المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 أيلول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.september12.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يعلم تلاميذه صلاة الأبانا الربانية

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ربنا ستر ورحم المحكمة الدولية من تخاذل ودجل واقعية أصحاب شركات أحزاب 14 آذار

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/مشكلة جعجع هي باسيل وليس “حزب الله

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي بأكثريته فريسي واسخريوتي

الياس بجاني/باسيل مجرد عارض صغير لسرطان الإحتلال

الياس بجاني/ضرورة محاكمة المرعبي وأمثاله من الأصوليين

الياس بجاني/مشكلة د.جعجع هي جبران باسيل وليس حزب الله

الياس بجاني بالصوت والنص/غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

الياس بجاني/غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميّل

وثيقة يعود تاريخها الى العام ٦٧٦ م تحمل ختم الخليفة امير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان/فادي توفيق كيروز

مؤتمر صحفي للدكتور فارس سعيد تناول الإعتداءات على أملاك الكنيسة المارونية في بلدة لاسا/هناك من يدفع الكنيسة المارونية، بكل ما لديها من قدرة وقوة وإحترام ومحبة من قبلنا جميعاً، أن لا تذهب إلى القانون بل الى ترتيبات وتسويات لعقارات لاسا

نوفل ضو عن مرافعات لاهاي: سقطت الأقنعة

المحكمة الدولية: بدرالدين العقل المدبر والنظام السوري في صلب مؤامرة اغتيال الحريري

المحكمة الدولية”: المتهمون ينتمون إلى “حزب الله”… و3 آلاف “قرينة” لإدانة قتلة رفيق الحريري

الحريري من لاهاي: من ارتكب جريمة الاغتيال سيدفع الثمن وما يهمنا التركيز على الاستقرار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 11/9/2018

سرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 11 أيلول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله” يدعم عون

لاسا: عقارات متنازع عليها أو معتدى عليها؟

سعد الحريري: المحكمة أو السياسة

الحريري وجنبلاط وجعجع في زمن "العلوج": العيش مع الندم

فلسطينيو لبنان يعتبرون إنهاء خدمات {أونروا} قضاءً على قضيتهم/حميد: قرار ترمب يؤدي إلى توطين مقنّع

التيار المستقل: نترحم على رئاسات سبق وتولت تشكيل الحكومات

خطوة غير مسبوقة لنديم الجميّل

 نديم الجميل في بنشعي معزيا

الياس الزغبي: الحريري ينشد العدالة وليس الانتقام

ميشال الخوري لـ"النهار" : مبادرة سعيد فعل ايمان بلبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أردوغان: على العالم أن يوقف الأسد

اشتباك الأكراد والنظام: أبعد من التجنيد الإجباري

السويداء: النظام عاجز عن التقدم في الصفا

النظام يعزز مواقعه قبالة عفرين..ودرع الفرات تعلن جهوزيتها

«صراع خطط» على الشمال السوري... وروسيا تريد إدلب قبل آخر السنة/موسكو تواصل الضغط العسكري وتترك لأنقرة منطقتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»

العبادي من البصرة: لن أغادر حتى إنجاز جميع المشاريع الخدمية/تحالف الصدر يحذّر من المساس بالمتظاهرين

موقف الأكراد ينتظر حسم التحالفات في بغداد ولم يتلقوا بعد ردوداً من أي من المحورين الشيعيين

 السيستاني يدعو إلى اختيار وجه جديد لرئاسة الوزراء واستمرار الخلاف السني حول البرلمان

أبو الغيط يندد بإغلاق البعثة الفلسطينية بواشنطن

أبو الغيط يشدد على الحل السياسي في اليمن وفق المرجعيات

فلسطينيون يقيمون بيوتاً من الصفيح قرب الخان الأحمر المهدد بالهدم

«الوزاري العربي» ينطلق اليوم.... ودعم {أونروا} على جدول المناقشات

أبو الغيط يتعهد مساعدة الوكالة.... وكرينبول يقول إن مصيرها لا تحدده دولة

رئيس الوزراء الفلسطيني يتعهد سداد «العجز» لمستشفيات القدس/مصادر صحية: القرار الأميركي بقطع التمويل يمس حياة ملايين

السلطة تربط إغلاق واشنطن «سفارتها» بالتوجه إلى «الجنائية الدولية» وإدانات فلسطينية للقرار ورفض لـ{الابتزاز الأميركي} والضغوط المتلاحقة

أميركا تحذر إيران من أي هجوم يشنه وكلاء طهران في العراق

غوتيريس يحثّ روسيا وإيران وتركيا على حماية سكان إدلب

مقاتلات التحالف تستهدف تعزيزات الانقلابيين في صرواح ومصرع وإصابة العشرات من ميليشيا الحوثي التابعة لإيران

الحوثيون يطردون الأهالي من منازلهم شرق الحديدة ويلغّمون الطرقات/قوات الجيش اليمني تعثر على معدات حربية في مدرسة وتتقدم في صعدة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المجتمعات الدرزية تواجه انهيارًا إقليميًّا في النفوذ/منى العلمي/معهد واشنطن

قبل أن يفيض الكيل ويتبصرن لبنان/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

عون: الحريري تغيّر كثيراً/نقولا ناصيف/الأخبار

لبنان السيادة والنفايات/حسين عبد الحسين/الحرة

لبنان: العونيون يفتتحون زمن “ما بعد الفساد”/حازم الأمين/الدرج

فلسطينيو لبنان يعتبرون إنهاء خدمات {أونروا} قضاءً على قضيتهم/سناء الجاك/الشرق الأوسط

للبالغين الراشدين حصرياً/ضمير الكافر أقوى من دين المؤمن/الشيخ حسن سعيد مشيمش

من البصرة إلى إدلب: برّا.. برّا!/أسعد حيدر/المستقبل

البصرة إذ تمتحن العراق... وإيران معاً/نديم قطيش/الشرق الأوسط

احتجاجات البصرة وأذرع الملالي/يوسف الديني/الشرق الأوسط

الهجوم على إدلب والموقف الأميركي/لينا الخطيب/الشرق الأوسط

مستقبل الإرهاب/بيتر بيرغن/الشرق الأوسط

فيلسوف الفنادق/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل يتطور الإنسان بلا خيال/تركي الدخيل/الشرق الأوسط

البصرة... غزيرة النفط شحيحة المياه/مينا العريبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية من ستراسبورغ: لبنان لم ينقسم طائفيا والخطاب اللاهب لم يشعل النار ونرفض اي مماطلة في العودة الامنة للنازحين الى ديارهم

رئيس الجمهورية من ستراسبورغ: السياسات الدولية في الشرق الأوسط تزيد النقمة وترفع منسوب التطرف لأنها خالية من مقياس العدالة

رئيس الجمهورية التقى مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وموغوريني كشفت عن اجتماع في نيويورك للبحث في عودة النازحين

رئيس الجمهورية زار المعهد الوطني للادارة في ستراسبورغ: النموذج المتبع فيه حاجة للنهضة الكبرى في الجهاز الإداري في لبنان

عون للجالية اللبنانية في ستراسبورغ: من يقول العهد فشل"حرام" لعقولهم

باسيل في الاجتماع الوزاري العربي حول الأونروا: هناك مخطط يتم إمراره في لحظة عجز عربي هبت رياحه في ربيع لم يزهر سوى دمار ونزوح

السنيورة: نريد العدالة كاملة من دون أي نقصان لأنه من دونها لا يتحقق الاستقرار الحقيقي

حزب الله: تصريحات بولتون تكشف استعلاء الموقف الأميركي على دول العالم والمنظمات الدولية

السفيرة الكنديّة في معراب

هكذا وصف كنعان عهد الجنرال والتيار الذي اسسه

الحواط ردًا على سعيد: الفروسية لا تلتقي مع الشعبوية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

يسوع يعلم تلاميذه صلاة الأبانا الربانية

إنجيل القدّيس لوقا11/من01حتى04/كَانَ يَسُوعُ يُصَلِّي في أَحَدِ ٱلأَمَاكِن. وَلَمَّا ٱنْتَهَى قَالَ لَهُ أَحَدُ تَلامِيذِهِ: «يا رَبّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّي، كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا تَلامِيذَهُ». فَقَالَ لَهُم: «عِنْدَمَا تُصَلُّون، قُولُوا: أَيُّهَا ٱلآب، لِيُقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. أَعْطِنَا خُبْزَنا كَفافَنَا كُلَّ يَوْم. وَٱغْفِرْ لَنَا خَطايَانَا، فَنَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مُذْنِبٍ إِلَيْنا. وَلا تُدْخِلْنَا في التَّجْرِبَة.

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

 ربنا ستر ورحم المحكمة الدولية من تخاذل ودجل واقعية أصحاب شركات أحزاب 14 آذار

الياس بجاني/11 أيلول/18

لو لم تكن المحكمة الدولية تحت البند 7 لكان أصحاب شركات أحزاب 14 آذار كافة قد ساوموا عليها وداكشوها بالكراسي كما فعلوا بالسيادة والإستقلال.. هؤلاء هم قمة في الفشل ومن المطلوب تقاعدهم.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

مشكلة جعجع هي باسيل وليس “حزب الله”/الياس بجاني/11 أيلول/1ذ8/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%87%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/

 

طاقم سياسي وحزبي بأكثريته فريسي واسخريوتي

الياس بجاني/10 أيلول/18

طاقمنا السياسي والحزبي جماعة من الكتبة والفريسيين وقد نستثني قلة قليلة منهم هي حاليا مبعدة عن مواقع النفوذ وعاجزة مادياً ومهددة بأمنها وحياتها. ولكن الأمل كبير لأن الخمائر الوطنية النقية لا تزال موجودة بين ابناء شعبنا السيادي وهي بإذن الله ستخمر عجين الوطن الجريح والمحتل مهما طال زمن البؤس والمّحل.

 

باسيل مجرد عارض صغير لسرطان الإحتلال

الياس بجاني/10 أيلول/18

صحيح ان باسيل مشكلة ولكنه عارض صغير وهامشي لمرض كبير جداً. المشكلة والمرض الأهم هما احتلال حزب الله...أما التلهي بالأعراض هو هروب من مواجهة الواقع الإحتلالي بهدف كسب سلطوي وهذا ما يقوم به جعجع والحريري وجنبلاط.. هم بنرسيسية فاقعة يتعامون عن الإحتلال ويتملقونه للمشاركة في السلطة تحت مظلته وبشروطه وغب فرماناته..حالة مزرية وطنياً وسيادياً.

 

ضرورة محاكمة المرعبي وأمثاله من الأصوليين

الياس بجاني/10 أيلول/18

قانونياً المرعبي وكل من يقول قوله هم يهددون السلم الأهلي ويناقضون العيش المشترك وبالتالي مطلوب قانونياً محاكمتهم بتهم التحريض المذهبي والتعدي على الدستور والتسويّق للحرب الأهلية. أمثاله هم وباء وسرطان ق5يمي ووطني وإرهابي وعلى من هم في القضاء والسلطة وضع حد لجنونهم المذهبي الأعمى وإخراسهم من خلال القانون..كفى لبنان خزعبلات من هم بعقلية ونفسية المرعبي النتنة.

 

مشكلة د.جعجع هي جبران باسيل وليس حزب الله

الياس بجاني/10 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67331/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%87%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88/

لم يكن مفاجئاً ولا مستغرباً تركيز د.سمير جعجع على الوزير جبران باسيل في خطاب “التذاكي والتشاطر” الذي ألقاه في قداس ذكرى الشهداء، والذي كان عملياً مشهدية استعراضية تمجد شخصه وتسوّق له بأسلوب فاضح بكل ما في مفردتي المشهدية والاستعراض من معاني..

ولم يكن مفاجئاً أيضاً التركيز على أناشيد تشيد بتضحياته وبسجنه وتربط شخصه بشخص الشهيد الرئيس بشير الجميل على أساس أنه الوريث الوحيد والأوحد..

ولم يكن أيضاً مستغرباً في زمن “المّحل” أن تتمحور عظة القداس حول شخص جعجع وسجنه وتضحياته..

وذلك في تعامي هرطقي كلي عن مفهوم الإنجيل المقدس في أسس ممارسات من يقوم بواجبه: “كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا (إنجيل القديس لوقا17/10)..

وهنا أيضاً كان القفز فوق روحية الإنجيل فيما يتعلق بالوازنات التي يهبها الله للإنسان مجاناً ليستثمرها دون شخصنة وأنانية واستكبار: “مجانا أخذتم، مجانا أعطوا” (إنجيل القديس متى10/08)

أما التباهي و”تربيح الجميلة” بأي عمل خير أو بأية تضحيات فهذه هرطقات بعيدة كل البعد عن المسيح والمسيحية..”وانت متى فعلت صدقة فلا تدع شمالك تعرف ما تفعله يمينك”.. (إنجيل القديس متى16/03)

كلمة جعجع في معظمها ركزت على شخص الوزير جبران باسيل ولكن دون أن يسميه وهو حمله ضمناً وتلميحاً كل الأخطاء والخطايا وصوره عدواً لعهد عمه الرئيس ودكتاتوراً قابضا بالكامل على مفاصل القرارات..

في حين وبتذاكي وباطنية تملق للرئيس عون وهو العارف 100% بأن الرئيس وصهره هما واحد في كل القرارات صغيرة كانت أم كبيرة.

تعامى جعجع كلياً وعن سابق تصور وتصميم وبذمية عن واقع الاحتلال الإيراني للبنان، وعن ممارسات جيش إيران المحتل للبنان أي حزب الله ودعاه للعودة إلى الوطن وهو يعلم علم اليقين أن هذا الحزب هو إيران في لبنان.. ولبنان الدولة والكيان والدستور والهوية في قاموسه لا وجود له إلا من ضمن ثقافة ولاية الفقيه ومشروع إيران الإمبراطوري والتوسعي والمذهبي المناقض والمعادي والرافض لكل ما هو لبنان.

وهنا يتأكد المؤكد وهو أن جعجع لا يزال ملتزماً 100% بشروط وسقوف “الصفقة الرئاسية” التي داكشت الكراسي بالسيادة وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان وفرطت تجمع 14 آذار (الحزبية) وارتضت في مقابل المشاركة في الحكم مساكنة الاحتلال الإيراني والقبول بدويلة حزب الله وبسلاحه وبحروبه…رافعة بهدف والتمويه والخداع واللعب على هموم وخوف ولقمة عيش الناس رايات نفاق ودجل “الواقعية”.

وهذا الالتزام بالصفقة الخطيئة” تجسد أيضاً بتغاضي جعجع عن أي ذكر للقرارات الدولية وتحديداً ال 1559 و1701 وكأن هذه القرارات الأممية لا وجود لها في أجندته “الرئاسية”، وهذا طبعاً أمر يندرج تحت سقف التسوية إياها.

نعم وألف نعم فإن الشهداء لا يموتون لأنهم هم القضية اللبنانية المحقة والوطنية بكل ما تجسده من كيان وحريات وكرامة وعنفوان وهوية وتاريخ. هم في جنة الخلود إلى جانب البررة والقديسين… وهم براء من كل من يتاجر بتضحياتهم كأن من كان..جعجع أو غيره!!

نسأل: هل فعلاً جبران باسيل كما قال لنا جعجع هو مشكلة لبنان، أم أن الاحتلال الإيراني وأدواته المحلية كافة هم وراء كل ما يواجهه وطننا المحتل والمقهور والمسلوب سيادته واستقلاله وقراره؟

يبقى ..إنه نعم نحن في زمن محّل وبؤس ومساومات وأبواب واسعة..

وفي زمن عشق الكراسي ومفاهيم الإنسان العتيق..إنسان الخطيئة والغرائز.

وفي زمن التخلي والضياع والنرسيسية.

وعلى الأكيد الأكيد نحن في زمن الأغنام والغنمية..

ونعم هو زمن فسق وفساد وجشع ويوضاصية أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية الغارقة في أطماع ونزوات أصحابها..ونقطة على السطر.

لكل شارد ومرتد ومتاجر بدماء الشهداء نردد مع رسول الأمم (روميه 06/15-23): “إذا جعلتم أنفسكم لأحد عبيدا للطاعة، صرتم عبيدا لمن تطيعون”.

في الخلاصة، ودون لف أو دوران أو غرق في أوحال التبعية والغنمية فإن لبنان بحاجة لدماء سياسية وحزبية جديدة وإلا فالج لا تعالج.

ونختم يقول السيد المسيح (إنجيل القديس لوقا17/01و02): “لا يمكن إلا أن تأتي العثرات، ولكن ويل للذي تأتي بواسطته، خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر، من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

http://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/08 أيلول/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/eliasgreedinesaudio17.5.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/08 أيلول/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/eliasgreedinesaudio17.5.17.wma

 

غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

الياس بجاني/08 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

(إشعياء33/01/”ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك”)

من منا لا يعرف شخصياً العشرات من الذين أعماهم الطمع وافقدهم البصر والبصيرة وحولهم إلى مخلوقات بشعة مجردة من كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وأبعدهم عن الله، وانتزع من قلوبهم الإيمان، وغربهم شر غربة عن كل مقومات ومرتكزات القيم والأخلاق والمبادئ.

للأسف، فإن كثر من هؤلاء المرّضى بخطيئة غريزة الطمع قد يكونون في الغالب من أهلنا ومن اٌقرب، أقرب، الناس إلينا… أصدقاء وأقارب ومعارف، وحتى أبناء وأخوات وإخوان، وربما أباء وأمهات أحياناً..

هؤلاء المرّضى بقلة الإيمان والجحود، وعندما يُنعم عليهم الله بعطايا المال أو السلطة والنفوذ، أو العلم والمعرفة، فجأة يفقدون ذواتهم الإنسانية ويختل توازنهم الأخلاقي والقيمي وذلك لقلة إيمانهم ولشح رجائهم.

بجحود وجهل وتسرع ودون كوابح وضوابط إيمانية يعبدون النّعم والعطايا متناسين أن الله هو الذي رزقهم بها وأعطاهم إياها، ومتعامين عن جهل وغباء أنها ترابية وزائلة.

خير مثال نقتدي به في هذا السياق ونأخذ منه العبر يتجسد في مصير ونهاية المئات من الملوك والحكام المعاصرين والغابرين الذين سكنهم الجشع وجرهم هم وعائلاتهم إلى نهايات مأساوية ودموية.

إن الجشع أي الطمع هو غريزة إنسانية حيوانية تُولد مع الإنسان كما غيرها من الغرائز الأخرى من مثل الحب والكراهية والجنس والخوف..

الجشع عزيزة مدمرة وصعب جداً التحكم بها والسيطرة عليها دون إيمان ورجاء وأحاسيس إنسانية وخوف من الله، ومن عواقب حساب يوم الحساب الأخير..

هذه الغريزة تتفلت من عقالها بشكل فاضح وإبليسي عند 99% من البشر الذين يصلون إلى السلطة والنفوذ والثروة والمعرفة والعلم.

والمحزن والمخيف في آن، أنها غريزة “توقع صاحبها في التجارب” وتودي إلى الهاوية بمن تتحكم به، وتبعده وتضلله عن الطريق القويم، وتجره إلى نهاية مأساوية وتعيسة وغالباً مهينة.

كما أن من تسيطر عليه هذه الغريزة وتتحكم به يفقد البصر والبصيرة، ويبني لنفسه قصوراً من الأوهام وأحلام اليقظة، ويغلق أبوابها والنوافذ، وينسلخ عن الواقع، مما يُعجل بعزلته وبسقوطه وبالتالي حتمية نهايته..

في الخلاصة إن الثروات والنفوذ والسلطة هم من تراب كما هو جسد الإنسان. (إنجيل القديس لوقا12/34/”فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم).

وكل ما هو من التراب إلى التراب يعود.

هذا، وعندما يسترد الله الخالق وديعته من مخلوقه الذي هو الإنسان لا يمكنه أن يحمل معه من تراب الأرض أي شيء يوم يقف أمام خالقه يوم الحساب الأخير ليؤدي جردة الحساب.

يقول المثل الشعبي الشائع: “لو دامت النعم لغيرك لما وصلت إليك”..

ربي احمينا من شر وفخاخ وتجارب الطمع والغرور والجحود، ولا تقسي قلوبنا ولا تخدر ضمائرنا.

ربي قوي إيماننا، ولا تفقدنا نعمتي البصر ولا البصيرة حتى لا يغيب عن فكرنا وأقوالنا وأفعالنا يوم الحساب الأخير، حيث لا ينفعنا لا مال ولا نفوذ ولا سلطة ولا علم ولا معرفة، وحيث يكون البكاء وصريف الأسنان.

نختم بتذكير كل صاحب نعمة أكانت مال أو سلطة أو نفوذ أو معرفة بما جاء في (إنجيل القديس متى 10/08/”مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا”)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميّل

11 أيلول/18/في الذكرى الـ 36 لإستشهاد الرئيس بشير الجميّل ورفاقه، دعت مؤسسة بشير الجميّل وإقليم الأشرفية الكتائبي الى المشاركة بوضع الأكاليل وإضاءة الشعلة أمام نصب الشهداء في مكان الإستشهاد، باحة بيت الكتائب الأشرفية في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر الجمعة 14 أيلول، حيث يلقي النائب نديم الجميّل كلمة بالمناسبة. وفي الإطار عينه، تقيم عائلة الرئيس بشير الجميّل القداس السنوي عن نفس الرئيس الشهيد ورفاقه في كنيسة مار ميخائيل بكفيا عند الساعة السادسة مساء من نفس اليوم، ويلي القداس إضاءة الشموع ووضع أكاليل على الضريح في مدافن بكفيا.

 

وثيقة يعود تاريخها الى العام ٦٧٦ م تحمل ختم الخليفة امير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان

فادي توفيق كيروز/11 أيلول/18

في ارشيف متحف برلين هناك وثيقة يعود تاريخها الى العام ٦٧٦ م تحمل ختم الخليفة امير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان، وهي تتضمن امر مباشر الى قائد جيوش الأمويين بنشر وتوطين وحدات من المرابطون وتوطينهم عند الثغور في الساحل اللبناني بين بيروت وطرابلس، وذلك "لإضعاف الشعور القومي عند السكان المحليين" . على حد تعبير معاوية. اي بكلام آخر: اضعاف الهوية المسيحية اللبنانية في تلك الايام ... لكن اجدادنا رفضو وقاومو باللحم الحيّ على مدى قرون ... حتى جبلوا كل شبر من ارضهم بدمائهم ودموعهم وعرقهم ، ونحن ما زلنا حتى الآن مدينين لهم بوجودنا واستمرارنا ...

اذا ما تذكرنا مرسوم التجنيس الذي فرضه الرئيس الراحل حافظ الاسد في العام ١٩٩٤ والذي بموجبه تم تجنيس مئات الآلاف من السوريين وغيرهم عن غير وجه حق لإضعاف الهوية اللبنانية ديموغرافياً ... الا يستحق هذا المقارنة والتأمل ...

ولو تعامل المسؤولون في الكنيسة مع مرسوم ١٩٩٤ الذي ما زال عالقا امام مجلس شورى الدولة، لو تعاملو معه كما بجب ... هل كان احد يجرؤ على تمرير اي مرسوم تجنيس لاحق ؟؟؟ ان الشعوب التي لا تملك ذاكرة جماعية والتي تتهاون في قضاياها المصيرية لا تستحق الوجود والاستمرار في مسيرة التاريخ والانسانية ...

الصورة تمثل خارطة انتشار الدولة الأموية بين القرن السابع والثامن، فيما بقي جبل لبنان الممثل بنقطة صغيرة بيضاء مقاوماً ومستقلاً

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10160659333575408&set=a.10152193733055408&type=3

 

مؤتمر صحفي للدكتور فارس سعيد تناول الإعتداءات على أملاك الكنيسة المارونية في بلدة لاسا/هناك من يدفع الكنيسة المارونية، بكل ما لديها من قدرة وقوة وإحترام ومحبة من قبلنا جميعاً، أن لا تذهب إلى القانون بل الى ترتيبات وتسويات لعقارات لاسا

11 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67377/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5/

عقد النائب السابق الدكتور فارس سعيد مؤتمرا صحفيا في دارته في بلدة قرطبا تناول فيه موضوع المشكلة العقارية في لاسا في جرد جبيل الجنوبي،في حضور رئيس دير مار سركيس وباخوس قرطبا الأب اغناطيوس داغر، رئيس إقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي،رئيس مركز الدفاع المدني في جبيل شكيب غانم، وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير وأهالي بلدة قرطبا والجوار وقال:

يوم الجمعة الواقع فيه 31 آب 2018، أي قبل أحد عشر يوماً من الآن، استقبل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر الصيفي في الديمان سبعةً من نواب كسروان – جبيل الثمانية (غاب الثامن بداعي السفر) وتباحثوا في شؤون وطنية واجتماعية ومناطقية. بعد اللقاء تلا المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي، المحامي وليد غياض، بياناً مما جاء فيه:

" كما تناول المجتمعون عددا من القضايا الإنمائية والإجتماعية المتعلقة بقضاءي كسروان وجبيل، وكان أبرزها موضوع الأراضي المتنازع عليها في لاسا، مع الإشارة الى أن هذه القضية – والكلام ما زال للبيان - أصبحت في عهدة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي يعمل مشكورا على حلحلتها".انتهت الإشارة التي استدعت هذا المؤتمر الصحفي.

فأنْ يجتمعَ نوابُ جبيل – كسروان حول أمور وطنية أو مناطقية، هو حدثٌ مفرح.. وأن يجتمعوا في بكركي أو الديمان، لما لهذا الصرح ومن يسكنه من تقدير وأحترام ودور وطني جامع، فهو أيضاً حدثٌ مُفرح ويدعو إلى الاطمئنان.

أما أن يصدرَ عن المجتمعين كلامٌ رسمي حول قضية "لاسا"، بوصفها قضيةَ "أراضٍ متنازعٍ عليها بين الكنيسة والأهالي"، وبأن هذه القضيّة "قد أصبحت في عهدة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي يعمل مشكورا على حلحلتها" – هكذا حرفياً!! – فهذا مما يبعث لدينا شيئاً من القلق والتوجُّس والتّساؤل بدلاً من الغبطة والفرح اللذين ينبغي أن يبعثهما في نفوسنا مثل هذا اللقاء الجزيل الاحترام بين الكنيسة والنواب.

ومن باب الحرص الشديد على مكانة الكنيسة في حياتنا الوطنية بعامة، وفي حياة المؤمنين بخاصة، كما على دور النواب المجتمعين – وكنّا حلفاءَ بعضهم في الانتخابات الأخيرة التي أوصلتهم إلى الندوة البرلمانية – أردت من هذا اللقاء الصحفي توضيح بعض الأمور الدقيقة والمساهمة في تبديد التوجُّس، خصوصاً وأن أياً من أصحاب البيان المذكور لم يبادر إلى التوضيح أو الاستدراك رغم مرور أيام على صدوره تعتبر غير قليلة في مثل هذه الحالة:

أولاً- في عبارة "أراضٍ متنازع عليها في لاسا" الواردة في البيان.

* من الناحيتين الواقعية والقانونية ليس هناك حالة تنازع على ملكية الأرض في لاسا.

* هناك أرض مملوكة من قبل الأوقاف المارونية، وبأمانة الكنيسة المارونية، تعرّضت لاعتداءات من ثلاثة أنواع:

أ- بناء على أرض الكنيسة من قبل بعض الأهالي.

ب- زراعة في أرض الكنيسة.

ج- دفن في أرض الكنيسة.

من هنا فإنّ عبارة "أراضٍ متنازع عليها" الواردة في البيان هي عبارةٌ غير صحيحة وغير دقيقة، لا واقعاً ولا قانوناً. لذلك يقتضي الأمر التراجع عن هذا الخطأ واستخدام التوصيف المناسب من قبل اصحاب البيان.

ثانياً- في أنّ " هذه القضية أصبحت في عهدة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي يعمل مشكورا على حلحلتها"،

توقّفت كثيراً أمام هذه العبارة الخطيرة، برأيي. فمع احترامي الشديد لأي مساهمة في حلحلة المشكلة القائمة، ولا سيما من قبل جهة سامية كالمجلس الشيعي، فإنّ وَضْعَ المسألة في عهدة جهةٍ هي غير القانون والقضاء، (أي غير الدولة) خطأٌ جسيم، يمكن أن تترتّب عليه عواقبً وخيمة يستطيع أي عاقلٍ وحريصٍ على الانتظام العام والعيش المشترك أن يتصوّرها.

وتساءلت بأسف" منذ متى تلجأ الكنيسة المارونية للاحتكام إلى غير الدولة والقانون والقضاء، وهي مَنْ هي (أي الكنيسة المارونية) في اختراع كيان الدولة على أرض لبنان الحبيب؟! هذا إلى ما يمكن أن ينشأ من تساؤلات أخرى لدى أي مواطن لبناني بعيد عن عقلية الثأر والاسترداد بقوة الأمر الواقع!!!

بالإضافة إلى هاتين الملاحظتين الأساسيتين على نصّ البيان ومنطقه الظاهر، هناك ما يثير توجُّسنا أكثر: فقد علمنا أن الرأي في أروقة أصحاب الحلّ والعقد إنما يدور حول الاقتراح التالي:

* وهب الأراضي المعتدى عليها للمعتدين وهي تمثّل حوالى 400 ألف متر مربع من الأرض بحجّة "الأمر الواقع"، مقابل "تسهيل" استكمال أعمال المساحة والتحديد في لاسا، بحيث تحصل الكنيسة على ما تبقى من أرضها – غير المعتدى عليها حتى الآن – وتبلغ حوالى 5 ملايين متر مربع.

أي إذا عرضنا الموضوع ببساطة القروي نقول: هناك "أمر واقع" يسمّى إعتداءات على أرض الكنيسة، نعطي 400 ألف متر للمعتدين ونخلّص 5 ملايين متر!

للوهلة الأولى، يبدو الحل بهذه السهولة مقبولاً، إنما أريد تسجيل الملاحظات التالية من أجل المساعدة لا العكس:

أ- إذا كانت هذه الأراضي "المعتدى عليها" ملكاً لأهالي لاسا وفقاً لسندات الملكية أمام المحاكم المختصة فليأخذها الأهالي، وإذا كانت للكنيسة فلتبرز حقّها بالملكية، ولكن من غير المعقول أو المقبول أن تذهب الكنيسة إلى تسوية عقارية وتتجاوز القانون؟ وإذا أرادت الكنيسة تنظيم عقود إيجار أو إستثمار للأهالي المعتدين فهذا حقّها وشأنها، إنما وهب الأراضي للمعتدين فهو مرفوض قبل استكمال أعمال المساحة وبعدها.

ب- من هي الجهة الضامنة لإيقاف الاعتداءات على أراضي الكنيسة في لاسا؟ هل هو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؟ ومن يضمن أن ما حصل على مساحة 400 الف متر مربع لا يتكرّر بعد 10 سنوات على مساحة 800 الف متر مربع؟

من يخالف القانون مرة يخالفه كل مرة!

ج- إذا حصل الترتيب بالغموض المعهود وباستخدام عبارات مرفوضة في التوصيف، ما يدلّ على إرباك موصوف، فمسألة لاسا ستتحوّل إلى مسألة أوسع، وسيأتي مستقبلاً ماروني أو غير ماروني ليقول للكنيسة- عامليني بمثل ما عاملتي معتدي لاسا على أرضك.

لذلك أرجو من اللجنة المشتركة:

1- توضيح عناصر الإلتباس أمام الرأي العام؛

2- السعي لاستكمال أعمال المساحة والتحديد بإشراف لجنة تضم مخاتير لاسا ومخاتير كل البلدات المجاورة؛

3- عدم وهب أي عقار لأي فرد أو مجموعة؛

الكنيسة مؤتمنة على أراضي الموارنة ومن حقّها تنظيم عقود إيجار أو استثمار ولكن لا يحقّ لها بيع أو وهب أرضنا.

بناءً على ما تقدّم اختم كلامي بملاحظة وتمنّي:

الملاحظة - هي اننا فقدنا ثقتنا بالدولة التي باتت تتشكلّ بشروط فريق ومن خارج القانون والدستور ووثيقة الوفاق الوطني

وسط إستسلام للأمر الواقع تمارسه غالبية القوى السياسية.

ظهر في الايام القليلة الماضية كلام واضح للبطريرك الراعي في ايليج وكلام واضح أيضاً للمفتي دريان بمناسبة عيد المولد النبوي.

التمنيّ - اتوجّه للبطريرك الراعي الذي لعب ويلعب دوراً وطنياً جامعاً لدعوة الجميع الى قمة روحية استثنائية تعقد في لبنان او في اي مكان في العالم وتطالب:

أ- التمسك بالدستور وباتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية

ب- رفض الأمر الواقع الذي يفرضه ميزان القوى والذي يبدأ بفرض أمر واقع عسكري وامني وسياسي ووطني وصولاً الى الامر الواقع العقاري.

لا يبقى لنا الاّ الرهان على المرجعيات الروحية و على الله.

ليختم "سعيد" مؤكداً حرص البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن يأخذ كل واحد حقه، لافتاً إلى أن موضوع العقارات تحوّل إلى أكبر من شأن لاسا العقاري، تحوّل إلى جزء من الوضع السياسي العام. وهناك من يفرض علينا أمر واقع سياسي ويهددنا بأنه في حال عدم القبول بهذا الأمر سيتلاعب بالإستقرار، ونحن من باب الحرص أولاً على هذه المنطقة سنبقى حريصين على الإستقرار والعيش المشترك. ولا إستقرار وعيش مشترك إذا لم يكن هناك إستقرار عقاري، ولا يمكن أن تستمر إستباحة الأراضي المملوكة والممسوحة وغير الممسوحة كما يحصل بالنسبة لعقارات لاسا. وشدّد "سعيد" على أن العيش المشترك في لبنان لا يمكن أن يستقيم أذا تشكل لبنان بشروط فريقٍ، بحجة أن هذا الفريق أقوى من القانون. ولا يستقيم لبنان إذا كان هذا الفريق أقوى من الدولة، ولا يستقيم لبنان أذا كان هناك من يدفع الكنيسة، بكل ما لديها من قدرة وقوة وإحترام ومحبة من قبلنا جميعاً، أن لا تذهب إلى القانون بل الى ترتيبات وتسويات لعقارات لاسا.

 

Syrian regime, Hezbollah main players in Hariri’s assassination: Prosecution

Closing Sessions in Hariri’s Trial Begin in The Hague

Hariri Says to Deal with STL Findings as ‘Responsible Official’ even if Hizbullah, Syria Convicted

STL Prosecution: Syrian Regime at Core of Hariri Assassination Conspiracy

Special Tribunal for Lebanon: A Timeline

Hariri from the STL: The criminals will pay the price sooner or later, We want justice but not revenge and insist on Lebanon’s stability

المحكمة الدولية: بدرالدين العقل المدبر والنظام السوري في صلب مؤامرة اغتيال الحريري

المحكمة الدولية: المتهمون ينتمون إلى حزب الله… و3 آلاف “قرينة” لإدانة قتلة رفيق الحريري

الحريري من لاهاي: من ارتكب جريمة الاغتيال سيدفع الثمن وما يهمنا التركيز على الاستقرار

http://eliasbejjaninews.com/archives/67387/syrian-regime-hezbollah-main-players-in-hariris-assassination-prosecution-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%af%d8%b1%d8%a7/

 

نوفل ضو عن مرافعات لاهاي: سقطت الأقنعة

رصد موقع ليبانون ديبايت/11 أيلول/18

دعاء: بدر الدين كان العقل المدبر لاغتيال الحريري والنظام السوري في صلب المؤامرة

ضو: سقطت الأقنعة بـ ٣١٢٨ دليلا وقرينة إثبات والمطلوب مواقف حاسمة

الهروب الى الأمام لم يعد ينفع والعدالة أهم من السلطة

لا استقرار في ظل هيمنة سلاح القتلة

توقف الصحفي والمحلل السياسي نوفل ضو عند وقائع المرافعات النهائية أمام المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري خصوصاً عندما افاد الادعاء أن "النظام السوري وحزب الله في صلب جريمة اغتيال الحريري".

وعلّق ضو في تغريدة على حسابه الخاص عبر تويتر بالقول:"سقطت الأقنعة بـ ٣١٢٨ دليلا وقرينة إثبات والمطلوب مواقف حاسمة من الشراكة مع المجرمين".

وأضاف: "الهروب الى الأمام لم يعد ينفع والعدالة أهم من السلطة ولا استقرار في ظل هيمنة سلاح القتلة وتحكمه بالقرار الوطني".

 الادعاء العام في المحكمة الدولية: النظام السوري وحزب الله في صلب جريمة اغتيال الحريري! سقطت الأقنعة ب ٣١٢٨ دليلا وقرينة إثبات! مطلوب مواقف حاسمة من الشراكة مع المجرمين! الهروب الى الأمام لم يعد ينفع! العدالة أهم من السلطة! لا استقرار في ظل هيمنة سلاح القتلة وتحكمه بالقرار الوطني!

وكانت المرافعات النهائية أمام المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بدأت اليوم الثلاثاء عند الحادية عشرة بتوقيت لاهاي.

وأفاد الإدعاء في المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي أن "مصطفى بدر الدين كان مسؤولا كبيراً في حزب الله وخبرته العسكرية أوصلته لقيادة قوات الحزب في سوريا وهذه الخبرة تجلّت في طريقة التحضير وتنفيذ عملية اغتيال".                           

ولفت الى أنّ "النظام السوري في صلب مؤامرة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري", مشيراً الى أن "المتهمين ارتكبوا جريمة شنعاء ونكراء بوحشية مقززة والأدلة تشكل صورة دامغة لإتهامهم".

بدوره، أعلن محامي أسر الضحايا في كلمة له خلال المرافعات أنّ " مصطفى بدر الدين كان العقل المدبر لاغتيال الحريري وباقي المتهمين مسؤولون عن الاغتيال". مشيرا الى ان "سليم عياش قاد وحدة اغتيال رفيق الحريري المؤلفة من 6 أشخاص".

 

المحكمة الدولية: بدرالدين العقل المدبر والنظام السوري في صلب مؤامرة اغتيال الحريري

المركزية/11 أيلول/18/انطلقت صباح اليوم المرافعات الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في لاهاي، واستهلت الجلسة بمرافعة الاتهام قبل أن يتحدث ممثلو الضحايا ثم الدفاع. في الجلسة الأولى، التي حضرها نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، أعلن الادعاء ان "مصطفى بدرالدين كان مسؤولا كبيرا في "حزب الله" وخبرته العسكرية أوصلته لقيادة قوات الحزب في سوريا وتجلت بطريقة تنفيذ اغتيال رفيق الحريري"، لافتا الى ان "بدرالدين هو العقل المدبر لاغتيال رفيق الحريري".  وأشار الادعاء إلى ان "سليم عياش قاد وحدة اغتيال رفيق الحريري المؤلفة من ستة أشخاص"، لافتا إلى ان "الأدلة التي تدين المتهمين بقتل رفيق الحريري دامغة". ورأى أن "النظام السوري في صلب مؤامرة اغتيال رفيق الحريري"، مشيرا إلى ان "الشبكة "الخضراء" التي قادت اغتيال رفيق الحريري تابعة تماما إلى "حزب الله". ورأى أن "الأدلة التي تدين المتهمين باغتيال الحريري دامغة". وقال المحامي العام لدى المحكمة ان "الادلة مقنعة وقوية وموضوعية من خلال الاتصالات وحجمها، وهواتف المتهمين توقفت عن التشغيل في وقت واحد وتعكس التخطيط لتنفيذ المخطط". وقال محامي الضحايا: "إن عملية الاغتيال تمت في أجواء رافضة للوجود السوري في لبنان".. وينتظر أن تصدر المحكمة حكمها في القضية في شباط أو آذار 2019 مستندة إلى القرار الاتهامي الذي تؤكد مصادر اطلعت على جانب من مضمونه أنّه يدين عناصر قيادية في حزب الله في الجريمة ويشير إلى تورط النظام السوري فيها بطريقة أو بأخرى. وذكرت هذه المصادر أن القرار الاتهامي يحدد أسماء أعضاء الخلية التابعة للحزب التي لاحقت الحريري في مرحلة ما قبل اغتياله وصولا إلى اليوم الذي نفذت فيه الجريمة. وأوضحت أن القرار يتضمّن أدقّ التفاصيل في ما يتعلّق بملاحقة موكب رئيس الوزراء الأسبق ومراقبته مع تركيز خاص على الدور الذي لعبه النظام السوري عبر اللواء رستم غزالة (مسؤول المخابرات السورية في لبنان) على صعيد التنسيق مع حزب الله. وسيحضر سعد الحريري المكلّف بتشكيل الحكومة اللبنانية جلسات المطالعات الأخيرة في قضية اغتيال والده. ووصل الحريري إلى لاهاي، الاثنين، وسيمضي فيها نحو ثلاثة أيام لمتابعة ما يدور في هذه الجلسات. واعتبرت مصادر سياسية لبنانية، أن وجود سعد الحريري في لاهاي وحضوره جلسات المحكمة الخاصة بلبنان يعكسان رغبة منه في إظهار أن لبنان نجح أخيرا في جعل العدالة تأخذ مجراها، وذلك على الرغم من سعي حزب الله إلى وضع كلّ العراقيل في طريق المحكمة. وكان آخر ما قام به الحزب في هذا السياق تحذير أطلقه أمينه العام حسن نصرالله من أي رهان على المحكمة الخاصة بلبنان وقوله إن من يفعل ذلك إنّما “يلعب بالنار”. وسبق لنصرالله أن أكد رفض الحزب تسليم المتهمين في الجريمة واعتبرهم “قديسين”. ويأتي على رأس هؤلاء مصطفى بدرالدين الذي قتل قبل نحو عامين في سوريا في ظروف غامضة. وسمت الهيئة الاتهامية إلى الآن أربعة عناصر قيادية أخرى من حزب الله متهمة بالضلوع في الجريمة. وليس معروفا هل لا يزال هؤلاء على قيد الحياة، إذ أن الأمر الوحيد الأكيد أن مصطفى بدرالدين قتل أثناء وجوده في موقع لحزب الله في مطار دمشق في الثالث عشر من أيار 2016. أمّا المتهمون الأربعة الآخرون فهم: حسين حسن عنيسي وسليم جميل عيّاش وحسن حبيب مرعي وأسد حسن صبرا.

 

المحكمة الدولية”: المتهمون ينتمون إلى “حزب الله”… و3 آلاف “قرينة” لإدانة قتلة رفيق الحريري

 لبنان الجديد/11 أيلول/18/من المتوقع أن يصدر الحكم النهائي أوائل العام المقبل بعد انتهاء القضاة من المذاكرة والتدقيق، ليفتح المجال بعدها لفريق الدفاع بتقديم استئناف للحكم.

 بدأ فريق الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الثلثاء، بتقديم مرافعاته النهائية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، المتهم فيها قادة من “حزب الله” المرتبطة بالنظام الإيراني. وسيقدم الادعاء موجزا للقضية، التي عمل عليها منذ عام 2014، فيما سيقدم كل من الممثلين القانونيين لفريقي الدفاع والمتضررين مرافعاتهم النهائية في جلسات قد تمتد لأسبوعين. ويعرض فريق الإدعاء الأدلة، التي جمعها طوال السنوات الماضية، بعد الاستماع لأكثر من 307 شهود، وجمع ما يفوق 3000 قرينة بحضور وكلاء الدفاع والمتضررين، من بينهم سعد الحريري، رئيس الوزراء المكلف نجل الراحل.

وتدعم المرافعات النهائية للإدعاء تثبيت الاتهام على المتهمين الـ4 بتورطهم في التخطيط والتنفيذ في قتل الحريري، إذ يقدم المدعي العام أدلة “لا تقبل الشك” لما قام به المتهمون قبل وخلال وبعد اغتيال رئيس الوزراء الراحل، وذلك بحسب مصادر مقربة من المحكمة. وترتكز الأدلة على استخدام المتهمين لمجموعة شبكات الهواتف قبل وأثناء وبعد عملية الاغتيال، وهي شبكات هاتفية خاصة وزعت حسب مهام كل مجموعة، كالشبكات المغلقة بين المجموعة المنفذة، ويعتبر استخدام هذه الهواتف بين المتهمين من الطرق الرئيسية التي أدت إلى كشف أسمائهم. ويفند الإدعاء ارتباط استخدام هذه الهواتف بأماكن كان يرتادها الحريري، وإثبات أن المتهمين جندوا أحمد أبو عدس، لكي يتهم زورا بارتكاب الجريمة. وسيتناول الإدعاء جانبا سياسيا من الاغتيال، والأحداث، التي سبقت جريمة اغتيال الحريري، ولكن من غير المؤكد إذا كان المدعي العام سيشير إلى الهوية السياسية للمتهمين باعتبارهم أعضاء بارزين في  ميليشات حزب الله اللبناني، بيد أنه سيتحدث عن الظروف السياسية التي سبقت الاغتيال.

المتهمون.. وقائدهم بدر الدين

والمتهمون في قضية اغتيال الحريري أعضاء بارزون في “حزب الله”، وهم مصطفى بدر الدين، وسليم عياش، وحسين حسن عنيسي، وأسد صبرا، وحسن مرعي. وقال فريق الإدعاء إن مصطفى بدر الدين هو العقل المدبر لعملية الاغتيال، والباقي كانوا منفذين للعملية، وبذلك يعتبر بدر الدين، الذي قتل في سوريا في مايو 2016 أبرز المسؤولين عن تلك العملية. وأوضح الإدعاء إن خبرة بدر الدين العسكرية وسجله مكنته من الوصول إلى هذه المرتبة حتى يكون القائد العسكري لحزب الله في سوري. والاسم الحقيقي لبدر الدين هو سامي صعب، وكان يعتبر الرجل الثاني في حزب الله، وهو كان صهر القيادي القتيل البارز في الحزب عماد مغنية. وتولى بدر الدين موقع قائد العمليات الخارجية في الحزب، كما كان عضوا في مجلس شورى الحزب، وقد أوقف في الكويت عام 1983 وسجن هناك بسبب ضلوعه في تنفيذ سبع جرائم تمس منشآت حكومية ومدارس ومساكن. وهرب بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 إلى إيران، وأعاده الحرس الثوري الإيراني إلى بيروت. وبحسب مواقع غربية، فإن بدر الدين عين خلفا لعماد مغنية بعد اغتياله في تفجير استهدفه في دمشق في فبراير2008. وأقام الاثنان أوسع صلات استخباراتية مع أجهزة الأمن العربية والإيرانية، خصوصا في ليبيا والسودان وسوريا. 50 سؤالا.. وطالبت غرفة الدرجة الأولى من الادعاء الإجابة على أكثر من 50 سؤالا خلال المرافعات النهائية، فيما يقدم كل فريق تقويمه للأدلة والشهادات، التي جرى جمعها خلال المحاكمة، والأسباب التي تبرر النطق بالحكم لمصلحة كل طرف. وقبل المرافعات النهائية كان قد جرى تقديم مذكرة نهائية للمحاكمة من كل فريق، ومذكرة من المتضررين المشاركين في الإجراءات في قضية المتهمين الأربعة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المرافعة النهائية هي موجز لقضية كل فريق كان قد عرضها في الإجراءات القائمة بحق المتهمين الأربعة. والمرافعات الشفوية النهائية ستكون ملخصا عن المذكرات الخطية، التي قدمت في وقت سابق خلال جلسات المحكمة بعد مراجعتها. تجدر الإشارة إلى أن المرافعات النهائية لا تشكّل حكما نهائيا، إذ انه وبعد فراغ جميع الأطراف من الإدلاء بمرافعاتهم النهائية، سينصرف القضاة الخمسة في المحكمة إلى المداولة والمذاكرة بشأن الحكم. ويتوقع أن يصدر الحكم النهائي أوائل العام المقبل بعد انتهاء القضاة من المذاكرة والتدقيق، ليفتح المجال بعدها لفريق الدفاع بتقديم استئناف للحكم.

 

الحريري من لاهاي: من ارتكب جريمة الاغتيال سيدفع الثمن وما يهمنا التركيز على الاستقرار

الثلاثاء 11 أيلول 2018

وطنية - شارك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري صباح اليوم في افتتاح جلسات المرافعة الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمخصصة للاستماع الى المرافعة الختامية للمدعي العام نورمان فاريل والتي انعقدت في مبنى المحكمة الدولية في لاهاي. وفي ختام القسم الأول من الجلسة الصباحية غادر الحريري مبنى المحكمة وتحدث الى الصحافيين: "استمعنا اليوم الى محامي الدفاع والادعاء الذين قالوا ما لديهم قبل ان يصدر القضاة حكمهم بهذه القضية. وبالنسبة لي انا كنجل رفيق الحريري، اليوم هو يوم صعب، فرفيق الحريري لم يعد موجودا معنا، وهو كذلك يوم صعب للبنان، فالرئيس الحريري وجميع شهداء 14 آذار سقطوا من اجل حماية لبنان وليس من اجل خرابه، ومن هذا المنطلق طالبنا منذ البداية بالعدالة والحقيقة اللتين نؤمن بأنهما تحميان لبنان، ولم نلجأ يوما الى الثأر، فرفيق الحريري لم يكن يوما رجلا يسعى للثأر بل كان رجل عدالة ونحن على خطاه سائرون". أضاف: "اليوم كنت الى جانب أهالي بعض الضحايا الذين كانوا موجودين في المحكمة، ورأينا وسمعنا ما جرى، وخلال أشهر سيصدر الحكم، وعندئذ تكون تحققت العدالة التي لطالما طالبنا بها ولو انها استغرقت بعض الوقت، ومع مرور الزمن يصبح الانسان اكثر هدوءا وعندما يرى الحقائق يفكر بهدوء اكثر. بالنسبة إلي اهم شيء هو البلد، وكما كان الرئيس الشهيد يقول دائما إن لا احد اكبر من بلده وهذه هي سياستنا الفعلية". وتابع: "أود ان اشكر كل من عمل في هذه المحكمة من قضاة ومحامين، وهذه اول محكمة دولية توفر من ذاتها مكتبا للدفاع عن المتهمين. كما اشكر الأمم المتحدة وكل من سعى لقيام هذه المحكمة. شهد لبنان الكثير من الاغتيالات من دون ان تظهر الحقيقة، وندعو الله سبحانه وتعالى إلى أن يكون معنا ويدفع من ارتكب هذه الجريمة الثمن عاجلا ام آجلا، فنحن مع حماية البلد".

سئل: سمعنا ان من الممكن ان يكون "حزب الله" او أحد قيادييه اتخذ قرار الاغتيال، فاذا كان هذا الأمر صحيحا ماذا ستكون ردة فعلك وخصوصا أنك تشكل الحكومة؟

أجاب: "انا لا اعرف ماذا سيكون القرار النهائي، فلننتظر ولنر ولا نستبق الأمور. في النهاية نحن في بلد نعيش فيه مع بعضنا البعض ونريد ان نعيش مع بعضنا البعض لمصلحة البلد. أتيت الى لاهاي منذ سنوات عدة وقلت كلاما استغربه البعض، ولكن في لبنان يجب ان يتمثل الجميع ودعونا لا نستبق الأمور".

سئل: بماذا شعرت حين سمعت الكلام عن "حزب الله" وعلاقته بهذه الجريمة، مناصرين وقياديين كما قال الادعاء، وهل تمد اليد الى الحزب المتهم اليوم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

أجاب: "عندما يكون الانسان في الموقع الذي انا فيه اليوم يجب عليه ان يضع مشاعره جانبا".

سئل: يتم اليوم ربط المحكمة الدولية بتشكيل الحكومة وببعض العلاقات مع الخارج وما يحصل في المنطقة، ما هو ردك على هذا الموضوع؟

أجاب: "فليتوقفوا عن الطمع في الحقائب وعندئذ تتشكل الحكومة".

سئل: كيف سينعكس كلام الادعاء الذي قيل اليوم على الوضع في لبنان؟

أجاب: "ظهرت هذه الاثباتات في الماضي وتم التطرق اليها. اليوم اختتمت كل جهة ما قدمته خلال السنوات التي مرت وقدمت حججها امام القضاة الذين سيتخذون فيما بعد قرارهم في هذه القضية".

سئل: ماذا تقول حين تسمع ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يشكل تهديدا خطيرا لمصالح سوريا في لبنان وان هذا هو الطابع السياسي لهذه الجريمة؟

أجاب: "الجميع يعلم كم كان المشكل كبيرا بين الرئيس الشهيد والنظام السوري. انا سأتعامل مع هذا الموضوع من موقعي كمسؤول بمسؤولية كاملة لحماية البلد واللبنانيين، وخصوصا ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يسع في كل مراحل حياته الا وراء الاستقرار والهدوء في لبنان والنهوض به. لا شك في ان هناك أمور تجرح قد يتأثر بها الانسان، ولكن امام موقع المسؤولية الموجود فيه الشخص عليه ان يتطلع الى مصلحة البلد".

سئل: ما هي التداعيات التي ستترتب عن هذا الأمر؟

أجاب: "واجهنا خلال السنوات الماضية الكثير من التحديات المماثلة ولكن لدي ايمان كبير بالله سبحانه وتعالى بان كل من ارتكب هذه الجريمة سينال عقابه عاجلا ام آجلا ولو ان هذا الموضوع استغرق وقتا".

وردا على سؤال بالإنكليزية أجاب الحريري: "أود أولا ان اشكر كل من عمل على هذه القضية وعلى قيام المحكمة من قضاة ومدعين عامين وفريق الدفاع، فهذه المرة الأولى في لبنان نرى هكذا إجراءات تتخذ عقب عملية اغتيال، وخصوصا اننا واجهنا اغتيالات عدة طاولت رؤساء جمهورية وحكومات وأعضاء في البرلمان وصحافيين، كلهم سقطوا من اجل العدالة او من اجل قضية تهم لبنان. اعلم ان الأيام العشرة المقبلة ستشهد ختام المرافعات للدفاع والادعاء وسننتظر خلال الأشهر القليلة المقبلة القرار النهائي الذي سيصدر عن القضاة، وحينها سنتحمل مسؤوليتنا كحكومة لنرى سبل المضي قدما، فما يهمنا هو التركيز على استقرار لبنان والامن فيه".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 11/9/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحكم النهائي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يصدر في العام 2019 عشر، فما الذي حصل في المحكمة الدولية اليوم؟. جلسات مرافعة أخيرة قد تمتد لأيام، ما قيل فيها كان سمع مرارا مع إضافات لبعض الإتهامات والوقائع والاسماء.

جلسات المرافعة أعطت عنوانا ليس جديدا، وهو ان مجموعة من "حزب الله" قتلت الحريري بأمر سوري.

وإذا كان الحكم النهائي سيصدر بعد أشهر، فإن تحركا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون سجل في مكان آخر غير لاهاي، حيث شارك في جلسات للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ وألقى كلمة وشدد على ضرورة إنجاح مبادرات عودة النازحين السوريين في لبنان إلى سوريا.

تحرك ثالث في القاهرة شارك فيه وزير الخارجية جبران باسيل، في سياق إجتماع وزراء الخارجية العرب الرافض لفرض تسوية غير منصفة للفلسطينيين.

وفي بيروت غابت التطورات وانصرفت القيادات في عطلة رأس السنة الهجرية إلى المتابعة بين لاهاي وستراسبورغ والقاهرة.

وإذ نبدأ من لاهاي، نركز على أن الرئيس سعد الحريري أكد من هناك ان المهم الحفاظ على لبنان وعلى العدالة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعيدا من السياسة التي لم تسجل وقائعها منعطفات بارزة، يفرض الحضور العاشورائي نفسه في مجالس على نية الذكرى المعفرة بالدم الطهور. هي محطة لاستلهام دروسها في التضحية والصمود والايمان والحرية، وفي تجديد العهد ومقارعة كل أشكال الظلم.

المناسبة يحييها الرئيس نبيه بري في دارته بالمصيلح، وحركة "أمل" في مجالس تمتد على مساحة مناطق عدة من بينها معوض في الضاحية الجنوبية.

المحطة الحكومية قطارها متوقف، أقله حتى عودة رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف من ستراسبورغ ولاهاي على التوالي، لعل ملف التشكيل المستعصي يشهد جديدا.

هو مجرد أمل مستحيل في الوقت الراهن، في ظل ازدياد الأمور تعقيدا، وعدم استعداد الأطراف لتقديم تنازلات وتسهيلات في زمن التحديات والمخاطر الاقتصادية التي تحدق بلبنان.

الرئيس ميشال عون لم يتطرق بطبيعة الحال إلى الشأن الحكومي من على منبر البرلمان الأوروبي، بل أثار مسألة النزوح السوري، مكررا رفض لبنان ربط عودة النازحين بالحل السياسي.

أما في لاهاي، فإن الرئيس سعد الحريري قال على هامش حضوره انطلاقة المرافعات الأخيرة قبل صدور حكم المحكمة الدولية: إننا لا نسعى للثأر بل للعدالة، وان البلد أهم شيء بالنسبة إلينا.

وفي لبنان، سجالات برتقالية- اشتراكية جديدة، تفجرت على خلفية قرارات في وزارتي التربية والبيئة ومؤسسة الكهرباء. هذه المعركة استخدمت فيها تعابير قاسية من عيار: علوج محمد سعيد الصحاف.

خارجيا، ارتفعت وتيرة التهديدات والضغوطات الغربية والتركية، في محاولة لفرملة العملية العسكرية الكبيرة التي يزمع الجيش السوري وحلفاؤه القيام بها لاستئصال الجماعات الارهابية في إدلب. وفي غمرة هذه التهديدات، استمرت الرسائل المرمزة بين موسكو وواشنطن وعواصم أخرى. من هذه الرسائل المناورات العسكرية الروسية "فوستوك 2018"، التي انطلقت اليوم لتكون أكبر مناورات منذ الحرب الباردة، واللافت مشاركة الصين فيها.

في المقابل، تدريبات أميركية- بريطانية في مياه الخليج قرب البحرين، تحت شعار تفكيك الألغام.

فلسطينيا، حضرت أوضاع وكالة الأونروا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، في ضوء وقف التمويل الأميركي لها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هو يوم من أيام العدالة لرفيق الحريري ورفاقه الشهداء. يوم من أيام البحث عن الحقيقة، بل وإيجاد الحقيقة والاقتراب من إعلانها أمام لبنان واللبنانيين ومعهم العرب والعالم.

هو يوم للمظلوم بوجه الظالم. يوم للشهيد بوجه القتلة المنفذين ومن خطط ودبر لهم في ليل وفي نهار.

هو يوم لمسيرة طويلة من شهداء الغدر في لبنان، عله يكون مقدمة لوقف مسلسل الدماء وفضح هويات القتلة. يوم على طريق استعادة لبنان استقراره، حين تعلن الحقيقة ويستريح الشهداء.

هو يوم صعب أيضا. فرفيق الحريري لم يعد موجودا معنا. يوم صعب للبنان، فالرئيس الحريري وجميع شهداء 14 آذار سقطوا من أجل حماية لبنان وليس من أجل خرابه، ومن هذا المنطلق كانت المطالبة، منذ البداية، بالعدالة والحقيقة اللتين تحميان لبنان، فلم نلجأ يوما إلى الثأر، لأن رفيق الحريري لم يكن يوما رجل ثأر بل كان رجل عدالة ونحن على خطاه سائرون. قالها سعد الحريري من أمام المحكمة.

هو يوم للتاريخ. يوم لرفيق الحريري، يوم لوسام عيد ووسام الحسن، يوم لباسل فليحان، هو يوم لكل شهداء قوى الرابع عشر من آذار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من أشباح القرن الثامن عشر لمارون عبود ورواياته عن الأقزام الجبابرة والأخرس المتكلم، إلى فضائح القرن الواحد والعشرين للقاضي مروان عبود رئيس الهيئة العليا للتأديب وحديثه عن الادارات المهترئة والبلد المتعفن.

روايات من الواقع الذي يلامس الخيال تخرس المتكلم، وقصص عن أحد أخطر مكامن الهدر والفساد أطلقها رئيس الهيئة العليا للتأديب عبر شاشة "المنار".

موظفون مرتشون كبارا وصغارا، ومحميات وظيفية، وملفات هدر واختلاس تقفلها الوصايات السياسية.

كلام برسم الجهات السياسية والقضائية تعرضه "المنار" لا للتشهير بل للاشارة للمعنيين، لعلهم يبحثون عن العلاج مهما كان مكلفا، وبحسب القاضي عبود فإن صعوبة الأحوال الادارية لا تحتمل ترف انتظار استخراج تشكيلات حكومية. ولتقفل دكاكين السياسة داخل الادارة، لكي لا تكثر الأحلام بدكاكين الفلافل كما تمنى القاضي المعني بالتأديب.

حكوميا، صمت مطبق مع سفر رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، فيما الكلفة التي يحملها لبنان جراء النزوح حملها الرئيس العماد ميشال عون إلى البرلمان الاوروبي رافضا ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا.

الرئيس عون، وجه انتقادات للسياسات الدولية التي ساعدت على تفشي الأصوليات ورفع منسوب العنف، كما قال، متهما هذه السياسات بدفع العدو الاسرائيلي إلى تهويد القدس وإعلانها عاصمة له.

وبين التهويد والتهويل الصهيونيين، كلام عن التيه الاسرائيلي وانحدار نهو الهاوية وتشاؤم بمستقبل هذا الكيان، عبر رئيس حكومته الأسبق ايهود باراك، الذي أعدم الثقة بقدرة دونالد ترامب على حمايتهم.

أما مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتن، فقد قدم الحماية لتل أبيب على طريقته، مهددا المحكمة الجنائية الدولية في حال استجابت للمطالب الفلسطينية بالتحقيق مع الولايات المتحدة أو الكيان العبري. كلام يظهر للعالم ان من يحكم الولايات المتحدة ليس سوى عصابة تدير العالم وفق مصالحها وأهوائها ونزواتها، بحسب "حزب الله"، الذي دعا العالم لوعي حقيقة ودور الولايات المتحدة القائم على المكر والخداع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مرة جديدة، كان اللبنانيون اليوم أمام مشهدين متناقضين:

في الأول، رئيس جمهورية يقف أعضاء البرلمان الأوروبي تقديرا لنضاله، ويصفقون طويلا إعجابا بمضمون كلمة ألقاها أمامهم، ولو بتأخير عقدين من الزمن تقريبا، بفعل نفوذ الوصاية، وأتباع الوصاية. وفي المشهد أيضا رئيس حكومة مكلف، يقف في لاهاي، متخطيا جرح استشهاد والده، ومكررا إصراره على الوحدة الوطنية والعيش معا. وفيه كذلك وزير خارجية، يدعو العرب من قلب جامعتهم، إلى اجماع للتصدي لما يحاك ضد القضية الفلسطينية من باب وقف تمويل الاونروا.

أما في المشهد الثاني، فعلوج، ومعهم تزوير وتحريض وشتائم من مختلف العيارات على مواقع التواصل، وتعبئة طائفية ومذهبية في التصريحات، وباطنية في السياسة، وغدر في الممارسة، وطمع لا محدود بالحقائب دعا رئيس الحكومة المكلف نفسه إلى تخطيه اليوم، حتى تشكل الحكومة.

في المشهد الأول، لبنان نضال ميشال عون وشهادة رفيق الحريري ومثابرة جبران باسيل. أما في المشهد الثاني، فطائفية معين المرعبي، وتقلبات من تدركون، وباطنية من تعرفون.

وبين المشهدين الأول والثاني، اللبنانيون مدعوون مجددا إلى المتابعة والمقارنة والحيطة والحذر: فكم من ذئب مفترس اليوم يتنكر بزي الحمل الوديع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في لاهاي، مرحلة المرافعات الأخيرة بدأت، وأصابع الاتهام لدى فريق الادعاء وجهت بوضوح وصراحة إلى "حزب الله". فالادعاء اتهم مسؤولين في الحزب بتنفيذ عملية الاغتيال، ولم يتوقف هنا بل اعتبر ان سوريا في صلب مؤامرة اغتيال رفيق الحريري، وان الأدلة دامغة ضد الحزب وضد النظام السوري.

ومع ان الرئيس الحريري أعلن من لاهاي انه طالب بالعدالة لأنها تحمي لبنان ولم يلجأ إلى الثأر، لكن من الواضح ان تطورات المحكمة ستزيد شحن الجو السياسي المشحون أصلا في لبنان، وهو ما بدأ يبرز عبر المعارك الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اطلق هاشتاغ يمجد أحد المتهمين، ما استدعى ردودا قوية ولافتة.

والسؤال: وسط مثل هذا الجو المتوتر، هل يمكن التفاؤل بعد بتشكيل حكومة؟.

مقابل المعركة الافتراضية التي أطلقتها المحكمة الدولية، المعركة الفعلية بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"التيار الوطني الحر" مستمرة وتزداد حماوة، فبعد اشتعال الجبهة على خلفية إقالات واعفاءات من الوزارات، وصف جنبلاط في تغريدة حكام اليوم بالعلوج، مضيفا: بئس الساعة التي أتت بهم إلى الحكم.

هذه التغريدة النافرة، شكلا ومضمونا وغير مسبوقة، ينتظر ان تفتح سجالا سياسيا قويا، وهي تؤكد مرة جديدة بأن معارضة جنبلاط للحكم وصلت إلى مستوى لم تصل اليه سابقا حتى عندما اتهم الحكم بالفاشل. ففي ظل حماوة على هذا المستوى، هل من أمل بعد في ايجاد تسوية بين جنبلاط والحكم؟.

في هذا الوقت، كان رئيس الجمهورية في ستراسبورغ يتحدث أمام البرلمان الأوروبي، فحذر من توطين الفلسطينيين ومن عرقلة عودة النازحين السوريين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من دون مواربة، وضع الادعاء في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الجريمة التي هزت لبنان في العام 2005، وسببت زلزالا على مستوى الشرق الأوسط تردداته مستمرة حتى اليوم، في اطار سياسي.

قال الادعاء إن الجريمة خطط لها لتسبب ذعرا عميقا، وارهابا وألما، وان المسؤولين عنها هما النظام السوري، نظرا لما اعتبره تهديدا يشكله الرئيس رفيق الحريري لمصالحه، و"حزب الله"، من خلال الاضاءة على دور القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين، واستخدام خبرته العسكرية في الاغتيال.

استمع الرئيس سعد الحريري في افتتاح جلسات المرافعة الختامية للمحكمة الدولية في لاهاي، كابن الشهيد، إلى كل تفصيل، بألم وصعوبة، ليخرج ويقف أمام المحكمة، رجل دولة، ويقول: يهمنا مصلحة لبنان، واستقراره وأمنه. ونحن مع حماية البلد.

وكما فعل في العام 2014، تمسك الحريري بالعدالة التي تحمي لبنان، مؤمنا بأن من ارتكب الجريمة سينال حسابه.

ولكي لا تتحقق أهداف الجريمة ولو بعد سنوات طوال، فيغرق اللبنانيون في الذعر والارهاب، فصل الحريري بين سعد رفيق الحريري، ابن الشهيد، وبين سعد رفيق الحريري، المسؤول في الدولة اللبنانية، فأمن للبنانيين جميعا، حزام أمان، مع صدور الحكم النهائي للمحكمة الدولية المتوقع خلال الأشهر المقبلة.

كما أمن لهم حزام أمن يحيمهم من بطش ارهاب فقد الأمان الذي أمنه له لسنين الافلات من العقاب.

مجريات جلسات المحاكمة في لاهاي، على رغم أهميتها التي ستترجم حكما في السياسة الداخلية اللبنانية، لم تحجب الضوء عن وقوف ممثلي أوروبا مصفقين لرئيس الجمهورية لدى تساؤله عن معيار العدالة الذي أمن لاسرائيل غطاء اقرار قانون القومية اليهودية، كما لم تحجب الضوء عن كلمة لبنان في الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية المخصص لدرس وقف المساعدات الأميركية عن الاونروا، والتي قال خلالها وزير الخارجية جبران باسيل: كفى تكسيرا لارادة الحق ولكرامة أصحاب الحق، لان التكسير لن ينجو منه أحد منا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تسع سنوات، بأربع مئة جلسة وجلسة، وبثلاثة آلاف ومئة شاهد مع كسورهم، بمئات ملايين الدولارات تمويلا لبنانيا، بخمسة متهمين قائدهم أصبح لدى باريه، بتحقير للإعلام والقضاء اللبناني سقط عند أول دفاع، بكل هذه الأرقام والأوهام أطلقت المحكمة الدولية اليوم أولى جلسات المرافعة المرفوعة على دليل هزيل يستند إلى شبكة الاتصالات.

لكن الدليل الوحيد المستجد على لاهاي، أن المحكمة الدولية من أعلى هرمها الى أسفل قضاتها المستوردين والمحليين، لم تعد تهم أحدا، وأن مبناها الفاره في ليشندام أصبح عالة على بانيه ومؤسسيه وكل من ساهم في وضع حجر سياسي فيه، من "ابن الشهيد" إلى شهود اختفت معالمهم.

ولكن الواجب حتم على رئيس حكومة تصريف الأعمال أن يصرف نصف نهار في لاهاي، فحضر مع طاقم سياسي وإعلامي واستشاري إلى عاصمة العدل الدولية، وظهر في النصف الأول من جلسات المرافعة، قبل أن يدلي بتصريح ودي من أمام المحكمة، ويغادر مطمئنا إلى أن شيئا لن يتغير. لم يتحدث الحريري بصفته ولي الدم الباحث عن انتقام من خلال العدالة الدولية، بل كان رجلا واقعيا، رئيس حكومة يريد أن يحكم، وأن يتشاطر الحكم والأمان مع رفاق الدرب السياسي، قائلا: سأضع مشاعري جانبا وأعمل من أجل مصلحة البلد.

ومشاركة نجل الرئيس رفيق الحريري في جلسات المحكمة الختامية، جاءت رمزية و"فك حداد"، فالرجل يتطلع إلى مستقبل سيتعايش فيه مع "حزب الله" في البلد، وتحت سقف حكومي واحد، على الرغم من رفع المحكمة اليوم سقف تحدياتها وإعلان ادعائها وقائع مستجدة أدخلت الحزب وسوريا على ضفاف الاتهام. ف"حزب الله" كمنظمة دخل اليوم في صلب مرافعة الادعاء الذي تذكر اليوم، وبعد تسع سنوات، أن السيد مصطفى بدر الدين مسؤول فاعل في الحزب الذي كرمه في تشييعه، وأن بدر الدين كان مسؤولا في معارك سوريا.

وتحت سقف المحكمة، كانت تتردد أسماء الرئيس بشار الأسد ووفيق صفا ورستم غزالة، لكأنها أسماء غابت عن البال وجرى استحضارها كشخصيات نافذة وفاعلة على مسرح الرابع عشر من شباط، علما أن القرار الاتهامي لا يذكر الإشارة إلى دول أو منظمات.

وإذا كان رئيس حكومة لبنان قد شارك رمزيا في جلسات اليوم، فإن المدعي العام للمحكمة الدولية نورمان فاريل، حضر بعض الوقت رفعا للعتب، قبل أن يتوارى عن الأنظار، ويختفي تاركا المسرح الدولي للعابثين ممن تولوا رمي دليل الاتصالات على غاربه. لكن القاضي نيكولا ليتييري تولى تسلم الادعاء، وقارعهم على كل اتصال، وأبدى علامات استغراب مع استفهام على كل نقطة، مستندا إلى شهادة شركة "ألفا" التي قالت إنها لم تكن تجري صيانة دقيقة بين عامي 2004 و2005.

محكمة خلت من أدلتها، ودعت شهودها، المدعي العام الخاص بها لم يعرها وقته واهتمامه، ابن الشهيد غادرها في وضح النهار، لم تجد ضالتها إلا فيمن اتهمتهم يوما بتحقيرها، إذ حضرت المتهمة السابقة البريئة بعد سنتين الزميلة كرمى خياط ووفد "الجديد"، لمتابعة المراقبة الميدانية على سير عمل محكمة تصرف الدولة اللبنانية من أجلها تسعة وأربعين مليون دولار سنويا.

وسنة على سنة، يحيا العدل الدولي ويعتاش برفاهية على حساب الناس، فيما قصور عدل لبنان تعوم على شبر ماء، تنقطع عنها الكهرباء. مرافعات اليوم، تصلح لأن تكون مرافعة للعهد القوي الذي عليه أن يتخذ القرار الجريء بإعلان انتفاء الحاجة، وإقفال بوابات لاهاي على حقيقة واحدة، ما دام "القاضي راضي"، وأولياء الأمر لا يريدون الانتقام. تسعة أعوام من الصرف تكفي، فللشهيد الرحمة، ولنجله طول البقاء السياسي.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 11 أيلول 2018

البناء:

خفايا:

أكدت أوساط سياسية أنّ تشكيل الحكومة عُلّق لفترة طويلة بفعل سفرات رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، كلّ على حدة إلى الخارج، متمنيةً أن تكون هذه "الاستراحة" فرصة لمزيد من الاتصالات الداخلية لحلحلة العقد، لكنها استبعدت في الوقت نفسه هذا الأمر أو الوصول إلى نتيجة لأنّ أصحاب القرار غير موجودين حالياً.

كواليس:

قالت قيادات عراقية على صلة بمشاروات تسمية الكتلة الأكبر ورئيس الحكومة المقبل إنّ خلط أوراق يجري بين الكتل المعنية في تحالفي الإصلاح والبناء، وخصوصا كتلتي سائرون والفتح سيغيّر المشهد العراقي، وانّ اسم الرئيس السابق للحكومة نوري المالكي لم يكن مطروحاً لرئاسة الحكومة أصلاً، لكن الجديد هو شطب اسم الرئيس الحالي للحكومة حيدر العبادي من التداول، وانّ التشاور ربما يعود إلى صيغة حكومة جامعة وليس حكومة غالبية…

الجمهورية:

أسرار :

سُئل نائب بقاعي هل تتطلّب مشكلة التأليف الحكومي تدخُّلاً خارجياً، فأجاب: "بعد شويّ رح يخلّو الناس تترحّم على زمن الوصاية".

قال مسؤول كبير إلى قريبين منه حين سألوه إذا كان سيبادر إلى مخرج "اللحظة الأخيرة" إن أيام "كاريتاس انتهت".

أكد مرجع كبير لزائر إستمزجه رأيه في تأليف الحكومة فردّ عليه وقال إن التأخير في تشكيل الحكومة لا يُضيره.

اللواء:

أسرار:

يتوقع وزير "سيادي" أن تشهد بيروت في غضون الأسبوعين المقبلين حركة زيارات إقليمية إلى بيروت. طرح سؤال خطير في منتدى: هل كان يجب إجراء الانتخابات على أساس قانون النسبية؟تؤكد مصادر اقتصادية ان مهلة "سيدر" مددت حتى نهاية السنة، قبل ان تفكّر الدول المانحة في تحويلها إلى دول أخرى في افريقيا!

المستقبل:

يقال:

ان دبلوماسيين غربيين رأوا أن القصف الصاروخي الايراني على مواقع كردية في العراق، رسالة مزدوجة تؤكد من جهة تمسك طهران بأنظمتها الصاروخية ، واستعدادها من جهة أخرى لقصف أي قوة خارجية تهدد وجودها في المنطقة .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله” يدعم عون

السياسة/11 أيلول/18/في الوقت الذي لا يترك “حزب الله” مناسبة إلا ويطالب فيها بالإسراع في تشكيل الحكومة، علمت “السياسة”، أن الحزب أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون دعمه الكامل لموقفه بما يتصل بتشكيل الحكومة، وأنه يتفهم وجهة نظر الرئيس عون من هذا الموضوع ويؤيد مطالبه حيال الملف الحكومي، في وقت علم أن الحزب يقف خلف الرئيس عون في عدم منح حزب “القوات اللبنانية” أربعة وزراء في الحكومة. إلى ذلك، ومع استمرار حملات “التيار الوطني الحر” على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، واتهامه بالانقلاب على العهد، نقل رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، عن جعجع، أنه لا يزال مصراً وملحاً على دعم العهد والرئيس عون. وقال إن “الحكيم لا يزال مصراً على أن هذا الرئيس هو رئيس إنقاذ ولكنني لا أرى أن هذا الأمر يحصل وإنما هناك إدارة للازمات المتراكمة في لبنان ولكن دائماً ما يصرّ علينا جعجع في أن دعم هذا العهد واجب”.

 

لاسا: عقارات متنازع عليها أو معتدى عليها؟

باسكال بطرس/المدن/الثلاثاء 11/09/2018

لا يزال الصراع في لاسا في جرود قضاء جبيل، بين أبناء البلدة من الطائفة الشيعية والبطريركية المارونية، مستمراً منذ عشرات السنين. وهو الآن عالق في مفاوضات فتحت في الآونة الماضية بين البطريركية المارونية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، لطرح الحلول الممكنة.

غير أن ما أُعلن في البيان الصادر عن الاجتماع الذي عقد أخيراً في الصرح البطريركي بالديمان، بين البطريرك بشارة الراعي ونواب جبيل وكسروان، أثار بعض التساؤلات لدى بعض المعنيين، وفي مقدّمهم رئيس حركة المبادرة اللبنانية فارس سعيد، الذي انتقد، في حديث إلى "المدن" استخدام عبارة "الأراضي المتنازع عليها في لاسا"، عوضاً عن "الأراضي المعتدى عليها". ويستغرب سعيد اشارة البيان إلى أن "هذه القضية أصبحت في عهدة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي يعمل مشكوراً على حلحلتها"، مطالباً البطريركية والنواب الذين شاركوا في الاجتماع "إطلاعنا على ما حصل من تطورات وكيف يتوقعون حل هذه القضية، في وقت يؤكد أبناء المنطقة أن لا حل ممكناً إلا من خلال تنفيذ القانون". ويشير سعيد إلى أنه يشم رائحة "تسوية مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى"، معلناً أنه "بصدد استكمال جمع المعلومات لمعرفة كل العناصر المتصلة بالملف وعلى أي معطيات رست هذه التسوية، لأبني على الشيء مقتضاه". ويوضح "أنه في حال لم تتجه الأمور نحو تنفيذ القانون، لن نقف مكتوفي الأيدي، بل سنضع كل امكاناتنا لوضع حد لها. لأن التلاعب بالنظام العقاري في لبنان، بحجة مراعاة الأمر الواقع، مسألة تبدأ في لاسا وتنتهي في كفرشوبا". وفي وقت فضل عدم الأفصاح عما يملكه من معطيات في انتظار استكمال كل العناصر، يشدد على أن "هناك من يحاول أن يفرض علينا أمراً واقعاً سياسياً، وعسكرياً، وأمنياً، واجتماعياً، واليوم عقارياً. وذلك تحت عنوان موازين القوى، وبحجة أن الدولة ضعيفة وغير قادرة على تطبيق القانون، ويدعوننا في المقابل إلى تجنب المشاكل بيننا والقبول بالأمر الواقع وتشريعه لهم". يضيف: "الموضوع ليس تفصيلياً، فنحن نتحدث هنا عن ثروة عقارية مساحتها 5 مليون متر، وفي حال حصلت تسوية في لاسا، لا شك أنها ستنسحب على سائر القرى الجردية، أي على مساحات تتعدى 300 مليون متر". من جهته، أيد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، في حديث إلى "المدن"، مخاوف سعيد، مؤكداً أن "لا تباين في وجهات النظر مع الدكتور سعيد في هذا الملف، بل حصل سوء تفاهم في ما يخص استخدام عبارة المتنازع عليها، التي عنينا بها أنها شكلت موضوع خلاف بين طرفي النزاع فقط لا غير. فالبطريركية لا يمكن أن تقبل بالرضوخ لقوة الأمر الواقع". ورأى غياض أن "البيان ذكر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، لأن الأخير يبذل جهوداً ويقوم بمساع حثيثة لحل هذه الأزمة في سبيل التوصل إلى حل حبي يرضي الجميع، ولكن طبعاً ليس على حساب الحق والقانون"، مشدداً على أن "هذا الموضوع يتطلب تعاون الجميع واعترافاً بالحقوق من قبل الجميع. في المحصلة، الكل متفق على أن لا تسوية على حساب القانون. فليتفضل كل من يملك مستندات قانونية، لإبرازها ووضعها على الطاولة، ليأخذ كل ذي حق حقه، ولكن طبعاً بعد استكمال أعمال المساحة في البلدة".وختم غياض: "وإذا تعذر الحل الحبي مرة جديدة، فعندها لا مفر من التوجه إلى القضاء، لأنه المرجع الوحيد المخول الفصل في القضية، فنحن في دولة قانون ولسنا في مزرعة".

 

سعد الحريري: المحكمة أو السياسة

منير الربيع/المدن/الأربعاء 12/09/2018

ماذا في امكان الرئيس سعد الحريري أن يفعل؟ اختصر في موقفه بعد حضوره افتتاحية جلسات المرافعات النهائية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حقيقة ما يشعر به. اعتبر أنه يوم صعب في تاريخ لبنان. الصعوبة هي أن الاشارات توجه إلى  جهة سياسية ترى المحكمة أنها مسؤولة عن اغتيال والده. والأصعب وفق مفهومه، أنه مضطر إلى التسوية مع تلك الجهة والمشاركة معها في الحكم، "لأن الأهم هو حماية الاستقرار"، ولأن من استشهد، كانت غايته حماية لبنان لا خرابه. صعوبة موقف سعد الحريري حقيقية وواقعية، بعيداً من أي مزايدة. على الرغم من إلقاء كثير من اللوم عليه، لتعاطيه بواقعية، أو لقبوله الجلوس مع حزب الله إلى طاولة مجلس الوزراء وغيرها. يعرف سعد الحريري أن لبنان بلد محكوم بالتفاهم. هو حاول انتهاج سياسة المواجهة والعزل والالغاء، أو تكسير الروس في مرحلة ما بعد اغتيال والده. لكنه اصطدم بعوامل كثيرة، بالواقعية، بموازين القوى، بالحيوية السياسية لدى خصومه، بالتوازنات الاقليمية والدولية. وسار في طريق التصعيد لسنوات مديدة آلت إلى خسارته الحكم والسلطة والدور السياسي، وأحالته إلى منفى طوعي، بعد عملية إخراجه من السراي الكبير بإقالة حكومته بالثلث زائد واحد. من رحم تجربة السنوات العشر، خرج سعداً حريرياً جديداً، يتعاطى السياسة بواقعية، يرفض المساومة على دم أبيه، لكن القدر مؤلم، والواقع أكثر مرارة. يتعرّض لحملة مزاديات هائلة في موقفه، فإذا ما استمرّ في تصلّبه خسر، وإذا ما ساوم وتشارك اتهم بالخيانة وبيع دم والده. يحاول مراراً إيجاد منزلة بين الاثنتين، لكن الزمن قاسٍ، والسياسة لا ترحم. أفضل ما لديه، هو الحد من الخسائر والحفاظ على ما تبقى من إرث لاستدامة الدور السياسي. وهذا يقتضي تنازلاً. قد يقول الحريري في سرّه، إن لبنان لا يحكم بغير التوافق، ولا يمكن إلغاء أي طرف فيه، والمشاركة تقتضي المصارحة والمصالحة، وهذا واجب في السياسة، أو أحد أقسى فروضها. يقول إن حزب الله قتل والده، أو متهم بارز في عملية القتل، لكنه مجبر على المشاركة معه. هذا الاعتراف وحده، أو اليقين لديه بالحدّ الأدنى، هو فاتحة العلاقة مع الحزب. ما يمر به الحريري اليوم، عانى منه وليد جنبلاط في العام 1977. بعد أربعين يوماً على اغتيال كمال جنبلاط، اختار وليد جنبلاط الذهاب إلى دمشق. جلس في حضرة متخذ القرار بتصفية والده. وصافح أحد المسؤولين المباشرين عن التخطيط للعملية. وقادت الزيارة إلى تحالف مديد بين وليد جنبلاط وغريمه. نبع قرار وليد جنبلاط يومها من قراءة واقعية لموازين القوى. قراءة لم تخرج من التاريخ والجغرافيا السياسية. فتجرّع كأس المرارة. وسعد الحريري وقف قبل سنوات في لاهاي معلناً استعداده للتجرّع من الكأس نفسها. ليس سهلاً ما يعيشه سعد الحريري. فهو بلا شك أمام خيارين، إما استمرار المعاندة والمواجهة مع حزب الله، والمضي في الطلاق السياسي، وهذا سينتج عزلاً سياسياً له كما حصل بين العامين 2010 و2016؛ أو أن يتخذ موقفاً مبدئياً منسجماً مع حاله بعدم التعاطي مع المتهمين بقتل والده. وهذا يقود إلى إنسحابه من الحياة السياسية، أو استمراره بالعمل السياسي وفق مقتضيات هذا العمل. وهذا يعني أنه مضطر إلى التطبيع مع المتهم، كما قد يضطر لاحقاً إلى التطبيع مع النظام السوري، الذي قد يكون له اليد الطولى في عملية الاغتيال والقرار السياسي.

 

الحريري وجنبلاط وجعجع في زمن "العلوج": العيش مع الندم

منير الربيع/المدن/الأربعاء 12/09/2018

هل دنت لحظة حقيقة الندم؟ السؤال أصبح أكثر من ضرورة في ظل ما تمرّ به البلاد من شد للحبال بين أركان التسوية الرئاسية. جزء من حرب الصلاحيات يتمدد ليطاول جوانب أخرى، منها ما هو سياسي ومنها ما هو إداري أو وظيفي، وصولاً إلى صراع تحاصصي على المناقصات. أن يخرج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قائلاً: "كم من جرائم ترتكب باسمك أيها العهد؟"، فهذا يعني أن الأمور تذهب إلى حيث لا امكانية للرجعة. وأن يصف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مسؤولي التيار والعهد وكوادرهما بالعلوج، فهذا يدلل إلى عمق الأزمة التي يبدو أنها مستمرّة. يتسلل الندم إلى عقول من تحمّسوا لخيار التسوية الرئاسية. حتى الرئيس سعد الحريري المتحمس لتشكيل حكومته بالتعاون مع الرئيس ميشال عون، والمصرّ على استمرار التفاهم بينهما، يبقى بينه وبين نفسه منزعجاً من طريقة التعاطي معه من جانب الرئيس وفريقه. ويصل الأمر بالبعض إلى النقل عن لسان الحريري أن هذا الفريق، وهو يقصد التيار الوطني الحر، كلما استطاع تحصيل مكسب يطالب بمزيد. وهذه إشارة إلى حجم امتعاض الحريري غير القادر على تلبية كل المطالب. يوم أعلن سعد الحريري دعمه ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، أطلق عنواناً عريضاً بأن هدف هذه التسوية هو حماية اتفاق الطائف. مرّت السنة الأولى من العهد بانسجام تام بين عون والحريري، لكن ما بعد الانتخابات تغيّرت المعادلات، وأصبح اتفاق الطائف على المحك. عون واضح في موقفه والمعادلات التي يطرحها، والحريري أيضاً يبدو واضحاً، في عدم تنازله عن صلاحياته. ولكن الفارق يبقى في مدى اصرار التيار الوطني الحر على انتزاع المكاسب وتطويق الحريري وتجريده من حلفائه واحتكاره. استناداً إلى نموذج ابتزازي يتعرض له الرجل، إذ في اليوم الذي يختار عدم السير وفق توجيهات بعبدا أو مطالب التيار، يصبح موقعه مهدداً، ويصبح الطائف عرضة للاهتزاز ويوضع على مشرحة التعديل. وهذه رسالة بالغة أوصلها نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي إلى الحريري.

في مقابل التصعيد العوني ضد الحريري على خلفية مواقفه، يبرز بعض الضياع المستقبلي، إذ يتوجه البعض إلى الردّ على التصعيد بالتصعيد، بينما يتجه البعض الآخر إلى مسايرة طرف على حساب آخر، والبعض الثالث يفضّل الصمت، لقناعة لديه بأن أفق المعركة مسدود وفي النهاية ستُسوّى الأمور وتُنجز تسوية تعيد العلاقة إلى طبيعتها. هذا كله يبقى في الشكل، أما في المضمون فإن ما يحصل هو نوع من تهشيم الطائف، ومحاولة جديدة لليّ ذراع الحريري، الذي حظي بموقف داعم جديد من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، الذي أعلن صراحة دعم دار الفتوى للحريري وصلاحياته، ضد البدع والمحاولات الساعية إلى إملاء الشروط عليه. المشكلة أصبحت في مكان آخر، لاسيما إذا ما تنازل الحريري او تراجع. هناك من يخشى إقدامه على خطوة تراجعية كما كان يفعل في السابق عندما يتعرّض للضغط. وهذا الضغط بدا واضحاً في الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية، الثلاثاء. إذ اعتبر أن الحريري تغيّر كثيراً ولم يعد كما كان في السابق. ولم يخل موقف عون من تذكير لما تعرّض له الحريري في فترة استقالته من الرياض، وكأن هناك من يريد إظهار الرسائل التي أوصلها إلى الحريري قبل أسبوع للعلن، لعلّ الرسالة ستصل أسرع إلى مسامع الرئيس المكلف، ويضطر إلى تفادي مزيد من الكلام من هذا النوع ويذهب في اتجاه خيار رئيس الجمهورية وفريقه. الأخطر في ما قاله عون، وفق مصادر متابعة، هو قوله إن الحريري قدّم تشكيلة أدخل فيها كل ما حذّره منها. وهذا كلام ينطوي على خلفية إصرار رئاسي بأنه المقرر الوحيد في عملية التشكيل، أو أنه يمارس صلاحيات ما قبل الطائف، ويضع الشروط على رئيس الحكومة، بشأن شكلها وكيفية تشكيلها. وهذا كلام له أبعاد كثيرة ستتكشف في المستقبل. اختصر جنبلاط بتغريدته آلية عمل العهد. وصف أركانه بالعلوج مغرداً: "إذ تغرق البلاد في السيول وانهار القمامة وتلوث الليطاني والعتمة، تفاوض الحكومة أصحاب المولدات بدل تلزيم مصنع طاقة جديد. ولا فرق بين أصحاب المولدات وأصحاب السفن التركية. وفي هذه الاثناء يقوم العلوج في شركة الكهرباء والبيئة بسياسة تطهير وانتقام. بئس الساعة التي اتت بهم للحكم. علوج". موقف جنبلاط جاء على خلفية طريقة تعامل أركان العهد في مؤسسات الدولة، والتي توصف بالانتقامية من موظفين لا علاقة لهم بقرارات وزير ينتمي إلى طائفتهم. هذه الرسالة على الحريري قراءتها بعناية، لا سيما بعد الكلام الذي سمعه على خلفية ازدحام المطار وتعطّل أنظمة العمل فيه. وهنا، ثمّة من يعتبر أن افتعال أزمات المطار لها خلفيات أخرى أيضاً، من بينها طموح البعض إلى الدخول في مجال شركات الطيران. وهذا لا ينفصل عن سياسة انتقامية أخرى تتبع في التقنين الكهربائي، بحيث تزداد ساعات التقنين في مناطق معينة غبّ الطلب على خلفية الهوية الطائفية أو الخلافات السياسية.

 

فلسطينيو لبنان يعتبرون إنهاء خدمات {أونروا} قضاءً على قضيتهم/حميد: قرار ترمب يؤدي إلى توطين مقنّع

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/11 أيلول/18/يقرأ اللاجئون الفلسطينيون في لبنان الإعلان الأميركي عن وقف مساعدات الأونروا على أنه إنهاء لقضيتهم وتركهم لمصير مجهول. ولا يغريهم الكلام عن احتمال توطينهم مقابل تسويات تمهد لـ«صفقة العصر»، وذلك لأن «تجربتنا في لبنان لا تترك لنا أي حلم بحياة لائقة ولو بالحد الأدنى»، حسب أنور، من مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية. تقول ريان، التي تعمل مدرسة لدى جمعية «الإخوة الفلسطينية» في المخيم: «عندما نسمع بوقف تمويل الأونروا يصيبنا الرعب، كيف سنحصل على الرعاية الطبية وكيف سنعلم أولادنا؟». وتضيف: «مأساتنا لن تنهيها جنسية لبنانية أو عربية. أما إذا كان الحل عبر جنسية أوروبية فهذا عز الطلب». وماذا عن حق العودة؟ تجيب ريان، المدرِّسة والمتخصصة في علم الاجتماع: «حق العودة يتحدث عنه جدودنا. أنا لا أريد هذا السراب. أريد مستقبلاً واعداً لي ولأولادي». وقرار ترمب الذي يرعب الفلسطينيين، رد عليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بمطالبة الجامعة العربية باتخاذ قرار بهذا الشأن، كما دفع وزير الخارجية جبران باسيل إلى مطالبة الدول العربية بسد نقص التمويل الأميركي، ذلك أن القرار الأميركي يعيد «فزاعة» توطين اللاجئين الفلسطينيين إلى التداول.

وفي هذا الصدد، يقول النائب في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها برّي، أيوب حميد لـ«الشرق الأوسط»: «نصوص الدستور تنفي أي إمكانية للتوطين أو ما يمكن أن يغيّر الصيغة اللبنانية بتلاوينها. لكن الإدارة الأميركية تريد القضاء على القضية الفلسطينية عبر خطوات متلاحقة بدأت بنقل سفارتها إلى القدس وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وقرار يهودية الدولة، واليوم قرار وقف تمويل الأونروا... هناك سلسلة من الأحداث تقود إلى صفقة العصر. ولا ننسى التشتيت الممنهج للفلسطينيين في المخيمات الكبيرة في سوريا والأردن ولبنان وترك شؤون اللاجئين الفلسطينيين لتتحملها الدول المضيفة، هناك مسار يُستكمل، ومع القرار بشأن الأونروا تكبر التداعيات على المجتمع اللبناني». ويتابع: «الحديث عن التوطين ليس وليد اللحظة. ففي مراحل سابقة كانت هناك إغراءات لدفع لبنان إلى هذه الخطوة رغم تمسك الفلسطينيين منذ عام 1948 بحق العودة، ومثل هذا القرار يؤدي إلى توطين مقنع حتى لو لم يحصل التوطين بالشكل الرسمي». أما مدير مركز تطوير للدراسات هشام دبسي فيقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحصل هو خطوط عريضة لملامح شرق أوسط جديد، وفيه غموض هدام ومرعب يمس بالأهداف الرئيسية للفلسطينيين، والدليل ما بدأ يقدم منذ أسبوع عن كيان فلسطيني مستقل في غزة وكونفدرالية بين الضفة والأردن. هنا نتكلم عن مساحة من الغموض في السياسات الأميركية في معالجة شؤون المنطقة باتجاه شرق أوسط جديد. وهذه الحالة بكل تناقضاتها الداخلية والخارجية تجعل مناقشة ما يجري في الأونروا جزءاً من الصورة الشاملة».

ويرى دبسي أن «الذعر في لبنان مدفوع الأجر من جانب الممانعين الذين التقوا مع اليمين المسيحي اللبناني المتطرف لاستخدام الموضوع الفلسطيني. وكل هذه الموجة الاستخدامية ستزول مع أي حل لموضوع الأونروا بدأت تبحثه دول أوروبية مع روسيا والصين. ما يجعل التورط في الاستنتاجات السريعة غير مفيد». لكن واقع الحال الفلسطيني لا يهتم بالتحليل. يقول محمد عطعوط، وهو صاحب دكان للقهوة عند مدخل المخيم، لـ«الشرق الأوسط»: «قبل سؤالي عن الأونروا، اسألوا عن أحوالنا، اللاجئون الفلسطينيون يعيشون يأساً كاملاً. المهم أن نخرج من هذا البلد. أريد جنسية تحترمني كإنسان. إذا سنحت لي فرصة المغادرة سأترك دكاني ولن أنتظر حتى أبيعه، نحن نموت على أبواب المستشفيات ويأتي من يبشّرنا بزوال الأونروا». ويرى محمد أن «السياسيين كاذبون يريدون استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين ليتاجروا بقضيتهم». ورغم نقمته يبقى حلم محمد أن «يعود إلى قرية الكويكات في قضاء عكا، التي لا يعرفها لكنه يحتفظ بصور لها. فهو مستعد أن يمضي ما بقي من حياته هناك ولو في خيمة، أما مناطق الحكم الذاتي فلا يشعر بأي انتماء إليها». ابتسام درويش ترى أن إلغاء الأونروا يعني «أن نجوع أكثر مما نحن جائعين. فأنا لا أذهب إلى طبيب لأني لا أملك ثمن الدواء، أكتفي بما أحصل عليه من الأونروا». ابتسام تشعر أن خيارها الوحيد هي العودة إلى فلسطين. أما وسام علي فهو يريد الهجرة. ويقول: «إذا أقفلوا الأونروا فإنهم يمحون الشاهد الوحيد على قضيتنا. فليفتحوا لنا البحر، ويحضروا البواخر لإخراجنا من لبنان. العودة إلى فلسطين لن تكون ممكنة لأن ما يجري هو قتل لقضيتنا».

ويقول رئيس جمعية «الإخوة الفلسطينية للعمل الثقافي والاجتماعي» حسن مصطفى، لـ«الشرق الأوسط»: «الفلسطينيون روّضوا أنفسهم على تحمل الآلام التي يسببها لهم الآخرون. وسنصمد لأنه لا خيار آخر لدينا غير التمسك بما هو قائم لمواجهة مفاعيل هذه الإجراءات». ويضيف: «الأونروا التي أنشئت بفعل نكبة 1948، شاهد على واقع الناس في مخيمات لبنان، وأي محاولة لإلغائها وإلحاق الفلسطينيين بمؤسسة دولية أخرى سوف تقودنا إلى المرحلة النهائية في مشروع القضاء على القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة. وبعد 70 عاماً من النضال يأتي الإسرائيلي ويقول إنه صاحب الحق في هذه الأرض، بالتالي لا وطن لدينا وسنبقى تائهين نسأل من يوطننا». ويشير مصطفى إلى أن «لدى الفلسطينيين مشكلة حقيقية في لبنان. فالدولة التي ترفع صرختها ضد التوطين عليها أن تنسق مع المرجعية الفلسطينية لأنها صاحبة القضية، وليس من خلال مؤتمرات صحافية أو تصريحات. كما أن عليها أن تحسّن أوضاع الفلسطينيين».

ويضيف: «نحن نطالب الدولة اللبنانية بأن تحترم كرامتنا، إذ لا يمكن أن تبقى المخيمات الفلسطينية بؤر حرمان، في المقابل نشدد على احترام السيادة اللبنانية. نتعاطى بإيجابية مع السلطات اللبنانية ونتوقع أن تعاملنا بالمثل، ولا علاقة لنا بالصراعات الطائفية والمذهبية، فقد حان الوقت لرؤية مشتركة تتيح مواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية».

 

التيار المستقل: نترحم على رئاسات سبق وتولت تشكيل الحكومات

الثلاثاء 11 أيلول 2018 /وطنية - عقد "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة. وتقدم المجتمعون، في بيان، من اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة ب"أصدق التهاني بمناسبة حلول عيد رأس السنة الهجرية"، سائلين الله "دوام السلام والاستقرار في ربوع لبنان". وناقشوا "آخر فصول الأزمة الحكومية"، فاعتبروا أن "المعنيين بتشكيل هذه الحكومة أساءوا لمفاهيم الدستور ومراميه، فالثقة لا تعطى على الاعداد، بل على أساس البيان الوزاري للحكومة والاعمال المنتظرة من شخصياتها. والنزاع القائم على الحصص الذي ادى الى عرقلة التشكيل وزيادة الشرخ والاحتقان في البلد، والذي سترتد نتائجه السيئة على فاعليه، سيدفع المجتمع الى الترحم على الرئاسات التي سبق وتولت التشكيل".وتوقفوا عند "الكوارث الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية التي حملها شهر أيلول"، فطالبوا المسؤولين ب"العودة الى ضميرهم والاسراع بأخذ الاحتياطات الواقية من الفيضانات على ابواب الشتاء، بعدما تصدرت البارحة ازمة السيول بويلاتها عناوين الصحف ووسائل الاعلام". كما طالبوا ب"انشاء ادارة موحدة لمطار بيروت والمطارات الاخرى والمرافئ والمعابر الحدودية، تتحمل مسؤولية أي خلل يحدث في تسييرها، فلا يتقاذف مسؤولوها المتعددو الانتماء مسؤوليات اخطاء ادارتها ويلقون تبعات فضائحها على بعضهم البعض لتضييعها". وأبدوا اصرارهم كذلك على "طلب انشاء وزارة خاصة للنفط لاهميتها الانتاجية، وما ستخلقه من اعباء كبيرة هامة ترهق مع الكهرباء والماء من يتولاها مجتمعة". وختم المجتمعون بيانهم مؤكدين "اعتماد الحكومة المقبلة الحياد الايجابي في العلاقات الدولية والذي يبقى أفضل السبل لدرء تداعيات الموجات العاتية المنتظر قدومها على المنطقة، والتي ستضع لبنان بين فكي كماشة مصالح هذه الدول الكبرى الهاجمة على سوريا والتي فرضت شللا اقتصاديا وسياسيا على مستوى ادارات لبنان ومؤسساته حتى في تأليف الحكومة واختيار وزرائها، وفرضت تلهيا بمصالح بعض الافراد الضيقة وصفقاتهم الخارجية المكشوفة مراميها".

 

خطوة غير مسبوقة لنديم الجميّل

المركزية/11 أيلول/18/سجلت محطة ال"ام تي في" انه في زمن رفع الصوت تهجّماً والأحقاد، وتبادل الاتهامات ونبش الماضي، بمساوئه خصوصاً، قام النائب نديم الجميّل بخطوة يستحقّ الإشادة عليها. وافادت انه على هامش زيارته بنشعي لتقديم واجب العزاء لرئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان فرنجيّة برحيل عمّه روبير فرنجيّة، كما زيارة النائب طوني فرنجيّة في منزله، حرص الجميّل على أن يقصد مدافن العائلة ليضع إكليلاً من الزهر على ضريح الوزير الراحل طوني فرنجيّة، وهي خطوة غير مسبوقة لأحد أفراد عائلة الجميّل التي باعد الخلاف السياسي كما الدماء بينها وبين عائلة فرنجيّة. وعلقت "خطوة بين فرنجيّة والجميّل حبّذا لو تُعمّم، خصوصاً في هذه المرحلة وفيها الكثير من مشاهد الحرب الأليمة، ولو من دون قتلٍ وسلاحٍ ومعارك"...

 

 نديم الجميل في بنشعي معزيا

المركزية/11 أيلول/18/في زيارة تعزية بالراحل الاستاذ روبير فرنجيه استقبل رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي النائب نديم الجميل والسيدين جيلبير شماس وناجي ناصر وذلك بحضور النائب طوني فرنجيه، الوزير السابق يوسف سعاده، منسق العلاقات الاعلامية في المرده المحامي سليمان فرنجيه وقد تخلل الزيارة بحث في مجمل الاوضاع والتطورات الراهنة في لبنان. وقد استبقى فرنجيه ضيوفه الى مائدة الغداء. اثر اللقاء قال الجميل:”مرت مناسبة أليمة على عائلة فرنجيه واحببنا ان نأتي وان نقدم واجب العزاء لسليمان بك وطوني بك، واليوم وبعد اجراء الانتخابات النيابية اصبح هناك علاقة جديدة بيننا وبين النائب طوني فرنجيه. لقد احببت ان اقوم بهذه الزيارة للتأكيد مرة جديدة انه وعلى الرغم من كل الصعوبات خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، علينا ان نتوحد ونتضامن من اجل مواكبة ومواجهة كل الصعوبات مع بعضنا البعض من اجل مصلحة كل لبناني ومصلحة لبنان”. وكان الجميل قد زار اهدن واستقبله النائب طوني فرنجيه في منزله ومن ثم انتقلا الى مدفن العائلة حيث وضع الجميل أكليلا من الزهر.

 

الياس الزغبي: الحريري ينشد العدالة وليس الانتقام

المركزية/11 أيلول/18/رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي أن "مرحلة المرافعات الأخيرة في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قبل المذاكرة ولفظ الحكم في السنة الطالعة ستثبت الوقائع والأدلة القاطعة التي استجمعها الإدعاء العام ضد المتهمين". وقال في تصريح: "هذا التثبيت لا يغير مواقف ذوي الشهداء وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الذي لا بد من أن يكرر على باب المحكمة، كما فعل سابقا، أنه ينشد العدالة وليس الانتقام، من أجل إعادة تأسيس الحياة اللبنانية المشتركة على الحقائق والتسامح ونبذ آفة الاغتيال السياسي وغلبة السلاح".وأضاف: "على الجهة المتهمة أن تتحلى بالجرأة الأدبية وتتقبل نعمتي العدل والمغفرة، فتتخلى عن التنصل من المسؤولية تحت شعار شيطنة المحكمة وأسرلتها وأمركتها، وتعترف بأنها تعتمد أرقى معايير العدالة الدولية، ولا مجال للظلم والاستنسابية في أحكامها".

 

ميشال الخوري لـ"النهار" : مبادرة سعيد فعل ايمان بلبنان

11 أيلول/18/تعليقا على التصريح الذي نشرته "النهار" قبل ايام للنائب السابق فارس سعيد متضمنا ثوابته حيال الوضع اللبناني، صرح الشيخ ميشال بشارة الخوري احد اركان حركة 14 آذار 2005 الاساسيين عبر "النهار" امس بالآتي: "اعلن الصديق فارس سعيد باسم جماعة مؤمنة وملتزمة ثورة الأرز ايمانه بلبنان القائم على ستة ثوابت وطنية استخلصها من كونه "دستوريا حتى العظم" ودعا شعب لبنان الى الخروج من مسرحية السجال الحالي العقيم والارتقاء الى سلم الالتزام الوطني - الاخلاقي وذلك بالعودة الى ينابيع الاصالة في وثيقة الوفاق الوطني والدستور . اني احيي مبادرة الصديق فارس سعيد كونها تمثل خيارا صحيحا لأمتنا وشعبنا وكونها تأتي في وقتها الصحيح والمناسب لتخرجنا من الفراغ الفكري وعقد الفئوية والطائفية والمصلحية وتضعنا من جديد على سكة لبنان الوطن السيد الحر المستقل والنهائي في حدوده التاريخية كما رآه وعمل له قادة ومناضلو الحزب الدستوري. وكما عليهم وعلى جميع اللبنانيين ان يعملوا اليوم لاستعادة واسترداد سيادته المنقوصة. اجدد تقديري وترحيبي بمبادرة الصديق فارس سعيد وصحبه وآمل ان تلاقي الاستجابة التي تستحق وان تشكل صحوة في ضمائر اللبنانيين جميعا وبها ومعها تتوقف عندنا الثرثرة السياسية لنبدأ بصناعة التاريخ !".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أردوغان: على العالم أن يوقف الأسد

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 11/09/2018

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقال كتبه لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن "على المجتمع الدولي أن يعي مسؤوليته حيال هجوم إدلب، لأن تكلفة المواقف السلبية ستكون باهظة، ولا يمكننا ترك الشعب السوري لرحمة الأسد". وأضاف في مقاله المعنون "على العالم أن يوقف الأسد"، أن "تركيا فعلت كل ما بوسعها، بل وأكثر من ذلك في موضوع إدلب". وقال إن "هدف النظام من شن الهجوم ليس محاربة الإرهاب، وإنما القضاء على المعارضة من دون تمييز". واعتبر أن "إدلب هي المخرج الأخير، وإذ فشلت أوروبا والولايات المتحدة في التحرك فإن العالم أجمع سيدفع الثمن، وليس الأبرياء السوريون فحسب". وناشد الرئيس التركي الولايات المتحدة، وروسيا وإيران تحمل مسؤولياتهم بخصوص الأوضاع بإدلب. ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تركز فقط على التنديد بالهجمات الكيماوية التي تشهدها سوريا، لكن عليها أن ترفض أيضًا عمليات القتل التي تتم بالأسلحة التقليدية المسؤولة عن موت الكثيرين". وأردف: "لكن المسؤولية عن وقف هذه المجزرة لا تقع فقط على عاتق الغرب، بل معني بها أيضاً شركائنا في عملية أستانة، روسيا وإيران المسؤولتان بنفس القدر عن وقف هذه الكارثة الإنسانية". وزارة الخارجية القطرية أعربت في بيان، الاثنين، عن قلقها من "تصاعد الأحداث" في سوريا. وقالت: "تتابع دولة قطر ببالغ القلق تصاعد الأحداث في مدينة إدلب وما حولها في شمال غرب سوريا نحو التصعيد العسكري، الذي يُنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين". وتابعت: "تضمّ دولة قطر صوتها إلى صوت الدول التي حذّرت من عواقب هذا الهجوم الذي سيكون ضحيته الأولى المدنيون الأبرياء". ودعت "المجتمع الدولي والقوى الفاعلة في الحرب الدائرة في سوريا إلى "التحرّك لوقف هذا الهجوم الكارثي قبل فوات الأوان". وحذرت قطر من أن "احتواء تداعيات هذه الكارثة المُحتملة هو مما لا يمكن تحقيقه في ظلّ الدمار الذي حلّ بجميع مناطق سوريا، وفِي ظلّ عجز المجتمع الدولي واستمرار النظام السوري في سياساته العدائية ضدّ أبناء شعبه". من جهة أخرى، هدد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ليل الاثنين/الثلاثاء، بـ"رد أقوى بكثير" من الضربات الجوية السابقة في حال استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية مرة أخرى. وتابع: "سعينا لتوصيل الرسالة في الأيام القليلة الماضية بأنه إذا تم استخدام الأسلحة الكيماوية للمرة الثالثة، فسيكون الرد أشد بكثير". وأضاف "يمكنني القول إننا أجرينا مشاورات مع البريطانيين والفرنسيين، الذين انضموا إلينا في الضربة الثانية، واتفقوا معنا أيضاً على أن استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى سيؤدي إلى رد أقوى بكثير". وقال بولتون بعد خطاب ندد فيه بالمحكمة الجنائية الدولية، إن عدم تحرك المحكمة للرد على هجمات كيماوية سابقة ودليل على أنها غير فعالة في ردع جرائم الحرب. وأضاف أن "حكومة روسيا وآخرون قالوا إننا "نعطي تفويضاً للقاعدة باستخدام أسلحة كيماوية ومحاولة إلصاق ذلك بحكومة سوريا... في تاريخ الدعاية في القرنين العشرين والحادي والعشرين، ينبغي أن يكون ذلك أحد أكثر المزاعم المشينة التي يمكنني التفكير فيها". ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر ديبلوماسية، أن مجلس الأمن الدولي يعقد الثلاثاء، جلسة مشاورات طارئة بطلب روسي، لمناقشة النتائج التي تم التوصل إليها في قمة طهران الثلاثية التي عقدت الجمعة، بشأن الأوضاع في محافظة إدلب. وذكرت المصادر أن الجلسة ستشهد تقديم إفادة من قبل مسؤول كبير في الأمانة العامة للأمم المتحدة، حول تطورات الوضع في إدلب.

 

اشتباك الأكراد والنظام: أبعد من التجنيد الإجباري

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 11/09/2018

أصدرت القيادة العامة لقوات "الأسايش" الأمنية في مناطق "الإدارة الذاتية"، الإثنين، تعميماً خاصاً في"تسجيل صوتي" على عناصرها، بأخذ الحيطة والحذر من قيام عناصر الأمن السوري بتسيير دوريات مموهة بسيارات مدنية هدفها القبض على عناصر من "الأسايش" و"وحدات الحماية" الكردية، بحسب مراسل "المدن" سعيد القاسم. وتزامن ذلك مع تداول أنباء عن قيام دوريات أمنية للنظام باعتقال أربعة أشخاص في مدينة القامشلي، قيل إنهم مقاتلون في "الوحدات" ومدني، ومجند في صفوف قوات "الدفاع الذاتي". وساءت العلاقة مؤخراً بين النظام و"قسد"، وتوقفت المفاوضات بين الطرفين، وتبعها تنفيذ "الأسايش" حملة اعتقالات ضد مرشحي "الإدارة المحلية" وأجبرتهم على كتابة تعهد بسحب ترشحهم، قبل أن تشتبك "الأسايش" مع دورية للنظام حاولت دخول مركز سيطرتها في القامشلي لاعتقال متخلفين عن التجنيد الإجباري ما تسبب بمقتل 13 عنصراً من "الأمن العسكري". وهذه هي المرة الأولى التي تشتبك فيها القوات الكردية مع الأمن السوري، بشكل مباشر، فالاشتباكات السابقة كانت تتم بين "وحدات حماية الشعب" ومليشيا "الدفاع الوطني". مواقع موالية للنظام نشرت أسماء القتلى، وتبيّن أن أغلبهم علويون من الساحل. وهذه المرة الأولى أيضاً التي يُقتَلُ فيها علويون، في الاشتباكات بين الطرفين. العلاقة بين الطرفين تتجه نحو أزمة حادة، واتهمت الفضائية السورية في تقرير لها، الإثنين، عناصر "الاسايش" بـ"إهانة الجيش السوري"، باحتجاز جثث قتلى "الأمن العسكري" لساعات. وفجأة، وصفت القناة الرسمية السورية "الأسايش" بمليشيا تابعة لحزب "العمال الكردستاني"، ونعتتها بـ"الارهابية"، واتهمتها بـ"العمل لأجندات خارجية"، وقالت: "يأتي هذا الاعتداء الغادر في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة الأميركية التي تنشر عدداً من جنودها بشكل مخالف للشرعية الدولية وانتهاكا للسيادة السورية في بعض مناطق الحسكة وتعمل على تسليح التنظيمات الإرهابية وبعض المليشيات المحلية بهدف زعزعة الهدوء الذي تعيشه المحافظة ونشر الفوضى لتبرير وجود القوات الأميركية غير الشرعي".

وسائل الإعلام المُقرّبة من "الاتحاد الديموقراطي" وجّهت التنديدات للسلطات الايرانية، التي قامت، بالتزامن مع حدث الاشتباك في القامشلي، بإعدام ثلاثة نشطاء أكراد، وتوجيه ضربات جوية لمعسكرات أحزاب كردية ايرانية معارضة في اقليم كردستان العراق. بيانات الادانة ضد ايران صدرت من مؤسسات متعددة؛ "الاتحاد الديموقراطي" و"الإدارات الذاتية". ويبدو أن تصعيد موقف "الاتحاد الديموقراطي" مع إيران له أبعاد مختلفة: كالتقرب الأخير من السعودية والامارات، أو طبيعة الصراع بين ايران والولايات المتحدة شرقي الفرات، وعلاقة ذلك بالمفاوضات بين النظام و"مجلس سوريا الديموقراطية" واتهام الاخير لايران بإفشال الحوار مع النظام.

وربط "مسد" في بيان له، اشتباك القامشلي بالقمة الثلاثية في طهران، قائلاً: "إن تزامن هذا الافتعال مع توقيت انعقاد القمة الثلاثية في طهران مدعى للتساؤل في الوقت الذي فُتح فيه باب اللقاءات والتحدث عن مفاوضات بين السلطة السورية ومجلس سوريا الديموقراطية، وكان مثيراً للاهتمام التصريحات التي أدلى بها مسؤولون عن النظام السوري نعتبرها تحريضية ومتضمنة  لغة التهديد والابتعاد عن لغة الحوار".

 

السويداء: النظام عاجز عن التقدم في الصفا

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 11/09/2018

مُنيت قوات النظام والمليشيات الموالية لها بخسائر بشرية فادحة، خلال المواجهات الأخيرة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة الصفا شرقي السويداء، بحسب مراسل "المدن" يامن الشوفي. ومضى أكثر من شهر على انطلاق الحملة العسكرية على مواقع الدواعش في بادية السويداء، ولم تحرز فيها مليشيات النظام أي تقدم إلا في المناطق التي انسحب منها التنظيم من دون قتال، متحصناً في منطقة الصفا. وقُتِلَ حوالي 35 عنصراً وضابطاً من قوات النظام، بينهم 13 من مليشيا "الدفاع الوطني" في دمشق، السبت والأحد، أبرزهم اللواء عماد محسن محمد، من "المخابرات الجوية"، الذي قضى في كمين نصبه "داعش".

وتزعم وسائل إعلام النظام، منذ ثلاثة أسابيع، أن قوات النظام أطبقت الحصار على مواقع التنظيم في الصفا، وسيطرت على موارد المياه فيها، وجعلت "داعش" تلفظ أنفاسها الأخيرة. لكن الحقيقة على الأرض، ومجريات المواجهات تنفي هذه الإدعاءات. وسائل إعلام النظام باتت تُبرر الخسائر وعدم إحراز تقدم، بتعقيد التضاريس في المنطقة، رغم أن تلك الوسائل قالت سابقاً إن نقل النظام لمقاتلي التنظيم من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء "خطوة حكيمة" نظراً لـ"سهولة القضاء على داعش في البادية". وتشير مصادر "المدن" في البادية إلى أن الطيران الروسي شارك بشكل كثيف إلى جانب طيران النظام خلال الأسبوع الماضي، بعدما كانت غاراته محدودة في الأسابيع السابقة، مؤكدة أنه استهدف منطقة الصفا بالقنابل العنقودية. الغارات الروسية وقصف النظام اليومي على المنطقة لم يحمِ قوات النظام من الخسائر الفادحة، وسط العجز عن التوغل، فكلما تقدمت في أحد الجروف نهاراً طردها التنظيم ليلاً في هجوم معاكس. وتكشف قدرات التنظيم على الصمود في المنطقة، زيف رواية النظام عن محاصرته وقطع طرق الإمداد عنه، أو السيطرة على جميع مصادر المياه. فـ"الدواعش" يقاتلون بشراسة منقطعة النظير، منذ أسابيع، ويمنعون قوات النظام من التثبيت لأكثر من 12 ساعة في الجروف التي تتقدم لها، عبر هجمات مباغتة وعمليات القنص والصواريخ المضادة للدروع. وتحاول قوات النظام التقدم من ثلاثة محاور، يومياً، بعد تنفيذ قصف جوي ومدفعي مكثف لا يحقق أية نتائج. فالتضاريس القاسية في المنطقة، وانتشار الكهوف والجروف الصخرية تقي التنظيم من القصف. "شبكة السويداء 24" أكدت مقتل أربعة عناصر من مليشيا "حزب الله" قبل عشرة أيام في مواجهات البادية، بينهم القيادي اللبناني طارق إبراهيم حيدر، الذي نعته المليشيا من دون أن تحدد مكان مقتله، بالإضافة لثلاثة مقاتلين سوريين، وذلك نتيحة انفجار عبوة ناسفة بسيارة تقلهم قرب الصفا وفقاً للشبكة. عدد الفارين من المعركة تجاوز 150 عنصراً من "الفرقة 15"، خلال الأسبوع الماضي. وتفر مجموعات من العناصر بشكل جماعي بعد كل مواجهة عنيفة مع التنظيم، فيما تسحب قوات النظام بشكل تدريجي، أسبوعياً، قسماً من قواتها من البادية، لنقلهم إلى إدلب. ويرتبط ملف مختطفي السويداء لدى "داعش" بالعمليات العسكرية للنظام في الصفا، بحسب مسؤولي النظام. عملية تحرير المخطوفين مرهونة بسيطرة النظام على الصفا وطرد "داعش" منها. ويُطالب مسؤولو النظام الفصائل المحلية بمؤازرة قوات النظام في البادية، إلا أن الأخيرة لم تشارك إلا بشكل محدود حتى اليوم.

 

النظام يعزز مواقعه قبالة عفرين..ودرع الفرات تعلن جهوزيتها

المدن - عرب وعالم | الثلاثاء 11/09/2018

وصلت قافلة من التعزيزات العسكرية لمليشيات النظام إلى جبهات ريفي حلب الشمالي والغربي ومنطقة الضواحي، تألفت من أكثر من 20 دبابة ومدرعة، وناقلات جنود، وجرافات خاصة بمهام التحصين. وتمركزت التعزيزات العسكرية شمال غربي تل رفعت، وفي خطوط التماس مع المعارضة المسلحة المتمركزة في عفرين، غربي بلدتي نبل والزهراء، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب. الجزء الأكبر من التعزيزات كان من "الفرقة الأولى" في قوات النظام، وقد جاءت من ريف دمشق. وكانت "الفرقة الأولى" قد أرسلت أيضاً، رتلاً مؤلفاً من دبابات ومدرعات، قبل أيام، ليتمركز على أطراف بلدة دير جمال غربي تل رفعت. كما يتواصل جلب التعزيزات من مليشيات "لواء القدس" و"لواء الباقر" ومليشيات نبل والزهراء، لتنتشر على جبهات ضواحي حلب الشمالية؛ الملاح ورتيان، وبالقرب من خط التماس الممتد بين مارع والباب جنوباً. مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام قد بدأت بالفعل بإنشاء تحصينات عسكرية في جبهاتها مع المعارضة في ريف حلب، وهي جبهات قليلة التحصين ولا تتمركز فيها أعداد كبيرة من العناصر، وفي الغالب هم من أبناء ريف حلب، ويتبعون لمليشيات محلية "الدفاع الوطني" و"لواء الباقر" ممن تم تطويعهم في صفوفها منذ أوائل العام 2017 بعد تقدم المليشيات في ريف حلب على حساب المعارضة وتنظيم "الدولة الإٍسلامية". وأوضح المصدر أن المليشيات جنوبي الباب اتخذت إجراءات حماية وتحصين، مع وصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وحصل أكثر من اشتباك مؤخراً بين المليشيات وبين فصائل المعارضة كان آخرها، الأحد، بعدما استهدفت المعارضة مدرعة بصاروخ حراري ما تسبب بمقتل عدد من العناصر بينهم الملازم محمد خير جاويش، وهو من أبناء بلدة قباسين الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي لا تبعد عن موقع مقتله سوى كيلومترات قليلة. مواقع إعلامية موالية للنظام أكدت أن الهدف من التعزيزات هو التصدي لأي محاولة تقدم قد تفكر بها المعارضة المتمركزة في عفرين، ومنطقة "درع الفرات" من ريف حلب. الموالون أبدوا تخوفهم من أن عملية إعادة الانتشار قد تكون مقدمة للانسحاب من المنطقة لحساب المعارضة، وذلك بالإشارة للشائعات المتداولة حول عملية إخلاء بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، أو تلك التي تتحدث عن مبادلة روسية–تركية، مناطق في ريف حلب مقابل أخرى في ريف ادلب. التعزيزات العسكرية لمليشيات النظام في ريف حلب مبررة من ناحية تأمين الجبهات الأقل تحصيناً تحسباً لأي هجوم انتقامي قد تشنه المعارضة في حال اندلعت معركة ادلب. المعارضة كانت قد هددت أكثر من مرة وعلى لسان قائد "الجيش الوطني"، وقادة آخرين في المنطقة بشن هجوم واسع ضد المليشيات في ريف حلب رداً على اجتياح ادلب. وفي آخر التصريحات قال قادة في المعارضة بمنطقة "درع الفرات" إنهم على استعداد للمشاركة في معركة ادلب، وهم في جاهزية تامة. في المقابل، قالت مواقع موالية إن مليشيات النظام ستمنع مؤازرة فصائل  المعارضة لبعضها البعض في حال بدأت المعركة من خلال إجراءات عسكرية متعددة. وشهد ريف حلب الجنوبي وصول المزيد من راجمات الصواريخ والمدفعية التابعة للمليشيات، وتمركزت في الجبهات جنوبي الحاضر. المليشيات استهدفت مناطق المعارضة المقابلة، الاثنين، في برنة وخلصة وقرب بلدة الزربة. القصف الجوي الحربي والمروحي تواصل على الجبهات جنوبي ادلب وفي ريف حماة الشمالي، وسهل الغاب. واستهدفت الغارات، مناطق العمق في ريف ادلب الجنوبي، وصولاً إلى جرجناز، وجنوبي المعرة. المنطقة تعرضت للقصف الجوي نهاراً، أما خلال ساعات ليل الاثنين/الثلاثاء، فقد تولت المهمة قواعد المدفعية والصواريخ التابعة للمليشيات المتمركزة حديثاً في معسكرات أبو دالي وسنجار شرقي ادلب، وعطشان وأم حارتين وصوران شمالي حماة. المليشيات نشرت، الاثنين، عدداً كبيراً من راجمات الصواريخ الروسية في معظم معسكرات التجميع المؤقتة في جبهات جنوبي ادلب. وردت "الجبهة الوطنية للتحرير" بقصف مواقع للمليشيات في ريفي حماة واللاذقية، مستخدمة صواريخ الغراد. واستهدفت بشكل خاص، مدرسة المجنزرات شمال شرقي حماة، ما أدى إلى اشتعال النيران داخل المدرسة. وتحدثت المعارضة عن انفجار طائرة مروحية بسبب عطل فني أثناء هبوطها في مدرج الطيران بعد تنفيذها طلعة للقصف بالبراميل المتفجرة.

 

«صراع خطط» على الشمال السوري... وروسيا تريد إدلب قبل آخر السنة/موسكو تواصل الضغط العسكري وتترك لأنقرة منطقتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/11 أيلول/18/تلمس المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من ممثلي روسيا وتركيا وإيران نقاط التفاهم والخلاف في القمة الثلاثية بطهران حول مستقبل إدلب قبل يومين، في وقت تتنافس فيه 3 خطط لتحديد مستقبل الشمال السوري. وكان مقررا أن يتناول اجتماع دي ميستورا مع ممثلي «الضامنين الثلاثة» لـ«عملية آستانة»، تشكيل اللجنة الدستورية والإبحار بين تفهم موسكو وتريث طهران وقلق أنقرة، قبل لقائه ممثلي «المجموعة الصغيرة» التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية والأردن ومصر في جنيف الجمعة المقبل، الذي سيتزامن بدوره مع اجتماع كبار موظفي وزارات الخارجية في روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا في أنقرة لبحث عقد اجتماع قمة رباعية وحل الخلاف حول أجندتها بين تركيز موسكو على ملفي اللاجئين والإعمار واهتمام باريس وبرلين بالمسار السياسي. لكن غارات الجيش الروسي و«براميل» المروحيات السورية فرضت أجندتها على الاجتماع وسط تحذيرات أممية من «كارثة القرن» في إدلب التي تضم 3 ملايين شخص نصفهم من النازحين، ينتشرون على مساحة 10 آلاف كيلومتر مربع؛ ما يساوي مساحة لبنان. بين هؤلاء، نحو 55 ألف مقاتل من «الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكلتها تركيا نهاية يوليو (تموز) الماضي، و«هيئة تحرير الشام» التي تضم 12 ألف مقاتل بينهم عناصر «جبهة النصرة»؛ بينهم 1200 من «حراس الدين»، و1500 من «الجيش التركستاني الإسلامي» الصيني المحسوبين على عناصر «القاعدة» الأجانب. وتقع إدلب ضمن اتفاق «خفض التصعيد» بين روسيا وإيران وتركيا منذ مايو (أيار) 2017، وتضم 12 نقطة مراقبة تركية، و10 نقاط مراقبة روسية، و7 نقاط إيرانية.وبعد فشل قمة طهران، يعتقد أن مستقبل إدلب يحدده صراع بين 3 خطط:

- أولاً؛ خطة تركية لمستقبل إدلب:

- وقف للنار والغارات الروسية والسورية.

- وضع برنامج زمني.

- يقوم عناصر «هيئة تحرير الشام» بتسليم أسلحتهم ويتم إجلاؤهم من المحافظة.

- خروج آمن للفصائل إلى منطقة عازلة، وإحدى المناطق المطروحة جيب قرب مارع في ريف حلب، بحيث يكونون في مواجهة مع «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تدعمها واشنطن ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» وتعدها تركيا «تنظيماً إرهابياً» وتعترض على أن واشنطن لم تفِ بوعودها إزاء «خريطة طريق» خاصة بمنبج.

- تنفذ العملية بإشراف المعارضة المعتدلة شرط أن يسلموا أسلحتهم لـ«الجبهة الوطنية للتحرير».

- يسمح للمقاتلين الأجانب في المجموعة بالعودة إلى بلدانهم إذا أرادوا ذلك.

- الفصائل التي ترفض إلقاء السلاح والإجلاء سيتم استهدافها في عمليات مكافحة الإرهاب. (أنقرة صنفت «هيئة تحرير الشام» تنظيما إرهابيا).

- تقوم تركيا بتدريب مقاتلين لضمان أمن إدلب ضمن قوات شرطة محلية. (كما حدث في عمليتي «درع الفرات» و«غضن الزيتون»).

- ضمان أمن قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية من جميع المخاطر؛ خصوصا الطائرات من دون طيار (درون).

- نقل نازحين من إدلب إلى عفرين الواقعة تحت سيطرة «غضن الزيتون»، بدل الأكراد.

> ثانياً؛ أفكار المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا التي تسلمها من جمعيات مدنية سورية:

- وقف للنار وتعليق الغارات الروسية والسورية.

- برنامج زمني.

- تحديد مهلة لفصل المدنيين عن المسلحين.

- فصل «هيئة تحرير الشام» عن باقي الفصائل.

- إخراج المقاتلين جميعا من المناطق السكنية.

- تشكيل مجالس محلية.

- روسيا وتركيا ضامنتان للاتفاق.

> ثالثاً؛ خطة روسية للسيطرة على إدلب قبل نهاية السنة، من 3 مراحل:

- بدء عملية قصف في أرياف: شمال حماة، وغرب حلب، وشرق اللاذقية.

- مرحلية العمليات العسكرية المترافقة مع اتفاقات «مصالحة» و«تسويات» كما حصل في غوطة دمشق والجنوب السوري.

- المرحلة الأولى: شمال حماة وخان شيخون ومعرة النعمان، وغرب حلب، وجبل التركمان وجسر الشغور وسهل الغاب.

- المرحلة الثانية: الطريق الرئيسية «إم5» بين حماة وحلب. والطريق الرئيسية «إم4» بين اللاذقية وحلب.

- المرحلة الثالثة شمال «إم4» ومدينة إدلب باتجاه حدود تركيا.

بعد فشل قمة طهران، اتفقت روسيا وتركيا (وإيران) على عقد اجتماعات بين مسؤولي الاستخبارات والجيش لبحث حلول وسط بين الخطط في ظل اختلاف الأجندات. ويتوقع أن يكون لقاء الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان في برلين في 28 سبتمبر (أيلول) الحالي حاسماً في حال لم يلتقيا ضمن صيغة القمة الرباعية قبل ذلك.

وبحسب المعلومات، فإن موسكو بصدد استمرار الضغط العسكري على تركيا وفرض أمر واقع في إدلب، لكن يعتقد أن بوتين سيترك بعض الحوافز لإردوغان؛ بينها احتمال أن تترك النقاط التركية الـ12 شمال سوريا، ونقل نازحين إلى عفرين لمنع قيام كيان كردي، وبقاء منطقتي «درع الفرات» و«غضن الزيتون» شمال سوريا باعتبارهما منطقتي نفوذ تركي بانتظار الحل الشامل، إضافة إلى احتمال تعاون روسي - تركي ضد مناطق شرق سوريا حيث يدعم التحالف الدولي بقيادة أميركية «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية.

 

العبادي من البصرة: لن أغادر حتى إنجاز جميع المشاريع الخدمية/تحالف الصدر يحذّر من المساس بالمتظاهرين

بغداد: /الشرق الأوسط/11 أيلول/18»/دفعت أزمة الخدمات وتلوث المياه المتواصلة التي تشهدها محافظة البصرة الجنوبية منذ ثلاثة أشهر وأدت إلى خروج مظاهرات واسعة انتهت قبل أربعة أيام بحرق مقرات الأحزاب والفصائل المسلحة والقنصلية الإيرانية، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إلى زيارة المحافظة أمس للوقوف على واقع المشاكل القائمة ومحاولة وضع الحلول اللازمة لها. وكان العبادي زار البصرة عشية انطلاق المظاهرات مطلع يوليو (تموز) الماضي رفقة عدد كبير من أعضاء كابينته الوزارية وأعلن عن مجموعة إجراءات وتعليمات من شأنها معالجة مشاكل المحافظة المتعلقة بالخدمات والوظائف وتلوث المياه، غير أنها لم تجد تطبيقا على أرض الواقع، ما دفع البصريين إلى مواصلة الاعتصامات والمظاهرات. وعقد العبادي بعد وصوله إلى البصرة أمس، اجتماعا بحضور محافظ البصرة أسعد العيداني ورئيس مجلس المحافظة وعدد من المسؤولين المحليين والفريق الوزاري المرافق له. وقال بيان صادر عن العبادي إن «الاجتماع شهد بحثا تفصيليا لواقع الخدمات وبالأخص توفير المياه الصالحة للشرب». وأشار إلى أن هدف الزيارة «الوقوف ميدانيا على الأوضاع الخدمية والاطمئنان على استقرار المحافظة وسير الحياة الطبيعية فيها، ولمتابعة تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء الخاصة بالمحافظة». وتأتي زيارة العبادي بعد ثلاثة أيام من مشادة كلامية وقعت في مبنى مجلس النواب الاتحادي بينه وبين محافظ البصرة، اتهم فيها الأخير رئيس الوزراء بعدم الاستجابة لمطالب المحتجين في البصرة وعدم تخصيص الأموال اللازمة لمعالجة مشاكلها. وفي رد، على ما يبدو، على اتهامات العيداني السابقة، كشف العبادي خلال حديث مع أجهزة الإعلام المحلية في البصرة عن أن «الأجهزة الأمنية الرقابية ستشرع بالتحقيق في مواضع صرف مبلغ الـ109 مليارات دينار الذي صرفته الحكومة الاتحادية للبصرة لحل مشكلة ملف المياه فيها». وحمل السلطات المحلية مسؤولية سوء الخدمات. وقال العبادي للصحافيين: «الحكومة الاتحادية صرفت 109 مليارات دينار لمواجهة أزمة المياه في البصرة خلال موسم الصيف الحالي إلا أن الحكومة المحلية قامت باستخدامها لإطفاء ديون سابقة في عامي 2016 و2017». وفي وقت لاحق من ظهر أمس، قال رئيس الوزراء لتلفزيون «العراقية» شبه الرسمي إن «محافظة البصرة لم تحظ بإدارة مناسبة تنهض بواقعها، وإنه لن يغادر المحافظة حتى إنجاز كل المشاريع الخدمية». وزار العبادي مشروع «ماء العباس» في منطقة المطار واطلع على جهود العاملين وأعمال التطوير والصيانة الجارية فيه، وأشاد بالجهود التي يبذلها العاملون في هذا المشروع وحثهم على بذل أقصى جهد لتوفير المياه الصالحة للشرب خدمة لأهالي المناطق المستفيدة من المشروع في محافظة البصرة، كما التقى عددا من شيوخ العشائر، بحسب بيان صادر عن مكتبه. من جهة أخرى، نظم عشرات المواطنين البصريين، أمس، جنازة رمزية لضحايا المظاهرات انطلقت من ساحة العروسة إلى مبنى ديوان المحافظة. وسقط في الاحتجاجات التي انطلقت مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي نحو 25 قتيلا وما لا يقل عن 300 جريح. من ناحية ثانية، أبلغت مصادر «الشرق الأوسط» بأن مجاميع محسوبة على الأحزاب والفصائل المسلحة المقربة من إيران نظمت، أمس، مظاهرة مؤيدة للعلاقات العراقية – الإيرانية ورفعت خلالها أعلام الدولتين. وحول الخشية من قيام السلطات بحملة اعتقالات ضد المتظاهرين والناشطين في البصرة، حذَر تحالف «سائرون» الذي يقوده مقتدى الصدر السلطات من القيام بذلك، وقال التحالف في بيان إن «سائرون يرفض اتخاذ أي إجراءات تعسفية أو اعتقالات تطال المتظاهرين العزل المطالبين باسط الحقوق»، مبينا «أننا لن نسمح بالمساس بالمتظاهرين مطلقا بحجة أنهم مندسون». وأضاف: «نحذر الحكومة من اتخاذ أي إجراءات من شأنها اعتقال الأبرياء للتغطية على فشلها في تقديم أبسط الخدمات».

 

موقف الأكراد ينتظر حسم التحالفات في بغداد ولم يتلقوا بعد ردوداً من أي من المحورين الشيعيين

أربيل: إحسان عزيز/الشرق الأوسط/11 أيلول/18/مجدداً، اختتمت قيادتا الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان: الديمقراطي الكردستاني (25 مقعداً في البرلمان العراقي)، والاتحاد الوطني (18 مقعداً)، أمس، اجتماعاً مشتركاً آخر، وصف بالحاسم، من دون اتخاذ قرار نهائي بشأن الجهة التي سينضم إليها الجانب الكردي، من المحورين الشيعيين المتنافسين: «الإصلاح والإعمار»، و«البناء». وصدر عن الاجتماع بلاغ مشترك، شدد على 3 نقاط أساسية، هي: التأكيد على وحدة الموقف الكردي، والعمل المشترك في كل من بغداد وإقليم كردستان انطلاقاً من مبدأ حماية مصالح شعب الإقليم؛ ودعوة القوى والأحزاب الكردية مجدداً إلى عقد اجتماع مشترك لرص الصفوف داخل البيت الكردي، والمشاركة في العملية السياسية في العراق كفريق واحد؛ والأمر الثالث يتعلق بقضية كركوك التي ما زالت عالقة بين بغداد والإقليم، حيث تقرر - بحسب البلاغ - أن تباشر اللجنة التي تشكلت لهذا الغرض في الاجتماع السابق للحزبين مهامها، وتتخذ الخطوات اللازمة، دون الإشارة إلى طبيعة تلك المهام، وآلية اتخاذ تلك الخطوات. وبخصوص الغموض الوارد في البلاغ، سألت «الشرق الأوسط» خسرو كوران، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، حول ما إذا كان الحزبان الحاكمان قد حسما أمرهما بخصوص الانضمام إلى إحدى الكتلتين الشيعيتين، فأجاب: «لا جديد يمكن أن يضاف إلى ما ورد في البلاغ المشترك، فالأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسة والتمحيص». وأضاف: «لم تتلقَ القيادة الكردية حتى الآن أي رد رسمي مكتوب من الكتلتين الشيعيتين المذكورتين، بشأن المطالب المشروعة والدستورية لشعب كردستان، وحالما تستجيب أي منهما لمطالب الكرد، سينضم الجانب الكردي إليها لتشكيل الكتلة الأكبر». وفي ما يتعلق بالتقارب الحاصل بين تحالفي «سائرون» المدعوم من مقتدى الصدر، و«الفتح» بزعامة هادي العامري، واحتمال تحقيق الوفاق بينهما، لتشكيل الكتلة الأكبر، ومدى إمكانية مشاركة التكتل الكردي فيها، يرى هريم كمال آغا، النائب في البرلمان العراقي القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أن ذلك احتمال وارد، وأن المحور الكردي مصر على المشاركة في الحكومة المقبلة، بغض النظر عما إذا كان البيت الشيعي موحداً أم منقسماً، لأن مشاركة الكرد الحقيقة في إدارة شؤون الدولة العراقية تصب في مصلحة العراق العليا في نهاية المطاف. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «إسهام القوى الكردية في العملية السياسية في العراق ضرورة حتمية، لا تتعلق بحجم المقاعد التي حصل عليها الجانب الكردي، أو القوى العراقية التي ستشكل الحكومة، ذلك أن الشعب الكردي يمثل الشريك الرئيسي في مجمل العملية السياسية بالبلد، وله استحقاقات قومية وإدارية مثبتة في الدستور العراقي، ولا يمكن تشكيل أي حكومة ناجحة في العراق بمعزل عن القوى الكردية، وإلا فإن فراغاً سياسياً كبيراً سيطرأ على الساحة، تتبعه تداعيات». وبخصوص دور الكرد ومطالبهم، في حال تم تشكيل الكتلة الأكبر من القوى الشيعية والسنية في البلاد، يرى كمال آغا أن استقرار العراق، حاضراً ومستقبلاً، رهن بإقرار حقوق الشعب الكردي بشكل ملموس، وهو ما تسعى إليه الأحزاب الكردية حالياً، حتى ينعم البلد في السنوات الأربع المقبلة بالاستقرار المنشود، موضحاً أن توجهات البيت الشيعي بدأت تتغير تدريجياً، بعد مطالبة كتلة «سائرون» بعدم ترشح رئيس الحكومة المنتهية ولايته حيدر العبادي لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة، وبالتالي فإن الجانب الكردي ينتظر الآن أن يشهد البيت الشيعي تماسكاً تاماً لكي ينضم إلى ذلك التحالف، حفاظاً على ما تحقق في العراق من مكاسب. وقطعاً، لن ترضى القوى الكردية، خصوصاً الحزبين الرئيسيين الحاكمين في الإقليم، بأن يقفا في خندق المعارضة السياسية، لأنهما يمثلان طموحات وتطلعات شعب بأكمله، وهو الشعب الكردي، ولو حصل ذلك من باب الافتراض، فإنه يعني حرمان هذا الشعب من كل حقوقه.

 

 السيستاني يدعو إلى اختيار وجه جديد لرئاسة الوزراء واستمرار الخلاف السني حول البرلمان

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/11 أيلول/18/في وقت بدأ فيه العد التنازلي للمهلة الأخيرة التي يتعين على البرلمان خلالها حسم الخيارات الدستورية بحلول السبت المقبل لا يزال الغموض سيد الموقف على صعيد خيارات الكتل بشأن مرشحيها للمناصب السيادية. وبينما قدم العرب السنة سبعة مرشحين لرئاسة البرلمان دون الاتفاق على أي منهم، فقد لمحت المرجعية الشيعية العليا في النجف عدم تأييدها لأبرز الأسماء الشيعية المتداولة لرئاسة الحكومة. وكانت وسائل إعلام مقربة من مرجعية النجف تداولت موقفا لافتا من المرجع علي السيستاني ردا على ما قيل أنه موقف بالضد من رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي جاء فيه أن «ما ذكره بعض النواب في وسائل الإعلام، من أن المرجعية سمّت عدداً من السياسيين ورفضت اختيار أي منهم لموقع رئاسة الوزراء، غير دقيق»، مبينا أن «ترشيح رئيس مجلس الوزراء إنما هو من صلاحيات الكتلة الأكبر بموجب الدستور وليس للآخرين رفض مرشحها». وأضاف المصدر أن «التعبير بالرفض لم يصدر من المرجعية الدينية، كما أنها لم تسم أشخاصا معينين لأي طرف بخصوصه»، مشيرا إلى أنها «ذكرت لمختلف الأطراف التي تواصلت معها - بصورة مباشرة أو غير مباشرة – أنها لا تؤيد رئيس الوزراء القادم إذا اختير من السياسيين الذين كانوا في السلطة بالسنوات الماضية بلا فرق بين الحزبيين منهم والمستقلين، لأن معظم الشعب لم يعد لديه أمل في أي من هؤلاء بتحقيق ما يصبو إليه من تحسين الأوضاع ومكافحة الفساد». وتابع المصدر: «إن تم اختيار وجه جديد يعرف بالكفاءة والنزاهة والشجاعة والحزم والتزم بالنقاط التي طرحت في خطبة الجمعة 13 ذي القعدة الموافق الـ27 من يوليو (تموز) الماضي، كان بالإمكان التواصل معه وتقديم النصح له فيما يتعلق بمصالح البلد وإلا استمرت المرجعية على نهجها في مقاطعة المسؤولين الحكوميين»، لافتا إلى أنها «ستبقى صوتاً للمحرومين تدافع عن حقوقهم».

وكان النائب في البرلمان صباح الساعدي، عن تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كشف في بيان أمس عن ورود بلاغ رسمي من المرجعية الدينية العليا برفض خمسة مرشحين لرئاسة الحكومة القادمة هم كل من نوري المالكي وحيدر العبادي وهادي العامري وفالح الفياض وطارق نجم.

وتعليقا على ما صدر عن المرجعية الشيعية العليا يقول رجل الدين الشيعي فرحان الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المرجعية الدينية ومنذ البداية تركت الخيار بيد الناس سواء على صعيد المشاركة بالانتخابات من عدمه أو اختيار من تراه مناسبا وبالتالي فإن مخرجات الانتخابات تفرز بالضرورة شخصيات ومسميات هي التي تتصدى للمواقع عبر اختيار الناس لهم»، مبينا أن «هذا الأمر في الوقت الذي يعبر عن روح الديمقراطية التي تحتاج إلى فترة قد تطول لكي تنضج وتنمو وتؤتي أكلها فإنه من جانب آخر تعبير عن حراك اجتماعي - سياسي لا تريد المرجعية زج نفسها به لأنها عبرت عن آرائها بوضوح في المفاهيم الكلية». وأوضح الساعدي أن «هناك مسألة لا بد من أخذها بعين الاعتبار فيما يتعلق بالشخصية العراقية وهي أنها تحب التغيير والعراقيون تاريخيا لا يثبتون على سلطان وهي في أصلها ميزة شريطة أن تفهم في سياقها السليم»، لافتا إلى أن «فترة العبادي شهدت نجاحات على صعيد تحرير الأرض وهذا أمر مهم لكن الناس تبقى تحتاج ما يمس حياتها من خدمات أساسية مثل الماء والكهرباء مما يجعلهم ينقمون لعدم تحقق ذلك لا سيما مع عدم وجود حلول جذرية للأزمات وهو ما تريد المرجعية إيضاحه للناس من أن خياراتكم هي التي تحدد في النهاية مسارات العمل مع وضوح في مواقفها حيال ما سمته وهو المجرب لا يجرب». من جانبه يرى عضو منظمة بدر كريم النوري لـ«الشرق الأوسط» أنه «من خلال متابعاتنا لخطب المرجعية الأخيرة وتأكيدات المقربين منها أصبح من الواضح أن غالبية السياسيين بعيدون عن نيل منصب رئاسة الوزراء وفقا للقاعدة التي وضعتها وهي المجرب لا يجرب الذي هو بالتأكيد يقصد به المجرب الذي فشل في أداء مهامه حين تولى المسؤولية وبالتالي فإن هذه المقولة فهمت خطأ». وأضاف النوري أن «المرجعية وفي إحدى خطبها الأخيرة وضعت شروطا لمن يتولى هذا المنصب وهو أن يكون حازما وشجاعا وقويا وبالتالي لا بد من إيجاد مقاربة عملية على صعيد من الذي تنطبق عليه المواصفات المذكورة». وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الدعوة الأخيرة إلى البحث عن وجوه جديدة تعني إقصاء جميع الأسماء المرشحة حاليا، يقول النوري إن «المرجعية كانت واضحة ودقيقة حين جعلت مسألة اختيار رئيس الوزراء من حصة الكتلة الأكبر وهذا خيار يجب عدم استبعاده في التعامل مع المرشحين لكن حين نربط بين ما سبق أن دعت إليه المرجعية بشأن الحازم والشجاع وبين عدم التدخل المباشر فإننا نرى أن السيد هادي العامري لا يزال يحظى بفرص كبيرة لأنه تخلى عن عمله البرلماني وقاتل (داعش) لأكثر من ثلاث سنوات وحين تولى وزارة النقل كان من الناجحين إذا طبقنا معايير المجرب وغير المجرب». إلى ذلك، أكد تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وهو أحد مكونات تحالف «الإصلاح والإعمار» الذي يضم مقتدى الصدر والعبادي وإياد علاوي وأسامة النجيفي أن «التفاهمات السياسية في شوطها الأخير، والأطراف الوطنية تستكمل خطواتها النهائية باتجاه الإصلاح، ولا تبدو الفرص مواتية للأسماء التقليدية المتداولة في الترشح لرئاسة الحكومة». وقال الناطق الرسمي باسم تيار الحكمة نوفل أبو رغيف في بيان أمس: «نحن مصرون على وجود الأركان البرلمانية الأساسية في معادلة الحكومة القادمة، على أساس رؤية جديدة وبرنامج ناجز». وكان رئيس السن للبرلمان العراقي محمد علي زيني تسلم أمس الاثنين قائمة مرشحي السنة لمنصب رئاسة البرلمان وتضم كلا «أسامة النجيفي، محمد الحلبوسي، محمد الخالدي، أحمد خلف الجبوري. رشيد العزاوي، أحمد عبد الله الجبوري، محمد تميم، طلال الزوبعي». وعن أسباب ترشحه لرئاسة البرلمان يقول النائب عن كتلة بيارق الخير محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «منصب رئيس البرلمان صحيح هو من حصة المكون السني ولكنه ليس حكرا على طرف دون طرف آخر مثلما يحاول البعض إشاعته كما لو كان هو الممثل الوحيد للسنة وبالتالي فإن كل شخص يرى في نفسه القدرة على إدارة هذه المؤسسة ويحظى بالمقبولية الوطنية الترشح لنيل هذا المنصب». وأضاف الخالدي الذي شغل منصب مقرر البرلمان العراقي للدورة من 2010 إلى 2014 أن «الحزب الذي أشغل أمانته العامة وهو بيارق الخير متحالف حاليا مع الإصلاح والإعمار ونعمل على تكوين الكتلة الأكبر التي هي أصلا عابرة للعرقية والطائفية مما يجعل عملية الترشح مقبولة على مستوى الفضاء الوطني» موضحا أن «ترشيحي ومن خلال ما تمت مناقشته مع كل الأطراف مقبول من الجميع خصوصا أن لدينا برنامجا طموحا وخبرة متراكمة في العمل البرلماني».

 

أبو الغيط يندد بإغلاق البعثة الفلسطينية بواشنطن

القاهرة: «/الشرق الأوسط/11 أيلول/18»/ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم (الثلاثاء)، بقرار الولايات المتحدة إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، معتبراً أنه «حلقة» في السياسات الأميركية الرامية إلى «تصفية» القضية الفلسطينية. وقال أبو الغيط في بيان إن «قرار الإدارة الأميركية إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن هو حلقة في سلسلة ممتدة من الإجراءات والسياسات الأميركية المُجحفة بحق الفلسطينيين التي تهدف إلى تصفية قضيتهم وإفراغها من مضمونها». وأكد أن «الإدارة الأميركية الحالية، ومنذ إعلانها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ثم نقلها مقر سفارتها إلى القدس في مايو (أيار) الماضي، تكشف انحيازاً كاملاً للأجندة الإسرائيلية». وأضاف أن «الإجراءات الأخيرة، مثل قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ووقف المساعدات المقدمة إلى الجانب الفلسطيني، تهدف إلى تطويع الإرادة الفلسطينية». وتابع أن «الانتقادات التي توجه للفلسطينيين بالتعنت والتصلب، أو رفض المبادرات والحلول المعروضة عليهم ليس لها أي أساس منطقي، إذ لم يُعرض على الجانب الفلسطيني إلى الآن أي اقتراحات ذات معالم محددة، أو خطط للحل يُمكن النقاش حولها». وسيكون الموضوع الفلسطيني على رأس جدول أعمال وزراء الخارجية العرب الذين يجتمعون بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) في القاهرة. وستخصّص جلسة للبحث في سبل دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بحسب ما قال المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية محمود عفيفي في بيان. وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين، إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، متهمة القادة الفلسطينيين برفض التحدّث مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبعدم إجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان، إن «منظمة التحرير الفلسطينية لم تتخذ أي خطوة تسمح ببدء مفاوضات مباشرة ومهمّة مع إسرائيل». ويقول مسؤولون أميركيون إنّ القادة الفلسطينيين خرقوا الاتفاق الذي يسمح بوجود قنصلية لهم في واشنطن بالإجراءات التي اتخذوها لملاحقة مسؤولين إسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب. وكانت واشنطن ألغت أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات المخصّصة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأوقفت مساهمتها في تمويل «الأونروا». كما ألغت مساعدة بقيمة 25 مليون دولار لمستشفيات فلسطينية في القدس الشرقية المحتلّة.

 

أبو الغيط يشدد على الحل السياسي في اليمن وفق المرجعيات

القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/11 أيلول/18/أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال استقباله بمقر الأمانة العامة أمس، خالد اليماني، وزير خارجية اليمن، أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية، وفق المرجعيات الثلاث، وعلى رأسها القرار الأممي رقم 2216.

وقال الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث باسم الأمين العام، إن اللقاء تناول آخر تطورات الأزمة اليمنية في ضوء فشل الجولة الأخيرة للمفاوضات، بسبب تخلف الحوثيين عن الحضور. وأوضح أن أبو الغيط استمع لعرض من الوزير اليمني حول مجرى العمليات العسكرية في الساحل الغربي. وأكد الوزير أن الحجج التي طرحها الحوثيون للتغيب عن مباحثات جنيف، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنهم لا يرغبون في أي حل سلمي. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الأمين العام اتفق من جانبه مع هذا التقدير، مشيراً إلى أن إرادة التوصل إلى حلول وسط ما زالت غائبة لدى الطرف الحوثي. وأضاف عفيفي أن الأمين العام أعرب أيضاً لليماني عن إيمانه الكامل بضرورة استعادة الشرعية إلى اليمن، من خلال حل سياسي يقوم على المرجعيات الثلاث، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2216؛ مُحملاً الميليشيات الحوثية المسؤولية عن استمرار الصراع ومعاناة الملايين من سكان اليمن، ممن يتطلعون لاستعادة حياتهم الطبيعية.

 

فلسطينيون يقيمون بيوتاً من الصفيح قرب الخان الأحمر المهدد بالهدم

الضفة الغربية: «/الشرق الأوسط/11 أيلول/18»/نجح عشرات من النشطاء الفلسطينيين فجر اليوم (الثلاثاء)، في إقامة 5 بيوت من الصفيح تحت جنح الظلام بجوار تجمع الخان الأحمر الذي تنتهي اليوم المهلة التي حددتها محكمة إسرائيلية لإخلائه من سكانه. وأطلق النشطاء على الموقع الجديد «حي الوادي الأحمر». وأوضحوا في بيان: «بقرار من الشعب الفلسطيني، وبلا تصاريح وإذن من أحد، نعلنها تحدياً ومقاومة لقرارات إسرائيل في تهجير وهدم قرية الخان الأحمر». وأضافوا أنهم أطلقوا اسم الوادي الأحمر على الحي «نسبة إلى رواية الوادي الأحمر لعبد الله طنطاوي». وأشاروا إلى أنهم أقاموا الحي الجديد «على بعد عدة أمتار من الجهة الشرقية بين قرية الخان الأحمر ومستعمرة كفار أدوميم».وتابعوا: «تم بناء الحي في غسق الظلام وهدوء الصحراء، متحدين إسرائيل وأجهزتها لنقول إننا باقون هنا وصامدون هنا». وأوضح محمد الخطيب، الذي عرف نفسه على أنه أحد سكان هذه البيوت التي تمت إقامتها: «هذه رسالة واضحة... هذه أراضي فلسطين بغض النظر أينما كانت، وأينما وجدت. من حقنا أن نسكنها ونعمرها وأن نعيش بها». وأضاف: «هذه الأرض التي أقمنا عليها البناء أردنا أن تكون قريبة من قرية الخان الأحمر المهددة بالهدم. إذا هدم الخان الأحمر فإن آلاف الفلسطينيين سينتشرون في هذه الجبال ويبنون بها ويسكنون بها». وأمضى عشرات النشطاء ومعهم وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية، وعدنان غيث محافظ القدس، ليلتهم في خيمة بالقرب من مدرسة الخان الأحمر لمواجهة قرار الهدم. وطالبت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا إسرائيل أمس (الاثنين)، بعدم هدم قرية الخان الأحمر البدوية في الضفة الغربية، وذلك بعد أن مهدت محكمة إسرائيلية الطريق أمام هدمها. ورفضت المحكمة العليا في إسرائيل التماسات لوقف هدم الخان الأحمر، وقالت إن قراراً مؤقتاً بوقف العملية سينتهي خلال أسبوع. ويضم تجمع الخان الأحمر مدرسة تم إنشاؤها من إطارات السيارات المستعملة، يدرس فيها نحو 180 طالباً وطالبة من التجمعات البدوية المجاورة إلى تجمع الخان الأحمر. ويقول الفلسطينيون إن هدم الخان الأحمر يأتي في إطار خطة إسرائيلية لإقامة قوس من المستوطنات سيفصل فعلياً القدس الشرقية عن الضفة الغربية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. ولا يعلم سكان الخان الأحمر متى سيجري تنفيذ قرار الإخلاء من المنازل، وهي عبارة عن بيوت من الصفيح متناثرة على تلة تشرف على الطريق الرابطة بين أريحا والقدس. وأفاد فيصل أبو داهوك، أحد سكان الخان الأحمر، فيما كان يجلس مع عشرات النشطاء في الخيمة: «اليوم تنتهي المهلة ولا نعلم متى سيتم تنفيذ قرار الإخلاء والهدم». ووقفت سيارات عسكرية إسرائيلية على الطريق المؤدية إلى تجمع الخان الأحمر، حيث كانت تدقق في هويات من يغادر التجمع، ومنعت البعض من الدخول إليه. ودعت القوى والفعاليات الشعبية الفلسطينية في محافظة رام الله في بيان لها، إلى تنظيم مسيرة إلى الخان الأحمر غداً (الأربعاء).

 

«الوزاري العربي» ينطلق اليوم.... ودعم {أونروا} على جدول المناقشات

أبو الغيط يتعهد مساعدة الوكالة.... وكرينبول يقول إن مصيرها لا تحدده دولة

القاهرة: سوسن أبو حسين ومحمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/11 أيلول/18/في حين تنطلق في القاهرة، اليوم، اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية في دورته الـ150 على المستوى الوزاري برئاسة السودان، أكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، أن الدول العربية لن تسمح بتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وتشغل مسألة الدعم العربي للوكالة الدولية، التي أوقف الولايات المتحدة الأميركية، أخيراً، تقديم مساهمتها المالية لتمويل أنشطتها، مساحة بارزة على جدول أعمال «الوزاري العربي»، وبدا ذلك واضحاً في استقبال، أبو الغيط، أمس، بيير كرينبول المفوض العام لـ«الأونروا»، بمقر الجامعة العربية في القاهرة. وأكد أبو الغيط، أن الهدف النهائي للسياسة الأميركية هو النيل من شرعية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وتقويض التفويض الأممي الممنوح لها، توطئة لتصفية قضية اللاجئين. وشدد على أن «الدول العربية متنبهة تماماً لهذا الأمر، ولن تسمح بتفكيك الوكالة أو الاستعاضة عنها بكيانات بديلة، كما تسعى إلى ذلك إسرائيل والولايات المتحدة خلال الفترة الحالية». وأطلع كرينبول الأمين العام للجامعة العربية، على مستجدات الأزمة التي تواجهها الوكالة في أعقاب قرار الولايات المتحدة وقف مساهمتها في تمويلها. وأوضح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط عبرّ لكرينبول عن دعمه الكامل لمهمته، مُعرباً عن تقديره الخاص لقيادته للوكالة في هذه الظروف الصعبة، وإصراره على الاستمرار في خدمة الملايين من اللاجئين الفلسطينيين. وأضاف عفيفي أن الأمين العام استعرض مع مفوض «الأونروا» سُبل تعويض الإسهامات المالية الأميركية، وسد العجز الذي تُعاني منه الوكالة حرصاً على استمرار عملياتها في المرحلة المقبلة، وبخاصة ما يتعلق بالمدارس التي تخدم نحو نصف مليون طفل فلسطيني. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن اجتماعاً وزارياً سيعقد اليوم (الثلاثاء) لمناقشة كيفية دعم «الأونروا» سياسياً ومالياً، وذلك على هامش اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري.

وعشية انطلاق الاجتماع الوزاري العربي، عقد المفوض العام لـ«الأونروا» مؤتمراً صحافياً، بمقر مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، أوضح فيه أنه يستهدف بزيارته لمصر التواصل مع المسؤولين المعنيين سواء عربياً أو محلياً لبحث سبل مواجهة أزمة تمويل أنشطة الوكالة. وشدد كرينبول، على النأي بـ«الأونروا» عن الضغوط السياسية، وعدّ أن قطع التمويل الأميركي «لا يعود لأسباب إدارية أو مالية، بل في إطار الضغوط السياسية التي يجب أن تظل الوكالة بعيدة عنها». ومع إقراره بصعوبة الأوضاع التي تواجهها الوكالة، قال «كرينبول» إن مستقبل عملها لا يمكن أن تقرره دولة واحدة، في إشارة لأميركا. وعبر المسؤول الأممي عن امتنانه للالتزامات التي أعلنتها دول عربية مختلفة، منها السعودية والإمارات والكويت لتمويل «الأونروا» مالياً، بخلاف مساعدتهم السابقة.

وشرح كرينبول، أن العجز في ميزانية الوكالة يقدر بنحو 200 مليون دولار، تحتاج لسدها، معرباً عن أمله في أن تؤدي مساعدات أخرى، من دول مثل السويد، والصين، خلال الشهرين القادمين في أن تواصل «الأونروا» عملها. إلى ذلك، واصل المندوبون الدائمون بالجامعة العربية الأعمال واللقاءات التحضيرية لاجتماع المجلس الوزاري العربي، وانتهوا من مناقشة غالبية بنود جدول الأعمال المدرجة على أجندة المجلس، ومشروعات القرارات الخاصة بها، خاصة البند المتعلق بقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، والذي يتضمن متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية، ورفض القانون العنصري الإسرائيلي الذي يعرف إسرائيل بـ«الدولة القومية للشعب اليهودي»، وآثاره على الحقوق التاريخية والسياسية للشعب الفلسطيني، ودعم موازنة دولة فلسطين. ومن المقرر أن يتضمن جدول المناقشات كذلك البند المتعلق بالشؤون العربية والأمن القومي العربي التضامن مع الجمهورية اللبنانية، وبحث تطورات الوضع في سوريا وليبيا واليمن، فضلاً عن احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، ودعم السلام والتنمية في السودان. كما انتهى المندوبون الدائمون من مناقشة القضايا السياسية الدولية خاصة المتعلقة بـ«التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي، والعلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية ومنها العلاقات العربية - الأفريقية ومع الصين والهند ومنتدى التعاون العربي - الروسي، والعلاقات مع دول جزر الباسفيك ودول أميركا الجنوبية، والتعاون بين الجامعة العربية والأمم المتحدة».

 

رئيس الوزراء الفلسطيني يتعهد سداد «العجز» لمستشفيات القدس/مصادر صحية: القرار الأميركي بقطع التمويل يمس حياة ملايين

رام الله: «الشرق الأوسط/11 أيلول/18»/أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، أن حكومته ستقوم بسداد العجز الناجم عن وقف التمويل الأميركي لمستشفيات القدس. وقال الحمد الله، إنه على الرغم من «العجز والتحديات والحصار المالي وانخفاض الدعم الخارجي بنسبة 70 في المائة، إلا أننا سنتدبر أمورنا، ولن نترك شبرا من أرضنا إلا وسنخدمه ونمده بمقومات صموده. وسندعم القطاع الخاص، ونفِي بحقوق الموظفين كاملة. وسأكررها مرة تلو الأخرى، لن نقايض الثوابت الوطنية بالمال السياسي». وكانت واشنطن قررت، قبل أيام، حجب أكثر من 20 مليون دولار عن المستشفيات الفلسطينية في القدس المحتلة، وذلك على الرغم من الضغوط التي مارستها بعض المجموعات المسيحية التي تدعم هذه المستشفيات الأهليّة في القدس الشرقية. واستهدف القرار الأميركي من بين مستشفيات أخرى، مستشفى أوغوستا فيكتوريا (المُطّلع)، وهو مستشفى كنسي عريق إلى جوار جبل المشارف، ومستشفى سانت جورج (الفرنساوي)، وهو أهم مستشفى تخصصي لعلاج أمراض العيون في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. وتخدم مستشفيات القدس (وعددها 6) ملايين الفلسطينيين، إذ تستقبل حالات كثيرة تحولها السلطة الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة أيضا. وحذرت «شبكة مستشفيات القدس»، أمس من خطورة قرار قطع التمويل الأميركي، ووصفته بالتعسفي. وقال مسؤولون في المستشفيات، إن تبعات القرار ستكون «كارثية»، مطالبين واشنطن بالتراجع عنه. وقال بسام أبو لبدة، مدير مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في القدس، في بيان باسم الشبكة: «نأسف لمثل هذا القرار من قبل الإدارة الأميركية، لما في ذلك من أثر سلبي كبير على توفر السيولة النقدية في هذه المستشفيات، والذي سيُحدث بدوره، تأخيرا في تقديم الخدمات العلاجية الحيوية التي تتوفر في هذه المستشفيات فقط». وأضاف: «بالمجمل فإن هذا القرار سيؤثر سلبا على حياة 5 ملايين فلسطيني». وناشد أبو لبدة باسم شبكة مستشفيات القدس الشرقية، الحكومة الفلسطينية والكونغرس الأميركي والمجتمع الدولي، تحمل مسؤولياتهم، وعمل كل ما يمكن للتعامل مع هذه الحالة الخطرة الناتجة عن قطع التمويل الأميركي. ويخشى مديرو مستشفيات القدس من أن يؤدي العجز الذي سيسببه القرار الأميركي، بالإضافة إلى الديون المتراكمة على السلطة الفلسطينية، إلى إفلاس مستشفيات. وتبلغ قيمة الديون المستحقة لمستشفيات القدس على وزارة الصحة الفلسطينية، ما يقارب 80 مليون دولار. وتحول السلطة الفلسطينية عادة، مرضى من الضفة وقطاع غزة إلى مستشفيات القدس، نظرا لتقدم الطب فيها أحيانا، وبهدف دعمها أيضا. وطالب وليد نمور، أمين «شبكة مستشفيات القدس الشرقية»، المدير التنفيذي العام لمستشفى المطلع، بتعاون القيادة الفلسطينية والدول المانحة والدول العربية والإسلامية، من أجل إيجاد خطة طويلة الأمد لبقاء المستشفيات في القدس وضمان استمرارها، وسد العجز الناتج عن القرار الأميركي. وتتكون شبكة مستشفيات القدس من 6 مستشفيات، هي مستشفى جمعية المقاصد الخيرية، ومستشفى الهلال الأحمر، ومستشفى سانت جون للعيون، ومؤسسة الأميرة بسمة للقدس، ومستشفى مار يوسف (الفرنسي)، ومستشفى أوغوستا فيكتوريا (المطلع). وأكد نمور أن الشبكة ستضع خطة للتواصل مع الدول العربية والإسلامية والدول الأوروبية لسد العجز.

 

السلطة تربط إغلاق واشنطن «سفارتها» بالتوجه إلى «الجنائية الدولية» وإدانات فلسطينية للقرار ورفض لـ{الابتزاز الأميركي} والضغوط المتلاحقة

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/11 أيلول/18/قال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الإدارة الأميركية قررت إغلاق مقر البعثة الفلسطينية في واشنطن، عقابا للفلسطينيين على مواصلتهم العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل. وأكد عريقات أن واشنطن أبلغت السلطة الفلسطينية، «رسميا» بإغلاق مقر البعثة، مضيفا: «تم إعلامنا رسميا بأن الإدارة الأميركية ستقوم بإغلاق سفارتنا في واشنطن، عقابا على مواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية». ووصف عريقات الخطوة الأميركية هذه بـ«صفعة جديدة من إدارة الرئيس (دونالد) ترمب ضد السلام والعدالة». وقال: «ليس ذلك فحسب، بل تقوم الإدارة الأميركية بابتزاز المحكمة الجنائية الدولية أيضا، وتهدد هذا المنبر القانوني الجنائي العالمي الذي يعمل من أجل تحقيق العدالة الدولية». وجاء بيان عريقات في وقت قالت فيه تقارير إن الإدارة الأميركية بصدد الإعلان رسمياً عن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. وهذا ما تأكد، لاحقا، في بيان أصدرته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، اتهم القادة الفلسطينيين بعدم إجراء مفاوضات مباشرة ومهمة مع إسرائيل، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت نويرت، إن «قادة منظمة التحرير الفلسطينية انتقدوا الخطة الأميركية للسلام حتى قبل الاطلاع عليها، ورفضوا التحدث مع الحكومة الأميركية بشأن جهودها من أجل السلام». وأضافت: «قررت الإدارة أن مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن سيُغلق في الوقت الراهن». وتأتي الخطوة الأميركية الجديدة، بعد قطع واشنطن المساعدات المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وإلغاء تمويل مستشفيات فلسطينية في القدس الشرقية، بأكثر من 20 مليون دولار. وكل هذه القرارات اتخذت بعد أن طلب ترمب إعادة النظر في المساعدة الأميركية للفلسطينيين.

وأعلن ترمب نهاية الأسبوع الماضي أنه لن يمنح الفلسطينيين «أي مساعدات حتى عودتهم إلى مفاوضات السلام»، متهما إياهم بتقليل الاحترام للولايات المتحدة. وقال: «الولايات المتحدة تدفع لكم مبالغ طائلة من المال، أنا الآن أقول لكم: نحن لن ندفع أي مبلغ حتى توافقوا على عقد صفقة، إذا لم تقوموا بعقد صفقة، فإننا لن ندفع لكم. وأنا لا أعتقد أن ذلك يعد عدم احترام. أعتقد أنه من عدم الاحترام ألا تجلسوا إلى طاولة المفاوضات». وأدان عريقات «الهجمة التصعيدية المدروسة» ضد الفلسطينيين. وقال إن قرارات ترمب «ستكون لها عواقب سياسية وخيمة في تخريب النظام الدولي برمته، من أجل حماية منظومة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه». وأضاف: «بإمكان الإدارة الأميركية اتخاذ قرارات متفردة وأحادية خدمة لليمين الإسرائيلي المتطرف، وبإمكانها إغلاق سفارتنا في واشنطن، وقطع الأموال عن الشعب الفلسطيني، ووقف المساعدات بما فيها التعليم والصحة، لكنها لا يمكن أن تبتز إرادة شعبنا ومواصلة مسارنا القانوني والسياسي، خصوصا في المحكمة الجنائية الدولية». وحث عريقات المدعية العامة لـ«الجنائية الدولية» على الإسراع في فتح تحقيق فوري في جرائم الاحتلال الإسرائيلية، قائلا: «سنتابع هذا المسار تحقيقا للعدالة والإنصاف لضحايا شعبنا».

وأوضح عريقات أن «القيادة ستتخذ التدابير الكفيلة لحماية الفلسطينيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، للوصول إلى خدماتهم القنصلية». وتابع: «لن نستسلم للتهديدات والبلطجة الأميركية، وسنواصل نضالنا المشروع من أجل الحرية والاستقلال»، داعيا «المجتمع الدولي إلى التحرك فورا للرد على هذه الهجمات».

والغضب الذي عبر عنه عريقات أظهره مسؤولون فلسطينيون آخرون وفصائل، في تصريحات وبيانات شجب واستنكار للخطوة الأميركية. وقال أحمد التميمي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن القرار «نفاق أميركي وانحياز صارخ لحكومة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية المتطرفة»، مؤكدا أنه لن يثني القيادة الفلسطينية عن مساعيها في التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة إسرائيل. وقال اللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، إن القرارات الأميركية، ضد القضية الفلسطينية لن تمر أمام صمود الفلسطينيين، مضيفا فور عودته من زيارته واشنطن في رحلة علاج: «كل محاولات إسرائيل وأميركا ستسقط أمام صمود شعبنا، حقنا ثابت وأرضنا ثابتة ونحن شعب ثابت. رغم كل المؤامرات التي تحاك عبر السنوات، فإنهم لن ينجحوا». ووصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، قرار الإدارة الأميركية إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن بأنه «استمرار حماية ورعاية إرهاب الدولة المنظم». وقال مجدلاني إن «سياسة البلطجة الأميركية والدفاع عن دولة الاحتلال بهذه القوة، وسياسة العقاب الجماعي التي تقوم بها إدارة ترمب ضد القيادة والشعب الفلسطيني، رسالة واضحة بأن دولة الاحتلال هي الولاية الـ51 للولايات المتحدة الأميركية». أما رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير لدى الولايات المتحدة حسام زملط، فقال إن «الحقوق الفلسطينية ليست للمساومة ولا للبيع، ولن نخضع للابتزاز وتهديدات الإدارة الأميركية، وسنواصل نضالنا المشروع من أجل نيل الحرية والاستقلال وحقوقنا التاريخية». واتهم زملط، الموجود في رام الله منذ أشهر - بعدما استدعاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من واشنطن إثر قرار قطع العلاقات - إدارة ترمب بأنها مستمرة في تنفيذ قائمة طلبات الحكومة الإسرائيلية. كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار إدارة ترمب، وعدّته «جزءاً من الحرب المفتوحة التي تشنها الإدارة الأميركية وفريقها المُتصهين على الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه العادلة والمشروعة، وامتداداً لسياسة الإملاءات والابتزاز الأميركي التي تمارس على شعبنا بهدف تركيعه وفرض الاستسلام عليه». وانضمت الفصائل الفلسطينية إلى الهجوم على ترمب. وقالت حركة فتح إن «الإجراءات المتعاقبة التي تتخذها الإدارة الأميركية، لن تؤدي سوى إلى مزيد من العزلة عليها» ما لم تتراجع عن كل الخطوات التي اتخذتها.

لكن حركة حماس عدت القرار الأميركي بمثابة تأكيد على أن «مسيرة التسوية والمفاوضات مع الاحتلال قد وصلت إلى طريق مسدود». وقالت: «آن الأوان لكي يجري الفلسطينيون مراجعة شاملة لكل المرحلة السابقة، وأن يتوافقوا على آليات مواجهة الاحتلال ومقاومته بمختلف الأشكال». وأضافت: «هذا العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وقوتنا كفلسطينيين تكمن في وحدتنا أولاً، وفي التمسك بسلاح مقاومتنا ثانياً».

 

أميركا تحذر إيران من أي هجوم يشنه وكلاء طهران في العراق

 واشنطن - رويترز/11 أيلول/18/حذرت الولايات المتحدة إيران الثلاثاء من أنها "سترد بشكل سريع وحاسم" على أي هجمات يشنها وكلاء طهران في العراق وتؤدي إلى إصابة أميركيين أو إلحاق أضرار بمنشآت أميركية. موضوع يهمك ? تظاهر العشرات من العراقيين مساء الثلاثاء أمام مبنى ديوان محافظة #البصرة احتجاجاً على أزمة الخدمات وتلوث المياه والفساد...تظاهرة سلمية بالبصرة.. ومتطوعون يرممون الأملاك العامة العراق واتهم بيان للمكتب الإعلامي للبيت الأبيض إيران بأنها لم تمنع الهجمات التي وقعت في الأيام الأخيرة على القنصلية الأميركية في البصرة ومجمع السفارة الأميركية في بغداد.

 

غوتيريس يحثّ روسيا وإيران وتركيا على حماية سكان إدلب

الأمم المتحدة – وكالات/11 أيلول/18/حذّر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس الثلاثاء النظام السوري وداعميه من شنّ هجوم شامل على إدلب، مشدّداً على أن المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا "يجب أن لا تتحوّل إلى حمّام دم". موضوع يهمك ? حذر أعضاء في مجلس الأمن، الثلاثاء، من كارثة إنسانية وشيكة في إدلب.وتستعد قوات النظام السوري وروسيا لتوجيه ضربة عسكرية...مجلس الأمن يحذر من "كارثة" وشيكة في إدلب سوريا وقال غوتيريس للصحافيين في مقرّ الأمم المتّحدة إنه "من الضروري تماما" تفادي نشوب معركة شاملة، مؤكداً أن شنّ هجوم شامل على إدلب "سيطلق العنان لكابوس إنساني لم يسبق له مثيل في الصراع السوري الدموي". وحث غوتيريس روسيا وإيران وتركيا على "ألا تألو جهدا من أجل التوصل لحلول لحماية المدنيين" في إدلب

 

مقاتلات التحالف تستهدف تعزيزات الانقلابيين في صرواح ومصرع وإصابة العشرات من ميليشيا الحوثي التابعة لإيران

عدن: /الشرق الأوسط/11 أيلول/18»/استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، بعدة غارات جوية ميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب. وأوضح مصدر ميداني لـ«سبتمبرنت» أن الغارات استهدفت تعزيزات للميليشيا كانت في طريقها لتعزيز عناصر الميليشيا في الجبهة. وأكد المصدر أن الغارات أسفرت عن تدمير عدد من العربات القتالية التابعة للميليشيا، ومصرع وإصابة من كان على متنها. ميدانياً، شنت مدفعية الجيش الوطني قصفاً مكثفاً على مواقع ميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية باقم شمال غربي محافظة صعدة. وذكر رئيس عمليات اللواء 102 قوات خاصة العقيد كنعان الأحصب لـ«سبتمبرنت»، أن مدفعية الجيش قصفت مخازن أسلحة تابعة للميليشيا في الأحياء الغربية لمديرية باقم. وأكد العقيد الأحصب أن القصف أدى إلى تدمير المخازن بشكل كامل، ومصرع وإصابة عدد كبير من عناصر الميليشيا التابعة لإيران. وأفاد بأن مقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات تابعة للميليشيا في المديرية ذاتها، كانت تستعد لإرسالها إلى جبهة القتال. وأكد أن القصف أدى إلى تدمير عدد كبير من العربات والآليات القتالية، علاوة على مصرع وإصابة العشرات مما تسمى «كتيبة الكرار» التابعة للميليشيا، التي كانت تستعد لتعزيز عناصر الميليشيا في الجبهة. ولفت رئيس عمليات اللواء 102 قوات خاصة إلى أن الفرق الهندسية التابعة للجيش نزعت كميات كبيرة من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية في الأحياء السكنية، شرق مركز مديرية باقم في محاولة يائسة منها لإعاقة تقدم أبطال الجيش.

 

الحوثيون يطردون الأهالي من منازلهم شرق الحديدة ويلغّمون الطرقات/قوات الجيش اليمني تعثر على معدات حربية في مدرسة وتتقدم في صعدة

تعز: «/الشرق الأوسط/11 أيلول/18/بينما سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني على عدد من القرى والمواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية في جنوب الحديدة، واشتدت المعارك بين الجانبين في محيط مثلث كيلو (16)، المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، والطريق الرابط بين صنعاء - الحديدة، والحديدة - تعز، نزحت عشرات الأسر من قراها المجاورة للاشتباكات، وتحت تهديد سلاح الميليشيات. ومع نزوح المواطنين باشرت ميليشيات الحوثي قصفها هؤلاء السكان في قرى الجريبة السفلى بالهاون، وتسبب القصف في مقتل شابة وإصابة أمها بجروح بالغة حيث قامت «ألوية العمالقة» بإسعاف الجرحى إلى مستشفى المخا الميداني ليجدوا العناية اللازمة. وذكر بيان لـ«ألوية العمالقة» أن «نازحي قرى كيلو (16)، قالوا إن ميليشيات الحوثي أجبرتهم على الخروج من منازلهم ومزارعهم دون أن تدع لهم الفرصة لأخذ أغراضهم الخاصة»، وأن «ميليشيات الحوثي لغّمت الطرقات ومارست العنف عليهم، حيث سلبوا منهم كل ما يملكون». وقال سليمان عياش، أحد أبناء الدريهمي، جنوب الحديدة، لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي زرعت العديد من الألغام في القرى السكنية والطرقات التي لا تزال خاضعة لسيطرتها وكذلك في المناطق والقرى التي تمكنت قوات الجيش من السيطرة عليها، وذلك لتثبت استمرارها في ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين العُزل والجرائم الوحشية بحق الأبرياء، والتي راح ضحيتها العشرات من الأسر من بينهم أسرة نازحة كانت تريد النزوح من المناطق الملتهبة في الدريهمي إلى مدينة الخوخة، غرب تعز، غير أن أحد الألغام التي زرعتها الميليشيات في الطرقات انفجرت بها، وقامت قوات الجيش الوطني بنقلهم إلى المشفى»، موضحاً أنه «ليس هناك تأكيد إن كان بين الأسرى قتلى، بعد نقلهم إلى المشفى». وشهدت الساعات الماضية معارك عنيفة بين قوات الجيش المسنود من تحالف دعم الشرعية، وميليشيات الحوثي، في جبهة الساحل الغربي، والتي اشتدت حدتها في القرى القريبة من مثلت كيلو (16)، وفي محافظة صعدة، معقل الانقلابيين، بالتزامن مع استمرار الطلعات الجوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية وشن غاراتها على تجمعات وتعزيزات الانقلابيين في الساحل الغربي وصعدة وجبهة صرواح بمحافظة مأرب.

وحققت قوات الجيش الوطني تقدماً جديداً في محيط مدينة الحديدة، فيما تكبدت ميليشيات الانقلاب خسائر بشرية ومادية كبيرة وسقط -طبقاً لما أكده مصدر في المقاومة الشعبية- أكثر من 70 عنصراً بين قتيل وجريح من الانقلابيين. وقال بيان لألوية العمالقة، نشرته على صفحتها في «فيسبوك» أن «ألوية العمالقة سيطرت على مواقع عسكرية مطلة على الخط الواصل بين كيلو (10) وكيلو (16) وسط انهيار تام لميليشيات الحوثي المدعومة من طهران». وأوضحت أنها «سيطرت على المواقع بعد تطهير مدرسة الجيل الجديد من ميليشيات الحوثي التي كانت متمركزة داخلها وحولتها إلى ثكنة عسكرية»، وأنه تم العثور على «معدات حربية كبيرة كانت تضعها ميليشيات الحوثي في مساحة المدرسة التي حوّلتها الميليشيات إلى ثكنة عسكرية حتى تكون هدفاً لطيران التحالف العربي»، مشيرة إلى أن ألوية العمالقة «سحبت الغنائم من المدرسة كالأسلحة الثقيلة بالشيولات (الجرافات)». وكشف بيان «ألوية العمالقة» أن القوات سيطرت على مواقع عسكرية في الحديدة وعثرت على معدات حربية في إحدى المدارس. وفي محافظة صعدة، معقل الانقلابيين، وبعد ساعات قليلة من استعادة قوات الجيش تحريرها سلسلة جبال أضياق وجبال محجوبة في جبهة البقع، شمال المحافظة، تواصل قوات الجيش الوطني إحراز تقدم في جبهة كتاف، شمالاً، والسيطرة على مناطق جديدة في وادي آل بوجبارة، قرب مركز مديرية كتاف البقع، وسط انهيارات وتراجع في صفوف الانقلابيين. ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني قول قائد اللواء 84 مشاة العميد رداد الهاشمي، إن «قوات الجيش الوطني توغلت عدة كيلومترات في وادي آل بوجبارة بمديرية كتاف البقع، حيث تمكنت من تحرير عدد من القرى والمزارع كانت تتحصن فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية». وأوضح أن «الهجوم المباغت الذي نفّذته قوات الجيش الوطني بإسناد مباشر من قوات التحالف العربي أسفر عن سقوط عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح وأسير، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات القتالية»، وأن قوات الجيش الوطني «تمكنت من استعادة كميات من الذخائر والأسلحة خلفتها عناصر الميليشيات». تزامن هذا مع تقدم الجيش الوطني في جبهة العطفين بمديرية كتاف، في إطار العمليات العسكرية المستمرة لتطهير محافظة صعدة من قبضة ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران. إلى ذلك، تواصل اللجنة المكلفة من السلطة المحلية، واللجنة الرئاسية، واللجنة الأمنية، والقيادة العسكرية في تعز، مهامها في تطبيع الأوضاع في المدينة وفتح الشوارع وإزالة الاستحداثات والمتاريس والحواجز الترابية والخرسانية وإخلاء المدينة من السلاح الثقيل. وقال بيان لمحور تعز العسكري إن «اللجنة أزالت، الأحد، المتاريس والحواجز الترابية في مناطق حوض الأشرف وحديقة غاردن سيتي، وسوق الصميل، والنقطة الرابع، ونادي الضباط، وأحياء الجحملية والمجلية والجمهوري، ومدرسة أروى، واستراحة بيت هائل، والخط الدائري، وصولاً إلى قلعة القاهرة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المجتمعات الدرزية تواجه انهيارًا إقليميًّا في النفوذ

منى العلمي/معهد واشنطن/11 أيلول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67381/%D9%85%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1/

ألزمت الفوضى الإقليمية الأقليةَ الدرزية المتحفّظة إجمالًا بالظهور تحت الأضواء. ففي الشهرين الأخيريْن، أقرّت دولة إسرائيل "قانون الدولة القومية" الجديد الذي أدانه المجتمع الدرزي، وقد تزامن ذلك مع هجومٍ شنّه ما يُدعى بتنظيم "الدولة الإسلامية" على الدروز السوريين. وفي الجوار اللبناني، يواجه زعماء الطائفة عداوةً سياسيةً غير مسبوقةٍ ساهمت في تراجع الدور السياسي لهذا المجتمع في السنوات القليلة الماضية. فتُبرِز هذه الأحداث الهشاشة المتنامية للمجتمع الدرزي وتدهور سلطته، وهو تغييرٌ يرتبط على حدٍ سواء بالديناميات الإقليمية والانحسار الديمغرافي.

الدروز هم أعضاءٌ عرب إثنيون لمجموعةٍ دينية انبثقت عن حركةٍ تؤمن بالألفية في القاهرة، ويُعتبَرون فرعًا من الاسماعيليين المسلمين الذين انتشروا في سوريا بعد مواجهة القمع في مصر. ويعتقد الخبراء أن حجم المجتمع الدرزي يبلغ حاليًّا حوالى مليون عضوٍ بالإجمال ينتشرون في ثلاثة بلدان، مع أكثر من 125 ألف درزي في إسرائيل، وحوالى 250 ألف في لبنان، وحوالى 600 ألف في سوريا. أما الوضع الراهن للدروز عبر بلاد الشام فيختلف بوضوحٍ عن وضعهم في الماضي الحديث، عندما كانت المجموعات الدرزية تتمتع بنفوذٍ واستقلالٍ ملحوظيْن نسبيًّا.

بالفعل، يبدو أن الأقلية الدرزية في بلاد الشام تواجه تحدّياتٍ غير مسبوقةٍ بسبب التغيرات الإقليمية في السنوات القليلة الماضية. ففي تموز/يوليو، أقر الكنيست الإسرائيلي قانونًا مثيرًا للجدل إلى حدٍ كبير يُعرَف بـ"قانون الدولة القومية". ونزع هذا القانون عن اللغة العربية صفتها السابقة كلغةٍ رسمية، وشدد على كون إسرائيل موطنًا للشعب اليهودي، ورسّخ في عقول الكثير من المواطنين التمييز بين المواطنين اليهود وغير اليهود. وأثار هذا القانون بشكلٍ خاص سخط الدروز الإسرائيليين، إذ اعتبروه تمييزيًا، وشنّ كبار المسؤولين الدروز من "جيش الدفاع الإسرائيلي" حملةً ضده.

تتناقض هذه الحقيقة الجديدة بشدة مع الوضع الراهن، عندما كان الدروز منخرطين إلى حدٍ كبير في جهاز الدولة. فبحسب دراسة استقصائية أجراها "مركز بيو للأبحاث"، يخدم حوالى 60 في المئة من الرجال الدروز في إسرائيل أو سبق أن خدموا في الجيش الإسرائيلي وهم يشكّلون العناصر الوحيدين من غير اليهود المجنَّدين في "جيش الدفاع الإسرائيلي". فغالبًا ما تصِف الدولة الإسرائيلية والأغلبية اليهودية الدروز بأنهم "الأقلية المفضَّلة"، وتتساوى حاليًّا ميزانيات الرواتب والتعليم في البلديات الدرزية مع المجتمعات اليهودية. ومع ذلك، في حين احتجّ آلاف الدروز في أوائل آب/أغسطس في تل أبيب ضد القانون الجديد، فهو يبقى نافذًا، ما يوحي بالتغيير المحتمل في الوضع السابق للدروز الإسرائيليين.

اختبرت المجتمعات الدرزية مصيبةً خطيرةً أخرى في الجوار السوري، حين شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجومًا إرهابيًّا على محافظة السويداء، أسفر عن مقتل أكثر من 250 شخصًا وخطف 36 على الأقل، من بينهم عددٌ كبيرٌ من النساء والأطفال. وحدث هذا الهجوم على خلفية صفقةٍ بين نظام الرئيس بشّار الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية"، سمحت بإخلاء مئات مقاتليه من دمشق إلى البادية وامتدادهم إلى المعقل الدرزي السوري، فازداد عدد المقاتلين في المنطقة إلى حوالى 2500.

فيما يتمتع الدروز السوريون بتاريخٍ طويلٍ من المساهمات العسكرية في سوريا، تم تجريدهم الآن من قدرتهم على الدفاع عن مجتمعاتهم. فمن الميزات الباقية في الذاكرة الجماعية، ثورة القوات الدرزية في القرن العشرين بقيادة السلطان باشا الأطرش ضد السلطات الفرنسية المحلية الإلزامية في منطقة حورانم السورية، التي أدّت إلى انتفاضةٍ على الصعيد الوطني ضد الحُكم الفرنسي.

مع ذلك، أعلَم الناشط السياسي السوري جبر الشوفي الكاتبَ بأنه قبل الهجوم، اتّهم النظام الفصائل الدرزية المناهضة للنظام، على غرار شيخ بلحوس، بالإرهاب في محاولةٍ واضحة لنزع شرعية زعماء المجتمع الدرزي. إلى ذلك، أعلم وفدٌ روسيٌّ المجتمعات الدرزية بوجوب نزع سلاح قوات الدفاع المحلية الخاصة بها وبوجوب أن يتقدّم أكثر من 54 ألف شابٍ درزي إلى الخدمة العسكرية. فتركت هذه التدابير المجتمعات مجرّدة من كافة وسائل الدفاع إزاء الهجوم وأيضًا إزاء أي هجمات مستقبلية في المنطقة.

ينضم إلى هذا الانقلاب في وضع الدروز في سوريا وإسرائيل الاقتتال المدمّر بين الزعيميْن الدرزييْن في لبنان، أي بين النائب طلال إرسلان والنائب وليد جنبلاط، على حصتيْهما من المناصب في الحكومة اللبنانية الجاري تشكيلها. وقد أدّت عائلتا إرسلان وجنبلاط النافذتان دورًا تقليديًّا مهمًّا في التاريخ السياسي اللبناني. فمن بين الإرسلانيين الذين يتحدّرون من الملوك اللخميين في القرن الثالث في جنوب العراق، الأمير توفيق إرسلان الذي كان من أهم الشخصيات خلف إنشاء دولة لبنان الكبير في سنة 1920 وابنه الأمير مجيد، وهو أحد قادة الاستقلال في البلد في سنة 1943. أمّا كمال جنبلاط، وهو عربيٌّ قوميٌّ ومناصرٌ شجاعٌ للقضية الفلسطينية، فقاد حركةً يساريةً قويةً في لبنان تنتقد النظام الطائفي اللبناني وتُعارض النظرة الغربية للطبقة السياسية المسيحية. وقد أدّى ابنه وليد لأكثر من أربعة عقودٍ دورًا محوريًّا في الساحة السياسية اللبنانية وكان يُعتبَر إلى حدٍ كبير صانع ملوكٍ في السياسة اللبنانية.

إلا أن هذا الانشقاق بين العائلتين يسلّط الضوء على وجود تدهورٍ أعمق في النفوذ السياسي الدرزي في لبنان. ويبدو أن هذا الانشقاق امتد ليطال المجموعات السياسية الأخرى، فقد أعلمت بعض المصادر في حزب "التيار الوطني الحر" المسيحي، الذي أسّسه الرئيس الراهن ميشال عون، الصحيفة اللبنانية اليومية "لوريان لو جور" بأنه سيتم ردع تشكيل الحكومة بقدر ما يلزم لتجريد جنبلاط من احتكاره للتمثيل السياسي الخاص بالمجتمع الدرزي.

ورغم أن كلًّا من هذه الأحداث الإقليمية يشكّل تحدّيًا لوجهٍ مختلفٍ من حياة المجتمع الدرزي، فهي كلّها تُظهر كيف يواجه الدروز ضغطًا متزايدًا في أوطانهم. والسببان اللذان أدّيا إلى هذا الانحدار هما: الضغوطات الإقليمية الأكبر والتحديات الداخلية. فتواجه هذه الأقلية واقع منطقةٍ ذات قطبيْن وسط صراعٍ طائفي وسياسي، يضع إيران ضد إسرائيل من جهةٍ وبلدان الخليج من جهةٍ أخرى.

في إسرائيل، اعتمد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الهاجس الأمني الإسرائيلي ليصمّم ما صنّفه البعض على أنه أهم ائتلاف يميني في تاريخ الدولة، ما برّر استخدام القوة غير المسبوقة ضد الاسرائيليين العرب، والزيادة الكبيرة في عدد المستوطنات، ومجموعة القرارات المثيرة للجدل التي تشمل اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة إسرائيل و"قانون الدولة القومية".

في سوريا ولبنان، يعاني الدروز أيضًا من تداعيات الخصومة الإيرانية-السعودية التي تنعكس حاليًّا على الانقسام الديني السني-الشيعي. ففي لبنان، أدّت مواقف جنبلاط وتقلّباته السياسية المستمرة، وحملات الاغتيال المزعومة لـ"حزب الله" التي استهدفت مجموعاتٍ سورية ومناهضة لإيران، والاشتباكات بين "الحزب التقدّمي الاشتراكي" التابع لجنبلاط و"حزب الله" في سنة 2008 إلى إضعاف هذه الجماعة إلى حدٍ كبير.

وفي سوريا، لا يبدو أن المحاولات الدرزية للحفاظ على الحياد وسط النزاع الناشب تشكّل خيارًا موفّقًا في أعقاب الاعتداء الأخير الذي ارتكبه تنظيم "الدولة الإسلامية". ففيما تحمل الاعتداءات كافة علامات طريقة العمل التقليدية لتنظيم "الدولة الإسلامية"، يُظهر غياب ردة فعل النظام في خلال الاعتداء الأوّلي وقيامه في وقتٍ سابق بنزع الأسلحة الدرزية كيف أن حسابات النظام ساهمت في المجزرة الدرزية. ويبدو أن هذا التصعيد في الضغط من النظام يشكّل محاولةً لإجبار هذا المجتمع الدرزي على التّنبّه، بما أن المحافظة الدرزية سبق أن توصّلت إلى حيازة درجة عالية من الاستقلالية وإلى تفادي استهداف شبّانها في التجنيد العسكري الإجباري. فهذه الاستقلالية هي التي سمحت لهذا المجتمع بتفادي النزاع وتفادي سماته الكامنة الدينية أكثر فأكثر.

غير أن الضرر الذي لحق بمصالح المجتمع الدرزي لا ينتج فحسب عن القوى الخارجية. بالأحرى، لن يتسبب بتفاقم فقدان النفوذ السياسي للمجتمع الدرزي سوى الوقائع الديمغرافية لهذا المجتمع. فقد عمل الدروز كمجتمعٍ منغلقٍ منذ القرن الحادي عشر – إذ لا تُشارك هذه الجماعة معتقداتها الدينية مع من لا ينتمي إليها، ولا تقبل انضمام أعضاء جدد إليها. أمّا التقاليد الدرزية التي تُلزِم الأعضاء بالزواج من داخل الجماعة، والتي يتم تطبيقها أكثر في عزلة الجبال المحمية، فتفقد سيطرتها شيئًا فشيئًا على الأعضاء الشبّان فيما يتحضّر المجتمع الدرزي – مع بلوغ الأعداد 88 في المئة في لبنان. وأدّت وقائع الأنماط المعيشية الجديدة، مقترنةً بمعدّلات الولادة المنخفضة، إلى انحصار السكّان الدروز ليبلغوا نسبًا منخفضةً في بلدان سكنهم.

من خلال رفض إعادة النظر في التقاليد التي تردع استمرارية الهوية الدرزية، والسماح للانقسامات الداخلية بالحلول مكان المصالح الطويلة المدى، والفشل في تعزيز الأواصر العابرة للأقاليم، يبدو أنه مقدَّرٌ للدروز بسلوك مسار الانحدار المتواصل. ومع فقدان الزعماء الدروز النفوذ الذي طالما كان يحمي مجتمعهم، على الدروز أن يأخذوا على محمل الجد خطر الزوال الجماعي.

*منى العلمي هي صحفية لبنانية فرنسية تركز كتاباتها على القضايا السياسية والاقتصادية في العالم العربي. وقد أجرت بحثاً موسعاً حول الحركات الإسلامية المتطرفة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والحركات السلفية في لبنان والأردن وحزب الله وتنظيم القاعدة في غرب لبنان. العلمي هي أيضا زميل في المجلس الأطلنطي وكبير الباحثين في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

*منتدى فكرة هو مبادرة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. والآراء التي يطرحها مساهمي المنتدى لا يقرها المعهد بالضرورة، ولا موظفيه ولا مجلس أدارته، ولا مجلس مستشاريه، وإنما تعبر فقط عن رأى أصاحبها.

https://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/druze-communities-face-a-regional-decline-in-influence

 

قبل أن يفيض الكيل ويتبصرن لبنان

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

في ضوء حالتيْن مستجدّتيْن يستحوذ عليهما المشهد السياسي العربي يخلُد إلى التأمل المرء مثل حالي كصحافي وكاتب، عايَش على مدى نصف قرن عربي عاصف صولات الاقتتال الذي أزهق من الدم العربي ما يملأ بحيرة ومن الصدمات ما تهد جبلاً ومن التدخلات التي ظاهرها الود وباطنها الطمع والشراهة، ما تجعل الإحباط هو القاعدة والطمأنينة هي الاستثناء. وكانت البداية لبنان الذي صنَّفه أحد زعمائه ذات محنة بعبارة «لبنان قوي في ضعفه». وعلى وقْع هذا التصنيف كثرت جحافل الغزاة الطامعين به وبات عكس ما أراده عميد زعماء السنة رياض الصلح، وعميد زعماء الموارنة بشارة الخوري، للعهد الاستقلالي، ممراً للكثيرين ومستقراً بصيغة الضيف الذي هو رب المنزل في نظر المضيف، للأخ الإيراني الذي في لحظة تشاوُف مكروه تجاوز الأصول واعتبر حدود إيران تصل إلى آخر نقطة في الناقورة إحدى ضفاف البحر الأبيض المتوسط. وهو رسم جديد في الحلم الثوري الإيراني للخرائط من نوعية خرائط «سايكس - بيكو».

انتفاضة البصرة أسبابها الموجبة ظاهرها اقتصادي ومعيشي، لكنها تعكس في مضمونها حالة احتقان من أفعال رموز التحرش في شؤون الآخرين وتتسع مساحة التحرش، بحيث تأخذ صيغة إملاء المواقف وإخضاع الإرادات. وإذا جاز القول فإن فيضان الكيل البصراوي وإلى حد إحراق مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة التي لطالما أشبعت العراقيين من ذهبها الأسود بعد بغداد. وهذا عدا الكلمات التي صدرت من حناجر الناس المصدومة بالجار المتحرش على مدار الساعة والذي رغم تبريراته الدنيوية والمذهبية تبقى حالة من حالات العدوان... إنه إذا جاز القول والتشبيه فإن إحراق المبنى المشار إليه هو مثل احتلال الجمع الشبابي الإيراني للسفارة الأميركية في طهران. ففي لحظة فيضان الكيل يصبح استهداف الرمز المسبب للمعاناة هو وسيلة التعبير الاحتجاجية التي على الطرف المسبب أن يقرأ دواعي الاحتجاج، بما يجعله يعيد النظر مع ملاحظة أن فيضان الكيل يتجدد، ويأخذ ما هو أبعد من الصرخة الكلامية أو إحراق صور أو مقرات خصوصاً عندما يشمل التحرش تعطيشاً متوقعاً للبصراويين وسائر العراقيين، ويحدث ذلك فيما تعطيش آل البيت جزء من الأدبيات التي سيبلغ الحديث حولها مداه في المجالس العاشورائية، بدءاً من الثلاثاء أول محرم وعلى مدى أربعين يوماً. ثم إن قطْع المياه من إحراق رمزي للقاطع، تماماً كما أن قطْع الأرزاق من قطْع الأعناق. هذا ما يتعلق بالحالة البصراوية، أما الحالة اللبنانية فتتمثل في رئيس الحكومة المكلَّف تشكيلها سعد رفيق الحريري، والذي يصطدم سعيه بأنواع من التعقيدات التي تعكس نيات لا تساعد على إنجاز أمر كانت الظروف التي يعيشها لبنان تستوجب إنجازه بعد بضعة أيام من التشاور، وبذلك يرد أهل الحُكُم للناس صبرهم الجميل على تحمُّل أثقال الوضع الشديد الوطأة.

وإذا جاز القول، فإن سعد الحريري بدا في ضوء الاجتماع المفاجئ المخمَّس الحلقات الذي عقده في مقر إقامته، وليس في ديوانه في السراي يوم الخميس 6 سبتمبر (أيلول) بـ«لبنان الأمني» الرسمي بدءاً بوزير الدفاع، ثم قائد الجيش ومعه مدير المخابرات في الجيش، ثم بالمدير العام للأمن العام الداخلي، ثم بمدير عام أمن الدولة، وفي الختام المدير العام للأمن العام... إن الرئيس المكلَّف سعد الحريري بدا في هذا الاجتماع بـ«لبنان الأمني» الرسمي كما لو أنه يأخذ دور «زرقاء اليمامة» تلك المرأة النجدية التي تتداول العرب كلاماً أسطورياً بعض الشيء حولها، وهو أنها كانت ترى على بُعد ثلاثة أيام، ولذا أنقذت قومها من عدوان عليهم من جانب أعداء احتموا بفروع الأشجار للتمويه، لكنها رغم ذلك رأت ما فعلوا ونبهت قومها فأنقذتهم، ومع ذلك استمروا لا يصدِّقون هذه القدرة عندها إلى أن ماتت فاقتلعوا عينيها، ووجدوا فيهما نوعاً من الكحل الأزرق العجائبي الفعل. حكاية ذات نكهة أسطورية لكنها استقرت في الأدبيات العربية وصارت «زرقاء اليمامة» صيغة تُطْلق على مَن يستبق حدوث المكاره. وهذه ربما حال سعد الحريري الذي قد يكون في ضوء ما يصادفه من مكائد وتعجيزات وكذلك في ضوء ما يجري من غرائب التلاعب السياسي من الأقربين والأبعدين، رأى، كما بعينَي «زرقاء اليمامة»، أن حراكاً شعبياً ما سيحدث كالذي جرى ويتواصل في العراق وبلغ أوجه في البصرة، وأن يتم إلقاء التبعات عليه وبذلك يتحمل وزر عدم تشكيل الحكومة. وليس مَن هو أدرى بحقيقة الوضع داخل المجتمع اللبناني مثل قيادات «لبنان الأمني» الرسمي. في اجتماعه بهم يستفسر وينبه ويتبادل الطمأنينة معهم. فمثلما ضاق صدره من التردي الحاصل فإن رموز «لبنان الأمني» الرسمي لا بد يقرأون في وجوه اللبنانيين تساؤلات حول إلى متى، وهل يمكن لأهل الأمن تسجيل موقف بديلاً لفعل ضاغط يضع حداً لما يعيشه لبنان من ممارسات تكاد تودي به إلى المجهول. وليس ممحياً من الذاكرة ما حدث قبل اثنتيْن وأربعين سنة، عندما أوجبت التعقيدات السياسية من جهة وانهيار الوضع الأمني من جهة أُخرى، واستشراء الخوف في نفوس الناس، وحدوث حالات من التفكك والانقسام في الجيش، التقاء مجموعة من الضباط على الأخذ بصيغة «البلاغ رقم واحد» بثّته الإذاعة اللبنانية مساء ذلك اليوم، وأوحى مضمونه أنه يأتي نتيجة فيضان الكيل، وانشغال رموز العمل السياسي والحزبي بصراعات على حساب الوطن والمواطن.

قصة تلك المحاولة طويلة وكيف انتهى أمرها، وما يعنينا من التذكير بها أن الانفجار ليس مستبعد الحدوث عندما يفيض الكيل فيتكرر «البلاغ رقم واحد» بفعل الاضطرار، قياماً بالواجب. وهنا نحن في لبنان، نتيجة ما هو حاصل، على موعد لا يلغيه سوى وقْف التنظيرات والتفكه بـ«اتفاق الطائف»، خصوصاً أن هؤلاء المنظِّرين والمتفكهين يتناسون حقيقة أساسية، وهي أنه لولا هذا الاتفاق الذي تم الإعلان عنه مساء يوم الاثنين 22 أكتوبر (تشرين الأول) 1989 في القصر الملكي في جدة، لما كانت هنالك دولة ذات مؤسسات دستورية وشرعية استُعيدت بسعي مشكور من الملك فهد بن عبد العزيز وإخوانه وشعب المملكة العربية السعودية، وسائر الحادبين على الأخ الأصغر لبنان، وبالذات الملك الحسن الثاني والرئيس الشاذلي بن جديد، رحمة الله على الثلاثة الراحلين. ولولا اتفاق الطائف لما كان هنالك برلمان شرعي يسنّ القوانين ويمنح الثقة لرئيس الحكومة. بل وأكثر من ذلك لما كان هنالك أربعة رؤساء جمهورية (إلياس الهراوي. إميل لحود. ميشال سليمان. ميشال عون) ثبَّت كرسي رئاسة كل منهم اتفاق الطائف. ولو أن النيات كانت على درجة من الصفاء، لكان لبنان أفضل حالاً مما يعيشه الآن. وللتذكير، ما دامت ذكرى هذا الاتفاق الميمون بعد بضعة أسابيع (22 أكتوبر) نستحضر فقرتيْن من كلام الملك فهد أمام النواب اللبنانيين عسى في التذكير ما ينفع. وهاتان الفقرتان هما: «إذا كان الشعب اللبناني في خير وبحبوحة، انعكس ذلك على المملكة كما أن العكس صحيح». و«إن المشكلات إذا وُجدت وظلت باقية فإنها تستفحل بشكل أو بآخر، ومن ثم يبدأ مفهوم أي فرد أو مجموعة بعيدين عنها يأخذ مفهوماً آخر، خصوصاً إذا لم تكن هنالك اللقاءات المتواصلة أو جدَّت ظروف لم تكن في الحسبان...». وحيث إن صيغة اتفاق الطائف هي الصيغة التي لا أنجع منها للبنان، فإن إطلالةً أكثر رحابة عليه تستوجب من متابع مثل حالي لدواعي إنجازه والظروف التي سبقت الإنجاز، حديثاً آخر... مع التمني بأن لا يفيض الكيل اللبناني، ويقترب الوطن المغلوب على أمره من الحال التي كان عليها قبل اتفاق الطائف. والله الهادي إلى التبصر والتعقل.

 

عون: الحريري تغيّر كثيراً

  نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 11 أيلول 2018

من الإثنين 3 أيلول الى الإثنين 10 أيلول ضاعف رئيس الجمهورية جرعة ما قاله منتصف الشهر الفائت أنه لن ينتظر طويلاً. بعد قوله ان مسودة الرئيس المكلف تخالف معاييره للحكومة الجديدة، أصرّ امس على حكومة متوازنة، وان ليست ثمة مشكلة صلاحيات

ليس سراً ان «المسودة المبدئية» ــ الاولى له في اليوم 102 على التكليف ــ التي تقدّم بها الرئيس سعد الحريري في 3 ايلول وُلدت ميتة سلفاً. مذ رفضها رئيس الجمهورية ميشال عون بعدما أبدى له ملاحظاته، بات المطلوب من الرئيس المكلف ان يبدأ من جديد في صوغ مسودة ثانية، لا من حيث انتهى. قبل ان يصدر البيان الرئاسي في ذلك اليوم، على اثر اجتماع الرئيسين، كان ثمة اقتراح بتضمينه عبارة «مسودة مرفوضة». ثم ارتئي ابقاء ابواب التشاور مفتوحة، بالتركيز على «ملاحظات» رئيس الجمهورية ومعاييره للحكومة الجديدة، تبعاً لما كان اتفق عليه مع الحريري منذ اليوم الاول للتكليف، ولم يصر الى احترامها.

في الاوساط الوثيقة الصلة به، لم يلزم رئيس الجمهورية الرئيس المكلف أي شرط منذ 24 ايار عندما صدر بيان التكليف. بدورها الغالبية النيابية التي سمته بأصواتها الـ111 لم تقيّده. لم يسمه 17 نائباً بينهم كتلة حزب الله ونواب مستقلون، الا انهم لم يأسروه بمطالب. لم يضع الرئيس المكلف، منذ اليوم الاول، سوى معيارين هما حكومة ثلاثينية، وحكومة وحدة وطنية، دونما ادنى تفسير لفحواهما وسبل تطبيقهما. في احاديثه مع رئيس الجمهورية ابان التكليف، ثم في اللقاءات الاربعة التي جمعتهما قبل خامسها في 3 ايلول، سمع منه وجهة نظره في المعايير التي يطلبها، كون لا حكومة لا تقترن بتوقيعه، ما يقتضي موافقته الملزمة التي تشترط بدورها شراكة مطلقة في مسودة يقترحها الرئيس المكلف، العارف بما يطلبه رئيس الدولة.

بيد ان المسودة الاولى، المبدئية، لم تأتِ سوى بمعيار واحد للحريري هو ان تكون ثلاثينية، واغفلت كل ما ناقشه قبلاً مع عون.

ثمة كلام نُسب الى الرئيس عبّر عن امتعاضه يومذاك من المسودة تلك، مفاده ان الحريري سلمه صيغة حكومة «أدخل فيها كل ما حذرته منه»، و«كل ما حكينا فيه أتى بنقيضه». كانت هذه اشارة الى الحصص والحقائب التي اقترحها الرئيس المكلف لوليد جنبلاط وحزب القوات اللبنانية وتوزيع حقائب الدولة، فضلاً عن تجاهل توزير النواب السنّة المعارضين.

مع ان الحريري لم يعقب مباشرة على البيان الرئاسي في 3 ايلول، الا ان استنفار الطائفة السنّية بدءاً برؤساء الحكومات السابقين ومرجعياتها الدينية والسياسية وتيار الرئيس المكلف بالذات، وتوجيه اتهام مبطن الى رئيس الجمهورية بمخالفة الدستور، بالقول ان اتفاق الطائف في خطر تارة، وان ثمة تعرّضاً لصلاحيات رئيس مجلس الوزراء السنّي طوراً، رفع من وتيرة التشنج بين فريقي الرجلين. الجمعة 7 ايلول اوفد الحريري مستشاره الوزير غطاس خوري الى قصر بعبدا لتبريد هذا التشنج والعودة به الى الصفر، ومحاولة استيعاب تطورات الايام الاربعة المنصرمة التي اوحت بمواجهة بين عون والحريري على الصلاحيات الدستورية، كأن الاول ينتقص مما للثاني.

في جانب مما حمله وزير الثقافة الى رئيس الجمهورية، ان الرئيس المكلف ليس في صدد اي خلاف معه. هو متمسك بالتعهدات التي قطعها له. يقف الى جانب الرئيس ويقدّر مواقفه، ولا يستهدف حتماً العهد. لم يتغيّر، ولا يعدو ما قيل في الحملات المضمرة على عون ردود فعل توقفت، وهو لا يجاريها في اي حال، قبل ان تنتهي سلة التطمينات التي حملها الموفد الى القول: منذ اللحظة ستتغيّر المواقف.

تأكيد اضافي على وقف اثارة الصلاحيات الدستورية في وجه رئيس الجمهورية، والعودة الى المشكلة الاصل التي هي التأليف المتعذّر للحكومة.

على ان ما قاله عون، في الطائرة الى ستراسبورغ، رفع من نبرة التصعيد. في آن اكد انه لم يفك التماس مع الشروط التي تعترض معاييره للتأليف اياً تكن مصادرها، ويصر على استعجال ابصار الحكومة الجديدة في اسرع وقت. نفى ان يكون «الجهة المعرقلة»، وافصح عن ان لا حكومة «لا تكون الصيغة متوازنة» وفق المعايير والمبادئ التي تحدث عنها في بيان 3 ايلول للمرة الثانية، بعد خطاب عيد الجيش في الاول من آب. الاساس في كلامه هذا تأكيد «الشراكة بين الرئاستين الاولى والثالثة في التأليف»، وان «لا مجال للاجتهاد في وجود النص الدستوري».

مع ذلك، رغم تمسكه بالحريري رئيساً للحكومة الثانية ورغبته في البقاء الى جانبه طيلة الولاية، لا يخفى على عون حجم المآزق التي يضع الرئيس المكلف نفسه فيها:

1 - يريد تأليف الحكومة والاستمرار في السرايا، ولا يسعه التخلص من شروط جنبلاط وسمير جعجع، فيتبناها بكليتها، مع معرفته المسبقة بأن شريكه الفعلي في اعلان الحكومة، وهو رئيس الجمهورية، يرفضها تماماً.

2 - علاقته بالرياض ليست على ما يرام. منذ تكليفه في 24 ايار لم يتمكن الحريري، الذي زار السعودية اربع مرات على الاقل بدءاً من اليوم التالي للتكليف، من الاجتماع بمسؤول رفيع في المملكة. لم يستقبله الملك، ولا صلى على جاري العادة الى جانبه في اليوم الاول للعيد. عندما يحط في الرياض لا يستقبله سوى سائقه الذي يقود به السيارة الى منزله.

عون عن مسودة الحريري: كل ما حذرته منه أدخله فيها

3 - ليس خافياً ايضاً الاعتقاد بأن المملكة لم تغفر له استنجاده بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإخراجه من احتجازه في الرياض، في 4 تشرين الثاني 2017، حينما اعلن من هناك استقالته. من ثم اتاحة الفرصة امام عودته الى بلاده.

4 - ليس خافياً ايضاً وايضاً ما ينقل عن لسان رئيس الجمهورية ان رفضه استقالة 4 تشرين الثاني، واصراره على استعادة الحريري الى وطنه، شكّلا الرافعة الوطنية الفعلية لابقاء الرجل داخل المعادلة السياسية. ما خلا ذلك ربما ظل هناك، في الاقامة الغامضة الى اليوم، او ذهب الى اعتزال تسابق حينذاك الراكضون وراء خلافته.

5 - لا يخفي رئيس الجمهورية، رغم محاولة وزير الثقافة الجمعة الفائت تبديد هذا الانطباع، شعوراً بأن الحريري تغيّر كثيراً عما عرفه فيه منذ التسوية الرئاسية عام 2016: لم يعد هو نفسه.

من ملف : عون: الحريري تغيّر كثيراً

 

لبنان السيادة والنفايات

حسين عبد الحسين/الحرة/11 أيلول/18

بثت وسائل إعلام لبنانية مشاهدا أظهرت مجرى نهر في ضاحية بيروت الجنوبية وقد تحول إلى نهر من النفايات. قبل ذلك، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لمحمية وادي الحجير الطبيعية، جنوب لبنان، تظهرها وقد تحولت إلى واد من النفايات. في الوادي، تقوم جهات مسؤولة بحرق هذه النفايات، من حين إلى آخر، فتوسع بذلك الرقعة التي تطالها السموم المميتة. ولطالما رفع مسؤولو "حزب الله" اللبناني ومناصروه اسم "وادي الحجير" كعنوان الانتصار الإلهي المزعوم على إسرائيل في حرب تموز/يوليو 2006، وأطلقوا عليه اسم "مقبرة الميركافا"، نسبة إلى الكمائن التي نصبها مقاتلو هذا الحزب لدبابات ميركافا الإسرائيلية.

صار عون رئيسا وراح يردد نفس التصاريح البائدة والمديح المتملق الذي كان يردده سلفه، رجل الأسد و"حزب الله"، إميل لحود

على أن المفارقة تكمن في أن تكون "مقبرة الميركافا" هي نفسها "مقبرة اللبنانيين" بنفاياتها وبثها سموما حارقة، وهو ما يلخص حال "محور الممانعة" المزعوم، الممتد من طهران، إلى دمشق، فبيروت.

الخلاصة الكبرى من سياسات الممانعة وحروبها اللامتناهية هو الارتباط الوثيق بين القوة الحربية والبؤس المعيشي، أي أنه كلما ازدادت القوة، ازداد البؤس. بكلام آخر، يمكن ملاحظة أنه في حياة العرب والفرس ممن يعيشون في "نعمة الممانعة" و"الانتصارات الإلهية" و"الكرامة الوطنية"، كلما ازداد عدد الصواريخ تدهور مستوى معيشة "الممانعين". وبالطريقة نفسها ترتبط قوة رئيس لبنان بضعف لبنان ومسيحييه. فميشال عون أقنع المسيحيين أنه بعد عقد أو أكثر من الإحباط الذي عاشوه بسبب اضطهاد حكم عائلة الأسد للبنان وحليفها "حزب الله" للأحزاب السياسية المسيحية، انتصر المسيحيون بوصول عون إلى الرئاسة.

لكن وصول عون للرئاسة لم يكن بقوته، بل كان بسبب تنازله الكامل والشامل عن كل العنتريات التي تبجح بها طيلة حياته السياسية، فعون تسلق إلى دائرة الأضواء على ظهر تأييده لشعارات الرئيس المنتخب الراحل بشير الجميل، الذي خاض معارك حربية دموية لمنع سيطرة الأسد والميليشيات المتحالفة معه على لبنان، والذي رفض وجود ميليشيات مسلحة تقوض سيادة الدولة اللبنانية. أما عون، فابتكر "شعوذات" لتبرير تنازلاته، من قبيل أن مشكلة "حزب الله" دولية وأكبر من لبنان وحكومته ورئيسه، لذا، صار عون رئيسا، وراح يردد نفس التصاريح البائدة والمديح المتملق الذي كان يردده سلفه، رجل الأسد و"حزب الله"، إميل لحود، الرئيس اللبناني الذي ثار ضد حكمه العونيون مرارا، يوم كانوا يتمسكون بـ"السيادة والحرية والاستقلال".

على أن السيادة المفقودة في زمن لحود صارت تبدو أفضل بما لا يقاس من السيادة المفقودة في زمن عون. صحيح أن لحود أطلق أيادي ولديه في استغلال السلطة للإثراء، إلا أن وضع لبنان المعيشي كان مقبولا في عهد لحود، وكانت الدولة تجمع النفايات وتتخلص منها. في زمن لحود، كان لبنان بلا سيادة وبلا نفايات. في زمن عون، صار لبنان بلا سيادة وغارقا بالنفايات.

رفض عون صيغة الحريري الحكومية لأنه يريد سلطة أكثر ونفوذا أكبر، ولأنه يريد ضمان توريث الرئاسة إلى صهره

قبل أسبوع أو أكثر، قدم رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري "صيغة" لتشكيل حكومته الجديدة، والصيغة عبارة عن توزيع عدد مقاعد الحكومة المقبلة على الكتل البرلمانية. رفض عون الصيغة ليستمر غرق لبنان في شلله الحكومي.

لم يرفض عون "الصيغة الحكومية" على خلفية الاعتقالات التعسفية التي صارت تطال كل اللبنانيين بسبب ما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يرفض عون الصيغة بسبب النفايات التي تشرف على إزالتها اليوم شركة من الفاسدين اللبنانيين والأتراك. ولم يرفض عون الصيغة بسبب تفشي الفساد والإثراء غير المشروع الذي يكاد يمارسه كل سياسي في الدولة و"حزب الله" بدون استثناء. رفض عون الصيغة لأنه يريد أكثر من 10 وزراء، ولأنه يريد سلطة أكثر ونفوذا أكبر، ولأنه يريد ضمان توريث الرئاسة إلى صهره. ربما هي أسوار القصور التي يسكنها عون وصهره وأقاربه التي تحجب عنهم رؤية النفايات التي يغرق بها لبنان، والبطالة التي يعاني منها المسيحيون، والتي رفعت من الهجرة في صفوفهم إلى معدلات غير مسبوقة. يوم يمل مسؤولو لبنان، يستقلون يخوتهم وطائراتهم الخاصة، ويستجمون في صقلية وموناكو وغيرها من أفخر مصايف العالم، حيث يتمتعون بأموالهم المكدسة في بنوك سويسرا وجزر الكايمن وغيرها. أما العامة من اللبنانيين، فلا يتسنى لهم غير البقاء في البلاد ومشاهدة القمامة والنفايات المحيطة بمساكنهم، كما التي يشاهدونها عبر الإعلام.

 

لبنان: العونيون يفتتحون زمن “ما بعد الفساد”

حازم الأمين/الدرج/11 أيلول/18

لا حدود لفجور أفراد الطبقة السياسية اللبنانية، ولا سماء لانعدام حيائهم. لا بل إن الخجل بصفته ورقة تين أخيرة تحجب فسادهم ومذهبيتهم ووضاعتهم، سقط بعد أن منحهم اللبنانيون تفويضهم الأخير في الانتخابات النيابية.

القصة لا تصدق لجهة فداحتها وانطوائها على قدر من الوقاحة ومن الاستخفاف بعقول اللبنانيين. هي خطوة تتقدم على الفساد في فداحتها، لا بل أن الأخير صار بعدها أمراً محموداً.

القصة بدأت حين أقدم وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة (الدرزي والاشتراكي) على نقل الموظفة في الوزارة من موقع مديرة الامتحانات الرسمية هيلدا خوري (وهي من التيار العوني) إلى موقع مديرة الإرشاد والتوجيه في الوزارة، وهو المنصب الذي كانت تشغله قبل أن ينقلها وزير التربية السابق (العوني أيضاً) إلى منصبها الجديد. خطوة الوزير الدرزي قوبلت برد من الوزراء المسيحيين العونيين. فأقدم وزير الطاقة سيزار أبي خليل (العوني) على نقل مدير الدراسات في مؤسسة كهرباء لبنان رجا العلي من منصبه إلى منصب مستشار في الوزارة، وأقدم وزير البيئة طارق الخطيب (العوني أيضاً وأيضاً) على نقل مدير محمية أرز الشوف نزار هاني من وظيفته إلى وظيفة أخرى. الإهانة كانت خبراً عادياً تلقاه اللبنانيون من بين حزمة أخبارٍ بثتها بالأمس التلفزيونات الكثيرة التي تتولى نقل وقائع هدر كراماتهم كل يوم. سبق ذلك في حزمة الأخبار هذه، خبر الفضيحة الهائلة التي لم تطح أحداً في مطار بيروت، حيث تعطل النظام الإلكتروني وألغيت رحلات وأمضى مئات اللبنانيين ساعات طويلة في المطار.

لكن حرب الموظفين بين المسيحيين والدروز خطوة جديدة في سياق سقوط ورقة التين اللبنانية. فخطوة الوزير الدرزي الاشتراكي قد تكون جزءاً من فساد ومن توزيع المناصب على المحسوبين عليه، لكنها في حال كانت كذلك، تبقى جزءاً من دأب السياسيين في لبنان على السطو على وزاراتهم، وهي تنتمي إلى زمن ما قبل سقوط ورقة التين. العونيون افتتحوا زمناً جديداً على هذا الصعيد. أن تعاقب أنت الوزير غير المسيحي وغير العوني موظفاً مسيحياً في وزارتك، فسنرد نحن بمعاقبة موظف من طائفتك في الوزارات التي نترأسها. هذه المعادلة لا تنطوي على أي مقدارٍ من المبالغة. فبينما كان مدير محمية أرز الشوف يقوم بعمله، أقدم مروان حمادة على نقل هيلدا خوري من وظيفتها، فرد طارق الخطيب بنقل مدير المحمية. هذا ليس فساداً، هو هدر للكرامات، والمستهدف هنا ليس كرامة الموظف الضحية، إنما كرامة اللبنانيين، ممن لو شك أحدهم بأن التيار العوني ليس تياراً لـ”الإصلاح والتغيير”، وعبّر عن شكوكه هذه، فسيستيقظ في الصباح على طرق الشرطة باب بيته لتسليمه استدعاءً للتحقيق لدى هيئة جرائم المعلوماتية. إنهم تيار “الإصلاح والتغيير”، أولئك الذين انتفضوا لكرامة محازبتهم وابنة طائفتهم، فعاقبوا في سبيلها أبناء الطوائف الأخرى. هل لدى أحد تحفّظ أو رغبة في المساجلة والشك؟

لبنان اليوم لا يعد أبناءه بأكثر من هذه الفضائح. هي مساهمته الأبرز في مشهد الانهيار الإقليمي. في سوريا حرب وفي العراق استعصاء سياسي وفي فلسطين انقضاض على الحق، وفي لبنان فساد وهدر للكرامات. والإقليم يتقاسم السوء بكل وجوهه، إنما يتقدم في كل بلد منه سوء على سوء، وفي لبنان نعيش مرحلة “ما بعد الفساد”، وهي تتمثل في أن الفساد يعلن عن نفسه بصفته خطة ونهجاً وبرنامجاً سياسياً. فالعونيون في معاقبتهم أبناء الطوائف الأخرى في الوزارات التي أوكلهم إياها تيار “الإصلاح والتغيير” لن يخسروا الرأي العام الذي يعنيهم، لا بل أن العبارة اللبنانية الأثيرة المتمثلة بـ”شد العصب”، ستجعل من خطوتهم ضرباً من البطولة، وستكسبهم تعاطفاً على حساب خصومهم في الطائفة ممن لم يطردوا أبناء الطوائف الأخرى من الوزارات التي يشغلونها. الكلام أشبه بصراخ لا جدوى منه. اللبنانيون انتخبوا لتوّهم هذه الطبقة السياسية، وهم سيضاعفون من انتخابهم لهم، إذا ما أجريت الانتخابات غداً. مطار بيروت الذي تعطّلت الملاحة فيه وأمضى لبنانيون ساعات طويلة بفعل فساد سياسييهم، لن يكون علامة على فشل الطبقة السياسية. سننتخب الوزير الذي أهاننا بالأمس، طالما أن السنّة سينتخبون سعد الحريري والشيعة سينتخبون نبيه بري وحسن نصرالله، والمسيحيين سينتخبون من يثأر لهم من الوزير الدرزي.        

 

فلسطينيو لبنان يعتبرون إنهاء خدمات {أونروا} قضاءً على قضيتهم

سناء الجاك/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

يقرأ اللاجئون الفلسطينيون في لبنان الإعلان الأميركي عن وقف مساعدات الأونروا على أنه إنهاء لقضيتهم وتركهم لمصير مجهول. ولا يغريهم الكلام عن احتمال توطينهم مقابل تسويات تمهد لـ«صفقة العصر»، وذلك لأن «تجربتنا في لبنان لا تترك لنا أي حلم بحياة لائقة ولو بالحد الأدنى»، حسب أنور، من مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية. تقول ريان، التي تعمل مدرسة لدى جمعية «الإخوة الفلسطينية» في المخيم: «عندما نسمع بوقف تمويل الأونروا يصيبنا الرعب، كيف سنحصل على الرعاية الطبية وكيف سنعلم أولادنا؟». وتضيف: «مأساتنا لن تنهيها جنسية لبنانية أو عربية. أما إذا كان الحل عبر جنسية أوروبية فهذا عز الطلب». وماذا عن حق العودة؟ تجيب ريان، المدرِّسة والمتخصصة في علم الاجتماع: «حق العودة يتحدث عنه جدودنا. أنا لا أريد هذا السراب. أريد مستقبلاً واعداً لي ولأولادي». وقرار ترمب الذي يرعب الفلسطينيين، رد عليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بمطالبة الجامعة العربية باتخاذ قرار بهذا الشأن، كما دفع وزير الخارجية جبران باسيل إلى مطالبة الدول العربية بسد نقص التمويل الأميركي، ذلك أن القرار الأميركي يعيد «فزاعة» توطين اللاجئين الفلسطينيين إلى التداول.

وفي هذا الصدد، يقول النائب في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها برّي، أيوب حميد لـ«الشرق الأوسط»: «نصوص الدستور تنفي أي إمكانية للتوطين أو ما يمكن أن يغيّر الصيغة اللبنانية بتلاوينها. لكن الإدارة الأميركية تريد القضاء على القضية الفلسطينية عبر خطوات متلاحقة بدأت بنقل سفارتها إلى القدس وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وقرار يهودية الدولة، واليوم قرار وقف تمويل الأونروا... هناك سلسلة من الأحداث تقود إلى صفقة العصر. ولا ننسى التشتيت الممنهج للفلسطينيين في المخيمات الكبيرة في سوريا والأردن ولبنان وترك شؤون اللاجئين الفلسطينيين لتتحملها الدول المضيفة، هناك مسار يُستكمل، ومع القرار بشأن الأونروا تكبر التداعيات على المجتمع اللبناني».

ويتابع: «الحديث عن التوطين ليس وليد اللحظة. ففي مراحل سابقة كانت هناك إغراءات لدفع لبنان إلى هذه الخطوة رغم تمسك الفلسطينيين منذ عام 1948 بحق العودة، ومثل هذا القرار يؤدي إلى توطين مقنع حتى لو لم يحصل التوطين بالشكل الرسمي».

أما مدير مركز تطوير للدراسات هشام دبسي فيقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحصل هو خطوط عريضة لملامح شرق أوسط جديد، وفيه غموض هدام ومرعب يمس بالأهداف الرئيسية للفلسطينيين، والدليل ما بدأ يقدم منذ أسبوع عن كيان فلسطيني مستقل في غزة وكونفدرالية بين الضفة والأردن. هنا نتكلم عن مساحة من الغموض في السياسات الأميركية في معالجة شؤون المنطقة باتجاه شرق أوسط جديد. وهذه الحالة بكل تناقضاتها الداخلية والخارجية تجعل مناقشة ما يجري في الأونروا جزءاً من الصورة الشاملة».

ويرى دبسي أن «الذعر في لبنان مدفوع الأجر من جانب الممانعين الذين التقوا مع اليمين المسيحي اللبناني المتطرف لاستخدام الموضوع الفلسطيني. وكل هذه الموجة الاستخدامية ستزول مع أي حل لموضوع الأونروا بدأت تبحثه دول أوروبية مع روسيا والصين. ما يجعل التورط في الاستنتاجات السريعة غير مفيد».

لكن واقع الحال الفلسطيني لا يهتم بالتحليل. يقول محمد عطعوط، وهو صاحب دكان للقهوة عند مدخل المخيم، لـ«الشرق الأوسط»: «قبل سؤالي عن الأونروا، اسألوا عن أحوالنا، اللاجئون الفلسطينيون يعيشون يأساً كاملاً. المهم أن نخرج من هذا البلد. أريد جنسية تحترمني كإنسان. إذا سنحت لي فرصة المغادرة سأترك دكاني ولن أنتظر حتى أبيعه، نحن نموت على أبواب المستشفيات ويأتي من يبشّرنا بزوال الأونروا». ويرى محمد أن «السياسيين كاذبون يريدون استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين ليتاجروا بقضيتهم». ورغم نقمته يبقى حلم محمد أن «يعود إلى قرية الكويكات في قضاء عكا، التي لا يعرفها لكنه يحتفظ بصور لها. فهو مستعد أن يمضي ما بقي من حياته هناك ولو في خيمة، أما مناطق الحكم الذاتي فلا يشعر بأي انتماء إليها».

ابتسام درويش ترى أن إلغاء الأونروا يعني «أن نجوع أكثر مما نحن جائعين. فأنا لا أذهب إلى طبيب لأني لا أملك ثمن الدواء، أكتفي بما أحصل عليه من الأونروا». ابتسام تشعر أن خيارها الوحيد هي العودة إلى فلسطين. أما وسام علي فهو يريد الهجرة. ويقول: «إذا أقفلوا الأونروا فإنهم يمحون الشاهد الوحيد على قضيتنا. فليفتحوا لنا البحر، ويحضروا البواخر لإخراجنا من لبنان. العودة إلى فلسطين لن تكون ممكنة لأن ما يجري هو قتل لقضيتنا».

ويقول رئيس جمعية «الإخوة الفلسطينية للعمل الثقافي والاجتماعي» حسن مصطفى، لـ«الشرق الأوسط»: «الفلسطينيون روّضوا أنفسهم على تحمل الآلام التي يسببها لهم الآخرون. وسنصمد لأنه لا خيار آخر لدينا غير التمسك بما هو قائم لمواجهة مفاعيل هذه الإجراءات». ويضيف: «الأونروا التي أنشئت بفعل نكبة 1948، شاهد على واقع الناس في مخيمات لبنان، وأي محاولة لإلغائها وإلحاق الفلسطينيين بمؤسسة دولية أخرى سوف تقودنا إلى المرحلة النهائية في مشروع القضاء على القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة. وبعد 70 عاماً من النضال يأتي الإسرائيلي ويقول إنه صاحب الحق في هذه الأرض، بالتالي لا وطن لدينا وسنبقى تائهين نسأل من يوطننا». ويشير مصطفى إلى أن «لدى الفلسطينيين مشكلة حقيقية في لبنان. فالدولة التي ترفع صرختها ضد التوطين عليها أن تنسق مع المرجعية الفلسطينية لأنها صاحبة القضية، وليس من خلال مؤتمرات صحافية أو تصريحات. كما أن عليها أن تحسّن أوضاع الفلسطينيين».

ويضيف: «نحن نطالب الدولة اللبنانية بأن تحترم كرامتنا، إذ لا يمكن أن تبقى المخيمات الفلسطينية بؤر حرمان، في المقابل نشدد على احترام السيادة اللبنانية. نتعاطى بإيجابية مع السلطات اللبنانية ونتوقع أن تعاملنا بالمثل، ولا علاقة لنا بالصراعات الطائفية والمذهبية، فقد حان الوقت لرؤية مشتركة تتيح مواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية».

 

للبالغين الراشدين حصرياً/ضمير الكافر أقوى من دين المؤمن .

الشيخ حسن سعيد مشيمش/11 أيلول/18

من سنة 1980 إلى سنة 1998 أيام الإيمان والتقليد الأعمى كنا نعتقد بأن الإنسان حينما يؤمن بالله ويبدأ بالصلاة والصيام سوف يتحول تلقائيا أوتوماتيكيا إلى إنسان أمين وصادق وعادل ، وبأن نور الإيمان سيمشي بين يديه وسيجعله من أهل الحكمة والفطنة والعلم والتقوى والخشية من نيران غضب الله وسخطه ، وسيرى الحق حقاً بلا غموض والباطل باطلاً بلا لَبْسٍ والتباس فينحاز للحق دائما ويخذل الباطل دوما ولو قاده الحق لمواجهة مع أبيه وأمه وأخيه وَوُلْدِه ( وحزبه وفقيهه وإمام مسجده ) لأنه إنسان مؤمن ميزانه الحق فقط لا تأخذه في الله لومة لائم !!

وأيام التقليد والإيمان الأعمى أيضا كنا نعتقد بأن الإنسان المغضوب عليه من الله تعالى والذي تنتظره نار جهنم لِتَصْهَرَ عظامه وتشوي لحمه هو ذلك الإنسان الذي لا يؤمن بالله تعالى ، أو يؤمن بالله لكنه مُقَصِّر وكسول ومُهْمِل بعبادة الله ، فلا يصلي ، ولا يصوم ، ولا يجتنب محرمات الشريعة ، ولا يُقَلِّد فقهاء الحوزات ويعتقد بأن الدين يَتَجَسَّد عنده بممارسة القيم الإنسانية الفطرية كالصدق ، والأمانة ، والوفاء للناس ؛ وبنصرة المظلومين ؛ وخذلان الظالمين ؛ والدفاع عن كل قضية عادلة ، كنا نعتقد بأن هذا النوع من البشر هم إما كفار ، وإما فاسقون ، وعلى كلا التقديرين هم من أهل جهنم !! وإنَّ أعمالهم الحسنة وأفعالهم الصالحة وسعيهم بالخيرات لصالح عباد الله كلها سوف تذهب هباءً منثوراً وهي كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف فلم تترك الريح له عيناً ولا أثر !!!

وكنا نعتقد بأن الضمير في كيان الإنسان شيء وهمي لا وجود له ولا واقع ، طالما الإنسان لا يؤمن بالله ، أو يؤمن لكنه لا يقوم بعبادة الله بالصلاة والصيام وتقليد فقهاء الدين والإلتزام بخريطة فتاواهم وأحكامهم التي كنا نعتقد بأنها تُجِيب على كل سؤال !! وتَفِكُّ كل سِرِّ !! وتحل كل مشكلة !! وتعالج كل أزمة !! وتمنحنا السعادة بأرقى صورها ، والعدالة بأجمل حُلَلِها !! إلى حد ستحسدنا عليها سويسرا ، واليابان ، وكندا ، وألمانيا ، والسويد ، والنروج ، والدنمارك ، وفرنسا ، وأوستراليا ، وأميركا !!!!!.

وبعد 18 سنة أي من سنة 1980 إلى سنة 1998 قضيناها بالأوهام ، والخيال ، والأحلام ، والشعارات الجوفاء المُحَنََطة المُشْبَعَة بالحُقَن ، والأفكار المحفوظة حفظاً ليس مسموحا لنا أن نفكر في أي سطر منها ، كنا نحسب معها أورامنا السرطانية صحة وعافية وبركة ، كنا نجهل بأننا أجهل خلق الله نحن وفقهاء الدين وأحزاب الدين بعلوم العدالة ، وقوانينها ، وآلياتها ، وأبحاثها ، وكتبها !! .

وكنا نسخر ونستهزئ بجامعاتها في الغرب لأننا مُصَابون بِوَهْمِ المعرفة وهو أخطر من الجهل بألف مليار مرة !!!!.

إلى أن اكتشفنا أننا مؤمنون لكننا من جنس المؤمنين الحمقى الأغبياء الذين قال عنهم نبي الإسلام محمد (ص) :

 { المؤمن الأحمق بحمقه يصنع فظائع أشد مما يصنع الفاجر بفجوره }

وقال الإمام علي (ع) { وَرُبَّ عالمٍ قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه }

ليت فقيهنا قتله جهله ؟ فلقد قتلنا بجهله وقتل شعوبنا ودولنا بجهله وحمقه ( كالخامنئي وحسن نصر الله ) أستطيع القول بيقين وإطمئنان كاملين تامين بأنَّ دين الإسلام قد تم تزويره وتحريفه منذ قرون على أيدي فقهاء الدين ؛ وأحزاب الدين ؛ كما حُرِّفْتْ سائر الأديان السماوية السابقة بروايات عجيبة غريبة مريبة وبتفسيرات تستند إليها [ وفتاوى جاهزة وأحكام شرعية مُعَلٌَبَة ] مستحيل معها أن نعرف مدخل الطريق نحو العدالة ، وسبيل الدولة العادلة ، وأن نذوق حلاوتها !!!!.

فتاوى وشريعة مستحيل أن تصنع مجتمعا راشداً ورشيداً بأدمغة نظيفة من تقديس غير المقدس تؤمن بمبادئ حقوق الإنسان وبقوانين العدالة الإنسانية .

 

من البصرة إلى إدلب: برّا.. برّا!

أسعد حيدر/المستقبل/11 أيلول/18

ما الذي يجمع بين 11 أيلول 2001، والبصرة وإدلب؟

بالمبدأ لا شيء. في الواقع والوقائع الكثير من النقاط المُشتركة والنتائج الدامية.

في 11 أيلول 2001، وقعت جريمة الاعتداء الإرهابي على نيويورك ليبدأ عالم جديد كل شيء فيه مُعمّد بالدماء. رغم الفراق الجغرافي والزمني ما زالت الأحداث متصلة وكأنها تحدث لتصوغ عالماً آخر لم يتشكل نهائياً. الولايات المتحدة الأميركية، أرادت الانتقام وإلحاق الهزيمة بالذين أصابوها في قلبها، كما حصل في بيرل هاربر. في اليابان ثأرت بعد أن استعملت القنبلة النووية. في الثانية «حرب الظلال»، ما زالت مستمرة من دون حسم. الأخطر أنها فتحت الأبواب على «جهنم» الإرهاب. كان العالم يعيش على وقع إرهاب «القاعدة»، أصبح يعيش على وقع حروب يبدو فيه إرهاب «القاعدة»، مجرد تمرين دموي صغير لما حدث منذ ذلك اليوم الأسود. البصرة، بدأت الكارثة منذ اعتبرت واشنطن أن «الثأر» يمكن أن يتحقق في غزو العراق وإسقاط صدّام حسين. الخلل وقع، مع تدمير الهيكل وتركه أرضاً مكشوفة لكل «الذئاب». كان يجب أن يسقط صدّام حسين، رغم عدم مسؤوليته عن 11 أيلول. لكن ما حصل هو التخلي عن الشعب العراقي وكأنّه المذنب لأنه «أنجب» صدّام حسين. رغم أنه عانى منه كثيراً، وبسببه أكثر. لم يهتم الأميركيون بوقائع الجغرافيا والتاريخ، فأنتجوا عراقاً مفتوحاً على كل شيء سوى الاستقرار والبناء.

كانت البصرة، «بوابة» الجنوب العراقي. أثناء الحرب مع إيران، رفضت أن تنحاز إلى مذهبيتها مثل معظم الشيعة العراقيين. وقفت صامدة في وجه الإيرانيين ولم تستسلم، ليس حباً بصدّام حسين ولا كرهاً للإيرانيين وإنما التزاماً بالوطن العراقي، وبعراقيّتهم المزروعة في عقولهم وقلوبهم. وبدلاً من أن تأخذ البصرة التعويض عن خسائرها أثناء الصمود وقعت ضحية لعملية أقل ما يُقال فيها الثأر والتدمير.

كان باستطاعة إيران بعد أن دخلت العراق من الجنوب العراقي، وبعد أن أسقط الأميركيون صدّام حسين، أن يحوّلوا هذا الجنوب إلى «بوابة خضراء» لأخوة تاريخية تتجاوز الثأر والإلغاء. ما حصل بعد أن احتل الأميركيون العراق تحت شعار تحريره من صدّام حسين، عرّوا العراق وسلّموه لُقمة سائغة للإيرانيين. الأميركيون نهبوا العراق. والإيرانيون عمدوا إلى تفكيك بنيته الجغرافية والاجتماعية بحيث يصبح العراق أرضاً محروقة، وشعباً مفككاً مليئاً بالأمراض المذهبية والكثير من الخرافات، حتى أن العراق الذي كان يتقدم على كل دول المنطقة بالتعليم والعلم، عاد عقوداً عديدة إلى الوراء. فرض الأميركيون على العراقيين حصاراً منع فيه عليهم أقلام الرصاص خوفاً من أن تتحول إلى سلاح بيدهم. وحرموا من الاستشفاء والأدوية، فماتوا بالآلاف. وجاء الإيرانيون فشاركوا في شفط النفط مع السارقين من عملائهم وحرموه من مليارات إعادة البناء والتنمية، حتى وصل الأمر إلى أن يتسمّم 30 ألف عراقي في البصرة بالمياه الملوّثة. جفّف الإيرانيون الأنهار التي تخترق الجنوب، فأساءوا إلى العراق وإلى أنفسهم، إلى درجة أن عواصف الغبار القاتلة أصبحت متواصلة بدلاً من أن تكون حدثاً استثنائياً. كارثة البصرة ليست يتيمة، فقد أصابت مدناً غيرها.

انتفاضة البصرة، ليست عابرة. قد تتوقف وقد يجري اغتيال بعض الناشطين فيها. لكن الأهم أن شيئاً ما قد ولّد على أرض العراق وهو أن العراق للعراقيين. لا الجنرال قاسم سليماني، ولا بريت ماكغورك وقبلهما بول بريمر، سيستمرّون في حكم العراق أو صياغته على مقاسهم. العراق للعراقيين.

البداية في هذا التحوّل، في تشكيل حكومة رئيسها مدين للعراقيين وليس أسيراً للإيرانيين ولا الأميركيين. قد يبدو هذا صعباً حالياً لكنه لاحقاً ليس مستحيلاً. المهم أن تتمدّد روح البصرة إلى أرجاء العراق، وأن يؤمن كل الشيعة أن خلاصهم من خلاص العراق. وأن يدرك الأكراد، أن العراق يحميهم إذا حَموه. وأنهم مهما قدّمت لهم الوعود، فإنها في لحظة معيّنة تتحوّل إلى «سكين» في ظهرهم. لقد حصل ذلك مراراً وتكراراً ولم يتعلموا، عسى الآن أن يكونوا قد حفظوا «الدرس». في أساس ذلك أنهم وإن كانوا يستحقون «وطناً»، إلا أن الجغرافيا قطعت أوصالهم، وأن حليفهم اليوم عدوّهم غداً خصوصاً إذا تضاربت جغرافيته القائمة بجغرافيتهم الطموحة. أما إدلب، التي تقف الآن على شفير تحوّلها إلى أكبر كارثة إنسانية قبل أن تكون سياسية، فإن «القتلة» عديدون. لا أحد بريء من دماء السوريين. الجميع شركاء في الجريمة. أما في إدلب، فإن «السكّين» الروسية – الإيرانية تبقى في المقدمة. «القيصر» بوتين يريد الانتهاء من إدلب ليتفرّغ لهمومه في أوكرانيا وفي مواجهة المقاطعة الأميركية – الأوروبية. لا يهم بوتين عدد القتلى، بالنسبة له ما يحدث ليس أكبر ولا أصغر مما حصل في الشيشان. المهم أن يحقّق الفوز ويتقدم سريعاً في مسار الثنائية الدولية مع الولايات المتحدة قبل أن تصبح الصين منافساً من الصعب مواجهته.

أما «الوليّ الفقيه» آية الله علي خامنئي، فإنه يريد وضع يده على سوريا عبر بشار الأسد وباسم المقاومة ودعم المقاومة. لم يعد يهمّ «الوليّ الفقيه» الخسائر في الإنسان والحجر، المهم الفوز وتنفيذ استراتيجيته في الدفاع عن إيران بعيداً عن حدود إيران.

سقوط إدلب لن يكون نهاية للحرب في سوريا. سوريا أصبحت منذ سنوات أرضاً مفتوحة لتناسل الحروب. ولا شك أنه ستكون لسوريا «بصرة» يهتف فيها المتظاهرون: «سوريا للسوريين. برّا برّا»!

 

البصرة إذ تمتحن العراق... وإيران معاً

نديم قطيش/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

لا يسمح العراق باستنتاجات سياسية سريعة، لا في البصرة ولا في غيرها. إحراق القنصلية الإيرانية في المدينة الشيعية الأكبر، وإحراق مقار الميليشيات الموالية لإيران، له معانيه الاحتجاجية على إيران بلا شك، بوصفها الوصي السياسي على جزء كبير من المشهد الشيعي السياسي في العراق. وهو احتجاج يثبت بلا أدنى شك فشل إيران في أن تكون جزءاً من أي إنجاز ثابت ومستقر في العراق، أو جزءاً من أي نجاح للشيعية السياسية التي رعتها في هذا البلد. لكن لا ينبغي التغافل عن أن المحتجين كادوا يحرقوا أيضاً القنصلية الأميركية لولا الإجراءات الأمنية المانعة، ما يعطي التطورات معاني تتجاوز الموقف من إيران حصراً.

فجذر الاحتجاج الشعبي في البصرة، أسبابه حياتية ومعيشية أولاً وقبل كل شيء، تجلت أخيراً في مياه شرب قاتلة تُدخل أكثر من 1200 حالة تسمم إلى المستشفيات يومياً.

وهو تطور شعبي هز عموم البيئة السياسية الشيعية في العراق بكامل أطيافها كونه بدا قابلاً للتمدد إلى محافظات ومدن أخرى والتحول إلى انتفاضة شاملة في مواجهة عموم الطبقة السياسية. والحال، دُفعت كل المكونات الشيعية إلى إعادة حساباتها وخلط أوراقها مجدداً، وإعادة التموضع والتحالفات في معركة تشكيل الحكومة. المفارقة أن مشهد البصرة الذي بدا في الإعلام موجهاً ضد إيران، شكل فرصة للتقارب بين رجل إيران في العراق، هادي العامري، زعيم كتلة «الفتح» البرلمانية ورئيس ميليشيا منظمة بدر، ومقتدى الصدر زعيم كتلة «سائرون»، الأكبر في البرلمان العراقي، والحليف «السابق» لرئيس الوزراء حيدر العبادي والسياسي العراقي الذي يحاول بناء هوية وطنية عراقية مستقلة تحديداً عن إيران. قبل أحداث البصرة كان تحالف الصدر والعبادي وعمار الحكيم وإياد علاوي، يسعى لأن يستمر العبادي رئيساً للحكومة الجديدة، لينقلب الصدر باتجاه معاكس تماماً، بادئاً البحث عن تفاهمات مع جماعة إيران.

ما الذي حصل؟

بالنسبة للصدر، ما كان ممكناً تحييد العبادي عن كونه أحد المسؤولين عن الفشل المشكو منه في البصرة، من موقعه كرئيس للحكومة، وكان لا بد من تقديمه كبش فداء بغية ضبط الشارع وإدارة الكتلة الغاضبة. وما سهل الاتجاه (غير النهائي) للتضحية بالعبادي أنه لم ينجح في الحفاظ على كتلته المنتخبة، والتي عانت من انسحابات واستقالات أضعفتها وأضعفت معها الجبهة التي يراهن الصدر عليها. كان آخر التشققات الجدية في كتلة العبادي، خروج مستشار الأمن القومي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض منها، ما دفع العبادي لإقالته من رئاسة الحشد ومحاولة عرقلة طموحه لتولي منصب رئاسة الوزراء. كما أن العبادي، من وجهة نظر الصدر، بالغ في الالتصاق بالموقف الأميركي في العراق، وكان آخر مواقفه الإعلان عن التزام بغداد بتطبيق العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران. بهذا المعنى يبدو الصدر أقرب للتخلي عن العبادي، في لحظة ضعف الأخير، متلقفاً في المقابل إقبال حلفاء إيران عليه، واستعدادهم لقبول تصوره للحكومة المقبلة. ففي أول رد فعل على المظاهرات الصادمة لإيران في البصرة، بعث العامري برسالة للصدر قال فيها إنه «مستعد لاعتماد شروط المرجعية في تسمية رئيس الوزراء المقبل، وسحب ترشيحه مقابل عقد اتفاق بين «الفتح» (العامري) و«سائرون» (الصدر) يفضي لتسمية مرشح تنطبق عليه شروط المرجعية». بالطبع تسعى إيران لتحويل أزمة البصرة إلى فرصة. فهي تغري الصدر بالتجاوب مع مشروعه للحكومة المقبلة وشروط المرجعية لتشكيلها من «غير المجربين» وممن هم خارج دائرة التحاصص الحزبي، مقابل أن تنتهي كلياً من حيدر العبادي.

في المقابل يسعى الصدر لانتزاع مساحة استقلال أكبر عن إيران في الحكومة العراقية وفي سدة رئاستها. ففي مقابل مساعدة أحزاب إيران على امتصاص صدمة البصرة، قد ينجح في إيصال من يريد إلى رئاسة الحكومة، وهذه نتيجة عظيمة بالنسبة له ولو كان ثمنها التضحية بالعبادي.

مناورة الصدر بالغة الخطورة، فيما لو ضحى بالعبادي ولم ينتزع الحد الأقصى من شروطه لتشكيل الحكومة، وهي الابتعاد عن منطق المحاصصة الحزبية والفساد في تشكيل الحكومة، واختيار شخصية لرئاستها من خارج النادي السياسي التقليدي منذ 2003. فشل المناورة سيحولها إلى فرصة لإيران لالتقاط أنفاسها وتحسين موقفها وموقعها في العراق، بعد تراجعات متتالية أصابتها منذ خروج رئيس الحكومة السابق نوري المالكي من الحكم وحتى الآن. وهنا ملاحظة لافتة، تنسجم مع واقع أن التناقضات ليست جديدة على تجربة الصدر. فشروطه وشروط المرجعية الشيعية، السيد علي السيستاني، لرئاسة الحكومة، لا تنطبق على العبادي، وهو الحزبي في حزب الدعوة والسياسي غير التكنوقراطي وأحد أبناء النادي المُجرب، فكيف كانت الأمور قبل البصرة تسير باتجاه إعادة ترشيحه؟ هل كان الصدر يضمر منذ البداية إطاحة العبادي لصالح مشروع حكومة جديدة شكلاً ومضموناً تنقذ العراق، وتأخذه نحو مسارات جديدة بالتفاهم مع المرجعية وربما أبعد؟ كل جواب متسرع عن هذا السؤال هو جواب خاطئ بالضرورة. امتحان البصرة وما بعدها سيحمل الجواب..

 

احتجاجات البصرة وأذرع الملالي

يوسف الديني/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

لا يمكن قراءة اتهام مستشار المرشد الإيراني، العميد حسين دهقان، للسعودية بـ«التحريض» ضد طهران في البصرة، وأن ثمة «فتنة كبيرة» تقودها السعودية، إلا بكثير من السخرية والابتهاج. وأعتقد أنه يجب أن تقرأ ضمن تأثيرات السعودية الإيجابية في المنطقة، خصوصاً على المستوى السياسي الخارجي، والتحولات الداخلية المهمة والعميقة، سواء في القطيعة مع التطرف من جهة، والانفتاح على العالم والمشاريع التنموية، والتأكيد على الاستثمار في الإنسان السعودي قبل أي شيء. كما أن التأثيرات السعودية هي تعميم مسألتين على المستوى الخارجي: الأول أهمية وفضيلة الاستقرار السياسي، والحفاظ على مكون ومنطق الدولة؛ والثاني تعميم سياسة الاعتدال على مستوى التعامل مع القضايا الإقليمية، والنموذج الداخلي والخارجي هو مشروع مضاد لمشروع إيران، والدول التي تسير في ركبها، أو المنظمات والأذرع التي تعمل عبر توجيهها، كـ«حزب الله» والحوثيين، فهي تنظيمات ضد الاستقرار، وآخر ذلك تقويض الحالة اللبنانية بسبب تعنت «حزب الله»، أو ما يفعله الحوثيون من تجريف الحالة اليمنية، وتأخير حلها، وآخرها ما حدث من عبث تجاه مفاوضات جنيف.

ما يحدث في البصرة من احتجاجات، بلغت ذروتها بخطاب القطيعة مع ملالي طهران من خلال رمزية استهداف القنصلية في المدينة، هو الذي استدعى تصريح الخارجية الإيرانية، ومطالبة الرعايا بمغادرة المدينة، بل والتصريح بأنه عمل وحشي وهمجي. ورغم هذه التأثيرات السياسية، فإنه يجب ألا تتم قراءته فقط سياسياً، ولا حصره بالحالة العراقية فحسب، بل يجب التفكير فيه في إيران ولبنان واليمن، وكل الدول التي مستها أذرع الملالي بسوء، حين لعبت على تصدير الثورة، وإعادة تأسيس الدولة على هويّة ودوافع آيديولوجية، برافعة التشيع السياسي لا الديني، ليأتِ ذلك كله على حساب الدولة والتنمية، وتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم للناس الذين لن يلتفتوا إلى الآيديولوجيا إذا بلغت الأوضاع حال القاع، فسؤال الخبز كثيراً ما ينتصر على أجوبة الآيديولوجيا، وهو ما شهدناه في أكثر من موقع. أسئلة الخبز اليوم لا تقف عند التناول الماركسي أو اليساري، الذي لم يتطور وتحول إلى آيديولوجيا متكلسة، فالمسألة باتت اليوم هي رغبة الإنسان المعولم الحديث في العيش وفق إطار مدني وحضاري، مبني على احترام نوازعه الجديدة: الخدمات، وعيش الرفاه، وتحسين الأوضاع. تطورت أسئلة الخبز اليوم، شكلاً ومضموناً، وأصبحت مرتبطة بوضعية العيش الكريم، وليس شعارات الآيديولوجيا التي ما عادت تخضع المواطنين، حتى البسطاء منهم، بسبب أن مصادر التلقي للشارع العربي لم تعد القنوات الرسمية، أو خطابات الزعماء التمجيدية؛ أصبح الناس، خصوصاً أن أغلب الأجيال الجديدة في البلدان العربية من جيل الشباب، مرتبطين بقيم العولمة، سواء في متابعة الإعلام أو الميل إلى الفردانية والعيش الكريم والاستقرار. كما أنه يدرك مفاهيم تحسين الأوضاع الاقتصادية، والمنافسة في سوق المال، والتفاصيل الاقتصادية، وكل ما يستلزم لمعالجة الآثار المترتبة على الفقر المدقع، وانتشار الأمية والجريمة، وأن الآيديولوجيا أو القناعات المتطرفة دينياً أو سياسياً لن تحل هذه التحديات، فالقطيعة مع الإسلام السياسي الشيعي المتطرف هو نتيجة حتمية سيصل إليها عقلاء المجتمعات الشيعية، كما هو الحال مع انهيار مشروع الإسلام السياسي السني.

خلاصة القول: إن التحرير الاقتصادي يجب أن يسبق الإصلاح المفاهيمي، والتخلص من الشعارات والطائفية المنكفئة على الذات والمعادية للعالم. وعلى المستوى الاقتصادي، فإن ذلك الانفتاح أيضاً مهم جداً على مستوى الخصخصة والإصلاحات الاقتصادية المتوازنة.

هناك موجة ثانية من الربيع العربي، لكنها ليست ذات مضامين سياسية، بل اقتصادية متصلة بالرفاه والخدمات. وأعتقد أن تقييم تجربة الربيع العربي بالثورة السياسية هو محل جدل ونظر، وبحاجة إلى تأمل وقراءة عميقة، فالخطابات الاحتجاجية التي تطورت لاحقاً إلى تمرد الشارع لم تكن بسبب أوضاع اقتصادية، فالجماهير العريضة في مجملها هي من الطبقة الوسطى الصاعدة، بينما كان قلق وخوف الطبقات المهمشة والمسحوقة اقتصادياً أكبر، ولأنها تشعر بالذعر من مجرد التغيير، كانت الإشكالية هي في الأداء العام للدولة، ونقد للممارسة السياسية التي هي شكلانية ديمقراطية تخفي تحتها عيوباً كبيرة، من حكم النخب الضيقة، والفساد المستشري والمحسوبيات، إضافة إلى أن تلك الدول لم تقدم تجارب اقتصادية ناجحة، كما هو الحال في التجربة الصينية التي تحاول النجاح اقتصادياً، دون أي تطور على مستوى الخطاب السياسي، وهو ما لم يحدث في دول الثورات. بمعنى آخر، لم تقم بتحرير السوق، واستقدام الشركات الأجنبية؛ كان أداءً جيداً، وإن كانت العوائد لا تجد طريقها إلى الناس. الغضب العربي إذن كان في اعتقاد الشعوب أنها تدار من قبل حكومات غير جيدة أكثر من كونه مرتبطاً بالأداء الاقتصادي التفصيلي، أو حتى نقد المفاهيم السياسية. احتجاجات البصرة، وكل الاحتجاجات في عالم اليوم، موضوعية، فهناك أسباب على الأرض تدفع الناس للغضب، لكن تتحول هذه الاحتجاجات إلى مشاريع انقلابية حين يتم تسيسها كخطاب تقويضي للدولة، أو استغلالها وقمعها من قبل خطابات مضادة، أو التمييز المناطقي أو الجهوي. ينبغي على إيران أن تكف عن نشر الفتن في المنطقة، وأن تهتم بأحوال مواطنيها الذين جوعتهم من أجل أهداف بائسة خارجية، وأن تكون مثل السعودية في تجربتها في الحياد مع مواطنيها. وأذكر هنا مثالاً صارخاً: بعد أن قامت الدولة بإزالة أوكار الإرهاب وسط بلدة العوامية، بمحافظة القطيف، شرق السعودية، تمت إزالة 488 وحدة سكنية متفاوتة المساحات، وتعويض أهلها بمبالغ كبيرة لهدف يتصل بخدمتهم، عبر تطوير الحي ومواكبته للتنمية، بعد أن استغلته بعض المجموعات المتطرفة لتجنيد الشبان الصغار. ما يحدث في البصرة لم يكن سوى انتفاضة الخبز مقابل الآيديولوجيا، بعد أن كان سؤال الخبز في فترات تاريخية يطرح ضد سؤال الحرية.

 

الهجوم على إدلب والموقف الأميركي

لينا الخطيب/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

لم يكن من المتوقع أن يغير الاجتماع الروسي - الإيراني - التركي الذي تم يوم الجمعة الماضي من الخطة الروسية - السورية لشن هجوم على إدلب، بل وأبرز تبعية تركيا لروسيا وإيران بشأن سوريا. مع بدء روسيا والنظام قصفهما إدلب يبدو أن كثيراً من صانعي السياسة الدوليين يتخذون الموقف بأنه لا يمكن فعل شيء حيال ذلك. لكن هذا النوع من التفكير قصير النظر. طوال مدة الصراع السوري، كان العمل العسكري من قبل الجهات المؤيدة للنظام غالباً ما يسبق التفكير في المناورة السياسية من الغرب والأمم المتحدة. ولذا غالباً ما انتهت المكاسب العسكرية لجانب النظام إلى جعل المفاوضات السياسية عديمة الجدوى. أدخل هذا سوريا إلى حلقة مفرغة من العنف والمآزق السياسية. لكن الولايات المتحدة بعيدة كل البعد عن كونها عاجزة فيما يتعلق بمصير إدلب وسوريا ككل. فهي لا تزال لديها القدرة على الدخول في دبلوماسية مستهدفة مع تركيا وروسيا. لا تحمل الحالة المحيطة بمعركة إدلب علامات مشجعة. بدأ صناع القرار السياسي في جميع أنحاء العالم النظر إلى الصراع في سوريا من منظور الاستقرار وعودة اللاجئين أو من منظور استخدام الأسلحة الكيماوية مقابل الأسلحة التقليدية. فقد حذرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي وكذلك الرئيس دونالد ترمب النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم إدلب.

هذا التحذير مناسب لأن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية باستمرار على مدى العامين الماضيين في المراحل الأخيرة من حملاته العسكرية لاستعادة المناطق من المعارضة. وعلى الرغم من أن هايلي أدلت بتصريحات لاحقة لمحت أيضاً إلى استخدام الأسلحة التقليدية ضد المدنيين، فإن موقف الغرب بشكل عام يحمل تنبؤاً غير مباشر بأن النظام سيكون قادراً على استئناف السيطرة على بقية سوريا. هذا موقف يزيد من تهميش الاهتمام بمسألة التغيير السياسي التي تم تجاهلها إلى حد كبير في دوائر السياسة الدولية.

وبدلاً من ذلك، يركز اللاعبون الدوليون المختلفون على اهتماماتهم ومخاوفهم المباشرة التي تصب في مصلحة روسيا والنظام. بالنسبة لبعض الحكومات مثل اليابان والصين، فإن المرحلة التالية في الأزمة السورية بعد إدلب ستكون مرحلة الاستقرار في ظل بشار الأسد، وهي تحضر نفسها للاستفادة من المشاريع المتوقعة لتقديم الخدمات مثل الكهرباء والمياه من خلال توفير الخبرات والاستثمار في مشاريع البنية التحتية. بالنسبة للحكومات الأخرى مثل الحكومات الأوروبية وتركيا، فإن مصدر القلق الرئيسي هو منع مزيد من اللاجئين من عبور حدودها. هذا يحمل قبولاً ضمناً بأي ترتيبات من شأنها أن تبقي السوريين داخل سوريا وكذلك في الأردن ولبنان. كما صرح البلدان الأخيران بأنهما لا يمكنهما استيعاب أي لاجئين سوريين آخرين. وبالتالي فإن الهجوم الشامل على إدلب سيكون ضد جميع مصالح تلك البلدان. يدرك النظام السوري وحلفاؤه بشكل كبير المخاوف التي عبر عنها جيران سوريا والدول الأوروبية والمصالح الاقتصادية للدول الأخرى. وهذا يعطي دمشق وموسكو وكذلك طهران اليد العليا في معركة إدلب: إذا رغبوا في ذلك يمكنهم تشغيل صنبور اللاجئين للضغط على الغرب وتركيا. كما يمكنهم استخدام أي تدمير مادي لإضافته إلى المشاريع التي قام اللاعبون الأجانب الذين يرغبون في الاستثمار في البنية التحتية السورية بصفها. لذلك فإن الهجوم على إدلب يفيد النظام وروسيا، ليس فقط من حيث السيطرة السياسية، ولكن أيضاً من الناحية الاقتصادية. لكن تبقى هناك فرص يمكن للولايات المتحدة على وجه الخصوص الاستفادة منها. في حين يبدو أن الولايات المتحدة بعيدة إلى حد كبير عن الهجوم على إدلب، فإن تصرفاتها على الأرض تظهر عدم الرغبة في تسليم سوريا إلى النظام بالجملة. وعلى عكس الدول الأوروبية، فإن الولايات المتحدة بعيدة جغرافياً عن سوريا ولا تتأثر بتدفق اللاجئين بالنسبة نفسها، وبالتالي يمكنها استخدام نهج مختلف للتعامل مع الهجوم على إدلب من أوروبا. إن الضغط الذي تفرضه الولايات المتحدة على القوات السورية الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد لوقف تداول النفط مع النظام السوري، هو مثال على ذلك. إن هذا الإجراء سيقطع شوطاً طويلاً نحو تهدئة المخاوف التركية بشأن استفادة الأكراد من حملة إدلب لزيادة نطاق نفوذهم الجغرافي على أساس أن الحملة تهدف، حسب النظامين السوري والروسي، إلى استهداف «داعش» و«هيئة تحرير الشام»، اللذين يحاربهما الأكراد. هذا التحرك من قبل الولايات المتحدة يرسل أيضاً إشارة إلى الأسد بأن استعادته السيطرة على المناطق الكردية لن يكون أمراً محسوماً.

تحتاج الولايات المتحدة إلى الحفاظ على هذا النهج الاستباقي إذا كانت ستستعيد تركيا إلى جانبها. فتركيا أعربت عن خيبة أملها إزاء ما اعتبرته عدم دعم الولايات المتحدة في أعقاب محاولة الانقلاب ضد الرئيس إردوغان قبل عامين، التي جاءت موازية لاعتماد الولايات المتحدة على الأكراد السوريين والعراقيين في القتال ضد «داعش». لطالما نظرت تركيا إلى الصراع السوري بشكل رئيسي من خلال منظور القضية الكردية، ولن تسعى إلى أي تقارب مع الأكراد أو تقبل نتائج أي تسوية للصراع السوري دون أن تشهد أولاً دليلاً على العودة إلى المدار الأميركي. بعبارة أخرى، على عكس ما يظنه كثير من صانعي السياسة الغربيين، يجب على الغرب ألا ينتظر لرؤية ما ستفعله تركيا بشأن الأكراد قبل صياغة سياسات للتعامل مع تركيا بشأن سوريا. إن تقديم الغرب تطمينات، خصوصاً أميركية، لتركيا ستمكنها من مد «غصن الزيتون» إلى الأكراد. إذا تم زرع بذور التقارب الكردي - التركي فهذا سوف يقلل إلى حد كبير من درجة التسوية التركية للمصالح الروسية والإيرانية. وهذا بدوره يقلل من المكاسب المحتملة للبلدين الأخيرين في معركة إدلب. يجب على الولايات المتحدة أن تأخذ المثال المذكور أعلاه في مقاربتها للحالة في إدلب بشكل عام: بدلاً من انتظار النظام وروسيا لتهيئة المشهد لسوريا بعد إدلب، يجب على الولايات المتحدة العمل على تقليل المكاسب المتوقعة من مهاجمة إدلب للنظام ومؤيديه. وهذا يعني بالإضافة إلى القضية التركية - الكردية العمل مع دول مثل اليابان والصين لضمان تطبيق الشروط على أي عقود اقتصادية مع الدولة السورية ودعم الدول الأوروبية والدول المجاورة في تعاملها مع اللاجئين، والأهم من ذلك المشاركة مباشرة مع روسيا لإحياء العملية السياسية التي توسطت فيها الأمم المتحدة. مع وجود كثير من المخاوف من التداعيات المباشرة لمعركة إدلب، هناك خطر من أن صانعي السياسة الغربيين ما زالوا ينظرون فقط إلى الآثار قصيرة المدى، بينما يتجاهلون المشهد العام. في حين أن الولايات المتحدة قد تأخرت بالفعل في إنقاذ سوريا من عواقب الصراع، إلا أنها تستطيع العمل لمنع حدوث مزيد من الضرر.

 

مستقبل الإرهاب

بيتر بيرغن/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

بينما تقرأ هذا المقال، يحتفل تنظيم «القاعدة» بعيد ميلاده الـ30. وتبعاً لسجلات الاجتماع التأسيسي للتنظيم التي عثر عليها في البوسنة عام 2002، التقى أسامة بن لادن وسبعة رجال آخرين في بيشاور بباكستان، على مدار عدة أيام في أغسطس (آب) 1988، لمناقشة تأسيس «القاعدة».

وكان جميع الرجال الذين اجتمعوا لمناقشة تأسيس «القاعدة» قد شاركوا في الجهاد ضد السوفيات في أفغانستان. ومع انحسار الحرب ظهرت بداخلهم الرغبة في نقل الحرب المقدسة إلى ساحات أخرى. واتسم البيان التأسيسي الذي أصدروه فيما يتعلق بـ«القاعدة» بالغموض والفخامة. وأشار البيان إلى أن التنظيم سيكون «فصيلاً إسلامياً منظماً، هدفه إعلاء كلمة الله ونصرة دينه». وأشارت الوثائق التأسيسية للتنظيم الإرهابي، إلى أن «عمل (القاعدة) بدأ في 10 سبتمبر (أيلول) 1988 بمجموعة تتكون من 15 أخاً». وبعد مرور ثلاثة عقود، لا تزال «القاعدة» مستمرة في إرهابها. ومع أن التنظيم لا يبدو أنه قادر اليوم على تنفيذ هجمات ضخمة ضد الولايات المتحدة على غرار هجمات 11 سبتمبر، فإن «القاعدة» والجماعات الموالية لها لا يزال لها وجود داخل أفغانستان وشمال أفريقيا وباكستان وسوريا واليمن. وتعتبر العقود الثلاثة فترة طويلة بالنسبة لبقاء جماعة إرهابية على قيد الحياة؛ خاصة جماعة تتعرض لهجمات مستمرة وقاسية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. ومع هذا نجحت «القاعدة» في البقاء، ويبدو أنها تعد حمزة بن لادن، أحد أبناء أسامة، ليكون الزعيم القادم للجماعة. جدير بالذكر أن حمزة (وهو في أواخر العشرينات من عمره) ظهر خلال العامين الماضيين في عدد من الفيديوهات الدعائية لـ«القاعدة». من ناحيته، يضفي حمزة بن لادن وجهاً أكثر شباباً على «القاعدة»، عن زعيمها الحالي المصري الدكتور أيمن الظواهري، وهو في أواخر الستينات من عمره.

بعد الغزو الأميركي للعراق، خرج تنظيم «القاعدة في العراق» من رحم التنظيم الأصلي، وبعد عقد تحول إلى تنظيم داعش. وفي ذروة قوته، سيطر «داعش» على أراض في حجم المملكة المتحدة، وعدد سكان يكافئون سكان سويسرا. إلا أن هذا كله تقريباً تلاشى الآن. واليوم لم تعد رايات «داعش» السوداء ترفرف فوق أي مدينة عراقية. وداخل سوريا يسيطر «داعش» على مساحات صغيرة من الأراضي. وتعتبر خسارة الأراضي التي كان يسيطر عليها في وقت مضى، صفعة قوية لـ«داعش»، الذي ادعى أنه أقام دولة خلافة حقيقية على الأرض. وفي ذروة قوته اجتذب «داعش» إليه 1500 مقاتل أجنبي، سافروا للانضمام إلى صفوفه كل شهر من مختلف جنبات العالم، وجاء الآلاف منهم من الغرب. أما اليوم، فيقترب تدفق المقاتلين الأجانب على «داعش» من صفر؛ لأنه لا أحد يرغب في الانضمام إلى فريق خاسر. بالتأكيد لا يزال بمقدور «داعش» إلهام هجمات في شتى أنحاء العالم، مثلما فعل في أكتوبر (تشرين الأول)، عندما اقتحم سيف الله سايبوف بسيارته حشداً من الناس في أحد الشوارع المزدحمة في حي مانهاتن، وتسبب في مقتل ثمانية أشخاص. إلا أن هذا الهجوم لا يقارن بالهجمات الضخمة التي دبرها ووجه إليها «داعش» في باريس، في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، عندما قتل 130 شخصاً.

اليوم تحول «داعش» إلى مجرد صورة باهتة لما كان عليه ذات يوم. ومع ذلك فإنه يشكل عرضاً لمشكلات أعمق داخل الشرق الأوسط وأوروبا، وهي مشكلات لم تختف، ومن المحتمل أن تمهد الساحة أمام ظهور وليد جديد على غرار «داعش» في المستقبل. وتتضمن هذه المشكلات العميقة، حروب المنطقة التي تسببت في تفاقم التوترات بين الدول الخليجية وإيران. تجدر الإشارة هنا إلى أنه من رحم الحرب الأهلية السورية ظهر «داعش» للمرة الأولى. وأضف إلى ذلك انهيار الحكومات في دول مثل ليبيا واليمن، وظهور جماعات مثل «داعش» في دول مسلمة ضعيفة. وازداد الوضع تعقيداً بسبب استمرار ضعف اقتصادات عربية، الذي أدى إلى موجة غير مسبوقة من هجرة المسلمين إلى أوروبا. وغالباً لا يندمج المهاجرون المسلمون بصورة جيدة داخل الدول الأوروبية، ويخلق هذا بدوره بداخل بعض الشباب المسلم مشاعر اغتراب تدفعهم باتجاه الحركات الجهادية المسلحة. وازداد هذا الشعور بالاغتراب بسبب صعود أحزاب أوروبية قومية متطرفة كانت مهمشة في وقت مضى على الساحة السياسية الأوروبية؛ لكنها أصبحت قوى سياسية مهمة اليوم، ولها شعبية غير قليلة نتيجة مواقفها القوية المعادية للهجرة. ومن المحتمل أن يخلق هذا المزيج من العوامل موجة إرهابية جهادية جديدة، ربما لا تكون في قوة «داعش»؛ لكنها سوف تظل مشكلة داخل الشرق الأوسط وأوروبا على امتداد المستقبل المنظور. ومن المعتقد أن الجماعات الجهادية في المستقبل ستتبع نهج «داعش» فيما يخص حشد الأنصار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتجنيد النساء، وإلهام هجمات في الغرب. وسوف تضيف الجماعات المستقبلية إلى تكتيكات الدهس بالسيارات التي يكاد يكون من المستحيل منعها. وسوف تشن هجمات باستخدام قنابل مصنوعة من بيروكسيد الهيدروجين، وهي مادة متوفرة ومن السهل الحصول عليها، كما ستستخدم طائرات من دون طيار مسلحة، والتي يصعب التصدي لها.

* نائب رئيس مؤسسة «أميركا الجديدة». ألَّف سبعة كتب عن الحرب في أفغانستان. خبير «سي إن إن» في مكافحة الإرهاب. أول صحافي غربي يلتقي بن لادن في تورا بورا.

 

فيلسوف الفنادق

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

أعيد افتتاح «لوتيسيا» أحد أقدم فنادق باريس وأعرقها، بعد أربع سنوات من الإصلاحات والتحديث. وفيما كثرت وانتشرت فنادق باريس الكبرى على الضفة اليمنى، كان «لوتيسيا» الفندق الأول على الضفة اليسرى، يؤمّه أدباء فرنسا وحملة نوبل، وكبار الفنانين وبينهم بيكاسو.

وكان لكل أديب وفنان حكاياته مع الفندق وردهاته، كما لمعظم مقاهي الضفة اليسرى ومنها مربع السان جيرمان، أشهر مرابع المفكرين. غير أن «لوتيسيا» تميّز، خلافاً للعناوين الأخرى، باسم عربي مثير للجدل في حياته وفي مماته. أثار الجدل حول نفسه وحول زملائه وحول أصدقائه، على قلتهم، وحول أقاربه وحول كل من مرّ به. ليس لأنه كان كبير الفلاسفة العرب، كما وصفه تلميذه أنيس منصور، بل لأنه كان طبعاً جياشاً وروحاً قلقة ونفساً تائهة وقاربا ثقافياً مبحراً في أمواج المعرفة وأعاصيرها. وبعكس أهل العلم وأعلام الأكاديميا، كان مغروراً ومتغطرساً، ولا يقبل النقاش. أحب مصر لكنه هجرها لم يطق الحياة فيها. وجاء إلى فندق لوتيسيا يعيش نحو ثلاثين عاماً في غرفة صغيرة، تنازعه عليها الكتب، ولا يبقى له منها سوى حافة السرير ومكان الوسادة. وفي هذه الغرفة استكمل عشرات الكتب التي ألّفها، بمذكرات من ثلاثة أجزاء، ضمنها غضبه من البلدان التي درس في جامعاتها، مثل ليبيا ولبنان، والأساتذة الذين عمل معهم، والعمداء الذين لم يحترم كفاءاتهم، والتلامذة الذين لم يروقوا له. ولم تتردد الجماهيرية الشعبية في إرسال الفيلسوف إلى السجن بسبب وشاية من أحد زملائه بأنه غير معجب بالفكر الأخضر. اختصرت سيدتنا ومعلمتنا سناء البيسي الدكتور عبد الرحمن بدوي وحياته العاصفة بأنه «أبو لسان طويل». وأهل فندق لوتيسيا، الذين عاشوا مع النزيل المنعزل طوال سنين، كانوا يتحدثون باحترام فائق عن «الدكتور بدوي». وإلى حد بعيد، كانوا الأسرة الوحيدة التي عاش بينها كل هذا الوقت. والمجموعة الوحيدة التي لم يغضبها ولم تغضبه: غرباء تركوا له أن يعيش في وحدته وغربته ولغته، هو الذي أتقن من اللغات سبعاً، وظلت اللكنة المصرية لغته الأم.

هذه تأتي مع الرضاعة والمياه. أعرف مهاجرين تركوا مصر وهم أطفال ولا تزال جميع أوتار حناجرهم مصرية بصرف النظر عن اللغة التي يتحدثون بها. وتتعرف في نيويورك على المستر طوماس، لكن عندما تشكك في نغم اللهجة، تكتشف أنه عبد التواب من دمنهور. وقد ترك عبد الرحمن بدوي في لوتيسيا اسما يضعه الفندق على لائحة الشرف، وآثار رجل غاضب، طيب القلب، جاء من شرباص ليضع نحو 175 مؤلفاً.

 

هل يتطور الإنسان بلا خيال؟

تركي الدخيل/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

كان حواراً على الطائرة العائدة إلى دبي قبل عامين، كنت مرهقاً متعباً يرى طيف المخدة على سلم الطائرة، لم يكن ليبطل نيتي في نوم عميق، سوى غلاف كتاب أمام الراكب المجاور، لم يكن الحوار ليبدأ لولا فضولي الذي ورثته أولاً من الإعلام، وثانياً من شغفي بالكتب التي يحب الآخرون قراءتها في الطائرات، والمطارات، ووسائل النقل، ويصدف أن أرى بعض هذه الكتب في المراجعات، التي تنشرها الدوريات الغربية عن أكثر الكتب مبيعاً، وبطبيعة الحال تترجم للغتنا العربية بعد حين، فأكون كمن شهد السوق - بفضولي المعتاد - بقراءة أو بحديث صديق يشاطرني الفضول.

امتد حوار الراكبين اللذين تعرف أحدهما الآن، حتى وصل صديقك المتعب إلى بيته، دون أي شعور بالملل و بدون دقيقة نوم واحدة على متن تلك الطائرة.

تسحرني بدايات الأذكياء في جذبك من مقعدك بجملة واحدة، بدأ معي ستيفن - وهو اسم الراكب - الذي أنهى للتو قراءته الأولى لكتاب «العاقل: تاريخ موجز للبشرية»، بتهنئتي على مرور أكثر من 113 عاماً على اختراع الطائرة، هذه الفكرة التي تنقلنا الآن من لندن إلى دبي في سويعات، مضيفاً أن هذا المقعد المتحرك الذي تميله متعللاً بتعبك الآن، ما هو إلا تفصيلٌ صغيرٌ آخر من إبداع مخيلة أخرى، ومن ثم التفت إلى بكامل جسمه - لحظة الإقلاع - قائلاً: ما الذي نعرفه عن تاريخ البشرية؟!

يُقسم يوفال هراري، تاريخ الإنسان العاقل، وهو ليس وحيداً في تقسيمه هذا، إلى أربع مراحل مفصلية، فيعود 70000 عام قبل الميلاد، ليؤكد أن اللحظة الأهم في تاريخ الإنسان، هي اللحظة التي قرر فيها أجدادنا استعمال الخيال، فبه استطاع الإنسان التواصل، لينظم نفسه لاحقاً، محدداً احتياجاته، مهاجماً بطرق حربية مبتكرة، غيره من الكائنات، ما جعله يتسيد هرم كائنات الكوكب. قال لي جاري: فكر في الأديان، الأساطير، والأوهام، والروائح، والألوان، على حد معرفتنا البشرية فإن العقل العاقل وحده - بفضل الخيال - من يستطيع تجريد كل هذه المعلومات، ليستعملها في يومه البسيط، وهو وحده من يستطيع تنظيم نفسه في مجموعات، تؤمن بغير المحسوسات، ليحولها إلى أفكار وعقائد، يحب، ويكره، ويحارب، ويصادق، ويعادي عليها ومن أجلها! يمكن لأعداد كبيرة من البشر، التعايش والاندماج، بعد الإيمان بأسطورة أو قصة مشتركة، لا تستهن أبداً بالجموع حين تعتمد رواية معينة.

يمكن لمسار التاريخ في أي بقعة أرضية أن يتغير، فقط بقصة واحدة مكتملة تتبناها المجموعة، فالواقع المتخيل ليس أكذوبة بعد أن تصدقها الجموع!

لا أحد يستطيع إيقاف شغف قارئ بكتاب أنهاه للتو، حتى المضيفة، التي وصلت بالعشاء وابتسامة لطيفة، ألهمت جاري لينتقل إلى 10000 عام قبل الميلاد، مضيفاً أنها فرصة مناسبة للانتقال من عظمة لحظة استعمال أجدادنا للخيال، إلى اللحظة التي انتشرت فيها التقنيات الزراعية بشكل متزامن على الكرة الأرضية، مندهشاً من تكرار يوفال هراري أن ذلك بدأ في أفريقيا، ومن التوقف عن الصيد والانتقال إلى الزراعة، أصبحت معدة الإنسان أكبر من رأسه، فأصبح أكثر استقراراً وتمدناً، وأقل وحشية، مع باقي الكائنات الحية، طبعاً باعتبار الزراعة فعلاً بشرياً خالصاً.

انضم إلينا راكب مجاور، ابتسم قائلاً: «قبل 10000 عام، كان الناس أقل خصوصية، ولكن أقل شعوراً بالوحدة من الآن»! بعد الثورة الزراعية وإثراء الخيال للمعرفة البشرية، أصبح الناس أكثر تكتلاً وتساؤلاً، لينتقل الفرد رويداً رويداً من الفردية إلى المجموعة، حتى ظهور الثورة العلمية قبل 1500 عام من الآن، ليبدأ الشك الذي يهز اليقين، وقد يؤدي إليه، ولكن بالحجج والبراهين، أصبح الإنسان أكثر شكاً وقلقاً، لكن أكثر إنجازاً، وبطبيعة الحال أكثر فردية، وإن عاش ضمن مجموعات كبيرة! الثورة العلمية التي ازدهرت في أوروبا، جعلت النخب أكثر شجاعة، وقدرة على الاعتراف بجهلها، وثمرة العلم التواضع، وبالتالي أصبحت النخب أكثر قدرة على البحث والوصول إلى إجابات، مع أنها توقفت عن اعتبار الإجابات قطعية. سأل ضيفنا الذي أرخى سمعه ستيفن عن السعادة، ما رأي الكاتب الذي تدافع عن أفكاره؟... كان سؤالاً في حينه، فقد انتصف الطريق وستيفن لم يصل حتى إلى القرن التاسع عشر في أطروحته التي حرمتني لذيذ النوم، لم يتردد ستيفن لحظة في اعتبار أن سعادة الإنسان اليوم - مع كل هذه الاختراعات - يمكن أن تجعله أسعد ممن سبقه، فلم يكن لدى الأولين ترف الكتابة والتدوين، ولم تكن هناك مقاعد لأبحاث السعادة في جامعة الحياة قبل القرن الحادي والعشرين. لم يقاطع ستيفن سوى صوت كابتن الطائرة وهو يأمرنا بربط الأحزمة، لأننا سنمر بمطبات هوائية، توقعت أن يرتاح قليلاً، لكن المثقفين لا يفوتون فرصة كهذه، ربط حزامه، التفت نحوي قائلاً: «تخيل أن فكرة الخوف من الطقس لم تدخل على الإنسان إلا بعد أن امتهن الزراعة»! تاريخ الإنسان عجيب، وتطوره أعجب، ولولا الخيال، والابتكار، والبحث، لما تميز البشر عن بقية الكائنات!

 

البصرة... غزيرة النفط شحيحة المياه

مينا العريبي/الشرق الأوسط/11 أيلول/18

طفح الكيل. لم يعد بإمكان أهل البصرة السكوت عن عقود من الظلم، وخرج الآلاف للتظاهر ضد ما عانته الفيحاء من عدم حصولها على أبسط الخدمات. أغنى مدن العراق الغزيرة بالنفط والمتكئة على الخليج العربي والشاهدة على التقاء دجلة والفرات تعاني العطش، تعاني من شحة المياه الصالحة للشرب أو حتى تلبية أبسط الاحتياجات. سقط خلال المظاهرات 15 قتيلاً والعشرات من الجرحى -بينهم شباب ورجال أمن. وقد سقطت آمال الملايين من العراقيين بالخروج من الأزمات المتتالية. كان من اللافت تزامن المظاهرات مع المشاورات السياسية في بغداد حول تشكيل الحكومة -والفارق الكبير بين هموم الشارع وهموم الساسة. لم تكن تلك المشاورات حول كيفية تأمين المياه الصالحة للشرب، أو معالجة البطالة، أو وضع خطة شاملة للاقتصاد، أو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للبلاد. بل كانت عن «الحصص» وأسماء المرشحين لشغل المناصب. حلقة جديدة من مسرحية «الكراسي» التي تتبادلها الأحزاب السياسية وتساوم عليها.

وفشل البرلمان العراقي في تسمية رئيسه يعكس فشل ممثلي الشعب في تلبية احتياجاتهم. والآن هناك مطالبات باستقالة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي من دون تحديد البديل المناسب. كالكثير من التصريحات السياسية في العراق، الغرض من المطالبة رفع الحرج عن المتورطين في أزمة البلاد من دون أن تؤدي هذه الخطوة إلى نتيجة ملموسة. القضية لا تُختصر على تسمية رئيس الوزراء الجديد، بل قضية سوء إدارة الدولة لسنوات طويلة، وعدم تقديم المصلحة العامة على المصالح السياسية والشخصية.

قد لا يصدق القارئ أن العراق لديه وزارة كاملة اسمها وزارة الموارد المائية -وزارة بميزانية لا بأس بها ووزير يتمتع براتب ضخم وحمايات وصلاحيات. إنها الوزارة المسؤولة عن بلد شهد خلال الأشهر الستة الماضية جفاف أحد أهم مصادر المياه العذبة للعراق (نهر دجلة) وشهد تلوث مياه أهم مدنه، البصرة، ما أدى إلى تسمم أكثر من 20 ألف مواطن. زادت معاناة الملايين خلال أشهر الصيف القاسية. وعندما عقد البرلمان العراقي جلسته الطارئة حول أزمة البصرة، قال الوزير حسن الجنابي إن «مياه الشرب والمياه المعالجة تخضع لاختصاصات أخرى»، أيْ خارج نطاق عمل الوزارة. وأضاف أن «حادث التلوث لم يحصل في منظومة المياه الخام». وأعطى تبريرات لعدم مسؤوليته في شهادته أمام البرلمان، بدلاً من السعي إلى إعطاء مقترحات والعمل على حلول تحدّ من معاناة الشعب. وهذا دليل بسيط على انعدام المسؤولية عند الغالبية من الساسة، ونتيجة لعدم محاسبة المفسد أو المقصر.

عدم محاسبة المسؤولين، والسماح بالفساد المستشري، أدّيا إلى أزمات متلاحقة في العراق. التمادي الذي تشهده البلاد نتيجة مباشرة لعدم محاسبة أي مسؤول من الصف الأول خلال السنوات الماضية. كلما كانت هناك قضية تخص المال العام، وفتح تحقيقات لمحاسبة مسؤول عراقي، النتيجة كانت واحدة -هروب المتهم إلى دولة أخرى وفي أحيان قليلة سقوط كبش فداء من المسؤولين الصغار. لم يُسجن أو يعاقَب مسؤول من الصف الأول على سلسلة من الجرائم في حق الدولة: من تهريب الآثار، إلى صفقة السلاح بقيمة 4.2 مليار دولار عام 2012، إلى سقوط الموصل في أيدي «داعش» عام 2014، وتسمم أكثر من 20 ألف مواطن في البصرة... اللائحة تطول، والتفاصيل مختلفة ولكن النتيجة واحدة «حاميها حراميها».

«المحافظة» يتحمل جزءاً غير قليل من اللوم. بموجب النظام السياسي العراقي بعد 2003 المحافظات لديها صلاحيات ومسؤوليات أوسع بكثير من السابق. وبينما مجلس المحافظة يلوم العاصمة على التقصير، بغداد ترد بأن مجلس المحافظة فشل في أداء مهامه. الفيدرالية عندما تكون ناجحة تكون أفضل أداة لإدارة دول متنوعة في هويات سكانها واحتياجات محافظاتها. ولكن عندما تصبح الفيدرالية سبباً آخر في تهرب الأطراف المحلية والاتحادية من المسؤولية، تكون كارثية. بين تارة وأخرى، نسمع عن أطماع ساسة في إقامة «إقليم البصرة»، خصوصاً أن البصرة تتمتع بثروة نفطية وزراعية طائلة. وقد عادت تلك الأصوات خلال هذه الأزمة، ولكن مرة أخرى تأتي ممن يريد المنفعة السياسية من دون إيضاح كيف يمكن لأهل البصرة الاستفادة من هذا المشروع. فالفساد محلي مثلما هو اتحادي، وعدم وضع الآليات لحماية المال العام، مثل تقوية العمل الرقابي والقضائي، يعني تكرار الأزمة على كل الأصعدة.

لقد وُجهت تهديدات بالقتل إلى المتظاهرين وتم اعتقال العشرات، كما حاول بعض الأطراف أن تخطف التحرك الشعبي. وذلك أدى إلى تراجع المظاهرات، ولكنه لا يعني أن الناس قبلوا بالوضع أو أنهم لن يثوروا ثانية. وهناك دلائل على تورط بعض الميليشيات وبعض العناصر الموالية لإيران بالوقوف وراء التهديدات. كان غضب المتظاهرين تجاه طهران واضحاً ومبرراً. ورفع العلم العراقي بدلاً من العلم الإيراني دليل على رفض الشعب لأن تكون لإيران اليد الطولى في البصرة. بالطبع، لا يمكن الترحيب بمهاجمة ممثلية دبلوماسية تحت أي ظرف. ولكن عندما تصبح الممثلية رمزاً للتدخلات السلبية في البلاد وتساهم بالضرر، من غير المستبعد الغضب الموجه إليها. لقد رفض الشارع العراقي تكراراً أكذوبة الطائفية. ومرة أخرى نرى أن محافظة ذات أغلبية شيعية مطلقة لم تستفد بشيء من تولي أحزاب إسلامية تدّعي أنها تمثل الشيعة السلطة في البلاد. ولهذا نرى الأحزاب هذه في حالة ارتباك حقيقي.

خطورة الموقف الحالي تتعلق بأهمية البصرة اقتصادياً واستراتيجياً للعراق، بالإضافة إلى أنه يعكس مدى الرفض الشعبي للوضع السياسي الراهن. لا توجد قوة شاركت في الحكم خلال السنوات الماضية يمكنها أن تدّعي أنها لم تخطئ أو تشارك ولو نسبياً في تدهور الأوضاع. مع هذا، من الضروري الاعتراف بوجود قلة من المسؤولين سعوا لخدمة الشعب، ولكنهم كانوا يعملون ضد تيار قد استشرى من الفساد والتفريط بالمصلحة العامة. هؤلاء ومعهم مجموعة من النواب الذين يدخلون البرلمان للمرة الأولى أمامهم فرصة ملحة للقيام بمهامهم والنهوض بعمل جاد. لا بديل عن العمل السياسي والبحث عن حلول مجدية من خلال الآلية السياسية. وإلا ما شهدناه من تحرك الشارع البصري يمكن أن يصبح بداية انتفاضة شعبية واسعة في كل العراق بعد أن طفح الكيل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية من ستراسبورغ: لبنان لم ينقسم طائفيا والخطاب اللاهب لم يشعل النار ونرفض اي مماطلة في العودة الامنة للنازحين الى ديارهم

الثلاثاء 11 أيلول 2018

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، "ان لبنان لم ينقسم طائفيا رغم انقسامه سياسيا في الآونة الأخيرة بسبب حروب الجوار، وارتفعت الأصوات فيه ولكنه لم ينحرف نحو العنف، وكان الخطاب لاهبا ولكن لهيبه لم يشعل النار"، لافتا الى ان "أولوياتي مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمحاسبة، لكن العمل الأساسي سينطلق مع الحكومة الجديدة التي تقع على عاتقها مسؤولية تطبيق خطة النهوض الاقتصادي ومقررات مؤتمر "سيدر"، لإرساء الاستقرار في البلاد"، مشددا على "ان لبنان يسعى لتأمين العودة الكريمة والآمنة للنازحين إلى ديارهم، ويرفض أي مماطلة في هذا الشأن". كلام الرئيس عون جاء خلال القائه كلمة في الجلسة العامة للبرلمان الاوروبي في ستراسبورغ، قال فيها: "يسرني أن أكون اليوم في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أمام ممثلين تشريعيين لثماني وعشرين دولة، اختارت أن تجعل القارة الأوروبية نموذجا لا مثيل له في العالم، من التبادل والتكامل والوحدة في كافة المجالات حتى أضحت دول الاتحاد الأوروبي مساحة فريدة تنصهر فيها أحلام الشعوب، وتتشارك المبادئ والمثل، في الوقت الذي يحافظ فيه كل شعب على خصوصياته، وعمقه الحضاري، وشعوره بالانتماء إلى أرض، ووطن، ولغة، وتراث".

أضاف: "إن قوة هذا الصرح الديموقراطي تكمن في بناء السلام الحقيقي في القارة الأوروبية وانتفاء نزعة الحرب لحل المشاكل واقتناع مجموعة كبيرة من الدول والشعوب بأن قوتها، ومصالحها، وازدهارها، هي في وحدتها لا في النزاع بينها، وفي مشاركتها قيم الديموقراطية. ومن المؤسف ما نشهده حاليا من ظهور بعض النزعات الانفصالية التي تهدد هذا الصرح الطليعي في تلاقي الشعوب". وقال: "في هذه المرحلة من تاريخنا، التي خفت فيها صوت الانسانية وتخطت مصالح الدول الكبرى أقصى الحدود على حساب العدالة والتضامن الانساني، لا نجد إلا في الحوار والاحترام المتبادل والعودة إلى تطبيق المبادئ العالمية لحقوق الانسان والمجموعات والدول، سبيلا إلى تبريد محركات العنف والحروب والتطرف، التي جعلت من منطقتنا أتونا مشتعلا بالكراهية، والخوف، والاضطرابات.

فالحروب، وإن يكن الاقتصاد محركها الحقيقي، إلا أنها لا يمكن أن تندلع على أرضية صلبة، هي تحتاج لأرضية متفسخة متخلخلة جاهزة لتقبل الاشتعال. وليس هناك أفضل من إذكاء نزعة التعصب والتطرف المذهبي والطائفي والعرقي ورفض الآخر لإحداث التفسخ المطلوب وتحفيز الشعوب وإشعال الحروب.

إن ما يحيط بنا اليوم، يجعلنا أكثر تمسكا بالأسس التي نشأت عليها دولة لبنان، وعلى رأسها النظام الديموقراطي الذي، وعلى الرغم من بعض الشوائب التي لا زالت تعتريه، قد التقت حوله مكونات الشعب اللبناني، وعكس في جوهره رسالة لبنان، بلدا للتعايش والتنوع والغنى الحضاري والثقافي".

وأردف عون: "لقد انقسم لبنان سياسيا في الآونة الأخيرة بسبب حروب الجوار ولكنه لم ينقسم وطنيا، ارتفعت الأصوات فيه عالية ولكنه لم ينحرف نحو العنف، وكان الخطاب لاهبا ولكن لهيبه لم يشعل النار. وعندما شذ البعض وجنحوا نحو التطرف والفكر التكفيري سرعان ما لفظهم مجتمعهم وبيئتهم، فالمجتمع اللبناني بطبيعته ليس بيئة حاضنة للتطرف ورفض الآخر، واحترام حرية المعتقد والتعبير والرأي وحق الاختلاف هي جزء من ثقافة اللبنانيين.

هذه الخصوصية اللبنانية تساعد لبنان على تخطي مشاكله وعلى ترسيخ سلامه واستقراره، كما تلهم دولا أخرى معالم الدرب إلى مستقبل أكثر انسجاما مع العصر وحقوق الانسان، خصوصا اذا ما نجحنا في ازالة الشوائب وبلوغ النضج الديموقراطي. وفي هذا السياق، يثمن لبنان عاليا الوعي الأوروبي لفرادته والذي عبر عنه البرلمان الأوروبي من خلال القرار رقم 2150، وبخاصة الفقرة الثانية منه التي تؤكد على ما يتمتع به لبنان من خصوصيات وتنوع ديني وبأنه أعرق ديموقراطية في الشرق الأوسط حيث يتقاسم السلطة فيه مناصفة المسلمون والمسيحيون، مما يجعل من لبنان نموذجا للتعايش السلمي يجب تعزيزه ودعمه ليستمر كذلك".

وتابع: "في شهر أيار من العام الحالي، شهد لبنان إجراء انتخابات نيابية على الرغم من بعض التجاذبات السياسية الحادة التي أخَّرت حصولها، وذلك وفق قانون انتخابي حديث، يرتكز على التمثيل النسبي للمرَّة الأولى في تاريخ لبنان. وقد أفضى إلى تمثيل أكثر دقة وتوازنا من القانون الأكثري السابق، لكافة القوى السياسية، والى تنوع أكبر في مجلس النواب، يعزِّز الحياة الديومقراطية.

ولا بد لي في هذا السياق من التنويه بالعمل الذي قامت به بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات برئاسة السيدة ايلينا فالنسيانو Elena Valenciano التي رافقت مراحل الإعداد للانتخابات وعمليات الاقتراع التي جرت، وقدمت في شهر تموز الماضي تقريرها الذي عكس انطباعا إيجابيا عن العملية الانتخابية، مقترحا عددا من التوصيات الجديدة التي من شأنها ازالة بعض الشوائب، والتي ستؤخذ بعين الاعتبار دون شك في المستقبل.

ونتطلع في المرحلة المقبلة إلى تعزيز أطر التعاون بين مجلسنا النيابي والبرلمان الأوروبي، وتكثيف اللقاءات المشتركة وتبادل الخبرات، للارتقاء بالأداء التشريعي تناغما مع متطلبات العصر والتطور".

وقال عون: "ان لدى وطننا الكثير من التحديات التي تواجهه، وعلى رأسها، الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وقد أطلقنا في الفترة الأخيرة الخطوط العريضة لخطة اقتصادية ترسم خارطة الطريق لتفعيل القطاعات الانتاجية، وتحديث البنية التحتية، وقد جاءت هذه الخطة متناغمة مع مقررات مؤتمر "سيدر".

لقد وضعت على رأس أولوياتي مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمحاسبة. وقد بدأنا بالفعل بتحقيق بعض الخطوات الإيجابية على هذا الصعيد، لكن العمل الأساسي سينطلق مع الحكومة الجديدة التي تقع على عاتقها مسؤولية تطبيق خطة النهوض الاقتصادي ومقررات مؤتمر "سيدر"، لإرساء الاستقرار والازدهار في البلاد".

أضاف: "لقد تحمل لبنان عبء أزمات المحيط، اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، وتسلل الإرهاب الى جروده الشرقية والشمالية جاعلا منها منطلقا لعملياته الدموية في الداخل اللبناني، إلى أن قام جيشنا بعملية عسكرية نوعية، دحر خلالها الإرهابيين وتابع مع سائر الأجهزة الأمنية المختصة استئصال الخلايا الإرهابية النائمة حتى تم القضاء عليها نهائيا، وتحقق للبنان الأمن والاستقرار.

ويبقى النزوح، وخصوصا السوري منه، من أكثر تداعيات حروب دول الجوار ثقلا علينا، اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا، فمن باب التضامن الإنساني استقبل لبنان أكثر من مليون ونصف نازح سوري، فروا من جحيم الحرب في بلادهم. لكن، في بلد صغير المساحة، كثيف السكان، محدود الموارد، يعاني من ضعف البنى التحتية وتزايد البطالة، لا بد أن تدركوا بسهولة مدى العبء الذي نتحمله، في وقت لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لدعم لبنان في التخفيف من تأثير هذا النزوح، انطلاقا من مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات بين الدول.

وفي هذا الإطار، ندعو الى تفعيل قرارات الدعم المادي التي اتخذت خصوصا في مؤتمر بروكسيل برغم تحفظنا على بعض ما جاء في بيانه الختامي، والمتعلق خصوصا بمسألة العودة الطوعية للنازحين وربطها بالحل السياسي، وانخراطهم في سوق العمل في الدول التي نزحوا اليها. ولا بد من التذكير هنا بأن لبنان هو بلد هجرة وليس بلد استيطان أو سوقا مفتوحة للعمل، وأبناؤه المنتشرون في كل أصقاع العالم، وللقارة الأوروبية منهم نصيب كبير، هم خير شاهد".

وتابع: "إن لبنان، يسعى لتأمين العودة الكريمة والآمنة للنازحين إلى ديارهم، ويرفض أي مماطلة في هذا الشأن، ويؤيد كل دعم لحل مسألة النزوح السوري المكثف إلى أراضيه، على غرار المبادرة الروسية، ويرفض ربطها بالحل السياسي الذي قد يطول أمده، ونذكر هنا، أن الشعب الفلسطيني لا يزال منذ العام 1948 يعيش في المخيمات في دول الشتات، وخصوصا في لبنان، بانتظار الحل السياسي وتنفيذ القرار 194، وها هي ملامح هذا الحل بدأت تظهر بعد 70 عاما من الانتظار منبئة بمشروع التوطين، وكأن المجتمع الدولي يعتمد سياسة وهب ما لا يملك لمن لا يستحق".

وأردف: "يصادف اليوم ذكرى الحادي عشر من أيلول الحدث الذي غير مسار أحداث العالم، خصوصا بعد أن أعلنت الولايات المتحدة على أثره الحرب على الإرهاب واعدة بتحرير العالم منه، وبالحرية والديموقراطية للشعوب، ولكن الذي حصل، وبعد 17 عاما ولغاية الآن، أن محاربة الإرهاب تلك عممت الإرهاب على كل العالم عوض أن تقضي عليه.

واقتبس هنا من كتاب مفتوح وجهته الى حكام العالم في العام 1995أحذرهم فيه من خطر تنامي الأصولية التي بدأت تظهر في بعض الدول: "إن الأحداث الأخيرة في البوسنة والجزائر، وبنسبة أقل في باريس، ليست سوى إشارات تنذر بصراعات مهددة لغدنا، تعجز عن تداركها الروادع النووية والحروب التقليدية. إن الأصولية، وليدة انعدام التوازن في تطبيق الحق الدولي، والحرمان الناتج عن نمو غير متكافئ، قد تغرق حضارة بكاملها في الظلامية".

وقال: "لا أحد بمنأى عن العنف الذي يولده انفجار المشاعر العرقية والأصولية، والذي تعجز أي حدود عن احتوائه. ألا يمكن لتلك الجراثيم، التي تغذت في مختبرات الواقعية السياسية، أن تنقل العدوى الى أولئك اللامبالين والمشاركين، الذين تركوها تتكاثر؟

وللأسف إن العالم بأكمله اليوم يعاني من نتائج مختبرات الواقعية السياسية ومن عدم التعاطي في حينه بجدية مع الإشارات المنذرة بالخطر. أضف الى ذلك، إن السياسات الدولية التي لا تزال معتمدة في الشرق الأوسط تزيد النقمة وترفع منسوب التطرف وتفسح المجال واسعا للعنف والإرهاب.

لا شك أن هذه السياسات الخالية من مقياس العدالة، تؤدي الى التشكيك بصحة تطبيق الديموقراطية في الدول التي تعتبر رائدة في اعتمادها إياها نظاما سياسيا. فهل تحتمل الديمقراطية الحفاظ على حقوق الإنسان في الداخل، ونحر هذه الحقوق خارج الحدود تحقيقا لمصالح دول كبرى؟

من نتائج هذه السياسة أنها دفعت بإسرائيل الى تهويد القدس وإعلانها عاصمة لها، ضاربة عرض الحائط بالقرارات الدولية، وبالتصويت في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة. وهي لم تكتف بذلك، بل أقرت قانون "القومية اليهودية لدولة اسرائيل". واستكمالا له أتى القرار الأميركي الذي اتخذ مؤخرا بحجب التمويل عن وكالة الأونروا، وهو بداية لفرض التوطين على الدول المضيفة للاجئين ومنهم لبنان الذي يحظر دستوره التوطين والتجزئة والتقسيم، وهو يرفض هذا الواقع أيضا من أجل العدالة والمساواة بين البشر".

وختم عون: "لقد جئت اليكم من لبنان البلد الرسالة بحسب ما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، حاملا إيماني برسالة وطن يختزن حضارة عميقة تمتد على خمسة آلاف سنة، سمحت بأبعادها المتعددة، لأبنائه المنتشرين في كل اصقاع الأرض أن يندمجوا مع مختلف الثقافات أينما حلوا.

وأغتنم فرصة وجودي بينكم هنا، لأعود وأذكر بما طالبت به مرات عديدة، وخصوصا على منبر الأمم المتحدة، من جعل لبنان مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق، هذا المشروع الذي يتابعه سفراؤنا في مختلف بلدان العالم ونأمل أن يطرح في الدورة المقبلة للأمم المتحدة، في العام 2019، كما نأمل دعما خاصا من الدول الأوروبية. ومن أكثر من دول أوروبا يعرف أهمية الحوار في رأب الصدوع وبلسمة الجراح وإرساء ثقافة السلام.

كل الشكر على استضافتي بينكم اليوم، وعلى حسن الاصغاء إلى كلمتي.

عشتم، عاشت أوروبا، عاش لبنان".

 

رئيس الجمهورية من ستراسبورغ: السياسات الدولية في الشرق الأوسط تزيد النقمة وترفع منسوب التطرف لأنها خالية من مقياس العدالة

الثلاثاء 11 أيلول 2018

وطنية - ستراسبورغ - حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاتحاد الأوروبي، واصفا اياه بمساحة فريدة تنصهر فيها أحلام الشعوب، وتتشارك المبادئ والمثل، في الوقت الذي يحافظ فيه كل شعب على خصوصياته، وعمقه الحضاري، وشعوره بالانتماء إلى أرض ووطن ولغة وتراث"، ومشددا على "ان قوة البرلمان الاوروبي، هذا الصرح الديمقراطي، تكمن في بناء السلام الحقيقي في القارة الأوروبية وانتفاء نزعة الحرب لحل المشاكل واقتناع مجموعة كبيرة من الدول والشعوب بأن قوتها ومصالحها وازدهارها، هي في وحدتها لا في النزاع بينها، وفي مشاركتها قيم الديمقراطية". واذ لفت رئيس الجمهورية الى "انه ليس هناك أفضل من إزكاء نزعة التعصب والتطرف المذهبي والطائفي والعرقي ورفض الآخر لإحداث التفسخ المطلوب وتحفيز الشعوب وإشعال الحروب"، فإنه اكد ان لبنان "لا يجد إلا في الحوار والاحترام المتبادل والعودة إلى تطبيق المبادئ العالمية لحقوق الانسان والمجموعات والدول، سبيلا إلى تبريد محركات العنف والحروب والتطرف، التي جعلت من منطقتنا أتونا مشتعلا بالكراهية والخوف والاضطرابات"، معتبرا "إن ما يحيط بنا اليوم، يجعلنا أكثر تمسكا بالأسس التي نشأت عليها دولة لبنان، وعلى رأسها النظام الديمقراطي الذي، وعلى الرغم من بعض الشوائب التي لا زالت تعتريه، قد التقت حوله مكونات الشعب اللبناني، وعكس في جوهره رسالة لبنان، بلدا للتعايش والتنوع والغنى الحضاري والثقافي". واشار الى "ان المجتمع اللبناني بطبيعته ليس بيئة حاضنة للتطرف ورفض الآخر. وان احترام حرية المعتقد والتعبير والرأي وحق الاختلاف، جزء من ثقافة اللبنانيين"، مشددا على "ان هذه الخصوصية اللبنانية تساعد لبنان على تخطي مشاكله وعلى ترسيخ سلامه واستقراره، كما تلهم دولا أخرى معالم الدرب إلى مستقبل أكثر انسجاما مع العصر وحقوق الانسان"، وآملا "دعما خاصا من الدول الأوروبية" لما طلبه من على منبر الامم المتحدة بجعل لبنان مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق.وتحدث عن التحديات التي تواجه لبنان في المرحلة الراهنة، فشدد على انه وضع على رأس أولوياته "مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمحاسبة"، كاشفا ان "العمل الأساسي سينطلق مع الحكومة الجديدة التي تقع على عاتقها مسؤولية تطبيق خطة النهوض الاقتصادي ومقررات مؤتمر "سيدر"، لإرساء الاستقرار والازدهار في البلاد".

النزوح

وتطرق الى مسألة النزوح السوري، فذكر بأنه "من أكثر تداعيات حروب دول الجوار ثقلا علينا"، مطالبا "بتفعيل قرارات الدعم المادي التي اتخذت خصوصا في مؤتمر بروكسيل برغم تحفظنا على بعض ما جاء في بيانه الختامي، والمتعلق خصوصا بمسألة العودة الطوعية للنازحين وربطها بالحل السياسي، وانخراطهم في سوق العمل في الدول التي نزحوا اليها". وقال: "إن لبنان يسعى لتأمين العودة الكريمة والآمنة للنازحين إلى ديارهم، ويرفض أي مماطلة في هذا الشأن، ويؤيد كل دعم لحل مسألة النزوح السوري المكثف إلى أراضيه، على غرار المبادرة الروسية، ويرفض ربطها بالحل السياسي الذي قد يطول أمده". ولفت الى "ان الشعب الفلسطيني لا يزال منذ العام 1948 يعيش في المخيمات في دول الشتات، وخصوصا في لبنان، بانتظار الحل السياسي وتنفيذ القرار 194، وها هي ملامح هذا الحل بدأت تظهر بعد 70 عاما من الانتظار، منبئة بمشروع التوطين"، محذرا من ان المجتمع الدولي "كأنه يعتمد سياسة وهب ما لا يملك لمن لا يستحق". ولاحظ في ذكرى احداث 11 ايلول ان "السياسات الدولية التي لا تزال معتمدة في الشرق الأوسط تزيد النقمة وترفع منسوب التطرف وتفسح المجال واسعا للعنف والإرهاب، لأنها خالية من مقياس العدالة". ودعا رئيس الجمهورية البرلمان الاوروبي الى "دعم ما طالب به مرارا، وخصوصا على منبر الامم المتحدة، بجعل لبنان مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والاعراق". كلام عون جاء في الكلمة التي القاها ظهر اليوم، تلبية لدعوة رسمية هي الاولى من نوعها الى رئيس جمهورية لبنانية، وجهها اليه رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو طاياني Antonio TAJANI، لإلقاء كلمته في جلسة خاصة مفتتحا بها اعمال الدورة الاولى للعام 2018-2019 للبرلمان الاوروبي في ستراسبورغ.

الوصول الى البرلمان

وكان رئيس الجمهورية قد وصل والوفد المرافق الى مقر البرلمان الاوروبي، عند الحادية عشرة والنصف قبل الظهر، بتوقيت ستراسبورغ (الثانية عشرة والنصف، بتوقيت بيروت)، حيث كان في استقباله عند المدخل الرئيسي لمقر البرلمان، طاياني وعدد من نوابه واعضاء مكتب البرلمان. وقدم طاياني الى الرئيس عون الوفد الرسمي الاوروبي، قبل ان يتوجه واياه الى المنصة الرسمية، التي ارتفع عليها العلمان اللبناني والاوروبي، وسط تصفيق الحضور الذين توزعوا على الشرفات الداخلية للمقر.

كلمة في السجل

وبعد عزف النشيد اللبناني ومن ثم نشيد الاتحاد الاوروبي، صعد عون والوفد المرافق، برفقة طاياني والوفد الرسمي الاوروبي، الى الصالون البروتوكولي في الطابق الاول، حيث قدم عون لطاياني اعضاء الوفد اللبناني قبل ان يدون في السجل الذهبي للبرلمان العبارة التالية: "ان التضامن قوة، وتوحيد وجوه التنوع من صلب رسالتنا. هذا ايضا دور اوروبا. وان مصيرا مشتركا يجمع في ما بيننا تجسده الاميرة الفينيقية، اوروبا، ابنة ملك صور اجينور، التي منحتكم اسمها".

اجتماع موسع

على الأثر، عقد اجتماع موسع بين الجانبين اللبناني والاوروبي، حضره عن الجانب اللبناني، الى عون، سفير لبنان في بروكسيل فادي الحج علي، سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا. وحضر الاجتماع عن الجانب الاوروبي، الى TAJANI، الامين العام للبرلمان الاوروبي كلاوس ويلي Klaus WELLE، الأمين العام المساعد ماركوس وينكلير Markus WINKLER، مدير مكتب رئيس البرلمان دييغو كانغا فانو Diego CANGA FANO، الناطق باسم رئيس البرلمان كارلو كورازا Carlo CORAZZA، المدير المساعد اليساندرو كيوكيتي Alessandro CHIOCCHETTI، المستشارة الدبلوماسية ميشال شيركوني Michelle CERCONE والمستشار السياسي فرنسوا غبريال Francois GABRIEL، اضافة الى سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن.

طاياني

في مستهل الاجتماع رحب طاياني بعون، معتبرا ان "هذه الزيارة محطة مهمة في تاريخ العلاقات بين لبنان والبرلمان الاوروبي"، وقال: "ان اعضاء البرلمان الاوروبي يقدرون التضحيات التي يقدمها لبنان في سبيل مساعدة النازحين السوريين الى لبنان. ولكن يجب ان تتضافر الجهود لمساعدة السوريين على العودة الى بلادهم". أضاف: "نحن نعمل لتمكينكم من خفض عدد النازحين في لبنان تدريجيا. اشكر لكم زيارتكم وانا سعيد انها تأتي في وقت انجزت فيه الانتخابات النيابية، واعتبر ان ما حصل في هذه الانتخابات كان مهما، والمراقبون الاوروبيون الذين تابعوا هذه الانتخابات اكدوا لنا الظروف الملائمة التي جرت فيها". وأكد ان "ابواب البرلمان الاوروبي مفتوحة لاستمرار الحوار بين كافة الاطراف، لاسيما بين الاديان والطوائف، الذي يقوده لبنان والذي يعتبر مثالا جميلا من حيث تلاقي الطوائف المسيحية والاسلامية". وقال: "لقد غدا لبنان نموذجا للحوار بين الاديان وانا اعمل دائما مع الدبلوماسية اللبنانية لشرح هذا الموضوع ولابراز وجه لبنان لاسيما واني سبق وعملت على هذا الملف".

عون

ورد عون شاكرا طاياني على ترحيبه، وتحدث عن الصعوبات التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط وخصوصا ما يواجهه لبنان في ما خص النزوح السوري الذي رتب عليه تضحيات كثيرة وصعوبات كثيرة". وقال: "نأمل ان تكون اوروبا الى جانبنا لمساعدتنا في التخفيف من هذه الصعوبات، ولاسيما ان الاستقرار بدأ يعود الى عدد كبير من المناطق السورية، ويمكن عودة السوريين اليها".

طاياني

وأيد طاياني الرئيس عون في طرحه، وقال: "نعمل لتكون هناك سياسة اوروبية للمتوسط، لانه لا يمكن ادارة الازمة من اتجاه واحد. ويجب على اوروبا ان تكون حاضرة في ادارة الوضع في منطقة الشرق الاوسط وان نتعاون مع العاملين على خط اعادة النازحين ولاسيما مع لبنان، وانتم تقدمون اشارات ايجابية في تحقيق ذلك".

عون

ولفت عون الى ان "لبنان حريص ايضا على التعاطي مع الاتحاد الاوروبي بكل مؤسساته ولاسيما البرلمان الاوروبي مشيرا الى اهمية الشراكة الاوروبية وضرورة تطويرها وتفعيلها في المجالات كافة".

طاياني

فرد طاياني بالقول "اننا ننحني لما يقدمه لبنان للنازحين السوريين لاننا اطلعنا مع الاسف على ما يجري في بلدان اخرى وكيف تمت معاملة النازحين عندهم لاسيما في ليبيا وغيرها، حيث تعرضوا للقتل والاغتصاب ولكل انواع الاساءات، بينما فتح لبنان ابوابه للترحيب بهم وتقديم كل الدعم لهم وكل ما يمكن ان يساعدهم. ونحن سنبقى الى جانبكم في سبيل هذه المهمة الانسانية الاستثنائية التي تقومون بها الى ان يتم حل الازمة وعودة النازحين الى بلادهم".

وقائع الجلسة

وعند انتهاء الاجتماع، اصطحب طاياني رئيس الجمهورية الى القاعة العامة للبرلمان الاوروبي، ودخلا معا من الباب الرئيسي وسط تصفيق النواب الحاضرين وكبار المدعوين. وجلس عون الى يمين طاياني على المنصة الرئيسية. وحضرت اللبنانية الاولى السيدة ناديا عون، فجلست في المنصة الدبلوماسية المخصصة لكبار الضيوف الى جانب اعضاء الوفد الرسمي اللبناني. وافتتح الرئيس طاياني الجلسة بكلمة رحب فيها برئيس الجمهورية، داعيا اياه الى إلقاء كلمته، وقال: "اود ان اشكر الجمهورية اللبنانية على الالتزام الذي اظهرته بملف النازحين. هناك مئات الآلاف من النازحين السوريين في بلادكم، وبفضل التزامكم تمكنا من خفض وجود النازحين في اوروبا، لذا لا يسعنا ان نتجاهل جهودكم، وعلينا ان نتحرك قدما ونعزز تعاوننا المشترك. ونعرف ايضا ان لبنان منخرط في الحوار بين الاديان وهو مثال جيد، علينا ان نحذو حذوه في كل مكان، وبلدكم منارة للاستقرار في منطقة المتوسط، وهو يواجه آثار ما يجري في سوريا، ونريد لدول المتوسط ان تعمل من اجل السلام والحوار. لذا اشكركم فخامة الرئيس على مجيئكم الى هنا، وخصوصا لما يقوم به بلدكم من اجل الاستقرار والسلام والحوار في منطقة المتوسط".

عون

بعد ذلك، توجه عون الى المنصة المخصصة لالقاء كلمات كبار الضيوف، وسط الحضور، والقى الكلمة التالية: "يسرني أن أكون اليوم في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أمام ممثلين تشريعيين لثماني وعشرين دولة، اختارت أن تجعل القارة الأوروبية نموذجا لا مثيل له في العالم، من التبادل والتكامل والوحدة في كافة المجالات حتى أضحت دول الاتحاد الأوروبي مساحة فريدة تنصهر فيها أحلام الشعوب، وتتشارك المبادئ والمثل، في الوقت الذي يحافظ فيه كل شعب على خصوصياته، وعمقه الحضاري، وشعوره بالانتماء إلى أرض، ووطن، ولغة، وتراث. إن قوة هذا الصرح الديمقراطي تكمن في بناء السلام الحقيقي في القارة الأوروبية وانتفاء نزعة الحرب لحل المشاكل واقتناع مجموعة كبيرة من الدول والشعوب بأن قوتها، ومصالحها، وازدهارها، هي في وحدتها لا في النزاع بينها، وفي مشاركتها قيم الديمقراطية. ومن المؤسف ما نشهده حاليا من ظهور بعض النزعات الانفصالية التي تهدد هذا الصرح الطليعي في تلاقي الشعوب. أيها الحضور الكريم، في هذه المرحلة من تاريخنا، التي خفت فيها صوت الانسانية وتخطت مصالح الدول الكبرى أقصى الحدود على حساب العدالة والتضامن الانساني، لا نجد إلا في الحوار والاحترام المتبادل والعودة إلى تطبيق المبادئ العالمية لحقوق الانسان والمجموعات والدول، سبيلا إلى تبريد محركات العنف والحروب والتطرف، التي جعلت من منطقتنا أتونا مشتعلا بالكراهية، والخوف، والاضطرابات. فالحروب، وإن يكن الاقتصاد محركها الحقيقي، إلا أنها لا يمكن أن تندلع على أرضية صلبة؛ هي تحتاج لأرضية متفسخة متخلخلة جاهزة لتقبل الاشتعال. وليس هناك أفضل من إزكاء نزعة التعصب والتطرف المذهبي والطائفي والعرقي ورفض الآخر لإحداث التفسخ المطلوب وتحفيز الشعوب وإشعال الحروب. إن ما يحيط بنا اليوم، يجعلنا أكثر تمسكا بالأسس التي نشأت عليها دولة لبنان، وعلى رأسها النظام الديمقراطي الذي، وعلى الرغم من بعض الشوائب التي لا زالت تعتريه، قد التقت حوله مكونات الشعب اللبناني، وعكس في جوهره رسالة لبنان، بلدا للتعايش والتنوع والغنى الحضاري والثقافي. لقد انقسم لبنان سياسيا في الآونة الأخيرة بسبب حروب الجوار ولكنه لم ينقسم وطنيا، ارتفعت الأصوات فيه عالية ولكنه لم ينحرف نحو العنف، وكان الخطاب لاهبا ولكن لهيبه لم يشعل النار. وعندما شذ البعض وجنحوا نحو التطرف والفكر التكفيري سرعان ما لفظهم مجتمعهم وبيئتهم؛ فالمجتمع اللبناني بطبيعته ليس بيئة حاضنة للتطرف ورفض الآخر. واحترام حرية المعتقد والتعبير والرأي وحق الاختلاف هي جزء من ثقافة اللبنانيين. هذه الخصوصية اللبنانية تساعد لبنان على تخطي مشاكله وعلى ترسيخ سلامه واستقراره، كما تلهم دولا أخرى معالم الدرب إلى مستقبل أكثر انسجاما مع العصر وحقوق الانسان، خصوصا اذا ما نجحنا في ازالة الشوائب وبلوغ النضج الديمقراطي. وفي هذا السياق، يثمن لبنان عاليا الوعي الأوروبي لفرادته والذي عبر عنه البرلمان الأوروبي من خلال القرار رقم 2150، وبخاصة الفقرة الثانية منه التي "تؤكد على ما يتمتع به لبنان من خصوصيات وتنوع ديني وبأنه أعرق ديمقراطية في الشرق الأوسط حيث يتقاسم السلطة فيه مناصفة المسلمون والمسيحيون، مما يجعل من لبنان نموذجا للتعايش السلمي يجب تعزيزه ودعمه ليستمر كذلك".

انتخابات نيابية

وتابع: "في شهر أيار من العام الحالي، شهد لبنان إجراء انتخابات نيابية على الرغم من بعض التجاذبات السياسية الحادة التي أخرت حصولها، وذلك وفق قانون انتخابي حديث، يرتكز على التمثيل النسبي للمرة الأولى في تاريخ لبنان. وقد أفضى إلى تمثيل أكثر دقة وتوازنا من القانون الأكثري السابق، لكافة القوى السياسية، والى تنوع أكبر في مجلس النواب، يعزز الحياة الديمقراطية. ولا بد لي في هذا السياق من التنويه بالعمل الذي قامت به بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات برئاسة السيدة ايلينا فالنسيانو Elena Valenciano التي رافقت مراحل الإعداد للانتخابات وعمليات الاقتراع التي جرت، وقدمت في شهر تموز الماضي تقريرها الذي عكس انطباعا إيجابيا عن العملية الانتخابية، مقترحا عددا من التوصيات الجديدة التي من شأنها ازالة بعض الشوائب، والتي ستؤخذ بعين الاعتبار دون شك في المستقبل. ونتطلع في المرحلة المقبلة إلى تعزيز أطر التعاون بين مجلسنا النيابي والبرلمان الأوروبي، وتكثيف اللقاءات المشتركة وتبادل الخبرات، للارتقاء بالأداء التشريعي تناغما مع متطلبات العصر والتطور".

النزوح السوري

أضاف: "إن لدى وطننا الكثير من التحديات التي تواجهه، وعلى رأسها، الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وقد أطلقنا في الفترة الأخيرة الخطوط العريضة لخطة اقتصادية ترسم خارطة الطريق لتفعيل القطاعات الانتاجية، وتحديث البنية التحتية، وقد جاءت هذه الخطة متناغمة مع مقررات مؤتمر "سيدر". لقد وضعت على رأس أولوياتي مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمحاسبة. وقد بدأنا بالفعل بتحقيق بعض الخطوات الإيجابية على هذا الصعيد، لكن العمل الأساسي سينطلق مع الحكومة الجديدة التي تقع على عاتقها مسؤولية تطبيق خطة النهوض الاقتصادي ومقررات مؤتمر "سيدر"، لإرساء الاستقرار والازدهار في البلاد. لقد تحمل لبنان عبء أزمات المحيط، اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، وتسلل الإرهاب الى جروده الشرقية والشمالية جاعلا منها منطلقا لعملياته الدموية في الداخل اللبناني، إلى أن قام جيشنا بعملية عسكرية نوعية، دحر خلالها الإرهابيين وتابع مع سائر الأجهزة الأمنية المختصة استئصال الخلايا الإرهابية النائمة حتى تم القضاء عليها نهائيا، وتحقق للبنان الأمن والاستقرار. ويبقى النزوح، وخصوصا السوري منه، من أكثر تداعيات حروب دول الجوار ثقلا علينا، اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا؛ فمن باب التضامن الإنساني استقبل لبنان أكثر من مليون ونصف نازح سوري، فروا من جحيم الحرب في بلادهم. لكن، في بلد صغير المساحة، كثيف السكان، محدود الموارد، يعاني من ضعف البنى التحتية وتزايد البطالة، لا بد أن تدركوا بسهولة مدى العبء الذي نتحمله، في وقت لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لدعم لبنان في التخفيف من تأثير هذا النزوح، انطلاقا من مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات بين الدول. وفي هذا الإطار، ندعو الى تفعيل قرارات الدعم المادي التي اتخذت خصوصا في مؤتمر بروكسيل برغم تحفظنا على بعض ما جاء في بيانه الختامي، والمتعلق خصوصا بمسألة العودة الطوعية للنازحين وربطها بالحل السياسي، وانخراطهم في سوق العمل في الدول التي نزحوا اليها. ولا بد من التذكير هنا بأن لبنان هو بلد هجرة وليس بلد استيطان أو سوقا مفتوحة للعمل، وأبناؤه المنتشرون في كل أصقاع العالم، وللقارة الأوروبية منهم نصيب كبير، هم خير شاهد.

إن لبنان، يسعى لتأمين العودة الكريمة والآمنة للنازحين إلى ديارهم، ويرفض أي مماطلة في هذا الشأن، ويؤيد كل دعم لحل مسألة النزوح السوري المكثف إلى أراضيه، على غرار المبادرة الروسية، ويرفض ربطها بالحل السياسي الذي قد يطول أمده. ونذكر هنا، أن الشعب الفلسطيني لا يزال منذ العام 1948 يعيش في المخيمات في دول الشتات، وخصوصا في لبنان، بانتظار الحل السياسي وتنفيذ القرار 194، وها هي ملامح هذا الحل بدأت تظهر بعد 70 عاما من الانتظار منبئة بمشروع التوطين، وكأن المجتمع الدولي يعتمد سياسة"وهب ما لا يملك لمن لا يستحق.

محاربة الارهاب

وقال رئيس الجمهورية: "يصادف اليوم ذكرى الحادي عشر من أيلول الحدث الذي غير مسار أحداث العالم، خصوصا بعد أن أعلنت الولايات المتحدة على أثره الحرب على الإرهاب واعدة بتحرير العالم منه، وبالحرية والديمقراطية للشعوب؛ ولكن الذي حصل، وبعد 17 عاما ولغاية الآن، أن محاربة الإرهاب تلك عممت الإرهاب على كل العالم عوض أن تقضي عليه. واقتبس هنا من كتاب مفتوح وجهته الى حكام العالم في العام 1995 أحذرهم فيه من خطر تنامي الأصولية التي بدأت تظهر في بعض الدول: "إن الأحداث الأخيرة في البوسنة والجزائر، وبنسبة أقل في باريس، ليست سوى إشارات تنذر بصراعات مهددة لغدنا، تعجز عن تداركها الروادع النووية والحروب التقليدية. إن الأصولية، وليدة انعدام التوازن في تطبيق الحق الدولي، والحرمان الناتج عن نمو غير متكافئ، قد تغرق حضارة بكاملها في الظلامية. فلا أحد بمنأى عن العنف الذي يولده انفجار المشاعر العرقية والأصولية، والذي تعجز أي حدود عن احتوائه. ألا يمكن لتلك الجراثيم، التي تغذت في مختبرات الواقعية السياسية، أن تنقل العدوى الى أولئك اللامبالين والمشاركين، الذين تركوها تتكاثر؟ وللأسف إن العالم بأكمله اليوم يعاني من نتائج مختبرات الواقعية السياسية ومن عدم التعاطي في حينه بجدية مع الإشارات المنذرة بالخطر. أضف الى ذلك، إن السياسات الدولية التي لا تزال معتمدة في الشرق الأوسط تزيد النقمة وترفع منسوب التطرف وتفسح المجال واسعا للعنف والإرهاب. لا شك أن هذه السياسات الخالية من مقياس العدالة، تؤدي الى التشكيك بصحة تطبيق الديمقراطية في الدول التي تعتبر رائدة في اعتمادها إياها نظاما سياسيا. فهل تحتمل الديمقراطية الحفاظ على حقوق الإنسان في الداخل، ونحر هذه الحقوق خارج الحدود تحقيقا لمصالح دول كبرى؟ من نتائج هذه السياسة أنها دفعت بإسرائيل الى تهويد القدس وإعلانها عاصمة لها، ضاربة عرض الحائط بالقرارات الدولية، وبالتصويت في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة. وهي لم تكتف بذلك، بل أقرت قانون "القومية اليهودية لدولة اسرائيل". واستكمالا له أتى القرار الأميركي الذي اتخذ مؤخرا بحجب التمويل عن وكالة الأونروا، وهو بداية لفرض التوطين على الدول المضيفة للاجئين ومنهم لبنان الذي يحظر دستوره التوطين والتجزئة والتقسيم، وهو يرفض هذا الواقع أيضا من أجل العدالة والمساواة بين البشر".

وختم عون: "لقد جئت اليكم من لبنان البلد- الرسالة بحسب ما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، حاملا إيماني برسالة وطن يختزن حضارة عميقة تمتد على خمسة آلاف سنة، سمحت بأبعادها المتعددة، لأبنائه المنتشرين في كل اصقاع الأرض أن يندمجوا مع مختلف الثقافات أينما حلوا.

وأغتنم فرصة وجودي بينكم هنا، لأعود وأذكر بما طالبت به مرارا عديدة، وخصوصا على منبر الأمم المتحدة، من جعل لبنان مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق، هذا المشروع الذي يتابعه سفراؤنا في مختلف بلدان العالم ونأمل أن يطرح في الدورة المقبلة للأمم المتحدة، في العام 2019، كما نأمل دعما خاصا من الدول الأوروبية. ومن أكثر من دول أوروبا يعرف أهمية الحوار في رأب الصدوع وبلسمة الجراح وإرساء ثقافة السلام!كل الشكر على استضافتي بينكم اليوم، وعلى حسن الاصغاء إلى كلمتي. عشتم، عاشت أوروبا، عاش لبنان".

وما ان انتهى رئيس الجمهورية من القاء كلمته حتى وقف النواب الاوروبيون الحاضرون في الجلسة وعلا تصفقيهم لوقت طويل بعدما كانوا قاطعوا كلمة الرئيس عدة مرات ليصفقوا لمواقفه.

طاياني

ثم توجه طاياني بالشكر الى رئيس الجمهورية، وقال: "علينا ان نمضي قدما بالتعاون بيننا ونعمل معا من اجل ارساء اسس الحوار والسلام وحل مشكلة اللاجئين في بلادكم وبلداننا. هذا عمل ليس بالسهل، الا ان هناك ارادة بالوصول الى حل، ومعا يمكن تحقيق نتائج ايجابية لمواطنينا وللنازحين الذين لديهم الحق بالعودة الى بلادهم".

أضاف: "انا واثق بان جميع السوريين لديهم الحق بالعودة الى منازلهم ومدنهم وقراهم. ان سوريا هي بلد عظيم لديه تاريخ عريق وهو واحد من اعرق التراثات في المتوسط".

وختم: "علينا ان نجنب هذا البلد التعرض للدمار. وبفضل لبنان تمكن مئات الالاف من السوريين من الخلاص من جحيم الحرب. والان علينا ان نتيح لهم العودة الى بلادهم. شكرا لكم مجددا على كل ما فعلتموه".

إثر ذلك، رفع طاياني الجلسة.

يوهانس هان

وبعدها استقبل رئيس الجمهورية، في مبنى البرلمان، وفي حضور الوفد اللبناني الرسمي وسفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان، مفوض شؤون سياسة الجوار في الاتحاد الاوروبي يوهانس هان، وعرض معه المواضيع المتصلة بالنازحين السوريين في لبنان وما يقوم به لبنان في هذا المجال.

مأدبة غداء

وأقام طاياني مأدبة غداء على شرف عون وعقيلته والوفد المرافق، في الطابق السابع من مقر البرلمان، حضرها الوفد الاوروبي المشارك في المحادثات وعدد من نواب الرئيس ورؤساء الكتل النيابية الاوروبية وعدد من النواب الاوروبيين وكبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي.

والقى طاياني، في مستهل المأدبة، كلمة ترحيبية بعون وعقيلته والوفد المرافق، جاء فيها: "فخامة الرئيس، اللبنانية الاولى، ايها الاصدقاء اعضاء الوفد اللبناني الرسمي، اهلا وسهلا بكم في البرلمان الاوروبي في غداء العمل هذا الذي نقيمه على شرفكم. وهو مناسبة لنحيي العلاقات القائمة بين لبنان والاتحاد الاوروبي، واني في غاية السعادة لان التقي بكم واتناول معكم مواضيع تهمنا في المتوسط كما في سوريا، حيث ان الوضع خطر هناك كما هو خطر في ليبيا على تلك الضفة الاخرى من المتوسط. نحن نعمل معا من اجل تحقيق السلام وانتم تستقبلون عددا كبيرا من النازحين واللاجئين وهذه ايضا مشكلة تعاني منها اوروبا، التي عليها ان تشكر لبنان على التضحيات الجسام التي يقدمها، وقد استقبلتم مئات الالاف من النازحين من سوريا. وكما قلت، فان لهؤلاء جميعا الحق في العودة الى بلدهم وعلينا ان نلتزم جميعا العمل من اجل احقاق السلام في سوريا. وقد اوفد الاتحاد الاوروبي لهذه الغاية بعثات عدة للاطلاع على الاوضاع عندكم كما في سوريا، والرسالة التي اود ان احملها هي رسالة ايجابية وانتم قد تلقفتم الوضع المأساوي وفق ما يعرف عنكم من عراقة تقاليد الضيافة".

أضاف: "لقد تابعنا تطور الاوضاع عندكم. ومن المفيد بالنسبة الينا ان يكون هناك في لبنان رئيس للجمهورية يمكننا ان نتناقش معه ونتحاور واياه. وهذا امر في غاية الاهمية ونعرف ان مسألة النازحين تتطلب صبرا وحسا للحوار. ونحن ننتظر تشكيل حكومة تساعدكم في القيام برسالتكم. واني مقتنع بانه سيكون بامكاننا مواصلة الحوار معكم وفق هذا التوجه خلال الاشهر المقبلة. ان ابواب لبنان مفتوحة ويجب علينا المضي قدما في تعاوننا المشترك. ولدينا سفارة بلادكم لدى الاتحاد الاوروبي لاستكمال ما تباحثنا به. ويطيب لي القيام بزيارة بلدكم الجميل الذي اعرفه كوني ايطاليا من جهة وقد زرته كسائح في السابق، ويسعدني ان ازوره كرئيس للبرلمان الاوروبي بهدف توطيد الاستقرار والسلام اكثر فاكثر". وختم بالقول: "فخامة الرئيس، اللبنانية الاولى، ان ابواب اوروبا مفتوحة لكم هنا في ستراسبورغ، ولديكم في شخصي صديق يسعده ايضا ان يفتح امامكم دارته في روما لاستقبالكم. واكرر شكري الجزيل لزيارتكم. انتم يا فخامة الرئيس صديق لاوروبا يمكنكم الاعتماد عليها. عاشت الصداقة اللبنانية- الاوروبية".

عون

ورد عون بكلمة قال فيها: "اشكركم سعادة رئيس البرلمان الاوروبي على حفاوة الاستقبال الذي خصيتموني به، سواء على الصعيد الرسمي او على المستوى الشخصي ايضا. واني سعيد لكوني بينكم لاتناقش واياكم في مسألة الشرق الاوسط ولتبادل الافكار بما يتيح لكم تسهيل اتخاذكم للقرارات التي ترونها مناسبة في المستقبل".

أضاف: "اننا متمسكون بان تقوم اوروبا بالتطلع صوب البحر الابيض المتوسط، فنحن متجاوران، والمتوسط يشكل لنا طريقا من طرق التواصل وهو ليس بحاجز بيننا. فهو يشكل عصارة الحضارات القديمة . ونتقاسم واياكم ارث الامبراطورية الرومانية التي كانت في اساس عالم اليوم. اشكركم مجددا على هذا الاستقبال".

 

رئيس الجمهورية التقى مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وموغوريني كشفت عن اجتماع في نيويورك للبحث في عودة النازحين

الثلاثاء 11 أيلول 2018 /وطنية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم، لقاءاته في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، فالتقى في حضور أعضاء الوفدين اللبناني والأوروبي، مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغوريني، وأجرى معها جولة أفق، تناولت التطورات الإقليمية والأحداث في المنطقة، والعلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي. خلال اللقاء، أكد الرئيس عون أن "لبنان استطاع تحقيق الكثير من الإنجازات السياسية والأمنية. ويبقى موضوع النازحين السوريين، الذي يواجهه، والذي تسبب بتداعيات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية"، مشيرا إلى أن "عودة النازحين، أصبحت ضرورية بالنسبة إلى لبنان، لا سيما أن مجموعات منهم تغادره تدريجيا، إلى المناطق المستقرة في سوريا، وهناك مجموعات أخرى تستعد أيضا للمغادرة". ونوه ب"المساعدات، التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للبنان"، مشددا على "ضرورة المساعدة أيضا، في تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم"، مجددا التأكيد أنه "لا يجوز انتظار الحل السياسي للازمة السورية، لبت موضوع عودة النازحين إلى المناطق الآمنة في بلادهم، لأن هذا الأمر يمكن أن يتأخر"، لافتا إلى "التجربتين القبرصية والفلسطينية في هذا السياق". وتحدث عن الانتخابات النيابية، التي حصلت في لبنان مؤخرا، والنتائج التي تحققت على صعيد تثبيت الديمقراطية والحياة البرلمانية في البلاد، لافتا إلى "الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة في وقت قريب". وأشار إلى "الجهود التي تبذل في لبنان لمكافحة الاتجار بالمخدرات، والتي تسيء إلى الجيل الشاب، وإلى عمل الأجهزة الأمنية في مكافحة الخلايا الإرهابية النائمة، بعد الإنجاز الذي تحقق في تحرير جرود البقاع من منظمتي داعش والنصرة".

موغوريني

من جهتها، جددت موغوريني الترحيب بالرئيس عون في مقر البرلمان الأوروبي، منوهة ب"التعاون القائم بين لبنان والاتحاد الأوروبي، الذي هو دائما على استعداد لمساعدة لبنان في مختلف المجالات". كما تطرقت إلى "المشاريع المشتركة التي يجري تنفيذها، والوضع في المنطقة، ولا سيما في سوريا، في ضوء التطورات، التي يشهدها عدد من المناطق السورية". وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يتعاطى مع ملف عودة النازحين بروية، ريثما يتضح المشهد العسكري في سوريا"، معتبرة أن "هناك مناطق فيها، لا تزال في دائرة الخطر، نتيجة المواجهات التي تحصل هناك". وكشفت أن "اجتماعا أوروبيا سيعقد على المستوى الوزاري، على هامش انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، يخصص للبحث في مسألة عودة النازحين"، متمنية على الرئيس عون أن "يشارك لبنان في هذا المؤتمر، الذي ستحضره أيضا، دول معنية، سبق أن شاركت في اجتماعات بروكسل، بحيث يكون استكمالا لها". أما بالنسبة إلى الوضع في الأراضي المحتلة، وخصوصا ما يتعلق منها بمسألة القدس، لفتت موغوريني إلى "ما أورده الرئيس عون في كلمته أمام البرلمان الأوروبي"، وقالت: "إننا نفكر سويا في اتجاه واحد"، معربة عن تقديرها ل"ما ورد في الكلمة، وتأييد الاتحاد الأوروبي، في أن يكون لبنان مركزا لحوار الحضارات والديانات والثقافات في العالم". ثم أثار الرئيس عون "موضوع وقف تمويل الأونروا، وتخوف لبنان من أن يكون ذلك مقدمة للتوطين"، فاعتبرت موغوريني أنه "يشكل عاملا خطيرا بالنسبة إلى القضية الفلسطينية"، كاشفة أن "الاتحاد الأوروبي قرر رفع مساهمته في موازنة الأونروا، وكذلك الدول الأوروبية". وشددت على أن "وجود الرئيس عون في ستراسبورغ مهم، وأن الرسالة التي وجهها عبر المنبر الأوروبي قد وصلت، والدعم الأوروبي للبنان قوي وسيستمر"، مثمنة "الحوار القائم بين الأطراف اللبنانيين، الذي رعاه رئيس الجمهورية، والذي ستكون له فعالية وتأثير أكبر، بعد تشكيل الحكومة الجديدة".

لقاء

بعدها، التقى رئيس الجمهورية، مفوض الهجرة في الاتحاد الاوروبي ديميتريس افراموبولوس DimitrisAvramopoulos، وتناول البحث ملف النازحين والأمن في المنطقة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي ولبنان في هذا المجال. ولفت افراموبولوس إلى أنه سيقوم "قريبا بزيارة إلى بيروت لاستكمال البحث في المواضيع، التي يعنى بها".

 

رئيس الجمهورية زار المعهد الوطني للادارة في ستراسبورغ: النموذج المتبع فيه حاجة للنهضة الكبرى في الجهاز الإداري في لبنان

الثلاثاء 11 أيلول 2018 /وطنية - زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند الرابعة من بعد ظهر اليوم (الخامسة بتوقيت بيروت) مقر المعهد الوطني للادارة، في ستراسبورغ، الذي انشأه الجنرال شارل ديغول في العام 1945، عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية بهدف "إعادة هيكلة الإدارة الفرنسية" وتطويرها، وهو يعمل على تأمين تنشئة إدارية متميزة، ويخرج كبار الإداريين والموظفين الفرنسيين والأوروبيين، وبات من مهامه تقديم تنشئة على إدارة المؤسسات الأوروبية المختلفة، إضافة إلى إقامة علاقات شراكة فرنسية ودولية، بهدف توطيد إدارة متجددة وحوكمة سليمة. وكان مقر المعهد قد نقل من باريس إلى ستراسبورغ، ليكون على مقربة من المؤسسات الأوروبية في العام 1991. واستقبل الرئيس عون والوفد المرافق، عند المدخل الرئيسي للمعهد، مديره باتريك جيرار ولجنة إدارته ومجموعة من تلامذته، ولفت جيرار رئيس الجمهورية إلى "مجموعة صور المتخرجين المعلقة على الحائط، ومن بينها صور لسفير لبنان في فرنسا رامي عدوان، وسفير لبنان في بلجيكا فادي الحاج علي، اللذين كانا من عداد طلاب المعهد".

ثم انتقل بعدها الرئيس عون، برفقة جيرار إلى مكتب الأخير، حيث دون كلمة في السجل الذهبي للمعهد، جاء فيها: "يشكل هذا المعهد مدرسة، في فن الحكم والإدارة. عسى أن يساهم طلابكم في ترسيخ الخير العام. وهذه رسالة من الأكثر أهمية من أجل مكافحة الزبائنية، التي تجتاح مجتمعاتنا". إثر ذلك، عقد اجتماع بين الرئيس عون وجيرار، حضره السفيران عدوان والحاج علي، والمستشارة الرئيسية للرئيس ميراي عون الهاشم، ورئيس مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

جيرار

وعرض جيرار للرئيس عون "نشاط المعهد بمختلف أقسامه، وبرامج الدراسة فيه، وأهم الإنجازات التي تحققت في سبيل تطوير الإدارة وتفعيلها"، مثنيا على "حضور الطلاب اللبنانيين، الذين درسوا في المعهد منذ قرابة أربعة عقود"، كاشفا أنه "من أصل 3500 طالب أجنبي، انتسب إلى المعهد منذ إنشائه، 41 طالبا لبنانيا".

وأشار جيرار إلى أن "المعهد يتعاون في لبنان، مع معهد باسل فليحان المالي، وهناك تعاون قائم مع مجلس النواب"، مشيرا إلى "التطلع لمزيد من التعاون مع مختلف الإدارات اللبنانية، من قبل المعهد الوطني للادارة".

عون

من جهته، شكر الرئيس عون، جيرار، على "حفاوة الاستقبال"، مشددا على أن "النموذج المتبع في المعهد، يشكل حاجة للبنان للنهضة الكبرى في الجهاز الإداري فيه، بهدف إرساء إدارة تتماشى مع الحداثة ومتطلبات العصر"، منوها ب"كوادر الإدارة الفرنسية، الذين تخرجوا منه"، مؤكدا أن "هذا الموقع له خصوصية وتميز، يجعلان منه مثالا يحتذى، لعدد من الدول، ومن بينها لبنان". وبعد انتهاء اللقاء، توجه الرئيس عون بصحبة جيرار، إلى حديقة جانبية للمعهد، حيث قام رئيس الجمهورية بغرس أرزة للصداقة فيها، ثم توجها إلى مركز التوثيق في المعهد، الذي يضم نحو 50 ألف كتاب ومرجع علمي وصالات للأبحاث، وجالا في أقسامه، واستمع الرئيس عون إلى شروحات جيرار، حول "أهمية هذا المركز بالنسبة إلى الطلاب والباحثين في مجال الإدارة". وودع جيرار رئيس الجمهورية، كما استقبله، عند مدخل المعهد.

 

عون للجالية اللبنانية في ستراسبورغ: من يقول العهد فشل"حرام" لعقولهم

المركزية/11 أيلول/18/اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في لقاء الجالية اللبنانية في ستراسبورغ، ان بعض الاعلام يحاول ألا يرى إلا السلبيات، ويغض النظر عن الايجابيات وعن كل ما تحقق من انجازات". وقال: "لم نأت إلى السلطة للحصول على الألقاب بل للعمل".

وقال عون "اليوم يوم سعادة بالنسبة لي بسبب لقائي معكم، مشيرا الى ان بعد الانتخابات على اساس القانون الجديد كل الشعب تمثل ولا أحد محروم من الوجود في المجلس النيابي، وما سيخرج من المجلس النيابي هو التمثيل الصحيح للسياسة اللبنانية، ولكن هناك من يريد أن يعارض أي موضوع وينسى ما تم تحقيقه ويطالبون بالامور التي لم تتحقق. وأكد الرئيس عون، ان الامور تتراكم منذ 28 سنة من الدين العام الى الاهمال في جميع الميادين التي تهم المجتمع. وللأسف أنتم تسمعون الأخبار من بعيد، نحن نحمل رسالة لبنان في الداخل والخارج، .فهناك عثرات كثيرة من الـ2005 بعد عودتي من فرنسا الى اليوم، ولكنها كلها أمور غير عرضية وحركتهم المضادة حاصلة لأنهم لا يحبون الاصلاح وهذا الاصلاح يزعجهم، فالنفس الجديد ليس نفسهم"، معتبرا ان ما يحصل في الادارة اللبنانية شيء غير مقبول، هذا في السيئات، ولكن مستقبل لبنان الجيد نصنعه اليوم وهو أملكم وأملنا، هو لكم ولأولادكم ولمستقبلكم. واضاف "لم نأتِ الى السلطة لنأخذ الألقاب، المهم أن لا نتأثر وأن "لا ننفخ" أنفسنا في الالقاب، مؤكدا" قمنا بأشياء كبيرة بالنسبة للبنان، فعلى الصعيد الاقتصادي سنبدأ باستخراج النفط الذي كان محرما عام 2013، الان أصبح حلالا في الـ2017، في حين قانون الانتخاب الذي كان يشغل لبنان من 1992 الى 2018، أصبح ممكنا وقمنا بالانتخاب على اساسه وأصبح لدينا مجلس نواب جديد، والسلك الدبلوماسي الذي كان معطلا اكتمل فيه النصاب في كل دول العالم، وأصبح هناك سفراء فخريين في كل الدول الكبيرة. وكذلك في القضاء حصل نهضة وتجددت النفسية وأعطت حصانة قوية للقاضي ليكون عادلا ومنصفا بين المواطنين".

وأكد الرئيس عون من هنا نرى لبنان الجديد الذي سيبنى. وأهم شيء بالنسبة لنا هو الأمن، فالارهابيون كانوا يسيطرون على السلسلة الشرقية ويقومون بأعمال تفجيرية، فقمنا فورا يتغييرات وتنظيمات جديدة في القيادة وحضّرنا للمعركة عام 2017، وكانت عملية سريعة وناجحة، في وقت تابع الجيش وأجهزة المخابرات ملاحقة الخلايا النائمة الموجودة في المخيمات. ولذلك ترون لبنان اليوم ينعم بأمن ربما ليس موجودا هنت في فرنسا". وايضا كل المشاكل الداخلية التي تمس بالامن من سرقة البنوك والسيارات وسرقة الناس، انقطعت مئة بالمئة، فلبنان من الشمال الى الجنوب يستطيع المواطن فيه أن ينام على الطريق، ولا نخشى على أمن المواطنين وعلى زوارنا. مؤكدا ان كل الامور تتحسن، ونحن على هذا النمط نعمل، وليس على القيل والقال، اما ما تستمعون اليه فهو "فوفاش" لا عرض حقيقي لمشكلة موجودة وتقديم الحل لها بل فقط تشويش على المجتمع. وشدّد على اننا لسنا شعب يائس وفي الازمات نقاوم، نحن اليوم فائزون ولا نخاف من الكلام عن العهد ومن يقول لكم ان العهد قد فشل"حرام" لعقولهم ، لأن هذا تمني للذي لا يرى الخير الا بنفسه، وهذه أكبر أنواع حب الذات". وطلب الرئيس عون " أن تبقى معنوياتكم مرتفعة وأن تترفعوا عن القيل والقال، ومن يتحدث عن فضائح فليقدموا براهين أمام القضاء، ولكنهم بدل ذلك يتهربون لأن ما يقولونه ليس صحيحا، وهذه الامور يجب أن تتوقف. وان شاء الله لبنان الذي نقوم ببنائه يعود مزدهرا أكثر من قبل."

 

باسيل في الاجتماع الوزاري العربي حول الأونروا: هناك مخطط يتم إمراره في لحظة عجز عربي هبت رياحه في ربيع لم يزهر سوى دمار ونزوح

الثلاثاء 11 أيلول 2018 /وطنية - شارك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، في الاجتماع الطارئ الخاص بالأونروا، والذي عقده الوزراء العرب على هامش الاجتماع الدوري للجامعة العربية في القاهرة، وقد عرض وزيرا خارجية الأردن وفلسطين لواقع اللاجئين الفلسطينيين ولمتطلبات الأونروا على ضوء قرار الولايات المتحدة الأميركية بوقف مساهمتها في موازنتها. ومن ثم شارك باسيل في اجتماع تشاوري بين وزراء الخارجية العرب للوقوف على آخر المستجدات العربية، قبل أن ينضم للجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة العادية 150 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء.

كلمة لبنان

وفي وقت لاحق ألقى باسيل كلمة لبنان في الاجتماع الوزاري وقال فيها: "نجتمع اليوم في القاهرة، حاضنة القضية الفلسطينية، عاصمة الألف إجتماع وإجتماع لنصرتها، إلا أنني في كل إجتماع حضرته لاحظت أن وضع القضية يزداد سوءا ووضعنا يزداد ترهلا في دعمها، خاصة مع توالي الضربات الآتية من صفقة القرن التي يتهم البعض منا بالسكوت عنها. وفي كل خطوة تكشفت تنفيذا من هذه الصفقة كان خنوعنا محفزا لإتخاذ الخطوة التالية، فبعد إغتصاب القدس وإعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي بقرار أميركي وعجز عربي ضرب المبادرة العربية للسلام، أتانا قرار الكنيست الإسرائيلي بإعلان يهودية الدولة واضعا مصير فلسطينيي الداخل على محك التهجير القسري، في عملية ترانسفير جديدة مجهولة وجهتها وتوقيتها ومعلوم حصولها لا محالة إن إستمرَّ عجزنا". أضاف: "وهكذا تتابع المسلسل، فجاء البارحة القرار الأميركي بوقف المساهمة في موازنة "الأنروا"، لتبدأ مرحلة إسقاط حق العودة، وإبقاء اللاجئين في الدول المضيفة تمهيدا لتوطينهم. فهل نبقى عاجزين ونشجع على البدء بالخطوة التالية؟، وهي لن تكون أقل من فكفكة السلطة الفلسطينية وكل عناصر الدولة، ومؤشرها القرار الأميركي البارحة بتسكير مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، تفكيك الدولة ليتم القضاء على فكرة الدولتين أساس عملية السلام وبالتالي لكي لا يكون هناك سلام بل إستسلام. هل نبقى كذلك أو نقوم بعمل ما، أقله أن نغطي العجز الذي سببه القرار الأميركي، لكي لا نكون لاحقين في ركب الإستسلام، ولكي نقول إننا إتخذنا قرارا سياسيا وليس ماليا، فالمسألة ليست قدرة مالية أو منة بل هي واجب سياسي، إنساني وأخلاقي".

وتابع: "أنا لست مع نظرية المؤامرة لكني لست أعمى لكي لا أرى مخططا يتم إمراره في لحظة عجز عربي هبت رياحه في ربيع لم يزهر سوى دمار ونزوح، ولست أخرسا لكي لا أتكلم عنه؛ ولست أتكلم هنا لتلاوة الدروس، فأنا موجوع ومتألم، أرى بلادي العربية ووطني اللبناني يدفعون الثمن من عزتهم وإقتصادهم.

أنا هنا لنحاول معا لملمة ما تبقى من قضية شرف شعب أنهكه التآمر عليه، أنا هنا لأنطق بلسان كل مظلوم معتقل، وكل مهجر مطرود وكل يائس باك على وطن. أنا هنا بأمل أن نكتب معا في كتاب التاريخ أننا كعرب وقفنا ورفضنا حفاظا على شعبنا وصونا لكرامته فلا يديننا أحد بالتآمر في مؤامرة العصر". واستطرد: "وأنا أرى فرصة إيجابية هذه المرة لنبادر ونتخذ قرارا جامعا نستعيد فيه الدور العربي لقضايانا، ولا نتخلى عنه في فلسطين كما هو حاصل الآن في سوريا التي نأمل أن تعود قريبا إلى دفئها العربي".

وأردف: "أنا هنا لأتكلم باسم كل اللبنانيين حول قضية تجمعنا، فقد إختلفنا على الكثير، إلا أننا إتفقنا في وثيقة الوفاق الوطني على رفض التوطين وضمنا ذلك في دستورنا نصا، وحاولنا ممارسة أن نجمع ما بين واجباتنا الإنسانية في إيواء أي مهجر وواجباتنا الوطنية بالمحافظة على نسيجنا الإجتماعي التعددي، يتوج ذلك كله إيماننا بالعودة، كحق مقدس لا يمكن لأحد المس به وإلا لن يبقى شيء من أوطاننا وشعوبنا غير مهدد بالترحيل والترحال". وقال: "لقد تحمل لبنان تبعات ما حصل منذ 1948، ومازال يتحمل حتى الآن أكثر من 400000 لاجىء فلسطيني، بكلفتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وقد عملت منظمة الأونروا بإنشاء وتفويض أممي على تخفيف المعاناة الإنسانية التي مني بها اللاجئون، دون أن تستطيع ومنذ فترة طويلة من تغطية أعباء مالية كبيرة واقعة على عاتق الدولة اللبنانية، الرازحة أصلا تحت الديون والأعباء. فهل هكذا يكافأ لبنان بزيادة أزمة النزوح السوري على أزمة اللجوء الفلسطيني، وهل هكذا يكافأ بإعتماد سياسات الإندماج والتوطين (للإثنين) على أرضه؟، وهل هكذا يحافظ على نموذج التنوع في العالم فيخرب نسيجه الإنساني؟. أن يمنع الشعب الفلسطيني من العودة وتتوقف المساعدات عنه وتسقط عنه صفة اللاجىء ليكون مستوطنا في بلدان الإستضافة؟ أو أن يمنع الشعب السوري من العودة عبر وقف التمويل عنه في حال عودته الى بلده، والهدف هو نفسه بإسقاط صفة النزوح عنه ليكون مندمجا في بلدان الإستضافة؟. إن هذا يعني في الحالتين خسارة شعوب فلسطين وسوريا ولبنان والأردن، فهل وضعنا يحتمل خسارة مشرقنا ومشرقيتنا وتنوعنا لصالح الآحادية؟".

وأضاف: "ماذا يعني اليوم وقف التعليم والإستشفاء والخدمات الإجتماعية عن اللاجئين الفلسطينيين؟، يعني مزيدا من البؤس والفقر، يعني مزيدا من التطرف والإرهاب، يعني مزيدا من النزوح والهجرة غير الشرعية، يعني شبابا يائسا وبائسا من دون أفق، يبحث عن قارب نجاة يأخذه الى أوروبا في رحلة البحث عن مستقبله، فينتهي به الأمر في مركز للاجئين، يحاول إستجداء اللجوء، فتضيع حياته بإنتظار منة من دائرة الهجرة، ويصبح عبئا على الوطن البديل الذي يضيق ذرعا من مشاكل الإندماج فيتقوقع أبناؤه في أحزاب اليمين المتطرف الرافض للآخر وتنقسم مجتمعاته ما بين مرحب ونابذ لينتهي قريبا مجمعا على رفض وطرد من تآمرت أمم الدنيا عليه وعلى وطنه. هل هذا ما نريده؟، ليس لشعب فلسطين فقط بل لكل شعوبنا؟ فطريق الهجرة عندما تفتح يسلكها كل بائس ومحتاج ومضطهد ومضطرب وباحث عن شيء أفضل وفي هذا تهجير لكل شعوبنا". وختم: "أطلق اليوم صرخة ألم وأمل، وأقول كفى! كفى تشريدا وتهجيرا لشعب بأكمله، لأطفال رمت الحجارة ولم تخف من دبابة، لفتيات صفعت المحتل ولم ترتدع، لأمهات زفت شهدائها ولم تدمع، لأباء صمدت ولم تجذع! كفى تكسيرا لإرادة الحق ولكرامة أصحاب الحق، وكفى سكوتا منا وتفرجا، فالتكسير سيطالنا جميعا ولن ينجو أحد منا، أما أملي بأننا سننجو هذه المرة. إن ساهموا أو ساهمتم فشكرا، وإن لا فلعنة الأجيال والحق والتاريخ سوف ترافقنا. وشكرا". كذلك التقى باسيل نظيره الأردني أيمن الصفدي حيث تشاورا بموضوع الأونروا والخطوات الواجب اتخاذها، واتفقا على الاجتماع في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة مع الدول المانحة الأساسية للبحث عن مصادر تمويل بديلة للولايات المتحدة الأميركية.

السنيورة: نريد العدالة كاملة من دون أي نقصان لأنه من دونها لا يتحقق الاستقرار الحقيقي

الثلاثاء 11 أيلول 2018 /وطنية - جدد الرئيس فؤاد السنيورة التزامه بالإفادة التي أدلى بها سابقا أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، نافيا وجود أية قيود امامه للكلام، وقال: لقد قلت الحقيقة كاملة من دون أي تحريف أو أي زيادة أو نقصان، ولو عدت للإدلاء بالشهادة سأدلي بها نفسها أمام المحكمة.

وفي حديث لمحطة "العربية" ضمن برنامج "بانوراما"، قال السنيورة: "هناك ضغوط وتهويل ولكن الهم الأساس الذي كان لدينا منذ يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، ما زال هو اننا نريد العدالة لأنه من دونها لا يتحقق الاستقرار الحقيقي". أضاف: "الطريق الصحيح لتحقيق الاستقرار، هو عندما تعطي المحكمة قرارها النهائي في محكمة البداية، وعندما تصدر قرارها لكل حادث حديث وينظر كيف تعالج الأمور، ولا يمكن ان يصار إلى تزوير الحقائق أو تجهيل الفاعل، ولا بد ان تصدر الحقيقة كاملة وحينها يمكن النظر في كيفية المعالجات التي ينبغي القيام بها".

وشدد على "ان الشعب اللبناني يريد أن تنطق المحكمة الدولية بالحقيقة كاملة"، مشيرا إلى "أن هناك العديد من المسؤولين اللبنانيين على مدى سنوات عدة تعرضوا للاغتيال"، وذكر "أن هناك 3 رؤساء حكومة اغتيلوا ورئيسي جمهورية ووزراء ومسؤولين وسياسيين وصحافيين ورجال فكر ورجال دين، ولا يمكن ان تترك دماؤهم وهذه دعوة لمن يقوم أو من تسول نفسه بارتكاب مثل هذه الجرائم ان لا يعود لارتكابها". ورأى "أن هذا أمر أساس للبنانيين لتطمئن قلوبهم ونفوسهم، وان لا تهديد مستقبليا لمن يقول الحقيقة أو يعبر عن رأيه او يتسلم المسؤولية ويقوم بواجبه، وبالتالي عدم قول الحقيقة والنطق بالعدالة هذا يمنع الأشخاص من تسلم المسؤولية، وان يقوم بدوره كما ينبغي".وجزم بأن "العدالة أمر لا مجال للتنازل بشأنه في لبنان، وهذا ما وصلنا إليه بعد قرابة 5 سنوات من المحاكمة، وبالتالي الادلاء بالشهادات واثبات البراهين والدلائل المختلفة، بالإضافة إلى سنوات قبلها للاستعداد لأجراء المحكمة وصلنا الى النقطة التي يجب ان يفصل فيها كل أمر باتجاه ان تصدر المحكمة رأيها وقرارها العادل". وعن تهديدات العرقلة، قال: "لا أقلل من التهديدات والتهويل، ولكن المسألة مسألة مبدئية بالأساس، إذا كنا سنتنازل بهذا الشأن وسنغض النظر، فإنها دعوة صريحة لكل من تسول نفسه ان يرتكب مثل هذه الجرائم ان يبادر ويرتكبها، لذلك نحن نصر على الحقيقة والعدالة غير المنقوصة". وتابع: "لا نستطيع استعادة روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا أي من الذين تعرضوا للاغتيال، ولكن نريد ان نحمي أجيالنا القادمة في ان يتمكنوا من العيش ببلد حر تطبق فيه العدالة، ويمكن للمواطن ان يقول رأيه والمسؤول ان يتصرف بمسؤولية ولا ان يكون تحت التخويف والتهويل أو التهديد من أي طرف". ونوه بالرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، قائلا إنه "يتصرف بمسؤولية وحكمة وتبصر، ولنضع الأمور بوضوح وصراحة، العدالة لا تعني الانتقام والتشفي وعدم التصرف بحكمة، العدالة هي معرفة الحقيقة كاملة، وهناك الكثير من الإمكانات والأساليب للتعامل مع مثل هذه الأمور بحيث لا تؤدي الى اشكالات اضافية، ولكن العدالة كل العدالة ولا شيء غيرها نريدها كاملة ليعرف اللبنانيون من ارتكب هذه الجريمة وانهم سينالون العقاب".

وعن توقعاته لقرار المحكمة، قال: "لا اريد ان استعجل هذا الأمر، أمامنا الكثير من الوقت إلى ان تصدر المحكمة قرارها مطلع العام القادم، هناك الاستماع لمطالعة الاتهام ثم ممثلي عائلات الضحايا وثم الدفاع، وثم تنصرف المحكمة بهيئتها إلى التداول بين أعضائها بكل ما سمعته وتبين لها وأصبح بتصرفها من أدلة، لان تتخذ قرارها العادل بالجريمة". ولفت إلى أن "أمام المحكمة 3 قضايا فقط، ولكن هناك قضايا ما زالت معلقة وأهالي الضحايا الآخرين الذين تعرضوا للاغتيال غير مشمولين بهذه المحكمة، وبالتالي المحاكم اللبنانية بانتظار ان تبت المحكمة عدم صلاحيتها بالشؤون الأخرى، لتنظر المحاكم اللبنانية بهذا الشأن، العدالة بالنسبة للرئيس الشهيد لها تداعيات لتطبيق العدالة لباقي الضحايا الذين تم اغتيالهم". وعن الشهادة التي قدمها أمام المحكمة وأعلن فيها أن الرئيس الشهيد الحريري تعرض لتهديدات من "حزب الله" قبل اغتياله، جدد القول "هذا الكلام سمعته من الرئيس الشهيد شخصيا، وكنت معه وهو يقود السيارة عندما قال لي انه تم اكتشاف أكثر من محاولة من "حزب الله" لاغتياله". وردا على سؤال، قال: "لا أريد ان أقول أمرا قبل ان تصدر المحكمة قرارها النهائي، بكل موضوعية يجب ان نتصرف بهدوء وبعيدا عن الحساسيات وأي فكرة انتقامية، ورغبة بتطبيق العدالة نريد ان تنطق المحكمة بقرارها النهائي وعندها يمكن اتخاذ كل ما ينبغي عمله بهذا الخصوص". وختم: "لدينا أكثر من 3000 دليل قدمه الادعاء لهيئة المحكمة لتنظر بهذا الشأن، وكلها تدل على من ارتكب الجريمة ومن كان وراءها، وان نظام الأسد كان وراء هذا العمل، يجب ان ننتظر ماذا سيكون عليه نطق المحكمة النهائي، نريد العدالة كاملة من دون أي نقصان".

 

حزب الله: تصريحات بولتون تكشف استعلاء الموقف الأميركي على دول العالم والمنظمات الدولية

المركزية/11 أيلول/18/أصدر "حزب الله"، بيانا "حول تهديدات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون لمحكمة الجنايات الدولية واعتباره الدستور الأميركي فوق كل المنظمات الدولية والدستورية في العالم"، اعتبر فيه ان تصريحات بولتون "كشفت حقيقة الموقف الأميركي الاستعلائي على دول العالم والمنظمات الدولية، ووضعت حدا للخداع الطويل الذي مارسته الإدارات الأميركية المتعاقبة بحق الانسانية جمعاء". وأضاف: "فبغض النظر عن الدور الضعيف لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة أمام الدول الاستكبارية، وعدم قدرته على ردعها، وبغض النظر عن حصرية قرار مجلس الأمن بعدد من الدول، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية وعلى لسان مستشار الأمن القومي فيها أعلنت أنها تعتبر نفسها فوق كل اعتبار، وأن شعارات القانون الدولي والمجتمع الدولي ما هي إلا ثرثرات تستخدمها ساعة تقتضي مصالحها ذلك، وأنها لا تعترف بها إلا عندما تكون أداة طيعة لتحقيق مآربها الاستعمارية والتسلطية". وتابع: "لقد أكدت تصريحات بولتون أن السياسة الأميركية ترتكز على مصادرة دساتير العالم، ورفض الانصياع للقوانين والمنظمات الدولية، وان المنطق المتحكم في الذهنية الأميركية يقوم على عدم إعطاء الحق للضعيف وعلى شريعة الغاب التي تمجد القوة وتسحق المظلومين". وختم: "إن ما قاله بولتون وما يمارسه ترامب يظهر للعالم أن من يحكم الولايات المتحدة الأميركية ليس سوى عصابة تدير العالم وفق مصالحها وأهوائها ونزواتها".

 

السفيرة الكنديّة في معراب

المركزية/11 أيلول/18/التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في معراب، السفيرة الكنديّة إيمانويل لامورو في حضور السكريتير السياسي في السفارة فطمة بن السايح، رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في “القوّات” د. إيلي الهندي ورامي جبور. وتباحث المجتمعون في الشؤون السياسيّة الداخليّة والإقليميّة.

 

هكذا وصف كنعان عهد الجنرال والتيار الذي اسسه

المركزية/11 أيلول/18/غرد النائب ابراهيم كنعان على حسابه على تويتر فقال:" الجنرال والتيار الذي أسسه، لم يكن يوماً الا وطنياً وسيادياً وشفافاً، وهو قام على نقيض الطائفية والعمالة للخارج والعمولة في السياسة والمال، وناضل لتحرير لبنان واقامة دولة المواطنة والقانون، لا الاقطاع والفساد والمحسوبيات.عهده وتياره هو عهد هذه المسلمات التي نسعى لترسيخها".

 

الحواط ردًا على سعيد: الفروسية لا تلتقي مع الشعبوية

المركزية/11 أيلول/18/علّق النائب زياد الحواط على المؤتمر الصحفي الذي عقده النائب فارس سعيد بنشره على حسابه عبر تويتر فيديو يعود إلى تاريخ 27 حزيران 2018، داعيًا خلاله الأجهزة الأمنية والقضائية إلى وضع يدها على ملف مشاعات العاقورة وتطبيق حكم اللجنة التحكيمية برئاسة القاضي عبدو أبو خير الصادر في 16 تشرين الثاني 1936 والمثّبت في العام 1967. وأرفق المنشور بالقول: "الفروسية لا تلتقي مع الشعبوية في مواقف البعض من موضوع لاسا.كان بالامكان العودة الى مواقفنا المركّزة على تطبيق احكام القانون وممارسة الدولة لسلطتها على المعتدين والمخالفين".

من جهته، قال سعيد في مؤتمر صحافي تناول فيه المشكلة العقارية في جرد جبيل إنّ "استخدام عبارة متنازع عليها بشأن ما يحصل في منطقة لاسا هي عبارة غير صحيحة ووضع المسألة في يد جهة غير الدولة هو خطر جسيم"، داعيا نواب جبيل وكسروان إلى توضيح عناصر الالتباس في هذا الموضوع أمام الرأي العام.