المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october22.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/داني شمعون وعائلته هم شهداء كل لبنان وكل اللبنانيين

الياس بجاني/اغتيال داني شمعون والوحشية المستمرة ضد أحرار لبنان

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/شركة حزب قوات جعجع لن تُحرج ولن تخرُج وسوف تقبل بأي شيء

الياس بجاني/ألا يخجل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار الذين تخلوا عن دماء شهدائها

الياس بجاني/ذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن: نجح المحتل الإيراني وفشل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار المتخاذلين

الياس بجاني/ملك التذاكي والتشاطر والضحك ع الناس وكمان متخصص بالمصالحات الغير شكل

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/14 “آذاريين” شعاراتهم ومطالبهم موسمية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عقوبات موجعة تنتظر إيران و"حزب الله"

اجراءات اسرائيلية جديدة: تلال صناعية على طول الحدود مع لبنان

ذكرى اغتيال داني شمعون: حقائق اخرى لم ترد في سجل وقائع المحاكمة/خليل حلو/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/10/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

القوات اللبنانية..خارج الحكومة أفضل ألف مرّة من المشاركة/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

ابو ناضر جال في مخيم المية ومية: لنزع السلاح من المخيمات وليمسك الجيش بزمام الامور

جعجع مرتاح والكلام عن عدم مشاركة "القوات" "هراء

آلان عون: من الخطأ حصر المشكلة بين "التيار" و"القوات"

التشاوري للسنة المستقلين: غير مطروح وغير وارد إلا توزير واحد من نوابنا الستة

حكومة امتصاص العواصف وترميم الاقتصاد

كرامي: لم نتبلّغ رسميا لكن هناك اصرارا على تمثيلنا

منصور: الاستراتيجية الدفاعية جدل عقيم "ما إلو طعمة"

رئيس حكومة أرمينيا من بيروت: سنواصل العمل ضمن «اليونيفيل» في الجنوب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ارتياح للإجراءات السعودية في قضية خاشقجي وتأكيد على محاسبة المقصّرين

«العدل» السعودية أكدت أن قضاء المملكة سينظر في القضية بعد اكتمال المتطلبات... وتركيا تتوقع الإسراع في التحقيقات

مسؤول إسرائيلي: أنقرة نصبت فخاً استخبارياً للرياض

خاشقجي حلم بمشروع شرق أوسط جديد منطلقه تركيا

“الغارديان”: أردوغان يتعامل مع الإعلام بوحشية

واشنطن تنسحب من معاهدة نووية مع روسيا… وموسكو: “خطوة خطيرة”

موسكو تعلن {تصفية} 88 ألف مسلح في سوريا خلال 3 سنوات/وزير الدفاع الروسي قال إن الظروف باتت مهيأة لقيام سوريا موحدة

 نصرالحريري: اتفاق إدلب نقطة تحول

موسكو تقلّص سقف التوقعات من زيارة بولتون وانتقدت اتهامات واشنطن لمواطنة روسية بالتأثير على الانتخابات النصفية

 ترمب: التصويت لصالح الديمقراطيين «جنون»

الكونغرس يحقق في تناقض ترمب والبنتاغون حول «داعش»

مظاهرة حاشدة في لندن للمطالبة باستفتاء جديد حول «بريكست» ومئات الآلاف عبّروا عن رفضهم الخروج من الاتحاد الأوروبي عقب جمود المفاوضات

عشرات الآلاف يطالبون باستقلال تايوان/أكبر مظاهرة منذ 20 عاماً في شوارع تايبيه

العاهل الأردني يعلن إنهاء ملحقَي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام

أفغانستان: انتخابات على وقع هجمات {طالبان} في مختلف الولايات ونشر 54 ألف عنصر أمن لحماية ملايين الناخبين المسجلين

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين الحفظ والفهم غطاء دولي ينهار/الدكتورة رندا ماروني

هل صحيح ان "العدل أساس... العرقلة"/الهام فريحة/الأنوار

1818 ـ 2018: على هامش المئوية الثانية لسقوط الدولة السعودية الأولى/وسام سعادة/القدس العربي

مال خاشقجي إذ صفع وجوهنا نحن الصحافيين العرب/تعليق موقع الدرج

واقعتان في بيروت وفي إسطنبول.. الحق والعدل وجهة نظر/منى فياض/الحرة

صاحب المهمة وأصحاب الحقائب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

خاشقجي كما عرفته/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

خاشقجي... ظهور الحقيقة/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

دي ميستورا ذاهب... المهم ألا تذهب سوريا/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

تكاليف أزمة خاشقجي ومآلاتها/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرياشي التقى الحريري في بيت الوسط

الفرزلي لإذاعة لبنان: اننا في المربع الاخير جدا من تشكيل الحكومة ولا يجوز لوزارة العدل الا ان يكون رئيس الجمهورية ممثلا بها وتوضع في كنفه

مكتب السنيورة ردا على جريصاتي: يا للعجب العجاب أن ينصب نفسه ديانا ويحدد من المؤهل وطنيا ودستوريا ومن غير المؤهل

قاووق: أزمة تأخير الحكومة تتفاقم واللبنانيون في موقع الخاسر لأن هناك تسابقا بين مسار التشكيل والتدهور الاقتصادي والمالي

نعيم قاسم: لم يعد بالإمكان التحدث عن تفاؤل أو تشاؤم في الملف الحكومي

سامي الجميل من كندا: لا خلاص إلا بالاتفاق على رؤية واحدة للبنان الوطن بعيدا من الحصص والمصالح

اشكالية السلطة والحرية!

لقاء سيدة الجبل/الخلوة الثالثة عشرة

البيان الختامي/خلوة سيدة الجبل الثالثة عشرة

التقرير المتعلق بإشكالية الملف العقاري الصادر عن خلوة "لقاء سيدة الجبل"المنعقدة في 21/10/2018

التقرير السياسي السنوي/خلوة "سيدة الجبل" الثالثة عشرة

المانيفست السياسي – خلوة سيدة الجبل الثالثة عشرة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس متّى09/من36حتى38/رَأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا. حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

داني شمعون وعائلته هم شهداء كل لبنان وكل اللبنانيين

الياس بجاني/21 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68292/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d9%85%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%aa%d9%87-%d9%87%d9%85-%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7-2/

يعلمنا التاريخ بأن الأوطان التي لا يسقيها شبابها تضحيات وقرابين بسخاء ودون حساب تنهار مذابحها وتتشتت شعوبها وتنقرض وتهمش هويتها ويقتلع تاريخها وتنتهك كراماتها. 

إن لبنان القداسة الذي انعم الله عليه بشباب لا يهابون الموت ولا يبخلون بالشهادة في سبيله من أمثال داني وعائلته، هذا اللبنان باق ولن تقوى عليه قوى الشر.

إن الشهادة تولد من فعل إيمان وفعل محبة: إيمان بوطن وقضية،

ومحبة مجبولة بالعطاء ترقى بنبلها إلى حد تقديم الذات من أجل من نحب.

إن الشهداء هم نبراس ينير لنا الطريق للوصول إلى واحات الحرية، وحافزاً لنا لمتابعة رسالة القداسة والرقي.

اليوم ونحن نتذكر الشهيد داني شمعون وعائلته نؤكد أن إيماننا بالله وبلبنان وبحقنا بحياة حرة وكريمة يتطلب منا تحمل الآلام والاضطهاد كشعب مؤمن ومحب للسلم..

وهذا ليس حبا بالألم، وإنما من اجل البلوغ إلى القيامة، قيامة الوطن وانتصاره على قوى الإحتلال لأن المجتمعات لا تبنى إلا بالحب والرجاء والتضحيات حتى الاستشهاد.

صلاتنا اليوم في ذكرى استشهاد داني شمعون وأفراد أسرته نرفعها من اجل السلام والوحدة في لبنان،

نرفعها من أجل المسؤولين ورجال الدين والسياسيين وكل العاملين بالشأن العام ليعوا التبعات الملقاة على عاتقهم ويتخطوا التبعية والمذلة والرضوخ للخارج، ويعودوا إلى ينابيع الإيمان والصدق والحرية والكرامة.

28 سنة انقضت على غياب الشهيد داني شمعون وأفراد أسرته وما زالت الجريمة النكراء تلك ماثلة في ذاكرة ووجدان وضمائر الأحرار والسياديين من أهلنا.

جريمة بشعة من سلسلة ارتكابات بربرية ودموية اقترفها المحتل السوري ومرتزقته المحليين الكفرة والأبالسة الذين ارتضوا وضعية الزلم والأدوات والمرتهنين.

مرتزقة من أهلنا للأسف بذل واحتقار للذات قبلوا بخنوع أدوار الملجميين والطرواديين، والإسخريوتيين الساقطين في كل تجارب الشياطين.

مرتزقة من أهلنا وطرواديين منهم مواطنين ومسؤولين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب مافياوية باعوا دماء الشهداء وهم عملياً السرطان الأخلاقي والقيمي والوطني الذي يفتك بوطننا وبشعبنا.

هؤلاء القيادات المسخ الذين يناصرون المحتل الإيراني المتمثل بذراعه المحلية والإرهابية،حزب الله، اليوم قد قفزوا فوق دماء الشهداء والتحقوا بالخانعين والطرواديين طمعاً بسلطة ونفوذ ترابيين وداكشوا السيادة بالكراسي وتعاموا عن كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

28 سنة انقضت على جريمة اغتيال داني شمعون وعائلته وهي لا زالت تزرع في القلوب غصة، وفي العيون دموع تنهمر حسرة على أبطال شرفاء أبوا إلا أن يفتدوا بأرواحهم وطن الأرز وناسه.

لنصلي من أجل راحة أنفس داني شمعون وأفراد عائلته الشهداء، ومن أجل راحة أنفس كل الشهداء طالبين لهم الراحة الأبدية إلى جانب البررة .

بتقوى وعرفان بالجميل نذكر في صلاتنا كل شهيد من أهلنا بذل ذاته على مذبح وطننا الغالي من أجل أن يبقى لبناننا الرسالة والقداسة واحة للحرية والسيادة والاستقلال، وليبقّ اللبناني حراً وسيداً ومرفوع الرأس بعزة وشموخ.

إن الشهيد داني شمعون وأولاده الأطفال وزوجته أحبوا لبنان واللبنانيين حتى الشهادة فبذلوا أنفسهم على مذبحه قرابين طاهرة.

داني وعائلته الشهداء بنبلهم وتفانيهم ومحبتهم للوطن وإيمانهم الراسخ بحقه بحياة حرة وكريمة هم لبنان، هم كل اللبنانيين، هم الرمز، هم العطاء والكرامة.

داني وعائلته غابوا بالجسد إلا أنهم وككل الشهداء الأبرار والأبطال هم في قلوبنا والضمائر والذاكرة.

إنه بفضل تضحيات الشهداء بقي لبنان وبإذن الله هو باق ولن تقوى عليه شرور وإرهاب الأبالسة المحليين والدوليين والإقليميين.

إن كان من أمثولة يمكننا أن نستخلصها من حياة واستشهاد داني وعائلته، أو من وصية نستطيع أن نوجهها باسمه إلى جميع اللبنانيين، فإننا نتبنى كلام رسول الأمم، بولس إلى أهل فيليبي (02/01حتى05) حيث قال بصوت عال وصارخ:

(“فإِذا كانَ عِندَكم شأَنٌ لِلمُناشَدةِ بِالمسيح ولِما في المَحَبَّةِ مِن تَشْجيع، والمُشارَكةِ في الرُّوحِ والحَنانِ والرَّأفة، فأَتِمُّوا فَرَحي بِأَن تَكونوا على رأيٍ واحِدٍ ومَحَبَّةٍ واحِدة وقَلْبٍ واحِدٍ وفِكْرٍ واحِد. لا تَفعَلوا شَيئًا بِدافِعِ المُنافَسةِ أَوِ العُجْب، بل على كُلٍّ مِنكم أَن يَتواضَعَ ويَعُدَّ غَيرَه أَفضَلَ مِنه، ولا يَنظُرَنَّ أَحَدٌ إِلى ما لَه، بل إِلى ما لِغَيرِه. فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضاً في المَسيحِ يَسوع. هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب”.)

في الخلاصة، ما الحرية سوى نعمة مجانية وهبنا إياها الله لنكون احرارا في القول والتصرف والفكر والمعتقد، فيا أبانا السماوي انعم علينا بعطايا الثبات في الموقف والعناد في الشهادة للحق.

الشهيد داني شمعون وكل شهداء ال 10452كلم مربع هم الخميرة الإيمانية التي تخمر باستمرار عجين الوطن وتزرع الحب والعطاء والرجاء

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.co

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

اغتيال داني شمعون والوحشية المستمرة ضد أحرار لبنان

الياس بجاني/21 تشرين الأول/18

إن وحشية ممنهجة تتناول كل قادة لبنان الأحرار والسياديين لا زالت مستمرة بأساليب قمعية وإرهابية مختلفة..لا شيء تغير للأفضل استقلالياً في لبنان منذ اغتيال الشهيد داني شمعون..البلد لا يزال محتل وحكامه وطاقمه السياسي بغالبيتهم العظمى تابعين للمحتل وينفذون فرماناته على حساب شعبنا ووطننا ودستوره والحريات..كان الإحتلال السوري المهيمن حتى أسحاب الجيش السوري ومن يومها حل مكانه الاحتلال الإيراني بواسطة ذراعه الإرهابية المحلية المسماة حزب الله ..أما الشرفاء وهم كثر فهم الخميرة التي ستخمر عجين الوطن طال الزمن أو قصر.. الرحمة للشهيد شمعون وللأفراد عائلته. والرحمة لكل أنفس الشهداء الأبرار.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

ذكرى وسام الحسن … نجح المحتل وفشلت «14 آذار/الياس بجاني/22 تشرين الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة»

http://al-seyassah.com/%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%86%D8%AC%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84-%D9%88%D9%81%D8%B4%D9%84%D8%AA-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7/

 

شركة حزب قوات جعجع لن تُحرج ولن تخرُج وسوف تقبل بأي شيء

الياس بجاني/20 تشرين الأول/18

الحكومة ستشكل ولو بوزراء دولة فقط لشركة قوات جعجع الذي ادمن وهو والحريري التنازلات عن السيادة والدستور والإستقلال وع الأكيد الإستسلام لحزب الله والتعامي عن القرارات الدولية الخاصة بلبنان.. مع الأخوة لحزب الله وفي احضان الصفقة والنرسيسية وعشق الأبواب الواسعة والكراسي وثقافة إلغاء الآخرين وفجع السلطة فالج لا تعالج.

 

ألا يخجل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار الذين تخلوا عن دماء شهدائها

الياس بجاني/19 تشرين الأول/18

وسام الحسن شهيد ثورة الأرز التي باعها طاقم 14 آذار الحزبي الإستسلامي والتجاري وقفز فوق دماء شهدائها وتلحف بذل بالواقعية وداكش السيادة بالكراسي وغرق في أوحال المغانم والحصص.

 

ذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن: نجح المحتل الإيراني وفشل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار المتخاذلين

الياس بجاني/19 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68253/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84/

“فرق تسد”، “وطعمي التم بتستحي العين” وتعامل مع ضعفاء النفوس ودغدغ غرائزهم وأزرع الأسافين بين الشرائح اللبنانية وشوه كل ما هو قيم وأخلاق وتملق لضعفاء النفوس من جماعات ثقافة الأبواب الواسعة..

هذه هي بعض الأساليب والطرق الإبليسية التي سعى ويسعى إليها المحتل الإيراني في لبنان من خلال ذراعه المحلي، حزب الله.

من يتابع أخبار تشكيل الحكومة اللبنانية المتتالية فصولاً هذلية وصبيانية منذ خمسة أشهر والتي بالفعل يشكلها حزب الله لا بد وأنه صدم من المستوى الدركي المصلحي والنفعي والإستسلامي الذي وصل إليه أفراد طاقم لبنان السياسي والحزبي التاجر ..

أولوية هؤلاء المنافع والمغانم والوزارات الدسمة..

همهم كما يقولون عن جهل وغباء واستغباء للناس هو الوزارات السيادية، في حين أن البلد محتل والسيادة مغيبة والإستقلال مسروق والقرار الحر مصادر..

ما يريده وينفذه بمنهجية ودهاء حزب الله هو شق كل الشرائح اللبنانية وزرع الأسافين بينها وجرها للتناحر على أمور داخلية نفعية وذاتية غير إستراتجية وغير سيادية وغير استقلالية تتعلق كلها بالكراسي والحقائب وصغائر الأمور بكل أنواعها..

الحزب اللاهي يأخذ دور الحاكم والولي والناصح والمؤدب عند الضرورة وكذلك  المنظم والمقرر غب مصالحه وذلك على خلفية مشروعه اللاهي الإيراني اللاغي للجميع.

للأسف غرق كل الطاقم السياسي اللبناني وتحديداً ال 14 آذاري الحزبي منه في فخ الحزب اللاهي وخصوصاً أصحاب شركات الأحزاب المسيحية “الفجعانين” سلطة ومال.

لم يعد لا الإحتلال ولا دويلاته ولا سلاحه ولا حروبه ولا القرارات الدولية الخاصة بلبنان موضوع أو اهتمام الطبقة السياسية اللبنانية والمسيحية منها تحديداً..

نجح الحزب اللاهي وفشلت الأحزاب التجارية والعائلية اللبنانية ومعها أصحابها الخطأة الغارقين في أوحال مسلسل لا ينتهي من جشع الصفقات والمغانم والسمسرات الإبليسية.

حزب الله كالسرطان ينهش المؤسسات الواحدة تلوى الأخرى، في حين أن الطاقم السياسي في غيبوبة سيادية ولا أولوية عنده غير أجندات شخصية وفجع كراسي ومواقع ونفوذ.

نسأل ألا يخجل هؤلاء من فجورهم ووقاحتهم من الاحتفال بذكرى شهداء 14 آذار وهم باعوهم وقفزوا فوق دمائهم؟

في هذا السياق الطروادي والنرسيسي يتسابق ويتباهي اليوم أصحاب شركات أحزاب 14 آذار بالاحتفال بذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن السادسة، في حين هم انتقلوا إلى قاطع من اغتاله ويعتم على كل التحقيقات المتعلقة باغتياله.

بؤس هكذا قيادات نرسيسية وطروادية، وبؤس شرائح غنمية من أهلنا امتهنت التبعية العمياء لهؤلاء الفجار والتجار وتخلت طوعاً عن كل ما هو بصر وبصيرة وحرية رأي وشهادة للحق واحترام للذات.

يبقى أن وسام الحسن هو شهيد من كوكبة شهداء ثورة الأرز التي باعها طاقم 14 آذار الحزبي الاستسلامي والتجاري وقفز فوق دماء شهدائها وتلحف بذل بالواقعية وداكش السيادة بالكراسي وغرق في أوحال المغانم والحصص.

نصلي من أجل راحة أنفس كل الشهداء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.co

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ملك التذاكي والتشاطر والضحك ع الناس وكمان متخصص بالمصالحات الغير شكل

إلياس بجاني/18 تشرين الأول/18

مين بدو يضحك بالآخر؟ ع الأكيد المضحكي هو المتذاكي بالواقعية يلي داكش السيادة بالكراسي وبحقائب وزارية ترسو وبيتاجر بدم الشهداء وغاشيش بعض المعترين بهالته

غرد سمير جعجع اليوم يقول: "يضحك كثيراً من يضحك أخيراً وعند الانتهاء من تأليف الحكومة سنقوم بجدول مقارنة بين ما كنا نطرحه وكان يطرحه الآخرون وما تحقق من الذي كنا نطرحه".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عقوبات موجعة تنتظر إيران و"حزب الله"

موقع الجمهورية/الأحد 21 تشرين الأول 2018/إهتمام الداخل مُنصبّ على معركة تأليف الحكومة، اما عيون الخارج فشاخصة الى التصعيد المرتقب في المنطقة في ظل المواجهة المفتوحة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، مع اقتراب تاريخ 4 تشرين الثاني، موعد العقوبات النفطية على طهران، في موازاة سياسة  تضييق الخناق على "حزب الله". وليس آخرها إعلان وزير العدل الأميركي جيف سيشنز، أنه صنّف خمس جماعات، ومنها "حزب الله"، على أنها جماعات للجريمة العابرة للحدود، وأن هذه الجماعات ستواجه تحقيقات وإجراءات قضائية صارمة جدا. وعن مخاطر هذا التصنيف، قال سفير لبنان في واشنطن سابقا رياض طبارة لـ" الجمهورية": "تعتبر واشنطن "حزب الله" ومنذ مدة طويلة، منظمة إرهابية وذراعاً أساسياً من أذرع إيران في المنطقة. والتسمية الجديدة لا تقدّم ولا تؤخر، فالحزب بالنسبة اليها عابر للقارات بسبب بعض الأعمال التخريبية التي تتّهمه بالوقوف خلفها في أميركا اللاتينية وفي مناطق أخرى. الهدف الاساس من العقوبات الأميركية على الحزب هو تجفيف منابع تمويله من دون المساس بلبنان وباقتصاده، والتسمية الاميركية الجديدة القديمة لن تغيّر من هذه السياسة. فالموجة القادمة من العقوبات على إيران ستطاول بالضرورة "حزب الله". وكما جرت العادة، الكونغرس الاميركي يضع اطر العقوبات ويترك للرئيس التفاصيل والتوقيت وهذا أيضا لم يتغير هذه المرة. إلا أن العقوبات الجديدة موجعة اكثر بالنسبة لإيران لانها ستطاول البنك المركزي الإيراني وصادرات البترول بهدف شلّهما، وهذا ما سيؤثر سلباُ على "حزب الله" وتمويله الآتي من إيران. ومن المنتظر أن تتكثف أيضاً العقوبات المباشرة على الحزب من خلال التشديد على المتعاملين معه مالياً والذين يجمعون له الأموال في الخارج. الكونغرس وضع الإطار لهذه الموجة من العقوبات على إيران و"حزب الله"، وكما جرت العادة يُترك للرئيس تحديد الاشخاص والمؤسسات التي تطالها العقوبات على ان يعلم الكونغرس بها بعد حصولها ولكن هذا لا يعني ان العقوبات قد تطاول الإقتصاد اللبناني أو النظام المصرفي اللبناني او الاسقرار السياسي النسبي في لبنان. بالنسبة لإعادة إعمار سوريا فمن المؤكد ان اميركا ستحاول تعطيل دور "حزب الله" فيه خصوصا بالنسبة لأي أموال غربية قد ترصد من أميركا والغرب لهذا الهدف خاصة وأن مؤسسة "جهاد البناء" التابعة لحزب الله هي مؤسسة تشملها العقوبات".

 

اجراءات اسرائيلية جديدة: تلال صناعية على طول الحدود مع لبنان

سبوتنيك - الأحد 21 تشرين الأول 2018 /قام الجيش الإسرائيلي بإجراء عسكري جديد على الحدود الشمالية لبلاده، والمواجهة لحزب الله اللبناني. كتبت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، صباح اليوم، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي قام خلال الأسابيع الأخيرة الماضية ببناء تلال صناعية على طول الحدود الإسرائيلية مع لبنان، بهدف توفير مجال أكبر للرصد والمراقبة على مجريات الأمور في الجانب اللبناني. وأفادت الصحيفة العبرية بأن الجيش الإسرائيلي قام ببناء التلال الصناعية بالقرب من أبراج الرصد والمراقبة التابعة لتنظيم حزب الله اللبناني، حيث نشر دبابة أو ناقلة جند على كل تل من التلال الصناعية التي بناها على الحدود الاسرائيلية مع لبنان. وأكدت الصحيفة أن الهدف من بناء التلال الصناعية الجديدة يعزي إلى توفير حقل رؤية واسع لما يجري خلف الجدار الحدودي الجديد الذي بنته وزارة الدفاع مؤخرا على الحدود اللبنانية، والذي يصل ارتفاعه ما بين 6-9 أمتار.

 

ذكرى اغتيال داني شمعون: حقائق اخرى لم ترد في سجل وقائع المحاكمة

خليل حلو/فايسبوك/21 تشرين الأول/18

في مثل هذا اليوم في 21 تشرين الأول 1990 اغتيل داني شمعون وزوجته انغريد وولداه طارق وجوليان. كنـّـا جيران في بعبدا عند جريمة الإغتيال ولم نسمع اطلاق نار بل سمعنا صراخ إحدى الجارات تقول: قتلوا الأولاد. داني شمعون كان وجهاً من وجوه المقاومة اللبنانية ضد الإحتلال السوري وكان مستقبله الوطني واعداً ولكن أيادي الغدر قتلته بعد 8 أيام من 13 تشرين 1990. الغريب في التحقيق أنه لم يتم استدعاء جميع الجيران الذين كان لديهم شهادات يمكنها أن تفيد التحقيق، على سبيل المثال حضور دورية مشاة راجلة سورية قبل الإغتيال بـ24 ساعة ومكوثها لساعات على مدخل البناية التي يسكن فيها داني ... وحقائق اخرى لم ترد في سجل وقائع المحاكمة. اميل لحود حضر الى منزل داني بعد اغتياله حيث قال: لماذا لم يطلب داني حماية؟ ... بعد ان تم سحب تراخيص اسلحة حراس داني قبل ايام ...

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

التأليف الحكومي بين مد التسهيل وجزر العرقلة، واللبنانيون رهائن الانفراج السياسي، لاسيما ان أوضاعهم اقتصاديا واجتماعيا باتت لا تطاق، ولا بد من الخروج من الأزمات التي تلاحقهم.

وفي هذا السياق غرد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، إن الاستشارات الحكومية مستمرة وسط تحليل ودراسة معمقة للشيفرة التي تأتي تباعا الى مراكز الرصد، لكن من المؤكد ان الدين العام يزداد بدون رصد.

وفيما تؤكد مصادر بعبدا أن رئيس الجمهورية قدم كل التسهيلات الممكنة للتأليف، بعدما أعطى من حصته، لفتت الى انه على "القوات اللبنانية" ان تطالب بحقيبة الأشغال من المردة، بدل المطالبة بالعدل من حصة الرئيس، مشددة على ان تنازل الرئيس عون عن وزارة العدل أمر غير وارد، لأنه من خلال هذه الوزارة يسعى لمتابعة عملية الاصلاح ومكافحة الفساد ومتابعة تنفيذ القوانين.

النائب وهبي قاطيشا أكد ل"تلفزيون لبنان" أن وزارة العدل عرضت على "القوات اللبنانية" وسحبت، وأنهم يقبلون بالبدائل، ومنها وزارة الطاقة، ولكن وزارة العدل ليست إلا مظلة تخفي وراءها محاولات لإخراج "القوات" وتطويق الرئيس المكلف، قائلا: من يفكر بإخراجنا يخيط بغير هالمسلة.

بعيدا من هذا الشأن، أكثر من تسعة عشر يوما وقضية جمال خاشقجي في واجهة المتابعات الدولية، وهي أخذت بعدا آخر عقب الرواية السعودية حول مقتله خنقا داخل القنصلية.

وفي جديد المواقف المتعلقة بهذه القضية، بيان مشترك فرنسي- ألماني- بريطاني، أكدت فيه الدول الثلاث أن لا شيء يبرر قتل خاشقجي، ودانت ذلك بأشد العبارات.

في الغضون، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقديم البيانات اللازمة بشأن الصحفي السعودي المعارض، الثلاثاء المقبل، قائلا إن تركيا ستقدم الحقيقة الكاملة، بشأن مقتل خاشقجي.

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد بدوره تصميم بلاده على محاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي، مضيفا أن ولي العهد محمد بن سلمان، لم يكن يعلم بالحادثة، ونحن نعكف على العثور على جثته وتحديد ما حدث، موضحا أن المدعي العام اكتشف أن التقارير بأن خاشقجي غادر القنصلية، كانت كاذبة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

صحيح أن الملف الحكومي مصاب بسبات منذ أيام قليلة، لكنه ليس في حال موت، والأفق ليس مسدودا، وما تمت مراكمته من توافقات على مستوى التشكيل خلال الفترة الماضية لن تطيحه عقد مثل عقدة حقيبة وزارة العدل وعقدة تمثيل النواب السنة من خارج "تيار المستقبل".

ولأن الأفق ليس مسدودا، فإن انتشال ملف التأليف من كبوته يتطلب دورة جديدة من المشاورات كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد بدأها مع رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، وسيستكملها الأسبوع المقبل، على أمل أن يصبح "الفول داخل المكيول".

في هذه المشاورات، يبدو التسهيل واجبا على كل القوى، كما قال المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، الذي أعرب عن اعتقاده بأنه يمكن التوصل الى حل حقيقي للمشكلات التي طرأت على مسألة التشكيل خلال الأيام المقبلة، فيما كان رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل يبدي أمله في رؤية الحكومة العتيدة قريبا.

إذا كان الشأن الحكومي يتقدم المشهد الداخلي اللبناني، فإن المشهد الخارجي تكاد تختصره قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده باسطنبول والتي تتوالد فصولها على نحو يومي.

واليوم عرضت نسخة سعودية جديدة لرواية ما حصل في القنصلية، ظهر فيها تناقض في جوانبها الرئيسية مع التفسيرات السابقة.

وقال مسؤول حكومي سعودي كبير إن خاشقجي قضى بعدما تم كتم نفسه خلال محاولة الفريق السعودي الذي أرسل الى اسطنبول في الثاني من الشهر الحالي إسكاته بعد شروعه بالصراخ داخل القنصلية.

الرواية وتفاصيلها لم تقنع الإدارة الأميركية ولا الدول الأوروبية التي دعت إلى الكشف عن مزيد من الحقائق الداعمة للرواية، في حين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيعلن تفاصيل كامل القضية يوم الثلاثاء، ومسألة إرسال الرياض الخمسة عشر شخصا للقنصلية وتوقيف ثمانية عشر في السعودية.

ولاحقا وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن ما حدث خطأ جسيم، ولم يكن ولي العهد يعلم به، وحول مكان الجثة اللغز قال إن السعوديين لا زالوا يبحثون عنها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مربع الخلاف الذي يعرقل ولادة الحكومة لا يزال محصورا على توزيع الحقائب بين "التيار الوطني الحر" من جهة و"حزب القوات اللبنانية" من جهة أخرى، كما بات معروفا.

غير أن مصادر مطلعة قالت ل"تلفزيون المستقبل" إن هذه العقبة لا تعني بأي شكل من الاشكال العودة الى المربع الاول، بل هناك تقدم في الإتصالات، والأمور جارية للبحث في معالجة هذا الموضوع. وتوقفت المصادر عند محاولات البعض إضافة أمور للإيحاء بوجود عقد أخرى، جازمة بأنها ليست سوى ذر للرماد في العيون، وكلام للاستهلاك الاعلامي.

إقليميا، وفيما قدم مسؤول سعودي لوكالة "رويترز" رواية لمقتل جمال خاشقجي في القنصلية نتيجة خطأ من فريق التفاوض، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الملك سلمان بن عبد العزيز مصمم على محاسبة القتلة، واصفا مقتل خاشقجي بأنه خطأ جسيم لم يكن ولي العهد على علم به.

وفي أنقرة أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيتحدث بالتفاصيل عن هذه القضية بعد غد الثلاثاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بهذه البساطة قتل جمال خاشقجي، وفق الرواية السعودية بدأ الرجل بالصراخ في القنصلية، فما كان من أحد أعضاء فريق الرياض إلا ان وضع يده على فمه فمات.

إذن قضى الصحافي بكتم النفس، إلا ان هضم الرواية، على ركاكتها، يحتاج إلى نفس عميق جدا. وبحسب الرواية، فإن الفريق ارتبك من الصراخ، فما الذي كان يخشاه هؤلاء؟ فإن كانوا قدموا للنصح فيجب ان يتحلوا بالأناة وطول البال، وإن كانوا من المحققين والأمنيين، فهل يعقل ان يربكوا أمام صراخ رجل أعزل، وهم المفروض انهم مدربون على حالات أشد تعقيدا؟ ولماذا إحضار طبيب شرعي لإقناع معارض بالعودة إلى بلاده؟ الظاهر ان الحق فقط على خاشقجي لأنه لم يتدرب على كتمان النفس لوقت طويل، كالغطاسين مثلا.

وعلى شاكلة المسلسل التلفزيوني "جزيرة الكنز وال15 قرصانا" الذين ماتوا من أجل الصندوق، يبدو ان 15 رجلا أو يزيدون، على وشك ان يقدموا أكباش فداء من أجل بقاء أمير في الحكم، وليصبح الشيء الوحيد الذي يمكن تصديقه في الرواية السعودية ان عبارة كم الأنفاس أصبحت مرادفة لكم الأفواه، فكلاهما يهدفان إلى إسكات الأصوات المعارضة.

إلا ان فكفكة اللغز يبقى بيد الأتراك، فلماذا تكشف انقرة عما لديها من معلومات بالتقسيط؟ وهل دخلت واشنطن على خط الضغوط بهدف التوصل إلى صفقة يحاسب فيها ترامب على مليارات الدولارات وابن سلمان على منصبه ورجب طيب اردوغان على مصالحه. فصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تؤكد ان المبعوث السعودي إلى تركيا خالد الفيصل، استمع إلى تسجيل قتل وتقطيع خاشقجي في القنصلية، فهل يضيع دم الرجل بالتسويات في عهد ترامب الذي انقلب على اتفاق نووي آخر هذه المرة مع روسيا.

في لبنان، انقلاب البعض على الإيجابية التي كانت سائدة، قد يؤجل ولادة الحكومة. "حزب الله" يؤكد ان التأليف قد يكون قريبا أو بعيدا ما دام هناك "فيتو" يمكن ان تضعه جهات واحدة ويراعى خاطرها إلى آخر مجال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

3 مشاهد محلية واقليمية ودولية يجدر التوقف عندها في الاسبوع المنصرم. المشهد الداخلي حكومي- سياسي بامتياز. بعدما "وصلت اللقمة للتم"، عادت وسحبت ووضعت في براد الانتظار بانتظار الافراج عن القرار.

التشكيلة اهتزت لكن الحكومة لم تقع. من المبالغة وغير المنطقي القول ان الحكومة ذهبت الى غير رجعة، ومن غير الواقعي القول ان الحكومة غدا. الاستعانة بالسيدة فيروز ليس خطأ، وعلى التشكيل العتيد تنطبق اغنيتها: مهما تأخر جايي.

وان بعد العسر يسرا. فالأيام المقبلة متروكة للتفاوض الذي ضاقت هوامشه وتقلصت فجواته بالرغم من الكلام الكبير حول عودة الامور الى الصفر وتحت الصفر والعصر الجليدي. الإشكالية الحاصلة بين حقيبتي العدل والاشغال قد تجد حلا وسطيا لها بالعمل، والعمل على التهدئة بصب الماء على المواقف الحامية وليس بصب الزيت على نار العنتريات الفارغة والقلوب المليانة.

عنصر جديد دخل على الخط وأسقط على المعادلة ليس سهوا او عفو الخاطر، لكن بهدف تطبيق المثل: اما ظلم في السوية وعدل في الرعية فيقع الغرم على سنة المعارضة كما على غيرهم في المعسكرات المتقابلة، او من ساواك بنفسه ما ظلمك فيصيبهم الغنم كما ينعم غيرهم في الكتل والاحزاب.

بقي "حزب الله" مراقبا لصيقا للتطورات ومتابعا دقيقا للمشاورات. ظن البعض ان المواقف الايجابية والرسائل العقلانية بينه وبين "المستقبل" ستطلق يد رئيس الحكومة في تشكيلة "سادة" من "المستقبل"، فكان كلام السيد نصرالله منذ ايام عن ضرورة اضافة كرزة سنة 8 آذار على قالب حلوى الحكومة مؤشرا على ان الود المستجد مع الحريري لا يفسد الود المستبد بالعلاقة مع السنة الخارجين عن العباءة الحريرية.

اذا الايام المقبلة تنتظر ان يضيف الرئيس المكلف ملف سنة 8 آذار الى اجندة مشاوراته ولو عن بعد، بعدما استشعر موقف "حزب الله" الجدي في المسألة. وسيكون على الرئيس المكلف ان يخوض مرة جديدة مفاوضات لفك عقدتي الاشغال والعدل بين "القوات" و"التيار" وبين "التيار" و"المردة" رغم ان "القوات" التي تقف على مشارف مرحلة جديدة من علاقتها مع المردة لا تريد ان تكون وزارة الاشغال نقطة خلاف مع "المردة"، ومن الطبيعي ان تركز على العدل ولاحقا ربما على العمل.

في المشهد الاقليمي سيناريو جديد حول مقتل جمال الخاشقجي، ورواية تثير الكثير من علامات التعجب والاستفهام والدهشة. آخر الروايات: دخل الخاشقجي القنصلية. بانتظاره جمهور غفير وحشد من المعجبين داخل القنصلية وهم من المخابرات. حاولوا اقناعه- كلهم- بعدم الارتماء في احضان من يضمر الشر للمملكة، وكان الاستجواب بأرقى معايير التهذيب وأرفع مقاييس الإحترام، وآخر ما توصل اليه علم الاستنطاق واستخراج المعلومات من أساليب تقوم على الضم والعناق وإشعار المستجوب بالراحة والطمأنينة والحب. ومع ذلك لم يقتنع الخاشقجي، رفع صوته، أصيب ال18 جميعهم بالذعر من صوته العالي وضعوا يدهم على فمه كي لا ينزعج الجيران او رواد المقاهي في المنطقة ربما. اختنق. مات. انتهت الرواية. الأسف يعم الأوساط السعودية على هذه النهاية غير المنتظرة للخاشقجي.

المشهد الثالث هو المجتمع الدولي وحفلة التفجع والندب واللطم وتمزيق الثياب وتعفير الوجوه بالتراب حزنا على حقوق الانسان وحرية التعبير وفرسان الاعلام، بينما لم يرف له جفن على مئات الآلاف الضحايا في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين من عشرات السنين. الجيوب أغلى من الشعوب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تشكيل الحكومة معلق، وهذا أمر خطير في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لكن الامر الاخطر ان يكون سبب التعطيل هو غضب رئيس الجمهورية من رئيس "القوات" الذي بدا وكأنه يحتفل بانتصاره على منافسيه بحصوله على ما أراده من حقائب في الحكومة، وخصوصا حقيبة العدل.

وسريعا يجيب متابعو عملية التأليف بأن تحميل الحريري و"القوات" المسؤولية هو السبب الظاهر، ويجزمون بأن رئيس الجمهورية لا يدير البلاد انطلاقا من كيدية، مؤكدين أن وراء الفرملة التي طرأت أسباب مستجدة داخلية واقليمية، ويحيلك المتابعون انفسهم الى ليل الخميس الفائت عندما بلغ الانشراح العام بقرب التأليف حدا دفع بعدد من الوزراء الجدد المفترضين الى اعداد سيرهم الذاتية وخياطة بذات جديدة لأخذ الصورة التذكارية في بعبدا.

تلك الليلة قال رئيس "المردة" من ال"Mtv" بأن لا حكومة من دون تمثيل سنة الثامن من آذار، ولاقاه السيد حسن نصرالله في اليوم الثاني مشددا على المطلب نفسه. وأكمل الشيخ نعيم قاسم المطالعة نفسها اليوم، علما بأن الحزب كان أبلغ الرئيس المكلف المضي بالتأليف من دون هذا الفريق.

التشدد المفاجئ يؤشر الى أمرين، الأول ان "حزب الله" يراهن على ان الخلاف الحاد بين السعودية وأميركا سيتطور وسيشغل الرياض عن لبنان، ما سيسمح له بتعديل صورة الحكومة ومهامها، والثاني محاولات ضرب التحالف الرباعي الجديد الذي بدأ يلوح في الأفق بين "المستقبل" و"القوات" و"المردة" و"الاشتراكي"، وما يمكن ان يستقطبه من معارضين مستقلين، وسيكون له تأثيره في الحياة السياسية وصولا الى الاستحقاق الرئاسي ما لم يخنق في المهد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

حتى استراحة المحارب التي منحتموها لأنفسكم اليوم في موضوع تأليف الحكومة غير مستحقة، لأن الوضع، وبشهاداتكم جميعا، لم يعد يحتمل.

الصراع على التوازنات، ثم الحقائب، ثم الأسماء، والأشهر الخمسة التي مارستم خلالها كل أنواع الكيديات، لم تعد تهم المواطنين، الذين سلب منهم كل شيء تقريبا، باستثناء الأمل.

هذا الأمل، بعد الأجواء التفاؤلية بتشكيل الحكومة وقرب إعلانها، يكاد ينهار، فبسحر غير مفهوم حتى الساعة، تراجعت نسبة التفاؤل من ساعات الى أيام الى أشهر، لتخلص في علم الغيب مع إعلان الشيخ نعيم قاسم، نائب الامين العام ل"حزب الله"، أنه طالما هناك من يضع فيتو على التأليف، ويراعى خاطره، فهذا يعني ان تشكيل الحكومة، سيكون في المستقبل، قريبا كان أم بعيدا.

العقد بالنسبة للأفرقاء ثلاث، وكل فريق يحمل المسؤولية للآخر: فريق يعتبر أن إصرار "القوات" على الحصول على حقيبة العدل هو العقدة، وفريق يعتبر إصرار "التيار الوطني الحر" على نيل وزارة الأشغال هو العقدة، وفريق آخر يرى في الإصرار على تمثيل نواب المعارضة السنة هو العقدة.

في عقدة العدل، تقول "القوات" إنها لم تشترط الحصول عليها أصلا، إلا أنها تتمسك بالحصول على ما تسميه حقيبة نصف سيادية، وتحمل مسؤولية التأخير في التأليف، لمن وضع الشروط التعجيزية أصلا.

في عقدة الأشغال، وفيما تقول مصادر "المردة" إن هذه الوزارة أصبحت من حصتها وإن الاشكالية حولها انتهت، اكتفت مصادر "التيار الوطني الحر" بالقول: لا تعليق.

أما عقدة تمثيل المعارضة السنية، والتي تجددت المطالبة بها في عز التفاؤل بالتأليف، فبدأ الحديث عن ايجاد مخرج لها، يقضي بحسب ما علمت ال"LBCI"، بتوافق النواب السنة المعارضين على طرح اسم من خارج دائرتهم، يمثلهم في الحكومة.

على هذه الاخبار، من المفترض ان يستأنف التفاوض غدا، والى حينه، يبقى تشبث اللبنانيين ببعض الأمل أهم من تناتش الحقائب الوزارية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حي على وزارة العمل، وإنما الأعمال بالوزارات وبترفيع شأنها وتدليلها لتنافس السيادية والأساسية والوازنة. وبعد حقن ما تبقى من حقائب بمورفين الخدمات، تتجه الاتصالات السياسية إلى ترميم التأليف وإنقاذه، عبر إقناع "القوات" ببديل لوزارة العدل قد تكون وزارة العمل.

حتى الساعة تؤكد مصادر "القوات" أن شيئا جادا لم يطرح عليها، وبالنسبة إلى "التيار الوطني" فإن الأمر انتهى وسبق السيف "العدل"، وما عاد ملف هذه الحقيبة قابلا للنقاش.

وإذا كانت "القوات" و"المستقبل" وبعض الخيرين يسعون لمخرج لا يحرج معراب، فإن عقدة توزير المعارضة السنية لم تشهد تقدما بعد، والطروح تنقلت بين حصة رئيس الجمهورية وحصة الرئيس المكلف، بين منة وهدايا، منحة ومكرمة ووديعة، في وقت خرجت المعارضة السنية من الانتخابات بأربعين في المئة من أصوات الناخبين، لكن السؤال الذي لم يطرح بعد: أين الرئيس نجيب ميقاتي، في ميزان "المستقبل"، أم إن قلبه يرف إلى المعارضة السنية؟، أم إنه نسي موقعه نائيا بنفسه حتى عن تحديد وضعه السياسي؟، فوفقا للمعايير الانتخابية، وفي حال تحالفه مع المعارضة، سوف يحصل الطرفان من خمسة وخمسين إلى ستين في المئة، هي حصيلة الأصوات خارج تيار "المستقبل"، وتقريشا لهذه الحصيلة، سوف يحق لكتلة ميقاتي والمعارضة بثلاثة وزراء وليس وزيرا واحدا متنازعا على هويته، مشطورا بين رئيسين، محسوبا على المعارضة بالدين.

فأين الرئيس النجيب؟، ولماذا لا يرتكب مبادرة للتحرك وضم الأصوات؟، إلا إذا كان قد تنازل ل"المستقبل" عن أصواته كعربون تقدير عن إشغال موقع سابق، وباع حصته النيابية كأسهم إلى الرئيس سعد الحريري.

والحريري بالحدث يذكر، حيث بدأ نواب أميركيون فتح دفاتر الماضي القريب ومقارنة تجربة الحريري بقضية الخاشقجي، إذ قال النائب بوب كوركر إن ولي العهد السعودي يرتكب أخطاء، من بينها اعتقال رئيس الحكومة ومقتل جمال الخاشقجي. لكن الدفاع الأميركي عن ولي العهد جاء من رأس الدولة، عندما حيد الرئيس دونالد ترامب الأمير محمد بن سلمان من دائرة المعرفة.

والجبهة لنأي ولي العهد عن حادث القنصلية اشتعلت، وتجلت في تصريح وزير الخارجية عادل الجبير الذي رأى أن مقتل الخاشقجي حدث جسيم، لكن محمد بن سلمان لم يكن على علم به. وإذ أبدى الجبير إصرارا على المحاسبة، كانت السعودية تنشر الجزء الثاني من مسلسل "ليلة الوفاة في القنصلية"، وتحدث مسؤول سعودي حكومي كبير لوكالة "رويترز" عن فريق من خمسة عشر أمنيا أراد إقناع خاشقجي بالعودة إلى المملكة للحيلولة دون تجنيد أعداء البلاد للمعارضين السعوديين، ووفقا للخطة كان خاشقجي سيحتجز في مكان آمن خارج اسطنبول بعض الوقت، ثم يفرج عنه إذا رفض في نهاية الأمر العودة إلى بلاده، وعندما رفع خاشقجي صوته أصيب أعضاء الفريق بذعر، وتحول الأمر إلى عراك معه، فحاولوا إسكاته وقيدوه وكتموا أنفاسه لتهدئته، لكنه مات ولفت جثته بسجادة وسلمت إلى متعاون محلي، ولم يتم تقطيعها كما تردد.

رواية على سجادة من بساط الريح طارت واختفت الجثة، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وعد بتفاصيل وأدلة يوم الثلاثاء المقبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

القوات اللبنانية..خارج الحكومة أفضل ألف مرّة من المشاركة

  د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/21 تشرين الأوّل 2018

 لماذا لا تستريح القوات ليتعب الآخرون؟

 بات لزاماً على القوات اللبنانية أن لا تشارك في حكومة العهد الأولى بعد حفلة "المماحكات" الأخيرة، والتي أفضت إلى تأجيل ولادتها، وهذا الإلزام أخلاقي قبل أن يكون وطني، فكما ضحّت القوات يوم اتفاق معراب بتقديم الجنرال ميشال عون لملء الفراغ الرئاسي، عليها اليوم أن تُضحّي، وتُفسح المجال أمام العهد الذي اختارته طوعاً أن يبدأ مسيرته المظفرة، فيُشكّل حكومته على هواه من دونها، ودون مناكفات ومماحكات. عليها أن تسمح لوزير العدل سليم جريصاتي (أو خليفته لا فرق) بأن يستكمل فضائلهُ بإقامة ميزان العدل في البلد، و لا شكّ بمقدرته على نشر العدل والأمان، والقضاء على الجور والظُّلم. وعليها أن تسمح لوزير الطاقة سيزار أبو خليل (أو خليفته) أن تشُعّ أنواره في طول البلاد وعرضها، فينعم المواطنون بكهرباء ال (24/24) التي طالما حلموا بها، ويتحرّروا من جشع وظلم أصحاب المولدات الكهربائية. وأن تسمح لوزير البيئة الخطيب (أو خليفته) بأن يرفع النفايات بأفضل الوسائل وأقلّ تكلفة، مع تنظيف مجاري الأنهار، وفي مقدمها نهر الليطاني المعتلّ، وأن تسمح لوزير المواصلات الجراح (باقٍ في مقعده بحمد الله) بأن يُوفّر أفضل مواصلات سلكية ولاسلكية وأسرع أنترنت بعيداً عن الصفقات المشبوهة، وأن يستمر خازنُ بيت المال الوزير علي حسن خليل في الحفاظ على المال العام، فقد طبّق الآفاق في حُسن الإدارة والنّزاهة والشفافية ومحاربة الفساد، وسيُساعده في ذلك النائب حسن فضل الله مُنتدباً من حزب الله لاجتذاذ شأفة الفساد من جذوره، وأن تسمح للرئيس الحريري والرئيس بري باستكمال القوانين التي تضيف أحد عشر مليار دولار للمديونية العامة، والتي سيذهب معظمها إلى جيوب السماسرة وأصحاب الصفقات الذين امتهنوا نهب المال العام وبرعوا به. وأخيراً عليها أن تسمح لحزب الله بوضع اليد على وزارة الصحة العامة، ولتذهب إلى الجحيم المساعدات الأميركية "المسمومة"، والتي ستُعوضها حتماً الأدوية الإيرانية "الشافية". الحكمة العربية القديمة:"مكانك تُحمدي أو تستريحي"، لماذا لا تستريح القوات ليتعب الآخرون؟ خاصّةً بعد عرض وزارتٍ عليها لا تُشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ولعلّها أقرب ما تكون شبهاً  ب"العلكة".قالوا على ذمّة الجاحظ: دفعوا إلى أعرابية علكاً لتمضغهُ فلم تفعل، فقيل لها في ذلك، فقالت: ما فيه سوى تعب الأضراس وخيبة الحنجرة.

 

ابو ناضر جال في مخيم المية ومية: لنزع السلاح من المخيمات وليمسك الجيش بزمام الامور

الأحد 21 تشرين الأول 2018 /وطنية - زار المستشار العام لرئيس حزب الكتائب الدكتور فؤاد أبو ناضر بلدة المية ومية على رأس وفد كتائبي، بعد الأحداث الدامية التي حصلت أخيرا في المخيم، وكان في استقباله عدد من رؤساء اقاليم وأقسام الجنوب ورئيس بلدية المية ومية رفعت أبو سابا ونائب رئيس البلدية نقولا السيقلي واعضاء المجلس البلدي والعميد المتقاعد كليم واكيم والعميد المتقاعد جوزيف ديب، اضافة الى الكهنة ساسين غرغوار ومارون سيقلي وموسى فرنسيس. بداية، رحب كل من رئيس البلدية وكاهن الرعية بالدكتور ابو ناضر والوفد المرافق مستذكرين تاريخ ووقفات الكتائب البطولية في هذه المنطقة، اضافة الى شرح مفصل للأحداث التي حصلت في الأيام الماضية. وجال الوفد على الخطوط المتقدمة التي تفصل المخيم عن البلدة، وكان استطلاع ميداني على الأضرار التي لحقت بالبلدة.

ولفت ابو سابا الى ان "الخلاف ليس مع أبناء المخيم انما مع المسلحين الذين يصوبون سلاحهم بالاتجاه الخاطئ"، شاكرا رئيس الجمهورية وقائد الجيش والقيادات الامنية في المنطقة على عملهم لحماية ابناء البلدة والجوار. بدوره شدد ابو ناضر على أن "الزيارة ليست لرفع العتب انما للتأكيد على تضامننا الكامل مع أبناء هذه المنطقة العزيزة من لبنان كما مع كل قرى وبلدات الأطراف". وتطرق الى "غياب الانماء عن المية ومية، في ظل اهمال ولامبالاة المسؤولين والدولة"، شاكرا "ابناء المية ومية على المشاريع التي يقومون بها وحثهم على ضرورة البقاء والتجذر في بلدتهم في ظل ازمة الهجرة التي تطال شبابنا". واستغرب ان "تكون احداث ال 1975 انتهت في كل لبنان ولا تزال مستمرة في هذه المنطقة"، وسأل: "كيف يمكن لأبناء المنطقة ان يعيشوا في بيوتهم وبلداتهم، في ظل السلاح المتفلت واطلاق النار المستمر عند كل مناسبة؟". كما حيا الجيش "الذي لجم الامر في الايام الماضية"، داعيا الى "نزع السلاح من المخيمات وان يكون الجيش هو الممسك بزمام الامور داخل المخيمات وفي خارجها، لحماية اللبنانيين اولا والفلسطينيين من أنفسهم". وفي السياق عينه، دعا ابو ناضر الى "تطبيق القرارات القضائية التي قضت باخلاء البيوت والأملاك المحتلة من قبل الغرباء في البلدة".

 

جعجع مرتاح والكلام عن عدم مشاركة "القوات" "هراء"

موقع الجمهورية/الأحد 21 تشرين الأول 2018/ أبدت "القوّات اللبنانية" حرصها على افضل العلاقات مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى نجاح مسيرة التأليف وجدّدت نفيها اي امكانية لعدم مشاركتها في الحكومة انما وفق تمثيل وازن. وقالت مصادر "القوات" لـ"الجمهورية": "كل الكلام بأننا نضع شروطا تعجيزية لعدم الدخول في الحكومة، بعيد عن الواقع ولا يمت الى الحقيقة بصلة، وكل ما يتم تداوله من اخبار على هذا المستوى غير صحيح  ويندرج في سياق واحد هو احراج "القوات" لاخراجها إذ ان هناك من لا يريدها في الحكومة فيما "القوات" متمسكة بوجودها وهي كسائر الاطراف لا تريد ان تشارك الا انطلاقا من وزنها التمثيلي الحقيقي وما تطلبه لنفسها تطلبه لكل القوى السياسية وبالتالي هي تريد ان تكون في الحكومة وستشارك فيها وليست في وارد الخروج من التشكيلة العتيدة، وحريصة على تشكيل حكومة متوازنة وطنيا وتعكس التوازن الفعلي لكل القوى السياسية لان حكومة من هذا النوع قادرة لوحدها على مواجهة التحديات المطلوبة واي كلام عن ان القوات لا تريد المشاركة هو كلام هراء لا يمت الى الواقع والحقيقة بصلة". واوضحت المصادر ان "رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع شاء من اللحظة الاولى لانتكاس التأليف بفعل التراجع عن اعطاء "القوات" حقيبة العدل ان يسارع لمعالجة الامر. وعقد لقاء مع الرئيس المكلف بعد اقتصار المعالجة على اتصال هاتفي بينهما يوم الجمعة لتعذر عقد اجتماع في حينه. وقصد "بيت الوسط" امس  لحرصه على معالجة المسألة لسببين: اولا من  اجل الحفاظ على دينامية التأليف وعدم جعل اي عقدة تعيد الحكومة الى المربع الاول وثانيا لحرصه على افضل العلاقات مع رئيس الجمهورية إذ ان التباينات لا تعالج في الاعلام بل وراء الكواليس ولدى الدكتور جعجع كل القناعة بان رئيس الجمهورية لا يقبل تشكيل اي حكومة فيها مكوّن من مكوناتها مغبون، ويثق بان الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سيعالجان الامر وبالتالي وضع هذا الموضوع في يد الرئيس المكلف من اجل معالجته طبعا مع التمسك باستمرار على حرص القوات اللبنانية على افضل تمثيل سياسي بما يعكس نتائج الانتخابات. وخرج جعجع من اللقاء مع الرئيس الحريري بارتياح شديد وسيستكمل الرئيس المكلف اتصالاته بغية اعادة وضع الامور على السكة المطلوبة تمهيدا لتاليف الحكومة في اقرب وقت ممكن"

 

آلان عون: من الخطأ حصر المشكلة بين "التيار" و"القوات"

موقع الجمهورية/الأحد 21 تشرين الأول 2018/قال عضو تكتل "لبنان القوي" النائب آلان عون لـ"الجمهورية": "إن الأمور عادت وعلقت عند عقدة إيجاد حقيبة لـ"القوات اللبنانية" بديلاً عن حقيبة الصحة التي كانت تشغلها. أما حصر هذا الموضوع بقضية وزارة العدل فهذا غير صحيح لأن البديل لـ"القوات" ضمن الحقائب الوازنة يمكن ان يكون أي حقيبة أخرى مثل التربية والأشغال، إلخ. فمن الجائر حصر المشكلة دائماً وكأنها بين "التيار الوطني الحر" و"القوات "، فلماذا كل الحقائب الأخرى محسومة وغير قابلة للتفاوض بينما حقائب الرئيس هي وحدها التي تخضع للمساومة؟" وأضاف عون:" ما يهمّنا الآن هو أن يتوصّل الرئيس المكلف إلى صيغة ما مرضية لـ"القوات" لكي ننتهي من التشكيل وننتقل إلى مرحلة أخرى من العمل والنشاط داخل الحكومة لأن تطلّعات اللبنانيين هي إلى ما بعد تشكيل الحكومة وليس إلى شكل الحكومة بحدّ ذاته"

 

التشاوري للسنة المستقلين: غير مطروح وغير وارد إلا توزير واحد من نوابنا الستة

الأحد 21 تشرين الأول 2018 /وطنية - صدر عن "اللقاء التشاوري للسنة المستقلين" ما يلي: "‏غير مطروح وغير وارد ان يتمثل النواب السنة المستقلون إلا بواحد من اللقاء التشاوري الذي يضم 6 نواب، وأي حديث عن ايجاد مخرج بتوزير سني يتوافق عليه هؤلاء النواب الستة او سواهم هو فعليا ليس مخرجا ويقود الى حائط مسدود".

 

حكومة امتصاص العواصف وترميم الاقتصاد

موقع الجمهورية/الأحد 21 تشرين الأول 2018/الطبقة السياسية استهلكت وقتاً ثميناً من عمر الوطن في تضييع الفرص وتأخير الحلول، من خلال مماحكات البحث عن صيغة حكومية تعبّر عما  سُمّي معايير النتائج الانتخابية. هذا ما يقوله الوزير السابق رشيد درباس لـ"الجمهورية" معتبرا ان "هذه المعايير، هي معايير رجراجة تتغيّر بحسب تغيّر ميزان القوى. فكلما كانت قوة ما تستشعر انها في حالة تفوّق، تختلق معايير وتحاول فرضها على الآخرين. وهذا ما حدث مع الحكومة. وبالتالي، ضيّعنا وقتاً  ثميناً، وألحقنا سُمعة سيّئة بالدولة امام الدول المتعاطفة معنا والتي تحاول مساعدتنا في "سيدر" او  الدول الشقيقة التي تقف معنا". ويضيف: "ربما جاءت اليوم كلمة السر لتشكيل الحكومة وكنت اقول دائما انها ستتشكل قبل 5 تشرين الثاني موعد العقوبات على ايران واعتقد ان احدا لا يرى مصلحة له في وقوع البلد في فراغ، وان "حزب الله" لا يستطيع ان يقبل لبنان بلا حكومة فهو يشكّل  جزءا اساسيا من  الدولة التي له فيها الغلبة، وبالتالي لا مصلحة له بأن تكون الدولة، خالية وفارغة وموضع شك، لكنني وجدت انه اعطى حلفاءه فسحة لتحقيق المكاسب من خلال سياسة شفير الهاوية واصبحنا فعلا على الهاوية فصدرت التمنيات بضرورة تذليل العقبات". ويرى درباس "ان العقد ربما تذلل اليوم او غدا او بعد غد، لست ادري لكنني على ثقة بأن حكومة ستتشكّل، وهي ستكون واجهة لمحاولة امتصاص العاصفة الآتية، وزمن فتح الشبابيك واستدراج العاصفة الينا لم يعد متاحا. لذلك يجب على اللبنانيين ان يحاولوا التكيّف مع الوضع الجديد وان يبنوا جسورا للتواصل بين الفئات لان هناك مصلحة واحدة تجمع بينهم جميعا وهي ان تبقى الدولة قائمة. فاذا نظروا الى هذا المعيار الحقيقي لوجدنا ان الحكومة يمكن ان تقوم بأمور عدة:

اولاً ان تحاول استيعاب وامتصاص ما سيحدث في المنطقة من خلال العقوبات او من خلال الصراعات التي لم تنته خصوصا في سوريا والعامل الاسرائيلي الذي يستغلّ الفرصة ليهدّد لبنان والجوار.

وثانيا: محاولة ترميم الاقتصاد ومنعه من التداعي، ولكن الملاءة الاقتصادية، وان كانت قليلة، فإن الملاءة السياسية يمكن ان تنشطها وتحفزها. من هنا ارى ان صمود الليرة هو صمود تقني بحت لان الادارة المالية تحسّبت لمثل هذه الامور وأمّنت احتياطاً نقدياً كبيراً لكن هذا الاحتياط قابل للتآكل اذا لم تكن هناك ملاءة سياسية تنشّط الاقتصاد".

واعتبر درباس "ان المرحلة القادمة هي مرحلة الرجالات الوطنيين الذين تُعلّق في أعناقهم امانة الانقاذ والإستنقاذ. إذا كانوا عبارة عن مارّين في الحياة السياسية، فلن يذكرهم التاريخ بأي خير".

 

كرامي: لم نتبلّغ رسميا لكن هناك اصرارا على تمثيلنا

موقع الجمهورية/الأحد 21 تشرين الأول 2018/مع عودة عقدة تمثيل المعارضة السنية الى الواجهة وبعد الحديث عن تبلّغه الموافقة على توزيره من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السنّية، اوضح النائب فيصل كرامي لـ"الجمهورية" "اننا لم نتبلغ رسميا بعد شيئا من هذا القبيل، لا من رئيس الجمهورية ولا من الرئيس المكلف، لكن من الواضح ان لا حكومة ستتشكّل من دون تمثيل شخصية سنّية من خارج تيار"المستقبل" وهذا بات شرطا اساسيا، ومواقف كبار المسؤولين تصب في هذا الاتجاه، وكلام الامين العام لــ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان واضحا وإن لم يسمّ. وكذلك رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب تحدثا عن المعيار الواحد، ما يعني حكما تمثيل النواب السنّة العشرة". اضاف: "وردا على من يقول ان هؤلاء النواب ليسوا منضوين في كتلة واحدة فالجواب هو ان هذا الامر غير صحيح لان قانون الانتخاب لم يكن على اساس لوائح بل على الصوت التفضيلي وبناء عليه فاز من فاز بالصوت التفضيلي وليس على اساس اللوائح لذلك لا يمكن القول هذه اللائحة او تلك اللائحة ومن حقهم الطبيعي ان ينشئوا تكتلا او تجمّعا ويتمثّلوا حسب العدد وطالما الحديث عن معيار واحد فمعناه ان يتمثّلوا حكما". وقال: "رسميا لا اتصال معنا بل تواصل مع كل الجهات السياسية المصرّة على تمثيلنا واحقاق الحق وتطبيق المعيار الواحد".

 

منصور: الاستراتيجية الدفاعية جدل عقيم "ما إلو طعمة"

موقع الجمهورية/الأحد 21 تشرين الأول 2018/وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرارا بأن الاستراتيجية الدفاعية ستكون موضع بحث بعد الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة. فالاستحقاق الانتخابي مرّ على خير، اما الاستحقاق الحكومي فيبدو ان آلام ولادة الحكومة العتيدة لم تنته بعد. وفي انتظار تنفيذ الوعد، والامل في الوصول الى استراتيجية دفاعية تحظى بتأييد كل القوى السياسية، سألت "الجمهورية" وزير الدفاع السابق النائب البير منصور هل يؤيّد طرح هذا الموضوع على طاولة حوار بعد تأليف الحكومة، فأجاب أن "ذلك سيكون مجرد مضيعة للوقت، اذ انهم لن يجدوا حلاً للموضوع، وبالتالي بحث الاستراتيجية الدفاعية معناه إثارة جدل عقيم في الوقت الحالي "ما الو طعمة". وحدّد منصور اولويات عدة امام الحكومة الجديدة يفترض ان تقوم بها وفي اسرع ما يمكن ومن ابرز هذه الاولويات: وقف الهدر المخيف والانفاق المالي غير المعقول ووقف السرقة والنهب، اضافة الى تفعيل الاقتصاد، واعادة الخدمات العامة الى اللبنانيين من ماء وكهرباء وطرق الى ما هنالك.

 

رئيس حكومة أرمينيا من بيروت: سنواصل العمل ضمن «اليونيفيل» في الجنوب

بيروت/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18»/توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، وعلى تفعيل عمل اللجنة الحكومية المشتركة لتطوير التعاون في مختلف المجالات، فيما أكد باشينيان أن بلاده ستواصل العمل ضمن «يونيفيل» للمحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب. وكان الرئيس عون استقبل رئيس وزراء أرمينيا في قصر بعبدا، بعيد وصول المسؤول الضيف إلى مطار رفيق الحريري الدولي، في زيارة تستمر يومين. ورحب الرئيس عون برئيس وزراء أرمينيا، مهنئاً بنجاح القمة الفرانكفونية التي عقدت في يريفان الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن القمة «أكدت قراراتها وتوصياتها على أهمية العلاقات بين الدول الفرانكفونية وضرورة تطويرها». وأشاد عون بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مقدرا مساهمة أرمينيا في قوة «يونيفيل» في الجنوب، مشدداً على الدور الفاعل الذي يلعبه الأرمن اللبنانيون في الحياة السياسية والاقتصادية في بلدهم، لا سيما أنهم يشكلون جسر تواصل مع أرمينيا. وتطرق إلى أهمية الاتفاقات المعقودة بين لبنان وأرمينيا، داعياً إلى إنجاز تلك التي تم تحضيرها ولم توقّع بعد. ثم عرض لمبادرة لبنان إنشاء «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» التي سبق أن اطلع عليها الرئيس باشينيان خلال وجوده في نيويورك، متمنياً أن تكون أرمينيا في طليعة الدول الموقعة على إقامة هذه الأكاديمية بعد إنجاز الاتفاقية الخاصة بها. أما رئيس وزراء أرمينيا، فركز على أهمية الدور الذي يلعبه لبنان في المنظمة الفرانكفونية. وشدد على تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في المجال الاقتصادي، متطلعاً إلى المزيد من التنسيق بين الوزارات المعنية في البلدين. وعبر عن دعم بلاده لقرار لبنان إنشاء «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» التي ستفسح المجال أمام المزيد من الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات. وقال إن بلاده ستواصل العمل ضمن «يونيفيل» للمحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، مشيراً إلى أن وزير الدفاع الأرمني سيزور قوات بلاده على الحدود اللبنانية، لتأكيد هذا الدعم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ارتياح للإجراءات السعودية في قضية خاشقجي وتأكيد على محاسبة المقصّرين

«العدل» السعودية أكدت أن قضاء المملكة سينظر في القضية بعد اكتمال المتطلبات... وتركيا تتوقع الإسراع في التحقيقات

الرياض - أنقرة / الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/لقيت الإجراءات التي أعلنت عنها السعودية، فجر أمس السبت، في قضية المواطن جمال خاشقجي، ارتياحاً واسعاً، داخليا وخارجيا، إذ اعتبرت تأكيداً لإقامة العدالة التي تعد من أهم مرتكزات المملكة عبر تاريخها، منذ التأسيس وحتى اليوم. وشملت التوجيهات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إثر الإعلان عن وفاة المواطن، جمال خاشقجي، في شجار داخل مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة، وإعفاء مسؤولين في الديوان الملكي ورئاسة الاستخبارات العامة، وكذلك التحقيق مع 18 شخصاً تم إيقافهم على ذمة القضية، وهي خطوات عكست إصرار القيادة السعودية على تبيان الحقيقة أمام أسرة خاشقجي أولاً، ثم الرأي العام السعودي، وكذلك الدولي. وتدل الإجراءات السعودية أيضاً على الحرص على أمن جميع أبناء الوطن وسلامتهم، كما تعكس عزم القيادة على عدم التوقف عند محاسبة المقصّرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات التصحيحية الكفيلة بمنع حصول مثل هذا الخطأ الجسيم مستقبلاً.

وكان مصدر سعودي مسؤول أعلن فجر أمس أن التحقيقات الجارية في حادثة اختفاء المواطن خاشقجي كشفت عن وفاته إثر شجار داخل القنصلية السعودية في تركيا مع عدد من المشتبه بهم سعوديي الجنسية، بعدما كانت المعلومات التي تنقل للجهات الأمنية تشير إلى مغادرته القنصلية.

وأضاف المصدر أن التحقيقات مستمرة مع 18 من الموقوفين على ذمة القضية، مؤكداً التزام السلطات في المملكة بإبراز الحقائق للرأي العام، ومحاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة بإحالتهم إلى المحاكم المختصة في المملكة العربية السعودية. وأصدر خادم الحرمين الشريفين أوامر ملكية قضت بإعفاء أحمد بن حسن بن محمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة من منصبه، وسعود بن عبد الله القحطاني المستشار بالديوان الملكي من منصبه، وإنهاء خدمات عدد من الضباط في الاستخبارات العامة، وهم اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات، واللواء عبد الله بن خليفة الشايع مساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية، واللواء رشاد بن حامد المحمادي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة.

ووجه الملك سلمان بن عبد العزيز بتشكيل لجنة وزارية برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها، والتسلسل الإداري والهرمي بما يكفل حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات، وذلك إثر الحادث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي.

وأكد الشيخ الدكتور وليد الصمعاني، وزير العدل السعودي، أن القضاء السعودي يتمتع بالاستقلالية الكاملة، وأنه سيتعامل مع قضية مقتل الصحافي خاشقجي على أساس أنها وقعت على أرض تعود سيادتها للسعودية، مشيراً إلى أن القضية ستأخذ مجراها النظامي المتبع في المملكة وستصل للقضاء بعد اكتمال المتطلبات. وشدد الوزير الصمعاني على أن إقامة العدل هو «نهج المملكة العربية السعودية الدائم الذي لن تحيد عنه، وهو من أهم مرتكزاتها عبر تاريخها المجيد منذ تأسيسها وحتى يومنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين». وأكد وزير العدل رئيس مجلس القضاء أن المؤسسة العدلية في بلاده، تأسست على مبادئ الشريعة الإسلامية، وقيم العدل التي قامت عليها، واضعة نُصب عينيها تطبيق أحكام الشرع الحنيف الذي يأمر بإقامة العدل وإحقاق الحق وإرساء قيم العدالة.وأوضح الدكتور الصمعاني أن التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين على إثر الحدث المؤسف الذي أودى بحياة خاشقجي، تأتي استمراراً لنهج الدولة في ترسيخ أسس العدل، وفق شريعتنا السمحة، واهتمام القيادة بمواطنيها كافة والحرص على سلامتهم ورعايتهم في أي مكان.

وقال: «نحن كمواطنين سعوديين نفخر ونفاخر بولاة أمرنا الذين لم يدخروا جهداً أبداً في العناية بالوطن ومواطني هذه الدولة المباركة»، وبين أن بلاده ثابتة بعدلها «ولن يزعزع ثباتها أي سلوكيات عدائية يمارسها الآخرون بوسائل إعلامية متهورة فاقدة للمهنية والمصداقية، وأن محاسبة أي مقصر كائناً من كان ليست جملة تقال، بل هي حقيقة مفعلة وواقع مطبق تتعامل بها المملكة والشواهد كثيرة في ذلك». إلى ذلك، قال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، إن إعلان السلطات السعودية عن وفاة الصحافي خاشقجي سيسهم في زيادة سرعة المرحلة التالية من التحقيقات. وأضاف أن سلطات التحقيق في بلاده تواصل عملها في قضية وفاة خاشقجي، وستعلن ما يتم التوصل إليه بشكل كامل، مؤكداً أن تركيا لا تتهم أي شخص مسبقاً لكنها لن ترضى بأن يبقى أي شيء مخفياً.

وأوضح تشيليك أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يرغب في كشف كل الملابسات المحيطة بالقضية وإعلانها على الرأي العام. وأشار إلى استمرار التنسيق التركي - السعودي فيما يتعلق بالحادثة. ولم يصدر عن النيابة العامة في تركيا حتى الآن بيانات بشأن التحقيقات في وفاة خاشقجي، لكن بعض المصادر تشير إلى احتمال إعلان نتائجها قريباً.

 

مسؤول إسرائيلي: أنقرة نصبت فخاً استخبارياً للرياض

القدس – وكالات/21 تشرين الأول/18/ تساءل مسؤول إسرائيلي كبير عن الدور التركي في قضية جمال خاشقجي، وإن كانت أنقرة قد نصبت فخاً استخبارياً للرياض، وقادت فيه خاشقجي إلى حتفه. وعلق المسؤول الإسرائيلي على إعلان السعودية أن التحقيقات الأولية في اختفاء خاشقجي أظهرت أن مناقشات جرت بينه وبين من قابلوه في قنصلية المملكة في اسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي، ما أدى إلى وفاته، وعلى صدور أمر ملكي بإعفاء أربعة ضباط كبار في الاستخبارات السعودية، وعلى اعتقال 18 مشتبهًا بتورطهم، قائلاً، إنه يجب التوقف عند نقطتين أساسيتين. وأضاف “الأولى، بقاء الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية، رغم السعيين التركي والقطري الحثيثين لدى دوائر القرار العالمي لإطاحته من منصبه، وها هو يعزز موقعه داخل السعودية رغم تداعيات هذه القضية، والثانية أن البيان السعودي بشأن خاشقجي والقرارات السعودية السريعة مكنا الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إعلان قبول نتائج التحقيق السعودي، وإنقاذ صفقة السلاح الهائلة بين البلدين، كما إنقاذ العلاقة بين الرياض وواشنطن، بعدما خرجت أصوات أميركية حاولت الإيحاء بوجوب قطع هذه العلاقات”. وأضاف سؤالين مهمين جداً، جديرين بالتفكير فيهما، والبحث عن إجابات ممكنة عنهما، وهما، “لماذا نقل القنصل السعودي في إسطنبول إلى الرياض في الأسبوع الماضي؟ هل وجد السعوديون خرقاً أمنياً تركياً ما لقنصليتهم في إسطنبول؟”وأكد أن هذه الأسئلة متصلة بعضها ببعض، “لأن الأتراك حاولوا دائماً وبإصرار طمس مصدر معلوماتهم ببث معلومات مغلوطة أحياناً، وتسريب تقارير متضاربة أحياناً”.

 

خاشقجي حلم بمشروع شرق أوسط جديد منطلقه تركيا

واشنطن – وكالات: كشفت وكالة “أسوشيتد برس” أمس، أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي كان يسعى إلى تطبيق مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، ومنطلقه تركيا. ونقلت الوكالة، في تقرير عن أصدقاء لخاشقجي، قولهم، إنه كان “عربياً فخوراً”، وكان “يرغب في إنشاء قاعدة بأرض أجداده تركيا لتطوير الجالية المتزايدة من العرب المنفيين المقيمين هناك”. وأوضح التقرير أن خاشقجي كان من هواة التاريخ، ورأى في تزايد الجالية العربية بتركيا وتعزيز نفوذ أنقرة في المنطقة صدى لما جرى إبان عهد الإمبراطورية العثمانية، حين كانت اسطنبول مركزا للشرق الأوسط المزدهر ومتعدد الثقافات. ومع لجوء ملايين العرب الفارين إلى تركيا، باتت هذه الدولة، حسب اعتقاد خاشقجي، أرضاً خصبة للمواهب والأفكار الجديدة، معتبراً في ذلك فرصة لتطبيق مشاريعه، بما فيها تأسيس هيئة مدافعة عن الديمقراطية ومجموعة إعلامية ومنتدى للأبحاث الاقتصادية ومجلات إلكترونية.

 

“الغارديان”: أردوغان يتعامل مع الإعلام بوحشية

لندن – وكالات/21 تشرين الأول/18/سلطت صحيفة “الغارديان” الضوء على أوضاع الصحافة والصحافيين في تركيا، مشيرة إلى أوضاع المعارضين ومعاملة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهم منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في العام 2016.

وفي مقال بقلم الكاتب البريطاني كنان مالك بعنوان “يجب أن تنظر تركيا في معاملتها الوحشية للصحافيين”، أبرزت الصحيفة ما يعانيه الإعلاميون والمعارضون في تركيا، مشيرة إلى اعتقال المفكر التركي عثمان كافالا منذ نحو عام من دون تهمة محددة. وأضافت إن أنقرة اعتقلته لدوره البارز في الدفاع عن الحريات وأن أردوغان يعتبر رعاية الحوار المفتوح “تهديداً”. وأشارت إلى اهتمام الإعلام التركي بقضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، إلا أنه تجاهل معاملة تركيا الوحشية لمعارضيها، موضحة أنه منذ فرض حالة الطوارئ في العام 2016، تم اعتقال نحو 142 ألف شخص في البلاد.

 

واشنطن تنسحب من معاهدة نووية مع روسيا… وموسكو: “خطوة خطيرة”

واشنطن – وكالات/21 تشرين الأول/18/ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن واشنطن ستنسحب من معاهدة بشأن الأسلحة النووية المتوسطة المدى أبرمتها مع موسكو خلال الحرب الباردة، متهماً روسيا بانتهاكها منذ سنوات عدة، فيما اعتبرت موسكو أن الولايات المتحدة “تحلم بأن تكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على العالم”، متهمة واشنطن بأنها تتعمد تقويض هذه المعاهدة منذ سنوات. وقال ترامب للصحافيين في مدينة إلكو بصحراء نيفادا، ليل أول من أمس، إن “روسيا لم تحترم المعاهدة، وبالتالي فإننا سننهي الاتفاقية وسنطور هذه الأسلحة”. وأضاف “نحن لن نسمح لهم بانتهاك اتفاقية نووية والخروج وتصنيع أسلحة (في حين) أننا ممنوعون من ذلك، نحن بقينا في الاتفاقية واحترمناها ولكن روسيا لم تحترمها للأسف”. في المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس، أن الانسحاب الأميركي الذي أعلن عنه ترامب من المعاهدة النووية الموقعة إبان الحرب الباردة هو “خطوة خطيرة”، مضيفاً “أنا واثق من أن المجتمع الدولي لن يتفهمها وستستتبع إدانات جدية”. وأكد أن المعاهدة “مهمة من أجل الأمن الدولي والأمن النووي ومن أجل الحفاظ على الاستقرار الستراتيجي”. وقال إنه إذا استمرت الولايات المتحدة بالتصرف “بشكل أخرق وفظ” والانسحاب من طرف واحد من المعاهدات الدولية “فلن يكون لدينا خيار آخر سوى اتخاذ إجراءات مضادة ومنها ما يتعلق بالتكنولوجيا العسكرية”، لكنه أقر “أننا لا نرغب بأن تصل الأمور إلى هذا الحد”.

وأكد “كنا نتحلى بالصبر على مر السنين أمام الانتهاكات الصارخة للمعاهدة من قبل الولايات المتحدة نفسها”.

من ناحيته، اعتبر مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن واشنطن “اقتربت من هذه الخطوة على مدى سنوات عدة من خلال تدميرها أسس الاتفاق عمداً وبالتدريج”. وقال إن “هذا القرار يندرج في إطار السياسة الأميركية الرامية للانسحاب من الاتفاقيات القانونية الدولية التي تضع مسؤوليات متساوية على عاتقها كما على عاتق شركائها وتقوض مفهومها الخاص لوضعها الاستثنائي”. بدوره، اعتبر السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف في تغريدة على موقع “تويتر”، أن قرار ترامب الانسحاب من المعاهدة هو “ثاني ضربة قوية تتلقاها منظومة الاستقرار الستراتيجي في العالم”، بعد انسحاب واشنطن من “معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للبالستية” (معاهدة إيه بي إم) في العام 2001. وأضاف “مجدداً فإن الولايات المتحدة هي الطرف الذي بادر للانسحاب من المعاهدة”. في سياق متصل، أفاد ريابكوف بأن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون وصل إلى موسكو، أمس، معبراً عن أمله بأن تتلقى موسكو منه شرحاً واضحاً للخطوات الأميركية التالية بشأن مصير المعاهدة، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي بولتون اليوم الإثنين. وأكد أن روسيا لن تتخذ أي قرارات سريعة وغير مدروسة بسبب التصريحات الأميركية الأخيرة، متوعداً في الوقت ذاته باحتمال اتخاذ روسيا تدابير جوابية حال قيام الولايات المتحدة بالانسحاب من المعاهدة من جانب واحد.

 

موسكو تعلن {تصفية} 88 ألف مسلح في سوريا خلال 3 سنوات/وزير الدفاع الروسي قال إن الظروف باتت مهيأة لقيام سوريا موحدة

موسكو: رائد جبر/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/قدم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عرضا لحصيلة العمليات العسكرية الروسية في سوريا منذ بدء التدخل المباشر في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015. وقال أمس، خلال اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) بأن العمليات القتالية في سوريا أسفرت عن «تصفية نحو 87 ألف و500 إرهابيا، وتحرير 1411 منطقة سكنية، تعادل نحو 95 في المائة من الأراضي السورية من الإرهابيين». وقال بأن القوات الروسية نجحت في «القضاء على معظم مسلحي تنظيم داعش الإرهابي». وأكد أن القوات السورية تسيطر حاليا على الأراضي التي يقطنها أكثر من 90 في المائة من سكان البلاد. وأضاف أن «سلاح الجو الروسي نفذ خلال الحملة العسكرية في سوريا أكثر من 40 ألف طلعة قتالية، منها 21 ألف طلعة تم تنفيذها ليلا، وتم تدمير نحو 122 ألف موقع للمجموعات الإرهابية خلالها». وقال وزير الدفاع الروسي إنه «يتم حاليا في سوريا العمل بنشاط لاستئناف الحياة السلمية. والاهتمام الأكبر ينصب لحل القضايا الإنسانية وعودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم». وزاد أنه منذ منتصف يوليو (تموز) الماضي عاد نحو 17 ألف سوري إلى بلادهم من لبنان والأردن. لافتا إلى أن الرقم الإجمالي للعائدين منذ بداية الحملة العسكرية الروسية بلغ «أكثر من 245 ألف شخص، فضلا عن نحو مليوني سوري أعربوا عن رغبة في العودة إلى الوطن».

وأشار الوزير الروسي إلى أن جيشه «حصل على تجربة قتالية غنية في الحرب السورية ونحن على استعداد لتقاسمها معكم». ورأى شويغو أن «الظروف الضرورية لقيام سوريا كدولة موحدة باتت متوافرة حاليا» داعيا لبذل «جهود دولية لتحقيق هذا الهدف».وفي مقابل تأكيده على تحقيق «الاستقرار» في الجزء الأكبر من الأراضي السورية، حذر شويغو من مشكلة أخرى بدأت تبرز بقوة، معربا عن قناعة بأن «الخطر الإرهابي بدأ يتصاعد في مناطق آسيا والمحيط الهادي بسبب عودة كثير من الإرهابيين الذين حاربوا في سوريا والعراق إلى هذه المناطق».

وقال: «لا تزال عودة الإرهابيين، الذين حصلوا على خبرة عسكرية في سوريا والعراق، إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي، تشكل مشكلة حادة، إذ يمثلون وحدة جاهزة لاستكمال الخلايا الإرهابية المحلية». وكان لافتا أن شويغو التقى على هامش المؤتمر نظيره الأميركي جيمس ماتيس، للمرة الأولى منذ تسلم الأخير منصبه. وكانت الاتصالات على مستوى وزيري الدفاع انقطعت منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا. وجرى آخر اتصال بين وزيري دفاع البلدين قبل 3 سنوات، عندما ناقش شويغو ووزير الدفاع الأميركي آنذاك آشتون كارتر هاتفيا الوضع في سوريا.

ميدانيا، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، التابع لوزارة الدفاع الروسية، أن المسلحين في مدينة إدلب «يواصلون خرق وقف إطلاق النار في هذه المنطقة». وأفاد رئيس المركز، الفريق فلاديمير سافتشينكو، أنه تم رصد «حوادث قصف القوات الحكومية السورية قرب مدينة تل رفعت من جهة مواقع التشكيلات المسلحة غير الشرعية في منطقة عفرين». وأضاف الضابط الروسي أن المسلحين قصفوا أيضا بلدات عكو ونحشبا وجب الزعرور بريف اللاذقية، وحي الأندلس وطريق الكاستيلو بمدينة حلب. وزادت في الأيام الأخيرة إعلانات الروس عن انتهاكات تنطلق من مواقع تدخل في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب ومحيطها. على صعيد آخر، أطلقت موسكو حملة جديدة موجهة إلى الرأي العام الأوروبي، تهدف لإثارة ملف اللاجئين السوريين في أوروبا، الذين تتهم روسيا الحكومات الأوروبية بـ«عرقلة عودتهم إلى بلادهم». وأفاد ميخائيل ميزينتسيف رئيس المركز تنسيق عودة اللاجئين الذي أسسته موسكو أخيرا، بأن «أوروبا أنفقت خلال السنوات الـ3 الأخيرة أكثر من 140 مليار دولار على استقبال وتوزيع اللاجئين السوريين». وقال ميزينتسيف في مقالة نشرتها صحيفة «روسييسكايا غازيتا» الرسمية إن «نطاق النفقات على تنفيذ سياسة الهجرة يثير الاستغراب. ويميل إلى الازدياد سنويا. إذ أنفقت الدول الأوروبية 43.2 مليار دولار عام 2016. و49.5 مليار دولار عام 2017. و52.3 مليار دولار تقريبا عام 2018». واستنتج أن بعض البلدان الأوروبية تعمل بشكل متعمد لـ«دفع المواطنين السوريين إلى التخلي عن فكرة العودة إلى وطنهم... وفي حين يعاني الأوروبيون من اجتياح اللاجئين وارتفاع عدد الجرائم وانتشار الأفكار الراديكالية في المجتمع، يحاولون إقناع السوريين بأن عودتهم إلى وطنهم غير آمنة». وقال بأن «أوروبا ترفض كل المبادرات الروسية حتى تلك التي توافق المصالح الأوروبية». في إشارة إلى مبادرة إعادة اللاجئين فورا و«عدم ربط هذا الملف بالتسوية السياسية» وفقا لمطلب البلدان الأوروبية.

 

 نصرالحريري: اتفاق إدلب نقطة تحول

لندن/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/اعتبر رئيس «هيئة التفاوض السورية» المعارضة نصر الحريري أن اتفاق إدلب «شكل نقطة تحول في الملف السوري، من خلال إنهاء أحلام النظام بالحسم العسكري، والانطلاق نحو حل سياسي شامل يحقق الانتقال السياسي وفق بيان جنيف والقرار 2254». وكان اتفاق إدلب الذي أبرم بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين «قد أوقف أي محاولة لشن حملة عسكرية من قبل النظام والميليشيات الإيرانية الإرهابية تجاه إدلب»، بحسب بيان لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وأكد الحريري السبت على صفحته الشخصية في موقع «تويتر»، أن «نقطة التحول في موضوع إدلب أنها كانت تحدي لإرادة النظام والدول التي تدعم النظام في استمرار تعويله على النهج العسكري»، ولفت إلى أن الاتفاق أنهى «حلم هذا النظام بالسيطرة والحسم العسكري للثورة السورية أو للملف السوري عموماً». وأضاف أن محافظة إدلب «تعيش اليوم وضعاً مطمئناً ومريحاً، ولدينا أمل كبير»، وأشار إلى أنه يتم العمل مع «الأصدقاء في تركيا ومع الفاعلين الدوليين من أجل أن يستمر هذا الوضع المطمئن والمريح، ليكون ذلك محطة انطلاق نحو حل سياسي شامل يحقق الانتقال السياسي في سوريا». وكان وفد قوى الثورة العسكري إلى آستانة أعلن عن تطبيق اتفاق إدلب بشكل كامل من جانب الجيش السوري الحر، مؤكداً أن المنطقة باتت آمنة من هجمات النظام وحلفائه، وهو ما يفتح المجال أمام الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار والبدء بعملية سياسية مستمرة وفق القرارات الدولية، بحسب «الائتلاف». كما أكد الوفد أن الاتفاق «قطع الطريق أمام عودة النظام إلى المنطقة قبل الاتفاق على الحل السياسي الشامل، الذي بموجبه يتم القضاء على نظام الاستبداد، ونقل سوريا إلى نظام ديمقراطي عادل، ودولة مدنية تلتزم ويعيش فيها السوريون بحرية وكرامة».

 

موسكو تقلّص سقف التوقعات من زيارة بولتون وانتقدت اتهامات واشنطن لمواطنة روسية بالتأثير على الانتخابات النصفية

موسكو: رائد جبر/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/قلّل الكرملين من احتمال حدوث «اختراق» في مساعي تقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن خلال زيارة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون إلى روسيا، التي تبدأ غداً (الاثنين).

وأعلن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن بولتون سيجري محادثات مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي، ومع مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف، الذي يعدّ مهندس السياسات الروسية في الكرملين. ولم يستبعد الناطق أن يلتقي بولتون خلال زيارته الرئيس فلاديمير بوتين، لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن «هذا الاحتمال قائم ونعمل على ترتيب لقاء»، من دون أن يحدد موعده أو تفاصيل أخرى بشأنه. لكن بيسكوف كان أكثر وضوحاً عندما قال إن «الظروف لم تنضج بعد لبدء الحوار حول ترتيب لقاء جديد يجمع الرئيس بوتين مع نظيره الأميركي دونالد ترمب»، مشيراً إلى أن «موسكو منفتحة للحوار، لكن كل جهودها تصطدم بحائط المواقف الأميركية والحملات المتصاعدة ضد روسيا». وكان احتمال أن يكون بولتون يسعى إلى مناقشة عقد قمة روسية - أميركية جديدة، قد برز خلال اليومين الماضيين، عندما أشار المستشار الأميركي إلى أن زيارته «تشكل استمراراً للنقاش الذي بدأه الرئيسان في هلنسكي» خلال القمة الرسمية الوحيدة التي جمعتهما منذ تولي ترمب منصبه قبل عامين. لكنّ موضوع عقد قمة جديدة لا يشكل عنصراً وحيداً للحذر الروسي في التعامل مع الأفكار التي طرحها بولتون أخيراً، إذ حملت مواقف المسؤول الأميركي حول مصير معاهدة الأسلحة المتوسطة المدى الموقَّعة بين البلدين في نهاية العهد السوفياتي عنصر توتر إضافياً في علاقات موسكو وواشنطن. وكانت تسريبات في وسائل الإعلام قد قالت إن بولتون يدفع لاتخاذ قرار حاسم ضد روسيا، عبر انسحاب بلاده من المعاهدة، وإنه يخوض سجالات في هذا الشأن مع وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين. وأصدر بولتون أخيراً توصية بالانسحاب من المعاهدة، على خلفية اتهامات لموسكو بـ«مواصلة انتهاكها عبر تطوير قدرات صاروخية حديثة».

ونقلت وسائل إعلام أخيراً أن بولتون يعوق المحادثات بشأن تمديد معاهدة أخرى وقّعتها الولايات المتحدة مع روسيا عام 2010، للحد من الرؤوس الحربيّة النووية الاستراتيجية المنتشرة حول العالم، بالإضافة إلى الحد من أنظمة ربطها، والتي من المقرر أن تنتهي (المعاهدة) في عام 2021. على هذه الخلفية، تنتظر موسكو «مفاوضات صعبة» مع المسؤول الأميركي وفقاً لوصف معلقين روس. علماً بأن قناة الاتصال الروسية – الأميركية التي فُتحت على مستوى مستشاري مجلسي الأمن في البلدين باتت القناة الوحيدة الرفيعة التي تنشط حالياً، بعد تجميد جل قنوات الاتصال الأخرى على المستويات المختلفة خلال السنوات الأخيرة. وهذا يفسر اهتمام موسكو بالمحافظة على هذه القناة، رغم أن بولتون يوصف لدى وسائل الإعلام ودوائر القرار الروسية بأنه من «الصقور». وبات معلوماً أن بولتون الذي زار موسكو منذ توليه منصبه ثلاث مرات، سوف يلتقي في هذه الزيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف، وفقاً لتأكيد الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا.

ورغم الصعوبات الكبرى التي تواجه المفاوضات، فإن موسكو «تأمل في أن يتمكن الطرفان من المحافظة على الحد الأدنى من القدرة على التواصل وبحث الملفات الخلافية»، حسب مصدر مقرب من الخارجية لـ«الشرق الأوسط» أمس. كما أشار المصدر إلى أن بولتون «استبق زيارته بالإشارة إلى أن بلاده لم تعد ترى محاولات للتدخل من جانب روسيا في الانتخابات، وهذه إشارة إيجابية رغم أننا نلاحظ أنها لا تتطابق تماماً مع تعليقات المسؤولين الأميركيين». ومع توقع أن يكون بولتون يحمل «رسائل قوية» إلى موسكو وفقاً للمصدر، بينها بالإضافة إلى الموقف الأميركي من معاهدة الصواريخ إشارة إلى عدم وجود مؤشرات إلى مراجعة رزم العقوبات المتتالية التي فرضتها واشنطن على موسكو خلال الفترة الأخيرة، «إلا أن أوساطاً رسمية روسية تعوّل على مواصلة الحوار بين الطرفين في الملفات الإقليمية المهمة، وبينها سوريا وكوريا الشمالية». وأضافت النقاشات المتجددة حول اتهامات التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عنصر توتر إضافياً سوف يلقي بظلاله على محادثات بولتون في موسكو، رغم أنه حاول التقليل من هذا الأمر قبل زيارته. إذ أسفر التطور الجديد في هذا الملف، الذي تمثَّل في توجيه اتهامات إلى مواطنة روسية بمحاولة التأثير على مسار الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، عن عودة الطرفين إلى تأجيج السجالات والاتهامات المتبادلة.

ورأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة إلى المواطنة الروسية، يلينا خوسياينوفا، «محاولة لفبركة ذريعة لفرض عقوبات جديدة على روسيا». وأفاد في بيان نشرته وزارة الخارجية الروسية، أمس، على موقعها الرسمي، أن السلطات الأميركية «لا تزال تلعب على وتر تخويف المجتمعين الأميركي والدولي من نشاط من يصفونهم بأنهم القراصنة الروس»، ورأى أن «اتهام مواطنة روسية بمحاولة التأثير على مزاج الناخبين الأميركيين يصب في هذا الاتجاه، وتحاول واشنطن خلال السنتين الأخيرتين، أي منذ الانتخابات الرئاسية الماضية، عن طريق نشر المعلومات الكاذبة بلا خجل، استخدام نفس الاتهامات قبيل الاستحقاق الانتخابي الجديد». وأضاف البيان أن «الحديث يدور عن حملة افتراء مخجلة، أسبابها تعود إلى نية بعض الساسة الأميركيين تحقيق تفوق في المعارك الحزبية وممارسة الضغط على روسيا في آن واحد. ولتحقيق هذه الأغراض يستخدمون كل الوسائل الممكنة، بما فيها فبركة القضايا الجنائية وتوجيه التهم السخيفة وتقديم الأدلة المضحكة». وكانت وزارة العدل الأميركية قد اتهمت الجمعة خوسياينوفا، بالقيام بأنشطة لمحاولة التأثير في الانتخابات الأميركية النصفية المقبلة. ونص قرار الاتهام على أن الروسية سعت إلى «إثارة الفوضى في النظام السياسي الأميركي من خلال نشر المعلومات الخاطئة وتأجيج النزاعات حول مجموعة واسعة من القضايا التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة».

 

 ترمب: التصويت لصالح الديمقراطيين «جنون»

واشنطن/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أول من أمس، أمام جمهور من مؤيديه، إن الديمقراطيين «مختلون»، وإن أي شخص يصوّت للديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر (تشرين الثاني) من المؤكد أنه «مجنون».

وكان ترمب يتحدث في تجمع حاشد تحت عنوان «اجعلوا أميركا عظمى مرة أخرى» في ميسا بأريزونا، حيث ألقى خطاباً انتخابياً لدعم الطيارة المقاتلة السابقة مارثا ماكسيلي، مرشحة الجمهوريين لمجلس الشيوخ. وتعد ولاية أريزونا واحدة من ولايات حاسمة عدة في هذه الانتخابات. وواصل الرئيس الأميركي حملته عبر تغريدات نشرها على موقع «توتير» أمس، وقال «إذا أوقف الديمقراطيون عمليات العرقلة، قد نستطيع كتابة والاتفاق على قوانين هجرة جديدة في أقل من ساعة. انظروا إلى الألم والمعاناة التي يتسببون بها. انظروا إلى الفظائع عند الحدود». وأضاف «تشاك ونانسي، اتصلا بي!»، في إشارة إلى الديمقراطيين البارزين في الكونغرس الأميركي تشاك شومر ونانسي بيلوسي. وكثف الرئيس الأميركي نشاطاته الانتخابية خلال الأسابيع الماضية، وعبّر عن دعمه مرشحين جمهوريين عدة في ولايات مهمة، استعداداً لانتخابات التجديد النصفي التي تهدد هيمنة الحزب الحاكم في مجلسي النواب والشيوخ. إلا أن فعاليات ترمب الانتخابية لا تقتصر على تشجيع أنصاره على التصويت، ويستغلها في أحيان كثيرة للحديث عن إنجازاته السياسية الخارجية والاقتصادية، فضلاً عن مهاجمة «أعدائه» السياسيين في الداخل. ومن بين القضايا المتكررة في خطابات ترمب، التقدم الذي أحرزته إدارته في قضية كوريا الشمالية.

في هذا الإطار، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس، عن أمله باستقباله نظيره الكوري الشمالي خلال عشرة أيام في واشنطن من أجل متابعة التحضير لقمة جديدة تجمع ترمب وكيم جونغ أون. وفي رد على سؤال خلال لقاء أجرته معه إذاعة «صوت أميركا» حول احتمال عقد قمة بين ترمب وكيم «في المستقبل القريب»، أجاب بومبيو «نعم». وأوضح على هامش زيارته إلى مكسيكو «لا يمكنني أن أقول متى؛ لأن التاريخ لم يحدد بعد»، مضيفاً «إننا نعمل على إيجاد تواريخ وأمكنة ملائمة للرئيسين». وتابع بومبيو «يعتريني أمل كبير بإمكانية عقد اجتماعات بين مسؤولين رفيعين» في واشنطن «بيني وبين نظيري خلال أسبوع ونصف تقريباً، من أجل متابعة الحوار كي يتمكن الرئيسان خلال القمة من تحقيق خطوة كبيرة نحو نزع السلاح النووي». وحتى الآن، أجرى بومبيو مفاوضات، بشكل أساسي، مع مساعد الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ تشول الذي زار الولايات المتحدة في الربيع، إلا أنه في سبتمبر (أيلول)، اجتمع مع وزير الخارجية ري - يونغ في نيويورك، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وعقدت أول قمة تاريخية جمعت بين ترمب وكيم في 12 يونيو (حزيران) في سنغافورة. وتعهد رجل بيونغ يانغ القوي حينها «نزع السلاح النووي بشكل كامل في شبه الجزيرة الكورية»، وكلف بومبيو، من الجانب الأميركي، بالتفاوض لمتابعة تطبيق هذا التعهد المبهم، وقام بزيارتين هذا الصيف لكوريا الشمالية. واستؤنف الحوار في نهاية سبتمبر؛ نظراً لعدم تحقيق أي تقدم ملموس، واستياء واشنطن من ذلك، ووافق ترمب على لقاء كيم في قمة تاريخية استضافتها سنغافورة. وأشار وزير الخارجية الأميركي، الجمعة، إلى أن «الرئيس كيم أخبرنا بأنه اتخذ قراراً استراتيجياً بالقول إنه لم يعد في حاجة إلى ترسانته النووية من أجل نجاح بلاده»، لافتاً إلى «أنه تحد كبير جداً لزعيم كوري شمالي». وأضاف «أنا سعيد للغاية؛ لأنه اتخذ هذا القرار، لكن تنفيذه معقد، وسيستغرق بعض الوقت».

 

الكونغرس يحقق في تناقض ترمب والبنتاغون حول «داعش»

واشنطن: محمد علي صالح/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/دعا قادة جمهوريون وديمقراطيون في مجلس النواب لعقد استجوابات حول تناقض في تصريحات كل من الرئيس ترمب والبنتاغون حول الانتصار على تنظيم داعش. وقالت صحيفة «ستارز آند سترايبز» (نجوم وشرائط)، المتخصصة في الشؤون العسكرية، أول من أمس، إن أعضاء في مجلس النواب عبروا عن قلقهم بسبب الغموض الذي يحيط بمصير «داعش». ونقلت الصحيفة تصريح سيث مولتون (ديمقراطي، ولاية ماساتشوستس)، عضو اللجنة العسكرية في مجلس النواب، بأنه «قلق» بسبب عدم وضوح خطة إدارة ترمب حول «داعش». وكان مولتون، وهو ضابط عسكري سابق كان يعمل مع قوات المارينز، وحارب في العراق، قد سأل روبرت كاريم، مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي: «هذا هو سؤالي إلى إدارة ترمب: ما استراتيجيتكم؟»، وأضاف: «نحن، أعضاء الجهاز التشريعي، لا نعرف ما خططكم في المدى البعيد. أنا قلق لأن تصريحات الرئيس حول (داعش)، وحول مستقبل الحرب في سوريا، تختلف اختلافات كثيرة عن تصريحات أعضاء في وزارته». وقال الرئيس ترمب، في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، الثلاثاء الماضي: «هزمنا (داعش) في كل المناطق التي قاتلناه فيها»، وأضاف ترمب: «لم يحدث هذا في عهد الرئيس أوباما». لكن في اليوم نفسه، قال الكولونيل شون ريان، المتحدث باسم عملية «إنهرينت ريسولف» (الحل المتأصل)، وهي عملية التحالف الدولي ضد «داعش»: «تظل أمامنا 3 شهور، ويمكن أن يحدث كثير خلال 3 شهور»، في إشارة إلى إمكانية هزيمة «داعش» قبل نهاية هذا العام. وأضاف ريان: «رغم ذلك، يظل تنظيم داعش في العراق خصماً قاتلاً، حيث أظهروا استعدادهم للقتال حتى النهاية». وقال ريان: «إنهم عدو مصمم، لا شك في ذلك. إنهم يستخدمون الأنفاق الموجودة في أماكنهم، ويستعملون إنفاقاً كانت قد حفرتها شركات النفط، وكان فيها طعام وإمدادات. ولهذا يقدرون على مواصلة القتال». وقالت صحيفة «واشنطن تايمز»، الخميس، إن تنظيم داعش يسيطر على أقل من 2 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في قمة مجده، وإن القوات الأميركية وقوات الحلفاء صارت تركز على تدمير الأسلحة، خصوصاً الأسلحة الثقيلة، وليس بالضرورة القضاء على المقاتلين. وفي الأسبوع الماضي، بعد 3 أعوام تقريباً من التدخل العسكري الأميركي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وبعد القضاء، في العام الماضي، على «داعش» العراق، أعلن البنتاغون نجاح القوات الأميركية والقوات السورية والكردية الحليفة في فرض حصار على آخر معاقل «داعش» في سوريا، في محافظة دير الزور. وكان البنتاغون قد بدأ، في بداية هذا العام، العملية التي يسميها «راوند أب» (الجولة الأخيرة). وفي الأسبوع الماضي، نقلت صحيفة «واشنطن بوست»، على لسان مسؤول في البنتاغون، أن هذه الجولة الأخيرة يتوقع أن تكون نهايتها مع نهاية العام، مما سيعنى القضاء نهائياً على «داعش»، بعد 3 أعوام تقريباً من إعلان الدولة. وقالت الصحيفة إن القوات الديمقراطية السورية، بدعم من العملية العسكرية للقوات الدولية التي تسمى «انهيرنت ريسولف» (الحل المتأصل)، تقدمت سريعاً في منطقة دير الزور. وفي الأسبوع الماضي، قال الكولونيل شون ريان: «في حين يتراجع (داعش)، فإنهم يستخدمون عبوات ناسفة على طول الطرق، ويستعملون السيارات والمنازل المفخخة لإلحاق أكبر ضرر وسط القوات الحليفة». وأضاف: «أطلق تنظيم داعش في الأسبوع الماضي وابلاً من قذائف الهاون بالقرب من قوات التحالف والقوات الشريكة، في محاولة لعرقلة عمليات «قوات سوريا الديمقراطية» في الجزء الجنوبي من وادي نهر الفرات في سوريا. وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» قد حررت، أخيراً، مدناً في تلك المنطقة.

 

مظاهرة حاشدة في لندن للمطالبة باستفتاء جديد حول «بريكست» ومئات الآلاف عبّروا عن رفضهم الخروج من الاتحاد الأوروبي عقب جمود المفاوضات

لندن/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/شارك أكثر من نصف مليون شخص، أمس، في «أكبر مظاهرة حول (بريكست)»، بحسب المنظِّمين في لندن، للمطالبة بإجراء استفتاء ثانٍ حول الاتفاق النهائي الذي لا يزال يجري التفاوض بشأنه بين لندن وبروكسل، قبل خمسة أشهر من موعد استحقاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت الجهة المنظمة «مسيرة تصويت الشعب»، في بيان، إنه «أكبر تجمُّع» منذ المظاهرة ضد حرب العراق التي ضمت مليون شخص عام 2003 في العاصمة البريطانية.

وبحسب هذه الحركة التي تطالب بـ«تصويت شعبي»، وتضم عدة منظمات مؤيدة لأوروبا، فإن نحو 570 ألف شخص لبّوا دعوتها للتظاهر. وتجمع المشاركون بعد الظهر أمام البرلمان البريطاني والشوارع المحيطة به، وحملوا الأعلام الأوروبية وجابوا وسط لندن، وعبروا حي الوزارات وسط أجواء حماسية من قبل المشاركين. وسعى المشاركون في المظاهرة إلى توجيه رسالة مفادها أن «بريكست» الذي وعد به مؤيدوه قبل استفتاء يونيو (حزيران) 2016، بعيد كل البعد عما يتم التفاوض حوله حالياً. ويقول المتظاهرون إنهم كانوا ليصوتوا ضد «بريكست» لو علموا حينها الثمن المترتب عن ذلك. وشارك المتظاهر بيتر هانكوك، وهو صاحب شركة صغيرة، في المسيرة، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أنه تم تضليل الشعب بطرق مختلفة». وقالت زوجته جولي من على كرسيها المتحرك: «نريد أن نبقى أوروبيين. لا نرى أي فائدة في الخروج»، من الاتحاد الأوروبي. وبلغ عدد التوقيعات على عريضة تطالب بتنظيم استفتاء مُلزِم حول أي اتفاق يتم إبرامه قبل موعد خروج بريطانيا من التكتل في مارس (آذار) المقبل، 950 ألف توقيع، قبيل انطلاق المسيرة.

وكانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أعلنت بوضوح أنها لا تنوي السماح بإعادة النظر في «بريكست»، وكررت رفضها لتنظيم استفتاء ثانٍ. والأربعاء، قالت ماي في البرلمان: «يطالبون الآن باستفتاء ثانٍ والعودة للشعب البريطاني ليقولوا له: «نحن آسفون للغاية، نعتقد أنك أسأت الخيار». وأضافت ماي: «لن يجري استفتاء ثانٍ. الشعب قال كلمته، وهذه الحكومة ستنفّذ قرار الشعب». لكن وصول المفاوضات بين لندن وبروكسل إلى حائط مسدود يثير الشكوك حول ماهية الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه الحكومة البريطانية، أو ما إذا كان الاتفاق ممكناً. ومع قرب موعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي المقرر في مارس 2019، تواجه الحكومة البريطانية احتمال الخروج من دون التوصل إلى اتفاق ينظم العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد «بريكست»، أو البقاء لسنوات في فترة انتقالية مع تعديلات سيكون أبرزها خسارة بريطانيا قدرتها على التأثير في قرارات الاتحاد الأوروبي. ولا يحظى أي من هذين الخيارين بتأييد كبير، كما أن تبادل الاتهامات على خلفية ما آلت إليه الأمور في بريطانيا يزيد من عزلة ماي وضعفها. ويطرح قادة أوروبيون، على غرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تساؤلات حول ما إذا كان يمكن لاستفتاء ثانٍ أن يزيل الفوضى القائمة.

وتظهر الاستطلاعات تعادلاً بين مؤيدي ومعارضي تنظيم استفتاء ثانٍ، وكذلك الأمر بالنسبة للموقف من «بريكست» بحد ذاته. وأيَّد 52 في المائة من المشاركين في استفتاء 2016 الخروج من الاتحاد الأوروبي، في تصويت بلغت نسبة المشاركة فيه 72 في المائة. ويتوقع البعض أن يطالب النواب بإجراء استفتاء ثانٍ لتفادي فوضى عارمة قد تنجم عن اتفاق قد يتم فرضه على بريطانيا، ولا قدرة لهم على رفضه. وتمثل فيونا غودفري مجموعة من المهاجرين البريطانيين في لوكسمبورغ. وهي أتت إلى لندن لأن «بريكست» سيضع عقبات كبيرة أمام عودتها إلى بلادها مع زوجها الألماني. وقالت غودفري: «سيتعين علينا التقيّد بقواعد حد أدنى للمدخول، علما أنني أعمل لحسابي الخاص»، مضيفةً: «أنا أخسر حق التصويت، وحق كسب المعيشة، وحرية التنقل في لوكسمبورغ التي يمكن عبورها خلال 15 دقيقة».

وتضم لائحة السياسيين الذين ألقوا كلمات أمس في وسط لندن، رئيس بلدية العاصمة صديق خان الذي ينتمي لحزب العمال، فضلاً عن أعضاء من حزب المحافظين وحزب العمال وحزب الديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر والحزب الوطني الاسكوتلندي. وعلى صعيد المفاوضات، ذكرت وكالة أنباء «بلومبرغ» الاقتصادية عن مصادر مطلعة، أن رئيسة الوزراء البريطانية على استعداد للتخلي عن أحد مطالبها الرئيسية في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لحل مشكلة الحدود الآيرلندية المزعجة، وإفساح الطريق أمام التوصل لاتفاق. ويفسح ذلك المجال أمام إمكانية أن تنهي بريطانيا التزامها إلى ما لا نهاية بالقواعد الجمركية للاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من تمسك الاتحاد الأوروبي بهذا الخيار، فإنه ينطوي على مخاطر قد تفجِّر أزمة في حكومة ماي وتؤدي إلى خسارتها منصبها. وحتى الآن، تشدد ماي على أن أي ضمانة قانونية تضمن عدم ظهور حدود جديدة في جزيرة آيرلندا يجب أن تكون محدودة بشكل صارم بوقت. وتريد ماي وسياسيون مؤيدون لـ«بريكست» في حزب المحافظين الذي تتزعمه تحديد موعد نهائي لهذه السياسة من أجل تفادي حدوث تأخير لرحيل بريطانيا، وضمان أن حرية البلاد لإبرام صفقاتها التجارية الخاصة بها حول العالم. ووفقاً لـ«بلومبرغ»، فقد تقبل ماي وفريقها وجهة نظر الاتحاد الأوروبي بأنه يجب أن تكون الحدود مفتوحة، من أجل التوصل إلى حل «دائم». وينص الاقتراح على أن تظل بريطانيا بأكملها مرتبطة بالقواعد الجمركية للاتحاد الأوروبي كخطة دعم أو بند ضمان. وسيكون هناك أيضاً بعض الضوابط الجديدة على البضائع بين آيرلندا الشمالية والبر الرئيسي البريطاني.

 

عشرات الآلاف يطالبون باستقلال تايوان/أكبر مظاهرة منذ 20 عاماً في شوارع تايبيه

تايبيه/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/نزل عشرات الآلاف من الأشخاص، أمس، إلى شوارع تايبيه للمطالبة بتنظيم استفتاء حول استقلال تايوان، مما يشكل تحدياً غير مسبوق للصين وحكومة الجزيرة على حد سواء. وتأتي هذه المظاهرة الكبيرة في وسط تايبيه متزامنة مع تشدد الصين في سياستها إزاء تايوان، ومع تكثيف الرئيسة تساي إينغ وين المساعي لإرضاء بكين من جهة، والناشطين الانفصاليين من جهة أخرى، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. واعتبرت هذه المظاهرة الأكبر حجماً للمطالبة صراحة باستفتاء على إعلان الاستقلال منذ أصبحت تايوان ديمقراطية من أكثر من 20 عاماً. وبحسب المنظمين، فإن عدد المشاركين في التجمع بلغ نحو مائة ألف، ولم تنشر الشرطة بعد أي أرقام. وتجمع المتظاهرون أمام مقر الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، ملوحين برايات ولافتات تطالب بـ«استفتاء على الاستقلال»، ومرددين شعارات مثل «نريد استفتاء» و«لا للانضمام» إلى الصين. وتعتبر الصين الشيوعيّة تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، حتى لو أن نظاماً منافساً يحكم الجزيرة منذ عام 1949. أما تايوان، فتعتبر نفسها بلداً مستقلاً، لها عملتها المستقلة ونظامها السياسي والقضائي، إلا أنها أبداً لم تعلن استقلالها. وسبق أن حذرت بكين من أنها لا تستبعد استخدام الخيار العسكري لإعادة تايوان إلى سيادتها، إذا ما أعلنت الجزيرة استقلالها. ونُظمت المظاهرة بدعوة من مجموعة جديدة، هي «تحالف فورموزا» المدعوم من الرئيسين السابقين لتايوان، لي تينغ هوي وشين شوي بيان، وطالب المحتجون بإجراء استفتاء عام حول ما إذا كانت الجزيرة يجب أن تعلن استقلالها رسمياً عن الصين. وقال زعيم تحالف فورموزا، كو بي هورنغ (63 عاماً)، للحشود المشاركة: «نود أن نقول للصين أن تتوقف عن التسلط على تايوان»، وتابع أن «الشعب التايواني يريد أن يكون سيد نفسه».

وتحدث النائب الناشط هوانغ كو - شانغ أيضاً أمام الحشود، داعياً لإقرار دستور جديد للجزيرة، وقال إن «على السياسيين في تايوان أن يتركوا الشعب التايواني يبني بلداً طبيعياً من خلال إجراء استفتاء».

وأحضرت بعض العائلات صغارها للمشاركة في المظاهرة، لكن غالبية المشاركين كانوا من كبار السن، فيما انضمت بعض الكنائس المؤيدة للاستقلال أيضاً إلى الحشود. وقال موظف البريد المتقاعد تساي وين - إيل، البالغ 63 عاماً، الذي كان يرتدي قميصاً كتب عليه «تايوان هي بلدي»: «فقط من خلال إجراء استفتاء، يمكن لشعب تايوان أنّ يظهر للمجتمع الدولي حقنا في بناء دولة جديدة مستقلة»، فيما وصف المهندس ريكس يانغ، البالغ 35 عاماً، تايوان بأنها «يتيمة في المجتمع الدولي». ومع أن الحزب الديمقراطي التقدمي يميل تقليدياً نحو الاستقلال، قالت الرئيسة تساي إينغ وين إنها تريد الحفاظ على الوضع الراهن مع بكين، لكن ذلك لم يمنع من تدهور العلاقات بين البلدين منذ توليها السلطة في عام 2016، إذ رفضت الالتزام بتوجهات بكين بأن تايوان جزء من «صين واحدة». وشنت بكين عدة حملات دبلوماسية لعزل تايوان على المسرح الدولي، خصوصاً استبعادها من المنظمات الدولية، وتقليص عدد حلفائها السياسيين. كما مارست بنجاح ضغوطاً على كبرى الشركات العالمية لوضع تايوان كجزء من الصين على مواقعها الإلكترونية. وفي الوقت ذاته، أدى نهج تساي المتحفظ إلى نفور بعض مؤيدي الاستقلال في صفوف حزبها (الحزب الديمقراطي التقدمي). ويستلزم التصويت على الاستقلال تعديلاً للقوانين الحالية التي تمنع إجراء استفتاء لتعديل الدستور. وحض تحالف فورموزا الحزب الحاكم، الذي يملك غالبية في البرلمان، على تغيير القوانين للسماح بإجراء الاستفتاء، لكن محللين استبعدوا أن تقوم تساي بتعديل كهذا، باعتباره استفزازاً لبكين. ومنع الحزب الديمقراطي التقدمي مسؤوليه ومرشحيه من حضور تجمع السبت، لكنه نظم احتجاجه الخاص ضد «ضم» الصين لتايوان في معقله، في مقاطعة كاوشيونغ، في جنوب الجزيرة الصغيرة. لكن هذا الاحتجاج الثاني لم يدع لتصويت على الاستقلال، كما أكد الحزب في بيان صدر قبل الاحتجاج أنه لا يوّد «تغيير الوضع الراهن لسيادة تايوان المستقلة». ويقول مراقبون إن تنظيم تجمع منفصل يعتبر حلاً وسطاً للحزب لإبعاد نفسه عن الناشطين الداعين لاستقلال الجزيرة، ولإرضاء بعض أنصاره المؤيدين للاستقلال.

 

العاهل الأردني يعلن إنهاء ملحقَي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام

عمّان/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الأحد)، إنهاء ملحقَي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام مع إسرائيل. وقال الملك عبد الله الثاني خلال لقائه شخصيات سياسية في قصر الحسينية اليوم: «تم اليوم إعلام إسرائيل بالقرار الأردني بإنهاء العمل بالملحقين»، مشيرا إلى أن «الباقورة والغمر أراضٍ أردنية وستبقى أردنية ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا». وأضاف العاهل الأردني، وفق ما ذكرت صفحة الديوان الملكي على «تويتر»، أنّ «موضوع الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا منذ فترة طويلة». وأكد أنّ «أولوياتنا في مثل هذه الظروف الإقليمية الصعبة هي حماية مصالحنا وعمل كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين». وكتب الملك عبد الله الثاني، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام انطلاقا من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين».

 

أفغانستان: انتخابات على وقع هجمات {طالبان} في مختلف الولايات ونشر 54 ألف عنصر أمن لحماية ملايين الناخبين المسجلين

إسلام آباد: جمال إسماعيل/ الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18/مددت لجنة الانتخابات الأفغانية التصويت في عدد من الولايات الأفغانية، بعد عدم تمكن الكثير من الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع في عدد من المناطق والولايات ، وعدم مشاركة الناخبين في الاقتراع بسبب سيطرة قوات طالبان عليها. بدأت التصويت صباح أمس (السبت) في الانتخابات العامة للبرلمان الأفغاني، لكنه تزامن مع دوي الانفجارات في عدد من المناطق، تنفيذاً لوعيد طالبان بالعمل على منع إجراء هذه الانتخابات التي وصفتها بأنها «ستعطي صورة تجميلية للقوات الأميركية والحكومة الأفغانية الموالية لها». ونقلت وكالات أنباء غربية من كابول، أن الانتخابات الأفغانية هيمنت عليها مشاهد الفوضى ومزاعم الفساد، وكذلك العنف الذي اضطر السلطات إلى تأجيل الانتخابات في ولايتي غزني وقندهار؛ بسبب تهديدات طالبان بعرقلة الانتخابات في أفغانستان.

وتوجّه الرئيس الأفغاني، أشرف غني، للاقتراع في أحد المراكز الانتخابية تحت حراسة أمنية مشددة، داعياً كل الأفغان إلى ممارسة حقهم في الانتخاب، في حين يشعر مسؤولون أفغان بقلق متزايد جراء العنف الذي أدى إلى إحجام الناخبين عن المشاركة في التصويت، وبخاصة بعد حادثة قندهار التي ذهب ضحيتها حاكم الولاية زلماي ويسا، وقائد الشرطة الجنرال عبد الرزاق، وقائد الاستخبارات الجنرال مؤمن، وقائد الجيش في الولاية؛ وهو ما دفع الحكومة إلى تأجيل الانتخابات في ولاية قندهار مدة أسبوع، كما جاء في بيان رسمي.

وكانت حركة طالبان قد دعت عبر لجانها المختلفة إلى مقاطعة الانتخابات، التي اعتبرتها مفروضة من الخارج لأهداف تهم أميركا ولا تراعي مصالح الشعب الأفغاني، محذرة الناخبين كافة من الاقتراب من مراكز الاقتراع؛ خشية تعرضهم للإصابة جراء الهجمات. وكانت طالبان أعلنت مسؤوليتها عن مقتل تسعة من المرشحين للانتخابات، كان آخرهم عبد الجبار قهرمان في ولاية هلمند الجنوبية مع عدد من أنصاره، حيث تم تفجير مقره الانتخابي. وفي حين ذكرت الحكومة الأفغانية وقوع عدد من الحوادث الأمنية وإطلاق عدد من الصواريخ على العاصمة كابول ومدينة قندوز في الشمال، ذكرت تقارير أخرى وقوع إطلاق نار خارج مدينة غزني جنوب شرقي أفغانستان وعدد من الانفجارات في مناطق خارج العاصمة. وبحسب الكثير من المسؤولين، أوقعت الاعتداءات الكثيرة بالقذائف أو بتفجير عبوات تقليدية الصنع قتلى وعشرات الجرحى، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح مسؤولون أمنيون، أن 13 شخصاً على الأقل قتلوا، بينهم مدنيون وعناصر من الشرطة، في اعتداء انتحاري استهدف مكتب اقتراع في كابول. في حين قال المتحدث باسم الشرطة في العاصمة، بشير مجاهد، إنه «تم رصد انتحاري قرب مكتب اقتراع في كابول قام بتفجير حزامه الناسف». في حين أعلن مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الانفجار أوقع 13 قتيلاً على الأقل. كما قتل أربعة أشخاص على الأقل، وأصيب 78 آخرون بجروح في العاصمة كابول وحدها إثر حوادث قرب مكاتب اقتراع، بحسب المتحدث المساعد باسم وزارة الصحة. وكانت لجنة الانتخابات قالت، إنها كانت تعتزم فتح 7355 مركز اقتراع، لكن لم يتسن لها إلا فتح 5100 مركز اقتراع لأسباب أمنية. وأصدر الناطق باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، بياناً قال فيه، إن مقاتلي الحركة شنّوا يوم الانتخابات 166 هجوماً؛ مما أفشل عملية الانتخابات في غالبية المناطق الأفغانية حسب قوله. وشملت هذه الهجمات مراكز أمنية وقواعد عسكرية ونقاط تفتيش على مداخل المدن، وتجمعات القوات الأفغانية المنوط بها حراسة عملية الاقتراع، حيث يشارك أكثر من سبعين ألف جندي وشرطي في تأمين عملية الاقتراع في المدن والأرياف الأفغانية. وحسب بيان الناطق باسم حركة طالبان، فإن العشرات من الجنود الحكوميين وعناصر الاستخبارات الأفغانية والشرطة قُتلوا في عمليات طالبان، كما أن هجمات طالبان تسببت في إقفال مئات من مراكز الاقتراع أو عدم اقتراب الناخبين منها بشكل كامل. وأضاف بيان طالبان، أنه حتى ظهر أمس (السبت)، لم يدلِ بالأصوات في الانتخابات إلا جزء من موظفي الحكومة الأفغانية، وأن بقية الشعب الأفغاني مارسوا المقاطعة الشاملة للانتخابات. وأشارت بيانات أخرى لحركة طالبان إلى مقاطعة شاملة للانتخابات في ولايات هلمند وفراه وفارياب التي تسيطر طالبان على غالبية أراضيها. ومع بدء التصويت، أبلغ ناخبون ومراقبون للانتخابات عن حدوث مشكلات في بعض الأماكن، شملت تأخر فتح عدد من مراكز الاقتراع وصعوبات في استخدام أجهزة التحقق من هوية الناخبين بالاستدلال البيولوجي. وقال محمد محقق، أحد زعماء قومية الهزارة التي يعيش عدد كبير من أبنائها في غرب العاصمة «ما زالت هناك مراكز كثيرة في الجزء الغربي من كابول لم تفتح. أنتظر هنا منذ ساعتين ونصف الساعة، لكن موظفي الانتخابات يقولون إنهم ينتظرون قوائم الناخبين». وهناك أيضاً ناخبون يأملون في أن تساعد العملية الانتخابية في تحسين حياتهم. وقال عبد الله، وهو ناخب في مدينة هرات بغرب البلاد كان يجلس على كرسي متحرك «أريد أن يخدم المرشحون البلد، وأن يسمعوا أصوات المعاقين والفقراء». وتم فتح خمسة آلاف مكتب تصويت في مناطق البلاد الخاضعة لسيطرة الحكومة. ولأسباب أمنية، لم يتم فتح ألفي مكتب في المناطق التي تسيطر عليها طالبان. كما نُشر نحو 54 ألف عنصر أمن لضمان حماية الناخبين المسجلين، وعددهم 8.9 مليون. ويتنافس في الانتخابات أكثر من 2500 مرشح على 249 مقعداً في مجلس النواب.

ويعتبر هذا الاقتراع اختباراً كبيراً للانتخابات الرئاسية في 2019، ومرحلة مهمة قبل اجتماع الأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) بجنيف، حيث يتعين على أفغانستان أن تثبت أنها أحرزت تقدماً في العملية الديمقراطية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين الحفظ والفهم غطاء دولي ينهار

الدكتورة رندا ماروني/21 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68295/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%81%D8%B8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%87%D9%85/

بعد شرح مطول حول أهمية الفهم في القطاع التربوي وأولويته على الحفظ، فاجأنا السيد حسن نصرالله بعد أسطوانة مهترئة من كثرة التكرار قاصدة حفظ السامع لها عن ظهر قلب دون إعتراض أو تحليل، فاجأنا بتغيير محتوى هذه الأسطوانة بالإنتقال من مستوى الحفظ إلى مستوى الفهم حين أثار أهمية ودور المجتمع الدولي على غير عادة وأعاد الإعتبار له بعد نكران طويل إنما ليصف الواقع السعودي حيث على الحكام السعوديين أن يعوا أن الغطاء الدولي والغطاء العالمي للحرب على اليمن قد بدأ ينهار وأن صورة المملكة اليوم في العالم لم يسبق لها من السوء، وفي وضع لم يسبق له مثيل منذ مئة سنة، وأن الحكام في السعودية في وضع لا يحسدون عليه، في وضع صعب جدا وفي أزمة دولية حقيقية، حيث يوجد مناخ لمقاطعة دبلوماسية ومقاطعة سياسية ويمكن ان تؤدي إلى شكل من اشكال المقاطعة الإقتصادية وعقوبات، الخ....

بعد إعطاء كل هذه الأهمية لتأثير ودور المجتمع الدولي لا أدري إذا كان التغافل مقصود حيث ينطبق القول الشعبي" الجمل إذا شاف حردبتو وقع وفك رقبتوا" فلما سيؤثر  رفع الغطاء الدولي المتوقع والغير منجز بعد على المملكة ولا تأثير يذكر له في إعتبار السيد حسن على إيران، كما عودتنا الاسطوانة الببغائية المكررة بغية الحفظ البعيدة عن الفهم المنطقي.

ففي مقابل العقوبات المتوقعة عقوبات مفروضة وفي مقابل قضية الخاشقجي هناك حملة دولية لإنقاذ 2320 إيرانيا من الإعدام، كما هناك تصنيف لحزب الله اللبناني ضمن تنظيمات للجريمة العابرة للحدود حيث أعلن وزير العدل الأميركي في الخامس عشر من الشهر الحالي، تصنيف خمسة جماعات إرهابية منها حزب الله اللبناني على أنها جماعات للجريمة العابرة للحدود، حيث سيتم فرض عقوبات أشد على تلك التنظيمات وتواجه تحقيقات وإجراءات قضائية، كما أن فريقا خاصا من ممثلي الإدعاء ذوي الخبرة في مجالات التهريب الدولي للمخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال سيحققون مع أفراد وشبكات تقدم الدعم لحزب الله، وسيقدمون تقريرا وتوصيات خاصة خلال تسعين يوما لمحاكمة هذه الجماعات الإرهابية، كما انطلقت حملة أمنية أميركية عرفت بإسم مشروع كاسندرا في 2008 لملاحقة الأنشطة الإجرامية لحزب الله في تجارة المخدرات وغسيل الأموال بعد أن جمعت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية أدلة بأن حزب آلله تحول من ميليشيا عسكرية إرهابية وجماعة سياسية إلى وحدة جريمة دولية تجني نحو مليار دولار سنويا من النشاطات المشبوهة.

لقد شهدت باريس مؤتمرا للدعوة إلى إرغام النظام الإيراني على وقف إعدام 2320 ايرانيا فضلا عن دعوات عديدة لإلغاء حكم الإعدام ضد السجناء السياسيين في مختلف السجون وتشهد عواصم أوروبية هذه الأيام حملات تظاهر واحتجاج يشارك فيها مشرعون وسياسيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان تتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة الإعدام من أجل إنقاذ هؤلاء من تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضدهم ومطالبة المجتمع الدولي بعمل جدي في هذا المجال، وفرض عقوبات على رموز نظام طهران.

هذاو ودعت الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إتخاذ إجراءات ضد الاعتقالات التعسفية ومحاكمة دكتاتورية الملالي العائدة إلى القرون الوسطى، وإطلاق سراح السجناء السياسيين لا سيما معتقلي الإنتفاضة، وأوضحت أن هذا النظام أدين حتى اليوم 64 مرة في قرارات صادرة عن الأمم المتحده لانتهاكه حقوق الإنسان واجرائه محاكمات جائرة وممارسته التعذيب والتعامل اللا  إنساني مع السجناء.

وكان تقرير إستقصائي عن حالات الإعدام في إيران قد كشف في العاشر من الشهر الحالي عن تزايد عدد الإعدامات خلال فترة حكم الرئيس حسن روحاني التي بدأت في العام 2013 إلى 3602 حالة تم خلالها تنفيذ الحكم بمعارضيين سياسيين ونساء ومراهقين.

ولمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الإعدام أصدر مركز رصد حقوق الإنسان في إيران تقريرا إقصائيا عن الإعدامات في البلاد خلال 2018 وحصلت "إيلاف" على نصه حيث كشف عن أنه في عام 2018 وحده قد تم تسجيل 223 حالة إعدام نفذها النظام حتى العاشر من شهر تشرين الحالي بينها خمسة حالات لإعدام قاصرين وعشرة حالات لإعدام سجناء سياسيين وثلاثة حالات لإعدام نساء، منوها إلى أن الإحصاء الحقيقي يفوق هذا العدد لأن النظام ينفذ الكثير من حالات الإعدام بشكل سري.

إذا وفي مقابل العقوبات المتوقعة من قبل السيد حسن على المملكة العربية السعودية، وجه يوم أمس إنذار دولي للنظام الإيراني بسبب تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، وأعطت مجموعة العمل المالية النظام الإيراني مهلة جديدة حتى شهر شباط المقبل للتقيد بالمعايير الدولية ضد تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومددت بذلك فترة تعليق العقوبات بحق إيران السارية منذ نحو سنتين، واعلنت مجموعة العمل المالية عن خيبة الأمل إزاء موقف إيران، البلد الوحيد مع كوريا الشمالية على لائحتها السوداء للدول غير المتعاونة والهدف الأساسي لهذه المجموعة هو تنسيق مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

إذا نقلة نوعية أحرزها السيد حسن بالانتقال في المنهج من الحفظ إلى الفهم لعل ذلك يطالنا في لبنان المثقل في المشاكل والمنهك حفظا وتلقينا قبل فوات الاوان.

بين الحفظ والفهم

غطاء دولي ينهار

ازدوجت المعايير

ونظمت الأشعار

باصرة من ناحية

وأخرى أصابها

عمى الأبصار

في الفهم محاولة

وفي الجهل دواوين

غوص وإبحار

كفقاسة عبيد

سريعة الإنتاج 

في قالب موحد

تستهدف الأحرار

لتعيد البرمجة

في دقة مدهشة

وتلون الأخبار

تطليها أسودا

تطليها أبيضا

تدقق فيها

تغير الإطار

تحرسها بإحكام

فتلغي أزمان

تطبق الطوق 

تعلي السوار

أفكارها مشينة

نقدها رعينة

أفعالها هجينة

غريبة الأطوار 

بين الحفظ والفهم

غطاء دولي ينهار

إزدوجت المعايير

ونظمت الأشعار

باصرة من ناحية

وأخرى أصابها

عمى الأبصار.

 

هل صحيح ان "العدل أساس... العرقلة

الهام فريحة/الأنوار/22 تشرين الأول/18

بعد تسعة عشر يوماً، تحل الذكرى الثانية لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. سنتان ولم تولّد فيهما بعد "حكومة العهد الأولى" التي يريدها رئيس الجمهورية ان تكون منبثقة من أول انتخابات نيابية جرت في عهده.

لكن ما يجري هو ان تكوين السلطة التنفيذية يبدو متعثراً الى حدّ ما. خمسة أشهر على التكليف، و"العصي" من كل حدب وصوب توضع في "دواليب" عربة التشكيل، لم يعد للرئيس المكلف من زوايا لتدويرها، مع ان السياسة اللبنانية علمته الصبر والنَفَس الطويل وعدم التراجع عن الصعاب والتحديات، ومن يعمل على احراجه لأخراجه أو على تيئيسه، سيجد نفسه امام رئيس حكومة مكلف لن يخرج من بيت الوسط إلا الى السرايا الحكومية.

لكن مع طول البال والصبر تزداد أحمال التحديات والعقبات والعراقيل، وفي كل يوم يجري تذكيره بشروط كان الاعتقاد سائداً بأنها قد اسقطت، ليعود احياؤها لاحقاً، وكأن المطلوب ان يبدو الرئيس المكلف غير قادر على تشكيل حكومته.

أين استقرت الامور حتى اليوم؟

الحقائب السيادية خارج التداول: الدفاع لرئيس الجمهورية، الداخلية لتيار المستقبل، الخارجية للتيار الوطني الحر، المالية لحركة أمل.

الحقائب الاساسية الوازنة خارج التداول: الاتصالات لتيار المستقبل، الطاقة للتيار الوطني الحر، العدل لرئيس الجمهورية، الأشغال للمردة، التربية للحزب التقدمي الاشتراكي.

ما بقي في التداول اصطلح على تسميته بالوزارات الثانوية وهي الوزارات التي لا ترضى بها القوات اللبنانية التي تعتبر ان هناك كتلاً نيابية أصغر منها حجماً وحصلت على حقائب اساسية ووازنة وخدماتية.

هنا يتوقف الجدال ليطرح السؤال: ما هي الفكرة الخلاقة التي سيتم ابتداعها للخروج من هذا المأزق؟ ومن سيكون المبادر الذي سيقدم هذه الفكرة؟ عند هذا الجواب يتوقف الكثير من أمور الحلحلة.

لا أحد يملك الجواب الشافي، لكن المساعي تعاود مجدداً ومن محاورها بيت الوسط حيث أبلغ جعجع الذي لا تزال العقدة تقف عنده، الرئيس الحريري انه سوف يكون الى جانبه، ومساعدته في كيفية ابقاء دينامية التأليف قائمة، حتى لا تعود مهمته الى المربع الأول.

أبعد من حقيبة العدل، صحيح ان هناك من يعتبر ان الاستحواذ على وزارة العدل قد عقد عملية التأليف، لكن مراقبين لعملية التأليف لا يستبعدون وجود اصرار خارجي، على ان لا حكومة دون القوات وطلب د. جعجع مهلة من الرئيس سعد الحريري ليقبل بوزارة العمل "المحرقة" في هذه الظروف العصيبة، لكن لا شيء اكيد لغاية هذه الساعة.

الأخلاق وساعة الشدة

يكتشف الإنسان بعد اختمار العمر والمصالحة مع الذات، ان لا شيء يبقى ويدوم سوى الأخلاق الحميدة، وكل ما "حار الإنسان ودار" فإن ما يتبقى اثنان لا ثالث لهما: الصحة والضمير الحي، فإذا فقد أحدهما يكون كل ما تحقق مجرد سراب.

الضمير الحي ينبع من الأخلاق الحميدة، وهذا ما ركَّز عليه كل المخضرمين والمفكرين.

وما تركوه لنا خير دليل على ذلك.

تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة.

إذا كان المرء صادقاً فلماذا الحلفان؟

إذا استشارك عدوّك قدم له النصيحة، لأنه بالاستشارة قد خرج من معاداتك الى موالاتك.

إذا تبقى بينك وبين الناس شعرة فلا تقطعها.

لا يمكن للإنسان ان يصبح عالماً قبل ان يكون انساناً.

التمس لأخيك سبعين عذراً قبل ان تقاطعه.

من امارات الكرم الرحمة، ومن امارات اللؤم القسوة.

رجل بلا أخلاق هو وحش تم اطلاقه على هذا العالم.

اياك والرضى عن نفسك فإنه يضطرك الى الخمول، وإياك والعجب فإنه يورطك في الحمق، وإياك والغرور فإنه يظهر للناس نقائصك كلها ولا يخفيها الا عليك.

من علامة حسن الخلق ان تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقاً.

لا شيء في العالم يفسد الأخلاق كالمال.

ان الفعل الأخلاقي هو الذي تحسّ بعده بالراحة وغير الأخلاقي هو ما تحس بعده بعدم الراحة.

حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات، كما ان سوء الخلق يغطي كثيراً من الحسنات. العشرة السيئة تفسد الاخلاق الحسنة.

ليس عيباً ان تعترف بالخطأ، لكن العيب ان نعرف الخطأ ونسكت عليه.

 

1818 ـ 2018: على هامش المئوية الثانية لسقوط الدولة السعودية الأولى

وسام سعادة/القدس العربي/22 تشرين الأول/18

يصادف هذا الخريف ذكرى مرور مئتي عام على أسر ثم إعدام آخر أئمة إمارة الدرعية، الدولة السعودية الأولى، الإمام عبد الله بن سعود، بعد أن ضيّق عليه جنود ابراهيم باشا، من أرناؤوط وترك ومغاربة، الخناق في قلعة الطريف. نُقِلَ «عبد الله الوهابيّ» كما يسمّيه المؤرخ المصريّ المدوّن لأحداث تلك الفترة عبد الرحمن الجبرتي في «عجائب الآثار» إلى القاهرة، فضربت المدافع عند دخوله من باب النصر وأجريت الألعاب النارية، ورفعت الزينة، والعامة في هرج ومرج، وعُرِضَ على الوالي محمد علي، الذي سأل أسيره، حسب رواية الجبرتي، عن رأيه في أسلوب ابراهيم باشا في القتال فكان جوابُ «الوهابيّ» أنّه «ما قصر وبذل همته ونحن كذلك، حتى كان ما كان قدره المولى»، فوعده الوالي «أترجى فيك عند مولانا السلطان».

ويذكر الجبرتي أنّه أُبحِرَ بعد ذلك بعبد الله من الإسكندرية إلى دار السلطنة، الآستانة، مع قادة آخرين لإمارته المنكوبة، فـ «لمّا وصل إلى اسلامبول طافوا به في البلدة، وقتلوه عند باب همايون، وقتلوا أتباعه أيضاً في نواح متفرّقة». في مطلع كانون الأول 1818 سيق عبد الله في شوارع وساحات القسطنطينية، مقيّداً هو وبقية الأسرى بسلاسل ثقيلة، ثم شنق أمام مسجد آيا صوفيا، وعلّقت المشانق لأعوانه أيضاً في مواضع أخرى من المدينة، وظلت الجثث معروضة ثلاثة أيّام، والرؤوس تحت الإبط، ثم ألقي بها إلى البحر.

لقد مثّلت إمارة الدرعية، الدولة السعودية الأولى، تحدّياً بارزاً للسلطنة العثمانية في فترة حرجة من تاريخها المتأخّر، فترة أخذت فيها العواصم الأوروبية تطرح على نفسها سؤال مصير هذه الإمبراطورية المتصدّعة، أو «المسألة الشرقية»، ومفتتحها كيفية الحؤول دون ابتلاع روسيا الصاعدة، والمتحركة من الآن فصاعداً في المياه الدافئة، لأراضي السلطنة، وكيفية إصلاح هذه السلطنة والإستفادة من ضعفها في الوقت عينه، والحفاظ عليها، «إلى يوم مسرّة»، بدلاً من ترك روسيا وحدها تبتلعها وتحقق «الإحياء البيزنطي» الذي تحمّست له كاترينا الثانية، والمتضمّن فتح القسطنطينية والسيطرة على المضائق.

تمثّل التحدّي السعودي ـ الوهابي بالسيطرة على مكة والمدينة، وحرمان العثمانيين من مشروعية الإشراف على ركن الحج في الإسلام، وكان السلاطين العثمانيون الذين لم يحج أي واحد منهم الى الحرمين، قد أخذوا عن السلاطين المماليك والأيوبيين من قبلهم لقب «خادم الحرمين الشريفين» قبل أن يؤول اللقب، في فترة ما بعد ضياع السلطنة ثم الغاء الخلافة، إلى عبد العزيز بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الثالثة، من بعد نجاحه في السيطرة على الديار الحجازية، وإجلاء الهاشمييين منها.

تمرّ هذه الذكرى على وقع جريمة الغدر بالصحافي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية باسطنبول. هي ذكرى سقوط الدولة السعودية الأولى، والإنتصار العثماني «غير المباشر» عليها، بما أنّه من صنع جيش محمد علي باشا وابنيه طوسون ثم ابراهيم باشا، هذا الكيان العسكري الذي أخذ يطوّر لنفسه مساراً خاصاً ضمن الإمبراطورية، قبل أن ينتهي به الأمر إلى الإصطدام الضاري والشامل مع الباب العالي. إلى حد كبير، تضمّنت حرب إخضاع شبه الجزيرة هذه «نفساً كولونيالياً» يظهر من ثنايا الأخبار التي يستجمعها الجبرتي، المتعاطف مع الوهابيين، نفوراً من محمد علي، في تاريخه، وهذا «النفس الكولونيالي» سيزداد لاحقاً مع حملة محمد علي باشا على السودان. قبل أن تتحول مصر إلى مستعمرة بريطانية، تطوّر فيها نموذج «إقتباسي» ليس فقط من التقدّم التقني والفكري للحواضر الأوروبية، لمراكز الإمبراطوريات الإستعمارية، بل أيضاً نموذجاً «إقتباسياً» لدينامية الإستعمار والحرب الإستعمارية نفسها، سواء حيال قبائل الجزيرة العربية، أو حيال السودان. كان هذا طبعاً في مرحلة تشكّل فيها أكثر جيش محمد علي من أرناؤوط (ألبان) وأتراك وخيالة مغاربة وشركس، لكنه كان بدأ يتوسّع ليشمل أبناء الفلاحين المصريين، ثم المسترقين بعيد حملة السودان.

ما يظهر مع الذكرى المئوية الثانية لهزيمة دولة الدرعية، وتدمير مدينة الدرعية، وإعدام عبد الله بن سعود في اسطنبول، هو أنّ «المسألة الشرقية» بالمعنى السالف، باتت تجد شبهاً لها اليوم في ما يمكن الإصطلاح على تسميته «المسألة السعودية»: فإذا كان مناط المسألة الشرقية كيفية الحؤول دوون ابتلاع روسيا للسلطنة والإستفادة من ضعف السلطنة في الوقت نفسه والتداول بشؤون وشجون الإصلاح فيها، فكذلك «المسألة السعودية» تتمحور حول كيفية منع إيران من الهيمنة على المشرق والخليج، وكيفية الإصلاح ضمن أنظمة الخليج، وبخاصة السعودية، وأي شكل للإصلاح، والحفاظ على النسق القائم أو عدم الحفاظ، وكل يطرح المسألة السعودية حسب موقعه ومصلحته ومنظاره، وكلّ لا يثبت حيالها على طرح، تماماً كما كان حال المسألة السعودية.

إعتبار أساسي في هذا المضمار، أنّ السؤال حول المصير وإحتمالات الأفول طرحته النخب العثمانية باكراً على نفسها، ما يعود بشكل أساسي إلى إهتمام هذه النخب بعمل العلامة عبد الرحمن ابن خلدون، منذ عناية المؤرخ والفقيه العثماني ثم «شيخ الإسلام» شمس الدين ابن كمال (كمال باشا زاده) به في مطلع القرن السادس عشر الميلادي. عندما كانت السلطنة في أوجها، كان الهاجس «الخلدوني» الذي تسلّل إلى عقلها القيادي: كيف يمكن تفادي الأفول مع أنّه بعد كلّ ذروة أفول، حسب النزعة التشاؤمية الخلدونية في «المقدمة». وعندما دخلت السلطنة مرحلة الجمود في القرن السابع عشر الميلادي، عُمِدَ كما يلاحظ بفطن شديد شيخ المؤرخين الأتراك خليل اينالجيك إلى تعديل الهاجس، إذ لم يعد متاحاً التفكير بـ«تفادي الأفول»، بل التفكير بإطالته أطول مدّة ممكنة. ظهرت حينها ترجمة محمد صاحب أفندي التركية الكاملة للمقدمة.

التجربة السعودية مختلفة هنا. ليس فقط لأنّها لم ترتبط بهذه «المناجاة المزمنة» مع طروحات ابن خلدون كما في حال العثمانيين. بل لأنّها قائمة على إشكالية الإنبعاث: الإمام المجدّد ليس فقط للدين، بل الذي يبعث في كل مرة الدولة السعودية نفسها. تقوم الدولة السعودية الأولى، دولة العقد بين الإمام والشيخ، ثم تنهار بالتدخل العثماني ـ «المصري»، وبعدها بعقدين تعود فتنشأ الدولة السعودية الثانية، في الفلك العثماني، ثم تنهار بالخلافات بين الأمراء السعوديين، ثم تقضي عليها الإمارات الأخرى، وتختفي لعقود، ثم تظهر مجدّداً مع الدولة السعودية الثالثة لتوحيد نجد والحجاز. بخلاف تبني العثمانيين باكراً لهواجس «التشاؤمية الخلدونية»، تقوم التجربة السعودية على شيء يشبه الإيمان بـ«العود العبدي»، ليس «صعود» ثم «ذروة» ثم «أفول» ثم «انهيار» كما في حال العثمانيين، وإنما «ظهور» ثم «اندثار» ثم ظهور ثم اندثار. هناك فاصل زمني بين «السعودية الأولى» المنتهية عام 1818، وظهور «السعودية الثانية» عام 1840، واندثار الأخيرة عام 1891، ثم ظهور «الدولة السعودية الثالثة» بدءاً من معركة «استرداد الرياض» التي قادها الإمام عبد العزيز بن سعود عام 1902. منذ الإتفاق في المملكة على أنّ سلمان آخر الأخوة المتعاقبين على العرش منذ 1953، من ذرية عبد العزيز، وسينتقل بعد ذلك إلى جيل الأبناء، انتشر مصطلح «الدولة السعودية الرابعة». ارتبط بشكل بمعسكر المتحمسين لولي العهد الحالي و«رؤية السعودية 2030». كان الإقتناع بأنّه لا يمكن الإستمرار كما في السابق، وأن التجربة السعودية معمّرة، متمددة على ثلاثة قرون، لكن متحوّلة، بدليل ظهور الدولة الأولى، فالثانية، فالثالثة، وأن النقلة إلى الرابعة تحتاج إلى مشروع خلاصي مركزي «ما بعد نفطي»، يراجع حتى «ميثاق الدرعية» 1745 بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب المبرم في القرن الثامن عشر. ما غاب عن البال، أن «النقلة» من هذه الدولة إلى تلك لم يكن قفزة من تطور كمي إلى تطور نوعي، بل تعاقب الظهور فالإندثار فالظهور مجدداً. غاب عن البال هذا، واستمّر تجنّب «تشاؤمية ابن خلدون» تلك التي حقنت الدولة العثمانية نفسها بها، إذا ما جازفنا بالتعبير، فأطالت فترة الأفول ما استطاعت. لكن، هل يمكن القفز إلى الدولة السعودية الرابعة، على قاعدة «تحاشي» ابن خلدون؟

 

مال خاشقجي إذ صفع وجوهنا نحن الصحافيين العرب

تعليق موقع الدرج/21 تشرين الأول/18

إذا كان لقصة الكشف عن تفاصيل جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي من بطلٍ، فهو الصحافة، لا بل الصحافة المكتوبة هذه المرة. “واشنطن بوست” قررت خوض المعركة إلى الآخر، و”نيويورك تايمز” ذهبت معها في هذا التحدي، والتحقت بهما صحف أخرى غير أميركية مثل “الغارديان”. الصحافة المكتوبة في زمن الحديث عن أفولها كشفت عن قدرة كبيرة على التأثير وعلى الحد من جموح رؤساء مثل دونالد ترامب على المساومة على الحقيقة. فترامب ومنذ اليوم الأول قال إنه لن يضحي بمليارات الدولارات، هي قيمة صفقات السلاح مع السعودية، من أجل صحافي غير أميركي. ومن منع ترامب من الذهاب في هذا الخيار غير الأخلاقي هو الصحافة بالدرجة الأولى. هذا درس كبير نحتاجه في زمن تبدو فيه المهنة في لحظة احتضار. فالانتصار الناصع ما كان يمكن أن يتحقق لو أن رؤى المتشائمين بمستقبل الصحافة، والمكتوبة منها تحديداً، كان صحيحاً. فمن سيقف في وجه جنوح ترامب في الجريمة اللاحقة في ما لو أن الصحافة في زمن احتضارها؟ القدرة الهائلة على التأثير والرقابة وتقصي الحقيقة، في قضية جمال صارت درساً لا يستطيع أحد تجاوزه، ذاك أن العالم كاد يصدق أن ما تحمله الترامبية من ميل إلى المراوغة والمساومة على جريمة على هذا القدر من الوضوح، هو الصواب في زمننا هذا. ما أنجزته الصحافة هنا كان لحظة تاريخية، وهو تصويب لنزق مقترعٍ قرر أن ترامب هو مستقبله. قالت الصحافة إن ترامب سقطة، وربما تتكرر، لكنه ليس قدراً أبدياً لا تمكن مقاومته.

المعركة كانت هذه المرة ليس كشف الحقيقة، إذ إن الأخيرة كانت واضحة  منذ اليوم الأول، انما كانت على الحق في قولها. هذا ما طرحته الترامبية على الإعلام في الغرب من تحد، وهذا تماماً ما انتصر به الإعلام.

لماذا هذا النجاح في زمن يُصور بصفته زمن احتضار الصحافة؟ وماذا عن الفراغ الهائل في حال صح هذا التوقع؟ من للعدالة وللحقيقة إذاً؟

الأرجح أن هذا الافتراض ليس صحيحاً، وإن كانت المهنة تعبر في مرحلة انتقالية دقيقة. الحاجة إلى الحقيقة في تزايد مستمر، وأيضاً إلى ضبط جنوح رجال هذا الزمن كدونالد ترامب ومحمد بن سلمان وبشار الأسد وقاسم سليماني. فهؤلاء جميعاً سينعمون بجرائمهم في حال موتنا نحن الساعين وراء عدالة قضية واضحة وضوح جريمة إسطنبول. الصحافة الخليجية والصحافة المصرية أصابهما هذيان نكراني أمام مشهد الجريمة الواضحة والمعلنة منذ اليوم الأول من وقوعها، فيما صحافة قطر وشاشاتها ومنصاتها اندفعت للانتقام من عدو الإمارة في لحظة سقطته القاتلة. وبين هذين الإعلامين وقف إعلام إيران ومحورها شامتاً وغير معني بهذه الجريمة الكبرى إلا بصفتها مشهداً لتخبط خصومه! الأرجح أن هذا التوقع (احتضار الصحافة) ليس صحيحاً، لأن الحاجة إلى الحقيقة في تزايدٍ، وفي معادلة العرض والطلب، لن يموت ما يزيد الطلب عليه. ونحن هنا لا نتحدث عن وضع نموذجي تمر به الصحافة في العالم، فالأخيرة لطالما اندرجت في سياسات ومواقع قد لا تكون منسجمة مع قيم صدرت عنها، إلا أن ساعة الحقيقة لا يمكن المساومة عليها. الكاتب في “نيويورك تايمز” توماس فريدمان كان سقط قبل سنة تقريباً في فخ مديح محمد بن سلمان، وهو كان يمكن أن يدافع عن سقطته بالقول أن ما كتبه هو قناعته. ولكن وما أن لاحت جريمة إسطنبول حتى انقلب على ممدوحه، وأعلن عن قناعته بمسؤولية بن سلمان عن الجريمة. وإذا كان فريدمان صحافي الـ “سيستم” وهو قد يساوم على قناعته، إلا أنه لن يساوم على حقيقة ناصعة، وإلا وجد نفسه خارج عاموده الصحافي. قد يقول معترضون على هذا الكلام، لا سيما ممن صفعتهم الحقيقة، إنه لم يكن ممكناً للصحافة الغربية أن تصل إلى الحقيقة لولا الرغبة التركية بتسريبها، وهو ادعاء فيه مقدار من الصحة، لكن منذ متى كانت “الواشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” بوقين لأنقرة. الصحافة في عملها وتقصيها يمكن، لا بل يجب، أن تستثمر في خلافات الدول، وأن تشق طريقاً إلى الحقيقة من هناك. ويجب أن لا يضيرها أن الحقيقة تخدم طرفاً في النزاع، حتى لو كان هذا الطرف متورطاً بجرائم أخرى. إنها المهنة، وهذه شروطها، والسعي وراء كشف جريمة قتل جمال لن يكون ثمنه وقف السعي وراء كشف جرائم الجيش التركي بحق الأكراد.

لكن هذه المعادلة تنقلب مأساة عندما نفكر في أنفسنا نحن الصحافيين العرب. ذاك أن جريمة إسطنبول هي حدثنا وتراجيديتنا قبل أن تكون حدث الصحافة الغربية. وفي المقابل، كنا الأقل تأثيراً في كشف ملابساتها، لا بل كاد انقسامنا حول هوية القاتل يطيح بالإنجاز. وما قاله الكاتب أحمد بيضون في هذا السياق لجهة أن الحريريين في لبنان خسروا قتيلهم لأنهم وقفوا إلى جانب قاتل جمال، هو تعيين مأساوي لأنواع الخسائر التي أحدثتها جريمة القنصلية في إسطنبول. بكل بساطة، صحافتنا ممولة من أنظمة تقدم كل يوم على جريمة لا تقل وضوحاً عن جريمة قتل جمال خاشقجي، فيما صحافتهم ومنذ اليوم الأول من انتخاب دونالد ترامب لا توفر وقتاً ولا فرصة لمواجهته. هي تملك هذه القدرة ليس لأنها تفوقنا حماسة إلى السعي وراء الحقيقة، بل لأنها بالدرجة الأولى صحافة يمولها مستهلكو الحقيقة والمستفيدون من تصدرها. صحافتنا ممولة من أنظمة حاكمة وجائرة وصحافتهم ممولة من قارئ مقتنع بأن الحقيقة تحميه وعليه أن يمولها. هذا ما صنع الفارق في القدرة على تقصي الحقيقة في جريمة إسطنبول. ما حصل يجب أن يكون مناسبة للتفكير بمقدار حاجتنا إلى صحافة مستقلة. فكم يبدو مغرياً وجميلاً أن تذكّر “الواشنطن بوست” دونالد ترامب بأنها سبق أن أسقطت ريتشارد نيكسون، وكم أنّ التعويض كبير عندما ألزمته بقبول حقيقة قتل جمال. ونحن عندما نفكر في عجزنا أمام مشهد الفشل الكبير الذي أصابنا في بحثنا عن وجه قتيلنا يجب ألّا تفارق هذه الحقيقة خيالنا. لقد وقفت كل من محطتي “الجزيرة” و”العربية” أمام مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، واستأنفتا من هناك الحرب بين قطر والسعودية، وكادت الحقيقة تضيع في هذه الحرب الضروس. صحيح أن “الجزيرة” كانت أقرب إلى الحقيقة، لكنها كانت كذلك لأنها على الجبهة الأخرى من الحرب وليس لأن الحقيقة هاجسها. ونحن عندما كنا نسمع خبراً منها عن جمال، كان علينا أن نعيد التأكد منه عبر وسائل الإعلام الغربية، ذاك أن رغبتها بتحقيق نصرٍ على السعودية تفوق رغبتها في السعي وراء الحقيقة.

كم يبدو مروعاً أن يكون مشهدنا الإعلامي على النحو التالي: الصحافة الخليجية والصحافة المصرية أصابهما هذيان نكراني أمام مشهد الجريمة الواضحة والمعلنة منذ اليوم الأول من وقوعها، فيما صحافة قطر وشاشاتها ومنصاتها اندفعت للانتقام من عدو الإمارة في لحظة سقطته القاتلة. وبين هذين الإعلامين وقف إعلام إيران ومحورها شامتاً وغير معني بهذه الجريمة الكبرى إلا بصفتها مشهداً لتخبط خصومه! فاجعتنا بجمال توازيها فاجعتنا بإعلامنا وبصحافتنا. والدرس هنا كبير، والحاجة إلى صحافة يمولها القارئ هي اليوم أمر مفروغ منه. والقول إنّ الدعوة هذه طوباوية وغير واقعية، ليس صحيحاً في زمن توفر فيه التكنولوجيا فرصاً فعلية لصحافة مستقلة. الأكلاف صارت أقل بكثير، والرقابة صارت أصعب والحاجة إلى الحقيقة في تزايد مستمر. ولا فرصة أمامنا لمقاومة الاحتضار إلا عبر شق هذا الطريق. وهنا تلوح مسؤولية الصحافيين، فما أحدثته جريمة قتل زميلنا السعودي في قنصلية بلاده في إسطنبول من ارتدادات شطبت وجوه إعلاميين عرباً، يطرح علينا مسؤوليات ليس أقلها التفكير في إنتاج قيمٍ للمهنة يشكل الخروج عنها انتحاراً مهنياً، تماماً كما أشعرت هذه القيم توماس فريدمان بأن للمساومة حدوداً يعتبر تجاوزها انتحاراً.

الصحافة المستقلة يمكن أن تشكل مصنعاً لهذه القيم ومختبراً لها، والكشف عن جريمة إسطنبول مثالاً.

 

واقعتان في بيروت وفي إسطنبول.. الحق والعدل وجهة نظر

منى فياض/الحرة/21 تشرين الأول/18

ورد في تقرير لقناة سكاي نيوز من بيروت أن "فضيحة جديدة تؤكد أننا نعيش في بلد القمع بكل أشكاله، إذ منعت قوى الأمر الواقع انعقاد خلوة "لقاء سيدة الجبل" في بيروت". جاء في الحيثيات التي قدمها النائب السابق فارس سعيد أن المسؤول عن الأمن والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا بعث بـ"رسالة أمنية" إلى "اللقاء"، بإعلانه من خلال "تلفزيون الجديد"، أنه "اتصل بإدارة فندق بريستول طالبا إلغاء الحجز" المتفق عليه مع إدارة الفندق، لعقد خلوته تحت عنوان "رفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني دفاعا عن الدستور وحماية للعيش المشترك"، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. بعد اعتذار فندق بريستول اعتذر فندق جيفينور روتانا أيضا عن استقبال تلك الخلوة بعد أن كان قد وافق على ذلك. علّق صحافي ممانع على الخبر قائلا: "في صحافي فات على سفارة ما طلع! بتحكيني بفارس سعيد؟". وكأن هذا يبرر ذاك!

الصمت خيانة للمبادئ. وهو قبول بالرقابة السياسية وبالقمع وترسيخ لركائز الاستبداد

ذكرني كلامه بمقولات الأنظمة العربية: فلسطين محتلة وتطالبون بحريات وحقوق؟ فلسطين محتلة وتطالبون بتحرير المرأة؟ وها نحن وصلنا إلى ما نحن فيه، لا تحرير ولا حرية ولا حقوق ولا أمن ولا تنمية. هذا ويسجل أن الدولة اللبنانية وأجهزتها غابوا غيابا تاما عن السمع أمام هذا الانتهاك السافر للقوانين ولسلطتها من قبل طرف يستولي على صلاحياتها لمنع مواطنين لبنانيين من حقهم بالاجتماع. ربما هي الصدفة التي جمعت زمنيا ومعنويا بين حادثة اختفاء جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول ومنع انعقاد خلوة ترفض وصاية إيران على لبنان ولو عبر وسطاء محليين. لكن هذان الحدثان، المتعلقان بموضوع الكلمة وحرية التعبير والإخفاء القسري أو الاغتيال، مرتبطان أصلا دون هذا التزامن الصدفوي. فهما يتعلقان بالرقابة والقمع وانتهاك حقوق الإنسان واستنسابية العدالة. في الحالة الأولى تنتهك حرية وسيادة بلد، وفي الثانية تنتهك حرية وحياة شخص.

كيف واجه الرأي العام فيسبوكيا الأمر؟ اشتعلت حرب عشوائية بين الفريقين المتناحرين.

فريق يقفز فوق التجاوزات الواضحة للعيان، والتي تستهين بالدولة والدستور والقوانين مركزا نقده على اختفاء خاشقجي وعلى السعودية. وفريق مفروض أنه يدافع عن حريته وجميع الحريات المنتهكة التي تصل ووصلت إلى حد الاغتيال؛ نجد أنه عندما يتعلق الأمر بالحليف السياسي، السعودية هنا، يبحث هؤلاء عن تفسيرات ومبررات تقطر تملقا لواقعة لا لبس فيها: خاشقجي دخل قنصلية بلاده ولم يسجل خروجه منها. المؤكد هنا أنه لم يخرج. ربما يكون عذرهم أن هذ النوع من الخطف والإخفاء ليس أمرا جديدا لا على منطقتنا، بشكل خاص، ولا على دول العالم، بشقيها الليبرالي والمستبد. وهي منتعشة في السنوات الأخيرة. وصحيح أيضا أن هذه الممارسات تطال الصحافيين بشكل خاص. لكن كل ذلك لا يتم بهذه العلنية ولا بهذا الشكل والاستخفاف بالرأي العام العالمي الذي ضاق ذرعا بهذا النوع من الأعمال مؤخرا. كل ذلك ضخم المشكلة وأثار الاهتمام العالمي بها. من هنا، إن الملفت في هذا السجال اللبناني تغييب الخطيئة الأولى: في حالة خاشقجي، اختفاء صحافي أعزل إلا من كلماته العارية. وفي الحالة الثانية الاعتداء على تجمع سياسي ومنعه من الحق بالاجتماع للتداول سلميا في الوضع الذي آلت إليه البلاد. هذا في وقت بلغ فيه تدهور الأوضاع مستوى غير مسبوق، ما دعا جريدة النهار اللبنانية إلى الصدور بيضاء تماما اعتراضا على ما يجري.

كما أن الحادثة نفسها برهان على أن عنوان الاجتماع يعبر عن الحقيقة المرة.

فالغائب الأكبر في النقاشات التي دارت وتعبر عن شريحة من الرأي العام هو مبدأ الحقوق؛ حقوق الإنسان وحرية التعبير والقمع والرقابة على الكلمة. علق أحدهم على صفحتي بالمناسبة نفسها بما يلي: " تقرير جيد، أرجو منكم أن تبقوا على جهودكم.... "حزب الله" شغال على الأرض وانتو (أنتم) شغالين بالحكي.. هيدا المطلوب". حسنا ما دام "الحكي" (بمعنى الفارغ هنا) مطلوب لأنه لغو ويفسح في المجال لأصحاب مشاريع الهيمنة بالعمل على الأرض لاستكمال مشروعهم في الاستيلاء على البلد، لم إذن يمنع اجتماع لن يكون سوى ممارسة للحكي؟

الإجابة واضحة: لأن كلمة الحق مخيفة بالطبع، ولأنها ستنتصر في النهاية.

من ناحية أخرى كيف يمكن أن ندافع عن حقوقنا في لبنان تجاه من يقمعنا بجميع الوسائل، بما فيها القتل عند الضرورة، في حين لا نستنكر اختفاء صحافي دون أي توضيح؟ الصمت في كلتا الحالتين خيانة للمبادئ. وهو سبب ونتيجة للرقابة المعممة على الكتب والصحف والنشرات الإخبارية والمسرحيات أو الأفلام. وهو قبول بالرقابة السياسية وبالقمع وترسيخ لركائز الاستبداد. انتهاكات حقوق الإنسان أكثر من أن تعد وتحصى. عرف لبنان مئات الاغتيالات الموصوفة، ربما أعلى نسبة عالميا نظرا لعدد سكانه. اغتيالات طالت كتاب وصحافيين وذوي رأي وسياسيين ورجال دين وقانونيين. لكن الانحدار الأخلاقي يبلغ أقصاه حين تبرر أعمال القمع والقتل أو يسكت عنها؛ بغض النظر عن ذريعة الفاعل.

أما من يزعم الحياد هنا فيتوجه بالسؤال البريء ظاهريا: طالما هناك سلطة بيد اللبنانيين فليس هناك هيمنة أو احتلال.

يثير هذا السؤال تعليقين: الأول بأي سلطة إذن يتم انتهاك القوانين والدستور؟

والثاني إن وضع اليد على البلدان والاحتلالات تحصل بأسلوبين إما عبر العنف المباشر أو عبر التسلل من الداخل بواسطة الفساد وغيره من الوسائل. إن وضع اليد على البلدان والاحتلالات تحصل بأسلوبين إما عبر العنف المباشر أو عبر التسلل من الداخل بواسطة الفساد وغيره من الوسائل وإذا سلمنا جدلا بوجود انقسام في الآراء تجاه السياسات المعتمدة، هل للمعارضة السياسية الحق بالاعتراض أم لا؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، ما هي الوسائل التي على المعارض استخدامها لمحاولة إحداث التغيير الذي يرغب به عندما تمنع عنه الوسائل السياسية والسلمية؟ ما الذي يمكن للمطالبين بهذا التغيير القيام به؟ الخيارات قليلة وأبرزها: الرضوخ لأسوأ أنواع الاستبداد والطغيان، أو دفع المعارضين للجوء إلى العنف والتسابق على استخدامه! وهذا حال منطقتنا منذ عقود. دورات عنف، الثأر والثأر المضاد ومزيد من الاستبداد والطغيان من قبل الحاكم الفرد أو الديكتاتوريات والفاشيات الدينية وغير الدينية وعلى يد عسكريين أو حزب حاكم!

كل هذا يثبت أن العدالة لا تتعلق بالجرم بل بالموقف من المتعدي.

وعلى رأي الصحفي ديفيد روبسون الذي كتب في "بي بي سي" مقالا تحت عنوان: "هل ماتت الأخلاق في عالم السياسة؟". يقول روبسون إن "من الصعب على المرء، مهما كان انتماؤه السياسي، أن ينكر أن مجال السياسة أصبح خلال السنوات العشر الماضية أقل تحضرا ودماثة. ربما يعود هذا الأمر إلى وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي زادت من قدرتنا على الاطلاع بشكل مباشر على أفكار من هم في سدة الحكم". الدول مستعدة دائما لأن تضحي بحقوق الإنسان حفاظا على مصالحها. لكن في الحالتين يظل المستهدف أصحاب الكلمة والرأي. إنه اختبار للعالم في قدرته في الحفاظ على القيم التي ينسبها لنفسه. الأكيد أن من يصمت ويبرر اليوم عليه أن ينتظر دوره لاحقا وأن يتقبله راضيا مرضيا.

 

صاحب المهمة وأصحاب الحقائب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18

في السبعينات كنت أغطي لـ«النهار» الكثير من أحداث أوروبا، وخصوصاً قضايا فرنسا. وكانت تغطية الأحداث السياسية في إيطاليا تتضمن حكماً نوعاً من السخرية والدعابة. لم يكن ذلك أمري فقط بل أمر جميع المراسلين زائرين أو مقيمين. فالجاذبية الأولى كانت تناقضات السياسة الإيطالية ومضحكات السياسيين وصعوبات الاتفاق حتى على تشكيل حكومة بسيطة. وكان معدل تشكيل الحكومات وسقوطها لا يتجاوز السنة الواحدة في أحسن الأحوال.

يشبه تشكيل الحكومات اللبنانية حكومات إيطاليا في كل شيء سوى أنه محزنٌ، غير مُضحِكٍ، وخالٍ من روح الدعابة وخفة الظل. وكنا قد استسلمنا في الماضي إلى الموجبات التي تفرضها القوى السياسية الكبرى في انتقاء الوزراء وتعيين حقائبهم. أما الآن فلم تعد هناك قوة صغيرة أو كبيرة إلا وتفرض مشيئتها في الاختيار والتعيين. ويختار كل فريقٍ حقيبته من دون إعطاء رئيس الوزراء الحق في القبول أو الرفض. في الماضي كان رئيس الحكومة يشكل حكومته بالتشاور مع رئيس الجمهورية غير أن محاولات الحكومة الأخيرة أظهرت وكأن رئيس الجمهورية هو الفارض، كما أظهرت أن وزير الخارجية جبران باسيل هو الرافض الأساسي. ولم يحدث في إيطاليا أو في أي بلدٍ من بلدان العالم أن قام نقاش علني حول نوعية الوزارة التي يقبل بها أصحاب السعادة. ولم يتردد أي فريقٍ في القول إنه يريد حقيبة «خدماتية»، وهو المصطلح المتفق عليه للحقائب المدرّة. ويعني ذلك بكل بساطة، أنه ما دام لفريقٍ الحق في حصة من المردود، فلماذا لا تكون للفريق الآخر حصته أيضاً.

لست أذكر في أي مرحلة من مراحل عملي الصحافي حالة مهينة للجميع مثل هذه الحالة. ويُحسَبُ للرئيس سعد الحريري طاقة كبرى على الصبر والتضحية وحفظ الأدب حتى في أحلك الأحوال. والبعض يأخذ عليه المضي في التضحية دائماً على حسابه الخاص، أو من رصيد رئاسة الوزراء التي يكفل لها الدستور والعرف والتاريخ أكثر بكثير مما تتقبله الآن. لقد حوّل السياسيون دور سعد الحريري وموقعه من زعيمٍ مُكَلَّفٍ بأكثرية برلمانية كبرى، إلى وسيطٍ يتمنى على المعنيين الحد من التدلل والدلع والجشع الذي لا يضبطه حياء أو خجل. وهو لا يُغبَطُ على مهمته، يوم كَلّفوه، ويوم خذلوه، ويوم الختام.

 

خاشقجي كما عرفته

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18

هذه الكلمات عن صديق عرفته لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، شاركته فيها مشوار الكلمة والرأي، وظل الاحترام رغم الاختلاف. ابن أسرة كريمة من المدينة المنورة، أسرة عريقة جداً ساهمت بعطائها المميز في شتى المجالات في مسيرة بلادها السعودية. فأنجبت من برعوا في الطب والتجارة والمحاماة والإعلام والهندسة، حتى إن عميد المؤذنين في الحرم النبوي الشريف من الأسرة الكريمة. شاركته في مناسبات إعلامية مختلفة ولي معه ذكريات عديدة، مؤتمرات داخل البلاد وخارجها، واجهنا مهام الدفاع عن الوطن في ظل هجمات أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).

كان صحافياً مهنياً ترك بصمته المميزة في كل موقع عمل فيه، فلقد كان مؤمناً برسالته الصحافية ومعتقداً بأهمية وضرورة تطوير نفسه. شاركت معه في إحدى الندوات المغلقة بإيطاليا عن العلاقات السعودية الأميركية. وصل إلى موقع الندوة رغم ظرف طارئ حدث له، ومع ذلك أصر على الحضور، وكانت لمشاركته القيمة المضافة المؤثرة. وفي مناسبة أخرى جمعتنا بالأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السابق مع الإعلامي عماد الدين أديب، حلّلنا فيها أهم ما قاله الأمير الراحل من مواقف وسياسات. كنت دوماً ما ألقاه في ديوانيات جدة الاجتماعية والثقافية الدورية المعروفة، وكان حضوره الأنيق دوماً موضع احترام، كنا نسمر في مقهى «النخيل» المعروف بجدة، نتجاذب أطراف الحديث ونتبادل الآراء في كل فرصة يكون فيها في جدة. في الفترة الأخيرة تبنّى تأييد خط الإسلام السياسي، مؤيداً لـ«الإخوان» المسلمين وكان لا يرى خطراً منهم، ولا يرى أن نظام الانقلاب في قطر مشروع خطير غرضه خراب المنطقة. لم نلتقِ فكرياً بعدها مع متابعتي لآرائه. لقد بدأت بلاده خطوات أعلنت فيها عن منهجية لتقصي الحقيقة، شملت إعفاء بعض المسؤولين وإيقاف آخرين قيد التحقيق، وتحويل الملف بأكمله إلى النيابة العامة.

لكن ما ينبغي توضيحه هو أن هناك «سيركاً إعلامياً وسياسياً» تم نصبه بحجة الدفاع عن جمال خاشقجي من قبل نظام الانقلاب في قطر، وإعلام تنظيم «حزب الله» الإرهابي في لبنان.

السعودية وحدها مع تركيا هما المعنيتان بالقضية، وقد فُتح التحقيق وبدأت المنهجية العدلية المطلوبة. في النهاية خسرتُ صديقاً. عزائي الخالص لآل خاشقجي الكرام، أسأل الله أن يسكنه فسيح جناته «إنا لله وإنا إليه راجعون».

 

خاشقجي... ظهور الحقيقة

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18

قطعت المملكة العربية السعودية قول كل خطيبٍ، في بيانٍ واضحٍ وحازمٍ، أوضح كل الحقائق المتعلقة بقضية جمال خاشقجي، والملابسات التي جرت من بداية الحدث حتى نهايته. انتصرت الدولة السعودية لنفسها ومواطنها، وأوضحت ما جرى، وأكدت على حرصها التامّ على العدالة ومحاسبة كل مخطئ، كبيراً كان أم صغيراً، وفتحت النيابة العامة تحقيقاً شاملاً يتابع المسؤولين ويحقق مع المتهمين، وأعلنت عن ثمانية عشر متهماً يخضعون جميعاً للتحقيق، وانتهت القصة. المنصفون في هذا العالم أكدوا على قبولهم الرواية الرسمية السعودية، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والكثير من الدول العربية الشقيقة أبانت عن دعمٍ غير محدود للدولة السعودية وقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وبالإجراءات العدلية الحازمة التي أعلنتها، أما الخصوم والأعداء فسيبقون خصوماً وأعداءً، ولن يصمتوا حتى يروا النموذج الجديد للسعودية الجديدة يتهاوى، ودون ذلك خرط القتاد.

الأزمات العابرة لا تؤثر في الدول القوية، وأزمة جمال خاشقجي لن تؤثر في دولة بحجم ومكانة وقوة المملكة العربية السعودية، الأزمات تشد من قوة الدول المستقرة وتثبّت مكانتها وأهميتها، والدولة السعودية من أكثر دول العالم استقراراً ودعماً لاستقرار الدول في المنطقة والعالم.

يحتاج الناس في لحظات الأزمات إلى التأكيد على الثوابت الكبرى والتركيز على الأسس المهمة؛ لأن ذلك يخلق توازناً مهماً لدى الجميع ويمنح جرعة من العقلانية والواقعية، وبالذات حين تكون الهجمات شرسة وواسعة ومنظمة على مستوى إقليمي ودولي، كما صنع كل خصوم السعودية حول العالم في الأسبوعين الماضيين. لم تُبنَ السعودية وتُبنَ دولتها بكلام ناعمٍ ومداراة، بل بُنيت برؤى القادة وعزائم الرجال، في حروب التوحيد التي خاضها المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - ومضى أبناؤه على الدرب، يواجهون أعتى الأزمات بعقول واقعية وروحٍ قيادية، واستعداد دائم للذود عن الوطن ومكتسباته، واجهت الناصرية في أوج انتشارها وقوتها وبقيت السعودية وذهبت الناصرية، دخلت في مواجهة طويلة مع المعسكر الشرقي والاتحاد السوفياتي وذهبت الشيوعية وبقيت السعودية.

وقفت السعودية بجوار الكويت بعد احتلال صدام حسين لها، وقال لها الملك فهد بشجاعة مقاتلٍ وعقل سياسي فذٍ: إما أن تعود الكويت وإما أن تذهب معها السعودية، وواجهت السعودية أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بكل قوة ودخلت في مواجهة كبرى مع الإرهاب ونجحت وفشل الإرهاب، وفي لحظة الربيع الأصولي الإرهابي العربي واجهت السعودية كل التهديدات والمؤامرات، فذهب الربيع المشؤوم وبقيت السعودية أقوى أثراً وأعزّ مكانة.

هذه الأزمات كانت أكبر من الأزمة المفتعلة حالياً ضد السعودية، ونجحت السعودية في تجاوزها وعادت أقوى شكيمة وأبلغ أثراً، فكيف وهذه القضية أصدرت السعودية كل حقائقها وأبعادها، وسمّت الأشياء بمسمياتها، وركزت على التحقيق الجنائي بعيداً عن كل الترّهات المفبركة إعلامياً على طريقة «البروباغندا» من قناة «الجزيرة» إلى الإعلام اليساري الغربي، إلى كل من ركب الموجة المعادية للسعودية، ورفضت كل حملات التسييس للقضية وإخراجها عن بعدها الجنائي والعدلي. السعودية الجديدة ذات العلاقات المؤثرة حول العالم حظيت بتأييد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رفض الانسياق خلف حملات الإرجاف السياسي والإعلامي الواسعة النطاق التي استهدفت السعودية ومشروعها التحديثي الكبير، بقيادة ولي العهد السعودي الأمير الفذّ صاحب الرؤية وقائد المستقبل والمؤسس الثاني محمد بن سلمان، وأكد الحرص على نتائج التحقيقات الجنائية والأدلة فقط. السعودية الجديدة، وعلى الرغم من كل التشويه والحملات ضدّها، تواصل صناعة النموذج التنموي الجديد في المنطقة، المشروع الإصلاحي والتحديثي الكبير للأمير محمد بن سلمان، وهناك جهاتٍ عدة لا تريد له أن ينجح، منها أصحاب المشروعات المعادية في المنطقة، من المشروع الطائفي إلى المشروع الأصولي، ومنها دولٌ كبرى تخشى من التغييرات الكبرى التي يحدثها هذا المشروع في توازنات القوى في المنطقة والعالم، ومنها منظماتٌ دولية يقودها بيروقراطيون عتيدون ليسوا على استعداد لأي تغييرات كبرى تعيد ترتيب معادلات القوة والتأثير.

يمكن للسعودية إعادة تذكير العالم بمكانتها وقوتها الناعمة في المنطقة والعالم، وهي قادرة على عقدِ قمم ثلاثٍ تذكر بما فعلته في أول زيارة خارجية للرئيس ترمب بعد تسنّمه مقاليد الحكم في بلاده، وأن تدعو إلى قمم جديدة خليجياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، بعقد بعضها في العاصمة الرياض وبعضها في العاصمة الروحية مكة المكرمة، وأن تدعو إلى مؤتمراتٍ حاشدة لكل المنظمات الدعوية والخيرية التي تدعمها السعودية أو لها معها علاقات مؤثرة حول العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ويناقش فيها أولويات تصب في خدمة السعودية الجديدة ورؤيتها وإصلاحاتها.

هذه مجرد نماذج سريعة لشيء من قدرات السعودية في التأثير حول العالم، وهي من قبل ومن بعد الدولة الرائدة والقائدة في أهم الملفات الإقليمية، ففي مواجهة المشروع الإيراني الخطير على العالم بأسرة، فإن السعودية هي الشريك الأهم للولايات المتحدة في تحجيم هذا النظام ودرء شروره عن العالم في ظلّ تخاذلٍ كبيرٍ للدول الأوروبية وقصر نظرها عن رؤية الخطر الحاضر والمستقبلي لهذا النظام التخريبي.

السعودية الجديدة لم تعد تكتفي بمواجهة الإرهاب بشكلٍ محترفٍ وصارمٍ، بكل قدراتها الأمنية والعسكرية، بل انتقلت وتنقل العالم معها إلى مواجهة التطرف والأصولية، وقامت بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهي مرنة في هذا التصنيف؛ فكلّ جماعة أو تيارٍ أو رمزٍ لها علاقة بالتطرف والإرهاب أصبح تحت سيف التصنيف، وأي دولة أقوى في حشد المسلمين ضد التطرف والإرهاب من السعودية؟ السعودية، قبلة المسلمين وخادمة الحرمين الشريفين، مهد الإسلام ومأرز الإيمان، التي يتجه إليها مليار ونصف المليار مسلمٍ خمس مراتٍ في اليوم والليلة، وفي الحج والعمرة. السعودية الجديدة هي التي منعت النظام الإيراني من التمدد إلى جنوب الجزيرة العربية، وحرمته من أن يجد موطئ قدمٍ في الدولة اليمنية، وأن يهدد من هناك الملاحة الدولية، ويتخذ من اليمن منطلقاً لكل عمليات الإرهاب والتخريب مثلما فعل في العراق، ولبنان، وسوريا، وهذه المرة بالقوة الخشنة والقوات المسلحة والتحالف العسكري مع إخراج الملف بواقعية سياسية مبهرة ودعم خليجي وعربي وإسلامي، ومن خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، في قصة كبيرة لا تتقنها سوى الدول الكبرى في هذا العالم.

أخيراً، الرحمة لجمال، والمواساة لعائلته، والعدالة للمذنبين، والاستقرار والازدهار للدولة السعودية وقيادتها.

 

دي ميستورا ذاهب... المهم ألا تذهب سوريا

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18

بينما يتهيأ ستافان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، لحمل عصاه والرحيل بعد سنوات عجاف، غطّى فيها آليات مؤامرة دولية بشعة، بشّرت القيادة الروسية العالم بأن قواتها المسلحة قتلت «نحو 88 ألف مسلح» في سوريا منذ تدخلها العسكري هناك قبل ثلاث سنوات.

ثمة صعوبة، لا شك، في اختيار الكلمات - أو المُسمّيات - المناسبة في مسائل «معقّدة» كالأزمة السورية. كلمة «السيادة» التي دأب رئيس النظام السوري ووزراؤه وسفيره في الأمم المتحدة على تردادها على الملأ -مثلاً- من هذه الكلمات. وكذلك «الإرهاب» و«الشرعية» و«الاستقرار» و«المصالحات» و«المفاوضات» و... و... إلخ.

قاموس كامل من الكلمات والتعابير التي تعني في آن معاً الشيء وعكسه استمعنا إليها منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية السورية في مارس (آذار) 2011، غير أن أحداً لا يبزّ الكرملين ووزير خارجيته في اجتراح الأعاجيب اللفظية والتبريرية منذ «الفيتو الروسي» الأول لصالح نظام دمشق، وقلْبِ موسكو الانتفاضة الشعبية إلى «حالة إرهابية» تستوجب القمع بلا هوادة. ومن ثم، كما نتذكّر، بعد الفتك بالبشر والحجر، واستهلاك المبادرات والوسطاء الأمميين والكثير من صدقية المجتمع الدولي، وصلنا إلى مأساة إنسانية، وإنقاذ نظام لم يتردّد يوماً في قتل شعبه، وتطرّف أُعطي كل الفرص لتبرير تطرفه وعنفه الفظيع - وأحياناً، المشبوه - وبلد يعيش حالة تقسيمية واقعية تحت مُسميات مختلفة.

دي ميستورا، الذي ستنتهي فترة انتدابه في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قال أخيراً في اجتماع مجلس الأمن الدولي (في منظمة الأمم المتحدة) حول سوريا، إنه ينوي «وفقاً لتعليمات الأمين العام، تكريس هذا الشهر الحاسم للتحقق بشكل فعّال وصارم (!) من جدوى تنفيذ لجنة دستورية شاملة وذات مصداقية، وبالتالي تنفيذ إعلان سوتشي».

اللافت أنه كان يتكلم في مجلس الأمن، بالذات، عن تنفيذ «إعلان سوتشي» الذي هو مبادرة أطلقتها روسيا ورعتها بهدف تجاوز - بل وإنهاء - «مسار جنيف» الذي أطلقته الأمم المتحدة نفسها! بكلام آخر، الأمم المتحدة هنا تتآمر على قراراتها وتعمل على نسفها.

لقد وصلنا إلى هذه المحطة غير الميمونة بعد مرور أكثر من أربع سنوات على انتداب دي ميستورا، شهدت ما شهدته من تبدّل مواقف وانكشاف أخرى على مختلف المستويات. ولعل التبدّلات الأكبر والأخطر كانت في مواقف القوى العظمى، منذ تخلّى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن الشعب السوري وضحَّى به ترويجاً لصفقته مع إيران، والتصعيد التدريجي الروسي في استغلال الانكفاء الأميركي... مع انتقال الكرملين من الدعم الدبلوماسي إلى الدعم العسكري، وانتهاءً بالاحتلال الفعلي وإدارة حتى المعابر الداخلية والإشراف على الوساطات و«الاستسلامات» المحلية.

ومن الطبيعي، في ظل تسليم واشنطن سوريا إلى موسكو - أو توريطها بها -، وترتيب الجانبين الأميركي والروسي «صيغة التعايش» الإسرائيلية - الإيرانية على الأرض السورية، تحوُّل بعض المواقف العربية، وارتفاع بعض الأصوات مناشدةً بتسريع التطبيع مع نظام دمشق، وإعادة تأهيله داخل أسرة جامعة الدول العربية.

عودة إلى المقاربة الروسية للملف السوري، جاء الكلام عن «قتل نحو 88 ألف مسلح معارض» - لم تُستخدم هذه المرة كلمة «إرهابي» أو «متطرف» - في بيان لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال منتدى عسكري استضافته أخيراً سنغافورة.

شويغو، وفق وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) قال: «على امتداد العملية، تم القضاء على أكثر من 87500 مسلح وتحرير 1411 بلدة وأكثر من 95 في المائة من الأراضي السورية... لقد تمت تصفية معظم المسلحين». هذا رقم مهم، إذا كان صحيحاً. لكن الأهم أن موسكو، حتى قبل بدء تدخلها الفعلي منذ ثلاث سنوات، كانت تعتبر كل مَن يرفع السلاح بوجه نظام الأسد «إرهابياً». وبناءً عليه آمنت بأنه ليست هناك مطالب ولا ظلامات، بل مجرّد مؤامرة إرهابية تستوجب القمع الدموي.

جانب آخر، يستحق التوقف عنده، هو الأرقام المدهشة التي ساقها الوزير شويغو عن «نجاحات» موسكو في مجال القضاء على «المسلحين». لا شك، أرقام تثير الإعجاب، أولاً إذا كانت صحيحة، وثانياً إذا كان التدخل واستهداف المدنيين هو الحل الناجع للقضاء على الإرهاب. لكن المشكلة تكمن في أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه سبق له أن قال أخيراً إن تنظيم داعش ما زال يحتفظ بقدراته التخريبية وسُبل شن هجماته في مختلف بلدان المنطقة والعالم.

لقد قال «سيد الكرملين» -ورئيس شويغو- عن «داعش» في رسالته للمشاركين في «مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي»، بالحرف: «الواضح أن هذا التنظيم الإرهابي رغم وضعه العسكري المنهار، ما زال يحتفظ بطاقة تخريبية كبيرة وقدرة على تغيير تكتيكه بسرعة، وشن الهجمات في مختلف بلدان المنطقة والعالم، ناهيك بخطر التنظيمات المتطرفة الأخرى... في هذه الظروف يجب أن نبحث معاً عن أشكال جديدة للتعاون متعدد الأطراف تسمح بتثبيت النجاح المحرز في مكافحة الإرهاب ومنع انتشاره»!

أكيد، يحقّ لموسكو، كونها قوة عظمى سابقة أن تحنّ اليوم إلى استعادة مكانتها العالمية السابقة، والعمل بدأب على كسر «الأحادية القطبية» الأميركية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.

وأيضاً يحق لها أن تحلم باستعادة أمجادها القيصرية في المشرق العربي عندما كانت «حامية للمسيحيين الأرثوذكس» وكانت مدارسها «المسكوبية» تنافس إرساليات البروتستانت معاهد اليسوعيين.

وأيضاً وأيضاً، لها كل الحق في إيجاد موطئ قدم لأسطولها في مياه المتوسط الدافئة، والحصول على قواعد عسكرية في سوريا تعوّضها خساراتها الاستراتيجية منذ 1970 في مصر، ثم اليمن والعراق وليبيا.

كل هذا من حقها، لكن ليس لها الادعاء أنها تفعل ذلك... أولاً من أجل مصلحة السوريين، وثانياً لضمان القضاء على الإرهاب.

أصلاً الحجة الثانية، ما عادت قابلة للتصديق لا في أوروبا الغربية بعد الهجمات الاغتيالية المزعومة بالغاز السام في بريطانيا، ولا في الولايات المتحدة مع اعتبار السيناتور الجمهوري الراحل والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين - في مايو (أيار) 2017 خلال مقابلة تلفزيونية في أستراليا - أن «الرئيس بوتين أخطر من (داعش)»!

 

تكاليف أزمة خاشقجي ومآلاتها

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/21 تشرين الأول/18

كنت كتبت هذا المقال قبل الحسم الذي أعلن في البيانات السعودية بإعلان وفاة الزميل جمال خاشقجي رحمه الله. كان عندنا بصيص أمل، أن يظهر وانطفأ. وما أعلن من تفاصيل وعقوبات شملت قيادات وجهازاً أمنياً رفيعاً مثل الاستخبارات العامة، يقسم الجميع إلى فريقين. الذين يريدون حل القضية بمعاقبة المخطئ والانتقال إلى مرحلة أخرى، والذين يريدون استغلالها ضد السعودية. في أزمة خاشقجي انقاد كثير من الحكومات والمؤسسات وتبنت مواقف قاسية ضد السعودية، ولا شك أن أزمة خاشقجي كلفت المملكة الكثير. مع هذا، ورغم المواقف والانسحابات، والاعتداء الإعلامي المستمر، ستبقى السعودية دولة محورية مؤثرة وستبقى لها أدوار وعلاقات واسعة، وسيدوم نفوذها الإقليمي. ستتأثر لكنها لن تتعطل، تمليها المصالح العليا للدول ورغبة السعودية أيضاً. أولاً، لا يمكن الاستغناء عن البترول السعودي، مصدر الحياة للاقتصاد العالمي، الضروري والأكبر تصديراً في العالم. لا يمكن إلغاء تأثيرها الجيوسياسي في المنطقة، فالجغرافيا هي الحقيقة الثابتة في عالم السياسة. ولا يمكن إلغاء نفوذها الديني كونها قبلة أكثر من مليار مسلم. كما أنه لا يمكن إلغاء دورها الإقليمي لاعتبارين مهمين؛ واحد أن المنطقة منقسمة إلى معسكرين أساسيين، وآخر أنها ممول لكثير من دول ومؤسسات المنطقة التي لن يكون سهلاً على الآخرين التكفل به. باختصار شديد، إضعاف السعودية سيوسع دوائر القلاقل والفشل في المنطقة.

بعد أن كنا مصدومين من اختفاء خاشقجي صرنا مصدومين من الحملة والاستهداف للسعودية. يمكن تفهم المطالب بالتحقيق، لكن ليس إلى درجة استباقها بالعقوبات مثل الانسحابات والمقاطعة السياسية. نتفهم أن المجتمع الدولي ينظر الدول ويصنفها وفق مراتب مختلفة، وهم يعتقدون أنهم يحاسبون السعودية على سمعتها الأفضل من كثير من دول المنطقة، وهي الأزمة الأولى من نوعها منذ السبعينات، وإن ما هو متوقع منها أكثر بكثير من نظام مثل طهران أو دمشق. مع أنها مقاييس لا تضع في الاعتبار طبيعة المنطقة المتوحشة والدسائس الخطيرة المستمرة تبقى مقبولة، لو أنها لم تضخم وتحول إلى قضية عالمية.

وإذا استثنينا الجانب الجنائي، كلنا نرى كيف تم تضخيم أزمة خاشقجي بدرجة تجعل حتى بعض الذين يختلفون مع السعودية يشككون في أهداف الحملة، وإلى أين يراد بها أن تصل. والأرجح أن هذا الإفراط الشديد في التسييس والهجوم، والخلط بين القضايا، سيدفع كثيراً من الدول والمؤسسات إلى التضامن مع السعودية في نهاية المطاف. ستتحول القضية ضد الذين يقومون بإدارة المعركة وتوسيعها ضد السعودية. في السعودية نظام سياسي راسخ ولن تفلح هذه الهجمات في التأثير فيه. وبالحقائق المعروفة عن مصادر قوة الرياض، فإنها في النهاية ستكون معركة خاسرة للأطراف التي أرادت تسييس قضية خاشقجي إن كان هدفها إضعاف وإقصاء السعودية. والثمن سيكون مكلفاً في حال استمر الضغط. إقليمياً، إضعاف السعودية سيضعف تباعاً القوى المماثلة لها في المنطقة، سيقوي إيران و«حزب الله» والحوثي والقاعدة و«داعش». هذه نتائج متوقعة. إضعاف السعودية سيقوي الأطراف التي يطالب العالم بلجمها. لهذا ليس غريباً أن القوى المتطرفة وحليفاتها في المنطقة تستخدم قضية خاشقجي وتنفخ في نارها. ولهذا قلت إن هذه المبالغة في الهجوم، والتضخيم والاستغلال المفرط، هي التي ستفسد على أصحابها أهدافهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرياشي التقى الحريري في بيت الوسط

الأحد 21 تشرين الأول 2018/وطنية - زار وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، "بيت الوسط"، حيث التقى الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، لمدة نصف ساعة.

 

الفرزلي لإذاعة لبنان: اننا في المربع الاخير جدا من تشكيل الحكومة ولا يجوز لوزارة العدل الا ان يكون رئيس الجمهورية ممثلا بها وتوضع في كنفه

الأحد 21 تشرين الأول 2018/وطنية - أعلن نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي في حديث عبر برنامج "لبنان في اسبوع" الذي تعده وتقدمه الزميلة ناتالي عيسى عبر "اذاعة لبنان"، "أننا في المربع الاخير جدا من تشكيل الحكومة، وان الامور تسير في الاتجاه المناسب"، وقال: "افتقدنا المعيار الديموقراطي البرلماني في تشكيل الحكومة". ورأى أن "هناك محاولة لدك الثقافة البرلمانية في لبنان، وهي عملية ممنهجة ومقصودة، وسأقول هذا الامر علنا في البرلمان، فما يجري هو بسبب تفسير الدستور بصورة خاطئة بهدف تكريس القيادة الثلاثية في لبنان التي لا علاقة لها بأسس الدستور". وقال: "قبل الانتخابات النيابية الاخيرة كان التوافق مطلوبا إذ كان هناك مكون مسروق سرقة موصوفة في انتخابات 2005 و 2009، في حين أن الانتخابات الاخيرة مثلت المكونات اللبنانية بشكل صحيح، أما ما يجري في موضوع تشكيل الحكومة ففيه قهر متكامل لروح الدستور". ولفت الى ان "الديموقراطية التوافقية داخل الحكومة هو الاتفاق على مشاريع القوانين والا الذهاب الى التصويت، والحجج التي تطرح في موضوع التشكيل من اجل تبرير التوافق الخارجي على الساحة اللبنانية"، مشيرا الى ان "حكومات الوفاق الوطني السابقة لم تحقق شيئا للبنانيين، وهذا النوع من الحكومات بعد قانون الانتخابات هو اختراع لارضاء دول خارجية من خلال إرضاء قوى محلية، وما يجري لا علاقة له بالنظام الديموقراطي البرلماني". وعن موضوع وزارة العدل واصرار القوات اللبنانية عليها، اعتبر ان "أي محاولة لتأليف حكومة يشتم منها أنها تحمل في طياتها إجهاضا لنتائج الانتخابات النيابية غير مقبولة، والقاضي الاول والاعلى في البلاد هو رئيس الجمهورية ورمز استقرارها ولا يجوز لوزارة العدل الا ان يكون ممثلا بها وتوضع في كنفه"، مشددا على ان "البعض يملك نية باستثمار واقع سياسي معين لتحقيق مكاسب تحمل في طياتها رسائل نقيضة لنتائج الانتخابات النيابية وهذا امر لن نسمح به". وقال: "لكي تكون الحكومة منتجة يجب ان تكون هناك معارضة تعمل على تفعيل عمل المؤسسات ومراقبتها". واستبعد ان يكون لقضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي "تأثير على موضوع تشكيل الحكومة، فما دفع الامور باتجاه المربع الاخير هو الادراك العميق لدى بعض الاطراف انه اذا بقيت الامور على حالها لن تبقى الامور في كنف رئيس الجمهورية وان الموضوع سيصبح في كنف مجلس النواب الذي سيأخذ القرار بعد ان ظنوا بسبب الحملات التي شنت ان الرئيس سيخاف على عهده وسيقوم بالتسليم".

وختم: "نحن في حاجة لمؤتمر "سيدر" ويجب حمايته على الرغم من موضوع الديون المقبلة لاننا في حاجة الى اموال تضخ في البلد، في مشاريع واستثمارات حتى نستفيد من الاموال نتيجة البترول والغاز".

 

مكتب السنيورة ردا على جريصاتي: يا للعجب العجاب أن ينصب نفسه ديانا ويحدد من المؤهل وطنيا ودستوريا ومن غير المؤهل

الأحد 21 تشرين الأول 2018 /وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة، البيان التالي نصه: "سارع وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، إلى الرد على كلام الرئيس فؤاد السنيورة، الذي نشرت له جريدة الشرق الأوسط يوم السبت في 20/10/2018، حديثا اعتبر فيه أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يتجاوز الدستور، إذ إنه ومن خلال الممارسة يجري اختلاق سوابق وأعراف دستورية، بما يؤدي إلى تقويض اتفاق الطائف. الحق يقال، إن رد الوزير جريصاتي كان غريبا ومستهجنا، تشوبه نفحة استكبار واستعلاء. فهو لم يتردد بالقول وبعصبية مفرطة: "إن الرئيس فؤاد السنيورة غير مؤهل وطنيا ودستوريا، لكيل الاتهام لرئيس الجمهورية بمخالفة الدستور". يا للعجب العجاب أن يأتي هذا اليوم، الذي نسمع فيه وزيرا للعدل في لبنان، ينضح كلامه بالصلف والتكبر والغرور، وأن تصل به الأمور إلى درجة أن ينصب نفسه ديانا، وبالتالي أن يحدد من هو المؤهل وطنيا ودستوريا ومن هو غير المؤهل. مع أننا نعيش في جمهورية برلمانية وفي ظل نظام ديمقراطي، ولم ننتقل بعد إلى نظام أوتوقراطي استبدادي يقمع الحريات العامة. وبالتالي فإن هذا النظام الديموقراطي والدستور اللبناني، يسمحان للبنانيين والسياسيين بتوجيه الانتقاد، ولا سيما أن عددا من السياسيين المنتمين إلى تياره السياسي- التيار الوطني الحر، قد جاهروا بالقول بتعديل الدستور اللبناني عبر الممارسة، وهذا الأمر الذي يجري القيام به في هذه الآونة نهارا جهارا. إن الوزير سليم جريصاتي، يفترض به، وبحكم موقعه، كوزير للعدل في حكومة تصريف الأعمال أن يكون المدافع الأول عن الحقوق والحريات العامة، وأن لا يقول ما قاله في رده. كما أنه يفترض به أيضا أن لا يتصرف بهذه العنجهية، التي تدمر سمعة الدولة ومؤسساتها، وتحطم سيادتها وهيبتها. وذلك فيما أن لبنان والشعب اللبناني، هما بأمس الحاجة لهذه الدولة السيدة الحرة والحريصة على احترام الحريات العامة، التي يجعلها الوزير جريصاتي بتصرفاته دولة فاشلة متخبطة بتجاوزات لا عد لها ولا حصر. إن الوزير سليم جريصاتي في مسارعته وتسرعه للدفاع عن تلك الممارسات، قد وقع في المحظور، الذي يصيب الدولة اللبنانية والحريات العامة في الصميم. إن المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة، يعتبر أن كلام الوزير سليم جريصاتي يشكل إدانة لقائله. كذلك يعود المكتب الإعلامي، ويؤكد أن القوة الحقيقية لفخامة رئيس الجمهورية، تكمن بكونه "هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. يسهر على احترام الدستور" من قبل الجميع. وهو الوحيد بين جميع من يتولى مناصب في الدولة اللبنانية، من يقسم على "احترام دستور الأمة اللبنانية وقوانينها" وأنه بكونه، كذلك يصبح هو الحكم وهو الجامع وهو الضامن لجميع اللبنانيين، وهو بذلك يصبح الحريص الأول على عدم تجاوز الدستور من أي كان، وعدم تقويض المواثيق الوطنية، أو تهديد الاستقرار السياسي والوطني في البلاد".

 

قاووق: أزمة تأخير الحكومة تتفاقم واللبنانيون في موقع الخاسر لأن هناك تسابقا بين مسار التشكيل والتدهور الاقتصادي والمالي

الأحد 21 تشرين الأول 2018 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق في خلال احتفال تأبيني في بلدة الصوانة الجنوبية، "أن السكوت عن المجازر المتواصلة في اليمن، هو نفاق أميركي وأوروبي، لأن أميركا تأخذ المال من السعودية مقابل التغطية والتستر على كل جرائمها في اليمن"، مشددا على أنه "يمكن للسعودية أن تشتري بمالها ترامب والكونغرس الأميركي ومجلس الأمن والعواصم الكبرى، ولكن لا يمكنها أن تشتري الشرفاء المستضعفين في اليمن، أو أن تشتري سكوت المقاومة، ولهذا هم يعاقبون المقاومة بإدراجها على لوائح الإرهاب، وبالعقوبات الاقتصادية والسياسية والمالية". وأكد "أن التحولات السياسية والميدانية في سوريا والعراق واليمن والمنطقة، تؤكد انتصار محور المقاومة، ففي سوريا فشلت كل الرهانات على إسقاط النظام، وولت إلى غير رجعة، وبقيت سوريا قلعة صلبة في مواقع المقاومة، ولم يعد هناك أي رهان على تغيير موقع ودور سوريا في المواجهة، وهذا سيترك آثاره الإيجابية على محور المقاومة، لأن انتصار سوريا، هو تعزيز قوة المقاومة بوجه العدوان الإسرائيلي". وقال: "إن المقاومة في لبنان حققت انتصارا إضافيا عندما نجحت في أن تعاظم قدراتها الصاروخية المتطورة التي أقلقت إسرائيل وأغرقتها في بحر الرعب، ولذلك ما عاد الإسرائيليون يثقون بتصاريح وتطمينات نتنياهو، لأنهم اكتشفوا كذبه، وعرفوا أن المقاومة نجحت في أن تكسر كل محاولات الحصار واستنزاف قدراتها، وكذلك ما عادوا يصدقون قادة جيشهم، وإنما يقولون بكلمة واحدة، "إنهم يصدقون مواقف ومفاجآت ووعود سيد المقاومة السيد حسن نصر الله". واعتبر "أن أعداء المقاومة يريدون أن يفرضوا عليها عقوبات مالية وسياسية واقتصادية جديدة تعويضا عن هزائمهم للمعارك التي خسروها في كل ميادين المنطقة، وهذا ليس بجديد على المقاومة ومجتمعها، فمنذ العام 1982 والمقاومة تستهدف بالعقوبات، ولكن هذه المرة وإن زادوا وتيرة العقوبات، فقد فاتهم الأوان، لأن المقاومة تجاوزت التحديات الأصعب، وكل العقوبات الأميركية لن تقدم ولن تؤخر، فالمقاومة اليوم تقدم أجمل وأبهى صورة عن لبنان القوي المقتدر أمام التحديات والتهديدات الإسرائيلية". وختم قاووق: "ان أزمة تأخير تشكيل الحكومة تتفاقم، والأضرار تتفاقم على الرغم من حصول تقدم في مسار تشكيل الحكومة من خلال حل عقد أساسية، ولكن الطريق لم ينته بعد، فلا تزال هناك عقد تعترض تشكيل الحكومة، واللبنانيون جميعا في موقع الخاسر، لأن هناك تسابقا بين مسار تشكيل الحكومة، ومسار التدهور الاقتصادي والمالي، ولا سيما أن لبنان غارق بالأزمات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الكهرباء، المياه والنفايات وغيرها".

 

نعيم قاسم: لم يعد بالإمكان التحدث عن تفاؤل أو تشاؤم في الملف الحكومي

الأحد 21 تشرين الأول 2018 /وطنية - أوضح نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال تأبيني في السلطانية، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب أمين شري، "أننا في "حزب الله" استفدنا من التجربة والخبرة، وأمدنا الله تعالى بعونه، وأعددنا العدة التي نستطيعها، وأمدنا الله بما لا نستطيع، فكرمنا أكثر بكثير مما كنا نتوقع، لأن ما عند الله ليس عند أحد، وانتصرنا على إسرائيل، وهزمناها شر هزيمة، وغيرنا قواعد الاشتباك، وقلبنا المعادلة، فبدلا من أن تقاتل إسرائيل في أرض غيرها، أصبح القتال على الأرض المحتلة التي تقبع عليها، وبدلا من أن تخيف قذائفها وطائراتها، أصبحت تخشى من قذائف المقاومة وأدائها، وبدلا من أن تكون إسرائيل تهدد فتحصل على نتائج لتهديدها، أصبحت تتحدث في الفراغ، ولا يسمع أحد تهديداتها، وهي تعلم أن تهديداتها لن تمر علينا، لأننا في موقع الجهوزية الكاملة إن شاء الله تعالى في كل زمان ومكان، لنكون في حال مواجهة حقيقية تؤدي الى انتصار تلو انتصار، وهو ما تعرفه إسرائيل، وعليه حينما نأخذ القرار ونتوكل على ربنا، نستطيع أن نحقق استقلالنا وتحرير أرضنا وعزتنا ونربي أجيالنا كما نريد". وقال: "واحدة من نتائج المقاومة العظيمة، ليس تحرير الأرض فقط، إنما تحرير البيئة التي نعيش فيها من سطوة الثقافة المنحرفة والتربية الخاطئة، لنكون قادرين على أن نربي أجيالنا على طاعة الله والاستقامة ومصلحتهم في مستقبلهم، وهذا ما أوجد بيئة إسلامية مؤمنة مقاومة تقدم الخيرات في كل المواقع السياسية والاجتماعية والثقافية والجهادية بكل فخر، وتنافس كل الطروحات الأخرى على مستوى العالم، وهذا إنجاز كبير جدا. الحمد لله الذي وفقنا في أن نكون في موقع المقاومة التي حررت وانتصرت وردت وأسست وأوجدت مشروعا ثابتا لم يعد بالإمكان اقتلاعه ولا إلغاؤه، وبثت روحها المقاومة في المنطقة بأسرها، فبدأنا نجد إقبالا على خيار المقاومة في مقابل الاستسلام والذل والخنوع، وهذا ما يبشر بمستقبل حقيقي، وها هي طلائع النصر تحصد وتتراكم من انتصار على إسرائيل في لبنان وفلسطين، إلى انتصار على التكفيريين بكسرهم وهزيمة مشروعهم، إلى هزائم متتالية نراها في المحور المعادي الذي تمثله أميركا ومن معها من بعض دول الخليج والآخرين الذي يتغطون بالاتجاه الإسرائيلي، لكن ستزداد خسائرهم يوما بعد يوم، وسينكشفون يوما بعد يوم، والزمن سيبين إن شاء الله من هو الرابح في نهاية المطاف". أضاف: "في الشأن الحكومي، لم يعد بالإمكان أن نتحدث لا عن تفاؤل ولا عن تشاؤم، لأنه بحسب المعطيات المتوفرة، ما دامت هناك آلية معينة للتشكيل، وفيتو يمكن أن تضعه جهة واحدة، فتمنع التأليف، ويراعى خاطرها إلى آخر مجال، فهذا يعني أن تشكيل الحكومة سيكون في المستقبل الذي لا نعرف إن كان قريباً أو بعيداً، ونذكر أن الحكومة مطلب للناس، وحاجة حقيقية، ولا يمكن أن يمشي هذا البلد ولا أن يستقر على المستوى الإنمائي والاجتماعي، ولا يمكن أن تعالج القضايا الاقتصادية إلا إذا كانت هناك حكومة، وبالتالي نتمنى أن تفك العقد، ونصل إلى النتيجة المطلوبة. أميركا تقدم أبشع صورة في تاريخها حتى الآن، والحمد لله أن الناس تراها على حقيقتها، ففي السابق كانوا يتحدثون بكلام منمق ومن خلال الحرب الناعمة والخفايا والمخابرات والأساليب المختلفة، يقومون بأعمالهم الشنيعة، أما الآن فصورتهم هي الأعمال الشنيعة البشعة، وهذه نعمة كبرى، لأنهم انكشفوا أمام العالم".

وتابع: "هذه الصورة البشعة لأميركا تساعدنا في أن نتوكل على الله تعالى ونعتمد على أنفسنا، وبالتالي على الجميع أن يعلم أنه حيث تكون أميركا، هناك شر ومشكلة، فاليوم كل المشاكل الموجودة في العالم تقف أميركا وراءها وترعاها، وكل محل تخرج منه أميركا ذليلة مدحورة، لنا بصيص أمل بأن تكون هناك نتائج إيجابية إن شاء الله تعالى كما حصل في سوريا، وإن كان اليوم يحتاج إلى بعض الوقت". وختم: "يجب أن يكون حاضراً دائماً أمامنا وفي كل محفل أن إسرائيل هي الخطر الأكبر، فهي اليوم تسوق نفسها في العالم أنها جزء من تركيبة وقرار العالم، وتحاول أن تركز على التطبيع مع بعض الدول العربية التي للأسف تأخذ الأمور إلى مسار منحرف وخاطىء، ولكن في المقابل أن ينكشفوا هؤلاء بأنهم مع إسرائيل، أفضل من أن يتأمل البعض بهم أنهم من الداعمين للقضية الفلسطينية، فلتعرف فلسطين من عدوها ومن معها ويدعمها بالسلاح والمال والتأييد السياسي والعملي".

 

سامي الجميل من كندا: لا خلاص إلا بالاتفاق على رؤية واحدة للبنان الوطن بعيدا من الحصص والمصالح

الأحد 21 تشرين الأول 2018

وطنية - دعا رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل الى "الوحدة والالتفاف حول رؤية واحدة لبناء لبنان الوطن"، وقال: "ما يبنى على رؤية واحدة لمشروع وقضية لا يمكن لأي قوة ان تفرقه، على عكس ما يبنى على المصالح والمحاصصة، فانه سرعان ما يسقط ويزول عند اول مفترق طرق، وهذا ما نشهده اليوم، وأي اتفاق ليس مبنيا على رؤية استراتيجية للبنان لن يدوم. ننتظر منذ اشهر ليتفق الأفرقاء على تشكيل الحكومة، فإذا بهم يختلفون على اقتسام قالب الحلوى وتحقيق المكاسب والحصص بدل السعي الى طرح ومناقشة رؤية تنقذ لبنان من الانهيار وتستعيد سيادته. من يبالي من سينال حصة أكبر في وقت يعيش نصف اللبنانيين في الفقر، 35% من اللبنانيين عاطل عن العمل، 30% منهم من الشباب".

موقف الجميل أطلقه في عشاء امام الجالية اللبنانية في تورنتو، خلال زيارة لكندا تستمر أياما عدة، شارك فيه رئيس الكتائب وعقيلته، النائب الفيدرالي ايفا ناصيف، قنصل لبنان العام في مونتريال أنطوان عيد وعقيلته، مطران الموارنة في كندا بول مروان تابت، مطران طائفة الملكيين الكاثوليك في كندا ابراهيم ابراهيم، مطران السريان الكاثوليك في كندا انطوان ناصيف، رئيس الهيئة الاغترابية وليد فارس، رئيس قسم مونتريال كيبك انسون شدياق وممثلون لمطران السريان الأرثوذكس والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة العقل الدرزية وأحزاب القوات اللبنانية والوطنيين الاحرار والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل والطاشناق والحزب الشيوعي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة "أمل".

وقال رئيس الكتائب: "حلمنا للبنان هو ما يدفعنا للنضال والانتساب الى حزب الكتائب الذي قدم الكثير من التضحيات من اجل لبنان، وهذا الحلم لا بد ان يكون الأساس في العمل السياسي، لأي انسان ينتسب الى حزب او يترشح للانتخابات او ينخرط في العمل خدمة للشأن العام. هذا الحلم هو بناء بلد حضاري ، متطور قادر ان يقدم للبنانيين ما تقدمه لكم كندا. اولا الأحترام، ثانيا الاقتصاد وفرص عمل، ثالثا البيئة الجميلة والنظيفة والضمان الصحي والشيخوخة والكهرباء 24 على 24".

أضاف: "العديد من الشباب الموجودين في الاحتفال يدرسون في أهم جامعات كندا وعندما يتخرجون ويقررون العودة الى لبنان سيجدون وظيفة ب 800$ او 900$، ما الذي سيفعلونه حينها؟ بالطبع سيبقون في كندا او سيسافرون الى بلد آخر يقدم لهم فرص عمل بالمستوى الذي تخرجوا منه ويستحقونه، وهذا الأمر الذي يدفع بأفضل شبابنا الى الهجرة. كل السياسة والانتخابات والأحزاب، ومن يتعاطى الشأن السياسي، اذا لم يبنوا لنا هذا البلد، فلا حاجة لنا بهم ، وإذا لم يضع كل من يتعاطى السياسة نصب عينيه حلما يريد ان يحققه لمصلحة البلد فإنه يعمل لمصلحته وليس لمصلحة البلد. من خلال تجربتي، انا احب بلدي الى حد الموت ونذرت حياتي في سبيله كما كل رفاقي في الحزب وقدم جزء كبير منهم حياته للبلد. ستة آلاف شاب وصبية بذلوا حياتهم في سبيل لبنان ، لا ليفرح البعض بمنصب نيابي او وزاري. هدفنا الوحيد ان يتطور لبنان واذا لم يتم هذا الأمر، فنحن نعتبر اننا ولو فزنا في الانتخابات، لا نكون قد حققنا شيئا. لا نعتبر أنفسنا ناجحين الا عندما ينجح بلدنا. بالنسبة الينا الانتصار هو عندما ننجح في بناء بلد حضاري يحافظ على شبابنا ويعيد الينا من هاجر منهم. سنعمل ليل نهار لبناء هذا اللبنان الذي يستحقه شبابه".

وتابع: "اكثر ما يؤسفني الكلام على "انتصارات" بالجملة، في وقت ينهار فيه البلد بالجملة. ما معنى كل هذه الانتصارات اذا كان البلد ينهار ولا سيما ان هذا الانهيار ناجم عن "انتصارات " البعض التي كلما تزايدت ازداد البلد انهيارا؟ في لبنان اناس يحبونه الى درجة أنهم لن يستسلموا ونحن منهم. لن نستسلم، سنحقق الحلم الذي نريده للبنان ليكون سيدا ومستقلا، لا سلاح فيه سوى سلاح الجيش اللبناني، تحترم فيه الديموقراطية، ونظام ديموقراطي تلتزم فيه المواعيد الدستورية، من دون تأجيل لألف سبب وسبب. ننتظر منذ ستة اشهر ليتفق الأفرقاء على تشكيل الحكومة. في كل دول العالم يكلف الحزب الذي ينتصر في الانتخابات تشكيل الحكومة، وفي لبنان يجب ان يكون من الطائفة السنية، وفي كل دول العالم من يتم تكليفه يطرح مشروعه ومن يتفق معه على هذا المشروع المحدد ينضم اليه لتشكيل الحكومة ومن لا يتفق معه يذهب الى المعارضة. أما في لبنان فلا رؤية نناقشها، بل الصراع على كيف يمكن أن نقسم قالب الحلوى لتحقيق المكاسب، وهذا ما يجري منذ قرابة الستة اشهر".

وقال: "كنا رضينا لو اتى من يقول نحن نختلف على الرؤية لانقاذ لبنان من الواقع الحالي، او على السياسة الاقتصادية وطريقة تحقيق الحلم والمحافظة على الشباب وإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي او كيف يمكن ان نستعيد سيادته واستقلاله؟ لو كان هذا النقاش هو السائد اليوم لكنا انتظرنا ولو تطلب الأمر سنة، ولكن ان ننتظر ستة اشهر، وكل ما يتم تداوله هو تقاسم الحصص، كما لو كان الأمر يتعلق بصفقة عمل وليس مشاكل بلد، فلا السلاح كان حاضراً، ولا رؤية مطروحة لإنقاذ الوضع الاقتصادي في وقت بلغت مديونية لبنان 85 ملياراً وعجزه السنوي تخطى السبعة مليارات، من اصل ناتج قومي يبلغ خمسين ملياراً . اي ان عجزنا يقارب ال 18% من الناتج القومي وهو اسوأ من عجز اليونان عندما انهار اقتصادها، فيما كل ما يفعلونه هو الجدال حيال وزير بالزائد ووزير بالناقص. من يبالي من سينال حصة أكبر في وقت يعيش نصف اللبنانيين في الفقر ، 35% من اللبنانيين عاطل عن العمل، 30% منهم من الشباب؟ لماذا نتعاطى السياسة؟ هل من اجل تحقيق انفسنا ام لبناء بلد؟ مشكلة الكتائب مع النهج السياسي السائد في البلد، هو ان هذا النهج ليس مبنيا على اي مشروع سياسي للبلد، بل على المصالح الحزبية والشخصية. فالبلد لا يسير الا عندما يتفقون على تقاسم مقدراته ومواقعه الادارية والسياسية. الكتائب التي قدمت كل التضحيات لا يمكن ان تنسجم مع هذا النهج القائم الذي يفتقد الى رؤية سياسية ووطنية واقتصادية. نريد احزابا تطرح المشاريع وتناقش وضع البلد وترفض ان يبقى البلد على ما هو عليه: نفايات في البحر، لا كهرباء بعد 30 عاما من انتهاء الحرب اللبنانية. نريد مشروعا متكاملا لبناء لبنان. لا يمكن لأي طرف ان يقول بعد تسلمه ملف الكهرباء لمدة عشر سنوات، انهم لا يسمحون لي بادارة الملف، فإذا لم تتمكن بعد كل هذه المدة من ادارة الملف، عليك ان تخرج وتحمل الطرف الذي يعطلك المسؤولية".

أضاف الجميل: "موضوع سلاح "حزب الله" اصبح خارج التداول ولا أحد يأتي على ذكره بعد التسوية التي قبض ثمنها مواقع ومراكز ووزارات. صحيح ان مهمتنا صعبة، لكننا نراهن على الناس، وعلى قول الحقيقة، وكلمة الحق ومصارحة الناس بالواقع وطرح الأفكار والحلول من دون مساومة او مسايرة، حتى لو انزعج البعض، وسيبقى الحلم ان نتوحد ونضع يدنا بيد بعضنا البعض ، ليس على المحاصصة او المصالح او تبادل الحصص، بل على مشروع واحد لبناء لبنان، لأن الوحدة الحقيقية، هكذا تكون وتبقى وتصمد ولا يستطيع ان يكسرها أحد. فما يبنى على رؤية واحدة لمشروع وقضية لا يمكن لأي قوة ان تفرقه، أما ما يبنى على مصالح فسيزول عند اول مفترق طرق، وهذا ما نشهده اليوم. ما نريده هو ان نعود يداً واحدة مثلما كنا قبل ال 2005 عندما كانت لدينا قضية واحدة ولا شيء يفرقنا ، صحيح اننا كنا نتنافس ولكننا لم نكن نفترق، لأننا كنا نناضل الكتف على الكتف من اجل قضية واحدة للبنان واحد. وعندما اختلفنا في الرؤية والاستراتيجية لم يعد هناك ما يجمعنا. أي اتفاق ليس مبنيا على رؤية استراتيجية للبنان لن يدوم".

وتوجه الى الكتائبيين: "يجب ان نخرج من كل ما هو شخصاني، فالمسؤول السياسي هو انسان ويخطىء، وبالتالي يحاسب. اذا اردنا بناء بلد علينا ان نحاسب انفسنا ونحاسب الآخرين، مثلما أفرض على نفسي ضوابط وأضع نفسي تحت المحاسبة وأطلب محاسبتي متى إبتعدت عن المبادىء التي نلتزم بها. عندما تحيد الكتائب عن خطها التاريخي وعن الحلم ببناء بلد حضاري ومتطور وتساوم على السيادة وتنخرط في الفساد أقول لكم اتركوا الكتائب. لا تتبعوا احدا "على العمياني"، تابعوا وحاسبوا الجميع ليعرف المسؤول انه سيحاسب اذا اخطأ، والا فإنه سيستمر في العمل لمصلحته والتي لا تلتقي في اغلب الأوقات مع مصلحة البلد. البلد لا يبنى من تلقاء نفسه، وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولياته داخل حزبه وخارجه، في الانتخابات وصندوق الاقتراع. لا اراهن سوى على المواطن اللبناني أكان مغترباً ام مقيماً ، لا أراهن على السلاح، لأنني لا املكه، ولا على الأموال التي لا نملكها ولا على دولة اجنبية تدعمنا. رهاننا على الشعب اللبناني ولا نريد رهانا آخر. هناك من يقول ان لبنان "فالج ما تعالج" واذا لم تكن تملك المال والسلاح والدعم الدولي، وإن كنت محقاً وتملك مشروعاً وتقوم بعملك بطريقة نظيفة، فلا فائدة لأن الشعب اللبناني يسير خلف مصالحه، هذا ما اسمعه يومياً، ولكنني سأبقى اعتبر هذا الكلام خطأ، وسأبقى على ايماني بالناس والشعب اللبناني الذي لا بد ان يأتي يوم ينتفض فيه على الواقع الذي يعيش فيه. أتمنى الا يأتي يوم ندفع فيه الثمن غاليا جدا". وختم الجميل: "البلد الذي نحلم به سنبنيه مع الناس التي تشبهنا، وعندما يؤمن اللبناني "الآدمي" بنفسه وينتفض على واقعه ويدرك أنه قادر على تغيير لبنان وجعله على صورته، عندها يمكننا ان نغير الواقع ونبني البلد".

 

اشكالية السلطة والحرية!

لقاء سيدة الجبل/الخلوة الثالثة عشرة

بيروت - نادي الصحافة - 21 تشرين الاول 2018

في كل مرة عاش لبنان حدثا هاما أو واجه أزمة حادة كان ثالثهما الحرية. الحرية هي متنفس الانسان وضمانته في ما يفكر وفي ما يسعى اليه لتحقيق ذاته. وهي في الوقت عينه شاهدا ورقيبا وفاضحا لما يرتكب! لا أوطان ولا دول ولا انتظام عام ولا تقدم لمجتمعات من دون حرية وحقوق وعدالة. لبنان والحرية صنوان، لبنان قام على الحرية ولا يمكنه ان يعيش ويستقيم كوطن وكدولة من دون حرية. الحرية هي ضمانة لبنان التعددي والمتنوع سياسيا وطائفيا وثقافيا ومناطقيا وطرائق عيش. لبنان من دون حرية لا معنى له ولا وجود له. يصبح بلدا آخر. فدول الحاكم الواحد المستبد والقادر على كل شيء، دول الحقيقة الواحدة والرأي الواحد والخطاب الواحد، دول كلوا واشربوا وطيعوا السلطان، دول اتركوا له ان يقرر عنكم ويفكر عنكم! انها دول "النظام المرصوص" الحابسة أنفاس الناس ومانعة الهواء والحرية عنهم، تملأ الشرق الاوسط والمحيط من حولنا بدءا من الجيران وانتهاء بايران.

فهل هذا ما نريده للبنان، وهل هذا ما يخطط له الحكم عندنا اليوم؟ لقد حقق في العشر سنوات الأخيرة أسوأ سجل في مجال الحريات السياسية وحرية التعبير وحقوق الانسان التي يكفلها الدستور اللبناني. الاستدعاءات لناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي تكاد تكون يومية، والاستدعاءات لا يوفر مقدمي البرامج التلفزيونية. تتراوح الدعاوى بين تحقير الحاكم والقدح بالوزير. ان شبق السلطة يتفشى ويتفاقم! نبدو كأننا امام حال من كان محروما من السلطة بمعناها النفعي ويريد اليوم ان يعوض ما فاته سطوة وغنما وغنيمة! والأبشع من ذلك هو ان ما تمارسه هذه السلطة لا يتعدى كونه نزوة شخصية ونوع من تعويض عن إمساك غيرها - أي حليفها - بالسلطة الفعلية خارج القوانين والمؤسسات الشرعية للدولة. ويبدو ان هذا الحليف اي "حزب الله" بات قادرا على كل شيء، لدرجة انه صار ينزعج من اي شيء. فقد انبرى احد قيادييه ليعلن عبر احدى القنوات التلفزيونية انه هو من طلب الى الفندق عدم استضافة الخلوة التي كنا حجزنا وحصلنا على الموافقة لعقدها فيه. ثم كان منع آخر ايضا حصل بنفس الطريقة!

هل لأن عنوان الخلوة هو "رفع الوصاية الايرانية عن لبنان"؟ وهل ان السوبر القوي والمدجج بالسلاح غير قادر على تحمل من يعارض بالكلمة والرأي الحر سياسته ودوره ودور "وليٍه الفقيه"؟ نعارض الوصاية الايرانية كما عارضنا الوصاية السورية ونعارض اي وصاية أجنبية على لبنان من اي جهة أتت. علما انه يجب ان تشعروا انكم اكثر قوة واكثر سيطرة هذه المرة لأن الوصاية الايرانية تحظى على ما يبدو بصمت من كان يعارضها ويعارض الوصاية السورية، وخاض معركة اخراج الجيش السوري المحتل عام 2005 وكانت يومها معركة الحرية بامتياز!

الوصاية والحرية لا يستقيمان، سواء كانت الوصاية خارجية أم داخلية. واذا حصل فان الوصاية مصيرها السقوط ولو بعد حين. ولبنان عرف أكثر من وصاية على شكل احتلال لم يستمر ولم يدم. من التنظيمات الفلسطينية الى الجيش السوري الى جيش الاحتلال الاسرائيلي. كلها انهارت وانكفأت بفعل ارادة اللبناني التواق للحرية الى اي فريق او طائفة او منطقة انتمى. واذا كان الوصي الخارجي او المحتل مصيره الخروج فان من سعى الى الهيمنة في الداخل على شركائه في الوطن لم يكن مصيره أفضل. فهناك من استقوى بالوجود الفلسطيني المسلح، وآخر إستوقى باسرائيل، وثالث بالجيش السوري لقلب المعادلات الداخلية كي تستتب الغلبة له. غير ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل في النهاية. وهناك اليوم طرف رابع يحاول فرض الهيمنة الايرانية والاستقواء بها على باقي مكونات الاجتماع اللبناني. ان لبنان لا يمكن ان تحكمه فئة او طرف او حزب او طائفة بعينها.

ان اللبنانيين يعشقون الحرية، نشأوا عليها ويكرهون الاستبداد والقمع والفرض. لا نريد ان نعود الى الوراء كثيرا، الى زمن الحكم العثماني وتعليق المشانق، فالشهداء والشواهد كثيرة. وقد تجلى هذا الأمر في التسعينيات لغاية 2005 مع بدء صعود التململ والتمرد على حكم العسكر والمخابرات السورية، والذي أدى الى انتفاضة شعبية مشهودة على اثر اغتيال رفيق الحريري. وكرت سبحة شهداء الحرية من سمير قصير الى جورج حاوي، ومن جبران تويني الى بيار الجميل وانطوان غانم، ومن وليد عيدو الى وسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح، الذي حذر صبيحة يوم اغتياله في آخر تغريدة له من سعي "حزب الله" لاجبار الدولة التخلي له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية! أي الانصياع لما تريده ايران ...

كوكبة من الأحرار سقطوا من أجل الحرية. حرية الكلمة، وحرية التعبير، وحرية العمل السياسي وحرية الاختلاف. الحرية هي عماد الديموقراطية التي تقوم على مبدأ الأكثرية والأقلية. والأقلية التي تعارض لكي تستقيم الديموقراطية. الحرية اذا هي الحق في المعارضة، معارضة الحكومات وسياساتها. واذا لم يكن هناك من معارضة فلا بد من ايجادها، وذلك حفاظا على الحرية، ولكي لا يصبح الحكم من لون واحد أحاديا إستبداديا. اذكر في هذا المجال انه في عز اشتداد الحرب اللبنانية بين ميليشيات متصارعة صدر مرسوم اشتراعي رقم 104 يمنع حرية التظاهر فقامت القيامة ولم تقعد ضد المرسوم الى ان تم الغاءه او تعليق العمل به!

ان اجتماعنا اليوم هو تعبير أكيد عن حريتنا التي حاولوا منعنا من ممارستها. اثبتوا انهم لا يتحملوا كلام مختلف في مكان مغلق داخل قاعة. وهذا أمر خطير ندعو جميع أحرار لبنان الى أي طائفة انتموا، وفي اي جهة يقفون، الى رفع الصوت عاليا دفاعا عن الحرية التي هي حريتهم قبل ان تكون حريتنا. ونناشد بشكل خاص النقابات الحرة وفي مقدمها نقابة المحامين التحرك والوقوف سدا منيعا في وجه محاولات كم الافواه!

 

البيان الختامي/خلوة سيدة الجبل الثالثة عشرة

بيروت- نادي الصحافة – 21 تشرين الاول 2018

"لقاء سيدة الجبل" حركة سياسية لبنانية تعمل لكي يصبح لبنان:

* دولة مستقلّة، أي دولة ذات سيادة خالية من أي وجود عسكري أجنبي على أراضيها، ومن أي تدخّل أجنبي في شؤونها خارج القرار الواضح والقانوني للسلطات الرسمية. القوات العسكرية الشرعية هي الوحيدة المخوّلة احتكار امتلاك السلاح واستعماله على الأراضي اللبنانية والدفاع عنها. الاستقلال هو الهدف الأول بالضرورة لأن من دونه لا ديموقراطية، ولا إصلاح، ولا تطوّر.

ينادي اللقاء بالتطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي، لا سيما القرارات 1557، 1559، 1680 و1701 التي تطالب وتدعم سيادة لبنان السياسية والعسكرية الشرعية على كل أراضيه. إن المراقبة الفعّالة لكل الحدود اللبنانية، من دون استثناء، من قِبَل القوات الدولية بالتزامن مع الحماية الفعلية لتلك الحدود من قِبَل القوات العسكرية الشرعية وحدَها هو المدخل الأساسي لكي يبدأ لبنان حقبة تاريخية جديدة من الاستقلال الفعلي والنمو الاقتصادي.

* دولة ديموقراطية، أي دولة تحترم حقوق الإنسان المعترف بها دولياً، وحيث يتم تداول السلطة وممارستها بشكل منتظم ووفق الدستور والقوانين ذات الصلة. ومبادىء حقوق الإنسان، عدا عن كونها من التزامات الدستور اللبناني في مقدّمته، تتضمن حكماً مبادىء الحرية الفردية والمساواة وخضوع كل السلطات للمساءلة والمحاسبة.

الممارسة الديموقراطية في لبنان تضعف بشكل متزايد منذ سنوات عديدة من جراء غياب المساءلة والمحاسبة للسلطة التنفيذية وللمؤسسات العامة، وذلك من قِبَل المجلس النيابي والسلطة القضائية والمؤسسات الرقابية. النظام الديموقراطي الفعلي هدف ثمين لأنه يوفّر قاعدة صلبة لاستقرار وازدهار بلد صغير وطائفي التركيبة والهوى كلبنان.

* دولة مدنية لكل أبنائها، بمعنى أن تصبح الهوية الجامعة لكل اللبنانيين هوية مدنية1 تتعدّى هوياتهم الدينية وتقوم على قوانين تسنّها مجالسهم التشريعية وتُطبّق على كل اللبنانيين، ومنها قوانين الأحوال الشخصية. عندها فقط تتكوّن تدريجاً المواطنة لدى الفرد اللبناني من خلال العيش المشترك في مجتمع ينظّمه قانون موحّد للجميع، بدلاً من العيش كأفراد في جماعات طائفية يباعدهم الدين وتجمعهم المصالح الضيّقة والمتقلّبة. في مرحلة انتقالية، يُطبّق القانون المدني للأحوال الشخصية اختيارياً من قِبَل المواطن.

إن الدولة المدنية هي الخيار الواقعي والأمثل للبنان. فتاريخنا يدلّ ليس إلى هشاشة الدولة الطائفية فحسب بل إلى قابلية اللبناني للعيش ضمن نظام مدني. إن النظام السياسي المدني هو الحلّ الطبيعي الأكثر ملاءمة وديمومة لمجتمع متعدّد الطوائف والمذاهب، وخيار الدولة الديموقراطية المدنية هو خيارنا الوحيد إذا أردنا لبنان أن يستمرّ حرّاً ومستقرّاً.

إن السقوط السياسي يصاحبه دوماً سقوط اقتصادي. وينظر اللقاء بقلق شديد إلى الوضع الاقتصادي والمالي السيء الذي تزداد وتيرة تدهوره بشكل مضطرد، في حين أن السلطة منهمكة بالمحاصصات السياسية ومنافعها وكأن هذا الواقع المتردي يحدث في عالم آخر. لذلك يدعو اللقاء إلى عملية إنقاذ سريعة تقتصر أقلّه ضبط النفقات غير المجدية، وبالأخص التوظيف العشوائي والتحويلات العديدة المشبوهة، والالتزام الفعلي والصارم بخفض العجز المالي بشكل ملموس لبضعة سنوات متتالية وبدءاً بموازنة عام 2019. أما عملية إصلاح الاقتصاد وتطوره على المدى الطويل فمن المستحيل إنجازهما بغياب الاستقلال والديموقرطية الفعليين.

لبنان يعيش أزمة سياسية واقتصادية تكبر يومياً وقد تصبح أزمة وجودية. فلكلّ هذه الأسباب قررنا التحرّك من أجل:

* رفع وصاية إيران عن القرار العسكري والسياسي والوطني اللبناني

* تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والالتزام بالمبادرة العربية للسلام-بيروت 2002

* رفع وصاية الطوائف عن عملية بناء الدولة، والالتزام بالدستور

* إحياء القضاء المستقل الفاعل، وتطبيق القوانين لا سيما تلك المتعلقة بمراقبة ومحاسبة جميع إدارات الدولة ومؤسساتها.

فلنستعِد لبنان سيداً بالفعل، وديموقراطياً بالفعل، ليعيش لبنان.

 

التقرير المتعلق بإشكالية الملف العقاري الصادر عن خلوة "لقاء سيدة الجبل"المنعقدة في 21/10/2018

إن "لقاء سيدة الجبل" لطالما اعتبر أن التعددية اللبنانية هي نعمة ومصدر غنى وهو يحرص دوما على ترسيخ وتعزيز ثقافة العيش المشترك وعلى صون الوحدة الوطنية واحترام الدستور الذي حسم في مقدمته أن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك.

فهذا الميثاق، هو المبدأ الذي لا يعلو عليه مبدأ آخر والسقف الذي لا سقف فوقه وبالتالي إن "لقاء سيدة الجبل" سيبقى متمسّكا بمبدأ سيادة القانون والعيش المشترك كأساس لوحدة لبنان.

إن جوهر صيغة العيش المشترك يرتكز على ثنائية الحرية والعدالة. فلا لبنان بلا حرية ولا مجتمع معافى بلا مساواة أمام القانون، وإن أي إخلال في هذه المعادلة سيؤدي حكما إلى ضرب العيش المشترك فتسقط الوحدة الوطنية ويسقط معها لبنان ودوره ورسالته.

إن الاستقرار العقاري هو أحد أهم مرتكزات تثبيت العيش المشترك وتمتينه وهو المدخل الأساس للاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي العام وبالتالي إن حماية العيش المشترك وتعزيزه ترتبط ارتباطا عضويا بهذا الاستقرار وباحترام القانون بشروط الدولة العادلة وببسطها لسلطتها الشرعية على كامل أراضيها وبفرضها سلطة القانون وسيادته على جميع أبنائها. وهذه الحماية لا تتأمن بشروط حزب أو فئة أو طائفة تتسلح بمنطق القوة والفرض لتجعل من القانون وجهة نظر لخلق أمر واقع يبدل موازين القوى لمصلحتها على حساب صيغة العيش المشترك ومفهوم الدولة واحترام القانون.

إن "لقاء سيدة الجبل" نبه منذ زمن وفي أكثر من فرصة من محاولات البعض التلاعب بالواقع العقاري في لبنان، على غرار التلاعب الذي تم في سجل النفوس من خلال مرسوم التجنيس الصادر في العام 1994 وما تلاه من مراسيم صدر آخرها بالأمس القريب مع ما نتج وينتج عنها من مفاعيل لا تصب إلا في ضرب مفهوم العيش المشترك وسيادة القانون.

إزاء هذا الإصرار والتمادي في المحاولات المشبوهة والمدروسة للتحايل على الأنظمة المرعية الإجراء وتجاهل الاحكام القضائية المبرمة بقصد التلاعب بقيود السجل العقاري لتعديل الواقع العقاري بهدف إحداث تغيير ديموغرافي واقتصادي واجتماعي لخلق موازين قوى جديدة ترتكز على منطق القوة والاستقواء والأمر الواقع، بحيث انسحبت هذه الافعال على العديد من المناطق والقرى والمشاعات والتي ظهرت معالمها بشكل نافر في التعديات العقارية على أملاك الكنيسة وبعض الاهالي في بلدة لاسا مرورا بمذكرة معالي وزير المالية رقم 4863 تاريخ 31/12/2015 المتعلقة بــملكية مشاعات جبل لبنان والتي لم تنته في جرد العاقورة وغيرها من عشرات القرى والمناطق التي سنتطرق إليها لاحقا بشكل مسهب بالمستندات الحاسمة والأدلة القاطعة.

أمام هذا الواقع الانقلابي على القانون والأنظمة الإدارية والعقارية والأحكام القضائية النافذة التي تؤمن الاستقرار العام والثبات في التعامل.

وصونا لصيغة العيش المشترك وحفاظا على الاستقرار الاجتماعي وتغليبا لمنطق سيادة دولة القانون والمؤسسات على منطق الاستقواء وفرض الأمر الواقع من اي فئة اتى.

وللحد من تجاهل القوانين وتجاوزها ولقطع الطريق على أية تسويات او تنازلات مشبوهة لا تنطلق من الحل الذي يحفظ الحقوق المكتسبة والمشروعة ويحترم تطبيق القانون،

قرر "لقاء سيدة الجبل" الانتقال من موقع المنبّه والمحذّر إلى موقع المبادر، والتصدي لهذه الإشكالية على قاعدة تثبيت الحقوق بقوة القانون من خلال تشكيل لجنة مؤلفة من أهل الاختصاص السادة:

* المحامي غسان مغبغب

* المحامي مياد حيدر

* المحامي سامي شمعون

* المحامي ايلي كيرللس*

 المهندس انطوان قسيس

* المهندس سرج بو غاريوس

* المهندس سوزي زيادة

* المهندس طوني حبيب

وتكون مهمة هذه اللجنة:

1. تكوين ملف شامل ومفصل عن الموضوع العقاري مدعم بالمعلومات والوثائق والأدلة.

2. التواصل مع جميع المرجعيات المعنية وعلى مختلف الاصعدة لاطلاعها على حقيقة الموضوع لتتمكن من الوقوف على المخاطر التي ينطوي عليها والتصدي لها.

3. تشكيل قوة ضغط معنوي، تدفع باتجاه حثّ الدولة على تحمل مسؤولياتها واخذ المبادرة واستعادة سلطتها ودورها على قاعدة بسط سيادة القانون على جميع الاراضي اللبنانية كمدخل أساس لتأمين الاستقرار العام وحفظ الحقوق المكتسبة والمشروعة.

4. اتخاذ المبادرات والإجراءات القانونية التي من شأنها حفظ الحقوق ومنع أي تلاعب أو تواطؤ أو اية تسوية أو تنازل مشبوه والاحتكام فقط إلى القضاء والأنظمة القانونية والإدارية المرعية الإجراء لتثبيت الحقوق فيكون حينها العيش المشترك في مأمن من العبث به.

 

التقرير السياسي السنوي/خلوة "سيدة الجبل" الثالثة عشرة

بيروت – نادي الصحافة - 21 تشرين الاول 2018

اسمحوا لي - بصفتي رئيساً للقاء سيدة الجبل - أن أركّز مداخلتي هذه على الخطاب المسيحي، في إطاره "الوطني اللبناني"، وفي بُعده المشرقي - العربي، فضلاً بطبيعة الحال عن علاقته بالقيمِ الانجيلية التي ينبغي لكل مسيحيٍ أن يشهد لإيمانه بها.

وفي كلامي على الخطاب المسيحي - أو خطاب المسيحيين اللبنانيين - إنما أعني الخطاب المعبِّر عن خياراتٍ استراتيجية، قائمة على ثوابتَ وطنيةٍ وعقيدية، لا عن مواقفَ ظرفيّة تخدم مصالح سياسية، هي غالباً فئوية أو شخصية، وتستند إلى موازين قوى متحركة ومتغيّرة على الدوام، حتى بتنا ننام على شيء ونصبح على شيء آخر. وفي حال غياب الرؤية الستراتيجية لدى أصحاب المواقف هذه، فضلاً عن تغييب المبادئ عملياً مع استمرار الصُّراخ بها شفهياً، فإنهم غالباً ما يبنون نهائياتٍ سياسيةً على أحوالٍ عابرة، ويفصّلون ثوباً واحداً لكل الجماعة المسيحية على قياس قامتهم الافتراضيّة!.. وهذا مما يجعل الرهان الخاطئ في منزلة الخطيئة، عند انكشاف بعض الحقائق الموضوعية أو تغيُّر الحال.

من الأمثلة على ذلك: انكشاف خطأ الرهان على ثنائية مسيحية، تشبُّهاً بثنائية الشيعية السياسية. إذ تبَيّن أن هذا الرهان لم يؤدِّ إلى تعزيز الحيثيّة المسيحية بمقدار ما ألحق الموقف المسيحي جملةً بموقف الثنائية الشيعية، المشدود بدوره إلى حسابات فوق لبنانية، إن لم نقُل غير لبنانية. ولعل تصريح رئيس الجمهورية الأخير إلى "الفيغارو" الفرنسية، وفي غياب أية معارضة مسيحية له، يعبّر بوضوح عن هذه الإشكالية.

ومن الأمثلة على ذلك: تهافُت الرهان أصلاً على ما يسمّى تحالف الأقليات في المنطقة، بما يتنافى مع مصلحة الأكثرية العربية، وبما يتناقض مع تعاليم المرجعية الكاثوليكية العليا في العالم بخصوص هذه المسألة، ابتداءً من إرشاد البابا يوحنا بولس الثاني 1997 وصولاً إلى اجتماع البابا فرنسيس الأخير مع بطاركة الشرق، مروراً برسائل بطاركة الشرق الكاثوليك منذ العام 1992 وتعاليم المجمع البطريركي الماروني 2006 وإرشاد البابا بنديكتوس السادس عشر 2012.

إن أخطر ما يترتّب على التمادي في هذا السلوك هو أنه يُوقِع الجماعة المسيحية أو الرأي العام المسيحي في حالةٍ من الضياع والبلبلة، بسبب تغييب البوصلة الأخلاقية في حياتهم العامة، ولاسيما في ميدان السياسة الوطنية. هذه البلبلة ناجمةٌ عن خطابٍ يدعوهم إلى الشيء ونقيضه في الوقت نفسه. على سبيل المثال لا الحصر:

* التمسُّك بكونهم أهل سيادة واستقلال بالأصل والتعريف، ودعوتُهم في الوقت نفسه إلى "تأجير" السيادة والدفاع عن الوطن إلى فئةٍ مرتبطة بأجندةٍ خارجية!

* التمسُّك بلبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، ودعوتُهم في الوقت نفسه إلى انتظار نتائج الصراع في المنطقة للتكيُّف معها وتحديد أي لبنان يريدون!

* القول بلبنان العربي الهوية والانتماء، والموافقة في الوقت نفسه على إدخال لبنان في محور سياسي وعسكري معادٍ للمصلحة العربية!

* التمسُّك بقرارات الشرعية الدولية الحامية للبنان، وفي الوقت نفسه اتّهام هذه الشرعية بأنها معادية للبنان!

* التمسُّك بالعيش المشترك والمناصفة الاسلامسة - المسيحية، ودفعهم في الوقت نفسه إلى الانزلاق نحو المساكنة أو المثالثة أو ربما الانعزال عن العالم!..

* أخيراً وليس آخراً، المجاهرة بالقيم الإنجيلية، وفي الوقت نفسه دعوةُ المسيحيين إلى الالتصاق بنظامٍ ارتكب أبشعَ جريمةٍ في العصر الحديث ضدّ شعبه!.. وهم يقدّمون لدعوتهم هذه حُجَّةً هي أقربُ ما تكون إلى "المزحة السَّمجة" بقولهم إنه نظام علماني!!

أعتقد بقوة أن اللحظة المسيحية الراهنة هي لحظةٌ للخيارات الكبرى المصيرية، عند هذا المنعطف الخطير على مستوى المنطقة، وليس للانتظار أو التجريب أو المغامرة أو الحسابات الصغيرة، ناهيك عن الانتهازية التي نشهد عصرها الذهبي في لبنان اليوم. وهذا الامر- أي ضرورة التفكير الجدّي في الخيارات الكبرى- لا يتعلّق بالجماعة المسيحية وحدها، بل بكل الجماعات اللبنانية، خصوصاً بعد الانتخابات النيابية الأخيرة التي أرجعت الاجتماع السياسي اللبناني إلى مكوّناته الأولى، تحت سلطة طائفيات سياسية حصرية، همُّها الأول المحافظة على الذات الحزبية - الطائفية، فنقلت هذا الاجتماع من صيغة العيش المشترك إلى صيغة المساكنة، كما دفعت بالدولة نحو مفهوم "الغنيمة" بدلاً من دولة الرعاية والعقد الاجتماعي.. وما الأزمة الوزارية القائمة منذ شهور إلا مظهرٌ من مظاهر أزمة الخيارات الوطنية الكبرى على مستوى الطوائف كلها، أو بالأحرى على مستوى ممثّليها الحصريين.. هذا رغم تسويةٍ رئاسية قدّمت لسلطة الأمر الواقع أكثر مما تشتهي!

هل يمكننا الكلام على خيارات استراتيجية، كمسيحيين خصوصاً ولبنانيين عموماً، في هذا الوقت، أم أننا في "وقت ضائع" لا يُتيح إلا الانتظار وتدبُّر الأمور كيفما اتّفق، كما يزعم البعض ويمارسون؟

أعتقد أن الانتظار والتجريب والتسليم لسلطةِ أمرٍ واقع تُدير الأمور وتحدّد الأولويات وفق أجندتها الخاصة واحتياجاتها غير اللبنانية.. كل ذلك لا يوفّر حضوراً مسيحياً، بل يدفع بالمسيحيين إلى الخروج من السياسة، أي من التاريخ الذي يُصنَع بمعزلٍعنهم، وربما من الجغرافيا.. خصوصاً إذا ترافق هذا السلوك مع صراعٍ محموم على المناصب والسلطات والنّفعيّات في الوسط المسيحي، كما شاهدنا ونشاهد!

أما القول بنظريّة "رصّ الصفوف" وتفويض الأمور إلى أحاديّة مسيحية أو ثنائية قابضة، على غرار الأحاديات أو الثنائيات في الطوائف الأخرى، فليس إلا وصفَةً سحرية لتعقيم الجماعة المسيحية وتفريغها من الحيوية والسياسة.. والأنكى من ذلك أن عمليةَ التفريغ هذه تتمّ على طبول شعبويّأت ديماغوجية وانتصارات وهميّة!

إن استمرار واقع الحال على نحو ما نشاهد ونرى لا يؤدّي إلا إلى المزيد من الشيء نفسه، أي أن۠ تخوضَ كلُّ طائفيةٍ سياسية معركتين: معركةً داخل الطائفة لتحديد الزعامة الأوحدية فيها (كلَّ الطائفيات اللبنانية باتت تحلم بستالين أو صدام حسين أو حافظ الأسد أو وليٍ فقيه)، ومعركةً ضدّ الطوئف الأخرى لتعيين حصّتها في الدولة!.. ولما كان مصيرُ الدولة والوطن على كفّ عفريت، كما نرى، فإنّ هذه اللعبة تغدو بلا أفق وعبثيّة بلهاء.. وقد يتذاكى البعض باقتراح لعبة "اثنين ضد ثالث" ليقول - ولو بعد حين - "أُكلتُ يومَ أُكِل الثورُ الأبيض!".

إن المنطق الانتظاري أو الاستقالي أو النَّفعي المغامر يفترض أنه لم يعد لدينا ما نؤسس عليه وطناً نهائياً لجميع أبنائه، وأنه لم يعُد بالإمكان الرؤية أبعدَ من أنفنا!.. والحال أنّ لدينا كمسيحيين كلّ ما نحتاجُ إليه لتجديد خيارنا التاريخي الذي اتخذناه بقناعةٍ وإيمان منذ مئة سنة، وثَبَت۠نا عليه رغم كل الصعوبات والمحن التي واجهتنا عبر المراحل المختلفة:

* لدينا تجربةُ العيش المشترك التي نتباهى بها أمام العالم، ونُطالب اليوم هذا العالم باتخاذ لبنان مركزاً دولياً لحوار الثقافات والأديان من أجل السلام، بناءً على هذه التجربة بالذات!

* لدينا ميثاقُنا الوطني الذي كتبناه في اتفاق الطائف، وأقمنا على اساسه دستورَ دولة العيش المشترك الذي – ويا للأسف – لم تُتَح۠ له فرصةٌ كافية للتطبيق السليم بسبب الوصاية السورية ثم الوصاية الايرانية!

* لدينا مأثرةُ أولِ انتفاضةٍ شعبيةٍ وسلمية ناجحة ضدّ أعتى نظامٍ استبدادي في المنطقة العربية!

* لدينا كلُّ ما يدعم هذا الخيار ويؤكده، من تعاليمٍ كنسية ظلَّت مجامِعُنا والبابوات يَك۠رِزون بها على مدى العقود الثلاثة الأخيرة!

* ولدينا الكثير الكثير من أصحاب الذاكرة وممَّن يرفضون تعطيلَ إرادتهم والعقول...

إننا كمسيحيين لبنانيين – نرفض منطق الحماية الداخلية المعروض علينا والذي يستهوي البعض منّا. هذا العرض المرفوض يقوم على دفتر الشروط التالي:

* أنا أحميكم من التطرُّف الاسلامي.

* أجعل من زعيمكم رئيساً للجمهورية.

* أسمح لكم بممارسة السلطة متجاوزين اتفاق الطائف.

* أوفّر لكم المناصب والغنائم...

* وفي المقابل سلّموا بوصايتي على الدولة وإمساكي بمصيركم!

هذه "ذمّية" مرفوضة، فضلاً عن كونها إهانة موصوفة، لأن من يحمينا ويحمي كلّ مواطن لبناني هو الدولة والقانون والدستور والجيش الوطني.

وكمسيحيين مشرقيين، نرفض منطق الحماية الدولية لأنه يعيدنا إلى عصر الامبراطوريات، كما نرفض منطق تحالف الأقليات في المنطقة لأنه يضع مشرقيتنا المسيحية أو مسيحيتنا المشرقية في مواجهة العروبة.

ونحن كمسيحيين مشرقيين ملزمون بالتضامن مع إخوتنا المسلمين في هذه المنطقة، لأننا وإياهم "مسؤولون عن بعضنا بعضاً أمام الله والتاريخ - بحسب عبارة بطاركة الشرق الكاثوليك - وننتمي جميعاً إلى الحضارة العربية، حضارة الوجه، أي حضارة التلاقي الودّي والتحاور المباشر". وعروبتنا هذه هي رابطةٌ ثقافية وليست مشروعاً سلطوياً امبراطورياً، كما أنها عروبة حضارية تحترم التنوّع وتحرص عليه، وتلتزم مبادرة السلام العربية ومطلب "القدس مدينة مفتوحة للجميع".

بالعودة إلى وضعنا الداخلي نقول:

نعم، نحن بالتأكيد في أزمة مسيحية تُطاولُ معنى وجودِنا والمصير.. ولكنّ حلَّ أيّ أزمةٍ طائفية في لبنان لا يمكن أن يكون إلا وطنياً. على قاعدةِ أن "الخلاص يكونُ للجميع أو لا يكون، وبالجميع أو لا يكون"، كما جاء في كتُبِنا.

لذا وبناءً على ما تقدّم، أرجو أن يتركّز نقاشُ هذه الخلوة على مسألتين أساسيتين:

أولاً- المساهمة في بلورة الخطاب المسيحي، الملتزم معنى لبنان وخيار العيش المشترك، في دولةٍ سيدةٍ حرّة مستقلة، وفي وطنٍ نهائي لجميع أبنائه، عربيّ الهوية والانتماء.. وهو ما نسمّيه دائماً، وخصوصاً في هذه اللحظة، "الخيار الدستوري".

ثانياً- إطلاق دينامية تواصل وحوار وتضامن مع كل الشركاء في الوطن، بما يساهم في إنعاش التيار السيادي العابر للطوائف والمناطق والأحزاب. 

 

المانيفست السياسي – خلوة سيدة الجبل الثالثة عشرة

بيروت- نادي الصحافة – 21 تشرين الاول 2018

1- بماذا نؤمن؟

حَسَمَت مقدمة الدستور الجدل حول النظام السياسي اللبناني وطبيعة العقد الاجتماعي بين اللبنانيين، وهذا ما نؤمن به:

أنّ لبنان وطن موحّد، حرّ، سيّد، مستقلّ ونهائي لجميع أبنائه،

أن نظامه برلماني، وديموقراطي يلتزم بالإعلان العالمي لحقوق الانسان،

أنه عربيّ الهويّة والانتماء، يلتزم بقرارات الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة،

وأنّ لا شرعيّة لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك.

2- لماذا تجمّعنا اليوم؟

لأن لبنان الذي نؤمن به مهدّد بعدم الاستقرار لزمن طويل، إن لم يكن بالزوال. فمنذ 50 عاماً ولبنان يرزح تحت الاحتلال السياسي والعسكري، بدءاً بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن بعدها الاحتلال المزدوج السوري والإسرائيلي، وصولاً إلى الاحتلال الإيراني المرتكز على "حزب الله" وأعوانه المحليّين. ونحن نؤمن أن السيادة لا تتجزأ.

هذه الاحتلالات المتعاقبة أفسدت الشراكة الوطنيّة ونسفت مبدأ العيش المشترك الذي لا معنى للبنان من دونه. لقد شهدت التجربة اللبنانية تصدّعات بليغة بسبب تمسّك طوائف بكاملها بوصايات خارجية من أجل تأمين غلبةٍ على الداخل. ولا نزال ندفع ثمن التمسّك بالوصايات الخارجية.

الاحتلال يعني حكماً التبعيّة السياسية والعسكرية لصالح السلطة المحتلّة، مما يؤدّي حكماً إلى غياب المساءلة وانحلال المؤسسات العامة، وفتح باب "رشوة" القوى السياسية من خلال إقحامها في منافسة حول الحصص والمواقع والمكاسب. إن فقدان القرار الوطني الحرّ لمدة خمسين عاماً والتقيّد الانتقائي بالدستور والقوانين أدّيا الى سوء الإدارة واستشراء الفساد. إن ما يعانيه لبنان اليوم من خللٍ موصوف في بنية الدولة ليس سوى النتيجة المباشرة لفقدان السيادة بفعل الاحتلال الذي لا يزال قائماً على أراضيه.

لقد تراجعت القوى السياسية الوازنة عن الدفاع عن فكرة وحدة لبنان وتطوّره فأصبح هاجسها تقاسم المنافع والصفقات تحت شعار الدفاع عن وحدة الطائفة ومصالحها. ومن نتائج هذا الواقع التدهور المؤسساتي والاقتصادي في لبنان. فالمؤسسات الحكومية والمؤسسات العامة تعمل من دون مراقبة أو محاسبة منذ سنوات عديدة. وهي أصبحت متخمة بالموظفين الذين يدينون بولائهم لسياسيين أتوا بهم وليس للخدمة العامة. لقد تحوّلت الإدارة العامة إلى إدارة خاصة تعمل لمصالح أرباب السلطة وفي ظلّ غياب مدوٍّ لسلطة قضائية فاعلة. ومن المستحيل في بلد غابت عنه المساءلة والمسؤولية أن يتطوّر سياسياً أو اقتصادياً.

إن منطق المحاصصة السائد في الدولة على كل مستوياتها لا يتوقّف عند نهب الأموال العامة بل يمتدّ إلى إلحاق الأذى بنا وببيئتنا الطبيعية. أصحاب السلطة والقرار ينتجون لنا هواءً وأنهراً ملوّثة، ومقالعَ وكسّارات تغتصب الطبيعة، ونفايات، ولا كهرباء. لقد حوّلوا الخدمات العامة إلى أزمات عامة، ولا يأبهون.

3- أهداف "لقاء سيدة الجبل"

"لقاء سيدة الجبل" حركة سياسية لبنانية تعمل لكي يصبح لبنان:

* دولة مستقلّة، أي دولة ذات سيادة خالية من أي وجود عسكري أجنبي على أراضيها، ومن أي تدخّل أجنبي في شؤونها خارج القرار الواضح والقانوني للسلطات الرسمية. القوات العسكرية الشرعية هي الوحيدة المخوّلة احتكار امتلاك السلاح واستعماله على الأراضي اللبنانية والدفاع عنها. الاستقلال هو الهدف الأول بالضرورة لأن من دونه لا ديموقراطية، ولا إصلاح، ولا تطوّر.ينادي اللقاء بالتطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي، لا سيما القرارات 1557، 1559، 1680 و1701 التي تطالب وتدعم سيادة لبنان السياسية والعسكرية الشرعية على كل أراضيه. إن المراقبة الفعّالة لكل الحدود اللبنانية، من دون استثناء، من قِبَل القوات الدولية بالتزامن مع الحماية الفعلية لتلك الحدود من قِبَل القوات العسكرية الشرعية وحدَها هو المدخل الأساسي لكي يبدأ لبنان حقبة تاريخية جديدة من الاستقلال الفعلي والنمو الاقتصادي.

* دولة ديموقراطية، أي دولة تحترم حقوق الإنسان المعترف بها دولياً، وحيث يتم تداول السلطة وممارستها بشكل منتظم ووفق الدستور والقوانين ذات الصلة. ومبادىء حقوق الإنسان، عدا عن كونها من التزامات الدستور اللبناني في مقدّمته، تتضمن حكماً مبادىء الحرية الفردية والمساواة وخضوع كل السلطات للمساءلة والمحاسبة.

الممارسة الديموقراطية في لبنان تضعف بشكل متزايد منذ سنوات عديدة من جراء غياب المساءلة والمحاسبة للسلطة التنفيذية وللمؤسسات العامة، وذلك من قِبَل المجلس النيابي والسلطة القضائية والمؤسسات الرقابية. النظام الديموقراطي الفعلي هدف ثمين لأنه يوفّر قاعدة صلبة لاستقرار وازدهار بلد صغير وطائفي التركيبة والهوى كلبنان.

* دولة مدنية لكل أبنائها، بمعنى أن تصبح الهوية الجامعة لكل اللبنانيين هوية مدنية1 تتعدّى هوياتهم الدينية وتقوم على قوانين تسنّها مجالسهم التشريعية وتُطبّق على كل اللبنانيين، ومنها قوانين الأحوال الشخصية. عندها فقط تتكوّن تدريجاً المواطنة لدى الفرد اللبناني من خلال العيش المشترك في مجتمع ينظّمه قانون موحّد للجميع، بدلاً من العيش كأفراد في جماعات طائفية يباعدهم الدين وتجمعهم المصالح الضيّقة والمتقلّبة. في مرحلة انتقالية، يُطبّق القانون المدني للأحوال الشخصية اختيارياً من قِبَل المواطن.

إن الدولة المدنية هي الخيار الواقعي والأمثل للبنان. فتاريخنا يدلّ ليس إلى هشاشة الدولة الطائفية فحسب بل إلى قابلية اللبناني للعيش ضمن نظام مدني. إن النظام السياسي المدني هو الحلّ الطبيعي الأكثر ملاءمة وديمومة لمجتمع متعدّد الطوائف والمذاهب، وخيار الدولة الديموقراطية المدنية هو خيارنا الوحيد إذا أردنا لبنان أن يستمرّ حرّاً ومستقرّاً.

إن السقوط السياسي يصاحبه دوماً سقوط اقتصادي. وينظر اللقاء بقلق شديد إلى الوضع الاقتصادي والمالي السيء الذي تزداد وتيرة تدهوره بشكل مضطرد، في حين أن السلطة منهمكة بالمحاصصات السياسية ومنافعها وكأن هذا الواقع المتردي يحدث في عالم آخر. لذلك يدعو اللقاء إلى عملية إنقاذ سريعة تقتصر أقلّه ضبط النفقات غير المجدية، وبالأخص التوظيف العشوائي والتحويلات العديدة المشبوهة، والالتزام الفعلي والصارم بخفض العجز المالي بشكل ملموس لبضعة سنوات متتالية وبدءاً بموازنة عام 2019. أما عملية إصلاح الاقتصاد وتطوره على المدى الطويل فمن المستحيل إنجازهما بغياب الاستقلال والديموقرطية الفعليين.

لبنان يعيش أزمة سياسية واقتصادية تكبر يومياً وقد تصبح أزمة وجودية. فلكلّ هذه الأسباب قررنا التحرّك من أجل:

* رفع وصاية إيران عن القرار العسكري والسياسي والوطني اللبناني

* تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والالتزام بالمبادرة العربية للسلام-بيروت 2002

* رفع وصاية الطوائف عن عملية بناء الدولة، والالتزام بالدستور

* إحياء القضاء المستقل الفاعل، وتطبيق القوانين لا سيما تلك المتعلقة بمراقبة ومحاسبة جميع إدارات الدولة ومؤسساتها.

فلنستعِد لبنان سيداً بالفعل، وديموقراطياً بالفعل، ليعيش لبنان.

 نستعمل "مدني" و"علماني بالمعنى نفسه، أي حيث لا دور للدين بتاتاً في مجال الشأن العام (ما خلا التوزيع الطائفي في **السلطة والمناصب العامة المنصوص عليه في الدستور)، بما في ذلك قوانين الأحوال الشخصية التي يمكن البدء بإصلاحها من خلال مشروع قانون مدني اختياري. ويصون القانون، طبعاً، حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لمحة تاريخية عن النظام العقاري في لبنان

منذ عهد الامارة والمتصرفية في لبنان، شكلت الملكية العقارية عنصرا بارزا من مقومات السياسة والاقتصاد والمجتمع، وأدّت الى بزوغ بوادر الحرية الفردية، ومنطلقا لتبلور غنى وتنوع تطور مع الايام ليجعل من لبنان نموذجا مميزا في محيطه الاقليمي والمتوسطي.

* باختصار لقد عرف لبنان، عبر مكوناته التاريخية والاجتماعية، مسارا قانونيا مختلفا لموضوع الملكية. فمقاطعة جبل لبنان الخاضعة لسلطة الامراء المحليين، ومنذ القرن السادس عشر تحديدا، اعتمدت في مناطق الريف والمدينة مبدأ الملكية الكاملة (العقارات الملك) المرتكزة الى الدفتر الشمسي والحجة المكتوبة. وهو مبدأ منح لكل فرد الحق بان يكتسب عقارا او ملكا باسمه وان يبيعه او يورثه، خلافا لما كان معتمدا في الولايات والمقاطعات المجاورة الخاضعة لسلطة السلطنة العثمانية المباشرة (على سبيل المثال من عكار وحتى جبل العلويين) حيث خضعت العقارات فيها لملكية الدولة او الامير. ومن هنا جاء تعبير العقارات الاميرية للسكان، مع امكانية ان يمنح الوالي او الدولة العثمانية السكان حق استغلالها. وقد اعتمدت السلطنة العثمانية نطام الدفترخانة الذي نظم طريقة تسجيل الحقوق العقارية، لكن هذه السجلات والسندات المرتكزة اليها لم تكن موضوعة على أساس قانوني واضح ولا تتمتع بالثقة المطلقة.

* في أوائل عهد الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان اهتمت الدولة الفرنسية باصلاح النظام العقاري وباحداث نظام عقاري قضائي - مساحي يعطي الملكية العقارية ثقة اكبر من سجلات "الدفترخانة" المستعملة في العهد العثماني ويؤمن الثبات والاستقرار في التعامل. وقد أعدّت لهذه الغاية مشاريع قرارات انشاء نظام عقاري وشكلت لجان أبدت ملاحظاتها عليه. وبنتيجتها أصدر المفوض السامي الفرنسي هنري دي جوفنيل Henry De Jouvenel بتاريخ 15/3/1926 القرار رقم 186 الذي حدد بموجبه نظام التحديد والتحرير العقاري، والقرار رقم 188 الذي أنشأ بموجبه السجل العقاري ومن ثم القرار رقم 3339 تاريخ 12/11/1930 المعروف اليوم بقانون الملكية العقارية المتمم لقانون انشاء السجل العقاري.

* ومن خلال قرارات المفوض السامي السابقة الذكر تم ارساء مبادئ اصلاح وتطوير النظام العقاري وتثبيت الملكية العقارية وصحة القيود والحقوق العينية، وأصبح للدولة والافراد وسائل آمنة للتداول بالعقارات. ولا نبالغ اذا قلنا ان هذا النظام يُعتَبر اليوم من أفضل الانظمة العقارية وأحسنها مع ما يترتب على ذلك من آثار قانونية ضامنة لحماية الملكية الفردية التي هي الاساس في النظام القانوني والاقتصادي بحيث أصبح لبنان واحدا من أنشط الاسواق العقارية، وباتت للملكية الخاصة وظيفة اجتماعية تراعي في استعمالها الحدود والقيود المقررة في القوانبن والانظمة المرعية الاجراء.

* وبالعودة اليوم الى نظام وقيود السجل العقاري، يتبين ان:

* 50% من المناطق اللبنانية محددة ومحررة وممسوحة،

* 30% من المناطق اللبنانية محررة لكن لم يتم كيل مساحتها بشكل نهائي.

* 20% من المناطق اللبنانية غير محددة او محررة وتعتمد نظام العلم والخبر.

* منذ سنوات هناك تكرار لمحاولات مشبوهة ومدروسة للتلاعب بالواقع العقاري في عدة مناطق لبنانية ما زالت غير محددة او محررة، وأخرى محددة ومعروفة ملكيتها، على غرار ما حصل من تلاعب في سجل النفوس عبر مرسوم التجنيس الذي صدر عام 1994، وذلك على قاعدة خلق أمر واقع يفرض بمنطق القوة والاستقواء في وجه القوانين النافذة والاحكام القضائية المبرمة من اجل تغيير ديمغرافي وعقاري واقتصادي واجتماعي، بهدف خلق موازين قوى جديدة من اجل غايات واستراتيجيات فئوية على حساب مبدأ سيادة القانون وصيغة العيش المشترك.