المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 آذار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.march26.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء المخلع/ قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ

فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بكَلامِ المَسِيح فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ المُجادلاتِ والمُمَاحَكَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين/الياس بجاني

14 آذار-مستمرون هي قلب ورح وضمير ثورة الأرز/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ثلاث مقاربات وحلّ واحد

نوفل ضو/جريدة الجمهورية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/3/2017

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 25 آذار 2017

الأحزاب الدينية…فرق شيطانية!

الشيخ عباس حطيط (فايسبوك

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حملة عنيفة من قوى 8 آذار على قانون باسيل الإنتخابي!

تيمور جنبلاط في مهمة حرب بقاء وسط شرق لا يرحم/صلاح تقي الدين/العرب

أبناء الدم/محمد حجيري/المدن

تنظيم الحراك المدني وتحديد سياساته/أحمد جابر/المدن

ايلي.. "قواتي" ضحية اعتداء مسؤول في "سرايا المقاومة"

بعد تغريمها 700 الف دولار.. الـ"AUB" توضح

لماذا طرح ارسلان المؤتمر التأسيسي؟

أميركا توقف صاحب "إمبراطورية مالية" يمول حزب الله

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس: التيارات الشعبوية تنمو انطلاقاً من الأنانية.. وأوروبا مهددة بالموت

دي ميستورا يستقيل من منصبه كمبعوث أممي لسوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القانون الانتخابي: كوفية ونسبية/الدكتورة رندا ماروني

من تلفزيون المر/بالصوت/مقابلة مع د.جورج فريحة رئيس المستشارين للرئيس بشير الجميل يتناول من خلالها كتابه الجديد: مع بشير ذكريات ومذكرات

جورج فريحة وذكريات بشير/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

حزب الله القلق من التطورات في سوريا يسعى إلى خلق شبكة أمان داخلية/شادي علاء الدين/العرب

نيسان شهـــــر «الكذبة الكبيرة» أم «المعجزة المستحيلة»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

محاولة أخيرة لتعطيل «نسبية» حزب الله/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إلى أين يقود الحوار السنّي - الشيعي الوحيد بين "حزب الله" و"المستقبل" في منطقة مشتعلة/سابين عويس/النهار

قانون الانتخاب: القديم على قدمه/علي حماده/النهار

القمة العربية وإزالة «عقبات» التضامن مع لبنان/ثريا شاهين/المستقبل

اي جبران باسيل سوف يزور مدينة صيدا غداً الاحد/حسان القطب/مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

الإخوان حصان طروادة في لندن/أسعد البصري/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون في قداس عيد البشارة: نحن بحاجة الى خطة اقتصادية هادفة الى تنشيط الاقتصاد اكثر مما نحن بحاجة الى حسابات مالية

الحريري في احتفال عيد البشارة في الجمهور: حريصون على الحؤول دون أي انقسام وقضيتنا الكبرى هي حماية لبنان في مهب عواصف الشرق

الرئيس سليمان بعد لقائه الراعي: مفتاح الإقتصاد قانون انتخاب غير مفصل على أحد

جعجع: لا نؤيد طرح النسبية الكاملة أيا كان عدد الدوائر

فضل الله من عين إبل: لبنان هو بلد اللقاء والحوار والتعايش ونموذج نريد تعميمه على المحيط والعالم

المجلس الوطني لثورة الارز: نأسف لعدم التوافق على قانون جديد للانتخابات

قاسم: لن نقبل بغير قانون مقنع وعادل

باسيل في عشاء الرابطة المارونية: مع قانون يحقق التمثيل الفعلي قليموس: ندعو سيد العهد لتلقف نداء اللبنانيين بقانون ينتج سلطة تعكس آمالهم

جنبلاط: لا حروب في المستقبل لكن المطلوب سرعة بإيجاد الحلول لأن الوضع الاقتصادي غير مطمئن

الأحمد زار الراعي ودريان وقبلان: المخيمات جزء من الأراضي والسيادة اللبنانية ونحن تحت القانون وننفذ ما تريده السلطة والأجهزة الرسمية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء المخلع/ قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ

إنجيل القدّيس مرقس02/من01حتى12/:"عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بكَلامِ المَسِيح فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ المُجادلاتِ والمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الحَسَدُ والخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ، والمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الحَقّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوى وَسيلَةٌ لِلرِّبْح.

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس05/من24حتى25//06/من01حتى05/:"يا إخوَتِي، مِنَ النَّاسِ مَنْ تَكُونُ خَطَايَاهُم  وَاضِحَةً قَبْلَ الحُكمِ فِيهَا،  ومِنهُم مَنْ لا تَكُونُ واضِحَةً إِلاَّ بَعْدَهُ. كذلِكَ فَإِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة.على جَمِيعِ الَّذِينَ تَحْتَ نِيرِ العُبُودِيَّةِ أَنْ يَحْسَبُوا أَسْيَادَهُم أَهْلاً لِكُلِّ كَرَامَة، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى ٱسْمِ اللهِ وتَعْلِيمِهِ. أَمَّا الَّذِينَ لَهُم أَسْيَادٌ مُؤْمِنُونَ فلا يَسْتَهِينُوا بِهِم، لأَنَّهُم إِخْوَة، بَلْ بِالأَحْرَى فَلْيَخْدُمُوهُم، لأَنَّ المُسْتَفِيدِينَ مِن خَدْمَتِهِم الطَّيِّبَةِ هُم مُؤْمِنُونَ وأَحِبَّاء، ذلِكَ مَا يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُ وتَعِظَ بِهِ. فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بالكَلامِ الصَّحِيح، كَلامِ ربِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وبِالتَّعْلِيمِ المُوَافِقِ للتَّقْوى، فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ المُجادلاتِ والمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الحَسَدُ والخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ، والمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الحَقّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوى وَسيلَةٌ لِلرِّبْح."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع

http://eliasbejjaninews.com/?p=37703

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع/26 آذار/17/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20al%20mkalah%20sunday.mp3

 

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع/26 آذار/17/اضغط هنا للإستماع للتأملات
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20al%20mkalah%20sunday.wma

 

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/26 آذار/17

إن فرائض الصلاة من اجل الآخرين على مختلف أنواعها، خصوصاً من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، أكانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي بالواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملاني وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يقوم بممارسة هذه الفرائض من أجل غيره لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع وهو رحوم ومحب وغفور ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

في الأحد الخامس من أحاد الصوم الكبير نقرأ في كنائسنا المارونية من إنجيل القدّيس مرقس (02/10-12) واقعة عجيبة شفاء المخلع:

(“ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم”).

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لدية. فالمخلع كما جاء في إنجيل القديس مرقس لم يسعى للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة من خطاياه، مع أن المسيح كما يقول العديد من اللاهوتيين كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل الذي يفتقر إلى الإيمان والرجاء وبعيداً عن الله.

وما هو لافت أيضاً في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المُقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدراً فيهم قوة إيمانهم.

وبما أن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولاً، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: “قم أحمل فراشك وأذهب”.

إن الله لا يرد خائباً من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: “اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له” (متى 07/07-08).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير أحياء كانوا أم أموات، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلاً ولا يترك محتاجاً دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (11/28): “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”. وقال القديس يعقوب في رسالته (05/15): “وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له”.

في الخلاصة، إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصاً الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترعها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفارناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى08/ 05-13 )، ويسوع أيضاً أقام ليعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناء لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/01-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلي من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز أكان هذا الضعف جسدياً أو إيمانياً أو أخلاقياً، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب.

لنصلي ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية.

لنصلي ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام.

يا رب في هذا الأحد المقدس، أحد عجيبة شفاء المخلع، أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

14 آذار-مستمرون هي قلب ورح وضمير ثورة الأرز

الياس بجاني/25 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53644

في زمن البؤس والتعاسة،

في زمن الخنوع والاستسلام،

في زمن خدعة وهرطقة وشنيعة وكذبة ما سمي باطلاً وجبناً "الواقعية السياسية"،

في زمن تغليب المصالح الذاتية والخاصة على العامة والوطنية،

في زمن القفز فوق دماء الشهداء ونسيان تضحياتهم،

في زمن تعيس وأغبر يهيمن فيه الطرواديون والكتبة والفريسيون على قراررنا ويأخذوه في طرق غريبة ومُغربة عن مصلحة وطننا وأهلنا..

في زمن طاقم سياسي غالبية أفراده امتهنوا التجارة بالأوطان والمواطنين،

في زمن فقد فيه أهل السياسة في معظمهم بوصلة الحرية والكرامة والعنفوان،

في هذا الزمن الصعب تعود 14 آذار بحلة جديدة تحت عنوان 14 آذار- مستمرون..

تعود لأنها أصلاً لم تغب عن ضمير ووجدان وقلوب الأحرار والسياديين..

تعود لأنها حاجة ملحة لإستمرار النضال ولشد عصب الأحرار..

تعود لتوجه ولتثقف ولتقود ولترفع رايات الأرز عالياً..

تعود لتقول لا للإحتلال ولا لدويلاته ولا لهيمنته ولا لسلاحه ولا لمشاريعه اللالبنانية..

تعود لتقول لا وألف لا لكل من يماشي المحتل من السياسيين والنافذين والأحزاب ويساوم ويتنازل ويتلون وينافق..

تعود وكيف لا وهي القلب النابض لثورة الأرز والمؤتمنة على كنز سيادة وحرية واستقلال لبناننا الحبيب.

تعود بزخم وأفرادها وناشطيها هم من كل المذاهب والمناطق..

تعود وطنية وجامعة وغير مذهبية.. تعود لبنانية صافية ونقية..

تعود لتعيد تصويب البوصلة ولتعيد ترتيب الأولويات ولتشهد للحق ولتسمي الأشياء بأسمائها..

قلوبنا وسواعدنا وأقلامنا معها..

فأهلاً وسهلاً بها نجم ساطع يضئ ظلمة خلقها طاقم السياسيين والأحزاب والتجار والفجار...

نعم وألف نعم ل 14 آذار - مستمرون.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ثلاث مقاربات وحلّ واحد

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/السبت 25 آذار 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=53661

في لبنان اليوم ثلاث مقاربات مختلفة للمشكلات التي يعاني منها الناس:

- الأولى شعبية - مبسطة: نابعة من الوجع الإقتصادي والمعيشي وهي تَرمي المسؤولية في ما وصلت اليه الأمور على «الطبقة السياسية» مجتمعة وتتّهمها بـ«الفساد والسرقة وتقاسم المغانم»، وتطالبها بحدٍّ أدنى هو تحمّل مسؤولياتها في تأمين ما يحتاج إليه الناس من مقومات أساسية لحياة كريمة كالطبابة والإستشفاء والعلم والسكن والخدمات والنقل الخ... وبحدٍّ أقصى هو الرحيل عن السلطة وترك المسؤولية لمجموعة جديدة من السياسيّين لإنجاز ما عجزوا هم عن تنفيذه على مدى عقود.

وتُعبّر هذه المقاربة عن نفسها من خلال التحرّك في الشارع عبر هيئات المجتمع المدني والنقابات وغيرها من المصرّين على وجوب الفصل بين «حقوق الناس» الحياتية والمعيشية وبين الواقع والاعتبارات السياسية على قاعدة أنّ الأزمات الإقتصادية وحاجات الناس لا تُفرّق بين منطقة وأخرى، أو بين طائفة وأخرى.

- الثانية سياسية - عملية: نابعة من قواعد علمية ترتكز على أنّ السياسة هي أساس كل القرارات. وبالتالي فإنه من المستحيل إيجاد أيّ حل للمشاكل الإجتماعية والإقتصادية والأمنية والعسكرية للبنان من دون مرجعية واحدة لا يمكن أن تكون إلّا الدولة اللبنانية بمؤسساتها الشرعية المختلفة شرط أن تكون صاحبة سيادة كاملة ومطلقة على أراضيها وقراراتها وشعبها ومقدراتها كافة ومن دون أيّ استثناء.

وتُعبّر هذه المقاربة عن نفسها من خلال كيانات سياسية وحزبية قرَّرت أن تكون في موقع «المعارضة» للتسوية الرئاسية والحكومية التي تمّ التوصل اليها قبل أشهر، وللسياسات التي تعتمدها تحت عنوان «الواقعية السياسية».

وتصب في هذا الإطار، ولو بتمايزات وخصوصيات واضحة، محاولة عشرات الناشطين إعادة الإعتبار لشعارات انتفاضة الإستقلال من خلال إطلاقهم «14 آذار - مستمرون»، والنهج المعارض الذي يعتمده رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، والموقف التاريخي لحزب «الوطنيين الأحرار» وغيرها من القوى السياسية والحزبية.

وعلى رغم أنّ أيّ رابط تنظيمي لم يقم بعد بين هذه القوى باستثناء مشاركة رسمية لحزب «الوطنيين الأحرار» في «14 آذار - مستمرون»، فإنّ التناغم في الطروحات بين هؤلاء الفرقاء يمكن في حال تمّ العمل عليه أن يتحوّل عملاً جماعياً - جبهوياً يتكتّل من حوله رأي عام وازن ومؤثر في مسار الحياة السياسية اللبنانية.

- الثالثة استراتيجية - إقليمية: نابعة من قراءة معمّقة لطبيعة الصراع الطائفي في المنطقة وانعكاسه على أوروبا والعالم، وللمتغيرات التي يشهدها العالم العربي، وللصراع العربي - الإيراني على النفوذ الإقليمي.

ولأصحاب هذه المقاربة التي لا تزال محصورة بقادة رأي وسياسيّين ينشطون في أروقة مغلقة على خط الأزهر وبكركي في محاولة لبلورة خطة عمل وجهة نظر تقول إنّ الحلول تبدأ بإيجاد الأطر الكفيلة بتفكيك الصراع السنّي - الشيعي، وباحتواء «الإسلاموفوبيا» في الغرب من خلال دور بارز يتولّاه مسيحيّو الشرق من ضمن استراتيجية للحفاظ على حضورهم ودورهم السياسي الرائد بعيداً من الدعوات الى «تحالف الأقليات» وغيرها من الطروحات المؤجّجة للصراعات التي ترتدّ سلباً على كل مكوّنات المنطقة وخصوصاً على المسيحيين حضوراً ودوراً وثقافة.

صحيح أنّ لكل من المقاربات الثلاث الأسس المنطقية التي تقوم عليها، إلّا أنّ وسائل العمل تبدو متناقضة ومختلفة متى قاربت الإطار التنفيذي الذي يسمح لها بالتكامل في استخدام الوسائل لتحقيق أهدافها.

ففي حين ترى المجموعة الأولى في الشارع متنفّساً لها، ترى المجموعة الثانية («14 آذار- مستمرون» وبعض القوى السياسية والحزبية) أنّ بناء جبهة سياسية وشعبية معارضة هو الحلّ، وتسعى المجموعة الثالثة الى التركيز على الناحية الفكرية للصراع وأسبابه ومعالجاته.

لذلك، فإنّ النجاح في مواجهة الواقع الحالي المأزوم والخروج منه يتطلب:

1- من أصحاب المقاربة الشعبية الإقتناع بأنّه لا مجال لأيّ حلول إقتصادية أو معيشية بمعزل عن الحلول السياسية - السيادية القائمة على الدستور والقوانين المحلية والدولية وليس على تسويات تفرضها موازين القوى الناجمة عن الصراع في المنطقة وتأثير سلاح «حزب الله» على الداخل.

2- من أصحاب المقاربتين السياسية والإستراتيجية توحيد الجهود ووضع خطة مواجهة ترتكز على الإطار التنظيمي الجبهوي المعارض الذي يسعى إليه أصحاب المقاربة الثانية السياسية - العملية على أن يأخذ في الاعتبار عند رسم السياسات الكبرى للخروج من الواقع اللبناني المأزوم وجهة نظر أصحاب المقاربة الثالثة الإستراتيجية ومعطياتهم وعلاقاتهم الإقليمية والدولية.

* عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار-مستمرون

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/3/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نهاية أسبوع ممتازة بطقسها الربيعي، وبأجواء عيد البشارة، وسط آمال اللبنانيين بمرحلة سياسية واقتصادية أفضل.

وبانتظار اقرار الموازنة وتأمين تمويل سلسلة الرتب والرواتب، يبقى قانون الانتخاب مطروحا للتشاور من حيث الافكار التي يمكن ان يتضمنها القانون الذي يتيح إجراء انتخابات نيابية تحقق صحة التمثيل.

وفي ظل استعدادات رئاسية وحكومية لقمة عمان العربية، نشير إلى متابعات سياسية لمؤتمر جنيف السوري الذي تواكبه معارك عنيفة في ريف حماه واستعدادات لمعركة الرقة.

وفي عيد البشارة، حضور رئاسي في قداس كنيسة سيدة اللويزة، والأباتي طربيه ينوه بحضور الرئيس عون الذي أعلن انه سيخاطب الناس قريبا لوضعهم في حقيقة الواقع الذي نعيش، مؤكدا الحاجة إلى خطة اقتصادية هادفة إلى تنشيط الاقتصاد أكثر مما نحن بحاجة إلى حسابات مالية حول فرض ضرائب أو حجم القروض.

بجميع الأحوال، فإذا أسقط الطرح الشامل، فإن الايجابيات تدور حول النسبية الجزئية، وخصوصا من "الحزب التقدمي الاشتراكي". النائب وليد جنبلاط كان واضحا اليوم، بإعطائه الأولوية للانتهاء من القانون، على قاعدة ان أحدا لا يستطيع تحجيم الدروز.

رئيس الجمهورية ميشال عون بدا يترقب بصمت نتائج المفاوضات السياسية حول القانون، لكن تصريحاته دارت حول الملفات الاقتصادية، فكشف عن إطلالة قريبة يخاطب فيها الناس، ممهدا لها بالدعوة إلى خطة هادفة لتنشيط الاقتصاد، ملوحا من دير سيدة اللويزة بإستخدام الصلاحيات الدستورية كافة لتطبيق تلك الخطة.

الخطط بشأن سوريا تتسابق للوصول إلى الرقة. معلومات عن مغادرة أجانب "داعش" منها، بإتجاه الحدود العراقية- السورية والعراقية- السعودية. الجيش السوري في جهوزية للتقدم نحو الرقة بعدما أسقط بالنار دير حافر، آخر قلاع "داعش" في الريف الشرقي لحلب.

عمليا، صار الجيش السوري على الحدود الادارية للرقة، ولم تشغله معارك افتعلت في جوبر شرق العاصمة ولا الهجوم عليه في ريف حماه. بدا الهدف الواضح لتلك المعارك تأخير الجيش من التقدم من ريف حلب باتجاه الشرق السوري، لكنه أفشل المخطط، فرحبت به قوات "سوريا الديمقراطية"، المحسوبة على الكرد، شريكا أساسيا في معارك ضد الارهاب شمال البلاد وشرقها، ليبدو التعاون مرتقبا في الرقة بين الأكراد والجيش السوري. لكن علامات استفهام برزت حول أسباب الإنزالات الأميركية.

الجواب الوحيد هو ان الجيش السوري وحلفاءه قادرون على حسم أي معركة، كما أثبتت معارك جوبر والقابون وأرياف حماه وحلب في الأيام الماضية. وهذا ما ساهم في رفع أصوات الاعتراض التركي، خشية من تحالف ميداني عسكري وسياسي بين الكرد ودمشق وعشائر، يبسط النفوذ في كل شمال سوريا وشرقها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عامان من القتل والتنكيل باليمنيين، ولا أمل لأهل العدوان، ولا حزم ينجيهم سوى قرار وقف الهروب إلى الأمام، لايقاف العاصفة التي بدأت بضرب السعودي واقتصاده، ووحدة موقفه السياسي، فضلا عن استنزافه العسكري على شتى الجبهات.

عامان من العدوان والفشل يلاحق أهله، والصواريخ اليمنية تلاحق جنوده إلى الرياض، وشواطئ المخا والحديدة، وكل السماء اليمنية.

لم يلتفت العالم لعشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى، وملايين الجوعى المحاصرين بعناوين ساقطة كالعالم الذي يصم آذانه عن أنين أطفال اليمن، الذين جددوا بمآسيهم وأشلائهم، مآسي حروب الحقد والعنصرية.

عدوان لعامين وقد يزيد، لكنه لن يزيد اليمنيين إلا اصرارا على الحياة، وثباتا أمام الظالم ومشروعه، وحجة على العالم بأسره.

في فلسطين، دماء مقاومة هي حجة على العرب والمسلمين الواقفين متفرجين أمام تمادي العدو الصهيوني، فبعد القتل والاعتقالات ومشاريع استباحة الأراضي والبلدات في الضفة، عودة صهيونية إلى سياسة الاغتيالات التي طالت أحد كوادر المقاومة في غزة مازن فقهاء. استشهاد الأسير المحرر برصاصات غدر عن قرب، جعل المقاومة الفلسطينية تحمل العدو الصهيوني المسؤولية المباشرة، وتتوعده بالرد وفق التوقيت والطريقة المناسبين.

في لبنان لا بشرى انتخابية أو مطلبية للبنانيين رغم الاحتفال بعيد البشارة، سوى تأكيد الجميع على النوايا الحسنة للحفاظ على الاستقرار. وللحفاظ على نشاط اللبنانيين وحيويتهم تقدم الساعة ساعة ابتداء من منتصف الليل، على أمل ان تتقدم المساعي نحو حلول انتخابية وعد "حزب الله" عبر مسؤوليه انها ستكون، ولن تكون كيفما كان، وإنما وفق قانون انتخابي جديد يعتمد النسبية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ابتداء من منتصف هذه الليلة تقدم الساعة ساعة كاملة. في المقابل، ساعة الوطن تبدو جامدة نتيجة تعقيدات كثيرة، ولذلك أعلن رئيس الجمهورية انه قد يخاطب الناس قريبا لوضعهم في حقيقة الواقع. كما أكد انه سيستخدم كل الصلاحيات الدستورية للعمل كي لا يبقى لبنان كما تسلمه.

الكلام الواضح جدا للرئيس عون، يعني انه بدأ يضيق ذرعا بالعراقيل التي تواجه عهده، وأنه قد يكون أصبح في طور تغيير قواعد اللعبة ليتمكن من تحقيق الوعود التي قطعها للناس.

في قانون الانتخاب، يتأكد أكثر فأكثر، يوما يعد يوم، ان ما طرح حول تمرير قانون يرتكز على النسبية الشاملة، أمر لا ينطبق على الحقيقة والواقع، فمعظم الأطراف السياسية الأساسية باستثناء الثنائية الشيعية تعارض هذا القانون، وبالتالي فإن تمريره في مجلسي الوزراء والنواب أمر صعب بل مستحيل، وعليه فإن القانون المرجح هو القانون المختلط الذي تقدم به الوزير جبران باسيل بعد ادخال بعض التعديلات التجميلية عليه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على درب بشرى إقرار قانون الانتخاب، وإلى جانب بشرى عقد جلسة لمجلس الوزراء، قد تقر الموازنة في قصر بعبدا الثلاثاء.

أكثر من بشرى سارة في عيد البشاره اليوم. بشرى محمد رعد أن ثمة تبدلات في ‏المواقف، تسمح بالوصول إلى قاسم مشترك يقوم على تبني النسبية. بشرى سمير جعجع، المضادة للنسبية الكاملة، أن لولا موقف رئيس الجمهورية، الذي لا يتصور رئيس "القوات" أن سيكون لنا في كل يوم رئيس ثابت مثله، لما كان لدينا أي أمل بأي قانون انتخاب جديد. بشرى جبران باسيل، الذي يجول غدا في صيدا وقرى شرقها، أننا أمام فرصة قانون انتخاب يجمع الطائفية والعلمنة، تحقيقا للتمثيل الفعلي من دون تزوير. بشرى رئيس الحكومة، حرص مع الرئيس، على منع أي انقسام، وعلى الوفاق، لأننا نحمل قضية كبرى هي حماية لبنان من العواصف.

أما بشرى رئيس الجمهورية، فاننا سنستخدم كافة الصلاحيات الدستورية للعمل كي لا يبقى لبنان مثلما تسلمناه. وبشراه أيضا أنه، واستنادا إلى ثقة الناس به وتأييدهم له، قد يخاطبهم قريبا، ليضعهم في حقيقة الواقع الذي نعيش.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

على الرغم من عطلة عيد البشارة، فإن احدا من المسؤولين لا يجرؤ على بشارة اللبنانيين بالدخان الأبيض عن الاستحقاقات الداهمة.

لا قانون انتخابات في المدى المنظور، على الرغم من كل جرعات التفاؤل التي يحاول البعض ضخها في الجسم السياسي اللبناني. ولا سلسلة رتب ورواتب قريبة، بعد التباين في مقاربة السلة الضرائبية. تكثر اللاءات ولكن لا نعم واحدة، فلا للتمديد ولا لقانون الستين ولا للفراغ، وفي هذه الحال، كيف تكون النعم؟.

في مطلق الاحوال فإن مجلس الوزراء سيعود الى الالتئام بعد غد الاثنين، لمواصلة مناقشة الموازنة العامة لعام 2017، في ظل التجاذبات الحاصلة والمتعلقة بإيجارات المكاتب الادارية في أبنية في وسط بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في عيد سيدة البشارة انطلق الكلام قويا اليوم، عن معاني هذا العيد في وجدان اللبنانيين، من تأكيد على التسامح والانفتاح وقبول الآخر.

وتجلت هذه الصورة في القداديس التي عمت لبنان، وفي الاحتفال الذي أقيم في سيدة الجمهور برعاية الرئيس سعد الحريري، الذي أكد ان هذا العيد الذي أقرته حكومته في العام 2010، يعطي وحدتنا الداخلية بعدا ساميا يضاف إلى المعاني الوفاقية الأخرى للتجربة اللبنانية وعطاءاتها العابرة للحدود.

الرئيس الحريري أكد ان قضيتنا الكبرى في مهب عواصف الشرق، هي حماية لبنان، لافتا إلى اننا نحمي أنفسنا بوحدتنا وبالحرص عل الوفاق والحوار.

وفي عيد البشارة، آمال اللبنانيين اتجهت إلى الأيام المقبلة علها تحمل بشارة حل للقضايا الخلافية، وفي مقدمها قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب. في وقت أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اننا بحاجة إلى خطة اقتصادية هادفة إلى تنشيط الاقتصاد، أكثر مما نحن بحاجة إلى القيام بحسابات مالية حول مدى فرض ضرائب أو حجم القروض من الخارج.

اقليميا، واصل نظام الأسد ارتكاب المجازر والتي امتدت من ريف دمشق إلى ادلب، حاصدة عشرات الضحايا.

أما في العراق، فيتواصل انتشال الجثث من تحت انقاض عدد من المباني في الموصل الجديدة، فيما أقر التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بأن مقاتلاته استهدفت الموصل الجديدة بناء على طلب من الجيش العراقي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وحدها الساعة تتقدم، وما تبقى عقارب تلسع في السياسة والإقتصاد وبضريبة مضاعفة.

وعملا بالتوقيت الصيفي، فإن الزمن يتطور ستين دقيقة إلى الأمام، لكن بحسب التوقيت السياسي فإن "الستين" هو لعنة الأيام والاشهر المقبلة، وبأحسن أحواله قد يتحول إلى تمديد.

وعملا بساعة الرمل الانتخابية، فقد اصطفت القوى السياسية بعضها خلف النسبية كظل، وبعضها الآخر رافض لها من دون احتساب الزمن الماضي، والتجارب التي قادت إلى فوضى انتخابية وأسست لإلغاء قوى ووضعتها في زوايا قانون.

فعبر التاريخ جاءهم الرئيس كميل شمعون بقانون السبعة وخمسين، القائم على الأقضية بعد صيغة المحافظات، وحينها كان المسلمون والمسيحون اقطابا وزعامات يحافظون على صيغة لا طائفية، ويتوزعون المقاعد بقيادات حفرت اسمها من الناقورة إلى النهر الكبير. ولم يحدث يوما ان قال المسيحي إنه سينتخب مسيحيا أو المسلم سيختار عشيرته المسلمة.

ولم تكن أي من شرارات الحروب الطائفية، قد اندلعت بين الطوائف. كانوا يحكمون برضى الناس: كميل وكمال على امتداد جبل لبنان، آل الأسعد وعسيران في الجنوب، فرنجية كرامي في الشمال، صبري حمادة وجوزف سكاف في البقاع، وحصة بيروت لصائب سلام وسامي الصلح وبيار الجميل.

وعندما أشهر شمعون قانونا الغائيا يحجم المرشحين ويعيدهم إلى قوقعة جغرافية ضيقة، كان قد أجهز بصيغته تلك على زعماء من لبنان، وحاصر كمال جنبلاط وكل الأخصام، فاندلعت الثورة المتزامنة مع أحلاف لبنانية أخذت الشمعونية إلى حلف بغداد، وبقية القوى إلى الناصرية.

اليوم يجلسون جلسة شمعون، ويوزعون المقاعد لتحجيم الأخصام ورميهم خلف دوائر مغلقة، فالرباعية تفصل وتحيك على مقاس مافيا الحكم، لتلغي كل من سيقف في وجهها أو يشاركها السلطة وإن بشكل نسبي. وباعتراف صانع القوانين الثلاثة جبران باسيل، فإنه جاهد لإرضاء الحريري وبري وجنبلاط و"حزب الله" و"القوات"، إضافة إلى ارضاء النفس البرتقالية. لكن هل كان هذا المطلوب؟، وهل لدى الشعب اللبناني خوف وتوجس على ألا يرضى زعماؤه؟، وماذا عن بقية القوى التي إذا حصلت مقاعد على النظام النسبي ستصبح شريكا مضاربا للحكم؟.

وإذا كان قانون السبعة وخمسين قد ألغى فئات وقسم البلاد، فإن قوانين جبران ستعيد التاريخ نفسه تحت شعار التوافق. وهذا التوافق طلقه الرئيس نبيه بري بالثلاثة، وتبرأ منه "حزب الله" وابتعدت "القوات" عن نسبيته النصفية. أي ان رافضيه هم أنفسهم صانعوه، فلماذا أختلط عليهم الأمر؟، ومن ابتدع المختلط؟، وإذا كانوا سيرفضونه بعد أربعة أشهر من النقاش وتضييع الوقت، لماذا أهدروا الزمن النفيس؟.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 25 آذار 2017

السبت 25 آذار 2017

النهار:

أسرار الآلهة

تعتبر أوساط ديبلوماسية أن التهديدات الإسرائيلية للبنان في ملف النفط تشكل اختباراً جوهرياً لإدارة ترامب حيال لبنان في ظل الوساطة الأميركية سابقاً لحل النزاع. تقول أوساط معنية بملف قانون الانتخاب إن طرح النسبية الكاملة سيبرز قوّة تحالف الثنائي المسيحي في طرح البديل وتثبيته أو عدم القدرة على ذلك. تؤكد معلومات أن عملاً حثيثاً يجرى لدى دوائر قصر بعبدا لبلورة خطة اقتصادية لمّح إليها الرئيس ميشال عون أخيراً. لوحظ أن مناطق لا تزال بعيدة عن حمى الترشيحات المبدئية للانتخابات النيابية خلافاً لمناطق أخرى دبّت فيها الحمى بشكل قوي.

المستقبل:

يقال:

إن اتصالات ديبلوماسية تنشط في أكثر من عاصمة عربية من أجل وضع صيغة موحّدة وشديدة اللهجة ضد التدخل الإيراني في شؤون المنطقة تمهيداً لتبنّيها في مقررات قمة عمّان المقبلة.

البناء:

كواليس

قال مصدر في جنيف على صلة بالمحادثات السورية السياسية إن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أمضى جلسته مع وفد جماعة الرياض المعارضة بعد ظهر أمس، وأمام الجميع خريطة عسكرية لدمشق يتابعون عليها مع مسؤولين ميدانيين للفصائل المسلحة تطورات العمليات العسكرية للجيش السوري في جوبر والقابون في جوّ قاتم، ودي ميستورا يُبدي قلقه من انتصارات الجيش السوري المتسارعة ومن تأثير ذلك على الموقف التفاوضي لجماعة الرياض وأولويات بنود التفاوض.

خفايا

أثارت جولة مسؤول دولة عربية في لبنان على عدد من القيادات الطرابلسية علامات استفهام حول توقيتها ومغزاها، خصوصاً أنّ الدولة المُشار إليها تتدخل في الاستحقاقات اللبنانية، لذا تساءلت أوساط سياسية عما إذا كانت للجولة علاقة بقانون الانتخاب الجديد الجاري بحثه والتحالفات الانتخابية والسياسية التي ستتم على أساسه وسط حال الانقسام الشديد الذي تعيشه طرابلس على هذا الصعيد والسجالات الحادة التي تحصل بين قياداتها بين حين وآخر.

أسرار الجمهورية

عُقِد في الأيام القليلة الماضية لقاء-غداء في مطعم بقاعي بين سفير دولة إقليمية ونائب ينتمي إلى حزب لبناني "معادي" تاريخياً لتلك الدولة.

تلقّى مرجع سياسي تقريراً سرّياً يفيد بأنّ دولة إقليمية بصَدد إجراء اتصالات مع قوى محلية للفلفة قضية شديدة الحساسية.

يُطالب أحد الأحزاب حليفَه بالتعويض عليه في كسروان نتيجة تخلّيه عن مقاعد كان مُتفقاً عليها سابقاً في أقضية أخرى.

اسرار اللواء

همس

ينقل عن رئيس دولة كبرى أنه لا يرى أن اللبنانيين قادرون على التوافق على قانون جديد للإنتخابات!

غمز

تراجعت أسهم عدد من الطامحين إلى منصب إداري رفيع في مؤسسة إعلامية وطنية على خلفية عدم الكفاءة وفروقات العمر!

لغز

لا تزال أوساط حزب بارز تبدي ارتياحاً من أداء العهد وفريقه في ما خصَّ الملفين الإقليمي والدولي!

 

الأحزاب الدينية…فرق شيطانية!

الشيخ عباس حطيط (فايسبوك) 25 مارس، 2017

الحزبيّة في الإسلام، وبالنص القرآني، هي "شرك" بالله العظيم.

وذلك أن أي تكتل حتى يكون قائما بنفسه فإنه يجب أن يمتاز عن غيره من التَّكتُّلات بشيء من مبادئه حتى يكون له حيثيته الخاصة به التي تميزه عن غيره وتجعله تَكتُّلاً مختلفا عن غيره ويحمل إسما مختلفا عن غيره من أسماء التكتلات والأحزاب .

وعندما يكون هذا التّكتُّل تَكُّتلا دينياً، فهذا يعني أن يكون له ما يميزه عن غيره من التَّكتُّلات والأحزاب الدِّينيَّة طبقا للقاعدة التي أثبتناها . وبما أنه تكتُّل وحزب “ديني” يَدَّعي أن كل مبادئه هي مبادئ دينية، فهذا يعني أن ما يتميَّز به عن غيره من الأحزاب الدينية هي مبادئ دينية أيضا . فإذا كان هناك عدة أحزاب دينية، فهذا يعني بالضرورة أن لكل منها قواعد دينية تختلف عن قواعد الحزب الديني الآخر .

اقرأ أيضا: من يريد الإيقاع بالشيخ عباس حطيط؟

وإذا ما عرفنا أن الدين الذي نزل من السماء على رسول الله (ص) هو دين واحد وليس فيه أي اختلاف بين مبادئه، على قاعدة أن “لكل واقعة لله فيها حكم” ، فهذا يعني أن كل حزب من الأحزاب الدينية -التي من المفترض أنها تنتمي لدين واحد وبعضها لمذهب واحد- قد أدخلت في مبادئها ما ليس من الدين ثم نسبت ما ادخلته لله سبحانه وجعلته من الدين، حتى تمتاز به عن غيرها من المنظمات الدينية الأخرى، وحتى يصبح لها مُسَمَّاها الخاص بها، مع أنه وكما ذكرنا أن ذلك ليس كذلك، بل هو مجرد شيطنة، لأن مبادئ الدين الواحد هي مبادئ واحدة، ولا سيما إذا كانت تنتسب لمذهب واحد .

وهذا معناه أن هذه التنظيمات “الدينية” قد جعلت لله تعالى شريكا في التشريع، من خلال وضع كل حزب منها مبادئ خاصة بها وجعلها من الدين -أي من الله تعالى- وهذه المبادئ ليست من الدين بدليل اختلافها من حزب لآخر، لأن مبادئ الدين واحدة وليست متعددة، وذلك لأن دور الدين هو لَمُّ شمل البشرية وليس تمزيقها بمبادئ متعددة، وهذا يعني أن الله تعالى ودينه بريئان من الفكرة الحزبية الدينية ولو كان على رأس الأحزاب الدينية معمَّمون قد شابت لحاهم . فهؤلاء ليسوا مشركين بالله فحسب، بل هم أئمة للشرك بكل ما تعنيه كلمة “شرك” من معنى وبحسب النص القرآني !!

سؤالنا هو : كيف يجيب المُعَمَّمون الحزبيُّون على هذا الأمر الخطير، وكيف يفهمون هذه الآيات الواضحة، وكيف يُبَرِّرون ﻷنفسهم أن يكونوا حزبيين مشركين مُفَرِّقين لأتباع الدين والمذهب الواحد وجَعْلهم شِيَعاً، في الوقت الذي يَدَّعون أنهم دعاة إلى الله الواحد ودينه الواحد والأمة الواحدة، وخصوصا بعدما أثبتت التجارب أن “الحزبية الدينية” لم تجر على المجتمعات إلا التفرق والتشتت والخراب والدمار وأنهار الدماء حتى بين الإخوة والأشقاء، بغض النظر عن بعض الفوائد التي قد يذكرها البعض لهذه الأحزاب، مع أنها فوائد في مقابلها أضعاف مضاعفة من الأضرار المهلكة الناتجة عن الحزبية الدينية، وكان يمكن تحصيل هذه الفوائد من دون أي أضرار أنتجتها العقلية الحزبية الدينية الخبيثة ؟!! #قاتل_الله_الأحزاب

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حملة عنيفة من قوى 8 آذار على قانون باسيل الإنتخابي!

إعداد جنوبية 25 مارس، 2017

تفاجأت الأوساط الصحفية اليوم بالحملة الاعلامية والساسية العنيفة التي يشنها اقطاب معسكر 8 آذار على مشروع قانون الانتخابي المختلط للوزير جبران باسيل، وذلك في مؤشر مفاده ان تلك القوى والأحزاب التي تدور في فلك حزب الله، لا زالت عند رأي الحزب الذي ما زال مصرا بدوره على النسبية الكاملة في دوائر موسّعة، كقانون انتخابي يضمن له مجيء غالبية مرشحيه ومرشحي حلفائه الى الندوة النيابية. على الرغم من تصريح عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب آلان عون امس الذي جاء فيه  “أننا أصبحنا بمرحلة على قاب قوسين من اعلان اتفاق على قانون الانتخابات واللقاءات سنتنشط بدءً من نهار الجمعة” .فقد أكد الرئيس نبيه بري تمسّكه بمشروع القانون الذي يستند الى النسبية الشاملة مع اعتماد لبنان دائرة واحدة. وقال الرئيس بري لـ”الأخبار”: “حتى الآن لا يوجد أي اتفاق على قانون الانتخابات. وحركة “أمل” لم توافق على مشروع القانون المقدم من قبل الوزيرجبران باسيل. فنحن لا نوافق على أي قانون يعزز الطائفية، ويمنع على المواطن المسلم أن ينتخب مرشحاً مسيحياً أو العكس. وسبق لنا أن رفضنا مشروع القانون المعروف بالأرثوذكسي”.

وأوضح رئيس المجلس أن المباحثات الجارية الآن “هدفها محاولة الوصول الى قانون جديد، بعدما بات الجميع محشوراً بسب ضيق الوقت وقرب انتهاء المهل الدستورية لإجراء الانتخابات”.

واكد بري امام زواره، بحسب “الديار”، ان النقاشات حول قانون الانتخاب ستستأنف في الساعات المقبلة بوتيرة ناشطة ومكثفة بعد استراحة الإسفارات الى الخارج، مشدداً انه يجب الوصول الى التفاهم على قانون جديد خلال اسابيع قليلة.

وبرأي بري “ان التمديد للمجلس امر مرفوض بالمطلق، وهذا ما قلناه في السابق ونقوله ونؤكده اليوم، اما التمديد التقني فيكون بعد التفاهم على قانون جديد للانتخاب”. وحول مدة هذا التمديد يوضح انه “بين اربعة اشهر وستة اشهر كحدّ اقصى، وهذا هو رأيي اي ان التمديد من حزيران الى تشرين”.

واعلنت رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف رفضها مشروع القانون المُقدم من الوزير جبران باسيل “لأنه يُكرّس الطائفية ويعيد البلد سنوات إلى الوراء من دون أن نكون قد وصلنا إلى هدفنا”، في حين أنّ المطلوب هو “التعايش والانفتاح على الجميع”. كذلك فإنّ سكاف تشك في أن يكون المشروع الباسيلي “قد لحظ وحدة المعايير”. فيما رأى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب أنّ “اقتراحات قوانين الانتخاب الأخيرة تُنهي العهد في بداياته وتقسّم لبنان”. ويقول وهّاب لـ”الأخبار”: “أعارض اقتراح قانون الوزير جبران باسيل الأخير، والإنجاز الأكبر الذي يمكن أن يقدّمه العهد للبنانيين والتاريخ هو قانون نسبي كامل على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة”. واشار الوزير السابق يوسف سعادة الى انه منذ اللحظة الأولى للكشف عن تفاصيل مشروع قانون الوزير جبران باسيل، “أعلنا رفضنا له”، فمن وجهة نظر تيار المردة أنّ “هذا المشروع جمع سيئات كلّ القوانين المطروحة مُسبقاً. أخذ الطائفية من الأرثوذكسي وأفرغه من النسبية. وسّع دوائر الستين وترك التصويت فيها على أساس الأكثري. أما في النسبية، فقد شوهها وحصر الصوت التفضيلي داخل القضاء”. الأمر الذي يؤدي إلى “تعزيز الطائفية والإكثار من المحادل الانتخابية”.

ورأى سعادة في حديث الى “الاخبار” أنّ مشروع باسيل هو “أسوأ القوانين التي طُرحت، حتى الساعة”. إضافة إلى الملاحظات السابقة عليه، “المشروع يهدف إلى إلغاء التنوع السياسي”.

كما اشار النائب السابق نجاح واكيم الى إنّ “مشروع الوزير جبران باسيل الأخير هو مثل مشروع باسيل الأول، وهو مثل جبران باسيل، شيء لا يُطاق. هذا عيب. ولا أعرف لماذا هذا الشاب المفروض أن يكون متنوراً، متعصّب طائفياً إلى هذه الدرجة المزعجة”.

وكذلك فان الوزير السابق فيصل كرامي في حديث الى “الاخبار” أنّ مشروع الوزير جبران باسيل “أسوأ من الستين. عوض أن يُعذبونا ويُعذبوا أنفسهم، فليعيّنوا النواب”. وسأل كرامي، أنه “خلال الانتخابات البلدية، بعض الأشخاص ضاعوا بين صندوق البلدية وصندوق الاختيارية، فكيف سيُنظمون انتخابات مع صندوقين؟” وبعد الانتخابات، “الناس والنواب سيُعايرون بعضهم بعضاً بأنّ فلاناً مُنتخب على أساس نسبي، وآخر على أساس أرثوذكسي”. ولكن، يبدو أنّ “اتفاقاً حاصل بين الوزير باسيل وتيار المستقبل، وكأن البلد يُختصر بهما. لهما تمثيل شعبي واسع، لكنْ هناك قوى أخرى تريد أن تبني وطناً”.

اما رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرّحيم مراد فاشار الى إمكانية النّقاش حول تقسيم الدوائر مع اعتماد النسبية الكاملة واردة، لكنّه يؤكّد لـ”الأخبار” ضرورة الحرص على الدوائر الكبرى، أي “إما لبنان دائرة واحدة، أو خمس دوائر كبرى، أو على أساس قانون الرئيس نجيب ميقاتي”. لكنّ مراد يرفض رفضاً قاطعاً القانون الأرثوذكسي، مؤكّداً أن “لبنان لن يستقرّ إلّا على أساس قانون نسبي مع لبنان دائرة انتخابية واحدة”.

في حين اكد رئيس الحزب السّوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو لـ”الأخبار” إن “الحزب لا يوافق على اقتراح القانون الأخير للوزير جبران باسيل، لأن هذا القانون يفرز اللبنانيين أكثر وأكثر إلى طوائف ومذاهب”.

وذكرت “الاخبار” ان الحزب لا يزال مصرّاً على موقفه في اعتماد قانون انتخابي جديد على أساس النسبية الكاملة واعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة، وهو صاحب المشروع الانتخابي الأوّل بهذه الصيغة، وتقدّم به إلى مجلس النواب في عام 1998. وفيما يبدي الحزب انفتاحاً في تقسيم الدّوائر إذا تعذّر اعتماد لبنان دائرة واحدة مع التمسّك بالدوائر الكبرى لمنع مذهبة الانتخابات أو تطييفها، يرفض الحزب رفضاً قاطعاً أي قانون انتخابي على أساس طائفي أو مذهبي مثل القانون الأرثوذكسي.

 

تيمور جنبلاط في مهمة حرب بقاء وسط شرق لا يرحم

 صلاح تقي الدين/العرب/26 آذار/17

زعيم الدروز الجديد يتولى القيادة في الذكرى الأربعين لاغتيال جده

بيروت - لميكن إحياء الذكرى الأربعين لاستشهاد “المعلم” كمال جنبلاط برصاص الحقد والفتنة يوماً عادياً في حياة تيمور وليد جنبلاط. فقد توّلى رسمياً وأمام حشود قدّرتها مصادر أمنية بأكثر من 100 ألف شخص الزعامة التقليدية على دار المختارة التي تنتقل من الأب إلى الابن منذ أجيال، واستطراداً قيادة مصير ورسم مستقبل أكثر من 80 بالمئة من أبناء طائفة الموحدين الدروز الذين يدينون بولائهم للدار وسيّدها. وفي خطوة غير مسبوقة في تاريخ آل جنبلاط السياسي سلّم رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط كوفية الزعامة إلى نجله تيمور أمام رئيس الحكومة سعد الحريري وممثل الرئيس نبيه بري النائب علي بزّي في خطوة لم يحظً بمثلها لا وليد الذي تسلّم عباءة والده كمال المغمّسة بالدم ولا سعد الذي تولى المسؤولية بعد استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري. وخاطب وليد جنبلاط نجله قائلاً “يا تيمور سر رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، وأشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أيّا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة”. وتحوّل “يوم الوفاء” لكمال جنبلاط إلى تظاهرة شعبية لم يشهد الجبل مثلها حتى في يوم تشييع “المعلّم”، بعدما زحفت قرى وبلدات ومناطق عن بكرة أبيها، فخلت بيوت الجبل ووادي التيم وحاصبيا وراشيا والبقاعين الأوسط والغربي من سكانها، رجالاً ونساء وشيوخا وأطفالا ورضَّعا على الأكتاف، كلّهم حجّوا إلى ضريح المعلّم الذي ملأت صوره كل مكان. “يوم الوفاء” كان يوماً مشهودا آخر من أيام الجبل أعاد للساحات مجدها وللمختارة شمساً لم تغب، وظلت الوفود الشعبية تتوالى إلى أن انتصف النهار وكان كثيرون لا يزالون على مداخل المختارة والشوف عندما كان الحدث يوشك على النهاية، وبذلك أثبت جنبلاط أنه لا يزال الزعيم الأبرز للجبل وقادراً على تحريك الجزء الأكبر من الموحدين الدروز حين يشاء وكيفما شاء.

متواضع يصغي طويلا

تيمور هو نجل جنبلاط البكر من زوجته الأولى جيرفيت، تخرّج في الجامعة الأميركية في بيروت في العلوم السياسية وتابع دراساته العليا في باريس حيث نال ماجيستير في العلاقات الدولية ودراسات الأمن من جامعة سيانس بو الفرنسية. تزوج من ديانا زعيتر التي تعرّف إليها على مقاعد الدراسة الجامعية ولديه منها طفلان. بدأ تيمور (35 عامًا) في السنتين الأخيرتين باستقبال الوفود الشعبية التي تزور دار المختارة، قصر العائلة التاريخي، أسبوعيًا، والاستماع إلى مطالبها، كما شارك في العديد من اللقاءات والنشاطات السياسية الحزبية والعامة في لبنان. واستناداً لعارفيه، فتيمور “متواضع وذكي ويحترم الناس. ويصغي أكثر بكثير ممّا يتكلم”، غير أن الصورة العامة التي تكوّنت عنه لدى الصحافيين الذين يحاولون دوماً الفوز بسبق الحديث معه هي أنه “صاحب شخصية قوية ولبقة وجذابة على كل المستويات وساحر يجذب بطلته وشخصيته وكلامه كل الكاميرات”.

خلال استقباله جنبلاط وابنه في يوليو 2015 بارك الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إعلان جنبلاط من قصر الإليزيه نيّته “إلباس العباءة” لابنه قائلاً إنه “لا يتصور لبنان من دون أحد من عائلة جنبلاط”. وبعد عامين على الانخراط الجدّي والمتباعة اليومية للعمل الاجتماعي يستعد تيمور للانطلاق في العمل السياسي بعدما قرر والده العزوف عن الترشح للانتخابات البرلمانية. ولا يزال اللغط يدور حول موعدها الذي كان مفترضاً في يونيو المقبل. وبالتالي ترؤسه لكتلة “اللقاء الديمقراطي” البرلمانية التي ستكون “لائحة تضم خليطاً من المحاربين القدامى والوجوه الشابة الجديدة” على ما قال في حديثه الصحافي الأول إلى الزميلة “الشرق الأوسط” في مطلع مارس الحالي.

"يوم الوفاء" لكمال جنبلاط يتحول إلى تظاهرة شعبية لم يشهد الجبل مثلها حتى في يوم تشييع "المعلم"

نحن موجودون وسنبقى موجودين

من المؤكد أن مهمة الزعيم الجديد لن تكون سهلة، فالقضية بالنسبة إلى تيمور هي قضية بقاء سياسي ودرزي، فهو حفيد الزعيم الوطني والعربي والإنساني الذي “جازف في السير ضد التيار” ورفض “الدخول في السجن العربي الكبير” ودفع حياته ثمناً لموقفه، ونجل الزعيم الذي تعلّم كيفية “الإبحار مع التيار” فثبّت موقعه وموقع الطائفة التي وصفها يوماً بأنها أصبحت مثل “الهنود الحمر على حافة الانقراض” وهمّه الوحيد كان في كيفية المحافظة عليها وتجنيبها مخاطر “الأقلية والأكثرية”. ربما لأنه شعر بعبء مسؤوليته التي لا تخفى على عاقل أراد تيمور أن يكون ردّه على كل المحاولات التي تبذل في سبيل إنجاز قانون جديد للانتخابات النيابية يبدو واضحاً للمتابعين أنه يصاغ برغبة دفينة لتحجيم دور وليد جنبلاط والموحدين الدروز بأن قال أمام وفود شعبية زارته كالعادة في نهاية الأسبوع في المختارة “نحن موجودون وسنبقى موجودين”. وأوضح أن “هناك كثر يهاجموننا. وأنا أردت أن أوجه لهؤلاء رسالة بسيطة مفادها أنه مع انتخابات ومن دونها ووفق أيّ قانون أكثري أو نسبي أو مختلط نحن سنبقى موجودين ولا أحد قادر على إلغائنا”.

حجر الزاوية

يدرك تيمور جيداً أن في هذا العالم الذي بإمكان المسيحيين أن يجدواً معيناً لهم في الغرب وأن يجد الشيعة ملاذاً لهم في إيران والسنة الذين يبحرون في محيط الأكثرية في هذه المنطقة فإن الموحدين الدروز ليس لديهم أيّ عمق أو أفق يستنجدون به، لذا فإن خط الدفاع الوحيد أمام وجودهم في هذا الشرق هو أنفسهم دون غيرهم. كان تيمور قد عبّر عن قناعته بهذا الواقع حين قال “إننا نعيش في لبنان حيث لكل طائفة زعيمها الذي يفترض به رعاية أمورها وقيادتها في هذا البحر الهائج الذي تضرب أمواجه لبنان ودول المنطقة”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه يدرك صعوبة التجربة التي تنتظره والتي ينظر إليها بتفاؤل إذ أنه “واثق من كفاءة فريق العمل الذي يسانده في عمله”، كما أنه يحتفظ بـ “أكبر معلّم” وهو والده وليد جنبلاط. في هذا الإطار تحديداً، أكانوا من محبيه أو كارهيه، مؤيديه أو معارضيه، إلا أن الميزة الوحيدة التي جمعتهم كلهم هي تأكيدهم على أن وليد جنبلاط هو السياسي الأبرع الذي تمكّن طيلة 40 عاماً من عمله في الشأن العام أن يشكّل حجر الزاوية في كل المحطات التي مرّ بها لبنان ووجوده إلى جانب تيمور لتثقيفه وتوجيهه هي ميزة يحسده عليها كثيرون من الطامحين في ولوج باب الخدمة العامة.

مهمة الزعيم الجديد لن تكون سهلة، فالقضية بالنسبة إلى تيمور هي قضية بقاء سياسي ودرزي

ويؤكّد تيمور أنه “يجب علينا التركيز على قضايا الناس. الناس بحاجة إلى رؤية التغيير، وإلى رؤية وجوه جديدة شابة. وهذا ما يريده والدي من خلال دعمه لي ومساندته إيّاي في التوجّه نحو العمل السياسي. وآمل أن أقدم شيئا جديدا ومقبولا، وأن يحكموا عليّ من خلال أدائي ومن خلال أفكاري، وألا يؤيدوني أو يعارضوني من خلال تأييدهم أو معارضتهم لوالدي”. من الواضح أن تيمور لا يحب الزعامة التقليدية ولا الإقطاع ولا الطريقة القديمة في التعاطي مع السياسة. وهو إن كان له الحق في المفاخرة بأنه ولد في كنف زعيم استثنائي، إلا أنه من المؤكد أنه يرغب، كما كلّ الشباب الجديد، في بناء حيثية خاصة به وأن يكون إنجازه مرتبطاً به وليس بمورّثه وهو أكّد على ذلك بالقول “أنا ابن زعيم، وهذا لا يجعلني تلقائيا زعيما. الزعامة تحتاج إلى عمل وجهد، وآمل أن أوفّق في تقديم نموذج إيجابي. ويمكن على الأقل للناس أن تطمئن إلى أني سأكون صريحا جدا معهم في كل الشؤون التي تهمهم”.

لكن في العودة إلى مشهدية الأسبوع الفائت، فإن في زحف دروز لبنان إلى المختارة خصوصية ينبغي على تيمور الحفاظ عليها في بلد تنخره المذهبية منذ نشأته في عام 1926 إلى اليوم. فقد كان المشهد أشبه بـ”موسم حج” ومبايعة لتيمور بغرض الحفاظ على هذا الموقع واستمراريّته.

وبما أن الموسم الانتخابي في أوجه ربما كانت الرسالة الأهم التي وجهها الدروز الجنبلاطيون أمس تقول “نحن الرقم الصعب في الجبل”، وهذه الرسالة على أهميتها “سيف ذو حدين” على تيمور امتشاقه ومعرفة كيفية الضرب به.

 

أبناء الدم

محمد حجيري/المدن/السبت 25/03/2017

قيل الكثير بشأن الكوفية الفلسطينية وتوريث الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لنجله تيمور في الذكرى الأربعين لاغتيال والده كمال جنبلاط... وبالتأكيد لا جديد يقال في هذا الشأن، أو أن ما قيل قد قيل. فحتى لو كان جنبلاط يقرأ الروايات الحداثوية ويندد بـ"التقوقع" و"الانعزال" في مكان ما، وينظّر لـ"المعاصرة" ويرأس حزباً اسمه "التقدمي الاشتراكي"، فهو أولاً واخيراً ابن طائفته وابن لبنان الذي نجد التوريث السياسي فيه على قدم وساق، ليس في العائلات السياسية التقليدية فحسب (تويني، ارسلان، سلام، الاسعد، فرنجية، الجميل، كرامي، سكاف، حمادة، اده...). وحتى في الأحزاب العلمانية والاشتراكية "تورطت" في التوريث: رافي مادايان "الشيوعي"(السابق) حاول وراثة والده جورج حاوي وفشل، وأسامة سعد "الناصري" ورث شقيقه مصطفى والشقيق ورث الأب، وهلم جراً.. (من يسمع خطاب أسامة سعد ضد الطائفية يظنه يحمل راية اتاتورك العلمانية).  أن يتكرر مشهد التوريث السياسي، فهذا من البديهيات في ظل نظام الطوائف الأبوي والبطريركي والقبلي... لكن السؤال ماذا عن التوريث الفني والأدبي والصحافي والطبي والاجتماعي والمخاتيري والمهني... ابن الموسيقي، موسيقي، وابن الشاعر، شاعر، وابن الصحافي، صحافي... الأرجح ان التوريث بات تقليدا مملاً في كل شيء حتى في الفراغ وحتى في اللصوصية، وتبقى الطامة الكبرى حين يكون الوريث كارثة وجدت فقط من شعور العقل الأبوي بـ"الخلود"... وبغض النظر عن فذلكة التوريث والعائلات الروحية ومجد "العباءة" و"القلم" و"المقام" وحتى "المكتبة" و"الاسم"، يلاحظ أن معظم هذه العائلات "الروحية" السياسية، ذاقت المرارة الحياتية قبل المجد السياسي والسلطوي. عاشت التراجيديا وشلالات الدم، وقلة قليلة من العائلات لم تعش مأساة الاغتيال... أهرق دم كثيف في لبنان، في جزء كبير منه يرتبط بالاحتلال السوري و"أخواته"، وفي جزء آخر يرتبط بالصراع الطوائفي والأهلي والأخوي، وبالتالي كان الدم وسيلة للهيمنة... أهرق دم "نهري" يظهر عمق القبليّة في لبنان (وسوريا ايضا). معظم الطوائف قتل قادتها بشكل او بآخر، ومعظم العائلات السياسية قتل منها وريث سياسي أو اكثر... سعد الحريري ابن الرئيس رفيق الحريري الذي اغتيال العام 2005، فيصل كرامي أو ابن شقيق الرئيس رشيد كرامي الذي اغتيل العام 1986، النائب سليمان فرنجية ابن الوزير والنائب طوني فرنجية الذي اغتيل العام 1978، دوري شمعون شقيق داني شمعون الذي اغتيل العام 1990، سامي الجميل شقيق الوزير بيار الجميل الذي اغتيل العام 2006، نديم الجميل ابن الرئيس بشير الجميل الذي اغتيل في 1982 (شقيقة الجميل اغتيلت ايضا)، نايلة تويني ابنة النائب والصحافي جبران تويني الذي اغتيل في 2005، ايلي ماروني شقيق نصري ماروني قتل العام 2008، ميشال معوض ابن الرئيس رينيه معوض اغتيل في 1989، علي عسيران شقيق عبدالله عسيران الذي قتل العام 1971، أسامة سعد ابن معروف سعد الذي اغتيل العام 1975، وشقيقه مصطفى تعرض لمحاولة اغتيال، زياد القادري ابن النائب ناظم القادري الذي اغتيل في 1989، ليلى الصلح حمادة ابنة الرئيس رياض الصلح الذس اغتيل العام 1951...

هذا من دون أن ننسى عشرات الاغتيالات ومحاولات الاغتيال لسياسيين وصحافيين (سليم اللوزي، سمير قصير...) وعسكريين (فرنسوا الحاج...) ورجال دين (صبحي الصالح، حسن خالد... "تغييب موسى الصدر"...)  وأمناء أحزاب (فرج الله الحلو، جورج حاوي، عباس الموسوي...) وغيرهم... ومن بين هؤلاء تبدو العائلة الجنبلاطية ذات باع في التراجيديا والدم. العائلة التي قيل إنها من أصول كردية حلبية وسكنت جبل لبنان قبل مئات السنين، معظم قادتها قُتل او اغتيل. فالشيخ بشير جنبلاط اغتاله أو أعدمه بشير الشهابي العام 1825... وفؤاد جنبلاط (والد كمال جنبلاط) عين قائمقاماً للشوف العام 1919، وكان يتنقل يوميا بين القرى والبلدات لجمع الشمل ونبذ الخلافات، وفي يوم 6 – 8 – 1921 اطلق عليه شكيب وهاب النار بالخطأ وقتل إذ كان على صهوة فرسه... كان عمر كمال جنبلاط عند مقتل والده اربع سنوات. تولت زمام الامور في دار المختارة والدته الست نظيرة، إلى ان تولى كمال القيادة العام 1943، واغتيل وفي مارس/آذار 1977. فوقف وليد جنبلاط البالغ من العمر وقتها 28 عاماً، بين أركان الطائفة الدرزية وقادة "الحركة الوطنية اللبنانية"، ليلبس عباءة الزعامة الجنبلاطية. ولم تمانع "الحركة الوطنية" ان يكون زعيمها من ورث السياسة عن أبيه، بدا ان الجميع هم ابناء الوراثة وابناء النظام البطريركي الأبوي، يساريين ويمينيين. وليد جنبلاط بدوره نجا من الموت بأعجوبة، اذ تعرض لمحاولة اغتيال في بداية الثمانينات، وها هو الآن يورّث نجله تيمور جنبلاط تحت شعار، مضمونه من كلمات الشاعر الفلسطيني توفيق الزياد "ادفنوا موتاكم وانهضوا"... الذين يحبون وليد جنبلاط سيجدون ألف مبرر لهذا التوريث...

 

تنظيم الحراك المدني وتحديد سياساته

أحمد جابر/المدن/السبت 25/03/2017

تحرّك الشارع اللبناني من جديد، ونزل المعترضون على سياسة الدولة الضريبية بكثافة إلى وسط العاصمة بيروت. ومن جديد قدَّم الشارع صورة عن حركة جمهور تفيض قدراته عن قدرات أحزابه، وبأن الإحساس بالقضايا لدى "المجتمع المدني" أكثر رعافة من إحساس الأحزاب المبرمجة، وحتى المنمطة، التي باتت خبرتها التاريخية قيداً نمطياً على الحركة التي حاول الجيل الشاب أن ينشئها في الشارع، وعلى قاعدة الصواب والخطأ في ممارسة التجربة العملية. تفوق الدينامية "الشارعية" التي ينبض بها جيل الشباب، لا يكفي للقول إن أمور إنشاء البديل القيادي الشعبي قد بدأت بالتبلور تبلوراً واضحاً يسطع على خطوط متعددة، وفي أكثر من اتجاه مستقيم وغير مستقيم، بل إن ما يمكن قوله حول الطموح إلى بناء الموقع الشعبي الجديد البديل، أن جيل البديل هذا مصيب في الدعوة إلى التقاط مبادرة الرد على المأزق اللبناني، السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وناجح في الدعوة إلى خطوات عملية ملموسة، وعلى حق في تعبيره المختلف والمختلط والملتبس، ضد الخطاب الرسمي السلطوي ومصالح من يشرف على صياغته، وعلى ضفاف الخطاب "الرسمي" الحزبي الجامد، ومن يتقاعس عن إدراك ضرورات تجديده، لعلة العجز والقصور، أو لسبب الانسياق وراء فتات سلطوي في جنة الحكم، يثمر نائباً هنا أو مختاراً هناك.

غير أن الحرص على تحرك الجيل الشعبي الجديد، لا يعفي صاحب الحرص من ملاحظة النواقص والثغرات والعيوب التي رافقت نشاط الحراك المدني السابق، والتي تعود لتطل برأسها في يوميات نشاط الحراك المدني الحالي. في هذا المجال يجب أن يجري التمييز بين أساليب الأحزاب المستعادة، وبين أساليب الحراك المتكررة، بحيث تُقرأ الدوافع والأسباب التي تجعل التكرار والإستعادة من قبل الفريقين، سمتين بارزتين تحملان في استمرارهما وفي انبعاثهما كل مرة، ما يدفع إلى القول إنهما يشكلان عطباً بنيوياً لدى الأحزاب القديمة المتقادمة، وعطباً عفوياً لدى المجموعات التي مازالت تناوئ السياسة وتنفر من التنظيم، وتنقاد إلى الشعارات السهلة، وتترك أجسامها عرضةً لممارسات وسلوكيات فوضوية، ممارسات يتوزعها أزلام النظام من جهة، وأصحاب اللفظية الثورية الذين مازالوا ينهلون من كتاب تجاوز عمره المئة عام، والذين يرون في كل صرخة احتجاج إيذاناً بقدوم الثورة.

في السياسة، لا بديل أمام ناشطي ومناضلي الجيل الحالي من مخاطبة السياسة، ولا بد لهم من دق باب التنظيم والانتظام. هذه الملاحظة لا تعني أنه يجب تكرار أنماط التجربة السياسية اللبنانية كما وصلت أصداؤها إلى مسامع شباب اليوم، مثلما لا يجب أن يستحضر منظمو اليوم بنود الأنظمة الداخلية للأحزاب اللبنانية الموجودة، فلا دعوة في هذا المجال إلى إيديولوجيات شمولية جديدة، ولا دعوة أيضاً إلى مركزية ديمقراطية أو ديكتاتورية انضباطية تلغي حق التعبير وحق الاختلاف، داخل الحزب بدايةً، ثم داخل المجتمع استطراداً، وعلى من يتوجس منه الجيل "اللامنتمي" الحالي شواهد وتجارب مريرة ومدمرة. إذا كان ما ورد مفهوماً، فإن ما لا يكون مفهوماً، هو الوقوف ضد تنظيم الحركة بحجة الحرية والتعدد، والتوهم بالقدرة على إسقاط المضمون السياسي بدعوى "مدنية" التحرك، والسماح بانفلاش التجمع الاحتجاجي وبتبديد زخمه وبضياع أهدافه وقواه، بدعوى ممارسة الديمقراطية والاحتكام إلى قواعدها... غير المحددة وغير المنصوص عليها في أي برنامج حد أدنى من التوافق، الذي يجب أن يكون منظماً وموجهاً وضابطاً في كل تحرك.

السياسة والتنظيم وتحديد برنامج حد أدنى بين مكونات التحرك الشعبي الذي يطمح إلى تأسيس حركة معارضة جديدة، كل ذلك من المقومات الأولى لتحديد التحرك، أي لتعريفه ولإعطائه بطاقة تقديم للذات، وبطاقة انتساب إلى مجموع المصالح السياسية والاجتماعية التي تمس الأكثرية الساحقة من اللبنانيين.

ولنقل تكراراً: من هو التحرك اليوم؟ وما هي رؤيته للقادم من قريب الأيام؟ وما هو برنامج تحركه؟ وما هي الأساليب المتنوعة المتداخلة التي سيلجأ إليها مجموع القوى المؤتلفة في التحرك؟ وهل يكون التحرك تحركاً مناسباتياً وموسمياً، أم أن جدول القضايا الضاغطة على "الكيان اللبناني" مليء ومتشعب؟ وما هو على هذا الجدول حساس وخطير ولا يتحمل الانتظار؟ هذا لا يعني أن النزول إلى الشارع سيكون الشكل النضالي اليومي، لكن أشكال التعبئة الشعبية والسياسية والمدنية يجب أن تكون موضوع عمل يومي دائب، بحيث يأتي كل تحرك ميداني ناشط، تتويجاً للتراكم اليومي المستدام الذي تتولى القيام بمهماته كل مجموعات وقوى الاحتجاج، في العاصمة بيروت وفي عواصم المحافظات، وفي مختلف المواقع الاجتماعية. ما قام به "المدنيون" أخيراً يشكل حافزاً للتحضير لخطوات لاحقة، فكيف يكون التحضير؟ ومظاهر العبث التي أفسدت صورة النجاح الميداني قد تتكرر، بل ستتكرر، فكيف تحاصر منذ البداية؟ وما هي الإجراءات، وما هي المحاذير؟ أسئلة كثيرة، ومهمات كثيرة والمطلوب واحد: التنسيق والسياسة والتنظيم، ليكون ممكناً الوثوق بخطوات البداية، ذلك أننا ما زلنا في البداية، والطريق طويل.

 

ايلي.. "قواتي" ضحية اعتداء مسؤول في "سرايا المقاومة"

"ليبانون ديبايت"/25 آذار/17

تعرض احد مناصري ومنتسبي حزب "القوات اللبنانية" لعملية اعتداء بالضرب المُبرح على يد مجموعة تنتمي لـ"سرايا المقاومة" أدخل على اثرها الى المستشفى بعد ان اصيب برضوض وجروح في مختلف انحاء جسده. وبحسب التفاصيل التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" من مصادر اهلية، يتضح ان المُعتدى عليه هو المُنتسب للقوات الشاب ايلي حاموش، اما سبب الاعتداء فهو "ستاتوس" كتبه على فايسبوك ردًا على احد منتقدي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. واتت تدوينته تلك بعد الحملة التي شُنت على البطريرك اثر الموقف الاخير الذي الذي انتقد فيه "حزب الله". وازاء هذه الحملة، قرر ايلي ان يُدافع عن الراعي، فكتب: "شو المطلوب؟ يركبو عا كتاف لطلب منهم يحموه لانو جبان ورح يضل جبان... اما نحنا ما طلبنا منهن شي و ما شفنا غير الجيش لحمى لبنان... ويطمنو بالن بس يبطل الجيش قادر منعرف نحمي حالنا. وما ضروري نذكرهن انو لا هنن ولا امل ولا صاعقة ولا جيش السوري ولا الفلسطينيين وأتباعن "فرافيط" عملوا معنا شي.". كتب ما كتبه، وتوجه الى بلدته راس بعلبك دون ان يعرف ان كمينًا قد نُصب له وبانتظاره كل من مسؤول سرايا المقاومة في منطقة رأس بعلبك المدعو رفعت مطانس نصرالله وعديد من افراد عائلته. حاموش وهو في طريقه صادف المذكورين اعلاه، فبادر بالسلام فردوا عليه بالضرب المبرح، وقد تقدم الاخير بشكوى امام السلطات المعنية مرفقة مع تقرير الطبيب الشرعي. وتعقيبًا على حادثة الاعتداء، صدر عن المكتب الإعلامي لمنسقية البقاع الشرقي في حزب القوات اللبنانية البيان الآتي: يستنكر حزب القوات اللبنانية الاعتداء السافر على أحد المنتسبين للحزب في منطقة رأس بعلبك من قبل مسؤول ما يسمى بـ"سرايا المقاومة" في راس بعلبك المدعو رفعت مطانس نصرالله وبمشاركة بعض افراد عائلته، وذلك على خلفية "ستاتوس" كان دافع فيه المعتدى عليه عن مواقف البطريرك بشارة الراعي خلال مقابلته مع sky news التي انتقد فيها "حزب الله" ودفعت الأخير إلى شن حملة شعواء على البطريرك. وعليه، تطالب منسقية البقاع في القوات اللبنانية من السلطات القضائية والأمنية ملاحقة رفعت وعائلته وكل من يظهره التحقيق فاعلا ومتدخلا ومتورطا وانزال أشد العقوبات بهم من اجل ردعهم وردع أمثالهم من القيام بأعمال مخلة بالأمن وتهديد حياة الناس. كما تحمل المنسقية السلطات المعنية مسؤولية اي مكروه يمكن ان يصيب المعتدى عليه.

 

بعد تغريمها 700 الف دولار.. الـ"AUB" توضح

صدر عن الجامعة الاميركية في بيروت البيان التالي: تفيد الجامعة الأميركية في بيروت بأنها توصّلت إلى اتفاق مع وزارة العدل الأميركية حول التصاريح التي كانت قدمتها الجامعة فيما يتعلق بطلبات المنح المقدمة إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لدعم المنح الدراسية للطلاب.

حيث تفيد الجامعة الأميركية في بيروت في هذا السياق بأنها كانت قدّمت تدريبا لكيانين مدرجين في قائمة المواطنين الملحوظين خصّيصاً (SDN List) لوزارة الخزانة الأميركية، وأدرجت كيانا آخر مشمولاً بهذه القائمة في صفحة إلكترونية مخصصة لإنشاء الروابط بين الطلاب ومختلف الفرقاء في المجتمع المدني.

وفي حين وافقت الجامعة الأميركية في بيروت على تسوية مع وزارة العدل الأميركية، إلا أن الجامعة لا يمكن أن تعتبر بأن تصرّفها كان عن علم ، أو عمد، أو إهمال فادح، ولم تعترف بهذه الواقعة كجزء من التسوية. إن الجامعة الأميركية في بيروت تلتزم بتقديم أرقى وأفضل تعليم للطلاب في لبنان وخارجه، من جميع المجتمعات، وهي تلتزم دائماً بالوفاء بمهمتها من خلال تعليم مجتمع متنوّع من الساعين إلى تحقيق التميز، من دون تفريق على أساس العرق أو العقيدة أو الدين أو الأصل القومي أو أي عنصر تمييز آخر، كما أنها تثمّن علاقاتها القوية مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والدعم السخي الذي تقدمه هذه الوكالة لدعم المنح الدراسية للطلاب. وكجزء من تطوّرها المستمر والدائم كجامعة أبحاث كبرى، ستقوم الجامعة الأميركية في بيروت بإجراء تدريب إضافي لأعضاء هيئتها التدريسية ولموظفيها لضمان الامتثال للقانون الأمريكي واللبناني. ويسرّها أن تعلن بأنها توصلت إلى التسوية وتتطلّع إلى مواصلة توفير تعليم عالمي التصنيف للطلاب من دون تمييز. وكانت وزارة العدل الأميركية، قد غرمت الجامعة بمبلغ 700 ألف دولار أميركي، بسبب قيامها باستضافة صحافيين من تلفزيون المنار وإذاعة النور بين عامي 2007 و2009.

 

لماذا طرح ارسلان المؤتمر التأسيسي؟

"الأنباء الكويتية" - 25 آذار 2017/ردت مصادر متابعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية بتبني النائب طلال ارسلان للمؤتمر التأسيسي المرفوض من مختلف الشرائح عدا حزب الله الى تحفظ النائب وليد جنبلاط على رغبة ارسلان ترشيح مروان ابو فاضل عن المقعد الارثوذكسي في عاليه، وتحفظ الرئيس نبيه بري على ترشيحه، اي ارسلان، لمروان خير الدين عن المقعد الدرزي في حاصبيا من دون انخراطه بكتلة التنمية والتحرير التي يرأسها بري الذي عاد يتمسك بعضو الكتلة عن مقعد حاصبيا انور الخليل.

 

أميركا توقف صاحب "إمبراطورية مالية" يمول حزب الله

السبت 27 جمادي الثاني 1438هـ - 25 مارس 2017م/العربية.نت- وكالات/بعد اللغط الذي دار حول توقيف اللبناني قاسم تاج الدين في المغرب، وجّهت محكمة أميركية إليه اتهاماً، الجمعة، لكونه مساهما ماليا مهما لحزب_الله، بسبب محاولته التهرب من عقوبات تستهدفه. وكان تاج الدين قادماً من كوناكري، عاصمة غينيا، في طريقه إلى بيروت، فتم توقيفه في 12 مارس/آذار في مطار الدار البيضاء، بناء على أمر صادر من مكتب الشرطة الدولية في واشنطن، لاتهامه بارتكاب عمليات احتيال وغسل_أموال إلى جانب تمويل أنشطة_إرهابية. ووجهت إليه محكمة اتحادية في واشنطن الاتهام بعد نحو ثماني سنوات من إدراجه على اللائحة _السوداء الأميركية "للإرهابيين"، بسبب جمعه عشرات الملايين من الدولارات لصالح حزب الله.

"صاحب إمبراطورية مالية"

وتقول السلطات الأميركية إن تاج الدين يدير إمبراطورية عالمية بمليارات الدولارات تتاجر في السلع بالشرق الأوسط وإفريقيا. من جانبها، أوضحت وزارة العدل أن اعتقال تاج الدين جاء بعد تحقيق مستمر منذ عامين بقيادة وكالة مكافحة المخدرات وبمساعدة إدارة الجمارك وحماية الحدود، لكنها لم تؤكد ما إذا كانت الحكومة_المغربية هي من قامت بتسليم تاج الدين الذي وصل صباح الجمعة إلى الولايات_المتحدة. يذكر أنه في أيار/مايو 2009، اعتُبر تاج الدين، الذي يعمل في تجارة المواد الخام في الشرق الأوسط وإفريقيا، "مساهماً مالياً مهماً" لمنظمة "إرهابية"، وتم استهدافه بعقوبات.

أميركا توضح أسباب التوقيف

إلى ذلك، أوضح نائب وزير العدل الأميركي، كينيث بلانكو في بيان، أنه "بسبب دعمه لحزب الله، وهو منظمة إرهابية دولية كبرى، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على قاسم تاج الدين في عام 2009، وحظرت عليه التعامل مع الأميركيين أو الشركات الأميركية". والقرار الذي صدر الجمعة لا يتهمه بتقديم دعم مالي في الآونة الأخيرة لحزب الله، بل بإعادة هيكلة أعماله بعد العام 2009 من أجل التهرب من العقوبات ومواصلة التجارة مع الشركات الأميركية. وكان تاج الدين يشتري المواد الخام من المصدّرين الأميركيين، ويدفع عبر تحويلات مصرفية، بقيمة إجمالية قدرها 27 مليون دولار. ولم تكن الشركات الأميركية المنخرطة في تلك التعاملات التجارية تعلم أنها متورطة معه.تاج الدين يرد في المقابل، دفع تاج الدين البالغ من العمر 62 عاماً ببراءته، إلا أن المحكمة أوضحت أنه سيتم احتجازه إلى حين عقد جلسة أخرى لاحقاً. وردّ محامي رجل الأعمال اللبناني على الاتهامات التي صدرت ومفادها بأن تاج الدين له علاقة بأنشطة إرهابية، مؤكدا أنها ادعاءات كاذبة. وأكد المحامي شبلي ملاط في بيان، أن تاج الدين هو رجل أعمال يعارض الإرهاب والعنف الناتج عن دوافع سياسية، مشيرا إلى أن موكله أكد مرارا وتكرارا أنه لن يدعم الإرهاب أو العنف السياسي من أي نوع كان. وبالنسبة لإدراج اسمه على لائحة الإرهاب من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (أوفاك) في العام 2009، أكد محامي تاج الدين أن هذه الاتهامات خاطئة، وأن تاج الدين قام بتزويد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية بالمعلومات والأدلة الضرورية لإلغاء تلك الاتهامات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس: التيارات الشعبوية تنمو انطلاقاً من الأنانية.. وأوروبا مهددة بالموت

"سكاي نيوز" - 24 آذار 2017/اعتبر البابا فرنسيس، الجمعة، أمام 27 من مسؤولي الاتحاد الاوروبي اجتمعوا في الفاتيكان، أن أوروبا "مهددة بالموت" إذا لم تعد إلى قيم الأباء المؤسسين وفي مقدمها قيمة "التضامن". وقال البابا: "أي جسد يفقد الشعور بالاتجاه الواجب عليه سلوكه، أي جسد لا يتطلع إلى الامام، يعاني أولا تراجعا ويصبح في النهاية مهددا بالموت". ورأى البابا، الذي كان يتحدث عشية إحياء الذكرى الستين لتوقيع معاهدة روما، أن "أوروبا يعود إليها الأمل عبر التضامن، الذي يشكل أقوى ترياق ضد الشعبويات المعاصرة". وأضاف: "إذا تألم فرد واحد فإن الجميع يتألمون. لذا، نحن أيضا اليوم، نبكي مع المملكة المتحدة ضحايا الاعتداء الذي أصاب لندن قبل يومين". وتابع رأس الكنيسة الكاثوليكية: "على العكس، فإن التيارات الشعبوية تنمو انطلاقا من الأنانية.. إن الأمل يعود إلى أوروبا حين لا تنغلق في الخوف وفي أمان زائف". وذكّر البابا بأنه خلال توقيع المعاهدات المؤسسة للمجموعة الاقتصادية الأوروبية قبل ستين عاما، "فان أهمية العمل من أجل أوروبا موحدة ومنفتحة كانت واضحة تماما..". و"لكن ذكرى هذا الأمر ضاعت اليوم، وضاع أيضا إدراك مأساة العائلات المنفصلة والفقر والبؤس الذي تسبب به هذا الانقسام"، حسب ما أضاف. وشدد مجددا على الحاجة إلى "التحاور" مع مئات آلاف المهاجرين الذين يصلون إلى الاتحاد الاوروبي. وقال "لا يمكن أن نكتفي بإدارة أزمة الهجرة الخطيرة كما لو أنها مجرد مشكلة عددية، اقتصادية أو أمنية". واعتبر البابا أن على أوروبا أن تفكر أيضا في الشباب عبر منحهم "فرص تعليم جدية وفرصا فعلية للانخراط في عالم العمل"، في موازاة التفكير في الأسرة "خلية المجتمع الأولى والأساسية".

 

دي ميستورا يستقيل من منصبه كمبعوث أممي لسوريا

وكالات/25 آذار/17/يقدم المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا استقالته في منتصف نيسان المقبل لأسباب شخصية. وبحسب معلومات فإن من بين المرشحين لخلافة دي ميستورا وزيرَ الخارجية البوسني السابق حارث سيلاديتش الذي يجيد العربية، أو سيغريد كاغ رئيسة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي نجحت في تجريد النظام من سلاحه الكيمياوي بقرار أممي. جاء ذلك بعد انتهاء اليوم الأول من المحادثات السورية الجديدة في جنيف، حيث قال المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس الجمعة، إنه لا يتوقع معجزات ولا حتى انهيارا للمفاوضات. وأكد أنه ينبغي على روسيا وإيران وتركيا عقد المزيد من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في سوريا في أقرب وقت ممكن من أجل السيطرة على الوضع “المقلق” على الأرض. ويتوسط دي ميستورا في جولة محادثات سياسية جديدة هي الخامسة في جنيف، لكن لا يتوقع أن تحقق تقدما كبيراً، في حين من المفترض أن تهدف المحادثات المنفصلة التي ترتبها روسيا وإيران وتركيا- في أستانة عاصمة كازاخستان إلى ضمان وقف إطلاق النار.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القانون الانتخابي: كوفية ونسبية

الدكتورة رندا ماروني/25 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53665

ينظر الشعب إلى مجلس النواب ويرى حجم الكتل النيابية المسيطر عليها من الزعماء ليتحسر على حق مسلوب منه غير مقرر هو فيه شيئا.

وينظر السيد حسن نصرالله إلى مجلس النواب ليرى ضرورة عودة البعض إلى أحجامهم الحقيقية موجها رسائلا مبطنة إلى تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية التي تتوقع أن تأخذ حجما أكبر من خلال الحلف الثنائي على حساب باقي المسيحيين.

وينظر التيار الوطني الحر إلى مجلس النواب ليرى إنتهاكا لحقوق المسيحيين عليه أن يستعيدها ممثلة في شخصه الكريم، قابضا عليها، فهو من يجسد حقوق المسيحيين ولا أحد سواه.

وينظر تيار المستقبل إلى مجلس النواب محاولا التمسك بكتلة نيابية كبيرة تفوقه حجماً.

وينظر الحزب التقدمي الاشتراكي إلى مجلس النواب ليعبر على طريقته من خلال توريث الزعامة الجنبلاطية إلى تيمور جنبلاط مؤكدا على زعامة جبلية رافضا كل أشكال النسبية.

صراع سياسي غير متوازن يتحكم في مفاصله حزب الله واضعا أهدافا محددة سائرا نحوها بثبات، الا وهي خلخلة النظام الزعماتي المتعدد طارحا نفسه زعيما اوحدا مقررا شكل ومصير الدولة اللبنانية، أما سلاحه في هذا الصراع هو قانون النسبية الشاملة، التي من شأنها إعادة تركيب النموذج اللبناني التوافقي ليصبح خاضعا لمنطق الاكثرية العددية، هذا الأمر الذي من شأنه ضرب إتفاق الطائف والخطط التمهيدية التي نص عليها الإتفاق، ليصبح في مفعوله مفعول المؤتمر التأسيسي الذي يتم التلويح به بين الفينة والأخرى كتهديد مبطن لمن تسول له نفسه معارضة القانون النسبي الشامل المطروح.

وفي الرؤيا الواضحة والمسيرة الثابتة لحزب الله، هو المقرر وواهب الأحجام، فبطرحه النسبية الشاملة يجعل من نفسه حاجة للجميع، فتذهب هباءا أطروحات حقوق المسيحيين أو السنة أو الدروز، فإذا ما جرت الإنتخابات على أساس لبنان دائرة إنتخابية واحدة، لا بد من أن القوة الانتخابية الأكبر ستلعب الدور المقرر والمغير على كافة الصعد ولا بد لها من أن تتحكم في مختلف القوى والأحجام.

هذه السياسة المعتمدة من قبل حزب الله المتعددة الأطراف تلغي أحلام البعض بالتزعم والتريس على المنافسين له من طائفته، فهو لا يريد خلق قوى موازية بل قوى وجودها مرتبط برضاه، يديرها كما يشاء، وكما يحلو له، هذا ما يحدث في البيئة المسيحية حيث بدأت أحلام البعض تتلاشى في إحكام القبضة الكاملة من خلال قانون للانتخابات يوافق عليه حزب الله، وهذا ما يدور في البيئة السنية باحتضان حزب الله للقوى المنافسة لتيار المستقبل، وهذا ما يحدث في البيئة الدرزية من خلال مد اليد للقوى المنافسة للحزب التقدمي الاشتراكي.

لقد دخلت كل القوى السياسية في دائرة حزب الله الواحدة تلو الأخرى وأصبح الخروج مكلفا، فكل من تسول له نفسه إعادة النظر، "قد تغتاله إسرائيل".

لا شك بأن القوى الزعماتية المختلفة لا ترى في القانون النسبي الشامل ما يناسبها، بالرغم من المناورات التي يتبعها البعض كنهج تفاوضي، إلا إنه بغض النظر عما يناسب البعض أو لا يناسبه، لا شك بأن النسبية الشاملة مناقضة للطبيعة اللبنانية التعددية التوافقية، ومخالفة للدستور اللبناني حاليا ما لم يسبقها إجراءات معينة منصوص عنها بالدستور، غير مؤاتية التطبيق حاليا، كما تعتبر تغييرا جذريا للنظام التوافقي، بإحالال مبدأ الاكثرية العددية الحاكمة مكانه، ولا نستطيع أن نقول الديمقراطية العددية، أي حكم الأكثرية، فهي تطبق فقط في ظل وجود أحزاب علمانية على مساحة الوطن، وليس في ظل وجود أحزاب الشخصيات وأحزاب الطوائف وأحزاب مشبوهة البرامج والأهداف ومصادر التمويل.

بالرغم من تخوف الافرقاء السياسيين فيما عدا حزب الله وحركة أمل من قانون النسبية الشاملة، إلا أنه قد نرى متجاوبين جدد بعد إعادة النظر في دراسة لعبة التوازنات المبتغاة للبعض داخل مجلس النواب، وهذا عاملا اساسيا كفيلا بإنهاء شهر العسل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، فالثنائي المسيحي أعلن صراحة رفضه لقانون النسبية الشاملة، وبالمقابل تم رفض جميع الصيغ المختلطة المقدمة من قبل الثنائية المسيحي، إلا أن هذا الخلاف كان متوقعا منذ زمن بعيد يعود تاريخه لتاريخ توقيع ورقة التفاهم بين حزب الله والعماد ميشال عون، ويرتكز على مستوى الطموح في الأهداف المنوي الوصول إليها، فإذا تعدى هذا الطموح الكرسي الرئاسي ليطمح بحصد أعدادا نيابية مرتفعة موزعة بين ثنائية متحالفة فهذا من الخطوط الحمر لدى حزب الله.

لا شك بأنه واقع معقد مسدود الأفق في ظل كم من الأطماع من قبل السلطة الحاكمة والمشاريع المستوردة البديلة المناقضة للواقع اللبناني، فليس في كل ما يطرح من حقوق ولا من أصحاب حقوق، وحده الحق المهضوم هو حق المواطن اللبناني في محاسبة كل هؤلاء المتلاعبين بالمصير ، مصير اللبنانيين السياسي والاقتصادي، ولن يصلح الحال إلا باستعادة المواطن اللبناني حق المحاسبة من خلال دوائر فردية أو من خلال إعتماد قانون صوت واحد لرجل واحد، وإلا مسيرة التلاعب بالوطن مستمرة وسنبقى في دائرة الكوفية والنسبية والمصالح السنية والمسيحية.

كوفية ونسبية

ومعاناة هوية

طموحات سنية

وحقوق مسيحية

خلطة عجيبة

إجتهادات أفلاطونية

حربها حربين

المواطن إحداها

والأخرى وجودية

أولوياتها منظمة

فروقاتها سلالية

سلطتها متوارثة

بمظاهر تمثيلية

شرود وغباء

وأحلام سلطوية

يضاف إليها كيل

من أطماع خارجية

تخوض معاركا

وحروب أيديولوجية

تطل علينا

بمظاهر فوقية

تطرح قواعد

ومؤتمرات تأسيسية

طال شرحها

كروايات أندلسية

تجار أبالسة

في أسواق عكاظية

وحقوق مصادرة

ومخالفات دستورية

وشعب غارق

في مطالب معيشية

فصول مقتبسة

من أجواء عصفورية

انها كوفية ونسبية

ومعاناة هوية.

 

من تلفزيون المر/بالصوت/مقابلة مع د.جورج فريحة رئيس المستشارين للرئيس بشير الجميل يتناول من خلالها كتابه الجديد: مع بشير ذكريات ومذكرات

http://eliasbejjaninews.com/?p=53347

 

جورج فريحة وذكريات بشير

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/السبت 25 آذار 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=53667

التاريخ هو الذاكرة الناصعة التي تسجّل وقائع الأزمنة، بما هو غابرٌ منها ولاحِق، فتـتَّقي بها الشعوب المنزلقات وتستقي عِبـراً وعظات.

ولهذا، فإنّ الذين يؤتمنون على كتابة التاريخ يـجب أن يغسلوا الريشة بمـاءٍ مقدَّس يحرَّرهم من مغـبّة التزييف والتحريف والهوى.

الدكتور جورج فريحة، في كتابه الصادر حديثاً بعنوان: «مع بشير ذكريات ومذكرات» مع ما يُـؤْثر عنه من استقامة رأيٍ تجرُّد، فلا تغلب عنده عاطفة الصديق على صدق القلم، فهو أيضاً يكتب عن مرحلة تاريخٍ معيوش لا يزال الذين عاصروه أحياء يرزقون.

وقد لفتني مع هذا، أنه استطاع أن يكتشف ذلك السرّ الذي لا يزال خفـيّاً على الكثيرين من الذين يدّعون البراعة في الصياغة، فإذا صفحاتهم التاريخية ملأى بالحشْوِ المـملّ والإسترسال النافر فوق ما يستدعي الواقع.

قرأت كتابه، وأنا المواكب لما جاء فيه، فإذا هو الإيجاز في سردّية سهلة ومألوفة، وإن كان لي بعضٌ من الملاحظات فلا تشكّل مع المضمون تبايناً ومعارضات.

لمحـةٌ خاطفة عن مآثر العائلة الجميليَّة ورجالها من يوسف الجميل الذي كان أحد الوفد اللبناني الى باريس للمطالبة باستقلال لبنان، وشقيقه الدكتور أمين وإبنه بيار مؤسس الكتائب، وموريس أحد أبرز الذين استبقوا العصر، الى الرئيس أمين والوزير بيار، وصولاً الى الجميلي الأصغر عمراً والأقصر رئاسة والأطول جدلية في سيرة التاريخ.

جورج فريحة، كان القابلة التي شهدت ولادة ذلك الثائر المتمرد في بشير الجميل، واكبَهُ خطوة خطوة، يوم كان بيار الجميل يكبت ظهور ولديه أمين وبشير عن أي مركز حزبي إلاّ أنه سلَّم مع جورج فريحة على أن يتولى بشير المركز الثاني في منطقة الأشرفية.

في الكتائب لم يحظَ بشير برتبة رئيس منطقة، وفي الدولة استطاع أن يكون رئيساً للجمهورية، وفي منطقة الأشرفية كانت الإنطلاقة، ومن حيث انطلق استشهد.

قصّة الإرتقاء التصاعدي سرَدَها جورج فريحة بكل مراحلها التراتبية في بناء القوات اللبنانية وهيكليتها، وقد خاض بها بشير محطات القتال على الجبهات بكل ما افترضت الميادين من إمكانات كانت متواضعة إلاّ من الإيمان، وخاضها في مواجهة الفلسطينيين والسوريين وكل الفصائل التي تجمّـعت على الـ “10452” كيلومتراً مربعاً، كتلك التي شبهها يوماً نابوليون بجيوش العشرين أمّـة.

من المقاومة العسكرية والمقاومة الإعلامية والمقاومة الفكرية وعلى رأسها شارل مالك، الى المقاومة الإجتماعية والهيئات الشعبية والأندية الرياضية ولجان أصدقاء الكتائب، استطاع بشير أن يفرض نفسه زعيماً لبنانياً مهيب الصوت والسطوة، وإن اضطر أن يتجرع بعض السمّ في مواجهةٍ مع رفاق الساحات: الأحرار وحراس الأرز لتوحيد البندقية، مثلما كانت المجزرة الكبرى في إهدن والتي احتفظ بذكر تفاصيلها.

هالَـةُ الزعامة شرَّعت أمام بشير أبواب البيت الأبيض وحرمة بلاد الحرمين الشريفين، ومع الوجود الإسرائيلي على أرض لبنان، تمكَّن من تبوّؤ سدّة الرئاسة الأولى، تحقيقاً لها كان يقول: «سنبني بلداً سعيداً وجميلاً لأبنائنا الأبرياء...»

المحطة التي كانت بها الخاتمة المأساوية، هي التي عرفت باجتماع «نهارياً» حين التقى بشير القادة الإسرائيليين، مناحيم بيغن، إسحاق شامير وآرييل شارون، ليطلبوا منه توقيع معاهدة سلام مع دولة إسرائيل.

في هذا الإجتماع كان بشير رئيساً للبنان، لا رئيساً للقوات اللبنانية، فكانت جملته الشهيرة حسب المحضّر المسجّل بيد جورج فريحة، «أنـتُخبت رئيساً من غير أن أكون مديناً لأحد وسأسعى لأفـي بالوعود التي قطعتها لشعبـي...»

والحقيقة.. أن بشير الجميل منذ انتخابه رئيساً في 23 آب 1982 الى حين وفاته في 14 أيلول استطاع من خلال شخصيته الساطعة، أن يحقق في ثلاثة أسابيع ما يعجز عنه أصحاب ولاية السنين الست.

غاب بشير ليصحّ فيه قول فولتير: «ما من شجرة تحمل ثمراً من أجل نفعها الخاص»، لعلّه إذاً، يكون مثالاً لمن يخلفونه حتى لا تلتهم أفواههم الثمر ويقتلعوا الشجر من أجل مصلحتهم الخاصة.

سديدة ريشتك جورج فريحة والى المزيد من هذا الجديد المفيد.

 

حزب الله القلق من التطورات في سوريا يسعى إلى خلق شبكة أمان داخلية

شادي علاء الدين/العرب/26 آذار/17

المصارف لاعب سياسي أساسي في لبنان

بيروت - تزامنت دعوات أطراف لبنانية محسوبة على فريق الثامن من آذار إلى عقد مؤتمر تأسيسي مع نضوج جو أميركي عام يميل إلى ضرب النفوذ الإيراني في المنطقة بكل امتداداته حيث تنتشر معلومات تفيد بتجديد العمل بنظام مكافحة تمويل حزب الله في لبنان والعالم. برزت جدية التوجه الأميركي في هذا الصدد في القبض على رجل الأعمال قاسم تاج الدين في المغرب والذي يعد واحدا من أكبر ممولي حزب الله في المغرب ومطالبة أميركا بتسليمه إليها للتحقيق معه بغية الكشف عن الشبكات المرتبطة بحزب الله المنتشرة في كل العالم. يبرز كذلك تطور ميداني مفاجئ في سوريا يتجلى في استعادة فصائل المعارضة زمام المبادرة في أكثر من منطقة، وخصوصا في بعض أحياء العاصمة دمشق بالتوازي مع خروج المعادلة الميدانية السورية من قبضة روسيا بعد التدخل الأميركي المباشر. لا يخفى ارتباط هذا المناخ بالدعوات البارزة والمباشرة التي أطلقها النائب طلال أرسلان، المقرب من حزب الله حول المؤتمر التأسيسي، بما تعكسه من نية انقلابية على النظام اللبناني وباحتمال سقوط كل الخطوط الحمر التي لا زالت تحكم المعادلة اللبنانية حتى الآن، وخصوصا في ما يتعلق بكيفية تعامل الحزب مع موجة العقوبات القادمة والتي ستطال المصارف اللبنانية. وكان النقاش حول الضرائب المقترحة من الحكومة اللبنانية لتمويل سلسلة الرتب والرواتب قد كشف عن ميل عند الثنائية الشيعية لشيطنة المصارف، وصل إلى حدود اتهامها بعرض رشوة على وزارة المال تصل إلى مليار دولار لمنع زيادة نسبة الضرائب على أرباحها.

وعمدت المصارف إلى نفي هذه الاتهامات، ولكن هذا الاشتباك يؤشّر لنية ضرب الانتظام المالي اللبناني لتأمين جو ينسجم مع مناخ العقوبات القادم على لبنان، والذي سيفرض حصارا شديدا على جمهور حزب الله، وعلى أيّ شخص أو مؤسسة تتبع له. يحاول حزب الله مواجهة المناخ التصعيدي ضده بتفعيل الدعوات إلى عقد مؤتمر تأسيسي يتضمن إعادة هيكلة كل النظام اللبناني بما فيه إعادة هيكلة السياسة المالية، وقد برز هذا الاتجاه واضحا في مواقفه التي تكشف عن رغبة في تغيير حاكم مصرف لبنان رياضة سلامة.

أولوية مصالح حزب الله

يؤكد النائب عن حزب الكتائب فادي الهبر أن “الدعوات إلى عقد مؤتمر تأسيسي ليست واردة عند معظم الكتل النيابية ومن يطرحها هو محور المقاومة الذي يتزعمه حزب الله، والرد على هذا المشروع يمكن أن يأتي عبر عقد طاولة حوار تتألف من رؤساء الكتل النيابية الذين يزيد عدد النواب في كتلتهم عن أربعة نواب ومن رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين”. ويلفت الهبر إلى أن تأثير وجود حزب الله في سوريا “يطال كل الوضع الاقتصادي والاجتماعي ووضع سلسلة الرتب والرواتب وموازنة الدولة والاقتصاد بشكل عام”، مشيرا إلى أن “القوى السياسية اللبنانية تعيش حاليا حالة من الحرب الباردة تحت عنوان قانون الانتخاب لأنّ من يفرض قانون انتخاب يناسبه سيحكم البلد خلال الفترة القادمة، لذا فإن الانتظار هو سيد المرحلة”. حزب الله يحاول مواجهة المناخ التصعيدي ضده بتفعيل الدعوات إلى عقد مؤتمر تأسيسي يتضمن إعادة هيكلة كل النظام اللبناني

ومن الممكن أن يفرز هذا الانتظار وفق الهبر “مجموعة من التسويات كما جرى مع انتهاء الشغور الرئاسي، ولكن من المؤكد أن هناك سلسلة من الاتفاقات والصفقات تجريها مختلف القوى السياسية تحت سقف أولوية مصالح حزب الله”.

ويعرض الهبر لمسألة الخطر المتوقع على الاقتصاد اللبناني عموما والقطاع المصرفي خصوصا جراء العقوبات الأميركية.

ويقول “وضع مصرف لبنان هو وضع عالمي، والاستقرار المالي لا يزال قائما حتى هذه اللحظة بفضل الإجراءات التي يقوم بها رياض سلامة في انتظار نضوج ظروف استخراج النفط وانتعاش الدورة الاقتصادية، من هنا فإن الخطر الذي تمثله العقوبات الدولية من شأنه التأثير سلبا على كل اللبنانيين وتخريب بنية الاقتصاد وخلق حالة تخبط داخلي”. ويضيف “لقد تحول الاقتصاد اللبناني إلى اقتصاد مصرفي يقوم على المصارف التي يقارب حجم إيداعاتها الـ180 مليار دولار، والمصرف المركزي يشكل بالتعاون مع المصارف شبكة أمان لتخفيف أثر العجز الناتج عن خدمة الدين العام”.

ويشدد الهبر على أن حزب الله “قلق من التطورات الجديدة في سوريا لذلك يسعى إلى خلق شبكة أمان داخلية تتشكل من تيار المستقبل بشخص سعد الحريري، ومن التفاهمات التي أرساها العهد الرئاسي الجديد، ولكن لا أحد يستطيع أن يحمي الأفراد والمؤسسات التابعة للحزب من العقوبات الدولية، لأن هذا الموضوع معولم ولا قدرة للحزب على مواجهته”.

يشير مستشار رئيس الحكومة داوود الصايغ إلى أن “الحديث عن المؤتمر التأسيسي كان هامشيا في السنوات الأخيرة، ولكن التصريح الأخير لطلال أرسلان قدمه للمرة الأولى بشكل شديد الوضوح”. ويلفت إلى أن أيّ طرح لمؤتمر تأسيسي هو “طرح وهمي، لأن النظام اللبناني سبق له أن تأسس ولا يمكن أن يكون هناك نظام غيره، فهل المقصود هو إعادة كتابة دستور جديد وإعادة النظر بصيغة الوفاق الوطني وميثاق العيش المشترك”. ويشدد على أن ما يتم الحديث عنه الآن هو “زوبعة سياسية لا يمكن لها أن تنجح في لبنان، وما يطرحه البعض عن إمكانية تأسيس نظام سياسي جديد في لبنان هو بعيد عن الواقع. هذه المكونات تشكلت منذ قبل القرن التاسع عشر وفي أيام المتصرّفية، ثم عبر المناصفة ودستور الطائف، ولذا أنا أعتقد أنه مهما تكن الدوافع الحالية لطرح هذا المشروع حاليا ذات بعد سياسي أو إقليمي فإنها تبقى بعيدة عن الواقع اللبناني ولن يكتب لها النجاح”.

يلفت الصايغ إلى أن لبنان بلد يحيا على التوازنات وأنه في حال قرر أيّ طرف الاستقواء بالسلاح أو بالعدد أو بالخارج لإسقاط التوازنات فإن هذا يعني “سقوط صيغة لبنان ككل وليس فقط كنظام سياسي، ففي سنة 1920 تجسد الوفاق اللبناني في صيغة اختصرت التوافق بين المكونات المسلمة والمسيحية. وليس بإمكان أيّ طائفة أن تدّعي في الداخل اللبناني أنها الأكثرية بالنسبة إلى المجموعة، ولذلك فإن الحكمة تقضي بالحفاظ على التوازنات”.

ويرفض الصايغ المنطق الذي يقول إن العقوبات المتوقع أن تفرض على المصارف يمكن أن تبرر “المس بالنظام اللبناني الذي يتشكل من المزج ما بين الدستور والوفاق الوطني”.

لا مفر من الحصار

بين السياسة والاقتصاد

يلفت الخبير الاقتصادي غازي وزني إلى أن العقوبات المتوقع إقرارها قريبا هي “تفعيل للعقوبات الموجودة، وكانت المصارف اللبنانية قد عمدت إلى إقفال حسابات كل من تم إدراجه على هذه اللائحة. وكانت المشكلة التي وقعت بين حزب الله والمصارف في العام الماضي تعود إلى أن المصارف عمدت بسبب الخوف من العقوبات إلى إغلاق عدد من الحسابات بشكل استنسابي، فتدخل حاكم مصرف لبنان وتم التوصل إلى تسوية تقضي بحصر إغلاق الحسابات بالأشخاص والمؤسسات التي يرد ذكرها مباشرة ضمن لوائح العقوبات”. ومن المرجح أن “تتوسع لائحة العقوبات وأن يضاف إليها العديد من الأشخاص والمؤسسات ولكن الضرر ربما لا يطال حزب الله مباشرة ولكنه سيطال حتما شبكة واسعة من المؤيدين له”. ويضيف أن “حزب الله أعلن مرارا وتكرارا أنّ لا علاقة له بالقطاع المصرفي، يوجد عدد من المؤسسات التي لها علاقة بحزب الله، وكان هناك تواصل بين حاكم مصرف لبنان والإدارة الأميركية يهدف إلى توضيح مسألة كون هذه المؤسسات هي ذات إدارة لبنانية وتعمل لأهداف اقتصادية وخيرية وإنسانية وطلب عدم إدراجها على اللائحة، ولكن في حال تم إدراج أشخاص ومؤسسات وجمعيات في أيّ لائحة عقوبات جديدة فإن مصرف لبنان ملزم بتطبيقها بالكامل”. ويحذر من أن يتسبب ارتفاع وتيرة الاشتباك الأميركي الإيراني في المنطقة إلى “زيادة توظيف العقوبات كوسيلة ضغط في هذا الصراع، لأن ذلك سيتسبب في إرباك كبير في القطاع المصرفي الذي لا يستطيع إلا أن ينفّذ ما تفرضه العقوبات الأميركية، والقوى السياسية اللبنانية تتفهم هذا الواقع". ويشدد وزني على أن للمؤتمر التأسيسي “بعد سياسي ولا علاقة له بالاقتصاد”.

تهمل القراءات السياسية والاقتصادية التي تتناول موضوع المؤتمر التأسيسي مسألة مهمّة وهي أنه يمكن إنتاج صيغة مؤتمر تأسيسي انطلاقا من النظام القائم، بمعنى أن فرض هذه الصيغة لا يتطلب تدميرا للبنى القائمة، بل يمكن تغيير السياقات التي تعمل فيها وتوجيهها في اتجاه آخر.

وقد تفترض منهجية التدمير الممنهج للبنى القائمة الحفاظ على انتظامها مع تغيير تام في أهدافها. ولعل هذا البعد يفسّر سلوك حزب الله في هذه المرحلة، حيث يلاحظ أن القوى السياسية اللبنانية في مجملها باتت تحاول الحفاظ على حضورها داخل الحدود التي يحدّدها، سواء في المواقف من قانون الانتخاب أو غيرها من المواضيع الشائكة. من هنا قد يكون لبنان قد دخل عمليا في مرحلة ما بعد المؤتمر التأسيسي في الوقت الذي لا يزال فيه السياسيون يتحدثون عن مناعة النظام اللبناني وفرادته وخصوصيته واستحالة تدميره.

 

نيسان شهـــــر «الكذبة الكبيرة» أم «المعجزة المستحيلة»!؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 25 آذار 2017

قانون الإنتخاب استعاد الصدارة بعد فشل المجلس النيابي في إقرار سلسلة الرتب والرواتب

دفعت المواقف والوعود الكبيرة التي قُطعت للبنانيين من مواقع عدة الى ترقب أسابيع نيسان الأربعة وإمكان أن يتحوّل هذا الشهر من هذه السنة الأكثر تمايزاً من بين أشهرها بعدما تجمعت فيها كل الإستحقاقات الانتخابية والدستورية والإقتصادية. ولذلك تتوسع التكهنات في شأنه فهل يكون شهر «الكذبة الكبيرة» المسموح بها في أول أيامه؟ أم يتحوّل شهر «المعجزة المستحيلة»؟

عبرت البلاد مجموعة من الإستحقاقات المهمة في الأشهر التي تلت إنتهاء الشغور الرئاسي وتجاوزت المؤسسات مهلاً متعددة سياسية ودستورية وإدارية ولم يرتجف لأحدهم جفن.

فالمسؤولون في المواقع المختلفة يستندون ويراهنون على مجموعة من رجال القانون القادرين على إنتاج آراء وتفسيرات دستورية غب الطلب توفر لهم الغطاء الكافي لتجاوز كل هذه المهل والإستحقاقات من دون أن يعيروها الأهمية التي تستحق. فالبدائل موجودة والمخارج متوافرة.

من هذه النقطة بالذات يقارب عدد من الديبلوماسيين الأوضاع في بيروت فينظرون الى الإستحقاقات الكبرى بمواعيدها فلا يرون مَن يلتزمها، فيلجأون الى مَن يشرح لهم ما يسمّونه «الفرادة اللبنانية» التي تبرّر المحظور وتسمح بما يخالف القانون والدستور في إطار ما يسمونه «الديموقراطية التوافقية».

وهي نموذج لم تعشه أيّ دولة متقدمة في العالم. فلا يسجل لأحدهم انه ارتكب «دعسة ناقصة» أو تخطى حاجزاً طالما أنّ الجميع مشاركون في الجرم فيتساوون امام القانون واللبنانيين.

لا بل فهم يعزّزون اوضاعهم عندما يبرّرون لبعضهم الأخطاء والممارسات الشاذة، فيتبادلون الصفح والتفاهمات على حساب المؤسسات والأشخاص والقانون وانظمة المجتمع وآلية العيش فيه. فيبدو المستغرب والمستهجن أن يلفت أحدهم النظر الى أيّ خرق دستوري أو خطأ ثابت للعيان، فتُكال له التهم من كل حدب وصوب. على هذه القواعد الشاذة حُكِمت البلاد لعقود من الزمن سمح فيها لفئة من المسؤولين أن تؤسس لنفسها آلية عمل وخريطة طريق خارجة عن المألوف، فتتجاهل الإرتكابات حتى في ما يتصل بتوفير انبثاق أو انتقال آمن للسلطة وتداولها. فتسرع الخطى أحياناً الى المراد، وتتجاوز التطورات كثيراً من البوابات الإجبارية إذا ما اعاقت الطريق الى الأهداف المرسومة بدقة وعناية.

والمؤسف، حسب العارفين، أنّ هذه الامور لا تظهر اهميتها في حينه، وإن ظهرت عيوبها المخيفة، فبدلاً من أن يحاسب المسؤول عنها ترى مَن يقف الى جانبه للتفسير والتبرير ولتوفير المخارج. وذلك تأسيساً على ما يمتلكه البعض من صلاحيات استنسابية واستثنائية تبرّر له المحظور وتسمح بارتكاب المخالفات أيّاً كان حجمها في أجواء اقل ما يُقال فيها إنها ليست طبيعية ولا تحتمل أيّ تفسير أو تبرير آخر.

على هذه القواعد ينتظر اللبنانيون نتائج ما قُطع لهم من وعود في خلال اسبوع ونيف. قيل إنها ستحمل المخارج للمشكلات المطروحة أيّاً كانت المواقف منها وحجم الإنقسامات في شأنها. فمتى توافرت مصالح مجموعة من أهل الحكم يصبح ما يريدون مبرَّراً، وإن كان مخالفاً فهو يُدرج على لائحة الإنجازات التي تستحق التقدير. ومن هنا تُقاس الخيارات المقبلة، وتتعدد الأسئلة حول إمكان تنفيذها كلها. فالأسبوع الأخير من آذار الجاري ونيسان المقبل بات حافلاً بالمواعيد الإستثنائية التي يمكن من خلالها إقفال الملفات الأكثر صعوبة وهي التي كلفت اللبنانيين وشغلتهم لسنوات من دون أن يتمكّنوا من معالجتها فكيف يمكن عبورها في شهر كامل هذا إذا لم تنجح الرهانات على تقصير المهل.

الجميع يعرفون أنّ على النار، سعياً الى مشروع قانون جديد للإنتخابات الذي استعاد الصدارة بعد فشل المجلس النيابي في إقرار سلسلة الرتب والرواتب وعجز عن توفير المخارج الممكنة لإمرار الموازنة، فوجد مَن يبدي استعداداً دائماً لتلقّف كرة النار نيابة عن الجميع. ثمّة مَن يعتقد أنّ وراء كل هذه النظريات مجرد مواعظ، لكنّ الحقيقة تُقال إنّ الشهرالمقبل يستحق أن يكون من بين الأشهر الأكثر شهرة في السنة الجديدة.

فهو متوقع أن يشهد مجموعة من الإنجازات الموعودة. فالموازنة العامة التي أُخضعت لقراءة ما قبل النهائية تنتظر الإحالة الى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء متى تقرّر أنها ستكون في قصر بعبدا لتوقيعها وإحالتها قانوناً الى المراجع المختصة لتكون نافذةً دستورياً لحظة نشرها في الجريدة الرسمية.

وفي لائحة وعود نيسان، موعد مع البتّ بقانون الإنتخاب في مهلة أقصاها منتصفه ما يعيد إحياءَ المهل الهالكة بعد إعادة النظر فيها تمهيداً لإجراء انتخابات عادلة ومتساوية شكلاً ومضموناً. وتوازياً وعد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون نيسان أيضاً شهر سلسلة الرتب والرواتب ووسائل تمويلها.

ولا يخفى على أحد الحاجة الى توافق واسع ومفقود لعبور هذه المحطات. وعليه يعتقد المراقبون أنّ لبنان، وإن تجاوز مطبات القمة العربية نهاية هذا الشهر السياسية والديبلوماسية على مستوى إعادة ترميم علاقاته مع دول الخليج العربي خصوصاً، والعرب عموماً، فإنّ العالم سيقدّر عالياً قدرته على تحقيق الإنجازات الطموحة. ولذا ترى المصادر أنّ لبنان الرسمي إذا نجح في تسجيل هذا الموقف الموحّد في القمة العربية وترجمه في الداخل توافقاً مع الثنائي الشيعي وحزب الله منه تحديداً، فإنّ ذلك يؤشر الى احتمال ترجمة هذا التوافق في مشاريع نيسان المقبل مهما كان حجمها، وإلّا فالعكس صحيح ومحتمل.

وعندها يمكن القول إنّ نيسان سيكون شهر الإنجازت المنتظرة في السلسلة والموازنة وقانون الإنتخاب بدلاً من أن يعيد اللبنانيون ذكرى يومه الأول في كل استحقاق لبناني فيكون شهر «الكذبة الكبيرة» التي تنعى احتمال بناء دولة تمهيداً لإستعادة وطن.

 

محاولة أخيرة لتعطيل «نسبية» حزب الله؟

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 25 آذار 2017

باسيل سائر على قاعدة تحييد رئيس الجمهورية عن النقاش الانتخابي

تُخاض آخر محاولات إسقاط النسبية على جبهات عدة لكن ليست كلها على جانب من التضامن القادر على وقف اندفاعة «حزب الله» لفرض هذه الصيغة الانتخابية.

المحاولة الأولى تجرى داخل البيت العوني نفسه، الذي يشهد توزيعاً للأدوار غير خاف على «حزب الله»، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤيّد للنسبية من موقعه كـ«بي الكل» وكمطالب بها قبل أن يُنتخب رئيساً للجمهورية، وبين «التيار الوطني الحر» الذي يمثله الوزير جبران باسيل الذي يرى في «نسبية حزب الله» تقزيماً لنواب المسيحيين المنتخبين من المسيحيين الى عدد متواضع لا يتخطّى الـ 43 نائباً، فيما يؤمّن قانونه الانتخابي الأخير ما يفوق الـ 55 نائباً.

توزيع الأدوار هذا لا يسري على أيّ طرف آخر من محاوري «التيار الوطني الحر» في قانون الانتخاب، لكنّ باسيل سائر فيه على قاعدة تحييد رئيس الجمهورية عن النقاش الانتخابي، وتظهير موقف التيار منفصلاً عن مبدئيات الرئيس، لكن ما يحصل منذ ايام أنّ «حزب الله» يكاد يشدد طوقه على توزيع الأدوار، ليضع باسيل امام خيار الوضوح، خصوصاً أنّ الحزب استطاع أن ينال موقفاً مبدئياً، ولو مشروطاً، من الرئيس سعد الحريري، بقبول النسبية.

المحاولة الثانية تجري مع الحريري الذي عرف مكانته والحاجة اليه لمنع «حزب الله» من فرض النسبية الكاملة، لدى الثنائي المسيحي فتدلّل. آخر ما تعهد به الحريري للثنائي المسيحي وخصوصاً لـ«القوات اللبنانية»، أن يرهن موافقته على النسبية بثلاثة مطالب: الأول، يتمثل في اشتراط إنشاء مجلس الشيوخ بالتزامن مع إقرار القانون النسبي. والثاني اشتراط موافقة الثنائي المسيحي على القانون قبل إعطاء موافقته.

والثالث اشتراط التصويت التفضيلي على أساس أن يعطيه الناخب لمرشح القضاء الذي ينتمي اليه. وعن الشرط الأخير يفترض العارفون أنّ لرئيس الحكومة مصلحة فيه لضمان انتخاب أعضاء أساسيين في كتلته في أقضية كصيدا وغيرها.

يراهن المتضررون من النسبية على عدم انفراط عقد مسبحة المعترضين، وعلى رأس هؤلاء باسيل الذي إن وافق على النسبية تحت ضغط «حزب الله»، فسيؤثر موقفه على موقف الحريري، لأنّ هذا الموقف سيعني أنّ الثنائي المسيحي لم يعد موجوداً موقفاً واحداً معارضاً للنسبية، وستبقى «القوات اللبنانية» وحيدة ولن تستطيع أن تقف في وجه مشروع القانون، وتراهن «القوات» على ثلاثي «التيار»ـ «القوات»ـ «المستقبل»، وعلى اختباء النائب وليد جنبلاط خلف هذا الثلاثي لتعطيل مشروع النسبية الكاملة، لكنّ هذا الرهان لم يعد مضموناً بعدما أعلن «حزب الله» علناً على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله أنّ اللعب على حافة الهاوية في قانون الانتخاب بات خطيراً، وهي رسالة الى التيار أولاً قبل أن تكون للحريري أو غيره من القوى السياسية.

ومع اقتراب السقف الزمني للتمديد لمجلس النواب الذي حدده الرئيس نبيه برّي في 17 نيسان المقبل، بات من الواضح أنّ «حزب الله» يضع الجميع أمام خيار وحيد إذا ما كانت هناك نية لإجراء الانتخابات وهو خيار النسبية، وإلّا فإنّ التمديد للمجلس سيصبح حتمياً مع ما يعنيه ذلك لعهد عون الذي سيبدو كأنه في طور النهاية وليس البداية، هذا التمديد الذي ليس سوى اسلوب مكرّر اعتمده الحزب لتعطيل انتخاب الرئيس، لكي يُنتخب عون.

أما في ما يتعلق بقانون الانتخاب، فيعتمد الأسلوب نفسه في تعطيل ولادة أيّ قانون حتى الوصول الى النسبية، تحت طائلة التمديد المتكرّر إن دعت الضرورة، هذا التمديد الذي سيبدأ بستة اشهر، وسيكون مرشحاً للتكرار، إلّا إذا رضخ الجميع ووافقوا على القانون النسبي، ويبقى الجواب حول القبول او عدم القبول بالقانون النسبي، لدى عون الذي يريد منه «حزب الله» الموافقة، لأنها تعني عملياً ولادة القانون النسبي، الذي سيغيّر في خريطة القوى جذرياً.

 

إلى أين يقود الحوار السنّي - الشيعي الوحيد بين "حزب الله" و"المستقبل" في منطقة مشتعلة؟

 سابين عويس/النهار/25 آذار 2017

يتدرج موقف "تيار المستقبل" في شكل لافت من الرفض المطلق للنسبية في قانون الانتخاب العتيد إلى السير إيجاباً به. وقد بدأت عملية التظهير العلني لهذا الموقف في الأوساط "المستقبلية"، مع بدء العد العكسي للمهلة التي وضعها رئيس المجلس لموعد إنجاز القانون الجديد خلال أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير.

لم يأت هذا التدرج من فراغ، أو وليد معطيات استجدت في ربع الساعة الأخير، أو نتيجة نقاشات في سياق الإعداد لإنتاج قانون جديد فحسب. فالسبب الأول الذي يقول "مستقبليون" إنه يدفع تيارهم إلى القبول بهذا الأمر، هو الخوف من الفراغ في مؤسسة دستورية. وهو ما دفعهم إلى درس محاذير النسبية ومخاطرها على الحضور التمثيلي الوازن للتيار في البرلمان.

هو الخوف عينه الذي يلتقي فيه "المستقبل" مع "حزب الله". لم يبرز هذا الشعور سابقا عند شغور سدة الرئاسة الاولى لأن الوضع هنا يختلف وله علاقة بالأحجام والأوزان قبل أن تكون علاقته بالتشريع. لكنه بدا واضحا في البيان الاخير للحوار الثنائي بين "المستقبل" والثنائي الشيعي قبل أيام. إذ رفض "الفراغ في المجلس لما له من تداعيات خطيرة على الاوضاع"، داعيا "كل القوى الى استمرار التشاور للوصول الى قانون جديد".

كان لافتا كذلك تطرق الحوار الى "الملفات المالية والمعيشية وضرورة مشاركة القوى السياسية والاجتماعية في نقاش هادئ وموضوعي للوصول الى حلول تجنّب ذوي الدخل المحدود اي اضرار، وتساعد على قيام الدولة بواجباتها المالية"، وهو ما طرح سؤالا محوريا عما آلت اليه طاولة الحوار الثنائي من تدرج أيضا في الاهتمام الذي انحصر لفترة طويلة في الشق الأمني. وهو أمر يستدعي التوقف ملياً عند حيثياته خصوصا في غياب طاولة الحوار الوطني، واستمرار انعقاد الحوار الثنائي بقطع النظر عن النار المشتعلة في المحيط وعن مواقف فريقيه الحادة والمتباينة إلى حد المواجهة، كمسألة انخراط الحزب في سوريا خصوصا وفي المنطقة عموما. وهذه ليست إلا عينة من المسائل الخلافية التي تبعد "المستقبل" عن الحزب جذريا، لكنها لا تمنعه من الجلوس معه الى الطاولة، حتى لو بقي السلاح، الموضوع الأساسي، خارج إطار البحث، إنطلاقا من اتفاق مسبق بين الطرفين يقضي بإبقاء الملفات الخلافية الجوهرية خارج نطاق البحث.

منذ انطلاقته في أولى جلساته في نهاية كانون الاول 2014، كان جدول أعمال الحوار واضحا من حيث بنود البحث، المنطلقة أساسا من إقليم مشتعل بنار الفتنة المذهبية والإرهاب والتمدد الأصولي، متوجاً بصراع مذهبي قاتل بين الراعيين السعودي والايراني للملف اللبناني. خمس نقاطٍ شكلت محور الحوار: تنفيس الاحتقان المذهبي ومكافحة الإرهاب التكفيري والانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية.

هكذا أعلن المتحاورون جدول أعمالهم، وهكذا عالجوا ملفاتهم على مدى 41 جولة متقطعة كانت آخرها قبل أيام قليلة.

أولى الجلسات شددت على أن هذا الحوار "لا يهدف الى تشكيل اصطفاف سياسي جديد على الساحة الداخلية، وليس في مواجهة أحد، أو للضغط على موقف أي من القوى السياسية في الاستحقاقات الدستورية، بل هو من العوامل المساعدة لاتفاق اللبنانيين في ما بينهم". لكن هذه التطمينات لم تلغ الشكوك في الوسط السياسي من جدوى هذا الحوار ونتائجه، ما دام لن يلامس الملفات الخلافية الاساسية، بل على العكس هو يطبّعها، بما يجعلها قائمة ودائمة ومستحقة عند كل مفصل أو محطة.

لكن الحوار نجح في مكان ما في سحب فتيل التفجير والفتنة على مستوى الشارع السني - الشيعي في أصعب الظروف وأحلكها. وهو نجح حيث فشلت دول إقليمية أخرى حتى تحت وطأة النيران المشتعلة، وفي خضم الصراع السعودي – الايراني، حتى بدا أن مسألة تحييد لبنان عن هذا الصراع ليست قرارا محليا، بل إقليمي بمظلة ورعاية دوليتين.

ورغم الاهتزاز الذي كان يتعرض له هذا الحوار في محطات عدة سياسية في أغلبها، على خلفيات مواقف نارية للأمين العام للحزب أو لزعيم "المستقبل"، أو بسبب تطورات امنية او عسكرية داخلية، لم يبلغ هذا الاهتزاز حد التفلت من الضوابط التي وضعها الفريقان سقفا وخطا أحمر يحظر تجاوزهما، تحت أي ذريعة أو سبب محلي.

هي نتائج ثلاث يمكن استخلاصها من جدوى الحوار واستمراريته:

- فهو حافظ اولا على التواصل بين فريقين يتنازعان على البقاء والسيطرة، من دون أن ينجح في إحداث خرق يحقق تقدما في المقاربة السياسية للملفات الشائكة.

- نجح ثانيا في تنفيس الاحتقان وتحصين السلم الاهلي ووأد الفتنة المذهبية التي تهدد البلاد وسلمه.

- ثالثا، ما استمراره إلا تأكيد لمتانة القرار السياسي لدى طرفيه بالمضي فيه، من دون أن يرقى هذا القرار بعد إلى مستوى لقاء يجمع الحريري بنصرالله. وهو أمر أشار اليه الحريري أخيرا من القاهرة عندما قال إن الظروف غير ملائمة لعقد مثل هذا اللقاء، من دون ان يغفل الاشارة إلى استمرار الحوار، وإن بزخم أقل، عازيا الأمر الى الاجتماعات في إطار مجلس الوزراء، مع تجديد تأكيده ثوابت تياره من رفض السلاح خارج مؤسسات الدولة أو التدخل العسكري في سوريا.

لكن ما بات يجمع الحريري بالحزب على ما يقول، هو المشاركة ضمن الحكومة والإجماع على رفض الفتنة المذهبية بين السنّة والشيعة، والبحث عن حلول للمسائل والمشكلات الأخرى، وبات أهمها اليوم قانون الانتخاب!

 

قانون الانتخاب: القديم على قدمه؟

علي حماده/النهار/25 آذار 2017

أما وقد أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق بصراحته المعهودة أننا دخلنا مرحلة "التمديد التقني" لمجلس النواب الحالي، وذلك لسقوط المهلة المحددة لدعوة الهيئات الانتخابية (٢٠ آذار ٢٠١٧) وبالتالي استحالة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في القانون، فقد حان الوقت للتفكير مليا في الخيارات المتاحة أمامنا. فالانتخابات ما عادت ممكنة، أقله قبل شهري أيلول أو تشرين الأول المقبلين. وثمة حديث جدي ومسؤول يفيد أن لا انتخابات قبل أيار ٢٠١٨، اذا ما تم الاتفاق على قانون انتخاب جديد يقبل به أطراف المعادلة السياسية اللبنانية.

ما هي الخيارات المتاحة الآن؟

أولا: الاتفاق بسرعة (خلال شهر او شهرين) على قانون انتخاب جديد، مما سيحقق انفراجا سياسيا، ويفتح الباب امام عودة الانتظام الى المؤسسات بشكل طبيعي. لكن الكل يعلم أن أي قانون جديد، أكان نسبيا بالكامل، أم مختلطا، لن يكون في المقدور تطبيقه على أرض الواقع إلا بعد مرور مرحلة زمنية معقولة (ستة أشهر الى سنة) يصار خلالها الى تدريب الكادرات والموظفين المعنيين بالعملية الانتخابية، والأهم الى توعية المواطنين من خلال برنامج متكامل من اجل ان يفهموا ماهية قانون انتخابي معقد نوعا ما، قائم على نسبية كاملة او جزئية سيطبق للمرة الاولى منذ ولادة الجمهورية اللبنانية سنة ١٩٢٦. وفي مطلق الأحوال، نحن أمام تمديد تحت مسمى "التمديد التقني".

ثانيا: أن لا يتوصل المعنيون الاساسيون الى اتفاق على قانون للانتخاب، ويبقى الحال على ما هو، فنكون اقتربنا من خط الفراغ على مستوى السلطة التشريعية. وهنا يبدو أن معظم القوى السياسية (باستثناء موقف رئيس الجمهورية المبهم) تقر بأن التمديد لمجلس النواب لمدة سنة مع الإعلان عن التزام مواصلة الجهود لاستيلاد قانون انتخاب جديد هو الحل الأوحد الممكن.

ثالثا: أن يقترن الفشل في التوصل الى قانون انتخاب جديد بفشل في الاتفاق على التمديد لمجلس النواب، فندخل مرحلة فراغ خطيرة، تتجاوز بخطورتها تبعات الفراغ الرئاسي الذي مر به لبنان. وربما كان السيناريو المشار إليه مدخلا لطرح فكرة عقد مؤتمر تأسيسي لتغيير النظام الحالي!

رابعا: أن يستمر الفشل في التوصل الى اتفاق على قانون انتخاب جديد حتى عودة الروح الى قانون الستين، وخصوصا بعدما لمس بعض الاطراف المسيحيين ان قانونا قائما على النسبية الشاملة يمكن ان يلقى تأييدا من قوى اسلامية وازنة، مما يشكل خطرا مستقبليا على مبدأ المناصفة، وخصوصا بعد التمليحات التي تصدر من هنا وهناك الى الواقع الديموغرافي للمسيحيين.

بالعودة الى كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الاخير حول ما يشاع بالنسبة الى قرب ولادة قانون انتخاب، فهو على عكس ما يصرح به رئيس الحكومة سعد الحريري لا يرى ان قانونا جديدا للانتخاب بات على وشك الولادة. ويقيننا أن وزير الداخلية يعكس الصورة الواقعية، في حين أن الرئيس الحريري يقود مناورة سياسية في مواجهة مناورات بقية الأطراف حول الطاولة. في مطلق الأحوال، عليهم ألاّ يستعجلوا تقبل التعازي به. فقد يعود!

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

القمة العربية وإزالة «عقبات» التضامن مع لبنان

ثريا شاهين/المستقبل/25 آذار/17

تتجه الأنظار إلى النتائج التي ستحملها مقررات القمة العربية التي ستنعقد على مستوى القادة العرب في ٢٩ آذار الجاري في الأردن. فالمقررات الرسمية التي سيتضمنها «إعلان العقبة» مكان إنعقاد القمة، لها أهميتها وصداها في مجال التضامن العربي حيال القضايا المطروحة للبحث. كما أن المواضيع التي سيناقشها القادة على هامش القمة من خلال القمم الثنائية والثلاثية التي يُتوقع أن تعقد، ستتضمّن الوضع العربي الدقيق في ضوء الأزمة السورية، فضلاً عن أزمات كل من العراق واليمن وليبيا، ثم الصراع العربي - الإسرائيلي الذي لم يجد طريقاً للحل على الرغم من كل المبادرات والمساعي.

القمة ستبدأ اعمالها اليوم الجمعة 24 آذار على مستوى المندوبين للمجلس الإقتصادي والإجتماعي، يعقبها

اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية غداً السبت، وبعد غدٍ الأحد ينعقد المجلس الإقتصادي

والإجتماعي على المستوى الوزاري، وتنعقد القمة يوم الإثنين في ٢٧ آذار على مستوى وزراء الخارجية، ويصل القادة العرب إلى العقبة يوم الثلثاء ٢٨ آذار. ويُقرّ الإجتماع الوزاري التحضيري للقمة، ما اتفق حوله

المندوبون، ويرفع ذلك إلى القمة لكي يتضمنه «إعلان العقبة».

وتفيد مصادر ديبلوماسية، أنه في الدورة ١٤٧ للجامعة سجلت ليونة في الموقف العربي حيال لبنان، وهذا ما يجسد نوايا إيجابية. انما في القمة يُنتظر أن تترجم النوايا إلى أفعال، وأن تتضمن مقررات القمة على الورق مشروع القرار اللبناني الذي يعرض تحت فقرة التضامن مع الجمهورية اللبنانية.

وإذا حصل ذلك فيعني وجود تضامن مع لبنان فعلي وعلى الورق، وأن هناك توقفاً عن النأي عن التضامن مع لبنان. وتفيد المصادر، أن هناك رغبة عربية بتخفيف التشدد حيال لبنان تدريجياً، وبدء تضامن تدريجي معه.

هناك مناشدات عربية لحصول لحمة عربية أكبر، وإن تخفف الدول انقساماتها. ويتضمن مشروع القرار اللبناني جملة مواقف ستدعمها القمة، ابرزها الترحيب بإنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية كخطوة حاسمة لضمان قدرة لبنان على مواجهة التحديات السياسية والامنية والإقتصادية والإجتماعية الضاغطة، والتغلب عليها وضمان حسن سير العمل الدستوري في المؤسسات اللبنانية، والترحيب بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري، وتجديد التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والإقتصادي له ولحكومته ولكافة مؤسساته الدستورية بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن وإستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه وتأكيد حق اللبنانيين في تحرير أو إسترجاع اراضيه...

ويطالب المشروع إسرائيل بالوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الإستيطانية... وتنفيذ قرارَي مجلس الأمن ٤٦٥ و ٤٩٧ اللذين يؤكدان على عدم شرعية الإستيطان... والإشادة بقرارات ومواقف الإتحاد الأوروبي التي تدين الإستيطان... وإدانة جرائم الإرهاب ضد الفلسطينيين... وإدانة الممارسات الإسرائيلية في إستخدام الأرض الفلسطينية المحتلة كمكان للتخلص من النفايات الصلبة....

ويتضمن أيضاً مشروع القرار اللبناني، دعم المؤسسات الدستورية اللبنانية في تعزيز حضور لبنان العربي ودعم مؤسساته الدستورية في المضي بالإلتزام بأحكام الدستور لجهة رفض التوطين والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم... والتأكيد على حرص الحكومة اللبنانية على إحترام قرارات الشرعية الدولية وعلى جلاء الحقيقة وتبيانها في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري...

فضلاً عن ذلك، الترحيب بما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية من تأكيد على وحدة موقف الشعب اللبناني، وتمسكه بسلمه الأهلي الذي يبقيه بمنأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة والتزامه إحترام ميثاق جامعة الدول العربية، وبشكل خاص المادة الثامنة منه مع إعتماد لبنان لسياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا، وإحترام القانون الدولي. ثم التأكيد على ضرورة مؤازرة ودعم لبنان في الجهود التي يبذلها... حيال موضوع اللاجئين السوريين، وتقاسم الأعباء والأعداد معه، ووقف تزايدها، والتشديد على أن يكون وجودهم موقتاً في ظل رفض لبنان لأي شكل من أشكال اندماجهم أو ادماجهم في المجتمعات المضيفة، وحرصه على أن تكون هذه المسألة مطروحة على رأس قائمة الإقتراحات والحلول للأزمة السورية، والسعي بكل ما أمكن لتأمين عودتهم الآمنة إلى بلدهم في أسرع وقت ممكن.

فضلاً عن دعم لبنان في مطالبته المجتمع الدولي تنفيذ القرار ١٧٠١، المبني على القرارين ٤٢٥ و ٤٢٦. والإشادة بالدور الوطني الذي يقوم به الجيش والقوى الأمنية في صون الإستقرار والسلم الأهلي... وتثمين التضحيات التي يقوم بها الجيش لمكافحة الإرهاب... وإدانة كل الأعمال الإرهابية التي طالت عدداً من المناطق...ومن بين أبرز القضايا على جدول أعمال القمة الوضع في سوريا، حيث يُتوقع أن يؤيد العرب الحل السياسي وفقاً لوثيقة جنيف ومساعي الأمم المتحدة في هذا المجال. كذلك تناقش القمة أوضاع كل من اليمن والعراق وليبيا ومواضيع الصراع العربي - الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.

 

اي جبران باسيل سوف يزور مدينة صيدا غداً الاحد..؟؟

حسان القطب/مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات/25 آذار/17

غداً الاحد سوف يزور مدينة صيدا وزير خارجية لبنان السيد جبران باسيل.. الزيارة سوف تتم بصفته رئيس التيار الوطني الحر.. وكما اعلن احد مسؤولي التيار فإن هدف الزيارة هو تعزيز العيش المشترك والتقارب بين الطوائف اللبنانية وتعزيز السلم الاهلي بين المكونات اللبنانية المتعددة والمتنوعة..لذلك سوف يبدا الوزير باسيل جولته بزيارة دار الافتاء في صيدا للقاء مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان... عندما يكون عنوان الزيارة تعزيز العيش المشترك والسلم الاهلي فهذا معناه ان هذا شعار مرحلة ونهج يتبناه رئيس هذا التيار كما اعضاء تياره، لضمان استقرار لبنان في المدى المنظور والبعيد وليس تصريحاً او اداءً آنياً فقط..او لزوم انجاح الزيارة..؟؟ ثم ان رئيس هذا التيار هو وزير خارجية دولة لبنان مما يعني انه مسؤول عن تقديم افضل صورة عن لبنان .. سواء عن واقعه الداخلي او في شرح سياساته الخارجية في لقاءاته وزياراته وتصريحاته التي يتم تغطيتها اعلامياً بشكل واسع.. ؟؟ وهنا لا بد لنا من العودة الى بعض التصريحات التي تتناقض مع طبيعة زيارته او بالاحرى تنفي عنها المصداقية والواقعية بشكل كامل.. اذ ان ما قراناه يوضح لنا ان فكر وزير خارجيتنا ورئيس التيار مناقض تماماً لعنوان الزيارة وهدفها الا اذا ....

في تصريحٍ نشرته منذ ايام جريدة الراي.. أعلن وزير خارجية لبنان جبران باسيل ان اللبنانيين يحاربون تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) منذ مئة عام، أي منذ ما قبل قيام دولة لبنان. وفي ندوة في «معهد وودرو ولسن» في العاصمة الاميركية أول ، قال باسيل ان «داعش عقيدة موجودة منذ وقت طويل، وان بسببها هاجر ثلث اللبنانيين الى بلاد الاغتراب في الولايات المتحدة وحول العالم، وقضى الثلث الثاني تحت حصار الحلفاء في الحرب العالمية الاولى. اما الثلث الاخير من اللبنانيين، فهم الذين بقوا في لبنان ومازالوا يحاربون داعش حتى اليوم. لقد واجهنا داعش عبر تاريخنا، لذلك نحن حلفاء طبيعيون في الحرب ضده».

لو يشرح لنا باسيل خلال زيارته الى مدينة صيدا عن طبيعة هذا الصراع الذي بدأ منذ مئة عام ولا يزال قائماً...؟؟؟ اذا كان هذا الصراع الان هو مع تنظيم داعش، فمع من كانت بدايته قبل قرنٍ من الزمن..؟؟؟؟

وفي المقابلة عينها امتدح باسيل نموذج «التعايش» و«التعددية» بين «الاديان الثمانية عشر» المشكلة للبنان، الا انه اعتبر ان الحل في سورية يقضي «ببقاء سورية موحدة وعلمانية»، معتبرا ان «اي بديل سيكون التطرف الذي نراه اليوم».

لماذا وكيف يريد باسيل تطبيق العلمانية في سوريا ويصر على المناصفة في لبنان..؟؟؟ وفي الوقت عينه يؤكد على دور المسيحيين في لبنان والشرق...اذ في تصريحٍ نشرته - الوكالة الوطنية للإعلام يناقض مطالبته بالعمانية في سوريا....؟؟؟ قال جبران باسيل: المسيحيون هم الأصل والفصل والوصل في المنطقة وذلك في مؤتمر مسيحيي الشرق .. قال وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، في مؤتمر "مسيحيي الشرق" في تصريحات مثيرة للجدل إن "المسيحيين الأصل والوصل والفصل في منطقتنا، لأننا رسالة في هذا البلد، والرسل في هذه المنطقة، ونحمل في عمق ديانتنا مفاهيم تمثل كل المؤمنين في العالم". وأضاف في التصريحات التي نقلتها الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام (رسمية) أنه "برحيلنا لا نهجر المنطقة بل الرسالة، ونجفف منبع الرسل قدرنا الصليب، وخيارنا طريق الجلجلة". جاء ذلك في كلمة له أمام مؤتمر المسيحيين المشرقيين، في جامعة اللويزة في لبنان، حيث أضاف: "أن هذه المنطقة وهذا البلد (أي لبنان) لا يعنيان شيئا من التنوع من دوننا، ولأنه بغيابنا سيكون هناك أحادية وظلامية تنتقل من هذه المنطقة وتتمدد إلى العالم، فتحاربنا وتلاحقنا وتحاول قطع نسلنا أينما كنا". وأشار إلى أن المسيحيين: "يحملون رسالة وجدان ووجود، فنحن نشع بالطاقة الإيجابية في كينونتنا، فالمبادئ المسيحية تقوم على دور الفرد والجماعة في شهادة لأعمال مبنية على تعاليم السيد المسيح". وقال: "لن نرضى في ظل ما نعايشه باختزال دورنا والاعتداء على حقوقنا، فإيماننا هو الذي يدفعنا إلى أن نقوِّم القيامة بسبب ما نراه من استهتار واستخفاف بوجودنا في الشرق وفي لبنان، وفي مؤسساته الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية". وتابع بأن " الانتماءات المنغلقة على بعضها تهدد المشرق بتمزيقه". وختم باسيل بالقول: "نقاوم بالسياسة وبكل ما هو مشروع، ولن يغلبنا أحد، ولن يكتب لنا السقوط، لأن السقوط لغير المؤمنين. ونحن مؤتمنون على دورنا ورسالتنا في لبنان، بلد التعددية ومنارة الحريات في شرق أوسط تمزقه كراهية النصرة وإجرام داعش، ومن يقف وراءهم ممن لا حول لهم ولا دين. أما الحول والقوة فهي من الله للمشرقيين الأصيلين، مسلمين ومسيحيين"، على حد قوله...

كذلك قال باسيل: «كل العدالة الدولية هي موضع مساءلة… ما دور محكمة الجنايات الدولية؟ نحن لسنا موقعين على الانضمام اليها لكننا ابلغنا المدعي العام الدولي عما جرى في الموصل (تهجير داعش للأقليات)، ولم نر اي رد فعل....؟؟(أ.ه).. هذا كلام صحيح.. العدالة الدولية موضع تساؤل وخاصةً فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني...وغيره من الملفات.. ولكن اهتمام باسيل بتهجير الاقليات من الموصل يجب ان لا يمنعه من استنكار وادانة ورفض تهجير سكان القرى والبلدات والمدن السورية على يد حليفه حزب الله وايران.. وروسيا والنظام السوري غير العلماني.. إن تهجير الاقليات مرفوض بالتأكيد وكذلك تهجير الاكثرية.. والا دخلنا في صراع بين الاكثرية والاقلية...؟؟

وأَعْلَنَ باسيل بما يختص تدخلات “حزب الله” الخارجية، انه “وزير خارجية لبنان ولا يتكلم باسم الحزب، هناك إجماع لبناني على دور المقاومة وحزب الله في مقاومة العدو الاسرائيلي والدفاع عن لبنان...

اين راى ولمس جبران باسيل هذا الاجماع اللبناني على دور حزب الله... وهو حزب متهم بالارهاب في الولايات المتحدة وبعض اوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي ومتهم بقتل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري الذي يزور مدينته غداً الاحد 26/3/2017.. ويشارك في قتل وتهجير الشعب السوري والعراقي واليمني ويهدد دولة البحرين المملكة العربية السعودية..؟؟؟ وغيرها من الدول..!! ومنذ ايام اعتقل المغرب احد اهم مستثمري حزب الله قاسم تاج الدين بتهمة تبييض الاموال وتمويل الارهاب بموجب مذكرة اعتقال صادرة عن منظمة الانتربول التي يراسها لبناني هو الوزير السابق الياس المر....كما من الضروري بان نذكر باسيل بان ما جرى في السابع من آيار / مايو من عام 2008، كانت وصمة عار على جبين لبنان وحزب الله ومن ايده.. وأظن ان تياره كان من المؤيدين واشار نصرالله حينها الى انه يوم مجيد وان السلاح يحمي السلاح...؟؟؟ فأين راي باسيل الاجماع اللبناني على سلاح ودور حزب الله في لبنان من قبل اللبنانيين.؟؟؟؟

نشرت جريدة الاخبار.. حوار اجراه وفيق قانصوه..مع الوزير جبران باسيل ورد فيه...

جبران باسيل: مستعدّون لفرط النظام.. الشراكة «مش زابطة» وإذا كانت الفيدرالية تبقينا أحياء... فلتكن.. نحن في صدد الدخول في كل بنية الدولة لإعادة النظر فيها ... أكّد وزير الخارجية جبران باسيل أن «النظام الذي يفرّط بنا مستعدون لفرطه لأنهم لا يطبّقونه ولا يقبلوننا فيه». وقال في حوار مع «الأخبار»: «عندما تضعني بين خيارين سأختار ما يبقيني حياً. وإذا أرادوا حشرنا للاختيار بين دورنا ووجودنا وكرامتنا وبين الفيدرالية سنكون معها بالطبع». وشدّد على أن اختزال رئاستي الجمهورية والحكومة في شخص رئيس الوزراء «مسألة حياة أو موت بالنسبة الينا»، محذراً من أن «تيار المستقبل يريد أخذ البلد الى قواعد جديدة للعبة وهناك من يدفشه الى هذا الخطأ المميت»

الى أين أنتم ذاهبون؟

ذاهبون الى ما يبقينا في الدولة. سوء التصرف وصل الى مستوى بتنا نشعر معه بأننا، كمسيحيين، غير مرغوب فينا إلا إذا كنا مطواعين كما في مرحلة التسعينيات حتى 2005، وإلا فإن البلد يمشي من دوننا. هذا هو مستوى المواجهة حالياً.

أليس في هذا المنطق فوقية على المسيحيين العرب؟

ميزة لبنان أن مسيحيي المنطقة كانوا يستمدون بقاءهم من مسيحيي لبنان. حصل سوء تقدير كبير لأهمية الحفاظ على المسيحيين في الشرق. والآن، هناك سوء تقدير لأهمية الدور المسيحي في لبنان. هذا يأخذ البلد الى انفجار أكبر طابعه ليس فقط سنياً ــــ شيعياً، بل أيضاً مسيحي ــــ إسلامي. هناك سوء تقدير كبير للضرر الذي سيلحق بالجميع.... (أ.ه)

لن نتوسع اكثر في الاستدلال والاستنتاج، والوصول الى خلاصات مفادها ان جبران باسيل لا يمكن ان يمثل الحضور المسيحي بوعي وصدق ومسؤولية.. وان مواقفه وبياناته وتصريحاته تجعل منه ومن فريقه جزء من تحالف الاقليات الى جانب ايران وميليشياتها .. وان اتهامه الاكثرية العربية بانها داعشية الهوى والانتماء وانه يقاتل منذ مئة عام هذا الفكر والتوجه والسلوك.. كلام لا يبشر بخير ولا يزرع الثقة المطلوبة.. وانه اذا استمر في اطلاق مواقفه هذه فسوف يزيد من هوة التباعد بين المكونات الدينية اللبنانية وبين لبنان ومحيطه العربي والاسلامي وحتى الدولي..؟ ما على باسيل وتياره سوى ان يحسم امره ويحدد خياراته..؟؟؟ ويوحد تصريحاته.؟؟؟ حتى تتغير هذه الصورة.؟؟؟ والا فإنه يكون من حقنا ان نتساءل عن اية شخصية سوف يتقمصها جبران باسيل خلال زيارته لمدينة صيدا ..؟؟

 

الإخوان حصان طروادة في لندن

أسعد البصري/العرب/26 آذار/17

عام 2011 ذهبت للصلاة في مسجد يقع في أغلى منطقة بمدينة تورونتو قرب جامعة رايرسون. الشيخ قال لي إنه يطرد المتبرعين ويقول لهم لا نحتاج إلى مال “تبرّعوا لمسجد آخر”. يقول البارحة اتصل به تاجر خليجي ليتبرع بمبلغ كبير والشيخ الصومالي يدّعي بأن المال كثير وأكثر من قدرته على إدارته.

ورغم أن المسجد “سلفي” في الظاهر لكن مكتبته مليئة بمؤلفات سيد قطب وحسن البنّا والإخوان عموما. صلاة العشاء كانت جماعة والشيخ الشاب تقدم الصفوف وقرأ وصلى ثم أخذ بالدعاء لـ إخواننا” في ليبيا و”إخواننا” في مصر و”إخواننا” في تونس. المسجد حركة سياسية وليس مجرد صلاة روحية.

ثم أين هي الحدود الفاصلة بين الإسلام السياسي الإخواني والسلفي والقاعدة وداعش؟ المسلم يدخل المسجد بصفته مسلما وكل شيء يحدث داخل المسجد بإشراف من الإخوان. تناولت كتابا لسيد قطب فقال لي الشيخ أرجوك دعك من هذا الكتاب الآن، أولا دعني أتعرف عليك وأعطيك كتبا في العقائد والمبادئ. وحين سألني على أيّ مذهب أنت؟ قلت الإمام مالك ففتح مكتبه وأعطاني فقه الإمام مالك.قال الشيخ أولا المبادئ ثم بعد ذلك تقرأ سيد قطب. إذن لا توجد حدود عندهم بين الإخواني والسلفي وغيرها؟ إنه إسلام سياسي مرن يستقطب الناس في الغرب بسحر غريب هو سحر “الأخوة” فأنت مغترب بعيد عن أهلك ومهاجر. المسجد يقدم لك “المؤاخاة” ماذا تريد؟ أصدقاء أم إكمال دراستك أم تريد فتح ورشة ميكانيك أم تريد الزواج أم لعلك خائف أن تمرض فلا يزورك أحد أو تجوع فلا يعينك أحد؟ المسجد يقدم لك علاجا للاغتراب ولكنه واجهة لمنظمة إخوانية عملاقة في النهاية تصنّفك وتتعرف عليك وتتدرج في المقام كالماسونية ويتم توظيفك للدعوة والجهاد في سبيل الله. يأتي هجوم لندن الأربعاء الماضي فيما لا تزال أوروبا في حالة إنذار كبرى بعد سلسلة هجمات جهادية بينها اعتداءات بروكسل 22 مارس 2016. وقالت الشرطة البريطانية إن اسم المهاجم خالد مسعود (52 عاما) ولد في إنكلترا. رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قالت الخميس الماضي إن الإرهاب لن يسود وحثت البريطانيين على مواصلة حياتهم اليومية والتمسك بقيم البلاد.

كيف لرجل كهل نَيَّف على الخمسين من عمره أن يقتل بلا رحمة ثلاثة أشخاص دهسا وطعنا ويجرح 12 إنسانا آخرين لا يعرفهم ولا ذنب لهم؟ من أين تأتي هذه الأفكار؟ وكيف في عاصمة العقل الكونية وفي رمز الحرية البريطانية (مجلس العموم) يحدث هكذا شيء؟ ولماذا يقوم مسلم بالذات بهذا النوع من الجنون دائما؟ أين هو الخلل؟ من أين يتدفق هذا الخطر الإرهابي على أوروبا؟ أعتقد بأن الغرب حفر قبره بمعوله حين قرر دعم الإخوان المسلمين ضد الحكومات العربية.

الضربة الأولى التي تعرض لها تنظيم الإخوان المسلمين كانت على يد الزعيم التنويري جمال عبدالناصر بين عامي 1950 و1954 وقد هاجرت مجموعات خطيرة منهم إلى كل من السعودية وقطر، بينما هاجر الشباب الأقل شأنا حينها إلى الولايات المتحدة وأوروبا خصوصا بريطانيا وألمانيا الغربية.

مع الزمن انتشرت هذه المجموعات في أوروبا مستفيدة من مناخ الحريات والرفاه لنشر شبكة من المؤسسات الدينية والجمعيات الثقافية، وتم اعتماد عناصرها كمتحدثين باسم المسلمين المهاجرين هناك. معظم تلك المؤسسات تنفي ارتباطها العلني بالتنظيم السري للإخوان المسلمين خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. يمتلك تنظيم الإخوان قواعد ومؤسسات في 80 بلدا حول العالم، حيث استثمروا تلك العقود من الهجرات في بناء البنية التحتية لمشروعهم مستفيدين من تدفق المال إليهم من الخليج أولا، ومصادر أخرى حتى صاروا يملكون مصارف مالية خاصة ومعاهد تعليمية ومدارس أهلية ومساجد ومؤسسات خيرية ومراكز بحوث وشركات استثمارية. جميع المراكز الإسلامية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا هي اليوم مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بتنظيم الإخوان المسلمين. بين نهاية الثمانينات من القرن الماضي وحتى عام 2000 كانت هناك عدة مظلات للتنظيم الإخواني في أوروبا، تعود جميعها إلى داعم قوي متمركز في قطر هو الشيخ يوسف القرضاوي الذي كان دوره في هذا الشأن أكبر بكثير من سيد رمضان وابنه طارق أو الداعم المالي الإخواني الشهير يوسف ندى.

الشيخ القرضاوي أقنع أساطين المال حينها بضرورة بناء إمبراطورية إخوانية في إطار قانوني داخل أوروبا، وتم الاتفاق على جعل هذه المنظمة الفيدرالية الإسلامية لها قاعدة مركزية واحدة في بريطانيا، لقد بلغت تلك المنظمات السرطانية من القوة إلى درجة أنها صارت تكلّف محامين مسلمين وأوروبيين بمناقشة قانون خاص للعائلة المسلمة وتقترح قوانين خاصة في قلب أوروبا. عام 1997 أسس القرضاوي مركزا للفتوى وتعليم الشريعة الإسلامية في أوروبا، وفي عام 2004 أسس الشيخ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بريطانيا حيث استفاد من دعوة وجهها له عمدة لندن المناهض لإسرائيل كين ليفنغستون. وهو ذات الرجل المشاكس الذي تم تعليق عضويته في حزب العمال البريطاني العام الماضي نتيجة تصريح له يقول إن “هتلر كان مؤيدا للصهيونية”.

القرضاوي استثمر العداء بين العمدة البريطاني وإسرائيل لصالحه طبعا وأسس قاعدة متشددة ضخمة للإخوان المسلمين.

إن استثمار إسرائيل لقضايا إرهابية برعت فيه ولاية الفقيه الإيرانية كما برع فيه تنظيم الإخوان المسلمين. إن مكر المتطرفين يبلغ درجة أنهم يحاولون أحيانا استغلال بعضهم بعضا، كما يحاول الإخوان مؤخرا استثمار قلق السعودية من إيران لتقديم خدماتهم كحماة للسنة والجماعة.

استطاع الإخوان خداع اليسار الأوروبي باسم التعاطف مع الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة لدعم حركة حماس، إلى درجة أن القرضاوي لم يتردد بإصدار فتوى تبيح العمليات الانتحارية ضد الإسرائيليين المدنيين، والشيخ القرضاوي معروف بفتاواه الدموية مثل دعوته لذبح الرئيس معمر القذافي قائلا “اقتلوه ودمه في رقبتي”.

الحكومات العربية قالت ببساطة إنها لا تدافع عن إسرائيل ولكنها قلقة جدا من رجل دين معروف يصدر فتاوى بشرعية العمليات الانتحارية وذبح رؤساء عرب. إن لعبا بالنار كهذا يُقلق القادة العرب كثيرا لأنه من الممكن أن يرتد على المجتمعات العربية نفسها وهذا ما حدث في النهاية.

منذ عام 2006 أصبحت تركيا هي الأخرى مصدرا كبيرا لنشاط الإخوان المسلمين وقاعدة دعمهم المالي، ففي إسطنبول تنعقد مؤتمرات الاتحاد الإسلامي وغالبا ما يسميها القرضاوي بالمؤتمرات التي تناقش مستقبل المسلمين في أوروبا.

لقد نجح الإخوان بالدخول في تناقضات السياسة الأوروبية الداخلية وفهموا لعبتهم القانونية ولغتهم وصار الإخوان يعتبرون أنفسهم الممثل الشرعي للمهاجرين والمسلمين في أوروبا. وكما وقعت السعودية في خطأ اعتبار الإخوان نسخة أكثر حداثة ومرونة من السلفيين، فإن الأوروبيين وقعوا في خطأ أكبر وهو اعتبار الإخوان نسخة معتدلة للإسلام يمكنهم استخدامها في اتجاهين؛ الأول محاربة المتطرفين والثاني تهديد الحكومات العربية وابتزازها.

لقد مر ماء كثير تحت الجسر حتى عرف الجميع بأن الإخوان هم البيئة الحاضنة التي تفرّخ الإرهاب بجميع أنواعه وتجعله ممكنا.

عام 2010 انعقد في إسطنبول أحد أشهر المؤتمرات لعلماء المسلمين حيث حضره 200 شيخ وكان 90 من هؤلاء المشايخ قد وقعوا على ميثاق “الجهاد” ودعوا إلى مدّ حركة حماس بالسلاح والمال وإعلان “الجهاد الإسلامي” حول العالم. كثير من مشايخ الجهاد الموقعين حينها كانوا ناشطين إسلاميين في أوروبا.

من المؤسف أن يمتطي تنظيم الإخوان المسلمين القضية الفلسطينية لتحقيق أهدافه السياسية والمالية العالمية. لقد رأينا كيف انقلب الشيخ المصري وجدي غنيم “الإخواني” فجأة إلى متطرف أكثر من داعش مدعيا بأنه قد خرج من تنظيم الإخوان، وهذا تنسيق رفيع بينهم وتبادل أدوار. كذلك رأينا مؤخرا تدخل الشيخ القرضاوي في الأزمة السياسية بين هولندا وتركيا داعيا المسلمين إلى الوقوف خلف أردوغان واصفا إياه بـ”أمير المؤمنين”.

المملكة المتحدة تعتبر اليوم مركز الإخوان المسلمين في العالم. فعلى مر العقود ومنذ 1950 هاجر إليها قادة الإخوان من مصر وليبيا وتونس وسوريا والجزائر والعراق. الجيل الثاني من الإخوان جاء مسلحا باللغة الإنكليزية والتعليم والثقافة الغربية موظفا كل ذلك في خدمة الرسالة الإخوانية المخيفة التي تشبه الحركة الماسونية في بنيتها، مع الفارق أن الماسونية حركة مدنية بينما الإخوان حركة دينية تطمح إلى شيء واحد هو “الخلافة”.

تعاون الناشطون الإخوان في المملكة المتحدة لسنوات طويلة مع المتطرفين في باكستان وخصوصا أتباع أبو الأعلى المودودي. وبريطانيا سمحت بأن يتخذ الإخوان منها مركزا إعلاميا وثقافيا لنشر أفكارهم ودعوتهم وحوّلوا المسلمين والمهاجرين في أوروبا إلى رهائن لأنهم يتحدثون باسمهم ويقرّرون مصيرهم.

ومنذ عام 2006 ازداد نشاط الإخوان الإعلامي في المملكة المتحدة ولاحظنا بأن بريطانيا ليست مركزا للاستثمار والمال الإخواني العالمي فقط بل هي أيضا مركز المليارات والاستثمارات القطرية والتركية. الأمر الذي يجعلك تفكر جيدا كيف يمكن لمنظمة كهذه أن تزول أو تتوقف عن إنتاج الثقافة الشاذة والإسلام السياسي والتحريض. رجل كهل مولود في بريطانيا عمره 52 عاما أين تعلم الإسلام؟ وكيف أصبح قاتلا وحاقدا على مواطنيه وبلاده وحكومته؟ من الذي حدثه عن الكفّار والأمة الإسلامية والخلافة والجهاد؟ من الذي خلق البيئة المناسبة لهذا الرجل المسلم البريطاني ليكون بهذا الشكل؟ لو فكرت جيدا ستجد بأن الإخوان المسلمين هم المسؤولون المباشرون عن هذه الجرائم. أردوغان يحرّض المسلمين في أوروبا أكثر من داعش ويصفهم بأعداء الإسلام والصليبيين والنازيين. والى أن تفيق أوروبا وتضع حركة الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب الدولي فإن النار ستنتشر وتحرق كثيرين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون في قداس عيد البشارة: نحن بحاجة الى خطة اقتصادية هادفة الى تنشيط الاقتصاد اكثر مما نحن بحاجة الى حسابات مالية

السبت 25 آذار 2017 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "اننا نجحنا في الحفاظ على الاستقرار، ولا زلنا محافظين عليه وكذلك بالنسبة الى الامن، الآن سنعمل لكي نعود تدريجا الى حياة طبيعية والى اعادة بناء الاقتصاد"، معتبرا "اننا بحاجة اليوم الى خطة اقتصادية هادفة الى تنشيط الاقتصاد اكثر مما نحن بحاجة الى القيام بحسابات مالية حول مدى فرض ضرائب او حجم القروض من الخارج". وشدد على انه، و"بالرغم من كافة الازمات المتراكمة، فإننا لن نوقف التنمية وسنتجه صوب موارد ذات طابع خارجي مثل قروض طويلة الامد كي نواصل تطبيق خطتنا لانعاش الاقتصاد وليس لأي هدف آخر، وسنستخدم كافة الصلاحيات الدستورية للعمل كي لا يبقى لبنان مثلما تسلمناه". وكشف انه "استنادا الى ثقة الناس به وتأييدهم له، فقد يخاطبهم قريبا ليضعهم في حقيقة الواقع الذي نعيش". كلام رئيس الجمهورية جاء بعد رعايته وحضوره احتفال عيد البشارة، الذي احتفلت به ظهر اليوم الرهبانية المارونية المريمية في دير سيدة اللويزة، الدير الام للرهبانية في زوق مصبح. واشار الرئيس العام للرهبانية الأباتي بطرس طربيه في العظة التي القاها خلال القداس الاحتفالي الذي اقيم للمناسبة الى ان هذا العيد "إلى جانب كونه عيدا كنسيا، قد أضحى مناسبة وطنية جليلة، يجتمع فيها جميع المواطنين، مع اختلاف أديانهم، تحت لواء مريم، أم يسوع، سيدة البشارة، التي غيرت وجه الكون". وكان رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى ناديا الشامي عون وصلا الى دير سيدة اللويزة، الحادية عشرة قبل الظهر، حيث كان في استقبالهما عند المدخل الخارجي للكنيسة الاباتي طربيه ومجلس المدبرين في الرهبانية الذين رافقوا الرئيس عون وقرينته الى مدخل الكنيسة ودخلوا وسط التراتيل وتصفيق الحضور والزغاريد التي علت ترحيبا بهما. وترأس القداس الاباتي طربيه وعاونه مجلس المدبرين، الاب يوسف ابي عون رئيس الدير، الاباء في الرهبانية، امين سر السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، وخدمته جوقة جامعة سيدة اللويزة بادارة الاب خليل رحمة، في حضور الوزير بيار رفول، والنواب فريد الياس الخازن، نعمة الله ابي نصر، يوسف خليل وجيلبيرت زوين، والوزراء السابقين زياد بارود، مروان شربل، سليم الصايغ والياس بو صعب، والنائبين السابقين: منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، كبار موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، رؤساء البلديات والمخاتير في كسروان - الفتوح، اضافة الى حشد من المؤمنين ورجال الدين.

الاب ابي عون

في مستهل الاحتفال القى الاب ابي عون كلمة، رحب فيها بعون وعقيلته، وقال: "فخامة الرئيس، منذ ست وعشرين سنة ونيف، وبعد بضعة اسابيع على إقصائكم القسري عن لبنان الى فرنسا، قمت بزيارتكم في مرسيليا مع اصدقاء من الشبان اللبنانيين، كنت حينها كاهنا تلميذا في مدينة فرنسية، واحتفلت، معكم ومع عائلتكم الكريمة والحضور بالقداس الإلهي. كان ممزوجا بألم الغربة عن الوطن ورجاء العودة ولو بعد زمن. فخامة الرئيس العماد ميشال عون، تحقق حلم المنتظرين". أضاف: "اليوم، وبصفتي رئيسا لدير سيدة اللويزة، وفي عيد بشارة امنا العذراء مريم، العيد الوطني الجامع لكل اللبنانيين، إذ انتم في وطن، والوطن في ذاتكم، اقف، وبفخر واعتزاز على هذا المذبح المبارك، لأرحب بكم، رئيسا للبلاد وقائدا وأبا وصديقا للجميع، وبكل الذين حضروا لاستقبالكم ومصافحتكم في رحاب هذا الدير العريق في التاريخ والفكر وعبق البخور. فباسمي الشخصي، وباسم جمهور دير سيدة اللويزة، الدير الام لرهبانيتنا اقول لفخامتكم، أهلا وسهلا بكم، وبالسيدة الاولى، وبصحبكم وبكل الحضور الكريم. ولعل زيارتكم اليوم تصبح تقليدا سنويا وموعدا ثابتا تشرع فيه ابواب ديرنا لفخامة رئيس البلاد".

عظة الأباتي طربيه

وبعد الانجيل المقدس، القى الاباتي طربيه عظة قال فيها: "السلام عليك ما مملوءة نعمة، الرب معك" (لو 1/28)

فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الوافر الاحترام والتقدير. العيد عندنا عيدان، عيد البشارة الذي يشكل منعطفا لتاريخ البشرية لأجل التجسد الإلهي، وعيد حضوركم معنا، يا فخامة الرئيس، مع السيدة الأولى وعائلتكم الكريمة والوفد المرافق وجميع الرسميين الحاضرين والمؤمنين المحبين للرب.إن عيد بشارة العذراء مريم، إلى جانب كونه عيدا كنسيا، قد أضحى مناسبة وطنية جليلة، يجتمع فيها جميع المواطنين، مع اختلاف أديانهم، تحت لواء مريم، أم يسوع، سيدة البشارة، التي غيرت وجه الكون بسبب طاعة الحب لابنها الرب المخلص والفادي. يمتلكنا الرجاء أن هذا العيد الوطني سيثمر مجالات واسعة للتلاقي والحوار والسلام، ليتحرر لبنان من كبوة ظلام الاختلاف، ويرى نور قبول التمايز الغني، بشفاعة نجمة الصباح". أضاف: "نندهش أمام تاريخ بشري تزين بحبات الوردية، تترافق مع السلام الملائكي: السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، فكان للعذراء دور كبير في تغيير مجرى الأحداث من الحرب إلى السلم، من الظلم إلى العدل، من الفساد إلى الشفافية والارتداد، وقد اتخذها القادة المؤمنون، حاملو قضية الكرامة البشرية، شفيعة ومحامية، فدافعوا عن رعاياهم باسمها، وكان النصر حليفهم لأجل إحلال الحق، وعيش الحرية. لم يكن لبنان غريبا عن هذا الواقع الروحي التاريخي، فسر استمراريته، على ما فيه من تركيبة تجمع المتناقضات، يعود إلى صلوات مؤمنين أوفياء، يتركون حبات المسبحة تنسكب بين أناملهم وهم يرددون السلام الملائكي، ويستقبلون سلام السماء في قلوبهم وفي وطنهم. أجل، لبنان باق لأنه مكرس إلى قلب مريم الطاهر، ولا بد أن نصل إلى تكاتف وطني، في صلبه وحدة مسيحية ثابتة، تتعدى المحسوبيات العابرة، لتميز كرامة المواطنين والوطن من المصالح الشخصية الضيقة. كم نرغب أن يحقق السلام الملائكي لنا في القلوب، ووضوحا في الرؤية، لنكون واحدا في الذود عن حريتنا وحقنا ونعيش حياة كريمة كمواطنين لهم مكانتهم الأساسية في نسيج لبنان المتعدد الألوان. هذا ما يجعلنا ندعو معكم، يا فخامة الرئيس، جميع اللبنانيين إلى الصلاة لمريم. إنها سلطانة الجبال والبحار، ومليكة لبناننا العزيز، إنها أرزة لبنان التي لا تتحطم أبدا لأنها حصلت على خلاص أكيد في قيامة ابنها يسوع الحي مدى الأبد. مريم تسهر على لبنان. مريم تدعمكم دوما في مسيرة الرعاية لوطننا، تحققون فيه العدالة، والمساواة، والأمان، والوحدة، والكرامة، وكلها قيم نجد أساسها في قلب إنجيل ربنا يسوع المسيح". واردف: "إننا كمريميين نؤكد بثقة وطيدة أنه بفضل صلوات المؤمنين بالعذراء انكفأت جيوش الاحتلال الإسرائيلي والسوري وغيرها. وتمت المصالحة بين أفرقاء السياسة المسيحيين وعاد لبنان إلى حياته الديموقراطية بانتخابكم رئيسا للبلاد.

يا فخامة الرئيس. أهلا بكم في دير سيدة اللويزة، حيث عبقت صلوات أبناء الرهبانية المارونية المريمية منذ أكثر من ثلاث مئة سنة، واندمجت بحب الله والإنسان والوطن. في هذا الدير العريق، وبالتحديد في كنيسته الأثرية، عقد المجمع اللبناني سنة 1736، ومجمع اللويزة سنة 1818. نقرأ في أعمال المجمع اللبناني ما يلي: "إننا تبعا لأوضاع الآباء القديسين نأمر بأن تقام المدارس في المدن والقرى والأديار الكبيرة" (الباب السادس في المدارس والدروس، ص. 527). إن الرهبانية، حتى قبل انعقاد المجمع اللبناني، عنيت بتأمين التعليم لأبناء شعبنا، عندما لم يكن للسلطة المدنية دور في ذلك، وقد جعل المجمع اللبناني التعليم ضرورة قصوى، لأجل إنماء الإنسان في الإيمان والعلم والبحث والمعرفة. وما زلنا، حتى يومنا هذا، أمينين على هذه الرسالة من خلال مؤسساتنا التربوية، من مدارس وجامعات مريمية، تحت نظر العذراء مريم سيدة البشارة". وتابع: "يا فخامة الرئيس، نشكر لله زيارتكم التي نعتبرها حدثا تاريخيا لرهبانيتنا ولدير سيدة اللويزة العامر، ونتمنى لكم، ولعقيلتكم وعائلتكم الازدياد في النعمة والبركة، بشفاعة العذراء. واسمحوا لي أن نتوجه بالصلاة على نية أبينا وراعينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، لكي يسدد الرب خطاه، ويزيده حكمة ودراية في تدبير كنيستنا المارونية الأمينة لحب الرب في هذا الشرق.

تأكدوا جميعا من محبتنا لكم، ومن صلوات أبناء الرهبانية المارونية المريمية من أجلكم، ورب السلام نفسه، هو يعطيكم السلام في كل حين وكل حال، نعمة ربنا يسوع المسيح معكم أجمعين" (2تس 3/16).

كلمة في السجل

وتليت في القداس الصلوات على نية لبنان والسلام فيه وفي المنطقة. وفي ختامه، توجه الرئيس عون واللبنانية الاولى برفقة الاباتي طربيه ومجلس المدبرين الى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد. ثم دون الرئيس عون كلمة في سجل الدير جاء فيها: "من عراقة هذا الدير، انطلقت شرارة النهضة الايمانية والثقافية والحضارية التي ارست اسس لبنان الكيان، وطن الرسالة والاشعاع. وفيه نمت الرهبانية المارونية المريمية رسولة البشارة، في لبنان وعالم الانتشار. اليوم، اذ اشارككم، آباء واخوة مؤمنين، فرحة عيد البشارة، ارفع دعائي الى السيدة العذراء، شفيعتكم، لتواصل رهبانيتكم، بأبنائها والقيمين عليها، مسيرة الامانة لرسالتها.

فعلى اسمها، لكم جميعا تقدير العائلة اللبنانية الجامعة".

مأدبة غداء

ثم اقيمت مأدبة غداء على شرف عون وعقيلته، رحب في مستهلها طربيه بالرئيس عون وعقيلته والمدعوين، وقال: "لقد حفرت زيارتكم على صخور هذا الجبل وعلى حجارة هذا الدير الذي يتربع على مشارف نهر الكلب، أطيب الذكريات. فالصخور التي نشاهدها بالقرب من موقعنا تحمل ذكرى أحداث تاريخية مر بها لبنان، وهي لا تمحى. لكن يسوع، ملك الكون، يرتفع فوق هذه الصخور، لأنه سيد الإنسان والتاريخ، وهو مخلص الإنسان في تدبيره الخلاصي. يسوع نفسه يفرح اليوم بعيد البشارة بالحبل به، ويبتهج بأننا نكرم أمه التي بسبب جهوزيتها المطلقة كان لنا الخلاص. له المجد ولأمه الإكرام ما دام لبنان، بلدا ارتبط بكلمة الله وبالتجسد الإلهي". اضاف: "اسمحوا لي يا فخامة الرئيس أن أثير بعض النقاط المهمة بالنسبة إلينا: بعد مرور مئة سنة تقريبا على إنشاء دولة لبنان، ما زلنا نتخبط في إنجاز بناء دولة قوية، تتحلى بالنزاهة والسيادة، وتعنى بشؤون المواطنين، وترعاهم وتؤمن لهم كرامة العيش وفرص العمل والضمانات الضرورية لقيام حياتهم. إننا ننتظر الكثير منكم، يا فخامة الرئيس، لأنكم الرجل القوي الذي يحقق أمنيات معظم أبناء الوطن الصالحين. وعليه، نرجو منكم أن تبقوا على ما أنتم عليه من صلابة لأجل الحق، وشفافية وحكمة وحوار. إننا نجدد ثقتنا بدور الجيش اللبناني ونرجو إعداده وتأهيله ليكون القوة الأساسية والوصية الوحيدة في حماية كل أراضي الوطن الغالي من الجيوش الغريبة والإرهاب الغاشم البربري. أجل، وحده الجيش اللبناني مع المؤسسات العسكرية والأمنية، يضمن سيادتنا واستمرار استقلالنا وأمننا.إننا نضع مؤسساتنا التربوية، لا سيما الجامعية، في تصرفكم، يا فخامة الرئيس، لإنجاز الأبحاث الضرورية حول قانون الانتخاب، واللامركزية، ومسألة الطاقة المائية والكهربائية، ومواضيع البيئة وغيرها، وما تجدونه حاجة ماسة لإنماء الوطن. نريد وطنا نظيفا كنظافة منازلنا، وأن يكون لانتمائنا للوطن أولوية، قبل أي انتماء آخر". وختم بالقول: "تأكدوا أن هذا الصرح العريق هو بيتكم في كل وقت، وهو داعم لكم، ما دمتم تضعون إيمانكم أساسا لتتميم خدمتكم الوطنية، لخير الشعب وقيام لبنان. عشتم، عاشت الجمهورية بمؤسساتها النزيهة الفاعلة، عاش لبنان". وقدم الاباتي طربيه الى عون منحوتة تمثل وجه المسيح المتألم، المبشر بالقيامة، والى اللبنانية الاولى كتابا تحت عنوان: "العذراء مريم في لبنان".

عون

ورد الرئيس عون بكلمة هنأ فيها اللبنانيين بالعيد وقال: "اخوتي واحبائي، نجتمع اليوم لنصلي معا لمناسبة عيد بشارة السيدة العذراء، ويطيب لي بداية ان اعايد جميع الرهبان والمؤمنين واللبنانيين، فاليوم نجتمع جميعنا، مسيحيين ومسلمين من كافة الطوائف اللبنانية في كنيسة سيدة الجمهور، لنصلي للعذراء مريم. وفي ذلك رمز للوحدة الوطنية التي سعينا جاهدين للحفاظ عليها". اضاف: "علينا الا ننسى ان لبنان اجتاز منذ العام 2011 الى اليوم بأهم الازمات المتراكمة فوق بعضها البعض: اولها كانت ذات طابع عالمي تمثلت بالازمة المالية والركود الاقتصادي العالمي وقد اثرت علينا لأننا لسنا في جزيرة معزولة عما يجري من حولنا، وثانيها ازمة المنطقة والشرق الاوسط اللتين تشكلان سوقا اقتصاديا بالنسبة الينا. وهما ازمتان لم تنتهيا الى اليوم. اما الازمة الثالثة، فتتمثل بالنزوح السوري وهي مكلفة بالنسبة الينا. وقد ساهمت جميع هذه الازمات في تراجع نسبة ايراداتنا ومضاعفة نسب العجز. اضف الى ذلك، الازمة المستمرة الى اليوم والمتمثلة بالفساد في لبنان، وقد بلغت معايير غير مسبوقة وخرقت كل قياس عالمي، فتراجع موقع لبنان على مقياس الشفافية تراجعا رهيبا، حتى اجتزنا اليوم المرتبة 130 بين دول العالم. والى جانب هذه الازمات، كانت هناك الازمة الامنية، وقد بذلنا كافة جهدنا من اجل تأمين الاستقرار والامن، الى درجة ان الوضع الامني قياسا الى ما حصل في الشرق الاوسط والدول العربية بات يعتبر مقبولا". وقال: "لقد نجحنا في الاستقرار، ولا زلنا محافظين عليه وكذلك بالنسبة الى الامن. الآن سنعمل لكي نعود تدريجا الى حياة طبيعية والى اعادة بناء الاقتصاد. ونحن لن نوقف التنمية، لكننا سنتجه صوب موارد اخرى، ذات طابع خارجي مثل قروض طويلة الامد كي نواصل تطبيق خطتنا لانعاش الاقتصاد وليس لأي هدف آخر. وسنستخدم كافة الصلاحيات الدستورية للعمل كي لا يبقى لبنان مثلما تسلمناه". وختم الرئيس عون بالقول: "هذا هو الوضع اللبناني اليوم على حقيقته. ونحن بحاجة الآن الى خطة اقتصادية هادفة الى تنشيط الاقتصاد اكثر مما نحن بحاجة الى القيام بحسابات مالية حول مدى فرض ضرائب او حجم القروض من الخارج. ولأني استند الى ثقة الناس بي وتأييدهم لي فقد اخاطبهم قريبا لأضعهم في حقيقة الواقع الذي نعيش".

 

الحريري في احتفال عيد البشارة في الجمهور: حريصون على الحؤول دون أي انقسام وقضيتنا الكبرى هي حماية لبنان في مهب عواصف الشرق

السبت 25 آذار 2017 /وطنية - نظم "اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم"، الذي يضم أكثر من ثلاثين جمعية لبنانية، وبالتعاون مع رابطة قدامى مدرسة سيدة الجمهور، الإحتفال الوطني المركزي الحادي عشر، برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري وحضوره، في مدرسة سيدة الجمهور. وحضر إلى جانب الحريري وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، حشد كبير من الشخصيات السياسية والدينية، رئيس مؤسسة الفكر التوحيدي المعاصر للحوار والأبحاث القاضي الشيخ مرسل نصر وممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ بلال الملا. استهل اللقاء بتلاوة قرآنية بصوت الشيخ خالد يموت، ترافقت مع قرع أجراس الكنيسة، وغنت التينور اللبنانية كورين مدور ترتيلة آفي ماريا، ليقوم بعدها ست شباب لبنانيين، من الطوائف الست الأساسية، بتلاوة مقاطع من سورة آل عمران، وإنجيل لوقا.

الخوري

وعزف كورال المبرات النشيد الوطني ثم ترتيل صلاة أبانا وتلاوة سورة الفاتحة ليبدأ بعدها الإحتفال. وكانت كلمة الأمين العام لرابطة قدامى سيدة الجمهور أمين عام اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم رئيس إتحاد رابطات قدامى المدارس الكاثولوكية ناجي الخوري تحدث فيها عن تحديد 25 آذار عيدا للبشارة عيدا مشتركا بالتاريخ بين الديانتين المسيحية والإسلامية وقال: "حان الوقت ليلعب لبنان دوره، فلبنان وطن الرسالة كما وصفه القديس يوحنا بولس الثاني فلقد أعطاه سببا لوجوده ووضعنا أمام مسؤوليتنا وإن بدأ المشوار في هذا المكان بالذات، فلقد أخذت العدوى تنتشر في كل أرجاء الوطن والعالم" فمنذ 4 سنوات أعلن يوم 25 من آذار عيدا رسميا لمدينة الناصرة وحذت حذوها العديد من الدول الاوروبية". ودعا جميع المسؤولين والأحزاب والناشطين في مجال الحوار "لتضافر الجهود والعمل معا كي نفعل هذه الديناميكية التي انطلقت من لبنان".

الأب باتور

فكلمة رئيس مدرسة سيدة الجمهور الأب شربل باتور اليسوعي قال فيها: "سنة بعد سنة يكثر التطرف ويزداد الإرهاب باسم الله والدين وتتباعد المسافات بين الحضارتين المسيحية والإسلامية، فالعالم ما فتىء ينغمس بالكراهية والحقد والتضليل". وتناول "أهمية الصلاة في حياة كل مسلم ومسيحي ولا إرتباط واقعي بالله من دون حياة صلاة وعيشة تقوى وورع". كما تحدث عن أهمية سيدتنا مريم في القرآن والإنجيل.

النقري

ثم كانت كلمة الامين العام ل"القاء الاسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم" القاضي الشيخ محمد نقري، تحدث فيها عن تاريخ انتشار المسيحية والاضطهاد الذي تعرضت له على مر العصور لحين ظهور الإسلام والعلاقة بينهما، وقال: "ما بين مسيرتنا الإحتفالية الأولى في سنة 2007 إلى هذا اليوم نال المسلمون والمسيحيون على حد سواء نصيبهم من الارهاب والتهجير والقتل والتشريد من قبل حفنة مأجورة، قاتلة، حاقدة نصبوها زورا وبهتانا حاكما باسم الإسلام. وتمنى على الحكومة "إطلاق إسم بشارة مريم على ساحة من ساحات العاصمة وإصدار طابع تذكاري يحمل الشعار المريمي المشترك وأن تمنح البلدية قطعة أرض لبناء المركز المريمي الإسلامي المسيحي للحوار وأن تسعى الدولة من خلال سفاراتها في أنحاء العالم بأن يكون 25 آذار يوم الحوار العالمي بين الاديان والثقافات".

الشيخ حيدر

وتحدث القائم برئاسة المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد حيدر ألقاها ممثله محمد عصفور، قال: "سنبقى نجتمع لأننا نؤمن بأن الإنسان محور هذا الوجود وجوهره، فالخلق كلهم عيال الله وقد خلق الله الانسان قبل الديانات ثم أوجد الديانات خدمة لهذا الانسان. لقد اختلف الناس عبر التاريخ على الله وعبادته أعبد الله كما شئت فالله للجميع ولكن اذا اردت ان توحد الحق فعليك ان تحترم الخلق، فالطرق الى الخالق بعدد أنفاس الخلائق".

الأب بولاد

وكانت كلمة الأب هنري بولاد اليسوعي قال فيها: "ليكن لقاؤنا اليوم بداية لنوع جديد من الحوار مختلف عما سبق، حوار يتمكن فيه كل منا من الحديث بصدق من دون نفاق، حوار بكل صراحة وصداقة ما يلوم به على الآخر وما يزعجه حوار لا يبغي فقط تعايشا سلميا ولكن يسعى إلى رؤية مشتركة بالإنسان والمجتمع، فاختيار الدستور اللبناني لتهميش الإنتماء الطائفي وإلغاء خانة الديانة من الهوية والسماح بحرية العقيدة كحق أساسي يمثل إختيارا رائدا وثوريا في بلادنا الشرقية". وختم بالقول: "إن القاعدة الوحيدة لمجتمع متعدد الطوائف هو المواطنة التي تضمن مساواة حقيقية بين الجميع وتزيل وصمة الذمية، فليكن لبنان مثالا معديا يحتذي به مجمل البلاد العربية والإسلامية".

الحريري

ثم ألقى راعي الاحتفال كلمة استهلها بالقول للحضور: "يسعدني هذا المساء أن أشارك اللقاء حول سيدتنا مريم عليها السلام، مع هذه الوجوه الكريمة الملتقية على الخير والمحبة، في الذكرى السابعة لإعلاننا هذا اليوم عيدا وطنيا". أضاف: "إن القرار الذي اتخذته حكومتي يوم 18 شباط 2010، هو من أغلى القرارات الى قلبي، ليس فقط لما تمثله السيدة مريم في الديانتين المسيحية والإسلامية، وقد اجتمعتا على تقديسها وتكريمها في الإنجيل والقرآن معا، بل لأنها تجمع. ونحن في لبنان كنا وسنبقى أوفياء لما يجمعنا في التآخي والإنفتاح وقبول الآخر واحترامه". وتابع: "إن هذا العيد قد ترسخ في تقاليدنا اللبنانية، ليعطي وحدتنا الداخلية بعدا ساميا يضاف إلى المعاني الوفاقية الأخرى للتجربة اللبنانية وعطاءاتها العابرة للحدود، والتي اختصرها البابا القديس يوحنا بولس الثاني بقوله عام 1989: إن لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة حرية ونموذج في التعددية للشرق كما للغرب".

واستطرد: "والحقيقة أنه من دواعي فخري، شخصيا، أن مبادرتنا هنا في لبنان للاحتفال بهذا اليوم قد امتدت إلى عدد من الدول والمجتمعات العربية والأجنبية". وقال: "منذ البدء ذكر دستورنا عام 1926 بأن حرية الإعتقاد مطلقة، والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها. وفي إعلانه ذاك كان لبنان سباقا، كما في مجمل حرياته العامة، ليعبر في النص والكلمة والتجربة المعاشة، أن هذا البلد الصغير الرقعة، في حسن وفائه لإنتمائه العربي، ما زال نموذجا حيا للمجتمعات المتنوعة بشريا، بالرغم من كل الأزمات التي مر فيها". أضاف: "لقد جعلت شعار حكومتي: استعادة الثقة. وهو لا يعني فقط استعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها، واستعادة الإستقرار وإعادة إحضار لبنان في محيطه العربي وفي العالم، بل إني كنت أعني أيضا الثقة بما يمثله لبنان من قيم، يبدو كل العالم بحاجة إليها اليوم.

وإني أرى في هذه الوجوه الكريمة الحاضرة في هذا المكان، ما يعبر خير تعبير عن رحابة التلاقي والأخوة والتسامح والإعتدال واحترام خصوصيات الآخر. وهذا ما يريحني في اختيار ذلك الشعار".

وأردف: "وإذا كنا اليوم مجتمعين حول خير نساء العالمين، وهي نقطة الإلتقاء الكبير بين المسيحية والإسلام، فهل يعقل ألا نكون، نحن اللبنانيين، مجتمعين حول لبنان؟ وأن يكون الملتقون حول مريم مختلفين حول لبنان؟". وقال: "لقد عقد منذ أيام في الأزهر الشريف، بدعوة منه ومن مجلس حكماء المسلمين، مؤتمر حول الحرية والمواطنة: التنوع والتكامل، وصدر عنه إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك والذي اختصر كلمات المشاركين من رجال دين مسلمين ومسيحيين وضيوف كبار من العالم الإسلامي والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي وغيرها، إلى حضور لبناني بارز من رجال دين ومفكرين يشهدون للتجربة اللبنانية.

فذكر أن الدولة والكيان السياسي لا يقومان على الدين بل على العقد الإجتماعي والسياسي بين أهل الموطن الواحد، ودان التصرفات التي تتعارض ومبدأ المواطنة وهي الممارسات التي لا تقرها شريعة الإسلام. ودعا لشراكة متجددة بين المواطنين العرب، مسلمين ومسيحيين تقوم على التفاهم والإعتراف المتبادل والمواطنة والحرية، متحدثا عن السفينة الواحدة التي تواجه المخاطر المشتركة". أضاف: "واسمحوا لي هنا أن أروي لكم حادثة تشعرنا جميعا بالإرتياح وهي أني عندما التقيت لأول مرة قداسة بابا الأقباط تواضروس الثاني قال لي مازحا: نحن في مصر صرنا زيكو نتحدث عن العيش المشترك". وأردف "إن بعض بلدان العرب ضربتها في السنوات الأخيرة عواصف الحروب على أنواعها، وممارسة الإجرام والإرهاب بإسم الدين، على يد أقلية ضالة تستهدف قيم الإسلام وقيم الإنسان. أين نحن اليوم إزاء هذه التحولات في شرقنا العربي وفي العالم، وقد نالنا الكثير من عمليات الإرهاب هنا في لبنان، حيث سقط شهداء أبرياء من المدنيين وشهداء من الجيش اللبناني ومن قوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة، ولا يزال لنا أسرى أعزاء لدى الإرهابيين لا يمكن أن ننسى قضيتهم، والتضحيات التي يقدمونها". وأكد "اننا مدركون تماما لوسائل حماية لبنان من مختلف النواحي، العسكرية والأمنية والسياسية والدبلوماسية. وإننا اليوم حريصون أشد الحرص، مع فخامة رئيس الجمهورية في الحكومة وسائر أركان الدولة وقيادات المجتمع، على الحؤول دون أي انقسام. فإننا اليوم نحمل قضية كبرى وهي حماية لبنان في مهب عواصف الشرق، وفي هذه اللحظات التاريخية المفصلية التي تتزاحم فيها المصالح الدولية والإقليمية على رقع الحرب والدمار".

وتابع: "إننا نحمي أنفسنا أولا بوحدتنا، بالحرص على الوفاق والحوار، وهما أساس في نظامنا وفي حياتنا. نحمي أنفسنا بنموذج الإعتدال الذي نمثله وواجب الحفاظ عليه. فنحن أهل الإعتدال. أهل التواصل والتعقل والتسويات النبيلة. ونحن ورثاء أجيال من العطاء الفكري والأدبي والعلمي كصورة صادقة عن عطاءات المجتمعات الموحدة، التي لم تبخل بالبذل في مناخات الحرية. لأن كل استبداد هو كم للأفواه والأفكار معا. كل استبداد هو تخلف ونحن اليوم في عصر الإنفتاح العالمي، حيث العالم قرية كونية، يتسابق فيها التطور مع التقنيات المستجدة كل يوم". وأردف: "إن الإخوة العرب هم في طليعة من يعترف بالنموذج الذي يجسده لبنان واللبنانيون، في الحيوية والإندفاع والإنفتاح والإبداع. وهم حريصون على أن يبقى لبنان تلك الواحة الإنسانية، قبل الفكرية. كمحطة التقاء. كمصدر عطاء للعقول والقلوب المنفتحة".

وقال: "كان والدي الشهيد يردد دائما أن ما يجمع بين اللبنانيين هو أكثر بكثير مما يفرقهم. وكم كان ليسعد بهذا المشهد الجليل وبهذه الصورة الحية للبنان الذي أراده وأحبه واستشهد في سبيله، لذلك العيش الواحد الذي لم يخل من ذكره أي موقف أو تصريح أو بيان وزاري.

وأصارحكم القول إني شخصيا نشأت وربيت في هذه الأجواء السمحة والرحبة. شديد الوثوق برغبة اللبنانيين الحقيقية بالعيش معا، موحدين رغم التباينات، ملتزمين بمواثيقهم رغم العواصف الحالية، متطلعين دائما الى المستقبل على نحو ما يليق بهم. رجائي أن نبقى دائما مجتمعين وموحدين حول خير نساء العالمين، الصديقة أم عيسى المسيح، سيدتنا مريم عليها السلام وأن نبقى دائما مجتمعين متحدين لأجل لبنان". وختم قائلا لمنظمي الاحتفال: "بعدما طلبتم تخصيص طابع بريدي وأرض لبناء مركز "مريم" للحوار بين المسلمين والمسيحيين وساحة في العاصمة بيروت لهذه الغاية، تم الاتصال من قبل الوزير بيار رفول مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون، واتفقنا على منح كل هذه الطلبات لكم. عشتم، وعاش لبنان".

دينيف

وقال رئيس الإتحاد العالمي لقدامى مدارس الآباء اليسوعيين آلان دينيف قال: "يشكل الإجتماع حول الصورة الساطعة لمريم النهج القادر على السماح لكل إنسان أن يفهم ما هي المفاهيم التي تلهم الآخر مع احترام معتقداته الذاتية، هذا هو المغزى مما نفعله معا منذ عدة سنوات تكريم المرأة مع تشارك قيمنا الإنسانية المشتركة".

الفكر التوحيدي

ثم ألقى الشيخ حاتم ضو كلمة مؤسسة الفكر التوحيدي المعاصر للحوار والأبحاث، ومما جاء فيها: "كعادتنا كل عام، نأتي في المعية، وما المعية، إلا فعل الجمع والوحدة والتوحيد والتقريب. وما معا إلا حركة محبة، تعتصر بها قوة الجمع قوة الفرق، فتهزمها وتغلبها، وما أجمل أن نلتقي، كل عام، لنحتفل معا بالبشارة، بشارة الأمن، والأمان، والتلاقي، بشارة لقاء الأحبة، والإخوة، في رحاب النور الرباني، والتمظهر الحقاني، لا نفهم البشارة خارج إطار فرحنا باختلافنا، واحتفالنا بتنوعنا وتعددنا، وقبولنا لنفسنا ولآخرنا، وشكرنا لله العظيم الحنان المنان على نعمة الإختلاف، الذي لن نجعل منه سببا للخلاف إن شاء الله".

وأضاف: "تنوعنا إرادة ربانية، فلو شاء جعلنا أمة واحدة، ولكنه جل وعلا أرادنا متنوعين، متعددين لحكمة في ذاته المقدسة. للسنة الحادية عشرة على التوالي، مستمرون في الإحتفال، مستمرون في الشراكة، مستمرون في الفرح، مستمرون يدا بيد، مسلمين ومسيحيين ما بدأ كحلم، بات اليوم يعيد بشارته الحادية عشرة".

وقال: "دولة الرئيس، كنتم من وقع ذاك المرسوم التاريخي، بجعل البشارة عيدا وطنيا، هل خطر ببالكم يا دولة الرئيس أنكم إذ ذاك، توقعون عقدا ووعدا وعهدا. عقد الوفاء الإسلامي المسيحي، ووعد الأخوة المريمية الإلهية، وعهد المشتركات الإيمانية، ما قمنا به معا يا دولة الرئيس، ومهرتموه أنتم بتوقيعكم بما مثلتم وتمثلون من الإسلام المعتدل، النقيض الموضوعي لإسلاموية قاطعي الرؤوس، كان مشروع الحلم وحلم المشروع أدركت، محصت، فكرت، ووقعت وفزت، ورب الكعبة يا شيخ سعد". وختم ضو: "لا نستطيع فهم روح الرسالة المحمدية إلا بالحسنى والموعظة الحسنة ولا روحية الرسالة العيسوية اليسوعية المسيحية إلا بتطبيق مندرجات حضارة المحبة والتضحية والغفران هذا وعدنا، هذا عهدنا، هذه رسالتنا، هذه دعوتنا، هذه بشارتنا، وبروحية معا سنبقى إن شاء الله". وتخلل اللقاء تراتيل وموشحات واغاني صوفية، فقدم المنتدى العالمي للأديان والإنسانية ترتيلة مريمية بعنوان "حزني بيندهك" من كلمات الشاعرة ندى منير عبد النور ومن ألحان وأداء الفنان عادل العراقي، واختتم اللقاء بدعاء مشترك لممثلي الطوائف اللبنانية.

 

الرئيس سليمان بعد لقائه الراعي: مفتاح الإقتصاد قانون انتخاب غير مفصل على أحد

السبت 25 آذار 2017 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، الرئيس العماد ميشال سليمان الذي قدم التهاني بعيد البشارة، معتبرا أن "لهذا العيد أهمية كبيرة في لبنان، وهو عيد رسمي وحد الطوائف من خلال الصلوات والنشاطات المشتركة التي تتم في وقت قد تكون فيه بعض الطوائف عاجزة عن أن تتوحد في داخلها. فبشارة مريم موجودة في الكتابين المقدسين من إنجيل لوقا الى سورة مريم في القرآن مرورا بسورة آل عمران"، متمنيا في هذا العيد للراعي "السنين العديدة والصحة الجيدة وصفاء الذهن لما يخلق كلامه من توازن يكون دائما لصالح الدولة"، آملا في أن يحمل الينا هذا العيد بشارة جديدة حول قانون الإنتخاب والموازنة وأيضا حول القمة العربية التي ستعقد قريبا". أضاف سليمان: "مفتاح الإقتصاد هو إنشاء قانون انتخاب غير مفصل على قياس أحد. مفتاح الإقتصاد هو تقوية المؤسسات الأمنية والجيش اللبناني والحفاظ على علاقة جيدة مع الدول العربية التي تشكل دعما كبيرا للبنان من خلال الإستثمارات المتبادلة". وكان الراعي التقى صباحا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الوزير عزام الاحمد يرافقه سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، وبعد اللقاء قال الاحمد: "نحن حريصون باستمرار على لقاء نيافة البطريرك الراعي كلما زرنا لبنان الحبيب. لقد نقلت له تهاني الرئيس أبو مازن وتهاني الشعب الفلسطيني في عيد البشارة الذي يصادف اليوم. ونحن نتشرف بلقائه، كما نقلنا اليه أيضا محبة القادة الفلسطينين ومحبة الشعب الفلسطيني على مواقفه المساندة باستمرار لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق آماله في انهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وقال الاحمد: "ننقل هذه الرسالة ليس فقط في داخل لبنان وإنما للعالم كله، من أجل دعم نضال الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه كاملة". كما أكد لنا غبطته على ضرورة أن نبقى كأمة عربية وكقادة عرب موحدين في قول كلمة الحق في العالم كله لدعم نضال الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، لأن هذا يسهل تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء الإحتلال، وأكد أيضا دعمه لصمود الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وإقامة دولة فلسطينية والقدس عاصمتها، وفق ما ترتأيه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني". وتابع ردا على سؤال عن أهمية زيارة البطريرك الراعي الى الأراضي المقدسة، قال الاحمد: "لقد كان الفلسطيني الأول هو السيد المسيح، ومكانة فلسطين ليست فقط عند مسيحيي فلسطين بل في العالم أجمع، لذلك نقول هذا النسيج الفلسطيني والعربي أمة واحدة ونحن شعب واحد. كنيسة القيامة في القدس، والمهد في بيت لحم والبشارة في الناصرة مثلها مثل الأماكن المقدسة عند المسلمين في المسجد الأقصى، وبالتالي نحن كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين نحمل رسالة واحدة". أضاف: "عندما زار البطريرك الراعي فلسطين، شعرنا بمواقفه وكلماته في الناصرة وبيت لحم والقدس وأيضا بالتحدي الكبير الذي قام به في وجه الإحتلال الاسرائيلي عندما زار اكريت وكفربرعم في الجليل وهما قريتان مسيحيتان هجرهما ودمرهما الإحتلال الإسرائيلي، ومن هناك دعا وبإصرار ومن فوق أنقاض القريتين الى إعادة سكانهما وبنائهما. ونحن نؤكد أن كلماته والدور الكبير الذي يقوم به سواء في الفاتيكان أو خارجه يشكل دعما أساسيا، ونحن بحاجة لكلماته وعظاته كفلسطينيين وكلبنانيين".

 

جعجع: لا نؤيد طرح النسبية الكاملة أيا كان عدد الدوائر

السبت 25 آذار 2017/وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على "رفض النسبية الكاملة أيا كان عدد الدوائر"، لافتا الى "أن السلة التي طرحها لمعالجة موضوع السلسلة والضرائب تلقى تجاوبا ملحوظا في مجلس الوزراء". ووجه في حديث لإذاعة "لبنان الحر" تحية "حارة جدا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لولا موقفه لما كان لدينا أي أمل بأي قانون انتخابي جديد". وقال: "لا اتصور انه سيكون لنا في كل يوم رئيس ثابت بهذا الشكل حتى يكون لدينا امل بقانون انتخابي جديد، وانطلاقا من هنا علينا الاستفادة من هذه الفرصة للتوصل الى قانون جديد بالفعل لا بالشكل أو يتضمن فقط بعض التحسينات".

أما في ما يتعلق بالنسبية الكاملة إن كان على أساس الدائرة الواحدة او على أساس 13 دائرة او 14 او 15 او على اساس اي عدد للدوائر، اشار جعجع الى "أن النسبية الكاملة في جوهرها هي ديموقراطية عددية، واتفاق الطائف لم ينص على ذلك"، موضحا "ان الطائف عندما ينص على ان مجلس النواب يكون مناصفة بين المسيحيين والمسلمين مع علمه بالوضع الديموغرافي فإنه لا ينص على الديموقراطية العددية". وقال: "نحن لا نؤيد ابدا طرح النسبية الكاملة لأن النسبية الكاملة وكأنها ديموقراطية عددية، وكأننا بذلك نقتل كل روح الميثاق الوطني والديموقراطية التعددية". وأعرب عن تأييده "القانون الذي قدمه الوزير جبران باسيل والذي يجمع بين الاكثري والنسبي لأنه يلبي تقريبا تطلعات كل الشرائح سواء كانت تريد الابقاء على الاكثري فقط او الذهاب نحو النسبية الكاملة، فهو قانون في منتصف الطريق بين هذه المشاريع وفي الوقت نفسه يؤدي فعلا الى تصحيح التمثيل، بينما قانون النسبية الكاملة وأيا كان عدد الدوائر، لا يؤدي الى تصويب التمثيل، بل الى عملية تجميلية، وليس هذا هو الخيار الذي سعينا إليه منذ أكثر من 10 سنوات وحتى اليوم وليس هذا هو الخيار أيضا الذي كان وراء اتخاذ موقف صارم لرئيس الجمهورية من اجله". وردا على سؤال حول السلسلة والضرائب والاولويات المطلوبة في ضوء خارطة الطريق التي أعلنها أخيرا، لفت جعجع الى "ان مجلس الوزراء متجاوب حتى هذه اللحظة وهناك مناقشات جدية تحصل وبالعمق في ما يتعلق بالموازنة ككل ومن ضمنها السلسلة". وقال: "ان بعض الفرقاء بدأوا بالتجاوب مع طرح القوات، وآمل إذا أكملنا على هذا المنوال أن نتمكن من التوصل الى تفاهم حوله في مجلس الوزراء".

واستطرد: "في وضعية كوضعية الدولة اللبنانية المالية الحالية لا تجوز زيادة الانفاق، وأول مبدأ عام يجب التوقف عنده هو ان نعتبر انفسنا في عهد عصر نفقات، ولذلك طرحنا لهذا العام هو عدم زيادة الانفاق في الدولة عما كان عليه في العام 2016 أي تقريبا 22 الف مليار ليرة. وإذا انطلقنا من هذا المبدأ فهو وحده كفيل بتجميد الوضع المالي واعطاء ثقة وتحسين تصنيف لبنان".وتابع: "الى جانب تجميد المصروف هناك مجموعة خطوات اصلاحية من جهة ثانية وبدأت تظهر بوادرها عبر خطة للكهرباء سيعرضها وزير الطاقة في مجلس الوزراء الاثنين المقبل "، مشيرا الى ان "هذه الخطة من المفترض ان يكون العنصران الرئيسيان فيها: تأمين الكهرباء أكثر من 20 ساعة لكل المناطق حتى آخر السنة وهذا بحد ذاته إنجاز كبير ويوفر على المواطن جزءا من فاتورة الكهرباء ومن شأنه تحفيز كل الاقتصاد، وهذا سيكون حلا مؤقتا، والاهم من ذلك ان الحكومة ستعتمد مبدأ إشراك القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء وذلك بعد إقرار خطة الكهرباء الاسبوع المقبل حيث يفترض ان تحضر وزارة الطاقة دفتر شروط وتنتهي ضمن مهلة 7 الى 8 أشهر، وبالتالي يتم طرح المناقصات على القطاع الخاص ليبدأ هو بإنتاج الكهرباء لصالح الدولة"، موضحا "ان هذا الامر ليس خصخصة انما اشراك القطاع الخاص بانتاج الكهرباء".

واردف: "ان هذه الخطوة وحدها كفيلة على مدى سنة او سنتين او ثلاث بحد أقصى ان توفر على الدولة مليار ونصف المليار دولار سنويا وتوفر على المواطن اللبناني مليار ونصف المليار دولار من جيبه الخاص". وختم جعجع: "ان الخطوات الاصلاحية التالية التي نطرحها تتعلق خصوصا بوقف التوظيف قاطبة تحت كل المسميات سواء في ملاك الدولة او المتعاقدين او المستعان بهم او المياومين، بالإضافة الى موضوع الجمارك وتحصيل الضرائب إذ إن هناك الكثير من التهرب الضريبي في لبنان، وهذا وحده اذا استطعنا ضبطه يوفر على اللبنانييين مئات الملايين من الدولارات إن لم يكن مليار دولار سنويا، وبالتالي نحن ذاهبون الى مجلس الوزراء بهذه السلة، فرويدا رويدا المناقشات تميل الى الايجابية"، آملا في "ان نتمكن من إقناع أكثرية الكتل بتبني هذه الخطة التي ستضع حينها لبنان على الطريق الصحيح في ما يتعلق بالوضع المالي للدولة اللبنانية والوضع الاقتصادي بشكل عام واستطرادا الوضع المعيشي".

 

فضل الله من عين إبل: لبنان هو بلد اللقاء والحوار والتعايش ونموذج نريد تعميمه على المحيط والعالم

السبت 25 آذار 2017 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله أن "المقاومة استطاعت مع تضحيات جيشنا الوطني، أن توفر مظلة الحماية للبنان، من خلال دفاعها هنا وهناك، ونحن في لبنان رغم كل ما فيه من مشاكل وأزمات وصراعات واختلاف على قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب والموازنة، يبقى البلد الوحيد الآمن والمستقر نسبيا في محيطه على المستوى الأمني، لأننا منعنا سقوط سوريا والمناطق الحدودية في يد التكفيريين، ولا سيما أن الجميع يتذكر ما حل بالقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وفي بعض مناطق بعلبك الهرمل، لأن هذا التكفير يستهدف كل هذا الوجود في لبنان، الذي حميناه من الخطر العسكري، وحمته أجهزتنا الأمنية الرسمية، وبخاصة الجيش اللبناني من الخطر الأمني من خلال تفكيك شبكات الإرهاب التكفيري، التي تريد أن تستهدف هذا النموذج الذي اسمه لبنان". كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال الذي أقامه شباب بلدة عين إبل الجنوبية وجمعية "أبناء عين إبل الخيرية الاجتماعية"، بمناسبة عيد بشارة السيدة العذراء مريم، في قاعة دير مار يوسف لراهبات القلبين الأقدسين في بلدة عين إبل، في حضور المطران شكر الله نبيل الحاج ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيسة مؤسسات الإمام الصدر رباب الصدر، وعدد من الفاعليات والشخصيات الأهالي. وأكد فضل الله أنه "لولا تدخل حزب الله في سوريا، من القصير إلى معلولا إلى حلب، وتقديمه خيرة شبابه شهداء، لما بقي لنا اليوم لبنان موحدا في جغرافيته، ولا دولة فيها مؤسسات، والدليل على ذلك هو ما حل بالمنطقة، نتيجة هذا الإرهاب التكفيري الذي لم يبق في الدول التي حل فيها حجرا على حجر".

وقال: "سنظل نبذل التضحيات في سبيل أن يبقى لنا هذا الوطن، ونحن في المقاومة نريد أن يبقى لبنان على هذه الصورة التي نجتمع فيها اليوم، ألا وهي لبنان بلد الحوار والتلاقي والعيش والمحبة والقيم المشتركة، والبلد المحمي والمحصن في مواجهة عدو إسرائيلي أو في مواجهة عدو تكفيري".

أضاف "إن العدو التكفيري جاء بعد سنوات وسنوات من أجل استهداف هذه المنطقة بمسلميها ومسيحييها، والجميع يتذكر ما حل بكنائس الموصل ومعلولا وغيرها، وبالتالي عندما ذهب حزب الله إلى سوريا ليقاتل هؤلاء التكفيريين، إنما ذهب ليدافع عن لبنان ليبقى لنا بلدا موحدا يستند إلى تعايش مسلميه ومسيحييه، ولو سقطت سوريا بيد التكفيريين لسقط لبنان، ولكنا نبحث عن المسيحيين وأغلب المسلمين في مخيمات للاجئين أو تائهين في البحار أو في مقابر جماعية، كما يكتشف اليوم في الموصل وبعض المناطق السورية".

وتابع "إن عدونا الإسرائيلي أراد أن يهدم وطننا النموذجي من خلال حروبه واحتلاله وما بثه من انقسامات وفتن، من أجل أن لا يكون في منطقتنا بلد تتعايش فيه الأديان والمذاهب، وعليه جاءت المقاومة لتقاتل هذا العدو، ليبقى لنا لبنان نموذجا للتعايش والسلم الأهلي والتلاقي والحوار، فتحرر هذا الوطن في عام 2000 بعد هزيمة هذا العدو، وقدمت المقاومة صورة إسلامها على حقيقته، الذي يحمي الناس ويحصن هذه البيئة بتنوعها، واليوم فإن هذه المنطقة هي نموذجية على مستوى الهدوء والأمن والاستقرار والتعايش".

واعتبر أن "هذا اللقاء هو في الحقيقة رسالة من عين إبل للبنان فقط، بل إلى كل العالم، بخاصة إلى محيطنا الملتهب في هذه الأيام، لسبب نفي وتكفير وقتل الآخر بدعوى الانتماء الديني والمذهبي وما شابه، فهذه رسالة وطنية لبنانية بأن لبنان هو بلد اللقاء والحوار والتعايش، وهو النموذج الذي نريد أن نعممه على كل محيطنا، بل على كل العالم". وختم "نحن معشر المسلمين نفهم السيدة مريم ونبينا عيسى، من خلال الآيات الكريمة التي ذكرها القرآن الكريم، وهذا جزء من عقيدتنا وثقافتنا وإيماننا، ولا يشذ عن ذلك أحد، أما أولئك الذين أرادوا أن يغيروا هذه المفاهيم، من خلال ما نشهده في عالمنا وزماننا المعاصر من رفض وتكفير وقتل للآخر، فإنهم يستهدفون هذا القرآن والمفاهيم، وهم أبعد الناس عن الإسلام والمسلمين، وهم أكثر من أساء إلى ديننا وقدمه على غير صورته الحقيقية، فديننا الذي جاء به نبينا محمد خاتم الرسل، هو دين الرحمة، وهذه هي المفاهيم الإسلامية الحقيقية".

الحاج

بدوره، ألقى المطران الحاج كلمة قال فيها: "إن البتول مريم هي من أعظم رموز المشترك الروحي بين اللبنانيين على اختلاف معتقداتهم الدينية، لا بل هي مساحة روحية جامعة، تشدنا إلى الأعلى، أي إلى السماء، كما إلى إعلاء شأن السماء في حياتنا اليومية، إذ تجعل هذه الحياة مطعمة دوما بملح السماء، وبالقيم الروحية، التي يجب أن نتحلى بها ونعيشها في تعاملنا مع بعضنا بعضا، ألا وهي قيم الرأفة والتسامح، والوداع والصبر، والطهارة والشفافية، ونظافة اللسان والكف، واحترام الآخر المختلف وقبوله، وفوق كل هذه المحبة التي تستر جنبا من الخطايا".

الصدر

من ناحيتها، استهلت الصدر كلمتها بالحديث عن المناسبة "التي تجمع المسيحيين والمسلمين"، فذكرت "العديد من الآيات والسور القرآنية والإنجيلية"، وتحدثت عن "تضحية مريم، التي حملت البشرى وكانت أنشودة الحياة في بناء الانسان والأوطان".

كما تخلل الاحتفال كلمات لكل من رئيس بلدية عين إبل واللجنة المنظمة ورئيسة الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، قبل أن تقدم فرقة إنشاد مؤسسات الإمام الصدر وصلة فنية بالمناسبة.

 

المجلس الوطني لثورة الارز: نأسف لعدم التوافق على قانون جديد للانتخابات

السبت 25 آذار 2017 /وطنية - عقد المجلس الوطني لثورة الأرز "الجبهة اللبنانية" إجتماعه الأسبوعي في مقره العام، برئاسة أمينه العام ومشاركة أعضاء المكتب السياسي، وإستعرضوا الشؤون السياسية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية. وفي ختام الإجتماع أصدروا بيانا، أسفوا فيه "لعدم التوافق على إنتاج قانون جديد للانتخابات النيابية، ويتزامن هذا الأمر مع إصرار رئيس الجمهورية على رفضه توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الذي أثاره وزير الداخلية معه متسلحا بصلاحياته الدستورية". وتخوف المجتمعون من الفراغ في مجلس النواب ، "لأن المجلس النيابي سلطة ينتخبها الشعب اللبناني، وعندما تنتهي وكالة الشعب للنواب يسقط الدور الذي يقوم به النائب". واعتبروا أن النواب "لن يتوافقوا على قانون ينهي أدوارهم، ويحدد حصصهم ومواقعهم في السلطة، وأن البلاد باتت على مفترق طريق خطيرة لأن هذا النهج السياسي العشوائي اللامسؤول المعتمد، سيوصل إلى الهلاك والدمار للدولة التي على ما يبدو للأسف تشارف على الإنهيار بسبب الفساد المستشري أبطالها سياسيون ومن أغلبية الكتل". وحذروا السياسيين من "مغبة الإستمرار في تلك السياسة الرعناء التي ستنعكس سلبا على واقع الدولة ومؤسساتها، حيث ستفرض حلولا من خارج الحدود على الدولة وشعبها ستزيد الأمور تعقيدا". وإستعرض المجتمعون واقع ما تتعرض له الدولة وتحديدا رئاسة الجمهورية وبعض القوى المسيحية التواقة نظريا إلى قانون إنتخابي عادل، ولاحظوا أن حزب الله وبخطواته المتسارعة، "يسعى إلى فرض قانون للانتخابات النيابية يؤمن له حضورا نيابيا من كل الطوائف، والذي يوصله إلى أمر واضح وهو أن يكون الحزب سيد المجلس النيابي بدون منازع، ليتسنى لهم الإشراف ووضع قوانين تمكنه من التحرك عمليا في المرحلة المقبلة من دون أن يواجه أي معارضة نيابية لخطواته المستقبلية".وأملوا في الخروج من هذا الوضع الشاذ، "لأنه يعرض البلاد إلى مخاطر جمة، وليس مقبولا أن يقارب أي طرف مهما بلغ شأنه موضوع قانون الإنتخابات على أساس حسابات شخصية له، ولمن يواليه الأمر". واستنكر المجتمعون موضوع مقاربة الوضع الإقتصادي - الإجتماعي بهذه الطريقة اللامسؤولة. والمؤسف إن النواب المتوفين وكذلك الرؤساء يحصلون على كامل حقوقهم ، بينما المواطن اللبناني يستثنى من حقوقه، ويعيش في دوامة الضرائب والضرائب المضافة التي أصبحت قاتلة".واعتبروا أن إقرار السلسلة بالطريقة المطروحة ربطا بالزيادات الضرائبية، "دونها الكثير من المخاطر الإقتصادية والإجتماعية، وهذا أمر بات يتطلب إنتفاضة شعبية عارمة قبل فوات الآوان".

 

قاسم: لن نقبل بغير قانون مقنع وعادل

السبت 25 آذار 2017/وطنية - أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "عدم القبول بأي قانون انتخاب كيفما كان، إذ لا بد من أن يكون مقنعا وعادلا". وقال في الاحتفال الذي أقامته جمعية كشافة الإمام المهدي لمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء، في مجمع السيدة زينب: "اليوم في لبنان تسمعون عن قانون الانتخابات الذي لم يتوصل الأطراف إلى الآن إلى نتيجة. كنا نقول ولا زلنا أن أعدل قانون انتخابات هو قانون النسبية، ولا زالت النسبية تتصدر القوانين الأكثر عدالة ووطنية، ومع ذلك عند نقاشنا مع الأطراف المختلفين يقولون لنا يوجد عندنا قوانين أخرى، تعالوا نناقش ونبحث، فنقول نحن حاضرون لأن نسمع، ولكن كل النقاشات السابقة لم تأت بقانون عادل ولم نتوصل إلى نتيجة، وسنستمر في الإيجابية لكن إذا أردنا أن نختصر الوقت، فالمطلوب أن نقر قانون انتخابات على قاعدة النسبية بمراتبه المختلفة يعني النسبية على مستوى لبنان، أو النسبية على مستوى المحافظات الخمس، أو النسبية على مستوى الدوائر ال 13 أو ما شابه ذلك، لكن أن يكون كل لبنان على أساس النسبية هذا هو الأعدل، وسأكون واضحا معكم لن نقبل بأي قانون كيفما كان، لا بد أن يكون القانون مقنعا وعادلا". أضاف: "نحن ندعو إلى مكافحة الفساد عمليا وليس من خلال الخطب الرنانة والمنابر، للأسف ليست مكافحة الفساد في لبنان على رأس الأولويات، وأكبر دليل أن ملفا واحدا من ملفات الفساد بقي لبنان يتحدث عنه حوالى سنة تقريبا هو ملف الاتصالات غير الشرعية، وعندما نسأل أين أصبح الملف؟ تارة ضائع في درج القضاء وأخرى الشرطة وثالثة الأمن الداخلي ورابعة التحقيقات. أيعقل ألا نصل إلى ملف واحد في المعالجة؟"

وختم: "أدعو إلى أن تضع الحكومة بندا على جدول أعمالها، مكافحة الفساد وتحدد مكامن الفساد والهدر وتبدأ بملف وراء ملف وتضع له إجراءات تطبيقية، وتطلب تقارير دورية لتطلع عليه وتشارك كل الأجهزة المعنية من الإدارة إلى الأمن الداخلي إلى القضاء إلى المسؤولين في البلد من أجل بدء المحاسبة لنضع حدا لهذا الفساد وهذا الهدر الذي يذهب الأموال ويورط البلد في مشاكل كثيرة".

 

باسيل في عشاء الرابطة المارونية: مع قانون يحقق التمثيل الفعلي قليموس: ندعو سيد العهد لتلقف نداء اللبنانيين بقانون ينتج سلطة تعكس آمالهم

السبت 25 آذار 2017 Lوطنية - أحيت الرابطة المارونية عشاءها السنوي في صالة السفراء في كازينو لبنان، في حضور ممثل رئيس الجمهورية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثل رئيس مجلس النواب النائب ياسين جابر، ممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير جان أوغاسبيان، ممثل البطريرك الماروني المطران بولس مطر، الرئيس ميشال سليمان، ممثل الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب الكتائب الامين العام للحزب رفيق غانم، الوزراء غسان حاصباني وسيزار أبي خليل وبيار بو عاصي، ممثل وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا ابراهيم، ممثلة وزير الاعلام مستشارته كارين جعجع، ممثلة السفير الاوسترالي القائمة بالاعمال السيدة جيما هاغنز، ممثل السفير البابوي المونسنيور إيفان سانتو، ممثل السفير الفرنسي زاهر أبي راشد، النواب نعمة الله ابي نصر وناجي غاريوس وأمل أبو زيد، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، ممثل قائد الجيش العميد مروان فاضل، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، نقيب المحامين أنطونيو الهاشم، ممثل نقيب الصحافة نائب النقيب جورج صولاج، نقيب المحررين الياس عون، ممثل المدير العام للامن العام العميد الركن وليد عون.

حضر أيضا مدعي عام التمييز سمير حمود، القاضي فوزي خميس، المدير العام للمؤسسة العامة للاسكان روني لحود، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، رئيس الرابطة المارونية أنطوان قليموس وأعضاء المجلس التنفيذي، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، مدير عام تلفزيون لبنان طلال المقدسي، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، المستشارون في القصر الجمهوري رفيق شلالا وجان عزيز وحبيب افرام، نقيب المقاولين مارون الحلو، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، رئيس جامعة الروح القدس جورج حبيقة، رئيس جامعة سيدة اللويزة وليد موسى، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية جوزيف جبرا، أمين عام المدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، رئيس مجلس ادارة الصندوق التعاضدي الصحي الاجتماعي الاب جورج صقر، رئيس مؤسسة "لابورا" الاب طوني خضره، السيد سركيس سركيس، المطارنة منير خيرالله وحنا رحمه ومروان تابت وسمعان عطاالله، إضافة الى عدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الاجتماعية وأعضاء الرابطة.

بعد النشيد الوطني ونشيد الرابطة المارونية كان لباسيل كلمة قال فيها: "اعود من زيارتين الى عاصمتين كبيرتين في العالم، الاولى كانت الى عاصمة الكثلكة حيث انشأ الموارنة اول مدرسة خرجت البطاركة والأساقفة وأسست للنهضة العربية. ووضع الموارنة الحجر الاساس لبناء وطن سيد ومستقل وحر، ووطن اللقاء المسيحي والإسلامي، وإئتمنوا، ولا زالوا، على وطن الرسالة الذي ميزته وفرادته في انسانه، ومسؤوليتنا اليوم الحفاظ عليه. اما زيارتي الثانية فكانت الى العاصمة الاميركية واشنطن التي نتشارك معها بالكثير من القيم والحرية والدفاع عنها وحقوق الانسان والمبادرة الفردية الوثابة والخلاقة".

أضاف: "لدينا اليوم انتظارات كبيرة ويفترض بنا ان نقوم بقراءة هادئة ومتأنية لما يحصل كي لا نكرر اخطاء الماضي، لا ان نقوم برهانات خاطئة ونذهب باعتقادنا الى ما هو ابعد مما في استطاعتنا الحصول عليه وان نعطيه، لاننا اولاد تجربة اخطأنا فيها ايضا بالذهاب بعيدا من خلال رهانات مماثلة، وفي الوقت ذاته في التخلي عن ذاتنا وعدم قراءة التطورات وقبولنا "بذمية" معينة ارتضاها البعض ان كان في لبنان او في المنطقة. نحن اليوم امام حدين ولدينا المسؤولية في ممارستهما، اولا في رفضنا "للاسلاموفوبيا" وكل ما يرافقها من عنصرية وتطرف لا يشبهنا، وعكس وجودنا واعتدالنا الديني الذي تعيشه ونمارسه. من جهة اخرى لدينا فرصة لاستعادة حريتنا وذاتنا ووجودنا من خلال المحافظة على حريتنا ودورنا. نحن اليوم مدعوون الى التطلع الى الماضي لنتعلم منه، والنظر بأمل كبير الى المستقبل الذي نراه واعدا في حال احسنا إدراته من الان، واحسنا قراءة كل التطورات الحاصلة. ما يجمعنا في هذا الوطن هو ابعد من وحدة اللغة والأرض والانتماء اليها، انها ارادة العيش معا. هذه الإرادة ترجمتها الوحيدة اليوم تكون في السياسة وليس في الأمنيات والمشاعر الطيبة التي نحملها لبعضنا البعض. هذا الامر أساسي ولكنه لا يكفي، الترجمة الفعلية تكون من خلال قانون الانتخاب الذي يجمعنا في المشاركة الفعلية في إدارة البلاد ويعطينا الأدوار المتكافئة تحت عنوان الرسالة التي يحملها لبنان". وتابع: "قانون الانتخاب في طبيعته في هذه المرحلة التي نمر بها، لا يمكن ان يكون خارجا عن الواقع ولا يمكنه ان يبقى في الماضي الطائفي الذي يزداد ويتعمق في لبنان، ولا يمكن ايضا ان يتنكر لامنياتنا وأمنيات شبابنا الذين يريدون مستقبلا مختلفا، وفكرهم ابعد من الطائفية. هذا الواقع الذي نحن فيه يحتم علينا ان يكون هناك انتقال مطمئن لكل مكونات هذا البلد، انتقال من الطائفية الى العلمنة تواكبه كل المكونات وتشارك فيه. لانه اذا ذهبنا وحدنا بإتجاه العلمنة وبقيت جماعتنا خلفنا نكون بذلك لا نقدم لها شيئا. واذا بقينا اسرى لتطرف او غرائز البعض، يعني ذلك اننا لم نأخذنا "ناسنا" الى حيث يجب ان يذهبوا. بإختصار نحن نرى انه يجب ان يكون قانونا انتخابيا يجمع ما بين الحاضر والمستقبل، ويخرج من الطائفية الى العلمنة التي نطمح اليها، ويحقق التمثيل الفعلي لكل مكون بشكله الحقيقي والفعلي ومن دون تزوير. اعتقد ان اليوم هو الوقت الانسب لنا جميعا من خلال طمأنة بعضنا البعض من دون الاستقواء على بعضنا لا من خلال عوامل داخلية او خارجية لاننا في مرحلة استعادة الثقة والميثاقية والقوة في البلاد. ولا اقصد هنا القوة المتعالية والتي حملها البعض في الماضي، انما اعني القوة الناعمة التي هي قوة المعرفة والتلاقي التي تخرجنا. من الصورة المتناقضة في لبنان، بين بلد الثقافة والإقطاع، التعدد والتفرد، بلد الهجرة وموطن المهجرين". اضاف:" ان جوهر حفاظنا على لبنان هو وجودنا الحر، وعلينا الحفاظ على القيم المسيحية التي أولها المحبة وأعظمها الإيمان وأهمها الرجاء، ويبقى ايماننا بوطننا ورسالتنا ونترجى الأفضل دائما. نحن في لحظة علينا ان نتضامن جميعنا مع بعضنا البعض، مسلمين ومسيحيين، نحن نسعى الى ربط اللبنانيين في الداخل مع بعضهم البعض من جهة، ومن جهة اخرى بدول الاغتراب. هويتنا مهددة بالفناء اذا لم نحافظ عليها وعلى خصوصيتنا من خلال انفتاحنا، وعلى ذاتنا من خلال تعددنا، وعلى مناصرتنا من خلال عيشنا المشترك".

وختم باسيل: "انه الوقت الحقيقي لنقول فيه لكل اللبنانيين الى اي مدى نحن ضنينون بلبنان وفيهم، ومهما واجهنا ما إغراءات وترهيب، وحكما سوف نتعرض لهما من الأصدقاء والخصوم، لكننا لن نتخلى عن بعضنا البعض لا كمسيحيين ولا كمسيحيين ومسلمين لانه في النهاية ليس لدينا الا بعضنا البعض وهذه ضمانتنا الحقيقية وحمايتنا".

قليموس

بدوره قال قليموس: "نجتمع اليوم بظل رعاية كريمة من فخامة رئيس البلاد الممثل بيننا بالوزير الصديق جبران باسيل، في مطلع عهد لم يخطو حتى الساعة خطواته الثابتة المؤملة. نجتمع اليوم لتجسيد تفاعلكم مع الرابطة المارونية التي ما برحت منذ نشأتها تسعى الى تثبيت قيم الجمهورية اللبنانية المركوزة في الحرية والديموقراطية والاحتضان الرحب للديانات السماوية والحضارات في تفاعلها الايجابي الرامي الى إبراز وجه الوطن - الرسالة الذي لا ينهض إلا باتحاد أبنائه لتعزيز الحياة المشتركة في ما بينهم، حياة لا تقوم ولا تستمر إلا بالشراكة الكاملة غير المنقوصة".

أضاف: "حرصت الرابطة المارونية منذ نشأتها وما زالت على مواكبة كل المحطات والاستحقاقات التي مر بها الوطن ولم تغب عنها يوما وكانت صوتا صارخا في دعوتها الى الوحدة ولم يسجل عليها انحياز أو انقياد لهوى بل سجّل لها دورها الجامع الذي يتجاوز الاصطفافات الضيقة وهي مستمرة في تحركها هذا تحت سقف العناوين التي تشكل القاسم المشترك بين الموارنة وهي عناوين تطاول وجودهم الحر، الفاعل والمتفاعل مع الشركاء في الوطن والولاء له دون سواه. فأساس الولاء أن توالي وطنك، وبداية الوفاء أن تفي بقومك وشرط وجودك بين الناس، أن توجد في ذاتك، أما أن تساوم على وطنك وتتاجر بقومك، وترهن نفسك فذلك سقوط من الشخصانية والمواطنية يستتبع سقوطا حتميا من القومية والانسانية". وتابع: "من ثوابت الرابطة المارونية، إيمانها بلبنان وطنا خالدا، واحدا موحدا، حرا مستقلا سيدا، يرفض التبعية، يأبى الوصاية، يقاوم مشاريع الضم ومخططات السلخ يكابر محاولات الهيمنة والتسلط من أين أتت وأيا كان الطامع والمعتدي. كما أن من ثوابتها الراسخة أيضا أن تحدد الدولة بكامل حريتها ومطلق ارادتها، علاقاتها الخارجية، وأن تنبع قراراتها المصيرية من الاعتبارات الوطنية الصرف وبوحي مصالح لبنان العليا، وأن تقيس موقفها من أي قضية بمقياس مردودها للوطن ونوعية انعكاساتها عليه، فلا مسايرة في المبدأ وعلى الجوهر لا مساومة. كما أن من ثوابت وهواجس الرابطة المارونية في آن، المحافظة على التنوع الحضاري في الشرق مهد الحضارات وتحديدا الحضارة المسيحية المشرقية". ورأى ان "المسيحيين في الشرق يتعرضون لخطر الحذف والالغاء من خرائط دوله، حتى أن فلسطين الارض التي ولد فيها المسيح وعاش وصلب ومات وبعث حيا تكاد تخلو منهم وقد يكون لبنان هو الحصن الاخير للوجود المسيحي الحر في هذه المنطقة من العالم. من منطلق هذه الثوابت، وعشية انعقاد القمة العربية نناشد فخامة الرئيس العماد عون من خلالكم وهو الرئيس المسيحي الوحيد في جامعة الدول العربية أن يحمل هذا الهم المقلق وأن يسعى بالتعاون مع المرجعيات الاسلامية المتنورة والدول العربية الواعية لهذا الخطر والمدرك لأبعاده لوضع خطة لوقف هذا النزف الحاد الذي يصيبهم حفاظا على هوية هذا الشرق ومنعا لسقوطه في براثن الاحادية الظلامية والظلاميين". ولفت الى "الداخل اللبناني والهموم التي لا تفارق اللبنانيين"، وقال: "بدءا من مواجهة تداعيات النزوح السوري وفساد وهدر وتلوث ونفايات وبنية تحية متهالكة من ماء وكهرباء وطرقات ونقل عام ودين عام وصولا الى تخبط يشابه العجز عن انتاج قانون جديد للانتخابات وإنجاز مشروع موازنة بعد طول إنتظار يأخذ بعين الاعتبار الاصلاحات الموعودة، أمام هذا الواقع غير المؤمل للبنانيين وتحديدا الشباب منهم تنظر الرابطة الى سيد العهد وتدعوه الى تلقف نداء اللبنانيين الذي يجري في عروقه قبل تبوئه سدة الرئاسة وبالتالي السعي الى انتاج قانون للانتخابات النيابية يتيح للبنانيين من خلاله انتاج سلطة تعكس توجهاتهم وآمالهم في المستقبل، ونحن في الرابطة المارونية وضعنا مشروعا بمعايير وطنية علمية عابرة للطوائف والمصالح نرجو أن يلقى ما يستحق من اهتمام لأنه يستوفي الشروط المؤدية الى الهدف المنشود". ودعا "العهد الجديد للبدء بحملة القضاء على الفساد التي لن تنتهي فصولا بين ليلة وضحاها وبالتالي محاسبة المرتكبين وتكريس الشفافية وضخ ادارات الدولة بدم جديد يسهم في نهضتها، مما يعطي الامل للشباب في لبنان وبلاد الاغتراب بغد جديد. في ظل الانظمة الديموقراطية الحقيقية يخضع العاملون في الحقل العام للحساب السياسي على درجات، أقلها اولا أمام قواعد الحزب الذي يعمل هؤلاء من خلاله، ثانيا أمام الرأي العام من خلال وسائل الاعلام كما من خلال الاحتكاك المباشر مع الجماهير، وثالثا أمام الناخبين كلما حل استحقاق الانتخابات للمجالس التمثيلية. هذه المحاور للمحاسبة الديموقراطية ما كانت يوما مكتملة الفعالية في لبنان، اللهم إلا في الصحافة، وجاءت الازمة الوطنية الكبرى، بما رافقها من ظروف وما أفرزت من معطيات، لتعطل بعضها وتوهن بعضها الآخر. وها نحن اليوم في جو التحضير للانتخابات النيابية الموعودة، عل الشعب اللبناني يحسن الاختيار والمحاسبة والقرار". وختم: "دعوتنا الى المواطنة أصيلة وملحة، تهيب بكل مخلص أن يرفض الطائفية لانها عبودية ولان حقا واحدا يريده لبنان ويدعيه ويصر عليه وهو الحرية ونحن نفتديه بدمائنا وأرماق اطفالنا، فخير لنا الف مرة أن نستشهد على رأس حربة من أن نسلِّم للغير أعناقنا، وللقيد معاصمنا ولو نيرا من ذهب أو قيدا من حرير. قدرنا أن نخلق أحرارا ونحيا أحرارا ونموت أحرارا، فيا شعبنا حريتك معرفة والمعرفة إيمان والإيمان محبة. فالنصر موعدك، وموعدك الحياة لأنك تعرف تؤمن وتحب".

جرجس

وكان عريف الاحتفال فادي جرجس اعتبر في كلمته ان "الرابطة المارونية مرادفة لوحدة الموارنة تجمع بينهم وحدة مصير لأنهم يواجهون تحديات تعادل وجودهم، وحضورهم، وتطاول منابتهم وجذورهم. وحدتهم هي المدماك الرئيس في عمارة الوحدة الوطنية التي تضم المواطنين جميعا مسيحيين ومسلمين تحت سقف الولاء للبنان. وهي بالمرصاد لكل من يريد إحداث خلل في بنية الدولة وإدارتها، وطغيان فريق على فريق، فالتوازن الوطني في قاموسها، هو شرط رئيسي لقيام دولة القانون والمؤسسات". وتخلل العشاء عرض فيلم وثائقي عن الرابطة المارونية من اعداد الاعلامي فيليب أبي زيد ومعزوفات وأغان قدمتها جوقة المدرسة اللبنانية للضرير والاصم.

 

جنبلاط: لا حروب في المستقبل لكن المطلوب سرعة بإيجاد الحلول لأن الوضع الاقتصادي غير مطمئن

السبت 25 آذار 2017 /المختارة - رأى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، ان "لا حروب في المستقبل"، واننا "في قانون الانتخاب لا نقبل بأن تأتي جهة وتحاول تحجيم الدروز، ويبقى مطلبنا التمثيل الصحيح والشراكة". كما رأى ان "المطلوب بعد التسوية بانتخاب الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري السرعة في إيجاد الحلول، لأن الوضع الاقتصادي غير مطمئن".كلام جنبلاط جاء خلال استقباله في المختارة اليوم وفدا كبيرا من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، أتى مباركا تسلم تيمور جنبلاط القيادة، ومؤكدا الوقوف الى جانبه والسير معه "بنفس النهج السياسي والوطني العام من اجل حماية لبنان وصون وحدته".

وتحدث باسم الوفد وكيل خلوة المرحوم الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين في بعقلين الشيخ سعيد سري الدين، فقال: "كما كنا معكم يا وليد بك طيلة 40 عاما سنكون باذن الله تعالى الى جانب تيمور بك، من اجل صالح طائفة الموحدين الدروز ورفعتها، هذه الطائفة التي ما انكفأت يوما عن الحق وتقديم التضحيات، وكلنا ثقة بحكمة الزعيم الشاب تيمور جنبلاط ودرايته في تحمل اعباء هذه المسؤولية الكبيرة، وشكرنا وتقديرنا له بهذا الخصوص".

وقال العلامة الشيخ ماجد ابو سعدا: "نهنئكم ونشكركم يا تيمور بك على تسلم اعباء الميراث الثقيل الذي قلدكم اياه الزعيم الوطني الكبير وليد بك، جئنا الى بيت عريق انجب الفكر والعلم والادب والسياسة وكان نتاجه الرفيع وذروة امتداده المعلم الشهيد والقائد الكبير كمال جنبلاط المفخرة الانسانية الحضارية على مدى السنين والعهود، وانتم تيمور بك المرتجى لحمل الامانة في ظل رعاية وعناية والدكم الزعيم الكبير. كلنا يعلم ان طريقكم مكلل بالصعوبات والمسؤوليات، لكنه الطريق للصعود الى اعلى القمة. ونحن اذ ندعو لكم بالتوفيق في جهادكم السياسي المرتقب ومسيرتكم المباركة، كلنا ثقة بأن تحملوا روح المبادئ التي حملها جدكم الكبير الذي جعل اعتباره الاول حرمة الكرامة اللبنانية، وان الغايات الشريفة لا تُنال الا بوسائل طاهرة شريفة". كذلك بارك الشيخ منير القضماني (ابو داوود) لتيمور جنبلاط تسلمة القيادة، والقى رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين كلمة رأى فيها انه "كما كانت الهيئة الروحية تقف مع الزعيم وليد جنبلاط بالحق لمواقفه العاقلة وسياسته الحكيمة، ستكون الى جانب تيمور بك ومع هذا البيت من اجل التاريخ والمستقبل وحفظ الكرامة ورد اي محاولة تعد على الجبل ووحدة الوطن".

ثم القى النائب جنبلاط كلمة رحب فيها بالمشايخ، وقال: "قبل أربعين عاما احتضنتموني ومشينا وإياكم في أصعب الظروف. ولم نكن ابدا لنختار السلاح، وانما استخدمناه دفاعا عن النفس فقط، دفاعا عن لبنان وعروبته في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وبعدها عقدنا الصلح بوجودكم ومعيتكم ومباركتكم في هذه الدار مع غبطة البطريرك نصرالله صفير عام 2001. واستمرت الطائفة مرفوعة الرأس بوجودكم ومساعدتكم وتضحياتكم طيلة الاربعين عاما، هذا تاريخ، ولا حروب في المستقبل".

أضاف: "المهم حاليا أن نتعاون كلبنانيين على حل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية، وننتهي من قانون الانتخابات الذي أعتقد أنه يتسع للجميع. وبنفس الوقت من غير المقبول أن يحاول احد تحجيم الدروز، ويبقى مطلبنا التمثيل الصحيح والشراكة. نحن طائفة، بالرغم من صغر عددها، ما بتنوفى، وافعالها تخطت الحدود اللبنانية والعربية والعالمية، وقد اثبتنا ذلك".وتابع: "نأمل للمحيط في سوريا الحل، رغم أنني لا أرى حلا في المدى المنظور، كما ونأمل الوحدة لجميع العرب من أجل الصالح العربي والتنمية العربية، يبقى همنا في الوقت الحاضر داخليا. فقد اقمنا تسوية تمت بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة، والمطلوب الآن السرعة في إيجاد الحلول، لأن الوضع الاقتصادي غير مطمئن وهو بذلك مؤشر كبير". وختم جنبلاط: "أشكركم بإسمي وبإسم تيمور على إحياء الذكرى الاربعين الأحد الماضي، فنحن في النهاية انما نكرم احد قادتنا الكبار كمال جنبلاط، وتيمور ابنكم فكما احتضنتموني سابقا احتضنوه".

لقاءات تيمور جنبلاط

من جهته التقى تيمور جنبلاط عددا كبيرا من الوفود الشعبية والاهلية تقدمها رجال دين وشخصيات وفاعليات ومجالس بلدية واختيارية اعلنت وقوفها الى جانبه وتأييد مسيرته السياسية والوطنية، في حضور النواب اكرم شهيب، علاء الدين ترو ووائل ابو فاعور، وامين السر العام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، ابرزها وفد كبير من البقاع بارك له مسيرته السياسية، وتحدث باسمه كل من كاهن رعيتي مار الياس الحوش وبيت لهيا الاب جورج مفلح ورؤساء بلديات بيت لهيا جيزيل الخوري، الحوش حنا غيث وكوكبا امين مغامس، ومختاري الحوش ظاهر رزق، وبيت لهيا قزحيا ابي يونس. وأجمعت الكلمات على تأييد الانطلاقة السياسية الوطنية لتيمور جنبلاط والوفاء له في دعمه ووقوفه الى جانب منطقة البقاع وتطويرها على الصعد الانمائية والحياتية والاجتماعية والانسانية. ومن الزوار وفد من المجلس البلدي في بلدة كفرسلوان برئاسة بسام حاطوم الذي أعلن "الولاء والتأييد لمسيرة تيمور جنبلاط والوقوف الى جانبه في كل المحطات والمفاصل السياسية والوطنية"، وفد من جامعة البلمند- حرم سوق الغرب وطلابها، تحدث باسمه مدير العلاقات العامة والتنمية الدكتور سهيل مطر معلنا "الوفاء لتيمور جنبلاط ومواكبة مسيرته الشبابية الواعدة". وقد شكره على "دعم الطلاب وتقديمه المنح المدرسية". كما القى جاد الباشا كلمة قال له فيها: "لن ننسى يوما وقفتكم معنا لنعبر شطوط النجاح وقد غرستم فينا حب العلم وزهور المعرفة، كما لن ننسى اياديكم البيضاء التي امتدت من خلال مؤسسة وليد جنبلاط التربوية الى طالبي العلم، ايمانا منكم بان العلم هو السلاح الوحيد للانسان والطريق نحو التقدم والحضارة، فهنيئا لمن يدعم طلاب العلم لا طلاب الحرب، سعيكم مشكور وعطاؤكم مبرور".

من زوار المختارة أيضا وفد من العائلات والاهالي والمجلسين البلدي والاختياري في بلدة الكنيسة- الشوف، تحدث باسمه رئيس البلدية نظير سعد مشددا على "العلاقة التاريخية والاخوية مع دار المختارة والتي تتجدد اليوم مع قيادة تيمور جنبلاط الذي نبارك لانفسنا بقبوله قيادة الرجال والاوفياء، وفي تحمل اعباء هذه المسؤولية الوطنية، وصونه كرامة الجبل والثوابت، كي يبقى هذا البيت ضمانتنا كما كل ابناء الجبل". كما تحدث المختار انطوان عشقوتي في الاطار نفسه، وتسلم تيمور جنبلاط من الوفد هدايا وكتبا للمؤلف الاديب ابن البلدة الراحل راجي عشقوتي".

كذلك التقى جنبلاط وفدا من ادارة الجامعة اللبنانية الثقافية في الاغتراب، ضم امينها العام وسام القزي وممثلين عن دول المكسيك وكولومبيا واستراليا، عرض معه زيارة يقوم بها 400 شاب وشابة من اصول لبنانية في دول الاغتراب للمرة الاولى الى لبنان في تموز المقبل، لتهنئته بتسلم القيادة وطلب رعايته برنامجا يشمل زيارات للمناطق لتعرف المغتربين الى جذورهم الاساسية". واستقبل وفدا من مفوضية التربية والتعليم في "الحزب التقدمي"- مكتب الشوف، قدم له درعا تقديرا لمبادرته تكريم الاساتذة والمعلمات الذين احيلوا اخيرا الى التقاعد، ورعايته الاحتفال في قاعة المكتبة الوطنية في بعقلين. والقيت كلمات باسمهم هنأت جنبلاط على تسلمه القيادة. كما التقى وفودا من اغميد وبتلون الشوف، ومن رابطة آل البعيني في مزرعة الشوف، ووفودا بلدية عرضت مطالبها الانمائية والخدماتية العامة من قرى في الشوف وعاليه والمتن وراشيا وحاصبيا، وتلقى سلسلة دعوات لرعاية وحضور انشطة مختلفة، ومراجعات من مواطنين.

 

الأحمد زار الراعي ودريان وقبلان: المخيمات جزء من الأراضي والسيادة اللبنانية ونحن تحت القانون وننفذ ما تريده السلطة والأجهزة الرسمية

السبت 25 آذار 2017 /وطنية - أعلنت سفارة دولة فلسطين في بيان أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض الساحة اللبنانية عزام الاحمد، زار اليوم، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، يرافقة سفير فلسطين أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" فتحي أبو العردات. وأشارت إلى ان الأحمد، نقل للراعي "تهاني رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتهاني الشعب الفلسطيني في عيد البشارة، الذي يصادف اليوم، وكذلك محبة القادة الفلسطينين والشعب الفلسطيني لمواقفه المساندة باستمرار، لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق آماله في انهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". كما اطلعه على "اخر مستجدات القضية الفلسطينية والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على مقدسات شعبنا المسيحية والاسلامية، وضرورة توحيد الموقف العربي في القمة العربية المقبلة لدعم صمود الشعب الفلسطيني".

الراعي

ونقلت عن الراعي تشديده على "ضرورة أن نبقى كأمة عربية وكقادة عرب موحدين في قول كلمة الحق في العالم كله، لدعم نضال الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، لأن هذا يسهل تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء الإحتلال"، مؤكدا دعمه "صمود الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وإقامة دولة فلسطينية والقدس عاصمتها، وفق ما ترتئيه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني". وردا على سؤال عن أهمية زيارة البطريرك الراعي الأراضي المقدسة، أجاب الاحمد: "لقد كان الفلسطيني الأول هو السيد المسيح، ومكانة فلسطين ليست فقط عند مسيحيي فلسطين بل في العالم أجمع، لذلك نقول هذا النسيج الفلسطيني والعربي أمة واحدة، ونحن شعب واحد. كنيسة القيامة في القدس، والمهد في بيت لحم والبشارة في الناصرة مثلها مثل الأماكن المقدسة عند المسلمين في المسجد الأقصى، وبالتالي نحن كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين نحمل رسالة واحدة". أضاف "عندما زار البطريرك الراعي فلسطين، شعرنا بمواقفه وكلماته في الناصرة وبيت لحم والقدس، وأيضا بالتحدي الكبير، الذي قام به في وجه الإحتلال الاسرائيلي، عندما زار اكريت وكفربرعم في الجليل، وهما قريتان مسيحيتان هجرهما ودمرهما الإحتلال الإسرائيلي، ومن هناك دعا وبإصرار ومن فوق أنقاض القريتين الى إعادة سكانهما وبنائهما. ونحن نؤكد أن كلماته والدور الكبير، الذي يقوم به سواء في الفاتيكان، أو خارجه يشكل دعما أساسيا، ونحن بحاجة لكلماته وعظاته كفلسطينيين وكلبنانيين".

زيارة دريان

وخلال لقائه دريان، وضع الاحمد المفتي في "صورة الأوضاع في فلسطين والتحديات، التي تواجهها القضية الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومة مشاريعه الاستيطانية، ومقاومة محاولات تهويد مقدساته الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، ومقولة الهيكل المزعوم، الذي يتشدق به عتاة الصهاينة، والنضال بكل الأشكال المتاحة، التي يلجأ اليها الفلسطينيون وأبناء القدس بشكل خاص، لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وهوية القدس العربية الفلسطينية، والنضال الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". واكد "استمرار بذل الجهود من اجل توحيد الصف الفلسطيني أولا، وتوحيد الكلمة العربية وتوحيد الصف العربي، خصوصا في ظل التمزق، الذي شهدته الامة العربية بعد فترة ما سمي بالربيع العربي والاقتتال، الذي يدور في اكثر من قطر عربي بين أبناء الشعب الواحد، وضرورة التخلص من هذه الحالة، حتى نعيد توحيد كلمة امتنا العربية والتفافها حول القضية الفلسطينية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وشدد على "ضرورة قطع الطريق على كل المحاولات الخبيثة، التي تجرى لاستغلال المخيمات الفلسطينية وضرب الفلسطيني باللبناني، واللبناني بالفلسطيني من اجل تفتيت أمتنا، وتفتيت الأمن والاستقرار في لبنان امتدادا للمحاولات التي تجرى لتفتيت امتنا العربية". بعد اللقاء، قال الأحمد: "تشرفنا بلقاء سماحته، وشرف عظيم لنا ان نزور دار الإفتاء في بيروت، التي كانت باستمرار وما زالت، مركز اشعاع وطني ولبناني، وتحمل هموم الشعب اللبناني وهموم الأمة العربية وأيضا كل القضايا الإسلامية، والقضية الفلسطينية في مقدمتها كما كانت باستمرار، وواكبت مسيرة العمل الوطني الفلسطيني والثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها وما زالت". أضاف "كانت مناقشة أوضاع المخيمات الفلسطينية والتركيز بشكل خاص على ما يدور في عين الحلوة، وأكد سماحته انه سيعمل بكل ما يمتلك من قوة ونفوذ وكلمة مسموعة لدى اللبنانيين والفلسطينيين والاعباء، التي تحملها دار الإفتاء من اجل المحافظة على رعاية اللاجئين الفلسطينيين، الذين هم ضيوف على الشعب اللبناني حتى يتم تحقيق العودة لهم الى بيوتهم ومدنهم وقراهم".

سئل: هل أمن المخيمات الفلسطينية هي مسؤولية لبنانية فلسطينية مشتركة؟.

أجاب: "بالتأكيد، ولكن نحن كفلسطينيين تحت سيادة القانون اللبناني، وتحت سلطة السيادة اللبنانية وكما تريد، مطلوب من الفلسطينيين كما هو مطلوب من المواطنين اللبنانيين أيضا، ان ينبذوا العنف وان ينبذوا الإرهاب، وان يتصدوا لكل محاولات التخريب، واعتقد هذه وجهة نظر مشتركة، ونحن نؤكد حتى على الصعيد الرسمي كما قال الرئيس محمود عباس مرارا وتكرارا، وبصفتي مبعوث له هنا في الساحة اللبنانية، ومشرف على ساحة العمل الفلسطيني في لبنان، نحن تحت القانون اللبناني، ننفذ ما تريده السلطة اللبنانية والأجهزة الرسمية اللبنانية منا، لنتحمل مسؤوليتنا كما هو مطلوب من كل مواطن لبناني وفلسطيني، المخيم جزء من الأراضي اللبنانية، والسيادة اللبنانية".

زيارة قبلان

وفي اللقاء الذي جمعه بقبلان، تم التباحث ب"الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ولاسيما التطورات على الساحة الفلسطينية جراء استمرار الغطرسة الاسرائيلية". وشدد قبلان على "ضرورة العمل وبذل الجهد لتظل القضية الفسطينية حية في وجدان العرب والمسلمين باعتبارها القضية المركزية، التي تستدعي ان يتوحد الجميع لنصرة شعبها وانقاذ مقدساتها والتضامن في مواجهة العدوان والاحتلال الاسرائلي، الذي يتمادى في اجراءاته التعسفية وحملات الاستيطان والتهويد". بدوره قال الاحمد بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء أخينا الكبير سماحة الإمام الشيخ قبلان، لما يحتله من مكانة في قلوب الفلسطينيين ومواقفه التاريخية، وكان هدفنا أن نلتقيه ونستمع منه ونطلعه على الأوضاع في فلسطين والمخاطر، التي يواجهها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وطبعا قدمنا له التعازي مصادفة بوفاة شقيقته، وأطلعناه على المخاطر، التي يواجهها الشعب الفلسطيني، خاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولات تهويد مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في وجه المحتل الإسرائيلي والجهود، التي تبذلها القيادة الفلسطينية من أجل توحيد الموقف العربي لمجابهة المخاطر، التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والأمة العربية". ولفت الى ان "قبلان اكد ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف العربي والالتفاف حول القضية الفلسطينية، لحماية المقدسات والمسجد الأقصى والقدس وحماية كل المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وكذلك بذل الجهود لتوحيد الموقف العربي من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة العربية". وردا على سؤال عن سبل مواجهة المؤامرة في المخيمات، أجاب الاحمد: "هذا الموضوع ناقشناه مع سماحته وموقفنا واضح ولن يتغير، ان محاولات إثارة الفتن متواصلة وهناك تركيز في السنوات الأخيرة على لبنان، خاصة في ظل الأوضاع المحيطة في لبنان سواء في سوريا أو غيرها من أقطارنا العربية ومحاولة ضرب الاستقرار في لبنان، وهناك قوى معادية للشعب اللبناني والشعب الفلسطيني بغض النظر عن هويتها وانتماءاتها، لكنها لا تمت للمصالح اللبنانية والفلسطينية بصلة لتفجير أوضاع المخيمات واستغلالها، ونقول يجب التصدي باستمرار لهذه المحاولات، والمحافظة على أمن واستقرار المخيمات وقطع الطريق على كل الغرباء والأيدي المشبوهة لاستغلال المخيمات". وشدد على "وحدة الشعبين الفلسطيني واللبناني"، لافتا الى ان "الفلسطينيين لن ينسوا أن الشعب اللبناني احتضن الثورة الفلسطينية، ولولا هذا الاحتضان لما استمرت القضية الفلسطينية حتى اليوم، ولا حققنا أي انجاز وأيضا احتضان الشعب اللبناني للاجئين الفلسطينيين كضيوف مؤقتين على الدولة والشعب اللبناني الشقيق، ونحن نقول إن تحسين أوضاعهم المعيشية واستقرارهم، هو عامل أساسي في صمودهم من أجل أن يكونوا جزءا لا يتجزأ من النضال من أجل تحقيق حلم العودة إلى وطنهم وديارهم".