المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم01 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november01.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مرض لبنان هو سرطان الإحتلال اللاهي ولا حلول بظله

الياس بجاني/ترى هل  قرر حزب الله تشكيل حكومة لاهية

الياس بجاني/مشاركة سنة 08 آذار: أرنب ملالوي جديد

الياس بجاني/شركة قوات حزب جعجع ومقولة البسين بيحب خناقه

الياس بجاني/مرحبا مبادئ

الياس بجاني/أحزاب شركات يملكها تجار ومجالسها وهيئاتها التنفيذية مجرد ديكورات بالية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم تتناول تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السنوي المتعلق بالقرار الدولي 1559  الذي يفند دور حزب الله الإرهابي في لبنان ودول عربية كثيرة منها اليمن

غوتيريس: حزب الله يجرّ لبنان إلى الحرب

سنتان على انتخاب الرئيس ميشال عون/خليل حلو

تننتي نفى للوطنية علاقة اليونيفل في تهريب السجائر الى داخل الأراضي المحتلة من لبنان

ريفي: يحضرون لـ 7 أيار حكومي فمن سيكون حصان طروادة؟ 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 31/10/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 31 تشرين الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الشارع اللبناني يغلي ضد تأخر تشكيل الحكومة

الانتصار لحزب الله والكرسي للحريري/منير الربيع/المدن

نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش: حزب الله لن يتخلى عن ثوابته في البيان الوزاري وعلى الطرف الاخر ان يقدم التسهيلات

وفد نقابة الصحافة زار السفارة السعودية متضامنا وسفيرا الامارات والكويت أكدا الحرص على أفضل العلاقات البخاري: ما حصل لا يمثل اخلاقيات الإعلام

رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل وصل الى موسكو تلبية لدعوة رسمية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

باكستان تلغي حكما بالإعدام على مسيحية أدينت بالتجديف بالنبي محمد

واشنطن تطالب بوقف الصواريخ الحوثية لحماية المدنيين في اليمن

معركة الوزراء الثمانية تربك المشهد السياسي العراقي/خلاف شيعي حول «الداخلية» وسنّي على «الدفاع» وكردي بشأن 3 حقائب

قتيل وجرحى بتفجير في مقر الأمن الفيدرالي شمال روسيا

25 قتيلاً بتحطم مروحية للجيش الأفغاني

ترمب يزور كنيس «شجرة الحياة» في بيتسبرغ وسط تظاهرات طالبته بإعلان رفضه للقومية البيضاء

عباس: سننفذ قرارات المجلس المركزي «بعقلانية» ومن دون «خطوات مدمرة»بعد ترؤسه الاجتماع الأول للجنة المكلفة تنفيذها في رام الله

الوفد الأميركي يعد حلفاءه في اجتماع لندن بـ«إجراءات عقابية» ضد دمشق

بوتين رفض «هدنة دائمة» في إدلب واستعجال اللجنة الدستورية... وماكرون مستعد للمساهمة في «إعمار البنية التحتية الإنسانية»

 إسرائيل تقر باستهداف أطفال فلسطينيين بـ«الخطأ»

 قتيل وجرحى بتفجير في مقر الأمن الفيدرالي شمال روسيا

روسيا تبرم أكبر صفقة عسكرية بالروبل متخلية عن الدولار

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله والحكومة: نزع آخر أوراق 14 آذار/هيام القصيفي/الأخبار

كلّكُم انتصرتم ... وخسر الوطن/جورج سولاج/جريدة الجمهورية

مراجعة حسابات للربح والخسارة/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

هكذا أحْنَت معراب رأسَها للعاصفة وستنتقم/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

العقدة السنّية «تتورّم» والحريري لا «يتزحزح»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

الليرة ومُعجزة الثبات/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

حقيبة متفجّرة في يد «القوات»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

في الابتزاز ومخاطره/علي نون/المستقبل

أسود وأبو زيد يواصلان نشر الغسيل: قيادة التيار عاجزة/باسكال بطرس/المدن

الانتخابات النصفيّة الأميركية وتبعاتها/رياض طبارة/جريدة الجمهورية

إيران... «تمرد الحفاة»/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

منصّات التواصل أم التناحر الاجتماعي/بقلم: ملك الأردن عبدالله الثاني ابن الحسين

سوزان رايس: هل إيران مشكلة سعودية فقط/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الهبوط بالمظلة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نص حوار الرئيس عون مع الوفد الصحافي بمناسبة مرور سنتين على توليه الرئاسة

عون: اضع الناس امام مسؤولياتها والبعض يحاول الاخذ اكثر من حصته والتكتيكات السياسية تفتح ثغرة قد تضرب الوحدة الوطنية

لاسن زارت عون: الاتحاد الأوروبي مستمر بدعم لبنان لتنفيذ الإصلاحات الضرورية

الحريري استقبل فرعون وكبارة والقناعي والبعريني كانيم: الأمم المتحدة ملتزمة تنفيذ خطة التنمية المستدامة للعام 2030

بري عن الوضع الحكومي: تكلمت مع من يجب ولم يبق سوى الدعاء

التنمية والتحرير: لن يحدد موعد لجلسة تشريعية نظرا للأجواء السائدة حكوميا

وفد نقابة الصحافة زار السفارة السعودية متضامنا وسفيرا الامارات والكويت أكدا الحرص على أفضل العلاقات البخاري: ما حصل لا يمثل اخلاقيات الإعلام

الراعي اصدر مراسيم تعيين رئيس جديد للمؤسسة المارونية للانتشار: لا يمكن القبول باستمرار تصرفات السياسيين على ما هي عليه والعبث بالوطن وشعبه

الرابطة السريانية: رغم الحرمان والتهميش ما زلنا ندعم العهد

مجلس المفتين دعا لردع الظواهر الشاذة: أياد خبيثة تحاول عرقلة جهود الحريري لابتزازه سياسيا وتأخير تشكيل الحكومة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل

إنجيل القدّيس لوقا17/من05حتى10/قالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنَا إِيْمَانًا!». فقَالَ الرَّبّ: «لَوْ كانَ فِيكُم مِنَ الإِيْمَانِ مِقْدارُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُم تَقُولُونَ لِهذِهِ التُّوتَة: إِنْقَلِعِي، وٱنْغَرِسِي في البَحْر، فَتُطِيعُكُم! وَمَنْ مِنْكُم لَهُ عَبْدٌ يَفْلَحُ الأَرْضَ أَوْ يَرْعَى القَطِيع، إِذا عَادَ مِنَ الحَقْل، يَقُولُ لَهُ: أَسْرِعْ وٱجْلِسْ لِلطَّعَام؟ أَلا يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَعِدَّ لي شَيْئًا لأَتَعَشَّى، وَشُدَّ وَسْطَكَ وٱخْدُمْني حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَب، وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَب. هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مرض لبنان هو سرطان الإحتلال اللاهي ولا حلول بظله

الياس بجاني/31 تشرين الأول/18

لبنان بلد يحتله حزب الله ومرضه الأساس هو الإحتلال أما كل رزم التعقيدات الأخرى من تشكيل الحكومة والفساد والفوضى وغيرها هي كلها أعراض لسرطان الإحتلال ولا حل جدي لأي مشكل قبل علاج واستئصال سرطان الإحتلال..ونقطة ع شي مليون سطر!!

 

ترى هل  قرر حزب الله تشكيل حكومة لاهية

الياس بجاني/31 تشرين الأول/18

نسأل، هل يسعى حزب الله لإحراج الحريري واخراجه ليشكل هو وحده حكومة لاهية صافية من  طرواديين واسخريوتيين يعملون بأمرته وذلك استنساخاً لحكومات حقبة الإحتلال السوري الستالينية؟

 

مشاركة سنة 08 آذار: أرنب ملالوي جديد

الياس بجاني/30 تشرين الأول/18

ارنب تمثيل سنة 08 آذار ورقة جديدة يستعملها حزب الله لإخضاع وتقزيم وتهميش أكثر وأكثر كل المشاركين في حكومة هو يشكلها وهو سيديرها.

 

شركة حزب قوات جعجع ومقولة البسين بيحب خناقه

الياس بجاني/29 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68486/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D9%85%D9%82%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7/

مبروك لشركة حزب قوات جعجع دخول جنة الحكم.

ومبروك لصاحبها المتشاطر والمتذاكي الرضوخ لمبدأ التحاصص والمغانم على حساب السيادة والاستقلال ودماء الشهداء.

يبقى أنه زمن عقم سياسي وقيادي.. وزمن بؤس ومحل واستسلام وخنوع وأبواب واسعة وموت ضمائر وتصلب قلوب.

وتبقى المشكلة الأهم ليس في القيادات الواقعة في تجارب لاسيفورس رئيس الشياطين، بل في الغنم من أهلنا الذين يسيرون وراء أصحاب شركات الأحزاب التجارية والمافياوية والعائلية والوكالات ع عماها وبغباء ..على قاعدة أن البسين بيحب خناقه.

في الخلاصة الوجدانية والوطنية، فإن كنوز وبريق ووهج المال والكراسي والنفوذ والسلطة تغري السياسيين الفاقدين للإيمان والخائبين رجاء.

تغريهم ليبيعوا المبادئ والقيم ودماء الشهداء وكل شيء دون أن يرمش لهم جفن.

..ولكنها كنوز ترابية فانية ...

كنوز تبقى على الأرض..

والساقطون من السياسيين والقيادات في تجارب إبليس وحباله وفخاخه وفي أوحال إنسان الغريزة..يذهبون..

يذهبون إلى جنهم وإلى دودها ونارها بعد يوم الحساب الأخير.. حيث البكاء وصريف الأسنان..

وهذا مصير حتمي ومؤكد وعلى الأكيد ..الأكيد ..وع المليون أكيد!!

 

مرحبا مبادئ

الياس بجاني/29 تشرين الأول/18

 شركة قوات جعجع إلى الحكومة ركض حتى ولو بلا وزراء لأن القائد لا يمكنه أن يعبد ربين إما السلطة أو المبادئ..

 

أحزاب شركات يملكها تجار ومجالسها وهيئاتها التنفيذية مجرد ديكورات بالية

الياس بجاني/29 تشرين الأول/18

أمر مضحك عندما يُعلن أن مجلس الحزب الفلاني سيجتمع ليتخذ قراراً ما كالدخول في الحكومة من عدمه ..في حين أن القاصي والداني يعلم أن صاحب شركة كل حزب في لبنان المحتل هو الآمر والناهي والمجالس مجرد ديكورات بالية لا أكثر ولا أقل.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم تتناول تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السنوي المتعلق بالقرار الدولي 1559  الذي يفند دور حزب الله الإرهابي في لبنان ودول عربية كثيرة منها اليمن/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة/31 تشرين الأول/18

https://www.youtube.com/watch?v=58og4Q3XlRY

 

غوتيريس: حزب الله يجرّ لبنان إلى الحرب

المركزية/30 تشرين الأول/18/حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن "حزب الله" قادر على جر لبنان إلى الحرب"، داعيا إلى نزع سلاحه، مشيراً إلى أن "حزب الله" هو أشد الميليشيات تسلحا في لبنان وقادر على جر الدولة اللبنانية إلى الحرب، كما أن تعزيز ترسانته العسكرية، يطرح تحديا خطيرا لقدرة الدولة على ممارسة سيادتها وبسط سلطتها بشكل كامل على أراضيها". وفي تقرير حصلت عليه وكالة "الاناضول" التركية، أوضح غوتيريس أنه "في دولة ديمقراطية، يظل احتفاظ حزب سياسي بمليشيات لا تخضع للمساءلة، يشكل خللا جوهريا"، منوهاً بـ"أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أقر للمرة الأولى، أيلول الماضي، بامتلاكه الصواريخ الدقيقة وغيرها، وإذا ما فرضت إسرائيل حربا على لبنان ستواجه مصيرا وواقعا لم تتوقعهما". وأوضح غوتيريس أن "قرار مجلس الأمن رقم 1559دعا إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، وهذا حكم رئيسي في القرار لا يزال يتعين تنفيذه"، محذراً من "مغبة مشاركة "حزب الله" وجماعات لبنانية أخرى في النزاع الدائر في سوريا"، معتبرا أن "ذلك انتهاكا لسياسة النأي بالنفس في لبنان". وأشار إلى "مساعدة "حزب الله" للحوثيين في اليمن بمستشارين ومدربين عسكريين، معتبرا أن ذلك يشكل “تهديدا إقليميا وعالميا خطيرا". كما لفت إلى "الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان"، مشددا على "إدانة الأمم المتحدة لجميع تلك الانتهاكات"، موضحاً أن "الانتهاكات تقوّض مصداقية المؤسسات الأمنية اللبنانية وتثير القلق وسط السكان المدنيين". وطالب إسرائيل بـ"سحب قواتها من الجزء الشمالي من قرية الغجر ومنطقة متاخمة شمال الخط الأزرق، وكذلك التوقف فورا عن تحليق طائراتها داخل المجال الجوي اللبناني.

 

سنتان على انتخاب الرئيس ميشال عون

خليل حلو/31 تشرين الأول/18

مرّت سنتان على انتخاب الرئيس ميشال عون والحكومة الأولى للعهد لم ترَ النور وبالتالي ووفقاً لمعايير الرئيس لا يمكن محاسبته على اداء وانتاجية العهد فهو قال أن عهده يبدأ بعد تأليف أول حكومة بعد الإنتخابات النيابية وهي لم تؤلف، وهذا يعني اننا لم نصل بعد إلى نقطة الإنطلاق ويمكن اعتبار السنتان اللتان مرّتا بمثابة تحمية قبل الإنطلاق الحقيقي. ولننسى لحين موضوع عرقلة التأليف ولننسى من هي الجهة التي تعرقل التأليف ولنتخيل أن الحكومة تألفت اليوم وأنها ستبدأ العمل غداً فما الذي سيحصل؟

دولياً وإقليمياً: الصراع بين إيران من جهة والغرب والدول العربية من جهة يبلغ أوجه ابتداءً من 4 تشرين الثاني، وأضعف الإيمان أن نفهم ما هو موقف العهد من هذا الصراع: هناك 3 احتمالات لا غير، اما مع إيران والنظام السوري، اما ضد إيران والنظام السوري، اما الحياد. وفقاً للمعطيات المتوفرة الرئيس وحزبه حليفان لإيران والنظام السوري، أما الرئيس الحريري فقد أبدى في عدة مناسبات رغبته في عدم مواجهة إيران، أما فيما خص القوات اللبنانية فتلوح في الأفق مصالحة بينها وبين تيار المردة مما سيخفف من وتيرة المواجهة بينها وبين النظام السوري وإيران، وبالتالي ستكون حكومة العهد الأولى في أفضل الأحوال من وجهة نظر سيادية حكومة لامواجهة مع إيران وفي أسوأ الأحوال من وجهة نظر سيادية مناهضة للغرب والعرب، وبالتالي سيكون لبنان للمرة الأولى في تاريخه الحديث في خانة مثل هذه.

محلياً: المطلوب هو اصلاح اداري ومالي وقانوني ومحاربة فساد وتحسين انتاجية ادارات الدولة ومعالجة أزمات نفايات وكهرباء وماء وجفاف ... فمن سيقوم بذلك؟ الأفرقاء الذين تتألف منهم الحكومة بينهم من لم يتلطخ اسمه بالفساد كالقوات اللبنانية ومن أثبت وزرائه عن كفاءة وفعالية وفي المقابل هناك من شارك في كافة الحكومات المتعاقبة منذ اكثر من 25 عاماً مثل حركة أمل والإشتراكي وتيار المستقبل، وحزب الله هو في كافة الحكومات منذ العام 2005 والتيار الوطني الحر هو في كافة الحكومات منذ العام 2008 وكلهم قالوا أنهم يحاربون الفساد ومع ذلك الفساد بقي ينمو دون توقف ... فما الذي سيتغير إذن مع الأفرقاء أنفسهم لكي تستقيم الأمور؟ وللحد من الفساد؟ ولحل الأزمات المتراكمة من نفايات وكهرباء واقتصاد وغيره ... خاصة وأن مداخيل الدولة تضمحل يوماً عن يوم ولا تسمح بالقيام بمشاريع. ولا يبدو أن أموالاً ستأتي من الخارج من سيدر وغيره في جو من عدم الإصلاحات المالية والقانونية التي لا يمكن ان تحصل إلا بتوافق سياسي بحده الأدنى.

رغماً عن ذلك ولكي لا نتهم بالتآمر ضد العهد وبنذير الشؤم مسبقاً سننتظر تأليف الحكومة الذي يبدو معرقلاً من الخارج، ثم سننتظر إنجازات العهد علماً أن فترة السماح لم تبدا بعد.

 

تننتي نفى للوطنية علاقة اليونيفل في تهريب السجائر الى داخل الأراضي المحتلة من لبنان

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - صور - نفى الناطق الرسمي بإسم "اليونيفل" اندريا تننتي في رد على سؤال "للوكالة الوطنية للإعلام" اليوم، أي علاقة لليونيفل في عملية تهريب السجائر الى داخل الأراضي المحتلة من الأراضي اللبنانية، مشيرا الى "عدم تورط اي فرد من أفراد اليونيفل في هذه الحادثة".

 

ريفي: يحضرون لـ 7 أيار حكومي فمن سيكون حصان طروادة؟ 

الوكالة الوطنية الأربعاء 31 تشرين الأول 2018

غرد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، على صفحته، عبر تويتر، قائلا:"عام 2008 ،7 أيار ميليشوي.

عام 2016 ، 7 أيار رئاسي.

عام 2018، 7 أيار برلماني.

الآن يحضرون ل 7 أيار حكومي، فمن سيكون حصان طروادة ؟؟".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 31/10/2018

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون لبنان"

ما هو سر عرقلة ولادة الحكومة، وما علاقة الثلث الضامن أو المعطل في التأخير؟

ماذا يحصل على صعيد موقف قوى الثامن من آذار وموقف التيار الوطني الحر؟

لماذا لا يتفاهم هذا التيار وكتلة الوفاء للمقاومة على تسهيل ولادة الحكومة؟

هل توصل الرئيس سعد الحريري مع الوزير جبران باسيل اليوم الى تصور لاندفاعة قوية للحكومة؟

ماذا سيقول رئيس الجمهورية الليلة عن سنتين من عمر الوطن؟

هذا في الداخل أما في الخارج فإن النائب العام التركي نقل عن نظيره السعودي ان الصحافي جمال خاشقجي قتل خنقا قبل تقطيع أوصاله.

وفي جانب آخر من وضع الإقليم تلقى الدعوة الاميركية الى حل سلمي لحرب اليمن استقطابا دوليا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

عن العهد بانجازاته وتطلعاته ترقب للقاء الخاص مع الرئيس العماد ميشال عون الثامنة والنصف هذا المساء عبر الـotv وسائر وسائل الاعلام، اما عن تشكيل الحكومة المتعثر فسلسلة ملاحظات اولا لا يزال انجاز التأليف خلال وقت قريب احتمالا قائما خصوصا ان ما تبقى من عراقيل ليس من النوع غير القابل للحل.

ثانيا في وقت جدد كل من رئيس الحكومة المكلف وثنائي حزب الله وحركة امل اليوم موقيفهما المتعارضين من مسألة مشاركة النواب السنة المعارضين لتيار المستقبل في الحكومة لفتت حركة مشاورات ناشطة تخللها لقاء مطول ظل بعيدا عن الاعلام بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل وقد علمت الـotv انه تركز حصرا على ايجاد الحل الملائم للعقدة الحكومية السنية الشيعية ولم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد الى مسألة تعديل التوزيع المذهبي في المقاعد الوزارية كما روجت احدى وسائل الاعلام الزميلة.

ثالثا مع كل دقيقة تمضي بلا حكومة يتاكد اكثر فاكثر ان اتهام تكتل لبنان القوي ورئيسه بعرقلة التاليف على مدى الاشهر الخمسة الفائتة لم يكن يستند الى وقائع بل الى خلفيات سياسية واضحة حيث تبين الحقائق ان التكتل ورئيس الجمهورية ساهما في حل عقدة التمثيل الدرزي عبر التفاهم مع النائب السابق وليد جنبلاط على الوزير الثالث كما كان لهما الفضل في رفع حصة القوات الوزارية الى اربعة بدلا من ثلاثة الى جانب منحها نيابة رئاسة الحكومة المخصصة عرفا الى راس الدولة.

اما العقدة السنية الشيعية الراهنة فاتهام الرئيس والتكتل والتيار الوطني الحر بها غير قابل للصرف السياسي ولاسيما من باب تكرار الاستهداف لحصة الرئيس وما يحكى عن ان الهدف الحقيقي للعقدة المستجدة هو حرمان الفريق الرئاسي من ثلث معطل فتحيل جهات معنية بملف التاليف طارحي الموضوع من هذا الباب الى تصريحات الوزير باسيل المتكررة التي سأل فيها عن الحاجة الى الثلث المعطل في ظل وجود رئيس منبثقا عن التكتل والتيار .

* نشرة اخبار "ان بي ان"

ان مرة جديدة ومن موقع الحريص، دق رئيس مجلس النواب نبيه بري جرس الإنذار حول الوضع الاقتصادي، داعيا الى التبصر وعدم السقوط في أفخاخ العناوين التي تبدو صغيرة أمام الابتلاء الذي يصيب الأمة على مستوى المنطقة.

رئيس المجلس وبعدما تكلم مع من يجب أن يتكلم معهم في ملف تشكيل الحكومة وما آلت إليه الأمور حتى الآن، رأى أنه لم يبق سوى الدعاء.

على مستوى التشريع، نقل نواب لقاء الأربعاء أن الرئيس بري لم يقرر الدعوة الى جلسة بانتظار تبلور أجواء التشكيل الحكومي مع العلم أن جدول أعمال الجلسة تم توزيعه على النواب الأسبوع الماضي.

وفي جديد مسار مشاورات التأليف لا جديد سوى لقاء في بيت الوسط جمع الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل، في وقت بقي فيه الحريري متمسكا بموقفه الرافض لتوزير أحد نواب السنة المستقلين.

معيشيا، وبعد محاولة غير موفقة لربط إنخفاض مستوى التغذية بالتيار الكهربائي باعتمادات في وزارة المالية، ذكر مصدر في الوزارة بأن أي اعتماد إضافي غير الذي حصلت عليه مؤسسة كهرباء لبنان في الموازنة العامة، يحتاج الى قانون في مجلس النواب لتأمينه وبالتالي لا اعتمادات لدى المالية تعود للمؤسسة وتأخر صرفها كما يحاول أن يوحي البعض.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

بين الأمل والدعاء تقلبت الصورة الحكومية بين الرؤساء، وان كانت المؤشرات على حالها، جمود حتى الآن.

بعبدا ضخت الامل بأن تسوية قد تحصل في أي لحظة تعيد الأمور إلى الطريق الصحيح، وطرائق الحل ممكنة، ما جعل الاعين أكثر انشدادا الى اطلالة الرئيس عون في حوار السنتين من عمر الوطن بعد قليل.

في اروقة القصر الحريري كلام منقول يتناقض مع تناقض رغبات ناقليه، فيما الموقف الصريح ما تحدثت به مصادر الحريري بالامس، اما مصادر لقائه الصامت مع الوزير جبران باسيل فقد أكدت انه جاء ضمن سياق البحث لحل المستجدات الحكومية.

في عين التينة ليس هنالك الا الدعاء، الملاذ الاخير بعد أن تكلم الرئيس نبيه بري مع من يجب ان يتكلم معهم كما قال، فيما كلامه البليغ ورسالته المحذرة من المرحلة البالغة الخطورة، تلك التي حملت الاسف الشديد لنقاشنا بعض القضايا التي تبدو سخيفة حتى لو كانت كبيرة ازاء ما يحصل في المنطقة ، فالامة مبتلاة بشرفها وكرامتها ومستقبلها مع الدفق والاندفاع القوي في المنطقة تجاه العدو الاسرائيلي، قال الرئيس بري، ما يحتم القراءة واعادة النظر.

في الاقليم نظرات ترقب بأكثر من اتجاه، ورسالة من نواب اميركيين لرئيسهم دونالد ترامب تطالب بايقاف المباحثات النووية السلمية مع السعودية، معتبرين أن مقتل جمال خاشقجي وتصرفات الرياض بشأن اليمن ولبنان تثير القلق.

ففي ملف الخاشقجي سيزداد قلقهم من الاعلان الاخير للنيابة العامة التركية بان الخاشقجي خنق، وقطعت جثته وتم التخلص منها.

في اليمن قلق من جرائم ترتكب بحق الانسانية بعدوانية سعودية واسلحة اميركية، حتى علا الصوت من وزارتي الحرب والخارجية بان حرب اليمن يجب ان تتوقف في اسرع وقت ممكن.

ولم يبق السؤال الا عن القلق الاميركي من التصرفات السعودية بشأن لبنان؟ اما الجواب فعند بعض اللبنانيين.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

بعد ساعة من الآن ، يطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على اللبنانيين في حوار تلفزيوني، يقيم سنتين من عمر العهد، ويتحدث عما ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة. يدخل العهد عامه الثالث بلا حكومة ، لأن حزب الله إخترع فجأة ، عقدة ما يسمى بسنة الثامن من آذار ، وتراجع عن كل دعواته السابقة ، للاسراع بتشكيل الحكومة .

فهل يدخل العهد عامه الثالث من بوابة التعطيل الحكومي ،أم أن اللبنانيين سيستمعون من رئيسهم بعد قليل الى ما يمكن أن يوقف مسلسل التلاعب بمصير الحكومة ومصيرالبلاد؟

أكثر ما يخشاه اللبنانيون ، أن تكون وراء العقدة الطارئة ، خلفيات إقليمية ، وأن يكون إستخدام النواب الستة لحزب الله ، غطاء لأمر عمليات خارجي ، من شأنه أن يستدرج البلاد لموجة جديدة من التجاذبات ؟

فحزب الله يعرف قبل غيره، أن هؤلاء النواب الستة لا يمثلون سوى ثمانية بالمئة من اصوات السنة الذين إقترعوا. ويعرف أيضا ان وليد سكرية هو عضو في كتلته، وقاسم هاشم عضو في كتلة الرئيس نبيه بري، وجهاد الصمد وفيصل كرامي هما في كتلة تيار المردة. فماذا يريدون من وراء تأخير ولادة الحكومة؟

الأكيد ان الرئيس المكلف وضع منذ لحظة تكليفه خريطة طريق لتأليف حكومته عنوانها؛ لا أعراف جديدة ، ولا غلبة لاحد على قاعدة تمثيل المكونات الاساسية في المجلس النيابي .وهو مصر على هذه الخريطة كما إصراره على التسوية في ذكراها الثانية، التي كان عنوانها حماية لبنان وانقاذه والحفاظ على مؤسساته الدستورية.

الامور باتت واضحة ومكشوفة أمام جميع اللبانيين. هم يعرفون المسؤول عن تأخير ولادة الحكومة ، ويعرفون ان الرئيس المكلف بذل كل ما هو مستطاع ، في سبيل حماية الوفاق الوطني، والمباشرة في اطلاق عجلة الانقاذ الاقتصادي والمالي. لكن هناك من يريد التعطيل اسلوب حياة واسلوب حكم واسلوب ادارة لشؤون الناس. وهذا الاسلوب، غير موجود في قاموس الرئيس سعد الحريري .

*مقدمة نشرة اخبار "ال بي سي"

الليلة، يطوي العهد عامه الثاني من دون "حكومة العهد الأولى".

المفارقة ليست تفصيلا على الإطلاق.

يقف العهد على مشارف السنة الثالثة بينما السلطة التنفيذية ما زالت على عاتق حكومة تصريف الأعمال التي لم يعتبرها رئيس الجمهورية حكومة العهد الاولى...

أما الحكومة الموعودة منذ خمسة أشهر فلا يبدو أن ولادتها قريبة لأنه ينطبق عليها القول: "كلما داويت جرحا سال جرح".

تمت مداواة الجرحين الدرزي والمسيحي، فسال الجرح السني الذي اعتبرته دوائر الرئيس المكلف أنه مفتعل ويهدف إلى "فركشة" التأليف.

وهكذا استقرت العملية في حلقة مفرغة: الرئيس المكلف يرفض توزير أحد من سنة 8 آذار، حزب الله يصر على توزيرهم، المساعي لم تصل إلى نتيجة اليوم، ولم يرشح اي شيء عن الاجتماع المطول بين الرئيس المكلف والوزير باسيل في بيت الوسط.

عند هذا الحد، لا مؤشرات في الأفق تشير إلى ان عملية التشكيل قريبة خصوصا في غياب المعالجات.

من خارج السياق، انفجرت قنبلة بيئية، وكأن لبنان يحتمل مزيدا من التلوث. مدينة جونيه من بين المدن الأكثر تلوثا في العالم، هذا ما أكده تقرير لمنظمة "غرينبيس"، متحدثا عن أن السبب هو معمل الذوق، وازدحام السير ومولدات الكهرباء.

* نشرة اخبار "ام تي في"

عقدة توزير سنة الثامن من اذار او بتعبير ادق عقدة اصرار حزب الله على توزير هذه الفئة بدت كبيرة جدا كي يتحملها الحزب وحده، خصوصا انها قد تمتد فترة زمنية غير محددة، ما دفع البعض من بياضي الافكار التعطيلية الى اصدار عقدة جديدة مضمونها ان الرئيس عون والتيار الوطني الحر يرفضان توزير مارونيين من حصة القوات اللبنانية.

ردة الفعل الاولى على الخبر جاءت وخيمة منطقيا وشعبيا بعدما انفرج الناس والوضع السياسي بحل ما عرف بالعقدة القواتية، واذا اعتبرت القوات نفسها غير معنية بالعقدة المستجدة ذكرت اوساط بعبدا بأن هذه المسألة لم تناقش في الأروقة المعنية بتأليف الحكومة واعتبرتها مجرد اشارات اعلامية .

بالعودة الى العقدة الرئيسية فان الرئيس الحريري لا يزال على موقفه الرافض بالمطلق توزير اي من سنة الثامن من اذار في حكومته وكان قد اكد هذا الموقف لرئيس الجمهورية امس وكرره للوزير باسيل الذي زاره في بيت الوسط بعد الظهر .

وقد تلقى الحريري مساندة وازنة من مجلس المفتين الذي رد اختراع عقدة سنة المعارضة الى آيادي خبيثة تحاول عرقلة جهود الرئيس المكلف بابتزازه ولتأخير عملية تشكيل الحكومة .

في هذه الاجواء الملبدة يطفئ سيد العهد الشمعة الثانية من الولاية من دون ان يتلقى هديته الاعز حكومة عهده الاولى ومتوقع ان يتناول الرئيس عون مجمل القضايا الاشكالية، لكن ايضا الانجازات التي حققها العهد ونظرته الى الآتي من الايام في اطلالته التلفزيونية التي تتابعونها على الشاشات الثامنة والنصف بعد الاخبار مباشرة.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

اعتكف التأليف وترنح عند تمثيل سنة المعارضة، ولأن العقدة لو لم نجدها لاخترعناها فقد برزت في الساعات الأخيرة إشكالية التوزيع المذهبي للمقاعد بحيث يتسابق كل من التيار والقوات على حجز المقاعد المارونية، لأن من يحصد مارونيا يتجلى في الزعامة السياسية، وحتى هذه الساعة فإن الرئيس المكلف سعد الحريري يتجلى على الزعامة السنية رافضا تمثيل النواب الستة من خارج الغيمة الزرقاء، وهو أبلغ هذا الموقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماعهما في بيت الوسط . وبعيد اللقاء الذي لم يناقش سوى الأْزمة السنية شاعت أجواء مواكبة للتأليف مفادها أن الأمور عادت إلى نقطة الصفر ولم تبلغ مرحلة الأسماء والتوزيع المذهبي، وفيما رشح من مصادر التيار أن القوات أحدثت عقدة جديدة بتخطيها المتفق عليه لجهة التوزيع المذهبي للحقائب، قالت مصادر القوات للجديد إن الحريري أبلغ معراب رسميا بحصتها من المقاعد وتوزيعها مذهبيا وعلى هذا الأساس جرى تسليم الأسماء للرئيس المكلف عبر الوزير ملحم رياشي. ووفق مصادر الجديد عن اجتماع الحريري- باسيل فإن الرئيس المكلف قال لرئيس التيار القوي: إذا أصريتم بالضغط عليي لتمثيل المعارضة السنية ومن حصتي : ففتشوا عن حدا غيري " وهو سأل باسيل : ليش ما بدكن تشكلوا حكومة ؟ وتقول المعلومات إن رئيس التيار اعتبر مسألة التمثيل السني أمرا غير مستجد وهو قال للحريري إن هذا الأمر جرى إبلاغه بالمباشر للحريري عبر حزب الله لكن الرئيس المكلف رد بأن أحدا لم يبلغه حتمية التوزير وأن يكون هذا التوزير من النواب الستة تحديدا وكان يعتقد أن هذا الأمر سيجري بالتوافق بين الرئيس عون وحزب الله وليس من أساس حصة المستقبل على ضفة أم الصبي فقد اعتبر النائب فيصل كرامي أنه لن تكون هناك حكومة " بلانا " بإذن الله .. والتعديل الطفيف على هذه العبارة أنه لا حكومة بلا المعارضة السنية بإذن حزب الله وحذر كرامي من لعب المستقبل في الشارع مذهبيا وقال إن كل شارع سيجد شارعا نقيضا. وتعود أصول تحذيرات كرامي الى اتهام المستقبل نواب المعارضة السنية بأنهم سنة سوريا وحزب الله فإذا كان هؤلاء نوابا يؤيدون المقاومة ضد إسرائيل فإن في لبنان نوابا يؤيدون السعودية . وبذلك تتساوى المعادلة ولا يستطيع أحد أن " يعير " الآخر بمرجعياته الخارجية ومن شأن كل هذه الأجواء أن يتأثر بها حوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الصحافة المكتوبة الليلة لمناسبة مرور سنتين من عمر العهد. وبالملفات المطروحة على طاولة النقاش سيتقدم موضوع النازحين السوريين لاسيما بعد كلام الرئيس عون حيال مساعدتهم في بلادهم عبر الدول المانحة، لكن طرح رئيس الجمهورية سوف يستلزم آلية تنفيذية ربما تكون على شكل لجان مشتركة بين لبنان وسوريا والدول المانحة. وفي حال تبني الرئيس عون هذا المخرج فإن تحويل مساعدات النازحين الدولية الى القلب السوري سوف يشجع السوريين على العودة لاسيما بعد أن توضع المساعدات في إطار تنموي يحفز العائدين ويدفعهم الى مناطقهم الامنة اجتماعيا ايضا.

هي عملية ترغيب للنازحين تستلزم اعلانا دوليا بتحويل الاموال الى المنطقة المكنوبة لاستثمارها في المدارس والمستشفيات والمساعدات العينية وما على الدولة اللبنانية سوى أن تباشر لأن عودة النازحين عبر البيانات الناشفة لم تعط مفعولا .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 31 تشرين الأول 2018

النهار

أعلن النقابي العريق والاستاذ الجامعي عصام الجوهري انسحابه من العمل مع الحراك المدني لأسباب خاصة لم يكشف عنها.

تقول جهة سياسية فاعلة إن الأمين العام لتيار سياسي فاعل أحبط من خلال بعض المواقف التي أطلقها، محاولة إعادة ربط العلاقات بين وزير سابق ومرجع حكومي، بعدما برزت مؤشرات ايجابية في هذا الصدد على خلفية اجتماعية.

أورد موقع عبري أن الجمارك الاسرائيلية عند معبر الناقورة الحدودي أحبطت عملية تهريب 20 ألف علبة سجائر في مركبة تابعة للأمم المتحدة وعلّق مسؤول لبناني على الخبر "من عاشر القوم...".

انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملة سنية رفضت تسمية "السنة المستقلين" واستبدلتها بـ"سنة حزب الله" أو "سنّة النظام السوري".

الجمهورية

سَجّلت مجموعات حزبية إنتقادات حادة على الواتساب الخاص بها على خلفية التطورات الاخيرة في تشكيل الحكومة وقرار حزبها على هذا الصعيد ووصل الامر الى إلغاء البعض نفسه من "الغروب" أو الفريق.

يقول أحد المشاركين في الطبخة الحكومية إن الفيتوات من أكثر من جهة تقاطعت على إسم وزير لن يعود الى الحكومة.

لاحظت أوساط سياسية أن فريقاً كبيراً سيكون له الثلث المعطل فيما لو حُلّت آخر عقدة حكومية في التأليف ما يرفضه الجميع ولهذا سيكون حل العقدة على حسابه.

اللواء

خلافاً للمعتاد، ينقل عن مرجع استياء ممزوجاً بالانتظار، بعد إضاعة عدّة فرص قبل بروز العقدة الحالية؟

قال مسؤول كبير لحليف: ندخل الحكومة معاً، أو نبقى خارجها معاً، ولا خيار آخر.

تحرص سفارة دولة كبرى على معرفة ما دار في لقاء نيابي - اقتصادي عشية 4 ت2؟

المستقبل

يقال إن مطّلعين عن كثب على الوضع الاقتصادي يرفعون من وتيرة تحذيراتهم أمام المسؤولين منبّهين من أن المخاطر الاقتصادية تلامس "الخطّ الأحمر".

البناء

نقلت مصادر دبلوماسية عن سفراء غربيين في دول الخليج أنّ الإرتباك والغموض يسيطران على أجواء العائلات الحاكمة والمسؤولين الذين يتفادون تحديد مواعيد لمقابلة سفراء المجموعة الأوروبية بصورة خاصة خشية مواجهة تساؤلات حول قضية مقتل الخاشقجي وموقفهم من التعامل معها والمسار الذي يجب أن تسلكه، وقالت المصادر إنه بغياب موقف أميركي واضح يهمس المسؤولون الخليجيون أنّ عليهم الانتظار حتى لو طال قبل التورّط بمواقف متسرّعة…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الشارع اللبناني يغلي ضد تأخر تشكيل الحكومة

العرب/01 تشرين الثاني/18/بيروت - قالت مصادر دبلوماسية في العاصمة اللبنانية إن أمر عمليات صدر من طهران منذ أسبوع هو الذي يقف وراء العرقلة التي يفرضها حزب الله والتي تمنع تشكيل الحكومة الجديدة. وأضافت المصادر أن إيران، وقبل أيام على بدء سريان العقوبات الأميركية الجديدة، تود بعث رسائل متعددة الوجهات لتأكيد أنها تملك قرار الحل والربط في لبنان، وأن رفع الفيتو عن مسألة تأليف حكومة بيروت يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مصالحها وأجندتها في المنطقة. وكشفت المصادر أن معلومات متقاطعة أكدت أن الموقف الإيراني المستجد ظهر حين أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في 19 أكتوبر الماضي، أن “من الواضح أن هناك تفاؤلا كبيرا وإيجابيات مهمة وتقدما مهما حصل على مستوى تشكيل الحكومة، ولكن لا ننصح أحدا بأن يضع مهلا زمنية، وهناك أمور ما زالت عالقة”.

وفيما استغرب المراقبون تحفظ نصرالله على مسألة قرب تشكيل الحكومة بعد تذليل العقدتين المسيحية والدرزية، رأت المصادر أن موقف نصرالله المستجد كشف أجندة إيرانية لم تمنح ضوءا أخضر لولادة الحكومة الجديدة.

وتجمع الأوساط السياسية اللبنانية على أن مسألة فرض مشاركة من يطلق عليهم اسم “السنة المستقلين” هي تفصيل فرضه حزب الله لتأخير تشكيل الحكومة، على الرغم من أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان رفض الخوض في هذه الفكرة سابقا، والحزب لم يعد لإثارة الموضوع خلال الأشهر الأخيرة. وتعتبر أوساط تيار المستقبل أن هؤلاء النواب قد استفادوا من مفاعيل قانون الانتخابات النسبي الذي دعمه حزب الله، وأنه تم جمعهم داخل كتلة مفتعلة في سبيل إظهارهم قوة مستقلة تنافس تيار المستقبل على تمثيل السنة في لبنان، فيما أنهم يشكلون امتدادا لحزب الله ومعروفون بموالاتهم لنظام دمشق.

ورأت مصادر نيابية لبنانية أن قرار طهران واضح في مسألة التعطيل، وأن رئيس حركة أمل نبيه بري اضطر، وفق أمر العمليات الإيراني، إلى الانضمام إلى حملة المطالبين بتوزير “سنّة 8 آذار” فاستقبل، الثلاثاء، وفدا منهم كما استقبلهم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل.

وتحدثت بعض الأنباء، الأربعاء، عن احتمال انتقال الخلاف حول هذه المسألة إلى الشارع، وتخوفت من دعوات إلى التظاهر وقطع الطرقات في بيروت وطرابلس وبعض مناطق البقاع احتجاجا على سعي حزب الله لفرض هذا الأمر وفرض هيمنته على شكل وهوية الحكومة المقبلة.

وقالت مصادر مقربة من الحريري إن رفض الأمر محسوم من قبل الرئيس المكلف وقد أبلغ رئيس الجهورية ميشال عون بذلك أثناء اجتماعهما الثلاثاء، وإن من يطالب بتمثيل السنة المتحالفين مع حزب الله بإمكانه أن يقوم بالأمر من حصة الحزب وحلفائه.

وأضافت المصادر أن تيار المستقبل مثل الشيعة المعارضين لحزب الله من حصته ولم يطالب الثنائية الشيعية بأن تقوم بذلك. ويقول مراقبون إن طهران وحزب الله يشعران بقدوم مرحلة ينكفئ فيها حضورهما في المنطقة، وإن ما يتم تداوله بشأن سوريا يستهدف النفوذ الإيراني كما يستشرف جلاء كاملا لقوات حزب الله. ويضيف هؤلاء أن طهران تبلغت بتحرك إيراني في اليمن لعزل التسوية اليمنية عن أي أجندة إيرانية. ويخلص هؤلاء إلى أن الساحة اللبنانية باتت الوحيدة المستباحة التي تسعى طهران لتأكيد حضورها داخل نظامها السياسي.

ويرجح المراقبون أن تكون للحزب رهانات تتعلق بالانتخابات النصفية الأميركية وبتطورات قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وأنه يسعى لشراء الوقت على أمل أن تتوفر مستجدات تحسّن وضعه الإقليمي واللبناني معا.

ونقل عن مقربين من قصر بعبدا أن الرئيس عون، الذي يحتفل بالعام الثاني من عهده، قد فوجئ بموقف حزب الله وأن أوساطه تشعر أن الأمر لا يستهدف الحريري وحده، بل إن الضغوط التي تمارس على عون لاجتراح مخارج من حصته في الحكومة، تستهدف النيل من الحصة الإجمالية لتياره التي يتخوف حزب الله من أن يصبح حجمها خارج سيطرته.

 

الانتصار لحزب الله والكرسي للحريري

منير الربيع/المدن/الأربعاء 31/10/2018

منذ خمسة أشهر، ومسار حزب الله بالغ الوضوح: المطالبة بوزير يمثل النواب السنّة الخارجين عن تيار المستقبل. لكن، في غمرة البحث عن حلول للعقد الوزارية الأخرى، خَفُت مطلب هؤلاء، ليتجدد قبل حوالى الأسبوع، مع الحديث عن قرب تشكيل الحكومة. كان الشرط موضوعاً منذ اليوم الأول. لكن الرئيس سعد الحريري لم يكن يعيره أي أهتمام، إلى أن حُلّت عقدة حزب القوات، فبرزت عقدة الوزير السنّي "المستقل" لتتأخر مجدداً عملية التشكيل. كان الحريري قد وضع مهلة أمام القوات اللبنانية للمشاركة في الحكومة أو الذهاب إلى التشكيل من دونها. وكان قد أوصل رسالة إلى القوات بأنه مهما حصل وكان قرارها، سيسير في الحكومة يوم الثلاثاء. اتخذت القوات القرار بالمشاركة، لكن الحكومة العتيدة تعطلت عند عقبة الوزير السنّي، وسط عدم تهديد جدّي من قبل الحريري، بأنه سيشكلها كيفما كان.

تصلّب حزب الله في مطلبه وانضم إليه الرئيس نبيه بري. وأعلن حزب الله أن موقفه أكثر من جدّي، وهو لن يسلّم أسماء وزرائه ما لم يحسم الحريري توزير واحد من هؤلاء النواب. ربما يكون الحريري قد اكتشف متأخراً أخطاءه في السير بهذا القانون الانتخابي، الذي أتى بكتلة نيابية سنية معارضة له في مجلس النواب، ويصفها هو والمحيطون به بحصان طروادة. لكن الوقت لم يعد متاحاً للندم والعودة بالزمن إلى الوراء. وهو يقف أمام خيار عرقلة تشكيل الحكومة مجدداً، أو إيجاد حلّ معيّن لتوزير هؤلاء.

في مقابل تصلّب حزب الله، أبدى الحريري تشدداً بانه يرفض توزير هؤلاء من حصّته. واعتبر أنه مستعد للاعتذار إذا ما أجبر على التنازل عن وزير من حصته لصالحهم. لكن حزب الله كان يعلم أن الحريري يناور، ويعلم أكثر أنه غير مستعد للتخلي عن رئاسة الحكومة، كما أن الحزب ليس بهذا الوارد وفق ما أكد المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن الخليل، الذي اعتبر أن لا بديل من الحريري. وجد الرئيس المكلف نفسه أمام خيار الذهاب إلى رئيس الجمهورية، لعلّه يتنازل لصالح النواب السنة بوزير من حصّته، وبدلاً من تسميته لوزير محسوب عليه يسمّي وزيراً منهم، بعد أن أسقط مسعى المقايضة من قبل الحزب لصالحهم، إذ تمسّك الحزب بالحصة الشيعية كاملة.

على هذا الأساس توجه الحريري إلى بعبدا للقاء عون والبحث في آخر ما يمكن فعله لحلّ المعضلة وتشكيل الحكومة. ولكن، هنا لا بد من تسجيل ملاحظات عديدة حول ما حدث. لا شك أن حزب الله راقب بغبطة المسار التنازلي الذي بدأه الثلاثي، الذي كان متصلّباً في الفترة الأولى من المفاوضات، أي تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات. فبعد أن تنازل وليد جنبلاط وسمير جعجع، اعتبر الحزب أن الحريري سيكون جاهزاً للتنازل، على الرغم من وجهات نظر بعض قيادييه بالحرص على حفظ ماء وجه الحريري، وعدم إحراجه كثيراً. ففي نهاية المطاف، سيكون التأثير والقرار في الحكومة لحزب الله أولاً وآخراً، ولا بد من مراعاة الحريري بعدم تنازله على وزير من حصّته لصالح خصومه داخل طائفته.

هناك رأي وجيه في توصيفه للعقدة السنية الجديدة، باعتباره ضغطاً من قبل النظام السوري، أو حتى من قبل إيران، على الرغم من استعجال حزب الله ولادة الحكومة. هذا الضغط المستجد قد يكون له مغزى فتح قناة تواصل أوروبية مع طهران لتسهيل الحكومة، كتدخّل فرنسا مثلاً، على أبواب العقوبات التي ستدخل حيز التنفيذ، فيما الحلّ المرسوم سلفاً يكون بعدم الاقتراب من حصة الحريري، وتسمية وزير سني من حصة رئيس الجمهورية.

مهما كانت النتيجة النهائية، لا بد من تسجيل ملاحظات أساسية، أولها عملية التطويق التي تعرّض لها الحريري منذ اليوم الأول لبدئه مفاوضاته. تارة يتم فتح ملفّ (أو حرب) الصلاحيات، وطوراً تكبيله بشروط شبه تعجيزية حول حصته وحلفائه، وإبداء رئيس الجمهورية الملاحظات على صيغته. فيما هو أمعن في تطويق نفسه أيضاً، بأنه انتظر مشاورات الأفرقاء فيما بينهم، مبدياً تمنياته فقط، بينما كان بإمكانه الالتزام بكلامه وموقفه المعلن والذهاب إلى بعبدا بتشكيلته يوم الثلاثاء بعد حلّ عقدة القوات، وتقديمها للرئيس عون ووضع الكرة في ملعبه، فإما أن يرفضها، أو يوافق عليها، أو يتنازل من حصته لصالح سنة 8 آذار. فتنجز المراسيم وتحال إلى المجلس النيابي لنيل الثقة. بمعزل عن كل هذه التفاصيل، الحكومة ستتشكل عاجلاً أم آجلاً. والحقيقة الأبرز في هذا المسار أن حزب الله حقق انتصاراً مدوياً، بالإضافة إلى نجاح التيار الوطني الحرّ بتكريس أعراف لن يكون من السهل العودة عنها مستقبلاً، فيما الحريري يكون قد ربح تجديد تحالفه مع عون.. وكرسي يستعد للتخلّي عن الغالي والثمين في سبيله، ومن أجل ألا يجلس أي شخص غيره عليه.

 

نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش: حزب الله لن يتخلى عن ثوابته في البيان الوزاري وعلى الطرف الاخر ان يقدم التسهيلات

وكالات/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش "أن الأولوية في الحكومة الجديدة وفي المرحلة المقبلة يجب أن تكون لاصلاح الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد والهدر ومعالجة المشكلات الحياتية للمواطنيين، كحل مشكلة الكهرباء والمياه والنفايات، ودعم القطاعات الاقتصاديّة المنتجة لا سيما قطاعات الزراعة والصناعة، اضافة الى العديد من الملفات السياسية والأساسية الأخرى سواء المرتبطة بالنازحين او باستخراج النفط والغاز، او بالعلاقة مع سوريا، او بالتصدي لصفقة القرن وللعقوبات الأميركية على لبنان، واذا لم تتمكن الحكومة من انطلاقة قوية وايجابية في هذه الملفات وغيرها فقد نشهد وضعا أكثر سوءا من الوضع الذي نحن فيه". وشدد الشيخ دعموش في احتفال تأبيني في بلدة المعيصرة، على "ان حزب الله لديه ثوابت لن يتخلى عنها في البيان الوزاري"، آملا "أن لا يضيع احد وقتا في نقاش ما اصبح من الثوابت، فالحكومة التي ستتشكل ينتظرها عمل كثير ولا مجال لتضييع المزيد من الوقت، ولذلك المطلوب بعد تشكيل الحكومة انجاز البيان الوزاري سريعا والتوجه نحو العمل"، معتبرا ان "على الحكومة الجديدة أن تبذل جهودا مضاعفة فتعمل بفاعلية أكبر وبمسؤولية وجدية للتعويض عن الفترة الماضية وتحقيق انجازات على الصعد المختلفة، من أجل اعادة كسب ثقة اللبنانيين الذين شعروا في الفترة الأخيرة بأن همومهم في مكان وهموم المسؤولين في مكان آخر".

واعتبر "ان المقاومة أقوى وأصلب من أن ينال منها أحد أو ان يضعفها شيء من هنا او مؤامرات من هناك، طالما أن ارادتها وعزمها وروحها مستمدة من إرادة وعزم وروح كربلاء". وقال: "نحن على ثقة تامة بأن مقاومتنا وأهلنا وبما يملكون من وعي وبصيرة وصبر وثبات سيفشلون مخططات العدو وكل محاولاته الجديدة كما أفشلوا كل المحاولات السابقة، وستبقى هذه المقاومة قوية وعزيزة ومقتدرة تحمي لبنان وتحافظ على حريته وسيادته واستقراره، وتساهم الى جانب كل الحريصين على الوطن في بنائه وازدهاره، ليبقى هذا البلد بلدا قويا وعزيزا وقادرا على مواجهة كل التحديات وكل المؤامرات والمخططات التي تستهدف أمنه وسلامه ووحدته واقتصاده وشعبه". وأضاف: "أمام الهموم الكبيرة التي يعيشها الناس في لبنان لا سيما على الصعيدين المعيشي والاقتصادي يصبح وجود حكومة جامعة ومتوازنة وقوية أمرا ملحا، ونحن نعرف بأن مسار التشكيل بات في مراحله الاخيرة وسنصل الى نتيجة في نهاية المطاف عاجلا أم آجلا"، مشيرا الى أن "حزب الله منذ البداية طالب بوضع معيار واضح ومحدد وكانت مطالبه واضحة منذ البداية ايضا، وقدمنا كل التسهيلات المطلوبة لولادة الحكومة، واليوم على الطرف الآخر ان يساعد نفسه ويقدم التسهيلات اللازمة من أجل الوصول الى نتيجة سريعة".

 

وفد نقابة الصحافة زار السفارة السعودية متضامنا وسفيرا الامارات والكويت أكدا الحرص على أفضل العلاقات البخاري: ما حصل لا يمثل اخلاقيات الإعلام

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - زار وفد من نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي مقر سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، تضامنا مع المملكة واستنكارا لما ورد في صحيفة "الديار"، وكان في استقبالهم القائم بأعمال السفارة الوزير المفوض وليد البخاري، والى جانبه سفيرا الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي والكويت عبد العال القناعي. بداية استنكر الكعكي ما حصل، ورأى أنه "يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية"، معبرا عن "استياء الجسم الصحافي والإعلامي اللبناني"، وقال: "لبنان هو بلد الحريات والثقافة والعلم والأخلاق، ولم أكن أتصور في يوم من الأيام ان نصل الى هذا الدرك وهذا الأسفاف". أضاف: "المملكة العربية السعودية منذ أن أسسها الملك عبد العزيز وأولاده وحتى اليوم، كانت دائما حاضنة للبنان ولم تتخل يوما عنه". وتابع: "بإسمي وبإسم زملائي في نقابة الصحافة، نعتذر اعتذارا شديدا من اكبر الى اصغر مسؤول في المملكة، ومنك يا سعادة السفير، والدولة اللبنانية بدءا من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة الى وزيري العدل والإعلام، قد أجمعت على رفض هذا الأمر. المهم هو متابعة هذا الموضوع والا ندعه يمر مرور الكرام كي يكون عبرة لمن اعتبر، فهناك حدود للكلمة وللحرية لم تراعها الديار، كما لم تراع المصلحة الوطنية اللبنانية".

القناعي

بدوره، رأى سفير الكويت ان "شارل أيوب لم يراع المصلحة الوطنية اللبنانية وأبسط اصول المصلحة الوطنية اللبنانية والشعب اللبناني، فالإعلام هو رسالة واخلاق وبناء، وهو ايضا كل مفردات اللغة الجميلة ومهمته ان يجمع بين الشعوب وبين الدول".

وقال: "المملكة العربية السعودية هي حاضن لكل العرب وللمسلمين، وتجاوز ابسط قواعد الأخلاق في اللغة التي استخدمت انما يدل على مستوى كاتبها وقائلها وهي لا تعيب الطرف الآخر بل الشخص نفسه، لذلك الرد من قبلكم جميعا هو مقدر ومشكور. ويجب ايضا ان ينطلق من الحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا قبل كل شيء والمثل يقول "اتق الحليم اذا غضب". يمكن للمرء ان يتجاوز مرة او اثنتين ولكن اذا تجاوز الأمر حده، فسيكون هنالك موقف واجراءات قد لا تتفق في الطبيعة مع ما نريده جميعا. لذلك نأمل ان يكون هناك حكمة ورقي واخلاق في تناول العلاقات مع الدول الشقيقة". أضاف: "هذه المحاولات لن تثمر الا مزيدا من التقارب بين المملكة العربية السعودية ولبنان الشقيق، ونحن ندرك ونعي بأن لبنان بقيادته وبشعبه وبإعلامه وببرلمانه وبكل مكوناته هو أشد حرصا منا جميعا على افضل العلاقات وارقاها وأوثقها مع دول الخليج ومع كافة الدول العربية. وأعتقد وأجزم بأن أصوات النشاز هذه لن تؤدي الا لمزيد من التقارب والتماسك والتعاضد في ما بيننا".

البخاري

من جهته، قال البخاري: "أثمن حضوركم، وهذه الوقفة الوطنية بوجود عميد السلك الديبلوماسي سعادة السفير القناعي مشكورا، وسعادة سفير الإمارات ونقيب الصحافة والأعضاء وكبار الإعلاميين اللبنانيين الشرفاء الذين يمثلون نهج الإعتدال والقيم الأخلاقية. ان ما حصل برأينا لا يمثل اخلاقيات الإعلام لا على مستوى المضمون ولا على مستوى الرسالة". أضاف: "تلقينا بالأمس سلسلة اتصالات من اعلاميين مؤيدين ممن لا يتفقون معنا بالرأي، وكان لهم موقف مشرف عكسوا فيه تطلعات الساحة الإعلامية اللبنانية التي ننظر إليها بكل تقدير. ووقفتكم اليوم تعبر عن هذا النفس وليست غريبة عليكم، ونثمنها عاليا. هناك اجراءات اتخذت، وأشكر فخامة الرئيس ميشال عون الذي اهتم شخصيا بهذا الأمر وكلف وزير العدل باتخاذ الإجراءات القضائية الفورية، وهذا ليس بغريب على فخامة الرئيس ممثل الإعتدال ومفهوم العدالة والقضاء اللبناني".

وتابع: "كذلك أثمن موقف الرئيس سعد الحريري الذي اهتم بالأمر شخصيا وكلف القضاة بمتابعة هذا الموضوع، ومواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ووزير الإعلام ملحم رياشي وكل من ساهم في استنكار هذا التصرف هو موضع تقدير منا. واعتبر ان ما صدر لا يمثل الا الصوت الشاذ، ولا يوجد شريف على المستوى السياسي والشعبي اللبناني وعلى المستوى الإعلامي يقبل بهذا الأسلوب وبهذا التخاطب تجاه دولة شقيقة". وأردف: "هناك خطوات ديبلوماسية ستتخذ ضد هذه الصحيفة وضد من يتطاول، ففي النهاية لن نسمح بأن يكون هناك اعلام غير مسؤول يعكر صفو العلاقة بين لبنان والمملكة الحريصة على امن واستقرار ودعم وازدهار لبنان. وكذلك اصحاب السعادة السفراء كلهم يشاركوننا هذا الموقف السياسي، ولن تثمر هذه المحاولات الا مزيدا من التقارب".

الشامسي

أما السفير الاماراتي، فقال: "نحن بعثات ديبلوماسية في بلد فيه قضاء وقانون وحكومة ورئيس ومجلس نيابي، ولا يجوز في حال حصول أمر ما ان نبدأ نحن بالإتصالات والتحرك والسعي. قبل شهر او شهرين كان المستهدف صاحب السمو امير الكويت، واليوم المستهدف هو صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، ونحن نعرف من الممول والساعي ولكن المفروض ان يكون هناك رادع واجراءات قانونية من قبل لبنان. نحن سنتابع هذا الموضوع مثلما تابعنا قضية سالم زهران لنرى اين سنصل، ولكن من لديه رخصة في دولنا لموقع او لجريدة يخضع للعقوبات اذا أساء الإستخدام، ويجب ان يكون هناك قوانين رادعة في الدولة اللبنانية ومعايير، وعلى وزارة الإعلام ان تتحرك مع النائب العام".

 

رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل وصل الى موسكو تلبية لدعوة رسمية

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - وصل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الى موسكو,، تلبية لدعوة رسمية تلقاها للمشاركة بعيد الوحدة الوطنية الروسية الذي يحتفل فيه في الكرملين، على ان يكون له سلسلة لقاءات يعقدها في وزارة الخارجية ومجلس الدوما والبطريركية الارثوذكسية. ويرافق الجميل في زيارته وفد كتائبي يضم نائب الرئيس الدكتور سليم الصايغ، النائب الياس حنكش، النائب السابق فادي الهبر وعضو المكتب السياسي الكتائبي الدكتور فادي عردو.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

باكستان تلغي حكما بالإعدام على مسيحية أدينت بالتجديف بالنبي محمد

وكالات/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/ألغت المحكمة العليا في باكستان اليوم حكما بالإعدام صدر بحق امرأة مسيحية أدينت بتهمة التجديف بالنبي محمد، وأمرت بإطلاق سراحها إذا لم تكن ملاحقة بجرائم أخرى. وفي التفاصيل، ألغى كبير قضاة المحكمة العليا الباكستانية ثاقب نصار الحكم بالإعدام الصادر عام 2010 عن محكمة لاهور العليا، بحق السيدة آسيا بيبي وهي أم لخمسة أطفال. وأثارت هذه القضية غضب المسيحيين في جميع أنحاء العالم وأصبحت مصدرا للانقسام داخل باكستان حيث اغتيل سياسيان سعيا لمساعدتها في تجنب حكم الإعدام. وحكم على بيبي بالإعدام، إثر شجار مع سيدة مسلمة حول كوب ماء، واتهمتها الأخيرة بشتم الدين والنبي محمد.

 

واشنطن تطالب بوقف الصواريخ الحوثية لحماية المدنيين في اليمن

واشنطن: «الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/أكدت الخارجية الأميركية اليوم (الأربعاء)، دعم الولايات المتحدة لموقف السعودية ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تطلقها ميليشيا الحوثي من اليمن. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان: "ينبغي أن تكف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عن تنفيذ ضربات صاروخية ضد السعودية والإمارات"، مشيراً إلى تأييد واشنطن لجهود تحالف دعم الشرعية في اليمن الرامية لحماية المناطق المأهولة بالسكان. وتوافق بيان الخارجية الأميركي أيضاً مع أهداف التحالف لإنهاء القتال في اليمن من خلال التوصل إلى حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، إذ جدد البيان الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية، وهو ما دأبت ميليشيا الحوثي على خرقه عبر اعتداءاتها وانتهاكاتها المتكررة لوقف إطلاق النار. وأكدت الإدارة الأميركية في وقت سابق للكونغرس الأميركي، اتخاذ التحالف للإجراءات اللازمة لتفادي سقوط الضحايا المدنيين. إذ تستهدف الضربات الجوية التي ينفذها التحالف، تحركات ميليشات الحوثي ومنصات إطلاق الصواريخ في المناطق الحدودية والمناطق التي تقع خارج النطاق السكني في المدن اليمنية، بينما تقتصر العمليات المحدودة والدقيقة داخل النطاق السكاني على الأهداف الاستراتيجية. كما يلتزم التحالف بإحالة الحالات التي يظهر فيه سقوط ضحايا مدنيين، إلى فريق تقييم الحوادث المشترك للتحقيق فيها ومحاسبة المتسببين وتعويض المتضررين، وذلك في الوقت الذي تستخدم ميليشيا الحوثي الأعيان المدنية والدروع البشرية في عملياتها، وهو الأمر الذي أطال أمد الأزمة.

 

معركة الوزراء الثمانية تربك المشهد السياسي العراقي/خلاف شيعي حول «الداخلية» وسنّي على «الدفاع» وكردي بشأن 3 حقائب

بغداد: حمزة مصطفى الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/انتهت زيارة الأربعين إلى مرقد الإمام الحسين في كربلاء أمس، وعادت الطرق التي قطعت منذ نحو أسبوع إلى الانفتاح. ومثل كل عام؛ يشارك عادل عبد المهدي الزوار مسيرتهم إلى كربلاء مشياً على الأقدام، وطوال الطريق يحرص على تقديم خدماته إلى الزوار مثلما تظهر ذلك شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي. التعليقات تتراوح بين أقصى حدود الإشادة بمسؤول كبير، والسخرية من ممارسة يقوم بها عبد المهدي وسواه من قادة العراق الشيعة لا يرى فيها المواطن فائدة؛ إلا على مستوى الدعاية. هذا العام كان وضع عبد المهدي مختلفاً؛ فهو اليوم رئيس الوزراء المهموم جداً بسبب ما تواجهه حكومته وهي في أسبوعها الأول من تحديات؛ فهو لم يتمكن إلا من تمرير 14 وزيرا من بين 22 وزيرا، وفيما يتعين عليه الانتهاء من شغل الحقائب الثمانية الباقية الأسبوع المقبل لتقديمها إلى البرلمان بحلول 6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فإن الخلافات سواء فيما بين الكتل السياسية أو الرأي العام، بدأت تستعر بشأن وزراء نالوا الثقة، مثل وزير الاتصالات نعيم الربيعي، بسبب ما يقال عن شموله بإجراءات المساءلة والعدالة طبقا لوثيقة يتم تداولها، ووزير الشباب والرياضة أحمد العبيدي الذي، وإن نفى التهم الموجه إليه لجهة توجهات طائفية، لا يزال يواجه سيلاً من موجات النقد. بالنسبة للربيعي، فإن هناك من بين النواب من بات يطرح مسألة سحب الثقة عنه فيما لم تكمل الحكومة شهرها الأول.

الوزراء الثمانية الذين يتعين على رئيس الوزراء تقديمهم الأسبوع المقبل إلى البرلمان لنيل الثقة بعضهم ليس أفضل حالا ممن تم التصويت عليهم. ففيما لا يزال الوسط الأدبي والفني يرفض تولي مرشح كتلة «العصائب» حسن الربيعي، مع أنه يحمل دكتوراه في علم الاجتماع، حقيبة الثقافة لأنه لا ينتمي إلى الوسط الثقافي، فإن المرشحة لوزارة العدل أسماء صادق ليست بأفضل حالا منه... فبالإضافة إلى صغر سنها (تخرجت في كلية القانون عام 2005)، فإنها من المكون المسيحي، بينما وزارة العدل تحتاج إلى قاض متخصص وكبير في السن، فضلا عن أن معظم القوانين التي هي من مسؤولية الوزارة، قوانين إسلامية. كردياً، باستثناء وزارة سيادية واحدة هي وزارة المالية حسمت للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني حيث تولاها المرشح السابق لرئاسة الجمهورية فؤاد حسين، فإن الوزارات الثلاث الباقية لا تزال تدور بشأنها معركة بين «الديمقراطي الكردستاني» وحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، على أثر رفض بارزاني منح غريمه اليوم وشريكه الاستراتيجي السابق «الاتحاد الوطني»، إحدى هذه الوزارات بناء على الاستحقاق الانتخابي أولا، وكون «الاتحاد الوطني» استنفد نقاطه بعد نيل مرشحه برهم صالح منصب رئيس الجمهورية.

لكن المعركة الكبرى هي التي تدور بشأن مرشحي وزارتي الدفاع والداخلية. وفي هذا السياق، أكد مصدر سياسي مطلع أن «الخلاف بين الشيعة، لا سيما كتلتي؛ (الفتح) بزعامة هادي العامري، و(سائرون) بزعامة مقتدى الصدر، لا يزال قائما بشأن المرشح لحقيبة الداخلية فالح الفياض رئيس (هيئة الحشد الشعبي) ورئيس جهاز الأمن الوطني السابق»، مبينا أن «(سائرون) لا تزال تضع فيتو على الفياض، بينما (الفتح) من جانبها تصر عليه لأنها لا ترى سببا مقنعا خلف رفض السيد الصدر للفياض».

وفي حين تجنب المصدر السياسي في حديث لـ«الشرق الأوسط» الخوض في تفاصيل الخلاف السني حول المرشح لحقيبة الدفاع، فقد أكد أنه «في حال لم يحصل اتفاق أو توافق خلال الأيام المتبقية حتى موعد 6 نوفمبر المقبل، فإن كلاً من الكتلتين سوف تذهب إلى البرلمان بمرشحين اثنين لغرض طرحهما للتصويت داخل البرلمان». وردا على سؤال عما إذا كان هذا الإجراء سوف يظهر إلى العلن الخلاف الذي يبدو صامتا الآن بين أهم حليفين شيعيين حاليا، وهما «الفتح» و«سائرون»، أكد المصدر السياسي أنه «لا يعرف تداعيات ذلك، ولكن (الفتح) لا يزال يطلب تفسيرا مقنعا لرفض الفياض وهو مقبول من كل الكتل تقريبا». سنياً، وطبقا للنائب عن «المحور الوطني» أحمد الجربا في حديث لـ«الشرق الأوسط»، فإن «هناك مرشحين لمنصب وزير الدفاع؛ هما هشام الدراجي وهو مرشحنا في (المحور الوطني)، وفيصل الجربا الذي يريد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي طرحه مرشحا لـ(ائتلاف الوطنية) بزعامة إياد علاوي ومن معه من القوى السنية مثل صالح المطلك وسليم الجبوري»، مبينا أن «هذا الخلاف لم يحسم بعد داخل الكتل السنية». ويرى الجربا أن «المشكلة أن عبد المهدي ينوي، مثلما صرح هو قبل أيام، إعادة طرح الأسماء نفسها التي على بعضها خلافات»، مبينا أنه «في حال كان مترددا مثل عرض الأسماء الأولى، فإنه سيواجه انتكاسة ثانية، وفي حال استمرت هذه الانتكاسات التي قوامها التردد وعدم مقاومة ضغوط الكتل، فإن من المشكوك فيه أن يكمل الدكتور عادل عبد المهدي فترة الأربع سنوات التي هي سنوات مملوءة بالتحدي». وفيما بين أن «الرجل لم يكن حرا بعكس ما أشيع عن منحه الحرية الكاملة، فإن الحل الوحيد أمامه هو أن يكون حازما لأنه مدعوم بقوة من قبل الشعب العراقي الذي يريد حكومة قوية وقادرة على التغيير».

 

قتيل وجرحى بتفجير في مقر الأمن الفيدرالي شمال روسيا

موسكو: « الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/أعلنت سلطات مقاطعة أرخانغلسك شمال غربي روسيا مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين جراء انفجار دوى اليوم (الأربعاء) عند مدخل مقر هيئة الأمن الفيدرالي في مركز المقاطعة. ووصف محافظ أرخانغلسك إيغور أورلوف الحادث للصحافيين بأنه عمل إجرامي، مضيفاً أن أجهزة الأمن تعمل على تحديد نوع العبوة المتفجرة التي استخدمت، وتتخذ الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات الحادث. وأشار أورلوف إلى أن سلطات المقاطعة عززت الإجراءات الأمنية في مقرات الأمن والمؤسسات العامة بمدينة أرخانغلسك على خلفية الحادث. من جانبه، أعلن المركز الإعلامي للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن ضحية الحادث هو منفذ التفجير، موضحاً أنه دخل المبنى وأخرج من كيس كان يحمله شيئا مجهولا انفجر بعد قليل بين يديه. وتابعت اللجنة أن الجرحى الثلاثة، وهم من عناصر هيئة الأمن الفيدرالية، تعرضوا لإصابات مختلفة الخطورة وتم نقلهم إلى المستشفى.

 

25 قتيلاً بتحطم مروحية للجيش الأفغاني

كابل: « الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/قال مسؤولون إقليميون إن مروحية تابعة للجيش الأفغاني سقطت في جنوب غربي أفغانستان اليوم (الأربعاء) مما أسفر عن مقتل أفراد الطاقم والركاب وعددهم 25 شخصاً. وقال ناصر مهري، المتحدث باسم حاكم إقليم فراه بغرب أفغانستان، إن مروحيتين عسكريتين كانتا في الطريق إلى إقليم هرات المجاور عندما خرجت إحداهما عن السيطرة.  وأضاف أن الطائرة تحطمت وسط ظروف جوية سيئة. ومن ناحيته، قال متحدث باسم حركة طالبان إن مسلحي الحركة أسقطوا الطائرة.

 

ترمب يزور كنيس «شجرة الحياة» في بيتسبرغ وسط تظاهرات طالبته بإعلان رفضه للقومية البيضاء

الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/زار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم أمس (الثلاثاء)، كنيس "شجرة الحياة" في بيتسبرغ بعد ثلاثة أيام على الهجوم الدامي الذي أودى بحياة 11 شخصاً، في الوقت الذي تظاهر فيه أكثر من 1500 شخص في مكان قريب للتعبير عن عدم ترحيبهم بترمب. وتجمع المتظاهرون وهم يحملون لافتات كتب عليها "رئيس الكراهية إرحل عن ولايتنا" و"ترمب، أعلن رفضك للقومية البيضاء الآن". ورافقت ترمب في زيارته زوجته ميلانيا إضافة إلى ابنته ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر وهما يهوديان، وتقدم ترمب وميلانيا أولا من نصب تذكارية بيضاء على شكل نجوم أمام الكنيس تكريماً للضحايا، حيث وضعا وردة بيضاء وقطعة حصى عند كل نصب يمثل احد الضحايا. وأضاء الجميع الشموع داخل الكنيس، في الوقت الذي كان يمكن فيه سماع بعض هتافات المتظاهرين في الخارج. وجاءت الزيارة المثيرة للجدل بعد الجنازة الأولى لمجموعة من ضحايا الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث على خلفية معاداة السامية. كما تزامنت زيارة الرئيس إلى بنسلفانيا مع تصاعد الخلاف حول ما إذا كان خطابه العنيف في الحملات الانتخابية وتغريداته قد ساعدت على تأجيج التطرف قبيل الانتخابات النصفية الأسبوع المقبل. ويواجه مطلق النار روبرت باورز أكثر من عشرين تهمة تتعلق بسفك الدماء في الكنيس الذي يقع في حي سكويرل هيل اليهودي في المدينة. وذكرت تقارير أن الرجل البالغ 46 عاماً، قال للشرطة بعد القبض عليه "أريد فقط أن أقتل اليهود"، بعد أن ادعى في كتابات على وسائل التواصل الاجتماعي أن اليهود يساعدون في نقل قوافل اللاجئين من أميركا الوسطى إلى الولايات المتحدة، واصفا المهاجرين بأنهم "غزاة".

 

عباس: سننفذ قرارات المجلس المركزي «بعقلانية» ومن دون «خطوات مدمرة»بعد ترؤسه الاجتماع الأول للجنة المكلفة تنفيذها في رام الله

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن قرارات المجلس المركزي الأخيرة، اتخذت بهدف مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية. وأضاف خلال ترؤسه الاجتماع الأول للجنة الوطنية العليا المكلفة تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني: «نجتمع اليوم لمتابعة تنفيذ القرارات والقضايا كافة التي أوكلت إلينا من قبل المجلس». وقال إن «المهمة صعبة في ظل الوضع الأصعب والأخطر، ولكن لدينا الإرادة لننفذ كل القرارات بكل العقلانية والاحترام». وكان المجلس المركزي الفلسطيني قرر إنهاء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية كافة، تجاه اتفاقاتها مع سلطة الاحتلال (إسرائيل)، بما يشمل تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما قرر المجلس المركزي، وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة، والانفكاك الاقتصادي، باعتبار أن المرحلة الانتقالية، وضمنها اتفاق باريس، لم تعد قائمة، وعلى أساس تحديد ركائز وخطوات عملية للاستمرار في عملية الانتقال من مرحلة السلطة إلى تجسيد استقلال الدولة ذات السيادة.

وخول المجلس المركزي الرئيس محمود عباس واللجنة التنفيذية، متابعة تنفيذ ذلك وضمان تنفيذه. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن تنفيذ القرارات سيكون بالتدرج وليس مباشرة. وأضافت: «الاقتراحات على الطاولة الآن ليس الانسحاب مباشرة من اتفاق أوسلو، وإنما التفكك من التزاماته كما تفعل إسرائيل». وتابعت: «نناقش الآن خطة قد تمتد لعام أو أكثر من أجل تطبيق القرارات». وأردف عباس: «نريد خطة معقولة مع دراسة تبعات كل قرار وقدرتنا على التعامل معه، وليس اتخاذ خطوات مدمرة». ويفترض باللجنة التي ترأسها عباس فورا بعد يوم من اجتماع المركزي، وضع خطة كاملة لتنفيذ هذه القرارات، التي اتخذت أكثر من مرة، ووجد الفلسطينيون صعوبة في تطبيقها. وتناقش اللجنة قرارات تتعلق بوقف الاتصالات الأمنية وتبادل المعلومات مع إسرائيل، وتعديل اتفاق باريس الاقتصادي نحو التخلص من التبعية لإسرائيل، ومقاطعة منتجات الاحتلال، ومحاولة الاستقلال في الشؤون المدنية، مثل تسجيل وتسوية الأراضي العامة والخاصة والوقفية، وتشكيل سجل سكاني ومدني مستقل.

وتبحث اللجنة في كيفية استثمار ذلك لتجسيد دولة فلسطينية على الأرض في المستقبل، كما تبحث طبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة، بما يشمل وقف الالتزامات بالاتفاقات الأمنية، ما دامت لم تتراجع واشنطن عن قرارات سابقة ضد المنظمة والسلطة والفلسطينيين، والاستمرار في الانضمام إلى الوكالات والمؤسسات والهيئات الدولية، من دون الأخذ في الاعتبار موقف الولايات المتحدة. وكان المجلس المركزي قد اعتبر الإدارة الأميركية شريكاً لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وجزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل، مؤكدا استمرار قطع العلاقات والاتصالات مع الإدارة الأميركية لحين تراجعها عن قراراتها غير القانونية بشأن القدس واللاجئين والاستيطان، والموقف من منظمة التحرير الفلسطينية. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات إن «اللجنة الوطنية العليا ستبدأ بتنفيذ كل القرارات من دون استثناء في كل المجالات، لكن بشكل تدريجي» مضيفا: «لن يكون هناك قفز في الهواء لأن المسائل لا تتعلق بشعارات». وأضاف: «هناك تسعة وستون مجالا في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، نتج عنها ثمانية اتفاقات موقعة مع إسرائيل منذ عام 1993 وحتى عام 1999. واللجنة التي كلفت ستأخذ بعين الاعتبار كل هذه المجالات والنقاط». ويتحدث عريقات عن اتفاقات سياسية وأخرى تنفيذية. ويؤكد حديث عريقات التروي في تنفيذ القرارات المتشددة، التي أكدها المجلس المركزي، ويعتقد أن تطبيقها قد يكلف الفلسطينيين كثيرا على الأرض. وقال عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: «سنأخذ خطوات مدروسة بلا شك». وفي الوقت الذي صعد فيه المركزي بشأن العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة، تجنب حسم المسائل الحساسة في الشأن الداخلي، فلم يقرر حل المجلس التشريعي الذي تشكل حماس أغلبيته، وقف تمويل قطاع غزة. وكانت العلاقة مع حماس، بما في ذلك مطالبة المجلس الثوري لحركة فتح بحل المجلس التشريعي على طاولة المركزي. واتفق الأعضاء على أن التشريعي إنجاز فلسطيني لا يمكن هدمه.

لكن المجلس المركزي حمل حركة حماس المسؤولية الكاملة عن عدم الالتزام بتنفيذ جميع الاتفاقات التي تم التوقيع عليها وإفشالها، وكان آخرها اتفاق 12/ 10/ 2017، الذي صادقت عليه الفصائل الفلسطينية كافة في 22/ 11/ 2017، ويؤكد «التزامنا بتنفيذ هذه الاتفاقات بشكل تام بالرعاية الكريمة للأشقاء في مصر». كما أكد المجلس رفضه الكامل للمشروعات المشبوهة الهادفة إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، بما فيها عاصمتنا الأبدية القدس الشرقية، على اعتبار ذلك جزءا من صفقة القرن.

وأعاد المجلس المركزي التأكيد على أن التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية وطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كما جرى خلال المفاوضات غير المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية عام 2014 وليس عملاً فصائلياً، وفقاً للمبادرة والرعاية المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكد المركزي أن معالجة الوضع في قطاع غزة من مختلف جوانبه، ينطلق من المعالجة السياسية بإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية، ورفض ما يطرح تحت اسم مشروعات إنسانية وموانئ ومطارات خارج حدود دولة فلسطين.  وقال عريقات، إن القيادة تسعى للحفاظ على قطاع غزة منبت الوطنية الفلسطينية، كجزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية، إلا أن الأسلوب المستخدم من قبل حركة حماس يدل على أنها باتجاه الفصل. وطالب عريقات حركة حماس بتنفيذ اتفاق القاهرة الذي تم التوقيع عليه العام الماضي، مشددا على أن نقطة ارتكاز الرئيس الأميركي ترمب وهدفه الآن، هو فصل الضفة عن قطاع غزة تنفيذا لصفقة القرن. وأشار عريقات إلى أن المسائل لا تتعلق بالشعارات الزائفة التي تطلقها حماس، والأكاذيب والتشويش والاتهامات واستخدام الدين والمقاومة، مشددا على أن استمرار الانقسام أدى إلى اعتقاد إدارتي ترمب ونتنياهو، بأنه آن الأوان لتدمير إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة. لكن حماس لم تر في قرارات المركزي سوى فرقعات إعلامية، بحسب تصريح الناطق باسمها سامي أبو زهري، الذي قال إن «قرارات مجلس عباس الانفصالي ضد الاحتلال شكلية، وهي مجرد فرقعات إعلامية تهدف إلى التغطية على جرائم عباس المستمرة ضد غزة». واتهمت حماس وفصائل أخرى المركزي بإعادة إنتاج قرارات سابقة، كانت دورات المجلس الوطني والمجالس المركزية قد اتخذتها، متهمة القيادة الرسمية بتعطيل تنفيذ هذه القرارات. وكانت حماس وصفت المجلس المركزي بأنه غير شرعي وانفصالي وهزلي، وأكدت أنها لا تعترف بمخرجاته.

وفي الجانب الإسرائيلي، وصف أحد وزراء حكومة نتنياهو قرار تعليق الاعتراف بإسرائيل، وتجميد التنسيق الأمني معها، بأنه «توجه يبعث على القلق». وقد اتهم وزير المالية موشي كحلون، السلطة الفلسطينية بـ«تعقيد الوضع في غزة، وتجويع سكان القطاع، ومحاولة جر إسرائيل إلى حرب لا داعي لها». وشدد كحلون في حديث إذاعي، على أن السلطة الفلسطينية «ترتكب خطأ جسيما، عبر التطرف في نشاطاتها».

 

الوفد الأميركي يعد حلفاءه في اجتماع لندن بـ«إجراءات عقابية» ضد دمشق

بوتين رفض «هدنة دائمة» في إدلب واستعجال اللجنة الدستورية... وماكرون مستعد للمساهمة في «إعمار البنية التحتية الإنسانية»

لندن: إبراهيم حميدي الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/استطاع الوفد الأميركي، برئاسة المبعوث الجديد إلى سوريا جيمس جيفري، شد مواقف ممثلي دول «المجموعة الصغيرة» الغربية - العربية خلال اجتماعهم في لندن، وسط توقعات بتقديم واشنطن «حزمة من الإجراءات»، بينها عقوبات ضد دمشق بالتزامن مع حذر إزاء حدود التصعيد الأميركي إلى ما بعد مرور لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في باريس في 11 نوفمبر (تشرين الثاني). قد يكون لقاء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، الأربعاء الماضي، محطة أساسية، إذ إن المعلم أبلغ بوضوح ضيفه أن موضوع تشكيل اللجنة الدستورية أمر سيادي، وأن دمشق تريد ثلثي اللجنة ورئاستها، وأن تعقد اجتماعاتها في العاصمة السورية، وأنها لم توافق على البيان النهائي لمؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، الذي تضمن عمليات تشكيل اللجنة في جنيف ومن قبل المبعوث الدولي. كان هذا بمثابة رد على دعوة واشنطن وحلفائها، دي ميستورا، لتشكيل اللجنة من قائمتي الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، وعقد اجتماعاتها في جنيف قبل نهاية أكتوبر (تشرين الأول) أو قبل نهاية نوفمبر. المفاجأة حصلت خلال القمة الروسية - الألمانية - التركية - الفرنسية في إسطنبول، السبت الماضي، عندما قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه لا يستطيع الضغط على دمشق لتشكيل اللجنة الدستورية، باعتبار أن هذا «أمر سيادي». وتزامن ذلك مع تبلغ رئيس «الهيئة التفاوضية السورية» المعارضة نصر الحريري من الجانب الروسي في موسكو أن «شريكنا السوري صعب، ويجب الصبر علينا لإقناعه بالتحرك».

وبعد مفاوضات ماراثونية خلال القمة الرباعية التي استمرت خمس ساعات، «تنازل» الرئيس بوتين بأنه وافق على العمل على تشكيل اللجنة الدستورية «قبل نهاية العام»، وليس نهاية الشهر الحالي أو الذي يليه. لكنه لم يقدم وعداً ملزماً إزاء النقطة الثانية على جدول الأعمال، وهي إعلان «هدنة دائمة في إدلب» بموجب طلبات الرئيسين رجب طيب إردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ونقل ممثلا فرنسا وألمانيا في اجتماع «المجموعة الصغيرة»، التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية ومصر والأردن في لندن، الاثنين، أن القمة الرباعية نجحت في تحقيق أمرين: تشكيل اللجنة الدستورية، وبقاء الوضع في إدلب على ما هو عليه. لكنهما، بحسب معلومات لـ«الشرق الأوسط»، لم يشرحا تفصيلاً المرونة التي قدمت في القمة إزاء المساعدات الإنسانية والإعمار، أن الرئيس الفرنسي وافق على المساهمة في «البنية التحتية الإنسانية التي تشمل الكهرباء والمياه» في سوريا.

يبتعد هذا الموقف عن واشنطن التي وضعت مبادئ محددة ملزمة لشركائها، للمساهمة في إعمار سوريا، بينها تحقيق الانتقال السياسي. وعُلم أن السفير جيفري كرر موقف بلاده، ذلك أنه أبلغ محاوريه في لندن أن الموقف الأميركي بات أكثر انسجاماً من السابق، ويتضمن وحدة المؤسسات الأميركية وراءه، وأنه يتضمن البقاء عسكرياً شرق سوريا، والإصرار على المحاسبة والمساءلة، وتنفيذ عملية سياسية تتضمن «انتقالاً سياسياً» بموجب القرار 2254، إضافة إلى خروج إيران وميلشياتها من سوريا.  وبعدما قال جيفري هذه المواقف، كرر ممثلو الدول المشاركة مواقف صلبة، وتنويههم بموقف «هيئة التفاوض» المعارضة وتجاوبها مع مقترحات الأمم المتحدة، إضافة إلى التأكيد على التمسك بتنفيذ القرار 2254 لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ودعم موقف الأمم المتحدة في تشكيل لجنة دستورية برعاية الأمم المتحدة ومعاييرها، و«رفض إعطاء شرعية للجنة دستورية لا تمتلك هذه المقومات»، بحسب قول أحد الممثلين، الذي شكك بـ«نيات ورغبات موسكو واحتمال عملها على شراء الوقت».

وفي ضوء مأسسة الموقف الأميركي، أبلغ مسؤولون أميركيون محاوريهم في العاصمة البريطانية أن المرحلة المقبلة ستشهد «حزمة إجراءات ضد دمشق»، بينها عقوبات على رجال أعمال ومؤسسات في الحكومة السورية واستعراض عسكري شرق سوريا، إضافة إلى قيام وفد أميركي بالذهاب إلى عمان للتأكد من التزام الحكومة الأردنية بقائمة العقوبات المفروضة على دمشق ومؤسساتها بعدما تم فتح معبر نصيب. لكن المسؤولين الأميركيين نصحوا بـ«الحذر» إزاء المرحلة المقبلة بسبب ثلاثة أمور: الأول، توقع قيام دمشق وحلفائها باختبارات عسكرية وتحريك العشائر ضد حلفاء واشنطن واحتمال تعرض الجيش الأميركي لخسائر بشرية تضغط على ترمب للانسحاب. الثاني، قيام أنقرة بالضغط على الأكراد شرق الفرات، خصوصاً بعد حصولها على غطاء في القمة الرباعية بـ«رفض أي أجندة انفصالية» في سوريا، مع أن واشنطن تسعى إلى التفاهم مع أنقرة إزاء ترتيبات مقبولة انطلاقاً من تجربة التعاون في منبج. الثالث، نتائج لقاء ترمب - بوتين واحتمال إبداء الرئيس الأميركي «مرونة غير متوقعة»، وعلى عكس نتائج قمة هلسنكي منتصف يوليو (تموز)، التي أظهرت عدم رغبة الكرملين بالضغط على إيران في سوريا.

 

 إسرائيل تقر باستهداف أطفال فلسطينيين بـ«الخطأ»

تل أبيب الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/قال الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء)، إنه لم يكن يعلم أن إحدى غاراته على غزة استهدفت أطفالاً، مدافعاً بذلك عن نفسه من الاتهامات التي وجهت إليه بعد مقتل ثلاثة فتية في ضربة جوية في القطاع. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه استهدف بـ«الخطأ» الفتية الثلاثة، الذين تبلغ أعمارهم بين 13 و14 عاماً، حسب وزارة الصحة في غزة، وأنه اعتقد أنهم كانوا يزرعون قنبلة بالقرب من السياج الفاصل بين إسرائيل والقطاع. وقال في بيان إن «الجنود رصدوا مجموعة من ثلاثة مشبوهين يقتربون بوضع القرفصاء وبما يثير الشكوك، من الحدود مستفيدين من الظلام»، موضحاً أنهم ضبطوا بينما كانوا «يخربون السياج ويحفرون». وتابع الجيش الإسرائيلي أن «الثلاثة كانوا يتحركون بالطريقة نفسها التي سجلت في حوادث سابقة قام خلالها أشخاص بوضع عبوات ناسفة في المكان نفسه». وأضاف أنه قام قبل أن يوجه الضربة الجوية «بإطلاق عيارات تحذيرية باتجاههم لكنهم لم يستجيبوا». وأكد أن العسكريين «لم يتبين لهم أنهم فتية». وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت الأحد مقتل «ثلاثة أطفال» من وادي السلقا في «قصف جوي إسرائيلي»، هم: خالد بسام محمود أبو سعيد (14 عاماً) وعبد الحميد محمد أبو ظاهر (13 عاماً) ومحمد إبراهيم عبد الله السطري (13 عاماً). واتهم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إسرائيل بـ«الاستخدام المفرط للقوة» بعد مقتل الفتية الثلاثة الذين قال إن أعمارهم تتراوح بين 14 و15 عاماً وتم تشييعهم الاثنين. وقال المركز الفلسطيني إن تحقيقاته كشفت أن الأطفال الثلاثة «اقتربوا من السياج الفاصل مع إسرائيل شرق قرية وادي السلقا وشرق مدينة دير البلح، في محاولة يبدو أنها تسلل»، موضحا أن «طائرة إسرائيلية من دون طيار أطلقت صاروخا» باتجاههم أسفر عن مقتلهم. وأوضح أن «الأطفال الثلاثة كانوا مدنيين وغير مسلحين»، بينما نقل عن مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين انتشلوا جثث الأطفال، أنه «لم يكن بحوزتهم أي شيء». ووصف المركز العملية بأنها «جريمة جديدة من الجرائم الناجمة عن الاستخدام المفرط للقوة».

 

 قتيل وجرحى بتفجير في مقر الأمن الفيدرالي شمال روسيا

موسكو الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/أعلنت سلطات مقاطعة أرخانغلسك شمال غربي روسيا مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين جراء انفجار دوى اليوم (الأربعاء) عند مدخل مقر هيئة الأمن الفيدرالي في مركز المقاطعة. ووصف محافظ أرخانغلسك إيغور أورلوف الحادث للصحافيين بأنه عمل إجرامي، مضيفاً أن أجهزة الأمن تعمل على تحديد نوع العبوة المتفجرة التي استخدمت، وتتخذ الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات الحادث. وأشار أورلوف إلى أن سلطات المقاطعة عززت الإجراءات الأمنية في مقرات الأمن والمؤسسات العامة بمدينة أرخانغلسك على خلفية الحادث. من جانبه، أعلن المركز الإعلامي للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن ضحية الحادث هو منفذ التفجير، موضحاً أنه دخل المبنى وأخرج من كيس كان يحمله شيئا مجهولا انفجر بعد قليل بين يديه. وتابعت اللجنة أن الجرحى الثلاثة، وهم من عناصر هيئة الأمن الفيدرالية، تعرضوا لإصابات مختلفة الخطورة وتم نقلهم إلى المستشفى.

 

روسيا تبرم أكبر صفقة عسكرية بالروبل متخلية عن الدولار

موسكو الشرق الأوسط/الأربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٨/أعلنت روسيا اليوم (الأربعاء) أنها أبرمت أكبر صفقة توريد أسلحة في تاريخها بالروبل، متخلية بذلك عن العملة الأميركية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف قوله إن العقد الذي وقعته روسيا مع الهند لتزويدها بمنظومة الدفاع الجوي الصاروخية «إس 400» قد أبرم بالعملة الروسية. ووقعت موسكو ونيودلهي خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الهند، مطلع الشهر الحالي، على عقد بأكثر من 5 مليارات دولار لتوريد 5 كتائب من المنظومة الدفاعية. وأعلنت روسيا مؤخراً عزمها التوجه للاعتماد على العملة المحلية والتخلي عن الدولار في تعاملاتها التجارية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 حزب الله والحكومة: نزع آخر أوراق 14 آذار

هيام القصيفي/الأخبار/31 تشرين الأول 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/68518/%D9%87%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%86%D8%B2%D8%B9-%D8%A2%D8%AE%D8%B1/

لا تشبه النسخة الجديدة المفترضة، الحكومة المستقيلة، لأن متغيراتها تفرض نفسها، من الناحية السياسية، لتعيد التذكير برجحان كفة الميزان نحو فريق 8 آذار وحلفائه، ولو تحت اسم حكومة جامعة.

منذ أن صيغت التسوية الرئاسية، وعاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت رئيساً للحكومة، انسحب الضغط الكلامي من جانب القوى المنضوية تحت سقف التسوية، ضد حزب الله من الواجهة السياسية والإعلامية. ومنذ أشهر طويلة لم يعد الكلام عن سلاح حزب الله ولا عن دوره في سوريا ولا عن حضور الحزب في القضايا الإقليمية متقدماً في النقاش السياسي. في المقابل، ظلت قلة سياسية معدودة، من خارج الحكم تجهر بخصومتها للحزب، وتعبّر عن رأيها صراحة بعدائها له.

لكن تعامل حزب الله مع تشكيل الحكومة، في الشكل الذي تبلور في الأيام الأخيرة، أعاد تسليط الضوء على موقع الحزب اليوم في المعادلة المحلية وما يقبل عليه الوضع الحكومي، والداخلي عموماً، انطلاقاً من أداء الحزب تجاه العقد الحكومية، وصولاً إلى إصراره على تمثيل سنّة قوى 8 آذار في الحكومة.

فمع تطور موقف حزب الله، إلى إعلان رسمي ومن دون مواربة عن ضرورة تمثيل الكتلة السنية النيابية، كان الحزب بحسب سياسيين من غير المعارضين المعروفين للحزب، يشهر آخر أسلحته بتطويق الحريري وبانتزاع الورقة الأخيرة من مشروع 14 آذار وإنهائه بطريقة تدريجية. فالحكومة المفترضة ستكون نقيضة تماماً لمرحلة كان فيها لشخصيات من الحزبيين والمستقلين، كمعارضين لحزب الله، حضورهم الوزاري والسياسي.

نجح حزب الله في فرض إيقاعه الحكومي في السنوات الماضية، وكرس حلفاؤه أخيراً في الانتخابات النيابية تقدماً في الشارع السُّني المعارض للحريري، فكانت خطوته الأولى على طريق تثبيت مساره في ظل العهد المتحالف معه، لتأتي الخطوة الثانية من خلال الحكومة، وتحت رئاسة الحريري نفسه.

لا تشبه مقاربة الحزب اليوم للحكومة الحالية ما جرى قبل تشكيل حكومة الحريري الأولى، التي تختلف بظروفها وبطبيعة المرحلة. اليوم يتقدم حزب الله مرتاحا أكثر لدوره، ولما يحققه، ولا سيما إقليمياً، وداخلياً، في ظل استناده إلى واقع اطمئنانه إلى حليف قوي، كما هي حاله مع العهد. من هنا جاء استثمار الحزب تصاعدياً في الحكومة. إذ ليس تفصيلاً أن يتفرج على العقد الحكومية، فلا يتدخل لفكها، تاركاً أمر معالجتها لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والتيار الوطني الحر. وبخلاف ما كان منتظراً، لم يقارب مناقشة توزع الحقائب لدى القوى السياسية الأخرى، إلا عندما تعلق الأمر بالمسّ بوزارة الصحة، بعدما حسم أمره بتوليها. ما عدا هذه الثابتة، ترك الحزب أمر المفاوضات الأخرى للمعنيين. وكان كل من يلتقى المفوضين الرسميين من جانبه، ينقل إيجابية مطلقة وارتياحاً في التعامل مع الوضع الحكومي، لناحيتين، إن الحكومة ستتشكل، وإن حصته محفوظة ولا مساس فيها كما حصص حلفائه. وبهذا المعنى فإنه لن يتخلى عن حلفائه السُّنة، وإن العقدة السُّنية ستحل، ولكن ليس على حساب سُنّة 8 آذار.

حكومة العهد الأولى لم تكن سوى الممر إلى حكومة «لَمّ شمل» قوى 8 آذار وحلفائها

تحت هذا السقف، رسم الحزب قراره، واستقطب الآخرين إلى ملعبه. إذ اشترط الحصول على وزارة الصحة، فقبلت القوات اللبنانية التخلي عنها، كما قَبل الحزب التقدمي الاشتراكي أيضاً. والحزب رفض إعطاء حقيبة الدفاع للقوات، على ما يصرّ التيار الوطني الحر على القول، فكان له ما أراد. كما أصر في الوقت نفسه على إعطاء الأشغال لحليفه تيار المردة. ومع تطور المفاوضات الضاغطة أخيراً في اتجاه التأليف، وفيما كانت الأنظار تتوجه إلى القوات لحسم موقفها بعدما أُعطيت ما بقي من حقائب، أعلنت مشاركتها، بأي ثمن، فأعطت للحزب دافعاً إضافياً كي يتمسك بموقفه من توزير سُنّة 8 آذار. والحزب كما ينقل أكثر من طرف، واثق بأنّ الحريري سيقبل في نهاية المطاف حلاً مهما كان شكله. لأن اعتذاره الذي يلوّح به، لن ينعكس على الحزب، بل عليه لاعتبارات مالية واقتصادية وسياسية، عبّر عنها بنفسه مراراً في الأيام الأخيرة. فأن يقبل الحريري الجلوس إلى طاولة واحدة مع سُنّة 8 آذار بما يمثلونه سياسياً، ولو من غير حصته الوزارية هو في نهاية المطاف، يعني اعترافه بهم وتسليمه بحيثيتهم الشعبية والسياسية. ما عدا ذلك شكليات.

ما يجري لا يشبه حتى التسوية الرئاسية بمفاعيلها الأولى، لأن حكومة فيها الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات، كما حال الحكومة الحالية، ظلت في مكان ما تعبّر عن بعض ملامح مرحلة 2005 وما تلاها، وإن بخجل، بعد ما جرى من تسهيلات ومن تدوير زوايا. أما الحكومة المقبلة، بعد إصرار حزب الله على تمثيل معارضي الحريري، وبعد ما حصل مع القوات من خفض سقوفها العالية في التمثيل والحقائب ووضع شروط التوزير عليها، فهي حكومة تصفية تركة 14 آذار التي خلقتها مرحلة عام 2005. كل المشهد السياسي يتغير. فحكومة العهد الأولى لم تكن سوى الممر إلى حكومة ثانية بطابع مختلف: حكومة أقرب إلى لمّ شمل قوى 8 آذار وحلفائها. ما تغير أيضاً، أنّ هذه القوى لم تعد تجد من يواجهها، وأنّ حلفاء مرحلة 2005 باتوا فقط أصحاب شعارات، ما دام الهدف هو البقاء في الحكومة، فقط لا غير.

 

كلّكُم انتصرتم ... وخسر الوطن 

جورج سولاج/جريدة الجمهورية/الأربعاء 31 تشرين الأول 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/68527/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%b3%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%ac-%d9%83%d9%84%d9%91%d9%83%d9%8f%d9%85-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%b1%d8%aa%d9%85-%d9%88%d8%ae%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86/

لم أفهم لماذا أضاع الرئيس سعد الحريري كل هذه الأشهر؟!

لم أرَ مبرراً للرئيس الحريري في الغوص بمطالب القوى والاحزاب السياسية، والغرق في غُنج بعضهم، ودلع بعضهم الآخر!

لم أجد عذراً للرئيس الحريري في التفاوض بالمفرّق، داخلياً وخارجياً، بحثاً عن مخرج لمتاهة رُمِي، أو رَمى نفسَه، فيها.

لم أفهم لماذا أرهق، الرئيس المكلّف أو «الرئيس المُكتّف»، نفسه بحل عقد مفبركة! وهو كلما فك لغماً، وُضعت في دروبه ألغام.

لم أجد للرئيس الحريري عذراً في عدم اختصار الطريق، والذهاب مباشرة الى حامل البطاقات الحمر والصفر والخضر، ما دام يرفع منها ما شاء وساعة يشاء، فيكون له سمع وطاعة، من كل القوى السياسية، على كل المستويات، وفي كل الملفات.

أراد النسبية في قانون الانتخاب، فنُفّذ له ما طلب وتمنى، وعلى حساب الحريري أولاً.

رغِب في وزارة الصحة، وعلى حساب «القوات»، فقُضي الأمر في ساعة.

رفع البطاقة الحمراء لعدم تسليم وزارة العدل الى «القوات»، فنُفذ الأمر.

قال: «أتركوا الأشغال»، فتوقّفت المعركة وتُركت الأشغال.

رأى في انشغال الراعي الاقليمي للرئيس المكلف، بقضية الخاشقجي، فرصة تزيد مكاسبه، فأخرج أرنب سنّة المعارضة مجدداً، ليزيد من الحصار على الرئيس الحريري وحلفائه.

ومن يضمن ألّا تولّد شروط ومطالب وألغام جديدة بعد حل العقدة السنّية؟

وهل فعلاً يريد من يدير اللعبة من خلف الكواليس و«المتاريس» وفي يده مفاتيح الحل والربط، أن تؤلَّف الحكومة في هذه المرحلة، أو أنه ينتظر مستجدات خارجية تخلط الأوراق والحسابات والتوازنات؟

... وتلهينا السلطة والأحزاب والقوى السياسية بحسابات مَن رَبحَ وزيراً بالزائد، ومَن خسرَ وزارة دسِمة... وهذا ظَفرَ بوزارة سيادية، وذاك غَنِم وزارة خدماتية، فيما البلد يئنّ من تدهور خطير على مستويات كثيرة، والشعب يرزح تحت الديون والبطالة والعتمة والنفايات... حتى لا نقول أكثر.

أيّها الزعماء، وأشباه الزعماء القابضون على السياسة والادارة والمناصب والمكاسب، كلمة واحدة:

كلّكم انتصرتم... وخسر الوطن.

 

مراجعة حسابات للربح والخسارة  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 31 تشرين الأول 2018

في انتظار حلّ العقدة السنّية التي خبّأها «حزب الله» خلف العقدتين المسيحية والدرزية طوال ستة أشهر، بدأ كل طرف مسيحي بطرح حسابات الربح والخسارة، كلّ من منظاره، وكلّ حسب رؤيته لمسار التفاوض العسير. لا شك في أنّ ترسيم حدود الأحجام بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» كان الأبرز، إذ تمّ تخطّي «اتّفاق معراب» كلياً وانطلق الطرفان الى محاولة تأكيد الحضور في الانتخابات النيابية ومن ثمّ في تأليف الحكومة التي يُجمع المراقبون على اعتبار أنّ عمرها سيكون الأطول وأنّ تاريخ ميلادها سيكون بدايةً لمواكبة عهد العماد ميشال عون حتى نهايته. في الحسابات الأوّلية للترسيمات المسيحية يمكن بكل وضوح القول إنّ «التيار الوطني الحر» قد حقّق مكاسب كبيرة واستطاع تحجيم حصة «القوات اللبنانية» بعد نزاع طويل أدّى في النهاية الى إقصاء «القوات» عن الوزارات السيادية، والأساسية، بحيث أُعطيت من الحقائب ما تبقّى منها وما لم يكن أصلاً معروضاً للمنافسة.

هذه الصورة تقابلها قراءةٌ أخرى من الزاوية المقابلة، وتشير هذه القراءة التي تتبنّاها «القوات» ومحازبوها، الى جملة عوامل وأسباب، ونتائج كلها خلصت الى تأكيد خروج «القوات» بإنجاز حكومي، لا يمكن تحديده بدقة إلاّ بعد سرد كل مرحلة التكليف والتأليف. فبالعودة الى الأيام الأولى للتكليف، بدا واضحاً أنّ مؤشرات تدلّ الى وجود نيّة بتحجيم حصة «القوات» عدَدياً ونوعياً، في سياق إضعاف حضور أصدقائها وحلفائها، وأبرزهم الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط.

ويقول أصحاب هذه القراءة إنّ الهدف الأكثر طموحاً كان إحراج «القوات» لإخراجها، وهذا ما كان سيؤدّي الى محاصرتها وضربها، وكانت الخطة تحديد حجم الحريري بـ 5 وزراء، و«القوات» بـ 3 وزراء، وجنبلاط بوزيرَين، والمعنى واضح: لا يُفترض أن يزيد عدد وزراء هذه القوى الثلاث عن عشرة وزراء، لكي يدخلوا الحكومة مجرّدين من القدرة على قول الـ«لا»، ولكي يتمّ إنهاكُ الحريري في إدارته جلسات مجلس الوزراء، وهو القادر، بحكم صلاحياته الدستورية، على ممارسة فرملةِ ما يمكن أن يصدر من قرارات عبر وضع جدول الأعمال، أو الامتناع عن الدعوة الى عقد جلسة للحكومة، أو الاستقالة، أي استقالة الحكومة حين تدعو الحاجة، فهذه الأسلحة الدستورية لا يمكن استعمالُها في كل جلسة للحكومة.

ويضيف أصحاب هذه القراءة «أنّ الضغط لتصغير حصة جنبلاط نجح بحيث أصبحت وزيرين، لكن فشِل في ما يتعلّق بـ«القوات» التي نالت أربعة وزراء، وهذا يعني كثيراً في الموضوع العددي، ولهذا كان لافتاً أنّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وفي اليوم نفسه الذي تأكّد من مرونة موقف «القوات» في عدم الإصرار على وزارة العدل، كشف العقدة السنّية المخبّأة لكي يربط النزاع، بعدما حُلّت كل العقد الأخرى، وهذا يؤشر الى أنّ «حزب الله» وضع نصب عينيه تحقيق هندسة عددية محدّدة للحكومة، ومن هنا يأتي إصرارُه على توزير أحد حلفائه السنّة من حصة الحريري السنّية لكي يخفّض هذه الحصة، ويعطي حلفاءَه السنّة موقعاً في السلطة التنفيذية، يؤهّلهم لتحضير أنفسهم للانتخابات النيابية المقبلة. وانطلاقاً من القاعدة النسبيّة التي تُقاس على أساسها ظروف التأليف وتوازنات الحكومة التي ستولد إذا لم تكُن وراء العقدة السنّية قُطَبٌ مخفيّة، فإنّ هدف إخراج «القوات» لم يتحقق، وهدف تحجيمها لم يتحقق، وهدف إدخال الحريري ضعيفاً الى الحكومة لم يتحقق الى الآن، ذلك على رغم أنّ «القوات» تنازلت نوعيّاً في مسألة الحقائب، وجنبلاط تنازل عددياً، لكن تبقى حصة الحريري السنّية العنوان الأبرز لمسار عمل الحكومة المقبلة، وعدم قبوله التنازل، يعني أنّ ولادة الحكومة لم تصبح قريبة، وأنّ ما لم يتحقق، في رأي المراقبين، في موضوع الحصة «القواتية» على يد الوزير جبران باسيل وحلفائه، لن يتحقق في موضوع حصة «المستقبل».

 

هكذا أحْنَت معراب رأسَها للعاصفة وستنتقم  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 31 تشرين الأول 2018

يقولون في «القوات»: إنها انتكاسة صغيرة في معركة، لكنّ الحرب مستمرّة. فأمامنا 4 سنوات، وهي مدّة كافية جداً لتعويض الانتكاسة. خُذوا مِنّا وعداً بأنّ الذين خطّطوا لإحراج «القوات» وإخراجها، والذين استاؤوا من قبولها المشاركة سيكتشفون أنهم لم يربحوا شيئاً، بل تضرّروا. وليتذكَّروا أنّ محاصرتها في الانتخابات النيابية الأخيرة هي التي رفَعت كتلتها النيابية من 8 نواب إلى 15! أمضت معراب 48 ساعة صعبة قبل أن تُعلِن قبولها المشاركة في الحكومة، بالصيغة الضعيفة المعروضة عليها. وكان كلام النائب جورج عدوان، قبل ساعات، قد أوحى بأنّ الأرجحيّة هي لعدم المشاركة، وعليه بنى كثيرون توقعاتهم. لكنّ العَالِمين كانوا يدركون أنّ «القوات» لن تكرِّس الخطأ وتحقّق لخصومها ما أرادوا، أي الخروج من الحكومة تماماً وإراحتهم من «مشاغبتها» داخل مجلس الوزراء. وتمّ التداولُ في اجتماعات معراب المكثّفة في الخسائر التي ستتكبَّدها «القوات» من مغادرة الحكومة لـ4 سنوات، يتمّ خلالها إقرارُ خيارات حاسمة، بل مصيرية، على المستوى السياسي. يتذكّر هؤلاء تجارب المقاطعة والإبعاد والابتعاد منذ «إتفاق الطائف»، والتي كانت كلها مؤذية. ويتحدثون عن نموذج حزب الكتائب الذي خرج من الحكومة قبل الانتخابات الأخيرة، واكتفى بالإعتراض من الخارج، وها هي كتلته النيابية تتقلّص من 5 إلى 3، ولم يفكّر أحد في إشراكه في الحكومة. لذلك، انطبق المثل على وضعية «القوات»: «ما مِتِتْ، ما شِفت مين مات»! وتقرَّر بعد التداول أن تستفيد «القوات» من المكاسب المطروحة عليها، ضمن الوزارات الـ4 والحقائب الوزارية الـ3، وهي «ليست نَكِرة» في أيّ حال، كما رأى البعض، ويمكن تطويرها. وهذا ما قصده الدكتور سمير جعجع بالمَثَلين اللذين أوردهما: «لا وزارات حقيرة في ذاتها، ولا كراسي هامشية في ذاتها».

إذاً، تقريباً كان محسوماً أنّ «القوات» ستتّخذ قرارها بالمشاركة. وما سرّبته مصادرُها وأوحى به عدوان لم يكن سوى محاولة أخيرة للضغط ورفع السقف، لعلّ المعنيين بالتأليف يجدون مخرجاً أفضل. لكنّ الخيارات كانت قد أُقفِلت عملياً.

في الحكومة المقبلة، يمكن أن تشارك «القوات» بفاعلية في إقرار المشاريع ذات الطابع الحيوي، ولا سيما منها المتعلّقة بمؤتمر «سيدر» وما سيتبعه، وتساهم في رسم الخيارات الاستراتيجية للدولة في مرحلة حسّاسة من تاريخ الشرق الأوسط. وسيكون لها دورُها في مواجهة الفساد.

والأهم، خلال هذه الفترة، ستتمكّن من حماية مناصريها الذين قد يتعرضون للاضطهاد والإبعاد عن الإدارة والأجهزة. وستساهم في صوغ قانون الانتخاب المقبل، الذي على أساسه ستجرى الانتخابات النيابية في ربيع 2022، وتحقّق مزيداً من النموّ في كتلتها النيابية، وتالياً، سيكون دورُها وازناً في اختيار رئيس الجمهورية المقبل، خريف 2022. كل هذه الاستحقاقات استحقّت أن تقول «القوات»: «نعم»، وإن يكن هذا الزواج زواج مصلحةٍ أو إكراه. فهي تعلّمت أن تكون أكثرَ براغماتية، مع الاعتراف بأنّ هناك خللاً معيّناً ربما وقع في عملية التفاوض على الحقائب، منذ البداية.

في أيّ حال، يُقال في «القوات»: «سيدفعون ثمن الطمع. واليوم، نحن تحرَّرنا من آخر التزامات المسايرة والمهادنة التي حافظنا عليها دائماً في الحكومة السابقة. وسيرون وجهَنا الآخر في الحكومة المقبلة».

والواضح أنّ «القوات» تستعدّ اليوم للانطلاق في نهج اعتراضي أكثر حزماً في الحكومة المقبلة. ويقوم هذا النهج على الآتي:

تعرّضت «القوات» في الأشهر الأخيرة من عمر الحكومة السابقة (حكومة تصريف الأعمال) لحملة محورها وزارة الصحة. وهذه الوزارة لم تعد اليوم في يدها. وعموماً، لم تعد لـ«القوات» حقائب مُهمّة يمكن التصويب على أدائها فيها (نائب رئيس الحكومة والثقافة والشؤون الاجتماعية والعمل). ولذلك هي باتت قادرة على أن تحاسِب ولا تحاسَب.

ولذلك، ستكون «القوات» أكثرَ تشدّداً في مواجهة الفضائح وكشف الفساد. فلا شيء لديها لتخسره في السنوات الـ4 المقبلة. وعملياً، يمكنها إحباط وزراء «التيار الوطني الحر» إذا تجاوزوا ضوابط الشفافية كما فعلوا أحياناً في الحكومة السابقة.

وستحاذر «القوات» أن توحي بأنها تقوم بإحباط العهد، ما دام يقف على مسافة متوازنة من الجميع. لكنّ التحامَ العهد في المعركة إلى جانب «التيار» من شأنه أن يدفع «القوات» إلى مواجهة الطرفين معاً. وعندئذٍ، سيصعب التمييزُ بينهما.

وانتقاد جعجع للجهة التي تستفيد من امتلاكها «التوقيع» على الحكومة، للضغط على «القوات»، هو إشارة واضحة في هذا الاتجاه. ويمكن أيضاً أن يطاول الانتقاد فريق الحريري - مثلما جرى سابقاً- إذا استمرّ نهج التعاون السابق مع الوزير جبران باسيل في إدارة المشاريع.

والمعارك التي تستعدّ لها «القوات» تحمل عناوين الشفافية في قطاعات الكهرباء والنفط والسدود والتعيينات في الإدارة والأجهزة، وهي معارك بدأتها في الحكومة السابقة. وأما الشفافية في المشاريع التي أقرّها مؤتمر «سيدر» فهي أحد الشروط الدولية لتقديم الدعم للحكومة اللبنانية. وثمّة هامش لنائب رئيس الحكومة «القواتي» في هذا المجال، انطلاقاً من ترؤسه اللجان الوزارية المعنيّة. والأرجح، بعد زوال موجة التحدّي الحالية، أن تجد «القوات» قوى تتقاطع معها مصلحياً في مجلس الوزراء المقبل، كما حصل في الحكومة السابقة، وسيتحالف معها المتضرّرون من عون و«التيار» ظرفياً: فرنجية، جنبلاط، بري، «حزب الله». وسيكون هناك انعكاسٌ للمصالحة بين «القوات» وفرنجية الساعي إلى أن يحظى بدعم جعجع مرشحاً رئاسياً.

إذاً، صورة الوضع المسيحي في الحكومة المقبلة، أي في الأعوام الـ4 الباقية من العهد، باتت واضحة. فمن العلامات البارزة أنّ القوى المسيحية باتت تسيطر اليوم على الغالبية الساحقة من المقاعد الوزارية المسيحية الـ15 (14 مقعداً ومقعد واحد للحريري). وفوق ذلك، يرئس مجلس الوزراء رئيسٌ للجمهورية جاء من قاعدة شعبية مسيحية. وهذا إنجاز غير مسبوق للتمثيل المسيحي. ولكن مقابل هذه الإيجابيات، هناك شرذمة كاملة للموقف المسيحي، يقابله تماسكُ الشيعة تماماً، وتماسكُ السنّة والدروز نسبياً. ويستحيل أن يتزاوج «حسن التمثيل» المسيحي مع «حسن التنسيق» المسيحي. فما يربحه المسيحيون هنا يخسرونه هناك. ويبدو أنّ تراجيديا النزاع المسيحي مكتوب لها أن تستمرّ… حتى آخر مسيحي في لبنان وسائر المشرق!

 

العقدة السنّية «تتورّم» والحريري لا «يتزحزح»  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الأربعاء 31 تشرين الأول2018

تورّمت «العِقدة السنّية» خلال الساعات الماضية، بعدما كانت «مكتومة القيد» طيلة الفترة الماضية، تاركة للعقدة «القواتية» أن تستحوذ على الحيّز الأكبر من الاهتمام و«الدلال». أمّا وانّ حصة معراب في الحكومة الجديدة قد حُسمت، فإنّ «جمر» توزير النواب الستة خرج من تحت الرماد.

بينما كان يُفترض أن يترأس الرئيس المكلّف سعد الحريري أمس اجتماع كتلة «المستقبل»، على وقع التجاذب الحاد حول التمثيل السنّي، تغيّر شكل الاجتماع ومضمونه بفعل غياب الحريري عنه، لاضطراره إلى زيارة قصر بعبدا في إطار التشاور مع رئيس الجمهورية، فتولت النائب بهية الحريري ترؤس جلسة الكتلة التي تحوّلت تشاورية، وتركّزت على أمور إجرائية وتنظيمية، في نوع من الـ«بروفة» لعمّة الرئيس المكلّف التي ستناط بها رسمياً مهمة رئاسة الكتلة بعد تشكيل الحكومة وتفرّغ سعد الحريري لها. وعُلم أنّ بهية الحريري ناقشت مع أعضاء الكتلة سبل التعاون والتنسيق في المرحلة المقبلة، وركّزت على طريقة تنظيم العمل وتوزيع الأدوار والمهمات من الناحية التشريعية المتعلقة بعمل مجلس النواب. لكن، وعلى رغم ذلك، ظلّ شبح العقدة السنّية يحوم فوق بيت الوسط ويرخي بظلاله على المشاورات المُعلنة والمستترة، لاسيما أنّ كلاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري و«حزب الله» جدّد أمس تأكيد الالتزام بدعم حق المجموعة المستقلة عن «تيّار المستقبل» في أن تتمثل بوزير، فيما يبدو الحريري مصراً أكثر من أي وقت مضى على رفض تجرّع هذه «الكأس المرّة».

ويؤكّد القريبون من الحريري، أنّه من المستحيل ان يبدّل قراره، مشددين على أنّ موقفه حازم وحاسم، وهو قطعاً لن يقبل بتوزير سُنّة «حزب الله»، على حدّ توصيف هؤلاء لمجموعة النواب الستة، معتبرين، أنّ أحداً لا يمكنه أن يفرض على الرئيس المكلّف طريقة عمله، «إذ انّ صلاحياته كرئيس مكلّف واضحة في الدستور، وليس مقبولاً الانتقاص منها، وبالتالي، فإنّ رئيس الجمهورية ميشال عون، صاحب التوقيع الإلزامي على مراسيم التأليف، هو وحده من يحق له استخدام حق الفيتو، لا «الحزب» ولا غيره».

ويعتبر القريبون من بيت الوسط، انّ من يتمسّك بتمثيل سنّة 8 آذار يستطيع الاعتراض على عدم توزيرهم، عبر حجب الثقة عن الحكومة وفق الأصول الدستورية والديموقراطية، لافتين الى انّ «حزب الله» يتحمّل المسؤولية عن كل لحظة تأخير في تشكيل الحكومة منذ معالجة العقدة «القواتية»، وملاحظين انّ هناك نفخاً متعمداً في حجم النواب الستة خلافاً لحقيقة الأرقام الإنتخابية التي تؤشّر الى انّ نسبة تمثيلهم في الطائفة السنّية لا تتجاوز حدود 9 في المئة. وتعليقاً على قول المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل بانّ «الحزب» ليس في وارد سحب التكليف من الحريري، يعتبر أحد المحيطين بالرئيس المكلّف انّ المطلوب القبول بالحريري كما هو، وليس كما يريده البعض، ملاحظاً انّ هناك من يتمسّك ببقاء الحريري في رئاسة الحكومة ولكن شرط ان يكون ضعيفاً ومكبلاً بقيود وزارية.

وبينما يوضح العارفون انّ الحريري لا يمانع في أن يتمثل النواب الستة ضمن حصّة عون، إذا اراد رئيس الجمهورية ذلك، يُنقل عن نواب في تكتل «لبنان القوي» تأكّيدهم انّ عون ليس في هذا الوارد، أقلّه حتى الآن. وأمام ثبات الحريري على الامتناع عن تجيير مقعد من حصّته الوزارية الى النواب السنّة المستقلّين، يرجح مصدر في «المستقبل» أن يتمّ في نهاية المطاف اعتماد واحد من الخيارات الآتية:

-أن يسمّي عون وزيراً سنّياً منتمياً الى 8 آذار من حصّته.

-أن يتنازل «حزب الله» او «حركة أمل» عن أحد المقاعد العائدة لهما.

-أن يخوض «الحزب» معركة لبضعة ايام من اجل توزير حلفائه السنّة بغية تبرئة ذمته، ثم يتراجع ويسهّل تشكيل الحكومة من دونهم، على قاعدة انّه بذل أقصى ما يُمكن من جهد وضغط لمنحهم مقعداً، ولا يستطيع ان يتحمّل إبقاء الحكومة معلّقة حتى إشعار آخر في ظل التحدّيات الصعبة التي تواجه لبنان.

 

الليرة ومُعجزة الثبات  

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 31 تشرين الأول 2018

"العملة تعكس ثروة البلد"، هذا ما تقوله النظرية الإقتصادية. على هذا الأساس تعمد الدول إلى اعتماد سعر صرف عملة حرّ، عاملةً وجاهدةً أن يكون اقتصادُها قويّاً وبالتالي ينعكس في عملتها. أمّا في لبنان فإنّ ضعف الإقتصاد وتردّي المالية العامّة كادا أن يؤدّيا إلى انهيار الليرة لو لم يعمد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى عزل الليرة عن المُتغيّرات السياسية والإقتصادية والمالية. فكيف تمّت مُعجزة الثبات؟ إرتفعت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلّي الإجمالي من 45% في العام 1993 إلى 155% حالياً. هذا الرقم وحده كفيل بهزّ أكبر عملة نظراً إلى التداعيات السلبية لتردّي المالية العامّة على العملة وتراجع التصنيف الإئتماني وما له من تداعيات على ميزان المدفوعات. لكن هذا لم يحصل لليرة اللبنانية التي تُظهر البيانات التاريخية أنها ومنذ العام 1997 (تاريخ تثبيتها) بقيت صامدة أمام الأحداث الإقتصادية المالية والسياسية التي عصفت بالبلاد. هذا الأمر هو نتاج سياسة الثبات النقدي التي اتّبعها رياض سلامة منذ تبوُّئه سدّة الحاكمية في العام 1993. سياسة الثبات النقدي تعتمد على ثلاثة أسس: ثبات سعر صرف الليرة، ثبات أسعار الفائدة، وقطاع مصرفي قوي.

ثبات سعر صرف الليرة

عند انتهاء الحرب الأهلية كان الدولار الأميركي يوازي 3000 ليرة لبنانية. وكانت نسبة التغيّرات (Volatility of Log) تفوق الـ 300% وهذا يعني إنعدام الثقة بالليرة اللبنانية. لذا أراد رياض سلامة إعادة الثقة لليرة اللبنانية وجعلها ملاذاً وعملة رئيسة في الإقتصاد اللبناني وبالتالي لجأ إلى مبدأ إقتصادي ألا وهو خلق إحتياط من العملات الأجنبية كافٍ لدعم الليرة والحفاظ على سعر صرف ثابت.

الإحتياط من العملات الأجنبية له فوائد عدة: (1) دعم سعر صرف العملة الوطنية والحفاظ على استقراراها في حال سعر صرف ثابت (حال الصين)، والحفاظ على سعر صرف ضعيف مقابل الدولار الأميركي في حال سعر صرف حرّ لدعم الصادرات (حال اليابان)؛ (2) الحفاظ على مستوى عالٍ من السيولة في حال نشوب أزمة إقتصادية أو مالية أو حتى أمنية ما يسمح بالردّ السريع على الأسواق وتهدئتها خصوصاً أنه في هذه الحالات يعمد المواطنون إلى سحب أموالهم أو تحويلها إلى عملات أجنبية للحفاظ على قيمة ممتلكاتهم المالية.

وبالتالي فإنّ الحفاظ على مستوى عالٍ من الإحتياط يسمحّ بلجم التضخّم والحفاظ على قيمة العملة ما يُريح المُستثمرين ويُعيدهم إلى الأسواق؛ (3) إعطاء الثقة للأسواق والمُستثمرين من خلال جهوزية كاملة وفي كل الأوقات والظروف للتدخّل وبالتالي حماية الإستثمارات.

أضف إلى ذلك أنّ هذا الإحتياط كفيل بمنع رؤوس الأموال من الهروب من البلد؛ (4) تلعب الإحتياطات من العملات الأجنبية دوراً رئيساً في تثبيت قدرة البلد على سدّ إستحقاقاته الخارجية بما فيها سندات الخزينة في حال كان البلد في وضعٍ ماليٍّ مُذرٍ.

كما تلعب دوراً في تمويل الإستيراد واستيعاب أيّ حركة هروب لرؤوس الأموال؛ (5) في بعض البلدان يتمّ إستخدام هذه الإحتياطات لدعم القطاعات الإنتاجية (حال لبنان وأفريقيا والصين) وأحياناً شراء مصارف تقعّ في مشكلات مالية (الولايات المُتحدة الأميركية)؛ (6) دول عدة تعمد إلى دعم عائدات إستثماراتها وبالتالي فإنّ الإحتياطات من العملات الأجنبية والذهب تُشكّل تنويعاً في الإستثمارات.

في الواقع إستطاع سلامة رفع الإحتياط من العملات الأجنبية من بضع مئات الملايين من الدولارات في العام 1993 إلى أكثر من 45 مليار دولار حالياً.

وفي حين لم يكن المصرف المركزي قادراً على التدخل للدفاع عن الليرة في أواخر ثمانينات وأوائل تسعينات القرن الماضي، أصبح المصرف المركزي اليوم يُشكّل عاملَ رعب لأيِّ مضارب على الليرة اللبنانية مهما بلغ حجمه. وبالتالي أصبحت النتيجة أنّ قدرة المصرف المركزي على تأمين دولارات وذهب تفوق الـ 69 مليار د.أ أي ما يوازي 138% من الناتج المحلّي الإجمالي وهي نسبة لا يوجد مثيل لها في الدول المُتطوّرة.

ثبات أسعار الفائدة

في أواخر التسعينات بلغت الفائدة على بعض سندات الخزينة أرقاماً خيالية وكانت هذه الفائدة تتأرجح مُدخلة عامل غموض للشركات والمُستثمرين، إلّا أنّ ما فعله سلامة هو العمل على تأمين تمويل مُستمر للأسواق إن داخلياً أو خارجياً.

وقد نجح مع ثبات الليرة وتأمين مصادر التمويل بتثبيت سعر الفائدة. الواجب ذكره أنّ المصرف المركزي له القدرة على تثبيت سعر الفائدة على الأمد القصير وليس البعيد، لكن سلامة إستطاع من خلال الثقة التي ضخّها في الأسواق التأثير على الفائدة على الأمد البعيد من ناحية أنّ الإحتياط الهائل لعب دوراً أساساً في زيادة ثقة المُستثمرين والمُموّلين للإقتصاد والدولة اللبنانية.

قطاعٌ مصرفيٌّ قوي

أخذ سلامة على عاتقه مهمّة كبيرة وهي تنظيم القطاع المصرفي اللبناني الذي استلمه مُشرذماً وضعيفاً وذلك من خلال مئات التعاميم التي أصدرها وكان لها الفضل في حماية أموال المُودعين، إلزام المصارف بتنظيم مُعيّن واحترام المعايير والقوانين الدولية إلى درجة أصبح معها لبنان مركزاً ماليّاً لا بل من أهم المراكز المالية العالمية. وقد أثبتت التصنيفات أنّ مصارف لبنانية عدة تأتي في مراتب مُتقدّمة في لائحة المصارف العالمية كما أنّ إمتثال هذا القطاع جعله يجذب رؤوس الأموال من أنحاء العالم على الرغم من كل التعقيدات السياسية والإقتصادية.

الليرة ومُعجزة الثبات

النظر إلى سعر صرف الليرة يؤدّي إلى استنتاجٍ أكثر من صادم في العالم الإقتصادي: لم تستطع الأحداث الأمنية والسياسية ولا الوضع الإقتصادي والمالي من التأثير على سعر صرف الليرة. وبالتالي فإنّ قدرة المصرف المركزي على عزل الليرة عن العوامل التي تؤثّر عليها سلباً أصبح واقعاً، أي أنّ المصرف المركزي استطاع فصل ميكانيكية التأثير وعزل تأثيرها عن الليرة. هذا الأمر ليس بسهل التطبيق وقد استحصل سلامة بسببه على لقب أفضل حاكم مركزي في العالم مرات عدة من قبل مؤسسات تصنيف إضافة إلى تكريمه من قبل جي بي مورغان (رأسمال 3 تريليون د.أ).

وبالعودة إلى سعر صرف الليرة اللبنانية، تُشير الأرقامُ والحسابات التي قمنا بها أنّ الليرة تتأرجح داخل الهامش الرسمي مع تخطّي هذا الهامش في بعض الأحيان ما كان يدفع مصرف لبنان إلى التدخّل في كل مرّة ولجم السوق. أمًا إحصائياً، فتُشير الحسابات التي قمّنا بها أنّ دينامية تطوُّر سعر صرف الليرة (Stochastic Process) لم تسمح بارتفاع الأسعار. فموجات المعلومات المُتضاربة (Information Choc) والتي تُشكّل السعر، كانت تميل إلى مصلحة مصرف لبنان كما أنّ التوقّعات لنسبة تغيّرات لليرة اللبنانية (Volatility Term Structure using Garch (1,1)) قلّت نسبةً لما كانت عليه سابقاً وتتواجد اليوم في نطاق لا يزيد عن 3.3% لترتفع إلى نسبة أقلّ من 7% لاستحقاقات ثلاث سنوات. وهذه النسب نجدها في مُجمل عملات الدول المُتطوّرة. في الختام لا يسعنا القول إلّا أنّ العملة تعكس ثروة البلد وبالتالي يتوجّب على الحكومة أن تعمد إلى دعم الإقتصاد وتنحيف ماليّتها العامّة لكي لا تذهب مُعجزةُ الثبات النقدي سدى ممارسات مالية غير مسؤولة.

 

حقيبة متفجّرة في يد «القوات»  

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الأربعاء 31 تشرين الأول2018

ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر ولادة الحكومة والمباشرة بما بات يُعرف بـ«الخطّة الإنقاذية»، في حين أنّ الآمال المعقودة على هذه الولادة ربما لا تكون بحجم التوقعات. حُلّت العقدة الحكومية الأكبر والتي كانت تتمثل بحصّة «القوات اللبنانية» لتظهر بعدها العقدة السنّية وسط إصرار «حزب الله» على تمثيل سنّة «8 آذار». ويرى البعض أنّ «الحزب»، وبغضّ النظر عن رغبته بتمثيل حلفائه السنّة، إلاّ أنّه لا يحبّذ أن يحظى أيُّ طرف بالثلث المعطّل لوحده حتّى لو كان حليفه، وبالتالي فإنّ تخلّي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن الوزير السنّي الذي بادله مع الرئيس سعد الحريري سيخفّض حصة الرئيس و«التيار الوطني الحرّ» من 11 وزيراً الى 10 وزراء على اعتبار أنّ الرئيس مع «التيار» لديه 9 وزراء مسيحيين ووزير سنّي ووزير درزي سيختاره الرئيس من بين الأسماء التي عُرضت عليه. وبالنظر الى حصّة «القوّات اللبنانية»، فقد نالت وزارات العمل (كميل شاكر أبوسليمان)، الشؤون الاجتماعية (ريشار قيومجيان)، الثقافة (مي شدياق) إضافة الى منصب نائب رئيس الحكومة بلا حقيبة (غسان حاصباني). وساد رأيٌ داخل «القوات» وخارجها بأنّ هذه الوزارات، وعلى رأسها وزارتا العمل والشؤون الإجتماعية، توازي بأهمّيتها الوزارات السيادية والأساسية لأنها وزاراتُ الشعب لا وزارات الأرستقراطيين وأصحاب المصالح والطبقات المخملية، وبالتالي فإنّ باب العمل والإنجاز فيهما كبير جداً.

وتضع حقيبة العمل «القوات» أمام تحدّيات كثيرة خصوصاً أنّ الشعب يتوق الى إصلاحات في هذه الوزارة، وفي المقابل فإنها قد تتحوّل الى قنابل متفجّرة قد تنفجر في وجهها في أيِّ لحظة.

وتأتي «القوات» الى هذه الوزارة، والعمّال الأجانب وعلى رأسهم السوريون قد غزوا سوق العمل اللبناني، في وقت إستغنى ربُّ العمل اللبناني عن العامل الوطني وإستبدله بالسوري، وهنا تكمن المشكلة الجوهريّة.

ويُعتبر هذا الملفّ من التحدّيات الأساسية والمهمّة التي أرهقت الشعب، فاللبناني بات نازحاً في وطنه، والصرخات تتعالى منذ 7 سنوات تقريباً بضرورة تحرّك وزارة العمل وأجهزة الدولة من أجل حماية العامل الوطني.

وفي السياق، يمكن فصلُ العامل السوري القانوني الذي يدفع الرسوم والذي يعمل في لبنان منذ ما قبل إندلاع الثورة السوريّة عن النازح الذي يعمل ويخالف القانون، حيث تسقط صفةُ النازح عنه عندما يمارس مهنة، ويتحوّل الى مهاجر خصوصاً أنّ المنظمات الدولية وهيئات الإغاثة تساعده، بينما لا أحد يساعد الشعب اللبناني المضيف. ويضع ملفّ تنظيم عمالة الأجانب وعلى رأسهم ضبط عمالة النزوح السوري «القوات» أمام تحدٍّ جدّي وربما تاريخي، قد تنجح به أو تفشل، لكنّ الأساس هو المحاولة وعدم الإستسلام للواقع.

ويرى البعض أنّ نجاحها في إدارة هذا الملف وإيجاد الحلول الممكنة ستكون له إرتدادات إيجابية على كل شرائح المجتمع، إذ لا يكفي إصدارُ قراراتٍ بتنظيم العمالة الأجنبية بل إنّ الأساس هو ملاحقة تطبيقها والرقابة على المؤسسات التي تخلّى قسمٌ منها عن الحسّ الوطني ولحق الربح المادّي.

وبغضّ النظر عن الفائدة الإقتصادية من مثل هكذا قرارات وارتدادتها الإيجابية على الشعب، فإنّ هذه الخطوات تُعتبر خطواتٍ سيادية في الدرجة الأولى، وقد تشكّل عاملاً مهماً في تطويق بعض ذيول أزمة النزوح التي تضرب الوطن، إذ لا توجد دولة في العالم ترضى بأن يعمل النازح، ويبقى أبناؤها بلا عمل ويتشرّدون في أصقاع العالم باحثين عن لقمة عيشهم ويردّدون مقولة إنّ «السوري أكلنا».

ولا يعارض أيُّ لبناني كائناً مَن كان الإصلاح في وزارة العمل لأنها تُعتبر من الوزارات المتصلة بالشعب، وهنا لا بد من الإشارة الى أنّ «القوّات» أمام تحدٍّ جديد في موضوع الضمان الاجتماعي الذي يدخل في سلّم أولويات المواطنين مع تكاثر الأمراض وانتشارها.

وإذا كان جمهورُ «القوات» واللبنانيون يستعيدون دائماً الفترة الممتدة من إنتخاب الرئيس بشير الجميل في 23 آب 1982 حتى تاريخ إستشهاده في 14 ايلول، وكيف سارت إداراتُ الدولة وسارع الموظفون الى عملهم، فإنه تنتظر «القوات» مهمّة صعبة في هذه الوزارة، خصوصاً أنّ اللبنانيين يُذلّون على أبواب الضمان الإجتماعي وينتظرون «طوابير» لساعات. ومن أبرز تلك الخطوات ربما تكون مكننة الضمان، واستحداث مراكز جديدة وحديثة، ودفع مستحقات المرضى في وقتها وعدم إنتظار مدة أشهر، فالوضع المعيشي صعب إذ لا يمكن للمواطن شراء هذه الكميات من الأدوية، وينتظر مثلاً 6 أشهر لاسترجاع جزءٍ من أمواله، وبالتالي فإنّ هذه المهمة من المهمات الأساسية التي ينتظرها الشعب من «القوّات».

وقد تكون إحدى أهم المهمّات الأساسية التي تنتظر «القوات» أيضاً وتحتاج الى قرار كبير هي تطبيق ضمان الشيخوخة، إذ كفانا معاناة طويلة من الذلّ والموت على أبواب المستشفيات، خصوصاً أنّ الضمان يتوقف عندما يتقاعد الموظف ويتخطّى الـ64 عاماً، أي في العمر الذي يحتاح فيه لضمان صحيّ، ومعروف كم أنّ فاتورة الإستشفاء مرتفعة في لبنان، لذلك فإنّ المباشرة بهذه الخطوة أكثر من ضرورية خدمة للشعب.

قد نحتاج الى مجلدات لتعداد المهمات المطلوبة من وزارة العمل، لكنّ هذه الملفات الحسّاسة والضرورية من الأمور النافرة والملحّة التي تحتاج معالجة، مع العلم أنّ حزبي «البعث» و»السوري القومي الاجتماعي» كانا يسيطران على تلك الوزارة وساهما في استحداث نقابات والسيطرة على الاتحاد العمالي العام الذي يجب أن يشكّل عصب المجتمع لا أن يكون تابعاً للقوى السياسية. إذاً المطلوب كبير جدّاً من «القوّات» في وزارة العمل وغيرها وحجم الآمال أيضاً كبير، لكن في المقابل لا يمكن أن يتوقّع أحدٌ أنه بين ليلة وضحاها يحصل التغيير نظراً الى الواقع المذري المسيطر منذ ما بعد انتهاء الحرب، لكن في المقابل فإنّ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.

 

في الابتزاز ومخاطره..

علي نون/المستقبل/31 تشرين الأول/18

صعب الافتراض، حتى في ذروة الرحابة، أن "حزب الله" اكتشف أخيراً فضائل الديموقراطية الكريمة والعدالة الكامنة في الاحتكام إلى آراء الناس وإراداتهم لرسم السياسات والسَّير على هديها.. أو أنه صار يحترم آليّة صناديق الاقتراع أكثر مما "يحترم" صناديق الذخائر والصواريخ للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها وقرّر تبعاً لذلك أن يضرب قدمه في الأرض ويطلب (وعزّ الطلب) تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة العتيدة! وصعب أكثر الافتراض أنه يهتم فعلياً وعملياً وعلى السطح وفي العمق بزيادة وزير محسوب عليه أو عكس ذلك.. أو أنه مهموم برفع منسوب الأداء في الطقم السياسي للسلطة التنفيذية، أو أنه معني بقيام تشكيلة متجانسة تستطيع مواكبة مصائب لبنان واللبنانيين بما يليق وأكثر.. ولا يمكن بلوغ هذا الهدف "النبيل" في رأيه وعُرفه من دون كسر "إحتكار" تمثيل طائفة رئيس الحكومة سعد الحريري من قبل تيار الرئيس الحريري ودفعه إلى الإذعان لـ"متطلّبات المصلحة الوطنية العليا"! "حزب الله" في مكان آخر، كياناً وفكراً وممارسة.. وقصّة الانتخابات في أصلها وأساسها وفصلها وربطها واحدة من عدّة الشغل البرّاني والشكلي وليست ولم تكن ولن تكون سنداً مكيناً لمقاماته النضالية، وعماراته الخلاصية والرسالية، وارتباطاته المحكومة بالنصوص الدينية المنزّلة وبتأويلاتها وتفسيراتها وفقهها وليس بالنصوص الدستورية الوضعية ولا بجذورها المؤدلجة التي تنظِّم في عالم اليوم، معظم عالم اليوم، شؤون الحكم وكيفية الوصول إليه وتداوله وممارسته وآلياته وشروط وقوانينه!

قبل الآن بقليل، عايش اللبنانيون في دورتي انتخابات 2005 و2009، تلك الخلاصات والاستنتاجات وارتضوا بها! في الأولى فاز تحالف 14 آذار عملياً ونظرياً لكن الحكومة التي جاءت لم تخرق السقف المانع للأحادية في بلد متعدّد ومتنوّع مثل لبنان.. بل انتصرت الأعراف والحسّ السليم على الدستور وشقاوة الكسر والاخضاع! وفي الثانية كان الأمر أنحس وأعقد: فازت 14 آذار مجدّداً وتكرّرت الحكاية ذاتها. سوى أن فرادة تلك اللحظة كمنت تماماً في ما سبقها وعلى لسان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله نفسه الذي أفصح بوضوح ليزري عن معادلة صادمة عاد ونسفها بعد ظهور النتائج: "فليحكم وحده من يفوز"! ويومها كانت حساباته وقراءاته واستطلاعاته تبشّره بفوز كاسح! وأخذ يعدّ العدّة للخطوة التالية استناداً إلى ذلك الوهم في جملته! ومع هذا عادت التسوية لتفرض أحكامها! وعادت دفّتي الميزان للاعتدال وفقاً لواقع الحال وليس للأنويات الحزبية أو الطائفية أو المذهبية.. واستناداً بطبيعة الحال إلى الاحترام الجليل لمفردة الميثاقية وشروط العيش المشترك! وأخذاً في الاجمال والتفصيل بحقيقة أن سياسة التفرّد والعزل والاقصاء هي عنوان أزمة واشتباك وبلايا حتى لو كانت ترجمة بريئة للدستور وأحكامه ولأرقام صناديق الاقتراع وخلاصاتها! "حزب الله" ومشتقاته ومتفرّعاته ليسوا في هذا الوارد اليوم! مثلما أنهم لم يكونوا كذلك سابقاً. لا في تميّزهم السلاحي ولا في ممارساتهم داخلياً وخارجياً ولا في سياساتهم التي تعكس ارتباطهم الإيراني قبل الوطني. وهذه دلّت في سوريا والعراق واليمن والبحرين وإزاء السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها، أنها لا تأخذ في الحسبان والاعتبار لا الدولة الجامعة ومسؤولياتها، ولا الميثاقية الوطنية، ولا مصالح عموم اللبنانيين الذين يمكن أن يدفعوا أثمان أخطاء ليسوا مسؤولين عنها.. تماماً مثلما حصل ويحصل بالفعل!

الحزب الذي اخترق أسس الميثاقية على الأرض من خلال "سرايا المقاومة" يريد الآن إكمال الشوط بـ"سرايا وزارية" معطياً لنفسه "الحق" الذي ينكره على غيره: يتدخل في شؤون تمثيل الدروز والسنّة فيما هو لم يتحمّل حتى نزول مناوئين له لمنافسته على مقاعد نيابية في بيئته ومداره وعالمه! بل إنه لم يترك مثلبةً أو مذمّةً إلا وأسبغها على هؤلاء من بينها واحدة رنّت بصخب في البقاع تفيد بأن المنافسين له هم جزء من المنتوج الداعشي.. دفعة واحدة!

لطالما كانت حساباته شديدة الأنانية وتفتقد للرحابة والكرم، وهذه تدفعه راهناً إلى جشع نافر، وأضراره أكبر من فوائده وتقرّبه وتقرّب لبنان معه إلى لحظة كسر روح "التسوية" الرئاسية من دون أن "يستوعب" جملة مخاطر ذلك الكسر! وتداعياته على الاقتصاد والمال والأمن الاجتماعي و"المصالح" المشتركة لعموم اللبنانيين من دون استثناء! يتسلّى بالناس وأزماتهم. ويوغل في البطر والابتزاز، ويجعل من تفصيل فرعي صغير سبباً لأزمة أساسية وكبيرة!

 

أسود وأبو زيد يواصلان نشر الغسيل: قيادة التيار عاجزة

باسكال بطرس/المدن/الأربعاء 31/10/2018

مرّة جديدة، انفجرت الخلافات داخل البيت الواحد في قضاء جزين، الذي لا يزال يشهد معارك شرسة بين كلّ من النائب زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد. وقد عجزت قيادة التيار الوطني الحر عن وضع حدّ لها، وذلك بعد رفض أسود إسقاط الدعوى التي تقدّم بها ضد سائق أبو زيد ومسؤول مكتبه في العيشية، والتي قابلها أبو زيد بدعوى ضد كلّ من شقيق أسود وابن عمّه، وذلك على خلفيّة تبادل اتهامات وقدح وذم على مواقع التواصل الاجتماعي.

بعد فشل مساعي اللّجنة الخاصّة التي شكّلها التيار الوطني الحر، والتي تضم النواب إبراهيم كنعان وجورج عطالله ونقولا الصّحناوي، بإنجاز المهمّة الموكلة إليها بإرساء المصالحة بين كلّ من أسود وأبو زيد، استدعى رئيس قسم المعلوماتية في الشرطة القضائيّة المقدّم ألبير خوري، من جهة أسود: شقيقه سيرج أسود، وابن عمه شارل أسود، ومن جهة أبو زيد: سائقه ايليا أبو زيد، ومسؤول مكتبه في العيشيّة فؤاد عون، وذلك من أجل التحقيق في الشكاوى المحالة من النيابة العامة في جبل لبنان.

ووفق مصادر بلديّة جزّينيّة، فإنّ الإشكال بين أسود وأبو زيد بلغ مرحلة متقدّمة وهو ليس وليد اليوم. فلطالما كانت المنافسة السّبب الرّئيس الذي يدفع أسود الى محاربة أشخاص من جبهته السياسية. وتعتبر المصادر أن أسود يشكّل عنصر استفزاز للآخرين بسبب مواقفه الحادّة التي تطاول الكثيرين، مرّات ومرّات، وآخرهم أبو زيد، سواء أكان ذلك عن حق أو عن غير حق، من دون أن ننسى الهجوم الذي شنّه أقرباؤه على أبو زيد. لكن في المقابل، تقول المصادر، لم تكن ردّة فعل المقرّبين من أبو زيد أقلّ شراسة، فهم لم يقصّروا بتوجيه الاتهامات والاهانات للطرف الآخر.

في هذا الإطار، تقول أوساط مقرّبة من أبو زيد إنّ السّبب الحقيقي للإشكال هو نفسه الذي أدى سابقاً الى خلاف بين أسود وكل من النائبين السابقين عصام صوايا وميشال الحلو، ألا وهو المال، لافتة الى أنّ أسود يفرض على زملائه نواب تكتل لبنان القوي في القضاء دفع مبلغ له، وبشكل دوري، على اعتبار أنه زعيم القضاء. وهو ما لم يرضخ له أبو زيد. فقد شعر أسود، تتابع المصادر، بأنّ أبو زيد أضحى رقماً صعباً ينافسه في مسقط رأسه. وجاء فوز مرشّح أبو زيد الدكتور روجيه خوند الى منصب المقرّر، بالمرتبة الأولى في انتخابات مجالس الأقضية بالتيار، ليزيد "الطين بلّة". ما عقّد الأمور وأدّى الى حالة استنفار بين مناصري الطرفين تتطوّر الى مزايدات كلاميّة وصلت الى حدّ القدح والذم.

غير أنّ مصادر النائب أسود تنفي جملةً وتفصيلاً "هذه الأكاذيب والتضليلات"، كما وصفتها، وتشدّد على أنّ أسود لم يطلب يوماً مالاً من أحد، وعارٌ عليهم تصنيفه مع السارقين لدعم حججهم الواهمة، فرصيده ناسه وشعبيّته التي أثبتتها نتائج الانتخابات في السادس من أيار الماضي، بالتالي فإنّ كل ما تلا ذلك ليس إلّا مكابرة من دون معنى. وإذ تستغرب انتقاد أسود بتقديم شكوى ضدّ من تطاولوا عليه بجرم القدح والذم، تسأل: ألا يحقّ له كأيّ مواطن، أن يتقدّم بالشكوى وفق أصول القانون؟‏

اليوم، يبدو أسود أكثر تصميماً على القضاء على أبو زيد، من خلال حملة منظّمة يديرها وأتباعه ضدّ الأخير، محمّلاً إيّاه مسؤولية كسّارة مراح الحباس، وبيع عقار كفرفالوس، ومتّهماً إيّاه بتجارة الأسلحة مع الروس، وتبييض الأموال من خلال شركة أو أم تي. وكان سبق له أن صرّح في هذا السياق، عبر تويتر قائلاً: "كنت أفضّل أن أدّعي في ملف فساد كسارة كفرفالوس ومناقصة لوحات السيارات ولكن ادّعيت على من شتم ومسّ كرامتي الشخصية، والأهم ليسوا ٣٧ ومن التيار.. أعتقد شباب التيار مش من طينة نمر السيارات وتجّار...سلاحك... لسانك إن صنته صانك...".

في المقابل، تجدّد أوساط أبو زيد تأكيدها أنّ جميع اتّهامات وادّعاءات أسود والمحيطين به باطلة، وهدفها تضليل الرأي العام وتشويه سمعة أبو زيد، معتبرة أن أحد أبرز الأسباب التي تدفع أسود الى محاربة أبو زيد هو الملف الحسّاس الذي يتولّاه بالنسبة إلى العلاقة مع روسيا، إضافة الى امتلاكه القدرات الماليّة الكبيرة التي يستخدمها لخدمة الناس والتيار والدولة اللبنانية. وتشدّد الأوساط على أنّ حملة التشهير وتبادل الاتهامات بدأها مقرّبون من أسود على مواقع التواصل، فاستدعت ردّ مقرّبين من أبو زيد. وهذا أمر مشّرع، دفاعاً عن النفس. اللافت في الموضوع أنّ قيادة التيار تتجنّب مواجهة أسود في هذا الإطار، نظراً إلى عصبيّته وحدّة طباعه، وتفضّل عدم التعاطي المباشر معه، علماً أنّها سبق أن وجّهت له توجيهات لضبضبة الوضع، لكن من دون نتيجة. وتشير الأوساط إلى أنّ حرص قيادة التيار على عدم التصادم مع أسود يعود بشكل أساسي الى كونه نائباً يمثّل فئة كبيرة من المواطنين، وبالتالي ليس من مصلحتها التواجه معه أو طرده من التيار، خصوصاً وأنها تدرك أنّ أسود، وفي حال فصله، لن يوفّر مناسبة للتشهير بالتيار وشتمه في الاعلام.

وفي المحصّلة، تستبعد مصادر البلديّة أن يُصار إلى حلّ هذه الخلافات السطحيّة وغير المنطقيّة، وسط عجز القيادة العليا عن فرض مشيئتها وإجبار من ينضوون تحت جناحيها على احترام وتنفيذ جميع توصياتها من دون استثناء، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حيال هذا الواقع، وعمّا إذا كان سيشجّع آخرين على اتّباع أسلوب النائب أسود نفسه لعلّه يشكّل وسيلة فعّالة في سبيل الحصول على مبتغاه؟

 

الانتخابات النصفيّة الأميركية وتبعاتها  

رياض طبارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 31 تشرين الأول 2018

تجرى الانتخابات النصفية الأميركية في 6 تشرين الثاني المقبل، ينتخب فيها الأميركيون، كل أعضاء مجلس النواب (الكونغرس) الـ435 وثلث أعضاء مجلس الشيوخ الـ 100 (33 مقعداً هذه المرة زائداً مقعدين خاليين). وتجرى انتخابات موازية، أهمها انتخاب حكام 36 ولاية، ومجلسي نواب وشيوخ الولايات في غالبيّتها. تجدر الإشارة إلى أنّ ولاية النائب في الكونغرس سنتين، وحاكم الولاية 4 سنوات وعضو مجلس الشيوخ 6 سنوات. كل ولاية لها عضوان في مجلس الشيوخ بينما عدد النواب يتوقف على عدد المقيمين في الولاية الذي يتحدّد كل 10 سنوات حسب تعداد السكان. في كل الانتخابات النصفية تقريباً يخسر الحزب الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية مقاعد في مجلس النواب. هذه المرة لن تشكّل استثناءً. السؤال هو كم؟

خسر الديمقراطيون عدداً كبيراً في الانتخابات النصفية سنة 2010 (بعد سنتين من انتخاب أوباما) وأصبح الجمهوريون غالبيّة. يحتاج الديمقراطيون في الانتخابات المقبلة لـ 23 مقعداً إضافياً في مجلس النواب لكسب الغالبيّة.

تدل آخر إحصاءات «مركز 538» وهو من المراكز الأكثر صدقيّة في استطلاع نتائج الانتخابات، أنّ احتمال فوز الديمقراطيين بالغالبيّة هو 85 بالمئة، مقابل 15 بالمئة للجمهوريين.

أما في مجلس الشيوخ، فعلى رغم أنّ كلّ ما يحتاجه الديمقراطيون مقعدين إضافيّين، فإنّ هدفهم يبدو صعباً. «مركز 538» يقدّر نسبة نجاحهم بـ 17 بالمئة.

أما على مستوى الولايات، فيُجمع المستطلعون على أنّ الديمقراطيّين سيفوزون بغالبية الحكام والمجالس المحلّية. أهمية هذه الانتخابات أنها تسمح للرابح برسم حدود الدوائر الانتخابية التي يمثلها أعضاء الكونغرس في ولاياتهم وتغييرها بشكل يعطي الحزب الأكثري أفضلية في الانتخابات النيابية. إعادة رسم الدوائر الانتخابية لهذا الهدف يُسمّى (gerrymandering).

ماذا لو ربح الديموقراطيون الغالبيّة في مجلس النواب دون مجلس الشيوخ، كما تفيد غالبية الاستطلاعات؟ للجواب على هذا السؤال يجب معرفة ماهي صلاحيات كل من المجلسين.

مهمّة مجلس النواب الأساسيّة التشريع، وفرض الضرائب، والموافقة على الموازنة العامة. الأهم بالنسبة لترامب هو صلاحية الكونغرس في إحالة رئيس الجمهورية (وكبار المسؤولين الفيديراليين) الى المحاكمة في مجلس الشيوخ (Impeachment)، ما يتطلب أصوات نصف النواب زائداً واحداً.

أما مهمة مجلس الشيوخ فهي التصديق على المعاهدات التي يعقدها الرئيس، والموافقة على تعيينات كبار المسؤولين (مثلاً الوزراء والسفراء)، ومحاكمة الرئيس وكبار الموظفين الذين أحالهم مجلس النواب إلى المحاكمة، وتتطلّب الإدانة موافقة ثلثي الأعضاء. لعلّ أخطر نتيجة لتغييرٍ محتمَل في غالبية الكونغرس لصالح الديمقراطيين، هي إمكانية إحالته إلى المحاكمة من قبل كونغرس ذات غالبية ديمقراطية. إلّا أنه من غير الممكن، في هذه الحالة، الوصول إلى الإدانة، وبالتالي إجبار ترامب على التنحّي، إلّا بثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وهذا لن يحصل إلّا إذا وافق عدد كبير من الأعضاء الجمهوريين على الإدانة، ما هو مستبعد طبعاً، أقلّه راهناً. الجدير بالذكر هو أنّ نتائج تحقيق المدّعي الخاص روبرت مولر، في إمكانية حصول تواطؤ بين الروس وترامب لإيصال الأخير إلى الرئاسة، وفي احتمال عرقلته للعدالة، وأمور أخرى، من المنتظر أن تظهر بعد إعلان نتائج الانتخابات، فإذا جاءت لغير مصلحة الرئيس فهذا سيعطي دفعاً إضافياً للديمقراطيين لإحالة ترامب للمحاكمة.

يركّز الجمهوريون في دعاياتهم الانتخابية على قضية الهجرة التي تستقطب غالبيّةً من البيض قلقة من انحسار دورها. فنسبة «البيض غير اللاتين» من مجموع السكان، انخفضت في الولايات المتحدة من حوالى 90 بالمئة في خمسينات القرن الماضي إلى حوالى 60 بالمئة اليوم، وسيصبحون أقلّية كباقي الأقلّيات بعد أقل من عشرين سنة. الأنكى من ذلك بالنسبة لهؤلاء هو انتخاب رئيس جمهورية (أوباما) بأقلية من أصوات البيض (41 بالمئة سنة 2012) ما يعني أنّ البيض لن تكون لهم الكلمة الفصل في الانتخابات على المستوى الوطني، كما كان الحال منذ إعلان الاستقلال سنة 1776. في السياق نفسه، يؤكّد ترامب على سياسته لمنع المهاجرين اللاتين من المجيء إلى الولايات المتحدة، وطرد المهاجرين غير الشرعيين، وبناء حائط على طول الحدود الجنوبية الأميركية، كل ذلك لشدّ عصب مؤيّديه من البيض. وساعدته في ذلك قافلة من سبعة آلاف شخص انطلقت من أميركا الوسطى إلى الحدود الأميركية. ويصف ترامب هؤلاء بـ «جحافل من المجرمين» متوعّداً بإرسال الجيش للتصدي لهم. التحسّن الاقتصادي الأميركي الذي حققته إدارة ترامب، بدأ يفقد من أهميته، فثماره لم تظهر للطبقة الوسطى وما دون، بل للشركات الكبرى والطبقة الميسورة. لذا وعد ترامب بخفض الضرائب على هذه الطبقة قبل الانتخابات وأسعار بعض الأدوية. أضف إلى ذلك، تاريخياً، يفقد الاقتصاد أهمّيته الانتخابية عندما يكون منتعشاً، وتكبر أهميته عندما يتراجع. ويبقى النموّ الاقتصادي مرتفعاُ نسبياً (أكثر من 3 بالمئة) ما يعمل لصالح الجمهوريين.

في مواجهة هذه الأمور المربحة للجمهوريين، يركّز الفريق الآخر على أمور له فيها اليد الطولى وعلى رأسها النظام الصحّي، والمساواة وحقوق الأقلّيات والمثليّين وغيرهم، وعلى اتّهام الجمهوريين، وعلى رأسهم ترامب، باحتقار النساء وعدم الدفاع عنهم بما يخصّ التحرّش الجنسي والعنف الأُسري والمجتمعي، علماً أنّ ترامب متّهمٌ شخصياً بالتحرّش الجنسي.

لقد صوّت 54 بالمئة من النساء لهيلاري كلينتون مقابل 42 بالمئة لترامب. وصوّت 58 بالمئة من البيض لترامب مقابل 37 بالمئة لكلينتون. ويتوقع الفريقان أن تشهد الانتخابات المقبلة انقساماً أكبر بين الفريقين (البيض والنساء). فبالنسبة للنساء مثلاً تشير الاستطلاعات إلى أنّ حصة الديمقراطيين من أصوات النساء قد تصل إلى 80 بالمئة. وبما أنّ خطوط التماس جامدة فمن المنتظر أن تتأثر نتائج الانتخابات بكثافة مشاركة البيض والنساء، ولا يأمل المرشّحون في استقطاب مساندين من الفريق الآخر.

وأخيراً ماذا سيكون تأثير نتائج هذه الانتخابات على لبنان والمنطقة؟

أولاً: لن يكون تأثير كبير إذا بقيت أو تغيّرت الغالبية في مجلس النواب، لأنّ صلاحيات المجلس هي أصلاً داخلية لا تؤثر في السياسة الخارجية.

ثانياً: ما يهمّ لبنان والمنطقة هو موقف واشنطن من إيران و»حزب الله» والعقوبات المحتملة عليهما ولا فارق بين مواقف الحزبين بهذا الشأن.

ثالثاً: حتى لو أزيح ترامب تحت وطأة تحقيقات مولر، والتحوّل المحتمل للغالبية في الكونغرس لصالح الحزب الديمقراطي، فسيحلّ مكانه نائبه مايك بنس الأكثر تطرّفاً ضدّ إيران.

أما بالنسبة للعقوبات على «حزب الله» فالحزبان متفقان، على ألّا تمسّ هذه العقوبات اقتصادَ لبنان واستقرارَه الأمني، أقلّه في المستقبل المنظور.

 

إيران... «تمرد الحفاة»

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/18

في كتابه «السكرتير السابع والأخير... نشوء وانهيار الإمبراطورية السوفياتية»؛ يقول المؤرخ البيلاروسي ميشال هيلير: «التاريخ لا يفتقد إلى أمثلة للإمبراطوريات هائلة القوة التي أصبحت أثراً بعد عين، على الرغم من أنها كانت حتى الأمس تبدو كأنها خالدة، فدائماً هناك أسباب مختلفة داخلية وخارجية تنبئنا بسقوط هذه الدول الخالدة». وفي الحالة الإيرانية، فإن التنبؤات باتت أقرب إلى وقائع تنذر بسقوط ما (جزئي أو كلي) للنظام، نتيجة لتقاطع عوامل داخلية وخارجية، فالنظام الذي أرهق الدولة والشعب بمشكلات إقليمية ودولية لا حاجة لإيران بها، لم يدرك بعد أن عليه الاهتمام بالداخل قبل أن تنتشر الفوضى وتترهل سلطته، لكنه يُصرّ على المكابرة وعدم الإصغاء إلى النصائح التي تطلقها النخب السياسية والفكرية والاقتصادية، التي تحذره من مخاطر انهيار مقبل، وكانت أخراها على لسان الرئيس الأسبق السيد محمد خاتمي الذي حذر من احتمال حدوث تحركات اجتماعية تجاه تغيير النظام، حيث قال: «إذا بقيت أخطاء النظام على ما هي عليه، فسوف تتطور الانتقادات إلى اعتراضات، ومن ثم فلن يكون واضحاً ماذا يمكن أن يحدث»، ما اضطر السيد خاتمي إلى مراعاته أثناء توجيه انتقاداته للنظام، حفاظه على موقعه في التركيبة السياسية الإيرانية، التي تفرض عليه ممارسة حذر شديد في تمرير مواقفه حماية لنفسه ولتياره الذي يدعو للقيام بعملية إصلاح داخلية، وهو ما لم يراعه الأكاديمي في كلية اقتصاد أصفهان الدكتور محسن رناني.

رناني خاطب النظام بشكل واضح وصريح وحذره من حفاة سيُطيحون به بعد التمرد. فقد قارن رناني بين «تمرد الحفاة» الذي يتوقعه وحركة الاحتجاجات في الجامعات التي ارتبطت بالطبقة الوسطى، مبيّناً أن «الثورة الخضراء» كان لها قيادات فتمت السيطرة عليها، لكن الحفاة من دون قيادة، لذلك فسيصعب على النظام السيطرة عليهم. وأضاف: «أما في حال الملايين من العاطلين عن العمل والمهمّشين والفقراء، فهؤلاء لن يقبلوا بالتفاوض ولا بالقيادة؛ حيث سيكون هدفهم واضحاً جداً، هؤلاء لن يقبلوا بالوضع الموجود، وسيستمرون في تمردهم حتى الإطاحة بالنظام السياسي والاجتماعي في البلاد».

فعلى مسافة أيام من تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية على طهران؛ وهي الأخطر في تاريخ الجمهورية الإسلامية والتي تستهدف القطاع النفطي، تعمل الولايات المتحدة على تصفير صادرات إيران البترولية، الذي سيتسبب مباشرة في ارتفاع الأسعار وفي تفاقم الأحوال المعيشية للإيرانيين، ومن المتوقع أن يصل التضخم في السلع الغذائية إلى ما فوق 48 في المائة، وسيترافق مع صعوبة في الوصول إلى الأسواق العالمية نتيجة مراقبة أميركية صارمة لآليات تطبيق العقوبات، وتحذير واشنطن بمقاضاة أي جهة حكومية أو خاصة تحاول الالتفاف على العقوبات ضد طهران. فإيران التي خدعها ظلها، تصرفت في زمن انكفاء الرئيس باراك أوباما كأنها قادرة على ملء الفراغ الذي خلّفه الانسحاب الأميركي من قضايا الشرق الأوسط، وباتت تحمل أعباء مواجهة مفتوحة مع إدارة أميركية جديدة ومختلفة جذرياً في مقاربتها للدور الإيراني عن إدارة أوباما، فمنذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تواجه طهران مصاعب خارجية تستهدف نفوذها الإقليمي، وصعوبات داخلية كشفت عن طبيعة أزمات يعيشها النظام وتعصف بكيانه، نتيجة تراكم الأخطاء السياسية والإخفاقات الاقتصادية، وعجز شبه كامل في تلبية احتياجات المواطنين الذين دفعوا ثمن محاولات النظام إحياء الموروث الإمبراطوري وتطبيقه؛ الأمر الذي فاقم الأعباء على الخزينة الإيرانية المنهكة من التكلفة المرتفعة لمغامرات النظام الخارجية، التي وضعت طهران في مواجهة غير متكافئة مع المجتمع الدولي، خصوصاً مع واشنطن الرافضة قطعاً النموذج الإمبراطوري الإيراني بالاستمرار، لأنه المخرج الوحيد الذي تتمسك به طهران للهروب من أزماتها الداخلية، ومن زلزال سياسي واقتصادي سيعيد تشكيل المجتمع الإيراني، وهذا ما يقضّ مضاجع النظام المستميت من أجل الوصول إلى تسوية مع واشنطن تحفظ ماء وجهه، ويتمكن عبرها من الحفاظ على طبيعته في حال أجبرته العقوبات على تغيير سلوكه.

وعليه، فإن سلوك النظام الإيراني مرتبط بطبيعته، والطبيعة مرتبطة بمنظومة فكرية وعقائدية غلّفها بنزعة أصولية خاصة، أنتجها على مقاسه السياسي واستخدمها كعقيدة جغرافية حقق من خلالها مؤقتاً وحدة الأمة الإيرانية، مستغلاً العلاقة الروحية التي تربط الفرد الإيراني بتراث «أهل البيت»، وكان النظام قد غاب عن باله قول الإمام علي بن أبي طالب: «عجبت ممن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه». فنظام «ثورة المستضعفين» أمام احتمال «ثورة الحفاة».

 

منصّات التواصل أم التناحر الاجتماعي؟

بقلم: ملك الأردن عبدالله الثاني ابن الحسين/31 تشرين الأول/18

أردت عبر هذا المقال أن أخاطب جميع أبناء وبنات الأردن الغالي، لأشجع النقاش البناء حول أولوياتنا وقضايانا الوطنية المهمة؛ وهي كثيرة ومتنوعة، وقد سلطت الضوء على عدد منها خلال لقاءاتي المختلفة، ومؤخرا في خطاب العرش، ومنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وسأحرص على الاستمرار في الإضاءة على هذه القضايا الوطنية المهمة، عبر مختلف المنابر والأساليب في القادم من الأيام. ولكنني ارتأيت، في هذا المقال، أن أركز الجهد على مسألة جوهرية، وهي بعض الظواهر الاجتماعية المقلقة على منصات التواصل الاجتماعي.

قد يكون عصرنا هذا شاهدا على أكبر تغيير في تاريخ الإعلام والتواصل، وفي أنماط استهلاك المعلومات، وإنتاجها ونشرها والتفاعل معها. فأنا واثق أن معظمكم يقرأ هذا المقال من على شاشة المحمول. وعند انتهائكم، سيطرح بعضكم آراءه وأفكاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأتطلع لقراءتها. اليوم، توفر تلك المنصات الإلكترونية، كفيسبوك وتويتر وغيرها، لنا جميعا صوتا مسموعا وفرصا غير مسبوقة للتواصل، لنعرب عمّا يجول في خاطرنا ونتبادل الآراء، لنلتف حول القضايا المحورية والإنسانية، ونسلط الضوء على القضايا المصيرية ونناقشها؛ بل ونبني عليها، إن كان الحوار بناء. وتلك التقنيات والأدوات باتت في غاية الأهمية لنا جميعا، بل ولي أيضا، فمن خلالها أسمع أفكار المواطنين وآرائهم دون فلترة للمعلومات أو الآراء أو حواجز أو قيود، قدر الاستطاعة.

وقد تمضي العصور وتتغير وتتبدل الأدوات من حولنا وبين أيدينا، لكن يبقى في داخل كل أردني وأردنية قيم مثلى تجسد أعلى معاني الأخوة والتضامن والتكافل. ذلك ما يميزنا، وهو المرساة التي تبقينا ثابتين في وجه العواصف التي تضربنا.

وما من منصف ينكر ثبات الأردن في وجه الصعاب والمحن. وما من قوة أو فتنة أو أجندة قادرة أن تثني الأردنيين عن الالتفاف حول الوطن مع أول علامة تهديد قد تمس أمنه ووحدته. وإن تلك القيم الراسخة التي ورثناها جميعا ونحرص على غرسها في أبنائنا، إنما هي الدرع الواقي الذي نحرص عليه ونفاخر بهيبته وصلابته.

إلا أنني بدأت أرى مؤخرا على منصات التواصل الاجتماعي، محاولات لخلخلة ثبات هذه المرساة، وهو ما دفعني لمخاطبتكم اليوم. فحين نتصفح منصات التواصل الاجتماعي نصطدم أحيانا بكمٍّ هائل من العدوانية، والتجريح، والكراهية، حتى تكاد تصبح هذه المنصات مكانا للذم والقدح، تعج بالتعليقات الجارحة والمعلومات المضللة، والتي تكاد أحياناً تخلو من الحياء أو لباقة التخاطب والكتابة، دون مسؤولية أخلاقية أو اجتماعية أو الالتزام بالقوانين التي وجدت لردع ومحاسبة كل مسيء.

وما شهدناه مؤخرا في حادثة البحر الميت، التي آلمتنا جميعا، وما تبعه من تعليقات البعض يؤكد هذا التأرجح، ويذكرنا بأن استخدام منصات التواصل الاجتماعي يملي علينا أن نكون على قدر المسؤولية في تفاعلنا مع أحداث يشهدها الوطن. وأجد نفسي هنا مضطراً للوقوف عند بعض أشكال هذا التفاعل؛ إذ يجب أن نفرق بين آراء انتقدت الأداء وطالبت بتحديد المسؤوليات، وهذا نابع من الحرص وهو مطلوب، وبين قلة ممن أساؤوا بالشماتة والسخرية، بحق أبنائنا وبناتنا الذين فقدناهم، ما يضعنا أمام العديد من التساؤلات حول أساس علاقتهم بالمجتمع، والأهداف من وراء هذه السلبية التي أفقدتهم وللأسف، إنسانيتهم. ولا بد أن نتساءل عمّن يقف وراء هذه الآراء البعيدة عن قيم مجتمعنا.

إن التعامل مع حادثة البحر الميت المؤلمة يتطلب الوقوف على أوجه الخلل والتقصير، ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته، واستخلاص الدروس، حتى نتجنب مثل هذه الحوادث المؤلمة مستقبلا، ويستدعي أيضا نظرة فاحصة وشاملة لحجم وطبيعة التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي.

ولا يخفى على أي متابع للنقاشات الرائجة على الإنترنت، أن الإشاعات والأخبار الملفقة هي الوقود الذي يغذي به أصحاب الأجندات متابعيهم لاستقطاب الرأي العام أو تصفية حسابات شخصية وسياسية.

وقد جاء التحذير من الإشاعات ومن يروج لها في قول الله عز وجل: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ" (سورة الحجرات: الآية 6).

وبين الأكاذيب والشعارات الفارغة والبطولات الزائفة، تنتشر في كثير من الأحيان، السلبية والشعور بالإحباط. ويبقى القارئ حائرا بين الحقيقة والإشاعة. ويخيم على المجتمع جو من الريبة والإرباك والتشاؤم، بسبب إشاعات مصدر مصداقيتها الوحيد هو سرعة انتشارها، حتى بات العالم الافتراضي لا يعكس الصورة الحقيقية لقيمنا الأصيلة ومجتمعنا ولواقعنا الذي نعيش فيه كل يوم.

فالإشاعة باستطاعتها الدوران حول العالم قبل أن ترفع الحقيقة رأسها. وهذا ما دعمته دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مفادها أن الأخبار الملفقة على منصة تويتر مثلا لديها فرصة انتشار تتجاوز 70% مقارنة بالحقيقة.

ويحضرني هنا موجة الإشاعات والأكاذيب التي انتشرت في فترة إجازتي المعتادة. لا بل حتى وبعد عودتي واستئناف برامجي المحلية، ظل السؤال قائما: أين الملك؟! ليستمر البعض بالتشكيك في وجودي حتى وأنا أمامهم. هل أصبح وهم الشاشات أقوى من الواقع عند البعض؟

للأسف، حاول البعض في الآونة الأخيرة نشر الإشاعات التي تستهدف معنويات الأردنيين وتماسكهم، وحين يواجَهون بأن اتهاماتهم خالية من الصحة، يلجؤون إلى مقولة أن لا دخان دون نار. وأؤكد بأن من يكن للأردن نوايا سيئة سيشعل فتيل الأزمات من لا شيء، ويفتعل الحرائق إن استدعى الأمر. وسأجد نفسي مضطرا بين الفينة والأخرى للحديث في هذا الشأن، وعلينا جميعا أن لا نتوانى عن مواجهة من يختبؤون وراء شاشاتهم وأكاذيبهم، بالحقيقة. وبإمكان كل من يتعرض للإساءة أن يلجأ للقضاء لينصفه، فنحن دولة قانون ومؤسسات.

وأؤكد أن كل من يسيء إلى أردني – سواء من عائلتي الأردنية الكبيرة أو الصغيرة – فهو يسيء لي شخصيا.

وحتى نضع ظاهرة التضليل في سياقها الصحيح، يجب أن نتذكر أنها كمشكلة ليست حكرا علينا في الأردن فقط، بل ظاهرة وتحد عالمي، فقد ظهرت قوة تأثير الأخبار المزيفة والمضللة على أحداث مفصلية في العامين الماضيين، في أوروبا والولايات المتحدة. ومن هذا المنطلق نرى الكثير من الدول تتجه لوضع تشريعات لضبط انتشار الأخبار المزيفة والمضللة. وعليه، فقد أصبحت الحاجة ملحة اليوم لتطوير تشريعاتنا الوطنية، بما يؤكد على صون وحماية حرية التعبير، ويحفظ حق المواطنين في الخصوصية، والقضاء على الإشاعات والأخبار المضللة، ومنع التحريض على الكراهية، خاصة وأن عددا من مديري أكبر منصات التواصل الاجتماعي أنفسهم أقروا بأن منصاتهم يمكن استغلالها لأغراض سلبية وتخريبية.

وفي ظل هذه التطورات الملحة والتي تستوجب المعالجة، لا بد من مراعاة التوازن بين صيانة حرية التعبير، وهو الحق الذي نحرص عليه دائما، وبين حقوق وأولويات في غاية الأهمية لاستقرار وعافية مجتمعنا، وهذا من شأنه المساهمة بشكل إيجابي في إثراء النقاش العام الضروري للتعامل مع ظاهرة الاستخدام غير الراشد والسلبي، في كثير من الأحيان، لوسائل التواصل الاجتماعي.

ولا شك في أن لشركات منصات التواصل الاجتماعي دورا في التصدي لظاهرة الاستخدام السلبي للمنصات الإلكترونية عبر التطوير التقني المستمر والمراجعة الدورية للضوابط الأخلاقية والقانونية. كما أن عصر الانفتاح يحتم على الحكومات العمل بشفافية، وتوفير معلومات دقيقة للمواطن دون تباطؤ. وآمل أن تكون حكومتنا الحالية عند حسن ظننا، وأن ترتقي لتوقعات شعبنا في هذا الخصوص، دون أن نغفل هنا مسؤولية منابر الإعلام والإعلاميين، كأحد أهم روافع نظم تدفق المعلومات والتواصل، إذ يجب عليهم رفع معاييرهم المهنية والالتزام بالمسؤوليات الأخلاقية التي تقع على عاتقهم.

لكن الأهم، هو مسؤوليتنا كأفراد ومجتمعات بأن لا نرتضي لأنفسنا أن نكون متلقين فقط، بل أن نفكر فيما نقرأ وما نصدق، ونتمعَّن فيما نشارك مع الآخرين. لا بد من تحكيم المنطق والعقل في تقييم الأخبار والمعلومات.

ولنسأل أنفسنا: إلى ماذا سيؤول حالنا إن لم نكن مسؤولين وحذرين في تفاعلنا على المنصات الإلكترونية؟ ما هو مستقبل مجتمعنا إن نبذنا العقلانية والمنطق، وآثرنا الإشاعة على الحقيقة؟ إن كان حديثنا مبنيا على الأكاذيب والإشاعات؟ إن أصبح اغتيال الشخصيات أمراً مقبولاً واعتيادياً؟ تخيلوا إن سيطر الخوف على المسؤولين فأقعدهم عن اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الوطن والمواطن، أو دفعهم للتسرع في اتخاذ قرارات ارتجالية؟ إن لم يكن في متناول المواطنين حقائق ومعلومات موثوقة، كيف لهم أن يتخذوا قرارات مدروسة، ويشاركوا في حوار وطني مسؤول حول المواضيع المفصلية؟ نعم، لم يصل الأردن بعد إلى المكانة التي نطمح لها، ولا الموقع الذي يتطلع إليه الأردنيون ويستحقونه، فما تزال أمامنا تحديات كثيرة. لهذا أولويتنا الأولى هي التطوير والإصلاح. لكن، لا بد من التذكير بأن الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الإنجازات وإنكارها، بل بالعزم والإرادة والعمل الجاد، والانخراط الإيجابي والمشاركة البناءة في القضايا الوطنية. وها نحن نقف بفخر على أعتاب مئوية تأسيس الدولة الأردنية، والعالم من حولنا يتطور بسرعة غير مسبوقة. فلنضع المستقبل نصب أعيننا ونمضي نحوه بثبات وقوة وإيجابية، كي لا يفوتنا الركب. لنسخِّر أدوات العصر لصالحنا ونثريها بصبغة أردنية، تعكس هويتنا والقيم والأخلاق التي أنارت مسيرة هذا الوطن على مر مائة عام.

 

سوزان رايس: هل إيران مشكلة سعودية فقط؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/18

الكشف الذي أعلن عنه مدير جهاز الأمن الدنماركي، فين بورك أندرسن، أمس (الثلاثاء)، بتورط عملاء إيران في الإعداد لهجوم إرهابي بالدنمارك، يضيف دليلاً جديداً على طبيعة الخطر الذي يجسده النظام الخميني الحاكم في طهران. وأوضح: «نتعامل مع تخطيط لوكالة مخابرات إيرانية لهجوم على الأراضي الدنماركية. بكل وضوح، لا يمكننا قبول هذا، ولن نقبله». قبل ذلك، طردت السلطات الفرنسية دبلوماسيين إيرانيين بسبب ثبوت التهمة على عملاء إيرانيين، ودبلوماسيين تابعين للمخابرات الإيرانية، بالتخطيط لتفجير إرهابي في فرنسا لتجمع إيراني معارض، والجناة حضّروا للهجوم من بلجيكا المجاورة. هذه أمثلة سريعة وقريبة التوقيت فقط عن جوهر السلوك الإيراني في أوروبا التي يدافع ساستها عن بقاء الاتفاق النووي (السياسي) مع النظام الخميني، وهو الاتفاق «السيئ» الذي أسقطه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بطريقة أثارت جنون التيار الأوبامي، ومنهم «خياط» الاتفاق وزير الخارجية السابق جون كيري، ومستشارة أوباما الأقرب له، وريثة طبعه وفاضحة صمته، سوزان رايس.

رايس، في سياق ركوبها موجة الهجوم المستعر على السعودية، بشماعة قضية جمال خاشقجي، وسّعت دائرة هجومها على السعودية، وولي عهدها بشكل خاص - رجل الرؤية والتغيير والسعودية الجديدة، الأمير محمد بن سلمان. وفي ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» من هجمات مستشارة أوباما، تجلّت بوضوح الأجندة الحقيقية لتيار أوباما، قبل قضية خاشقجي بكثير؛ مأساة خاشقجي مجرد ذريعة. السيدة رايس حانقة على السعودية الجديدة، والرئيس ترمب، ومن ضمن حججها الصريحة أن السعودية قاطعت قطر، حليفة أميركا الصدوقة، حسب مديح سوزان، والأخطر من ذلك، حسب السياسية الحكيمة الأمينة، سوزان رايس، انتقادها السعودية «لأنها حثت ترمب على الانسحاب من الصفقة النووية مع إيران»! الصورة صارت واضحة ساطعة، وكأن إبقاء السلوك الإيراني، كما كان في عهد أوباما، بالعراق وسوريا واليمن ولبنان... إلخ، أمر حميد ومفيد لأميركا نفسها.

وكأن أميركا أصلاً ليست لديها مشكلات خاصة مع إيران، بصرف النظر عن السعودية، وما عمليات إيران ضد الولايات المتحدة الأميركية، منذ قيام النظام الخميني، بالأمر المجهول والغامض.

ليس فقط التفجيرات والاغتيالات، وتكوين الميلشيات المعادية، بل تسميم أميركا بسموم المخدرات وغسل الأموال، كما تجلى في عملية «كاسندرا» الشهيرة، التي «طنّش» عليها رئيس سوزان، باراك أوباما.

مثلاً، عملية تفجير طائرة «بان أميركان»، ومصرع ركابها المدنيين فوق لوكربي باسكوتلندا، ديسمبر (كانون الأول) 1988، اتضح بعد سنين أن المتهم الحقيقي هو النظام الإيراني، وليس القذافي، كما نشرت صحيفة «ديلي ميل» عن كتاب المؤلف الأميركي دوغلاس بويد.

السؤال: سيدة رايس، هل مشكلة إيران هي فقط مع السعودية؟

 

الهبوط بالمظلة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/18

يدخل العالم في مزاجاتٍ ومراحل لا تفسير لها. بعد الحرب العالمية الثانية شهدنا هزيمة أقوى حالتين عرفتهما الأمم: الفاشية وبعد فترة الشيوعية. ومن جراء تلك الهزيمة توطدت الليبرالية الديمقراطية في أماكن كثيرة، خصوصاً في أميركا اللاتينية التي كانت ممتلئةً بالأنظمة العسكرية شديدة الاستبداد. وها هو اليمين المتشدد ينتصر يوم الأحد في البرازيل، التي هي أهم وأكبر اقتصاد لاتيني، بعدما عاد إلى الظهور بقوة في دولٍ متفاوتة الانتماءات، ما بين اليمين واليسار والوسط، مثل الفلبين وهنغاريا والنمسا.

جايير بولسونارو الذي اختاره البرازيليون بملء حريتهم هو مظلي سابق. والمعروف أن الدول البرلمانية - لكي لا نقول الديمقراطية - تستعين بالمظليين كآخر الحلول في قمع الاضطرابات الداخلية. لا أعرف كم فكّر الناخبون بذلك وهم يقترعون لرجلٍ يوزّع التهجّم والنعوت يميناً وشمالاً بلا أي رادعٍ على الإطلاق. فهو الذي قال عن زميلةٍ له في مجلس النواب إنها «لا تستحق حتى الاغتصاب». وتشمل لائحة مشتوميه الأقليات والسكان الأصليين والنساء والمثليين. غير أن الجاذب الأول في حملته الانتخابية كان موقفه من الفساد الحكومي الذي بلغ في البرازيل حدوداً غير مُسجَّلَةٍ في أي بلدٍ آخر. وكذلك وعوده بالحدِ من الجريمة في دولةٍ تُرتَكَبُ فيها 60 ألف جريمة قتل كل عام. ومثل الرئيس الفلبيني دوتيرتي، يضع بولسونارو القانون جانباً ليتوعد المجرمين الاقتصاص منهم بنفسه. ويرفع مثل دونالد ترمب شعار «البرازيل أولاً»، وهو الشعار الذي ترفعه أحزاب اليمين في أوروبا منذ تزايد موجات المهاجرين. وقد أدى الخوف من الهجرة إلى خروج بريطانيا من الوحدة الأوروبية، فيما أغلقت دولٌ مثل هنغاريا وتشيكيا وسلوفاكيا وسلوفينيا، حدودها كلياً في وجه المهاجرين. وتهدد طوابير من فقراء المكسيك باقتحام حدود الولايات المتحدة متحديةً قوانينها ونظامها. وبسبب موقفها المتساهل من الهجرة، خسرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كثيراً من هالة زعامتها التاريخية.

يهدد بولسونارو بحكومةٍ يملؤها بالضباط الذين كانوا رموز الحكم العسكري في البلاد. ويمتدح في خطبه العسكريين الذين كانوا رمز الإبادة الجماعية في القارة اللاتينية أمثال الجنرال بينوشيه في تشيلي. ويكرر شعار دونالد ترمب بالقضاء على الجريمة في المدن. ويتجاوزه في مهاجمة السود والملونين. وكان المظلي السابق قد تعرّض لمحاولة اغتيالٍ طعناً بالسكين خلال حملته، غير أنه أكمل الحملة من على سريره في المستشفى مخاطباً عبر «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب»، الملايين من أتباعه ومتابعيه. وقال في إحدى تغريداته: «إن شاء الله، فإننا منذ العام المقبل سوف نغيّر معاً مصير البرازيل». ومن أقواله إن اللاجئين «هم حثالة الأرض»، و«الديمقراطية لا تحل شيئاً، وأنا مع الديكتاتورية»، وأخيراً «أنا أؤيِّد التعذيب».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص حوار الرئيس عون مع الوفد الصحافي بمناسبة مرور سنتين على توليه الرئاسة

عون: اضع الناس امام مسؤولياتها والبعض يحاول الاخذ اكثر من حصته والتكتيكات السياسية تفتح ثغرة قد تضرب الوحدة الوطنية

الخميس 01 تشرين الثاني 2018

وطنية - قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ان دعمكم ومحبتكم وثقتكم التي منحتموني اياها هو ما اوصلني الى رئاسة الجمهورية، وانا لن اصدمكم وسأحاول ان احافظ على ثقتكم ومحبتكم التي غمرتموني بها، من خلال تنفيذ الوعود التي قطعتها لكم".

هذا ما توجه به رئيس الجمهورية الى اللبنانيين خلال اللقاء التلفزيوني المطول الذي جرى معه مساء اليوم في قصر بعبدا بمناسبة مرور سنتين على عهده. وقام بمحاورة الرئيس عون الاعلاميون السادة: سمير منصور، نقولا ناصيف ورضوان مرتضى، اضافة الى الاعلامية سكارليت حداد.

قدم للقاء مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، ثم جرى عرض تقرير عام عن تطلعات الشعب اللبناني، وتقرير آخر يتضمن آراء الناس حول سنتين من عمر عهد الرئيس عون.

بداية سئل رئيس الجمهورية عن مسار تشكيل الحكومة والعراقيل التي تواجهه، فقال:" أوضحنا من البداية اننا نريد حكومة وفقا لمعايير معينة، أي وفقا للأحجام، ومن دون تهميش أحد، لا طائفة ولا مجموعة سياسية. فلو اكتفى كل طرف بمعيار حجمه لما كانت حصلت هذه المشكلة، وظهرت عراقيل غير مبررة، كانت سببا لتأخير تشكيل الحكومة".

ولفت في هذا الاطار الى العقدة السنية التي ظهرت مؤخرا، موضحا ان المجموعة التي تطالب الآن بأن تتمثل في الحكومة مكونة من افراد وليست كتلة، "ونحن نمثل الكتل ضمن معايير معينة، وهم قد شكلوا مؤخرا مجموعة، فهل يمكن أن يتمثلوا في الحكومة وكل واحد منهم في اتجاه سياسي معين؟ وماذا سيفعلون؟ وما يهمنا أيضا ليس إضعاف رئيس الحكومة، فلديه مسؤوليات وعليه أن يكون قويا من دون ان يتعرض لأي هزات."

ورأى الرئيس عون ان اللجوء الى حكومة امر واقع، لا يخدم لبنان ، "فنحن نبني حكومة عبر التفاهم والتضامن، حيث نستطيع أن نحقق امورا كثيرة. أما عبر التفرد بالرأي ووضع الشروط فهذا غير ممكن".

وردا على سؤال عن "سر الكيمياء" بينه وبين الرئيس الحريري وعن الاستمرار بما سبق ان قاله حول "حكم الاقوياء"، اوضح انه يشترك مع الرئيس الحريري بالنوايا الطيبة لبناء لبنان، "وهو شخص طيب، لا يمكن ان تختلف معه".

وعن السبيل الى الخروج من الازمة الحكومية الحالية، شدد الرئيس عون على انه يضع الناس امام مسؤولياتهم، مجددا التأكيد على ان "التكتيكات" السياسية تفتح ثغرة قد تضرب الوحدة الوطنية، وقال :"لقد ضحينا جميعا ودفعنا من رصيدنا من اجل ارضاء الآخرين".

وفي الملف الاقتصادي والمالي رفض رئيس الجمهورية دق ناقوس الخطر، مشيرا الى انه غير قلق من الاوضاع المالية والاقتصادية حاليا، ولكنه حذر من الاستمرار في هذا الوضع لانه عندها يصبح الخطر حقيقيا.

واكد ردا على سؤال حول المخاوف من العقوبات الاميركية على لبنان، وما إذا كانت ستبقى محصورة بحزب الله وبيئته ام أنها ستطال كل لبنان، أن "لبنان كله يتأثر بها".

وفي ملف النازحين السوريين، سئل عن سبل تغيير وجهة النظر الدولية وتأكيد وجوب عودة النازحين الى بلدهم خلافا لما طالب به الرئيس الاميركي بوجوب بقائهم في البلدان التي نزحوا اليها، فأكد أنه علينا ان نصل الى مرحلة نتخطى فيها الارادة الدولية بالاتفاق مع سوريا.

ولفت الى ان الكلام مع الحكومة السورية بخصوص مسألة النازحين، هو مصلحة لبنانية لا تؤذي احدا، لا الدول العربية ولا الدول الاجنبية، وهذا يتطلب الشجاعة للوقوف الى جانب مصلحة لبنان وحسب، مع التزامنا بمبدأ النأي بالنفس. من هنا، لا يحق لأحد ان يعترض علينا اذا ما التزمنا بمصلحة لبنان الخالصة.

وقال ردا على سؤال حول العلاقة المسيحية - المسيحية ومصير اتفاق معراب:" نحن مختلفون في السياسة الا اننا لسنا مختلفين على الوطن".

وعما اذا كانت هناك نية لاعادة احياء الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، قال الرئيس عون: "نعم، وهناك ضرورة لذلك، فنحن مطلوب منا ان نفهم بعضنا البعض."

وعن سبل مواجهة الفساد، اشار رئيس الجمهورية الى ان هناك صعوبات سنواجهها، "واقول منذ الآن انها ستؤدي الى صدامات لانه سيكون هناك اصلاح لمؤسسات كثيرة تعاني من الفساد، وانتم جميعا مدعوون الى مساعدتي في هذا المجال، ان في الشارع او في الاعلام، لمواجهة كل من لا يرغب الوقوف معي في وجه الفساد. القضية ليست سهلة، وقد وعدت بتحقيقها وسألتزم بوعدي".

ولفت الى اتخاذ عدد من الاجراءات لمكافحة الفساد ومنها القرار بمنع التلزيم بالـ SHORT LIST، ومنع الاتفاقات بالتراضي، ما وفر اموالا في التلزيمات.

واكد اخيرا انه يجب الاعتماد على الشباب لبناء مستقبل لبنان، وانه يشجع الجيل الشاب دائما على التشبث بالارض"وعلينا تحضيره لتولي شؤون البلد، وهناك احتمال كبير بأن يعود المهاجرون، وقد لمست من مغتربين كثيرين استعدادهم للتخلي عن مصالحهم والعودة الى لبنان اذا ما توافرت لهم الفرصة".

وفي ما يلي وقائع الحوار مع رئيس الجمهورية:

تشكيل الحكومة

سئل الرئيس عون في مستهل اللقاء عن تقييم الناس للسنتين الاولتين من عهده، فاشار الى أنه لا يتسنى للجميع الاطلاع على مختلف الامور والمواضيع، وأين أصبح لبنان على المستوى الخارجي، "حيث عبرنا بقناعة وبشكل محق عن موقف لبنان من مختلف القضايا، في مختلف المحافل الدولية، والجامعة العربية والامم المتحدة ومؤتمر اسطنبول وستراسبورغ، إضافة الى لقاءاتنا مع السفراء، وعرضنا موقفنا بالنسبة الى القضية الفلسطينية، والنازحين السوريين، وغيرها. فلبنان بعد كسوف طويل عاد الى الساحة الدولية وأصبح صوته مسموعا".

وردا على سؤال عن كيفية الخروج من المأزق الحكومي، ودور رئيس الجمهورية الشريك في تأليف الحكومة، ومتى تصبح صلاحية تأليف الحكومة بيدي رئيسي الجمهورية والحكومة فقط ، رأى الرئيس عون أن لبنان بلد ديموقراطي متعدد أكثر من اللزوم، وقال:" نود أن نصل الى حكومة وحدة وطنية، إلا أن المطالب كثيرة، وفي بعض الاحيان يحاول البعض أن يأخذ أكثر من حصته، وهذا ما يسبب مشكلة، بينما أوضحنا من البداية اننا نريد حكومة وفقا لمعايير معينة، أي وفقا للأحجام، ومن دون تهميش أحد، لا طائفة ولا مجموعة سياسية. فلو اكتفى كل طرف بمعيار حجمه لما كانت حصلت هذه المشكلة، وظهرت عراقيل غير مبررة، كانت سببا لتأخير تشكيل الحكومة".

واضاف:" على كل طرف أن يعلم أنه يعمل من ضمن مجموعة، وله مركزه ومقعده، وليس مقعده ونصف مقعد جاره. وبالرغم من ذلك لقد اعطينا للبعض اكثر من حجمه كي يرتاح عند تأليف الحكومة. وظهر مؤخرا سبب للتأخير وهو تمثيل المستقلين في الحكومة، وهذا الامر سبب تأخير التأليف، وهو نوع من التكتكة السياسية التي تضرب استراتيجيتنا الكبيرة، لأن اي تأخير الآن ينعكس على لبنان. فبعد ثلاثة أيام يكون للرئيس الاميركي دونالد ترامب كل الصلاحيات ليطلق العدائية ضد اي شخص كان، إضافة الى التطويق المالي والاقتصادي الذي يؤثر كثيرا على اقتصادنا. فيجب علينا تأجيل كل المشاكل والعراقيل التي تعطل تشكيل الحكومة، فكل دقيقة تأخير تكلف لبنان عبئا كبيرا".

وعن العقدة السنية التي ظهرت مؤخرا، لفت الرئيس عون الى "ان هذه المجموعة التي تطالب الآن بأن تتمثل في الحكومة مكونة من افراد وليست كتلة، ونحن نمثل الكتل ضمن معايير معينة، وهم قد شكلوا مؤخرا مجموعة، فهل يمكن أن يتمثلوا في الحكومة وكل واحد منهم في اتجاه سياسي معين؟ وماذا سيفعلون؟ إن ما يهمنا أيضا ليس إضعاف رئيس الحكومة، فلديه مسؤوليات وعليه أن يكون قويا من دون ان يتعرض لأي هزات."

وعن الخشية من ان تحصل مشكلة سنية شيعية في هذا التوقيت، رأى ان على كل طرف أن يدرك أنه لا يجب أن نعرض الوحدة الوطنية لأي ثغرة يمكن أن يستغلها أحد.

وردا على سؤال حول إمكانية بذل الرئيس عون، من موقع الرئيس القوي ومن موقع حليف حزب الله، جهدا معينا دعما للرئيس المكلف، اشار الى ان الموقف الذي ذكره حول تمثيل النواب السنة المستقلين هو بمثابة رسالة، "فإذا احبوا سماعها فأهلا وسهلا بهم، وإذا لم يرغبوا بسماعها، فأنا لا أستطيع التدخل أكثر من ذلك. وقد خرجت عن تحفظي خلال لقائي معكم، لأن الوضع ليس سهلا وأنا لا أعلم ما إذا كان الجميع يقدرون الوضع مثلي، فاعتقد أنني أقدر جيدا الاوضاع حتى الآن."

وعن إمكانية اللجوء الى حكومة امر واقع، رأى رئيس الجمهورية ان هذا النوع من الحكومات لا يمكن أن يخدم لبنان أكثر، فنحن نبني حكومة عبر التفاهم والتضامن، حيث نستطيع أن نحقق امورا كثيرة. أما عبر التفرد بالرأي ووضع الشروط فهذا غير ممكن.

وعن وجود قطبة مخفية في العقدة الحكومية المستجدة، وما إذا كان لها اي علاقة بالتوازنات او بأي استحقاقات خارجية كالعقوبات على حزب الله، لفت الرئيس عون الى أن "حصتنا في الوزارة ليست 11 وزيرا بل عشرة ، والاكثرية منهم هم وزراء دولة."

وسئل الرئيس عون عمن يضع معايير تأليف الحكومة، فأوضح ان احجام الاطراف في المجلس النيابي هي التي تضع هذه المعايير، وعدم تهميش المجموعات داخل المجلس، اما خلاف ذلك، فكيف يمكن ان نضع معايير، فالمقاييس في هذا المجال تكون عددية.

وردا على سؤال عن "سر الكيمياء" بينه وبين الرئيس الحريري وعن الاستمرار بما سبق ان قاله حول "حكم الاقوياء"، اوضح الرئيس عون انه يشترك مع الرئيس الحريري بالنوايا الطيبة لبناء لبنان،" قد نختلف في وجهات النظر ولكننا نصل في النهاية الى حل. وهو شخص طيب، لا يمكن ان تختلف معه، وهدفي هو بناء الوطن، وهل يجب على رئيس الحكومة المسلم ان يكون على خلاف مع رئيس الجمهورية المسيحي؟ "

وتابع الرئيس عون انه انطلاقا من هذا الامر، تصبح مقولة "حكم الاقوياء" واقعا كونه الاقوى في طائفته وهو ما ظهر في الانتخابات، رغم انخفاض قوته السياسية.

واضاف: "على رئيس الحكومة، اكان الرئيس سعد الحريري ام غيره، يجب ان يكون قويا، ولا يجب اضعافه كي يستطيع ان يعطي ويأخذ".

وعن السبيل للخروج من الازمة الحكومية الحالية، شدد الرئيس عون على انه يضع الناس امام مسؤولياتهم، مجددا التأكيد على ان "التكتيكات" السياسية تفتح ثغرة قد تضرب الوحدة الوطنية، "ولا احد من بيننا قاصر كي اشرح اكثر من ذلك، واذا انتبهوا الى هذا الامر واوقفوه يكون جيدا. لقد ضحينا جميعا ودفعنا من رصيدنا من اجل ارضاء الآخرين، وآمل ان يأخذوا هاتين النقطتين في الاعتبار".

مكافحة الفساد

وسئل رئيس الجمهورية عن سبل تنفيذ قرارات وجلسات الحكومة الحالية التي انتهت الى شكاوى واحباط لدى المواطنين لا سيما تلك التي تمس حياتهم، فاوضح ان ثمة قضايا لا توجد امكانات لتنفيذها مباشرة وتتطلب وقتا كما ان هناك تقصيرا ازاء قضايا اخرى، مؤكدا انه بالإمكان مداواة التقصير، اما المشاريع الاخرى فتتطلب مزيدا من الوقت. وقال: "ان تنفيذ محطات انتاج الكهرباء على سبيل المثال يتطلب سنتين والمشكلة تكمن في ملء الفراغ بين بناء المحطة والوصول الى الانتاج. وعلى الحكومة ان تعي ان هذا الفراغ يتطلب حلولا محدودة في الزمن، وهذا ما يقاومه البعض. وان شاء الله تعي الحكومة الجديدة الامر لتسهيل العمل".

وعن مكافحة الفساد وعدم ظهور اي نتائج للعيان لعمل وزير شؤون مكافحة الفساد والحكومة في هذا المجال، قال الرئيس عون ان ثمة عناوين تقع مسؤولية تنفيذها على الحكومة وامورا اخرى تتطلب التشريع وتقع مسؤولية تنفيذها على المجلس النيابي، لافتا الى ان وزير شؤون مكافحة الفساد لم يعط الوسائل لتمكينه من العمل، "ذلك انه كان يجب ان نضع اجهزة الرقابة تحت امرته لمساعدته كالتفتيش المركزي واجهزة امن الدولة"، وعاد بالذاكرة الى كيفية ايقاف الخطة التي وضعها التيار الوطني الحر في العام 2010 للكهرباء بقرار سياسي، قائلا: " يمكن لمن يرغب في الاطلاع على الامر العودة الى عدد صحيفة الشرق الاوسط بتاريخ 22 تموز تحت عنوان "فرملة العماد عون"، لان وزارة الطاقة كانت من حقائب التكتل الوطني الحر آنذاك، وهكذا بدأت الازمة رغم ان وزير الطاقة كان يحذر على الدوام من الوصول الى ازمة خطيرة في هذا المجال".

وعن الاجراءات المتخذة لمكافحة الفساد، تحدث رئيس الجمهورية عن القرار بمنع التلزيم بالـ SHORT LIST، ومنع الاتفاقات بالتراضي، ما وفر اموالا في التلزيمات.

وردا على سؤال حول وجوب امتلاك رئيس الجمهورية، كي يستطيع ممارسة الحكم بقوة، الوزارتين المتعلقتين بالأمن والعدل، وما هي نظرته الى معالجة مسألة القضاء وتفشي الفساد، اجاب الرئيس عون انه اذا لم يتم رفع شكوى الى القضاة فليس بامكانهم اصدار اي حكم، "واجمالا فان اغلب قضايا الفساد تتم بالتواطؤ بين مستفيدين: الموظف وصاحب المعاملة الذي يدفع البخشيش للأول المستفيد من ذلك. نحن بحاجة الى شهود. ولقد تم استصدار قانون يحمي الشاهد."

وقال: "من الواجب ان تسقط الحصانات والا نكون امام مشكلة"، كاشفا عن التوجه الى "انشاء مؤسسة تحدد مستوى الحياة التي يعيشها الموظف وتقارن بين مدخوله وهذا المستوى. وهذا امر شائع، ففي فرنسا مثلا يتم تغريم الموظف الذي لا يبرر مستوى معيشته."

وكشف الرئيس عون انه، وفي الاطار عينه، يتم الاعدادلمؤتمر سيعقد في اواخر كانون الثاني حول القضاء "على ان يكون المتكلمون فيه هم القضاة والمحامون والهيئات المهتمة بالدفاع عن حقوق الانسان وحتى حماية المستهلك اذا ما احبت وزارة الاقتصاد المشاركة فيه. بمعنى ان هذا المؤتمر سيضم من يصدر الاحكام من جهة الى جانب وكلاء الدفاع والمواطنين المعنيين بتلقي نتائج هذه الاحكام سواء لصالحهم او ضدهم. وهذا المؤتمر سيتيح الفرصة لتتحول التوصيات التي ستصدر عنه الى تشريع او توجيهات. وستكون هناك مؤتمرات لاحقة لوسائل الانتاج، فنحن مصممون وفقا للخطة التي تم وضعها على نقل لبنان من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج. وهكذا دواليك بالنسبة الى سائر القطاعات."

وعن رؤية العهد للإصلاح المالي ومكافحة الفساد، رأى الرئيس عون أن لبنان بقي خلال 12 سنة من دون موازنة وهذا أمر غير مقبول نهائيا، ولكن أيضا لم يوجد مرتكز او حساب سابق كي يتم البناء عليه ووضع موازنة. فخلال عام 2011، فرض تكتل التغيير والاصلاح وضع حسابات، وقد اكتشف أنه منذ العام 1996 يوافق النواب على قطع الحساب مع تحفظ. أما الآن " فقد تم وضع حسابات، ونحن ننتظر إعلان الارقام الرسمية، وهي غير قليلة، حيث يتم صرفها من دون أوراق ثبوتية، او عبر تجاوز للقانون."

اضاف:"طالبنا خلال السنة الحالية بأن يتم صرف الاموال بتقشف، كما خفضنا 20% من الموازنة، وقد تبين لنا أن أكثرية الوزراء تخطوا الموازنة، ويتم الآن استدعاؤهم من قبل رئيس لجنة المال والموازنة، الذي سيضع تقريرا كاملا. فإذا كنت تريد تطبيق القانون، اي المادة 112، سيصبح الوزراء مسؤولين وعليهم الدفع من مالهم الخاص ما صرفوه، ولننتظر ماذا سيفعل القضاء. فجميعهم من الكبار."

وسئل الرئيس عون عن الارتكابات المالية التي حصلت في مرحلة سابقة وما تعرضت له مالية الدولة من نهب منظم وما يمكن ان تقوله الحكومة للبنانيين امام الارقام المتداولة، فقال ان قواعد المحاسبة لم تكن تطبق، وكذلك الامر بالنسبة الى سلفات الخزينة التي لم تكن تسدد في نهاية السنة، معتبرا ان المحاسبة يجب ان تطاول المسؤولين عن هذه الامور في حينه، "وهذا امر ممكن، واذا ما اردنا تطبيق القوانين فكم من الاشخاص يذهبون الى السجن"؟.

الوضع الاقتصادي

وردا على سؤال حول وجود مجموعة من القوانين لا تزال في الادراج، اضافة الى انه لم يتم تعيين مجالس ناظمة في مجال الكهرباء وغيره، ووجود حصانات طائفية ومذهبية لعدد من كبار الموظفين، وما اذا كان بالإمكان طمأنة اللبنانيين ان الحكومة المقبلة سوف تواجه هذا الامر، اجاب رئيس الجمهورية مذكرا انه في الكلمة التي القاها في الافطار الرئاسي لمناسبة شهر رمضان اشار الى "ان امامنا ثلاثة تحديات من الواجب مواجهتها في المرحلة المقبلة، وهي: الاقتصاد، ومكافحة الفساد، ومعالجة مسألة النازحين السوريين الى لبنان. وقال: "نحن ورثنا تركة ثقيلة في المجال الاقتصادي، ولمعالجتها نحن بحاجة الى بعض الوقت. واول ما قمنا به في بداية هاتين السنتين هو تلزيم النفط والغاز اللذين سيشكلان احد اكبر الموارد للبنان، اضافة الى وضعنا لخطة اقتصادية قامت بها مؤسسة ماكنزي الدولية."

واوضح الرئيس عون ان الخبرة والتجربة لدى مؤسسة ماكنزي مهمة "عندما نريد ان نضع خطة اقتصادية متكاملة".

وسئل الرئيس عون عما اذا كان سيصار الى مزيد من تفعيل التنسيق بين الاجهزة الامنية بعدما حصل نوع من تضارب الصلاحيات في بعض المرافق، فرد بالقول "ان هناك حادثا حصل في مطار رفيق الحريري الدولي، وهو موضع تحقيق وسيتم تحميل المسؤوليات للاشخاص المعنيين، ولن يمر الامر هكذا من دون تحميل هذه المسؤوليات." وذكر انه ترأس اكثر من مرة اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، معطيا التوجيهات بوجوب التنسيق بين كافة الاجهزة، ومشددا على اهمية الابتعاد عن النزعات الفردية لدى البعض التي تؤدي الى خلق مشاكل.

وردا على سؤال حول مشاريع مؤتمر "سيدر" والضمانة لمنع حصول عراقيل جديدة، امل الرئيس عون ان نساعد انفسنا كي يساعدنا الآخرون، فهذه المشاريع لا تخضع لشمولية الميثاقية، ويمكن ان نلجأ الى التصويت على القوانين داخل المجلس ونحتكم للأكثرية.

ورفض الرئيس عون دق ناقوس الخطر في المسألتين المالية والاقتصادية، مشيرا الى انه غير قلق من الاوضاع المالية والاقتصادية حاليا، ولكنه حذر من الاستمرار في هذا الوضع لأنه عندها يصبح الخطر حقيقيا. وقال: "هناك مسؤولية ايضا على الاعلام الذي يبث شائعات عن افلاس الدولة وهو امر غير واقعي، ويذكرني بما حصل مع بنك "انترا" الذي كان من اكبر المصارف وتعرض لشائعات حول نقص السيولة فيه، فتدافع المودعون لسحب اموالهم ما ادى الى جفاف الاموال فيه، وبعد رفض المصرف المركزي والمصارف مساعدته، تم الاعلان عن افلاسه رغم كل الاملاك التي كانت بحوزته. من هنا، اخشى ان تتأثر الاسواق المالية بما يكتب في الاعلام، وغالبية من يدلون برأيهم في هذا المجال، لا يملكون كل المعطيات كي تكون اقوالهم صائبة، فالحديث عن افلاس الدولة امر خطير. وفضلا عن عدم وجود نوايا طيبة لدى البعض، يميل الناس الى الحديث عن كافة المواضيع في الصالونات وهي لا تدخل في نطاق اختصاصهم."

وعن ارتباط الوضع الاقتصادي بالهجرة، اوضح رئيس الجمهورية ان الوضع الاقتصادي السيء يسبب الهجرة، ولكنه وضع موروث وليس ابن ساعته، فالدولة مديونة وتصلح الدين بالدين، "وانا دائما ما اشجع الجيل الشاب على التشبثبالارض والاعتماد عليه لمستقبل لبنان، وعلينا تحضيره لتولي شؤون البلد. وهناك احتمال كبير بأن يعود المهاجرون، وقد لمست من مغتربين كثيرين استعدادهم للتخلي عن مصالحهم والعودة الى لبنان اذا ما توافرت لهم الفرصة، فالتأقلم الاجتماعي في الخارج ليس سهلا فيما يمكنهم العيش في بيئتهم وفق اسلوب الحياة اللبنانية المنفتح على الآخرين، وقد عاينت بنفسي هذا الوضع حين سافرت الى الولايات المتحدة وفرنسا واوروبا، هناك صعوبة في التأقلم مع المجتمعات هناك وعاداتها."

وسئل رئيس الجمهورية عن مستقبل قطاعات الانتاج في لبنان وما اذا كانت الخطة الاقتصادية التي وضعت في عهد الحكومة الماضية ستطبق عبر الحكومة الجديدة، فأوضح ان هذه الخطة لم تضعها الحكومة بل مؤسسة قدمت عرضا لرئيس الحكومة ولرئيس مجلس النواب ولرئاسة الجمهورية، وقد وافق الجميع عليها، وينقصها موافقة مجلس الوزراءكي توضع موضع التنفيذ، وهذا لايزال بانتظار تأليف الحكومة.

واكد الرئيس عون ردا على سؤال حول المخاوف من العقوبات الاميركية على لبنان، وما إذا كانت ستبقى محصورة بحزب الله وبيئته ام أنها ستطال كل لبنان، أن "لبنان كله يتأثر بها"، مشيرا الى أنه في بعض الاحيان ترد المؤسسات المصرفية ودائع لأشخاص لديها شكوك بهم، لأن المصرف اليوم مرتبط بشكل مباشر بالدولار، وهو يحمل المسؤولية في هذه الظروف، بينما هو غير مسؤول لأنه يستلم الاموال من مصرف آخر. وهذا أمر لا حول ولا قوة فيه إلا بالله ". ورأى أنه أصبح هناك "استعمار مالي، ولم يعد لدى أحد حرية التصرف بأمواله".

وعن الوضع الاقتصادي في لبنان والانذارات التي تأتي من الخارج حول هذا الوضع، مثل تقرير البنك الدولي الذي رفع نسبة المخاطر في لبنان نظرا لوضعه المالي، اكد الرئيس عون أن "لبنان بدأ بالاجراءات والتشريع وفقا للمتطلبات، كاشفا أنه يقع الآن في عجز اقتصادي كبير." واشار الى أن "الموسم السياحي الصيفي حقق مدخولا للبنان وصل الى 3 مليارات ونصف المليار دولار، وأنا أدعو اللبنانيين الى القيام بالسياحة الداخلية، وخلال سنة واحدة سيتمكنون من سد العجز الاقتصادي في بلادهم."

وعن الفصل بين الازمة الاقتصادية والازمة السياسية، اعتبر رئيس الجمهورية ان الامر يعود الى مدى نضج النواب والوزراء، وقدرتهم على التمييز بين ما هو سياسي وما هو وطني.

النازحون السوريون

وفي موضوع النازحين السوريين وعدم تجاوب المجتمع الدولي مع مطلب لبنان بعودتهم، كشف الرئيس عون ان لبنان يطالب بالعودة الطوعية الا ان الامم المتحدة لا تشجع على هذه العودة، كما نطالب بدفع المساعدات للنازحين في سوريا لان ذلك يؤدي الى تشجيعهم على العودة الى بلادهم. وقال ان مواقف المجتمع الدولي تقتصر على شكر لبنان لاستضافته النازحين لكنها تربط هذه العودة، في المقابل، بالتوصل الى حل سياسي للازمة السورية، مذكرا في هذا المجال، بالقضيتين القبرصية والفلسطينية اللتين لم يتم التوصل الى حل سياسي لهما حتى الساعة.

وقال رئيس الجمهورية: "اتهموني والوزير جبران باسيل بالعنصرية حين قلنا بعدم وجوب تحميلنا اكثر مما يمكننا تحمله وبوجوب التنبه من الدخول الكثيف للنازحين الى لبنان، وقد كنا وما زلنا الى حد بعيد وحيدين في التنبيه من ذلك"، لافتا الى انه فيما وافقت سوريا على عودة النازحين لجأ المسؤولون الدوليون الى تحذيرهم من العودة وبث الخوف والقلق في نفوسهم من الخدمة العسكرية وامكان حجز منازلهم، في حين ان من عاد اكد عدم تعرضه لاي ضغط .وردا على سؤال حول سبل تغيير وجهة النظر الدولية وتأكيد وجوب عودة النازحين الى بلدهم خلافا لما طالب به الرئيس الاميركي بوجوب بقائهم في البلدان التي نزحوا اليها، قال الرئيس عون انه علينا ان نصل الى مرحلة نتخطى فيها الارادة الدولية بالاتفاق مع سوريا. وعن الانقسام الداخلي حول التعاطي مع سوريا قال: "ان مصلحة لبنان اولا"، مشيرا الى ان سوريا عضو في مجلس الامن الدولي والامم المتحدة، وقد بدأ الافرقاء بمحاورتها بعدما اكدوا بقاء الرئيس بشار الاسد، لافتا الى السجال الذي حصل على معبر نصيب الذي اعيد فتحه اخيرا . وعما اذا يمكن رؤيتهوالرئيس بشار الاسد سويا قريبا، اجاب رئيس الجمهورية ان ملف سوريا يجب ان يعالج داخل الجامعة العربية وثمة حراك اليوم في هذا الاطار.

وسئل الرئيس عون عن امكان الكلام مع الحكومة السورية بخصوص مسألة النازحين، فأكد "ان في الامر مصلحة لبنانية لا تؤذي احدا، لا الدول العربية ولا الدول الاجنبية، كفتح معبر نصيب مثلا الذي يشكل مسألة حيوية للبنان"، وقال: "ان مواقفي وخطاباتي السياسية تعرفونها، وانا لا اتبع احدا. هناك قضية امامي، انا مقتنع بها وهي محقة واعالجها بشجاعة. وسبق وقلت في الامم المتحدة ان المنظمة الدولية لا تقوم بواجباتها، وهناك فرق في تطبيق القوانين الدولية. وهذا يتطلب الشجاعة للوقوف الى جانب مصلحة لبنان وحسب، مع التزامنا بمبدأ النأي بالنفس. من هنا، لا يحق لأحد ان يعترض علينا اذا ما التزمنا بمصلحة لبنان الخالصة."

وعن مصير المبادرة الروسية في اعادة النازحين السوريين الى ارضهم، اكد انها تعرقلت بسبب المال.

كما سئل عما اذا كان لاحظ تبدلا في الموقف الدولي، على اثر مطالبته الامين العام للامم المتحدة بمساعدة النازحين السوريين لدى عودتهم الى سوريا، فاوضح ان الامين العام للامم المتحدة كان مقتنعا بوجهة نظره عندما عرضها عليه، "ولكن هل يستطيع ان يقنع اميركا او الدول الاوروبية، فصلاحياته محدودة وهو ليس لوحده في اتخاذ القرار، بل هو يسعى الى اتخاذ القرار." واوضح كذلك ان قسما من العائدين رجع الى سوريا بصورة طوعية، فيما البعض الآخر عاد بمبادرة من الامن العام، ولو كانت الارقام محدودة قياسا الى وجود نحو مليون ونصف مليون نازح في لبنان.

ملفات مختلفة

وردا على سؤال حول استمرار التقاتل بين المسيحيين، اكد ان ما يجري ليس تقاتلا بل هناك خلاف في وجهات النظر وهذه هي الديموقراطية حيث نحتكم الى الاكثرية. وسئل عن مصير اتفاق معراب وما تبدو عليه الامور بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، فقال :" نحن مختلفون في السياسة الا اننا لسنا مختلفين على الوطن، والسياسة "بتطلع وبتنزل".

وسئل الرئيس عون عن موقفه من الكلام الاخير للامين العام للامم المتحدة من "ان حزب الله يجر لبنان الى الحرب"، فاجاب انه "لا يمكننا ان ننكر واقعا تاريخيا في وطننا، فسبب نشؤ المقاومة في لبنان هو الاحتلال الاسرائيلي. ولا يزال هناك حتى الساعة تهديد اسرائيلي لنا، كما ان قسما من الاراضي اللبنانية لا يزال محتلا. ونحن قلنا لهم: اسرعوا في الحل وساعدونا على تحرير ارضنا"، مشيرا الى "ان المقاومة اللبنانية هي التي حررت لنا ارضنا، وحق المقاومة معترف به في شرعة الامم المتحدة."

واوضح الرئيس عون "انه بامكاننا ايضا كلبنانيين ان نقاوم من خلال وحدتنا الوطنية اضافة الى السلاح الذي له صفة الردع، اذا ما تعرضنا لأي اعتداء. هذه هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدينا. اما غير ذلك، فنحن لا نسمع الا من يأتي الينا ليشيد بمساعدتنا للنازحين، وعندما نطالبه بالعمل على اعادتهم الى بلادهم، يقف عاجزا امام ذلك. كما انه عندما نطالبه بمساعدتنا على استرجاع حقوقنا، يجيب بالنفي وبأن ارضنا ستبقى محتلة والفلسطينيين سيوطنون عندنا."

وعما اذا كانت هناك نية لاعادة احياء الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، قال الرئيس عون: "نعم، وهناك ضرورة لذلك، فنحن مطلوب منا ان نفهم بعضنا البعض."

وسئل الرئيس عون عن موقفه من الزيارات الاسرائيلية الى بعض الدول العربية، فقال "ان الامر ادى الى اضعاف المواقف العربية الاساسية بشكل مباشر، فلم يعد هناك من احد يتكلم عن القضية الفلسطينية باستثناء لبنان."

كما سئل رئيس الجمهورية عما اذا كان مشروع "وسيط الجمهورية" سيرى النور في عهده، والى اي مدى سيتم ضمان عمل هيئات الرقابة في ظل بعض الاخطاء التي حصلت، فأشار الى وجود اخطاء تتعلق بالحقوق يبت بها مجلس الشورى، ويحمل المسؤولية الى من ارتكب الخطأ، وفي السلطة التنفيذية يكون الخطأ معنويا، ولكن على الاقل يعود الحق الى صاحبه. اما في ما خص مسألة "وسيط الجمهورية" فعلى اللجنة الوزارية وضع برنامج كي يتم تحقيقه.

وردا على سؤال عن مدى تفشي الامراض في المجتمع اللبناني بسبب التلوث، لفت الرئيس عون الى انه كان اصدر مرسوما في 12 ايلول من العام 1990 بإنشاء معامل لمعالجة النفايات، ولكن بعدها بشهر حل 13 تشرين وما حمله بعد محاولة اغتياله، وبالتالي كان على بينة من المشكلة وما ستحمله. "وفي العام 2010، استشعرت المسألة مجددا، وطالبنا بوضع شروط لإقامة المعامل للتخلص من مشكلة النفايات، وهذا امر سينفذ. علما ان هناك مسألة ايضا تتعلق بالمواطن، فكل شخص يريد وضع نفاياته عند جاره فيما ضاقت المساحات لوضع النفايات، كما تم رفض اقتراح اقامة محارق. هناك اليوم آلات حديثة لمعالجة النفايات، ولكن القانون الخاص بهذه المسألة اغفل نقطة اساسية حول شراء مصلحة كهرباء لبنان الكهرباء ممن يعالج النفايات لتوليد الطاقة. فمن يقوم بتركيب آلية لإنتاج الكهرباء من النفايات سيتحمل كافة مصاريفها وعليه تعويض المصاريف، وقد تم تأجيل القانون المرة السابقة، على امل ان يتم اقراره في الجلسة التشريعية الاولى التي ستعقد".

ووعد الرئيس عون بوصول الكهرباء الى المواطن 24 ساعة على 24، اذا ما تمت الموافقة على المشاريع، "وانا سوف اصر على هذا الامر للوصول الى هذه النتيجة".

كما سئل عما يتوقع من القمة العربية الاقتصادية التي سيرأسها لبنان في كانون الثاني المقبل، فاجاب: "لا يمكنني ان اتوقع اي شيء، انما من الواجب ان نواصل الاجتماع طالما الجامعة العربية موجودة، وان نقرر ولو نظريا. ولكن ما من امر مضمون."

وعن دعوة سوريا الى القمة طالما ان عضويتها مجمدة، اجاب الرئيس عون ان الجامعة العربية هي التي تدعو الى القمة.

وسئل الرئيس عون لماذا لا يتم انشاء وزارة خاصة بالمغتربين، علما ان وزارة الخارجية قامت بدور كبير على صعيد الاغتراب، فاوضح "ان المؤتمرات التي تتم للاغتراب ساهمت كثيرا في احياء دورهم وفي تواصلهم بين بعضهم البعض، بين القطبين. فصحيح ان مساحة لبنان الجغرافية هي 10452 كلم مربع لكن مساحته البشرية هي على مستوى الكرة الارضية باكملها، ومن دون مبالغة."

وردا على سؤال حول اقتراح انشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار والعمل على تحقيقه، اشار الرئيس عون الى انه تم طرح هذا الاقتراح في الامم المتحدة كي يكون جزءا من المؤسسات الدولية التي تقوم بجهود من اجل وقف الحروب، ولكنها لا تصل الى غايتها بسبب الجهل السائد بين الشعوب ولحضاراتها والاتنيات المختلفة، والغاية من الاكاديمية العالمية هي تثقيف الاجيال وتحولها الى مركز حوار بين مختلف الاديان والحضارات فتتعارف الشعوب، ما من شأنه العمل على وقف الحروب وتشجيع الحوار من اجل الوصول الى حلول، فيما يتم تغذية الحروب من اجل غايات اقتصادية، فلا احد يرغب في قتل الآخر بسبب معتقداته. وقد تمكنا من الحصول على موافقة اعضاء المنظمة الفرانكوفونية على الاقتراح ودول اوروبية منها فرنسا، المانيا، وسويسرا، يبقى ان نعرف موقف الدول الشرقية وبالأخص الهند والصين كونهما من الحضارات الكبيرة والقديمة والمهمة. ومنتدى "البريكس" (الدول الخمس التي تتمتع باقتصادات كبرى صاعدة)، يضم دولا من القارات الاربع من اجل تطوير العلاقات، وهذه الدول، بفضل اجتماعاتها، لن تشهد صراعات في ما بينها.

وبعد ريبورتاج حمل تمنيات الناس للسنوات الباقية من الولاية الرئاسية، شدد الرئيس عون انه يعمل على معالجة ما يشتكي منه المواطنون، وعلى تحقيق ما يأملونه. "وهناك صعوبات سنواجهها، واقول منذ الآن انها ستؤدي الى صدامات لانه سيكون هناك اصلاح لمؤسسات كثيرة تعاني من الفساد، وانتم جميعا مدعوون الى مساعدتي في هذا المجال، ان في الشارع او في الاعلام، لمواجهة كل من لا يرغب الوقوف معي في وجه الفساد. القضية ليست سهلة، وقد وعدت بتحقيقها وسألتزم بوعدي، وانا ادرك مدى الفساد والفقر والحاجات في لبنان، ولكن الامكانات قليلة." اما عن رفع شعار "الدولة المدنية"، فذكر الرئيس عون انه وقع على هذا القانون وحده. وفي ما خص المحكمة الخاصة بالجرائم المالية التي كان تقدم بها الرئيس عون عندما كان نائبا، اوضح رئيس الجمهورية انها لا تزال في المجلس وسيطالب بإقرارها، لانه من دونها تضيع الملفات. وفي ختام الحوار، توجه الرئيس عون الى اللبنانيين بالقول: " ان دعمكم ومحبتكم وثقتكم التي منحتموني اياها هو ما اوصلني الى رئاسة الجمهورية، وانا لن اصدمكم وسأحاول ان احافظ على ثقتكم ومحبتكم التي غمرتموني بها، من خلال تنفيذ الوعود التي قطعتها لكم".

 

لاسن زارت عون: الاتحاد الأوروبي مستمر بدعم لبنان لتنفيذ الإصلاحات الضرورية

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - زارت سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن اليوم، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، لمناقشة آخر التطورات السياسية على الساحتين المحلية والإقليمية. واشار بيان لبعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، الى ان "الزيارة تزامنت مع الذكرى الثانية لتسلم الرئيس عون منصبه، وشكلت فرصة لمناقشة المراحل الرئيسية في عهده حتى اليوم، بما في ذلك الانتخابات النيابية الناجحة والأولويات المقبلة. وفي هذا السياق، استعلمت السفيرة لاسن عن العقبات المتبقية التي تعوق تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، وأملت في أن تجد طريقها إلى الحل قريبا لصالح لبنان وشعبه". ولفت الى ان لاسن "ناقشت مع الرئيس عون نظرته إلى البيان الوزاري، آملة في أن تأخذ الحكومة المقبلة في الاعتبار المبادئ التي أعربت عنها مجموعة الدعم الدولية للبنان وتمت مناقشتها في المؤتمرات الدولية التي عقدت هذه السنة في روما وباريس وبروكسل لدعم لبنان. وتضمنت هذه تحديدا سياسة النأي بالنفس عن النزاعات الخارجية، واستئناف حوار وطني يتعلق باستراتيجية الدفاع الوطني، وتنفيذ عدد من الإصلاحات الهيكلية والقطاعية المهمة الضرورية لجذب الاستثمارات من أجل تنمية اقتصادية مستدامة للبنان. وناقشت السفيرة لاسن مع الرئيس عون سبل متابعة مؤتمرات الدعم هذه وشجعت لبنان على تسريع عملية وضع آليات المتابعة المتفق عليها في إطار "سيدر"، فضلا عن مكافحة الفساد. وقالت إن الاتحاد الأوروبي سيستمر في دعم كل الجهود التي يبذلها لبنان لتنفيذ الإصلاحات الضرورية ضمن روحية حسن نية والتزام بتعهداتنا".

 

الحريري استقبل فرعون وكبارة والقناعي والبعريني كانيم: الأمم المتحدة ملتزمة تنفيذ خطة التنمية المستدامة للعام 2030

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ظهر اليوم في "بيت الوسط"، سفير الكويت عبد العال القناعي، وعرض معه آخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

واستقبل الرئيس الحريري المديرة التنفيذية لصندوق الامم المتحدة للسكان Natalia Kanem على رأس وفد من الصندوق.

بعد اللقاء، قالت كانيم: "يسعدني جدا أن أكون هنا في بيروت للمشاركة في المؤتمر العربي الإقليمي للسكان والتنمية الذي يعقد في بيروت هذا الأسبوع. كما أنها الذكرى الخامسة والعشرون لعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان والذي كان مثمرا للغاية خصوصا في مجالي الصحة الانجابية وحقوق المرأة. أود أن أهنئكم على إنشاء لجنة وطنية تعنى بأهداف التنمية المستدامة حتى العام 2030 والتي تشمل أيضا مجموعات العمل، بما في ذلك المجموعات المعنية بالإحصاءات ونظم البيانات. كما يقوم لبنان بتطوير وتقديم تقرير عن أهداف التنمية المستدامة، وهو تقرير وطني طوعي تم إجراؤه في حزيران الماضي على مستوى رفيع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك". اضافت: "اود في هذه المناسبة إعادة التأكيد على التزام الأمم المتحدة بمواصلة العمل عن كثب مع لبنان من أجل تنفيذ خطة التنمية المستدامة للعام 2030، وأن أسلط الضوء بإيجاز على مجالات عملنا والتي تضم الصحة ومشاركة الشباب ونظم البيانات والتي نقوم بها بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين في البلاد. وأنا أعتقد أن هذا الاستثمار في الشباب اللبناني والذي تم تحديده كأهم خمس أولويات البلد خلال مؤتمر بروكسل الذي عقد في نيسان الماضي يمكنه أن يؤدي إلى زيادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد الجميل، وأيضا التأكد بأن المستقبل يحمل أملا كبيرا في إنتاجيتهم ومساهماتهم".

فرعون

والتقى الحريري وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الاعمال ميشال فرعون وبحث معه الاوضاع السياسية وشؤونا عامة.

البعريني

كما استقبل النائب وليد البعريني وعرض معه الاوضاع العامة وشؤونا انمائية تخص منطقة عكار.

كبارة

وعرض الحريري مع وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال محمد كبارة الاوضاع العامة وشؤونا عائدة لوزارته.

واستقبل تانيا قسيس.

 

بري عن الوضع الحكومي: تكلمت مع من يجب ولم يبق سوى الدعاء

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء الأربعاء اليوم في شأن موضوع الحكومة وما آلت اليه الامور حتى الآن "إنني تكلمت مع من يجب ان اتكلم معهم في هذا الموضوع، ولم يبق لنا سوى الدعاء للإسراع في تشكيل الحكومة". ودق بري جرس الإنذار مرة اخرى حول الوضع الإقتصادي وتداعياته اجتماعيا ومعيشيا وعلى البلاد عموما، داعيا الى "التبصر وعدم السقوط في فخاخ العناوين التي تبدو صغيرة امام الابتلاء الذي يصيب الأمة على مستوى المنطقة وما تشهده من تطورات خطيرة". وتطرق الى موضوع تلوث الليطاني فعبر عن عدم رضاه على المعالجة حتى الآن، داعيا الى "وضع النيابة العامة يدها على هذه القضية من اجل حلها حلا جذريا". ونقل النواب ايضا أن بري كان يعتزم الدعوة الى جلسة تشريعية، وقد تم توزيع جدول اعمالها على النواب، لكنه يفضل التريث في ظل الوضع والظروف الآنية.

نواب الاربعاء

وكان استقبل في اطار لقاء الاربعاء النيابي الوزير غازي زعيتر والنواب: سليم عون، ميشال موسى، ابراهيم عازار، فادي علامة، علي عمار، علي بزي، ابراهيم الموسوي، انور الخليل، حسين جشي، الوليد سكرية، محمد خواجة، ايوب حميد، امين شري، اسطفان الدويهي، نواف الموسوي، نزيه نجم، علي فياض، محمد نصرالله، بلال عبدالله، علي خريس وياسين جابر.

وفد المية ومية

والتقى بري ظهرا في عين التينة وفدا من بلدة المية ومية برئاسة راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد ورئيس البلدية رفعت ابو سابا ونائب الرئيس وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير، في حضور النائب ميشال موسى. وجرى عرض للوضع في البلدة في ضوء الاشتباكات الأخيرة التي جرت في مخيم المية ومية. وشكر الوفد لري الجهود التي بذلها لمعالجة الوضع، وإطمأن الى ما سمعه منه عن نتائج هذه الجهود والأجواء التي رافقتها. وأشار بري الى ان "ما جرى هو من أجل عدم تكرار مثل هذه الاشتباكات"، مؤكدا "متابعة كل الأمور المتعلقة بالبلدة لتعزيز امنها واستقرار أهلها".

 

التنمية والتحرير: لن يحدد موعد لجلسة تشريعية نظرا للأجواء السائدة حكوميا

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، الاجتماع الدوري لكتلة "التنمية والتحرير" في حضور الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: علي حسن خليل، غازي زعيتر وعناية عزالدين، والنواب: ابراهيم عازار، انور الخليل، ميشال موسى، ياسين جابر، ايوب حميد، علي بزي، علي خريس، علي عسيران، محمد نصرالله، محمد خواجة وفادي علامة.

وبعد الاجتماع تلا الخليل البيان الآتي: "عقدت كتلة التنمية والتحرير إجتماعها الدوري برئاسة دولة الرئيس نبيه بري وفي حضور السادة النواب اليوم الاربعاء 31 تشرين الاول 2018 في عين التينة. وضع دولة الرئيس السادة النواب في أجواء ملف تشكيل الحكومة، وعدم الرغبة في تحديد موعد لجلسة تشريعية نظرا الى الأجواء السائدة حكوميا. وناقشت الكتلة جدول الأعمال المتعلق بالجلسة التشريعية التي لم يحدد موعدها بعد، واتخذت المواقف اللازمة بصددها. وتم تشكيل لجنة نيابية من الدكتور فادي علامة والدكتور ميشال موسى والدكتورة عناية عزالدين لدراسة وتحضير ملف عن الدواء بكل وجوهه. وأبدت الكتلة موافقتها على دعم اقتراح قانون شهادة الضمانة العقارية الذي يجيز لكل مالك عقار ل2400 سهم منه وخال من اي إشارة حجز او رهن أو تأمين عقاري، ان يطلب إصدار شهادة مرتبطة بعقاره هذا يودعها لدى اي مصرف تجاري مرخص له وعامل على اراضي الجمهورية اللبنانية لتستعمل كضمانة وفقا لما هو منصوص عليه في هذا القانون".

 

وفد نقابة الصحافة زار السفارة السعودية متضامنا وسفيرا الامارات والكويت أكدا الحرص على أفضل العلاقات البخاري: ما حصل لا يمثل اخلاقيات الإعلام

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - زار وفد من نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي مقر سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، تضامنا مع المملكة واستنكارا لما ورد في صحيفة "الديار"، وكان في استقبالهم القائم بأعمال السفارة الوزير المفوض وليد البخاري، والى جانبه سفيرا الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي والكويت عبد العال القناعي. بداية استنكر الكعكي ما حصل، ورأى أنه "يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية"، معبرا عن "استياء الجسم الصحافي والإعلامي اللبناني"، وقال: "لبنان هو بلد الحريات والثقافة والعلم والأخلاق، ولم أكن أتصور في يوم من الأيام ان نصل الى هذا الدرك وهذا الأسفاف". أضاف: "المملكة العربية السعودية منذ أن أسسها الملك عبد العزيز وأولاده وحتى اليوم، كانت دائما حاضنة للبنان ولم تتخل يوما عنه". وتابع: "بإسمي وبإسم زملائي في نقابة الصحافة، نعتذر اعتذارا شديدا من اكبر الى اصغر مسؤول في المملكة، ومنك يا سعادة السفير، والدولة اللبنانية بدءا من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة الى وزيري العدل والإعلام، قد أجمعت على رفض هذا الأمر. المهم هو متابعة هذا الموضوع والا ندعه يمر مرور الكرام كي يكون عبرة لمن اعتبر، فهناك حدود للكلمة وللحرية لم تراعها الديار، كما لم تراع المصلحة الوطنية اللبنانية".

القناعي

بدوره، رأى سفير الكويت ان "شارل أيوب لم يراع المصلحة الوطنية اللبنانية وأبسط اصول المصلحة الوطنية اللبنانية والشعب اللبناني، فالإعلام هو رسالة واخلاق وبناء، وهو ايضا كل مفردات اللغة الجميلة ومهمته ان يجمع بين الشعوب وبين الدول".

وقال: "المملكة العربية السعودية هي حاضن لكل العرب وللمسلمين، وتجاوز ابسط قواعد الأخلاق في اللغة التي استخدمت انما يدل على مستوى كاتبها وقائلها وهي لا تعيب الطرف الآخر بل الشخص نفسه، لذلك الرد من قبلكم جميعا هو مقدر ومشكور. ويجب ايضا ان ينطلق من الحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا قبل كل شيء والمثل يقول "اتق الحليم اذا غضب". يمكن للمرء ان يتجاوز مرة او اثنتين ولكن اذا تجاوز الأمر حده، فسيكون هنالك موقف واجراءات قد لا تتفق في الطبيعة مع ما نريده جميعا. لذلك نأمل ان يكون هناك حكمة ورقي واخلاق في تناول العلاقات مع الدول الشقيقة". أضاف: "هذه المحاولات لن تثمر الا مزيدا من التقارب بين المملكة العربية السعودية ولبنان الشقيق، ونحن ندرك ونعي بأن لبنان بقيادته وبشعبه وبإعلامه وببرلمانه وبكل مكوناته هو أشد حرصا منا جميعا على افضل العلاقات وارقاها وأوثقها مع دول الخليج ومع كافة الدول العربية. وأعتقد وأجزم بأن أصوات النشاز هذه لن تؤدي الا لمزيد من التقارب والتماسك والتعاضد في ما بيننا".

البخاري

من جهته، قال البخاري: "أثمن حضوركم، وهذه الوقفة الوطنية بوجود عميد السلك الديبلوماسي سعادة السفير القناعي مشكورا، وسعادة سفير الإمارات ونقيب الصحافة والأعضاء وكبار الإعلاميين اللبنانيين الشرفاء الذين يمثلون نهج الإعتدال والقيم الأخلاقية. ان ما حصل برأينا لا يمثل اخلاقيات الإعلام لا على مستوى المضمون ولا على مستوى الرسالة". أضاف: "تلقينا بالأمس سلسلة اتصالات من اعلاميين مؤيدين ممن لا يتفقون معنا بالرأي، وكان لهم موقف مشرف عكسوا فيه تطلعات الساحة الإعلامية اللبنانية التي ننظر إليها بكل تقدير. ووقفتكم اليوم تعبر عن هذا النفس وليست غريبة عليكم، ونثمنها عاليا. هناك اجراءات اتخذت، وأشكر فخامة الرئيس ميشال عون الذي اهتم شخصيا بهذا الأمر وكلف وزير العدل باتخاذ الإجراءات القضائية الفورية، وهذا ليس بغريب على فخامة الرئيس ممثل الإعتدال ومفهوم العدالة والقضاء اللبناني". وتابع: "كذلك أثمن موقف الرئيس سعد الحريري الذي اهتم بالأمر شخصيا وكلف القضاة بمتابعة هذا الموضوع، ومواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ووزير الإعلام ملحم رياشي وكل من ساهم في استنكار هذا التصرف هو موضع تقدير منا. واعتبر ان ما صدر لا يمثل الا الصوت الشاذ، ولا يوجد شريف على المستوى السياسي والشعبي اللبناني وعلى المستوى الإعلامي يقبل بهذا الأسلوب وبهذا التخاطب تجاه دولة شقيقة". وأردف: "هناك خطوات ديبلوماسية ستتخذ ضد هذه الصحيفة وضد من يتطاول، ففي النهاية لن نسمح بأن يكون هناك اعلام غير مسؤول يعكر صفو العلاقة بين لبنان والمملكة الحريصة على امن واستقرار ودعم وازدهار لبنان. وكذلك اصحاب السعادة السفراء كلهم يشاركوننا هذا الموقف السياسي، ولن تثمر هذه المحاولات الا مزيدا من التقارب".

الشامسي

أما السفير الاماراتي، فقال: "نحن بعثات ديبلوماسية في بلد فيه قضاء وقانون وحكومة ورئيس ومجلس نيابي، ولا يجوز في حال حصول أمر ما ان نبدأ نحن بالإتصالات والتحرك والسعي. قبل شهر او شهرين كان المستهدف صاحب السمو امير الكويت، واليوم المستهدف هو صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، ونحن نعرف من الممول والساعي ولكن المفروض ان يكون هناك رادع واجراءات قانونية من قبل لبنان. نحن سنتابع هذا الموضوع مثلما تابعنا قضية سالم زهران لنرى اين سنصل، ولكن من لديه رخصة في دولنا لموقع او لجريدة يخضع للعقوبات اذا أساء الإستخدام، ويجب ان يكون هناك قوانين رادعة في الدولة اللبنانية ومعايير، وعلى وزارة الإعلام ان تتحرك مع النائب العام".

 

الراعي اصدر مراسيم تعيين رئيس جديد للمؤسسة المارونية للانتشار: لا يمكن القبول باستمرار تصرفات السياسيين على ما هي عليه والعبث بالوطن وشعبه

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، اليوم في الصرح البطريركي، في بكركي مجلس ادارة المؤسسة المارونية للانتشار بحضور المطارنة: بولس مطر، حنا علوان، بول مروان تابت ويوحنا رفيق الورشا، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، الرئيس العام لجمعية المرسلين الموارنة الاباتي مالك ابو طانيوس، الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة والشراكة زياد حايك، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، مدير الاخبار في محطة ال"MTV" غياث يزبك، رئيس مجلس ادارة "تيلي لوميار" جاك كلاسي، واعضاء المؤسسة المارونية واصدقائها، وذلك لتسلم المراسيم البطريركية التي اصدرها الراعي بتعيين المهندس شارل جورج الحاج رئيسا للمؤسسة لمدة ثلاث سنوات، وروز انطوان شويري نائبة له، وجاء هذا التعيين بعد ان قدم الرئيس نعمة افرام استقالته من رئاسة المؤسسة اثر انتخابه نائبا في مجلس النواب. في بداية اللقاء رحبت الامينة العامة للمؤسسة هيام البستاني بالحضور، ثم تلت الرسالة التي وجهها الراعي لمؤسس المؤسسة الوزير السابق ميشال اده، وتضمنت "تحية اكبار واجلال الى المؤسس الذي منعه وضعه الصحي من المشاركة في لقاء اليوم".

افرام

ثم تليت مراسيم التعيين، ليتحدث بعدها افرام الذي قال: "نشكر يا صاحب الغبطة على هذا التعيين الذي كنا نتوقعه حيث اعتبر انني اديت واجبي كاملا وكانت مسيرة ناجحة جدا ومميزة حيث سمح لي ان اواكب مشروع المؤسسة وعمره الاف السنين والمزروع في قلوب الموارنة اجمعين، وكان قد حان الوقت لتجسيد هذا المشروع بخطة". واضاف: "غبطة البطريرك حضرة الرئيس شارل الحاج واعضاء المؤسسة وجهازها الاداري كان لي الشرف ان نسير في هذا الطريق سويا الذي يتجدد اليوم، وان اجمل شيء في هذه المؤسسة عبر تاريخها هو التسلم والتسليم من رئيس الى اخر، وكنت قد تسلمت من الوزير ميشال اده من سنتين واليوم اسلم الامانة الى شارل الحاج، في حين ان هناك مؤسسات مارونية اخرى لم تتمكن من هذا التقليد خلال الحرب ولو تم هذا التقليد والممارسة لما كنا قد وصلنا الى ما وصلنا اليه. واعتبر ان حبة القمح التي زرعت في بكركي اصبحت اليوم محمولة في كل لبنان وهذه هي رسالة بكركي، وهذه الحبة التي زرعت في بكركي كبرت وتحولن الى حبة وطنية، وهي محمولة في وجدان المشاريع والمؤسسات الوطنية ومنها في وزارة الخارجية وهذه المؤسسة بنشاطها الدؤوب ساهمت بمشاركة وانتخاب 90 الف لبناني في الانتخابات النيابية الاخيرة وهذا اتى نتيجة زرع هذه الحبة في بكركي، وبفضل هذه المؤسسة بدأت النظرة تتغير الى الانتشار اللبناني ليس باعتباره "قجة" لسحب الاموال بل احتياط استراتيجي للقيم والمشاريع للبنان الجميل، وانا اعتبر ان اكبر انجاز حصل وتحقق هو استعادة الجنسية اللبنانية للمتحدرين في الانتشار وكان هذا الامر باكورة التوافق المسيحي - المسيحي، ونأمل من هذا المناخ ان يستمر لكي نتمكن من تحقيق مشاريع اخرى من هذا النوع", وختم متوجها الى الرئيس الجديد بالقول "انت رفيق الدرب في هذه المؤسسة، ولقد كنت نائبا للرئيس انما كنت القلب النابض في المؤسسة، ولهذا جميعنا هنا لم يتساءل احد عن كيفية تداول السلطة لاننا كنا نعتبره الرئيس السابق في المرحلة ما قبل اليوم، وكذلك انا اكيد من استمرار نجاحات المؤسسة على كافة المستويات ونحن نسلم الامانة باشراف وتحت نظر غبطة البطريرك والمؤسس الوزير السابق ميشال اده، وعاهد البطريرك على "الاستمرار في دعم المؤسسة".

الحاج

بعدها تحدث الرئيس الجديد للمؤسسة شارل الحاج الذي قال: "يشرفني أن أقف أمامكم في هذه المناسبة، وفي هذا الصرح العريق، بكل تهيب وتواضع وإدراك وشعور بالمسؤولية، متسلما، من غبطته وما يمثل بشخصه وموقعه التاريخي والروحي والوطني، مهمة رئاسة المؤسسة المارونية للانتشار. لقد خصني، صاحب الغبطة بهذا الشرف الكبير، فيما أنا على اقتناع تام بأن كل عضو في المؤسسة قادر على إنجاز هذه المهمة، على خطى الرئيس المؤسس معالي الوزير ميشال إده، أمد الله بعمره، وخلفه سعادة النائب نعمة فرام اللذين أحب وأحترم وتعلمت منهما الكثير. وقد كان لي شرف العمل إلى جانبهما عن كثب، ومن دون انقطاع منذ ولادة المؤسسة، بمباركة غبطة أبينا البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ودعمه، حتى ربطتني بهما محبة خالصة تزيدها الأيام عمقا ورسوخا. أما العمل بعدهما فسهل وصعب في آن: فمن ناحية وضعا قواعد وأسسا متينة، وشقا أمامنا طرقا واسعة ومعبدة، ومن ناحية ثانية يبدو الرهان صعبا لتثميرها وتفعيلها وإضافة أبعاد جديدة تذهب في اتجاهات تفرضها التحديات المتزايدة أمام مجتمعنا. لذا أنتهز اليوم الفرصة للتوجه إليهما بأسمى كلمات الشكر والتقدير على جهودهما وتضحياتهما في سبيل انجاح مهمة مؤسستنا وتحقيق أهدافها السامية. كما أود بالمناسبة أن أتوجه بالشكر إلى أعضاء مجلسي الإدارة والأمناء كافة، وبخاصة الأمين العام الأستاذ إميل عيسى، على دعمهم المعنوي وسخائهم في العطاء من وقتهم ومن جنى تعبهم لدفع مسيرة المؤسسة المارونية للانتشار. ولولا ثقتكم ودعمكم المستمرين لما تسنى للمؤسسة أن تحقق ما حققته. فبفضل الله تعالى ورعاية صاحب الغبطة وعملكم الدؤوب، أضحى لنا اليوم مؤسسة على مستوى عال من الاحتراف والتقنية، تديرها بجدارة الأستاذة هيام البستاني، بالتعاون مع الأستاذ يوسف دويهي، ومدراء آخرين في بلاد الانتشار".

اضاف: "لقد أتيح للمؤسسة المارونية للانتشار أن توسع إطار عملها في العالم وتنشئ عشرات المكاتب في الأميركيتن وأوروبا وأستراليا وأفريقيا لتعمل عن قرب مع الجاليات اللبنانية فيها، لإعادة بناء جسور كاد الزمن والبعد الجغرافي عن الوطن الأم أن ينال منها. وفي لبنان، لعبت المؤسسة دور المحفز لصناع القرار والمشرعين لاستصدار قانون استعادة الجنسية لمحو الغبن وإعادةالحق لأجيال من المغتربين في الحصول على الجنسية اللبنانية التي حرم آباؤهم منها على مدى عقود من الزمن. فبفضل الله تعالى ودعم الكنيسة من خلال أبرشياتها وجمعياتها الرهبانية، وتجاوب وزارة الخارجية والمغتربين عبر السفراء والقناصل، تمكنت المؤسسة عبر مكاتبها في الخارج من مساعدة عشرات الآلاف من العائلات، ومن كل الطوائف، في عملية تسجيل الزيجات والولادات. فضلا عن الأكاديمية المارونية التي استضافت بالتنسيق مع جامعة الروح القدس أكثر من ثلاثمئة شابة وشاب من أصول لبنانية، ومن أكثر من أربعين بلدا، وعرفتهم إلى تاريخ لبنان وحاضره، وأرسلتهم سفراء للمؤسسة ولبلد الأرز في العالم كله".

وتابع: "أود بالمناسبة أن أخص بالشكر وزير الخارجية والمغتربين معالي الأستاذ جبران باسيل على تجاوبه مع المؤسسة وتعاونه معها في هذاالمجال، لا سيما في إنشاء موقع "لبانتي" وتشغيله، والذي من شأنه أن يضاعف قدرتنا على التواصل مع الانتشار ويسهل عملية تسجيل أبناء المنتشرين".

وختم: "أعاهدكم يا صاحب الغبطة بأن أستمر على هذا النهج، وأنسق جميع الخطوات معكم، وأن أبذل كل ما أوتيت به من معرفة وقدرة لتحقيق أهداف المؤسسة بالتعاون مع كل الأعضاء وفريق عمل المؤسسة، لاسيما الأستاذة روز شويري نائب الرئيس، التي أحترم وأقدر عاليا. وفقنا الله جميعا في هذه المهمة السامية بشفاعة أمنا السيدة العذراء مريم، شفيعة الكرسي البطريركي، وشفاعة قديسي الكنيسة المارونية، لأن التحديات صعبة والديمقراطية اللبنانية الأقدم والأعرق في هذا الشرق، مهددة بفعل الخلل الديموغرافي المفتعل بسياسات ومراسيم لا تعبر عن فهم عميق للميثاقية اللبنانية وإيمان بها وبكافة القيم التي أرادها الآباء المؤسسون لهذا الوطن الذي يتحضر للاحتفال بالمئوية الأولى لولادته".

الراعي

ثم كانت كلمة للبطريرك الراعي الذي رحب بالحضور مقدما التهنئة للرئيس ونائب رئيس المؤسسة وقال: "اشكر النائب الجديد المهندس افرام على خدمته كرئيس والتزامه مع المؤسسة، اليوم سيضاعف جهوده اكثر فأكثر بصفته نائبا، فشكرا على الماضي وشكرا على المستقبل، مع التمني من الرب ان يوفقك ونفاخر انك اصحبت نائبا لتحمل قضايا كل شعبنا، ونهنىء الرئيس الجديد شارل الحاج الذي اعطى الكثير من ذاته ونفسه وسخائه وكان هناك اجماع كامل على ان يتولى رئاسة المؤسسة دون اي منازع، ونطلب من الرب ان يوفقك ويكون الى جانبك في رئاسة المؤسسة، كما نهنئ السيدة روز الشويري على نيابة الرئاسة مع الالتزام جميعا على اكمال الطريق سويا خاصة وان الرئيس الجديد المح في كلمته بأن الحاجة اكثر فأكثر ونحن نراها في اعيننا عندما نزور رعايانا في الانتشار، ونرى ان معظم شعبنا اصبح في الخارج ونتساءل من بقي في لبنان، واحسسنا خلال زيارتنا الراعوية الى كندا اننا موجودون في لبنان وليس في كندا لان المطران راعي الابرشية جمعهم حول تراثنا الماروني واللبناني وهم يتكلمون اللغة العربية كبارا وصغارا والشكر الكبير للمطران تابت وان كندا هي الاكثر تجاوبا بين بلدان الاغتراب مع عمل المؤسسة المارونية على مستوى تسجيل الزيجات والولادات، وكل بلد زرناه نشعر ان اللبنانيين اصبحوا في الخارج، ولذلك علينا مضاعفة جهودنا والتزامنا كمؤسسة كي نستطيع مواصلة تسجيلهم لتبقى لهم حقوقهم الوطنية في وطننا وجنسيتهم وكي يبقى لهم حضورهم لانه كما تعلمون ان النظام في لبنان قائم على الديموغرافيا، وهذا العمل يجب ان نلتزم به اكثر فاكثر، علما انه وللاسف الشديد شعبنا يشمئز من الوضع السياسي في البلد وكذلك هم لا يتحمسون لتسجيل اولادهم ولا يسعون للجنسية اللبنانية لان الواقع في الداخل اللبناني لا يشجعهم على ذلك، ولهذا علينا مضاعفة جهودنا اكثر فاكثر، ونحاول اقناعهم ان الاشخاص يتغيرون انما الوطن باق وحقوقكم باقية ونقول لهم لا ترتبطوا بالواقع السياسي الموجود في لبنان والمتأثر بكل واقع الشرق الاوسط وهذا ما سنحمله ونبقى نحمله ونشجعهم على التسجيل والتعلق بالوطن لكي نحافظ عليهم".

واضاف موجها التحية الى الكاردينال صفير والوزير السابق ميشال اده على "تأسيس المؤسسة التي انطلقت وكبرت وتكبر بفضل سخائكم ونشكر الله ايضا على ذلك ويجب ان نضيف على تسميتها المؤسسة المارونية للوحدة الداخلية والانتشار، ونطالب السياسيين ان يشجعوا الشعب اللبناني كي يبقى لديه ثقة بلبنان، وهذا ما كنا نسمعه يوميا من المغتربين خلال لقائنا بهم، ونحن لا يمكن ان نقبل باستمرار تصرفات السياسيين على ما هي عليه وان يعبثوا بالوطن وشعبه، هذا امر غير مقبول بأي شكل من الاشكال، لذلك قلت يجب علينا تسميتها المؤسسة المارونية للوحدة الداخلية والانتشار، لاننا نشكر الله انه ليست لدينا صفوف وحركات حزبية انما نحن نعمل في الداخل ضمن وحدتنا الداخلية، ويجب ان تكون لدينا اراء وافكار متنوعة وهذا ما تفرضه الديمقراطية، اما ان تكون على حساب الوطن فهذا شيء غير معقول، الولاء ليس للحزب والزعيم انما هو للوطن، واذا لم تقم بتربية شعبنا على هذا الموضوع عندها لا يكون لدينا وطن، وهذا الولاء للاشخاص لا "يمشي" وكل ذلك على حساب لبنان، هذا شيء غير معقول وغير مقبول وفي العالم كله غير مقبول، وهذه هي كل مشكلتنا في لبنان، انتم تعرفون انه عندما انطلق لبنان في العام 1920 ركزوا البطريرك الياس الحويك على الانتماء بالمواطنة وليس على الانتماء المذهبي والديني، واليوم اصبح الانتماء وللطائفة والدين والحزب والزعيم لذلك وصلنا الى الحالة التي نعيشها ولبنان بالنسبة للسياسيين ليس له حساب وفي حسابهم هم ماذا يربحون، ماذا ينالون، لان ال"انا" هي الغالبة، وهذا التغير الجذري هو الخطر الاكبر الذي يهدد لبنان ويجب علينا اعادة تربية شعبنا على الانتماء للمواطنة ثم الدين والطائفة والحزب والزعيم، ونحن بحاجة الى هذا العمل وهنا اصراري على تسميتها المؤسسة المارونية للوحدة الداخلية والانتشار، واذا لم يكن لدينا هذا الاساس للوحدة نكون كمن يضع الماء في السلة، وفي الخارج المغتربون لن يقتنعوا ان لم نغير هذا الاسلوب في التعاطي السياسي".

وختم: "نشكر كل واحد منكم على تضحياتكم وسخائكم لتستمر المؤسسة بعملها".

ثم سلم البطريرك الراعي النائب نعمة افرام المرسوم البطريركي بتعيينه رئيسا فخريا للمؤسسة ومنحه وسام مار مارون كما منح الوزير ميشال اده وسام مار مارون اضافة الى منحه اميل عيسى الوسام ذاته وذلك تقديرا لجهودهم وخدماتهم وسخائهم.

 

الرابطة السريانية: رغم الحرمان والتهميش ما زلنا ندعم العهد

وطنية - الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 / تقدمت الرابطة السريانية في رسالة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بالتهاني الحارة بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنية له "دوام الصحة والنجاح ولعهده النصر والعطاء، ومؤكدة "وقوفها معه في سبيل اتمام تقدم الوطن". اضافت : "إننا مازلنا نؤمن، رغم كل شيء رغم حرماننا والتهميش، أن هذا العهد عهدنا، وأن إنصافنا في مطالبنا، وفي تمثيلنا العادل، في الوزارات، في زيادة عدد نوابنا، وفي الادارات لا بد آت".

 

مجلس المفتين دعا لردع الظواهر الشاذة: أياد خبيثة تحاول عرقلة جهود الحريري لابتزازه سياسيا وتأخير تشكيل الحكومة

الأربعاء 31 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد مجلس المفتين في لبنان اجتماعا برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، وتم التداول في الشؤون الإسلامية والوطنية. وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس المفتي الشيخ سليم سوسان وجاء فيه:

"شدد مجلس المفتين على أهمية نشر التوعية الدينية والحرص على مكارم الأخلاق ورفض كل مظاهر التفلت والمجون، خصوصا ما تشهده الساحة من إيحاءات لا أخلاقية تشوه الفطرة وتزج بالشباب الى وحول الرذيلة، مما يتطلب من العلماء مزيدا من العمل لردع تلك الظواهر الشاذة وتوعية الناشئة على أضرارها ومفاسدها. أكد مجلس المفتين أن تشكيل الحكومة هي مسؤولية الرئيس المكلف وهو عالج أغلبيه العراقيل والعقبات بالتعاون مع رئيس الجمهورية ولا يزال يعالج العقد المصطنعة والتي يوحي بها البعض بأنها مستجدة بحكمة وروية دون الدخول في متاهات وجدالات حفاظا على الوطن ومكوناته السياسية لتأليف حكومة متجانسة تستطيع ان تنهض بالبلد وخاصة اقتصاديا ومعيشيا. رأى المجلس أن هناك أيادي خبيثة تحاول عرقلة جهود الرئيس المكلف لابتزازه سياسيا ولتأخير عملية تشكيل الحكومة التي هي حاجة وطنية في ظروف دقيقة وحساسة يمر بها لبنان خصوصا في ظل الصراعات في دول الجوار. أبدى مجلس المفتين أسفه لما ما تتعرض له المملكة العربية السعودية وولي عهدها الأمين محمد بن سلمان من بعض الموتورين الذين يدعون كذبا وبهتانا بحق المملكة وقيادتها الحكيمة فهو معيب ومشين لمطلقها، داعين القضاء اللبناني لأخذ الإجراءات الرادعة لوضع حد للاساءة التي تتعرض لها المملكة التي وقفت مع لبنان في كل المراحل واحتضنت طاقاته الشبابية ودعمت مسيرة بناء الدولة ومؤسساتها بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والأشقاء العرب. وتابع مجلس المفتين باهتمام، ما يحدث في الأراضي المحتلة في فلسطين من عدوان صهيوني مستمر على غزة، مطالبا المجتمع الدولي المتمثل بمجلس الأمن والأمم المتحدة، بالتحرك السريع لوضع حد لهذا العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني، ودعا القادة العرب والمسلمين الى التضامن والاتحاد لنصرة فلسطين وشعبها لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".