخيرة جملة من التطورات والمواقف الدولية، توصلوا في ضوئها إلى خلاصة تؤكد أنّ "شيئاً ما يُحضَّر" حيال الأزمة السورية.

البناء

قالت مصادر مطلعة على ملف الأزمة المالية لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين أونروا إنّ وقف التمويل الأميركي عنها، والذي أرفق برسائل تحذير ضمنية للدول القادرة على تعويض التمويل الأميركي، لم يفلح في نجاح واشنطن بسلوك الطريق المالي لتجفيف موارد أونروا تمهيدا لإسقاط حق العودة لللاجئين بعد تصفية وضعهم كلاجئين وطرح توطينهم بديلاً، وأكدت المصادر أنّ حسابات الدول الأوروبية المانحة تشير إلى استشعار خطورة السير بالمخطط الأميركي ونتائجه الكارثية على أمنها الذي سيشهد موجات نزوح فلسطينية من لبنان وسورية والأردن...

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هذا ما كشفه نديم الجميّل عن زيارة إهدن...

"الجمهورية" - 13 أيلول 2018/خرقت زيارة النائب نديم بشير الجميّل الى منطقة زغرتا، ووضعه إكليلاً من الزهر على ضريح الوزير الشهيد طوني فرنجية في إهدن، الأجواء الشمالية والمسيحية والوطنية. لم يكن جرح حزيران 1978 عابراً في تاريخ المسيحيين، إذ إنّ العلاجات واللقاءات التي حصلت منذ ذلك الوقت لم تمح الآثار السلبية التي تركها، وفي هذا الإطار تحرّك النائب نديم الجميّل باتجاه زغرتا متخطّياً كل رواسب الماضي. المناسبة كانت تعزية رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية والنائب طوني فرنجية والعائلة بالراحل روبير فرنجية، لكنّ الجميل استغلّ الزيارة ووضع إكليلاً من الزهر على ضريح الراحل طوني فرنجية في إهدن. وفي هذا الإطار، يتحدّث الجميّل لـ»الجمهورية» ويشرح معاني خطوته، ويقول إنه قصد منطقة زغرتا من أجل التعزية بالراحل روبير فرنجية، وزيارته ضريح الوزير طوني فرنجية تدلّ على أننا طَوينا صفحة الماضي وتخطّيناه ونريد أن نقفل هذا الملف ونبلسم الجراح. ويوضح الجميّل أنّ حادثة إهدن سبّبت شرخاً بين المسيحيين وقسّمتهم، وقد أتى الوقت المناسب لكي نجتمع ونتوحد، فالوطن يحتاج حالياً الى لقاءات وانفتاح لا الى صراعات وتنافس، والخطوة الذي قمتُ بها يجب أن تعمّم لدى الجميع. ويشير الجميّل الى أنه قام بهذه الخطوة كنديم إبن الرئيس الشهيد بشير الجميّل وليس كممثل لحزب الكتائب اللبنانية، والمطلوب منها ردم الهوّة وتنقية النفوس وجمع ما انقطع سابقاً. ويلفت الى أنّ علاقته جيّدة بالنائب طوني فرنجية، وهذا لا يعني انّ هناك تحالفاً سياسياً، بل هناك حديث وحوار، فكل طرف باق في تموضعه السياسي وخطه وخياره، لكن ذلك لا يعني انقطاع التواصل وتحكّم لعبة الصراعات. وينفي الجميّل أن يكون سقوط «اتفاق معراب» أو تردّي العلاقة بين تيار «المردة» و«التيار الوطني الحرّ» هما من ساهما في تقريب العلاقة مع آل فرنجية، داعياً الى وضع خطوته في إطارها الوطني والمسيحي الصحيح وعدم إعطائها حجماً أكبر من حجمها.

 

قاسم: تمثيل "القوات" هو العقدة الرئيسة...

"الجمهورية" - 13 أيلول 2018/رأى نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لـ«الجمهورية»، أنّ «عُقد الحكومة معروفة ومحصورة، وعلى رأسها مشكلة تمثيل «القوات»، فإذا كان الاستنساب هو الطريق للوصول الى تشكيل الحكومة، فالواضح بعد مرور 3 اشهر انّ هذا الطريق غير مُجد، لذلك من المهم الاتفاق على معيار يكون أساساً للتشكيل، وعندها تتشكّل الحكومة». اضاف: «أفضل معيار يُقنع، ويكون قابلاً للتطبيق، هو نسبية التمثيل الحكومي انسجاماً مع نسبية التمثيل النيابي، وبغير المعيار المتفق عليه، يبدو انّ الامور ستتأخر». واكد قاسم «انّ البلد لم يعد يحتمل، والوضع الاقتصادي يحتاج الى معالجة في غرفة العناية الفائقة، ومصالح الناس متعثرة ومتضررة، والبدء الفعّال بمكافحة الفساد يمر عبر الحكومة، وحاجات البلاد المختلفة تتطلّب ان نسرع في التشكيل، ولدينا نعمة كبرى يجب الّا نفرط بها، وهي نعمة الاستقرار الامني، في محيط غير مستقر في المنطقة والعالم، فلنحوّل هذه النعمة الى خيار الاستقرار السياسي من خلال تشكيل الحكومة واكتمال عقد المؤسسات في الدولة. فكل الناس يقرأون ويسمعون، ولم تعد المبررات كافية للتأخير، فليتمّ وضع الحل على سكته الصحيحة لننهض بلبنان امام التحديات». وعن احتمالات عدوان اسرائيلي، قال قاسم: «لا يبدو انّ ظروف اسرائيل تسمح بعدوان حالياً على لبنان. فهي من ناحية مردوعة، وهي من ناحية اخرى تعلم مدى جهوزية المقاومة، ومن ناحية ثالثة لها ظروفها السياسية والعسكرية التي تجعلها في اهتمامات لا تصل الى حدود المبادرة الى الحرب في هذه المرحلة، ونحن كـ«حزب الله»، على الرغم من هذا التحليل السياسي، نعمل بالاحتياط ونُبقي على جهوزية كاملة لأي احتمال طارىء او مفاجىء». وشدّد على انّ «كل عمل تقوم به الاجهزة الامنية اللبنانية بشكل وقائي لوضع حد للارهاب، بأصنافه المختلفة هو عمل جيد».

 

 مناشدة تهدد المنصب المسيحي الأول

"ليبانون ديبايت"/13 أيلول 2018/توقفت أوساط عونية عند مناشدة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان رئيس الجمهورية للرئيس ميشال عون "بصفته اباً لجميع اللبنانيين" ومطالبته أن "يتنازل عن حقّه في حصته الوزارية لأبنائه المشاغبين والمعرقلين، لعلّ في ذلك ما يدفعهم إلى جادة الوطن". وثمّنت الأوساط مناشدة قبلان ووضعتها في إطار الحرص على المصلحة الوطنية، إلا أنها رأت فيها مساً بالدستور اللبناني وقواعد العيش المشترك، لأن تخلي الرئيس عن صلاحياته لأجل "مشاغبين ومعرقلين" يُعتبر تدميراً لصلاحيات رئاسة الجمهورية ويمهّد لاحقاً ليكون عرفاً خطيراً يهدد المنصب المسيحي الأول في لبنان.

 

بري: "الحالة مقفلة عالآخر"

"الجمهورية" - 13 أيلول 2018/التعطيل المستمر، وما يرافقه من توترات وتشنجات وخطاب طائفي، قال عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، لـ«الجمهورية»، إنه «يقدّم صورة غير مطمئنة وتثير القلق وتسيء للبلد ولا تخدم الاستقرار، ولا يجوز ابداً ان تصل الامور الى هذا الحد». وفي توصيفه لوضح التأليف، قال: «الحالة مقفلة على الآخر، ولا يوجد اي تقدم ولو خطوة، ويبقى ان نأمل في ان تسير الامور في الاتجاه الصحيح». وكرّر قوله: «مشكلتنا التي جعلتنا نعاني، والتي هي السبب الاساس لمعاناة البلد هي انعدام المواطنية، فعندما نشعر بهذه المواطنية ونعرف معناها ينتهي كل شيء، ولا تبقى هناك مشكلة في هذا البلد». اضاف: «مع الأسف، المسبِّب الاساس لهذه المشكلة، هو الغرب الاميركي والاوروبي، الذي رسم الشرق على طريقته، وصاغ كيانات المنطقة بطريقة مفخخة في داخلها، بحيث منحها من حيث الشكل ما سمّاها ديموقراطيات، الّا انها في مضمونها ملغومة بالطائفية والمذهبية، ولبنان مثلاً، من هذه الكيانات، أوجدوا له دستوراً ونظاماً ديموقراطياً، لكنهم قبل ان يخرجوا منه فَخّخوه، وفرضوا ان يكون رئيس الجمهورية مارونياً، ورئيس مجلس النواب شيعياً ورئيس الحكومة سنياً، فأيّ معنى للديموقراطية هنا اذا كانت ركيزتها طائفية؟ منذ ذلك الحين أوجدوا هذه المشكلة الطائفية، ومع الأسف عندنا أرض خصبة لهذا الزرع، وأكاد اقول ان ليس في لبنان ديموقراطية سوى بالاسم. والآن أنظروا الى العراق حالياً، انهم يسعون الى إخضاعه لهذا النوع من الديموقراطية «المغمّسة» ليس فقط بالطائفية، بل بالمذهبية الكريهة».

 

هل انزعج العونيّون من البطريرك؟

 عادل نخلة/ليبانون فايلز/ الخميس 13 أيلول 2018 /دخلت عمليّة تأليف الحكومة مرحلة الإنتظار الطويل بعد اشتعال حرب الصلاحيّات واحتدام المعركة على الحقائب والوزارات.

يرى المتابعون للشأن الحكومي أنّ لا تأليف في المدى المنظور نظراً إلى عوامل عدّة أبرزها إعادة احياء اصطفافي "8 و14 آذار" ولو بصيغة جديدة غير تلك التي تحكمت بالحياة السياسيّة سابقاً، إضافة إلى الخلاف الذي يتّسع حول الأحجام بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و"التيار الوطني الحر" من جهة، وحزبي "القوات اللبنانية" و"التقدمي الإشتراكي" من جهة أخرى، ومساندة الرئيس المكلّف سعد الحريري للدكتور سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط في معركتهما الوزاريّة. يضاف إلى كل هذه العوامل الداخلية غياب المعطى الإقليمي والدولي المشجّع لولادة الحكومة، فلا يوجد توافق سعودي - إيراني، بل بالعكس، كما أنّ الرياض لا ترغب في تسليم حكومة لبنان إلى "حزب الله"، وإيران بدورها لا تقدّم التسهيلات اللازمة ولا تضغط على حلفائها المعرقلين. وأمام اشتداد حرب الصلاحيات بين عون والحريري، فقد انقسم المشهد بين غالبيّة سُنّية على اختلاف انتماءاتها السياسيّة تدعم الحريري في حين أنّ المسيحيّين لم ينجرّوا إلى تلك المعركة. واللافت للانتباه أنّ المرجعيّة الأولى للمسيحيّين في لبنان أي بكركي، اعتبرت أنّ معركة الصلاحيات بلا أساس وهي مفتعلة والمطلوب تأليف الحكومة لأنّ الوضع لم يعد يحتمل التأجيل.

وأمام تلك الوقائع تؤكد مصادر في تكتل "لبنان القوي"، لموقع "ليبانون فايلز"، أنّ رئيس الجمهورية لا يطلب الدعم من أحد، فهو يطبق الدستور، والدستور يعطيه صلاحيات واضحة في موضوع تأليف الحكومة، وبالتالي فإنّه يفعل ما يمليه عليه ضميره. وتستغرب المصادر كيف أنّ فريقاً مسيحياً يدّعي الدفاع عن حقوق المسيحيّين وحرصه على العهد ورئاسة الجمهوريّة ولا يوفّر فرصة إلا ويمس بصلاحيّات الرئيس وبالمسلّمات وذلك من أجل تكبير حجمه الوزاري غير آبه بما قد تتركه مواقفه على مستقبل الرئاسة ودور المسيحيّين. وتقول المصادر: المؤسف أن هذا الفريق يريد من الرئيس أن يكون "باش كاتب" وأنْ يوقّع فقط على التشكيلة الوزارية التي يقدّمها رئيس الحكومة المكلّف، لكن ذاك الزمن انتهى وبات هناك رئيس قوي يقول لا عندما يجب أنْ يقول ذلك. ولم تبد مصادر "لبنان القوي" انزعاجها من كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول معركة الصلاحيّات، لأنّه في الأساس ليس هناك مثل هكذا معركة، والبطريرك ينادي بضرورة تأليف الحكومة سريعاً وهذا مطلب رئيس الجمهوريّة الذي يقوم بكل شيء من أجل حثّ المعرقلين على وقف العرقلة. وتؤكّد المصادر أنّ العلاقة بين بعبدا وبكركي صلبة، ولا يستطيع أحد الدخول بينهما وخلق إشكالات ليست موجودة أصلاً، في حين أنّ أفرقاء مسيحيّين مطالبون بخطوات من أجل دعم العهد لا أنْ يقتصر دعمهم على الكلام بينما يفعلون العكس.

وتشير المصادر إلى اللقاءات الدائمة التي تحصل بين البطريرك والرئيس والتي تنتهي غالباً بالاتّفاق على أولويات الوضع وتقدير خطورة ما يجري خصوصاً وأنّ الراعي من أشد المطالبين بابتكار حلول والتنازل لما فيه مصلحة الجميع. وأمام هذا الواقع لا يبدو أنّ العلاقة بين "التيّار الوطني الحر" و"القوّات اللبنانيّة" ستستقيم قريباً خصوصاً وأنّ البند السياسي من "اتفاق معراب" قد سقط في حين أنّ الخطوات المطلوبة لإنقاذ الاتّفاق تحتاج إلى نوايا غير موجودة حالياً؛ ما يدفع الأمور إلى مزيد من التأزّم الحكومي يضاف إليها ما سيتركه حكم "المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان" من تردّدات على الساحة الداخليّة وتشنّج سياسي بدأت ملامحه تظهر على الرغم من محاولة الحريري امتصاص العاصفة التي ستهبّ.

 

سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن يتحدث عن اغتيال الحريري

"سبوتنيك"/ الخميس 13 أيلول 2018/علق الأمير خالد بن سلمان، سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن، على بدء قضاة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاستماع إلى المرافعات الأخيرة الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وبدأ قضاة المحكمة، الثلاثاء 11  أيلول، الاستماع إلى المرافعات الأخيرة في محاكمة 4 أشخاص متهمين بالمشاركة في اغتيال الحريري بتفجير وقع في وسط بيروت، عام 2005، وأدى إلى مقتل الحريري إضافة إلى 21 شخصا آخرين. وكتب ابن سلمان على "تويتر": "بعد ١٣ عاما من اغتيال الرمز العربي الكبير الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله وباسل فليحان ورفاقهم، جددت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اتهامها لأربع أعضاء من ما يسمى بحزب الله"، مضيفا: "لا يزال قاتليه أحرارا مستمرين في اختطاف سيادة وعروبة لبنان، ورهنه في أيدي نظام طهران". وتابع في تدوينة أخرى: "على المجتمع الدولي أن يتكاتف لتحميل قاتلي الحريري، المسؤولية ومعاقبتهم، ووضع حد لسلسلة الاغتيالات السياسية، التي دأبت أنظمة الغدر والدمار على استخدامها في تدمير أوطاننا ونشر الفوضى فيها" وتستغرق جلسات المحكمة أياما، قبل انتقال قضاة الغرفة الأولى في المحكمة إلى إصدار الأحكام خلال الشهور المقبلة. وتجدر الإشارة إلى أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي محكمة جنائية، في مدينة لاهاي، أقرها مجلس الأمن للنظر في نتائج التحقيق، الذي تقوم به لجنة التحقيق الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وبدأت المحكمة مداولاتها في القضية عام 2009 في ضواحي لاهاي، وباتت بذلك أول محكمة جنائية دولية تسمح بتنظيم محاكمة في غياب المتهمين الممثلين بمحامين.

 

المحكمة الدولية تلمّح الى تورط معاون السيد نصر الله في اغتيال الحريري

 الخميس 13 أيلول 2018 /أفادت قناة "الجديد" أن المدعي العام في المحكمة الدولية لمّح الى تورط معاون الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حسين خليل في التنسيق مع المتهمين الاربعة بإغتيال الحريري عبر بدر الدين. فعندما سأل القاضي المدعي العام بالقول: هل الخليل هو الرابط قال المدعي العام نعم.

 

 قيادي في حزب الله أشرف على عملية اغتيال الحريري

رصد موقع ليبانون ديبايت"/13 أيلول 2018/أعلن الإدعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن "مصطفى بدر الدين هو في أعلى الهرم وهو المشرف على عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووجه كل عملية الاغتيال، وسليم عياش قاد وحدة الاغتيال وكان معه 4 اشخاص راقبوا الحريري كظله". وكان حزب الله نعى في أيّار من العام 2016 "القيادي مصطفى بدر الدين، (ذو الفقار) الذي استشهد جرّاء انفجار استهدف احد مراكز الحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي"، وذلك بحسب بيان صادر عنه.

وبدأت منذ يومين المرافعات النهائية أمام المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عند الحادية عشرة بتوقيت لاهاي، واتخذت كل الإجراءات الأمنية واللوجستية حيث حضر رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري والوفد المرافق.

 

معلومات استخبارية"... هذا هو عدد مقاتلي حزب الله وصواريخه!

القناة الثالة والعشرون/13 أيلول/18/ نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن شخصيات أميركية مخاوفها من أن "إسرائيل" لن تستطيع صد هجمات حزب الله في أي مواجهة مقبلة، الأمر الذي قد يوقعها في كارثة، بحسب الإعلام الحربي. ووفق الصحيفة، قدم "دريك هارفي" أحد أفراد طاقم الأمن القومي الأميركي ملخصاً للرئيس الأميركي "دونالد ترامب" قال فيه، "إن لدى حزب الله مخزوناً من الصواريخ يصل إلى قرابة 150 ألف صاروخ، وأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية (حيتس، مقلاع داوود، والقبة الحديدية) لن تتمكن من الدفاع عن الإسرائيليين من صواريخ حزب الله في أي مواجهة مقبلة". تضيف الصحيفة العبرية، أن "دريك هرافي" أبلغ الرئيس الأميركي بمعلومات استخبارية وصفت بأنها حساسة، وهي أن حزب الله، يمتلك 48 ألف عسكري في لبنان، وأنهم يشكلون تهديداً وجوديا لـ"إسرائيل".

وأشار المسؤول الأميركي أن المواجهة المحتملة بين "إسرائيل" والإيرانيين لربما تكون حرباً كارثية إذا انجرت لها أمريكا

 

باعتراف جنرال اسرائيلي... الجيش الإسرائيلي غير قادر على خوض أيّ حرب!

القناة الثالة والعشرون/13 أيلول/18/ أشارت صحيفة "معاريف" العبرية إلى أن مفوض شكاوى الجمهور في الجيش "الإسرائيلي" الجنرال احتياط "إسحاق بريك"، أرسل تقريراً من 200 صفحة إلى وزير الحرب "أفيغدور ليبرمان" ورئيس الأركان "غادي ايزنكوت" وأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الصهيوني، ويحتوي التقرير على حقائق حول إستعداد الجيش للحرب، وفق الإعلام الحربي. وبحسب التقرير الذي قدمه بريك، فإن الجيش "الإسرائيلي" غير قادر على خوض أي حرب قادمة وغير مستعد لها، وخصوصاً بعد التراجع الحاد في اعداد افراد الجيش، والتي تؤثر بالفعل على حالة التأهب والاستعداد في الوحدات.

 

"الاشتراكي" يفتح النار على رئيس الجمهورية: "الطائف محور الصراع"

القناة الثالة والعشرون/13 أيلول/18/ بعد مرور 112 يوما على تكليف الرئيس سعد الحريري، تبقى الحكومة " خارج الخدمة"، فيما البلاد داخل حرب سجالات "ارتقت" من مرتبة القوى السياسية بين بعضها البعض الى المستوى الرئاسي، بحسب ما اظهر الرد الاشتراكي العنيف على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من ستراسبورغ، اذ فتح النائب وائل ابو فاعور نيران الحزب مباشرة في اتجاه بعبدا بعدما كانت السجالات محصورة على مدى الايام القليلة الماضية بين كليمنصو وميرنا الشالوحي، في مؤشر خطير الى المنحى الذي تسلكه الاوضاع في البلاد، مستعيدة حقبة بغيضة من الماضي غير البعيد. الهجوم الاشتراكي: في اعنف موقف ضد رئيس الجمهورية منذ قادته التسوية الرئاسية الى القصر الجمهوري، وبعد مسلسل الكيدية السياسية على المسرح الوظيفي، شن الحزب الاشتراكي هجوما لاذعا لم يتوان عن استخدام نعوت هزلية واخرى من العيار الثقيل كمثل "البعض المستأسد"، فأعلن ابو فاعور في بيان "اننا أستمعنا الى خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ستراسبورغ، فاغرورقت اعيننا بالدموع من رقي المواقف ورقة العواطف في الحديث عن الديمقراطية، وحقوق الانسان، والتنوع الثقافي والغنى الحضاري والتعايش، لكن فخامة الرئيس لم يمهلنا لكفكفة دموعنا، وكنا قد بدأنا نصدق ما سمعنا حتى عاجلنا بخطاب آخر في لقاء مع الجالية اللبنانية في ستراسبورغ نفسها ينضح بروح التحدي والانقسام والاستقواء والتهديد بالسلطة وتكرار ادعاءات الإصلاح التي باتت نكتة سمجة يضحك منها كل اللبنانيين ومنهم مطلقوها، فأي خطاب نصدق وأي رئيس نعتمد؟!" واضاف :"يبدو ان خطاب الجالية اصدق أنباء من خطاب البرلمان الاوروبي، حيث لا يزال البعض المستأسد بالسلطة، يعيش ثأره التاريخي ضد اتفاق الطائف وتوازناته وأركانه، وكل الذي يجري هو محاولة يائسة لتجويفه تمهيدا للانقلاب عليه".ولفت الى ان "محور الصراع الدائر حاليا، هو الحفاظ على الطائف أو دفنه كما يريد هذا البعض، وسيسجل التاريخ لهذه الولاية الرئاسية انها رفعت منسوب الطائفية والشحن المذهبي بين اللبنانيين من قانون الانتخاب الى الخطاب السياسي، وأنها اعادت لبنان سنوات الى الوراء بعكس مسار السلم الأهلي وتضعه مجددا امام مخاطر الفتنة التي سعينا وسنسعى لوأدها مهما حاولوا وسنبقى أهل المصالحة وحماتها .لاننا على ما يبدو لا زلنا في بداية الدرب المظلم والولاية الواعدة بالمزيد من الانقسامات والشحن والاحقاد".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تتعهد خنق إيران… والكونغرس يتصدّى لأذرعها في العراق

كردستان رفض تسليم المعارضة... وجعفري هدد "من يملكون قوات وقواعد في دائرة ألفي كيلومتر"

المعارضة: أعمال طهران الإرهابية يقرها مجلس الأمن القومي برئاسة روحاني وتتم الموافقة عليها من خامنئي

طهران، عواصم – وكالات/13 أيلول/18/أكدت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة نيكي هيلي، أن الولايات المتحدة ستستهدف نفط إيران وإن الأخيرة ستشعر بتأثيرات ذلك بالمعنى الحقيقي. وفي برنامج تلفزيوني على قناة “فوكس نيوز” الأميركية، أوضحت أن “إيران دمّرت سورية، ونرى أنهم يشكلون خطرًا على إسرائيل، إيران تنفذ حروبًا بالوكالة في الشرق الأوسط، ولأجل ذلك انسحبنا من الاتفاق النووي”. وتابعت “كنا نحول الأموال إلى إيران، ونسمح لها بمواصلة هذه المواقف السيئة، واليوم فرضنا مجددًا العقوبات عليها”، موضحة أن واشنطن ستستهدف من خلال العقوبات، النفط الإيراني، وسيشعر الإيرانيون بتأثيرات ذلك بالمعنى الحقيقي. وأكّدت أن إيران تشعر بالألم وهي في وضع ضعيف، مضيفة: “سنواصل خنقهم حتى يراجعوا مسألة الصواريخ الباليستية ويقطعوا دعمهم عن الإرهاب”.من جانبه، كشف مساعد في مجلس الشيوخ الأميركي، إن أعضاء جمهوريين في المجلس يعتزمون طرح تشريع للتصدي لما يرونه تزايداً للنفوذ الإيراني في العراق، وسط مخاوف من هجمات في العراق على يد جماعات يعتبرها المسؤولون الأميركيون وكلاء لإيران. ويفرض مشروع القانون عقوبات على الجماعات التي تسيطر عليها إيران ويلزم وزير الخارجية بنشر قائمة بالجماعات المسلحة التي تتلقى دعما من “الحرس الثوري” الإيراني. على صعيد متصل، وفيما يسعى الأكراد الإيرانيون في العراق إلى إعادة تنظيم صفوفهم، بعد القصف الأخير لمقارهم من جانب “الحرس الثوري” الإيراني، رفضت حكومة إقليم كردستان، أمس، مطالبات إيران بتسليمها المعارضة، مشددة على “ضرورة حل المسألة بشكل ملائم”. وقال المتحدث باسم حكومة كردستان سفين دزي، إنه “لا يمكن تسليم أي فرد من الأحزاب المعارضة في كردستان إلى السلطات الإيرانية”، مضيفا أن “هؤلاء موجودون على أراضي الإقليم منذ ثمانينات القرن المنصرم وفق اتفاقات”، مشيرا إلى أن “جزءا كبيرا منهم لاجئون ويجب احترام اللوائح والقوانين الدولية في التعامل معهم”.

بدورهم، استبعد محللون مواجهة بين طهران وواشنطن على الساحة العراقية، مؤكدين أن وقائع الميدان في العراق، وتوازن القوة والنفوذ والمصالح، وتجربة العلاقات البراغماتية بين الطرفين، تؤكد أن الأمور لن تصل إلى حد المواجهة العسكرية، وإن حدثت فستكون بدفع الأتباع إلى مواجهات محدودة ومسيطَر عليها. في غضون ذلك، واصلت إيران، أمس، إطلاق تهديداتها، حيث أعلن قائد “الحرس الثوري” محمد علي جعفري أنه “مع مدى يبلغ ألفي كلم، تزود صواريخنا الأمة الايرانية بقدرة فريدة على التصدي للقوى الاجنبية المتغطرسة”، مضيفا أن “قوتنا النارية وجهت رسالة قوية إلى جميع أعدائنا: على أولئك الذين يملكون قوات ومعدات وقواعد في دائرة ألفي كيلومتر من حدود إيران، أن يعلموا أن كل صواريخ الحرس الثوري في غاية الدقة”. على صعيد آخر، ذكرت مصادر أن ناقلتا نفط تحملان مكثفات إيرانية تنتظران قبالة سواحل الإمارات منذ نحو شهر بعد انخفاض الطلب بسبب العقوبات الأميركية، فيما تقف ثلاث ناقلات أخرى عملاقة تحمل النفط الإيراني قبالة سواحل إيران منذ 10أيام . إلى ذلك، بحث مشرعون بريطانيون في لندن إجراءات مواجهة النشاطات الإرهابية للنظام الإيراني في أوروبا، حيث تم الكشف عن العديد من هذه النشاطات في تيرانا وباريس وبرلين وواشنطن. وكشف قياديون بمنظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة في مؤتمر صحافي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وثائق تؤكد تورط طهران بعمليات إرهابية في أوروبا، ودور سفارات طهران اللوجيستي في تلك العمليات. وأكدت ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا دولت نوروزي، أن “الأعمال الإرهابية للنظام يتم إقرارها على أعلى مستوى للنظام في مجلس الأمن القومي للنظام الذي يرأسه الرئيس حسن روحاني، ويتم الموافقة عليها من قبل مكتب المرشد علي خامنئي”. من جهته، أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حسين عابديني، أنه منذ الاحتجاجات الشعبية في يناير 2018، قام النظام بالقمع المتواصل للتظاهرات في الداخل وفي نفس الوقت قام بتوجيه عمليات ارهابية ضد المعارضة في الخارج.بدوره، اعتبر عضو مجلس العموم البريطاني ديفيد جونز، أن “إيران دولة إرهابية وتعتبر تهديداً رئيسياً للمجتمع الدولي، والكل يعرف أنه لا يوجد هناك في داخل النظام الإيراني شخص معتدل، كما يدعي البعض بل متورط في كل ما يحدث”.

 

الأمم المتحدة تتهم حكومة دمشق بجرائم حرب ومحققوها وثّقوا هجمات بغاز الكلور في الغوطة وإدلب

جنيف/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/قال محققون من الأمم المتحدة يعملون في مجال حقوق الإنسان، أمس، إن القوات الحكومية السورية أطلقت غاز الكلور، وهو سلاح كيماوي محظور، في الغوطة الشرقية التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة وفي محافظة إدلب هذا العام، في هجمات تمثّل جرائم حرب، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» في تقرير من جنيف.

وذكر مسؤول في الأمم المتحدة لـ«رويترز» أن هذه الوقائع ترفع عدد الهجمات الكيماوية التي وثّقتها لجنة التحقيق بشأن سوريا في البلاد منذ عام 2013 إلى 39 هجوماً؛ منها 33 هجوماً منسوباً للحكومة. ولم يتم تحديد هوية المتسبب في الهجمات الـ6 الأخرى بما يكفي.

وأوضح المحققون في أحدث تقرير لهم أن استخدام الكلور سلاحاً محظور بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية التي صادقت عليها دمشق، وبمقتضى القانون الإنساني الدولي المتعارف عليه، بحسب ما جاء في تقرير «رويترز». وأضاف المحققون في تقريرهم: «لاستعادة الغوطة الشرقية في أبريل (نيسان) الماضي، شنّت القوات الحكومية كثيرا من الهجمات العشوائية في مناطق مدنية ذات كثافة سكانية عالية، واشتمل ذلك على استخدام أسلحة كيماوية»، في إشارة إلى أحداث وقعت بين 22 يناير (كانون الثاني) و1 فبراير (شباط) الماضيين في منطقة سكنية في دوما بالغوطة الشرقية، إحدى ضواحي العاصمة دمشق. وأشار المحققون إلى أن نساء وأطفالا أصيبوا في الهجمات وعانوا من مصاعب في التنفس واحتاجوا إلى الأكسجين.

وقال التقرير: «خلصت اللجنة إلى أن القوات الحكومية و/ أو الفصائل المسلحة التابعة لها ارتكبت، في هاتين الواقعتين، جرائم حرب باستخدام أسلحة محظورة وشن هجمات عشوائية في مناطق مأهولة بالسكان في الغوطة الشرقية». وأضاف أن ذخيرة «أرض - أرض» وبدائية الصنع استخدمت في الواقعتين بمنطقة دوما. وتابع: «وعلى وجه التحديد، وضعت الذخيرة الموثقة حول صواريخ مدفعية إيرانية من المعروف أنه تم إمداد القوات التي تحت قيادة الحكومة السورية بها»، كما أشارت «رويترز».

وأوضح التقرير أن غاز الكلور استخدم أيضاً في 4 فبراير بمحافظة إدلب في شمال غربي سوريا حيث تخشى الأمم المتحدة هجوماً كبيراً وشيكاً للقوات السورية والروسية على آخر معقل تسيطر عليه المعارضة. وقال: «أسقطت طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة برميلي كلور على الأقل في منطقة تليل في سراقب»، مضيفاً أن 11 رجلاً على الأقل أصيبوا. وأضاف: «أكدت أدلة وثائقية ومادية حللتها اللجنة على وجود طائرات هليكوبتر في المنطقة واستخدام أسطوانتي غاز لونهما أصفر».

وحلل التقرير الذي استند إلى 400 مقابلة، هجمات جوية وبرية ضمن عملية «غصن الزيتون» التركية التي كانت بالتعاون مع مقاتلي المعارضة المتحالفين مع أنقرة وانتزعت منطقة عفرين بشمال غربي سوريا من أيدي قوات سورية كردية ربيع هذا العام. وقال إن مستشفى عفرين الرئيسي وسوقا ومنازل أصيبت. وجاء في التقرير: «عند شن ضربات جوية بدءاً من 20 يناير، ربما لم تتخذ القوات الجوية التركية كل الإجراءات الاحترازية الممكنة قبل شن هجمات بعينها، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي». وقال التقرير إن مقاتلي «الجيش السوري الحر»، (معارضة)، «يشتهرون بالاعتقال والاحتجاز التعسفي»، بحسب «رويترز». وأوضح تقرير محققي الأمم المتحدة أن ما يربو على مليون مدني نزحوا بسبب 6 معارك كبرى في أنحاء متفرقة من سوريا خلال الأشهر الستة الأولى هذا العام؛ بينها هجمات كثيرة اشتملت على جرائم حرب. وأضاف أن آلاف المدنيين النازحين ما زالوا يعيشون في أوضاع بائسة داخل مراكز مكدسة بشدة «حيث ما زالت القوات الحكومية تعتقل الكثيرين على نحو مخالف للقانون».

 

تركيا تكثّف «إمدادات السلاح» للمعارضة في إدلب/جيشها يرسل تعزيزات إلى الحدود وحديث عن استعدادات لـ«حرب استنزاف»

أنقرة/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/استمر الجيش التركي في إرسال تعزيزات جديدة إلى وحداته المنتشرة على طول الحدود مع سوريا، وسط تصاعد المخاوف بشأن هجوم واسع للنظام السوري وداعميه على إدلب قد يتسبب في أوسع موجة نزوح إلى تركيا من المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا. وجاء ذلك في وقت نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في المعارضة السورية أن تركيا كثّفت إمدادات السلاح لمقاتلي المعارضة لمساعدتهم على التصدي للهجوم المتوقع أن يشنه الجيش السوري وحلفاؤه. وقال مسؤولون كبار في المعارضة إن تركيا أرسلت المزيد من المساعدات العسكرية للمعارضين في منطقة إدلب وحولها منذ أن فشل اجتماع قمة عقدته مع إيران وروسيا الأسبوع الماضي في التوصل إلى اتفاق لتجنب شن هجوم على المنطقة. ونسبت «رويترز» إلى قائد كبير في «الجيش السوري الحر» مطلع على محادثات جرت في الأيام القليلة الماضية مع كبار المسؤولين الأتراك: «تعهدوا (الأتراك) بدعم عسكري كامل لمعركة طويلة الأمد. لن يستطيع النظام أن يصل إلى ما يريد». ونقلت الوكالة عن قائد آخر في المعارضة: «هذه الشحنات من الذخائر ستسمح لأن تمتد المعركة وتضمن ألا تنفد الإمدادات في حرب استنزاف». وأضاف: «يحصلون على شحنات جديدة من الذخائر. لا يحتاجون أكثر من الذخائر». وذكرت «رويترز» أنه لم يتسن لها على الفور الاتصال بمسؤولين أتراك للتعليق.

في غضون ذلك، وصلت إلى ولاية كلس، جنوب تركيا، قافلة تعزيزات جديدة للجيش التركي ضمت شاحنات محملة بالذخائر، توجهت باتجاه الحدود السورية وسط تدابير أمنية مشددة. ورفع الجيش التركي من مستوى تعزيزاته على الحدود الجنوبية، وسط تواتر الأنباء بشأن الهجوم المحتمل للنظام السوري على إدلب. وحشد الجيش التركي أكثر من 30 ألفاً من جنوده مدعومين بالأسلحة والآليات على طول الحدود التركية – السورية، كما عزز وجد قواته في نقاط المراقبة الـ12 التي أنشأها في منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها بعناصر من القوات الخاصة وزاد من الوجد العسكري فيها. وأفيد أيضاً بأن تركيا وجّهت تعليمات إلى فصائل المعارضة و«الجيش السوري الحر» الموالية لها في مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» بالتوجه إلى إدلب. في الوقت نفسه، حذّرت أنقرة مجدداً من أن الهجوم المحتمل على إدلب سيقوض العملية السياسية الرامية لحل الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في مؤتمر صحافي في أنقرة الليلة قبل الماضية: «مناشدتنا هي وقف الهجوم المحتمل على إدلب من خلال التحرك بتنسيق وتعاون بين الرأي العام العالمي وجهود الدول الغربية والإقليمية والولايات المتحدة». وتابع عقب اجتماع للحكومة برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان: «نتوقع من جميع الأطراف في الأيام القادمة مواقف تسهم في التوصل لحل سياسي يزيل العقبات أمام ملف إدلب». وحول قمة طهران الثلاثية التي انعقدت الأسبوع الماضي، قال كالين: «الجميع شاهد القمة بالبث الحي، وتم نقل الجزء المتعلق بالمفاوضات بالبث الحي، بشكل لم نكن نتوقعه نحن أيضاً.. الأجزاء الجنوبية من إدلب لا تزال تتعرض للهجمات حتى بعد قمة طهران». وأشار إلى أن الرئيس رجب طيب إردوغان وجه مناشدات إلى موسكو وطهران والرأي العام العالمي خلال القمة مفادها أن أي هجوم على إدلب لن ينتهي بمأساة إنسانية فحسب، بل ستترتب عليه نتائج سياسية ودبلوماسية خطيرة للغاية. وشدد كالين على أن الجهود التركية لن تكفي وحدها لوقف الهجوم على إدلب، قائلا: «على الرأي العام العالمي أن يتحمل مسؤولياته في هذا الموضوع.. فأي هجوم على إدلب قبل كل شيء سيقوّض المسارات السياسية المستمرة، ويمهد الطريق لأزمة ثقة خطيرة، ويدفع مئات الآلاف للنزوح باتجاه تركيا». وأضاف أن أي موجة نزوح جديدة باتجاه تركيا ستكون لها مضاعفات أخرى، وتأثيراتها لن تتوقف عند تركيا، بل ستمتد إلى أوروبا ودول أخرى. واعتبر تصريحات الدول الغربية بأنها «ستتدخل إذا استخدم (رئيس النظام السوري بشار) الأسد السلاح الكيميائي في إدلب، غير كافية وغير متناسقة بتاتاً، لأن الحرب السورية أسفرت عن مقتل مئات الآلاف حتى الآن، 99 في المائة منهم قتلوا بالأسلحة التقليدية».

 

 موسكو تخفف لهجتها في إدلب وتستعد لمواجهة «تصعيد» غربي

الموسكو: رائد جبر//الشرق الأوسط/13 أيلول/18/برز تراجع في لهجة موسكو حول عملية عسكرية محتملة في إدلب بشمال غربي سوريا، ولم تستبعد «تأجيل» العمل العسكري بعض الوقت لإفساح المجال لتركيا في تنفيذ تعهداتها بفصل المعارضة عن «جبهة النصرة»، بالتزامن مع تزايد المخاوف الروسية من احتمال توجيه واشنطن وحليفاتها ضربات إلى مواقع في سوريا. وبعد التحذيرات التي أطلقتها موسكو خلال جلسة مجلس الأمن حول إدلب أول من أمس، اتجهت الأنظار الروسية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بهدف التدخل و«منع وقوع استفزاز كيماوي» متعمد، بحسب ما يقول الجانب الروسي. وقال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة ألكسندر شوليغين إن المنظمة مدعوة إلى التدخل لتدخل سريع لقطع الطريق أمام محاولات الإرهابيين تنفيذ هجوم كيماوي مزعوم يشكل ذريعة لتدخل غربي في سوريا. وزاد أن موسكو أبلغت المنظمة الدولية بمعطيات حصلت عليها حول التحضير لهذا «الاستفزاز». وزاد أن عدداً من ممثلي البلدان المنضوية في المنظمة الدولية أيدوا الطلب الروسي بتدخل سريع بهدف «عمل كل ما في وسعنا لمنع وقوع الاستفزاز». وكانت موسكو أعلنت أن لديها معطيات عن قيام «جبهة النصرة» بنقل مكونات كيماوية إلى مدينة جسر الشغور بهدف تصوير مشاهد تحاكي وقوع هجوم كيماوي لتوفير ذريعة لواشنطن لتوجيه ضربة عسكرية إلى القوات الحكومية السورية. وجاء حديث شوليغين قبل ساعات من صدور تقرير أممي حمّل الحكومة السورية المسؤولية عن هجمات بغار الكلور السام حصلت بداية العام الجاري، وقال التقرير إنها «هجمات ترقى إلى جرائم حرب». إلى ذلك، تراجعت حدة اللهجة الروسية حول احتمال شن عملية عسكرية في إدلب، وأعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف أن «القتال ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب يمكن تأجيله»، لكنه أوضح أن «من الضروري التوصل إلى حل سريع لأنه لا يمكن التعايش مع وجود الإرهابيين وتحركاتهم». وقال لافرينتييف في أعقاب المفاوضات التي جرت في جنيف بمشاركة ممثلي الدول الضامنة لعملية آستانة (روسيا وتركيا وإيران) والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن الاجتماع تناول الوضع في إدلب. وأكد على موقف روسيا القاضي بأن «التعايش السلمي مع الإرهابيين أمر مستحيل. ويجب مواصلة محاربتهم حتى القضاء عليهم نهائياً»، مشيراً إلى أن روسيا والدول الضامنة الأخرى تعمل كل ما بوسعها من أجل حل قضية إدلب بأدنى حد ممكن من الخسائر، ومع ضمان أمن السكان المدنيين. وفي أول حديث روسي مباشر حول احتمال تأجيل إطلاق عملية عسكرية قال لافرينتييف إنه «إذا تحدثنا عن التأجيل، فيمكن تأجيل محاربة التنظيمات الإرهابية أسبوعاً أو أسبوعين أو 3 أسابيع. ولكن ماذا بعد ذلك؟ يجب حل هذه القضية بشكل جذري عاجلاً أم آجلاً. ولذلك فإن الأمر يتوقف على قدرة المجتمع الدولي على المساعدة في فصل المعارضة المعتدلة الموجودة في إدلب عن المتطرفين».

وذكّر بأن أنقرة تعهدت القيام بتحرك سريع في هذا الاتجاه، وقال إن «محافظة إدلب، حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل عام ونصف العام، تعتبر من مسؤولية تركيا، وبالتالي على تركيا فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين». وحذّر من أن «البعض يحاول استخدام المدنيين كدروع بشرية، ما يمثل مشكلة جدية»، في إشارة إلى «جبهة النصرة» التي تتهمها موسكو بمنع خروج المدنيين عبر الممرات التي فتحتها. وزاد أنه «يجب العمل بدقة في هذا المجال. العسكريون من الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) يستطيعون الاتفاق على آلية العمليات ضد التنظيمات الإرهابية في هذه المحافظة. والأهم هنا تجنب الخسائر وسط السكان المدنيين». وقال لافرينتييف إن الأوضاع في محافظة إدلب «معقدة ومتوترة»، محذّراً من أن على «المجتمع المدني أن يبدي أقصى قدر من الحذر والاتزان في حال وقوع الاستفزاز الكيماوي الذي نبهنا منه، والذي قد يصبح ذريعة لضربات صاروخية جديدة على سوريا من قبل التحالف الغربي... ونعتقد أننا كمجتمع دولي يجب أن نبذل جهوداً جماعية لمنع وقوع ذلك». وأضاف أن ذلك سيمثل «ضربة قوية» إلى عملية التسوية السياسية. وتطرق لافرينتييف إلى المناقشات التي جرت أخيرا في جنيف حول الدستور السوري، وقال إن المشاركين «اتفقوا مبدئيا على قائمتين للمرشحين لعضوية اللجنة الدستورية السورية». وزاد أنه «تم التوافق مبدئيا على اللائحتين المقدمتين من الحكومة والمعارضة إلى المبعوث الدولي، وستتطلب القائمتان الإقرار نهائياً من قبل الدول الضامنة وستيفان دي ميستورا بعد إتمام الاتفاق بشأن قائمة المرشحين عن المجتمع المدني»، مشيراً إلى أن «هناك أسئلة لا تزال قائمة بشأنها». وأضاف أنه تقرر تشكيل فريق خبراء فني للإسراع بهذه العملية. وأشار لافرينتييف إلى أن اللجنة الدستورية ستضم مجموعة مصغرة من 45 عضواً لصياغة دستور جديد أو إعداد تعديلات على الدستور الحالي، وسيتم تشكيلها على أساس المبادئ ذاتها التي سيبنى عليها تشكيل اللجنة الدستورية من 150 شخصاً. وأوضح أن ثلث أعضاء المجموعة المصغرة سيكون من ممثلي الحكومة والثلث الثاني من المعارضة والثلث الأخير من ممثلي المجتمع المدني. وأشار لافرينتييف إلى أن ممثلي روسيا وتركيا وإيران والأمم المتحدة قد يعقدون اجتماعاً جديداً في جنيف في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لحل بقية المسائل المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية السورية. وأوضح أنه حتى الآن لم يتم حل مسألة رئاسة اللجنة وبعض المسائل الأخرى، ولذلك قرر المشاركون إتمام العمل على المستوى الفني. وأعرب المبعوث الروسي عن أمله بأن يساهم ستيفان دي ميستورا بصفته مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في إطلاق عمل اللجنة الدستورية بنجاح.

 

الأمم المتحدّة تستعد للتعامل مع 900 ألف نازح من إدلب/واشنطن تكرّر التحذير من استعمال السلاح الكيماوي في سوريا

نيويورك/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/يتزامن العدّ العكسي للهجوم شبه المؤكد على إدلب مع حركة نزوح كثيفة من هذه المحافظة السورية الشمالية خوفاً من المواجهة المقبلة بين قوات نظام بشار الأسد المدعومة من قوات روسية وميليشيات إيرانية، والفصائل المعارضة.وأعلنت الأمم المتحدة اليوم (الخميس) أن أعمال العنف في شمال غرب سوريا دفعت 38 ألفا و500 شخص الى النزوح بسبب العمليات القتالية بين 1 سبتمبر (أيلول) و12 منه، عاد منهم حوالى 4500 إلى منازلهم في اليومين الماضيين في ظل تراجع في حدة القصف. وأعلن المنسق الانساني الاقليمي لدى الامم المتحدة للأزمة السورية بانوس مومتزيس أن المنظمة الدولية تستعد لمساعدة 900 ألف شخص. وقال: "في الوقت الراهن، وبصفتنا نعمل في المجال الانساني وفيما نأمل بتحسن الوضع، فإننا نستعد للاسوأ". وأضاف: "وضعنا خطة استعداد. ونفكر في تلبية حاجات ما يصل الى 900 ألف شخص يمكن ان يفروا، ونأمل بألا يحصل ذلك ابدا". وسبق هذا الكلام نداء من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتخلي عن الهجوم العسكري على إدلب، مطالبا موسكو وطهران وأنقرة بالتزام القانون الدولي. وقال غوتيريش عقب جلسة عقدها مجلس الأمن أمس (الأربعاء): "أدرك أن الوضع الحالي في إدلب ليس مستقرا، ولا يمكن التهاون مع وجود الجماعات الإرهابية هناك. لكن مكافحة الإرهاب لا تعفي الأطراف المتصارعة من ضرورة تنفيذ تعهداتها بموجب القانون الدولي". وأضاف: "أتوجه برسالة واضحة لجميع الأطراف المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر، وتحديدا إلى الدول الضامنة الثلاث وهي إيران وروسيا وتركيا: لا تدخروا جهدا في البحث عن حلول تحمي المدنيين. احفظوا أهم المنشآت مثل المستشفيات واحترموا القوانين الدولية".

تحذير أميركي

من جهة أخرى، نصحت الممثلة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بعدم اختبار تصميم الرئيس دونالد ترمب على اللجوء إلى القوة العسكرية مجددا، في حال استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. وقالت في حديث إلى قناة "فوكس نيوز" التلفزيونية: "نصحنا السوريين والروس والإيرانيين بوضوح، بالتفكير جيدا قبل استخدام السلاح الكيماوي. لقد حذرنا وأشرنا إلى أنهم استخدموا السلاح الكيماوي في سوريا مرتين، وهو ما دفع الرئيس ترمب لاتخاذ الإجراءات اللازمة مرتين. فلا داعي لاختبار صبرنا مجدداً لأن الظروف والفرص حسب اعتقادي تتراكم ضدهم".

وأضافت هايلي: "سمعنا جميعا الشائعات حول الأسلحة الكيماوية في إدلب، ورأينا ما حدث عندما زعموا أن الخوذ البيض وراء ذلك، أو أن متطوعين آخرين يستعدون لشن هجمات كيماوية. معظم أعضاء مجلس الأمن حذروهم بشدة، قائلين إن واشنطن وحلفاءها سيردون بحزم على الهجمات بالسلاح الكيماوي، وعلى أي هجوم على المدنيين في إدلب".

 

 العراق: تفاهمات اللحظة الأخيرة تحدد رئاستي الحكومة والبرلمان

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/يستعد البرلمان العراقي لعقد جلسة حاسمة السبت المقبل يفترض أن يتم خلالها اختيار رئيسه وفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية. وفي حين لم يحسم الأكراد حتى الآن موقفهم بشأن مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، يتجه السنّة إلى ترك اختيار المرشح لرئاسة البرلمان للتصويت الذي سيجرى في الجلسة المرتقبة. وقال النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري، وهو أحد المرشحين لرئاسة البرلمان، إن «هناك اتفاقا على أن يحسم أمر المرشح للمنصب داخل الفضاء الوطني بالتصويت بين كتلتي (الإصلاح والإعمار) و(البناء) بالإضافة إلى الأكراد». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك محورين بات يعول عليهما في حسم اختيار رئيس البرلمان، وهما (جبهة الإصلاح) بزعامة مقتدى الصدر وحيدر العبادي وعمار الحكيم وإياد علاوي، و(جبهة البناء) بزعامة هادي العامري ونوري المالكي، ولكل من هذين المحورين مرشحيهم من السنة». وأوضح أن «(كتلة البناء) تدعم 3 من المرشحين السنّة لرئاسة البرلمان وهم محمد الحلبوسي ورشيد العزاوي وأحمد عبد الله الجبوري، بينما في (جبهة الإصلاح) يوجد خالد العبيدي والمتكلم أحمد الجبوري وأسامة النجيفي وطلال الزوبعي ومحمد تميم ومحمد الخالدي، مع أن محمد تميم لم يحسم أمره مع أي الكتلتين». وأضاف أن «الاتجاه هو إما أن تكون هناك انتخابات ضمن المكون السنّي ويطرح الفائز داخل المكون على الكتل الأخرى، أو داخل (كتلة الإصلاح) ومن ثم الذهاب به إلى البرلمان».

وأشار الجبوري إلى أن «الأكراد وإن لم يحسموا أمرهم بعد، لكنهم على ما يبدو يميلون إلى مرشح (جبهة الإصلاح)، خصوصاً (الحزب الديمقراطي الكردستاني)». وعدّ أنه سيصبح «خارج المعادلة... إذا تحولت المسألة إلى صفقات بين الكتل، لأنه لا توجد كتلة كبيرة تدعمني. كما أن (تحالف الإصلاح) لم يحسم أمره بعد لجهة آلية الاختيار». وعن طبيعة التوافقات داخل المكون السني، يقول القيادي في «تحالف القرار» أثيل النجيفي لـ«الشرق الأوسط» إن «المجموعة السنية بكاملها لا تمثل ثقلاً عددياً في البرلمان، ويقابلها مجتمع محبط ويائس من العملية السياسية ومن المستقبل وغير راغب بالمشاركة في الانتخابات». وعدّ أن «السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تنجح الأغلبية البرلمانية من المكونات الأخرى باختيار شخص يمكنه أن يبعث الأمل بمستقبل العمل السياسي في العراق، أم تستمر في إقصاء الشخصيات الموثوقة وإعطاء الفرصة للفاسدين لكي يُمعنوا في إحباط المجتمع؟». وفي وقت لم تتضح فيه ملامح الكتلة الكبرى رغم اللقاء الذي جمع الصدر والعامري في النجف، أمس، فإن منصب النائب الأول لرئيس البرلمان في طريقه إلى الحسم داخل المكون الشيعي؛ إذ يتنافس عليه النائب عن «تحالف الفتح» أحمد الأسدي والنائب عن «ائتلاف دولة القانون» خلف عبد الصمد. وقال الأسدي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمر لم يحسم بعد... هو ليس محل خلاف، لكنه في طور التفاهمات».

ورغم أن اللقاءات بين زعيمي «التيار الصدري» و«تحالف الفتح» تمثل «انفراجة» في المشهد السياسي، لا سيما بعد الشروط التي وضعتها المرجعية الشيعية للمرشح لرئاسة الوزراء، فإنها تأتي، حسب مراقبين للشأن السياسي العراقي، على حساب زعيمي حزب «الدعوة» حيدر العبادي ونوري المالكي. وتحاول قيادات في «الدعوة»، طبقاً لمصدر مطلع، «لملمة بيت الحزب الداخلي حتى لو ذهب اسم رئيس الوزراء إلى مرشح تسوية من داخل الحزب وليس المالكي مع إعلانه المتكرر عدم نيته الترشح، أو العبادي الذي قللت أزمة البصرة فرصه للفوز بولاية ثانية». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن إعلان المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني رغبته بتولي وجوه جديدة رئاسة الحكومة «فاجأ الجميع؛ كونه الأكثر وضوحاً في ما يخص الترشح لرئاسة الحكومة المقبلة؛ إذ اعتادت مرجعية النجف التلميح أكثر من التصريح». ولفت إلى أن اللقاء الذي جمع أمس بين العامري والصدر في النجف «يمكن أن يقلب الطاولة على طبيعة التفاهمات بشأن تكوين (الكتلة الأكبر) بين (تحالف الإصلاح والإعمار) الذي يضم الصدر والعبادي والحكيم وعلاوي، وبين تحالف (البناء) الذي يضم العامري والمالكي». وأوضح أن «أي تفاهم جدي بين الصدر والعامري سيكون بالضرورة على حساب المالكي والعبادي، رغم أنهما يشكلان نقيضين داخل حزب واحد هو حزب الدعوة؛ إذ إن الصدر لا يدعم المالكي أساساً، بينما يمكن القول إنه سحب تأييده للعبادي انسجاما مع شروط المرجعية، بينما العامري وإن كان لا يزال مرشحا للمنصب، فإنه يراهن على إرثه في محاربة (داعش) ومواقفه المؤيدة دائماً للمرجعية».

 

 العراق: تفاهمات اللحظة الأخيرة تحدد رئاستي الحكومة والبرلمان

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/يستعد البرلمان العراقي لعقد جلسة حاسمة السبت المقبل يفترض أن يتم خلالها اختيار رئيسه وفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية. وفي حين لم يحسم الأكراد حتى الآن موقفهم بشأن مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، يتجه السنّة إلى ترك اختيار المرشح لرئاسة البرلمان للتصويت الذي سيجرى في الجلسة المرتقبة. وقال النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري، وهو أحد المرشحين لرئاسة البرلمان، إن «هناك اتفاقا على أن يحسم أمر المرشح للمنصب داخل الفضاء الوطني بالتصويت بين كتلتي (الإصلاح والإعمار) و(البناء) بالإضافة إلى الأكراد». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك محورين بات يعول عليهما في حسم اختيار رئيس البرلمان، وهما (جبهة الإصلاح) بزعامة مقتدى الصدر وحيدر العبادي وعمار الحكيم وإياد علاوي، و(جبهة البناء) بزعامة هادي العامري ونوري المالكي، ولكل من هذين المحورين مرشحيهم من السنة». وأوضح أن «(كتلة البناء) تدعم 3 من المرشحين السنّة لرئاسة البرلمان وهم محمد الحلبوسي ورشيد العزاوي وأحمد عبد الله الجبوري، بينما في (جبهة الإصلاح) يوجد خالد العبيدي والمتكلم أحمد الجبوري وأسامة النجيفي وطلال الزوبعي ومحمد تميم ومحمد الخالدي، مع أن محمد تميم لم يحسم أمره مع أي الكتلتين». وأضاف أن «الاتجاه هو إما أن تكون هناك انتخابات ضمن المكون السنّي ويطرح الفائز داخل المكون على الكتل الأخرى، أو داخل (كتلة الإصلاح) ومن ثم الذهاب به إلى البرلمان».

وأشار الجبوري إلى أن «الأكراد وإن لم يحسموا أمرهم بعد، لكنهم على ما يبدو يميلون إلى مرشح (جبهة الإصلاح)، خصوصاً (الحزب الديمقراطي الكردستاني)». وعدّ أنه سيصبح «خارج المعادلة... إذا تحولت المسألة إلى صفقات بين الكتل، لأنه لا توجد كتلة كبيرة تدعمني. كما أن (تحالف الإصلاح) لم يحسم أمره بعد لجهة آلية الاختيار». وعن طبيعة التوافقات داخل المكون السني، يقول القيادي في «تحالف القرار» أثيل النجيفي لـ«الشرق الأوسط» إن «المجموعة السنية بكاملها لا تمثل ثقلاً عددياً في البرلمان، ويقابلها مجتمع محبط ويائس من العملية السياسية ومن المستقبل وغير راغب بالمشاركة في الانتخابات». وعدّ أن «السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تنجح الأغلبية البرلمانية من المكونات الأخرى باختيار شخص يمكنه أن يبعث الأمل بمستقبل العمل السياسي في العراق، أم تستمر في إقصاء الشخصيات الموثوقة وإعطاء الفرصة للفاسدين لكي يُمعنوا في إحباط المجتمع؟». وفي وقت لم تتضح فيه ملامح الكتلة الكبرى رغم اللقاء الذي جمع الصدر والعامري في النجف، أمس، فإن منصب النائب الأول لرئيس البرلمان في طريقه إلى الحسم داخل المكون الشيعي؛ إذ يتنافس عليه النائب عن «تحالف الفتح» أحمد الأسدي والنائب عن «ائتلاف دولة القانون» خلف عبد الصمد. وقال الأسدي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمر لم يحسم بعد... هو ليس محل خلاف، لكنه في طور التفاهمات». ورغم أن اللقاءات بين زعيمي «التيار الصدري» و«تحالف الفتح» تمثل «انفراجة» في المشهد السياسي، لا سيما بعد الشروط التي وضعتها المرجعية الشيعية للمرشح لرئاسة الوزراء، فإنها تأتي، حسب مراقبين للشأن السياسي العراقي، على حساب زعيمي حزب «الدعوة» حيدر العبادي ونوري المالكي. وتحاول قيادات في «الدعوة»، طبقاً لمصدر مطلع، «لملمة بيت الحزب الداخلي حتى لو ذهب اسم رئيس الوزراء إلى مرشح تسوية من داخل الحزب وليس المالكي مع إعلانه المتكرر عدم نيته الترشح، أو العبادي الذي قللت أزمة البصرة فرصه للفوز بولاية ثانية». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن إعلان المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني رغبته بتولي وجوه جديدة رئاسة الحكومة «فاجأ الجميع؛ كونه الأكثر وضوحاً في ما يخص الترشح لرئاسة الحكومة المقبلة؛ إذ اعتادت مرجعية النجف التلميح أكثر من التصريح». ولفت إلى أن اللقاء الذي جمع أمس بين العامري والصدر في النجف «يمكن أن يقلب الطاولة على طبيعة التفاهمات بشأن تكوين (الكتلة الأكبر) بين (تحالف الإصلاح والإعمار) الذي يضم الصدر والعبادي والحكيم وعلاوي، وبين تحالف (البناء) الذي يضم العامري والمالكي». وأوضح أن «أي تفاهم جدي بين الصدر والعامري سيكون بالضرورة على حساب المالكي والعبادي، رغم أنهما يشكلان نقيضين داخل حزب واحد هو حزب الدعوة؛ إذ إن الصدر لا يدعم المالكي أساساً، بينما يمكن القول إنه سحب تأييده للعبادي انسجاما مع شروط المرجعية، بينما العامري وإن كان لا يزال مرشحا للمنصب، فإنه يراهن على إرثه في محاربة (داعش) ومواقفه المؤيدة دائماً للمرجعية».

 

 قيادي في «الديمقراطي الكردستاني»: الهجوم الصاروخي الإيراني رسالة إلى الولايات المتحدة وقال إن حزبه سيواصل نضاله السياسي المدني ولن يُجر إلى حرب

خالد عزيزي/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/بعد أيام قليلة من هجمات صاروخية لـ«الحرس الثوري» على إقليم كردستان العراق، قال القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» المناهض للنظام الإيراني، خالد عزيزي إن طهران أرادت بإطلاق الصواريخ «البعث برسالة صريحة إلى الولايات المتحدة ودول المنطقة»، وشدد على أن حزبه «سيواصل نضاله السياسي المدني، في جميع مدن كردستان الإيرانية»، مشيرا إلى أنه «لن ينجر إلى المخطط الخبيث الذي ينفذه النظام والمتمثل في فرض الحرب على أحزاب المعارضة الكردية».

وأوضح خالد عزيزي، السكرتير السابق والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «نظام طهران يواجه حالياً مشكلات وأزمات سياسية واقتصادية عويصة على المستويين الداخلي والخارجي، ولن يخرج منها بسهولة وسلام». وقالت إيران الأحد الماضي إنها استهدفت مراكز قيادية وتدريبية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في قضاء كويسنجق (70 كلم شرق أربيل) السبت الماضي. وكان عزيزي من بين جرحى مقر الحزب الديمقراطي إضافة إلى سكرتير الحزب الحالي مصطفى مولودي. وقال عزيزي في هذا الصدد إن الحصيلة النهائية لخسائر الحزب «بلغت 13 فرداً، وعدد المصابين فاق 45 شخصاً معظمهم مدنيون، من ذوي المقاتلين وعوائلهم؛ بينهم نساء وأطفال؛ إذ إن الموقع المستهدف شامل ويضم مكاتب كثير من مراكزنا الحزبية». وعن طبيعة الهجوم، أفاد عزيزي بأن «7 صواريخ قصيرة المدى، أطلقتها إيران باتجاهنا؛ 3 منها أصابت بدقة مقر قيادة الحزب، و3 أخرى عبرت الموقع وسقطت بعيداً، فيما السابع أصاب موقعاً لرفاقنا في (الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني) بزعامة الأخ مصطفى هجري، ما أسفر عن مصرع اثنين من كوادرهم وأصاب عدداً آخر بجراح». وعما إذا كانت إيران وجهت تحذيرات مسبقة، قال عزيزي إن الضربة بواسطة الصواريخ «كانت غير متوقعة»، لافتا إلى أن الحزب «لديه لجنة أمنية تعمل على جمع المعلومات الدقيقة عن المخاطر التي تتهدد الحزب، وهي على اتصال دائم مع قيادة الحزب بهذا الشأن، وقد أبلغتنا مراراً بأن النظام يعتزم توجيه ضربات عسكرية لنا». بحسب القيادي الكردي، فإن استبعاد الضربة الصاروخية يعود إلى جملة أسباب؛ أهمها: «ستكون بمثابة رسالة تهديد صريحة إلى دول المنطقة؛ في مقدمتها إسرائيل، والدول العربية، وانتهاك صارخ للسيادة العراقية، الأمر الذي ولد لدينا القناعة بأن النظام لن يقدم على حماقة من هذا النوع، لأنها ستعرضه لمزيد من المشكلات». وأضاف أن «إيران بضربها مقراتنا بعثت برسالة صريحة إلى جهات معنية مثل أميركا وحلفائها في المنطقة، مفادها بأن طهران قادرة على ضرب كل تلك الأطراف إذا تعرضت مصالحها للخطر، بمعنى أنها اتخذت من مواقعنا حقل تجارب، جرياً على مبدأ (اضرب الصغير يخاف الكبير)». وعلق عزيزي على تهديد إيران بمواصلة الهجمات قائلا: «احتمالات تعرضنا لمزيد من الهجمات الإيرانية مرهونة بنتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية الأميركية المقبلة، ومسار المفاوضات المتعلقة ببرامج إيران النووية، ومدى جدية التهديدات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة، وأستطيع القول إن تكرار الهجمات الإيرانية علينا، ينحصر تماماً في إطار علاقات طهران مع بغداد، وتداعيات حرق القنصلية الإيرانية في البصرة، وطبيعة ولاء الحكومة العراقية الجديدة».

وأشار عزيزي إلى أن «الاحتياط المسبق» للضربة الإيرانية المباغتة «قد ساهم في تقليص حجم الأضرار». وردا على سؤال حول توقيت الهجمات واجتماع اللجنة المركزية للحزب وعما إذا كانت تعد اختراقا، قال إن «هذا سؤال منطقي، ولكن علينا أن ندرك حقيقة أن العراق بات ساحة مفتوحة، ولا أحد يعلم من الجهة التي تمثل الدولة العراقية وبيدها زمام الحكم، ونتيجة للحرب التي دارت رحاها مؤخراً على الأرض العراقية، انتهزت إيران الفرصة وتوغلت في العمق العراقي وبقوة، ونتيجة لوجود تشكيلات مختلفة من الميليشيات المسلحة، فإن من الطبيعي أن تجند إيران أشخاصاً للتجسس لصالحها، وجمع المعلومات عن مواقع قواعدنا ومقارنا، لكن تحقيقاتنا لم تظهر حتى الآن وجود جواسيس داخل صفوف الحزب».

ولفت عزيزي إلى أن تحليق طائرات من دون طيار (درون) إيرانية في عمق الأراضي العراقية «أمر اعتيادي،» مضيفا أن الأمر «يتعلق بالعراق وسيادته التي انتهكها النظام الإيراني بشكل صارخ»، معربا عن اعتقاده أن الهجمات الصاروخية على مواقع الحزب «لم تكن رد فعل من جانب النظام على أي نشاط عسكري ضده، فحزبنا لعب دوراً محورياً في تعبئة الجماهير ضد النظام على مدى السنوات العشر الماضية، فالعصيان المدني والإضرابات الشعبية التي اندلعت في مدن كردستان إيران كافة، كانت بمثابة استفتاء واضح وصريح لرفض النظام، وكلها أسباب تدفع بطهران إلى تنفيذ سيناريو مفبرك يرمي إلى إشعال فتيل الحرب معنا، لكي تقول للشعوب الإيرانية والرأي العام إن هناك خطراً خارجياً يهدد البلاد، وإن قوى معادية مثل أميركا وإسرائيل والغرب تحيك المؤامرات ضدها، وبالتالي أرغمنا على تغيير سياستنا الراهنة والقائمة على تعبئة الجماهير، ومع ذلك فحزبنا نشر قوات كبيرة داخل إيران، لكنها قوات دفاعية مخولة فقط الرد على أي هجوم من جانب قوات النظام».

ورد عزيزي على اتهامات إيرانية وما ورد على لسان رئيس الأركان محمد باقري حول «إيعاز» أميركي، وقال: «لم يتلق حزبنا طوال حياته أي نوع من المساعدات، من أي دولة في العالم باستثناء فترة الحرب العراقية - الإيرانية، التي كنا خلالها على علاقة طيبة مع نظام الحكم في العراق. فتلك مزاعم باطلة تسعى طهران من خلالها عبثاً لإيهام الشعوب الإيرانية وتأليبها ضدنا». وتعليقا على مطالبة طهران بتسليم الأحزاب الكردية المعارضة، نوه عزيزي بأن طهران «ربما بحثت هذا الأمر في السابق مرارا وتكرارا مع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم، ولكن حتى الآن لم نلمس أي تهديد أو مضايقة من جانب بغداد، لا سيما أننا أبلغنا الحكومة العراقية بعد زوال النظام السابق، بأننا موجودون في إقليم كردستان وهو جزء من العراق، لذلك لم نلمس أي رد فعل سلبي من جانب السلطات العراقية. أما بخصوص حكومة الإقليم، فإننا نحرص دوماً على إبعادها تماماً عن صراعنا مع طهران، والعمل على حفظ سيادة أراضي الإقليم، ومن المبكر جدا الحديث عن سيناريوهات أو احتمالات كهذه، وفي حال حصول أمر من ذلك القبيل، فإن حزبنا سيبحث مع سلطات الإقليم عن حل مناسب للجميع، ومواقعنا ستبقى كما هي في بلدة كويسنجق».

وكانت وكالة «تسنيم» الناطقة باسم «الحرس الثوري» كشفت الاثنين الماضي عن مخاوف إيرانية بشأن تشكيل مجلس قيادي يجمع الأحزاب الكردية المعارضة على غرار مجلس قيادة القوى المعارضة. وعن إمكانية إعلان لجنة تنسيق بين الأحزاب الكردية المعارضة لطهران، قال عزيزي: «حاولنا كثيراً ومراراً؛ ولكن لم نوفق حتى الآن في تشكيل مجلس أو جبهة مشتركة، وربما من حسن حظ وطالع النظام، أن قوى المعارضة الكردية وغير الكردية ليست متحدة فيما بينها، والسبب هو غياب ثقافة الانسجام والوئام والعمل السياسي المشترك عن سياسات أحزاب المعارضة بمختلف أسمائها، إلى جانب غياب خطاب غربي أو أميركي واضح يعكس استراتيجية التعامل مع قوى المعارضة، والنظام الإيراني الذي تزعم واشنطن منذ 4 عقود أنها تعمل على إرغامه على تغيير سلوكياته، ناهيك بتعاطي المجتمع الدولي الفاتر مع الملف الإيراني، هي بمجملها أمور تعزز قناعة النظام بأنه سيبقى في الحكم ما دام لا يوجد هناك بديل».

 

مشروع قانون أميركي لفرض عقوبات على جماعات عراقية تدعمها إيران

واشنطن/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/قال مساعد في مجلس الشيوخ الأميركي اليوم (الأربعاء)، إن أعضاء جمهوريين في المجلس يعتزمون طرح تشريع اليوم للتصدي لما اعتبروه تزايدا للنفوذ الإيراني في العراق، وسط مخاوف من هجمات في العراق على يد جماعات تعتبرها واشنطن وكلاء لطهران. ويفرض مشروع القانون الذي اطلعت عليه وكالة «رويترز»، عقوبات تتعلق بالإرهاب على الجماعات التي تسيطر عليها إيران ويلزم وزير الخارجية الأميركي بنشر قائمة بالجماعات المسلحة التي تتلقى دعما من «الحرس الثوري» الإيراني. ومن بين رعاة القانون أعضاء مجلس الشيوخ ديفيد بيرديو وتيد كروز وماركو روبيو. وتم تقديم مشروع قانون مشابه في مجلس النواب يدعمه النائب الجمهوري تيد بو. ولم ترد أنباء عن موعد دراسة التشريع على مستوى لجان الكونغرس وهي عادة الخطوة الأولى في بحث أي مشروع قانون. وكانت ثلاث قذائف مورتر قد سقطت بعد منتصف ليل يوم الجمعة داخل المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد حيث توجد السفارة الأميركية. وكان هذا أول هجوم من نوعه منذ عدة سنوات في المنطقة الخضراء التي تضم مباني البرلمان والحكومة وسفارات أجنبية كثيرة. وحذرت الولايات المتحدة إيران أول من أمس (الثلاثاء) من أنها «سترد بشكل سريع وحاسم» على أي هجمات يشنها حلفاء طهران في العراق تؤدي إلى إصابة أميركيين أو إلحاق أضرار بمنشآت أميركية.

 

قطع طرق الحوثيين من الحديدة إلى صنعاء وتعز/بن دغر دعا أبناء تهامة إلى مساندة الجيش

تعز/الشرق الأوسط/13 أيلول/18/قطعت قوات الجيش الوطني خط إمداد ميليشيات الحوثي الانقلابية، صنعاء - الحديدة، بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، على مثلث «كيلو 16» المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، الرابط بين صنعاء الحديدة والحديدة تعز، وعدد من المواقع، بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية التي ردت على خسائرها بالقصف على الأحياء والقرى السكنية جنوب الحديدة.وقتل نحو من 16 قياديا من صفوف الانقلابيين، 15 منهم قتل في معاركهم مع الجيش الوطني في مثلث «كيلو 16»، إضافة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين، علاوة على مقتل قيادي حوثي بارز في غارت لمقاتلات تحالف دعم الشرعية. وأكد سكان محليون «رؤية سيارات الإسعاف التابعة للانقلابيين تهرع مُسرعة إلى مستشفيات مديرية باجل لنقل قتلاهم وجرحاهم الذين سقطوا في المعارك التي شهدتها منطقة قوس النصر وكيلو 10 وكيلو 16، والتي تمكنت قوات الجيش الوطني من تطهيرها». وغرد وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي قائلا إن اشتباكات حدثت بين ميليشيات الحوثي وشبان مناهضين للجماعة وسط شارع جمال بمدينة الحديدة، مناديا «كل أبناء تهامة بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وحمايتها وتشكيل فرق لذلك حتى لا تعبث بها الميليشيات قبل فرارها، بعد أن أصبحت في رمقها الأخير، وتفر باتجاه خط الشام»

كما قتل، الثلاثاء، قياديون من ميليشيات الحوثي الانقلايبة في قصف مدفعي شنته مدفعية الجيش الوطني على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية باقم، شمال غربي صعدة، معقل الانقلابيين، طبقا ما أكده مصدر ميداني نقل عنه موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبر.نت»، الذي قال إن «مشرف الميليشيا الأمني في باقم المدعو أبو صقور، ومشرف تسليح الميليشيا في الجبهة المدعو أبو شهاب، لقيا مصرعهما خلال قصف مدفعي استهدف موقعهما غربي مديرية باقم». وأشار إلى أن «القصف أسفر أيضا عن مصرع عدد من عناصر الميليشيات المتواجدين في الموقع، وتدمير عربات قتالية تابعة لها». وفي معارك شرق الحديدة، نقل موقع الجيش عن ركن عمليات ألوية العمالقة العقيد أحمد قايد الصبيحي، تأكيده أن «قوات الجيش الوطني تمكنت من قطع خط صنعاء الحديدة، بعد السيطرة الكاملة على منطقة كيلو 16. وذلك عقب معارك ضارية مع ميليشيا الحوثي الانقلابية». وأكد أن «ميليشيا الحوثي الانقلابية أصبحت محاصرة في مدينة الحديدة، وأنها تكبدت خسائر كبيرة، حيث سقط أكثر من 15 قياديا حوثيا لقوا مصرعهم في جولة كيلو 16، بالإضافة إلى مقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيات». وذكر الصبيحي أن «ميليشيا الحوثي لم يتبق لها إلا خط إمداد وحيد وهو خط الصليف، وقوات الجيش الوطني تتقدم باتجاه الطريق الرملية لقطعها»، وأن «الأهالي في منطقة كيلو 16 استقبلوا قوات الجيش الوطني بفرحة عارمة وترحيب، مكبرين بالنصر».

كما أكدت ألوية العمالقة في بيان مقتضب نشرته على صفحتها الخاصة بالتواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مقتل «المدعو أبو تمام أحد قيادات ميليشيات الحوثي في كيلو 16 صباح أمس مع جميع مرافقيه، بغارة جوية شنها طيران التحالف كانت مرافقة لألوية العمالقة في عمليتها العسكرية باتجاه كيلو 16 الذي سيطرت عليه ألوية العمالقة».

يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من تمكن قوات الجيش الوطني من الوصول إلى إحراز تقدم في الجهة الغربية باتجاه دوار الجمل والجامعة والكورنيش، وصولا إلى الكلية البحرية بعد تأمينها منطقتي المنظر والمنصة حيث باتت مناطق دوار المطار والربصة ويمن موبايل باتجاه الحوك تحت السيطرة النارية لقوات الجيش، وهي مناطق تقود مباشرة إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي، طبقا لما أكده موقع الجيش الوطني. وتواصل ميليشيات الانقلاب التعويض عن خسائرها في جبهات القتال من خلال القصف على الأحياء والقرى السكنية الآهلة بالسكان، حيث أصيب العشرات من المدنيين في مدينة الدريهمي، جنوب الحديدة، إثر قصف مدفعي شنته ميليشيات الحوثي على منازلهم في المدينة، ما تسبب في تدمير عدد من المنازل، بحسب ما أورده بيان للواء العمالقة، قال فيه إن «مصادر طبية في مستشفى الخوخة قالت إن المستشفى استقبل عددا من الجرحى تعرضوا لإصابات بالغة من قصف مدفعي شنته ميليشيات الحوثي الإجرامية على منازلهم في الدريهمي»، وإن «الجرحى الذين تعرضوا للقصف في منازلهم معظمهم نساء وأطفال وكبار في السن تم قصفهم من قبل ميليشيا الحوثي بطريقة همجية دون مراعاة المدنيين ومساكنهم».

في المقابل، أشاد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر بالانتصارات العسكرية النوعية التي جرى تحقيقها في الحديدة عبر ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية اليمنية بإسناد مباشر من قوات التحالف في هزيمة الميليشيا الانقلابية المدعومة إيرانيا في الساحل الغربي وإحراز تقدم ميداني صوب محافظة الحديدة. جاء ذلك خلال اتصال أجراه رئيس الوزراء، بقائد ألوية العمالقة في الساحل الغربي العميد أبو زرعة المحرمي، للاطلاع على مستجدات الانتصارات الميدانية العسكرية، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، التي نقلت عن بن دغر تأكيده على أن «تحرير محافظة الحديدة وإنهاء معاناة أهلها من الظلم والعبودية الذي تجرعته خلال الأعوام الأربعة الماضية من ميليشيا الحوثي، أولوية قصوى في سبيل استعادة الدولة والجمهورية ورفع الجور الذي خيم على شعبنا جراء هذا الانقلاب الدموي والظلم والقهر الذي يمارسه بحق شعبنا الصابر».

ودعا بن دغر «أبناء تهامة ومختلف أبناء محافظة الحديدة، واليمن عامة إلى مساندة قواتنا المسلحة والجيش الوطني والوقوف إلى جانب الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية للقضاء على هذه الفئة الإجرامية الباغية».

وقال بن دغر إن «الحرب لم تكن خيار الحكومة الشرعية يوما، ولكنها فُرضت علينا بسبب الانقلاب الحوثي الدموي على الدولة ومؤسساتها ورفضه لجميع الحلول التي قدمنا خلالها تنازلات عدة من أجل التوصل إلى حلول عادلة تنهي الحرب ومعاناة شعبنا، وتؤسس لسلام مستدام وفقا للمرجعيات الثلاث الملزمة محليا وإقليميا ودوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة، وخاصة القرار 2216، إلا أن الميليشيا رفضت كل الحلول لأن قرارها ليس بيدها، وإنما بيد أعداء العرب، إيرانيّي (حزب الله)».

بدوره، أكد العميد المحرمي أن «قوات الجيش ممثلة بألوية العمالقة والمقاومة يجترحون التضحيات والبطولات لدحر العدو وهزيمته وتطهير الأرض بمعنويات عالية وهممهم تعانق الجبال لتحقيق النصر الكبير بتحرير كل تراب الوطن إلى جبال مران وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن».

وعودة إلى صعدة، قالت مصادر عسكرية إن قوات اللواء الثالث حرس حدود في سلسلة جبال أبواب الحديد، المطلة على مركز مديرية باقم، شمالا، أفشلت محاولة تسلل الانقلابيين إلى مواقعهم.

وشهدت جبهة باقم معارك عنيفة إثر هجوم شنته قوات الجيش الوطني على مواقع الانقلابيين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي الانقلابية. وقال قائد اللواء 102 قوات خاصة العميد ياسر الحارثي إن «قوات الجيش باغتت مجاميع من الميليشيا كانت تستعد للتسلل باتجاه مواقع الجيش في الجبهة، وإن الجيش نفذ التفافا على تلك المجاميع وهاجمها قبل أن تبدأ بتحركها». ونقل موقع الجيش عن العميد الحارثي، تأكيده أن «قوات الجيش أجبرت مجاميع الميليشيا على الفرار من مواقعها، وسيطرة الجيش على تلك المواقع». كما أكد الحارثي «أسر قوات الجيش اثنين من عناصر الميليشيا». تزامن ذلك مع شن مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، عدة غارات جوية استهدفت تعزيزات الميليشيا الحوثية في الجبهة ذاتها، وبحسب العميد الحارثي «أسفرت عن تدمير 5 عربات تابعة للميليشيا، ومصرع وإصابة كل من كان على متنها». وفي البيضاء، وسط اليمن، سقط عدد من الانقلابيين بين قتيل وجريح في معاركهم مع الجيش الوطني عقب محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في منطقة فضحة بمديرية الملاجم، شرقا، بالتزامن مع قصف مقاتلات تحالف دعم الشرعية مواقع الانقلابيين في قانية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن نداء جعجع إلى "الإخوان في حزب الله"

محمد قواص/العرب/14 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67432/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7/

لن يكون حزب الله حزبا لبنانيا يدافع عن الشيعة في لبنان، فهذا ليس في طينته وتركيبته وسبب وجوده. وقد يكون مشروعا أن يدعو جعجع الحزب للعودة إلى لبنان لكن الحزب إن عاد سقط ولن يكون حزب الله.

دعوة سمير جعجع حزب الله للعودة إلى لبنان.

تستثير الدعوة في الشكل، نقاشا حول ما إذا كان الحزب قد غادر لبنانيته حتى يعود إليها، وحول ما إذا كان الحزب قد آمن يوما بهذه اللبنانية المفترضة.

وإذا ما كان التشكيك بلبنانية الحزب مثار جدل وربما غضب من الأنصار والمريدين، فإن في أدبيات الحزب القديمة – الجديدة ما يعكس نزوعا يدعو إلى الفخر في أمر الارتباط بمشروع أممي إسلاموي كبير ينهل قوته من نظام الولي الفقيه في إيران.

نشأ حزب الله داخل مساحة لم تكن معنيّة بالنقاش اللبناني الذي أفضى إلى اتفاق الطائف عام 1989.

اتفق اللبنانيون على أن لبنان بلد نهائي.

تفاجأ البعض من أمر هذه المسلّمة التي لم تكن محسومة منذ الاستقلال عام 1943، ومن أنه كان على اللبنانيين أن يتأملوا الأمر خلال عقود، وأن يخوضوا حروبا أهلية كبرى وصغرى، حتى يكتشفوا بالنصّ، أن بلدهم وطن، ونهائي، على نحو يفترض أن يسدّ الطريق أمام تسرّب اللبنانيين نحو أوطان أخرى، أو استدراج أوطان الآخرين إلى أحضانهم.

أعاد حزب الله في أدبياته الأولى الروح إلى عقائد لطالما كفرت بحدود سايكس- بيكو، واعدة بتحطيمها لمدّ وطن لا حدود له.

جاهر السيّد حسن نصرالله، منذ السنوات الأولى، في الإعلان بفخر عن هدف حزب الله النهائي.

لم يكن الرجل يتحدث عن قناعاته فقط آنذاك، بل عن مشروع عقائدي قادته وجوه تخلى البعض منها عن الحزب لاحقا، يروم إقامة جمهورية إسلامية في لبنان تكون تابعة للجمهورية الإسلامية في إيران.

لم يكن في ما تسرّب صدمة مقززة، ذلك أن فكرة الولاء لخارج ما، كانت وما زالت رائجة في المنطقة، مستوحية أممية مركزها موسكو، وماوية تُنفخ من بكين، وعروبة تبشّر بها ناصرية القاهرة وبعثية بغداد ودمشق، وحتى جماهيرية القذافي في ليبيا.

ربط حزب الله في ثمانينات القرن الماضي وجوديته بسلامة الجمهورية الإسلامية.

وجاهر نصرالله قبل سنوات بأن المال والقوت والسلاح والعتاد والعقيدة مصدرها نظام الولي الفقيه في طهران.

صادر الحزب الحراك الهوياتي الشيعي الذي باشره السيد موسى الصدر، وساقه عن سابق تصور وتصميم ليكون في خدمة رياح تنفخ في طهران.

فإذا كان الصدر أراد في ورشته، منذ ستينات القرن الماضي، أن يقوّي لبنانية الشيعة في مواجهة الرياح القومية والأممية التي شتت عصبيتهم، فإن حزب الله استطاع بنجاح دفع شيعته إلى التحلل من لبنان والتبرؤ من المحيط العربي “المشبوه” للالتصاق بـ”طهارة” الثورة في إيران.

قد يكون حريّا ملاحظة اكتشاف السنة في لبنان، مع انبلاج الحريرية السياسية التي حملها رفيق الحريري، للبنانية تأخروا عنها.

صمدت هذه اللبننة داخل “لبنان الوطن النهائي” رغم اغتيال الحريري منذ 13 عاما.

ارتبطت لا نهائية لبنان بمشاريع عابرة للحدود كان السنّة يحملون مشاعلها.

التصقوا بالناصرية وتبرموا من عدم شمول الجمهورية العربية المتحدة التي أعلنت في نهاية الخمسينات لبنانَهم.

والتصقوا بالمقاومة الفلسطينية متحرّين عبر ذلك الدفاع عن “عروبة لبنان” المهددة من قبل من يعتبرون لبنان بلدا ذا وجه عربي، ويبشرون به “سويسرا الشرق” ذا أصول فينيقية غابرة.

وُلد حزب الله ليكون غير لبناني. وإذا ما سألت قيادات الحزب عن هذا الأمر فلن ينكروه ولن يعيبهم أمر ذلك. وبالتالي فإن في دعوة سمير جعجع للحزب للعودة إلى لبنان ضجيجا لا يصل إلى مسامع الحزب وقياداته

تراجعت حظوة موسكو والقاهرة وبغداد، وتقدمت دمشق بديلا وحيدا لكل من ينشد مرجعيات فرع تبعدهم عن بيروت الأصل.

وجد الماركسيون والثوريون والقوميون، العروبيون والسوريون، في نظام دمشق حائط مبكى يذرفون عنده دموع خيبتهم وينهلون منه ما يستر عوراتهم.

بدا أن لبننة الطائف لم تكن في عرف دمشق إلا معادلة لجعل لبنان “نهائي” تحت جناح سوريا.

وبدا أن نسخة تلك اللبننة تأتي متّسقة مع أسطورة “شعب واحد في بلدين” وفق فذلكة أطلقها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

وعلى هذا بدا أن اغتيال رفيق الحريري عام 2005، كان يهدف إلى حماية دمشق، ومن ورائها طهران، من رواج قوة لبنانية جاذبة نحو لبنان بدأت تسبب ارتخاء في مفهوم الولاء لمشاريع فوق لبنانية كان اللبنانيون يتلقفونها بنهمٍ يُشبعون منها ما لديهم من عطش وحاجة.

وُلد حزب الله ليكون غير لبناني. وإذا ما سألت قيادات الحزب عن هذا الأمر فلن ينكروه ولن يعيبهم أمر ذلك.

وبالتالي فإن في دعوة جعجع للحزب للعودة إلى لبنان ضجيجا لا يصل إلى مسامع الحزب وقياداته.

وربما صدق زعيم “القوات اللبنانية” حين تساءل “ماذا ينفع الإنسان لو ربح المعارك كلّها وخسر وطنه؟”، غير أن المعضلة البنيوية تكمن في أن الحزب لا يجد في لبنان وطنا نهائيا يلوذ به.

وإذا ما راح جعجع في ندائه يبشر بأن “نحن جميعًا في انتظاركم”، فإن الرجل سينتظر كثيرا.

لا يستطيع حزب الله أن يكون لبنانيا يكتفي بحدود لبنان ويعمل وفق مصالح لبنان وحده، فذلك نقيض كينونته.

ولا يستطيع حزب الله أن يمارس السياسة كما تمارسها بقية الأحزاب والتيارات والمشارب اللبنانية الأخرى داخل البرلمان والحكومة والمؤسسات، فذلك بعيد عما هو مطلوب من وجوده.

وإذا ما كان حزب الله صريح في ولائه لإيران متقيّد باستراتيجياتها مطيع لخياراتها، فإن الطبقة السياسية اللبنانية بالمقابل، تتعامى عن ذلك وتمعن في التعامل مع الحزب بصفته يمارس شططا مؤقتا يبعده عن لبنان، بما يستدعي مناداته للعودة إلى البيت كما تنادي الأم ابنها النزق.

مارس حزب الله سياسة إيران في المنطقة والعالم.

مارس خطف الرهائن الغربيين في لبنان في ثمانينات القرن الماضي لكي يتمّ فك أسرهم من خلال صفقات تُعقد مع دمشق وطهران.

وأمعن الحزب في العداء للغرب، ضاربا عرض الحائط بمصالح البلد مع الخارج.

وراحت أجهزته الأمنية والعسكرية والإعلامية تضرب ضد هذه الدولة الخليجية أو تلك على نحو متعارض مع مصالح البلد كما مع مصالح اللبنانيين، بمن فيهم الشيعة، في الخليج.

الأولوية كانت، وما زالت، أولوية إيرانية، ولم يمتلك الحزب من اللبنانية من الهامش إلا بالقدر الذي لا يمسّ مصالح طهران وخططها واستراتيجياتها.

لن يعود حزب الله إلى لبنان.

مصيره مرتبط بمصير النظام في إيران.

فإذا ما اهتزت شوارع إيران بمظاهرات مناوئة للحكم والحكومة في طهران قلقت أركان الحزب في لبنان، وإذا ما بدا أن العقوبات الأميركية الحالية تهزّ أركان الاقتصاد والاستقرار في إيران، ارتعب الحزب من مآلات ذلك على مصيره ومستقبله، وإذا ما بدا أن ما يُرتّب في سوريا يستدعي انسحاب كافة الميليشيات بما فيها حزب الله من هذا البلد، فإن ذلك قد يعيد قوات الحزب إلى لبنان دون أن يعني ذلك عودة للحزب نفسه إلى لبنان.

لن يكون حزب الله حزبا لبنانيا يدافع عن الشيعة في لبنان، فهذا ليس في طينته وتركيبته وسبب وجوده.

وقد يكون مشروعا أن يدعو جعجع الحزب للعودة إلى لبنان، لكن الحزب إن عاد سقط ولن يكون حزب الله.

*محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

صليب بشير والشهداء

ادمون االشدياق/13 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67419/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%A7%D8%A1/

في 14 أيلول 1982 إنطفئت شعلة الإيمان والتضحية والالتزام حتى الشهادة التي كانت بشير الجميل، ولكنها في الوقت ذاته انبثقت مشعلاً في قلوبنا يضيء طريق مقاومتنا.

انبثقت منارة تدعونا في الليالي الحالكة إلى ميناء واحد اسمه الحرية .

الأبطال عندما يغيبون وكلما ابتعدوا عنا نحو شمس الحق، كلما تعاظم ظلهم فطوانا واكتنفنا.

هم كأشعة الشمس، أشعة أثيرية لا تُلمس، ولكن بدونها الحياة بلا حرارة، بلا ضؤ، وبلا أمل.

نعم لقد ترك بشير الجميل الكثير من الآثار التي نحفظها وندرسها ونعيشها. آثار أثرت في مقاومتنا وتاريخنا، ولكن ليس هناك من أثر أعمق من الذي تركه بشير في نفس ووجدان كل واحد منا

ستة وثلاثون عاماً مضت على استشهاد بشير الجميل وما زال الشخصية التي تجيش اكبر عدد من المقاومين لمواجهة أعداء لبنان.

ستة وثلاثون عاماً مضت وما زال أعداء لبنان حتى اليوم يخشونه وقواته اللبنانية أكثر من أي شخصية سياسية او مجموعة أخرى في لبنان.

ستة وثلاثون عاماً مضت وما زال اللبناني يستلهم بشير الجميل عند كل استحقاق رئاسي ويتطلع الى رئيس بشجاعة بشير وتجرد بشير وعنفوان بشير ووضوح بشير وتفاني بشير المطلق.

قبل بشير الجميل كانت السياسة فن المعقول وبعد بشير الجميل اصبحت فن حصاد المستحيل لا يحدها إلا مخيلة وساعد والتزام.

بعد بشير أصبح الالتزام حتى الشهادة قربانة كل مقاوم.

والترفع عن الأنانية والذاتية إنجيله.

والوحدة من أجل لبنان حر سيد مستقل محجته.

بعد بشير الجميل أصبح للكلمة قدسية الصلاة ، وللقلم رهبة القدر، وللحبر لون قرمزي أحمر تعبق منه رائحة دماء الشهداء الذكية ، وأصبحت الكلمات والأقلام في خدمة محراب الحقيقة.

بعد بشير الجميل لم يعد قول الحقيقة فضيلة وخيار شخصي بل واجب تجاه أرواح الشهداء .

قبل بشير الجميل كان هناك مقاومون وكان هناك مقاومة ولكن مقاومة من المجهول إلى المجهول، مقاومة غريزية بدائية من إنتاج الشارع والحي والمحلة وبعد بشير الجميل أصبحت مشروع وطني يعمل له كل مؤمن بديمومة لبنان. مقاومة ومهما طالت فمن الحلم إلى الوطن، وما بين الحلم والوطن إلا طرقات بطولة وتضحية، ومساحة بحجم ال 10452 كلم2، وصليب رفعه بشير والشهداء منارة لتنير ظلمة الطرقات الصعبة لئلا نضيع وننحرف كما يفعل ضعاف النفوس وعبادي الكراسي واليوضاسيون.

بعد بشير اصبحت الرئاسة والقيادة خدمة وشهادة ولم تعد لتأليه النفوس وإلغاء الاخرين وسياسة الأنا أو لا أحد ومن بعدي الطوفان.

بعد بشير الجميل لم يعد من مجال للغلط وللانحراف فقد أصبح الطريق واضح والمنارة ساطعة لكل من كان على درب البشير ومن طينة الأبطال.

 

ما كان قويًّا فقط كان مُنقِذًا 

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 أيلول 2018

مع الصليبِ ذهبَ، ومعه يَعود. بعدَ مرور ستٍ وثلاثينَ سنةً لا أعرف بعدُ أيَّهما الأكثرُ خلودًا: يومُ انتخابِه وانتصارهِ حين أصبح رئيسًا، أم يومُ استشهادِه وانتقالِه حين أصبحَ أيقونَة. كان يومًا عظيمًا: اتّحدَت فيه المقاومةُ والدولة، تَماثلَت الرئاسةُ والزعامة. تحاكى وادي النصارى ووادي قنّوبين. توافَق العربُ والغرب. انتَفت الفوارقُ بين المنتصرِ والمنهزِم. أُزيل الاختلالُ بين الأقليّاتِ والأكثريّات. تَوحّدت شرعيّةُ الأرضِ وشرعيةُ الدستور. خَجِل الفسادُ من نفسِه وسادَت النزاهةُ. انزوَت القُرى والأقضيةُ والمحافظاتُ ليولدَ الوطن. انكفأت الأديانُ والطوائفُ والمذاهبُ ليولدَ المواطن. تبادل الشهداءُ في ملكوتِهم نَخْبَ المناسبةِ، فاستشهادُهم أثمرَ انتصارًا. تَجسَّد مفهومُ الرئيسِ القوي والمنقِذِ وطنَه لا طائفتَهُ وحزبَهُ وآلَهُ. ذاك يومٌ يبقى في التاريخِ «نورًا للشعوب» و... للعهود.

لا يوجدُ تفسيرٌ علميٌّ أو سياسيٌّ للالتفافِ الوطنيِّ الذي تحقّقَ حولَ بشير الجميل، زعيمِ الأمّةِ الذي صار رئيسًا للدولة. يجب البحثُ عن هذه الظاهرةِ الاستثنائيّةِ في حالاتِ التَجلّي. قبلَ دقائقَ من انتخابِه، كان زعيمَ نِصفِ لبنان وخَصمَ النِصفِ الآخر، وبعد ساعاتٍ قليلةٍ أصبحَ زعيمَ من خاصَموه كما زعيمَ من أحبّوه وتَركوا خلافاتِهم وتَبِعوه.

تلاقى التجلّي مع أسبابٍ دنيويّةٍ بَرّرت هذا الإجماعَ المفاجِئ: مقاومةُ بشير كانت مقاومةً لبنانيّةً لا مسيحيّةً حصرًا، ولطالما رَدّد: «لقد هوجِمنا كمسيحيّين فَرَدَدْنا كلبنانيّين» و«الزعيمُ لا يولد لمِنطقةٍ أو لطائفةٍ إنما لشعبٍ ووطن». لكنَّ المسلمين، وقد كان مغلوبًا على أمرِهم تحت الاحتلالين الفلسطينيِّ والسوريّ وأدواتِهما المحليّةِ طَوالَ سنواتِ الحربِ، وَجدوا في انتخابِ بشير اللحظةَ التاريخيّةَ ليُزيحوا الكابوسَ عنهم ويَنضمّوا إلى مشروعِ الحريّةِ والسيادة. لقد آمَن الشعبُ اللبنانيُّ أنَّ بشير قادرٌ أنْ يُنقذَهم دفعةً واحدةً من الإسرائيليِّ والسوريِّ والفلسطينيِّ ومن الميليشياتِ والطبقةِ السياسيّةِ والفساد. وفعلًا، ما إن انتُخِب بشير حتّى بدأ الفِلسطينيُّ بالمغادرة، والسوريُّ بالانسحابِ الكامِل، والإسرائيليُّ بالبحثِ عن ورقةٍ موقَّعةٍ تُغطّي تورّطَه وانسحابَه، والميليشياتُ بالاستسلام، والفسادُ بالتواري عن الأنظار، والطبقةُ السياسيّةُ بتسليمِ الوديعة...وكان بشيرُ خيرَ الوكيل.

ليست القياداتُ وحدَها من أيّدَ الرئيسَ بشير الجميل، بل الشعبُ أساسًا. وتأييدُ الشعبِ أصدقُ من تأييدِ القيادات، فهو عفويٌّ وصادِقٌ ومُجرّدٌ من المصالحِ والحِصَص. لم تكن صورُ بشير الجميل في «بيروت الغربيّةِ» وطرابلس والجَنوب والبقاع مُلصَقةً على الطرقاتِ فقط، كانت معلّقةً في مداخلِ المنازلِ والدُورِ وغرفِ النومِ والمكاتب. الاطفالُ رأوا فيه أبًا، والشبابُ أخًا، والآباءُ والأمّهاتُ ابنًا، والأجدادُ حفيدًا. أما الشعبُ كجماعةٍ فمِنهم من اعتبرَ بشيرَ فخرَ الدّين الجديد، وآخَرون عبدَ الناصر المسيحيِّ، وآخرون ديغول لبنان، وآخرون تشي غيفارا الشرق. بشير كان هو، «البشيرَ» الآتي إلينا من معاناةِ العصورِ والأجيال، كان شعبًا في رَجل.

لم يَستخدِم بشيرُ صلاحيّاتِه الدستوريّةَ. كان يملِكُ صلاحياتٍ ذاتيّةً أقوى:الهيبةُ والشخصيّة، الصدقيّةُ والثقة، الإرادةُ والصلابة، القولُ والفعل، الإيمانُ والتجرّد، الإطلالةُ والكاريزما، الحقُّ والحسْم، العبوسُ والابتسامة، كان يملِك صلاحيّةَ الوقوفِ أمامَ قبرِ الشهداءِ و»الشهيدةِ» برأسٍ مرفوعٍ وعينٍ دامعةٍ وخَيالٍ سارِح، ويَدعوهم إلى وليمةِ القيامةِ.

في عهدِ الواحدِ والعشرين يومًا حَقّق بشير: دولةَ لبنانَ الكبير ودولةَ لبنانَ المستقِل ودولةَ لبنانَ المقاوِم واستَوعَب كلَّ الأحاسيسِ والحساسيّاتِ اللبنانيّة. قال للّبنانيّين: تعالَوا، لبنانُ وحدَه يُريحكم. تعالَوا من فينيقيا والعروبة، من المسيحيّةِ والإسلام، من اليمينِ واليسار، تعالَوا من الهوّياتِ القاتلةِ والقوميّات التجريديّة. ضَعُوا جميعَ عقائدِكم في «العَقدِ اللبناني» وانسَوا كلَّ شيءٍ، فحيثما يكون قلبُكم يكون وطنُكم، فاختاروا، وويلٌ لمَن يُشرِك.

كان بشير ديكتاتورًا ديمقراطيًّا. هذا قدرُ كلِّ مَن أَنقذَ شعبَه. الديكتاتوريّةُ العادلةُ تُنقِذُ، والديمقراطيّة القويّةُ تديرُ. الأمنُ بالنسبة إليه حرّيةٌ، والحرّيةُ نظامٌ، والنظامُ عدالةٌ، والعدالةُ مساواةٌ، والمساواةُ كرامةٌ، وجميعُها: سعادةُ الإنسان. مسيحيًّا عرَفَ بشير أخطاءَ الموارنِةِ، ولبنانيًّا خَبِرَ ولاءاتِ المسلمين، ومشرقيًّا امتَحنَ قدرَ الأقلّيات، ومقاوِمًا اختبرَ تَواطؤَ الغربِ والشرق.

في تلك الظروفِ كان بشير قادرًا أنْ يُخيِّر الناسَ بين الولاءِ للوطنِ دون سواه وبين استخلاصِ العِبَر، فأتاه الجواب:»لبنانُ ثم لبنانُ ثم لبنان». مع بشير كان الخطأُ الوطنيُّ ممنوعًا، ففَرِح الوطنيّون وتضايق المُشرِكون. ومعه كان الحقدُ محظورًا فسعى إلى استعادةِ كلِّ النِعاجِ الضالّةِ حتى لو لم تَكن نِعاجًا. لدى انتخابِ بشير الجميّل، لم يَعد أحدٌ يُفكّر بالتقسيمِ والفِدراليّةِ واللامركزيّة والمركزيّة والوِحدةِ العربيّةِ والتوطينِ الفِلسطينيّ. صار لبنانُ فوقَ الصيغِ والأشكالِ الدستوريّةِ والمؤامرات. صار لبنانُ الرسالة أرضَ التعايش وأرضَ العودة: عودةِ المغتربين.

عدا أنَّ بشيرَ رئيسٌ قويٌّ بالمفهومِ السياسيّ، هو منقِذٌ بالمفهومِ التاريخيّ، فلبنان، آنذاك، كان يحتاج إنقاذًا وطنيًّا شاملًا لا حكمًا قويًّا فقط. ما جاءَ بشير ليَفرِضَ القانونَ ـ هذا أقلُّ الإيمان ـ إنّما جاء لتحريرِ الوطنِ وإعادةِ بناءِ دولة.

يَومان في هذا الزمنِ... يُذكِّرانِنا بالمجدِ ويُشبِهانِنا: 23 آب و14 أيلول.

 

بالروح بالدم نفديك يا 

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 أيلول 2018

... ويبقى لبنان في غرفة العناية الفائقة تتقطّع أنفاسه تحت آلـة الإنعاش...

والشعب يموت مع وقف التنفيذ، يموت مرتين: مـرّة في الحياة ومـرّة عند الموت.

ومقابل أصوات الوجع واختناق الأنين في حناجر اليائسين، تتعالى الأصوات الهائجة صراخاً: بالروح.. بالدم نفديك يا...هؤلاء القياصرة الذين يترنّـحون سكارى بالدم المسكوب في الميـدان الروماني، هم الذين نفتديهم بالروح والدم، ونفتدي عيالهم وأبناءهم وأحفادهم والذين ولدوا منهم والذين يولودون. وهؤلاء الذين يرهنون أرواحهم والدم للقياصرة، هم ضحايا تلك «الثقافة» التي جعلت الذين يلـوِّثون أيديهم بالدم ينالون مراتب أكثر في السلطة، حتى أصبح نجاح تجربة تلوُّثِ الأيدي بالدم سبيلاً الى الطموح السياسي.

حيال هذه المخاطر الوطنية، وفي معزل عن الثرثرة، لم يعد أمام الأقلام إلاّ السؤال: هل بقي في هذا البلد الذي إسمه لبنان ما يـدلّ على دولة لها كيان عام، وعلى حكومة وسلطة وإدارة ودستور ومسؤولية وحكم ونظام...؟

وهل بقي هناك شأن عام ومصلحة عامة وخدمة عامة ومشروع عام، وحالةٌ نفسية أو إجتماعية أو حياتية، تعني أن هناك مجتمعاً منظماً في إطار هيكلية قانونية شرعية إسمها دولة...؟

ثمة سؤال استطرادي آخر نبوحُ به على سبيل الإفتراض، هل إذا طرحنا استفتاءً على المواطنين ما إذا كانوا يفضلون انتداباً أيّـاً كان هذا الإنتداب على ما يعانون اليوم، فماذا برأيكم يكون الجواب...؟

هذه الحالة السياسية الغامضة التي نعيشها اليوم تكاد تشبه ما جاء في سيرة يوحنا فم الذهب حيال حـبّ السلطة، حيث اختلطت السلطة الروحانية بالزمنية بالعسكرية ولم تعد تعرف أين القداسة وأين السياسة وأين معسكرات الجنود.. فيما يؤكد علم النفس أنَّ حـبّ السلطة مثلما يصنع القليل من الأبطال هكذا يصنع الكثير من المجانين.

ما يصحّ على سيرة يوحنا فـم الذهب يصحّ أيضاً على ما أفرزه قانون الإنتخابات من حالات غامضة وعاهات بهدف اقتناص السلطة، وقد مذهبوه ومذهبوا به أنفسهم ، ومذهبوا الناس والأرض والدولة والمؤسسات، حتى إذا ما تناولت زعيماً منهم بملامِـةِ أو نقْـد، فكأنك توجّه النقد للكنيسة أو للمسجد أو للخلوة.. وهل بهذا يبنون وطناً للأجيال أم وطناً للعيال...؟ يتعامون عن واقع متفجّر ومدمِّر، ويحدثونك عن عقدة مارونية- درزية، كأنما هم يستذكرون تلك العقـدة التي أدّت الى نظـام المتصرفية وبـروتوكول 1861...؟

أحد القناصل الأوروبيين كتب عن هذا البروتوكول فقال «إنـه وُضِـع من دون أن يكرّس انتصار فريق على فريق وَوَضع جانباً مطالب الدروز والموارنة...»

إذاً تشبّهوا، لعلّ حكومة تصريف الأعمال تقودنا الى نظام المتصرفية وبروتوكول 2018.

من الملفت، أنْ يكون واقع لبنان الغامض أشبه بما هو في العراق، هناك أيضاً حالَتْ خلافات الكتل دون تأليف حكومة جديدة، إلاّ أنّ المحتجيّن العراقيين في البصرة أضرموا النار في مكاتب الأحزاب وهتفوا ضـدّ التيارات الغريبة والسياسيين الفاسدين... ولست أدري ما إذا كان خراب «البصرة» في لبنان، يمكن إنقاذه من دون استقدام الترياق من العراق. أما عضو مجلس العموم بوب بلك، فقال إن “النظام الإيراني قام منذ أشهر بعمليات ضد المقاومة الإيرانية في ألبانيا ومن ثم ألمانيا وبلجيكا، وأخيرا كانت هناك محاولة لتنفيذ العمل الإرهابي ضد ممثلي المقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة”. وفي بيان ختامي، طالب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بـ “محاكمة ومعاقبة الإرهابيين المعتقلين في ألمانيا وبلجيكا، في بلجيكا دون أي اعتبار سياسي”. كما حث الدول الأوروبية على “اعتقال عملاء وجواسيس وزارة المخابرات الإيرانية في البلدان الأوروبية بما فيها بريطانيا، ومحاكمتهم وطردهم”، وكذلك ” إغلاق السفارات والممثليات التابعة للنظام الإيراني في أوروبا”.

 

هل ارتفعت حظوظ باسيل؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 أيلول 2018

 تقريباً، تبدو شخصية واحدة «ضد الجميع»- ما عدا «حزب الله» طبعاً- هي الوزير جبران باسيل. ويوحي باسيل، إلى حدّ ما، وكأنه «المشكلجي» الذي لا يترك لنفسه صاحباً. ويعتقد البعض أنّ هذه الصورة ليست ضد مصلحة الرجل، بالضرورة، بل هي جزء من عملية تكوين صورته «المرشح الأقوى» لرئاسة الجمهورية. لكنّ آخرين يعتبرون - على العكس- أنّ ما يقوم به باسيل حالياً من شأنه القضاء تماماً على «حُلمه» بالرئاسة!

في المبدأ، ما زال هناك أكثر من 4 سنوات لانتهاء عهد الرئيس ميشال عون. لذلك، قد يبدو غير طبيعي أن تنطلق المعركة الرئاسية اليوم. فحتى خريف 2022، من الممكن أن تطرأ تطوّرات ومتغيّرات في لبنان والشرق الأوسط من شأنها أن تقلب كثيراً من المقاييس، بحيث يصبح القوي اليوم ضعيفاً في ذلك الحين، والعكس صحيح. إضافة إلى ذلك، في المبدأ، ليس المجلس النيابي الحالي هو الذي سينتخب الرئيس المقبل. فهذا المجلس تنتهي ولايته في ربيع 2022. وأما رئيس الجمهورية فتنتهي ولايته في الخريف. وإذا لم يتم «تظبيط» المواعيد قصداً، بالتمديد للمجلس الحالي- بذريعة معيّنة - 6 أشهر مثلاً، فإنّ المجلس النيابي المقبل هو الذي سينتخب الرئيس القادم.

إذاً، إنّ التحضير لمعركة رئاسة الجمهورية يستلزم التحضير أولاً لمعركة أخرى تتعلّق بالمجلس النيابي. فقد يكون هناك بعض القوى الراغبة في التمديد للمجلس الحالي لأنها ربما لا تضمن التوازنات في المجلس المقبل. ولذلك ستسعى إلى التمديد. وقد يكون الخلاف مجدداً على قانون الانتخاب مبرّراً لذلك… أو ربما تعمل هذه القوى لإيجاد ذريعة تبرّر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

ولكن أيضاً، سيحاول البعض أن يراهن على إنجاز قانون انتخاب يلائمه بحيث يكون حضورُه في المجلس المقبل أقوى ممّا هو اليوم، ويكون أكثر قدرة على قول كلمته في الاستحقاق الرئاسي المقبل.

وعلى هذا الأساس، يبدو واضحاً لماذا يحتدم النزاع على الحصص والمواقع القوية في الحكومة. فالقادر على تعطيل الحكومة يمكنه تعطيل الوصول إلى قانون انتخاب جديد، بل تعطيل الانتخابات النيابية. وهو بذلك يمتلك أوراقاً قوية في ملف الانتخابات الرئاسية.

وفي العامين الفائتين، حاول باسيل أن يرفع حظوظه إلى الحدّ الأقصى، فذهب مباشرة إلى الأقوى، أي «حزب الله»، وحافظ على العلاقة الوثقى به. ومن هناك، بدأ محاولاته لـ»قطع رؤوس» منافسيه المفترضين على موقع الرئاسة. ولكنّ باسيل يخشى حالتين:

-1 أن يؤيّد «الحزب» سليمان فرنجية هذه المرّة بعدما أيّد عون وفاءً له في المرّة السابقة.

-2 أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء ويقتنع «الحزب» بالرئيس «الوسطي»، كما كان قبلاً، بعدما فرضت ظاهرة ميشال عون واقع «الرئيس القوي».

يحاول باسيل أن «يُعملِق» صورته على غرار عون بفتح المعارك على مداها. وفي عبارة أخرى، هو يحاول أن يرث منه «الصورة» والموقع الرئاسي بعد الموقع الحزبي. وفي أيّ حال، عون يساعده على تحقيق هذا الهدف.

خصوم باسيل يقولون: هو لم يترك لنفسه صاحباً، فكيف سيحظى بالتوافق ليكون رئيساً للجمهورية؟ فوضعه المسيحي سيّئ مع الجميع: «القوات» و«المردة» وحزب الكتائب... ووضعه السنّي بات سيّئاً مع الحريري، ووضعه الشيعي سيّئ مع الرئيس نبيه بري، ووضعه الدرزي سيّئ مع النائب السابق وليد جنبلاط، فمَن سيدعمه إذاً، باستثناء «حزب الله»؟ عند هذه النقطة يتوقف القريبون من باسيل ويقولون: «لا تبالغوا. فالعلاقة مع الحريري مقبولة على رغم كل شيء وتحكمها المصالح المتبادلة والحاجة إلى الشراكة في السلطة. وكذلك، ليست العلاقة بهذا السوء مع بري. وأما جنبلاط فيرفع السقفَ أحياناً للحصول على مطالب معيّنة ثم يهدأ. ويبقى المسيحيون.

وليس مستحيلاً التفاهم مجدداً معهم كما تمّ ذلك عند تأمين التوافق على انتخاب عون. ومهما ارتفعت حدة الخصومة بين باسيل و«القوات اللبنانية» فهي لن تبلغ حدود النزاع الدموي الذي دار في بعض الفترات بين «القوات» وعون. وعلى رغم ذلك، تبنّت خيار انتخابه رئيساً للجمهورية».

الواضح أنّ باسيل يحاول تكرارَ الآلية التي أوصلت عون إلى الرئاسة، أي التحالف مع القوي، «حزب الله»، وتسليفه الدعم والتغطية مقابل الحصول منه على الدعم والتغطية. وهو يأمل في نجاح هذه الآلية مجدداً لأن لا متغيّرات في الموازين طرأت على اللعبة. وفي تقديره أنّ هذا التحالف يتكفّل بتذليل كل العقبات الأخرى، مهما كبرت، كما جرى تذليلها بوصول عون.

وبالاضافة الى كل هذا، سيكون التطبيعُ مع دمشق أحد العناوين الأساسية لمعركة الرئاسة المقبلة. ويردّد القريبون من باسيل أنّ من مصلحة دمشق أن يكون لرئيس الجمهورية الحليف رصيد شعبي وسياسي مسيحي قوي، إضافة إلى حضور دولي كرّسه العمل في وزارة الخارجية. وهذا ما يمثّله اليوم عون، ويمكن باسيل أن يمثّله لاحقاً، ولكن لا يستطيع توفيره حليف آخر كفرنجية. إذاً، باسيل يصعّد في المواجهة بنحو مفتوح وعلى جبهةٍ دائرية، وهو متفائل بأنّ حظوظه مضمونَةٌ في تكريس موقع سياسي قوي داخل اللعبة، وتالياً ستكون شبه مضمونة في بلوغ موقع الرئاسة، لأنّ أيّاً من منافسيه المفترضين لا يملك القدرة على تقديم الثمن للأقوياء إقليمياً وداخلياً، أي محور إيران - الأسد - «حزب الله».

وفي المبدأ، يبدو منطقياً رهان باسيل إذا بقيت المعادلات الإقليمية والداخلية على حالها لسنوات مقبلة. فالحريري نفسه يهادن «حزب الله» إلى أقصى الحدود ويريد الفصل بين واقع الشراكة معه داخلياً وما تكشفه وقائع المحكمة الدولية. كما أنّ جعجع يبدي ميلاً إلى مهادنة «الحزب» وعدم فتح الملفات الساخنة معه حالياً، لعلّ ذلك يكون فرصة جديدة للتفاهم. وقد تثبت حسابات باسيل أنها صحيحة، إلّا إذا طرأ ما ليس في الحسبان. ومن ذلك تغيير معادلات القوة في الشرق الأوسط. وفي هذه الحال، سيكون لكل حادثٍ حديث. ولكن، عادةً، لا خوفَ على القوى اللبنانية، بغالبيتها. فهي إجمالاً اعتادت الالتفافَ مرّاتٍ ومرّات حول نفسها والتكيّف مع المتغيّرات.

 

سأله هل يضغطون عليكم .. فردّ بابتسامة؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 أيلول 2018

بوتيرةٍ فائقةِ السرعة، تتزايد حدّة الاشتباك السياسي، ويكاد يتجاوز الاشتباكَ التقليدي المعتاد عليه منذ سنوات، بعدما انحدر الخطابُ الى عمق الطائفية والمذهبية، ووصل أخيراً الى مستوى أكثر انحداراً تجلّى بتبادل القدح والذم بين بعض المتاريس السياسية.

مؤدّى هذه الصورة، كما يقول أحد المسؤولين، أنها تؤول الى الأسوأ، بل الى منزلقاتٍ مجهولة، فلا وجودَ لكابح بين هذه المتاريس، وكل عناصر شقّ الطريق المؤدّي الى هذا المنحنى القاسي، باتت متوافرة ومستنفرة وعلى جهوزيتها السياسية والطائفية والمذهبية. يغذيها الإنسداد الكامل، والمتعمّد في الأفق الداخلي، وانعدام إمكانية صياغة توافق بين المكوّنات السياسية على تأليف حكومة. لقد ابتلع التعطيل حتى الآن ثلاثة أشهر، يقول المسؤول، وسيبتلع ثلاثة غيرها، وربما «ثلاثات» وأكثر. أنا لا أقلّل من أهمية الشروط والتعقيدات الداخلية وصعوبتها، لكنني بتُّ على قناعة تامة بأنّها تكاد تكون ثانوية إن تعمّقنا في حقيقة التعطيل، فسنجد أنّ مطبخ التأليف محاصَر بإرادة خارجية تمنعه من اتّخاذ قرار والتقدّم نحو توليد الحكومة.

ويضيف «يصرّون على القول بأن لا مداخلات خارجية، ويريدون للناس أن تصدق ذلك، قبل فترة غير بعيدة، تعمّدتُ شخصياً أن أسأل أحد المعنيّين بتأليف الحكومة «مَن يضغط عليكم من الخارج»، فتهرّب من الجواب، وحلف وقال و»الله ما حدا»، فقلت له: إيه صحيح صدقتك.. سامع بالمثل اللي بيقول قالوا للكذاب احلف قال إجا الفرج». فابتسم بابتسامة معبِّرة وقال: «مش طالع بإيدي شي».

ويكشف المسؤول «أنّ مسؤولاً حزبياً أبلغني منذ اسابيع، أنه سمع من أحد السفراء المعروف برصانته وصراحته تقييماً سلبياً لنتائج الانتخابات النيابية، خلص فيه الى ما حرفيّته «أنّ تشكيل الحكومة في لبنان، ليس أولوية لنا». هذا الكلام كرّره السفير نفسه امام شخصيات لبنانية اخرى مرتين في مناسبتين اجتماعيّتين، كان حاضراً فيهما مع بعض الأصدقاء. معنى هذا الكلام أنهم لا يريدون حكومة في لبنان تعكس نتائج تلك الانتخابات».

يستنتج المسؤول أنّ تأليف حكومة في هذا الوقت، دون تحقيق أيّ مكاسب لحلفائهم فيها، سيعتبرونها خسارة تضاف الى خسارة الانتخابات، وحتى الآن لا يبدو أنّ شروط التقليل من هذه الخسارة التي تُطرح على خطّ التأليف تحت عنوان إرضاء هذا الطرف أو ذاك، ستستطيع أن تحظى بقبول رئيس الجمهورية ميشال عون الذي قرّر التصلّب حيالها الى المدى الأبعد، ولن يسمح بتمريرها أيّاً كانت الضغوط التي قد تمارَس من جهات إقليمية ودولية.

في اعتقاد المسؤول المذكور أنّ معركة التأليف انتقلت بطرفيها حالياً الى مرحلة انتظار؛ طرف داخلي مغطى بدعم خارجي، ينتظر أن يتراجع عون أمام الشروط المطروحة والمتعلّقة تحديداً بتمثيل «القوات اللبنانية» و»الحزب التقدمي الاشتراكي»، لأنه كلما طال الزمن بلا تأليف للحكومة سيؤدّي ذلك الى الإضرار بالعهد. وطرف آخر غير عابئ مهما طال الفراغ الحكومي، على اعتبار أنّ المتضرّر ليس العهد، إذ إنّ رئيس الجمهورية موجود ويتمتع بكامل صلاحياته والبلد ماشي، وتصريف الأعمال ماشي، وأما المتضرّر الأوحد فهو رئيس الحكومة الذي يريد أن يشكّل حكومته، ويبدأ مسيرة حكمه. يكشف المسؤول أنّ ثمّة قناعة في الأجواء الرئاسية بأنّ أطرافاً داخلية تراهن على متغيّرات إقليمية، ستحصل في المدى المنظور، يمكن أن تستفيد منها لتقوية أوراقها وتعزيز شروطها اكثر، ولكنّ ثمّة في هذه الأجواء الرئاسية مَن يتحدث صراحة «إن ما قبلنا به اليوم على خط تأليف الحكومة، قد يأتي وقت ولا نقبل به أبداً، بمعنى أنّ ما يمكن أن ياخذوه اليوم، لا يمكن أن يأخذوه غداً».

وإذا كان الرهان على تراجع عون خاسراً سلفاً، تبقى في رأي المسؤول محطتان للرهان:

- الأولى، المحكمة الدولية والحكم المنتظر في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث من الطبيعي أن يعوّل البعض على الحكم ويحاول أن يحقق مكتسبات سياسية وحكومية بناءً عليه. وهنا يقول المسؤول إنّ موقف الرئيس سعد الحريري العقلاني، قطع الطريق على أيِّ رهان.

- الثانية، معركة إدلب، التي لا جدال في أنها مشتعلة لا محالة، في ظلّ الاستعدادات العسكرية والحشد والحشد المضاد من قبل كل أطراف المعركة: الجيش السوري، الروس، الأميركيون، الأتراك والإيرانيون.

يرى المسؤول المذكور أنّ معركة إدلب في حال بدأت، ستفتح الباب أمام صراعات بالغة الخطورة، على المستويَين السياسي والعسكري، قد تخرج عن السيطرة في أيّ لحظة، ويجب أن نأخذ في الحسبان أنّ لبنان يقع في قلب هذه الصراعات. وأما الحسم فقد لا يتحقق في المدى المنظور، ويجب الّا نغفل أنه قد لا يتحقق ابداً والنتائج قد تكون معاكِسة للجميع، ما يعني انّ انتظار أطراف الصراع اللبناني سيطول وسيكون بلا أيّ طائل.

ولكن، ما الحل؟ يقول المسؤول: ليس في ايدي اللبنانيين عصا سحريّة تنتشل الحكومة حالياً، ولكن حتى الآن لم يملّ المعطّلون، وقناعتي أنهم عندما يشعرون أنهم غير قادرين على فرض التعطيل لفترة طويلة ستتشكل الحكومة فوراً. وهذا ما سيحصل، إذ إنّ التجربة مع هؤلاء دلّت على انهم يذهبون الى المدى الأبعد في الجبهات التي يخوضونها عسكرياً وسياسياً، وعندما يصطدمون بعجزهم عن تحقيق مرادهم يتراجعون، كما حصل في اكثر من جبهة على مسوى المنطقة. وأعتقد انّ هذا ما سيبادرون اليه في لبنان.

 

بكركي: لم ولن نتخلّى عن شبر واحد من أرض لاسا

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 أيلول 2018

تتفاعل في الأوساط المسيحية والوطنية، قضيةُ وضع اليد على عقارات البطريركيّة المارونية في بلدة لاسا في جرود جبيل من قبل قوى الأمر الواقع، إذ إنّ هذه القضية لم تسلك طريقها نحو الحلّ النهائي بعد. لا شكّ أنّ القضايا الأساسية في البلاد محكومةٌ بالتوازنات السياسية والطائفية التي تُدير اللعبة السياسيّة وحتّى القضائيّة، وعلى رغم وجود الرئيس المسيحي القوي، إلّا أنّ هذه التوازنات ليست «مائلةً» في اتّجاه المسيحيين، خصوصاً أنّ هناك أموراً كثيرة «ركبت» منذ أيام الحرب وزمن الوصاية السوريّة وزمن استضعاف المسيحيين، وما تزال مستمرة حتى وقتنا هذا. ولعلّ أبرز المشكلات أو الخلافات المزمنة هي النزاع العقاري في بلدة لاسا، ووضع أفراد ينتمون إلى الطائفة الشيعية اليدَ على عقارات عائدة للبطريركية المارونية بالقوّة، وعدم رغبتهم بالإحتكام الى منطق القانون.

لم تنفع أوراق التفاهم كلها ولا الاتّصالات، لا تحت الطاولة ولا فوقها، ولا الوساطات ومحاولات عدم جرّ منطقة جبيل الى فتنة مسيحية- شيعية في استرداد الحق لأصحابه. ومع ارتفاع الحديث عن إيجادِ تسويةٍ ما أو حلٍّ للقضية واتّهام البعض البطريركية المارونية بالتخلّي عن أرضها في لاسا وبثّ شائعات، توضح بكركي ماذا يحصل، وتردّ على الحملة التي طالتها منذ ثلاثة أيام، وتؤكّد مصادرُها لـ»الجمهورية» أنّ هذا الكلام هو محاولةٌ للتصويب على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والبطريركية، وللأسف فإنّ بعضاً من أبناء البطريركية يتولّى قيادة حملة التضليل هذه التي لا أساس لها من الصحّة. وتقول بحزم: بكركي لم ولن تتخلّى عن شبر واحد من أراضي لاسا المسلوبة بالقوّة، ونحن متمسّكون بإحقاق الحق وعودته الى أصحابه، وهذا موضوع في صلب عقيدتنا وإيماننا.

وتنفي بكركي حصول أيّ مساومة على الأرض المحتلة، وتكشف أنّ الأمور ما زالت عالقة وتراوح مكانها ولم يحصل أيُّ تطوّرٍ إيجابي، وكل ما نفعله هو أننا نحاول إطفاءَ نار الفتنة المسيحية- الشيعية التي قد تندلع، ونتمنّى على الطرف المقابل أن يساعدنا في هذا الملف، وكذلك نريد أن يتدخّل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ويتحمل مسؤولياته كاملةً تجاه هذا الملف المهم، وهو قادر على لعب الدور المطلوب منه، وهذه واجباته.

وتدعو مصادر بكركي الدولة الى تحمل مسؤولياتها وعدم التفرج على الإشكالات العقارية وبسط سيطرة مجموعة من الناس اليد على أراضي غيرها، ويتوجب على الدولة أيضاً إرسال مسّاحين إلى لاسا وتثبيت النقاط الحدوديّة بشكل نهائي وردع المعتدين، لأنّ هناك خرائط ووثائق تُظهر ملكيّة البطريركية لهذه الأرض. وتنتقد بكركي تقصيرَ الدولة في هذا المجال وعدمَ قدرتها على مواجهة قوى الأمر الواقع مع أنّ الحق ظاهر مثل نور الشمس، مؤكدةً أنها ستفعل المستحيل للحفاظ على الأرض ولن تتنازل عن حقها وحق شعبها.

في موازاة إشكال لاسا، ما يزال الإشكالُ العقاري بين اليمونة من جهة والعاقورة من جهة ثانية مستمرّاً، إضافةً الى وضع بلدة اليمونة اليد على نحو 8 ملايين متر مربع من مشاعات بلدة تنورين. وعلى رغم محاولة بعبدا وضع اليد على هذا الملف، إلّا أنّ ميزان القوى ما يزال يلعب لصالح قوى الأمر الواقع، فيما الدولة لم تقم بخطوات عملية من أجل تثبيت نقاطٍ حدودية ومنع المعتدين، على رغم أنّ الخرائط واضحة والقرارات القضائية متّخذة سابقاً لكنها تحتاج الى تنفيذ. ويبدو أن لا حلّاً في القريب العاجل لتلك الإشكالات خصوصاً أنّ الدولة لم تحسم أمرَها بعد، ولا تريد تطبيقَ القانون، وهذا ما يشكو منه أهالي العاقورة وتنورين وحتى البطريركية المارونية التي ترفع الصوت لحلّ تلك النزاعات واسترداد الأراضي، لكن لا مَن يستجيب.

 

العلاقة متوترة ولا وسيط بين عون وجنبلاط

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 أيلول 2018

«حرب الإقالات» المندلعة بين «العونيين» و«الاشتراكيين» لا تخرج عن إطار المتوقع في علاقة قلّما شهدت جولاتٍ من الهدنة الهشّة. «تطيير» موظفين من المقلبين تعكس حجم الاحتقان بين الطرفين في ظلِّ تشدّدٍ غير مسبوق من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب السابق وليد جنبلاط بعدم التنازل عمّا يعتبرانه مكتسباتٍ وزارية. لم يشفع تسليف جنبلاط العهد «ورقة» انتخاب عون رئيساً في جرّ الزعيمين المسيحي والدرزي الى المنطقة المحظورة. عدمُ وجود تفاهم مسبَق بين الطرفين، على غرار التوافقات مع الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وسابقاً «حزب الله»، صعّب مهمّة إبقاء «الكلام الكبير» والمآخذ المتبادلة داخل الغرف المغلقة.

صحيح أنّ «القوات» و»التيار الوطني الحر» لم يقصّرا في نشر «غسيلهما» على السطوح على رغم وجود تفاهم مكتوب بينهما، إلّا أنّ الخلاف العوني-الاشتراكي غير المضبوط هو أكثر حساسية ودقة وبات يأخذ شكل «الفتنة» الطائفية و»الوظيفية»!

رأي وليد جنبلاط بميشال عون معروف. لم يرَ أمامه نموذجاً آخر لكميل شمعون أو بيار الجميل أو ريمون إده الذين سكنتهم الواقعية حيال فرص انتخابهم رؤساء للجمهورية، فكانت انتخاباتُ 17 آب 1970 التي توّجت سليمان فرنجية رئيساً بفارق صوت واحد عن الياس سركيس.

وبطبيعة الحال، لم يكن زعيم المختارة يوماً من مؤيّدي «نظرية» الرئيس القوي التي أنتجت في الماضي، برأيه، حروباً وصراعات ولا يمكن إلّا أن تنتج المزيد منها مع وصول «الجنرال» الى قصر بعبدا.

في جلسات الحوار السابقة التي فنّدت مواصفات رئيس الجمهورية و»أصله وفصله»، كان جنبلاط من أكثر المقلّين في الكلام. أطول مداخلة لم تتخطّ الدقيقتين. كان يضع ملاحظاته على ورقة صغيرة. يُدلي بما لديه بإقتضاب كليّ ويذهب مباشرة نحو صلب الموضوع متجنّباً المطوّلات.

وكان عليه تذكير الحاضرين دوماً «أننا قد نتفق وقد لا نتفق، لكن بمطلق الأحوال قد يصعدوننا مجدداً الى أحد الطوابق في فندقٍ ما في عاصمةٍ ما كما فعلوا في الدوحة، حيث تآلفنا مع روائح السيجار وفرضوا علينا التسوية. «لطشة» جنبلاط يومها جاءت في غمرة الحديث عن تعديل الدستور وخروج المتحاورين بقرار رفض تعديله. أما رؤية «البيك» لمواصفات الرئيس فترجمت بما قلّ ودلّ «يملك حيثية وطنية وقوة جذب للآخرين».

وصول عون الى بعبدا بتسوية تكاد تكون «محلية»، وبغضّ نظر دولي وإقليمي، دَفع جنبلاط الى استيعاب «الضربة» لكن ليس طويلاً بعدما وصلت العلاقة بين الطرفين الى شبه قطيعة توِّجت بحكمه المبرم على «العهد الفاشل».

يبدو الوزير جبران باسيل، بأدائه وعقليّته، مجرد تفصيل في مسار العلاقة الصدامية بين الزعيمين المسيحي والدرزي اللذين لم يخرجا يوماً من نفق الماضي وترسّباته. والنتيجة، على رغم «لمعات» مصالحة الجبل، وصول العلاقة الثنائية الى حدّ الخوف المشترك من فلتان الشارع، وهذا ما اختبره الطرفان أكثر من مرة وآخرها في حزيران الفائت حيث أدّى اشتعال «الجبهة» على مواقع التواصل الاجتماعي الى صدور بيان مشترك عن «التيار الوطني الحر» وعن الحزب التقدمي الاشتراكي في هدنة بدت مرحلية ضمن «حرب» مفتوحة لا يبدو أنّ أحداً من الطرفين قادر على التحكّم بتداعياتها، إلّا إذا اعتُبرت مرحلة تيمور جنبلاط صفحة جديدة في كتاب العلاقة الشائكة على خط بعبدا- المختارة.

في ظلّ علاقة متوازنة مع الرئيس سعد الحريري وممتازة مع الرئيس نبيه بري وتنسيق أكثر تقدّماً مع «حزب الله» يقارب التفاهم الصلب على عدم الاصطدام في الداخل وتفضيل توجيه «الصواريخ» الجنبلاطية باتّجاه الرئيس السوري بشار الأسد فقط، يبدو جنبلاط مستغنياً بالكامل عن «خدمات» «العهد العوني»، بكل ما يعني من سلطة ونفوذ وإمكانية تلاقي سياسية «مصلحية»، مفضّلاً أسلوب شدّ العصب الدرزي طوال فترة «إقامة» عون في قصر بعبدا. وليس من طريقة أفضل لذلك من تصوير رئيس الجمهورية وباسيل يضعان أيديهما على الحصة الدرزية و»تحجيم» البيت الجنبلاطي! مع ذلك، تؤكّد أوساط «الاشتراكي» أنه لن يكون هناك «ردّ فعل على «الكيديين» أصحاب العقول الانتقامية»، في مقابل شبه تسليم عوني، وبغض النظر عن «خلفية» إعادة الوزير مروان حمادة الموظفة هيلدا خوري الى موقعها الأساس ونقلها من رئاسة دائرة الامتحانات الرسمية، بأنّ السياسة المتّبعة مع جنبلاط لن تكون أقلّ من «العين بالعين والسن بالسن».

وتفيد معلومات في هذا السياق بأن ليس هناك من وساطة حتى الآن لتبريد النفوس المحقونة بين الطرفين، فيما تشير أوساط معنية بأنّ جنبلاط لم يكن على علم شخصياً بخطوة وزير التربية الذي تجاوب مع تمنِ خاص من جانب الحريري بتعيين موظفة أخرى مكان هيلدا خوري المحسوبة على «التيار الوطني الحر». ويقول متابعون لمسار العلاقة بين رئيس الجمهورية وجنبلاط بأنها ستبقى محكومةً بالتوتر الدائم طوال ولاية عون، مشيرين الى أنّ أحد أبرز مآخذ جنبلاط على «الجنرال» تبنّيه لـ «الحالة الارسلانية»، المفتعلة برأيه، يوم شارك في آذار الفائت شخصياً في إزاحة الستارة عن النصب التذكاري للأمير مجيد إرسلان، في رسالة كانت واضحة المقاصد، في الوقت الذي كان لا يزال فيه النائب وائل ابو فاعور يتفاوض مع الجانب العوني في احتمالات التحالف مع «التيار» في الجبل. ما تُرجم بنظر جنبلاط تبنّياً لإرسلان، في مواجهة زعيم المختارة، حتى قبل صدور نتائج الانتخابات النيابية. وفيما تؤكد المعلومات أن لا إمكانية للقاء قريب بين عون وجنبلاط، فإنّ الأخير كان قصد بعبدا في تموز الفائت في عزّ الأزمة الحكومية، إلّا أنّ اللقاء لم يترجم فكفكة للعقدة الدرزية بل كرّس تصلّباً متبادلاً في المواقف إنعكس على قواعد «التيار» و»الاشتراكي»، مع تعويل متابعين على دخول جديد لمدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم على خطّ تبريد «الرؤوس الحامية» لدى الطرفين!

 

أسئلة الإستحقاقات التي لا أجوبة لها

الهام فريحة/الأنوار/14 أيلول/18

انتهت "أيام ستراسبورغ" وجزء من "أيام لاهاي"، عاد رئيس الجمهورية إلى بيروت، وكذلك الرئيس المكلف، وبين ستراسبورغ ولاهاي، بقيت الملفات تنتظر تمهيداً لإعادة تحريكها مجدداً، والتي لم تعد خافية على أحد وهي ملفات تبدأ بتشكيل الحكومة وتمرُّ بتطبيق الشق اللبناني من مقررات مؤتمر "سيدر"، ولا تنتهي بالملفات التي بات إصلاحها مُلزِماً. تشكيل الحكومة ما زال عند المربّع الذي هو فيه، ولا يُتوقّع له أيُّ تقدُّم، على الأقل في ما تبقّى من أيام الأسبوع، لأنَّ رئيس تكتل لبنان القوي وزير الخارجية جبران باسيل سيكون في كندا في عطلة نهاية الأسبوع لترؤس مؤتمر الطاقة الإغترابية في مونتريال. في الإنتظار، تقصُر المهل بالنسبة إلى الآليات التنفيذية لمقررات "مؤتمر سيدر"، الذي يعوِّل عليه لبنان كثيراً لإنعاش وضعه الإقتصادي. وللتذكير فإنَّ المؤتمر انتهى إلى تعهد بإعطاء لبنان نحو أحد عشر مليار دولار، بينها عشرة مليارات قروض ميسرة، يضاف إليها نحو مليار دولار هبات. لكنَّ الأمر لا يتوقّف عند هذا الحد، فالقروض والهبات مشروطٌ تقديمها بانتخابات نيابية وبحكومة جديدة تعكف على إنجاز الإصلاحات في إدارات الدولة، ووضع خطة لمكافحة الفساد من ضمن جدول زمني يُعرَف متى يبدأ ومتى ينتهي.

أجريت الإنتخابات النيابية وتوقّف القطار منذ أواخر أيار الماضي، أي بعد شهر من "مؤتمر سيدر": ها قد مرّ نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر على انتظار تشكيل الحكومة، وطبيعي أنَّ التعهدات الباقية مجمدة كالإصلاحات ومحاربة الفساد، لأنَّها مرتبطة بتشكيل الحكومة. هكذا فإنَّ الدول والمنظمات التي شاركت في مؤتمر "سيدر" والتي يناهز عددها نحو أربعين دولة ومنظمة، يُخشى أن تعتبر أنَّ لبنان غير جدي في تعهداته وبالتالي تذهب الوعود بالمساعدات سُدى.

صحيح قد لا يصل الوضع إلى هذه المرحلة، لكن كلما تأخَّر الوقت، كلما ازدادت التحديات التي بدأت تتراكم سواء على مستوى الرواتب أو على مستوى الإستحقاقات التربوية والمعيشية والبيئية، ومن الملفات التي تسبِّب "وجع الرأس" أنَّ سلسلة الرتب والرواتب باتت سيفاً مسلَّطاً فوق رأس الخزينة، فقبل إقرارها قيل إنَّ كلفتها لا تتجاوز الـ 800 مليون دولار، وعند الإقرار قيل إنَّ الكلفة بلغت مليار و200 مليون دولار، واليوم يتبيّن أنَّ الكلفة قفزت لتصل إلى ملياري دولار!

كيف يحدث هذا الأمر؟ وإذا كانت الحكومة قد أقرت السلسلة وقالت إنَّها وفرت لها التمويل من الضرائب، باعتبار أنَّ كلفتها لا تتجاوز المليار دولار، فمن أين ستوفّر تمويل السلسلة إذا أصبحت كلفتها الحقيقية ملياري دولار؟

أي الضعف؟ وإذا كان التمويل الأول قد تمَّ من فرض مزيد من الضرائب، فهل التمويل الثاني سيكون أيضاً بالمزيد من الضرائب؟ وإذا لم يكن من الضرائب فهل من مصدر آخر؟ وما هو؟ المشكلة ليست نقدية، بل في كيف تموِّل الدولة استحقاقاتها في ظلِّ أفق سياسي شبه مسدود، وهنا المعضلة الكبرى. فهل من أحد في الدولة يطرح على نفسه هذا السؤال؟ وإذا طرحه، فهل يجد الجواب؟

 

المشرقيّة السياسيّة” بأبعادها الخطرة

الشدياق يوسف “رامي” فاضل/13 أيلول/18/IMLebanon Team

كَثُرَ الكلام في الآونة الأخيرة عن الهويّة “المشرقيّة” للمسيحيين في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، لدرجة أن عبارة “المسيحيّة المشرقيّة” قد أصبحت شعارًا يُستعمل في مكانه وفي غير مكانه.

على الصعيد الكنسيّ هناك عدّة تقسيمات تعود لأسبابٍ تاريخيّة ولاهوتيّة وأيضًا سياسيّة - منها انقسام الأمبراطوريّة الرومانيّة على يد ديوكلتانيوس عام 286 إلى قسم غربيّ وقسم شرقيّ-، فعندما نقول الكنيسة الشرقيّة نقصد بها العائلات الثلاث: عائلة الكنائس الأورثوذكسيّة الشرقيّة، عائلة الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، بالاضافة إلى عائلة الكنائس المشرقيّة ومنها “الكنيسة الآشورية والكنيسة الكلدانيّة والسريانيّة” أي الكنائس التي يجمع بينها التراث الروحيّ الشرقيّ، واللغات الشرقيّة القديمة. مختصر الكلام إنّ عبارة “مشرقيّة” هي عبارة كنسيّة روحيّة وأيضًا تنظيميّة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بعالم السياسة.

غير أنّ المستنقع الشرقيّ واللبنانيّ، يرفض إلا أن يسييس المذاهب ويمذهب السياسة، فعلى غرار المارونيّة والسنيّة والشيعيّة السياسيّة، أنتج لنا هذا المستنقع - بالتعاون مع القطر السوري وغيره- ظاهرة جديدة أسمَيتُها “المشرقيّة السياسيّة” تقوم على اختصار مسيحيي الشرق تحت عنوان “المشرقيّون” وتزيد الشرخ بينهم وبين مجتمعاتهم، وتصبّ في النهاية في النهر عينه التي تصبّ فيه الداعشيّة والأصوليّة، هذا النهر الذي يرفد الصهيونيّة بماء حياتها، فالداعشيّة وشقيقاتها تعطي إسرائيل الذريعة والشرعيّة لتمسّكها بتهويد كيانها، في حين أن “المشرقيّة السياسيّة” والتي يحاوِل رعاتها أن يضعوها في مواجهة أهل السنّة تعطي إسرائيل ذريعةً أخرى تستعملها للتأكيد على استحالة قيام الأوطان المتنوّعة دينيًا في المنطقة وأن لا حلّ إلا بالدول الدينيّة التي تحمي الأقليّات الدينيّة والعرقيّة.

اسرائيل نفسها اعترفت بالقوميّة “الآراميّة” في أيلول 2014 ضمن منهجها الذي يقوم على التفرقة بين مكوّنات الدول المحيطة بها، هنا تتقاطع مصلحة الصهيونيّة مع مصالح المشاريع الدينيّة في الشرق الأوسط -الواضحة منها كولاية الفقيه، والمستترة كالأنظمة العلمانيّة- والرابط بين هذه المشاريع هو استعمالها لنظريّة حلف الأقليّات وسعيها لفصل المسيحيين عن إخوتهم من أبناء الأديان الأخرى.

والخطير في شأن “المشرقيّة السياسيّة” هو محاولتها لتغيير مرجعية المسيحيين الروحيّة خدمةً للمشروع السياسيّ، في هذا الإطار رأينا محاولة خلق مرجعية بديلة للموارنة في سوريا يوم تمّ الإحتفال بعيد مار مارون في براد بالإضافة إلى مشروع بناء الكنيسة في المكان عينه، كما رأينا المحاولة الجديّة لإلحاق أورثوذكس أنطاكيا وغيرهم من المسيحيين بسياسة الدولة الروسيّة واستثمار الإنتماء المذهبيّ لتقريشه في الحرب السوريّة، ولا ننسى استعمال المسيحيين كذريعة لتدخّل الميليشيات في الحرب السوريّة بحجّة الدفاع عنهم وكمحاولة لإستقطاب التعاطف الدوليّ من خلال تصوير المسيحيين كفصيلة معرَّضة للإنقراض.

كلّ هذا المسار المتعرّج لهذه المشرقيّة المزعومة يؤدي في نهاية الأمر إلى تحويل المسيحيين لأهل ذمّةٍ عند الأقليّات الأكبر منهم - وإن على المستوى النفسي- ويجعل منهم متاريسًا في النزاع الشيعيّ- السنّي، ويصيب المسيحيّة في صميم رسالتها إذ يجعل من أولادها مخلوقات هامشيّة لا دور لها إلا بالحفاظ على طقوسها الدينيّة والمجتمعيّة، وعلى حقّها باستعمال لغاتها البائدة.

في النهاية لا يمكن وصف المشرقيّة السياسيّة إلا بالخيانة العلنيّة للمشرقيّة الروحيّة وللمشرقيّة الإنسانيّة، وهي أيضًا خيانة عظمى للنموذج اللبنانيّ القائم على التعدّد، هنا لا بدّ من أن تقف العائلات الروحيّة المسيحيّة اللبنانيّة في مواجهة هذه الهرطقة التاريخيّة، ولا بدّ لها من دفن “المشرقيّة السياسيّة” قبل الإحتفال بالمئويّة الأولى للبنان الكبير، كي تضمن المئويّة الثانية على الأقلّ.

 

لا أؤمن بهذا التشيع

الشيخ حسن سعيد مشيمش/13 أيلول/18

لا أؤمن بوجود عسل إسلامي وعسل يهودي وعسل مسيحي وعسل علماني ؟!

كذلك الأمر لا أؤمن بوجود حكم سياسي عادل إسلامي ، وآخر يهودي ، وثالث مسيحي ، ورابع علماني.

العسل حلوٌ بذاته لا دين له ولا مذهب.

والحكم السياسي العادل حلوٌ بذاته لا دين له ولا مذهب.

كذلك الظلم قبيح بذاته لا دين له ولا مذهب.

في مرحلة التقليد الأعمى لفقهاء الدين وأحزاب الدين كنا نعتقد بهذه الخرافة وهي : أن الحكم السياسي لا يمكن أن يكون عادلاً إلاَّ إذا حكم بما أنزل الله في القرآن الكريم ، ولا نعلم ما أنزل الله في القرآن الكريم إلا بوجوب تقليد فقهاء الشريعة إذن يجب أن يكون الحكم السياسي العادل بأيدي فقهاء الشريعة!؟

ومن هم فقهاء الشريعة؟

ج - هم أولئك القابعون بالحوزات لدراسة علوم يُسَمُّونها بعلوم العقيدة والشريعة لم يتمكنوا منذ قرون وإلى لحظة كتابة هذه السطور من صناعة حوزة فيها.

ولو - 2 - بالمئة من معاني العدالة وقوانينها ومبادئها البديهية الواضحة الجلية !؟

حوزةٌ تؤمن بروايات أنتجت أفكاراً ومفاهيم ( وفتاوى ) باتت معتقدات دينية صلبة من جهة، وفوق منطق العقل والواقع والعلوم الإنسانية من جهة أخرى منها : يجب على كل مسلم أن يدفع للفقيه 20 % من أرباح تجارته مرة واحدة في كل سنة بعنوان ( الخُمُس ) وهو أعظم من الزكاة من حيث الكمية؟!

وللفقيه حق السلطة والوصاية على أموال الخُمس الهائلة الطائلة والتصرف بها هو ، وأولاده ، وأصهرته ، ووكلاؤه ، من دون حسيب ، ولا رقيب ، ولا مُسَاءَلَة ، ولا شفافية ?! ويعيشون بها هنا في بلدان أوروبا عيشة الأمراء بتبذير وإسراف ورفاهية انعدم بهم الإحساس الإنساني بأوجاع الفقراء وآلام المساكين المنتشرين في مجتمعات الشيعة البائسة في بلدان المسلمين مخدوعين بفقهائهم الذين يتظاهرون أمامهم بأنهم يعيشون بالنجف وقم وطهران ببيوت من الطين وبأزقة ضيقة!!!!

ويزعم الفقيه بأن مال الخمس يوزعه وفق العدالة الإلهية ، وما طبيعة هذه العدالة الإلهية ( المزعومة ) العجيبة الغريبة المُريبة؟

ج - أولاً - يقوم بتوزيعها على رجال الدين وهم أولى بها من فقراء عامة الناس؟!

ثانياً - وأموال الخمس تُقَسَّم إلى نصفين ، نصف يُوَزعه على رجال الدين من الشيعة السادة الهاشميين وما فَضُلَ منه على القليل القليل من فقرائهم المُنْحَدرين من نسل الإمام علي عليه السلام ، والنصف الآخر يُوَزعه على رجال الدين من غير الهاشميين وما فَضُلَ منه على القليل القليل من فقرائهم!؟

وإنَّ عدد الفقراء الهاشميين بالآلاف، وعدد الفقراء غير الهاشميين بمئات الملايين! فهل هذه عدالة الله؟! وهل هذه عدالة النبي محمد (ص)؟

وهل هذه عدالة الأئمة علي والحسن والحسين وزين العابدين (ع)؟!

ج - مما لا شك فيه عند كل عاقل وبصير بأن مذهب التَّشَيُع ( فقهياً ) السائد بالحوزات هو مذهب فقهي عنصري ، يقول بكل وضوح نحن السادة الهاشميين المُنْحَدرين من صُلْبِ الإمام علي (ع) نحن شعب الله المختار !!! قد اختصنا الله بامتيازات مالية وعِرْقِية وفَضَّلَنا بها على سائر خلقه تماماً كما زعم اليهود بقولهم نحن شعب الله المختار وأولياؤه وأحباؤه حصرياً!؟

{ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا - ( اليهود ) - إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.

فبيقين ما بعده يقين لا أؤمن بمذهب التشيع ( الفقهي ) وإنني أتقرب إلى الله وسأقف بين يدي ملائكته متبرأً من هذا المذهب الفقهي الذميم العنصري، وإذا وقعت تحت غضبها وسخطها فسوف أرفع شكوى لله الذي لم يُمَجِّد شيئاً في الوجود كما مَجَّدَ العقل الأحب عنده سبحانه ، الله الذي قال في مُحْكَم كتابه بآيات واضحة المعنى وصريحة الدلالة بأن التقوى والعمل الصالح والقلب السليم هذه الأمور هي ميزانه جلَّ جَلالُهُ في قُرْبِ الإنسان من رضاه وبُعْدِه عنه، وليس العِرْقُ، ولا المال ، ولا جمال الوجوه والقامات، ولا كثرة الحفظ للآيات والروايات والمعلومات والتأليفات والمحاضرات والخطابات الرَّنانات ، سأحتج بعقلي بين يدي الله الذي جعل العقل بمنزلة نبي حيث ورد في الحديث الشريف .

{ إنَّ لله على الناس حُجَّتَين : حُجَّةٌ ظاهرة ، وحجة باطنة .

1 - فأما الحُجَّة الظاهرة فالرسل والأنبياء .

2 - وأما الحُجَّة الباطنة فالعقول } .

لن أؤمن بأية فتوى تتعارض مع مبادئ العقل مع مبادئ حقوق الإنسان مع العدالة كما يفهمها عقلاء الإنسانية لا كما يفهمها فقهاء الحوزات الدينية ولو كان خلفها ألف ألف رواية دينية صحيحة السند.

لن أعيش ولن أموت إلا كادحا في سبيل الله كدحا في سبيل إقامة الدولة المدنية العصرية الحديثة الديمقراطية العلمانية دولة المواطنة لا دولة الشريعة التي تم مسخها.

 

محكمة الحريري بعد موت أبطال حكايتها

 حازم الأمين/الحرة/13 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67436/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%85%d9%88%d8%aa-%d8%a3%d8%a8%d8%b7%d8%a7/

أشهر قليلة تفصلنا عن الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. قبل أيام، باشرت المحكمة جلسات تسبق حكمها النهائي على المتهمين بارتكاب جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.

لكن السنوات العشر المنصرمة شهدت وقائع متصلة بعمل هذه المحكمة تصلح لتخصيب الخيال البوليسي التفاعلي. "غيمينغ" سياسي وأمني لم يسبق لجريمة قتل أن حظيت بمثله. فمعظم المتهمين بالجريمة قتلوا واحدا بعد الآخر، في لعبة حرب مكشوفة. عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وغازي كنعان ورستم غزالي وجامع جامع؛ جميعهم قتلوا في السنوات العشر من عمر المحكمة. وهؤلاء وإن لم تتهم المحكمة بعضهم، إلا أنهم على صلة وثيقة بما حفلت به محاضر التحقيق.

من قتل الحريري مهد لحروب هائلة شهدتها مرحلة ما بعد الجريمة

ومن المرجح أن يكون غيرهم قد قتل أيضا، طالما أن الموت اقترب من المتهمين ومن المنفذين إلى هذا الحد، وطالما أنه موت معلن ومحاط بروايات شديدة الركاكة وغير ساعية لانتزاع صدقية. فغازي كنعان مات منتحرا ورستم غزالي داهمه مرض غامض وجامع جامع مات وهو "يقاتل الإرهاب" في شمال سورية. أما مغنية وبدر الدين فموتهما وإن لابسه غموض، إلا أن الرواية عنه كانت أكثر تماسكا.

نظرة من مسافة عشر سنوات على هذه الوقائع ستكون مختلفة، خصوصا لأناس مثلنا عايشوا تفاصيل ما جرى، وهو ما أفقدهم القدرة على التقاط مشهد أبعد.

لعل الأكثر تراجيدية في ما شهدته سنوات المحكمة العشر، هو مشهد ابن القتيل، أي سعد رفيق الحريري، في قصر المهاجرين في دمشق وفي ضيافة من يعتقد أنه قاتل والده. الأرجح أن سعد في تجواله في أنحاء القصر راح يبحث عن الغرفة التي شهدت صدور قرار الإعدام.

وهنا صار بالإمكان استدخال التراجيديا على البعد البوليسي للحكاية. علما أن الخيال لم يأتِ دوره بعد، فالوقائع أعلاه كلها صحيحة وموثقة، وجرت تحت أنظارنا نحن أهل القتيل وأهل القاتل. وهي جرت من دون أن يكون لنا يد فيها.

نستيقظ في الصباح على خبر موت رستم غزالي، وفي اليوم الثاني نشاهد مقاطع من جنازته "المتواضعة" في دمشق. لم يحضرها أي من رجاله، وأي من أفراد الطبقة السياسية في لبنان ممن صنعهم الرجل من ألفهم إلى يائهم. دور الخيال هنا مقتصر على التوقع، وهذا الأخير واقعي وممكن.

فلنتخيل مثلا سياسي لبناني يشاهد عبر التلفزيون جنازة الجنرال صاحب الأفضال عليه، أو سياسي آخر كان غزالي قد صفعه في لحظة غضب! هذه كلها مشاهد من فيلم غير متخيل عن الجريمة. الأول سيكون سعيدا بأنه لم يجبر على حضور الجنازة والثاني سيكون سعيدا بموت من صفعه، والاثنان لن يصرحا بما انتابهما من مشاعر.

وسنوات المحكمة العشر هي سنوات سياسية أيضا. شكلت حكومات في ظلها، وأسقطت حكومات على ضفافها. ثورة السوريين على نظامهم انطلقت بالقرب منها، وانتصار النظام على الثورة جعل من الجريمة أمرا من الممكن أن يتكرر.

الجريمة حدث انعقد عليه ما لا يحصى من الحقائق. ولبنان وسورية ترنحا وفق ما أملته من نتائج. فمن قتل الحريري، أطلق شياطينا جديدة وافتتح زمنا مختلفا. من قتل الحريري قوض نفوذ النظام في سورية، لكن ليس لمصلحة خصوم هذا النظام إنما لمصلحة رعاته الأكبر. ومن قتل الحريري، خلق شريحة كبيرة من "الأيتام" السياسيين لم تجد إلى اليوم أبا بديلا. ومن قتل الحريري مهد لحروب هائلة شهدتها مرحلة ما بعد الجريمة.

معظم المتهمين بالجريمة قتلوا واحدا بعد الآخر، في لعبة حرب مكشوفة

تجري اليوم وقائع جلسات المحكمة في لاهاي، بصفتها تتويجا لعمل القضاة والمحققين طوال السنوات العشر. من المفترض أن هؤلاء كانوا يعملون بعيدا مما جرى بعد وقوع الجريمة. فبينما كان المحقق يوثق الوقائع مات رستم غزالي! من المفترض ألا تهتز الحكاية بفعل هذا الحدث. وبينما كان المدعي العام يتلو البيان الاتهامي مات المتهم الرئيسي! وهذا ما لا يجب أن يغير بالقرار الظني!

فمثلما عمل القضاة ببرود وصمت هائلين، عمل المنفذون على نحو مواز، بحيث صار لدينا حكايتين، واحدة في لاهاي وأخرى في بلاد الشام. فصلهما يفيد كلا المؤلفين، فهو يؤمن للأول الابتعاد بالحكاية عن بيئتها مما يسهل عليه بناءها وتقميشها، ويؤمن للثاني تصوير الحكاية بصفتها لعبة بين قبور أبطالها، لا بين الأحياء منهم.

الأرجح أن حكم المحكمة لم يعد مهما، سياسيا على الأقل. النظام السوري أعاد التقاط أنفاسه، وحزب الله منتصر حتى الآن، ولن يفيد الحكم "أهل القتيل" ذلك أنهم في أوضاع سياسية لا تمكنهم من الاستثمار فيه، لا بل ربما أربكهم الحكم وضيق خياراتهم.

لكن، حكم المحكمة سيفيدنا نحن من شهدنا الجريمة وعشنا على وقع ما رتبته ما مآس وحروب. سيفيدنا في أن يصبح بين أيدينا حكاية مكتملة العناصر، ليس عن الجريمة فحسب، إنما حكاية لا لبس فيها عن أنفسنا وعن ما جرى حولنا. حكاية لا ترتب مهام كبرى بقدر ما تؤسس لوعي ضمني في أننا نعيش على نحو قريب جدا من جريمة كبرى لم تنته فصولها بعد.

 

الخطاب العنفي في لبنان : انها اللادولة العميقة

نبيل بو منصف/النهار/13 أيلول/18

هل تمكن لبنان من تصفية ميراث الحرب تصفية جذريةفيما التراكمات الموروثة من الحرب -ولو بشعارات -تنحو بقوة نحو ترسيخ السلم باستثناء خطاب حزب الله من منطلق واقعه الذي يصنف الحزب مقاومة ضد اسرائيل بتشريع رسمي؟

غالبا ما تتعاقب في لبنان في الشهر الواحد نفسه مناسبات دينية او حزبية تشكل خليطا من تراكمات التركيبة الطائفية والتطورات الاجتماعية والسياسية التي شهدها هذا البلد على امتداد عقود واغرب ما فيها انها لا تزال تستبطن طبائع لبنانية عامة تنحو نحو العنف النائم تارة واليقظ طورا .

قد لا تكون هناك مناسبة محددة توجب اثارة هذا البعد العميق جدا وربما الأعمق في طبائع الشرائح اللبنانية الطائفية والحزبية في شكل عام ولكن ثمة فرادة حقيقية تبرز مع تواتر مواعيد المناسبات التي تحييها احزاب او تقيمها طوائف ومذاهب وتظهر معها معالم الوحدة النادرة هنا بين اللبنانيين ولو من باب يصنف سلبيا اي التمجيد الضمني للعنف تحت شعارات كثيرة .

لا يقتصر هذا البعد على اي فريق سياسي وحزبي لبناني ما دامت الطائفة في لبنان تمد الأحزاب والقوى السياسية بالمصل المحيي الاساسي وتصور المفهوم الغالب للحزب بانه حارس الطائفة . لذا لا تعود مسألة احياء المناسبات الخاصة بهذا الحزب او ذاك عند أي طائفة او مذهب مجرد طقوس سياسية وتنظيمية او حتى دينية فقط بل تتأصل هذه الطقوس لاحياء مجمل تاريخ الحزب ومراسه في حقبات الحرب والسلم مع أرجحية دائمة لابراز المراس الحربي والقتالي ضمنا لان حقبات السلم الحالي لا تزال مطبوعة بالصراعات الداخلية ولو توقف المدفع مع نهاية الحرب منذ نحو ثلاثة عقود . ولا يحتاج التمحيص في هذه الناحية الى عناء كبير اذ ان اللوحة اللبنانية تقدم بسهولة مشهد الأحزاب الأعداء والخصوم وهم يقيمون طقوس عروض العضلات السياسية والتنظيمية والطائفية سواء بسواء في مناسبات غالبا ما ترتبط في الذاكرة الجماعية لقواعد هذه الأحزاب بواقعات قتالية وحربية اكثر منها مناسبات أخرى تتصل بزمن السلم . وعلى ذلك دلائل وأمثلة لا تحصى تبرز دلالاتها المهمة بانها تشمل جميع الافرقاء والطوائف من دون استثناء تقريبا . فبفارق زمني قصير وفي ظرف أسابيع، كما أسلف الذكر، يمكن رصد مناسبة احياء ذكرى نهاية حرب تموز ٢٠٠٦ التي يعدها حزب الله ذكرى انتصاره على اسرائيل ومن ثم احياء ذكرى تغييب الامام موسى الصدر لدى حركة امل التي تشكل مع حزب الله اقوى حزبين وقوتين شعبيتين لدى الطائفة الشيعية كما مناسبة ذكرى ألوف المقاتلين المسيحيين الذين سقطوا في صفوف القوات اللبنانية كما ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل كما ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا …الخ .

في كل من المناسبات المذكورة وسواها ايضا تبرز غالبا تراكمات موروثة من الحرب ولو بشعارات تنحو بقوة نحو ترسيخ السلم باستثناء واحد تقريبا يشكله خطاب حزب الله من منطلق واقعه الذي يصنف الحزب مقاومة ضد اسرائيل بتشريع رسمي يتيح له الحفاظ وحده على السلاح من خارج السلاح الشرعي للدولة . ولعل هذا العامل لعب ولا يزال يلعب دورا ثقيلا في تحفيز الخطاب المناهض للحزب وحلفائه من خلفية الصراع الذي حكم لبنان بعد انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005 وسط تطورات دراماتيكية اعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري واقامت صراعا حادا ومديدا بين معسكري قوى 14 آذار المناهضة بقوة للوصاية السورية ولحزب الله ومشروعه السياسي والقتالي والتنظيمي وقوى 8 آذار الحليفة للنظام السوري والمؤيدة بقوة لحزب الله كونه عمودها الفقري الاساسي .

والحال ان واقع لبنان بعد الطائف وامتدادا الى الزمن الحالي لم ينحُ مرة داخليا او خارجيا نحو تصفية ميراث الحرب تصفية جذرية سواء بفعل ثقافة سياسية متأصلة ومشبعة بالطائفية او بفعل تطبع دائم مع تدخلات خارجية وارتباطات لقواه وطوائفه بدول اقليمية او عربية او غربية . وضع الطائف اساسا هشا وشكليا لالغاء الطائفية السياسية من خلال تشكيل هيئة وطنية تطلق مسار الاتجاه نحو مجلس نيابي منزوع القيد الطائفي وإقامة مجلس شيوخ تتمثل فيه الطوائف ولكن اي شيء من هذا لم ينفذ بعد نحو عقود ثلاثة من وضع الطائف موضع التطبيق وتحوله الى دستور البلاد الجديد عقب انهاء الحرب في لبنان .

والخطاب المشبع ضمنا بالإبقاء على التحفز القتالي لا يعني حصرا وبالضرورة ان الاطراف اللبنانيين بأكثريتهم العظمى لم تخلوا عن العنف وسيلة تحقيق لاهداف سياسية . ولكنها مسألة تطبع وثقافة عميقة كالدولة العميقة تماما في دول اخرى متطورة ومتقدمة ولديها في الوقت نفسها نقاط ضعف وتكوين تستلزم عقودا وربما عصورا لإزالتها فضلا عن عمليات تشريع وسن قوانين محدثة تتناول كل اوجه التعبير السياسي والاعلامي والالتزامات الفردية بدءا من قانون الانتخابات مرورا بقانون الاعلام بلوغا الى تعديلات جذرية على قانون العقوبات نفسه . والفارق الاساسي بين لبنان ودول اخرى ان الاول يعاني دوما من واقع اللادولة الذي يبقي مفهوم العنف مواكبا لأزماته .

 

حسابات تجارية أوروبية دقيقة لإنقاذ «النووي» مع إيران

بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 أيلول 2018

بموجب الاتفاقية التي وقعتها إيران JCPOA مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وفرنسا والمانيا والمملكة المتحدة والصين وروسيا، وافقت إيران على تقليص انشطتها النووية مقابل رفع العقوبات عنها الامر الذي مكّن إيران من مضاعفة صادراتها النفطية وساعد البلاد على الخروج من فترة ركود اقتصادية طويلة. اليوم، نرى دونالد ترامب يعلن الانسحاب الأميركي من الصفقة النووية ويؤيده في ذلك بعض الدول مثل إسرائيل وعدد من دول الخليج العربي ومنها السعودية والإمارات العربية المتحدة. وعلى النقيض من ذلك، بدت اوروبا ومعها الصين وروسيا عازمة على محاولة ضمان هذه الاتفاقية يشاركهم في ذلك بعض الدول الآسيوية الكبرى مثل اليابان. وبدا هذا الشعور الأوروبي الرافض لقرار ترامب واضحاً عندما أعلنت فريدريكا موغريني الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية في ١١ ايار الماضي أن الاتحاد الأوروبي مصمّم على المحافظة على هذه الاتفاقية طالما أنها تعمل.

وأعربت بكلمات قوية، «ان التدمير هذا لا يقود إلى أي نتيجة ولا هو حل لأي من مشاكلنا «، لكن وعلى ما يبدو أن ترامب مصمّم على المضي في العقوبات على طهران الأمر الذي سيدفع بالأوروبيين إلى أحد الحلول؛ إما الالتزام بمقررات ترامب من ناحية عدم استعدادها لحرب تجارية مع الولايات المتحدة حول إيران او المضي قدماً في الاتفاقية الأمر الذي يدفع بالشركات الأوروبية التي تتعاطى مع طهران إلى عقوبات ويضع شركات كثيرة في حيرة قانونية.

أضف إلى ذلك الوضعية داخل إيران لاسيما كون معظمهم لا يأمل الكثير من أوروبا في ظل غياب الولايات المتحدة وانسحابها من الاتفاقية. فحسن روحاني يأمل في أن إيران ستكون قادرة على البقاء في الاتفاق إذا ما واصلت الدول الخمس المتبقية التقيد به - أما المرشد الأعلى علي خامنيئي فيلقي ظلالاً من الشك على فكرة المحافظة على الصفقة دون الولايات المتحدة وقال انه لا يثق في بريطانيا وفرنسا والمانيا.

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل يمكن لأوروبا إنقاذ الصفقة في ظل غياب الولايات المتحدة وتهديداتها المتكررة بزيادة العقوبات لاسيما تلك التي تطال النفط. فالدول الأوروبية قد تكون أهم الشركاء التجاريين المحتملين مع إيران (على الرغم من أن بلدانا أخرى مثل الهند زبون اساسي للنفط الإيراني) وقد أصرّت الدول الأوروبية على أن الصفقة التي وضعت حول برنامج إيران النووي تحسّن الأمن في الشرق الأوسط، ولا يوجد له بديل، وكون أوروبا كما الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقتنعين بأن إيران تنفذ الالتزامات المتعلقة بالـ JCPOA. من الناحية النظرية فإن الموقعين الآخرين على الأتفاقية يمكنهم الالتزام بها واستمرار الاستيراد من إيران والسماح لإيران بمواصلة الاستفادة من هذا الاتفاق. ولكن من الناحية العملية فإن ذلك سوف يكون صعباً للغاية، وقد تكون المشكلة الأساسية هي في كيفية حماية الشركات الأوروبية وشركات الدول الأخرى من العقوبات الأميركية إذا ما استمروا بالتعامل مع مشتريات النفط الإيراني.

وللعلم، حدث ذلك سابقاً مع كوبا في العام ١٩٩٦ عندما شن الإتحاد الأوروبي Blocking Regulation والذي يهدف إلى حماية الشركات من تأثير العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كوبا وانتهى هذا النزاع بتقديم إعفاءات للشركات الأوروبية.

يفكر المسؤولون في الإتحاد الأوروبي حالياً بعدة احتمالات بما فيها إعادة إحياء الـ Blocking Regulation أما المحللون فيشكّون في ذلك لاسيما وأن الشركات، وفي ما يتعلق بالاختيار بين العمل في إيران او في الولايات المتحدة ماعدا الصغيرة منها، غير معرّضة للأسواق الأوروبية قد تختار حتماً أسواق أميركا.

أضف إلى ذلك أنه، ومع خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، فان موقف الشركات البريطانية التي سوف تسعى للقيام بأعمال تجارية في إيران سيبقى غامضاً. لذلك قد يكون تحديد لائحة المنع أكثر فعالية من الناحية السياسية، وقد يكون مؤشراً للولايات المتحدة الأميركية بأن المعارضة السياسية لسياستها كبيرة، وإشارة إلى الولايات المتحدة وبقية العالم بأن الإتحاد الأوروبي يأخذ الأمر على محمل الجد.

وقد عرض المحللون في فريق الأزمات الدولية (ICG) أن يقدّم الأفرقاء في الاتفاقية مجموعة من التدابير السياسية والاقتصادية التي تضمن لإيران بعض المزايا المنصوص عليها في الاتفاقية واقترحت الـ ICG سلسلة من الإجراءات لدعم إيران مع الإتحاد الأوروبي بما في ذلك:

١- تمكين المصارف المركزية من معالجة مدفوعات إيران التجارية.

٢- التفاوض على إعفاءات خاصة للشركات الأوروبية من العقوبات الثانوية.

٣- انشاء آليات قانونية بديلة لل Blocking Regulation للعام ١٩٩٦ تدعم الشركات الأوروبية في إجراءات قانونية ضد السلطات الأميركية.

٤- توفير ائتمانات التصدير للتجارة الإيرانية.

٥- استخدام المساعدات الخارجية لدعم وتطوير البنية التحتية الإيرانية.

٦- استخدام بنك الاستثمار الأوروبي لتقديم القروض إلى إيران.

قد تكون هذه الخطوات صعبة من الناحية التقنية، وقد تتعطّل إذا ما استأنفت إيران أنشطة التخصيب.

يبقى أمر أخير قد تلجأ اليه مجموعة الدول، وهو شكوى إلى منظمة التجارة العالمية وهي الهيئة التي تنظم العلاقات التجارية الدولية. وقد لا تنجح هذه الخطوة ايضا، سيما و إن البند XXI من القانون يحمي الدول عندما ترى الأمر ضرورياً لحماية مصالحها الأمنية الأساسية.

كلها أمور تبقى واردة إذا ما ارادت الدول الأوروبية المضي في الاتفاقية الامر الذي يعوّل عليه حسن روحاني دون سائر الزعماء والأطراف في إيران.

 

خطر «الانتداب الروسي» على سوريا

حنا صالح/الشرق الأوسط/13 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67434/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1/

مع بداية العام الدراسي في روسيا الاتحادية، بثَّ التلفزيون الرسمي «RT» شريطاً مصوراً عن تدريب أعداد كبيرة من الأطفال السوريين في المدارس العسكرية الروسية، وأظهر الشريط المتلفز الأطفال بالملابس العسكرية الزاهية لطلبة الكليات الحربية الروسية، معهم كثير من الضباط الروس الذين يهتمون بتوفير متطلباتهم من الأمور الدراسية إلى نوعية الطعام.

يبرز الشريط أن هذا الأمر يأتي تنفيذاً لقرار يسمح بالتحاق الأطفال السوريين بالمدارس العسكرية الروسية. أحد المتدربين وبدا في سن العاشرة، ذكر للقناة أن والدته اعتقدت في البداية أنه سافر لفترة إجازة 15 يوماً؛ لكن البرنامج شدد على إبراز الهدف، وهو «إعداد هؤلاء التلامذة كقادة محتملين في السنوات القادمة»، موضحاً أكثر بأن إعداد هؤلاء «الضباط العسكريين هو استثمار كبير في مستقبل سوريا». وتضمن الشريط المتلفز تأكيداً من السفارة السورية في موسكو، جاء فيه أن «تدريب الأطفال السوريين ضمن فيلق الطلاب الروس، يأتي ضمن إطار اتفاق دائم».

ينتهي الشريط، فيثور السؤال طارحاً نفسه: أين حدث ما هو شبيه؟ هل هي اسبرطة في نسخة محدثة؟ أو حالة إنكشارية جديدة؟ أو عودة لبدايات زمن القياصرة، عندما كان الهم الوصول إلى المياه الدافئة، ومن أجل هذه الغاية شهدت الإمبراطورية الروسية، ولا سيما الأطراف، أوسع عمليات تجنيد طالت الأطفال، أو أنها النسخة الروسية - السورية المتماثلة مع تجنيد الحزب النازي للأطفال الألمان؟

من فيلق الطلاب في موسكو إلى «الفيلق الخامس اقتحام»، ذهبت روسيا بعيداً في البناء على تأهيل حالة سورية تؤمن الغطاء لوجود روسي مديد، قالت الاتفاقات السورية الروسية التي تناولت قاعدة «حميميم» إنه مستمر لـ49 سنة قابلة للتجديد، ومعه باتت قاعدة «حميميم» الجوية البرية وقبلها قاعدة «طرطوس» البحرية، أراضي سورية خاضعة للقانون الروسي، ويتضح أن كل الخطوات الروسية تصب في خدمة هذا الهدف.

تروي جهات سورية معارضة مطلعة على ما يجري، أنه بالعمق هناك رهانات سورية على دور روسي للقطع مع الوضع المخيف الذي خلقه الحرس الثوري الإيراني وميليشياته الطائفية المتطرفة التي استقدمها من أكثر من بلد، ونجح في توطين أعداد لا يستهان بها، كما نجح في اختراق ما كان يعتبر النواة الصلبة في الجيش السوري، أي الحرس الجمهوري و«الفرقة الرابعة» التي يقودها ماهر الأسد. لكن منذ إقرار «مسار آستانة» ما سُميت مناطق «خفض التصعيد»، باشر ضباط «حميميم» العمل لتغيير المشهد السوري، وهؤلاء يلقون الدعم من حزب كبير، يضم عشرات ألوف الضباط الذين تخرجوا من المدارس العسكرية الروسية، ومع الوجود الروسي باتت أكثريتهم ترفض تلقي الأوامر من الميليشيات الإيرانية، ومثلهم عشرات ألوف الأطباء والمهندسين، وسواهم من الخريجين، إضافة إلى المصاهرات التي تصل إلى نحو 300 ألف.

وتغيير المشهد يتم بدعم من قوات ضاربة برية، هي الشرطة الروسية، حيث لم يعد الأمر يقتصر على استمالة بعض كبار الضباط البارزين ووحداتهم، والمثال «قوات النمر»؛ بل بدأت خطوات حل الميليشيات السورية التي أنشأها الحرس الثوري، وبالمقابل إطلاق حملة تجنيد واسعة لصالح «الفيلق الخامس اقتحام»، الذي خصص له الروس ميزانية، وأولت القيادة الروسية اهتماماً خاصاً لضباطه، كما ركزت من خلال المصالحات التي نفذتها، وما سُميت «تسوية أوضاع» على اجتذاب أعدادٍ كبيرة ممن حمل السلاح ضد النظام إلى صفوفه، وهذا ما حدث على نطاق واسع في الجبهة الجنوبية، بعد إعادة الروس محافظة درعا وريف السويداء والقنيطرة إلى سيادة النظام السوري.

منذ الأول من أغسطس (آب) الماضي، بات الصراع مكشوفاً. منع الضباط الروس «الفرقة الرابعة» من المشاركة في عمليات الجنوب، وأدت الاتفاقات المعلنة مع المحتل الإسرائيلي لإعادة العمل باتفاقية فصل القوات في الجولان لعام 1974، وقضت الاتفاقات بموافقة طهران على ابتعاد الحرس الثوري والميليشيات التابعة له مسافة 85 كيلومتراً إلى الشمال من الجولان المحتل. واقعياً تم نشر وحدات عسكرية موالية لـ«حميميم» على امتداد الحدود مع الأردن والجولان ولبنان، وطيلة أكثر من شهرين توالت الأنباء عن الصدامات بين القوات الروسية و«الفيلق الخامس» و«قوات النمر» من جهة، ومن الجهة المقابلة «الفرقة الرابعة» وكثير من الميليشيات التي أقامها الحرس الثوري، وكان الأبرز في منتصف أُغسطس المواجهات في ريف حماة الشمالي والغربي، وانتهت بإبعاد «الفرقة الرابعة» والميليشيات العاملة معها عن معبر مورك، والأهم معبر قلعة المضيق الذي يدر أموالاً طائلة، ضرائب وإتاوات. وامتدت المواجهات من مناطق الساحل في جبلة والدريكيش إلى سهل الغاب؛ حيث أبعد الروس هذه القوى عن كل القرى والمواقع التي تنتشر فيها بمواجهة قوى المعارضة المسلحة في ريف حماة الغربي، واقتصر الوجود على وحدات من «الفيلق الخامس» و«قوات النمر»، بعدما اعتقلت الشرطة الروسية المئات من عناصر الميليشيات و«الفرقة الرابعة».

إنه الصراع المفتوح على التمدد في كل سوريا، وعلى النفوذ في كل المناطق الاستراتيجية التي ترغب روسيا في السيطرة عليها.

وبعيداً عن المجاملات، أظهرت قمة طهران الثلاثية أن أطراف «مسار آستانة» الذين يريدون الحفاظ على تجمعهم بوجه كماشة العقوبات الأميركية، يختلفون على أمور كثيرة؛ لكن رهانات أنقرة وطهران بقيت انتزاع موافقة موسكو على حصول كلٍ من البلدين على حصة من الكعكة السورية، رغم أن القيصر ماضٍ في قصقصة أجنحة «حليفيه» الإيراني والتركي. وما تعاني منه طهران الآن ينتظر أنقرة، إذ ليس أمام الرئيس إردوغان سوى ابتكار طريقة لتسليم إدلب بعد الانتهاء من «جبهة النصرة»، وما يتردد عن صفقة تسمح بموجبها أنقرة بعودة مؤسسات النظام المدنية، فيما يعهد بالأمن لوحدات مشتركة روسية – تركية، أمر لا يُعوّل عليه؛ لأنه سيبقى إطاراً مؤقتاً مع الرفض الروسي لمثل هذه الشراكة.

ستارة الفصل الراهن من رقصة الموت فوق المسرح السوري تُسدل قريباً، ومعه تزدحم جعبة القيصر الروسي بالانتصارات التكتيكية، وهو الطامح إلى فرض «انتداب روسي» يتم تحضير مسرحه من فيلق الطلاب إلى «الفيلق الخامس»؛ لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تسوية سياسية تعكس حجم الإنجازات العسكرية الروسية. هذا الحلم الروسي سيبقى بعيد المنال لأن منطقة شرق الفرات ليست إدلب، هنا الروس وجهاً لوجه مع الوجود الأميركي ومع الأهداف الأميركية المعلنة، التي تستهدف الوجود الإيراني، وتستهدف تحقيق تسوية حقيقية عبر مسار جنيف والقرار 2254، ما يفتح المجال لعودة اللاجئين وبدء عودة سوريا، هنا هامش المناورة الروسية سيضيق تباعاً، والصفقة مع الأميركيين لتحقيق الإنجاز السياسي يستحيل تحققها على قاعدة استمرار رأس النظام، ولو حتى بالانتخابات، ومعه بقاء النفوذ الإيراني - ولو نسبياً - أقل من السابق.

 

ابنة رفسنجاني تهاجم النظام الإيراني وتقول إنه دمر الإسلام

 محمد مجيد الأحوازي/لبنان الجديد/13 أيلول 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/67438/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a9-%d8%b1%d9%81%d8%b3%d9%86%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%87%d8%a7%d8%ac/

 هاجمت الناشطة السياسية الإيرانية فائزة هاشمي، ابنة الزعيم الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني، النظام الإيراني بشدة في برنامج رو در رو (وجها لوجه)، واعتبرت أنه دمر الإسلام؛ بسبب سياساته الخاطئة، على حد تعبيرها.

وقالت رفسنجاني: "أنا لست ضد الحكومات الدينية، ونحن مثل الجميع، كنا نعتقد أن الجمهورية الإسلامية سوف تنجح، لكن الحكومة الإسلامية الإيرانية لم تفشل فحسب، بل دمرت الإسلام أيضا".

وأضافت: "كما نرى الالتزام بالحجاب بين النساء في إيران يواصل اتجاها نزوليا، والتزام الشباب والعوائل ومجتمعنا في إيران بالصلاة والصيام والعقائد الدينية أصبح ضعيفا جدا، وكل ذلك نتيجة سياسة الحكومات الإيرانية الخاطئة"، على حد وصفها.

وتابعت رفسنجاني انتقادها للنظام الإسلامي الإيراني قائلة: "لا يوجد في الدين إجبار للنساء على الحجاب، ونحن هنا نجبر النساء على أن يكن متحجبات، ومقارنة بالسنوات الخمس والعشر والعشرين الماضية وضع التزام النساء بالحجاب في تراجع، وأي حكومة إسلامية هذه التي يكون نتيجة حكمها تراجع النساء عن الالتزام بالحجاب الإسلامي؟".

وأكدت رفسنجاني في حديثها أن إيران بطريقة حكمها دمرت الإسلام، وقالت: "أي حكومة إسلامية هذه وإحصائيات شرب الخمور في إيران تشير  إلى أن نسبتها أعلى من الكثير من دول العالم، أي حكومة إسلامية هذه التي نتاج عملها يكون هكذا، حكومتنا خلال أربعين عاما باسم الإسلام ارتكبت الكثير من الأخطاء، وهذا ما وجه ضربة للإسلام".

ورفضت رفسنجاني أن يتم تقديس الخميني وخامنئي وإعطاءهم لقب الإمام وقالت: "نحن لدينا أثنى عشر إماما، وإعطاء صفة الإمام للمرشد يحصنه من الانتقاد، فلا نستطيع انتقاد المرشد، لذلك أصبح انتقاد المرشد في إيران اليوم من الجرائم".

وطالبت رفسنجاني أن يتم التعامل مع المرشد بصفة مواطن عادي لا بصفة شخص يمتلك قدسية، خاصة أنه من العادي أن يتعرض للإساءة والانتقاد؛ لأنه موجود في رأس السلطة، وإن أراد هذا الشخص ألّا يتعرض للانتقاد فعليه أن ينسحب، وأنا ضد إعطاء لقب الإمام لأي شخص يكون في السلطات الإجرائية في إيران؛ لأن ذلك سينتهي بصناعة الديكتاتورية"، على حد تعبيرها.

وقالت: "تركيز السلطات في مكان واحد يخلق الفساد والديكتاتورية، والدستور الإيراني وضع جميع السلطات الثلاث (القضائية والتشريعية والتنفيذية) بيد المرشد، وهذا هو نفسه تركيز السلطات بيد الشخص الواحد، ومن الخطأ أن ينتهي كل شيء بيد شخص واحد، نحن لدينا مرشد، لا ضير في ذلك، لكن أن يكون المرشد هو كل شيء، فهذا بالتأكيد فيه إشكالية؛ لأن النظام في إيران تم وضعه بالشكل الذي ترجع فيه كل الأمور إلى مكان واحد (المرشد)، وهذا خطأ من وجهة نظري".

وانتقدت رفسنجاني بشدة الحرس الثوري الإيراني وقالت: "إحدى المؤسسات التي تعمل تحت سلطة المرشد هو الحرس الثوري. لم يسمح الحرس لحكومة روحاني أن تجري بعض الإصلاحات، كما أن أي خطوة يقوم بها روحاني يظهر الحرس الثوري ويعارضها".

وأضافت رفسنجاني حول قوة ونفوذ الحرس الثوري في إيران: "في الوضع الحالي، الحرس الثوري أصبح يمتلك سلطة وهيمنة واسعة في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعتقالات، حيث وزارة الاستخبارات في حكومة روحاني قللت من تلك الاعتقالات (السياسية)، لكن شعبة أمن المعلومات في قوات الحرس الثوري أصبحت بديلا عن وزارة الاستخبارات، وتقوم بهذه الاعتقالات"، في إشارة إلى اعتقال النشطاء والمنتقدين للنظام الإيراني.

وانتقدت بشدة رفسنجاني عدم وجود أي مسؤول من أهل السنة في حكومة روحاني، وقالت: "بينما صادق خان المسلم من أصول باكستانية يتم تعيينه رئيسيا لبلدية لندن، لا يوجد في إيران وزيرا أو محافظا أو مسؤولا من أهل السنة والجماعة الإيرانيين".

و أكدت رفسنجاني على عدم وجود مسجد واحد لأهل السنة في طهران، وقالت: "نحن في العاصمة الإيرانية طهران لا يوجد لدينا مسجد واحد لأهل السنة، ولا يوجد حتى مدير مدرسة من أهل السنة في مدارس طهران".

 

معركة التشيع الإيراني في سوريا بدأت من حلب!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/13 أيلول 2018

 إنها أيام حرجة يمر بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ فهو يواصل توسيع سيطرته على سوريا بعد نجاح قواته في استعادة السيطرة على الجنوب. وخاتمة استيلاء قواته على إدلب، أي المرحلة الأخيرة في عملية الإطاحة بالمتمردين في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في قلب سوريا وإخراجهم من دمشق وحلب وحمص نحو الضواحي لها أهمية رمزية؛ ذلك إن استعادة السيطرة على منطقة دمشق ستمكّن النظام السوري من تسريع جهوده للتعامل مع القضايا الداخلية حتى قبل أن تستقر سوريا بأسرها.

واحدة من القضايا الداخلية العاجلة التي يتعين على الأسد التعامل معها هي انتشار التشيع في سوريا؛ فهذه تشكل تهديداً مباشراً لمؤسسات الحكومة السورية العلمانية، وبالتالي يجب أن تكون مصدر قلق كبير للقيادة السورية. وعلى الرغم من حقيقة استمرار الأسد في رؤية إيران شريكاً استراتيجياً، ويعتمد عليها في الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي، فمما لا شك فيه أنه يودّ الحد من الوجود الإيراني في بلاده، وبخاصة بالنظر إلى التقارير المقلقة، التي لا تتردد وسائل الإعلام السورية المحلية في الحديث عنها، والمتعلقة بترسيخ الثقافة الشيعية الدينية في سوريا.

بدأت الرئاسة السورية تدرك مدى هذه الظاهرة، ويعتقد البعض أن نطاقها أوسع مما تم الكشف عنه صراحة حتى الآن. أصبحت الطريقة واضحة: الحصول على الدعم الشعبي من أجل تجنيد المواطنين وتحويلهم إلى شيعة. تكشف وسائل الإعلام السورية أن إيران تبني المدارس الدينية، والحسينيات، فضلاً عن العيادات الصحية والمستشفيات الميدانية، ومكاتب منظمات الإغاثة في مناطق مختلفة من سوريا. ويؤكد إعلان صادر عن المجلس الأعلى للقبائل في سوريا (المجلس العالي للعشائر والقبائل السورية)، أن إيران تركز على السكان الفقراء وغير المتعلمين، وتكسبهم من خلال تقديم المساعدة ودفع مرتبات ما بين 300 و800 دولار لأولئك الذين ينضمون إلى الميليشيات الشيعية.

ووصف أحد التقارير ست قواعد عسكرية في سوريا بناها الحرس الثوري الإيراني لتجنيد الصغار في دير الزور وفي شمال غربي دمشق. وقال أحد المجندين، إن رجل دين شيعياً تجول في أنحاء المنطقة ووعد بدفع راتب 300 دولار، بالإضافة إلى الطعام لأولئك الصغار الذين ينضمون إلى معسكرات التدريب. في المخيمات خضع الصغار لدورة مكثفة لمدة 40 يوماً شملت التدريب على الأسلحة الخفيفة، والآيديولوجيا، والدين والتحريض ضد السنة وضد دول الخليج. وتشير التقديرات إلى أنه تم تجنيد ألف منهم، لكن البيانات قد تكون غير صحيحة، والرقم أعلى بكثير.

ووفقاً لشهادات محلية، فقد قام 250 منهم، من بلدات الميادين والبوكمال بالتسجيل في المدارس الإيرانية لتعلم اللغة الفارسية والفقه الشيعي، وكذلك أنشأت قوات «فيلق القدس» مركز تجنيد في الميادين، حيث انضم العشرات من الشباب بسبب ظروف معيشية متدهورة.

وبغض النظر عن القطاعات الفقيرة وغير المتعلمة والشبابية، بدأت إيران بالتركيز على قطاع مهم آخر: النساء العزَبات والأرامل؛ إذ تحاول إيران الحصول على تعاطف عسكر النظام، والمرتزقة من بلدان أخرى، عن طريق ترتيب زيجات. يتم سَن الزواج من خلال اتفاق بين رجل وامرأة وهو ملزم قانوناً. ووفقاً لتقارير مختلفة، هناك في سوريا 20 مكتباً سرياً يعطي الإذن بهذه الاتفاقات، وتدير المكاتب ميليشيات شيعية تهدف إلى توسيع نطاق هذا النمط. وحسب تلك التقارير، تحاول إيران إغراء العائلات بإرسال بناتها إلى مكاتب الزواج من هذا النوع بوعود بأنهن سيتزوجن وفقاً للشريعة الإسلامية الصحيحة. ولاحقاً يتم إرسال الفتيات إلى مناطق بعيدة عن عائلاتهن ومعارفهن.

من أجل تعزيز التشيع في سوريا، تستخدم قوات «فيلق القدس» كل مواردها في المعركة الدينية التي تتزايد زخماً وتوسعاً. من جهته، يستخدم «حزب الله» سيطرته على جنوب سوريا، وهي منطقة يسكنها الدروز، لنشر الفكر الشيعي بين الناس. منذ اندلاع الحرب في سوريا يعاني السكان الدروز من ظروف مالية قاسية، وتزعم مصادر محلية أن

«حزب الله» يستغل هذه الصعوبات. وكقاعدة عامة، هناك علاقة مباشرة بين الوجود الفعلي للميليشيات الشيعية الأجنبية وتسريع التحول إلى الشيعة. وحيثما توجد القوات الشيعية سيتم تشجيع السكان السوريين على التشيع.

كل هذه الأمور ليست بريئة. فالإيرانيون يخططون كل شيء، ويقومون بالحسابات تفصيلياً. إنهم يستخدمون الخداع للاستفادة من أضعف الجماعات السكانية في سوريا، كما يستغلون غض طرف النظام السوري عن الأمر.

قبل فترة نشر المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية تقريراً حول مراكز في سوريا تعمل كمؤسسات دينية وتعليمية يشرف عليها مباشرة مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي. وهذا يعني أن تشييع سوريا هو هدف كبار المسؤولين المخططين في إيران، الذين يعتقدون أن الاحتلال الثقافي هو عامل مهم في الترسيخ في سوريا. إن الترسيخ الديني إضافة إلى ترسيخ البنية التحتية العسكرية والاقتصادية ينقل رسالة واضحة للأسد: نحن هنا لنبقى.

لدى خامنئي واللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» خطط جادة لمواصلة وجودهما في سوريا على المدى الطويل، وتواصل إيران تعزيز وضعها كقوة إقليمية بكل الطرق الممكنة. وعودة إلى القصر الرئاسي، إنه وقت حاسم للأسد. لأنه بعد أن استقر نظامه وأصبح أقوى، لم يعد بإمكانه تجاهل الأشياء التي كان يتجاهلها خلال السنوات القليلة الماضية. إن النشاط الديني الإيراني في مواجهة السكان المحليين هو بمثابة جريمة كبرى غير مشروعة تقوض السيادة السورية، وبالتالي على الرئيس السوري أن يقدم استجابة لا لبس فيها؛ فدمشق، عاصمة الأمويين، لن تتسامح مع محاولات التشيع في سوريا. وتشير تقارير مختلفة إلى أن الأسد أصدر تعليماته للمسؤولين بإغلاق مدرسة «البصيرة» في حلب، حيث درس عشرات الآلاف من الناس مبادئ الشريعة الدينية الشيعية الفارسية. وكما علق مراقبون، فإن هذه خطوة مهمة في التوازن الدقيق للمصالح بين دمشق وطهران، لكنها ليست بكافية. إن جرأة سليماني لنشر الآيديولوجيا الشيعية الفارسية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد هي دعوة استيقاظ لكبار مسؤولي النظام السوري. لقد تعب المواطنون السوريون من حروب دموية مدمرة، ويبحثون عن الأوضاع الطبيعية بغض النظر عمن يقدمها. طوال سنوات الحرب المستمرة كان الشعب السوري هو الذي دفع الثمن الأعلى. وظل هذا الشعب نفسه اعتباراً ثانوياً في صراعات السلطة الداخلية في البلاد عبر معارك ما بين الأسد والثوار في جميع أنحاء سوريا، وبين إيران وتنظيم «داعش» على الحدود السورية - العراقية، وما بين الأكراد وتركيا على الحدود السورية - التركية. ويجب ألا ننسى الدور الروسي في الداخل، والإيراني بميليشياته المتنوعة، إضافة إلى قوات «الحرس الثوري»، حتى لو أصرت إيران على تسمية كل هذه القوافل «مستشارين» طلبتهم القيادة السورية. لقد عانى الشعب السوري كثيراً من الجميع، لكن اليوم صارت له أهمية في المعركة الأهم، إنها المعركة من أجل هوية سوريا التي لا تزال تعرف بقلب العروبة!

 

إردوغان والقبضة الروسية ـ الإيرانية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/13 أيلول/18

ما كان على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن يرتكب الأخطاء التي ارتكبها فأصبح هو وبلده، الذي هو دولة إقليمية رئيسية لها مكانتها التي تؤخذ بعين الاعتبار في العالم كله بما في ذلك الدول العظمى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، في هذه الحالة التي لا تسرّ الصديق ولا تغيظ العدا، وحيث - لا سمح الله - إنْ هي واصلت وضعية الانحدار هذه فإنه غير مستبعد أن يضربها سيف الانقسام والتشظي ربما قبل بدايات النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين... الألفية الثالثة!

إنَّ أول خطأ ارتكبه إردوغان هو إدارة ظهره لحليف بلده الاستراتيجي الولايات المتحدة، وكان عليه من أجل الحفاظ على هذا الحليف الذي لا غنى عنه، وبخاصة في هذه المرحلة شديدة الخطورة، أنْ يساير انحراف باراك أوباما وإدارته وأن يحتمل سياسة دونالد ترمب وأن يقترب كثيراً من الرأي العام الأميركي وقواه الحزبية الفاعلة وأيضاً من مراكز صنع القرار في هاتين الإدارتين، والمقصود هنا هي المؤسسات الاستخبارية والمخابراتية، وهم أيضاً الذين يديرون ويشرفون على سياسات هذا البلد الذي هو أهم وأكبر قوة فاعلة عسكرياً واقتصادياً... وكل شيء في كل الكرة الأرضية.

لقد كان على رجب طيب إردوغان بدل أن يرد على انحراف باراك أوباما وسياسة دونالد ترمب، ألا يبتعد ببلده تركيا، العضو المؤسس في حلف شمال الأطلسي، عن الولايات المتحدة ويختار هذه القطيعة المكلِّفة فعلاً معها، ويضع بيض أنقرة كله في سلة فلاديمير بوتين، ويستدير استدارة كاملة في اتجاه روسيا الاتحادية وفي اتجاه إيران، وكل هذا في حين أن المفترض أنه يعرف ذلك المثل القائل: «عدوّ جدّك لن يودّك»!

حتى بالنسبة إلى معركة الحياة أو الموت التي يخوضها مع زعيمه ومعلمه السابق فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي يتهمه ليس بمحاولة الانقلاب عليه لمرة واحدة وإنما لعشرات المرات، ويتهم الأميركيين بدعمه، فقد كان الأفضل له، وهو يخوض هذه المعركة مع عدوه اللدود، أنْ يقترب من واشنطن بدل الابتعاد عنها، وأن يفتح أبواب الحوار والتفاهم مع كبار المسؤولين، إنْ في هذه الإدارة الجمهورية وإنْ في الإدارة الديمقراطية السابقة، على مصاريعها، ويقيناً أنه لو فعل هذا ومن دون أي اتهامات ومن دون وضعية الحرد البدائي التي اتخذها لكان هذا الإشكال قد انتهى باكراً ولكانت هذه المسألة قد تم علاجها وعلى النحو الذي يريده ويسعى إليه، فالمعروف أن الدول مصالح وعلاقات.

إنَّ هذا هو الخطأ الأول الذي ارتكبه إردوغان الذي لا ينقصه الذكاء ولا تنقصه البراعة في الألاعيب السياسية والمناورات. أما الخطأ الثاني فهو أنه قد ارتمى في أحضان فلاديمير بوتين، وسلّمه مقاليد الأمور في سوريا وأيضاً في تركيا نفسها وفي المنطقة الشرق أوسطية كلها، وهو يعرف أن حزب العمال الكردستاني - التركي الـ(PKK) الذي استخدمه رئيس روسيا الاتحادية ضده وضد بلده هو صناعة الاستخبارات السوفياتية الـ«كي جي بي»، وأنه كان يعتبر - ولا يزال - أحد أجنحة المخابرات السورية، وأنه سيبقى أمضى الأسلحة التي تملكها موسكو ودمشق ضد أنقرة، وأن الأيام قادمة وفي فترة قريبة سيكتشف أو سيتأكد الرئيس التركي من حقيقة المثل آنف الذكر القائل: «عدوّ جدّك لن يودّك»!

أمّا الخطأ الثالث، فهو أن رجب طيب إردوغان لم يقرأ تاريخ هذه المنطقة قراءة جيدة، وأنه لم يعرف أن التطورات السياسية فيها تتم في هيئة رمال متحركة، وكان عليه أن يعرف ويدرك أن تحالفه مع «الإخوان المسلمين» والانتماء إليهم تنظيمياً سيكون ثمنه فادحاً، فهؤلاء لا يمكن الوثوق بهم ولا يمكن الاعتماد عليهم، فهم كانوا قد تحالفوا مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر وإلى حدِّ أنهم فكروا في اختياره مراقباً عاماً لهم في فترة من الفترات لكنهم ما لبثوا أن انقلبوا عليه وحاولوا اغتياله، كما كانوا قد اغتالوا لاحقاً الرئيس السادات، وكما كانوا قد اغتالوا سابقاً النقراشي باشا، وكما ارتكبوا جرائم كثيرة في هذا المجال.

لقد أخطأ إردوغان لأنه وضع يده في يد «الإخوان المسلمين» وأدار ظهره لأكبر دولة عربية التي هي أرض الكنانة مصر، كما أنه قد ارتكب هذا الخطأ الفادح نفسه عندما تعامل مع الشيخ يوسف القرضاوي على أنه أمير المؤمنين، وهذا جعله يقطع صلته مع دول عربية لم تتخلَّ عنه في أصعب المراحل والتحديات التي واجهته، وجعلته بدل أن يلعب دوراً إيجابياً في ما يسمى «المشكلة الخليجية» ينحاز إلى قطر ويبتعد عن الآخرين. وحقيقةً إن هذا كله قد حدث نتيجة الألاعيب «الإخوانية»، ونتيجة اعتقاده «الساذج» بأنهم سيرثون هذه المنطقة الشرق أوسطية وما عليها، وأن مصير العالم الإسلامي كله سيكون في أيديهم!

والآن وقد بدأ فلاديمير بوتين ومعه إيران، التي لها مع تركيا العثمانية وتركيا الأتاتوركية أيضاً ألف ثأر وثأر، يتعامل مع أنقرة، بعدما أخذ منها كل ما يريده، كرقم ثانوي في هذه المنطقة المقبلة على المزيد من التطورات الخطيرة مما يتطلب من إردوغان أن يتدارك الأمور، ويبتعد عن هذا المسار الذي سار عليه منذ خمسة أعوام وربما أكثر، وأن يعرف، إنْ هو لم يخرج من هذه الدائرة ويعود إلى نفسه وإلى شعبه وإلى حلفائه القدماء، أن القادم سيكون أعظم وأن الروس والإيرانيين سينقلبون عليه، تسديداً لحسابات قديمة بعضها من زمن العثمانيين وبعضها من فترة لاحقة... أي بعد تطورات القرم الشهيرة، وأيضاً حيث الآن لا تزال هناك أمور عالقة كثيرة.

يجب أن يدرك إردوغان أن تركيا، بعد كل هذا الذي جرى في سوريا والذي سيجري إنْ انتصر الروس والإيرانيون في هذه المواجهة، ستكون مستهدفة أكثر من ذي قبل، فـ«آيات الله» في طهران لا يحلمون فقط بل يسعون لامتداد إمبراطوريتهم المذهبية، بعد توسيع هلالهم الطائفي، لتشمل معظم المناطق التركية الجنوبية – الشرقية، على اعتبار أن غالبية سكانها أكراد علويون وبكداشيون، وأن مكان هؤلاء هو الدائرة الطائفية الكبيرة التي ستضم بالإضافة إلى العراق وسوريا ولبنان لواء الإسكندرون كله الذي كان مصطفى كمال قد ألحقه بدولته بتواطؤ فرنسي عام 1939.

إنَّ هذه مسألة في غاية الجدية، وإنّ الروس الذين لهم مع الأتراك ثارات سابقة ولاحقة كثيرة سيكونون مع «تقزيم» تركيا الحالية، وعلى غرار ما حدث مع الإمبراطورية العثمانية، وسيكونون مع إقامة دولة كردية تابعة وملحقة بهم. والواضح هنا أن الأميركيين لا يدركون أن كل هذه التوقعات جدية وأنها ستتحول إلى حقائق وفي فترة لاحقة قريبة إنْ هم لم يحسموا الأمور في سوريا لمصلحة الشعب السوري وبسرعة، وإنْ هُم لم يبادروا إلى العض على الجرح ويحتضنوا إردوغان ويعيدوا تركيا إلى موقعها السابق في حلف شمال الأطلسي، وليعود جيشها إلى مكانته كأكبر جيش في هذا الحلف بعد الجيش الأميركي. يجب أن يكون هناك إدراك لدى الأتراك أن التاريخ القريب والبعيد قد شهد مفاجآت كثيرة، وأن أكبر مفاجأة شهدتها سنوات نصف القرن الماضي أن الاتحاد السوفياتي الذي كان يوصف بأنه «عظيم» وأنه باقٍ إلى الأبد قد انهار عندما حان أجله في لحظة واحدة، وأن «اشتراكية» دول أوروبية الشرقية قد اختفت في رمشة عين، وهذا يعني أن ما يفعله ويخطط له الروس والإيرانيون جدّي، وأنه إنْ لم يصحُ إردوغان من غفوته المكلِّفة ويصحح كل هذه الأخطاء آنفة الذكر التي ارتكبها فإن مصير تركيا من غير المستبعد أن يكون كمصير الدول التي ضربها سيف التشظي والانقسام!

 

ذكرى هجمات سبتمبر وأسئلة حرب الإرهاب

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/13 أيلول/18

بعد 17 عاماً على أحداث سبتمبر (أيلول)، ما تزال هناك كثير من الأسئلة حول ما تعلمه العالم منها، وحول مدى النجاح الذي حققته الحرب على الإرهاب، وما إذا كانت السياسات التي طبقت جعلت العالم أكثر أمناً. فالكلام الذي تردد كثيراً في أميركا عن «اجتثاث الإرهاب والقضاء عليه نهائياً» ثبت أنه كان شعارات سياسية أكثر منه استراتيجيات عسكرية أو أمنية واقعية. صحيح أن حرب الإرهاب احتوت الخطر الأمني، لكنها لم تقضِ عليه نهائياً. نجحت الضربات العسكرية، والملاحقة الأمنية، في تحجيم تنظيم «القاعدة»، وتشتيت «داعش» بعد تقويض دولته الإسلامية المزعومة، لكن العالم ما يزال يعيش على هاجس ومخاوف العمليات الإرهابية. فالحرب في أفغانستان، والفوضى في اليمن وليبيا، والأوضاع المضطربة في العراق، والأزمة في سوريا، واستمرار نشاط حركات مثل «الشباب الإسلامي» في الصومال، و«بوكو حرام» في نيجيريا، كلها مؤشرات على أن الإرهاب ما زال موجوداً وناشطاً لو سنحت له الفرصة سيعود من بين الأنقاض ويتزايد خطره.

كذلك فإن الخطر لم يعد كامناً فقط في هذه المناطق والنزاعات، بل تشعب مع «عولمة الإرهاب»، واتساع عمليات الاستقطاب والتجنيد عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. أوروبا مثلاً تعيش هاجس التعامل مع دواعشها العائدين من القتال في سوريا والعراق وجلهم من أبناء المهاجرين، ومع ظاهرة «الذئاب المنفردة» و«جهاديي غرف النوم» الذين لا تربطهم مع شيوخ الإرهاب سوى أجهزة الكومبيوتر وغرف الدردشة في وسائل التواصل الاجتماعي. خلال 17 عاماً منذ هجمات سبتمبر، أنفقت أميركا على حرب الإرهاب ستة تريليونات ونصف تريليون دولار، إذا أخذنا بالدراسة التي نشرت الشهر الماضي، وأعدها فريق من معهد واطسون للشؤون الدولية التابع لجامعة براون الأميركية. هذه المبالغ لم تذهب كلها للعمليات العسكرية مباشرة بل تدخل فيها تكاليف أخرى شرحتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عندما أعلنت أن التكلفة العسكرية المباشرة لحرب الإرهاب كانت نحو 1.5 تريليون دولار. لكن إذا أضيفت إلى هذا المبلغ التكاليف الأخرى مثل نفقات عمليات الاستخبارات ووكالات الأمن القومي لمواجهة التهديدات الإرهابية، وعمليات الطوارئ في الخارج لوزارتي الدفاع والخارجية، ونفقات رعاية مصابي الحروب، ترتفع التكلفة إلى نحو 5 تريليونات. ولأن تمويل حرب الإرهاب يزيد من عبء الدين العام الأميركي ويرفع خدمة الديون، فإن التكلفة تصل إلى رقم الستة تريليونات ونصف التريليون دولار المذكور في الدراسة.

لكن على الرغم من كل هذا الإنفاق فإن خطر الإرهاب ما يزال ماثلاً وجدياً، بينما تثار الأسئلة حول ما حققته «الحرب المفتوحة» التي بدأتها واشنطن منذ 17 عاماً. ففي أفغانستان تبدو مفارقة مؤلمة للكثيرين أن الإدارة الأميركية سواء في عهد باراك أوباما أو في عهد دونالد ترمب لم تجد حرجاً في دعم فتح حوارات سياسية مع أكثر التنظيمات ظلامية مثل «طالبان» من أجل التوصل لتسوية سياسية تتيح لأميركا الخروج من هناك. ولا غرابة أن يكون حنق بعض الأفغان على أميركا اليوم، مساوياً لحنقهم على «طالبان» نفسها.

ما يقال عن أفغانستان يمكن أن يقال بشكل آخر عن العراق مثلاً، حيث يشكو غالبية العراقيين من أن بلدهم لم يستعد عافيته، ولم يعرف استقراراً حقيقياً منذ غزو 2003 وما تبعه من أحداث من بينها تمدد «القاعدة» ثم «داعش»، وتصاعد الطائفية والهيمنة الإيرانية.

إن حصاد الحرب على الإرهاب كان قاسيا للكثيرين؛ فإضافة إلى مئات الآلاف من الضحايا المدنيين في المنطقة، وتريليونات الدولارات التي أنفقت، دخلت المنطقة في مرحلة إنهاك وفوضى لم تخرج منها حتى اليوم. وبعد 17 عاماً، تتعثر جهود السلام، وأحلام الاستقرار، بينما يخلط الكثيرون في العالم بين الإسلام و«الحرب على الإرهاب» مما يسهم في تنامي «الإسلاموفوبيا» ويدعم صعود اليمين العنصري المتطرف في أوروبا ومشاعر العداء الموجهة نحو المسلمين والمهاجرين.

الحرب على الإرهاب تحتاج إلى مراجعة وإلى تعزيز التعاون الدولي لكي تواجه الإرهاب المتغير باستمرار وخطره الذي لم يندثر وإن انحسر. فاليوم محاربة «القاعدة» أو «داعش» أو غيرهما من التنظيمات المتطرفة الإرهابية، لا يمكن أن تعود مقتصرة على استخدام الضربات الجوية لتقويض شبكات تلك التنظيمات. فالأهم تقويض شبكات الأفكار التي تتغذى عليها، خصوصاً أنه بسبب الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد تنظيم مثل «داعش» يحتاج إلى موقع جغرافي يتمركز فيه كي يظل خطيراً، فأفكاره تنتشر على مواقع التواصل والإنترنت، ومنظروه وشيوخه يعمدون لاستغلال الأوضاع المأساوية من أفغانستان إلى العراق مروراً بسوريا، لتجنيد الشباب في المنطقة أو في أوروبا أو حتى في أميركا. فما دام هناك بؤر للتجنيد ووسائل لضخ خطاب الكراهية والإقصاء، فستستطيع تلك التنظيمات الإرهابية الاستمرار وإعادة إنتاج نفسها في أشكال أخرى.

ربما في النهاية كي نقضي على الإرهاب، علينا أولاً أن نعيد النظر في الحرب على الإرهاب، بعين فاحصة؛ فالحرب المفتوحة بلا نهاية، وخلق فجوة بين الغرب والإسلام، ربما كانا بين أهداف بن لادن من هجمات سبتمبر، وهو ما يستدعي وقفة ومراجعة مع مرور 17 عاماً.

 

فشل الأمم المتحدة في جنيف

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/13 أيلول/18

مرة أخرى تفشل مشاورات الأمم المتحدة اليمنية، إثر غياب ميليشيا الحوثي عن اللقاء الذي كان مقرراً عقده في جنيف. هذه المرة لم تكن الأولى التي يفعلها الحوثيون، ففي يونيو (حزيران) 2015 عُقد مؤتمر دولي تدعمه الأمم المتحدة في جنيف أيضاً، لكن الميليشيا الحوثية رفضت الحوار بعد تأخر وفدها لعدة أيام عن الموعد المحدد، وها هي تكرر الأمر من جديد، مع ذلك لا يزال هناك من يعتقد ويؤمن ويصدق أن الحوثيين جادّون في الجنوح إلى السلام، وأول هؤلاء الأمم المتحدة نفسها التي في كل مرة يحرجها الحوثيون برفضهم كل ترتيباتها ومساعيها ومؤتمراتها وخططها، كما فعلوا عام 2016 عندما أطلقوا رصاصة الغدر على خطة المبعوث الدولي ومفاوضات الكويت وإعلانهم تشكيل مجلس سياسي يحكم البلاد، وهي الخطوة التي نددت بها الأمم المتحدة، ثم أعادت الكرّة من جديد ونادت الأمم المتحدة بمشاورات أخرى بعد محاولات عديدة مضنية، وبطبيعة الحال لم يكن فشلها مستغرباً بسبب التعنت الحوثي المعتاد، ولن يكون الأمر غريباً مع عودة المبعوث الأممي إلى صنعاء قريباً، للتفاوض حول جولة جديدة من المشاورات، وهكذا... فسواء حضر الحوثيون مشاورات مقبلة أو استمر غيابهم، فمن الصعب أن يكون لديهم رغبة جادة في المضي نحو عملية السلام المنشودة.

لا أظن أن توقع الأسوأ من جماعة الحوثي يغيب عن المبعوث الأممي، ولا أعتقد أن الأمم المتحدة وعلى رأسها أمينها العام يصدقون أن الانقلابيين جادون في التجاوب مع مفاوضات السلام، إذن لماذا هذه الاستماتة الأممية من أجل حوار ومشاورات ومفاوضات تفشل بنفس الطريقة ومن الطرف نفسه كل مرة؟! في تقديري أن طبيعة منظومة الأمم المتحدة ما انفكت، منذ بدأ الانقلاب الحوثي في سبتمبر (أيلول) 2014 وخلال تناوب ثلاثة من مبعوثيها، تعمل من خلال قاعدة رئيسية في وضع الكفتين متساويتين بين الشرعية والانقلابيين، بين السلطة الرسمية والمتمردين، وهو الأمر الذي يرى من خلاله الحوثيون نصراً عظيماً لهم، ومن المستحيل أن يتخلوا عنه لعلمهم أنهم من انقلب على الشرعية، فكيف يوافقون طوعاً على تسليم السلاح ومؤسسات الدولة وإنهاء وجودهم المسلح في الجبهات؟ كما أن ميليشيا الحوثي ترى أنها أمام فرصة تاريخية ومن المستحيل أن تسلم السلطة أو حتى تتشارك فيها، فقد انتهكوا كل القرارات الدولية ورفضوا جميع المشاورات والمفاوضات، ولم تتم معاقبتهم مرة واحدة، فأي ميليشيا انقلابية في العالم ستتجاوب مع مطالب السلم مع منظمة بلا أسنان، تساوي بين الشرعية والانقلاب؟! في المقابل، الحكومة اليمنية أثبتت دائماً أنها مع خيارات السلام، ابتداءً من مواقفها في «جنيف 1» ثم مشاورات الكويت التي تعاملت فيها الشرعية بصورة إيجابية مع كل مقترحات المبعوث الأممي، مروراً بالتوقيع على مسودة الاتفاق في الكويت قبل أن يرفضها الحوثيون، وصولاً إلى تجاوبهم مع الدعوة الأممية لمشاورات السلام وحضورهم وحيدين لجنيف.

في ظل عدم امتلاك الأمم المتحدة رؤية واقعية وواضحة تتعلق بالضغط على الطرف المتعنت في إيقاف الحرب وإحلال السلام، فإن علامات الاستفهام تتزايد حول موقف المنظمة الدولية من قدرتها على تطبيق القرارات الدولية الصادرة منها ويرفضها الحوثيون، بينما المبعوث الأممي يكتفي بالتركيز على الجوانب الإنسانية (لطرف واحد فقط) وتقديم الدعم والمساندة له، وإيقاف أي تصعيد عسكري يُضعف من قوة الحوثيين، وليس من المبالغة القول: إن النجاح الوحيد الذي حققته الأمم المتحدة في اليمن، هو الحفاظ على الحوثيين كقوة عسكرية مؤثرة بدلاً من رفعهم لإيقاف الحرب وإحلال السلام. ولعل في صمت الأمم المتحدة عن سرقة الحوثيين للمواد الإغاثية التي ترسلها الوكالات التابعة لها دون تحقيق في هذه الجريمة أكبر دليل على تقاعس المنظمة عن القيام بأدنى واجباتها.

ما دام الحوثيون مستمرين في التفاوض مع المبعوث الأممي بشعارات إيرانية، وما دامت الأمم المتحدة لا تملك الأدوات التي تضغط من خلالها على الطرف المتعنت، فإن الحديث عن مفاوضات سلام لا يعدو كونه محاولات فاشلة مقدماً، ينتهي بكتابة تقارير وعقد اجتماعات وجلسات استماع ومؤتمرات صحافية فقط لملء الفراغ ولاعتبارات تتعلق بأنها تقوم بواجبها على أكمل وجه، ولولا أن الجيش اليمني يتقدم في جبهات القتال لقلنا إن الوضع الحالي ربما يستمر 30 عاماً أخرى، يتغير خلالها المبعوث الأممي عشرات المرات، وتواصل المنظمة الدولية مساعيها ومحاولاتها لعملية سلام رابعة وخامسة وعاشرة، ولن تفلح في مساعيها في ظل عجزها ومعها المجتمع الدولي عن اتخاذ مواقف جادة إزاء استهتار الحوثيين، الذين يدعو قائدهم إلى مشروع مليون قتيل يمني، فهل يُنتظر من منطق مثل هذا تجاوب مع أمنيات السلام الأممية؟!

 

القبطان والملاح

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/13 أيلول/18

عندما غاب الروائي حنا مينه في أغسطس (آب)، كانت هذه الزاوية في مسلسل تفترض المهنة ألا يُقطع. وقد كتب في رثائه كثيرون. وسمَّته مثقفتنا العزيزة سوسن الأبطح «همنغواي العرب». وقارن البعض بينه وبين محمد شكري في فظاظة الفقر وصدق النص. وأعاد كثيرون الشبه بين حنا مينه وروائي الفقر الروسي ماكسيم غوركي. وقد كان فيه شيء من هؤلاء جميعاً، لأن حياة مينه نفسها ظلت الرواية الأكبر، فأصبح مثل بدر شاكر السياب، لا يمكن أن تقرأ له كلمة من دون أن تتراءى لك صورته. غير أن مينه لم ينتصر على عذابه بالاستسلام للوجودية مثل شكري، ولم يرَ في فقره سبباً للتمرد، بل دعوة إلى الكفاح والعمل والكدّ، غالباً في أعمال شقيّة وقاسية. وعندما أعطته الشهرة الأدبية نوعاً من الميزة على رفاق الأمس، لم يتركهم، أو يخرج من صفوفهم.

من بين جميع المقارنات، كان يحلو لي أن أقارنه بالبولندي جوزف كونراد. مثله عاش زمناً في البحر، وعايش ظلامه وأهل المرافئ وأسراب الطيور التائهة. ومثله له عالمان، المياه واليابسة. لكن فيما كان كونراد قبطاناً ميسوراً، ظل مينه بحاراً معسراً. ومثلما أبحرا على سطح البحار، حاول كلاهما أن يسبر أغوار وأعماق الحياة والإنسان. وبمجرد أن نجح كونراد أدبياً، لم يعد في حاجة إلى الصراع مع البحر القاهر، لكن مينه غاب عن 40 مؤلفاً لم يكفِ ريعها لحياة غير قلقة. كلاهما كان كثير الإنتاج. وكلاهما تخلّى عن موطنه الأول، أو فقده. فلم ينسَ مينه في حياته المديدة جروح لواء الإسكندرون، الذي نزعته فرنسا من سوريا إلى تركيا. أما كونراد فهو الذي قرر، في السابعة والعشرين، أن ينصرف إلى الكتابة بالإنجليزية والاستقرار في إنجلترا. واختصر اسمه البولندي تيودور كونراد نالزيك كورينزوفسكي إلى جوزف كونراد فقط. ولم يعتبره البريطانيون مواطناً لهم، لكن فيرجينيا وولف وصفته بأنه «زائرنا العظيم». تميّز القبطان كونراد بلغة سواه، أما الملاح البسيط من حي «المستنقع» في الإسكندرون، فقد تميّز بلغته. بها كتب، وبها عمل مدرساً في الصين. فعندما هرب من واقعه، اتجه شرقاً نحو بلاد الرفاق. ومن الرفاق اختار أفقرهم وأكثرهم تزمتاً والتزاماً بظلم العوز والشظف والعيش بين الطيور الناعقة، تماماً مثل محمد شكري. ولذلك، ذهب إلى صين تلك الأيام المقننة بقبضة من الأرز المسلوق. عالم كونراد كان ملتزماً أيضاً. أبطاله كانوا متواضعين سواء عاشوا على السفن المبحرة أو عملوا في البقالات المتوسطة. جميعهم يكدّون ويتعبون ويرفضون خداع النفس.

 

اتفاق أوسلو... دولة فلسطينية عالقة في «المعبر المؤقت»/وقعوه وهم يعرفون أنه قد يجلب دولة أو كارثة

كفاح زبون/الشرق الأوسط/13 أيلول/18

لقد أراد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، باعتباره الوحيد الذي كان يمكن أن يوقع على اتفاق أوسلو، في ذلك الوقت، وفي مثل تلك الظروف، أن يكون الاتفاق بكل ما له وما عليه، معبرا مؤقتا للدولة الفلسطينية المستقلة. لكن بعد 25 عاما على توقيع الاتفاق الشهير، يتضح أن الجميع علق هناك، في معبر بلا مخرج. منذ البداية، لم يصف أي مسؤول فلسطيني حتى عرفات نفسه، الاتفاق بأنه جيد، لكنهم كانوا يقولون إنه ممر إجباري وضروري، قرب الفلسطينيين من حلم الاستقلال بعدما كانوا مشردين في الدول الأخرى، فرضته ظروف معقدة، وخلافات مع دول عربية وحرب الخليج التي غيرت المنطقة، وربما حسابات خاطئة. عرفات والرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس وآخرون، كانوا يعرفون جيدا أنه قد يكون اتفاقا جيدا وقد يكون كارثيا. وحين أراد عباس، وهو مهندس الاتفاق، شرح تفاصليه أمام المجلس المركزي عام 1993 قال إن الاتفاق سيكون معبرنا إلى الدولة أو الكارثة. وعباس نفسه، هو الذي قال لاحقا، إن كل بند في الاتفاق يحتاج إلى اتفاق، لكن يجب أن نكون أقوياء كي يكون الاتفاق لنا وليس علينا.

واتفاق أوسلو هو «اتفاق إعلان المبادئ - حول ترتيبات الحكومة الذاتية الفلسطينية»، وتم توقيعه في 13 سبتمبر (أيلول) 1993 وكان يفترض أن يكون مؤقتا ينتهي بإقامة دولة فلسطينية بعد 5 سنوات من توقيعه، أي في عام 1998 لكن الاتفاق جرّ خلفه اتفاقات كثيرة منه أسوأ وأكثر تعقيدا، ولم تقرب أي منها الفلسطينيين إلى دولتهم قيد أنملة. نص الاتفاق الشهير على انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى إنشاء «سلطة حكم ذاتي فلسطينية مؤقتة» لمرحلة انتقالية تستغرق خمس سنوات، على أن تُتوج بتسوية دائمة بناء على القرار رقم 242 والقرار رقم 338. وتم الاتفاق على أن تبدأ فترة السنوات الخمس الانتقالية عند الانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا، يليها مفاوضات الوضع الدائم بين حكومة إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني في أقرب وقت ممكن، وبما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية، على أن تغطي هذه المفاوضات القضايا المتبقية، بما فيها القدس، واللاجئون، والمستوطنات، والترتيبات الأمنية، والحدود، والعلاقات والتعاون مع جيران آخرين، ومسائل أخرى ذات اهتمام مشترك. وفي بنود لاحقة، جاء أنه سيراجع الطرفان، بشكل مشترك، القوانين والأوامر العسكرية السارية المفعول في المجالات المتبقية. وتمخض الاتفاق، كذلك، عن تشكيل لجنة الارتباط المشتركة الإسرائيلية - الفلسطينية من أجل معالجة القضايا التي تتطلب التنسيق وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك، والمُنازعات. وتطرق الاتفاق إلى التعاون الإسرائيلي - الفلسطيني في المجالات الاقتصادية كذلك.

يتضح من النص، لماذا قال عرفات لكوادر من حركة فتح بعد توقيع الاتفاق، أن لا ينزلوا عن الجبل، ولأن النتائج تعرف بخواتيمها، فإن أي دولة فلسطينية بعد 25 عاما، لم تقم بل إن سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية تحولت إلى كانتونات مقسمة ومستباحة، يملأها المستوطنون الذي تضاعفوا مرات، ويغزوها الجنود ليل نهار.

وباختصار شديد، لقد اختزل الإسرائيليون الاتفاق بالتنسيق الأمني على الأرض. واليوم لا يمكن الحكم بشكل مطلق على الاتفاق، لأن لا أحد يعرف كيف كان سيكون الوضع اليوم لو لم يوقع؟ ويقول موقعو الاتفاق، أنه كان اتفاقا مرحليا مهما للغاية، لأنه وضع الفلسطينيين على الطريق إلى الدولة. لكنهم يقرون أنه كان مليئا بالأخطاء، وفي نهاية الأمر، يرون أن إسرائيل هي التي أخلت به ودمرته. وأقر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأن المفاوضين وقعوا في خطأ كبير ورئيسي، تمثل في التوقيع على اتفاق لا يتضمن اعترافا إسرائيليا بدولة فلسطين. ويرى عريقات أنه كان يجب التمسك بهذا الطلب، على الرغم من أنه قوبل برفض إسرائيلي كبير أثناء المفاوضات. ويصر عريقات على أن توقيع الاتفاق «المرحلي» لم يكن خطأ، متهما إسرائيل بالتهرب من تنفيذ الاتفاق، والاستمرار في فرض حقائق على الأرض دمرت الاتفاق بالكامل. ويؤمن عريقات اليوم بعد 25 عاما على توقيع الاتفاق، أنه يمكن تصحيح الخطأ الرئيسي، بتعليق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل إلى حين اعترافها بالدولة الفلسطينية.

لكنه يرى أن ذلك يجب أن يتم في ظل تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، أي بمعنى آخر، تشييع أوسلو. ليس عريقات فقط، بل كل الذين شاركوا في اتفاق أوسلو، يعتقدون أن الوقت حان لتشييعه. وقد اعترفت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، وهي مفاوضة رئيسية كذلك، أنّ أكثر ما أزعجها آنذاك، هو الاتفاق نفسه. وقالت إسرائيل أنهته بالكامل اليوم. كما أقر القيادي الفلسطيني ياسر عبد ربه، وهو شريك لعرفات في الاتفاق، وكان مقربا منه، بالتسرع في توقيع الاتفاق، مؤكدا كذلك أن عصر أوسلو انتهى. ويدعو عبد ربه إلى الاعتراف بانهيار «اتفاق أوسلو» وفشل الخطة السياسية بشكل ذريع. لكن يعرف المسؤولون الفلسطينيون أن المسألة ليست مجرد انتقادات أو أمنيات وأن أوسلو في حقيقة الأمر، هو الاتفاق المعمول به إلى الآن اتفاق تقوم بموجبه السلطة، وبموجبه هناك رئيس ورئاسة، ومجلس تشريعي، وأجهزة أمنية، وقادة أجهزة، وحكومة، ورئيس حكومة، ودعم مالي، وشرعية. ولذلك لا يبدو أن أي بديل لأوسلو سهل وممكن. ويفسر هذا، كيف يفهم الفلسطينيون جيدا، أن الاتفاق مات، لكنهم لم يشيعوه حتى الآن. وقبل أسابيع قليلة فقط، قال عباس لضيوف إسرائيليين إن «أوسلو مات». واختار أن يقول ذلك أثناء دردشة خاصة، وليس في إعلان أو بيان رسمي، متجنبا تعقيدات كثيرة. لكن مصادر قالت لـ«الشرق الأوسط»، إنه يخطط فعلا لتشييع أوسلو إلى مثواه الأخير. وأضافت: «يكفي 25 عاما».

وأكدت المصادر، أن عباس قد يعلن ذلك في خطابه المرتقب في الجمعية العامة الشهر الحالي، أو على أبعد تقدير، في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الشهر المقبل. والاجتماع المنتظر هو الثاني خلال شهرين، ويريد عباس منه طوي صفحة أوسلو وإقامة الدولة الفلسطينية، حتى لو كانت دولة تحت الاحتلال. ولمح عريقات إلى ذلك بقوله، إن الوضع الراهن يجب أن ينتهي بالفعل. وأضاف: «إسرائيل تريد من أوسلو أن تبقى السلطة من دون سلطة، وتريد احتلالا من دون تكلفة، وتسعى لإخراج غزة من الفضاء الفلسطيني. لكن نحن نقول إن السلطة ولدت لنقل الفلسطينيين من الاحتلال إلى الدولة وليس أي شيء آخر، لن تكون السلطة حارس أمن لأحد إما تأتي بالدولة وإما لن تكون». ويؤمن عريقات أن السلطة ستنهار في ظل الوضع القائم حاليا، لكنه يقول إن البديل اليوم هو في تكريّس الدولة: «الحل هو تجسيد دولة فلسطين على الأرض» ويعني هذا بالضرورة، التخلص من اتفاق أوسلو أولا، ثم إعلان دولة فلسطينية حكومتها تنفيذية المنظمة وبرلمانها هو المجلس الوطني. وهذه البدائل جاءت في توصيات سابقة لكبير المفاوضين الفلسطينيين، وهي توصيات ليست حديثة بل عمرها سنوات طويلة، لكنها أخذت وقتا طويلا حتى تشق طريقها للتنفيذ. وهذا التباطؤ في تشيع أوسلو لا يلقي قبولا شعبيا، كما أنه مأخذ كبير على السلطة بالنسبة للمعارضة التي تصف الاتفاق بالخياني.

وأمس فقط، دعا القيادي في حماس محمود زهار، إلى محاسبة الذين وقعوا أوسلو، وهي دعوة لاقت سخرية كبيرة في رام الله، باعتبار «أن حماس انغمست واستفادت وعملت تحت مظلة هذا الاتفاق، بقبولها المشاركة في الانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة سقفها كان اتفاق أوسلو».

وحماس مثل فصائل أخرى كثيرة، تدعو إلى إلغاء أوسلو فورا، وهي دعوة قديمة لم تلق أذانا صاغية. ويرى مراقبون، أنه لا يمكن إلغاء أوسلو مرة واحدة، ومع ذلك يقولون، إنه يجب التصرف باعتباره ليس موجودا. وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، إن الفلسطينيين قد لا يستطيعون إلغاء أوسلو مرة واحدة، لكن يجب وضع تصور يتعامل مع الأمر كعملية لها بداية ونهاية وليست مفتوحة للأبد. ويرى المصري، أنه لا بد من التصرف، على الأقل، على أساس أن أوسلو غير موجود، بعدما قتلته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي يجب أن تتحمل المسؤولية عن جريمتها، وذلك على طريق إلغائه رسمياً. هذا الإلغاء هو ما يخطط له عباس الآن. لكن مسؤولين شاركوا في أوسلو يعتقدون أنه لا يمكن التخلص من أوسلو أبدا. بل يمكن التخلص من نقاط فيه أو تعديل اتفاقات تابعة له، أو إنتاج اتفاق جديد مبني عليه.

ويبقى أوسلو الخنجر الذي بلعه الفلسطينيون.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون التقى وفد المنظمة العالمية للكرمة: نأمل أن يكون للبنان إسهام في رفع مستوى إنتاج النبيذ عالميا

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري ظهر اليوم، المدير العام للمنظمة العالمية للكرمة والنبيذ جان-ماري اوران مع وفد من المنظمة، في حضور المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، لمناسبة انعقاد ايام النبيذ اللبناني، والمشاركة في مؤتمر عن التقنيات الجديدة في عمليات تصنيع النبيذ وتأثير التغير المناخي على زراعة الكرمة الذي تنظمه جامعة الروح القدس الكسليك، بالتعاون مع المنظمة العالمية في الجامعة من 12 الى 15 الشهر الحالي.

في مستهل اللقاء، تحدث اوران فشكر رئيس الجمهورية على الاستقبال، عارضا له نشاطات المنظمة التي يتولى ادارتها والتي تضم اليوم 46 دولة، وهي تأسست عام 1924 ومركزها الرئيسي باريس، شارحا دورها التقني والعلمي، ومهمتها التي تقوم على وضع نظم عالمية عالية الجودة بهدف انتاج النبيذ وتصنيعه، وكذلك تطوير هذا الانتاج وازالة العائق من طريق تبادل الخبرات في هذا المجال بين الدول الاعضاء، ونشر الثقافة الخاصة بإنتاج النبيذ على الصعيد الدولي.

ولفت الى أن "لبنان انضم الى هذه المنظمة عام 1995 وهو عضو "بالغ النشاط فيها"، مثنيا على مستوى التعاون الثنائي القائم بين لبنان والمنظمة. وقال: "انني هنا للمرة الثانية في لبنان للاحتفال بأيام النبيذ اللبناني التي تقام مرة كل سنتين بمبادرة من وزارة الزراعة حيث نتبادل الآراء حول آخر ما تم التوصل اليه على الصعد التقنية والاقتصادية والزراعية في مجال صناعة النبيذ. وقد تسنى لي الاطلاع على مدى حيوية ما تحقق لغاية الآن في لبنان حيث ان النبيذ اللبناني بالغ الجودة".

ثم تحدث لحود، فشكر بدوره رئيس الجمهورية على استقباله الوفد ورعايته الدائمة لهذا القطاع، مشددا على "اهمية الاهتمام الذي يبديه منذ العام 2012 وحتى اليوم، تجاه فتح الابواب العالمية امام النبيذ اللبناني". وقال: "اليوم لدى لبنان فرصة كبرى من خلال وجودكم في رئاسة الجمهورية لدعم حضور النبيذ اللبناني في مختلف المحافل الدولية لا سيما في اوروبا واميركا".

أضاف: "اود ان ازف خبرا ان السوق الصينية قد فتحت امام النبيذ اللبناني، بفضل وزارة الخارجية ونتيجة جهود مشتركة بين وزارتي الزراعة والخارجية. ونحن في صدد الاعداد مع سفارة لبنان في الصين لتسويق النبيذ اللبناني في الصين، وفيما تستمر "ايام النبيذ اللبناني" في مختلف العواصم وبالتنسيق مع مؤتمرات الطاقة الاغترابية". وطالب لحود بوضع المراسيم التطبيقية لإنشاء معهد الكرمة والنبيذ الذي صدر قرار عن مجلس الوزراء بإنشائه، وحماية المنتج الوطني والتنسيق الاعلاني مع الوزارت المختلفة، وتشجيع الاغتراب اللبناني على استهلاك النبيذ اللبناني لكونه يحمل صورة عن حضارة لبنان، حفاظا على تثبيت المزارع اللبناني في ارضه وعدم هجرته منها. ورد عون بكلمة رحب فيها بالوفد، مذكرا اعضاءه بأن تاريخ العلاقة بين لبنان والنبيذ عريق ويعود الى آلاف السنوات، ومشددا على اهمية التعاون بين لبنان والمنظمة الدولية خصوصا في مجال تبادل الخبرات. وقال: "ان مضاعفة كمية انتاج النبيذ مهمة للبنان في الوقت الحالي، ونأمل ان يكون للبنان اسهام على قدر الاهمية عينه في رفع مستوى انتاج النبيذ عالميا".

وفي ختام اللقاء، قدم اوران للرئيس عون كتابا يحتوي على رسومات فنية لكبار الرسامين حول تاريخ النبيذ عالميا.

 

رئيس الجمهورية تسلم اوراق اعتماد ثمانية سفراء

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - شهد القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم تقديم اوراق اعتماد ثمانية سفراء معتمدين في لبنان، يشكلون دفعة جديدة من رؤساء البعثات الديبلوماسية الذين يقدمون اوراق اعتمادهم لرئيس الجمهورية. وتضمنت هذه الدفعة، سفراء: الجمهورية التركية هاكان تشاكل، الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد جلال فيروزنيا، الجمهورية الارجنتينية موريسيو اليسي، الجمهورية الهللينية فرانسيسكوس فيروس، جمهورية باكستان الاسلامية نجيب دوراني، مملكة الدانمارك ميريتي جول، جمهورية فنلندا تارجا اورفوكي فرنانديز، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية كريستوفر رامبلينغ. وحضر تقديم اوراق الاعتماد، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي، المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد ومديرة المراسم في وزارة الخارجية نجلا عساكر رياشي.

المراسم والتشريفات

ولدى وصول السفراء تباعا الى القصر، أقيمت المراسم والتشريفات المعتمدة، فعزفت موسيقى الجيش نشيد البلاد التي يمثلها السفير، في الوقت الذي رفع فيه علم دولته على سارية القصر الجمهوري الى جانب العلم اللبناني.

بعد ذلك حيا السفير العلم، ثم عرض سرية من لواء الحرس الجمهوري، دخل بعدها الى "صالون 22 تشرين" وسط صفين من الرماحة ومنه الى صالون السفراء، حيث قدم اوراق اعتماده الى الرئيس عون كما قدم له اعضاء البعثة الدبلوماسية، ولدى مغادرته بعد تقديم اوراق الاعتماد، عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني.

ونقل السفراء الى الرئيس عون "تحيات رؤساء دولهم وتمنياتهم له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية"، مؤكدين "العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين لبنان وبلدانهم".

وحمل رئيس الجمهورية السفراء تحياته الى رؤساء دولهم، متمنيا لهم "التوفيق في مهمتهم الدبلوماسية".

نبذة عن السفراء

وفي ما يلي نبذة عن السفراء الجدد:

* سفير تركيا حسن شاكيل

- من مواليد انقره.

- تابع دراسات عليا في كلية الفنون والعلوم قسم علوم الاجتماع في جامعة الشرق الاوسط التقنية في تركيا.

- تقلب في مهمات عديدة في وزارة خارجية بلاده قبل ان يعين في سفارات تركيا في الكويت ولاهاي ونيقوسيا.

- عمل كنائب المدير العام لقسم وسط اوروبا في وزارة خارجية بلاده وتولى رئاسة قسم العلاقات الخارجية في رئاسة الوزراء التركية.

* سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد جلال فيروزنيا

- من مواليد طهران حائز على اجازة في علم الاجتماع وماجيستير فيه من جامعة بهشتي في طهران.

- عمل رئيسا لدائرة افريقيا الاولى ولدائرة الشرق الاوسط في وزارة خارجية بلاده قبل ان يعين رئيسا للدائرة الاولى للخليج الفارسي.

- شغل منصب سفير لبلاده في اليمن والبحرين قبل ان يتولى منصب المدير العام للخليج الفارسي والشرق الاوسط ويعمل مستشارا لوزارة خارجية بلاده.

- عين سفيرا للجمهورية الاسلامية الايرانية في ماليزيا.

* سفير الجمهورية الارجنتينية موريسيو اليسي

- حائز على اجازة في القانون ومتخرج بتفوق من معهد العلاقات الخارجية في بلاده.

- عمل محاميا قبل ان يدرس المفاوضات الدولية في جامعة دي تيلا في بوينس ايريس والقانون الدولي العام في الجامعة الوطنية في العاصمة الارجنتينية وفي جامعة قرطبة.

- له مؤلفات قانونية عديدة حول تدعيم اسس الديموقراطية وتقوية النظام القانوني وحقوق الانسان في اميركا الجنوبية.

- تقلب في مناصب عدة في وزارة خارجية بلاده قبل ان يتولى مهاما استشارية لوزير الخارجية الارجنتيني.

- عمل ممثلا للارجنتين لدى منظمة اتحاد الدول الاميركية ومنظمة التجارة الدولية.

- عين وزيرا مفوضا في عدد من سفارات بلاده لدى المنظمات الدولية وممثلا للارجنتين في مجموعة الدول العشرين.

* سفير الجمهورية الهللينية فرانسيسكوس فيروس

- من مواليد العاصمة اثينا وقد تخرج من جامعتها الوطنية مجازا بالعلوم الاقتصادية.

- تقلب في مناصب دبلوماسية عدة وعمل في البعثة الدائمة لبلاده لدى الاتحاد الاوروبي قبل ان يرقى الى رتبة قنصل اول لسفارة بلاده في باريس.

- عمل مستشارا لوزير الخارجية اليوناني ومديرا لقسم المنظمات الدولية في الوزارة.

- عين ممثلا دائما لبلاده في مؤسسات الامم المتحدة في جنيف ومديرا عاما لشؤون الاتحاد الاوروبي في رئاسة الحكومة اليونانية.

- تولى ادارة معهد العلوم الدبلوماسية في اثينا وكلية العلوم الدبلوماسية فيها.

* سفير جمهورية باكستان الاسلامية نجيب دوراني

- حائز على اجازة في العلوم قبل ان ينضم الى مديرية الشؤون الخارجية في وزارة خارجية بلاده في العام 1991.

- تقلب في مناصب عدة قبل ان يعين مسؤولا دبلوماسيا في سفارات كل من الماتي، اسطنبول، دبي، دار السلام وستوكهولم.

- عين مديرا عاما لوزارة خارجية بلاده في العام 2016.

* سفيرة مملكة الدانمارك ميريتي جول

- حائزة على اجازة في العلوم السياسية وماجستير في العلوم السياسية والادارية الاوروبية، وعلى دراسات عليا في الحوكمة من جامعة هارفرد.

- تولت مناصب عدة في رئاسة حكومة بلادها قبل ان تعين مستشارة لوزارة الشؤون الاوروبية وتتولى رئاسة فريق العمل الذي يبحث في مستقبل الاتحاد الاوروبي.

- عملت مستشارة لسفارة بلادها في عدد من الدول ومن ثم سفيرة في اوكرانيا وجورجيا وارمينيا والامارات العربية وقطر.

- تتكلم العربية والفرنسية والانجليزية والالمانية والروسية والايطالية الى جانب لغتها الام.

- متأهلة من هادي رفيق الهاشم.

* سفيرة جمهورية فنلندا تارجا اورفوكي فرنانديز

- حائزة على ماجستير في السياسة الدولية من جامعة تامبيري في 1993.

- عملت مستشارة في قسم تطوير السياسات الدولية في وزارة خارجية بلادها كما تولت ادارة قسم الثقافة والتواصل في الوزارة نفسها.

- عملت سكرتيرة اولى لسفارة بلادها في ستوكهولم ومن ثم مستشارة دائمة لفنلندا لدى منظمة الامم المتحدة في نيويورك.

- عينت مديرة لوحدة السياسة الخارجية الاوروبية والامن قبل ان تتولى منصب سفيرة فوق العادة لبلادها في كينيا والصومال وجمهورية سيشيل.

السيرة الذاتية للسفير البريطاني رامبلينغ:

2014- 2018 الممثل البريطاني الدائم في لجنة الشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، ومستشار للشؤون الخارجية والدفاعية والتنموية.

2013- 2014 وزارة الخارجية، رئيس برنامج خدمات الوزارة.

2013 منتدب لدى صندوق ائتمان الأمير (The Prince's Trust) لمساعدة الشباب.

2009- 2013 السفارة البريطانية في عمان: نائب السفير.

2007- 2009 وزارة الخارجية، إدارة عدم انتشار الأسلحة.

2005- 2007 وزارة الخارجية، رئيس الفريق المعني بشؤون تركيا.

2002- 2005 السفارة البريطانية في طرابلس: مسؤول الشؤون السياسية والصحافية.

2000- 2002 وزارة الخارجية، تعلم اللغة العربية.

1999- 2000 وزارة الخارجية، مسؤول شؤون تركيا/مالطا.

1999 انضم إلى وزارة الخارجية البريطانية.

 

الحريري امام طلاب من جامعة ستانفورد: نأمل من خلال تعاطينا الهادىء والمسؤول مع كل الاطراف وتحلينا/بالصبر ان نصل الى تأليف الحكومة

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - اكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري انه "مستمر في مساعيه وجهوده الدؤوبة لتشكيل الحكومة الجديدة"، وقال: "بالرغم من الاختلافات والتباينات بين الاطراف السياسية نحن نأمل من خلال تعاطينا الهادىء والمسؤول مع كل الاطراف وتحلينا بالصبر،ان نصل في النهاية الى تأليف الحكومة والمباشرة بحل المشاكل التي تواجه البلد، لانه من دون التحلي بالصبر ومقاربة الامور بالحكمة لن نستطيع حل هذه المشاكل والنهوض بالبلد". اضاف خلال استقباله مساء اليوم في"بيت الوسط" حوالي سبعين طالبا من جامعة "ستانفورد" الاميركية يقومون بزيارة جامعية الى لبنان: "ان ما يميز لبنان عن غيره من دول المنطقة هو نظامه الديمرقراطي وتنوعه". وتابع: " كما تلاحظون نحن نعيش في منطقة تسودها الاضطرابات والحروب، ولكن لبنان بقي بفضل الله تعالى وبارادة اللبنانيين وحرصهم على امنه واستقراره، بمنأى عما يحصل من حوله. لبنان عانى كثيرا في الماضي من الحروب والاعتداءات الاسرائيلية والاغتيالات، والان لدينا فرصة فريدة للنهوض بالبلد وانعاش الوضع الاقتصادي وحل المشاكل التي نواجهها، وفي مقدمتها مشكلة النازحين السوريين، ونسعى لتوظيف هذه الفرصة المتاحة من خلال مؤتمر"سيدر" لاعادة بناء البنى التحتية والنهوض بالبلد ككل". ثم دار حوار بين الرئيس الحريري والطلاب تناول الاوضاع في لبنان والمنطقة.

 

الحريري استقبل 4 قناصل فخريين جدد الضاهر: من يعرقل الحكومة يعمل على تخريب البلد وضد مصلحة اللبنانيين

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، عصر اليوم في "بيت الوسط" النائب السابق خالد الضاهر الذي قال بعد اللقاء: من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا، من هذا المنطلق كانت الجريمة النكراء باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي جريمة لا تخص آل الحريري ولا الرئيس سعد الحريري فقط، بل هي تخص كل الناس، جريمة انسانية بكل ما للكلمة من معنى لانها تقتل النفس التي حرم الله قتلها. من هذا المنطلق كان اللقاء للتأكيد على ما قاله الرئيس سعد الحريري امام هذه القضية بأنها ليست قضية ثأر، وانه يتعاطى معها بمسؤولية وهو يريد العدالة وحماية لبنان، وفعلا القصاص في النتيجة كما ورد في القرآن الكريم "ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب"، فمعاقبة القتلة هي حياة للناس حماية للبنانيين، من هذا المنطلق يتعاطى الرئيس الحريري مع المسألة ونحن نتعاطى ايضا معها في هذا الاطار". اضاف: "اما فيما يتعلق بتشكيل الحكومة فإنه من البديهي ان الرئيس المكلف هو الذي يشكل الحكومة وفق الدستور اللبناني، الذي تعاهد وتعاقد عليه اللبنانيون، ونرى في هذه الايام ان هناك استهدافا لهذا الموقع من خلال بعض النواب والشخصيات الذين يتعاطون مع المسألة وكأنهم مخاتير، منهم من يريد عريضة، ومنهم من يتحدث بما لا يعلم بل بعضهم امي في موضوع الدستور وتشكيل الحكومات، مع ان هذا الامر واضح. لكن القضيةالاهم هي روح الدستور في تشكيل الحكومات حتى قبل الطائف عندما كان رئيس الحكومة ليس حاكما، وليس رئيسا للسلطة التنفيذية حقيقة، البعض يريد ان يسلب الرئيس المكلف كل صلاحياته ويفرض عليه كل الشروط التي تتعارض مع الدستور شكليا ومع روح الدستور في العمق، الرئيس الحريري متمسك بهذا الامر ولن يفرط به كما قال ونحن جميعا وكل الفاعليات الوطنية الحريصة على لبنان تشد من ازره وتؤكد على ثباته وتؤيده في موقفه". وختم: "اما بالنسبة الى موضوع التنمية في لبنان ككل فإن هذا الامر يحتاج الى حكومة وكل من يعرقل الحكومة يعمل على تخريب البلد، وضد مصلحة كل اللبنانيين، من هنا تحدثنا عن القضايا الانمائية في منطقة عكار ومنها مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات، وقال الرئيس الحريري نحن نعمل على هذا الموضوع وان المطار اصبح حاجة حيوية ليس لاهل عكار واهل الشمال فقط بل حاجة لبنانية ككل، بدليل ان مطار الشهيد رفيق الحريري في بيروت هو بحاجة الى توسعة ولم يعد يستوعب هذا العدد الكبير من المسافرين، لذلك القضية الان كما قال الرئيس الحريري هي ضمن الدراسة والعمل، واعتقد ان تشكيل الحكومة سيساهم ويساعد في انجاز مطار القليعات. كما تطرقنا الى كل القضايا الاخرى ، ونأمل ان تشكل الحكومة كما قال الرئيس الحريري امامنا انه متفائل، وهذا دليل على ان الامور ستكون بخير مهما حاول بعض المعرقلين ان يعرقلوا تشكيل الحكومة.

القناصل الجدد

ثم استقبل الحريري القناصل الفخريين الجدد وهم: غسان كبي - جنيف، خالد عيتاني - ايطاليا، خضر كمال الدين - اوستراليا وسمير الشما - شتوتغارت - المانيا، في حضور مستشار الحريري فادي فواز ومنسقة قطاع الاغتراب في "تيار المستقبل" ميرنا منيمنة.

 

بري عرض الوضع الحكومي مع ميقاتي واستقبل علاوي وفريق عمل الخطة الاقتصادية للبنان

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، الرئيس نجيب ميقاتي، وعرض معه الاوضاع الراهنة، وتركز الحديث على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة.

خوري

ثم استقبل وفد فريق العمل الذي يعمل على الرؤية الاقتصادية للبنان، وضم وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال رائد خوري والمكتب الاستشاري لماكنزي والنائب ياسين جابر وفريقا من الاستشاريين في رئاسات الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة.

وقال خوري على الأثر: "اجتماعنا اليوم مع الرئيس بري مهم للغاية ويدل على نهج للسنين المقبلة، خصوصا بعد تشكيل الحكومة الجديدة. وقد لمسنا من دولته حرصه على الوضع الاقتصادي وكم هناك تطابق في الافكار بالنسبة الى الخطة الاقتصادية التي طرحناها اليوم. وكان في الاجتماع فريق استشاري من رئاسات الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة. ونحن جميعا ذاهبون في اتجاه تفعيل القطاعات المنتجة لكي نستطيع أن نخرج من هذه الازمة الاقتصادية التي نعيشها. كما تطرقنا الى آلية التنفيذ لهذه الخطة التي ستبدأ اولا من الحكومة المقبلة التي ستضع آلية تنفيذ فعالة لأننا لا نريد ان تكون هذه الخطة مثل بعض الخطط الصغيرة التي كانت تعد في لبنان ولا تصل الى نتيجة".

أضاف: "نحن جميعا واعون كم هي الازمة الاقتصادية محرجة، ونحن ذاهبون الى الانتقال من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج. وعرضنا مع دولته كيف يمكن درس هذه الخطة في جلسات متتالية الاسبوع المقبل والاسبوع الذي يليه للدخول في تفاصيلها. واذا كان لدى دولته اي ملاحظات فنحن جاهزون للآخذ بها على كل الصعد".

وردا على سؤال قال: "فخامة الرئيس ودولة الرئيس الحريري مطلعان على هذه الخطة، واليوم الزيارة لدولة الرئيس بري تندرج في الاطار نفسه. كلنا في لبنان نجتمع على خطة واحدة، وهذا أمر علينا الا نستهين به، وهو يحصل للمرة الاولى في لبنان، وهو عابر للسياسات وللطوائف ول8 و14 آذار".

علاوي

واستقبل بري بعد الظهر نائب الرئيس العراقي اياد علاوي وعرض معه التطورات في المنطقة. وقال علاوي بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري، وتداولنا أمورا تهم العراق ولبنان والمنطقة. وهناك تطابق في وجهات النظر، واستأنسنا بطروحات دولته عندما ذكر ان العراق وشعبه الموحد عليه ان يتفق بشكل سريع لتشكيل حكومته، وهذا في الحقيقة نفخر به، ونفخر بهذه الملاحظة التي تأتي من شخص عزيز علينا هو دولة الرئيس بري. وطبعا كان هناك تطابق في وجهات النظر بأن على الشعب العراقي بأكمله، سنة وشيعة واكرادا وعربا وتركمانا ان يتحد بتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تمثل الجميع، وهذا ما تم التوافق عليه مع الرئيس بري".

وفد اقتصادي صيني

كذلك استقبل وفدا اقتصاديا صينيا برئاسة المدير العام لشركة "سيتيك" للانشاءات برئاسة مديرها العام تشين زياوجياي، وجرى عرض للتعاون الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات في لبنان.

 

الراعي في افتتاح واحة عصام فارس في الديمان: مهما عصفت الرياح يبقى لنا سقف نستظله هو سقف الوطن اللبناني

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - إفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، واحة عصام فارس للتنمية والتراث في موقع حديقة البطاركة في الديمان، في حضور مدير مكتب فارس العميد وليم مجلي، وحشد من القيادات الروحية والزمنية. ونظمت رابطة قنوبين للرسالة والتراث احتفالا للمناسبة بدأ بقص الشريط التقليدي عند مدخل الواحة حيث رفعت معالم الزينة ولافتات الترحيب بالرئيس عون والبطريرك الراعي وفارس.

ثم كانت جولة في أرجاء الواحة الموسعة والمؤهلة لتشكل مركز الاستقبال العصري الأول للوادي المقدس المزود مطبوعات الارشاد السياحي ولوازم الاسعافات الطبية الاولية، في حضور الأدلاء لمرافقة المئات من زوار الموقع دوريا، والمجهز لتأمين الخدمات الأولية لهم بمن فيهم اصحاب الحاجات الخاصة. كما تم توسيع المساحات الخضراء في الواحة وجهزت بالمقاعد ولوازم الاستراحة.

مجلي

بعد جولة الاطلاع افتتح أمين النشر والإعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب اللقاء بكلمة شرح فيها مشروع واحة عصام فارس القائمة منذ سنة 2004 بعد إقامة حديقة البطاركة، والتي تواكب تطور موقع الحديقة وتحقيق أبعاده التاريخية والثقافية والتنموية. ثم ألقى مجلي كلمة فارس، وحيا فيها رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي، وقال: "أملنا هو بمستقبل وطننا بالرغم من الصعوبات والتحديات، الامل الذي تعززه قيادة عماد البلاد رئيسها ورمز وحدتها المؤتمن على دستورها، العماد ميشال عون، وبحكمتكم يا صاحب الغبطة تنشرون ثقافة اللقاء والحوار والانفتاح، وتبشرون بقيم العدالة والحرية التي توحد جميع البشر". وأضاف: "إن العناية المتصلة بتراثنا الروحي والوطني تعزز فينا الامل بمستقبلنا على قاعدة ان من يجهل تاريخه وماضيه لا مستقبل له. وموقع حديقة البطاركة في الوادي المقدس هو أبرز المواقع اللبنانية ذات الابعاد التاريخية والثقافية، الذي يحتضن تراثا مشتركا لكل المسيحيين ولاخوانهم المسلمين. ونحن من التزامنا قيم هذا التراث، وما تشكله من مقومات أساسية في هويتنا الوطنية، وفي دورنا المشرقي، كان انخراطنا في هذه المسيرة المشرقة منذ اقامة حديقة البطاركة سنة 2004، وانطلاق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وها نحن نكمل الدور ببركة غبطة البطريرك الكاردينال الراعي. وتعزيزا لهذا العمل الثقافي غير المسبوق وضعنا أنفسنا في صميمه شركاء فاعلين مؤمنين برسالتنا كمسيحيين في لبنان والمنطقة".

وختم فارس: "إنني بعميق المحبة والامل أجدد تحياتي لكم جميعا وأؤكد انني دوما معكم كأنني مقيم بينكم، وأنتم في قلبي وكل لبنان في قلبي".

الراعي

ثم كانت كلمة للراعي بدأها "بتحية كبيرة لفخامة الرئيس الذي بالأمس عندما إلتقى الجالية اللبنانية في ستراسبوغ وجه إليهم كلمة طمأنينة، ونحن نقول من هذا المكان واحة دولة الرئيس عصام فارس كما نراها بتركيبتها الهندسية الجميلة، نحن في حالة طمأنينة، ولهذا نقول لفخامة الرئيس اننا كلنا نعمل معه من أجل ضمان شعبنا لأنه مهما إكفهرت الجواء وعصفت الرياح يبقى لنا سقف كما هنا نستظل تحته هو سقف الوطن اللبناني". وأضاف: "أنهى دولته كلمته بقوله "أنا معكم ولو بعيدا وأنتم في قلبي وفي محبتي" هذا كلام لا يقوله من شفاهه بل يقوله من قلبه كما نحن نعرفه. عندما سمعت هذه الكلمة تذكرت الترتيلة التي نرتلها للعذراء "وإن كان جسمك بعيدا عنا فصلواتك تتبعنا". نقول له وإن كنت بعيدا عنا يا دولة الرئيس فمحبتك معنا وترافقنا. وأود باسم رابطة قنوبين للرسالة والتراث وبإسم الحضور وكل من يأتي الى هذه الواحة، واحة دولة الرئيس عصام فارس، أن نكن له كل الشكر مقرونا بالدعاء لكي يعضده الله ويحقق أمنيته الكبيرة". وتابع: "كم تمنينا مع الشعب اللبناني أن يكون في لبنان، وهو تمنى أيضا ذلك، ونحن نؤكد التمني أن يكون هنا وفي عداد المخلصين المحبين للبنان الذين يعملون في سبيله، وفي الخارج هو يحمل القضية اللبنانية في كل المحافل الدولية، وفي كل مكان إلتقيناه حديثه لبنان، همه لبنان، قلبه في لبنان، جسمه في الخارج لكن عقله في لبنان، نقول له شكرا على كل هذا من خلالك أيها العزيز العميد وليم مجلي. إسمك يبدو مجليا ومحبة دولة الرئيس فارس مجلية بشخصه، هذا الوجه الصبوح اللبناني. نحن هنا في مكان لم يره دولة الرئيس لكن حسبه أنه مكان يلتقي فيه اللبنانيون، انه يعطي من كل قلبه يضحي ويتفانى وهمه أن الناس تعيش بسعادة، لا يهمه أن يرى ما صنعت يداه، هذا مثل رائع في العطاء. لم ينتظر يوما كلمة شكر ولم يطلب يوما كلمة شكر. وعندما ألتقيه "وأقول له شكرا" يجيبني شكرا لكم، شكرا للبنانيين الصامدين في لبنان، قولوا لهم أن يصمدوا، أنا معهم بمحبتي وقلبي معهم. نحن الليلة نستحضرك معنا في الخاطر والذكرى والقلب والوجه الصبوح دولة الرئيس عصام فارس، ونحييك تحية كبيرة ونشكرك على هذه الواحة الجميلة بإسم كل من يطأ أرضها، فيشعر براحة بال وطمأنينة على كتف الوادي المقدس". بعد ذلك كان عشاء تخللته محطات فنية تراثية أداها الفنان ناصر مخول، والشاعران أنطوان سعادة ومنذر خيرالله.

 

الراعي ترأس الاحتفال الختامي لنشاطات السنوية ال15 لحديقة البطاركة: لنبق في وطننا ونتجذر ونرتفع بكرامة نحو العلى

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الاحتفال الختامي لنشاطات السنوية الخامسة عشرة لحديقة البطاركة في الديمان، والتي تنظمها رابطة قنوبين للرسالة والتراث، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزير بيار رفول، ممثلة الرئيس نجيب ميقاتي الدكتورة نسرين الضناوي، ممثل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل غسان بريص، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد سيمون مخايل، مدير عام الطرق والمباني في وزارة الاشغال والنقل مطانيوس بولس، مدير المراسم في القصر الجمهوري انطوان شقير، المطارنة: بولس صياح، مطانيوس الخوري وجوزيف نفاع، طلال الدويهي، وعدد من القادة الامنيين والقضاة وعائلات البطاركة وابناء المنطقة. بداية، تفقد الراعي ورفول والمشاركون اشغال "بيت الجماعة الرهبانية المارونية" mission de vie والذي قدمه باخوس ناصيف والمشغل الحرفي تقدمة انطوان الصحناوي، ثم وضع البطريرك الماروني حجر الاساس ل"بيت الذاكرة والاعلام".

بعد ذلك، أزاح الستارة عن اللوحة التذكارية، وقص الشريط التقليدي، مفتتحا مركز رعاية العجزة "بيت داود".

الحايك

وبعد جولة في المركز، قال مقدم المركز مروان الحايك: "بعد ازاحة الستارة وافتتاح بيت العجزة أعترف برهبة المكان والزمان والحدث هو يوم من الأيام المهمة لا بل الأهم في تاريخ عائلتنا المجتمعة هنا، هو تقدير منا كعائلة لرب هذه العائلة لا مجرد إستذكار لمن غاب فقط بالجسد. هو تذكير لمن حرث الأرض بسواعده وأعطى من نفسه ليعيل عائلة متواضعة لكن طموحة ركيزتها المحبة أو لا شيء كما ورد عن رسالة القديس بولس في رسالته الأولى لأهل كورنثوس حين قال: "إن لم تكن في المحبة فلست بشيء ولا أنتفع شيئا". هو تقدير لمن غرس فينا فتوة الفلاح، المواظبة، الصبر، التعلق بالأرض وإحترام الإنسان. هو تقدير لمن حرث ونثر في الأرض بذارا صالحة. أنبتت وزنات مستقيمة وبيت داود الذي أنتم في صدد افتتاحه أبينا اليوم، هو أحد هذه الوزنات التي حاكها الوالد الحائك الكبير فينا إخوتي وعائلتي وأنا".

أضاف: "أردنا هذا البيت مركز رعاية حاضنة لشيخوخة حقها علينا الكثير، بيت للبلسمة والمواساة، وتضميد ما لم يندمل من جراح ربما لكن أيضا بيت لحديقة على كل منا إرتيادها للتأمل في الحياة بفائض قسوتها وحلوها المر أحيانا. أردنا هذا البيت مبنيا على صخرة صلبة من قنوبين كما بنى الوالد بيته وبيتنا على حنان صخرة والدتنا الصلب أم العائلة وجامعتها وصاحبة الفضل الأساس في ما نحن عليه اليوم. نريد لهذا البيت أن يتكاثر وينمو كما تكاثر نسل داود وأنبت فروعا جديدة وصلت الى 62 فرعا ما بين أولاد وأحفاد وأولاد الأحفاد. حاك والدي فينا وفي كل جنين، وها نحن اليوم وفي زمن يتمتع فيه العرفان بالجميل بذاكرة قصيرة للأسف نرد له في عليائه حيث يستكين مزهوا بزهوه بعضا من هذا الجميل إستذكارا وتقديرا وتعلقا بكل القيم التي نحن عليها بفضله. قبل نحو قرن قال إبن هذه الأرض وملحها "أن تعطي مما تملك فإنك تعطي القليل أما أن تهب من نفسك فهذا عين العطاء".

وختم: "أعطى والدي داود ومحاسن كلاهما من نفسيهما فكانت هبتهما عظيمة. بيت داود أحد منازل كثيرة عمرها داود الحايك بأرجائنا فليكن ذكره مؤبدا".

الراعي

بدوره، قال الراعي: "صاحب المعالي ممثل فخامة رئيس الجمهورية شكرا لحضورك شخصيا، وشكرا كبيرا لفخامة الرئيس الذي أوفد وهو حاضر معنا ونحن نرافقه بصلاتنا ودعائنا وهو يحمل راية لبنان الى المراجع الدولية، نرجو له أن يتم الرب كل نواياه الطيبة والصالحة لخير لبنان وأن يعضدك شخصيا، وأنت دائما كنت بقربه ويده اليمين في كل مسار حياته. نرجو أن تحمل له منا جميعا تحية أن يكون قد أوفدك اليوم، ولأن مثل هذا اللقاء اعتدنا أن يكون برعاية وحضور رئيس الجمهورية في حديقة البطاركة، في كل الاحوال هو حاضر معنا وفي قلبنا وخاطرنا. نرجو له التوفيق والعودة الى لبنان متمما كل نواياه الصادقة". أضاف: "يطيب لي أن أحيي باسمكم وباسم الجميع العزيز الأستاذ مروان حايك لأننا معه بتأثر عميق دشنا وباركنا بيت رعاية العجزة والمسنين الذي كما سمعتموه يقول إنه علامة إخلاص للراحل الوالد، وهو حاضر معنا بروحه وبركته، وهو الذي يباركك من عليائه في كل عمل تقوم به". وتابع: "هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها مروان الحايك بما يقوم، فله أياد بيض عديدة ومتنوعة في حديقة البطاركة. والآن، وضعنا الحجر الأساس لمركز رابطة قنوبين للرسالة والتراث مركز الرسالة والإعلام، وهو أيضا قدم نفسه لكي يتم هذا البنيان. هذا المركز أرادته الرابطة، استكمالا لما تقوم به من عملين أساسيين: العمل الأول هو جمع الوثائق التي تعود الى ذاكرتنا، الى تاريخنا العميق المتجذر في وادي قنوبين، وقد نشرت أكثر من كتاب حول هذه الوثائق. واليوم، تعزم إظهار الوجوه التي تميزت بروحانية قنوبين أو من قنوبين وهي إما تحت سماء لبنان وإما في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر". وأردف: "نرجو لرابطة قنوبين للرسالة والتراث كل التوفيق في هذين العملين الكبيرين، لأننا من خلالهما نتعرف على تاريخنا، ومن يعرف تاريخه يعرف حاضره، وكيف يبنيه وكيف يستشرق وكيف يخطط لمستقبله. أما الذي يجهل تاريخه فيجهل ماضيه، ولا يعرف كيف يعيشه. وبالتالي، لا يعرف كيف يخطط لمستقبله. معروف القول الشهير لأدهم الذي قال: "إن أردت أن تبيد شعبا أنسه تاريخه". وهذا يكفي فيضيع في حاضره ويضيع في مستقبله. أنا أخشى على هذه الأرض في لبنان التي تتوالى فصولها التي لا تنتهي ولم تنته بعد، لكن تتبدل فصولها كي ينسى اللبنانيون تاريخهم وماضيهم. ولذلك، بدأنا نعيش هذا الضياع اليوم، فتحية كبيرة لرئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث أمينها العام والمدير والمنفذ والمفكر الأستاذ جورج عرب، وشيخ نوفل الشدراوي شكرا على تعبكم مع كل الذين يعاونونكم وتحية لسيادة المطران المشرف المطران جوزيف النفاع النائب البطريركي العام في هذه المنطقة".

وقال: "نلتمس شفاعة البطاركة، الذين تحيي الرابطة ذكراهم من خلال ما ترفع لهم من تمثايل تذكرنا بهم وبروحانيتهم. واليوم، نحن نستشفع ثلاثة ترفع تماثيلهم، وأزحنا الستارة عن الأول، وهو البطريرك القديس يوحنا مارون البطريرك الأول على كنيستنا، ورفعنا الستارة عن تمثال البطريرك يعقوب عواد، والبطريرك يوسف تيان، وكل واحد منهم مميز في تاريخه وحياته". وحيا "الجمعية الرهبانية رسالة حياة، التي تتولى خدمة هذا البيت، بيت رعاية العجزة والمسنين"، وقال: "منذ الآن، أشكرهم وهم سيبدأون، كما عرفت في الربيع المقبل. وأشكرهم وكل الآباء والأخوة على هذه الرسالة التي يقومون بها في خدمة أهلنا، الذين أعطوا امتياز العيش الطويل، وليت كل إنسان يعطى مثل هذا الامتياز، فمن يكرم المسنين بيننا، إنما يكرم الحياة، يكرم الله الذي وهبها. ومنذ الآن، أحيي كل المسنين وكل العجزة الذين أعطاهم الله أن يعيشوا طويلا على أرضنا، في هذا المكان سيجدون السعادة والفرح، ويتطلعون الى المستقبل، فهذه أهمية هذا المكان أن يعيش الإنسان دوما نحو المستقبل". وشكر الحضور ووسائل الإعلام "التي تنقل هذا الحدث الجميل"، وقال: "تحية لكل شعبنا اللبناني، تحية لوطننا العزيز لبنان، الذي هو ونحن هنا على كتف الوادي المقدس، هذا وطن متجذر هنا مرتفع ببهائه مثل الأرز، هذه دعوتنا هنا، نبقى هنا، ونتجذر. ومن هنا، نرتفع بكرامة نحو العلى بنعمة الله وعنايته".

إزاحة الستار

بعد ذلك، أزاح الراعي وممثل رئيس الجمهورية الستارة عن تمثال البطريرك الاول مار يوحنا مارون، الذي صممه الفنان نصري طوق، وقدمه المهندس روني عبد الحي. كما رفع الستارة عن تمثال البطريرك يعقوب عواد للنحات نصري طوق وقدمته عائلة الراحل الشيخ جوزيف رزق الله عواد، بحضور ارملته نجيبة وابنه رزق الله وافراد العائلة وكاهن الرعية القاضي انطونيوس جبارة، الذي ألقى كلمة شكر فيها الراعي، متوجها إليه بأعمق مشاعر المحبة، سائلا الوزير رفول "نقل التحية إلى فخامة الرئيس". وأمل في "ان يوفق الله الرئيس في قيادة مسيرة انقاذ لبنان"، شاكرا ل"عائلة الشيخ الراحل جوزيف عواد وافراد العائلة تبرعهما باقامة التمثال". كما شكر النحات ورابطة قنوبين، وقال: "نسأل الله أن يعزز فينا نعمة الوفاء لتراثنا وماضينا من أجل مستقبلنا". كما أزاح الراعي ورفول الستارة عن تمثال البطريرك يوسف التيان للنحات نايف علوان، والذي قدمه جيمي مارون، بحضور حشد من أفراد عائلة التيان.

عشاء تكريمي

بعدها، أقيم عشاء تكريمي في واحة عصام فارس تخللته سهرة تراثية، وقدم خلاله الراعي اشارات الانتساب الى رابطة قنوبين لنجيبة جوزيف عواد، روني عبد الحي، جوزيف الحلبي وجيمي مارون وعدد من الشعراء والفنانين الذين شاركوا في احياء انشطة السنوية ال15 لحديقة البطاركة".

 

حرب: عدم ملاحقة قاض بجرم الرشوة هو بمثابة منحه حصانة لا ينص عليها القانون

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - تساءل النائب السابق بطرس حرب عن مصير التحقيقات التي جرت مع أحد القضاة الذي اتهم بالرشوة، وما آل إليه الطلب الذي تقدم به المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود الى وزير العدل، لإيداعه ملف الجرم الجزائي المنسوب الى القاضي المتهم والتحقيقات الجارية في القضية، في سبيل اتخاذ التدابير القانونية وملاحقة القاضي في حال ثبوت جرم قبول الرشوة عليه. واعتبر أن "عدم ملاحقة قاض بجرم الرشوة، إذا ما ثبت هذا الجرم، هو بمثابة منح القاضي المرتشي حصانة لا ينص عليها القانون ولا توازيها الحصانات الكبرى".

وأكد حرب في بيان أنه "يعود اليوم لطرح الملف التزاما مني بعدم السكوت عنه وعدم القبول بلفلفته"، مشددا على "حق الشعب اللبناني، وواجب النيابة العامة وواجب وزير العدل أن يتابعوا التحقيق ليس المسلكي فحسب، وبالتالي الاكتفاء فقط باستقالة هذا القاضي، وإنما بملاحقة جزائية في حال ثبت تلقيه رشوة".

 

اللقاء النيابي التشاوري: سياسة تكبير الاحجام هي المعطل الحقيقي لولادة الحكومة

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - عقد "اللقاء النيابي التشاوري" اجتماعا في دارة النائب عبد الرحيم مراد بحضور النواب فيصل كرامي، جهاد الصمد، الوليد سكرية، قاسم هاشم، عدنان طرابلسي وعبد الرحيم مراد ناقشوا خلاله التطورات السياسية الأخيرة لاسيما التأخير في تشكيل الحكومة وصدر عن الاجتماع البيان التالي: " يأسف اللقاء التشاوري لما آلت إليه عملية تأليف الحكومة والتأخير في إنجازها من خلال تقديم صيغة حكومية تخرج عن وحدة المعايير وتحمل في طياتها أفخاخا تضرب التوازن ولا تحترم نتائج الانتخابات التشريعية وتضخم أحجاما وتستأثر في تمثيل المكون الوطني وتتبنى مطالب ذات سقوف عالية وتحتمي وراءها لعرقلة عملية التأليف وتأخذ البلاد رهينة لتلك المطالب" .اضاف :" ان سياسة تكبير الأحجام من ناحية والاستئثار بالتمثيل واستبعاد من له حيثية شعبية وازنة داخل مكونه الوطني لفرض أحادية تمثيلية من ناحية أخرى هو المعطل الحقيقي لولادة الحكومة. وتوقف المجتمعون عند تصريح الرئيس المكلف من لاهاي بأنه لا توجد أية عقبات خارجية تؤخر تشكيل الحكومة وان المسألة تتعلق بأن يخفف بعض الاطراف اطماعهم في المقاعد والحقائب وساعتئذ تتشكل الحكومة على الفور، وهو موقف يشكر عليه شرط أن يبدأ بنفسه". وتابع البيان :" إن إبقاء البلاد دون حكومة لمدة زمنية طويلة تضر بالوطن وبمؤسساته الدستورية وبالعلاقات بين مختلف المكونات الوطنية ويدفع بالبلاد نحو المجهول في وقت تمر به المنطقة بمنعطفات خطيرة قد تمس بمستقبل لبنان أكان في القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينيين أم بالمسألة السورية ومعالجة موضوع النازحين. فلبنان بأمس الحاجة لحكومة وحدة وطنية تجابه التحديات وتمنع التوطين. إن اللقاء النيابي التشاوري يهيب بكل المعنيين بعملية التأليف الحكومي تطبيق معايير واحدة، وعدم تقديم ترضيات على حساب الأحجام الحقيقية ورفض سياسة الاستبعاد والاستئثار وتكبير الأحجام كي نستطيع إنجاز ولادة الحكومة العتيدة التي تجمع المكونات الوطنية وتعكس صورة الوحدة الوطنية الحقيقية".

 

الوفاء للمقاومة: نذكر وزارة الطاقة وكهرباء لبنان بأن التقنين غير المتوازن يهدد بانفجار بعض الأوضاع الشعبية

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. وأصدرت على الأثر البيان الآتي: "التواصل الذي جرى التعارف عليه في شهر محرم الحرام بين الهجرة النبوية الشريفة من اجل إظهار الدين وتثبيت دعائمه ليكون منهج حياة للبشرية، وبين النهضة الحسينية المباركة لصون أهداف الهجرة النبوية وتحصين الرسالة ضد كل محاولات التزييف واللبس والتوهين، هو تواصل في الدور الرساليِ بين النبوة والإمامة وبين النبي محمد وأهل بيته الطيبين الأطهار، وفق ما ثبت تواتره عن رسول الله حيث قال: "حسين مني وأنا من حسين". ووفق ما قاله سيد الشهداء الامام الحسين "إنا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي والتنزيل، بنا فتح الله وبنا ختم". إننا نتوجه الى المسلمين خصوصا والى البشرية عموما بالدعوة الى استلهام المعاني العظيمة والتحولات الشاملة التي أحدثتهما هاتان المناسبتان الفريدتان في تاريخ المجتمعات الانسانية وما أضفته من قيم سامية وقواعد سلوك نبيلة ونقاط ارتكاز لتطور حضاري عام، لا تزال العقول رغم التقدم الذي أنجزته في المجالات العلمية، قاصرة عن بلوغ أعتابهما وعظمة مقاصدهما وبركاتهما.

إن الدول المستكبرة اليوم ومنها الولايات المتحدة الاميركية، تعاني مجتمعاتها اليوم الانفصام شبه الكلي بين القيم والسياسات المعتمدة، كما تعاني اختلال التوازن بين تفاقم التطور العلمي ونتاجاته، وبين تهاوي الروح الانسانية، الأمر الذي يطلق العنان للأنانيات والأطماع ويذكي النزاعات ويوسع دوائر القلق والاضطراب ويحول الناس الى أرقام وأدوات وحسابات ويهدد العالم بتجاوز القوانين والعودة الى شريعة الغاب.

لقد أثارت الكتلة في اجتماعها اليوم جملة قضايا محلية وعامة وخلصت بعد النقاش الى ما يأتي:

1- إن ما أكدته الادارة الاميركية من مواقف مخزية خلال الأيام القليلة الماضية، سواء بالنسبة الى القانون الدولي او بالنسبة الى وقف مساعدتها الاونروا، وقبل ذلك اعترافها بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ونقل سفارتها اليها والكشف عن صفقة القرن التي تتبناها لتصفية القضية الفلسطينية، كل هذه المواقف تجعل الرهان على أي دور للإدارة الامريكية في أي قضية أو مسألة عربية، رهانا خاسرا سلفا للإنحياز الكامل الذي تلتزمه الادارة الاميركية بوقاحة لمصلحة اسرائيل وتطبيع احتلالها في المنطقة. ان الادارة الاميركية إذ تعلن عبر جون بولتون مستشارها للأمن القومي أن الدستور الاميركي هو فوق كل المنظمات الدولية والدستورية في العالم، فإنها تسقط الدور الذي يفترض ان يضطلع به مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لتسوية النزاعات بين الدول، وتشرع الباب أمام صراع القوى لفرض الوقائع دون أي توخ للعدالة أو حرص على السلم والاستقرار الدوليين.

إن كتلة الوفاء للمقاومة تضع هذا الموقف الاميركي برسم كل شعوب ودول العالم وتدعو الى اعلان رفضه وادانته بشدة والى الكف عن التملق في التعاطي مع الصورة المخادعة للإدارة الاميركية.

2- إن انتظار متغيرات اقليمية او الرهان تراجع الآخرين عن مواقفهم النهائية إزاء المعايير المطلوب اعتمادها لتشكيل الحكومة، لن يفضيا إلا الى تضييع المزيد من الوقت والاسهام في تعقيد المهمة وتعميق حدة الأزمة المعيشية الضاغطة على اللبنانيين والتعامل مع لبنان الوطن كساحة خدمات للآخرين أو ملعبا لسياساتهم.

3- إن غياب الحكومة يكشف عن حجم التردي الذي تعيشه الادارة في اكثر المرافق والوزارات والمؤسسات، ويجعل المواطن فريسة سهلة للإبتزاز. في ظل تعذر ممارسة الرقابة والمحاسبة.

4- تجد الكتلة نفسها مضطرة الى إعادة تذكير وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان بأن التقنين غير المتوازن بين المناطق اللبنانية يهدد بانفجار بعض الأوضاع الشعبية التي لا تستطيع تحمل أعباء كلفة إضافية ولا تستطيع الاستغناء عن حقها في تأمين الكهرباء لمنازلها ولمصالحها.

إن مناطق صور والنبطية وبنت وبعلبك الهرمل والضاحية تطلق مجددا صرختها كي تبادر الوزارة والمؤسسة لتلافي المحذور، وترجمة الوعود السابقة التي التزمتها".

 

كتلة نواب الارمن اثنت على كلمة عون امام البرلمان الاوروبي: قلقون من تصريحات حيال تأليف الحكومة تثير عدم الارتياح

الخميس 13 أيلول 2018 /وطنية - عقدت كتلة نواب الارمن اجتماعها الدوري برئاسة الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان وحضور النائبين هاكوب ترزيان والكسندر ماطوسيان ووزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال اواديس كيدانيان.

وتوقف المجتمعون ب"قلق عميق عند موضوع تشكيل الحكومة وما يرافقها من تصريحات ومواقف سياسية تؤدي الى اثارة جوٍ من عدم الارتياح في الاوساط الشعبية والتي ترمى بثقلها على الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، في حين كان المواطن الذي شارك في الانتخابات النيابية في 6 أيار يتوقع ان تكون مرحلة ما بعد الانتخابات مرحلة الانكباب لايجاد حلول والعمل على مشاريع لتخطي المشاكل المستعصية واليومية التي يعانيها". واعربوا عن "تقديرهم للكلمة التي القاها فخامة رئيس البلاد امام البرلمان الاوروبي والذي وضع المجتمع الدولي امام الواقع الذي يعانيه لبنان والتحديات التي تواجهها". وأثنى المجتمعون على "كلام معالي وزير الخارجية في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية". وناقشوا "الاوضاع المعيشية الصعبة وخصوصا مع بداية السنة الدراسية وتداعيتها على الاسر اللبنانية، من جهة، واوضاع المؤسسات التربوية والعاملين في القطاع التربوي، من جهة ثانية". وابدوا "خشيتهم مما يعانيه القطاع الصحي والازمة التي يواجهها الكثير من اللبنانيين في موضوع الدواء والاستشفاء الذي هو حق من المفترض ان يؤمن من خلال وزارة الصحة بخطوات استثنائية". وتطرق اعضاء الكتلة الى "اوضاع النازحين السوريين والخطوات المتخذة لتأمين عودتهم الى ديارهم". ودعا المجتمعون "السلطات المعنية الى الحفاظ على حقوق اللبنانيين ولا سيما في الاطار الامني".

 

ابنة رفسنجاني تهاجم النظام الإيراني وتقول إنه دمر الإسلام

 محمد مجيد الأحوازي /لبنان الجديد/13 أيلول 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/67438/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a9-%d8%b1%d9%81%d8%b3%d9%86%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%87%d8%a7%d8%ac/

 

خطر «الانتداب الروسي» على سوريا

حنا صالح/الشرق الأوسط/13 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67434/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1/

 

محكمة الحريري بعد موت أبطال حكايتها

 حازم الأمين/الحرة/13 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67436/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A3%D8%A8%D8%B7%D8%A7/

 

 

الياس بجاني: نداء مصلحي وتجاري واسخريوتي بإمتياز من ذمي يغلب اطماعه على مصالح الوطن..لا أكثر ولا أقل

 عن نداء جعجع إلى "الإخوان في حزب الله"

محمد قواص/العرب/14 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67432/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7/