المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october16.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Vote Charbel Bassil for the Catholic Separate French Trustee Board Schools In Mississauga انتخب شربل باسيل لعضوية مجلس أمناء المدارس الكاثوليكية الفرنسية في ماسيسوكا

http://eliasbejjaninews.com/archives/68117/vote-charbel-bassil-for-the-catholic-separate-french-council-board-schools-in-mississauga%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88/

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

من مِنْكُم يَقَعُ ٱبْنُهُ، أَوْ ثَوْرُهُ، في بِئْرٍ يَوْمَ السَّبْت، وَلا يُسَارِعُ فَيَنْتَشِلُهُ؟».فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذلِكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/14 “آذاريين” شعاراتهم ومطالبهم موسمية

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/14 آذاريين تعتير وشعاراتهم وتجمعاتهم ومطالبهم موسمية

الياس بجاني/الفرق ساسع بين الإحتلال والوصاية

الياس بجاني/إلى المشغلين لصنوج وأبواق التيار والقوات: قرفتوتنا وسائل الإعلام وكفرتونا.. اضبضبوا

الياس بجاني/حرب باسيل-جعجع الإعلامية هدفها التعمية على واقع الإحتلال

الياس بجاني/بالصوت/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الأساس وحدة النفس والأمل/ايلي الحاج/فايسبوك

حزب الله على لائحة المنظمات الإجرامية الدولية عابرة للحدود...وزير العدل الاميركي: سنعاقبه بقسوة

كل المراكز لا تساوي شيئاً أمام الكرامة والقيم والمبادئ التي لا حياة خارجها/خليل حلو

الياس الزغبي: الحملات على السعودية لا تُنتج ترجيحاً لكفة إيران ولا تفك الحصار الدولي العربي عنها

سفك الدماء بات بعقيدة ولاية الفقيه ككتشب البطاطا/الشيخ حسن سعيد مشيمش

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 15/10/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 تشرين الأول 2018

باسيل زار الضاحية... ودعوة من نصرالله لتشكيل الحكومة سريعًا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان "لقاء سيدة الجبل  الإسبوعي

هل يردع الرئيس عون معايير باسيل الوزارية؟

باسيل يجمع المسيحيين.. ضده

مؤشرات سياسية واقتصادية على إعلان الحكومة قبل نهاية الشهر/نائب في {المستقبل}: الحريري لن يستقيل ولن يستكين قبل تأليفها

استبعاد أرسلان من الحكومة يجدد التوتر مع جنبلاط

ما خُفيَ عن تصعيد باسيل ضدّ "القوات"...

بعلبك تحن إلى عودتها لحضن الدولة والأهالي كسروا حاجز الخوف وأعلنوا عن ضيقهم من الفلتان فكانت الخطة الأمنية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اتصال بين ترامب والملك السعودي أعقبه تحرّك عاجل!

تصعيد عشية انتهاء مهلة انسحاب المقاتلين من المنطقة منزوعة السلاح وتبادل قصف مدفعي في حلب وحماة... ولا رصد لرحيل المتشددين

ترقب شعبي وتجاري لنتائج فتح معبر نصيب ـ جابر

تدريبات عسكرية تركية ـ أميركية استعداداً لدوريات في منبج

الرئيس المصري دعا إلى تجنب استغلال قضايا المياه سياسياً وإلى روسيا خلال يومين... وقمة مرتقبة مع بوتين

إيران المركز المتخصص بنشر الفوضى في الشرق الأوسط ومنمن التفاهم مع «القاعدة» إلى نشر «حرسها الثوري» وتمويله آيديولوجية التطرف والإرهاب

حصار أذرع «القاعدة» يمتد إلى شمال أفريقيا وغربها وتصنيف «نصرة الإسلام» إرهابية يجفف مصادرها ويشل قدرتها الميدانية

الداخلية المصرية تعلن مقتل 9 «عناصر إرهابية» جنوب البلاد

مسلّحو الفصائل لم يغادروا المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب رغم انتهاء المهلة المحددة

الداخلية المصرية تعلن مقتل 9 «عناصر إرهابية» جنوب البلاد

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا بدعوى محاولته طعن إسرائيلي بالضفة

نتنياهو وليبرمان يهددان {حماس} بضربات «كبيرة جداً وموجعة» رئيس المخابرات المصرية يصل إلى غزة ورام الله وعمان لسحب الفتيل

الحكومة الإسرائيلية تصادق على بناء 31 وحدة استيطانية في قلب الخليل وليبرمان أشاد بالمخطط والخارجية الفلسطينية تنتقد الصمت الدولي

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حيرة الحيران في حكم لبنان بين واشنطن وطهران/سام منسى/الشرق الأوسط

تحوّلاتُ الشرقِ تُنادينا/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

لبنان باب الحرية.. مزحة ثقيلة/سناء الجاك/النهار

ما الذي أبلغه ماكرون إلى عون وباسيل/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

خفايا التقارب بين «المردة» و«الكتائب» و«القوات»/جوزف توتونجي/جريدة الجمهورية

برِّي: إفتحوا باب الفرج/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

هكذا سيتصرّف الحريري بعد سقوط «المهلة»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

ما هي خيارات الدولة المالية في 2019؟/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

لبنان يدفع ثمن "حروب المحاور"/الهام فريحة/الأنوار

حتى لا تضيع الحقيقة/فؤاد ابو زيد/الديار

الضغوطات تتراكم على لبنان... ماذا عن المصارف/ناصر زيدان/الأنباء الكويتية

غضب شعوب إيران والمنطقة من نظام ولاية الفقيه/د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط

رسالة السعودية: كفى يعني كفى/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات/غسان شربل/الشرق الأوسط

خطأ النقل لا الأصل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية نوه بفتح معبر نصيب: سينعش قطاعات الانتاج ويعيد وصل لبنان برا بعمقه العربي والبشير أشاد بمواقف عون في الدفاع عن القضايا العربية

الحريري استقبل رؤساء الحكومات السابقين وارسلان الرياشي:الامور بشأن تشكيل الحكومة تأخذ اتجاهات اكثر من ايجابية

الحريري إستقبل سفير كوريا الجنوبية ودو فريج وسفير لبنان في لاهاي

بري أمام الاتحاد البرلماني الدولي: في قضية فلسطين لم يعد يجدي إلا المقاومة والمقاومة فقط

لجنة اعلام الوطني الحر: باسيل طلب من الملتزمين والمناصرين وقف الحملات الإعلامية ضد القوات وعدم الانزلاق الى الردود

حسن فضل الله: انفلات عشوائي في التوظيف في القطاع العام والانفاق الاكبر على الاسلاك العسكرية ومطلبنا الا يدخل الى هذا القطاع الا من فاز بكفاءته

اللقاء التشاوري للموحدين الدروز: لإيلاء تحرير المختطفين في السويداء أقصى درجات الاهتمام

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

من مِنْكُم يَقَعُ ٱبْنُهُ، أَوْ ثَوْرُهُ، في بِئْرٍ يَوْمَ السَّبْت، وَلا يُسَارِعُ فَيَنْتَشِلُهُ؟».فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذلِكَ

إنجيل القدّيس لوقا14/من01حتى06/"دَخَلَ يَسُوعُ يَوْمَ السَّبْتِ بَيْتَ أَحَدِ رُؤَسَاءِ الفَرِّيسِيِّينَ لِتَنَاوُلِ الطَّعَام، وكَانَ هؤُلاءِ يُرَاقِبُونَهُ.وَإِذَا رَجُلٌ مُصَابٌ بِدَاءِ الٱسْتِسْقَاءِ يَحْضُرُ أَمَامَهُ.فَخَاطَبَ يَسُوعُ عُلَمَاءَ التَّوْرَاةِ وَالفَرِّيسِيِّينَ قَائِلاً: «هَلْ يَحِلُّ الشِّفَاءُ يَوْمَ السَّبْتِ أَمْ لا؟».فَظَلُّوا صَامِتِين. فَأَخَذَ يَسُوعُ الرَّجُلَ بِيَدِهِ وَشَفَاهُ وَصَرَفَهُ.وَقالَ لَهُم: «مَنْ مِنْكُم يَقَعُ ٱبْنُهُ، أَوْ ثَوْرُهُ، في بِئْرٍ يَوْمَ السَّبْت، وَلا يُسَارِعُ فَيَنْتَشِلُهُ؟». فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذلِكَ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

14 “آذاريين” شعاراتهم ومطالبهم موسمية

إلياس بجاني/16 تشرين الأول/18

رابط المقالة في جريدة السياسة/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A9/

رابط المقالة على موقعنا الألكتروني/اضغط هنا

http://eliasbejjaninews.com/archives/68169/%D8%A5%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B7%D8%A7/

يطل علينا بين الحين والآخر بعض السياسيين اللبنانيين الانتهازيين والمتلونين والفاشلين من الذين كانوا في تجمع “14 آذار” داعين إما لإعادة إحياء هذا التجمع السيادي والاستقلالي الذي بمكر وطروادية وعن سابق تصور وتصميم ومن أجل الكراسي والمغانم والحصص نحره أصحاب شركات أحزاب تجارية وديكتاتورية وغدروا به وقفزوا فوق دماء شهدائه وباعوه (سمير جعجع وسعد الحريري ومن قال ويقول قولهما) أو مسوقين بضوضائية كاذبة وبمشهديات مسرحية لتكوين تجمع مماثل من أجل مواجهة الاحتلال الإيراني للبنان.

بكل صراحة ومن دون مواربة،لا مصداقية ولا صدق سياديا واستقلاليا لغالبية هؤلاء السياسيين المسرحيين،لأنهم وعلى سبيل المثال لا الحصر كانوا تخلوا عن كل ما هو سيادي واستقلالي ومبادئ ثورة أرز خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث راح كثر منهم يستجدي بذل مواقع نيابية، ضاربين عرض الحائط بكل ما هو ثورة أرز و”14 آذار” حتى أن بعضهم وبوقاحة وفجور تحالف ومن دون خجل أو وجل أو احترام لدماء الشهداء مع رموز “8 آذار” في كسروان وجبيل وغيرهما من الدوائر الانتخابية.

يبقى إن من ليس فيه خير لأهله بالتأكيد لا خير فيه لأي أحد، ومن يتخلى عن هويته ويبدل جلده ويسوّق مصلحياً لهوية أخرى غير هويته بهدف التملق والتزلف والاستجداء هو ساقط في الشأنين الوطني والأخلاقي ولا أمل ورجاء منه.

هؤلاء السادة المتباكون الآن على “14 آذار” وعلى الحريات كانوا بإبليسية وطروادية أفشلوا كل المساعي الجادة التي قام بها عدد لا يستهان به من الناشطين والإعلاميين والسياسيين الصادقين والمخلصين قبل الانتخابات النيابية لتشكيل جبهة معارضة سيادية واستقلالية واسعة وعابرة للطوائف.

من هؤلاء أصحاب شركات أحزاب عائلية وتجارية توهموا أنهم سوف يحققون نجاحات باهرة في تلك الانتخابات، فخابت أوهامهم المرّضية وكانت النتيجة فشلهم الذريع والمدوي واعطاء الاحتلال الإيراني أغلبية نيابية.

نعم وألف نعم، فإن خيارات التيار الوطني الحر السياسية اقليمياً وستراتجياً ووطنياً وكذلك ممارساته هي  100 في المئة غير لبنانية وضد كل ما هو سيادة واستقلال وقرارات دولية، إلا أن البديل ومليون في المئة هو ليس لا في الـ 14 آذاريين” من أصحاب الأحزاب الذين دخلوا الصفقة الرئاسية وكل متفرعاتها وبادلوا الكراسي بالسيادة (جعجع والحريري وكل من لف لفهما) ولا في كثر من الـ “14 آذاريين” الانتهازيين المتباكين حاليا على السيادة والحريات والمتلونين بألف لون ولون والمسوقين بذمية مقززة لهويات وانتماءات غير لبنانية.

باختصار، إن لبنان المحتل حالياً بكل ما في مصطلح الاحتلال من معان هو، للأسف، يعاني من حالة عقم كارثية في خامة ونوعية السياسيين والحزبيين.

وبالتالي، ومن أجل خلاصه واستعادة سياديته واستقلاله وقراره الحر وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به (1559 و1701) هو بأمس الحاجة لقيادات جديدة:

تخاف ربها وتحسب حساباً ليوم حسابه الأخير،

وتسمي الاحتلال الإيراني باسمه من دون ذمية،

وتعرف معنى العطاء والتضحية،

وتتفهم القيم الديمقراطية،

وتؤمن بلبنان التعايش والكيان والهوية والدور والرسالة،

ولا تبحث عن مصالح ذاتية،ولا تبادل الكراسي بالسيادة،

ولا تقفز فوق دماء الشهداء،ولا تتاجر بهوية لبنان،

ولا تخدع الناس بشعارات بالية من مثل الواقعية،

وتؤمن بمبدأ تبادل السلطات،

ولا تعمل على تقديس ذاتها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/14 “آذاريين” شعاراتهم ومطالبهم موسمية/16 تشرين الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A9/

 

14 آذاريين تعتير وشعاراتهم وتجمعاتهم ومطالبهم موسمية

الياس بجاني/16 تشرين الأول/18

يطل علينا بين الحين والآخر بعض السياسيين الانتهازيين والمتلونين والفاشلين من الذين كانوا في تجمع 14 آذار داعين إما لإعادة إحياء هذا التجمع السيادي والاستقلالي الذي بمكر وطروادية وعن سابق تصور وتصميم ومن أجل الكراسي والمغانم والحصص نحره أصحاب شركات أحزاب تجارية ودكتاتورية وغدروا به وقفزوا فوق دماء شهدائه وباعوه (سمير جعجع وسعد الحريري ومن قال ويقول قولهما)، أو مسوقين بضوضائية كاذبة وبمشهديات مسرحية لتكوين تجمع مماثل من أجل مواجه الاحتلال الإيراني للبنان.

بكل صراحة ودون مواربة لا مصداقية ولا صدق سيادي واستقلالي لغالبية هؤلاء السياسيين المسرحيين لأنهم وعلى سبيل المثال لا الحصر كانوا تخلوا عن كل ما هو سيادي واستقلالي ومبادئ ثورة أرز خلال الانتخابات النيابية الأخيرة حيث راح كثر منهم يستجدي بذل مواقع نيابية ضاربين عرض الحائط بكل ما هو ثورة أرز و14 آذار، حتى أن بعضهم وبوقاحة وفجور تحالف ودون خجل أو وجل أو احترام لدماء الشهداء مع رموز 08 آذار في كسروان وجبيل وغيرهما من الدوائر الانتخابية.

بعض هؤلاء يتاجر بالسيادة وهو عروبي أكثر من العرب، وذلك تملقاً واستجداءً للسعودية تحديداً ويجاهر بعروبته وبعروبة لبنان بذمية فاقعة نعتقد أنها تزعج وتنفر حتى السعوديين.

يبقى إن من ليس فيه خير لأهله بالتأكيد لا خير فيه لأي أحد.. ومن يتخلى عن هويته ويبدل جلده ويسوّق مصلحياً لهوية أخرى غير هويته بهدف التملق والتزلف والإستجداء هو ساقط في الشأنين الوطني والأخلاقي ولا أمل ورجاء منه.

هؤلاء السادة المتباكين الآن على 14 آذار وعلى الحريات كانوا بإبليسية وطروادية أفشلوا كل المساعي الجادة التي قام بها عدد لا يستهان به من الناشطين والإعلاميين والسياسيين الصادقين والمخلصين قبل الانتخابات النيابية لتشكيل جبهة معارضة سيادية واستقلالية واسعة وعابرة للطوائف..

من هؤلاء أصحاب شركات أحزاب عائلية وتجارية توهموا أنهم سوف يحققون نجاحات باهرة في تلك الانتخابات فخابت أوهامهم المرّضية وكانت النتيجة فشلهم الذريع والمدوي واعطاء الإحتلال الإيراني أغلبية نيابية.

نعم وألف نعم فإن خيارات التيار الوطني الحر السياسية اقليمياً واستراتجياً ووطنياً وكذلك ممارسات هي 100% غير لبنانية وضد كل ما هو سيادة واستقلال وقرارات دولية، إلا أن البديل ومليون ب ال 100% هو ليس لا في ال 14 آذاريين من أصحاب الأحزاب الذين دخلوا الصفقة الرئاسية وكل متفرعاتها وداكشوا الكراسي بالسيادة (جعجع والحريري وكل من لف لفهما)، ولا في كثر من ال 14 آذاريين الانتهازيين المتباكين الآن على السيادة والحريات والمتلونين بألف لون ولون والمسوقين بذمية مقززة لهويات وانتماءات غير لبنانية.

بإختصار، فإن لبنان المحتل حالياً بكل ما في مصطلح الاحتلال من معاني هو للأسف يعاني من حالة عقم كارثية في خامة ونوعية السياسيين والحزبيين..

وبالتالي، ومن أجلال خلاصه واستعادة سيادية واستقلاله وقراره الحر وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به (1559 و1701) هو بأمس الحاجة لقيادات جديدة:

تخاف ربها وتحسب حساباً ليوم حسابه الأخير،وتسمي الإحتلال الإيراني بإسمه دون ذمية،

وتعرف معنى العطاء والتضحية،

وتتفهم القيم الديمقراطية،

وتؤمن بلبنان التعايش والكيان والهوية والدور والرسالة،

ولا تبحث عن مصالح ذاتية،

ولا تداكش الكراسي بالسيادة،

ولا تقفز فوق دماء الشهداء،

ولا تتاجر بهوية لبنان،

ولا تخدع الناس بشعارات بالية من مثل الواقعية،

وتؤمن بمبدأ تبادل السلطات،

ولا تعمل على تقديس ذاتها

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الفرق ساسع بين الإحتلال والوصاية

الياس بجاني/15 تشرين الأول/18

الذمية في بلدنا قاتلة ومدمرة لكل اعمال وممارسات وتحالفات وحتى دراسات ربع السياسة الفاشلين وأصحاب شركات الأحزاب البالية والدكتاتورية والتجارية بكل شيء في ما عدا السرقات والسمسرات والمتاجرة بالهوية والتزلف والإستزلام والمصالحات الإحتيالية. كيف نصدق من يطالب بمحاربة الإحتلال الإيراني وهو يخجل بهويته ويسوّق لأخرى.. المصداقية صفر كبير لدى كل العاملية بالسياسة. كل من يسمي الإحتلال الإيراني للبنان وصاية ويرفع شعارات كاذبة ومضلله لإلهاء الناس تحت رايات الحريات ولإنهاء هذه الوصاية هو شريك لقوى الإحتلال ومنافق لا يجب الوثوق به

 

إلى المشغلين لصنوج وأبواق التيار والقوات: قرفتوتنا وسائل الإعلام وكفرتونا.. اضبضبوا

الياس بجاني/15 تشرين الأول/18

الإعلان عن هدنة اعلامية بين فرق الأبواق والصنوج من الشتامين والقداحين والعكاظيين التابعين لشركتي قوات جعجع وتيار باسيل..قرفتوتنا الأعلام وكفرتونا.. حلو عنا واضبضبوا

 

حرب باسيل-جعجع الإعلامية هدفها التعمية على واقع الإحتلال

الياس بجاني/14 تشرين الأول/18

حرب التناطح ونبش القبور بين شركتي باسيل وجعجع لا تعنينا ولا يجب ان تعني أي سيادي حر لأنها عبثية وبين تجار وأبواق وصنوج هدفها تجهيل الإحتلال وزرع الفتنة.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

http://eliasbejjaninews.com/archives/68100/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-13-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7/

بالصوت/فورمات/WMA/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة/13 تشرين الأول/18/اضغط هنا للإستملع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias13teshren18.wma

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة/13 تشرين الأول/18/اضغط على العلامة في أسفل إلى يسار الصحة للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias13teshren18.mp3

 

ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

الياس بجاني/13 تشرين الأول/18

نتذكر اليوم بحزن وأسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في 13 تشرين الأول/1990.

نتذكر الشهداء، كل الشهداء من مدنيين وعسكريين الذين استشهدوا ببسالة وبطولة وهم يواجهون الجيش السوري البعثي الغازي المحتل ومعه أرتال من طرواديي ومرتزقة الداخل، وذلك دفاعاً عن وطن الأرز والرسالة والتاريخ والإنسان والإستقلال..

ونتذكر اليوم أيضاً وبلوعة وحزن المئات من أهلنا ومنهم رهباناً وعسكر ومدنيين خطفهم جيش الإحتلال السوري ومرتزقته ونقلوهم إلى سجون ومعتقلات نظام الأسد النازية، وحتى يومنا هذا لا يزال مصيرهم مجهولاً.

إننا وبفضل تضحيات الشهداء الأبرار ومنهم شهداء يوم 13 تشرين الأول سنة 1990 ورغم كل الصعاب والمشقات وواقع الإحتلال الإيراني والإرهابي لوطننا الغالي ما زلنا في دواخلنا ووجداننا والضمير والعزائم نتمتع بحريتنا كاملة، وكراماتنا مصانة، وجباهنا شامخة.

الشهداء هم حبة الحنطة التي ماتت من أجل أن تأتِ بثمر كثير.

هم الخميرة التي تُخمر باستمرار همة وعنفوان وضمائر ووجدان وعزائم أهلنا ليُكملوا بإيمان وشجاعة وتقوى وتفانٍ مسيرة الشهادة والجلجلة والصلب والقيامة.

إن لبنان، وطن الأرز، هو أرض القداسة والفداء والرسالة، وهو عرين الشهداء والأحرار وملاذ لكل مُتعب ومضطهد.

هكذا كان، وهكذا سوف يبقى حتى اليوم الأخير والقيامة، وواجب اللبناني الإيماني والوطني والإنساني أن يشهد للحق والحقيقة دون خوف أو رهبة، وأن يرفع عالياً رايات الأخوة والحرية والمحبة والإيمان والعطاء والتسامح.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته لأهل رومية (08/31 و32): “وبعد هذا كله، فماذا نقول؟ إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء؟”

نعم إن الله معنا ومع لبنان في مواجهة الإحتلال الإيراني وطروادية كل أدواته المحلية، ولذلك لن يتمكن الأشرار وجماعات الأبالسة والإرهاب والأصولية والتقوقع بكل تلاوينهم وأسلحتهم من أن يكسروا عنفواننا أو يفرضوا علينا إرادتهم الشيطانية وكفرهم أو نمط حياتهم المتعصب والمتحجر.

شكراً لكل شهيد تسلح بالمحبة ومن أجلها قدم حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبق لبنان حراً، وسيداً ومستقلاً، وليبق اللبناني محتفظاً بكرامته وعنفوانه وحريته.

شكراً لأهالي الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً وبررة.

شكراً لتراب لبنان المقدس الذي انبت شهداء واحتضن رفاتهم.

شكراً للرب القدير الذي انعم على لبنان بالشهداء الأبطال.

وحتى لا تضيع تضحياتهم واجبنا المقدس هو احترام القضية التي من أجلها استشهدوا، وهي قضية لبنان وإنسانه والحريات والإيمان.

أما المخطوف والمغيب والمبعد قسراً فهو شهيد حي ومصيره أمانة بأعناقنا.

الشهداء أعطونا دون حساب، وأعطوا لبنان بسخاء وكرّم.

أعطونا كل ما يملكون دون أن نطلب منهم ذلك.

أعطونا حياتهم فرحين لأنهم أمنوا بقول السيد المسيح: (يوحنا 15/13): “ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبائه”.

قبلوا طوعاً وبفرح عظيم أن يُقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا، فصانوه وافتدوه وحافظوا على كيانه وإنسانه والحريات.

فلنعطيهم حقهم كما أعطونا، ولنكن مؤتمنين بصدق وشجاعة على قدسية شهادتهم بالحفاظ على قضيتنا ووطننا وكرامتنا والإيمان.

من يتنكر لعطاءات الشهداء ويخون القضية التي استشهدوا من أجلها هو ناكر للجميل وزنديق وطروادي لا يستحق لا هوية لبنان ولا بركة قديسيه ولا نعمة الحرية.

كل رجل دين وسياسي ومسؤول ومواطن يخون لبنان وقضيته وإنسانه والحريات، إنما يخون دماء وتضحيات الشهداء، ويستحق نار جهنم.

لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة مصير أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 ، وهم عملياً شهداء أحياء وممنوع عليهم من قوى الإرهاب والقهر وتجار المقاومة وزنادقة الممانعة العودة إلى وطنهم لبنان إلا وهم أموات وفي النعوش.

إن الأوطان التي لا يفتديها شبابها بحياتهم هي أوطان إلى زوال، ولبنان المتجذر في التاريخ ما كان بقي واستمر لولا تضحيات شبابه وتفاني الوطنيين والأشراف من أهله.

بارك الله لبنان وحماه وصانه ورد عن أهله كل سوء.

يا شهيد لبنان نام قرير العين لأنه بفضل أمثالك من الأبطال لبنان لن يركع ولن يقبل الذل وهو باق باق وباق.

فلنصلي خاشعين من أجل راحة أنفس شهداء وطن الأرز، ومن أجل معرفة مصير المغيبين من أهلنا في سجون نظام الأسد المجرم وعودة أهلنا المبعدين قسراً من إسرائيل،

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الأساس وحدة النفس والأمل

ايلي الحاج/فايسبوك/15 تشرين الأول/18

الإنسان هو حلمه صورته عن نفسه سعيه إلى تحقيق هذين الحلم والصورة. نخطئ بالحكم عليه، كما يخطئ بالحكم على نفسه، من خلال ظروفه، أحواله الحاضرة،  أو من خلال ماضي حياته وما حدث له. هو أهم بكثير. والأشياء كان لا بد أن تحدث  سواء أكانت جيدة أم سيئة. سيّان.  الأساس وحدة النفس والأمل واليقين بأن الأعاصير طبيعتها أن تعبُر وطبيعتنا نحن أن نصمد في وجهها وألّا نسقط من داخل.

 

حزب الله على لائحة المنظمات الإجرامية الدولية عابرة للحدود...وزير العدل الاميركي: سنعاقبه بقسوة

وكالات/15 تشرين الأول 2018

أميركا تلاحق حزب الله الإرهابي في كل دول العالم وتقر القوانين الخاصة بهذه الملاحقات بهدف تجفيف مصادر تمويلة اللاشرعية وفي هذا السياق أعلن وزير العدل الأميركي تصنيف 5 منظمات من بينها “حزب الله” على لائحة المنظمات الإجرامية الدولية عابرة للحدود. وأشار الوزير الأميركي إلى أنه سيتمّ فرض عقوبات قاسية على "حزب الله" وملاحقة أعضائه والقيام بالتحريات اللازمة بشأنه. وتضمّنت لائحة العقوبات الأميركية عصابة مارا سالفاتروتشا المعروفة باسم MS-13 وهي منظمة أجرامية تنشط في الولايات المتحدة وبالتحديد في لوس انجليس ومنطقة خليج سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، وهي تنشط في مجال القتل والإتجار بالبشر والتهريب عبر الحدود.

 

كل المراكز لا تساوي شيئاً أمام الكرامة والقيم والمبادئ التي لا حياة خارجها

خليل حلو/15 تشرين الأول/18

عندما أسمع وأقرأ تصاريح ومنشورات رفاق سلاح قدامى تهدف إلى تضليل الرأي العام عن معنى 13 تشرين الأول 1990 الحقيقي حيث خضنا من بعده سوية نضالاً دؤوباً لإبقاء شعلة الحرية والحقيقة مضاءة، عندما أسمع وأقرأ ما يقولون لا أجد أثراً للنظام السوري الذي زج بالبعض منهم في السجون، وكأن الذي أسقط لبنان الحر في 13 تشرين 1990 هو راجح من مسرحية الرحابنة، فيصيبني القيء لأنني شاهد ولاعب في الذي كانوا فيه تحت الإحتلال السوري وأزلامه. التاريخ لا يمكن محوه ... وكذلك الحاضر. هذا الطلاق مع ماضٍ مشرّف لتبنـّـي حاضر غير مشرف هو في سبيل ماذا؟ في سبيل مركز؟ أو وزارة؟ أو نيابة؟ أو رئاسة؟ ... كل هذه المراكز لا تساوي شيئاً أمام الكرامة والقيم والمبادئ التي لا حياة خارجها.

 

الياس الزغبي: الحملات على السعودية لا تُنتج ترجيحاً لكفة إيران ولا تفك الحصار الدولي العربي عنها

15 تشرين الأول 2018

رأى الكاتب السياسي الياس الزغبي أن "الحملات على المملكة العربية السعودية تستخدم مسألة الخاشقجي كمنصة للنيل من الموقف العربي المتماسك في وجه التمدد الإيراني، وإضعاف الممانعة الفعلية لهذا التمدد". وقال في تصريح: "إن القائمين بهذه الحملات يحاولون دق الأسافين بين الرياض وحلفائها في الغرب وخصوصاً واشنطن، ومع بعض دول المنطقة وتحديداً تركيا، غير أن تنبه هؤلاء بدأ يقطع الطريق على هذا الاصطياد الخبيث، وكان اتصال العاهل السعودي بالرئيس التركي خطوة ناجحة في قطع طريق زعزعة الثقة في العلاقات". وأضاف: " كل هذا الاستغلال الموصوف ليس من شأنه تغيير التوازنات والتأثير على العلاقات العربية الدولية، أو تسجيل هدف في مرمى التحالف ضد الخطة الإيرانية واستهدافاتها السياسية والعسكرية".

 

سفك الدماء بات بعقيدة ولاية الفقيه ككتشب البطاطا

الشيخ حسن سعيد مشيمش/15 تشرين الأول 2018

ربما أكون مخطئاً فأرجو منكم أن تساعدوني على علاج الخطأ بصواب تسديدكم .دلوني على بلد من بلدان العرب دخلت إليه ميليشيات ولاية الفقيه العسكرية وأحزابها ومنظماتها المسلحة وأجهزتها الأمنية وبقي بهذا البلد كهرباء ، وماء ، وبحار غير ملوثة وأنهار غير جافة ، ومؤسسات نظيفة من الرشوى ، وآمن من الإغتيالات ، والتفجيرات ، والتهديدات ، والحروب الداخلية والحقد الأعمى بين مكونات شعبه ، ويشهد تنمية وعمران وازدهار في اقتصاده ولم يقع تحت الديون والمجاعة والبؤس والفقر كلبنان ، وسوريا ، والعراق ، واليمن " في اليمن 17 مليون تحت خطر المجاعة وانعدام الطبابة من أمراض قاتلة كالكوليرا !؟ " وفي أفغانستان حيث ولاية الفقيه افتعلت الحروب الداخلية فيها بين الشيعة والشيعة !!! وبين السُّنَّة والسُّنَّة !! وبين الشيعة والسُّنَّة !! سفك الدماء بات بعقيدة ولاية الفقيه ككتشب البطاطا !! أرجوكم دلوني لعل الحقد أعمى بصري وبصيرتي .

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 15/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ارتياح رسمي إقتصادي لبناني لفتح المعبر السوري الأردني جابر نصيب وسيصار الى استئناف التصدير عبره.

وفي الجولان أعادت الامم المتحدة فتح معبر القنيطرة باتجاه الداخل السوري ولتمكين قوة مراقبة الهدنة من متابعة عملها بعد توقف على خلفية الحرب الأهلية السورية.

وفي الداخل الفلسطيني تهديدات إسرائيلية لغزة ومهلة لحركة حماس حتى يوم الجمعة.

ويبقى الأبرز في الخارج التحقيق التركي في القنصلية السعودية حول إختفاء الصحافي جمال خاشقجي. وقد اتصل الرئيس الأميركي بالعاهل السعودي وأرسل الى الرياض وزير خارجيته.

حكوميا حراك على خط بيت الوسط وإشارة من الرياشي بعد لقائه الرئيس المكلف الى أيام أو أكثر بقليل لولادة الحكومة العتيدة بالرغم من إبلاغ الوزير أرسلان الرئيس المكلف تمسكه بتوزير أحد المناصرين كآخر تنازل يقدمه لتسهيل التأليف ويبدي استعدادا للقاء جنبلاط ورؤساء الحكومات السابقين. والوزير باسيل يطلب من مناصري التيار وقف السجال مع القوات.

وفيما عدا ذلك المحافل السياسية ترقب اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الوزارية. وقد تلقى الرئيسان عون والحريري نصائح فرنسية بالإسراع في تشكيل الحكومة لكي لا يكون لبنان مكشوفا أمام التطورات الإقليمية.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

اثنين الفتح سلك على محاور عدة.. معبر نصيب أعيد تشغيله على ثلاثة خطوط أردنية سورية لبنانية ..القنصلية السعودية في إسطنبول فتحت أمام لجنة مشتركة سعودية تركية .. وبيت الوسط فتح على طروح لطلال أرسلان لتسهيل تأليف الحكومة لكن المسارات هذه لا تعني بالضرورة أن الحكومة سالكة .. أو أن تحقيق القنصلية سيخرج جمال الخاشقجي حيا من بين ركام المعلومات التي رسمت مصيره ..وحده معبر نصيب سجل الفتوحات وسيحصد أرباحها الاقتصادية فبعد ثلاثة أعوام من إغلاقه قسرا يعود نصيب الى العمل .. وينال لبنان نصيبه من تسيير الشاحنات من دون منة السياسيين اللبنانين الذين اختاروا النأي بالنفس وترفعوا عن التواصل مع الحكومة السورية وآثروا الحفاظ على مشاعرهم القومية الثورية الوطنية التي لا ضير في خدشها وإهانتها في أماكن أخرى ولكن سوريا لم تعامل لبنان بالمثل واستجابت للمساعي التي بذلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حيث تنقلت جهوده بين دمشق وعمان ولقاء الملك الأردني عبدالله الثاني ولما لزمت قضية المعبر الى اللواء ابراهيم من دون أي عناء سياسي آخر .. كانت دولة العراق تعي أهمية المعابر الإستراتيجية وتوفد وزير خارجيتها إبراهيم الجعفري الى سوريا للتنسيق حول فتح معبر البوكمال الحدودي .. بحيث لم تصب مشاعر رئيس الدبلوماسية العراقية بأي خدوش في الوطنية والدبلوماسية بأرفع مستوياتها تحركت على ملف جمال الخاشقجي .. فأميركا ستوفد وزير خارجيتها مايك بومبيو إلى الرياض .. بعثة سعودية تركية دخلت القنصلية للمعاينة أما سيناريو الإخراج فقد ترك للرئيس واسع الخيال دونالد ترامب الذي لم يستبعد أن يكون هناك قتلة مارقون وراء ما حدث للصحافي السعودي على أن المارقين السياسيين هم حتى اليوم دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان .. صاحبا الخبرة بصياغة التسويات وباقتراب إعلان السيناريو المفترض كانت الشرطة التركية تمعن في التسريب وتؤكد عبر مصدرين لوكالة رويترز أن لديها تسجيلا صوتيا على مقتل الخاشقجي داخل القنصلية .. وليس بالضرورة أن يكون هذا التسجيل عائدا الى ساعة " ابل ووتش" وإذا كانت ساعة الخاشقجي غير موصولة على " بولوتوث" الخارج .. فإن " ابل وتتش " سعد الحريري بدأت إرسال إشارات لم يجر التأكد ما إذا كانت مجرد " ذبذبات " أو هي فعلا تسجل عملية التأليف وإخراجها من عقارب سياسية فالحريري تلقى من أرسلان خمسة أسماء لتداول المقعد الدرزي الثالث ثم استقبل الوزير ملحم رياشي الذي نقل عنه التفاؤل مرة جديدة ولكن .. ليس كل تفاؤل يؤدي الى تشكيل حكومات حتى وإن كانت البلاد تواجه أصعب الظروف الاقتصادية وهذه الظروف تتفاقم أكثر عندما يجري الكشف عن خط سير الدولة المتهالك والمتجه صعودا نحو الهاوية .. حيث التوظيف على غاربه وفقا لمحضر ضبط سطره اليوم النائب وكيل ملف الفساد لدى حزب الله حسن فضل الله فهو تحدث عن انفلات عشوائي في التوظيف .. ومياومين غب الطلب في زمن الشكوى من تخمة المياومين ووظائف وهمية يتقاضى من يشغلها راتبا، فيما يوجد الاف الخريجين والخريجات من الجامعات لا يجدون فرصة عمل. حشو الادارات بموظفين بمسميات شتى، هناك خمس مئة وواحد وثمانون فائزا في مباريات أجراها مجلس الخدمة مستشارون برواتب عالية تحت اسم برنامج " يو ان دي بي " تجاوزات في توظيفات الإسلاك الأمنية .. وغيرها كثير . لكن فضل الله لا يزال في مرحلة التأسيس والتسميات والكلام العمومي عن الفساد واللصوصية .. من دون أن يطور خطوته نحو وضع اليد على لص واحد ..ويترك على الاعلام تعقب بقية المراحل.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

انجزت سوريا المهمة داخليا او تكاد، وفتحت معابرها مع الخارج بأكثر من اتجاه، مؤكدة انها عبرت الازمة، وهي على طريق العودة الى دورها الاقليمي والدولي من اوسع الابواب.. بوابة الاردن فتحت باكثر من عبور للبضائع والركاب، فعاد معبر جابر – نصيب الى الحياة، مقدمة لعلاقة أكثر تطورا بين البلدين، لن تقف عند حدود المردود الاقتصادي المهم لهما..

والاهم لبنانيا انه معبر سيؤمن للبنانيين أكبر نصيب اقتصادي زمن الشح، وسيعيد وصل لبنان برا بعمقه العربي كما قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي دعا جميع المسؤولين الى استغلال الفرص المتاحة لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق مصالح المواطنين .. ولمصلحة لبنان الا تقتصر العلاقة مع سوريا بالترانزيت، على اهميته، فالمعابر بين البلدين يتم تفعيلها بالسياسة ليعود عبرها النازحون السوريون الى بلادهم، وتستجر الكهرباء الى لبنان، ويؤخذ اللبنانيون بخبرتهم الى ساحات اعادة اعمار سوريا، وفي موازين المصلحة، جلها لصالح لبنان.

العراق وبعنوان المصلحة المشتركة والشراكة بالنصر على الارهاب، تقدم خطوات بالعلاقة مع سوريا. وزير الخارجية ابراهيم الجعفري التقى الرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته وليد المعلم، وسط تأكيد ان المعابر ستفتح قريبا جدا بين البلدين، وان سوريا ستعود بقوة الى الساحة الاقليمية والدولية ..

في الساحة الاقليمية فتح الاميركي معابره لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ليخرج من نفق قنصلية بلاده في اسطنبول، وان كانت المخارج لا تخرج عن سيناريوهات الافلام الهوليودية، فان آخر ابتكارات ترامب ان عناصر غير منضبطة قد تكون قتلت جمال الخاشقجي في قنصلية سعودية رسمية، وان الملك سلمان نفى أن يكون على علم بأي شيء في لبنان ما بات معلوما أن الحكومة تسلك مسارا جديا، وان محطتها الاساسية اللقاء الذي سيجمع الرئيسين عون والحريري في بعبدا قريبا، على امل ان تكون الايجابية حقيقية.. اما الوظائف الوهمية التي تعتبر ابرز محطات الفساد في الادارة اللبنانية، فقد فتح ملفها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله كخطوة مهمة على طريق الاميال.

* مقدمة نشرة اخبار "او تي في"

بين سوريا والأردن، فتح معبر نصيب-جابر، وقوبل محليا بإيجابية كبيرة، في ظل الضوء الأخضر الممنوح لعبور صادرات لبنان. وبين سوريا والجولان المحتل، فتح معبر القنيطرة، وعاد العلم السوري ليرفرف فوقه للمرة الأولى منذ سنوات.

وبين سوريا والعراق، مفاوضات جدية في دمشق، لإعادة فتح المعابر.

أما لبنانيا، فبرز مساء اليوم فتح معبر خلدة-بيت الوسط، ومعبر التهدئة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، الذي عبر عنه بوضوح بيان صادر عن اللجنة المركزية للإعلام في التيار.

أما معبر حكومة الوحدة الوطنية، فيتوقف فتحه على الايجابيات المتبادلة، وعلى نتيجة اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية في وقت غير بعيد، علما ان بيت الوسط شهد في الساعات الأخيرة، ومن المتوقع أن يشهد في الساعات المقبلة لقاءات بارزة.

لكن، في انتظار انطلاق مسار التشكيل، مسار العمل البرلماني مستمر، ومن ضمنه محاسبة الوزراء تحت سقف الدستور والقانون، وضمن اطار الديمقراطية البرلمانية القائمة اساسا على ثنائية الرقابة والمحاسبة، وهذا بالضبط ما شهدته لجنة المال والموازنة اليوم، وما يرتقب أن تشهده في الآتي من الأيام.

* مقدمة نشرة اخبار "ام تي في"

إذا أردنا أن نعرف الاسباب الكامنة وراء موجة التفاؤل بقرب التوصل الى مسودة صيغة حكومية لا بد من الركون الى جملة معطيات تدفع في هذا الاتجاه، أولا التمني الحاسم للرئيس الفرنسي لتشريع التشكيل، ثانيا التمني الحاسم نفسه من السيد حسن نصر الله على الوزير باسيل الذي زاره بحسب المركزية غداة عودته من ارمينيا، ثالثا زيارة محتملة للرئيس الحريري الثلاثاء الى بعبدا ربما يحمل فيها الصيغة الحكومية الموعودة.

في سياق مواكب، حركة ضيوف فوق العادة في بيت الوسط توحي وكأن الطبخة الحكومية ربما بلغت مفترقا حاسما.

رابعا، العمل الجدي لخفض السجالات وقد اصدر التيار الحر تعميما لمحازبيه لوقف الحملات على القوات. خامسا، تركز التحركات على نوعية الحقائب التي ترضى بها أو ترفضها هذه الجهة أو تلك في إشارة الى تخطي عقبة عدد الحقائب.

توازيا، خبر مفرح للمزارعين اللبنانيين تمثل بفتح معبر نصيب بين سوريا والاردن ومن دون شروط بحسب اللواء عباس ابراهيم.

إقليميا، حركة حثيثة لحل لغز اختفاء الخاشقجي إذ دخلت واشنطن وانقرة على الخط وسط تضامن عربي شامل مع السعودية.

* مقدمة نشرة اخبار "ان بي ان"

العالم مشرع امام التطورات والاحداث معظمها يسير باتجاه يثير القلق والحذر وحدها ابواب سوريا التي فتحت على محيطها لا تعكس الا الانفراج والارتياح معبر تلو اخر اعلنت سوريا اليوم عن اعادة افتتاحها من نصيب جابر الى القنيطرة وغيرهما اما البوكمال فعلى الطريق ضمن عملية ترتيب للعلاقات السورية العراقية. النصيب اصاب لبنان الذي يترنح تحت وطأة مصائبه الاقتصادية المتتالية وفتح قوة من نور امام مزارعين يتلمسون طريق بضائعهم ومنتوجاتهم. السوريون فتحوا الحدود وتبلغ لبنان رسميا ان الطريق سالكة، هذا ما اكده المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لل "ان بي ان" كاشفا انه نقل هذه الرسالة من السلطات السورية الى المعنيين ولم يبق سوى الخطوات الاجرائية حتى تتحرك الشاحنات مجددا عبر المصنع وتستعيد زخم الترانزيت والتصدير بعد توقف دام لسنوات. كذلك توقع وزير الزراعة غازي زعيتر عبر ال "ان بي ان" انعكاسا ايجابيا لفتح المعبر وخصوصا فيما يتعلق بالصادرات الزراعية.

حكوميا لا جديد طالما قل اللقاء بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري حتى ولو كان متوقعا خلال الساعات القليلة المقبلة ومن جديد اراد الرئيس المكلف تحصين موقعه سنيا وصلاحياته كرئيس للسلطة الاجرائية واجتمع هذا المساء مع رؤساء الحكومات السابقين قبل زيارته المرتقبة الى بعبدا.

اما الرئيس نبيه بري الموجود في جنيف فقد اعلن انه مستعد ليحمل نفسه ويعود الى بيروت اذا اتفق رئيسا الجمهورية والحكومة المكلف. الرئيس بري اشار الى ان الامور واضحة ولا تحتاج الى التعبير فيما يخص اسباب تأخير ولادة الحكومة. الرئيس بري الذي يشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف استخدم سلاح الدبلوماسية البرلمانية نصرة لقضية فلسطين وشعبها في ظل محاولات طمسها عبر استخدام مقنع لمشاريع اخرى واعطائها الاولوية كبنود طارئة على جدول اعمال المؤتمر. هذه المشاريع تتعلق خصوصا بحجب الاموال عن الاونروا واعطاء المهاجرين حقوقا سياسية ما يشكل لغما ينطوي على مخاطر كثيرة منها محاولة تمرير التوطين على ما اوضح الرئيس بري الذي شدد من على منبر الجمعية العامة على المقاومة التي لم يعد ثمة شيء يجدي سواها.

الوقائع الاقليمية والدولية المتحركة تنقلت اليوم متسارعة على الخارطة الممتدة حدودها بين السعودية وتركيا والولايات المتحدة تحت عنوان كبير اسمه جمال خاشقجي. في اسطنبول دخل المحققون الاتراك او هم الان في طريقهم الى مبنى القنصلية السعودية علما بان لدى الشرطة التركية تسجيلا صوتيا يشير الى مقتل خاشقجي داخل المبنى على ما تقول مصادر في انقرة. ووزير الخارجية الاميركي هو الاخر في طريقه الى الرياض موفدا من الرئيس دونالد ترامب الذي بدا له خلال اتصال مع الملك السعودي ان قتلة مارقين غير منضبطين قد يكونون وراء ما حدث لخاشقجي.

* مقدمة نشرة اخبار "ال بي سي"

أمران ، على الأقل لا تعرف الدولة عنهما شيئا أو لديها معلومات مجتزأة عنهما ، أو أنها تعرف جزءا يسيرا ، ...

إنها دولة تفتقر إلى الداتا الدقيقة ، وهذا هو الخطر ... الأمر الأول هو أنها لا تعرف عدد الموظفين والمتعاقدين لديها ، فجاءت كلفة سلسلة الرتب والرواتب بأكبر مما توقعت ومن المعلومات التي قدمت ، كما أنها لم تتنبه إلى فضيحة التوظيف حتى بعد وقفه بالقانون ، فبعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب أدخل إلى الوزارات 824 بين موظف ومتعاقد ، و656 إلى المؤسسات العامة ، فيكون المجموع 1480 تم إدخالهم بشكل مخالف للقانون ، وهذا الرقم ليس نهائيا لأنه الرقم المتوافر لدى مجلس الخدمة المدنية ، ويبقى ما هو موجود لدى التفتيش المركزي ... هكذا ، دولة تنوء تحت أعباء مليارات الدين وانتفاخ القطاع العام ، توظف 1840 في فترة سنة ، قافزة فوق القانون الذي يمنع التوظيف والتعاقد ، وانطلاقا من هذا المعطى ، هل ستبدأ المحاسبة ؟

في هذا السياق ، علمت الـLBCI أن الأسئلة التي طرحت اليوم على وزارة الصحة ، في اجتماع لجنة المال والموازنة ، لجهة تجاوز الأرقام المحددة في الموازنة ، ستتوسع لتشمل سائر الوزارات على قاعدة محاسبة التجاوزات التي تم اقترافها .

والأمر الثاني الذي لا تعرفه الدولة ، أو تعرف عنه النذر اليسير ، هو مصير بعض أبنائها : اليوم الذكرى الخامسة لاختفاء المصور سمير كساب في سوريا ، وسنكون في النشرة مع تقرير خاص وحصري حيث لاحق الزميل أدمون ساسين القضية من بيروت وصولا الى تركيا .

وقبل عرض هذا التقرير نشير ، ووفق معلومات خاصة بالـLBCI إلى أن حراكا جديا ولقاءات منها معلن ومنها بعيد عن الأضواء ، يتعلق بالملف الحكومي ، وقد يفضي إلى فتح كوة في جدار العراقيل التي تؤخر تشكيل الحكومة .

* مقدمة نشرة اخبار"المستقبل"

بعد اكثر من تاكيد بان الايام القليلة المقبلة قد تشهد النهاية لازمة تشكيل الحكومة فان بيت الوسط بدا اليوم العنوان للحراك السياسي المتصل بالحكومة على طريق تذليل العقد التي تحول دون اعلانها حتى اللحظة .

فالرئيس الحريري الذي يجتمع في هذه الاثناء الى رؤساء الحكومات السابقين كان التقى وزير الاعلام ملحم الرياشي ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الذي اعلن بانه تنازل كثيرا من اجل تشكيل الحكومة معربا عن استعداده للقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برعاية الرئيس الحريري او الرئيس ميشال عون.

واليوم اكدت مصادر قصر بعبدا لتلفزيون المستقبل ان الامور تتحرك في مناخات ايجابية وان اللقاءات التي يجريها الرئيس المكلف من شانها ان تثمر تشكيلا للحكومة ولم تستبعد عقد لقاء قريب بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل

حياتيا فان اعادة فتح معبر نصيب بين الاردن وسوريا من شانه ان يعود بالفائدة على لبنان وفق ما اكد رئيس الجمهورية ميشال عون من خلال اعادة وصله برا بعمقه العربي مما يتيح إنتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس. ودعا الجميع الى استغلال الفرص المتاحة لدعم الإقتصاد الوطني وتحقيق مصالح المواطنين

اقليميا وبعد الغموض الذي اكتنف قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي دخل فريق سعودي تركي مشترك الى القنصلية السعودية لتفتيشها وفيما اوفد الرئيس دونالد ترامب وزير خارجيتة الى المملكة اشار إلى احتمال أن يكون خاشقجي قد قتل على أيدي قتلة غير منضبطين مشيدا بالتعاون السعودي التركي المشترك في التحقيق وبحرص قيادة المملكة على استجلاء كافة الحقائق المتعلقة بالقضية .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 تشرين الأول 2018

النهار

دهمت أجهزة أمنيّة بعض الأماكن والبلدات في عاليه حيث ظهر سلاح مع بعض المحازبين المُنتمين إلى حزب عقائدي، على خلفيّة ‏رفض مسؤول سابق تسليم مهمّاته إلى خلفه، ممّا أدّى إلى توتّر وإطلاق نار وانقسامات لا تزال تداعياتها قائمة.

تستمر حملة "التطهير" في قوى الأمن الداخلي رغم العوائق التي تحرّكها جهات سياسيّة عدّة لمنع المدير العام من متابعة مهمّته.

سخر وزير في قوى 14 آذار سابقا على الموقف بعد اعلان السيد حسن نصرالله ان حزبه لا يحتاج ليقدم اثباتات وتبريرات لاسرائيل تعليقا على زيارة وزير الخارجية ملعب العهد برفقة دبلوماسيين واعلاميين .

البناء

كواليس

قالت مصادر أردنية إنّ فتح معبر نصيب الحدودي مع سورية يأتي بالتزامن مع مساع حثيثة لرفع الحظر السعودي على البضائع ‏السورية، وإنه يتمّ ضمن إطار اتصالات دولية وإقليمية لفتح معابر سورية مع جيرانها في الأردن والعراق وتركيا قبل نهاية العام، تلبية ‏لطلبات أوروبية اقتصادية من جهة، وتعبيراً عن التأقلم الدولي والإقليمي مع نجاح الدولة السورية بتخطي المخاطر التي واجهتها ‏خلال السنوات الثماني الماضية، وأنّ هذه الإجراءات ستجد تتويجها في مسار جنيف للحلّ السياسي بسقف واقعي عنوانه التمهيد ‏للانتخابات

الجمهورية

إعتبر مرجع سياسي أن الحكومة على قاب قوسين من الولادة وإذا تعثرت فمعناه ذهابها الى أمد غير معلوم.

يخطط أحد الوزراء من الآن إلى استحداث وزارة تكون خريطة طريق أمامه للوصول إلى منصب كبير في الدولة.

حرص أكثر من زعيم حزبي على وضع شعارات الإنتخابات الطلّابية في الجامعات بنفسه تمهيدا لإستغلال النتائج في التنافس على ‏الحصص في الحكومة المقبلة.

اللواء

أدى تصريح منسوب لمسؤول حزبي إلى نسف المساعي التي نشطت مؤخراً لترميم العلاقة بين رئيسه وشخصية شمالية بارزة!

أعادت الأجواء التصعيدية التي أحاطت بذكرى 13 تشرين إلى الأذهان المناخات المتوترة التي سبقت إندلاع "حرب الإلغاء" بين ‏العونيين والقوات عام 1989‏.

عمد قطب طرابلسي إلى إقفال مكاتب الخدمات الإجتماعية والطبية وتسريح مئات الموظفين تحت ضغط "أزمة السيولة" بسبب ‏الخسائر التي تكبدتها مؤسساته في الخارج مؤخراً!

المستقبل

يقال إنّ التشكيلات الديبلوماسية للفئة الثالثة باتت تنتظر تشكيل الحكومة الجديدة وهي مرتبطة أيضاً بالدورة الجديدة للديبلوماسية

 

باسيل زار الضاحية... ودعوة من نصرالله لتشكيل الحكومة سريعًا

الاثنين 15 تشرين أول 2018 /ذكرت وكالة الأنباء "المركزية" ان وزير الخارجية والمغتربين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التقى ليل الجمعة – السبت ئت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على مدى ثلاث ساعات، اثرعودته من ارمينيا حيث انضم الى الوفد اللبناني برئاسة الرئيس ميشال عون في القمة الفرنكوفونية وشارك معه في الاجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ونقل باسيل اليه اجواء المؤتمر وانتخاب الرئيس عون نائبا لرئيس الفرنكوفونية واختيار لبنان مركزا اقليميا للفرنكوفونية. وتردد ان الوضع الاقليمي والتهديدات الاسرائيلية كان الموضوع الاساس في البحث انطلاقا من"عراضة" رئيس حكومة اسرائيل في نيويورك بنيامين نتنياهو عندما اظهر خرائط عن وجود صواريخ في محيط المطار تبين بعد الجولة الدبلوماسية الميدانية والكشف العيني ان لا صحة لادعاءاته التي ليست سوى رسالة متعددة الاتجاهات لروسيا وايران وتقديم اوراق اعتماد الى ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للحصول على ضوء اخضر لاستمرار طلعات اسرائيل الجوية فوق سوريا ردا على استقدام روسيا منظومة صواريخ اس -300 الى سوريا وتحذير تل ابيب من عدم استخدام الاجواء السورية واللبنانية. وتطرق اللقاء ايضا الى اجواء الاجتماعات التي عقدها الوزير باسيل في الخارج لا سيما في نيويورك ويريفان حيث اطّلع على الرؤية الفرنسية لاوضاع المنطقة وكان نقاش في الوضع السياسي اللبناني فأبلغ الرئيس عون ماكرون ان لبنان وحزب الله يريدان استمرار الاستقرار والهدوء في الجنوب وغير مستعدين لتسخين الجبهة والتصعيد وان اسرائيل هي التي توجه التهديدات .وطلب الرئيس عون من فرنسا ان تلعب دورها المعهود في منع اسرائيل من خرق الهدنة واستغلال الوضع في لبنان لشن غارات داخل الاراضي اللبنانية . واذ اثنى نصرالله على مواقف الرئيس عون ووزير الخارجية الوطنية الواضحة لاسيما في المحافل الدولية، اكد ان الوقت حان لتشكيل الحكومة سريعا ووضع حد للفراغ الذي بات يتهدد مصير الوطن في ظل التطورات المحلية والاقليمية. وكان تأكيد من الجانبين على استمرار التواصل والتنسيق في المرحلة المقبلة، وحرص على ابقاء الاجتماع بعيدا من الاضواء.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان "لقاء سيدة الجبل  الإسبوعي

15 تشرين الأول 2018

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة اسعد بشارة، انطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي حاطوم، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حنا صالح، ربى كبارة، ريمون معلوف، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، سيمون ابو فاضل، غسان مغبغب، طوني الخواجه، طوني حبيب، فارس سعيد، كمال الذوقي، لينا حمدان، مياد حيدر، نوفل ضو وأصدر البيان التالي:

أولاً- يصرّ "لقاء سيدة الجبل" على اعتبار الأزمة التي تعيشها البلاد ناتجة من وضع يد ايران على القرار الوطني، ويعتبر أن معركة كل الوطنيين اللبنانيين هي في رفع الوصاية الايرانية عن هذا القرار دفاعاً عن الدستور وحفاظاً على العيش المشترك.

ثانياً- يستمرّ اللقاء في اتصالاته لعقد الخلوة السنوية في أسرع وقت، والتي تتضمّن الملفات التالية:

1- الإشكالية العقارية بعد الحرب.

2- موضوع الحريات في لبنان.

3- المانيفست السياسي.

4- التقرير السياسي السنوي حول خيارات المسيحيين.

ثالثاً- يعمل "لقاء سيدة الجبل" على توسيع إطار اتصالاته السياسية توصلاً إلى إطار وطني جامع يأخذ على عاتقه رفع الوصاية الايرانية عن لبنان.

 

هل يردع الرئيس عون معايير باسيل الوزارية؟

"اللواء" - 15 تشرين الأول 2018/لم يستبعد مصدر مطلع، لـ «اللواء»، أن تأخذ المشاورات الجارية بعض الوقت، مشيراً إلى تعقيدات ما تزال تعترض الحكومة، وستؤدي إلى استمرار تأخيرها، ما لم يُبادر رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الحد من معايير الوزير جبران باسيل، التي تؤثر سلباً على جهود التأليف. واعتبر المصدر أن ما يجري في المنطقة من شأنه ان يعطي الفرصة للنفاذ إلى الخروج من المأزق الحالي، وعدم البقاء في دائرة التأثر سلباً أو إيجاباً بالمناخات السياسية والاقتصادية الضاغطة على العلاقات والنظام الإقليمي - الدولي في الشرق الأوسط.

 

باسيل يجمع المسيحيين.. ضده

منير الربيع /المدن/الإثنين 15/10/2018

أصبح في الامكان الحديث عن انتهاء تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. الحملة الدعائية من جانب التيار، التي نظّمت لمناسبة ذكرى 13 تشرين ووصف القوات اللبنانية بالغدر واتهمتها بالضلوع في ما جرى ذلك اليوم، توحي بأن التيار أراد نقل المواجهة من الجانب السياسي إلى القواعد الشعبية والشبابية. كانت القوات تحرص على استمرار تصعيد مواقفها السياسية وتسمية الأمور بأسمائها، ولكن من دون أن ينعكس ذلك على الوضع العام في الشارع المسيحي. إلا أن تصعيد التيار بهذا الشكل، أخرج الأمور من طورها. مقابل الاتهام بالغدر، ردّ مناصرو القوات بأن النظام السوري أخرج عون من بعبدا والقوات هي من اعادته إليها، بينما يجد رئيس التيار جبران باسيل نفسه قادراً على الانفتاح على النظام وغير قابل للانفتاح على القوات.

في موازاة هذه الحملات المتصاعدة، كان التوتر ينعكس في الشارع بين مناصري الفريقين المسيحيين، ولا سيما الإشكال الذي حصل في الجامعة اليسوعية. قابلت القوات ما يجري بدعوة مناصريها إلى عدم الإنجرار إلى هذه السجالات، لكن الأمور أفلتت من عقالها. وما يعزز منطق القفز فوق تفاهم معراب بين الطرفين، ليس استمرار الأزمة الحكومية فحسب، على رغم أن القوات تعتبر أنها تتعرض لحرب الغاء جديدة في السياسة من جانب التيار، على غرار حرب الالغاء التي تعرّضت لها قبل أحداث 13 تشرين. وأكثر، تعتبر القوات أن حرب الالغاء التي شنّها ضدها الرئيس ميشال عون آنذاك هي التي دفعت القوى المحلية والخارجية إلى الاستفراد به.

الآن، يرتكز الاهتمام المسيحي على تكوين جبهة مسيحية معارضة للتيار الوطني الحر وكيفية تعاطيه مع الاستحقاقات السياسية. التقارب بين القوات وتيار المردة، والتقارب بين المردة وحزب الكتائب، يهدفان إلى قطع الطريق على استفراد التيار بالقرار المسيحي. صحيح أن الأطراف المتقاربة تنفي أن يكون هدف التقارب هو مواجهة باسيل، لا بل يندرج في إطار توسيع دائرة المصالحات. لكن، في السياسة الأمر مختلف، خصوصاً أن القوات والمردة يتعرضان لهجمات مستمرة من جانب باسيل، ليس في الخلاف على الحصص الحكومية فحسب، إنما في توجيه الاتهامات لهما بالفساد وعدم وجود رؤية للوزارات التي يتوليانها. حين سُئل باسيل عن مصالحة القوات والمردة، واللقاء بين سمير جعجع وسليمان فرنجية، أجاب بما لا يمكن لأحد أن يتصور، قال: "هذه الخطوة مطلوبة منذ زمن، وهي إيجابية طالما أن شخصاً سيكون قادراً على مسامحة قاتل والديه، فحينها يمكن أن يسامح من يعتبر أنه أخذ منه الرئاسة". استوقف هذا التعليق كثيرين، واعتبروا أنه مؤشّر لحجم امتعاض باسيل من الخطوة أولاً، ودليل على استمرار هجومه على الطرفين.

هذا الهجوم عاد باسيل وفتحه في مسألة تشكيل الحكومة، إذ عاد إلى المطالبة بالحصول على 11 وزيراً ووزارة الأشغال، مقابل اعطاء القوات 3 وزراء بدلاً من 4. الكلام أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، وحين همّ البعض للتواصل مع باسيل للاستفسار عن هذه الشروط الجديدة، قال إنه يرفع السقف لمواجهة القوات، وهدفه تسهيل التشكيل. جوابه لم يقنع سائليه، الذين اعتبروا أن تصعيده يهدف إلى القضاء على كل المساعي الايجابية للتشكيل. لأنه إذا ما أراد مواجهة القوات وعدم الانحناء لمطالبها، فلماذا طالب بوزارة الأشغال؟ ويصل الأمر بالتيار إلى القول أن لا حكومة إذا كانت الأشغال للمردة. ويتزامن ذلك مع هجوم عنيف على وزير الأشغال يوسف فنيانوس، بدأه باسيل حين وصفه بالطش والطشين، ولم ينته في إطلالته الأخيرة، إذ اعتبر أن الأشغال بحاجة إلى خطط ورؤى غير متوافرة لدى من تولاها.

هجوم باسيل لم يقتصر على الأفرقاء المسيحيين. في خطابه لمناسبة ذكرى 13 تشرين، اعتبر أن التيار دخل في تسوية مع المستقبل، ولكنها لم تعد كافية، ما لم تتعزز في التساوي بالحكم. وهي إشارة من باسيل إلى المستقبل بأن عليه تقديم مزيد من التنازلات للحفاظ على التسوية. وبذلك يردّ على الرئيس سعد الحريري الذي أعلن تمسّكه بها. بالتالي، لذلك ثمن على الحريري دفعه، خصوصاً أن باسيل عاد واعتبر أنه لن يرضخ للضغوط الخارجية التي تمارس عليه. وهو عنى بذلك الحريري الذي لجأ إلى الفرنسيين لإقناعه بالتنازل. ومن الواضح أن باسيل لن يتنازل. فتتكون حوله صورتان متناقضتان، إذ يعتبر البعض أن خطواته هذه عبارة عن ذكاء وتخطيط للمستقبل سيفيد بمنه كثيراً في كل معاركه، بينما البعض الآخر يصف باسيل بالفرعون الجديد، وفرعون نهايته الغرق.

 

مؤشرات سياسية واقتصادية على إعلان الحكومة قبل نهاية الشهر/نائب في {المستقبل}: الحريري لن يستقيل ولن يستكين قبل تأليفها

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/رفعت المؤشرات الاقتصادية والسياسية والضغوط الناتجة عنها، فرص الإعلان عن الحكومة اللبنانية قريبا. وتقول المصادر القريبة من الأجواء السياسية، إنها قد تتبلور معالمها خلال اللقاء المتوقع بين الرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس اللبناني العماد ميشال عون، رغم العقبات القائمة، ومن بينها عدم التوصل إلى حل نهائي بشأن حصة «حزب القوات اللبنانية»، وتجديد سنة «8 آذار» مطالبهم بأن تكون لهم حصة في الحكومة المزمع تشكيلها. وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب نزيه نجم لـ«الشرق الأوسط»، إن منسوب التفاؤل بتشكيل الحكومة في هذا الأسبوع «ارتفع»، مشيراً إلى أن «المعطيات الاقتصادية والسياسية والضغوط الشعبية الناتجة عنها، تضغط لتشكيل الحكومة بأسرع وقت». وقال: «البلد لم يعد قادراً على الصمود من دون حكومة، وهذا الواقع يفرض علينا جميعاً أن نجد حلاً وأن نضغط لتأليفها»، مشدداً على أن الحريري «مصرّ على أن تكون له حكومة في القريب العاجل، وهو لن يستقيل، ولن يستكين قبل تأليف الحكومة». وكان الحريري قد تعهد بأن تكون هناك حكومة خلال عشرة أيام، وهي المهلة التي انتهت أمس، من غير القدرة على تأليف حكومة لا تزال تتعرض لمطالب الأطراف السياسية بالحصول على حقائب وزارية محددة، بعد قطع شوط كبير على صعيد الحصص الوزارية. وعما إذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضغط لتشكيل الحكومة خلال لقائه بالرئيس عون على هامش مشاركته في أعمال القمة الفرنكوفونية في العاصمة الأرمينية يريفان الأسبوع الماضي، نفى نجم أن يكون ماكرون مارس ضغوطاً، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي تحدث عن فرصة لبنانية للاستفادة من مقررات مؤتمر «سيدر» لدعم الاقتصاد اللبناني عندما تتشكل الحكومة. وقال نجم: «لا أحد يضغط على لبنان».

وقال نجم إن الحريري سيحمل الحقائب الحكومية المقترحة، كما كل مرة، إلى جانب الحصص، في التشكيلة الحكومية المعدلة التي سيعرضها على الرئيس عون في هذا الأسبوع. وأضاف: «نحن متفائلون... ونتوقع كل الخير من الزيارة المرتقبة على صعيد تأليف الحكومة».

ورغم أجواء التفاؤل التي تخيم على الواقع السياسي اللبناني، فإن المخاوف من تعثر الحكومة بقيت قائمة، إذ قال عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب أنور الخليل إن المؤشرات الإيجابية التي لاحت بأفق تأليف الحكومة أراها تتبدد. وحذر الخليل من أن الأوضاع الاقتصادية قد تتحول إلى أزمة نقدية في ظل تنامي المؤشرات السلبية إذا لم نبادر لحكومة وحدة وطنية من شأنها زيادة المنعة الوطنية لمواجهة أي طارئ على مستوى الاقتصاد أو الأمن. من جهته، اعتبر عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب أنيس نصار أن عملية تشكيل الحكومة «تشبه لعبة الشطرنج من حيث تقسيم الحصص»، مشددا على «ضرورة أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب»، لافتا إلى أن «القوات تطالب بوزارة الطاقة لسبب وليس هواية». وأكد نصار في حديث إذاعي أن «القوات قدمت الكثير من التسهيلات في موضوع التشكيل»، مشيرا إلى أن «أحدا لا يأخذ رأي القوات ولا يطلعها أو يطرح عليها تشكيلة بحصة القوات في الوزارة»، معتبرا أن «الخلاف الوحيد في الحكومة الحالية بين القوات والتيار هو حول ملف البواخر فقط»، مؤكدا أن «القوات لم تعرقل أي مشروع آخر في الحكومة». وفي سياق التباينات بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، اعتبر نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن بعضا ممن في السلطة يمارسون نوعا من «التسميم» للمعلومات والمعطيات، ويشوّهون الحقائق، وقال: «يجب التحلّي بالحد الأدنى من المعلومات والمعطيات والمعرفة الدستورية». وقال الفرزلي في حديث تلفزيوني: «الانتخابات النيابية هي التي تصحّح تمثيل المكوّنات في البلد، والتضامن الوزاري في مجلس الوزراء هو الضمانة للوحدة الوطنية». وأكد أن هناك محاولة لإجهاض نتائج الانتخابات النيابية، والهدف الأبعد: «إسقاط العهد»، مؤكدا: «لن نسكت عن ذلك».

 

استبعاد أرسلان من الحكومة يجدد التوتر مع جنبلاط

بيروت: وجدي العريضي/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/تجددت المساجلات بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه النائب السابق وليد جنبلاط و«الحزب الديمقراطي» الذي يترأسه الوزير طلال أرسلان، وتصاعدت الحملات السياسية المتبادلة بين الطرفين على خلفية رفض جنبلاط توزير أرسلان وأن يكون الدرزي الثالث في الحكومة المرتقبة وسطياً لا يتبع أرسلان وليس مقرباً منه. وقالت مصادر سياسية متابعة لـ«الشرق الأوسط»، إن السبب الأساسي لعودة التصعيد السياسي بين جنبلاط وأرسلان يتمثل باستبعاد أرسلان من الحكومة المقبلة، وربما تخلي حلفائه عن توزيره إن كان من قبل «التيار الوطني الحر» أو «حزب الله»، إضافة إلى ما قاله الرئيس المكلف سعد الحريري خلال حواره المتلفز الأخير بما معناه، أنه من يقوم بالاتصالات وحلحلة العقدة الدرزية إضافة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لافتة إلى أن الاتصالات تجري مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط. وقالت المصادر: «هذه العبارة تركت غضباً في صفوف البيت الأرسلاني ومحازبيه»، مشيرة إلى أنه بموازاة وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة المرتقبة وما آل إليه المخرج الذي سيعتمد على الخط الدرزي، «يظهر جلياً أن أرسلان خارج الحكومة والوزير الدرزي الثالث عدا عن الوزيرين المنتميين إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، سيكون مقرباً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيسين بري والحريري وجنبلاط، أي وسطياً»، مؤكدة أن استبعاد أرسلان وكما كان متوقعاً سيؤدي إلى حملات إعلامية وسياسية.

وفي هذا السياق، يتساءل مصدر وزاري في اللقاء الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط»: لماذا على أرسلان أن يغضب ويطلق عبارات خارجة عن المألوف ويهدد ويتوعد، هل لأنه ترك له مقعداً نيابياً شاغرا في عاليه؟ في إشارة إلى المقعد الشاغر الذي تركه جنبلاط في عاليه من غير أن يرشح عليه أي مرشح. وقال المصدر: «احتراماً للناخبين من الطبيعي أن يتمثل الحزب الاشتراكي بثلاثة وزراء دروز، وهذا أضعف الإيمان لا سيما أن الناس قالت كلمتها في هذه الانتخابات والمسألة ميثاقية يقر بها الجميع، ولكن رئيس الحزب وليد جنبلاط وحفاظاً منه على وحدة الصف الدرزي والوطني والأوضاع الاقتصادية والمعيشية المزرية في لبنان، ومعاناة الناس في هذا الإطار قام بشجاعة وكعادته بتسوية لتسهيل التأليف للخروج من هذا النفق المظلم وتسهيل أمور الناس وعلى هذا الأساس جاء المخرج حول الدرزي الثالث». وقال المصدر: «نحن تركنا المسألة في عهدة الرئيسين بري والحريري»، لافتاً إلى أن «اللقاءات مستمرة ومفتوحة معهما»، مشددا على أن «رئيس المجلس النيابي رجل حكيم ونستمع إليه دوماً ونأخذ برأيه، وهذا ما يحصل في كل المحطات، من هذا المنطلق على أرسلان أن يهدأ ويخفف غضبه لأن المطلوب فتنة على الساحة الدرزية بطلب من بشار وماهر الأسد ونحن ندرك ما يخطط وما يعد منذ فترة طويلة من محاولات بائسة ويائسة لتحجيم وليد جنبلاط من خلال القانون الانتخابي وأثناء الانتخابات وصولاً إلى تشكيل الحكومة».

وأكد المصدر الوزاري «أننا فوتنا الفرصة على هؤلاء، ولهذه الغاية تحدث جنبلاط عن التسوية بشجاعة ولن نقبل أو نسمح بأي إشكالات أو خلل أمني في الجبل أو على المستوى الوطني لأن كل أبناء الجبل أهلنا ولأي جهة سياسية انتموا». وكشف المصدر المذكور، عن اتصالات بالغة الأهمية ستجرى خلال اليومين المقبلين «لأن المتابعة من قبل موفدي رئيس الحزب التقدمي ورئيس اللقاء الديمقراطي باتجاه الرئيس بري والرئيس المكلف سعد الحريري هي شبه يومية، ولكن لا يمكننا حسم الأمور حيث ما زالت المشاورات جارية وقطعت شوطاً متقدماً». وتتحدث المعلومات المتوفرة من قبل المولجين بالاتصالات على خط التأليف حول نوعية الحقائب، عن أن المحسوم حتى الآن أن يتمثل الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي بوزيرين هما النائبان أكرم شهيب ووائل أبو فاعور أما نوعية الحقائب فحقيبة الزراعة هي شبه محسومة أما الثانية فالاتصالات جارية حولها، وهناك ميل جنبلاطي لإسناد حقيبة التربية للحزب واللقاء الديمقراطي على اعتبار أن تجربة الوزير الحالي مروان حمادة كانت ناجحة وممتازة وهذا ما يردده الحزب واللقاء على اعتبار أن حمادة استطاع أن يؤمن للقطاع التعليمي سلسلة الرتب والرواتب وكذلك إدراج مشروع تبناه اللقاء الديمقراطي وهو «التعليم المجاني في الثانويات وفي المدارس المهنية والمعاهد الفنية الرسمية»، فضلاً عن إنجازات أخرى سبق وتحققت.

 

ما خُفيَ عن تصعيد باسيل ضدّ "القوات"...

اللواء/15 تشرين الأول 2018/في تقدير مصادر سياسية، لـ «اللواء»، ان رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل لم يكن موفقاً بالمطلق في ان يصوب معظم خطابه في احتفال التيار بذكرى 13 تشرين 1990 باتجاه «القوات» ويلصق بها أبشع النعوت والصفات إلى حدّ اتهامها بالاغتيال السياسي للعهد، من خلال تشبيه 13 تشرين 1990 الذي كان هدفه اغتيال العماد ميشال عون بـ13 تشرين 2018، رغم ان العماد عون أصبح رئيساً للجمهورية، ويحتاج إلى التفاف جميع اللبنانيين حوله، باعتباره الأب الذي يجمع ولا يفرق، يصون ولا يبدد، يحمي الكل بحكم كونه حامي الدستور ورئيس البلاد، لا ان نضعه طرفاً أو جزءاً من صراع سياسي بين شقيقين. وبحسب هذه المصادر، فإنه إذا كان باسيل يريد تعبئة المنتسبين الجدد إلى التيار وعددهم بحسب قوله يبلغ 5 آلاف منتسب، من خلال تجييشهم ضد خصمه السياسي، فإن ذلك يفترض ان لا يكون من خلال إقحام رئيس الجمهورية في هذا الصراع، فضلاً عن توريط رئيس الحكومة المكلف في جانب آخر منه، بحيث يؤدي ذلك إلى تعطيل كل مساعي تأليف الحكومة. وتساءلت: كيف يتوازى إصرار باسيل على الإتيان بحكومة وحدة وطنية وقوله ان التسوية التي أجراها التيار مع تيّار «المستقبل» لم تعد كافية، وما هو المطلوب من الرئيس الحريري، لكي تتحوّل التسوية إلى تساو في الحكم وبالمسؤولية في مواجهة الفساد، بحسب قول باسيل، وهل يكون ذلك بإعلان الطلاق مع «القوات»؟ وبإتهامه بالتقصير حيال الفساد ثم ما معنى قوله ان المصالحة مع «القوات» لن تكون كافية إذا لم نعززها بشراكة عادلة بالحكم؟ وكيف تكون هذه الشراكة، إذا كان الطرف الثاني في هذه المصالحة «مجرم حرب في ميليشياته» في 13 تشرين 1990، وهو اليوم «مجرم سلم بفساده وكذبه؟»، بالإضافة إلى اتهامه باعاقة تأليف الحكومة من خلال إقحام الخارج، لا بل استجرار هذا الخارج والاستقواء به لفرض مطالبه المضخمة التي لا تعكس لا تمثيلاً نيابياً ولا تمثيلاً شعبياً؟، وهو ما ردّ عليه لاحقاً رئيس «القوات» سمير جعجع، معتبراً نتائج الانتخابات الطلابية التي جرت في ثلاث جامعات بأنها عينة صغيرة عن التمثيل الشعبي التي تمثله «القوات»، داعياً الوزير باسيل الذي سماه بالاسم إلى ان يسمع ذلك. وخلصت إلى القول بأنه «ولكن في حال تجاوز الرئيس المكلف الخلاف بين «التيار والقوات» - وهو خلاف يتجاوز موضوع تشكيل الحكومة الى الصراع على الشارع المسيحي والسلطة وصولا الى رئاسة الجمهورية لاحقا- وانجز تشكيل الحكومة، فإن استمرار هذا الصراع قد ينعكس سلبا على عمل الحكومة الجديدة لاحقا تعطيلا وعرقلة وكيدية سياسية تعيق انطلاقة الحكومة والعهد بالشكل الذي يتمناه كلّ من الرئيسين عون والحريري».

 

بعلبك تحن إلى عودتها لحضن الدولة والأهالي كسروا حاجز الخوف وأعلنوا عن ضيقهم من الفلتان فكانت الخطة الأمنية

بعلبك (شرق لبنان): سناء الجاك/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/تحاول مدينة بعلبك عاصمة البقاع الشمالي التفلت من حاضرها، كأن بها رغبة بالعودة إلى عصرها الذهبي في ستينات وسبعينات القرن الماضي. هذا ما تشي به الإقامة في فندق بالميرا الذي شيده عام 1872 المهندس اليوناني ميمكاليس باركلي المطل على الأعمدة التاريخية في المنطقة الرومانية. وهذا ما يكرسه موظفان في الثمانين من عمرهما يتوليان الخدمة. هما في الفندق منذ خمسينات القرن الماضي، كما يقول أحدهما، أحمد كساب، لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «كان في المدينة أربعين سيارة وخمس باصات و10 سيارات تاكسي أميركية. أجرة ركوب الباص إلى بيروت ربع ليرة. وأجرة التاكسي الأميركاني ليرة كاملة». تحط الرحال في غرفة جان كوكتو. هنا نام الكاتب والمصمم والكاتب المسرحي والفنان والمخرج عام 1960. وهنا رسم على الجدار وجهاً مع «تحية ودية» وترك لوحة لمسرحية «الآلة الشيطانية» التي قدمها في مهرجانات المدينة الدولية بالاشتراك مع الممثلة جان مورو. وأودع كلمات جاء فيها: أليست الشرفة الغامضة لبعلبك التي يفترض أن يرحل منها البشر نحو النجوم، هي المكان المثالي لإقلاع الشاعر ومداه.

تشعر أنك في ضيافته أو أنت دخيل عليه. ذلك أنك تبحث عن بعلبك التي لم يعرفها. فقد عرف بعلبك عندما كانت تعبق بسحر تاريخها وتتحضر للازدهار لتحتل مكانة تليق بها. يدل على ذلك المجد الغابر للفندق، الذي بدأ يتداعى ويتساقط طلاء الجدران في قاعاته وغرفه. لا تجديد ولا صيانة. والسبب هو ما سيطالعك عندما تغادره باتجاه شوارع المدينة وناسها، حيث تطغى الأعلام السود في ذكرى عاشوراء والثياب السود التي تشكل زياً موحداً للعابرين من نساء ورجال. تترك المجد الغابر للفندق فأنت لا تريد أن تقع ضحية الازدواجية بين كل هذا الشعر والسحر والفن والعظمة مقابل ما سوف يتكشف لك بعد حوارات مع أهل المدينة الذين يتابعون نتائج الخطة الأمنية بحذر، لأن تجاربهم السابقة برهنت لهم أن حياتهم هنا محكومة بالقمع والخوات والتهريب ونهب المال العام والموارد الطبيعية. وأن الخطط الأمنية تبقى مرحلة عابرة لامتصاص النقمة الشعبية أو الإيحاء بأن الدولة تقوم بواجباتها في حين أن الآمر والناهي في المدينة معروف. أحد الظرفاء قال: «إنه لم يعد يستطيع النوم، لأن الناس تعودوا أزيز الرصاص، الذي خفت مع وجود الجيش في شوارع المدينة»، مضيفاً: «صدقاً نحن نحب الدولة لكن المطلوب منها أن تحبنا بالمقابل». ملاحظتان تستوقف زائر بعلبك - الهرمل، الأولى أن حاجز الجيش عند مدخل الفندق، ينسحب عناصره مساءً، ليحل مكانهم عناصر من «حزب الله»، ويقطعون الطريق في الاتجاهين، خلال إحياء مراسم عاشوراء في إحدى الحسينات وسط بعلبك. والثانية هي السجائر، فثمنها في بعلبك أقل منه في بيروت. ولدى السؤال عن السبب يجيب البائع بثقة وبصوت عالٍ ومن دون أي إحراج: لأنها تهريب. يقول فؤاد لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخطة الأمنية صفر. لكن كان من المفترض القيام بها لاسترضاء أهالي بعلبك - الهرمل بعدما كسروا حاجز الخوف وأعلنوا عن ضيقهم من الفلتان الأمني الذي يحظى بغطاء من قوى الأمر الواقع». وفؤاد ليس اسماً حقيقياً، كذلك معظم الأسماء التي تدلي بشهادتها، لأن التحفظ على الهويات هو الشرط الأول للحديث. لا يوافق علي، ولا يستطيع أن يكبت غضبه. يقول: «الإنماء حصل على صعيد الطرق والبنى التحتية. وهناك معمل لفرز النفايات. الأحوال تتحسن. وإن بقيت غير كافية. والتقصير من الدولة وليس من حزب الله الذي يحاول أن يسد الفراغ الاقتصادي والأمني بكل ما أوتي من قدرة. لولاه لكانت أوضاعنا كارثة».

ولاءات وانعدام الخدمات

علي يشير إلى أن من يعتمد على حزب الله اقتصادياً يقارب 20 في المائة يحصلون على رواتب شهرية من خلال عملهم في مؤسسات الحزب، وهناك 50 في المائة يتلقون مساعدات لقاء الولاء والتأييد والمشاركة في كل ما يتعلق بالحزب. هذا عدا المساعدات المتفرقة وبطاقات «نور» التي تؤمن لحاملها حسومات كبيرة لشراء مختلف السلع. عندما لا يجد المواطن مورداً يصبح المورد «حزب الله». يوافقه صاحب مكتبة، فيوضح أن ثلث زبائنه يشترون الكتب والقرطاسية لأولادهم مع بدء العام الدراسي ببطاقات «نور» التي يقدمها الحزب إلى الأهالي.

رئيس البلدية السابق غالب ياغي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لدى أهل بعلبك - الهرمل موجة عالية من السخط، فخلال 25 عاماً لم يقدم الحزب ومعه حركة أمل شيئاً للمنطقة. لذا نلاحظ الجهود الحالية لوضع الشيعة في معركة مع الطوائف الأخرى وإيهامهم بأنهم مستهدفون. ويا غيرة الدين». ليستدرك: «هم يملكون السلاح والمال ويتحكمون بالمنطقة، لكن الناس تنتخبهم. النق جارٍ لكن لا موقف». ويضيف ياغي أن «النقمة يرتفع منسوبها بين حين وآخر. فقد تم تعيين 70 شيعياً من الجنوب في جهاز أمن الدولة ولم يعين أحد من بعلبك - الهرمل، مما أثار حفيظة الأهالي الذين يتهمون الثنائي الشيعي بأنه السبب في الأزمة الاقتصادية وتشريع الفلتان الأمني، الجميع يعرف أن الزعران لديهم غطاء لم يتوقف نهائياً لكنه خف كثيراً. ونتمنى أن يدوم بوجود الجيش مع الخطة الأمنية». ويوضح ياغي أن قوى الأمن تخاف قمع المخالفات. لأن من يملك النفوذ والغطاء لا يخضع للقانون. بالتالي كل ما يحصل هباء. الحل هو بقيام الدولة. إذ لا يزال من هو خارج الدولة يقوم بما يقوم به رغم الخطة الأمنية». حتى المؤيدين للحزب أو حركة أمل يتحدثون عن تجاوزات. «فالقوى الأمنية توقف أحدهم، يأتي قرار بإخراجه. وكأن الكلام عن رفع الغطاء قرار فاضي. وغالباً ما يستنجد الذي يتعرض إلى تهديد واعتداء بالقوى الأمنية. إلا أنها لا تأتي إلا بعد فوات الأوان. هذا إذا لم تتعرض إلى إطلاق نار على عناصرها». فرض الخوات على الناس ظاهرة يصفها التجار بالكارثة. يقول أحدهم: «بعد دخول الجيش توقفت عصابات فرض الخوة. هم الآن يشعرون بالتهديد لوجود الجيش. إذا خفت قبضة الجيش تعود الخوات». حديث النقمة يجب أن يتم من دون شهود، لذا يستدعي الحوار تغيير الأماكن في المقهى بعيداً عن أسماع الفضوليين، كما يقول محاوري، مضيفاً: «أمن مفقود يعنى استقرار مفقود. كان أهل بيروت يحبون قضاء عطلهم في رأس العين. اليوم يقاطعون المنطقة خوفاً من سلب سياراتهم على الطريق. حتى ابن بعلبك الذي يعيش في بيروت، صار يخاف، فيتجنب الحضور ما لم يكن مضطراً». ويضيف: «ظاهرة أخرى تقلق صغار التجار الذين يقعون في قبضة عصابات تتاجر بالكبتاغون والأبيض التي تعطي المحتاجين منهم ديوناً مع فوائد كبيرة، ثم تصادر تجارتهم بعد تراكم الفوائد وتستخدم هذه المتاجر لتبييض الأموال».

شد عصب عشائري وطائفي

يقول الناشط السياسي حسين الحاج حسن لـ«الشرق الأوسط» إن «من يمشي في شوارع بعلبك، يلاحظ أن كل خمسة أمتار هناك مظاهر استرضاء للناس، ومحاولة شد العصب من خلال الشحن الطائفي والمذهبي. الانتخابات كانت المفصل الذي أشار إلى حالة التململ، حتى الساعة الخامسة عصرا في يوم الانتخابات ظهرت الأزمة واضحة، وصولا إلى التمديد والحشد واللعب بالأصوات، ومجرد وجود ثلاث لوائح في وجه لائحة الثنائي الشيعي أمر لم يكن يحصل سابقاً. كما أن الكلام على وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى أن نفوذ الثنائي الشيعي لم يعد كما كان».

لكن صديق حسين لا يوافقه. هو يعتبر أن الحزب تمكن من استعادة ساحته وشد العصب. يقول: «ربما الضائقة الاقتصادية هي السبب. لكن الأمور لن تبقى على ما هي عليه، لأنهم لا يريدون تغيير الأوضاع. قدمنا مشاريع زراعات بديلة وحصلنا على عدة آلاف من شتل الزيتون كبديل عن زراعة حشيشة الكيف، لكن لا أحد يريد أن يسمعنا. كما أنهم نقلوا المحافظة من داخل بعلبك إلى جرود بعلبك. اختاروا عقاراً في الجرد وأبرموا صفقة لقطعة أرض عادة لا يتجاوز ثمنها 300 ألف دولار، لتباع إلى الجهة المانحة التي تساهم في بناء المحافظة بـ8 ملايين دولار».

يدخل جهاد على سياق الحديث، فيقول: «هناك مضاربات عقارية ولعب على الوتر الطائفي. ثكنة غورو وسط المدينة، تركها الجيش، وسكنها مهجرون لبنانيون. مساحتها 25 ألف متر تصلح لتجميع إدارات الدولة وفيها مواقف لركن السيارات مما يحل مشكلة السير. وفيها 600 مهجر، أنجزت دراسة لدفع تعويضات لهم مقابل إخلائهم الثكنة. اعترض حزب الله وحركة أمل، صار عدد المهجرين 1200 ثم ارتفع إلى 2400 ثم طوي الملف ووقف المشروع، وبقيت الثكنة بؤرة لكل الآفات التي يمكن تصورها». وفي حين يعتبر جهاد أن الحديث عن انحسار سيطرة الثنائي الشيعي عن المنطقة هو حلم وأمنية ذاتية. يقول: «التململ يجب أن يتحول إلى فعل. المطلوب أن يدعم الأهالي المشاريع الإيجابية التي لا تهدف إلا إلى تحسين أوضاعهم، كما هي الحال في مساندة التحرك لإنقاذ مياه ينابيع رأس العين من السرقة. الموضوع ليس سياسيا هو موضوع مياه وإنماء. هناك حجم أعمال بقيمة 25 مليار ليرة ومشروع شبكة عملية بتمويل من البنك الدولي. سلمه البنك إلى مصلحة المياه مع تقديم دعم تكنولوجي، وساهم في تمويل عقد تشغيل لشركة خاصة لأن مصلحة المياه لا تستطيع القيام بالعمل. المشغل يقبض ولا يقوم بشيء. فقد تم حفر أربعة آبار على حوض رأس العين. وبدأ بيع المياه الذي يجب أن تصل إلى الناس. والقيمون على المشروع يتقاسمون الأرباح، ومع هذا لم يتحرك المزارعون المتضررون من نضوب ينابيع رأس العين التي تسقي بساتينهم. تم رفع دعوى، لكن هناك مماطلة لأن الدعوى بيد قوى الأمر الواقع». ولا تنتهي مشكلات بعلبك. لكن يبقى البكاء على أطلال المجد الغابر. يقول الموظف في فندق بالميرا أحمد كساب: «رأس العين كانت مثل الغابة اليوم أصبحت صحراء». رزق الله على أيام زمان، كانت بعلبك في عزها في عهد الرئيس كميل شمعون. كان يأتي مع مرافق واحد هو سائقه، يجلس مع العمال يأكل معهم الكوسا بالبرغل. وكانت فيروز تحضر ومعها فرقة مؤلفة من 120 شخصاً لتقديم الليالي اللبنانية في المهرجانات. كلهم أقاموا في «بالميرا»، كذلك فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وغيرهم، أم كلثوم كانت تتعشى في «بالميرا» وتذهب لتنام لدى صديقتها بديعة مصابني في «شتورا». كل لبنان يتحسن إلا بعلبك. أصبحت أسوأ مما كانت عليه في خمسينات وستينات القرن الماضي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اتصال بين ترامب والملك السعودي أعقبه تحرّك عاجل!

وكالات/15 تشرين الأول/18/في جديد قضية الصحفي السعودي المختفي جمال خاشقجي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه تحدث مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن خاشقجي، لافتا الى أنه سيوفد وزير خارجيته مايك بومبيو على الفور للاجتماع مع الملك والى انه سيسافر إلى أماكن أخرى إذا اقتضت الضرورة. وذكر ترامب أن الملك سلمان نفى "أي معرفة بشأن ما يمكن أن يكون حدث" لخاشقجي الذي اختفى بعد أن دخل القنصلية السعودية في اسطنبول يوم 2 تشرين الأول. ولفت الى أن الملك أبلغه أن السعوديين يعملون عن كثب مع تركيا على القضية ويتعاونون معها للتوصل لحقيقة ما حدث لخاشقجي. وأضاف ترامب:" بدا لي خلال الاتصال مع العاهل السعودي أن قتلة مارقين غير منضبطين قد يكونون وراء ما حدث". تحقيق داخلي في موازاة ذلك، قالت مصادر ان الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أمر النائب العام بفتح تحقيق داخلي في قضية جمال خاشقجي، الذي اختفى بعد خروجه من قنصلية المملكة في اسطنبول .

الخارجية الأميركية : بومبيو يسافر الى الرياض

وأفادت المتحدثة بإسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت أنه بناء على طلب الرئيس الأميركي فإن وزير الخارجية مايكل بومبيو سيسافر اليوم إلى الرياض في المملكة العربية السعودية. وقالت ناورت في بيان لها "إن الرئيس دعا إلى فتح تحقيق سريع وشامل في إختفاء الصحافي في واشنطن بوست جمال خاشقجي". وكان الملك سلمان أجرى اتصالاً هاتفيًا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب فيه عن شكره على ترحيبه بمقترح المملكة بتشكيل فريق عمل مشترك لبحث موضوع اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي. وأكد سلمان حرص المملكة على علاقاتها بشقيقتها تركيا بقدر حرص جمهورية تركيا الشقيقة على ذلك وأنه لن ينال أحد من صلابة هذه العلاقة. الشرطة التركية لديها تسجيل يشير لمقتل خاشقجي في القنصلية وفي موازاة ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول ومصدر أمني تركيين أن السلطات التركية لديها تسجيل صوتي يشير إلى أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قتل في القنصلية السعودية باسطنبول. وقال المصدر الأمني لـ"رويترز" دون الخوض في تفاصيل "الشرطة التركية لديها تسجيل صوتي يشير إلى أن خاشقجي قتل في القنصلية السعودية".

 

تصعيد عشية انتهاء مهلة انسحاب المقاتلين من المنطقة منزوعة السلاح وتبادل قصف مدفعي في حلب وحماة... ولا رصد لرحيل المتشددين

بيروت/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/تبادلت قوات النظام السوري وفصائل سورية معارضة وأخرى متشددة، أمس، إطلاق النار في مناطق سيطرتها في الشمال السوري عشية انقضاء المهلة المحددة وفق اتفاق سوتشي لمغادرة العناصر المتشددة المنطقة، مما يهدد مصير الاتفاق الروسي - التركي. يأتي ذلك بعد أيام من الإعلان عن سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة، تنفيذاً للاتفاق التركي - الروسي الذي تم التوصل إليه في سوتشي في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي لتجنيب محافظة إدلب هجوماً واسع النطاق للنظام السوري، ويقضي بسحب الأسلحة الثقيلة من المناطق منزوعة السلاح في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وانسحاب العناصر المتشددة من المنطقة في 15 من الشهر ذاته. ورغم نزع السلاح الثقيل من الفصائل وتعهد الروس بضمان النظام وسلاحه الثقيل في المنطقة منزوعة السلاح المتفق عليها، فإن المنطقة شهدت خلال الـ24 ساعة الماضي سقوط قذائف بشكل متتال استهدفت عدة منها، وعلى جولات متعددة، مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام أيضاً. وبعدما سجل قصف بقذائف الهاون استهدف مناطق سيطرة النظام السوري في الشمال، تجددت عمليات القصف البري من قبل قوات النظام بعد ظهر أمس، لتخرق من جديد الهدنة الروسية - التركية في منطقة سريانها من المنطقة منزوعة السلاح، في القسم الواقع بمنطقة سهل الغاب في القطاع الشمالي الغربي من ريف محافظة حماة. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصفاً من قبل قوات النظام طال مناطق في بلدة الزيارة، بعد ساعات من هدوء ساد المنطقة. وجاء التصعيد أمس بعد تبادل لإطلاق النار أول من أمس، بحسب ناشطين أكدوا أن سرية المدفعية التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» قصفت بالقذائف الصاروخية «معسكر جورين»، بعدما قصف النظام بالمدفعية وقذائف الهاون، قرى المنصورة وتل واسط والزيارة والقاهرة في سهل الغاب.

ووثق «المرصد» قصفاً بقذائف الهاون ليل السبت - الأحد من المنطقة العازلة حول إدلب على مناطق سيطرة النظام السوري في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي، مؤكداً أنه «أول خرق واضح للاتفاق منذ نزع السلاح الثقيل»، عادّاً أن هاتين المنطقتين يجب أن «تكونا خاليتين من السلاح الثقيل ومن ضمنه قذائف الهاون». وأشار إلى أن الفصائل المسلحة «أطلقت عدة قذائف على معسكر للنظام في منطقة جورين في ريف حماة، أدت إلى مقتل جنديين سوريين، كما قصفت أيضاً أحياء في منطقة حلب من مواقعها في الريف الغربي، الذي يقع في المنطقة العازلة». وتعذّر على «المرصد» تأكيد ما إذا كان المتشددون هم من أطلقوا القذائف أم الفصائل المعارضة. وقبل ساعات من انتهاء المهلة، تجدد سقوط بعض القذائف التي أطلقتها قوات النظام، على مناطق في بلدة اللطامنة الواقعة في الريف الشمالي لحماة، ضمن المنطقة العازلة المفترضة.

وتنتهي اليوم الاثنين مهلة «مغادرة المتشددين» المنطقة منزوعة السلاح، وسط ترقب حذر يسود المنطقة من مآلات الوضع في المنطقة؛ إذ يسيطر متشددو تنظيم «هيئة تحرير الشام» على نحو 70 في المائة من المنطقة العازلة، الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية مروراً بحماة وإدلب وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية. ولم تُرصد، بحسب مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، مشاهد لخروج المتشددين من المنطقة، بحسب ما يقضي الاتفاق الروسي - التركي، وقال إنه لم يتم رصد أي انسحابات معلنة لهم من المنطقة قبل ساعات من انتهاء المهلة. كذلك، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الفصائل المتشددة في إدلب لم تقم بنقل مقاتليها في الأيام الأخيرة.

وأوضح عبد الرحمن الاتهامات التي تحدث عنها المعارضون، بأن النظام السوري لم يلتزم بالاتفاق السوري - التركي حول سحب السلاح الثقيل من المواقع المحيطة بالمنطقة منزوعة السلاح، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق لم يتحدث عن سحب النظام آلياته الثقيلة من المنطقة، بل اقتصر الأمر فقط على سحب المعارضة والفصائل السلاح الثقيل. وبموازاة هذه التطورات، تلقى عددٌ من أهالي محافظتي إدلب وحلب، 3 رسائل نصية من النظام السوري بشأن المنطقة منزوعة السلاح. قال في الرسالة الأولى التي تداولها ناشطون: «يا أبناء إدلب ومحيطها في منطقة خفض التصعيد، ابتعدوا عن المسلحين فمصيرهم محتوم وقريب». وقال في الرسالة الثانية: «المناطق التي تجبر المسلحين على مغادرتها ستبقى آمنة، وعلى الوجهاء فيها الإبلاغ عن مغادرة جميع المسلحين وسلاحهم من تلك المناطق». وقبل يومين رصد ناشطون مدرعة للنظام غرب حلب وهي تطلق تحذيرات ورسائل تهديدية عبر مكبرات صوتية لمقاتلي الفصائل العسكرية في المنطقة منزوعة السلاح، بحسب ما ذكر ناشطون. وتسيطر «هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)» وغيرها من «الفصائل الجهادية» على أكثر من ثلثي المنطقة العازلة المرتقبة، وعلى نحو 60 في المائة من محافظة إدلب. وتنتشر فصائل ينضوي معظمها في إطار «الجبهة الوطنية للتحرير» في بقية المناطق، بينما تنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. ويؤكد محللون أن الالتزام بالمهلة الثانية هو الأكثر صعوبة. ووصف نوار أوليفر، المحلل في «مركز عمران للدراسات الاستراتيجية» ومقره تركيا، قرار «هيئة تحرير الشام» بشأن الالتزام باتفاق سوتشي بأنه «الاختبار» الأصعب. وقال أوليفر إنه «في حال قررت (الهيئة) تعطيل الاتفاق نكون أمام خيار من اثنين: إما أن تشن تركيا و(الجبهة الوطنية للتحرير) هجوما عسكريا ضد (هيئة تحرير الشام)؛ وإما أن تغتنم روسيا الفرصة لدخول إدلب بمؤازرة قوات النظام وحلفائها».

 

ترقب شعبي وتجاري لنتائج فتح معبر نصيب ـ جابر

درعا (جنوب سوريا): رياض الزين/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/تختلف التقديرات حول تأثير فتح معبر نصيب السوري وما يقابله في الأردن معبر جابر حول العلاقات بين دمشق وعمان والانعكاسات التجارية للبلدين. يقول أحد موظفي المنطقة المشتركة السورية الأردنية سابقاً لـ«الشرق الأوسط» إنه تكمن أهمية معبر نصيب بالنسبة لدرعا بوجود المنطقة التجارية الحرة في المعبر، التي كانت توفّر نحو 4000 فرصة عمل من البلدين، وتضم 35 مصنعاً وأكثر من 100 معرض سيارات، وعشرات المحال التجارية وساحات للشاحنات ومستودعات.

وكانت معظم وظائف السوريين يشغلها سكان محافظة درعا نظراً لقرب المناطق السكنية في درعا من المعبر، إذ لا يحتاجون إلى مواصلات بعيدة أو أماكن للنوم أو الإجازات طويلة المدة، لأن العامل كان يذهب من منزله في درعا إلى المعبر صباحاً ويعود إليه بعد انتهاء فترة الدوام اليومي.

وأضاف أنه كانت فرص العمل التي توفرها مكاتب التخليص الجمركي والمعامل والمعارض المتواجدة في المنطقة الحرة المشتركة للشباب وخاصة في محافظة درعا بسبب قربها من المنطقة، ساهمت في توظيف مئات العاطلين عن العمل بمقابل مادي كان جيدا يضاهي الراتب الشهري للموظف السوري حينها. واستمر الموظفون السوريون في المنطقة المشتركة الذين هم في حكم المثبتين في وظائفهم بتلقي رواتبهم التي تدفع من الطرفين السوري والأردني حتى بعد إغلاق المعبر في أبريل (نيسان) 2015. لكن قراراً مفاجئا في نهاية عام 2017. أقر إيقاف رواتب الموظفين السابقين المثبتين في المنطقة المشتركة السورية، بينما هذا القرار لم يشمل الموظفين الأردنيين، ما أدى إلى حرمان عائلات كثيرة من الدخل الشهري الذي كانوا يعتمدون عليه في المعيشة.

واعتبر الدكتور في علم الاقتصاد عبد الحكيم المصري من درعا لـ«الشرق الأوسط» أن معبر نصيب وما يحتويه مما يعرف بالسوق الحرة والمنطقة الحرة، كان يوفر الكثير من فرص العمل خاصة في جنوب سوريا، إضافة إلى نشاط الحركة التجارية في درعا، حيث كانت المعامل المتواجدة ضمن المنطقة الحرة توفر كثيراً من فرص العمل وتوظيف الشباب، إضافة إلى توافد السياح الأردنيين إلى درعا، نتيجة الانفتاح السابق بين البلدين وسهولة العبور بينهما، ما كان يسنح للمواطنين الأردنيين المجيء إلى محافظة درعا والقيام بالسياحة التسويقية، نظراً لفرق الأسعار بين البلدين، باعتبار أن الدينار الأردني قيمته التصريفية أعلى من قيمة الليرة السورية، ما ساعد ذلك على نشاط السوق التجارية في درعا. وأوضح أن محافظة درعا تعتبر البوابة الجنوبية لسوريا، والوجهة الأولى سابقاً لدول الخليج العربي لقاصدي السياحة في سوريا، ما كان يعود بالنفع على التعرف على الآثار والمناطق السياحية التي تحويها محافظة درعا، ما ساهم سابقاً في رفع إيرادات السياحة في محافظة درعا، إضافة للنفع العائد على أسواق المحافظة وتجارتها. أما الزراعة، بحسب المصري، وباعتبار محافظة درعا من المناطق الزراعية في سوريا، فكانت عملية تسويق الزراعة وخاصة الخضراوات نشطة بين درعا والمناطق الأردنية القريبة منها، كان يتم نقل الخضار عبر شاحنات كبيرة تكتمل بشكل يومي وتنطلق من مناطق أرياف درعا الزراعية إلى الجهة الموازية للحدود الأردنية بعد تخليصها جمركياً.

واحتل معبر نصيب أهمية كبرى، نظراً لموقعة الاستراتيجي الذي يربط براً دول أوروبا بالخليج العربي. وكانت عدة اتفاقيات دولية قد سهلت عبور الشاحنات التجارية بين الخليج العربي وصولاً إلى الأردن ولبنان وتركيا إلى أوروبا، عبر بروتوكولات كانت معتمدة بينها تقوم على وثيقة نقل مشتركة تسمح بالإقامة المؤقتة للشاحنات والبضاعة أو التفتيش المحوري أي تعرضها للتفتيش في مكان الانطلاق ومكان الوصول فقط، ما سهل بشكل كبير حركة وسائط النقل والتجارة البرية ونقل البضاعة من وإلى دول أوروبا والخليج العربي.

ويرى مراقبون أن الكثير من القطاعات الاقتصادية في جنوب سوريا تترقب عودة النشاط الحيوي لمعبر نصيب وإعادة تفعيله كما كان عليه سابقاً قبل بدء الأحداث في سوريا، وما ينتظره جنوب سوريا من فتح معبر نصيب بعد سيطرة النظام السوري عليه قبل شهرين وجود ضمانات وتسهيلات من الجانب السوري والأردني، تساعد على عودة النشاطات التجارية التي كانت تشهدها المنطقة قبل الأحداث في سوريا، وعودة العاملين والموظفين إلى أماكن عملهم وتوفير فرص للعمل، وخاصة بعد إعلان الأردن إغلاق معبر جابر المقابل لمعبر نصيب إبان سيطرة فصائل المعارضة في درعا على المعبر منذ عام 2015، وأثر إغلاقه من حينها في اقتصاد المنطقة، والعلاقات الاجتماعية على حد سواء، حيث ترتبط محافظة درعا ومناطق أردنية موازية لها بحالة من الاندماج الاجتماعي والعلاقات الأسرية الكثيرة منذ عقود خاصة أن بعض العائلات في درعا تعود إلى أصول أردنية وتملك ثبوتيات رسمية قديمة على ذلك، ولا يزال لهم أقارب في الأردن ويحملون الجنسية الأردنية، كما ساهم قرب المناطق وامتدادها الواحد ضمن سهل حوران، وقرب المسافة للوصول إلى الأردن من درعا إلى وجود حالة اجتماعية من النسب والزواج بين المناطق الحدودية السورية الأردنية، وكان المعبر يوفر سابقاً حالة من التماسك الاجتماعي بين الأقارب في درعا والأردن نتيجة للتسهيلات السورية الأردنية للعبور. وسمي المعبر السوري بمعبر نصيب لإقامته في عام 1997 في محافظة درعا جنوب سوريا في بلدة نصيب، ويقابله من الجهة الأردنية معبر جابر الذي سمي أيضاً نسبة للبلدة التي أقيم فيها شمال الأردن. وشكل إغلاق معبر نصيب السوري بعد سيطرة فصائل المعارضة في درعا سابقاً عليه ضربة قاسية لم تنحصر على الاقتصاد السوري والأردني فقط، فقد لحقت الخسارة بالمستثمرين الأردنيين والسوريين في المنطقة المشتركة على الحدود السورية والذين تعرضت معارضهم ومعاملهم إما للتدمير أو السرقة، كما شملت الخسارة على العاملين فيها بعد أن فقدوا وظائفهم، إضافة للخسارة التي طالت التجار والمزارعين في درعا الذين كانوا يعتمدون على السوق الأردنية في تصريف بضاعتهم.

 

تدريبات عسكرية تركية ـ أميركية استعداداً لدوريات في منبج

منبج السورية/أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/قالت رئاسة الأركان التركية إن وحدات من الجيشين التركي والأميركي تواصل إجراء تدريبات مشتركة بهدف القيام بدوريات مشتركة في المستقبل بمدينة منبج السورية. ونشر الجيش التركي على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً من التدريبات، مؤكداً أنها تهدف إلى إجراء دوريات مشتركة مخطط لها مستقبلاً في مدينة منبج. وبدأ الجيشان التركي والأميركي في 18 يونيو (حزيران) الماضي تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية درع الفرات بريف حلب الشمالي، ومنبج، في إطار تنفيذ اتفاق خريطة الطريق الموقع بين وزيري الخارجية الأميركي والتركي في واشنطن في الرابع من الشهر نفسه، والذي ينص على إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من منبج وتوفير الأمن والاستقرار فيها. وبدأت التدريبات المشتركة بين القوات التركية والأميركية في تركيا منذ أسبوعين تمهيداً لتسيير دوريات مشتركة بعد أن سيرت القوات التركية والأميركية 58 دورية مستقلة، لكن منسقة في الخط الفاصل بين مناطق درع الفرات ومنبج. وقبل يومين قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن اتفاق منبج تأجل تنفيذه لكنه لم يمت. وذكر أن عناصر الوحدات الكردية المدعومة من واشنطن لم تخرج من المدينة حتى الآن، متعهداً بأن تفعل تركيا اللازم حال عدم خروجها. في السياق ذاته، انتقد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الولايات المتحدة، قائلاً إنها تذرف دموع التماسيح على مقتل الجنود الأتراك، حيث تعزي فيهم، بينما ترسل آلاف الشاحنات محملة بالأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في سوريا. وأشار صويلو، في كلمة خلال اجتماع في ديار بكر (جنوب شرقي تركيا) ليل السبت/ الأحد، إلى نشر السفارة الأميركية في أنقرة رسالة تعزية في مقتل 8 عسكريين أتراك، في عملية إرهابية في ولاية باطمان شرق تركيا الأسبوع الماضي. وقال إن المقاربة الأميركية لا تمت بصلة إلى القيم الإنسانية والأخلاقية، في توافقها بين التعزية وتقديم الدعم العسكري لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.

 

الرئيس المصري دعا إلى تجنب استغلال قضايا المياه سياسياً وإلى روسيا خلال يومين... وقمة مرتقبة مع بوتين

القاهرة: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد يومين زيارة مرتقبة إلى موسكو يلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ويعقد الجانبان قمة ثنائية، فضلا عن اجتماعات أخرى بحضور وزراء ومسؤولين من البلدين.

وبحسب الخارجية المصرية، فإن السيسي سيتوجه إلى موسكو «الأربعاء»، لبحث عدة ملفات، أهمها تعزيز العلاقات الثنائية، وزيادة التبادل التجاري، فضلا عن التعاون في مجال وسائل النقل، وخصوصا القطارات. وكانت آخر زيارة أجراها السيسي إلى روسيا في عام 2015. وكانت الثالثة من نوعها منذ توليه سدة الحكم، في حين زار نظيره الروسي فلاديمير بوتين القاهرة في أواخر العام الماضي. وخلال كل اللقاءات، عقد الرئيسان مباحثات قمة. وعدّ وزير الخارجية سامح شكري، أن «زيارة السيسي إلى موسكو تأتي في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين»، ومنوها بأن «هناك لقاء سنويا يجمع الرئيسين السيسي وبوتين». وقال شكري، في تصريحات بثتها قناة «روسيا اليوم»، مساء أول من أمس، إن «العلاقات الثنائية تتصدر المشاورات بين الرئيسين المصري والروسي، وكذلك سيتم بحث العمل على توسيع التبادل التجاري بين البلدين، والمقدر حاليا بـ6.5 مليار دولار». وأشارت السفارة المصرية في موسكو، في بيان تمهيدي قبيل الزيارة، ونشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر، إلى أن «روسيا تسعى عقب تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الماضية، إلى بناء تحالفات جديدة وإعادة الصداقات القديمة، وتحديدا مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم». وفي نهاية الشهر الماضي، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ترتيبات زيارة السيسي إلى موسكو، وقال شكري إنها «ستسهم في فتح آفاق جديدة لعلاقات التعاون بين الدولتين في كل المجالات». وأشار بشكل خاص إلى «مشروع المنطقة الصناعية الروسية في مصر، حيث تم التوقيع على الاتفاقية الحكومية لإنشاء المنطقة خلال الدورة الـ11 للجنة الثنائية، برئاسة وزيري التجارة والصناعة، كما تطرق اللقاء إلى مشروع المحطة النووية في الضبعة». وفي سياق آخر، استقبل السيسي، أمس، رؤساء وفود الدول المشاركة في فعاليات «أسبوع القاهرة الأول للمياه»، الذين يمثلون أكثر من 70 دولة. وأعرب الرئيس المصري، عن أن بلاده «تؤمن إيمانا قويا بالتعاون العابر للحدود، وتنادي بعدم استغلال قضايا المياه سياسيا، خاصة مع تنامي التحديات التي تواجه قطاع المياه على مستوى العالم». ونوّه السيسي بـ«الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع الأشقاء في دول حوض نهر النيل باعتبار الأمر حيويا ولا غنى عنه، لتحقيق المنفعة المشتركة دون الإضرار بمصالح الآخر، حفاظا على استدامة نهر النيل العظيم الذي نشأت على ضفتيه الحضارات المختلفة»، كما أكد أن «مصر كانت وستظل تدعم جهود أشقائها للاستفادة من نهر النيل دون التسبب في أي ضرر للشعب المصري». وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي استعرض «الجهود المصرية في مجال ترشيد استهلاك المياه من خلال عدد من المشروعات الكبرى مثل إنشاء محطات معالجة المياه تعد الأضخم في العالم، فضلا عن محطات لتحلية المياه، وكذلك المشروع القومي للصوب الزراعية لسد الفجوة الغذائية وتعظيم الاستفادة من الأراضي المتاحة للأنشطة الزراعية مع ترشيد استخدام المياه»، مشيرا إلى أن «دول القارة الأفريقية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي إذا ما تم إنشاء شبكة طرق وسكك حديدية تربط بين مختلف دول ومدن القارة وتسمح بتبادل ونقل المحاصيل فيما بين الدول الأفريقية».

 

إيران المركز المتخصص بنشر الفوضى في الشرق الأوسط ومنمن التفاهم مع «القاعدة» إلى نشر «حرسها الثوري» وتمويله آيديولوجية التطرف والإرهاب

القاهرة: إميل أمين/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/قبل بضعة أيام، وصف جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، إيران بأنها «المصرف المركزي للإرهاب في العالم منذ عام 1979 حتى الساعة»، وحذر من أن «نظام الملالي» يشكل تهديداً لأوروبا والولايات المتحدة. والحقيقة أن بولتون لم يكن أول من استخدم هذا الوصف لإيران، إذ سبقته إليه الدكتورة كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة في إدارة جورج بوش الابن، التي اعتبرت إيران «البنك المركزي للإرهاب في مناطق مهمة في الشرق الأوسط، مثل لبنان والعراق، وهي بذلك سبقت بولتون في توضيح إرهاب إيران الشرق أوسطي، قبل أن يمضي في طريق أوروبا وبقية الدول الغربية». كانت غالبية فعاليات الدورة الثالثة والسبعين من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، عطفاً على الفعاليات الخاصة «متحدون ضد الإرهاب الإيراني»، مسوغاً لإعادة التطرق لدور إيران في تشجيع آيديولوجية التطرف، كما رأينا في الهجوم الأخير الذي استهدف عرضاً عسكرياً لـ«الحرس الثوري» في الأحواز.

«الحرس»... طريق الإرهاب

حين قدر للخميني نجاح ثورته الدينية، استشرف الرجل أن سبيله الأضمن لتصدير الثورة إلى الخارج يمر عبر قوة مسلحة تابعة له مباشرة، تحقق هدفين في آن معاً: الأول، حماية النظام الديني الجديد الحاكم. والثاني، شق الطريق الثوري إلى دول الجوار بدايةً، ثم بقية العالم تالياً. من هنا، نشأ «الحرس الثوري» الذي يبلغ عدده اليوم نحو 125 ألف مقاتل، ينتظمون في وحدات برية وبحرية وجوية، كما يقود الحرس ميليشيا «البسيج»، وهي قوة من المتطوعين «المخلصين» للثورة. يعمل «الحرس الثوري» في الواقع على نشر آيديولوجية التطرف الإيرانية، لا عن طريق نشر فكر أو الترويج لمثال نظري، بل من خلال تدريب وتمويل «المنظمات الإرهابية» التي غالباً ما تجمع في صفوفها المتشددين والمتطرفين، دينياً ومذهبياً. ويجري التدريب بعيداً عن أعين العالم، قبل إعادتهم إلى مواطنهم الأصلية، ليغدوا أذرعاً لملالي طهران، وهو ما نراه اليوم في الحوثيين في اليمن، و«حماس» في الداخل الفلسطيني، و«حزب الله» في لبنان، وجماعة «الحشد الشعبي» في العراق. لقد كان حلم الخميني أن يرى علم «ثورته» يرفرف فوق العواصم العربية كافة، من القاهرة إلى الرياض، ومن بغداد إلى دمشق، مروراً ببيروت، قبل أن يمتد إلى بقية أرجاء الأرض، تهيئة لـ«عودة الإمام الغائب». وحقاً، تأكد ارتباط سلطات إيران الخمينية بالإرهاب في أسوأ صورها عام 1995، عندما نظم «الحرس الثوري» ما يمكن اعتباره «شبكة إرهابية عالمية» غير مسبوقة، جامعاً في مؤتمر غالبية الجماعات المتطرفة (يميناً ويساراً) حول العالم، مثل تنظيم «الجيش الأحمر الياباني»، و«الجيش السري الأرمني»، و«حزب العمال الكردستاني»، جنباً إلى جنب مع حزب «الدعوة» العراقي، و«حزب الله» اللبناني، وكان الغرض تهيئة الأجواء للسيطرة على مقدرات دول الخليج العربي، والشرق الأوسط بأسره، عبر تقديم المساعدات المسلحة لجماعات تتماهى مع رؤية «إيران الملالي»، إن جاز التعبير.

إيران و{الإخوان}

يضيق المجال للبحث في تأصيل العلاقة القديمة جداً بين آية الله الخميني ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الذي عرف دوماً بلقب «المرشد العام». وكانت هناك صلات وجسور بين الإخوان وشيعة إيران. ولذا، كان من المثير أن يختار الخميني بعد نجاح ثورته لقب «المرشد»، ليصبح تميزاً له عمن دونه من الملالي وكبار رجال الدين. وحين نجحت ثورة الخميني، كان هناك في مصر رجل بعيد النظر، تأمل الغروب الإيراني الشاهنشاهي من بعيد، قائلاً إن الشرق الأوسط لن يبقى كما هو بعد وصول الخميني لحكم إيران، وقد صدقت رؤية الرجل بعد أقل من سنة.

كان يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1981 موعد العرض العسكري السنوي لاحتفالات القوات المسلحة المصرية بـ«انتصار أكتوبر 1973». في ذلك اليوم، قُتل الرئيس المصري أنور السادات برصاص أفراد جماعة إرهابية، ثمة من يزعم أنها خرجت من كنف الإخوان المسلمين. ولم تألو إيران جهداً في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة في مصر، بل قدمت للكثيرين منهم التدريب والعتاد والمال، واستقبلت الفارين منهم إلى الداخل الإيراني، بل وكنوع من أنواع المُكايدة السياسية، أطلقت على أحد شوارع طهران الكبرى اسم «خالد الإسلامبولي»، قاتل السادات.

والمثير أنه في الوقت الذي عملت فيه القيادات الإيرانية على دعم التطرف والإرهاب في مصر، كانت تقوم بإرهاب موازٍ في الداخل الإيراني. وكانت بداية «القصيدة الخمينية» يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1979، عندما اقتحم نحو 500 ناشط إيراني مجمع السفارة الأميركية في طهران، وأقدموا على احتجاز واسترهان 90 موظفاً وزائراً. وفي وقت لاحق، أفرجوا عن غير الأميركيين والنساء والأميركيات من أصل أفريقي، وتبقى 52 أميركياً ظلوا في الأسر كرهائن لمدة 444 يوماً. والثابت أنه من خلال أعضاء الجماعات الإسلامية، التي كان في مقدمتها أيمن الظواهري ومصطفى حمزة وسيف العدل، نشأ ونما تنظيم القاعدة، وفي ما بعد أفرز «القاعدة» جماعات أكثر عنفاً وتطرفاً، تجسد أبرزها بـ«داعش».

علاقة «القاعدة» وطهران

في مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت، أشار تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي عن الحرب ضد الإرهاب إلى أن إيران ما زالت تنشر الفوضى في الشرق الأوسط، عبر السماح لتنظيم القاعدة بالوجود على أراضيها. ومساء يوم صدور التقرير، كانت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية، المعروفة بميولها اليمينية، والقريبة من البيت الأبيض، تؤكد في تقاريرها أن ما ذكرته الخارجية صحيح بالمطلق، وأن سلطات طهران لا تسمح فقط لـ«القاعدة» بتنفيذ عمليات دولية من داخل أراضيها، بل ما زالت غير مستعدة لمحاكمة أعضاء بارزين في التنظيم يقيمون على أراضيها، وكذلك رفضت الإفصاح عن أسماء من تعتقلهم من أعضاء «القاعدة». ولقد أطلع مصدر استخباراتي أميركي «فوكس نيوز» على أن «العلاقة اليوم بين الطرفين قائمة على الأمن والمال، بمعنى أن الطرفين، وإن كانا لا يتفقان بشكل دائم، فإن التنظيم بحاجة إلى ملاذ آمن، والإيرانيون من جانبهم يحصلون على حصة من عمليات تهريب المخدرات». لكن هذا الوضع الحالي على أهميته لا يعبر عن الخلفية التاريخية لتلك العلاقة البعيدة، التي أماط عنها اللثام موقع «نيو أميركا» أخيراً، وكشف فيها عن وجود علاقات تعاون بين طهران و«القاعدة» على مدار سنوات، عملت عبرها طهران على تمكين التنظيم الإرهابي من أجل خدمة مصالحها. ولم تكن معلومات «نيو أميركا» إلا كشفاً عن بعض الوثائق السرية للغاية التي حصلت عليها «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي آيه) الأميركية، بعد الهجوم على المجمع الذي كان يأوي زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، في بلدة آبوت آباد الباكستانية، عام 2011. ومثير جداً ما تضمنته نحو ثلاثمائة وثيقة معروفة، مع أن هناك بشكل قاطع ما هو مغرق في السرية، ولم يُكشف عنه، ذلك أنه رغم عدم التوافق الآيديولوجي بين إيران و«القاعدة»، وانعدام الثقة بينهما، فإنهما بلورا رؤية براغماتية على أساس استراتيجي. والقصد أن أي تعاون قد تقدمه إيران للتنظيم سيكون مبنياً على أساس خدمة سياساتها الخارجية ضد الولايات المتحدة، التي وصفتها إحدى الوثائق بأنها تتسم بـ«خصومة حقيقية». وتقول الوثيقة المشار إليها إن «إيران مستعدة لتقديم دعم ومساعدة بالمال والسلاح وكل ما هو مطلوب»، وتضيف أن النظام الإيراني يجسد البراغماتية السياسية المبنية على أساس «الغاية تبرر الوسيلة». أما تنظيم القاعدة، فمن جانبه اعتبر أن إيران اعتمدت في البداية سياسة مرنة حياله منذ نشوئه عام 1988. ولذلك، لم يجد أفراد التنظيم - بل حتى أفراد أسرة بن لادن - غضاضة في اللجوء إليها بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وما تلاها من سقوط حكم طالبان.

العراق ومخططات سليماني

خلال المؤتمر الذي عقد على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الخاص بإيران، تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، مشدداً على سياسة واشنطن الصارمة تجاه إيران، فقال: «لن نسمح لخامنئي (المرشد الحالي) بتدمير دول الشرق الأوسط»، وتابع: «سنستهدف كبار المسؤولين الإيرانيين، ومن بينهم (الجنرال) قاسم سليماني، وسنواجه كل الخطط الشريرة التي ينفذها». لماذا ذكر بولتون اسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، بالاسم؟ ربما لأنه الرجل المسؤول عن إرهاب إيران في الشرق الأوسط، والعهدة هنا على الجنرال ديفيد بترايوس، قائد قوات التحالف الأميركي في العراق سابقاً، الذي أدلى في أبريل (نيسان) 2008 بشهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، أفاد فيها بتدفق أسلحة إيرانية متطورة إلى مسلحين شيعة في العراق. والحقيقة أن سليماني هو الذي يمسك بزمام الأمور في العراق، نيابة عن إيران، ولقد وقع بعض من أبرز المسلحين الشيعة، وآخرين من القوة عينها، في أيدي القوات الأميركية. وفي ضوء استجوابهم، أمكن تقدير الموقف عن مدى وطبيعة أعمال الإرهاب الإيرانية على الأراضي العراقية. وهنا، نشير إلى أنه في مرحلة ما، بعث سليماني برسالة إلى بترايوس، تولى نقلها قائد عراقي كبير، في الوقت الذي بدأت فيه القوات العراقية وقوات التحالف عملية «صولة الفرسان»... وهي المسعى المكثف لاستهداف مسلحي الشيعة العراقيين في بغداد والبصرة. وجاء في نص الرسالة ما يلي: «الجنرال بترايوس... ينبغي أن تعرف أنني قاسم سليماني، الشخص الذي يتحكم بالسياسة الإيرانية التي تختص بالعراق ولبنان وغزة وأفغانستان. وفي الواقع، فإن سفيرنا في بغداد عضو في (فيلق القدس)، ومن سيخلفه أيضاً عضو في (فيلق القدس)».

دعم {حزب الله}

أيضاً، يعترف سليماني، في رسالته لبترايوس، وبوضوح كامل، بأن الأيادي الإيرانية التي يقودها هي الفاعلة في تلك الدول (المذكورة آنفاً)، ما يعني أن المخطط الإرهابي الأصيل للخميني، وارتفاع أعلام الثورة الإيرانية، لم تكن مرويات تاريخية، بل أهداف استراتيجية حقيقية. ولعل واحداً من أفضل من تناولوا دور الإرهاب الإيراني ما بين لبنان وفلسطين المحتلة كان الدكتور ماثيو ليفيت، مدير برنامج «ستاين» للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، الذي يقول إنه من بين جميع الجماعات التي رعتها طهران خلال الأعوام الماضية، لا يوجد من هو أهم بالنسبة لإيران من «حزب الله»، الذي يحتفظ نشطاؤه بعلاقات وثيقة مع مسؤولي الاستخبارات الإيرانية وأعضاء «الحرس الثوري» الإيراني المنخرطين بعمق في أنشطة الصواريخ الباليستية والانتشار النووي والتسلح في البلاد. وفي هذا السياق، فإن بعض أجهزة الاستخبارات الدولية تقدر أنه منذ صيف 2006، قدمت إيران لـ«حزب الله» أكثر من مليار دولار، في شكل مساعدات مباشرة. ولعل أكثر خطورة للإرهاب الإيراني هو نشره للإرهاب الآيديولوجي، إذ كانت إيران قادرة على التأثير على خلايا ونشطاء «حزب الله» الموزعين في جميع أنحاء العالم لتنفيذ هجمات خارج نطاق حدودها.

 

حصار أذرع «القاعدة» يمتد إلى شمال أفريقيا وغربها وتصنيف «نصرة الإسلام» إرهابية يجفف مصادرها ويشل قدرتها الميدانية

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/رغم محاولات تنظيم «القاعدة» الإرهابي تطوير آلياته عبر الجماعات والتنظيمات الموالية له، لتثبيت جذوره من جديد، والعودة للمشهد على أنقاض «داعش» الذي ما زال يعاني من هزائمه في سوريا والعراق، تواجه هذه الجماعات حصاراً وضغوطاً دولية قوية خلال المرحلة الحالية والمستقبلية، بواضعهم على قوائم الإرهاب، وآخرهم جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تضم أكبر تحالف «قاعدي» في شمال أفريقيا وغربها. هذه الخطوات سوف تعزز الجهود التي تبذلها الدول لتقليص قدرة التنظيمات الإرهابية على شن مزيد من العمليات المتطرفة في المنطقة. وقال خبراء، إن «قرار الإدراج كـ(حركة إرهابية) سوف يؤثر على تحركات الجماعة، وسوف يشل حركتها الميدانية؛ نظراً لتجفيف مصادر تمويلها». وأضاف الخبراء لـ«الشرق الأوسط» أن «الإدراج يتبعه قرارات أخرى ضد جماعات وتنظيمات تابعة لـ(القاعدة) مثل (جند الإسلام)، (والشباب»، و(شباب الإسلام)، غيرهم». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في سبتمبر (أيلول) الماضي، إدراج «نصرة الإسلام والمسلمين» (وهو التحالف الإرهابي الرئيسي في منطقة الساحل الأفريقي) إلى القائمة السوداء لـ«المنظمات الإرهابية»... ووفق القرار، يتم تجميد أي ممتلكات أو مصالح في الولايات المتحدة لهذه الجماعة الإرهابية، ولم يعد بإمكان المواطنين الأميركيين منذ ذلك الحين التعامل معها أو تقديم أي دعم مادي لها.

وظهر اسم جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) عام 2001 في العراق، حين نُشر البيان التأسيسي لتشكيل «أنصار الإسلام في كردستان»، الذي تشكل من اندماج تنظيم «جند الإسلام، وجمعية الإصلاح، وحماس الكردية، وحركة التوحيد»، معلنة ولاءها لـ«القاعدة»، ونفذ التنظيم أو الجماعة الكثير من العمليات في ذلك الوقت. وبرزت الجماعة عام 2011 ودعت لما أسمته «الجهاد» في غرب أفريقيا، وتمركزت سيطرتها في مدينة «غاو» الواقعة على نهر النيجر شمال شرقي مالي. وفي عام 2016، أعلنت مجموعة متطرفة أخرى، تشكيل تنظيم حمل الاسم ذاته في بوركينا فاسو. لكن الظهور الأقوى للجماعة في مارس (آذار) 2017 عندما انصهرت كبريات الجماعات الإسلامية المسلحة النشطة في الصحراء الكبرى، ودول الساحل الأفريقي في جماعة جديدة حملت اسم «نصرة الإسلام والمسلمين» وضمت الجماعة الجديدة، جماعة «أنصار الدين، وإمارة الصحراء الكبرى» (وهي عبارة عن 6 كتائب تابعة لـ«القاعدة» ببلاد المغرب الإسلامي)، وكتيبة «المرابطون» (وهي جناح الجزائري مختار بلمختار، الذي يتبعه هشام عشماوي «مصري»)، وكتائب «ماسينا»... وبايع قادتها أمير جماعة «أنصار الدين» ويدعى إياد آغ غالي، أميراً للجماعة الجديدة باسمها الحالي، وأعلنت الجماعة الجديدة بعد ذلك مبايعتها لأمير تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وأبو مصعب عبد الودود، أمير تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي... ومعظم هذه الجماعات والتنظيمات تتضمنها القائمة السوداء للولايات المتحدة. وأعلنت الجماعة الإرهابية مسؤوليتها في مارس الماضي، عن هجومين في واغادوغو استهدفا مقر رئاسة أركان الجيش والسفارة الفرنسية وخلفا نحو 30 شخصاً بين قتيل وجريح... كما تبنت هجوماً أوقع 11 قتيلاً في صفوف الجيش المالي.

وفى يوليو (تموز) 2017 بثت الجماعة شريط فيديو ظهر فيه 6 رهائن غربيين لديها، وأيضاً في شريط آخر بثته في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، ظهر 11 عسكرياً مالياً اختطفوا في الفترة ما بين يوليو 2016 وحتى مارس 2017. وقدرت الاستخبارات الفرنسية عدد أفراد جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» في نهاية 2017 بنحو 500 عنصر، نفذوا منذ تشكيلها الكثير من العمليات التي استهدفت القوات المالية والفرنسية. وسبق أن تبنت الجماعة هجوم «الواحات» الذي وقع في الصحراء الغربية بمصر، وأدى إلى مقتل عدد من أفراد الشرطة في أكتوبر الماضي، مستغلة في ذلك معرفة عناصرها بالطرق الصحراوية الوعرة في هذه المنطقة.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أغسطس (آب) الماضي، استعداد بلاده لشن عمليات عسكرية على الجماعة خلال الأشهر المقبلة، بالتعاون مع القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل، التي تتشكل من جيوش «موريتانيا، ومالي، وبوركينا فاسو، وتشاد، والنيجر». وتعد منطقة الساحل والصحراء إحدى أهم مناطق نفوذ تنظيم «القاعدة»، بسبب الانتشار التنظيمي الواسع؛ وهو ما يعود إلى تعدد مجموعاته وحرصها على التمدد في أنحاء مختلفة، التي يأتي على رأسها جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وبعض المجموعات التي تنشط في المنطقة الجبلية والوعرة بين تونس والجزائر مثل تنظيم «عقبة بن نافع». وفي مارس الماضي، حذرت دراسة لمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، من أن جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» باتت تشكل أحد أهم معاقل تنظيم «القاعدة» في الغرب الأفريقي. وقال الدكتور خالد الزعفراني، الخبير في شؤون الحركات الأصولية، إن تنظيم «القاعدة» ينظر باهتمام للشمال الأفريقي ودول الصحراء، وله تواجد في عدد من هذه البلدان. بينما أشار عمرو عبد المنعم، الخبير في شؤون الحركات الأصولية، إلى أن التنظيمات التابعة لـ«القاعدة» كثيرة، وهي: «القاعدة في بلاد المغرب العربي، والقاعدة في جزيرة العرب، والقاعدة والجهاد في العراق، والقاعدة والجهاد في اليمن، والقاعدة والجهاد في أفريقيا»، ثم أسماء كثيرة مثل «أنصار بيت المقدس» قبل مبايعة «داعش»، وأيضاً «شباب الإسلام»، و«الشباب» في الصومال، و«أرض الدولة»، قبل الانشقاق عن «القاعدة» والانضمام إلى «داعش». وكان لـ«القاعدة» تواجد في شبه القارة الهندية... ومنذ عام 2013 بدأ التعامل مع التيارات الجهادية باعتبارها رافداً واحداً، وجميعها تمثل «بيتاً للإرهاب» لا بد من إدراجهم على قوائم «الإرهابيين» والتحفظ على أموالهم.

مضيفاً: أن تنظيم «القاعدة» أدرج على قوائم الإرهاب، وسبق أن صرح الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بأن «حدود الأمن القومي الأميركي أي مكان في العالم»... وبعد ذلك، تعامل الرئيس الأسبق جورج بوش الابن مع «القاعدة» باعتبارها تنظيماً إرهابياً وأخطر التنظيمات الإرهابية.

وقال مراقبون، إن «المجموعات (القاعدية) الموجودة في منطقة الساحل والصحراء، تمتلك قدرات نوعية قد تمكّنها من شن هجمات واسعة، وبخاصة أن عناصرها يستطيعون التحرك على شكل مجموعات صغيرة، وهو ما يسمح لها بشن هجمات نوعية».

وعن تأثير قرار الإدراج على نشاط الجماعة مستقبلاً، أكد الزعفراني أن «قرار الإدراج يؤثر على تحركات الجماعة، وبخاصة من دول تكون أكثر حزماً في التعامل مع القرار مثل (فرنسا، والجزائر، والمغرب، وتونس، ومالي)، وأيضاً لمحاصرة الجماعة، ومصادر تمويلها، ولتجفيف التبرعات التي تصل إليها سواء من الدول أو الأفراد». لافتاً بأن سلاح «القاعدة» في هذه المنطقة، هو معرفة عناصر التنظيم بالطرق الوعرة والكهوف والجبال والدروب الصحراوية، التي تمكنهم من التدريب على استخدام الأسلحة الثقيلة وصناعة المتفجرات. موضحاً أن تصنيف أي جماعة بأنها إرهابية يحظر التعامل مع أي عضو من أعضائها، والتصنيف يفرض عليها حصاراً؛ لأنها جماعة ليست ديمقراطية؛ بل تحاول فرض آرائها بالقوة. مشيراً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى حرمانها من الموارد اللازمة لتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية على أرض الواقع ميدانياً، وهو ما سوف تكون له تداعيات مباشرة على الجهود التي تبذلها قوى إقليمية ودولية معنية بالحرب ضد التنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة.

ويشار إلى أن «نصرة الإسلام» لم تقم بأي عمليات إرهابية منذ صدور قرار إدراجها على قوائم الإرهاب؛ مما يرجح تأثيرها بفقد الموارد المالية – بحسب مراقبون - . وأشار المراقبون إلى أن تنظيم «القاعدة» في منطقة الساحل والصحراء تمكن من تكوين مصادر مختلفة لتمويل عملياته الإرهابية، وذلك عبر العمل بالتجارة غير المشروعة، مثل «المخدرات، والآثار، وتهريب البضائع، إضافة إلى تهريب البشر (عبر الهجرة غير الشرعية)». وأكد عبد المنعم، أن إدراج «نصرة الإسلام» سوف يتعامل مع المسمى الجديد للجماعة؛ لأنه محط الأنظار الآن، يتبعه مواجهات «فكرية، وجغرافية، وأمنية، واستراتيجية، وإلكترونية». مشيراً إلى أن الإدراج يحقق مكاسب كثيرة، والقرار سوف يستتبعه قرارات أخرى للجماعات الوليدة التابعة لـ«القاعدة»؛ لأنه ثبت أن التعامل مع التيارات الجهادية هو تعامل عنقودي مثل «الضفائر» يسلمون بعضهم بعضاً. مرجحاً أن تكون هناك قرارات مستقبلية ضد جماعات أخرى مثل: «جند الإسلام، وأنصار الإسلام، والشباب، وشباب القاعدة في المشرق العربي، والتوحيد والجهاد غرب أفريقيا وغيرهم». في السياق ذاته، قال عمرو عبد المنعم، إن «القاعدة» يطور نفسه تطويراً رهيباً؛ لذلك لا بد من المواجهة الفكرية مع التنظيم، حيث يعد «أشبال القاعدة» في رحم الأمهات، وهناك بعض قادة لـ«القاعدة» تزوجوا فتيات في أفريقيا، ثم أرسلوهن إلى بعض المناطق النائية، ويترك معهن وصية ليكون هذا الجيل – في رحم الأمهات - حاملاً للراية فيما بعد، ويتم تربيتهم على عقيدة «الجهاد والمواجهة»، وهذا الجيل الجديد لـ«أطفال القاعدة» بعيد عن التخيل، وأبعاده لم تظهر حتى الآن.

 

الداخلية المصرية تعلن مقتل 9 «عناصر إرهابية» جنوب البلاد

القاهرة/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل 9 إرهابيين في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة بطريق أسيوط - سوهاج الصحراوي الغربي بدائرة مركز الغنايم (400 كلم جنوب مصر). وذكرت وزارة الداخلية، في بيان صادر اليوم (الاثنين)، أن معلومات قطاع الأمن الوطني كشفت عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بكهف جبلي بإحدى المناطق الوعرة الكائنة بطريق أسيوط - سوهاج الصحراوي الغربي بدائرة مركز الغنايم، وحيازتهم أسلحة نارية متنوعة، وقيامهم بإعداد عبوات متفجرة، واعتزامهم التحرك خلال الفترة المقبلة لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف المنشآت المهمة والحيوية بالبلاد. وأضافت الوزارة في بيانها، أنه تم التنسيق مع نيابة أمن الدولة العليا لمداهمة الكهف المشار إليه فجر اليوم، وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة، قامت العناصر الإرهابية بتبادل إطلاق النيران مع القوات، وقد أسفرت عمليات تمشيط المنطقة عقب ذلك عن العثور على 9 قتلى من العناصر الإرهابية «جاري تحديدهم»، كما عُثر على 6 بنادق آلية، وكمية من الطلقات، وعبوتين متفجرتين، ووسائل إعاشة، وبعض الأوراق التنظيمية. واتخذت الأجهزة الأمنية كل الإجراءات القانونية، وتوالي نيابة أمن الدولة العليا التحقيق، ويأتي ذلك استمرارا لجهود وزارة الداخلية المصرية في مواجهة التنظيمات الإرهابية وملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة التابعة لها والساعية لتنفيذ عمليات عدائية بمصر تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي.

 

مسلّحو الفصائل لم يغادروا المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب رغم انتهاء المهلة المحددة

بيروت/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/انتهت اليوم (الاثنين) مهلة خروج الفصائل المسلحة من المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، من دون رصد أي انسحابات منها حتى الآن، علما أن "هيئة تحرير الشام" المعنية بالاتفاق الروسي التركي، لم تحدد موقفاً واضحاً من إخلاء المنطقة. ويضع انقضاء المهلة الطرفين الضامنين للاتفاق، روسيا وتركيا، أمام اختبار المضي بتنفيذ الاتفاق، وتجنيب المنطقة الخيار العسكري الذي لا تزال دمشق تلوّح به. وقد أعلن وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم اليوم أن التأكد من تطبيق الاتفاق حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها يتطلب وقتاً. وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في دمشق: "علينا الآن أن نعطي الأمر وقتاً. نترك لأصدقائنا الروس الحكم ما إذا كان جرى تطبيق الاتفاق أم لا". وأضاف: "يجب أن نتتظر رد الفعل الروسي على ما يجري هناك، لأن روسيا تراقب وتتابع ومطلوب منها تسيير دوريات في المنطقة العازلة... نقول علينا ان ننتظر، وفي الوقت ذاته قواتنا المسلحة جاهزة في محيط إدلب". وأكد أنه "لا يمكن استمرار الوضع في إدلب إذا لم يلتزم المتشددون باتفاق روسيا وتركيا"، حسب قوله.

وتوصّلت موسكو وأنقرة قبل شهر تقريباً الى اتفاق خلال لقاء عقده الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان في سوتشي في روسيا، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها، أُنجز سحب السلاح الثقيل منها الأربعاء، بينما يتوجّب على الفصائل إخلاؤها بحلول 15 أكتوبر (تشرين الأول). وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أنه "لم يرصد أي انسحاب للمقاتلين المتشددين من المنطقة المنزوعة السلاح" التي تشمل جزءاً من أطراف محافظة إدلب ومناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وأكدت "هيئة تحرير الشام" أمس (الأحد) أنها لن تتخلى عن سلاحها و"لن تحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلاً لتحقيق أهداف ثورتنا"، من دون أن تأتي على ذكر المنطقة المنزوعة السلاح. وأبدت تقديرها لمساعي تركيا من دون أن تسميها. وجاء في البيان "نقدر جهود كل من يسعى في الداخل والخارج الى حماية المنطقة المحررة ويمنع اجتياحها وارتكاب المجازر فيها". لكنها حذرت من "مراوغة المحتل الروسي أو الثقة بنواياه ومحاولاته الحثيثة لإضعاف الثورة"، مضيفة "هذا ما لا نقبل به بحال مهما كانت الظروف والنتائج". وتسيطر "هيئة تحرير الشام" مع فصائل متشددة أخرى على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح التي يراوح عرضها وفق الاتفاق التركي الروسي بين 15 و20 كيلومتراً وتقع على خطوط التماس بين قوات نظام بشار الأسد والفصائل المعارضة. ويرى الباحث في "مجموعة الأزمات الدولية" سام هيلر أن "مصطلحات البيان وصياغته الفضفاضة تلمّح الى قبول ضمني للهيئة باتفاق سوتشي ومخرجاته". ويعتبر أن "تاريخ 15 أكتوبر يشكل اختباراً لقدرة تركيا على تنفيذ الاتفاق وفي الوقت ذاته اختبار لنوايا الطرف الروسي وجديته في استمرار الاتفاق". ويضيف "اذا كان الروس جادين في استمراره، فسيبدون مرونة وليونة مع الطرف التركي". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الأربعاء إن التأخير لمدة يوم أو يومين في إنشاء المنطقة المنزوعة السلاح لن يُحدث فرقاً، مشددا على أن "نوعية العمل هي الأكثر أهمية"، مؤكداً "دعم جهود شركائنا الأتراك بفاعلية". ويثير عدم استكمال تطبيق الاتفاق الروسي التركي أو انهياره مخاوف مراقبين ومنظمات إنسانية ازاء مصير نحو ثلاثة ملايين شخص يقيمون في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب ومحيطها. وعبرت أربع منظمات إنسانية دولية كبرى الجمعة عن مخاوفها "من أن يخرج العنف عن نطاق السيطرة في الأيام القليلة المقبلة في حال انهيار الاتفاق أو اندلاع القتال في مناطق لا يشملها".

 

الداخلية المصرية تعلن مقتل 9 «عناصر إرهابية» جنوب البلاد

القاهرة/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل 9 إرهابيين في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة بطريق أسيوط - سوهاج الصحراوي الغربي بدائرة مركز الغنايم (400 كلم جنوب مصر). وذكرت وزارة الداخلية، في بيان صادر اليوم (الاثنين)، أن معلومات قطاع الأمن الوطني كشفت عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بكهف جبلي بإحدى المناطق الوعرة الكائنة بطريق أسيوط - سوهاج الصحراوي الغربي بدائرة مركز الغنايم، وحيازتهم أسلحة نارية متنوعة، وقيامهم بإعداد عبوات متفجرة، واعتزامهم التحرك خلال الفترة المقبلة لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف المنشآت المهمة والحيوية بالبلاد. وأضافت الوزارة في بيانها، أنه تم التنسيق مع نيابة أمن الدولة العليا لمداهمة الكهف المشار إليه فجر اليوم، وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة، قامت العناصر الإرهابية بتبادل إطلاق النيران مع القوات، وقد أسفرت عمليات تمشيط المنطقة عقب ذلك عن العثور على 9 قتلى من العناصر الإرهابية «جاري تحديدهم»، كما عُثر على 6 بنادق آلية، وكمية من الطلقات، وعبوتين متفجرتين، ووسائل إعاشة، وبعض الأوراق التنظيمية. واتخذت الأجهزة الأمنية كل الإجراءات القانونية، وتوالي نيابة أمن الدولة العليا التحقيق، ويأتي ذلك استمرارا لجهود وزارة الداخلية المصرية في مواجهة التنظيمات الإرهابية وملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة التابعة لها والساعية لتنفيذ عمليات عدائية بمصر تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي.

 

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا بدعوى محاولته طعن إسرائيلي بالضفة

القدس/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين) مقتل فلسطيني حاول طعن جندي في الضفة الغربية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «أحبطت قوات الجيش محاولة هجوم إرهابي في مفترق غيتاي أفشار بالقرب من مستوطنة اريئل جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية»، مضيفاً: «حاول المهاجم طعن جندي من جنودنا كان يقف على نقطة على المفترق، فأطلقت قواتنا النار على المهاجم وشلت حركته، وأردته قتيلا». وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني «إن طواقمنا موجودة في منطقة إطلاق النار على الشاب الفلسطيني عند مفترق قرية حارس شمال سلفيت، وترفض قوات الجيش تسليمه لها». وأضافت في بيان: «بعد فحص الشاب، تبين أنه أصيب بالصدر بطلقات نارية عدة. والطواقم موجودة حتى اللحظة بالموقع». واعتقل الجيش الجمعة الماضية فلسطينيا يشتبه بأنه نفذ (الخميس) الماضي عملية طعن جندي إسرائيلي في قوات الاحتياط في الضفة الغربية المحتلة ولاذ بعدها بالفرار. وقتل إسرائيليان (الأحد) الماضي وأصيب ثالث بجروح على يد فلسطيني في منطقة صناعية تابعة لمستوطنة في الضفة الغربية المحتلة. وتطارد قوات الأمن المشتبه به أشرف نعالوة (23 عاما) الذي يعمل في الموقع.

 

نتنياهو وليبرمان يهددان {حماس} بضربات «كبيرة جداً وموجعة» رئيس المخابرات المصرية يصل إلى غزة ورام الله وعمان لسحب الفتيل

تل أبيب/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/في الوقت الذي أعلن فيه عن عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية (الكابنيت)، للبحث فيما سماه «التدهور الخطير على الحدود مع قطاع غزة»، جدد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، تهديداته لحركة حماس، قائلا إن «بلاده قريبة جدا من تنفيذ نوع آخر من العمليات في قطاع غزة، وتوجيه ضربات كبيرة جدا وموجعة جدا لحركة حماس»، دون أن يفصح عن طبيعة هذه العمليات أو الضربات. وتطرق نتنياهو خلال جلسة وزراء الليكود، إلى التوتر والتصعيد مع قطاع غزة، قائلا إن «حماس لم تفهم الرسالة على ما يبدو، وإذا لم توقف الحركة الهجمات ضد إسرائيل، فسوف يتم إيقافها بطريقة مختلفة وسيكون ذلك مؤلما للغاية، فلو استخدمت حماس عقلها وفهمت الرسائل لأوقفت الضربات والاضطرابات على الفور». وتناغمت تصريحات نتنياهو، مع قرار وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، يوم الجمعة، وقف إدخال الوقود الذي وفرته المنحة القطرية إلى قطاع غزة، ردا على استمرار فعاليات مسيرة العودة، التي قمعها جنود الاحتلال وأسفرت عن مقتل 7 فلسطينيين وإصابة المئات بجروح بالإضافة إلى الكثير من حالات الاختناق. وقال ليبرمان في مقابلة أجراها معه الموقع الإلكتروني «واي نت»، أمس الأحد: «لقد وصلنا إلى مرحلة لا يوجد فيها أمامنا خيار سوى توجيه ضربة ساحقة لحماس، حيث بذلنا كل جهد وحركنا كل حجر ممكن واستنفدنا كل الاحتمالات ولا يوجد أي تقدم». وأضاف ليبرمان، أن حكومته لا تسعى للحرب، وقال: «ندرك أنه عندما نذهب للحرب فإن هناك جنودا لن يعودوا إلى بيوتهم، لذلك نسعى من أجل خيارات أخرى». وحمل ليبرمان حماس مسؤولية ما يحدث في القطاع، قائلا: «حماس تريد الضغط على الجمهور والحكومة الإسرائيلية، وهي مصممة على استخدام العنف حتى رفع الحصار كاملا من دون التوصل لاتفاق حول السجناء والمفقودين، ومن دون أن تتخلى عن البند الرئيسي في ميثاقها الداعي إلى تدمير دولة إسرائيل، وبالطبع من دون نزع سلاحها، هذا الوضع مستحيل». وأضاف ليبرمان: «نحن نقود سياسة موزونة وثابتة تجاه غزة، لقد رأينا إسماعيل هنية على الحدود. من الواضح أنه لا توجد لديهم نية لوقف العنف على السياج. لقد وصلنا إلى اللحظة التي يجب اتخاذ القرارات فيها. لقد وصلنا إلى النقطة التي يجب أن نوجه فيها أشد ضربة ممكنة لحماس، لكن ذلك بحاجة إلى موافقة المجلس المصغر والحكومة، وعلى الوزراء أن يقرروا ذلك».

إلى ذلك، أبدى مسؤولون أمنيون إسرائيليون معارضتهم لقرار ليبرمان، وقف كافة إمدادات الوقود والغاز إلى القطاع، بحجة المظاهرات التي جرت عند السياج الأمني، ويرون أنه ينبغي التمييز بين الوقود الذي تزوده إسرائيل، بادعاء منع انهيار الوضع الإنساني في القطاع، والوقود الذي تمول دولة قطر تزويده للقطاع. وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإنه خلال مداولات جرت في جهاز الأمن الإسرائيلي، في نهاية الأسبوع الماضي، أجمع المشاركون فيها، على أن وضع إسرائيل شروطا تتعلق بالبالونات الحارقة والإطارات المطاطية المشتعلة مبالغ فيه، وقد يضطر ليبرمان للتراجع عن تصريحاته، وذلك لأنه «لا يمكن وقف تزويد الوقود والغاز لعدة أيام من دون التسبب بتصعيد خطورة الوضع الإنساني في غزة». وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت)، قد عقد جلسة سرية طارئة، مساء أمس الأحد، للبحث في التوتر والتصعيد عند السياج الأمني مع قطاع غزة في ظل تواصل مسيرات العودة. ورغم التهديدات الإسرائيلية، فإن المراقبين لا يتوقعون تدهورا كبيرا، خصوصا أن رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة، اللواء عباس كامل، أعلن أنه سيصل في نهاية الأسبوع إلى المنطقة، ليجري جولة جديدة من المباحثات بشأن المصالحة الفلسطينية، وكذلك إمكانية تثبيت «تهدئة» بين الفصائل في قطاع غزة وإسرائيل، وتشمل المباحثات زيارة سيقوم بها اللواء كامل إلى غزة ورام الله والعاصمة الأردنية عمان. الجدير بالذكر، أنه منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس (آذار) الماضي، قتلت إسرائيل 215 فلسطينياً، من بينهم 10 شهداء احتجزت جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 22 ألف آخرون، بينهم 460 في حالة خطرة.

 

الحكومة الإسرائيلية تصادق على بناء 31 وحدة استيطانية في قلب الخليل وليبرمان أشاد بالمخطط والخارجية الفلسطينية تنتقد الصمت الدولي

لندن - رام الله/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18/صادقت الحكومة الإسرائيلية، أمس (الأحد)، على بناء 31 مسكناً لمستوطنين يهود في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وتعد هذه المصادقة، الأولى منذ عام 2002 في الخليل، التي يعيش فيها مئات المستوطنين وسط نحو مائتي ألف فلسطيني. وكانت السلطات الإسرائيلية أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عزمها على اتخاذ هذا القرار، بانتظار مصادقة الحكومة عليه، حسب ما أعلنت حركة «سلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في بيان نشر في ختام الجلسة الأسبوعية للحكومة: «للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً سيكون للخليل حي يهودي جديد في الموقع الحالي لمعسكر للجيش». وأوضح، أن هذا الحي سيضم 31 مسكناً مع روضتين للأطفال. وتابع الوزير الإسرائيلي «إنها مرحلة مهمة» في قرارات الحكومة الإسرائيلية «لتعزيز المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)». وستبنى المساكن الجديدة في شارع الشهداء، الذي كان، في السابق، يعج بالحركة والمحال التجارية، ويوصل إلى الحرم الإبراهيمي، قبل أن يتحول إلى مساحة مقفرة بسبب التوتر الناتج من استيطان يهود في قلب المدينة الفلسطينية.

وكانت محطة الحافلات الرئيسية في الخليل تقع في هذا الشارع، قبل أن تقوم السلطات الإسرائيلية بوضع اليد على هذه المنطقة، وإقامة قاعدة عسكرية فيها لحماية المستوطنين. وتعيش مدينة الخليل في أجواء توتر شبه دائم بسبب زرع نحو 800 مستوطن يهودي في وسطها بين نحو 200 ألف فلسطيني. ورصدت الحكومة الإسرائيلية للمشروع، 22 مليون شيقل (6.1 مليون دولار)، تتولى وزارات عدة تأمينها، منها وزارة الدفاع التي ستدفع 2.8 مليون، ووزارة العلوم التكنولوجية، والقضاء والعدل، والتعليم، كما ستساهم فيه الموازنة العامة. ويعد هذا أول توسع استيطاني في قلب الخليل منذ عقود. وقد أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المخطط الاستيطاني الذي أعلن عنه وزير جيش الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وصادقت عليه الحكومة. وقالت، إن هذا القرار الاستيطاني التهويدي يأتي بعد أسبوع من قرار استيطاني آخر ببناء منطقة صناعية ثانية في مستوطنة كريات أربع الواقعة إلى الشرق من الخليل، على مساحة تتجاوز الـ100 دونم. وحذرت الوزارة من التداعيات الخطيرة لهذا المخطط التهويدي، الذي يهدف إلى تهويد كامل البلدة القديمة بالخليل. وأكدت، أن صمت المجتمع الدولي ولامبالاته اتجاه عمليات تعميق الاستيطان وجرائم المستوطنين، وعدم تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالاستيطان، وعدم محاسبة إسرائيل كقوة احتلال على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، يشجّع ائتلاف اليمين الحاكم في إسرائيل، على التمادي في تنفيذ برامجه الاستعمارية التوسعية إرضاءً لجمهوره من المستوطنين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حيرة الحيران في حكم لبنان بين واشنطن وطهران

 سام منسى/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68167/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%ad%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d9%83%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%88/

يواجه لبنان اليوم أزمة تشكيل الحكومة على خلفية ما بات يعرف بالتسوية الرئاسية التي جرت عام 2016، ووصل بموجبها العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة؛ على أن يكون سعد الحريري خلال عهده رئيساً للحكومة. يبدو أن الرئيس المكلف سعد الحريري عازم على تقديم تشكيلة حكومية في الأيام القليلة المقبلة؛ ما يدفع إلى مراجعة للمتغيرات التي حصلت لبنانياً وإقليمياً ودولياً منذ هذه التسوية الرئاسية، وكيف ستؤثر على تشكيل الحكومة العتيدة. منذ تولي الرئيس عون سدة الرئاسة، شهدت الساحة المحلية أحداثاً وممارسات عدة ستلعب دورها في عملية تأليف الحكومة والتشكيلة التي ستخرج عليها، وأهمها:

- تكريس ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في معركة جرود عرسال في صيف عام 2017، التي انطلقت بتغطية من حكومة سعد الحريري، وانتهت بإخراج الجماعات المتطرفة المسلحة من هذه المنطقة، مضفية شرعية على الفزلكات التي قدمها «حزب الله» لتبرير استخدام سلاحه في الداخل والخارج معاً.

- حصول «حزب الله» وحلفائه على أكثرية نيابية قابلها تحقيق القوات اللبنانية تقدماً ملحوظاً في مواجهة التيار الوطني الحر على الساحة المسيحية، ويتوقع أن تعكس التشكيلة الحكومية الواقع النيابي الجديد.

- توتر في العلاقات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وصل إلى حد نسف تفاهم معراب، يضاف إلى ذلك ملامح تفاهم جديد بين القوات اللبنانية والمردة، بما يدل على هشاشة هذا النوع من التفاهمات وتقدم الأهداف والمصالح الآنية والمحلية الضيقة على مضمونها السياسي.

- تجاوزات غير مسبوقة للدستور واتفاق الطائف تحت عنوان الشراكة والمشاركة عبر ممارسات ومواقف تهدف إلى إعادة طرح صلاحيات الرئاستين الأولى والثالثة، والحديث عن وضع معايير لتشكيل الحكومات، ونسف لمبدأ الفصل بين السلطات كما خرق واضح لأساسيات الأنظمة البرلمانية.

- وضع اقتصادي متدهور حفَّز بعض الدول وعلى رأسها فرنسا على عقد مؤتمر سيدر، انتهى بتعهدات دولية بمساعدة لبنان على إعادة بناء بناه التحتية مقابل سلة من الإصلاحات. هذا وسط عقوبات دولية متصاعدة على إيران و«حزب الله».

أما في الإقليم، فالأبرز هو:

- ملامح لغلبة النظام وحلفائه في سوريا وتنامي الدور الروسي في المشرق العربي إنما على وقع توتر إسرائيلي - إيراني شديد فوق الأراضي السورية أدى إلى خلافات بين موسكو وتل أبيب.

- تحول في السياسة السعودية في اتجاه أكثر جرأة ووضوحاً، وبروز حدة التجاذب الخليجي - الإيراني، ولا سيما في الحرب الدائرة في اليمن، إضافة إلى استمرار الخلاف مع قطر والشكوك التي تحيط بأدوارها على أكثر من صعيد.

- فقدان الولايات المتحدة حليفها التركي الذي ينسج أكثر وأكثر علاقات دافئة مع روسيا وإيران، وذلك في ظل الانحسار النسبي لنجمي أنقرة وطهران في المنطقة لصالح موسكو.

- تبدد ما سمي بصفقة العصر على جبهة النزاع العربي – الإسرائيلي، واحتمال فقدان إسرائيل حرية حركتها الجوية بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سوريا.

أما في الشأن الدولي، فالأبرز يبقى:

- خروج واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وفرضها عقوبات اقتصادية جديدة عليها وعلى أذرعتها في المنطقة.

- الجشع الروسي على الجبهات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية، بدءاً من ملعبها الخلفي في القرم مروراً بآسيا ووصولاً إلى المشرق العربي.

- ارتفاع منسوب الخوف من أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وتصاعد شعبية الأحزاب اليمينية المتشددة على حساب القوى الليبرالية والمعتدلة.

على هذه الخلفية، ما هي الخيارات المتاحة أمام الرئيس المكلف سعد الحريري؟

يصعب الحسم بما يمكن أن تؤول إليه الأمور، إلا أنه يمكن اختصار الخيارات المتاحة أمام الرئيس الحريري بثلاثة:

الأول، حكومة متوازنة لا غلبة فيها لفريق على آخر، وهذا ما يسعى الحريري إلى تحقيقه. إن حظوظ هذا السيناريو ضعيفة كونه يناقض ما سعت إليه ولا تزال جبهة «حزب الله» منذ اغتيال الرئيس الحريري حتى اليوم. هذا الفريق لن يقبل بفقدان قدرته على التأثير داخل الحكومة وعكس مكاسبه محلياً وإقليمياً.

الثاني، تقديم تشكيلة حكومة تعكس تنازلات يقدمها الرئيس الحريري وحلفاؤه؛ ما يعني غلبة لفريق ما يسمى «حزب الله». هذا الأمر قد يستدعي نقزة عربية وخليجية بخاصة كما غربية أيضاً، ولا سيما أميركية، قد تصل إلى حد اعتبار لبنان دولة ساقطة نهائياً في الحضن الإيراني وتخرجه من حساباتها واهتماماتها. هذا الخيار صعب وسيكون مكلفاً سياسياً للرئيس الحريري نفسه وسط شعار يتردد في أوساطه هو «كفى تنازلات»، وقد يعرّض لبنان لمخاطر اقتصادية ومالية، ولا سيما في هذه المرحلة الحرجة ويسرع ما يحكى عن انهيار اقتصادي، علماً بأنه إذا كانت فرنسا متحمسة لمساعدة لبنان والعمل على تنفيذ مخرجات «سيدر»، فالولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية لا تشاطرها حماستها.

السيناريو الثالث، هو اعتذار الرئيس الحريري. سيكون لهذا الخيار تداعيات على الرئيس الحريري نفسه الذي قد يضطر إلى مغادرة البلاد كما حصل سابقاً، كما على الداخل اللبناني وعلى صعيد علاقات لبنان الخارجية وفق ما ذكرناه من تداعيات السيناريو الثاني. كما أن الفريق الآخر في حاجة إلى غطاء الرئيس الحريري وصورة حكومة وحدة وطنية جراء الظروف الضاغطة التي يتعرض إليها، ولا سيما العقوبات. أضف إلى ذلك تعذر ترجمة سياسية محلية لهذا السيناريو عبر خلق جبهة معارضة عريضة وازنة تستطيع ولو من خارج الحكم لعب دور فاعل.

نحن إذن في دوامة كما عند كل استحقاق دستوري يدخل معه لبنان في أزمة تؤكد مرة أخرى أن البلاد باتت قاب قوسين من فشل الدولة، وأنها عاجزة عن إدارة شؤونها دون أوصياء من الخارج يتدخلون لينسجوا تسويات ظرفية لا نستطيع وصفها إلا بقنابل موقوتة تمهد لأزمات جديدة. فأي قنبلة جديدة تنتظر لبنان؟

نجح لبنان في إدارة تعدديته بنظام سياسي طائفي انتظمت في ظله الحياة السياسية على وقع مبدأ لا غالب ولا مغلوب.

بعد انتهاء الحرب الأهلية العسكرية عام 1989، دخل القرار السياسي الوطني في غيبوبة لأن الوصي السوري بات يمسك بخيوطه بيد من حديد.

انسحبت سوريا من لبنان عام 2005 ليعتمد بعدها ساسة البلاد نهج «الديمقراطية التوافقية» في إدارة شؤونها. ما لبثت «الديمقراطية» أن سقطت وتبعتها «التوافقية»؛ لأن المفهومين لا يستقيمان بوجود طرف مسلح تسلم شعلة الوصاية من سوريا قبل خروجها وبات يسيّر دفة القيادة وفقاً لمصالحه ومصالح راعيه الإقليمي.

سقط مبدأ لا غالب ولا مغلوب، ومهما كان الخيار الذي سترسو عليه التشكيلة الحكومية، سيبقى الغالب هو «حزب الله» والمغلوب هو لبنان. البلاد في حال لا تحسد عليها، وانحسار الخيارات يضع الجميع، وعلى رأسهم الرئيس الحريري، أمام ما يمكن اختصاره بحيرة الحيران في حكم لبنان بين واشنطن وطهران.

 

تحوّلاتُ الشرقِ تُنادينا

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 تشرين الأول 2018

حين تأسّست دولةُ لبنان سنةَ 1920 واستقلّت سنةَ 1943، كان محيطُها الحدوديُّ المباشَرُ سُنّــيًا بين فلسطين وسوريا، وكذلك محيطُها الأوسعُ مع الأردن والعراق والخليجِ ومِصر. لذا فضَّل المسيحيّون، وتحديدًا الموارنةُ، تركيزَ صيغةِ الحكمِ اللبنانيِّ على الثنائيّةِ المارونيّةِ/السُنيّةِ رغمَ الدورِ التاريخيِّ للدروزِ والموقِفِ الوِحدويِّ للشيعة.

مفارَقةُ الموارنةِ أنَّهم يؤمنون بالشراكةِ مع العربِ من دون الذوبانِ القوميِّ في العروبة، ويُحبّون الدروزَ والشيعةَ ويَتردَّدون في الشراكةِ الدستوريّةِ معهم. هكذا وَقع الموارنةُ منذ البدايةِ في أربعةِ أخطاءٍ: ديمغرافيٌّ، دستوريٌّ، عقائديٌّ، وتاريخيّ.

سابقًا، لم يَكُن حولَ لبنان، في المشرقِ، دولةٌ إسرائيليّةٌ وحكمٌ علويٌّ وثورةٌ إيرانيّةٌ ويقظةٌ شيعيّةٌ. كانت سوريا أمويّةً والعراقُ عبّاسيًّا والأردن هاشميًّا وفِلسطينُ مسيحيّةً/إسلاميّةً. ولا كان شيعةُ لبنان استَفاقوا على وجهِ إيران الخمينيّة. أقصى امتحانٍ كان يُقدِّمُه اللبنانيّون (المسيحيّون والشيعةُ ضِمنًا) أنْ يختاروا في المِنطقة بين محورَين سُــنّـِــيَين عربيَين، وفي لبنان بين زعيمَين سُــنّـِــيَين من بيروت أو من طرابلس.

بعد نحو مئةِ سنةٍ تَغيّرت الديمغرافيا السياسيّةُ بشكلٍ استراتيجيٍّ ودراماتيكيٍّ وجذريٍّ وحاسِم. مُخطَّطُ الصهيونيّةِ اغتصَب أرضَ المسيحِ والعربِ وأعادنا إلى «العهدِ القديم»، وصارت إسرائيلُ ناطقةً باسمِ الديمقراطيّة.

انتفاضةُ العلويّين طَفحَت في الساحلِ السوريِّ وصَبَّت في دمشق وسالت في بيروت، وصار العلويّون ناطقين باسمِ العروبة.

ثورةُ إيران فاضَت في أرضِ بغداد والشام ولامَست اليمنَ والبحرين وحَلّت في بلادِ بشارة والبقاع، وصارت إيرانُ ناطقةً باسمِ فِلسطين.

 ومشروعُ الأقليّاتِ استعاد نبضَه في كلِّ هذا المشرقِ الآراميِّ ـــ الكنعانيِّ ـــ الفينيقيِّ ــــ السِريانيِّ ــــ العربيِّ وصولًا إلى ثُغورِ الخليج، وصارت كلُّ أقليّةٍ ناطقةً باسمِ حقوقِ الإنسان.

وفي لبنانَ تَقدّم الشيعةُ بين المكوّناتِ المسلمةِ بالرغمِ من مكاسبِ السُنّةِ في «الطائف»، وصار حزبُ الله فيلقًا عسكريًّا عابرَ الحدودِ وناطقًا باسمِ جميعِ حروبِ المِنطقة…

امتَقَع وجهُ السُنّيةِ السياسيّةِ في الشرقِ وتَجعَّد، خَسِرَ السُنّةُ، أصدقاءُ لبنانَ التقليديّون، سوريا والعراقَ واليمن، وتَرنَّحوا في لبنان، وتضايقوا في الأردن، وهُدِّدوا في الخليج، وتَقاتلوا في ليبيا، وانقسَموا في مِصر، وخَرقَت اعتدالَهم موجةٌ تكفيريّةٌ إرهابيّة. وما زادَ قلقَهم أنّهم أكيدونَ من أعدائِهم ومتوجِّسونَ من حلفائِهم، وبخاصةٍ من أميركا. وما نَقَصَ من خلافاتِهم، أكمَلتْه تركيا في دخولِـها على خَطّي النزاعِ السُنيِّ/السُنيّ، والعربيِّ/ الفارسيّ، وفي دعمِها «الإخوانَ المسلمين» المرفوضين في غالبيّةِ دولِ العالمِ العربيّ.

واخْتَرْ يا لبنان…

الدولةُ اللبنانيّةُ، بل الصيغةُ اللبنانيّةُ، َوجدت نفسَها وسْطَ شرقٍ هجينٍ ومريبٍ، محتارٍ ومذهولٍ. لا يُعرَفُ فيه الثابتُ من المتحوِّل. الـمُعطى الوحيدُ الأكيدُ أنَّ مَن خَرجوا من القُمقُم لن يعودوا إليه؛ لكنَّهم عُرضةٌ للتحجيمِ لأنَّ بعضَ مكوّناتِه تَعدّوا المسَّ باستقرارِ العالمِ السنيِّ ـــ وهو أمرٌ يَتقبّلُه الغربُ وإسرائيل ـــ إلى تهديدِ المجتمعِ الدوليِّ عسكريًّا ونوويًّا وإرهابيًّا ـــ وهو سلوكٌ يُعاقِبه الغربُ وإسرائيل.

وَجدَت الدولةُ اللبنانيّةُ أيضًا واقعًا جديدًا يُناقِض كلَّ ما راهنَ عليه المسيحيّون خصوصًا، واللبنانيّون عمومًا، مُذ ساروا في تجربةِ التعايشِ المسيحيِّ/الإسلاميّ من جهةٍ والانتماءِ إلى العالمِ العربيِّ (السُنيِّ عمومًا) من جهةٍ أخرى. خِياراتُها الأساسيّةُ تَخطَّتها الأحداثُ، مرتكزاتُها هُـزَّت وبَطُلَت صالحةً، وانقساماتُها الداخليّةُ تُعطّل اتّخاذَ خِياراتٍ جديدةٍ جامعة. إنّه مأزِقٌ وجوديّ.

وما ضاعَف الارتباكَ اللبنانيَّ أنَّ كلَّ التقدّمِ الوطنيِّ الذي أُحرِزَ بعد الحربِ اللبنانيّة، لاسيّما بعدَ تحريرِ الجَنوب سنةَ 2000 وبعد «ثورةِ الأرز» سنةَ 2005، لم يَنعكِس على الحالةِ الاستقلاليّةِ، فتراجَعت نسبةُ المناعةِ في الجسمِ اللبنانيّ.

هل يستطيعُ لبنانُ أن يختارَ رهانًا جديدًا؟ وهل سيُعطَى بعدُ حقَّ الخِيار؟ وأصلًا، من هو المؤهَّلُ اليومَ في لبنانَ لأنْ يختارَ ويُقرّرَ مصيرَنا؟

الخِيارُ الجديدُ مزدوِجٌ: اختيارُ الذات (أيَّ لبنانَ نريد؟) واختيارُ المحيط (أيَّ انتماءٍ نريد).

ما جرى في «اتفاقِ الطائف»، على أهمّيتِه، لم يَتعدَّ تسويةً عاجلةً تَعثّرت آجلًا لأنّها راعت المتغيّراتِ المرحليّةَ في لبنان، وتجاهلَت المتغيّراتِ العميقةَ في الشرقِ الأوسط.

بالنسبةِ لاختيارِ الذات، إشكاليّةٌ أنْ يكونَ لبنانُ موحَّدًا مركزيًا فيما محيطُه يتّجهُ بخُطى ثابتةٍ نحو الفدراليّات.

إشكاليّةٌ أنْ يكونَ لبنانُ تعدّديًّا فيما مجتمعاتُ المِنطقةِ استَسْهلَت الأحاديّة.

إشكاليّةٌ أنْ يكونَ لبنانُ حِياديًّا فيما كلُّ مكوّنٍ لبنانيٍّ قائمٌ بأعمالِ دولةٍ غريبة.

إشكاليّةٌ أنْ يكونَ لبنانُ نَموذجَ الاعتدالِ والانفتاحِ فيما التطرّفُ الدينيُّ يَنمو شرًّا، ورفضُ الآخرِ بلغَ نُكرانَ الذات.

للخروجِ من هذه الإشكاليةِ بابٌ واحدٌ: الوِحدةُ الوطنيّة… لكنَّ هذه هي الإشكاليّةُ الحقيقيّة. فلنَبحَثْ إذَن على لبنانَ آخَر.

بالنسبةِ لاختيارِ المحيط، المسألةُ ليست رقميّةً واقتصاديّةً تَخضعُ لمعاييرَ حسابيّة. تاريخيًّا ليس الشرقُ ثنائيًّا: أسودُ أو أبيضُ، سُنّةٌ أو شيعة. هنا الوِجدانُ يَسبُق العقلَ، والجغرافيا تنافِسُ التاريخ، والغريزةُ تتحدّى المنطِق، والطائفةُ تَصُدُّ الوطن. خِيارُ لبنان بين التعدّدياتِ المشرقيّةِ والعربيّةِ والإسلاميّةِ لا يُشبه خِيارَ الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّةِ بين كندا والبرازيل، أو خِيارَ فرنسا بين سويسرا وبلجيكا. إنه خِيارٌ مُعقّدٌ يضعُ لبنان في مواجهةٍ عبثيّةٍ بين «العهدِ القديم» و«العهد الجديد»، بين الفرس والعرب، بين عليٍّ ومعاوية، بين العباسيّين والفاطميّين، بين أكثريّة مُستجِمَّةٍ وأقليّةٍ ناشطة، وبين عروبةٍ جامدةٍ وعُثمانيّةٍ مُقنّعة. وما يُعقّدُ خِيارَ لبنان هو أنَّ في محيطِه المشرقيِّ المباشَر حَصلت التغييراتُ الكبرى الديمغرافيّةُ (النقلُ السكّاني) والإسلاميّةُ (التمدّدُ الشيعيّ) والتاريخيّة (انحسارُ الوجودِ المسيحيّ). فلنبحث إذن عن شرقٍ آخَر.

نحنُ. ومن نكون نحن؟ نحن مدعوون إلى التعاطي مع واقعِ الشرقِ الجديدِ من دون التكيّفِ معه والتَشبّهِ به. مدعوون إلى اختيارِ الحضارةِ لا الأنظمة. لكن، أين الحضاريّون اليومَ ليحَدِّدوا هذا الخِيارَ ويَسحَبوا لبنان من عصرِ الانحطاطِ، ومن محيطٍ هربَ من وجهِ الظلمِ فوقَع في قبضةِ الجاهليّة؟

 

لبنان باب الحرية.. مزحة ثقيلة

سناء الجاك/النهار/15 تشرين الأول/18

ينادي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في المحافل الدولية بدعم اختيار “لبنان الذي يتمثل فيه المسيحيون والمسلمون بمختلف مذاهبهم، لأن يكون مركز حوار للحضارات والاديان، وانه الباب الذي تدخل منه الحرية الى الشرق الاوسط.” لعل الامر يحتاج الى تصويب. فآية الحرية معكوسة  هذه الأيام ومُنكّسة ومصابة بنكسة، والباب اللبناني موصد بوجهها، ومنافذ الانفتاح مقفلة حتى إشعار آخر.

القابضون على السلطة بتفويض من الوصاية الإيرانية تلقوا تلقيحاً يمنحهم مناعة ضد الحوار وتقبل الآخر، أياً يكن هذا الآخر، ما دام سيشكف عورات من يدعي العفة السياسية ويتغنى بالسيادة والاستقلال والصمود والنضال ويستثمر في دم من صدقوه واستشهدوا تلبية لطموحه.. او اذا كان هذا الآخر ممن يطالبون بحصة في وليمة الحكم السائب، شرط السكوت عن الوصاية، في حين يعتبر أصحاب الحظوة انهم الأحق بها.

فالمركز المأمول لحوار الحضارات والأديان هو موطن قمع الحريات بحيث لا يجرؤ فندق حتى وان كان يعاني من كساد بسبب الأزمة الاقتصادية على قبول انعقاد خلوة سياسية تحمل عنوان “رفع الوصاية الايرانية عن لبنان حفاظا على الدستور والعيش المشترك”.

وقمة ترجمة “حوار الحضارات” كانت مع منع القوى الظلامية المجهولة-المعروفة ولمرتين متتاليتين ومن قبل فندقين كانا اعلنا قبول التعاقد مع “سيدة الجبل” منظمة الخلوة.

الترجمة لتمثيل الطوائف والمذاهب نلمسها لمس اليد لدى زعماء متخم حضورهم بالامراض الفئوية والعنصرية، لأن المراد لكل طائفة اعتماد الباطنية في سياساتها مع الطوائف الأخرى، والسعي الى انعزال يحميها من الطوائف الأخرى، بعد تكريس هذا الانعزال بموجب قانون الانتخاب السيء الذكر. حتى داخل الطائفة، الأجواء مسمومة.

وما حصل قبل يومين في ذكرى 13 تشرين الأول ينسف فكرة الحوار من أساسها. فمن يعجز عن القبول بشريك من القماشة اللبنانية، ليس مؤهلاً ليستدعي من هم خارج هذه القماشة الى طاولته ومنبره. فقد اتحفتنا الذكرى بخطابٍ لا علاقة له بوقائع ترتبط بمصادرة النظام الاسدي لبنان وقراره الوطني على مدى 25 عاماً عجافاً. اذ لم يأت الخطيب على سيرة الطائرات التابعة للسلاح الجوي السوري التي استباحت المجال الجوي اللبناني لقصف قصر بعبدا الذي حوله الرئيس عون آنذاك الى معسكر رافض لإتفاق الطائف الذي لم يأت به رئيساً. وذلك بعد ان أُعطيَ الضوء الأخضر الدولي لحافظ الأسد لغزو لبنان بحوالي عشرة آلاف جندي و200 دبابة. ليتم الاحتلال رسمياً مع اقتحام قصر بعبدا ووزارة الدفاع.

آنذاك كان رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ووزير الدفاع النائب البير منصور وقائد الجيش الرئيس السابق اميل لحود.

آنذاك سقط أكثر من 100 شهيد، قضى عدد منهم إعداماً، فضلاً عن نحو 20 جندياً وضابطاً مجهولي المصير حتى اليوم. هذا في التاريخ الذي يفترض ان لا يغيب عن ذاكرة صاحب الخطاب الذي كان في العشرين من عمره في 13 تشرين الأول عام 1990.

هذا في الوقائع التي لا يكفي لمحوها انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005 بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتعود العلاقات مع النظام الاسدي سمناً على عسل. لكن التاريخ وتفاصيله غابوا، لتحضر وباستنسابية غرضية تصفية حسابات لا تتعلق بمن اقتحم قصر بعبدا في 13 تشرين الأول 1990، وبمن كان في سدة المسؤولية في حينه، وتدينه ولو بعبارة واحدة او تدين من بقي على تحالفه معه. ما سمعناه كان احتكار الميثاقية والإصلاح واتهام الآخرين بالتآمر والفساد والكذب والوسخ السياسي، ووصفهم بالمجرمين الساعين الى قتل العهد القوي وبانعدام الأخلاقيات وفقدان الضمير وانصياع للخارج وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.. ومن ثم الحديث عن شراكة مع المتهمين لإدارة شؤون البلد والنهوض به.

وقبل ذلك،  سمعنا تفاؤلاً بمصالحة بين التيار القوي و”تيار المردة” على اعتبار ان الوزير السابق “سليمان فرنجية إذا كان قادراً على مسامحة من قتل عائلته، سيكون قادراً أن يسامح من يعتبر أنه أخذ الرئاسة من دربه”. وخلف الباب وفي الكواليس نسمع أقاويل عن صراعات داخل البيت الواحد تشير الى ان الديكتاتور ينظف ساحته من حلفائه ليتفرغ بعد ذلك لمفاوضة أعداءه.. وفي النشرات الأمنية نسمع عن استدعاء ناشطين تجرؤوا وانتقدوا.

ربما ليست الحرية الكلاسيكية للتعبير والحوار هي ما يراد للمجتمع الدولي ان يوافق باسمها على اعتماد لبنان مركز حوار للحضارات والاديان . المطلوب حرية من نوع آخر، اوريجينال وعلى الموضة. المطلوب ان يتحول لبنان الى منبر حر لتبييض صفحة الوصاية.  ولا يهم اذا انطلق صوت الطوائف في التجييش والتخوين ليطغى على ما عداه، فهذه عدة الشغل ليصبح الكل أعداء الكل في صراعهم على الحصص وفتات السلطة، في حين يبقى حزب الله منزهاً عن المعارك الصغرى وضابط إيقاع لها لأنه يقود المعركة الكبرى التي تريدها الوصاية الإيرانية المجاهرِة مراراً وتكراراً بأن بيروت هي إحدى العواصم العربية التي تقع تحت سيطرتها، والتي لا يسمح بأن يطلع منها عنوان يزعج هذه الوصاية،  رغم أن مطليقه لا يملكون الا الكلمة يواجهون بها ويصرون عليها. او ان المنع المجهول الهوية لعقد خلوة لا سلاح غير شرعي لدى الداعين اليها، ولا هدف لديهم الا عبور الحواجز الطائفية لرفع الوصاية الإيرانية عن لبنان كما فعلوا لدى مواجهة الوصاية السورية ، سببه ضيق من يدعون القوة بمن يذكرهم ان دورهم هو تبليط معبر الوصاية وفتح لها باب لبنان واسعاً على مصراعيه مقابل احتكار السلطة. مزحة ثقيلة، وفي هذا الوقت تحديداً، اعتبار لبنان مركزاً لحوار الحضارات وباب تدخل منه الحرية الى الشرق الاوسط.. من الغرب طبعاً اذا فهمنا الجيوبولوتيكا على أصولها..واذا فهمنا حركة الريح الكفيلة بفتح الباب.. وباب البوابة ببابين قفولي و مفاتيح جداد.. عالبوابة في عبدين الليل وعنتر بن شداد.

 

ما الذي أبلغه ماكرون إلى عون وباسيل؟ 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 تشرين الأول 2018

لم يكن هاجس الرئيس إيمانويل ماكرون من لقائه الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل أن يبحث في العقبات التي تعترض ولادة حكومة جديدة. فهذا شأن تفصيلي يفضّل ماكرون أن يتركه للبنانيين لكي يتدبَّروه على طريقتهم. لكنّ الرئيس الفرنسي إستفاد من اللقاء لينقل إلى الجانب اللبناني تحذيرات من مخاطر معيّنة تهدِّد إستقرار لبنان في هذه المرحلة، ولها ارتباطات إقليمية. وفي ضوء هذه المخاطر، يصبح طبيعياً أن يعي الجميع مسؤولياتهم ويسهّلوا إيجاد حكومة فاعلة وقادرة على المواجهة.

لم يكن باسيل أساساً في عداد الوفد الرئاسي إلى القمّة الفرنكوفونية في يريفان، بل كان منشغلاً بتوزيع الدعوات إلى قمّة بيروت الإقتصادية العربية في 19 و20 كانون الثاني المقبل. وفيما كان في عمّان والكويت، تبلَّغ أنّ ماكرون يتمنى عليه المشاركة في القمّة، وأنّه ألحَّ عليه في الطلب 3 مرّات، لأنّه يرغب في أن يكون حاضراً عند لقائه وعون. وهذا ما حصل. البعض سارع إلى استنتاج أنّ ماكرون أراد الإبلاغ الى باسيل اقتراحات معيّنة لتسهيل ولادة الحكومة، إنطلاقاً من حرص فرنسا على الإنتهاء سريعاً من هذه الأزمة. لكن المعلومات التي توافرت عن اللقاء، أشارت إلى أنّ الأمر يتعدّى ملف الحكومة. في القمّة اللبنانية - الفرنسية، في يريفان، نقل ماكرون إلى عون وباسيل تحذيرين جدّيين لهما خلفيات إقليمية، وهما:

1- أراد ماكرون أن يُطلِع الجانب اللبناني على حجم المخاوف المتأتية من التصعيد الإسرائيلي الأخير تجاه لبنان، والتهديدات المُرفقة بتوجيه ضربة عسكرية إليه، في العاصمة بيروت، وهي تهديدات غير مسبوقة منذ زمن بعيد.

وشرح ماكرون، أنّ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو غاضب جداً من ردَّة الفعل الصادرة عن لبنان الرسمي تجاه خطابه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأنّه لم يكن يتوقع أن تردَّ عليه وزارة الخارجية بحملة ديبلوماسية وبتنظيم جولة ميدانية للطواقم الديبلوماسية في الضاحية الجنوبية من بيروت ومحيط المطار، أي المناطق التي أشار فيها إلى وجود صواريخ «حزب الله».

فكلام نتنياهو عن وجود الصواريخ، من منبر الأمم المتحدة، يهدف إلى إظهار أنّ أمن إسرائيل في خطر. وتالياً، هو يطلب من المجتمع الدولي تغطية سياسية ودعماً تجاه أي ضربة محتملة ضد «الحزب» في لبنان. وفي الوقت عينه، يحتاج نتنياهو إلى تظهير موقف متشدّد في الدفاع عن أمن إسرائيل، مع إقتراب الإستحقاق الانتخابي هناك.

وشرح ماكرون، أنّ الحملة الديبلوماسية والميدانية التي نظّمها لبنان الرسمي زرعت الشكوك، ولو بنسب مختلفة، في صحة ما أورده نتنياهو من إتهامات، ما شكّل إحراجاً له وأثار غضبه. فطريقة الردّ اللبنانية هي الأولى من نوعها. وفي العادة، يُطلِق الإسرائيليون تهديداتهم ولا يُقابَلون بتحرّك ميداني من جانب الدولة اللبنانية، بل بمواقف سياسية.

وقد علَّق عون وباسيل على ما يطرحه ماكرون بالقول: «نحن نضمن أنّ لبنان لن يكون مبادراً إلى ممارسة أي عمل عسكري، ونطلب منكم أن تمارسوا الضغوط على إسرائيل لتضبط استفزازاتها». وتوجّها إليه بالسؤال: «أنتم، هل عندكم معلومات عن وجود صواريخ لـ»حزب الله» في محيط المطار»؟ فأجاب: «مَن يتحدث عن الصواريخ هو نتنياهو وليس نحن».

وردّاً على قول الإسرائيليين إنّ لبنان سحب الصواريخ من تلك الأماكن، بعد 3 أيام من تهديد نتنياهو، طرح الوفد اللبناني على ماكرون السؤال الآتي: «إذا كان الإسرائيليون يتحدثون عن صُوَرٍ للمنطقة التي يقولون إنّ الصواريخ موجودة فيها، أليس الأحرى أن تتوافر لهم أيضاً صُوَرٌ لعملية سحب الصواريخ المزعومة؟».

2- أراد ماكرون تظهير الخوف الفرنسي والأوروبي من «تسرُّب» مجموعات كبيرة من النازحين السوريين من لبنان إلى أوروبا. وأشار إلى أنّ وزير خارجية قبرص أبلغ الى الإتحاد الأوروبي أنّ عدداً من القوارب التي تنقل النازحين السوريين بدأت تصل من لبنان إلى قبرص. وعرض ماكرون تقديم مساعدات للبنان في مقابل أن يحتفظ بالنازحين على أراضيه.

ردّ عون وباسيل برفض هذا العرض، وأبلغا الى الرئيس الفرنسي أنّ الأفضل هو الطلب من الأمم المتحدة أن تشجِّع النازحين على العودة إلى سوريا طوعاً، أي أولئك الذين يرغبون بالعودة، بملء إرادتهم، وأن تقدِّم لهم المساعدات في سوريا، بعد العودة. وأمّا اليوم، فالأمم المتحدة تقوم بدور سلبي، إذ إنّها لا تشجع النازحين على العودة ولا تقدِّم لهم المساعدات إلّا في مناطق نزوحهم خارج سوريا، وهذا ما يساهم في تطبيع إقامتهم هناك، ومن ثم توطينهم.

وذكّر الجانب اللبناني بأنّ هناك كثيرين من السوريين الذين يمكنهم العودة إلى أماكن آمنة في سوريا، ومنهم كثيرون صوَّتوا للرئيس بشّار الأسد في سفارة بلادهم في لبنان، وهؤلاء لا يخشون العودة أمنياً.

ودار نقاش بين ماكرون وعون وباسيل حول السبل الآيلة إلى منع «تسرُّب» النازحين من لبنان إلى أوروبا، وطرح الفرنسيون أفكاراً وآليات مختلفة. كذلك تطرّق ماكرون إلى أهمية مؤتمر «سيدر» في دعم لبنان ليتمكّن من مواجهة الإستحقاقات الصعبة، وأبرزها ملف النازحين. وهنا جدّد الجانب اللبناني تمسّكه بأولوية عودة النازحين السوريين ومساعدتهم في بلدهم. وقال: «إذا كان المقصود هو إثقال لبنان بمزيد من الديون من أجل تدعيم وجود النازحين على أرضه وتوفير فرص عمل لهم في لبنان، فإننا نعتبر الأمر سلبياً ولا يخدم المصلحة اللبنانية».

وقال عون وباسيل لمحاورهما الفرنسي أيضاً: «إننا لا نريد أموالاً من مؤتمرات الدعم، إذا كان ثمنها باهظاً على لبنان كوطن. وأهمية المؤتمرات تكمن في ما تمنح لبنان من دعمٍ حقيقي لتجاوز الأزمات، وإلاّ فإنها لا تعنينا».

إذاً، هاجسان ارتكز إليهما خصوصاً لقاء ماكرون مع عون: التصعيد الإسرائيلي والنازحون. وبناء عليهما، وجّه الدعوة إلى تسهيل ولادة الحكومة في أقرب ما يمكن، لأنّ ذلك يساعد على تثبيت الإستقرار بمختلف وجوهه: السياسي والأمني والاقتصادي، وتسهيل إنجاز البنود التي تمّ إقرارها في مؤتمر «سيدر»، والتي يحرص عليها الجانب الفرنسي. وفي هذا الشأن، أظهر ماكرون إستعداداً لتقديم أي مساعدة من باب الصداقة التي يقيمها الفرنسيون مع الجميع. لكن تفاصيل الخلافات بين القوى اللبنانية تبقى شأناً داخلياً لبنانياً. فلا فرنسا ترغب في أن تتدخّل فيه، ولا الجانب اللبناني يرغب في إقحامها.

 

خفايا التقارب بين «المردة» و«الكتائب» و«القوات» 

جوزف توتونجي/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 تشرين الأول 2018

ليس صدفة ما يحصل حالياً من محادثات هادئة بين المردة والقوات اللبنانية، بل هو مسار طويل من الحوار المُضني والجدّي والهادئ استمرّ حوالى 25 سنة انطلق من المصالحة بين الكتائب والمردة، هذه المصالحة التي قادها رئيس حزب الكتائب الراحل الدكتور جورج سعادة عام 1993. وقد عشتُ هذه المرحلة بدقّتها وتفاصيلها كعضوٍ في المكتب السياسي، وقد آن الأوان أن نكشف للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بعض الخفايا التي أحاطت بالمأساة التي أدّت عام 1978 الى استشهاد النائب والوزير السابق طوني فرنجية.

لن أدخل في تحليلات سياسية أو استنتاجات حول هذا الموضوع. إنما أعرضُ جانباً ممّا عشته شخصياً، بكل صدق وأمانة خاصة وأني رافقت خلال فترة طويلة مسارَ هذه القضية الدقيقة وتفاعلاتها.

معركة إهدن

صباح الثلثاء 13 حزيران 1978، قصدتُ مستشفى أوتيل ديو، حيث كانت شقيقي زوجة قائد القوات الشيخ بشير الجميّل قد وضعت ابنتها البِكر مايا، وكانت الساعة الثامنة والنصف صباحاً. وما هي إلّا لحظات حتى دخل بشير بلباسٍ مدني. قبّلته وهنّأته بالملاك البِكر. ثمّ اطمأنّ الى صحة زوجته. ولم تمضِ دقائق معدودة، حتى يرنّ جرس الهاتف، فأجبت. من الطرف الآخر، سأل الشخص الذي يحدّثني إذا كان الشيخ بشير موجود. فسألته، مَن يريده؟ أجاب: «من المجلس الحربي. العمليات» أعطيتُ السمّاعة لبشير، الذي وبلحظة تبّدلت معالم وجهه، وقطب حاجبيه، وسمعته يصرخ: «له له له خربتوا العملية، خربتو الدني.... كيف بيصير هيك... وقت بيوصل فادي، خللي يحكيني ضروري». وأقفل السماعة بعصبية. ثم راح يجول في الغرفة غاضباً، قلّما رأيته بهذه الحال العصبية.

نظرت الي شقيقتي، فسألتني إيماءً عمّا يجري؟ فأجبتها لا أعلم. وحاولت أنا وصولانج لمدة عشر دقائق أن نسأله لكنه بقي على حاله يجول في الغرفة بصمت وغضب. وفجأة، توقّف، والتفت الينا وقال بصوت هادئ: «قُتل طوني فرنجية»... ساد صمت رهيب، قطعته صولانج بسؤال: كيف؟ شو صار؟ أجاب بشير: «كلفنا الشباب يعملوا عملية لجلب القبضايات الذين قتلوا المرحوم جود البايع، وكان من المفروض أن تتمّ العملية ليل الأحد- الإثنين. ولكن أجّلناها 24 ساعة، لأننا تبلّغنا أنّ طوني تعطلت سيارته وبقي في إهدن بدل العودة الى زغرتا كما العادة مساء الأحد. ولم يعاود المُخبر الإتصال، ظناً أنّ طوني نزل يوم الاثنين بعد الظهر الى زغرتا. ولكنّ العملية انطلقت، وهو كان ما زال في إهدن. يبدو أنه قُتل أثناء تبادل النار حول القصر». لم تمضِ دقيقتان، حتى رنّ جرس الهاتف مجدداً. أخذ بشير السماعة، وسمعته يقول: «نعم أنا معك..... كيف؟... يللا أنا نازل لعندك». أقفل السمّاعة وتوجّه فوراً نحو باب الغرفة، ثم نظر اليّ وقال: «إمشِ معي»... توجّهنا نحو المصعد، ونزلنا الى الطابق الأرضي وتوجّه نحو مدخل الطوارئ. وهناك رأيت عدداً من المقاتلين بلباسهم العسكري وأسلحتهم ينتظرون في الخارج والداخل. فتقدّم بشير بينهم وحيّاهم ودخلنا احد أقسام الطوارئ حيث فوجئت بسمير جعجع مصاباً وحوله طبيبان يضمّدان جراحه. قال له بشير: «حمدالله عالسلامة. انشالله مش إصابة بالغة؟ كيف أصبت؟ فأجاب جعجع: «فور وصولي الى إهدن ووجهنا بنيران كثيفة، أُصِبتُ واضطررتُ للانسحاب مع بعض الشباب....» التفتَ بشير الى أحد معاوني سمير وقال له: «فلتُضمَّد الجراح بسرعة هنا، ولا يجب أن يبقى في أوتيل ديو... لأنّ مديرة المستشفى من زغرتا، ولا يجب أن يعلم أحد بالامر. يجب نقله الى مستشفى آخر فور الانتهاء من العلاجات الطارئة».

ثم انحنى بشير، وهمس بأذن سمير كلمات لم نسمعها. فتبدّلت معالم وجهه، وخرج بشير مسرعاً.

وعدتُ مع بشير الى غرفة صولانج، حيث ودّعها، وتوجّه الى المجلس الحربي لمعالجة ذيول المأساة.

لن أدخل في تفاصيل ما جرى لاحقاً، لأنّ الأحداث تسارعت وكان أوّل تهجير مسيحي من قرى وبلدات مسيحية على يد مسيحيين.

1993: مصالحة «الكتائب» و«المردة»

دخل الدكتور جورج سعادة ذات إثنين الى اجتماع المكتب السياسي الكتائبي، وبعد تلاوة المحضر، توجّه الى الأعضاء قائلاً: «منذ بعض الوقت، فتحنا حواراً هادئاً وسرّياً مع سليمان فرنحية والمردة لإجراء مصالحة حقيقية لطيّ صفحة الماضي الأليم. وقد توصّلنا معه الى نهاية جيّدة ستُتوَّج بزيارة الى بنشعي السبت المقبل وحيث سنوقّع بحضوركم جميعاً على هذه الوثيقة. وآمل أن تكون هذه الخطوة بداية مصالحة بين المسيحيين». وتابع الدكتور سعادة: «وتمنّى النائب فرنجية أن يحضر جميع أعضاء المكتب السياسي دون إستثناء، للتأكيد على مباركة الجميع لهذه المصالحة». ثم سأل: «هل من تعليق أو ملاحظة؟» فوجئت بهذه الخطوة، ولكني كنت الوحيد الذي طلب الكلام فقلت: «حضرة الرئيس، أودّ أن أعتذر عن مرافقتكم، رغم أني أويّد تلك المصالحة دون تحفّظ. ولكنّ الظروف التي تعرفها، تدفعني للإعتذار مسبقاً اليوم».

إبتسمَ سعادة وقاطعني قائلاً: «سنبحث هذا الموضوع بعد الإجتماع في مكتبي». بعد انتهاء الاجتماع، وافيته الى مكتبه، فبادرته قائلاً: «رئيس، تعرف تماماً ظروفي العائلية، وهذا ما يمنعني من مرافقتكم. لم أزر منطقة الشمال منذ أكثر من 15 سنة، ولا أعلم كيف سيكون وجودي هناك». فقال بهدوء: «روق يا جوزف، إصرار فرنجية على حضور كل أعضاء المكتب السياسي كان إشارة اليك انت تحديداً وهو يعلم أنك عضو في المكتب». عندها قلت له: «اعذرني، ولكن عندي استشارة بهذا الموضوع، وسأجيبك خلال 48 ساعة. فهم سعادة ما عنيته، فهزّ برأسه موافقاً، وغادرت المكتب. فور خروجي من بيت الكتائب، اتصلت بالسيدة صولانج الجميّل التي كانت في الخارج، ووضعتها بأجواء الزيارة المرتقبة. طلبت مني أن أهدأ، وستعاود الإتصال بي خلال 24 ساعة.

مساء اليوم التالي، إتصلتْ بي وقالت: «بالنسبة لموضوع المصالحة، أوكي، يمكنك مرافقة الدكتور جورج الى بنشعي».

صباح السبت، التحقتُ بموكب السيارات الذي انطلق من بيروت نحو الشمال، وكنتُ أسير في آخر الموكب الذي كان يتألّف من نحو عشرين سيارة. وصلنا الى بنشعي، وكان النائب فرنجية بانتظارنا عند مدخل المركز والى جانبه النائب الدكتور عبدالله الراسي وعدد من مسؤولي المردة. وقف فرنجية والى جانبه رئيس الحزب والرفيق الشيخ سيمون الخازن الذي تولّى تعريف أعضاء المكتب الى فرنجية. كنت آخر الوافدين... وما أن أقتربت لألقي التحية على فرنجية، حتى سمعت صوت الدكتور سعادة يقول بصوت عالٍ: «هذا هو جوزف توتونجي بشحمه ولحمه». فوجئتُ بهذه الملاحظة. فحيّيت فرنجية وبادلني التحية بحرارة.. ثم توجّهنا الى الطابق السفلي لعقد الإجتماع. فور دخولي، اتّخذت مقعداً في زاوية القاعة الى جانب الرفاق. ما أن خرج الإعلاميون، حتى قام الدكتور الراسي الذي كان جالساً الى جانب سعادة وتوجّه نحوي، وقال: «أستاذ جوزف تفضل اجلس بقربي». فأجبته: «شكراً دكتور عبدالله، ولكن لا لزوم. أنا مرتاح هنا بين الرفاق». فما كان منه إلّا أن أصرّ، ومدّ يده وغمرني، ورافقني للجلوس بجانبه.

تيّقنت عندها، أنّ المصالحة التي تتم، هي مصالحة جدّية ووجدانية وحقيقية تأكيداً من فرنجية أنّ ما مضى قد مضى، وأنّ صفحةً جديدة قد فُتحت بين الكتائب والمردة، لا بل أكثر. بعد الكلمات التي ألقاها فرنجية وسعادة، توجّهنا الى الحديقة حيث دعانا فرنجية الى مأدبة الغداء بحضور أركان المردة وأعضاء المكتب السياسي الكتائبي. عند مغادرتنا بنشعي، أبلغني الشيخ سيمون الخازن أنه سيرافقني في طريق العودة. وفور صعوده بالسيارة، سألته: «لماذا عند الوصول قال الدكتور جورج «هذا هو جوزف بلحمه ودمه؟»

ابتسم وأجاب: «سأل النائب فرنجية الدكتور سعادة عنك مرتين. فرنجية يعرف كامل الحقيقة وتفاصيلها، لذا أصَرّ على وجودك». لقد أرست هذه المصالحة الطمأنينة في قلوب أبناء الشمال وخصوصاً الكتائبيين، بعد سنوات طويلة من المدّ والجزر والتشنّج بين الطرفين.

2009 مصافحة لافتة

في أوّل جلسة لمجلس النواب المُنتخب عام 2009، توجّه النائب نديم الجميّل الى مجلس النواب للمشاركة بالجلسة، وما أن نزل من السيارة حتى صودف وصول النائب فرنجية. وكان أوّل لقاء وجهاً لوجه، وكانت أوّل مصافحة بين النائبين الشابين أمام عدسات الإعلاميين. لقد تصرّف الرجلان بكِبر وشهامة ولياقة وجرأة.

أيار 2018

صديق مشترك للنائبين الشابين طوني سليمان فرنجية ونديم بشير الجميّل يوّجه دعوة على العشاء حيث التقى النائبان معاً بشكل طبيعي، وأُخذت لهما صور وهما يبتسمان.

أيلول 2018

يغيب المغفور له روبير سليمان فرنجية إبن الرئيس سليمان فرنجية. يرسل النائب الجميّل برقية تعزية للوزير فرنجية، ويتصل هاتفياً بالنائب الجديد طوني فرنجية معزّياً. وبعد أربعة أيام، توجّه الجميّل الى بنشعي وقدمّ التعازي للنائب طوني فرنجية، وأعرب عن رغبته بوضع إكليل من الزهر على ضريح المرحوم طوني فرنجية. وبالفعل توجّها معاً الى الضريح ووقف الجميّل مصلّياً أمام الضريح. كانت مفاجأة كبرى لدى جميع اللبنانيين عندما اطّلعوا على هذه الخطوة الجريئة والمنفتحة التي ختمت جروجاً نازفة منذ عقود. ثم انتقل الجميّل برفقة النائب فرنجية لتقديم واجب التعزية للوزير فرنجية الذي استبقاه على الغداء مع الوفد المرافق. ارتاح اللبنانيون عموماً والشماليون خصوصاً لهذه المبادرة الجريئة وثمّنوها. أربعون سنة من الخلاف والإختلاف كانت تكفي ليلتئم جرحُ إهدن، رغم التباينات السياسية والمصطادين في الماء العكر إنما الخطوة التي ستجمع الرجلين، سمير جعجع وسليمان فرنجية، إبنَيْ المنطقة الشمالية، بشري وزغرتا، ستغلق الى الأبد صفحةً مؤلمةً من الحرب اللبنانية.

 

برِّي: إفتحوا باب الفرج! 

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 تشرين الأول 2018

جنيف- رائحة البارود السياسي المتفجّر على خط التأليف، وصلت إلى جنيف؛ قصف متبادل بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، التراشق محتدم على الخط الدرزي، وقصف برتقالي في كل الاتّجاهات، وتشهير بماضي الميليشيات، وماكينات خفيّة تفبرك من غرفها المغلقة روايات وتشكيلات حكومية ترفع أسماء وتُسقط أسماء، وتفتح بازار الحقائب وتبعثرها في هذا الاتّجاه أو ذاك، ودخان مفتعل يحجب مصير الحكومة. كل ذلك يسابق اللقاء المنتظر بين شريكي التأليف رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

في هذا الجوّ المسدود، يصبح الحديث عن حصول اختراق على خط التأليف، نوعاً من الافتراء على الواقع الحكومي المعقّد، انتهت مهلة الأيام العشرة التي حدّدها الرئيس المكلف، وبالتأكيد سيذهب إلى تحديد مهلة إضافية مُدخلاً نفسه في رهان جديد على خطوة يخطوها إلى الأمام في وضع سياسي لا يبشّر بتمكنه من عبور حقل الألغام التي يزرعها المتصارعون على ابتلاع الحكومة قبل أن تولد. في هذا الجوّ، تبقى الفرضيّة الأقرب إلى الواقع أن لا حكومة في المدى المنظور، فلا العقدة المستعصية بين التيار والقوات قابلة للحلّ أو حتى لبعض ليونة من الجانبين، ولا العقدة الدرزية تمكنت من الرسوّ على مخرج ، ولا عقدة تمثيل سنّة المعارضة وجدت الطريق إلى تجاوزها بطريقة حبّية. ما يعني أنّ الصورة على حالها دون أيّ تغيير منذ انطلاق عجلات التأليف في دورتها الأولى قبل أربعة أشهر. والأصعب من كل ذلك أنّ لعبة تقاذف كرة التعطيل مازالت في ذروة انتعاشها وحيويتها. ويعزّز استمرارها على هذا النحو المنطق القائل: لا تُتعبوا أنفسكم، فلا حكومة في لبنان قبل آخر السنة.

رئيس الجمهورية يرمي الكرة في ملعب الرئيس المكلف، وينتظر ما سيقدّمه اليه، والرئيس المكلف يقول إنه لم يترك زاوية إلّا وحاول أن يدوّرها، ولكن من دون نتيجة حتى الآن.

رئيس الجمهورية يعتبر أنّ لقاءَه المقبل مع الرئيس المكلف يجب أن يكون حاسماًَ فلم يعد جائزاً تضييع المزيد من الوقت. الرئيس المكلف يبدو وكأنه وصل إلى مفترق بين خيارين؛ إما أن يستسلم لواقع التعطيل ويتعايش معه ويملأ الفراغ باتّصالات ومشاورات لا تقدّم ولا تؤخّر، وإما أن يبقّ الحصة فعلاً، كما سبق ووعد، ويبادر الى وضع صيغة حكومية على قاعدة: «هذه حكومتي، هذا أفضل الموجود، والكرة في ملعبكم». بالتأكيد إنه بهذه الخطوة يُحدث صدمة على خط التأليف، ويحشر فيها الجميع، فهل يبادر إلى هذه الخطوة بوصفها آخر الدواء؟

قبل سفره إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر البرلماني الدولي، رأى الرئيس نبيه بري بصيص أمل، وتناهى اليه كلامٌ إيجابي من مطبخ التأليف أوحى باقتراب لحظة إدخال الحكومة إلى غرفة الولادة. فدخل اليه الأمل في أن تبصر الحكومة النور لتأخذ على عاتقها مسؤولية إيلاء الوضع الاقتصادي ما يتطلّبه من عناية وعمليات جراحية تحدّ من اهترائه وتعيد اليه بعض النبض والحيوية، فانتظر علّه يتلقى ما يُفرح، وحتى الآن ما زال ينتظر، من دون أن يجازف بوجود إيجابية مبشرة بقرب الفرج الحكومي.

لدى سؤاله عن أخبار بيروت، يجيب سريعاً: «ولا شي». كان بري في جوّ «أنّ الناس رح تحكي مع بعضها»، والأهم هنا هو التواصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة. فهنا بيت القصيد. كان ينتظر أن يرده خبر من لبنان بأنّ الحريري سيزور عون، علّ هذه الزيارة تحمل البشرى بولادة الحكومة، لكنّ شيئاً من هذا لم يحصل. بل إنّ التواصل بين الرئيسين أفضى إلى موعد بينهما خلال هذا الاسبوع. وزادت الأمر غموضاً وضبابية اللغة الحربية التي فُتحت مابين التيار الوطني الحر والقوات، وما زالت في ذروة أحتدامها.

قيل لبري: ما الذي يمنع ولادة الحكومة حتى الآن؟

اجاب: الأمور واضحة لا تحتاج إلى تبصير.

ومعلوم هنا انه يرى العقدة الأساس والتي تهون بعدها سائر العقد، هي العقدة بين التيار والقوات. وسبق له أن حدّد سبيلاً وحيداً لحلّ هذه العقدة وغيرها من العقد وهو أن ينزل كل الأطراف كل عن شجرة شروطه وتصعيده إلى أرض التواضع والعقلانية والموضوعية التي توجب التحسّس بشعور المسؤولية حيال الوضع الاقتصادي المهترئ والذي يتهدّد لبنان في كل مفاصله.

قيل لبري: ماذا لو وردك خبر اتفاق الرئيسين على الحكومة؟

اجاب: قبل كل شيء المهمّ يتفقوا..

ثم يضيف: الأمر في منتهى السهولة، أحمل نفسي وأعود فوراً إلى بيروت، ولكن قبل كل شيء يجب أن يتّفقوا وعندها لا تكون هناك أيُّ مشكلة في أن أقطع زيارتي وأعود إلى بيروت. اللوائح الحكومية التي جرى رميها على سطح المشهد الحكومي، ليست بريئة، كانت الغاية منها التشويش على الجوّ الحكومي وإشغال الناس بصيغ وهميّة لا أساس لها، واعتبرها بري مثيرةً للسخرية، وأنّ هناك مَن يتسلّى بها لملء الفراغ. أكثر ما يثير السخرية فيها، في رأي بري، أنها سمّت وزراءه، وهنا يعلّق ساخراً: كل الناس تكشف مَن تسمّي للحكومة، وأما انا فلا أغيّر عادتي التي تعودوا عليها بأنني آخر مَن يسمّي، أي اسمي في آخر لحظة، وتحديداً عندما تُعرَض عليّ صيغة الحكومة بعد اتفاق رئيسي الجمهورية والحكومة عليها. يعني كلام بري هذا، أنّ أحداً، أيّاً كان هذا الأحد، لأ يستطيع أن يدّعي بأنه يعرف الأسماء التي اختارها كوزارء له في الحكومة أو التي سيختارها «دعوهم يبصّروا». هنا يروي بري واقعة حدثت خلال تشكيل الحكومة السابقة التي تصرّف الأعمال حالياً: «يوجب الدستور أن يتمّ إطلاع رئيس المجلس على الصيغة الحكومية عندما يتّفق رئيسا الجمهورية والحكومة عليها، فبعدما اتّفق الرئيسان عون والحريري على الصيغة الحكومية دُعيت إلى القصر الجمهوري لإطلاعي على التشكيلة، وبالفعل عرضها رئيس الجمهورية عليّ، وخلال استعراضي لأسماء الوزراء، لاحظت أنها حكومة ذكور لا توجد فيها أيُّ امراة، مع أنها تضمّ وزارة شؤون المرأة، وما لفتني أيضاً هو تعيين رجل لهذه الوزارة هو الوزير اوغاسابيان، فتقصدتُ أن أبدي ملاحظة طريفة: حقيقة، ونعم الاختيار. لقد اخترتم الرجل المناسب للوزارة المناسبة، هذا الاختيار في محلّه واضح أنكم اخترتم أرمنيّاً لأنه معروف أنّ الأرمن عندما يتكلمون اللغة العربية يخاطبون الرجل بـ»إنتِ»، ويخاطبون المرأة بـ»إنتَ».

يضيف بري: بعد ذلك قلت لهم، في هذه الحالة سجّلوا عندكم أنا وزرائي علي حسن خليل للمالية، غازي زعيتر للزراعة وعناية عز الدين للتنمية الإدارية. وهنا ينقل أنّ الرئيس الحريري وبعد أن أدرجت اسماء وزراء بري في التشكيلة الحكومية توجّه الى رئيس الجمهورية قائلاً: ألم أقل لك يا فخامة الرئيس أنّ نبيه «بدو يعملها فينا»؟ تؤكد هذه الواقعة أنّ أسماء وزراء نبيه بري في الحكومة لا يعرفها إلّا نبيه بري، وكل كلام حول هذا الامر او تردّد اسماء لا يعدو كونه تخمينات وهو من باب التسلية: «دعوهم يتّصلون قدر ما يشاؤون..هناك مَن يحب أن يتسلّى فليفعل ويتسلّ وقت الفراغ، والفراغ يشجّع على التسلية بأيّ شيء». في جانب آخر، يشير بري إلى أنه من أنصار فصل النيابة عن الوزارة، ويقول: هذا الأمر ليس مستجدّات عليّ، هذا أمر عمره سنوات طويلة، ففي ما مضى، أي قبل الطايف، حصل أن كنتُ برفقة الإمام موسى الصدر في زيارة إلى المفتي الراحل الشيخ حسن خالد. ويومها عرضنا سلسلة أفكار للنقاش بيننا وبين سماحة المفتي، ومن ضمنها فصل النيابة عن الوزارة. وهذه الأفكار قد أخذ في معظمها وأُدرجت في وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بوثيقة الطائف، إلّا فكرة فصل النيابة عن الوزارة.

ويكشف بري إلى أنّ هذا الأمر كان محلّ نقاش بينه وبين رئيس الجمهورية ويقول: منذ مدة طرح عليّ رئيس الجمهورية هذه الفكرة وقال لي: هل تسير في فصل النيابة عن الوزارة؟ فقلت: أنا شخصياً لا أمانع ذلك على الاطلاق، إلّا أنّ طرحاً من هذا النوع ليصبح نافذاً ومعمولاً به يتطلّب تعديلاً دستورياً. ذلك أنّ الدستور ينص على هذا الامر، أي جواز الجمع بين الوزارة والنيابة. وبالتالي للسير نحو الفصل النهائي بين الوزارة والنيابة يجب أن يعدَّل النص الدستوري من جواز هذا الجمع إلى عدم جوازه. ويشير بري إلى أنه عبّر لرئيس الجمهورية عن أنه يؤيّد فكرة أن يتمّ تقديم اقتراح تعديل الدستور لهذه الناحية والنص فيه على عدم الجمع بين الوزارة والنيابة، على أن يُعمل بها في الحكومة المقبلة أي الحكومة التي تلي الحكومة التي يجري تشكيلُها حالياً. والتي مع الأسف مازالت ولادتها متعسّرة.

 

هكذا سيتصرّف الحريري بعد سقوط «المهلة» 

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 تشرين الأول2018

لم يستطع الرئيس المكلّف سعد الحريري كسب سباق الأيام العشرة، وبالتالي إنتهت المهلة التي وضعها لنفسه من أجل تأليف الحكومة، من دون أي نتيجة. ومع ذلك، يؤكّد المطّلعون على مناخ «بيت الوسط» أنّ مسعى الرجل سيستمر بعد انقضاء المهلة، متوقعين تزخيماً للمشاورات خلال الايام القليلة المقبلة.. فما هو السيناريو المتوقع، وهل ستولد الحكومة هذا الشهر؟ غالب الظن، انّ تجربة المبارزة الخاسرة مع عقارب الساعة علّمت الحريري درساً إضافياً من كيسه، وهو سيفكر مئة مرّة في المستقبل قبل أن يلتزم أي نوع من المِهل الزمنية، لأنّ الوقت لا قيمة له في لبنان، والمِهل على أنواعها لا اعتبار لها في دولة تعوم فوق رمال متحرّكة، وتتعدّد فيها مراكز القرار الطائفية والحزبية التي تتقاسم حق النقض «الفيتو». إفترض الحريري أنّ «مطرقة» الأيام العشرة ستضغط على القوى السياسية، إنطلاقاً من كونها «مهلة حضّ»، للدفع في اتجاه تسهيل تأليف الحكومة واختصار مخاضها، لكنّ سرعان ما انقلب السحر على الساحر مع تحوّل الرئيس المكلّف رهينة لساعته، بحيث صارت المهلة عامل ضغط عليه بالدرجة الأولى، وأصبح هو أمام الإمتحان الصعب وليس غيره.

ولكن، كيف سيتصرّف الحريري بعد الآن؟

تفيد المعلومات أنّ الحريري لا يعتبر أنّها «نهاية الدنيا» إذا انقضت مدة الايام العشرة من دون تأليف الحكومة، خصوصاً أنّه يعتقد انّ هناك ايجابيات معيّنة وسط «كومة الشوك» يمكنه الإستناد اليها والبناء عليها، وبالتالي هو سيتصرّف بواقعية وسيمدّد المهلة بضعة أيام، لانّ المهم - في رأيه - ان تتشكّل الحكومة قريباً، ولو تطلّب ذلك الإستعانة بوقت مستقطع بعد المهلة المنتهية. ويبدو أنّ مسألة تحديد الأحجام حُسمت بالنسبة الى الحريري على قاعدة منح 10 وزراء لرئيس الجمهورية و»التيّار الوطني الحرّ» و4 وزراء لـ»القوات اللبنانية» بمعزل عمّا ينادي به كل طرف في العلن، «ومعيار القبول او الرفض لا يكمن في الأصوات المرتفعة حالياً وإنما في الموقف النهائي الذي ستتخذه القوى السياسية بعد إصدار مراسيم التأليف، وعندها على كل فريق ان يتحمّل مسؤوليته»، تبعاً لما تهمس به كواليس «بيت الوسط».

ويؤكّد العارفون أنّ العقدة الأساسية الخاضعة للتشريح حالياً تتمثل في طريقة توزيع بعض الحقائب الخدماتية الأساسية التي تتنافس عليها القوى المعنية، موضحين انّ هناك تجاذباً حول 4 حقائب تقريباً تُصنّف بأنها «شعبية»، والحريري سيسعى في اليومين المقبلين الى تدوير زواياها والتوفيق بين المطالب المتعارضة. وتشير مصادر مواكبة لمراحل المفاوضات الى انّ الحريري كان مقتنعاً من البداية بأن حصة «القوات» تعادل 4 وزراء، لا 3 ولا 5، وقد استمر على هذا الطرح حتى الآن، وبالتالي فهو لم يعط معراب أكثر مما تستحق ولا أقل مما تستحق، لافتة الى انّ الرئيس المكلّف إحتاج الى أشهر حتى استطاع إقناع المعنيين بوجوب منح «القوات» منصب نائب رئيس الحكومة الذي سيكون بلا حقيبة.

وتؤكّد المصادر القريبة من «بيت الوسط» انّ التشكيلة التي سيقدّمها الحريري الى عون قريباً ترتكز على القواعد الأساسية للتشكيلة السابقة مع بعض التعديلات المفترضة في توزيع الحقائب، مشددة على انّه ليس صحيحاً انّ الحريري يتعمّد تقديم صيغٍ غير مُقنعة الى رئيس الجمهورية، لكسب الوقت او لمحاولة تحصيل أكبر مكاسب ممكنة لسمير جعجع ووليد جنبلاط. وتعتبر المصادر أنّ هناك قوى تخوض محاولات أخيرة لتحسين شروطها التفاوضية وتعزيز مواقعها الوزارية في الأمتار الاخيرة من «الماراتون» الحكومي، « في حين حسم جنبلاط أمره على سبيل المثال، وحجز مكانه في الحكومة المُفترضة عقب الليونة التي أبداها حيال الحصّة الدرزيّة، بمساهمة من الحريري والرئيس نبيه بري».

وبينما تلاحظ المصادر، الواسعة الاطلاع، انّ البعض يبدو مصراً على المناورة حتى الرمق الأخير، تلفت الى انّ الحريري سيضع في نهاية المطاف تشكيلة مُنصفة للجميع، «وعندها تُفرز الخيوط والنيّات فيقبلها من يقبلها ويعارضها من يعارضها»، معربةً عن اعتقادها أنّ الحكومة ستولد في هذا الشهر، «وإذا لم يحصل ذلك فإن التداعيات ستكون بمقدار كبير من السلبية والخطورة، وعلى المعرقلين أن يتدبروا أمرهم حينها، لأنّ الحريري جزم بأنّه لن يقبل بإعادة تكليفه في حال اعتذاره».

وتجزم المصادر القريبة من الرئيس المكلّف أنّه لا يزال متمسكاً بالتسوية مع الرئيس ميشال عون و»التيّار الحرّ» لكن «على باسيل من جهته أن يعرف انّ مفهوم التسوية لا يعني أنّ على الحريري تنفيذ كل ما يطلبه او يتمناه، بل هو مستعدٌ للتعاون ضمن حدود قدرته».

وتلاحظ المصادر المطلعة انّ باسيل يواجه مع «القوات» الإشكالية ذاتها،»إذ انّه يفترض أنّ التفاهم مع معراب يجب ان يفرض على سمير جعجع الإستجابة لكل ما يطرحه باسيل تحت طائلة إتهام «القوات» بعرقلة العهد».

وماذا عن عقدة تمثيل النواب السنّة خارج «المستقبل»؟ يصرّ الحريري على عدم منح هؤلاء أي «سهم» وزاري من حصّته، لأنّه لا يتحمّل أن يتنازل عن مقعد سنّي آخر، يُضاف الى ذاك الذي جيّره لرئيس الجمهورية، كما يؤكّد العارفون بحساباته. ويعتبر الحريري انّه قدّم ما يكفي من التنازلات، سواء عبر قبوله بقانون إنتخاب قلّص حجم كتلته النيابية أو من خلال تقبّله حصة عادية من الحقائب الوزارية قياساً على ما يمكن ان تناله قوى أخرى. بالنسبة الى الحريري الأمر محسوم وفق المعادلة الآتية: «لن أقبل بأن أصل في التنازلات الى حد إلغاء نفسي. وفي إمكان النواب السنّة خارج «المستقبل» ان ينتقلوا الى صفوف المعارضة، لأنّ حكومة الوحدة الوطنية لا تعني تمثيل الجميع فيها، وإلاّ لماذا لا يُمثّل ايضاً حزبا «الكتائب» و»القومي»، وإن اراد رئيس الجمهورية ان يختار وزيراً سنّياً ضمن حصّته من صفوف هؤلاء النواب، فهذا شأنه».

 

ما هي خيارات الدولة المالية في 2019؟ 

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الاثنين 15 تشرين الأول2018

إذا كان مصرف لبنان لا يزال يتمتّع بهامش تحرّك لدعم مالية الدولة إن مباشرة من خلال التسييل الكمّي أو غير مباشرة من خلال المصارف، إلا أن وضع المالية العامّة الحرج، يطرح علامات إستفهام عن قدرة الدوّلة على مواجهة إستحقاقاتها المالية، خصوصًا سلسلة الرتب والرواتب.

ليس جديداً القول أن الدوّلة اللبنانية تعيش فوق قدراتها المالية، فالعجزّ المُسجّل سنويًا والذي بلغ تراكميًا 45.7 مليار دولار أميركي منذ العام 2007 وحتى نيسان 2018، يُظهر المُشكلة الهيكلية في الإقتصاد اللبناني الذي لم يعد نموّه يُغطّي مصاريف الدوّلة المُتزايدة. وتُشير أرقام وزارة المال إلى أن حجم الإنفاق التراكمي منذ العام 2007 وحتى نيسان 2018 بلغ 162 مليار دولار أميركي موزّعة على الشكل التالي: خدمة الدين العام (53)، الأجور والتعويضات والتقاعد (51 مليار د.أ)، دعم مؤسسة كهرباء لبنان (19)، النفقات التشغيلية (19)، ونفقات الخزينة والنفقات الأخرى (14)، النفقات الإستثمارية (7). وهذا يعني أن حجم النفقات الإستثمارية لا يزيد على 4% من إجمالي الإنفاق مقابل 96% إنفاق جارٍ (أي بدون أي فائدة مالية).

مقارنة هذا الإنفاق التراكمي مع إيرادات الدولة في الفترة نفسها (115.6 مليار دولار أميركي)، تُغطي العجز التراكمي البالغ 46 مليار دولار أميركي. والصدمة تأتي من معرفة أن 44 مليار دولار أميركي من هذا العجز تحوّلت إلى دين عام! نعم 44 مليار دولار زيادة الدين العام منذ العام 2007 (أي على فترة 12 عامًا بمعدّل 3.7 مليار د.أ سنويًا). كيف يُمكن لدولة أن تستمر على هذا المنوال وناتجها المحلّي السنوي لا يتخطّى الـ 53 مليار دولار أميركي مع نسبة نمو تتراوح بين 1 و1.5%؟ الجواب بديهي، نحن ذاهبون إلى كارثة يتعلّق توقيتها بقدرة مصرف لبنان المالية وصلابة القطاع المصرفي. بالطبع النظرية الإقتصادية تفصل السياسة المالية للحكومة عن السياسة النقدية لمصرف لبنان. وأموال هذا الأخير على الرغم من كونها مال عام، إلا أنها مفصولة كليًا عن أموال الخزينة العامّة، وتمنع النظرية الإقتصادية والأعراف قيام المصرف المركزي بدعم الدوّلة ماليًا. هذه الأعراف تمّ كسرها من قبل الإحتياطي الفدرالي الأميركي الذي عمد إلى شراء سندات خزينة أميركية بكميات هائلة (أكثر من 80 مليار د.أ شهريًا) لدعم الحكومة الأميركية إبّان الأزمة المالية العالمية.

إذًا نستنتج مما سبق أن مصير المالية العامّة في لبنان يعتمد على مصرف لبنان وعلى القطاع المصرفي. وفي غياب دعم هذين الطرفين، فإننا مُتجهون إلى الإفلاس الذي يُعرّف بفشل الدولة في تسديد إستحقاقاتها المالية. وإذا كان يجوز الاعتقاد أن مصرف لبنان قادر بما يمتلك من أصول مالية وبفضل الهندسات المالية التي يقوم بها رياض سلامة، من إنقاذ المالية العامة إلا انه من غير المنطقي الاعتقاد بإستدامة هذا الحلّ والذي يُمكن تصنيفه في خانة العمليات الجراحية.

إذا يظهر مما سبق أن الإستمرار في سياسة الإنفاق العام المُتبعة اليوم أمر مُستحيل لأن ذلك يؤدّي إلى الإفلاس. وبالتالي يتوجّب على الدوّلة إعادة التوازن المالي للمالية العامّة من خلال رفع الإيرادات وخفض الإنفاق. هذا الأمر يتطلّب تشكيل حكومة في أسرع وقت مُمكن على أن يتضمنّ بيانها الوزاري إعادة التوازن المالي للدولة اللبنانية.

العمل على زيادة الإيرادات يفرض تحفيز النمو الإقتصادي وليس فرض ضرائب جديدة، لأن فرض ضرائب جديدة ستكون له تداعيات سلبية على النمو الإقتصادي الذي هو أصلًا يُقارب مستويات الركود. وتحفيز النمو لا يُمكن أن يتمّ إلا من خلال تحفيز الإستثمارات لأن الإستثمارات هي وقود الإقتصاد. من هذا المُنطلق، نرى أن القيام بتفعيل مشاريع سيدر 1 هو أمر أكثر من أساسي في ظل عجز الدولة عن القيام بإستثمارات من أموال الخزينة العامة على أن تواكب هذه الإستثمارات بإصلاحات في القوانين لتشجيع مناخ العمل ودفع القطاع الخاص إلى الإستثمار.

العمل على خفض الإنفاق العام يمرّ إلزاميًا بوقف التوظيف العشوائي كليًا في الدوّلة اللبنانية وإعتماد سياسة إعادة توزيع الموظفين في الدولة حيث يتمّ على الأمد القصير سدّ حاجات القطاع العام من خلال الفائض في بعض المؤسسات والوزارات. أيضًا يتوجّب تنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية التي ستلعب دورًا محوريًا في تخفيض عدد الموظفين في القطاع العام. ولا يُمكن تناسي الفساد في مختلف القطاعات وعلى كل المُستويات الذي يحرم الخزينة من مدخول مباشر يوازي قيمة عجزها سنويًا.

لكن هل تستطيع الحكومة القيام بهذا الأمر؟ الاعتقاد السائد ان الحكومة ستعمد إلى تطبيق الشق الإستثماري من مؤتمر سيدر 1، إلا أن الشق المُتعلّق بوقف التوظيف في القطاع العام سيكون من شبه المُستحيل تنفيذه في ظل الثقافة المُنتشرة لدى الشعب اللبناني والذي يُصوّت حصريًا للرجل السياسي الذي يخدمه من خلال التوظيف والمُعاملات مع الدولة. هذا الأمر ستكون له تداعيات سلبية على المالية العامّة في العام 2019 من ناحية أن إستثمارات مشاريع سيدر 1 لن تُعطي مفعولها قبل عامين من بدئها وبالتالي، فإن الدوّلة ستتجه إلى التضحية بقسم من الإنفاق العام وعلى رأسه سلسلة الرتب والرواتب التي حتى ولو إمتنع مجلس النواب عن إصدار قانون لتعديلها أو إلغائها (نظرًا للغضب الشعبي) إلا أن الحكومة ستعجز عن تمويلها وستكون هذه السلسلة في حكم الميتة. لماذا بالتحديد سلسلة الرتب والرواتب؟ الجواب آت من مبدأ أن الكتلة النقدية الناتجة عن زيادة الأجور والتي إستفاد منها أكثر من 250 ألف موظف في القطاع العام، ستؤدّي إلى تضخمّ بحكم أن تمويلها سيتم عبر الإستدانة. أيضًا إن إرتفاع القدرة الشرائية لدى هذه الشريحة أدّى إلى إرتفاع الطلب على العقارات المُموّلة بقسم كبير من مصرف لبنان وهذا يفرض أيضًا كتلة نقدية إضافية ستزيد من التضخّم مع توقعات بإرتفاع أسعار النفط العالمية نتيجة العقوبات على إيران. إن تفادي المسّ بالسلسلة يمرّ عبر مكافحة الفساد ووقف التوظيف العشوائي، فحبذا لو أن السلطة السياسية تعمد إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت، للبدء في تنفيذ المشاريع الإستثمارية المنصوص عليها في مؤتمر سيدر 1، ووقف التوظيف في القطاع العام (أقلّه لخمس سنوات) والبدء في محاربة الفساد.

 

لبنان يدفع ثمن "حروب المحاور"

الهام فريحة/الأنوار/15 تشرين الأول/18

تزداد الاستحقاقات على الحكومة التي لم تشكَّل بعد، لأن الملفات لا تنتظر التشكيل، بل هي تتراكم لأن حياة البلد، كما حياة الأفراد، تستمر، فهناك ما هو مطلوب من الحكومة ترجمة لمقررات مؤتمر "سيدر"، وهناك ملف العلاقة مع سوريا في ضوء القرار الاردني فتح معبر نصيب على الحدود مع سوريا، مع ما يعني ذلك من تسهيل تصدير المنتوجات اللبنانية الى الدول العربية عبر سوريا فالاردن فدول الخليج. لكن أين لبنان من هذه الاستحقاقات المتراكمة؟  على قاعدة المثل القائل: "إسمع تفرح جرِّب تحزن"، فإن الحديث عن هذه الحكومة يسير وفق هذه القاعدة: هناك تبادل شروط منظورة وشروط غير منظورة، وهذه الشروط إما انها تستخدم للمناورة والمزايدة من أجل العرقلة والتهويل، واما أنها شروط فعلية وحقيقية وليس بالامكان تجاوزها: من الشروط التي وُضعت، رفض اعطاء حقيبة الدفاع لحزب القوات اللبنانية، وقيل ان السبب يعود الى فترة الحرب.  ومن الشروط أيضا الحديث عن رفض دولي لأعطاء حقيبة الصحة لحزب الله، وقيل ان السبب يعود الى ان وزارة الصحة ستكون لها علاقات مع منظمات دولية غربية واميركية تحديدا، فكيف يكون ذلك في ظل وجود شخص من حزب الله على رأس هذه الوزارة. أبعد من ذلك، ترددت معلومات ان الرفض لا يرتبط بحقيبة معينة بل هو رفض مطلق على خلفية صراع اقليمي يجد ترجمته في لبنان. هنا يُطرح السؤال الاساسي: الى متى سيبقى لبنان الوعاء الذي تتفاعل فيه كل مشاكل المنطقة وأزماتها؟ في المنطقة صراع محاور، وبين المنطقة والدول العظمى صراع نفوذ، ولبنان، هذا البلد الصغير، عالق بين المحاور والنفوذ، في هذه الحال كيف له ان يشكَّل حكومته في ظل تعدد الفيتوات، سواء الداخلية منها أو الخارجية؟ ومن المفاعيل السلبية للتأخر في تشكيل الحكومة، بدء ظهور بعض الفراغات على مستوى المواقع الحساسة التي يحتاج ملؤها الى مجلس وزراء، فعلى سبيل المثال لا الحصر أحيل أمس الاثنين الى التقاعد رئيس الأركان العامة في الجيش اللواء الركن وليد ملاك لبلوغه السن القانونية، من دون ان تتمكن الحكومة من تعيين بديل له، بسبب تعذر تشكيل حكومة جديدة، ولأن حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها القيام باجراء من نوع تعيين في وظائف الفئة الأولى، وهذا الفراغ يحتم ان يتولى قائد الجيش العماد جوزاف عون مسؤولية رئاسة الاركان طوال الفترة التي يكون فيها الموقع شاغرا. ويُخشى ان تطول فترة تصريف الاعمال، في غياب حكومة جديدة، لأنه عندها ستتوالى الفراغات بسبب بلوغ السن القانونية للبعض في الادارة، فكيف تنطلق الدولة في ظل هذا الوضع؟ شاء لبنان أم أبى، فإن أزماته باتت مرتبطة بأزمة المنطقة، وهنا يُخشى ان يكون النأي بالنفس قد تحوَّل الى سراب ولا مفاعيل له.

 

حتى لا تضيع الحقيقة

فؤاد ابو زيد/الديار/15 تشرين الأول/18

28 سنة مرت على مأساة 13 تشرين الأول 1990 ، التي خلفت وراءها كارثة ومجزرة، ولم يكن يوما وقعها موجعا وطعمها مرا، كما هما عليه في هذه السنة. الكارثة حصلت عندما وقع لبنان كله تحت جزمة المحتل السوري، وتم اغتصاب القصر الجمهوري، رمز سيادة لبنان، ووزارة الدفاع، رمز الاستقلال والكرامة والشرف والتضحية، أما المجزرة فحصلت عند إعدام أكثر من 125 ضابطا وجنديا، وعشرات المدنيين العزل ومئات المخطوفين الذين أطلق بعضهم بعد سجن طويل وتعذيب، وما يزال مصير القسم الأكبر مجهولا، وموضع تساؤل، هل لاقوا وجه ربهم، او ما زالوا يعيشون الموت والعذاب في زنزانات النظام السوري؟

ضابطان مقاتلان شريفان، كانا شاهدين على جريمة العصر التي ارتكبها النظام السوري، هما العميدان خليل الحلو وجورج نادر، نشرا كل من موقعه، بعض كوابيس ذلك اليوم الحزين الموجع ، مع حرصهما على الحقيقة إلا تضيع في دهاليز السياسة والمصالح الخاصة وأنا أدعو جميع اللبنانيين، وخصوصا المسيحيين منهم ،وبصورة خاصة محازبو التيار الوطني ،وحزب القوات اللبنانية، ومن هم على الحياد، إلا للحق، إلى قراءة ما كتبه هذان الضابطان، خدمة للتاريخ والحقيقة، واستيعاب ما يقرأون، ومعرفة هول ما حصل في يوم 13 تشرين الأول، قبل أن ينساق الجميع مجددا، بغفلة، إلى كوارث العامين 1989 و 1990، علما بأنني شخصيا كنت شاهدا على جريمة إعدام جندي غير مسلح كان إلى جانب الطريق يتابع الزحف السوري إلى وزارة الدفاع ويسوق أمامه عددا من الرجال والنساء والفتيان وبعضهم حفاة والبعض بثياب النوم، وبقيت جثته مرمية الى ان عبر اخر جندي سوري. لا النيابة، ولا الوزارة ولا الرئاسات، أغلى من نقطة دم تسقط من شيخ او طفل او امرأة او شاب او جندي، والثمن الغالي الذي دفعه جميع اللبنانيين على مدى سنوات ،والتعاسة التي وصلوا إليها حاليا، تجعلهم غير مهتمين وغير معنيين، تشكلت الحكومة او لم تتشكل، ما يهمهم، حفظ كرامتهم وسيادتهم واستقلالهم ، في دولة كاملة الشرعية.

 

الضغوطات تتراكم على لبنان... ماذا عن المصارف؟

ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/15 تشرين الأول 2018

استحقاقات لبنانية داهمة تضغط على اوضاع البلاد وهي تحتاج لمعالجات سريعة، ذلك ان الإخفاق في التواصل السياسي بين القوى الفاعلة لا يعني أن دولاب الحراك الاقتصادي او المالي او المعيشي او الإداري، يمكن أن يتوقف. ومع الشلل الحكومي المستمر منذ أكثر من خمسة اشهر، تفاقمت الأخطار التي تهدد الوضع العام، لاسيما على مستوى استمرار الانكماش الاقتصادي، والإخفاق المالي وتفاقم البطالة في صفوف الشباب، والتي وصلت الى حدود لا يمكن القبول باستمرارها، بحيث تجاوزت 30% وفق تقديرات بعض الخبراء. اما الإشادة بمتانة الوضع المالي العام، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخفي الى أمد بعيد واقع الأزمة التي تعيشها المصارف. فرغم ارتفاع نسبة الودائع ـ وهذا مؤشر إيجابي ـ لكن حجم التسليفات تقلص من جراء الجمود، بينما تم تسجيل ارتفاع للفائدة على الودائع بالليرة اللبنانية، وهذا الارتفاع لا يمكن تفسيره الا في سياق حماية الودائع من الهروب من جراء ارتفاع الفوائد في الخارج. ومعظم المصارف أوقفت توظيف اليد العاملة حتى آخر السنة، على ما قال أكثر من مرجع مصرفي، كما ان أغلبية هذه المصارف وضعت خططا لخفض نفقاتها التشغيلية، واستعانت بخبراء أجانب لوضع دراسات علمية مجردة من اي تأثيرات محلية لتحقيق هذه الغاية، كما فعل بنك عودة ـ وهو من اكبر المصارف ـ على سبيل المثال. والاستحقاق الأصعب المطروح حاليا، والذي يجب التنبه له بعناية، هو المؤشرات التي تتحدث عن تراجع سندات اليوروبوند، لأنها ركيزة اساسية لتغطية نفقات العجز المتزايد في موازنة الدولة. وهذا الموضوع إذا ما حصل، سينعكس سلبا على الوضع المالي العام، وسيؤدي حكما الى تقليص مساحة التفاؤل في تحقيق ارتفاع ملحوظ في نسبة النمو الاقتصادي. وعلى الجانب الآخر، فإن استحقاقات إدارية وأمنية وتشريعية داهمة تحتاج الى معالجة في الأشهر القادمة، ومنها على سبيل المثال: الفراغ الحاصل في قيادة بعض الإدارات العامة والمؤسسات الدستورية، ومنها: انتهاء ولاية المجلس الدستوري، وتقاعد رئيس مجلس شورى الدولة، وانتهاء ولاية رئيس اركان الجيش. وفي الاستحقاقات التشريعية الداهمة، حيث أجل المجلس النيابي اغلبية البنود التي كانت موضوعة على جدول اعمال جلسات 24 و25 سبتمبر الماضي، وهي ملحة جدا، مثل بند اعتماد نفقات إضافية لتغطية شراء ادوية الامراض المستعصية، وسبب التأجيل غير المعلن هو اتفاق ضمني بين القوى السياسية الرئيسية على عدم التشريع في ظل وجود حكومة تصريف الأعمال إلا للضرورة. ومن المؤكد أن الاستحقاقات السياسية الكبيرة التي تواجه الدولة في الأيام المقبلة لا يمكن معالجتها من خلال حكومة تصريف الأعمال، واقتراح رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع والقاضي بعقد جلسات لحكومة تصريف الأعمال لمعالجة المواضيع الملحة، لم تلق قبولا من رئيس الجمهورية ومن رئيس الحكومة. وتتوسع مروحة الملفات الداهمة التي تواجه الدولة الى قضايا كبرى، لعل ابرزها: ملف النازحين السوريين، وموضوع العلاقات اللبنانية ـ السورية في ضوء الحديث عن إعادة فتح معبر نصيب بين سورية والأردن، الذي يعتبر مهما لمرور الصادرات اللبنانية الى الدول العربية. ويعتبر التحضير لعقد قمة التنمية الاقتصادية العربية التي سيستضيفها لبنان في يناير 2019 من ابرز الاستحقاقات التي تحتاج الى حكومة جديدة تتمتع بمصداقية تمثيل واسعة.

 

غضب شعوب إيران والمنطقة من نظام ولاية الفقيه

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18

تحاول الماكينة الدعائية التابعة للنظام الإيراني تصوير الأوضاع المضطربة في البلاد على أنها أمور طبيعية وناتجة عن العقوبات، وليس الفساد المستشري وإنفاق أموال الشعب على المغامرات الإقليمية والسياسات التوسعية، وباتت تُكثر من الخطاب الحماسي للاستهلاك المحلي، وإخضاع الشعب للأمر الواقع، لكن في الحقيقة تسير الأمور نحو الأسوأ، ويواجه النظام مأزقاً حقيقياً يهدد وجوده برمته. ومع استمرار الاحتجاجات الشعبية، بمختلف أشكالها وصورها، في كافة أنحاء البلاد، امتد الغضب الشعبي من سياسات وسلوك النظام الإيراني إلى دول الجوار، حيث شهدنا كيف قام شبان منتفضون في البصرة بحرق القنصلية الإيرانية هناك، أثناء انتفاضتهم الشعبية مع سائر مدن جنوب العراق ضد الفساد والطائفية وانعدام الخدمات وتدهور أوضاع العراق المعيشية، حيث حمَّلوا النظام الإيراني والأحزاب التابعة له بالحكومة والحكومات المحلية مسؤولية تدهور أوضاع البلاد. وهذا ما يؤكد فشل السياسة الإيرانية في العراق، وخلق تضامن شعوب إيران وشعوب المنطقة ضد نظام ولاية الفقيه.

وأثبت إعلان مختلف الشعوب في إيران، خصوصاً الشعب العربي الأحوازي، عن تضامنهم مع المحتجين في البصرة، من خلال بيانات ورسائل التضامن والتأييد التي أُرسلت إلى المتظاهرين من قبل منظمات تابعة لعرب الأحواز والبلوش والأكراد والأتراك الآذريين والتركمان وبقية أطراف المعارضة الإيرانية، أن هناك رفضاً شاملاً وقاطعاً من قبل هذه الشعوب لسياسات النظام، ووجوده برمته، وكذلك تدخلاته في شؤون دول الجوار. وحاول نظام الملالي في طهران التغطية على فشله الذريع في احتواء احتجاجات الداخل، وكذلك استياء الشارع العراقي، فلجأ إلى عرض عضلاته في نقطة أخرى على الأراضي العراقية، حيث قام وبالتزامن مع مظاهرات البصرة بتنفيذ هجوم شنه «الحرس الثوري»، في 8 سبتمبر (أيلول) الماضي، بإطلاق 7 صواريخ باليستية على المؤتمر السنوي العام لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني» (إيران) في إقليم كردستان العراق (حيث مقر الحزب)، وأسفر عن مقتل 17 من كوادر وقياديي الحزب، وجرح ما يقارب 45 شخصاً آخر، بينهم الكثير من أصدقائي، خصوصاً السيدة سهيلا قادري. وبعد ذلك بفترة، أي في 22 سبتمبر، حصل هجوم الأحواز على العرض العسكري الإيراني، الذي قتل فيه 24 شخصاً وجرح العشرات، في عملية على ما يبدو تبناها تنظيم «داعش» المتطرف، وسط اتهامات جهاز استخبارات «الحرس الثوري» بالتواطؤ مع المنفذين، سواء من خلال تجنيدهم، أو اختراقهم، أو تسهيل مهمتهم، كما صرح بذلك بعض نواب البرلمان الإيراني.

ومرة أخرى استخدم النظام صواريخه لقصف سوريا هذه المرة، بحجة أن تنظيم «داعش» خطط لهجوم الأحواز من هناك، لكن صاروخين من مجموع الخمسة سقطا في مدينة كرمنشاه الكردية الإيرانية، ودُمرت المزارع والمحاصيل، وباقي الصواريخ سقطت على مدنيين سوريين، وقتلت نحو 10 منهم في بلدات وقرى بمنطقة دير الزور شمال شرقي سوريا، رغم أكاذيب النظام حول استهداف «داعش» وقتل قادة التنظيم.

إن قصف النظام، سواء على العراق أو سوريا، بحجة استهداف خصومه، خصوصاً المعارضة الكردية، يشكل اعتداءً صارخاً وعملاً إجرامياً ضد دول مجاورة؛ يتعارض وكافة القوانين الدولية التي تؤكد احترام حسن الجوار، كما أنه يكشف وبشكل جلي أن البرنامج الصاروخي الإيراني ليس للأغراض الدفاعية، كما يدعي النظام، بل من أجل تحقيق أهداف توسعية وإرهابية، وهو شأنه شأن البرنامج النووي الإيراني الذي تسعى لتحقيقه طهران لأهداف عسكرية. ولكن إذا كان «الحرس الثوري الإيراني» يحاول عبر صواريخه توجيه رسالة للقضاء على قيادات الحركة الكردية الإيرانية بهذا العمل الإجرامي الفاشل، الذين أغلبهم أصدقائي وتجمعنا بهم تحالفات سياسية بهدف إسقاط نظام ولاية الفقيه، وللحصول على حقوقنا الوطنية، فأكد لي كلهم أن هذا العدوان زاد من وتيرة مقاومة الشعب الكردي، وجاء الرد من قبل الشعب الكردي في مدنه وقراه التي شهدت إضراباً عاماً لإدانة الهجوم ودعماً للأحزاب الكردية. لكن حادث هجوم الأحواز، والغموض الذي ما زال يكتنف تفاصيله، بسبب تناقض تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وعدم الشفافية في التحقيقات، واستغلال الحادث من أجل شن حملة اعتقالات عشوائية وتنفيذ الإعدامات وتبرير القمع، أظهر أن هذا النظام يحاول عسكرة انتفاضة الشعوب ودفعها نحو ميدان العنف.

ورغم أننا جميعاً نعارض وبشدة استخدام العنف من أي طرف كان، لكن نرى أن النظام الإيراني الذي يمارس «الإرهاب الحكومي المنظم» ضد شعوبه في الداخل ومعارضيه في الخارج من خلال القصف والتفجيرات والاغتيالات، وكذلك ضد شعوب المنطقة، بدعمه للإرهاب والجماعات والميليشيات المسلحة والطائفية، هو المستفيد الوحيد من العنف لأنه يمتلك السلاح ولديه الخبرة في استخدام العنف والإرهاب لتحقيق أهداف سياسية. كما أنني أعتقد راسخاً بأنه النظام الإيراني لا يمكن إسقاطه بالعنف، بل بالطرق السلمية الجماهيرية التي يخشاها.

هذا بينما يجمع السياسيون من مختلف قوى المعارضة على أن الانتفاضات في إيران بدأت تنتقل إلى مرحلة العصيان المدني الشامل، وبمشاركة جميع الشعوب والقوميات التي تعيش في إيران، رغم أننا لا نحتكر أسلوب النضال، ونؤمن بأنه يحق للناس أن يدافعوا عن أنفسهم بكل الطرق التي يرونها مناسبة ضد الإرهاب الحكومي.

كما نشهد انسجام الحراك الشعبي بشكل غير مسبوق في المناطق العربية والكردية والبلوشية ضد النظام، ما دفع بالجميع لأن يتساءل: هل ستكون الأقاليم الكردية أو العربية أو البلوشية مراكز انطلاق شرارة العصيان المدني الشامل؟ لا أحد يعرف ذلك! لكن بكل تأكيد هناك تصاعد في الحراك، بالتزامن مع الاحتجاجات والإضرابات العامة في البلاد على خلفية الأزمات المعيشية وزيادة الركود والشلل شبه الكامل الذي يضرب الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، وانهيار العملة الوطنية بشكل غير مسبوق، مع الزيادة في معدلات الفقر واستشراء الفساد المالي والخلل الاجتماعي في كبريات المدن الإيرانية من قبيل مشهد والأحواز وشيراز وقم وطهران والمدن الأخرى. وعادة ما يكون لانهيار الأنظمة الاستبدادية أسباب مختلفة، منها وفاة الزعيم، وتصاعد النزاعات الداخلية بين القيادات العليا التي لا يمكن الخروج منها، أو الصراعات العرقية، وحركات التمرد، في الأقاليم المهمشة البعيدة وغيرها من الأسباب.

ويشتد الأمر سوءاً عندما تفقد الديكتاتوريات القدرة على إدراك شدة الأزمة الاقتصادية، ولهذا السبب تصبح غير قادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، وهذا ما يعاني منه النظام الكهنوتي في إيران. ولكن رغم ذلك لا توجد وصفة جاهزة للإطاحة بالنظام في إيران، إلا أن جميع المؤشرات تدل على فقدانه شرعيته، وأن أيام بقائه باتت محدودة. ولعل من أهم المؤشرات التي تزيد من احتمال سقوط النظام الإيراني تكمن في انهيار البنية الاجتماعية والاقتصادية والمالية والإدارية والثقافية، نتيجة اتساع رقعة الفساد السياسي والجرائم الاقتصادية والإدارية والمالية والصراع الدائر بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية. وفي مقدمة الأزمات دون أدنى شك، الأزمة الاقتصادية الناتجة عن انخفاض صادرات النفط، الذي دفع النظام إلى التقشف الاقتصادي، وفرض المزيد من القيود على الواردات، ومن نتائجها المباشرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إغلاق معظم المصانع. وفي مثل هذه الوضع من غير الواضح موقف الجيش الإيراني بشكل عام، وهل سيستمر التماسك بينه وبين «الحرس الثوري»؟ وهل سيدافع عن نظام ولاية الفقيه؟ هذا الأمر يزيد من احتمال حدوث انقلاب عسكري نتيجة لرفض أوامر السلطة لقمع عصيان الجماهير.

ولعل من المؤشرات الأخرى، التي من شأنها أن تمهد لإسقاط النظام، مشكلة الزيادة السكانية والهجرة المتزايدة من الريف إلى المدن، وازدياد ظاهرة التشرد، وتفاقم مظاهر العنف، حتى بين الطبقة الوسطى وبين عوائل العسكريين و«الباسيج» و«الحرس الثوري» وموظفي الحكومة. إضافة إلى ذلك يجب الإشارة إلى انخفاض مستوى الخدمات العامة.

بطبيعة الحال، يبقى أهم مؤشر سياسي على انهيار النظام في إيران هو وفاة المرشد الأعلى، الذي أسس بمساعدة «الحرس الثوري» نظاماً استبدادياً شديد المركزية، وله سيطرة كاملة على جميع المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية، لذا في حال وفاته سوف يصبح الباب مشرعاً على مصراعيه للكثير من الاحتمالات. من ناحية أخرى، فإن التجربة الإصلاحية أثبتت فشلها، وأكدت أن هذا النظام لا يمكن إصلاحه، خصوصاً بعد قمع «الحركة الخضراء» في عام 2009، لذا فإن هناك طريقة واحدة بقيت أمام نظام ولاية الفقيه للحفاظ على السلطة، وتتمثل في قمع المواطنين المحتجين، وهذا ما لجأ إليه خامنئي للبقاء في السلطة. ورغم ذلك، تدل المؤشرات كلها على بدء انهيار النظام مع استمرار فرض العقوبات الاقتصادية من قبل المجتمع الدولي، وستكون أشد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، عندما تشمل حظر صادرات النفط والغاز بغية حرمان النظام من الإيرادات، وأيضاً حرمانه من النظام المصرفي الدولي. من هنا يمكن القول: إن هذه المؤشرات مجتمعة، أو بشكل منفرد، قد تكون بمثابة الفتيل الذي سوف يفجر برميل البارود تحت أقدام النظام.

 

رسالة السعودية: كفى يعني كفى!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18

الحملة المجنونة، وهذا أصدق وصف لها، ضد السعودية، خلال الأيام القليلة الماضية، تستوجب رداً صارماً من السعودية، وهكذا كان. من غير المعقول أن يتطابق وزراء خارجية في أوروبا أو أعضاء برلمانات محترمة، كما في أميركا، مع هراء قناة «الجزيرة» وشتائم مذيعيها. حتى حملات منابر اليسار الأميركي مثل «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، ناهيك عن صحف اليسار البريطاني، كان من الممكن مواجهتها، إما عبر الإعلام نفسه، أو عبر القانون في حالات الرصد القانوني «لجرائم» إعلامية اقترفتها هذه المنابر، تحت عنوان قضية «اختفاء» الصحافي السعودي جمال خاشقجي، على الأرض التركية. اتهامات مجنونة، أملاها الحقد الأسود الذي يسيّر كتبة هذه التقارير، حتى من بعض وكالات الأنباء العالمية، التي يراسلها صحافي صاحب أجندة طائفية أو سياسية ضد السعودية... لو فتّشنا في خلفيات الكتبة للتقارير، خلف واجهات «إفرنجية». المثير للغضب السعودي هو ابتزاز الدولة التي تحتضن قبلة المسلمين، وهي حامية الحرمين الشريفين، وهي التي تقود اليوم توجّهاً إسلامياً للقضاء على جماعات التطرف وتشويه الدين وتوظيفه في سوق الإرهاب، وفي مقدمها جماعة «الإخوان المسلمين». ماذا يريد أعضاء كونغرس، أميركان، وغيرهم من ساسة الغرب من السعودية أن تفعل؟ أن تكفّ عن مواجهة «الإخوان المسلمين»؟ أن تتوقف عن عزمها على مواجهة خطاب التطرف وجماعات الفوضى «اليسارية» الداعمة لهم؟

هذا مستحيل. لذلك جاء الرد السعودي الواضح والحازم، في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية نقلا عن «مصدر مسؤول»، وقد جاءت فيه التحذيرات والتوضيحات التالية: «المملكة تجدد رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أم استخدام الضغوط السياسية، أم ترديد الاتهامات الزائفة». ثم جاء التحذير الأوضح: «تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر». وفي إشارة لسعار التناول الإعلامي والسياسي لقضية «اختفاء خاشقجي»، أكد المصدر السعودي تقدير السعودية لـ«وقفة الأشقاء في وجه حملة الادعاءات والمزاعم الباطلة، كما تثمن المملكة أصوات العقلاء حول العالم الذين غلّبوا الحكمة والتروي والبحث عن الحقيقة، بدلا من التعجل والسعي لاستغلال الشائعات والاتهامات لتحقيق أهداف وأجندات لا علاقة لها بالبحث عن الحقيقة». ما أجمله بيان المصدر السعودي المسؤول، فصّله مقال الأستاذ تركي الدخيل مدير عام «شبكة العربية الإعلامية»، بمقالة خاصة على موقع «العربية» جاء فيها: «المعلومات التي تدور في أروقة اتخاذ القرار السعودي، تتجاوز اللغة الواردة في البيان، وتتحدث عن أكثر من 30 إجراءً سعودياً مضاداً لفرض عقوبات على الرياض». ومن يقرأ مقالة تركي الدخيل يجد خيارات سعودية كثيرة وحاسمة للردّ... والرسالة هي... يكفي هذا الهراء والابتزاز بقضية خاشقجي، وغيرها، لهذا الحد، كفى... يعني كفى!

 

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات

غسان شربل/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18

شغلت قضية اختفاء الزميل جمال خاشقجي المنابر الإعلامية بقديمها وجديدها. كل تعرض عنفي لصحافي مرفوض ومستنكر. واهتمام الإعلام بالقضية طبيعي، لكن المتابع وجد نفسه أمام دفق هائل من الأخبار والتكهنات والسيناريوات والأحكام قد يعوق الوصول إلى الحقيقة. وإذا كان البحث عن السبق مشروعاً، فإن الحادث المؤلم كشف أن لدى الإعلام الجديد ما يتعلمه من الإعلام القديم. ثمة فارق واضح بين البحث عن مصير خاشقجي وما تعرض له والمسارعة إلى توظيف الحادث لتصفية حسابات سياسية. فور وقوع الحادث، تقدمت جهات سياسية وإعلامية للاصطياد في بحيرته. يصعب الاعتقاد أن هاجسها كان تحري الحقيقة بمقدار ما كان استهداف السعودية قبل معرفة الوقائع وقبل اتضاح الخيوط. إن الحملة الرامية إلى تحويل ما جرى للزميل خاشقجي إلى منصة للضغط على السعودية والنيل من اقتصادها ودورها تنذر في الواقع بإطلاق أزمة لا يمكن التكهن بنتائجها. فالسعودية ليست في وارد الرضوخ للضغوط وهذا أسلوب دائم لديها. وليس من عادتها قبول إملاءات أو عقوبات من دون الرد عليها. وكان هذا واضحاً في كلام المصدر السعودي المسؤول أمس.

لدى الإعلام الجديد ما يتعلمه من الإعلام القديم. كانت المؤسسات الصحافية الراسخة شبيهة بالجامعات العريقة. لا تقبلك إلا بعد أن تخضعك لاختبارات فعلية. وكان هناك من يقرر إن كان الوافد مشروعاً صحافياً فعلياً أم أنه طارئ على المهنة بعدما تقطعت به السبل. وكان المتدرب مطالباً بالتحلي بالتواضع والطموح معاً. التواضع في الاستماع والتعلم وقبول الإرشادات والتوجيهات، والطموح في البحث عن زاوية جديدة أو موضوع جديد وربما طريقة جديدة في التعبير والمعالجة.

كانت المؤسسة الصحافية تتحصن بخبرات أجيال. حماسة الشباب وتجربة من سبقهم وحكمة من عاشوا وتمرسوا وعركوا المهنة وعركتهم. وكان الوافد يشعر بالتحدي حين يستمع إلى النقاشات الغنية في المهنة والسياسة والثقافة وأبواب أخرى. والأهم من ذلك كله أن كل تحريض على الحرية كان يتواكب مع تشديد على مسؤولية ناقل الخبر أو كاتب المقال. مسؤولية تجاه القارئ وتجاه القانون وتجاه الضمير وتجاه سمعة الشخص والمؤسسة. كانت المؤسسات بالغة الجدية وقواعد العمل صارمة. عدم الاكتفاء بمصدر واحد لنشر الخبر. عدم نشر صورة تحرج عائلة أو تستفز مشاعر الكراهية وتشجع على الفتنة. عدم نشر الاسم الكامل لرجل يحاكم في قضية لتجنيب عائلته ردود الفعل. قواعد تحكم العمل وتتعلق بمسؤولية كاتب الخبر ومن ينشره. وكانت القاعدة الذهبية تحري الحقيقة وتحري الدقة.

درس شخصي في هذا السياق. كنت في بداية العمل الصحافي حيث يقع الكاتب في إغراء المبالغة ودفق اللغة. كتبت مقالاً عن إيميلدا ماركوس زوجة الرئيس الفلبيني التي شاع يومها أنها تمتلك ترسانة من الجواهر و2700 زوج من الأحذية. وقلت إنه لا غرابة أن تفعل السيدة الأولى ذلك ما دام زوجها سرق الشعب، وأشرت إلى الفقر الضارب في البلاد. فجأة رن الهاتف الداخلي وطلب مني مدير التحرير في جريدة «النهار» فرنسوا عقل أن أذهب إليه ووجدت المقال أمامه قبل أن يذهب إلى المطبعة. قال: «نحن صحيفة محلية ولن يزعجنا ماركوس أو يقاضينا أو يرسل توضيحاً. لن يعرف بما كتبناه عنه. لكن من أجلك أنت ومن أجل الصحيفة يجب أن تحترم القاعدة. في غياب حكم من المحكمة لا يحق لنا أن نصدر حكماً. نقول المتهم ولا نجزم». ومنذ ذلك اليوم أدركت أن الحرية لا يمكن أن تنفصل عن المسؤولية في نشر الأخبار أو كتابة المقالات.

تغيرت مهنة المتاعب وتضاعفت متاعبها وإمكاناتها في التعبير السريع والوصول إلى أماكن قصية. لست أبداً من دعاة العودة إلى الماضي أو التشبث به. لكن في زمن تحول فيه كل مواطن إلى صحافي يكتب ويصور وينشر، أستشعر الحاجة إلى تنمية تلازم الحرية مع المسؤولية رغم إدراكي صعوبة ما أدعو إليه.

عاد إلى ذهني موضوع القواعد المهنية الصارمة وأنا أتابع موضوع اختفاء الزميل جمال خاشقجي. من رافق التغطية للحادث لاحظ بالتأكيد قيام شاشات ومواقع بالقفز إلى استنتاجات قبل توافر وقائع وإصدار أحكام في غياب المعطيات الضرورية. وثمة من روّج سيناريوات مؤلمة لعائلة جمال. ولا مبالغة في القول إن وسائل إعلام قطرية اعتبرت اختفاء جمال فرصة ذهبية للنيل من السعودية التي تشهد في الآونة الأخيرة عملية تحديث وإصلاح تركت صداها الإيجابي في العالمين العربي والإسلامي. الأكيد أن ثمة فارقاً كبيراً بين تحري الحقيقة في موضوع اختفاء جمال خاشقجي وانتهاز فرصة وقوع الحادث للانطلاق في هجوم يستهدف إضعاف السعودية، وهي ضلع عربي لا غنى عنه في عملية التوازن على مستوى الإقليم. وهي دولة يعتبر استقرارها ضرورة للاقتصاد العالمي وتنمية الاعتدال في العالمين العربي والإسلامي. وفي التعامل مع هذا النوع من الأحداث، لا بد من قدر كبير من المسؤولية والابتعاد عن سياسة تسجيل المواقف المتسرعة والمبالغات التي تهدد بإطلاق أزمات أكبر. هذا يصدق على وسائل الإعلام ويصدق أيضاً على الحكومات. لا يمكن الاستسلام إلى منطق التغريدات والصدى الذي تلقاه. والأكيد هو أن لدى الإعلام الجديد ما يتعلمه من الإعلام القديم.

 

خطأ النقل لا الأصل

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/18

نشأ النظام العربي المتهالك اليوم بُعَيد الحرب العالمية الثانية، عندما كنا لا نزال في حالةٍ من الفقر والتخلّف والأمية، ولذلك كان متوقعاً، وربما طبيعياً، أن ينقل الناشئون عن الأنظمة التي أمامهم: فريقٌ اعتقد أن الخلاص من الفقر هو في الاشتراكية السوفياتية، وفريق آخر اعتقد أن النظام تؤمّنه القومية الاشتراكية، كما في التجربة النازية. وفي الحالتين، كانت الرؤية واحدة، رغم العداء ما بينهما: الحزب الواحد يؤدي إلى الرجل الواحد، ويهتف باسمه وحده. وتتوزع الدولة إلى مجموعة مؤسسات تصبُّ كلها في خدمة القائد، وهو اللقب الذي أطلقه الشيوعيون والنازيون والفاشيون على زعيمهم. ولم يكن الألمان يرفعون التحية لبلادهم، بل للفهرر: هايل هتلر! وفي الاتحاد السوفياتي، لم يكن الولاء للدولة، وإنما لأفكار لينين وقرارات ستالين. واتخذت عبادة الشخصية أسلوباً ونكهةً عربية. وفقدنا منطق اللغة التي ورثناها، لكي نستبدل بها مجموعة تعابير ومصطلحات لا علاقة لها إطلاقاً بالفكر أو بالمجتمع العربي. ونُسيت هموم التنمية والتطور والتعليم، وحلّ محلها جميعاً هم المحافظة على القائد. وكان على القائد أن يشغل جمهوره كل يوم بشيء جديد، وأن يؤكد كل ساعةٍ حضوره بين الناس، إما بالخوف أو بالاسترضاء أو بإشغالهم في قضايا لا طائل منها. الهند أيضاً كانت من العالم الثالث، ونهرو كان زعيماً اشتراكياً مؤيداً لليسار ومتحمساً له. تقول ابنته أنديرا غاندي، في مذكراتها، إنه عندما قام بزيارة الولايات المتحدة أيام جون كيندي، ظل صامتاً طوال اللقاء مع الرئيس الأميركي، لا يجيب إلا عن الأسئلة الضرورية، ولم يكن يبتسم إلا عندما توجه الحديث إليه جاكلين كيندي. ورغم كل ذلك العداء للرأسمالية، وكل الفقر الذي كانت الهند تعيش فيه، اختار نهرو نظاماً يكون الأكثر أهمية للهند وأهلها. ظل حزبه حاكماً، لكن لبقية الأحزاب الأخرى جميع حقوقها. وظل يجاهد ضد منافسيه، لكنه لم يرسل أحداً منهم إلى سيبيريا أو إلى الموت الجماعي، وخصوصاً لم يُطلق على نفسه لقب القائد، باعتبار أن الناس مجرد قطيعٍ يسير خلفه. لم يحظَ النظام العربي لا بالتجربة السياسية الهندية المذهلة ولا بالتجربة الاقتصادية الصينية الأكثر إذهالاً؛ حظي فقط بالمقالات المؤلفة كلها من بضعة تعابير تتكرر كل يوم وكل زمن. وإذ يمضي علماء السياسة في درس أسباب الفشل الذي لحق بالفاشية والنازية والشيوعية على مستوى واحد، قد يفيدهم أن يدرسوا أيضاً أسباب ومكونات الفشل الذي مُنِي به النظام العربي؛ مثله مثل الأنظمة المذكورة لم ينجح إلا في التدمير.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية نوه بفتح معبر نصيب: سينعش قطاعات الانتاج ويعيد وصل لبنان برا بعمقه العربي والبشير أشاد بمواقف عون في الدفاع عن القضايا العربية

وطنية - 15 تشرين الأول/18منوَّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "بالاتفاق الذي تم بين السلطات الأردنية والسورية على فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين، معتبرا ان "هذا الأمر سيعود بالفائدة ايضا على لبنان، ويعيد وصله برا بعمقه العربي، مما يتيح انتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس". وشدَّد الرئيس عون على أن" فتح هذا المعبر الحيوي بعد ثلاث سنوات على اقفاله، سينعش مختلف القطاعات الانتاجية ويخفف كلفة تصدير البضائع من لبنان إلى الدول العربية". ورأى رئيس الجمهورية أن "على جميع المسؤولين في لبنان، أن يستغلوا كل الفرص المتاحة لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق مصالح المواطنين، والالتفاف حول رؤية وطنية موحدة للنهوض بالاقتصاد ومواجهة تحديات الأزمة الراهنة". الى ذلك شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وانمائية وثقافية، فيما تابع رئيس الجمهورية التحضيرات الجارية لانعقاد "القمة العربية الاقتصادية" في 20 كانون الثاني المقبل في بيروت.

تويني

وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الاعمال نقولا تويني، الذي نقل اليه رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير، ردا على الدعوة التي نقلها الوزير تويني اليه لحضور القمة العربية الاقتصادية في بيروت.

واشار الوزير تويني الى ان "الرئيس السوداني اشاد بمواقف الرئيس عون وبالدور الذي يلعبه للمحافظة على الاستقرار في لبنان والدفاع عن القضايا العربية العادلة، وقد وعد الرئيس البشير بترؤس وفد بلاده الى القمة في بيروت وسيرافقه وفد اقتصادي رفيع المستوى". وقال: "ان الرئيس السوداني اشاد بالدور الذي لعبه رجال الاعمال اللبنانيين في انعاش الاقتصاد السوداني من خلال الاستثمارات التي وظفوها، داعيا الى تفعيل حركة التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين". واشار الوزير تويني الى "امكانية دخول اللبنانيين الى السودان من دون سمات دخول لتشجيع التعاون بين البلدين في المجالات كافة".

الصراف والوراق

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال يعقوب الصراف، الرئيس الجديد لجامعة البلمند الدكتور الياس الوراق لمناسبة تعيينه في منصبه الجامعي الجديد.

وتم خلال اللقاء عرض "الواقع التربوي والجامعي في لبنان ودور الجامعات اللبنانية في تنشئة جيل جديد من الشباب اللبناني المهيأ لصناعة المستقبل".

كيدينيان

واستقبل الرئيس عون وزير السياحة في حكومة الاعمال اواديس كيدينيان وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد ومسار تشكيل الحكومة الجديدة والتمثيل الارمني فيها.

الناشف

كما استقبل الرئيس عون رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي المحامي حنا الناشف وعميد الخارجية في الحزب قيصر عبيد، واجرى معهما جولة افق تناولت التطورات الراهنة محليا واقليميا. بعد اللقاء، لفت الناشف، الى ان "الزيارة كانت بهدف تهنئة رئيس الجمهورية على المواقف التي اعلنها في البرلمان الاوروبي والامم المتحدة والقمة الفرانكوفونية، اضافة الى مواقفه الداخلية الوطنية التي تحافظ على استقرار لبنان وتدعم وحدته وتؤيد استعادة آخر حبة من تراب الوطن، وكذلك سحب الذرائع من العدو الاسرائيلي من خلال الادعاءات التي كشفت زيفها الجولة الديبلوماسية التي نظمها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل". وقال: "اكدنا لفخامة الرئيس دعمنا لسعيه الدائم الى محاربة الفساد، والعمل على اعادة النازحين السوريين الى المناطق الامنة في بلادهم، وتوقفنا خصوصا مع فخامته عند فتح معبر نصيب الذي يساعد في اعادة تصريف الانتاج اللبناني في مختلف القطاعات بكلفة مقبولة، ما يساهم في انعاش الاقتصاد اللبناني ويخفف من الضائقة التي تعيشها قطاعات الانتاج في لبنان". وعن الوضع الحكومي، اشار الناشف الى ان "للحزب الحق في التمثيل في الحكومة الجديدة، لاننا الحزب العلماني الوحيد الذي يطالب باعتماد القوانين المدنية، والحزب اللاطائفي الوحيد على الساحة السياسية اللبنانية".

ملاك

وفي قصر بعبدا، رئيس الاركان العامة في الجيش اللواء الركن حاتم ملاك لمناسبة احالته على التقاعد، وقد نوه الرئيس عون ب"الجهود التي بذلها اللواء الركن خلال توليه مسؤولياته في رئاسة الاركان وخلال مسيرته العسكرية".

 

الحريري استقبل رؤساء الحكومات السابقين وارسلان الرياشي:الامور بشأن تشكيل الحكومة تأخذ اتجاهات اكثر من ايجابية

الإثنين 15 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" رؤساء الحكومات السابقين: فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام وجرى خلال اللقاء التشاور في الأوضاع العامة وآخر المستجدات، ولا سيما ما يتعلق منها بملف تشكيل الحكومة.

الوزير أرسلان

وكان الرئيس الحريري قد استقبل وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال طلال أرسلان الذي قال على الأثر: "أشكر الرئيس الحريري على هذا اللقاء، الذي أعتبره مثمرا، كما أشكر حرصه الدائم على وحدة اللبنانيين وتماسكهم، وما يمثل الرئيس الحريري من جمع كل الأفرقاء اللبنانيين بغض النظر عن التنوع السياسي الموجود في البلد، وبالتالي هو رئيس حكومة لكل لبنان، وليس لفريق على حساب آخر". وأضاف: "تداولنا مع دولته في بعض التفاصيل، وسأقول بكل صراحة أن واجباتنا أن ندعم موقف الرئيس الحريري ونسهل مهمته في التشكيل، إنما ليس على حساب إلغائنا من الوجود. وأمام هذا الواقع، أبلغت الرئيس الحريري أن أول تنازل قمنا به، أننا قبلنا بمبدأ عدم وجودي الشخصي في الحكومة، ثم قبلنا، وتسهيلا منا للحكومة، أن نسمي حزبيين ديمقراطيين في الحكومة، ثم قدمنا ثالث تنازل بأننا على استعداد لأن نسمي أصحاب كفاءة دروز قريبين منا من خارج الحزب الديمقراطي اللبناني بل مناصرين له. أكثر من ذلك، لست قادرا على أن أقدم في هذا الموضوع، لا من قريب او بعيد. وأنا أيضا للتسهيل، أبلغت الرئيس الحريري أنه لا نوايا لدينا على الإطلاق، لا لكسر أحد ولا لتنفيذ كلام على حساب أحد، وليست لدينا نوايا بأن نظهر أن أحدا ربح وآخر خسر. نحن مع أن يربح الكل، ولسنا مع كسر أحد على الإطلاق. وكرامة دولة الرئيس، أبلغته وسأعلن الآن أنني حاضر لأي لقاء يجمع بيني وبين وليد بيك جنبلاط، برعاية الرئيس الحريري، وليست لدي مشكلة في ذلك، أو برعاية فخامة رئيس الجمهورية، لإظهار نوايانا بأننا لسنا مع مبدأ، لا التحدي ولا الكسر، إنما ليسمح لنا الجميع، فنحن لن نسمح لأحد أن يفكر ولو تفكيرا بإلغائنا من الخارطة السياسية الموجودة في البلد. هذا حق طبيعي لنا بوجودنا التاريخي وما نمثل في الجبل، وعلى المستوى الدرزي العام. يدنا ممدودة للجميع، وللوفاق والمصالحة وعدم التشنج وإعادة الأمور إلى نصابها، ضمن إطار الاحترام المتبادل، وضمن احترام قواعد حفظ الجميع، لأنه في النهاية هذه الحكومة، كما عبّر فخامة رئيس الجمهورية وقالها بوضوح، أنها حكومة وحدة وطنية، والرئيس الحريري عبر عن ذلك ايضا، وهو يرمز لوحدة اللبنانيين، وقد شدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية. وطالما أنها كذلك، فلا يمكن أن نكون نحن خارجها، لا من قريب ولا من بعيد. وكما أن التنوع موجود في كل الطوائف اللبنانية، فإننا كطائفة درزية عريقة في هذا البلد، فإن هذه الطائفة فيها تنوع ويجب أن يمثَّل".

سئل: هذا يعني أن المشكلة الدرزية لم تحل، بعكس ما قيل في الأيام الماضية؟

أجاب: ما صدر في الأيام الماضية في هذا الموضوع لا يجعلني أعتبر أن هذه المشكلة حُلت بل لا زال يتم التداول في هذا الموضوع.

سئل: هل الحزب الاشتراكي يرفض توزير مقربين منكم؟ أين تقع المشكلة اليوم؟

أجاب: هذا السؤال يوجه للحزب الاشتراكي.

سئل: قيل قبلا أن رئيس مجلس النواب يمكن أن يطرح أسماء توافقون عليها؟

أجاب: للتذكير، لقد صرحت يوم الاثنين الماضي أننا، فتحا للمجال للبحث الجدي في هذا الموضوع، مستعدون أن نقدم خمسة أسماء للحكومة لفخامة رئيس الجمهورية والرئيس بري والرئيس الحريري، وأن يتم انتقاء أحد هذه الأسماء.

سئل: هل العقدة هي أن وليد بيك يرفض أن تشارك أنت في التسمية؟

أجاب: هذا السؤال يوجه له. أنا قلت ما لدي، وأكثر من ذلك، بكل صراحة وموضوعية وشفافية، لا أستطيع أن أقدم أكثر مما قدمت للحكومة. أنا أعتبر نفسي ضحيت وتنازلت كثيرا، ولا أحد يطلب مني شيئا على الإطلاق.

سئل: ما المطلوب منك اليوم؟

أجاب: أكثر مما فعلت لا أستطيع أن أفعل.

سئل: ما كان رد الرئيس الحريري على طلبك لقاء وليد بيك برعايته؟ هل أبدى تجاوبا في هذا الإطار؟

أجاب: المجالس بأماناتها، لا أستطيع أن أقول سوى ما قلت، وليقل الرئيس الحريري ما يريد في هذا الموضوع. لكني شهدت كل احترام من الشيخ سعد وكل التفهم والشفافية والصدق بالتعاطي بكل ملف الحكومة، وليس فقط في موضوعنا. وهو حريص على أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية يرأسها في عهد الرئيس ميشال عون، تجمع ولا تفرق بين اللبنانيين، بغض النظر من هم وما هي طوائفهم ومذاهبهم. هو مع الجمع وليس مع التفرقة، وعلينا جميعا أن نساعده في مهمته بالبلد ونسهلها، ضمن القواعد التي وضعها هو، وهي حكومة وحدة وطنية. وأنا أعتبر أنني قدمت ما أستطيع مما طُلب مني عبر فخامة رئيس الجمهورية والشيخ سعد، أكثر من ذلك لا أستطيع أن أقدم.

سئل: لكن هذا الجو ينسف الجو الإيجابي بأنك قبلت بالتنازل عن التوزير لصالح اسم مقرب منك؟

أجاب: هل هذه عقدة؟ هذا يجب أن يكون تسهيلا، وهذا بمفهومي تسهيل كبير جدا. في البداية كان يجب ألا أتساهل بألا يكون هذا الوزير حزبي، وتساهلت. رضينا أن يكون مناصرا، أكثر من ذلك لا أحد يطلب مني تنازلا. وإذا كان الإلغاء عنوان التفاؤل، فليخيطوا بغير هذه المسلة. أنا استطيع أن أفعل أي شيء، لكن ليس أن أقبل بإلغاء شريحة كبيرة من المجتمع في الجبل وكل المناطق التي لنا تواجد فيها، على قاعدة أننا إذا كنا نطالب بحقنا، كباقي الأطراف في البلد، يكون ذلك عرقلة. حكومة وحدة وطنية تكون لها مواصفات الوحدة الوطنية والتنوع في كل الطوائف والمذاهب اللبنانية، وبالتالي من حقنا الطبيعي أن يطال هذا التنوع شريحة كالطائفة الدرزية الأساسية في البلد، والتي فيها تنوع واضح وصريح، وكل من لا يقبل بمبدأ وفكرة التنوع يكون هو الذي يعطل، وليس الذي يطالب بحكومة وحدة وطنية وشراكة حقيقية يكون هو من يعطل.

الوزير الرياشي

ثم التقى الرئيس الحريري وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي الذي قال على الأثر: "تشرفت بلقاء الرئيس المكلف، واستعرضنا معا الأجواء المتعلقة بتشكيل الحكومة، والأمور تأخذ بإذن الله اتجاهات أكثر إيجابية، ونأمل خيرا في الأيام المقبلة أو أكثر منها قليلا، بأن تكون هناك حكومة في البلد. دولة الرئيس متفائل، وهو يعمل على قدم وساق لتحقيق هذه الغاية. بالتأكيد هناك عراقيل ومطبات، ولكن بإذن الله، وبالطريقة التي يعمل بها الرئيس الحريري، والتي لدينا ثقة كبيرة به، ممكن أن نصل إلى نتيجة".

سئل: هل سمعتم من الرئيس الحريري أنه ستكون هناك حكومة خلال أيام؟

أجاب: كلا ربما ليست خلال أيام، ربما أكثر من ذلك كما قلت، لكن الطريقة التي يعمل بها يمكن أن تؤدي إلى إنتاج حكومة في وقت قريب. وبالفعل هناك جدية كبيرة من قبل دولته. بالطبع، واجه عراقيل عديدة وهو يذللها شيئا فشيئا، بانتظار الوصول إلى حكومة.

سئل: أين هي الأمور عالقة اليوم؟

أجاب: دعونا لا ندخل بهذه التفاصيل التي لا تخدم الغاية، واستثمارها في الإعلام لا يخدم الغاية المطلوبة، لكن الأمور خير بإذن الله.

سئل: ماذا عن حصة القوات؟

أجاب: ليس هناك ما يسمى بحصة القوات، هناك حجم القوات اللبنانية التمثيلي الطبيعي في الحكومة، والتسهيلات التي قدمتها القوات والتي بلغت مستوى التضحيات للوصول إلى حكومة في لبنان، وهي كانت موضع نقاش في اللقاء الأخير الذي جمع دولة الرئيس والحكيم، والأمور متفق عليها تقريبا، وتبقى تفاصيل صغيرة بسيطة، لها علاقة بالتركيبة بشكل عام، وإعادة النظر بتموضع بعض الحقائب بين مكون سياسي أو آخر.

سئل: تريثتم قليلا بقبول حقيبة الأشغال التي عُرضت عليكم؟ وهل بقي التيار الوطني الحر متمسكا بها؟

أجاب: لن أدخل أبدا في مسألة الحقائب. وللأمانة، الرئيس بري لم يعرض علينا حقائب، لكنه كان يسهل كثيرا التشكيل، وهو كان عاملا مساعدا أساسيا بالوصول إلى التشكيلة السابقة التي قدمها دولة الرئيس إلى رئيس الجمهورية.

سئل: رئيس التيار الوطني الحر اعتبر أن القوات يحق لها بثلاثة وزراء، فما تعليقك؟

أجاب: هذا صديقي ولا أستطيع أن أتحدث عنه شيئا.

سئل: ماذا عن كلامه؟

أجاب: سبق أننا لم نعلق على هذا الموضوع إلا حين كان يجب أن نعلق. ثلاثة أو أربعة أو خمسة وزراء، كل شخص يقدّر على مزاجه ورأيه، وهو يستطيع أن يعتمد الرأي الذي يريد. لكن علميا، الأمور تقدَّر بحسب المقاييس الدستورية والأحجام العميقة للمكونات السياسية في البلد، وليس لأحد أن يقول هذا يحق له وذاك لا يحق له. أعتقد أن صديقنا الوزير باسيل يمكن أن يكون قد غيّر رأيه بهذه الفكرة، منذ أن تحدث بذلك وحتى اليوم.

سئل: بأي اتجاه غيّر رأيه؟ وهل ستنالون حصتكم كأربعة وزراء؟

أجاب: إيجابيا. ودعونا لا ندخل في التفاصيل. في النهاية لا بد للاتجاهات أن تذهب نحو الإيجابية، وقد صدر اليوم بيان عن التيار الوطني الحر له أهمية كبرى، وأعتقد أن ما حصل أصلا في ذكرى 13 تشرين لم يكن جيدا، بل كان معيبا جدا للمصالحة وللبنانيين والمسيحيين، لكني لا أريد أن أستخدم منبر الرئيس الحريري للحديث بهذا الموضوع. إنما بيان التيار الوطني الحر اليوم جيد ويخدم الإطار الصحيح لهذا الموضوع.

وأضاف رداً على سؤال حول الهجوم على السعودية، ان كلام رئيس الحكومة في هذا المضمار هو معبّر خير تعبير عن أهمية قوة عربية كالمملكة السعودية واهمية الحفاظ عليها والتي يظهر ان البعض يسعى جدياً الى إيذائها وهذا ما نرفضه بقوة، لان المملكة هي عنصر قوي لصناعة التوازن والسلام في المنطقة.

غولدمان ساكس

كذلك التقى الرئيس الحريري وفدا من شركة "غولدمان ساكس" برئاسة ألكسندر الريس وعرض معه للبيئة الاستثمارية في لبنان.

 

الحريري إستقبل سفير كوريا الجنوبية ودو فريج وسفير لبنان في لاهاي

الإثنين 15 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" سفير كوريا الجنوبية Ycong man Lee وبحث معه في العلاقات الثنائية وسبل تطويرها.

واستقبل الرئيس الحريري الوزير السابق نبيل دو فريج وعرض معه الاوضاع العامة. كما استقبل سفير لبنان في لاهاي عبد الستار عيسى وزوده بالتوجيهات اللازمة.

 

بري أمام الاتحاد البرلماني الدولي: في قضية فلسطين لم يعد يجدي إلا المقاومة والمقاومة فقط

الإثنين 15 تشرين الأول 2018 /وطنية - جنيف - افتتحت الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي اعمال مؤتمرها ال 139 صباح اليوم، في قصر المؤتمرات في جنيف، وسط محاولات لتمرير بنود واقتراحات على حساب البند الأساسي الذي سعت اليه البرلمانات العربية والإسلامية والذي يتعلق بالقرار الأميركي حجب المساعدات المالية عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، وبالتالي استخدام هذه الخطوة في اطار الضغط على الشعب الفلسطيني واستهداف القضية الفلسطينية. ولعب الرئيس نبيه بري الى جانب عدد من رؤساء البرلمانات العربية والإسلامية وبرلمانيين آخرين، دورا اساسيا في التصدي لمحاولة المقايضة بين اقتراح يتعلق بحقوق المثليين والإقتراح المتعلق بالاونروا والقضية الفلسطينية المطروح من قبل المجموعتين البرلمانيتين العربية والإسلامية. ورأى في طرح إعطاء المهاجرين حقوقا سياسية "لغما آخر ينطوي على مخاطر كثيرة، ومنها محاولة تمرير التوطين". وقال: "ان هاتين المحاولتين تشكلان لغمين اساسيين ينبغي ان نواجههما بقوة. ومثل هذه المحاولات مسألة خطيرة تستدعي ان نكون حاضرين بقوة في جلسات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي". وحاولت رئيسة الإتحاد غابرييلا بارون تجاوز جدول اعمال الجمعية بإقحام التصويت على إمكانية تعديله والسماح بمناقشة والتصويت على اقتراح حقوق المثليين مع البند الأساس اي البند الطارىء، لكن الرئيس بري وعددا من رؤساء البرلمانات بينهم رئيس مجلس النواب المصري ورئيس البرلمان الباكستاني تصدوا لها مؤكدين على الإلتزام بالنظام.

مداخلة الرئيس بري

وقدم الرئيس بري مداخلة قال فيها: "بالاضافة الى تأييدي لما ورد على لسان رئيس مجلس النواب المصري، اود ان الفت نظرك السيدة الرئيسة انه اثير هذا الموضوع في سان بطرسبرغ عام 2017 وقد جرت استشارة من قبل الرئاسة الكريمة اي من قبل حضرتك بالذات الى استاذ مساعد في القانون الدولي في المعهد العالي للدراسات الدولية جيان لوكا لورسي، وقدم لك استشارته وموجزها أنه مهما تحدثت اية لجنة عن الاستقلال فإن هذا الاستقلال يقع دائما تحت السلطة النهائية للجمعية العامة. الجمعية العامة هي أكبر مؤسسة فكيف يمكن للجنة، اية لجنة كانت، ان تجعل قراراتها اكبر واقوى من قرارات الجمعية العامة؟ عندئذ لا لزوم للجمعية العامة ولا لزوم لحضورنا". أضاف: "هذا أمر خطير للغاية، آمل كل الامل إعادة النظر في هذا الموضوع. وأولا واخيرا يجب التصويت على جدول الاعمال، وجدول الاعمال تقرره الهيئة العامة وليس غيرها".

كلمة

وفي جلسة بعد الظهر، ألقى الرئيس بري كلمة قال فيها: "لن أتكلم في السياسة كثيرا وخصوصا عن قضية فلسطين، برأيي لم يعد يجدي إلا المقاومة والمقاومة فقط. في بلدي لبنان ما يزيد عن خمس وخمسين جامعة ومعهدا للتعليم العالي، ونحن نعاني من ان اسواق العمل عندنا لا تستوعب متخرجات التعليم العالي في جميع الاختصاصات، وتعرفون ان المنطقة من حولنا مضطربة اضافة الى التهديدات العدوانية الاسرائيلية على حدودنا الجنوبية، واستمرار احتلال اجزاء حدودية من ارضنا، اضافة الى التهديدات الارهابية التي كانت قائمة على حدودنا الشرقية. كما اننا في لبنان نخضع لوقائع اقتصادية - اجتماعية ضاغطة تتطلب دعم السلطات البرلمانية وتوجيه عناية حكومتها لدعم اقتصاد وامن لبنان". أضاف: "إنني اؤكد ان هناك تأثيرا كبيرا للمجتمع العلمي لدينا والشباب باختصاصاتهم المتنوعة، باشروا في الانضمام الى جماعات الضغط والمجلس النيابي في اقتراح السياسات المختلفة ومزاوجة التشريعات مع التحولات التي يشهدها العالم، وبدأت الحكومة الاخذ بهذه التوجهات وتهتم بالتطور الذي ابرزه الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، وهو ما يأخذ بيد مختلف السياسات. ونحن بدورنا بدأنا خطوات نحو البرلمان الالكتروني مما سيسهم باستحضار مختلف العلوم في المناقشات البرلمانية العامة والمواد حول مختلف القضايا، وتوأمة مجتمع العلوم مع المجتمع البرلماني". وتابع: "إننا نستدعي دعم البرلمان اللبناني من البرلمانات ذات الخبرة في هذا المجال، ونحن بدورنا سنعزز بالطبع اللجنة البرلمانية لتكنولوجيا المعلومات وزيادة مهامها في تشجيع الشباب وخاصة الشابات من اجل متابعة الدراسات العلمية والهندسية. إننا سنأخذ في الاعتبار لدى توقيع تفاهمات برلمانية دور العلم وموقعه في العلاقات بين البلدان، ومبادلة المناهج بين الجامعات ومعاهد التعليم العالي، واطلاق فعاليات المؤسسات الحكومية ومعها مؤسسات المجتمع المدني، لمعالجة محور الامية الرقمية والمشاركة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مع اقتراحي بأن يأخذ الاتحاد البرلماني الدولي توجها الزاميا للبرلمانات من اجل اقرار آليات لضمان ادراج العلم وتأثيره على المجتمع بشكل منهجي لكي يسهم العلم في استقرار المجتمعات واقامة علاقة منتظمة بين السلطات وبناء الثقة بين الشعوب والدول، مما يمكن الجميع من صناعة مستقبل افضل وصناعة سلام اجتماعي وسلام اقليمي ودولي قائم على العدالة ووقف اساءة استعمال العلم والتكنولوجيا كأدوات حربية للعدوان والارهاب".

التصويت

وجرى التصويت في وقت واحد، على البند الطارىء، ففاز الاقتراح المتعلق بالتغيير المناخي ب 1006 اصوات مقابل الاقتراح المتعلق بالاونروا ب 1036 صوتا.

أما بالنسبة للعلاقة بين الجمعية العامة للاتحاد وقرارات اللجان على خلفية موضوع حقوق المثليين، فقد صوتت الجمعية لصالح حقها في تغيير او تعديل قرارات اللجان، وهذا سيشكل سابقة يجري العمل بها بالمستقبل.

لقاء الوفد العراقي

وعلى هامش اعمال المؤتمر، التقى الرئيس بري النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي والوفد النيابي المرافق، بحضور الوفد النيابي اللبناني، ودار الحديث حول العلاقات بين البلدين والتطورات على الساحة العربية. وأكد الكعبي على "عمق العلاقة بين لبنان والعراق"، منوها ب"الدور الذي لعبه ويلعبه الرئيس بري في المجموعة البرلمانية العربية والإسلامية خلال مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي"، مشددا على "التنسيق بين المجلسين". وأشاد الرئيس بري ب"الدور الذي يلعبه العراق في المنطقة"، مؤكدا انه "تعرض ويتعرض لأكبر مؤامرة بسبب هذا الموقع والدور". وقال: "ان الديمقراطية هي التي تحمينا. ولو دفعت الأنظمة العربية في سبيل تعزيز الديمقراطية عشر ما دفعته على التسلح لكانت حمتها اكثر". أضاف: "نبحث عن البرلمانات فلا نجد إلا حكومات، وهذا ما يجعل الدبلوماسية البرلمانية في الخلف، مع العلم في كثير من الحالات والأحيان ان تستعمل الحقيبة الدبلوماسية البرلمانية افضل من ان تستعمل الحقيبة الدبلوماسية". وتابع: "عدونا الأساسي هو إسرائيل. ونحن وإياكم في مصير واحد ليس فقط بسبب التنوع الموجود في بلدينا بل لأننا عرب واخوة. وهذا يستدعي منا جميعا كعرب ومسلمين نبذ الخلافات والتوحد".

 

لجنة اعلام الوطني الحر: باسيل طلب من الملتزمين والمناصرين وقف الحملات الإعلامية ضد القوات وعدم الانزلاق الى الردود

الإثنين 15 تشرين الأول 2018 /وطنية - اعلنت اللجنة المركزية للاعلام في "التيار الوطني الحر" في بيان، ان "رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل طلب من كل الملتزمين والمؤيدين والمناصرين وقف الحملات الإعلامية ضد حزب القوات اللبنانية، وعدم الانزلاق الى اي نوع من الردود على ما يتعرض له التيار من تهجمات مباشرة او غير مباشرة، من مسؤولين او مناصرين للقوات، شعورا من التيار بالأذى الذي تسببه هذه الحملات على المستوى الشعبي وتفاديا لأي مساس بالمصالحة التي تمت والتي يجدد التيار تمسكه بها مهما كلفت من تضحيات وأثمان".

وتابع البيان: "مع تفهم رئيس التيار لما يشعر به الأعضاء من أسى وظلم نتيجة ما يتعرض له التيار ورئيسه في الاعلام والإعلان والسياسة، الا انه يهيب بالملتزمين والمناصرين الترفع وضبط النفس، ويؤكد بخاصة رفضه أي نوع من انواع الشتيمة او المساس بالكرامات او الشخصيات لو مهما كان السبب، لما يمثله هكذا انحراف من خروج على مبادىء التيار وأخلاقياته".

 

حسن فضل الله: انفلات عشوائي في التوظيف في القطاع العام والانفاق الاكبر على الاسلاك العسكرية ومطلبنا الا يدخل الى هذا القطاع الا من فاز بكفاءته

الإثنين 15 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد النائب حسن فضل الله مؤتمرا صحافيا، قبل ظهر اليوم في مجلس النواب، عن موضوع التوظيف في الدولة اللبنانية، فقال: "أطرح اليوم ومن موقعي النيابي، وبعد الاطلاع على حيثيات كثيرة موضوعا يهم أغلب الشباب والشابات في لبنان، وهو موضوع التوظيف في القطاع العام". أضاف: "تم إنفاق أموال الموازنة السنوية بشكل اساسي على ثلاث كتل مالية كبرى، بحيث لا يبقى الا القليل للانفاق الاستثماري، وهذه الكتل هي:

- خدمة الدين العام وسيصل في العام المقبل الى ستة مليارات دولار.

- عجز الكهرباء وهو بحدود ملياري دولار، وطبعا لا كهرباء والمواطن يدفع فاتورتين.

- الانفاق على الرواتب والاجور في القطاع العام.

وتابع: "لن أدخل في مناقشة الحاجة الملحة الى الاصلاح في قطاع الوظائف العامة وتطوير الهيكلية الادارية للوزارات والادارات العامة والمؤسسات، بما يؤدي الى تحسين كبير لاداء هذا القطاع، وسد باب من أبواب الهدر، فهذا بحد ذاته يحتاج الى ورشة اصلاحية، والى شعور المعنيين جميعا بمسؤولياتهم الوطنية تجاه هذه القضية المحورية في الدولة. سيقتصر حديثي على موضوع الانفلات العشوائي الحاصل في التوظيف في القطاع العام، خلافا للقوانين، وبعض هذه القوانين اقر من سنة، وما أطرحه خارج أي اطار سياسي، وأدرك سلفا اننا في مرحلة حكومة تصريف اعمال، وهناك شبه فراغ في العمل الرقابي البرلماني، وهو ما يستغله بعض الوزراء والادارات العامة للتصرف خلافا للقانون".

وقال: "موضوعنا اليوم يطال حقوق الشباب اللبناني من جميع الطوائف والمذاهب والاتجاهات السياسية في الحصول على فرصة عمل داخل مؤسسات الدولة وفق معيار الكفاءة، خاصة في ظل حالة البطالة التي تتزايد نسبتها، في وقت هناك بطالة مقنعة في القطاع العام ووظائف وهمية يتقاضى من يشغلها راتبا، بينما يوجد الاف الخريجين والخريجات من الجامعات لا يجدون فرصة عمل.

وتابع: "أبدأ من القانون:

1- عند اقرار القانون رقم 46 لرفع الحد الادنى للرواتب والاجور، وضعنا مادة أساسية وهي المادة الواحدة والعشرون (منع حالات التوظيف واجراء مسح في الوضع الراهن). لم يتم الالتزام بهذه المادة، وانتهت المهلة ليس ستة اشهر بل سنة وشهرين ولم يتخذ اي اجراء.

2- بدل اجراء المسح لمعرفة الحاجات والتزام النصوص القانونية نجد استغلالا لحالة غياب الرقابة والمحاسبة، للامعان في التوظيف الاستنسابي من خارج الاطر القانونية، وبدل تقاذف المسؤوليات في لعبة الارقام، اي كم موظف دخل الى القطاع العام، وتحت اي مسمى (موظف، مياوم ومستشار وشراء خدمات، وعلى الفاتورة) ، السؤال الموجه الى الحكومة وكانت ملزمة بتطبيق هذه المادة قبل ان تصبح في حالة تصريف اعمال. كم موظف دخل الى القطاع العام منذ اقرار سلسلة الرتب والرواتب، واين هو تنفيذ المادة المذكورة؟ وهل كلف مجلس الوزراء الجهات المعنية القيام بهذه المهمة. وهل اجرت ادارة الابحاث والتوجيه تحقيقاتها لمعرفة الحاجات وبناء عليها قرر مجلس الوزراء التوظيفات التي تجري وهل زود المجلس النيابي بما توصل اليه حسب النص القانوني.

بالنسبة الينا الموضوع مبدئي سواء اكان العدد واحد ام ألف، لا يحق لاحد التوظيف في القطاع العام خارج الاطر القانونية.

3- هناك ادارات ومؤسسات تطلب مياومين غب الطلب مثل مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسات المياه واوجيرو وبعض الوزارات، والذريعة لدى بعض المؤسسات هي استدراج عروض لتقديم يد عاملة فنية، اذا كانت هذه المؤسسات بحاجة لمياومين فلماذا بقي البلد لسنوات مشغولا بقضية مياومي الكهرباء مثلا، واذا لم تكن بحاجة فكيف تريد التوظيف مع العلم ان مجلس الخدمة المدنية يرفض هذه الصيغة ووجه كتبا لبعض هذه المؤسسات ابلغها ان طلبها مخالف للقانون.

4- في الوقت الذي يعمد بعض الوزراء الى حشو الادارات بموظفين بمسميات شتى، هناك 581 فائزا في مباريات اجراها مجلس الخدمة، ولهم الحق القانوني الكامل في التعيين في الفئة التي فازوا فيها، يمنعون من هذا الحق، فلم تصدر المراسيم، او حتى قرارات مباشرة العمل، لان بعض هذه الوظائف لا تحتاج الى مراسيم، يضاف الى هذا العدد المساعدين القضائيين الذين لا يزالون ينتظرون.

5- سبق وقررنا في لجنة المال والموازنة التوقف عن اقرار اعتمادات في موازنة 2019 لتوظيف مستشارين برواتب عالية تحت اسم برنامج UNDP، فهل اتخذت الاجراءات لتطبيق هذا البند وتوفير 100 مليار ليرة على الموازنة، وحتى لا يدعي احد ما ان لا امكانية للاستغناء عن هؤلاء المستشارين، فلنعد الى ما قبل 21 سنة في العام 1997، وحسب الخطة الاقتصادية التي قدمها رئيس الحكومة آنذاك رفيق الحريري، فقد قرر مجلس الوزراء وقف التعاقد على نفقة الدولة مع مستشارين خاصين على ان يبت مجلس الوزراء في انهاء خدمات المستشارين الحاليين، بقي الحاليون آنذاك وتراكم العدد الى يومنا هذا.

6- العدد الاكبر الذي يدخل الى القطاع العام هو في المؤسسات العسكرية والامنية، والانفاق الاكبر من جيوب المكلفين على القطاع العام هو على الاسلاك العسكرية والامنية، لن ادخل الان في تقييم المعايير التي على اساسها يتم تحديد الحاجات، لكن لا بد من التوقف مليا عند معايير اختيار الافراد الذين ينظمون الى هذه الاسلاك، ونحن على ابواب قبول الاف المتطوعين الجدد بعد اجتياز مراحل عدة وبقي انتظار نتائج الامتحانات الخطية.

وسأل: "هل هذا الاختيار يتم وفق معايير الكفاءة؟"، وقال: "التجارب السابقة لا تبشر كثيرا بالخير، ولكن يفترض اننا امام مرحلة جديدة وعلى ضوء الوعود بوقف التدخلات والمحسوبيات، مطلبنا محدد، وهو ان تكون الامتحانات نزيهة، وان تعلن النتائج مع العلامات، ولا يدخل الى هذا القطاع الا من فاز بكفاءته وليس بواسطة هذا او ذاك، ونحن نرفض اي تدخل من اي احد، ان اعتماد الليستات المسبقة، والعلامة الاستلحاقية التي يعطيها قادة الاجهزة الامنية والعسكرية، هو إمعان في مخالفة القانون، وتدمير للمؤسسات".

اضاف: "حرصا منا على مؤسساتنا العسكرية والامنية، وعلى صدقيتها، فاننا ندعوها لتقديم نموذج جديد يجعل من الكفاءة معيارا وحيدا للتطويع ما دامت تعتمد التوازن الطائفي في اختيار عدد المتطوعين. ان الرقابة على مدى التزام هذا المعيار هي من مسؤولية مجلس النواب ووسائل الاعلام والرأي العام وسيكون من حق المتضررين اذا ما وجدوا اخلالا بهذا المبدأ ان يطعنوا بالنتائج امام الجهات القانونية المعنية، ولا يوجد اسرار في لبنان النهاية سيكتشف اي تلاعب".

وتمنى ان "يتحلى الجميع بالمناقبية العسكرية، بالقسم الذي أقسموه، ويجعلوا هذه المؤسسات نموذجا، ونأمل ان يكون التوظيف نموذجا لينعكس الامر على كل ادارات الدولة".

وختم: "مجلس النواب هو رقيب على عمل الحكومة، ومجلس الوزراء يستطيع ان يلزم، واذا دخل مجلس الوزراء يحاسب امام مجلس النواب. واعرف تركيبة بلدنا اننا لا نستطيع ان نسقط وزيرا يخل بالثقة لان هناك توازنات. الصراع اليوم في موضوع تشكيل الحكومة حول الوزراء، ومع ذلك نطلق هذه الصرخة وسنمارس دورنا الرقابي في مجلس النواب، هذه القضايا التي نطرحها سنعمل بها ضمن الاليات القانونية".

 

اللقاء التشاوري للموحدين الدروز: لإيلاء تحرير المختطفين في السويداء أقصى درجات الاهتمام

الإثنين 15 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد اللقاء التشاوري لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا للتداول في شؤون الطائفة الدرزية والإنمائية والإجتماعية، في حضور عدد من المشايخ وأصدقاء التحالف. وأعلن اللقاء في بيان أنه خص مسألة تحرير المختطفين في السويداء بالبيان التالي: "يعلن التحالف قلقه من طريقة معالجة اختطاف واحتجاز نساء وأطفال السويداء لدى تنظيم داعش الإرهابي. ويتوجه إلى زعماء الطائفة والقيمين على شؤونها بضرورة إيلاء هذه المسألة أقصى درجات الإهتمام والإجتماع على المطالبة بتحريرهن. إن هذه المسألة يجب أن تبقى بعيدة عن التسييس وهي تفرض أن ينسى السياسيون خلافاتهم وتموضعهم السياسي والإلتفات فقط إلى وسائل تحرير هؤلاء النساء والأطفال. إن كرامة الطائفة الدرزية هي أولوية منذ نشأتها ومن غير المسموح نسيان أو تخطي هذا الواقع. نساؤنا وأطفالنا هم كرامتنا فإلام ينشغل السياسيون بخلافات تحرف اهتمامهم عن هذه المسألة؟يدعو اللقاء الى تجاوز الخلافات التي تباعد بين الأفرقاء السياسيين وعقد اجتماع عاجل يجمع كل أطياف الطائفة الدرزية لأخذ موقف موحد بمطلب موحد ألا وهو الإفراج عن المختطفين وإعادتهم سالمين وإبلاغ هذا الموقف للنظام وللدول الكبرى والفاعلة في سوريا". وكان اللقاء قد انتخب هيئة إدارية جديدة مدة ولايتها ثلاث سنوات.