المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may12.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الأعميان: حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/إيران إلى إيران منكسرة وحزب الله إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/إيران “التمر من ورق” ترد على الغارات الإسرائيلية بصواريخ حوثية على السعودية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: الحياة السياسية محكومة بثنائية نهجَي السيادة و"الممانعة"

الثورة البيضاء وسياسة القضم البطيء/ادمون الشدياق/فايسبوك

المعركة بين اسرائيل وايران تحدث على أراضي وأجواء بلد ثالث/د.منى فياض/فايسبوك

اليونيفيل: الحدود اللبنانية - الاسرائيلية "هادئة" 

البنتاغون: سنواصل دعم الجيش اللبناني  

متهما المشنوق بالزعبرة والتلاعب بالنتائج.. ريفي: نحضر للطعن بالانتخابات ونملك الدلائل

الحريّة والتجربة الحزبية/إيلي الحاج/مدى الصوت

بالأرقام: هذا عدد الأوراق اللاغية والأوراق البيضاء

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 11/5/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 ايار 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 201

اللبنانيون يخشون دفع ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي

ثلاثة خيارات مرّة أمام الحريري الضعيف

هكذا ستتموضع "القوات" في المرحلة المقبلة

نتائج الإنتخابات أنهكت قوى السلطة

توجّه لحصار جبران باسيل في المرحلة المقبلة

صواريخ سوريا ضربت المواقع الاسرائيلية في الجولان فهل سقط اتفاق الفصل؟ الحكومة المقبلة لن تتألف الا على اساس المقاومة والإنماء

قاتل علاء ابي فرج أصبح في سوريا

تكتل شمالي في وجه الحريري- باسيل: من يضم؟

التيار يتحدى بري في جلسة انتخابه رئيساً للمجلس؟

الاحباش- طرابلس: الطعن في نيابة ديما جمالي

النائب مصطفى الحسيني مع من؟ هذا ما قاله لـ"المدن"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: الفرصة سانحة لاقتلاع إيران من سوريا

البيت الأبيض: حان الوقت كي تضغط الدول المسؤولة على إيران  

عقوبات أميركية جديدة على 6 أفراد من فيلق القدس و3 كيانات إيرانية

ظريف في موسكو الاثنين وبروكسل الثلثاء!

استقالة مسؤول التفتيش بوكالة الطاقة النووية

إسرائيل تحرج إيران وتنشر صور قواعدها المدمرة بسوريا

 موسكو: لا حاجة لسوريا بالـ"S-300"

إيران ترقص على حافة البركان حافية القدمين

أبرز الضربات الإسرائيلية في سورية منذ العام 2013

توتر ينذر بحرب شرق أوسطية إذا لم تنسحب إيران من سوريا

عشر دول ترفض المشاركة في مراسم نقل السفارة الأميركية إلى القدس

غزة اليوم في"جمعة النذير"..تمهيداً ل"مليونية العودة"

ابن الـ 4 سنوات يُحاكم بمصر ... والتهمة تقبيل زميلته!

خاتمي: إذا تصرفت إسرائيل بحماقة سندمر تل أبيب وحيفا

الكونغرس الأميركي يفتقد صوت السناتور الجمهوري جون ماكين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«القوات» للحريري: لا شيكات على بياض/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

ترامب يطالب حلفاءه العرب بجهد أكبر في مــواجهة إيران/بيتر بايكر/نيويورك تايمز/جريدة الجمهورية

مجانين .. على طاولة قمار/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

«شهداء» 6 أيار/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

استراتيجيا الدفاع» عن إيران والانتخابات/وليد شقير/الحياة

انتخابات لبنان وتحديات المنطقة/رندة تقي الدين/الحياة

هل تمّت انتخابات لبنان في سورية وإيران/سميرة المسالمة/الحياة

عن كتاب، هل الربيع العربي ثورة/الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد

هل بات «حزب الله» يهيمن على لبنان/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الانتخابات النيابية بلا بداية ولا نهاية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ليلة القبض على "المسيح اللبناني"/عقل العويط/النهار

المعارضات البيروتية توحّدها المصيبة: إلى الطعون/ميسم رزق/الاخبار

رسائل أميركية عاجلة من «بيونغ يانغ» الى طهران/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الانتخابات العراقية والحكومة الضعيفة في المجتمع القوي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

مع من تقف: إيران أم إسرائيل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هل هناك موقف عربي «أصلاً» تجاه إيران/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

حول الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني/د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط

بين مطرقة العقوبات وسندان «الحرس الثوري»/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

توقيع ساركوزي/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري من بعبدا: أي طلبات مسبقة عن الحقائب لا قيمة لها وجلسة لمجلس الوزراء الاربعاء

بري استقبل الحريري وعرض معه الاوضاع ومرحلة ما بعد الانتخابات

بري استقبل سفراء السعودية والامارات والعراق ونوابا مهنئين ومخزومي أكد دعم انتخابه رئيسا للمجلس

الديمقراطي: من يطلب تدخل رئيس الحكومة التدخل في حادثة الشويفات أولى به أن يطلب رفع الحصانة عن نائب الفتنة

التقدمي:الحريري لا يستطيع ان بقف محايدا ازاء جريمة الشويفات

التقدمي والشويفات ودعا علاء ابي فرج العريضي: لن نسمح لأحد بسرقة انتصارنا في الانتخابات ولا في تشكيل الحكومة

قاسم دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي نتائج الانتخابات: المجلس النيابي الجديد يشكل حصانة أكبر لمصلحة المقاومة

الراعي التقى رئيس مجمع الكنائس الشرقية: مسيحيو الشرق يدفعون ثمن الحرب في العراق وسوريا ساندري: لبنان لا يمكن أن يسقط

 الراعي استقبل فوشيه وهيئات فريد الخازن أعلن ولادة كتلة قلب القرار مع الحسيني: الانتخابات وراءنا والمطلوب خطة إنقاذية

اختتام اعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية بتوصيات باسيل: كل ما نقوم به لا يفي حجم المنتشرين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
عجيبة شفاء الأعميان: حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا

إنجيل القدّيس متّى09/من27حتى35/"فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرُخَانِ ويَقُولان: «إِرْحَمْنَا، يَا ٱبْنَ دَاوُد!». ولَمَّا جَاءَ إِلى البَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَان. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي قَادِرٌ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟». قَالا لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ». حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!». فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. وٱنْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «أُنْظُرَا، لا تُخْبِرَا أَحَدًا». ولكِنَّهُمَا خَرَجَا ونَشَرَا الخَبَرَ في تِلْكَ الأَنْحَاءِ كُلِّهَا. ولَمَّا خَرَجَ الأَعْمَيَان، قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَمْسُوسًا أَخْرَس. وأُخْرِجَ الشَّيْطَانُ فَتَكَلَّمَ الأَخْرَس. وتَعَجَّبَ الجُمُوعُ فَقَالُوا: «لَمْ يُرَ شَيْءٌ مِثْلُ هذَا في إِسْرَائِيل». أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فَكَانُوا يَقُولُون: «إِنَّهُ بِرَئِيْسِ الشَّيَاطِيْنِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِين».وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة." 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

إيران إلى إيران منكسرة وحزب الله إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/11 أيار/18

العنجهية الفارسية الفارغة ادت تاريخياً إلى كل هزائم إيران والآن هي تتحضر بنفخة صدر غبية لهزيمة جديدة في سوريا ولبنان والعراق والخليج.. واقعتي داريس والإسكندر وكسرا وهريكل سوف تتكرران وبنفس السيناريو.

 

هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/10 أيار/18

الهدف اليتيم الذي تحقق بنسبة 90% من هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" هو إلغاء تمثيل المسيحيين المستقلين واستنساخ الثنائية الشيعية.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

إيران “النمر من ورق” ترد على الغارات الإسرائيلية بصواريخ حوثية على السعودية/الياس بجاني/10 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%86%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1/

 

إيران “النمر من ورق” ترد على الغارات الإسرائيلية بصواريخ حوثية على السعودية

الياس بجاني/09 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64515/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89/

للعقال وللذين يستعملون عقولهم وليسوا من الحالمين والواهمين والخياليين فقد كدت السنوات الماضية عملياً وفي لبنان وسوريا وغزة وسوريا تحديداً أن الحكام في إيران وكذلك وكلائهم في لبنان (قادة حزب الله) هم أسوأ بمليون مرة، وربما أكثر بكثير من طاقم القادة العرب الدكتاتوريين والقمعيين والعسكر والأباطرة الثوريين والقومجيين المنافقين، ومعهم إعلامهم و”صحافهم العراقي”، و”أحمد سعيدهم المصري” في التسويق بغباء وجهل لأوهام العظمة والتباهي بما لا يملكون والتهديد بما ليس بقدرتهم الإيفاء به ….

وبالتالي فإن قدرات إيران العسكرية كما يتبين كل يوم هي ضعيفة للغاية، ويمكن الاستنتاج بأن جمهورية الملالي هي عسكرياً مجرد نمر من ورق لا أكثر ولا أقل..

كما أن حزب الله الإرهابي والذي هو وكيل هذا النظام في لبنان ليس قوياً كما يدعي ويتباهى، بل أن من يدعي باطلاً معارضته في لبناننا المحتل من طاقمنا السياسي والرسمي والديني هو واهن وضعيف وجبان ولا يصلح ليكون في مواقع القيادة.

وفي هذا السياق الواهم فها هي إيران ترد على غارات إسرائيل المتكررة على قواعدها العسكرية في سوريا..ترد بإطلاق صواريخ حوثية بالية على السعودية.

يبقى إن جنون عظمة الملالي العسكرية في إيران هو وراء تهديداتهم بتدمير إسرائيل والسعودية ودول الخليج العربي خلال دقائق..

هؤلاء الحكام الفرس الملالويين، وكذلك وكلائهم من المرتزقة والطرواديين في كل من لبنان وسوريا وغزة واليمن هم واهمون ومنافقون ويتاجرون بقضايا ومقدسات وشعوب المنطقة ويسوّقون لأوهام جنون العظمة لا أكثر ولا أقل.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: الحياة السياسية محكومة بثنائية نهجَي السيادة و"الممانعة"

وطنية/11 أيار/18 /رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح أن "التكبير المصطنع لبعض التكتلات النيابية عبر استجماع أعضائها من مواقع متفاوتة غير متجانسة بهدف تحصيل حقائب، لا يؤدي إلى استقامة الحياة السياسية وانتظام عمل المؤسسات". وقال: "إن أعضاء هذه التكتلات يلتقون على مسألة ويتفرقون على مسائل، ولا يمكن البناء على استمراريتهم. فالاستقرار السياسي لا يعيش في المساحة الرمادية بل يتطلب التزام خط واضح في القضايا المحورية". وختم: "لذلك، من المرجح أن تبقى السياسة العامة متمركزة بين النهجين الأساسيين، السيادي والممانع، أو وفق الترسيم الميت - الحي 14و8 آذار، على أن يستمر تقاطع الجبهتين وتلاقيهما في بعض ملفات مكافحة الفساد وترشيد إدارة الدولة، كما حصل أحيانا في الحكومة الراهنة".

الثورة البيضاء وسياسة القضم البطيء

ادمون الشدياق/فايسبوك/11 أيار/18

الثورة الخمينية بايران سميت عند حصولها الثورة البيضاء لأنها حصلت على دفعات وبوتيرة بطيئة وبدون عنف بل باختراق معظم مؤسسات الدولة الايرانية وسائر فئات المجتمع الايراني ومن خلال كاسيتات كانت توزع على التاس ليثوروا على الشاه. كانوا يعدون الناس بالاعتدال وبالمن والسلوى ولكن بعد الانقلاب على الشاه والقضاء على الحكومة الانتقالية بدأ كابوس العنف والاعدامات والتصفيات حتى صفى الخميني كل معارض له او مفكر حر على كافة الاراضي الايرانية. نحن نضحك اليوم ونستخف بسياسة وضع يد حزب الله بخطوات بطيئة والاختراقات المموهة على لبنان ولكننا يجب ان نأخذ هذه الاختراقات بكثيرمن الجدية والإلتزام ونعمل على احباطها ومنعها والا سيأتي يوم لن نعود قادرين وكما الشعب الايراني على محاربتها. انها سباسة حائك السجاد الايراني البطيئة ولكن الفعالة. ان لم نكن حكماء ومتيقظين سنفيق يوماً ونحن لا حول لنا ولا قوة. الذمية والتعامي وسياسة النعامة تشل الحركة وتعطل العقل وتكبل الارادة وتدفعك لتبني اقل الحلول خطراً ومجازفة ولكنها في النهاية تؤدي بك الى الموت والاضمحلال فيجب ان نواجه الحقيقة بشجاعة ونتصرف على اساسها وهذا ما فعله اجدادنا ان اردنا ان يبقى لنا بلد حر سيد مستقل.

 

المعركة بين اسرائيل وايران تحدث على أراضي وأجواء بلد ثالث

د.منى فياض/فايسبوك/11 أيار/18

احداثيات: المعركة بين اسرائيل وايران تحدث على أراضي وأجواء بلد ثالث، رئيس سوريا الفاقدة للسيادة، بشار الأسد، تحدث لصحيفة يونانية قبيل المعركة من انه «ليس قلقا» من احتمال وقوع حرب عالمية ثالثة «لأنه لحسن الحظ هناك قيادة حكيمة في روسيا».

القيادة الحكيمة نفسها كانت تستضيف بنيامين نتنياهو الذي زعم أنها لن «تحد» من هجماته على سوريا (ضد إيران وحلفائها طبعا)، وما تبع ذلك اللقاء ، يؤكد هذا الزعم، فالناطق باسم الرئاسة الروسية طالب إسرائيل وإيران «بضبط النفس وحل خلافاتهما بالوسائل الدبلوماسية».

أما علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، فكان يحتفل بنتائج الانتخابات بالقول: “الانتخابات النيابية في لبنان هي “لا” بوجه الولايات المتحدة والصهيونية”!!

فلا حول ولا قوة .

 

اليونيفيل: الحدود اللبنانية - الاسرائيلية "هادئة" 

الجمهورية/12 أيار/18/أكدت بعثة الامم المتحدة في جنوب لبنان، انها تُراقب الحدود الجنوبية مع إسرائيل عن كثب، مشيرةً الى ان المنطقة "هادئة"، غداة غارات على مواقع اعتبرت اسرائيل انها إيرانية في سوريا. وأثارت الغارات التي شنتها إسرائيل في الساعات الاولى الخميس، مخاوف من احتمال قيام "حزب الله"، الحليف القوي لإيران، برد من مواقعه في جنوب لبنان. وقال اندريا تينيتي، المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة الموَقتة في لبنان (يونيفيل): "إننا نُراقب الوضع بشكل عام، ولكن فيما يتعلق بمنطقتنا، الوضع هادئ". واضاف تينيتي لوكالة "فرانس برس"، ان القوات الدولية لم تُضاعف دورياتها في الجنوب، والتي يبلغ عددها نحو 450 دورية في اليوم. وأنشأت قوات اليونيفيل عام 1978 وتم تعزيزها بعد حرب 2006، ومهمّتها ضمان وقف اطلاق النار ومراقبة الانسحاب الاسرائيلي من منطقة منزوعة السلاح على الحدود. وتضم اليونيفيل حالياً 10 آلاف و 500 عنصر على الارض، يُراقبون وقف اطلاق النار ويُساعدون الجيش اللبناني في مراقبة أمن الحدود.

 

البنتاغون: سنواصل دعم الجيش اللبناني  

الجمهورية/12 أيار/18/أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الجيش الأميركي ملتزم بدعم ومساعدة القوات المسلحة اللبنانية على الرغم من المكاسب التي حققها "حزب الله" المدعوم من إيران وحلفاؤه في الانتخابات البرلمانية. وقالت اللفتنانت كوماندر ريبيكا ريبرتش المتحدثة باسم "البنتاغون" في بيان إن "الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بدعم السيادة والاستقرار والأمن ومؤسسات الدولة في لبنان بما في ذلك القوات المسلحة اللبنانية بصفتها القوات المسلحة الشرعية الوحيدة في الدولة اللبنانية". وأضافت أن "تعزيز العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة ولبنان اكتسب أهمية إضافية في ضوء التهديدات المستمرة القادمة من سوريا بما في ذلك التحديات المستمرة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية والعدوان الإيراني". وقالت إن الولايات المتحدة ولبنان يتشاركان في هدف بناء قدرات القوات المسلحة اللبنانية بصفتها "المدافع الشرعي الوحيد عن السيادة اللبنانية". وقدمت الولايات المتحدة أكثر من 1.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية للبنان منذ عام 2006.

 

متهما المشنوق بالزعبرة والتلاعب بالنتائج.. ريفي: نحضر للطعن بالانتخابات ونملك الدلائل

المركزية/11 أيار/18/اتهم الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في تصريح، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ب"التلاعب في نتيجة الإنتخابات النيابية"، وقال: "اللعبة أصبحت مكشوفة. لم يتركوا وسيلة إلا واستخدموها لدرجة أنهم بدلوا الصناديق واشتروا أصواتا وكذلك نخبوا أشخاصا على أسماء أشخاص آخرين، كما تم إخراج مندوبينا من المراكز كي لا يكون شاهدين على تبديل الصناديق، ولدينا كل الدلائل". وتابع: "لقد اعتمدوا أسلوب الزعبرة في الانتخابات وبدلوا الكثير من الصناديق التي يميل التصويت فيها لصالحنا في أغلب المراكز"، وقال: "هناك فريق قانوني يحضر ملفا لتقديم الطعن خلال أيام، وسنعقد مؤتمرا صحافيا للحديث فيه عن كل التفاصيل بعد صياغة الطعن بشكل قانوني". وكشف ريفي عن معلومات تفيد بأن "المشنوق لم يفز في الإنتخابات في بيروت الثانية، وتلاعب بالأوراق حتى يكون ناجحا وأيضا حتى يكون متقدما على المرشح الأرثوذكسي نزيه نجم". وتوجه الى المشنوق قائلا: "أنت بلا أخلاق ولا أمانة، وأنت ساقط وعميل وستدفع الثمن". أضاف: "هذه الإنتخابات التي جرت لم نشهد مثيلا لها حتى في أيام النظام السوري، ووزير الداخلية كان أسوأ من المخابرات السورية وكذلك عقله أسوأ من المخابرات السورية". وتابع: "إذا كان المشنوق يعتقد أنه منع وصولي إلى البرلمان نقول له إن البرلمان الحقيقي هو مع أهلنا الشرفاء والأحرار، وسواء كنا في البرلمان أم لم نكن سنبقى نوصل صوتنا إلى حيث نريد. أنتم عملاء صغار وأدوات للمشروع الإيراني، فيما نحن سنبقى نواجه هذا المشروع. أنتم أشباه رجال، وعندما سقطتم في الفساد والمصالح الخاصة أصبحتم ضعفاء لا تمثلون طرابلس ولا بيروت ولا تمثلوننا". وتوجه ريفي إلى أهالي بيروت متحدثا عن "عدم الخروج إلى صناديق الإقتراع والإعتكاف في المنازل لشدة اليأس"، منتقدا "عدم تحريك أي ساكن من قبل أجهزة الدولة الأمنية أو أي جهة معينة، لمنع حصول 7 أيار 2018 وإهانة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والصعود على تمثاله ووضع علم حزب الله عليه في بيروت".وقال: "إنه اغتيال ثان للشهيد الحر، ولكل من يدعي أنه يمثل بيروت. أين كنتم، إننا لم نسمع صوتكم وصوت أيا كان يدعي القوة والحفاظ على حقوق أهالي بيروت وأمنهم". ودعا الرئيس سعد الحريري إلى "قراءة الأرقام في الإنتخابات ببيروت ومراجعة كل وضعيته"، وتوجه اليه بالقول: "أنت لم تعد قائد السنة الذين يحتاجون إلى قائد قوي"، في معرض حديثه عن الأرقام ومقارنتها مع مرشح "حزب الله". وتابع: "أكملها حزب الله عندما صعد إلى تمثال أبيك ولم نسمع صوتك ولا صوت أي من أشباه الرجال من حولك". وأردف: "نقول لإيران إن لبنان عربي فقط وسيبقى، ونحن خط الدفاع الأساسي في الدفاع عن بلدنا ولسنا بحاجة لنكون في موقع معين، إذ نذكر أننا رمينا وزارة العدل في وجههم عندما وجدنا أخطاءهم وفسادهم. لقد حاولوا منذ البداية إلغاءنا ومارسوا علينا الضغوطات لكننا لم نركن. هناك ضباط شرفاء وأحرار أخبرونا بما حصل في هذه الإنتخابات وعمليات التزوير والغش". وختم: "هذه الإنتخابات لا تمثلنا، ويجب أن تكون هناك حكومة محايدة لا يكون أغلب أعضائها مرشحين للانتخابات، فالصناديق التي فرزت ليست الصناديق الحقيقية، ولدينا كل الدلائل".

 

الحريّة والتجربة الحزبية

إيلي الحاج/مدى الصوت/11 أيار/18

https://alsawt.org/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%A9/

عندما قررتُ أن لا أكون زلمة أحد كنت عارفاً بأن هناك ثمناً وسوف أدفعه. قلت لكل خيار في الحياة ثمن، لكنّ هذا الشعور الجميل بالحرية يستحق.

والواقع أني لا أؤيد المكث عند الموقف نفسه طوال حياة الإنسان. ولا أزال أؤيد في المبدأ أن تكون لكل شاب وصبية تجربة حزبية، بشرط أن يعاملوا رئيس الحزب- أي حزب، كما يعاملون أهلهم أحياناً. برفض ومعاندة عندما يصطدمون بقرار لا يقنعهم أو سلوك لا يرضي نظرتهم المثالية.

بمعنى ألّا يعتبروا رئيس حزبهم كإله لا يخطئ ، أو نصفَ إله، كما يحصل.

رغم ذلك، لا بد من إقرار:

يكتسب الحزبيّ، إذا كان مثقفاً إلى حد ما، قدرة على قراءة الأحداث مختلفة عن  الباقين. قدرة تعود قوتها إلى أنها تنطلق "مِن الأرض". وأرجو أن أكون أحسنت التعبير. لهذا السبب في عملي الصحافي وفي الصالونات أميز بسهولة  بين من كان حزبياً وبين من لم يعِش هذه التجربة، وسواءَ أكان الحزب الذي ينتمي إليه يوافق تطلعاتي وميولي السياسية في عقيدته، أم يناقضها تماماً.

أي بلاد بلا أحزاب سياسية لا تستقيم فيها حياة الإنسان، بما هي اكتمال لمقومات سعيه إلى السعادة. سعيه الشخصي كفرد، وسعي الدولة أيضاً معه.

ولكن الاكتمال هذا يقتضي أن تكون الأحزاب ديموقراطية فعلاً، وليست تنظيمات حديدية أو ملكيات عائلية أو مالية.

ديموقراطية تعني التزام احترام الاختلاف في الرأي عندما يقع اختلاف، وتداول للسلطة، ومرونة في التعامل داخل الحزب، وأيضاً بين الحزب وبيئته وسائر الأحزاب والأفكار في البلاد والعالم.

على الحزب أن يساعد المحازبين في أن يكونوا أفضل، ثقافةً وانفتاحاً وديموقراطية، فوق أنه يقنعهم بقضية تستحق أن يعطوها من جهدهم وتعبهم وتفكيرهم

وأي حزب يطبق مبدأ  "من ليس معنا، على العمياني، ومن لا يميل معنا إذا ملنا ذات اليمين أو ذات اليسار، فهو ضدنا"، فعاجلاً أو آجلاً ستروح عليه.

الحزب ليس مصالح فحسب. وحسابات لكراسي ونيابات ومواقع وسلطة. رغم أن هذا العمل التقليدي للأحزاب السياسية في كل العالم. إنه مدرسة أخلاق وبيئة حرية أيضاً. هكذا يجب أن يكون.

إذا لم تكن كل هذه المعطيات متوافرة وأكيدة، تبقى أضل العودة إلى نيتشه: "على الفرد أن يقاسي دوماً ليبقى حراً من هيمنة المجتمع، ستكون وحيداً وأحياناً خائفاً، لكن الثمن ليس غالياً لقاء أن تمتلك نفسك".

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

بالأرقام: هذا عدد الأوراق اللاغية والأوراق البيضاء

المدن/11 أيار/18/وصل مجموع الأوراق اللاغية على مستوى لبنان 38909 ورقة، في حين وصل عدد الأوراق البيضاء إلى 15029 ورقة. احتلت دائرة الشمال الثانية المرتبة الأولى في عدد الأوراق اللاغية والأوراق البيضاء، ودائرة بيروت الأولى المرتبة الأخيرة بين جميع الدوائر.

- بيروت الأولى: 1048 ورقة لاغية و313 ورقة بيضاء.

- بيروت الثانية: 3972 ورقة لاغية و1077 ورقة بيضاء.

- زحلة: 2414 ورقة لاغية و545 ورقة بيضاء.

- البقاع الغربي: 1745 ورقة لاغية و541 ورقة بيضاء.

- بعلبك- الهرمل: 3199 ورقة لاغية و701 ورقة بيضاء.

- جبيل- كسروان: 1984 ورقة لاغية و465 ورقة بيضاء.

- المتن: 2044 ورقة لاغية و558 ورقة بيضاء.

- بعبدا: 1585 ورقة لاغية و538 ورقة بيضاء.

- الشوف- عاليه: 2683 روقة لاغية و1498 ورقة بيضاء.

- عكّار: 3535 ورقة لاغية و838 ورقة بيضاء.

- طرابلس- المنية- الضنية: 5340 ورقة لاغية و2272 ورقة بيضاء.

- بشري- الكورة- زغرتا- البترون: 2015 ورقة لاغية و1130 ورقة بيضاء.

- صيدا- جزين: 1608 ورقة لاغية و820 ورقة بيضاء.

- صور- الزهراني: 2962 ورقة لاغية و1753 ورقة بيضاء.

- النبطية- بنت جبيل- مرجعيون وحاصبيا: 2775 ورقة لاغية و1980 ورقة بيضاء.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 11/5/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حرك رئيس الحكومة سعد الحريري المياه الراكدة عقب فترة الإنتخاب النيابي فزار رئيس الجمهورية، وينتظر أن يزور رئيس البرلمان، كما ألقى كلمته في حشود أمام بيت الوسط في سياق مهرجان النصر نسبة الى نتائج الإنتخابات النيابية.

وبرز في مواقف الرئيس الحريري تأييده انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس لولاية جديدة، مشيرا الى جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل.

وترقب أوساط سياسية صدور دعوة للمجلس النيابي الجديد لعقد جلسته الأولى لإنتخاب رئيس وأعضاء هيئة مكتب المجلس.

وفي المنطقة لا يزال التوتر سائدا عسكريا وسياسيا في ضوء المواجهة الصاروخية والجوية بين إيران وإسرائيل على الارض السورية.

ويعقد الثلاثاء المقبل إجتماع وزاري إيراني فرنسي بريطاني وألماني للبحث في استمرار العمل بالإتفاق النووي وكذلك استمرار العمل بالإتفاقات الإقتصادية.

وقد جاء الإتفاق على هذا الإجتماع فور توجيه إيران سؤالا الى شركة ايرباص حول صفقة طائرات الركاب.

عودة الى الشأن المحلي وزيارة الرئيس الحريري لرئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

هدأت المعارك الكلامية الناتجة من الانتخابات النيابية، فتكثفت الاتصالات لاعادة ترتيب المشهد السياسي، هدف الاتصالات تحقيق امرين:الاول: تكوين تكتلات وحتى جبهات سياسية جديدة داخل البرلمان اللبناني، والثاني: بدء المشاورات لمعرفة المسارات التي ستأخذها الاستحقاقات المقبلة، وفي طليعتها ثلاثة استحقاقات مترابطة. رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة ثم تشكيلها. وفي هذا الاطار بالذات يمكن فهم كل ما حصل من حراك سياسي اليوم سواء في بعبدا او بكركي او في عين التينة او في مركزية التيار في سن الفيل. والسؤال: هل تؤدي هذه الحركة الى تسريع الاستحقاقات ام ان الشياطين الكامنة ستظهر تباعا ولا سيما عند البحث في التفاصيل.

توازنا شيع الحزب التقدمي الاشتراكي الشاب علاء ابي فرج الذي قتل بعد اشكال مع مناصرين للحزب الديمقراطي اللبناني. التشييع الحاشد الذي حصل في الشويفات تميز بحضور كثيف من قادة التقدمي الاشتراكي، وعلى اعلى المستويات كما لفتت مشاركة الوزير السابق وئام وهاب. وقد اكد الوزير العريضي في كلمة القاها انه من غير المسموح لأحد ان يسرق الانتصار بالفتنة داخل البيت الدرزي.

اقليميا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بدأ جولة ديبلوماسية مهمة في محاولة لانقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة، الجولة الدبلوماسية الايرانية يواكبها الرئيس الروسي عن كثب الذي يكثف اتصالاته وسيبدأها مع المستشارة الالمانية ميركل في سوتشي.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

الاوفياء لتيار المستقبل ولرئيسه سعد الحريري وبعدما ادلوا باصواتهم في صناديق الاقتراع توافدوا اليوم فكانوا عشرات الالاف في بيت الوسط ومحيطه مشاركين في مهرجان النصر والفوز.

من كل لبنان جاءوا من بيروت العاصمة من الشوف واقليم الخروب وصيدا والعرقوب وعكار وطرابلس والمنية والضنية والبقاع.

الرئيس الحريري وامام الجمهور المحتشد في باحات بيت الوسط اكد أن تيار المستقبل لا زال الرقم الصعب في المعادلة الوطنية ولا زال صاحب أكبر كتلة نيابية صافية في البرلمان.

وقال مخاطبا جمهور رفيق الحريري أهلا بكم في قلب حبيبتنا بيروت في عاصمة كرامتنا بيروت يجب أن تتأكدوا أن سعد الحريري مستمر في الخط الأمامي لحماية لبنان ومستمر في الدفاع عن حقوق كل المجموعات التي حمت قرار تيار المستقبل في الانتخابات.

اضاف صحيح أن النتائج خطفت بعض المقاعد من تيار المستقبل لكن عملية الخطف كانت كمن يريد أن يسرق “سيتيرن” مياه من نهر الليطاني. واكد ان نهر رفيق الحريري في كل لبنان سائر ومستمر بقوة كل الأوفياء الأوادم.

وما قاله الرئيس الحريري في مهرجان النصر سبقه تحرك بدأه من بعبدا ليشكل انطلاقة للقاءات والمشاورات التي تسبق ثلاثية من الاستحقاقات تنتظرها البلاد اولها انتخاب رئيس للمجلس النيابي ومن ثم مشاورات تكليف رئيس الحكومة تمهيدا لاعلان تشكيل الحكومة العتيدة.

الرئيس الحريري ومن بعبدا اكد ردا على سؤال حول الكلام الذي يتناول تشكيل الحكومة انه لا يعترف الا بعرف توزيع الرئاسات الثلاث على الطوائف الرئيسية في البلد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

غدا نهاية اسبوع تداعيات استحقاق السادس من ايار، امنيا مضى شهيد الشويفات الى مثواه الاخير اليوم على وقع مواصلات المداهمات، في وقت تتجه الانظار الى خلدة حيث يعقد الوزير طلال ارسلان الواحدة من بعد ظهر الغد مؤتمرا صحافيا، اكدت معلومات خاصة بال "او تي في" انه سيكون صريحا يسمي الاشياء بأسمائها. اما سياسيا فمن المرتقب ان يصنع مهرجان الانتصار الذي يقيمه التيار الوطني الحر اعتبارا من السادسة من مساء الغد في الفوروم دي بيروت حدا نهائيا وبالارقام لما اشيع في الايام الفائتة عن تراجع نسبة تمثيله لمصلحة اخرين. وفي غضون ذلك بدا التحضير في الكواليس لانجاز انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس حيث من المفترض وفق معلومات ال "او تي في" ان تعقد جلسة الانتخاب في الثاني والعشرين من ايار، وفيما يحيل التيار موقفه من الموضوع على خلوة يعقدها قريبا تكتل لبنان القوي. اعلن رئيس الحكومة سعد الحريري من قصر بعبدا تأييده للرئيس بري، لكنه في المقابل وردا على سؤال تمسك ثنائي حزب الله وحركة امل بوزارة المال، اكد انه لا يعترف الا بعرف واحد وهو المرتبط برئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، مشيرا الى ان المداورة في الوزرارات ستكون قيد البحث.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

الوهم يأسر قيادة الكيان الصهيوني، والخوف يقيد جبهته الداخلية. مشهد ارباك تستحضر فيه الهزائم في جنوب لبنان وغزة فتنتعش الاوجاع لحظة الحديث عن اي حرب مقبلة تكون فيها تل ابيب متورطة بمغامرة غير محسوبة النتائج مع سوريا ومحور المقاومة.

بعد معادلة الجولان وتفوق الدفاعات السورية في صد الصواريخ المعادية ضاقت خيارات العسكر في تل ابيب، وانقسم سياسيوها بين ناصح بالاعتبار مقابل اخر يكابر تحت الصفعات . اما دمشق فتتكلم لغة المعادلات بفصاحة بعدما ترجمت مع الحلفاء الاقوال انتصارات ضد الارهاب، محققة مقدارا من القوة والثقة يخولها الاستعداد جيدا لصد حرب الاصيل بعد هزيمة الوكيل.

الاحتلال المنشغل بالاصداء الصاروخية في الجولان المحتل، يشْغله الفلسطينيون في يوم جديد من فعاليات العودة .. وجمعة النذير انذرت بمشهد الخامس عشر من ايار الموعود بفعاليات مليونية في فلسطين والعالم تزامنا مع احياء الاحتلال ذكرى سلب فلسطين من اهلها ونقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة تطبيقا لوعد ترامب المشؤوم.

في لبنان، تنتقل القوى السياسية الخارجة من الانتخابات الى تكوين مشهد جديد عنوانه التحالفات النيابية وتشكيل الحكومة وحكومة للوحدة الوطنية يدعو حزب الله الى تاليفها مع الاخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات وتمدد القوى في البرلمان كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

وانتخابيا ايضا، يخوض اربعة وعشرون مليون عراقي غدا غمار التصويت للبرلمان الاول بعد الانتصار على داعش والثاني بعد الهزيمة الاميركية في العراق. وبمروحة تحالفات سيجري الاستحقاق العراقي غدا ، وما يتأتى عنه يحدد صورة بلاد ما بين النهرين لمرحلة مقبلة لن تكون بعيدا عن التحديات.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية تحركت السياسة في اتجاهات عدة، اتجاه انتخاب رئيس المجلس ونائبه اتجاه، الكتل وتكتلات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس الذي سيؤلف الحكومة، واتجاه التشكيلة الحكومية.

على مستوى انتخاب رئيس المجلس بات شبه واضح ان الرئيس نبيه بري سيعاد انتخابه مجددا، اما نيابة الرئاسة فلم تحسم حتى الساعة، والاختبار سيكون بين نواب الارثوذوكس ال 14 الموجودين في مجلس النواب على مستوى تسمية الشخصية التي ستسمى لتأليف الحكومة ايضا لم يحسم الامر بعد، وان كان الاتجاه يميل الى الرئيس سعد الحريري.

على مستوى التشكيلية الحكومية فإن الغموض سيد الموقف في ظل اشكالية عدد من الحقائب وفي مقدمها حقيبة وزارة المال. فلل المرة الثانية بعد الانتخابات يؤكد الرئيس سعد الحريري ان العرف الوحيد هو طائفة رئيس الجمهورية وطائفة رئيس المجلس وطائفة رئيس الحكومة.

اما الوزارات فلا اعراف في شأنها، هذا التأكيد للمرة الثانية في اقل من اسبوع يفتح الباب مبكرا على مشكلة المال خصوصا ان الرئيس بري يتمسك بحقيبة المال للشيعة ويسمي لها الوزير الحالي علي حسن خليل، صحيح ان الاستحقاق الحكومي لم يبدأ قبل العشرين من هذا الشهر، لكن الحديث فيه بدأ يتقدم على ما عداه.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

بدأت مرحلة العد الوزاري وإجراء المقاصة النيابية لاستخراج الاحجام الوزارية ومن هنا سوف تصطدم آذان اللبنانيين بعبارات مكبرة للصوت وبمغنطة التمثيل لا بل مغطه.. وبالادعاء أنني الأقوى ومثل هذه المواقف سبق أن احتلت التصريحات واجتماعات الكتل والتسريبات الإعلامية تثميرا لانتزاع مقاعد وزارية كل بحسب حصاده وحواصله النيابية وفي استطلاع بوادر مواعيد الاستشارات للتكليف أولا اجتمع رئيس الحكومة الحالية سعد الحريري برئيس الجمهورية ميشال عون وأعلن عن جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل قبل دخول الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال وهو رفض من بعبدا الشروط المسبقة التي توضع حول التأليف وحجز المقاعد الوزارية لكن كلام السياسي في القصر ليس على وزن خطاب مهرجان العصر.. وأمام جمهور حاشد من التيار الازرق أعلن الحريري أننا "أكبر كتلة نيابية صافية فيمجلس النواب" وبذلك يكون الحريري الجهة الثالثة التي تدلى بتصريحات فائض القوة والكتلة الأقوى بعد التيار الوطني والقوات وتحدث رئيس الحكومة أيضا عن نواب ركبوا على أكتاف غيرهم من القوى السياسية التي تخاصم تيار المستقبل وإذا كان عرض العضلات السياسية سيجري تمثيره غدا في التوليفة الوزارية فإن أكثر ما يخشاه الرأي العام اللبناني هو الوصول الى حكومة وفاق وطني.. فمثل هذه التركيبات السياسية لن تكون إلا على حساب الناس وفي خدمة السياسيين انفسهم والتجربة علمت اللبنانيين أن حكومة الوفاق هي اختصار للنفاق والتقاسم وجمع الحصص وإلغاء أي دور للمعارضة والإبقاء على جهاز تحكم عن بعد يطفئ محركات الحكومة والبلد متى شاء ويعطل إنتاجها فالحكم الحقيقي والعهد القوي ينطلق من حكومة تعمل.. ومعارضة تحاسب بعدما بلغت ديون البلاد مئة مليار دولار أما التوافق فليس سوى جملة للنهب بالجملة والمفرق والامتناع عن المساءلة والخضوع لاحكام لجان التفتيش والرقابة ويكفي اللبنانيين أن الخطابات الانتخابية قد سعرت فيما بينهم ووضعت شوارعهم على حافة براكين طائفية واستخدمت في الحرب كل أنواع الأسلحة المذهبية السنية منها والشيعية والمسيحية والدرزية ولم يبق الزعماء نبيا ولا رسولا ولا قديسا إلا وأنزلوه من السماء إلى الأرض فشيطنوا الدين في خدمة الصندوق.. وبلغت حدة الاقتتال الانتخابي مستوى القتل على غرار الشويفات التي ودعت ضحيتها اليوم واستقبلت بعض المتقاتلين حيث مشوا في الجنازة ويبدو أن تبعات نتائج الانتخابات لم تتوقف هنا حيث شن الوزير السابق أشرف ريفي أعنف هجوم على وزير الداخلية نهاد المشنوق وكشف ريفي أن المشنوق لم يفز في بيروت الثانية، وتلاعب بالأوراق حتى يكون متقدما على المرشح الأرثوذكسي نزيه نجم" وأضاف متوجها الى المشنوق: "أنت بلا أخلاق ولا أمانة، وأنت ساقط وعميل وستدفع الثمن" وماذا بعد؟ فاز مئة وثمانية وعشرون نائبا لكن النتائج الفعلية تجلت في القتل والشتائم والاتهام بالتزوير وذلك قبل ان تنطلق المرحلة الثانية من الادلاء بالتعبير وبعضه قد يستخدم لغة البعير ومع السقوط لغويا.. تتحضر جلسات مجلس النواب للسقوط تقنيا عبر اللجوء الى انتخاب رئاسة المجلس ونيابة الرئاسة بالورقة والصندوق الجوال والاقتراع السري الذي لا يحمل أدنى مقومات التطور التكنولوجي فبتعديل لا يرهق المجلس ولا يستلزم سوى استشارة تقنينن مختصين يمكن أن يعتمد مجلس النواب الانتخاب الالكتروني المتطور حتى لا تصل غدا ميريام كلينك الى رئاسة المجلس عن طريق التمريك.. او أن يرقص زوربا اليوناني على كرسي نيابة الرئاسة للمناكفة الأرثوذكسية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

هي العشرة أيام الأخيرة من عمر مجلس النواب الحالي قبل أن تهل ولاية المجلس الجديدة حيث يتسلم رئيس السن النائب ميشال المر مهماته في رئاسته بدءا من الحادي والعشرين من ايار الجاري وحتى تاريخ إنعقاد جلسة إنتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتبه ومطبخه التشريعي.

أما موعد هذه الجلسة فهو كان محور تشاور بين الرئيس نبيه بري و"الريس" أبو الياس أما بعض خصوم دولة رئيس السن فعليهم أن يستعدوا نفسيا منذ الآن لهذا الأمر.

كل الأنظار تتجه الى عملية تشكيل الحكومة المقبلة وفي هذا الإطار أوضح الرئيس بري ان لا اتفاق مسبقا على اعتماد مبدأ المداورة بنحو دائم في توزيع الحقائب الوزارية وترك كل الاحتمالات مفتوحة حول تشكيل تكتل واسع. وقال: إذا أرادوا السلم أنا له وإذا أرادوا الحرب بالمعنى السياسي أنا لها.

وعلى خط المشاورات لقاء في بعبدا بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري الذي أكد مجددا الوقوف الى جانب الرئيس بري في ترشحه لرئاسة المجلس.

واليوم شيع الحزب التقدمي الاشتراكي وأهالي الشويفات الضحية علاء أبي فرج الذي قتل قبل يومين خلال الإشكال بين حزب التقدمي والحزب الديمقراطي اللبناني وسط أجواء من الحزن ودعوات لوأد الفتنة.

على مستوى المستجدات المرتبطة بالاتفاق النووي في ضوء الاعلان الاميركي بالانسحاب منه حركة مكوكية لا تهدأ تقوم بها الدبلوماسية الايرانية بين عواصم القرار من بكين الى موسكو وبروكسل فيما كانت خطوط موسكو مفتوحة في هذا المجال حيث تم التأكيد بين الروس والأتراك أن ما قامت به واشنطن هو خطأ.

في الأراضي المحتلة كان الفلسطنيون يحيون الجمعة السابعة والأخيرة لمسيرات العودة الكبرى عند السياج الحدودي لقطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة وحصيلة مواجهات اليوم شهيد فلسطيني وأكثر من اربعمئة جريح.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 ايار 2018

النهار

بدأ الكلام على نيابة رئاسة مجلس الوزراء وما اذا كان "التيار الوطني الحر" سيطرح اسم ايلي الفرزلي او الياس بو صعب.

يتحدث ناشط في احدى الماكينات الانتخابية عن نائب منتخب "مستقل" وعد أكثر من كتلة بالانضمام اليها وقد سارعت إحداها الى إعلان اسمه لمنعه من المناورة.

بدأت أحزاب، فازت في الانتخابات النيابية، الاشادة بالقانون النسبي لأنه أعاد توزيع القوى في ما بينها على حساب المستقلين.

يكثر الكلام على وعود وزارية لمرشحين لم يحالفهم حظ الفوز بمقعد نيابي.

البناء

خفايا رأت أوساط سياسية أن المهرجان الذي سيُقيمه تيّار المستقبل في بيت الوسط غداً السبت سيحمل رسائل سياسية متعدّدة أبرزها لمنافسي الرئيس سعد الحريري على رئاسة الحكومة العتيدة وأخرى لمن أيّد وسعى لإجبار الحريري على الاستقالة من منصبه منذ بضعة أشهر وثالثة لإعادة شدّ عصب ما تبقى من جمهور تيّار "المستقبل" والذي أظهر تقلّصه خلال الانتخابات النيابية.

قالت مصادر فلسطينية متابعة للشأن العسكري الإسرائيلي إنّ أعلى درجات الاستنفار في جيش الاحتلال منذ حرب تموز 2006 على لبنان كان ما سجل ليل أمس، وبدا أنه استعداد لحالة حرب، خصوصاً بعد الإعلان الإسرائيلي عن غارات استباقية لصواريخ إيرانية معدةّ للإطلاق قالت إنها استهدفتها في الكسوة قرب دمشق. وقالت المصادر إنّ فكّ حالة الاستنفار تمّ بعد اجتماع المجلس الأمني المصغّر فجراً وتوصله لاستنتاج مفاده انّ "إسرائيل" ليست جاهزة لحرب ظهرت تعقيداتها في حجم الجهوزية السورية للتعامل مع الغارات الإسرائيلية وقدرة الصواريخ على اختراق الدفاعات الإسرائيلية…

الجمهورية

رفض مسؤول كبير الردّ على اتصال ورد إليه من أحد الوزراء وقال "لأن الوزير أخطأ البوصلة ونسي نفسه وتحالف مع الشيطان".

يتردّد أن حزباً مسيحياً أصرّ على خوض معركة في إحدى الدوائر الجنوبية وهو يعرف نتيجتها المُسبقة فقط من باب إفشال لائحة حزب مسيحي خصم إنتخابياً.

يبحث حزب كبير عن سبب تسرُّب 600 صوت من قاعدته الإجتماعية أدت لإسقاط مرشحه في إحدى دوائر جبل لبنان.

اللواء

تلقت أكثر من جهة لبنانية نصائح دبلوماسية للإسراع بتأليف حكومة وفاق وطني، لأن المنطقة مقبلة على استحقاقات خطيرة!

وصلت دعوات لمؤتمر يعقد حالياً، إلى بعض الشخصيات بتأخير أدّى إلى عدم حماسها للمشاركة فيه!

تتحرّك في الشارع موجة من الشائعات تتعلق بوضع العملة، في ضوء التطورات المتعلقة بالوضع في سوريا.

المستقبل

يقال إن مصادر ديبلوماسية في موسكو تتحدث عن حصول رئيس الوزراء الاسرائيلي على "ضوء أخضر" روسي يتيح لتل أبي إستهداف القواعد الايرانية في سوريا مع التزام عدم التعرض للمصالح الروسية هناك.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 201

11 أيار/18

في السياسة

"حزب الله" يعلن "النصر الإنتخابي" ويدّعي احتكار التمثيل الشيعي واختراق السنة والمسيحيين و....

تيار "المستقبل" يعلن "النصر الإنتخابي" على فؤاد مخزومي وأشرف ريفي وفيصل كرامة و......

عون يعلن "النصر الإنتخابي" و يدّعي احتكار قرار نصف المسيحيين!

"القوات" تعلن "النصر الإنتخابي" من خلال "دوبلة" حجمها على مساحة لبنان!

اذاً الكل ربح، لكن هل هذا يعني أن لبنان فاز؟

لا شك أن مجرد إجراء الإنتخابات في منطقة تجول فيها صواريخ طائشة إنجاز!

لا شك ان عدم حصول أحداث دموية تُذكر بعملية انتخاب حوالي مليون ونصف ناخب - إنجاز!

إنما لماذا لا يشعر المواطن الذي أمّن فوز كل هذه "الجهابذة" بأنه حقّق إنجازاً؟

لأن عودة اللبنانيين أو تكريس عودة اللبنانيين إلى مربعاتهم الطائفية خسارة ما بعدها خسارة!

لأن انتقال تيار "المستقبل" من تيار وطني إلى تيار سني خسارة!

لأن تراجع "القوات" من مساحة 14 آذار إلى منافسة مع عون على زعامة المسيحيين خسارة!

لأن تكريس السلاح في يد فريق خسارة!

تقديرنا

ابتَلع لبنان في الماضي المشاريع "الكبرى" ونهض!

قاتل اللبنانيون بعضهم البعض واجتمعوا في ساحة 14 آذار!

لبنان أقوى منكم!

سيعود مساحة للحرية!

سيتحرر مجدداً من الشعبوية وأحادية الآراء في كل طائفة!

باقون وسنلتقي..!

 

اللبنانيون يخشون دفع ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي

العرب/12 أيار/18

استمرار المظلة الدولية رهين سياسات حزب الله، واليونيفيل يقول إن الوضع هادئ جنوب لبنان.

هدوء يسبق عاصفة قادمة لا محالة

بيروت – يخشى اللبنانيون سحبَ المظلة الدولية في حال اتخذ التصعيد الإيراني الإسرائيلي منحى دراماتيكيا، وانخرط حزب الله بشكل مباشر فيه، الأمر الذي قد يعرض البلد إلى هزات خطيرة تهدد أمنه واقتصاده القائم بشكل كبير على الدعم الخارجي. وتشهد الساحة السورية تصعيدا لافتا بين إيران وإسرائيل تجاوز حدود تبادل التصريحات النارية إلى تبادل للصورايخ فجر الخميس. ورغم عودة الهدوء يرى مراقبون أن إمكانية انهيار الوضع واردة بشكل كبير في حال لم يستطع المجتمع الدولي التدخل ومعالجة الحضور الإيراني في سوريا، الذي تعتبره إسرائيل تهديدا وجوديا لا يمكن التغاضي عنه. ويقول المراقبون إن هناك رغبة دولية وبخاصة أوروبية واضحة في دعم لبنان، بيد أن انفجار الوضع في المنطقة وفرضية انخراط حزب الله ذراع إيران الرئيسية بشكل مباشر فيه، سيعنيان رفع الحماية الدولية عن هذا البلد. ويذكّر هؤلاء بتصريح لوزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت حين اعتبر أن حزب الله يساوي لبنان، وأن إسرائيل لن تفرق بين دولة لبنان ذات السيادة وبين حزب الله وستعتبر لبنان مسؤولا عن أي عمل داخل أراضيه.

الاستخبارات الإسرائيلية تحذر من الانجرار خلف عملية عسكرية واسعة في سوريا

دمشق - حذرت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي “أمان”، المستويان العسكري والأمني في البلاد، من الانجرار إلى عملية عسكرية واسعة في سوريا، بحسب ما نقلته صحيفة “معاريف” عن مسؤولين أمنيين، الجمعة. وجاءت هذه التحذيرات بعد قصف إسرائيل لمواقع إيرانية في سوريا فجر الخميس، ردا على إطلاق صواريخ يعتقد أنها من فعل قوات فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري على مواقع في الجولان المتحتل. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، لم يوضحوا سبب هذه التحذيرات، غير أنهم حذروا أيضا من الإفراط في “حالة النشوة الحالية” بعد الهجوم الذي جرى مؤخرا، ضد “مواقع إيرانية بسوريا”. ووفق الصحيفة، فإن المسؤولين الأمنيين (لم تحدد هويتهم)، قالوا إنه لا تجوز مقارنة العملية العسكرية الأخيرة، بحرب الأيام الستة (عام 1967) التي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن. وأضافوا أن إسرائيل لم تكن تسعى لقتل الإيرانيين في هجوم الخميس، بل كانت تستهدف القدرات الإيرانية في سوريا خاصة المنظومات المضادة للطيران التي كان مداها يصل إلى 110 كيلومترات، وكان نصبها سيؤدي إلى تقييد حركة سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية. وبحسب الصحيفة، فإن التقديرات الآن تشير إلى أن إيران لم تحسم مسألة مواصلة أنشطتها كالمعتاد في سوريا، في ظل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي معها، وهي لم تقرر خطواتها المقبلة فيما يخص الرد على الهجوم الإسرائيلي، كي لا يؤثر ذلك على سعيها للمحافظة على علاقاتها مع المجتمع الدولي المتمسك بالاتفاق النووي. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، الخميس، مسؤوليته عن هجوم في سوريا فجر اليوم ذاته، استهدف العشرات من المواقع التي قال إنها تتبع إيران. وجاء الهجوم الإسرائيلي بعد إطلاق نحو عشرين صاروخا من سوريا باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، قالت إسرائيل إن مضاداتها اعترضت أربعة منها، فيما سقط الباقي داخل الأراضي السورية.

وحثت مجموعة من الدول الكبرى الخميس لبنان على التمسك بسياسة النأي بالنفس عن الحروب الإقليمية، داعية إلى ضرورة استئناف الحوار حول استراتيجية وطنية للدفاع، تهدف إلى نزع سلاح حزب الله “غير الشرعي”.

وانتهج لبنان سياسة “النأي بالنفس” في عام 2012 لإبقاء البلد متعدد الأعراق والطوائف بعيدا عن الصراعات مثل الحرب الدائرة في سوريا المجاورة. إلا أن حزب الله رفض الالتزام بهذه السياسة بانخراطه القوي في الصراع السوري حيث أرسل الآلاف من المقاتلين لمساعدة الجيش والرئيس بشار الأسد.

واستغل مقاتلو حزب الله والحرس الثوري الإيراني الصراع في سوريا لتكريس حضورهم على خطوط التماس مع إسرائيل، في محاولة لتحويل هذا البلد إلى جبهة متقدمة ضد الأخيرة، التي قامت على مدار سنوات من الحرب بشن ضربات جوية على قواعد إيرانية وشحنات أسلحة للحزب.

وفيما بدأت الأزمة السورية تأخذ منعرجا حاسما أخذ الكباش الإيراني الإسرائيلي منحى خطيرا، ذلك أن إيران وحزب الله لا يريدان التنازل عن مكاسبهما في الجبهة السورية، ولا إسرائيل قادرة على هضم وجود خصوم على أعتابها.

ويقول محللون إن المجتمع الدولي يبدو حريصا على عدم سير الأمور نحو مواجهة شاملة بين إيران وأذرعها من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى لأنها بالتأكيد لن تكون حبيسة الأراضي السورية بل ستشمل كل الجوار بما في ذلك لبنان الذي أنهى مؤخرا انتخابات نيابية مصيرية جدا، ويستعد لتشكيل حكومة جديدة تضطلع بالقيام بإصلاحات كان تعهد بها البلد قبل الإفراج عن جزء من 11 مليار دولار من المساعدات والقروض الميسرة التي تعهد بها المانحون في مؤتمر “باريس 4” في أبريل الماضي. وذكرت مجموعة الدعم الدولية للبنان، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك “نتطلع للعمل مع الحكومة الجديدة ما دامت تفي بالتزاماتها الدولية بما في ذلك الواردة في القرار 1559 الصادر عام 2004 والقرار 1701 الصادر عام 2006 لبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل ترابها الوطني ولضمان احتكارها للاستخدام الشرعي للقوة”.

ويتضمن القراران انسحاب كل القوات الأجنبية من لبنان ونزع سلاح كل الميليشيات بما في ذلك جماعة حزب الله وبنود اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عام 2006.

وتعتبر الولايات المتحدة، التي منحت الجيش اللبناني مساعدة كبيرة، حزب الله المدجج بالسلاح جماعة إرهابية وتندد بدوره في الحرب السورية. وحصل الحزب مع أحزاب وسياسيين متحالفين معه على أكثر من نصف عدد مقاعد مجلس النواب اللبناني البالغة 128 مقعدا يوم الأحد الأمر الذي يجعله في موقع سياسي أكثر قوة بما يمنحه القدرة على وضع فيتو على أي قرار لنزع سلاحه، كما يرغب المجتمع الدولي. وعلى الرغم من خسارة رئيس الوزراء سعد الحريري -الذي يحظى بدعم غربي- أكثر من ثلث مقاعده في الانتخابات فإن من المتوقع على نطاق واسع أن يشكل الزعيم السني حكومة وحدة وطنية جديدة تضم حزب الله وأحزابا أخرى رئيسية. ومن المتوقع أن تستغرق مشاورات تشكيل الحكومة بعض الوقت.

ودعا بيان المجموعة الحكومة المستقبلية “للتحرك سريعا بغية تعزيز المناخ الاقتصادي في لبنان بتنفيذ إجراءات إصلاح هيكلية تشمل كل القطاعات”. ويتطلع اللبنانيون إلى تحسين الوضع الاقتصادي الهش في البلاد، بعد تشكيل الحكومة المقبلة، بيد أن ذلك يبقى رهين التطورات في المنطقة.

وأكدت، الجمعة، بعثة الأمم المتحدة في جنوب لبنان أنها تراقب الحدود الجنوبية مع إسرائيل عن كثب وأن المنطقة “هادئة” غداة الغارات على مواقع قالت إسرائيل إنها إيرانية في سوريا. وأثارت الغارات التي شنتها إسرائيل في الساعات الأولى الخميس، مخاوف من احتمال قيام حزب الله برد من مواقعه في جنوب لبنان. وقال اندريا تينيتي، المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، “إننا نراقب الوضع بشكل عام، ولكن فيما يتعلق بمنطقتنا الوضع هادئ”. وذكر تينيتي أن القوات الدولية لم تضاعف دورياتها في الجنوب والتي يبلغ عددها نحو 450 دورية في اليوم. وشنت إسرائيل في الساعات الأولى من الخميس غارات على ما قالت إنه أهداف لوجستية واستخباراتية إيرانية في سوريا، ردّا على إطلاق صواريخ على قواتها في مرتفعات الجولان المحتلة، نسبته تل أبيب إلى فيلق القدس التابع لإيران. وأنشئت قوات اليونيفيل عام 1978 وتم تعزيزها بعد حرب 2006 ومهمتها ضمان وقف إطلاق النار ومراقبة الانسحاب الأسرائيلي من منطقة منزوعة السلاح على الحدود. وتضم اليونيفيل حاليا 10 آلاف و500 عنصر على الأرض يراقبون وقف إطلاق النار ويساعدون الجيش اللبناني في مراقبة أمن الحدود.

 

ثلاثة خيارات مرّة أمام الحريري الضعيف

السيد ياسر ابراهيم /لبنان الجديد/11 أيّار 2018

الحريري الضعيف بخلاف ما كان يتوقع سوف تُفرض عليه شروط الأقوى، وهو في هذه الحالة ليس أمامه سوى أن يقبل أو يرفض أو أن ينصرف إلى إصلاح ما قد أفسده سلوكُه السياسي

 ها وقد إنتهت الانتخابات النيابية اللبنانية، مع التحفظات على كل ما فيها، وعلى كل ما رافقها من سلبيات، سواء كان متعلقا بشكل القانون أو كان متعلقا بمضمون العملية الانتخابية ومتفرعاتها التحالفية، وإخفاقات المعارضات المتشتتة الممزّقة التي أثبتت فشلها الذريع والمخجل، لأنها لم تستطع التوحد والسبب واضح وهو الفضيحة الكبرى، إذ أنها لا تحمل مشروعا بديلا ولا مشروعا واضحا، بل كانت معارضة من أجل المعارضة. بعد التسليم بكل هذه السلبيات، التي حاول الاعلام اللبناني أن يخترع مدحا أوروبيا بالعملية الانتخابية، والتي سرعان ما نفى الاتحاد الاوروبي أنه قد علق إيجابا على الانتخابات.

قد أفرزت هذه الانتخابات كتلا نيابية ليست واقعية لأن القانون ليس واقعيا، وهنا نستذكر القول الشهير للامام علي عليه السلام، "كل إناء بما فيه ينضح"، وقد نضح هذا القانون بما فيه، بمساعدة المجتمع الطائفي الذي لا بد من أن ينتج سلطة تشبهه، لأن الدولة هي نتاج مجتمع.

ما هي شكل التحالفات الجديدة، وكيف يمكن أن تتشكل في ظل هذه النتائج التي أضعفت البعض وأعطت البعض الآخر قوة فوق قوته، وهذه التحالفات الجديدة هي أساس تشكيل الحكومة الجديدة التي سوف يكون على عاتقها ملفات مهمة وخطيرة، أولها الملف الاقتصادي الذي سوف يتفرع عنه تنفيذ ملفات الوعود التي أطلقتها الاطراف كافة إثناء الخطاب الانتخابي، بدءا بالاصلاح مرورا بالتوظيفات وفرص العمل وصولا إلى سداد الدين البالغ 100 مليار دولار. صحيح إن ما قبل الانتخابات هو ليس كما بعدها، وهذا يعني أن كل الكلام الذي قيل قبلها سوف يتغير ويُتنصّل منه بناء على الاحجام السياسية الجديدة، وهنا تكمن العقبات السياسية المنتظرة، لأن الحريري الضعيف بخلاف ما كان يتوقع سوف تُفرض عليه شروط الأقوى، وهو في هذه الحالة ليس أمامه سوى أن يقبل أو يرفض أو أن ينصرف إلى إصلاح ما قد أفسده سلوكُه السياسي.  أما قَبوله برئاسة الحكومة وهو ضعيف وبشروط القوي، يعني التسليم ببداية نهاية المشروع الذي كان قد بدأه الشهيد رفيق الحريري وهو يدل على فشل حمل الأمانة، ومرارة هذا الخيار سيكون في عدم قدرته على ممارسة السلطة. وأما رفضه، وهو الذي نتمناه، بشرط أن يتحوّل إلى معارضة جادة وفاعلة، وتهدف الى إستقامة الحكم، لأن الحكم في لبنان بحاجة إلى معارضة فعالة ومتوحدة وتحمل مشروعا واضحا، وهكذا يمكن أن تتبلور صورة للدولة الصحيحة، ومرارة هذا الخيار عدم وجوده في السلطة . وأما الثالثة، وهي الانصراف إلى عملية نقد ذاتي لمسيرته السياسية وتحالفاته السياسية، يعني الانكفاء عن الخوض في العمل السياسي المباشر، وإعادة بناء التيار على أساس وطني وليس على أساس مذهبي كما وصل به الحال ومرارة هذا الخيار سيكون في عدم قدرته على إبعاد الفاسدين من حوله. ثلاثة خيارات مرّة قد جلبها لنفسه بسبب ضبابية رؤيته السياسية، وتذبذباته وتقلباته التي حكمت سلوكه السياسي منذ فترة , ونوعية المستشارين الوصوليين المحيطين به، كان الله بعون الشيخ سعد الحريري.

 

هكذا ستتموضع "القوات" في المرحلة المقبلة

"القبس" - 11 أيار 2018/أفرزت هذه الانتخابات ثنائية مسيحية بين القوات والتيار الوطني الحر. لكن الفارق بينها وبين ثنائية حزب الله-امل ان الأولى تنافسية في حين ان الاخرى تحالفية. لا يشك رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور في أن "الواقع الجديد الذي نشأ عن قانون الانتخاب أدى الى فرز الساحة المسيحية بين قوتين أساسيتين وتنوع سياسي من أحزاب وشخصيات وكتل صغيرة. وهذا هو التوازن الفعلي داخل البيئة المسيحية الأمر الذي لم يكن قائما نتيجة القوانين المشوهة السابقة". ويرى جبور أن "القانون الانتخابي الذي ناضلت القوات للتوصل اليه أتاح للكل ان يتمثل فعليا وبدد الانطباع بأن هناك احتكارا أو أولوية للتيار الوطني على سائر القوى المسيحية. فالفارق ضئيل جداً في عدد نواب الكتلتين كما على مستوى الاقتراع الشعبي، حيث ان عدد الأصوات التفضيلية هو تقريباً نفسه بين القوتين". اما عدد النواب فيتصل بمسألتين أساسيتين بحسب جبور: "حالف الحظ 5 نواب للوصول الى الندوة البرلمانية بما دون الألف صوت نتيجة الحاصل الذي نتقبله كما هو. والامر الثاني ان القوات خاضت المواجهة انطلاقا من ثوابتها ومبادئها، اما التيار فكان يخوضها انطلاقا من العهد وما يرمز اليه من قوة ونفوذ ووعود بالتوزير. ولكن لا شك ان ثنائية التمثيل ستنعكس اكثر فأكثر في الممارسة السياسية، فلم يعد بإمكان التيار ان يتفرد بسياسات مسيحية وطنية بوجود شريك فعلي له". في ما يتصل بالتحالفات، يؤكد جبور أن "القوات ستكون منفتحة على أي تحالف سياسي"، مشددا على أن "التحالف بين القوات والكتل الأخرى سيكون على جهتين: مع القوى المستقلة التي ترفع العنوان السيادي أولا من اجل منع تجاوز النأي بالنفس، ومع القوى الساعية الى قيام دولة نظيفة وشفافة بعيدة عن الفساد". ويختم جبور بأن "التحالفات ستكون على "القطعة" وفقاً لهذه القاعدة أو تلك من دون تأطيرها في جبهات عريضة على غرار ما كان قائماً في زمن 8 و14 آذار".

 

نتائج الإنتخابات أنهكت قوى السلطة

"اللواء" - 11 ايار 2018/قالت مصادر سياسية، لـ"اللواء"، إنه "لو كانت السلطة مرتاحة إلى وضعها وإلى الانسجام بين الأطراف لكانت عملت على متابعة أعمال الحكم والحكومة، من خلال جلسة لمجلس الوزراء، لكن تداعيات الانتخابات فرضت عدم انعقاد الجلسة اليوم، خلافاً للمعلومات التي سربت من دوائر عليا اوحت باحتمال عقدها لمعاودة البحث في ملف الكهرباء، غير ان الوزراء أكدوا أمس انه لم يتبلغوا شيئاً عن الجلسة، وان الحكومة ما تزال في عطلة الانتخابات، في إشارة ملطفة، إلى ان النتائج باتت عبئاً على السلطة، بدلاً من ان تكون عاملاً مساعداً لها في رسم معالم المرحلة المقبلة، بما تحمله من استحقاقات دستورية، وفي مقدمها انتخاب رئيس جديد للمجلس المنتخب وتشكيل حكومة جديدة". وبحسب هذه المصادر، فإن "السلطة التي تتنازعها رياح تكتلات نيابية كبيرة، لم تعد قادرة على التحكم بزمام الأمور، رغم امتلاك العهد كتلة نيابية وازنة من 29 نائباً، بسبب جموح أطراف آخرين لهم تقريباً نفس حجم كتلة العهد، بأن تكون لهم حصة يفترض ان تعادل حصص الآخرين سواء "في تركيبة المجلس أو الحكومة العتيدة.

 

توجّه لحصار جبران باسيل في المرحلة المقبلة

 لبنان الجديد/هلال رميتي/11 أيّار 2018

 الخناق السياسي سيشتد على باسيل لردعه من الذهاب بعيدا في خياراته السياسية

 تبدو الخارطة السياسية في لبنان بعد الإنتخابات معقّدة نوعا ما لعدة عوامل ساهمت مرحلة ما بعد الإنتخابات وفترة ما بعد التسوية الرئاسية في خلقها . ومن المؤكد حتى الآن أن حلفي " ٨ آذار " و " ١٤ آذار " سقطا دون رجعة ، والمعايير التي تُسهم في ولادة أي تحالف أو تفاهم سياسي أصبحت مُغايرة .

أبرز هذه المعايير ، هو الوزير جبران باسيل ، الذي على أساس الخصومة أو الصداقة معه ، باتت تدور رحى التفاهمات الجديدة في الحياة السياسية اللبنانية . ومشكل باسيل اليوم ليس مقتصرا فقط على خلافه مع الرئيس نبيه بري ، فهو مُصطدم مع " القوات اللبنانية " و" الحزب التقدمي الإشتراكي " والشخصيات المسيحية المستقلة و" تيار المردة " ، إضافة إلى حالة الجفاء التي بدأت تتسع بينه وبين " حزب الله " في الآونة الأخيرة .

وفي قراءة سريعة لحلفاء باسيل في الحياة السياسية اللبنانية ، نرى أن " تيار المستقبل " أو بالأحرى الرئيس سعد الحريري، الوحيد الذي يربطه تفاهم ومصالح مشتركة مع رئيس "التيار الوطني الحر".

وصحيح أن المصيبة تجمع بين التيارين الأزرق والبرتقالي ، إلا أن مصيبة باسيل في حياكة تفاهمات سياسية مع قوى أساسية في البلد تبدو أصعب حتى هذه اللحظة ، حتى لو حاول تشكيل تكتل " لبنان القوي " للتغطية على عمق أزمته ، إلا أن هذا التكتل هو عبارة عن تفاهمات مع شخصيات سياسية لا أحزاب وازنة  بإستثناء حزب " الطاشناق "، قد تتخلّى عنه في أي لحظة. من هنا يواجه باسيل تحالف سياسي كبير في البلد سيعمل على حصاره في المرحلة المقبلة وإضعافه ، وأبرز مكونات هذا التحالف هي " حركة أمل " و" الحزب التقدمي الإشتراكي " والقوات اللبنانية  وتيار المردة  والشخصيات السنية والمسيحية المستقلة .وهدف هذا التحالف هو عرقلة كل محاولات باسيل للسيطرة على الدولة والهيمنة على القرار السياسي، وأول هدف سيكون تعطيل مفاعيل تفاهم الأستاذ نادر الحريري والوزير جبران باسيل، لأنه القاعدة الأساسية للتسوية الرئاسية التي أنتجت معها سلة تفاهمات حكمت البلد في آخر عامين .

بالمقابل ، سيلعب باسيل على خطين ، الأول تثبيت تفاهمه مع الحريري من خلال دعم بعضهما البعض ، والثاني محاولة إصلاح الخلل الذي حصل على خط العلاقة مع الحزب . وفي حال نجح باسيل في ذلك، فسيقلب الطاولة على خصومه، لكن نجاح ذلك متوقف على قرار من حارة حريك . لا شك أن الحزب إزدادت هواجسه من تصرفات باسيل الأخيرة في الأشهر الماضية ، وهو سيحاول كبح جماح طموحات رئيس التيار، لكن لن يكسره كرمى لعيون الرئيس ميشال عون ، فالحزب بالأخير لن يُضحي بالغطاء المسيحي الذي يوفّره التيار الوطني الحر. في الوقت نفسه، سيعمل الحزب على حياكة تفاهمات جديدة مع قوى مسيحية وازنة ك " القوات اللبنانية " تحت عناوين محاربة الفساد والتصدي للصفقات ، دون التطرّق لموضوع السلاح، بل تأجيل البحث فيه إلى وقت إنعقاد طاولة الحوار للبحث في الإستراتيجية الدفاعية . وهدف الحزب من هذه الخطوة لو حصلت، هي إشعار باسيل ومن خلفه بعبدا، بأن هناك بديل مسيحي جاهز أن يتم الحوار معه في أي لحظة وبعيدا عن أي محظورات سياسية. وبهذه الخطوة ، سيستطيع الحزب تليين بعض مواقف باسيل والسيطرة عليه، مستفيدا هو الآخر من التحالف السياسي العريض الذي سيقوده الرئيس نبيه بري. بالمحصلة، الخناق السياسي سيشتد على باسيل لردعه من الذهاب بعيدا في خياراته السياسية، خصوصا أنّه لم يعد يقود أقوى حزب مسيحي في لبنان ، فالقوات وبلغة الأرقام في الإنتخابات أثبتت أنّها الأقوى .

 

صواريخ سوريا ضربت المواقع الاسرائيلية في الجولان فهل سقط اتفاق الفصل؟ الحكومة المقبلة لن تتألف الا على اساس المقاومة والإنماء

الديار/11 أيار/18/بعد سبع سنوات من الحرب الداخلية بين الجيش العربي السوري واحزاب تكفيرية متشددة، وبعدما كان الجميع يعتقد ان سوريا انتهت ولم يعد لديها القدرة على التحرك، انتقل الجيش العربي السوري من الدفاع الى الهجوم. وكانت اولى الاشارات ان تصدت الدفاعات الجوية السورية للصواريخ الاسرائيلية واصابت طائرة اف 15 هبطت اضطراريا. ثم بدأت منظومة اس 200 صواريخ سام 5 باستعمالها سوريا بعد تنظيفها وتركيبها من قبل سلاح الصواريخ السوري بالتنسيق مع مهندسين من روسيا، واستطاعوا تحضير 25 الف صاروخ ارض - جو ولو كان قديم العهد، لكنه قادر على الاصابة اذا تمت معرفة تشغيل راداره في لحظة اطلاق الصاروخ. في هذا الوقت، كانت تجري الانتخابات في لبنان. ويبدو ان حزب الله شعر ان المقاومة بحاجة الى غطاء سياسي متكامل من خلال المجلس النيابي القادم، لذلك كانت اطلالات سماحة السيد حسن نصرالله كثيفة مما اعطت نتائجها في الانتخابات النيابية. وحصلت المقاومة على اكثرية داخل المجلس النيابي اذا جمعنا حلفاءها مع نواب حزب الله، فانها تشكل كتلة برلمانية كبيرة قادرة على فرض رأيها في المجلس النيابي، لان بيضة القبان هي التيار الوطني الحر الذي جمع 30 نائبا برئاسة الوزير جبران باسيل. وهنا لن يكون القرار بيد جبران باسيل، بل القرار سيكون بيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وهو تحالف مع حزب الله بشكل واضح على الدفاع عن لبنان وعلى ان لبنان بحاجة الى سلاح المقاومة ما دام ان الدول لا تسلح الجيش اللبناني بالاسلحة التي يحتاج اليها.

من هنا اجواء تأليف الحكومة المقبلة سيكون اتجاه حكومة مقاومة وانماء في الوقت نفسه، مقاومة لان ما يجري في سوريا ومن حرب اسرائيلية - سورية ورد من سوريا على العدو الاسرائيلي، كذلك الدور الايراني في سوريا والدور الروسي في سوريا يعلم ان سوريا قادرة على رد الهجوم الاسرائيلي وضربه كما فعلت امس عندما لاول مرة منذ حرب 1973 وقرار مجلس الامن بفصل القوات الاسرائيلية السورية بعضها بعضاً، قام الجيش السوري باطلاق صواريخ عبر الراجمات الثقيلة على مواقع الجيش الاسرائيلي في الجولان وعلى المراكز العسكرية الاسرائيلية.

واذا كان كلام الاعلام قد ركز على ان راجمات قصفت فقط 20 صاروخا، فالحقيقة هي انه وفق تقرير الاندوف القوات الدولية في الجولان فانه جرى اطلاق 60 صاروخا ارض - ارض على المواقع الاسرائيلية وعلى البلدات في الجولان من ناحية بحيرة طبريا وغيرها، مما ادى الى خوف وهجرة اكثرية سكان البلدات في الجولان من المستوطنات، اضافة الى تفريغ مستوطنات اسرائيلية بالكامل وانزالها باتجاه تل ابيب، ولاول مرة يرسل الجيش الاسرائيلي منذ 1973 تعزيزات ضخمة الى جبهة الجولان. وحتى الان، المعركة هي على جبهة الجولان وسوريا، والرئيس بشار الاسد هو اول رئيس  دولة عربية تقوم مدافعها وراجماتها بقصف العدو الاسرائيلي منذ حرب 1973 في الجولان وفي سهل الحولان في اسرائيل. وقال وزير الدفاع ليبرمان انه بعد الضربة الصاروخية الكبيرة على كل المراكز العسكرية الاسرائيلية والمستوطنات والتي بلغ عدد صواريخها 63، فان اسرائيل اعدت خطة لضرب كل المراكز الايرانية في سوريا، وابلغت روسيا بذلك كي، لا يقع سوء فهم. واكدت اسرائيل انها لن تضرب مراكز روسية، بل ستركز على نقاط دقيقة وتابعة للقوات الايرانية. وبالفعل، شنت 28 طائرة غارات متواصلة على اهداف في سوريا قالت انها تابعة لايران، وفي الوقت نفسه قامت المدفعية السورية المضادة للطائرات والصواريخ بإسقاط أكثر من 50 بالمئة من الصواريخ التي ضربتها اسرائيل ارض - ارض ومن الطائرات باتجاه المواقع على الاراضي السورية. والموقف من الان وصاعدا سيتصاعد وهي نقطة البداية، وقد انكسر حائط الزجاج ولم يعد باستطاعة احد ترميمه. والقرار الشجاع جدا الذي اخذه الرئيس بشار الاسد بضرب المستوطنات الاسرائيلية في الجولان والمواقع العسكرية الاسرائيلية، هو اخطر قرار يأخذه زعيم عربي منذ فترة طويلة.

وقبل الاسترسال في العمليات الحربية نعود الى لبنان.

 تشكيل الحكومة

وقبل الاسترسال في العمليات الحربية نعود لنتحدث عن الحكومة الجديدة ونتائج الانتخابات النيابية. واذا كان وزير الخارجية اللبنانية لم يستنكر قرار ترامب لالغاء توقيعه على الاتفاق النووي في حين ان بريطانيا وفرنسا استنكرا فان وزير خارجية لبنان لم يستنكر العدوان الاسرائيلي على الاراضي السورية فإن الزمن في الحكومة المقبلة قد تغير ولن تكون الحكومة المقبلة الا حكومة مقاومة وانماء وجاهزة للدفاع عن لبنان، ورأس الحربة حزب الله. والعمل على الانماء والدفاع عن لبنان لا يعطل البناء الداخلي لان لبنان اساس البناء تم به سنة 1993 حتى 1998، وخلال ست سنوات كانت معظم المشاريع منفذة، وخرج الرئيس الراحل رفيق الحريري سنة 98 وعاد سنة 2000، وحصلت خلافات مع رئيس الجمهورية، وكان الجميع بانتظار انتخابات 2005، وراهن الحريري بحصوله على الاكثرية قبل استشهاده، ولكنه استشهد امام السان جورج دون تحقيق حلمه.

لا يمكن ان يأتي رئيس حكومة، في ظل الصراع الايراني - السعودي بهذا الشكل، الى رئاسة الحكومة. ورغم تقديرنا للرئيس الحريري، فلا يستطيع ان يتجاهل ضرب اسرائيل لدولة عربية هي سورية، ولا يستطيع تجاهل موقف ترامب من الغاء الاتفاق النووي مع ايران. فمثلا، السعودية ايدت الغاء الاتفاق مع ايران فيما اكثرية الدول العربية انتقدت قرار ترامب، حتى ان الرئيس الفرنسي قال انه قرار خاطئ جدا. فما هو موقف الرئيس الحريري هنا، هل يعلن ان ترامب على خطأ او يرحب مثل السعودية بالغاء الاتفاق، ام يبقى صامتا لا لون له احمر ام اصفر ام اخضر باتجاه القرار الاميركي نحو ايران؟

الرئيس الحريري عاد الى الحضن السعودي وكان ذلك واضحا من خلال دعمه في الانتخابات النيابية في لبنان. واكبر دليل هو ان المفتي دريان حضر احتفالات الحريري الشعبية، ومفتي الشمال الشيخ مالك الشعار حضر كل احتفالات الرئيس الحريري، بينما قاطعت دار الفتوى والمفتين في المناطق الاحتفالات السياسية لكل الاحزاب السنية في الدرجة الاولى. ورغم ان مهرجان الرئيس ميقاتي حضر اكثر من 120 شيخا وايدوه كل مشايخ طرابلس حيث لم يبق الا 5 مشايخ مع المفتي مالك الشعار، الا ان السعودية اعادت الاعتبار للحريري، فهل يستطيع اخذ موقف مغاير للموقف السعودي؟

 كيف ستتعامل اميركا مع التطورات؟

النار حامية جدا، اذا قررت اميركا الحرب في المنطقة وتريد النجاح، فليس امامها الا ان تستعمل قنابل نووية او ان تأتي بجيش من مليون ونصف جندي للسيطرة على افغانستان وايران والخليج بكامله ومساحته 6 مليون كلم مربع كذلك العراق وسوريا ولبنان، دون ان نتحدث عن وضع اليمن والمتطوعين من الجزائر والسلفيين في ليبيا وفي مصر ايضا. واميركا غير مستعدة لارسال مليون ونصف جندي، ومن المستبعد ان نصل الى وقت يتم فيه استعمال القنابل النووية، لذلك الحرب السورية على اسرائيل ستكمل خطواتها تصاعديا. وكما بدأ حزب الله بعشرة عناصر في بداية التحرير ووصل الى 18 الف مقاتل والان الى اكثر، يمكن ان يتصاعد مع كامل صواريخهم وقواعدها. ولذلك اسرائيل التي تخشى حصول هذا الامر، بدأت طوال 2017 بضرب المراكز الايرانية وحققت 118 غارة. ولكن الان الوضع تغير، واصبحت المواجهة اصعب بين سوريا وايران وحزب الله في وجه اسرائيل. والحشد الشعبي ينتظر اشارة للمشاركة، والمخيمات الفلسطينية جاهزة للقتال ضد اسرائيل ايضا. كما ان وضع الاردن لن يكون سليما اذا اندلعت الحرب، فالفلسطينيون لن يقفوا على الحياد.

 اي رئيس حكومة للبنان لن يكون مقاطعاً لسوريا

بالعودة الى لبنان، فإن رئيس حكومة لبنان لن يكون مقاطعا لسوريا. فالرئيس الحريري لا يتكلم مع النظام السوري ولا يريد فتح خطوط معه، والامر خطر في المنطقة. لذا،  من الضروري التنسيق بين لبنان وسوريا، وان اكثر من نصف الشعب اللبناني له علاقات مع سوريا او له موقف مؤيد لسوريا، بدليل اذا اخذنا ليس عدد النواب بل عدد الاصوات التي صوتت لنواب المقاومة وحلفائهم، نجد ان الفرق شاسع جدا جدا بين الاصوات التي ايدت المقاومة وبين عدد الاصوات التي ايدت الاحزاب ضد المقاومة اما الجيش اللبناني فوضعه ممتاز وهو مدرب ومنظم ويتميز بالانضباط وقوي يلتزم بأوامر الحكومة اللبنانية وبالقرار 1701 في الجنوب اللبناني. بالنسبة للمقاومة وللعدو الاسرائيلي، فيمنع المقاومة بالتواجد جنوب نهر  الليطاني واعلن ان سيتصدى لاي دخول اسرائيلي او محاولة اجتياز او تقدم له باتجاه الحدود اللبنانية. واميركا تبنت حماية الجيش اللبناني اذا كان يدافع عن لبنان ولا يقوم بأي عمل هجومي ضد اسرائيل. والجنرال فوتيل في المنطقة الوسطى ابلغ العماد عون انه يضمن سيادة لبنان ومنع الاعتداء عليه من اي جهة كانت، ويمنع اسرائيل من ضرب لبنان اذا لم يضرب لبنان او يشترك في حرب ضد اسرائيل.

لكن من يضمن خرق اسرائيل للاجواء اللبنانية؟ والهجوم على سوريا من الاجواء اللبنانية، من يضمن كيف يتقدم الجيش الاسرائيلي برا اذا حاول الهجوم من هنا؟ فالرئيس الحريري غير القادر على التنسيق مع سوريا والذي هو في الخط السعودي لا يمكنه تأليف الحكومة. واذا عدنا للمعارضة، فيريدون الوزير عبد الرحيم مراد، وهو مرفوض من اكثر من نواب المجلس النيابي الجديد، لا يريدون وزيرا للمقاومة هكذا، ويمكن الاتجاه الى الرئيس ميقاتي الذي ترأس الحكومة لفترة طويلة بعد اغتيال الرئيس الحريري وقام بسياسة الوسط حتى مرر مرحلة من 2005 حتى 2009 الى يوم الانتخابات النيابية وقتها.

لذلك على رئيس الجمهورية التفاهم مع الرئيس بري ورئيس الحكومة الحالي الرئيس سعد الحريري.  لكن كيف يمكن الجمع بين حكومة تعمل للانماء وحكومة في الوقت نفسه تتناسب مع الجو التصعيدي العسكري والمقاوم وبين قيام 28 طائرة اسرائيلية امس بشن غارات طوال الليل على اكثر من 58 موقعا تابعاً لايران، في حين ان الصواريخ السورية تصدت للصواريخ الاسرائيلية التي تم اطلاقها على اهداف في سوريا وسقط اكثر من 50 بالمئة من هذه الصواريخ بواسطة سلاح الدفاع الجوي السوري.

 ماذا ستكتب الحكومة في بيانها الوزاري؟

وبالنسبة الى الهبات والمنح التي تم تقديمها للبنان وهي 11 مليار ونصف مليار فان اوروبا لن تتراجع عن دعمها للبنان، ولكن اي اشتعال للحرب سيؤجل الاعمار والبناء في لبنان حاليا، هل سيقبل الرئيس الحريري تبني مبدأ المقاومة ضد اسرائيل ام ان الجيش هو الذي يتصدى، وهل لديه القدرة على التصدي دون المقاومة؟ والجواب لا، فهو بحاجة الى المقاومة بل الى الشعب اللبناني كله كي يدعمه على هذا الاساس. وعندما رأينا ان طوال شهر كامل كان سماحة السيد حسن نصرالله يوماً بعد يوم يدير الحملة الانتخابية ويخاطب الشعب اللبناني، كان يدرك السيد نصرالله ان الغطاء السياسي الشعبي للمقاومة هو اكثر من ضروري عبر انتخابات نيابية نالت، فيها المقاومة قوة شعبية كبيرة. ولذلك قال وزير الامن الاسرائيلي انه في اي حرب مقبلة لن نفرق بين لبنان وحكومته وحزب الله لان الحزب باتت لديه كتلة قوية وشركاء بحيث لا يمكنك التفريق بين الحكومة والحزب. وارتقبت اسرائيل اشارة الحزب التي قررها السيد نصرالله عبر خوضها المعركة مباشرة وظهورها على الشاشات ليلة بعد ليلة حتى كانت النتيجة تغطية شعبية للمقاومة. وهذا ما ادى باسرائيل الى فهم واستنتاجات واكتشاف لماذا كان سماحة السيد حسن نصرالله يخطب يوما بعد يوم من اجل الانتخابات.

وعبر نتائج الانتخابات النيابية لن تشترك الطائفة الشيعية في اي حكومة لا تكون في بيانها الوزاري معادلة الشعب والجيش والمقاومة، ولن تدخل قوى حليفة لحزب الله الى اي حكومة لا تذكر ذلك. كما ان العماد عون في خطابه بقسم اليمين قال ان المقاومة نحن بحاجة اليها، وبالتالي لا يمكن لفخامة رئيس الجمهورية تأليف حكومة دون حزب الله. من هنا قد يسير الاتجاه نحو الرئيس ميقاتي او يقتنع الرئيس الحريري بالانفتاح على سوريا واعتبار الجيش والشعب والمقاومة ثلاثياً ضرورياً لحماية لبنان.

 العمليات الحربية مع العدو

عند الساعة 12 ودقيقة اي بعد منتصف ليل الثلاثاء - الاربعاء بدقيقة، بدأت راجمات مخفية بتمركزها، لكن فوهاتها مفتوحة وغير مغطاة، وبدأت باطلاق صواريخ غراد المتطورة والجديدة باتجاه كل المراكز العسكرية في الجولان. وبعد هذا القصف، قامت راجمة صواريخ ثانية تحمل 20 صاروخا مثل الاولى وقصفت المستوطنات خلف خطوط العدو، ودب الذعر بين السكان في المستوطنات وبدأوا الانتقال والهرب. وحاول الجيش الاسرائيل منعمها، ولكنهما هربوا باتجاه الساحل. ثم بدأت راجمة ثالثة بقصف المراكز العسكرية، وبخاصة الرادارات التي تمت اصابتها بشكل مباشر. ويبدو ان الاسرائيليين لديهم خسائر كبيرة، ولم يذكروهما لان 60 صاروخا نزلوا في بقعة 60 متراً وثلاث 3 كلم طول، وتم ضرب اربعة صواريخ من طراز اس 20 الروسية المتطورة، وهذا الصاروخ بدأت روسيا بتطويره، ثم تركته ولم تكمل صناعته، فأخذت الصين تصميمه وتطويره واطلاقه وصنعت منه الالاف وباعت لدول العالم صواريخ كثيرة. ومنذ 12 سنة كادت ان تحصل ازمة بين اسرائيل وسوريا حول استقدام الصواريخ الايرانية اس 20 . وحاولت اسرائيل منع الباخرة من التوجه الى اللاذقية، الا ان روسيا واميركا طلبتا من اسرائيل عدم التدخل مع الباخرة. ومنذ ذلك الوقت، تسلح الجيش السوري بصواريخ اس 20 ، وهو يحمل رأساً متفجراً ب500 كلغ ويدمر المنشآت بقوة. واذا كانت اسرائيل تقول انها تلقت 20 صاروخا فقط، فالحقيقة هي 64 صاروخا وصواريخ اس 20 المدمرة.

قررت رئاسة اركان حرب العدو الاسرائيلي الرد بقوة، فوضعت بنك الاهداف وهو حوالى 53 هدفا تعتبر ان ايران موجودة فيهما. وابلغت روسيا فورا انها ستقصف في سوريا بواسطة 28 طائرة، وكيلا يحصل اي خطأ ان لا يتم استعمال منظومة اس 600 واس 400 ضد الطائرات الاسرائيلية او الصواريخ، على ان تدوم الغارات 40 دقيقة لضرب 58 هدفا من حمص الى محيط دمشق الى ريف حلب، وبالفعل نفذت اسرائيل الغارات ولم تعترضها الصواريخ الروسية اذ يعتبر بوتين ان حماية المراكز الايرانية لا يشملها اتفاقه مع الرئيس السوري بشار الاسد، بل ان روسيا تضمن حماية النظام السوري وجيشه وشعبه وتمنع تقسيم سوريا او اي اجتياح خارجي تركي او اميركي للاراضي السورية. نفذت اسرائيل بواسطة 28 طائرة غارات على اهداف ايرانية، وقالت انها قصفت البنية التحتية للوجود الايراني في سوريا، بينما خرج الناطق العسكرية السوري ليقول ان الغارات اصابت 3 شهداء. وتم تدمير 50 بالمئة على الاقل من الصواريخ الاسرائيلية، وهو امر صحيح لان كل الوكالات نقلت ان 50 بالمئة من الصواريخ تم اسقاطها بواسطة السلاح الجوي السوري.

 انعقاد الحكومة الامنية المصغرة في اسرائيل

عند الساعة التاسعة الا ربعاً بتوقيت بيروت ليل الخميس - الجمعة من شهر ايار، اجتمعت الحكومة الامنية المصغرة ودرست الوضع وكيف تقوم بالتصعيد ضد الوجود الايراني في سوريا، وهددت ايران انه في حال ضربت اميركا اي هدف في ايران فان ايران ستجتاح الكويت والسعودية ودول الخليج بهجوم بري فوري، وان الجيش الاميركي غير قادر على ردع نصف مليون جندي، وهناك نصف مليون جندي اخرين جاهزون للدخول الى العراق، ومنها تنطلق وحدات الجيش الشيعي المسمى بالحشد الشعبي باتجاه السعودية وليس بين العراق والسعودية الا 8 كلم وحائط صغير، وتنتشر حرب عراقية - سعودية بين البلدين. هذا اضافة الى ضرب صواريخ بالستية على كل السعودية ومطاراتها وشركة ارامكو احدى اكبر مصافي النفط في العالم واشعالها.

اما بالنسبة للجيش العراقي، فيدخل السعودية ويجتاح مناطق عديدة، وليس بمقدور الجيش السعودي ان يردع الجيش العراقي. كما ان جزءاً من القوة الايرانية ستتوجه نحو سوريا، فيما ستعمل اسرائيل على ضرب بالطيران القوافل الايرانية لكن عندئذ تكون اسرائيل تتلقى صواريخ حزب الله وانتشارها العسكري في الجليل. وستحصل كما حصل في سوريا اختراقات من الحزب لقرى وبلدات كان يسيطر عليها التكفيريون. وسيخترق الحزب مناطق في المستوطنات الاسرائيلية، وستحصل المعارك من شارع الى اخر. وقد وضع حزب الله مستوعبات بوزن 500 كلغ قرب الجدار الاسمنتي الذي بنته اسرائيل. وفور قرار الحرب، يتم تفجير العبوة المناسبة او كل العبوات والعبور عبره الى داخل الجليل وبدء المعارك ضمن الجليل حتى حيفا.

وتعتقد المقاومة انها في حرب 2006 استطاعت بواسطة 7 الاف مقاتل منع الجيش الاسرائيل من التقدم، وانها الان بحجم 50 الف مقاتل قادرة على ردع تقدم اي هجوم اسرائيلي على لبنان. في حين انها في الوقت نفسه تستطيع ارسال ما بين 25 الف الى 50 الف مقاتل لاجتياح الجليل وحصول المعارك هناك وبين المستوطنات. كما ان المقاومة التي ستقصف تل ابيب ومطار بن غوريون وحيفا ونهاريا، وتهجم على المستوطنات في الجليل ستتسبب بنزوح 3 ملايين اسرائيلي من شمالها الى المنطقة الغربية من اسرائيل اي فلسطين المحتلة.

واذا اندلعت الحرب سيتم قصف السعودية قصفا لا مثيل له، وستقصف ايران بالصواريخ البالستية اسرائيل. ولدى اسرائيل منظومة صواريخ ارض - ارض هامة وقادرة على ضرب ايران واصابة مدن فيها. لذلك يمكن القول ان الحرب بين اسرائيل وايران وكل ما يدور في فلكهما تشبه الحرب العالمية الثالثة. فهل من قادر على وقف هذا التصعيد ام ان صفقة القرن التي عقدها محمد بن سلمان وخان فيها العرب جعلت ترامب من خلال هذه الصفقة يقرر الهجوم على ايران وضربها ومحاصرتها واعلان القدس عاصمة لاسرائيل وعدم النظر الى وجهة النظر والحقوق العربية انه اتفاق محمد بن سلمان مع صهر الرئيس الاميركي كوشنير، وهو اتفاق الصهيونية العالمية مع اميركا والسعودية التي دفعت اكبر ثروة وهي 1300 مليار دولار بستة اشهر لاميركا لتحقق لها محاصرة ايران وضربها واذا استطاعت اسقاط النظام الايراني.

وفي المقابل، فان اسرائيل باتفاقها تحت الطاولة مع السعودية خسرت كل شيء، فاصبحت محاصرة من غزة بطريق العودة والصواريخ من غزة وبين لحظة واخرى بصواريخ من الاردن، وتم فتح جبهة الجولان وستظل جبهة الجولان تضرب صيفا شتاء مثلما حصل في جنوب لبنان قبل سنة 2000 .كما ان المقاومة اللبنانية ستكون بالمرصاد لضرب اي تحرك للعدو الاسرائيلي ان الواقع الاسرائيلي. اليوم في اسوأ وضعه ولا تعرف لمن تشكو وكل قصفها لا يوصل الى حل لأمان اسرائيل، بل هي تعيش على اعصابها وتقصف بالصواريخ والطائرات وتحصل على اهم الاسلحة من اميركا، وهي غير مرتاح وآخر لاجئ فلسطيني يعيش في المخيم منذ 70 عاما معنوياته اعلى من اي جنرال على رأس اي فرقة في الجيش الاسرائيلي.

 

قاتل علاء ابي فرج أصبح في سوريا

الحياة/11 أيار/18/علمت صحيفة "الحياة" أن رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان لم يعقد مؤتمره الصحافي الا بعدما تأكد ان مسؤول أمنه ويدعى أمين السوقي أصبح في سوريا.

ولفتت المصادر إلى أن حزب الله حاول التدخل لدى ارسلان لتسليم السوقي حتى يأخذ العدل مجراه من قبل القضاء اللبناني، إلا أن أرسلان رفض بشدة ونقل عنه قوله إنه "يسلم ابنه ولا يسلم السوقي".

 

تكتل شمالي في وجه الحريري- باسيل: من يضم؟

جنى الدهيبي/المدن/ 11 أيّار 2018

ثمّة خريطة طريقٍ جديدة تعمل القوى السياسية على رسمها، وفقاً لما آلت إليه نتائج الانتخابات النيابية، التي غيّرت مشهد موازين القوى في البرلمان الجديد. وواحدة من هذه الخرائط، يعمل رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي على رسم معالمها، بعدما نجح في تشكيل كتلةٍ نيابيّة خاصةٍ بتيّار العزم مؤلفة من 4 نواب، تصدّر فيها المرتبة الأولى في دائرة الشمال الثانية. ففي الشمال، بدأ الحديث يتردد عن نيّة ميقاتي أن تكون كتلته نواة تحالفٍ أكبر. وهو ما أشار إليه النائب عن كتلة العزم نقولا نحاس، بأنّ العمل بدأ لتشكيل كتلة نيابية وازنة تشكّل قوّة ضغط حقيقية في مجلس النواب.

فكيف سيكون شكل الكتلة، ومن ستضم؟تفيد معلومات خاصة بـ"المدن" أنّ ثمّة تواصل غير مباشر بين عددٍ من القوى السياسية، التي تسعى إلى تشكيل كتلة نيابية، من دون أنّ تُنهي نقاشها بعد عن فحوى هذا التكتل ومضمون عمله. ورغم أنّ الأمور لم تُحسم بعد، لكنّ النقاش يجري على مستويين.

المستوى الأول، تشكيل "تكتّل شمالي" يضم تيّاري العزم والمردة والنائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد، يتولى موضوع رعاية الشمال والمطالبة بحقوقه والضغط من أجل تنفيذ المشاريع الإنمائية، تحت شعار "استعادة القرار الشمالي". وهو ما أوحى إليه ميقاتي في المؤتمر الصحافي الذي عقده أخيراً بقوله: "أمد يدي إلى الجميع وحتماً سنقوم باتصالات في هذا الصدد وليس هناك أي مانع في انضمام كل من يريد المشاركة معنا في هذه الكتلة لكي نعمل بشكل فاعل وقوي". المستوى الثاني، تشكيل "تكتل وطني" يشمل مكونات من الأحزاب اللبنانيّة من مختلف الطوائف، ومن المحتمل أن يضم مع التكتل الشمالي الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وحركة أمل. وهذا التكتل السياسي، الذي لا يزال قيد الدرس والبحث، سيكون بموازاة تكتل سياسي آخر قوامه تياري المستقبل والوطني الحرّ، وتحديداً الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، من أجل الضغط عليهما، ومواجهة هذه الثنائية المستجدة بقطع طريق الاستفراد والاستئثار. لكن، كيف ستعقد هذه القوى اتفاقها في ظلّ الخلافات المبدئيّة بينها في شأن عددٍ من القضايا الأساسيّة؟  تشير مصادر "المدن" إلى أنّ الأجندة السياسية تغيّرت رأساً على عقب بعد الانتخابات، وأنّ الحسابات لم تعد على قاعدة 8 و14 آذار. والأولوية بالنسبة إلى معظم القوى في التكتل المرتقب، ليست في البحث والتلاقي على القضايا الإقليمية التي تتعلق بسلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا وإيران والسعودية، إنّما سيكون اتفاقها على التلاقي حول القضايا والمشاكل الداخلية، وفي الشؤون المصرفية والتشريعية والمالية والإنمائيّة المتعلقة مثلاً بملفي الكهرباء والنفايات. وفيما لا يزال العمل على المستويين قيد البحث، وهو قد بدأ شمالياً بصورة رسميّة بين ميقاتي والمردة، تتردد شائعات عن احتمال تشكيل تكتل سنّي يضمّ معارضي المستقبل السنّة والخارجين من عباءته، مع النواب أسامة سعد وعبدالرحيم مراد وقاسم هاشم. إلّا أنّ أوساط ميقاتي، تنفي لـ"المدن" نيّته أو قبوله تشكيل هذا النوع من التكتلات، لأنّه سيسهم في زيادة حدّة الشرخ، ولن ينفع في بلوغ الأهداف المطلبية وحلّ القضايا الوطنية. إذ سيظهر كأنّه تكتل سنّي- إيراني في وجه تكتل سنّي- سعودي.

 

التيار يتحدى بري في جلسة انتخابه رئيساً للمجلس؟

منير الربيع/المدن/11 أيّار 2018

في الحادي والعشرين من أيار الحالي، تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي، وتبدأ ولاية المجلس الجديد المنتخب وفق القانون النسبي. سيترأس الجلسة الأولى النائب ميشال المر، بوصفه رئيس السنّ، وهو الذي سيحدد موعد الجلسة الأولى، التي ستشهد انتخاب رئيس المجلس. جرى اتصال قبل ساعات بين الرئيس نبيه بري والمر، وجرى الاتفاق على الترتيبات. وفق القانون، في  امكان أي نائب أن يترشح لرئاسة المجلس، وليس هناك وقت لتقديم الترشحيات، وفي امكان أي نائب يريد ذلك أن يطرح ترشيحه خلال انعقاد الجلسة. الجلسة الأولى ستحدد المسار الأولي لمرحلة ما بعد الإنتخابات. من حيث المبدأ، الرئاسة محسومة: نبيه بري عائد بأكثرية مضمونة، ولكن لا يمكن استبعاد حصول بعض "المشاغبات في الجلسة"، سواء أكان من خلال طرح بعض النواب أسماء داخل المجلس للرئاسة، أو من خلال عملية التصويت. من حيث المبدأ أيضاً، لا يوجد أي نائب شيعي سيعلن ترشّحه لرئاسة المجلس، لأن النواب الشيعة الـ27 كلهم مع حزب الله وحركة أمل، ولم يحصل أي خرق، والنائب جميل السيد يلتزم بقرار حزب الله، إلا إذا ما أراد طرف آخر إزعاج بري. ولكن الأكيد أن السيد لن يجعل نفسه صندوق بريد، أو يفسح مجالاً لاستخدامه في معركة خاسرة تنطلق من النكايات. عليه، يبقى الترقّب بشأن آلية التصويت وعدد الأصوات الذي سيحصل عليه بري. حتى الآن، مختلف الكتل ستسميه لرئاسة المجلس. وهذا ما أعلنته الكتل سابقاً باستثناء التيار الوطني الحر، الذي قد يحاول ردّ ما جرى في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، في جلسة انتخاب رئيس المجلس. ولكن التيار يفتقد إلى عدد النواب القادر على فرض الذهاب إلى دورة انتخابية ثانية، على غرار ما حصل في جلسة انتخاب الرئيس ميشال عون. لذلك، قد يلجأ نواب التيار إلى وضع أسماء مختلفة داخل الصندوق، فيما بدأت اتصالات للاتفاق على نائب رئيس المجلس. وتشير المعطيات إلى أن التيار الوطني الحر هو الطرف الذي سيقرر بشكل أساسي لمن سيؤول هذا المنصب، الذي يدور حول الياس بو صعب، وايلي الفرزلي. وبعد انتهاء ترتيبات المجلس وانتخاب اللجان، يستعد بري ومختلف الأفرقاء إلى الجهاد الأكبر. صحيح أن من يلتقي مع بري يعتبر أنه حقق انجازات في الانتخابات من خلال تثبيت وجود كل القوى المعارضة لثنائية الرئيس سعد الحريري- الوزير جبران باسيل، إلا أن ذلك سيتركز أكثر في معركة تشكيل الحكومة والاتفاق على كيفية توزيع حصصها. بالتالي، فإن البلاد ستكون مقبلة على حملة واسعة من الشدّ والجذب، يبدو برّي أكثر المستعدين لها، محصناً بتكتل نيابي من 17 نائباً، وحلفاء أثبتوا حضورهم وحافظوا على مواقعهم. وفيما يتمسك بري بوزارة المال، لم تُعرف بعد كيفية تعاطي حزب الله مع تشكيلة الحكومة، سواء أكان في ما يتعلّق بالحقائب التي سيحصل عليها هو مباشرة وسط معلومات تفيد بأنه يصرّ على وزارة أساسية وإن لم تكن سيادية فخدماتية، أم لجهة مطالبته بتوزير شخصيات سنية قريبة منه بحكم تمثّلها في المجلس النيابي. وهناك إشكالية بشأن تحديد عدد وزراء الحكومة، لأن الطامحين إلى التوزير كثر. وهذا ما سيفرض توسيعها. فيما هناك من يعتبر أن رئيس الجمهورية يفضّل أن تكون صغيرة بسبب عدم نجاح تجربة وزراء الدولة بلا حقائب. بينما حقيبة المال ستبقى أزمة عالقة، لأن هناك توافقاً بين المستقبل والتيار الوطني الحر بشأن وجوب نقلها من يد حركة أمل كي لا يتكرس ذلك عرفاً.

في الأثناء، يستعد بري وحزب الله إلى الدخول في معارك أساسية تتعلق بكسر منطق الثنائية، والحفاظ على الشراكة، والدخول أكثر في مضمار الملفات الاقتصادية والمالية. وقد يطرح البحث في تطوير قانون الانتخابات ليصبح نسبياً بشكل كامل، وليس مسخاً، بالإضافة إلى الإعداد لإطلاق مشاريع تتعلق بالاصلاح السياسي والتشريعي. وهذه قد تشكل عناوين لخلافات بين الأفرقاء، لا سيما مع تيار المستقبل. لكن الالتفاف على هذه التنازلات، قد يرتكز على مبدأ أساسي، تكرّس في نتائج الانتخابات التي منحت حزب الله سيطرة واسعة في الدولة. وهذا ما سيدفع تيار المستقبل إلى تقديم تنازلات غير علنية لاستمرار هذه التسوية، التي ستكون صورتها على شكل ائتلاف واسع للموالاة، يضم إلى جانب حزب الله وأمل المستقبل والتيار الوطني الحر، بحيث يستحيل على أي قوة معارضة عرقلة أي قرار أو توجه. أما التوافقات المالية والاقتصادية فهي ما يدفع الجميع إلى تجاوز الخلافات الأساسية، وحصرها في كيفية توزيع المغانم.

 

الاحباش- طرابلس: الطعن في نيابة ديما جمالي

بشير مصطفى/المدن/11 أيّار 2018

تستعد جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) للطعن في نيابة المرشحة عن تيار المستقبل في طرابلس ديما جمالي، التي فازت وفق النتائج النهائية بالمقعد السني الخامس في طرابلس بموجب قاعدة الكسر الأكبر. وتنطلق ماكينة المشاريع من وجود فروق بين محاضر فرز الأقلام وأرقام لجان القيد في سرايا طرابلس، التي أعلنت بموجبها نيابة الجمالي بفرق 45 صوتاً بين لائحة المستقبل ولائحة الكرامة الوطنية، وهي "غَبرة أصوات" برأي المشاريع. ويؤكد مقربون من المرشح طه ناجي أن لائحة الكرامة تتفوق على لائحة المستقبل التي "أضيف اليها 400 صوت" غير واضحة المصدر.

وتسوق المشاريع أنها تملك نتائج جميع أقلام دائرة الشمال الثانية، وهي كانت موجودة في كافة أقلام طرابلس البالغ عددها 384 بواسطة مندوبين ثابتين ومتجولين، بالإضافة إلى تغطية مختلف أقلام قضاء الضنية- المنية بواسطة مسؤولي المراكز الذين كانوا في 40 مركزاً، وهو اجمالي عدد المراكز في القضاء.

وتعكف ماكينة المشاريع على إعادة مراجعة الأرقام والمقارنة بين تلك التي تملكها وما يقابلها من أرقام نشرتها وزارة الداخلية على موقعها. فالأحباش لا يتكلمون "من فراغ وليس من عادتهم إطلاق الكلام جزافاً، إنما ينطلقون من معطيات حسية تجزم بأحقية ناجي بالمقعد بسبب حصول لائحته على الحاصل الثالث". وهو أمر تم إبلاغه إلى المفاتيح الانتخابية في اجتماع موسع للماكينة، وفق شخصية رفيعة في الجمعية. وبعد عملية المقارنة التي تقوم بها المشاريع ستقوم بتقديم طعن موثق لإبطال نيابة جمالي، بواسطة ملف يقدمه محامون خلال 48 ساعة المقبلة. كما تطلع الجمعية إلى تجاوب المجلس الدستوري مع مطالبها بعيداً من الحسابات السياسية والعمل وفق المقتضى القانوني. في المقابل، تتمسك ماكينة تيار المستقبل بأرقام وزارة الداخلية ولجان القيد التي أعطت الأحقية لجمالي. وتعتبر رئيسة الماكينة لينا دبوسي أن النتائج أشرفت عليها لجان قيد وقضاة ووزارة الداخلية. وتضع ما يحكى ضمن تبرير الخسارة لأنه من الطبيعي أن يقول الخاسر ذلك. وتؤكد دبوسي إحترام أي قرار يصدر عن المجلس الدستوري والإلتزام بالقانون. وفي حال إستجابة المجلس الدستوري لطعن الأحباش سيرتفع عدد النواب الفائزين من لائحة الكرامة الوطنية، وسيكون ناجي النائب الثالث، هو الذي حصل على نحو 4152 صوتاً. وهو ضعف الأصوات التفضيلية التي حصلت عليها جمالي، البالغة 2066 صوتاً.

 

النائب مصطفى الحسيني مع من؟ هذا ما قاله لـ"المدن"

صفاء عيّاد/المدن/11 أيّار 2018

حسم النائب فريد هيكل الخازن في تغريدة، الخميس في 10 أيار 2018، الجدل المُثار بشأن انضمام المرشح الفائز عن المقعد الشيعي في جبيل مصطفى الحسيني إلى كتلة الرئيس نبيه بري، قائلاً: "منعاً للاجتهادات الإعلامية سنشكلُ كتلة مستقلة مع السيد مصطفى الحسيني تمثل كسروان الفتوح وجبيل وذلك حفاظاً وتعزيزاً للدور الوطني والتاريخي لمنطقتنا". تغريدة الخازن أتت بعد إعلان الرئيس بري في حديث إلى mtv، أن الحسيني أبلغه أنه سيكون ضمن كتلة التنمية والتحرير. ولم تمضِ ساعات قليلة على تغريدة الخازن، حتى زار الحسيني نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. ما خلق علامات استفهام جراء المواقف المتضاربة بين الثنائي الشيعي وكتلة الخازن المستقلة.  هذا اللغط أوضحه الحسيني في تصريح إلى "المدن"، قائلاً إنه سيكون مع الخازن "في كتلة مستقلة تمثل أهل جبيل وكسروان وتلتزم الدستور وميثاق الطائف، والخطاب المعتدل في المنطقة الجُبيلية وكل لبنان". وأكد الحسيني أن زيارته بري كانت من باب الصداقة، مشيراً إلى أن "الرئيس بري لم يطلب مني الإانضمام إلى كتلته، بل دعاني إلى عدم الغدر بحلفائي الذين ترشحت معهم". أما زيارته حزب الله، فأتت من أجل المصارحة السياسية بعد الاستحقاق الانتخابي الذي أعطاه الحزب أهمية في جبيل. ووفق الحسيني، تم التباحث في الاجتماع بالخلافات السياسية التي نشبت طوال الأشهر الماضية في منطقة جبيل تحديداً، وتأكيد ضرورة إلتزام الخطاب السياسي المعتدل الذي يُمثل جميع الأطياف في المنطقة. كما نقل الحسيني إلى قاسم أنه "سفير المسيحيين عند الشيعة، بعد فوزه بأصوات المسيحيين لا الشيعة، لكنه سيكون خير ممثل للمسلمين والمسيحيين معاً". ولفت الحسيني إلى أنه فوِّضَ من "القيادة الشيعية بضرورة الحفاظ على حسن الجوار في المنطقة والعمل مع جميع الأطراف لما فيه خير المنطقة". وأكد أن الثنائي الشيعي لم يسجل عتبه على ترشحه على لائحة مضادة لخيارات حركة أمل وحزب الله. أما عن قول التيار العوني إن الحسيني سيكون منافساً لبري على رئاسة مجلس النواب، فيقول الحسيني: "أنا من أكثر المتمسكين بالرئيس بري رئيساً لمجلس النواب". الحسيني عارض أبرز بندٍ في مشروع لائحة القرار عنا، التي فاز عنها مع الخازن والتي تتضمن "الإلتزام الكامل بالدستور وببنوده السيادية والإصلاحية والمطالبة ببسط سيادة الدولة على كامل الوطن من خلال القوى الأمنية"، مشدداً أنه "لن يلتزم خطاباً يُعارض حفظ المقاومة وحمايتها. فأنا ابن نهج السيد موسى الصدر وملتزم به قولاً وفعلاً". في المقابل، علق النائب السابق فارس سعيد، الذي كان يخوض المعركة الانتخابية مع الحسيني، على زيارة الأخير للثنائي الشيعي بالقول: "لا مشكلة. المهم أن تبقى الكتلة مستقلة، ويجب أن يكون لها علاقة طيبة مع الشيعة من أجل القيام بالواجبات تجاه القرى الشيعية الجُبيلية. والحسيني عليه أن يمسك العصا من النصف بيننا وبين الشيعة". ودعا سعيد الحسيني إلى إحترام بنود إتفاق الترشح وأبرزها "السيادة، حصرية السلاح ومحاربة الفساد".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: الفرصة سانحة لاقتلاع إيران من سوريا

 اعتبر عضو المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل يؤاف غالانت، أنه من الأفضل العمل الآن ضد إيران واقتلاعها من سوريا وشدد على أن إسرائيل ستغتنم هذه الفرصة. وأكد غالانت الذي يشغل منصب وزير الإسكان في إسرائيل، أن بلاده مستعدة لأي سيناريو وأنه من الأفضل العمل الآن ضد سعي إيران للتمركز في سوريا لأن الثمن سيكون باهظا في المستقبل. ويبحث  المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية حاليا، التصعيد على الحدود الشمالية ويناقش الهجوم الصاروخي الإيراني على هضبة الجولان ورد الجيش الإسرائيلي المضاد.

 

البيت الأبيض: حان الوقت كي تضغط الدول المسؤولة على إيران  

الجمهورية/12 أيار/18/أعلن البيت الأبيض اليوم الجمعة أن "الأعمال الطائشة" التي ترتكبها إيران تمثل تهديدا للأمن الإقليمي ودعا دولا أخرى للضغط على طهران لتغيير سلوكها. وأضاف البيت الأبيض في بيان "حان الوقت كي تضغط الدول المسؤولة على إيران لتغيير هذا السلوك الخطير". ويشير البيان إلى صواريخ أطلقت من سوريا على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وصاروخ أطلقه متمردو جماعة الحوثي المتحالفين مع إيران على العاصمة السعودية الرياض هذا الأسبوع.

 

عقوبات أميركية جديدة على 6 أفراد من فيلق القدس و3 كيانات إيرانية

المركزية/11 أيار/18/أقرت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، عقوبات جديدة على إيران، وهو الأمر الذي كان وعد به الرئيس دونالد ترامب خلال إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي. وتشمل العقوبات 6 أشخاص ينتمون إلى فيلق القدس التابع لميليشيات الحرس الثوري الإيراني وثلاثة كيانات آخرى.. وقال البيت الأبيض، في وقت سابق، إن ترامب يعد لفرض عقوبات جديدة على إيران لضمان عدم تطويرها أسلحة نووية. وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز: "نحن ملتزمون 100 بالمئة بضمان ألا تمتلك إيران أسلحة نووية". وأضافت: "سنواصل ممارسة أقصى الضغوط، فرض عقوبات هائلة عليهم. كل العقوبات التي كانت قائمة قبل الاتفاق ستعود كما كانت، ونعد لإضافة عقوبات جديدة ربما يتم فرضها الأسبوع القادم على أقرب تقدير". وكان الرئيس الأميركي قد قال إن الانسحاب من الاتفاق النووي يأتي لعدم نجاح الاتفاق في وقف أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار ومساعيها للحصول على سلاح نووي وردعها عن متابعة برنامجها للصواريخ الباليستية. وأوضح ترامب، في كلمة من البيت الأبيض: "أعلن أن أميركا ستنسحب من الاتفاق مع إيران (...) وفي لحظات قريبة سأوقع مذكرة لبدء العقوبات على النظام الإيراني"، مضيفا: "عقوباتنا قد تشمل أيضا دولا أخرى متواطئة مع إيران".

 

ظريف في موسكو الاثنين وبروكسل الثلثاء!

المركزية/11 أيار/18/أعلن مسؤول في الخارجية الروسية ان وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف سيزور موسكو في 14 ايار ويلتقي نظيره وزير الخارجية سيرغي لافروف. الى ذلك، تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني الثلثاء نظراءها من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بروكسل على ان ينضم اليهم وزير الخارجية الإيراني لاحقًا، بحسب ما أعلن مكتبها اليوم.وتعقد هذه الاجتماعات بعد أسبوع على اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني وبينما يسعى الاوروبيون الى انقاذه من خلال أخذ زمام المبادرة.

 

استقالة مسؤول التفتيش بوكالة الطاقة النووية

المركزية/11 أيار/18/أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، أن مسؤول عمليات التفتيش بالوكالة التابعة للأمم المتحدة قد قدم استقالته فجأة، دون أن تذكر سببا. يأتي رحيل تيرو فارخورانتا في وقت حساس، حيث جاء بعد 3 أيام من إعلان واشنطن انسحابها من اتفاق إيران النووي، فيما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت طهران ستواصل الالتزام به. وكان الفنلندي فارخورانتا نائبا للمدير العام للوكالة، ورئيسا لإدارة الضمانات التابعة لها، والمسؤولة عن التحقق من التزام الدول بمعاهدة منع الانتشار النووي، منذ تشرين الاول 2013.  وتم تعيين مساعد المدير العام للوكالة المكلف بأنشطة التحقيق في ايران ماسيمو إبارو خلفا مؤقتا . وقال متحدث باسم الوكالة انها ستستمر بممارسةانشطتها الرقابية . وأضاف ان الوكالة منذ توقيع الاتفاق مع ايران تصدر تقاريرفصلية تؤكدان ايران تحترم التزاماتها النووية وقال متحدث باسم وكالة الطاقة الذرية "استقال السيد تيروفارخورانتا على أن يسري ذلك من 11 ايار 2018". ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث قوله "سوف يستمر تنفيذ أنشطة الضمانات بطريقة احترافية للغاية".

 

إسرائيل تحرج إيران وتنشر صور قواعدها المدمرة بسوريا

المركزية/11 أيار/18/زادت إسرائيل من جرعة إحراج إيران عسكريا، عبر نشر الجيش الإسرائيلي الجمعة لصور من الأقمار الصناعية لمواقع إيرانية استهدفتها بالقصف ليلة الاربعاء الخميس في سوريا خلال عملية واسعة النطاق أطلق عليها مسمى "قصر من ورق". وقصف الجيش الإسرائيلي صباح الخميس ما وصفه بأنه عشرات من الأهداف العسكرية الإيرانية في سوريا ردا على إطلاق القوات الإيرانية، حوالي 20 صاروخا ضد مواقعه في هضبة الجولان السورية المحتلة. وعملية "قصر من ورق"، التي شاركت فيها 28 طائرة من طراز F-15 و F-16 وفقا لوزارة الدفاع الروسية، هي الأبرز لسلاح الجو الإسرائيلي في سوريا منذ عام 1973. ونشر الجيش الإسرائيلي صورا من الأقمار الصناعية لما وصفه بأربعة مراكز للاستخبارات الإيرانية في سوريا في تل غربة وتل كلاب وتل النبي يوشع وتل مقداد. كما نشر صورا لمجمع عسكري في منطقة الكسوة ومجمع لوجستي يبعد نحو 10 كيلومترات عن دمشق. كما نشر الجيش مساء الخميس شريط فيديو يظهر تدمير بطارية سورية مضادة للطائرات من نوع  أس إيه 22 كانت تطلق النار على طائرات إسرائيلية. وقد أطلقت البطاريات السورية عشرات الصواريخ على الطائرات الإسرائيلية، حسبما قال الجيش الذي أعلن تدمير بطاريات من نوع أس إيه 17 وأس إيه 22 وأس إيه 5 وأس إيه 2. وأكد الجيش أن الطائرات الإسرائيلية عادت إلى قواعدها سالمة. وأشارت وسائل الإعلام الاسرائيلية الجمعة الى التفوق العسكري "الساحق" بالإضافة إلى فاعلية الاستخبارات لدى الجيش الإسرائيلي، وتساءلت عما إذا كانت إيران ستبقى هناك بعد ما وصفته صحيفة هآرتس بانه "فشل كامل" لطهران.  وحض وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي تفقد الجولان الجمعة الرئيس السوري بشار الأسد على "طرد الإيرانيين". وقال ليبرمان عن المواجهة: "لا أعتقد أن الأمر انتهى تماما. إننا نراقب الوضع عن كثب" مضيفا "سنتابع الأوضاع بدقة ونعمل بكل مسؤولية وتصميم". وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده لا تريد "توترات جديدة" في الشرق الأوسط، رد ليبرمان "هي رسالة مهمة أتمنى أن تكون حقيقية، فنحن لم نذهب إلى حدودهم، هم جاؤوا إلينا".

 

 موسكو: لا حاجة لسوريا بالـ"S-300"

المدن - عرب وعالم | الجمعة 11/05/2018 /نقلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، عن مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلاديمير كوجين، قوله الجمعة، إن روسيا لا تجري محادثات مع الحكومة السورية، لإمدادها بصواريخ "إس-300" أرض-جو المتطورة، إذ لا تعتقد موسكو بأنها ضرورية. وجاءت تصريحات كوجين، الذي يشرف على المساعدات العسكرية الروسية للدول الأخرى، في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لموسكو هذا الأسبوع. ويُعتقد بأن نتنياهو مارس ضغوطاً كبيرة على بوتين كي لا يمد سوريا بالصواريخ. وكانت روسيا قد أشارت إلى إنها ستزود سوريا بالمنظومة الصاروخية، رغم اعتراضات إسرائيل، بعد ضربات عسكرية غربية على سوريا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حينها إن الضربات أعفت روسيا من أي "التزام أخلاقي" يمنعها من تسليم الصواريخ. ونقلت حينها صحيفة "كوميرسانت" عن مصادر عسكرية إن عمليات التسليم قد تبدأ قريباً. تصريحات كوجين، التي أدلى بها بعد محادثات نتنياهو مع بوتين في موسكو، تشير إلى أن ضغوط رئيس الوزراء الإسرائيلي أتت ثمارها في الوقت الحالي على الأقل، بحسب وكالة "رويترز". ونسبت "إزفيستيا" لكوجين القول عند سؤاله عن احتمال تزويد سوريا بصواريخ "إس-300": "في الوقت الراهن نحن لا نتحدث عن أي عمليات تسليم لأنظمة حديثة". وأضاف" "الجيش السوري لديه بالفعل كل ما يحتاجه". والنظام الصاروخي "إس-300" يطلق صواريخ من شاحنات، وهو مصمم لإسقاط الطائرات العسكرية والقذائف الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى. وعلى الرغم من أن نظام إس-400 الأكثر تطورا قد حل محلها، إلا أن صواريخ إس-300 لا تزال تعتبر قوية للغاية وتتفوق على كل ما تملكه الحكومة السورية حاليا من صواريخ. ونشر الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقطعاً مصوراً لصاروخ إسرائيلي يدمر بطارية دفاع جوي روسية الصنع من طراز "بانتسير إس-1"، في الهجمات على مواقع إيرانية في سوريا، فجر الخميس.

 

إيران ترقص على حافة البركان حافية القدمين

عادل إسماعيل/جنوبية/11 مايو، 2018

ما يخيف أمريكا ليس دراويش المآتم الدائمة بل هو عودة المارد الإسلامي بزعامة عربية إذ ليس بالصدفة أن كان قادة المقاومات في العالم كله من السنة بل ومن العرب على التحديد. وأمريكا هي أيضا تسهم في الإيهام لأنه جزء من خطتها وفي خدمة إستراتيجيتها ذات المدى البعيد. فهي تحارب إيران بالكلام وتتفاوض معها على اقتسام السلطة في العراق والخليج. وهي كان يمكن أن تستغني عن إيران لو لم تكن تعرف أن تخويف الخليج بها هو الضمانة الوحيدة ليكون بقاؤها مطلوبا من حكام العرب الذين جعلوا أقطار الوطن محميات أمريكية بسبب الخوف من التهديد الإيراني في الظاهر ومن الصحوة في الباطن. وإسرائيل أيضا هي المستفيدة الثانية: فالكلام العنتري لحزب الله وإيران يمكن حكام الولايات المتحدة من مغالطة الرأي العام الأمريكي لتحصل إسرائيل على 30 مليار مساعدة ضد خطر وهمي يمكن أن يستغله الطرفان لغايتهما لا غير. لكن الجميع يعلم أن الحرب لو قامت حقا لكان بوسع إسرائيل وحدها ودون حاجة إلى معونة أحد أن تقضي على كل مدن إيران دون أن تمس منها شعرة فيما لو حاولت إيران أن تضرب مدن إسرائيل مباشرة أو بتوسط حزب الله لأن من لا يقدر على الضربة الثانية حتى لو تصورناه قادرا على ضربة أولى لا يتكلم في عصر سلاح الدمار الشامل. والجميع يعلم أن أمريكا ليست بحاجة إلى استعمال السلاح لهزيمة إيران: فلو رأت في ما تعمله إيران خطرا حقيقيا على مصالحها لأجبرتها على نزع سلاحها بذاتها لتجنب الهزيمة الساحقة التي تعيدها إلى ما قبل التاريخ من دون حاجة إلى أن ترسل جندي واحد إلى إيران. ولما كان ذلك لم يحصل فمعناه أن أمريكا تجد مصلحة في سياسة إيران العنترية. ولما كان الإيرانيون ليسوا بالغباء الذي يجعلهم يجهلون ذلك فإن تجاهلهم له يعني أنهم مدركون لسر اللعبة التي نصف هنا وهو ما يعني التفاهم الضمني بين الصفين على حدود اللعبة لبلع الوطن العربي. ولولا صحة ما نقول أي إمكان ما وصفنا إذا جد الجد فاقتنع الأمريكيون أن بلدا ما يهدد المصالح الإستراتيجية تهديدا فعليا لما رأينا الصين وأوروبا وروسيا والهند كلها رغم كونها لا وجه للمقارنة بين قوتها وقوة إيران تهادن أمريكا ولا تخرج عن طوعها عندما تكشر ولو بمجرد التلميح: فهم جميعا لا ينسون ما حصل لليابان والألمان بل وحتى للاتحاد السوفياتي.

 

أبرز الضربات الإسرائيلية في سورية منذ العام 2013

صعدت إسرائيل منذ 2017 الضربات التي تشنها منذ بضع سنوات في سورية الغارقة في الحرب على مواقع تابعة للنظام وأخرى يسيطر عليها حزب الله وإيران حليفا النظام السوري أبرزها:

30 يناير: قصف الطيران الإسرائيلي موقعا لصواريخ أرض - جو قرب دمشق ومجمعا عسكريا قال مسؤول أميركي إنه يشتبه بوجود مواد كيميائية بداخله. أكدت إسرائيل ضمنا الغارة مجددة التحذير بانها لن تسمح بنقل أسلحة من سورية الى حزب الله اللبناني

3 و5 مايو: غارتان قرب دمشق استهدفتا مركز الابحاث العلمية في جمرايا، بالإضافة الى مستودع للذخيرة وبطارية للدفاع الجوي، كما اعلن ديبلوماسي في بيروت. قتل 42 جنديا سورية في الضربة وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

2014

7 ديسمبر 2014: النظام يتهم إسرائيل بشن غارتين على مواقع قرب دمشق، في الديماس والمطار الدولي.

2015

19 ديسمبر2015: مقتل سمير القنطار القيادي في حزب الله والذي سجن لفترة طويلة في إسرائيل، في غارة على ضواحي دمشق، بحسب حزب الله الذي اتهم إسرائيل باغتياله.

2016

7 ديسمبر 2016: عدة صواريخ إسرائيلية تضرب المنطقة المحيطة بمطار المزة العسكري بضواحي دمشق والذي يضم مقر المخابرات الجوية. وتعرض المطار لضربة ثانية في 13 يناير 2017.

2017

17 مارس: إسرائيل تعلن انها استهدفت أسلحة «متطورة» قالت انها كانت في طريقها لحزب الله قرب تدمر في وسط سورية.

27 ابريل: النظام يتهم إسرائيل بإطلاق صواريخ على موقع عسكري قرب مطار دمشق والمرصد السوري لحقوق الإنسان يشير إلى انفجار مستودع للاسلحة يعود الى حزب الله على ما يبدو.

7 سبتمبر: غارات جوية أسفرت عن مقتل اثنين في موقع عسكري في غرب سورية.

22 سبتمبر: طائرات إسرائيلية تغير على مستودع لحزب الله قرب مطار دمشق.

16 اكتوبر: الجيش الإسرائيلي يؤكد انه دمر بطارية صواريخ شرق دمشق ردا على إطلاق صاروخ سوري استهدف طائرات تجسس إسرائيلية فوق لبنان.

2 ديسمبر: طائرات إسرائيلية تغير على مواقع قرب الكسوة جنوب دمشق، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي 4 من الشهر ذاته: تستهدف طائرات إسرائيلية منطقة جمرايا ومخازن أسلحة، وفق المرصد.

2018

ليل 8-9 يناير: عدة غارات جوية وإطلاق صواريخ قرب دمشق على مستودعات أسلحة للجيش السوري وحزب الله وفق المرصد السوري.

7 فبراير: وزارة الدفاع السورية تعلن تدمير صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعا عسكريا قرب دمشق، والمرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن ان صواريخ أخرى استهدفت مستودعا للاسلحة قرب جمرايا.

10 فبراير: إسرائيل تعلن عن غارات «واسعة النطاق» في سورية، ضد 12 هدفا بعد اعتراض طائرة بدون طيار انطلقت من سورية. وللمرة الاولى، تؤكد إسرائيل علنا استهداف مواقع إيرانية.

وبعد تعرضها لإطلاق نيران سورية مضادة للطائرات، تحطمت مقاتلة إسرائيلية من طراز اف -16 في شمال إسرائيل. واعلن الجيش ان احد الطيارين أصيب بجروح خطرة.

9 ابريل: إطلاق صواريخ ضد مطار التيفور العسكري في محافظة حمص وسط سورية ومقتل نحو 14 عسكريا بينهم سبعة إيرانيين. إيران وسورية وروسيا تحمل إسرائيل مسؤولية الغارة.

26 ابريل: وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان يهدد بان إسرائيل ستتصدى لأي محاولة لترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سورية.

29 ابريل: مقتل 26 مقاتلا على الأقل «غالبيتهم» إيرانيين في ضربات إسرائيلية على مواقع عسكرية للجيش السوري، وفق المرصد الذي قال ان هذا القصف «الإسرائيلي على الأرجح» استهدف مطار النيرب العسكري في حلب، واللواء 47 في جبل زين العابدين بحماة حيث تتمركز قوات إيرانية.

8 مايو: مقتل 15 مقاتلا أجنبيا يقاتلون مع القوات السورية وبينهم ثمانية من الحرس الثوري الايراني على الأقل في ضربة ليلية نسبت إلى إسرائيل.

واستهدفت مستودع أسلحة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الكسوة جنوب دمشق. أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش السوري اعترض صاروخين إسرائيليين.

9 و10 مايو: الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه نفذ سلسلة غارات ضد عشرات الأهداف الإيرانية

 

توتر ينذر بحرب شرق أوسطية إذا لم تنسحب إيران من سوريا

العرب/11 أيار/18/وسعت إسرائيل وإيران من حدود المواجهة بينهما، ليل الأربعاء الخميس، في خطوة بدت كفرصة لإسرائيل للانقضاض على النفوذ الإيراني في سوريا، من دون أن تدوس على قدم روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران.

ولم يكن اشتباك الأمس فرصة لإسرائيل فقط، بل سعت إيران، عبر وابل من الصواريخ غير الموجهة التي استهدفت منشآت عسكرية إسرائيلية، إلى إظهار أن إسرائيل هي الهدف الرخو الذي تستطيع إيران الرد من خلاله على قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، الذي أعلن عنه الثلاثاء الماضي. وجاء الهجوم الإيراني بعد يوم واحد من قصف إسرائيلي على قاعدة الكسوة قرب دمشق، قتل خلاله عسكريون إيرانيون.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال يقوم بزيارة رسمية إلى موسكو، التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، عندما اندلعت اشتباكات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن الجيش دمر خلالها “تقريبا” كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا.

وبعد سلسلة من الغارات الجوية شنتها 26 طائرة إسرائيلية على أهداف إيرانية في الأراضي السورية وعلى بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، أرسلت إسرائيل أمس تعزيزات عسكرية كبيرة إلى هضبة الجولان التي تحتلها منذ العام 1967.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ”العرب” إن الغارات الإسرائيلية، التي استمرّت أربع ساعات، كانت مؤشرا على حرب شاملة في حال لم تقتنع إيران بأنّ عليها الانسحاب عسكريا من سوريا.

ورغم ذلك يقول محللون كثر إن إسرائيل لم تتخط الخط الأحمر الذي رسمه “جيرانها الجدد” في سوريا، أي الروس. ويبقى من مصلحة روسيا، الدولة الوحيدة المتحكمة في مفاصل النزاع السوري، وفي نفس الوقت تملك علاقات مع إيران وإسرائيل معا، الحفاظ على توازن استراتيجي بينهما.

وأي توازن مثالي يحقق مصالح روسيا، سيتمثل في غض الطرف عن ضربات إسرائيلية تبقي التواجد الإيراني في سوريا دون الحد المقبول في موسكو، لكن لا يجب أن تؤثر هذه الضربات على قوة الميليشيات التابعة لإيران، بحيث يفقد نظام الأسد القدرة على الاستمرار في تحقيق المكاسب العسكرية بشكل متسارع.

وفي نفس الوقت ليست هناك نية في موسكو لخسارة إسرائيل، التي أصبحت الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تمثل حجر زاوية بالنسبة لنفوذ تسعى روسيا لمده عبر المنطقة، منذ تدخلها في الصراع السوري في أيلول 2015.

ويقول الجنرال ياكوف ناجيل، الذي كان يعمل مستشار الأمن القومي لنتانياهو حتى عام 2017، “لا أتصور أن هناك زعيما في المنطقة يتحدث بشكل دائم إلى بوتين كنتانياهو”.

وقال سفير إسرائيلي، عمل سابقا في موسكو وكييف، إن “إسرائيل تقاتل ضد الإيرانيين. الروس يستطيعون التعايش مع ذلك، لكن إلى مدى معين”، مضيفا أن “موقع الروس مميز لأنهم يستطيعون التحدث إلى كلا الطرفين، وهذا مهم ليس فقط للحرب، لكن للسلام أيضا”.

لكن بعد رد الفعل الروسي الرافض لضربات عسكرية نفذتها إسرائيل على قاعدة التيفور الجوية السورية الشهر الماضي، بدأت إسرائيل تشعر بأن الصبر الروسي على سلوكها في سوريا بدأ ينفد. وعلى الفور أجرى نتانياهو اتصالات ببوتين.

لكن هذه الاتصالات لم تأت بنتيجة تذكر بالنسبة لإسرائيل، التي عرضت على الروس ابتعاد مقاتلي الميليشيات الإيرانية ومقاتلي حزب الله عن الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلة والأراضي السورية، لمسافة 50 كيلومترا. وتجاهلت روسيا الاقتراح الإسرائيلي.

وقالت تقارير نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية إن “القضاء على جاسوس يعمل لصالح إسرائيل في سوريا، بعد ساعات من إبلاغ إسرائيل الروس بمعلومات عن نقل إيران أسلحة متطورة إلى سوريا، علمنا أننا إذا كنا نريد إيقاف شيء فليس أمامنا سوى التحرك لإيقافه بشكل منفرد”.

ومع ذلك، لا يزال الإسرائيليون والروس يحملون أجندة أهداف مشتركة في ما يتعلق بالنفوذ الإيراني في سوريا. فالطرفان لا يريدان لإيران أن تتحكم في القواعد الجوية السورية الكبرى، إذ سيتسبب ذلك في منافسة روسيا لاحقا على التحكم المنفرد بالمجال الجوي السوري، كما سيساعد الإيرانيين على تعزيز الجسر الجوي الذي يسهل نقل الأسلحة جوا من إيران.

كما يريد الطرفان منع إيران من الوصول إلى الساحل السوري واكتساب موطئ قدم داخل القواعد السورية المنتشرة على طول الساحل. وإلى جانب عدم استخدام الأراضي السورية كمنصة لإطلاق صواريخ عالية الدقة على إسرائيل، لا يزال نتانياهو يصر على إنشاء منطقة “خفض تصعيد” من ريف دمشق الجنوبي الغربي والقنيطرة، وصولا إلى حدود الجولان المحتل.

وتحتاج إيران إلى البقاء في سوريا لأطول فترة ممكنة، إذ يعلم المسؤولون الإيرانيون أن النظام السوري لن يسمح بإنشاء “حزب الله سوري” يكون ولاؤه لإيران وليس للأسد. وأغلب المقاتلين المنتمين إلى الميليشيات الموالية لإيران في سوريا هم أفغان أو عراقيون، أو مقاتلون إيرانيون في صفوف الحرس الثوري، إذ لم تتمكن إيران إلى الآن من تجنيد سوريين في ميليشيا سورية خالصة نظرا لمعارضة النظام.

ولا يرغب النظام في اندلاع حرب واسعة على الأراضي السورية.

ويتفق الروس والإسرائيليون على ضرورة تنفيذ أجنداتهم أيضا دون اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وإيران. كما لا تملك إيران البنية التحتية العسكرية الكافية للدخول في حرب شاملة ضد إسرائيل على الأراضي السورية، إذ لا تملك التفوق الجوي أو البحري، كما أنها تحتمي بتكنولوجيا دفاع جوي سورية متهالكة. وقالت المصادر الدبلوماسية لـ”العرب” إنّ إسرائيل وضعت إيران أمام خيارين؛ إمّا أن تبقي على قواتها وقواعدها في سوريا، مع ما يعنيه ذلك من تحمّل لضربات مستمرة على هذه القوات والقواعد، وإما أن تذهب إلى حرب شاملة في ظلّ تفهّم أميركي لما تقوم به إسرائيل وموقف روسي ملتبس يميل إلى توفير غطاء للحرب. ورجّح مصدر دبلوماسي عربي في بيروت أن تكون إيران تسعى بدورها إلى التصعيد نظرا إلى أنها لم تترك لنفسها خيارات كثيرة بعد كل المليارات التي استثمرتها في دعم بشّار الأسد ونظامه.

 

عشر دول ترفض المشاركة في مراسم نقل السفارة الأميركية إلى القدس

المركزية/11 أيار/18/لبى نحو 30 سفيرا من أصل 86 لدى إسرائيل دعوة الخارجية الإسرائيلية للمشاركة في مراسم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأكدوا حضورهم هذه الفعاليات المزمعة الأحد المقبل. وبين الذين قبلوا الدعوة، سفراء هنغاريا وتشيكيا وبلغاريا، فيما لم يؤكد سفراء رومانيا والنمسا بعد، حضورهم هذه المراسم، وأعلنت 10 دول رفضها المشاركة لأسباب مبدئية وأخرى فنية، وبينها روسيا ومصر وألمانيا والنمسا وبولندا وإيرلندا ومالطا والمكسيك والبرتغال والسويد. ويشارك في المراسم كل من ابنة الرئيس الأميريكي إيفانكا ترامب، وصهره ومستشاره جاريد كوشنر، ووزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن وزارة الخارجية الإسرائيلية لم توجه الدعوة إلى أعضاء الكنيست من المعارضة، ووجهتها لأعضاء الحكومة ورؤساء لجان الكنيست، وأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وباقي كتل الائتلاف الحكومي.

 

غزة اليوم في"جمعة النذير"..تمهيداً ل"مليونية العودة"

المدن/11 أيار/18/قال رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، إن مسيرة العودة ستتواصل حتى تحقيق أهدافها، برغم العنف الذي تواجهه من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف السنوار في تصرحات لوسائل إعلام محلية وأجنبية "نرغب في حل مشاكل غزة والفلسطينيين بالطرق السلمية ونحن نريد حقوق شعبنا وإن اضطرنا هذا للمقاومة المسلحة التي يضمنها القانون الدولي لنا". واعتبر السنوار أن إسرائيل تعاقب الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل جماعي، فقط لأنهم اختاروا حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006. وأكد أن الحركة بدأت نشاطها بالطرق السلمية عان 1987، لكنها تحولت إلى المقاومة المسلحة بسبب ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين. وتابع "لسنا هواة موت". وفي ما يخص مصير اتفاق المصالحة الوطنية، والتوتر الذي عاد بين "حماس" و"فتح" على خلفية اتهام السلطة الفلسطينية حركة "حماس" بمحاولة اغتيال رئيس وزراء حكومة الوفاق رامي الحمدلله أثناء زيارته الأخيرة إلى غزة، قال السنوار "ما حدث بعد التفجير والخطاب الإعلامي المرافق، ضيق فرص تحقيق المصالحة، إلا أننا نقول إن الباب لم يغلق بعد، ونحن مقتنعون أن مسيرات العودة ستكون لها مفاعيل لتحقيق الوحدة الوطنية". وختم السنوار تصريحاته بالقول للصحافيين والمصورين "نحن نثق أن كاميراتكم يمكن أن تنقذ حياة الآلاف، ولكي لا تتحول إلى مجازر؛ وستمثل كابحا كبيرا لقوات الاحتلال عند استخدام القوة المفرطة". في السياق، بدأت قوات الاحتلال تنفيذ انتشار مكثف، وعززت من تواجدها قرب السياج الفاصل على حدود قطاع غزة، استعداداً لمواجهة جمعة سابعة من مسيرة العودة، والتي تتزامن مع اقتراب موعد المواجهة الأكبر في ذكرى النكبة، الثلاثاء المقبل، حيث يتوعد الفلسطينيون الاحتلال الإسرائيلي بموجة احتجاج عارمة. ومن المقرر أن تنطلق "مسيرة العودة الكبرى" في 15 مايو/أيار المقبل، وأطلق عليها اسم "مليونية العودة"، وتقوم غالبية الفصائل الفلسطينية بالتحشيد لها، وتطالب كل الفلسطينيين بالتحرك والانضمام إلى هذا الاحتجاج، خصوصاً في الضفة الغربة المحتلة والداخل. وكانت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة" قد دعت إلى مشاركة كبيرة في "جمعة النذير"، في قطاع غزة والضفة الغربية، وطالبت المحتجين بـ"الاشتباك مع الاحتلال بكل الوسائل الممكنة في نقاط التماس".

 

ابن الـ 4 سنوات يُحاكم بمصر ... والتهمة تقبيل زميلته!

المركزية/11 أيار/18/حدّدت محكمة مصرية الـ30 من أيار/مايو الجاري موعد محاكمة طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، بتهمة "تقبيل زميلته" في دار الحضانة. هذه "الحادثة" وقعت بإحدى المدارس الابتدائية بمحافظة البحيرة، حيث أفاد والد "المتهم" "سامح مدكور" أنّ نجله كان يلعب مع طفلة من نفس عمره وقام بتقبيلها ليتفاجأ بذهاب والدها إلى الحضانة معبراً عن غضبه. والغريب أن والد الطفلة تقدّم ببلاغ لمركز شرطة  يتهم فيه الطفل محمد سامح (4 سنوات) بالتعدّي على ابنته وضربها أثناء لهوهما بفناء الحضانة مطالباً باتخاذ الإجراءات القانونية. أما الأغرب هو إحالة الطفل إلى المحكمة حيث ستجري جلسة إعلان النطق بالحكم بمحكمة "جنح أحداث حوش عيسى". من جهتّه، شرح والد الطفل لوسائل الإعلام أن طفله لم يستوعب مجريات المحاكمة وأنه ينظر إلى الأمر كلعبة وهو في الواقع شعر بالسعادة لأنه ظنّ أنه يلهو.

 

خاتمي: إذا تصرفت إسرائيل بحماقة سندمر تل أبيب وحيفا

طهران، أنقرة، القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب/الحياة/12 أيار/18 |

 نقل التلفزيوني الإيراني عن رجل الدين البارز أحمد خاتمي قوله اليوم (الجمعة) إنه إذا تصرفت إسرائيل بحماقة فسيتم تدمير تل أبيب وحيفا. وقال خاتمي في خطبة الجمعة في «جامعة طهران»: «سنطور قدراتنا الصاروخية على رغم الضغوط الغربية... لتعرف إسرائيل أنها إذا تصرفت بحماقة فسيتم تدمير تل أبيب وحيفا بالكامل». من جهته دعا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم الرئيس السوري بشار الأسد إلى «طرد الايرانيين» من سورية، وذلك غداة تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل في سورية. وقال ليبرمان في بيان أثناء زيارته للقسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان: «استغل فرصة زيارتي اليوم للجولان، لأدعو الأسد إلى طرد الإيرانيين، وطرد فيلق القدس من سورية». وكانت ايران نددت اليوم بالغارات الإسرائيلية في سورية، معتبرة أنها تمت على أساس «ذرائع مفبركة». وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي بأن «الهجمات المتكررة للكيان الصهيوني على الأراضي السورية التي جرت بذرائع مفبركة ولا أساس لها، تعد انتهاكاً للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية وعملاً يتعارض مع جميع القوانين والقرارات والمعايير الدولية». وأضاف أن إيران «تندد بشدة بهجمات الكيان الصهيوني» في سورية. واعلنت إسرائيل أنها ضربت عشرات الأهداف السورية والإيرانية في سورية، في وقت مبكر الخ ميس رداً على صواريخ أطلقتها ايران على هضبة الجولان المحتلة. وأثار التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران في سورية قلق الاسرة الدولية إزاء خطر اندلاع نزاع أكبر، على رغم بوادر تهدئة صدرت الخميس. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس إن طهران لا تريد «توترات جديدة» في الشرق الأوسط، وذلك من دون التطرق الى الضربات الإسرائيلية في سورية. وأوضح روحاني، بحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية : «لقد عملت إيران على الدوام على خفض التوترات في المنطقة، في محاولة لتعزيز الأمن والاستقرار».

وشهد منسوب التوتر بين إسرائيل وإيران على الساحة السورية تصعيداً مفاجئاً ليل الاربعاء - الخميس حيث تعرضت مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة للقصف بقذائف وصواريخ نسبها الجيش الإسرائيلي الى القوات الإيرانية في الجانب الآخر من خط وقف إطلاق النار. وقالت إسرائيل إن القوات الإيرانية في سورية، شنت هجوماً صاروخياً على قواعد تابعة إلى الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة في وقت مبكر اليوم، ما أدى إلى أعنف هجوم إسرائيلي داخل سورية منذ بدء الحرب هناك في العام 2011. وأضافت أنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سورية تقريباً اليوم.

وأسفرت الضربات الاسرائيلية على مناطق عدة في سورية عن مقتل 23 مقاتلاً على الاقل بينهم خمسة من قوات النظام السوري و 18 عنصرا من القوات الموالية له، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس. وكانت المستشارة الألمانية أوضحت أن الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة «حرب أو سلام»، وذلك خلال حفل تسليم جائزة أوروبية إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ألمانيا. وأضافت أن «التصعيد الذي شهدته الساعات الأخيرة يبين لنا أنها مسالة حرب أو سلام». وأضافت أن الوضع «معقد للغاية»، داعية كل الأطراف إلى «ضبط النفس».

 

الكونغرس الأميركي يفتقد صوت السناتور الجمهوري جون ماكين

الحياة/12 أيار/18/يصارع السناتور الجمهوري جون ماكين ورماً خبيثاً في الدماغ منذ أكثر من سنة وعاد للتو الى موطنه في ولاية اريزونا، ويبدو ان بعض زملائه في الكونغرس باتوا يجبرون انفسهم على تقبل فكرة عدم تمكن هذا الجمهوري من العودة الى واشنطن. وفي النقاشات الخاصة في مبنى الكونغرس، قال أكثر من عشرة أعضاء في مجلس الشيوخ، وبينهم العديد من أصدقاء ماكين (81 عاما) منذ أكثر من ربع قرن أو أكثر، انهم يجدون صعوبة في التكيف مع مجلس شيوخ يغيب عنه الصقر الجمهوري ماكين. ويأمل الجميع أن يعود ماكين لشغل مقعده في الكونغرس في واشنطن، لكن بعضهم بدأ يقر بأن ذلك ربما لن يحدث أبداً. ولم يزر ماكين الكونغرس منذ مطلع العام الحالي، وهو ترشح عن الحزب «الجمهوري» في مواجهة الرئيس السابق باراك اوباما العام 2008. وقال السناتور الديموقراطي ميشال بينيت: «افتقده طوال الوقت»، مشيراً إلى ان ماكين كان بشكل روتيني «يغير أسلوبه» ليستنى له العمل مع الديموقراطيين. ويعاني ماكين، السناتور لست ولايات، من الجليبولستوما، وهو نوع شديد العدوانية من سرطان المخ وقضى به أيضاً السناتور تيد كينيدي في العام 2009. وكان ماكين الذي أسر خلال حرب فيتنام انتخب في مجلس النواب للمرة الاولى العام 1982، ويشغل منصب سناتور منذ العام 1987. وهو يرأس حالياً لجنة القوات المسلحة النافذة في مجلس الشيوخ. وأدى وضعه الصحي الى تراجع دوره في الكونغرس. وربما يكون لمستقبل ماكين تأثير كبير على جهود الجمهوريين للحفاظ على فارق الغالبية الضيق مع الديموقراطيين في مجلس الشيوخ. وإذا ما تقاعد او توفي هذا الشهر، فإن ذلك سيفتح الباب أمام انتخابات مبكرة لاختيار خليفته في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وهو ما سيأتي وسط حماس جارف نحو الديموقراطيين في الولايات المتحدة. لكن اعضاء الكونغرس يتجنبون تناول هذه الموضوع بشكل علني.

وقال السناتور روجير ويكر في مقابلة إن ماكين «لم يمت»، ولا يزال «له وجود كبير جدا» في الكونغرس. ونوه بأن السناتور المريض يجري مناقشات مع مساعديه عبر المكالمات الجماعية كما لا يزال يدير لجنة القوات المسلحة. لكن غيابه كان وازناً الأربعاء حين ضيّق اعضاء لجنة الاستخبارات الخناق على مرشحة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لشغل منصب مديرة «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه) جينا هاسبل حول دورها في برنامج الاستجوابات العنيف الذي استحدث في عهد الرئيس الاسبق جورج دبليو بوش. وقال السناتور الديموقراطي كريس مورفي: «من الصعب ان يكون هناك حوار له أهمية حول قضية كبرى مثل التعذيب من دون جون ماكين»، مشيراً إلى تعرض السناتور المخضرم لسوء المعاملة خلال أسره في حرب فيتنام. وأكد أن ماكين «كان شخصاً يرشدنا خلال قضايا الحياة والموت مثل هذه القضية، لأنه واحد من القلائل الذين مروا بها شخصياً».

وكتب ماكين في بيان ان «دور هاسبل في الاشراف على استخدام التعذيب من قبل أميركيين مقلق ورفضها الاعتراف بالطابع غير الاخلاقي للتعذيب يجعلها غير مؤهلة للمنصب. أعتقد ان على مجلس الشيوخ رفض هذا الترشيح». ويحظى ماكين باحترام وتقدير كبيرين في الاوساط السياسية الاميركية وغالباً ما يكون لمواقفه التأثير الكبير. وهو الآن يحظى بدعم الجميع فيما يخوض واحداً من أقسى تحدياته، محاربة السرطان. وزار نائب الرئيس السابق جو بايدن، وهو صديق مقرب وشغل مقعداً في الكونغرس لعقود، ماكين وزوجته سيندي ماكين في مزرعتهما في ضواحي سونوما.

وأبلغ بايدن صحيفة «نيويورك تايمز» «اردته ان يدرك كم أحبه وكم هو مهم لي وكم أنا معجب بنزاهته وشجاعته». وفي مطلع العام الجاري، كان الحديث الصريح عن تقاعد ماكين او وفاته نادراً، وحتى اليوم يقول النواب سراً إنه تم اتخاذ القليل من الإجراءات للتحضير لوداع رسمي لماكين. وقال نائب في الكونغرس طلب عدم ذكر اسمه إن «الناس تظهر احتراماً لا يصدق» لماكين. لكن ماكين نفسه يقر بدنو أجله. فكتب في كتابه الذي يصدر في وقت لاحق هذا الشهر بعنوان «موجة لا تهدأ»، متناولاً قرب رحيله «ربما سأرحل قبل أن تقرأوا هذا» الكتاب. وفي كتابه، يدعو ماكين الأميركيين لـ«استعاده شعورنا بأننا متشابهين أكثر منا مختلفين». وعلى رغم شخصيته حادة المزاج وفقدانه لأعصابه كثيراً، تمتع ماكين بالقدرة على تهدئة الأجواء في مجلس الشيوخ، وهو أحد القلائل القادرين على جمع شمل الحزبين الجمهوري والديموقراطي معا. ويقول السناتور الديموقراطي مورفي: «مما لا شك فيه ان جون (ماكين) يهتم بالبلاد أكثر من اهتمامه بالحزب». وقال السناتور الديموقراطي ديك داربن: «لقد أثار (ماكين) غضبي نصف الوقت، لكنه كان ملهماً لي في النصف الأخر». وتابع: «آمل في الوقت الراهن ان نواصل سماع صوته».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«القوات» للحريري: لا شيكات على بياض

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 12 أيار 2018

بعد الفوز الكبير في الانتخابات النيابية الذي حققته «القوات اللبنانية»، مخيّبةً آمال ثنائي التسوية «المستقبل» و»التيار الوطني الحر»، بأن ترتاح في نتائجها المتواضعة وتريح في حجمها ومشاركتها في الحكومة، وفي طموحها الرئاسي، تستعدّ «القوات» للمرحلة الجديدة التي ستكون أولى معاركها تشكيل حكومة يشترك فيها الجميع، خلافاً لما أعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لمّح الى تشكيل حكومة أكثرية، وهو ما يرفضه «حزب الله»، وحلفاؤه النيابيون الجدد الذين دخلوا الى مجلس النواب.

بين سعي «حزب الله» لإفهام الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل أنّ ثنائيّتهما أسقطتها نتائج الانتخابات قبل أن يسقطها فيتو «حزب الله»، تتحرّك «القوات اللبنانية» وفق معادلة الانفتاح على جميع القوى السياسية، وحماية الانتصار وترجمته، خصوصاً في تشكيل الحكومة، وصيانته استعداداً لأيّ طارئ رئاسي.

مع الحريري سيُعاد تشكيل العلاقة وفقاً لمعادلة أن «لا شيكات على بياض» سيتمّ تقديمُها له بعد الآن، «فكلّ شيء بحسابو والعدس بترابو»، أي انّ المِعبَر لتسمية الحريري لتشكيل الحكومة، هو التفاهم السياسي حول ادارة الحكومة، وعدم تكرار ما حصل في الحكومة السابقة، سواءٌ بالنسبة الى التهاون في موضوع النأي بالنفس، أو بالنسبة لإدارة الملفّات، ومنها ملفّ بواخر الكهرباء على سبيل المثال لا الحصر.

تريد «القوات» اتفاقاً مسبقاً وواضحاً مع الحريري قبل وضع اليد باليد، فهي عانت من حالة الذوبان السياسي بين الحريري وباسيل الذي ترجم في الحكومة السابقة على شكل اتّفاق في كل شيء وضع «القوات» على مقاعد المتفرّجين داخل الحكومة حيث بدت أنها مارست المعارضة من داخل السلطة، وهي اليوم تريد أن تترجم حضورها النيابي والشعبي تمثيلاً عادلاً في الحكومة، ولكن على رغم من كل ذلك تترك «القوات» جانباً أيَّ مطلب واضح سواءٌ بالنسبة الى الوزارات السيادية أو نوعيّة الحقائب للوقت المناسب، علماً أنّ أيّ مشاورات جانبية حول الحكومة المقبلة لم تبدأ بعد.

في موازاة هذا التعديل في ميزان القوى، بعد مضاعفة حجم كتلة «القوات»، تبرز مساعٍ عربية وسعودية تحديداً، لإعادة تركيب تفاهم ثلاثي بين «القوات» و»المستقبل» والنائب وليد جنبلاط، وتنظر المملكة الى ما حققه الحريري من نتائج انتخابية بعين الرضى، ولا تضعه ضمن خانة المفاجآت السلبية، وتعتبر دوائر سعودية أنّ إعادة الوصل بين «المستقبل» و»القوات» ما زال ممكناً، وقد بحث الامر مع الدكتور سمير جعجع، وكذلك مع النائب وليد جنبلاط، والهدف منه تحصين هذه القوى الثلاث، في مواجهة «حزب الله» وحلفائه الذين حققوا نتائج متقدّمة في الانتخابات، خصوصاً على الصعيد السنّي، حيث نال حلفاء «حزب الله» عشر مقاعد نيابية، أي اكثر من ثلث عدد المقاعد السنية في المجلس النيابي، وهو ما يؤهل الحزب لاستعمال اوراق الاحتياط وهي كثيرة، في حال لم يلب الحريري مطالبه في تأليف الحكومة.

ويبقى السؤال: هل سيتجاوب الحريري مع جهود المملكة؟ وهل ما زال قادراً أو جاهزاً لفك حلفه التوأمي مع الوزير جبران باسيل، الذي كان أساس التفاهم على انتخاب الرئيس ميشال عون، والتي أنتجت فيما بعد ثنائية، جذبت لها كثيراً من الخصوم والأعداء؟

الواضح أنّ الحريري الذي فاز بكتلة تضم 21 نائباً ما زال القوة السنّية الأكبر، لكن ما تغيّر في المشهد، أنّ حلفاء «حزب الله» السنّة كسبوا الغطاء الشرعي، وهم قادرون على التجمّع في اجندة واحدة من دون الاضطرار لأن يكونوا كتلة واحدة، وخلت الساحة من اللواء أشرف ريفي الذي كان على يمين الحريري، لقيادات سنّية، كانت تنتظر منذ العام 2005 لكي تستعيد حضورها النيابي، وبالتالي سيكون أيُّ قرار لـ«حزب الله» بتسمية رئيس حكومة آخر أكثر سهولة، ولن يحتاج الى «قمصان سود» ولا الى تظاهرة موتوسيكلات، وهذا هو المسار الجديد الذي أنتجته انتخابات 2018.

 

ترامب يطالب حلفاءه العرب بجهد أكبر في مــواجهة إيران

بيتر بايكر/نيويورك تايمز/جريدة الجمهورية/السبت 12 أيار 2018

وجّه الرئيس دونالد ترامب في الأسابيع الأخيرة رسالتين خاصّتين إلى حلفائه في الشرق الأوسط، يشكو فيهما من أنّ الولايات المتّحدة قد أنفقت كثيراً من المال في المنطقة، ويحضّهم على مشاركتها في تحمّل العبء أكثر كونهم جزءاً من تحالف لمواجهة النفوذ الإيراني، وذلك على حد قول مصدر إطّلع على مضمون هاتين الرسالتين. تُبيّن رسالتا ترامب المشاعر التي عبّر عنها علناً، فيما كان يسعى إلى زيادة الضغوط على إيران وهو يحدّ في الوقت نفسه من تدخّل الولايات المتّحدة في منطقة استنزَفت كميّة هائلة من الموارد والأرواح البشرية في السنوات الأخيرة منذ أحداث 11 أيلول 2001.

وقال ترامب الشهر الماضي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون: «بينما نقوم بإبعاد مقاتلي «داعش» من سوريا، فمن الضروري أن تكثّف الدول المسؤولة في الشرق الأوسط مساهماتها الخاصّة لمنع إيران من الاستفادة من نجاح جهودنا ضدّ داعش». وأضاف: «في الشرق الأوسط دول غنيّة جدّاً، وعليها أن تقدّم مساهمات كبيرة، وهذا ما لا تفعله كما ينبغي. وهو موضوع رئيسي قد ناقشناه منذ فترة، ويتوجّب على هذه الدول أن تكثّف بمقدار هائل، وليس قليلاً، جهودها المالية».

لقد قال ترامب مراراً وتكراراً إنّ الولايات المتّحدة أنفقت 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط منذ أحداث 11 أيلول ولم تستفد منها بأي شيء. وهذا رقم يعتقد المدقّقون أنّه غير صحيح. ومن الممكن أن يكون ترامب قد أخذ هذا الرقم من دراسة أعدّها معهد «واتسون» للشؤون الدولية والعامة في جامعة براون، وقدّر فيها ان تبلغ ديون الإنفاق الحربي مستقبليّاً 7.9 تريليونات دولار مع حلول عام 2053. وذكر المعهد أنّ كلفة «الأنشطة المتعلّقة بالحرب» في العراق وأفغانستان وباكستان منذ عام 2001 قد بلغت 1.88 تريليون دولار.

على أيّ حال، هذا مبلغ كبير من المال. ولقد ركّز ترامب بشكل أساسي على هذه النقطة في رسالة وجّهها منذ أسابيع الى قادة المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وفقاً للمصدر المطّلع عليها. وتحدّث ترامب عن ضرورة ان يعمل الحلفاء معاً إلى جانب الولايات المتّحدة لتعزيز جبهتهم الموحّدة في وجه إيران، وحضّهم على حلّ النزاع مع جارتهم قطر، الذي أدّى إلى فرض حصار.

وبعد أن تلقّى ردّاً من العرب، وجّه ترامب عندها رسالة ثانية منذ أسبوع تقريباً لترسيخ هذه النقاط. ولم تحدّد في وضوح الخطوات التي قد تتخذ. وقدّم عرضاً مُبهماً يقضي بإرسال فريق للمساعدة في حل النزاع مع قطر في حال تبيّن انّ الأمر مفيد. إلّا أنّ الدول العربية قاومت الفكرة، زاعمةً أنّ حلّ هذا النزاع هو من مسؤوليتها. وقد أكد مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيّد علي خامنئي، وجود الرسالة الأولى، وبدا أنّه عازم على استخدامها لتقويض الدول العربية السنية التي تلقّتها. فنشر رسالة على موقع «تويتر» سَخر فيها من العرب في اليوم الذي تلا إعلان ترامب انسحاب الولايات المتّحدة من الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015. وكتب المرشد الأعلى: «منذ أيام قليلة، كتب ترامب رسالة لقادة دول #الخليج_الفارسي، وتمّ كشفها لنا. لقد كتب: «أَنفقتُ 7 تريليونات دولار ويجب أن تفعلوا شيئاً في المقابل». تريد الولايات المتّحدة أن تملك عبيداً مذلولين».

لم يكشف خامنئي كيف حصل على نسخة من الرسالة. وامتنع البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن التعليق على المراسلات الخاصة بين الرئيس والقادة الأجانب، إلّا أنّ الشخص المطّلع عليها قال إنّ الإيرانيين قد شوّهوها لكي تبدو أكثر خلافيّة عمّا هي. وقال مسؤول في إدارة ترامب لصحيفة «واشنطن بوست» إنّ الرسالة الأولى قد أُرسلت منذ نحو أسبوعين. وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي للمؤسسة غير الحزبية «Foundation for Defense of Democracies»، وهي مجموعة تدعو إلى اعتماد سياسات أكثر صرامة ضدّ إيران، إنّ امتناع ترامب عن الحاجة إلى حلفائه في الشرق الأوسط للقيام بالمزيد كان موجّهاً جزئياً إلى جمهور محلّي من الأميركيين الذين سئموا من التدخّل في المنطقة. واضاف: «إنّ مطالبة ترامب حلفاءنا العرب بدفع الفاتورة لتمويل التزامنا العسكري تجاه المنطقة يعتبر أمراً جوهرياً لإقناع قاعدته السياسية بإبقاء القوات الأميركية في سوريا، التي تشكّل عنصراً أساسيّاً من استراتيجيته للضغط على إيران».

 

مجانين .. على طاولة قمار!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/السبت 12 أيار 2018

 تلقّى مسؤول كبير من سفير دولة كبرى تقييماً هادئاً للتطوّرات العسكرية التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة، وللقصفِ المتبادل الذي طال أهدافاً إيرانية وسوريّة في داخل سوريا، ومواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان.

في تقدير السفير المذكور أنّه يستبعد انحدارَ الوضع إلى حرب واسعة أو حرب شاملة، أو ما اصطلِح على تسميتها حرباً إقليمية، ذلك أنّ كلّ الاطراف المعنية بهذه الحرب، وبرغم الوتيرة العالية من التهديدات المتبادلة، لا تريدها، وخائفة منها، ويجب التوقّف مليّاً عند مسارعة الاطراف المعنية الى تخفيض سقفِ التصعيد الحربي، لأنّ الأذية التي يمكن أن تلحقَها الحرب بأطرافها، أكبر من أن تُحتوَى بسهولة، وربّما تترك آثاراً في منتهى السلبية على دول هذه الحرب، قد تمتدّ انعكاساتها لسنوات طويلة، سواء على بنيتِها المجتمعية أو بنيتها الاقتصادية.

كان السفير المذكور مصِراً على أنّ الاشتباك الصاروخي الذي حصَل، هو أعلى ما يمكن أن تشهده المنطقة عسكرياً في الوقت الحالي. ذلك أنّ «المناوشات الصاروخية والجوّية» لم تكن بالضخامة المخيفة، وربّما تكون مطلوبة وبشكل محدود، خلال الفترة الانتقالية المتعلّقة من جهةٍ بمسألة نقلِ السفارة الاميركية الى القدس، وتمريرها بسلاسة عبر إشغال المعترضين وتخويفهم بهاجس الحرب. والمتعلّقة من جهة ثانية بتطوّرات الملف النووي، إذ قد يكون هذا التصعيد مطلوباً أميركياً وكذلك إسرائيليا لتبرير الانسحاب الاميركي من اتفاقية فيينا، واحتواء مسبق لأيّ ردود فعلٍ عليها وخصوصاً من قبَل الغربيين، على انسحاب واشنطن من اتفاق يَعتبره الاميركيون ومعهم الاسرائيليون، خدمةً كبرى جرى تقديمها لعدوّ خطير اسمُه إيران. كلام سفير الدولة الكبرى ينطوي على «تطمين آنيّ» بإشارته الى محدودية الاشتباك في الوقت الحالي، ولكن ماذا عن «الوقت الآتي»؟

لم يُبدِ السفير اطمئناناً خالصاً لمستقبل الوضع والمنطقة، لا بل إنه وافقَ على تقييم المسؤول اللبناني الكبير القائل بأنّ هذا الاشتباك المحدود، لا يلغي احتمالَ انحدار الامور الى الأسوأ، ولا يعني ايضاً أنّ صندوق المفاجآت فارغ من أيّ مفاجأة قد تجعل الحلبة العسكرية تتدحرج الى حرب مدمّرة بين اسرائيل ومِن خلفِها واشنطن ودولٍ عربية وإقليمية، وبين إيران ومعها سوريا ومِن خلفهما حلفاؤهما الاقليميون والدوليون.

أمّا متى يحين هذا «الوقت الآتي»، هل في المدى القريب أم في المدى المتوسط أم في المدى البعيد؟

يجيب المسؤول الكبير بقوله: «تبدو المنطقة على طاولة قمار، يديرها مجانين الحرب، وثمّة من يلعب «الصولد» بمصيرها، وعلى ما تؤشّر وقائع المنطقة، فإنّ «الوقت الآتي»، ولم يعُد متأخّراً، هو بيدِ المجانين الذين قدّموا في الاشتباك الأخير عيّنةً صغيرة عمّا سيكون، أو بروفا تمهيدية للحرب الكبرى والشاملة».

هذه الخلاصة التشاؤمية التي قدّمها المسؤول الكبير، انتهى إليها في قراءته للوحة المنطقة والتطوّرات المتسارعة فيها، وبنى فيها تشاؤمَه على ما سمّاهما عرضَين مسرحيَين، قد يبدوان باهتين، لكنّهما في جوهرهما يشكّلان نقطة ارتكاز لمتغيّرات خطيرة خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في الشرق الأوسط؛

- الأوّل، عُرض في تل أبيب، حينما وقف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل أيام ليكشف عن «صيد استخباراتي» للتأكيد على سعي إيران امتلاكَ سلاح نووي.

- الثاني، عُرض في واشنطن، حينما أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحابَ الأحادي من «تسوية فيينا» النووية. هذان العرضان، كما يقول المسؤول اللبناني الكبير، مندرجان، على ما يبدو، في سيناريو خطير، بقرار أخطر على مستوى المنطقة يتجاوز «تسخيف» الصحافة الاسرائيلية وبعض المستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية لِما قدّمه نتنياهو ممّا سمّاها «دلائل اتّهامية ضد إيران تؤكّد سعيَها إلى امتلاك سلاح نووي»، والقول أمام الرأي العام الاسرائيلي إنّ رئيس الحكومة الاسرائيلية كان ممثّلاً فاشلاً، وما قدّمه ليس سوى عرض هزلي لا جديد فيه، بل تضمّن وقائع قديمة تعود إلى العام 2015.

ويتجاوز من جهة ثانية الاصواتَ الاميركية الاعتراضية التي تعالت في الكونغرس والبنتاغون ومن الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، ضد خطة ترامب ووضَعتها في خانة التسرّع الغبي وحذّرت من تداعياتها.

يقول المسؤول: من الطبيعي أن تحتفل إسرائيل بالهدية الكبرى التي قدّمتها إليها خطوة ترامب، أو بالأحرى من الطبيعي أن تحتفل بإنجازها الذي عطّله أوباما، لأنّها هي التي صاغت خطوةَ ترامب ودفعَت إلى اتّخاذها مع رئيس أميركي طيّع في يدها وجرّته الى الهدف الذي تريده. ودخلت الآن في مرحلة انتظار جنيِ حصادِ ما زرعته. ووفقَ قراءة المسؤول الكبير، فإنّ خطوة ترامب، التي «انتشَت» فيها بعضُ الدول العربية المعادية لإيران، جاءت صادمةً، ليس لإيران، بل لحلفاء الولايات المتحدة الأميركية، الأوروبيين الذين تسابقوا للإعراب عن الخيبة ممّا سمّوها «خطوة متهوّرة»، وللتعبير عن استيائهم من أنّ مَن يَحكم البيت الابيض اليوم ، هو «مقامر» يقوده إدمانه على القمار إلى خطوات متهوّرة وغيرِ محسوبةِ النتائج، كخطوة الانسحاب من النووي.

هنا يدعو المسؤول إلى التعمّق في الموقف الأوروبي، فالأوربيون أعلنوا صراحةً أنّ خطوة ترامب لا تستهدف إيران بقدر ما تستهدفهم هم، وتستهدف محاصرةَ الاقتصاد الاوروبي وتضييق أفقِ نموِّه، خصوصاً بعدما استبشرت الشركات الأوروبية خيراً في «تسوية فيينا»، وراح رؤساء مجلس إداراتها، ومدراؤها المختصون، ناهيك عن وزراء الحكومات الاوروبية الفرنسية، والألمانية والإيطالية على وجه الخصوص، يتسابقون إلى طهران، للفوز بهذه الصفقة أو تلك، وبالتالي محاولة تغيير مسار أزمة التباطؤ في النمو التي شهدَتها القارّة الأوروية العجوز خلال السنوات السابقة.

يكشف المسؤول الكبير، في معرض هذه الصورة التي يَرسمها، عن تلقّيهِ تقريراً غربياً، يفيد بأنّ خطوة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي أحرَجته، بدليل الأصوات الاميركية التي تعالت من الجانبين الجمهوري والديموقراطي وحتى من داخل الإدارة، والتي حذّرت من أخذِ الولايات المتحدة إلى تحدّيات جدّية، كمثلِ تلاقي الاوروبيين بشكل عام مع الموقف الروسي، الذي يمكن أن تكون له تبعاتٌ تعاكس المصلحة الأميركية. وهذا معناه أنّ ترامب أمام ثلاثة خيارات:

- إمّا أن يترجّلَ عن طاولة القمار التي يقارب منها الملفّات العالمية، ويتراجع عن خطوة الانسحاب من الاتفاق النووي، وهذا الأمر مستحيل، لأنّ مِن شأن ذلك أن يضرب الهيبة الاميركية، ويقدّم هدية كبرى لإيران، ويرفع من معنوياتها ويُصلّب موقفَها أكثر.

- إمّا أن يسترضي الاوروبيين بالتراجع و«نصف عودة» إلى الاتفاق والقبول بمفاوضات جديدة تؤدّي إلى اتفاق جديد معدّل عن الاتفاق الحالي، وهذا أمر دونه صعوبات كبرى.

- إمّا الهروب إلى الأمام وإكمال مسلسل الخيارات والخطوات الجنونية، وإحدى تلك الخطوات تتمثّل في شنّ حرب عسكرية مباشرة على إيران، وقد يكون هذا هو المخرَج الوحيد المتاح أمام ترامب.

وهنا، يرجّح المسؤول الكبير الخيارَ الثالث، ويقول: قبل كلّ شيء فتّش عن إسرائيل، وعلى هذا الأساس، يمكن فهمُ التصعيد الإسرائيلي المتتالي منذ مدة في سوريا. فهو يتجاوز بكثير الحديثَ عن «تعديل قواعد الاشتباك»، وتعويض الخسارة التكتيكية التي تكبّدتها إسرائيل، يوم أسقطت مقاتلتها الأميركية الصنع «أف – 16» في سماء سوريا، بل تكفي نظرة إلى الصحافة الاسرائيلية التي تكشف أنّ ما يدور في أروقة السياسة والعسكر والأمن في إسرائيل أبعد من ذلك بكثير، والاستفزازات الإسرائيلية الأخيرة لا شكّ في أنّ الهدف منها جرُّ إيران إلى المواجهة الكبرى. وما جرى في الأيام الأخيرة هو مقدّمة تمهيدية، قد تُستكمل في أيّ وقت.

وبهذا المعنى، يقول المسؤول، يمكن فهمُ سببِ الاتّهام الإسرائيلي السريع لـ»فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني بإطلاق القذائف والصواريخ على المواقع العسكرية الإسرائيلية في الجولان ، ليل الأربعاء، ويمكن توقّع خلفياتِ خطوةٍ كتلك التي أقِرّت في الكنيست قبل أيام، بشأن منحِ رئيس الوزراء ووزير الدفاع سلطةَ إعلان الحرب بعد الأخذِ برأيِ وزير الدفاع، والكلّ يَعلم أنّ وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان أحد أكبر مجانين الحرب.

يبقى السؤال عن لبنان، وموقعِه في أيّ حرب مقبلة، ومدى تأثّرِه بها؟ يقول المسؤول: كلّ المنطقة على خط النار، ولبنان في قلبِ الخطر الإسرائيلي، وثمّة معلومات ورَدت من مصادر (خارجية) موثوقة تكشف أنّ إسرائيل أجرت في الآونة الاخيرة مناورةً، بنَت فيها مجسّمات لقرى وبلدات ومناطق لبنانية، وشاركت فيها مجموعات النخبة في الجيش الإسرائيلي وتدرّبت على كيفية اقتحامها.

 

«شهداء» 6 أيار!

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 12 أيار 2018

بُحّت حناجرهم، وما بُحّت أصوات مناصريهم. هم «السادة النواب الشهداء» الذين «سقطوا» فداء لانتخابات 2018. وفي اليوم السابع لم يتمكنوا من رفع شارة النصر، شارة الرقم 7، لأنهم رسبوا في معادلة قانون النسبية وأخطأوا في احتسابها مع العلم انهم استنفدوا وقتاً كافياً للمراجعة وللتدرب قبل المعركة.

ولو عرف البعض ممّن «تَفرعَن» بأنّ قدمه لن تطأ مجدداً ساحة النجمة، لكان أعاد الحسبة معترضاً على «قانون أرعن» أسقطت سهامه نواب زعماء وطاولت شظاياه مشاريع «نواب أقطاب» حجزوا أمكنتهم مسبقاً في ساحة النجمة، لكنّ النتائج خذلت نجوماً «مُفترَضين» ونصّبت نجوماً جدداً...

نجوم الساحة ولأنّ المجلس لا يتّسع لأكثر من 128 «نجماً» غدرت «القاعة العامة» حتى بأبرز المشرّعين الذين حجزوا لسنوات مقاعدهم على كراسيها، شاؤوا أم أبوا، هذا هو القانون الجديد الذي لا يرحم، بل ترحّم على شهداء القانون الجديد. فمن هم؟ وما هي ابرز الاسباب التي أطاحت بهم، فخسروا المعركة الانتخابية؟

من هم شهداء البرلمان؟

1- نقولا فتوش: أسقطته القوة التجييرية لـ«القوات اللبنانية» بالاضافة الى تحالف المستقبل مع النائب الفائز ميشال الضاهر و«التيار الوطني الحر»، كذلك خذلته قوته التجييرية التي اتّضح انها غير كافية.

هو نائب لقضاء زحلة (البقاع الاوسط) لأربع دورات انتخابية متتالية: 1992 - 1996 - 2000 - 2005 ودورة تمديدية عام 2009.

عُيِّن فتوش وزيراً في عهدي الرئيسين الياس الهراوي وميشال سليمان، وفي حكومات الحريري الأب والابن ونجيب ميقاتي، وبغيابه يفتقد المجلس حقوقياً بارزاً تميّز بالاعتراض والعراضة والمساءلة والمداخلات القانونية والسياسية.

2- بطرس حرب: المرشح المفترض الدائم لرئاسة الجمهورية أسقطه تحالفه مع حزب القومي السوري الذي كان من ابرز الاسباب خسارته، فلم يقنع لا الحزب القومي السوري ولا حتى أبناء الجرد بخياره، بالاضافة الى «التقصير الخدماتي» الذي شهده عهده. كما انه لم يوفّق في الحسبة النسبية. وبغيابه عن النيابة سيفتقد مجلس 2018 حقوقياً وسياسياً بارعاً في التشريع وسرعة الملاحظة، واستشارياً في القانون لطالما احتكَم النواب في الجلسات التشريعية، بما فيهم رئيس المجلس، الى رأيه القانوني.

إنتخب حرب نائباً لقضاء البترون لدورات عدة 1972 - 1996 - 2000 - 2005 - 2009. وتولى حقائب وزارية عدة في عهود الرؤساء: الياس سركيس، الياس الهراوي، ميشال سليمان، وفي حكومات الرؤساء: سليم الحص، عمر كرامي، سعد الحريري، تمام سلام.

وأبرز المحطات في مسيرته:

• تعرّضه لمحاولة اغتيال عام 2012

• وضع ترشيحه لرئاسة الجمهورية في عهدة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، الذي أدرج إسمه بين الاسماء التي قدّمها الى وزير الخارجية الفرنسية لرئاسة الجمهورية عام 2007.

3- ميشال فرعون: أسقطته نسبة التصويت المنخفضة في دائرة بيروت الاولى وتحديداً في محلة الاشرفية التي لا يمكن استباقها، وكان من الممكن افتراضها ومراجعة الحسابات النسبية على أساسها.

إنتخب نائباً في دورات انتخابية متتالية: 1996 - 2000 - 2005 - 2009. وهو ابن الاشرفية ينحدر من عائلة ثرية يتولى رئاسة «فرعون القابضة» بالإضافة الى شركات عدة.

تسلّم حقائب وزارية في عهود الرؤساء: اميل لحود، ميشال سليمان، ميشال عون، وحكومات الرؤساء: فؤاد السنيورة، سعد الحريري، رفيق الحريري، تمام سلام.

4- أمل ابو زيد: أسقطه حجب الصوت الشيعي عنه في دائرة صيدا ـ جزين، بالاضافة الى تركيز «التيار الوطني الحر» الذي ينتمي إليه على معركة زياد اسود. وانتخب لدورة وحيدة في أيار 2016 ضمن انتخابات فرعية بعد وفاة النائب ميشال الحلو.

5- نقولا غصن: أسقطه تشتّت قاعدة تيار «المستقبل» في الكورة، بالاضافة الى حسابات القانون النسبي التي لم تخدمه. إنتخب نائباً في 1996 وسقط في انتخابات 2000 وفاز في دورتي 2005 و2009.

6- وليد خوري: أسقطه نزاع «التيار الوطني الحر» في دائرة كسروان ـ جبيل وافتقاده شخصياً الى قدرة ذاتية كافية. إنتخب نائباً في دورتي 2005 و2009.

7- إميل رحمة: الأول في لبنان عام 2009 خسر في القانون النسبي، وأبرز اسباب سقوطه «التسونامي المسيحي» الذي أحدثه فوز المرشح انطوان حبشي في دائرة بعلبك ـ الهرمل. هو رئيس «حزب التضامن»، إنتخب نائباً عام 2009 عن المقعد الماروني في دائرة بعلبك ـ الهرمل على اللائحة التي دعمها «حزب الله» وحركة «أمل».

8- سليم كرم: إستشعر النائب والوزير السابق سليم كرم بالخطر قبل حدوثه، وسجّل حالة اعتراض سرعان ما استوعبتها «المونة» الزغرتاوية لـ«البيك»، فزارَه زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لطمأنته، لكنّ تركيز «المردة» على معركة النائب اسطفان الدويهي ساهمت في عدم فوزه. إنتخب نائباً في دورة 2009.

9- ناجي غاريوس: هو ضحية القانون النسبي بالإضافة الى تركيز «التيار الوطني الحر» على معركة ألان عون وحكمت ديب في دائرة بعبدا، وضعفه في تسجيل الاصوات التفضيلية. وهو كان قد انتخب نائباً للمرة الاولى في دورة 2009.

10- فادي كرم: هو الفائز الخاسر، أو بالأحرى هو الفائز الاول الذي تفوّق في أعلى نسبة للاصوات التفضيلية في قضاء الكورة بحصده أكثر من 7800 صوت، فحلّ في المرتبة الاولى. والتفسير الأدقّ لحالته انّ السبب الوحيد لعدم فوزه يُختصر بكلمتين: «لعنة النسبية». إنتخب كرم في انتخابات فرعية عام 2012 إثر شغور مقعد النائب فريد حبيب بالوفاة.

النجوم المفترضون

ويبقى النجوم المفترضون الذين لم يكونوا يوماً نوّاباً في المجلس، لكنهم توقّعوا وصولهم الى النيابة استناداً الى إحصاءاتهم، وبحسب التأييد الشعبي الذي ناصَرهم وساهم الى حد كبير في ترويج حتمية وصولهم الى مجلس النواب، لكنّ الحِسبة الشعبية لم تلاقِ حِسبة النسبية وكانت لهم بالمرصاد وكانت المفاجأة.

قد لا تكون «شهادتهم» شبيهة بأولئك الذين تربّعوا نواباً منذ 1996، إلّا انهم أصيبوا بشظايا قصف القانون النسبي الذي أسقط طموحهم النيابي وسقطوا في الامتحان، أقله لمدة 4 سنوات، على الّا تكون قابلة للتمديد. فمن هم النواب المفترضون الشهداء؟

1- أشرف ريفي: عوامل عدة ساهمت في سقوطه، ومنها:

غياب الغطاء السنّي الأُم والأبرز «السعودية»، وتجلّى ذلك بإعراض الوفود السعودية التي قصدت لبنان أخيراً عن زيارة ريفي أسوةً بقيادات سنية أخرى.

• الفشل الذريع لبلدية طرابلس.

• مزاحمة الأقطاب السنية الأقوى والابرز في عاصمة الشمال.

• عدم إجراء إحصاءات تقديرية دقيقة ووضع خطة عمل استباقية لسد مكامن الضعف.

2- منصور البون: هو المرشح الشعبي والنائب المفترض الدائم وحبيب الجماهير، يخافه الجميع ويخشون أصواته التفضيلية. حتى نعمت افرام، الفائز الذي تصدّر لائحة كسروان، لطالما أكّد انه لن يخوض معركة مع منصور البون على لائحة تضمّهما، لكنه أذعن بعد لقائه الرئيس عون.

امّا أبرز أسباب خسارة البون الذي تنافس على لقب سعادة النائب مع مرشح «التيار» روجيه عازار الذي سبقه بـ 200 صوت، محاولات تعويمية عونية حسب البعض لعازار في اللحظات الأخيرة قبل إقفال صناديق الإقتراع على حساب البون، وعلى حساب أصوات روكز التفضيلية، ويمكن اختصار سقوط البون بسبب واحد: ضعف غير متوقّع في لائحة «التيار الوطني الحر»، خصوصاً في منطقة العرين.

3- ميريام سكاف: أسقطتها ثلاثة عوامل أساسية:

• قوة الأحزاب في زحلة.

• خطابها الصدامي إزاء جميع الفرقاء.

• إفتقادها الديبلوماسية السياسية.

4- فارس سعيد: الدكتور «الأشهر» والضليع في اللغة، إتّضح انّ الشرخ بينه وبين «القوات اللبنانية» أكبر ممّا تصوّره البعض، إذ يبدو انه راهن على حصان خاسر. ويقيّم القريبون من سعيد الخسارة بالقول: «يبدو انّ القاعدة المسيحية تخاف الانضواء تحت سقف أي عباءة أخرى غير عباءة «التيار الوطني الحر» او «القوات اللبنانية»، وتشعر بالأمان في تموضعها هناك». وأحد أبرز اسباب خسارة فارس سعيد «التسونامي الشعبي» لزياد حواط والدعم «القوّاتي» المطلق له.

5- إيلي ماروني: من أهم اسباب سقوطه تراجع شعبية حزب الكتائب في زحلة وحصوله على عدد ضئيل نسبياً من الاصوات التفضيلية، إضافة الى تصدّر المرشح الفائز جورج عقيص اللائحة، والى قدرة «القوات» التجييرية التي مَنحت مرشحيها عقيص وقيصر معلوف نسب الأصوات التفضيلية.

6- وئام وهاب: في غياب النائب المشاكس سيرج طورسركيسيان المُحبّب الى قلوب جميع الأفرقاء في المجلس النيابي، والمعترض الدائم الذي كانت تضفي ملاحظاته ونكاته جوّاً من الظرافة على جدية الجلسات العامة ولا سيما منها التشريعية الطويلة، كان سيعوّضها الوزير السابق وئام وهاب لو فاز، إذ كان سيضيف نكهة محبّبة ومشابهة. ويفترض البعض انّ انضمامه الى مجلس نواب 2018 كان سيزيده لمعاناً واعتراضاً وتشويقاً، الّا انّ الثقل الجنبلاطي وحلف «التيار الوطني الحر» مع النائب طلال ارسلان كانا له بالمرصاد.

 

استراتيجيا الدفاع» عن إيران والانتخابات

وليد شقير/الحياة/12 أيار/18

لم تنتج الانتخابات النيابية اللبنانية أكثرية واضحة لأي فريق، ولم تخرج نتائجها عما كان متوقعاً أن يفرزه القانون الجديد القائم على النسبية في التمثيل، على رغم الدلالات المهمة لما هو جديد في بعض المناطق، وبالنسبة إلى بعض الأحزاب والقوى السياسية.

لا يمكن لأي فريق وازن أن يؤمن الأكثرية المطلقة إلا بالتحالف مع أكثر من كتلة نيابية. وحتى البدعة اللبنانية التي هي «الثلث المعطل» داخل البرلمان وفي مجلس الوزراء، لإحباط أي قرار يحتاج إلى الثلثين، تتطلب من أي فريق تحالفاً بين أكثر من كتلتين نيابيتين، وربما ثلاثة من الكتل الكبرى في بعض الأحيان. وهذا يعني حاجة الجميع إلى التوافق والتسويات، حتى في الأمور المتعلقة بإدارة الشؤون الداخلية للبلد، فكيف بالأمور المصيرية؟

التعديلات التي ظهرت في أحجام بعض الكتل النيابية لن تغير في تركيبة السلطة السياسية القائمة على تقاسم النفوذ والحصص وتوزيع الشراكة في القرار. لكنه تعديل لن يجد ترجمة فعلية له في العناوين الجوهرية للسياسات العامة للبنان، لا سيما في شأن الخيارات الخارجية للبلد الصغير الذي يفرض موقعه الهش على الدوام، تجنب الانزلاق إلى العواصف المتوالدة من حوله في المنطقة في ظل وجود فريق محلي هو في الوقت نفسه لاعب إقليمي، أي «حزب الله». فالدور الذي يلعبه الأخير لم يكن يوماً نتيجة عدد نوابه، صعوداً أو هبوطاً، أو نتيجة موازين القوى المحلية السياسية، بل نتيجة فائض القوة الناجم عن سلاحه وارتباطه بمرجعية إيران وانخراطه معها في التمدد والتدخل في دول المنطقة. فهذا الفائض أحبط سياسات خصومه حتى حين حصلت قوى 14 على الأكثرية النيابية في دورتين انتخابيتين سابقتين حين كان الانقسام اللبناني بينها وبين قوى 8 آذار الحليفة لإيران وسورية.

والمفارقة أن كل فريق يتحدث عن الانتصار في هذا الاستحقاق، على رغم انخفاض عدد النواب المحازبين في بعض الكتل مثل كتلة «المستقبل»، وجزئياً بالنسبة إلى «التيار الوطني الحر»، وارتفاعها في أخرى مثل كتلة «حزب الله» وكذلك كتلة «حزب القوات اللبنانية» التي خرجت أقوى على الساحة المسيحية قياساً إلى «التيار الحر». لن يغير كل ذلك في الأمر شيئا. فزعيم «المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري احتفظ بالأكثرية الراجحة في طائفته ولم يحصل أي من خصومه ممن فازوا، على شرعية منافسته على زعامة السنة. فهم منفردون، على رغم أن بعضهم حلفاء للحزب. والتوقعات السابقة على الاقتراع وفق النظام النسبي، كانت تتراوح بين حصول الحريري على نائبين أكثر مما أفرزته النتائج. وبعضها رجح انخفاض كتلته بأكثر مما خسرته. وتحالف الحزب مع حركة «أمل»، رفع عدد نوابهما مقعدين، فباتا يسيطران على المقاعد الشيعية، بعد أن كانت الأرجحية الكاسحة لهما في الدورة السابقة، على رغم خسارتهما مقعدين لطائفتين أخريين. ومنافسوهما سيتقدمون بطعون متهمين الحزب بالتزوير. وقد يأخذ الصراع على النفوذ في الساحة المسيحية بعداً جديداً في ما يخص المواقع داخل السلطة ويزيد الصعوبات المتوقعة في تشكيل الحكومة الجديدة في ظل الجنوح المتزايد لدى «التيار الحر» نحو تجاهل أحجام الآخرين، أوتحجيمهم.

ولعل ما سيواجه تأليف الحكومة الجديدة من صعوبات وشروط متبادلة يفسر تضخيم الفرقاء ما اعتبروه انتصارات لكل منهم. وليس بعيداً عن الواقع القول إن تشكّل الأكثرية في البرلمان سيكون «على القطعة» أي بحسب الموضوع. فقد نرى فريقاً يساهم في تأمين الأكثرية تحت أحد العناوين، ثم ينتقل إلى الضفة الأخرى في غيره. والعامل الإقليمي يساهم في هذا التضخيم.

فرضت التطورات العسكرية في سورية نفسها مرة أخرى على المشهد اللبناني بعد 5 أيام على إنجاز الانتخابات. والمسار التصاعدي للصراع الدولي الإقليمي على سورية، ومع إيران بعد إلغاء دونالد ترامب الاتفاق على النووي معها، يرفع درجة القلق من جر البلد إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية المتقطعة على الوجود الإيراني في بلاد الشام. ومن الطبيعي أن يستبق «حزب الله» في حساباته لتضخيم «الانتصار» ما هو آتٍ. فأمينه العام السيد حسن نصر الله اعتبر أن «الانتصار» الانتخابي ضمانة للإبقاء على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، قاطعا الطريق على البحث بسلاحه في إطار استراتيجيا الدفاع الوطني التي يتهيأ رئس الجمهورية ميشال عون للدعوة إلى حوار حولها. ومع ترجيح طهران تحييد ساحة لبنان لحفظ الاحتياطي الذي يشكله الحزب لها، إلى احتمالات مواجهة أكبر، فإن الأخير منخرط في «استراتيجيا الدفاع عن إيران» حيال الهجمة عليها، لا لمناقشة استراتيجيا الدفاع عن لبنان.

 

انتخابات لبنان وتحديات المنطقة

رندة تقي الدين/الحياة/09 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64592/randa-takieddine-lebanons-elections-and-the-regions-challenges-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7/

انتخابات لبنان لم تغير شيئاً في ميزان القوى في لبنان. الكل كان يعرف أن «حزب الله» مهيمن في القرارات الإقليمية والدليل أنه لم يلتزم يوماً بالنأي بالنفس عن أزمات المنطقة.

لكن الساحة الإقليمية والتطورات الدولية مع إعلان قرار ترامب عما سيفعله بالنسبة إلى الاتفاق النووي مع إيران تطرح أسئلة كثيرة حول كيفية تعامل لبنان وحكومته التي سيترأسها (أغلب الظن) سعد الحريري مع مواضيع مختلفة في طليعتها ملف اللاجئين السوريين وأيضاً العلاقة مع النظام السوري والموقف من أعمال إيران في المنطقة وتنفيذ شروط مؤتمر «سيدر». سبق للرئيس ميشال عون ووزير خارجيته وصهره جبران باسيل أن أدليا بتصريحات عدة بضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. ويوافق الحريري على مبدأ ضرورة عودتهم ولكن عندما تسمح الظروف الأمنية لهم بالعودة وطلب من الاسرة الدولية في بروكسيل مساعدة لبنان في تحمل هذا العبء. ويريد النظام السوري من الحريري ان يتفاوض معه بهذا الشأن ليجبره على التنازل عن موقفه الرافض للتحدث مع بشار الأسد. وسبق لوزير خارجية النظام وليد المعلم في نيويورك أن طلب من نظيره اللبناني الذي لم يتردد في لقائه من دون موافقة مسبقة من مجلس الوزراء ورئيس الحكومة، ألا يصرح بضرورة التفاوض مع النظام السوري في هذا الشأن بل أن يترك هذه المهمة للحريري لإجباره على التحدث مع هذا النظام.

فهل يتمكن الحريري في حكومة يرأسها وتضم وزراء عديدين محسوبين على «حزب الله» وعلى النظام السوري ان يقاوم مثل هذا التوجه ويُجبَر على التفاوض مع نظام يقاتل سنّة بلده ويشردهم ويحولهم إلى لاجئين منبوذين في الدول المجاورة. وسبقت هذا التحامل على سنّة بلده أوامره بقتل الكثيرين من شهداء لبنان في طليعتهم زعيم السنّة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

ما من شك في أن فتح ملف العلاقة مع النظام السوري ستكون من أصعب الملفات التي سيواجهها الحريري لان جبران باسيل الطامح لخلافة عمه سيكون مع حليفه «حزب الله» صاحب القرار الأساسي حول هذا الملف. والحزب لم يبالِ يوماً بقرار الحكومة بالنأي بالنفس. والأمر الآخر الذي من شأنه أن يطرح السؤال هو حول كيفية مواجهة الحريري خطر التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل إذا انسحب ترامب من الملف النووي الإيراني وصعدت إيران عبر «حزب الله» كل أعمالها التخريبية في المنطقة من سورية الى اليمن الى لبنان. فحسن نصرالله صرح فور فوزه في الانتخابات بأن بيروت هي المقاومة. وجاء ذلك بالتزامن مع تصريح أحد مسوؤلي إسرائيل بعد الانتخابات بأن لبنان يعني حزب الله وكأن ذلك تناغم مع موقف حزب الله . واذا استمرت إسرائيل في التصعيد مع ايران في سورية، يبقى السؤال هل تجرّ حزب الله الى ادخال لبنان في الحرب ما دام نصرالله يعتبر ان بيروت للمقاومة؟ ليس من مصلحة حزب الله ان يفتح جبهة اخرى في لبنان، لكن قد يرى نفسه مضطرا إلى ذلك خدمة لولي امره الايراني.

فهل يعود سيناريو ٢٠٠٦ إلى لبنان؟ عندئذ فإن وعود مؤتمر «سيدر» والآمال التي اعطيت للبنانيين ستزول. لكن في الملف الاقتصادي اظهر الرئيس اللبناني كما رئيس حكومته اهتماماً كبيراً بإنجاح مسار سيدر. وذلك بعكس «حزب الله» وأمينه العام وإعلامه الذي شكك في المؤتمر. وللحريري حليف في هذا الملف الاقتصادي هو الرئيس وعائلته الحاكمة. ولو أن طموح باسيل للرئاسة يخيره بالبقاء إلى جانب نصرالله كما اظهر في تصريحاته خلال الحملة الانتخابية.

ونتائج انتخابات لبنان لم تأت بمفاجأة خارقة لكنها تطرح اسئلة عديدة في مرحلة اقليمية وعالمية بالغة الخطورة في منطقة الشرق الأوسط مع مواجهة بين نظام إيراني ووكيله «حزب الله» يزعزعان استقرار المنطقة ورئيس أميركي وحليفه الإسرائيلي المتهورين. فالدعاء ألا يكون الآتي أفظع لمنطقة تعاني ما يكفي من الحروب والخراب.

 

هل تمّت انتخابات لبنان في سورية وإيران؟

سميرة المسالمة/الحياة/12 أيار/18

انتخب لبنان سلاح «حزب الله» في سورية، أي لم يعد شعار النأي بالنفس الذي عوّلت عليه حكومة لبنان على مدى سنوات المأساة السورية السبع ينفع أحداً، فمن شارك بترجيح كفة نوابه لابتداع شرعية لقرارات الحزب وسلاحه داخل لبنان وخارجه، يقول بملء صوته (الخائف والمخوَّف والمحكوم) والمصلحي «نعم» لمشاركتهم في قتل السوريين، هذه «الأصوات» التي هيأ لها الحزب أجواء الخوف والترهيب من خلال ممارساته خلال الحملة الانتخابية لمن يعارضه، جاءت لتعبر عن قصد أو من غير قصد عن «لا» لبرامج إصلاح طرحتها أصوات المجتمع المدني، وأصوات الباحثين عن طمأنة الغالبية السكانية لمستقبل أقل صخباً، وأكثر بحثاً عن حلول لحياة تنهار أساساتها، سواء الأمنية أم الخدمية أم المعيشية، ويتحول لبنان بموجبها إلى ساحة خلفية لحرب «حزب الله» في جبهته الأمامية سورية- وليس حديقة خلفية، حيث غيبت النفايات جماليات لبنان في معركة الصراع الحكومية-، ما يعني أن فرحة الانتخابات العائدة بعد غياب طويل بدّدتها أصوات زخات رصاص الذين يعلنون أنهم موجودون بقوة سلاحهم قبل النتائج وبعدها. ربما، ليس من قبيل الصدفة، أنه لم يتم خلال سنوات الحرب السورية السبع تعطيل أي استحقاق انتخابي سوري - على رغم أنه ضمنياً هو استحقاق شكلي ليس أكثر- وجرى في ظروف قاهرة للسوريين، وفي ظل غياب أكثر من نصف الشعب السوري، وعدم تمكن نحو ستين في المئة من الموجودين داخل سورية من ممارسة حقهم الانتخابي، سواء بسبب خروج مناطقهم عن حكم النظام، أو تخوفهم من حالة الحرب القائمة، أو عدم رغبتهم في مشاركة النظام «أعراسه الديموقراطية» على وقع طبول الحرب، إلا أن النظام السوري عمل على تقديم نفسه كحاكم لدولة بكامل فعالياتها «الانتخابية» انتخابات رئاسية ومجلس الشعب، وقيادات حزب البعث، بل وزاد عليه تغييرات دستورية، ما يظهر أن النظام السوري الذي يخوض حرباً ضد السوريين المعارضين له لم يؤخر استحقاقاته الوهمية، في ذات الوقت الذي استطاع ومن خلال «حزب الله» حليفه وشريكه وممثله نيابياً في لبنان، أن يمارس تعطيلاً متعمداً للحياة البرلمانية، وانتخاباتها، لنحو دورتين متتاليتين، أنتج من خلالهما حكومة مقيدة في لبنان لمصلحة حليفه، ومن ثم حكومة معطلة خدمياً لقلب الطاولة على خصومه داخل لبنان، ضمن ما سمي حكومة النأي بالنفس.

اليوم فاز «حزب الله» في المجلس النيابي، وهذه حقيقة يستطيع اللبنانيون التعايش معها، بل وفلسفتها، بأنها قد تخدم مشروع لبننة الحزب، وإبعاده عن حاضنته إيران، إذا أراد أن يقود القرار والسلاح لبنانياً، ويمكن أن تكون مصيدة للحزب نفسه، المشتت بين حربه في سورية على السوريين، وحربه في لبنان على فكر وقيم الحرية والديموقراطية التي عاش واعتاش عليها لبنان «سويسرا الشرق» طويلاً، فهل سيرتدي حسن نصرالله وجهه اللبناني بعد هذا الفوز غير «المدني»، نازعاً الوجه الإيراني في حكمه القرار السياسي للبنان، أم سيبقي على وجهه الإيراني الذي خبرناه خلال هذه الحرب الطويلة له في سورية، وأدواره في قتل وتشريد وتهجير وتغيير خريطة مدنهم إدارياً وجغرافياً وديموغرافياً، ويصبح سلاحه هو صاحب القرار السياسي والعسكري في معركة الحكومة المقبلة؟

ثمة أسئلة تشعل المرارة في نفوس السوريين، كما في نفوس اللبنانيين الأحرار الذين خبروا معنى مأساة الحروب ومنعكساتها على الشعوب، والذين وقفوا ضد حملات ممثلي الكتل النيابية البرلمانية التي طالبت بترحيل السوريين من اللاجئين، في صيف 2017، الذين فروا من المقتلة التي يديرها «حزب الله» اللبناني في سورية وفق الأجندة الإيرانية، متناسين أن حضور اللاجئين القسري والطارئ في لبنان هو نتيجة حضور مبرمج وطائفي للحزب المنتخب اليوم في البرلمان اللبناني، ما يعني أن خلاص كل طرف اليوم من «لاجئين ولبنانيين متأزمين منهم» هو بعودة الطرف المسلح صاحب القرار بذهابه إلى سورية ليحارب أهلها، ليعود الطرف المجبر بلجوئه إلى لبنان إلى بلده بعد أن تستقر أسباب أمنه هناك، وفي أولها خلاصه من «حزب الله».

ربما يتحمل الصمت الانتخابي مسؤولية ضياع فرصة عودة لبنان إلى ديموقراطيته التي طالما حاولت الصراعات الطائفية والمصلحية الإخلال بموازينها والنيل منها، ومع ذلك لم تنجح كما هي الحال اليوم بصورة هذه الانتخابات التي اختارت السلاح على السلمية، وإيران بديلاً للحاضنة العربية، ما يجعل السؤال مشروعاً أمام المغيبين عن المشاركة في رسم صورة لبنان ما بعد الحرب في سورية، عمّن يتحمل مسؤولية ما بعد الانتخابات فيما لو تكلّل بصمت الداعمين لعملية التنمية التي يحتاجها لبنان، في ظل تسلط السلاح الحزبي الطائفي على القرار اللبناني السياسي والحكومي، وابتعاده ومعاداته محيطه العربي الداعم تاريخياً للبنان، وكيف لمن يرى أن لبنان جزء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يعمل على صيانة استقلاله واستقراره وتنميته بعيداً من تبعيتها لولاية الفقيه؟

ما قالته «الانتخابات» في لبنان أن مشاركة «حزب الله» في القتال إلى جانب النظام في سورية ليس شأناً إيرانياً- سورياً، كما كان يحاول أن يدعي إعلان حكومة النأي بالنفس، إنما هو شأن سوري- إيراني في لبنان، وهو الآن لبناني وتحت غطاء انتخابي أراده النظام السوري ليعلن من جديد عودته إلى الساحة اللبنانية من باب الأغلبية النيابية، وهو الأمر الذي يضع التفاهمات الدولية -التي تعقد في أكثر من مكان- في دائرة الشك حول موقفها من التوسع الإيراني في المنطقة، وتحديداً الدور الأوروبي في الصمت على أدوارها في كل من لبنان وسورية والعراق واليمن، ويمهد لنزع أي تبعات حقيقية لعملية إعادة ملف الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الخمس الباقية في الاتفاق إلى طاولة التفاوض، بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية منه، أو استبداله بآخر يحد من إمكانات تطويرها صناعتها النووية وصواريخها. خيارات اللبنانيين في الإحجام عن المشاركة الفعالة لإنتاج ما يمثل رغباتهم في العيش الهادئ والكريم ، ضمن محيطهم العربي، بعيداً من صراعات المنطقة، أنتجت خارطة جديدة لمراكز القوى المحلية الطائفية، وحجّم الأكثرية، ولا أعني بها أكثرية «الحريري»، وإنما أكثرية لبنان الحر والديموقراطي والوجه الحضاري للمنطقة العربية، وما تدني نسبة مشاركة العاصمة بيروت بهذه الانتخابات إلا تعبير هادر يرفض بنأيه عن الانتخابات ما آلت إليه بيروت، بسبب حرب خاضها حزب الله في سورية بعيداً من إرادتها، فأكلت من دماء أولادها، واعتاشت على أرواحهم، نعم هو إحجام بحجم الرفض لأن تبقى بيروت متأرجحة على ميزان الطائفية والمصلحية الإيرانية التي تضع حبالها حول عنق بيروت كما فعلت في بغداد ودمشق وأينما حلت بطائفيتها وعسكرها وسلاحها النووي.

* كاتبة سورية.

 

عن كتاب، هل الربيع العربي ثورة؟!

 الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد/11 أيّار 2018

 هذا العداء المطلق هو الذي دفعنا للإعتقاد بأن الرأسمالية الغربية وما أنتجته هو الشر المطلق نعم نتيجة حاجتنا الماسة للغرب استوردنا منه كل شي إلا الفلسفة السياسية

 قرأت كتاب هل الربيع العربي ثورة؟ للدكتور محمد علي مقلد فانتباني شعور بأنني أقرأ لإنسان أنفق كثيراً من عمره على التأمل والتحقيق والتدقيق في كل ما كُتب في هذه الحياة من فلسفات وأفكار وعلى قراءة كل أحداث العالم منذ قرون وحتى يومنا هذا فخرج الدكتور مقلد القارئ ببصيرة مفتوحة وواسعة ومعتدلة ومجردة وموضوعية من هذا  التحقيق والتدقيق والتأمل المزمن بعقلية محمولة بأدق الأفكار الإنسانية السامية وبأوضح المفاهيم النبيلة حيث أفلح ونجح بالإشارة إلى أسباب تخلفنا في الشرق عموماً وفي العالمين العربي والإسلامي بخاصة وفي العالم الثالث على وجه التحديد وبكل صدق وشفافية أقول إن توارد الخواطر وتداعي الأفكار بيني وبين الدكتور كانت كثيرة وفي موارد عظيمة وخطيرة فيما كتبه. فحينما نقرأ للدكتور مقلد نجده واضحاً في عباراته وضوح الشمس في رابعة النهار وهو يتحدث عن أسباب تخلفنا الذي رافق الشرق منذ قرون كان واضحاً في قوله أننا في الشرق كنا علمانيين إلا انه لم نكن ديمقراطيين وهنا السرطان والسرطان هنا كنا إسلاميين إلا انه لم نكن ديمقراطيين وإنّ العلمانية من دون ديمقراطية لا تولد إلا الإستبداد وإن الإسلام السياسي من دون ديمقراطية لا يولد إلا الإستبداد ويستحيل ان يجتمع الإستبداد مع العدالة والعدل والقسط ويستحيل أن نجد حاكماً مستبداً وعادلاً، في الوقت ذاته إن الدكتور مقلد هو وكل المتنورين في العالم أدركوا اننا نحن الشرقيون حفرنا عميقا في فلسفة البنية التحتية لحركة المجتمع عسى ان نكتشف أسباب تخلفنا حفرنا في أدوات الإنتاج ووسائل الإنتاج وفائض القيمة وتوزيع الثروة بعقول ماركسية ولينينية وقومية ولكننا لم نحفر عميقا في فلسفة البنية الفوقية لحركة المجتمع لم نحفر في فلسفة النظام السياسي وفي فلسفة الديمقراطية الغربية الليبرالية الرأسمالية ، لأن الماركسيين والقوميين والإسلاميين كان بينهم جامعا مشتركا وهو العداء المطلق لكل ما أنتجته الرأسمالية على صعيد الفلسفة السياسية.

هذا العداء المطلق هو الذي دفعنا للإعتقاد بأن الرأسمالية الغربية وما أنتجته هو الشر المطلق نعم نتيجة حاجتنا الماسة للغرب استوردنا منه كل شي إلا الفلسفة السياسية وبخاصة فلسفته في مبادئ الديمقراطية وأصولها وفروعها وأركانها، الدكتور مقلد سلط الأضواء كثيرا في كتابه "هل الربيع العربي ثورة؟" على أن الإستبداد هو سبب أسباب تخلفنا هو علة عللنا إن الإستبداد هو وليد بنية فلسفية بشرية ووليد بنية فلسفية دينية اخذت موقفا سلبيا بالمطلق من الديمقراطية الغربية كونها ثمرة من ثمرات الرأسمالية التي وقفت ضد قضايانا العادلة كقضية فلسطين وكونها كانت جائرة بحقوق الطبقة العاملة وفق التوصيف الماركسي اللينيني.  إن الدكتور مقلد أوضح ما يجب ايضاحه وكشف ما وجب كشفه من أن الإستبداد هو علة العلل هو مصدر أمراضنا كافة الإستبداد هو الذي أورثنا سلطات الوراثة وسلطات الإنقلابات العسكرية التي سُميت على خلاف الحقيقة والواقع سميت بالثورات إن الإستبداد هو الذي حال بيننا وبين شيء لم نجربه مطلقاً بعدما جربنا كل شي وأقصد الديمقراطية التي عبر عنها احد المفكرين بقوله لا أعلم كم عمر الإنسان على وجه الأرض لكن بالتأكيد اكثر من عشرة آلاف سنة إن الإنسان بهذه الآلاف العشرة إن أعظم ما أنتجه وصنعه ليس الطائرة ولا الكمبيوتر ولا السفينة الفضائية إن أعظم ما انتجه هو الديمقراطية وإنّ أعظم ما في الديمقراطية تداول السلطة لقد ملكنا كل شي وجربنا كل شي إلا الديمقراطية لقد خلعنا على الإستبداد ثوب الشرعية الإنسانية وثوب الشرعية الدينية بحجج ومبررات كان على رأسها قضية فلسطين حيث من أجلها يجب أن لا يعلو صوت فوق صوتها ولا نفكر بفلسفة سياسية إلا بمواجهة الإمبريالية الغربية والصهيونية؟!

 

هل بات «حزب الله» يهيمن على لبنان؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/11 أيار/18

شاع هذا السؤال كثيراً في الأيام الماضية على خلفية قراءة نتائج الانتخابات النيابية التي شهدت تراجعاً عددياً في كتلة رئيس الحكومة سعد الحريري، وتحقيق «حزب الله» اختراقات سنيّة جدية في أكثر من منطقة، مع الإمساك التام بعدد النواب الشيعة في البرلمان.

سيكون من الصعب على الناظر من الخارج ألا يقفز إلى استنتاجات متسرعة؛ من نوع أن الانتخابات جعلت «حزب الله» يهيمن على لبنان، وسيكون من الصعب على من يعيشون في لبنان ألا يأخذوا مثل هذا الاستنتاج على محمل السخرية.

الحقيقة أن «حزب الله» لا يحتاج هذه الانتخابات ليقول للعالم إن جزءاً رئيسياً من قرار البلد بيده؛ بفعل قوة السلاح وسطوته... لم يكن ثمة ما يريد «حزب الله» أن يفعله قبل هذه الانتخابات وحال دونه عدم توفر العدد الكافي من النواب بحوزته! وليس ثمة ما يصعب على «حزب الله» أن يفعله بسبب توازنات لبنان الأهلية وسيكون قادراً عليه الآن لأنه فاز بنائب إضافي هنا أو مجموعة نواب هناك.

لنتصارح حول الديمقراطية اللبنانية! في لبنان بقايا نظام ديمقراطي، وبقايا دولة، وبقايا مؤسسات، وفي هذه البقايا ثمة من يقاوم للحفاظ على الحد الأدنى والأخير من هيكل النظام اللبناني ودولته ومؤسساته.

ولم تكن الديمقراطية مرة ضامناً للبنانيين؛ منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005 حتى اليوم، ولا كانت عائقاً أمام مشروع «حزب الله»؛ فقد فاز «تحالف 14 آذار» مرتين بالأكثرية البرلمانية في انتخابات 2005 و2009، ولم ينجح إلا في حالات نادرة في ترجمة أكثريته سياسياً في مواجهة مشروع «حزب الله». أقفل «حزب الله»، بصفته قائداً للمعسكر المضاد، البرلمان الذي لا يحوز فيه أكثرية لمدة سنتين بحجج واهية حول الميثاقية وغيرها من أكاذيب اللغو السياسي اللبناني... ثم غير الأكثرية باختطاف كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عام 2011 وإجباره على تسمية النائب السنّي نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة خلفاً للحريري بعد إطاحة حكومته. لا أسعفت الأكثرية «14 آذار»، ولا منعت «حزب الله» من المضي بخياراته الانقلابية، التي سيكتشف الحزب لاحقاً أنها غير ممكنة في لبنان، ودائماً بفعل التوازن الأهلي بين الطوائف، وسيعود رويداً رويداً إلى التفاهم مع الحريري!

سأغامر بالقول إن هذه الانتخابات بلا أي قيمة سياسية تذكر، سوى أنها تعيد بث بعض الروح في هيكل الدولة اللبنانية ومؤسساتها ونظامها السياسي، وتعيد تجديد «الثقة» الدولية بلبنان كبقايا دولة ممكنة الترميم في المشرق المنهار والمشتعل... وهذا مهم، لا سيما في ضوء برنامج الاستدانة الجديد الذي بدأه الحريري بالتفاهم مع رئيس الجمهورية لإبعاد لبنان عن حافة الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي التي يقف عندها الآن... التوازن الأهم هو التوازن خارج المؤسسات وليس داخلها؛ في صلب المجتمع وليس في قلب الدولة. وبهذا المعنى، فإن النتائج السياسية للحملة الانتخابية لسعد الحريري جاءت أهم بما لا يقاس بنتائج صندوقة الاقتراع. جال الحريري في طول وعرض لبنان، في كل مناطق السنّة، من حاصبيا جنوباً إلى عكار شمالاً، مروراً بصيدا والبقاع وطرابلس وبيروت، بمشهدية شعبية غير مسبوقة لزعيم سنّي، بمن في ذلك والده. كرّس الحريري زعامته العابرة للمناطق اللبنانية ضمن الطائفة السنيّة، وهي سوية لا ينازعه عليها حتى من حققوا نتائج محلية كالنائب المنتخب عبد الرحيم مراد في البقاع، أو الرئيس نجيب ميقاتي في مدينة طرابلس، أو رجل الأعمال فؤاد مخزومي في بيروت.

وبخلاف النتائج في صناديق الاقتراع التي تحكم فيها قانون نسبي، وأدى إلى تراجع حسابي للحريري وليس سياسياً، فالواقع أن الكتلة السنيّة الكبرى في لبنان منحته ثقتها الشعبية، كما أعطته 60 في المائة من نواب السنّة في البرلمان؛ أي إنه وحده يمثل أكثرية الثلثين، بأسوأ قانون ممكن... دعك من أن القانون يمتحن التعدد السنّي والمسيحي في الاجتماع اللبناني ولا يعطي صورة دقيقة عن التعدد الشيعي بسبب أن الطائفة الشيعية في لبنان لا تزال عملياً، بفعل السلاح ودوره وسطوته، خارج مفاعيل الانتخابات الحقيقية، وهو ما يكرس قناعتي بانعدام الأهمية السياسية للانتخابات التي تجرى في ثلثي لبنان، فيما يبقى ثلث البلاد عملياً خارجها ولو مارس الاقتراع والصناديق والفرز وكل شكليات الانتخاب؛ إذ ليس من الطبيعي، وفق كل قواعد العلوم الإنسانية، أن طائفة تتعرض لامتحان إشراكها في الحروب السورية واليمنية والعراقية وغيرها بكل التكاليف المادية والبشرية المصاحبة، ولا ينعكس هذا الامتحان على المجتمع ولا يفرز أي تعدد منطقي حياله، إلا إذا كانت صناديق الذخيرة لا تترك لصناديق الاقتراع فرصة حقيقية لإبراز التعدد الموجود حكماً؛ أقله بسبب الطبيعة البشرية! أما لماذا وافق الحريري على قانون يعرف سلفاً نتائجه عليه، فلأن المتغير الذي لا يزال يحكم هذا القرار وغيره هو تقطيع المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة من دون تفجير لبنان. أما مشكلة «حزب الله» فلم تعد مشكلة لبنانية... من لديه حل فليتفضل مشكوراً.

 

الانتخابات النيابية بلا بداية ولا نهاية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/11 أيار/18

عندما كان كلٌّ من جبران باسيل وحسن نصر الله وسعد الحريري على التوالي يعلنون انتصارهم، كانت جحافل من مسلَّحي الحزب وحركة «أمل» تجتاح بيروت الغربية في مظهرية لا تقل استنزافاً وإزعاجاً عن أحداث عام 2008، وإنْ كان إطلاق النار أقل! لماذا حدث ذلك؟ لا حاجة إلى الاختلاف بشأن عِلله وأسبابه، ففي حفل زفاف لواحد من مسؤولي «أمل» أو الحزب يمكن أن يحصل ذلك، وقد اعتدناه في أعوام ما بعد 2008 بل وقبل ذلك. وكان حسن نصر الله قد قال لسعد الحريري عندما قابله بعد انتخابات عام 2009 من أجل تشكيل الحكومة كلاماً معناه: ما عادت لكم حرمة ولا مناعة، ونستطيع امتهانكم ساعة نشاء! ولذلك من الطبيعي أن يرتاح سعد الحريري أكثر للتعامل مع رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل. فلهذه الناحية ما يطلبه جبران باسيل من فصلٍ للمسيحيين عن المسلمين، ومن مناصب، ومن صفقات، كل ذلك لا يبدو مباشرة للعيان، ولا تحسُّ به إلاّ قلة عارفة من المسلمين. ثم إنّ الجهاز الوحيد الباقي ويمكن استخدامه للإيهام بالأمن هو الجيش اللبناني، وقيادته بيد رئيس الجمهورية، وليس بيد مجلس الوزراء كما ينص الدستور. ومرة أُخرى: لماذا حدث ما حدث عشية الاثنين في 7-5-2018 في شوارع بيروت؟ لأنّ المسلَّح غير الشرعي، والذي يعرف أن الناس يكرهونه يريد كل الوقت إرغامهم على الخضوع ظاهراً وليس سراً أو على استحياء. فليس هناك مغتصب لطيف أو إنساني. والذي يقتل عشرات الألوف، يكون لطيفاً جداً إذا اكتفى باستعراض السلاح في الشوارع، وتمزيق صُوَر سعد الحريري، وتكسير سيارات الناس، فهو عنده إحساس بأنّ هؤلاء الناس يدّعون الرقي والتحضر ويحتقرونه وهو يصرخ في الشارع: بيروت لنا، بيروت ملكنا، ونصر الله يقول: بيروت للمقاومة! والمقاومة هذه هي التي اجتاحت شوارع بيروت لأنها ليست لهم، وهم يريدون احتلالها.

كل هذه المعاني والوقائع كانت واضحة لسعد الحريري ولجبران باسيل. لكنّ لكلٍّ منهما (وهما الحليفان الوثيقان) همومه المختلفة. جبران يريد إثبات أنه انتصر على خصومه المسيحيين من جهة، وأنه استنقذ الصوت المسيحي من كثرة المسلمين من جهة أُخرى. وفي الواقع، تقدم سمير جعجع على حساب باسيل، وظلّ سعد الحريري إلى جانب باسيل في معظم المناطق التي بقي فيها تماسّ بين المسيحيين والمسلمين، واستفاد باسيل من دعم الحريري، وخسر الحريري من وراء دعم باسيل أو ازدادت خسائره لأنّ الناخبين السنة لا يقبلون باسيل ولا حزبه المعادي لهم منذ قام! المهم أنّ باسيل ما استخلص إلاّ عِبَر الانتصار، مع أنّ ميليشيا حركة «أمل» هاجمت مركز حزبه الرئيس في شرق بيروت، عندما قال كلمة سفيهة عن نبيه بري قبل عدة أشهُر!

إنّ الذي انتظره الجميع ليس خطاب نصر الله الانتصاري الذي تعوَّدَ سائر اللبنانيين عليه. بل خطاب سعد الحريري الذي خسر ثلث نواب كتلته (كانوا 34 وهم بعد الانتخابات 21 كما قال، بل هم أقل كما سنذكر!). فللانتكاسة التي أصابته هو بوجهٍ خاصٍ أسباب عامة وخاصة، وكلها له نصيبٌ في المسؤولية عنها. المسؤولية الأكبر في قانون الانتخاب الذي وافق عليه، وفيه فصل للمسيحيين عن المسلمين في تشكيل الدوائر، وفيه النسبية المطلقة، وفيه الصوت التفضيلي. وإذا خففنا بعض الشيء من مسؤوليته بالقول إنّ الجميع مسؤولون عنه، فماذا نقول عن اختياره لمرشحيه، وأربعة أو خمسة منهم من الودائع السورية، وأحسب أنه سيعودون إليها مع تصاعد حظوظ بشار الأسد في البقاء. والأمر الآخر أو الثالث: نوعية المرشحين، فباستثناء 2 أو 3 أو 4 من القُدامى، وواحدٌ منهم عنده خبرة في التشريع، كلهم شبان ليسوا ذوي خبرة، والكبير منهم رشحه لأنه ثري. ولنلاحظ أنّ الكبار وذوي الخبرة من نواب «المستقبل» ووزرائه تعذّر عليهم الترشح إما بسبب قانون الانتخاب (الدوائر والصوت التفضيلي) وإما لأنه اختلف معهم. وتأتي ثالثة الأثافيّ أو رابعتها باختياره التحالف مع باسيل في أكثر الدوائر. وهو يعرف أن ناخبيه لا يقبلون ذلك. والأمر الخامس الحملة الانتخابية العنيفة التي شنّها على الذين ترشحوا من خارج لوائحه من السنة في بيروت وطرابلس مثل القول إنهم فاسدون، وإنه لا مكان لهم.

وباستثناء أشرف ريفي، نجح كل الذين هاجمهم الحريري، فتبين أن لهم مكاناً ومكانة. قال الرئيس الحريري إنه «حصد» واحداً وعشرين مقعداً، ولم يقل إنه خسر 14 مقارنةً بعام 2009. ولم يقل سبب عدم نزول أكثرية السنة للتصويت (المصوتون في بيروت 36 في المائة)، ولذلك تمكن مرشحو «حزب الله» و«أمل» والأحباش من الفوز لأنهم نزلوا جميعاً في كل المناطق، ما عدا عكار، كانت نسبة التصويت ضئيلة في أوساط السنة. وهذا سبب مهم لانتكاسة تيار المستقبل إلاّ في عكار. وكما سبق القول، ففي الدوائر التي فيها تماسٌّ مع جعجع أو جنبلاط؛ فإنّ الناخبين السنة مالوا إلى التصويت للوائحهم تجنباً للتصويت لباسيل. لقد انتظر البيارتة والطرابلسيون والبقاعيون والصيداويون والعكاريون أن يقول لهم الحريري لماذا حصل ما حصل، وبخاصة أنه كان يخطب ومسلحو الحزب يتدفقون على شوارع بيروت من قلبها ومن ضاحيتها!

ولنصل إلى نصر لله وخطابه. لقد أعلن الانتصار السياسي والمعنوي. وقال إن المقاومة تريد ضمانات لاستمرار نضالها (من أجل التحرير ومكافحة الإرهاب!). كان اللبنانيون يعرفون من الضمانات الثلث المعطِّل في الحكومة. وفي الحكومة الحالية، والحكومات اللاحقة، لن تقلّ نسبتهم عن الثلثين، رغم المنافرة بينهم وبين باسيل على الصفقات. ولهذا يبدو أنه يريد ضمانات من مجلس النواب بقوانين لشرعنة سلاحه، كما حصل مع الحشد الشعبي في العراق. وهذا الأمر توقّعه الدكتور فارس سعيد قبل ستة أشهر. إذ لا شكّ أنّ أبرز الفائزين في الانتخابات الحزب والحركة، ويضاف إلى الـ26 نائباً شيعياً نحو الـ15 من السنة والمسيحيين وذوي الميول المتسورنة. ولأنّ أخطار الحرب بالمنطقة عاصفة، فإنّ رئيس الجمهورية لن يدعوَ طبعاً الآن إلى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، كما سبق أن وعد قبل الانتخابات؛ فهي العنوان الرمزي للخلاف حول سلاح الحزب. إنما قد يدعو بضغوطٍ من الحزب نفسه، ويستعينون عليه بمنطقه السابق: الجيش ضعيف، ونحن محتاجون إلى سلاح الحزب لردع إسرائيل ولمكافحة الإرهاب. كما قال هو وسعد الحريري إنّ الحزب لا يستخدم سلاحه في الداخل، لكنه خيبهما عندما استعرض بالسلاح عشية يوم الاثنين الماضي. وهو يمكن أن يتجرأ أكثر بواسطة رئيس مجلس النواب، فيدعو النواب الذين صاروا عنده ويزيدون على الثلث لشرعنة السلاح. إنما على أي حال، وحتى إن لم يحدث هذا أو ذاك، ماذا سيقول المسؤولون لو وقعت الحرب الإسرائيلية - الإيرانية على سوريا، وتدخل فيها الحزب من لبنان؟ هكذا حصل عام 2006. ووقف المسؤولون وسائر اللبنانيين مع الحزب وقال نصر الله عنهم بعد أسبوعين عندما ادّعى النصر «الإلهي» إنهم عملاء إسرائيليون! الرئيس الحريري قال مساء الاثنين إنّ الجهات الدولية ينبغي أن تكون راضية عن حصول الانتخابات ونتائجها، فقد كانت شديدة الحماس لها! لستُ أدري إذا كان رضا نصر الله وباسيل والحريري كافياً لذلك، أما نحن المواطنين الراشدين فلسنا راضين لا عن الانتخابات ولا عن نتائجها، فهي انتخاباتٌ بلا بداية ولا نهاية ما دمنا واقعين كل يوم تحت وطأة اختبارات السلاح والترهيب، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

 

ليلة القبض على "المسيح اللبناني"

عقل العويط/النهار/11 أيار 2018

كان ينبغي لي هذا الصباح أن أشرب قهوة الشعر. كان ينبغي لي أن أنصرف إلى الكتابة الأدبية. إلى الكتابة الأدبية فحسب. كانت بي حاجةٌ قاتلة إلى تبديد الحبر في هذا النوع من الكتابة. في هذا النوع من الوجود. في هذا النوع من الشغب. من الشغف. من الجموح. ومن الامحاء.

كانت بي حاجةٌ هائلة إلى تبجيل اللغة. إلى أن أحقن أوردتي بعطر هذه اللغة. وبسمّها اللذيذ المحيي. وكان ثمّة فراغٌ فاغرٌ يدعوني إليه. وكنت أشعر بالجوع. هو الجوع الكافر إلى الكتابة. جوعٌ، ثمّ جوعٌ، ثم جوعٌ ما بعده جوع، إلى اكتشاف وجعٍ تائه، إلى التقاط صورةٍ ضائعة، إلى امتصاص برقٍ عابر، إلى انتشال حلمٍ غريق من البئر التي لا قعر لها. فجأة، في عزّ هذا الاستعداد التصعيدي، أرسل إليَّ صديقٌ نبيل، صورةً سرقتني مما أنا فيه، ومما أنا مدعوٌّ إليه. الصديق النبيل هذا، هو حارسٌ من حرّاس النزاهة، والصدق، والشفافية، والمعنى، والقيمة. وهو، قبل كلّ شيء، وبعد كلّ شيء، إنسانٌ مؤمنٌ بالكرامة الإنسانية، وسيدٌ مؤمنٌ بالسيادة (أنطوان قربان، ما غيرو). الصورة هذه، سرقتني. وقتلتني. هي سرقتني وقتلتني، لأنها ذكّرتني بمسيح الجلجلة. مسيح الجلجلة مصلوباً. وعارياً من ثيابه التي اقترعوا عليها، وتقاسموها.

لكن الصورة هذه، جعلتني أمام "المسيح اللبناني" الذي يُعَرّى من ثيابه، ليُقتَرَع عليها، وليتقاسمها فرّيسيّو لبنان، وتجّار هيكله، وباعة وجوده، ومرتزقة البورصة فيه. تأمّلوا الصورة جيداً أيها القرّاء. خذوا الصورة بحذافيرها. بأرزتها التي تُشحَّل أغصانها، وتُنتَّف أوراقها (إبرها)، وتُقتَطَع أخشابها، لتُباع في سوق النخاسة السياسية والأخلاقية. خذوا الصورة بحذافيرها أيضاً. خذوها بـ"الأبطال" الذين يُصدرون التعليمات ويتولّون الإشراف على التعرية. من اليمين، ومن اليسار، ومن المقدّمة. خذوا الصورة بـ"الجنود" الذين ينفّذون هذه التعليمات، كأعضاء في أوركسترا، متعاونين، متكافلين، متضامنين، تعبيراً عن الولاء لـ"القضية المشتركة"، ومن أجل تحقيق هدفٍ واحدٍ وحيد: إلغاء المعنى، معنى الأرزة، واغتيال الدلالة. "الأبطال" و"الجنود"، يُفترَض أنهم معروفون. وبالأسماء الثلاثية.

هم معروفون جداً، وإن لم تتضح أشكالهم. معليش. محض رسومٍ تقريبية، لا تُوقِع في خطأ. كما هي الحال عندما تنشر قوى الأمن رسماً تقريبياً للقاتل أو القتلة، من أجل أن يستدلّ الناس إلى وجوههم، وقلوبهم، وضمائرهم، و... أهدافهم.

الصورة هي لصاحبها، الذي مهر توقيعه في الأسفل. في الجهة اليمنى من تحت. يُدعى بيتر شرانك. هو رسّام الكاريكاتور السويسري peter schrank الذي يعمل في الـ"إيكونوميست" والـ"غارديان".

بيتر شرانك هذا، سبق أن نشر هذه الصورة في الـ"إيكونوميست" في 19 نيسان الفائت.  الصورة – اسمحوا لي - أرغب في أن أسمّيها على طريقتي.

الصورة هذه، أحبّ أن أُطلق عليها تسميةً أدبيةً ورمزية. تسمية، محض أدبية ورمزية: ليلة القبض على "المسيح اللبناني".

أما بقية الرواية فتعرفونها. وإذا لم تعرفوها، فيمكنكم أن تفترضوها على الشكل الآتي: محاكمة، وإصدار حكم، وتنفيذ.

الحكم هو بالإعدام طبعاً، وبالتأكيد. وعلناً. بناءً عليه؛ كلّ محاكمة، وكلّ إعدام، وأنتم، و... لبنان القتيل بخير!

 

المعارضات البيروتية توحّدها المصيبة: إلى الطعون

ميسم رزق/الاخبار/11 ايار 2018

يستعد المرشحون الخاسرون في دائرة بيروت الثانية لتقديم طعون في نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. أكثر من ستين مرشحاً من مختلف اللوائح يجتمعون معاً لتسجيل المخالفات وتجميعها. الانتخابات «جولة خاسرة في حرب مستمرة مع أحزاب السلطة»، كما يقول هؤلاء كان لافتاً في الانتخابات النيابية الأخيرة، عدد اللوائح التي تشكّلت في بيروت الثانية (أعلى رقم في كل الدوائر). قيلَ حينها، على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق إنه «أمرٌ جيد ويعكس التنوع في هذه البيئة»، غيرَ أن نتائج صناديق حمَلت مفاجآت لم تكُن في الحسبان. الحواصل التي حازتها اللوائح الخاسرة، والأصوات التفضيلية التي نالها المرشحون أتت صادمة. أمرٌ فتح الباب على ألف سؤال. هل فعلاً هذه هي أحجام القوى المرشحة من خارج السلطة؟ هل حصلت عملية تزوير هدفت إلى تحجيمها؟ كيف يُمكن لأكثر من لائحة أكدت قربها من تأمين الحاصل قبلَ أيام من عملية الاقتراع، أن لا تحصد أكثر من بضع مئات من الأصوات؟

الأكيد أن اللوائح المعارضة للسلطة في بيروت (باستثناء لائحة صوت الناس) والتي عجزت عن توحيد صفوفها انتخابياً، قررت التوحد لتقديم ملف مشترك للطعن بالنتائج. مرشحون من مختلف اللوائح الخاسرة يعملون معاً لتسجيل كل المُخالفات وتوثيقها.

يقول معنيون بالمجريات الانتخابية لهذه الدائرة إن تفرّق المعارضة في بيروت خدم لوائح السلطة، وتحديداً لائحة الرئيس سعد الحريري. فلو اجتمعت المعارضات في بيروت في لائحة واحدة، ربما استطاعت تأمين أكثر من حاصل انتخابي. يُمكن جمع الحواصل التي نالتها للتأكد من هذا الأمر. لكن تشتّت الحالة الاعتراضية أدى إلى تشتيت الأصوات، وجعل فرصة الحصول على مقعد نيابي أمراً غير وارد. ناهيك عن أن هذه اللوائح استخدمت في غالبيتها الشعارات ذاتها التي استخدمها الحريريون سابقاً. في بيروت، يقول البعض «سقطت كل الأيديولوجيات أمام الأيديولوجية الدينية». فالطرفان اللذان أثبتا قوتهما في العاصمة هما حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش).

حتى «لائحة صوت الناس» (تحالف حركة الشعب والمرابطون وبدنا نحاسب) بما تمثلّ لم تتمكن من اختراق الناخب البيروتي ببرنامجها السياسي والخدماتي. الحافز الانتخابي الأول هو المال. حصلت حفلة نفاق وتكاذب بين الناس والمرشحين. كل الحماسة التي أبدتها فئات بيروتية مع مختلف القوى التي تحركت في بيروت لم تكُن تعبر عن حقيقة موقف هذه الشرائح. كان الناخب يعرف خياره وقراره منذ البداية. المرشحون هم من خُدعوا، لذا أربكتهم الأرقام التي حصلوا عليها.

الآن وقد وقعت الواقعة، لا مفر من الطعون. هذا ما كشف عنه عدد من المرشحين الخاسرين في لوائح مختلفة. هؤلاء الذين رفضوا الانضواء تحت راية اعتراضية واحدة وحّدتهم المصيبة اليوم. أكثر من ستين مرشّحاً ومرشحة من «كلنا بيروت»، مروراً بلائحة «صوت الناس»، وصولاً إلى لائحة «المعارضة البيروتية» و»كلنا بيروت». يتفق هؤلاء على حصول تزوير ومخالفات. غير الرشى الانتخابية، يتحدثون عن فيديوات وصور تؤّكد التلاعب بصناديق لم تختم بالشمع الأحمر، كما ينصّ القانون. ناهيك عن فضيحة كبرى تتعلق بمشكلة احتساب وفروقات بين محاضر المندوبين ورؤساء الأقلام. فإحدى المرشحات لم تنل أيّ صوت في القلم الذي صوّتت فيه. مرشّح آخر حصل على أكثر من 80 صوتاً في قلم واحد، وفي احتساب النتيجة النهائية لكل الأقلام ظهر بأنه لم يحصل على أكثر من 40. وفي مثال آخر، يقول المرشح زياد عيتاني إنه حاز صوتاً واحداً في القلم، حيث تصوّت عائلته. «فهل يُعقل أن يكونوا قد صوّتوا لصالح مرشحين آخرين، هل من يصدق هذه النتائج؟». أما المرشحة حنان الشعار، فتقول إنها بحثت عن صوتها في القلم الذي صوّتت فيه فلم تجده، عدا عن أفراد عائلتها الذين صوّتوا لها وتبخرت أوراقهم في الصندوق.

مندوبون في ماكينة لائحة «كلنا بيروت»، يقولون إنهم طردوا من بعض الأقلام. إما بحجة أن المندوب يجب أن يكون مندوب مرشّح لا مندوب لائحة، وإما بحجة ضيق المكان حيث الأقلام لا تتسع إلا لشخص واحد! وقد تكرر هذا الأمر مع عدد من اللوائح، حيث بقيت بعض الأقلام أكثر من ثلاث ساعات من دون مندوبين. واعتبر هؤلاء هذه الخطوة «مقصودة لأنه من المعروف أننا نحن وغيرنا لم نكن قادرين على تأمين مندوبين لكل مرشح، بل بالكاد استطعنا توزيع مندوبي اللوائح على مراكز الاقتراع».

حقيقة ما جرى في بيروت يعتبرها المرشحون جولة خاسرة. لكنها لن تثنيهم عن الاستمرار في حركتهم. يعلق مرشح حركة الشعب عن المقعد الأرثوذكسي في بيروت الثانية عمر واكيم على ما حصل بالقول إن «النتائج مركبة». لم تكن حركة الشعب تتوقع تأمينها لا حاصلين ولا ثلاثة، ولا حتّى حاصلاً واحداً، علماً بأن الأرقام والمعطيات التي سبقت يوم الاقتراع كانت مختلفة، وقيل في تصريحات صحافية إن حركة الشعب اقتربت من الحاصل الانتخابي. إلا أن تسجيل الطعن «حق» بحسب عمر واكيم، الذي أكد أننا «نقود معركة سياسية في العاصمة ومستمرون وماضون بها قبل الانتخابات وبعدها».

ويؤكّد مقربون من الوزير السابق أشرف ريفي أنهم لن يتراجعوا عن مشروعهم في العاصمة. لكن ريفي فشل في طرابلس، أي البيئة التي أنتجت ظاهرته في الانتخابات البلدية الأخيرة. فأي أمل له بعد ذلك في بيروت؟ يعلّل هؤلاء إجابتهم «المشروع السياسي لا يموت بموت الأشخاص، فكيف إذاً حين يبقون على قيد الحياة، فهل باستطاعة الآخرين إلغاؤهم؟».

 

رسائل أميركية عاجلة من «بيونغ يانغ» الى طهران!؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 12 أيار 2018

تتركز الأنظار على حراك الإتحاد الأوروبي الديبلوماسي في اتجاه طهران وموسكو تجنبا للحرب الكبرى بعد القرار الأميركي بنقض التفاهم النووي الإيراني، من دون اغفال حجم الرسائل الأميركية السريعة التي وجهتها واشنطن الى طهران من بيونغ يانغ قبل ايام، وكذلك من تل ابيب. فما هي بعض من هذه الرسائل في توقيتها وشكلها والمضمون؟ مما لا شك فيه ان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجميد التفاهم النووي الإيراني قد كشف المنطقة على المجهول. وبات رهنا بما يمكن ان تأتي به الوساطات الديبلوماسية لتجنيب المنطقة حرباً كثر الحديث عنها منذ فترة طويلة. فلا يمكن أحد ان يتجاهل ان القرار الأميركي اضاف ازمة من نوع آخر الى سلسلة الأزمات فيها، ما يؤدي تلقائيا الى توقع المزيد من السيناريوهات السلبية المحتملة.

فاسرائيل التي رحبت بالقرار الأميركي اعلنت حال الحرب بفارق دقائق من صدوره. وبعدما اعلنت حال الطوارىء طلبت فتح الملاجىء في الشمال والجليل الأعلى ووسعت إجراءاتها الاستثنائية الى الجولان المحتل فور سقوط الصواريخ الإيرانية على المنطقة بعد اقل من 24 ساعة تقريباً على قصف صاروخي قيل انه اسرائيلي، على مواقع ايرانية في منطقة الكِسوة في ضواحي دمشق قبل ان ينفلت الوضع على طول جبهة الجولان لثماني ساعات استخدمت خلالها «عدة حرب كاملة» ضمت عشرات الطائرات والصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى، فصبت نيرانها على عشرات المواقع الإيرانية التي سلّمها النظام لوحدات من الحرس الثوري الإيراني وحلفائه في سوريا. اما في سوريا فلم يتغير شيء سوى ان جبهة جديدة فتحت في جنوبها بين المواقع الإيرانية والإسرائيلية لتضاف الى عشرات الجبهات الأخرى المفتوحة على كل جديد محتمل.

وعليه طرحت سلسلة من الأسئلة ابرزها:

- ما هي الإحتمالات التي تؤدي الى توسع المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية المباشرة؟ وما هو حجمها ومداها؟

- اين كل من موسكو وواشنطن مما يجري؟ فهل يحولان دون الإنفجار الكبير؟ ام يباركان وينخرطان الى جانبي حليفيهما؟

- وهل يمكن إسرائيل ان تفي بتعهداتها بإخراج إيران من سوريا؟

- وهل وفت ايران بوعودها التي اطلقتها مرارا منذ انتصار الثورة الإسلامية في بداية ثمانينات القرن الماضي بضرب اسرائيل من اقرب المواقع الجغرافية اليها تمهيدا لمحوها من الوجود؟!

وعدا عن كل هذه الأسئلة، هل سيبقى لبنان في منأى عما يجري في المنطقة؟ وهل سيكتفي بما يجري جمعه وإحصاؤه من بقايا الصواريخ المتبادلة بين اسرائيل وسوريا؟

لا تغفل التقارير الديبلوماسية العاجلة التي وصلت الى بيروت تزامنا مع صدور القرار الأميركي، ما يمكن ان تشهده الساحة السورية من تطورات عقب الإجراءات الإسرائيلية التي واكبت هذا القرار قبل حصول المواجهة المباشرة الأولى بين تل ابيب وطهران.

وهو ما يوحي ببعض الرسائل السريعة التي وجهتها واشنطن على وقع «تجربة بيونغ يانغ» في اتجاه طهران، انطلاقا من الأسئلة الآتية:

- هل يصح الربط بين اقفال الملف النووي الكوري الشمالي في الشكل الذي جرى اقفاله والتوقيت الأميركي باستعجال القرار في شأن الملف النووي الإيراني؟

- هل قدم رئيس كوريا الشمالية لجاره رئيس كوريا الجنوبية في لقاء القمة التاريخي بينهما ما تملكه بلاده من معلومات عن حجم ما بلغه الملف النووي الإيراني من تطور اقلق الأميركيين وحلفائهم.

- وهل ان مثل هذه المعلومات هي التي دفعت الى استعجال صدور قرار الأميركي في شأن طهران.

ثمة تقارير ديبلوماسية نقلت معلومات تشكل في مضمونها أجوبة ايجابية توحي بطرح مثل هذه الأسئلة الثلاثة. فليس مستغربا ان تكون دقيقة لسبب بسيط، وهو ان كوريا الشمالية هي احدى الدول التي شاركت في بناء القدرات الإيرانية النووية ويمكن ان تكون قد سربت معلومات من هذا النوع. وهي بحسب هذه التقارير تلاقت في تفاصيل منها مع ما كشفه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من معلومات عن تطور الملف النووي الإيراني في اتجاه الجوانب العسكرية التي تخشاها واشنطن وحلفاؤها.

وامام هذه الصورة المتشعبة، تفيد التقارير ان واشنطن طرحت على طهران في سلسلة الإتصالات الديبلوماسية المعلن عنها وتلك السرية «النموذج الكوري الشمالي» حلا للمعضلة الخاصة بملفها النووي قبل أن يلجأ الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى قراراته الأخيرة في شأن الاتفاق النووي الايراني واحياء العقوبات المنوي فرضها على ايران. لوما جاء القرار الإيراني بالرفض على اساس ان طهران ليست بيونغ يانغ.

وهو ما ادى الى استعجال القرار الأميركي بمعزل عما يمكن ان يتسبب به من اضرار وخسائر تلحق بالشركات الأميركية والأوروبية العملاقة التي احيت علاقاتها مع ايران وبحلفائها الذين تتقدمهم دول الإتحاد الأوروبي التي عبرت عن قلقها من النتائج السلبية المترتبة عن هذه القرارات على حجم استثماراتها التي تنامت مع طهران في الفترة التي تلت التفاهم النووي بين طهران ومجموعة الدول الـ «5 +1» والتي لا تقاس بحجم استثماراتها مع واشنطن إذا ما فرض عليها الإختيار بين هذه وتلك.

اما في شان الإنعكاسات على الساحة اللبنانية فقد تحدثت التقارير البدلوماسية عن استمرارها هادئة في المدى المنظور، فهي الى الآن لا تشكل امتداد طبيعيا للساحة السورية. وان مختلف الأطراف المتنازعة على الساحة السورية تتجنب ما يؤذي الإستقرار القائم في لبنان.

وان كانت التوقعات تشير الى مرحلة استراحة اعقبت ما حصل ليل الأربعاء - الخميس الماضي من «حرب مصغّرة» فإن لبنان باق خارج دائرة المواجهة طالما ان الساحة السورية تتسع لها ولا حاجة لتوسيع دائرة الحرب الى ان تأتي الأيام المقبلة بما يعزز هذا التوجه او يخرج عنه.

 

الانتخابات العراقية والحكومة الضعيفة في المجتمع القوي

أمير طاهري/الشرق الأوسط/11 أيار/18

من المقرر أن يزور المواطنون العراقيون صناديق الاقتراع غداً لانتخاب البرلمان الجديد الذي يختار بدوره الحكومة الجديدة في البلاد. وربما تتساءل: وما الجديد في ذلك؟ وأين هو الخبر المهم؟ والسبب الأول في أهمية خبر كهذا هو أن السواد الأعظم من الشعب العراقي لا يزال ملتزماً تماماً بإجراء الانتخابات التعددية على اعتبارها الوسيلة الوحيدة لاختار الحكومة الجديدة.  وفي عام 2003، عندما بدأ الحديث هناك عن إجراء الانتخابات في العراق المحرر حديثا، ظن عدد قليل من الناس أن المواطن العراقي سوف يتفهم العملية الانتخابية، ناهيكم عن تطوير نسخة خاصة بهم منها. ومن بين الروايات الباهتة لبعض الخبراء الأميركيين والأوروبيين ممن سخروا من فكرة عقد الانتخابات الحرة في العراق حيث، كما كانوا يتصورون، أن العقلية العربية تعارض وبقوة فكرة الفوز بالسلطة عن طريق صناديق الاقتراع. ولقد سخر السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن، النائب الأسبق للرئيس باراك أوباما، من الأمر برمته، وقال متهكماً: «رجل واحد، وصوت واحد، ومرة واحدة!» وكانت وصفته الخاصة للعراق تقضي بتقسيم البلاد إلى ثلاث دويلات صغيرة وليس عقد الانتخابات الديمقراطية في الدولة الواحدة. وبرغم ذلك، عندما خرج ملايين المواطنين العراقيين من مراكز الاقتراع وهم يفاخرون بأصابعهم الملونة باللون الأرجواني الداكن، أدرك الساخرون أن علامة النصر بالأصابع المزدوجة كانت موجهة إليهم.

أما السبب الثاني في أهمية الانتخابات العامة العراقية فهو أن نتائجها ليست «ثابتة» على نحو مسبق، وهو الأمر نادر الحدوث في العالم الإسلامي الذي تتضمن الأساليب التقليدية فيه لتغيير الحكومات القيام بالانقلابات السياسية، وأعمال الشغب، والاغتيالات، وحتى اندلاع الحروب الأهلية. وفي العراق نفسه، كان اغتيال الخليفة هو الوسيلة الرئيسية المعتمدة في تغيير الحكومة والسياسات منذ العصور العباسية. وهناك سبب آخر يكمن في أن انتخابات الغد من شأنها أن تتحول إلى خطوة كبيرة على مسار ترسيخ موقف العراق كدولة قومية ذات شأن وتأثير، وبالتالي تعد من عناصر الاستقرار الأساسية في المنطقة التي تعاني من عقود من الفوضى والاضطرابات والصراعات. ومن المحتمل، على الصعيد الديموغرافي، والموارد الطبيعية، والموقع الجيوسياسي، وقبل كل شيء، نوعية البشر هناك، فإن العراق لديه المقومات والمقدرة على أن يكون لاعباً رئيسياً في السياسات الإقليمية في المنطقة. وتستخدم الكثير من الكليشيهات في وصف فرص العراق لإعادة تعريف الذات كدولة قومية حديثة بأنه الدولة التي تحاول وبكل تؤدة تطوير العملية الديمقراطية الداخلية لديها.

ولقد قيل لنا إن الشعب العراقي منقسم على ذاته إلى طوائف وقبائل وعشائر متناحرة.

ولقد روّج لهذه الفرضية الخبراء الغربيون ممن استأجرهم الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش ليخبروه بالنبأ اليقين عن العراق وأهله. ولقد استند أولئك الخبراء إلى الحقبة العثمانية وأخبارها وتقسيمها لأناس معينين إلى «ملل ونحل ومذاهب» أو الطوائف الدينية المختلفة بالمفهوم الحديث، متغافلين تماماً عن قرن كامل من التطورات التاريخية التي عصفت بالعراق تحت الحماية البريطانية، والملكية الاستبدادية شبه المعتدلة، ثم الاستبداد المتدرج القائم على الآيديولوجية الديكتاتورية وكثرة المعارضين له. وصارت الأوضاع أكثر إرباكاً للمراقبين عندما انتقلت الطوائف، المدعومة من واشنطن ذاتها في كثير من الأحيان، إلى تصدر واجهة الأحداث كفئة متعاونة مع «جيش التحرير الأميركي» وخصومه. ولقد تم الدفع بالعراق في أتون حرب داخلية مريعة أطلق عليها خبراء «بوش» المقربون مسمى الحرب الطائفية العراقية.

ومع ذلك، من شأن انتخابات الغد أن تعكس صورة دراماتيكية عن العزم والإرادة العراقية على تجاوز النزعات الطائفية القميئة مقارنة بالانتخابات الماضية في عامي 2010 ثم في 2014. وفي هاتين التجربتين السابقتين كان التنافس قائماً بين أربع كتل عراقية كبيرة: كتلتين شيعيتين، وكتلة عربية سنية، وكتلة كردية عراقية، تلك التي دفعت بمرشحيها تحت المسميات الطائفية أو العرقية. أما في هذه الانتخابات، فهناك خمس كتل أو قوائم شيعية كبيرة، وقائمتان سنيتان، وقائمتان كرديتان، ناهيكم عن ذكر الكثير من القوائم المستقلة أو غير الطائفية والتي تصل في مجموعها إلى أكثر من 80 قائمة. والتحالفات الانتخابية التي تشكلت نشأت عن الاعتبارات السياسية أو ربما الآيديولوجية وليست الدينية أو العرقية. وهي أيضاً خطوة كبيرة على مسار نمط أكثر تطوراً من السياسات الديمقراطية التي يكون فيها سؤال (أين تريد الذهاب؟) أهم بكثير من سؤال (من أين أنت قادم؟).

وأخيراً، قد تمثل الانتخابات المقبلة بداية النهاية لمحاولات القوى الأجنبية، ولا سيما الجمهورية الإسلامية في إيران والولايات المتحدة الأميركية كذلك، ناهيكم عن ذكر اللاعبين الإقليميين مثل تركيا وإسرائيل، فرض الأجندات الخارجية على المستقبل السياسي في العراق.

ونظراً للمنهجية الطائفية التي أرست واشنطن دعائمها في البلاد، فإن رئيس الوزراء العراقي القادم لا بد أن يخرج من تحت العباءة الشيعية. وهناك الآن أربعة مرشحين رئيسيين في الميدان. وأولهم هو رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي بلغ منصبه هذا في لحظة دقيقة وفارقة، كان الجميع ينظرون إليه وقتها بصفته الخيار الثاني وليس الأساسي. واليوم، يأمل العبادي في الظهور كخيار أول لغالبية الشعب العراقي، ومن ثم يجعل الدعم الخارجي من القوى الأجنبية بلا قيمة فعلية في شؤون البلاد.

والمرشح الثاني للمنصب الرفيع هو رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي اعتلى سدة السلطة في البلاد كخيار مشترك من قبل إدارة الرئيس جورج بوش وملالي طهران.

وبمجرد أن اتخذ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قراره بسحب القوات الأميركية من العراق، كان المالكي، الذي كان راضياً في بادئ الأمر عن التحالف النوعي مع إيران، قد قرر أو لعله أجبر على الاعتماد الكامل والحصري على إيران. ولكن حتى يومنا هذا، وبرغم سنوات الخدمة الطويلة للجمهورية الإسلامية في إيران، لا يزال المالكي ينظر إليه بقدر لا بأس به من الشكوك والريبة في غير دائرة من دوائر السلطة النافذة في طهران. أما المرشح الاحتياطي لدى إيران في تولي منصب رئيس الوزراء العراقي فهو هادي العامري، قائد ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المعروفة، وهو الاختيار الخاص للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. ولدينا المرشح الرابع والأخير على هذه القائمة، وهو المرشح الذي يعتبر الحصان الأسود الآن، وهو رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، والذي يملك بطاقة الفوز الرابحة في حالة مقدرته على عقد صفقة معينة مع كل من العرب السنة والأكراد في العراق، يحصل بموجبها على إجماع أصواتهم في الانتخابات المقبلة. وعلى النقيض من وجهات النظر المشتركة لدى مختلف الخبراء، فإنني أعتقد أن من بين نتائج الانتخابات العراقية المرتقبة هو التقليص التدريجي لنفوذ كل من إيران والولايات المتحدة على النزعة العراقية الوطنية الأصيلة والتي تتخطى وتتجاوز كافة الانقسامات والتشرذمات الطائفية والعرقية التقليدية في البلاد. وبصرف النظر تماماً عمّا سوف تسفر عنه الانتخابات العامة العراقية، فإن الحكومات العراقية المقبلة سوف تواصل العمل من موقف سياسي ضعيف نسبياً بسبب افتقاره إلى قاعدة الدعم والتأييد الذاتية القوية.

ولكن هل هذا يعد شيئاً سيئاً؟ والإجابة: ليس على المدى القصير. حيث إن إنشاء العراق كدولة قومية في عام 1921 وحتى سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، كان العراق على الدوام تحكمه حكومات قوية الأمر الذي يعني وجود مجتمع مدني واهن أو غير موجود بالأساس. وعلى مدى الـ15 عاماً الماضية من عمر العراق، تحول التوازن لصالح المجتمع المدني الذي، في غير حالة ومناسبة، كان يتحتم عليه البدء من الصفر. وقد يكون العراق في حاجة إلى إجراء ثلاثة أو أربعة انتخابات حرة وتعددية قبل أن يتم التوصل إلى حالة التوازن المقبولة بين سلطة الدولة والمجتمع المدني.

وفي الآونة الراهنة، ينبغي على كل من يتولى مسؤولية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة في بغداد أن يتسم بالتواضع والهدوء، وينأى بنفسه وبحكومته وببلاده عن الخطابات الرنانة والحذلقة الإعلامية الفخيمة، ويركز على السياسات الراسخة التي تخدم القضايا الأساسية ذات الأهمية. ومن شأن الغاية الأولى للحكومة العراقية المستقبلية التأكد من أن العملية الديمقراطية في البلاد آمنة وسليمة. وبصرف النظر تماماً عن الخلافات الدينية، أو الطائفية، أو الآيديولوجية، أو حتى السياسية، فإن كافة جموع الشعب العراقي تجمعها مصلحة واحدة في بلوغ تلك الغاية.

 

مع من تقف: إيران أم إسرائيل؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/11 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64594/abdulrahman-al-rashed-which-side-are-you-on-iran-or-israel-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%82%D9%81/

سؤال محرج جداً لأنه ينقض كل المفاهيم التي بنيت عليها ثقافتنا السياسية. أمس ضربت إسرائيل خمسين موقعاً يديره الحرس الثوري الإيراني في سوريا، رداً على عشرة صواريخ أطلقها باتجاه إسرائيل، وقيل إنها رد على هجوم إسرائيلي سبقها بليلة.

وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد آل خليفة، تبرع بتفسير الموقف. كتب مغرداً في «تويتر»: «طالما أن إيران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة، ومنها إسرائيل أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر». موقف الشيخ خالد عام، مع أي دولة تقف ضد جرائم إيران في المنطقة. في السياسة، تتغير المواقف بحسب ضرورات المصلحة. ولو سألنا غالبية الشعب السوري لهتف مؤيداً إسرائيل في ضرب القوات الإيرانية وميليشياتها في سوريا. لا يوجد مبرر أقوى من الدفاع عن حق 600 ألف قتيل، وعشرة ملايين مشرد، من جرائم قوات إيران وحليفاتها.

فالمواقف مبررة وليست مقدسة دائماً، شيء من العقل وشيء من العاطفة. الموقف مع إيران لو أنها ساندت الفلسطينيين، مع إسرائيل عندما تضرب قوات إيران في سوريا، مع الفلسطينيين عندما تعتدي عليهم إسرائيل، مع حزب الله اللبناني الإيراني عندما كان يقول إنه يحرر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، مع إسرائيل عندما تضرب قوات حزب الله يوم استهدفت اللبنانيين، وعندما شاركت في قتل السوريين. مع المعتدى عليه ضد المعتدي. هل يصعب فهم هذا المنطق؟ هذا هو الموقف العقلاني المطلوب في منطقة مجنونة. المؤدلجون وحدهم الذين ربما يعجزون عن قبوله، لكن لو سألت أي سيدة سورية أو لبنانية قتل ابنها من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني، فهي لن تتردد في الدعاء بالنصر لإسرائيل والدعاء على خصومها بالويل والخسران. وهذا لا يجعل الإسرائيليين على حق في احتلالهم الأراضي الفلسطينية ولا على حق في اضطهادهم الشعب الفلسطيني.

نحن أمام مرحلة مختلفة، وحرب جديدة من نوعها. لأول مرة إسرائيل وإيران تتقاتلان، ففي الماضي كانت الحرب بينهما بالوكالة. الآن الاقتتال مباشر وفوق أرض سوريا، وللمرة الأولى نرى الحرس الثوري، الذي طغى وتجبر في المنطقة، في العراق واليمن وسوريا، يدفع الثمن غالياً، ويعرف أنه تجاوز حدوده.

فالحرس الثوري حاول التنصل، كعادته في لبنان، مدعياً في بيان رسمي بأنه ليس مسؤولاً عن إطلاق الصواريخ العشرة على إسرائيل، ووضع اللوم على قوات الأسد، لكن الإسرائيليين لن يذهبوا إلى المحكمة، ولن ينتظروا لجان التفتيش الدولية. من دون الحاجة إلى دليل يعرفون أن قوات قاسم سليماني الإيرانية هي الفاعل، ولن يحميها الاختباء خلف قوات النظام السوري التي صارت صورة ولا تملك من أمرها شيئا. ولا بد أن طهران وصلها خبر موقف نظام دمشق نفسه، الذي يقول الجنرال سليماني إنه مستعد للتضحية إلى آخر جندي إيراني من أجل الأسد، بأنه صار مستعداً أن يبيع سليماني والإيرانيين في أول صفقة سياسية، نتيجة التطورات العسكرية الجديدة. الأسد سيتعاون مع ينتصر من القوى على أرضه، وبدخول إسرائيل الحرب فإن إيران هي على الأرجح الخاسر الأكبر والروس لا يمانعون التطورات الجديدة. الصورة تبدو أوضح اليوم من ذي قبل. الهدف هو إجبار نظام طهران على التراجع. الخطة شملت قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بتمزيق الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية. وتفعيل دور إسرائيل العسكري، بالهجمات الموجعة التي دمرت المواقع الإيرانية. وإقناع الروس بالحياد، بعد أن كانوا عادة يعترضون، جلسوا في كرسي المتفرج ولَم يعودوا يتحدثون عن التهديد بصواريخهم ضد هجمات إسرائيل. كلها تأتي لخدمة نفس الهدف بعد أن رفضت حكومة طهران الدعوات الدولية للعودة عسكرياً إلى ما وراء حدودها، والتوقف عن التدخل في شؤون دول المنطقة وقلب حكوماتها.

 

هل هناك موقف عربي «أصلاً» تجاه إيران؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 أيار/18

الضربة الكبرى للرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق «السيئ» مع النظام الإيراني، أصابت جهات عدة في العالم بالصدمة وأدارت الرؤوس. راهن الأوروبيون على اللعب على شخصية ترمب، والتأثير ببعض اللمسات الخاصة، مثلما فعل ماكرون الفرنسي في تودداته، وحاولت الألمانية ميركل الضغط على ترمب، وغيرهما فعل، لكن الرجل أهمل كل كلام الأوروبيين، كان قد أمهلهم من قبل وقتاً للضغط على الإيرانيين من أجل «تعديل» هذا الاتفاق المدمر، الذي يتفاخر به أوباما، وشبكاته العالمية، وجوهر التعديل الذي طلبه ترمب هو: إنهاء برنامج الصواريخ الباليستية، وإيقاف التدخلات الإيرانية الشريرة بمنطقة الشرق الأوسط. لم يفعل الأوروبيون شيئاً، أما لماذا «يستقتل» الأوروبيون على صون الاتفاق الإيراني؟ فحديث آخر. اليوم أريد التعليق على الموقف العربي، إن كان يصحّ الحديث عن موقف عربي، هكذا بالإطلاق، تجاه الانسحاب الأميركي الهائل من الاتفاق الإيراني.

بالنسبة للسعودية والإمارات والبحرين، القصة واضحة، خطوة ترمب ممتازة وليس له منهم إلا التأييد، لأسباب تخص نظرة هذه الدول لطبيعة الخطر الإيراني، الذي أهمله قادة الدول التي وقّعت الاتفاق مع إيران، دون أي حضور عربي صيف 2015.

لكن ماذا عن بقية العرب؟ لدينا الموقف المصري، الذي عبّر عنه بيان الخارجية المصرية، لفتني فيه هذه الفقرة: «وتؤكد مصر على أهمية مشاركة الأطراف العربية المعنية في أي حوار حول مستقبل الأوضاع في المنطقة، وبصفة خاصة المرتبط باحتمالات تعديل الاتفاق النووي مع إيران».

ممتاز، لكن هل يشمل هذا الطلب حضور لبنان، والعراق، وسوريا، مثلاً؟ حسناً، هذه الدول، أو للدقة السلطات الحاكمة «الفعلية» لها، منحازة لإيران، بدرجات مختلفة، فكيف يمكن الحديث عن موقف عربي واحد إذن؟ لدينا الموقف الكويتي، المعبّر عنه أيضاً ببيان الخارجية الكويتية، وهو موقف «متوسط» لا هو بالمساند القوي لخطوة ترمب ولا هو بالمعارض الواضح... جاء في نصه بعد سوق مبررات الكويت لمساندة الاتفاق من قبل: «تحترم (الكويت) وتتفهم انسحاب أميركا». أما قطر التي تحتضن القواعد الأميركية العسكرية، وفي الوقت نفسه تتمتع بعلاقات ممتازة مع إيران، وبخاصة بعد مقاطعة الرباعية العربية لها، فهي في حيص بيص. جاء في بيان خارجيتها حول الخطوة الأميركية: «من مصلحة جميع الأطراف ضبط النفس والتعامل بحكمة وأناة مع الموقف ومحاولة تسوية الخلافات القائمة من خلال الحوار». لا ندري ما المقصود هنا بالحكمة و«الأناة» المطلوبة! صفوة القول، لا يوجد شيء اسمه موقف عربي موحد، بل يوجد مصالح عربية متعددة... وربما متناقضة، هذا هو الحال، أحببته أم لا.

 

حول الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني

د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط/11 أيار/18

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 8 مايو (أيار) انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران مستبقاً بذلك الموعد الذي كان مقرراً فيه إعلانه البقاء في الاتفاق من عدمه وهو 12 مايو. نسير مع القارئ الكريم لنرى ردود الأفعال تجاه ذلك القرار ومآلات نتائجه.

خلال الكلمة التي أعلن فيها ترمب انسحابه أشار إلى أن التفاوض كان ضعيفاً حول الاتفاق النووي مع إيران، وتوجد أدلة بأن الوعود الإيرانية كانت كاذبة، كما أن الاتفاق النووي سمح لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، ولم يضمن الحد من نشاطات إيران التي وصفها بـ«الخبيثة»، ولم يأت هذا الاتفاق بالسلم لأحد.

على ضوء ما تقدم أعلن ترمب أن الولايات المتحدة ستفرض أشد العقوبات على إيران وقد يشمل ذلك دولاً أخرى متواطئة مع النظام الإيراني وكان قد وقّع على مذكرة يأمر فيها جميع الجهات المختصة بإعادة فرض كل العقوبات التي علقها أوباما والمرتبطة بالبرنامج النووي. وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى أن أمام الشركات الأوروبية بضعة أشهر لإخراج أنفسها من إيران، وأن الولايات المتحدة مستعدة لعقد محادثات أوسع حول اتفاق نووي جديد. انعكست أصداء ذلك القرار على الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي مع إيران، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن كلاً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا تأسف للقرار الأميركي بالانسحاب وستسعى للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وبالتالي الحفاظ على مصالحها الاقتصادية. وفي السياق نفسه جاءت التصريحات الصينية والروسية لتصب في الاتجاه ذاته، والرغبة في الإبقاء على الاتفاق النووي. أما الجانب التركي فأعلن وزير الاقتصاد التركي أن التجارة مع إيران ستمضي بقدر المستطاع ولن تكون خاضعة لمحاسبة أي طرف آخر. أما إردوغان فيرى أن أميركا ستخسر من قرار انسحابها من الاتفاق النووي.

أما الموقف الإيراني فيمكن أن نستشفه من خلال التالي:

- إبراز التزام النظام الإيراني بالاتفاق النووي وبالتالي إلقاء اللوم على الجانب الأميركي وأن انسحابه لم يكن سوى تأكيد على أنها ناقضة لعهودها.

- محاولة المحافظة على إطار الاتفاق والاعتماد على بقية الدول الأوروبية المشاركة بالإضافة إلى الصين وروسيا.

- تفعيل الجهود الدبلوماسية التي أعلن عنها وزير الخارجية الإيراني من خلال زيارات الدول الأوروبية الرئيسية، يتضح ذلك من خلال الاجتماع المرتقب الاثنين المقبل بين ظريف ونظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني.

- تطمينات للداخل الإيراني بأن الأمور ستكون تحت السيطرة ولن يلقي هذا القرار بظلاله سلبياً على إيران.

- تصريحات مناوئة للقرار من خلال المؤسسة العسكرية وتحديداً الحرس الثوري الذي قال قائده محمد جعفري إن أميركا تستهدف البرنامج الصاروخي الإيراني.

وفقاً لوزير الخزانة الأميركي ستعاد فرض العقوبات على النظام الإيراني في الفترة من 90 إلى 180 يوماً على النحو التالي:

- تُحد الصادرات النفطية الإيرانية بعد 180 يوماً وتقييم مدى تعاون الدول في الحد من استيرادها النفط الإيراني.

- بعد 90 يوماً يمنع بيع الدولار والذهب والمعادن الثمينة بالإضافة إلى الصفقات مع قطاع السيارات مع إيران، وسحب تراخيص بيع الطائرات المدنية من بوينغ وإيرباص.

- اعتباراً من 6 أغسطس (آب) سيفرض حظر على استيراد السجاد والمواد الغذائية الإيرانية.

- بعد الـ180 يوماً ستطال العقوبات الموانئ الإيرانية وسفنها ومصانع السفن. كما ستُفرض قيود على تحويلات مالية بين المؤسسات المالية الأجنبية والبنك المركزي الإيراني وخدمات التأمين. يمكن للقارئ ملاحظة أن قرار ترمب قد جاء في صورة رسائل مختلفة أراد إيصالها لمستويات متعددة، منها للداخل الأميركي بأنه ملتزم بالوفاء بوعوده وهو ما ذكره صراحة في كلمته. رسالة أخرى موجهة للغرب تمثلت في تقديمه لموعد إعلان القرار ولعل ذلك جاء في ردة فعل للبيان المشترك لكل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا أعلنوا فيه بقاءهم على الاتفاق النووي حتى في حال انسحاب أميركا. رسالة ثالثة موجهة إلى كوريا الشمالية والتي تجلت مضمونها من خلال ما قاله مستشار الأمن القومي الأميركي بأن الانسحاب رسالة لكوريا الشمالية بأن أميركا لن تقبل باتفاق ضعيف.

لا شك أن ارتباط الدول الأوروبية بالسوق الأميركية والنظام الدولي للتحويلات المالية SWIFT والتعاملات بالدولار جميعها تجعل خيارات هذه الدول محدودة للغاية في إنقاذ الاتفاق النووي ومصالحها الاقتصادية في إيران. فالأمر هنا هو اختيار المفاضلة بين أمرين، إما السوق الإيرانية أو مقارنة السوق الأميركية وضخامتها. يتساءل القارئ الكريم هل سيعاود النظام الإيراني التخصيب بنسب عالية؟ من المستبعد عودة النظام الإيراني إلى التخصيب والإخلال ببنود الاتفاق؛ لأن ذلك يعني فقدان الشرعية وبالتالي انسحاب بقية الدول الغربية من ذلك الاتفاق، وهو ما يدفعه إلى البحث عن مخارج أخرى لا يبدو أنها ستلقى قبول الإدارة الأميركية. ستنعكس نتائج ما سيتمخض عنه لقاء الرئيس الأميركي بنظيره الكوري الشمالي وكيفية إنهاء الأزمة مع كويا الشمالية بلا شك على موقف النظام الإيراني سلباً أم إيجاباً.

 

بين مطرقة العقوبات وسندان «الحرس الثوري»

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/11 أيار/18

ما أصعب أن تتحول الثورات إلى أنظمة حكم. أن تنتقل من المواجهة المفتوحة مع شعبها في الداخل، ومع جيرانها في الخارج، وتبدأ عملية البناء والاهتمام بالمدرسة والمستشفى والعناية بالاقتصاد، وبمشاريع المستقبل، بدلاً من التعلق بإرث الماضي وأحقاده.

أربعون سنة مرّت على الانقلاب الإيراني الذي قاده الخميني. ورغم مرور هذه السنوات الطويلة لم تتحقق الراحة ولا الأمن للإيرانيين في الداخل، ولا للشعوب المحيطة بهم. تصدير ثورات وشعارات وحروب متنقلة وميليشيات تتجول من بلد إلى آخر حاملة معها مشاريع التوسع وتفكيك الكيانات.

في طهران سمعنا في الأيام الأخيرة عبر الشاشات مواطنين إيرانيين يعلنون رغبتهم في مغادرة بلدهم، والانتقال إلى أي بلد آخر صالح للعيش ومستعد لاستقبالهم، وذلك في ظل المخاوف السائدة في شوارع إيران من ذيول انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

لا يمكن القول إن الشعب الإيراني لم يجرب حظه لإنقاذ بلده من المصير الذي حلّ به. محاولات تغيير سياسية كثيرة حصلت في الداخل، وجاء رئيس أو أكثر يحمل معه لغة الانفتاح والتغيير، وكلنا نعلم كيف انتهى هؤلاء. والأمر نفسه مع الجيران الذين سعت دولهم إلى إقامة علاقات طبيعية مع إيران، ولم تفلح تلك المحاولات سوى في فتح الباب أكثر أمام إمعان «الثوريين» في التدخل في شؤون هذه البلدان، معتقدين أن الانفتاح هو دليل ضعف وخنوع أمام القيادات الإيرانية.

ثم كانت المحاولة الدولية التي قادها الرئيس باراك أوباما للتطبيع مع إيران من خلال الاتفاق النووي، الذي كان يفترض أن يوفر الفرصة لها لتتحول إلى دولة «طبيعية» في محيطها، وفي علاقاتها مع العالم. والحقيقة أن هذا الاتفاق لم يفشل لأن الرئيس دونالد ترمب قرر الانسحاب منه وإعادة فرض العقوبات على طهران. هذا الاتفاق فشل قبل ذلك بكثير، لأنه عجز عن تحقيق الغاية التي كانت في ذهن المسؤولين الغربيين الذين أنجزوه، وفي طليعتهم أوباما. لقد عجز الاتفاق النووي ببساطة عن إقناع إيران بالتعامل مع محيطها مثلما تتعامل معظم الدول فيما بينها على قاعدة الندية والاحترام المتبادل للمصالح، وتتعامل مع شعبها على قاعدة الحقوق والواجبات المتساوية. طبعاً كان البرنامج الإيراني النووي هو الدافع الأساس إلى جلوس الدول الغربية مع القادة الإيرانيين. فقد كان الشعور أن ضبط هذا البرنامج عند الحدود السلمية المقبولة تحت مراقبة دولية مشددة، وتحرير اقتصاد إيران من آثار العقوبات، والسماح بإعادة نفطها إلى السوق العالمية، سيكون كل ذلك كفيلاً بدعم زعماء التيار «المعتدل» بعد نجاحهم في التوصل إلى الاتفاق، وضمان قيام «إيران جديدة» يمكن مع الوقت أن تكون أكثر انفتاحاً على العالم، وأكثر واقعية وأقل عداء في تعاملها مع جيرانها ومحيطها.

طبعاً لم يتم النص على هذا الطموح الغربي في فقرات الاتفاق. إنما كان هذا التوقع يقوم على فكرة أن انتصار الجناح الذي كانت الدول الغربية الأربع تتفاوض معه، هو جناح «الاعتدال» الإيراني، ممثلاً بالرئيس حسن روحاني وبوزير الخارجية محمد جواد ظريف، وكان الافتراض أن تمكين هذا الفريق من إنجاز الاتفاق سوف يسهّل طريقه في الداخل، ويوسّع قاعدته الشعبية في وجه العقبات التي كانت تواجهه وما تزال، وهي العقبات التي وضعها في وجهه «الحرس الثوري» تحت رعاية المرشد علي خامنئي.

غير أن قادة التيار المتشدد ظلوا ينظرون إلى الدور الذي لعبه كل من روحاني وظريف على أن الهدف منه هو إنقاذ النظام من الانهيار، وليس إعادة إنعاشه والسماح له بالانفتاح على أسس جديدة. ببساطة تم التعامل مع روحاني ووزير خارجيته على أنهما مجرد أداتين. فطالما أن علي لاريجاني وقاسم سليماني غير مقبولين وغير مرحب بهما للقيام بمهمات التفاوض، وكشف الوجوه الباسمة أمام الغرب، فلتكن هذه المهمة من حصة روحاني وظريف، على أن يبقى القادة الفعليون ممسكين بالسلطة الفعلية في الداخل. أما على الصعيد الإقليمي، فقد استمر الدور الإيراني ممثلاً بالتدخلات الخارجية من خلال «الحرس الثوري» كما هو عليه وأكثر. التدخل الإيراني في سوريا دعماً لنظام بشار الأسد تضاعف بعد التوصل إلى الاتفاق عام 2015، سواء بحجة الحرب على الإرهاب، أو بحجة الرد على «المؤامرة» التي تستهدف مشروع «المقاومة»، وتوسع هذا الدور الإيراني كذلك في لبنان والعراق، وفي اليمن تطور إلى دعم مكشوف ومباشر للحوثيين. وكل ذلك فيما النظام الإيراني يتمتع بغض نظر غربي كامل عما يفعل في المنطقة، تحت غطاء الاتفاق النووي. والآن ومع التوقعات بانهيار هذا الاتفاق، رغم مساعي الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) الحريصة على مصالحها الاقتصادية في إيران لإعادة إنعاشه، يمكن القول إن الممسكين بمفاتيح الثورة في إيران سوف يصبحون أكثر تشدداً في الداخل، وأكثر عداء مع الخارج. فهؤلاء يقرأون كل قرار يتخذ ضدهم على أنه مشروع «مؤامرة». وقد أكدت أحداث الأيام الأخيرة أن إيران سترد على إلغاء الاتفاق بتصعيد عمليات «الحرس الثوري» في سوريا، ورفع حدة المواجهة مع إسرائيل عبر جبهة الجولان. كما أعد الإيرانيون من خلال أذرعهم الممتدة في لبنان والعراق لتشديد القبضة على مؤسسات الحكم في البلدين، في محاولة لكسب الشرعية السياسية، مستفيدين من فرصة الانتخابات النيابية. ففي لبنان حقق «حزب الله» انتصاراً كبيراً بالسيطرة على الأكثرية الساحقة للمقاعد الشيعية في المجلس النيابي الجديد، بعدما منع كل الأصوات المعارضة في مناطق سيطرته. والأمر نفسه يجري في العراق حيث دفعت إيران هادي العامري قائد «منظمة بدر»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، إلى تشكيل ائتلاف أطلق عليه شعار «ائتلاف الفتح» لخوض المعركة التي تبدأ غداً أمام رئيس الحكومة حيدر العبادي.

رغم ذلك، تجد طهران نفسها في وضع صعب الآن. لا هي قادرة على الخروج من الاتفاق النووي، رغم تهديد المرشد علي خامنئي بـ«إحراقه» إذا انسحبت أميركا منه، كما أن إيران محرجة في استمرار الدفاع عن الاتفاق، كي لا تبدو كأنها الطرف الأكثر تمسكاً به. من هنا جاء إعلان الرئيس الإيراني أن أمام الدول الأوروبية «فرصة محدودة» لإنقاذ الاتفاق، فروحاني يدرك أن سقوط الاتفاق النووي يعني نهاية المشروع الذي دافع عنه منذ توليه الرئاسة، وبالتالي نهايته السياسية. غير أن روحاني مكبل بضغوط وقرارات المرشد الأعلى الذي عاد للتأكيد أنه لم يكن مقتنعاً بالاتفاق النووي منذ البداية، بسبب ما وصفه بالعداء الغربي لإيران. كما كان خامنئي صريحاً في تشكيكه بنوايا الحكومات الأوروبية، وطلب من روحاني وحكومته الحصول على «ضمانات عملية» من تلك الحكومات للموافقة على الاستمرار في الاتفاق.

بين مطرقة العقوبات وبين سندان «الحرس الثوري» يبدو الشعب الإيراني الضحية الوحيدة لهذه المواجهة المفتوحة التي تنذر بعواقب خطيرة على إيران وعلى المنطقة، إلا إذا ظهر عاقل من مكان ما، وأحسن إدارة هذه المرحلة. لكن من أين تأتي بالعقلاء في مواجهة كهذه تتحكم فيها أهواء المغامرين؟

 

توقيع ساركوزي

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 أيار/18

وضع نيكولا ساركوزي اسمه على بيان وقعه 300 فرنسي يدعو إلى «حذف» بعض الآيات من القرآن الكريم. ويعطي اسم رئيس سابق للعريضة شيئاً من الأهمية. لكنه يزيد أيضاً في إدانتها كعمل غير مسؤول يؤدي فقط إلى تقوية دعاوى المتشددين، بأن الغرب المسيحي يترصد الإسلام والرسالة.

إضافة إلى سطحية الطلب وعبثيته، فهو يؤكد جهل موقّعيه بحقيقة بسيطة جداً، وهي أن الديانة الثانية في البلاد هي الإسلام. والمسألة برمّتها لا أهمية لها إلا في كونها خروجاً على المقبول والقانون والتآخي الوطني، لكن هل يحق لرئيس سابق أدى ذات يوم اليمين الدستورية في الحفاظ على وحدة البلاد في زمن شديد التوتر وسريع الالتهاب ذلك؟ كل ما أراده ساركوزي في خفته السياسية، هو أن يزيل عن نفسه ما لحق به من اتهامات وفضائح عن الأموال التي تلقاها من القذافي. غطى خطيئة تغتفر بخطيئة لا تغتفر. وخطأ أخلاقياً بخطأ وطني، وأخرج نفسه من الوسط الديغولي إلى الحركات الفاشية المتفشية في أوروبا الآن. كأنما هذا الرجل لم يمضِ أعواماً في وزارة الداخلية رأى فيها فرنسا على واقعها، ولا أمضى 5 سنوات في الإليزيه رأى فيه العالم على ما هو. السياسيون في كل مكان يشعلون سلام بلادهم بعود ثقاب من أجل مصلحة صغيرة. لكن لا شيء سوف يعيد ساركوزي إلى قطار السياسة الفرنسية حتى لو انضم إلى «الجبهة الوطنية» ومارين لوبن. مجرد بيان سطحي يثبت شيئاً واحداً هو جهل الموقعين بالأديان، وليس بالإسلام وحده. وجهلهم بما يربط الأديان السماوية ورؤية القرآن لهذه الروابط. والقرآن كلٌ أرادوا تجزئتَه في محاولة ضحلة بكل ما فيها. والسيد ساركوزي يخرِّب، في رعونة، المساعي العالية التي يعطيها الرئيس ماكرون الأولوية في سياسته الوطنية. أي البحث عن وسائل الصهر الاجتماعي ليس فقط في فرنسا نفسها، بل في بلاد الينابيع في المغرب العربي. كلُّ تطرفٍ غلوّ. والشيخ عبد الله العلايلي كان يقول: إن التعصب ليس من الدين، بل من جهل الناس به.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري من بعبدا: أي طلبات مسبقة عن الحقائب لا قيمة لها وجلسة لمجلس الوزراء الاربعاء

الجمعة 11 أيار 2018 /وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، أنه "لا أعترف إلا بعرف واحد في الجمهورية اللبنانية، وهو رئاسة الجمهورية ورئاستي مجلسي النواب والوزراء، ولست مستعدا للاعتراف بغيرها، وأن الطلبات المسبقة في ما خص الحقائب الوزارية لا قيمة لها". وأعلن الحريري عن انعقاد جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل، دون أن يؤكد أنها ستكون الجلسة الأخيرة".

الحريري

وتحدث الرئيس الحريري الى الصحافيين بعد انتهاء زيارته لرئيس الجمهورية التي استمرت ساعة ونصف الساعة، فقال: "زيارتي الى فخامة الرئيس هي لتهنئته بنجاح العملية الانتخابية التي جرت، حيث يسود حاليا تفكير من قبل كل الاطراف بالمستقبل، كما عرضت معه التطورات التي حصلت في الايام الاخيرة. نحن نرغب في الحفاظ على الامن والامان والاستقرار في لبنان، وهو موضوع متابعة من فخامة الرئيس ومني، واعتقد ان الامور افضل، ونحن مقبلون على مرحلة افضل ايضا، كما ان مجلس النواب الجديد سيكون اكثر حيوية وسنعمل لمصلحة اللبنانيين".

سئل: ان الاستحقاق الاول بعد الانتخابات، هو رئاسة مجلس النواب ونيابة الرئاسة. ما هو موقفكم من هذا الموضوع؟

اجاب: "بالنسبة إلي، اذا كان الرئيس نبيه بري مرشحا للرئاسة، فأنا معه".

سئل: بما خص تشكيل الحكومة، هل سيكون هناك من صعوبات؟

اجاب: "فلننتخب اولا رئيسا للمجلس النيابي، وبعدها تجرى المشاورات، ونرى ما سيحصل".

سئل: شهدنا في الفترة السابقة بعض التطورات الامنية وما اسفرت عنه، ومنها الضحية التي سقطت في منطقة الشويفات. لم يصدر موقف رسمي من قبلكم لجهة منع الفتنة التي هددت البيت الواحد.

اجاب: "اعتقد ان وليد بك والامير طلال وقفا الوقفة اللازمة والصحيحة، وتعاونا مع بعضهما لمعالجة هذا الموضوع. ان عدم الاستقرار في اي منطقة في لبنان سيواجهه الجيش والقوى الامنية وسيقومون بواجبهم لمصلحة المواطن. حصلت بعض الاشكالات في بيروت، فتمت معالجتها من قبل الجيش وقوى الامن بقوة، وتم وقف هذا التحرك، وهو ما سيحصل في اي منطقة اخرى، منعا لاي اشكالات في الشارع".

سئل: يتردد، قبل تسميتكم لرئاسة الحكومة، وجود مطالب مسبقة حول بعض الوزارات ومنها وزارة المالية، ما هو موقفكم؟

اجاب: "ليست المالية فقط ما يتم المطالبة بها. ما سيحصل هو انتخاب رئيس للمجلس النيابي، تليه مشاورات نيابية. ودور رئيس الحكومة واضح، ان كنت انا او غيري، وهو التشاور مع الكتل النيابية، ليشكل بعدها ورئيس الجمهورية، الحكومة. فالطلبات المسبقة لا قيمة لها، اما لناحية الاعراف، فسبق ان قلت انني اعترف بعرف واحد في الجمهورية اللبنانية وهو رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء، ولم اسمع بأعراف اخرى، ولست مستعدا للاعتراف بها".

سئل: هل تم تحديد موعد للجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، وهل هناك جدول اعمال لها؟

اجاب: "ستعقد الجلسة يوم الاربعاء المقبل، وسنرى ان كان هناك حاجة لعقد جلسة اخرى".

 

بري استقبل الحريري وعرض معه الاوضاع ومرحلة ما بعد الانتخابات

الجمعة 11 أيار 2018/ وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، عند الثامنة من مساء اليوم، في عين التينة، رئيس الحكومة سعد الحريري، واستبقاه إلى مائدة العشاء. ودار الحديث حول الاوضاع الراهنة ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية.

 

بري استقبل سفراء السعودية والامارات والعراق ونوابا مهنئين ومخزومي أكد دعم انتخابه رئيسا للمجلس

الجمعة 11 أيار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، السفير الاماراتي حمد سعيد الشامسي والقائم بالاعمال السعودي الوزير المفوض وليد بخاري، اللذين قدما له التهنئة بالانتخابات النيابية، وكانت مناسبة لعرض التطورات.

واكتفى بخاري بعد الزيارة بالقول: "قدمنا لدولته التهنئة بالانتخابات النيابية، وعرضنا معه الاوضاع الراهنة وتطوير العلاقات الثنائية".

طالوزيان

واستقبل بري بعد الظهر النائب المنتخب جان طالوزيان، ثم السفير العراقي علي العامري الذي هنأه بالانتخابات، وتطرق الحديث الى العلاقات بين البلدين.

مخزومي

وعند الثانية والنصف من بعد الظهر، استقبل بري رئيس "حزب الحوار الوطني" النائب المنتخب فؤاد مخزومي الذي قال بعد اللقاء: "نهنئ لبنان بالانتخابات التي جرت، وكنا نتمنى الا تصل الى المعارك الشخصية كما حصل، ولكن بالنتيجة فاننا جميعا اليوم نمثل لبنان، وعلينا ان نشبك أيدينا. وكما تعلمون ان الوضع متأجج في كل المنطقة، ويهمنا حكمة دولة الرئيس بري ومرجعيته في البلد. علينا ان نتعاون جميعا في هذه المرحلة الصعبة، وهناك مرحلة اقتصادية سيئة ومرحلة سياسية صعبة في المنطقة، واعتقد ان هذه الانتخابات فرزت مجموعة نستطيع ان نعمل معها من اجل وطننا".

أضاف: "على الحكومة ان تقدم شكوى الى مجلس الامن ضد الاعتداء الاسرائيلي على لبنان. وبالنسبة الى ما نسمعه عن متابعة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، اقول اننا انتخبنا مجلسا نيابيا جديدا، وهناك وجوه جديدة وهناك قبول عال بالنتائج. ونتمنى ان يمارس المجلس صلاحياته فعليا لا ان نجري الحوارات الاساسية خارج المؤسسات الدستورية المنتخبة، لانه اذا اعطانا الشعب ثقته نتمنى على المسؤولين ان يتركونا نمارس هذه الصلاحية، لانه آن الاوان ان يشعر لبنان بأن المؤسسات تسير والعهد "يقلع" ونعمل سويا لانه في النتيجة نستطيع ان نكون يدا واحدة في المرحلة الصعبة المقبلة".

سئل: هل ستكون في التكتل الذي تحدث عنه الرئيس بري؟

اجاب: "تكلمنا في هذا الموضوع، هناك كتلة الرئيس بري وسنرى اذا كان هناك تكتلات اكبر ونرى ما هي برامجها الاقتصادية والسياسية، وعلى اساسها نأخذ خيارنا. ولكن بالنسبة الينا نعتبر ان الرئيس بري هو مرشحنا لرئاسة مجلس النواب لان الحنكة التي يتمتع بها والتي مارسها في كل السنوات الماضية برهنت ان لديه ميزان الذهب في السياسة الداخلية والخارجية. اما بالنسبة للتكتلات فكما قلت علينا ان ننتظر ما هي التكتلات المطروحة وما هو المشروع الاقرب لنا في بيروت". وسئل عن رئاسة الحكومة، فأجاب: "لا شك ان الرئيس الحريري فاز بالكتلة السنية الاكبر، واتوقع ان رئيس الجمهورية وحزب الله سيطرحان اسمه كرئيس لمجلس الوزراء، ونحن في هذا المجال سندعم الرئيس الحريري. ولكن كونه لم يعد الممثل الوحيد للسنة فاعتقد ان بقية السنة يجب ان يكون لهم دور في اعطاء رأيهم بتركيبة الحكومة وخصوصا في ما يتعلق بالبرنامج الاقتصادي، ومن هم ممثلو السنة في مجلس الوزراء".

وردا على سؤال قال: "السياسة الحريرية ليست خصما لنا، لكن لدينا مآخذ على ما جرى منذ ان استلم الرئيس الحريري الحكم في العام 2005 وحتى اليوم، ولم يكن اهل بيروت مرتاحين لهذا الامر، ولكن يجب الا ننسى في الوقت نفسه انه كان له حضور، لا سيما في العام 2016 حيث قام بالتسوية الرئاسية، وهذا انجاز كبير.

من هنا نقول علينا أن ننظر الى الايجابيات وليس الى السلبيات، ونتمنى اليوم بعد كل هذه المعركة السلبية والكيدية التي شهدناها أن نضع ايدينا بأيدي بعض ونضع الخطاب الانتخابي وراءنا من اجل مصلحة البلد لأن لبنان يستأهل، وهناك مرحلة صعبة آتية، ولكن اعتقد انه صار عندنا أشخاص قادرون على تحمل الاعباء ويمثلون الشعب لكي نصل الى مرحلة جيدة لصالح اولادنا واحفادنا".

برقيات

من جهة اخرى ابرق بري الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مهنئا باعادة انتخابه.

كما تلقى برقية من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية مهنئا بالانتخابات النيابية، ومعربا عن ثقته بأن تسهم نتائجها في تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر والتحديات. وامل في تعزيز الروابط والعلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.

 

الديمقراطي: من يطلب تدخل رئيس الحكومة التدخل في حادثة الشويفات أولى به أن يطلب رفع الحصانة عن نائب الفتنة

الجمعة 11 أيار 2018 /وطنية - اعتبر الحزب الديمقراطي اللبناني في بيان أن " ما يقوم به (الحزب التقدمي) الإشتراكي بإيعاز مباشر من رئيسه النائب وليد جنبلاط من تصعيد إعلامي حول حادثة الشويفات ومحاولة ادخال رئيس الحكومة في الأمر، ما هو إلا خرق للبيان الذي صدر عن أرسلان وجنبلاط ومساهمة في زيادة الإحتقان والتشنج في الجبل". كما أكد الحزب أن " هذا الأمر هو استغلال لحادثة الشويفات التي كان سببها كلام نائب الحزب نفسه التحريضي، للضغط على رئيس الحكومة وإدخال حساباتهم السياسية الضيقة بالحادثة، عدا عن انتحال التقدمي لدور الاجهزة القضائية والأمنية ورمي الاتهامات والتحريض على الناس.ختاما نتمنى على من يطلب من رئيس الحكومة التدخل ان يطالب برفع الحصانة عن نائب الصدفة او بالأحرى نائب الفتنة أو نائب الاسم والصفة التي يطلقها عليه معلمه، والتي نعتبرها ابلغ وأدق بوصفه".

 

التقدمي:الحريري لا يستطيع ان بقف محايدا ازاء جريمة الشويفات

الجمعة 11 أيار 2018/وطنية - صدر عن الحزب التقدمي الإشتراكي البيان التالي:" رئيس الحكومة سعد الحريري هو صاحب مشروع الدولة كما يشدد في كل مواقفه، ولا يستطيع أن يقف محايدا إزاء الجريمة التي حصلت في الشويفات والتي أودت بحياة الشهيد علاء أبي فرج، فهو رئيس الحكومة المسؤولة عن تطبيق القوانين وحماية المواطنين وصون السلم الأهلي وهناك وزير في حكومته يمتنع عن تسليم المتهمين في تلك الجريمة لا بل إنه يقوم بحمايتهم. لذا، المطلوب منه موقف حاسم وواضح في إدانة المجرمين وحماتهم واتخاذ الإجراءات التي تضمن حقوق المواطنين وسلمهم الأهلي بعيدا عن إعتبارات المحاباة السياسية".

 

التقدمي والشويفات ودعا علاء ابي فرج العريضي: لن نسمح لأحد بسرقة انتصارنا في الانتخابات ولا في تشكيل الحكومة

الجمعة 11 أيار 2018/وطنية - شيع الحزب التقدمي الاشتراكي ومدينة الشويفات الشهيد علاء ابي فرج، في مأتم مهيب تقدمه النائب المنتخب تيمور جنبلاط يرافقه النواب: غازي العريضي، أكرم شهيب وهنري حلو، والنواب المنتخبون: هادي ابو الحسن، بلال عبدالله، فيصل الصايغ وأنيس نصار، بحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، الوزير السابق وئام وهاب، وفد كبير من قيادة الحزب ضم نائب الرئيس للشؤون الخارجية دريد ياغي وأمين السر العام ظافر ناصر وعدد من أعضاء مجلسي القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية وحشد من رجال الدين وفاعليات بلدية واجتماعية.

العريضي

وألقى العريضي كلمة قال فيها: "يعز علينا ان نلتقي اليوم في الشويفات في هذا اليوم الحزين، لوداع بطل من ابطال هذه المدينة المناضلة الشهيد علاء ابي فرج في ذكرى شهداء سقطوا منذ سنوات وشهداء سقطوا في الزمن الصعب. إلا اننا وتحت ثابت ايماننا ورسوخ عقيدتنا وبقناعة تامة بأن الموت حق، نقف بكل إكبار واجلال امام هذا الشهيد وكل الشهداء لنطلق تحت قرار قيادتنا وزعامتنا الوطنية الممثلة برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وبقرار منه وتحت عنوان رفض الفتنة والتهدئة والاحتكام الى الدولة رسائل عدة".

أضاف: "الرسالة الاولى: اذا اعتقد البعض ان دم علاء سيكون طبقا لمشروع فتنة فهو مخطىء بالتأكيد لاننا مررنا بظروف صعبة وسقط لنا شهداء في غير الموقع الذي يجب ان يكونوا فيه، الا ان قرارنا كان دائما رفض الفتنة والتهدئة، والاحتكام الى الدولة لانها المرجعية والملاذ. واننا نقول للجميع اذا كنا منذ ايام واسابيع وفي مرحلة المعركة الانتخابية قلنا بأن الباب الى الجبل هو المصالحة مع الاخر، والحمد لله تأكدت هذه المصالحة وثبت للجميع ان الفتنة لن تعود، قد قلنا ونؤكد اليوم ان الفتنة في البيت الداخلي ليس لها مكان على الاطلاق وهذا قرارنا وشعارنا، وهذه رسالتنا وضمانتنا وثوابتنا وقناعتنا وكرامتنا واستمرارية وجودنا في لبنان بهيبة وعزة وكرامة ووحدة تحفظ في داخلها التنوع اذا كان ثمة خلاف سياسي في البيت الواحد. فالارض الثابتة الصلبة هي ألا يكون هناك خلاف يذهب الى حد الفتنة او الاقتتال في هذا البيت. هذا كان موقفنا وسيبقى ونؤكده اليوم في هذا الموقع امام هذا المشهد المهيب يتقدمه كبارنا ومشايخنا".

وتابع: "الرسالة الثانية هي الى مشايخنا، رجالنا كبارنا مراجعنا اجلائنا الذين كانت لهم مواقف كالعادة شجاعة مسؤولة كبيرة احتكمنا فيها الى جانبهم الى الحكمة والعقل، رسالتنا التحية الكبيرة الى المشايخ الاجلاء في كل مواقعهم في الهيئة الروحية وفي كل المواقع والقرى وصولا الى مشيخة العقل الكريمة، نعم بتعليماتكم وبتوجيهاتكم وبياناتكم ونداءاتكم واتصالاتكم ومساعيكم تمكنا من ان نمنع الفتنة الى جانب قرار الزعيم الوطني وليد جنبلاط. وهي مناسبة ايضا لنشكر كل الذين أيدوا هذا الموقف وانضموا اليه تأكيدا على وحدة الصف ومنع سقوط الدم في بيتنا الواحد. والتحية ايضا الى الذين زفوا علاء في انتقاله من بعبدا الى الشويفات، نعم التحية لهم في الدفاع المدني وعلى المستوى السياسي من قبل كل الذين واكبوا الجثمان وصفقوا وزغردوا وهتفوا لعلاء تأكيدا لمصالحة حقيقية قد تمت وستبقى ناجزة ومحمية بإذن الله".

وقال: "الرسالة الثالثة اليكم ايها الرفاق والانصار والمحبون في الحزب التقدمي الاشتراكي، فقد خبرتكم القيادة في اصعب الظروف والمراحل وهي تعرفكم ابطالا اشاوس واشداء ورجالا احرارا شهودا شهداء، امناء اوفياء للرسالة وللوصية وللمعلم وللقيادة وللتضحيات الكبيرة التي قدمت على مدى عقود من الزمن، اذا طلبت اليكم التهدئة والتصرف بحكمة ومسؤولية فذلك ليس انطلاقا من ضعف او لانكم ضعفاء وانتم رجال رجال وكبار الرجال، خبرتكم الساحات وخبركم لبنان، الا انكم خبرتكم قيادتكم وآمنتم بها وانتم تعرفون ان لهذه القيادة هيبة وانها تحتكم الى العقل والحكمة والمسؤولية والتاريخ وتعرف تقدير الظروف والمحطات التي نمر بها، وبالتالي تعرف كيف يكون حفظ الاخوان والامن والسلام والاستقرار داخل البيت الواحد".

أضاف: "من هذا المنطلق التحية لكم ولانضباطكم وتلبيتكم النداء، والتحية لكم في تصرفكم المسؤول والشجاع ولوقوفكم موقف الرجال تلبون نداء رجل الرجال وليد جنبلاط والى جانبه وعلى رأسنا اليوم النائب تيمور جنبلاط. الشكر لكم والتحية والتقدير على ما فعلتم اليوم في استقبال الجثمان بالتصفيق والزغاريد المعبرة عن حب لعلاء وامانة الالتزام بالمسؤولية وقرار قيادتكم، فهكذا تثبتون انكم الكبار، هكذا تثبتون انكم حريصون على الوحدة والامن وعلى الاستقرار وعلى وأد الفتنة من اي جهة اتت".

وتابع: "أما الرسالة الرابعة فهي للمؤسسات والاجهزة الامنية والدولة عموما، مع تسجيلنا الشكر والتقدير للجهود التي بذلت وللدور الذي قام به عدد من المسؤولين الامنيين ولما وصلنا اليه حتى الان. إلا اننا نقول وأسمح لنفسي هنا ان يكون القول باسم كل اللبنانيين الحريصين على امنهم وسلامهم واستقرارهم، لا يمكن لوطن ان تستقر فيه اوضاع ولا يمكن لمواطنين ان يشعروا بالامن والاستقرار والسلام اذا لم يكن ثمة دولة عادلة قادرة وقوية بمؤسساتها لا باستقواء البعض بالمؤسسات، اذا كان ثمة دولة قوية بمؤسساتها الامنية والقضائية والادارية تضمن سلامة الناس وتحاسب المجرمين والقتلة والفالتين الذين يستهدفون الابرياء ويثيرون الفتن هنا وهناك، فإننا باسم الجميع نطالب هذه المؤسسات بالاستمرار بدورها وصولا الى توقيف المتهمين بالقتل وإنزال أشد العقوبات بهم تحت سقف القانون الذي هو المفصل الاساس في الدولة التي نريد ان نحتكم اليها".

وقال: "الرسالة الخامسة، لقد خرجنا من انتخابات وكنا نأمل ان تكون اللقاءات في كل المناطق مختلفة عن هذا اللقاء، فليحتفل الذين فازوا وهذا حقهم لأن الناس عبرت عن رأيها وليذهب الجميع الى ممارسة حقهم بحرية وديمقراطية كاملة في التعبير عن نتائج هذه الانتخابات. نحن فريق فاز في هذه الانتخابات بجهد وثوابت وقناعات وتفاهمات بالمصالحة بالبرنامج باللقاء مع قوى اساسية ثمة انسجام بيننا وبينها تحت عناوين ومفاهيم تتطلع الى مستقبل لبنان والدولة السيدة والقوية بمؤسساتها والمستقلة والتي ترعى كل أبنائها".

أضاف: "فزنا ونقول للجميع ونظرا لما شاهدناه في المرحلة الانتخابية من البعض وما تلاها وما تنبىء به ايام سمعنا ورأينا مؤشراتها في بعض المجالس والتصريحات العلنية، نقول لكم جميعا الذين يريدون اخذ نتائج الانتخابات الى ما يريدونه: لن نسمح لاحد بأن يسرق هذا الانتصار بالفتنة في بيتنا او عامة بالفوضى في لبنان، ولن نسمح لهم بسرقة الانتصار من خلال الاستمرار بالعبث في الدولة ومؤسساتها وفي اهدار المال العام وتعميم كل اجواء التشاؤم وانقطاع الامل لدى اللبنانيين الذين لا يشعرون بأمن واستقرار وبأنهم امام دولة بل بأنهم امام مصالح يريدون نهش مصالح اللبنانيين لتحقيق بعض الغايات السياسية الرخيصة. فأخيرا واولا لن نسمح لكم بسرقة الانتصار في عملية تشكيل الحكومة وسنكون حاضرين واقوياء وفاعلين بقرار الناس الذين أنجزوا هذا الانتصار وبتفاهم مع قوى سياسية لديها الموقف ذاته".

وختم: "أخيرا اليك يا علاء السلام، عليك السلام معك السلام، التحية لك من زعامتنا الوطنية من رئيسنا وحبيب قلوبنا وليد جنبلاط ومن تيمور جنبلاط والحزب قيادة وقواعد، التحية لك ولكل الشهداء. التعزية للعائلة الكريمة وللاهل ولمؤسسة الدفاع المدني. والعزاء لهذا الموقف وهذا الجمع المهيب وهذه الحكمة التي ترسخت، رحم الله علاء وشكرا لكل من واسانا في هذا اليوم".

 

قاسم دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي نتائج الانتخابات: المجلس النيابي الجديد يشكل حصانة أكبر لمصلحة المقاومة

الجمعة 11 أيار 2018/وطنية - اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في حفل توزيع جوائز مسابقة الزهراء التي نظمتها جمعية التعليم الديني الإسلامي في قاعة الجنان، "ان الانتخابات جرت بأفضل سيرة لها، من دون ضربة كف، ومن دون مشاكل أمنية، وكان الناس متحمسين للإدلاء بأصواتهم، وأنجزت مجلسا نيابيا جديدا متنوعا وممثلا لشرائح واسعة من المجتمع اللبناني بسبب قانون الانتخابات النسبي". وقال: "خلال هذه الفترة كان اللبنانيون منشغلين بالانتخابات النيابية، وكان التآمر قائما من قبل أجانب وعرب، أرادوا أن يعطلوا في مرحلة أولى الانتخابات النيابية، وفي مرحلة ثانية عندما عجزوا أن يؤثروا في نتائجها ليتمكنوا من التحكم بمصير لبنان واللبنانيين على المستوى السياسي وعلى مستوى الحلول في المنطقة".

واعلن "اننا كحزب الله، وضعنا هدفين للانتخابات وتحققا:

الهدف الأول: رفع مستوى التصويت لتأكيد الاستفتاء على تأييد خياراتنا ومسارنا في مواجهة المشاريع التي تعمل لضرب بنيتنا ولإيذاء وطننا ومنطقتنا، والحمد الله كان الإقبال على الانتخابات قويا ومهما، وكانت هناك كثافة في المشاركة وخصوصا في بعض المناطق اللبنانية التي قدمت التضحيات الكبيرة.

الهدف الثاني: تمثيل من له حيثية شعبية في منطقته، وهذا ما يحقق العدالة في الاختيار، وهذه العدالة هي التي تحقق أيضا نجاح حلفائنا لأنهم يمثلون في مناطق لبنان المختلفة شرائح شعبية وازنة تلتف حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة".

ورأى "أن المجلس النيابي الجديد يشكل حصانة أكبر لمصلحة المقاومة ومشروع لبنان المستقل، ونستطيع القول أن الفوز هو لعدالة الاختيار الذي تحقق بالقانون النسبي ومشاركة الناس"، آملا "أن يتمكن المجلس النيابي الجديد من أن يحدث تغيرات وإنجازات على مستوى البلد سواء في تشكيل الحكومة أو بالقوانين التي يقررها أو بالمحاسبة التي ستكون إن شاء الله تعالى أفضل من السابق من أجل سلامة مستقبل أجيالنا ووطننا". وقال: "نؤكد بأننا نجحنا في هذه الانتخابات بأن نقول للغرب واسرائيل واميركا وكل من أراد أن يضيِّق علينا، بأن لبنان ساحة حاضنة للمقاومة، ساحة تريد الاستقلال والحرية، فإلى أولئك الذين يعبثون دائما ويفكرون بالتآمر دائما في كل مؤامرة تواجهوننا بها نخرج أقوى، وننتصر عليكم مجددا، وقد جربتم شعب لبنان مرات ومرات، فكانت النتيجة أنه دائما منتصر بالحق، شعب لبنان انتصر على إسرائيل في حين لم يتمكن كل من هو في منطقتنا أن يضع حدا لهذا الكيان الغاصب، وذلك من خلال التحرير سنة 2000 والانتصار الكبير سنة 2006. شعب لبنان استطاع أن يكسر مشروع التكفيريين من بوابة البقاع، واستطاع أن يساهم بمجاهديه في أن يضرب هذا المشروع الذي كان يراد له أن يمتد في منطقتنا من بوابة لبنان وسوريا والعراق. كذلك يعيش الاستكبار الأميركي حائرا، كيف يتآمر علينا وكيف يضع حواجز في مواجهتنا، ولكن شعبنا وفي ومخلص ومستعد للتضحيات. طعامه الكرامة، ومكانته النصر، وأهدافه أن يربي هذه الأجيال على الاستقامة والحق، لا تستطيعون إغراء شعبنا لا بالمال ولا بسيطرتكم، مالكم لن يغير عقيدة هذا الشعب، وسيطرتكم لم توقفنا عن مواجهة الاحتلال والسعي إلى الاستقلال، وهذه الانتصارات إن شاء الله ستتراكم سواء اتخذت شكلا عسكريا أو سياسيا أو أشكال أخرى ثقافية أو غير ذلك".

ودعا قاسم الى إلى "تشكيل حكومة وحدة وطنية، تراعي نتائج الانتخابات النيابية وتمثل القوى بحسب إمتداداتها داخل المجلس، لنتمكن معا من أن نبني لبنان من دون أن نقف في وجه بعضنا بسبب الخلافات السياسية على المشروع الإسرائيلي، لأن بناء الداخل اللبناني يتطلب تكاتف الأيدي معا، بصرف النظر عما إذا كان التصنيف للبعض أنه ربح وللبعض الآخر أنه خسر، لأن ما بعد الانتخابات هي مرحلة جديدة نكون جميعا رابحين عندما نشكل حكومة الوحدة الوطنية لمعالجة قضايا الناس الاجتماعية والاقتصادية، والانصراف إلى البناء والإعمار ومكافحة الفساد والعمل من أجل مستقبل أجيالنا".

 

الراعي التقى رئيس مجمع الكنائس الشرقية: مسيحيو الشرق يدفعون ثمن الحرب في العراق وسوريا ساندري: لبنان لا يمكن أن يسقط

الجمعة 11 أيار 2018 /وطنية - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء امس الخميس في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري يرافقه القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس وامين سره الاب فلافيو باتشيه، في حضور لفيف من المطارنة. وبعد خلوة القى الراعي كلمة ترحيب قال فيها: "باسم الأسرة البطريركية ارحب بكم في لبنان، ونعبر لكم عن سرورنا بهذه الزيارة التي تحمل كل المحبة والشراكة. سوف نصلي معا يوم الأحد بمناسبة عيد سيدة لبنان وعيد "سيدة لوخان" سيدة الارجنتين التي تحتفلون بها في 8 ايار. نتمنى لكم النجاح في رسالتكم وعملكم كرسول ينقل لقداسة البابا اوضاع الكنائس الشرقية. نشكركم على كل ما فعلتمونه وما تفعلونه في هذا السياق. انتم تظهرون هذا التفاني في مساعدة كنائسنا، ولا سيما في هذه الظروف القاسية والصعبة التي نعيشها حاليا. إن مسيحيي الشرق يدفعون ثمن الحرب التي فرضت في العراق وسوريا غاليا والتي كلفتنا هجرة المئات من المسيحيين في العراق، فنحو مليون مسيحي عراقي تركوا وطنهم وانتم تعلمون ان العراق هو تاريخ الخلاص. وفي سوريا خسرنا الكثير وفي لبنان وبظل الظروف الإقتصادية والسياسية والإجتماعية الصعبة نستقبل نحو مليون ونصف مليون نازح سوري، اضافة الى نصف مليون لاجئ فلسطيني وهم يشكلون نصف السكان، وهذا ما جعل نسبة هجرة اللبنانيين في ازدياد مستمر".

وأضاف: "الجامعيون يهاجرون، وفي زياراتي الراعوية التي زرت في خلالها القارات الخمس هناك ما يدمي القلوب. نصلي ونشكر قداسة البابا الذي لم يتوقف ابدا عن الدعوة الى وقف الحرب والى احلال السلام. نحن ممتنون لكل نداءات قداسته ولكل ما يقوم به، لكننا في خسارة مستمرة لمواطنيننا علينا الحفاظ على وجودنا المسيحي في هذا الشرق الذي اوجدنا فيه الإعتدال المسلم. من يقوم بالحرب في سوريا من تنظيمات ليس من الشرق الأوسط، فمسلمو الشرق معتدلون، واذا خسر المسيحيون حضورهم وتأثيرهم في هذا الشرق، فنحن سنكون مع شرق متطرف. وعلى هذه النية سوف نرفع صلواتنا معكم يوم الأحد".

بدوره قال ساندري: "أوجه تحية لقداسة البابا، وما الدعوة التي وجهها في السابع من تموز للصلاة سوى نداء للمضي في طريق المحبة في الشرق. نحن قريبون جدا منكم يا صاحب الغبطة ومن اساقفتنا الذين يرافقوننا والقائم باعمال السفارة البابوية في لبنان الذي يطلعنا على كل الامور. نحن نؤكد معكم انه من دون الوجود المسيحي فان الشرق الاوسط لن يكون ابدا الشرق الاوسط الذي حلمنا به. لقد منحتم الشرق السلام والحوار الحقيقي بين الاديان وفي الحياة اليومية. ويؤلمنا اليوم رؤية المسيحيين على وشك الإختفاء من بعض البلدان كما قلتم، وبالنسبة الينا لبنان هذا البلد الذي وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بـ"بلد الرسالة" وقداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر بـ"المختبر"، وانا بدوري اعتبره بلد المحبة والعاطفة، هو كالمسيح المطروح على الصليب لفداء الشرق الاوسط وتحمل كل تبعات هذه الحروب واستقبال الناس الذين يتركون اوطانهم بجواركم ويفرضون مشاكل كبيرة في حياتكم الاجتماعية والمدنية اليومية. نحن معكم والى جانبكم للمحافظة على لبنان، الذي لا يمكن ان يسقط ابدا في هويته المسيحية وهويته الديموقراطية واحترام كل الاديان والأشخاص وتراجع المسيحيين، وبالتالي لبنان سيكون خسارة كبرى جدا للعالم اجمع".

وختم ساندري: "نصلي من اجل السلام في بلدكم والحفاظ على القيم المسيحية التي تحافظ بدورها على التوازن في حياة اخوتنا المسلمين. اود القول لكم ان قداسة البابا ونحن جميعنا نقف الى جانبكم وسنعمل كل ما بوسعنا ليكون لبنان سفينة سلام وعدالة في هذا الشرق".

اشارة الى ان الراعي يحتفل بعيد سيدة لبنان عند العاشرة من صباح يوم الاحد المقبل 13 ايار بقداس شكر في بازليك حريصا، في حضور ساندري. وكان الراعي قد وجه تهنئة للنواب الجدد بانتخابهم وضمنها دعوة عامة لهم لحضور هذا القداس لوضع خدمتهم الجديدة تحت حماية السيدة العذراء.

 

 الراعي استقبل فوشيه وهيئات فريد الخازن أعلن ولادة كتلة قلب القرار مع الحسيني: الانتخابات وراءنا والمطلوب خطة إنقاذية

الجمعة 11 أيار 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي، النائبين المنتخبين فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني. واعلن الخازن بعد اللقاء ولادة كتلة "قلب القرار" التي تضمه والحسيني، وقال: "أردنا اليوم ان نعلن عن تشكيل كتلة "قلب القرار"، وكانت زيارتنا الأولى للصرح البطريركي، وأحببنا ان نطلق من هنا تأكيدا للثوابت الوطنية والانسانية والقيم التي تتمسك بها البطريركية المارونية عبر التاريخ، وهي حماية سيادة لبنان واستقلاله وحماية النظام الديموقراطي في لبنان والدستور والحفاظ على صيغة العيش المشترك والعمل على بناء دولة القانون والمؤسسات خالية من الفساد والرشاوى والصفقات، لكي يكون هناك مجال لإعادة إنقاذ البلد والثقة الاقتصادية، لأن الكلام الذي قيل منذ فترة ومن اعلى المراجع، ان البلد مفلس، يعتبر مشكلة كبيرة، وعلينا نحن في المرحلة المقبلة طي صفحة الانتخابات والصراعات والخلافات وفتح صفحة جديدة في البلد، ونمد ايدينا لبعضنا البعض بين القوى السياسية المتعاونة ونحاول من خلال اتصالاتنا وانفتاحنا ككتلة نيابية ان نعيد تقويم الامور ونضع خطة بالتفاهم مع القوى الاخرى تكون انقاذية نهضوية لحماية مستقبل لبنان". وردا على سؤال عن الاتصالات التي تجري مع بعض القوى الاخرى من اجل تشكيل كتلة نيابية كبيرة، قال: "اولا نحن لسنا 8 آذار، ولم نكن، وهذا ليس تقليلا من أهمية 8 آذار، لكن موقعنا السياسي ليس في 8 آذار. نحن لدينا تحالف مع الوزير سليمان فرنجية وهذا التحالف ثابت ونهائي، ونحاول بالتعاون معه وبمساعدته تشكيل تجمع نيابي سياسي لا طائفي يكون له حضوره في المجلس النيابي والحكومة، وحضوره السياسي والوطني، ويهدف الى تحقيق المشروع الذي كنا ننادي به، وهو ان البلد لا يستطيع الاستمرار بهذه الطريقة. البلد في حاجة الى خطة انقاذية تعيد تصويب الامور لكي لا نصل اخيرا الى مرحلة الندم. وغبطته قال لنا الآن "راحت السكرة واجت الفكرة". واضاف الخازن: "الانتخابات اصبحت وراءنا وهي حصلت في جو ديموقراطي بامتياز من دون اي مشكلة في البلد، اضافة الى ان القانون النسبي افرز طبقة سياسية وحافظ على التوازن الطائفي وصحة التمثيل بالرغم من وجود بعض الشوائب التي يجب ان تصحح في المستقبل، ولكن انتهت الانتخابات واليوم حان وقت الحقيقة. شبابنا يهاجرون، محالنا التجارية تقفل ابوابها واقتصادنا مضروب وديننا يكبر، فلنجتمع جميعا ونبحث في الحلول وما سنقدمه للبلد".

سئل: هل هناك اتصالات بحزب الكتائب؟

اجاب: "نحن ككتلة كسروانية جبيلية اسمها "قلب القرار"، وما نقوم به هو انشاء تجمع، وهذا التجمع في طور التشاور، ولكن بالتاكيد مواقف حزب الكتائب الاخيرة كانت متجانسة تماما مع مواقفنا السياسية ومع طروحاتنا، وهواجس الشيخ سامي هي هواجسنا، فلذلك سيكون هناك بالتأكيد نوع من التعاون بيننا وصيغة تفاهم مع الكتائب لاستكمال النضال من اجل وضع حد للفساد والصفقات والتجاوزات في البلد، وبالتاكيد فإن العلاقة مع حزب الكتائب ستكون سياسية وطيدة، وهناك قواسم مشتركة كبيرة بيننا ونحن في طور التشاور معهم في كيفية التعاون".

وعن زيارة النائب الحسيني للرئيس نبيه بري والكلام عن انضمامه الى كتلة "التنمية والتحرير"، نفى الحسيني ما ورد في بعض وسائل الاعلام، وقال: "اوضحت موقفي من هذا الموضوع، والرئيس بري رد في اليوم التالي وقال ان ما ورد في وسائل الاعلام لم يحصل اطلاقا، والكلام عار من الصحة، اما انا فعلاقتي ثابتة مع الشيخ فريد".

سئل: اين تقفون ككتلة جديدة من سياسة العهد؟

اجاب: "لنر مستقبلا سياسية العهد الحالي. في الماضي كان هناك خلاف سياسي، وفخامة الرئيس هو على رأس الجميع وفوق كل هذه الصراعات، ونحن عندما كنا نقول هذا الكلام في مرحلة الانتخابات النيابية لم نكن نقوله لان الظرف كان انتخابيا، هذه ثوابت اساسية لدينا، وفي ثقافتنا ان رئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية وقيادة الجيش هي مواقع يجب ان تكون فوق كل الصراعات السياسية، وهي كذلك. لذا فإن التعاون مع فخامة الرئيس نحن جاهزون له ولاي مسألة او مشروع يخدم المصلحة الوطنية ولبنان. هناك خلاف مع التيار الوطني الحر وبعض القوى السياسية، وما أتمناه في المرحلة المقبلة هو تقريب المسافات وليس إبعادها، لأن علينا مسؤولية كبيرة في البلد الذي لم يعد يحتمل تراشقا ولا انقسامات ولا تشرذما، البلد يحتاج الى حد ادنى من الوحدة الوطنية تحميه، ونحن جاهزون لذلك".

فوتيو

بعدها التقى الراعي المفوض الرئاسي للشؤون الإنسانية والقبارصة المغتربين فوتيس فوتيو يرافقه راعي ابرشية الموارنة في قبرص المطران يوسف سويف وسفيرة قبرص في لبنان كريستينا رافتي، في زيارة تم فيها التطرق الى وضع الجالية اللبنانية في قبرص واهمية تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية بين البلدين "لمزيد من التقدم والنمو".وأوضح سويف بعد اللقاء ان "فوتيو يزور صاحب الغبطة من ضمن برنامج مشاركته في مؤتمر الانتشار الذي دعت اليه الخارجية اللبنانية. وكانت مناسبة اليوم تم فيها التركيز على عدد من النقاط المشتركة بين البلدين، أبرزها التعاون بين قبرص ولبنان واليونان على صعيد الانتشار في هذه البلدان وجذب المنتشرين الى البلاد الأم، اضافة الى التعاون التاريخي والمعاصر بين لبنان وقبرص على مستويات عدة، ومنها السياحة والسياحة الدينية، وقد تكون الطاقة ايضا".

وأضاف: "ان التعاون بين لبنان وقبرص على المستوى الإقليمي والدولي قد يساهم في حلحلة مشكلة وحدة قبرص وتمكين الموارنة من العودة الى القرى الأربع التي هجروا منها، وهذا أمر تم التركيز عليه ايضا في خلال اللقاء".

ولفت سويف الى زيارة قريبة للراعي الى قبرص "لتدشين مركز المطرانية الى جانب المركز الراعوي والثقافي الذي تم الإنتهاء منه بعد سنتين من العمل وسوف يكون هناك تدشين لهذا المركز مع رئيس الجمهورية وكل الفاعليات القبرصية".

بدوره أكد فوتيو ان "لقاء غبطة البطريرك شكل مناسبة لإجراء جولة افق حول الإنتشار اللبناني في قبرص، لا سيما بعد مشاركتنا بالأمس في مؤتمر الإنتشار الذي دعتنا اليه الخارجية اللبنانية، وعرضنا لعدد من المواضيع المتعلقة بالإنتشار حول العالم".

وقال: "من أبرز المواضيع التي تطرقنا اليها التعاون بين الدول الثلاث لبنان وقبرص واليونان، وأهميته، وكيف يمكننا تعزيز هذه العلاقة وجذب مواطنينا لزيارة هذه الدول الثلاث. هذه البداية، وعلينا اتباع استراتيجية في هذا الصدد، وآمل ان نجني ثمار هذا التعاون قريبا جدا".

وأضاف فوتيو: "اليوم أعربت لغبطته مجددا عن دعمنا للجالية اللبنانية والمارونية بشكل خاص في قبرص، ونحن نشعر بأنهم يشكلون جزءا من مجتمعنا. نحن محظوظون ايضا بوجود المطران سويف راعيا للابرشية المارونية في قبرص، وهو سفير ليس للموارنة فحسب وانما لقبرص ايضا. نحن ننادي دائما بقبرص حرة موحدة خالية من اي احتلال لأننا نؤمن بإمكان عيش الشعوب مع بعضها من دون أي قيود، لذلك نعمل على تمتين العلاقة التاريخية بين لبنان وقبرص نظرا الى عراقتها، فنحن نتقاسم التاريخ نفسه والتقاليد نفسه والإهتمام بوضع المنطقة، ونأمل ان يسود السلام والاستقرار المنطقة لأن كل الشعوب تحتاج الى هذا الأمر". وختم مثنيا على "دعم البطريرك لهذه الإستراتيجية الداعية الى السلام والعيش معا"، مشددا على "ضرورة متابعة التواصل مع غبطته لتفعيل عدد من النقاط التي تهم الشعبين اللبناني والقبرصي".

فوشيه

ثم استقبل الراعي السفير الفرنسي برونو فوشيه، الذي هنأه بالبرلمان الجديد، وعرض معه الأوضاع العامة وللعلاقات الثنائية التاريخية بين فرنسا والبطريركية المارونية، مشددا على اهمية الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها.

وكان الراعي وجه دعوة الى النواب المنتخبين للمشاركة في قداس عيد سيدة لبنان بعد غد الاحد في بازيليك سيدة لبنان- حريصا عند العاشرة صباحا.

 

اختتام اعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية بتوصيات باسيل: كل ما نقوم به لا يفي حجم المنتشرين

الجمعة 11 أيار 2018 /وطنية - اختتم مؤتمر الطاقة الاغترابية اعماله رسميا بجلسة استهلت بأغنية وطنية من كلمات والحان الياس الرحباني ادتها الفنانة تانيا قسيس يرافقها الكورال من طلاب أكاديمية تانيا قسيس، ومن ثم كلمة للمقدمة السا يزبك.

وتلا الامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني الشميطللي توصيات حلقات النقاش وجاء فيها:

"- تعزيز العلاقة مع الدول الصديقة التي لها تجربة ديبلوماسية في الاغتراب والسعي لتوقيع اتفاقيات تعاون مشترك معها. وشهد المؤتمر اجتماعا ثلاثيا بين الوزير جبران باسيل والجانبين اليوناني والقبرصي جرى خلاله البحث في مجالات التعاون لهذه الغاية.

- دعوة مراكز الابحاث الجامعية لإيلاء مفهوم الهوية اللبنانية بمختلف مكوناتها الاهتمام اللازم والعمل على الترويج لها لما لذلك من فائدة على تعزيز الروابط مع الانتشار اللبناني.

- السعي الى تحفيز المتحدرين من اصول لبنانية الى استعادة جنسيتهم اللبنانية مع العمل توازيا على تعديل القانون ذي الصلة بما يتيح زيادة الطلبات المرفوعة.

- العمل على تحفيز مشاركة الانتشار اللبناني في الحياة السياسية اللبنانية من خلال تكثيف عقد الندوات واللقاءات بما يتيح انتاج أفكار حديثة ترفع من حيوية أداء المؤسسات الحكومية اللبنانية.

- اطلاق مؤتمر طاقة اغترابية مخصص للشباب اللبناني وهو ما بدأ العمل عليه في المؤتمر القادم الذي سيعقد في مونتريال حيث تم تخصيص يوم كامل للشباب.

- التوصية بإطلاق رزمة متكاملة تهدف الى تشجيع الشباب اللبناني للعودة الى لبنان عبر اقامة مخيمات شبابية ودعوتهم للاستفادة من البرامج المخصصة لهم في الجامعات اللبنانية.

- تسليط الضوء على اهمية الاستثمار اللبناني في القارة الافريقية نظرا للفرص الكبيرة المتاحة بما ينعكس ايجابا على الاقتصاد اللبناني وحيوية قطاعه الخاص.

- تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في لبنان كما وفي دول الانتشار بما يزيد من انتاجية المشاريع والقيمة المضافة المتأتية من فعالية الإدارة ونوعية الإبتكارات لما من شأن ذلك زيادة النمو وخفض معدلات البطالة.

- دعم المبادرات والافكار التي ينتجها الشباب اللبناني ورعاية الشركات الناشئة اللبنانية بكافة الوسائل من تمويلية وسواها تحقيقا لشراكة حقيقية وفعالة.

- دعوة مراكز الابحاث الجامعية لإيلاء مفهوم الهوية اللبنانية بمختلف مكوناتها الاهتمام اللازم والعمل على الترويج لها لما لذلك من فائدة على تعزيز الروابط مع الانتشار اللبناني.

- السعي الى تحفيز المتحدرين من اصول لبنانية الى استعادة جنسيتهم اللبنانية مع العمل توازيا على تعديل القانون ذي الصلة بما يتيح زيادة الطلبات المرفوعة.

- العمل على تحفيز مشاركة الانتشار اللبناني في الحياة السياسية اللبنانية من خلال تكثيف عقد الندوات واللقاءات بما يتيح انتاج أفكار حديثة ترفع من حيوية أداء المؤسسات الحكومية اللبنانية.

- اطلاق مؤتمر طاقة اغترابية مخصص للشباب اللبناني وهو ما بدأ العمل عليه في المؤتمر القادم الذي سيعقد في مونتريال حيث تم تخصيص يوم كامل للشباب.

- التوصية بإطلاق رزمة متكاملة تهدف الى تشجيع الشباب اللبناني للعودة الى لبنان عبر اقامة مخيمات شبابية ودعوتهم للاستفادة من البرامج المخصصة لهم في الجامعات اللبنانية.

- تسليط الضوء على اهمية الاستثمار اللبناني في القارة الافريقية نظرا للفرص الكبيرة المتاحة بما ينعكس ايجابا على الاقتصاد اللبناني وحيوية قطاعه الخاص.

- تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في لبنان كما وفي دول الانتشار بما يزيد من انتاجية المشاريع والقيمة المضافة المتأتية من فعالية الإدارة ونوعية الإبتكارات لما من شأن ذلك زيادة النمو وخفض معدلات البطالة.

- دعم المبادرات والافكار التي ينتجها الشباب اللبناني ورعاية الشركات الناشئة اللبنانية بكافة الوسائل من تمويلية وسواها تحقيقا لشراكة حقيقية وفعالة.

-دعوة المؤسسات الاغترابية المعنية لبذل كافة الجهود الرامية الى التسويق للسياحة الدينية والثقافية بما يعرف اكثر بغنى وتنوع ثقافة المجتمع اللبناني المقيم والمنتشر.

- الثناء على خطوة وزارة الخارجية والمغتربين التي أدت الى تشكيل هيئة وطنية لمواكبة مراحل إطلاق مبادرة ال Gastrodiplomacy واعتمادها كعنصر إضافي يهدف الى الاستفادة من غنى المطبخ اللبناني والثقافة التي بني عليها سعيا للترويج العالمي للبنان ولأهمية مساهمته في دعم الاقتصاد اللبناني وتعزيز مكانة الثقافة اللبنانية في المجتمعات الاجنبية.

- التشديد على أهمية التعاون والتنسيق مع كل الوزارات والهيئات المعنية المنخرطة في المبادرة وذلك بما يعزز فرص المبادرة.

- إطلاق مسابقة بين اللبنانيين في الداخل والخارج لاختيار شعار(logo) لل Gastrodiplomacy الذي سيعتمد رسميا والذي سيستخدم ايضا على الملصقات التي ستمنح للمطاعم اللبنانية الموجودة في الخارج اعترافا ب "لبنانية" المأكولات التي تقدمها وجودتها.

- الاعلان عن تنظيم Lebanese Food Festival Week في كافة البعثات اللبنانية في الخارج، واعتماد تاريخ ثابت ودوري له.

- تعزيز التعاون بين الادارات الرياضية ووزارة الشباب والرياضة لجعل الرياضة اكثر جذبا لجميع فئات المجتمع دون اي تميز من اي نوع كان.

- الاستفادة من جميع وسائل التواصل المتطورة في سبيل تأسيس جمعيات شبابية بين لبنان والخارج.

- الترحيب بنية وزارة الشباب والرياضة لتقدمة حوافز لشركات القطاع الخاص الداعمة لقطاع الرياضة.

- وضع الاطر التنفيذية لخطة وطنية تنظم السياحة العلاجية في لبنان.

- العمل على خلق فريق عمل للابتكارات من اجل استثمار في المجال الطبي وتطويره.

- الطلب من منظمي مؤتمر الطاقة الاغترابية تأسيس فريق عمل من اطباء لبنانيين مقيمين ومنتشرين لتشجيع الابحاث في المجالات التي يحتاج اليها القطاع الصحي في لبنان".

متحدثون

وتحدث عدد من المشاركين في الجلسة الختامية فاشار الدكتور جورج نديم شحادة من بوسطن الى ان "رسالة لبنان كنموذج للعيش المشترك وان التنوع يمثل غنى للمجتمع، وقد استضاف لبنان العديد من اللاجئين من جنسيات مختلفة". وحيا "الديبلوماسيين اللبنانيين الذين يعملون بموارد قليلة وفي ظل ظروف صعبة".

بيطار

وتحدث مدير مؤسسة بيطار للجراحة التجميلية في الولايات المتحدة الدكتور جورج بيطار عن ذكرياته في بيروت، وقال: "ارسى المؤتمر مبدأ الاخوة العالمية بين اللبنانيين. ان مقولة لبنان سويسرا الشرق ما تزال حقيقة".

باسيل

واختتمت الجلسة بكلمة للوزير باسيل، اشار فيها الى ان "مؤتمرات الطاقة الاغترابية الستة في الاشهر الثماني الاخيرة كانت نتيجة عمل فريق صغير من الديبلوماسيين الذين امنوا مشاركة 1780 لبنانيا منتشرا من 90 بلدا".

وقال: "كل ما نقوم به لا يفي حجم المنتشرين الذين يعدون 14 مليون لبناني وان المؤتمرات الثلاثة عشر لا يمكنها ان تعالج 150 سنة من الهجرة، ولا حتى عمل اربع سنوات قضيتها في وزارة الخارجية"، مشددا على "الحاجة الى تفعيل الديبلوماسية الاقتصادية".

ولفت الى ان "التحدي هو في الوصول الى اللبنانيين المنتشرين"، مشددا على ان "هذا العمل يجب ان يتحول الى قناعة وطنية يشترك فيها الجميع".

واضاف: "الانتخابات بينت ان الشباب اللبناني مبتعد عن الالتزام الوطني، ما يبرهن ان التعامل مع فئة الشباب يزداد صعوبة جيلا بعد جيل". ولفت الى "اهمية مأسسة هذا المؤتمر بغض النظر عن شخص الوزير"، شارحا ان "المجلس الوطني للانتشار الذي وقع على مشروع القانون الخاص به، امامه طريق طويلة ليقر، الا انه يؤطر العمل الرسمي الراعي للانتشار".

واذ ذكر "بالحملة السلبية التي شنت على اقتراع المنتشرين وعلى جواز السفر الذي منحته الوزارة للمنتشرين لتسهل اقتراعهم"، قال: "الكل شهد على ان هؤلاء انتخبوا كما ننتخب في لبنان"، شاكرا في هذا السياق "مجموعة صغيرة من الديبلوماسيين الجدد في وزارة الخارجية".

وفي نهاية الحفل منح الوزير باسيل الى جانبه السفير شميطللي ومديرة المراسم في الوزارة السفيرة نجلا عساكر باسم رئيس الجمهورية وسام المغترب الى الدكتور شحادة والدكتور بيطار، ودروعا تقديرية لرعاة المؤتمر، وللفنانة تانيا قسيس والمتحدثين الرئيسيين.