المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 شرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november27.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

َمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حزب الله إيراني قلباً وقالباً

الياس بجاني/طوني سليمان فرنجية: شاب واعد

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/طبقة سياسية فاشلة وبدها نفضة

الياس بجاني/سرطانات لبنان الثلاثة: احتلال إيراني، جحود أصحاب شركات الأحزاب ومخطط تسطيح عقول شبابنا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

 عاهر هذا الزمن: زعماء الموارنة وكرسي رئاسة الجمهورية/آبو ارز. اتيان صقر

موقع المقاومة اللبنانية: إنتهاك_النظام_السوري_للسيادة_اللبنانية

قائد بالجيش الإسرائيلي يحرض على اغتيال نصر الله!

جيروزاليم بوست: نظام الأسد يمنح المواطنة لمقاتلي حزب الله

الأخبار: بعبع حزب الله يجول من وزارة الصحة إلى القصر الجمهوري/ د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

كيروز ردا على نواف الموسوي: حركة أدهم خنجر بدأت بشعارات وطنية وانتهت بمأساة طائفية وكان مطلبه الالتحاق بسوريا

نديم الجميّل ينسحب من اجتماع المكتب السياسي الكتائبي

بعد انتكاسة غزة..هل يستخدم نتنياهو الجنوب لتعويم نفسه سياسياً؟ وبنك اهداف" فــــي ضرب "حزب الله" وايـران المُستفيد الاكبر؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الإثنين 26/11/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 26 تشرين الثاني 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل بيان

نصيحة الفاتيكان الكئيبة: تفادوا المواجهة واحفظوا وجودكم/منير الربيع/المدن

جنبلاط لـ"المدن": انصتوا للفاتيكان وانجزوا التسوية مهما كانت/منير الربيع/المدن

الحريري والتنازل الإجباري الأخير/منير الربيع/المدن

بعد الصيادلة.. عين حزب الله على نقابة الاطباء

الورقة الأخيرة للحسم... إلى متى يصبر الحريري؟

المكتب الاعلامي للحريري :خبر رفض لبنان تسلم هبة الذخائر الروسية عار من الصحة

لاستراتيجية الدفاعية» تنتظر الدعوة لمناقشتها... و«حزب الله» غير متحمس/روكز أكد لـ «الشرق الأوسط» ضرورة مقاربة الموضوع {بعيداً عن البازار السياسي}

الحريري واثق من التوصل إلى حل لمشكلة الحكومة و«حزب الله» يهاجم الرئيس المكلف ويحمله مسؤولية عرقلة التشكيل

لبنان يطلب إدانة أممية لاستهداف إسرائيل سفينة في 1982

«نادي قضاة لبنان» يمأسس نفسه... و«القضاء الأعلى» يعترض وتلقى دعوة رسمية للانضمام إلى الاتحاد الدولي للقضاة

جعجع يدعو عون والحريري الى تشكيل حكومة من دون حزب الله

"السنة المستقلون" يمهلون الحريري 48 ساعة للقائهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

جولة ولي العهد السعودي لكسر حاجز صنعه الإعلام والسعودية تحوز على دعم عربي في مسعاها لتجاوز مخلفات قضية خاشقجي.

توترات شديدة قبالة القرم وكييف تطالب بفرض عقوبات جديدة على موسكو

ماي تبدأ حملة مكثفة لاقناع بلادها والبرلمان باتفاق بريكست

وثائق سرية تكشف تصنيع إيران لرؤوس نووية

الحرس الثوري يشكل "باسيج" للأقليات الدينية

"القطرية" تزيد رحلاتها لإيران بعد أسابيع من العقوبات

المعارضة السورية: ميليشيات إيران تقف وراء هجوم حلب الكيماوي

معارك "قسد" و"داعش" خلّفت عشرات القتلى... والنظام قصف حماة وإدلب

هيئة التفاوض تسعى إلى تأسيس مكتب لرصد سلوك طهران وتتهمها بالسعي إلى إنشاء “حزب الله” سوري

غارات روسية تستهدف حلب للمرة الأولى منذ شهرين رداً على هجوم بالغاز واتصال بين وزيري الدفاع التركي والروسي... والنظام يطالب مجلس الأمن بالإدانة

تراجع المعارك البرية ضد «داعش» في دير الزور

اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التصعيد بين روسيا وأوكرانيا

مصر: تأييد إعدام 9 مدانين باغتيال النائب العام والسجن المشدد لـ8 متهمين في «أحداث جامعة الأزهر»

رئيس أوكرانيا يعلن فرض الأحكام العرفية لمدة 60 يوماً

الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين مرشح ليبرمان رئيساً للأركان

احتفاء إسرائيلي بزيارة الرئيس التشادي وتدشين مرحلة تعاون أمني واقتصادي وأنباء عن قرب استئناف العلاقات مع نيجيريا ومالي

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إستحالة الحكم من دون تغيير/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

صنعوا الأزمة... فأفلتت منهم/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

النواب وفضيحة الرملة البيضاء: ثرثرة فوق المجارير/أكرم حمدان/المدن

جعجع لـ"المدن": المشهد الجديد آتٍ من العراق وإيران/منير الربيع /المدن

الخلل والإحباط في الشارع السنّي/إستعادة المبادرة مسؤولية سياسية وروحية/صلاح سلام/اللواء

ماذا لو حوّل عون الأزمة... فرصة/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

الصبي الأزعر/سناء الجاك/النهار

صناعة العدالة وظيفة الخالق أم المخلوق/الشيخ حسن مشيمش

الطريق نحو سوريا الجديدة مزروعة بالأوهام والتضليل/سام منسى/الشرق الأوسط

قواميس وصواريخ وأبراج/غسان شربل/الشرق الأوسط

«شايف البحر شو كبير»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

جحيم النوايا الحسنة/مأمون فندي/الشرق الأوسط

بريطانيا وتبعات «بريكست»/تيريز رافائيل/الشرق الأوسط

قطر ماضية في إفساد ليبيا/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

النفوذ الإيراني في آخر صوره البائسة/علي الأمين/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل رئيس مجلس النواب البلجيكي واستغرب المواقف الدولية المتجاهلة عودة النازحين براك: سندعم لبنان في المحافل الدولية

عون عرض مع يازجي والسيد الاوضاع ومسار التشكيل وتلقى برقية تهنئة من نظيره الصيني سلامة: الاستقرار النقدي مستمر والامكانات متوافرة

الحريري اجرى محادثات مع رئيس مجلس النواب البلجيكي براك: نحتاج إلى الاستقرار في المنطقة ولبنان لاعب اساسي في الترويج لهذا الاستقرار

بري وقع مع نظيره البلجيكي إتفاق تعاون برلماني: لم يعد هناك من مجال للترف ولحكومة البارحة قبل اليوم

البطاركة الكاثوليك غادروا إلى بغداد

السفير البريطاني زار عرسال متعرفا الى سبل الاستفادة من الشراكة الأمنية مع لبنان: دعمنا سيستمر ويتطور

ألبرتو فرنانديز لـ «الشرق الأوسط»: ليست لدينا خطوط حمراء لكن المنطقة العربية مليئة بالألغام/مدير الشبكة المشرفة على قناة «الحرة» يؤكد أهمية مواجهة أذرع إيران الإعلامية

رئيس "لقاء علماء صور ومنطقتها" العلامة الشيخ علي ياسين العاملي من ايران: الشعوب المقاومة في المنطقة تعيش زمن الانتصارات

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين

إنجيل القدّيس متّى20/من01حتى16/"قالَ الربُّ يَسوعُ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الفَجْرِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ. وٱتَّفَقَ مَعَ الفَعَلَةِ عَلى دِينَارٍ في اليَوْمِ فَأَرْسَلَهُم إِلى كَرْمِهِ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ فَرَأَى فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِينَ في السَّاحَةِ بَطَّالِين. فقَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيْضًا إِلى الكَرْم، وسَأُعْطِيكُم مَا يَحِقُّ لَكُم. فَذَهَبُوا. وعَادَ فَخَرَجَ نَحْوَ الظُّهْر، ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْر، وفَعَلَ كَذلِكَ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَوَجَدَ فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِين، فَقَالَ لَهُم: لِمَاذَا تَقِفُونَ هُنَا طُولَ النَّهَارِ بَطَّالِين؟ قَالُوا لَهُ: «لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَد! قَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيضًا إِلى الكَرْم. ولَمَّا كَانَ المَسَاء، قَالَ رَبُّ الكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: أُدْعُ الفَعَلَة، وٱدْفَعْ لَهُم أَجْرَهُم مُبْتَدِئًا بِالآخِرِيْن، مُنْتَهِيًا بِالأَوَّلِين. وجَاءَ فَعَلَةُ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم دينَارًا. ولَمَّا جَاءَ الأَوَّلُون، ظَنُّوا أَنَّهُم سَيَأْخُذُونَ أَكْثَر. فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم أَيْضًا دينَارًا. ولَمَّا أَخَذُوا الدِّيْنَارَ بَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ على رَبِّ البَيْتِ، قَائِلين: هؤُلاءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً واحِدَة، وأَنْتَ سَاوَيْتَهُم بِنَا نَحْنُ الَّذينَ ٱحْتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهَارِ وحَرَّهُ! فأَجَابَ وقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُم: يَا صَاحِب، أَنَا مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا ٱتَّفَقْتَ مَعِي على دِينَار؟ خُذْ مَا هُوَ لَكَ وٱذْهَبْ. فَأَنَا أُريدُ أَنْ أُعْطِيَ هذَا الأَخِيْر، كَمَا أَعْطَيْتُكَ. أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله إيراني قلباً وقالباً

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/18

ذمي وتقوي ومنافق كل سياسي وصاحب شركة حزب يناشد أو يدعو حزب الله ليعود إلى لبنانيته إو إلى لبنان كون القاصي والداني وكذلك كل الطبقة السياسية ومعهم كل أصحاب شركات الأحزاب أنفسهم يعرفوف عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض بأن حزب الله إيراني 100% وليس فيه أي شيء لبنان وهو بالتالي لن يعود لا للبنان ولا للبنانيته لأنه إن فعل يلغي ذتها وهو ولا إيران هما من جماعة القتل الرحيم.

 

طوني سليمان فرنجية: شاب واعد

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/18

المقابلة التي اُريت اليوم مع النائب طوني فرنجية كانت كما رأيناها وتمتعنا بها أكثر من ممتازة. فالشاب برأينا المتواضع هو واعد وظهر جلياً أنه محاور مثقف وانه شاغل على نفسه جيداً اضافة إلى تمتعه بشخصية ناعمة وقوية في نفس الوقت. نحن لا نتفق معه أو مع خط والده بالمرة على الخيارات الإستراتجية والسياسية والوطنية والتحالفية لا من قريب ولا من بعيد ، ولكن هذا شيء والشهادة بأنه كان خلال المقابلة مرحاً وقريب من القلب وشاب واعد ومطلع ومهذب ولبق وسريع البديهة وواثق من نفسه شيء آخر.. حماه الله وكل التوفيق له ولكل شباب وطننا الغالي.

 

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

سرطانات لبنان الثلاثة/الياس بجاني/26 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9/

 

طبقة سياسية فاشلة وبدها نفضة

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/18

الطبقة السياسية والحزبية اللبنانية بغالبيتها خاضعة لإحتلال حزب الله وتتعاطى معه بنرسيسية وخوف وذمية وتعامي وإنكار. طبقة بدها نفضة.

 

سرطانات لبنان الثلاثة: احتلال إيراني، جحود أصحاب شركات الأحزاب ومخطط تسطيح عقول شبابنا

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69178/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d8%aa/

مع احترامنا لكل إنسان كائن من كان نحن نرى أن المشكلة الأساس في لبنان حالياً تكمن في العاهات الثلاثة التالية:

أولاً: إبليسية وإرهاب الاحتلال الإيراني الذي نجح في شق صفوف كل الشرائح المذهبية والمجتمعية وزرع بينها طرواديين وإسخريوتيين ومنافقين وجماعات ثقافتها ترابية داكشت الكراسي بالسيادة والاستقلال، وقفزت فوق دماء الشهداء، وتسوّق بفجور لهرطقات وخزعبلات تضليلية واستسلامية من مثل الواقعية والعجز والأحجام وإلخ.. كما أنها راحت مؤخراً تساوم حتى على دماء الشهداء وتتبنى شهادة من هم قتلة ومجرمين ومافياويين.

وثانياً: الزحف المشين لغالبية السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب لإرضاء واسترضاء والتملق المذل للمحتل الإيراني المتمثل بحزب الله من خلال متاجرتهم بشعارات مقاومة شريفة لبنانية 100% وتشويهها، واللعب على نوستالجيا (حنين للماضي) مشرّفة بطلها “البشير” وكوكبة كبيرة جداً من الشهداء الأبرار الذين هم براء من كل من يدعي حمل مشعلهم والسير على طرقهم.. وهنا نخص بشكل مركز الأحزاب المسيحية التي باعت كل شيء وتتاجر بكل شيء وتتنازل عن كل شيء..

وثالثاً: وهنا المشكلة الأهم والأخطر وهي جر شبابنا من خلال كفر وجحود ونرسيسية أصحاب شركات أحزاب بالية وقبلية ودكتاتورية ووسائل إعلام وإعلاميين مأجورين وطرواديين..جر شبابنا إلى مواجهات عبثية مع بعضهم البعض لتسميم عقولهم وتسطيح تفكيرهم وقتل كل ما بدواخلهم من حرية رأي وبصر وبصيرة، وإلهائهم بترهات وسخافات كلها تتمحور حول أطماع وأجندات أصحاب شركات الأحزاب المافياويين..

غالبية هؤلاء الشباب التابعين للأحزاب قد فقدوا البوصلة الوطنية والإيمانية وباتوا من عبدة الأصنام الذين هم أصحاب شركات الأحزاب.

هؤلاء الشباب مغرر بهم وغارقين في اللاوعي الغنمي وفي نوستالجيا الحرب ببطولاتها وتضحياتها.

مشكلتهم التي باتت مشكلة مجتمعنا المسيحي تحديداً أنهم أمسوا يقدسون بغباء أصحاب شركات الأحزاب الذين باعوا القضية وداكشوها بالكراسي وبأوهام الحصص وبنواب مخصيون سيادياً ينفذون ولا يقررون.

عملياً وللأسف عدنا مع غالبية الأحزاب وتحديداً منها المسيحية التي تدعي أنها سيادية .. عدنا إلى زمن الصنمية والعبودية والجاهلية ..

والشباب في مفهوم أصحاب شركات الأحزاب هم أدوات يتاجرون بهم بما يخدم أجنداتهم السلطوية دون أي اعتبار لا للقضية ولا للهوية ولا للتاريخ ولا للإيمان.

واجبنا اليوم أن نتصدى لهرطقات أصحاب شركات الأحزاب ونعري كل ما يقومون به من تضليل وتشويه لقضينا المقدسة.

يبقى أننا نعيش في زمن مّحل وعهر لا يختلف كثيراً عن زمن سادوم وعامورة.

خيارنا إما أن نتصدى لهذا الزمن بأسلحة الإيمان والجرأة والشهادة للحق.

أو أن نستلم له ونتخلى عن ذواتنا وحريتنا ووطننا ونعود إلى ثقافة الإنسان العتيق.. إنسان الغريزة والخطيئة الأصلية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عاهر هذا الزمن: زعماء الموارنة وكرسي رئاسة الجمهورية

آبو ارز. اتيان صقر/26 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69219/%D8%A2%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%B2%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%A1/

 تولّى "زعماء" الموارنة كرسي رئاسة الجمهورية مع صلاحيات كاملة، وبعد ٧٥ سنة من التقاتل والصراع الدموي في ما بينهم، حوّلوه إلى كرسي مخلع، أو شبه كرسي، أو الأصح "أجر كرسي" خالٍ من صلاحيات ذات قيمة .

واليوم نسمعهم يتباكون على مجدٍ أضاعوه بفعل غبائهم وقصر نظرهم وعطشهم غير المعقول للسلطة والمال، وينادون، قال، باستعادة حقوق المسيحيين التي كانوا السبب الأول في خسارتها ... حتى صح فيهم القول المأثور : رحت تبكي كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال. والاخطر، ان هؤلاء المتزعمين علينا بقوة الأمر الواقع أو بفعل سوء الطالع، لم يتعلموا شيئا من دروس الماضي القاسية، وهم مستعدون اليوم للتخلي عن كل المبادىء والثوابت الوطنية من أجل الحصول على ما تبقى من هذا الكرسي.

عاهر هذا الزمن.

لبيك لبنان/آبو ارز.

 

موقع المقاومة اللبنانية: إنتهاك_النظام_السوري_للسيادة_اللبنانية

(في ٢٠ تموز من العام ١٩٧٦ ألقى الرئيس حافظ الأسد خطابه الشهير في جامعة دمشق الذي تناول فيه"ما جرى ويجري في لبنان"، وسننشر تباعاً بعض ما جاء في الخطاب عن التدخٌل السافر للنظام السوري في لبنان وإنتهاك سيادته. ففي هذا النصّ يُقِرّ الأسد بأن الجنود السوريين موجودون في لبنان منذ العام ١٩٧٤ بذريعة حماية المخيمات من دون موافقة أو معرفة الدولة اللبنانية). في المخيمات يا إخوان، في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، أرسلنا جنودنا منذ ثلاث سنوات للدفاع عن هذه المخيمات. أرسلنا العتاد ومعه الجنود السوريون، منذ ثلاث سنوات للدفاع عن مخيمات الفلسطينيين في بيروت وفي الجنوب وفي طرابلس. هؤلاء الجنود الذين يعيشون في المخيمات منذ ثلاث سنوات أسيء إليهم إساآت بالغة، موجود بيننا إخوة من لبنان، يعرفون كم أسيءإلى هؤلاء الجنود. قتل منهم من قُتل، وإعتقل من إعتقل، والجميع يعرفون أن هؤلاء الجنود لا علاقة لهم بكل ما حصل، القتال يجري في بيروت بين الفرقاء، وهؤلاء الجنود عيونهم فقط على الطيران الإسرائيلي للقتال ضد هذا الطيران إذا ما هاجم المخيمات الفلسطينية. إعتقل منهم من إعتقل، وقتل منهم من قتل، وحتى في تل الزعتر الذين يتحدثون عنه الآن، هناك عدد من الجنود السورييين ما زالوا معتقلين حتى الآن في مخيم تل الزعتر، إلا إذا كانوا قد قتلوهم. في الجنوب في صيدا أيضاً، جنود مختلف قطعات الجيش السوري وتعمّدنا أن نختار هذا الإختيار، تعمّدنا أن يذهب جنود من كل تشكيل من تشكيلات الجيش السوري، لأسباب قومية، ليدافعوا عن المخيمات ولنقوّي روح الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن المخيمات في كل تشكيل من تشكيلاتنا في سورية. كان لدينا عدد قليل من الصواريخ الفردية، وفّرنا كل ما هو ممكن من هذا العدد القليل وأرسلناه مع جنودنا للدفاع عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهكذا عاملوهم. ربما نستطيع أن نقول الآن هذا جزاء"سنمار".

 

قائد بالجيش الإسرائيلي يحرض على اغتيال نصر الله!

"ليبانون ديبايت"/26 تشرين الثاني/18/دعا قائد وحدة عسكرية إسرائيلية متمركزة على الحدود مع لبنان إلى بحث إمكانية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وعلّق موقع إخباري إسرائيلي على الدعوة الصادرة عن العقيد وعي ليفي قائد الوحدة 300 "برعام" في مقالة نشرت في مجلة للجيش الإسرائيلي، بالقول إن مثل هذا الأمر استثنائي في فترة يسود فيها الهدوء بين إسرائيل وحزب الله منذ عام 2006. وسوّق العقيد الإسرائيلي لفكرته بالقول إن شخصية وتجربة حسن نصر الله العسكرية حوّلته إلى مركز ثقل، وبالتالي فإن استهدافه يمس كامل تنظيمه من كبار القادة إلى أصغر جندي "وبالتالي فإن الروح القتالية للعدو" ستتضرر. وأشار موقع "والا" الإسرائيلي إلى أن "فكرة إلحاق الضرر المحتمل بقادة العدو وبينهم نصر الله خلال القتال ليست جديدة، وأنه جرت محاولة اغتياله في صيف 2006 في بيروت، لكن مثل هذه المطالبة في فترة الهدوء المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي تعتبر نادرة واستثنائية من سياسة الامتناع عن التهديدات الإسرائيلية". وتابع الموقع: "إسرائيل ندمت على اغتيال القائد السابق لحزب الله عباس الموسوي عام 1992، حين اتضح أن نصر الله يشكل خطورة أكثر منه. ولم تعترف إسرائيل بدورها في اغتيال القيادي البارز في حزب الله عماد مغنية بدمشق عام 2008". علاوة على ذلك أوصى ليفي في مقالته التي نشرت على الصفحة الرئيسة لمجلة "معرخوت"، وهي نشرة رسمية شهرية تصدر عن الجيش الإسرائيلي، بالقتال في عمق العدو على الرغم "من المخاطر المرتبطة بهذا، إلا أنه توجد فوائد كثيرة لهذا القتال". ودعا القائد العسكري الإسرائيلي أيضا إلى العمل على "تموضع سليم لوحدات الكومندوز القتالية بهدف إخضاع العدو". وبشأن فكرة اغتيال حسن نصر الله، تساءل ليفي قائلا: "هل يجب علينا أن نتخذ قرارا مشابها وأن نقتل رؤساء تنظيمات العدو، على سبيل المثال نصر الله؟ الجواب ليس سهلا". وتابع: "لكن فكرة المس بالروح القتالية للعدو عن طريق المساس بممتلكاته يجب فحصها. يجب أن نتبنى مقولة ليس بالقوة ولكن عن طريق المكر.. بنشاط الكومندوز بالعمق، بشكل يفاجئ العدو ويضرب عتاده، ستكون وسيلة هامة لإلحاق الضرر بروحه القتالية التي ستؤدي إلى إخضاعه".

 

جيروزاليم بوست: نظام الأسد يمنح المواطنة لمقاتلي حزب الله

عربي 21 /الاثنين 26 تشرين الثاني 2018 /نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريرا، تقول فيه إن موقعا إسرائيليا كشف عن أن النظام السوري منح حق المواطنة لمقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني. ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط (ميمري)، قوله إن "الفعل المنظم من النظام لتوطينهم في سوريا" يخدم هدفين: الأول هو إخفاء وجود المقاتلين في البلد، والثاني تغيير طبيعة البلاد السكانية. وتقول الصحيفة إن إخفاء وجود المقاتلين في سوريا يعد خرقا للتفاهمات التي تمت بين روسيا وإسرائيل بشأن إبعاد هؤلاء المقاتلين عن حدود إسرائيل الشمالية. ويشير التقرير إلى أن موسكو قد وافقت في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر على توسيع المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، لافتا إلى أن الروس رفضوا الطلب الإسرائيلي بأن تكون المسافة 40 كيلومترا، لكنهم عبروا عن استعداد لتوسيع المنطقة إلى مسافة تمتد ما بين 10-15 كيلومترا. وتلفت الصحيفة إلى أنه مع تراجع الحرب السورية لصالح نظام بشار الأسد، فإن هناك مخاوف من قيام إيران وحزب الله بتزويد المقاتلين بالصواريخ الدقيقة الموجهة، والدعم للجماعات الشيعية، التي أوجدت لها موطئ قدم في الجنوب السوري، مشيرة إلى أن إسرائيل عبرت عن قلقها من وجود الإيرانيين على حدودها، وتهريب الأسلحة المتقدمة من إيران إلى حزب الله عبر سوريا. ويجد التقرير أن منح مقاتلي حزب الله والحرس الثوري هويات سورية يعني مساعدتهم على البقاء هناك دون أن يكون هناك خرق للتفاهمات الروسية الإسرائيلية، لافتا إلى أن طرد السنة، الذين يعدون تهديدا على النظام، وتوطين الشيعة في مناطق واسعة، سيعزز من موقع نظام الأسد وقبضته على السلطة، وكان الأسد قد قال في عام 2015 إن "الوطن لا يمت لمن يعيشون هنا أو من يحملون الجواز أو المواطنة، بل لمن يحمونه ويوجهونه".

وتفيد الصحيفة بأن السوريين الذين هربوا من دمشق طالما اشتكوا خلال حرب السبع سنين من عمليات التغيير الديمغرافي، ففي عام 2013 جاء شيعة الهزارا من أفغانستان للقتال، والإقامة حول مزار السيدة زينب في جنوب دمشق، فيما جاء عدد من اللاجئين الشيعة مع لواء الفاطميين، الذين جندهم الحرس الثوري الإيراني، وبعضهم بقي في سوريا بعد انتهاء خدماتهم، مشيرة إلى أن النظام قام في عام 2015 بهدم أحياء قرب دمشق بذريعة إعادة بنائها.

وينقل التقرير عن لاجئ وكاتب سوري يدعى محمد روزجار، قوله: "هناك حوالي 200 ألف سني غادروا بسبب هذا المشروع، فيما منح النظام بيوتا لعناصر المقاتلين الشيعة الذين يعملون إلى جانبه"، وأضاف أن بعض المناطق في دمشق تحولت إلى "كانتون شيعي".

وتذكر الصحيفة أن مراسل "الغارديان" مارتن شولوف، كتب في كانون الثاني/ يناير، عن المقاتلين الأجانب والشيعة، الذين يقومون بالسكن في مناطق السنة، بمن فيهم شيعة من العراق ولبنان، وقال إن إيران والنظام لا يريدان تجمعات سنية بين دمشق وحمص والحدود السورية. وينوه التقرير إلى أنه بالإضافة إلى هذه التحركات، فإن النظام أصدر قانونا يسمح بمصادرة بيوت وممتلكات من لا يحضرون ويؤكدون ملكيتهم له، مشيرا إلى أن المسؤولين الأوروبيين واللبنانيين حذروا من تداعيات قانون 10، ما يعني عدم عودة اللاجئين إلى مناطقهم. وتبين الصحيفة أن المناطق السنية عانت من دمار شامل؛ لأن سكانها شكلوا عصب المقاومة للنظام، وهو ما يراه السنة مؤامرة من النظام وإيران لمنع عودتهم إليها، لافتة إلى أن شائعات انتشرت عن عراقيين يقيمون في هذه المناطق.

وبحسب التقرير، فإن قناة "الجزيرة" ذكرت في كانون الثاني/ يناير 2017، أن أفغانا جندهم الحرس الثوري للقتال مع النظام أخبروا عائلاتهم بأنهم سيحصلون على المواطنة الإيرانية لو ماتوا في سوريا، منوها إلى أن هناك تقارير عن قيام حزب الله بتجنيد سكان سوريين ودفع أموال لهم من أجل الانضمام إلى فرقه، وهؤلاء ليسوا شيعة من لبنان، فهو يريد منهم البقاء هناك للحفاظ على التوازن السكاني. وتشير الصحيفة إلى أن تراجع معدلات الولادة في إيران يعني أنها لا تريد من مواطنيها اللجوء إلى سوريا والبقاء هناك.

وتختم "جيروزاليم بوست" تقريرها بالقول إنه على ما يبدو أن هناك صعوبة لتغيير الطابع السني لسوريا، من خلال دفع الشيعة من مناطق أخرى والتوطن فيها.

 

الأخبار: بعبع حزب الله يجول من وزارة الصحة إلى القصر الجمهوري

 د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/26 تشرين الثّاني 2018

 بشارة خير، تزُفُّها لنا جريدة الأخبار بقرب وصول وزير صحة حزب اللهي إلى وزارة الصحة، وهذا يعني فيما يعنيه قرب ولادة الحكومة

 أولاً: بعبع حزب الله في وزارة الصحة...

دأبت جريدة الأخبار على مهاجمة نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان الحاصباني، مُحمّلةً إياه مشاكل وعقبات الملف الصحي في لبنان لعقودٍ طويلةٍ خلت، ولم تلاحظ كاتبة التقارير رلى إبراهيم إيجابيّاتٍ عدّة أدخلها الوزير الحاصباني على بعض النُّظم والإجراءات، ومن بينها أهمية توزيع عطاءات وزارة الصحة لعدد الأسرّة للمستشفيات الخاصة والعامة وفق آلياتٍ علمية وموضوعية، والعمل الدؤوب على تخفيض أسعار الأدوية، والسّهر على تأمين الاعتمادات اللازمة لاستيراد أدوية الأمراض المستعصية، إلاّ أنّها وبالمقابل راحت تواصل حملات الافتراء والتّجنّي بحقّ وزير الصحة من خلال بعض المعلومات الخاطئة والمُجتزأة، أمّا اليوم والوزير يعمد إلى تخفيض أسعار الأدوية المستوردة، رأت إبراهيم أنّ الوزير اتّخذ قراره هذا خائفاً من "بعبع حزب الله" الذي يطاردهُ ويدفع به إلى اتّخاذ قراراتٍ جريئة خوفاً من قدوم وزير صحة جديد تابع لحزب الله، وهذا سيقوم كما تفترض الصحافية اللامعة بتخفيض أسعار الأدوية، وعندها تتهاوى كل مبرّرات الوزير السابقة بتفاوت سعر الأدوية بين لبنان وسائر بلاد المنطقة وخاصةً تركيا.

 ثانياً: بعبع حزب الله فوق القصر الجمهوري...

 بشارة خير، تزُفُّها لنا جريدة الأخبار بقرب وصول وزير صحة حزباللهي إلى وزارة الصحة، وهذا يعني فيما يعنيه قرب ولادة الحكومة، وأنّ عقدة وزراء السُّنة المستقلين ستجد لها حلاًّ قريباً، وها هو وزير الصحة الحاصباني يُخفّض أسعار الأدوية المستوردة بعد وصول بعبع حزب الله إلى وزارته، وقريباً سيحوم البعبع فوق القصر الجمهوري، لينتقل بعدها إلى تخوم بيت الوسط، فيهرع الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري لتأليف حكومة تتوافق مع رُؤى ومصالح الحزب، ليناما بعد ذلك بهدوءٍ وسلام بعيداً عن كوابيس البعبع الذي يحوم فوق أروقة القصر ودهاليز البيت.

 

كيروز ردا على نواف الموسوي: حركة أدهم خنجر بدأت بشعارات وطنية وانتهت بمأساة طائفية وكان مطلبه الالتحاق بسوريا

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أصدر النائب السابق إيلي كيروز البيان الآتي: "تعليقا على تصريح النائب نواف الموسوي، الذي اعتبر فيه أن أدهم خنجر هو بطل الإستقلال اللبناني الحقيقي والوحيد، ولئلا يمر هذا الكلام مرور الكرام لدى اللبنانيين والجنوبيين، صدر عن النائب السابق ايلي كيروز البيان الآتي:

أولا: من حق النائب نواف الموسوي أن يعتبر أدهم خنجر أحد أبطال الإستقلال، فهذا شأنه ورأيه، ولكن ليس من حقه أن يحصر هذه الصفة بشخص ويمنعها عن سائر المستحقين من اللبنانيين.

ثانيا: أود أن ألفت النائب نواف الموسوي الى قراءات مغايرة وأحيانا مناقضة لسيرة أدهم خنجر ودور حركته المسلحة وبعضها لمؤرخين وكتاب من جبل عامل.

ثالثا: لقد تحدث سلام الراسي في كتابه "لئلا تضيع" عن انزلاق أدهم خنجر في الأحابيل الطائفية. وكانت مذبحة عين إبل نهاية حركته الوطنية لأن حركته ابتدأت بشعارات وطنية وانتهت بمأساة طائفية. ويقول سلام الراسي أنه من الصعب تقييم تلك الحركة بدقة وتجرد.

رابعا: لقد أشار الدكتور منذر جابر في كتابه "الكيان السياسي لجبل عامل قبل 1920" الى "إن المطلب الواضح لأدهم خنجر ورفيقه صادق الحمزة كان الإلتحاق بالمملكة السورية وليس تاليا بلبنان، الكيان المستقل". ويضيف الدكتور منذر جابر: "ليس المجال هنا للحديث بالتفصيل عن هذه الحركة المسلحة ولكن الشيء الملفت أن هذا الموقف الوطني الواعي ينقلب في اللحظة الأخيرة ويتمحور الى هجوم على بعض القرى المسيحية" (عين إبل).

خامسا: تؤكد وثيقة الخوري يوسف فرح بالتفصيل على ما لحق بالبلدات المسيحية وخصوصا عين إبل من تعديات ومآس على يد الحركات المسلحة آنذاك. ولقد لجأ الأهالي في عين إبل الى القرى الفلسطينية القريبة.

سادسا: هل قرأ النائب نواف الموسوي كتاب "الأمة القلقة" لوضاح شرارة والذي يعرض ويشرح جوانب تلك المرحلة وما حصل على يد أدهم خنجر وحركته مستشهدا بمذكرات الشيخين أحمد رضا وسليمان ضاهر.

سابعا: إني أدعو النائب نواف الموسوي الى التدقيق أكثر في تاريخ لبنان احتراما للموضوعية التي يحتاجها لبنان".

 

نديم الجميّل ينسحب من اجتماع المكتب السياسي الكتائبي

المركزية/26 تشرين الثاني/18/انسحب النائب نديم الجميّل من اجتماع المكتب السياسي الكتائبي اعتراضاً على تأييد الحزب للائحة المدعومة من الحزب السوري القومي الإجتماعي في انتخابات نقابة الصيادلة. ويرتقب ان يعقد مؤتمرا صحافيا غدا لتوضيح الملابسات ولاعلان خطواته اللاحقة

وبحسب الMTV سيكون للنائب نديم الجميّل موقفٌ في الساعات المقبلة من تحالف "الكتائب" مع "القومي" في انتخابات نقابة الصيادلة بعد اتصالات تلقاها من الحزبيين على أثر انسحابه من اجتماع المكتب السياسي.

 

بعد انتكاسة غزة..هل يستخدم نتنياهو الجنوب لتعويم نفسه سياسياً؟ وبنك اهداف" فــــي ضرب "حزب الله" وايـران المُستفيد الاكبر؟

المركزية/26 تشرين الثاني/18/ترك وقف اطلاق النار في قطاع غزّة بعد موافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلافا لرأي وزير الدفاع افيغدور ليبرمان الذي استقال بسبب خلافه مع نتنياهو حول الموضوع، جمراً تحت رماد الوضع الاسرائيلي الداخلي، زاد من "خطر اشتعاله" رفض نتنياهو حلّ الكنيست والذهاب الى انتخابات نيابية مُبكرة اي قبل عام من موعدها، مصرّاً على الاستمرار في السلطة وعلى تحصين التحالف الحكومي القائم و"اغراء" الكتل المتحالفة معه داخل الحكومة للبقاء فيها وتوزيع المناصب الوزارية للذين استقالوا على كتل تضمن له البقاء في السلطة، والرد معاً على ليبرمان والمعارضة. ويتزامن هذا التوتر الداخلي مع تحقيقات تجري مع ساره نتنياهو بتهمة هدر المال العام والحصول على رشاوى في وقت يحاول زوجها انقاذ التحالف الحكومي الصامد حتى الان، الا انه يبقى عرضة للسقوط في اي لحظة.

ويتذرع نتنياهو برفض اجراء الانتخابات المُبكرة بان اسرائيل في حالة حرب في غزة الامر الذي لا يسمح بالذهاب الى صناديق الاقتراع.

لكن وراء الاكمة ما وراءها، كما تقول اوساط دبلوماسية غربية مراقبة لـ"المركزية"، فبرأيها، "شعبية نتنياهو في انخفاض وان المعارضة تسجّل عليه انتصارات ما يدفعه الى رفض اجراء انتخابات مُبكرة تكون نتائجها "كارثية" بالنسبة اليه، فهو يتمسّك بالتحالف الحكومي لانقاذ حكومته من السقوط امام ضربات ليبرمان السياسية". وبما ان الجبهة في المنطقة الجنوبية (قطاع غزّة) قد هدأت بقرار من نتنياهو تتّجه الانظار الى الجبهة الشمالية (جنوب لبنان) للتعويض عن التراجع السياسي الذي سببّه وقف اطلاق النار في غزة على شعبية نتنياهو.

وفي السياق، تسأل الاوساط الدبلوماسية "هل يستخدم نتنياهو جنوب لبنان ورقة فيحاول من خلال عملية عسكرية ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد؟ تعويم وضعيته السياسية، الرد على المعارضة، لاسيما ليبرمان الذي يطمح لان يحل محله، ابعاد شبح الانتخابات المُبكرة لتعزيز وضعيته، الالتفاف على التحقيقات مع زوجته في ملف الفساد وهدرالمال العام والرشى، تقديم اورق اعتماد لادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بتسديد ضربة في مرمى "حزب الله" تحت عنوان منع سلاح الميليشيات بالتزامن مع رزمة العقوبات الاميركية المفروضة على ايران ووكلائها في المنطقة والمسار الذي يسلكه المجتمع الدولي في مجلس الامن بحصر السلاح بيد الشرعية، واستطراداً "الافادة" من الاجواء العربية "المُناهضة" للحزب ودوره العسكري في ميادين عربية عدة".

ولا تُسقط الاوساط من حسابات نتنياهو "قصة الصواريخ" التي تلاها على مسامع المجتمع الدولي من على منبر الامم المتحدة ومزاعمه حول الصواريخ التي يُخزّنها الحزب في مناطق عدة في لبنان"، وتشير الى "الفوائد الايجابية برأي نتنياهو على الداخل الاسرائيلي في حال فتح هذه الجبهة، منها تحريك الرأي العام الدولي، لاسيما مجلس الامن لاتّخاذ قرار حاسم بنزع سلاح "حزب الله" وعدم التهاون في هذا الامر". والى "بنك الاهداف" الذي ستُحققه اي ضربة اسرائيلية ضد حزب الله كما يعتقد رئيس الوزراء، يعوّل نتنياهو على "الانقسام" اللبناني الداخلي حول سلاح الحزب، لاسيما في بيئته وتجلى ذلك في ممارساته مع المعارضة خلال الانتخابات النيابية الاخيرة وما تردد عن "مخالفات" ارتكبت في مناطق النفوذ الشيعي والسعي لخنق الصوت المعارض بالقوة".

فهل ينجح نتنياهو في العملية العسكرية في الجنوب بتعويم نفسه في الداخل الاسرائيلي والرد على المعارضة وطي ملف التحقيق في الفساد مع زوجته؟ ام يقع في فخ "حزب الله" ويورّط اسرائيل في حرب جدّية تنعكس على وضعه وتدفع المنطقة برمّتها الى حافة المواجهات العسكرية في ظل الكباش الاميركي-الايراني، علماً ان هنالك ضغطا دوليا للمحافظة الى الاستقرار في لبنان، لاسيما في الجنوب ومنع استغلال ايران لما يجري "لخربطة" اجواء الاستقرارالذي يعمل المجتمع الدولي على تثبيتها في المنطقة"؟

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الإثنين 26/11/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بلجيكا تدعم لبنان في المحافل الدولية.. أبلغ ذلك رئيس البرلمان البلجيكي لرئيس الجمهورية ونظيره اللبناني والرئيس سعد الحريري.

وخارج إطار زيارة الضيف البلجيكي إستمرت عثرة التأليف الحكومي وفهم من أوساط سياسية أن طرحا جديدا سيتم في اليومين المقبلين يقضي بالتوافق على شخصية سنية تشكل حلقة وصل بين تيار المستقبل وحزب الله على ان تكون من حصة رئيس الجمهورية.

وفي شأن آخر أمضت لجنة الاشغال النيابية ساعات عدة في جلستها اليوم من دون الوصول الى تحديد المسؤولية في طوفان الرملة البيضاء.

وفي البرلمان ايضا تقدم عشرة نواب باقتراح قانون لتعديل قانون حماية المرأة من التعنيف.

في الخارج وتحديدا في اسطنبول تحدث المدعي العام عن شخص سعودي له علاقة بإخفاء جثة الصحافي جمال خاشقجي وقد داهمت الشرطة منزله.

وفي الامم المتحدة إهتمام بوأد التوتير الروسي-الاوكراني الناجم عن اعتراض ثلاث سفن أوكرانية دخلت المياه الروسية.

وفي سوريا أصدر الرئيس بشار الاسد مرسوما بتشكيل هيئة عليا للمصالحة الوطنية.

نبدأ من طوفان الرملة البيضاء وإخفاق اللجنة البرلمانية في تحديد المسؤول عن ذلك.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لدى التدقيق في هوية "الصبي" المولود في رواية سليمان الحكيم يتضح أنه يتحدر من "سليلة بي الكل" حيث سيرق قلب الرئيس ميشال عون على تقطيع "لبنانه" وسيعلن أبوته وأمومته للحل لأن عهده سيكون المتضرر الأكبر من بقائه عهدا لتصريف الأعمال وإذا كان الرئيس سعد الحريري مكلفا.. فإن العهد كان مسؤولا.. ولن تغفر له وقفة المتفرج على إهدار سنوات حكمه وربما كان كلام سمير جعجع اليوم "وصفة حكيم" عندما دعا عون والحريري اللذين يمسكان "بالقلم" وصلاحيات التوقيع الى اتخاذ قرار حاسم: فإما يقولان لحزب الله نريدك في الحكومة، أعطنا اسماء وزرائك، وإلا فليشكلا حكومة بمن حضر والهدر في الوقت رآه الرئيس نبيه بري ترفا لم يعد متاحا وذهب مرة جديدة للدعاء لكن فروض الصلاة لرئيس المجلس يمكنها أن تصل اسرع الى السماء إذا ما رفع الأذان من قبة المجلس النيابي دفاعا عن اعضاء المجلس النيابي.. أي النواب الستة الذين يتعرضون اليوم لأسوأ عملية "تنمر" سياسية من قبل رئيس الحكومة الذي يعاملهم بفوقية ويتجاهل وجودهم وحتى لقاءهم والى حين الاعتراف فإن لبنان لا يعدو كونه مستوعب رسائل خطرة.. فبعد خطر برقيات الاقتصاد والدين العام تلقى نواب زاروا الفاتيكان رسالة مباشرة من وزير خارجيتها بول غالاغر نقل فيها حسم المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة بأن عودة النازحين السوريين لن تكون قبل الحل السياسي في بلدهم وبرسالة لها المفعول الاقوى الى المجتمع الدولي ورفض تعليماته أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم اليوم الانتقال إلى مرحلة مهاجمة الإرهاب وحدد سير الخطة بأن المطلوب هو منع انتقال الإرهابيين ومنع وصول إمداداتهم وملاحقتهم بلا هوادة واعتماد نظام موحد لتبادل المعلومات وتوقف بعض الدول عن الاستثمار في الإرهاب". وبارهاب اسرائيلي دائم وبمفعول رجعي يعود الى اجتياح العام اثنين وثمانين فإن اعتراف العدو باستهداف سفينة مدنية على مرفأ طرابلس من شأنه ان يدفع باتجاه الشكوى ضد اسرائيل لدى المحاكم الدولية المختصة. فلبنان لن يكفيه ولا تفيده رسائل التضامن الدبلوماسية وابداء الاسف لان العدو تعود ان "يبل" الرسائل والقرارات الاممية ويشرب مياهها.. لكن ما سيقلق اسرائيل هو رفع شكوى يوقع عليها ذوو الضحايا وتتبناها الدولة اللبنانية ويتم تفعليها عالميا. وما عدا ذلك.. يبتلعه البحر. والى الارهاب المقطع والمذوب بالاسيد.. تخبطت تركيا اليوم في جثة.. وبدأ محققوها البحث عن جثة الصحافي جمال الخاشقجي في مزرعة نائية جنوب شرقي إسطنبول وذلك بناء إلى معلومات استخبارية جديدة أظهرت أن عميلا سعوديا متورطا كان قد اتصل بصاحب المزرعة قبل يوم من الجريمة ويضع هذا البحث صدقية تركيا على حد المنشار.. فكيف أعلنت سابقا تذويب الجثة بالاسيد ثم تبحث عنها اليوم في قصور نائية؟.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بعد كلام النائب حسن فضل الله وهجومه على النهج السياسي والاقتصادي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، إنطلقت جوقة المرتزقة في حملة معروفة الاهداف للتطاول على الرئيس سعد الحريري ومقام رئاسة الحكومة في لبنان.

فبين وئام وهاب مرتزق ساجد والنائب اللقيط الوليد سكرية بدأ تنفيذ امر عمليات اعلامي بالهجوم على الرئيس المكلف ووضع المزيد من العراقيل امام تأليف الحكومة.

حلفاء “حزب الله” أو مرتزقته لا فرق، يتولون مهمات اقل ما يقال فيها انها مهمات دنيئة لا تمت الى الاخلاق السياسية بأية صلة، بل هي تنم عن اسلوب رخيص في مقاربة المسائل الخلافية، على صورة الاشكال التي تتبارى على الشاشات في الاساءة الى الكرامات، وتشويه الصفحات الوطنية الناصعة التي كتبها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباتت علامة مميزة من علامات البناء والاعمار والنهوض الوطني.

حزب الله يستحضر صغاره للعبث في ملاعب الكبار.. آن لهذا التلاعب في استقرار البلاد ان يتوقف وآن لألسنة السوء ان تتوقف عن بخ السموم في وجوه اللبنانيين.

حملة المرتزقة واجهتها سلسلة من المواقف ردت الاساءات الى نحور أصحابها، اما عقدة التأليف فما زالت عند من اخترعها، ولا شيء في الافق يشير الى ان حزب الله يستعجل الحلول او يحمل مع سائر اللبنانيين هموم درء التحديات الاقتصادية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الجميع كانوا في العرس اليوم لكن العريس لم يحضر... مجرور الرملة البيضاء، أو ما بات يعرف بمجرور الإيدن باي، حضر الجميع "كرماله" إلى مجلس النواب، إلا المعني الأول, فلم يحضر... لا أحد عن "الإيدن باي" في الإجتماع الذي تحولت مداولاته إلى سوق عكاظ، فتداخل ما هو وزاري بما هو نيابي بما هو قضائي بما هو إداري، وكل ذلك من أجل الإجابة عن سؤال معروف جوابه، وهو: من أقفل مجرور الإيدن باي بالباطون؟ وبطلب ممن؟ وبإيعاز ممن؟ وبغض نظر ممن؟ وبغطاء ممن؟ معظم الذين كانوا في جلسة اليوم يعرفون الجواب، لكنهم بدلا من لفظه، تلفظوا بكل شيء إلا بما يجب ان يتلفظوا به؟

طريقة تعاطي المسؤولين مع فضيحة مجرور الإيدن باي، تشكل علامة غير مشجعة على طريقة معالجة الدولة ملفات الفساد، فإذا كان كل مجرور سيجمع هذا العدد من المسؤولين، كما اجتمعوا اليوم، ويتحول اجتماعهم الى سوق عكاظ، ولا يخرج بنتيجة، فعلى مكافحة الفساد السلام ...

يا سادة... من اقفل مجرور الإيدن باي معروف، ومن وراءه معروف، أما إذا كنتم تريدون تمييع الحقيقة، فلماذا تعذبون انفسكم والناس ؟ "اصلا" الناس لم تعد تثق بمعالجاتكم، لقد سقطتم من عيونهم وضمائرهم، ولا شيئ يعدل من نظرتهم سوى رؤية " راعي المجرور" وراء القضبان، وما عدا ذلك، سيبقى "راعي المجرور" اقوى منكم جميعا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

أفق مسدود بوجه ولادة الحكومة وكل ما يحاول أهل التشكيل بثه من أجواء تفاؤلية هو تمن ليس إلا.

أما الدعاء الذي لجأ إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مجددا فهو التعبير الأنسب في ظل ما وصلت إليه أزمة التشكيل. فأين التفاؤل وكل على موقفه لا تراجع لا تنازل ولا حتى ملاقاة الى نصف الطريق.

آخر المعلومات بحسب مصادر مواكبة أن الرئيس المكلف لن يلتقي اللقاء التشاوري والقرار نهائي ونقطة على السطر وقد أبلغ المعنيين بذلك.

وعلى خط النواب السنة وبعدما تركت لهم هوامش باختيار من يرضون عنه قالت مصادرهم للـNBN أن هذا الأمر كان يصح لو أن الرئيس الحريري تجاوب مع طلبهم اللقاء به وتعاطى معهم ككتلة مقدرة لا رجوع عنها فمن يقول إنه لا ينتقص من قيمة أحد منهم لم يمانع لقاءهم مجتمعين ولماذا يريد تفريق تكتلهم، وعليه أين المخرج ومن هو الوسيط المقبل بعدما فشلت مهمة باسيل بتقريب المسافات.

من هنا دعا الرئيس بري الى التفاؤل بالخير والدعاء لأنه لم يعد للبنان واللبنانيين سوى ذلك.

رئيس المجلس ردد مع رئيس الجمهورية الكلمة التي قالها حول إنه لم يعد هناك من مجال للترف على الإطلاق وكان يجب أن يكون لبنان أمام حكومة ليس اليوم وإنما البارحة.

وفيما ينتظر لبنان حكومته العتيدة أصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما عدل بموجبه حكومة بلاده وشمل تسع وزارات.

اليوم تابعت لجنة الأشغال النيابية فضيحة مجرور الرملة البيضاء واستمعت الى جميع المعنيين بالقضية محصنة بـ"كارت بلانش" من الرؤساء الثلاثة وهي ستتابع القضية حتى النهاية وفق ما عبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجه.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بين كل المد والجزر الاعلامي، يبدو ان في الخفاء حراكا حكوميا، وما على اللبنانيين سوى انتظار هدهد ما، عله يأتي بالدليل على سليمان الحكيم، ومعه الخبر اليقين..

في جديد الحراك على ما علمته المنار، ان لقاء بعيدا عن الاعلام جمع الوزير جبران باسيل بالنائب عبد الرحيم مراد للبحث في الشأن الحكومي، فيما الرئيس سعد الحريري لا يزال محجما عن لقائهم كنواب متكتلين طلبوا موعدا من رئيس حكومة مكلف، وهو ما يكلف البلد مزيدا من هدر الوقت.. فالوقت اصبح ضاغطا على الجميع، ولم يعد هناك من مجال لترف المناورة، التي ان طالت فستظهر عليها علامات المؤامرة، في ظل ما يعيشه لبنان والمنطقة بل العالم من تحديات وتبدلات كبيرة..

في المنطقة، ككرة ثلج تكبر الاحتجاجات على زيارة محمد بن سلمان لتونس والجزائر، والعنوان رفض زيارة الحاكم بالاسيد والمنشار بلاد الثورة والاحرار كما يقول التونسيون. فيما يرفض الجزائريون استقبال قاتل الاطفال في اليمن ومبعثر حدائق عدن، والسائر في طريق الصفقات لاتمام جريمة العصر بالتخلي عن فلسطين وقدسها الشريف..

اما الفلسطينيون فلن يتخلو عن حقهم بالمقاومة بما يستطيعون، وجديدهم عملية دهس نفذها الفدائي الممرض رمزي ابو يابس في مستوطنة عتصيون قرب الخليل، فاصاب ثلاثة جنود صهاينة، قبل ان يقضي شهيدا برصاص الاحتلال..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

بعدما تم نعي مبادرة الوزير باسيل الساعي الى تسهيل تأليف الحكومة أعادها اليوم الى الحياة اذ اعتبر أنها مستمرة، لكن ما رشح عن تفاصيل الهندسة الباسيلية الجديدة لا يعزز الآمال بتمكنها من النجاح، فهي لا تزال ترتكز على وزير سني من نادي الستة الأمر الذي يرفضه الرئيس الحريري، بالنسبة الى المستقبل المعركة في مكان آخر، اذ يعتبر أن على حزب الله ضبط ألسنة نوابه وحلفائه السنة والغاء أمر العمليات بشتم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله الرئيس المكلف.

وفي رد مباشر على السيد حسن نصرالله المصر على توزير سني الى يوم القيامة اعتبر مسؤول أزرق للـ mtv أن الرئيس الحريري مكلف الى يوم القيامة، واستدراجه الى اليأس غير وارد، وغمز من قناة الرئيس عون بالقول ان من وضع السكين على رقبة الصبي ويستخدم فئة لتعطيل التأليف هو الذي يمنع الحلول.

وسط السجال الحكومي الذي يهدد باعتراف الجميع بأنه سيؤدي الى تصدع الاقتصاد والوضع المالي يواصل حاكم مصرف لبنان تصبيج الحال بما تيسر مذكرا بأن المركزي أقوى من كل الخضات فيما يتابع وفد المصارف اللبنانية مساعيه في أميركا لمنع عاصفة عقابية جديدة على حزب الله من أن تؤذي في طريقها لبنان.

في سياق اشكالي، اخر مجرور الايدن باي لا يزال مسدودا بالفساد، ورغم التحرك النوعي والجدي النيابي والقضائي المجهولون المعلومون الضالعون في جريمة فيضان المجرور يسرحون ويمرحون اذ ان محدلة المحاسبة القضائية تعمل بتمهل لا يرضي تعجل الناس ورغبتهم في رؤية المرتكبين وراء القضبان، لكن القيمين عليها يجزمون بأن سلحفاة العدالة لا بد ستصل الى ما يتوقعه اللبنانيون منها ولو بعد حين.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

حكوميا، عنوان المرحلة بعد كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السبت: البحث عن أم الصبي.

لكن، باستثناء تأكيد الافرقاء أن الاتصالات والاجتماعات مستمرة وراء الكواليس لبلورة صيغة حكومية بعيدا من منطقي الفرض والاستئثار، لا جديد على المستوى الحكومي اليوم باستثناء تأكيد الوزير جبران باسيل عبر الأوتيفي ان مبادرته التي كلفه بها رئيس الجمهورية لم تتوقف، وتذكير الرئيس نبيه بري بوجوب التفاؤل بالخير والدعاء. وفي هذا الاطار علمت الاوتي في ان الساعات المقبلة ستشهد خطوات عملية تصب في سياق تفعيل العمل للوصول الى حل.

وفي الموازاة، لا تزال المعلومات تؤكد تريث بيت الوسط في لقاء نواب اللقاء التشاوري الذين طلبوا موعدا للقاء رئيس الحكومة المكلف.

وفي غضون ذلك، احتلت فضيحة فيضان مجارير بيروت اليوم حيزا واسعا من الاهتمام، حيث حضرت على طاولة لجنة الاشغال النيابية، فيما طيف منطق تجهيل الفاعل كان الطاغي على الاجواء التي سربت عن الاجتماع المطول.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 26 تشرين الثاني 2018

النهار

سأل نائب سابق عن سبب إصدار الشركتين المشغّلتين للهاتف الخليوي الفواتير بالدولار في مؤسّستين تملكهما الدولة اللبنانيّة.

اتّهم أحد ضيوف المحطّة البرتقاليّة رئيس "التيّار الوطني الحر" بعدم علمه بالجغرافيا إذ طلب إلى نوّاب كسروان التقدّم بطلب رفع ‏لوحة عند نهر الكلب فيما المنطقة تتبع المتن الشمالي عقاريّاً.

انتشر عبر وسائل التواصل مقطع فيديو لحفل استقلال لبنان في إحدى دول افريقيا حيث تبيّن أن ديبلوماسيّاً لبنانيّاً يتلو خطاباً بلغة ‏فرنسيّة لا يُحسن قراءتها إطلاقاً.

ظهر في تحقيق مُتلفز قاتل نقيب الصحافة الراحل رياض طه المحكوم من المجلس العدلي من دون أن تتحرّك أي جهة أمنية للقبض ‏عليه.

البناء

توقف معلقون أميركيون و"إسرائيليون" أمام اللهجة الإيرانية في كلام الرئيس حسن روحاني عن الإذلال الأميركي للسعودية ‏والاستعداد الإيراني للوقوف مع السعودية إذا قرّرت الدفاع عن كرامتها، وبدون أيّ مقابل، وربطوا كلام روحاني بكلام الرئيس ‏الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يزال يرفض الانضمام إلى لغة تحميل السعودية وولي عهدها مسؤولية قتل الخاشقجي، مدافعاً عن ‏التحقيق السعودي، وواصفاً الحملة الدولية بالتوظيف السياسي المرفوض للقضية

الجمهورية

تستعد جهات سياسية لرفض إعتذار مرجع بارز في قضية حساسة في حال حصل الإعتذار والدعوة للتحرك في الشارع.

إستغربت أوساط سياسية ما يقوم به أحد الأحزاب من محاولات مستميتة للدفاع عن تكتل من غير طائفته والتدخل المباشر في قضية ‏حساسة جدا.

لوحظ أن معارضة تيار مسيحي بارز نجحت في إيصال مرشح لعضوية نقابة مهنة حرة، بعدما جرى فصله من التيار الذي ينتمي اليه.

اللواء

يؤكد عارفون ببواطن الأمور أن الأجواء بين مرجع كبير وحزب فاعل ملبدة بغيوم كثيفة من التوتر، وأن الكلام تجاوز مرحلة العتاب ‏بينهما!

إعتبر وزير من 8 آذار أن مطالبة زميله وزير الخارجية بوضع لوحة عن "الجلاء السوري" من لبنان، بمثابة فاتورة لمن يعنيه الأمر ‏على حساب الإستحقاق الرئاسي المقبل!

تبين نتيجة الإجتماعات المالية التي عقدت الأسبوع الماضي على مستوى عالٍ بين المعنيين أن لا إمكانية لإصدار سندات خزينة جديدة ‏إذا لم توافق وزارة المالية على رفع الفوائد بنسبة تحاكي الإرتفاع الحاصل في الاسواق المصرفية محلياً وخارجياً!

المستقبل

يقال إنّ متابعين لملف العقوبات الأميركية يؤكدون مواجهة طهران معضلة كبيرة تتمثّل بعجزها عن تحصيل ثمن النفط المُصدّر إلى ‏الدول المعفاة من العقوبات، نتيجة منع إيران من تسلّم الثمن بعملتها المحلية، وحظر تحويله عبر نظام "سويفت" المصرفي العالمي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل بيان

26 تشرين الثاني 2018

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة أنطوان قسيس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حُسن عبّود، سامي شمعون، سعد كيوان، سوزي زيادة، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، مياد حيدر وأصدر البيان التالي: يشهد لبنان انقلاباً على الدستور وعلى وثيقة الوفاق الوطني نتيجة الشروط التي يفرضها "حزب الله" على تشكيل الدولة من جهة، وتخلّي أهل السلطة وغالبية القوى السياسية عن الدفاع عنهما من جهة أخرى. فهذا يتكلّم عن "نهاية الطائف" وذاك عن مؤتمرٍ تأسيسي يعيد إنتاج السلطة على قواعد جديدة، بينما الحقيقة هي أن الوصاية السورية بالأمس والايرانية اليوم عطّلت وتعطّل تنفيذ الدستور من خلال فرض واقع سياسي على حساب قوة التوازن الوطني. يدعو "لقاء سيدة الجبل" رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور ورئيس الحكومة المكلّف استعمال الصلاحيات الدستورية المنوطة بموقعهما لتشكيل الحكومة في أقرب وقت، حكومة تدافع عن مصالح اللبنانيين أولاً وعن علاقة لبنان مع العالم العربي والعالم ثانياً، إنها مسؤولية وطنية بامتياز.

 

نصيحة الفاتيكان الكئيبة: تفادوا المواجهة واحفظوا وجودكم

منير الربيع/المدن/الإثنين 26/11/2018

فصل الكلام في ما يتعلّق بلبنان وقضية اللاجئين السوريين، جاء من الفاتيكان، إثر زيارة وفد نيابي إلى هناك. المغزى الكبير والأساسي هو ما سمعه الوفد اللبناني على لسان وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغر، الذي وضع القضية في نصاب واقعي، لا علاقة له بأي شعارات شعبوية أو عاطفية. صحيح أن الوزير نصح الأفرقاء اللبنانيين بالتوافق وتحصين الوحدة الداخلية، ولكنه مرر رسائل مهمة فيما يتعلّق بالوضع في لبنان، إذ اعتبر أن البلد يعيش حالة غير سليمة، ولا بد من التوافق لأجل الخروج من المآزق المتعددة التي يمرّ بها.

أهداف أقلّوية

أما المضمون الأساسي، فهو الرسالة المتعلّقة بما قاله غالاغر حول ملف اللاجئين السوريين، بأن لا بوادر تشير إلى إعادتهم إلى أراضيهم قريباً. وبرأيه، المرحلة الحالية لا توحي بوجود نية لدى أي طرف بالسعي لإعادتهم إلى سوريا. وهذا يتضافر مع أسباب اقتصادية- مالية، أو أهداف أقلوية وسياسات تفتيتية، علاوة عن عدم وجود حلول قريبة لهذه القضية، مع الإشارة إلى أن الخطة الروسية ليست جدية، في ظل عدم التوافق حولها، وعدم الإستعداد الدولي لتمويلها. قناعة الفاتيكان أتت من معطيات متوافرة لديه، نتيجتها أن ليس هناك أي قدرة لإعادة اللاجئين، ولا قرار دولي حتى الآن لتحقيق ذلك، ولا بد من إنتظار حلّ سياسي شامل. لكن الرسالة الأخطر من الفاتيكان، تشير إلى حقيقة الكلام عن سعي من قبل النظام وحلفائه، وبتواطؤ دولي، لتحقيق تغيير ديمغرافي في سوريا، إذ أن وزير خارجية الفاتيكان قال للوفد اللبناني، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد، والذي سيبقى رئيساً لسوريا إلى فترة ليست قصيرة، يفضّل أن يبقى رئيساً على شعب أقل عدداً مما كان عليه في السابق.

"سوريا المفيدة"

وهنا المعضلة الأساسية التي ترتبط بعدم رغبة النظام السوري في إعادة هؤلاء اللاجئين، حفاظاً منه على التغيير الديمغرافي الذي سعى إلى تحقيقه منذ اللحظة الأولى. وهذا ما شهدناه واقعياً برفض النظام للعديد من قوائم الأسماء التي لن يسمح بعودتها، فكل عمليات إعادة اللاجئين من لبنان إلى سوريا، تتم بالتنسيق مع النظام، وهو الذي يرفض الكثير من القوائم والأسماء، بذرائع مختلفة، إما سياسية أو أمنية، أو بادعاء الشبهات الإرهابية التي تطال أحياناً سكان قرية بأسرها. وهذا يعني عملياً رفض عودة أي شخص تثبت مشاركته في الحراك المعارض للنظام، ومنع أي شخص شارك في العمليات العسكرية ضد النظام من العودة. والنتيجة وفق آخر ما أعلنه اللواء عباس ابراهيم منذ شهر: "عدد اللاجئين السوريين في لبنان يبلغ نحو 1,3 مليون شخص، فيما بلغ عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا نحو 50 ألفاً". إنه منطق الصفاء والتجانس الذي تحدّث به بشار الأسد ذات يوم، النظام لا يريد عودة هؤلاء اللاجئين. تلك العودة ستغيّر موازين القوى في الداخل السوري، سياسياً، وديمغرافياً.. وإنتخابياً. حتى أن بعض السوريين اللاجئين في الداخل ممنوعون من العودة إلى أراضيهم الأصلية، خصوصاً في مناطق أساسية في محيط العاصمة دمشق، وفي المناطق الحساسة التي تعتبر معابر إستراتيجية لخطوط "سوريا المفيدة"، كحمص، والقلمون، والغوطتين الشرقية والغربية.. فهذه مناطق باتت محرّمة على سكانها الأصليين.

كلفة حماية المسيحيين

ينطوي كلام الفاتيكان أيضاً على نصائح بعدم الانجرار إلى مغامرات سياسية، أو الخوض في مواجهات أو خيارات تكون كلفتها موجات هجرة لبنانية جديدة. وبما أن الهدف الأهم هو حماية المسيحيين، فهو يطّلع إلى تفادي أي مغامرة تكون نتيجتها المزيد من إنكفاء الدور المسيحي.

الرسالة الفاتيكانية تشدد على وجوب اعتماد سياسة النأي بالنفس والتسليم بالأمر الواقع، للحفاظ على الوجود، بمعزل عن ماهية وشروط حفظ هذا الوجود، وتحت أي سلطة يكون. ينطلق الفاتيكان من قناعة أن الغرب غير قادر على حماية المسيحيين وعلى إبقائهم في أرضهم. لذلك، لا بد لهؤلاء من الإنحياز إلى الطرف الأقوى، لأن مواجهة هذا المحور الإقليمي لن تؤدي إلى حماية المسيحيين، وهذا ما أثبتته التجربة. هذا المحور لديه قدرة عملانية على القيام بأفعال تؤدي إلى هجرة المسيحيين ومن دون أن يتحملوا مسؤولية ذلك. هذا الطرح الفاتيكاني ليس بدافع القناعة بانتصار طرف على آخر، بل بدافع درء المخاطر.

 

جنبلاط لـ"المدن": انصتوا للفاتيكان وانجزوا التسوية مهما كانت

منير الربيع/المدن/الأحد 25/11/2018

يستبشر وليد جنبلاط خيراً بوفرة الأمطار المتساقطة. يأمل بأن ينعكس خير الطبيعة، على السياسة والإقتصاد: "لا بد من وقف التدهور والإنهيار الإقتصادي". صورة الوضع قاتمة. وفي الأثناء، يمرر جنبلاط مواقفه وأفكاره، على طريقته، بتغريداته. إنذار بتحول؟ في الفترة الأخيرة، شكّلت هذه التغريدات عنواناً يومياً في الحياة السياسية، خصوصاً تلك التي حملت شحنة من المعاني السياسية والرسائل التحذيرية، على خلفية تعطيل تشكيل الحكومة. تساؤلات عديدة طُرحت حول مغزى رسائل جنبلاط التي حملتها تغريداته، لا سيما تلك التي تتعلق باستخدام لبنان كـ"ورقة إيرانية"، والإنتقاد الموجه لطهران. اعتبر البعض أن مواقف جنبلاط تنذر بالإستعداد لثورة، خصوصاً وأن الرجل يبقى بنظرهم "الميزان" في قراءة التطورات. تتعدد القراءات لمواقف جنبلاط. البعض يعتبرها أنها تنذر بتحول مقبل على المنطقة، بفعل التشدد الأميركي ضد طهران، بما يفسر إعلان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي لإنتقاداته. لكن الأساس لدى جنبلاط، يتعلّق بـ"اتخاذ موقف للتاريخ"، ولما يستشرفه هو، وليس بالضرورة أن يكون مرتبطاً بأي تحول سياسي. وعلى أي حال، ما زال يشدد دوماً على وجوب إبرام التسوية، لأن لا غيرها - برأيه - سيكون قادراً على ضمان الإستقرار والحفاظ على الحدّ الأدنى مما تبقى من لبنان.

ملاقاة الفاتيكان

قرأ مضمون رسالة الفاتيكان، داعياً إلى وجوب إبرام التسوية، وغرّد قائلاً: "بعد الكلام الّذي ورد في الفاتيكان على لسان وزير خارجيته بول غلاغر، وبحضور الحبر الأعظم، وبعيدًا عن الاعتبارات المحلية الضيقة، فإنّ التسوية ضرورية أيّاً كانت مرارتها تفاديًا للانهيار".

إذا، ما يريده جنبلاط بإصرار وثبات هو التسوية.. وليس التصعيد. ولدى سؤاله عن ماهيّة قراءته للرسالة التي تبلّغها وفد لبناني من الفاتيكان، يقول لـ"المدن" :"من الواضح أنها تلتقي مع مختلف الأخبار والمعطيات، في ظل القانون رقم عشرة في الشام، وفي ظل الدمار الهائل الذي لحق بسوريا، وهو مدروس، لتهجير نصف السكان وغالبيتهم من مذهب معين. ويقول الفاتيكان إن ليس هناك عودة سريعة للاجئين، خلافاً لبعض الأرقام الضئيلة التي تعود إلى سوريا، من خلال جهود الأمن العام، والتي لا تمثّل شيئاً بالنسبة لأرقام المبعدين، خصوصاً أن بعض من يعودون، لا يقيمون في أراضيهم الأصلية، ولن يعودوا إلى أراضيهم، لأن ما يجري في سوريا، هو إعادة تنظيم بشري للاجئين في سوريا".

معادلة سكانية جديدة

ما يحدث في سوريا، يصفه جنبلاط بالتنظيم البشري، تنظيم بشري ومدني (جغرافي) بالوقت نفسه. ولبنان ليس بعيداً عن ما يجري، متمسكاً بوصف كان قد أطلقه سابقاً، بأنه في الذكرى المئوية لولادة لبنان الكبير، سيكون البلد مستلحقاً بتوازنات إقليمية جديدة، تتعلّق بما أعلنه في العام 2014، عن سقوط حدود إتفاق سايكس بيكو، وبعد سنتين سيكون النفوذ الأكبر في لبنان الكبير، للمعادلة الجديدة، التي ستتحكم به ومحيطة به، من الشام إلى طرطوس فاللاذقية شمالاً، وإلى درعا جنوباً. هذه معادلة جديدة سكنية، سياسية وبشرية، وهي التي ستتحكم بمسار الأمور.

يستبعد جنبلاط، كل التقارير التي تتحدث عن إمكانية نقل اللاجئين إلى تجمعات في الصحراء، ما بين شرق سوريا وغرب العراق، يقام فيها مدن جديدة لإستيعابهم، وذلك لعدم إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية، فيعتبر أن كل هذا الحديث وهم، ولا أحد سيكون جاهزاً لبناء هذه المدن. ويشدد على أهمية تفعيل عمل اللجنة التي تشكّلت سريعاً للتنسيق مع الروس، لأجل محاولة إيجاد مخارج، ولو بالحدّ الأدنى لضمان حقوق السوريين، والدول المستضيفة لهم.

"سنّة علي مملوك"

مساء عيد الإستقلال، غرّد جنبلاط تغريدة استوقفت المتابعين، وقال: "‏إننا نشكر شركة Alpha التي أحبت أن تطربنا بالنشيد الوطني اللبناني في عيد ما يسمى بالاستقلال، على أمل أن لا تفرض علينا في العام القادم نشيد القتل، نشيد البعث السوري أو نشيد جمهورية "الفرح"، عنيت الجمهورية الإسلامية الإيرانية." ولدى سؤاله إذا ما كانت فحوى الرسالة تنطوي على رسالة سياسية تلخّص الواقع اللبناني، وتتنبأ بأن لبنان مقبل على الدخول في فلك النفوذ السوري الإيراني، يجيب جنبلاط بالإيجاب، وبأنه لا يمكن قراءتها إلا كذلك، بمعزل عن الشعارات الإستقلالية الرنانة.

كل ما يحدث بالنسبة إلى جنبلاط، لا يؤدي إلى تحقيق أي شيء جديد. وعلى طريقته التهكمية، يعتبر أن الأمور معلّقة بانتظار "السنّي المستقل". يعود إلى جدّيته قائلاً:" الأمور بحاجة إلى تسوية، وانا أشدد على هذه التسوية". ولكن كيف يمكن أن تتم؟ يجيب: "فليتم تعيين وزير منهم، وتنتهي القصّة، وعلينا القول إن موازين القوى لصالحهم". مشيراً إلى أنه كان يصفهم بسنّة علي مملوك، ولكن المعادلة السورية الإيرانية هي التي تتحكم بالبلد، وبالتالي كلما تم الإستعجال في إنهاء هذه المشكلة، كلما كان أفضل، لأجل الحد من الإنهيار.

الرهان على أوهام

يبدي جنبلاط عتبه على اعتماد مقاييس جديدة، في كيفية تشكيل الوزارة، سواء بتحديد أربع نواب لكل وزير أو ما شابه، بالإضافة إلى تقسيم الحقائب إلى سيادية وخدماتية وغيرها، "مع القبول بهذه الأمور، نكون قد نسفنا ما تبقى من إتفاق الطائف. ذاهبون إلى وضع أسوأ، ولا بد من وقف الإنهيار الإقتصادي، لانه إذا ما انهار الإقتصاد سيسهل على المتربصين السيطرة أكثر". ولكن هل يمكن وقف الإنهيار؟ يجيب جنبلاط بأن هناك موازين قوى مستحكمة، وهذه الموازين ليست لصالحنا، وهناك طرف قوي وأساسي على الأرض من لبنان إلى سوريا والعراق، بينما في اليمن لا بد من تسوية. لا يراهن جنبلاط على العقوبات على إيران وحزب الله: "الجمهورية الإسلامية اعتادت على التعايش مع هذه العقوبات التي تتعرض لها منذ أيام الخميني، وكلما اشتدت عليها كلما زاد نفوذها في المنطقة". يقول حاسماً: "لا يمكن الرهان على أوهام".

يعود جنبلاط إلى أهمية التسوية، وهي التي تفرضه الحقيقة الواقعة. يختم قائلاً: "ليس هناك من عيب في  القبول بالتسوية وباعتراف المرء بأن المقاييس ليست لصالحه، وهذا يفرض عليه تقديم التنازل في سبيل البلد، وبالتالي لا عيب بالإقرار بانعدام موازين القوى".

 

الحريري والتنازل الإجباري الأخير

منير الربيع/المدن/الإثنين 26/11/2018

ما بين سعد الحريري وجبران باسيل، إتفاق لا يهتز. هو تفاهم غير قابل للتحلل، بمعزل عن أي اختلال في التفاهمات، أو افتراق في الحسابات. هناك مؤشرات تدل على فتور في العلاقة بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية ووزير الخارجية، على خلفية تغيير الأخيرين لموقفهما بشأن توزير سنّة الثامن من آذار. فوجد الحريري نفسه محرجاً ووحيداً متروكاً في ساحة المنازلة. لكن، وعلى الرغم من تخلّي "شركاؤه" في العهد عنه، لا يبدو الحريري بصدد الخروج من تحت العباءة التي ارتداها في الواحد والثلاثين من تشرين الأول 2016.

رمي الجمرة!

الجميع بانتظار خطوة انسحاب تكتيكي من الحريري، توفّر له السبيل للتراجع عن موقعه المتقدم والمتصلب، الذي رفعه بوجه توزير سنّة الثامن من آذار. إلى الآن، لا يزال يرفض لقاءهم ككتلة واحدة، ويرفض توزير أي ممثل عنهم من حصته الوزارية. وفي الأثناء، حزب الله ما زال عند شرطه ومطلبه.. وينتظر. عون وباسيل تراجعا لصالح توزيرهم بدون تقديم أي تنازل. هكذا رُميت الجمرة كاملة بين يديّ الحريري، الذي دخل في خلاف سنّي - سنّي، وكأن لا أحد من المكونات الأخرى، له علاقة بما يجري. كل المؤشرات تدلّ على أن الحريري سيكون هو الخاسر مجدداً، في هذه المعركة. سابقاً، أعلن الحريري أنه مع تشكيل حكومة من ثلاث عشرات. وكان الطرح يومها ذرّ للرماد في العيون، نظراً للطريقة التي سلكتها عملية حلّ العقدة الدرزية، على نحو يكون الوزير الثالث محسوباً على رئيس الجمهورية ومن حصته، وبذلك يكون الرئيس مع التيار الوطني الحرّ قد حصلا على أحد عشر وزيراً، أي الثلث المعطّل. تنازل الحريري، وسلّم بحصول الرئيس (وصهره) على 11 وزيراً. ولكن كان ينتظر ضمناً، في المقابل، أن يبقى الرئيس وتياره إلى جانبه في مسألة رفض توزير سنّة 8 آذار. وما حدث، بعد كل التطورات المتلاحقة، أن رئيس الجمهورية وباسيل تمسكا بالثلث المعطل، ولم يبقيا إلى جانب الحريري. بمعنى أنهما نالا ما يريدانه، فيما الحريري وجد نفسه أمام مأزق توزير سنّي غير محسوب عليه.

حيرة "أم الصبي"

يتمسك الحريري برفضه، ويلقي بالمهمّة على رئيس الجمهورية، لعلّه يكون "أم الصبي" أو "أب العهد"، فيما الصيغ التي يقترحها باسيل لتوزير ممثل عن السنة المعارضين لـ"المستقبل"، تتضمن طروحات هي أقرب إلى مكسب جديد للتيار الوطني الحرّ، كاقتراحه توزير أحمد عويدات لحل لأزمة الوزير السنّي، وعويدات هو أحد المقربين من باسيل، وعمل معه كمستشار قانوني يوم كان وزيراً للطاقة. هنا تتجلى غاية باسيل في رفض خسارة الوزير الحادي عشر، حتى في ظل مؤشرات تفيد بأن الأمور أصبحت في مكان آخر، ورئيس الجمهورية لم يعد يريد وزيراً سنياً، مقايضاً إياه بوزير مسيحي من حصة الحريري، ومستحوذاً على حصة مسيحية كاملة، مقابل رمي الحصة السنية برمتها لدى الحريري.. الذي عليه تالياً التنازل لصالح هؤلاء النواب الستة أو من يمثّلهم، وفق نظرية وسلوك "أم الصبي" التي ضاق بها ذرعاً في مؤتمره الصحافي الأخير. بما أن الحريري يرفض حتى الآن استقبال النواب السنة، فهذا يعني أن الأمور لا تزال معلّقة ومؤجلة، بينما هم لا يبدون أي نية للتراجع وليسوا بصدد الانسحاب. أمر واحد يدفع بعض المقربين من الحريري، والمحسوبين على خطّه السياسي، إلى التخوف من إحتمال إقدامه على تنازل جديد من حصته، وهو الضغوط الدولية. يبدي هؤلاء تخوفهم من ضغوط أوروبية تحت عنوان "فليتم منحهم وزيراً، ويتجاوز لبنان هذه المسألة، ويذهب إلى حكومة جديدة، حرصاً على المساعدات الدولية". ولا تخفي بعض المصادر وصول مثل هذه الرسائل إلى لبنان، من جملة رسائل أخرى، كتشكيل حكومة تكنوقراط، أو حكومة إنقاذية، أو تفعيل حكومة تصريف الأعمال. لكن هذه النصائح الأوروبية حسب المصادر، ليست إلا نوع من المناورات واختبار العناوين التي تخيف بعض الأفرقاء في لبنان، بمعنى أن لا أحد سيجرؤ على تشكيل حكومة تكنوقراط، ولا أحد سيكون قادراً على تفعيل حكومة تصريف الأعمال. وبالتالي، يكون الحلّ الوحيد أمامه هو التنازل، حرصاً على "سيدر" والاقتصاد. هذه اللحظة لم تحن بعد، وهي تنتظر تطوراً مناسباً، وتوفير مخرج مشرّف لها.

 

بعد الصيادلة.. عين حزب الله على نقابة الاطباء

"ليبانون ديبايت"/الاثنين 26 تشرين الثاني 2018/حسم تحالف حزب الله حركة أمل الاشتراكي الكتائب والنقابي المفصول من التيار الوطني الحر زياد نصور انتخابات نقابة الصيادلة لصالحهم بوجه تحالف التيار القوات والمستقبل. واذا كانت العادة قد جرت على أن يتقاسم المسيحيون والمسلمون الرئاسة كل دورة، فان الجديد هو تمكن الثنائي الشيعي من حسم المعركة لصالح المرشح غسان الامين لتذهب الرئاسة الى "شيعي" بعد أن كان تيار المستقبل قد حصل عليها قبل الدورة السابقة مع النقيب السابق ربيع حسونة. وبعد انتخابات الصيادلة، عين الثنائي الشيعي الى نقابة الاطباء في بيروت والتي جرت العادة بأن تكون من حصة " مسيحي"، الا أن ما يحصل اليوم داخل النقابة يؤكد أن لحزب الله الدور الكبير بايصال المرشح الذي سيدعمه لاسباب عدة، ابرزها التزام اطباء الحزب بدفع اشتراكاتهم بصورة منتظمة، واستطرادا الاقبال الكبير في السنوات الماضية من قبل الحزب على النقابة حيث ارتفعت نسبة تسجيلهم وتضاعفت. اما السبب الثاني فهو التقصير الكبير لدور نقيب الاطباء المحسوب على القوات اللبنانية، حيث يشكو العديد من الاطباء من غيابه التام عن مركز القرار وذهابه باتجاه الاعلام أكثر من العمل، حيث أناط ادارة الامور اليومية في النقابة لمدير في داخلها. فهل سيعمد حزب الله الى ترشيح شيعي في المرة المقبلة كنقيب للاطباء، أم أنه سيكتفي بالتحالف مع بعض الاطراف لايصال نقيب مسيحي جريا على العادة؟

 

الورقة الأخيرة للحسم... إلى متى يصبر الحريري؟

"الراي الكويتية" - 26 تشرين الثاني 2018/يستعدّ لبنان لملاقاة كانون الأول الذي بات «الورقةَ» الأخيرة في «روزنامة المهل» التي تَساقطتْ الواحدة تلو الأخرى في الأشهر الستة الماضية، وهي «عمر» أزمة تشكيل الحكومة الجديدة التي يزداد الاقتناعُ بأنها تنطوي على قرارٍ بدفْع البلاد للسير على «حبْل مشدود» بما يسهّل إدخالها في «لعبة المقايضات» التي قد يفرضها مسار الملفات الملتهبة في الإقليم سواء «على البارد» أو... «على الحامي». ولا تُبْدي الأوساطُ المتابعةُ لمسار تأليف الحكومة تفاؤلاً بإمكان أن تكون ولادتُها «عيديّةَ الميلاد» وأن تدْخل البلاد تالياً سنة 2019 بـ «بوليصة تأمين» مُتَجَدِّدَةٍ لواقِعها السياسي باتت شرْطاً لـ «النجاة» من المخاطر المالية - الاقتصادية المتعاظِمة، ولا سيما أن عقدةَ إصرارِ «حزب الله» على توزير أحد النواب السنّة الستة الموالين له ورفْض الرئيس المكلّف سعد الحريري التسليمَ بـ «أمر عمليات» الحزب ما زالت تُراوِح «فوق الشجرة» وسط انطباعٍ بأن الصعود إلى «أعلى» أو «النزول» كيفما كان صارا خياريْن... أحلاهُما مُرّ. وبعدما أقفل الأسبوع الماضي على تطوّرٍ بارز شكّله تحييد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نفسه، عن عقدة سنّة 8 آذار، عبر تراجُعه عن المبادلة بينه وبين الحريري بوزير مسيحي يكون من حصة الأخير مقابل توزير سني من حصته (عون) وفق ما طَرَح رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل خلال لقائه «مجموعة الستة»، فإنّ الأوساط نفسها ترى أن استحضار عون سليمان الحكيم وحكاية «أمّ الصبي» يلاقي اقتناعَ فريقه بأنّ حلّ هذه العقدة، التي تجري محاولة لتصويرها بأنها باتت مشكلة سنية - سنية، لم يعد ممكناً خارج منطق التنازل من الفريقين وفق معادلة «لا استئثار ولا فرْض». على أن الأوساط السياسية تطرح علامات استفهام كبرى حول إذا كان ما زال ثمة مكان لتدوير زوايا «العقدة السياسية بامتياز» كما وصفها الحريري ودار الفتوى، بعدما حدّد «حزب الله» سلّة شروطه وحتى «خريطة طريق» الحلّ ومدْخلها الشكلي استقبال النواب الستّة كمجموعة من قبل الحريري، في سياق ما يشبه عمليةً «بقنبلة عنقودية» تصيب أكثر من «هدف» وتكون لها تأثيرات آنية وأخرى بعيدة المدى تستكمل مسار «القضم» التدريجي للواقع اللبناني وإدارة السلطة فيه وتقويض توازناته.

 

المكتب الاعلامي للحريري :خبر رفض لبنان تسلم هبة الذخائر الروسية عار من الصحة

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف سعد رفيق الحريري البيان التالي :نشرت جريدة "الأخبار" خبرا مفاده أن لبنان رفض تسلّم هبة من الذخائر الحربية الروسية عبارة عن ملايين الأعيرة لبنادق كلاشنيكوف.

يهم المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أن يؤكد أن الخبر عار من الصحة، وأن الجانب الروسي قد تبلغ الموافقة على تسلّم الهبة، التي ستذهب للزوم قوى الأمن الداخلي في وزارة الداخلية.

 

لاستراتيجية الدفاعية» تنتظر الدعوة لمناقشتها... و«حزب الله» غير متحمس/روكز أكد لـ «الشرق الأوسط» ضرورة مقاربة الموضوع {بعيداً عن البازار السياسي}

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/يعود ملف «الاستراتيجية الدفاعية»، الذي يلحظ ضمناً مصير سلاح «حزب الله»، ليوضع على الطاولة، خصوصاً أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان قد وعد في شهر مارس (آذار) الماضي بأن يتم البحث به مجدداً بين القيادات اللبنانية بعد الانتخابات النيابية التي جرت قبل نحو 6 أشهر. وقد أعدت معظم القوى السياسية على ما يبدو أوراقها وطروحاتها، وإن كان «حزب الله» لا يبدي الكثير من المرونة والحماسة للعودة إلى الحوار، ويصر على الفصل بين النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية والبحث بمصير سلاحه الذي يرفض الخوض فيه. وفيما يرى خبراء عسكريون أن الظروف، سواءً الداخلية اللبنانية أو الإقليمية وحتى الدولية، قد لا تكون مواتية في هذه المرحلة لوضع هذا الملف مجدداً على الطاولة، ويرون أن الوصول إلى نتائج بات أصعب من أي وقت مضى، خصوصاً بعد تحول «الحزب» إلى قوة عسكرية إقليمية، بالتحديد بعد مشاركته بالحرب السورية، يعتبر تكتل «لبنان القوي» في البرلمان، كما «القوات اللبنانية»، أن الظرف دائماً ملائم لمقاربة هذا الملف، وهو ما عبر عنه عضو التكتل النائب شامل روكز الذي يرأس لجنة الاستراتيجية الدفاعية ومحاربة الإرهاب في «لبنان القوي» (المحسوب على «التيار الوطني الحر»)، مشدداً على أنه بقدر ما هو مهم أن يستقل بلد ما، بقدر ما هو مهم أن يحافظ على استقلاله من النواحي كافة، خصوصاً عسكرياً.

وأشار روكز في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى وجوب أن تكون هناك حكومة فاعلة لمواكبة ملف الاستراتيجية الدفاعية للوصول إلى اعتماد آلية صحيحة، موضحاً أن أي بحث يجب أن يبدأ بتحديد المخاطر ومن ثم القدرات المتوفرة لمواجهة هذه الأخطار. وقال: «هناك خطران أساسيان يتربصان بنا حالياً هما العدو الإسرائيلي والإرهاب، من هنا أهمية أن تُحدد لكل خطر مستلزمات التصدي له». وشدد روكز على أن هذا الملف حساس جداً، ويتطلب إجماعاً وطنياً ووحدة صف، لافتاً إلى أن لتكتل «لبنان القوي» خطة لكيفية مقاربة الملف تحتاج لمزيد من النقاش، وأن «الأهم أن يُبحث بمسؤولية وبعيداً عن البازار السياسي». وتوقف البحث بـ«الاستراتيجية الدفاعية» مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في العام 2014، بعدما كان يتم من خلال طاولة حوار تضم الأقطاب اللبنانيين. لكن هؤلاء لم يتمكنوا وعلى مر أكثر من 8 سنوات من التوصل إلى أي اتفاق بخصوص مصير سلاح «حزب الله»، علماً بأنهم تفاهموا في العام 2012 على عدد من البنود بإطار ما عُرف بـ«إعلان بعبدا». ونص البند الثاني عشر في الإعلان على «تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية». ومع قرار «حزب الله» إرسال عناصره للقتال في سوريا، تنصل «الحزب» من «إعلان بعبدا»، وقال رئيس كتلة «الحزب» النيابية محمد رعد، إن «إعلان بعبدا»، «ولد ميتاً ولم يبق منه إلا الحبر على الورق». كما قدّم سليمان في سبتمبر (أيلول) 2012 تصوره حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان، ونص على وجوب «التوافق على الأطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحقيق أمرته ولإقرار وضعه بتصرف الجيش، المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية، مع التأكيد على أن عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال». وقد ناقش أقطاب الحوار هذه الاستراتيجية من دون التوصل إلى نتيجة.

ويرى النائب في حزب «القوات اللبنانية»، العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، أنه منذ اليوم الأول لوصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة بات الظرف مناسباً للعودة للبحث بالاستراتيجية الدفاعية، معتبراً أن هذا الملف غير مرتبط بوجود حكومة أو عدمه، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن أن ينطلق النقاش الوطني بهذا الخصوص فوراً، وإن لم يكن على مستوى الأقطاب ونحن كـ(قوات) لدينا تصور واضح، ولا شك أن بعض القوى بدلت رأيها منذ العام 2006، كما أن الظروف تبدلت». ويرفض قاطيشا اعتبار أن تحول «حزب الله» إلى قوة عسكرية إقليمية من شأنه أن يجعل البحث بمصير سلاحه أمراً صعباً، معتبراً أن «فائض السلاح لا يمكن له أن يستخدمه في الداخل اللبناني للسيطرة على البلد لأنه يُدرك أن ذلك مستحيل». ويضيف: «أما طرح دمج (حزب الله) في الجيش فغير ممكن وغير مقبول، فكيف نُدخل ميليشيا إلى الجيش؟ هو بالنهاية سيسلم سلاحه إلى إيران أو إلى الدولة اللبنانية». وكما هو متوقع، لا يبدو «حزب الله» متحمساً فعلاً لإعادة البحث بالاستراتيجية الدفاعية، وهو ما عبر عنه رئيس كتلته النيابية محمد رعد بشكل غير مباشر رداً على إعلان الرئيس عون نيته طرح الموضوع على طاولة البحث بعد الانتخابات. إذ قال رعد بحينها إن «المقاومة التي تمثل ركناً أساسياً في معادلة القوة والدفاع عن هذا الوطن، وقدمت الكثير والعتاد والتخطيط والإرادة، هذه المقاومة التي يحتضنها شعبنا الوطني والمعطاء، لا تحتاج إلى نصوص وتبقى حاجة طالما هناك عدو إسرائيلي وتهديدات إرهابية لوجودنا وهويتنا». وأشارت مصادر مطلعة على موقف «حزب الله» إلى أن قيادته «لا تمانع الجلوس مجدداً على طاولة الحوار، إلا أنها مقتنعة بأن الظروف ليست مناسبة على الإطلاق للوصول إلى حلول واتخاذ قرارات كبيرة في هذا المجال، إلا إذا كانت تعطي مزيداً من الشرعية لوجود المقاومة»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه خلافَ ذلك «فأي بحث ونقاش سيبقى عقيماً ومن دون نتائج، تماماً كما كان عليه المشهد منذ العام 2006».

 

الحريري واثق من التوصل إلى حل لمشكلة الحكومة و«حزب الله» يهاجم الرئيس المكلف ويحمله مسؤولية عرقلة التشكيل

بيروت/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/هاجم «حزب الله»، أمس، الرئيس المكلف سعد الحريري، محملاً إياه مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية، في وقت عبر فيه الحريري عن إمكانية التوصل إلى حل لأزمة تشكيلها، قائلاً: «في نهاية المطاف، أنا متأكد أننا سنصل إلى حل، ويجب أن نصل إلى حل، وعلى الجميع أن يعي أن الدستور اللبناني هو الذي يجمعنا». وتطرق الحريري، في تصريح مقتضب، لتشكيل الحكومة بقوله: «بالنسبة لمسألة التعطيل، فلن أتحدث عنها كثيراً، علنا نتمكن مع الأيام من أن نجد حلاً من بين الغيوم الموجودة فوق لبنان، وأنا متأكد أننا في نهاية المطاف سنصل إلى حل، ويجب أن نصل»، مضيفاً: «على الجميع أن يعي أن الدستور اللبناني هو الذي يجمعنا. هناك مسائل قليلة نختلف حولها في البلد، لذا علينا التركيز على ما يجمعنا، وكل عملي خلال المرحلة السابقة انصب على الأمور التي تجمعنا».

وتزامن تصريح الحريري مع هجوم من قبل «حزب الله»، الذي قال النائب عنه في البرلمان حسن فضل الله: «لن نقبل بأن تلغى نتائج الانتخابات في تشكيل الحكومة، ولن نقبل بأن نتخلى عن حلفائنا الذين كانوا معنا في الأيام الصعبة، فهم يعاقبون لأنهم كانوا معنا، لا سيما أن حجة عدم توزيرهم هي أن هؤلاء النواب هم (سنة 8 آذار) أو سنة حزب الله»، متسائلاً: «هل تريدون أن نتخلى عنهم لأنهم معنا، وهل هناك أحد عاقل في لبنان يمكن أن يفكر بأن حزباً مثل حزبنا يتخلى عمن يقف معه، فهل في يوم من الأيام أو في مرحلة من المراحل منذ عام 1982 تخلينا عن أحد وقف معنا»، وأضاف: «ولذلك، غير وارد في قاموسنا أن نتخلى عن حلفائنا، أو ألا ندعم المطلب المحق لهم».

وتابع فضل الله: «إن أي تواصل أو تفاوض مع النواب السنة المستقلين يجب أن يتم باحترام، فلا يحق لأحد أن يتعامل معهم خلافاً للأصول، لا سيما أن النواب هم الذين يمنحون الثقة للرئيس المكلف، وشرعية الحكومة تأتي من النواب، ولذلك من حقهم الطبيعي أن يوصلوا وجهة نظرهم إلى رئيس الحكومة المكلف»، مضيفاً: «هذه ليست عملية ترف، ومن يرفض يضيع الوقت ويؤخر التشكيل، ونحن قلنا بكل إيجابية إن المشكلة عند الرئيس المكلف، فإذا كان لا يريد حلها فليتحمل المسؤولية». وتابع فضل الله: «لكن في نهاية المطاف، ستشكل الحكومة، وتضييع الوقت الحاصل هو تضييع للوقت على اللبنانيين، ولا يأتين أحد ليرمي مسؤولياته على الآخرين، فكل هذا الكلام والصخب لا ينفع، وإنما الذي ينفع هو التعامل بجدية وبروح المسؤولية وبواقعية وإيجاد حل، لأن المشكلة هي مع أولئك الذين لا يريدون الاعتراف بالواقع الشعبي».

كلام فضل الله تزامن مع تصريح لعضو المجلس المركزي في «حزب الله»، الشيخ نبيل قاووق، قال فيه إن الأزمة الحكومية في لبنان تتفاقم وتتعقد «بسبب تنكر الرئيس المكلف لنتائج الانتخابات النيابية، ولحق النواب السنة المستقلين بالتمثيل الوزاري، لا سيما أنهم يمثلون شريحة وازنة من اللبنانيين»، وأضاف: «كلما استمر الرئيس المكلف بالتنكر لنتائج الانتخابات، ولحق هؤلاء بالتوزير، فهذا يعني أن الأزمة مستمرة»، مؤكداً: «إننا حريصون على الحل، ولكن الحل والعقدة بدايتهما ونهايتهما عند الرئيس المكلف». وما زالت عقدة تمثيل «النواب المستقلين السنة» أو «سنة 8 آذار» تحول دون إعلان تشكيل الحكومة، من دون أي أفق لحلها، وسط تمسك «حزب الله» بتمثيلهم، ورفض الحريري لذلك، كونهم لا يمثلون كتلة سياسية واحدة. ودخل «التيار الوطني الحر»، أمس، على خط مؤازرة «سنة 8 آذار»، رغم أنه يؤيد وجهة نظر الحريري حول أنهم لا يتحدون بكتلة نيابية واحدة. ودعا عضو «تكتل لبنان القوي» وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، سيزار أبي خليل، في حديث إذاعي، الرئيس الحريري إلى الاعتراف بوجود الآخرين الذين يمتلكون حيثية معينة، في مقابل طرف آخر يجب أن يعالج مشروعيته السياسية، من حيث عدم الانتظام بكتلة، وعدم الحضور إلى الاستشارات بكتلة موحدة، وقال: «الأمور وضعت في نصابها، وهو يشكل نجاحاً كبيراً لمسعى الوزير باسيل لتهدئة التوتر الذي كان قائماً في الإعلام بين الافرقاء، بهدف تسهيل إيجاد حل. وآمل أن يتلقف الجميع الجو التسهيلي الذي وصلت إليه المبادرة لتشكيل حكومة تتعاطى مع الحاجات الداهمة للبنانيين، من مؤتمر سيدر وصولاً إلى الخدمات الأساسية». ورغم أن هذا التصريح يعتبر مؤازرة لـ«سنة 8 آذار»، رفض أبي خليل ما يقال عن «الانتحار السياسي للرئيس سعد الحريري»، مؤكداً أن «العلاقة السياسية والشخصية بين التيار الوطني الحر والحريري جيدة»، داعياً إلى حصول «حوار بين الأطراف المتباينة»، مشيراً إلى أن «التيار كان مع توسيع الحكومة من أجل تمثيل الأقليات»، مؤكداً أن «التيار لا يرغب في خيار اعتذار الحريري، خصوصاً بعد الاتفاق على المعايير الموحدة في تشكيل الحكومة، الذي يؤسس لطريقة أسهل وأسرع في تشكيل الحكومات».

 

لبنان يطلب إدانة أممية لاستهداف إسرائيل سفينة في 1982

بيروت/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/دعت وزارة الخارجية اللبنانية الدول الأعضاء إلى إدانة إسرائيل وإصدار القرارات المناسبة بحقها، بعد الكشف عن استهداف إسرائيل لسفينة تقل لاجئين لبنانيين إلى قبرص في عام 1982، مما أدى إلى مقتل 25 لاجئاً من أصل 56 شخصاً كانوا على متنها.وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية يوم الخميس الماضي أن غواصة إسرائيلية أطلقت صواريخ باتجاه سفينة اللاجئين قبالة شواطئ طرابلس شمال لبنان وأغرقتها، في إطار عملية أطلق عليها الجيش الإسرائيلي «درايفوس»، وبقيت سرية حتى اليوم ورفضت السلطات الإسرائيلية الكشف عن تفاصيلها. وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان أصدرته، أمس، إنه «بعد اعتراف العدو الإسرائيلي بالجريمة التي قامت بها قواته سنة 1982 قبالة السواحل الشمالية للبنان، حيث أغرقت سفينة تقل على متنها لاجئين، مما أدى إلى مقتل 25 شخصا مدنيا. تستذكر الوزارة هذه الحادثة بكثير من الأسى والحزن، وتاريخ العدو معروف بقتل المدنيين والاعتداء على المنشآت الخدماتية». ورفضت الخارجية «نتائج تحقيقات العدو باعتباره جريمة الحرب هذه خطأ في التقدير»، ودعت «جميع الدول لا سيما الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى إدانة إسرائيل وإصدار القرارات المناسبة في حقها كي لا تبقى جرائمها عصية عن المحاسبة». وقالت إن لبنان ووزارة الخارجية والمغتربين «كأداته الدبلوماسية، السد الحصين للوقوف في وجه أي اعتداء إسرائيلي على لبنان وشعبه». وكانت القناة الإسرائيلية قد ذكرت أن سفينة تجارية تحمل 56 لاجئا لبنانيا إلى قبرص أبحرت من شواطئ طرابلس خلال فترة وقف إطلاق النار عقب الاجتياح الإسرائيلي لبيروت وخروج المقاتلين الفلسطينيين منها إلى تونس تحت حماية دولية، قبل أن تستهدفها إسرائيلية من طراز 540 (غال) بصاروخي طوربيد، مما أدى إلى انفجار السفينة وغرقها ومقتل 25 لاجئاً لبنانياً كانوا على متنها.

«نادي قضاة لبنان» يمأسس نفسه... و«القضاء الأعلى» يعترض وتلقى دعوة رسمية للانضمام إلى الاتحاد الدولي للقضاة

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/يشق «نادي قضاة لبنان» بصعوبة مسيرة تثبيت نفسه كهيئة قانونية ومعنوية تتولى طرح القضايا التي تهم الجسم القضائي وتعزز استقلاليته، في مقابل تحفظ «مجلس القضاء الأعلى»، الذي يعد رأس السلطة القضائية ومرجعتيها، رغم أن حاملي لواء هذا المشروع يؤكدون أنهم يحيون «نادي القضاة» الذي تأسس في عام 1969، وكان يحمل اسم «حلقة الدراسات القانونية» لكنه انتهى مع بدايات الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 1975. وتقدم أعضاء النادي بكتاب «علم وخبر» إلى وزارة الداخلية والبلديات في 28 أبريل (نيسان) 2018، (أي طلب رخصة إنشاء جمعية)، لكن الداخلية أحالت الكتاب إلى وزارة العدل لإبداء الرأي، وقد أحالته الأخيرة بدورها على مجلس القضاء الأعلى، الذي سارع إلى الاعتراض عليه، باعتبار أن «تشكيل بعض القضاة هيئة أو كيانا أو جمعية، أياً كانت المهمة التي تتولاها، يعد خرقاً لموجب التحفظ الذي يتحلى به القاضي». ويضع «نادي القضاة» نصب عينيه مجموعة أهداف، أبرزها: «إعلاء شأن السلطة القضائية، وتعزيزها وتطويرها وحماية مكتسباتها المادية والمعنوية، وحماية حق القضاة في إبداء الرأي والتعبير بما لا يتعارض مع القوانين، ولا يخرق مبدأ التحفظ». ويضم النادي عشرات القضاة العدليين والإداريين والماليين، وقد دخل طور التأسيس في شهر مارس (آذار) 2017، على أثر حركة الاحتجاج والإضرابات التي لجأ إليها القضاة آنذاك، رفضاً لقرار الحكومة اللبنانية بإلغاء «صندوق تعاضد القضاة»، والتعامل مع القضاة كموظفين، لا سلطة دستورية مستقلة، وقد نجحت مساعيهم يومها بتراجع الحكومة عن قرار إلغاء صندوق التعاضد وبعض الامتيازات التي تشكل أماناً اجتماعياً للقاضي وعائلته.

وتقابل خطوة أعضاء نادي القضاة، بتحرك معاكس لمجلس القضاء الأعلى، الذي وجّه رسالة إلى وزارة الداخلية، تتضمن شرحاً مفصلاً للأسباب الموجبة التي حمله على رفض إنشاء كيان مثل هذا، وأمل بـ«عدم إعطاء هذا النادي (علم وخبر) كي لا تسبغ عليه الصفة القانونية أو المؤسساتية». وأكد مصدر مجلس القضاء الأعلى لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاعتراض على مأسسة نادي القضاة، يأتي انطلاقاً من تخطي (مبدأ التحفظ) الذي لا يعطي القضاة حق التصريح ولا حق تأليف جمعية، أو خلق جسم يختبئون خلفه، للالتفاف على مبدأ التحفظ، وهذا أمر غير مقبول». ودعا المصدر كل القضاة إلى «الالتزام بالقواعد والأخلاقيات القضائية». وأضاف: «صحيح أن القضاء سلطة مستقلة، لكن هناك مادة في قانون القضاء العدلي، تحظّر على الموظفين إنشاء جمعيات، وبالتالي فالقضاة يخضعون لقانون الموظفين ويجب الالتزام بهذا القانون».

ورغم إدراك المنضوين في «نادي القضاة» لصعوبة مهمتهم ومشقتها، لكنهم لن يستسلموا لمشيئة إلغاء كيانهم، المهني البحت، الذي لا يرتبط بحزب أو أي تكتل طائفي أو سياسي. ويحاول أعضاء النادي تبديد هواجس مجلس القضاء، من خلال رسائل تشدد على أن نادي القضاة «ليس كياناً موازياً لمجلس القضاء الأعلى، بل يخضع لسلطته وللقرارات التي تصدر عنه». وعلمت «الشرق الأوسط»، أن «أعضاء نادي القضاة يتحفظون على كشف أسمائهم في هذه المرحلة حتى لا يكونوا عرضة للمساءلة والمحاسبة أمام هيئة التفتيش القضائية، لكن الهيئة الإدارية للنادي لا تتردد في إصدار بيانات تحدد موقفها من أي حالة تشكل انتقاصاً من دور القاضي ومن استقلاليته». ودائماً ما تركز البيانات على أن النادي «ليس ضد مجلس القضاء الأعلى ولا يشكل أي انتقاص من دوره، بل هدفه تعزيز استقلالية السلطة القضائية، والتماهي مع مجلس القضاء، والعمل على مكافحة الفساد والإثراء غير المشروع». ويركز البيان التأسيسي للنادي على أن «مجلس القضاء لديه سلطات واسعة، تبدأ بتمثيل الجسم القضائي وإجراء التشكيلات القضائية، ولا تنتهي بالسهر على عمل المحاكم وحسن سير العدالة». وبقيت تحركات النادي سرية لنحو سنة كاملة، ثم تطوّرت من مجرد حركة اعتراضية إلى هيئة قانونية مرخصة، وقد وصل صدى هذا التحرك إلى الخارج. وكشفت معلومات لـ«الشرق الأوسط»، أن نادي القضاة «تلقى رسالة دعم من الاتحاد العربي للقضاة»، ورسائل تهنئة من نوادي القضاة في عدد من الدول العربية، كما تلقى دعوة للانضمام إلى الاتحاد الدولي للقضاة. ورغم امتناع أي من أعضاء نادي القضاة عن التصريح رداً على محاولة وأد تحركهم ومنع اتساع عدد المنتمين إليه، أكد مرجع قانوني أن «احترام القاضي لواجب التحفظ أمر ضروري»، لكنه أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «انضواء مجموعة من القضاة ضمن هيئة قانونية أو كيان معين من أجل الدفاع عن حقوق زملائهم، وتحقيق المكاسب المادية والمعنوية والاجتماعية للقضاة وعائلاتهم، لا يخرق واجب التحفظ». وأشار المرجع القانوني إلى أن «التحفظ يعني عدم إعطاء رأي مسبق في معرض القضية التي ينظر فيها القاضي، أو عدم إظهار انتمائه السياسي أو الديني أو الطائفي»، مذكراً بأن «الدستور اللبناني ينص على مبادئ حقوق الإنسان، والحق بالتجمع وإبداء الرأي، مع أهمية ألا ينسى المنضوون في النادي أنهم قضاة». يذكر أن «مجلس القضاء الأعلى» هو ممثل السلطة القضائية الخاضعة لوصاية وزارة العدل، وتكون كل قراراته والتشكيلات والمناقلات القضائية التي يجريها، بالتشاور والتنسيق مع وزير العدل. أما «نادي القضاة»، فهو عبارة عن جمعية ترأسها هيئة إدارية لديها هامش من حرية التحرك لجهة إصدار الخطابات والبيانات التي تدافع عن القضاة، من دون أن تكون مقيدة بوصاية السلطة السياسية.

لذا، فإن لا تعارض أو تضارب بين عمل المؤسستين، لأن مجلس القضاء هو رأس السلطة القضائية وصاحب القرار فيها، وهو الذي يسهر على حسن سير العدالة، ويعين القضاة ويوزعهم على المحاكم والدوائر القضائية.

 

جعجع يدعو عون والحريري الى تشكيل حكومة من دون حزب الله

نهارنت/26 تشرين الثاني/18/دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى تشكيل حكومة بمن حضر إذا أصر حزب الله على عدم تسليم أسماء وزرائه. وقال جعجع في حديث الى وكالة الانباء "المركزية" الاثنين "أدعو كلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري "اللذين يتحملان المسؤولية الدستورية في تشكيل الحكومة العتيدة واللذين يمسكان القلم وصلاحيات التوقيع في يدهما، الى اتخاذ قرار حاسم".واوضح "إما يقولون لحزب الله نريدك في الحكومة، أعطنا اسماء وزرائك، فإذا سلّمهما اياها كان به، والا يشكلان حكومة بمن حضر، أو عليهما، ونظراً لحساسية الوضع ونظراً لضرورة اتخاذ أقله بعض الخطوات الضرورية والاساسية لمنع تدهور الواقع الاقتصادي أكثر، الاتفاق على عقد جلسات حكومية للضرورة على غرار جلسات تشريع الضرورة، كي تُتخذ خلالها بضع خطوات اساسية جوهرية لمنع سقوط لبنان في الهاوية". وفيما رأى أن "هناك طروحات كثيرة اليوم عن الاستثئار والهيمنة"، لفت الى أن "هناك قواعد لتأليف الحكومات معمول بها في لبنان منذ 75 عاما".وذكَّر أن"في اتفاق الطائف، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يتشاوران ويقرران الانسب حكوميا، ويتحملان وزر التشكيلة التي يضعان، سلبا او ايجابا في المجلس النيابي. ولكن لا يمكن لأحد منعهما من التأليف وفق الطريقة التي يريانها مناسبة"، مؤكدا ان "علينا الحفاظ على الثوابت كي لا يلفظ الطائف أنفاسه".

 

"السنة المستقلون" يمهلون الحريري 48 ساعة للقائهم

نهارنت/26 تشرين الثاني/18/أمهل النواب السنة المستقلين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري 8 ساعة ليحدد موعدا للقاء معهم، تمهيدا لحل "العقدة السنية" التي لم يظهر في الافق أي مؤشر لحلها بعد. وقالت مصادر معينة بالشأن الحكومي لصحيفة "الجمهورية" انّ "المواقف السائدة تشير الى انّ حل العقدة السنية التي تعوق الولادة الحكومية هي في عهدة رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف، أو في عهدتهما بالتكافل والتضامن". وأوضحت أن "في عهدة عون إذا قرر توزير أحد النواب السنّة الستة من ضمن حصته، التي تتضمن وزيراً سنياً بادَلَه بوزير مسيحي مع الحريري". وفي عهدة الحريري وبحسب "الجمهورية" "اذا ألغى المبادلة مع عون، او اذا أبقى عليها وتخلى عن وزير آخر من حصته لمصلحة أحد نواب اللقاء التشاوري". ولكن لم يظهر أي مؤشّر لمصلحة أيّ من هذين الخيارين لا من القصر الجمهوري ولا من بيت الوسط، بل انّ كل المؤشرات كانت ولا تزال تدل الى انّ عون والحريري ليسا في وارد تقديم اي تنازل لمصلحة النواب السنّة المستقلين الذين يدعمهم حزب الله وحلفاؤه حتى النهاية. وقال أحد هؤلاء النواب لـ"الجمهورية" ان "لا جديد طرأ في قضيتهم، وانّ القديم ما زال على قدمه بالنسبة الى مطلبهم وردّ المعنيين عليه". وأضاف انه وزملاؤه يمهلون الحريري 48 ساعة ليحدد موعداً للقاء معهم، واذا لم يحصل فلن يكون هناك من معنى لأيّ لقاء بعد هذه المهلة. وكان رئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل الذي يقوم بحراك لحل "العقدة"، دعا الحريري الى عقد لقاء مع النواب السنة المستقلين والتحاور معهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

جولة ولي العهد السعودي لكسر حاجز صنعه الإعلام والسعودية تحوز على دعم عربي في مسعاها لتجاوز مخلفات قضية خاشقجي.

العرب/27 تشرين الثاني/18/لندن - تعكس الجولة العربية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي شملت كلا من الإمارات والبحرين ومصر، ومن المتوقع أن تشمل تونس والجزائر والأردن، أن السعودية تسير نحو تطويق مخلفات مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وأنها تحوز في ذلك على دعم عربي واسع، فضلا عن تفهم ومساندة من دول مثل الولايات المتحدة وروسيا.

وقال مراقبون إن السعودية تسير نحو حصر قضية خاشقجي في بعدها الجنائي وإيلاء القضاء السعودي مسؤولية محاكمة منفذيها، وأن الجولة العربية لولي العهد السعودي وكذلك حضوره إلى قمة العشرين هدفهما التأكيد على أن القضية ليست لها أبعاد سياسية كما تحاول تركيا ووسائل إعلامها وبعض وسائل الإعلام الغربية الدفع باتجاهه. وأكد هؤلاء أن الجولة العربية للأمير محمد بن سلمان تعكس رؤية السعودية الجديدة التي تقوم على تحويل التعاون العربي من دائرة النوايا والوعود إلى بناء شراكات جديدة تقرب بين الشعوب كما بين الزعماء، ويمكن أن تمثل النواة الصلبة لتحالف عربي فعال بوجه التحديات الإقليمية والدولية. وتنظر دول عربية إلى هذه الجولة من بوابة المشاريع المشتركة التي سيتم الإعلان عنها، خاصة أن معظم هذه الدول تمر بظروف صعبة. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الأمير محمد بن سلمان والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة دشنا خط أنابيب نفط جديدا الاثنين. وذكرت الوكالة أن الخط، وهو نتاج تعاون بين أرامكو السعودية وبابكو البحرينية، يصل معدل ضخه اليومي إلى 220 ألف برميل، بينما تصل السعة القصوى إلى 350 ألف برميل يوميا. ووصل الأمير محمد بن سلمان الاثنين إلى العاصمة المصرية، في زيارة تستمر يومين، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وقال بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن الأمير محمد بن سلمان والسيسي سيتباحثان حول “بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض”. وأعلنت القاهرة دعمها للرياض في مواجهة الحملة التي تتعرض لها من جانب وسائل إعلام مختلفة، عقب مقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر الماضي.

وأكد الرئيس المصري في منتدى شباب العالم الذي عقد في شرم الشيخ، أوائل الشهر الجاري، وقوف بلاده بجانب السعودية، ورفضه للضغوط التي تمارس عليها، ودعمه لأمن الخليج العربي، وكرر عبارته الشهيرة أنه “خطر أحمر”.

واستقبلت القاهرة الأيام الماضية ثلاثة وفود سعودية رفيعة المستوى في إطار الإعداد لزيارة ولي العهد لمصر، بينها وفد ضم 125 من كبار مسؤولي وموظفي الديوان الملكي. كما استقبلت مؤسسات الأهرام وأخبار اليوم والجمهورية (الرسمية) واليوم السابع (الخاصة) الصحافية، الاثنين، نحو 33 من كبار الإعلاميين والكتاب في السعودية، وأجرى صحافيو الصحف المصرية حوارات مع الوفد السعودي، الذي مكث في كل مؤسسة نحو ساعتين، وقدم شرحا وافيا لرؤية الرياض إلى الأوضاع الإقليمية وضرورة تطوير الإعلام العربي. ويقول البعض من المراقبين إن جزءا من روافد الأزمة يتعلق بالأداء الباهت للإعلام السعودي، في حين أدارت الجهات المقابلة له أزمة خاشقجي بحرفية وسبقته بخطوات، ما جعله يلهث خلفها، ما يستوجب إعادة النظر في دوره. ويشير هؤلاء إلى أن الجولة العربية لولي العهد السعودي من شأنها أن تكسر حاجزا وهميا يجعل الإعلام العربي يتمترس حول بعده القطري المحلي، ويكتفي بحياد سلبي في القضايا التي تمس أمن وصورة دول عربية أخرى، وأن هذه الجولة يمكن أن تساعد في تجاوز هذا الحياد، وتبديد الصورة التي يرسمها الإعلام المعادي، ويؤثر من خلالها على الرأي العام في هذا البلد العربي أو ذاك. ومن المنتظر أن يغادر الأمير محمد بن سلمان اليوم الثلاثاء مصر متجها إلى تونس للقاء المسؤولين التونسيين وعلى رأسهم الرئيس الباجي قائد السبسي، وسط توقعات بأن تفتح هذه الزيارة الباب أمام دعم سعودي لتونس في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها.

وقال نورالدين بن تيشة، مستشار الرئيس التونسي، في تصريح لـ”العرب” إن علاقات بلاده مع السعودية كانت دائمة مميزة، وإن زيارة الأمير محمد بن سلمان تأتي لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون المشترك بين البلدين. وبخصوص ما تنتظره تونس من هذه الزيارة، قال إن تونس تعول دائما على قدراتها الذاتية، ولكن وقوف الأشقاء العرب معها دائما مرحب به. ورغم أن بعض الردود السلبية الصادرة عن بعض المنظمات محدودة التأثير، فإن الزيارة تحوز على دعم من جهات وشخصيات سياسية مؤثرة، مثل محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس. وقال مرزوق في تصريح لـ”العرب” إنه يرحب بزيارة ولي العهد السعودي إلى تونس، ويأمل أن تعزز “العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية، وتونس لما فيه خير الشعبين”. من جهته، رحب مهدي جمعة رئيس الحكومة السابق، ورئيس حزب البديل، في تصريح لـ”العرب” بزيارة الأمير محمد بن سلمان، وقال إن “العلاقات بين تونس والمملكة العربية السعودية تاريخية وتحكمها مبادئ الأخوة والتعاون المشترك”، مشددا على أنها زيارة هامة، ومؤملا أن “تسفر عن نتائج إيجابية تخدم المصالح المشتركة للبلدين”. وبالتوازي، كشف مصدر حكومي أردني عن أن ولي العهد السعودي سيزور الأردن خلال الأيام المقبلة، وأن وفدا سعوديا وصل العاصمة عمان الاثنين للبدء بالتحضير للزيارة.

 

توترات شديدة قبالة القرم وكييف تطالب بفرض عقوبات جديدة على موسكو

وكالة الصحافة الفرنسية/الاثنين 26 تشرين الثاني 2018/طالبت أوكرانيا الاثنين بالافراج عن سفنها الحربية الثلاث التي احتجزتها روسيا مع طواقمها في البحر الأسود قبالة القرم، في حين دافعت موسكو عن موقفها مؤكدة أن تصرفها "يتطابق تماماً" مع أحكام القانون الدولي.

وقالت موسكو إنها فتحت قضية جنائية "في ما يتعلق بانتهاك حدود روسيا" إلا أنها لم تقدم تفاصيل حول مصير السفن أو البحّارة الموقوفين. أثارت هذه الحادثة غير المسبوقة توترا وردود فعل غربية شاجبة فيما يعقد مجلس الأمن الدولي الإثنين اجتماعاً طارئاً طلبته كل من روسيا وأوكرانيا. وأعلن حلف شمال الأطلسي من جهته عقد اجتماع استثنائي مع أوكرانيا الاثنين في بروكسل على مستوى السفراء. وشهدت التوترات بين كييف وموسكو تصعيداً مفاجئاً الأحد عندما احتجزت روسيا ثلاث سفن عسكرية أوكرانية وهي سفينتان حربيتان مصفحتان وسفينة جرّ بالإضافة إلى حوالي عشرين بحاراً كانوا على متنها، وذلك بعد إطلاق النار عليها. وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان نُشر ليل الأحد الاثنين أن كييف "تطلب" من موسكو تحرير بحاريها و"إعادة السفن العسكرية المحتجزة". وأضافت "تدعو أوكرانيا حلفاءها وشركاءها إلى اتخاذ التدابير اللازمة لكبح المعتدي، لاسيما عبر فرض عقوبات جديدة" على روسيا. وأثارت هذه الحادثة غير المسبوقة التي أوقعت جرحى في صفوف البحارة الأوكرانيين - ست إصابات إثنتان منهما حرجتان بحسب كييف فيما أفادت موسكو عن وقوع ثلاث إصابات فقط - المخاوف من تصعيد عسكري بين الدولتين اللتين تشهد علاقاتهما أزمة عميقة منذ العام 2014. وسيعقد البرلمان الأوكراني عند الساعة 14,00 ت غ اجتماعاً استثنائياً وقد يعلن القانون العرفي لستين يوماً في البلاد بطلب من الرئيس بيترو بوروشينكو. ووقعت الحادثة فيما كانت السفن تحاول الدخول إلى البحر الأسود في مضيق كيرتش الذي يفصل القرم عن روسيا ويعتبر مدخلا الى بحر آزوف. وبحسب كييف، صدمت السفن الروسية أولاً سفينة الجرّ الأوكرانية وعرقلت الدخول إلى بحر آزوف الواقع بين شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014 والشرق الأوكراني الذي يشهد نزاعاً بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا.

"أساليب خطيرة"

أكدت موسكو عملية الاحتجاز و"استخدام أسلحة" متهمةً السفن الأوكرانية بانتهاك المياه الإقليمية الروسية.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاثنين أن "الجانب الروسي تصرّف بشكل يتطابق تماماً مع القوانين، القانون الدولي والقانون الداخلي في آن معاً"، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بـانتهاك سفن حربية أجنبية المياه الإقليمية لروسيا الاتحادية".

وقال بيسكوف إن موسكو فتحت قضية جنائية "في ما يتعلق بانتهاك حدود روسيا" إلا أنه لم يقدم تفاصيل عن مصير البحّارة الموقوفين. وأشار إلى أنّه تم إبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين دخلت السفن الاوكرانية "المياه المحايدة قبالة القرم"، موضحا أنّ تصرفات روسيا لم تكن "اعتداء لكن إجراءات ضرورية لمنع عبور الحدود الروسية". واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته أوكرانيا بانتهاك القانون الدولي عبر "أساليب خطيرة شكلت تهديدات ومخاطر على حركة عبور السفن الطبيعية في هذا الممر البحري" معتبراً الأمر "استفزازاً صريحاً". وفي كييف، تجمّع عشرات الأوكرانيين أمام السفارة الروسية ليل الأحد الاثنين، ورموا قنابل دخانية ووضعوا سفناً من ورق أمام السفارة. وأفادت وسائل إعلام محلية عن احراق سيارة تابعة لدبلوماسي روسي في كييف. ودعا الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي البلدين إلى "ضبط النفس" و"خفض التصعيد". وأدان عدد من حلفاء كييف لاسيما كندا وليتوانيا "الاعتداء" الروسي ضد أوكرانيا، فيما دعت الصين موسكو وكييف إلى "تسوية خلافاتهما عبر حوار ومشاورات". وتشكل هذه الحادثة حلقة جديدة من الأزمة الروسية الأوكرانية التي بدأت مع الانتفاضة الموالية لأوروبا في ساحة ميدان في كييف وأدت إلى هروب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا وإقالته في شباط/فبراير 2014. وبعد شهر، ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية الناطق بمعظمها باللغة الروسية. وفي نيسان/أبريل من العام نفسه، اندلع نزاع مسلح بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا أوقع منذ ذلك الحين أكثر من عشرة آلاف قتيل.

عرقلة غير مقبولة

وتتهم كييف والدول الغربية روسيا بدعم الانفصاليين عسكرياً، الأمر الذي تنفيه موسكو بشكل قاطع. وفرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو لضمّها القرم ودورها المفترض في الحرب في شرق أوكرانيا. وتصاعدت التوترات بشكل خاص في مضيق كيرتش الذي تؤكد روسيا أحقيتها به منذ ضمّها القرم وحيث بنت جسراً يربط بين شبه الجزيرة والأراضي الروسية. وتتهم كييف والدول الغربية أيضاً روسيا بتعمد "إعاقة" إبحار السفن التجارية بين البحر الأسود وبحر آزوف عبر مضيق كيرتش. وعززت أوكرانيا وروسيا حضورهما العسكري في هذه المنطقة الحساسة عبر نشر سفن عسكرية في الأشهر الأخيرة. وأكّدت فرنسا الاثنين أنّها لا ترى "مبرراً ظاهراً في استخدام روسيا القوة" داعية روسيا إلى "إطلاق سراح البحارة الأوكرانيين الموقوفين وإعادة السفن المحتجزة". واعتبرت ألمانيا الاثنين أن إعاقة روسيا الملاحة في بحر آزوف "غير مقبولة". ودعا الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربورن ياغلاند من جهته إلى "تجنّب أي تصعيد في المنطقة". وبحسب مركز التحاليل "اورازيا غروب" ومقره في الولايات المتحدةً، قد تؤدي هذه الحادثة الجديدة إلى فرض عقوبات جديدة أوروبية وأميركية ضد موسكو. وقال المركز في بيان "الحكومات الغربية ستدعم أوكرانيا ضد روسيا، الأمر الذي يرجح فرض عقوبات جديدة".

 

ماي تبدأ حملة مكثفة لاقناع بلادها والبرلمان باتفاق بريكست

وكالة الصحافة الفرنسية/الاثنين 26 تشرين الثاني 2018/بعد إبرام اتفاق بريكست مع الاتحاد الأوروبي، تجتمع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي صباح الاثنين مع حكومتها ثمّ ستعمل على إقناع بلادها والبرلمان قبل عيد الميلاد بأنها توصلت إلى "أفضل اتفاق

وستقدم ماي إلى النواب البريطانيين تقريراً عن القمة الأوروبية التي صادقت الأحد على معاهدة الانسحاب والإعلان السياسي حول العلاقة المستقبلية. وستؤكد ماي مجددا "يقينها المطلق" بأنه "ليس هناك اتفاق أفضل ممكن" وستدعوهم إلى دعمها باسم المصلحة الوطنية. ووفق مقتطفات من خطابها نُشرت مسبقاً، ستحذّر رئيسة الوزراء من أن رفض الاتفاق سيكون "عودة إلى مربع الانطلاق" ما "سيفتح الباب إلى مزيد من الانقسامات وعدم الاستقرار". ومن المفترض أن يُعرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات طويلة ومؤلمة، أمام البرلمان البريطاني للمصادقة عليه قبل نهاية الدورة ويُرجّح أنه سيجتمع قرابة العاشر من كانون الأول/ديسمبر. إلا أن المعارضة العمالية برئاسة جيريمي كوربن وكذلك مؤيدي بريكست المتشددين من معسكر ماي المحافظ بالإضافة إلى حليفه الصغير الحزب الوحدوي الديموقراطي الايرلندي الشمالي، يقولون إنهم سيصوّتون ضد الاتفاق متجاوزين بذلك غالبية ماي المؤلفة من حوالي عشرة مقاعد. وأقرّت رئيسة الوزراء المحافظة أمام محاوريها الأوروبيين في عطلة الأسبوع الماضي بأنها لا تملك أكثرية في البرلمان في هذه المرحلة، لكنها أشارت إلى أنها تنوي إقناع نواب حزبها عبر تحذيرهم من أن نصفهم سيخسرون مقاعدهم في الانتخابات التشريعية التي قد تُجرى بعد تصويت سلبي على الاتفاق، وفق ما قال مصدر أوروبي الأحد.

- "فوضى اقتصادية" -

وصرّح وزير الخارجية البريطانية جيريمي هانت من جهته الأحد لشبكة "بي بي سي" أن "عملية الاحتساب في الوقت الحالي تشكل تحدياً حقيقياً لكن الكثير من الأشياء يمكن أن تتغير في الأسبوعين القادمين". وأضاف "أعتقد أن زملائي سيفكرون قبل كل شيء بالمصلحة الوطنية" بالنظر إلى "المخاطر الكبيرة جدا" و"عدم الاستقرار" الذي قد ينتج عن تصويت سلبي. لكن بالنسبة لمؤيدي بريكست مثل الرئيس السابق للحزب المحافظ إيان دانكن سميث الذي تحدث الأحد عبر شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية، سيكون "صعباً جداً جداً" التصويت على نصّ "قدّم تنازلات كثيرة للاتحاد الأوروبي". وحتى لو صوّت البرلمان لصالح الاتفاق، فإن متاعب تيريزا ماي لم تنتهِ: فقد هددت رئيسة الحزب الوحدوي الديموقراطي أرلين فوستر التي تعارض الاتفاق بشكل قاطع بسبب الوضع الاستثنائي الذي يمنحه لإيرلندا الشمالية لتجنّب حدود فعلية مع جمهورية إيرلندا، بأنها ستسحب دعمها للحكومة إذا مرّ الاتفاق.

وقالت "علينا أن نعيد النظر في اتفاق الثقة والدعم" للحكومة في حين يؤمن نواب هذا الحزب العشرة أكثرية مطلقة ضعيفة لماي.

- "رسالة إلى الأمة"

أطلقت ماي أيضا عملية تواصل مباشر مع مواطنيها. وكتبت "رسالة إلى الأمة" نُشرت الأحد، تدعو فيها البلاد إلى الوحدة الوطنية دعماً للاتفاق مع احتمال تحقيق "مصالحة" بعد سنوات من الانقسام بين مؤيدي الاتحاد الأوروبي والمشككين في جدواه إثر الاستفتاء الذي صوّت البريطانيون خلاله في حزيران/يونيو 2016 لصالح بريكست بنسبة 52% من الأصوات. واستخدمت ماي التي غالباً ما تواجه انتقادات لافتقارها إلى الكاريزما ولضبط نفسها بشكل قريب من البرودة، كل سحرها للردّ على أسئلة المستمعين مباشرة عبر "بي بي سي" الجمعة. وقالت إن مشروع الاتفاق "جيّد للملكة المتحدة" و"يلبي تمنيات الشعب البريطاني" ويسمح للبلاد باستعادة السيطرة على أموالها وقوانينها وحدودها. ويمكن أن تعتمد ماي على دعم الأوساط الاقتصادية التي لا تحتاج إلى الكثير من الاقناع بما أن احتمال عرقلة الاتفاق هو كابوسها الأسوأ والذي يفتح المجال أمام الخروج "من دون اتفاق"، ما سيخلق "فوضى اقتصادية"، بحسب وزير المالية البريطاني فيليب هاموند. وينصّ الاتفاق على فترة انتقالية من 21 شهراً بعد موعد بريكست المقرر في 29 آذار/مارس 2019، لن يتغير أي شيء بين الطرفين خلالها تقريباً وقد يتمّ تمديدها حتى 2022. وتبقى مسألة التفاوض على العلاقة المستقبلية عالقة.

 

وثائق سرية تكشف تصنيع إيران لرؤوس نووية

المصدر: لندن- رمضان الساعدي/العربية/الاثنين 26 تشرين الثاني 2018/أظهرت مجموعة من الوثائق السرية، مؤخرًا، أن النظام الإيراني يخطط لتصنيع وبناء خمسة رؤوس نووية على الأقل، وهو مستوى أبعد بكثير عما كان معروفاً من قبل لدى المجتمع الدولي. وتظهر الوثائق أن برنامج الأسلحة النووية الإيراني المتنازع عليه، أخطر بكثير مما كان يعتقده المجتمع الدولي، بعد كشف عشرات الخطط الإيرانية السرية التي كشفتها إسرائيل علناً للمرة الأولى، في وقت سابق من هذا العام. وكشفت المعلومات السرية التي تم الحصول عليها، هذه المرة، أن طهران كانت على طريق بناء كثير من الأسلحة النووية عام 2003، بما في ذلك البنية التحتية المعقدة اللازمة لإنتاج مثل هذه الأسلحة، طبقًا لما ذكره تقرير جديد صدر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومعهد العلوم والأمن الدولي، وهي مجموعة مراقبة نووية كشفت في الماضي عن مدى خطورة الأعمال النووية الإيرانية. ويفيد التقرير بصحة منتقدي إدارة أوباما، الذين كانوا يرون أن البيت الأبيض في عهد باراك أوباما كان يقلل من مدى خطورة إيران في مجال التسلح النووي.

5 رؤوس نووية

وقد كشفت التقارير الجديدة عن أن إيران ما زالت تحتفظ بالكثير من بنيتها التحتية النووية، ويمكنها استخدامها سرًا لإجراء صناعات تسلح نووي تنتهك الاتفاق النووي، كما يشير التقرير إلى بناء إيران خمسة رؤوس نووية، وزن كل منها 10 أطنان، ويمكن حملها بواسطة صواريخ بالستية.

ووفقًا لتقرير مجموعة المراقبة الدولية، فقد خصصت إيران ملايين الدولارات لشراء المواد النووية اللازمة لصناعة رؤوس نووية، بما في ذلك اليورانيوم، وهو المكون الرئيسي في صناعة القنابل النووية. كما تشير الخطط التي تم الكشف عنها أن طهران قامت بأكثر من دراسة جدوى، ودراسات علمية أخرى تتعلق بالتسلح النووي. وتشير الأدلة التي ذكرها التقرير إلى أن "إيران كانت تستعد لإجراء اختبار تحت الأرض لسلاح نووي، إذا لزم الأمر". وكان الهدف النهائي هو امتلاك أسلحة نووية قابلة للاختبار وقابلة للتنفيذ.. وأنها "أحرزت تقدمًا أكبر نحو تحقيق هذا الهدف أكثر مما كان معروفًا قبل الاستيلاء على الأرشيف الذي تم الكشف عنه هذا العام".

إدارة أوباما قللت من الأنشطة النووية الإيرانية

ويقول معارضو الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس الأميركي، تعليقًا على هذه المعلومات الجديدة، أن "التقرير يؤكد تحذيرات الكثيرين من أن إدارة أوباما قللت من شأن الأنشطة النووية الإيرانية في محاولة لإبرام الاتفاق النووي مع إيران". وفي هذا السياق، قال عضو جمهوري بارز في الكونغرس اطلع على التقرير: "عرف الجمهوريون منذ فترة طويلة أن إدارة أوباما كذبت على البلاد لتمرير الصفقة الإيرانية". وتشير تصريحات حديثة في دوائر صنع القرار الأميركي إلى ضرورة إعادة فرض عقوبات اقتصادية أكبر على إيران، والتي عاد جزء منها إلى حيز التنفيذ، في وقت سابق من هذا الشهر. وقد دعا البعض في الكونغرس إدارة ترمب إلى المضي قدمًا في أعمالها، بما في ذلك منع صادرات النفط الإيرانية بالكامل، وكذلك منع إيران من الوصول إلى الأسواق المالية الدولية. وقال العضو الجمهوري: "يظهر هذا التقرير الآن أنهم كذبوا أيضا بشأن عمل إيران في مجال الأسلحة النووية.. يمكنك أن تتوقع أن يمارس الجمهوريون في الكونغرس ضغوطا على إدارة ترمب لتنفيذ أقصى قدر من الضغط على إيران، وهو ما لا يزالون يفعلونه".

حان وقت عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية

ويشير التقرير إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمتلك اليوم كثيرًا من المعلومات التي من المتوقع أن تتصرف على أساسها، وهو أمر لم يظهر بعد، بعد ستة أشهر من دراسة المعلومات الجديدة". وهي معلومات تفيد في جانب منها بأن البنية التحتية النووية الإيرانية لا تزال سليمة، مما يزيد من المخاوف بشأن ما تخبئه إيران عن المفتشين النوويين، الذين لا يستطيعون تفتيش المواقع العسكرية محل الجدل إلا بعد أن يقدموا لإيران طلبًا مسبقًا، والمنع من دخول المواقع العسكرية المتنازع عليها في البلاد". وختمت مجموعة المراقبة النووية التي أصدرت التقرير بالقول: "إن استمرار وجود المخازن النووية الإيرانية يعزز من نشاط البرنامج النووي الإيراني وربما هناك بعض الأنشطة ما زالت مستمرة حتى اليوم".

 

الحرس الثوري يشكل "باسيج" للأقليات الدينية

العربية.نت - صالح حميد"/الاثنين 26 تشرين الثاني 2018/أعلن قائد الحرس الثوري في طهران، اللواء رضا يزدي، عن تشكيل ميليشيا الباسيج للأقليات الدينية في العاصمة الإيرانية. ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، فقد أكد يزدي أن نواة ميليشيا الأقليات الدينية ستكون مفتوحة أمام أتباع مختلف الأديان في طهران للانضمام إليها. وأشار يزدي في كلمة له أمام اجتماع لقادة ميليشيا الباسيج في طهران، إلى أن أبناء مختلف الأقليات الدينية قدمت ضحايا خلال الحرب مع العراق ( 1980 - 1988) قائلا إن "باسيج الأقليات الدينية بهويتهم الإيرانية يمكنهم أن يساهموا بجدية في الظروف الحساسة في الحفاظ على وحدة أراضي البلاد والدفاع عن النظام والثورة"، حسب تعبيره.

استعراض للباسيج

وأكد أن ميليشيات الباسيج تنشط بقوة في قطاعات اجتماعية وثقافية وأمنية واقتصادية مختلفة في البلاد.

يذكر أن ميليشيات الباسيج تستخدم دوما في قمع الاحتجاجات الشعبية، وكانت آخر مشاركة له في احتجاجات يناير/كانون الثاني الماضي. وتعود مشاركة الباسيج في قمع الاحتجاجات الشعبية إلى انتفاضة الطلبة عام 1999 ضمن جماعات الضغط المرتبطة بالحرس الثوري والتي قامت بالتنسيق معها بمواجهة الطلاب بشكل عنيف جدا، كذلك خلال الانتفاضة الخضراء عام 2009. كما شارك عناصر الباسيج في اقتحام السفارات كالسفارة البريطانية عام 2011 والسفارة السعودية في طهران، عام 2016. وتأسست میلشیات الباسیج بأمر من المرشد الأول للنظام، روح الله الخميني، بعد أشهر من انتصار الثورة التي أطاحت بالشاه الإيراني عام 1979 ويشرف عليها الحرس الثوري. وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات واسعة على ميليشيات الباسيج، في أكتوبر الماضي، وشملت شبكة مالية واسعة من والمؤسسات الشركات والبنوك التي تقدم الدعم المالي لها. وبحسب بيان للوزارة، فقد جاءت العقوبات على خلفية قيام ميليشيا الباسيج بتجنيد وتدريب وإرسال الجنود الأطفال للقتال في الحروب التي يشنها الحرس الثوري الإيراني عبر المنطقة في سوريا وغيرها، وكذلك تورطها بقمع الاحتجاجات داخل إيران بارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان. وشملت العقوبات 20 جهة ومؤسسة مالية داعمة لتلك الميليشيات بما فيها 20 شركة ومؤسسة مالية تابعة لشبكة تعاونية الباسيج (بالفارسية: بُنياد تعاون باسيج)، والتي تقدر ثروتها بمليارات الدولارات في صناعات السيارات والتعدين والمعادن والبنوك الإيرانية، والتي يملك الكثير منها تعاملات دولية مهمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ومع أوروبا. كذلك تقوم ميليشيات الباسيج بتجنيد مهاجرين أفغان في إيران، بمن فيهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً، للانضمام إلى لواء "الفاطميون"، ومواطنين باكستانيين للانضمام إلى لواء "زينبيون"، وهي ميليشيات تتألف من مواطنين أفغان وباكستانيين تقاتل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني في سوريا. وفي ديسمبر 2016 أعلن داود غودرزي، رئيس منظمة "باسيج" الطلبة في جامعات إيران، أن 50 طالبا من منتسبي ميليشيات الباسيج قتلوا بصفوف الحرس الثوري الايراني أثناء معارك المعارضة السورية المسلحة.

 

"القطرية" تزيد رحلاتها لإيران بعد أسابيع من العقوبات

العربية.نت/26 تشرين الثاني/18/أعلنت الخطوط_الجوية_القطرية عن المزيد من الرحلات الجوية إلى إيران بعد أسابيع من فرض العقوبات_الأميركية على طهران. وستضيف الخطوط القطرية رحلتين أسبوعيتين إلى خطها الحالي بين الدوحة وطهران وإضافة 3 رحلات أسبوعية على خط مدينة شيراز في يناير. كما ستطلق رحلتين أسبوعيتين إلى مدينة أصفهان في فبراير بحسب رويترز. وقال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر في بيان: "تمثل هذه الرحلات دليلاً آخر على التزام الخطوط الجوية القطرية تجاه إيران، فضلاً عن توسيع شبكتنا في هذا السوق المزدهر". وكانت شركات الطيران_الأوروبية وعلى رأسهما الفرنسية والبريطانية، قد أوقفت رحلاتها إلى طهران. وأعلنت واشنطن في الخامس من نوفمبر عن سلسلة من العقوبات تستهدف البنوك_الإيرانية وقطاعي النفط والشحن وخطوط الطيران الوطنية و 200 شخص بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران. وتهدف العقوبات إلى إجبار إيران على الحد من أنشطتها النووية، وتعليق برنامج الصواريخ الباليستية والتضييق على تدخلاتها الموتّرة للأوضاع في الشرق الأوسط.

 

المعارضة السورية: ميليشيات إيران تقف وراء هجوم حلب الكيماوي

معارك "قسد" و"داعش" خلّفت عشرات القتلى... والنظام قصف حماة وإدلب

هيئة التفاوض تسعى إلى تأسيس مكتب لرصد سلوك طهران وتتهمها بالسعي إلى إنشاء “حزب الله” سوري

دمشق – وكالات/26 تشرين الثاني/18/ أكد رئيس هيئة التفاوض للمعارضة السورية نصر الحريري، أن الميليشيات الإيرانية تقف وراء الهجوم الكيماوي على حلب والسعي لإجهاض اتفاق سوتشي بشأن إدلب. وقال الحريري ليل أول من أمس، إن النظام هو من استخدم قذائف محشوة بغاز الكلور على منطقة الخالدية في حلب، لتدمير اتفاق سوتشي الذي أقر المنطقة العازلة في إدلب وجوارها. وأضاف إن اتفاق سوتشي لم يرق يوماً للنظام السوري، ولعل التصريحات الأخيرة التي صدرت عن مسؤولي النظام وروسيا، والتي زعمت أن فصائل في المعارضة تعد لعمليات قصف بالكيماوي لأكبر دليل على ما كان يخطط له النظام. وكشف عن وجود مساع لتأسيس مكتب متخصص في “رصد ومتابعة سلوك إيران وإنهاء وجودها” في سورية، معتبراً أن “الوجود الإيراني في سورية وفي الجنوب خاصة، غير مسبوق، فقد أنشأت إيران خلال الفترة الماضية، مواقع عسكرية عدة، ومقرات ومراكز تدريب”. واعتبر أن طهران تسعى إلى “إنشاء كيان يوازي حزب الله اللبناني، بكوادر سورية .. لتنفيذ سياساتها الستراتيجية في دول المنطقة” والتعويض عن مغادرتها المفترضة للبلاد في وقت لاحق. وأكد أن “أي دور أو قرار أو محاولة لتقليم أظافر إيران أو إضعافها عسكرياً أو أمنياً أو سياسياً أو اقتصادياً سيكون له التأثير الإيجابي في الملف السوري، ولكن هذه الإجراءات وحدها غير كافية”.

ودعا إلى “إطلاق خطة إقليمية لمواجهة إيران وتكثيف الأدوات الدولية من أجل وضع حد لنفوذها”، مشدداً على أن طهران “جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل للقضية السورية”. من ناحية ثانية، قتل 92 عنصراً من “قوات سورية الديموقراطية” (قسد) منذ يوم الجمعة الماضي، في هجوم شنه تنظيم “داعش” ضد مواقعها في محافظة دير الزور. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “إنها الحصيلة الأكبر لقسد في هجوم واحد للتنظيم منذ تأسيسها”. وأوضح أن “داعش استفاد من الأجواء الضبابية في المنطقة ليشن هجومه الذي شارك فيه نحو 500 عنصر وتخلله تفجيرات انتحارية”، مشيراً إلى اشتباكات استمرت حتى أول من أمس، قبل أن يتراجع التنظيم إلى الجيب الواقع تحت سيطرتهم. وأسفرت الاشتباكات وغارات التحالف أيضاً عن مقتل 61 عنصراً من “داعش”، كما قتل جراء القصف الجوي على الجيب 51 مدنياً، بينهم 19 طفلاً، وغالبيتهم أفراد من عائلات مقاتلين في التنظيم المتطرف. في غضون ذلك، بدأ جيش النظام قصفاً تمهيدياً مدفعياً وصاروخياً على مواقع مسلحي المعارضة في محافظتي إدلب وحماة .

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن جميع الأطراف الذين تمت دعوتهم للجولة الجديدة من مؤتمر أستانا بشأن سورية سيحضرون أعمالها، وأن المعارضة السورية ستمثلها 13 شخصية برئاسة أحمد طعمة.

ومن المقرر أن تنعقد الجولة الجديدة من مؤتمر أستانا للتسوية السورية يومي 28 و29 نوفمبر الجاري. واعتبر طعمة أن هذه المنصة تمثل المسار الفعال الوحيد حالياً في جهود حل الأزمة السورية، معرباً عن أمله في أن تتم حلحلة موضوع الثلث الثالث من اللجنة الدستورية و”الوصول إلى توافق بهذا الصدد” خلال المفاوضات المقبلة من مسار أستانا.

 

غارات روسية تستهدف حلب للمرة الأولى منذ شهرين رداً على هجوم بالغاز واتصال بين وزيري الدفاع التركي والروسي... والنظام يطالب مجلس الأمن بالإدانة

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/استهدفت طائرات حربية روسية أمس، «المنطقة العازلة» في ريف حلب الغربي، للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق تركي - روسي في الشمال قبل شهرين، وذلك رداً على استهداف مدينة حلب مساء السبت بقذائف تحمل غازات سامة يُرجح أنها مادة «الكلور»، وأسفرت عن إصابة 100 شخص في المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام، وحملت مصادر المسؤولية لتنظيم متطرف. وطالبت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن بـ«الإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية».

وبُعيد تأكيد وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الجوية دمرت كل أهدافها وأن موسكو أبلغت تركيا سلفاً بالهجمات عبر خط هاتفي ساخن، ذكرت وزارة الدفاع التركية أن وزير الدفاع خلوصي أكار بحث أحدث التطورات في إدلب السورية مع نظيره الروسي، هاتفياً، أمس (الأحد). وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، أن أكار وشويغو «تبادلا الآراء بشأن الاستفزازات الأخيرة التي لا هدف منها سوى الإضرار باتفاق سوتشي».

وأكدت مصادر سورية معارضة واسعة الاطلاع، أن الهجوم بالغاز السام الذي وقع مساء السبت وأسفر عن إصابة العشرات، «يقف وراءه تنظيم متطرف موالٍ لتنظيم القاعدة». وقالت إن التنظيم المقصود هو «حراس الدين»، وهو واحد من التنظيمات المتشددة الموالية لـ«القاعدة»، ويعتبر من الفصائل الرافضة للاتفاق التركي - الروسي في شمال سوريا، ويتصارع مع حلفاء الأمس، بينهم قيادات في «هيئة تحرير الشام» على خلفية رفض الانسحاب من المناطق منزوعة السلاح. واتهمت دمشق «تنظيمات إرهابية» من غير أن تحددها، بالضلوع في استهداف أحياء حلب الخاضعة لسيطرتها بـ«غازات سامة»، فيما قالت موسكو إن مصدر القصف هو المنطقة العازلة في إدلب ومحيطها والواقعة خصوصاً تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). وكان مدير الصحة في مدينة حلب، رجح مساء السبت أن يكون الغاز المستخدم هو غاز الكلور. وأفادت وسائل إعلام رسمية بأنه تمّ إسعاف المصابين إلى مستشفيي الرازي والجامعة، حيث قالت مصادر طبية لوكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، إنه «تم استقبال 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة». وأفادت وسائل إعلام موالية للنظام بأن أحياء الخالدية وشارع النيل وجمعية الزهراء في مدينة حلب، استهدفت بقذائف تحتوي غازات سامة.

قرابة المائة مصاب

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وصول «94 حالة اختناق» إلى مستشفيات حلب، مشيراً إلى معالجة معظمها. ولفت نقلاً عن مصادره في حلب، إلى «انتشار رائحة لغاز الكلور» في أحياء الخالدية والنيل والزهراء المستهدفة. وأفادت وكالة «الصحافة الفرنسية» بأن عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، يعانون من صعوبة في التنفس، في مستشفى في حلب مساء السبت وتمت معالجتهم بواسطة أقنعة تمدهم بالأكسجين. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف نقلاً عن المركز الروسي العسكري «للمصالحة» في سوريا، إن «مجموعات إرهابية» في المنطقة العازلة في إدلب شنّت مساء السبت، هجمات بقذائف محملة «بمتفجرات تحتوي على الأرجح الكلور». وقال المتحدث في مؤتمر صحافي نقلته وكالات أنباء روسية: «وفقاً للمعلومات الأولية التي تم تأكيدها خصوصاً من أعراض التسمم البادية على الضحايا، فإنّ القذائف التي أطلقت على مناطق سكانية في حلب كانت تحتوي على الكلور». وأشار إلى أن خبراء عسكريين من الجيش الروسي وصلوا إلى المنطقة لمساعدة الضحايا ومتابعة الوضع. وذكر أن 46 شخصاً بينهم 8 أطفال تعرضوا لمواد كيماوية ونقلوا إلى المستشفى، لافتاً إلى أنه تمت معالجة الأطفال بواسطة أقنعة زودتهم بالأكسجين. ونفت مصادر المعارضة في الشمال الضلوع في الهجوم، رداً على تصريحات اتهمت الفصائل بالوقوف وراءه، على خلفية أن المناطق المحيطة بمدينة حلب إلى الغرب والجنوب، يوجد فيها مقاتلون من «الجبهة الوطنية لتحرير سوريا». وقالت المصادر التي تنتمي إلى أحد فصائل «الجبهة» لـ«الشرق الأوسط»: «لا علاقة لنا بالهجوم ولا علم لنا به»، مشيرة إلى أن العناصر في الجبهة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، من غير أن تؤكد ما إذا كانت مناطق حلب تعرضت للقصف أم لا. وعما إذا كانت المنطقة بأكملها خاضعة لسيطرة الجبهة التي تصنف على أنها معتدلة، قالت إن المنطقة «يوجد فيها متشددون أيضاً»، مشيرة إلى أنه «لا تنسيق بين هؤلاء والجبهة، ومعظمهم يوجدون في المناطق الجنوبية الغربية القريبة من حلب».

وتسيطر فصائل «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا على ريفي حلب الشمالي والغربي التي قالت عنها وسائل إعلام النظام إن الاستهداف كان من المناطق الخاضعة لسيطرة تلك الفصائل. لكن المصادر السورية المعارضة قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «المنطقة المواجهة لحي جمعية الزهراء من جهة المعارضة، خاضعة لسيطرة جبهة النصرة بالكامل، أما منطقة الراشدين فيوجد فيها حراس الدين وأنصار الدين ومقاتلون أوزبك، فضلاً عن هيئة تحرير الشام إلى جانب مقاتلي الجبهة الوطنية لتحرير سوريا».

المعارضة تنفي

وفيما لم يصدر أي تعليق حتى الآن من المجموعات المتشددة الناشطة في المنطقة، قال الناطق الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» ناجي المصطفى، أمس في بيان، إن فصيله ينفي مزاعم استهداف مدينة حلب «بأي نوع من القذائف خصوصاً تلك التي تحوي غاز الكلور». وأكد أن تلك الأسلحة «لا يمتلكها ولا يستخدمها» في سوريا إلا النظام السوري، بحسب ما وثقته وأثبتته المنظمات الدولية المعنية. وردت الطائرات الروسية أمس على الهجوم، بتنفيذ أولى الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة منزوعة السلاح الخاضعة للاتفاق مع تركيا والموقع في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مقاتلاتها نفذت ضربات جوية في سوريا استهدفت مواقع لفصائل معارضة اتهمتها موسكو باستخدام أسلحة تحوي غاز الكلور في هجوم السبت على حلب في شمال البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، كما نقلت عنه وكالة أنباء «تاس»، إن «مقاتلات للجيش الروسي نفذت ضربات جوية»، موضحاً أنه «تم تدمير كل الأهداف إثر هذه الضربات».

وقال ناشطون إن الغارات وعددها 5 غارات، استهدفت حي الراشدين الخاضع لسيطرة المعارضة غرب حلب، كما استهدفت منطقة خان طومان بريف حلب الغربي. وبحسب المراصد العسكرية في ريف حلب، فإن الأماكن المستهدفة بالقصف الروسي، تبعد نحو 1500 متر عن نقاط المراقبة التركية الموجودة في منطقة حي الراشدين. وتحدث ناشطون عن تجدد القصف بصواريخ شديدة الانفجار لقوات النظام على بلدة جرجناز جنوب شرقي إدلب لليوم الثاني على التوالي وإغلاق كامل للمدارس مع حركة نزوح كبيرة للمدنيين. وتشمل المنطقة منزوعة السلاح أجزاء من محافظة إدلب مع ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وطالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول «اعتداء التنظيمات الإرهابية بالغازات السامة على أحياء مدينة حلب»، مجلس الأمن، بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية. وفي الأشهر الأخيرة، اتهمت الحكومة السورية وحليفتها روسيا، الفصائل المعارضة والمتشددة في محافظة إدلب بامتلاك أسلحة كيماوية، محذرين من إمكانية استخدامها. واتهم رئيس هيئة التفاوض العليا، أبرز مكونات المعارضة السورية ومقرها إسطنبول، نصر الحريري، دمشق، بإيجاد «ذريعة» لشن هجوم ضد الفصائل المعارضة. وقال في تغريدة على «تويتر»: «لاتهام الثوار واستخدام ذلك ذريعة من النظام وحلفائه من أجل فتح عمل عسكري في شمال سوريا والابتعاد عن أي استحقاق للعملية السياسية، لدينا معلومات أن النظام أطلق قذائف محملة بالكلور استهدف بها حي الخالدية في حلب».

 

تراجع المعارك البرية ضد «داعش» في دير الزور

لندن/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/شهد شرق الفرات انتهاء نحو 48 ساعة من القتال الأشرس بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي تنظيم داعش في معارك طاحنة تسببت بمقتل أكثر من 130 مقاتلاً من الطرفين. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتكاب طائرات التحالف الدولي مجزرة جديدة في بلدة الشعفة، الواقعة ضمن الجيب الأخير للتنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث أدى القصف على البلدة إلى مقتل 14 شخصاً على الأقل بينهم 5 أطفال و4 نساء، ولا يزال العدد قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، ليرتفع إلى 31 بينهم 10 أطفال و7 نساء عدد الذين قضوا خلال الـ48 ساعة الأخيرة في غارات للتحالف الدولي على جيب التنظيم. وكان المرصد وثق مقتل 47 مقاتلاً على الأقلّ من قوات سوريا الديمقراطية يومي الجمعة والسبت في هجمات شنّها تنظيم داعش في شرق سوريا. استهدفت هجمات التنظيم المتشدد قريتي البحرة وغرانيج إضافة إلى منطقة قريبة من حقل التنك النفطي الذي تستخدمه قوات سوريا الديمقراطية كموقع عسكري. من جهته، تحدث موقع «دير الزور 24» الذي يديره مجموعة من ناشطي المنطقة عن تواصل قصف طائرات التحالف الدولي على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي، وأن الغارات تسببت بمقتل عشرات المدنيين، الذين يضطر الأهالي لدفنهم في مقابر جماعية. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت افتتاح ممر آمن لخروج المدنيين من مناطق «داعش»، بيد أنّ الأمر تعثر نتيجة رفض التنظيم أن يكون الممر في بادية الشعفة، وإصراره على أن يكون من هجين باتجاه بلدة البحرة. هذا وتعاني مناطق سيطرة «داعش» بريف دير الزور أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، نتيجة المعارك المتواصلة في المنطقة، وتعرض المناطق الخاضعة له لحصار مشدد لم يدخل إليها أي مواد منذ عدة أشهر.

وبدأت قبل أيام أزمة قمح شديدة نفد معها المخزون لدى الأهالي ولا يزال هناك أكثر من 6 أشهر لنضج محصول القمح في المنطقة. كما أن المواد الطبية هناك شبه معدومة. يشار إلى أن تنظيم داعش يسيطر على مدينة هجين وعدد من القرى في شرق الفرات، وتتعرض لقصف يومي من التحالف الدولي وقوات الأسد وقسد. وتشن قوات سوريا الديمقراطية منذ سبتمبر (أيلول) هجوما على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا، لكن تقدمها بطيء. ويظهر مقاتلو تنظيم داعش مقاومة شرسة في هذا الجيب غير البعيد من الحدود العراقية، ويشنون على الدوام هجمات مضادة دامية دفاعا عن المنطقة التي يسيطرون عليها في محافظة دير الزور.

 

اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التصعيد بين روسيا وأوكرانيا

موسكو/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم (الاثنين) اجتماعاً طارئاً يبحث خلاله التصعيد العسكري الذي حدث أمس (الأحد) بين روسيا وأوكرانيا إثر احتجاز البحرية الروسية ثلاث سفن عسكرية أوكرانية في مضيق كيرتش، كما أفاد دبلوماسيون. وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ كلاًّ من روسيا وأوكرانيا طلبت عقد هذا الاجتماع وإنّ موسكو اقترحت أن يعقد في الساعة 11:00 (16:00 بتوقيت غرينيتش). وأعرب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو عن «تنديده بهذا العمل العدواني الذي قامت به روسيا بهدف الدفع عمداً نحو تفاقم الوضع» في هذه المنطقة. ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها وضعت قواتها المسلحة في «حالة تأهب قصوى». وذكر بيان للوزارة نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «بناء على قرار مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني بشأن إدخال النظام القانوني للأحكام العرفية، أمر رئيس الأركان العامة - القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية بوضع تشكيلات ووحدات القوات المسلحة الأوكرانية في حالة تأهب (قصوى)». كما تم فرض حالة التأهب القصوى على إدارة الأمن الأوكرانية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع: «تم تعزيز إجراءات مكافحة التجسس لمنع حدوث المزيد من الاستفزازات على أراضي أوكرانيا من قبل القوات الروسية الخاصة وزعزعة استقرار الوضع في البلاد». وكانت موسكو قد أكدت أنّها احتجزت السفن الثلاث في إجراء أطلقت خلاله النار، مما أسفر عن إصابة ثلاثة بحارة أوكرانيين بجروح، بينما قال الجيش الأوكراني إنّ عدد جرحاه هو ستّة وليس ثلاثة. واتّهمت موسكو السفن الحربية الأوكرانية بالقيام بـ«أنشطة غير مشروعة في المياه الإقليمية الروسية».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن كييف انتهكت القانون الدولي عبر «أساليب خطيرة شكلت تهديدات ومخاطر على حركة عبور السفن الطبيعية في هذا الممر البحري» بين بحر آزوف والبحر الأسود، معتبراً الأمر «استفزازاً صريحاً». وأشار لافروف إلى أن كييف انتهكت «أحكاماً رئيسية نص عليها القانون الدولي، ليس فقط البحري»، موضحاً أنها انتهكت «ميثاق الأمم المتحدة الذي يضمّ اتفاقية 1982 حول قانون البحار ونصوص أخرى من القانون الدولي».

ومضيق كيرتش هو الطريق البحري الوحيد بين البحر الأسود وبحر آزوف، ويعتبر محوراً استراتيجياً ذا أهمية قصوى لكلّ من روسيا وأوكرانيا. وكان جهاز الأمن الروسي قال في بيان الأحد إنّه «بغية إرغام السفن العسكرية الأوكرانية على التوقّف تم استخدام السلاح»، مؤكّداً أنّه «تم احتجاز سفن البحرية الأوكرانية الثلاث».

وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية أنّ «ثلاثة عناصر من الطاقم الأوكراني أصيبوا بجروح تلقّوا رعاية طبية وحياتهم ليست في خطر».وتابع البيان أنّ «السفن الأوكرانية - بيرديانسك ونيكوبول وياني كابو - اخترقت صباح اليوم الحدود الروسية وحاولت مجدّداً في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) في الساعة 19:00 (بتوقيت موسكو) القيام بأنشطة غير قانونية في المياه الإقليمية الروسية». وبحسب جهاز الأمن الروسي فإن السفن الأوكرانية لم تستجب «للطلبات المشروعة» لسفن السلطات الروسية بالتوقّف و«قامت بمناورة خطرة». ولفت الجهاز أيضاً إلى أنّه تم الشروع بملاحقات بحقّ السفن الثلاث لاختراقها الحدود الروسية. وإثر هذا التصعيد دعا الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي كلاًّ من روسيا وأوكرانيا إلى نزع فتيل التوتر، مطالباً موسكو بأن تضمن مجدّداً حرية العبور في مضيق كيرتش. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان: «نتوقع من روسيا أن تضمن مجدّداً حرية العبور في مضيق كيرتش ونطالب جميع الأطراف بالتصرّف بأقصى درجات ضبط النفس من أجل خفض حدة التوتر فوراً». بدوره أعرب ينس ستولتنبرغ، أمين عام حلف شمال الأطلسي، عن وقوف الحلف إلى جانب أوكرانيا، مؤكداً: «دعم الناتو الكامل لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، بما في ذلك حقوقها الملاحية الكاملة في مياهها الإقليمية بموجب القانون الدولي». ومن المقرر أن يبحث سفراء دول حلف شمال الأطلسي مع نظيرهم الأوكراني في وقت لاحق اليوم التصعيد في مضيق كيرتش وبحر أزوف، حسبما أعلن الحلف الدفاعي.

 

مصر: تأييد إعدام 9 مدانين باغتيال النائب العام والسجن المشدد لـ8 متهمين في «أحداث جامعة الأزهر»

القاهرة/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/أيدت محكمة النقض في مصر، أمس، أحكام الإعدام الصادرة بحق 9 مدانين بارتكاب جريمة اغتيال النائب العام السابق هشام بركات قبل عامين، وذلك من بين 67 متهماً في القضية. وسبق لمحكمة جنايات القاهرة أن قضت في يوليو (تموز) 2017 بإعدام 28 متهماً في القضية وكذلك الحكم بالسجن لـ38 آخرين، غير أن بعضهم تقدم بطعون على الحكم أمام محكمة النقض. واغتيل بركات في تفجير سيارة مفخخة قرب منزله شمال شرقي القاهرة في يونيو (حزيران) 2015. وحوكم في القضية 67 متهماً، بينهم 51 حضورياً. وتضمن حكم «النقض»، أمس، تصحيح الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد (25 سنة) لـ6 متهمين، وخففت سنوات السجن لبعض المتهمين، وقضت ببراءة 5 آخرين، ورفضت المحكمة قبول طعن متهمين اثنين من المحكوم عليهما غيابياً.

وكان النائب العام المستشار نبيل صادق، أحال المتهمين للمحاكمة الجنائية، بعد أن نسبت نيابة أمن الدولة للمتهمين أنهم «اتفقوا وتخابروا مع عناصر من حركة حماس وكذا قيادات من جماعة الإخوان من الهاربين بالخارج وذلك للإعداد والتخطيط لاستهداف بعض رموز الدولة المصرية سعياً منهم لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد، بغية إسقاط الدولة». كما أفادت تحقيقات النيابة، بأن المتهمين «شكلوا مجموعات نوعية اختص بعضها بالإعداد الفكري لهذه الأنشطة، والبعض الآخر تلقى تدريبات قتالية في معسكرات حركة حماس؛ تنوعت بين إعداد وتجهيز للمتفجرات ورصد للشخصيات المهمة وتأمين للاتصالات، وما إن تسللوا عائدين إلى مصر، حتى بدأوا في الإعداد لارتكاب جريمتهم». وانتهت التحقيقات إلى أن «المتهمين نقلوا لعناصر المجموعات النوعية ما تلقوه من تدريبات في معسكرات (حماس)، وبعد توفير الدعم اللوجيستي وتصنيع العبوات الناسفة وتجهيزها بالدوائر الإلكترونية اللازمة للتفجير عن بعد، قاموا بزرعها بسيارة تركوها بمكان الحادث الذي سبق رصده وتيقنهم من مرور ركب المستشار هشام بركات النائب العام في ذلك الوقت منه، الذي ما إن مر به حتى باغتوه بتفجير العبوة الناسفة التي أودت بحياته وأصابت عدداً من أفراد القوة المكلفة بحراسته وبعض المارة بالطريق، فضلاً عن تخريب وإتلاف الكثير من الممتلكات العامة والخاصة».من جهة أخرى، قضت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، أمس، بالسجن المشدد 5 سنوات لـ8 متهمين، في إعادة محاكمتهم في «أحداث حريق جامعة الأزهر» التي تعود إلى عام 2013. وسبق لمحكمة النقض أن قضت بإلغاء أحكام الإدانة الصادرة ضد المتهمين بالسجن 5 سنوات لكل منهم، وقررت إعادة محاكمتهم. ونسبت النيابة للمتهمين جرائم «الاشتراك مع آخرين في إتلاف الممتلكات العامة والخاصة بقصد الفوضى، وتنظيم تجمهر الغرض منه الإتلاف العمدي للممتلكات العامة بجامعة الأزهر، بالإضافة إلى قيامهم بتهديد موظفين عموميين، واستعراضهم القوة، وتلويحهم بالعنف في أحداث الشغب التي شهدتها الجامعة».

 

رئيس أوكرانيا يعلن فرض الأحكام العرفية لمدة 60 يوماً

كييف/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/وقع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اليوم (الاثنين) مرسوماً بفرض الأحكام العرفية لمدة 60 يوماً، حسبما أفاد بيان على موقعه الإلكتروني، لكن المرسوم يحتاج موافقة البرلمان ليدخل حيز التنفيذ.

يأتي القرار بعد يوم من إطلاق روسيا النار على زوارق أوكرانية واحتجازها مما سبب تصعيداً حاداً في التوتر بين البلدين. ومن المتوقع أن يناقش البرلمان المرسوم في وقت لاحق اليوم.

 

الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين مرشح ليبرمان رئيساً للأركان

تل أبيب/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/صادقت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية أمس (الأحد)، على تعيين اللواء أفيف كوخافي (54 عاماً)، رئيساً لهيئة أركان الجيش، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يرغب به ودخل في صدام حاد بسببه مع وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الذي رشحه. ويتولى كوخافي منصبه خلفاً لغادي أيزنكوت الذي تنتهي ولايته في 15 يناير (كانون الثاني) المقبل. وجاءت مصادقة الحكومة على هذا التعيين، بعدما شهدت القيادة السياسية خضّات حادة في الأسبوعين الأخيرين، أولاً بسبب الخلافات السياسية في الحكومة، وثانياً في أعقاب الصدام الحربي «الخاطف» مع حركتي «حماس» و«الجهاد» في قطاع غزة. ومعلوم أن نتنياهو كان يرغب في تعيين سكرتيره العسكري الجنرال إيال زمير في رئاسة الأركان، لكن ليبرمان فرض عليه كوخافي فرضاً، فاستغل غيابه في الزيارة المميزة لسلطنة عمان، وأعلن للجمهور أنه اختار رئيس الأركان الجديد. وحسب تسريبات نشرت أمس، فإن نتنياهو اتصل من مسقط مع ليبرمان وجرت بينهما محادثة طغى عليها الصراخ. ووفقاً لمصدر حكومي، فإن ليبرمان يعرف تماماً أن نتنياهو يفضل اللواء إيال زمير لشغل المنصب، لكنه تجاهل رغبته واستغل غياب نتنياهو ليعلن رأيه. ولأنه لم يرد الدخول في معركة مع قيادة الجيش، رضخ نتنياهو للقرار مرغماً، وبعد مرور بضع ساعات نشر بيان تهنئة لتعيين كوخافي. وعندما استقال ليبرمان من الحكومة تولى نتنياهو وزارة الأمن وأعلن أن اللواء إيال زمير سيعين لمنصب نائب رئيس هيئة أركان الجيش، مؤكداً أنه - أي نتنياهو - قبل توصية كوخافي بخصوص نائبه المستقبلي. وفي أعقاب ذلك، يتوقع أن يؤدي تعيين زمير، إلى استقالة عدد من كبار جنرالات الجيش وتركهم الخدمة العسكرية.

وامتدح نتنياهو اللواء كوخافي أمس، وقال إنه «قائد يحظى بتقدير كبير ولديه كثير من الإنجازات والخطط لإحداث ابتكارات في جيش الدفاع». وزاد: «إنني متأكد من أنه سيقود جيش الدفاع إلى قمم جديدة، ومثل من سبقه فإنه سيقود جيش الدفاع بشكل يتعامل بنجاح مع التحديات التي نواجهها». كما امتدح الفريق غادي أيزنكوت رئيس الأركان الحالي «على خدمته المخلصة والمهمة التي أداها خلال فترة ليست ببسيطة». تجدر الإشارة إلى أن كوخافي، بدأ خدمته العسكرية في وحدة المظليين، وتدرج في جميع مناصبها الإدارية، ليتم تعيينه في نهاية المطاف قائداً لهذه الوحدة. وقاد كوخافي الوحدة الخاصة بالعمل ضد قطاع غزة في الجيش الإسرائيلي، ثم ارتقى لدرجة لواء وعين قائداً للواء الشمال، ثم أصبح رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية ومن بعدها رئيساً لوحدة العمليات في رئاسة الأركان إلى أن وصل إلى منصب نائب رئيس الأركان.

وخلال خدمته الطويلة في الجيش الإسرائيلي، شارك كوخافي في كل الحروب والمعارك التي خاضها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين واللبنانيين، بدءاً بقمع الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، عبر حربي لبنان الأولى (1982) والثانية (2006)، وحتى الحروب على قطاع غزة في الأعوام 2008 و2011 و2014. وكوخافي هو الابن الأوسط بين 3 إخوة، نشأ في كریات بیالیك في خليج عكا. في عام 1982، تخرج من المدرسة وانضم إلى الجيش وتطوع للواء المظليين. ثم انتقل الى الجامعة وتخرج ليصبح قائد سرية مشاة. ثم عين ضابط العمليات في لواء المظليين. وبعدها تمت ترقيته وتعيينه قائداً للكتيبة 101 (كتيبة الأفعى) وكلف ليصبح قائد قاعدة تدريب المظليين ونائب قائد لواء المظليين. وفي عام 1998، وعند إنهائه الدراسات العليا من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، تم تعيينه قائداً للقسم الشرقي من وحدة الاتصال بلبنان من عام 1998 حتى 2000، وقاد وحدة احتياطية من المظليين حتى 2001 ثم قاد لواء المظليين حتى 2003. وفي عام 2004 عين كوخافي قائداً لفرقة غزة، وبقي في منصبه حتى نهاية يوليو (تموز) 2006. وخلال خدمته قائداً للفرقة وقع حدثان كبيران؛ ففي صيف 2005 نفذت إسرائيل خطة فك الارتباط وانسحبت من قطاع غزة، وفي صيف عام 2006 أسر الجندي جلعاد شاليط وشنت فرقته حملة فاشلة على غزة ادت الى إقالته من منصبه. وفي عام 2006، حاول العودة للدراسة في لندن في الكلية الأمنية، لكنه تم إلغاء رحلته خوفاً من الاعتقال من قبل السلطات البريطانية للاشتباه في تورطه في جرائم حرب خلال خدمته في غزة، فسافر إلى الولايات المتحدة بدلاً من لندن ودرس في جامعة جون هوبكنز. وفي عام 2007، تم تعيينه رئيساً لشعبة العمليات في هيئة الأركان العامة، وفي 2010، تمت ترقيته إلى لواء وعين رئيساً للاستخبارات العسكرية، وفي 2014 تم تعيين كوخافي قائداً لقوات المنطقة الشمالية.

 

احتفاء إسرائيلي بزيارة الرئيس التشادي وتدشين مرحلة تعاون أمني واقتصادي وأنباء عن قرب استئناف العلاقات مع نيجيريا ومالي

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18/استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد، الرئيس التشادي إدريس ديبي، واعتبر في حفلة عشاء ودية زيارته المفاجئة «تاريخية»، ووجه شكرا خاصا لرئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات ورئيس «الموساد» (المخابرات الخارجية)، على مساهمتهما الحاسمة في ترتيب هذه الزيارة. وقال نتنياهو إن الرئيس التشادي لم يكن أبدا في إسرائيل في السابق ولكنه التقاه قبل أسبوعين في المراسم التي عقدت في باريس لإحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. ثم راح يمتدح نفسه على هذا الإنجاز قائلا: «هذه الزيارة تعكس مكانة إسرائيل المتصاعدة في العالم. أكرر ذلك مرة تلو الأخرى ونرى أسبوعيا أن رؤيتنا تتحقق على الأرض، بفضل قوتنا الاقتصادية والتكنولوجية إلى جانب قوتنا الأمنية والاستخباراتية. فهذا المزيج بين الأمرين، يخلق لنا قوة سياسية ودبلوماسية متراكمة على الأرض يوما بعد يوم». وقال نتنياهو: «نفتح اليوم صفحة جديدة في علاقاتنا مع تشاد وأقول لكم إنه ستكون هناك دول أخرى في القريب العاجل». وذكرت مصادر سياسية مطلعة أن هذه الزيارة جاءت «لتعزز التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين. فتشاد تحتاج إلى النصائح والخبرات الإسرائيلية ووسائلها القتالية حتى تنجح في مكافحة الإرهاب. فهي محاطة بدول غير مستقرة، خصوصا ليبيا، وتحتاج إلى وسائل لحماية نفسها منها».

وكان الرئيس التشادي إدريس ديبي، وصل أمس إلى تل أبيب في أول زيارة علنية لمسؤول تشادي رفيع المستوى إلى البلاد، منذ 46 عاما. وبهذه الزيارة يتم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي كانت قد انقطعت في سنة 1972. واستقبله في المطار وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي. وحسب القناة العاشرة الإسرائيلية، فإن الرئيس ديبي كان قد طلب من إسرائيل أن يتم تعيين نجله رئيسا للبعثة الدبلوماسية لبلاده في إسرائيل. وكشف مصدر في الخارجية الإسرائيلية، أمس، بأن هناك جهودا جارية مع دول أخرى ستسير وراء تشاد أبرزها نيجيريا ومالي.

وأوضح موظف إسرائيلي أمس أن من توسط لاستئناف العلاقات مع تشاد، هو موظف كبير سابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وهو المبعوث الخاص لرئيس مجلس الأمن القومي بإسرائيل مئير بن شبات، للعالمين العربي والإسلامي.

وقام المبعوث الخاص بمهمته عن طريق نجل الرئيس التشادي، الذي عرفه عليه رجل أعمال فرنسي من أصول يهودية، يدعى فيليب سولومون، والحاخام إبراهام مويال. وقالت القناة العاشرة، إن لدى إسرائيل مصلحة بتجديد العلاقات مع تشاد، التي تعتبر كبرى الدول الأفريقية المسلمة، وتبدي استعدادا لإبرام صفقات أسلحة وتقنيات أمنية مع إسرائيل. ونشرت في تقريرها أمس الأحد، أن في شهر مايو (أيار) الماضي، وصلت رسالة مفاجئة من تشاد، حيث توجه سولومون ومويال إلى مندوب إسرائيل لدى منظمة «اليونيسكو»، كرمل شاما هكوهين، في حينه، وطلبوا نقل رسالة سلام من نجل الرئيس التشادي. وقالوا إنهم اجتمعوا بالرجل قبل أيام، فأبدى خلال اللقاء استعداد بلاده تجديد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. بدوره، بلغ هكوهين، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوفال روتم، بحقيقة الرسالة والذي بدوره منحه الضوء الأخضر لمواصلة الاتصالات، بالمقابل تم تبليغ جهات عليا في مكتب رئيس الحكومة ومجلس الأمن القومي. وفي مطلع أغسطس (آب) الماضي، نقل سولومون ومويال رسالة من الرئيس التشادي، جاء فيها أن «بعثة من طرف الرئيس التشادي معنية بالوصول إلى القدس وإيصال رسالة شخصية لرئيس الحكومة نتنياهو». وبحسب القناة العاشرة، فإن الرئيس التشادي أكد في رسالته بأن سولومون ومويال يعملان بموافقته من أجل تسريع تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي الجانب الإسرائيلي، تمت مناقشة فحوى الرسالة في مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية، واتفقوا على مطالبة الرئيس ديبي بأن يبعث برسالة خطية يتعهد من خلالها الموافقة على تجديد وتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي 24 من الشهر نفسه، حول مويال وسولمون عبر هكوهين برقية معدلة من جانب تشاد موجهة إلى مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، جاء فيها: «زيارة الوفد التشادي إلى إسرائيل تعكس رغبة تشاد تجديد وتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إستحالة الحكم من دون تغيير 

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 تشرين الثاني2018

مقالات خاصة"الفاتيكان" متفهّم عمق الأزمات التي يعيشها لبنان"التيار" لـ"الجمهورية": ما لم يتمّ التفريط به مع "القوات" لن نفعله مع غيرهاالنواب السنة المستقلون: إمّا اللقاء مع الحريري خلال 48 ساعة وإلا...المزيد

سورياليٌّ مُسَلسلُ احتفالاتِ عيدِ الاستقلال: أركانُ الدولةِ مجتمِعون لإحياءِ ذِكرى استقلالٍ مفقود، فيما هُم مختلِفون على حكومةٍ معتقلَةٍ لدى الانتِداب الجديدِ المتعدِّدِ الجنسيّات. توحِّدُهم الاحتفالاتُ وتُفرّقهم الوطنيّة، تُبهِجُهم التشريفاتُ ويُباعِدُهم الشرَف، يُكدِّسُهم الوالي ويُشتِّــتُهم الولاء.

عادةً، يَشعُرَ المواطنون بفرحٍ وبفخرٍ في عيدِ الاستقلال. وكانوا يَسبِقون الدولةَ ويُزيّنون بيوتَهم والشُرُفات. هذه المرّةُ شَعَروا بالحُزنِ والقهرِ فطالبوا بإلغاءِ الاحتفالاتِ وتَهكّموا على المناسَبة، الأمرُ الذي لم يُـقْدِموا عليه حتى في زمنِ الحربِ والاحتلالِ المباشر.

هذا الشعورُ ـــ الموقِف يَتخطّى الموالاةَ والمعارضَة، والطوائفَ والأحزابَ، والعهدَ والحكومة: هو موقِفُ السُخْطِ الجامِع. يومَ لا يعود الشعبُ يميِّزُ بين الشكلِ والمضمون، بين مجدِ التاريخِ وذُلِّ الحاضر، بين نضالِ الأجدادِ واستسلامِ الأحفاد، بين الجيشِ والميليشيا، بين المقاومةِ والمرتزِقة، بين شهداءِ الوطنِ وشهداءِ الأوطان الأخرى، وبين الخيرِ والشرِّ، على السلطةِ حينئذٍ أن تَخافَ لأنَّ المجتمعَ يكون دخلَ جاذِبيّةَ الثورة. وكما الحكمُ تراكُمُ تجربةٍ، الثورةُ تراكُمُ غضَب. لكنَّ الثورةَ في لبنان، مع الأسفِ، امرأةٌ تَحبَلُ خارجَ رحَمِها فتُضيِّعُ فرصةَ الإنجاب.

الاستقلالُ للمستقلّين، للمؤمنين بكيانِ لبنان والملتزمين بَعدُ بالبَيانِ الاستقلاليِّ الذي ألقاه رياض الصلح في 07 تشرين الأول 1943. الاستقلالُ للمناضلين والمقاومين وشهداءِ القضيّةِ اللبنانيّة. أما الآخَرون، فلْيحْتفلوا بأعيادِ الدولِ التي يَرتبطون بها ويَتقيَّدون بأوامرِها.

لا يَحِقُّ أن تَحتفِلَ طبقةٌ سياسيّةٌ بالاستقلالِ وقد أضاعتْهُ وبعثرتْهُ وبدَّدتْهُ وقايضَتْ عليه ونَقلَت لبنانَ من انتدابٍ حضاريٍّ إلى احتلالاتٍ همجيّةٍ، ومن دولةٍ نَهضويّةٍ إلى دولةٍ مُتهاوية. لا يَحِقُّ أن تَحتفِلَ طبقةٌ سياسيّةٌ بالاستقلالِ وقد أَشْرَكت بالولاءِ للبنانَ، وعَجَزَت قَصدًا عن تأليف حكومة. نحن تحرَّرنا جغرافيًّا ولمْ نَستقِلّ وطنيًّا.

الوقاحةُ، أنَّ هؤلاءِ السياسيّين الذين أفْلَسوا البلَد، يَتطاولون على «صلاحيّاتِ» رئيسِ الجمهوريّة، ويدَّعون أُبوّةَ اللبنانيّين أيضًا.

هل نَسَوْا أنَّ حربَ لبنان سبَّبها «الأبوات»؟ عدا أنَّ تعدّدَ الآباءِ ليس مُستَحبًّا، اللبنانيّون لا يُفتّشون عن آباءٍ، فلكُلِّ واحدٍ منهم أبٌ على الأقلّ مبدئيًّا، بل يَبحثون عن مسؤولين وحكّامٍ يُديرون الدولةَ لكي تُصبحَ هي أمَّ الجميع. إذا سَلّمْنا جدلًا أنَّ المسؤولين هم آباؤنا، أهكذا يَعتني الآباءُ بأبنائِهم، فلا يَرأفون بحالِهم ولا يُعالِجون مشاكلَهم ولا يُخــفِّــفون معاناتَهم ولا يُحصِّنونَهم بحكومة؟ نحن يتامى حكومةٍ مُغيَّبةٍ ودولةٍ نأتْ بنفسِها عن الشعب.

إذا كانت عُقدةُ تأليفِ الحكومةِ خارجيّةً فهذه خيانةٌ وطنيّة، وإذا كانت العُقدةُ داخليّةً فتلك جريمةٌ وطنيّة. الفارقُ بين أزَماتِنا الحكوميّةِ في لبنان والأزماتِ الحكوميّةِ في دولِ العالم هو أنَّ ما يؤخّرُ أحيانًا تأليفَ الحكوماتِ هناك هو التنافُس الديمقراطيُّ على برنامجِ الحكم، أي أنَّ أسبابَ أزماتِهم داخليّةٌ ووطنيّة.

أما ما يؤخّرُ دائمًا تأليفَ الحكوماتِ هنا فهو الصراعُ اللاديمقراطيّ على الحكمِ والكِيانِ والدولةِ والهوّيةِ الوطنيّة، أي أنَّ أسبابَ أزماتِنا خارجيّةٌ وغيرُ وطنيّة. حتى الاختلافُ الداخليُّ على الحِصَصِ هو، في العُمقِ، اختلافٌ على حِصصِ الدولِ الغريبةِ في الحكومةِ اللبنانيّةِ، وليس على حِصصِ الطوائفِ والكُتلِ النيابيّة.

في كلِّ الأحوالِ، الوضعُ يَستدعي تَحرّكَ رئيسِ الجُمهوريّةِ انطلاقًا من قَسمِه الدُستوريِّ ولا يُنازِعُه عليه أحَد، وليس فقط استنادًا إلى صلاحيّاتِه المحدودةِ ولا تزالُ مَوضِعَ حَسَد.

ما يُشجِّعني على التوجّهِ إليه هو خِطابُه إلى اللبنانيّين في عيد الاستقلال. إنْ أحسنتُ الإصغاء، وَجدتُ في الخِطابِ خِياراتٍ متمايزةً عن السابقِ، ورغبةً في اعتماد نهجٍ جديدٍ في مقاربةِ القضايا، وعزمًا على لَـمْلَمةِ القرارِ الوطنيّ، وإرادةً في التصدّي لِما أعاقَ مسيرةَ العهد. وكاد أنْ يقولَ بتصرُّفٍ: «مِن بيتِ تحالفاتي ضُربت».

أعرفُ أنْ ليستَ هي الرغبةُ ما تَنقُص الرئيس. فأيُّ رئيسٍ لا يُحبُّ أنْ يَنجَح؟ لكن، لكي تكونَ السنواتُ الأربعُ الباقيةُ من العهدِ مختلِفةً عن السنتين الماضيتَين، يُفترضُ بالرئيس أنْ يبادرَ إلى التغييرِ من «فوق» (من خلالِ الدولة) لأنَّ التغييرَ من «تَحت» (من خلالِ الشعب) عَصِيٌّ. فأسوأُ من الطبقةِ السياسيّةِ في لبنان، هو هذا الشعبُ المتخاذِل. لو تعرّض شعبٌ آخَرُ لِما يتعرّضُ له شعبُ لبنان منذ سنواتٍ، لانتفَضَ وثارَ وأسقطَ الحكّامَ والحكوماتِ وكلَّ ما تَيسَّر.

لا يَذكُر تاريخُ لبنانَ الحديثِ ثورةً اجتماعيّةً وإصلاحيّةً ذاتيّةً. نحن شعبٌ مقاوِمٌ لا شعبٌ ثائر. حتى أنَّ المقاوماتِ اللبنانيّة، سابقًا، ما حَصلت نتيجةَ فورةٍ شعبيّةٍ بل تلبيةَ نداءٍ قياديٍّ. هكذا جرى في معركةِ الاستقلالِ، في مقاومةِ الوِحدة العربيّةِ سنةَ 1958، في مقاومةِ التوطينِ الفلسطينيِّ سنةَ 1975، في مقاومةِ الاحتلالِ السوريِّ سنةَ 1978، وفي مقاومةِ الاحتلالِ الإسرائيليّ. الاستثناءُ الوحيدُ كان «ثورةَ الأرز» سنةَ 2005، لكنَّها دامت ساعاتٍ قليلةً لتنكفئَ أمامَ حساباتِ السياسيّين الصغيرة.

حبّذا لو يَنتزعُ فخامةُ الرئيس كلَّ الشعارات من كل الفئاتِ السياسيّةِ والطائفيّة، ويُحوِّلها فعلًا تغييريًّا حقيقيًّا وحياديًّا يسمو فوقَ الجميعِ، فيلتقي مع معاناةِ الناس. هذا القرارُ لا يتطلّبُ صلاحيّاتٍ بل إرادة، ولا يَتطلّبُ حكومةً بل شعبًا. حينئذ، نَفتخر السنةَ المقبلةَ بإحياءِ عيدِ الاستقلالِ مُدغَمًا بعيد السيادةِ ومُكلّلًا بعيدِ التغيير. وأصلًا، لا يستطيعُ أيُّ رئيسٍ، قويًّا كان أم ضعيفًا، أن يَـحكُمَ لبنانَ بعدَ اليوم من دونِ إحداثِ تغييرٍ بنيويٍّ. أَمَلي أنْ يكونَ الرئيسُ عون قادرًا بعد على إجراءِ هذه العمليّةِ الإنقاذيّة. ورَجائي أنْ يَحدُثَ ذلك سريعًا لئلا تأتينا تغييراتٌ من نوعٍ آخَر: تغييراتٌ تنالُ من الشرعيّةِ والشعبِ والكيانِ في آنٍ معًا.

 

صنعوا الأزمة... فأفلتت منهم  

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 تشرين الثاني 2018

مقالات خاصة"الفاتيكان" متفهّم عمق الأزمات التي يعيشها لبنان"التيار" لـ"الجمهورية": ما لم يتمّ التفريط به مع "القوات" لن نفعله مع غيرهاالنواب السنة المستقلون: إمّا اللقاء مع الحريري خلال 48 ساعة وإلا...المزيدبات محسوماً أنّ أزمة تأليف الحكومة أفلتت من أيدي الجميع، وبات محسوماً انّ أياً من المعنيين بها ليس قادراً على الحل، وهو عاجز عن ابتداع ولو فكرة متواضعة يمكن من خلالها إعادة التقاط هذه الحكومة وتطعيمها بحل إنقاذي يعيد بَعث الحياة فيها. والأسوأ من هذا الإقرار بهذه الحقيقة، هو أنّ بعض صُنّاعها يتنصّلون منها، كمَن يقتل القتيل ويمشي في جنازته ويتقبّل التعازي به. يُراد للناس أن تصدّق أنّ صنّاع الأزمة أبرياء منها، وأنّ شبحاً افتعلها، وأضاعَ من عمر البلد 6 أشهر من الفراغ والتعطيل حتى الآن، توالت خلالها 5 فصول تعطيلية:

الفصل الأول، الحرب السياسية التي واجهت مسعى «التيار الوطني الحر» ومن خلفه رئيس الجمهورية للحصول على الثلث المعطّل في الحكومة.

الفصل الثاني، حرب الأحجام بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، التي ما زال صداها مسموعاً حتى الآن، والاشتباك الذي رافقها حول الحصة الرئاسية التي كانت بدعة أيام ميشال سليمان، وصارت حقاً واجباً لرئيس الجمهورية في العهد الحالي.

وكذلك ما رافقها من خروج عن المألوف في الخطاب السياسي الذي احتدمَ بين الطرفين، الى حد أطاح أولاً «تفاهم معراب»، وأشعَر «القوات»، لا بل عَمّق هذا الشعور لديها بأنّها تتعرّض لحرب إلغاء سياسية.

بعد إصرار الرئاسة على انّ حقها التمثيلي هو 3 وزراء لا اكثر، وعاد ووافقَ، على مضض، على منحها 4 وزراء. ودفع ثانياً، برئيس الجمهورية نفسه الى الحديث عن جبهة ثلاثية لتفشيل العهد.

الفصل الثالث، حرب الالتباسات حول الصلاحيات، أي من هو المعني الاول بتأليف الحكومة، رئيس الجمهورية أم الرئيس المكلف؟ وما رافق هذه الحرب من كلام من فوق السطوح لم تشارك فيه المنصّات السياسية فقط، بل تجاوزتها الى المراجع الدينية والطائفية وسانَدها من الخلف رؤساء الحكومات السابقين.

الفصل الرابع، الاشتباك الذي صعد الى أعلى تعابير الشحن والتصعيد بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«التيار الوطني الحر» ومن خلفه رئيس الجمهورية حول التمثيل الدرزي، ورفض رئيس الجمهورية إخضاع الحكومة لوليد جنبلاط وتسليمه سيف التحكّم الميثاقي بمصيرها ساعة يشاء وفق الكلام الرئاسي.

ثم فجأة، وبسِحر ساحر، نزل هذا التصعيد الى ذروة البرودة، وتراجَع وجنبلاط عن حصر التمثيل الدرزي في الحكومة بحزبه، ووافق على حلّ يمنحه وزيرين، وامّا الدرزي الثالث فيختاره رئيس الجمهورية ضمن الحصة الرئاسية، بما يمنح «التيار» مع حصة الرئيس، حصة الأسد في الحكومة، لتتجاوز بذلك «الثلث المعطّل» المطلوب، والذي يبدو الآن انّ التراجع عن هذا الثلث المعطّل مستحيل.

الفصل الخامس، عقدة التمثيل الأرمني، التي اشتعلت لفترة، ومن ثم توقفت بعد وعود تلقّاها حزب «الطاشناق» حول التمثيل الأرمني وتصحيح تمثيله. ويبدو انّ هذه العقدة لم تفك بعد، خصوصاً انّ حزب «الطاشناق» لم يعرف حتى الآن ما الذي أوجَب إخراج التمثيل الارمني من حكومة من تحت عباءته وإسنادها الى «القوات».

الفصل السادس، عقدة تمثيل «سنّة 8 آذار» التي لم تنته فصولها بعد، مع أنها أدخلت التأليف برمّته في نفق تعطيل كامل لا منفذ له. خصوصاً انّ أطراف الصراع على هذا التمثيل نزلوا بكل ثقلهم الى الميدان وفي مقدمتهم «حزب الله»، مقابل رفض الرئيس المكلّف الانصياع الى هذا المطلب والرضوخ للضغط.

مضى حوالى الشهر على اشتعال هذه العقدة، وما زالت المعركة مستمرة حولها: «حزب الله» يؤكد انّ «سنّة 8 آذار» سيتمثلون في نهاية المطاف، الرئيس المكلف يجزم بأنهم لن يدخلوا الى الجنة الحكومية، ويرفض حتى أن يستقبلهم، ويلوّح باللجوء الى خيارات وقرارات.

امّا رئيس الجمهورية فيقرّ بأنّ الازمة صارت كبيرة، ولم يجد أمامه سوى الاحتكام لسليمان الحكيم، لعلّه يجد «أم لبنان» لتضحّي، إلّا انه لم يعثر عليها بعد.

كل تلك الفصول ابتلعت 6 أشهر، والأخطر تَبدّى مع دخول الشهر السابع، عبر الحديث الجدي من قبل بعض المستويات السياسية، عن دخول العامل الخارجي - بمعزل عن جنسيته - على خط التأليف والضغط على بعض الاطراف لفَرملته. كل ذلك يضع حبل لبنان على جرّار الوقت، فالعدّاد الزمني يُمَرّك أياماً وأسابيع وأشهراً، ومع هذا المستجد بالتأكيد انه سيأكل المزيد من الأشهر، التي يفترض ان توجد أجوبة عن سيول الاسئلة التي تجتاح الداخل في هذه الفترة:

- ما السرّ الكامن خلف هذا العناد الصلب لدى جميع المعنيين بعقدة تمثيل «سنّة 8 آذار»؟

- ما هو الأفق الذي يمكن ان تأخذ لبنان إليه، أزمة تعطيل الحكومة؟

- كم ستنتظر هذه الازمة لكي تفرج عن العميق من مكنوناتها وأسرارها؟

- هل انّ هذه الازمة هي أزمة تمثيل «سنّة 8 آذار» ام انها في جوهرها أزمة نظام وكيان وتعبير عم حجم الانقسام الرؤيوي في البلد؟

- هل ثمة من يخشى ان تتطوّر هذه الازمة الى حد لا يعود ممكناً احتواؤه او الامساك به، ويؤدي الى التأسيس لمعادلات وطنية جديدة، تضع اتفاق الطائف على الطاولة، وتدفع في اتجاه تعديله او اكثر من ذلك وصولاً الى تغييره؟

- هل ستستمر هذه الازمة في انتظار ما سيؤول اليه سباق الكبار في المنطقة؟ واستطراداً، هل انها تكشف صراحة عن انّ لبنان أدخل مجدداً في خضم صراع إقليمي لم تتّضِح معالمه او تفاصيله بعد؟

يُجمع المعنيون بملف التأليف انّ الحكومة ستتشكّل في نهاية المطاف، وبالتأكيد لن تكون حكومة من طرف واحد، ولا من لون واحد، فلا أحد يمكنه الذهاب الى ذلك مهما اختلفت الظروف وتبدلت الخرائط السياسية في الاقليم او في العالم، كما لن تكون حكومة خارقة او مختلفة عن الحكومات التي سبقت او الحكومة الجاري تأليفها حالياً، أي حكومة وحدة وطنية بذات التوزيعة السياسية. من هنا، وبعد كل ما جرى من تأخير وتعطيل، وبعد انكشاف الوجوه وظهور ما في الصدور من مشاعر وأحاسيس تكنّها الاطراف السياسية لبعضها البعض، أيّ حلّ يمكن الوصول إليه؟ وأيّ انسجام سيكون عليه في الحكومة التي سيتم تشكيلها ولَو بعد حين؟

وقبل ذلك ماذا عن معايير التأليف وقواعده التي اعتمدت حيال الحكومة الحالية، ويلتقي الجميع الآن على اعتبارها عشوائية ومُختلّة وغير متوازنة وغير عادلة، فهل ستكون هي نفسها عند الاتفاق لاحقاً على إطلاق الحكومة أم انها ستخضع للنسف والتعديل؟

 

النواب وفضيحة الرملة البيضاء: ثرثرة فوق المجارير

أكرم حمدان/المدن/الثلاثاء 27/11/2018

أحد كبار الضباط أقرّ بعلم الجهات الأمنية ومؤازرتها ومواكبتها الأشغال التي نفذها وسام عاشور (مجلس النواب)

ربما تتحول فضيحة طوفان مجارير الرملة البيضاء إلى قصة شبيهة بقصة "راجح" الكذبة، في مسرحية الرحابنة، رغم أن "راجحنا" هذه المرة لن يبيعنا الخواتم، بل ولن يأتي أبداً، وسيصير كذبة سمجة. وربما أيضاً يصح في طريقة معالجة الفضيحة الإستعانة بالكثير من الحكم والأمثال الشعبية مثل"نريد أكل العنب ولا نريد قتل الناطور"، أو ربما لا نستطيع لا أكل العنب ولا معاقبة الناطور أو حتى قتله، وفق توصيف أحد النواب، الذين شاركوا في اجتماع لجنة الأشغال العامة والطاقة والمياه البرلمانية، التي انعقدت الإثنين، لمتابعة ملف "مجارير" الرملة البيضاء، بعدما ضاع نواب بيروت الأسبوع الماضي بين الإخبار ضد مجهول "معلوم"، ودعوة مختلف الوزارات والإدارات والمؤسسات المعنية لمساءلتها أمام سلطة الرقابة (النواب أنفسهم!).

تضييع المسؤوليات

وكشفت متابعة هذا الملف المزيد من خبايا "دولة الفساد"، التي تحاول تضييع المسؤوليات في كل فضيحة وسرقة تُكشف. بل وهناك فضيحة إضافية، تتمثل بمحاولات لعدم تشغيل محطات التكرير، التي صرفت الدولة على بنائها مئات ملايين الدولارات، بينما يؤكد بعض النواب فتح ملف التعديات على الشاطئ اللبناني من شماله إلى جنوبه مروراً بالعاصمة بيروت. اجتماع اللجنة، حضره حشد من ممثلي الوزارات والإدارات والمؤسسات، التي طلبتها اللجنة، بدءأ من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، مروراً بوزارتي البيئة والأشغال ومجلس الإعمار والمحافظ وبلديتي بيروت والغبيري ومصالح المياه وغيرها.. وصولاً إلى مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، لكن النتيجة للأسف المزيد من كشف خبايا "دولة الفساد"، كما وصفها لـ"المدن" أحد النواب المشاركين في اجتماع اللجنة، حيث هناك محاولات لتحميل المسؤولية ربما لمحطات التكرير، التي بنيت ولم تُشغل لأسباب مجهولة حتى الآن.

مليار دولار هباء

ينقل أحد المشاركين لـ"المدن" كلاماً كبيراً وخطيراً عن مدير عام وزارة البيئة الدكتور بيرج هاتجيان مفاده "أن الدولة اللبنانية صرفت ما يفوق المليار دولار أميركي، أتت إلى لبنان كمساعدات وقروض، لبناء محطات التكرير لمياه المجارير والمياه الآسنة. وحتى الآن، والكلام لا زال لـهاتجيان، "ولا نقطة مياه تصب في البحر مكررة حسب المعايير المعتمدة عالمياً". كذلك فإن ما تكشّف، لجهة ترخيص وزارة الأشغال العامة والنقل لفندق "الإيدن باي" بإقامة مارينا، أي كاسر أمواج، فإن هذا يعني (حسب الدكتور هاتجيان كخبير بيئي): "أن شاطئ الرملة البيضاء الذي تأتي رماله من النيل سوف ينتهي".. وبالتالي القضاء على شاطئ الفقراء الوحيد في بيروت.

برفقة الأجهزة الأمنية!

وتتوالى فصول المفاجآت، حيث كشفت النائبة بولا يعقوبيان لـ"المدن" عن أن "أحد كبار الضباط والقادة الأمنيين الذين حضروا اجتماع اللجنة، أقرّ بدردشة جانبية مع بعض النواب بعلم الجهات الأمنية، بل ومؤازرتها ومواكبتها، الأشغال التي نفذها وسام عاشور صاحب "الإيدن باي". وأبدت يعقوبيان تخوفها من "وجود خطة أو نية لعدم تشغيل محطات التكرير، التي يجب أن تترابط مع بعضها البعض، لتنقية مياه المجارير أولاً، ثم معالجة ما يبقى من مواد صلبة تحتاج إلى معالجة كنفايات صلبة". وشددت على ضرورة الإستفادة من مواكبة هذا الملف الذي طرحته هي منذ حزيران الماضي، من أجل تشغيل محطات التكرير. وأكدت أن "المسؤولية تقع على كل من شارك بهذه الجريمة من الوزارات والإدارات والمؤسسات ومن يغطيهم من الأعلى، إذ ربما يكون وسام عاشور أقل طرف يتحمل المسؤولية، بعدما تبين أن البعض مشارك مع عاشور والبعض الآخر يغطي ويؤمن سير المخالفات".

سرقة الشواطئ

أما النائب محمد خواجة فقد أبلغ "المدن" بأن "النقاش التقني الذي دار في الجلسة لا يعنيني وهو لا يُغني ولا يًفيد. ونحن كنواب، خصوصاً نواب العاصمة، ليست مهمتنا ودورنا معرفة من أقفل وفتح هذا المجرور أو ذاك، وإنما السؤال المركزي الذي نضعه بعهدة ورسم وزير الداخلية والقضاء ورئيس بلدية بيروت والمحافظ، هو من الذي سمح بارتكاب التعديات على شاطئ بيروت، ولم يكن آخرها "الإيدن باي"؟ وأكد خواجة على "متابعة هذا الملف حتى النهاية، لأن هذا الموضوع يجب أن يمتد على كل لبنان لأن الشاطئ اللبناني يُسرق من الشمال إلى الجنوب". وزير الداخلية نهاد المشنوق، ولدى مغادرته إجتماع لجنة الأشغال، اكتفى بكلام مبهم ربما ليزيد التعقيد والغموض إذ قال: "هناك إختلاط في التحقيقات، ما يعرقل الوصول الى نتيجة في قضية فيضان مجارير بيروت". أما نائب حزب الله أمين شري فقال: "على القضاء أن يذهب إلى أبعد مدى ويجب أن يكون هناك تفتيش إداري ومركزي لتحديد المسؤوليات"، وقد آزره في هذا الموقف زميله في الكتلة النائب علي عمار الذي طالب "بضرورة ذهاب التحقيق إلى أبعد ما يمكن كي ينال المسؤول أيا كان المحاسبة بعد هذه الفضيحة". أما رئيس لجنة الأشغال النائب نزيه نجم فقال بعد إجتماع  اللجنة: "جرى الإستماع لكل الجهات وخلصنا إلى تأكيد متابعة التحقيق القضائي من أجل محاسبة كل المعنيين"، رافضاً الدخول في تسميات وإتهامات قبل قول القضاء كلمته، مذكرا بما أوصت به اللجنة، حول محاسبة كل المتورطين وإتخاذ التدابير، لمنع تكرار ما حدث ومعالجة قطاع الصرف الصحي وإحصاء التعديات عليه. في النهاية، بين من وصف عاشور بـ"المجرم" ومن يقول بأن "الدراسات غير صحيحة"، يبدو أن العمل بدأ من أجل لفلفة هذا الملف وإلحاقه بما سبقه من ملفات الفساد والهدر. وفي الأثناء، ما على اللبنانيين سوى الغرق صامتين في المستنقع الآسن الذي صاره بلدهم.

 

جعجع لـ"المدن": المشهد الجديد آتٍ من العراق وإيران

منير الربيع /المدن/الثلاثاء 27/11/2018

عند مدخل مكتبه، يقف سمير جعجع مطّلعاً على البريد الواصل إلى معراب. على هذا المنوال، "الحكيم" يهتم بالتفاصيل الصغيرة كما بالعناوين الكبيرة. عند نهاية الدرج المؤدي إلى بهو مكتبه، والذي تدرّجه ذات 18 كانون الثاني 2016 إلى جانب ميشال عون، يداً بيد وكتفاً بكتف، يتفحص بعضاً من الكتب التي وصلته حديثاً. يقرأ ملخصاتها ويفرزها لساعة يتاح له فيها العودة إلى المطالعة. بعض الكتب الحديثة، والتقارير الدورية، التي يوليها اهتماماً بارزاً هذه الفترة، عن أحوال الدول وأهوالها. يفضّل في هذه المرحلة قراءة الدوريات الحدثية، الغنية بإشارات وتفاصيل، تساعد باستشراف الأحداث واستقراء التطورات.

مراقبة العراق

كان للتو قد أدلى بموقفه حيال التطورات الداخلية وتعطيل تشكيل الحكومة. يلقي بالمهمة على عاتق رئيسي الجمهورية والحكومة، لأخذ المبادرة وتشكيل حكومة بمن حضر، من دون الرضوخ لرغبة هذا الطرف أو ذاك. فلا شيء يمنعهما من ممارسة صلاحياتهما، أو على الأقل وبأسوأ الأحوال، فليتم تفعيل عمل حكومة تصريف الاعمال، وعقد اجتماعات للضرورة.. لمواكبة المخاطر الاقتصادية والحد من الخسائر. يرفض بالمطلق التنازل والخضوع للشروط. وبما أن الموقف الداخلي قد أُعلن. فلا بد من الإبحار مع جعجع، في قراءات تاريخية ومقارنة، داخلية وخارجية للأحداث. يهتمّ مؤخراً بالشأن العراقي، ويعتبر أنه ملف مهمّ جديد وغنيّ، بلد يحوي حوالى ٣٧ مليون نسمة، فيه صحراء ووفرة مياه، مصادر الطاقة هائلة لديه، قطاعه الزراعي ممتاز، والصناعة جيدة ومتقدمة. لا يجب إغفال العراق، وهو أساس في تحولات المنطقة. يربط لبنان بالعراق من خلفية دينية وتاريخية. هناك ارتباط وثيق بحكم التطورات السياسية، وبحكم الوجود الشيعي. العراق من الدول القادرة على إحداث تغييرات في المنطقة. وكذلك المملكة العربية السعودية. يتابع الوضع الأميركي من الداخل عن كثب.

الواقع إلى تغيّر

وفق هذه القراءات كلّها يدخل جعجع إلى اللبنانيات. لبنان انعكاس لكل الصراعات والأحداث في العالم. البعض، حسب جعجع، أبقى على لبنان ورقة في مهبّ الصراعات. ليس على الصعيد الحكومي فقط، بل ضمن جملة ملفات وتطورات. يبقى جعجع على ثباته وإيمانه بدورة التاريخ. مهما كان هناك صعاب "ما بيصحّ إلا الصحيح". هذا يدفعك إلى توجيه سؤال إلى جعجع حول قراءته لرسالة الفاتيكان فيجيب: "هذه الرسالة تصف الوضع حالياً، ولكن ليس بالضرورة أن تنطوي على البعد المستقبلي، ولا يمكن اعتبار أن الوضع سيبقى على ما هو عليه. ويوم ستتغير هذه المعادلة ستتغير الرسالة ومضمونها." يشير الجواب إلى أن جعجع لا يسلّم بالاستسلام أو التراجع. ومن المبكر الحديث عن انتصار محور على آخر، أو انتصار النظام السوري، الذي لم يبق بقوته ولا بقوة روسيا وإيران وحزب الله. الظروف الدولية هي التي فرضت بقاء النظام، لعدم توافر البديل، ونظراً للاجتياح المتطرف الذي تعرّضت له الثورة السورية، نتيجة سياسات وأخطاء وخطايا. وبالتالي، أحد لم يكن يوافق على استبدال الأسد بداعش أو النصرة. يعتبر جعجع أن هذا الواقع سيؤول إلى التغير، خصوصاً أن نجم الإسلاميين والمتطرفين قد خفت. والإسلام يقف اليوم أمام مرحلة تجديدية وتحديثية وإصلاحية، خارج منطق الأسلمة السلفية أو المتطرفة.

لا خوف ديموغرافياً

يذهب جعجع أبعد من ذلك. يرى أن التغيير آتٍ، وأفول المرحلة السابقة سيؤدي إلى ولادة مفهوم جديد للدول وتعزيز حدودها. زمن الزعامات الامبراطورية ينتهي. الآن هناك ولوج إلى عالم دولتي جديد يقوم على مبدأ الدول القومية. أي سوريا في سوريا. تركيا في تركيا. والسعودية في السعودية. هذا من الناحية العسكرية والميدانية. بمعزل عن العلاقات الاقتصادية وتأثيراتها. ومن هذا المنطلق، لا يخاف جعجع على لبنان الذي يمرّ بمشاكل عديدة. ولا خوف على حدوده أو حدود سايكس بيكو. لا يمكن له أن يذوب في سوريا، ولا يمكن لسوريا الانقضاض عليه. ولذلك لا يؤمن بنظرية تحالف الأقليات، ولا بمسألة توطين اللاجئين أو إحداث تغيير ديمغرافي بشكل رسمي، ووفق خطّة معدّة سابقاً. مشيراً إلى أن هذا التغيير الديمغرافي لن ينجح في النهاية ولن يستمر.

التاريخ والعقوبات

يقرأ في التاريخ والتحولات في منطقة الشرق الأوسط. من السلطنة العثمانية وانهيارها، إلى استعادة تركيا لدورها المحوري في سوريا. وبينهما بعض النتوءات في العلاقات التركية الخليجية، التي لا تنزع عنها لبوس التاريخ، وما يعتريه من ثغرات وخلافات بين الطرفين. الواقع نفسه ينطبق على علاقة الفرس والصفويين بالمنطقة العربية، وتحديداً في العراق وسوريا مثلاً. لا تزال المنطقة تستصعب الخروج من ارتدادات هذه الصراعات وخلافاتها. لكن المشهد الجديد الذي سيتم ارساؤه في المنطقة، سيكون مبنياً على نتائج الصراع الدائر حالياً، والذي يتجلى مؤخراً بين واشنطن وطهران. لهذا، يعتبر جعجع أن العقوبات على إيران مهمة وليست تفصيلاً، وسيكون لها انعكاس كبير على سياستها في المنطقة. الولايات المتحدة تضغط على إيران للإتيان بها إلى طاولة المفاوضات، وإلزامها بالنقاط الأحد العشر، التي تهرّبت منها يوم وقّعت الاتفاق مع إدارة باراك أوباما. لا يستبعد جعجع أن يزداد الضغط في هذا المجال، ويتطور إلى صراع مسلّح بشكل غير مباشر بين الطرفين، وساحته قد تكون سوريا. لا يرى الرجل وجود أي بوادر لإتفاق أميركي روسي لإخراج إيران من سوريا، حتى الآن على الأقل. "لو كان هناك تقاطع، لكن ظهر على الأرض، الأميركيون يضغطون على الروس في سبيل ذلك، ولكن لا مؤشرات في الأفق".

تنشيط الحكومة المستقيلة

يرتاح جعجع على الصعيد القواتي. وعلى المستوى الداخلي. أنجز آخر المصالحات مع تيار المردة. قال كلمته فيما يخص تشكيل الحكومة، ولم يعد الخلاف بشأنها يتعلق بوزير بالناقص أو بالزائد، ولا حتى متعلقاً بالثلث المعطل. حزب الله يريد تسجيل النقاط على الحريري، وإضعافه إن لم نقل كسره. لذلك يهتّم جعجع بمتابعة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، في ضوء التقارير المخيفة. يدعو إلى تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال، ويعلن تكفّل القوات بتقديم مقترحات عاجلة للحد من الانهيار، كطلب ملياري دولار من البنك الدولي كمساعدة عاجلة، تلزيم الكهرباء يحدّ من خسائر تصل إلى ملياري دولار سنوياً، إدخال القطاع الخاص إلى مجال الاتصالات، يوفّر حوالى ٣ مليارات دولار. وأفكار أخرى لا تزال القوات تعمل على بلورتها.

الثقل المسيحي

لدى سؤاله عما إذا كان يندم على انتخاب عون رئيساً للجمهورية؟ يجيب سريعاً بالنفي، يقول إن افضل ما جرى هو انتخاب عون، لتفعيل المؤسسات، وحماية المسيحيين بالرئيس التمثيلي القوي، وبما أنجزت المصالحة القواتية مع التيار الوطني الحرّ. المسألة استراتيجية وليست تفصيلية تقف عند حدود اختلافات آنية وسياسية مصلحية. وهذه ستؤسس إلى ما هو أبعد مستقبلاً لإثبات الثقل والتأثير المسيحيين في المعادلة الداخلية، وهذا لا يمكن تجاوزه مستقبلاً. هل هذا ينطبق على العلاقة مع فرنجية؟ وهل سيكون لها انعكاس رئاسي؟ يجيب بأنه من المبكر جداً هكذا كلام، هناك صفحة وطويت على خير مع المردة، هم في موقعهم ونحن على مواقفنا. العلاقة ستكون جيدة في الإطار الرسمي والمؤسساتي، تماماً كما هي العلاقة مع الرئيس نبيه بري.

لا علاقة مع حزب الله

وماذا عن العلاقة مع حزب الله؟ ولماذا لم تردّ على نصر الله في موقفه الأخير كما كانت ردودك سابقاً؟ يجيب جعجع على طريقته ضاحكاً، لست أوتوماتيكياً، ولا اريد أن أفعل ما يكون متوقعاً. لا علاقة مع حزب الله، وهي محصورة في بعض المؤسسات الرسمية، عدا عن ذلك ليس هناك من غزل، ولا مسايرة، وحين يكون لدينا موقف سياسي نقوله ولا شيء تغيّر. لا يوافق جعجع على مواقف جنبلاط بأن محور إيران والنظام السوري قد انتصر، لكنه يشير إلى استمرار العلاقة الاستراتيجية مع التقدمي، وإلى جانب الرئيس سعد الحريري، الذي ستكون العلاقة معه جيدة جداً في المستقبل، بعيداً عن كل ما قيل في المرحلة السابقة.

 

الخلل والإحباط في الشارع السنّي/إستعادة المبادرة مسؤولية سياسية وروحية

صلاح سلام/اللواء/26 تشرين الثاني/18

واقع الخلل والإحباط الحالي في الشارع السنّي، ليس فريداً من نوعه في تاريخ الطوائف الكبرى في لبنان. الطوائف المسيحية، وخاصة الموارنة، عانوا في فترة مريرة من التضعضع والضياع والإحباط إبان الوجود السوري في لبنان، وخاصة في التسعينات، حيث تم نفي رئيس حزب الكتائب الشيخ أمين الجميل، ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون إلى فرنسا، وزُجّ برئيس حزب القوات اللبنانية د.  سمير جعجع بالسجن.

 وكانت مشاعر التهميش والإحباط مهيمنة على الطائفة الشيعية في مرحلة ما قبل ظهور حركة المحرومين التي أطلقها الإمام موسى الصدر، وشكلت منطلقاً لمراحل النهوض التي توالت وتعززت بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران.

 لذلك يمكن القول أن ما يعانيه الشارع السنّي ليس مصيراً نهائياً ومحتوماً، ولا هي حالة مستعصية على العلاج، ويستحيل إيجاد الحلول المناسبة لها، بقدر ما هي مرحلة دقيقة ومعقدة، تتطلب رؤية وخطة عمل إستراتيجية الأبعاد، ومثابرة في المتابعة وبذل الجهود اللازمة للخروج من حالة التردي الراهنة، والعمل الدؤوب لإستعادة ديناميكية النخب والشارع، وإعادة الطائفة الكبرى في لبنان إلى مكانتها الطبيعية في المعادلة الوطنية، وإصلاح الخلل الحالي في التوازنات الداخلية.

 وقطعاً لا يعني هذا الكلام أن هذه الخطوات سهلة التحقيق، وأن هذا الواقع المرير يمكن تغييره بكبسة زر، بقدر ما هو عمل شاق، ومحفوف بالصعوبات والإرهاصات المختلفة، ويتطلب تنسيق الجهود، وتوحيد المواقف من القضايا الأساسية، وتلاقي الفعاليات السياسية والروحية، وجماعات النخب من المفكرين والمثقفين والأكاديميين، وأهل الإقتصاد والمؤسسات التربوية والإجتماعية، والمجموعات الأهلية في مختلف المناطق، ليشارك الجميع في إطلاق ورش عمل لبرنامج يحدد الأولويات، ويرسم دوائر الأهداف التي يجب الوصول اليها في فترة زمنية معينة.

 إن قيادة مثل هذه الحركة الإستنهاضية المنشودة، تبقى من مسؤولية المرجعيات السياسية والروحية المعترفة بهذا الواقع المرير، والمؤمنة بضرورة العمل على معالجته، والخروج من دوامة التشرذم والإحباط، والقادرة على ترميم وحدة الصف، وإغلاق كل تناقضات الصراعات الفردية والمناطقية السابقة، والتي أوصلت الوضع إلى ما هو عليه من التردي والضعف.

 لقد سبق لأهل الجماعة أن طرحوا عدداً من البرامج الإستراتيجية والمبادرات الوطنية، في مراحل الحرب الصعبة، مثل الثوابت الوطنية الإسلامية التي أُعلنت من دار الفتوى في عهد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، وبحضور قيادات إسلامية سياسية وروحية، سنّية وشيعية، في وقت كان الحديث عن التقسيم والتفتيت هو خيار أطراف سياسية ودينية أخرى.

 ولن يكون من الصعب على أهل الجماعة الإلتفاف حول مرجعياتهم السياسية والروحية، لتجديد روح المبادرات الوطنية الخلاقة، وإيجاد المخارج المناسبة لواقعهم الراهن ضمن الإطار الوطني الجامع، وبعيداً عن أي حساسيات طائفية أو مذهبية، أو حتى مناطقية.

 ثمة مؤشرات مشجعة برزت بعد الإنتخابات الأخيرة، بدأت بتوحيد موقف رؤساء الحكومات السابقين من اللغط الذي دار لبرهة حول الصلاحيات الدستورية للرئيس المكلف، وجاء تكرار اللقاءات في بيت الوسط ليضع اللبنة الأولى في قاعدة توحيد الصف، وإعادة جمع ما فرقته الإنتخابات. كما أن تلاقي المرجعية الدينية مع الخطاب السياسي للقيادة السياسية، من شأنه أن يساعد على دفع الأمور إلى الأمام في عملية جمع الشمل، وإطلاق مسيرة الإستنهاض المطلوب.

 ثمة من يعتقد أن العقدة السنّية ما كانت لتبلغ ما وصلت إليه من التعقيد والتأزم، لو تمت معالجتها تحت مظلة دار الفتوى، (على غرار اللقاءات المسيحية التي ترعاها بكركي)، حيث يأخذ الحوار دوره الطبيعي في مثل هذه الملفات الشائكة، ويصبح البحث عن الحل المناسب مسؤولية تُحمّل أصحابها أمانة الإلتزام بمصالح الجماعة، التي هي أساساً جزء لا يتجزأ من المصالح الوطنية العليا.  لعلنا لا نبالغ إذا إعتبرنا أن لدار الفتوى دوراً كبيراً في إستعادة المبادرة وإطلاق مرحلة النهوض، إذا قدر لها أن تبصر النور، ولا تضيع في زحمة الأزمات والملفات المستعصية التي تضغط على أعناق البلاد والعباد، الأمر الذي سيزيد الأمور تفاقماً في الشارع السنّي، ويضع أوضاع الجماعة في مهب شتى الإحتمالات! (الإسبوع المقبل: ما هو دور السعودية ومصر في مساعدة أهل الجماعة على إطلاق حركة الإستنهاض المنشود؟)

 

ماذا لو حوّل عون الأزمة... فرصة؟  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 تشرين الثاني2018

مقالات خاصة"الفاتيكان" متفهّم عمق الأزمات التي يعيشها لبنان"التيار" لـ"الجمهورية": ما لم يتمّ التفريط به مع "القوات" لن نفعله مع غيرهاالنواب السنة المستقلون: إمّا اللقاء مع الحريري خلال 48 ساعة وإلا...المزيدتُواصِل العقدة السنية «استنزاف» القوى المعنية بها و«اعتقال» مشروع الحكومة، فيما يستمر الوضع الداخلي في التآكل والتعفّن، تحت وطأة الانتظار، الثقيل الوطأة... والكلفة.

وعلى رغم انسداد شرايين الأزمة وتفاقم عوارضها، لا يزال كل طرف يحاول أن يتفادى تسديد فاتورة الحل من جَيبه، مراهناً على أن يُبادر الآخر الى التنازل أولاً.

ووسط هذا المأزق المتمادي، هناك من يعتقد أنّ مفتاح المعالجة موجود في قصر بعبدا، بينما يعتبر القريبون من الرئيس ميشال عون انّ ضريبة التسوية لا يجب ان تُقتطَع من «العائدات الوزارية» لرئيس الجمهورية.

أمّا المقتنعون بأنّ عون يستطيع معالجة العقدة السنية بين ليلة وضحاها، فينطلقون في فرضيتهم من الاعتبارات الآتية:

ـ أولاً، إنّ أي تراجع لـ«حزب الله» و«اللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين» سيبدو بمثابة انكسار سياسي لهما، كما انّ اي تنازل من الحريري في اتجاه قبوله بتمثيل هؤلاء السنّة سيبدو بمثابة هزيمة له، خصوصاً انّ المواجهة بين الفريقين أخذت منحى التحدي المباشر.

وحده رئيس الجمهورية في إمكانه أن يتخلى عن المقعد السني، المفترض أنه مُدرج ضمن حصته، من دون أن يتخذ هذا القرار شكل الهزيمة او الانكسار.

ذلك انّ عون، الحريص على ان يقدّم نفسه أباً لجميع اللبنانيين وحَكَماً يقف على مسافة من الاصطفافات الفئوية وبالتالي حاضناً لكل الجمهورية ومؤتمناً عليها، سيظهر بمظهر الرابح وطنياً والمترَفّع سياسياً إذا قرر أن «يُفدي» حكومة عهده الاولى بمقعد سني.

ـ ثانياً، إنّ معظم شخصيات «اللقاء التشاوري» كانت أساساً حليفة لعون على مستوى الخيارات الاستراتيجية، أيام تَولّيه زعامة «التيار الوطني الحر» ورئاسة «تكتل التغيير والاصلاح».

ولطالما دعمته في معاركه السياسية ووقفت الى جانبه أثناء الانقسام الحاد بين 8 و14 آذار، وهي لا تزال حتى الآن تؤيّد الخطوط العريضة لنَهجه، ما يعني انّ أي نائب يتم توزيره من النواب الستّة سيكون بمثابة إضافة الى رصيد العهد ورافداً لمسيرته، حتى لو لم يكن هذا الوزير مصنّفاً ضمن الحصة المباشرة لرئيس الجمهورية.

ـ ثالثاً، انّ عون هو المتضرر الأكبر من التأخير المتمادي في تشكيل الحكومة، إذ انّ كل يوم يمر من دون إنجاز الولادة المنتظرة إنما يشكّل خسارة مباشرة للعهد وعبئاً عليه، خصوصاً انّ الطموحات الاصلاحية لرئيس الجمهورية معطوفة على التحديات الاقتصادية تتطلّب التعجيل في التأليف، وهو القائل في خطاب عيد الاستقلال انّ الوقت الضائع لا يمكن تعويضه.

ـ رابعاً، إنّ عون يحتاج الى أن يُثبت للبنانيين مرة أخرى أنه ليس رئيساً تقليدياً للجمهورية يقبل بأن يستغرق تشكيل الحكومات في عهده أشهراً طويلة كما كان يحصل في السابق، وأنه يملك شجاعة المبادرة واتخاذ مواقف استثنائية لمعالجة أي عقبة أو عقدة قد تعترض ولادة الحكومة، وصولاً الى صنع الفارق بين تجربته الرئاسية وتجارب أخرى.

ـ خامساً، إنّ عون، الذي نشأت بينه وبين «حزب الله» علاقة وفاء متبادل صَمدت أمام ضغوط حرب تموز ثم اختبارات الاستحقاق الرئاسي، يعرف كما السيّد حسن نصرالله أنّ ما يربطهما أعمق وأثمن من أن تتمّ المخاطرة به من أجل مقعد وزاري.

الطرح المعاكس

في المقابل، يرى المدافعون عن سلوك رئيس الجمهورية أنه ليس معنياً بأن «يتبرّع» بوزير من حصته لمعالجة عقدة سنية ليس مُتسبّباً بها ولا يتحمّل مسؤولية حلها من «لحمه» السياسي الحي. بالنسبة الى أصحاب هذا الرأي، فإنّ تَخلّي عون عن مقعد وزاري سيرتّب إنقاصاً في «وزنه» داخل الحكومة ومن ثم انخفاضاً في قدرته على التأثير، الأمر الذي من شأنه إضعاف موقعه الترجيحي في مجلس الوزراء.

والمتحمّسون لوجهة النظر تلك، يلفتون الى انّ رئيس الجمهورية، الذي تقلّصت صلاحياته كثيراً بموجب الدستور المُنبثق من «اتفاق الطائف»، يحاول من خلال كتلته الوزارية التعويض نسبياً عمّا خسره دستورياً.

ولذلك، هو لا يتحمّل أن تتم التسوية الحكومية على حسابه، خصوصاً أنّ دور الحَكَم، الذي يطالبه البعض بتأديته، لا يستقيم بلا قوة وزارية وازنة يرتكز عليها.

ويشير هؤلاء الى أنّ رئيس الجمهورية قدم إطاراً للحل عبر اقتراحه إلغاء المبادلة بينه وبين الرئيس المكلف، بحيث يُعاد المقعد السني الى الحريري ويستعيد عون المقعد المسيحي، ما يسمح بإيجاد مخرج أو إخراج مناسب لتسوية مقبولة.

 

الصبي الأزعر

سناء الجاك/النهار/26 تشرين الثاني 2018 

تقول الحكاية التاريخية ان "امرأتين مع طفل، كل منهما تدّعي انها امه، قصدتا سليمان الحكيم، وبعد جهد جهيد، قال انه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل الى قطعتين لكٍّل واحدة قطعة. فصرخت احداهما: لا تقتله بل اعطه كلّه الى الأخرى، فعرف سليمان عندها من هي الام الحقيقية، واعطاها الولد". وتقول الحكاية اللبنانية ان "سعد #الحريري، ومنذ رضي بدور أمّ الصبي وهو يصرخ: لا تقتلوه، ويسلِّم مرةً تلو مرة بما يفرضه "حزب الله"، سواء لعيون الصهر او لوصول الرئيس القوي الى قصر بعبدا او لقانون انتخابات على حسابه وحساب تمثيله. لكنه على رغم كل التنازلات لا يحظى بالحضانة، التي تبقى حقاً إلهياً من حقوق الحزب، يوزع نعمها على من يشاء من الحلفاء خدمة للمشروع الموكل به. يقدّم الصبي الى الوصاية الإيرانية لتنكّل بدستوره وصيغته وتترك لمؤسساته ان تتدمر وتتشظى حتى يهون سقوطه ويسهل الإطباق عليه". لكن بين الحكايتين قطبة تتكشف خيوطها، لا تقتصر امتداداتها الى أمّ الصبي، لا ترتبط بحكيم منتظر او بطل متمرد يقلب الطاولة في وجه مَن يستقوي بسلاحه حتى عندما لا يستخدمه، ويفرض ارادته، ليس على أمّ الصبي فحسب، لكن على الأب والاخوة والاخوات والاحفاد وكل من وما يتحرك على هذه الأرض المسمّاة لبنان. فالظاهر في ما يراد له ان يتكشف، تذكير وتنبيه حاد اللهجة بأنه ليس على أمّ الصبي وحدها ان تزهد وتتعفف وتنطوي للتنازلات، وتحديداً عندما يتصرف ذو الحظوة وفق مبدأ: انا أو لا أحد، على رغم تأكيده وتأكيد بطانته وحاشيته انه الأب الأعلى.

فكل ما كان يحصل عليه ذوو الحظوة، يأتي بموجب ضوء أخضر.

لكن حذار عندما يبدأ اللون الأصفر على لوحة المرور، لأن الاحمر أتٍ ولا ريب في مفاعيله. ولا لعب اذا حاول الحليف ان يفتح على حساب طموحه، او ان يتشاطر بما لا يناسب المشروع الأمّ.

بالعربي الفصيح: لا ثلث معطلاً حتى للحليف المحدد دوره، تماماً كما لا دور للخصم الذي لا يملك توازن رعب يتيح له ان يفرض على الآخرين التقيد بالدستور. جوائز الترضية محسوبة على النقطة والفاصلة. والميزان حساس تجاه النسمة التي يمكن ان ترجّح كفة الهواء والهراء. وعندما يتخلخل الميزان، هيهات منا التغاضي عن شطحات شعبوية قرب لوحة الجلاء على نهر الكلب، ومَن نسي نعيده الى حقبة كسرى أنوشروان ونبوخذ نصر.

لن تقتصر تداعيات مثل هذه الشطحات على تغريدات للنظام الأسدي تسخر من الصهر وتعيِّره بأنه عندما يسيء الى سوريا ويشوه تضحياتها الكبيرة من اجل وحدة لبنان واستقلاله وأمنه ، فتأمره بأن "شكِّل حكومتك اولاً واحترم شعبك بالكهرباء والمياه والنظافة والقانون وبعدها تكلم عن "الاستئلال"! التحرر لا يكون فقط من التدخل الخارجي او التبعية ولكن من الفساد ايضاً وبالدرجة الاولى". ثم تذكّره بأن "دفتر ديونه فاض وتجاوز المسموح". وتلوّح له بما سوف يواجهه عند استحقاق رئاسة الجمهورية الذي يعمل له على جميع الجبهات. وبأن "عدم ابتلاع لبنان سببه حصانة حزب الله. وان انت أكرمت اللئيم تمردا". تلك هي البداية، والآتي أعظم اذا لم يرعوِ من يتشاوف ويحسب انه بخدماته تكرَّس صاحب حظوة وله الحق في حجم أكبر من المرسوم له. عليه ان يفهم ان لا شيء سيحميه من سيناريوات بدأت تتدفق، ولن يكون آخرها اتهام الصهر بترويج نفسه رئيساً لدى الشيطان الأكبر، ومطالبة الأب الأعلى بالتنازل من حصته هذه المرة لحل ازمة التشكيل الحكومية، كأن المطلوب من الجميع، ومن دون استثناءات او حظوات، ان يتحولوا الى أمّ الصبي وفق الحكاية اللبنانية. وظيفتهم ان يخدموا المشروع، ليقدموا كل ما يمهد الدرب للوكيل الشرعي لكي تستكمل الوصاية الإيرانية على لبنان عبثها بنسف الدستور اللبناني، ويستخدم الصبي في المساومات المرتبطة بالعقوبات. الاهمّ، ممنوع على الصبي ان يكبر. يجب ان يلتزم صورة الأزعر الفلتان، ليبقى البحث عن أمٍّ تلمه وأبٍ يردعه مصدر إلهاء عن تحويله مستعمرة غير سعيدة.

 

صناعة العدالة وظيفة الخالق أم المخلوق ؟

الشيخ حسن مشيمش/26 تشرين الثّاني 2018

كل حاكم استبدادي غير ديمقراطي علماني فيكم ما هو إلا صنم ولو كان ساجداً داخل البيت الحرام ، أو راكعاً تحت قبة كنيسة بيت لحم ، أو مُهطعاً رأسه عند حائط المبكى ...

 في محراب الطبيعة وعلى أطراف قريتي بعيداً عن مرأى الناس ومسمعهم نصبت وجهي  ومددت يدي  نحو السماء معاتباً وراضياً ، مُتذمراً وموافقاً في آن معاً وأنا أخاطب إله الوجود لا لأنه كائن في السماء بل لأنها رمز كبريائه ونفوذه المطلق .

في هذه اللحظات تمنيت لو أنه لم يخلقني وكنت عَدَماً ونسياً منسياً لم تلدني أمي تماماً كما تمنَّت القديسة مريم والدة المسيح (ع) والقديس علي بن الحسين (ع) ، تمنيت ذلك مع شك في ما تعلمته : " من أن الوجود خير من العدم " إلا أن شكي كان مصحوباً بيقين لا شك فيه بيوم " العدل"  بعد الموت وُعِد فيه المظلوم من أي دين كان أو مذهب أو فلسفة بأنهار من لبن ، وعسل ، وخمرة لذة للشاربين " غير مسكرة " وحور عين كأنهن الياقوت والمرجان ،  فسألته بخفقات قلبي ،  ودموع عينيَّ بعيداً  عن التَّكَلُّف في صناعة الكلمة والكلام والكَلِم ، ومُتَحرراً من كسرة المجرور ، وضمة المرفوع ،  وفتحة المنصوب ،  وقد اكتشفت مؤخراً أن الإمام علياً (ع) قال :

" خير الدعاء ما لا يَتَكَلَّف الداعي به بين يدي ربه " .

ولكثرة ما استنزفتنا قواعد اللغة وسائر علوم الدين والدنيا نسيت بديهة تُضاف إلى بديهيات كثيرة نسيناها وعلى الأرجح تناسيناها وهي أن الخالق سبحانه  يدرك معاني اللهجات ،  ودلالات الإشارات ، والإيماءات المتغايرات ، في مخلوقاته الناطقة والصامتة كافة ، تماماً كما يدرك معاني العبارات الفصيحات ذات الدلالات البليغات .

فسألته راضياً ومُعاتِباً " عتب عاشق محب " في آن معاً عن السر المُضْمَر في إمهاله حُكامنا اللصوص الكبار  ، وأحزابهــم الثورية الجهادية والنضالية وشعرائهم وكُتَّابهم وَوُعاظـهم الذين جعلوا بفنون ألسنتهم وأقلامهم قُبْحَ هؤلاء اللصوص حُسْناً جميلاً وظلمهم عدلاً عظيماً وشرورهم خيرات وبركات وتضحيات وأعمال صالحات  تارة بِحُجَّة أن المرحلــة حساسة أو الحالة حالة إستثنائية خطيرة أكثر من أي وقـت مضىأو بعنوان الضرورات تُبيح المحظورات !

 فسألته معاتباً وراضياً في آن معاً عن سرّه المُضْمَر في إمهاله " لا إهماله "  الطويل لأولياء أمورنا السياسية  " والدينية "  الذين استجدوا منا زهرة عمرنا ،  وتَسَوَّلوا ربيع حياتنا للتضحية بهما  في سبيل صناعة  العدالة ودولة العدالة من أجل الجميع فوهبناهما لهم بكل رغبة ومن دون أدنى تردد ،  ولما أثمرت لهم في بنوك السياسة مالاً ونفوذاً وجاهاً سلطاناً  لم يتورعوا كسابقيهم من إلزامنا بعبادتهم  بوصفهم شركاء لله بالأمر والنهي  وبأنهم سفراؤه بالأرض  ففرضوا علينا أن نجعلهم ونؤمن بهم شخصيات وقيادات ومخلوقات فوق المُحاسبة والمُسَاءلة والمراقبة والمعارضة ليسألوننا عما نفعل ،  ونقول ،  ونكتب ، " ونهمس " وهم لا يُسْأَلون عن شيء!

 والويل لنا والثبور وعظائم الأمور إنْ لم نعتقد بأن أصلاب الرجال عقرت وأرحام النساء عقمت من إنجاب أمثالهم وأمثال ذراريهم ،  وليداً بعد وليد ، وحفيداً بعد حفيد !وإن الواحد منا عندهم لا يُصْبِح عزيزاً إلا إذا جاد بألحان الموسيقى وأوتار الغناء وعيون القصائد للإشادة بهم ، والإطراء لهم ، والتمجيد بعظمتهم ، وازدان صالونه وحجرة نومه وزجاج سيارته الأمامي والخلفي بصورهم الفوتوغرافية أو الزيتية ، ودعا الله لهم في مبتدأ كل حفل واحتفال وفي ختامه ،  وعقيب كل صلاة وطواف وإفطار وعقيب كل منسك !

 وأما الذليل منا عندهم فهو كل من استعمل فعل الماضي أو المضارع مُنْطوياً على تساؤل ما ، ومتعلقا بجانب ما ، من سيرتهم ومواقفهم إذا كان مسبوقاً بالكلمات التالية : عسى . .  أو لعل . . أو لماذا . . أو ربما . .  الواحد من تلك القيادات و الشخصيات الدينية أو السياسية ربما  يكون مخطئاً  أو مشتبهاً أو قاصراً فكرياً  بهذه المسألة أو تلك . فسألته  راضياً ومعاتباً " عتب عاشق ومحب " عن اللغز المضمر الخفي ، وعن السر المُسْتَتِر الكامن في نجاتهم من زلازله وفيضاناته وإعصاراته وصواعقه ومجاعاته والتي تصيب سائر عباده في أطراف أرضه ؟

 وبعد الدعاء والمناجاة والسؤال والتساؤل كأني قرأت إجابة بليغة فصيحة مخطوطة بغيوم الفضاء في أفق السماء بالكلام التالي : أيها المخلوق إن الأرض والكون خاضعان لقوانين لا يُعَطِّلُها دعاؤك ،  ولا تُبَدِّلها مناجاتك ، ولا تُغَيِّرها مظلوميتك .

 إن العدالة التي تطمح لها أنت والمجتمعات الانسانية هي خاضعة للقانون التالي:

 إن صناعة العدالة في السماء بعد الموت وظيفتي لا وظيفتكم ، وإن صناعة العدالة في الأرض قبل الموت هي وظيفتكم لا وظيفتي ، وإن كل حاكم استبدادي غير ديمقراطي علماني  فيكم فما هو إلا صنم ولو كان ساجداً داخل بيتي الحرام ،  أو راكعاً تحت قبة كنيسة بيت لحم ، أو مُهطعاً رأسه عند حائط المبكى ،  فإن لم تُكسِّروا أصنامكم " البشرية " فقهاء الأديان والزعماء السياسيين  بعقولكم لا بزنودكم ، وتُحطموها بأدمغتكم لا بفؤوسكم ، وتهدموها بعلـمكم لا ببنادقكم ،  وتفضحوها بأقلامكم لا بدمائكم ، فلن تستطعموا حلاوة العدل  بينكم ولن تستذوقوا ثمرة القسط فيكم ومستحيل وجود دولة عادلة بالأرض إن لم تكن ديمقراطية من جهة وعلمانية من جهة أخرى.

لو صُوِّر العقل لأظلمت معه الشمس ، ولو صُوِّر الجهل لأضاء معه الليل وإن الكافر العادل في الأرض مؤمن في السماء لعدله وإن المؤمن الظالم في الأرض كافر في السماء لظلمه .

الظالم ليس له دين ولا مذهب ولا طائفة ولا وطن ولا هوية ولا تُصَدقوه في معاداته  للإمبريالية والصهيونية.

هذا ما  قرأته في غيوم السماء فاعذروني إن  كنت أهذي من خداعها أليست الحياة في وطني لبنان والشرق أمست هذياناً وخداعاً ؟!

 

الطريق نحو سوريا الجديدة مزروعة بالأوهام والتضليل

سام منسى/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18

باتت الحرب السورية، أقله حتى الساعة، وبالمقارنة مع ما مضى من أهوال، في سياق صراع منخفض الحدة، وتبقى مع ذلك طاغية على القضايا الأخرى في الإقليم، وفي خانة الأهمية القصوى من حيث الرصد وما يدور عنها وفيها منذ ثماني سنوات.

إن انهيار سوريا وتفككها الذي يبدو متصاعداً، ويحمل مخاطر جمة، أبرزها ثلاثة:

إن استمرار الحرب في سوريا، أو أقله الاضطراب فيها، يؤثر على أوضاع وخيارات خمس دول، هي: إسرائيل، والأردن، والعراق، ولبنان، وتركيا. على الجبهة الإسرائيلية، لا تزال مسببات تصعيد عسكري إسرائيلي - إيراني على الأرض السورية موجودة، وما تسريب إسرائيل لمعلومات عن غارات جديدة شنتها ضد أهداف إيرانية إلا خير دليل على ما نقول. فمثل هذه الحوادث قد تفجر في أي وقت معركة أوسع على الرغم من تطمينات رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، التي لا تعكس برأي كثيرين، ولا سيما وسائل الإعلام العبرية، حقيقة الأجواء السياسية والعسكرية في الداخل الإسرائيلي.

الخطر الثاني، يأتي من النزاع التركي مع الفصائل الكردية في الشمال والهدنة الهشة في إدلب، التي دفعت الأمم المتحدة إلى التحذير من نتائج كارثية إذا ما اندلع القتال فيها.

أما الخطر الثالث، فيكمن في محاذير اندلاع مواجهة أميركية - روسية في سوريا، ولا يجوز إغفالها على الرغم من أنها لا تزال مستبعدة في الوقت الحاضر.

وسط كل ذلك، جاءت استقالة المبعوث الأممي دي ميستورا بعد الأخضر الإبراهيمي وكوفي أنان، لتدل على تعثر الحلول السياسية والأداء الدبلوماسي جراء عوامل كثيرة، أهمها وأشدها تأثيراً الإصرار الروسي والإيراني على بقاء الرئيس بشار الأسد وتركيبة النظام التي تحيط به على رأس السلطة. سقطت كل المبادرات والتسويات والمفاوضات؛ لأنها اصطدمت بالتمسك ببقاء الأسد في الحكم دون الالتفات إلى كونه عقبة رئيسية أمام أي تفاهم إنقاذي أو تسوية انتقالية ممكنة وقابلة للحياة، ودون أي اعتبار لحجم وعمق المأساة السورية منذ اندلاعها عام 2011، التي تجاوزت في بشاعتها كل الكوارث الإنسانية التي عرفها العالم في تاريخه الحديث. يدفع هذا الواقع إلى التشكيك حتى بالقيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون على أداء وفاعلية من سبقه، دون التقليل من كفاءته.

كيف سيتمكن بيدرسون من كسر الحلقة المفرغة بالحد من الإصرار الروسي على بقاء الأسد، هذا إذا سلمنا جدلاً بقدرة موسكو على احتواء إيران ودورها في سوريا، مع التذكير بصعوبة هذا الأمر إلى حدود الاستحالة.

صحيح أن دور الأمم المتحدة هو الوساطة وتدوير الزوايا بغية حل النزاع؛ ما يحتم الحياد وبقاء مبعوثيها على مسافة واحدة من الأطراف كافة، إنما على الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها واجب عدم تجاهل المآسي والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت، ولا سيما على أيدي النظام، وفاقت مآسي كثيرة سابقة؛ لجهة عدد القتلى والنازحين والمخفيين قسراً، وملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة الدولية. إلا أن الواقع يختلف مع التسامح النسبي الذي تبديه الأمم المتحدة تجاه الرئيس السوري.

هل سيدخِل بيدرسون جديداً على الأداء الممل؟ إن الدبلوماسي النرويجي الذي له باع مشهود في سبر أغوار قضايا المنطقة وشعابها، سرعان ما سيدرك أن الوضع السوري يختصر بسؤال حول إمكانية وضع دستور سوري حديث وديمقراطي يقوم على رابطة المواطنة، وقيام دولة الحق والحريات والقيم المدنية مع استمرار الأسد على رأس السلطة وتفرده بمصير سوريا وشعبها؟ إذا استمرت عقدة الأسد، ستتعثر مهمة بيدرسون كسابقاتها.

من جهة أخرى، بشّرنا المبعوث الأميركي السفير جيمس جيفري بأن موازين القوى المؤثرة على المسار الدبلوماسي ستبقى على ما هي عليه، عندما دعا إلى خروج كل القوات من سوريا باستثناء القوات الروسية. أضف إلى ذلك ما قاله صراحة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، من أن قوات بلاده ستنتشر في نقاط مراقبة شمال سوريا لطمأنة تركيا من عمليات إرهابية قد تستهدفها، وفي الواقع أن واشنطن تتموضع كقوات فصل بين تركيا والأكراد، وحتى بين هؤلاء وبين النظام السوري وداعميه. كل ذلك يعني ضمناً التسليم ببقاء الأسد.

بكلام آخر، تبقى الأزمة السورية مفتوحة على كل الاحتمالات وتبقى الطريق نحو سوريا جديدة ليست وعرة فحسب، بل هي مزروعة بمجموعة من الأوهام.

الأول، أنه سيأتي وقت ينفجر فيه الصدام بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، فيما الواقع المفروض إدراكه أن الدولتين هما حالياً في سياق اقتسام مناطق النفوذ في سوريا، واعتماد التبادل والمقاولة ومراعاة المصالح الثنائية على قاعدة

الثاني، أن إيران في سوريا ليست سوى شوكة يسهل اقتلاعها بمجرد إشارة من إصبع فلاديمير بوتين لنجد بعدها إيران وهي تجرجر ذيول الخيبة وتنسحب من سوريا بين ليلة وضحاها. أشيع الكثير حول مبادرة روسية في هذا المجال تقوم على المقايضة، أي إسقاط العقوبات عن إيران أو تخفيفها مقابل خروجها من سوريا. وهذا عنوان عريض خالٍ من التفاصيل: هل المقصود خروج المستشارين الإيرانيين وعددهم بالمئات؟ وماذا عن الميليشيات الشيعية العراقية وغير العراقية العاملة في إيران تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني؟ ماذا بشأن «حزب الله» ودوره، وماذا أيضاً بشأن تغلغل الأجهزة الإيرانية داخل المؤسسات السورية الاستخبارية والسياسية والأمنية وفي عمق الاجتماع السوري؟

إن الدهاء الروسي ومعه التغافل، بل التواطؤ الدولي بعامة، يرمي إلى اختصار الحرب بنتائجها وليس بمسبباتها، أي بالوجود الإيراني والعقوبات ضد طهران والتوتر الإيراني - الإسرائيلي والعلاقات الروسية - الأميركية والنزاع الكردي - التركي، وتناسي المسبب الرئيسي للحراك الشعبي السوري، أي إسقاط النظام الذي بدأ سلمياً وتحول إلى حرب وصلت إلى هذه الحدود المروعة. كل ذلك يؤشر إلى أن الحلول المتداولة لا تبشر ببقاء الأسد فحسب، بل بظهور «أسود» جديدة بعد عشر أو عشرين سنة.

نعم، لعبة الأمم مستمرة في التراجيديا السورية، والأنكى منها ألاعيب الساسة في المقايضة على دماء السوريين، بدل الانكباب على إصلاح ما أفسد عيشهم. الصراع محموم على سوريا وفيها، سوريا التي «تشلعت» حدودها لتتحول من وطن إلى غابة مستباحة أسدها باقٍ في عرينه يمنّ على شعبها بالمواطنة وفق مقياس واحد وهو الخضوع له ولحكمه.

 

قواميس وصواريخ وأبراج

غسان شربل/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18

الانتماء إلى العصر لا يشبه الذهاب إلى السينما. لا يكفي أن تشتري بطاقة لتحجز مقعدك. المسألة أكثر تعقيداً ويصعب فيها التحايل. لا خيار لديك غير الوقوف بجرأة أمام المرآة. وأن تتعرى من بعض أوهامك وأفكارك القديمة. وأن تضع قاموسك على الطاولة وتمتحن المفردات والمفاهيم التي كنت تعتقد أنها عصية على التبدل. لا بد من فتح الباب لحرب أهلية داخل أفكارك وتصوراتك. علاقتك بالوقت. وبمجتمعك. وبالآخر. وبالعالم. لن تذهب إلى المستقبل إذا حسمت أمرك أن الماضي أفضل منه. أنا لا أزعم أن المهمة سهلة. وأن النجاة من وطأة الماضي يسيرة. لكن العربي يقف الآن على المنعطف وعليه أن يتخذ قراره. والمسألة مطروحة بحدة. تنام في سرير أجدادك وتتغطى بقاموسهم أو تسهم في بناء عالم يليق بأحفادك.

غفونا قرناً بعد قرن على وسادة التشابه واعتبرنا الزمن مجرد حجارة تتراكم. وشاءت ظروف كثيرة ألا تكون منطقتنا مسرحاً للمخاضات الواعدة. لا شيء يشبه الثورة الفرنسية. ولا الثورة الصناعية. ولا أفكار عصر النهضة. لكن ذلك كان. الآن هاجمنا العصر واستدرجنا إلى الامتحان. تحسس الهاتف النائم في جيبك. إنه أعظم الرحالة. وأبرع الجواسيس. والمراسل الذي لا ينام. العالم في جيبك بالصوت والصورة. بالمعلومة والسؤال. وعليك أن تختار. تسرب السم إلى قاموسك ولا تبحث في أدراج جدك عن علاج.

لا خيار غير الاتصال بالعصر مهما استلزم من التعب والتمزق وإعادة التأهيل. لا تستطيع أن تكون صحافياً اليوم بالأسلوب الذي كنته قبل عشرة أعوام. ولا تستطيع أن تكون وزيراً اليوم كما كنت قبل عشرة أعوام. والأمر نفسه بالنسبة إلى الضابط والأستاذ الجامعي والمهندس والحاكم والحكومة.

كلفتنا القطيعة مع العصر دولاً ومدناً وبحراً من الخسائر البشرية والمالية. القطيعة مع الحقائق والوقائع ومفهوم الدولة والمؤسسات.

هذا ما تبادر إلى ذهني حين اتصل صديق ليبي معلقاً على ما جاء في حديث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى «الشرق الأوسط». توقف عند اتصال العقيد معمر القذافي بالشيخ محمد معرباً عن رغبته في أن تكون طرابلس «دبي جديدة» وعاصمة اقتصادية لأفريقيا. قال إن بناء مدينة عصرية تتسع لأبناء جنسيات كثيرة ويتعايش فيها الناس تحت حكم القانون يحتاج إلى عقلية لم تكن موجودة في نظام العقيد، وإلى مؤسسات لم تكن قائمة في عهده. وأضاف الرجل الذي يعرف النظام والعقيد معاً: «وقعت بعض بلداننا في أيدي رجال ينتمون إلى عقلية الحرب العالمية الثانية، إن لم يكن قبلها. فرديون ولا يعرفون العالم وحربهم الحقيقية هي حرب الاحتفاظ بالسلطة. لم يستوقفهم المعنى العميق لانهيار الاتحاد السوفياتي وهو عدم اللحاق بالعصر، وعدم تحسين شروط حياة الناس بالقدر الكافي». وقال: «كان هذا النوع من الأنظمة يهتم بالأمن والاستخبارات، لا بالجامعات والتعليم. وكان يفضل شراء الصواريخ وتكديسها بدل الانهماك في البنية التحتية والاستثمار والأبراج. وكان يرى أن المواطن يستطيع توفير خبزه ودخله بالانضواء تحت عباءة النظام ولجانه الثورية».

لاحظ الصديق الليبي تزايداً في وعي الحكومات العربية لأهمية بناء العلاقات العربية - العربية على قاعدة المصالح المتبادلة التي مكّنت الأوروبيين من إبعاد شبح الحروب، وحولت القارة القديمة لاعباً بارزاً على الصعيد الدولي وفي السياسة والاقتصاد معاً. وتوقع أن تترك عملية الإصلاح والتحديث التي تشهدها السعودية في إطار «رؤية 2030» والتي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آثاراً عميقة في العالمين العربي والإسلامي. ولفت إلى إجراءات جدية وصعبة تطبقها الحكومة المصرية لوضع الاقتصاد على طريق التعافي، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأردن.

قال إنه لو تمكن القذافي من بناء دبي في طرابلس لما تعرضت ليبيا لما تعرضت له، والأمر نفسه بالنسبة إلى القذافي. ولو تمكن صدام حسين من بناء ما يشبه دبي في بغداد لما تعرض العراق لما تعرض له، والأمر نفسه بالنسبة إلى صدام حسين. لكنك لا تستطيع بناء مدينة حديثة بقاموس قديم تخطاه الوقت. كان يمكن أن تكون طرابلس الآن مدينة تعج بالسياح والمستثمرين ولديها كل الإمكانات اللازمة. وهذا يصدق بالتأكيد على بغداد. بدّد التمسك بالقاموس القديم... قاموس الخوف والتسلط، ثروات البلاد وأعمار العباد.

واضح أن على منطقتنا أن تخوض معركتين في وقت واحد؛ معركة الاستقرار ومعركة الازدهار. معركة الاستقرار لإعادة قدر من التوازن إلى الإقليم يسمح بالمحافظة على دور العرب ومصالحهم، ويمكن دولهم من التقاط الأنفاس وخوض معركة الإصلاح والتحديث. ومعركة الازدهار التي لا بدّ من أن تنطلق من قاموس جديد في التعامل مع العالم والعصر وحاجات الناس وتطلعاتهم. والنجاح في المعركتين مشروط بالخروج من دائرة المخاوف القديمة على أحجام الأدوار إلى دائرة الشراكات الاستراتيجية وتبادل المنافع والخبرات.

ليس سراً أننا نحتاج إلى الخروج من القواميس القديمة في العلاقات داخل الخرائط وبينها. نحتاج إلى تعليم يوقظ قدرات الطالب العربي ويمكنه من الانتماء إلى عالم التحول والتنافس والابتكار. وإلى جهد تنموي فعلي يغير شروط حياة الناس نحو الأفضل، ويحاصر أمواج اليأس التي تستقطب الشباب وتدفعهم في مسارات انتحارية أو تحرضهم على الاستقالة من الوطن، سواء أقاموا فيه أم ألقوا بأنفسهم خارجه. وعلينا أن نتذكر أن الدول التي حدّثت قاموسها سبقت تلك التي تعلّقت بالماضي. وأن الدول التي راكمت إنجازات تنموية هي اليوم أقوى من تلك التي راكمت الصواريخ. وأن الدول التي شيّدت الأبراج أقوى اليوم من الدول التي أمضت العمر في بناء الخنادق.

 

«شايف البحر شو كبير»

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18

لم يجمع اللبنانيون حتى على الأرزة؛ شعار بلدهم. واختلفوا على خريطة لبنان. وتحزب بعضهم للساحل جذوراً، وبعضهم للجبل موطناً. وتفارقنا عند الأعياد؛ بما فيها الاستقلال. حلت ذكرى مولد فيروز الثالثة والثمانين في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وعيد الاستقلال في اليوم التالي. والحادي والعشرون من هذا الشهر هو يوم الإجماع الوحيد بين اللبنانيين، بلا اعتراض وبلا إنكار. يتنافى هذا الإجماع مع جينات اللبنانيين ويتلاقى مع شخصية فيروز، التي لم تأتِ يوماً خطوة أو كلمة أو لمحة، تنبئ عن طائفتها أو حزبها أو نائبها أو حكومتها. غنَّت بالحضور الجميل نفسه؛ لمكة وللقدس ولأهداب لبنان. غمرته مثل طفل يتيم ومعذب ومقهور ومتروك، وهتفت له: «بحبك يا لبنان، يا وطني بحبك». وكان اللبنانيون الهاربون من الحرب يصغون إلى الأغنية فيعودون.

يقولون في لبنان «ما حدا أكبر من بلده». وفيروز صارت أكبر من لبنان. حضرت ذات زمن في بلاط المغرب، وفي ديوان الأردن، وعلى سواحل تونس، وفي صعيد مصر، ودائماً في «شوارع القدس العتيقة». أعجوبة من أعاجيب القدر جمعت بين ثلاثة من عباقرة الزمان: الرحبانيان؛ عاصي ومنصور، وصاحبة هذا الصوت؛ نهاد حداد، التي تُعرِّف عن نفسها بأنها ابنة «زلمي درويش يعمل جامع أحرف في مطبعة (جاندارك). وكان بيتنا من غرفة واحدة، حمّامه مشترك مع الجيران. وعندما جاء عاصي يطلب يدي من أبي طبخت له بطاطا وسلاطة».

غنت فيروز لفرح لبنان وقلبها داخل العائلة يتقطر دماً وحزناً... «نحن عائلة من المأساة اليونانية» قالت ذات يوم. ابن يصاب بالشلل وابنة تموت. وذات يوم يسأل عاصي طفلته المريضة: قديه بتحبيني؟ فتقول: «شايف البحر شو كبير؛ قد البحر بحبك». ويقوم الأب إلى عوده ويكتب ويلحن لفيروز أجمل أغانيها: «شايف البحر شو كبير، كبر البحر بحبك - شايف السما شو بعيدة، بُعد السما بحبك». أم إنها ليست أجمل أغانيها؟ أم إن أجملها «أنا لحبيبي وحبيبي إلي»، أم «غمضت عيوني خوفي للناس يشوفوك مخبى بعيوني»، أم «يا جبل اللي بعيد - خلفك حبايبنا» أم «وجك ما كان يفارقني وجرِّب اسبح ويغرقني»؟! في صوت فيروز، المغني في لبنان وحيداً منذ ستة عقود، أعاد الأخوان رحباني سحر الشعر العربي، وجددا آثار سيد درويش، وجمَّدا طقاطيق القرى، وعرَّبا اللحن الغربي، وأعليا المسرح التاريخي، وأغنيا الفلكلور الشعبي، وأخجلا ذوي الخيانة والإنكار الوطني. مهما عبرت عن حبي لفيروز فلن أعبِّر... لا هي سوف تعرف؛ ولا أنا. نحن جيل أعطت فيروز حياته ما أعطاه صوتها للشعر والموسيقى: فرح الأوان ومتعة الحنين.

 

جحيم النوايا الحسنة

مأمون فندي/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18

جحيم النوايا الحسنة: هل فشلت بالفعل الهيمنة الأميركية بعد الحرب الباردة كما يدعي مؤلف الكتاب ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد؟ كتاب زميلنا ستيف والت، الذي يعتبر من أهم رموز الواقعية السياسية الآن، هو كتاب سيظل مثيراً للجدل لفترة؛ لأسباب كثيرة أتمنى أن أستطيع تغطية الأساسي منها في هذا المقال. وستيف والت ليس غريباً على إثارة الجدل الأكاديمي أو حتى الاجتماعي، خصوصاً بعد أزمة كتابه السابق الذي ألّفه مع زميلة جون مارشيمر، أستاذ السياسة بجامعة شيكاغو العريقة، عن تأثير اللوبي الإسرائيلي في السياسة الخارجية الأميركية.

جحيم النوايا السيئة؛ نخبة السياسة الخارجية وفشل الهيمنة الأميركية يعرض لفكرة فشل التوجه الليبرالي الأميركي لفرض الهيمنة العالمية، وأسباب فشل هذه الاستراتيجية. الهيمنة الليبرالية، كما يتناولها والت، هي ليست الليبرالية بمعنى نقيض المحافظة، لكنها الاستراتيجية التي تبنّت قيم العولمة والتجارة الحرة، نشر الديمقراطية وحكم القانون، ومعها حقوق الإنسان كقيم حاكمة للسياسة الخارجية الأميركية، قيم ربما يشكك فيها القارئ العربي، لكنها كانت جزءاً كبيراً بالفعل من منطلقات السياسة الخارجية في عهد رئاسة كل من بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، رغم اختلاف الحزبين القادمين منهما، أما ترمب فلا نعرف حتى الآن أين يقف، رغم أن المؤشرات الأولية لإدارته تقول إنه يفضّل المصلحة على القيم، أو ما سمّاه والت بسياسة التعاملات التجارية «transactional policy»، ومع ذلك يظل من السابق لأوانه أكاديمياً تبني حكم كامل على إدارة لم يمر عليها عامان، لكن والت يرى أن انتخاب ترمب رئيساً هو نتيجة لفشل نخب السياسة الخارجية الأميركية المنغلقة على نفسها.

يرى والت أن استخدام القوة الأميركية خارجياً في فرض الديمقراطية كقيمة، كان بمثابة كارثة على استراتيجية الهيمنة هذه، ويضرب أمثلة بالغزو الأميركي لكل من أفغانستان والعراق اللتين في كل منهما حاول جورج بوش تغيير النظام من أجل بناء نظام ديمقراطي يؤثر في محيطه، أو يصبح نموذجاً على أنها رموز وعناوين واضحة لفشل استراتيجية الهيمنة الليبرالية كأساس للسياسة الخارجية.

لم تكن العراق وأفغانستان وحدهما هما عناوين الفشل؛ فهناك الصومال في عهد كلينتون، واليمن في عهد أوباما وفشل الربيع العربي، كلها تؤكد فشل هذه الاستراتيجية. كما أنها استراتيجية حاولت أن تفتح الأسواق بتكلفة عالية، فحرب كل من العراق وأفغانستان كلّفتا أميركا ما يقرب من 6 تريليونات دولار، كما أن تلك التدخلات الخارجية هي التي أدت إلى انهيار الأسواق والأزمة المالية العالمية عام 2008. وتلك كانت كارثة أخرى على أميركا والعالم.

انغلاق نخب السياسة الخارجية الأميركية التي أصبحت شبه مجموعة أعماها الاعتقاد بصحة الاستراتيجية «cult»، وعدم قدرة هذه النخب على رؤية البدائل هي التي أدت إلى تلك الكوارث العالمية، وكذلك الكوارث الأميركية. ثم جاءت ظاهرة دونالد ترمب وسياسته التي تطالب الحلفاء بدفع ثمن النفقات العسكرية الأميركية؛ لأنها تحكي بلدانهم، وقد قال ترمب هذا صراحة في اجتماعات قادة حلف الناتو، وحتى في احتفالات مرور مائة علم على الحرب العالمية في باريس، وأيضاً قالها في سياق غير منطقي عن الشرق الأوسط «ادفعوا ثمن حمايتكم».

كتاب والت هو بمثابة هجوم عقلاني كاسح على جماعات لا شغل لها إلا أن تدفع أميركا للقيام بمهمات في أماكن بعيدة لمصلحة أناس آخرين، ربما هي ليست من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية، تلك المجموعات التي سماها بن روود، نائب مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما بالبلوب «blob»، أو الطحالب اللزجة في إشارة إلى المهتمين بالسياسة الخارجية الأميركية في واشنطن من أعضاء كونغرس ومؤسسات وجنرالات متقاعدين وصحافيين. كتاب والت هو هجوم غير مباشر على كل هؤلاء بصفتهم سبباً من أسباب تخبط السياسة الخارجية الأميركية، ربما بالحدة ذاتها التي انتقد فيها دور اللوبي الإسرائيلي في السياسة الخارجية الأميركية منذ أعوام. كتاب جحيم النوايا الحسنة «The Hell of Good Intentions» جدير بالقراءة الجادة، ويجب ألا يُختصر على طريقتنا كما اختصرنا من قبل صامويل هنتينغتون في «صراع الحضارات». كوارثنا نحن في المقابل أسبابها أننا لا تقرا كتاباً من 400 صفحة ونفكر في أسسه، فقط نردد الكليشيهات أو العبارات الرنانة وهذا بلوبنا «our blob» أو تلك طحالبنا اللزجة التي لن تغرق تحت الماء أبداً، على قول عبد الحليم حافظ.

 

بريطانيا وتبعات «بريكست»

تيريز رافائيل/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18

خلص الأنصار المخلصون لفكرة «البريكست»، ومنهم وزير شؤون «البريكست» السابق دومينيك راب، إلى نتيجة مفادها أن الاتفاق الذي تفاوضت بشأنه رئيسة الوزراء تيريزا ماي ليس سيئاً فحسب، وإنما أسوأ من البقاء داخل الاتحاد الأوروبي. تبدو هذه نتيجة بديهية، لكن يبقى السؤال: ما خطتهم؟ بالتأكيد ليست إلغاء فكرة «البريكست»، ولا حتى عقد استفتاء عام من جديد. يبدو أن هذا الفريق يميل إلى ما يطلقون عليه «بريكست منظم»، دونما اتفاق. ويشيرون إلى أن هذا ليس نمط «البريكست» الكارثي الذي تخشاه الشركات والمصالح التجارية، وإنما انفصال منظم عن الاتحاد الأوروبي تبعاً لقواعد منظمة التجارة العالمية، مع العمل على تخفيف حدة المخاطر الكبرى عبر سلسلة من الاتفاقات الصغيرة. (الاتحاد الأوروبي وافق على خروج بريطانيا من الاتحاد- المحرر). وينطوي هذا الخيار على جاذبية سياسية واضحة. وحال اتباع هذا الطريق، سيكون بمقدور أنصار «البريكست» الادعاء بأنه جرى الالتزام بنتائج الاستفتاء، من حيث الجوهر وليس فقط اسماً. إلا أن بريطانيا بمقدورها الشروع على الفور في التفاوض بشأن اتفاقات تجارية مع دول أخرى، وستكون هناك فترة انتقالية طويلة، ولن يكون هناك «بريكست أعمى»، تقدم في إطاره البلاد على التزامات مالية دون أن تكون لديها فكرة تذكر عن شروط أي اتفاق تجاري مستقبلي مع الاتحاد الأوروبي.

بالفعل، في ظل الشروط الخاصة بالدول الأكثر تميزاً تحت مظلة منظمة التجارة العالمية، ستخضع الصادرات البريطانية للتعريفات ذاتها التي يخضع لها الشركاء التجاريون الآخرون للاتحاد الأوروبي. وستخضع صناعتي السيارات ومنتجات الألبان لتعريفات أعلى من جانب الاتحاد الأوروبي، لكن ستخضع غالبية الصادرات الأخرى لتعريفات منخفضة. وباعتباره جهة تصدير صافٍ للمملكة المتحدة، سيتحمل الاتحاد الأوروبي الجزء الأكبر من هذه التكاليف، تبعاً لما أفادت به منظمة «سيفيتاس» البحثية. ومع هذا، فإن هذا الأمر لا يعول عليه كثيراً، نظراً لأن معدل التعريفات العام لن يكون العائق الأساسي، وإنما يتمثل العائق الرئيسي في الحصص والعوائق الأخرى غير المرتبطة بالتعريفات التي أقرها الاتحاد الأوروبي. كما أن التباين في التنظيمات سيكون له ثمنه. وحتى إذا تمكنت المملكة المتحدة، مثلما يأمل أنصار «البريكست»، في عقد بعض الاتفاقات مع دول أخرى، فإنها من غير المحتمل أن تعوض النشاط التجاري المفقود من طرف الاتحاد الأوروبي على امتداد فترة طويلة. كما أن قواعد منظمة التجارة العالمية لا تذكر شيئاً بخصوص مسائل مثل شهادات تراخيص الطيارين، أو تراخيص قائدي الشاحنات، أو كيف ينبغي نقل البيانات والاحتفاظ بها، حسبما أوضح أليكس ستويانوفيتش، من «معهد شؤون إدارة الحكم». كما أن الاعتقاد أن قواعد منظمة التجارة العالمية ستحمي التجارة المتعلقة بالغذاء والزراعة الخاصة بالمملكة المتحدة يتعسف في تفسير المطلب شديد الغموض الذي تنص عليه قواعد المنظمة بضرورة عقد مشاورات. الواضح أن الاتحاد الأوروبي لا يتصرف برعونة، وسوف يسمح باستمرار بتجارة المشتقات ورحلات الطيران وبعض التنقل التجاري، إلا أن المفوضية الأوروبية أوضحت أن أي إجراءات طارئة حال انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي دونما اتفاق لا ينبغي أن تحاكي مميزات عضوية الاتحاد الأوروبي، ولا يجب السماح باستمرارها لأبعد عن نهاية عام 2019. الأهم من ذلك أن الاتحاد الأوروبي أوضح أن مثل هذه الإجراءات ستكون أحادية الجانب، وستأخذ في الاعتبار مصالح الاتحاد فقط، ومن الممكن إلغاؤها في أي لحظة. وهناك أيضاً المحطة الآيرلندية. لقد جعل الاتحاد الأوروبي أي مناقشة بعلاقة تجارية مستقبلية مرهونة بتقديم المملكة المتحدة لضمانات ملزمة قانونياً بأن الحدود الآيرلندية سيجري تركها حرة دونما حواجز من أي نوع. وهذا تحديداً ما يجده أنصار «البريكست» غير مقبول في الاتفاق الذي توصلت إليه ماي. ومن الممكن أن يجعل هذا البند المملكة المتحدة حبيسة داخل اتحاد الجمارك التابع للاتحاد الأوروبي. ومع هذا، من غير الواضح ما إذا كان خيار الخروج المنظم دونما اتفاق لن يتناول قضية الحدود على الإطلاق إرضاءً للاتحاد الأوروبي.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

قطر ماضية في إفساد ليبيا

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18

ما انفك النظام القطري يتدخل في الشأن الليبي، ويربك أي توافق أو تقارب ليبي بين الفرقاء السياسيين، عبر الإيعاز لأتباعه من قيادات جماعات الإسلام السياسي، بالمضي في مؤامراتهم ضد هذا البلد المنكوب... فإطالة عمر الأزمة الليبية ديدن النظام القطري منذ زمن الحمدين إلى تسلم تميم زمام الأمور. التدخل القطري في ليبيا بدأت تلاحقه اللعنات، فقد طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، مكتبي المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية والمفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة «بضرورة فتح تحقيق دولي شامل حيال التدخل القطري»، حيث أكد بيان اللجنة أن «التدخل من جانب قطر في الشؤون الداخلية في ليبيا منذ سنة 2011، كان تدخلاً مشبوهاً، وأذكى الصراع المسلح، وجرّ ليبيا إلى حرب أهلية، وفاقم من المعاناة الإنسانية والأمنية، وأدى إلى تصاعد العنف، وتصاعد خطر الإرهاب والتطرف».

اللعنات بدأت تلاحق قطر التي ما انفكت تؤجج حالة الفوضى والصراع في ليبيا، وتنشر الميليشيات وتدعمها بالسلاح، خصوصاً تلك التي تتبنى الفكر «التكفيري»، في ظل فشل السلطة؛ بسبب عدة عوامل، منها الأحزاب والاختباء خلف جلباب الحزبية، والاستمرار في سياسة التناطح، مما تسبب في غرق مركب الوطن جراء تفضيلهم مصلحة الجماعة على مصلحة الجميع، وأيضاً تسبب في تشتت الوطن، والإضرار حتى باللحمة الوطنية، وتولد شعور عام بالتذمر والإحباط، خصوصاً مع انتهاء صلاحية جميع الأجسام السياسية بعد «فبراير (شباط)»، وفشل حتى لجنة الدستور في المهمة التي انتخبت من أجلها؛ وهي «الدستور» المفقود، فدستور البلاد لعام 1951 لا يزال ساريَ المفعول قانوناً بحكم أن تغيير 1969 لم يلغِه، مما يجعل العودة إليه دستورية، بل وقد يشكّل طوق النجاة، وهذا لا يعني العودة إلى الملكية، فالملك الصالح، إدريس، مات؛ رحمه الله وطيب ثراه، ولا ابن ولا وريث له.

التدخل القطري كان منذ مخطط إسقاط الدولة الليبية في فبراير 2011، وهذا ما تعلنه قطر ونظامها، وتجاهر به، وإن كان اقتصر على إسقاط القذافي، وهذا ما كشفه السفير الروسي السابق لدى قطر، فلاديمير تيتورينكو الذي قال «إن حمد هو من أخبره»، وهذا ما أكده وكشف عنه رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، اللواء العطية، بالقول: «قطر أشرفت على خطط الثوار لأنهم مدنيون، وليس لديهم الخبرة العسكرية الكافية. لقد كنا نحن حلقة الوصل بين الثوار وقوات الناتو، فقد كنا موجودين بينهم».

فالنظام القطري الذي يزعم مساعدة شعوب «الربيع العربي» من أجل الحرية والديمقراطية، هو نفسه لا يعرف أبجديات الديمقراطية، ولم تشهد قطر في تاريخها القصير انتخاباً حتى على منصب عمدة بلدية، أو حتى مدير مدرسة ابتدائية... ففاقد الشيء لا يعطيه.

لقد قامت السلطات القطرية بسرقة أرشيف المخابرات الليبية، بمساعدة ميليشيات ليبية، لاستغلال الأرشيف وابتزاز شركاء القذافي السابقين، من خلال كشف تعاملاتهم مع القذافي، فحصول قطر على أرشيف 42 عاماً من عمل المخابرات الليبية في ظل حكم القذافي، ليس بالأمر الهيّن، بل هو كنز معلومات أكبر من حجم الثمن الذي دفعته قطر لقائد ميليشيا، لا يعرف حجمه، وحجم ما باع، فباعها الأرشيف بثمن بخس. استمرار التدخل القطري، الذي يسعى إلى توطين الجماعات الضالة؛ وعلى رأسها تنظيم إخوان البنا وقطب، سيقود البلاد نحو المجهول، في وجود انقسامات سياسية، وهذه لا تخدم إلا مطامع قطر وتنظيم الإخوان المسلمين الذي كان من ضمن أجنداته الاستيلاء على النفط والغاز الليبيين، وبهذا يتمكن هذا التنظيم من تأجيج الصراعات في المنطقة لصالحه، ونشر الفوضى والاقتتال فيها، وإلهائها عن الأخذ بأسباب التقدم والازدهار، إلا إن رجال الجيش الوطني خيبوا مسعاهم وأوقفوهم عند حدهم، وتبقى على الجيش الآن ملاحقتهم في العاصمة، وتخليص الناس من شرورهم ومن مشروعهم العدواني التدميري.

 

النفوذ الإيراني في آخر صوره البائسة

علي الأمين/العرب/27 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69221/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D9%87/

منهجية النفوذ الإيراني، تقوم على السير بعقلية أيديولوجية في اتجاه واحد، لا تستطيع النظر إلى المجتمعات العربية إلا باعتبارها جماعات وليست شعوبا، وعاجزة عن بناء أي علاقات بين دولة ودولة.

نظام متسلط

لطالما شكّل الخطاب الأيديولوجي الوسيلة التي أتاحت لإيران التغلغل في الدول العربية، فالتعبئة الأيديولوجية المدعمة بمنظومات أمنية وعسكرية وبعدّة دينية ومذهبية، سمحت للمنظومة الإيرانية بالتمدّد والنفوذ والسيطرة، وهو نفوذ تميّز بالقدرة على التحكّم بقرارات السلطات الرسمية. فأنشأ وعلى امتداد زمني طويل نسبياً منظمات وأذرع له في هذه الدول وربط نظام مصالحها السياسي بإيران، ووفّر الخطاب الأيديولوجي مجالا رحباً لنموّ اذرع النفوذ بعيدا عن الانتماء أو الهوية الوطنية، بما يحول دون أي تفلّت من القرار الإيراني في حال تضارب نظام المصالح الوطني مع نظام المصلحة الإيرانية.

هذا النمط من السيطرة، اتخذ حيناً وسيلة إنشاء وتمويل مقاومات في لبنان وفلسطين المحتلة، في موازاة ضرب أي مشروع مقاومة وطني قائم، بما يضمن تحويل “المقاومة” إلى ورقة إيرانية تتحكم بها طهران، وحيث لا تنفع ورقة المقاومة كشعار أيديولوجي، تمّ استثمار الخطاب المذهبي كمجال خصب يمكن النفاذ من خلاله والسيطرة على فئات من المجتمع. وهذا ما برز ولا يزال في العراق واليمن وحتى سوريا، حيث عمدت إيران إلى التغلغل في هذه الدول، مستثمرة في الشروخ المجتمعية وقدّمت نفسها باعتبارها الحصن الحصين للأقليات، كما أظهرت كفاءة أمنية واستخبارية في اختراق البيئات السنيّة، التي تحوّلت مع ظهور تنظيم داعش كما هو الحال في العراق، في حال من العراء السياسي جعل من بعضها أكثر قابلية لبناء علاقات منفعة وحماية، في ظل تدهور وتصدع البنيان الوطني.

المنهج الإيراني الذي اعتمد منذ الثورة الإسلامية أي قبل نحو أربعة عقود، لا يبدو أنه قابل لأن يتعقلن في منهج السيطرة والنفوذ هو يسير في اتجاه واحد؛ الاتجاه الأيديولوجي الذي لا ينطوي على خيارات تتصل ببناء نموذج للدولة، ولا يحتمل بطبيعته هذه، وحدة المجتمع في إطار وطني وتحت سلطة الدولة، لذا هو قلق ويبدي توتراً عالياً حيال أي مشهد سياسي وطني يقوم على أسس وحدة الشعب وقوة الدولة، وهذا إن أضاء على البعد الأيديولوجي في مواجهة مشروع الدولة، فهو يكشف أيضاً مدى العجز أو عدم الرغبة في التغلغل نحو الدولة العميقة وآليات عملها، إذ ليس خفيا أن الإدارة الأميركية التي احتلت العراق وسحبت جنودها منه، ثم عادت إليه بعد انهيار الدولة أمام زحف تنظيم داعش، لا تبني نفوذها في العراق على قاعدة ميليشياوية، بل تبني إستراتيجية نفوذها في مؤسسات الدولة؛ الجيش والقوى الأمنية ونُظم الإدارة والتعليم، وقبل ذلك في عملية بناء هيكل السلطات داخل الدولة.

من هنا فإن منهجية النفوذ الإيراني، تقوم على السير بعقلية أيديولوجية وفي اتجاه واحد، لا تستطيع النظر إلى المجتمعات العربية ودولها، إلا باعتبارها جماعات وليست شعوبا، وعاجزة عن بناء أي علاقات بين دولة ودولة، فبنظرة شاملة على ما بذلته إيران في سبيل نفوذها من عشرات مليارات الدولارات في سبيل تمدّدها، نجد أن السياسة الإيرانية وإن تورطت في تدمير وإضعاف الكيانات الوطنية التي استهدفتها في محيطها العربي، فهي حصدت مستوى من العداء مع فئات واسعة من المجتمعات العربية باتت تنظر إليها كعدوّ، وليس خافيا ما قدّمته إيران من مال ودماء في سبيل بقاء نظام بشار الأسد حاكما في سوريا، وهو لا يمكن مقارنته بما قدّمته واشنطن من أكلاف مادية محدودة. فإيران قدّمت الكثير من أجل بقائها في سوريا، ومهما علا اليوم الخطاب الأيديولوجي الإيراني، فإن الحصيلة في سوريا مرشحة أن تكون لا شيء إلا العداء من قبل السوريين ضدها وعدم الوفاء لمن قالت إنها تقاتل من أجلهم، فضلا عن صرخات الشعب الإيراني التي لا توحي بأي حماسة جديّة لهذه الحرب التي خاضتها السلطة في سوريا ولا تزال.

المنظومة الأيديولوجية الإيرانية محكومة بالمواجهة التي ستكون داخل إيران لا خارجها، طالما أن الحروب الخارجية استنفدت طاقات إيران من دون أن تستطيع حتى حماية اتفاقها النووي مع واشنطن

الحصيلة الإستراتيجية أن الجهد الإيراني في هذا البلد، بات مصيره في أيد روسية – أميركية بالدرجة الأولى، وتركية – إسرائيلية في درجة ثانية، وإذا كان للشعب السوري دور في مستقبل هذا البلد (وهو بظني سيقرر مستقبله) فان أسوأ ما حصدته إيران من وجدان هذا الشعب، هو العداء الذي فاق في مستواه عداءه لمن كان، ولا يزال، عدوّ سوريا والعرب.

أما العراق فلا وجود لنفوذ إيراني خارج استمرار الدولة الضعيفة والعاجزة، لذا فإن الإصرار على بقاء الحشد الشعبي كمنافس للقوى المسلحة الرسمية، ينطوي على سياسة إبقاء العراق دولة معلقة، وكلما جنح الوضع العراقي نحو ترسيخ سلطة الدولة، كلما بدت إيران عاجزة عن التأقلم مع مشروع الدولة. ففي حين تبني واشنطن نفوذها على علاقات مع الدولة ومؤسساتها تبدو طهران منهمكة بالبحث عن الأشخاص الموالين لها، وهذا بحدّ ذاته سلوك يكشف أن الثقة الإيرانية بأي دولة عراقية مهما كان نظامها، هو أمر غير وارد، لكون الاستثمار الإيراني تركّز على نقيض الدولة ووحدة المجتمع، أي على الميليشيات والأفراد.

وينطبق هذا النموذج على لبنان ذلك أن قوة إيران في لبنان، تقوم على القوة المسيطرة على الدولة من خارجها، أي من خلال النفوذ العسكري والأمني الذي يترجمه حزب الله على مؤسسات الدولة، الدستورية والقضائية والأمنية والعسكرية، وهذا نفوذ منفّر لمعظم اللبنانيين لأنه لا يقدّم للبنانيين أي أجوبة على أسئلة الانهيار المالي والاقتصادي الداهمة، ويزيد من قلق انهيار الدولة، فهو يعمل من خارجها وإن كان يغرف من أصولها ومواردها بشكل شرعي وغير شرعي، والخسارة الإستراتيجية التي طالت النفوذ الإيراني في لبنان، ولا سيما بعد التورّط الدموي في الأزمة السورية، أنه افتقد المضمون الإنساني والأخلاقي الذي كان عنصرا أساسيا يستند إليه في أي مواجهة مع إسرائيل، كما حصل في العام 2006 وقبلها، إلا أنه اليوم يدرك أن المضمون الإنساني والأخلاقي لم يعد قابلا للتوظيف في أي حرب محتملة مع إسرائيل، فبعد سقوط أكثر من نصف مليون سوري، افتقد حزب الله أي إمكانية تعاطف عربي شعبي أو أوروبي وغربي عموما، علماً أن إسرائيل لن تفوّت فرصة استعادة ما تعتبره ديْناً معنويا على هذا الصعيد “الأخلاقي والإنساني” انتزعه حزب الله منها في مواجهات سابقة، وهي لن تفوّت فرصة استعادته في لحظة عراء سياسي غير مسبوقة لحزب الله على المستوى العربي، ولكن ذلك سيبقى مشروطاً بأن يقوم حزب الله بخطوة عسكرية أو أمنية ضد إسرائيل أو حتى في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل.

لذا يمكن رؤية كيف صار حزب الله الذي أُطلقت يده في سوريا، عاجز حتى عن العمل من أجل تحرير مزارع شبعا اللبنانية، التي تكاد تغيب بالكامل عن خطابه السياسي، بل تحول بمشيئته أو رغما عنه، إلى قوة حماية لحدود إسرائيل التي خاضت كل حروبها ومفاوضاتها مع لبنان خلال العقود الأربعة الماضية في سبيل حماية “أمن الجليل”، وإن كانت ثمة جهة واحدة وقادرة على حماية الاستقرار في المقلب الآخر من الحدود، فهو حزب الله اليوم.

الوظيفة الثانية التي لا تزعج إسرائيل بل تتمناها هي وظيفة الاستقواء على الدولة اللبنانية، وهي الوظيفة التي استطاع حزب الله القيام بها وإدارتها. من هنا يمكن القول إن ورقة إشعال الحرب في جنوب لبنان أو في جنوب سوريا مع إسرائيل، لم تعد ورقة إيرانية يمكن استخدامها كما جرى في العام 2006، ويكفي أن ينظر جنود حزب الله إلى الجبهة الخلفية التي كانت في العام 2006 ليدركوا كم أن ورقة الحرب أصبحت في يد العدو الإسرائيلي وحده، الذي لن يتوقف عن ابتزاز الآخرين بها وأولهم إيران.

تحوّلت العقوبات الأميركية على إيران إلى عقوبات مؤذية لها، فأوراق الضغط الإيرانية على واشنطن تلاشت معظمها، وطالما أن واشنطن تضع النفوذ الإيراني وتمدّده في المنطقة العربية أساساً لأي عودة إلى طاولة المفاوضات مع طهران، فإن المنظومة الأيديولوجية الإيرانية التي تسير في اتجاه واحد، باتت محكومة بالمواجهة التي يبدو أنها ستكون داخل إيران لا خارجها هذه المرة، وتحت أنظار أصدقائها وأعدائها معاً، طالما أن الحروب الخارجية قد استنفدت طاقات إيران وأذرعها من دون أن تستطيع حتى حماية اتفاقها النووي مع واشنطن.

علي الأمين/كاتب لبناني

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل رئيس مجلس النواب البلجيكي واستغرب المواقف الدولية المتجاهلة عودة النازحين براك: سندعم لبنان في المحافل الدولية

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018/ وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "الحل الامثل لازمة النازحين السوريين هو في عودتهم الى المناطق الامنة في بلادهم، لان ربط هذه العودة بالتوصل الى حل سياسي للازمة السورية، يترك مجالا للشكوك في ما خص بقاءهم في الدول التي هم موجودون فيها، لا سيما وان تجربة الشعب الفلسطيني لا تزال ماثلة امامنا وقد مرت 70 سنة وحل القضية الفلسطينية لم يتحقق بعد". وابلغ الرئيس عون رئيس مجلس النواب البلجيكي سيغريد براك الذي استقبله قبل ظهر اليوم مع الوفد النيابي المرافق في حضور النائب ياسين جابر وسفير بلجيكا هوبرت كوريمان، أن "لبنان طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة بان يصار الى تقديم المساعدات للنازحين السوريين بعد عودتهم، لانهم بذلك يساهمون في اعادة اعمار بلدهم وبناء منازلهم. كذلك طالب لبنان بزيادة المساعدات التي تقدم اليه للمساهمة في اعادة اعماره وتعزيز اقتصاده وتطوير البنى التحتية فيه". واكد رئيس الجمهورية ردا على اسئلة الوفد النيابي البلجيكي، ان "لبنان استعاد استقراره منذ عامين وترسخ امنه بعد دحر الجيش اللبناني والقوى الامنية المجموعات الارهابية في جرود البقاع والقضاء على الخلايا الارهابية النائمة، لكنه واجه ازمة اقتصادية نتيجة تراكمات السنوات الماضية والازمة العالمية، اضافة الى اقفال الحدود بعد الحرب السورية، فضلا عن المعاناة المستمرة بسبب تزايد عدد النازحين السوريين الذين اضيفوا الى اللاجئين الفلسطينيين، فأصبح العدد الاجمالي نحو مليوني نازح ولاجئ، اي نصف تعداد سكان لبنان". واستغرب الرئيس عون ردا على سؤال، "المواقف الدولية التي تتجاهل ضرورة عودة النازحين السوريين"، لافتا الى ان "ما يطلبه لبنان في هذا المجال هو فصل الحل السياسي للازمة السورية عن قضية النازحين الذين في مقدورهم العودة الى المناطق الآمنة في بلادهم، خصوصا بعد تحقيق مصالحات شملت ايضا الذين قاتلوا النظام". وقال الرئيس عون: "إن الدستور اللبناني ينص على منع توطين الفلسطينيين في لبنان"، مدينا "ما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات اسرائيلية مستمرة، اضافة الى استهداف مدينة القدس"، مؤكدا ان "السياسة التي تعتمدها اسرائيل لا تحقق سلاما بل تبقي الحروب مستمرة باشكال مختلفة". واكد رئيس الجمهورية ردا على سؤال ان "الحكومة المقبلة ستعطي للاصلاحات اولوية لتواكب نتائج مؤتمر "سيدر"، اضافة الى تطبيق "الخطة الاقتصادية الوطنية" التي انجزت وتنتظر ان تقرها الحكومة الجديدة لتوضع موضع التنفيذ".

براك

وكان رئيس مجلس النواب البلجيكي عبَّر عن سعادته لوجوده في لبنان مع الوفد المرافق، مركزا على "اهمية لبنان بالنسبة الى الدول الاوروبية عموما وبلجيكا خصوصا، التي ترغب في تعزيز علاقاتها مع لبنان". واشار الى ان بلاده "ستصبح عضوا في مجلس الامن ابتداء من كانون الثاني المقبل، حيث يمكن ان تساهم في دعم قضايا لبنان في المحافل الدولية".

 

عون عرض مع يازجي والسيد الاوضاع ومسار التشكيل وتلقى برقية تهنئة من نظيره الصيني سلامة: الاستقرار النقدي مستمر والامكانات متوافرة

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مع بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الراهنة.

يوحنا العاشر

واوضح البطريرك يازجي بعد اللقاء، انه هنأ رئيس الجمهورية بعيد الاستقلال وتداول معه عددا من مواضيع الساعة، وملف تشكيل الحكومة وحقوق طائفة الروم الارثوذكس. واشار الى انه يرفع الصلاة "من اجل نجاح الرئيس عون في مسيرته في قيادة البلاد نحو شاطئ الامان".

السيد

سياسيا، استقبل الرئيس عون، النائب جميل السيد الذي هنأه بالاستقلال، واجرى معه جولة افق تناولت عددا من مواضيع الساعة.

وبعد اللقاء، اشار السيد الى ان "البحث مع رئيس الجمهورية تناول الوضع الحكومي والظروف القائمة حاليا في لبنان والمنطقة، والتي تفرض الاسراع في ايجاد المخارج الملائمة بما يتناسب والحفاظ على المبادئ الدستورية من جهة، ونتائج الانتخابات النيابية الاخيرة من جهة اخرى، وبما يضمن التوافق بين مختلف القوى السياسية في البلاد. وتطرق البحث ايضا مع فخامته الى موضوع الامن الاجتماعي، لا سيما الحوادث المأسوية التي تقع على الطرق، وخصوصا طريق ضهر البيدر وطرق البقاع عموما، لا سيما تلك التي تفتقر الى مقومات الامان والسلامة ليلا ونهارا، اضافة الى غياب رقابة الدوريات وشرطة السير على الطرق بصوة كلية منذ مدة".

سلامة

واجرى الرئيس عون مع حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، جولة افق حول التطورات المالية والنقدية في لبنان والمنطقة.

ولفت سلامة الى انه اكد للرئيس عون، ان "الاستقرار النقدي في لبنان مستمر والامكانات متوافرة لذلك".

مدرسة الجمهور الفائز بميدالية ذهبية

على صعيد آخر، استقبل رئيس الجمهورية وفد مدرسة الجمهور الفائز بميدالية ذهبية في معرض المانيا الدولي للاختراعات والافكار الجديدة (IENA 2018) في مدينة نورنبرغ الالمانية، ضمن وفد "الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث" وهم الطلاب كارل مسلم، ماركو كرم، جانين بقاعي، ريان ديب نعمة ووليم ابو خليل.

ورافق الطلاب الفائزين مدير المدرسة الاب شربل بتور، والاستاذ المشرف على المشروع ومنسق التكنولوجيا في المدرسة صادق برق وذوي الطلاب.

وضم الوفد ايضا، رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث الدكتور احمد شعلان، رئيس مجلس ادارة الهيئة الاستاذ رضوان شعيب الذي ترأس الوفد المشارك في معرض المانيا حيث فاز وفد الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث بست ميداليات، مسؤولة الاعلام والتواصل الانسة نينات كامل، بالاضافة الى رئيس مجلس ادارة شركة تنمية الاتصالات في لبنان "سوديتيل" باتريك فاراجيان التي رعت سفر الوفد الى المانيا.

وقدم الوفد النجاح الذي حققه للرئيس عون، وطلبت الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث رعايته للحفل الختامي لفعاليات السنوية التاسعة عشرة لمباراة العلوم 2019.

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مهنئا الطلاب ومدرسة الجمهور والهيئة الوطنية للعلوم والبحوث وكل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز، وقال: "نعمل على التركيز على اهمية القدرات الانسانية وضرورة تطويرها".

اضاف: "انها مفخرة جديدة للبنان تضاف الى سلسلة الانجازات المهمة التي يحققها اللبنانيون ونأمل ان تواصلوا العمل لتحقيق المزيد". تجدر الاشارة الى ان فريق مدرسة الجمهور شارك في مباراة دولية ضمت 890 اختراعا عالميا من 38 دولة ونال الميدالية الذهبية. والاختراع الذي فاز به طلاب المدرسة هو في مجال الالكترونيك - الروبوتيك والمكاترونيك ويتمثل بخزنة ذكية تتفاعل مع مالكها بشكل اوتوماتيكي، بحيث تتعرف على موجوداتها وتنظم دخول وخروج هذه الموجودات وتذكر المالك بحال عدم عودتها بتاريخ العودة وتحميها من السرقة، كما ترسل الى المالك بصمات اليد والعين مع صور ومقاطع فيديو للسارق، بهدف المساعدة للتعرف على هويته وتساعد المالك على حماية الموجودات من الحرائق والرطوبة، كما تفيده عن مكان وجودها في اي نقطة من الكرة الارضية وتتفاعل معه بهدف ارشاده لممتلكاته.

جمعية مدارس الفرير

واستقبل الرئيس عون، الرئيس الاقليمي لجمعية اخوة المدارس المسيحية في الشرق الاوسط "الفرير" الاخ فادي صفير والمنسق العام لاخوة المدارس المسيحية في لبنان الاخ اميل عقيقي مع وفد من مدرسة القلب الاقدس في الجميزة برئاسة مديرها سليم جريج الى ممثلين عن اهالي الطلاب والهيئة التعليمية.

وعرض الوفد الاوضاع التربوية في البلاد ودور مدارس "الفرير"، كما وجه دعوة لرئيس الجمهورية لرعاية وحضور الاحتفال بالسنة اليوبيلية ال- 125 لمدرسة "الفرير" في الجميزة التي ستفتتح خلال شهر كانون الاول المقبل، لا سيما وان الرئيس عون هو احد طلاب هذه المدرسة.

وقدم الوفد للرئيس عون البوما مفصلا عن سنوات التدريس في المدرسة فيه صور طلابها ومن بينها صور الرئيس عون عندما كان تلميذا فيها. وهنأ الرئيس عون الوفد بالسنة اليوبيلية ال- 125 لمدرسة القلب الاقدس في الجميزة، مستذكرا سنوات الدراسة التي امضاها فيها ومنوها بالدور التربوي المميز الذي تلعبه مدارس "الفرير" في لبنان.

تهنئة رئيس الصين بالاستقلال

الى ذلك، تلقى الرئيس عون رسالة تهنئة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ لمناسبة الذكرى ال- 75 للاستقلال وجاء في البرقية: "تدعم الصين جهود لبنان في صيانة سيادة الدولة والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ودفع التنمية الاقتصادية. وتعرب عن ارتياحها لمواصلة توطيد الصداقة التقليدية القائمة بين البلدين والتطور الدائم للعلاقات الثنائية والتقدم المطرد للتعاون العملي في كافة المجالات في السنوات الاخيرة، وذلك بفضل الجهود المشتركة من قبل الجانبين".

اضاف الرئيس الصيني: "اعلق اهمية بالغة على تطوير العلاقات الصينية اللبنانية ومستعد للعمل مع فخامتكم على تعميق علاقات الصداقة والتعاون بين الصين ولبنان بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين بصورة افضل".

 

الحريري اجرى محادثات مع رئيس مجلس النواب البلجيكي براك: نحتاج إلى الاستقرار في المنطقة ولبنان لاعب اساسي في الترويج لهذا الاستقرار

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أجرى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط"، محادثات مع رئيس مجلس النواب البلجيكي سيغريد براك في حضور النائب ياسين جابر والسفير البلجيكي في لبنان هوبيرت كوريمان والوفد المرافق. وتركز البحث حول آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية. وبعد اللقاء، قال براك: "لقد كانت لنا محادثات مهمة جدا مع الرئيس الحريري، كما كانت لنا محادثات مهمة ومختلفة أيضا اليوم مع لاعبين أساسيين آخرين في الحياة السياسية اللبنانية، ولا سيما رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، وهو ما أشر لنا إلى التنوع والتعقيد داخل الحياة السياسية اللبنانية. ولكي أكون أكثر واقعية، فإننا تحدثنا بشكل أساسي عن مسألة اللاجئين، ونأمل أن يتم تشكيل الحكومة اللبنانية في وقت سريع جدا، لأننا نحتاج إلى الاستقرار في المنطقة، ولبنان هو اللاعب الأساسي في الترويج لهذا الاستقرار". أضاف: "في محادثاتنا مع رئيس الوزراء، أكدنا له إرادتنا لمساعدة الحكومة اللبنانية على التعاطي مع مشكلة اللاجئين، ونأمل أن تتشكل هذه الحكومة قريبا، بما يمكنها من القيام بأسرع وقت ممكن بالإصلاحات التي أُقرت في مؤتمر باريس. ونحن سنساعد في ذلك قدر الإمكان".

 

بري وقع مع نظيره البلجيكي إتفاق تعاون برلماني: لم يعد هناك من مجال للترف ولحكومة البارحة قبل اليوم

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس النواب البلجيكي سيغفريد براك تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين، ووقعا اليوم في عين التينة تمديد بروتوكول الشراكة بين مجلسي البلدين لثلاث سنوات، أي للعام 2021.

وينص البروتوكول على التعاون البرلماني في مجال تطوير تبادل الخبرات والمعلومات حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك في مجالي التشريع والرقابة، وكذلك في مجال تبادل الزيارات على مستوى الوفود البرلمانية والموظفين في المجلسين.

وقد استقبل بري رئيس مجلس النواب البلجيكي ظهرا عند مدخل مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث ادت له ثلة من شرطة المجلس التحية.

ثم عقدا اجتماعا في حضور الوفد البرلماني البلجيكي المرافق والنائب ياسين جابر، ووقعا بعده إتفاق التعاون بين البلدين.

وعقدا بعد ذلك مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الرئيس بري مرحبا بالضيف، وقال: "إنها مناسبة سعيدة للمجلس النيابي، ولي شخصيا باستقبال الصديق رئيس مجلس النواب البلجيكي. وكانت مناسبة اكدنا فيها ضرورة تدعيم التعاون الإقتصادي بين لبنان وبلجيكا، ولا سيما أن هناك علاقات إقتصادية لا بأس بها ولكن من المفروض ان تكون معززة اكثر خصوصا بعد تأليف الحكومة إنشاءالله. ووقعنا اتفاقا بين البرلمانيين. هذا الإتفاق موجود منذ زمن ليس بقصير ولكن مددناه الى العام 2021 اي ثلاث سنوات. اريد ان أضيء على اهمية هذا الزائر الكريم ولأهمية بلده، فلقد توجهت بالشكر لما قدمته بلجيكا للبنان أكان بمشاركتها ولو بشخص وبعدة اشخاص مرات في "اليونيفيل". كما قدمت له التهاني باعتبار ان بلجيكا ستصبح عضوا في مجلس الأمن الدولي ابتداء من العام المقبل، ولبنان كان قد أيد هذا الامر. كذلك شكرته للموقف الذي دعمه هو شخصيا في ما يتعلق بموضوع الاخوة الفلسطينيين وموضوع الاونروا ودعمه للحل العادل للقضية الفلسطينية الى آخر ما هناك. كانت محادثات مباشرة وصريحة جدا، وكانت غاية في الاهمية ايضا في ما يتعلق بموضوع النزوح السوري، وسيزور دولته احد المخيمات غدا".

وسئل بري: هل تطرقتم الى مسار تشكيل الحكومة؟

اجاب: "طبعا تطرقنا الى كل المجالات، بالرغم من ان بلجيكا طالتها دائما قضية الحكومة وكانت سباقة في هذا المضمار، لكن الوضع مختلف عن لبنان، فاللامركزية القائمة في بلجيكا لا تجعل الشعب يتحمل ما يتحمله اللبنانيون. لذلك أردد مع فخامة رئيس الجمهورية الكلمة التي قالها انه لم يعد هناك من مجال للترف على الإطلاق. علينا أن نكون أمام حكومة ليس اليوم إنما البارحة".

سئل: هل الطرق مقفلة؟

أجاب: "ليس لدينا إلا أن نتفاءل بالخير، وكما قلت سابقا علينا بالدعاء".

وشكر رئيس مجلس النواب البلجيكي الرئيس بري على الاستقبال وقال: "أنا سعيد للغاية للقائي رئيس مجلس النواب اللبناني، وكنا قد التقينا منذ ثلاث سنوات. وما زلت اتذكر المحادثات المفيدة التي اجريناها كما اليوم حيث كانت مفيدة للغاية حول مستقبل لبنان وبلجيكا والإتحاد الاوروبي. كان هناك تبادل وجهات نظر مفيدة للغاية حول المستقبل لأننا نحن في بلجيكا ندرك حجم التعقيدات الكثيرة في إيجاد حلول سليمة وبعيدة عن إراقة الدماء وهذا هو الامر الاكثر اهمية بالنسبة لنا، وبالطبع فإن تقويم الاوضاع في كل بلد يعتمد على الاحداث والتطورات داخل وخارج كل بلد. كان من دواعي سروري التحدث مع دولة الرئيس بري لأنه علينا ان نعرف ان المشكلة المركبة مررنا بها في تأليف حكومتنا وإستغرقت سنة ونصف السنة. ونحن ندرك ايضا ان الرئيس بري قادر على حل كل المشاكل مهما بلغت تعقيداتها بطريقة متفائلة وإيجاد حلول جيدة لإعادة تطوير بلدكم ولكن بطريقة بعيدا عن العنف وبشكل إيجابي وسياسي لجميع اللبنانيين".

اضاف: "اود ان اقول انني مسرور جدا لتوقيعي مع الرئيس بري منذ دقائق اتفاقا للعاون بين البرلمانين البجيكي واللبناني، واريد ان اشير الى ان بعض الإتفاقات التي توقع لا تطبق جيدا لكن هذا الإتفاق طبق منذ اللحظة الاولى لتوقيعه ونتطلع الان ان يستمر، ونحن مرتاحون لمساره ولإستمراره في السنوات الثلاث المقبلة".

وبعد الظهر إستقبل بري سفير أرمينيا سامفيل مكرتشيان في زيارة وداعية.

واستقبل أيضا رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان على رأس وفد من مجلس الإدارة عرض لإنجازات المجلس، وتسلم منه كتابا في هذا المجال.

وتلقى بري برقيات تهنئة بعيد الإستقلال من كل من: رئيس مجلس النواب الأرميني آرا بابليونا، رئيس مجلس النواب الاوكراني اندريه باروبي، نائب الرئيس العراقي اياد علاوي، والامين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة.

 

البطاركة الكاثوليك غادروا إلى بغداد

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية - غادر كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي وبطريرك الأرمن الكارثوليك غريغوار العشرين، إلى بغداد للمشاركة في اعمال دورة مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك التي تعقد بضيافة البطريرك الكردينال لويس ساكو ما بين 26 و 30 تشرين الثاني الجاري بعنوان "الشبيبة علامة رجاء في بلدان الشرق الأوسط".

 

السفير البريطاني زار عرسال متعرفا الى سبل الاستفادة من الشراكة الأمنية مع لبنان: دعمنا سيستمر ويتطور

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية - زار السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلنغ بلدة عرسال في البقاع الشمالي والمناطق المجاورة، للمرة الاولى، للتعرف إلى سبل استفادة المجتمعات التي تعيش بالقرب من الحدود من الشراكة الأمنية والتنموية للمملكة المتحدة مع لبنان. واجتمع رامبلنغ إلى رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري وأعضاء المجلس البلدي، مستمعا إلى "احتياجات البلدة، وكيف يساعد نظام السيطرة على الفيضانات الممول من المملكة المتحدة السكان في تقليص الأضرار التي تتكبدها المنازل والمحاصيل والأعمال التجارية".

وتعمل المملكة المتحدة - بحسب بيان صادر عن سفارتها - مع وزارة الشؤون الاجتماعية و"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، من خلال "برنامج دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة" (LHSP)، لتقديم مشاريع إلى المجتمعات المضيفة في عرسال، منذ انتهاء عملية "فجر الجرود" التي نفذها الجيش اللبناني الصيف الماضي. وزار السفير البريطاني عقب اجتماعاته، فوج الحدود البرية الثاني في رأس بعلبك واللواء التاسع للجيش اللبناني، الذي يشرف على الحدود مع سوريا، والجرود بين عرسال والحدود.

وكانت فرصه "للاستماع من الجيش كيف ان نجاح عملية فجر الجرودالعام الماضي مكنت الجيش من نقل مراكزه الحدودية ورفع العلم اللبناني إلى مواقع متقدمة على الحدود، بفضل مشروع الحدود البرية الممول من المملكة المتحدة".

كما وكانت فرصة "لزيارة مكتب المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام التابع للجيش اللبناني (LMAC) الذي تم تجهيزه حديثا، والمسؤول عن تنفيذ البرنامج الوطني اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام".

وأضاف البيان أن "المشروع الممول من المملكة المتحدة بقيمة 194،000 جنيه إسترليني، من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجموعة الاستشارية في شأن الألغام Mine Advisory Group، هو جزء من برنامج مساعدة لبنان على تنسيق الاستجابة في شكل أفضل للأراضي الملوثة، والتوعية من مخاطر الألغام لسكان المنطقة". وما زالت الألغام الأرضية تشكل تهديدا يوميا للسكان في لبنان، ما يعيق الوصول إلى الأراضي الزراعية، وهو أمر ضروري لسبل عيشهم. وقد وصل دعم المملكة المتحدة لإزالة الألغام إلى أكثر من مليوني جنيه استرليني في كل أنحاء لبنان، بما في ذلك في جنوب لبنان والمناطق الحدودية في الشمال الشرقي.

تصريح

وقال رامبلنغ بعد زيارته: "سررت بزيارة عرسال للمرة الأولى منذ وصولي إلى لبنان قبل ثلاثة أشهر. وقد كانت فرصه رائعة للاطلاع على دعم المملكة المتحدة للدولة اللبنانية لتعزيز الأمن والفرص الاقتصادية، وتخفيف المعاناة الإنسانية".

وتابع: "أثناء وجودي هنا، التقيت كبار الضباط من فوج الحدود البرية الثاني الذين أدوا دورا مهما في صد الاعمال الإرهابية ضد لبنان. يسر المملكة المتحدة ان ترى الجيش اللبناني يسيطر الآن على حدوده مع سوريا للمرة الأولى وهذا عمل سنستمر في دعمه".

واستطرد: "كان من المهم أيضا الاستماع مباشره الى رئيس بلدية عرسال عن التحديات التي تواجه المجتمعات المحلية هنا، وكيف يمكن لبريطانيا ان تزيد الدعم. لسنوات كثيرة كانت السيول تجتاح البلدة ومواطنيها، مدمرة المنازل المؤسسات والمحاصيل. ولكن انا سعيد حقا انه وللمرة الاولى في تاريخ البلدة، لم تكن ثمة فيضانات - وهذا بفضل قناة الصرف بطول 3482 متر - التي مولتها بريطانيا". وقال: "كان ثمة جانب آخر مهم في زيارتي، وهي لمكتب المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام (LMAC) المجدد والمجهز حديثا. تعمل المملكة المتحدة في شكل وثيق مع الجيش اللبناني وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجموعة الاستشارية في شأن الألغام لإعطاء الأولوية لجهود إزالة الألغام في المناطق التي على طول الحدود مع سوريا. إن مساهمتنا التي تزيد عن مليوني جنيه إسترليني تدعم جهود إزالة كيلومترات عدة من الذخائر العنقودية في الجنوب وجبل لبنان ووادي البقاع". وختم: "دعمنا هذا وغيره من المشاريع سيستمر ويتطور".

 

ألبرتو فرنانديز لـ «الشرق الأوسط»: ليست لدينا خطوط حمراء لكن المنطقة العربية مليئة بالألغام/مدير الشبكة المشرفة على قناة «الحرة» يؤكد أهمية مواجهة أذرع إيران الإعلامية

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/18

كانت مهمة الدبلوماسي والمحلل والمؤرخ السياسي ألبرتو فرنانديز عندما تولى منصب مدير {شبكة الشرق الأوسط للإرسال} المشرفة على قناة الحرة في يوليو (تموز) 2017 هي إعادة الحياة في الشبكة وتطويرها وإرساء هوية جديدة تستطيع بها الحرة المزاحمة بين فضاء إعلامي يغلب عليه الاستقطاب السياسي أحيانا والطائفية أحيانا وتحقيق أجندة سياسية في أغلب الأحيان. كانت مهمته أن يقود فريقا محترفا لجذب المشاهد بتقنيات وبرامج جديدة وتقديم الأخبار ومناقشة الموضوعات بتوازن وموضوعية ومن دون خطوط حمراء.

انطلقت قناة الحرة في أوائل الشهر الجاري لتطل على مشاهديها بوجوه جديدة ومضمون مختلف وينطلق البث من كل من مقر القناة في ولاية فيرجينيا وفرع القناة في دبي. وفي هذا الحوار يشرح فرنانديز كيف قام بهذه المهمة وما هي الهوية الجديدة للقناة وأهدافها ويرد على الانتقادات والاعتراضات التي واجهت قناة الحرة وفيما يلي نص الحوار:

> توليت منصبك منذ يوليو (تموز) 2017 واعتمدت خطة لتجديد شبكة الشرق الأوسط لتخرج في ثوب جديد مع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري فما هي الخطة التي اعتمدتها وما هي الهوية الجديدة للشبكة؟

- هذه هي فقط بداية التطوير، فقد مرت شبكة الشرق الأوسط للإرسال وقناة الحرة بأزمة وجودية، وراءها عدة أسباب، وكان أمامنا تحديات تقنية وإدارية وفنية مرتبطة بجمالية الصورة وتحديات مع البرامج والأخبار وطبيعة هذه الأخبار. بصراحة كان الوضع كارثيا وإنتاجا هامشيا وضعيفا. وتجربتي كدبلوماسي وكمشاهد للإعلام والصحافة العربية لعدة سنوات وعملي كمتحدث للخارجية وكمستشار إعلامي ومدير الدبلوماسية في الشرق الأوسط، كان واضحا أن ما تقدمه الشبكة لم يكن به شيء مشوق وإنما كان نسخة مكررة لما هو موجود في القنوات الأخرى.

كان التحدي أمامنا في البداية، أن نصنع هوية للشبكة لتقديم شكل ومحتوى مشوق ومختلف ومتوازن، وبدأنا في أخذ خطوات في مواجهة كل هذه التحديات. وكان لدينا تغييرات كبيرة بلغت 50 في المائة من العاملين واستبدالهم.

كان لدينا برامج من دون جمهور تم إلغاؤها. وكان افتقاد الرؤية جزءا أساسيا من المشكلة. ووضعنا هدفا أن تكون لنا هوية إصلاحية وتنويرية، ونحن لا نقارن أنفسنا بالمحطات الأخرى وإنما نضع تحديا بين ما كنا فيه وما نصبو إليه في المستقبل.

كانت الخطوة الأولى هي أن ننافس ونطور في التقنيات والغرافيك وأداء المذيعين والمذيعات وطبيعة الأخبار وقدمنا 12 ساعة من الأخبار بدلا من 4 ساعات بما يحقق المرونة والحرية في تغطية الأحداث. كان بعض الشكوى أن الحرة متأخرة في تقديم الأخبار لأنها تبث من ولاية فيرجينيا بأميركا مع اختلاف التوقيت مع منطقة الشرق الأوسط، وعالجنا هذا الأمر، ولأول مرة في تاريخ الشبكة أصبح عندنا طاقم أخبار في دبي ويتم بث الأخبار من المنطقة بما يحقق انسجاما في الجهد الإعلامي والإخباري بما يتوافق مع الأحداث في المنطقة.

> مقر الحرة الرئيسي في فيرجينيا ومكتبها في المنطقة افتتح في دبي. هل هناك تفكير في فتح مكاتب أخرى في عواصم عربية وهل هناك زيادة في الميزانية التي تبلغ 112.7 مليون دولار حاليا؟

- لدينا مراسلون من المحيط للخليج والفكرة ليست في إنشاء مكاتب وإنما الحصول على تغطيات متميزة من خلال زيادة المراسلين في أماكن لا نملك مراسلين بها مثل ليبيا على سبيل المثال. الميزانية كما هي وليست لدينا مشكلة في تمويل التغييرات التي نقوم بها هذا العام والعام المقبل وسنقوم بتحسينات تقنية وربط بين المواقع الإلكترونية والراديو والتلفزيون والتواصل الاجتماعي وتبادل التقارير. فالمشاهد ينوع في مصادر حصوله على المعلومات ما بين مشاهدة التلفزيون والاستماع للراديو وقراءة مواقع التواصل والمواقع الإخبارية لذا يجب أن يكون لدينا مرونة دون جدران ما بين الحرة وسوا وتبادل وتناقل المعلومات بطريقة سهلة وسريعة. وليس لدينا خطوط حمراء في عملنا بالحرة، التمويل من الحكومة الأميركية لكن الحرة وسوا لا تترتب عليها توجهات سياسية مباشرة أو غير مباشرة من الحكومة الأميركية ولدينا الحرية. وجزء من عملنا تغطية الأحداث الأميركية بطريقة جادة وعميقة لكن هذا لا يعني الترويج للإدارة الأميركية.

> عندما تقيم مدى نجاح القناة هل تقيم بنسب المشاهدة أم القدرة على التأثير؟

- أولا لا بد أن نعترف أننا بدأنا تقريبا من الصفر، فباستثناء العراق الذي نملك فيه نسب مشاهدة عالية، فإن الحرة ليس لها جمهور في المنطقة فنحن نريد زيادة نسب المشاهدة وزيادة القدرة على التأثير لكننا في مرحلة الآن يجب أن نأخذ خطوات كثيرة قبل أن ننطلق. كان لدينا أخطاء تقنية وفنية أمام ووراء الشاشة وأريد جمهورا أكبر وتأثيرا أكبر ولكن الأهم من ذلك نحن نحاول أن نقدم الاختيار للمشاهد وليس نسخا من قنوات أخرى وبرامج أخرى، فالمحطات متشابهة والحرة لها أسلوب وطبيعة عمل متميزة ومختلفة عن الآخرين وهذا ما أريد أن أقدمه وللمشاهد الاختيار. أنا لا أهتم بنسب المشاهدة، فلسنا محطة تجارية فالهدف أولا وأخيرا هو تقديم منتج جيد بهوية خاصة.

> قلت إنه ليس لدى القناة خطوط حمراء في تناول الأحداث، لكن ماذا بشأن تناول قضايا يمكن أن تثير جدلا داخل المنطقة العربية التي لديها بالفعل خطوط حمراء؟

- هذا صحيح نحن ليس لدينا خطوط حمراء لكن المنطقة العربية مليئة بالخطوط الحمراء والألغام وهذا هو الواقع ونحاول أن نمارس الموضوعية والتوازن لكن المشكلة أن هناك تيارا اعتاد على التملق وليس على التوازن ويعتبر الموضوعية والتوازن نوعا من الانتقاد. نقوم بتغطية كل الأمور الجيدة والسلبية، فعلى سبيل المثال قرار الرئيس ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس قمنا بتغطية كل تصريحات الرئيس الأميركي وأيضا استضفنا محللين ومعلقين قدموا رؤيتهم سواء اتفقوا مع القرار أو انتقدوا الرئيس ترمب بشدة. وهي محاولة للحصول على أقصى قدر من المصداقية.

> هل صادفت الشبكة مشاكل مع الحكومات العربية فيما يتعلق بمستويات الحرية؟

- أحيانا يوجد مستوى معين من التوتر، أحيانا مسؤولون يشتكون من طريقتنا بصورة غير مباشرة، وأحيانا هجمات من صحافة موالية لأصدقاء إيران وشهدنا ذلك في لبنان والعراق ونحن نغطي العدوان والتغلغل الإيراني في المنطقة والبعض كان يعتقد أن الحرة لن تغطي هذه الأمور لكن تحت قيادتي سنغطي هذه الأحداث وما يتعلق بالميليشيات الإيرانية في بعض الدول العربية. وقد واجهنا بالفعل انتقادات وهجوما من الشبكات الإعلامية التي تمولها إيران.

> هذا يقود للسؤال عن الطائفية والاستقطاب السياسي، فإذا كانت الحرة تهاجم النفوذ الإيراني وميليشيات إيران وقنوات أخرى تهاجم الحرة فيقع المشاهد في خضم الاستقطاب والطائفية؟

- الفارق أننا ننتقد الطائفية بكل أشكالها فإحدى الكوارث في المنطقة هي نمو التطرف والعنف السياسي من الحركات التي تسمي نفسها إسلامية وإخوان مسلمين ونغطي ذلك ونقدم قصص الضحايا لدى الشيعة ولدى السنة والمسيحيين والإيزيديين بسبب الطائفية والتطرف وهذه هي فرصة لنمارس التوازن لأننا مؤمنون بحرية التعبير ونحاول أن نحقق هذا الهدف وهو الموضوعية واحترام كل الأصوات.

> قلت إن هوية شبكة الشرق الأوسط هي هوية إصلاحية وتنويرية هل هذا ينطبق على توجه الشبكة لتقديم رؤية جديدة للإسلام من خلال برامج مثل إسلام حر وبرنامج مختلف عليه، ألا تخشى أن يتم اتهام الشبكة وقناة الحرة بالترويح لنسخة جديدة للإسلام؟

- إطلاقا لا أخشى من هذا الاتهام، فنحن نريد أن نقدم منبرا حرا للأصوات المستقلة، والهدف أن كل شيء مباح للنقاش والحديث، فلدينا جمانة حداد وإسلام بحيري وإبراهيم عيسى وآخرون نقدم لهم منبرا للحديث عما يريدون طرحه، وعندنا برامج أخرى مع شخصيات أخرى نقدم لهم الحرية الكاملة للحديث عما يريدون.

الهدف ليس تقديم الإسلام بطريقة مختلفة وإنما ترسيخ مبدأ التفكير النقدي وهو أمر ليس مرتبطا فقط بالدين وإنما أيضا بالسياسة والحياة. نحن نقدم منبرا مفتوحا للأفكار المنفتحة للعالم والأفكار الإصلاحية وأعتقد أن المنطقة بحاجة للإصلاح.

> تقدم الشبكة برنامج «الحكي سوري» وكثيرا من الموضوعات في برنامج من داخل واشنطن وبرنامج عاصمة القرار تتعلق بالوضع السوري ما الذي تستهدفه القناة؟

- الوضع السوري موضوع كبير ومهم، وقد عشت ثلاث سنوات في الشام ولدي أصدقاء كثيرون وهناك أسباب كثيرة لهذا الوضع السوري منها القمع الذي مارسه النظام لعدة سنوات والتدخل الأجنبي والطائفية وحركات متطرفة وتمويلات خارجية مع الحلم الإيراني للهيمنة على المنطقة، فالوضع معقد وتركيزنا على الأفراد. إحدى مشاكل سوريا أن كل طرف ينظر إلى الآخرين بتعميم وإطلاق توصيف عام إما أنصار النظام أو معارضو النظام، ونحن ننظر إلى الجانب الإنساني، إلى الفرد والمأساة الشخصية، إلى الأبرياء الذين ليس لهم ذنب في تلك الأوضاع المعقدة. نحاول أن نقدم هذا الواقع المعقد ونحترم الفردية والكرامة الإنسانية. نقدم صورة غنية بالتفاصيل عن الأفراد كبشر وليس مجموعة من الأبرياء أو مجموعة من المذنبين.

> في الوقت الذي تروج فيه الشبكة لحرية الرأي والتعبير نجد انتقادات من الرئيس ترمب في وصف الإعلام الأميركي أنه ينشر أخبارا مزيفة وأنه عدو للشعب الأميركي كيف تفسر هذا الأمر؟

- أولا التوتر بين الرئيس والإعلام ليس أمرا جديدا والاستقطاب السياسي بين الإعلام والإدارة الأميركية ليس أمرا جديدا وهو موجود منذ أكثر من 200 عام، وكان دائما هناك اتهامات وقضايا توتر وهجوم وفي الوقت نفسه توجد بنية تحتية قانونية وفكرية تهتم بوجود الصحافة الحرة. لذا التوتر موجود والحرية أيضا موجودة. وقد كانت هناك محاولات للهيمنة على الصحافة خلال الحرب العالمية الأولى والثانية. ومؤخرا شاهدنا الرئيس ترمب يطرد صحافيا مثيرا للجدل وماذا حدث؟ شبكة سي إن إن لجأت إلى المحكمة وأصدر القاضي قراره بإرجاع الصحافي إلى عمله كمراسل بالبيت الأبيض.

 

رئيس "لقاء علماء صور ومنطقتها" العلامة الشيخ علي ياسين العاملي من ايران: الشعوب المقاومة في المنطقة تعيش زمن الانتصارات

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أكد رئيس "لقاء علماء صور ومنطقتها" العلامة الشيخ علي ياسين العاملي خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للوحدة الاسلامية المنعقد في الجمهورية الاسلامية في ايران تحت عنوان "القدس محور وحدة الامة"، أن "صفقة القرن لم تبدأ اليوم، بل هي امتداد لمشروع سايكس بيكو الذي اريد المشروع الصهيوامريكي بقيادة الولايات المتحدة من خلاله وضع اليد على المنطقة العربية والإسلامية وتقسيمها إلى دول ضعيفة تعاني الفتن والازمات المتنوعة".

وقال: "إن زرع الكيان الصهيوني في قلب العالمين العربي والإسلامي هو لتفريق دول المنطقة من اجل تسهيل عملية السيطرة على الموارد والثروات وتمهيدا لإنشاء إسرائيل الكبرى وسط دويلات طائفية واثنية".

واعتبر أن "مشروع كيسنجر الذي بدأ من لبنان بإخفاء رمز الوحدة الوطنية الامام السيد موسى الصدر لإلغاء المقاومة، سقط بالتمسك أكثر بخيار المقاومة خصوصا حين انهار نظام الشاه المتصهين في ايران، وفتحت الطريق أمام محور المقاومة لتسجيل الانتصارات من عملية طبس إلى اخر انتصار في فلسطين المحتلة". وشدد على ضرورة شكر الجمهورية الاسلامية في ايران على دعمها للمقاومة في المنطقة، معتبرا ان "الجمهورية الاسلامية شريك اساسي للبنان وفلسطين وسوريا والعراق في اي انتصار على الصهاينة او التكفيريين"، مؤكدا ان "الربيع العربي الحقيقي كان بهزيمة التكفيريين وأن الربيع العبري الذي كان يسعى له الكيان الصهيوني لإقامة دولة تكفيرية في المنطقة تحول على ايدي قوى المقاومة والممانعة وشعوبها لخريف وهزيمة وفشل". ورأى أن "انتصار المقاومة في فلسطين المحتلة مؤخرا، كشف من مع فلسطين ومن ضدها وكشف حكام الكثير من الانظمة العربية والاسلامية الذين يهرولون للتطبيع مع الكيان"، مؤكدا ان "الشعوب المقاومة في المنطقة تعيش زمن الانتصارات ولا تعرف الهزيمة والانتصار الحاسم قادم في كل دول المنطقة"، داعيا الى "تقديم الدعم للشعوب المستهدفة وخاصة الجرحى في قطاع عزة واطفال اليمن".