المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may15.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الحُزْنَ المُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/باسيل وجعجع والحريري وبري والسيد دافنين شيخ زنكو تسوية الخطيئة سوا

الياس بجاني/لا صوت يعلو على صوت سعد صاحب شركة تيار المستقبل

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/وجدان غالبية اللبنانيين رافض لاحتلال “حزب الله”

الياس بجاني/إلى جعجع وباسيل: حروبكم الإعلامية تافهة وتعموية وشوارعية

الياس بجاني/ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان

الياس بجاني/إيران إلى إيران منكسرة وحزب الله إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أبو أرز.اتيان صقر: أبرز الغائبين عن الإستحقاق الإنتخابي

البطريرك صفير: أشكر الله على نعمة الحياة

هل سنذوق حلاوة الدولة العادلة ؟

الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد

االياس  الزغبي: الأمل معقود على انتفاضة الحريري لتثبيت ركائز "ثورة الأرز"

المحكمة الخاصة بلبنان: بدء عرض الأدلة في قضية عياش وآخرين  

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 14 ايار 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 14/8/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عائلة زكا: قد نضطر لاظهار ادلة تثبت ممارسات النظام في حقه

النائب قيصر المعلوف: الحديث عن إنشقاقي عن تكتل "الجمهورية القوية" إشاعات كاذبة

"جلجلة" البيان الوزاري بين شروط "المجموعة الدولية" ومواقف "حزب الله"! وخطاب القسم والصيغة الحالية "مخرج" مقبول..وحكومة التكنوقراط الأنسب؟

الطعون على نار حامية... في بيروت الثانية

عن "مؤامرة" تتحضّر لاستهداف كتل نيابية

فادي سعد: كتلة الجمهورية القوية لن تسمي الحريري لرئاسة الحكومة من دون اتفاق سياسي مسبق

إنسحاب الحرس الثوري من سوريا، حاجة للنظام الإيراني/عماد قميحة/لبنان الجديد

سامي الجميل:إبطال المجلس الدستوري للمادة 49 من الموازنة انتصار جديد للدستور

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزارة الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء مسيرات العودة الكبرى الى 104

55 قتيلاً وآلاف الجرحى في غزة

رسمياً.. أميركا تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس

ترامب يحاول خفض صادرات النفط الإيراني

سيطرة شبه كاملة للنظام على «الحجر الأسود

الصدر مفاجأة الانتخابات العراقية والنتائج تُعقّد خيارات تشكيل الحكومة

أردوغان يواجه تظاهرات خلال زيارته لندن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مأساة لبنان: هذا ما يعنيه الانفصال عن نظام المصالح العربي/علي الأمين/العرب

الضاهر فوقه خيمة حماية في النزاع على الـ LBCI وجعجع قد ينتظر طويلاً/إيلي الحاج/موقع صدى الصوت

حزب الله» في لبنان واستحالة التحوّل إلى حزب وطني/د. مصطفى علوش/المستقبل

وقائع من النقاش الأميركي ـ الأوروبي حول «حزب الله»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

سامي الجميل: زَرَعَ ولم يَحصِد/د. جورج صدقه/جريدة الجمهورية

«طحشة» الحريري الأخيرة.. حيث لا يجــرؤ الآخرون/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الكنيسة ومواقف «ما بعد الإنتخابات»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

يتلهّون في عدِّ الأصوات.. وعدّادُ النازحين «ماشي»/ركيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

حديث المقايضة../علي نون/المستقبل

منظمة التحرير الإيرانية/سناء الجاك/النهار/14

هؤلاء وزراء المستقبل: من سيُبعد الحريري بعد/منير الربيع/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: استحقاقات كثيرة تنتظر المؤسسات ولبنان يخشى ان تكون تدابير يقترحها المجتمع الدولي مقدمة للتوطين ويرفض انتظار الحل السياسي لعودة النازحين

بري ترأس المجلس ضمان وطني وضمان الاعتدال الوطني مكتب المجلس واستقبل السفير الالماني الخازن: رئيس

كارلوس إده: كم من السياسيين يشيرون الى مبادىء الكتلة الوطنية ولا يطبقونها

المؤتمر الدولي الوزاري في بروسكل اختتم أعماله:التوافق على أن تسهيل عودة النازحين المستدامة إلى بلادهم من الأولويات

باسيل في مؤتمر صحافي ونظيره البلجيكي: معركتنا اليومية هي العمل على اعادة النازحين الى ارضهم

بطرس  حرب: لا ضغينة ولا حقد ولن أطعن رغم المغالطات والمخالفات وسأبقى جنديا في خدمة لبنان لاستعادة حصرية سيادة الدولة ومنع انهيارها

جعجع محتفلا بنتائج الانتخابات: ثعالب الصفقات متربصة وتتحرك في إدارات الدولة لاقتناص المال وينتظرنا عمل دؤوب ومسؤوليات جسام

نصرالله في احتفال الذكرى السنوية الثانية للشهيد بدر الدين: المصلحة الوطنية هي ان تشكل الحكومة الجديدة من دون اي تأخير

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إنَّ الحُزْنَ المُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس04/من07حتى11/يا إخوَتِي، إِنَّ لي عَلَيْكُم دَالَّةً كَبِيرَة، ولي بِكُم فَخْرًا عَظِيمًا. وَلَقَدِ ٱمْتَلأَتُ تَعْزِيَة، وأَنَا أَفِيضُ فَرَحًا في ضِيقِنَا كُلِّهِ. فإِنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلى مَقْدَونِيَة، لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيءٌ مِنَ الرَّاحَة، بَلْ كُنَّا مُتَضَايِقِينَ في كُلِّ شَيء، صِرَاعٌ مِنَ الخَارِج، وخَوفٌ مِنَ الدَّاخِل! لكِنَّ ٱللهَ الَّذي يُعَزِّي المُتَوَاضِعِينَ عَزَّانا بِمَجِيءِ طِيْطُس، لا بِمَجِيئِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي تَعَزَّاهَا بِكُم. وقَدْ أَخْبَرَنَا بِٱشْتِيَاقِكُم إِلَيْنَا، وحُزْنِكُم، وغَيْرَتِكُم عَلَيَّ، حَتَّى إِنِّي ٱزْدَدْتُ فَرَحًا. وإِذَا كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُم بِرِسَالتِي فَلَسْتُ نَادِمًا عَلى ذلِكَ، معَ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ نَدِمْتُ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَة، ولَوْ أَحْزَنَتْكُم إِلى حِين، قَدْ سَبَّبَتْ لي فَرَحًا كَثِيرًا، لا لأَنَّكُم حَزِنْتُم، بَلْ لأَنَّ حُزْنَكُم أَدَّى بِكُم إِلى التَّوبَة. فَقَدْ حَزِنْتُم حُزْنًا مُرْضِيًا لله، كَيْ لا تَخْسَرُوا بِسَبَبِنَا في أَيِّ شَيء؛ لأَنَّ الحُزْنَ المُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا. فَٱنْظُرُوا حُزْنَكُم هذَا ٱلمُرْضِيَ للهِ كَم أَنْشَأَ فِيكُم مِنَ ٱلٱجْتِهَاد، بَلْ مِنَ ٱلٱعْتِذَار، بَلْ مِنَ ٱلٱسْتِنْكَار، بَلْ مِنَ ٱلخَوْف، بَلْ مِنَ ٱلشَّوْق، بَلْ مِنَ ٱلغَيْرَة، بَلْ مِنَ ٱلإِصْرَارِ عَلى العِقَاب! وقَدْ أَظْهَرْتُم أَنْفُسَكُم في كُلِّ ذَلِكَ أَنَّكُم أَبْرِيَاءُ مِنَ هذَا الأَمْر."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

باسيل وجعجع والحريري وبري والسيد دافنين شيخ زنكو تسوية الخطيئة سوا

الياس بجاني/14 أيار/18

مرة أخرى نؤكد أن الحرب الإعلامية الشوارعية بين جعجع وربعه والصنوج وباسيل وأبواقه تخدم حزب الله وتغطي احتلاله وتستغبي عقول اللبنانيين..هي حرب هدفها تعموي وصراع على الكراسي على حساب السيادة والإستقلال والقرارات الدولية. شو فهمنا!!

 

لا صوت يعلو على صوت سعد صاحب شركة تيار المستقبل

الياس بجاني/14 أيار/18

تيار المستقبل شركة تجارية عائلية يملكها ويديرها سعد الحريري مثله مثل حال باقي كل شركات الأحزاب اللبنانية وهو حالياً يقوم بعملية تغيير موظفين في شركته لا أكثر ولا أقل وذلك خدمة لأجندته الشخصية وليس للإصلاح أو للسيادة أو للإستقلال دخل بما يقوم به..الشركة شركته وهو حر فيها..شو فهمنا؟

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

وجدان غالبية اللبنانيين رافض لاحتلال “حزب الله”/الياس بجاني/اضغط هنا أو على الربط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%B6-%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84/

 

إلى جعجع وباسيل: حروبكم الإعلامية تافهة وتعموية وشوارعية

الياس بجاني/13 أيار/18

كم هي زقاقية وتافهة الحرب الإعلامية الدائرة بين باسيل وجعجع وابواقهما والصنوج. هدفها تعموي وهو تحويل الأنظار عن احتلال حزب الله وعن خطيئة ربع الصفقة المذلة الذين داكشوا الكراسي بالسيادة.

ليت من يدعي باطلاً الدفاع عن حقوق المسيحيين أن يأخذ العبرة من قول المسيح:"مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد"

 

ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان

الياس بجاني/12 أيار/17

نتمنى أن يسود السلام والوئام بين قادة وأبناء طائفة الموحدين في الجبل لأن ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان أكان سلاماً أو توتراً.

 

إيران إلى إيران منكسرة وحزب الله إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/11 أيار/18

العنجهية الفارسية الفارغة ادت تاريخياً إلى كل هزائم إيران والآن هي تتحضر بنفخة صدر غبية لهزيمة جديدة في سوريا ولبنان والعراق والخليج.. واقعتي داريس والإسكندر وكسرا وهريكل سوف تتكرران وبنفس السيناريو.

 

هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/10 أيار/18

الهدف اليتيم الذي تحقق بنسبة 90% من هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" هو إلغاء تمثيل المسيحيين المستقلين واستنساخ الثنائية الشيعية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أبو أرز.اتيان صقر: أبرز الغائبين عن الإستحقاق الإنتخابي

14 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64650/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A6%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3/

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 أبرز الغائبين عن الإستحقاق الإنتخابي

الآن وقد انتهت المعركة الإنتخابية، وخلَت الساحات من مهرجانات المرشحين وضوضاء المحتفلين، وفي قراءَة هادئة لما جرى، يتبيّن ان العناصر الأساسية كانت غائبة عن هذا الإستحقاق، وهي:

١ـ الغائب الأول والأكبر كان الشعب اللبناني، حيث ان أكثر من نصف اللبنانيين قاطعوا الإنتخابات تعبيراً عن رفضهم للدولة ومؤسساتها المهترئة، وعدم ثقتهم لا بنزاهتها ولا بإمكانية تغيير أي شيء من خلالها... اما الذين اقترعوا فمن منطلق المنافسة السلبية فقط، أي ان الحافز كان إسقاط المرشح المنافس حتى ولو كان الأفضل.

٢ـ الغائب الثاني كانت الديموقراطية نفسها، حيث ان العملية الإنتخابية شابها الكثير من العيوب التي أبعدتها عن الديموقراطية الصحيحة وحوّلتها إلى ديموقراطية شكلية، وأبرز العيوب كان قرار إجرائها في ظل ثلاث محرّمات: سلاح ميليشيوي لترهيب الناس، ومال سياسي لشراء الأصوات، وأعضاء حكومة استغلوا نفوذهم فخاضوا الإنتخابات وهم في موقع السلطة والقرار، وأولهم رئيس الحكومة ووزيرا الخارجية والداخلية.

٣ـ الغائب الثالث كانت البرامج الإنتخابية المعتمدة في الدول الراقية والتي على أساسها يختار الناخبون مرشحيهم، اما عندنا فقد اختصر "الزعيم الاوحد" في شخصه كل البرامج، واستبدلها بوعود فضفاضة وشعارات فارغة كانت كافية لجعل الأزلام تسير وراءَه كقطعان الغنم على نسق الشعوب المتخلفة في دول العالم الثالث أو الرابع أو أكثر.

٤ـ الغائب الرابع كان الخطاب الوطني، أي القومي اللبناني، الذي يعزز الوحدة الوطنية، وقد حلّ مكانه الخطاب الطائفي والمذهبي المقزّز الذي استخدمه بكثرة بعض المرشحين من ذوي النفوس الصغيرة والقامات القصيرة، قال، من أجل شد عصب الطائفة، غير آبهين بخطورة هذا الخطاب الذي يزعزع أساسات الوطن، ويؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيت الكيان.

أما الحاضر الأكبر فكان شبح "حزب الله" الذي خيّم على البلاد، واستغل غباء الأخرين، وانشغالهم بتناتش الأصوات، ليحصد مقاعد إضافية سوف تمكنه من السيطرة على البلاد" ديموقراطياً" بعدما سيطر عليها أمنياً وعسكرياً.

قريباً سيكتشف المهلّلون والمصفقون لهذا الفريق أو ذاك، ان المجلس الجديد لن يختلف كثيراً عما سبقه، وان الإنتخابات كانت مجرّد زوبعة في فنجان، وان الأمل بأي إصلاح أو تغيير في هذه الجثة المسماة دولة هو حلم بعيد المنال مهما انتفخت كتلة هذا الفريق أو تقلّصت.

لبَّـيك لبـنان

 

البطريرك صفير: أشكر الله على نعمة الحياة

وكالات/14 أيّار 2018/إحتفلت مؤسسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الاجتماعية بعيد ميلاد مؤسسها في احتفال أقيم في صالون الصرح البطريركي في بكركي برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره. وقال صفير "أشكر الله على نعمة الحياة التي وهبني اياها، لخدمته وعبادته، واستحقاق ملكوته، واشكركم على محبتكم لي، واهتمامكم بي، في هذا العمر الطاعن، ادعو لكم جميعا بالخير، واصلي على نيتكم، ليحفظكم الله، ويحمي الكنيسة ولبنان.. أنا احبكم من كل قلبي". وألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "إنها مناسبة عزيزة تمثل فرح كل اللبنانيين، هي مناسبة 15 ايار عيد ميلاد غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله صفير الذي طوى 98 عاما من مسيرة عطاءاته الروحية والوطنية، ولا يزال غبطته يعطينا الامل والفرح كلما التقينا في عشاء المؤسسة التي تحمل اسمه وفي عيد ميلاده".أضاف: "البطريرك الدائم في هذا الصرح وهو البطريرك صفير، نحن عنده ومعه لأنه أصبح بالنسبة الينا رمزا كبيرا ويشكل حماية بما يحمل من تاريخ مجيد للبطريركية والكنيسة المسيحية اللبنانية والمشرقية". وقال" "الشكر للرب على حضورك ووجودك بيننا، لأن كل سنة يعطيك اياها تعني انه يعطينا الضمانات لاستمراريتنا، ونشكرك باسم كل اللبنانيين المقيمين والمنتشرين الذين يقدرون دورك في الحفاظ على كيان الجمهورية اللبنانية خلال المحنة التي عصفت بوطننا". وشكر "الرب الذي يمنحك مزيدا من السنوات حتى تبقى ضمانة للبطريركية وذخيرة للوطن".

 

هل سنذوق حلاوة الدولة العادلة ؟

الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد/ 14 أيّار 2018

ملعون كل حاكم لا يؤمن بمبدأ التداول السلمي في السلطة

عندي يقين كامل واطمئنان تام بأن  بلدان المسلمين كافة ودولهم  رغم عنهم  سيسيرون  بنهاية المخاض على طريق الديمقراطية طريق الخلاص من عذابات الإستبداد الديني وغير الديني.  لكن قلقي بأن تطول مدة المرحلة الإنتقالية  نحو الديمقراطية  لكنني مؤمن إيمانا راسخا بأن بلدان المسلمين كافة وجميعا  تسير رغم أنفها باتجاه طريق الديمقراطية لأنه لا حياة، ولا دين، ولا قيم ، ولا عدالة، ولا مبادىء لأي شعب في الأرض لا يختار طريق الديمقراطية؛ ومبادئ طريق الديمقراطية واضحة وضوح الشمس لا يُنكرها إلا الدينيون والعلمانيون المستبدون عُميان البصائر عُشاق الإستبداد باسم الدين أو باسم فلسطين أو باسم الطبقة العاملة ( البروليتاريا). ملعون كل حاكم لا يؤمن بمبدأ التداول السلمي في السلطة . ملعون كل حاكم لا يؤمن بوجوب وجود معارضة سياسية في وجهه ولو كان أقدس البشر ولو طافت شوارع دولته  من غزارة دموع عينيه من شدة بكائه في الدعاء من خشية الله وفي مجالس عزاء سيد الشهداء.

*لاجئ سياسي في فرنسا

 

االياس  الزغبي: الأمل معقود على انتفاضة الحريري لتثبيت ركائز "ثورة الأرز"

وطنية/14 أيّار 2018/إعتبر عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح أن "انتفاضة الرئيس سعد الحريري طبيعية وضرورية وجريئة لتصحيح مسار متعثر منذ سنتين، وخيارات سياسية لم تكن موفقة، وليس فقط محاسبة الأداء الداخلي في الانتخابات".

وقال: "إن النقد الذاتي وتصويب الخيارات مطلوبان من كل التيارات والأحزاب التي تحترم نفسها، خصوصا ما بعد الاستحقاقات المفصلية". وأضاف: "إن الأمل معقود على إجراءات الرئيس الحريري كي تعيد تثبيت المرتكزات الوطنية التي نهضت عليها "انتفاضة 14 آذار" و"ثورة الأرز" المجيدة، وإحياء روحها الخلاقة برغم الندوب التي أصابتها، وبغض النظر عن إمكان ترميمها كجسم سياسي ومؤسسات قيادية"

 

المحكمة الخاصة بلبنان: بدء عرض الأدلة في قضية عياش وآخرين  

وطنية//14 أيار/18/أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان، "أن محامي الدفاع عن المتهم السيد حسين حسن عنيسي بدأوا اليوم بعرض أدلتهم أمام غرفة الدرجة الأولى في قضية عياش وآخرين، حيث أدلى الشاهد الخبير البروفسور سيغفريد لودفيغ سبورر بشهادته في ما يتعلق بالمبادئ العامة لشهادات الشهود العيان والتعرف إلى المشتبه بهم". ولفتت إلى أن "فريق الدفاع عن عنيسي هو فريق الدفاع الوحيد الذي اختار أن يعرض قضيته، وقد أبلغ غرفة الدرجة الأولى أنه سوف يستدعي شاهدين للإدلاء بشهادتيهما، هما: البروفسور سيغفريد لودفيغ سبورر والسيد جميل السيد". وأشارت إلى أن "غرفة الدرجة الأولى قررت اليوم أيضاً السماح لفريق الدفاع عن عنيسي بتعديل قائمة شهوده من خلال إضافة 4 شهود، هم: الشهود DHO-003 وDHO-004 وDHO-005 والسيد كزافييه لاروش (DHO-006)، وقبول إفاداتهم في عداد الأدلة، بدلا من شهادتهم الشفهية". وأعلنت أنه "يمكن متابعة الإجراءات على الموقع الإلكتروني للمحكمة بتأخير مدته 30 دقيقة، باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 14 ايار 2018

النهار

تساءل مسؤول كنسي ماذا يمنع نقل لاجئين سوريين في لبنان الى بلادهم ما دامت نسبة المناطق الآمنة تبلغ 60 في ‏المئة.

تحاول كتل نيابية الفصل بين مواقفها من انتخاب رئيس المجلس ومن الاستشارات لتسمية رئيس الحكومة المكلّف.

علم أن بعض الوزراء والنواب حجزوا بطاقات حضور بعض مباريات كأس العالم في موسكو ما يعني أنهم سيتغيبون ‏عن استحقاقات أساسية.

البناء

كواليس

تساءلت مصادر عراقية ما إذا كان التشكيك بنتائج الانتخابات النيابية مضافاً لنسبة المشاركة الضعيفة والأسئلة حول ‏صحة المعلن منها يهدف إلى وضع العراقيين بين خيارَيْ قبول النتائج التي ستعني بقاء الوضع على ما هو عليه من ‏توازنات محلية وإقليمية ودولية، أو الدخول في الفوضى السياسية، وربما الأمنية. وقالت المصادر إن الثنائي الذي ‏يمثّله الحشد الشعبي والرئيس السابق للحكومة نور المالكي يهتمّ لوجود أكثرية نيابية ملتزمة بعدم التمديد للاحتلال ‏الأميركي. وهذا لن يتغيّر إذا اعتمدت نتائج تقوم على تقدّم ثنائي الرئيس الحالي للحكومة حيدر العبادي والسيد مقتدى ‏الصدر.

خفايا

لفتت أوساط سياسية إلى أنّ تياراً سياسياً في "قوى 14 آذار" تراجعت شعبيته كثيراً في الآونة الأخيرة وتأكد ذلك من ‏نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، يعاني فضلاً عن ذلك من تقلّص حجم تحالفاته السياسية وضعفها الأمر الذي يُنذر ‏بدخوله في المرحلة المقبلة معارك سياسية طاحنة مع حلفائه السابقين تحديداً، خصوصاً أنّ كتلته لا تزيد كثيراً عن ‏كتلهم.

الجمهورية

يعتبر حزب مسيحي أن زمن الإستئثار بالحقائب الوزارية من تيّار خصم قد ولّى ولا مساومة وهدايا حتى في تسمية ‏رئيس الحكومة.

يؤكد مسؤول في حزب بارز في مجالسه الخاصة أن لا إمكانية إطلاقاً لأي تسوية تُعيد المياه إلى مجاريها مع وزير ‏سابق.

يسأل متابعون لنتائج الإنتخابات إذا ما كانت ستحصل محاسبة داخل حزب مسيحي بعد الفشل الذريع أسوةً بما حصل ‏مع تيار بارز حيث شهد إستقالات كبيرة؟

اللواء

أكد أخصائي أمراض السرطان د. ناجي الصغير أن المال الإنتخابي الذي أُنفق على وسائل الإعلام المرئي والمسموع ‏يكفي لمعالجة كل مرضى السرطان في لبنان لسنوات!

إعتبرت أوساط مقربة من بيت الوسط أن قرارات الرئيس سعد الحريري هي بداية حركة تصحيحية ستظهر نتائجها ‏في فترة وجيزة !

تبين أن بين الوثائق المعدة لتقديم الطعون بيانات تحدد كمية الأصوات التي حصلت عليها بعض اللوائح وإبقاء خانات ‏الأصوات التفضيلية لكل مرشح فاضية !

المستقبل

يقال إنّ اتفاقاً سياسياً أبرم بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية وقضى بانضمام ‏النائب المنتخب ابراهيم عازار إلى كتلة فرنجية النيابية.

 

مقدمات نشرات المسائية ليوم الإثنين في 14/8/2018الأخبار

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إنه يوم القدس في ألوان:

- الأسود حيث دشنت إبنة الرئيس الاميركي إيفانكا ترامب عملية نقل السفارة.

- وأيضا حيث الدم الأحمر للشهداء.

- الابيض حيث المقاطعة الاوروبية والدولية للحدث الدامي.

- الرمادي حيث صمت بعض الدول على ما جرى ويجري إلا ان هناك دعوة لاجتماع عاجل في جامعة الدول العربية.

وفي الامم المتحدة مؤتمر صحافي لمندوبي السعودية وفلسطين استنكارا لما جرى في القدس. وفي نيويورك قد يعقد مجلس الامن جلسة طارئة في الساعات القليلة المقبلة. وفي الخارج أيضا إجتماع جديد في أستانة وتداول دبلوماسي روسي تركي وإيراني في الحل السياسي الممكن للأزمة السورية. وفي العراق إعلان من رئيس الوزراء حيدر العبادي الاستعداد للتعاون مع الكتل النيابية الفائزة في الانتخابات لتشكيل حكومة.

لبنانيا موقف بارز لوزير الخارجية جبران باسيل بأن الولايات المتحدة سجلت فشلا جديدا في الشرق الاوسط من خلال نقل السفارة الى القدس والانسحاب من الاتفاق النووي.

وفي المواقف نفى النائب وليد جنبلاط ما نقل عنه في توقيف مشبوه لتخريب العلاقة مع السعودية والامارات العربية المتحدة بشأن اليمن خصوصا بعدما زاره السفيران السعودي والإماراتي.

ومن جهته تيار المستقبل نفى بعض الأنباء المفبركة عنه مؤكدا أن ما ينسب الى مصادر فيه او أوساطه غير صحيح على الاطلاق.

وفي المواقف اللبنانية ايضا إعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان جهة دولية أبلغت اسرائيل ان الرد سيكون في عمق فلسطين المحتلة وليس في الجولان كما حصل.

بداية من القدس المحتلة ونقل السفارة المرفوض من شعوب العالم وغالبية الدول.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

هو يوم نكبة جديد للفلسطينيين والعرب أرادته اسرائيل ومعها اميركا في الذكرى السبعين للنكبة بنقل السفارة الاميركية الى القدس، وبمذبحة ارتكبتها قوات الاحتلال اسفرت عن استشهاد اكثر من اربعين فلسطينيا واكثر من الف جريح.

الفلسطينيون باللحم الحي والاجساد العارية والقبضات المرفوعة والحناجر الصادحة، واجهوا قوات الاحتلال الاسرائيلي وكذلك قرار دونالد ترامب نقل السفارة الذي ادانه كل العالم.

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري رفض اعلان القدس عاصمة لاسرائيل، واعتبر نقل السفارة الاميركية الى القدس خطوة تضع كل المسارات السلمية في المنطقة أمام جدار مسدود.

الرئيس الحريري كان قد غرد متناولا القرارات التنظيمية الاخيرة وقال ان: الاقالات اللي حصلت لها سبب واحد هو المحاسبة”. وختم بكلمة شكر من القلب لجهود نادر الحريري.

وفي هذا السياق اكد قيادي بارز في تيار المستقبل بأن نادر الحريري طلب من الرئيس الحريري إعفائه من منصبه وأنه ألح على طلبه منذ فترة طويلة سبقت إجراء الانتخابات النيابية، وان لا رابط بين استقالته والقرارات التي اتخذها الرئيس الحريري.

وهذا المساء اعلن تيار المستقبل في بيان له ان كل مايرد في جريدة الاخبار كذب وتلفيق وتضليل.

واليوم، وفيما ابطل المجلس الدستوري سبعة مواد من قانون الموازنة بما فيها المادة التاسعة والاربعين، دخل المجلس النيابي في الاسبوع الاخير من ولايته التي تنتهي الاحد المقبل ويستعد المجلس الجديد لانتخاب رئيسه ونائب الرئيس وهيئة المكتب الثلاثاء المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ذهب الرئيس ترامب الى النهاية في قراره نقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، وها هو يفتتحها معمدة بدماء اكثر من 40 شهيدا فلسطينيا و 900 جريح غير عابئ باعتراضاتهم ورفضهم القرار الفوقي الجائر ورغم غزال مقام الدول التي وافقت على المشاركة في حفل الافتتاح عددا وقيمة. قرار ترامب الذي لم يفرح سوى نتنياهو اثار موجة عارمة من الشجب لما سيتسبب به من تداعيات سلبية على الوضع المأزوم المتأرجح فوق هوية الحرب في المنطقة، اضافة لما سيعطيه هذا القرار من مبررات للمزيد من العنف الذي تصنفه واشنطن في خانة الارهاب.

توازيا، لبنان بدأ يتعامل مع الوقائع التي انتجتها الانتخابات وكيفية ترجمتها على صعيد توزع القوى في الحكومة المقبلة والجنوح واضح في اتجاه اعتبار ان الانتخابات اعادت نفس الموازين التي كانت قائمة قبل الانتخابات، ما يعني اضافة الى عودة الرئيسين بري والحريري الى منصبيهما فإن الحكومة المقبلة ستكون شبيهة الحالية بتوزيع حقائبها وبيانها الوزاري، وكفى اللبنانيين شر الاقتتال، الامر الذي يقرأ فيه المقبلون محاولة واضحة لاستخدام نفس الاستراتيجية الالغائية التي تابعها حزب الله مع انتخابات 2005 و 2009 التي فاز بها فريق 14 اذار والمستهدف الحقيقي الان هي القوات اللبنانية المنتصرة في الانتخابات والمعتنقة لمبادئ هذا الخط، فهل نشهد في التحولات التي يشهدها تيار المستقبل ما يقلب المعادلة؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

على جسر من دم افتتحت اميركا سفارتها في القدس .. وعلى جسور الصمت العربي مشى خمسون شهيدا ويعاند أكثر من ألفي فلسطيني جراحهم في مستشفيات غزة ففي الذكرى السبعين للنكبة .. نكبت عاصمة فلسطين باحتلال أميركي بعد الإسرائيلي .. وبنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس في قرار كان من المفترض أن يستفز مشاعر العرب .. لكن غزة قاتلت وحدها .. دافعت ودفعت .. تقدمت ونظمت .. تظاهرت وصرخت .. استشهدت وجرحت لم تبخل غزة على قدسها فكانت قطاعا من نار وغضب قال الغزاويون كلمتهم بقلوب وضعت على مسيرات العودة .. المحفوفة بالأخطار . لكنْ من ساندهم ؟ من استشعر غضبهم وتحسس قلبه وقدسه .. قبلة العرب وثالث الحرمين .. مدينة المسيح وبوابة الأقصى؟ من المؤكد أن زعماء عربا صرفوا كل انتباههم وشدوا عضلات وجوههم وانسدلت عيونهم دهشة واستنفروا بكل اتجاه على استعراض ايفانكا ترامب وهي تداعب جدار السفارة بثوبها الأبيض وتعلن باسم والدها افتتاح المبنى بأسلوب يهز البنيان الجسدي لعرب لا يلوون إلا على الاستسلام. فأين هم اليوم من مسيرة الشهداء؟ وماذا حققوا للقدس ردا على نقل السفارة؟ المؤتمنون منهم على المدينة المقدسة كالأردن والمغرب اختفت ملامحهم الغاضبة واكتفت عمان جارة فلسطين بتصريحات تؤكد أن القرار باطل .. فيما دخلت الجامعة العربية في غيبوبة رسمية وأعلنت عبر مساعد أحمد أبو الغيط أن القدس خط أحمر وأن السلطات الإسرائيلية تدخل المنطقة في منحى بالغ الخطر ولم تبلغ الأمانة العامة للجامعة العربية عن مستوى هذه الخطورة ولم تصرفها في السوق العربية المشتركة لإعداد رد على إسرائيل وأميركا يرقى الى مستوى الشهادة وانتزاع الحق لا بل أقدمت الجامعة العربية على التبليغ عن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو الذي تحدث عن تراجع وتردد داخل العالم الإسلامي وبخاصة داخل جامعة الدول العربية، بشأن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وأسفت الجامعة على استهداف الوزير التركي لها على نحو سلبي ونهج استعلائي بما يعني أنها تحركت فقط لسمعتها وصيتها ودراية لمشاعرها ولم تلتفت الى مشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين على حد سواء في العالم العربي الذين انتزعت منهم قدسية قدسهم وأمام صورة التراجع العربي الى الخلف .. لم يكن لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوى إعلان الحداد وهو حداد على العرب ,, وجامعتهم , وقراراتهم .. وانقساماتهم فيما بينهم ووحدتهم مع أميركا .. ولم تكن ايفانكا ترامب وكوشنيرها اليوم وحدهما لا بل كانا مؤللين مدعومين بكومة عرب أهدوا لاسرائيل عيدها السبعين.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

على النكبة مر سبعون والعرب نائمون. هي نكبة للعرب ولن نتحدث عنهم لأنك تسمع لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. ولأن أهل فلسطين أدرى بحقها خرج الآلاف في غزة والضفة يكسرون قيد السجن الإسرائيلي الكبير و يرفعون عنوان العودة الكبرى ويصادقون على قرارهم هذا بالدم والشهداء في مواجهة قنابل العدو الحارقة ولم يستسلموا أو يستكينوا وضعوا مفتاح العودة في جيبهم وفتحوا طريق الإنتفاضة بعشرات الشهداء ومئات الجرحى المدنيين الذين تبرعوا بدمائهم لأمة باتت بلا دم.

في القدس أعطت واشنطن تأشيرة تهويد المدينة الشريفة بنقل سفارتها وسط مظاهر إحتفالية أميركية – إسرائيلية ومقاطعة أوروبية وصمت عربي.

حركة امل وفي ذكرى النكبة باركت للشعب الفلسطيني اعتلاء العديد من الشهداء وأكدت انحيازها ووقوفها الى جانب حقه بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وأدانت الحركة اصرار الادارة الأميركية على تنفيذ قرارها بنقل سفارتها الى القدس معتبرة أن هذا الأمر مخالف للقانون الدولي ولتاريخ القدس وانتمائها العربي والاسلامي وحذرت من أنه يشكل خطرا داهما وتهديدا للأمن والسلم الدوليين.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كشف اليوم جزءا من تفاصيل ليلة الصواريخ في الجولان المحتل معلنا مرحلة جديدة في سوريا بعدما كسرت الهيبة الإسرائيلية. وأكد السيد نصرالله أن ما حدث هو رسالة تقول أنه لا يمكن لإسرائيل الإعتداء على سوريا من دون مواجهة رد أو عقاب وأشار إلى أن حكومة العدو تم إبلاغها أن تجاوز الخطوط الحمر سيؤدي إلى الرد بقصف ثان في قلب فلسطين المحتلة.

وفي ظل الوضع الإقليمي الخطير رأى الرئيس نبيه بري أن التأخير في تأليف الحكومة هو أخطر مما يحصل إقليميا لأن ذلك يعتبر ضرورة ملحة لافتا إلى أنه مع تأليف حكومة وفاق وطني أو ما تسمى حكومة وحدة وطنية.

في الأجندة اللبنانية جلسة لمجلس الوزراء بعد غد الأربعاء يناقش خلالها إقتراح قانون يرمي إلى إلغاء الإمتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة كما أدرجت على جدول الأعمال البنود الكهربائية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

من بديهيات علم القانون، التي يتلقنها طالب سنة أولى حقوق، كلمتان تترددان، ولا غنى عنهما: الشكل والمضمون.

في الشكل، أبطل المجلس الدستوري اليوم المادة التاسعة والأربعين من الموازنة مع عدد من المواد الأخرى. أما السبب، فعدم جواز حشر المواد في متن الموازنة، خصوصا إذا كانت مرتبطة بقوانين أخرى، ومنها قانون تملك الأجانب. هذا مع الإشارة، إلى أن ما قبل في الشكل من الطعن المقدم، يماشي جميع توصيات لجنة المال والموازنة منذ سنة 2010.

أما في المضمون، فسقطت تهمة التوطين وكذبة التجنيس، التي ساقها بعض معروف، ضد خصومه الانتخابيين، ليمضي السادس من أيار، وتذهب معه جميع التلفيقات والحملات وكل الصراخ، أدراج الرياح.

على كل حال، الكرة اليوم في ملعب المجلس النيابي الجديد. مجلس يستعد لانتخاب رئيسه ونائب الرئيس، وسط أجواء إيجابية، صدرت عن الرئيس نبيه بري، الذي أكد التصويت لمن يرشحه رئيس الجمهورية من الأرثوذكس، نظرا إلى حجم كتلة التيار الوطني الحر. غير أن بداية النشرة، لن تكون من السياسة، بل من المونديال. فهل سيتمكن اللبنانيون هذا العام من مشاهدة المباريات في المطاعم؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

شاهرا ذو الفقاره الذي ما خاب، واصاب مقتلا من كل عدو او ارهاب، أطل الامين العام لحزب الله أملا متجددا زمن النكبات..

بعين القائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين وفي ذكراه الثانية تطلع السيد حسن نصرالله الى القدس المسبية والارض المبارك حولها بدماء الشهداء، ليرى نصرا حتميا ككل انتصارات ذولفقار من الجنوب اللبناني الى العراق، ومن سوريا المعافاة الى فلسطين التي باتت قاب قوسين او ادنى من زمن التبدلات..

فلسطين التي قدمت اليوم خمسين شهيدا او يزيد، وما يفوق الالفي جريح خلال مسيرة العودة الرافضة لتسجيل سجل جديد من زمن النكبة، مع نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة، لينقل المشهد الى العالم بعشرات آلاف المتظاهرين وعشرات الشهداء وآلاف الجرحى، وأم فلسطينية في قطاع غزة حملت لافتة تقول: من ظن ان غزة تنزف الآن فليراجع نفسه، فغزة تتبرع بدمائها لأمة اصبحت بلا دم..

وبالدم الذي كتب كل عز لهذه الامة أكمل السيد نصر الله ما سجلته المظاهرات الفلسطينية اليوم. اي رهان على قانون دولي او انظمة عربية كلام لا يعتد به، والرهان على شعوبنا التي تبعث الامل قال السيد، والمطلوب موقف في مكانين هما: الاول فلسطين والا يوقع ممثلوا شعبها على صفقة القرن، والثاني محور المقاومة بدوله وحركاته وشعوبه بالا يخضعوا، فهم اقوى من اي وقت مضى واكثر الناس خشية من الذهاب الى الحرب هي تل ابيب..

وكمحور المقاومة اننا امام مرحلة جديدة في سوريا أكد السيد نصر الله، والرسالة التي قدمتها ليلة الصواريخ على الجولان المحتل، ان دمشق وحلفاءها لن يسمحوا ان تبقى سوريا مستباحة، ومستعدون للذهاب الى ابعد مدى..

في المدى السياسي اللبناني ما هو محسوم ان الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي، ولا مشكلة حول نائب الرئيس قال السيد نصر الله، اما في ملف تشكيل الحكومة فهناك بعض الدول الاقليمية ترغب بالا يستعجلوا تشكيل الحكومة لاخذ البلد الى مأزق، فالاصغاء لهذا الكلام لا يخدم المصلحة الوطنية، والمصلحة ان نتعاون جميعنا لتشكيل حكومة من دون اي تأخير..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

دماء فلسطينية غزيرة سالت رفضا لنقل السفارة الأميركية إلى القدس ... المشهد الإحتفالي في نقل السفارة، وقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: يا له من يوم عظيم، نحن في القدس وسنبقى هنا" لم يحجب انفجار الغضب الفلسطيني والرد العدواني الإسرائيلي الذي أوقع ما يزيد عن خمسين قتيلا وألفي جريح... نتنياهو ختم كلمته متحديا الفلسطينيين والعالم بوصف القدس أنها "العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل" في ظل تنديد من أكثر من دولة، ولكن هذا التنديد لم يبلغ مرحلة الفعل، بل اقتصر على الاستنكار الكلامي...

لبنانيا، مع بداية الأسبوع الثاني على مرور الإنتخابات النيابية، يتهيأ الداخل لجملة استحقاقات: الاستحقاق الأقرب انتخاب رئيس جديد للمجلس ونائب رئيس وهيئة مكتب مجلس النواب ... كل المؤشرات تدل على أن القديم سيبقى على قدمه بالنسبة إلى الرئيس ... الإستحقاق الثاني تركيب الكتل النيابية تمهيدا لمرحلة الاستشارات لتسمية رئيس الحكومة ولمطالب الوزارات والحقائب ... الإستحقاق المستجد المتمثل بحملة التطهير التي باشرها الرئيس سعد الحريري داخل تيار المستقبل والتي يبدو أنها لم تنته ...

بين كل هذه الإستحقاقات تطور قضائي: المواجهة المنتظرة بين الدكتور سمير جعجع ورئيس مجلس إدارة "ال بي سي آي" بيار الضاهر لم تحصل، لأن الدكتور جعجع تغيب عن الحضور إلى قصر العدل، ما جعل الحدث خارج القاعة بدل ان يكون داخلها.. هذا الحدث تميز بإرباك وتناقض في موقف محامي الدكتور جعجع النائب المتخب جورج عدوان، وبتغريدة إنفعالية من الدكتور جعجع أخرجته عن هدوئه: تناقضات عدوان تظهرت في أكثر من موقف متعاكس: فهو قال إن جعجع يريد المواجهة لأنها لمصلحته، ثم عاد ليقول إن جعجع لا يواجه بيار الضاهر... أما انفعال الدكتور جعجع فمن خلال تعابير إستخدمها في تغريدة قال فيها: "لم أتعرف يوما على "حرامي وقح وجئم" مثل الذي نراه اليوم"... ما يستدعي جملة من الأسئلة أبرزها:

لماذا لم يقدم محامو جعجع منذ أحد عشر عاما وإلى اليوم ما يؤكد اتهاماته؟ إذا كان جعجع يريد المواجهة "لأنها لمصلحته" حسبما يقول محاميه، فلماذا لم يتلقف هذه الفرصة ويدافع عن هذه المصلحة... بيار الضاهر الذي وصفه الدكتور جعجع "بالحرامي" قبل المواجهة ومثل أمام القاضية متسلحا بأدلته، فهل الحرامي هو من يقبل التحدي ويخضع للقضاء ويصر على المواجهة؟ هذا ليس سؤالا، هذا علامة من علامات التعجب من شخصيات تهرب من المواجهة وتستعيض عنها بالتشهير عن بعد، وهذا التشهير هو برسم القضاء والرأي العام.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عائلة زكا: قد نضطر لاظهار ادلة تثبت ممارسات النظام في حقه

المركزية/14 أيار/18/أعلنت عائلة نزار زكا أنها تتوقع أن يوقّع قريبا 14 نائبا على ورقة الإلتزام التي تدين إستمرار خطف إيران لنزار وتعتبره إعتداء مباشرا على لبنان وعلى سيادته وأنه نتاج ارهاب دولة، لينضموا بذلك الى النواب الـ39 الذين سبق ان وقّعوا الإلتزام وتبنوه أثناء الحملات الإنتخابية، علما أننا ننتظر أن يبادر جميع النواب الوطنيين الى توقيع ورقة الإلتزام، كون إختطاف نزار يمكن ان يتعرض له اي لبناني. وقالت العائلة في بيان: لا نزال نترقّب موقف كل من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ووزارة الخارجية ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تقع على عاتقه مسؤولية متابعة احوال جميع اللبنانيين وليس فئة منهم، من قضية إستمرار إختطاف نزار وهو أمر يتعلق بالسيادة اللبنانية وبكرامة كل مواطن أينما كان، خصوصا ان نزار دعي رسميا الى ايران حيث إختطفه رجال بلباس مدني وهو في طريقه الى المطار للعودة الى لبنان، إلا في حال ثمة من ينتظر أن يعود نزار في صندوق خشبي؟  وختمت العائلة: لا يزال نزار في زنزانته يتعرض الى ابشع انواع الإعتقال التي يمكن ان يواجهها انسان. وقد دفعه سوء حاله الصحية ورفض خاطفيه تلبية طلب طبيبه إجراء جراحة عاجلة له بسبب النزيف الذي أصابه منذ أشهر، الى إضراب مفتوح عن الطعام دخل هذا النهار يومه الخامس الى حين خضوعه الى العلاج اللازم. وقد نكون مضطرين في القريب العاجل الى إبراز أدلة ووقائع موثقة تثبت بشاعة ما يمارسه النظام الإيراني في حق نزار.

                        

النائب قيصر المعلوف: الحديث عن إنشقاقي عن تكتل "الجمهورية القوية" إشاعات كاذبة

المركزية/14 أيار/18/بعد كل الإشاعات المغرضة من بعض الأقلام التابعة لإعلام مأجور التي كالت النائب المنتخب قيصر المعلوف بأنه سينشقّ عن تكتّل الجمهورية القوية اي “القوات اللبنانية”، كتب المعلوف عبر صفحته على “فيسبوك”: “يعود ويكرّر المعلوف أن كل هذه الأخبار المتداولة هي مجرّد إشاعات عارية من الصحة، أما الأخبار الموثوقة فهي الأخبار التي يصرّح بها شخصيًا على الإعلام، أو تلك التي تصدر عن مكتبه الإعلامي وتُنشر على صفحته الرسمية حصرًا”

 

"جلجلة" البيان الوزاري بين شروط "المجموعة الدولية" ومواقف "حزب الله"! وخطاب القسم والصيغة الحالية "مخرج" مقبول..وحكومة التكنوقراط الأنسب؟

المركزية/14 أيار/18/في معرض تهنئتها لبنان على اجرائه "الانتخابات النيابية في جو هادئ وسلمي"، لم يفت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان التذكير بجملة خطوات على لبنان اتخاذها لعدم تضييع الانجازات التي حققتها مؤتمرات الدعم الثلاثة التي عقدت لمساندته في الاشهر الماضية من روما الى باريس فبروكسل. فشجّعت على "التشكيل السريع لحكومة جديدة يمكنها الحفاظ على الزخم الإيجابي الذي أحدثته المكاسب التشريعية الأخيرة"، معربة عن تطلعها الى العمل "مع الحكومة الجديدة وهي تتابع التزاماتها الدولية، بما في ذلك القرارات 1559 و1701 لبسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة الاراضي الوطنية ولتأكيد حصرية الدولة في الاستخدام الشرعي للقوة"، والى "استئناف الحوار في اتجاه استراتيجية وطنية للدفاع في فترة ما بعد الانتخابات، على النحو الذي حدده رئيس الجمهورية في بيانه الصادر في 12 آذار"، مشيرة الى ان "سيكون ذات أهمية كبيرة من أجل استقرار لبنان، أن تواصل الحكومة الجديدة اتخاذ خطوات ملموسة في تنفيذ سياسة النأي بالنفس وفقا لإعلان بعبدا"... في المقابل، اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اليوم ان "الهجمات على المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان الأسبوع الماضي أكدت "توازن الردع"، معلنا "أن هدف المرحلة الحالية تحرير كل فلسطين"، ومصوّبا على "الدول العربية الموالية لإسرائيل" التي "كانت دائماً عبئاً على القضية الفلسطينية بنفطها وعروشها وإماراتها"، علما انه كان اكد منذ ايام ان ""قوة لبنان بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي أصبحت ثابتة وغير قابلة للتغيير".

وسط هذا التناقض الواضح بين ما يريده المجتمع الدولي من لبنان وبين مواقف "الحزب" التي تؤكد "أزليّة" السلاح الذي يحمله، وتخرق بقوّة سياسة النأي بالنفس، عن التدخل في الشؤون العربية وفي أزمات الاقليم وصراعاته، سينطلق مسار تشكيل الحكومة التي يريدها الرئيس عون "حكومة العهد الاولى"، ما يوحي بأن المهمّة لن تكون "سهلة" وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". وفي وقت تشير الى ان الاتصالات انطلقت بين بعبدا وعين التينة والسراي لإنزال المتاريس التي قد ترفع امام قطار التأليف وتفكيك العقد التي قد تعترض طريقه، لناحية كيفية توزيع الحقائب والحصص، توضح ان اهم ما تُركّز عليه هذه المشاورات يبقى البيان الوزاري المنتظر. وبحسب المصادر، فإن البحث عن مخارج لغوية مرضية للجميع داخليا وخارجيا، انطلق، والارجح ان ينبثق البيان من مضمون خطاب القسم، ومن البيان الوزاري المعتمد اليوم والملحق الذي اضيف اليه بعيد عودة الرئيس الحريري عن استقالته لناحية التأكيد على النأي بالنفس والتزام القرارات الدولية، خصوصا وان حزب الله وافق عليهما. واذ تتوقع ان تكون هذه الصيغة مقبولة "دوليا"، تلفت المصادر الى ان المطلوب هذه المرة ليس مجرد التزام شفهي بل فعلي بما يتعهّد به لبنان، مشيرة الى ان ما جناه لبنان في مؤتمرات الدعم سيكون على المحك ان لم يثبت لبنان جدية في التقيد بالنأي وبالاصلاحات على حد سواء. وفي السياق، وفيما "طبيعةُ" الحكومة لم تحسم بعد، ثمة من يريدها حكومة أكثرية "كالقوات اللبنانية" ومن يطالب بأن تكون حكومة وحدة وطنية، تتحدث المصادر عن بحث جدي في إمكانية تشكيل حكومة تكنوقراط غير سياسية، في خطوة تطويرية تشكّل رسالة ايجابية للخارج بأن لبنان جدي في الاصلاح والتغيير. ويقول مشجعو هذا الطرح ان الحكومة هذه ستأتي في مهمة واضحة هي ارساء الاجواء المطلوبة لتنفيذ مقررات المؤتمرات الدولية، كما ان نقطة قوتها تكمن في انها توفر مشقّة الكباش على البيان الوزاري ومضمونه فتكتفي بتأكيد النأي بالنفس والتعهد بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة". الا ان المصادر تستبعد اعتماد هذا الخيار، الا اذا..

 

الطعون على نار حامية... في بيروت الثانية

"اللواء" - 14 أيار 2017/أكد النائب عماد الحوت عضو لائحة "بيروت الوطن"، لـ"اللواء"، أن "هناك عدداً هاماً من الوثائق المدعمة ومجموعة من أفلام الفيديو والصور، وإفادات من موظفين تثبت أن هناك تزويراً في انتخابات دائرة بيروت الثانية. ناهيك عن رفض طلبات للمندوبين وعدم قبول تصاريح من مندوبين أخر، وتمزيق تصاريح أيضاً". وشدّد على أن "كل هذه الإثباتات والقرارات ستقدم إلى المجلس الدستوري"، آملاً أن "يبت هذا المجلس بالطعون بعيداً عن التجاذبات السياسية. وإذ كانت أرقام ماكينة الجماعة الإسلامية تُشير إلى تقدّم ملحوظ للحوت يُشدّد على طلب إعادة الفرز لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود".

ويتساءل عضو لائحة "بيروت الوطن" عن المقاييس والاعتبارات والمعايير التي اعتمدت لاعتبار أن هناك أوراقاً لاغية وبيضاء، فهل يعقل أن يكون في دائرة بيروت الثانية وحدها 3809 أوراق لاغية؟". وشدّد الحوت على اننا "لن نسكت عن المطالبة بحقوقنا، فما مات حق وراء، مطالب".

 

عن "مؤامرة" تتحضّر لاستهداف كتل نيابية

"الأنباء الكويتية" - 14 أيار 2018/وحده رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، هنأ اللبنانيين بانتهاء الانتخابات النيابية بخير وسلام، ووحده أيضا من اعتبر أن قانون الانتخاب حقق التمثيل الصحيح، برغم أن الشوائب التي اعترت العملية الانتخابية كانت كبيرة جدا، وأظهر القانون إخفاقات واسعة، لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بها في المستقبل، بحيث نجح نواب نالوا 77 صوتا كالنائب إدي ديمرجيان في دائرة زحلة والنائب مصطفى الحسيني الذي نال 226 صوتا تفضيليا في دائرة جبيل، وفشل مرشحون نالوا في حدود عشرة الآف صوت كالنائب زياد القادري في البقاع الغربي - راشيا.

من المحاذير المخيفة، والتي قد تهدد مستقبل لبنان برمته، اعتماد هذا القانون مرة ثانية من دون تعديل، لأنه يهدد الحياة السياسية اللبنانية برمتها، حيث غابت القيم السياسية والبرامج، وسادت نمطية نفعية مخيفة في اكتساب ود الناخب، كما ساد تحريض طائفي ومذهبي غير مقبول نهائيا، وقليلة هي القوى أو الأحزاب التي حافظت على بعض المصداقية في تحالفاتها الانتخابية، بينما غرقت القوى المتعددة في تناقضات هائلة، بحيث كانت تشيد بطرف سياسي خدمها في منطقة، وتهاجمه في منطقة أخرى على ذات الموقف، في استباحة غير مسبوقة للقواعد التعاطي السياسي.

مهما يكن من أمر، فإن بعض أهداف القانون تحققت على ما كان ينتظر الذين تحمسوا له، لاسيما لناحية ربح مقاعد نيابية في مناطق مختلفة، ولو بعدد قليل من الاصوات، لكن بعض الاهداف الأخرى لم تتحقق، لأنها كانت تهدف لإلغاء نفوذ بعض القوى التي تتشكل كتلها من نواب ينتمون الى طوائف متعددة.

ككتلة اللقاء الديموقراطي التي يرأسها تيمور جنبلاط، على سبيل المثال. المحاذير المخيفة ما بعد الانتخابات أيضا، هي في استمرار الجنوح عند بعض المسؤولين أو القوى، لاستثمار نتائج هذه الانتخابات لتحقيق أهداف عجزت عن تحقيقها في الانتخابات ذاتها، مثل محاولة استبعاد أو تحجيم بعض الكتل الفائزة، من خلال استبعادها أو تقليص تمثيلها في الحكومة العتيدة المنتظرة. وإشارة رئيس الجمهورية الى إمكانية تشكيل حكومة من أكثرية حاكمة وأقلية معارضة، لفتت الانظار وأثارت المخاوف.  وتلك التجارب لا يمكن تحقيقها في لبنان اليوم، لأن القانون الحالي لأنتج كتل نيابية تتمتع بتمثيل طوائف بكاملها الى حد ما، ومحاولة استبعاد مثل هذه الكتل، يعتبر إخلالا بالوفاق الوطني الذي نص عليه اتفاق الطائف.  وإذا كان الذين قصدهم رئيس الجمهورية من فئة غير المغرومين بسياسة صهره الوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، يعني ذلك ان المخاوف تقع في مكانها، وتجارب الماضي تشير الى اضطرابات قد تحصل اذا ما مورس شيء من العزل بحق بعض هذه القوى. وتقول مصادر متابعة لما يجري، لـ"الأنباء"، إن "مسألة تشكيل الحكومة الجديدة قد تكون محطة للتلاقي وردم التشوهات التي أصابت الحياة السياسية قبل الانتخابات، وقد تكون مناسبة للدخول في المجهول".

 

فادي سعد: كتلة الجمهورية القوية لن تسمي الحريري لرئاسة الحكومة من دون اتفاق سياسي مسبق

الإثنين 14 أيار 018/وطنية - أكد النائب المنتخب فادي سعد في حديث لاذاعة "صوت لبنان 93,3" أن "كتلة الجمهورية القوية لن تسمي الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة من دون اتفاق سياسي مسبق، وذلك انطلاقا من قرارها بعدم دعم أحد من دون خلفية سياسية". وعن أي لقاء مرتقب بين الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أوضح سعد "ألا لقاء محدد، لكن التواصل دائم بين القوات وتيار المستقبل". وفي موضوع تشكيل الحكومة توقع سعد "أنه سيكون أسرع من العادة بسبب الوضع الإقليمي والداخلي على الرغم من التعثرات في توزيع الحقائب، لا سيما وأن ملفات حيوية وانمائية من كهرباء وتعليم يجب أن تكون أولوية على الاختلاف في التشكيل". وردا على سؤال حول التعاون مع نواب المنطقة لا سيما النائب جبران باسيل قال سعد:" سيكون هناك تعاون في القضايا الإنمائية وفي كل ما يخص قضاء البترون، لكن في ما خص المواضيع العامة فسيكون لنا مواقفنا الخاصة كموقفنا من قضية البواخر". وعن تسمية القوات اللبنانية للرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي أعلن سعد أن "الموضوع قيد الدرس".

 

إنسحاب الحرس الثوري من سوريا، حاجة للنظام الإيراني

عماد قميحة/لبنان الجديد/14 أيار/18

 لا سبع دقائق ونص ولا من يسبّعون ، ولا تدمير لتل أبيب وحيفا ولا من يحيّفون، ولا فتح لجبهة الجولان ولا من يجوّلون

 التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي شهدته الساحة السورية منذ إستهداف القواعد الإيرانية في مطار التيفور في التاسع من نيسان الماضي، وما تبعه من أعمال عسكرية إن من  جهة ما سمي بالرد الإيراني الذي استهدف مراكز لجيش العدو في الجولان المحتل ( بدون أي إصابات ) وردة الفعل الإسرائيلي القاسية جدا والتي طالت  بحسب بيان جيش العدو عشرات المواقع التابعة لفيلق القدس الإيراني داخل "سوريا ".

وفي مقابل الإعلان الإسرائيلي هذا ( وتلك من المرات النادرة التي تعلن فيها إسرائيل صراحة عن قصفها مواقع في سوريا )  تبرأت "إيران" من صواريخ الغراد التي إستهدفت الجولان ولم تكتفِ بهذا بل تبرأت أيضا من كل المواقع المستهدفة عبر الإدعاء بعدم وجود قواعد إيرانية أصلا في "سوريا "!

بعد هذه المعطيات نستطيع القول أن التماس الإيراني الإسرائيلي فضح كل الإدعاءات الإيرانية، وظهرت إيران بموقع العاجز والخائف أمام " الحماقة " الإسرائيلية وعنجهيتها، فلا سبع دقائق ونص ولا من يسبّعون ، ولا تدمير لتل أبيب وحيفا ولا من يحيّفون، ولا فتح لجبهة الجولان ولا من يجوّلون .

وما يسمى بفيلق " القدس " الذي دار حول الكرة الأرضية ودمر الحرث والنسل في طريقه وجدناه على الحدود مع العدو الإسرائيلي وعند أول " مواجهة "  مباشرة حقيقية يفر فرار العبيد .

لطالما عودنا النظام الإيراني أن " يصارع " العدو الصهيوني من خلال أذرعه فقط ( حماس - "حزب الله" - الجهاد  )، ويحقق هو إنتصارات يسيلها في مصلحته ومصلحة بلاده، مع الكثير من المزايدات والخطب الرنّانة عن حمل لواء فلسطين وتحرير القدس .

هذه اللعبة الإيرانية انفضحت أي فضيحة عندما هدّد قادة العدو بأن إستهداف العمق الصهيوني سيقابل باستهداف العمق الإيراني هذه المرة، وهذا ما جعل النظام الإيراني يدرك بأن الإقتراب من العدو الصهيوني يفقده هامش المناورة ويجعله مضطرا إما إلى تغيير قواعد اللعبة والدخول بشكل مباشر، وهذا ليس بحسابات النظام، وإما الإنسحاب من سوريا والعودة إلى الإتكال على الأذرع فقط للحفاظ على الرافعة الأساسية للنظام المتمثل بيافطة " تحرير فلسطين " من بعيد وعليه يصبح الإنسحاب من "سوريا " عمليا وليس عبر التصريحات هو الأجدى للنظام ولإستمراريته وهو الأهم، وبمثابة حاجة للنظام الإيراني  لأن الحرب عن بُعد أسلم .

 

سامي الجميل:إبطال المجلس الدستوري للمادة 49 من الموازنة انتصار جديد للدستور

الإثنين 14 أيار 2018 /وطنية - غرد رئيس الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل عبر حسابه الرسمي على "تويتر" فقال: "ان قرار المجلس الدستوري اليوم بإبطال المادة 49 و6 مواد أخرى في قانون موازنة 2018 هو انتصار جديد للدستور، وخطوة أساسية لتصحيح المالية العامة في لبنان. على أمل أن يتلقف المجلس الجديد هذه البادرة، ويبدأ صفحة جديدة في إدارة المال العام والحفاظ على مصلحة اللبنانيين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وزارة الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء مسيرات العودة الكبرى الى 104

 لبنان الجديد/14 أيار/18 /أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ، وصول عدد الشهداء  منذ بداية مسيرات العودة الكبرى قبل أسابيع إلى 104 شهداء، بعد أن سقط 55 شهيدا  اليوم في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي ضمن مسيرات العودة التي تزامنت اليوم مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس، فيما ارتفع عدد المصابين في المواجهات إلى 2410 على الأقل حال بعضهم خطرة. هذا ويشهد شرق قطاع غزة مواجهات متواصلة مع الجنود الاسرائيليين في إحياء ذكرى يوم النكبة السبعين، حيث تدور المواجهات بين الفسطينيين والاسرائيليين في أكثر من نقطة على الحدود، ما ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء بسبب الاجرام الذي يمارسه الجنود الاسرائيليون.

 

55 قتيلاً وآلاف الجرحى في غزة

وكالات/14 أيار/18/قال المتحدث الرسمي باسم الصحة الفلسطينية إن 55 قتيلاً سقطوا بنيران قوات الاحتلال وأصيب أكثر من ألفين آخرين، الاثنين، خلال الاحتجاجات على حدود قطاع غزة مع إسرائيل منذ صباح اليوم الاثنين وحتى افتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس. وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أعلنت سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى برصاص الاحتلال على الحدود شرق قطاع غزة، وذلك ضمن فعاليات "مسيرة العودة الكبرى" التي انطلقت في 30 مارس الماضي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وقالت "وفا" إن أعمار القتلى الفلسطينيين تتراوح بين 14 و30 عاما.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم الاثنين إن منظمة التحرير الفلسطينية دعت إلى إضراب عام في الضفة الغربية وقطاع غزة غدا الثلاثاء ردا على مقتل عشرات الفلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية خلال احتجاج على الحدود مع قطاع غزة. ونقلت الوكالة عن واصل أبو يوسف منسق القوى الوطنية والإسلامية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قوله إن المنظمة أعلنت عن "إضراب شامل سيشمل كافة الأراضي الفلسطينية حدادا على أرواح القتلى الذين سقطوا اليوم الاثنين في قطاع غزة في مجزرة مروعة ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي".

وكان آلاف الفلسطينيين احتشدوا قرب حدود القطاع مع إسرائيل في وقت سابق الاثنين، في اليوم قبل الأخير من الاحتجاجات المستمرة منذ 6 أسابيع، وسارع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع على الأشخاص داخل الخيام، التي نصبت على طول الحدود. وذكر شهود فلسطينيون أن طائرات إسرائيلية ألقت أيضاً مواد قابلة للاشتعال الاثنين لحرق الإطارات، التي يكدسها المحتجون استعداداً لإشعال النار فيها ودفعها نحو الحدود في وقت لاحق من اليوم. وقبل ذلك، ألقى جيش الاحتلال منشورات تحذر سكان غزة من الاقتراب من السياج أو محاولة تخريبه، ووصفت المحتجين بأنهم مثيرو شغب. ومن المتوقع أن تتصاعد الاحتجاجات، الاثنين، مع افتتاح السفارة الأميركية رسمياً في القدس مع حلول الذكرى السبعين للنكبة. ومن المقرر أن تصل الاحتجاجات، التي تحمل اسم "مسيرة العودة الكبرى" إلى ذروتها، الثلاثاء، في يوم "النكبة"، عندما طُرد مئات الآلاف من منازلهم في عام 1948. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 60 فلسطينياً منذ بدأت الاحتجاجات في 30 مارس الماضي، بينما لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين إسرائيليين. وأثار عدد القتلى انتقادات دولية، فيما يقول الجيش الإسرائيلي إن قواته تدافع عن الحدود، وتطلق النار بما يتماشى مع قواعد الاشتباك.

 

رسمياً.. أميركا تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس

القدس – رويترز/14 أيار/18/افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها لدى إسرائيل في القدس اليوم الاثنين، في خطوة مثيرة للجدل في حفل تضمن كلمة مصورة للرئيس الأميركي دونالد ترمب قال فيها إن واشنطن تبقى ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال ترمب في رسالة مسجلة خلال مراسم افتتاح السفارة "أملنا الأكبر هو السلام". وأضاف "الولايات المتحدة تظل ملتزمة تماما بتسهيل اتفاق سلام دائم.. ستظل الولايات المتحدة صديقا عظيما لإسرائيل وشريكا في قضية الحرية والسلام".

نتنياهو: ترمب دخل التاريخ

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب دخل "التاريخ" عبر اعترافه بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها. وقال نتنياهو في حفل تدشين السفارة "الرئيس ترمب، عبر اعترافك بالتاريخ فإنك دخلت التاريخ"، مؤكدا "نحن في القدس ونحن هنا لنبقى". وكان إعلان ترمب في 6 كانون الأول/ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، أثار غبطة الإسرائيليين وغضب الفلسطينيين والعرب ومخاوف عالمية. وقال السفير الأميركي ديفيد فريدمان في مراسم افتتاح السفارة التي حضرها وفد أميركي من واشنطن وزعماء إسرائيليون "نفتتح اليوم السفارة الأميركية في القدس". في المقابل، قتلت قوات الاحتلال العشرات وأصابت ألفين آخرين، الاثنين، خلال الاحتجاجات على حدود قطاع غزة مع إسرائيل. وكان آلاف الفلسطينيين احتشدوا قرب حدود القطاع مع إسرائيل في وقت سابق الاثنين، في اليوم قبل الأخير من الاحتجاجات المستمرة منذ 6 أسابيع، وسارع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع على الأشخاص داخل الخيام، التي نصبت على طول الحدود.

 

ترامب يحاول خفض صادرات النفط الإيراني

بروكسيل – نورالدين فريضي , طهران، موسكو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب /14 أيار/18/تعهدت فرنسا وبريطانيا «صون جوهر» الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، عشية استضافة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بروكسيل اجتماعين يركّزان على البحث عن مخرج ممّا اعتبره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أزمة» يواجهها الاتفاق. ودعا الوزير الى دفاع «مشترك» عن «مصالح مشروعة» للموقعين عليه. وأعلنت الخارجية الأميركية ان الوزير مايك بومبيو تحدث هاتفياً الى نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني، عن منع طهران من تطوير سلاح نووي. أتى ذلك بعدما وجّه البيت الأبيض مذكرة الى وزارة الخارجية تفيد بأن إمدادات النفط العالمية وفيرة بما يكفي لتحمّل «انخفاض كبير» في صادرات النفط الإيرانية. ووَرَدَ في المذكرة أن هناك «إمدادات كافية من البترول والمنتجات النفطية من دول أخرى غير إيران، تتيح انخفاضاً كبيراً في حجم البترول والمنتجات النفطية التي تُشترى من إيران، بواسطة مؤسسات مالية أجنبية». وشــــنّت الحكــــومة الإيرانية هجوماً مضاداً على منتقديها من خصوم الرئيس حسن روحاني. ووَرَدَ في بيان أصدرته الحكومة أن المفاوضات بين طهران والدول الست والاتفاق الذي نجم عنها «جاءت في إطار الدستور الإيراني وصلاحيات رئيس الجمهورية وقرارات المجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني. وأضاف ان «الفريق التفاوضي الإيراني وظّف جلّ مساعيه لنيل أكبر عدد من المكاسب، ومنح الطرف الآخر أقل امتيازات ممكنة». وتساءل البيان عن «أسبابٍ أو مصالح جعلت بعضهم يستهدف باستعلاء مكتسبات البلاد ويحاول تدميرها، على رغم ما تشهده ايران من قوة دفاعية وتعزيزٍ لمكانتها الإقليمية».

إلى ذلك، نبّه لافروف الى ان انسحاب واشنطن من الاتفاق «قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة». وأضاف خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «نتأكد مرة أخرى أن واشنطن تسعى الى مراجعة اتفاقات دولية رئيسة. نقدّر هذه الفرصة للاجتماع في موسكو وتبادل وجهات النظر حول الاتفاق الذي يعاني الوضع المحيط به، أزمة». وحضّ روسيا والأوروبيين على «الدفاع في شكل مشترك عن مصالحهم المشروعة في الاتفاق». أما ظريف فلفت الى أن «هدف المحادثات هو الاطمئنان الى مصالح الشعب الإيراني، كما يكفلها» الاتفاق، مشيداً بـ «تعاون ممتاز» بين موسكو وطهران، ومؤكداً أن لافروف وعده بـ»الدفاع عن الاتفاق وإبقائه». ونشر الوزير الإيراني رسالة وجهّها الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، شكا فيها من أن الولايات المتحدة تمارس «انتقاصاً تاماً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة» بعد انسحابها من الاتفاق النووي.

في لندن، جدد وزيرا الخارجية البريطاني بوريس جونسون والفرنسي جان إيف لودريان تمسك بلادهما بالاتفاق. وقال جونسون ان «المملكة المتحدة وفرنسا عازمتان على صون جوهر الاتفاق، وسنبحث في بروكسيل ما يمكننا فعله لمساعدة الشركات البريطانية والأوروبية، بحيث تكون واثقة من أنها تستطيع الاستمرار في أعمالها» في ايران. أما لودريان فقال: «موقفنا يعبّر عن عزم ووحدة وتصميم على استمرار الاتفاق. إن اتفاقاً دولياً لا يصبح لاغياً لمجرد انسحاب الولايات المتحدة منه. نحن باقون في الاتفاق ونريد ان يستمر، ما دامت ايران تحترمه».

وتستضيف موغيريني اليوم اجتماعاً لنظرائها البريطاني والفرنسي والألماني، من أجل تنسيق الموقف الأوروبي من التهديدات الأميركية بمزيد من العقوبات على إيران وعلى الشركات التي تتعامل معها، والوسائل الكفيلة بإقناع ايران بمعالجة قلق من تدخلاتها الإقليمية وبرنامجها الصاروخي. كما يجري الوزراء الأوروبيون الثلاثة مساءً محادثات مع ظريف. وقالت مايا كوسيانشيتش، الناطقة باسم موغيريني، رداً على سؤال لـ «الحياة»، إن الجهود تركّز على «حفظ الاتفاق النووي»، معتبرة أنه «قد يشكّل أساساً لمحادثات».

 

سيطرة شبه كاملة للنظام على «الحجر الأسود»

دبي - «الحياة»/15 مايو 2018 /بات النظام السوري على بعد خطوات من إتمام سيطرته على منطقة «الحجر الأسود»، بعد مواجهات عنيفة مع تنظيم «داعش» تكبد خلالها عشرات الضحايا في صفوفه. وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن وحدات الجيش «تقدمت من النقاط التي سيطرت عليها بعد تأمينها، في اتجاه بؤر إرهابية على أطراف حي «الحجر الأسود» من الشمال، وأحكمت سيطرتها على بعض الأبنية السكنية». وأشارت إلى أنه «نتج عن التقدم قطع المزيد من محاور تحرك الإرهابيين وتكبيدهم خسائر». وأكدت أن سلاحي الجو والمدفعية كثفا ضرباتهما على «أوكار وخنادق وأنفاق يتحصن فيها الإرهابيون شمال الحجر الأسود ومحيطه». وأشار «المرصد السوري لحقوق الانسان» إلى معارك عنيفة بين قوات النظام المدعمة بـ «لواء القدس» الفلسطيني ومسلحين موالين لها، وعناصر «داعش» تركزت عند أطراف مخيم اليرموك وفي حيي التضامن و»الحجر الأسود». وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم بعد تمكنها من استيعاب الهجمات المعاكسة للتنظيم، حيث عمدت إلى تنفيذ هجمات معاكسة، أسفرت عن تقدمها في حي «الحجر الأسود»، موسعة سيطرتها لتشمل أكثر من 80 في المئة من مساحته، ولم يتبقَّ للتنظيم سوى القسم الشمالي من الحي. وأشار «المرصد» إلى أن قوات النظام تسعى إلى «حصر داعش داخل أضيق دائرة ممكنة، وإجباره على الاستسلام»، فيما تترافق الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، مع قصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة». وأكد ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، إلى 177 من «داعش» في مقابل 215 من النظام وحلفائه، بينهم 26 ضابطاً برتب مختلفة.

وأكد ناشطون أن تقدم قوات النظام دفع «داعش» إلى التراجع والانحسار في مخيم اليرموك وحيي الزين والتضامن وأجزاء من «الحجر الأسود». وأوضح هؤلاء أن عائلات من المدنيين تجمعت في ملاجئ في مخيم اليرموك. إلى ذلك، قال ناشطون مدنيون إن قوات النظام اعتقلت عشرات الشبان من مدينة دوما في الغوطة الشرقية. وأفاد ناشطون في «الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين» المتابعة لشؤون المعتقلين في سورية، بأن عناصر النظام اعتقلوا نحو مئة شاب وضعوهم في ثلاث حافلات، نقلت غالبيتهم إلى نقطة «الدريج» العسكرية التابعة للنظام بهدف تدريبهم قبل إلحاقهم بصفوفها.

 

الصدر مفاجأة الانتخابات العراقية والنتائج تُعقّد خيارات تشكيل الحكومة

بغداد - «الحياة»/15 مايو 2018 /كشفت النتائج المعلنة للانتخابات العراقية مفاجآت مختلفة، وخلّفت مشهداً سياسياً شديد التعقيد لجهة التحالفات المحتملة لتشكيل الحكومة المقبلة، وسط توقع واحد من خمسة سيناريوات مختلفة.

وتقدمت كتلة مقتدى الصدر «سائرون» على سائر القوى الأخرى، فيما تراجعت كتلة رئيس الوزراء حيدر العبادي «النصر»، منذ التسريبات الأولية التي رجّحت تقدُمها، لتدخل في الساعات الأخيرة لعد وفرز أصوات الاقتراع الخاص وبقية المدن غير المعلنة رسمياً، في منافسة مع كتلة «الفتح» التي يتزعمها هادي العامري على المركز الثاني. وعلى رغم تفاوت نتائج بقية القوى السياسية، إلا أن خريطتها لم تكن مفاجئة، بانتظار حل أزمة نتائج التصويت في إقليم كردستان وكركوك، حيث ترفض قوى سياسية كردية الاعتراف بالنتائج، وتتهم الحزبين الكرديين بعمليات تزوير واسعة عبر اختراق نظام العد والفرز.

وشكلت النتائج في بغداد فارقاً كبيراً في تقدم الصدر، الذي عقد تحالفاً مع علمانيين وشيوعيين، على أقرب منافسيه بضعف المقاعد، ما رفعه ليتصدر القوائم المتنافسة. كما منحت بغداد تيار «الفتح» وائتلاف «دولة القانون» برئاسة نوري المالكي نسباً كبيرة من الأصوات، فيما جاءت نتيجة تحالف العبادي في بغداد أقل من المتوقع، على رغم تحقيقها المركز الأول في مدينة الموصل، ونتائج جيدة في صلاح الدين والأنبار وديالى، ما حوّلها أكبر الكتل المتنوعة طائفياً.

وتطرح الأرقام الأولية إشكالية تشكيل الحكومة المقبلة، إذ لن يكون بإمكان كتلة الصدر تشكيلها بناء على فوزها في الانتخابات، وسيكون عليها وعلى بقية القوى التسابق لجمع «التحالف الأكبر» الذي يُكلَّف تلقائياً تشكيل الحكومة، ويُفترض أن يعلن عن نفسه في الجلسة الأولى للبرلمان، وهو التفسير الذي طرحته المحكمة الاتحادية لمفهوم «الكتلة الأكبر» الوارد في الدستور. ويفرض التفسير الذي طُبق في تجربتين انتخابيتين سابقتين، على الكتل السياسية البدء بحوار لتشكيل الكتلة الأكبر، وسط خمسة سيناريوات مطروحة، يذهب أولها إلى اجتماع كُتل الصدر والعبادي وعلاوي وعدد من القوى الكردية وأحزاب صغيرة أخرى لإعلان الكتلة الأكبر التي تشكل الحكومة برئاسة العبادي، وهو تحالف يقود الوضع السياسي، بعد دفع بقية الفائزين، مثل «الفتح» و «دولة القانون» إلى المعارضة.

لكن هذا السيناريو تعيقه احتمالات التصادم مع الأطراف المستبعَدة والقريبة من النفوذ الإيراني، خصوصاً أنه قد يتطلب شروطاً يفرضها الصدر، كانسحاب العبادي من «حزب الدعوة»، وأخرى تفرضها الأطراف السنية والكردية، تنتج حكومة أكثر ضعفاً من سابقتها.

أما السيناريو الثاني، فيذهب إلى تحالف العبادي مع المالكي و «الفتح»، واستقطاب قوى سنية وكردية لتشكيل الكتلة الأكبر، ودفع الصدر إلى المعارضة. وهو احتمال ليس سهلاً أيضاً، لأن من الصعب العودة إلى جمع العبادي والمالكي في كتلة واحدة، ناهيك عن اجتماعهما مع الفصائل المسلحة الفائزة، والتي تصادم معها العبادي قبيل الانتخابات.  ويستعير السيناريو الثالث آلية تشكيل حكومة 2014، حيث تجتمع القوى الشيعية في نطاق ما يعرف بـ «التحالف الوطني» لتشكيل الكتلة الأكبر وترشيح رئيس الحكومة، وذلك خيار قد يفكك قائمتي الصدر والعبادي على حد سواء لضمهما شخصيات سنية وقوى علمانية ومدنية ترفض التحالف على أساس طائفي. أما السيناريو الرابع، فيجمع الصدر والعبادي والعامري في تحالف واحد يشكل الكتلة الأكبر، إذ يستجيب هذا التحالف لشروط الصدر بعدم التحالف مع المالكي من جهة، ويحقق مرونة في التعاطي مع القوى المسلحة التي دفعتها الانتخابات إلى المقدمة.

لكن فرض هذا التحالف صعب أيضاً، لأن علاقة الصدر مع القوى التي تشكل تحالف «الفتح» متوترة، وهو يطلق عليها في شكل دائم مصطلح «الميليشيات القذرة». لكن اعتراضه عليها يبدو أقل من اعتراضه على المالكي.

ويبقى سيناريو أخير، يتمثل بنجاح المالكي والعامري بتشكيل تحالف مع سنة وأكراد، وهو أمر مستبعد في ضوء نتائج الطرفين. وعلى رغم أن القوى السياسية العراقية تطرح سيناريو أخيراً يتمثل بإعادة الانتخابات في حال العجز عن إنتاج حلول، فإن الآليات الدستورية لا تسمح بذلك، فيما تتيح التعقيدات التي فرضتها نتائج الانتخابات، وفق مراقبين، المزيد من التداخل الإقليمي والدولي في تجميع القوى المتحالفة خلال الأسابيع المقبلة. ودعا العبادي كل الكتل السياسية إلى احترام نتائج الانتخابات، وقال إنه مستعد للعمل مع الكتل الفائزة لتشكيل حكومة خالية من الفساد.

 

أردوغان يواجه تظاهرات خلال زيارته لندن

لندن - «الحياة»/15 مايو 2018

استقبل مئات من المتظاهرين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي بدأ الأحد زيارة للندن، منددين بسياساته «القمعية»، خصوصاً تعامله مع الأكراد، والأحزاب المعارضة، وسيطرته على الإعلام، واعتقاله عشرات الآلاف من المعارضين. وألقى أردوغان أمس محاضرة في مركز «تشاتام هاوس» للبحوث، محذراً من أن «العمليات القبرصية الأحادية في البحر (التنقيب عن النفط) يعرّض شرق المتوسط لأخطار أمنية كبرى». وتأتي الزيارة، وهي التاسعة، قبل أسابيع من انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة تنظمها تركيا في 24 حزيران (يونيو) المقبل، يُرجّح أن ترسِخ حكم أردوغان، بتحويل النظام رئاسياً. واستبقت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان تمثل الأكراد، زيارة أردوغان بالدعوة إلى التظاهر. وتنظّم اليوم منظمات «مراسلون بلا حدود» و «أندكس» و «سنسورشيب» و «أنترناشونال فريدوم أوف إسكبرسين إكستشانج»، تجمّعاً في لندن للدفاع عن حرية الصحافة في تركيا. واتهمت كاتي الين، مديرة منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، تركيا بقمع شعبها، قائلة: «تحت غطاء حال الطوارئ (المفروضة في تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها في تموز- يوليو 2016)، عمدت السلطات التركية إلى تفكيك المجتمع المدني وسجنت المدافعين عن حقوق الإنسان وأوجدت مناخ خوف خانق. حملة القمع التي يشنها أردوغان في البلاد أدت إلى اعتقالات واسعة وإسكات الناشطين وتدمير شبه كامل للنظام القانوني». ولم يُعرف هل سيلتقي أردوغان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي فاز عام 2016 بجائزة، لتضامنه مع شاعر ألماني يُحاكَم نتيجة قصيدة له اعتُبرت مهينة لأردوغان. وخلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام، يلتقي أردوغان اليوم الملكة إليزابيث الثانية ورئيسة الوزراء تيريزا ماي، التي دعت إلى جعل موضوع حقوق الإنسان «أولوية» أثناء محادثاتها معه. كما يبحثان في ملفات جيوسياسية واقتصادية، إضافة إلى الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست ومكافحة الإرهاب.

وشدد الأحد خلال منتدى نُظم غرب لندن، ضمّ رجال أعمال ومستثمرين من البلدين، على أهمية الشراكة بين تركيا والمملكة المتحدة التي ستخرج من الاتحاد الأوروبي عام 2019 (بريكزيت). وأضاف: «الشراكة بين البلدين ضرورة أكثر منها خياراً بسيطاً، ولمصلحتهما. نحن على استعداد لتعاون أكبر مع المملكة المتحدة بعد بريكزيت في كل المجالات». ووصف المملكة المتحدة بأنها حليف «استراتيجي ثمين وموثوق». وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين الجانبين 15.8 بليون يورو عام 2017، بينها بليون يورو ثمن أسلحة اشترتها أنقرة. وأكد أردوغان أن «إمكانات البلدين (تتيح) تجاوز هذا الرقم».

إلى ذلك (أ ف ب)، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن فصل آلاف من الأساتذة الجامعيين في تركيا منذ المحاولة الانقلابية، يشيع «مناخ خوف» في البلاد. وقال هيو ويليامسون، مدير المنظمة في أوروبا وآسيا الوسطى، أن «القمع الذي تمارسه الحكومة التركية يستهدف أساتذة جامعيين ويسيء إلى الجامعات. يجب أن يتمتع الأساتذة الجامعيون والطلاب بحرية التعبير والتعلم والمناقشة، من دون أن يشعروا بخوف من إمكان سجنهم». وأفادت المنظمة بأن 5800 أستاذ جامعي فُصلوا من عملهم، بمراسيم- قوانين في إطار حال الطوارئ.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مأساة لبنان: هذا ما يعنيه الانفصال عن نظام المصالح العربي

علي الأمين/العرب/15 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64661/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%86%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a7/

كلما ابتعد لبنان عن محيطه العربي كلما بدا أنه دولة غير قابلة للاستمرار، ففي ظل الانتصارات الإيرانية في لبنان، تراجع لبنان سياسيا واقتصاديا وخسرت الدولة وظائف عربية طالما كانت مصدر قوة ووجود.

معاندة مسار التاريخ

لم تقدّم الانتخابات النيابية في لبنان دفعا إيجابيا وطنيا، إذ لم تُظهر النتائج المتوقعة لهذه الانتخابات أفقا لمسار حلول تخرج لبنان من عنق الزجاجة.

الاختناق بمعناه السياسي والاقتصادي لا يزال حاكما على عنق الدولة، ويفاقم من الأزمات التي باتت تشكّل خطرا وجوديّا على لبنان الذي لم يعد بيئة جاذبة لا اقتصاديّا ولا سياسيّا ولا حتى إعلاميّا.

ثمّة تحوّل في الهوية اللبنانية جاءت العملية الانتخابية لترسخه إلى حد بعيد، هذا التحوّل يتركّز في الانتقال من الهوية اللبنانية العربية، التي من سماتها التعدّد والتنوّع السياسي والاجتماعي، إلى هوية منقطعة أو معادية لمحيطها تتسم بنزعة أحادية لاغية لكل تنوّع سياسي وإن أبقت على تنوّع شكلي لا أثر له في الحياة السياسية ولا معنى سياسيا له في علاقات لبنان مع امتداده العربي.

النزعة الأحادية والسلطة الاحتكارية التي تسيطر على الدولة والحياة العامة فيها، هما ما يناقض الهوية اللبنانية وخصوصياتها التي طالما كانت عنصر حيوية سياسية واجتماعية ومنبع الحرية ومنبرا للإعلام المتنوع ومصدرا للحيوية الاقتصادية وجاذبا لاستثمارات في أكثر من اتجاه.

الأزمات التي كشفت عنها الانتخابات النيابية التي جرت منذ عشرة أيام تقريبا، أكدت أن لبنان لم يعد ذلك البلد القادر على مواجهة الحصار الذي يواجهه، بل بات أكثر استسلاما للقبضة التي تمسك بخناق الدولة والوطن، وفيما يواجه اللبنانيون أزمات المؤسسات الوطنية المتراكمة، لا يجدون خيارا للخروج منها إلا بالمزيد من الغرق فيها.

فأمام مأزق غياب الدولة أو ضعفها، تتمدد الدويلة وتترسخ كثابت في الحياة السياسية، وأمام مأزق انحسار الحيوية الاقتصادية والاجتماعية يزداد الخضوع لمنطق الأحادية والوصاية، وتتراجع فرص الخروج من معادلة مصادرة الحيز العام لصالح المزيد من تثبيت السطوة الحزبية والميليشياوية. ويتم ذلك من خلال الاستسلام للوصاية بما هي إلغاء أو قرار إعدام للبنان الذي لا يمكن أن يبقى ويستمر من دون علاقة مميزة مع محيطه العربي، والخليجي على وجه التحديد.

الوظيفة اللبنانية العربية هي عنصر وجودي للدولة والوطن، وليست ترفا ولا هواية لبنانية أو عربية، هي حقيقة سياسية وثقافية واقتصادية، وهي حقيقة قومية لا يمكن تجاوزها أو التنكر لها.

التنكر لهذه العناصر الحيوية لبقاء لبنان ولدوره، هو ما يجري اليوم، أي أن ما يشبه عملية انتحار أو قتل يتعرض لها لبنان، بسبب هذا الاستسلام الذي يعبّر عن نفسه من خلال الانجرار نحو مسار تغيير الهوية اللبنانية، وهو تغيير يحاكي إلى حد بعيد فكرة الانفصال والعزلة أي الفكرة اليهودية بالنسخة الإسرائيلية، فالكيان الإسرائيلي هو النموذج الذي قام ولا يزال على فكرة المحيط العدوّ، هو كيان قام على استراتيجية العداء والقطيعة مع المحيط، وعلى ثقافة الخوف والتخويف من كل ما حوله، وفي نفس الوقت الاستثمار الدائم لهذا العداء والخوف لاستدراج دعم دولي له، والقيام بوظيفة استعمارية طالما كانت متلازمة مع وجود إسرائيل في المنطقة العربية.

النزعة الأحادية والسلطة الاحتكارية التي تسيطر على الدولة والحياة العامة فيها، هما ما يناقض الهوية اللبنانية وخصوصياتها التي طالما كانت عنصر حيوية سياسية واجتماعية ومنبع الحرية

ما يجري اليوم في لبنان هو محاولة استنساخ النموذج الإسرائيلي بوعي أو من دون وعي لا فرق، أي النموذج الذي يتميز وتتركز وظيفته على الانقطاع عن محيطه وترسيخ الشروخ معه، ويقوم على تعزيز ثقافة الخوف والكراهية لكل مختلف، ذلك أن الخطاب السياسي السلطوي المتمدد والمهيمن في لبنان اليوم سياسيّا وإعلاميّا يصوّب على هدف أساسي هو أن العدو الفعلي ومصدر الخطر الحقيقي هي الدول العربية، أي تلك الدول التي لا تتآلف أو تعادي السياسة الإيرانية، كما أنّ ثمة عملا دؤوبا لفرض هذه الرؤية وهذا المنطق حتى على من يفترض أنه يخالف هذه الرؤية، من خلال تدجينه وتهذيب حال المعارضة أو الاعتراض لديه تجاه ما يمس جوهر وجود لبنان وفكرته.

إلى هذا الحد يمكن القول إن استنساخ التجربة الإسرائيلية في رسم هوية لبنان الجديدة، هوية معادية لما حولها خائفة منه ومخيفة له، نموذج منقطع عن محيطه ومرتم في نفس الوقت في أحضان دول من خارج المنطقة، يلبي وظيفة إقليمية ودولية، ومتعارض أو معاد لنظام المصالح العربية.

لعل أخطر ما أفرزته الانتخابات النيابية هو هذا النزوع نحو ترسيخ ثقافة العداء والخوف الذي تسلل إلى سلوك الدولة التي باتت متهاونة حيال شروط وجودها القومي، ومعنية في المقابل بمحاكاة المصالح الدولية والإقليمية الإيرانية، ليس هذا حال اللبنانيين جميعا، لكن التسليم أو الاستسلام اللبناني لهذه المعادلة هو ما يجعل من تقدم النموذج الإسرائيلي في جوهر تكوينه النفسي والسياسي والثقافي والاستعلائي حقيقة لا يمكن تمويهها، وربط وجود ما تبقى من لبنان بوظيفة حماية الاستقرار مع إسرائيل من جهة، ووظيفة الاستثمار في بناء الشروخ مع المحيط العربي وترسيخ حال الخوف والعداء معه من جهة ثانية. وفوق كل ذلك توفير أو مراعاة المصالح الدولية الأوروبية والأميركية أو الروسية بشكل يثير الريبة والتساؤل عن معنى ودلالة الخطاب الذي طالما رفعته قوى الممانعة في مواجهة الاستعمار والاحتلال.

الممانعة التي باتت تسيطر على مفاصل الدولة في لبنان، هي بالضرورة عاجزة عن معاندة مسار التاريخ، لكنها ستكون حكما أمام كارثة إخفاقها في تحقيق ما تبتغيه، هذه الكارثة يعيش لبنان مقدماتها فلا الغرب ولا إيران ولا إسرائيل بطبيعة الحال قادرة على جعل لبنان دولة قابلة للاستمرار خارج نظام مصالحها القومي، والوقائع هي أكبر برهان، إذ كلما ابتعد لبنان عن محيطه العربي كلما بدا أنه دولة غير قابلة للاستمرار، ففي ظل الانتصارات الإيرانية في لبنان، تراجع لبنان سياسيا واقتصاديا وخسرت الدولة وظائف عربية طالما كانت مصدر قوة ووجود.

النموذج الذي يراد للبنان أن يكونه، هو نموذج يقوم على نزعة إلغائية وأحادية نابذة للتنوع المعبّر عن حقيقته الفعلية بحرية، نزعة معادية للبنان كمنبر حر للإعلام في محيطه العربي، وهو نموذج غير حاضن أو جاذب لاستثمارات عربية، ونموذج مهادن ومتآلف مع الغرب وإسرائيل بشرط الاصطدام مع العرب.

 

الضاهر فوقه خيمة حماية في النزاع على الـ LBCI وجعجع قد ينتظر طويلاً

إيلي الحاج/موقع صدى الصوت/14 أيار/18

https://alsawt.org/%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D9%81%D9%88%D9%82%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84/

أبعد من مكان سماع إفادتي المدّعي والمدّعى عليه في قضية ملكية الـ  LBCI، أكان معراب أم استوديوات المحطة في أدما أو أي مكان آخر، يرتدي الخلاف بين رئيس مجلس إدارة التلفزيون بيار الضاهر وحزب "القوات اللبنانية" لبوس النزاع القانوني لكنّه ككلّ نزاع يتعلّق بشأن عام في لبنان يستدرج السياسة إليه. ولا شك أن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع بات في موقع أقوى سياسياً بعد الإنتخابات النيابية التي رفعت عدد نواب حزبه من 8 إلى 15، لكن قوته هذه التي تضاعفت تقريباً قد تتحوّل سبباً لضعف ظروف الفوز بدعواه على الضاهر. الماهر بيار الضاهر في الإفادة من التناقضات السياسية بين القابضين على حكم البلاد لتحصين موقفه أمام القضاء، مهارته في نسج الاتفاقات التجارية والقانونية.

يفيض طرفا النزاع في الحديث عن الجانب القانوني من الجدل حول ملكية المحطة التلفزيونية، الخاصة الأولى التي طلعت إلى الهواء في لبنان عام 1985 بعدما كانت حلماً سعى إلى تحقيقه الرئيس بشير الجميّل وبدا لسنوات أنه اغتيل معه. لكنهما يلزمان التحفظ عند مقاربة الجانب السياسي.

ليس سراً  أن السياسة في لبنان هي أُمّ القضاء وهو ابنها. والحال أن جعجع تحالف مع العماد ميشال عون قبل أن يدعمه للوصول إلى رئاسة الجمهورية تحت خيمة "أوعى خيّك"، وكان المفترض أن يتفقا قبل الرئاسة وبعدها على موضوع الـ"أل بي سي" الغالي على قلب رئيس "القوات" إلى درجة حمله على رفض فكرة التخلي عن اسم الحزب الملتصق بالميليشيا والحرب بعد انتهائها، وأيضاً بعد خروجه من السجن،  وذلك لئلا يخسر حقه في المطالبة بمؤسسات "القوات" السابقة وممتكاتها وفي الطليعة تلفزيون "إل بي سي". وقتها كانت الفكرة أن اعتماد تسمية جديدة ترمز إلى الحرية أو الديموقراطية، وترك اسم"القوات" تالياً في الذاكرة على غرار ما هو "جيش  التحرير الشعبي" للحزب التقدمي الإشتراكي، كانا سيقربان "القوات" أكثر إلى فئات من اللبنانيين باعدت بينهم وبينها ذكريات الحرب وأهوالها.

قوى مؤثرة لا تقرّ لـ"القوات" بحقّها في تلفزيون كبقية الأحزاب الكبرى

ماذا عن اليوم؟ هل ستستطيع "القوات" ترجمة الفوز الكبير الذي حققته في الانتخابات النيابية فوزاً في المعركة القانونية مع الضاهر على ملكية الـ lbci ؟ المنطق يقول نعم ولا في آن واحد.

نعم، لأن جعجع سيطرح مطالب ثقيلة على الحلفاء والخصوم معاً خلال البحث في تشكيل الحكومة، كأن يتمسك بالحصول على وزارة سيادية حساسة مع نيابة رئاسة مجلس الوزراء و5 وزارات بينها وزارات خدماتية أساسية، وذلك تحت طائلة الانتقال إلى المعارضة وبالتالي تشكيل جبهة سياسية سوف يترأسها حكماً بحكم وزنه النيابي وتكون مزعجة للعهد ورئيس الحكومة وحلفائهما. وفي طريق التراجع والسقف الأعلى يمكن أن يعرّج إلى تفصيل يتعلق بالـ "أل بي سي"، وقد يكون عقد اتفاق معه- تحت الطاولة-  يتيح له استردادها أهون الشرّين في سبيل استعادة مشاركة "القوات" في الحكومة وتفادي أوجاع رأس يمكن أن تولد من انتقالها إلى صفوف المعارضة، المشتتة حالياً بفعل نتائج الإنتخابات، والقادر جعجع على أن يعيد الحيوية إليها أو محاصرتها أكثر إذا شاء.

ولا. لأن جهات سياسية نافذة وقوية في الدولة تحمي موقع الضاهر ويهمها ألّا تتحوّل محطة الـ "أل بي سي" بقوة ميليشيا ضاربة إذا انتقلت من جديد إلى يد جعجع على غرار ما كانت بعد إنشائها في الثمانينيات ومطلع التسعينيات. لا يعني ذلك أن حجة الضاهر القانونية ضعيفة، بل على النقيض فالرجل ربح دعويين مشابهتين عليه:  الأولى رفعها ضده  حزب الكتائب اللبنانية أيام رئيسه الراحل جورج سعادة وكان نائبه المحامي كريم بقرادوني، النائب السابق لجعجع والذي أشرف على ولادة المحطة. والثانية رفعها الوزير السابق سليمان فرنجية ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس.

في القضيتين ربح بيار الضاهر. ولدى احتدام الخلاف بينه وبين جعجع الذي لجأ إلى القضاء في آذار 2007  قال له : "أنا أحبك ، ولا أرغب في رؤيتك تخسر أمامي". الأرجح أنه يتكل على واقعة أن من أثبت ملكيته مرتين سواء لعقار أو غالبية أسهم مؤسسة يصعب أن يخسر دعوى مماثلة ثالثة.

لذلك يتصرف الضاهر – في الظاهر على الأقل- مرتاحاً إلى وضعه القانوني، كما هو مرتاح إلى وضعه السياسي أيضاً. حتى اليوم لا يقرّ الأطراف المؤثرون في الدولة لحزب "القوات" بحقه في أن تكون له محطة تلفزيونية على غرار المحطات التي تملكها الأحزاب الكبرى: "حزب الله" و"المستقبل" و"التيار الوطني الحر" وحركة "أمل". ويعرف بيار الضاهر أن يعطي ويأخذ مع الجميع كي يبقى. هكذا أعطى مرسال غانم بعد المشكلة الكبيرة التي اندلعت فجأة بينه وبين المحيطين برئيس الجمهورية وقادته إلى القضاء، والجميع يذكر كلامه على اتصال من القصر يبلغ بأنّ مرسال غانم أو برنامجه لن يبقى في الـ"أل بي سي"ومن كانت المتصلة. وهكذا  أخذ نوعاً من رضا زاد عليه رضا رئيس مجلس النواب نبيه بري بما يمثل ويرفع فوق الضاهر خيمة.

أما جعجع فيلزمه عملياً وضع سياسي مريح له على مستوى البلاد ككل. وضع يتيح لقاضِ ينظر إلى القضية إنطلاقاً مما هو أبعد من "الأوراق الجامدة" ومن سؤال بديهي يجيب أي لبناني إذا طُرح عليه: " الـ أل بي سي للقوات". وسؤال بديهي يجب أن يوجه – من وجهة نظر "القوات"- إلى الضاهر : من أين لك هذا؟ ومن أين جاءت أصول "المؤسسة اللبنانية للإرسال"؟

والدعوى ستحتاج إذا لم تفصل فيها السياسة إلى مدة طويلة قد تصل إلى سنين لتصل إلى خواتيمها. وكان الراحل أنطوان شويري القريب من جعجع والضاهر تمكن من التوصل إلى حل حُبّي، لكن تدخلات لاحقة بعضها نسائي أدت إلى نسف الحل ثم تفاقم الوضع الصحي لشويري وعادت المسألة إلى القضاء تجرجر، إلى أن قررت القاضية المنفردة الجزائية فاطمة جوني إجراء مقابلة بين جعجع والضاهر لم تتحقق وأرجئت الجلسة إلى 22 حزيران. ولكن حتى لو صدر حكم في القضية قبل العطلة القضائية كما توقع وكيل جعجع النائب جورج عدوان فسيكون حكماً بدائياً. هل يفيد التذكير هنا بأن حزب الكتائب ربح دعوى مشابهة ضد "صوت لبنان- الضبية" وصدر حكمٌ، ما بعده حكم، عن محكمة التمييز، ولأسباب سياسية لم ينفّذ؟

*إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

حزب الله» في لبنان واستحالة التحوّل إلى حزب وطني

د. مصطفى علوش/المستقبل/14 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64652/%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%b4-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d8%a7/

«لا توحش النفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين» رباعيات الخيام (أحمد رامي)

«بسم الله الرحمن الرحيم. ان استعمال التبغ والتنباك اليوم بأي نحو كان يعد في حكم محاربة إمام الزمان عجل الله فرجه». هذه الكلمات هي للمرجع الأعلى محمد حسن الشيرازي (سنة 1891) فأثارت البلاد في وجه الشاه ناصر الدين وأجبرته على إلغاء اتفاقية التنباك الموقعة مع شركة بريطانية.

«لو قام الشخص الحائز هاتين الخصلتين (العلم بالقانون والعدالة) بتأسيس الحكومة، تثبت له الولاية نفسها التي كانت ثابتة للرسول الأكرم (ص) ويجب على جميع الناس اطاعته» فصل من كتاب الحكومة الاسلامية للإمام الخميني.

ولكن صورة دور الولي الفقيه لدى الإمام الخميني أصبحت واضحة المعالم في الرسالة التي وجهها هو نفسه إلى الإمام علي خامنئي، عندما كان رئيساً للجمهورية الايرانية، في 31 كانون الأول سنة 1988 وفيها يؤكد الولاية السياسية والدينية المطلقة للولي الفقيه. وبعد وفاته انعقد مجلس الشورى الإيراني تحت تأثير الحدث، فتم اعتماد هذه الرؤية في الدستور.

وقد أتت هذه الرسالة على خلفية أزمة تشريعية اثارتها إجازة الإمام الخميني تطبيق بعض القوانين خارج الإطار الدستوري، مما أثار امتعاض رئيس الجمهورية علي خامنئي، وهذا نص الرسالة التاريخية:

«كان يبدو من حديثكم في صلاة الجمعة، ويظهر أنكم لا تؤمنون أن الحكومة التي تعني الولاية المتحولة من الله إلى النبي الأكرم (ص) مقدمة على جميع الأحكام الفرعية. ولو كانت صلاحيات الحكومة (أي ولاية الفقيه) محصورة في إطار الأحكام الفرعية الإلهية لوجب أن تلغي أطروحة الحكومة الإلهية والولاية المطلقة المفوضة إلى نبي الإسلام (ص) وأن تصبح بلا معنى...

ولا بد أن أوضح أن الحكومة شعبة من ولاية رسول الله (ص) المطلقة، وواحدة من الأحكام الأولية للإسلام، ومقدمة على جميع الأحكام الفرعية حتى الصلاة والصوم والحج... وتستطيع الحكومة (الولي الفقيه) أن تلغي من طرف واحد الإتفاقات الشرعية التي تعقدها مع الشعب إذا رأتها مخالفة لمصلحة البلد والإسلام... إن هذه الحكومة تستطيع أن تمنع مؤقتاً في ظروف التناقض مع مصالح البلد الإسلامي إذا رأت ذلك، الحج الذي يعتبر من الفرائض الإلهية. وما قيل حتى الآن وما قد يقال، ناشئ من عدم معرفة الولاية المطلقة الإلهية» وهذا يعني شرعية خرق كل الدساتير البشرية وحتى بعض الفرائض الفرعية الإلهية!

وهكذا فان دور البشر في الحياة السياسية يصبح ملغى بوجود فقيه منصوب عليهم من الله، فلا يمكن عندها انتقاد سياسته التي تصبح بدورها مقدسة لصدورها عنه هو المعصوم عن أي خطأ وهو فوق كل الدساتير والأعراف.

الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله أعلن وفاخر منذ سنوات بأنه عضو في حزب ولاية الفقيه ليقطع الطريق على جدل تسببت به التقية التقليدية في هذا الحزب منذ اتفاق الطائف، والتي أرخت بظلال كثيفة من الإبهام حول المرجعية السياسية والعسكرية والدينية المطلقة التي اعتمدها هذا الحزب منذ نشأته في بداية الثمانينات من القرن الماضي، مع أن هذه المرجعية كان قد شرحها بوضوح نائب الأمين العام نعيم قاسم في كتابه «حزب الله» ص 21 ـ 25 حين قال: «نجحت الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الامام الخميني (قده) سنة 1979 فاستقطبت المؤمنين... ناقش الإسلاميون داخل أطرهم، ومع بعضهم البعض كيفية النهوض ومواكبة متطلبات المرحلة في لبنان والاستفادة من التجربة والإشعاع الإيراني. فقوي الإهتمام بضرورة إنشاء تشكيل إسلامي موحد من أجل تحقيق هذه الأهداف. تابع ممثلون عن المجموعات الإسلامية الرئيسة مناقشة أفكار عديدة حول رؤيتهم للعمل الإسلامي في لبنان، تمت صياغتها في ورقة نهائية، ثم انتدبوا تسعة أفراد كممثلين عنهم، ثم رفعوا هذه الوثيقة إلى الإمام الخميني (قده)، فوافق عليها لتكتسبت شرعية تبني الولي الفقيه لها. عندها قررت المجموعات الإسلامية الموافقة على الوثيقة وحل تشكيلاتها التنظيمية القائمة وأنشئ تشكيل واحد جديد سمي لاحقاً باسم حزب الله«.

وقد أتى البيان التأسيسي للحزب سنة 1985 ليؤكد على هذه المرجعية كما يلي:»إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران... نلتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط وتتجسد حاضراً بالإمام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني«.

ولا شك مما تقدم بأن نخبة محازبي» حزب الله يعتبرون مسألة ولاية الفقيه«مشروع وحدة إسلامية يدعو إلى التجمع تحت راية الولي الفقيه كقيادة سياسية ودينية وجهادية مطلقة حتى تحصر جهود هذه الأمة في عصبة واحدة.

ولكن، وبمجرد نسبة مرجعية هذه القيادة إلى القدرة الإلهية على أساس أنها وكالة عن المهدي (عج) فإنها تفترض بالتابعين الإنتماء المبدأي إلى فقه الإمامية»الإثني عشرية« والتي تؤمن منها بحقيقة المهدي (عج) وغيبته الصغرى والكبرى. وهذا يعني عمليا إقصاء الأكثرية العظمى من المسلمين، من ضمنهم شيعة غير مؤمنين بمرجعية الولي الفقيه المطلقة، عن امكانية الإنتماء الى أمة حزب الله».

وفي هذا المجال قال نعيم قاسم في الصفحة 40 من كتابه: «فاذا قال قائل لماذا لا تجعلوا خياركم من مجموع المذاهب لإيجاد توليفة فقهية بينها فتكونوا بذلك قد تصديتم لمنهج عملي في الوحدة بين المسلمين؟ نقول: أمنيتنا الكبرى أن نكون في هذا الموقع الذي يوحد بين المسلمين، لكنه أمر معقد لم يتمكن الفقهاء من حله خلال مئات السنين». وهذا يعني عمليا وواقعيا أن ضرورة نمو «أمة حزب الله» تجعل من نمو «الإيمان» بولاية الفقيه ضرورة حيوية لعمل «حزب الله».

وقد أثبتت قضية «المقاومة» نجاحاتها في إعلاء شأن هذا الحزب وجعله قبلة أنظار المسلمين. ولكن لو نعود فقط إلى ما صرح به رئيس تحرير صحيفة «كيهان» الرسمية الإيرانية «حسين شريعتمداري» في آب 2006، وهو من مستشاري الولي الفقيه علي خامنئي، في معرض تعليقه على حرب تموز: «إن حزب الله لا يقاتل من أجل السجناء، ولا من اجل مزارع شبعا، ولا حتى القضايا العربية أيا كانت في وقت، وإنما من أجل إيران في صراعها مع الولايات المتحدة».

والحقيقة الأساسية الأخرى هي أن مشروع «حزب الله»، وهو جزء من مشروع ولاية الفقيه يتعدى حتى مسألة السياسات البشرية ليدخل في الماورائيات وما هو خارج حدود التاريخ، كما صرح النائب علي عمار في خطاب له بُعيد حرب تموز 2006 فوق ركام الضاحية الجنوبية، عندما اكد أن حزبه يتعدى الإنتماء البشري ليكون حزب الله بالمعنى الحقيقي، وافترض استمرار هذا الحزب إلى نهاية التاريخ في إشارة إلى خوض غمار المعركة النهائية بين الخير والشر عند عودة المهدي (عج) من غيبته الكبرى.

وتؤكد المرجعيات في هذا الإطار بأن نشر سلطة الولي الفقيه فوق أكبر رقعة من الأرض هي الوسيلة: «إن رد ولاية الفقيه تعادل الشرك بالله وطاعته هي من أكبر التكاليف الإلهية وذلك لتعجيل ظهور «صاحب الزمان» (عج) من خلال تحضير المسلمين على طاعته، فعودته تعتمد على استعداد البشر بالقبول بالولاية».

فالى من يظن أن «حزب الله» يمكن أن يتحول يوما إلى حزب سياسي وطني غير مسلح أن يدرس ما تقدم في المقال ليستنتج الأجوبة.

 

وقائع من النقاش الأميركي ـ الأوروبي حول «حزب الله»

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 أيار2018

خلال ربع الساعة الأخير التي حاول فيه الأوروبيون إنقاذ الإتفاق النووي الايراني عبر ثَني الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن الانسحاب منه، جرت مفاوضات بين ممثلي بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع الجانب الاميركي. ونقل مصدر مطّلع على ما جرى في هذه المفاوضات الى مراجع سياسية في بيروت، قبل ايام، وقائع منها تتصل بـ»حزب الله»، وتحديداً - ما وصفه المصدر - بمطالب خاصة بالحزب طرحتها واشنطن في هذه المفاوضات من ضمن سلّة ضمانات طلبتها من الأوروبيين، وأيضاً سلّة شروط وضعتها على إيران، بصفتها أثمان لترامب مقابل عدم انسحابه من الإتفاق النووي. وبحسب ما كشفه المصدر، فإنه قبل أسبوعين من إعلان ترامب انسحابه من الاتفاق، جَرت مفاوضات على مستوى «المتخصّصين الكبار» من الدول الاوروبية الثلاث مع الجانب الاميركي، أسفرت عن وضع ثلاث وثائق تشكّل العناوين الاساسية لبناء تفاهم اميركي - ايراني، واوروبي - أميركي، تنقذ الاتفاق النووي. حملت الوثيقة الأولى عنوان الوثيقة المركزية وهي ذات صلة بصلب الاتفاق النووي، والثانية عنوان «الوثيقة الجانبية»، وتتعلق بالصواريخ الإيرانية البالستية وآليّات مراقبتها.

أمّا الوثيقة الثالثة فحملت عنوان «الوثيقة الجانبية الرقم ٢» وتتعلق بضرورة مواجهة دور إيران الإقليمي. واللافت أنّ هذه المواجهة كما طرحتها واشنطن، تلحظ بنحو مستقلّ تقريباً، الموقع الخطر الذي يشكّله «حزب الله» داخل هذا الدور.

لم تكن هذه الوثيقة الثالثة من صلب الملفات التي حملها ممثلو الدول الاوروبية الثلاث الى المفاوضات مع الجانب الاميركي، ولكن خلال المفاوضات وافقوا على إضافتها استجابة لرغبة الاميركيين، كمادة للتفاوض، مع مطالبتهم بمراعاة أن يبقى نقاشها في هذه المرحلة، في إطار العموميات. لقد طلب الوفد الاميركي من الدول الاوروبية الثلاث، في إطار ما عرف بـ»الورقة الجانبية الرقم ٢»، مطلبين اثنين محددين:

ـ الأول، ان «تتعهد» الدول الاوروبية - المقصود فرنسا وألمانيا وبريطانيا- بالتصدي للدور الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني في المنطقة .

ـ الثاني، ان «تتعهد» هذه الدول أيضاً بالتصدي للدور الذي يقوم به «حزب الله» في لبنان.

واعتبر الجانب الاميركي انّ حصوله على ضمانات أوروبية للانخراط في نشاط أممي لكبح نشاط «حزب الله» في لبنان، هو أحد الشروط التي تضعها الادارة الاميركية ضمن سلة شروطها على الأوروبيين للقبول بمساعيهم للتوسّط بين طهران وواشنطن لبقاء ترامب في الإتفاق النووي الأممي مع ايران. ويلاحظ المصدر، ناقل هذه المعلومات الى بيروت، أنّ الجديد الخطر في طرح الجانب الأميركي، هو انّ إدارة ترامب طوّرت، على نحو خطر، الموقف الاميركي التصعيدي ضد «حزب الله». وذلك، أقله انطلاقاً من زاويتين اثنتين مُستجدتين، علماً أنّ أيّاً منهما لم تكن سابقاً مدرجة في «مآخذ واشنطن» على الحزب:

ـ الزاوية الأولى الجديدة تتمثّل في أنّ الولايات المتحدة الاميركية كانت سابقاً تعتبر نشاط الحزب الخارجي جزءاً من نشاط الحرس الثوري الايراني في المنطقة، أمّا طرحها الأخير ضمن «الوثيقة الجانبية الرقم ٢»، أنها باتت تعتبر «حزب الله» كياناً ونشاطاً موازياً في خطورته على المنطقة، لكيان الحرس ونشاطه، وليس فقط تابعاً له.

ـ الزاوية الثانية، تتصل بأنّ واشنطن كانت سابقاً تركّز مطالبتها على وقف نشاط الحزب خارج لبنان، وتبدي إشارات، مثل الأوروبيين وحتى الخليجيين، للمساكنة مع دوره السياسي و»حتى العسكري ذي الشكل الدفاعي» داخل لبنان. أمّا في آخر موقف لواشنطن، كما تَمظهر ضمن الشروط التي طرحتها على الدول الاوروبية الثلاث للبقاء في الاتفاق النووي الاممي مع إيران، فإنها (أي واشنطن) طلبت تعهداً أوروبياً بالتصدّي لمجمل الدور الذي يقوم به «حزب الله» في لبنان.

ويلفت المصدر عينه، في هذا المجال، الى نقطة مهمة، وهي أنّ كلّاً من وزير الخارجية الاميركي الجديد بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتن يقفان وراء تطوير المفهوم الاميركي التصعيدي ضد «حزب الله» في المنطقة وفي لبنان. ويقول المصدر انّ بومبيو وبولتن، حرصا خلال التفاوض الاميركي - الاوروبي على مستوى الموظفين الكبار في شأن إنقاذ الاتفاق النووي، على إبقاء آرائهما النهائية في هذا الملف غامضة.

وكان هذا الامر محلّ شكوى أوروبية وصلت الى ولادة استنتاج في كواليس الاتحاد الاوروبي يفيد أنّ البيت الأبيض، وبدفع طاقمه المعيّن حديثاً، مارس في مناسبة نقاش إعادة التجديد للاتفاق النووي الايراني، ضغوطاً على اوروبا تحت عنوان نيل «ضمانات»، وليس فقط على طهران تحت عنوان «شروط». وإنّ تعاظم هذه الشكوى داخل أوروبا هو الذي دفع ترامب أمس الأول الى القول إنّ انسحابه من الاتفاق لا يستهدف الاوروبيين.

وفي العودة الى وقائع مفاوضات الدول الاوروبية الثلاث والجانب الاميركي في شأن موقع «حزب الله» داخل سلة الضمانات التي طلبتها من الاوروبين، للبقاء في الاتفاق النووي، يكشف المصدر عينه عن أنّ ممثلي بريطانيا وفرنسا وألمانيا في تلك المفاوضات، تحفّظوا عن طلب الجانب الاميركي تقديم «تعهّد بالتصدي لدور «حزب الله» في لبنان»، معتبرين انّ هذا الطلب يحمل تغييراً سياسياً في جوهر المقاربة المتّبعة لدى دولهم في شأن موضوع «حزب الله».

وعليه، فإنّ الموافقة عليه تحتاج للعودة الى المستوى السياسي الأعلى في بلادهم. ومع إصرار الجانب الاميركي على طلبه، تمّ التوافق على إحالته للمناقشة في اللقاءات المرتقبة قريباً على مستوى وزراء خارجية الولايات المتحدة والدول الاوروبية الثلاث، وحتى إذا اقتضى الأمر على مستوى رؤساء هذه الدول.

السؤال الذي طرحته مراجع سياسية اطّلعت على هذه المعلومات، هو، أولاً عن الإنعكاسات التي قد يحملها هذا التغيير في رؤية اميركا لمحاربة الحزب سياسياً داخل لبنان، على مرحلة ما بعد الانتخابات في لبنان. وثانياً ما اذا كانت أوروبا ستنصاع للرؤية الاميركية الجديدة في هذا المجال، كثَمن لقبول ترامب بقاء مسعاها التوسّطي لتطويق تداعيات انسحابه من الاتفاق النووي.

وينقل المصدر عن كواليس سياسية أوروبية، انّ بريطانيا وفرنسا وألمانيا مضطرّة في مرحلة ما بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الى رفع منسوب تصعيد سلوكها تجاه «الحزب» لإرضاء واشنطن، التي باتت تعتبر هذا التصعيد نوعاً من الضمانات التي تطلبها لإبقاء الباب مفتوحاً امام الوساطة الأوروبية في موضوع استدراك نتائج خروج ترامب من الاتفاق النووي.

وثمّة اتجاه لدى الدول الاوروبية الثلاث لبدء تحرّك في الوقت القريب مع لبنان لإنجاز «حل وسط» بين ما يمكن تحقيقه في ملف «حزب الله» وبين ما تريده واشنطن، وقوامه المُسارعة في فتح النقاش في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية، شرط أن تكون لها أجندة عملية مُقنعة للغرب، وذلك عبر وضع هدف لها كمرحلة أولى يتعلق بإيجاد آليّات تُفضي إلى موافقة الحزب على تسليم قرار سلاحه السياسي، وليس سلاحه، الى الدولة اللبنانية، على أن يترك موضوع نزع سلاحه الى حين توافر ظروف إقليمية ودولية مؤاتية.

 

سامي الجميل: زَرَعَ ولم يَحصِد

د. جورج صدقه/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 أيار 2018

 من الحالات التي تستدعي التحليل في الإنتخابات النيابية الأخيرة، هي نتائج حزب الكتائب اللبنانية. فكيف أن حزباً ملأ رئيسه الشاشات طوال الأشهر السابقة، ونجح في أكثر من طعن دستوري كان رأس حربته، وحمل مطالب الشعب في عشرات المؤتمرات الصحافية والمداخلات والتصريحات، ونظّم حملة إعلانية واسعة تمهيداً للإنتخابات حملت شعار «نبض الناس» وصراخهم، كيف بعد كل هذا تتراجع مقاعده النيابية من خمسة الى ثلاثة، وكيف لم ينجح في تحقيق خرق مميّز لا على الصعيد الشعبي، ولا على الصعيد الإعلامي؟ الأمر لافت وهو حتماً موضوع درس عند حزب الكتائب أولاً، كما عند متتبّعي حركة الرأي العام اللبناني.

قد يجيب البعض بأن قانون الإنتخابات النيابية الحالي يتطلب تحالفات وتكتلات سياسية، وهذا ما لم يقم به رئيس الكتائب، لا بل رفضه، إنطلاقاً من رغبته في بناء صورة جديدة للحزب تخرج عن الصورة التقليدية للطبقة السياسية اللبنانية التي أراد التمايز عنها تأكيداً «لعذرية» ما زال الشيخ سامي يفاخر بها، لأنه لم ينغمس في صفقات الطبقة السياسية منذ دخوله الحلبة السياسية.

قد يكون غياب التحالفات السياسية وراء جزء من الخسارة، لكن هذا السبب لا يبرّر وحده النتيجة. لذلك لا بد من التعمّق في التحليل بحثاً عن الأسباب الأخرى والتي قد تكون الأهم.

يبدو الشيخ سامي وكأنه يختصر حزب الكتائب. فلا غيره تقريباً على الساحتين الإعلامية والسياسية، والقيادات التاريخية للحزب باتت غائبة عن أذهان الناس. مرافقو الشيخ بيار المؤسس، الجيل الأول، باتوا خارج الدائرة، ومن آخرهم إيلي كرامه وإدمون رزق.

ورفاق الشيخ أمين، الجيل الثاني، هم أيضاً خارج الحلبة ومنهم سجعان قزي. والجيل الثالث مع الشهيد بيار الجميل ومنهم ميشال مكتّف باتوا في مكان آخر. من دون أن ننسى رفاق الشيخ بشير ومنهم لويس حنينه وكثيرون غيره، الذين هم أيضاً ابتعدوا عن الحزب أو يلتزمون منازلهم تعبين يائسين يروون بطولات الماضي لأحفادهم.

ظهر الشيخ سامي وكأنه يطلق حزباً جديداً، مبتعداً عن الجذور الحزبية، قاطعاً مع الماضي. وهذا ما أراده أيضاً في تشكيل المكتب السياسي الحالي، وهو مؤلف من أفرادٍ، غالبيتهم لم تسمع بهم القاعدة الكتائبية التاريخية التي اعتادت على مكتب سياسي من أوزان ثقيلة، مثل الياس ربابي ولويس أبو شرف وموريس الجميل وصلاح مطر وجورج عميرة وجورج سعاده، وغيرهم من القامات صاحبة المساهمات الكبيرة على الصعيد الوطني، تهتزّ المنابر تحت أقدامهم ولهم عطاءاتهم الوطنية والشخصية.

بدا الشيخ سامي فارساً وحيداً وكأنه يفتقد الى «ضباط» من مستوى عالٍ يكونون إمتداداً لخطابه ومواقفه يخوضون الى جانبه معارك السياسة والإعلام والقضايا الإجتماعية ويتلقّون عنه السهام عند الضرورة.

فهل تكفي إنجازات مرشح أو برنامجه الطموح للتصويت له وكسب الإنتخابات؟ هذا ما اعتقده المرشح أسعد نكد في زحله (كهرباء 24/24). لكن اللبنانيين، كالشعوب كلّها، قراراتها السياسية ليست دائماً بالعقلانية، وهذا ما جعل الرئيس الفرنسي شارل ديغول يصف ذات مرة الفرنسيين بأنهم «عجول»، فهم خذلوه في أيار 68 واضطر الى الإستقالة رغم كل ما فعله لتحرير فرنسا من الإحتلال الألماني، وثم لإعادتها الى الخريطة الدولية كرئيس للجمهورية، ورغم نزاهة نادرة لا تزال حتى اليوم مضرب مثل، إذ كان يمنع أولاده مثلاً من المشاركة في احتفال شجرة عيد الميلاد في قصر الإليزيه تأكيداً على الفصل بين الخاص والعام في الممارسة السياسية.

قدامى الكتائب في إمكانهم أن يرووا للشيخ سامي إنتظارات الجمهور «غير العقلانية» هذه. أحدهم يتذكر حفلاً إنتخابياً كان خطيبه الشيخ موريس الجميل، فراح يستفيض في شرح مشاريعه المستقبلية العلمية، وكان مشهوداً له بها، فسئم الجمهور الحاضر وانتظر بفارغ الصبر نزوله عن المنبر، الى ان اعتلاه الياس ربابي، الخطيب المفوّه، وأطلق بعض الشعارات الإنشائية فامتلأت الصالة تصفيقاً وهتافات. أراد الشيخ سامي أن يظهر حزب الكتائب بصورة جديدة تبعاً لمفاهيمه ورؤيته. وعلى رغم تميّز الحزب بوضع برنامج إنتخابي مفصّل من أكثر من مئة إقتراح، لم يطفُ البرنامج على السطح، فصوت الشيخ سامي العالي طغى على ما عداه ولم يتمظهر المشروع لدولة جديدة، لا أحد في لبنان اليوم يصدّق إمكان قيامها. لم تتبع قاعدة مناصري الكتائب رئيس الحزب في خطته، فيما لم يستفد هو من تاريخ الحزب في الشارع المسيحي. لعب الفردية في الحملة الإنتخابية وطوال الأشهر السابقة، وراهن على عقلانية ليست مضمونة النتائج في الأداء السياسي. إنه نهج صعب وطويل الأمد، لا يعطي ثماراً سريعاً. إنه نوع من الزرع، وهذا يفترض أرضاً خصبة ومزاج طبيعة تكافئ الزارع، كما يفترض مرحلة انتظار يعرفها جيداً المزارعون. مزاج الناخبين كان في مكان آخر، وحساب الحقل لا يُطابق دوماً حساب البيدر. زرع الشيخ سامي بحماسة، لكن الحصاد لم يكن على الموعد.

 

«طحشة» الحريري الأخيرة.. حيث لا يجــرؤ الآخرون

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 أيار 2018

أمضت الأوساط الحزبية والسياسية عطلة نهاية الأسبوع للبحث في خلفيات القرارات التأديبيّة التي اتّخذها الرئيس سعد الحريري في حقّ بعض مسؤولي ماكينته الإنتخابية. وفيما قرأ البعض من امثاله فيها جرأة افتقدوها، اعتبر آخرون أنهم سبقوه الى إجراءات تأديبية بلا ضجيج. وأيّاً كانت الأسباب فقد اعتبر كثيرون أنّ الحريري ذهب حيث لا يجرؤ الآخرون. فما هي الظروف التي قادت الى هذه القراءة؟

بمعزل عن ردّات الفعل المتناقضة التي تركتها قرارات الحريري الأخيرة والتي تراوحت بين «الشماتة» وتلك التي «احترمتها» على خلفياتها الحزبية والنظامية في اعتبارها استندت الى مواد في النظام العام لتيار «المستقبل» لم تُستخدَم سابقاً إلّا إستثنائياً وفي حالات محدودة.

ولما سعت فئة أخرى الى استكشاف الظروف والأسباب التي أدّت اليها وجدوا جواباً سريعاً وشفافاً في تغريدته الليلية التي أدرج فيها قراراته في إطار «المحاسبة» التي كان لا بدّ منها.

وتوقفت مراجع معنيّة عند قرار قبول الحريري استقالة مدير مكتبه وابن عمته نادر الحريري، فدعت الى التريّث وعدم الذهاب بعيداً في تحليل أسباب ما حصل ووضعه في إطار «الضغوط السعودية» التي مورست على الحريري.

بدليل أنّ ما رسمه نادر من تحالفات مع «التيار الوطني الحر»، وتحديداً مع رئيسه الوزير جبران باسيل لم يكن من بنات أفكاره فحسب، ولم يتفرّد في قراراته التي أنتجت تحوّلاتٍ ما زالت قائمة في تحالفات الحريري التي تُرجمت في بعض الدوائر الإنتخابية وقد تذهب بعيداً في المرحلة المقبلة في اتّجاه ما يكرّسها نهجاً أنهى ما كان قد تبقى من قوى 14 آذار على كل المستويات السياسية والحزبية والوطنية.

ولا يخفي مسؤولو تيار «المستقبل» عند مقاربتهم هذا الملف اعتقادَهم أنّ قيادة التيار والحريري الذي يتقدّم مسؤوليه وقياديّيه قد ذهبوا أبعد ممّا رسمه مدير مكتبه قبلاً لترسيخ المفاهيم في العلاقات الجديدة للتيار، والى حدود يعتبر فيها المطّلعون على كثير من الحقائق أنّ بقاءَ نادر الحريري في موقعه مديراً لمكتب ابن خاله أو تركه لن يؤثر على ما جرى بناؤه الى الآن بين التيارَين الأزرق والبرتقالي، وهو ما يعفي الحريري المستقيل من تحميله مسؤولية ما تحقق، سعودياً أو خليجياً وكان بالأحرى أن يحاسَب الحريري الرئيس وكبار مساعديه الذين تبنّوا التوجّهَ الجديد ولا تقف الأمور عند غياب نادر لوحده.

ويضيف المسؤولون أنفسُهم أنّ على مَن فوجئوا باستقالة نادر الحريري أن يسألوا أنفسَهم عن الدور الذي افتقده في التحالفات الإنتخابية الأخيرة. ألم يشعر كثيرون بغيابه عن النشاط الذي قاد الى بعض التحالفات وبروز أدوار لشخصيات أخرى؟ ألم يرصدوا حراكَ موفدين آخرين يتقدّمهم وزير الثقافة غطاس خوري ما بين معراب والمختارة ولقاءاته مع مهندس تحالفات «القوات اللبنانية» وزير الإعلام ملحم رياشي وباسيل من وقتٍ لآخر؟

والى أن تتبيّن أسبابُ استقالة نادر الحريري التي قد تكون لها وجوه واسباب أخرى، لا تحتمل القرارات التي اتُّخذت بحقّ مسؤولي الماكينة الإنتخابية «المستقبَلية» كثيراً من التفسيرات.

فقد جاءت نتائج الانتخابات في عدد من الدوائر والمنسّقيات مخيّبةً وبعيدةً كل البعد عن التقديرات التي أعطاها مسؤولو الماكينات المعنيّون بحركة الأرض وجمهور التيار في أكثر من منطقة ولو بنسب مختلفة، سواءٌ في الكورة أو زغرتا أو البترون، كما في زحلة والبقاع الغربي، وهو ما سبّب صدمة كبيرة جعلت كثيرين يقلقون على ذهاب ما بُذل من جهودٍ هباءً، سواءٌ في طرابلس أو بيروت الثانية والبقاع الغربي والجنوب باستثناء صيدا وجزين حيث كانت الحملة في عهدة قيادتها المحلّية وتلك التي تعاون النائب بهية الحريري في معركتها الانتخابية.

وعليه، وفي انتظار مزيد من القرارات التي يمكن صدورُها بعد انتهاء «الجوجلة» التي تجريها القيادة المركزية لـ«المستقبل» في أرقام بعض الدوائر، وكذلك على مستوى الحسابات المالية بحثاً عن ضياع المخصّصات التي لم تصل الى مستحقيها في عدد من الدوائر الانتخابية، ستتكشّف حقائقَ إضافية ولربما دفع آخرون ثمناً لها. ولا يتجاهل المراقبون أنّ الصورة الجديدة التي عبّر عنها السلوك الحزبي للحريري، قد تُستنسخ بما فيها من تحوّلاتٍ كبرى على صورة «رئيس للحكومة» المتوقّع تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة.

وأيّاً كانت التفسيرات المعطاة لصورة «الحريري الجديد» في «بيت الوسط» أو في السراي الحكومي، يُطرح السؤال عن حجم المتغيّرات المتوقّعة عند ممارسته العمل الحكومي بدءاً من جلسة مجلس الوزراء غداً التي سيُفتح فيها ملف الكهرباء وسط توقّعات بموقفٍ متشدّد من الملف يقترب فيه من موقف رئيس الجمهورية إن لم يتجاوزه حدّةً، وهو الداعي الى تجاوز كل المواقف الأخيرة، وتحديداً مواقف المجموعات الوزراية المناهضة لبعض مقترحات وزير الطاقة، بغية توفير الكهرباء بواسطة البواخر أو من دونها، عن طريق شراء الطاقة من سوريا أو عن طريق إحياء معمل ديرعمار وتجاوز المعوقات التي منعت من أن يكون في الخدمة أيّاً كانت النتائج المترتّبة عليها. ولذلك كله سيظهر قريباً أنّ الحريري قد ذهب بعيداً في كل ما أراده من تحوّلاتٍ في مواقفه الحزبية والسياسية والوطنية الى «حيث لا يجرؤ الآخرون» في انتظار الكلفة المقدّرة للتوجّه الجديد على كل المستويات.

 

الكنيسة ومواقف «ما بعد الإنتخابات»

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 أيار2018

 تراقب الكنيسة المارونية الأوضاع في لبنان والمنطقة، خصوصاً بعد انتهاء العملية الانتخابية واختيار الشعب اللبناني ممثّليه في الندوة البرلمانية. لا تريد البطريركية المارونية الدخول في الجدل حول الأحجام والأوزان، وتشدّد على أنّ جميع المسيحيين، كما اللبنانيين، هم أبناؤها، ولا دخلَ لها في الكباش «ما بعد الانتخابي». وتؤكّد مصادر كنَسية لـ«الجمهورية» أنّ مرحلة الاستقرار الأمني التي يتمتّع بها لبنان يجب أن تنسحب على السياسة أيضاً، إذ إنه لا يمكن الاستمرار بإدارة البلد على هذا الشكل»، مشيرةً إلى أنّ موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لا ينبع من رأيٍ سياسي أو موقف مع هذا الفريق أو ذاك، إنّما هو صوت الناس المتألمين الذين لا يجدون آذاناً صاغية». وتنتقد الكنيسة غيابَ البرامج السياسية لمعظم المرشّحين، وكأنّ الانتخابات نزهة، أو نزاع على الزعامة والكرسي، وليست سباقاً بين المرشّحين لخدمة الخير العام.

وفي صلب حديث الكنيسة صرخةٌ لكنْ ليس هناك من يستجيب، ففي السابق كان الموارنة من دون رئيس جمهورية أو كيان يَحكمونه، وعندما أنشأوا لبنان الكبير، بلغت النزاعات بينهم على كرسي رئاسة الجمهورية حدّاً لا يُطاق، وقد وصَل بهم الأمر إلى درجة الاقتتال والدخولِ في حروب عبثية بين بعضهم البعض أدّت إلى تراجُع دورهم. لا تُحبّذ الكنيسة الدخولَ في نزاعات جديدة، وترفض حروبَ الأخوة، وهي تعمل من أجل جمعِ الموارنة واللبنانيين، والبطريركُ الماروني يركّز في عظاته على الشؤون الحياتية، على رغم أنه لا يُهمل الشأن السياسي.

إنتهت الانتخابات، وبدأ الحديث عن الاستحقاقات المقبلة، ولعلّ أبرزها تأليف حكومة جديدة، وفي السياق، تكشف المصادر الكنَسية أنّ البطريركية المارونية لا تدخل في الأسماء والحصص والتوزيعات ما بين الكتل النيابية، وما يهمُّها أمران أساسيان هما:

1- حكومة فعّالة تعالج مشاكل الناس وهمومهم

2- تأمين الاستقرار السياسي والأمني في البلاد

وهذا الأمر يتحقّق عبر حكومة وحدة وطنية أو حكومة متجانسة إذا فشلَ الاتفاق على حكومة تضمّ كلّ الفئات.

وتتخوّف الكنيسة من إطالة أمد حكومة تصريف الأعمال وعدمِ الاتّفاق على التشكيلة الوزارية، خصوصاً أنّ كلّ فريق يتمسّك بمطالبه وحصّته، فيما «التوزيعة الوزارية» يجب أن تتمّ وفق قاعدة «الوزير المناسب في الوزارة المناسبة».

وفي السياق، فإنّ الكنيسة المارونية مستمرّة في طرح الصوت وطلبِ حلولٍ في ملفات عدّة، تربوية، واقتصادية، واجتماعية.

لكن في الأساس، هناك ملفّان يجب أن ينالا الاهتمام الكافي، وهما ملف مسيحيّي لبنان والشرق، وأزمة النزوح.

بالنسبة إلى الملف المسيحي، فبكركي مطمئنّة إلى دور مسيحيّي لبنان، لكنّها متخوّفة من عودة الاصطفافات القديمة، و»حرب الأخوة»، فيما الهاجس الأكبر هو إفراغ الشرق من مسيحيّيه.

ومن جهةٍ ثانية، فإنّ الكنيسة تدعو بشدّة إلى حلّ أزمةِ النزوح السوري التي ترهِق البلاد، وهذا الأمر تتابعه بكركي من خلال لقاءات البطريرك الخارجية مع رؤساء الدول والحكومات، لكن الجواب هو دائماً، «إنتظِروا الحلّ السياسي»، وهذا الأمر يزيد المخاوفَ من توطين مخفيّ يضرب الصيغة اللبنانية ويقضي على ميزةِ وجود «بلد الأرز» وتنوُّعِه، خصوصاً أنه يقوم على التوازن الإسلامي - المسيحي. وبالتالي، يتعيّن على السلطة السياسية الاستجابة لصوت الناس وعدم الاستمرار في السياسات السابقة التي أدّت إلى حدّ الانهيار الاقتصادي والمالي والأمني والسياسي والذي لا يحرم لا بشراً ولا حجراً.

 

يتلهّون في عدِّ الأصوات.. وعدّادُ النازحين «ماشي»

ركيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 أيار2018

يتنافسون في استعراضِ حجمِ قوة كلٍّ منهم، و«مين بزيد» أكثر، فيما يجدر التوقفُ عند رقمٍ واحد. 43 في المئة من النازحين السوريين الموجودين في لبنان مِن «مناطق خفض التوتر». هل سيتوحّدون لمرةٍ ويستعرضون «القوّة الجامعة» لإنقاذ لبنان من هذا الضغطِ الديموغرافي الاجتماعي الإقتصادي الأمني، خصوصاً أنّ في يد لبنان أوراقَ ضغط في وجه المجتمع الدولي الذي جرّبته الدولةُ اللبنانية ولمَست أنه خائفٌ على الدول الأوروبية وغيرها، لا على لبنان أو النازحين؟ السلطةُ التي تولّت ملفَّ النزوح السوري أفرزت نفسَها بعد الانتخابات الأخيرة، لذلك المرجو كثير والأملُ قليل. ففي حين تنشط الاتّصالاتُ لتركيبِ تحالفاتٍ وتقسيمِ غلّات، لا أحد من المعنيين يُكلّف نفسَه بالتواصل مع وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس، الذي يُعتبر «كبيرَ الخبراء اللبنانيين في ملفِّ النازحين»، والذي كشف لـ«الجمهورية» عن خطةٍ واضحةٍ لحلّ هذا الملفّ.

في إطار المفاوضاتِ للاتّفاق حول تقسيم الحصَص والحقائب قبل تشكيل الحكومة العتيدة، المطلوب من الدولة اللبنانية والقوى السياسية كافةً الاتّفاق على موقف موحَّد مُدَعَّم بورقة يُلوِّح بها لبنان في وجه المجتمع الدولي للضغط نحو سلوكِ طريقِ عودة النازحين السوريين وفق خطّة زمنيّة واضحة، يتولّاها المجتمع الدولي والأصدقاء، من دون توريط لبنان في وحولٍ من نوعٍ آخر بالتعاطي المباشر مع النظام السوري والخروج من مشكلة للدخول بأخرى وإثارةِ نقمةِ الدول العربية. فبعد الأخذ والرد، والتنديد والإيضاح بعد البيان الصادر عن مؤتمر «دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، في بروكسيل في نيسان الماضي، حول مصطلحات «العودة الطوعيّة» و»العودة الموقتة» و«إرادة البقاء» و«الانخراط في سوق العمل» التي تخفي ما بين سطورها «توطيناً مبطّناً»، لم يظهر أنّ هناك إرادة دولية جدّية في إيجادِ حلٍّ سريع لهذا الملفّ.

في 14 حزيران 2014 أقرّت الحكومة اللبنانية ورقةً حول موضوع اللاجئين بالإجماع، ونصَّ هذه الورقة «من أوّل إلى آخر حرف» وزيرُ الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس، ولا يسأله أحدٌ من المسؤولين اللبنانيين أيَّ سؤال حول هذا الملفّ.

ووفق تجربته في حكومة الرئيس تمام سلام، كشف الوزير السابق رشيد درباس لـ«الجمهورية» أنه «كان يشعر أنّ عاملَ اللجوء السوري وسيلةٌ من وسائل التجاذب السياسي وحتى الطائفي، فالجميع كان ينظر إلى أنّ «غداً هناك انتخابات».

ويقول: «كلُّ طرفٍ فرح بالانتصار الذي حقّقه، ولا أحدَ يستشعر مدى الخطر المحيط بنا، في حين أنّ الديموغرافيا اللبنانية مُحمّلة على ظهرها نصف عدد سكانها من اللاجئين».

فما الذي يتوجّب على لبنان فعلُه، من خلال الحكومة العتيدة؟ نحو 11 مليون سوري في حالة هجرة خارجية أو داخلية، بينما هناك مناطق سورية كثيرة أصبحت هادئة. ويرى درباس أنّ «من واجب الحكومة اللبنانية أنّ تستنفرَ كلّ قواها ودبلوماسيّتها وعلاقاتها وتشكّل لوبي مُختصاً بهذه المسألة، وأن لا تتقدّم عليها أيُّ مسألة أو قضية أخرى. فيصدر موقفٌ واحدٌ موحَّد من الحكومة اللبنانية باستنفار كلّ طاقاتها، الدبلوماسية والاغترابية والاتّصالية والإعلامية والإعلانية والفنّية... وتُشكّل لوبي عربياً أولاً ولوبي من الأصدقاء، يضغط في إطار أنّ هناك مناطقَ آمنة في سوريا، خصوصاً أنه وفق الإحصاءات هناك نحو 43 في المئة من النازحين السوريين في لبنان هم من مناطق «خفض التوتر» التي تمّ الإتفاقُ عليها.

ما هي خطة العودة؟

عودةُ اللاجئين السوريين غير مُنطلقة من أيِّ «عنصرية» أو «لاإنسانية» بل من اقتراب لبنان من استنزاف كل القدرات التي تمكّنه من حَمل هذا اللجوء، وفي هذا الإطار يوضح درباس أنّ على الحكومة المقبلة بلورة خطة للعودة لا أن «نضع اللاجئين» في «البوسطات» ونرسلهم إلى سوريا، وتكون هذه الخطة بالاشتراك مع المجتمع الدولي والحكومة السورية. فيتّفق المجتمع الدولي مع الحكومة السورية وينفّذ لبنان، من دون تنسيق مباشر مع النظام السوري. وبالموازاة مع خطة العودة ضمن روزنامة زمنيّة، تتمّ بلورةُ خطة عيش تحفظ كرامة اللاجئين السوريين في لبنان.

ماذا عن التواصل مع النظام السوري؟ يؤكد درباس أنّ «التعاطي مع النظام السوري ذريعة، كي تنحاز الحكومة اللبنانية وتتواصل مع الحكومة السورية، فنعرّض أنفسَنا في لبنان أولاً لنقمةٍ عربية من الدول العربية المعادية لسوريا ومن غالبية السوريين الموجودين في لبنان المعارضين للنظام السوري»، مشدّداً على أنّ «سياسة النأي بالنفس سياسة حكيمة، وأيّ سياسة أخرى ستكون مدمّرة».

لكن في ظلّ ربط المجتمع الدولي عودة النازحين بالحلّ السياسي في سوريا ورفض لبنان لهذا الطرح، هل سيتجاوب المجتمع الدولي مع المطالبة اللبنانية؟

من خلال تجربته الواسعة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، يؤكّد درباس أنه «حين تُظهر الدولة إرادتَها وتمارسها، وتقول إنّ هذا موقفها الذي أجمَع عليه اللبنانيون، يُضطر المجتمعُ الدولي أن ينظرَ إلينا باحترام ويعامل لبنان كدولة سيّدة».

ويشير إلى أنّ لبنان يملك أوراق ضغط بدوره، منها:

- الإشارة إلى أنّ شواطئنا ما زالت غير مُشرّعة للهجرة غير الشرعية.

- جمع اللاجئين في مركز واحد والحدّ من حركتهم.

لكنّ التعارضَ اللبناني وازدواجية التعاطي مع الملفات من نقاط ضعف لبنان التي يستغلّها المجتمعُ الدولي، فعندما كان يأتي المسؤولون الأجانب ويلتقون المسؤولين اللبنانيين، كانوا يسمعون كلاماً يختلف من مسؤول إلى آخر، على رغم اتّخاذ الحكومة قراراً واحداً في هذا الإطار. وقد عبّر أكثرُ من مسؤولٍ دوليّ عن ذلك لدرباس. رقمٌ آخر من أرقام عدة معروفة ومُوثّقة، يجب التنبّه لخطورتها وتداعياتها. إنّ البنية التحتية اللبنانية التي كان من المُفترض أن تخدم لـ15 عاماً استُهلكت في 4 سنوات، ووفق البنك الدولي إنخفض النموّ ووصلت الخسارة في لبنان في السنوات الأربع الأولى لتدفّق اللاجئين إليه 27 مليار دولار.

والمطلوب من لبنان اليوم موقف واحد موحّد وواضح، هو عودة اللاجئين وتشكيل لوبي عربي دولي للضغط في هذا الاتّجاه، والتوقّف عن عدّ أصوات صناديق الاقتراع، وعدّ الأصوات الصارخة من ما يُقارب المليونَي لاجئ سوري ونحو 4 ملايين مواطن لبناني يسكنون في دولة على حافة الانهيار شكلاً ومؤسّساتياً.

 

حديث المقايضة..

علي نون/المستقبل/14 أيار/18

يحمّل الإسرائيليون رئيس سوريا السابق بشار الأسد فوق طاقته وقدراته وإمكاناته.. وكأنهم في مكان ما يريدون منه إطلاق النار على رأسه وإكمال المهمّة التي بدأها في ذلك الآذار من العام 2011 في حق سوريا وأهلها ومؤسساتها وبُناها وعُمرانها.

يقايضونه علناً بين أن يبقى في مكانه ولو كخيال صحراء، أو أن «يخرج» من الإيرانيين! مع أن أفيغدور ليبرمان وغيره في دوائر صنع القرار الإسرائيلي، يعرفون تماماً وبالتفصيل الممل (أم ماذا؟!) كل ما يجري عند الأسد وفي دائرته الأولى، مثلما يعرفون ما يعرفه جميع خلق الله، من أن ذلك المخلوق ضيّع «القرار» في كل شأن سوري، لمصلحة الإيراني من جهة والروسي من جهة أخرى! وأنه في العموميات والتفاصيل صار أسيراً لمَن أنقذه ودفع الأرواح والسلاح والمال في سبيل ذلك! وأنه مُطالب بدفع أثمان لم يعد يملكها في كل حال!

لكن الكلام الإسرائيلي فضّاح ومُحرج، ويمكن عرضه في سياق بيان المحاججة مع كل أهل «ممانعة» آخر زمن: كأن ليبرمان يُطالب الأسد برَدّ دَيْن في رقبته، ويقول بالفم الملآن إن بقاءه في مكانه هو «قرار» إسرائيلي قبل أن يكون قراراً إيرانياً أو روسياً. وأنه لولا ذلك لما انكفأ الأميركيون أولاً! ولما نزل الروسي على النكبة السورية ثانياً! ولما أمكن لمسار هذه النكبة أن يبلغ الذرى التي بلغها، لا على مستوى تحطيم سوريا دولة وكياناً ومؤسسات، واحتمالات عسكرية أو أمنية، ولا على مستوى إعادة «تشكيل الوعي» الجماعي لمصلحة تظهير أولويات معاكسة لسردية النزاع العربي – الإسرائيلي، وتقديم مبرّرات حسّية دموية وقيمية وأخلاقية لذلك!

يعرف الإسرائيليون، مثل غيرهم وأكثر، أن النظام الأسدي لم يعد قادراً على تلبية شروط ومتطلبات وظيفته الأولى بحماية «حدوده» من جهة الجولان المحتلّ! والمحافظة على الهدوء الجليدي الذي ميّز مناخها منذ الحرب الأخيرة في العام 1973، والذي سمح لتل أبيب بإكمال مقوّمات السيطرة على تلك المرتفعات، بهدوء ورويّة وعلى البارد، بدءاً من قوننة الضمّ أيام مناحيم بيغن وصولاً إلى إنشاء بنى استثمارية قصيرة وبعيدة المدى، وبعضها، مثل صناعة النبيذ، صارت له شهرة عالمية!

ويعرفون أكثر، بأن بقايا ذلك النظام استنفدت كل طاقاتها ومخزونها في حرب الحياة أو الموت التي خاضتها في الداخل السوري. وأن مساهماتها الأمنية والاستخباراتية لم تعد ذات قيمة لا تُعوَّض. وأن الخيارات التي بقيت أمامها ضاقت إلى حدود التلاشي. وأن الحبل الإيراني المشدود حول الرقبة الطويلة للرئيس السابق يمنعه من الاستطراد على كيفه! ويلجمه عن التعبير عن مكنوناته الفعلية، والتي هي في الخلاصة التي يؤمن بها داعموه قبل غيرهم، استعداده التام لفعل أي شيء وكل شيء من أجل ديمومة بقائه! ولو عادَ الأمر إليه في هذا، لبَاعَ الإيرانيين بالجملة والمفرّق لأول مشترٍ جدّي وموثوق!

.. ومع ذلك يطالبونه بالمستحيل! وهو ما يدفع إلى الاستنتاج المعقول بأنهم «يخاطبون» الإيرانيين من خلاله! ويعرضون عليهم «مقايضة» غير مباشرة وتتخطّى الوساطة الروسية المستحيلة: تصفية النفوذ العسكري والميليشيوي مقابل بقاء النفوذ السياسي ولو على الشكل الكاريكاتيري الأسدي الموجود! أي نصف هزيمة وليس هزيمة تامّة! وبما يحفظ الشكليات والبهرجات والشعارات التي تحرص عليها قيادة طهران، وتسمح لها بصون قاموس «الإنجازات» و«الانتصارات» الإلهية، وتكرار المزايدات على عموم العرب والمسلمين!

الضربة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة للمواقع الإيرانية، والتي يقول قادة تل أبيب إنها كانت «شاملة»، كشفت السقف الذي لا تخرقه إيران! وعرّى إدّعاءاتها إلى حدود مفاجئة!.. إلى حدود نفي المسؤولية عن إطلاق الصواريخ باتجاه الجولان المحتل! وإلى القول علناً بأنها «لا ترغب» في تصعيد التوتر في عموم المنطقة! ولا تريد بالتأكيد «مواجهة شاملة» ومباشرة! وضمن هذه القياسات يصبح المعروض عليها، من خلال الكلام مع الأسد، نصف هزيمة، هذا إذا افترضنا أن حرب العام 1967 كانت «نكسة»!

 

منظمة التحرير الإيرانية

سناء الجاك/النهار/14 أيار 2018 

http://eliasbejjaninews.com/archives/64654/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/

22 غارة إسرائيلية على سوريا منذ دخول مقاتلي – عفواً - مستشاري الحرس الثوري الإيراني على الخط لإنقاذ النظام الاسدي. وآخرها كان فجر الخميس الماضي. ففي تصعيد مركّز، شنّت اسرائيل 55 ضربة على أهداف قالت انها ايرانية في سوريا، معلنة انها تاتي رداً على قصف صاروخي من الاراضي السورية على هضبة الجولان المحتلة، نسبته إلى إيران.

22 غارة منذ العام 2013، وردّ رمزي لم يكسر هدوءا شاملا كاملا أُرسي بعد حرب 1973. الرد على الغارتين الأخيرتين لم يتميز بنوعية او كمية مكتفياً بحد أدنى، لا ادري إن كان لرفع العتب او لرفع المعنويات، مع صفر معلومات عن الإصابات الواقعة في الجانب الإيراني ومعه "حزب الله"، وعن الخسائر التي لحقت مخازن الأسلحة او قوافل الأسلحة التي تدخل عبر سوريا الى لبنان.

الغارات تدل على ان لا شيء تغيّر لدى الإسرائيليين، الذين يراقبون القوى التي تحيط بكيانهم، تكبر وتتباهى بجبروتها ليبدأوا استنزافها كما فعلوا مع منظمة التحرير الفلسطينية، في وقت أجمع خبراء إسرائيليون عسكريون على أن التصعيد الأخير "مجرد جولة أولى في معركة طويلة" وأن الجولة المقبلة "آتية لا محال". مما يؤشر الى ان هناك ضربات متقطعة مرتقبة تساهم في استنزاف القوات الإيرانية في سوريا، عفوا "فريق المستشارين الإيرانيين" ومعه "حزب الله".

في المقابل، ومع ان الجانب الإيراني قوي وجبار ولا يُقهر، ويستطيع محو إسرائيل عن الخريطة في سبع دقائق، الا انه لا يريد ان يخربط التوازن القائم في منطقة عملياته السورية او في الوضع الإيراني بعد انتكاسة الاتفاق النووي، ويتوقع ان تفهم إسرائيل هذه المعادلة وتحترمها، عدا ان نظام الولي الفقيه مشغول جداً في مختلف الأقطار العربية، وليس فقط في سوريا، حيث يدمر ويخرب، ويسعى ايّما سعي لنسف الأنظمة القائمة خدمةً لمشروعه التوسعي. وعلى إسرائيل ان تشكره لأنه يساهم في تخفيف احتمال قيام أي مقاومة عربية تهددها فعلاً، وفي تقسيم الفلسطينيين عبر دعمه "حماس" على حساب "فتح" والحكم الذاتي الرسمي الفلسطيني. وقد خيبت أمله بحماقاتها ورعونتها ولم تقدّر جهوده لبقائها وأمنها، فهو يسعى الى جيرتها عبر القضاء على الشعب السوري والسيطرة على لبنان، ليطل على مياه المتوسط الدافئة وليس لأيّ غرض آخر. وكان على إسرائيل ان تفهم وتجاري إيران في لعبتها، وتكتفي بالشعارات من وزن "هيهات منا الذلة"، وتسوق بيئتها الحاضنة لتتظاهر وتحرق العلم الإيراني وعلم "حزب الله". ويا دار ما دخلك شر.

الإيرانيون لم يفهموا ان الوجه الآخر لهذه الغارات الإسرائيلية المتفرقة لا يقرأ في كتاب الولي الفقيه ومشروعه لإعادة مجد الأمبراطورية الفارسية، لعلهم يستغربون تعامل الكيان المغتصب معهم وكأنهم لا يتجاوزون بقدرتهم ما كانت عليه منظمة التحرير الفلسطينية حتى قبل ان تعلن ان طريق القدس تمر عبر جونية.

منظمة التحرير الفلسطينية التي استُنزفت وانحرفت عن قدسها خلال الحرب الاهلية وانشأت جمهورية "الطريق الجديدة"، بعد ذلك تلقت من إسرائيل الضربة القاضية عام 1982 وخرجت من لبنان نهائياً.

لا أبو عمار اجتاز الطريق الى القدس، وإن جاورها من رام الله، ولا ذراع إيران في لبنان قطعت الخط الأزرق. فالظاهر ان المقاومة شيء وتحرير القدس شيء آخر مختلف تماماً. لذا الطريق لا تزال تلف وتدور ولا تصل الا الى حيث يريد اللاعبون الاقليميون والدوليون لها ان تصل، واليوم تُستخدم لإحكام السيطرة على سوريا المفيدة التي تفتح أوتوستراد طهران – بيروت، مرورا ببغداد ودمشق.

اما القدس فلا علاقة لها أصلاً بالطرق ولا بالفيالق التي تحمل اسمها، وأهمّ ما شهدته منذ ان رفع شعار تحريرها نظام الولي الفقيه، كان اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارته اليها، ما يكرس اعتراف الولايات المتحدة بها عاصمةً لإسرائيل المغتصِبة.

وفي حين هي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سوريا، وذلك بعد اعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، جاء الرد الإيراني متناقضاً، مرةً نفى قيامه بقصف الجولان عشية الغارات الاخيرة، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن طهران لا تريد "توترات جديدة" في الشرق الأوسط، دون التطرق إلى الضربات الإسرائيلية في سوريا.

وأوضح روحاني، ان إيران "عملت دائماً على خفض التوترات في المنطقة، في محاولة لتعزيز الأمن والاستقرار". بالطبع كان يقصد استقرار إسرائيل، وليس أي دولة تمدد فيلق القدس في اتجاهها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إنّ القصف الإسرائيلي "يؤكد أنّ الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يضرب أمن المنطقة واستقرارها". ما يعنيه المتحدث، هو ان لإيران دون سواها القدرة على ضرب الامن والاستقرار في سوريا والعراق واليمن. ولو تمكنت، لفلشت جناحيها على البحرين والكويت، حتى المغرب لم يسلم منها. اما إسرائيل فلتبق على الحياد، ولكل حادث حديث.

وبما انه لا بد من بعض التهديد للاستهلاك المحلي لايراني، سمعنا تصريحاً جاء فيه انه "إذا ارتكبت إسرائيل حماقة فسنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض".

حتى الآن إسرائيل لا ترتكب حماقات الا في ترجمات القاموس الممانع، فهي جدية تماماً واجرامها ليس للاستهلاك المحلي، وحريصة على رصد كل تحرك تقوم به منظمة التحرير الإيرانية في سوريا. هي تستغل كل لحظة دولية وإقليمية تقدم لها فرصة لمواصلة الاستنزاف، ولا سيما بعد تجديد العقوبات على نظام الولي الفقيه المنزلق الى أزمات اقتصادية يزيد استفحالها ويزيد منسوب الغضب والرفض في صفوف الإيرانيين ضد الدولة كلها وليس فقط المحافظين فيها.

لا يهمّ الوقت الذي تستغرقه هذه الغارات. كله بالنظام، حيث يتم أولاً بأول ابلاغ المسؤولين الروس بكل غارة قبل حصولها. الروس الذين اعترضوا مرة واحدة وطنّشوا في المرات الباقية، لا يمانعون، على ما يبدو، تحجيم دور ايران في سوريا، لأن تدخلهم هو الذي انقذ النظام، ولهم الحق في امتيازات لا تزاحمهم عليها منظمة التحرير الإيرانية التي لم تعد تعرف حدّها لتبقى عنده.

 

هؤلاء وزراء المستقبل: من سيُبعد الحريري بعد؟

منير الربيع/المدن/14 أيار/18

ليس سهلاً من يقوم به الرئيس سعد الحريري. كأنه يعمل على تأسيس حزب جديد، إذا ما كانت القرارات التي يتخذها جدية وسيمضي بها حتّى النهاية. هي الورشة التي كان يتوجب عليه إطلاقها في التيار منذ أشهر، وحين طلبت منه السعودية، طلب الاستمهال والحصول على فترة لترتيب ذلك. كان الرجل يراهن على فوز انتخابي كاسح، لعلّ ذلك يجنّبه الكأس المرّة. صحيح أنه حقق الكتلة السنية الأكبر، ولكنه أظهر تراجعاً كبيراً. ما دفع السعوديين، بحسب بعض المعلومات، إلى مطالبته بضرورة الإقدام على تلك الخطوة. فلو لم يتراجع انتخابياً لكان قد غُض النظر عن هذه الإجراءات. في المقابل، هناك من يعتبر أن الحريري مقتنع بما يقوم به، وسيشمل مختلف أركان الدائرة القريبة منه.

لم يكن عابراً، تزامناً مع هذه الإجراءات، أن تتسرب فيديوهات وصور لأشخاص وعدوا من قبل المسؤولين المستقبليين بأموال بدل تصويتهم، وأخرى لعاملين ضمن الماكينة الانتخابية للتيار كمندوبين وغيرهم، يطالبون ببدل أتعابهم فيما يتهرّب المسؤولون مما وعدوهم به. وهذه إشارة إلى أن هناك من كان يعمل داخل التيار على مراكمة الملفات، في إطار صراع الأجنحة. من بين الأسباب أيضاً، تفيد المعطيات بأن الإقالات تحسب بسبب سوء إدارة العملية الانتخابية، والاستهزاء بأهميتها، إذ إن الحسابات الأخيرة للمستقبل أشارت إلى تخلي المسؤولين عن إدارة هذا الملف، عن خمسة مقاعد بالحد الادنى لمصلحة التيار الوطني الحر، 2 في الكورة، وواحد في زحلة، و2 في بيروت الأولى.

وفق ما تؤكد مصادر في المستقبل، فإن الحريري بدأ عملياً مرحلة التطهير داخل تياره، وأساسها إزاحة كل الذين اتهموا بالشروع في "اتفاقات وصفقات"، وفق المصادر. وهذا ما ينطبق على إقالة ماهر أبو الخدود، مدير دائرة المتابعة في مكتب رئيس التيار، وأحد المقربين جداً من وزير الداخلية نهاد المشنوق. فيما إقالة هيئة الانتخابات ومنسق عام الانتخابات وسام الحريري تأتي على خلفية إدارة الشأن الانتخابي. لم تكن استقالة نادر الحريري متوقعة، وهي مثّلت مفاجأة كبيرة. تشير المصادر من خلالها إلى أنها ستكون مقدّمة لإقصاء كثيرين، وإلى أنه لن يكون هناك خيمة فوق رأس أحد. وفيما يعتبر البعض أن إقالة أبو الخدود قد تكون رسالة موجهة إلى المشنوق، تشير مصادر متابعة إلى أن الحريري كان قد أبلغ المشنوق سابقاً بأنه لن يكون وزيراً في الحكومة المقبلة، وبمجرّد ترشيحه للنيابة، فهذا يعني أنه لن يوزّر مجدداً.

الأولوية، بحسب هذه المصادر، هي لتوزير شخصيات جديدة في تيار المستقبل، لا سيما الذين طلب منهم عدم الترشح للانتخابات النيابية، بالإضافة إلى شخصيات لم تكن معروفة على الساحة السياسية. وقد بدأ التدوال في بعض الأسماء، وسط تأكيدات بأن جمال الجراح سيبقى وزيراً، وهناك احتمال لتوزير النائب السابق مصطفى علوش. وستنطبق هذه الإجراءات الإقصائية على شخصيات عدة، إذ هناك من يرجح إبعاد الوزير غطاس خوري. ليبقى السؤال الأساسي إذا ما كانت هذه الخطوات ستطبّق عملياً أم أنها إجراءات شكلية، وإبعاد هذه الشخصيات من الصورة العامة فحسب.

هذا الأمر سيظهر من خلال الخيارات السياسية للحريري. وهي لا تنفصل عن التحالفات التي قد تتشكل على أسس متناقضة. ففي ضوء إصرار الحريري على العلاقة مع التيار الوطني، تشير نتائج الانتخابات والواقعية إلى وجوب التعاطي بصيغة أخرى، خصوصاً أن هناك تحالفاً جديداً ينشأ بين الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. في مقابل تكتل آخر جديد سيكون قريباً من هؤلاء ويضم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وفريد هيكل الخازن وغيرهما. هؤلاء سيكون الحريري بحاجة إلى التحالف والتفاهم معهم، أولاً لتشكيل الحكومة، وثانياً لتسيير أعمالها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: استحقاقات كثيرة تنتظر المؤسسات ولبنان يخشى ان تكون تدابير يقترحها المجتمع الدولي مقدمة للتوطين ويرفض انتظار الحل السياسي لعودة النازحين

الإثنين 14 أيار 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "استحقاقات كثيرة تنتظر الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة، بما فيها مجلس النواب الجديد لتحقيق الانطلاقة التي ينتظرها اللبنانيون في مجالات تحديث الادارة وتأليلها وتأمين الكهرباء وانشاء السدود وتطوير البنى التحتية، فضلا عن الانتقال بالاقتصاد من الريعية الى الانتاجية". وجدد الرئيس عون التأكيد على موقفه بالنسبة الى "عودة النازحين السوريين الى المناطق السورية الامنة"، مستغربا "موقف بعض الجهات التي تعرقل هذه العودة، او لا تشجع على تحقيقها"، رافضا "انتظار تحقيق الحل السياسي لاعادة النازحين السوريين الى وطنهم".

مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد الكلية الملكية للدراسات الدفاعية في بريطانيا برئاسة الجنرال غريغ لورنس، في حضور السفير البريطاني في بيروت هوغو شورتر، الذي تحدث في بداية اللقاء، شاكرا للرئيس عون استقباله والوفد، لافتا الى ان "الكلية الملكية للدراسات الدفاعية تشكل جزءا لا يتجزأ من كلية الدفاع في المملكة المتحدة".

لورنس

ثم تحدث الجنرال لورنس، فأوضح أن الوفد "يضم اعضاء من عشر دول، وان الكلية تعنى بدراسة العلاقات الدولية". وقال: "لهذا السبب انه لامتياز كبير ان نزور لبنان الذي يتمتع بسمعة حسنة، وسجل رقما قياسيا باستضافته العدد الكبير من النازحين السوريين ومواجهة التحديات المرتبطة بهم".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مهنأ اياه على ما يقوم به "من تبادل للمعلومات مع الدول الصديقة، الامر الذي من شأنه ان يعزز التقارب في ما بينها"، لافتا الى تجربته الشخصية في هذا السياق. وتناول رئيس الجمهورية "اجراء الانتخابات النيابية في لبنان اخيرا، وفق القانون الجديد القائم على اساس النسبية"، فأوضح ان "اللوائح المغلقة التي اقترع لها الناخبون مثلت الخط السياسي للاحزاب، فيما حدد الصوت التفضيلي ترتيب المرشحين ضمنها، ما سمح بتمثيل الاكثريات والاقليات على حد سواء، اي تمثيل كل الشعب اللبناني، ما يتيح تاليا بحث كل المشاكل داخل مجلس النواب".

وقال: "ان تشكيل المجلس النيابي على هذا النحو يؤمن التوازن الصحيح بين الاكثرية والاقلية، وكذلك بين الطوائف"، لافتا الى انه "بموجب القانون السابق كان يتم تشكيل حكومات اتحاد وطني، فيما يمكن بموجب القانون الجديد ان تتشكل حكومة اكثرية وبقاء المعارضة خارجها اذا رغبت".

وشرح رئيس الجمهورية "التحديات التي يواجهها لبنان مع وجود مليون و850 الف نازح على اراضيه وفق ارقام 2015"، وكشف انه "فيما تحدثت اللجنة الدولية المكلفة توزيع المساعدات على مليون نازح، فان اعدادا من النازحين دخلوا لبنان منذ العام 2015 من دون ان يتم تسجيلهم فيها، الا انهم سجلوا في لوائح الدولة اللبنانية". وقال: "ان هذا الرقم يشكل ما نسبته 50% من الشعب اللبناني". واذ اعتبر الرئيس عون ان "استضافة العدد الكبير من النازحين التي يصعب على الدول المتطورة تحملها، باتت تشكل عبئا على لبنان كما على اقتصاده وامنه وقدرة التوظيف لديه"، ولفت الى "مواصلة المجتمع الدولي تمسكه بعدم عودتهم الى بلادهم رغم ان مساحة كبيرة منها تعادل عشر مرات مساحة الاراضي اللبنانية باتت آمنة، وربط الامر بالحل السياسي". وعدد رئيس الجمهورية بعض القضايا التي لم يتم التوصل فيها الى الحل السياسي حتى الان، وبينها القضيتان القبرصية والفلسطينية. وقال: "ان لبنان يخشى من ان تكون التدابير التي يقترحها المجتمع الدولي عليه لجهة افساح المجال امام عمل الفلسطينيين انطلاقا من عدم وجود اي حل للقضية الفلسطينية، مقدمة للتوطين فيه، وهو الذي لم يعد بمقدوره ان يتحمل الكثافة السكانية الوطنية، ما يدفعه الى طلب المساعدة الدولية كي لا ينهار اقتصاديا واجتماعيا او يتعرض للتغيير الديموغرافي".

وشكر الرئيس عون بريطانيا على "المساعدة العسكرية التي تقدمها للجيش اللبناني والتي كان لها الاثر الفاعل في مساعدته على تطهير الاراضي اللبنانية من الارهابيين"، وأمل "ان تلتزم بريطانيا التجديد والدعم للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" والمساعدة في عدم تقليص موازنتها، نظرا لما تقوم به من حفظ السلام بين لبنان واسرئيل"، ولفت في هذا السياق الى "ما يتم تداوله من معلومات عن السعي لخفض عديدها وموازنتها".

وطمأن الرئيس عون المجتمع الدولي ب"تقيد لبنان بنص القرار 1701"، مشددا في المقابل على "رفض اي اعتداء اسرائيلي على اراضيه"، مذكرا ب"الخروقات الاسرائيلية الكثيرة التي تحصل للأجواء اللبنانية، لا سيما خلال شن اعتداءات على سوريا".

وسئل عن دور لبنان في تحقيق السلام في سوريا بعيدا عن كل التضحيات التي بذلها حتى الآن في استضافته للنازحين، فأجاب الرئيس عون: "ان لبنان كدولة مجاورة لسوريا، تمكن من منع دخول العديد من الارهابيين اليها عبر حدوده، كما استطاع ان يمنع القوى الارهابية من البقاء فيه والتمدد نحو الداخل لضمان مقر آمن لها. وهنا كان دور القوى الامنية اللبنانية في وضع حد لهؤلاء الارهابيين وللقوى المتقاتلة التي احتلت جزءا من الاراضي اللبنانية على الحدود الشمالية الشرقية وأجبرت على وقف القتال والرضوخ للحل".

وعن التحدي الاول الذي سيواجه الرئيس عون في تعامله مع البرلمان الجديد بعد الانتخابات النيابية الاخيرة، أشار رئيس الجمهورية الى أنه "قد مر على آخر انتخابات نيابية أجريت في لبنان تسع سنوات، ومن المؤكد أن لبنان في هذه الفترة ورث الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تفاقمت مع المشاكل الامنية التي حصلت في تلك الفترة بسبب الحرب في سوريا، فأصبح لديه الكثير من الاولويات، وبدأت الدولة اللبنانية اولا بتأمين الاستقرار الامني، باعتبار أن ذلك يشكل الارضية الوحيدة التي تسمح بإعمار البلد وعدم لجوء اللبنانيين الى الخارج. كما لجأ لبنان الى تحديث الادارة عبر تعيين اشخاص يتمكن من خلالهم من إجراء الاصلاحات الممكنة وتحقيق الانطلاقة الجديدة لمؤسسات الدولة". وتحدث الرئيس عون في هذا المجال عن "مشروع تأليل المؤسسات والادارات"، لافتا من جهة ثانية الى "النقص الذي يعاني منه لبنان في قطاع الطاقة"، مشيرا ايضا الى "المشاريع والجهود التي يبذلها لبنان لتأمين المياه عبر إعمار السدود وإعادة تشغيل تلك التي توقف العمل بها منذ فترة، إضافة الى مشاريع تطوير وتوسيع شبكة الطرقات في ظل ارتفاع نسبة السيارات في لبنان، الذي يسعى الى تحويل نظام اقتصاده من الريعي الى المنتج، بعدما كلفه هذا الاقتصاد الكثير من الديون وهو يفتقر الى القدرة المالية التي تمكنه من تنفيذ كل هذه المشاريع، ولذلك عقدت الدول الصديقة مؤتمر "سيدر" في فرنسا وتمكنت من تأمين قروض للبنان بقيمة 11 مليار دولار لمساعدته على الشروع بمسيرة النهوض".

السفيرة الاميركية

ديبلوماسيا ايضا، استقبل الرئيس عون، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد، التي اوضحت انها هنأت رئيس الجمهورية ب"انجاز الانتخابات النيابية في اجواء هادئة"، وجددت دعم بلادها "للبنان في المجالات كافة".

 

بري ترأس المجلس ضمان وطني وضمان الاعتدال الوطني مكتب المجلس واستقبل السفير الالماني الخازن: رئيس

الإثنين 14 أيار 2018 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم في عين التينة، اجتماع هيئة مكتب المجلس، في حضور نائب الرئيس فريد مكاري والاعضاء النواب: ميشال موسى، انطوان زهرا، احمد فتفت، وائل ابو فاعور، وسيرج طورسركسيان والامين العام للمجلس عدنان ضاهر. وقال مكاري بعد الاجتماع: "اجتمع مكتب المجلس بناء على دعوة دولة الرئيس بري، وكانت الجلسة جلسة وداعية. وتداولنا عددا من الامور الادارية التي كانت معلقة واخذنا القرارات بشأنها، وهذا كل ما قمنا به".

من جهة أخرى، تلقى بري برقية تهنئة من رئيس الحكومة سعد الحريري بحلول شهر رمضان.

واستقبل بري بعد الظهر كتلة "قلب القرار" التي تضم النائبين المنتخبين فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني.

وقال الخازن بعد اللقاء: "هذه الزيارة اتت لتكون اول لقاء مع دولته بعد الاستحقاق الانتخابي، وجرى تقويم الانتخابات النيابية ونتائجها التي أدت بشكل او آخر الى خدمة لبنان، بالرغم من بعض الشوائب التي تعرض لها القانون في التطبيق. وكان هناك توافق مع دولة الرئيس بري على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، لأن الوضع الاقتصادي في لبنان لا يتحمل المزيد من الازمات. ولذلك نحن متوافقون مع دولته على الاسراع في تشكيل حكومة جديدة تؤدي الواجب الوطني وتحمي لبنان من العواصف الاقليمية والمالية والاقتصادية التي يتعرض لها".

وسئل عن جلسة انتخاب رئيس المجلس واعضاء هيئة المكتبن فأجاب: "من حيث المبدأ، ان الجلسة ستعقد في 23 من الجاري، ثم تتم الدعوة لاستشارات تكليف رئيس الحكومة وبعدها استشارات رئيس الحكومة".

وردا على سؤال قال: "ان الرئيس بري ضمان لبناني وطني وضمان للاعتدال الوطني، ولذلك نحن لا نرى افضل منه رئيسا للمجلس".

سئل: هل قررتم الى اي تكتل ستنضمون؟

اجاب: "نحن كتلة مستقلة ولكن من ضمن تكتل نيابي وتجمع نيابي مع الوزير سليمان فرنجية، وهذا الموقف واضح. نحن نؤمن بأن لبنان بحاجة الى تكتلات كبيرة متفاهمة على العناوين الوطنية الاساسية، ونصر على أن خدمة لبنان والمصلحة الوطنية العليا تفترض تكتلات لا طائفية تضم مجموعة طوائف ومناطق، وأعتقد أننا بين لحظة واخرى في صدد الاعلان الرسمي عن التكتل او التجمع النيابي مع الوزير وبمعيته".

ثم استقبل بري سفير لبنان في واشنطن غابي صوفان.

والتقى بعد الظهر سفير المانيا مارتن هوت وعرض معه التطورات.

من جهة أخرى، ابرق بري الى امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هنأه فيها بمناسبة مبادرة الجامعة العربية ومعهد المرأة للتنمية الى تكريمه "تقديرا لجهوده البناءة في خدمة العمل الانساني والسياسي عربيا واقليميا ودوليا".

كذلك أبرق الى رئيس الحكومة الماليزية الجديد مهاتير محمد مهنئا بانتخابه.

 

كارلوس إده: كم من السياسيين يشيرون الى مبادىء الكتلة الوطنية ولا يطبقونها

الإثنين 14 أيار 2018 / وطنية - أصدر عميد "الكتلة الوطنية اللبنانية" كارلوس إده البيان الاتي: "السبت الماضي دعيت إلى الغداء من قبل نائب انتخب مؤخرا وتربطني به علاقات عائلية، وقد لبيت الدعوة بشرط واضح بأن تكون المناسبة خاصة وألا تتجاوز العشرة أشخاص. عند وصولي فوجئت بالعدد الكبير للمدعوين، وأكثر من ذلك بالتصريحات السياسية التي ألقيت وصورت والآن تتداول على التواصل الإجتماعي، مشيرة الى ارتباط "مدرسة الكتلة الوطنية" وريمون اده بأحداث تاريخية ليست بالضرورة دقيقة. تلك التصريحات لا تعبر عن رأيي ولا تلزم سوى الذين أدلوا بها ووجودي لا يمت إطلاقا بأي صلة بالمواقف التي أطلقت. من المحزن أن نرى كم من السياسيين من عدة إتجاهات يشيرون إلى مبادىء الكتلة الوطنية وريمون إده بدون التكلف بتطبيق الحد الأدنى من مبادئها الإبتدائية".

              

المؤتمر الدولي الوزاري في بروسكل اختتم أعماله:التوافق على أن تسهيل عودة النازحين المستدامة إلى بلادهم من الأولويات

الإثنين 14 أيار 2018 /وطنية - اختتم المؤتمر الدولي الوزاري لحماية ضحايا أعمال العنف الاثنية والدينية في الشرق الاوسط الذي عقد في بروكسل برئاسة وزيري خارجية لبنان وبلجيكا جبران باسيل وديدييه رايندرز أعماله، بعد مناقشات شارك فيها ممثلون عن 85 دولة ومنظمة دولية.

وأشاد المشاركون ب"جهود دول المنطقة، لا سيما لبنان في المحافظة على نموذج التنوع"، منوهين ب"الانتخابات النيابية الاخيرة التي جرت في لبنان"، معتبرين انها "أساسية في الحفاظ على التنوع وتأكيد المصالحة والمشاركة الفعلية للاقليات في الحياة السياسية". وصدر عن المؤتمر توصيات عدة، أبرزها: "التوافق على أن تسهيل عودة النازحين واللاجئين الآمنة والكريمة والمستدامة إلى بلادهم من الأولويات الأساسية للمجتمع الدولي والدول المعنية، التأكيد أن أهم التحديات الحالية تشمل نزع الألغام وإعادة الإعمار وتأمين بيئة آمنة ومستدامة للعودة، ضرورة المحاسبة والمصالحة والمشاركة الفعلية والوقاية من أجل تأمين نسيج اجتماعي متماسك، تقوية المؤسسات التابعة للدولة ومحاربة الفساد وتطوير سياسات لمنع التطرف، والحفاظ على غناء التراث الثقافي الديني والإثني الذي يتميز به الشرق الأوسط".وخلص المشاركون إلى دعوة المعنيين والمجتمع الدولي ل"العمل على السماح بعودة النازحين إلى بلادهم عبر تأمين حرية المعتقد والمساواة والأمن"

 

باسيل في مؤتمر صحافي ونظيره البلجيكي: معركتنا اليومية هي العمل على اعادة النازحين الى ارضهم

الإثنين 14 أيار 2018 /وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ونظيره البلجيكي ديدييه رايندرز مؤتمرا صحافيا على هامش "مؤتمر حماية ضحايا اعمال العنف الاثنية والدينية في الشرق الاوسط" في بروكسل، أكدا خلاله التزام بلديهما والمجتمع الدولي محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية بحق الأقليات في الشرق الاوسط. وأعاد باسيل تذكير المجتمع الدولي بأن الحكومة اللبنانية أعدت ملفا كاملا عن جرائم "داعش" والمنظمات المتشددة، وأحالته منذ بدء النزاع في الشرق الاوسط على المحكمة الجنائية الدولية بالرغم من عدم انضمام لبنان اليها. وقال: "إن ما نقوم به ليس كافيا، وما نحتاج اليه هو معركة حقيقية في وجه هذه المنظمات التي تقتل وتهجر باسم الله وبوجه الدول والكيانات التي تدعمها". واضاف: "معركتنا اليومية هي بالعمل على اعادة النازحين الى ارضهم، ومسؤوليتنا المشتركة هي ان نقوم بخطوات لتأمين هذه العودة. لدينا نظرتنا الى النزوح ونطالب بعودة النازحين سريعا، لأن بقاءهم يؤدي إلى مزيد من التطرف".

وتحدث عن العبء الاقتصادي الذي ينتج من النزوح وتداعياته على الاقتصاد اللبناني، "اذ انه وصل الى مرحلة لم تعد تحتمل". من جهته، أوضح رايندرز أن هدف المؤتمر "إعادة مهجري العنف الديني والاثني الى أرضهم". وأكد "ضرورة المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب لمرتكبي الجرائم ضد الانسانية"، واعدا بتطبيق خطة عمل مؤتمر باريس وأولويات مؤتمر مدريد لجهة حماية ضحايا العنف.

 

بطرس  حرب: لا ضغينة ولا حقد ولن أطعن رغم المغالطات والمخالفات وسأبقى جنديا في خدمة لبنان لاستعادة حصرية سيادة الدولة ومنع انهيارها

الإثنين 14 أيار 2018/وطنية - عقد النائب بطرس حرب مؤتمرا صحافيا في مكتبه في الحازمية، تحدث فيه عن العملية الانتخابية فقال: "إن الديمقراطية إلتزام وليس شعارا فارغا من محتواه، وإن أهم قواعد الديمقراطية هي احترام قرار المواطنين. لقد قررت أكثرية الناخبين في قضاء البترون إختيار غيري لتولي أمانة تمثيلهم، ولي شرف الخضوع لهذا الخيار بصرف النظر عن ظروفه وأسبابه.سأتعامل مع النتيجة بواقعية وموضوعية. فلا ضغينة ولا حقد ولا إحباط. إنها إرادة الأكثرية، وأمامها أنحني".اضاف :" كل ما أتمناه أن يصب ما جرى في مصلحة لبنان وشعبه، لا أن يتحول لبنان وشعبه إلى مزارع تتقاسمها القوى السياسية لمصالحها الفئوية أو المذهبية أو التربوية أو العائلية، فالانتخابات هي محطة يتنافس فيها المرشحون لخدمة لبنان ولتطوير حياة اللبنانيين نحو الأفضل، ومن هنا دعائي بالتوفيق لمن حالفهم حظ النجاح".

وتابع : "من جهتي، أود أن أتوجه بالشكر والتحية والامتنان لكل من منحني ثقته وأيدني في الانتخابات، لقد شرفتموني بتأييدكم للمبادئ التي ناضلت من أجلها طيلة حياتي السياسية، وبصمودكم في وجه الضغوط والتهديدات والإغراءات والتوظيفات والوعود بالتوظيفات والأموال التي تدفقت بشكل معيب، وعلى المكشوف، لشراء الضمائر. فأنتم الأوفياء الشرفاء الذين لم يهتز إيمانكم بصدق التزامي بمبادئ ثورة الأرز وبروحها وبالقيم الوطنية التي قامت عليها. ومن جهة ثانية، ومن منطلق التزامي الأخلاقي والوطني والديمقراطي، أود أن أتوجه بالتحية إلى كل مواطن بتروني شارك في العملية الانتخابية، ولو امتنع عن تأييدي، أيا كانت أسباب هذا الامتناع، أكانت سياسية، أم حزبية، أم عقائدية، ولا سيما إلى أولئك الذين صوتوا لغيري إنطلاقا من قناعاتهم أو التزاما بقرار أحزابهم، أو لرفضهم استمرار تأييدي بسب وجود بعض المرشحين الحزبيين، ممن لا يشاركونا التوجه العقائدي، في اللائحة الانتخابية التي اضطررت إلى الانخراط فيها نتيجة قانون الانتخابات الهجين والسيء، وبسبب رفض بعض شركائي في حركة 14 آذار التحالف معي، لتضارب مصالحهم الانتخابية مع هذا التحالف. وأكتفي اليوم بالقول أن حرماني من أصواتكم، أضاع علي، وعليكم، فرصة تمثيلكم، وسهل أو ساهم، بصورة غير مباشرة، بإيصال من حرمتموني ثقتكم بسببهم إلى مجلس النواب، كما أن موقفكم مني استند إلى مخاوف غير صحيحة لجهة تأثير وجودي في لائحة غير متجانسة على مواقفي ومبادئي ومساري الوطني مؤكدا لكم أن المستقبل سيثبت لكم عكس مخاوفكم".

وقال : "كما لا أستطيع إلا أن أذكر، وبأسف كبير، الناخبين الذين لم يؤيدوني، لأن الحاجة المادية دفعتهم إلى التصويت لمصلحة مرشحين آخرين، فاستغلوا حاجاتهم، واشتروا ضمائرهم، أو لخوفهم على مواقعهم في الدولة، وقد تم تهديد بعضهم بالطرد أو الاضطهاد إذا لم يؤيدوا مرشحي السلطة، أو لطمعهم بتوظيف أو ترقية.  وإنني أعترف، وأعتز بهذا الاعتراف، بأن إمكاناتي المالية المحدودة المتوافرة من عرق جبيني، بالإضافة إلى ما وفره لي بعض الأصدقاء المخلصين، والذين أنتهز فرصة هذا المؤتمر لأوجه لهم خالص شكري، دون أن أذكرهم بالإسم، لئلا يتعرضوا للتنكيل والعقاب من قبل من يتولى السلطة بسبب مساندتهم لي، أعترف أن هذه الإمكانيات لم تسمح لي بمواجهة الثروات الضخمة التي صرفها منافسي في حملاتهم الانتخابية، وتفريغ كادرات متخصصة لإدارة المعركة، وتمويل حملاتهم الإعلانية والإعلامية، ولشراء ضمائر بعض الناخبين لإسقاطي، كما أود أن أؤكد أنه لو توافرت لي هذه الإمكانيات المادية، لما كنت سمحت لنفسي بشراء الضمائر للإستيلاء على مقعد نيابي، لأنني أعتبر أن أسوأ ممارسات الفساد هو شراء الضمائر.

لم يبق سلاح شرعي، وغير شرعي إلا واستعمل ضدي، بدءا بصيغة قانون الانتخابات الذي صوتت ضده، مرورا بالسلطة التي تحولت بمعظم أجهزتها إلى مكاتب خدمات إنتخابية لمصلحة مرشحي السلطة وما يسمى "بالعهد"، ولنا على سبيل المثال، لا الحصر، قائد حملة المرشح وزير الخارجية محافظ الشمال، الذي حول مكتبه مركزا لرشوة الناخبين، عبر تمرير مخالفات البناء الكبيرة، أو منح رخص إدارية مخالفة للقانون لاستثمار المقالع وتشويه البيئة، أو برفض تمرير معاملات الناخبين القانونية إذا لم يطلبها الوزير مرشحه، أو بتعليق اليافطات لمرشحيه، وغيرها من المخالفات. ولقد راجعت وزير الداخلية مرارا بأمره وطالبته بإعفائه من وظيفته دون جدوى". واوضح : "في الخلاصة، وبالرغم من كل ما ذكرت، أنحني أمام إرادة الناخبين، وأدعو الله أو يوفق من اختارهم شعبنا لتمثيلهم في حماية الدولة والقيم والمستقبل.

وأود أن أؤكد أنه بالرغم من المغالطات العديدة والمخالفات القانونية الكبيرة لقانون الانتخاب ولا سيما لجهة إنتخاب المغتربين ووصول صناديق إقتراعهم غير مختومة، وفرزها في لجان القيد البدائية خلافا لأحكام القانون، وغيرها من الممارسات السلطوية الفاضحة، فإنني أعلن رفضي تقديم أي طعن بنتيجتها، بل أكثر من ذلك، أثناء فرز الأصوات لإعلان هوية الفائزين، ولو أدى ترتيب نسب الفائزين، إلى إعلان نجاحي، بالرغم من أن أكثرية الناخبين قد منحت منافسي أكثرية الأصوات التفضيلية، كنت قررت تقديم استقالتي من النيابة إحتراما لرأي الناخبين في القضاء الذي ترشحت عنه، إذ إن وجودي في مجلس النواب ومراكز السلطة، لا يمكن أن أقبل به، إذا لم يكن بإرادة أكثرية المواطنين.

وأخيرا يهمني أن أعلن ما يأتي:

-يوم قررت العمل في الشأن العام تخليت عن حياتي ومصالحي وطموحاتي الشخصية ونذرت نفسي للعمل الوطني. فلم ألطخ يدي يوما بالدم، ولم يدخل علي يوما مال حرام، ولم أتهاون في تعريض حياتي للخطر دفاعا عما أؤمن به ولم أتخل عن إلتزامي القيم والمبادئ والقانون، ما يجعلني سعيدا أن ضميري مرتاح لأنني أتممت واجبي تجاه وطني ودولتي ومواطني.

-ما خسرت اليوم، انحصر بشرف تمثيل اللبنانيين في مجلس النواب من جهة، وبفقداني دوري التشريعي كنائب يتمتع بصلاحيات مناقشة مشاريع القوانين واقتراحات القوانين وتقديم اقتراحات قوانين.

-أما دوري الرقابي، فيبقى فاعلا، لأنني لم أفقد صفتي كمواطن إذا خسرت مقعدي النيابي. فمن موقعي كمواطن ملتزم بمصير وطني ومواطني وبمستقبل الأجيال الشابة، وكمواطن مسؤول، وانطلاقا من حرصي على مصالح الدولة، دولة الحق والمؤسسات، سأبقى حارسا للقيم والمبادئ التي تقوم عليها، والتي يحاولون ضربها، كما سأبقى مدافعا عن حقوق وحريات المواطنين عامة، وعن قضايا المواطنين الأوفياء الذين بقوا صامدين في وجه الحرب التي شنت علي من قبل كارتيل السلطة، الذي يستغل موقعه لتحقيق مصالحه على حساب مصالح الشعب اللبناني، ومن بعض الكتل والأحزاب السياسية، التي ترفض استمرار وجود نواب أحرار لا يلتزمون بما يقررون لهم وعنهم، نواب يتخذون مواقفهم إنطلاقا من قناعاتهم الوطنية والشخصية".

وختم حرب : "لن أتخلى عن مسؤوليتي عن كل الأحرار الذين يرفضون تحويل الدولة إلى مزرعة، يتحكم بها أهل السلطة الذين استباحوا إداراتها ومؤسساتها وعائداتها، وسخروها لمصالحهم الخاصة، ما حقق لبعضهم ثروات كبيرة يتساءل المراقبون عن مصدرها وشرعيتها.

-لن أتخلى عن مسؤوليتي عن المؤمنين بنظامنا الديمقراطي، الذي يقوم على التنوع واحترام الحريات، وعلى مبدأ مساءلة المسؤولين ومحاسبتهم.

-لن أتخلى عن مسؤوليتي عن المواطنين الشرفاء والأوفياء الذين صمدوا في وجه الأعاصير وضغط السلطة وإغراءات المال.

سأبقى إلى جانب الشرفاء، سأبقى جنديا في خدمة لبنان، سأبقى وفيا للمبادئ التي سقط شهداء من رفاقي دفاعا عنها، وسأتابع، مع الطيبين المخلصين الصادقين، مسيرة استعادة حصرية سيادة الدولة الشرعية على الأراضي اللبنانية، ومنع إنهيار الدولة، ومكافحة الفساد وتكديس الثروات غير المشروعة لدى المسؤولين، وسأبقى ملتزما مسار بناء دولة الحق والعدالة والمؤسسات لكي تعيش الأجيال المقبلة حياة كريمة مستقلة مزدهرة".

حوار

وبعد المؤتمر، أجاب حرب عن سؤال حول عدم رغبته بالطعن في الانتخابات النيابية، وقال: "أود القول اولا ان قانون الانتخاب الجديد كان "غلط"، وهو ضرب الحياة الديموقراطية وضرب المبادىء الديموقراطية. كما فرض هذا القانون على الناس الذين يرغبون التصويت لشخص معين، ان يصوتوا للعدد الكامل الموجود على اللائحة وهم لا يريدون التصويت لهم". أضاف: "هذه الانتخابات التي جرت كانت محطة، ونحن نود دراستها الآن ونود ان نعتبر منها. وشخصيا ليس مطمعي ان اكون نائبا وليس من طموحي ان اكون نائبا، لكن طموحي اذا وصلت الى مجلس النواب، ان امثل الناس ورأيهم وطموحاتهم وآراءهم. كما انني لا ارى ان الطعن بنيابة احد هي الوسيلة التي اود ان ادخل فيها الى المجلس النيابي. وفي نتائج الانتخابات، لقد وصلت الى المرتبة الثالثة في قضائي، وانا اكيد لو انني قدمت طعنا من الممكن أن اكون نائبا، ولكنني لا ارغب ان اكون نائبا خلافا لإرادة اكثرية الناس ولو كانت توفرت هذه الأكثرية في الظروف التي تحدثت عنها من ضغط ومال وتوظيف وكل العناصر التي استعملت ضدنا ولو كان هذا الامر على هذا الشكل لا اريده. أنا اخضع لإرادة الناخبين ولهذا لا أود تقديم اي طعن".

 

جعجع محتفلا بنتائج الانتخابات: ثعالب الصفقات متربصة وتتحرك في إدارات الدولة لاقتناص المال وينتظرنا عمل دؤوب ومسؤوليات جسام

الإثنين 14 أيار 2018/وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في كلمة القاها خلال حفل أقامه حزب "القوات اللبنانية" في المقر العام للحزب في معراب احتفالا بنتائج الإنتخابات النيابية، "أن الإنتصار الذي حققه الحزب في الإنتخابات يفرح شهداءنا حيث هم اليوم، لأنهم يرون أن كل قطرة دم من دمائهم تتم ترجمتها ليس فقط عبر الدفاع عن الأرض وإنما من خلال السعي لبناء دولة فعلية قوية، وهم يرون ان الأهداف التي استشهدوا لأجلها تتحقق الواحد تلو الآخر والمسيرة مستمرة رغم المعوقات التي تعترضها".

ووعد جعجع جميع اللبنانيين أننا "لن نألو جهدا من خلال تكتلنا النيابي الجديد واستطرادا من خلال كتلتنا الوزارية الجديدة، وإن لم يحبوا من خلال معارضتنا التي ستكون جدية جدا، من اجل تحقيق كل ما يتمنونه ويحلمون به. صحيح أن عدد الخطوات التي من الممكن أن نحققها هو رهن بالظروف والتطورات إلا أنه من المؤكد أننا سنبذل كل جهدنا في سبيل تحقيق كل ما يجب تحقيقه كما عرفتمونا دائما قواتا بالفعل وليس بمجرد الكلام". وكان جعجع استهل كلمته بالقول: "بالحقيقة صار بدا هالإحتفال"، صحيح أن الحراس لم ولا ولن "ينعسوا" إلا أنه يحق لهم باستراحة محارب، فبعد المعارك التي خضناها يحق للرفاق الموجودين بيننا اليوم وفي المناطق والأجهزة كافة استراحة محارب". اضاف: "بالرغم من استراحة المحارب التي نأخذها اليوم، علينا أن ندرك أنه ابتداء من الغد ينتظرنا عمل الدؤوب نظرا للمسؤوليات الجسام التي سترمى على كاهلنا بسبب الدور الكبير الذي يجب أن نلعبه في البلاد في ظل الأوضاع المتفجرة في المنطقة و"غياب نواطير مصر عن ثعالبها" في الداخل اللبناني، حيث أن ثعالب الصفقات متربصة وتتحرك في جميع إدارات الدولة من أجل اقتناص المال من هنا أو هناك فيما الشعب يعاني من سوء الأوضاع المالية والإقتصادية المتردية".

وختم موجها التحية إلى كل الأجهزة الحزبية التي عملت بشكل دؤوب وفعال من أجل الوصول إلى هذا الإنتصار". وقد حضر الحفل نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، أنطوان زهرا، فادي كرم، انطوان بو خاطر، جوزيف المعلوف، شانت جنجنيان، النواب المنتخبون: بيار بو عاصي، جورج عقيص، أنطوان حبشي، زياد الحواط، شوقي الدكاش، انيس نصار، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، ماجد إيدي أبي اللمع، جوزاف اسحق، فادي سعد، قيصر المعلوف، جان طالوزيان، الوزير السابق جو سركيس، الأمينة العامة لحزب "القوات" شانتال سركيس، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون سويدي، الأمين المساعد لشؤون المصالح غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، اعضاء المجلس المركزي، رؤساء المصالح والأجهزة، حشد من رؤساء إتحادات البلديات ورؤساء البلديات، حشد من المخاتير، منسقو المناطق، رؤساء المراكز، وحشد من الفاعليات الإقتصادية، الأهلية، الإجتماعية، الإعلامية والمدنية.

وقد استهل الحفل بدخول اعضاء تكتل "الجمهورية القوية" على أنغام أغنية "طلوا حبابنا" للفنان الراحل وديع الصافي، فيما دخل رئيس "القوات" وعقيلته النائبة جعجع على وقع أغنية "خبطة قدمكن" للسيدة فيروز. فكلمة للشاعر حبيب أبو أنطون توجه بعدها رئيس "القوات" واعضاء التكتل لوضع وردة على نصب الشهداء على انغام نشيد "قمرة أيلول". وعقب انتهاء جعجع من كلمته دعا عريف الحفل الإعلامي طوني نصار أعضاء التكتل إلى المسرح من أجل شرب نخب النصر ومن ثم أضيئت سماء معراب بالمفرقعات النارية فيما كان جميع الحاضرين ينشدون نشيد حزب "القوات" وقوفا.

وتخلل الإحتفال فقرة كوميدية لـشادي مارون وغابي حويك ووصلات دبكة مع فرقتي دير الأحمر للكبار والشباب وفرقة وادي خالد.

 

نصرالله في احتفال الذكرى السنوية الثانية للشهيد بدر الدين: المصلحة الوطنية هي ان تشكل الحكومة الجديدة من دون اي تأخير

الإثنين 14 أيار 2018 /وطنية - القى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة في احتفال الذكرى السنوية الثانية للشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين قال فيها:"ارحب بكم جميعا في بداية الكلمة، في هذا الإحياء المبارك في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين الاخ السيد ذولفقار رحمه الله. إنني في البداية أتوجه إلى عائلته الشريفة فردا فردا أجدد التعزية بفقد العزيز والحبيب وأبارك بالشهادة بالوسام الرفيع.

اولا كلمة في المناسبة، وبعدها أدخل الى بعض عناوين تطورات المنطقة، لأنه لدينا تطورات مهمة جدا، وأختم بكلمة حول الوضع اللبناني.

في البداية عندما نتحدث عن هؤلاء القادة وهؤلاء الشهداء لأنهم كانوا يعيشون ظروفا خاصة، طبيعة المسؤولية وطبيعة التحدي كانت تفرض عليهم أن تخفى أسماؤهم ووجوههم، وأن يكونوا من جنود الله المجهولين في الأرض المعروفين في السماء. هكذا هم الكثير من إخواننا في هذه المسيرة، وخصوصا أولئك الذين يتحملون مسؤوليات جهادية محددة في المجال الامني والمجال العسكري لذلك في حياتهم نقول السيد ذو الفقار ونقول الحاج رضوان، نقول الحاج علاء... ، بعد شهادتهم أن أحب أن أتحدث بأسمائهم الحقيقية ليحفظ الناس أسمائهم الحقيقية، كما نعرض وجوههم وصورهم لتبقى قوية في ذاكرة الناس ووجدان الشعوب حتى يصبحوا معروفين في الأرض كما هم معروفون في السماء، لذلك عندما أتحدث وأقول السيد مصطفى وأفضل أن أستخدم هذا الإسم على الإسم الآخر، من هذه الحيثية، حيثية لها صلة بالتوجه النفسي والوجداني والثقافي.

منذ البدايات أيضا عندما ذهب السيد مصطفى إلى سوريا، ذهب معه عدد كبير من القادة والكوادر الأساسيين. من واجبي الأخلاقي أيضا اليوم أن أذكر أحد هؤلاء لأنه اليوم بالتحديد هي الذكرى السنوية لهذا الشهيد من جملة القادة الشهداء الذين التحقوا بالجبهة في سوريا منذ الأيام الأولى مع الشهيد القائد السيد بدر الدين كان الشهيد علي محمد بيز الأخ أبو حسن وهو من قدامى المجاهدين والكوادر المضحين والذي بقي منذ اليوم الأول إلى الشهادة وعاد شهيدا من سوريا إلى بلدة مشغرة، وقبل يومين استشهد أحد أفراد عائلته الشهيد محمد عدنان بيز، لهذه العائلة في الذكرى السنوية وبشهيدها الجديد أيضا لهم منا كل التعزية ومشاعر المواساة والتبريك على هذه التضحيات وهذا الوفاء وهذا الحضور.

نعود الى شهيدنا القائد السيد مصطفى بدر الدين الذي كان من أوائل المؤمنين في لبنان الذين أسسوا للعمل الجهادي في الحالة الاسلامية.

في بدايات العمل الجهادي أسسه في الميدان والفعل عدد من الأخوة، بعضهم استشهد وبعضهم ما زال على قيد الحياة. عادة نحن لا نذكر أسماء هؤلاء إلا بعد استشهادهم. الذين ما زالوا على قيد الحياة ظروفهم الأمنية وظروف تحملهم الدائم للمسؤولية يفترض أن تبقى أسماؤهم مخفية، وأن تبقى وجوههم مخفية. هذا يزيدهم أجرا وثوابا.

في مسيرتنا هناك العديد من الإخوة المعروفين، أنا وآخرين نخطب ونرى الناس، النواب، الوزراء، المشايخ والعلماء، وفي العمل التنظيمي، ولكن الذين يعملون بشكل خاص في المجال الأمني والعسكري الأصل في أن تبقى أسماؤهم مخفية، وأن تبقى وجوههم، يعني صورهم أن تبقى مخفية، وهذا من لوازم هذا الالتزام. وفي يوم من الأيام يجب أن تسجل أسماء هؤلاء بالذهب، من قضى منهم شهيدا أو من بقي منهم على قيد الحياة. السيد مصطفى كان من هؤلاء الأوائل، من زهرة الشباب، وقضوا عمرهم في هذا الطريق وهذه الساحة وفي هذا الميدان وأبدعوا فيه. أنا اليوم أريد أن أضيء على نقطتين:

إضاءة في البعد الشخصي وإضاءة في البعد العملي:

في البعد الشخصي، عندما نتكلم عن المسؤولين العسكريين والذين يقضون حياتهم في العسكر والقتال والجبهة وإطلاق النار والقصف والمدافع والدماء والشهداء والجرحى، عموما الانطباع الشعبي العام عن الشخصيات العسكرية أنها تصبح شخصية قاسية ويتصورون أن هذا هو المظهر الطبيعي للشخصية العسكرية. من الممكن بعض الضباط في بعض الجيوش وبعض الجنرالات يعطون هذا الانطباع، حتى بعد خروجهم من الخدمة العسكرية تبقى شخصياتهم قاسية وجامدة.

في القادة الجهاديين الذين ينتمون الى المسيرة الإيمانية هذه الصفة يجب أن تكون موجودة ولكن يتواجد معها صفة أخرى مناقضة لها تماما.

الله سبحانه وتعالى حتى عندما وصف محمد (ص) والذين معه، أعطاهم صفتين حتى قبل الصلاة والصيام.. (أشداء ورحماء) في مواجهة أعداء الامة، في مواجهة مغتصبي المقدسات، في مواجهة المعتدين، المؤمن الحقيقي من كان مع محمد (ص) يجب أن يكون شديدا قاسيا في الموقف من العدو ومواجهته. أما الذي يتعاطى نفسيا قي الموقف من العدو، بخوف، بضعف، بوهن، كما هو حال المطبعين مع العدو الذين يتكلمون بلغة الرحمة والتعاطف الانساني، هؤلاء لا يمتون لمحمد (ص) بأي صلة، لأنهم ليسو أشداء. إذا الشدة مع المحتلين والطغاة والمستبدين، مع الذين يريدون أن ينهبوا خيرات أمتنا، وأن يذلوا أمتنا، هذه الشدة يجب أن تكون حاضرة وقوية وصلبة، وهكذا كانت في السيد مصطفى هذه الشدة في شخصيته كانت هنا، لكن في المقابل رحماء، والكل يعلم السيد مصطفى عن قرب أنه سيد عطوف، وحنون، وتتكلم معه فيبكي. من الممكن أن يقول بعض الأشخاص أن هذا تناقض. إنه ليس تناقض لأن الشدة التي ترتكز على خلفية إيمانية تستطيع ان تجتمع في نفس واحدة مع الرحمة التي ترتكز على خلفية إيمانية، وكان في الكلمة الطيبة والكلمة الحنونة، وبالعاطفة تستطيع أن تأخذ منه كل شيء، ولكن بالحنية والرحمة والعطف، لكن في الوقت نفسه عندما نذهب إلى جبهة المواجهة أنت أمام ذولفقار حقيقي، أمام سيف صارم وحازم ولا يوجد أي مكان للضعف، ولا للوهن، ولا للتردد ولا للخوف.

أنتقل إلى النقطة الثانية، بالجانب العملي، بالمناسبات الماضية أنا تحدثت عن بعض المسؤوليات لكن أود التركيز على بعضها.

السيد مصطفى من البداية تحمل مسؤوليات أساسية في المجال الجهادي، طبعا قضى عمره كله بالمجال الجهادي بحزب الله، بالمجال الأمني والعسكري بشكل خاص، وتحمل مسؤوليات مهمة إضافة إلى المسؤولية العسكرية المركزية في التسعينات، وكان هو قائد المعركة في مواجهة عناقيد الغضب الصهيونية عام 1996، لكن بعد ال2000 وخصوصا إلى اليوم تحمل مسؤوليات، نحن وزعنا المسؤوليات بين الإخوة، خصوصا بعد استشهاد الشهيد القائد الحاج عماد مغنية رحمة الله عليه، بين مجموعة من الإخوة لأنه أيضا ملفاتنا كبرت وساحتنا تعددت. أنا أشرت لهذا الموضوع ربما بالماضي، لكن أنا أعيد التذكير فيه من زاوية النتيجة التي أريد أن أصل إليها وهي أن السيد تحمل مسؤولية ملفات حساسة جدا أو جبهات. دعوني أقول حساسة جدا جبهة المواجهة الأمنية مع العدو الإسرائيلي، تعرفون بعد العام 2000 خصوصا ربما المعركة العسكرية هدأت في جنوب لبنان العسكر ذهب إلى الجهوزية والتأهيل والبناء لكن البعد الأمني دخل في مواجهة أمنية حقيقية.

في الملف الفلسطيني تحمل مسؤولية وكانت المهمة هي دعم فصائل المقاومة الفلسطينية وتطوير إمكانياتها وقدراتها لتستطيع أن تصمد وتواجه وتستمر أيضا هذا كان من مسؤولياته.

ثالثا ساحة العراق، عادة نحن لا نتحدث كثيرا عن هذا الموضوع، لكن تكفي الإشارة إلى أنه كان لإخواننا شرف المساهمة الحقيقية في إنطلاق بعض فصائل المقاومة العراقية للإحتلال الأمريكي للعراق.

في حياة الحاج عماد رحمة الله عليه وبعد استشهاد الحاج عماد هذه المسؤولية تولاها السيد مصطفى وأكمل فيها إلى شهادته. وبالتالي سواء في مرحلة المقاومة للاحتلال الأمريكي للعراق ولاحقا في مرحلة المواجهة مع داعش، موقع الإسناد في حزب الله لهذه الساحة كان من مسؤولية السيد مصطفى. وصولا إلى ساحة سوريا والتي تحمل مسؤوليتها منذ اليوم الأول إلى الشهادة إضافة إلى المسؤوليات الأخرى، المهام الأخرى، التي لن أتحدث عنها تحدثنا عنها سابقا.

النقطة التي أريد أن أصل بها للنتيجة من هذا العرض والجزء الآخر المتعلق بالسيد أنه في كل هذه الساحات التي تحمل فيها الشهيد القائد مصطفى بدر الدين مسؤولياته خرج فيها ومنها منتصرا شامخا، طبعا، نحن عادة، أنا بكل اللقاءات والجلسات الداخلية والعامة نحن لا نقول أن للانتصار صاحب واحد، دائما نقول المجموعة، الجماعة كلها، جهدها الجماعي. مثلا قبل أيام بالإنتخابات لا نستطيع أن نقول نحن نجحنا بالانتخابات بسبب فلان أو فلان أو فلان أو فلان أيا تكن مساهمته، هناك جهود جماعية، جهود تكاملت، جهود جبارة هي التي أدت إلى هذه النتيجة.

لكن بالتأكيد، وخصوصا عندما نتحدث عن العمل العسكري أو العمل الأمني، الرأس الذي يقود الرأس، الذي يتحمل المسؤولية يكون له فضل كبير إلى جانب جهود إخوانه في إيصال العمل إلى النتيجة المطلوبة.

من الميزات الرئيسية بالعمل العسكري والعمل الأمني، السيد مصطفى بدر الدين في قيادته للمواجهة مع الشبكات الأمنية الإسرائيلية خرج منتصرا شامخا، وشهدنا في السنوات الماضية حجم التفكيك، طبعا لاحقا، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الرسمية.

في ملف تحرير الأسرى والمعتقلين، في ملف المواجهة الأمنية أيضا مع الشبكات الإرهابية التكفيرية التي كانت ترسل السيارات المفخخة إلى لبنان، لأنه هو في سورية لم يقاتل فقط بالعسكر هو عمل بجد على تفكيك هذه الشبكات، ليس أن نمنعها من الدخول إلى لبنان، وإنما أن نفككها في سوريا حتى لا تتمكن من إرسال السيارات المفخخة إلى لبنان.

وفي العراق أيضا المساهمة في الانتصار العراقي الذي أدى إلى خروج القوات الأمريكية من العراق عام 2011 وكان العامل الأول في إضطرار الأمريكيين للخروج من العراق هو المقاومة العراقية ولاحقا الانتصار الأخير على داعش، والمساهمة الآن بمعزل عن حجم هذه المساهمة أيضا كانت النتيجة فيها والخاتمة هي الانتصار وصولا إلى الجبهة التي أعطاها في السنوات الأخيرة كل عمره، وكل شبابه، وكل وقته، وكل حياته، وهي جبهة سوريا، والتي يكتشف الشعب السوري نفسه اليوم وشعوب المنطقة والعالم كله حقيقة الذي كان يجري والذي تعرضت له سوريا قبل سبع سنوات وإلى أين كانوا يريدون أن يأخذوا سوريا.

بالأمس كنت أتحدث مع بعض الإخوة الاعزاء الكرام وكنا نقول أن سوريا التي كانوا يريدون أن يأخذوها إلى المستقبل إذا أردنا أن نقدم مشهد طبيعي، هو ما يجري اليوم في منطقة ادلب، لكن كان المطلوب أن تكون سوريا مثل ادلب. كان مطلوبا أن تصبح كل سوريا كأفغانستان، قتال وحروب وجماعات متصارعة وشريعة غاب وسفك دماء ودمار وخراب وهجرة وتشريد وتشتت بلا أفق، بلا أفق هذا بالحد الأدنى.

إذا لم نتحدث عن الأبعاد السياسية الأخطر التي كنا دائما نتحدث عنها وكنا نقول تدمير سوريا البشر والحجر، الدولة والوجود، والبلد العربي الأساسي وعمود خيمة المقاومة.

السيد مصطفى كان مقتنع بقوة بهذه المعركة، بصوابية هذه المعركة، ولذلك ليس من البساطة أن يذهب إنسان ويترك كل شيء في لبنان ويبتعد عن عائلته، ويبتعد عن مسؤولياته، وكان يستطيع أن يبقى في لبنان ويقود المعركة من هنا ويتحمل بقية المسؤوليات.

هذا الحضور الكبير للسيد مصطفى ولأمثاله ممن قضوا شهداء أو ما زالوا على قيد الحياة، أحد الأسباب الحقيقية لها هو هذا اليقين والبصيرة والوضوح الشديد حول طبيعية هذه المعركة ونتائج هذه المعركة.

اليوم، أيضا الناتج هو نفسه الانتصار. دماؤه الزكية أعطت دفعا قويا لكل إخواننا في المزيد من الحضور في الجبهات هناك، وأعطت المساهمة الكبيرة جدا في انتصارات حلب، الإنتصار الكبير الذي غير معادلة كبرى في المعركة وصولا إلى دير الزرور، إلى معركة البادية، إلى البوكمال، واليوم والجيش العربي السوري يخوض آخر معاركه في مخيم اليرموك وحي القدم أو الحجر الأسود، وهو يقترب من تأمين العاصمة بشكل كامل وتطهير كامل دمشق وريف دمشق من وجود هذه الجماعات التي أنفق عليها مئات ملايين الدولارات لتهديد العاصمة ولإسقاط الدولة والحكومة، ونحن نقترب من هذا الانتصار الكبير والحاسم نستعيد ذكرى شهدائنا، وخصوصا القادة، وخصوصا السيد مصطفى بدر الدين الذي كان يقول لن أعود من سوريا إلا شهيدا أو حاملا لواء النصر. أنا قلت سابقا واليوم أعود وأكرر: يا سيد، يا أخي وعزيزي وحبيبي، لقد عدت شهيدا وحاملا للواء النصر. هو كان يقول لن أعود إلا شهيدا أو حاملا للواء النصر.

أنا أقول له لقد عدت شهيدا وحاملا للواء النصر، وأنت في عليائك وفي رضوان الله عز وجل يمكنك أن تكون مطمئن البال أن الانتصارات الكبرى التي كنت تخطط لها وتتطلع إليها وتحلم بها ها هي اليوم تتحقق وإخوانك وأبناؤك وأحباؤك لهم مساهمتهم الكريمة فيها.

لأنه بين هلالين أنا دائما أحب أن أؤكد أن الانتصار الحقيقي في سوريا صنعه بالدرجة الأولى السوريون، القيادة السوريا، الجيش السوري، الشعب السوري، أما الحلفاء على إختلاف إمكانياتهم وقدراتهم وأحجامهم فكان لهم شرف المساهمة في صنع هذا الانتصار.

بعد هذه المقدمة التي تتعلق بقائدنا العزيز، أنتقل إلى الملفات، ويصادف أنها الملفات التي كان مسؤول عنها. العنوان الأول، ما تقوم به الآن الإدارة الأمريكية في منطقتنا والأبرز فيه هو موضوع إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، أنا سأبدأ من هنا لأنه كله سيوصلني إلى فلسطين وهو الموضوع الأساسي بالجزء الثاني من خطابي.

أنا لا أريد أن أحلل أو أتحدث عن الاتفاق النووي وعن الأسباب وعن أسباب خروج ترامب وعن التداعيات والنتائج، أريد أن أخذ فقط العبرة والدرس لأن هذا هو ما يفيدنا، ما يفيدنا كشعب لبناني وكشعب فلسطيني بالدرجة الأولى، شعوب المنطقة، حكومات المنطقة، والعالم أيضا أن نأخذ العبرة حتى نعلم في مسيرتنا السياسية وحياتنا العامة اليوم كيف تتصرف الإدارة الأمريكية التي تعتبر نفسها القوة العظمى في العالم، ومن هي؟ وهذا بالحقيقة له علاقة بالثقافة السياسية، بالوعي السياسي أكثر مما له علاقة بالتطور السياسي.

اليوم، تثبت الإدارة الأمريكية من جديد، بالشواهد التي سنذكرها، أنها دولة وأنها حكومة، لأنه هذا ليس فقط قرار ترامب هذا قرار الحكومة الأمريكية، المؤسسة الأمريكية الحاكمة اليوم هي تثبت من جديد أن ما يعني أمريكا في العالم أولا هو مصالحها، وثانيا مصالح إسرائيل ونقطة على أول السطر.

يعني، بالنسبة للحكومات الأميركية المتعاقبة، لا يوجد مكان لقيم إنسانية وأخلاقية. اليوم، الفلسطينيون يتظاهرون سلميا في غزة وفي الضفة، في غزة عشرات الشهداء حتى الآن، أكثر من ألف جريح حتى الآن، خلال الأسابيع الماضية عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، هذا لا يقدم ولا يؤخر شيئا عند الإدارة الأميركية، وإذا فكر أحد أن يدين في مجلس الأمن، الفيتو الأميركي جاهز. أي شيء اسمه قيم إنسانية وأخلاقية وحقوق إنسان هذا كلام فارغ وليس له أي مكان في خلفيات صنع القرار الأميركي.

ثانيا، القرارات الدولية والقانون الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، هؤلاء الذين يطالبون دائما في لبنان باحترام القرارات الدولية، تنفيذ القرارات الدولية، غدا ترون عندما نذهب إلى البيان الوزاري سيحصل الشيء نفسه، تنفيذ القرارات الدولية، احترام القرارات الدولية.. أعظم قوة في العالم لا تحترم القرارات الدولية ولا القوانين الدولية ولا المؤسسات الدولية، حتى القرار الدولي الذي شاركوا في صنعه، والذي هم صنعوه وكانوا راضين به، وعندما لا يناسب مصالحهم يتخلون عنه ويخرجون منه.

ثالثا، أي اتفاقيات وعهود ومواثيق ليس لها أي قيمة لا أخلاقية ولا قانونية عند الحكومات الأميركية المتعاقبة، فعندما يريد يجري اتفاقا وعندما يريد ينسحب منه، يعني لا عهد لهم ولا ذمة لهم ولا ميثاق عندهم. لن نتكلم الآن عن اتفاقية المناخ واتفاقيات التجارة، نتكلم عن منطقتنا فقط. يعني لا يمكن لأحد في العالم أن يثق بالتزامات وتعهدات الولايات المتحدة الأميركية. اليوم يضحكون على رئيس كوريا الشمالية، أنه إذا تدمر السلاح النووي الذي لديك نحن سنسمح للشركات الأميركية أن تستثمر في كوريا الشمالية، إذا صدقهم ودمر مثل ما فعلوا في ليبيا، غدا يقولون له لنسمح للشركات الأميركية يجب أن تفعل هذا النوع من الانتخابات، لنسمح للشركات الأميركية هناك تلك الموازين في حقوق الإنسان، لنسمح، لنسمح وتبدأ مسيرة الابتزاز.

لا يمكن الوثوق، أيها اللبنانيون، أيها الفلسطينيون، يا شعوب المنطقة، من الحماقة بعد كل هذه التجارب - عندنا يقولون "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين" يا أخي مئة مرة وألف مرة هؤلاء الأميركان أصبحوا "لادغين" العالم، هذه إدارة وهذه قيادة لا يمكن الوثوق لا بتعهداتها ولا يإلتزاماتها ولا بوعودها والتجربة هذه أمامنا الآن شاهدة، لا نتكلم بالتاريخ بل نشاهد بأعيننا.         وأيضا أثبتت التجربة أن الإدارات الأميركية لا تحترم حتى حلفاءها، حتى مصالح حلفائها لا تراعيها. الآن بالاتفاق النووي، مصالح الأوروبيين الاقتصادية والسياسية وحتى الأمنية هي في الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران. لكنها لم تسأل عن حلفائها الأوروبيين، ليس عن عملائها في العالم الثالث، حلفائها الأوروبيين، دول كبيرة، دول لها حق الفيتو في مجلس الأمن، أميركا لم تسأل عنهم لا بالمضمون، عن مصالحهم، ولا بالشكل، كيف ستسأل عن مصالح من تعتبرهم مجرد أدوات وأتباع ويقول عنهم ترامب أنه لولا الوجود الأميركي هذه الدولة وتلك الدولة لا تبق سبعة أيام، هل لمصالح الدول العربية والدول الخليجية وبعض الدول في العالم الإسلامي مكان في خلفية أو في مخ أو في "نخاع" أميركا عندما تصنع القرار، هذا ليس له مكان.

إذا هذه هي العبرة الأساسية اليوم التي يجب أن نأخذها من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، أنا لا أريد أن أتحدث عن التداعيات والنتائج والأسباب وإلى أين يذهب هذا الملف؟ ليس موضوع خطابي اليوم، لكن هذا الجانب بالنسبة لنا مهم جدا، لكل أحد في منطقتنا وفي العالم، لكن لكل أحد في منطقتنا يربط مصيره أو يخطط لمستقبله أو يصوغ منطقته أو يتخذ خياراته على قاعدة الاعتماد على الأميركي أو الثقة بالوعود الأميركية أو الالتزامات الأميركية في أي ملف كان كبيرا أو صغيرا.

ولذلك طالما نحن اليوم، يوم فلسطين، اسمحوا لي من هذه النقطة أن آخذ أيضا النتيجة التالية، عندما أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل قامت السلطة أو المفاوض الفلسطيني، حتى لا ندخل بالأسماء، وقال نحن لن نقبل بأي مفاوضات جديدة وبأي تسوية جديدة الوسيط فيها هو الأميركان لأنه وسيط غير نزيه، حسنا ماذا تريد؟ قال أريد 5+1 مثل الاتفاق النووي الإيراني، هذا هو المسار الذي يعطيني ضمانات ويأخذني إلى الحل. نقول له اليوم بمناسبة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم الاتفاق عليه في إطار 5+1 واتخذ به قرار بالإجماع في مجلس الأمن الدولي "تخبز بالأفراح"، هذا طريق أيضا لا يوصل إلى مكان ولا يعطي أي ضمانة. 5+1 لم يسأل عن أوروبيين ولا عن الروس ولا عن الصين ولا عن مجلس الأمن ولا عن المجتمع الدولي. إذا أحد في فلسطين أي يكن يراهن أن هناك حل الأميركان موجودون فيه إما كوسيط وحيد أو كوسيط دولي أو كجزء من 5+1 يعيش مجددا على أوهام وأوهام وسرابات لن تؤدي إلى نتيجة، هذه التجربة تقول لكم أيها الفلسطينيون أنه ليس هذا هو الطريق، أبدا، هذا لا يوصل إلى مكان.

العنوان الآخر أيضا سيوصلنا إلى فلسطين، هو المواجهة الأخيرة في سوريا التي حصلت قبل أيام مع العدو الإسرائيلي في الجولان. قبل أيام، في الأسبوع الماضي، حصلت مواجهة على درجة عالية من الأهمية في سوريا، سميت " ليلة الصواريخ"، ما جرى في تلك الليلة حتى مطلع الفجر كان بالغ الأهمية والدلالات في سياق الصراع العربي الإسرائيلي والصراع مع العدو وتطورات المنطقة، الآن أخذ الموضوع حجم معين، أنا سأتحدث عنه قليلا، لأنه شهدنا في الأيام الماضية مسعى إسرائيلي لقلب الحقائق وجهد في الإعلام الخليجي عجيب غريب لتقديم ما حصل أنه انتصار كبير لإسرائيل. يستطيع الشخص بالكذب أن يحول الفشل إلى انتصار، بالخداع وهذا أصبح من خصوصيات للأسف بعض الإعلام العربي وبالخصوص بعض الإعلام الخليجي، يعني إذا قلت لكم رقم بسيط، أنه بهذه المواجهة الإسرائيليين لم يقولوا هذا العدد، لكن تبرع الإعلام الخليجي ليقول أن في هذه المواجهة استشهد 23 شهيد سوري وإيراني ونصفهم من الإيرانيين، وهذا غير صحيح، هذا غير صحيح على الإطلاق، حتى الإسرائيليين لم يقولوه، لكن نشرت الفضائيات الخليجية والصحف الخليجية ثلاثة أربعة أيام وبعض التلفزيونات اللبنانية في الشريط الإخباري أيضا واكبوهم 23 شهيد وهذا غير صحيح. والصحيح أنه نتيجة المواجهة خصوصا في الدفاعات الجوية السورية هناك ثلاث شهداء من الجيش العربي السوري في هذه المواجهة وهذا أعلن عنه رسميا في سوريا.

نعود لأصل الموضوع، نأتي للحادثة بحد ذاته فقط نوصفها ونأخذ كلمتين في الدلالات، لأنه إذا أضيفت هذه الحادثة، هذه المواجهة "ليلة الصورايخ" إذا أضفناها إلى ليلة إسقاط الطائرة الإسرائيلية، الطائرة الحربية الإسرائلية قبل أشهر، نكون نذهب إلى تطورات على درجة عالية من الأهمية، في تلك الليلة ولأول مرة من تاريخ وقف إطلاق النار في الجولان منذ حرب 1973 تتعرض مواقع قوات الإحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل، هذا يجب أن يبقى ليس الجولان السوري، في الجولان السوري المحتل، الذي الاسرائيلي يعمل في الليل والنهار وفي السنوات الماضية بسبب الأحداث في سوريا كان يحاول أن يأخذ مسعى دولي لشرعنة ضمه للجولان إلى الكيان الإسرائيلي، لأول مرة منذ ذاك التاريخ تتعرض مواقع جيش الإحتلال في الجولان السوري المحتل إلى قصف صاروخي بهذا الحجم كما ونوعا. حسنا، الذي حصل تحديدا، بالدقة أتكلم، الآن الإسرائيلي يتكلم عن عشرين صاروخ وقال أنه أسقط أغلبهم، الحقيقة أن الذي أطلق هو 55 صاروخا وبعضها من الحجم الكبير، واستهدفت عدد من المواقع العسكرية، مواقع الإحتلال في الجولان، ودوت انفجارات ضخمة في منطقة الجولان، أدت وأجبرت على نزول جميع سكان المستعمرات في الجولان وفي بعض شمال فلسطين إلى الملاجئ ولأول مرة ينزلون إلى الملاجئ مرعوبين وخائفين ومذعورين منذ عام 1973، العدو تكتم عن خسائره إذا عنده خسائر، على كل حال عنده عادة من هذا النوع، تكتم عن استهدافات الصورايخ، عن مواقع سقوط الصواريخ، حاول أن يقلل من أهمية الموضوع عندما تكلم عن عشرين لم يقل الرقم الحقيقي، وقام برد فعل على الهجوم الصاروخي، ضرب عدد من النقاط وأغلبها كان قد تم إخلاؤها مسبقا، تصدت له الدفاعات السورية، قوات الدفاع الجوي السورية ببسالة وببطولة كما حصل في ليلة ترامب - العدوان الثلاثي على سوريا - وتم إسقاط عدد كبير من صواريخ سلاح الجو الإسرائيلي وصواريخ الدفاعات الجوية وصلت إلى فوق طبريا وفوق صفد مما اضطرهم إلى استخدام الباتريوت لاسقاطها، شيء سقط فوق صفد، شيء سقط فوق طبريا، شيء سقط فوق المطلة، شيء سقط عندنا في الهبارية في الجنوب، وكان هناك مواجهة حقيقة على هذا الصعيد.

حسنا، قبيل الفجر، وطبعا حتى الأهداف الذي قام الإسرائيلي برد الفعل عليها أهداف محسوبة ودقيقة ومنتقاة وتجنب الأهداف المدنية والأهداف السيادية والأهداف السياسية - الآن أقول لماذا أقول هكذا - وذهب إلى أماكن قصفها وهو يعلم أنها خالية، لأنه بعدما قام بهذا القصف اتصل بالأندوف يعني قوات الطوارئ الموجودة في الجولان وقال لهم احكوا مع السوريين، إذا هذه العملية انتهت نحن انتهينا، ذكروني - لأنه نحن كنا في الصورة كل الليل - ذكروني قبل عام 2000 الذي كان يحصل مع الإسرائيلي.

حسنا، هذا الحادث، هذه الوقائع، لكن عندما تأتي للدلالات أيضا بكلمتين، لأن الدلالات مهمة جدا.

أولا، أن هذا الهجوم الصاروخي النوعي هو أحد أشكال، هذا ليس الشكل الوحيد، هو أحد أشكال الرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل على سوريا وعلى من في سوريا سواء كان المستهدف الجيش السوري أو المستهدف الوجود الإيراني سواء اسمه مستشارين أو اسمه قواعد لأن هذا فيه نقاش حوله أو أي من الحلفاء، هذا شكل من أشكال الرد، الرسالة الذي أوصلها هذا الهجوم الصاروخي للاسرائيليين ولحكومة العدو وكانت مدوية، نحن نتابع الإعلام الإسرائيلي ماذا يقولوا الوزراء والنواب والكنيست ووسائل الإعلام وحتى الشارع وأعتقد لاحقا أن أهل الجولان يعني المستعمرين المستوطنين في الجولان وجماعة المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة أيضا لهم حديثهم وخطابهم مع الحكومة الإسرائيلية، الرسالة ما هي؟

تفكر أنك تستطيع أن تستمر على هذا المنوال، بأن تذهب الى سوريا وتقصف وتقتل وتدمر ولا تلقى أي رد فعل على الاطلاق، وتكتفي بالتهديد والتهويل وأن تلبد الناس، أنت مخطىء ومشتبه هنا، هذه رسالة، أنه كلا، العالم سترد.

الان في الشكل الناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب بالطريقة المناسبة، لأن هذا أحد اشكال الرد، ليس دائما ممكن أن يكون الرد بهذا الشكل، أنت لا تستطيع أن تستمر، كإسرائيلي، كعدو في إستباحة سوريا وفي الاعتداء على سوريا وعلى من في سوريا، وعلى محور المقاومة في سوريا دون أن تواجه ردا او أن تواجه عقابا، هذه مرحلة جديدة بالكامل، أسس لها هذا الهجوم الصاروخي النوعي، وبالتالي بدأ الحديث حتى داخل الكيان، الى أين تأخذوننا؟ نحن لسنا جاهزون أن نذهب الى حرب، ما تقومون به يستدعي فعل، ردود على الردود يمكن أن يؤدي الى حرب، ليس من مصلحتنا أن نشن حربا، "تضبضبو"، أعيدوا حساباتكم.

اذا هناك مرحلة جديدة، هذا أهمية ما حصل. توجد مرحلة جديدة على الاسرائيلي أن يقوم بحسابات في سوريا، يمكن قبل ذلك، لم يكن يقوم بالكثير من الحسابات، بعد اسقاط الطائرة نحن كلنا المتابعون في المجال العسكري رأينا أن حركة سلاح الجو الاسرائيلي تجاه سوريا أصبح لديها تدابير واجراءات جديدة وحسابات جديدة.

بعد هذا الهجوم الصاورخي، القرار الاسرئيلي، سرعة وضع الاصبع على الزناد لن تبقى موجودة، أنا لا أقول أنه لن يفعل شيئا، ولكن أقول أنه سيدخل في الحسابات، وأنا أقول له أيضا أن رسالة هذا الهجوم الصاروخي النوعي يجب أن تدخله في هذه الحسابات.

ثانيا في الدلالات، أن هذا الرد الصاروخي حصل بالرغم من التهديد الاسرائيلي والتهويل الاسرائيلي، اذا تذكرون على مدى أسبوعين ثلاثة، الاسرائيليون يقولون بأنهم يتوقعون ردأ، لكن اذا حصل رد سندمر ونقصف ونقتل وسنقلب الميمنة على الميسرة، ونجعل عاليها سافلها، حسنأ، حصل الرد والذي كان هو متوقعا عندهم ويعرفون أن الناس ذاهبة الى هذا الحجم من الرد، ولم يحصل شيء، ولم يقلبوا الميمنة على الميسرة ولم يجعلوا عاليها سافلها ولم يتجرأوا أن يمدوا أيديهم الى بعض الخطوط الحمراء في سوريا، لأنه أريد أن أكشف سرا لكم، أنه تم إبلاغ حكومة العدو من خلال جهة دولية أن الرد الاسرائيلي على سوريا لو تجاوز الخطوط الحمراء، فإن القصف الثاني سيكون في قلب فلسطين المحتلة، وليس في الجولان، وهذا ادى الى أنهم "تضبضبوا" في الليل واتصلوا بالاندوف وقالوا اذا انتهت نحن انتهينا، رغم كل التهويل والتهديد، الناس أخذت قرارا، والناس قامت بهذا الرد، وهذا يعني أننا انتهينا، تهويل وتهديد وإرعاب وما الى ذلك، هذا إنتهينا منه.

النقطة الثالثة، بالرغم من الجهد المعلوماتي والعملاني الإسرائيلي على مدى كل الأيام الماضية التي سبقت الهجوم الصاروخي، لمنع إطلاق صواريخ من سوريا، إلا أن الصواريخ أطلقت وهذا فشل عسكري اسرائيلي ونجاح لمن أطلق الصواريخ.

رابعا، بالرغم من أنهم يعرفون بالتحليل ويمكن بالمعلومات أن الهدف هو في الجولان، وأتوا وكثفوا القبة الحديدة، وكل منظومات المواجهة التي تقوم بإسقاط الصواريخ، ووضعوا كل الفرضيات، وكانوا في قمة الاستنفارات، ولكنهم لم يستطيعوا أن يمنعوا وصول العدد الأكبر من الصواريخ الى المواقع العسكرية الإسرائيلية في الجولان، وهذا أيضا فشل عسكري إسرائيلي.

خامسا، أثبتت هذه التجربة، كذب القيادة الإسرائيلية ونحن اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين وكل المنطقة تعرف "لكي لا يأكل الاسرائيليون رأسنا" أن الاسرائيلي يظل يقول لك أن الجبهة الداخلية جاهزة للحرب، من أهم دلالات هذه الحادثة أن الجبهة الداخلية ليست جاهزة للحرب، لا نفسيا، لا أناسهم جاهزون ولا ملاجئهم جاهزة ولا جبهتهم الداخلية جاهزة، وصار لديهم فضيحة على ضوء هذا الموضوع، وهذا أحد الاسباب أيضا أنهم سارعوا ليوقفوا الموضوع ويمنعوا تطوره.

والنقطة التي بعدها في الدلالات، وكانت ملفتة جدا، هو حاجة الاسرائيلي للتغطية على حجم ما حصل بالاكاذيب، يعني عندما قال 20 صاروخا، عندما قال أنه أسقطهم، عندما خرج ليبرمن ليقول أنهم هم في رد الفعل على الهجوم الصاروخي في الجولان "قضينا ودمرنا كل القواعد الايرانية في سورية"، هذا كذب محض، ليس له أي أساس من الصحة، طبعا، في اليوم الثاني خرج القياديون الاسرائيليون ليقولوا أنه اذا حصل شيء ما، سندمر القواعد الايرانية في سوريا، ما على أساس أنكم قمتم بتدميرها؟!

الآن يمعزل إذا كان يوجد قواعد إيرانية في سوريا أو يوجد مراكز يتواجد فيها المستشارون، هذا أترك توصيفه الى وقت لاحق، تكبير حجم ما قام به الاسرائيلي وتصغير دلالات ما حصل، هي محاولة إسرائيلية لتجاوز هذا التطور.

الأمرالأخير في دلالات هذا العنوان، لكي ننتقل الى المقطع الأخير وما يتعلق بفلسطين، هو بعض الموقف الخليجي المخزي المعيب، أن يخرج وزير خارجية البحرين مثلا ويقول أنه من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها!!! يعني ماذا نقول عن ذلك، لم يعد هناك حياء، لم يعد هناك خجل أو قيم أو أخلاق أو دين، لا أعرف ماذا يسمون هذا؟! وقاحة؟ أنا أسميه قبح، يعني أقبح من هذا، أسوأ من هذا، أبشع من هذا يمكن أن يتوقع أحد موقفا عربيا، أن إسرائيل لها حق أن ترد في سوريا، تقصف وتدمر وتقتل، دفاع عن نفسها! يعني أنت أيضا معترف أن الجولان هي لإسرائيل، العملية صارت بالجولان يا غبي، يا أحمق، يا غشيم، يا خائن، على كل حال وجود هذا الوزير، وجود هذه السلطة في البحرين هي من أعظم مظالم التاريخ على الشعب البحريني، والذي يعبر عن موقف البحرين الحقيقي هو الشعب في البحرين، الناس في البحرين خرجوا وتظاهروا لينددوا بكلام وزير خارجية البحرين، هذا المستوى من الخبث والحماقة والغباء والخضوع ومن التزلف للأميركي والاسرائيلي عجيب، يعني واقعا "عشنا وشفنا"، يمكن هناك الكثير من الناس كانت تتوقع أن بعض العرب يمكن أن يكونوا خونة وأذلاء و حمقى وقبحين، ولكن الى هذا المستوى من الذي نراه في هذه الأيام؟

المهم في هذا العنوان هو المعنى التالي، أننا أمام مرحلة جديدة في سوريا، أن سوريا ومحور المقاومة كله مع سوريا أمام مرحلة جديدة. الأهم الذي حصل هو كسر الهيبة الإسرائيلية كما أن إسقاط الطائرة الاسرائيلية قبل أشهر أسقط هيبة سلاح الجو الإسرائيلي، "كان فارض هيبة"، لنتكلم الأمور كما هي، أنه إذا مد أحدهم يده الى الجولان، إذا مد أحدهم إصبعه الى الجولان سأقطع له رأسه، هذا انتهى، اليوم الرسالة التي قدمتها ليلة الصواريخ للإسرائيلي، أن سوريا، لا القيادة السورية ولا الجيش السوري ولا الشعب السوري ولا حلفاء سورية يسمحون بأن تبقى سورية مستباحة أمام الاعتداءات الاسرائيلية وجاهزون الى أن يذهبوا الى أبعد مدى.

ما حصل في سورية في ليلة الصواريخ هو أولا وبالذات هو دفاعا عن سورية وعن السيادة السورية قبل أن يكون انتقاما لهؤلاء الشهداء أو لاولئك الشهداء، ومسؤوليتنا جميعا، أن نثبت، أن نعمل على تثبيت هذه المعادلة الجديدة في الصراع. إنها معادلة مهمة جدا ومؤثرة في الحماية.

في الملف الفلسطيني، الذي بعد ذلك هو العنوان المهم، أيضا بإختصار لأن كل ما نتكلم عنه له علاقة بفلسطين، غدا الذكرى السبعون للنكبة، نكبة فلسطين بل نكبة العرب والمسلمين والأمة، بل نكبة الانسانية، ما حصل قبل سبعين عاما واستمر سبعين عاما هو وصمة عار في تاريخ وفي جبين البشرية ودول العالم وحكام العالم والمؤسسات الدولية في العالم وما زال يحصل حتى اليوم، ما يجري اليوم في غزة عشرات الشهداء وأكثر من ألف جريح هو استمرار لهذا الذي حصل قبل 70 عاما، حسنا، الفلسطينيون خلال 70 عاما لم يتخلوا عن قضيتهم، ممكن إختلفوا في بعض الخيارات، لكن لم يقبل أي منهم أن تصفى القضية الفلسطينية، أو أن يحسم أمرها بمعزل عن أن الحد الأدنى أو الحد الأوسط أو الحد الأعلى، نضالهم وكفاحهم وشهداؤهم مستمر، والذي يحصل اليوم، اليوم نحن أمام تحدي أيضا في الموضوع الفلسطيني كبير وخطير جدا، هنا سنختصر لكي نتكلم فيه، لما يسمى بصفقة القرن، والذي تقول بعض الأخبار، ليس لدي معلومات خاصة، ولكن الذي يتداول على مستوى الأخبار أن ترامب سيعلن في شهر أيار، يعني في الاسبوعين الباقيين، سيعلن رسميا عن هذه الصفقة، وأن المشروع الاميركي لحل القضية الفلسطينية هو هذا، واحد أثنان ثلاثة أربعة خمسة، يا فلسطينيين ويا عرب ويا مسلمين، تقبلون بذلك أهلا وسهلا بكم فلتمضوا، لا تقبلون مع السلامة. هذا الذي سيفرض عليكم، لأن هناك شيء نسيته في المقطع الأول في الدلالات، أنه ليس هو لا يحترم بل يأخذ القرار الذي يخدم مصالحه، ويأتي ليفرضه على العالم، والذي لا يمشي معه يعاقبه، حتى ولو كان حليفا له. القضية ليست قضية أنه يريد أن يعلن حلا، هو سيعلن هذا الحل قبلتم به أهلا وسهلا، وإن رفضتموه سيحاربكم ويعاقبكم ويفرضه عليكم، هذه الخطورة التي تدخلها هذه الايام القضية الفلسطينية، حسنا، بدأ الموضوع بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واليوم نفذ، مع أنه وعد أن القصة بحاجة الى سنة أو سنتين أو ثلاثة، ولديكم وقت لكي ننفذها، كلا، أخذوا مكانا متواضعا في القدس وعجلوا نقل السفارة.

اليوم، حسنا، هذا المشروع ماذا؟ المتداول والمعروف، والذي لم يعد هناك من شيء مخفي، لا قدس لا شرقية ولا غربية، لا تتكلموا، والذي يظهر لا تحت الأرض ولا فوق الأرض، بالنسبة للمقدسات، لا قدس، القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، تريد أن تذهب الى المسجد الأقصى كمسلم تريد أن تذهب الى كنيسة القيامة كمسيحي، يجب أن ترى نتنياهو، هذا واحد، هذا محسوم عند نتنياهو، حسمه وأعلنه.

ثانيا، لا عودة للاجئين الفلسطينيين، الآن يتكلمون ماذا يفعلون في سيناء، يأخذوهم الى هناك، اللاجئون الفلسطينيون، إما توطينهم في بلدان الإقامة، إما ترحيلهم الى أماكن أخرى، لكن لا عودة لللاجئين.

ثالثا، الدولة الفلسطينية هي غزة، هذه دولة فلسطين التاريخية ومساحتها تساوي مساحة لبنان على مرتين أو ثلاثة، تنتهي غزة.

رابعا، أما التواجد الفلسطيني في الضفة الغربية يقام له صيغة، حكم ذاتي، إدارة محلية جزء ملحق بدولة غزة، أنا ليس لدي تفصيل في هذه النقطة.

خامسا، صلح، سلام شامل، وعلى كل الدول العربية والاسلامية أن تقف بالصف، وأن تعترف بإسرائيل وأن تقيم علاقات مع إسرائيل، وأن تطبع مع إسرائيل، والذي لا يقبل، العقوبات، الحصار والضغط والتآمر عليه جاهز، هذه هي صفقة القرن، يعني تصفية القضية الفلسطينية، يعني انتهت القضية الفلسطينية بهذا الشكل.

في هذا السياق الموقف ما هو لكي لا نظل في حالة تحليل وتوصيف، فلنكن واقعيين، يعني هو جدي في هذا الخيار، والأمور تمشي في سياقها الطبيعي، ما العمل وما هو المطلوب منا؟ ومن غيرنا ومن كل مسلم وعربي وكل مسيحي ومن كل شريف في هذه المنطقة؟ الذي يحصل أنه يوجد سياق لفرض هذه النتيجة، في هذا السياق أولا الضغط على إيران، الأن الضغط على إيران في القمة، نحن نعيش في لبنان وفي فلسطين وفي سوريا ربما لا نشعر بالموضوع، اليوم الضغط على إيران في القمة، يوجد عمل على الموضوع المالي على الموضوع الإقتصادي على إسقاط العملة الإيرانية وعلى هز الوضع الإقتصادي داخل إيران لإيجاد حالات إحتجاج شعبي على الحكومة وعلى النظام وبالتالي أخذ إيران إلى مكان آخر.

قمة الضغط على إيران هو الإنسحاب من الإتفاق النووي وإعادة العقوبات الأميركية والتهديد بتشديد العقوبات، يعني ليس العقوبات القديمة فقط، عقوبات جديدة على إيران.

هل الموضوع هو النووي فقط؟ وهم يعلمون انه لا يوجد نووي عسكري في إيران. الموضوع، وهو قاله ترامب ولا يوجد من داع لأحلل. تكلم بالنووي، بالسلاح النووي وهو يعلم انه كذب، وتكلم بالصواريخ البالستية وتصنيع إيران للصواريخ البالسيتية رقم إثنين، وثالثا دعم إيران لحزب الله وحماس بالإسم يعني فلسطين.

يعني يا إيراني انا مشكلتي معك ليس النووي فقط، ليس الصواريخ البالستية ومداها وصنعها وعددها، انا مشكلتي ومن مشاكلي الأساسية معك دعمك لحركات المقاومة في المنطقة.

عندما يقول حماس، هو بالحقيقة ليس فقط حماس، هو يقول حماس، الجمهورية الإسلامية تقف إلى جانب كل الشعب الفلسطيني إلى جانب كل فصائل المقاومة في فلسطين، وتدعم كل من يؤمن بخيار المقاومة في فلسطين.

إذا هذا الضغط على إيران، ضغط على إيران تريد أن نعود إلى الاتفاق؟ تريد ان لا نقيم عقوبات؟ تريد أن لا نظل ضاغطين عليك بسعر العملة بالدولار؟ تريد أن نسمح للشركات الاوروبية أن تكمل عندك في إيران إستثمار وتجارة؟ إترك لنا فلسطين، اتركهم لهؤلاء الجماعة هذا واحد.

ثانيا، مواصلة الضغط على سوريا، إشغالها. سوريا تقترب من الإنتصار، بعدها يقوم بفعل حجة الكيماوي ليخرج ويهدد ويرعد ويقصف، ولولا بعض المخاوف لما إكتفى بما قصف.

الأميركي يريد أن تبقى القيادة السورية، الرئيس بشار الأسد، الدولة في سوريا، الجيش في سوريا، الشعب في سوريا، تبقى تستنزف في المعركة الدخلية من أجل تحييد سوريا من هذه المعادلة.

ثالثا، مواصلة الضغط على حركات المقاومة في المنطقة وبالخصوص في لبنان، اقاموا لنا عقوبات بنكية والأن يعدوننا بقانون جديدة للعقوبات في الكونغرس ويهددوا كل شخص لديه علاقة بحزب الله بالموضوع المالي وغيره، وأنتم بتم تعرفون هذا الموضوع وتكلمنا عنه كثيرا ولكن الأخطر انه صرلنا مدة، يا أخي والله لا يوجد شيء، وإذ كل يوم تسمع إذا أردنا أن نفعل حرب مع لبنان، إذا يصبح بلبنان، سنعيد لبنان إلى العصر الحجري وسنفعل وغيره من هذا التهويل، هذا شو؟ هذا بهذا السياق، انه انظروا أيها اللبنانيين، أنظر يا حزب الله، إقعدوا عاقلين، إقعدوا جانبا، لا تقف أنت وتقول إنك تريد أن تساند الفلسطيني، وتقدم لهم دعم ومساندة وتأييد بالأشكال المختلفة. إذا ايضا الضغط على لبنان.

واخيرا تشديد الحصار على الفلسطينيين في غزة إلى حد تجويعهم. غزة اليوم تواجه حالة تجويع، غزة مع الوقت ستقترب إلى الوضع الذي يعانيه الشعب اليمني، إلى هذا الحد الوضع في غزة صعب وقاسي، يأتي وقت وليس لدى الناس المال لتأكل، والان ليس لها الأموال لتأكل، ماذا يعني؟ يعني آما نأخذ غزة إلى الإخضاع والإركاع من خلال التجويع ونجعلها تستسلم وتوقع، أو نأخذها إلى الإنفجار الداخلي.

وحسنا فعلت قيادات المقاومة في غزة وإنها حولت التهديد بالإنفجار الداخلي إلى فرصة من خلال مسيرات العودة التي ستصل إلى ذروتها يوم الغد، لكن هذا مستمر، هذا ضمن الرؤية، هذا ضمن المشروع.

كذلك الضغط على كل الفلسطينيين، سلطة، ومنظمة تحرير، وداخل، وخارج، وشتات، وضغط معنوي، ونفسي، ومالي، وحصار، وإلى آخره.

المطلوب من الفلسطيني اليوم، وهذا عندما نأتي بالموقف، المطلوب من الفلسطيني اليوم يريدون ان يحاصروه ويضغطوا عليه ويجوعوه ويركعوه ويذلوه فقط من أجل أن يأخذوا توقيعه، "هذا التوقيع هذا كثير غالي، هذا كثير غالي".

إضافة في هذا السياق الذي يحصل هو المزيد من المساندة العربية، والخليجية، للمشروع الأميركي الإسرائيلي في صفقة القرن هذا ايضا بالسياق.

وأسوأ ما يفعله بعض دول الخليج أمران:

الأمر الأول: وانا كنت قد أشرت له قبل عدة سنوات، هو التغطية الدينية، والشرعية، يعني التبرير الديني للإستسلام لإسرائيل.

انظروا عندما ذهب أنور السادات وأقام الصلح، دولة سياسية، رئيس علماني أقام صلح مع إسرئيل، لم يفعل لها غطاء ديني، وغطاء إسلامي، وغطاء شرعي، واستنتج أن الله يريد هكذا، والنبي يريد هكذا، وصحابة النبي يريدون هكذا. كلا، أقصى شيء ربما في خطابات أنور السادات حاول أن يستفيد من الآية وقالها باللهجة المصرية " وإنْ جنحوا للسلْم فاجْنحْ لها" وإنتهى الموضوع.

الملك حسين عندما أقام صلح رسمي مع إسرائيل بوادي عربة، لم يجلب كل المؤسسة الدينية وقال أن هذا يرضي الله والنبي وأهل البيت والصحابة ـ وهو كونه الملك الهاشمي ـ وبنو هاشم وأبائنا وأجدادنا هذا يرضيهم وغيره، أبدا يوجد دولة ذهبت وأقامة صلح. هذا كنت أقوله قبل عدة سنوات.

المصيبة اذا السعودية دخلت على هذا الخط، هنا المصيبة لأنه سيطلع المفتي الأكبر وستطلع هيئة كبار العلماء وسيطلع كبار العلماء والفقهاء والمفتين وعلماء الحديث ومفسري القرأن مثلما بدأ الأن، الأن ما الذي صدر؟ وهذا قاله محمد بن سلمان وتكلم مع المشايخ قبل.

طلع يا إخواننا، أيها العرب، أيها المسلمون، ترى أنتم مخطئين هذه فلسطين حق لهم للجماعة، حق لليهود، هذا حق لهم، هذا حق آبائهم، وأجدادهم، والله هو الذي أعطاهم إياها، والقرأن يقول هكذا ـ انظروا إلى التضليل ـ والقرأن يقول هكذا ويستشهد لك بالآيات القرأنية.

يوجد شخص غبي يسمي نفسه مفكر إستراتيجي خليجي، انا رأيته على التلفاز، يقول ذكرت إسرائيل في القرأن 38 مرة ولم يذكر كلمة فلسطين في القرأن، اذا الحق مع من؟ يعني هذه فلسطين لليهود، ما علاقاتكم أنتم بها؟ خلص ردوا الحق إلى أصحابه.

يعني نحن ماذا نستنتج؟ انظروا عندما دخلت السعودية أصبح الدين والقرأن والتاريخ والوعد الإلهي يعطي الحق لليهود، وبتنا نحن المسلمين قبل عام 1948 وعلى مئات السنين مغتصبين فلسطين، وسالبينهم ما هو حق لهم، وعلينا أن نعتذر منهم، ونقدم لهم التعويضات ايضا، وسيدفعها محمد بن سلمان.

هذا الذي يحصل الأن، انا قلت وكنت في جلسة مع أحد كبار إخواننا من علماء السنة قلت له انه في حال أحد لديه علاقة مع السعودية، يقول لهم يا أخي الذي دخل فلسطين، وحرر القدس، وأدخلها في الدولة الإسلامية الكبرى، هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، يعني على مهلكم، من المحتل لفلسطين؟ من الذي سلب لهم حقوقهم؟ من الذي نزع منهم هذا الحق التاريخي؟

للأسف الشديد وصلنا إلى أن هذا حقهم التاريخي، انا سمعت أحد الكبار في السعودية يقول على التلفاز يجب أن نعترف كما أن مكة مدينة مقدسة عند المسلمين، والمدينة مدينة مقدسة، وهذا حقنا، القدس وبيت المقدس مدينة مقدسة عند اليهود، ويجب أن تسلم لهم.

يوجد إحترام وتواضع وكرم، هذا الكرم العربي لا نراه إلا مع العدو، هذا الأمر الأول الأسوأ.

والأمر الثاني الأسوأ أن هذه الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية هي تقود المنطقة إلى عدو إخترعته وإلى حرب تريد أن تجر العالم إليها مع إيران.

هؤلاء جاهزون ليدفعوا مئات مليارات الدولارات لأميركا، فقط لأن تأتي وتقيم حربا مع إيران، بعيدا عن فلسطين بعيدا عن القضية الفلسطينية، هذا يمشي ضمن السياق.

الموقف، لنكون واقعيين ونستفيد منذ عام 1948 إلى اليوم، منذ سبعين سنة، ومن تجربتنا في لبنان، الشعب الفلسيني، أيها الشعب الفلسطيني، الشعب اللبناني، الشعب السوري، شعوب المنطقة، الشعب الإيراني لأنه اليوم في قلب التحدي، كل شعوب المنطقة، اي رهان على قانون دولي مؤسسات دولية منظمات دولية "حكي فاضي".

ونزيد اي رهان على أنظمة عربية بالأعم الأغلب "حكي فاضي"، نتكلم تجربتنا، تجربة الفلسطينيين.

الرهان اذا بكلمة مختصرة على موقف شعوبنا، وموقف بعض الدول، وموقف حركات المقاومة، هذا الذي يعطي نتيجة، وهذا الذي يغير المعادلة.

انا لا أتكلم لأبعث الأمل، انا أتكلم لأقول أن التجارب تقول أن الأمال مفتوحة أمامنا وبشكل كبير جدا.

اليوم مطلوب موقف في مكانين، المكان الأول هو الفلسطيني، الفلسطيني ليس مطلوب منه الأن أن يقوم بحرب، ولا ربما يطلق إنتفاضة مسلحة ولا شيء. هذه الإنتفاضة الشعبية مطلوبة منه وحتى لو لم يقم بها.

المطلوب منه شيء واحد، هذا الذي يعطل صفقة القرن، طبعا اليوم عنما نزلوا، ومن أسابيع ينزلون، هذا يحطم صفقة القرن، ويكسرها.

لكن يوجد شيء واحد اصلي، هذا يمنع صفقة القرن أن تتحقق حتى لو أجمع عليها كل العالم، وصارت قرارا في مجلس الأمن الدولي، هو أن لا يوقع الفلسطيني، لا يوقع، لا رئيس السلطة الفلسطينية، ولا رئيس منظمة تحرير، ولا أمين السر، ولا فتح، ولا حماس، ولا الجهاد، ولا احد.

ان لا يوقع الفلسطيني الذي يقدم نفسه للعالم أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

اذا لم يوقع لن يحصل شيء، "صرلها" إسرائيل محتلة فلسطين وفي ظهرها الجولان، وايضا في ظهرها كان جزء من لبنان، وما زالت مزارع شبعا، وخير إن شاء الله، وبقيت القضية حية، وحركات المقاومة كبرت، وأصبحت أقسى عودا وأقوى وقودا، ووعي الأمة كبر.

الحكام لم يتغير شيء فيهم، الحكام إنكشفوا، لم يتغير جوهرهم وحقيقتهم، هذه حقيقتهم منذ زمن.

اذا الموقف الأول الذي يبنى عليه الموقف الثاني هو أن الفلسطيني لا يوقع في حال جاء الف ترامب وألف نتنياهو وألف محمد بن سلمان لا يستطيعوا أن يفرضوا على الفلسطيني تصفية القضية الفلسطينية.

والموقف والمكان الثاني هو محور المقاومة، الجمهورية الإسلامية في إيران، الجمهورية العربية السورية، في لبنان، في العراق، في اليمن، شعوبنا في المنطقة من البحرين إلى شمال افريقيا إلى تونس إلى مصر إلى غيرها، محور المقاومة في دوله وأحزابه وشعوبه يبقى واقفا صامدا لا يخضع، لا يركع، لا يستسلم، حتى لو عاقبوه، حتى لو حاصروه، حتى لو أسقطوا له سعر عملته، حتى لو أطالوا عليه الحرب في سوريا، وفي اليمن، حتى لو ظلموه، وسجنوه، لكن هو يتمسك بهذا الحق، ولا يتنازل عنه. هذا المطلوب حتى نعبر هذه المرحلة ويمكننا أن نعبر هذه المرحلة.

في عام 1996 إجتمع العالم كله في شرم الشيخ، كل العالم، وقيل في ذلك الوقت أن التسوية انتهت. الموضوع الفلسطيني نتهى، والعالم حسم خياره، لكن المواجهة التي حصلت في لبنان، والتي حصلت في فلسطين، وصمود سوريا، وصمود إيران. هذا الذي كان يقول قاب قوسين او أدنى إنتهاء القضية الفلسطينية في عام 1996، ذهب كل شيء الأن نحن في عام 2018.

المشروع الحالي مثلما يقولون بعضهم، وهذه ليس تعبيراتي وأدبياتي انا ولكن أستعيرها، يقولون المشروع الحالي له مثلث من ثلاثة أضلع: ترامب، ونتنياهو، ومحمد بن سلمان. أي واحد من هؤلاء الثلاثة يسقط، هذا المشروع إحتمال قوي انه يسقط، في حال لا اريد أن أجزم.

لكن هؤلاء الثلاثة لنتكلم بالواقعية سياسية، ترامب مهزوز بأميركا فضائح، ومشاكل، وغيره، وغير معلوم إلى أين يأخذ العالم، وإلى أين يأخذ أميركا بوضعه الداخلي. نتنياهو، ملفات الفساد عليه "هلقد" (كثيرة) ويحاول أن يستقوي بالإنجازات السياسية لينقذ نفسه من ملفات الفساد. ومحمد بن سلمان، الله أعلم ماذا يوجد في السعودية، على كل حال خير إن شاء الله بعد الملك سلمان نرى .. لا يوجد ضلع من هؤلاء الثلاثة متين ومتماسك وثابت وراسخ القدم في موقعه، أضف الى ذلك كل مشاريعهم بالمنطقة سقطت وفشلت وضاعوا وضيعوا حلفاءهم وضيعوا ادواتهم، واليوم محور المقاومة اقوى من اي زمن مضى، وبعد الذي صار في سوريا قبل أيام والذي يحصل اليوم في غزة اقول لكم: ايها الاخوة والاخوات انا اليوم قلبي أقوى بهذه النقطة، لا تصغوا اليهم .. هذا التهويل الاسرائيلي بالحرب والتهديد بالحرب والوعيد ونعمل ونساوي عاليها سافلها ونقلب الميمنة على الميسرة هذا بالاعم الاغلب انا واحد من الناس واناقشه مع اخواني اصبحت مقتنعا بان هذا الكلام فارغ .

اذا كان هناك احد اكثر خشية بالمنطقة في الذهاب الى حرب فهي اسرائيل، ولذلك ترون الذي يكون خائف كثيرا يصرخ عاليا ويهدد ويرعد ويعرض عضلات ويسب ويشتم حتى لا يقترب منه أحد، وان اقترب منه أحد ينضب.. نحن آمالنا كبيرة، نحن لدينا رجال في لبنان وفي كل منطقة أمثال السيد مصطفى بدر الدين الشهيد القائد الشجاع الحازم صاحب البصيرة . ولدينا رجال كثر أمثال الحاج عماد مغنية، من رفاقهم وإخوانهم، ولدينا علماء وقادة وكبار وشخصيات وأجيال، وانا أعرف أجيالنا الجديدة هي أكثر حماسا واندفاعا واستعدادا للتضحية. والموضوع لا يوجد فيه تراجع رغم كل الذي يفعلونه، من شبكات تواصل اجتماعي واللعب والتخدير والتمييع الاخلاقي والمخدرات، جيلنا الجديد هو أقوى من هذا وأقوى من الأجيال السابقة .. لذلك، لا، الآمال لدينا مفتوحة، المطلوب أن نصمد، وأن نبقى في هذا الموقف .

كلمة اخيرة بالموضوع اللبناني ثلاثة اسطر : من يوم الاثنين انتهت الانتخابات اي منذ اسبوع (بدها كم يوم حتى ينتهي العد ) لان هناك أناسا منشغلين بعد الاصوات، ولا شغل لنا بهذا الموضوع، وهناك اناس منشغلون بعد الكتل والذي نراه تنام الكتلة على عدد معين من النواب وتستيقظ في اليوم الثاني وقد أصابها نقص. خلال أيام قليلة يعرف حجم الكتل، وتتشكل كتل أخرى. انا اعتقد من اليوم لحين الجلسة مع انتهاء ولاية المجلس الحالي لانتخاب رئيس جديد الكتل النيابية تأخذ أشكالها وأحجامها الطبيعية.

اذن سننتظر بضعة أيام ثم نذهب لانتخاب رئيس، أعتقد ان موضوع الرئيس محسوم والذي سيكون دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري. ثم سننتخب نائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس، على الأعم الأغلب أنا أعتقد انه لن يكون هناك مشكلة على نائب الرئيس وسيصار الى نوع من التواصل والتفاهم، وتقطع الأمور إن شاء الله على خير من دون معركة انتخابية على الاقوى، وانا لا اجزم بشيء لكن المناخ مبدئيا هكذا .

ثم نذهب الى الاستشارات الحكومية، يتقدم اسم رئيس حكومة وتتشكل الحكومة. ومن الطبيعي أن يأخذ هذا الأمر بضعة أيام، ونحن موقفنا واضح أيضا، لانه الان توجد أسئلة بالكواليس، بعض الجهات السياسية تسأل، وبعض وسائل الاعلام تسأل، ولدينا معطيات أن بعض الدول الاقليمية تتحدث بلغة انه لا تستعجلوا يا جماعة، يعني دول اقليمية معادية لنا، لا تستعجلوا بتشكيل الحكومة، واذا قادرون ان تأخذوا البلد إلى مأزق وإلى أزمة وو.. بحجة انه اليوم تكونت أغلبية معينة في المجلس النيابي، لماذا نسمح لهم ان يعبروا عن هذه الاغلبية؟ وهذه الكتل؟ وهذه الوجودات في حكومة جديدة؟ .. الاصغاء الى هذا الكلام لا يخدم المصلحة الوطنية على الاطلاق . المصلحة الوطنية في لبنان هي ان تشكل الحكومة الجديدة دون أي تأخير . وان نتعاون جميعا لتشكيل حكومة لبنانية حقيقية تستطيع ان تفي بوعودها والتزاماتها بدون أي تأخير وهذا هو موقفنا.

الان ان شاء الله العالم تهدأ، مثلما قلنا تنتهي الاحتفالات والانتصارات وترتاح ماكينات العد والحسابات وتتشكل الكتل ونعود ونرجع الى اعادة تشكيل السلطة الجديدة في المجلس النيابي في الحكومة الجديدة، والمفترض أن أجواء البلد ان يكون هناك تعاون. ودعوني أحسم هذه النقطة بأن تكون هناك أجواء تعاون وتوافق وتفاهم ولا احد يأخذ البلد الى صراعات، لاننا نرى كل المنطقة من حولنا، واذا ذهبنا الى أزمات سياسية حادة وصراعات وأولويات لا تمت لأولويات الشعب اللبناني بصلة، "منكون عم نضيع بلدنا ونضيع أنفسنا". المطلوب من الكل ان شاء الله روح التعاون، والوعي، والنظرة الى الوضع الداخلي مع الأخذ بالاعتبار التطورات في المنطقة. رحم الله شهيدنا القائد الاخ الحبيب والعزيز السيد مصطفى بدر الدين السيد ذوالفقار أسكنه الله فسيح جنته وحشره مع رسول الله واهل بيته الاطهار واوليائه الصالحين والشهداء الاعزاء ونؤكد له التزامنا وطريقنا ووفاءنا وبقاءنا في هذا الطريق. ان احلامك الكبرى يا سيد يا حبيب يا عزيز تتحقق يوما بعد يوم في زمن الانتصارات يوما بعد يوم والتي صنعتها دماؤك ..