المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october10.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سمير جعجع هو أخطر أدوات حزب الله التضليلية

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشور في جريدة السياسة

الياس بجاني/مسلسل مصالحات أصحاب شركات أحزابنا المارونية المغرمين بالأبواب الواسعة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 9/10/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 9 تشرين الأول 2018

السفارة الكندية: رئيس مجلس العموم جيف ريغان زار لبنان لمناقشة أفضل الممارسات لتعزيز الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة

أرسلان: نوافق على تسمية 5 أسماء لعون ليختار منها وزيراً درزياً

حزب الله يضغط لدعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية

الذين يجعلون من زعيمهم إلَهاً يخضعون لأهوائه/كمال يازجي/فايسبوك

الياس الزغبي: الحكومة معتقلة بين الجدران الأربعة ل"محور الممانعة" وليس في الرياض

خبير عسكري إسرائيلي: حزب الله قادر على إعادتنا إلى القرون الوسطى

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

معارضون وإعلاميون وسياسيون في بيت الكتائب غدًا الأربعاء دفاعًا عن الحريات

الشاقة لـ"كاوبوي" ورفاقه لمحاولة اغتيال جنبلاط

باسيل في جولة عربية للدعوة إلى القمة الاقتصادية بدأها من الكويت ومن ثم الأردن

هل يردّ الحريري على تصعيد باسيل؟

اللاجئون: ممنوعون من العودة.. وشروط على لبنان

صراع أسود وأبو زيد يفجر التيار في جزين

"انفجار" يهدّد الوضع... إن طال تأليف الحكومة

عمليّة توسّع تستهدف لبنان... إليكم التفاصيل

«دار الصياد» ضحية مزاج الأحفاد وإمبراطوريات صحافية تتصدّع بفعل الميراث

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المعارضة السورية تنهي سحب أسلحتها الثقيلة من إدلب... وتبقي استنفارها وتركيا أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة العازلة

الخارجية السعودية تنفي مزاعم طرد السفير التركي

بعد عودة العلاقات... سفير السعودية في برلين يستأنف عمله والبلدان أكدا على عمقها الاستراتيجي

رئيس النظام السوري يعفو عن جنوده المنشقين

سقوط أخطر إرهابي مصري في ليبيا ومشاورات بين القاهرة وبنغازي لتسليمه ومحاكمته

مقتل 10 متطرّفين بنيران الشرطة المصرية في العريش

وزير الخارجية الأردني: فتح المعبر مع سوريا ينتظر الترتيبات

مداهمات واعتقالات وتحقيقات إسرائيلية... ومخاوف من تجدد «انتفاضة الأفراد» والجيش يواصل عملياته الواسعة لتوقيف مهاجم المنطقة الصناعية

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة «ما بعد يريفان».. و«ما قبل العقوبات»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

أرباح وأثمان «غير محسوبة» بين جعجع وفرنجيّة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الحرب/جورج سولاج/جريدة الجمهورية

حكومة من رحم الإنشغالات الخارجية/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

الحريري «قرفان»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

لبنان يواجه «جمود» ملفّ النازحين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

عون بين الرئيس القوي والرئيس المستقوي/نديم قطيش/الشرق الأوسط

ماذا وراء تسميتها بـ"حكومة العهد الأولى"/معروف الداعوق/اللواء

رأي الجماعة والرأي الآخر/حسين عبد الحسين/الحرة

يوم ألّفت دمشق حكوماتنا: أسبوعان لا أكثر/نقولا ناصيف/الأخبار

إيران والتصالح مع الواقع/خيرالله خيرالله/العرب

خيارات صعبة للرئيس الروسي في سوريا وبوتين بحاجة إلى طهران لسببين... التمويل والقوات على الأرض/أمير طاهري/الشرق الأوسط

مفكرة يوم في القرية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

علامات أمل للتغيير الإيجابي في العراق/لينا الخطيب/الشرق الأوسط

متى تكشّر دبي عن أنيابها/مشعل السديري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تسلم من نظيره الفلسطيني رسالة شكر على مواقفه في الامم المتحدة ووعد أطباء الاشعة بدعم مطالبهم والمحافظة على حقوقهم

رئيس الجمهورية عرض مع وزير المال الأوضاع ومسار تشكيل الحكومة

بري تابع دعم الصحافة المكتوبة وقضايا تربوية الرياشي: لا أحد يضع فيتو على أحد

الحريري: جميع الأفرقاء قدموا تنازلات والحكومة خلال الأيام العشرة المقبلة وإذا اعتذرت فلن أعود وأقبل بتكليفي ومفاعيل سيدر في خطر

باسيل سلم ملك الاردن دعوة لبنان لحضور مؤتمر القمة العربية الاقتصادية في بيروت

كتلة المستقبل: الحريري التزم تشكيل حكومة ائتلاف وطني سياسي وهو لن يخالف هذا الالتزام تحت أي ظرف

المكتب السياسي الكتائبي ناشد عون والحريري تشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الأحزاب إنقاذا للبلاد

آلان عون بعد اجتماع التكتل: نأمل ان ينهي الحريري العقد المتبقية لتشكيل الحكومة

المجلس المذهبي الدرزي: نستغرب التمادي في تعطيل تأليف الحكومة

التيار المستقل جدد المطالبة بحكومة تكنوقراط واستنكر المماطلة في التأليف نتيجة الجشع في المطالبة بحصص وزارية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من11حتى21/"يا إِخْوَتِي، تَذَكَّروُا، أَنْتُمُ الوَثَنِيِّينَ في الجَسَدِ سَابِقًا، أَلمَدعُوِّينَ أَهْلَ عَدَمِ الخِتَانَةِ عِنْدَ المَدعُوِّينَ أَهْلَ الخِتَانَة، بفِعْلِ اليَدِ في الجَسَد، تَذَكَّرُوا أَنَّكُم كُنْتُمْ في ذَلِكَ الوَقْتِ بِدُونِ مَسِيح، مُبْعَدِينَ عَنْ رَعِيَّةِ إِسْرَائِيل، وغُرَبَاءَ عنِ عُهُودِ الوَعْد، لا رَجَاءَ لَكُم في العَالَمِ ولا إِله؛ أَمَّا الآنَ فَفِي المَسِيحِ يَسُوعَ أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدِين، صِرْتُم بِدَمِ المَسِيحِ قَرِيبِين. فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الٱثْنَيْنِ وَاحِدًا، وفي جَسَدِهِ نَقَضَ الجِدَارَ الفَاصِلَ بَيْنَهُمَا، أَي العَدَاوَة، وأَبْطَلَ شَريعَةَ الوَصَايَا بِمَا فِيهَا مِنْ فَرائِض، لِيَخْلُقَ ٱلٱثْنَينِ في شَخْصِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، بإِحْلالِهِ السَّلامَ بَيْنَهُمَا، ويُصَالِحَهُمَا مَعَ الله، كِلَيْهِمَا في جَسَدٍ وَاحِد، بِالصَّليب، قَاتِلاً فيهِ العَدَاوَةَ بَيْنَهُمَا. فلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين، لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب. إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله،بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ."

 

Funeral & Vistation Details For Beloved Nasri Diab/السيد نصري جريس البحري دياب في ذمة الله/مواعيد ومكان تقبل التعازي والدفن

http://eliasbejjaninews.com/archives/68002/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%b1%d9%8a-%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سمير جعجع هو أخطر أدوات حزب الله التضليلية

رداً على تعليق للقوات اللبنانية حمل عنوان: "أكثر من يخدم حزب الله ...سعيد"

الياس بجاني/08 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67965/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%87%D9%88-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A3%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B2%D8%A8/

شعار الواقعية الذي يتلطى خلفه سمير جعجع وكل من دخل معه صفقة الرئاسة الخطيئة وسلم طوعاً البلد وبالكامل لحزب الله على خلفية مداكشة الكراسي بالسيادة وبعدد من النواب "المخصيين سيادياً" هو شعار للاستسلام والخضوع ولتغليب المصالح الذاتية والسلطوية على حساب رفض الاحتلال ومقاومته. هذا المنطق الأعوج والتشاطري والطروادي هو باختصار غير مقاوماتي ولا هو إيماني.. ولو كان فعلاً هو الصواب لكانت كل مقاومتنا لكل الإحتلالات هرطقات وخزعبلات ولكنها ليست كذلك ع الأكيد الأكيد. من المحزن أن من يدعي حمل مشعل بشير أي جعجع هو قد أطفأه وهو عملياً يتاجر بدماء الشهداء وقد قفز فوق هذه الدماء واستعملها ويستعملها قاطرة لأوهامه وأحلامه السلطوية والدكتاتورية والأخطر يستغلها لخداع الناس وإبعادهم عن روحية المقاومة. هذا الكلام هو الحقيقة وعلينا أن نشهد بها وندافع عنها مع علمنا الأكيد أن من يؤله السياسيين من أهلنا سوف يشتمنا كما هي العادة..يبقى أن المقاومة لم تكن في يوم من الأيام استسلاماً ولا قبولاً بالواقع الإحتلالي ..ولو كان العبيد من حملة شعار الواقعية ما كانوا تحرروا ولو أن الشعوب لم ترفض وتقاوم العبودية والظلم ما كانت تحررت.. باختصار، إن مداكشة الإستقرار ولقمة العيش والكراسي والمغانم بالذل وبالقبول بالإحتلال معادلة شيطانية واسخريوتية لا تخدم لا لبنان ولا أهله ولا السيادة ولا الإستقلال وألف رحمة لكل الشهداء الذين قدموا انفسهم قرابين على مذبح لبنان ورفضوا واقعية الإحتلال التي يسوّق لها اليوم من دخل الصفقة الخطيئة والمذلة.

يبقى أن اخطر انواع البشر هم من لا يقيمون أي احترام لمبدأ العرفان بالجيمل ويردون على من يساعدهم في أوقات الشدة والأزمات بالأذية بكل أنواعها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

في اسفل التعليق الذي هو موضوع الراد في أعلى

أكثر من يخدم حزب الله… سعيد

القوات اللبنانية/08 تشرين الثاني/18

الخلاف مع حزب الله من طبيعة استراتيجية، وهذا صحيح، وسلاحه يحول دون قيام الدولة، وهذا أصح، ولكن لا يمكن إيقاف الحياة السياسية وتعطيل حياة اللبنانيين أكثر مما هي معطلة بانتظار التخلص من سلاحه والذي يفوق قدرة اللبنانيين ويتعلق بمعادلات إقليمية، فيما المطلوب الحفاظ على الاستقرار والحد من تأثير السلاح، وهذا ما هو حاصل تحديدا، فيما الكلام عن ان لا حكومة إلا بشروط حزب الله غير صحيح، والعرقلة القائمة لا علاقة للحزب بها، كما الكلام عن أكثرية نيابية بيد الحزب غير صحيح، فضلا عن ان المسألة لا تتعلق بأكثرية وأقلية كون أي محاولة للإطاحة بالستاتيكو الحالي ستؤدي إلى الإطاحة بالاستقرار، ولذلك كل هذا الكلام انه لا تسقط شعرة من رؤوس اللبنانيين إلا بمعرف الحزب يشكل أكبر خدمة لحزب الله.

نتفهّم وجود الدكتور فارس سعيد في المعارضة التي تفرض عليه أدبيات من هذا النوع، ولكن نتمنى عليه ان يُخبر اللبنانيين عن خريطة الطريق التي يراها مناسبة للتخلص من النفوذ الإيراني في لبنان، فهل يريد مثلا ان يعود لبنان الى ما قبل العام ١٩٩٠ او بالحد الأدنى إلى حقبة الانقسام العمودي بعد العام ٢٠٠٥، وهل يعتبر نفسه مثلا أكثر حرصا على السيادة اللبنانية من القوات اللبنانية وتيار المستقبل؟ وهل برأيه الشعب اللبناني مع سياسته وخياراته؟

وأخيرا هو القائل ان وحدة الموقف المسيحي-الإسلامي أدت إلى إخراج الجيش السوري من لبنان، وبالتالي مواجهة أي نفوذ خارجي لا يكون إلا بالسعي إلى وحدة الصف والموقف، إلا إذا كان يعتقد الدكتور سعيد انه يستطيع وحيدا ان يحقق هدفا بهذا الحجم.

وبكل محبة وتقدير لشخص الدكتور سعيد نقول: قوته كانت في التقاطع بين القوات والمستقبل، وخارجهما لا يستطيع إلا رفع الصوت في سياق تسجيل المواقف لا تغيير الوقائع…

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشور اليوم في جريدة السياسة

مسلسل مصالحات أصحاب شركات أحزابنا المارونية المغرمين بالأبواب الواسعة/الياس بجاني/07 تشرين الثاني/18

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85/

 

مسلسل مصالحات أصحاب شركات أحزابنا المارونية المغرمين بالأبواب الواسعة

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67928/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa/

إلى هذا الحد الدركي من الاستخفاف بعقولنا وذاكرتنا وذكائنا وعلمنا وأوجاعنا ومآسينا وصل حال غالبية قياداتنا المارونية حيث لا يردعهم شيء البتة من أكوام ورزم خطاياهم المميتة وأخطائهم القاتلة من استنساخ الكوارث التي هم من يقف ورائها خدمة لمصالحهم الذاتية، وتسويقاً ودعماً لأجنداتهم السلطوية والترابية بمفهومنا الإنجيلي… وكل ذلك على حساب أهلنا والوطن وكل ما له علاقة بلقمة العيش والهوية، والشهداء، والتاريخ، والأمن والدور والوجود والمصير.

في هذا السياق النفاقي بامتياز، وبما يتعلق بمسلسل مشهديات ومسرحيات المصالحات الكاذبة والاستعراضية بين هؤلاء فإن لا رادع عندهم ..لا وجدان ولا صدق ولا احترام للذات ولا أيمان ولا ضمير.

والأخطر في كل هذه الخزعبلات التصالحية المسرحية والنفاقية أن هؤلاء القادة والسياسيين يجدون باستمرار الكثر من أهلنا البسطاء والمغرر بهم الذين يسيرون خلفهم بعمى بصر وبصائر، وبقتل داخلي طوعي لكل ما هو تمييز بين الحق والباطل، وحرية رأي، وقراءة واقعية لممارسات وخلافات ومصالحات وحروب عبثية التي لا تنتهي.

عملياً وفكراً، فإن هؤلاء القادة هم عميان قيادة ورعاية، وعشاق أبواب واسعة، وغارقين بالكامل في كل ما هو إنسان عتيق وغرائزية، بالمفهوم الإنجيلي الحرفي.

وبالتالي فإن كل سار ويسير خلفهم وقع وسيقع على الأكيد والألف أكيد معهم في حفر وأوحال وغياهب الجهل والتبعية والغنيمة التي لا نهاية لها.

وحال أهلنا هؤلاء البائس يقول بعكس العقل والمنطق والتجارب “منجرب المجرب لأن عقلنا مخرب وما راح نتعلم”.

إن مسلسل المصالحات النفاقية والمصلحية المارونية يتوالى فصولاً هزلية وسط التطبيل والتزمير والهوبرة واستغلال عواطف أهلنا واللعب على مخاوفهم.

أحد هؤلاء القادة الموارنة وهو صاحب شركة حزب تجاري، وبشكل خاص ومميز متفوق على أقرانه من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب كونه مرضياً باطني ويتوهم بأنه ذكي وحربوق.. إلا أن كل مسرحيات ومصالحات هذا المخلوق كانت آنية وفاشلة  وكاذبة ولم تؤدي في يوم من الأيام لغير الخيبات والفشل . .. لكنه لا يتعلم ولا يتعظ!!

نلفت هنا إلى أنه وفي هذا الإطار المسرحي تعرض حالياً حلقة جديدة-قديمة من مسلسل هذه المصالحات المارونية الكاذبة والآنية والمصلحية وسط همروجة إعلامية مدفوعة الثمن..وهي بنتائجهما لن تكون مختلفة عن كل ما سبقها.

وعلى الأكيد الأكيد لا أحد منا هو ضد المصالحات الحقيقية والصادقة التي تبنى على أسس إيمانية وقواعد والتزامات جادة وشفافة وواضحة المرامي والأهداف حيث التوبة وتأدية الكفارات.

أما المصالحات الآنية والمصلحية والمسرحية التي هدفها خدمة أجندات سلطوية ومالية ونرسيسية فهي لا تعنينا ومن واجب كل حر وسيادي ومؤمن أن يعري دجل أصحابها..

يبقى أنه ليت أن قيادتنا المارونية النرسيسية من أصحاب شركات أحزاب وتجار سياسة يتصالحون أولاً مع ربهم وشعبهم ويتوبون ويؤدون الكفارات على ذنوبهم بدلاً من مسرحيات المصالحات المسرحية والكاذبة مع بعضهم البعض.

في الخلاصة، إنه ورغم زمن المّحل الذي نعيشه حالياً، فإن في لبنان خمائر كثيرة مؤمنة وعن طريقها وبأعمالها وبإذن الله سوف يبقى لبنان أرض قداسة وقديسين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 9/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

البلد بحاجة الى حكومة والتكتل قدم تنازلات والأمور بدأت في الحلحلة.

هذا الكلام ورد على لسان الرئيس سعد الحريري قبيل ترأسه إجتماع كتلة المستقبل، وهو التقى وزير الإعلام ملحم الرياشي الذي كان زار الرئيس نبيه بري.

وفي التنازلات حل العقدة الدرزية فالوزير طلال ارسلان وافق على تسمية خمسة أشخاص يختار رئيس الجمهورية أحدهم وزيرا بالتعاون مع الرئيس بري.

في الخارج قضية جمال خاشقجي استحالت لغزا، والرياض أبلغت أنقرة موافقتها على دخول فريق أمني تركي الى القنصلية في اسطنبول للتأكد من عدم وجود الخاشقجي داخلها. هذه القضية استقطبت مواقف دولية وحركت منظمات حقوق الإنسان، وخاشقجي لا أثر له، والإعلام يركز على السعودية فماذا عن تركيا؟

القنصيلة أرض سعودية لكن خارجها أرض تركية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

تأليف الحكومة لم يخرج من دائرة التعقيد كليا فالعقدة المسيحية لا تزال من دون معالجة جدية وبلا حلول عملية مع ان الوزير ملحم الرياشي زار عين التينة وبيت الوسط اليوم لكن لا شيء يوحي بأن الحصص المسحيحية حددت نهائيا.

في المقابل، العقدة الدرزية تأخذ طريقها الى الحل عبر تغريدة للوزير طلال ارسلان وايضا عبر معلومات اكدت ان تسمية الوزير الدرزي الثالث سيتولاها الرئيسان عون وبري مفوضان من النائب السابق وليد جنبلاط.

على اي حال الوضع الحكومي لن يغيب في ارمينيا التي يزورها الرئيس عون للمشاركة في القمة الفرنكوفونية. في المعلومات، فان الملف الحكومي سيكون على رأس جدول الاعمال في اللقاء المرتقب بين عون والرئيس ماكرون ووفق مصادر دبلوماسية فان ماكرون سيضغط في اتجاه الاسراع بتشكيل الحكومة لكي يتمكن لبنان من الايفاء بما التزم به في مؤتمر سيدر.

في هذا الوقت جدد الحريري تمنيه بتأليف الحكومة في عشرة ايام موجها سهام الانتقاد الى الوزير جبران باسيل على مواقفه الاخيرة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

إنجاز عملية التشكيل الحكومي ما زال يدور في فلك مهلة العشرة أيام ولكن المقبلة بدءا من اليوم هي مهلة جديدة وجرعة تفاؤل جديدة ضخها اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري مع اضافة ملحق من الايام العشرة السابقة.

الحريري رأى ان كلام الوزير جبران باسيل الاخير ليس ايجابيا، لافتا الى ان المعيار الوحيد الذي يحكم التشكيل هو ان الحكومة المقبلة هي حكومة وفاق وطني. وشدد على ان الوضع يفرض على الجميع ان يقدموا التنازلات لأي حل لانه اذا اعتذر عن التأليف هذه المرة فلن يطلب من احد ان يكلفه مجددا. وقال ظروف العام 2009 كانت مختلفة.

وعلى خط التأليف التقى الحريري كلا من الوزير ملحم رياشي ثم النائب وائل ابو فاعور. ومن عين التينة دعا اللقاء الديمقراطي الى عدم تمنينه من قبل احد بالعقدة الدرزية لانها غير موجودة وهي لدى من يحاول السطو على القرار الحكومي من الان وحتى اربع سنوات.

اما على مستوى البعد الخارجي فقد سجل موقف فرنسي يحض على التعجيل في تشكيل الحكومة ويبدي في الوقت نفسه الخشية على مؤتمر سيدر الذي يصل الى بيروت غدا بيار دوكال الذي كلفه الرئيس الفرنسي ملف هذا المؤتمر. وبحسب المعلومات فان زيارته ستكون تقنية وليست ذات طابع سياسي.

الطابع السياسي يدمغ المصالحة التي يسير قطارها على سكة تيار المردة والقوات اللبنانية. مصالحة الطرفين ستتوج بلقاء يعقده سليمان فرنجيه وسمير جعجع في اللحظة المريحة للجميع بحسب ما ابلغ نائب المردة فايز غصن الـnbn نافيا الربط بين المصالحة والاستحقاق الرئاسي.

اقليميا، مر اسبوع على عاصفة اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول، البارز في هذا الشأن مواقف اميركية تعرب عن القلق وتدعو الرياض الى تحقيق شفاف.

وفي سوريا باتت المنطقة منزوعة السلاح في ادلب خالية من الاسلحة الثقيلة للفصائل الارهابية المسلحة وسط تقرير خبراء ان تكون هذه الخطوة مقدمة لدخول الجيش السوري اليها في وقت لاحق تجسيدا لمفهوم وحدة الاراضي السورية. وفي خطوة ترسخ المصالحة الوطنية اصدر الرئيس بشار الاسد مرسوما يقضي بالعفو العام عن مرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي من الجيش.

دوليا، استقالة جديدة شهدتها الادارة الترامبية التي لم تشهد استقرارا في العديد من المواقع واليوم كان دور السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

موجة التفاؤل باقتراب تشكيل الحكومة، التي أطلقها الرئيس سعد الحريري قبل اقل من أسبوع، عمت مختلف القوى السياسية المعنية.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تحرك موفده ملحم رياشي باتجاه عين التينة وبيت الوسط متحدثا عن تقدم على محاور الاتصالات. كذلك تحرك النائب وائل ابو فاعور باتجاه بيت الوسط أيضا. وتكتل لبنان القوي أعلن أنه يبني على تفاؤل الحريري.

وفد اللقاء الديمقراطي بعد اجتماعه إلى الرئيس نبيه بري تمنى بلسان الوزير مروان حماده أن تكون حكومة تصريف الاعمال في نهايتها وأمل تشكيل حكومة وحدة وطنية سريعا.

الرئيس المكلف جدد التأكيد على أن المعيار الوحيد هو حكومة وحدة وطنية، كاشفا أن الجميع قدم تنازلات، ومذكرا بالمقابل بأن كلام الوزير جبران باسيل لم يكن إيجابيا. وفي رسالة إلى الجميع قال الحريري: إذا اعتذرت فلن أطلب من أحد أن يكلفني، وهناك مشاريع لا تنتظر، وإذا كان هناك من يفكر بأن العالم سينتظرنا فهو مخطئ.

الأجواء التفاؤلية مستمرة. والأيام المقبلة ستكون حاسمة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الدولة تتسلح بالعداد... أصحاب المولدات يتسلحون بالمولد... والمواطن يحمل الآلة الحاسبة: فاتورة المولد، تقسيط العداد، التأمين دفعة واحدة، التمديدات دفعة واحدة...

لم يستفق المواطن بعد من ارتدادات هذه الصدمات خصوصا ان التعايش مع الأمر الواقع هذا ليس لفترة زمنية قصيرة: الدولة عاجزة عن تأمين اكتفاء المواطنين من الكهرباء، وأصحاب المولدات "عرفوا مكانهم فتدللوا"، فحتى الساعة هم غير عابئين بالمحاضر، ويراهنون على إلغائها في توقيت معين وإلا لما خاطروا في التمرد على قرارات الدولة، أما متى سينتهي هذا الكباش؟ وكيف؟ فلا أحد يملك الجواب: فكثير من أصحاب المولدات لم يركبوا عدادات بعد، ودوريات مصلحة حماية المستهلك مستمرة في عملها، فمن يتراجع أمام من؟

في انتظار الأجوبة، تحرك ملف الحكومة من باب الموقف الذي أعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري ومن باب القنبلة التي فجرها الرئيس فؤاد السنيورة... الرئيس المكلف، وفي دردشته الأسبوعية بالتزامن مع الاجتماع الاسبوعي لكتلة المستقبل، قال: "إذا اعتذرت لا أقبل بأن أكلف مرة ثانية"...

أما قنبلة الرئيس السنيورة فمن شأنها أن تخلط الأوراق مجددا، فهو دعا إلى الالتزام بالدستور في عملية تشكيل الحكومة، معتبرا ان الحديث عن حصة لرئيس الجمهورية في الحكومة غير دستوري، كما ان الحديث عن ان لكل خمسة نواب وزيرا، غير دستوري ايضا. هذا الموقف يتوقع ان يستولد ردات فعل من شأنها ان ترفع مجددا حرارة ملف التشكيل.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

تحرك الوضع الحكومي على مستويين: زيارات لتنسيقيات التأليف من عين التينة الى بيت الوسط ومواقف للرئيس سعد الحريري أبلغها للصحافيين قبيل اجتماع كتلته النيابية معلنا تمديد العمل بالأيام العشرة التي ألزم نفسه بها لإنجاز الحكومة وصنف الحريري مؤتمر الوزير جبران باسيل في خانة "النسف" معتبرا أن كلامه لم يكن إيجابيا أما لماذا نسف باسيل تفاؤلي فلا أعلم السبب وهو حر في رأيه وجزم الحريري أنه إذا اعتذر عن عدم التكليف فلن يقبل بتكليفه مرة أخرى فلماذا سأعتذر إن كنت سأعود لكن رؤساء الحكومات عندما يغادرون "لا يقطع الله بهم" وليس هناك من دواع لأن يعودوا بشروط الآخرين عليهم وسحب صلاحياتهم وهذا رئيس مجلس وزراء فرنسا الأسبق مانويل فالس وفي خطوة جريئة قرر الترشح لمنصب رئيس بلدية مدينة برشلونه الإسبانية في انتخابات الربيع المقبل لكونه يحمل الجنسيتن الفرنسية والاسبانية ولما كانت جنسية الحريري الثانية سعودية فقد يتعذر عليه الأمر في الرياض لكنه متاح في بيروت البلدية الأغلى موازنة بين المدن وربما الدول على أن آمال التأليف لم تنقطع بعد وقد حرصت كتلة التيار القوي على توضيح كلام الوزير جبران باسيل كبادرة حسن نيات وشددت على أن التيار يعطي رأيه فحسب كأي جهة سياسية ولا يتدخل في التأليف وفقا لما أعلنه النائب الآن عون وفيما حمل التيار سلاح التراجع خطوة شكلية الى الخلف فإن القوات ناورت وبالذخيرة الحية وبالأسلحة المحرمة وعبر موقع نائب رئيس الحكومة فوزير الصحة غسان حاصباني الذي يشغل هذا المنصب الجدلي المشطور نصفين بين "أخين" سابقين عمد الى إجراء تفجير افتراضي يتضمن مواد خطرة قرب قاعدة رياق الجوية مرسلا إشارات تستهدف المواد السياسية المحظورة داعيا إلى ضرورة تقديم التسهيلات لولادة الحكومة سريعا، تجنبا لدخول البلد في العناية الفائقة. وعلى خطوط غرف الطوارئ الإقليمية والدولية فإن مصير الصحافي جمال خاشقجي دخل في العناية المركزة تركيا كثفت التحقيقات بما فيها تفتيش القنصلية أمريكا بريطانيا أوروبا الأمم المتحدة وكندا كلها دول خرجت من مرحلة القلق إلى حدود الشك كبريات الصحف الغربية بدأت نشر تقارير ومعلومات عن مخاوف خاشقجي المسبقة، وأبرزها ما بثته ال بي بي سي البريطانية من تسجيل يتضمن حوارا يستبعد فيه العودة إلى بلاده لأنه يكتب وصاحب رأي ووسط سيل التقارير سوادوية المصير ظلت السعودية على نفيها وقال سفيرها في واشنطن الأمير (خالد بن سلمان) إن الأنباء التي تفيد باعتقال أو قتل المملكة لخاشقجي خاطئة تماما ولا أساس لها من الصحة، ولا أعرف من يقف وراء هذه الادعاءات، ولا نياتهم و"ما نهتم به هو سلامة جمال".

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

اذا وضعنا جانبا عوامل التعطيل المحتملة اقليميا ودوليا، وعشية وصول الموفد الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر cedre الى بيروت، يبدو المشهد الحكومي على الشكل الآتي:

أولا: ايجابية دائمة من رئيس الجمهورية، وتفاؤل مستمر من رئيس الحكومة المكلف، على رغم تلويحه اليوم بعدم قبول التكليف من جديد في حال اضطر الى الاعتذار..

ثانيا: حلحلة ملحوظة على المستوى الدرزي. فبعد تغريدات متتالية لرئيس الاشتراكي محورها "التسوية"، جاءت مبادرة رئيس "ضمانة الجبل" اليوم برفع خمسة أسماء ليكون احدها "وزير الحل للعقدة الدرزية"، علما أن مصدرا اشتراكيا رفيعا دعا عبر الـ otv الجميع الى تسوية شرطها الوحيد ان تكون متبادلة، مشددا على الانفتاح على حل وسط يكون مرضيا لجنبلاط، ومقبولا من عون وبري..

ثالثا: باتت القوات اللبنانية التي تنقل وزير اعلامها اليوم بين عين التينة وبيت الوسط، وكأنها تغرد خارج السرب الوفاقي العام، لتصبح مطالبها المضخمة وشروطها التعجيزية - واليوم اكثر من اي وقت مضى - بمثابة العقبة التي تعرض البلاد لخطر ازمة سياسية مفتوحة، واللبنانيين لوضع اقتصادي متفاقم، في وقت يفترض ان تنصب الجهود لمعالجة الوضع السيئ الموروث، بدل التلهي بتأمين مقعد بالزائد او بالناقص للقوات اللبنانية أو غيرها، علما أن نتائج الانتخابات الاخيرة حددت الأحجام الفعلية، بلا زيادة او نقصان...

لكن، في الوقت الحكومي الضائع، علامتان مضيئتان:

اولى في لبنان، تتمثل بإصرار غير مسبوق لوزارة الاقتصاد على خوض غمار التحدي في موضوع العدادات.

والثانية في ميلانو، حيث فازت بيروت باستضافة "اسبوع الطاقة العالمي للعام 2020" خلال الاجتماع السنوي لمجلس الطاقة العالمي، بموافقة 93 دولة من اعضاء المجلس.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

انها الحاجة أم عماد، اجمل الامهات التي انتظرت على درب الجهاد طويلا، وقدمت كثيرا، ولم تر الا جميلا..

ما حادت يداها، وما ذبلت بنادقها، لكنها عادت، وما نامت عيناها، بل هاجرت بروحها الى حيث الشوق لملقاها..

ام المقاومين، وحادية المجاهدين، أنس الثكالى، وبلسم اليتامى، وكل الوان الصبر الزينبي ..

هي الحاجة ام عماد مغنية، ويكفي الاسم مهابة ووقارا، وعنفوانا وثباتا، من اولى صولات الجهاد، وتقديم جهادها اول القرابين، وفؤادها على طريق النصر المزروع دموعا وياسمين..

وما استكان عطاؤها وما بخلت بعمادها عماد المقاومين، وأتبعت العطاء شهيدا تلو شهيد كأم البنين، فكان الحفيد الجهادْ على طريق العماد، حتى غدا خير البر برها واسمى البذل فداؤها..

الحاجة آمنة سلامة، اسلمت الروح بعد حزن ما غمد، وصبر ما وهن، فكان أساها الفراق، وانسها حصاد الزرع انتصارا تلو انتصار. ام الشهداء الى روضة ابنائها، وشريك الدرب الحاج ابو عماد الذي سبقها بقليل، وما اعتاد عنها الفراق الطويل.. فشيعها جمهور المقاومة أما وايقونة وعنوانا الى جوار الشهداء، بعد ان اشاعت ثقافة الوعي والمعرفة وفلسفة الجهاد والنضال والثبات على الحق مهما غلت التضحيات، فكانت بحق “ام الشهداء”..

ومن زرع ابنائها كان اليوم حصاد المعادلات، فحزب الله قادر ان يعيد اسرائيل الى العصور الوسطى قال أحد اهم خبرائهم في الامن الاستراتيجي “اوري بار يوسف”، المؤرخ العسكري الذي له تأثير كبير في المجتمع الصهيوني تحدث عن توازن الرعب الذي فرضه حزب الله بصواريخه الدقيقة على الاسرائيليين، مشبها اياه بالواقع الذي كان قائما بين الاميريكيين والاتحاد السوفياتي..

في الواقع السياسي اللبناني كلام جديد للرئيس المكلف على خط التشكيل الحكومي. الحكومة خلال عشرة ايام كما وعدت قال الرئيس الحريري في دردشة مع الصحفيين، فالوضع الاقتصادي والاجتماعي يستدعي الاسراع في تشكيلها، وهناك تنازلات من الجميع والعقد كلها في الطريق الى الحل، اما اذا اعتذرت فلن أعود وأقبل بالتكليف أكد الحريري للصحفيين ..

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 9 تشرين الأول 2018

النهار

ترجح اوساط قريبة من "القوات" سبب تأخر اللقاء بين رئيس "المردة" ورئيس "القوات" الى عدم اقدام الأول لحسابات تتعلق بـ"حزب ‏الله" وحلفاء آخرين.

يجمع "العداء" للوزير جبران باسيل وزيراً قواتياً ومستشاراً رئاسياً سابقاً يعقدان لقاءً اسبوعياً يتبادلان فيه الافكار والمعلومات.

لم تنفع محاولات وزير الاعلام في ثني اعلامي عن مواصلة هجومه الذي يطاول نائبة اذ زادت وتيرته منذ يومين.

اللواء

تتحضر ملفات لوزارات ووزراء من لون ما، لتوضع على الطاولة، حالما تحين ساعة الحقيقة

ينسق حزب وسطي مع حزب حليف لإقناع الرئيس المكلف بتبادل موضعي لتبادل الحقائب

تعاني مدينة متوسطية من كساد تجاري، يكاد يصل إلى حدّ الإفلاس، على الرغم من موقعها التاريخي والجغرافي

المستقبل‎ ‎

يقال إن ديبلوماسيين نقلوا عن رئيس تكتل نيابي بارز تأكيده أمامهم أن ملف تشكيل الحكومة سيصل الى خواتيمه السعيدة قبل نهاية الشهر ‏الحالي بالرغم من الأجواء الاعلامية المتشائمة

 

السفارة الكندية: رئيس مجلس العموم جيف ريغان زار لبنان لمناقشة أفضل الممارسات لتعزيز الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - أعلنت السفارة الكندية في بيروت ان "رئيس مجلس العموم في كندا السيد جيف ريغان زار برفقة وفد من البرلمانيين الكنديين لبنان في 8 تشرين الاول و9 منه (أمس واليوم الأول)، والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وعددا من المسؤولين الحكوميين". وأوضحت ان "تعزيز القيم الديموقراطية والحكم الرشيد والشفافية والمساءلة كانت في صميم تلك الاجتماعات". ولفتت الى ان "زيارة الرئيس ريغان ألقت الأضواء على العلاقات القوية بين كندا ولبنان والأهمية التي توليها كندا لأمن لبنان واستقراره بناء على استراتيجية كندا للشرق الأوسط التي كان قد أعلن عنها رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو في شباط". والتقى ريغان ممثلي المجتمع المدني وناقش معهم "أفضل الممارسات الهادفة الى تعزيز الحكم الرشيد والشفافية والبرلمان الجامع". وزار "برامج المساعدات التي تمولها كندا، في هذا المجال، والتي تساعد على بناء المرونة والاستجابة لحاجات المجتمعات اللبنانية واللاجئين الأكثر ضعفا في لبنان". وختمت ان الزيارة "ساهمت عموما في تعزيز العلاقات المتجذرة بين كندا ولبنان والتي تستند الى علاقات أشخاص ينتمون الى المجتمعين والتعاون المستمر بين البلدين في ضمان السلام والأمن".

 

أرسلان: نوافق على تسمية 5 أسماء لعون ليختار منها وزيراً درزياً

تويتر/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /أشار النائب طلال أرسلان في تغريدة له على حسابه عبر تويتر، إلى أنه "في ما خَص ما يسمى بالعقدة الدرزية وكما الآخرين اعتبروا بأن مصلحة الوطن تقتضي التضحية من أجل تسهيل تأليف الحكومة العتيدة نحن نقبل أن نسمي خمسة أسماء لفخامة الرئيس عون"، مضيفاً "على أن يتم تسمية أحدهم من قبله بالتعاون مع دولة الرئيس نبيه بري الذي نعتبره أيضا غيور على مصلحة الدروز والعيش المشترك وقدسيته في الجبل ... والباقي على الله".

 

حزب الله يضغط لدعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية

صحيفة السياسة الكويتية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /كشفت معلومات لـ"السياسة"، أن قوى سياسية حليفة لدمشق يتقدمها حزب الله، بدأت حملة من الضغوطات لدفع رئيس الجمهورية ميشال عون لتوجيه دعوة للنظام السوري لحضور القمة، الأمر الذي يلقى معارضة من جانب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وعدد من القوى السياسية التي تعتبر أن لبنان لا يمكنه مخالفة قرارات جامعة الدول العربية، باعتبار أن عضوية سورية لا زالت معلقة، وبالتالي فإن لبنان ملزم باحترام قرارات الجامعة ولا يمكنه تجاوزها.

 

الذين يجعلون من زعيمهم إلَهاً يخضعون لأهوائه

كمال يازجي/فايسبوك/09 تشرين الثاني/18

عندما نحت سعيد تقي الدين في خمسينيات القرن الماضي كلمة "زحفطون" من الزحف على البطون لوصف المتملّق الذي يتذلّل لأصحاب السلطة ويكيل لهم المديح طمعاً في منصبٍ او أملاً في حُظوةٍ موعودة لم يكن بالتأكيد يتصوّر الجيل المعاصر

من لاعقي الأحذية ضحايا الحب الأعمى عبدة الأصنام الذين يجعلون من زعيمهم إلَهاً يخضعون لأهوائه ويتقلّبون مع تقلّباته ويدافعون عنها دون تبصّر بالإمكانيات الفكرية القليلة التي أنعم الله عليهم بها حتى لو ظهروا بمظهر الحمقى

وهو بشريٌ مثلهم يدخل الحمّام ويجلس على كرسي المرحاض

 

الياس الزغبي: الحكومة معتقلة بين الجدران الأربعة ل"محور الممانعة" وليس في الرياض

الوطنية/09 تشرين الثاني/18/قال عضو قيادة "قوى ١٤ آذار" الياس الزغبي: "إن مكتوب الحكومة التي يستعجل "فريق الممانعة" ولادتها يُقرأ من عنوانه، وهو الحملة المتجددة على المملكة العربية السعودية من باب أنها "تعتقل تشكيلها"! وأضاف في تصريح: "بينما الحقيقة أن الحكومة معتقلة بين جدران أربعة: بعبدا، الضاحية، دمشق، طهران. فهذا الرباعي يستميت كي تكون الحكومة درعاً لمحوره في وجه العقوبات، لعلّه يتفادى الانهيارات الاقتصادية والمالية والسياسية، فيكون لبنان مقرّاً وممرّاً للالتفاف علبها".وأشار إلى أن "هذا المحور يستعجل تشكيل حكومة غير متوازنة تلبّي خطته لمواجهة العالم من لبنان، لكن ثبات الفريق السيادي ينغّص عليه هذه الأمنية".

 

خبير عسكري إسرائيلي: حزب الله قادر على إعادتنا إلى القرون الوسطى

روسيا اليوم/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018/حذّر المؤرخ العسكري الإسرائيلي، أوري بار يوسف، من قدرة حزب الله على إلحاق تدمير هائل بالعمق الاستراتيجي الإسرائيلي، وأكد أن الحزب قادر على "إعادة إسرائيل إلى القرون الوسطى". وقال يوسف، إنه في الوقت الذي تستطيع فيه إسرائيل "إعادة لبنان إلى العصر الحجري"، فإن الحزب قادر على الرد أيضا وعلى "إعادة إسرائيل إلى القرون الوسطى". واعتبر بار يوسف في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية، أن إسرائيل لا تستطيع تجريد حزب الله من قدراته الصاروخية الثقيلة، وعزا ذلك إلى أن حزب الله تعلَّم من حرب عام 2006 كيف يحافظ على قدراته الصاروخية. وتوقع هذا المؤرخ العسكري أن يكون الحزب قد قام بتوزيع صواريخه وطمرها بحيث يصبح من الصعب إيجادها. وأوضح أن قادة حزب الله يعتمدون هذا التكتيك ليقينهم بأن إسرائيل ستحاول استهداف هذه القدرات. وأضاف بار يوسف، الخبير في شؤون الأمن القومي، أن حزب الله يعلم أنه في حال نشبت الحرب فإن "إسرائيل ستقوم بشكل مؤكد باستهداف هذه القدرات، ولذلك سيجهد لإطلاقها في أسرع وقت ممكن، وسيكون من الصعب التصدي لها أو وقف إطلاقها"، محذراً من أن صواريخ حزب الله تتمتع بدقة إصابة ضمن دائرة عشرة أمتار عن الهدف، "وأي محاولة حسم من قبل إسرائيل ستجعلها تدفع ثمنا باهظا". وكرر بار يوسف الحديث عن "عقيدة الضاحية" (سياسة التدمير التي نفذتها إسرائيل في حرب 2006 في الضاحية الجنوبية لبيروت)، بالإشارة إلى أنه عندما بدأ رئيس الأركان غابي أيزنكوت الحديث عنها، بعد حرب لبنان الثانية، لم تكن لدى حزب الله القدرات التي يملكها الآن. وعلى خلفية تفسيراته التي قدمها، اعتبر المحاوِر الذي يجري معه المقابلة أن "حزب الله أنجز بوسائل تقليدية ما أنجزته الدول الكبرى النووية، بعضها في مقابل البعض الآخر، في أيام الحرب الباردة"، فأكد بار يوسف ذلك بالقول: "ليس بالمستوى الكامل، لأن ما لديه أسلحة تقليدية، لكن بمستوى أن يسبب لنا دماراً هائلاً، نعم". وتندرج تحذيرات بار يوسف في سياق مخاوفه من سياسة إطلاق التهديدات التي يتبعها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد حزب الله وإيران. وتتعارض التقديرات التي يقدمها من موقعه كمتخصص في قضايا الأمن القومي، مع الخطاب السياسي والدعائي الذي تروّجه حكومة نتنياهو.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 معارضون وإعلاميون وسياسيون في بيت الكتائب غدًا الأربعاء دفاعًا عن الحريات

وكالة الأنباء المركزية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018/سريعًا، قطع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الطريق على المحاولة الجديدة لقمع الحريات في لبنان، وعلى رأسها حرية التعبير والاعتراض، والاجتماع وممارسة العمل السياسي. ذلك أن الجميّل، ومعه حزب الكتائب، كما حزب الوطنيين الأحرار، بادر إلى الرد على منع لقاء سيدة الجبل من عقد خلوته السنوية تحت عنوان "رفع الوصاية الايرانية عن لبنان حفاظا على الدستور والعيش المشترك"، في فندق البريستول بضغط اعترف بممارسته مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا في إطلالة تلفزيونية، بالدعوة إلى لقاء يقام الخامسة والنصف عصر غد في البيت الكتائبي المركزي في الصيفي، بهدف اعلان التمسك بالحريات العامة، ورفض محاولات القمع التي يتعرض لها الاعلاميون والناشطون وقادة الرأي، بما من شأنه أن يغير هوية لبنان. وعشية اللقاء الذي من المفترض أن يشارك فيه عدد كبيرمن الشخصيات المعارضة للنهج السياسي السائد، أوضح رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد لـ "المركزية"  أننا دعونا مروحة واسعة من الشخصيات، لا سيما منهم أولئك الذين تضامنوا مع "سيدة الحبل""، مشيرا إلى أن "لقاء الغد يهدف إلى الاعراب عن التضامن مع الحريات في لبنان، على رأسها حرية التعبير والاجتماع والعمل السياسي، والمشاركون هم الذين تضامنوا مع سيدة الجبل بسبب الحصار الذي تعرض له"، والشخصيات المعارصة من حزبي الكتائب والوطنيين الأحرار، والمستقلين". ولفت إلى أن برنامج اللقاء يتضمن كلمات معدة مسبقا، إضافة إلى مداخلات لبعض الشخصيات. ومن المفترض أن ينتهي الاجتماع إلى "إعلان يؤكد الدفاع عن الحريات العامة وحرية الحركة السياسية في لبنان"، آملا في أن "يسهم نجاح اللقاء في فك الحصار عن "سيدة الجبل" المصر على عقد خلوته السنوية في أحد فنادق بيروت". وفي هذا الاطار، كشف سعيد عن جولة جديدة من الاتصالات، موضحا "أننا ما رح نقول فول ليصير بالمكيول". وأكد سعيد أن اجتماع الغد تأكيد على أن معركة الحريات ليست رهانا خاسرا، ونحن لم نخسرها لا قبل الحرب الأهلية، ولا خلالها ولا بعدها، آملا في أن يسجل تضامن واسع يتجاوز سيدة الجبل والكتائب والأحرار، ليشمل الحريصين على الحفاظ على مبدأ الحرية في لبنان".

 

الاشغال الشاقة لـ"كاوبوي" ورفاقه لمحاولة اغتيال جنبلاط

الوكالة الوطنية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018/قضت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، بانزال عقوبة الأشغال الشاقة غيابيا مدة عشر سنوات بحق اللبناني يوسف منير فخر الملقب ب (كاوبوي) والسوري مهند علي موسى، بعدما أدانتهما بجرم التحضير لعملية اغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في العام 2016، وتجريدهما من حقوقهما المدنية وتنفيذ مذكرة القاء القبض الصادرة في حق كل منهما. كما قضت بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدة خمس سنوات بحق اللبناني الفار من العدالة حمود خالد عوض وتغريمة مليونين و500 الف ليرة وتجريده من حقوقه المدنية، والاشغال الشاقة ثلاث سنوات غيابيا للبناني ناجي النجار وتجريده من حقوقه المدنية ايضا بعدما أدانت الأخيرين بابرام اتفاق مع فخر وموسى على تشكيل مجموعة مسلحة وعلى دعم الثورة السورية بالسلاح والمال، واقدام فخر وموسى على التواصل مع مندي الصفدي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية والمقرب من رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يذكر أن (كاوبوي) اوقف خلال شهر آب من العام 2016 خلال وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي آتيا من الولايات المتحدة الأميركية، وأخلي سبيله في شهر كانون الأول 2017 مقابل كفالة مالية قدرها عشرة ملايين ليرة، بعدها توارى عن الأنظار وتغيب عن جلسات المحاكمة.

 

باسيل في جولة عربية للدعوة إلى القمة الاقتصادية بدأها من الكويت ومن ثم الأردن

بيروت: «الشرق الأوسط»/09 تشرين الأول 2018/بدأ وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، جولته على عدد من الدول العربية، لتسليم قادتها الدعوة للمشاركة في القمة التنموية الاقتصادية التي تستضيفها بيروت، في يناير (كانون الثاني) المقبل. وأولى المحطات كانت في الكويت؛ حيث التقى باسيل أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، في لقاء وصفته وزارة الخارجية بـ«الممتاز والأخوي». ونقل باسيل تحيات الرئيس اللبناني ميشال عون إلى أمير الكويت، الذي حمّله بدوره تحياته إليه، واعدا بأن يكون أول الواصلين للمشاركة في القمة التنموية الاقتصادية. وحضرت في لقاء الوزير باسيل مع أمير الكويت موضوعات الساعة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين لبنان والكويت؛ حيث كان تشديد على مبدأ النأي بالنفس. وبعد الكويت توجه باسيل إلى عمّان لمقابلة الملك الأردني عبد الله بن الحسين، بحسب بيان وزارة الخارجية.

 

هل يردّ الحريري على تصعيد باسيل؟

"الأنباء الكويتية/09 تشرين الأول 2018/سادت الأوساط السياسية بلبلة واسعة، وفق "الأنباء"، بسبب تضارب الأجواء بين الرئيس سعد الحريري الذي أعلن في اطلالة إعلامية نادرة هذه الأيام أن الحكومة ستولد قريبا وفي فترة لا تتجاوز عشرة أيام.. والوزير جبران باسيل الذي أعلن في مؤتمر صحافي عقده في اليوم التالي عن جملة تحفظات واعتراضات تتعلق بالمعيار المعتمد للتمثيل الوزاري (وزير لكل 4 نواب) وبالافتئات الحاصل على حصة رئيس الجمهورية. وساد على أثر ذلك انطباعان وتوقعان:

٭ الأول «متشائم» وليس الرئيس نبيه بري بعيدا عنه، ومفاده أن تصريحات باسيل أعادت الملف الحكومي الى الصفر وأطاحت الأجواء الإيجابية التي رافقت اطلالة الحريري ونسفت فرصة تشكيل الحكومة هذا الأسبوع.

ويقول أصحاب هذا الرأي ان الحريري «غامر» عندما حدد موعد الولادة الحكومية في غضون عشرة أيام، وأخطأ في تقدير المعطيات التي بين يديه، أو أنه تعمد مثل هذا التفاؤل المصطنع والمفتعل لأسباب تكتيكية لإخراج كرة الحكومة والتأخير والمسؤولية من ملعبه ووضعها في مرمى رئيس الجمهورية أو في «الملعب المسيح».

وقد ساعده باسيل في تحقيق هذا الهدف مع هذا المؤتمر الذي جاء في توقيت خاطئ ومباشرة بعد اطلالة الحريري، بحيث بدا ردا مباشرا عليه وقطع الطريق على الحكومة وفق الصيغة التي عدلها الحريري ووافق عون عليها.. فجاء مؤتمر باسيل ليؤكد أن العقدة المسيحية هي العقدة الأساسية التي تحول دون تشكيل الحكومة، في وقت العقدة الدرزية انكفأت الى الخطوط الخلفية مع مرونة يبديها جنبلاط متلطيا خلف العقدة المسيحية ومنتظرا حلها ليبادر الى كشف كل أوراقه.

وبقدر ما أربك مؤتمر باسيل الحريري، والى حد ما «فاجأه وصدمه»، فإنه أراح القوات اللبنانية وخفف من الضغط الذي كانت ستواجهه وتحول في اتجاهها مع دخول عملية ولادة الحكومة مرحلتها النهائية. ٭ الثاني «إيجابي» وليس حزب الله بعيدا عنه، وخلاصته أن تطورات الأيام الأخيرة لم تعد التأليف الى المربع الأول، وأن الحكومة الجديدة دخلت فعليا في المربع الأخير. في تفاصيل هذا الانطباع أن تفاؤل الحريري لم يأت من «عدم» وإنما بناه على معطيات تلقاها من رئيس الجمهورية وحزب الله، وإشارات إيجابية واقليمية، وأن مؤتمر باسيل لم يكن ردا على الحريري وإنما كان مقررا ومعدا له قبل اطلالة الحريري بأيام، وهدف من ورائه باسيل الى الإدلاء بدلوه وكل ما راكمه وسجله من ملاحظات على امتداد أسابيع، فلا يعقل أن يكون الحريري في وارد المغامرة بصدقيته السياسية عندما يلتزم مهلة معينة لإعلان الحكومة، أو في وارد نصب فخ لباسيل ليظهره أمام الرأي العام بأنه المعطل الأول للتأليف. وفق أصحاب «المنحى التفاؤلي»، فإن الأيام المقبلة بعد عودة عون والحريري وباسيل من زياراتهم الخارجية، ستشهد دورة مفاوضات ومشاورات مكثفة، وستكون للرئيس المكلف لقاءات مع كل من بري وجنبلاط وجعجع وباسيل قبل اللقاء المرتقب مع رئيس الجمهورية لتقديم صيغته النهائية للحكومة الجديدة، طريق الحكومة صار مفتوحا أمام التشكيل والمسألة مسألة أيام، وقد يأخذ هذا الأمر مدة أطول من المهلة التي حددها الحريري، ولكن قطار التأليف انطلق والحكومة أصبحت في المربع الأخير، ومفاوضات ربع الساعة الأخير تكون عادة الأصعب والأشد.

 

اللاجئون: ممنوعون من العودة.. وشروط على لبنان

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 09/10/2018

فيما لم تجد المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين أسساً عملية لبدء تطبيقها، يستمرّ لبنان بالارتكاز إلى مبادرات رسمية يضطّلع بها الأمن العام ومديره العام اللواء عباس إبراهيم بالتنسيق مع النظام السوري، لأجل تأمين عودة الآلاف من اللاجئين. وإلى جانب مبادرات إبراهيم تستمر مساعي حزب الله عبر افتتاح مكاتب في عدد من المناطق لتسجيل أسماء اللاجئين الراغبين في العودة إلى سوريا. قبل أيام أعلن اللواء إبراهيم أن عمليات إعادة اللاجئين ستستمر انطلاقاً من التنسيق اللبناني السوري. وبمعزل عن الدخول في الأرقام، فإن الأساس حتى الآن يبقى للتوجه الرسمي للدولة اللبنانية في تأمين هذه العودة لأكبر عدد من السوريين. صحيح أن أعداد العائدين لا تشكّل تغييراً جوهرياً على الأرض في ظل وجود نحو مليون لاجئ على الأراضي اللبنانية، ولكن ما يستشف منها هو استمرار الضغط اللبناني على المجتمع الدولي للتجاوب مع هذه المبادرات وتوفير الغطاء اللازم لها، بالإضافة إلى تقديم المساعدات للسوريين العائدين داخل أراضيهم بدلاً من تقديمها في لبنان. وهنا يدخل التضارب الدولي في شأن التعاطي مع هذا الملف، إذ إن الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ترفضان تقديم أي مساعدات للاجئين في سوريا في ظل النظام وعدم توفير حماية أمنية وسياسية لحياتهم، كما أن أي مساعدة ستقدّم سيستفيد منها النظام. الأمر الذي يرفضه المجتمع الدولي ويعتبر أنه محاولة لتطبيع العلاقات مع النظام، وفاتحة لبدء عمليات إعادة الإعمار وسط معارضة دولية لأنه لا يمكن الشروع في أي عملية من هذا النوع قبل إيجاد حلّ سياسي، أو إجراء انتخابات شفافة. بمعنى أن التوجه هو لعدم الاعتراف ببشار الأسد. ولكن، بمعزل عن التوجهات الدولية فإن لبنان سيستمر بهذه المبادرات لأجل تخفيف عبء اللجوء. وفي هذا الإطار، ثمة جولات سيجريها مسؤولون لبنانيون إلى بعض الدول لاطلاعها على هذه المبادرات. كما أن المؤتمر الاقتصادي التنموي العربي الذي سينظمه لبنان في العام المقبل سيركز على البحث في هذه المواضيع، وفي كيفية التخفيف من أعباء اللجوء. وتكشف مصادر متابعة عن أن لبنان يتلقى بعض الرسائل من الدول العربية بشأن وجوب الإلتزام بالتوجهات الدولية في ما يخص اللاجئين، وبأنه لا يمكنه طلب المساعدات من الدول بينما هو يريد الذهاب بشكل منفرد إلى التطبيع مع النظام السوري، وبما أنه استمرّ على خروج من سياسة النأي بالنفس التي أعلن سابقاً الإلتزام بها، ولكنها أسقطت في أكثر من محطّة. ومن بين الشروط التي ترفعها بعض الدول العربية، وجوب إلتزام حزب الله بسياسة النأي بالنفس والانسحاب من الميادين العربية بدلاً من التدخل في سياساتها، وإلا فإن المؤتمر وإن شارك فيه ممثلون عن تلك الدول، لن يؤدي إلى نتائج أساسية وبارزة ما لم تتحقق هذه الشروط السياسية.

ولكن مسار الأمور على الأرض في لبنان وسوريا يبدو مغايراً لهذه التوجهات الدولية. فالتطبيع اللبناني السوري سيسير، وهذا ما يتبيّن من خلال المساعي التي يبذلها لبنان بخصوص فتح معبر نصيب الحدودي، واعتبار أن توفير أي عودة كبرى للاجئين السوريين لن يحصل إلا من خلال التنسيق المباشر مع النظام السوري. وهذه مادّة جديدة يبتز النظام فيها اللبنانيين، ناهيك عن مسالة أساسية تتعلق في رفض النظام إعادة آلاف اللاجئين إلى أراضيهم، خصوصاً بعد تسليمه الأسماء، وذلك تحت ذرائع أمنية وسياسية.

بمعنى أوضح، إن النظام السوري يرفض عودة آلاف السوريين المعارضين له، الذين شاركوا في الحراك المطالب بإسقاطه، هذا بمعزل عمن شاركوا في القتال. وجانب آخرين من السوريين غير المرغوب في عودتهم إلى سوريا، هم أبناء بعض المناطق الحساسة بالنسبة إلى النظام، كأبناء الغوطة الشرقية ومحيط دمشق، والقصير والزبداني ومحيطها، لأن هذه المناطق تعتبر مقفلة أمام سكانها الأصليين. ما يعتبره السوريون وبعض اللبنانيين عملية ممنهجة لتهجير هؤلاء وترك هذه المناطق ذات بعد ديمغرافي وسياسي ومذهبي واحد. وهذا ما يتلاقى مع القانون رقم 10، الذي ينص في أحد بنوده على كيفية تأمين عودة اللاجئين، الذين لن يعودوا إلى مناطق سكنهم الأصلية بسبب إعادة تنظيم مدني وعمراني لهذه المناطق. ما يمنع أهالي بعض المناطق من العودة إليها وتعويضهم عن ذلك بمناطق أخرى غير حسّاسة بالنسبة إلى النظام. وبين القانون رقم 10 والمرسوم رقم 16 الذي يختص بشؤون الأوقاف وتفويض وزير الأوقاف صلاحيات كاملة على الأراضي التابعة للوقف، مع وجود بند يتحدث عن امكانية تكليف وزارة الأوقاف او إداراتها إلى شخصية لا تحمل الجنسية السورية. فهذا لا يمكن فصله عن تأبيد الوجود الإيراني في سوريا، خصوصاً أن هناك مناطق أصبحت بكاملها تحت سيطرة الإيرانيين بفعل عمليات البيع، ولا سيما في دمشق ومحيطها. أهل هذه المناطق لن يعودوا إليها، وهذا ما يضع السوريين مجدداً أمام مصاعب جديدة، بينما مسألة الإيرانيين ستمثّل تحدياً جديداً للمجتمع الدولي في سوريا.

 

صراع أسود وأبو زيد يفجر التيار في جزين

باسكال بطرس/المدن/الثلاثاء 09/10/2018

على الرغم من فوز النائب زياد أسود في الانتخابات النيابية وسقوط منافسه في البيت الواحد، أي تكتّل لبنان القوي، النائب السابق أمل أبو زيد، من الواضح أنّ شدّة التنافس بين الطرفين قد بلغت مرحلة متقدّمة، خصوصاً بعدما بادر أسود الى التقدّم دعوى قدح وذم وتشهير لدى النيابة العامة في بيروت ضد 37 عضواً في التيار وعونيين من قضاء جزين يعتبرهم موالين للنائب أبو زيد. ما يوحي بانفجار وشيك بين الطرفين قد يقلب بلدية جزين رأساً على عقب. لم تكن العلاقة بين مرشحَي التيار في قضاء جزين على أحسن ما يرام، وذلك منذ فوز أبو زيد بالانتخابات النيابية الفرعية في 22 أيّار 2016 بعد شغور المقعد بوفاة النائب ميشال حلو. ففي وقت يعتبر أسود نفسه الأولى بأن يكون القائد في جزّين، بعد ثلاثين عاماً من العمل في لبنان وعشرين عاماً من العمل لأجل منطقته، لمع نجم أبو زيد، رجل الأعمال الجزيني، بوصفه شخصية جامعة ومعتدلة تملك علاقات جيدة مع مختلف الأفرقاء، في مقابل أداء أسود المستفزّ للجوار الجزيني، لاسيما صيدا، وفق ما يؤكد محازبون عونيون لـ"المدن". من ملف بيع عقار كفرفالوس، إلى ملف كسّارة مراح الحباس ومجبل الباطون، وصولاً إلى انتقاد تعيينه ممثلاً لوزارة الخارجية والمغتربين في اللجنة اللبنانية- الروسية واتهامه بتقاضي مبالغ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وغيرها... اتهاماتٌ بالفساد من حدبٍ وصوب وجّهها أسود إلى أبو زيد، الذي نفاها جملة وتفصيلاً، بدا وكأنّ الهدف منها إخراج أبو زيد نهائياً من جزين. إذ سبق لأسود أن حرص على توجيه رسالة إلى الأخير مفادها: "بدّي كسّرلو إجريه إذا بيجي على جزين". ما استدعى ردّ أبو زيد، وهو الذي سبق أن التزم الصمت مرات عدة عن كل الحملات التي تعرّض لها، إكراماً لرئيس الجمهورية ميشال عون ولرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رافضاً التمادي في منطق الاهانات الشخصية والتعرّض للكرامات. ويقول: "هوّي بيعرف لا هوّي قادِر يكسّرِلي اجرييّ، وما خِلِق اللي قادر يِمنَعني فوت على جزين". رافق أبو زيد، الاثنين في 8 تشرين الأول 2018، المُدّعى عليهم إلى المعلوماتيّة بعدما تبلّغ الخبر من أحد الشباب الذين يعملون معه، وآخر من بلدة العيشيّة، وقد شملهما الادّعاء. ويؤكد أبو زيد، في حديث إلى "المدن"، أنّ الادّعاء الذي طاول 37 شخصاً من المناصرين، هو، ومن دون أدنى شكّ، مقصود بشخصه تحديداً، على الرغم من أنّ المسألة لا تتعدّى حدود السجالات والحملات الإعلامية المتبادلة بين مناصري الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي. ويسأل أبو زيد عن سبب هذه المواجهة وكل الحملات المبرمجة ضدّه منذ فترة ما قبل الانتخابات حتى اليوم، على الرغم من أنه لم يتهجّم يوماً على أحد. النائب أسود فاز بالنيابة "صحتين عا قلبو"، يتابع أبو زيد، وكان الأجدر به طرح مآخذه أمام رئاسة التيار للنّظر بها، عوضاً عن نقل الخلافات داخل التيار الى العلن بشكلٍ غير لائق وغير حضاري. خسارة أبو زيد في الانتخابات النيابية لا تعني خروجه من الساحة الجزّينية أو حتى الساحة الحزبية والسياسية، بل على العكس. وهذا الواقع لا يروق عضو تكتّل لبنان القوي، أي أسود، الذي كتب في تويتر: "كنت أفضّل أن أدّعي في ملف فساد كسّارة كفرفالوس ومناقصة لوحات السيارات، ولكن ادّعيت على من شتم ومسّ كرامتي الشخصية، والأهم ليسوا 37 ومن التيار.. أعتقد شباب التيار مش من طينة نمر السيارات وتجّار... سلاحك... لسانك إن صنته صانك...".

وفي وقت رفض أسود تلبية طلب نائب رئيس التيار رومل صادر بسحب الدعوى، يحتفظ أبو زيد بحقه بأن يتقدّم بدوره برفع دعوى قدح وذم وتشهير بحق لائحة من الأسماء تشمل كلّ من تجرأ بالتطاول عليه، على رأسهم شقيق النائب أسود، سيرج أسود، وابن عمّه، وقد وجّها إليه اتهامات مغرضة وكلاماً لا يُحكى. ويبقى السؤال الذي يراود الجزّينيّين ومناصري التيار الوطني الحر: متى ستبادر قيادة التيار وتتدخّل للجم هذا الصراع قيد الانفجار ووضع حدٍّ له؟

 

"انفجار" يهدّد الوضع... إن طال تأليف الحكومة

"الراي الكويتية/09 تشرين الثاني 2018/لن «يَستريحَ» ملفُّ تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان رغم مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غداً الى ارمينيا للمشاركة في القمة الفرنكوفونية وارتباط الرئيس المكلف سعد الحريري بمحطة خارجية قصيرة. وتنتظر القوى السياسية أن يعود «الكلام الجدي» حيال مسار التأليف بعد عودة عون يوم الجمعة ليتّضح في ضوء ذلك أفق هذا الملف الذي حَكَمَه منذ إطلالة الحريري الأخيرة و«وعْده» بإمكان تشكيل الحكومة خلال نحو عشرة أيام، مناخان «يسيران معاً»: الأوّل يشي بأن ما يجري هو على طريقة «حرَكة بلا برَكة». والمناخ الثاني يُبقي على التفاؤل بأن ولادة الحكومة باتت قريبة وان ما تشهده «حلبة التأليف» هو آخر جولات «المصارعة» حول نوعية الحقائب بعدما جرى إنجاز «الهيكل العظمي» للحكومة الثلاثينية وتوازناتها الرئيسية.ويتسلّح الذين يميلون الى الاعتقاد بأن «الفرَج» الحكومي لم يعد بعيداً وبأن «مكعب روبيك» يقترب من انتظام ألوانه، بمواقف مرنة تصاعُدية من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي أتْبَع قراءته «الايجابية» للمواقف الأخيرة لرئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل بتغريدة أمس أوحت بجهوزيته للتنازل على ضفة عقدة التمثيل الدرزي من ضمن صيغة توافقية مع الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري وتُرضي عون، اذ قال: «كفى بناء قصور من ورق. ان الظروف لا تسمح بهذا الترف وعداد الدين يزداد في كل لحظة نتيجة الهدر والفساد وتراكم الدين والصرف العشوائي. ما من أحد او مؤتمر ليُنْقِذنا. التسوية ضرورية ولا عيب في التنازل من أجل الوطن». وفي رأي أوساط سياسية، فان »المشهد الجديد الذي أفرزتْه الانتخابات النيابية التي جعلت «حزب الله» يتقدّم بقوة في الوضع الداخلي وهذه المرّة «بالنظام»، معطوفاً على المخاطر المرتفعة للواقعين الاقتصادي والمالي تجعل حدود لعبة المناورات محكومةً بـ «خطوط حمر» تستوْجب بتّ الملف الحكومي بأسرع وقت وبمعايير تُطمْئن المجتمعين العربي والدولي وهو ما يتمسك به الحريري عبر الحرص على تمثيلٍ وازن (عدد وزراء وحقائب) لـ «القوات» و«التقدمي»، لأن ترْك الأزمة تتفاعل وتتمدّد قد ينقل الواقع اللبناني برمّته الى وضعيةٍ تفجيرية جرى تجنيبه إياها في الأعوام الماضية بعدما بات الصراع الكبير يدور في «ملاعب نار» أكبر في المنطقة ومن ضمن مواجهات «بلا قفازات» بين اللاعبين الكبار».

 

عمليّة توسّع تستهدف لبنان... إليكم التفاصيل

"الراي الكويتية/09 تشرين الأول 2018

تُجْري إسرائيل مناورات متواصلة على طائراتها الشبح F-35 لتتدرب على كيفية إخفاء الطائرات الـ F-16 أثناء خرْقها للأجواء اللبنانية واستهدافها لمواقع داخل سورية بعدما سلّمتْ روسيا صواريخَها المتطورة الـ S-300 الى دمشق. وتَعتبر إسرائيل - رغم عدم وجود أي داتا لفعالية هذه الصواريخ الروسية - ان امتلاك دمشق لهذا السلاح خطر على تواجد طائراتها في الأجواء اللبنانية - السورية، ولذلك فإنها لن تتوقف عن إيجاد خطط لتَجاوُز هذا الخطر تحت عنوان «الدفاع عن أمْنها القومي». وتقول مصادر مطلعة، لـ «الراي»، إن تل ابيب وموسكو أَبْقتا على خط التواصل الدائم الهادف لتنسيقِ حركة الطيران الحربي الاسرائيلي في الأجواء السورية. وقد فرضتْ روسيا - بعد خسارتها طائرة الرصد الـ IL-20 ومقتل 15 من طاقم الطائرة - على إسرائيل إخبارَها مسبقاً، وفي وقتٍ تعتبره موسكو كافياً لضمان أمن وسلامة طائراتها وملّاحيها، عن أيّ هدفٍ تنوي إسرائيل مهاجمته داخل سورية. وهذا يعطي روسيا الوقت الكافي لعدم التواجد ضمن نطاق النار والدفاعات الجوية السورية التي ستَستخدم - بعد 20 من هذا الشهر - البطاريات التي سلّمتْها روسيا لدمشق لتُدافِع عن نفسها. وتستطيع إسرائيل تشكيل غطاء الكتروني والقيام بتشويش راداري لطائرات «اف - 16» التي تَدَرَّبَ طيّاروها على التحليق بشكل شبه لاصِق لطائرة الشبح. وبالتالي تستطيع الاختفاء عن الرادارات، رغم تحدي روسيا بالقول: «تعالوا جرّبوا الـ S-300». وبإمكان اسرائيل التحليق المنخفض في الأجواء اللبنانية وتالياً تفادي الرادارات السورية، وضرْب أهداف داخل سورية من فوق الأراضي اللبنانية. ولتفادي هذا الاحتمال، سيترتّب على سورية إنشاء منظومة رادارات في سلسلة الجبال الشرقية الحدودية مع لبنان كإنذارٍ مبكر لاكتشاف حركة الطائرات الإسرائيلية قبل انقضاضها على أهداف داخل سورية.

وفي موازاة ذلك، فإن موقف روسيا بقي على حاله. لا تَدخُّل في الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة. فموسكو تحاول ألا تَفشل في بلاد الشام، وأن تُحَقِّقَ السلام أو على الأقل حالة اللا حرب. ويتبيّن ذلك من خلال اتفاقيات أستانة وإعطاء الفرصة تلو الأخرى لتركيا للسيطرة على إدلب والتفاوض مع أميركا لانسحابها من المنطقة الحدودية في التنف (بين سورية والعراق) ومحاولة معاودة استمالة أكراد الحسكة - دير الزور. أما النشاط الروسي، فلا يقتصر على سورية بل يشمل لبنان حيث بدأ الساسة اللبنانيون بالزيارات المكوكية بين بيروت وموسكو للقاء نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي استقبل عدداً منهم لسؤالهم عن سياسيين آخرين وعن رؤيتهم لمستقبل لبنان ومَن هو المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الجمهورية المقبل. وحسب ما ورد عن بعض الزائرين، تعتقد موسكو ان «حزب الله منضبط ويقاتل بشراسة وتنظيم ويقف في وجه إسرائيل وطموحاتها في المنطقة». إلا أن روسيا - كما شرحت هي نفسها - لا تكنّ العداء لإسرائيل ولا للحزب وهي تريد المحافظة على السلام في المنطقة، وهو ما لا يمكن أن يحصل من دون التزام الطرفين بحال عدم الحرب في ما بينهما. وتقول مصادر مطلعة في العاصمة اللبنانية إن «روسيا تتقرب من حزب الله ومن إيران عندما تسوء علاقتها مع الغرب، والعكس صحيح. فلا يجوز التعويل عليها كطرف لأنها تريد الإمساك بالعصا من الوسط». ولن تخبر روسيا حلفاءها في سورية عن الخطط الإسرائيلية إذا كانت هذه لا تؤثّر على مشروع موسكو في المنطقة وتبقى الضربات الإسرائيلية موْضعية حتى ولو كانت تتألم من التدمير الإسرائيلي لبنية الجيش السوري العسكرية. ولهذا أتى التوازن العسكري (S-300)، إذا ثبتت فعاليته وجدواه، لوقْف إسرائيل. إلا أن أوساط الرئيس بشار الأسد تقول إنها تملك أوراقاً عدة لوقف الاعتداء الإسرائيلي وإيجاد توازن سريع كما أوْجده «حزب الله» العام 1996 و2006 (القصف مقابل القصف). لكن هذا سابِق لأوانه ما دامت أميركا في التنف والحسكة وما دام الجيش التركي في الشمال وكذلك ان قوة المعارضة في إدلب وأريافها لم تضعف ليزول الخطر كلياً عن كل الأراضي السورية من الداخل. إذاً إسرائيل لن تتوقف، وسورية ستكون يدها على الزناد لتجربة «إس - 300». إلا أن موسكو - التي تتغنّى بحياديتها - لن تستطيع أن تُبقي على موقفها هذا إلى ما لا نهاية ما دامت تنوي البقاء والتوسّع من سورية إلى لبنان.

 

«دار الصياد» ضحية مزاج الأحفاد وإمبراطوريات صحافية تتصدّع بفعل الميراث

بيروت: سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18

على عكس ما يشاع، ليس شح المال هو الذي دفع بأبناء سعيد فريحة إلى الإعلان عن إقفال «دار الصياد» العريقة، بعد 67 سنة من العمل الدؤوب، وإيقاف إصدار مطبوعاتها كافة، بدءاً من الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2018. صحيح أن الدار تخسر منذ 10 سنوات، وأن الأبناء كانوا يغطون التكاليف «لكن الخير كثير، وليس عندنا مشكلات مالية».. تقول إلهام سعيد فريحة، التي أدارت مع أخويها بسام وعصام تركة والدهما منذ وفاته عام 1978. السبب الأساس وراء اتخاذ القرار الموجع هو أن الحمل بات ثقيلاً، وليس بين الجيل الجديد في العائلة مَن بمقدوره مواصلة العمل في هذه المهنة «كان لسعيد فريحة الحظ بأبناء أكملوا مسيرته، لكن الله لم ينعم علينا نحن بذرية تستطيع أن تكمل الطريق». تقول فريحة إن «أبناء بسام الثلاثة كل منهم ناجح في ميدانه، وهم بعيدون عن الصحافة، وابن أخي سعيد يعمل في المجال المالي، وهو بارع في مجاله أيضاً، أما ابنتي فقد تسلمت مجلة (فيروز) لمدة ثم انشغلت بعائلتها وأولادها». تتحدث إلهام فريحة آسفة عن جيل حرب تربى خارج لبنان، لا يجيد العربية كما يجب: «هم يتكلمونها، ولكن كم من أبنائنا يكتبونها بمهارة، ويتعاطون معها مثلنا. هذا جيل يكتب بلغات أجنبية. ليت أولادنا كانوا قادرين على الاستمرار. نأمل أن يتمكن أحفادنا يوماً من فعل شيء، ولكن من يعرف كيف سيكون الوضع في لبنان في أيامهم؟»، ثم «إن الصحافة مهنة تحتاج من يأخذها بدمه، تلزمها الموهبة. نعم، هي مهنة المتاعب، تحتاج من يتابع ويقرأ ويتفانى، ويتابع دورة يومية لا تتوقف ولا تحتمل هدنة أو استراحة. وهذا لم يعد متوفراً».

هكذا، اتفق الأخوة على وضع حد للمشوار الذي اجتازوه معاً، لحظة أدركوا أن ليس بين أبنائهم من يستطيع أن يحمل الشعلة من بعدهم، وعليهم أن يجعلوا أمورهم تنتظم في الوقت المناسب، بدل أن يتركوها عرضة للفوضى من بعدهم. وهو بالطبع ما لا يوافق عليه عاملون في «دار الصياد»، ومن سرحوا منهم على مراحل في السنوات الأخيرة؛ هؤلاء يتهمون آل فريحة بالتفريط في إرث كبير، كان يتوجب أن يحافظوا عليه برموش العين.

«العمر له حق».. تقول إلهام فريحة وهي تشرح في أي ظروف اتخذ القرار: «أخي بسام كان (دينامو) في العالم العربي؛ أخذ محل سعيد فريحة. وفي الثمانينات، كنت أنا أشرف على المجلات المتخصصة في بيروت، حيث كان في الدار 1500 موظف، وأشحنها، وبسام يهتم بالإعلان والتوزيع. وصلنا إلى أغلى سعر لإعلان في تلك الفترة، حيث بلغ سعر الصفحة 10 آلاف دولار؛ كان ذلك عصراً ذهبياً، وكانت تلك المجلات التي نصدرها من (الشبكة) إلى (سمر) وغيرها رائدة، ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة العربية. اليوم، وبعد كل هذا الجهد، حان الوقت لأن نرتاح. حين يقول لي أخي بسام إنه متعب، وأرى كيف أنه يعاني من السكري، وأعرف أي جهد بذله من أجل الدار طوال 56 عاماً، فأنا أتفهمه، وأرى أن من حقه في عمر معين أن يرتاح».

فكرة تحويل الدار إلى مؤسسة لم تكن مشروعاً وارداً، لأن الأخوة كانوا من التماسك بحيث إنهم لا يريدون شركاء معهم. ليس قرار إغلاق دار عريقة سهلاً: «هذه المطبوعات أولادنا، وليس من اليسير التخلي عنها. هناك غصة كبيرة، ولا أحد يعرف ما سيحمله الغد، قد نشكر الله أننا اتخذنا هذه الخطوة في وقتها المناسب. لا أعرف ما الذي يقال عنا؟ لكن سعيد فريحة لم يخذله أولاده طوال 40 سنة، إنما هو الوطن الذي خذله. كرامة سعيد فريحة اليوم أن نعطى كل شخص حقه».

تتحدث الابنة عن أسرة «دار الصياد» الكبيرة، عن أجيال مرت وأسماء لمعت على صفحات هذه المطبوعات، عن رئيس تحرير جريدة «الأنوار» رفيق خوري، الذي قضى 50 سنة في الدار، وودعته وقد أنهى عمله وهي تذرف الدموع، وهو يفعل مثلها، وكيف أنها طلبت منه، رغم كل ما حصل، أن يأتي كل يوم إلى مكتبه ويداوم كما تعوّد. تتحدث عن موظف السنترال الذي يعمل معها منذ عشرين سنة، عن أفراد تجاوزوا السبعين، وقضوا أعمارهم في المؤسسة، وتود إكرامهم بما يفوق مستحقاتهم لأنهم لن يجدوا عملاً بديلاً. تتذكر المكاتب العامرة لـ«دار الصياد» في لندن ومصر وباريس وغيرها، وأنه بعد أسبوعين فقط، ستفرغ حتى المكاتب في بيروت، وتقفل الأبواب دون الأسرة التي كانت تشعل المكان بالنبض والحركة. نعم تقول إلهام فريحة: «نريد أن نحفظ كرامة والدنا بأن نعطي لكل ذي حق حقه، لأن والدي عاش الفقر واليتم، وتعلم وحده كيف يفك الحرف، وبنى بعصاميته هذه الإمبراطورية الصحافية، وأسس لمدرسة ونهج في الكتابة الصحافية. كانت مؤسسته الأولى من نوعها في لبنان والعالم العربي، وبقي طوال حياته كريماً معطاءً نبيلاً. ومع أنني أبدو ظاهرياً قوية، فإن أبي زرع فينا تلك العواطف الإنسانية التي تجعلنا نعيش بصعوبة مع ما يحدث معنا هذه الأيام».

نقطة النهاية الموجعة التي وضعها ورثة سعيد فريحة، وهم ينهون 67 عاماً من حياة واحدة من أقدم المؤسسات الصحافية في العالم العربي، تطرح السؤال حول إمكانية استمرار أي مؤسسة صحافية بالاعتماد على الإرث العائلي وحده. ففي نهاية عام 2016، وبعد 42 سنة من الحياة المفعمة بالمواقف والنضالات، سكتت جريدة «السفير»، وقيل كلام كثير يومها عن رغبة أبناء المؤسس طلال سلمان في عدم إدارة إرث صعب يتركه لهم والدهم، وموظفين ومسؤوليات لا يريدون تحمل أعبائها. وفضّل طلال سلمان على ما يبدو أن ينهي مغامرته الصحافية بنفسه، وصحيفته التي أعطى عمره لها، ولا يترك لأولاده مهمة التصرف بها.

وسبق ذلك عام 2011 أن قرر ورثة ملحم كرم إنهاء عمل مؤسسة صحافية كبيرة وقديمة تركها والدهم. وكان الرجل قد ورث مهنة الصحافة عن أبيه القاص المعروف كرم ملحم كرم، واشترى جريدة «البيرق» في ستينات القرن الماضي، وأسس دار «ألف ليلة وليلة»، التي ضمت مجلة «الحوادث» ومجلة الـ«Revue Du Liban» باللغة الفرنسية، و«المونداي مورنينغ» بالإنجليزية. لكن ما إن ودع ملحم كرم هذه الفانية، حتى دب الخلاف بين من يريد أن يواصل مسار الأب ومن رأى في المؤسسة ورطة يستحسن التخلص منها، واستقر الرأي بعد طول نزاعات على أن السبيل الأسهل لحل كل المشكلات هو التصفية النهائية، رغم توفر الأموال.

وتبقى جريدة «النهار»، التي أسسها جبران تويني (الجد) عام 1933، وتسلمها من بعده ابنه غسان، فجبران الحفيد الذي اغتيل بعبوة أودت به عام 2005. وتعيش «النهار» اليوم تحدياً لم تصمد أمامه المؤسسات الأخرى. ورغم الانتقادات التي توجه إلى رئيسة التحرير نايلة جبران تويني بسبب تخليها عن عدد كبير من المحررين الذين اعتبروا من أركان الصحيفة، وتأخرها في دفع المستحقات، فإنها تنوع المحاولات والمبادرات، مصرّة على الاستمرار. فقد أصدرت عددين استثنائيين: أحدهما بمشاركة نجوم وشخصيات لبنانية، كتب كل في ميدانه، وعدداً آخر رأس تحريره رئيس «الجامعة الأميركية» في بيروت فضلو خوري، وكتب فيه أكاديميون ومثقفون «خريطة طريق» لخلاص لبنان، ولم تعد الصحيفة اليومية في أي حال متاحة إلكترونياً من دون اشتراكات.

ما حل بـ«دار الصياد»، رغم بعده الجارح، يكاد يكون مجرد حلقة جديدة من مسلسل المؤسسات الصحافية العائلية التي تذوي، بعد أن شهدت أوجها في النصف الثاني من القرن الماضي. وكان المؤسسون يرون في الصحافة سنداً فكرياً ورسالة وطنية، فكل منهم كان مناضلاً على طريقته، وسعيد فريحة تحديداً أصدر العدد الأول من مطبوعته الأولى (مجلة الصياد) بالتزامن مع استقلال لبنان، وهو المعروف عنه مناهضته الشديدة للانتداب، ونزعته الحرة، وأسلوبه الشيق.

ومع ارتفاع التكاليف، وشح الإعلانات، والتحول الرقمي، ثمة اليوم من لم يعد يرى في الصحافة ما كان يراه هؤلاء الرواد المؤسسون. ومع ذلك، تشجع إلهام فريحة، رغم قرارها توقيف المطبوعات، واكتفائها بأن تنشر مقالها «أونلاين»، كما يفعل طلال سلمان، وتشد على يد كل أصحاب الصحف ليستمروا، مع معرفتها بالمعاناة الكبيرة. وتقول وهي تنظر إلى الوراء: «بقيت أربعين سنة أدير الدار، ولم أتغيب يوماً، كنت مسؤولة عن 9 مطبوعات، ولا أعرف كيف تمكنت من ذلك. كنت أعمل في اليوم 15 ساعة، ولا أعرف كيف سأكتفي بعمل ساعتين فقط، وكتابة مقال. هذا ليس أنا».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المعارضة السورية تنهي سحب أسلحتها الثقيلة من إدلب... وتبقي استنفارها وتركيا أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة العازلة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18/استكملت المعارضة السورية المسلحة سحب الأسلحة الثقيلة من الخطوط الأمامية في إدلب أمس الاثنين، بموجب الاتفاق بين روسيا وتركيا على إقامة منطقة منزوعة السلاح، بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء.

وبموجب الاتفاق المبرم الشهر الماضي بين أنقرة وموسكو حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، يتعين على مسلحي المعارضة الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح بحلول منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ويتعين سحب الأسلحة الثقيلة بحلول اليوم العاشر من هذا الشهر. وقالت مصادر تركية إن فصائل المعارضة السورية، وقوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها، سرعت ليل الأحد عمليات سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة. وأوضحت المصادر أن فصائل المعارضة التابعة للجيش السوري الحر، والمقاتلة للنظام السوري سحبت جزءا كبيرا من قذائف الهاون، وصواريخ غراد، والسلاح متوسط المدى من المنطقة العازلة. وأضافت أن المسؤولين الأتراك المتابعين لعملية سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، أكدوا أن عملية سحب السلاح ستنتهي خلال يوم أمس من المنطقة العازلة، ولفتت إلى أن القوات المسلحة التركية قامت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة العازلة، لتسيير دوريات هناك عقب سحب السلاح. وترسل تركيا منذ أسابيع قوات عسكرية وآليات إلى نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب ومحيطها، التي أنشأتها بموجب اتفاق أستانة الذي تم التوصل إليه مع كل من روسيا وإيران وتقع على تركيا مهمة الإشراف على تنفيذ اتفاق سوتشي في إدلب من قبل الفصائل المسلحة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس، أن مقاتلين تابعين للمعارضة لا يزالون يرابطون في الخطوط الأمامية المواجهة لقوات النظام، الواقعة ضمن المنطقة العازلة المرتقبة في إدلب ومحيطها، يحافظون على استنفارهم داخل أنفاق وتحصينات رغم تخليهم عن السلاح الثقيل تنفيذاً للاتفاق الروسي التركي. وأشارت في تقرير لها، أمس، إلى أنه رغم أن بضعة كيلومترات فقط تفصل بين نقاط الفصائل وقوات النظام، فإن حالة من الهدوء تسود على هذه الجبهة التي تشكل جزءاً من المنطقة العازلة منزوعة السلاح، بموجب اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا الشهر الماضي. ويؤكد مقاتلون في المعارضة أن عملية سحب السلاح الثقيل مستمرة حتى يوم غد الأربعاء، لكن ذلك لا يعني تخليهم عن الاستنفار والجاهزية للتصدي لأي هجوم محتمل، بحسب الوكالة التي نقلت عن القائد العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير أبو وليد، قوله إنه «حسب الخطة الزمنية المتفق عليها بدأنا في سحب السلاح الثقيل والعملية مستمرة حتى العاشر من الشهر الحالي». وأوضح أن «عملية سحب السلاح الثقيل لن تؤثر على نقاط الرباط، والإخوة مستمرون في عمليات التحصين والتدشيم والتعليمات لنا أننا سنبقى في هذه المناطق ولن نتراجع حتى آخر نقطة دماء».

وتسيطر قوات النظام على بلدة الحاضر الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات من بلدة العيس، التي تسيطر هيئة تحرير الشام عليها، فيما تنتشر فصائل أخرى تابعة للجبهة الوطنية للتحرير على مواقع عدة على خطوط الجبهة. ويفصل بين البلدتين معبر تجاري، تسوده حركة نشطة لسيارات وشاحنات بالاتجاهين. وتراهن فصائل المعارضة، التي تخشى أن يكون تنفيذ الاتفاق مقدمة لعودة قوات النظام إلى مناطق سيطرتها، على الضامن التركي لحمايتها، خصوصاً بعد إعلان دمشق أن الاتفاق خطوة لـ«تحرير إدلب». وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد في تصريح أول من أمس، إن اتفاق إدلب «إجراء مؤقت»، مجدداً عزم قواته على استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. وأكد أبو وليد أن «دخول القوات التركية إلى النقاط المعروفة لدى الجميع يتعزز يوماً بعد يوماً»، لافتاً إلى وصول «جنود ودبابات وسلاح ثقيل إلى الأتراك». ولم تورد الوكالة التركية مزيدا من التفاصيل، بينما كانت الجبهة الوطنية للتحرير، وهي جماعة معارضة سورية مدعومة من تركيا، وتعد أكبر تجمع للفصائل المعارضة في إدلب، قالت في بيان أول من أمس، إن سحب الأسلحة بدأ يوم السبت. وتوصلت روسيا وتركيا قبل ثلاثة أسابيع إلى اتفاق جنب محافظة إدلب ومحيطها هجوماً واسعاً لوح به النظام السوري. ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح ما بين 15 و20 كيلومتراً على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل المعارضة حول إدلب. ويجب على جميع الفصائل سحب سلاحها الثقيل منها في مهلة أقصاها العاشر من الشهر الحالي. وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير ناجي مصطفى، أول من أمس: «بدأنا سحب السلاح الثقيل، أي إرجاع السلاح الثقيل الموجود في المنطقة المسماة بمنزوعة السلاح إلى المقار الخلفية للفصائل»، وأشار إلى أن العملية ستسمر لـ«أيام عدة»، على أن يبقى «السلاح الثقيل مع الفصائل في المقار الخلفية. وتضم الجبهة التي تأسست في شهر أغسطس (آب) الماضي عدداً من الفصائل القريبة من تركيا، أبرزها حركة أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام. وأعلنت السبت بدء سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة المزمع إنشاؤها. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بريطانيا، باشرت الفصائل سحب السلاح الثقيل منذ أسبوع في جنوب وشرق محافظة إدلب، وتحديداً قرب مطار أبو الضهور العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام، وفي ريف معرة النعمان، بالإضافة إلى مناطق سيطرة الفصائل في ريفي حلب الغربي وحماة الشمالي. وقال المتحدث باسم فيلق الشام سيف الرعد، إن عملية سحب السلاح التي تشمل «الدبابات وراجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة» تترافق مع تعزيز نقاط المراقبة التركية في إدلب لقواتها وسلاحها واستعداداتها لأخذ دورها في التصدي لأي خرق قد يحصل من مناطق نظام الأسد.

 

الخارجية السعودية تنفي مزاعم طرد السفير التركي

الرياض: «الشرق الأوسط» أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18/نفت وزارة الخارجية السعودية، أنباء نشرها أحد المواقع الإلكترونية، عن مزاعم بقيام وزارة الخارجية بإصدار بيان تضمن «طرد السفير التركي من المملكة، على خلفية اختفاء جمال خاشقجي». وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة، جملة وتفصيلاً. من جهتها عبرت الخارجية التركية عن تطلعها لـ«التعاون التام» مع الجانب السعودي، في التحقيق بحادث اختفاء الصحافي جمال خاشقجي بمدينة إسطنبول، يوم الثلاثاء الماضي.

وقالت مصادر بوزارة الخارجية التركية أمس (الاثنين)، إن مساعد وزير الخارجية التركي سادات أونال، استقبل السفير السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي، بمقر الوزارة أول من أمس، وأبلغه تطلع تركيا للتعاون التام مع الجانب السعودي، بخصوص حادث اختفاء خاشقجي. وكانت امرأة تركية تدعى خديجة جنجيز أرزو، تزعم أنها خطيبة خاشقجي، قالت إنها رافقت خاشقجي إلى أمام مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول، الثلاثاء الماضي، لإنهاء معاملة خاصة بزواجهما، وأنه دخل إلى المبنى ولم يخرج منه. ونفت القنصلية السعودية بإسطنبول صحة هذه الادعاءات، وقالت بأن خاشقجي زار القنصلية ولكنه غادرها بعد ذلك، كما نفت عائلة خاشقجي علمها بوجود أي صلة له بهذه المرأة، وأنها ليست خطيبته كما تدعي. وكانت نيابة إسطنبول العامة قد فتحت، الثلاثاء الماضي، تحقيقاً حول اختفاء خاشقجي، بعد أن قامت المرأة بإبلاغ السلطات التركية عن اختفاء خاشقجي، كما أرسلت السعودية فريق تحقيق إلى إسطنبول.

 

بعد عودة العلاقات... سفير السعودية في برلين يستأنف عمله والبلدان أكدا على عمقها الاستراتيجي

الرياض/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18/أعلنت وزارة الخارجية السعودية اليوم (الثلاثاء)، عودة السفير السعودي لدى ألمانيا الأمير خالد بن بندر بن سلطان، إلى برلين، لمباشرة عمله، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر). وأوضحت الوزارة، في تغريدتها، أن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية الأمير خالد بن بندر بن سلطان، يعود لمباشرة عمله في برلين، ويلتقي في مقر وزارة الخارجية الألمانية مع وزير الخارجية هايكو ماس، في لقاء يتناول أوجه التعاون بين البلدين. وسوّت ألمانيا والسعودية خلافهما الدبلوماسي، واتفق وزير الخارجية الألماني الحالي هايكو ماس ونظيره السعودي عادل الجبير، على عودة السفير السعودي إلى برلين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت السعودية قد استدعت سفيرها لدى ألمانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، على خلفية تصريحات أدلى بها وزير خارجية ألمانيا السابق زيجمار غابرييل عقب اجتماع مع نظيره اللبناني. واعتذر ماس عن تلك الواقعة، وقال: «كان من الممكن أن نكون أكثر وضوحاً في اتصالاتنا، لتجنب سوء التفاهم بين ألمانيا والسعودية».وأعربت وزارة الخارجية الألمانية عن أسفها لما شهدته العلاقات مع السعودية من سوء فهم في الأشهر الأخيرة، متطلعة إلى أن يتجاوز البلدان ذلك، «بحكم العلاقة القوية والاستراتيجية التي تربط بينهما». وشددت الخارجية الألمانية على رغبة برلين القوية في التعاون بشكل وثيق مع المملكة؛ لتجاوز سوء الفهم بين البلدين، وتكثيف الحوارات بين الجانبين حول مواضيع عدة ومختلفة، مشيدة بالدور بالغ الأهمية الذي تلعبه السعودية من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. من جانبها، رحبت السعودية بتصريح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فيما يتعلق بالرغبة في تعزيز العلاقة، وتكثيف التعاون بين السعودية وألمانيا في مختلف المجالات.

وأكدت السعودية، في بيان لها نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، على عمق العلاقات الاستراتيجية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، كونها علاقة تاريخية ومهمة لكلا البلدين. وشدد البيان على «أن السعودية وألمانيا دولتان لهما دور مهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى دورهما الرئيسي في الاقتصاد العالمي». ووجه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير دعوة إلى نظيره الألماني لزيارة السعودية «في أقرب فرصة للبدء بمرحلة جديدة من التعاون الوثيق على كافة الأصعدة، بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين». وتضررت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بسبب الأزمة الدبلوماسية، واشتكت شركات ألمانية من تراجع الطلبيات الاقتصادية التي حصلت عليها من السعودية، بسبب توتر العلاقات، وتراجعت الصادرات الألمانية إلى السعودية بنسبة خمسة في المائة في النصف الأول من 2018. وكان السفير السعودي قد غادر ألمانيا قبل نحو عام بسبب تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الألماني وقتئذ زيجمار غابرييل، بشأن الأزمة السياسية في لبنان.

 

رئيس النظام السوري يعفو عن جنوده المنشقين

دمشق/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18/أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم (الثلاثاء)، عفواً عاماً عن الذين انشقوا عن جيش نظامه بعد بدء الاحتجاجات في البلاد عام 2011. وجاء في بيان العفو أن رئيس النظام أصدر مرسوماً تشريعياً بالعفو عن الفارين داخليا وخارجيا من جميع العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية. وخص العفو حالات الفرار التي سبقت تاريخ إصدار القرار، دون أن يشمل المتوارين عن الأنظار والفارين من وجه العدالة، إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 4 أشهر بالنسبة للفرار الداخلي، و6 أشهر بالنسبة للفرار الخارجي. وانشق آلاف الجنود والضباط عن جيش النظام السوري منذ بدء الاحتجاجات في سوريا عام 2011 وتدخل قوات النظام لقمع المظاهرات.

 

سقوط أخطر إرهابي مصري في ليبيا ومشاورات بين القاهرة وبنغازي لتسليمه ومحاكمته

الحدود الليبية المصرية: - عبد الستار حتيتة/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18/سقط في قبضة الجيش الليبي، فجر أمس، هشام عشماوي، ضابط الصاعقة المصري المتهم بقيادة إرهابيين في شرق ليبيا، والمتهم مع آخرين، باستهداف سلطات القاهرة، عبر الحدود.

ويعد عشماوي أخطر إرهابي مصري اتخذ من مدينة درنة في شرق ليبيا، ملاذاً له، للعمل ضد الحكومة المصرية، بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013. وقال العميد عادل العمدة، المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة: «عشماوي معروف للأمن في مصر وليبيا، وأعتقد أن التعاون في ما بينهما أدى إلى الوصول إليه، أخيراً». وقال مصدر في الاستخبارات العسكرية إنه «تم القبض على هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، ومعه ثلاث سيدات، ومصري متهم بالانضمام للعناصر المتطرفة يدعى بهاء علي، وليبي متهم بالانتماء إلى الجماعة الإرهابية، يدعى مرعي زغبية، وذلك في محور وسط مدينة درنة قبل فجر يوم أمس (الاثنين) بنحو نصف ساعة». وأضاف: «عملية القبض مصورة بالفيديو، لكن لم يؤذن ببثه بعد». وبينما أفادت مصادر عسكرية ليبية بأنه تجري منذ أمس مشاورات بين الجانبين المصري والليبي، لسرعة محاكمته في إحدى الدولتين، قال اللواء محمد قشقوش، المحلل العسكري وأستاذ الأمن القومي في الأكاديمية العسكرية بالقاهرة: «أعتقد أن التعاون بين مصر وليبيا يسمح بأن يسلَّم لمصر». وأشار إلى أنه «بسقوط عشماوي تكون البنية التحتية للعناصر الإرهابية (المصرية في ليبيا) قد تعرضت لتدمير كبير». ونشر الجيش الليبي صورة لعشماوي تُظهر الدماء على وجهه. وأكدت مصادر عسكرية ليبية أن قوات حماية درنة التابعة للجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، ألقت القبض على عشرات من الإرهابيين من جنسيات مختلفة في الأسابيع الماضية، وأن عشماوي، ومصريين آخرين، كانوا من بين هؤلاء. وقالت علياء العبيدي، الإعلامية الليبية، ابنة مدينة درنة: «المدينة ما زالت فيها خلايا نائمة كثيرة. ولا يعني القبض على عشماوي، القضاء على الإرهاب في المدينة، لكنّ سقوطه يعد ضربة قوية للإرهابيين». وحاول عشماوي تأسيس ما أطلق عليه لبعض الوقت في درنة «الجيش المصري الحر»، إلا أن قيادته للمتطرفين المصريين في هذه المدينة الصغيرة الواقعة على بُعد نحو 250 كيلومتراً من الحدود مع مصر، تعرضت لمشكلات داخلية، بسبب قدوم قيادات من المتطرفين المصريين من سوريا والعراق.

ويضيف مصدر مطلع على تركيبة المتطرفين في شرق ليبيا أن مسمى «الجيش المصري الحر» انتهى عملياً قبل عامين، وحل محله تنظيم «المرابطون» بقيادة عشماوي الذي كان يحمل اسم «أبو عمر المهاجر».

وتابع موضحاً أن المنافسة على قيادة المتطرفين المصريين في درنة وفي الجبال والوديان المحيطة بها، خلقت مجموعات تعمل كجزر منعزلة كلٌّ منها كان يحمل اسم «المرابطون». ويضيف: «تتكون العناصر المصرية المتطرفة في درنة من خليط من جماعة أنصار بيت المقدس التي تنشط في سيناء، ومن جماعة الإخوان، ومن تنظيم القاعدة، ومن تنظيم داعش».

ووفقاً للمصدر نفسه، أسس عشماوي جماعة «أنصار الإسلام»، الأكثر قرباً لتنظيم القاعدة. وتقول السلطات المصرية إن هذه الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن تجهيز كمين استهدف قوات للشرطة على «طريق الواحات»، جنوب غربي القاهرة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما أسفر عن مقتل 16 من ضباط وجنود الشرطة. وتتهم مصر عشماوي بالوقوف وراء هجمات أخرى عدة، منها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم عام 2013. ووفقاً لمعلومات استخباراتية، تعرض عشماويوجماعته في درنة لثلاث ضربات موجعة، فقد أصيب في غارة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفقد عدداً من مساعديه في فبراير (شباط) هذا العام، وقُتل اثنان من أبرز كاتمي أسراره في مايو (أيار) هما «أيمن (غير معروف)، والقيادي المصري المتطرف رفاعي سرور».

وقال متحدث في «غرفة الكرامة» للجيش الليبي: «عشماوي قُبض عليه في حي المغار في مدينة درنة. كان يرتدي حزاماً ناسفاً، لكنه لم يستطع تفجيره بسبب عنصر المفاجأة، وسرعة تنفيذ العملية من أفراد القوات المسلحة».

وأضاف: «وُجد مع عشماوي في أثناء القبض عليه زوجة الإرهابي المصري محمد رفاعي سرور، وأبناؤه». وأكدت زوجة سرور مقتل زوجها في عملية سابقة للجيش الليبي في بداية عمليات تحرير درنة في وقت سابق من هذا العام. من جهته أكد العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أنه «من المحتمل تسليم عشماوي لمصر بعد أن تنتهي أجهزة الأمن الليبية من تحقيقاتها». وفي القاهرة قال اللواء قشقوش: «أعتقد أن التعاون بين مصر وليبيا يسمح بأن يتم تسليم عشماوي لمصر... الجزء الخاص بالقانون الدولي يقول إنه مواطن مصري، ارتكب جريمة على أرض مصرية، والمفترض طبقاً للإنتربول الدولي، أن يسلمه الليبيون لنا، لكن لو كان ارتكب جريمة على الأرض الليبية فأعتقد أن الموضوع يختلف». وتابع أن سقوط عشماوي كان نتيجة لتعاون استخباراتي ومعلوماتي وثيق بين مصر وليبيا ضد الإرهاب... «هذا تعاون دولي وثيق بين دولتين عربيتين جارتين لمحاربة الإرهاب. كل من تتلوث يده بدماء المصريين أو الليبيين بالإرهاب لن يفلت من العقاب، عاجلاً أو آجلاً». وعما إذا كان القبض على عشماوي يعني نهاية للإرهابيين المصريين في ليبيا، علق قائلاً: «توجد عناصر أخرى من الإرهابيين المصريين بالتأكيد، لكن القبض على عشماوي يعد كسراً لشوكة مهمة. فهو ليس رجلاً عادياً. هو ضابط صاعقة سابق، ولديه من الحرفية والخبرة السابقة ما يكفي». بينما قال العميد العمدة، إن القبض على عشماوي يعني الكثير... «هذا عنصر رئيسي من العناصر المدرِّبة للعناصر الإرهابية، وهو قطب إرهابي كبير، ومُخطِّط، لأنه كان يعرف بعض الخبايا داخل الأراضي المصرية. نحن بهذا قضينا على عقلية إرهابية مدمرة». من جانبها أكدت ابنة درنة، العبيدي، التي تضررت من نار الإرهاب في مدينتها، أن «عشماوي لا يمثل مصر. فالإرهاب لا دين له ولا وطن. هو بالنسبة إلينا خارج عن القانون، والقبض عليه أمر جيد، حيث ألقت قوات الجيش القبض على جنسيات كثيرة أخرى غير ليبية، داخل درنة في الفترة الأخيرة».

 

مقتل 10 متطرّفين بنيران الشرطة المصرية في العريش

القاهرة/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18/قتل عشرة متطرّفين في اشتباك مع قوات الشرطة المصرية اليوم (الثلاثاء) في العريش، عاصمة شمال سيناء حيث يتمركز الفرع المصري لتنظيم "داعش". وكشف مسؤول في وزارة الداخلية المصرية ورود "معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد باتخاذ 10 عناصر إرهابيين من إحدى المزارع المهجورة في منطقة العبور بالعريش مأوى لهم واعتزامهم القيام ببعض العمليات العدائية، فقامت قوات الأمن بمداهمة العناصر في المزرعة المشار إليها مما أسفر عن مقتلهم جميعا عقب تبادل لإطلاق النيران". وأضاف المسؤول أنه "عثر في حوزتهم على 3 بنادق آلية وبندقيتي صيد وعبوتين ناسفتين وكمية كبيرة من الذخائر". وتأتي هذه العملية غداة إعلان الجيش المصري مقتل 52 متطرّفا في سيناء في مواجهات مع القوات المسلحة والشرطة في اطار العملية الواسعة ضد الفرع المصري لـ "داعش" التي بدأت في فبراير (شباط) الماضي. ولم يحدد البيان تاريخ هاتين العمليتين لكنه قال إن الجيش تكبد ثلاثة قتلى.وأسفرت عملية سيناء حتى الآن عن مقتل أكثر من 350 من "التفكيريين"، كما يسميهم الجيش المصري، وما يزيد على 30 عسكريا.

 

وزير الخارجية الأردني: فتح المعبر مع سوريا ينتظر الترتيبات

عمّان/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18/أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم (الثلاثاء) ان إعادة فتح معبر جابر - نصيب الحدودي الرئيسي مع سوريا المغلق منذ نحو ثلاث سنوات "ستتم بعد الاتفاق على جميع الترتيبات اللازمة". وقال الصفدي عقب لقائه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في عمّان: "بالنسبة إلى معبر جابر - نصيب سبق ان قلنا إننا نريد حدوداً مفتوحة وإن هناك محادثات فنية تجري، وانه ستتم إعادة فتح الحدود عندما تنتهي اللجان الفنية من الاتفاق على جميع الترتيبات والإجراءات اللازمة لضمان فتح الحدود وبما يخدم المصلحة المشتركة". ولم يحدد الوزير أي تاريخ لإعادة فتح المعبر المعروف بمعبر نصيب من الجانب السوري وجابر من الجانب الأردني. من جهته، قال باسيل ممازحا: "تمنينا أن يفتح معبر نصيب بسرعة لكي يتمكن أخوتنا الأردنيون من أكل التفاح اللبناني قريبا". ويأتي ذلك بعدما كانت وزارة النقل السورية قد أعلنت في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ان المعبر سيعاد فتحه في 10 أكتوبر (تشرين الاول) بعد إكمالها الاستعدادات اللوجستية لذلك من الجهة السورية. وكان هذا المعبر الحدودي مع سوريا قبل الحرب شريانا مهما لاقتصاد الأردن، إذ كان يصدِّر عبره بضائع أردنية الى تركيا ولبنان ودول أوروبية، ويستورد بضائع سورية ومن تلك الدول، ناهيك بالتبادل السياحي.

 

مداهمات واعتقالات وتحقيقات إسرائيلية... ومخاوف من تجدد «انتفاضة الأفراد» والجيش يواصل عملياته الواسعة لتوقيف مهاجم المنطقة الصناعية

رام الله: كفاح زبون - تل أبيب/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18/واصل الجيش الإسرائيلي عملية واسعة ومعقدة في الضفة الغربية، بحثاً عن الشاب الفلسطيني أشرف نعالوه (23 عاماً)، الذي قتل 2 من المستوطنين في هجوم في المنطقة الصناعية بركان يوم الأحد. واقتحمت عناصر في الوحدات الخاصة في الجيش ومن جهاز الأمن العام (الشاباك)، منزل نعالوه في ضاحية شويكة في طولكرم، شمال الضفة، وذهبوا للبحث عن أشقائه وشقيقاته في مدن أخرى، وكذلك أصدقائه، وأخضعوا بعضهم لتحقيق فوري، واعتقلوا آخرين، في محاولة للوصول إليه، والتأكد ما إذا كان أحدهم قام بتقديم المساعدة له في الهجوم، أم لا. وقال ناطق عسكري: «توجهت قوات الجيش إلى منزل الإرهابي في قرية شويكة، في المنطقة الخاضعة لصلاحية اللواء الإقليمي مناشيه، وقامت بأخذ مقاسات منزله تمهيداً لهدمه، وقامت بتنفيذ تحقيقات واعتقالات لأشخاص يُشتبه ببتقديمهم المساعدة له». وكان نعالوه اقتحم صباح الأحد، مكاتب «مجموعة ألون»، المتخصصة في صناعة أنظمة الصرف الصحي، في المنطقة الصناعية بركان، شمال الضفة، فقيّد إسرائيلية هناك وقتلها ثم قتل إسرائيلياً آخر، وجرح ثالثة وفر من المكان.

وتشير التحقيقات الإسرائيلية إلى أن المهاجم قام بربط كيم ليفنغروند (29 عاماً)، قبل أن يقتلها بإطلاق النار عليها من مسافة قريبة، ثم أطلق النار على زيف حاجبي (35 عاماً)، ثم أصاب ثالثة (54 عاماً) في منطقة البطن.

ويجري محققو الجيش الإسرائيلي و«الشاباك»، تحقيقات واسعة حول كيفية تمكن الشاب من الدخول بسلاحه إلى المنطقة الصناعية الخاضعة لتدقيق أمني، ويحاولون أن يفهموا لماذا قام المهاجم بتكبيل الفتاة قبل قتلها، بقيود بلاستيكية كان طلبها من عاملين آخرين، لم يشكوا في نياته كونه أحد عمال المصنع. وقال مصدر مشارك في التحقيقات، إنه يعتقد أن المهاجم قام بتوثيق الحادثة بعد تكبيل الفتاة. وأضاف أن تحليل شخصيته جارٍ حالياً. كما فتح الجيش تحقيقاً في الإخفاق الأمني، وفي مدى التزام شركة الأمن الخاصة، التي قامت الدولة باستئجار خدماتها، بتأمين المنطقة الصناعية بالقواعد التي وضعها الجيش، وحتى إذا ما كانت هذه القواعد كافية أم لا. وقال مسؤول أمني رداً على اتهامات كثيرة، إنه لا يمكن إجراء تفتيش أمني كامل على العمال الفلسطينيين الذين يدخلون إلى المنطقة الصناعية بركان، بسبب الأعداد الكبيرة.

وقال حارس الأمن الذي كان مسؤولاً عن فحص آلاف العمال الفلسطينيين يوم الأحد الماضي، إنه كان عليه فحص عدد كبير من الأشخاص خلال ساعة واحدة في بداية كل يوم عمل. وأضاف أن «كاشف المعادن يرن طوال الوقت، ولا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك. نحن بالكاد ننجح في التحقق من أن تصاريح العمل ليست مزيفة. ليست لدينا طريقة لإجراء تفتيش أمني جوهري على العمال». وشوهد آلاف العمال في المنطقة الصناعية أمس وقد تجمعوا في الخارج، بانتظار إجراء تفتيشات دقيقة أو إعادتهم.

وكان نعالوه قد دخل إلى المنطقة بتصريح عمل ساري المفعول، وسلاح ناري قبل يوم واحد فقط من القيام بالعملية، ولم ينتبه إليه أحد. ويقول المحققون الإسرائيليون إن كثيراً من الأسئلة لن يتمكن أحد من الإجابة عنها مثل نعالوه نفسه.

ونشرت إسرائيل وحدتي مشاة إضافيتين في الضفة الغربية، إلى جانب فرقة قيادة على مستوى كتيبة من أجل اعتقال نعالوه. وأغلقت القوات الإسرائيلية طرقاً في شمال الضفة، ووضعت حواجز ثابتة ومتحركة، بما في ذلك عند مداخل بعض البلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية. وقال الجيش في بيان: «سنواصل وجهاز الأمن العام (الشاباك) العمل للإمساك بالإرهابي والحفاظ على أمن سكان المنطقة، مع زيادة الجهد العملياتي والاستخباراتي».

واقتحمت القوات الإسرائيلية، التي ضمت كذلك وحدات خاصة، منزل نعالوه واعتقلوا شقيقه، فيما كانت قوات أخرى تقتحم منزل شقيقته في نابلس وتستجوبها وتعتقلها كذلك. وطالت الاعتقالات، أمس، 12 فلسطينياً بعضهم على علاقة بالمهاجم، وذلك بعد يوم من اعتقال صديق له كان يحمل وصيته. وفاجأت العملية إسرائيل، كون المنفذ بلا سوابق أمنية، ولا ينتمي لأي فصيل فلسطيني، وحاصل على تصريح من أجل العمل في المنطقة الصناعية التي يعمل بها آلاف اليهود إلى جانب العرب. وأثارت العملية المخاوف من تجدد موجة العمليات التي تسميها إسرائيل «انتفاضة الأفراد»، واشتعال الأوضاع الأمنية تدريجياً في الضفة الغربية.

ووفقاً لصحيفة «هآرتس»، فقد شكلت العملية تحدياً أمام الجيش الإسرائيلي، الذي يسعى للرد بما يشكل ردعاً للفلسطينيين، في الوقت الذي يسعى فيه إلى تجنب انفجار أمني في الضفة الغربية المحتلة. وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تخشى أن يؤدي العقاب الجماعي لأهالي الضفة الغربية المحتلة، بأمر من الحكومة، إلى انفجار أمني، على الرغم من بقاء الضفة هادئة على الصعيد الأمني، في أعقاب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، بالمقارنة مع مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس (آذار) الماضي، ومستمرة حتى اليوم، على الشريط الأمني الفاصل شرق قطاع غزة. وقالت صحيفة «هآرتس»، إن «الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز الأمن العام (الشاباك)، يخشى أن يؤدي القمع المفرط لأهالي الضفة، إلى تشكيل تربة خصبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تسعى إلى جر الضفة إلى مواجهات مستمرة مع الاحتلال».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس (الاثنين)، موقفاً مشابهاً عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن الجيش الإسرائيلي يخشى من أن تشكّل عملية بركان، «إلهاماً للشبان في الضفة الغربية لتكرارها». ولفتت الصحيفة إلى أن منفذ العملية، لا نشاط سابقاً له في ارتكاب العمليات الأمنية، مثله مثل منفذَي عمليتي مستوطنتي «إيتمار» و«حلاميش»، في وقت سابق من هذا العام، وأن مواصفات ما سمته الصحيفة «المهاجم الفرد» تنطبق عليه. جاء هذا التحذير العسكري في أعقاب دعوة السياسيين الإسرائيليين المشاركين في حكومة نتنياهو، إلى سياسة العقاب الجماعي لأهالي الضفة، ما يرفع رصيدهم لدى جمهور ناخبيهم، على اعتبار أن ذلك أولى بأن يردع «المخربين» في الضفة، وسط أصوات تطالب القيادة السياسية في إسرائيل، باتخاذ قرارات بإلغاء تصاريح العمل الممنوحة لأهالي الضفة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة «ما بعد يريفان».. و«ما قبل العقوبات»

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018

تولِّد تمنياتُ الأفرقاء السياسيين رواياتٍ متناقضة بسيناريوهات مختلفة ومواعيد متضاربة لولادة الحكومة، على رغم أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري حدّد الخميس الماضي مهلةً، لم يعتمدها سوى سيناريو وحيد يقول بولادتها بعد عودة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون من القمّة الفرنكوفونية في يريفان، وقبيل العقوبات الأميركيّة على إيران مطلع الشهر المقبل. فما الّذي يبرّر هذا السيناريو؟

بعد لقاء عون والحريري الأربعاء الذي سبق إطلالة الأخير التفلزيونيّة التي أعلن فيها عن مهلة الأيام العشرة للتأليف، تكثفت الاتّصالات خلال عطلة نهاية الأسبوع بين قصر بعبدا و»بيت الوسط» لترميم ما تسبّبت به مواقف رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل وما تبعها من مواقف لـ»القوات اللبنانية» بغية البحث عن انعكاساتها على التفاهم المبدئي.

لم ينكشف تفاهم عون والحريري على كثيرين من راصدي المعادلات الهادئة للتركيبة الحكومية الجديدة التي تحاكي المطالب التي ارتبطت بالعقدتين الدرزية والمسيحية اللتين رفع لواءَهما حزبا «القوات» و»التقدمي الإشتراكي»، عدا عن العقد التي تطفو على سطح التأليف من وقت الى آخر، ومنها إصرار تيار «المردة» على حقيبة وزارة الأشغال وظهور رغبة «التيار الوطني الحر» بهذه الحقيبة الدسمة.

أمّا عقدة تمثيل «نواب سنّة 8 آذار» فتعدّدت في شأنها الآراء بين قائل بتجاوزها وآخر مصرٍّ على استعصائها على رغم ترجيح كفّة النظرية الأولى في مناسبات عدة.

لكنّ العارفين تحدثوا عن «تفاهم متقدّم» بين عون والحريري على مقاربة الملف الحكومي بنظرة مختلفة لمجرد أن تبلّغ الرئيس المكلّف نيّة رئيس الجمهورية إجراء مقاربة جديدة لتوزيع الحقائب والحصص بدءاً بإبقاء نيابة رئاسة الحكومة في عهدة «القوات اللبنانية» ولكن من دون الحقيبة «التوأم»، لتحتسب وزارة دولة الى جانب ثلاث حقائب يمكن البحث بأهمّيتها في وقت لاحق مع ترجيح بأنها وزارات التربية والشؤون الإجتماعية والثقافة. وقد جاء ذلك على وقع ما أنتجه التفاهم الثلاثي بين كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على مقاربة جديدة للعقدة الدرزية فور تذليل العقدة القوّاتية.

الجديد في ما سبق يمكن أن يكون فهم الجميع لحجم الإستحقاقات المقبلة على لبنان والمنطقة، ليس أقلّها المخاطر الإقتصادية والتهديدات الإسرائيلية بعملية ما، تستظلّ العقوبات الأميركية على إيران و»حزب الله»، والساحة اللبنانية أولى الساحات المحتملة للمواجهة، ولم ينبرِ أحدٌ حتى الآن لمحاولة تحييدها.

الى هذه المعطيات توافرت قراءةٌ مشتركة بين بعبدا و»بيت الوسط» تؤول الى أنّ أيَّ اعتداء إسرائيلي على لبنان قد يكون له ما يبرّره في ظلّ انغماس حلفاء إيران في حروب المنطقة، وسوريا واحدة من ساحاتها. وإنّ أيّ ردّ فعل دولي قد لا يكون لمصلحة لبنان في هذا التوقيت بالذات لحسابات إقليمية ودولية زاد منها الخلاف «الموقت» بين موسكو وتل ابيب إثر إسقاط الطائرة الروسية قبالة الشاطئ السوري، مع العلم أنّ لبنان هو الخاصرة الروسية والإيرانية الضعيفة، وهو ما ترجمته ردود الفعل الديبلوماسية الروسية والإيرانية من ملعب «العهد» في ظل المقاطعة الأميركية وضعف التمثيل الديبلوماسي لعدد من السفارات ومنها «مجموعة العمل من أجل لبنان».

في هذه الأجواء كشفت مصادر مطّلعة أنّ «بيت الوسط» احتسب ردّات فعل باسيل السلبية غداة اطلالة الحريري الخميس الماضي، أنها موجّهة ضده اكثر ممّا هي ضد «القوات» وحليفها «الإشتراكي»، لكنه تبلّغ من بعبدا أنّ هذه المواقف لا تستهدفه وأنّ ما تمّ التفاهم في شأنه مع رئيس الجمهورية ما زال ساري المفعول ولن يعوقه ما صدر عن باسيل.

وفي ضوء هذا قرّر الحريري المضي في استشاراته التي كانت ستشمل باسيل قبل سفره في جولته الخليجية والتي أُرجِئت على ما يبدو الى الفترة الفاصلة بين عودته اليوم وقبيل مغادرته غداً الى يريفان ضمن الوفد المرافق لرئيس الجمهورية الى القمّة الفرنكوفونية، هذا بالإضافة الى كل من ممثلي «القوات» و»الإشتراكي» و»المردة»، لمواصلة مساعيه بهدف تسويق الصيغة الجديدة للحقائب من دون المَسّ بالحصص التي باتت ثابتة، باعتراف مختلف الأطراف على رغم المعادلات التمثيلية الجديدة لباسيل بين خماسية أو رباعية التمثيل النيابي عند سكبها في الحقائب الوزارية.

على أنّ مختلف التوقعات، بما فيها تلك التي تردّدت في قصر بعبدا و»بيت الوسط»، تفيد أنه لن يكون هناك أيُّ حراك حاسم في شأن التأليف في الساعات القليلة المقبلة، لكنّ الأمر لا ينسحب على الفترة الفاصلة عن مطلع الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن تنشط الإتصالات بعد عودة رئيس الجمهورية، على أمل حسم هذا الملف قبل 4 تشرين الثاني موعد تطبيق الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران وما سيكون لها من تردّدات إيرانية داخلية وأخرى ترتبط بالساحات التي للإيرانيين فيها حضور سياسي وعسكري فاعل ومنها لبنان وسوريا.

وعليه فإنّ أكثر السيناريوهات تفاؤلاً يتبنّى هذه الآلية وفق برمجتها الجديدة في مقاربة مسألة التأليف ويبني عليها الآمال بولادة الحكومة ما بين حَدَّي عودة عون من يريفان والمرحلة التي تليها وينتهي احتسابُها بموعد الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران وحلفائها. وكل ذلك لن يتأثر بالزيارات المتقطعة التي سيقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى المؤتمر البرلماني الدولي في سويسرا وزيارة الحريري الخاصة للندن. فكلاهما يمكن تجميدُهما أو اختصارهما إذا بلغت الإتّصالات المدى الحيوي الإيجابي الذي يقود الى التأليف. فبري والحريري على استعداد لمثل هذه الخطوة والتضحية، لأنّ الإستحقاق الحكومي يفوق أهمية أيّ نشاط أو استحقاق آخر.

 

أرباح وأثمان «غير محسوبة» بين جعجع وفرنجيّة!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018

يعتقد كثيرون أنّ الدكتور سمير جعجع لن يكرّر بعد اليوم تجربة التحالف مع «التيّار الوطني الحرّ» في الانتخابات الرئاسية، وأنّه ندم على ترشيحه العماد ميشال عون. ويرى هؤلاء، إستطراداً، أنّ جعجع بات أقلّ خوفاً من وصول رئيس تيّار «المردة» سليمان فرنجية إلى موقع الرئاسة. ولذلك، يقول هؤلاء: سيكون الإتفاق المرتقب بين جعجع وفرنجية بمثابة انقلاب غير محسوب في الخريطة السياسية المسيحية، وستكون نتائجه حاسمة على المستوى اللبناني عموماً.

عندما أعلن الحريري، ومعه قوى أخرى أساسية، تبنّي ترشيح فرنجية، خاف جعجع من عواقب هذا الخيار. فبين جعجع وفرنجية ما هو أكبر من الخصومة السياسية العادية: ماضٍ مليء بالوجع، وتباعدٌ شاسع في «الخط السياسي» إلى حدّ العداء.

ثمة من قال لجعجع آنذاك: مخاوفكم ليست في محلّها تماماً، وأنتم تبالغون فيها. فسليمان فرنجية الرئيس مضطر إلى التعاطي إيجاباً مع «القوات». ورأى البعض أن جعجع ربما يكون الزعيم المسيحي المدلّل في عهد فرنجية. لماذا؟ لم يكن العماد عون سيغفر لفرنجية انتصاره عليه في السباق إلى الرئاسة. وهكذا، ستبقى «القوات اللبنانية» هي الفريق الوحيد القادر على توفير تغطية مسيحية حقيقية للعهد. ولذلك، سيكون على فرنجية أن يحتضن جعجع ويقوّيه ليتمكّن من إقامة التوازن مع عون.

لكنّ جعجع لم يكن مطمئناً إلى اختيار فرنجية وبقي خائفاً من عواقبه. وأقنعه البعض باعتماد نموذج الثنائية، بين القوتين المسيحيتين الأوسع انتشاراً، على غرار الثنائية الشيعية. واعتقد أنّ هذا الخيار سيمنحه أن يكون موازياً في القوة لـ»التيّار» داخل مؤسسات الدولة وعلى المستوى التمثيلي، وتالياً أن يصبح هو الخيار المقبل في موقع رئاسة الجمهورية، بعد عون.

ثمة مَن يعتقد اليوم أنّ اختيار جعجع لم يكن صائباً. لكن السؤال الذي يُفترض طرحه أولاً هو: إلى أي حدّ كان تأثير الموقف «القواتي» تقريرياً في انتخاب الرئيس عون؟ فمن غير المنطقي الإعتقاد أنّ دعم «القوات» لعون ساهم في إيصاله إلى رئاسة الجمهورية. فقبل إعلان جعجع موقفه، كان عون قد حظي بدعم «حزب الله» أولاً والرئيس سعد الحريري ثانياً. وهكذا، فإن دعم «القوات» لعون لم يوصله إلى بعبدا، بل وفّر له تغطية مسيحية يحتاج إليها.

سُئل جعجع يومذاك: لماذا تفضّل عون على فرنجية؟ فأجاب انّ الثاني «سوري أصلي»، فيما الأول «سوري تَقليد». ولكن، ربما اكتشف جعجع اليوم أنّ «التقليد» ليس أفضل من «الأصلي» في الملف السوري. فما الذي كان فرنجية سيفعله، في هذا الملف، أكثر مما يفعله عون اليوم وسيفعله لاحقاً؟ لذلك، وبعد التجربة المريرة مع عون، بات جعجع مقتنعاً بإيجابيات الانفتاح على فرنجية وأقلّ خوفاً من تداعياته السياسية. وفي أي حال، سيكون جعجع أكثر دقّة في تحديد أطر العلاقة بينه وبين فرنجية، تجنباً لتكرار الثغرات الحاصلة في الاتفاق مع «التيّار».

ووفق الرؤية «القواتية»، يرغب جعجع في تطبيع حقيقي للعلاقة مع فرنجية، لا يمارس فيه أي من الطرفين لعبة التذاكي على الآخر، ولا يستقوي عليه لمجرّد وصوله إلى موقع الرئاسة، ولا يلجأ إلى التفسيرات غير المنطقية لتبرير مخالفته بنود الإتفاق، كما يحصل اليوم مع «التيّار».

وفي اختصار، جعجع تعلّم الدرس من المصير الذي بلغه «إتفاق معراب». ولكن، في المقابل، ما الذي يراهن فرنجية على تحقيقه من خلال الاتفاق؟ المتابعون يقولون إنّ اتفاق جعجع مع فرنجية ستكون قابليته للتنفيذ أكبر بكثير من قابلية «إتفاق معراب». وإذا أعلنت «القوات اللبنانية» دعمها فرنجية، فإنها ستكون قادرة على المشاركة فعلاً في إيصاله إلى موقع الرئاسة، وليس فقط منحه التغطية المسيحية التي يحتاج إليها. ففي تقدير المتابعين أنّ «حزب الله» مضطر هذه المرّة إلى مراضاة فرنجية، حليفه في الخط الاستراتيجي. فهو وفى بوعده لعون في العام 2016، على أساس أنّ «أمام فرنجية متسعاً من الوقت». وبعد انتهاء ولاية عون، سيكون «الحزب» مضطراً معنوياً إلى الوفاء بوعده بدعم فرنجية. وفي ظل التوتر والسجالات القائمة بين «التيّار» والعديد من القوى السياسية، قد يحظى فرنجية بدعم واسع: في الوسط الشيعي سيفضّل الرئيس نبيه بري ترشيحه. وكذلك رئيس التقدمي وليد جنبلاط والحريري والعديد من قوى 8 آذار. وإذا كان «حزب الله» يمنحه الدعم أيضاً، فيعني ذلك أنّ فرنجية قادر على توفير الغالبية التي تسمح له ببلوغ الرئاسة، في الاستحقاق المقبل.

ويعتقد كثيرون أنّ رئيس الجمهورية المقبل سيكون من 8 آذار أيضاً، انطلاقاً من القاعدة التي تمّ اعتمادها في 2016: إذا كان رئيس الحكومة من تيّار «المستقبل» (14 آذار)، فمن المنطقي أن يكون رئيس الجمهورية من 8 آذار، على سبيل التوازن. ولذلك، يتقدّم «التيّار» خطوات متسارعة نحو محور طهران- دمشق. وهذا ما يريح تماماً «حزب الله»، من زاوية استراتيجية. لكن لحظة الرئاسة المقبلة ربما تكون محكومة باعتبارات أخرى: فرنجية أساسي وأصيل في هذا المحور، وقد حظي بتغطية مسيحية وازنة («القوات» وسواها)، ولم يعد جائزاً القول إنّه لا يمثّل المسيحيين، كما قيل في العام 2016. لهذه الأسباب، سيكون اتفاق جعجع- فرنجية مهماً جداً في إقامة التوازن السياسي المسيحي، وسيكون ذا طابع تقريري في موضوع الرئاسة. وإذا كان عون يريد من «القوات» توسيع التغطية المسيحية فقط، فإنّ التغطية التي يحتاج إليها فرنجية ترتدي طابعاً حاسماً، في السياسة... وفي الرئاسة، إذا لم تتغيّر المعادلات القائمة جذرياً. أوساط «القوات» و«المردة» متفائلة، وتقول: قد يكون القطبان الشماليان على طرفي خصومة تقليدية، بين زعامة بشرّاوية وأخرى زغرتاوية، لكنّ وادي قنوبين قادر على أن يجمع المتخاصمين.

 

الحرب؟

جورج سولاج/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018

إنه موسمُ عرضِ العضلات بين روسيا وأميركا، وبين إسرائيل وإيران، إنه موسم قرعِ طبول الحرب في مخطط إعادة ترسيم الحدود والنفوذ بين القوى الكبرى، إنه موسم بيع الأسلحة والتجارة المربحة. بالأمس قامت روسيا بأضخم مناورات عسكرية لعرض أسلحتها وعضلاتها، وها هي قوات حلف شمال الأطلسي ترد بأكبر مناورات عسكرية على طريقتها. وها هي إسرائيل تهدّد لبنان، بعدما أقفلت روسيا جزئياً الأجواء السورية أمام المقاتلات الاسرائيلية، إذ إنّ الاقفال الآمن للأجواء يحتاج الى 8 بطاريات «اس-300» فيما لم تزوّد روسيا القوات السورية سوى ببطارية واحدة.

وها هي موسكو تكشف انها جرّبت في خلال حربها في سوريا 200 سلاح جديد من طائرات ومروحيات وصواريخ وأنظمة إلكترونية وتشويش، وعدّلت أو طوّرت ما وجب تعديله أو تطويره، وانها نتيجة ذلك باعت أسلحة الى دول عدة بمليارات الدولارات.

عسكرياً، تفيد تقارير استخبارية انّ إسرائيل لن تتوقف عن ضرب أهداف إيرانية وتابعة لـ«حزب الله» في سوريا، وانها قادرة على التغلب على الـ«اس-300» في سوريا من خلال تكتيكات مضادة، واستخدام طائراتها الشبح (إف-35) الجديدة، كما يمكن لإسرائيل إطلاق صواريخ كروز أو صواريخ مضادة للرادارات لتدمير الـ«اس-300»، فلماذا بدّلت إسرائيل خططها وتهديداتها في اتجاه لبنان؟ والسؤال الأهم، ما هي مصلحة إسرائيل في فتح باب جهنّم عليها وعلى أعدائها في لبنان، طالما أنّ أحداً لم يطلق عليها رصاصة من لبنان، كما أنّ أحداً لم يردّ من لبنان على ضرباتها المتكررة في سوريا؟ لا شك في انّ إسرائيل تطلق مجموعة رسائل من خلال التوتير الاعلامي مع «حزب الله»، أبرزها:

أولاً، رفع منسوب الحرب النفسية.

ثانياً: تهيئة الرأي العام العالمي لتقبّل ضربة عسكرية أو حرب على «حزب الله». وتشير تقارير دولية الى انّ إسرائيل ستهاجم الحزب في لبنان في حالتين: إذا ضعفت قدراته أو فاضت قوته.

ثالثاً، التهويل بهدف الضغط على الدول الاوروبية للتدخل لدى روسيا لمعاودة احترامها الخطوط الحمر الاسرائيلية في سوريا، وذلك من خلال التهويل بأنّ أوروبا ستغرق بمئات آلاف النازحين السوريين اذا وقعت الحرب بين اسرائيل ولبنان. إسرائيل تدرك جيداً انها قادرة على دفع أثمان خطوطها الحمر في سوريا، لكنها تدرك ايضاً انّ الاثمان قد تكون باهظة جداً في حال تورطها في رمال مغامرة جديدة مع لبنان. ومع ذلك، فإنّ أيّ خطأ في الحساب قد يُشعل المنطقة المتوترة أصلاً.

 

حكومة من رحم الإنشغالات الخارجية

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018

يعتقد بعض السياسيين أنّ الغبار الذي أثارته قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي في اسطنبول، ربما سيوفّر للمعنيين بالاستحقاق الحكومي اللبناني فرصة سانحة لإمرار تأليف الحكومة العتيدة تحت جنح الإنشغال الخارجي بهذه القضية، وذلك وفق القواعد التي طُرِحَت في اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وما تزال قيد البحث في الدوائر المعنية.

يستند هؤلاء السياسيون في اعتقادهم هذا، الى انّ قضية الخاشقجي تتفاعل على المستويين، الامر الذي بدأ يُبعِد لبنان عن دائرة اهتمامات الافرقاء الاقليميين والدوليين الذين يُقال انّ تأخّر ولادة الحكومة حتى الآن مردّه الى انّهم لم يُطلقوا «الضوء الأخضر» او «كلمة السرّ» للمعنيين بعد، لكي يشرعوا في تأليفها على غرار ما كان الأمر بالنسبة الى حكومة الرئيس تمام سلام التي «هبط الوحي» لتأليفها بين ليلة وضحاها بعد 11 شهراً من تكليفه بتأليفها، تخللها من المماحكات والمناكفات والخلافات ما كان يمكن أن يفجّر أزمة سياسية كبيرة، لولا هدوء سلام ونزعته الدائمة الى الوفاق والتوافق والى التفهّم والتفاهم، فولدت هذه الحكومة في اليوم التالي بسلاسة فاجأت الجميع وسُميّت «حكومة المصلحة الوطنية» يومذاك. ولمناسبة سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جنيف أواخر الاسبوع الجاري مترئساً وفد لبنان الى الاتحاد البرلماني الدولي، عاد البعض في الذاكرة، كيف أنّ حكومة سلام تشكّلت عام 2015 قبيل سفره في مثل هذه الايام الى جنيف للغاية نفسها، حيث صدرت مراسيم تأليف الحكومة بعد زيارته القصر الجمهوري وإطلاعه عليها، ومن ثم توجّهه بعدها الى المطار حيث كان الوفد المرافق في انتظاره للتوجّه الى سويسرا.

وفي اعتقاد المتابعين للاستحقاق الحكومي، انّ هذا السيناريو قد يكون الأكثر رجحاناً، على ما تظهره التطورات الجارية داخلياً واقليمياً ودولياً، في ضوء قضية الخاشقجي، وقبلها في ضوء نتائج لقاء عون والحريري الاربعاء الماضي وما تلاه من مواقف للأخير ردّ عليها رئيس «التيّار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل بمجموعة شروط لتأليف الحكومة، تم ردّت «القوات اللبنانية» عليه لكونه حدّد ما سيكون حجمها التمثيلي في الحكومة، وكذلك ردّ عليه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط بدعوته الى درس ما طرحه بجدّية، وهو ردٌ رأى فيه البعض شيئاً من «التنكيت» و«الدعابة» على الطريقة الجنبلاطية المعروفة.

وفي حال مبادرة عون والحريري الى اصدار مراسيم تأليف الحكومة في هذه العجالة وتحت جنح الإنشغال الاقليمي والدولي بتفاعلات قضية الخاشقجي ومضاعفاتها وردّة الفعل، فإن حزبي «القوات» و«التقدمي الاشتراكي» سيكونان الخاسرين في التركيبة الحكومية المرتقبة، في حال استمرّا يعاندان ويعارضان الحصص المطروحة عليهما، من حيث عدد الوزراء ونوعية الحقائب الوزارية التي ستُسند اليهما.

غير انّ فريقاً من السياسيين يعتقد انّ «الاشتراكي» قد لا يخسر كثيراً لأنّ رئيسه جنبلاط أجرى في الايام الأخيرة الفائتة «ثلاثة أرباع استدارة أو تكويعة» مستدركاً ما يحصل حتى لا يتعرّض لخسران كبير او لاستبعاد من التوزير في حال استمر متشبثاً بشروطه ومطالبه، وهي ان تكون الحصّة الوزارية الدرزية كلها له لما يتمتع به من تمثيل درزي ساحق (يقول انّ نسبته 95 في المئة، حسب ما أظهرته نتائج الانتخابات النيابية في أيار الماضي).

امّا «القوات اللبنانية» فربما تُخرِج نفسها او يتم إخراجها من الحكومة اذا ظلت تعاند، غير قابلة بما يُطرح عليها من حصة وزارية، وخصوصاً ما تمّ البحث به في اللقاء الأخير بين عون والحريري، حيث وافق رئيس الجمهورية على اقتراح الحريري بقاء منصب نائب رئيس الحكومة من حصّة «القوات» كما هو الآن في حكومة تصريف الاعمال، لكن هذه المرّة من دون إلصاق حقيبة وزارية به، إضافة الى ثلاثة وزراء آخرين، إثنان بحقيبتين والثالث وزير دولة، وهو ما لم توافق «القوات» عليه بعد، في وقت لم يرشح انّ عون او الحريري في وارد اعطاء «القوات» حصة أكبر من ذلك. على انّ هؤلاء المتفائلين بولادة الحكومة قريباً، يعودون للاستدلال الى ذلك من خلال اعلان الحريري الخميس الماضي في ندوته المتلفزة، انّ الحكومة ستولد خلال اسبوع الى عشرة ايام. ويؤكّدون انّه لا يُعقل أن يضع الرجل صدقيته على المحك ما لم يكن متيقناً من أنّ المعطيات التي بين يديه متينة جداً الى حد انّها دفعته الى الجزم بلا تردد بأنّ الولادة الحكومية ستتم خلال هذه الفترة الزمنية الوجيزة.

 

الحريري «قرفان»

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018

هل زجّ الرئيس المكلّف سعد الحريري نفسه في ورطة مجانية عندما التزم علناً قبل أيام بتأليف الحكومة خلال 10 أيام، خصوصاً أنّ الرمال اللبنانية المتحرّكة قادرة على ابتلاع أي مهلة؟ أم أنّه كان يُدرك جيداً ماذا يفعل وبالتالي فهو لم ينطلق من فراغ حين تطوّع لتحديد توقيت الولادة الحكومية على الملأ؟ تتعدّد التفسيرات لمغامرة الحريري في اللعب مع عقارب الساعة التي قد «تلدغه» أو «تنصفه»، تبعاً لما ستنتهي اليه مهلة الايام العشرة الآخذة في التقلّص شيئاً فشيئاً، من دون ان تظهر حتى الآن دلائل واضحة الى قُرب تشكيل الحكومة.

وليس الحريري فقط هو الذي بات تحت الضغط، إذ انّ رئيس الجمهورية ميشال عون يكاد يكون أحد أكبر المتضررين من استمرار تمدّد «جرثومة» الوقت الضائع في جسم عهده، والرئيس نبيه بري يستعجل التأليف أيضاً حتى يدير محرّكات المجلس النيابي بطاقتها القصوى، لأنّ لا انتظام للرقابة والتشريع من دون وجود حكومة أصيلة، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، المسكون بهاجس الوضع الاقتصادي الصعب، يتهيّب المماطلة المتمادية في إنجاز التأليف الى حدّ أنّه قرّر طوعاً إجراء «حسومات» على شروطه الوزارية وحلحلة العقدة الدرزية.

وعلى الرغم من انّ الحاجة الى تأليف الحكومة صارت ملحّة لاعتبارات كثيرة، غير أنّ مراسيمها لا تزال عالقة في عنق زجاجة الخلاف المُستفحل بين «التيّار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» حول حجم الحصّة الوزارية لكل منهما ونوعيتها. ويبدو انّ الحريري ممتعض من محاولة تدفيعه ثمن هذا النزاع المسيحي، وأخذه رهينة سياسية له، وهو كان مستاءً من مضمون المؤتمر الصحافي الأخير الذي عقده الوزير جبران باسيل، لشعوره بأن باسيل حاول أن ينسف فرصة الايام العشرة عبر إعادة جرّ النقاش الى المربّع الاول والسعي الى فرض «معايير برتقالية» للتوزير، كأنه شريك للرئيس المكلّف في تأليف الحكومة وليس مجرد مفاوض باسم «التيّار».

وعُلم أنّ اتصالاً هاتفياً جرى بين باسيل والوزير غطاس خوري الذي استفسر من رئيس «التيّار» عن أسباب التصعيد في مؤتمره الصحافي، فأوضح له انّ كلامه أتى رداً على موقف مسبق ومتشنّج كان قد صدر عن الدائرة الاعلامية في «القوات». وما رفع منسوب الاستياء لدى الحريري، على ما يؤكّد العارفون، إحساسه بأن هناك من يصرّ على التعاطي «بخفة ودلع» مع الملف الحكومي، متجاهلاً أو جاهلاً دقة الواقع الاقتصادي وحساسيته، مع ما يتطلبه ذلك من شجاعة في تقديم تنازلات متبادلة، قبل أن يُستفحل الخطر على الوضع الاقتصادي والاستقرار النقدي.

وفيما شعر بعض الذين تواصلوا مع الحريري خلال الساعات الماضية بأنّه لامس حدود «القرف» إزاء طريقة التعامل مع «جرعة الايجابيات» التي ضخّها خلال مقابلته التلفزيونية، عُلم انّه سينتظر عودة عون من زيارته الى ارمينيا حتى يقدّم له تشكيلة حكومية متجدّدة، بعدما يكون قد استكمل دورة إضافية من المشاورات، على ان تخلو تلك الصيغة من الاسماء، مع تضمينها بعض التعديلات في حصتي «الحزب التقدمي الاشتراكي» و»القوات اللبنانية»، قياساً الى التشكيلة السابقة. ويشير قريبون من الحريري الى أنّ العقدة الدرزية عولجت، أو تكاد، بعد الايجابيات المتدرجة التي أبداها جنبلاط، وبالتالي فهي لم تعد تشكل عقبة حقيقية أمام ولادة الحكومة، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة منح «الحزب التقدمي الاشتراكي» حقيبة وازنة تعوّض عن قبول جنبلاط بالشراكة في تسمية الوزير الدرزي الثالث، لافتين الى انّ المشكلة التي لا تزال ترخي بثقلها على الرئيس المكلّف تتعلق بحقائب «الخلاف المسيحي». ويعتبر هؤلاء انّ مساحة التجاذب الحاد تشمل حقائب قليلة عملياً، بعدما باتت وجهة معظم الحقائب الاساسية محسومة، ومنها الصحة والدفاع والخارجية والاتصالات والداخلية والطاقة والمالية، فيما يستمر شدّ الحبال بنحو أساسي حول حقائب وزارات الأشغال العامة والنقل والتربية والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية. ويميل القريبون من الحريري الى الاعتقاد أنّ حصّة «القوات» سترسو في نهاية المطاف على 4 وزراء، من بينهم نائب رئيس الحكومة بلا حقيبة، فيما تحاول معراب «تحسين نسل» الحقائب الـ3 قدر الامكان. ويفترض المحيطون بالحريري انّ الانفراج الحكومي في العراق سينعكس عاجلاً أم آجلاً حلحلة حكومية في لبنان، على قاعدة ترابط الساحات وتوازنها.

 

لبنان يواجه «جمود» ملفّ النازحين

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018

ساهمت الأزمات المتلاحقة التي تضرب لبنان، وآخرها تعطيل تأليف الحكومة، في تخفيف الاندفاعة والحديث عن كارثة النزوح السوري التي تنتظر الإتفاق الدولي لحلّها. يؤكّد مطلعون على ملف النازحين أنّ موجة التفاؤل بقرب انتهاء أزمة النزوح السوري الى لبنان تضاءلت بنسبة كبيرة، وكل المعطيات تشير الى أنّ الاتفاق الأميركي- الروسي في قمّة هلسنكي لم يدخل حيّزَ التنفيذ بعد. أما الأسباب التي تدعو الى القلق فتعود الى عوامل خارجية أكثر ممّا هي داخلية، على رغم أنّ الدولة اللبنانية تطرح الصوت عالياً من على المنابر الدولية، لكن ليس هناك مَن يسمع لأنّ ظروف التسوية الإقليمية الكبرى لم تنضج بعد. ومن المؤشرات السلبية التي تبشّر بإطالة عمر الأزمة هي عدم بدء العودة المنظمة من دول الجوار، وخصوصاً دولتي الأردن وتركيا، وتقتصر العودة على الحالات الفردية أو أعداد قليلة ترغب بذلك وقد أصبحت مناطقهم آمنة.

ولم يكن البيان الأميركي- البريطاني المشترك في الأمم المتحدة، والذي أكد الطرفان فيه أنّ ظروف العودة لم تنضج بعد، إلّا جرس إنذار للدول المضيفة للنازحين، وكدليل على أنها يجب أن تتحمّل الأعباء المترتبة عن النزوح وقتاً إضافياً لأنّ ظروف العودة السياسية لن تتأمّن قريباً.

ومن الأمور التي تدعو أيضاً الى الريبة، إصرار بعض الدول والجمعيات الدولية على تقديم المساعدات للنازحين في لبنان ودول الجوار وعدم رغبتها بإعانة النازحين العائدين الى سوريا، مع العلم أنّ حجم المساعدات لم يواكب حجم الزيادات في أعدادهم نتيجة الولادات الكثيفة، كما أنّ ثمّة دولاً قد خفضت من نسبة مساعداتها غير آبهة لما قد يحلّ من كوارث على لبنان ودول الجوار.

ويُعتبر ربط عودة النازحين بالتسوية السياسية الكبرى في سوريا مؤشراً خطيراً الى استمرار الأزمة، خصوصاً أنّ الدول الكبرى وعلى رأسها «الدولتان العظميان» أميركا وروسيا لم تصل الى اتّفاقٍ على تقاسم الحصص في سوريا، كذلك فإنّ عناصر عدة تُعقّد الوضع السوري ومنها دخول العامل الإسرائيلي وتحوُّل سوريا الى ساحة صراع بين الدول. ويرفض لبنان الرسمي والشعبي هذا الأمر، ويتحرّك من أجل عدم ربط العودة بالتسوية وإلّا سيطول عمرُ الأزمة، لكنّ تداخل العوامل السياسيّة يجعل التعقيدات تزداد يوماً بعد يوم.

وعلى رغم كل تلك المؤشرات السلبية، يصرّ الطرف اللبناني على الإستمرار في اللجنة اللبنانية- الروسية المختصة بعودة النازحين وعدم الإكتراث بالموقف الأميركي- البريطاني من العودة، لأنّ إضاعة الفرص لم تعد من صالحه وعامل الوقت بات داهماً.

ومن جهة أخرى، فإنّ البحث في الحلول الداخلية مستمرّ، ويسير على خطين، الخطّ الأول هو الأحزاب والتيارات التي تدور في فلك «8 آذار» و»التيار الوطني الحرّ»، وأبرزها «حزب الله» الذي يعدّ العدّة لتسيير أوّل دفعة عودة الى سوريا، في وقت يحاول «التيار الوطني الحرّ» في المناطق درس الأوضاع لتسهيل العودة، لكنّ الخطورة تكمن في أنّ هذه القوى تحاول استغلال الملف سياسياً وفرض التطبيع مع النظام السوري.

أما الخطّ الثاني وهو الأبرز ويتمثّل بنشاط المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم الذي يجهد ويعمل من أجل تأمين العودة الى بعض المناطق السوريّة، فيُعتبر مؤشراً يريح النازحين ويشجّعهم على العودة الى بلادهم وعدم تخويفهم لأنّ مصيرَ البقاء في لبنان مجهول، وإنّ أحداً لا يعرف كيف تتجّه الأمور خصوصاً إذا تمّ وقف المساعدات الدولية. ويبقى الأهم وجود قرار سياسي كبير من أجل إبرام المهمّة، في حين أنّ قوى «14 آذار» ما تزال ترفض التنسيق مع النظام السوري، وتراهن على الإتّفاق الأميركي- الروسي والمظلّة الدولية، ولا تريد إعطاءَ النظام فرصة لإعادة عقارب الساعة الى ما قبل عام 2005. لكنّ الأساس يكمن في وجود نيّة لتنظيم رحلات العودة الجماعية وليس الفرديّة، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الدول الكبرى أولاً، والنظام السوري، والنازحين أيضاً وهم الذين يجب أن يتحرّكوا من أجل المطالبة بتحقيق العودة الآمنة الى قراهم وبلداتهم ومدنهم التي هُجّروا منها، وعدم انتظار إنتهاء إعادة الإعمار لأنه قدّ يتأخّر سنوات، ولا يوجد أيُّ مواطن يرضى بأن يبقى مهجّراً وضيفاً في أرض الضيوف.

 

عون بين الرئيس القوي والرئيس المستقوي

نديم قطيش/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18

ثلاثة أسابيع تفصلنا عن تمام السنة الثانية من ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون. حف انتخابه بعناوين كبيرة حول حقوق المسيحيين وتصحيح الشراكة بين المكونات اللبنانية، وأسبغت عليه معانٍ خلاصية تتجاوز السياسة بمعناها اليومي أو حتى التاريخي.

افتتن عون وفريقه السياسي والدعائي بمفردة «القوة» وتفرعاتها. فالمرشح عون هو الرئيس الحكمي لأنه «الزعيم القوي» الذي عبر قوته يستعيد المسيحيون حقوقهم، وفي ذلك إشارة إلى ضعف مفترض عند من سبقوه في سدة الحكم. وهو الرئيس القوي، المسنود إلى قوة اجتماعية عريضة وتيار سياسي أهداه الكتلة البرلمانية الكبرى. وهو العهد القوي الذي سيكافح الفساد ويشيد البلاد ويفرح العباد...

والقوي هو الجمهورية برمتها، وهو الصلاحيات ومصدر السلطة وصانع السياسات، يسعى، في كل ما يسعى إليه، إلى تثبيت ذلك، بالصلاحيات حيث توفرت الصلاحيات، وبالأسلوب والسلوك حيث ضعفت الصلاحية أو اختُلف على تفسيرها. ولعل أكثر ما يكشف هذا الملمح في ولاية عون، إدارته مسألة تشكيل الحكومة، مستفيداً من غموض الدستور حول حدود صلاحيته ودوره في التشكيل، ومدفوعاً بشهيته لتثبيت نظام رئاسي بالممارسة. لقد نص الدستور في مادته «53»، على أن رئيس الجمهورية يسمي رئيس الحكومة المكلف استناداً إلى استشارات نيابية ملزمة، ويُصدِر بالاتفاق معه مرسوم تشكيل الحكومة. كما نص الدستور في المادة «64» منه (البند2)، على أن رئيس الحكومة المكلف يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها.

لا يوضح الدستور ما إذا كان توقيع الرئيس إجرائياً فقط، ولا يفسر مسألة «الاتفاق» بين الرئيسين أو آليته، ولا يتطرق إلى معالجات عدم الاتفاق. هذا الغموض أتاح للرئيس عون أن يجعل من توقيعه على مرسوم التشكيلة الحكومية، قوة «فيتو» تكبّل الرئيس المكلف وتجعله أسير شروط رئيس الجمهورية. والحقيقة أن سلوك عون لم يولد من فراغ تام. فبعد «اتفاق الطائف» وفي ذروة السجالات اللبنانية حول دستور الجمهورية اللبنانية الثانية، اتخذ العونيون ضفة الطعن فيه لأنه جرد الرئيس المسيحي من الصلاحيات الهائلة التي تمتع بها في ظل الجمهورية الأولى، في حين دافع أهل «الطائف»، لا سيما المسيحيون منهم، عن الاتفاق وصلاحيات الرئيس فيه، مشددين على أن الرئيس لا يزال يحتفظ بحق التوقيع على التشكيلة الحكومية، وتعيين الموظفين، ويقرر بالتالي مسار تكوين السلطة، محكوماً بالطبع بنتائج الانتخابات النيابية.

وبالفعل، سبق أن رفض الرئيس السابق ميشال سليمان أول تشكيلة تقدم بها الرئيس سعد الحريري بعد انتخابات عام 2009، ما اضطره لإعادة وضع تشكيلة ثانية، تنسجم مع تقدير الرئيس سليمان للمصلحة الوطنية يومها.

غير أن ممارسة الرئيس سليمان الهادئة لصلاحية التوقيع على مرسوم تشكيل الحكومة، وجذبه الرئيس المكلف نحو معايير وتصور رئاسة الجمهورية للحكومة، لم يثيرا يومها الاستفزازات التي تثار اليوم. فبعد لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري وعون للتباحث في التشكيلة، أصدر القصر الرئاسي بياناً، جاء فيه أن رئيس الجمهورية أبدى بعض الملاحظات حول الصيغة الحكومية، «استناداً إلى الأسس والمعايير التي كان حددها لشكل الحكومة والتي تقتضيها مصلحة لبنان»، وهو ما دفع رؤساء الحكومة فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام إلى إصدار بيان جوابي شددوا فيه على أن الإشارة إلى «الأسس والمعايير التي كان حددها رئيس الجمهورية لشكل الحكومة إنما هي إشارة في غير محلها، لأنها تستند إلى مفهوم غير موجود في النصوص الدستورية»، وشددوا على أن الرئيس المكلف يضع مشروع تشكيل الحكومة، «دون أن يكون مقيداً بمعايير مسبقة، خارجة عن أحكام الدستور». مجاهرة عون بالمعايير الرئاسية هي ما أثار حفيظة رؤساء الحكومة، لا سيما أنها جاءت في سياق سلسلة من الاجتهادات الدستورية التي تخترع ضوابط على رئيس الحكومة، في حين أن بيان الرؤساء الثلاثة تناسى أنه سبق لرئيس جمهورية أن رفض تشكيلة للحريري وطالبه بإحداث تغييرات عليها، وهو بالتأكيد فعل ذلك بالاستناد إلى معايير ظلت في ذهنه وإن لم يضعها حبراً على ورق في بيان رئاسي. هذه واحدة من المساحات الرمادية في الدستور اللبناني التي تجرى فوقها تجاذبات ميزان الشراكة بين المكونات، وهي مشكلة قائمة بحد ذاتها. لكن المشكلة الكبرى أن رئيس الجمهورية ضيع فرصة تحويل هذه الصلاحية المهمة إلى أداة إيجابية، يفرض من خلالها على كل القوى السياسية أن تتمثل في الحكومة بأفضل ما لديها، وأن يلتزم بعدم التوقيع على تشكيلة ما لم تضم نخبة من أصحاب الكفاءة والسمعة الحسنة في أحزابها وتياراتها.

اختار عون، بدل ذلك، أن يدرج هذه الصلاحية في سياق معاركه مع خصومه، لتصغير حصة هذا وإلغاء حصة ذاك، وغرق في لعبة محاصصة استنزفت قدرته على قيادة طرح وطني، يكون ترجمة أمينة لمعنى الرئيس القوي.

ضاعت الفرص. اختار عون الرئيس المستقوي بصلاحية التوقيع، على الرئيس القوي بحصانة المشروع الوطني والإنجاز. رحم الله الرئيس فؤاد شهاب، الرئيس «الضعيف» الذي أعطانا كل ما بحوزتنا الآن من بقايا ملامح الجمهورية القوية.

 

ماذا وراء تسميتها بـ"حكومة العهد الأولى"؟

معروف الداعوق/اللواء/09 تشرين الأول 2018

بات اللبنانيون يُدركون المعنى الحقيقي للمواقف العونية التي تدّعي بأن حكومة الرئيس الحريري لم تكن الحكومة الأولى في عهد الرئيس ميشال عون. بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتأليف حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري بأشهر عديدة، صدرت تباعاً سلسلة مواقف عن نواب وقياديين في «التيار العوني»، ينكرون فيها ان تكون حكومة الحريري هي الحكومة الأولى في عهد الرئيس عون ويتجاهلون كل ما قامت به من مهمات وما اتخذته من قرارات وخطوات مهمة بمشاركة رئيس الجمهورية ووزراء التيار العوني، بل ويذهبون إلى أبعد من ذلك عندما يعتبرون ان الحكومة الأولى للعهد تبدأ مباشرة بعد اجراء الانتخابات النيابية التي انجزت في السادس من أيّار المنصرم.

وهكذا توالت مثل هذه المواقف «الديمانموجية» واللامنطقية وسط استغراب الوسط السياسي وشرائح واسعة من اللبنانيين لتردادها بالرغم من الانتقادات التي وجهت بها من أكثر الأطراف السياسيين لمغايرتها للواقع، إلى ان بدأت المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة التي اصطدم تألفيها حتى اليوم بشهية مفتوحة للتيار العوني للاستئثار بحصة وزارية تفوق حصته الطبيعية، بدأت المطالبة بالثلث زائد واحد، ثم تدرجت بعد ذلك لانتقاء الحقائب الوزانة والسعي الدائم لتقزيم حصة خصومه السياسيين في المقاعد والحقائب الوزارية على حدٍ سواء وانتهاء بمحاولة الترويج لحكومة اكثرية تخلو من هؤلاء الخصوم وتبعدهم عن المشاركة في الحكومة بالرغم من حساسية هذا التصرف وتأثيره السلبي على انطلاقة الحكومة والعهد وعلى الواقع السياسي ككل ورفض أكثرية الأطراف السياسيين السير فيه واصرارهم على مشاركة جميع الأحزاب والتيارات السياسية الفاعلة في الحكومة المرتقبة.

وهكذا بدأت تتكشف رويداً رويداً ما كانت تعنيه مواقف «التيار العوني» التي تؤشر إلى ان حكومة الرئيس سعد الحريري ليست هي الحكومة الأولى لعهد الرئيس عون، خلافاً للواقع والحقيقة إلى ما فضحته مطالب «التيار العوني» التعجيزية ومحاولته فرض شروط غير مقبولة لتولي خصومه ومشاركتهم في الحكومة المرتقبة، وهو الاستئثار بالحصة الأكبر بالمقاعد والحقائب الوزانة للتحكم بسياسة وقرارات الحكومة الجديدة بما يسهل الطريق لوضع يد «التيار العوني» على كل مفاصل الدولة، ان كان فيما يخص القرارات المتعلقة بتسيير أمور النّاس وتنفيذ المشاريع أو رسم وتنفيذ السياسة الاقتصادية، والتعيينات الإدارية في المراكز الحسّاسة والمهمة في الدولة أو رسم السياسية الخارجية والتعاطي مع المجتمع الدولي.

ولا شك ان ما كانت تعنيه المواقف الناكرة لوجود حكومة الرئيس الحريري في بداية عهد الرئيس ميشال عون والتي بدأت تتجسّد بالتعاطي في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، باتت اليوم تشكل المشكلة الأساس وتزيد من التعقيدات والصعوبات التي تعترض إنجاز عملية تأليف الحكومة وقد تُطيل مسار أزمة التشكيل أكثر مما هو متوقع إذا استمرت شهية «التيار العوني» وحلفائه على التشبث بالمطالب التعجيزية التي تفوق حصة «التيار» وتتعارض مع مطالب وحصص باقي الأطراف السياسيين انطلاقاً من طموح «التيار» للامساك بمعظم مفاصل الحكومة سعيه المستمر لترجمة شعار الحكومة الأولى في العهد في حين يواجه هذا الشعار بإصرار على ان تكون الحكومة الجديدة، حكومة وفاق وطني تتمثل فيها الأطراف السياسية الأساسية بمقاعد وحقائب متوازنة إلى حدٍ ما ولا تعكس غلبة فريق على آخر أو جنوح البعض للاستئثار والتحكم بسياسة الحكومة وقراراتها لمصلحة طرف أو فئة أو فريق معين على حساب باقي الأطراف الآخرين، لأن أي خلل أو قلب موازين القوى لصالح أي طرف كان سيؤدي حتماً إلى تعثر انطلاقة الحكومة أو إلى عرقلة قيامها بالمهمات المطلوبة منها.

اليوم، بات اللبنانيون يُدركون المعنى الحقيقي للمواقف العونية التي تدّعي بأن حكومة الرئيس الحريري لم تكن الحكومة الأولى في عهد الرئيس ميشال عون وما يحصل اليوم بالممارسة والتعاطي على حدّ سواء يترجم هذه المواقف عملياً على الأرض ويكشف حقيقة النوايا الكامنة وراءها. ويخشى أن يؤدي التشبث بمضامين هذا الموقف وابعاده السياسية إلى أزمة سياسية طويلة الأمد، تزيد من حدة عدم وجود حكومة جديدة تتولى إدارة السلطة ومقاربة الملفات والقضايا المهمة داخلياً وخارجياً على حدّ سواء، لا سيما مع تثبت كل الأطراف بمواقفها ومطالبها في التشكيلة الحكومية الجديدة. ويلاحظ بهذا الخصوص، أنه كلما لاحت في الأفق بادرة إنفراج بقرب إنجاز التشكيلة الحكومية، تواجه بعقبات وعقد جديدة تعيق ولادة الحكومة الجديدة. فإذا كانت المعادلة المطلوبة من «التيار العوني» حكومة على قياس «التيار» وحلفائه على حساب باقي الأطراف كما يظهر ذلك من خلال المواقف والمطالب والشروط الموضوعة، فهذا يعني حتماً أن وقت ولادة الحكومة لم يحن بعد وقد يستغرق وقتاً أطول مما هو متوقع الا إذا اقتنع «التيار» باستحالة تحقيق طموحه من خلال هذه المعادلة غير الممكنة في ظل توزيع وتوازن القوى السياسية الحالية، إن كان من خصومه السياسيين أو حتى من يعتبرون أنفسهم في نفس الخط السياسي الذي ينتهجه. ولا شك أن الأيام المقبلة ستكشف كل المواقف على حقيقتها بعد أن استنفدت المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، وسيعرف اللبنانيون الطرف السياسي الذي يعيق عملية التأليف لاسيما مع إعلان الرئيس الحريري بأنه يتوقع إنجاز عملية التأليف بعد عشرة أيام تقريباً.

 

رأي الجماعة والرأي الآخر

 حسين عبد الحسين/الحرة/09 تشرين الثاني/18

في العام 2002، انعقدت القمة العربية في بيروت فيما كانت "عملية السور الواقي" الإسرائيلية تقضي على "الانتفاضة الفلسطينية الثانية"، بالتزامن مع حصار على رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات في مقره المعروف بـ"المقاطعة" في رام الله.

يومذاك، حاول عرفات الإدلاء بخطابه إلى القمة عبر الأقمار الاصطناعية، فقام رئيس لبنان السابق والقمة إميل لحود، بتعليمات من راعيه السوري بشار الأسد، بحجب خطاب عرفات، فنقلته بعض الفضائيات العربية مباشرة. وعملا بشعار "الرأي والرأي الآخر"، كانت إحدى الفضائيات العربية تعتزم إجراء مقابلة رئيس حكومة إسرائيل الراحل آرييل شارون إلى الزعماء العرب، حثهم فيه على التوصل إلى سلام.

تلقفت حكومات العرب والمسلمين الحرب على الإرهاب، وحولتها إلى حرب على الحرية

ارت ثائرة الإعلاميين في "المركز الإعلامي" المخصص لتغطية أعمال القمة في بيروت ضد الفضائية التي بثت خطاب شارون، وتظاهروا ووقعوا عرائض. فبررت الفضائية خطوتها بالقول إن مهنيتها تفرض عليها إفساح المجال للرأي، أي عرفات، والرأي الآخر، أي شارون. كان ذلك في زمن الفسحة الضيقة من الحرية، يوم كانت بعض الفضائيات تستضيف نذرا يسيرا من "الرأي الآخر". اليوم، يغيب عن معظم الإعلام العربي "الرأي الآخر"، وإن صادف أن استضافت فضائية رأيا مغايرا لسياستها الإعلامية، تسلّط على الضيف المسكين غضب مقدمي برامجها، معززا بغضب الضيوف الآخرين المناصرين للفضائية ورأيها، ويصل الأمر في معظم الأحوال إلى الاستهزاء بالضيف صاحب "الرأي الآخر"، والسعي إلى تسخيفه، ومحاولة إظهار شواذ منطقه، وبطلان أقواله.

في الماضي، كان بعض الإعلام العربي يصور "الرأي" على أنه الرأي الصائب ورأي الجماعة، أي رأي الإجماع العربي. أما الرأي الآخر، فكان رأي العدو، في صورة إسرائيل الصهيونية المتآمرة وأميركا الإمبريالية الغاشمة. لم يخطر في بال الإعلام العربي، في أيام شذرات الحرية التي عاشها، أن "الرأي الآخر" يمكنه أن يكون رأي عرب من الخارجين على "رأي الجماعة" والإجماع العربي والإسلامي. لكن تعدد الرأي في صفوف العرب والمسلمين هو أساس الاستقرار والتقدم، وهو ليس "بثّا للفرقة" بينهم، ولا هو من أعمال أعداء الأمة. وحده العنف من خارج الحكومات هو الإرهاب الذي يسيل الدماء، وهو الذي يؤدي إلى الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة. أما التمرد على "ولاة الأمر"، ومعارضة "رأي الجماعة"، والحوار مع العدو، فكلها من الأمور الإيجابية، وهي من التفكير النقدي المطلوب. فالنقاش يغني الآراء ويفتح الباب أمام المواطنين للمبادرة وللخروج عن المألوف في عالمي السياسة والأعمال، وتاليا يؤدي تعدد الآراء وتباينها إلى الازدهار والاستقرار. كما يسمح النقاش بتلاقح الأفكار وتطويرها وتحريك الركود الفكري والخمول وطي صفحة التصفيق للزعيم الخالد أو التهليل لقراراته، التي غالبا ما يصورها إعلامه على أنها سامية معصومة عن الخطأ؛ فتدفع نرجسية الحاكم وإعجابه بنفسه ـ وهو إعجاب يعززه تصفيق المتملقين المحيطين به ـ إلى قمع أي انتقاد أو رأي مخالف، إذ ذاك تعجّ السجون بالمتنورين، ويدير البلاد حمقى من أصحاب الفكر الساذج ممن ينهمكون في التآمر للحفاظ على مراكزهم.

 الرأي والرأي الآخر شعار بديع وتنويري، ولا بد من التمسك به وتطبيقه

في العقد الماضي، سعت الولايات المتحدة إلى نشر الحرية في الدول القمعية اعتقادا منها أن القمع يثير الإحباط، وأن الإحباط يؤدي إلى اليأس، وتاليا إلى الإرهاب. تلقفت حكومات العرب والمسلمين الحرب على الإرهاب، وحولتها إلى حرب على الحرية، وتم تصوير معارضي رأي الحاكم على أنهم إرهابيون، وتصوير الإرهابيين على أنهم خوارج على "رأي الجماعة" أو على "رأي ولي الأمر"، وانتشر شيوخ الإنترنت وفتاواهم الصادرة على حسب طلبات بعض الحكام والإرهابيين، وصار التباين في الرأي تراشقا في الاتهامات والشتائم. لن يكفي النمو الاقتصادي لإخراج الشرق الأوسط من مأساته، ولا بديل عن قيام الحكومات برعاية التباين في الرأي، وحماية الرأي الآخر، وإقامة استفتاءات وانتخابات حرة ومتكررة للوقوف على رأي الأكثرية، وعدم تحديد الآراء المقبولة وتحريم تلك المخالفة، حتى لو طالبت الآراء المخالفة بانفصال الكرد أو القبط، أو بسلام فوري وحوار مع إسرائيل. فالحوار هو في صميم معظم الحلول، مثل في سورية، حيث لا بديل عن سماع الصوت السوري القائل بأن "سورية لينا وما هي لبيت الأسد"، وأن لا مستقبل يرتجى مع حافظ الثاني أو بشار الثالث. كذلك في لبنان، حيث يرث الأبناء الزعامة والأنسباء الرئاسة؛ لا نهاية للفساد من دون إنهاء الوراثة. الرأي والرأي الآخر شعار بديع وتنويري، ولا بد من التمسك به وتطبيقه. أما تحويله إلى شعار "رأي الجماعة" والرأي الآخر، فهو يؤدي وظيفة معاكسة، ويحول الأفراد أصحاب الآراء المتعددة إلى "جماعة" صاحبة رأي واحد، ويحول رأي الأقلية إلى خيانة، فتتحول بذلك عملية نشر الحرية إلى فرض للاستبداد.

 

يوم ألّفت دمشق حكوماتنا: أسبوعان لا أكثر!

 نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018

منذ اتفاق الدوحة بات كل تأليف للحكومة يتحوّل الى أزمة وطنية مفتوحة بسبب مهلة التكليف تارة، والتناحر على المقاعد والحقائب وصولاً الى الخلاف على نصابها قبل الوصول الى البيان الوزاري طوراً

في عقد من الزمن أضحى كل تأليف لحكومة جديدة يجرجر أشهراً من الشروط المتبادلة قبل إبصارها النور بعد كلمة سرّ ما. كذلك انتخاب رئيس الجمهورية، في اوانه الدستوري، تحوّل الى ازمة وطنية مفتوحة بسبب الخلاف على الشخص مرة، وعلى المرحلة المقبلة وتوازن القوى الداخلي مرة اخرى، الى ان تهبط ايضاً كلمة السرّ. بل اوشك مجلس النواب ان يطاوله شغف التعطيل، حينما مُدّدت ولايته ثلاث مرات ما بين عامي 2014 و2017 قبل ان يستعيد مواعيده الدستورية.  حال الرئيس المكلف سعد الحريري كأسلافه، يواجه المآزق نفسها من دون تمكنه - على وفرة مرات دفاعه عن صلاحياته الدستورية واصراره على انها تخصه - من تأليف حكومة لا تأخذ في الحسبان موازين القوى الداخلية، واحجام القوى مقاعد وحقائب. في احسن الاحوال، شأن اسلافه سلّم عامي 2009 و2016 ـ وسيسلّم في المرة الثالثة ـ بما فرضته الكتل عليه او ستفرضه، اذ تقاسمه في الواقع صلاحية التأليف.  ما تخبره البلاد منذ عام 2008، لم تعرف نظيراً له ما بين عامي 1990 - مع اول حكومة طبقت الاصلاحات الدستورية في اتفاق الطائف - و2004. للمفارقة ان الاولى ترأسها الرئيس عمر كرامي، والاخيرة كذلك، قبل ان يجد الجيش السوري نفسه مرغماً على الانسحاب من لبنان في نيسان 2005.  على مر حكومتي كرامي هاتين، فان مراجعة سريعة للمهل الفاصلة بين التكليف والتأليف ترجحت بين 4 ايام حداً ادنى (حكومات 1990 و1995 و2000)، و14 يوماً حداً اقصى (حكومة 1996). عُزيت المهلة المقتضبة هذه، ابان الحقبة السورية، الى الدور المرجعي لدمشق في تأليف حكومات تجمع حلفاءها في الطوائف المختلفة، كما في سائر الاستحقاقات الدستورية. تتولى ادارتها مباشرة كي يفضي الاستحقاق تلو الآخر الى ما كان السوريون يتوخونه، وهو الامساك بالسلطة الدستورية الجديدة ونصابها. تطلّب الوصول الى هذا الهدف ـ وإن بتطبيق ملتوٍ للدستور - ابتكار فكرة غير مسبوقة: وضع العربة امام الحصان يصلح، وقد يكون اكثر فائدة احياناً من وضع الحصان امام العربة: تأليف يسبق التكليف ولا يليه.

المقصود بهذه الآلية الجديدة، وقد استمرت عقداً ونصف عقد من الزمن، الاتفاق على تأليف الحكومة قبل تكليف الشخصية المعنية - المعروفة والمتفق في الاصل سلفاً عليها - كي لا تؤول الحال الى ما بات اللبنانيون يدركونه على الدوام بعد عام 2008: ليس آمناً ولا كافياً بالضرورة تسمية الرئيس المكلف كي يتمكن فعلاً من تأليفها في الوقت المطلوب، وإن حظي باوسع تأييد من الاكثرية النيابية او حتى الاجماع او شبه الاجماع عليه. في الغالب تنفجر النزاعات والطموحات والصراع على المقاعد والحقائب بعد التكليف، من غير ان يؤدي الى التأليف بالسهولة المتوخاة.

آلية كهذه، حتماً، مناوئة لاحكام الدستور - ولم يكن السوريون يتجاهلونه في الظاهر سواء في الاستشارات النيابية الملزمة او مفاوضات التأليف والمناصفة وتوزيع الحصص على الطوائف - بيد انها كانت تفضي باستمرار الى اختصار المهل، بفضل التفاهمات السياسية التي تولت دمشق سلفاً تنظيمها ورعايتها. الحصيلة نفسها راحت حكومات ما بعد عام 2008، عندما وضعت الحصان امام العربة، تنتهي اليها بتقاسم المقاعد والحقائب، وتمييز تلك السيادية عن الاساسية عن الثانوية، وتسويات بعيدة من الاضواء ومن الآلية الدستورية في المادة 53 اذ تحصر التأليف برئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. الا ان المهل ليست كذلك.

اعتمدت دمشق التأليف قبل التكليف فابصرت الحكومات النور في اسرع وقت بعد خروج السوريين اضحت الكتل الكبرى شريكاً رئيسياً لا يُستغنى عنه في الوقت الطويل الذي يستغرقه التأليف، كما في مراحل التأليف خصوصاً. ذلك ما يعنيه تمسّك معظم هذه باكراً بحقائب محدّدة لا تتنازل عنها تارة، وبفرض افرقاء فيتوات على افرقاء آخرين في ما يحوزونه او لا يحوزونه مقاعد وحقائب. اتّبعت دمشق آلية تأليف الحكومات المتعاقبة ابان زمانها في لبنان وفق القواعد الآتية:

1 - بسبب عامل السرعة في التأليف، لم تظهر مرة على مرّ الحكومات التسع في المرحلة تلك مشكلة التكليف المفتوح الذي يضع زمام التأليف بين يدي الرئيس المكلف ويقبض عليه، ولا يتخلى عنه، ويتحوّل الى اداة ضغط على رئيس الجمهورية الذي لا يسعه انتزاعه منه، كما على الافرقاء الآخرين. لم تفصح هذه المشكلة عن نفسها الا منذ عام 2008، وامست عقبة كأداء في التأليف، وسيفاً مصلتاً يرفعه الرئيس المكلف في وجه هؤلاء كما طوائفهم كلما ذكّره احدهم بأن الوقت طال اكثر مما ينبغي.

2 - اخذ السوريون على عاتقهم، ما ان تستقيل حكومة، العمل على اجراء مشاورات مع حلفائهم لم تكن تحتاج سوى الى ايام قليلة كي تتضح ملامح الحكومة الجديدة. كانت المشاورات تشمل الحلفاء فحسب، كون المعارضة خارج السلطة قليلة التأثير ليس في مقدورها سوى الاحتجاج والاعتراض. بغية الافادة من السرعة، يوزّع السوريون الحصص على قوى ثلاث: رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، الى حصة رابعة هي لدمشق من خلال حلفائها الذين يشكلون في نهاية المطاف - مع حصص الرؤساء بالتأكيد - نصاب الثلثين الذي تتطلّبه. عندما يحرد فريق او حليف من تقليص حصته او حرمانه منها يعوّضونه بالعبارة التالية: «معليش في المرة الجاية». بذلك يتفادون تنافس الحلفاء و«استقتالهم» على التوزير المحكوم بسقف الارادة السورية ليس الا، وفي الوقت نفسه يأخذون في الحسبان التوازنات الداخلية. يوزّعون المقاعد والحقائب بناء عليها. ما كان يعنيهم ان يكون حلفاؤهم داخل الحكومة الجديدة. 3 - مطبخ المشاورات في دمشق اولاً، واستكمالها في بيروت. هناك في مكاتب ثلاثة عرّابين يتسابق الحلفاء اللبنانيون على كسب رضاهم وابراز ولائهم لهم: نائب الرئيس عبدالحليم خدام، رئيس الاركان العماد حكمت الشهابي، اللواء محمد ناصيف. ناهيك بمكتب رابع في عنجر هو للواء غازي كنعان. الا ان الرجال الاربعة هؤلاء يدورون في فلك الرئيس حافظ الاسد، ثم خلفه الرئيس بشار الاسد، قبل خروج الشهابي من المعادلة عام 1998، وكنعان عام 2002، والتفكك التدريجي لنفوذ خدام وصعود هيبة ناصيف في النظام، وقد بات الاسد الابن محور الارادة والقرار وحده. بذلك كان من السهولة بمكان العثور على حصة لكلٍ من هؤلاء في الحكومات المتعاقبة.

 

إيران والتصالح مع الواقع

خيرالله خيرالله/العرب/10 تشرين الثاني/18

يقول المنطق أنّ ليس أمام إيران سوى إعادة التفاوض مع الإدارة الأميركية في شأن ملفّها النووي وما هو أهمّ من ملفّها النووي. أنْ يدعو وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى خطوة في هذا الاتجاه يعتبر إشارة في غاية الإيجابية وبداية تصالح مع الواقع. اللهم إلا إذا كان في الأمر مناورة تستهدف كسب الوقت فقط. يظلّ الأهم من موضوع الملف النووي وإعادة التفاوض في شأنه، السلوك الإيراني خارج إيران، أي المشروع التوسّعي الذي تحاول إيران حمايته عبر تطوير الصواريخ الباليستية. تستخدم هذه الصواريخ، التي كانت فرنسا من بين من ركز عليها باكرا، لأغراض متنوعة. من بين هذه الأغراض تهديد السعودية بواسطة الحوثيين انطلاقا من الأراضي اليمنية.

إذا كان من فضيلة لإدارة دونالد ترامب، فإن هذه الفضيلة هي في الوصف الدقيق للسلوك الإيراني المشكو منه منذ العام 1979. ليس صدفة أنّ النقاط الـ12 التي وضعها وزير الخارجية مايك بومبيو والتي تضمنت الشروط الأميركية لإعادة التفاوض مع إيران، تشير إلى دور الميليشيات الإيرانية خارج إيران وضرورة وقف نشاطها ووضع حدّ لمشاريع من نوع تطوير الصواريخ الباليستية والوجود العسكري الإيراني المباشر في أراضي هذه الدولة أو تلك.

النظام في إيران يلعب عادة على حصانين مختلفين. يلعب على حصان التعبئة الداخلية في مواجهة “الاستكبار العالمي”، وعلى قنوات التفاوض مع هذا "الاستكبار"

مزقت إدارة ترامب الاتفاق في شأن الاتفاق النووي مع إيران. لم تعد من قيمة للاتفاق الموقع في صيف العام 2015 والذي يكشف غباء إدارة أوباما… أو كلّ العداء الذي تكنّه لكل ما هو عربي في المنطقة. كان هذا الاتفاق تعبيرا عن رغبة إدارة أوباما في تعويم النظام الإيراني. أخذت إيران ما تشاء من الاتفاق، واعتبرت أن ما حققته كان إنجازا كبيرا. يكفي أنّها حصلت على مليارات الدولارات كانت في حاجة ماسة إليها. فوق ذلك كلّه، عملت الإدارة الأميركية السابقة كلّ ما تستطيع عمله من أجل مسايرة إيران واسترضائها. وصل بها ذلك إلى التغاضي عن استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي صيف العام 2013 في سياق الحرب التي يشنّها على السوريين من أجل تهجيرهم من أرضهم، والمساهمة في عمليات التطهير المذهبي التي تعمل إيران من أجل تحقيقها في أرض سوريا.

غضت إدارة أوباما الطرف عن كل ما فعلته إيران في المنطقة، أكان ذلك في العراق أو سوريا أو اليمن… أو البحرين. كان كلّ ما تسعى إليه هو الوصول إلى الاتفاق المتعلّق بالمشروع النووي الإيراني. لا شكّ أن طهران عرفت كيف تسوّق لملفّها النووي وتجعل منه همّا أميركيا وأوروبيا في الوقت ذاته. ساعدها في ذلك الموقفان الروسي والصيني اللذان لم يكونا بعيدين عن الموقف الأوروبي حيث لعبت ألمانيا دورا في الترويج لأهمّية إيران والسوق الإيرانية. لم تستفق ألمانيا من الانبهار بإيران إلا أخيرا…

بين توقيع مجموعة الخمسة زائدا واحدا الاتفاق مع إيران، وفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، وصولا إلى تمزيقه الاتفاق، مرت سنتان تقريبا. اختبرت إيران الإدارة الأميركية الجديدة طويلا قبل أن تكتشف أخيرا أن لا مفرّ أمامها سوى الإعلان عن الرغبة في التفاوض مجددا بعدما فعل التلويح الأميركي بالعقوبات فعله. إذا كان مجرد التلويح بالعقوبات وبدء تطبيق قسم منها أدّيا إلى زعزعة الاقتصاد الإيراني، فماذا سيحصل عندما ستطال هذه العقوبات تصدير النفط الإيراني في الخامس من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل؟

يبدو واضحا أنّ إيران بدأت تشعر بأنّ إدارة ترامب في غاية الجدّية. الدليل على ذلك أنّها تركز على الاقتصاد الإيراني وعلى عصب هذا الاقتصاد الذي هو النفط. يمكن القول إن إدارة ترامب تساهلت مع إيران في العراق. سمحت لها بتسجيل نقاط هناك، خصوصا عندما فرضت استبعاد حيدر العبادي عن موقع رئيس الوزراء والإتيان بمرشح تابع لها إلى موقع رئيس مجلس النواب هو محمد الحلبوسي، مع ما يعنيه ذلك لجهة تمكينها من شق الصف السنّي. لكنّ إيران تعرف في نهاية المطاف أن نقل المعركة إلى الاقتصاد هو بمثابة نقل لها إلى الداخل الإيراني. فإيران، كنظام قام بعد إطاحة نظام الشاه في العام 1979، سعت دائما إلى خوض معاركها خارج أرضها. لذلك تعتبر المتاجرة بالقضية الفلسطينية والقدس من أهمّ الإنجازات التي حققتها، فضلا بالطبع عن خلق أداة لها اسمها “حزب الله” الذي استطاع تحويل لبنان “ساحة” لإيران.

هل كلام جواد ظريف إلى “بي. بي.سي” عن استعداد لإعادة التفاوض مع الإدارة الأميركية، وفق شروط محدّدة، يعني أن إيران اتخذت قرارا نهائيا بالتصالح مع الواقع؟ من الباكر الإجابة عن هذا السؤال، خصوصا أنّ “المرشد” علي خامنئي ما زال يردّد كلاما عن “تخوين” من يريد التفاوض مع الأميركيين. لكنّ النظام في إيران يلعب عادة على حصانين مختلفين. يلعب على حصان التعبئة الداخلية في مواجهة “الاستكبار العالمي”، وعلى قنوات التفاوض مع هذا “الاستكبار”.

إدارة ترامب مزقت الاتفاق في شأن الاتفاق النووي مع إيران. لم تعد من قيمة للاتفاق الموقع في صيف العام 2015 والذي يكشف غباء إدارة أوباما

 هناك تجارب الماضي القريب والبعيد التي تؤكد أن إيران مستعدة للذهاب بعيدا في لعبة الرهان على حصانين مختلفين. ففي الحرب العراقية-الإيرانية بين 1980 و1988 استقبلت، وهي تطلق صيحة “الموت لأميركا”، وفدا برئاسة روبرت ماكفرلين مستشار الأمن القومي في عهد رونالد ريغان وتفاوضت من أجل الحصول على أسلحة إسرائيلية كانت في أشدّ الحاجة إليها. وفي مرحلة ما قبل الوصول إلى اتفاق في شأن الملفّ النووي، صار محمّد جواد ظريف يتصرّف مع جون كيري، وزير الخارجية الأميركي وقتذاك، وكأنّهما صديقان قديمان يعملان من أجل السلام العالمي والاستقرار الإقليمي.

من المستبعد أن تكون إيران حسمت أمرها في موضوع التصالح مع الواقع، أي مع حقيقة أنّها مجرد دولة عادية فشلت في إيجاد مصدر دخل آخر غير النفط والغاز. من يتمعّن في السلوك الإيراني منذ 1979، يكتشف أن المحاولات ستستمر من أجل متابعة لعبة الهرب إلى أمام. ستحاول إيران مرّة أخرى الرهان على الانتخابات الأميركية الشهر المقبل. هل يخسر دونالد ترامب الأكثرية الجمهورية في مجلسي الكونغرس؟ هل يؤدي ذلك إلى تحوله هدفا سهلا للديمقراطيين الذين سيعملون على استغلال كلّ تلك الفضائح التي استطاع تجاوزها منذ دخوله البيت الأبيض؟

بعد تمكن دونالد ترامب من تمرير مرشّحه لعضوية المحكمة العليا القاضي بريت كافانا في الكونغرس، لا يمكن الاستخفاف برجل لم يكن عاقل يتصوّر يوما أنّه سيصل إلى البيت الأبيض. لا شكّ أن إيران تمتلك لوبي قويّا في واشنطن. لكنّ نجاح الجمهوريين في انتخابات مجلسي الكونغرس سيجعلها تعترف بحدود ما يستطيع هذا اللوبي عمله لها. سيكون الشهر المقبل في غاية الأهمّية بالنسبة إلى معرفة هل ستقبل إيران أخيرا فكرة أنّ عليها الاهتمام بشعبها ومشاكلها الداخلية أوّلا وأخيرا… مع ما يعنيه ذلك من تصالح مع الواقع!

 

خيارات صعبة للرئيس الروسي في سوريا وبوتين بحاجة إلى طهران لسببين... التمويل والقوات على الأرض

أمير طاهري/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18

بينما تسيطر حالة من الفزع المرضي من الجواسيس الروس على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام العالمية ربما يتركز اهتمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مشكلة أكبر بكثير تلوح في الأفق أمام إدارته: سوريا.

للوهلة الأولى ربما يبدو أن سوريا دخلت مرحلة جديدة على الأرض بعد سبع سنوات من الحرب والتي ربما تكون قد استنزفت طاقة جميع الأطراف المعنية. اليوم، تنقسم البلاد إلى خمس مناطق للنفوذ تخضع لسيطرة قوى أجنبية مختلفة. كما تراجع تدفق اللاجئين بصورة بالغة، بينما أصبحت الجماعات المسلحة المتنوعة التي قاتلت ضد نظام الرئيس بشار الأسد وضد بعضها البعض، محصورة داخل مساحات ضيقة من الأرض أو تتعرض للتقييد من جانب حلفاء أجانب أقوياء.

ومع ذلك فإن ما قد يبدو أنه وضع فعلي قائم ومستقر للوهلة الأولى ربما يظهر في صورة مختلفة عند تدقيق النظر فيه. أولاً: في الوقت الذي توقف القتال على الأرض بصورة شبه كاملة، فإن الجماعات المعادية للأسد بما فيها تلك المرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، بدأت في التحول إلى أساليب إرهابية كلاسيكية لتقويض الوضع القائم. الشهر الماضي، كانت العمليات التي جرت في اللاذقية وهي واحدة من المحافظات التي يعتقد أنها موالية للأسد في معظمها، مثالا على ذلك. وبالأمس، وقع تفجير ضخم قرب حلب أكبر مدن سوريا من حيث عدد السكان.

وقد حددت الاستخبارات الروسية على الأقل 20 «وحدة عمليات» تستعد لشن هجمات داخل مناطق حضرية وضد أهداف عسكرية، تبعاً لما ذكرته وسائل إعلام روسية.

كما أن هناك سخطا متزايدا في صفوف الرأي العام الروسي تجاه مشاركة موسكو في صراع يبدو بلا نهاية. وفي الوقت الذي يتركز الاهتمام العالمي على 18000 سوري نصفهم تقريباً من المدنيين، قتلوا في غارات قصف روسية، يتركز الاهتمام داخل روسيا نفسها على 3000 فرد عسكري وفني روسي على الأقل قتلوا هناك. الأسوأ عن ذلك فإن ادعاء بوتين في فترة مبكرة من الحرب بأن تدخله في سوريا سوف يوقف تدفق مسلمين مسلحين من المجتمع المسلم الروسي على مناطق الصراعات، ثم عودتهم إلى الوطن، لم يتحقق على أرض الواقع. وطبقا لما ذكرته مصادر روسية، فإن آلاف المقاتلين من الجمهوريات الروسية ذات الأغلبية المسلمة، خاصة تتارستان وإنغوشيا والشيشان وداغستان، انتقلوا إلى سوريا عبر إيران أو جورجيا وتركيا. ومن المعروف أن إيران ألقت القبض على عدد من الجهاديين المحتملين القادمين من روسيا لكن من الواضح أنها عاجزة عن وقف تدفق هذه العناصر عبر أراضيها إلى سوريا. والمؤكد أن بوتين لا تروق له فكرة إمكانية عودة أعداد ضخمة من المقاتلين المتمرسين إلى روسيا على مر السنوات. أيضا تؤثر سوريا على خطط بوتين للتقارب مع الولايات المتحدة، لكن بشروطه هو. وطبقا لما ورد في تحليل صادر عن مجلس العلاقات الخارجية، فإن إدارة ترمب «تنظر إلى إيران، وليس روسيا، باعتبارها التهديد الأمني الأكبر في الشرق الأوسط. وترى الإدارة أن روسيا مرنة نسبياً بخصوص النتائج في سوريا وتشارك واشنطن عدم ارتياحها تجاه النفوذ الإيراني المتزايد هناك. ولا تزال الرؤية الأميركية قائمة على أن روسيا البديل الأقل ضرراً بين حلفاء النظام السوري وتملك نفوذا كافيا للتأثير عليه إذا ما اختارت ذلك».

ومع ذلك فإن واشنطن تستلزم من أجل الاستمرار في صياغة سياساتها بناء على هذا التحليل، أن تلتزم روسيا بالمطلب المحوري لترمب الخاص بطرد القوات الإيرانية من سوريا. أما المشكلة، فهي أنها رغم أن بوتين قد يفضل رؤية الإيرانيين خارج سوريا فإنه بحاجة إلى طهران لسببين. أولاً أن الجمهورية الإسلامية المصدر الأكبر للدعم المالي لنظام الأسد. وتشير تقديرات إيرانية رسمية إلى أن طهران تنفق أكثر من 6 مليارات دولار سنويا على رواتب أفراد عسكريين ومدنيين في صف الأسد. وتقدم طهران إسهاماً أهم يتمثل في القوات على الأرض التي يحتاجها بوتين لتعزيز سيطرته على الملف السوري. داخل سوريا، تتألف الوحدات المقاتلة تحت سيطرة إيران من أكثر من 80000 رجل بينهم مرتزقة من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان. وربما تجد القيادة الإيرانية صعوبة في نقل هذا العدد الضخم من المقاتلين الأجانب إلى داخل إيران ـ وهو إجراء قد يهدد أمن الجمهورية الإسلامية نفسها. وقد يتمثل أحد الحلول الممكنة، في إعادة تنظيم هذه القوات لتصبح نسخة إيرانية من الفيلق الفرنسي الأجنبي وتحديد مقره في سوريا تبعاً لاتفاق مع نظام الأسد. وقد أثيرت هذه الفكرة بالفعل خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي الأخيرة لدمشق. إلا أن الرئيس الأسد يرفض حتى الآن منح طهران حق الإبقاء على قوات داخل سوريا بصورة دائمة.

في الوقت ذاته فإن انتقال القوات الخاضعة لسيطرة إيران بعيدا عن الحدود مع إسرائيل ولبنان، من الواضح أنه لم يرض واشنطن التي ترغب في رحيل كامل لهذه القوات عن سوريا. من ناحيته ينظر بوتين إلى توسيع نطاق المشاركة الدولية في سوريا باعتبارها وسيلة لتخفيف الضغوط عن الموارد الروسية. ويعني ذلك عقد مؤتمر دولي للدول المانحة لصياغة خطة لإعادة الإعمار لسوريا التي مزقتها الحرب. ومع ذلك، ثمة عقبة كبرى في طريق بناء مثل هذا التحالف تحت قيادة روسية، وذلك لأن الأوروبيين يطالبون بمحو الرئيس الأسد من الحياة السياسية السورية في إطار جدول زمني معقول قبل إعلان أي تعهدات مالية. من جهتها أكدت مارغوت لايت البروفسورة بكلية لندن للاقتصاد، أن «مصلحة روسيا لا تتطابق مع مصلحة الأسد». وأعرب عن الفكرة ذاتها ريتشارد ريف الذي يترأس «برنامج الأمن المستدام»، وهي منظمة بريطانية يجري النظر إليها باعتبارها المصدر الرئيسي والمعتبر للتحليلات المتعلقة بالصراع في سوريا. ونظرا لإدراكه أن مكاسبه الواضحة في سوريا من الممكن أن تتحول بسهولة إلى خسائر كبرى، يقف بوتين في مواجهة خيارات صعبة في سوريا.

 

مفكرة يوم في القرية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18

لا أعرف لماذا ننتظر الخريف: تلاقي ألوانه الكئيبة دواخلنا؟ الشفقة على الشجر؟ الرفق بالطيور التي تتدفأ بورق الشجر ولن تجده بعد قليل؟ وحيدة تعيش وتنمو الأشجار. الطيور تبدد وحدتها قليلاً. الخريف يخفف عنها عبء الأوراق.

> عبقرية اللغة: الريح شيء، الهواء شيء آخر. الريح تملأ الجو صراخاً وهبوباً وهي تعصف من شجرة إلى أخرى. الهواء ينقل النسيم إلى الناس، في همس ولطف، دون تمييز، ويمر بالألحان على ناي الرعاة... وحيدون مثل الشجر.

> التلامذة الصغار في صفوفهم يتضاحكون في خبث: المدرِّس يتظاهر بأنه لا يدري ويخاف أن يحرج سذاجتهم. ينسون دائماً أنه المعلّم.

> يمر الراعي خليل تسبقه ماعزه وأجراسها. الخريف الماضي وعدني بأن يقرأ عليّ قصيدة من تأليفه. يبدو أنه قد نسي. يتناول فنجان القهوة وعينه على الماعز الشارد، ويسأل عن «الأوضاع». وأكرر عليه كلام الخريف الماضي وأنا خجول بنفسي لئلا يعتقد أنني لا أبالي بأمره.

> في الخريطة التي وضعتها البلدية حديثاً، يشار إلى المنطقة التي فيها المنزل باسم «الكروم». لافتة معدنية زرقاء لاسم لم يعد له مسمى. لم يبقَ من الكروم سوى عريشة متروكة، مثل الحروف المهملة.

> فوق البركة، القديمة من أيام جدي، ثلاث شجرات «خرما» يحمر لونها في الخريف عند الاستواء، وتصبح مثل لوحة زاهية لحسن جوني. تتساقط ثمارها ولا يقطفها أحد. العام الماضي قررنا أن نقطف ما أمكن، وأرسلت صندوقين إلى الدكتور بهيج طبارة. وسارع في الشكر على نحو محيّر، وقرأت في صوته أن أصدقائي سوف يكونون أفضل حالاً إذا تركنا الموسم على الأغصان... والأصدقاء بلا هدايا.

> الليل البارد يتكفل سقي الزهور.

> صديق من أيام الشباب يتصل موبايليّاً: «هل أنت في البيت كي أمر بك؟»... يعيدني ذلك إلى أيام الشباب الذي لا يعود. يومها كان الرفاق يمر بعضهم ببعض دون هاتف مسبق، ولم تكن للأبواب أجراس لأنها بلا كهرباء، وكنا نحفظ عادات وأوقات بعضنا البعض. وكنا، صديقي وأنا، نتمشى كل مساء على طريق القرية وتبتسم لنا الصبايا من بعيد... ما يكفي لكتابة قصيدة... على البحر المتدارك.

> أبحث في الكتب القديمة واحداً بعد الآخر. كل ما فيها جديد. وبعض ما فيها دائماً مفاجئ في الإعادة.

> كنت أجلس على هذه الصخرة وأحلم. أتخيل الحوارات وألقي الخطب مثل شيشرون، وأحيي الجماهير، والآن أبحث عن الزاوية المريحة أكثر من سواها. أحياناً مع إبراهيم ناجي:

إذا بحلمي تلاشي واستيقظت عينايا ورحت أصغي وأصغي لم ألفِ إلا صدايا

 

علامات أمل للتغيير الإيجابي في العراق

لينا الخطيب/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18

مر العراق بأوقات عصيبة على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية. انتصار الحكومة العراقية عسكرياً على «داعش» لم يترجم بعد إلى فرص عمل لأولئك الذين فقدوا سبل معيشتهم في المناطق التي كان يحكمها التنظيم سابقاً والتي تم تدميرها في الحملة العسكرية الدولية ضد «داعش»، كما هو الحال في الموصل. تحسن الوضع الأمني في البلاد لكن هجمات الإرهابيين مستمرة، خصوصاً أن «داعش» يحاول تأكيد نفسه في أعقاب فقدان معظم سيطرته الإقليمية في العراق وسوريا. لا يزال الفساد مشكلة مستوطنة، حيث صنفت منظمة الشفافية الدولية العراق الدولة الـ 169 من أصل 180 دولة على مؤشر الفساد الخاص بها. ويلقى باللوم على الفساد كسبب لمشكلة تلوث المياه في البصرة التي أصابت سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق، الذي شرب من مياه البصرة الأسبوع الماضي، وأصيب بالتسمم لتلوثها. ومع ذلك، ورغم كل هذه القضايا السلبية والخطيرة، هناك بصيص من الأمل في العراق.

أحد التطورات الإيجابية في البلاد هو تزايد البراغماتية السياسية التي تتخطى الخطوط الطائفية. في الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو (أيار) الماضي، شهد العراق لأول مرة تحالفاً بين الحزب الشيوعي والحزب الذي يقوده رجل الدين الشيعي السيد مقتدى الصدر، والذي قدم نفسه إلى الناخبين ليس على أسس دينية ولكن قومية إصلاحية. هذا الائتلاف، المسمى «سائرون»، حصل على مقاعد أكثر من أي حزب آخر في انتخابات هذا العام.

بعد ما يقرب من أربعة أشهر من النقاش حول تشكيل الحكومة، تم تعيين رئيس وزراء توافقي الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى رئيس جمهورية معروف بقيمه المنفتحة، وهو أول رئيس من نوعه للعراق. كانت عملية انتخاب الرئيس في العراق في عام 2018 هي أيضاً الأولى من نوعها في البلد حيث لم تكن موجهة من قبل الأحزاب السياسية التي ينتمي إليها مختلف أعضاء البرلمان. كان هناك عدم توافق في الآراء داخل الكثير من الأحزاب حول من الذي يجب أن يتم انتخابه رئيساً، الأمر الذي ترك أعضاء البرلمان يصوتون للمرشح الذي اعتقدوا أنه كان أكثر ملاءمة. لذا كانت انتخابات عام 2018 هي أول انتخابات رئاسية مفتوحة في العراق. هناك أمل في ألا يكون هذا التطور استثنائياً بالنسبة للبلاد وأنه يمكن للعراق أن يستمر على طريق الانفتاح السياسي. إن السلوك السلس الذي أبداه رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي نحو خليفته عادل عبد المهدي تمت الإشادة به كمثال على البراغماتية السياسية القائمة على قبول الهزيمة كجزء من أي عملية سياسية، وهو ما يخالف الاتجاه المألوف في الشرق الأوسط في النظر إلى الانتخابات باعتبارها لعبة غالب أو مغلوب محصلتها صفر.

إن الاحتجاجات التي تجري في جميع أنحاء البلاد حالياً بما في ذلك البصرة هي بالطبع مصدر للقلق لأنها تؤكد خطورة مشكلة الفساد في العراق. لكن كما علق زميلي ريناد منصور، في هذه الاحتجاجات، ينادي الناس بمحاسبة قادتهم، بما في ذلك المتظاهرون الشيعة الذين ينتقدون زعماء الشيعة والمحتجون السنة الذين ينتقدون الزعماء السنة. هذا الاتجاه نحو السياسة القائمة على القضايا لا يعني أن الطائفية في العراق قد اختفت، ولكن هذا يعني أن هناك وعياً متزايداً بأهمية قضايا مثل الشفافية والمساءلة. هذه لحظة محورية للعراق، تأتي بعد وقت قصير من تحرير معظم المناطق التي كان يحتلها «داعش»، وتشير إلى أن الانتصارات العسكرية بالنسبة إلى الناس العاديين في العراق ليست كافية. الاحتجاجات هي صرخة من قبل أفراد الشعب العراقي أنهم يدركون تماماً حقوقهم كمواطنين ومسؤوليات الدولة تجاههم. ويقع العبء الآن على عاتق السلطات العراقية لإظهار أنها تستمع لمطالب العراقيين.

في الأسبوع الماضي، منحت لجنة جائزة نوبل للسلام جائزة عام 2018 إلى نادية مراد، وهي ناشطة عراقية إيزيدية نجت من قبضة «داعش» لتصبح سفيرة ضد الاتجار بالبشر والعنف الجنسي وناشطة من أجل حقوق الإيزيديين. هذا إنجاز مهم لأنه أول جائزة نوبل على الإطلاق للعراقيين.

وقد كانت الحكومة العراقية نفسها هي التي رشحت نادية مراد لجائزة نوبل للسلام عام 2016. والحكومة تحتفل بجائزتها التي تستحقها عن جدارة كإنجاز للعراق. ولكن تأتي جائزة مراد في فترة شهد خلالها العراق سلسلة من جرائم القتل التي تستهدف النساء. عملت امرأتان مقتولتان في مجال التجميل، وأخرى كانت عارضة في وسائل التواصل الاجتماعي، والرابعة كانت ناشطة في الخطوط الأمامية في احتجاجات مكافحة الفساد الجارية في البصرة.

تتكهن السلطات العراقية بأن بعض جرائم القتل هذه هي جرائم ذات طبيعة شخصية، وتقول ببساطة إن التحقيقات فيها مستمرة. ولكن يقول بعض المراقبين في البصرة إن قتل الناشطة الحقوقية، الدكتورة سعاد العلي، من المرجح أن يكون ذا دوافع سياسية، وإن الجناة يبدو أنهم ميليشيات تحاول سحق الاحتجاجات. ورغم أن العلاقة بين النساء اللاتي قُتلن للوهلة الأولى يبدو أنها تقتصر على جنسهن، فإنهن كنّ جميعهن يتحدثن بصراحة عن حقوق المرأة.

لذلك لا يمكن للحكومة العراقية أن تشيد بفوز نادية مراد بمصداقية من دون إيلاء اهتمام جاد لمسألة حقوق المرأة في العراق بشكل أعم، ولمسألة قتل النساء الأربع. يمثل منح جائزة نوبل للسلام لنادية مراد رصيداً مهماً للإصلاحيين العراقيين الذين يتمتعون بنفوذ سياسي، مثل الرئيس الجديد. لقد حان الوقت الآن لتحويل قيمهم إلى سياسات. ومن دون تكريس جهود جادة لأمور مثل حقوق المرأة، فإن أمثال مراد نفسها سيصبحون أهدافاً لأولئك الذين يريدون إسكات أصوات النساء.

هذه فترة مهمة في تاريخ العراق الحديث. على المستوى الشعبي، سواء من خلال حركة الاحتجاج أو نشاط المطالبين بحقوق المرأة، هناك مؤشرات على أن التغيير الإيجابي ممكن. على المستوى السياسي، هناك أيضاً لمحات من نفس الطينة. ويحدونا الأمل في أن يبذل قادة العراق الجدد الجهود اللازمة للعمل مع القواعد الشعبية في برنامج الإصلاح في البلد.

 

متى تكشّر دبي عن أنيابها؟

مشعل السديري/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/18

من علامات الساعة - أي يوم القيامة - ما جاء في الحديث الشريف القائل: «... وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» انتهى. الواقع أن التطاول بالبنيان كان قديماً منذ العهود التي شيدت بها الأهرامات والكولوسيوم والحدائق المعلّقة. غير أن الانفجار الحقيقي للتطاول بالبنيان لم يبدأ إلاّ بعد اختراع (الأسانسير) - أي المصعد، وهو تطور من الجهد البدني إلى المحركات البخارية ثم الكهربائية التي كانت هي النقلة الحاسمة.

وأول مبنى سكني استخدم هذه التقنية الجديدة، هو مبنى متعدد الطوابق في (نيويورك) عام 1889، وقد اعتبر أعظم إنجاز حققه الإنسان على الكرة الأرضية، وكانت سرعة المصعد لا تتجاوز 0.20 متر في الثانية، في حين أنه الآن يمكن للمرء أن يتجاوز 10 أمتار في الثانية الواحدة. وإلى الآن المبنى قائم ومصون ويعتبر من الآثار التي يفخر بها الأميركان، وأذكر أنني عندما شاهدته أخذت أبتسم تلقائياً، وأنا أراه أمامي قزماً وسط حشد من ناطحات السحاب الحديثة. كما أذكر أنه عندما شيد (برج الجزيرة) وسط القاهرة في الخمسينات الميلادية، قيل وقتها إنه لا قبله ولا بعده، وأُلفت ولُحنت فيه الأغاني، وفي جدة ذهلنا وكادت تعشو أبصارنا عندما شيدت عمارة الملكة في السبعينات الميلادية. وكان الحدث الكبير هو ما أنجزته دبي عندما اكتمل بناء (برج خليفة)، كأطول مبنى في العالم، متجاوزاً كل المباني في أميركا وماليزيا وكوريا.

غير أن المهندسين في اليابان يعكفون الآن على دراسة بناء ناطحة سحاب في طوكيو، اسمها (Sky mile tower)، التي من المتوقع أن يبلغ ارتفاعها 1700 متر، وهو تقريباً ضعف ارتفاع (برج خليفة) في دبي، الذي يبلغ 830 متراً، ومن المقرر أن يتم تخصيصها لإيواء 55 ألف شخص، كما ستضم مراكز تسوق متعددة ومطاعم وفنادق وغيرها من المرافق. وسوف يكون البرج محاطاً بعدد من الجزر الصناعية، ستشكل جزءاً من استراتيجية الدفاع ضد الكوارث الطبيعية - انتهى. وحسب اعتقادي، فإن دبي تحب وتقبل التحدي، ولا أستبعد أنه بعد أن يقام ذلك البرج الياباني المعجزة، سوف تكشّر دبي عن أنيابها مرة ثانية، مثلما كشّرت عنها بعد أن شيدت ماليزيا برجيها التوأمين. ولم تسعد في حينها بتتويجهما أعلى برجين في العالم، سوى عدة أعوام قليلة، حتى قضت عليهما دبي بالضربة القاضية، واحتلت وما زالت تحتل الصدارة. ولا أدري إلى أين وإلى متى سوف يستمر هذا التسابق والتطاول بالبنيان؟!، وذلك قبل أن تدق الساعة دقاتها النهائية، وعندها لا يبقى سوى وجه ربكم الكريم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون تسلم من نظيره الفلسطيني رسالة شكر على مواقفه في الامم المتحدة ووعد أطباء الاشعة بدعم مطالبهم والمحافظة على حقوقهم

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة خطية من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، نقلها اليه السفير الفلسطيني في بيروت اشرف دبور، تناولت التطورات في المنطقة والمستجدات على صعيد القضية الفلسطينية. وتضمنت رسالة الرئيس الفلسطيني تأكيدا لمتانة العلاقات التاريخية والثابتة التي تربط بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، "وأهمية العمل العربي المشترك لمواجهة المخاطر التي باتت تهدد قضيتنا الفلسطينية والقضايا العربية برمتها".

وشدد عباس على انه "رغم كل الاوضاع الصعبة والمعقدة التي تعيشها منطقتنا، فإن الامل بالتحرر والاستغلال والسلام يبقى هاجسنا الاكبر". وقال: "اضافة الى ما يجمعنا من روابط قومية، نعاني واياكم واقع استمرار الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 لأرضنا الفلسطينية والجولان السوري، اضافة الى جزء من اراضي لبنان الشقيق".

وشدد على اهمية مواجهة المرحلة المقبلة من خلال خطوات تنسيقية تخدم القضايا العربية العادلة.

وحمل الرئيس عون السفير دبور تحياته الى الرئيس عباس وتأكيده العمل الدائم من اجل ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، لانها تشكل المدخل الصحيح لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة باسرها.

وخلال اللقاء، سلم الرئيس عون سفير فلسطين رسالة خطية للرئيس عباس تضمنت الدعوة الى المشاركة في الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية التي ستعقد في بيروت في 20 كانون الثاني 2019.

وبعد اللقاء، اوضح السفير دبور انه نقل الى الرئيس عون شكر الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية "على المواقف التاريخية التي اعلنها في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة لاسيما ما يتعلق منها بقضية فلسطين وبالاضاءة على ما تقوم به اسرائيل من ممارسات تستهدف القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس وتعطيل عمل وكالة "الاونروا" لاغاثة الفلسطينيين.

المجمع المقدس لكنيسة السريان الارثوذكس

وكان الرئيس عون شدد على اهمية الحوار وتبادل المعرفة والدفاع عن العيش المشترك، مدينا ما تقوم به اسرائيل من ممارسات تعزز الاحادية الدينية، وذلك خلال استقباله بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني على رأس وفد من المجمع المقدس للكنيسة السريانية الارثوذكسية ضم مطارنة الطائفة في لبنان ودول العالم.

والقى البطريرك افرام كلمة قال فيها: "باسم اصحاب النيافة المطارنة في الكنيسة السريانية، الوافدين من كل انحاء العالم، اتقدم بالشكر الجزيل لاستقبالكم لنا. وقد رغبنا في زيارتكم مع بداية اعمال السينودس المقدس لكنيستنا الذي افتتح اليوم، وهو ينعقد مرة او مرتين في السنة ويتناول هموم ومشاكل الطائفة وابناءها في الشرق الاوسط ليطلع عليها المطارنة في مختلف دول العالم". وأضاف: "أنتم تحملون هذه الهموم في قلبكم وفكركم بشكل يومي ونحن شهود على ذلك، وزيارتنا هي لشكركم على دعمكم ورعايتكم افتتاح المقر البطريركي الجديد وما تخللها من كلمة تاريخية بالفعل، وضعت النقاط على الحروف لجهة حقوق كل مسيحي المنطقة وبالاخص السريان منهم. كما نؤكد لكم صلاتنا ووقوفنا الى جانبكم في القضايا التي تحملونها اينما حللتم، وبالتحديد امام الجمعية العمومية للامم المتحدة التي نقلت همومنا كمسيحيين ومسلمين في المنطقة الى المجتمع الدولي، كما نقدر جهودكم لجعل لبنان مركزا لحوار الحضارات والاديان، ونتمنى ان يوفقكم الله في مسعاكم للنهوض بلبنان والاسراع في تشكيل الحكومة ومكافحة الفساد. ونحن ندرك، اكنا في سوريا او العراق او تركيا او الاردن او اي مكان، مدى الدور الذي يلعبه لبنان للحفاظ على مسيحيي الشرق الاوسط وعلى ثقافة الانفتاح على الآخر، والعمل معا من اجل بنيان الوطن والانسان، واذا كان لبنان في خير انعكس الوضع على سوريا والعراق وغيرها من الدول والعكس صحيح ايضا".

عون

ورد الرئيس عون مرحبا، وأعرب عن سروره لاستقبال الوفد وتقديره لحضوره "من اجل المساهمة في حمل الرسالة التي نحملها وحدنا حاليا". وقال الرئيس عون "ان المسيحيين يعانون أخطارا كثيرة ظهرت في كل المشرق، ومنها الهجرة التي طالتهم، اضافة الى مشكلة اخرى هي تهويد القدس واعلان الاسرائيليين عن تحويل فلسطين الى دولة قومية يهودية. ان كل الدول شهدت تنوعا دينيا بنسب معينة، فسقطت الاحادية والعنصرية والديكتاتورية، الا لدى المسؤولين الاسرائيليين الذين لجأوا الى الاحادية الدينية".

وتابع: "ان واجبنا نشر التنوع في المجتمعات ليتعرف المواطنون الى بعضهم، ويحدوا بالتالي من المشاكل والتفرد في ممارسة السلطة والمتاعب على المستوى الاجتماعي. لقد طرحنا في الامم المتحدة إنشاء اكاديمية جامعية من اجل تثقيف الطلاب عن مختلف الحضارات والاديان، كي يصبح الحوار أسهل بعد ان يتعرف الناس الى بعضهم البعض. ان الانسان عدو ما يجهل، وتبادل المعرفة من شأنه تحضير السلام في العالم، ومنع التحفيز على اعتماد الحروب، وعلينا ان ندافع عن العيش المشترك وهو ما سأقوم به خلال اعمال القمة الفرانكوفونية في ارمينيا، واذا نجحنا في تعميم هذا المبدأ فإن حظوظ السلام في العالم سترتفع اكثر مما هي عليه اليوم في الامم المتحدة وقبلها عصبة الامم، فبالثقافة والتعليم نجد الطريق نحو السلام عبر التفاوض والحوار".

السيد

الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات سياسية ونيابية ونقابية.

سياسيا، استقبل رئيس الجمهورية النائب جميل السيد وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد اضافة الى الوضع الحكومي. وبعد اللقاء، قال السيد "ان مجمل التطورات في المنطقة تجعل من العبث المراهنة عليها لتأخير الحكومة او محاولة تعديل ميزان القوى الذي أفرزته الانتخابات النيابية الاخيرة". واضاف: "ان معطيات الوضع الداخلي اللبناني ولاسيما الوضع الاقتصادي والخدماتي، يحتمان على الجميع تحمل مسؤولياتهم لإطلاق عجلة الدولة من خلال الاسراع في تشكيل الحكومة، لاسيما بعد الموقف الاخير للنائب والوزير السابق وليد جنبلاط الذي دعا الجميع الى تقديم تنازلات لمصلحة البلد". وأشار الى ان "الحديث تطرق الى الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية في مختلف الاختصاصات، ووعد فخامة الرئيس بالاسراع في بت هذا الموضوع لمصلحة حقوق اصحاب العلاقة وحاجة الادارات المعنية الى ملء الشواغر فيها".

سليم عون

واستقبل الرئيس عون النائب سليم عون الذي عرض معه الشؤون الانمائية والخدماتية لمنطقة البقاع عموما وزحلة خصوصا، وتركز البحث على الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية لإعادة انسياب الانتاج اللبناني عبر معبر نصيب نظرا للانعكاسات الايجابية على الاقتصاد اللبناني. كما تطرق الحديث الى تأمين الاعتمادات اللازمة لتسلم موسم القمح "وسيجري فخامة الرئيس الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لذلك".

وهاب

وفي قصر بعبدا ايضا، الوزير السابق وئام وهاب الذي اوضح بعد اللقاء ان "البحث تركز على الخطط الانمائية لمنطقة الشوف لاسيما شبكة الطرق في القرى النائية حيث سيتم تنفيذ الاعمال لنحو 45 الف متر من الطرق".

واضاف: "في الشق السياسي من اللقاء، شدد فخامة الرئيس على اهمية الحفاظ على العيش الواحد في الجبل وما قام به خلال الاسابيع الماضية لتعزيز هذا الامر ومنع ما يمكن ان يعكره".

ناجي البستاني

واستقبل الرئيس عون الوزير السابق ناجي البستاني وأجرى معه جولة أفق تناولت الاوضاع العامة وحاجات منطقة الشوف. وقال: "خلال اللقاء أكدت لفخامته أهمية الكلمة التي ألقاها في الجمعية العامة للامم المتحدة لاسيما النقاط التي تفرد بإثارتها بين معظم الذين تناوبوا على المنبر الدولي".

وأعرب البستاني عن أمله في أن يشهد الوضع الحكومي تطورا ايجابيا "لأن ظروف البلاد تحتم ذلك".

الجمعية اللبنانية لأطباء الأشعة

واستقبل الرئيس عون وفدا من الجمعية اللبنانية لاطباء الاشعة برئاسة الدكتور اسعد مهنا الذي شكره على منحه رعايته للمؤتمر السابع لاختصاصيي الاشعة حول صحة الثدي الذي عقد في "بيت الطبيب" أواخر الشهر الماضي. وعرض رئيس الجمهورية مع اعضاء الوفد مطالب اطباء الاشعة في لبنان وابرزها فصل أتعاب هؤلاء الاطباء عن الفاتورة الاستشفائية أسوة ببقية الاطباء كما نص عليه قانون الآداب الطبية وفقا لما جاء في القوانين والتعاميم المرعية الاجراء، وحفاظا على حقوق اطباء التصوير الشعاعي وعلى مبدأ المساواة بين جميع الاطباء.

ولفت مهنا الى ان "الجمعية تسعى الى تنظيم وتوحيد طريقة دفع اتعاب الاطباء للجميع والمحافظة على حقوقهم المادية واستقلاليتهم المهنية والاجتماعية، وهذا ما دفعنا الى المطالبة بتطبيق فصل الاتعاب الشامل والكامل لجميع الاطباء الذي اقره ورسخه قانون الآداب الطبية وقرار مجلس الوزراء". ووعد الرئيس عون الوفد بمتابعة مطالبه مع الجهات المختصة لاسيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة، منوها بدور اطباء التصوير الشعاعي في لبنان، وبأهمية الابحاث التي تطرق اليها المؤتمرون الشهر الماضي.

 

رئيس الجمهورية عرض مع وزير المال الأوضاع ومسار تشكيل الحكومة

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وتداول معه في الاوضاع العامة في البلاد ولا سيما منها المالية والاقتصادية، إضافة إلى مسار تشكيل الحكومة الجديدة. كذلك تطرق البحث إلى التحضيرات الجارية لانعقاد القمة العربية الاقتصادية في دورتها الرابعة في 20 كانون الثاني 2019.

 

بري تابع دعم الصحافة المكتوبة وقضايا تربوية الرياشي: لا أحد يضع فيتو على أحد

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي، وعرض معه الوضع الراهن وموضوع الحكومة. وتركز الحديث على الوضع الاعلامي ومشاكل الاعلام المطبوع.

الرياشي

وقال الوزير الرياشي بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري، وبحثنا في وضع الاعلام بشكل عام وخصوصا وضع الاعلام المطبوع الذي يعاني ازمة حقيقية في الوقت الحاضر، ولدي مجموعة قوانين كنت قد تقدمت بها لمجلس الوزراء، بقيت للاسف في ادراج الامانة العامة. ونحن نحاول مع المعنيين في هذا الشأن من زملاء ورؤساء مجالس ادارة تحويلها الى اقتراحات قوانين لكي تقدم تحت عنوان تشريع الضرورة لمجلس النواب، للمساعدة في حل الازمة الاقتصادية بشكل اساسي للاعلام المطبوع، علما ان كل الاعلام يعيش معاناة كبيرة".

وأضاف: "هناك اقتراح قانون لن يكلف الدولة قرشا واحدا، لكنه سيؤمن اعفاءات ضريبية وجمركية ومالية للاعلام، بدل ان تأخذ مساعدات مالية يؤمن لها تقليص للمصارف بشكل كبير جدا، ونحن نعمل على هذه الفكرة وسيكون لي لقاء مع تكتل "القوات اللبنانية" الذي سيكون اساسا في هذا الموضوع قريبا، ولن نكلف الدولة ليرة واحدة". وتابع:"النقطة الثانية هي مشاكل الاعلام مع الضمان الاجتماعي، ونحن نفكر مع رؤساء مجالس ادارة الصحف في إيجاد مخرج لهذا الموضوع، وبالتأكيد فإن الأمر لا يحتاج الى مجلس النواب، ولكن وقفت عند رأي دولة الرئيس بري، وهناك اقتراح مطروح من الزميلين ابراهيم الامين ونايلة تويني، وقد استمزجت رأي دولته فيه وسأرسله الى وزير المال ليعطينا رأيه في ما اذا ما كان قابلا للحياة".

سئل: ماذا عن رأي الرئيس بري في تشكيل الحكومة ومطلب "القوات اللبنانية"، هل هو معكم ام انه طلب منكم ان تقدموا تنازلا؟

اجاب: "بصراحة لم نتكلم عن هذا الموضوع بالتفصيل، لأننا تحدثنا عنه سابقا، وموقف دولته واضح. وقد اكد لي دولة الرئيس بري مرة اخرى انه في هذا البلد لا احد يضع فيتو على احد، فليكن الكلام واضا في هذا الموضوع. لا نحن نضع فيتو على احد ولا نقبل ان يضع احد فيتو علينا".

سئل : هل هناك حلحلة في موضوع الحكومة؟

اجاب: "صراحة هذا الموضوع ليس عندي بل عند الرئيس المكلف، واتمنى خيرا".

الصراف

وكان بري استقبل قبل الظهر وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال يعقوب الصراف وعرض معه عددا من الامور المتعلقة بالوزارة ودعم الجيش.

اللقاء الديموقراطي

واستقبل بعد الظهر كتلة "اللقاء الديموقراطي" التي ضمت النواب: مروان حمادة، اكرم شهيب، نعمة طعمة، هنري الحلو، وائل ابو فاعور، بلال عبدالله، هادي ابو الحسن، فيصل الصايغ، وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر.

وقال حمادة بعد اللقاء: "اتحدث باسم كتلة اللقاء الديموقراطي بصفتين: بصفة وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال، وان شاءالله تكون في نهايتها وتشكل حكومة سريعا، حكومة وحدة وطنية، ونحن والرئيس بري دائما متفقون على ذلك. والصفة الثانية هي الصفة النيابية، فقد فاتحنا دولته في نية اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي التقدم باقتراح قانون معجل مكرر يمدد التعليم المجاني في التعليم الرسمي الى المرحلة الثانوية. تعلمون انه يوجد تعليم الزامي ومجاني حتى البريفية ولكن في ضوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية وعدم قدرة وزارة الشؤون على تغطية الرسوم التي تفرض على الطلاب في الثانوي خصوصا الاكثر فقرا، ونحن نشحذ كل مرة من جهة دولية. ونستطيع بموازنة متواضعة ان نؤمن على الاقل التعليم المجاني في المدارس الرسمية في كل المراحل، الروضة، الابتدائي، التكميلي، والثانوي. وبذلك نكون قد حققنا حلما قديما كان حلم الشهيد كمال جنبلاط وحلم الامام المغيب السيد موسى الصدر وكل الوطنيين في البلد الذين يريدون ان يكون التعليم الرسمي منارة يجب ان تعود كما كانت قبل الحروب العبثية في لبنان. طبعا لم يقتصر البحث مع الرئيس بري على الشأن التربوي، وقد فاتحنا في المواضيع العامة من تشكيل الحكومة الى قضايا تتعلق بمراسيم لتغطية ما سيترتب على كهرباء لبنان من سلف لتأمين مصروف الفيول حتى لآخر العام وطريقة مقاربة هذا الامر، الذي يفتح مجال البحث عن كل ما دار حول الكهرباء من سنتين وحتى اليوم، والجميع يعرف ما هو موقفنا وما هو موقف حركة "أمل"، وكيف حوربنا في مجالس الوزراء من هذا الباب وكيف قوطعنا بامور عديدة كعقاب على ذلك، طبعا سنبقى ننسق مع الرئيس بري. نحن لا نقبل ابدا التعتيم في هذا البلد ولكن ايضا لا نقبل ان تنكسر مالية الدولة وتتهدد الليرة نتيجة تدابير مقصرة في تغطيتها القانونية بالنسبة لصلاحيات الحكومة وصلاحيات المجلس النيابي، تعاطينا في كل هذا الشأن مع دولة الرئيس بري ونقلنا له تحيات الاستاذ وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي الاستاذ تيمور جنبلاط وطبعا محبتنا الدائمة له وتضامننا الكامل معه في كل الفترات".

سئل: هل تنسقون مع دولة الرئيس بري ايضا في ما يسمى بالعقدة الدرزية، وهناك موقف اليوم للوزير ارسلان يقول فيه فلترفع 5 اسماء لرئيس الجمهورية ليختار واحد بالتعاون مع الرئيس بري؟

اجاب: "بغض النظر عما يتحدث عنه الوزير ارسلان نحن نعتبر انه لا يوجد عقدة درزية. حتى لو اعتمدنا معايير الوزير جبران باسيل يتبين انه لا يوجد عقدة درزية وان المقاعد هي للقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي، ولكن مع ذلك اتصور ان مواقف وليد بك لتسهيل تشكيل الحكومة معبرة جدا وذهبت الى ابعد مجال، لذلك لا احد "يهتنا" بعقدة درزية، لا يوجد عقدة درزية، العقدة معروفة عند من، عند من يحاول السطو على القرار الحكومة من الان لاربع سنوات، وانا اتصور ان كل القوى في لبنان، وليس فقط نحن والرئيس بري، نرفض هذا الشيء".

واستقبل بري إمام الجالية اللبنانية في السنغال ورئيس المؤسسة الاسلامية الاجتماعية الشيخ عبد المنعم الزين.

 

الحريري: جميع الأفرقاء قدموا تنازلات والحكومة خلال الأيام العشرة المقبلة وإذا اعتذرت فلن أعود وأقبل بتكليفي ومفاعيل سيدر في خطر

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن "الحكومة ستتشكل خلال الأيام العشرة المقبلة، لأن البلد بأمس الحاجة لهذه الحكومة والوضع الاقتصادي يحتم ذلك، ويفرض على الجميع أن يقدموا بعض التنازلات من أجل البلد"، مؤكدا بالمقابل أنه "في حال قدم اعتذاره عن التأليف، فإنه لن يقبل تكليفه مرة ثانية"، وقال: "في حال اعتذرت عن التشكيل، فإنني لن أطلب من أحد أن يكلفني، والظروف التي سادت في حكومتي الأولى مختلفة عن الظرف القائم اليوم".

كلام الرئيس الحريري جاء في دردشة مع الاعلاميين قبيل ترؤسه عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، حيث اعتبر أن "جميع الأفرقاء قدموا تنازلات، بمن فيهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر"، وقال: "الوضع القائم حتم على الجميع أن يقدموا التنازلات وكل العقد في طريقها إلى الحل". وفي حين أعلن أنه سيلتقي اليوم الوزير ملحم رياشي موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، لفت الرئيس الحريري إلى أن "تفاؤله نابع من أجواء لقائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون"، مشيرا إلى أنه "لا موعد محددا بعد بينه وبين الوزير جبران باسيل"، واصفا كلام باسيل في مؤتمره الصحفي الأخير ب"غير الإيجابي". وأشار الرئيس الحريري إلى أن "هناك بعض التغييرات في توزيع الحصص"، رافضا الإفصاح عن عدد الوزراء الذي سيناله كل فريق، وقال: "المعيار الوحيد الذي أعتمده في التشكيل هو أنها حكومة وفاق وطني، وفي اللحظة التي نضع فيها معايير، نكون نكبل أنفسنا بتشكيل أي حكومة في المستقبل، وهذا الأمر ليس له أصل، لا دستوري ولا عرفي ولا له لا تاريخ ولا جغرافيا". ونفى علمه ب"وجود أي مبادرة فرنسية لمساعدته على تشكيل الحكومة"، مؤكدا بالمقابل أن "مفاعيل مؤتمر "سيدر" في خطر"، وقال: "إذا كنا نعتقد أن العالم سينتظرنا فنحن مخطئون. العالم يدور والأيام تمر، وهذه الأموال وضعت لمساعدة الاقتصاد اللبناني، ولكن إذا كان اللبنانيون لا يريدون أن يساعدوا أنفسهم، فهل سينتظرهم العالم؟".

أضاف: "هناك اليوم قرض وافق عليه البنك الدولي لصالح لبنان، وإن لم نتمكن في الحكومة ومجلس النواب من أن نوافق عليه فإننا سنخسره". أما بخصوص ربط تشكيل الحكومة بدخول العقوبات على إيران حيز التنفيذ في 3 تشرين الثاني المقبل، قال: "أتمنى ألا يفكر أحد على هذا النحو، لأن لبنان ليس إيران وإيران ليست لبنان".

 

باسيل سلم ملك الاردن دعوة لبنان لحضور مؤتمر القمة العربية الاقتصادية في بيروت

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - سلم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين رسالة من الرئيس العماد ميشال عون، تتضمن دعوة ملك الأردن الى القمة العربية التنموية الإقتصادية التي ستعقد في كانون الثاني المقبل في بيروت.

 

كتلة المستقبل: الحريري التزم تشكيل حكومة ائتلاف وطني سياسي وهو لن يخالف هذا الالتزام تحت أي ظرف

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018/وطنية - ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم، في "بيت الوسط"، اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، جرى خلاله استعراض آخر المستجدات والأوضاع العامة، وفي نهايته، أصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب محمد الحجار، وتوقفت فيه الكتلة "مطولا أمام مستجدات الوضع الحكومي وما آلت اليه مشاورات الاسبوع الماضي، والاجواء التي سادت بعد الاجتماع الأخير بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري".

واعتبرت الكتلة ان "المواقف التي ادلى بها الرئيس الحريري خلال مقابلته التلفزيونية شكلت خريطة طريق متكاملة للخروج من نفق التعطيل والمباشرة في وضع الآليات المطلوبة لولادة الحكومة، لا سيما لجهة تأكيده على العناوين الآتية:

1- التمسك بتأليف حكومة وفاق وطني، تضم القوى السياسية الرئيسة الممثلة في المجلس النيابي وعدم الأخذ بكل الدعوات التي تخالف ذلك.

2- التشدد في الذهاب الى فريق عمل حكومي يرشح نفسه للعمل والإنجاز وليس للخوض في المناكفات السياسية وتحويل مجلس الوزراء الى ساحة للتجاذب الحزبي والطائفي.

3- التأكيد على حسن العلاقة مع الرئيس عون والتزام مقتضيات التسوية السياسية التي أنهت الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وأطلقت عجلة العمل في المؤسسات الدستورية.

4- التنبيه لمخاطر الترف السياسي في التعامل مع تأليف الحكومة على الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، ورفض المحاولات المشبوهة للتصويب على الليرة اللبنانية وحاكمية مصرف لبنان.

5- حماية نتائج مؤتمر سيدر والمشروع الاستثماري لدعم الاقتصاد وتطوير البنى التحتية، ودق جرس الإنذار بوجوب اعتماد سياسة اصلاحية شاملة لا مجال للتهرب منها في ظل التحديات الاقتصادية والمالية الماثلة.

6- أهمية التضامن الوطني تجاه التهديدات الاسرائيلية والابتعاد عن كل سلوك شعبوي يضع لبنان في مواجهة المجتمعين العربي والدولي".

وأشارت الكتلة الى أنه "كان لهذه العناوين وللروحية التي تميزت بها مقابلة الرئيس الحريري، أصداء ايجابية عززت آمال اللبنانيين بولادة الحكومة وطي صفحة السباق على الحصص والحقائب، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من التعاون الوطني تضع في اولوياتها التصدي لمسلسل الازمات الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية التي يعانيها لبنان، غير ان ما تلا المقابلة من ردود فعل وطرح المعايير التي هي على قياس هذا أو ذاك، كان كفيلا بتبديد اجواء التفاؤل والعودة الى سياسات التخندق وراء متاريس الحصص والمعايير المضخمة".

وإذ أكدت "التزامها أي قرار يمكن أن يتخذه الرئيس الحريري، تجاه التعطيل المتعمد لتأليف الحكومة، والاصرار على إبقاء البلاد رهينة السباق على الحصص والمواقع"، رفضت "الاعتراف بأي أعراف جديدة يتطلع البعض لإسقاطها على تأليف الحكومات، فالرئيس الحريري معني فقط في هذا الشأن، بالمعايير الدستورية ومعيار المصلحة الوطنية الذي يتقدم على كل الحسابات الحزبية والسياسية الضيقة".

وأوضحت الكتلة أن "الرئيس الحريري قد التزم تشكيل حكومة ائتلاف وطني سياسي، تضع في اولوياتها خدمة الشعب اللبناني والتصدي للأزمات التي هي محل شكوى جميع اللبنانيين، وهو لن يخالف هذا الالتزام تحت أي ظرف من الظروف، لانه يرى فيه أفضل السبل وأقصر الطرق للخروج من دوامة الصراع على المصالح الخاصة، وتأمين أسباب النجاح للدولة والحكومة والعهد، وانطلاق عجلة النمو الاقتصادي والاصلاح الاداري". وأعلنت أنه "آن الأوان لوقف مسلسل التجاذب والتناوب على رمي المسؤوليات وطرح المعايير، ولم يعد خافيا على أحد ان اللعب على حافة الوقت هو تلاعب بالاستقرار السياسي والاقتصادي"، مشددة على أن "اللبنانيين يريدون حكومة تعالج قضاياهم، ولا يريدون ساحة للعراك السياسي اليومي".

 

المكتب السياسي الكتائبي ناشد عون والحريري تشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الأحزاب إنقاذا للبلاد

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - ترأس رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي الاجتماع الاسبوعي للمكتب السياسي، تم في خلاله البحث في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة.

وحذر المجتمعون في بيان "من خطورة المنطق المدمر السائد، وقد بلغت ببعضهم الانانيات والتناحر على الحصص والمغانم حدا غير مسبوق، وهم في كل ذلك، صموا اذانهم عن وجع المواطن وهمومه، وتركوا البلاد تغرق في التعطيل وتداعياته الباهظة، سياسيا واقتصاديا".

أضاف البيان: "إن حزب الكتائب يناشد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وضع حد للجدال العقيم حول المحاصصة، والمعايير والمعايير المضادة والمبادرة الى تشكيل حكومة اختصاصيين، من خارج الأحزاب، تنفذ خطة إنقاذية، في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية".

وتابع: "يدق حزب الكتائب مجددا ناقوس الخطر، وقد تفاقمت آلام المواطنين في المستشفيات والطرقات والمدارس، وفي كل ما يؤكل ويشرب، معطوف عليها المجازر البيئية في كل المناطق اللبنانية. إن الحزب يحض المعنيين على التحرك من دون إبطاء لوقف التدمير الممنهج لثرواتنا الطبيعية ويدعو الى اعتبار كلام النائب الياس حنكش اثر جولته على المناطق المتنية ومشاهداته وملاحظاته اخبارا للنيابة العامة". ورفض الحزب "مصادرة حق التعبير والرأي الحر وحرية العمل السياسي للأفراد والجمعيات، ولا سيما بعد الملابسات التي رافقت منع انعقاد مؤتمر سيدة الجبل"، محذرا من "التمادي الخطر والممنهج في تغيير وجه لبنان واستباحة قيم الحرية والعدالة والمساواة وهي علة وجوده".

 

آلان عون بعد اجتماع التكتل: نأمل ان ينهي الحريري العقد المتبقية لتشكيل الحكومة

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل وحضور الاعضاء، في مقر الهيئة التنفيذية للتيار.

عون

بعد الإجتماع، قال النائب آلان عون: "عقد التكتل اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس التكتل الوزير جبران باسيل، وبحث في ملفات متعددة. وقد وضعنا وزير الخارجية في أجواء جولته العربية في الكويت والأردن تحديدا، واطلعنا على الملفات الثنائية التي بحثت، لا سيما موضوع النازحين، وعلى العلاقات الثنائية والمواضيع المشتركة بين البلدين، وتطرقنا الى الموضوع الحكومي".

وعن تشكيل الحكومة، قال: "ما زلنا في انتظار، كما جميع اللبنانيين، أن يحسم هذا الموضوع. والمؤكد اننا نبني على التفاؤل الذي أبداه الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي على أساسه نأمل في أن تنتهي المفاوضات وتشكل الحكومة".

اضاف: "في الأسبوع الماضي، كان كلام وسجالات كثيرة. ونحن وضعنا مقاربتنا لموضوع الحكومة ما نراه كتصور وكمعايير، فنحن لا نحل مكان رئيس الحكومة في التشكيل، إنما في النهاية نحن طرف سياسي. الله حبانا عقلا لنفكر ولنعطي رأينا، وعلى هذا الأساس نعطي رأينا كيف ينبغي أن تشكل الحكومات في لبنان، لاننا في لبنان محكومون بحكومات وحدة وطنية لا يمكنها أن تبقى خاضعة للاستنسابية، لأنها إن بقيت كذلك سيصيبنا ما يصيبنا الآن، بينما لو وضعت أسس واضحة يسري تطبيقها على الجميع في كل مرة بشكل واضح ووفق معيار واحد، عندها، أعتقد أن الحكومات ستشكل بسرعة أكبر". وتابع: "وسبب ما نشهده الآن، أن الموضوع يصبح مفروضا على الجميع من دون استثناء، "منا وجر"، وهذه هي المقاربة العلمية التي ينبغي من الآن فصاعدا أن نتمكن من تكريسها كلبنانيين، لكي نوفر على الشعب اللبناني وعلى أنفسنا كقوى سياسية، كل هذا الإنتظار وكل هذا الوقت الذي نهدره سدى من عمر عمل مؤسسة بحجم مؤسسة مجلس الوزراء". واكد "اليوم نحن بانتظار الرئيس المكلف لينتهي من مفاوضاته، وعلى أساسها يخرج الصيغة المناسبة المقبولة من كل الأطراف، والتي على أساسها تستطيع الحكومة أن تبصر النور. نحن لا نملك جديدا في ما يخصنا في ما يتعلق بالحكومة، فالموضوع اليوم بين ايدي الرئيس المكلف، على أمل أن يستثمر ما تبقى من الوقت، المهلة التي وعد اللبنانيين بأن ينهي في غضونها هذه العقد المتبقية".

وتابع: "ما نستطيع قوله في هذه المرحلة، اننا بانتظار تطور الأمور إيجابا"، لافتا الى ان "رئيس الجمهورية يتوجه غدا للمشاركة في القمة الفرنكوفونية، ونحن نعد أنفسنا لدى عودته، أن يكون الرئيس الحريري قد سجل تقدما، وعلى هذا الأساس نأمل في أن يتمكن من أن يبشر اللبنانيين بأنه آن أوان ولادة هذه الحكومة؛ يمكن أن تبقى هناك أطراف حتى اللحظة الأخيرة غير راضية كليا، لكن المهم أن يصل الرئيس الحريري الى قناعة أن ما يقدمه هو ما هو مقبول وما هو عادل وما هو ممكن، وأعتقد أن هذا ما يجعلنا نحسم الموضوع ونخرجه من عنق الزجاجة".

 

المجلس المذهبي الدرزي: نستغرب التمادي في تعطيل تأليف الحكومة

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018/وطنية - عقد مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعه برئاسة رئيسه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت، وهو الاجتماع الأول للمجلس الجديد، وشكل مناسبة لعرض الأوضاع على مستوى أعمال اللجان المختلفة وخطط عملها، وعلى مستوى التطورات العامة. وبعد الاجتماع تلا أمين سر المجلس المحامي نزار البراضعي البيان الآتي:

"أولا - يشكر المجلس جميع الناخبين من أبناء طائفة الموحدين الدروز الذين شاركوا في العملية الانتخابية لاختيار أعضاء المجلس المذهبي، لما يشكله ذلك من تكريس للحياة الديموقراطية وتعزيز لدور المؤسسات، وهو ما يستحق العمل المتواصل لتثبيته وتطويره. وأمام الحجم الكبير لمتطلبات وحاجات وتوقعات أبناء الطائفة، يتطلع المجلس الى تحقيق التقدم المطلوب وتلبية ما أمكن من تطلعات الموحدين الدروز في كل المجالات.

ثانيا: يستغرب المجلس تمادي بعض القوى السياسية في تعطيل عملية تأليف الحكومة العتيدة وتأخير مهمة الرئيس المكلف، ويدعوها إلى تغليب مصلحة الوطن واستدراك أمور البلاد، آملا بت الأمور العالقة في هذا الملف وبالتالي تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، بما يؤمن التمثيل المحق للقوى السياسية بحسب معايير موحدة تراعي ما عبر عنه المواطنون في الانتخابات النيابية، حرصا على وقف النزف الحاصل في بنيان الدولة واقتصادها وأوضاع المواطنين، وتداركا للأسوأ في مختلف النواحي الضاغطة.

ثالثا: يأسف المجلس لما بلغته الأوضاع الراهنة في مختلف القطاعات الاقتصادية وتحديدا في قطاع الكهرباء الذي يستنزف مالية الدولة وجيوب المواطنين، ويضاعف الأثقال في الدين العام، دون أن يكون هناك علاج حقيقي من المعنيين، بل بالعكس تراخ مريب في عدم التعامل مع الطروحات الجدية التي توقف هذا التدهور القاتل في ملف الكهرباء.

رابعا: ينبه المجلس من المخططات العدوانية المتواصلة للكيان الصهيوني بحق لبنان واللبنانيين، حيث لا يتوانى هذا العدو عن اختلاق الحجج للتعدي على سيادة لبنان ومحاولة ضرب سلمه واستقراره، ما يستدعي تكاتفا محليا في مواجهته، وحوارا صريحا يتناول في ما يتناوله الاستراتيجية الدفاعية لتدعيم وتحصين الساحة الداخلية بوجه كل الأخطار".

خامسا: "يشجب المجلس الجريمة النكراء المتمثلة بإعدام المخطوفة ثريا أبي عمار في السويداء، ويعبر عن استهجانه للظروف التي أحاطت بهذه الجريمة وخصوصا بعد مبادرة أبناء السويداء لإطلاق المختطفات من الجانب الآخر قبل أيام قليلة وبرعاية دولية وتحديدا روسية. وإزاء ذلك يحمل المجلس القوى الفاعلة في الساحة السورية مسؤولية تحرير باقي المختطفات وأولادهن، ويدعو الى التدخل فورا لفك أسرهن اليوم قبل الغد، ويحذر من ترك هذا الملف مفتوحا بطريقة تغذي نار الفتنة التي قد تؤذي الى ما لا تحمد عقباه".

 

التيار المستقل جدد المطالبة بحكومة تكنوقراط واستنكر المماطلة في التأليف نتيجة الجشع في المطالبة بحصص وزارية

الثلاثاء 09 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة، وأصدر بيانا استنكر فيه المجتمعون "لامبالاة المسؤولين عن تأليف الحكومة بالتأخير والمماطلة شهورا نتيجة الشجع في مطالبة القادة السياسيين بحصص وزارية كما ونوعا، خلافا للقواعد التي يفرضها الدستور. وما وصلت اليه لغة التخاطب على الهواء، وما حدث حتى الان بين بعض الاحزاب التي كانت متحالفة مشاكل لا تحمد عقباها".

وشجبوا "تحويل ورشة التأليف الى معركة رئاسية قبل انتهاء الثلث الاول من عمر العهد، ما أثار اكثر من علامة استفهام. وما أثار الدهشة أكثر، قبول الرئيس المكلف تشبث فريق في وراثة وزارة لعشر سنوات خلت وخصوصا بعد فشله في ادارتها .في حين ان الحل الافضل في هذه المرحلة العصيبة التي يجتازها لبنان هوالتغيير الجذري لجميع الوزراء حتى في الانتماء". واكدوا اقتراحهم "تأليف حكومة وزراؤها تكنوقراط من الناجحين في الهيئات الاجتماعية والنقابات والادارات المستقلة والمتقاعدين تنزع فتيل الازمات السياسية والاجتماعية والمالية والاقتصادية. لا حكومة "مرقلي لمرقلك".تسقط المحاسبة والمساءلة للوزراء وطرح الثقة بالحكومة في المجلس النيابي وتوصل البلاد الى تراكم المديونية والعجزالفاضح حتى حافة الافلاس". وتمنوا ان "يعطي اللقاء الثاني للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ارمينيا، الدفع الكافي للتأليف ومباشرة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" مع زيارته مطلع الربيع المقبل للبنان". وتوجه المجتمعون الى "المسؤولين الذين يكثرون من اسفارهم وجولاتهم الخارجية بالعودة الى ضمائرهم والاقتناع بان:

-الكهرباء في حاجة الى مشروع متكامل تعرضه شركة محترمة يعتمد لتنفيذه كاملا:

من المولدات لانتاج الحاجة من الطاقة ،الى الشبكات وتوابعها للتوزيع، تضع حدا للمتاجرات المشبوهة سواء باستئجار البواخر او تركيب العدادات للمولدات الخاصة وتشريعها.

- الزبالة في حاجة الى فرز: لبيع النفايات والتخلص من العضوي بأفضل الطرق المتوافرة و مياه الشفة في حاجة ايضا الى مراقبة ناقليها من مصادر بعيدة عن النظر ومنعهم من بيعها بالصهاريج او تحويلها بالانابيب لري المزروعات .

واعتبر المجتمعون انه "في ظل التدخلات الدولية والتداعيات الامنية الاقليمية ان حياد لبنان الايجابي اصبح ضرورة استراتيجية لسلامة الوطن والمواطن بتحقيق

العدالة وحفظ التوازن بين مكونات المجتمع اللبناني وابعاد قياداته عن ذر الخلافات في ما بينها، ولما يجري حولها،الامرالذي لا يتحقق الا بتطبيق القرارات الدولية وخصوصا القرار 1701 في ظل حياد ايجابي".

واعتبروا ان "تأليف الحكومة تأخر كثيرا لان الرئاسة لم تنجح في الحصول على الثلث المعطل ، و8 آذار لم تنجح في الحصول على ما تسعى اليه من مكاسب نوعية وعددية، كما نجحت بعد عامين ونصف عام من التعطيل بانتخاب رئيس للجمهورية، فالحل الممكن لن يكون خصوصا بعد التصريح الرئاسي الذي نشرته "لو فيغارو"، الا بحكومة تكنوقراط لا تزيد عن 18 وزيرا من القياديين الذين يستطيعون التعامل مع الجميع ومقبولين من مختلف الاطراف يتفقون على وضع بيان وزاري يحقق الحياد والثقة ب 65 نائباعلى الاقل لمعالجة المشاكل الكبرى المهمة: النزوح السوري، اللجوء الفلسطيني، ضبط السلاح غير الشرعي، بناء معامل كهرباء لبنانية كافية لحاجة لبنان، انهاء وجود الزبالة في شوارع لبنان وبحره، تسوية حقوق المواطنين من عمال واساتذة ومتعاقدين ومفقودين، ضبط المعابرالرسمية: المطار والمرافئ و المصنع والعريضة والدبوسية واقفال المعابر غير الرسمية الخ".

واسفوا "لانهزام الصحافة المكتوبة امام وسائل النقل الالكترونية بدءا بجريدة "السفير" وبعدها جريدة "الحياة" وبالامس مجلة "الصياد" وجريدة "الانوار" والآتي اعظم. ومرد هذا الى الثورة الالكترونية التي اجتاحت وسائلها العالم بنقل الخبر بالصوت والصورة الى افراد المجتمع بدقة وسرعة فائقة واسعار زهيدة إن لم نقل لا تذكر".