المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 31 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march31.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سبت النور/فقال لهن: «لا تندهشن! انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

من يثق ويسير وراء عميان بصر وبصيرة يسقط معهم في حفرة الغرائز والأنا

فعل الغفران هو جوهر المحبة، والمحبة هي الله

الياس بجاني/قراءة في مقابلة نقولا شماس مع وليد عبود

الياس بجاني/بالنص والصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار

الياس بجاني/خميس الأسرار: تقاليد، طقوس وعِّبر

الياس بجاني/قراءة في مقابلة نقولا شماس مع وليد عبود

الياس بجاني/التحالفات الانتخابية في كسروان-جبيل عرت الأحزاب والسياسيين الموارنة من كل ما هو صدق وثوابت ومصداقية

الياس بجاني/ما خرج المرشحين بكسروان وجبيل الموارنة إلا طانيوس شاهين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المستقبل فيديو مقابلة سيادية واستقلالية بامتياز مع الدكتور انطوان سعد يشرح من خلالها القانون الانتخابي الهجين والملالوي

فيلتمان من الأمم المتحدة: هل كان حزب الله ليضع جذوره!

اتهامات التحالف العربي لحزب الله بنقل الصواريخ تصيب سمعة لبنان

حزب الله: الاتهامات بنقل صواريخ بالستية من الضاحية الجنوبية إلى اليمن أكاذيب تدعو للسخرية

ما هي صورة الدمار التي هددت بها اسرائيل لبنان؟

ريفي يدعو للتصويت ضد لوائح حلفاء النظام السوري و"حزب الله" في البقاع الغربي وبعلبك - الهرمل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 30/3/2018

وفاة بولين كساب العائلة المفجوعة تنتظر استكمال الملف

 

عناوين المتفرقات اللبنانية
فوشيه: نحيي عمل مجلس النواب ورئيسه باقرار الموازنة

البخاري والشامسي أديا صلاة الجمعة في الجامع الاموي الكبير في بعلبك

الرافعي في اعتصام أهالي الموقوفين الإسلاميين أمام مسجد التقوى: لعفو شامل لا استثناء فيه

إقرار الموازنة قبل دراستها رشوة انتخابية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض: الحوثيون يعطلون السلام في اليمن

أميركا: الصواريخ الحوثية الأخيرة تظهر مجددا حرص إيران على زعزعة الاستقرار

أنقرة: دعم فرنسا لأكراد سوريا يجعلها هدفاً لتركيا

غزة: ارتفاع عدد القتلى لـ16..والكويت تطلب اجتماعا أمميا والاحتلال نشر 3 آلاف جندي في محيط قطاع غزة.. وأوامر بإطلاق الرصاص الحيّ

مظاهرات عرب الأهواز تتمدد بمناطق جديدة ليلا

محمد بن سلمان يلتقي بيل كلينتون وجون كيري واجتمع مع الرئيس التنفيذي لـ«فوتسي»... وقابل مايكل بلومبيرغ ورئيس نادي نيويورك الاقتصادي

الأمير محمد بن سلمان: صواريخ الحوثي الباليستية علامة ضعف... وجماعة الإخوان مفرخة للإرهابيين ودعا لمزيد من الضغط على إيران لتفادي مواجهة عسكرية

ولي العهد السعودي يلتقي مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن

الجيش الأميركي يعلن مقتل عنصرين من التحالف الدولي بسوريا

17 قتيلاً بعد اشتعال حافلة تقل مهاجرين في تركيا

موسكو تطرد 60 دبلوماسياً أميركياً وتغلق قنصلية سان بطرسبورغ وأبدت تخوفاً من إجراءات اقتصادية وطلبت رسمياً المشاركة في التحقيقات

استمرار المفاوضات بين موسكو و«جيش الإسلام» حول دوما وعلوش يرفض تسليم السلاح والخروج من شرق دمشق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شاعر المقاومة اللبنانية في الحنوب الاستاذ يوسف حبوب/شربل بركات

انتخابات بلا معنى ولا فاعليّة/حازم صاغية/الحياة

لهذه الأسباب ساقاطع الانتخابات/سامر فرنجيّة/موقع دراج/30

لهذه الأسباب ستتشدد إيران في لبنان/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الأخطار الإيرانية على سوريا والعراق ولبنان/رضوان السيد/الشرق الأوسط

مخاوف لبنانية من التصعيد الاميركي : اين ستكون الضربة المقبلة؟قاسم قصير/ موقع عربي 21/

الموازنة وسيدر – 1 و"الهلع الإنتخابي"/الهام فريحة/الأنوار

ماروني: البعض يملك المال فيما آخرون يملكون النضال/صونيا رزق/الديار

حروب إردوغان... وأحلامه العثمانية/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

«النووي» الإيراني... شبح زائف لاتفاق واهم/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الوطن ضد المواطن/حسام عيتاني/الحياة

بين طرد الديبلوماسيين وإيران وسورية/وليد شقير/الحياة

في انتظار أيار لحسم الموقف من إيران/سليم نصار/الحياة

الجريمة والرهينة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ليست فتوى جديدة بل مناخ جديد/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

تداعيات النهج الأميركي المرتقب إزاء طهران/د. خطار أبودياب/العرب

هدية إيرانية لمحمّد بن سلمان/خيرالله خيرالله/العرب

سوريا والشرق الأوسط في الولاية الرابعة لبوتين/فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في رتبة دفن المسيح: نصلي كي تكون كلمات يسوع على الصليب دستورنا في الحياة فيكون فصح المسيح فصحنا بالعبور إلى حياة جديدة

رئيس الجمهورية وعقيلته حضرا رتبة سجدة الصليب في جامعة الكسليك الهاشم: اداؤكم أكسب لبنان مناعة وصلابة لم يعرفها في عهود القوة والازدهار

حرب: ليس المهم أن نعطي المغترب حق المشاركة في الانتخابات بل أن نحمي هذا الحق ونمنع تزوير إرادته

قاسم: اهتمامنا بالانتخابات منصب على إظهار حجم تأييدنا الشعبي فكلما برز بشكل أكبر كلما يئس الأعداء

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

سبت النور/فقال لهن: «لا تندهشن! انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا

انجيل  مرقس الإصحاح 16/من01حتى19/ وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويدهنه.  وباكرا جدا في اول الاسبوع اتين الى القبر اذ طلعت الشمس.  وكن يقلن فيما بينهن: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟»  فتطلعن وراين ان الحجر قد دحرج! لانه كان عظيما جدا.  ولما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن.  فقال لهن: «لا تندهشن! انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه.  لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم».  فخرجن سريعا وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة اخذتاهن. ولم يقلن لاحد شيئا لانهن كن خائفات.  وبعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين.  فذهبت هذه واخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون.  فلما سمع اولئك انه حي وقد نظرته لم يصدقوا.  وبعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين الى البرية.  وذهب هذان واخبرا الباقين فلم يصدقوا ولا هذين.  اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام.  وقال لهم: «اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها.  من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن.  وهذه الايات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة.  يحملون حيات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبراون». ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله.  واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالايات التابعة. امين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

من يثق ويسير وراء عميان بصر وبصيرة يسقط معهم في حفرة الغرائز والأنا

الياس بجاني/30 آذار/18

حطيت قدامي قائمة بكل المرشحين للإنتخابات تا شوف مين فعلاً التزم بشعارته وما ساوم وما تاجر فيها وما تلون مليون مرة.. للأسف ما لقيت ولا واحد مطابق للمواصفات..كلون من معلف واحد ومن خامة واحدة ومن ثقافة واحدة.. دونكوشوتيين لا أكثر ولا أقل وفالج لا تعالج

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

فعل الغفران هو جوهر المحبة، والمحبة هي الله

الياس بجاني/30 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63545

ونحن نتذكر عذاب ومعانات وآلام السيد المسيح في ذكرى يوم الجمعة العظيمة فلنتضرع إلى الله سبحانه تعالى طالبين منه نعمتي المحبة والغفران.

فقد علمنا السيد المسيح في “صلاة الأبانا”، أنه علينا أن نغفر لمن يسيء إلينا، حتى يغفر هو لنا ذنوبنا وخطايانا.

وقال لنا إن كنتم تقدمون قرابينكم أمام المذبح وتذكرتم أنكم على خصام مع أي كان، توقفوا عن تقديم القرابين واذهبوا أولاً وتصالحوا مع من انتم متخاصمون ومن ثم عودوا وأكملوا طقوس تقديم القرابين.

كما يشدد الكتاب المقدس في العشرات من آياته على أن الإيمان دون أعمال، هو إيمان ميت تماماً كالجسد بلا روح.

من هنا فالإنسان الذي لا يقدر ولا يسعى لأن يغفر للغير، فإن فالله لا يغفر له خطاياه.

كما أن كل صلاة الإنسان لا تفيده بشيء وتبقى ناقصة إن كانت دون أعمال.

وكذلك إيمانه مهما كان راسخاً وقوياً لا يكتمل دون ترجمته إلى أفعال.

في الخلاصة، إن الحاقد هو إنسان لا يعرف فعل الغفران، لأنه لا يعرف المحبة، أي أنه لا يعرف الله، لأن الله محبة.

فلنصلي بخشوع طالبين من الله أن يُنعّم على كل إنسان كائن من كان بنعمة الغفران ليدرك هذا الإنسان قولاً وفعلاً وإيماناً أن المحبة هي الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

قراءة في مقابلة نقولا شماس مع وليد عبود

الياس بجاني/29 آذار/18

إن مقاربات السيد نقولا شماس لكل الملفات في مقابلته أمس مع وليد عبود كانت غير سيادية وغير استقلالية وغير مقنعة وغير شفافة وفيها الكثير من التعالي والإستكبار المقززين.. أما موقفه من سلاح حزب الله فكان احتيالي وتعموي وفيه استغباء فاضح لعقول الناس ولأهل الأشرفية تحديداً حيث أنه مرشح على لائحة حزب مرتبط بورقة تفاهم مع حزب الله..ورقة تفاهم تقدس سلاح الحزب وتؤبده في بندها العاشر وهو في نفس الوقت حزب حليف للنظامين السوري والإيراني وعلى راس السطح. باختصار فإن المقابلة كانت فاشلة 100% في تلميح صورة الشماس واظهاره بقالب مقاوم واستقلالي وسيادي علماً أنه مرشح بيت الحريري أصلاً ووديعة على لائحة التيار الحر كما يشارع في الكثير من الأوساط البيروتية.. الرجل حر بما يقوله وللمواطن الحرية أيضاً في فضح ما هو تعمومي واحتيالي وشعبوي.. والأهم فإن القرار النهائي هو للمنتخب في الدائرة الأولي...

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المستقبل فيديو مقابلة سيادية واستقلالية بامتياز مع الدكتور انطوان سعد يشرح من خلالها القانون الانتخابي الهجين والملالوي

من تلفزيون المستقبل فيديو مقابلة سيادية واستقلالية بامتياز مع الدكتور انطوان سعد يشرح من خلالها القانون الانتخابي الهجين والملالوي والضارب لكل هو توازن/30 آذار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=b1Ow-0s5Zgg

 

فيلتمان من الأمم المتحدة: هل كان حزب الله ليضع جذوره!

ليبانون فايلز/ 30 آذار 2018/قال وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فلتمان أنه خلال الستة أعوام التي خدم فيها الأمم المتحدة والأكثر من ثلاثين عاما في الديبلوماسية، رأى عدة أمثلة حيث تفتح الدولة بابها من غير قصد للتدخل من آخرين وذلك من خلال عدم التطرق الى المظالم ومن خلال إنتاج وضع يجعل من الممكن لدولة أخرى القفز للداخل. وأشار فيلتمان الى لبنان قائلا: "هل كان حزب الله سيتمكن من أن يضع جذوره بهذا العمق في المجتمع اللبناني لو كانت الترتيبات الطائفية قد وفرت العدالة في التعليم والحراك الإجتماعي والمكانة لجميع المجتمعات في لبنان؟" ، لافتا الى أن حزب الله تمكن من التجذر في المجتمع  "ليس فقط لأن كان لديه الدعم الإيراني أو المال الإيراني بل لأنه كانت هناك مظالم شرعية لم يتم التطرق اليها لفترة طويلة جدا". جاء ذلك في في آخر مؤتمر صحفي لفيلتمان في الأمم المتحدة ، ذلك أن مهمته تنتهي في31  آذار الحالي. وأضاف فيلمان: "أول شيء على الدولة أن تقوم به إن كانت تريد منع دولة أخرى من التدخل هو ألا تخلق فرص  ومنافذ لتدخل هذه الدولة".

 

اتهامات التحالف العربي لحزب الله بنقل الصواريخ تصيب سمعة لبنان

نسرين مرعب/جنوبية/ 30 مارس، 2018 حزب الله

ما تداعيات الاتهامات التي تقول أنّ الصواريخ الحوثية تهرب عبر الضاحية الجنوبية!

في تصريح مثير للجدل أكد المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي أن الصواريخ الباليستية التي تطلق من الأراضي اليمنية من قبل الحوثيين هي من صنع إيران، مشيراً في حوار بثته قناة الـ cnn الأميركية، أنّه تمّ تهريب هذه الصواريخ إلى داخل اليمن من الضاحية الجنوبية في بيروت وليس من اليمن، حيث تم نقلها عبر سوريا إلى إيران، ومن ثم تم إرسالها عن طريق البحر بواسطة ما يسمى القارب الأم، أو السفينة الأم، إلى اليمن. ولفت المالكي إلى أنّ ميناء الحديدة بات النقطة الرئيسية لتهريب الصواريخ الباليسيتية وسائرة الأسلحة. في هذا السياق أكّد العميد الركن الدكتور نزار عبد القادر لموقع “جنوبية” أنّه ما من مصادر قادرة حتى الآن على نفي أو تأكيد هذا الخبر، لافتاً إلى أنّ أي عملية نقل صواريخ من لبنان إلى اليمن يجب أن تمر في قناة السويس وهذا ما يعني أنّها عرضة للانكشاف. وأشار عبد القادر إلى أنّ “هذا لا يمنع من أن تتم عملية تهريب بضائع من نوع أسلحة أو أن يتم نقلها على أساس أنّها مرسلة إلى إيران، فتحال بالتالي إلى اليمن، هذا من ناحية الصواريخ التي يمكن شحنها بحراً”. وتابع عبد القادر “كانت المعطيات السابقة تقول أنّ الصواريخ تأتي إلى ميناء الحديدة ومن الحديدة تنقل إلى المنطقة الحوثية في الجبال وتطلق من هناك على السعودية. ولكن آخر الأخبار التي وردت بعد الـ15 الذين تمّ إطلاقهم في يوم واحد باتجاه السعودية، تقول أنّ هذه الصواريخ قد نقلت هذه المرة إلى مطار صنعاء وأطلقت من مطار صنعاء. وهنا لدينا تناقض كبير، فهذا يعني أنّ الصواريخ قد وصلت جواً، وباعتقادي مطار بيروت بعيد تماماً عن الرخامة إضافة إلى أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية لن تتهاون إلى هذا الحد فتسمح لحزب الله نقل الصواريخ بالطائرات الإيرانية”. مضيفاً “مع أنّ خبر نقل الصواريخ من الضاحية الجنوبية قد أذيع عدة مرات من الأقنية القريبة من المملكة، إلا أنّه لدينا الكثير من الشكوك، وهذا لا يعني أننا نتهم المملكة العربية السعودية بالفبركة، وإنّما يعني هذه المعلومات تتطلب تحقيق وتدقيق. فهذا الخبر لا يمكن تأكيده أو نفي ونحن بانتظار المزيد من المعلومات. وأنا هنا أتحدث بلغة رجل المخابرات المدرب الذي يعلم كيف يصنع الخبر وكيف يمكن تأكيده، أي أتحدث بمهنية ولا أعطي أي تقييماً سياسياً”. لافتاً عند سؤاله عن التداعيات التي قد تلحق لبنان في حال تمّ تأكيد هذه المعلومات “التداعيات على لبنان إذا ثبت ذلك ستكون كبيرة، حيث أنّ لبنان سيكون مصدر صناعة الصواريخ التي تستعمل في الاعتداء على دول عربية، ومن جانبي آمل أن يتم التأكد من عدم صحته سريعاً، لأنّنا بأمس الحاجة لترميم علاقتنا مع دول الخليج وخاصة مع المملكة العربية السعودية، وذلك بعد الاهتزاز الكبير الذي طال هذه العلاقات منذ بداية العام وحتى اليوم”. وختم عبد القادر بالقول “على التحالف إيجاد طريقة فعالة لمراقبة كل المنافذ والتأكد من نوعية البضائع التي تصل سواء إلى ميناء الحديدة أو إلى الشواطئ الامنية أو إلى مطار صنعاء، وعلى لبنان من جهته أن يكون حذراً وأن يراقب حدوده البحرية والجوية والبرية للتأكد من أنّه ما من أسلحة تهرب عبره”.

 

حزب الله: الاتهامات بنقل صواريخ بالستية من الضاحية الجنوبية إلى اليمن أكاذيب تدعو للسخرية

الجمعة 30 آذار 2018 / وطنية - أصدر "حزب الله"، البيان التالي: "ينفي حزب الله الاتهامات التي ادعاها ما يسمى بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن نقل صواريخ بالستية من الضاحية الجنوبية في لبنان إلى اليمن، ويؤكد أنها أكاذيب تدعو للسخرية".

 

ما هي صورة الدمار التي هددت بها اسرائيل لبنان؟

لبنان الجديد/30 آذار/18/غادي آيزنكوت: إسرائيل مضطرة لمواجهة حالة طوارئ، ووضع الجبهة الداخلية سيكون أصعب مما كان عليه في حرب لبنان الثانية

في سلسلة لقاءات مع صحف إسرائيلية لفت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت إلى أنّه "إذا كانت هناك حرب أخرى في لبنان، سنضرب أهداف الحزب، ولن نمنح الحصانة للمحيط المدني". مشيرًا إلى "أن هناك ضربة إسرائيلية فتاكة للحزب في كل لبنان، وفي بيروت على وجه الخصوص من خط الزهراني إلى الجنوب"، قائلاً :"هناك 240 مدينة وبلدة وقرية شيعية فيها مواقع للحزب، وسيكون هناك الكثير من الدمار في هذه المناطق، وكل شيء يستخدمه الحزب في لبنان سيُدمّر، وسندمّر عشرات الأبراج في بيروت يقيم فيها عناصر الحزب، وهذه ستكون صورة الدمار التي لن ينساها أحد في المنطقة".وأشار آيزنكوت إلى أنّ "الجمع بين القدرات المتطورة جويًا واستخباريًا وتكنولوجيًا في البر والبحر سيمكّن الجيش الاسرائيلي من الانتصار في سيناريو حرب مع الحزب التي يمكن أن تنزلق من لبنان إلى الجبهة السورية أيضًا" على حد قوله، مؤكدًا أن "الجيش الإسرائيلي سينجح في تجنيد وحداته الاحتياطية بسرعة وفعالية في الحرب المقبلة"، مضيفًا "لا يمكن مقارنة شيء من قدرات الجيش الإسرائيلي بما كان في 2006، في مهاجمة الأهداف، في الدفاع ضد الصواريخ، وفي الاستخبارات". ولفت إلى أنّ "لدى الجيش الإسرائيلي بنك أهداف يقدّر بالآلاف"، موضحًا أنّ "القدرة الهجومية له باتت سبعة أضعاف ما كانت عليه في عدوان تموز 2006"، معتبرًا أن "الإسرائيليين لا يفهمون عمق خطورة تهديد الصواريخ من الشمال خلال الحرب، وادعو عدم تخويفهم كل يوم بسيناريوهات رعب جديدة"، مؤكدًا أن "إسرائيل مضطرة لمواجهة حالة طوارئ على مدى أسابيع معدودة وأنّ الواقع في الجبهة الداخلية سيكون أصعب مما كان عليه في حرب لبنان الثانية".

 

ريفي يدعو للتصويت ضد لوائح حلفاء النظام السوري و"حزب الله" في البقاع الغربي وبعلبك - الهرمل

"الجمهورية" - 30 آذار 2018/كشَف اللواء أشرف ريفي، لـ"الجمهورية"، أنه "أنجَز الجهوزية السياسية واللوجستية والشعبية لخوضِ الانتخابات في دوائر بيروت الثانية، طرابلس - المنية - الضنّية وعكار، وأنه سيعلن اللوائحَ تباعاً، السبت في عكّار، الأحد في بيروت، والاثنين في طرابلس".

وقال ريفي: "سنشارك كذلك في دعوةِ الناخبين في دوائر عدة للاقتراع في مواجهة لوائح النظام السوري و"حزب الله"، وأخصّ الآن بالتحديد دائرتَي البقاع الغربي وبعلبك الهرمل. أمّا باقي الدوائر، فسنعلن موقفَنا منها في وقتٍ لاحق".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 30/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

رفعت القداديس في يوم الجمعة العظيمة، وسط تحضيرات للانتخابات النيابية، وبروز مواقف ساخنة لرئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط في معرض كلامه على الوفاء، وإشارته إلى تعثر التحالف في البقاع الغربي- راشيا، حاملا بشدة على رئيس الحكومة ووزير الخارجية.

وزامن الجمعة العظيمة يوم الأرض الذي سجل مواجهات دامية على أطراف غزة، بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسقوط شهداء وعشرات الجرحى. وترافق يوم الأرض مع حشود عسكرية للإحتلال الإسرائيلي قبالة الجنوب اللبناني وهضبة الجولان السورية المحتلة. وشن عدد من القادة العسكريين في قوات الإحتلال الإسرائيلي، حملات على "حزب الله" وإيران. وتحدث الإعلام العبري عن تحليق طائرتي أف 35 فوق إيران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هو الثلاثون من آذار، يوم أرض الشعب الذي انتفض، كما في كل مرة، وخرج في مسيرات العودة الكبرى فكان أكبرها على تخوم المحتل في قطاع غزة. إثنا عشر شهيدا وأكثر من ألف ومئتي جريح، قدمهم الفلسطينيون في ساعات، خلال زحفهم عزل إلا من الإيمان بحقهم وقضيتهم، نحو خطوط التماس مع العدو الذي لم يتورع جنوده- كما دأبهم دائما- عن التصدي لهم بالرصاص الحي وحتى بقذائف الدبابات.

الهبة الفلسطينية في الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، لم تقتصر على قطاع غزة، بل وصلت شرارتها إلى الضفة الغربية التي حول جيش الإحتلال بعض مناطقها والقدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية.

الحدث الفلسطيني كان له رجع الصدى في لبنان، حيث جددت حركة "أمل" التأكيد على وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وحقه في العودة، علما بأن مناطق لبنانية عدة شهدت نشاطات متنوعة في يوم الأرض.

أما في الشأن اللبناني الداخلي فسرى الهدوء في شرايين السياسة، غداة إقرار موازنة العام 2018 في مجلس النواب، في خطوة من شأنها أن تعيد انتظام المالية العامة، وأن تشكل جرعة لمؤتمرات الدعم الدولية للبنان التي باتت على الأبواب، وأولها مؤتمر "سيدر 1" في السادس من الشهر المقبل.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، قال النائب وليد جنبلاط ساخرا "ما إلهم عين يسموه باريس أربعة على قد ما كان باريس 3 ناجح، يحلو عن شجر الارز ويسموه البلح... البلح منيح". وفي الشأن الإنتخابي وجه جنبلاط سهاما تراوحت قوتها بين الإنتقاد واللوم للتيارين الأزرق والبرتقالي، واتهمهما بمحاولة فرض حصار عليه، وقال للرئيس سعد الحريري: "ما هكذا يكون العرفان بالجميل"، وتمنى في المقابل لو يكون لديه حليفان مثل الرئيس نبيه بري معلنا أن إستهداف الأخير من التيارين في معركة رئاسة مجلس النواب ممنوع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في الجمعة العظيمة التي تسبق عيد الفصح عند المسيحيين الذين يتبعون التقويم الغربي، عمت رتب دفن المسيح المناطق اللبنانية، وفيما دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته، إلى التذكر أنه من كل ألم يولد أمر إيجابي، فإن اللبنانيين أملوا في أن يحمل إقرار موازنة العام 2018 بعد سياق من الأخذ والرد، إنتظاما ماليا، وسياسة إقتصادية من شأنها أن تعيد النمو الإقتصادي للبلاد.

إنتخابيا، فإن بلدات البقاع على موعد غدا مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لإعلان لائحة "مستقبل البقاع الغربي وراشيا" من "مجمع عميري" في بلدة الروضة. وقد استكملت ماكينة تيار "المستقبل" الاستعدادات اللوجستية وكل ما يتعلق بتنظيم المهرجان.

إقليميا، وفي يوم الأرض، تقاطر عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات غضب في قطاع غزة، حيث أدوا صلاة الجمعة ونصبوا الخيام التي سيمكثون فيها طوال ستة أسابيع حتى يوم النكبة في الرابع عشر من أيار المقبل.

مسيرات الغضب نفسها انطلقت في الضفة الغربية المحتلة لتواجهها قوات الاحتلال بإطلاق النار على المتظاهرين الذين واجهوا الجيش الاسرائيلي باللحم الحي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في يوم الأرض سقاها أهلها كعادتهم بالدماء لينبت النصر وان طالت المعاناة. من ضفاف غزة سار الفلسطينيون في مسيرة العودة، مقدمين أكثر من 10 شهداء وعشرات الجرحى، غير آبهين بكل رصاصات الاحتلال، رافعين النداء الى تخوم القدس حيث المسيرات المماثلة.

في يوم الأرض أكمل من لم تعنه يوما بيعها في مزاد الصفقات، فكان لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني مائير بن شبات في مكان ما، كما كشف رئيس اركان جيش الاحتلال غادي ايزنكوت.

وما ستكشفه الأيام ان ارضا لبنانية ليست للبيع ولن تكون سلعة في مزاد الانتخابات، بعلبك التي زارها اليوم السفيران السعودي والاماراتي في لبنان ليقيما صلاة استسقاء انتخابية في مسجدها الاموي الكبير، سفيران لم تعرفهما المنقطة من قبل إلا عبر "داعش" و"النصرة" يوم كان يعيثان قتلا وترهيبا بأهل البقاع، من رأس بعلبك والقاع والهرمل والنبي عثمان، إلى مختلف قرى ومدن المنطقة، قبل ان تتمكن المقاومة ومعها الجيش اللبناني من قطع يد الارهاب وانهاء المشروع الذي رسم بتمويل خليجي ضد اللبنانين عموما والبقاعيين خصوصا، فأي زيارة هي في الزمن الانتخابي؟، وهل فشل وكلاؤهما فقررا خوض المعركة مباشرة، ضاربين بعرض الحائط كل الاعتبارات السيادية اللبنانية ولو شكليا؟، ثم أين الجهات الرسمية المعنية بالعملية الانتخابية وأين السياديون اللبنانيون بل السياديون الانتخابيون؟.

ان أرضا حماها أهلها بالدماء وقدم أبناؤها شهداء على طريق العز وحفظ الكرامة، ليست للبيع على أبواب السفارات ولا في صناديق الاقتراع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في مثل هذا اليوم علق المعلم على خشبة، وفي يوم الصلب ذكرى وعبرة، ذكرى لما حصل قبل حوالى 2000 عام في الأرض المقدسة، وعبرة بأن الماضي البعيد ليس ماضيا فحسب بل هو حاضر يعاش كل يوم، فرغم ان ابن الله اجتاز الجلجلة وعاش آلام الصلب فداء عن الانسان، فإن الظلمة والظلام والظلامية لا تزال تتحكم في العالم، وهو ما يفسر ما نراه من ويلات وحروب ومجاعات، فالعالم لم يتغير كثيرا منذ 2000 عام إلى اليوم، تغيرت وسائل الحقد والقتل والاجرام، أما الجوهر البغيض فلا يزال واحدا، ولا يزال الانسان يبحث عبثا عن الكلمة السحرية، المحبة. والدليل الأكبر ما يحصل اليوم بالذات في ارض المسيح، حيث بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين برصاص الجنود الاسرائيليين 12 حتى الان.

محليا، لا جديد بارزا سجل نتيجة الانشغال بذكرى صلب السيد المسيح، مع ذلك فإن الجمعة العظيمة في جامعة الروح القدس في الكسليك تحولت مناسبة للقاءات جمعت كبار المسؤولين السياسيين، إذ حضر رئيس الجمهورية ومعه عدد كبير من الوزراء والنواب. واللافت على هامش المناسبة الدينية مقابلتان اجرتهما الـ Mtv مع الوزيرين رائد خوري وملحم رياشي، يتبين منهما عدم وجود مقاربة وزارية واحدة للواقع الاقتصادي المالي.

أما انتخابيا فالمرشحون يستفيدون ما أمكن من عطلتي نهاية الأسبوع وعيد الفصح، لتحقيق المزيد من التواصل مع الناخبين، مع اكتمال اللوائح واعلانها. في وقت تصاعد الكلام عن وجود نوع من التناغم بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، هدفه فرض حصار سياسي على الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"اليوم، علق على خشبة"... هذه الواقعة التي نرددها مطلعا لترنيمة معروفة، في كل جمعة عظيمة، حدث تاريخي إيماني.

تاريخي، بمعنى أنه تم فعلا قبل حوالى ألفي عام. وإيماني، بمعنى أن حصوله يجسد مفهوم التضحية بحده المطلق.

غير أن هذه الواقعة التاريخية الإيمانية على أهميتها، تبقى حدثا آنيا محدودا في الزمان. فصحيح أن المسيح يسوع تألم ومات وقبر. لكن الأهم، أنه قام في اليوم الثالث، ليجعل من قيامته محور الإيمان، على قول بولس الرسول: "وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم".

في يوم الجمعة العظيمة، كما في سائر الأيام، كم نحن بحاجة إلى التوقف عند المعاني الحقيقية للأشياء والأحداث. وكم نحن بحاجة إلى التأمل في أبعاد الأمور وخلفياتها، عوضا عن التلهي بالتفاهات والقشور- ولو لمرة- في حياتنا الإيمانية والشخصية، كما الوطنية. في الحالين، لا بأس من وقفة تأمل: أين كنا، أين نحن اليوم، وإلى أين نحن ذاهبون. فمن بدء التفكير بالإجابة على هذه الأسئلة، يبدأ الوصول إلى كل حقيقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يوم الجمعة المقبل تكون كل الأنظار موجهة إلى باريس، حيث يكون اليوم الأول لمؤتمر "سيدر واحد". يذهب لبنان إلى المؤتمر متأبطا موازنة العام 2018، لكن من دون الإصلاحات التي طلبتها الدول الواعدة بالقروض، وفي ظل عدم تفاهم داخلي على ما يمكن ان يطلبه لبنان من المؤتمر، وما يمكن ان يقدمه المؤتمر للبنان.

ويوم انعقاد المؤتمر، الموافق في السادس من نيسان، يتزامن مع بدء مهلة الشهر لموعد الإنتخابات النيابية، في السادس من أيار، ومن اليوم استكمال الجهوزية على قدم وساق، سواء بالنسبة إلى الحكومة التي تعد بانتخابات من دون شوائب، أو بالنسبة إلى المرشحين الذين لا يوفرون وسيلة ليحصن كل مرشح وضعه في تجميع الأصوات التفضيلية: الداخلية ما زال أمامها عدة خطوات بحاجة إلى إنجاز، ومنها ورقة الإقتراع التي يفترض ان تكون متوافقة مع ذوي الاحتياجات الخاصة، أما بالنسبة إلى المرشحين فهناك خيط رفيع يفصل بين ما هو مشروع وما يعتمد فيه المرشح على أدوات السلطة أو منافع السلطة، هذا المنحى بدأ يتخذ خطا تصاعديا في غياب المحاسبة، وفي ظل عدم حياد الحكومة التي فيها ستة عشر وزيرا مرشحا بالإضافة إلى رئيسها.

ومن ضمن الحديث على الإفادة من معطيات السلطة، ما توافر من معطيات عن أن أحد المرشحين يستفيد من داتا المعلومات التي جرى تجميعها عن منتشرين سجلوا أسماءهم للاقتراع في الخارج، فاتصل ببعضهم للقائهم في الخارج، بالتزامن مع موعد "سيدر واحد"، علما ان هذه الداتا لم توزع بعد، فهل سيكون هناك تحقيق في الدوائر المعنية عن هذه القضية؟.

وفيما مجلس الوزراء يعقد جلسة الأربعاء المقبل، أي قبل يومين من "سيدر واحد"، لوحظ ان جدول الأعمال المؤلف من واحد وثمانين بندا، يتمن إثنين وعشرين بندا لطلب سفر على حساب خزينة الدولة التي تستعطي من أموال ستكون مستقرضة من مؤتمر "سيدر واحد".

بعيدا من السياسة، ولكن في خطوة تختزن الكثير من الرسائل ولاسيما في توقيتها، زار القائم بالأعمال في السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري والسفير الإماراتي حمد الشامسي بعلبك، وأديا صلاة الجمعة في الجامع الأموي الكبير في بعلبك، تلبية لدعوة مفتي بعلبك- الهرمل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على أرض الصليب ودرب الشوك التي سار عليها المسيح، وفي يوم حزن أمه كانت الجمعة العظيمة عظيمة، مشى أهل الأرض ليقولوا إنهم أصحابها. سقط منهم في الطريق سبعة شهداء وستمئة جريح، وتابع السائرون مسيرتهم برصاص فوق الرؤوس لكن بجباه مرفوعة.

هي كبرى التظاهرات حشدا بين ضفة وقطاع. وقد اتخذت اسم مسيرات العودة التي ستبلغ ذروتها في الرابع عشر من أيار مايو المقبل، تاريخ ذكرى النكبة، وهو الموعد المعلن لنقل مبنى السفارة الأميركية إلى القدس، فلا دولة ولا قرار عربي ولا وعد أميركي سيحرك قضيتهم مثلما تفعل أقدامهم التي أثبتت اليوم أنها أقوى وأكثر ثباتا من أدمغة كبار العرب. وبعضهم يدلل أميركا التي تسحب منه عصب ماله ثم تسحب له قانون "جاستا" سلاحا من جديد. وحدهم الفلسطينيون يأخذون حقهم بخبطة قدم. يتظاهرون ويمشون نحو البيوت التي أصبحت مستوطنات ويحفرون على الأرض، ذكرى يوم الأرض التي سيرجعون إليها يوما.

وعلى الأرض الانتخابية اللبنانية المشلعة، دخل اليوم النائب وليد جنبلاط ليفتح جبهة ما بعد السابع من أيار، ويعلن أن هناك استهدافا واضحا للرئيس نبيه بري من قبل التيار العوني بتناغم مع الحريري. هذا المعطى دفع رئيس الحكومة الى الاتصال برئيس المجلس، وفق ما أعلن ل"الجديد" وزير الثقافة غطاس خوري، وقال "لا أحد يستطيع أن يستهدف بري لا سيما في معركة رئاسة المجلس ولا نية لاطاحته". ورد خوري على كلام جنبلاط من إن جبران باسيل حاكم بأمره والحريري لا يرفض له طلبا، فقال إن هناك تسوية في البلد انتجت التركيبة الحالية و"ما في ضرورة نخربط الأمور".

وعلى الدروب المؤدية إلى الانتخابات، مفرزة سباقة كشفت اليوم على طريق السيد حسن نصرالله التي أعلن مرارا أنه سيجازف ويزورها لو اقتضى الأمر دعما للائحة "حزب الله" في بعلبك- الهرمل، لكن الديبلوماسية العربية سبقت نصرالله إذ زار القائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري والسفير الإماراتي حمد الشامسي مدينة بعلبك، حيث عاينا جوامع وآثارات. صليا الجمعة وغادرا بصمت مدو لا يشبه وقع الزيارة.

 

وفاة بولين كساب العائلة المفجوعة تنتظر استكمال الملف

لبنان الجديد/30 آذار/18/"ضحية جديدة لعمليات التجميل، فارقت الحياة بعد خضوعها لشفط دهون في مركز طبّي". فحوى خبر انتشر أمس، مذكراً بقضية فرح قصاب وان اختلف الطبيب. لكن هذه المرة قصة بولين كساب ليست مكتملة التفاصيل، كما أنها لم تخضع، كما قال شقيقها الزميل طوني "إلى شفط دهون، بل إلى عملية نزع كتلة دهنية من قدمها قبل ثمانية أيام من تسليمها الروح، وربما شفط لها الدهون".  في حين أكد الطبيب طوني نصار لـ"النهار" أن "بولين خضعت لعملية شفط دهون قبل نحو شهر، زارتني بعدها مرات عدة وقد تماثلت للشفاء تماماً، ولا علاقة للجراحة بذلك، وهذا ما أكده تقرير الاطباء في مستشفى الحايك الذي دخلته ولفظت انفاسها فيه".

بانتظار استكمال الملف

الأمر المؤكد الوحيد، أن بولين (50 سنة) خطفت من بين أحبابها، تركت وحيدها ايلي (15 سنة) في حالة صدمة على فراقها. أما الأخبار المتداولة فـ"عارية من الصحة"، كما قال طوني. وأشار إلى "أننا ننتظر استكمال ملفها الطبي ليبنى على الشيء مقتضاه، لكن حتى اللحظة لا يمكننا توجيه إصبع الاتهام إلى أحد". وهذا ما أكده زوجها طوني نعمة". ولفت إلى أنه "عند استكمال ملفها الطبّي لكل حادث حديث، فمن المبكر التعليق على القضية". وعن العملية التي خضعت لها بولين أجاب "موضوع خاص نتركه للمرحلة اللاحقة". وعما إن كان يتهم الدكتور نصار علّق "لوقتها".

سبق صحافي سخيف

في أول من امس، انتهت عائلة بولين من تقبل التعازي بوفاتها، وأمس انتشر الخبر، حيث اعتبر طوني من يقف خلفه "شخص بلا مهنية، كل همه سبق صحفي سخيف، غير آبه بالوضع الإنساني لعائلة الضحية، لا بل خبره مغلوط. فقد توفيت شقيقتي في مستشفى الحايك بعدما دخلته يوم السبت الماضي في حالة طوارئ، سبع ساعات وهي تقاوم قبل ان تطبق عينيها إلى الأبد نتيجة اصابتها بالـchoc septique عند الساعة التاسعة من مساء ذلك اليوم. نريد معرفة السبب الذي أدى الى تدهور وضعها الصحي، والمحامي يتابع الملف". وأكد مصدر في وزارة الصحة لـ"النهار" أن "أبواب الوزارة مفتوحة لمتابعة أي قضية، وحين يصلنا ملفها سنوليه كامل الأهمية". لا تزال قضية بولين ضبابية، الى ان تستكمل عائلتها ملفها الطبي وتظهر تقارير الاطباء الشرعية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فوشيه: نحيي عمل مجلس النواب ورئيسه باقرار الموازنة

الجمعة 30 آذار 2018 /وطنية - حيا السفير الفرنسي في لبنان السيد برونو فوشيه عمل مجلس النواب والتزام رئيسه اللذين سمحا باقرار الموازنة في غضون فترة زمنية محدودة. وقال في بيان: "أقر مجلس النواب اللبناني مساء أمس قوانين عدة منها الموازنة للعام 2018 وقانون المياه. كما صادق المجلس على اتفاقيات تمويل دولية، بما في ذلك اتفاقية مع الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة 30 مليون يورو لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم العاملة في مجال الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة. يمثل اعتماد هذه النصوص خطوة إيجابية نحو عقد مؤتمر CEDRE في 6 نيسان. إننا نحيي عمل مجلس النواب والتزام رئيسه اللذين سمحا باعتماد هذه النصوص في غضون فترة زمنية محدودة. ويحدونا الأمل في أن يجمع مؤتمر CEDRE أكبر عدد ممكن من الفرقاء، وأن يسمح للبنان بتنفيذ الخطة الاستثمارية الطموحة المقترنة بالإصلاحات التي ينتظرها كل من الجهات الفاعلة الاقتصادية وشركاء لبنان، بهدف استحداث فرص العمل اللازمة لإعادة اطلاق عجلة الاقتصاد بشكل مستدام".

 

البخاري والشامسي أديا صلاة الجمعة في الجامع الاموي الكبير في بعلبك

الجمعة 30 آذار 2018 /وطنية - بعلبك - أدى القائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري والسفير الاماراتي حمد الشامسي، صلاة الجمعة في الجامع الاموي الكبير في بعلبك، تلبية لدعوة مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح الذي ألقى خطبة شدد فيها على "أهمية الصدق وعدم الانجرار إلى الكذب واستخدام الدجل وإطلاق الشائعات وما يسمى بأول نيسان". ودان الصلح "الصواريخ التي تطال بلاد الحرمين الشريفين"، وحيا "جهود مملكة الخير ودولة الامارات". وبعد الصلاة، التقى البخاري والشامسي بالصلح ورئيس دائرة الاوقاف الشيخ سامي الرفاعي وبعض مشايخ المدينة، في حضور المستشار محمد مرعي ياسين، مرشح "تيار المستقبل" في دائرة بعلبك الهرمل حسين صلح، نائب رئيس بلدية بعلبك مصطفى صلح ومخاتير. ثم انتقل الضيفان والصلح إلى حي الصلح حيث زاروا مسجد الملك فيصل آل سعود والتقوا إمامه الشيخ قاسم القبرصلي.

 

الرافعي في اعتصام أهالي الموقوفين الإسلاميين أمام مسجد التقوى: لعفو شامل لا استثناء فيه

الجمعة 30 آذار 2018 /وطنية - طرابلس - نفذ أهالي الموقوفين الإسلاميين اعتصاما أمام مسجد التقوى عند مستديرة أبو علي في التبانة، مطالبين ب"العفو العام الشامل". وقد ألقى كلمة "تجمع العلماء المسلمين" أمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي، فاعتبر أن "مسودة القانون المتداولة توضح أن العفو العام سيشمل تجار المخدرات والذين تعاملوا مع إسرائيل، ولن يشمل سوى فئة قليلة من الموقوفين الإسلاميين"، وقال: "لن نرضى بهذا العفو العام الذي يرضي كل الطوائف ويرضي نذرا يسيرا من أهل السنة. لن نرضى بإطلاق رفعت عيد والشيخين احمد الاسير وخالد حبلص، فرفعت عيد متهم بتفجير المسجدين. فإما العفو العام الشامل أو إلغاء هذا العفو". أضاف: "للشعب اللبناني نقول اننا لا نطالب لنغطي مرتكبا بل لنغطي الدولة العاجزة عن محاسبة من افتعل أحداث التبانة، ولان الدولة عاجزة عن محاسبة من شرع القتال في سوريا وعاجزة عن محاسبة من زج الجيش في معارك عبرا، والدولة لم تعتقل من قتل عناصر الجيش من تجار المخدرات في البقاع وعاجزة عن اعتقال من شارك في متفجرتي مسجدي التقوى والسلام. وإلى رئيس الجمهورية نقول: انت تعلم يقينا أن الأسير وحبلص لم تتلوث ايديهما بدماء الجيش، فلتعاملوهما اسوة برفعت عيد بنفيهما، فنحن نريد أن نطوي صفحة مؤلمة ونريد عهد إصلاح ومعاملة الناس بالسوية ونريد عفوا شاملا لا استثناء فيه".كما القى كلمة أهالي الموقوفين الشيخ أحمد شمالي مطلقا مطلب "الشعب يريد العفو العام الشامل".

 

إقرار الموازنة قبل دراستها رشوة انتخابية

"السياسة الكويتية" - 30 آذار 2018/وصفت مصادر نيابية متابعة، مناقشة الموازنة العامة وإقرارها، قبل أن يتمكن معظم النواب من دراستها والتمعن بكل بند من بنودها بالرشوة الانتخابية، وسألت عن الفائدة من عملية سلق الموازنة بهذه الطريقة، طالما أن هناك متسعاً من الوقت لمناقشتها والتصويت عليها في أبريل المقبل.  وتوقفت المصادر في تصريحات لـ”السياسة”، عند الحماسة المفرطة لدى النواب للتصديق على الموازنة، بعد نحو شهر على التعديلات التي أجريت عليها من قبل الحكومة، التي تمكنت من إجراء بعض الإصلاحات عليها وتخفيض موازنة معظم الوزارات بنسبة 20 في المئة، ما عدا وزارة الصحة، قبل أن يتم تحويلها إلى مجلس النواب، في حين كان الرئيس نبيه بري يعتقد بأنه لن تكون هناك موازنة، قبل الانتخابات النيابية، إلا في حال تمت إحالتها على الهيئة العامة للمجلس قبل نهاية مارس الحالي، مستغربة التوقف عن إقرار الموازنات العامة منذ العام 2005 وحتى العام 2017، والصرف منذ ذلك التاريخ على القاعدة الاثني عشرية. وتمنت ترجمة أقوال النائب حسن فضل الله إلى أفعال، كي تتوقف مزاريب الهدر، على أن لا تتم المناقصات في الوزارات، إلا من خلال دائرة المناقصات وإلا اعتبر أي تلزيم خارج هذه الآلية سرقة وفساد، مثنيةً على الموقف الجريء والشجاع الذي عبر عنه وزير التربية مروان حمادة في مجلس الوزراء، ومعارضته سفر وزير الخارجية جبران باسيل والعمل لحسابه الخاص على نفقة الحكومة اللبنانية، ومتمنيةً على جميع الوزراء اتخاذ هذا الموقف. إلى ذلك، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أنه متفائل بما ستؤول إليه الأوضاع في لبنان، مشدداً على أنه مهما كانت الأمور صعبةً يمكننا تجاوزها وخلق جو من التفاؤل، دون أن يؤدي بنا الواقع إلى حالٍ من الإحباط، مشيراً إلى أنه أطلق التحذير بأن لبنان يسير على طريق الإفلاس، في حال أكملنا في النهج المتبع، وذلك ليتحمل الجميع مسؤوليته.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض: الحوثيون يعطلون السلام في اليمن

أميركا: الصواريخ الحوثية الأخيرة تظهر مجددا حرص إيران على زعزعة الاستقرار

العربية.نت/30 آذار/18/أصدر البيت الأبيض بيانا شديد اللهجة، اتهم الحوثيين بتعطيل العملية السلمية في اليمن. وقال البيت الأبيض، في بيان إن الحوثيون ردوا على جهود الأمم المتحدة لاستعادة العملية السياسية في اليمن بالتهديد بشن المزيد من الهجمات الصاروخية. وأكد البيان ان تصرفات الحوثيين تشكك في إلتزامهم بالعملية السلمية. مشدداً ان الهجمات الصاروخية الحوثية، تؤكد استمرار الحرس_الثوري الإيراني في عرقلة العملية السياسية باليمن وزعزعة استقرار المنطقة.

 

أنقرة: دعم فرنسا لأكراد سوريا يجعلها هدفاً لتركيا

أنقرة - رويترز/30 آذار/18/أعلن بكر بوزداج، نائب رئيس الوزراء التركي، اليوم الجمعة أن تعهد فرنسا بالمساعدة على تحقيق الاستقرار في منطقة بشمال سوريا تهيمن عليها قوات يقودها الأكراد يرقى إلى حد دعم الإرهاب، وقد يجعل من فرنسا "هدفاً لتركيا". وأثار الدعم_الفرنسي_لقوات_سوريا_الديمقراطية، التي يهيمن عليها مقاتلو وحداتحماية الشعب الكردية، غضب أنقرة التي تحارب الوحدات في شمال سوريا وتعتبرها منظمة إرهابية. وقال الرئيس التركي طيب أردوغان إن فرنسا تبنت "نهجا خاطئا تماماً" في سوريا، مضيفاً أنه تبادل حوارا حادا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع الأسبوع الحالي.

والخلاف مع فرنسا هو الأحدث بين تركيا في ظل رئاسة أردوغان وحلفائها في الغرب وفي حلف شمال الأطلسي. وشكت تركيا منذ فترة طويلة من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية، واعتبرته واحدا من بين عدد من مسببات التوتر الأخرى في العلاقات مع واشنطن. وقال بوزداج إن الموقف الفرنسي يضع باريس على مسار تصادم مع أنقرة. وكتب على "تويتر" قائلاً: "من يتعاونون مع الجماعات الإرهابية ويتضامنون معها ضد تركيا.. سيصبحون هدفا لتركيا مثل الإرهابيين"، وأضاف: "نأمل ألا تتخذ فرنسا مثل هذه الخطوة غير المنطقية". والتقى ماكرون مع وفد من قوات سوريا الديمقراطية أمس الخميس وقدم لهم تطمينات بشأن الدعم الفرنسي للاستقرار في شمال سوريا. وقال مصدر رئاسي فيما بعد إن فرنسا يمكن أن تزيد من مشاركتها العسكرية في التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يقاتل، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، تنظيم داعش في سوريا.

 

غزة: ارتفاع عدد القتلى لـ16..والكويت تطلب اجتماعا أمميا والاحتلال نشر 3 آلاف جندي في محيط قطاع غزة.. وأوامر بإطلاق الرصاص الحيّ

دبي ـ العربية.نت/30 آذار/18/تدفق آلاف الفلسطينيين، الجمعة، قرب الحدود بين غزة وإسرائيل في مسيرة احتجاجية أطلق عليها مسيرة_العودة، فيما حصلت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أدت إلى مقتل 16 فلسطينياً وإصابة المئات. فيما أعلن مجلس الأمن الدولي عن اجتماع اليوم لبحث تطورات قطاع غزة بطلب من دولة الكويت. وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مراكز ومخيمات أعدت مسبقاً قرب حدود غزة مع إسرائيل، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى للاجئين. على الجانب الآخر من الحدود وضعت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية، واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج. وأفاد مراسل "العربية" أن 3 آلاف جندي من قوات الاحتلال منتشرون في محيط قطاع غزة. وقتل 15 فلسطينياً، الجمعة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، خلال الاحتجاجات مع إحياء الفلسطينيين يوم_الأرض. وقالت جمعية #الهلال_الأحمر الفلسطيني "إن طواقمنا نقلت إلى المستشفيات 54 إصابة برصاص الجيش الإسرائيلي الحي من قطاع غزة". وأضافت "هناك طواقم أخرى من وزارة_الصحة والخدمات الطبية تنقل الإصابات إلى مستشفيات غزة لا تحسب لدينا"، مشيرة إلى إصابة "العشرات بالغاز المسيل للدموع". ونصب الفلسطينيون مئات الخيام على بعد مئات الأمتار عن الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. وأقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى، التي تضم حماس والفصائل وممثلي اللاجئين، 10 خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة. وتواجد رئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت، الجمعة، على الحدود مع غزة. وكان حذر الأربعاء من أن الجنود الإسرائيليين سيطلقون النار إذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطراً، على حد قوله.

 

مظاهرات عرب الأهواز تتمدد بمناطق جديدة ليلا

العربية.نت - صالح حميد//30 آذار/18/استمرت مظاهرات إقليم_الأهواز حتى منتصف ليلة الجمعة على السبت، وامتدت لناطق مختلفة في الأقليم بدءا من مدينة شيبان قرب الأهواز عاصمة الاقليم وحتى عبادان ومعشور جنوبا، بسبب إهانة التلفزيون الإيراني الحكومي للقومية العربية واستمرار سياسات التمييز والتهميش ضدهم. وتداول ناشطون مقاطع عبر مواقع التواصل لحشود غفيرة من الجماهير العربية وهم يهتفون في مدينة شيبان بشعار " بالروح بالدم نفديك يا أهواز". وفي عبادان جنوب الاقليم، خرج المئات في مسيرة تجوب شارع الأمير وسط المدينة، وهم يهتفون ضد الاقلية المهاجرة التي تتحكم بمقدرات الاقليم بدعم الحكومة المركزية وحرمان العرب من أبسط الحقوق. أما في معشور الواقعة على شمال الخليج العربي، ندد المتظاهرون باستمرار اهانة العرب في وسائل الاعلام الايرانية الرسمية هتفوا " أنا عربي وأفتخر". من جهتها، نددت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية باعتقال 12 شخصاً خلال الاحتجاجات، بينهم 3 نساء، واستنكرت قمع المظاهرات السلمية لعرب الأهواز وإطلاق النار على المتظاهرين والقاء القنابل المسيلة للدموع على مسيرة في حي كوت عبدالله جنوب غرب مدينة الأهواز. وانتقدت المنظمة الإجراءات التعسفية من قبل السلطات_الإيرانية ضد المتظاهرين العرب، داعية في الوقت ذاته إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين والسماح للمحتجين باستخدام حقهم في التجمع السلمي. وتقول المنظمة إن هذه المظاهرات تأتي تنديدا بالعنصرية ورفضا لسياسات التهميش والاقصاء ومحاولات تغيير ديمغرافيا المنطقة لصالح المهاجرين في إطار مخطط حكومي لتحويل العرب من أغلبية الى أقلية في موطنهم".

 

محمد بن سلمان يلتقي بيل كلينتون وجون كيري واجتمع مع الرئيس التنفيذي لـ«فوتسي»... وقابل مايكل بلومبيرغ ورئيس نادي نيويورك الاقتصادي

الشرق الأوسط/30 آذار/18/عقد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، في مقر إقامته في نيويورك، أول من أمس، عدة لقاءات مع فعاليات سياسية ومالية واقتصادية أميركية، استهلها بلقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فوتسي» مارك ميكبيس، حيث استعرض الجانبان الموضوعات المالية والاقتصادية المتعلقة بالأسواق المالية، وانضمام السوق المالية السعودية لمؤشر «فوتسي» الذي يعكس ثقة المستثمرين في الإصلاحات الاقتصادية والمالية وفق «رؤية السعودية 2030». حضر اللقاء الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، ومحمد الجدعان وزير المالية، ومحمد القويز رئيس مجلس هيئة السوق المالية، وسارة السحيمي رئيس مجلس إدارة «تداول»، وخالد الحصان المدير التنفيذي لشركة «تداول». واجتمع الأمير محمد بن سلمان في مقر إقامته في نيويورك بالرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وتبادل معه الأحاديث الودية. واجتمع بوزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، كما التقى لاحقاً برئيس النادي الاقتصادي في نيويورك تيري لاتين وأعضاء من النادي، وبحث اللقاء العلاقات الاقتصادية بين البلدين. حضر اللقاءين الأمير خالد بن سلمان، وأعضاء من الوفد الرسمي المرافق لولي العهد. وبعيداً عن البروتوكول التقطت الكاميرا، أول من أمس، بعض الصور للقاء جمع الأمير محمد بن سلمان ومايكل بلومبيرغ مؤسس «بلومبيرغ» وحاكم مدينة نيويورك سابقاً، وهما يحتسيان القهوة يرافقهما الأمير خالد بن سلمان، في أحد المقاهي بنيويورك.

 

الأمير محمد بن سلمان: صواريخ الحوثي الباليستية علامة ضعف... وجماعة الإخوان مفرخة للإرهابيين ودعا لمزيد من الضغط على إيران لتفادي مواجهة عسكرية

الشرق الأوسط/30 آذار/18/دعا الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إلى الضغط على إيران اقتصاديا وسياسيا، لتفادي حدوث مواجهة عسكرية مباشرة في المنطقة. وأضاف ولي العهد السعودي في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نشرت اليوم (الجمعة)، أن العقوبات «ستشكل مزيدا من الضغط على النظام» في إيران. وتابع: «علينا أن ننجح في تجنب المواجهة العسكرية. إذا لم ننجح فيما نحاول فعله، فإننا سندخل على الأرجح حربا مع إيران في غضون 10 - 15 سنة». وبخصوص الحرب في اليمن، أوضح ولي العهد السعودي أن عدم التدخل في اليمن كان سيؤدي إلى أزمات أكبر، وقال: «لو لم نتحرك عام 2015، لكنا نرى اليمن اليوم مقسما بين الحوثيين والقاعدة». ووصف الأمير محمد بن سلمان إطلاق الصواريخ من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية على المملكة، بأنها «علامة ضعف»، قائلا: «يريدون أن يفعلوا كل ما بوسعهم قبل انهيارهم».

وتأتي تصريحات ولي العهد السعودي بعد أيام من إطلاق 7 صواريخ باليستية على السعودية، ثلاثة منها على الرياض، وتم اعتراضها من قبل قوات الدفاع الجوي السعودي، وأكد مجلس الأمن الدولي أنها تمثل «تهديدا خطيرا» لأمن المنطقة. وأوضح التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن الصواريخ التي تطلقها ميليشيا الحوثي هي صواريخ إيرانية يتم تهريبها من الضاحية الجنوبية في بيروت، ويتم تهريبها عبر سوريا إلى إيران، ومن ثم إلى ميناء الحديدة. وفيما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، قال ولي العهد إنها «مفرخة للإرهابيين»، مضيفا: «علينا القضاء على التطرف، فمن دون التطرف لن يصبح أحد إرهابيا».

 

ولي العهد السعودي يلتقي مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن

الشرق الأوسط/30 آذار/18/نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين» التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي بمقر إقامته في نيويورك اليوم ‏(الجمعة)، مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهم السفراء فغانسوا ديالتغ مندوب فرنسا، ونيكي هيلي مندوبة أمريكا، وفاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا، وزاوشو ما مندوب الصين، وجوناثات آلين مندوبة بريطانيا. وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة في الشرق الأوسط، بما فيها تطورات الأزمة في اليمن، والانتهاكات الحوثية المدعومة من إيران . وأكد الأمير محمد بن سلمان لممثلي الدول الكبرى ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن المسؤولية في هذا الصدد، وضرورة احترام المعاهدات والمواثيق الدولية والقانون الدولي واتفاق الأمم المتحدة، مؤكدا التزام المملكة العربية السعودية بميثاق الأمم المتحدة والتعاون الكبير بينهما. حضر اللقاء الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية ووزير الخارجية عادل الجبير والمندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي.

 

الجيش الأميركي يعلن مقتل عنصرين من التحالف الدولي بسوريا

الشرق الأوسط/30 آذار/18/أعلن الجيش الأميركي اليوم (الجمعة) أن عنصرين من التحالف الدولي لمكافحة الإرهابيين في سوريا قتلا، وأصيب خمسة آخرون في هجوم بعبوة يدوية الصنع. ولم تحدد القيادة المركزية الأميركية جنسيات الذين قتلوا في الهجوم الذي وقع أمس (الخميس) أو تفاصيل أخرى. وقال بيان للقيادة المركزية: «قتل اثنان من أفراد قوات التحالف، وجرح خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة في سوريا» مساء أمس (الخميس). وأضاف أن «الأفراد المصابين تلقوا الرعاية الفورية، وتم إجلاؤهم لتلقي مزيد من العلاج الطبي». وتابع أنه «سيتم الإعلان عن أسماء الأفراد الذين لقوا حتفهم، وفقا لتقدير السلطات الوطنية ذات الصلة». وأوضح أن «التحقيق لا يزال مستمرا» من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

 

17 قتيلاً بعد اشتعال حافلة تقل مهاجرين في تركيا

الشرق الأوسط/30 آذار/18/لقي 17 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب 36 آخرون في شرق تركيا، في حادث حافلة صغيرة تقل مهاجرين غير شرعيين، معظمهم من الباكستانيين والأفغان والإيرانيين، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء «الأناضول» التركية اليوم (الجمعة). ووقع الحادث في وقت متأخر من ليل أمس (الخميس)، في محافظة أغدير، بحسب الوكالة التي أشارت إلى أن أكثر من خمسين شخصا كانوا في الحافلة التي تتسع لـ14 شخصا فقط. واندلعت النيران في الحافلة التي كانت تقل مهاجرين انطلاقا من إيران، بعد اصطدامها بعمود إنارة. ولقي 17 شخصا كانوا على متنها مصرعهم، بعضهم احتراقا، فيما تعرض 36 آخرون لإصابات وتم نقلهم إلى المستشفى. ولم يتم تحديد هوية سائق الحافلة، وتم فتح تحقيق لمعرفة أسباب الحادث. وبحسب الأناضول، فقد أوقفت قوات الأمن 13 مهاجرا غير شرعي كانوا على متن حافلة ثانية. وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام التركية هيكل سيارة متفحمة. وتكثر حوادث السير في تركيا، وقضى بسببها نحو 3530 شخصا في 2017، بحسب التلفزيون الرسمي التركي.

 

موسكو تطرد 60 دبلوماسياً أميركياً وتغلق قنصلية سان بطرسبورغ وأبدت تخوفاً من إجراءات اقتصادية وطلبت رسمياً المشاركة في التحقيقات

موسكو: رائد جبر لندن/الشرق الأوسط/30 آذار/18/قررت موسكو طرد 60 دبلوماسيا أميركيا وإغلاق قنصلية الولايات المتحدة في سان بطرسبورغ، وذلك ردا على الإجراءات التي اتخذتها واشنطن ضد روسيا في إطار قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال. الإجراءات كما أعلنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الخميس في مؤتمر صحافي في موسكو «شملت طرد العدد نفسه من الدبلوماسيين وسحب الترخيص من القنصلية العامة للولايات المتحدة في سان بطرسبورغ». وكانت قد استدعت الخارجية الروسية السفير الأميركي في موسكو لإخطاره بالرد على طرد الدبلوماسيين الروس. وقال لافروف بخصوص الدول التي تضامنت مع لندن: «سنرد بالمثل على الدول التي طردت دبلوماسيينا». وأمهلت الخارجية الروسية الدبلوماسيين الأميركيين المطرودين مغادرة روسيا بحلول 5 أبريل (نيسان) القادم، كما طلبت من القنصلية العامة الأميركية في سان بطرسبورغ وقف أنشطتها خلال يومين. من جهة أخرى وجهت موسكو طلبا رسميا إلى لندن للمشاركة في التحقيقات الجارية حول ملف تسميم العميل السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، وشددت لجنة التحقيق الروسية على «حق موسكو في الحصول على معلومات كاملة في ملف يتعلق بمواطنة روسية».

وأفاد بيان أصدرته لجنة التحقيق المركزية بأن الرسالة التي وجهت عبر القنوات الدبلوماسية إلى لندن تضمنت طلبا بتقديم «الدعم القانوني اللازم في متابعة قضية محاولة اغتيال المواطنة الروسية يوليا سكريبال». وقالت الناطقة باسم اللجنة إن الجانب الروسي طلب من البريطانيين «تنفيذ عدد من الإجراءات التي تهدف إلى تحديد ملابسات الجريمة، بالإضافة إلى تقديم نسخ من مواد التحقيق الجنائي، ونتائج فحص المكان الذي عثر فيه على يوليا سكريبال فاقدة للوعي، ونتائج فحوصاتها الطبية والتحاليل». وانتقدت موسكو أكثر من مرة رفض بريطانيا إشراك جهات التحقيق الروسية في القضية، أو مساعدة القنصلية الروسية في لندن للحصول على معلومات وزيارة يوليا سكيربال. ويعكس تقديم الطلب رسميا وبشكل خطي، سعي موسكو إلى تعزيز موقفها في الهيئات المختصة التابعة لمجلس الأمن في حال عرضت القضية عليها، مع توافر قناعة لدى موسكو بأن بريطانيا «لن تستجيب للطلب الروسي».

إلى ذلك، أبدى الكرملين استعداد للتعاون مع «أي جهة تعمل على تخفيف حدة التوتر في الأزمة الراهنة». ولوحظ أن اللهجة الروسية تراجعت خلال اليومين الماضيين وبدت أكثر مرونة وهدوءا، خلافا للوضع بعد حملة طرد الدبلوماسيين الروس من أكثر من 23 بلدا.

وتعمل الآن على «دراسة متأنية لكل خطوة» كما أبلغ «الشرق الأوسط» أمس دبلوماسي روسي. وأضاف المصدر بأن «موسكو لا تتعامل مع كل الأطراف التي اتخذت مواقف غير ودية حيال روسيا على قدم المساواة، وثمة قناعة بأن واشنطن ولندن أدارتا هذه الحملة لكن بعض البلدان التي اتخذت إجراءات «تضامنية» أبلغت الجانب الروسي أنها لا تريد تصعيدا مع موسكو. وعكست عبارات الدبلوماسي الروسي أن موسكو تميل إلى التريث في اتخاذ القرارات النهائية خشية من أن تدابير متسرعة قد تؤدي إلى تعزيز «الجبهة العالمية» التي صنعتها واشنطن ولندن.

كما برز تصريح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس، الذي رحب بـ«أي صوت يدفع لندن نحو التعقل»، في تعليق على إعلان فيينا الأربعاء عن استعدادها للتوسط بين موسكو ولندن لتسوية خلافاتهما. وقال بيسكوف إن «موسكو ترحب أي دور، وأي صوت يساعد في خدمة فك خيوط قضية سكريبال، إذا كان لهذا الدور أن يدفع البريطانيين نحو التعقل». ولفت إلى أن محادثات القمة الروسية النمساوية التي عقدت مؤخرا، كانت «ذات فعالية جيدة وبناءة جدا وبراغماتية». وكانت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل عرضت وساطة بلادها في تسوية الأزمة بين روسيا وبريطانيا. واتهمت كنايسل السفير البريطاني لدى النمسا بمحاولة الضغط على حكومتها من أجل طرد دبلوماسيين روس. وفي إطار تراجع حدة اللهجة الروسية جزئيا، تجاهلت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس وعيدها بإعلان «مفاجأة» ضد لندن، كانت وصفتها قبل أيام بأنها «هدية لبريطانيا سوف نعلن عنها الخميس». واكتفت زاخاروفا بتأكيد أنه «لا يحق لواشنطن طرد موظفين في بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة»، مشيرة إلى أن على واشنطن أن تقوم بإجراءات مع المنظمة الدولية من أجل ذلك. ولفتت زاخاروفا إلى أن موسكو «بدأت تشعر بوجود رابط بين الاستفزازات في قضية سكيربال والوضع في سوريا». وعلقت زاخاروفا على حرمان صحافيين روس يعملون لصالح قناة «زفيزدا» التابعة لوزارة الدفاع الروسية من تغطية أعمال القمة الأوروبية أخيرا، بالإشارة إلى أن الغرب يتعامل مع الصحافيين الروس بصفتهم «جواسيس»، مشيرة إلى أن على الغرب أن يتذكر أن «لدى الخارجية الروسية الكثير من المعلومات حول نشاطات الصحافيين الغربيين في روسيا وبعض هذه الحالات وصلت إلى المحاكم». وتابعت: «نواصل التصرف في هذا المجال بلباقة ولا نقوم بنشر المعلومات عن مثل هذه الحوادث ولكن قد نقوم بذلك من حيث المبدأ».

وكانت موسكو أبدت استياء بسبب وصف الدبلوماسيين الروس في عدد من البلدان الغربية بأنهم «جواسيس»، لكن اللافت أن مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، أقر بأن «بين ممثلي البعثات الدبلوماسية الروسية يوجد ضباط استخبارات، لكن عددهم قليل وكانوا يقومون بتوفير أمن السفارات الروسية». واعتبر أن طرد الدبلوماسيين «استفزاز قذر ودنيء من مجموعة معروفة من الدول التي تعمل على تشكيل أجواء من الكراهية ضد روسيا»، مؤكدا أن «الرد قادم، وسيكون حازما».

وفي مؤشر إلى أن حملة طرد الدبلوماسيين تكشف في جانب منها ما بات يوصف بـ«حرب جواسيس» بين روسيا والغرب، شدد ناريشكين على أن «لدى الاستخبارات الخارجية أدوات واسعة النطاق لإجراء نشاط استخباراتي يضمن حل المهام الموكلة لحماية مصالح دولتنا ومواطنينا في أي مكان في العالم».

كما اتخذت المخاوف الروسية من الإجراءات البريطانية والغربية بعدا اقتصاديا أمس، وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى إجراءات تدرسها لندن وواشنطن تستهدف الأصول الروسية، ومنها حظر طرح السندات السيادية في بورصة لندن.

وستقوم لجنة برلمانية بالتحقيق في أموال مشبوهة دفعت في عقارات بريطانية بقيمة 880 مليون جنيه إسترليني (1.25 مليار دولار) اشتراها رعايا روس. وذكرت لجنة الخزانة أنها ستحقق في حجم الجرائم الاقتصادية في بريطانيا بعد مزاعم بأن بريطانيا، خصوصا في سوق العقارات في لندن «أصبح» المقصد المفضل» لغسيل الأموال. ويأتي ذلك بعد أن أظهرت أرقام مجموعة الشفافية الدولية أن عقارات بقيمة 4.4 مليار جنيه إسترليني ربما تم شراؤها بثروة مشبوهة، وأكثر من خُمس هذه العقارات التي تقدر قيمتها بنحو 880 مليون جنيه إسترليني اشتراها الروس. وقال بيسكوف في إفادة صحافية إن الكرملين «يراقب عن كثب التقارير التي تتحدث عن إمكانية فرض عقوبات اقتصادية جديدة أميركية وبريطانية ضد روسيا، ومثل هذه الإجراءات ستلحق ضررا بسمعة هاتين الدولتين بين المستثمرين الدوليين». ورأى أن «بريطانيا اليوم تعتبر دولة لا يمكن التنبؤ بقراراتها وتصرفاتها، فيما يخص علاقتها بروسيا. من الصعب علينا توقع الاحتمالات والإجراءات الأخرى التي تدرسها الحكومة البريطانية، وما هي الأسس التي ستبني عليها قراراتها». وجاءت تصريحات المسؤول الروسي بعدما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، عن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي موافقتها على بحث مسألة حظر طرح السندات السيادية الروسية في السوق البريطانية. كما أشارت مصادر بريطانية إلى بدء السلطات عمليات فحص واسعة لعمليات بيع عقارات باهظة الثمن لمسؤولين ورجال أعمال روس مقربين من الكرملين. ولفتت إلى أن السلطات المختصة تسعى إلى فحص مصادر الأموال المستخدمة وما إذا كانت العمليات مرتبطة بغسيل الأموال.

الجاسوس وابنته تعرضا لغاز الأعصاب في منزلهما

ذكرت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أن سكريبال وابنته تعرضا لغاز الأعصاب السام للمرة الأولى في منزلهما وكان تركيز الغاز الأكثر قوة عند مدخل المنزل. قال دين هايدن رئيس شرطة مكافحة الإرهاب «الخبراء وجدوا أن التركيز الأقوى للمادة السامة موجود على مدخل المنزل». وأضافت الشرطة أنه «عثر على آثار المادة السامة في أماكن أخرى عمل فيها المحققون في الأسابيع الأخيرة ولكن بتركيز أقل من تلك التي وجدت في المنزل». وذكرت صحيفة ديلي تلغراف الخميس أن هذا الكشف «يكثف عملية البحث عن مرتكبي الهجوم، ويزيد الضغوط على الكرملين» ويعرض للخطر أي شخص زار منزل سكريبال.

وأعلن مراسل «بي بي سي» للشؤون الأمنية غوردون كوريرا العثور على التركيز الأقوى للمادة السامة في يد باب منزل سكريبال، وربما تم تثبيته بواسطة مادة خاصة. ويفسر ذلك سبب وجود غاز الأعصاب في سيارة سكريبال أو في المطعم حيث تناولا الطعام.

 

استمرار المفاوضات بين موسكو و«جيش الإسلام» حول دوما وعلوش يرفض تسليم السلاح والخروج من شرق دمشق

الشرق الأوسط/30 آذار/18/استمرت أمس الفجوة بين موسكو و«جيش الإسلام» المعارض في المفاوضات الجارية لتقرير مستقبل دوما في غوطة دمشق، مع استمرار إجلاء معارضين وعائلاتهم في مناطق أخرى شرق دمشق. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية، قوله الخميس، إن المحادثات مع جيش الإسلام في سوريا بشأن الرحيل عن جيب الغوطة الشرقية ما زالت مستمرة. وأضاف أن هناك فرصة لتحقيق تقدم في هذا الصدد. من جهته، نفى القيادي البارز بجيش الإسلام محمد علوش، جملة الأخبار التي تتردد عن فشل المفاوضات التي يجريها فصيله مع الجانب الروسي برعاية أممية، مشددا على أن المفاوضات لا تزال قائمة ولا تتضمن بأي حال فكرة خروج الجيش بشكل كامل من دوما بالغوطة الشرقية السورية، ولا تتضمن أيضا تسليم السلاح. وشدد علوش في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «المفاوضات قائمة، ولا تتضمن بأي حال الخروج من دوما... نحن نفاوض على البقاء أو الخروج بحل وسط... لا نريد أن نهجر أرضنا، وفي الوقت نفسه نحن منفتحون سياسيا... نحن أبناء البلد وأبناء المنطقة... نحن موجودون بها قبل أي تدخل روسي أو إيراني يريد الآن الدخول لمناطقنا وإحداث عمليات تهجير وتغيير ديموغرافي». وأضاف: «لا أريد الخوض بتفاصيل الاتفاق أكثر من هذا... الاتفاق لم يبرم بعد مع الجانب الروسي ولا نريد تسريب وكشف كل صغيرة وكبيرة عنه». وتابع: «كل ما أؤكده أنه لا يوجد اتفاق على تسلمينا بجيش الإسلام للسلاح... سلاحنا هو الضمانة الوحيدة في هذا العالم، لا يمكننا الاعتماد على ضمانة دولة غربية أو حتى ضمانة الأمم المتحدة... الضامن الوحيد مع هذا النظام الغادر هو السلاح الذي بأيدينا وتسليم السلاح يعني تسليمنا لأنفسنا... لقد لاحظنا أنه عندما تصالحت بعض البلدات في القطاع الأوسط بالغوطة كبلدتي سقبا وكفربطنا بالقرب من دمشق، وتم تسليم السلاح بهما دخلت قوات الأمن العام للمدينة في أعقاب خروج جيش النظام منها، وأعملت سلاح القتل والتدمير والاعتقال بالأهالي هناك... لا يمكننا إلا نأخذ حذرنا بعد هذا الدرس الذي شاهدناه بأعيننا». كما نفى القيادي البارز ما ورد بتقارير صحافية مؤخرا عن «استعداد فصيله للبقاء بالغوطة مع السماح بوجود رمزي لمؤسسات الدولة وتحول بعض مقاتليه البالغ عددهم 8000 إلى قوات شرطة، مع التخلص من السلاح الثقيل وإيجاد صيغة للتعاطي مع الخدمة الإلزامية للشباب بدوما بحماية روسية، وإصدار عفو عام عن عناصره وفتح حرية الحركة»، وقال: «لا يوجد مصدر آخر لمثل تلك الأخبار أو السيناريوهات غير النظام أو المقربين منه،... بالأساس أي تصريح عن المفاوضات لا يصدر عن قيادات جيش الإسلام لا يعد صادقا».

وأضاف: «هذه الأحاديث غير صحيحة برمتها... وكذلك الحديث عن وجود عقدة أمام قيادات جيش الإسلام إذا ما قررت الأخيرة الخروج من الغوطة لرفض الفصائل بالشمال السوري وبإدلب استقبالها».

واستطرد: «أولا وكما قلت نحن لا نفكر بالخروج... وعلاقتنا بفصائل درع الفرات جيدة وعلاقتنا بفصائل الجنوب وبالقلمون ممتازة، وننسق معهم ولدينا غرف مشتركة... علاقتنا بفصائل الشمال في العموم جيدة باستثناء (جبهة النصرة)، عندنا مشكلة كبيرة مع هؤلاء لكونهم خونة... تلك الجبهة تقاتل لصالح إيران وسبق أن حاربتنا وحاربت فصائل الشمال... ولا نعتبر النصرة فصيلا ثوريا بل فصيل وُجد بالأساس لهدم الثورة وطعنها بالظهر». وفي رده على تساؤل حول التخوفات من هجوم عسكري مرتقب على مواقع فصيله في دوما حال فشل المفاوضات، خاصة مع انفتاح المجال بعد خروج كل مقاتلي القطاع الجنوبي للغوطة أي «فيلق الرحمن» بصفقة مع الجانب الروسي ومن قبله عناصر حركة أحرار الشام، قال علوش: «أولا، ما تردد عن أن عددنا 8000 مقاتل بجيش الإسلام غير صحيح... ولسنا خائفين لقد قاتلنا منذ بداية الثورة بمفردنا... وقتها كانت دوما بالأساس تحت سيطرة النظام وقمنا بتحريرها، وتوسعنا وكانت إمكانياتنا أقل مما هي عليه الآن». وسخر علوش بشدة ما ردده البعض عن أن أحد أسباب تعثر التوصل لاتفاق بين الروس وجيش الإسلام وربما فشلها نهاية الأمر هو رغبة قيادات هذا الفصيل في الحصول على 900 مليون دولار قبل مغادرته دوما، وهي آخر معاقله بالغوطة، فضلا عن اشتراطه الذهاب إلى القلمون الشرقي وهو ما رفضته دمشق التي تريد تطهير كل جيوب العاصمة وريفها، وقال: «مثل تلك الأحاديث يطلقها مروجو شائعات أدمنوا شرب الحشيش من أنواع سيئة». يشار إلى أن القوات الحكومية، المدعومة من روسيا، تشن منذ 18 الشهر الماضي هجوما عنيفا على الغوطة الشرقية وبلداتها التي تحاصرها منذ عام 2013، ما مكنها من السيطرة على معظمها، ودفع قرابة سبعة آلاف من مسلحي المعارضة إلى مغادرتها إلى إدلب مؤخرا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شاعر المقاومة اللبنانية في الحنوب الاستاذ يوسف حبوب

شربل بركات/30 آذار/18

ولد يوسف حبوب وترعرع في عين إبل ثم سكن مع العائلة بعض الوقت في مدينة حيفا عندما كان والده يعمل هناك ولكنه عاد ككل العينبليين في 1948 بوم بدات الاضطرابات وتوقفت الاعمال.

كان انطانس حبوب والد يوسف شاعرا بالفطرة تتلمذ لشعراء عين إبل الأقدم منه مثل انطانس شباط وانطانس الجشي وانطانس السبعيني ولكنه حاول دوما أن ينتقي شعره ومفرداته. وقد تعلّم يوسف من والده حب الشعر وتعرّف على خصائصه ولكنه بعد الدراسة ومن ثم ممارسته مهنة التعليم، حاول أن يشذّب أكثر الكلمات لتؤلف أبياتا تكرج بسهولة، كما كان يقول المرحوم انطانس شباط "متل المي بالنزلة"، ولذا فلم يكتب يوسف الزجل فقط كبقية الشعراء الارتجاليين، ومع قدرته على ذلك، بل أحب أن ينظم قصائده بتمعن لتكون مداميك متراصة تعبّر عن الفكرة بأحسن المفردات التي تتناغم لتؤدي المعنى مستندة إلى مبنى متكامل وانسياب سهل وبدون عناء متبعة الايقاع وملتزمة بالوزن الملائم.

ولكن الروح الوطنية أثرت كثيرا بيوسف وهو تعلق بلبنان بعد الله مصدر وحي وهدفا للنضال في زمن كثر فيه المتحزبون والافكار الغريبة التي كانت تنال من الاحساس بالانتماء الطبيعي لوطن الأرز وتحاول لصقه بشتى الطرق بالمحيط الأكبر من الفكر القومي إلى البعثي إلى العروبي إلى الشيوعي وغيرها من الافكار التي كانت تشغل بال الشباب وخاصة في المجتمعات الفقيرة نوعا ما حيث يفسر كل تقصير بالحرمان والوعد بأن الايديولوجية الجديدة سوف تلغيه من الوجود وتحل محله فرص العمل والمساواة والعدالة الاجتماعية وغيرها من الاحلام التي تدغدغ المخيلات.

وكان يوسف وطنيا ملتزما يحب بلدته وجماعته ويقدّر الزعماء اللبنانيين مع احترامه لراي الآخرين. ولكنه يوم بدأت المشاكل تهدد الوطن لم يبق على الحياد ولا وقف متفرجا بل شحذ قلمه سيفا يرد فيه على المعتدين ويدافع عن وطنه وقومه ومنطقته بالطريقة التي يعرفها وهي الشعر.

وهكذا فقد ترك لنا في كل مناسبة قصيدة تذكرنا بالحدث وتحرك العزة والفخر والعنفوان.

اليوم، وفي بداية السنة الخامسة عشر على غيابه، نتذكر شاعرنا ونقرأ في قصائده نفسا غاب عن المنابر وروحا لا زالت تعيش مكبوتة تحت ركام الوطن الضائع، والذي جعله الجبناء، قصيري النظر، مذبلة المنطقة ومذبلة التاريخ لا بل مذبلة واقعية بكل ما للكلمة من معنى، لأن الوطن بالنسبة لهم لا يتعدى سوق البيع والشراء، والناس سلعا معروضة، بينما الحلم ممنوع، والفكر مسجون، والرجاء مفقود، فلا هم يقدمون ولا يتركون لأحد أن يحاول الاقدام فهم يسرقون الافكار أحيانا ويقزّمونها أو قل يمودرونها كي لا تنبت.

قال يوسف بلبنان:

ايه لبنان جرحنا وشفانا هل لجرح على الزمان شفاء

هبة الريح في مغانيك رصد وانسياب النسيم فيك حداء

نحن صغناك من نسيج موشى طرزته أنامل عذراء

وحملناك فوق كل حدود حيث رحنا وضاقت الآرجاء

وفي قصيدة أخرى:

أعداء لبنان كم مرت بنا محن فشالنا العزم منها والجبين علا

إن تقتلوا الألف والمليون موطننا بيقى لنا ثابتا بالغش ما زغلَ

فكل نبع به استسقى مدامعنا ومن دمانا تراب الأرز قد جبلَ

جمعتم الشر من شتى منابعه لدحر لبنان أو تقطيع ما وصلَ

فكان للحرب أغبرة وما انقشعت حتى راينا لواء الشر منخذلَ

فكم شهيد لنا للحق رايته وكم قتيل لكم للباطل اعتملَ

لا تجمع الحق والبطلان منزلة شتان ما بين من أحيا ومن قتلَ

وهو يقول في مكان آخر:

هذه الأرض أرضنا فالروابي بدمانا تعمدت والتلال

كانت الصخر يابس اللب صلبا فأذابته همة واحتمال

كم ذبحنا لأجلها وبقينا داخل القبر راسنا شيال

يها الغرب إن فنينا ستفنى أول الغيث قطرة فانهمال

يعرض السيل للحصى حين يجري ثم يطغى فتستجيب الجبال

نحن في الشرق ومضة الحب حتى إن ذوينا ذوى لديه الجمال

يرفض البعض أن نكون نصارى بعد الفين هل لذاك مجال

يا عقيدا هل قالت العرب كلا يوم قلتم وبئسما الأقوال

إن أردتم جسومنا فخذوها لكن الروح أخذها فمحال

وهو إذ يخاطب العقيد القذافي يومها على ما قال بشأن الموارنة، ليته عاش ليرى مصير هذا الذي ملأ الدنيا ضجيجا، ولو أن الموارنة ليسوا باحسن حال. ويا ليت من يتاجر بنفس الوسائل يتعلم من حكمة التاريخ فيرتدع.

فإلى روحك أيها الصديق العزيز ألف سلام ونحن نقول لك بالإيمان الذي شربناه سوية أن لبنان الذي أحببت سوف يقوم من رماده ولن يبقى من ظالم إلا وسيبلى بأظلم فنم قرير العين ونحن نراجع ما قلت:

أفديك يا موطني يا كبش محرقة عن زلة الشرق قد قدمت مرتعدا

يا نعجة بين أشداق مفغرة عن زلة الغرب قد ما زلت مضطهدا

يا حلقة ضعفها مفتاح علتها يا كرمة باعها الناطور أو سهدا

يا حبة الماس في عقد مزيفة حباته ليت هذا العقد ما انعقد

يا ساحة المجد يا حرية جمعت من حولنا الحقد والبغضاء والحسد

وإذ يلخص شرط الصمود يقول:

ثبتنا على الأيام رغم سوادها لأنا جمعنا الرأس والقلب واليدا

ونمضي إذا ما باعد الخلف بيننا كأنا غبار في الرياح تبددا

في ذكراك هذه يكرر اللبنانيون الشرفاء ما حلفت به يوما:

 

انتخابات بلا معنى ولا فاعليّة

حازم صاغية/الحياة/30 آذار/18

ليس سلاح «حزب الله» ما يسخّف الانتخابات ويلغي معناها. في 2005 و2009، وفي ظلّ هذا السلاح، أجريت انتخابات. وليست الطائفيّة ونظامها ما يجعلان الانتخابات مسخاً. فكلّ انتخابات في التاريخ اللبنانيّ الحديث أجريت في ظلّ الطائفيّة ونظامها. بعضها أعطى نتائج معقولة ومفيدة.

ما هو خاصّ اليوم، في هذه الانتخابات المنويّ إجراؤها في 6 أيّار (مايو) المقبل، أنّها تأتي بعد هزيمتين انتخابيّتين نزلتا بـ «حزب» الله وحلفائه في 2005 و2009. معنى ذلك أنّ الفاعليّة السياسيّة للانتخابات شبه معدومة في لبنان. الطرف الذي يحرز الأكثريّة النيابيّة يغدو الأقلّيّة السياسيّة. إذاً، الفاعليّة والمعنى في مكان والانتخابات في مكان آخر. سبب ذلك أنّ علاقات القوّة تقيم خارج الانتخابات: يستطيع «حزب الله» بعد أن يخسر انتحابات 2005 أن يخطف جنديّين إسرائيليّين ويشنّ حرب 2006. إنّه يملك قرار الحرب والسلم، بانتخابات أو من دونها. كذلك يستطيع بعد أن يخسر انتخابات 2009، أن يفرض حكومة نجيب ميقاتي وأن يرسل مقاتليه للمشاركة في حرب عدوانيّة في سوريّة. عدم إدراك الانفصال القائم بين السياسة الفعليّة والانتخابات يوقع صاحبه في السذاجة البرلمانيّة: افتراض أنّ المداولات التي تدور في الندوة النيابيّة ومعها تصويت اللجان هي ما يصنع القرار! البرلمان الذي مُدّد له ثلاث مرّات تخلّلتها سنوات من تعطيله يكشف أنّ سيرته الذاتيّة هي نفسها سيرة عطالته ولا جدواه. الخاصّ في هذه الانتخابات أيضاً مناخها الذي يضاعف المسافة بينها وبين القرار: هناك، أوّلاً، تفتّت القوّة التي عُرفت بـ14 آذار وكانت الطرف المقابل لـ «حزب الله» وتحالفه. الرائحة التي تصدر عن ذاك الجسد روائح جيفة.

هناك، ثانياً، الانتصار الذي حقّقه الحزب ورعاته في سوريّة على جثّتي الشعب والبلد السوريّين. هناك، ثالثاً، هجمة إيرانيّة – روسيّة في ظلّ عزوف وتراجع أميركيّين. «الوعد» العشوائيّ الأخير لدونالد ترامب هديّة أخرى لتحكّم الفوضى والسلاح في المنطقة.

العوامل المذكورة أعلاه تفسّر هزال منطق التحالفات الانتخابيّة وعشوائيّتها، وانحسار السياسة عنها، وكيف أنّ التماسك الوحيد هو ما ينطوي عليه «الثنائيّ الشيعيّ». نساء أكثر في البرلمان، أو متعلّمون أكثر، هم ماء أكثر يُسكب في... غربال. هزيمة تنزل بجميل السيّد «فشّة خلق». خرق يحقّقه شابّ أو شابّة طامحان وغير ملوّثين مناسبة للاحتفال في سهرة عامرة. انكشاف أزمة «حزب الله» مع قاعدته في البقاع حجّة أخرى ضدّ حزب تلاحقه قائمة طويلة من الحجج عليه. تفاوت بعض المناطق في تعبيرها عن التفلّت من سطوة قواها التقليديّة لا يؤسّس لسياسات وطنيّة متجانسة وبديلة. مجتمع مدنيّ؟ ماذا يعني؟

يلزمنا ضوء الشمس والقمر كلّه كي نتبيّن معنى مفيداً واحداً لهذه الانتخابات.

 

لهذه الأسباب ساقاطع الانتخابات

سامر فرنجيّة/موقع دراج/30 آذار/18

على رغم محاولاتي المتكررة لكي أتحمّس للانتخابات النيابية المقبلة، لم أستطع أن أقاوم الإحساس العارم باللامبالاة تجاه الاستحقاق الآتي. حاولت أن أقتنع بضجيج «المجتمع المدني»، ولكن صيحات النضال ولدت ضجراً فاقم الإحساس باللامبالاة. عدت إلى ضميري «المواطن» لكي أبتز نفسي من خلال استذكار واجبي الديموقراطي، ولكن تذكرت أن هذا الضمير لم يولد عندي إلا... اللامبالاة. من ثم بحثت في اعتراضي على "حزب الله" عن سبب لكي أشارك بهذه الانتخابات، ولكن سرعان ما تذكرت تجارب الـ2005 والـ2009، لكي أقنع نفسي بأن الحزب لم يحكم يوماً من خلال المؤسسات. فاستسلمت لنعومة اللامبالاة ورخاوتها، ليس بالضرورة كمشروع سياسي، بل كحساسية ديموقراطية، تؤمن مسافةً، وإن كانت ضئيلة، من إغراءات السلطة وابتزازها وعنفها.

لا يلغي الإحساس باللامبالاة تجاه حقيقة أن هناك بعض المعارك المحلية التي قد تكون مهمة، كمعركة بعلبك- الهرمل مثلاً، أو أن هناك بعض اللوائح التي يمكن دعمها من هنا أو هناك. ولكن هذه الحماسة المحلية لا تلغي أيضاً أن ليس من سياق سياسي لهذه الانتخابات أو مضمون عام. فمنذ انتهاء الحرب الأهلية، اعتدنا على نمطين من الانتخابات، تفصلها الانتخابات الفرعية في عام 2002. قام النمط الأول على منطق «خرق» بعض الفاعليات، المحادل التي رعاها آنذاك نظام الوصاية، من ضمن سياق بناء معارضة لهذه السيطرة. أما النمط الثاني الذي اختبرناه في آخر عمليتين انتخابيتين، فكان منطقه «أكثري» يتواجه به حلفان سياسيان على صعيد الوطن. بالمقارنة مع هاتين التجربتين، يبدو أن السياق الوحيد للانتخابات المقبلة هو تحديد وجوه العهد الجديد ومعارضته «المقبولة». اللامبالاة بوضع كهذا ليست أسوأ الخيارات، ومن المؤكد قد تكون «صحية» أكثر من حماسة جيوش المرشحين.

فقدان المعنى السياسي للانتخابات لا يعني الرضوخ للأمر الواقع، بل هو مجرّد دعوة إلى إعادة ترتيب الأولويات وطرح الأسئلة بطريقة مختلفة. فبدل الإقرار بضرورة المشاركة ومن ثم البحث عن مشروع سياسي يمكننا تقديمه، وتبريراً لهذا القرار، ربّما يجب طرح السؤال بطريقة معكوسة: فما هو المشروع السياسي الذي يمكن بناء معارضة جديدة حوله، وهل الانتخابات محطة في عملية البناء هذه؟ ليس من العيب الاعتراف بأننا نفتقد اليوم إلى مشروع سياسي متكامل. ولكن هذا لا يمنعنا من تحديد معالم مشروع كهذا أو على الأقل أسئلته الأساسية. والسؤال هو عن كيفية تشخيص العهد وكيفية معارضته، أو على الأقل بناء مساحة خارج سيطرته، يمكن أن تؤسس لمشروع معارض جديد. وهذا المشروع يتطلب إعادة صياغة معارضة لـ "حزب الله" ومشروعه الإقليمي، وهو العمود الفقري للعهد الجديد. كما أنّه يتطلب إعادة تسييس المسائل الاجتماعية والثقافية خارج قبضة المجتمع المدني وخطابه التبسيطي. التحدي اليوم لا يقاس بخرق انتخابي من هنا أو هناك، بل بتحديد معالم بناء هيمنة مضادة لمشروع العهد الجديد. من هنا، اللامبالاة ليست تخلياً عن السياسة، بقدر ما هي تذكير بأن المعركة في مكان آخر.

بناء عليه، اللامبالاة تقتضي عدم الاكتراث، ترشيحاً وتصويتاً، بالانتخابات المقبلة، وهذا للأسباب التالية:

1- إن الانتخابات المقبلة هي أول انتخابات تتم بعد سيطرة "حزب الله" على مجرى السياسة في لبنان. إنها سيطرة قامت على فشل الحزب الانتخابي، ولكن نجاحه العنيف في ترويض الساحة السياسية. كما أنّها تأتي بعد تدخل الحزب في الحرب السورية، قصفاً وقتلاً وتهجيراً. المشاركة في تلك الانتخابات هي قبول بهذا المسار، والبحث من تحت عنف "حزب الله" عن مسافات ضيقة للاعتراض الهامشي. اللامبالاة، بهذا المعنى، تعني الاعتراف بالخسارة ورفض تطبيعها بآن.

2- لا يكترث العهد الجديد بنتائج الانتخابات. فلن يؤثر تبديل موازين القوى التي قد تنتجها هذه الانتخابات، في سياق السياسة العام، وهذا بعدما تم ترويض معظم القوى السياسية. ما يحتاج إليه العهد الجديد هو تطبيع سيطرته واعتراف بأهليته لإدارة العملية الانتخابية. على الأرجح، قد يفضل العهد الجديد خرقاً أو خرقين لفرسان المجتمع المدني لتبييض صفحته الديموقراطية. اللامبالاة، مهما كانت هامشية، هي رفض لشرعنة هذه السيطرة والتمسك بحق التشكيك بأهلية العهد على الحكم.

3- معارضة "حزب الله" اليوم لن تحصل من خلال الانتخابات. قد يكون هناك من معارضين للحزب يخرقون من هنا أو هناك. ولكن بات المجلس النيابي هامشياً بمنظومة الحكم التي بناها الحزب. المشاركة، بهذا المعنى، تنطوي على محاولة لاستمرار الوهم بأن مجلس النواب ما زال مركز السلطة أو حتى أداة يمكن استغلالها في ظل غياب مشروع سياسي. اللامبالاة هي إقرار بهذا الواقع، وربما دافع لكي يعاد التفكير بمنظومة الحكم وكيفية معارضتها.

4- باتت أيضاً معارضة «السلطة»، كما يحلو للمجتمع المدني تسمية المنظومة الحاكمة، شبه مستحيلة من داخل مجلس النواب، هذا إذا فهمنا معارضة النظام كأكثر من نائب يحاضر مرة بالسنة خلال مناقشة الميزانية، كما اعتدنا على هذا الفولكلور بالتسعينات. الدولة كأداة تغيير يجب إصلاحها باتت من الأساطير المؤسسة للمجتمع المدني. اللامبالاة هي رفض للاستمرار بهذه الأسطورة وإعلان لفشل التجارب التي قامت على هذه الفرضية.

5- أظهرت الانتخابات منذ تسعينات القرن الفائت أنها أفضل أداة لترويض المعارضين القادمين من المجتمع المدني. فأداء من نجح بدخول المجلس من المجتمع المدني ليس مشجعاً، ولا يبرر تكرار هذه المحاولات. إذ انتهى معظمهم موظفين عند أحزاب سلطة، وبالكاد طرحوا قانوناً أو اثنين. ولا يبدو أن مسار الانتخابات الحالي سوف يختلف بكثير عما حصل في الماضي. فوهم إمكان الخرق كان كافياً لكي يميع الخطابات ويبرر تحالفات مشبوهة، هذا إذا وضعنا جانباً أن أكبر مصدر للمرشحين هو حزب لا لون ولا طعمة له. عدم المشاركة هو رفض لابتزاز المجتمع المدني وإعلان أن المحاسبة ليست مجرد شعار في وجه نبيه بري، بل باتت ضرورة في وجه هذه المنظومة أيضاً.

6- بات من الضروري الخروج من فكرة المجتمع المدني كالبديل الوحيد في السياسة. فتحويل هذا المفهوم إلى شعار انتخابي، بات يضم كل من هو خارج حزب سياسي، هو بحد ذاته اعتراف بانتهاء صلاحية هذا المفهوم. فلم يعد يكفي بعد اليوم ابتزاز أفراد، إنجازهم الوحيد أنّهم ليسوا حزبيين، لكي يتم دعمهم. اللامبالاة هي بمكان ما الرد الوحيد في وجه هذا الابتزاز.

7- إذا قرر البعض استبدال معركة الرأي العام بمعركة الحاصل والصوت التفضيلي، فهذا الخيار لا يلزم الجميع، وإن لم يكن هناك من مكان للتعبير عن هذا الرفض إلا بعدم المشاركة. في تسعينات القرن الفائت، كان ترشح معارضين ينطلق من فرضية الخسارة المحتومة لكي يخوضوا معركة الرأي العام. أما القانون الحالي، فقد شجع التخلي عن معركة الرأي العام من أجل تجميع سخيف للأصوات، يتغذى من وهم إمكان الخرق. اللامبالاة قد تكون الموقف الأخير في وجه عملية التخلي هذه. 

يأخذ هذا العهد ومعارضته المفترضة نفسيهما على محمل الجد. فيطالباننا بعدما تم تعنيف الساحة اللبنانية بالإقرار بجدية ألاعيبهما وطموحاتهما. في وجه هذه الأيديولوجيا، اللامبالاة قد تشكل آخر معقل خارجها يرفض أخذهما على محمل الجد. وفي آخر المطاف، حتى السيطرة يجب أن تنطوي على بعض الحماسة. رضخنا للعنف، ولكن هل علينا أن نرضخ للملل أيضاً؟

 

لهذه الأسباب ستتشدد إيران في لبنان

نديم قطيش/الشرق الأوسط/30 آذار/18

لبنان على أعتاب مرحلة جديدة، ليس بسبب الانتخابات البرلمانية التي تجرى للمرة الأولى منذ تسع سنوات.

قبل أيام، نُقل عن أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، كلامٌ أمام كوادر ماكينته الانتخابية في بيروت، شكل عودة إلى خطاب التخوين الذي ساد مرحلة الاشتباك السابقة، قبل التسوية الرئاسية خريف 2016، التي أوصلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وأعادت الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة.

أعاد نصر الله نبش ملفات حرب عام 2006 مع إسرائيل، مُجدداً اتهام خصومه بأنهم أسوأ من إسرائيل وأخطر، جاعلاً من الاستحقاق الانتخابي معركةً بين «المقاومة» و«إسرائيل الداخل»، أو من هم أسوأ منها!

كان يمكن وضع هذا الكلام في سياق اللغو الانتخابي، وما يستدرجه من سقوف مرتفعة، لو لم يتزامن مع سبعة صواريخ حوثية أطلقت باتجاه مطارات ومنشآت في الرياض وخميس مشيط ونجران وجازان، بمناسبة مرور ثلاث سنوات على «عاصفة الحزم».

كلام نصر الله، كما صواريخ الحوثي، رسائل إيرانية ساخنة، وإعلان استنفار في مواجهة استحقاقات كثيرة يستشعرها نظام الملالي.

يصادف أن يلتقي في 12 مايو (أيار) استحقاقان كبيران للسياسة الإيرانية وحساباتها، هما: الانتخابات العراقية، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجديد أو عدم تجديد قرار رفع عقوبات عن إيران التزاماً بمندرجات الاتفاق النووي.

في العراق، تواجه طهران مشهداً سياسياً جديداً، لا سيما على الساحة الشيعية. فبخلاف لبنان، حيث قبضة حزب إيران محكمة على الشيعة، تبدو المعركة في العراق شيعية شيعية أكثر من أي مرة سبقت. كما تواجه عودةً نشطة للدور السعودي بعد ابتعاد، نتجت عنه خطوط مفتوحة بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والسيد مقتدى الصدر، الذي زار المملكة والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويواجه كل من العبادي والصدر محور إيران في العراق، الذي يتصدره رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وقادة ميليشيات «الحشد الشعبي»، لا سيما أبو مهدي المهندس وهادي العامري.

فوق ذلك، تستشعر إيران تنامي عصبية وطنية عراقية معترضة على فائض النفوذ الإيراني، ونوستالجيا عراقية إلى الزمن العربي.

ويكفي أن تستقطب ملاعب البصرة أكثر من ستين ألفاً لمتابعة مجريات مباراة ودية في كرة القدم بين المنتخبين السعودي والعراقي، هي الأولى منذ أربعين عاماً، وسط حالة عاطفية غير مسبوقة، عبر البصريون عنها بلافتات «دارك يا الأخضر»، في إشارة إلى المنتخب السعودي، الذي بدوره دار لاعبوه في الملعب حاملين رايات العراق. متابع أحوال البصرة، وهي واحدة من منتجعات السعوديين المفضلة في العراق، لا بد أن تعود به الذاكرة إلى أيام عز التواصل السعودي العراقي، دعك عن المشاريع الاقتصادية والاستثمارية الموعودة في البصرة وعموم العراق.

وأميركياً، تتابع إيران بقلق ما سيقرره ترمب بشأن مصير الاتفاق النووي، وسط ترجيحات تفيد بأن عمر الاتفاق شارف على الانتهاء، ما لم ينجح الأوروبيون في الاستجابة سريعاً للتعديلات التي يريدها البيت الأبيض، وهي ثلاثة: إقرار عقوبات تشمل البرنامج الصاروخي الإيراني، وتشديد إجراءات الرقابة المفاجئة على البرنامج النووي، ونزع تواريخ انتهاء الصلاحية عن بعض فقرات الاتفاق التي تتصل بتخصيب اليورانيوم، وأعداد أجهزة الطرد التي يسمح لإيران باستخدامها، وتأبيد هذه الضوابط بدل السماح لإيران بتجاوزها خلال عشر أو عشرين سنة.

إلى ذلك، تواجه إيران ضغطاً داخلياً غير مسبوق على المستويين الاقتصادي والسياسي. فحكومة الرئيس حسن روحاني تبدو عاجزة تماماً عن مواجهة تهاوي العملة الإيرانية التي تواصل كسر الأرقام القياسية مقابل الدولار الأميركي، في ظل المخاوف من عودة العقوبات الأميركية، إذ يتابع الإيرانيون بقلق التعيينات الأميركية الأخيرة، لا سيما تعيين مايكل بومبيو في الخارجية، وجون بولتون مستشاراً لشؤون الأمن القومي الأميركي، والاثنان من أصحاب المواقف الأكثر تشدداً حيال نظام الملالي.

أما سياسياً، فما بدت شرعية النظام الإيراني يوماً بهذا التهديد، حيث تهب على خامنئي رياح الاعتراض من كل حدب وصوب. فمن قم وأصفهان، تهب رياح السيد حسين الشيرازي، نجل المرجع الشيعي صادق الشيرازي، الذي رفع سقف تحديه لخامنئي إلى حدود استدعت توقيفه، متهماً نظام ولاية الفقيه بالطاغوتية والجور. وتهب على خامنئي رياح الرئيس الأسبق للجمهورية محمود أحمدي نجاد، الذي يلتقي مع الشيرازي في التوصيف القاسي لديكتاتورية النظام الإيراني، ويختلف عنه في كون منطلقاته أكثر ميلاً للقومية الإيرانية. وتهب عليه رياح الليبراليين، ويواجه تنامي الفقر والفقراء.

التاجر المفلس يعود إلى دفاتره القديمة، ويبدو هكذا حال إيران، التي أمام كل الانتكاسات التي تواجه مشروعها في المنطقة، ترى أن أفضل الخيارات يكون في المحافظة على رأس المال، وهو لبنان.

المناخات التي أفرزتها التسوية الرئاسية في لبنان صمدت حتى الآن، لكن ما ينتظرها من تحديات ليس بقليل. فلا تملك إيران ترف التساهل مع إمساك الساحة اللبنانية، فيما يدخل العراق مرحلة جديدة، ويتراجع دور طهران في سوريا لصالح الثنائي الروسي الأميركي، وتتبدد رهانات طهران على الاتفاق النووي.

 

الأخطار الإيرانية على سوريا والعراق ولبنان

رضوان السيد/الشرق الأوسط/30 آذار/18

تمر البلدان العربية الثلاثة: سوريا والعراق ولبنان، بمرحلة انتقالية خطيرة تتزايد خلالها الأخطار على وحدتها وهويتها ومستقبلها بمقادير تفوق الأهوال التي تعرضت لها في السنوات الست الماضية. فسوريا في نزاعها الداخلي الطويل بين النظام وخصومه المتعددين، تصل إلى وضع تقاسم وتقسيم بين إيران وتركيا وقوات النظام وميليشياته، والقسم المنفصل في شرق الفرات، والذي يسيطر فيه الأكراد وتشرف عليه وتحميه القوات الأميركية؛ بينما يشرف على الأقسام الثلاثة الأُولى الروس بقواعدهم وطيرانهم وميليشياتهم أيضاً. وتبقى منطقتان، منطقة إدلب وجوارها، والتي تسود فيها التنظيمات المسلَّحة، ولا يزال المهجَّرون يتدفقون عليها، وتضغط عليها قوات النظام والإيرانيون والروس، ومنطقة جنوب دمشق والممتدة إلى الحدود الأردنية والعراقية والأُخرى الإسرائيلية، والإدارة فيها خليطٌ من التنظيمات المسلَّحة، والجهات المتهادنة مع الأردن أو النظام أو إسرائيل. وبعد الانتهاء من الغوطة الشرقية بالحصار والقتل والتهجير، يُنتظر أن تصبح منطقتا إدلب وجنوب دمشق، هما الهدفين للنظام وميليشياته وللإيرانيين وميليشياتهم. ففي إدلب التي تضاعف عدد سكانها ثلاثة أضعاف بالتهجير المنتهج إليها، ستكون الحجة للهجوم عليها أنّ فيها تنظيمات متطرفة. أما في الجنوب فستكونُ الحجة إضافة إلى وجود المتطرفين، إرادة مضايقة إسرائيل من جهة، وأميركا في الجهات المحاذية للحدود العراقية على أطراف البادية وفيها قواعد أميركية في امتدادها نحو شرق الفرات من الجهة الأُخرى.

ما مآلاتُ الوضع في سوريا في الشهور القادمة من عام 2018؟ مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا في كل مكانٍ وبخاصة في سوريا؛ فإنه من المنتظر أن يزدادَ التحالُف الروسي مع إيران وتركيا في سوريا بالذات. ولذلك يكون من المتوقَّع أولاً أن تتهدَّد إدلب والمناطق المجاورة لها لجهتي حلب وحمص. وسيُعهد إلى تركيا التحرش بمناطق الحماية الأميركية؛ في حين يمضي النظام والإيرانيون يحميهم الطيران الروسي باتجاه دواخل إدلب بعد أطرافها. والمعروف أنه في كل منطقة تتقدم نحوها قوات النظام؛ فإنّ الإيرانيين يكونون هم الموجودين فيها مع ميليشياتهم المعروفة من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، كما يحدث الآن في الغوطة، وسيحدث في إدلب وما وراءها باتجاه الحدود العراقية.

وإذا كان المشهد الذي يتطور إلى هذه الآفاق المسدودة لسوريا وعلى سوريا؛ فإنه أفظع وقد يكون أخطَر على العراق ولبنان. فالسلطات فيهما، وقد سادهما استقرارٌ هشّ، خاضعة، من خلال التسويات شبه السياسية، لإيران والميليشيات الموالية لها أو الخاضعة في البلدين. وهناك مرحلة انتقالية جديدة للبلدين وفي البلدين الآن من خلال الانتخابات البرلمانية التي تجري فيهما في شهر مايو (أيار) القادم. إذ تأملُ إيران أن ينجح فيها حلفاؤها العراقيون، فلا يعود لمعارضيها الشيعة والسنة صوتٌ يمكن رفْعُه. السنة ازدادوا ضعفاً وتهجَّر ثلثهم بالحروب على «داعش» وعليهم، والأكراد ما عادوا قوة خارج مناطقهم. أما في مناطقهم فهم منقسمون إلى طالبانيين موالين لإيران، وبارزانيين ما عاد لهم حلفاء بعد أن تخلّى عنهم الأميركيون وتخلّى عنهم إردوغان. وصحيح أنّ هناك انقساماً في الدواخل الشيعية، لكنّ الإيرانيين شديدو التغلغُل في كل النواحي والجهات والأوساط. هناك ضغوطٌ الآن لإخراج الأميركيين من العراق، ودعواتٌ لكي تحكم العراقَ من جديد الأكثريةُ الشيعية. وفي حين يصمتُ العبادي عن الوجود الأميركي، اضطُرّ إلى رفع الصوت ضد فكرة الأكثرية، ولصالح التوافُق، إذ إنّ العراق لا يمكن حكمه إلاّ بالتوافق، الذي يكون للجميع مصلحة فيه، وليس لفريقٍ دون فريق. إنما وكما سبق القول؛ فإنه ما استطاع استعادة نوعٍ من التوازن مع الأكراد، والقوة الانتخابية للسنة ازدادت ضعفاً وزُهداً في التصويت، بحيث لا تستطيع دعمه بحقٍّ رغم توافقيته المعلنة. وعلى سبيل المثال؛ فإنه وبعد المذابح والتهجير والتخريب والنهب في المناطق السنية، عمد القضاءُ العراقي الآن وقبل الانتخابات إلى مصادرة أملاك عدة آلاف من العراقيين بحجة تطبيق قانون اجتثاث «البعث»؛ علماً بأنّ نصف تلك الملكيات وقعت بين عامي 2003 و2005 بأيدي مسؤولين وجماعات وميليشيات شيعية، ولا تستطيع الحكومة بالفعل أن تستعيد تلك الأملاك ممن سيطروا عليها، فما الحاجة إلى إثارة هذه المسألة الآن، إلاّ إذا كانت تزهيد السنة في التصويت والتبكيت!

ورغم ذلك كلِّه؛ فإنّ الآمالَ المعقودة على إحداث توازُنٍ من نوعٍ ما في المشهد العراقي، بعكس حالة لبنان الذي يمضي بعيداً باتجاه المحور الإيراني. فعلى الأقلّ هناك قانون انتخابات في العراق يتّسم ببعض الطبيعية والمسؤولية، والأمر على العكس من ذلك تماماً في لبنان. فقبل عدة أشهرٍ اصطنع البرلمان اللبناني قانوناً عجيباً غريباً خضع لمصالح فريقين رئيسيين في التسوية السياسية التي قام عليها العهد والحكومة الحالية هما التيار الوطني الحر و«حزب الله». تمثلت مصلحة التيار الوطني الحر (برئاسة الوزير جبران باسيل، صهر رئيس البلاد) في فصل المسيحيين عن المسلمين في معظم المناطق اللبنانية في طريقة تشكيل الدوائر. وتمثلت مصلحة «حزب الله» و«حركة أمل» في حصر التمثيل الشيعي بهما، وضمّ الأقليات المسيحية والسنية في مناطق سطوتهم إلى لوائحهم؛ بحيث يطمحون لأن يكون لديهم إضافة للـ27 شيعياً، نحو 20 مسيحياً وسنياً، فيصبحون وحدهم مع التابعين لهم مباشرة نحو ثلث مجلس النواب (عدد أعضائه 128). وأُضيفت إلى القانون العتيد: النسْبية والصوت التفضيلي، ليزداد خصوم الفريق الشيعي ومنافسوه تَشرذُماً بكثرة اللوائح من الشبان الطامحين والمهمشين، بحيث لا يعود هناك فريقٌ رئيسٌ لدى السنة الذين لا يشبه تيارهم الرئيس (تيار المستقبل) الأحزاب الصارمة المسيطرة على محازبيها، شأنَ الآخرين في اللعبة الانتخابية، وبحيث يصبح التنافس ليس بين اللوائح المختلفة، بل داخل كل لائحة (بسبب الصوت التفضيلي بالذات!).

«حزب الله» وحلفاؤه مسيطرون على المرفأ والمطار ومؤسسات الدولة والجيش من سنوات. وللتيار الوطني الحر (الفريق الرئيسي عند المسيحيين) سيطرة تالية لسيطرة الحزب، دعمها في عهد الحكومة الحالية بحجة استرجاع حقوق المسيحيين من السُّنة بالذات. وحجة رئيس الحكومة في تقبل ذلك كلّه، حفظ الاستقرار، ومحاباة حليفه الرئيس عون، وأنّ هذه الحكومة هي في النهاية حكومة تسوية، والتسوية تتطلب تنازُلات، لكنها حتى الآن من طرفٍ واحد. إنما لماذا وافق رئيس الحكومة إضافة إلى ذلك كلّه على قانون الإضعاف الانتخابي هذا؟

إنّ أهداف التيار الوطني الحر محلّية وترمي لاستعادة العصبية المسيحية. أما أهداف «حزب الله» وحلفائه، فتقصد إلى أن يحصلوا مع حلفائهم على أكثرية في مجلس النواب، تدعم «شرعية» سلاح الحزب، وتتيج إصدار قوانين قد تُحوِّل هوية لبنان ونظامه. وقبل أيام قال أمين عام الحزب لوفدٍ إيراني إنّ لبنان في الأصل فيه كثرة شيعية، وإنما تحول كثيرون منهم بسبب الاستضعاف في الماضي فصاروا مسيحيين أو سنة. أما الآن فالشيعة في ذروة قوتهم في لبنان والمنطقة، بسبب السياسات المباركة للولي الفقيه! والمعروف أنه بسبب التضييق الدولي والعربي على الحزب واعتباره تنظيماً إرهابياً؛ فإن تمثيله في البرلمان والحكومة لا يعكس في نظره قوته الحقيقية، أما الآن فقد بدأت أصواتٌ ترتفع بأنه لن يقبل في حكومة ما بعد الانتخاب إلاّ وزارات رئيسية؛ فكيف ستتعامل الدول مع وزير للخارجية أو المالية أو الداخلية أو الدفاع من الحزب؟ سوريا العربية مهدَّدة في انتمائها وديموغرافيتها ووحدتها. والعراق مهدَّدٌ في انتمائه وديموغرافيته واستمرار وتنامي التوتر والتطرف فيه. ولبنان الطائفي أصلاً مهدَّدٌ بسبب اصطناع غلبتين أوعصبيتين شيعية ومسيحية؛ تُستنسَخ فيه بقوة الغلبة قوانين انتخابية تزوّر إرادة الناخبين لإنتاج نظام لا يُشبههُ ولا يمثّله أبداً! فيا للعرب!

 

مخاوف لبنانية من التصعيد الاميركي : اين ستكون الضربة المقبلة؟

قاسم قصير/ موقع عربي 21/30 آذار/18

تخوفت بعض الاوساط السياسية اللبنانية من التغييرات الحاصلة في الادارة الاميركية ولا سيما تسلم جون بولتون مهمة مستشارالامن القومي للرئيس الاميركي ، وما يعلنه الاخير من اراء ومواقف تدعو للتصعيد ضد ايران وحلفائها ولا سيما حزب الله .

واعتبرت هذه الاوساط : ان لبنان يمكن ان يكون الساحة الابرز لتظهير التصعيد الاميركي في المنطقة ، ان بسبب تزايد دور حزب الله وايران في لبنان وسوريا ، او كونه الساحة المتواصلة مع الجبهات الاخرى.

وكان من اللافت في هذا الاطار المواقف التي اطلقها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في مقابلة له مع التفزيون الفرنسي والتي قال فيها : الآتي أميركيا مخيف لأنه يبشّر بمواجهة والمواجهة لن تكون في إيران إنما في لبنان وأقلّه سياسيا وسندفع ثمن المواجهة، وأحذر اي فريق لبناني داخلي بأن يراهن على فريق العمل الجديد الأميركي المتصلّب والمتصهين"، مشيرا إلى أن التغييرات ربما تطال أيضا وزير الدفاع الاميركي، مستطردا "إني اتحدث في السياسة ففي العسكر تعودنا على سياسات اميركا ودعمها لإسرائيل، وأما إذا حدثت ضربة عسكرية ستدمر لبنان ولكن لن ينتصروا لانه هناك مقاومة شعبية وطنية إسلامية". وتشير اوساط مقربة من جنبلاط انه يتابع باهتمام كبير التغييرات التي تجري في الادارة الاميركية وبعض التقارير الدبلوماسية والاعلامية التي تتحدث عن التصعيد الاميركي في المنطقة في المرحلة المقبلة ، وانه يدعو للحذر الشديد في التعاطي مع هذه التقارير وعدم الاستهانة بهذه الاجواء.

وبالتزامن مع الاجواء التي يتحدث عنها جنبلاط ، فان مصادر مطلعة على اجواء حزب الله والمقاومة الاسلامية تؤكد : ان الحزب عمد في الاسابيع الاخيرة الى اتخاذ سلسلة اجراءات ميدانية تخوفا من احتمال حصول تطورات عسكرية في لبنان او سوريا .

لكن مصادر مطلعة في بيروت تؤكد ل"موقع عربي21": ان اي تصعيد اميركي – اسرائيلي قد لا يحصل في الاسابيع القليلة المقبلة وذلك بسبب انشغال الادارة الاميركية بملفي كوريا الشمالية وايران وانه قبل الثاني عشر من ايار (مايو)، وهو الموعد الذي حدده الرئيس الاميركي دونالد ترامب للاعلان عن الموقف النهائي من الاتفاق النووي مع ايران، لا يمكن توقع حصول تطورات عسكرية او تصعيدية ، وان اي عمل عسكري قد يؤجل الى فصل الصيف ان لاسباب ميدانية او سياسية".

وفي مقابل هذه المخاوف من التغييرات الاميركية ، فان مصادر دبلوماسية في بيروت اوضحت : ان الدول الاوروبية ولا سيما فرنسا والمانيا تنشط على خط التهدئة وعدم التصعيد ان في وجه ايران او حزب الله ، والسعي لحماية الاستقرار الامني والعسكري في لبنان والمنطقة ، لان اي تصعيد سيكون له مخاطر كبرى ليس فقط على لبنان ، بل على الدول الاوروبية بسبب وجود مليون ونصف لاجيء سوري في لبنان ، واي تصعيد سيدفع هؤلاء للهجرة الى اوروبا ".

وبين المخاوف الجنبلاطية والتطمينات الدبوماسية ، يبدو ان اجواء التصعيد الاميركي ستزداد في المرحلة المقبلة ، وان الضغوط على ايران وحزب الله وروسيا ستشهد المزيد من الخطوات الدبلوماسية والمالية والسياسية ، وان هناك قرار اميركي – اسرائيلي بمحاصرة الدور الايراني ودور حزب الله في سوريا ، اضافة للضغط عليهما في لبنان ، وبموازة ذلك متابعة التصعيد الدبلوماسي ضد روسيا لمنعها من استثمار ما حققته في سوريا على الصعيد السياسي . اذن نحن سنكون امام مرحلة من التصعيد في الفترة المقبلة في مختلف الاتجاهات ، لكن تحول هذا التصعيد الى قرار باشعال الجبهة سواء في لبنان او سوريا او ايران لن يكون قرارا سهلا لانه سيفتح الباب امام مواجهة شاملة في المنطقة وهذا ليس لمصلحة القوى الدولية في هذه المرحلة.

 

الموازنة وسيدر – 1 و"الهلع الإنتخابي"

الهام فريحة/الأنوار/30 آذار/18

سبعةُ أيامٍ ويكون لبنان الرسمي في باريس في مؤتمر "سيدر واحد".

يوم الجمعة المقبل يُفترض أنْ يبدأ المؤتمر، الذي طال انتظاره ليضع لبنان على سكة إعادة النهوض، لجهة انطلاق البنى التحتية المحفزة للإستثمارات.

إنّه تحدٍ كبير محفوف بالمغامرة والآمال، لأنَّ ما يطلبه لبنان ليس بالشيء القليل، بل بما يقارب الـ17 مليار دولار على شكل قروض ميسرة، وإذا ما نجح لبنان في إقناع الدول المانحة في تقديم هذه القروض، فإنَّه يكون بذلك قد حقق أمرين:

إيجابي وسلبي في آن: الأمرُ الإيجابي هو تحريك عجلة الإقتصاد في البلد، والأمرُ السلبي هو بلوغ الدين العام في لبنان مئة مليار دولار للمرة الأولى في تاريخه. يذهب لبنان إلى "سيدر واحد" وهو متسلح بالموازنة العامة للعام 2018، التي تمّ درسها في لجنة المال والموازنة وإقرارها في مجلس النواب بسرعة صاروخية. وكان أحد شروط انعقاد مؤتمر "سيدر واحد" أنْ يكون لبنان قد وضع موازنته للعام 2018. صحيحٌ أنَّ لا إصلاحات أساسية وُضعت في الموازنة، ولكن ما يمكن التأكيد عليه أنَّ الموازنة شهدت تخفيضات راوحت بين 15% و20%، وهذا أمرٌ لا بأس به، بعدما كانت كل الموازنات السابقة تصاعدية.

المفارقة أنّ جلسة إقرار الموازنة العامة شهدت حضور عددٍ كبير من النواب غير المرشحين، وكأنهم يحضرون في جلسات وداعية، فيما غاب معظم النواب المرشحين الذين بدوا وكأنهم في سباق مع الوقت في حملاتهم الإنتخابية، باعتبار أنَّ المهلة الفاصلة عن السادس من أيار تمتد لخمسة أسابيع فقط.

التحدي الأكبر بالنسبة إلى المرشحين هو الصوت التفضيلي الذي يقلقهم، والسؤال الكبير الذي يطرحونه على أنفسهم هو: كيف بالإمكان معرفة أنَّ الناخبين الذين يعطوننا وعداً بوضعنا في خانة الصوت التفضيلي، أنّهم سيفون بوعودهم؟

يبدو أنَّ اللبناني "خبير ابتكارات"، ومن الإبتكارات التي بدأ التداول فيها لمعرفة كيف صوَّت الناخب؟ ولمن؟ أنْ يكون الناخب مزوداً بهاتفه وأنْ يصوِّر الورقة التي صوَّت عليها بحيث يظهر الصوت التفضيلي واللائحة التي وضعها. هنا يُطرَح السؤال، هل سيَسمح رئيس القلم في، أقلام الإقتراع، بإدخال الهاتف الخليوي؟

وفي حال سَمَح بذلك وعمد الناخبون إلى تصوير لمن اقترعوا، هل يدخل ذلك في نطاق خرق سرية الإقتراع؟ حتى اليوم لم يبتكر المبتكرون أية "حيلة" جديدة لمعرفة المقترعين غير التصوير عبر الهاتف الخليوي، وإلى حين ابتكار طريقة جديدة سيبقى المرشحون في حالٍ من "الهلع الإنتخابي" بين الوعود التي يتلقونها وبين حقيقة التصويت.

 

ماروني: البعض يملك المال فيما آخرون يملكون النضال

صونيا رزق/الديار/30 آذار 2018

لزحلة دائماً نكهتها في كل الاستحقاقات فكيف اذا كان هذا الاستحقاق نيابياً وعلى بعد شهر او اكثر بقليل، والنتيجة بعد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات السياسية منافسة شديدة على 7 مقاعد من خلال خمس لوائح هي:

- لائحة زحلة للكل: وتضّم تحالف المستقبل مع التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق، والمرشحون هم من تيار المستقبل: عاصم عراجي عن السنّة، نزار دلول عن الشيعة، وماري جان بلزكجيان عن الأرمن الأرثوذكس. فيما سمىّ التيار الوطني الحر 4 مرشحين هم: سليم عون عن الموارنة، ميشال سكاف وميشال ضاهر عن المقعدين الكاثوليكيين، وأسعد نكد عن الأرثوذكس .

 - لائحة زحلة قضيتنا: وتحوي تحالف القوات اللبنانية وحزب الكتائب، وتضم: المرشح القواتي جورج عقيص عن الكاثوليك ، والمرشح الكتائبي عن المقعد الماروني إيلي ماروني، وميشال فتوش عن المقعد الكاثوليكي الثاني، محمد علي ميتا عن السنةّ، عامر الصبوري عن الشيعة، وبوغوص كورديان عن الأرمن.

 - لائحة الكتلة الشعبية: تترأسها ميريام سكاف عن الكاثوليك، وتضّم نقولا العموري عن المقعد الكاثوليكي الثاني، بول شربل عن الموارنة، نقولا سابا عن الأرثوذكس، جورج بوشيكيان عن الأرمن، أحمد العجمي عن السنّة، وأسامة سلهب عن الشيعة.

 - لائحة زحلة الخيار والقرار: تضّم المرشحين نقولا فتوش عن الكاثوليك، خليل الهراوي عن الموارنة، ناصيف العموري عن الأرثوذكس، مرشح حزب الله أنور جمعة عن المقعد الشيعي، ادي دمرجيان عن المقعد الأرمني، ووجيه عراجي عن المقعد السنيّ.

- لائحة كلنا وطني: وتضّم وجوهاً من المجتمع المدني وتبدو معركتها شكلية في ظل الاسماء البارزة في الكتل الاربع التي ذكرناها.

 وفي هذا الاطار يشير عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني المرشح عن المقعد الماروني في زحلة خلال حديث ل « الديار» الى وجود هجمة على زحلة لسلبها قرارها عبر بعض الأحزاب الغريبة عن نسيجها، ويقول: «لا شك في ان المعركة صعبة كما ان القانون الانتخابي الحالي غريب عجيب يعمل على التفرقة وعلى إحراج الناس إزاء عملية الاقتراع، لانهم سيختارون اللائحة كلها إكراماً لمرشح يؤيدونه، فلا مجال للتشطيب ووضع إسماء أخرى بديلة، وهذا يشكّل صعوبة لدى الناخبين لان القانون غير مفهوم بكل جوانبه بالنسبة لهم، فهو صعب ويحوي تعقيدات نعمل على شرحها لهم». معتبراً بأن خطورة المعركة تكمن في ضرورة إبقاء صوت المعارضة في المجلس النيابي.

 وعن وجود حماسة لدى الناخبين للتغيير، لفت الى ان «القدرة التغييرية موجودة في زحلة، لكن بدأت تنتشر منذ فترة لعبة المال ونحاول مع كل الشرفاء والراغبين بالتغيير على إفهام البعض بأن المال آنيّ، فيما البلد ذاهب نحو الانهيار وعلينا ان نجهد لإبقائه». سائلاً: «لماذا يريد البعض شراء أصوات الناس للوصول الى السلطة؟، أليس من اجل مصالحه الخاصة فقط؟. مؤكداً بأنهم يراهنون على وعيّ الناخبين وادراكهم لإسقاط الرشاوى».

 ووصف ماروني المعركة في زحلة بالصعبة لان خمس لوائح تتصارع، وهنالك مَن يملك المال فيما آخرون يملكون التاريخ والنضال . كما ان طبيعة القانون تفرض على المرشحين ان يتباروا ضمن اللائحة الواحدة، فضلاً عن ان المعركة قائمة بين تأمين الحاصل والصوت التفضيلي.

 وعن اللوائح الاكثر منافسة في المدينة، قال:« هنالك ثلاث لوائح هي: لائحة تحالف الكتائب والقوات « زحلة قضيتنا «، ولائحة «زحلة للكل» التي تضّم المستقبل والتيار، ولائحة حزب الله «زحلة الخيار والقرار».

وعن إيجابيات التحالف الكتائبي- القواتي في زحلة، رأى بان هذا التحالف اعطى راحة للشارع المسيحي وزخماً لعملية الاقتراع، لانه يهّم الناس خصوصاً ان خطابنا السياسي متشابه مع خطاب القوات اللبنانية.

 وحول هوية الحزب الأقوى اليوم في المدينة، قال ماروني: «كل الأحزاب متساوية تقريباً في زحلة من ناحية وجودها، إضافة الى العائلات والشخصيات المستقلة، وإلا لكان أي حزب شكّل لائحة بمفرده.

 وفي اطار أولوياته في برلمان 2108، أشار الى ان مشروع الكتائب 131 هو انمائي وسياسي ويطرح الحلول وسأعمل على تحقيقه، كما سأقترح إلزامية الدوام في المجلس النيابي من قبل النواب لإستقبال الناس، إضافة الى اهتمامي بالمراجعات مع السلطة التنفيذية المقبلة لتحقيق المشاريع لزحلة.

 في غضون ذلك تنقل مصادر سياسية عن اغلبية المرشحين في زحلة بأن المعركة ليست سهلة ابداً وقد تحصل مفاجآت غير متوقعة.

 

حروب إردوغان... وأحلامه العثمانية

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/30 آذار/18

يختلف رجب طيب إردوغان عن رؤساء الجمهورية التركية الذين تعاقبوا على هذا المنصب منذ قيام هذه الجمهورية في أواسط العقد الثالث من القرن الماضي. ويدغدغ أحلاماً كامنة في أذهان عدد غير قليل من الأتراك لإعادة إحياء تاريخ قديم.

ومن الصعب متابعة ما يفعله الجيش التركي حاليا في مناطق الشمال السوري من استيلاء على المدن وطرد أهلها وتغيير وضعها الديموغرافي، وما يهدد بالقيام به في شمال العراق خصوصاً في إقليم سنجار، من دون وضع كل ذلك في إطار أحلام التوسع التركي، سواء كانت هذه الأحلام قابلة للتحقيق أم لا، خصوصاً أنها تواجه ضغوط السياسات الدولية، وعلى الأخص المواجهة الأميركية والغربية لهذه الأحلام. لم ينسَ إردوغان ظروف انهيار الإمبراطورية العثمانية، ولم ينسَ كذلك محاسبة من يعتبرهم «مسؤولين» عن هذا الانهيار، عرباً كانوا أم غربيين. ومثل أحلام أعداد لا بأس بها من العرب بإيقاظ نزعات «القومية العربية»، رغم ما خلفته الأحزاب القومية التي حملت تلك الشعارات من مآس، نحصد آثارها اليوم، يبدو حلم القومية التركية قابلاً هو أيضا لجذب المآسي. في التاريخ دروس عميقة لمن يعرف كيف يستفيد منها ويتعلم.

لا يخفي إردوغان حلمه الذي يعمل لتحقيقه من أجل أن تكون الجمهورية التركية «امتداداً للإمبراطورية العثمانية». في مناسبات كثيرة عبر عن ذلك، قبل توليه مسؤوليات رئاسة الحكومة ثم رئاسة الجمهورية. وفي مدينة إسطنبول تحديداً عمل على إحياء أكثر من موقع أثري يمثل رمزاً للحقبة العثمانية. ولا ضير في ذلك طبعاً لولا أنه يرتبط في ذهن إردوغان بمشروع سياسي أوسع. أثناء مشاركته في الاحتفال بالذكرى السنوية لوفاة السلطان عبد الحميد الثاني التي أقيمت الشهر الماضي في قصر يلدز بإسطنبول (وهذا احتفال جديد أحياه إردوغان) قال إن «هناك من يعمل على محو الماضي، وعلى أن يبدأ تاريخ تركيا سنة 1923 (تاريخ إعلان أتاتورك للجمهورية)، وهناك من يبذل جهده لانتزاعنا من جذورنا وقيمنا العميقة». وكان يرد بذلك على انتقادات أحزاب تركية معارضة ومواقف خارجية تدعو تركيا إلى احترام حدودها وحدود جيرانها.

ومثل كل الذين تنتفخ كبرياؤهم بأحلام العظمة، يستعين إردوغان وأمثاله بالتاريخ وبرجال الماضي، ولو كان هذا التاريخ أو رجاله لا يقدمون شيئاً ملموساً يفيد الحاضر. خذ مثلاً ما يفعله فلاديمير بوتين بروسيا التي تصطدم اليوم بمعظم دول العالم، فيما رئيسها يقرأ على مواطنيه من ذكريات كاترين الثانية وبطرس الأكبر، ويدغدغ أحلامهم بعظمة «القومية الروسية»، وبضرورة شعورهم بفخر الانتماء إليها.

يختلف رجب طيب إردوغان في أحلامه العثمانية عن معظم من سبقوه من رؤساء أو رؤساء حكومات، إن لم يكن كلهم. في ثمانينات القرن الماضي أتيح لي لقاء ثلاثة منهم، نشرت مقابلات معهم خلال تغطيتي آنذاك للأحداث التركية في الشقيقة مجلة «المجلة». من الجنرال كنعان إفرين، الذي قاد انقلاباً عسكرياً سنة 1980 وبقي رئيساً حتى 1982، ثم تورغوت أوزال الذي أشرف على تحسين العلاقات التركية - الكردية بعد سنوات طويلة من الخصومة والعداء والحملات العسكرية في مناطق الأكراد في الجنوب الشرقي، حتى نجم الدين أربكان، الذي يعتبره إردوغان والده الروحي. كلهم كانوا قانعين بالجمهورية التركية وبحدودها، وبعلاقات طبيعية مع جيرانهم العرب، وبعدم التدخل في شؤونهم، بمن فيهم أربكان الذي كانت في ذهنه دائماً صورة قاتمة للعلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي، لكنه لم يكن من الحالمين بإحياء الإمبراطورية العثمانية، مثلما هو إردوغان.

في تدخله في الحرب السورية، استفاد إردوغان من أن سوريا أصبحت أرضاً مفتوحة لكل من شاء التدخل بمبرر أو من دون مبرر. الروس والإيرانيون والأتراك موجودون على الأرض السورية، إما لدعم النظام وإما للمحافظة على مصالحهم المذهبية فيه، وإما بحجة محاربة «الإرهاب»، كما يزعم الأتراك في حملتهم الحالية في الشمال السوري. ومع أن إيران وقفت إلى جانب بشار الأسد منذ بدء الحرب، وروسيا تدخلت قبل سنتين لإنقاذ الرئيس السوري، عندما كان نظامه مشرفاً على الانهيار، فقد كان البلدان صريحين في أهدافهما من وراء المشاركة في الحرب السورية، لكن إردوغان وحده بقي يرفع الشعارات عن محاربة النظام السوري والدعوة إلى إسقاطه، فيما كانت قواته تنسق على الأرض مع كل من موسكو وطهران، بحيث صار ممكناً الحديث عن «ترويكا» إيرانية - روسية - تركية لتقاسم الأشلاء السورية، وانتزاع ما أمكن منها، كلٌّ لحساباته ومصالحه الخاصة. وهكذا، فيما تتقدم عمليات التهجير في الغوطة الشرقية، التي كان يفترض أن تكون مشمولة باتفاق «مناطق خفض التصعيد»، تجري في الوقت ذاته عمليات تهجير مماثلة من بلدة عفرين ومحيطها، فيما يرفع إردوغان شعار «غصن الزيتون»، وذلك بحجة مكافحة «الإرهاب الكردي» الذي يقول الرئيس التركي إنه عدوه الأول. وذلك رغم أن الأكراد كانوا بين القوى التي واجهت تنظيم داعش سواء في سوريا أو في العراق، إن لم يكونوا في مقدمتها. كما كانت عفرين قبل حرب إردوغان عليها ملجأ لكل الهاربين من الحرب السورية، من مختلف الأديان والأعراق.

وينفذ الرئيس التركي عمليته تلك بواسطة قوات من «الجيش السوري الحر»، الذي كان يفترض أن يكون نواة لجيش سوريا الجديدة، بعد قيام نظام عادل يحافظ على حقوق مواطنيه كافة في ظل مبادئ التعايش والمساواة. وأذكر رهاننا، مع بدايات الثورة السورية، على الحلم المتمثل بمجموعة الضباط الذين انشقوا آنذاك عن الجيش النظامي، وشكلوا نواة ذلك الجيش، وكانوا من أبرز قياداته، من دون الدخول في تعداد الأسماء، ومن مختلف الطوائف والمذاهب، بما فيها الطائفة العلوية، الذين رفعوا شعارات كانت قابلة للتحول إلى مشروع استقطاب واسع. غير أن ضربات متتالية لتلك الشعارات، من النظام أولاً ثم من مختلف القوى الخارجية العاملة للحفاظ على مصالحها، بمعزل عن مصلحة السوريين، قضت على ذلك الحلم. وأخيراً جاءت الضربة القاضية من خلال إغراق «الجيش السوري الحر» أو ما تبقى من «أحراره» في المعركة ضد الأكراد السوريين في الشمال السوري، بذريعة محاربة «الإرهاب»، في تجاهل للأغراض التركية من وراء تدخل بهذا الحجم عند حدودها، يهدد بالتوسع إلى تل رفعت وإلى منبج، بل حتى إلى المنطقة الحدودية مع العراق، في إقليم سنجار ومحيطه. ما أبعد الشعار الذي رفعه رئيس حكومة تركيا «المخلوع» أحمد داود أوغلو «صفر مشكلات مع الجيران» عمّا تشهده علاقات تركيا مع جيرانها هذه الأيام.

 

«النووي» الإيراني... شبح زائف لاتفاق واهم

أمير طاهري/الشرق الأوسط/30 آذار/18

هل يشير تعيين جون بولتون في منصب مستشار الأمن القومي الأميركي إلى اعتزام الرئيس دونالد ترمب الانسحاب الرسمي مما يعرف بالاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما؟

إن الإجابة الشائعة لدى مختلف المعلقين هي «أجل»، وبقوة!

وكان الرئيس ترمب قد تعهد منذ فترة ليست بالقصيرة بتمزيق الاتفاق النووي، وكان السيد بولتون من أبرز المشككين في الاتفاق، واصفاً إياه بأنه يمثل أسوأ الأمثلة على الاسترضاء المزري.

وهكذا، وفي مايو (أيار) المقبل، عندما يحين موعد التصديق الدوري على الاتفاق النووي، فمن المحتمل لفكرة الرئيس ترمب بتمزيق الاتفاق السيئ أن تحظى بمزيد من التأييد الواسع داخل الإدارة الأميركية.

وفي واقع الأمر، وبعد بضعة أيام قليلة من تعيين بولتون في منصبه الجديد، كسر بهروز كمالفاند، الناطق الرسمي باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، عاماً كاملاً من الصمت المطبق عندما تفاخر بالخطط الإيرانية الطموحة والجديدة لتسريع وتوسيع نطاق جهود الجمهورية الإسلامية على مسار المشروع النووي.

ويدور الضجيج الحالي في طهران حول توقعات المؤسسة الرسمية برفض الرئيس الأميركي التوقيع على تجديد التصديق على التزام إيران ببنود الاتفاق النووي، وربما يصدر الأوامر بتشديد العقوبات الاقتصادية الراهنة ذات الصلة بالاتفاق المذكور. ومع ذلك، يبدو أن طهران عاقدة العزم على مواصلة التزامها الرسمي ببنود الاتفاق النووي جزءاً من استراتيجيتها لدق إسفين سياسي بين الجانب الأوروبي وبين الإدارة الأميركية التي لا تحظى بقدر كبير من الشعبية في القارة العتيقة.

وتدور حسابات طهران حول أن انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس قد تحرم الرئيس ترمب من التأييد الحاسم المنشود داخل الكونغرس، وتمهد الطريق أيضاً نحو هزيمته في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبالتالي، فإن من أحذق الطرق هي إبقاء الجميع منشغلين بالقضية النووية التي يعتقد الجانب الأوروبي، إلى جانب جزء لا بأس به من المؤسسة السياسية الرسمية في الولايات المتحدة، بأنهم قد نجحوا في تسويتها بفضل ذلك «الاتفاق»، في حين أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمرة في مراوغتها التي تجاوزت عقدين من الزمان بشأن القضية ذاتها.

وإيران وحدها هي التي تعرف تماماً قدر نواياها الحقيقية في هذا الصدد.

وإيران محقة عندما تقول إنها لا تعمل على إنتاج الأسلحة النووية. لكن ما الذي تقوم به إيران فعلياً هو تهيئة المجال تماماً من حيث تأمين القدرات التقنية، والصناعية، والموارد اللازمة لإنتاج مثل هذه الأسلحة إذا ما قررت المضي قدماً على هذا المسار.

وفي حين أن الجمهورية الإسلامية لا تقوم بتصنيع الأسلحة النووية في الوقت الراهن، إلا أن هناك برنامجاً قائماً ومصمماً لإنتاج هذه الأسلحة في غضون شهور معدودة. والأمر بمثابة الشيف الذي يجمع كل ما هو مطلوب لصنع الحساء غير أنه لا يشرع فعلياً في الطهي حتى يتأكد من ميعاد وصول الضيوف.

تمكنت إيران، خلال العقود الثلاثة الماضية، من تدريب وتعيين العلماء وتأمين الخبرات الفنية اللازمة، وشيدت المراكز البحثية المطلوبة، وأقامت المنشآت الضرورية لاستكمال الدورة النووية الكاملة، بدءاً من المواد الخام وحتى المنتج النهائي.

ويعتمد جزء من العقيدة الدفاعية الوطنية الإيرانية على المقدرة على إنتاج ونشر الأسلحة النووية في غضون فترة زمنية وجيزة. قبل اندلاع الثورة الإيرانية كانت الحكومة في طهران تعتبر جارتها الشمالية، الاتحاد السوفياتي السابق، بأنه «القوة النووية العظمى» التي تشكل التهديد الخطير على الأمن القومي للبلاد. وكان الافتراض السائد يدور حول أنه في حالة الغزو السوفياتي للبلاد، يتعين على إيران أن تكون في موقف يسمح لها باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية حال انتظارها للحليف الأميركي القوي الذي سوف ينطلق لإنقاذها. لكن بعد استيلاء الملالي على السلطة في البلاد، تحولت العقيدة الدفاعية الوطنية الإيرانية إلى الاعتماد على فرضية أن إيران، في يوم من الأيام، سوف تخوض حرباً مباشرة مع الولايات المتحدة، وحلفائها من الدول العربية، و- أو دولة إسرائيل.

ويدور الافتراض الرئيسي لدى خبراء الاستراتيجية الإيرانيين بأن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل خوض الحروب الطويلة. ومن الضروري، وفقاً لذلك، حصر قواتها على الأرض ورفع معدلات القتل بين صفوف قواتها للمستويات غير المقبولة تماماً لدى الرأي العام الأميركي.

في الأثناء ذاتها، ترفع إيران من درجة استعداد أسلحتها النووية للمستوى الأقصى، وتعلن التهديد بشن الحرب النووية وسيلةً لإجبار الولايات المتحدة على قبول وقف إطلاق النار، والانسحاب الفوري من أي جزء كانت قد احتلته من التراب الإيراني.

ولقد أشار الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني علناً فيما سبق إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية ضد حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين، ولا سيما دولة إسرائيل.

وصرح رفسنجاني قائلاً في خطاب ألقاه في طهران في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2000: «يمكن لإسرائيل، في الحرب النووية في المنطقة، أن تتمكن من قتل 100 مليون مسلم. ويمكن للمسلمين تحمل مثل هذه الفاجعة، مع العلم أنه في المقابل، لن يبقى لإسرائيل من أثر على خريطة المنطقة».

كما تحدث كبار القادة العسكريين في إيران عن الصدام العسكري مع الولايات المتحدة باعتباره التهديد الخطير الوحيد على بقاء النظام الخميني في البلاد.

وهم يعتقدون أنهم يملكون ثلاث بطاقات رابحة يلعبون بها.

وبطاقة إيران الأولى هي الاحتياطي الديموغرافي الهائل والبالغ 20 مليون مواطن ممن هم في «سن القتال»؛ مما يعني توافر المقدرة على تحمل مستويات من الخسائر البشرية التي لا تتصورها أو تصدقها الولايات المتحدة.

والبطاقة الثانية هي أن إيران قد أصبحت بالفعل قوة صاروخية كبرى في منطقة الشرق الأوسط، ويمكنها استهداف كافة حلفاء واشنطن في المنطقة.

والبطاقة الإيرانية الثالثة الرابحة هي برنامجها النووي. وفي غياب هذه البطاقة لن يكون للبطاقتين الأخريين من تأثير يذكر على أرض الواقع، ولا سيما في حالة إطلاق الولايات المتحدة للجيل الجديد من الأسلحة النووية منخفضة التأثير والمصممة للاستخدام المحدود في ميادين القتال.

ولم تتمكن إيران من احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين رهائن لديها باستخدام الأسلحة النووية، كما أنها لم تستخدم القنبلة الذرية في مقتل 241 عنصراً من مشاة البحرية الأميركية في بيروت. إن الأضرار التي تلحقها إيران بكل من أفغانستان، والعراق، واليمن، والبحرين لا تستند إلى الترسانة النووية الإيرانية المزعومة في قليل أو كثير. لذلك؛ فإن السؤال الحقيقي هو: كيف يمكن التعامل مع القوة المنفردة التي أسست استراتيجيتها القومية على ركيزة خلق الخلاف وزعزعة الاستقرار ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما في كل مكان تستطيع الوصول إليه؟

يعتقد صقور واشنطن، ومن أبرزهم جون بولتون، أن السياسة الواقعية الوحيدة التي يتعين اعتمادها إزاء إيران هي سياسة تغيير النظام الحاكم هناك قبل أن يتمكن الخمينيون من بناء الترسانة النووية الحقيقية. كما أنهم يعتقدون أنه يمكن تحقيق تلك الغاية عبر مزيج من الضغوط العسكرية والدبلوماسية المقترنة بالدعم المعنوي والمادي من قبل الحركة المؤيدة للديمقراطية في الداخل الإيراني. ويخشى الجانب الأوروبي، رغم ما تقدم، أن أي محاولة لتغيير النظام الحاكم في إيران، حتى وإن كانت بالقوة الناعمة، قد تسفر عن اندفاع الإيرانيين للهجوم على أفغانستان، ودول الخليج، والعراق، والقوقاز، ولبنان، والأراضي الفلسطينية.

فهل يمكن صياغة السياسة الواقعية المتصورة من خلال التقدير الواعي لكلا الموقفين؟ فإن كانت الإجابة بنعم، فسوف يستلزم الأمر قدراً أكبر من التعقيد من مجرد جدلية «التصديق أو عدم التصديق على الاتفاق النووي» حول ما بدا في حقيقة الأمر أنه شبح زائف لاتفاق واهم ناجم عن خيالات سقيمة وعابثة.

 

الوطن ضد المواطن

حسام عيتاني/الحياة/30 آذار/18

في بلادنا، غالباً ما ينتصر الوطن على المواطن. الأول هو مكان يعيش فيه سعيداً ويحكمه مديداً القائد- الرمز- الضرورة، الذي بعثه الخالق أو القدر أو التاريخ لينقذ هذه النواحي المهدّدة من أعداء الخارج وعصاة الداخل. جسامة المهمة التي يحملها الحاكم على كاهله وخطورة الأوضاع التي يأتي لتغييرها تجعله خارج النقد والمحاسبة والمساءلة، على ما ينبغي أن يخضع له خلق الله الفانون. المواطن، في المقابل، هو ذلك النكرة الذي لا معنى لحياته ولا لكرامته والذي قد يموت دهساً في الطريق أو غرقاً في مركب مهاجرين، من دون أن يُعرف له أصل أو فصل ومن دون أن يطالب أحد بالعدالة له وإنزال العقاب بقتلته أو بمن يستغله حياً وميتاً. رقم زائد في لوائح الناخبين الغفل. واسم لا يعني شيئاً في قوائم الضحايا المجهولين. الوطن في هذه الخريطة لا علاقة له بالمواطن وإن تشابه اللفظان. الوطن يتعرض لمؤامرات الأعداء حتى لو كانوا يدفعون بلايين الدولارات كمساعدات سنوية وحتى لو كان التنسيق الأمني معهم يجري في المسائل الأكثر حساسية، وتُعقد معهم الصفقات الضخمة التي يقول البعض إنها تمتهن كرامة الوطن قبل اقتصاده. لكن ضرورة إنقاذه من المؤامرات تُملي تمسك الحاكم بالسلطة ولو كان يفتقر إلى أي شكل من أشكال البرامج المستقبلية والرؤى لما يجب أن تكون عليه أحوال المواطن بعد عام أو عامين.

فالقائد يقود، ولا يلقي بالاً إلى صغائر وتوافه من نوع التعليم والصحة والسياسة. لو فعل ذلك لما كان قائداً ولتحول إلى رئيس عادي مثله مثل رؤساء تلك الدول السخيفة التي تعتبر أن مشاغلها الأساسية هي ضمان صحة ورفاه وتعليم وعمل مواطنيها. كيف لقائد أن ينزل إلى مستوى الرئيس- الموظف الباحث عن حلول لمشاكل الإسكان والبيئة والطاقة؟ لا! القائد شخص مختلف تمام الاختلاف. مهمته هي إفشال المؤامرات وتحقيق المكاسب الإستراتيجية التي، وإن لم يفهمها المواطن الجاهل، إلا أنها ترفع من شأن البلاد عالياً وتضعها في مصاف الدول الكبرى!

وما على المواطن إلا تفهّم هذه الحقائق وإن أعاقت بساطة تفكيره قدرته على إدراك الجوانب العميقة من خطة القائد. أما إذا خطر في بال هذا الكائن البائس أن يتطاول على أسياده القادة، فالتجارب الحديثة معروضة أمامه لتخبره عواقب التمرد. وإذا كان قادة الخمسينات والستينات العرب قد اكتفوا بالسجون وبزنازين المعتقلات لإفهام من يصعب الفهم عليه بأهمية عمل القائد وسمو مصلحة الوطن التي لا يفقهها إلا القائد، على كل مصلحة أخرى، فإن قادتنا الحاليين طوروا أساليب إقناعهم لتشمل الغازات الكيماوية والتغيير الديموغرافي والتطهير العرقي والطائفي. لكنهم، وبصفتهم ورثة أمناء لتقاليد الماضي المجيد، احتفظوا بالانتخابات كوسيلة لا غنى عنها يمنح بها القائد الشرعية للوطن، وليس العكس، كما اقترح ذات تنوير كتاب ومفكرون لم يعرفوا بواطن الأمور في بلادنا التي صنعت الحضارة ولا تحتاج إلى أفكار معلبة ومستوردة. فالشرعية، لا تصدر فقط من فوهة البندقية كما قال مؤسس الصين الشعبية. الشرعية تصدر من بين شفتي القائد أولاً. ولا بأس إذا جاءت البندقية لتؤكد ما تفضل به. وهكذا تمضي أيامنا في سعادة متصاعدة من انتصار إلى إحباط مؤامرة إلى التصدي لعدوان غاشم. فلا يبقى لدينا إلا الموت فرحاً في أوطاننا المنصورة وتحت صور قادتنا الخالدين.

 

بين طرد الديبلوماسيين وإيران وسورية

وليد شقير/الحياة/30 آذار/18

 من الطبيعي ألا يؤثر طرد أكثر من عشرين دولة غربية وأوروبية ديبلوماسيين روساً على خلفية اتهام موسكو بتسميم الجاسوس الروسي (لمصلحة بريطانيا) سيرغي سكريبال وابنته، على ميزان القوى بين موسكو من جهة، ودول الغرب والولايات المتحدة الأميركية، من جهة ثانية، لكن أكبر إجراء من هذا النوع في العلاقات بين الدول يؤشر إلى الانقسام الدولي الذي يتردد الخبراء في وصفه بالحرب. كان يمكن لأزمة سكريبال أن تنحصر بين بريطانيا وروسيا لولا أن الصراع الأميركي الروسي على النفوذ في أوروبا يأخذ مداه الواسع منذ سنوات، ولولا امتداده إلى سورية والشرق الأوسط. ومن ميادينه التنافس على السيطرة على أسواق النفط والغاز، والذي اكتسب زخماً جديداً مع الاكتشافات الجديدة في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. لطرد الديبلوماسيين الروس رمزيته. بعد سلخ موسكو القرم عن أوكرانيا في ردها على توسع «الناتو» نحو حديقتها الخلفية الحيوية، والرد الغربي بالعقوبات القاسية على اقتصادها، لم يجد فلاديمير بوتين سوى الميدان السوري للرد على الاستخفاف الأميركي بمصالح دولته. ومنذ 2015 لم يعد يملك سوى تلك الورقة لممارسة الحرب بالواسطة مع دول الغرب بموازاة أوراق أخرى ثانوية قياساً إلى عقيدته الردعية الجديدة بالذهاب إلى القتال حيث يعتبر أن المصالح الروسية مهددة. ينغمس بوتين أكثر فأكثر في التدخل في سورية، الميدان العسكري الوحيد المتاح له راهناً، في رده على تجاهل الغرب القوة العسكرية المتنامية لبلاده، فيساهم في إسقاط حلب تارة ويهجم على الغوطة تارة أخرى... لكنه يتعثر في تثبيت انتصاراته الميدانية بالحل السياسي، فيهرب إلى الأمام ويزداد تورطاً في المستنقع السوري ويستنزف موازنة بلاده، بعد أن خابت توقعاته بنمو في الاقتصاد للعام 2018، يعوض خسائر العقوبات. ويجبره التورط في سورية، تارة على صراع خفي مع شريكه الإيراني المتعثر اقتصاده هو الآخر، والساعي إلى تعويض استثماراته المالية في بلاد الشام بعقود إعمارية وعسكرية، ينافسه الدب الروسي عليها، وأخرى بمراعاة الحليف التركي الخائف من أن يمس تقاسم النفوذ المحتمل على الخريطة السورية مع واشنطن، إلى تهديد وحدة السلطنة. وهو مضطر لمراعاة مصالح صديقه الإسرائيلي فيغض النظر عن اختراقه الأجواء الخاضعة لسيطرته من أجل قصف الوجود الإيراني ومنع توسعه. ومضطر أيضاً للتعامل مع جموح نظام بشار الأسد نحو استعادة السيطرة بإيقاع يخالف إيقاعه، ومناوراته مع دول الغرب. هذا فضلاً عن أن عليه أن يتجنب الاصطدام المباشر بالوجود الأميركي على الأرض الذي يتوزع كما قالت موسكو نفسها على 20 قاعدة. إنه في اختصار مجبر على إدارة فوضى المصالح والنفوذ والحضور العسكري للعديد من الدول. تندلع أزمة سكريبال في وجه الكرملين في توقيت يزيد من تعقيد الحسابات الروسية. فالتغيير في رجالات الإدارة الأميركية يعزز اتجاهات التشدد في مواجهة حليف بوتين الإيراني قبل 6 أسابيع من القرار المفترض لدونالد ترامب في شأن تجميد قبوله بالاتفاق النووي مع طهران أو مواصلة الالتزام به، وفي وقت تصعد الأخيرة من هجومها على السعودية انطلاقا من اليمن، بقصفها الأراضي السعودية بعدد غير مسبوق من الصواريخ، في وقت تجدد المملكة شراكتها مع إدارة ترامب على مواجهة التمدد الإيراني. فيما تنتشي قاعدة حميميم الروسية بالتفوق على الغوطة، بالاستعداد لتجديد محاولاتها القضاء على حل «جنيف» للأزمة السورية عبر العودة إلى مسار «سوتشي» في القمة الروسية الإيرانية التركية بعد أيام، ينقسم الفريق الجديد في واشنطن بين منطق مواجهة الحليف الإيراني لموسكو بالحرب أو بالوسائل الاستخبارية والقوة الناعمة. فمجيء جون بولتون إلى البيت الأبيض يرمز إلى الفريق المستعد لأي نوع من الحروب بالشراكة مع إسرائيل. لكن مجيء مايك بومبيو إلى وزارة الخارجية يرمز مع وزير الدفاع جيمس ماتيس، إلى التشدد في مواجهة التوسع الإيراني بالعقوبات والحصار والضغوط الاقتصادية ودعم الحلفاء في المنطقة، وترك إسرائيل تنفذ ضرباتها المحدودة التي لا تأخذ المنطقة إلى الحرب. وهناك من هذا الفريق من يعتقد أن تقليص نفوذ روسيا في سورية قد يكون «بتركها تنتصر» فيها وتغرق في إدارة مناطق النفوذ التي اقتطعتها مع طهران، وتواجه الحروب المتنقلة التي تغذيها واشنطن، مثلما حصل للاتحاد السوفياتي في أفغانستان. ويترك أصحاب هذا التوجه الحجج لتنفيذ ضربات محدودة في سورية معلقة، إلى أن يحين استخدامها، مثل اتهام النظام بأنه استعمل الكيماوي. وفي الحالتين يرمي الضغط على موسكو إلى دفعها للخيار بين أن تبتعد عن طهران وبين أن تشترك معها في مواجهة الضغوط.

 

في انتظار أيار لحسم الموقف من إيران

سليم نصار/الحياة/30 آذار/18

منذ اغتيال يوليوس قيصر في منتصف آذار (مارس) سنة 44 ق.م. ارتبط اسم هذا الشهر بالكوارث والحروب وكل ما ينبئ باحتمال وقوع أحداث سلبية. من هنا رأى المراقبون في التوقيت الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب لإجراء تعيينات مفاجئة في إدارته مؤشراً لافتعال حرب في منطقة الشرق الأوسط. وقد أجمعت التعليقات التي قوّمت مواقف «الصقرَيْن» على أن العنف هو الصفة الوحيدة التي يعرفها جون بولتون ومايك بومبيو. صحيفة «واشنطن بوست» استغلت هذا التعيين لإعادة نشر حديث أجرته مع جون بولتون قبل مدة قصيرة، توقع فيه موت الاتفاق النووي مع إيران، كما أوصى في الحديث ذاته بضرورة تغيير النظام الإيراني أو إسقاطه. وبدلاً من أداء دور ديبلوماسي متحفظ بعد تعيينه مستشاراً للأمن القومي، كرر معزوفة التشدد والتصلب، معلناً أن سياسة أميركا يجب أن تركز على إنهاء إيران- الثورة قبل حلول الذكرى الأربعين. أي قبل سنة 2019. وحول هذا التعيين، حذرت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية في افتتاحيتها من خطر استبدال هـ. ر. ماكماستر بالصقر المتحمس الداعي للحروب الوقائية جون بولتون. علماً أنه تجنب القتال في فيتنام، ولكنه ظل يحث شبان أميركا على الحرب. ولقد كرر هذا الموقف من فوق منبر الأمم المتحدة، الأمر الذي أثار انتقاد خصومه ممن وصفوه بأنه شخص لا يتغير في عالم متغير.

والثابت أن تخلي ترامب عن وزير خارجيته ريكس تيلرسون، واستبداله بمايك بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، هو أن الرئيس الأميركي عازم على نسف الاتفاق النووي مع إيران. خصوصاً أن الوزير الجديد يُعتبر من صقور الإدارة، وأنه في مستوى بولتون من حيث الاندفاع لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني. في وقت سابق، كان بولتون قد صاغ مع صديقه فرد فليتز ورقة عمل حول كيفية الخروج من التزامات الاتفاق النووي الإيراني. وجاء في حيثيات تنسيق القرار مع الدول الحليفة ضرورة استغلال الوقت المناسب لاعتبارات عدة، أهمها:

أولاً- إن الزعيم الروحي علي خامنئي يبحث منذ مدة عن شخصية لائقة ونافذة يمكن أن تملأ الفراغ الذي سيحدث أثناء تغيّبه بسبب المرض. ويبدو أنه وجد صعوبة في انتقاء هذه الشخصية بسبب الخلاف المستعر بين الرئيس حسن روحاني من جهة وبين قادة الحرس الثوري من جهة ثانية. ذلك أن قادة الحرس يدفعون باتجاه استئناف حرب اليمن ومعارك المحافظة على نظام بشار الأسد بأي ثمن.

في حين يرى روحاني أن التظاهرات الضخمة التي شهدتها شوارع المدن الإيرانية مطلع هذه السنة، تمثل أفضل مؤشر على احتمال انفجار ثورة ضد الثورة.

ثانياً- تعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن يوم 12 أيار (مايو) سيكون يوماً مهماً، كونه يشكل توقيت المراجعة المطلوبة لتنفيذ الاتفاق الذي وقِّعه في فيينا ممثلون لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما وأربعة آخرين من الاتحاد الأوروبي. وقد نصحت هذه الأجهزة بضرورة الضغط على إيران لأنها محشورة في عدة زوايا، ولأنها تمر في أسوأ ظروفها السياسية والاقتصادية منذ توقيع اتفاق فيينا سنة 2015.

وفي الوقت ذاته، حذرت تلك الأجهزة من غموض القدرة التنفيذية لدى إدارة ترامب، وما إذا كانت تستطيع تحقيق ذلك من دون جرّ المنطقة إلى مواجهة عسكرية.

الحكومة الإيرانية أعلنت في أكثر من مناسبة أن إلغاء الاتفاق معها يعفيها تلقائياً من قيود الحظر على إنتاج قنبلة نووية. وهي بهذا الإشعار تريد إظهار المخاطر الذي يحمله قرار الإلغاء المتهور.

وفجأة، وبدون مقدمات، باشرت الصحف الإسرائيلية في كشف سرّ خطير يتعلق بعملية هجوم جوي نُفِّذ في السادس من أيلول (سبتمبر) 2007، ضد هدف سوري قرب دير الزور. وكانت إسرائيل قد نجحت في التعتيم على الخبر حتى سنة 2012، أي عندما نشرت مجلة «نيويوركر» تحقيقاً مفصلاً حول عملية قصف المفاعل النووي في سورية. وذكرت أن رئيس الوزراء في حينه أيهود أولمرت ورئيس جهاز الأمن، مئير داغان، هما اللذان أمرا بتنفيذ العملية.

كذلك أشارت صحيفة «هآرتس» الأسبوع الماضي إلى مقالة سبق أن كتبها في جريدة «وول ستريت جورنال» السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون، يقول فيها إنه تم اكتشاف نشاط نووي غريب في سورية. يومها تدخلت الرقابة العسكرية الإسرائيلية لمنع نشر معلومات إضافية تتعلق بأحداث تلك العملية. والثابت في هذا الموضع أن إسرائيل حريصة على توجيه رسالة سياسية إلى إيران، الهدف منها التذكير بضرب المفاعل النووي العراقي سنة 1981... ونسف المفاعل السوري الذي بنته كوريا الشمالية على ضفاف الفرات في منطقة دير الزور سنة 2007.

وفي التفاصيل أن وكالة الاستخبارات الأميركية رصدت من الجو موقعاً مشبوهاً قرب دير الزور، الأمر الذي دفعها إلى تحويل الصور إلى إسرائيل. وشرع عملاء «الموساد» في مراقبة تحركات رئيس منظمة الطاقة النووية السورية إبراهيم عثمان. ولدى زيارته فيينا، شغلته حسناء في الفندق الذي يقيم فيه طوال فترة العشاء في المطعم. وكانت تلك الفترة كافية لاقتحام رجال «الموساد» غرفة عثمان وصوروا كل المواد التي كانت بحوزته. وتبيّن لهم بعد الفحص والتدقيق أن سورية في طور إعداد مشروع مفاعل نووي. ولم يكن صعباً بعد ذلك اكتشاف مكان المصنع، خصوصاً بعد الحصول على معلومات دقيقة مخزونة في جهاز رقمي.

وأظهرت الصور إبراهيم عثمان يرافق علماء كوريين داخل الموقع الذي ينتج البلوتونيوم. ولما طلب أولمرت من جورج بوش الابن إرسال طائرات لتدمير المصنع، اعتذر متعللاً بوجود قواته في العراق. لذلك تولى سلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ هذه المهمة.

ردود فعل النظام الإيراني على التذكير بنسف المفاعل النووي السوري زادت من تهجم طهران على الولايات المتحدة وإسرائيل، مع تحذير بالاقتصاص منهما في حال نفذا اعتداءاتهما. كذلك تعهدت بمضاعفة كميات الصواريخ المرسلة إلى حوثيي اليمن، ودعم بشار الأسد بالرجال والعتاد من أجل ربح المعركة الفاصلة في سورية. على هامش الأزمة المفاجئة بين إيران وسورية وروسيا من جهة... ودول الكتل الغربية من جهة ثانية، ظهرت قضية تسميم الجاسوس الروسي الأسبق في لندن كجزء من سيناريو مفتعل لتوريط موسكو بأزمة جانبية مرشحة للتفاقم.

ومرد هذا التفاقم، كما تدّعي موسكو، يرجع إلى معارضة البريطانيين للأداء السيئ الذي تقوم به تيريزا ماي. لذلك استغلت غموض هذه الحادثة لتحويل أنظار المواطنين عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانونها.

ولكن رئيسة الحكومة البريطانية أصرت على اتهام موسكو بتسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته. واستندت أجهزتها الأمنية إلى عمليات سابقة قضت على بعض معارضي فلاديمير بوتين بواسطة السم. وكان لا بد من استخدام عملاء زرعتهم الاستخبارات الروسية في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وكل مكان يلجأ إليه المعارضون المطاردون. وعلق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول: «إن السلطات البريطانية تقوم بسعي محموم لإجبار حلفائها على اتخاذ إجراءات تهدف إلى المواجهة».

ولما سُئل عن الجهة التي لها مصلحة من وراء اغتيال العميل، أجاب لافروف بأن بلاده لا تقيم وزناً لنشاط هذا اللاجئ، وأن حكومة بلاده ما زالت تنتظر الحصول على وقائع دامغة على صحة الادعاء. وبما أن تيريزا ماي فشلت في تأمينها، فإن موسكو تتهم لندن بالاستفزاز والابتزاز ودفع الأزمة مع روسيا إلى أبعد مدى. وترى مصادر فرنسية أن إقدام 25 دولة على طرد ديبلوماسيين روس من أراضيها ليس موقفاً تضامنياً فقط، وإنما هو موقف انتقامي مبرمج لإيصال الأزمة إلى المدى الذي يردع بوتين من مواصلة اقتحاماته. ومعنى هذا أن ردّ الدول الغربية مرتبط بضم شبه جزيرة القرم، وبدعم ترسانة إيران وتأييد سياستها في سورية. إضافة إلى إلغاء نفوذ الولايات المتحدة في سورية خصوصاً بعد دفعها إلى إنهاء برنامج دعم الثوار السوريين الذين يقدّر عددهم بأكثر من عشرين ألف مقاتل. وهكذا ترى عدة مصادر أن الالتفاف الجماعي حول تيريزا ماي لا يخص الأمن البريطاني بقدر ما يخص أمن الدول الغربية التي ترى في الزحف الروسي صورة حديثة عن زحف الاتحاد السوفياتي السابق!

 

الجريمة والرهينة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/30 آذار/18

منذ فترة طويلة أوقف الغرب العمل بحكم الإعدام. وكانت الدول المقرّة قد توصّلت إلى هذه القناعة لسببين رئيسيين: الأول أنه يتم الاكتشاف أحياناً بأن الذي نُفّذ به الحكم، بريء. والثاني أن الهدف من الإعدام هو الردع وتخويف المجرمين، ولكن الدلائل أثبتت أن نسبة الجريمة لم تنخفض، بل ارتفعت أحياناً وظلت السجون تمتلئ بالذين ينتظرون دورهم في المشانق. التزمت بعض الولايات الأميركية هذا الخيار، وتخلى عنه البعض الآخر، وظلت النتيجة متساوية في الحالتين. الدول الإسلامية التزمت الشريعة والقول الكريم «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب». الاتحاد السوفياتي السابق ذهب في اتجاه آخر. فقد تبين للأميركيين من دراسة الميدان بعد انسحاب السوفيات من أفغانستان، أن الألغام التي زرعها الروس في كل مكان صُنعت بحيث تبتر من دون أن تقتل.

وعندما سُئل الروس عن الفكرة من وراء ذلك، وما إذا كان الهدف هو الرحمة، تبين أنه العكس. فالذي يفقد عزيزاً ينساه بعد وقت ولا يعود يتحمل مسؤوليته، أما المبتور الساقين، أو اليدين، فسوف يظل يعاني، وجميع من حوله يعانون. وهذا حكم قاس مدى الحياة. وبالتالي فإن الخوف من مثل هذا المصير سوف يردع المتحمسين للحرب ويخفف من غلوائهم. لكن هذا أيضاً لم يحدث ولم يشكل عظة أو أمثولة. الذي حدث، في حالات كثيرة، هو العكس. فرؤية الضحايا في الحرب جعلت الآلاف من العسكريين الأميركيين والسوفيات يدخلون المصحات النفسية بعد عودتهم إلى الحياة المدنية. وكان يُخيل إليّ أن الشيء الوحيد الذي سوف يقف بين القاتل وضحيته هو ليس الرحمة، بل تقاليدها التي لا يمكن أن تخالف، والتي تحول المهاجم المرتكب إلى نبيل يُظهرُ عفوه بدل سكّينه. خاب الظن كثيراً عندما طعن إرهابي كاركاسون الفرنسية العقيد أرنو بلترام، الذي عرض أن يحل محل الرهينة، فتلقى سكيناً في عنقه، وكان أقل حظاً من نجيب محفوظ.

ليس القتل ما لفت نظري، ولا الهجوم الإرهابي، ولا شجاعة بلترام، ولا الإصرار على الجريمة، وإنما الموقف العربي من المسألة في الصحافة والإعلام والسياسة، كأنما الأمر لا يعنينا في شيء، كأنما هذا الغدر ليس خروجاً على آداب وأخلاقيات أمّة برمّتها. من سيقنع الفرنسيين أن هذا الإرهابي سينتمي إلى أمّة صلاح الدين، الذي فاوض عدوه في ذروة الحرب الصليبية؟ الردع الأهم هو المشاركة الجماعية في تجريم الجريمة. لا مأساة تمر بهذا الإهمال واللامبالاة والتنصل من المسؤولية العامة. الذي قرأ نشرة الأخبار ذلك اليوم ولم يبلغ سامعيه أن ثمة من قتل الخُلق العربي في كاركاسون، شريك أساسي في مأساتها.

 

ليست فتوى جديدة بل مناخ جديد!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/30 آذار/18

كثيراً ما يسمع المرء هذه الحجة: أين كانت هذه الآراء المتسامحة دينياً والاختيارات الفقهية اللينة مطوية؟ لماذا تخرج الآن كلها دفعة واحدة؟ والمضمر وأحياناً المظهر هو الجزم بأن ثمة مؤامرة كبرى على الإسلام.. كل الإسلام! مثلاً، في السعودية ينشأ جدل ونقاش يصل إلى حد اللغط والخوض بلا علم حين الحديث عن تفاصيل تتعلق بالمرأة أو الفنون والترفيه أو العلاقة مع الآخر المختلف طائفياً أو دينياً أو حتى مذهبياً. ومن يرشق بسهام التهم المبرية هم أناس لم يرهقوا أعينهم يوماً بمطالعة عيون المدونات الفقهية القديمة، التي كانت حافلة بجذور الفتاوى والآراء التي يعتبرها الشتّامون الجهلة اليوم، بدعاً من القول. تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حوارات صحافية عن أن الإسلام مختطف من ثلة تريد استغلاله لشهوات السلطة، مثل جماعة «الإخوان» أو جماعة الخمينية (ولاية الفقيه) أو جماعة السرورية. وهي فرع رث من «الإخوان»، وأن الإسلام ليس ملكية خاصة لهذه الجماعات. وتحدث في سياق البرهنة على القطيعة مع ثقافة تلك الجماعات عن المرأة، وأن المطلوب منها حسب ما يفهمه الوجدان العام للمسلمين، هو الحشمة والأدب من دون خوض في تفاصيل لون وطراز ونقوشات العباءة أو الثوب الذي ترتديه المرأة المسلمة. هذا صحيح جداً. الملابس هي نتاج البيئة المحلية والتجربة الخاصة. انظر إلى ملابس نساء موريتانيا أو السودان وقارنها بلباس النساء الشيشانيات أو الإيرانيات أو الكرديات مثلاً؛ كلها ذات سمة خاصة مأخوذة من صميم السياق المحلي، لكنها تشترك في كونها محتشمة يمكن الاستقاء منها في تلوينات حديثة في الأزياء العصرية... وهكذا. القصد هو أنه ليس ثمة بدعة أو قول جديد لا جذور له يقال اليوم. كل ما هنالك أن الشبابيك الموصدة فتحت فتدفق منها تيار الهواء النقي... الذي لم يخترع أو يوجد من العدم.

 

تداعيات النهج الأميركي المرتقب إزاء طهران

د. خطار أبودياب/العرب/31 آذار/18

واشنطن التي سهلت ارتقاء إيران إلى قوة إقليمية مؤثرة بسبب حربي أفغانستان والعراق والحرب ضد داعش تجد نفسها أمام هدف احتواء طهران الذي لا يبدو سهل المنال.

فريق متجانس ومتشدد لإدارة ترامب

قبل ستة أسابيع من اتخاذ الرئيس دونالد ترامب لقراره حول الاتفاق النووي مع إيران، تجمع الإشارات الآتية من واشنطن على بلورة استراتيجية احتواء طهران التي تكلمت عنها إدارته منذ أكثر من سنة. يدفع ذلك بالبعض إلى تغليب خيارات المواجهة بناء على التغييرات الأخيرة في فريق عمل البيت الأبيض وعودة الصقور إلى الساحة. في المقابل، يبدو أن أوامر العمليات الصادرة من طهران تنعكس تصعيدا وعلى الأخص في جبهة اليمن. هكذا قبل منعطف الثاني عشر من مايو، لا يُعيرُ صانع القرار الإيراني كل الاهتمام للدفاع عن خطة العمل المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي الموقع في 15 يوليو 2015) بل يتنبه أكثر للتحدي الداخلي الذي استمر في التصاعد منذ احتجاجات أواخر العام الماضي، ولذلك يخشى أرباب الثورة الإسلامية الإيرانية مسعًى أميركيًّا لتغيير النظام أكثر مما يخشون عمليةً عسكرية ضد منشآتها النووية أو أي مجابهة مباشرة بحرا أو برا.

 تتقاطع الدلائل في الفترة الأخيرة على قرار أميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي:

التغييرات السياسية التي أجراها الرئيس الأميركي في إدارته مع تركيب فريق متجانس ومتشدد من خلال تعيين مايك بومبيو بديلا عن ريكس تيلرسون في منصب وزير الخارجية، والسفير جون بولتون مستشارا للأمن القومي بدلا من الجنرال هربرت ماكماستر. وبولتون صاحب المواقف المتشددة الداعية إلى وجوب إيقاف شرور إيران كما يقول وتجفيف تمويلها للإرهاب العابر للحدود وضرب حلفائها ومنهم نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

فشل الجانب الأوروبي في تقديم حوافز تمنع سيد البيت الأبيض من تنفيذ وعيده، إذ لم تتمكن باريس ولندن وبرلين خلال اجتماع مغلق لسفراء دول الاتحاد في بروكسيل، في 28 مارس، من انتزاع موافقة بالإجماع على خطة عقوبات محدودة تشمل حظر سفر وتجميد أصول 15 إيرانيا وشركات وجماعات ربما فيها أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، وذلك تبعا لاعتراض عدة دول أبرزها إيطاليا وإسبانيا (لأسباب متصلة بالعلاقات الاقتصادية وبانعكاسات العقوبات الجديدة) علما أن العقوبات الجديدة لن تمسّ تدابير رُفعت بموجب الاتفاق النووي.

منح الأولوية للتهديد الإيراني ضمن محور الشر بعد المناخ المستجد في شبه الجزيرة الكورية والقمة المنتظرة بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون.

التوتر غير المسبوق بين الغرب وروسيا بعد الطرد المتبادل للدبلوماسيين، والذي يمنح الرئيس الأميركي فرصة لإبراز قيادته من دون انتقاد أو تحفظ من الأوروبيين الموقعين على الاتفاق. تقييم الحلفاء الإقليميين المتناغم مع تقييم الرئيس ترامب والمحفز له في مقاربة مجمل السياسة الإيرانية.

الأوضاع الداخلية الأميركية قبل انتخابات نصف الولاية، والبلبلة داخل الإدارة مع مسلسل التغييرات فيها وشبح روسيا غيت. وهذه المتاعب الداخلية تبرر تشددا خارجيا.

أيا كان القرار سواء انسحب ترامب من الاتفاق النووي أو لم ينسحب، تعتبر الأوساط الدبلوماسية الأميركية أن “النهج المتشدد الذي أسفر عن تراجع بيونغ يانغ سيأخذ أشكالا أخرى مع طهران”. وعلى الأرجح سيتوازى السعي لتحجيم واحتواء نفوذ طهـران الإقليمي مع التركيز على الوضع الاقتصادي والمعيشي الإيراني المتردي. استنادا إلى ما يجري من تحركات احتجاجية متواصلة منذ 28 ديسمبر 2017، سيكون الضغط الاقتصادي وسيلة للي ذراع إيران أو لجذبها نحو بعض التنازلات كما حصل خلال المفاوضات النووية. بيد أن التعويل على أطروحة “تغيير النظام” وزعزعة الاستقرار الإيراني، يمكن أن تمثل ذريعة لجنرالات الحرس الثوري كي يذهبوا بعيدا في التصعيد الإقليمي حيث سيواجهون احتمال استخدام القوة الأميركية في بعض مسارح النزاعات وخاصة تلك التي تمثل تهديدا لإسرائيل وللمصالح العليا الأميركية وحينها يمكن للجانب الإيراني أن يقع في فخ المواجهة كما حصل في أواخر حرب العراق ــ إيران عام 1988 عندما هددت البحرية الإيرانية خطوط الملاحة الدولية وكانت النتيجة خسارة إيران للحرب.

يتجه فريق ترامب المتشدد (اعتبر ستيفن والت الأستاذ في جامعة هارفارد، والأوبامي الهوى أن التعيينات الترامبية تمثل عودة إلى التشينية -نسبة إلى ديك تشيني- ونهج المحافظين الجدد في حقبة جورج بوش الابن) لتنفيذ أجندته ضد إيران مع إدراك لمنسوب التحدي والتداعيات.

وكان ملفتا منذ فترة تصريح عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ليندسي غراهام الذي أشار إلى أن “إيران تنتصر في الشرق الأوسط بينما الولايات المتحدة وحلفاؤها يجرّون أذيال الهزيمة، وأن إيران بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمضي قدما، بينما لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل عند النقطة نفسها”. وهذا دفع أيضا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الجمهوري بوب كوركر، إلى توقع الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، بعدما كان من المدافعين عنه، وتُجمِع الكثير من الأوساط في واشنطن على الدعوة إلى تشديد الضغوط على إيران في الخارج والداخل لتجنب المواجهة العسكرية.

في هذه الأثناء، ينذر الوضع الإقليمي المتأزم، خاصة في سوريا واليمن، بأخذ إدارة ترامب إلى خيار مواجهة مقننة لأن استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ ضد المدن السعودية يبرهن على أن البرنامج الصاروخي الباليستي لإيران يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي والعالمي. وإذا صحت التسريبات التي تفيد بـ”قيام طائرتين حربيتين إسرائيليتين من طراز أف35 بطلعات في الأجواء الإيرانية خلال الشهر الجاري بهدف الاستطلاع في مناطق بندر عباس وأصفهان وشيراز، والتحليق على ارتفاع كبير فوق مواقع أخرى يشتبه في علاقتها ببرنامج إيران النووي على شاطئ الخليج” فهذا يعني أننا إزاء حالة من التهويل واستعراض القوة وربما البعث برسالة مفادها أن “خطة ضربة عسكرية أميركية وإسرائيلية في سوريا ضد المواقع الإيرانية هناك ربما تصيب إيران نفسها”. تتعدد السيناريوهات عن ربيع ساخن في الشرق الأوسط والخليج العربي، لكن الاحتمالات تتراوح تبعا لأولويات صناع القرار وللمخاطر المترتبة في حقبة الاضطراب الغربي مع روسيا. بيد أن واشنطن التي سهلت ارتقاء إيران إلى قوة إقليمية مؤثرة بسبب حربي أفغانستان والعراق والحرب ضد داعش تجد نفسها أمام هدف احتواء طهران الذي لا يبدو سهل المنال.

 

هدية إيرانية لمحمّد بن سلمان

خيرالله خيرالله/العرب/31 آذار/18

هدية إيرانية لمحمّد بن سلمان

كل ما هو مطلوب من المراهق اليمني هذه الأيام هو حمل السلاح والتوجه إلى الجبهة ليكون وقودا في حرب لا علاقة له بها من قريب أو بعيد. حرب لا تخدم سوى أهداف إيرانية.

ورطة إيران

ليس إطلاق الحوثيين (أنصار الله) ما لا يقلّ عن سبعة صواريخ في اتجاه الأراضي السعودية سوى دليل ضعف يترافق مع بلوغ مشروعهم اليمني طريقا مسدودا.

تعتبر هذه الصواريخ الباليستية التي حصل عليها الحوثيون من إيران وأطلقوها في اتجاه الأراضي السعودية بمثابة هديّة للأمير محمّد بن سلمان ولي العهد السعودي الذي يزور الولايات المتحدة حاليا والذي حذر أخيرا غير مرة من الخطر الذي يمثّله المشروع التوسعي الإيراني ومن الصواريخ الباليستية التي تنتجها إيران بتكنولوجيا كورية شمالية. جاءت الصواريخ لتؤكد مواقف وليّ العهد السعودي حيال ما يدور في اليمن والحاجة إلى كبح الخطر الإيراني. هذا الخطر لا يشكّل تهديدا للمملكة العربية السعودية فحسب بل لكل دولة من دول الخليج العربي أيضا.

أكثر من ذلك، جاءت الصواريخ الإيرانية لتؤكد نجاح زيارة محمد بن سلمان وعمق المحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين الأميركيين. يبدو واضحا أن الرسالة الإيرانية تستهدف إبلاغ طهران لواشنطن والرياض أنّها ستذهب بعيدا في الردّ على التنسيق الأميركي – السعودي.

عمليّا، ساهم إطـلاق الصواريخ في تعـزيز وجهة النظر القائلة إن التصدي للمشروع الحوثي في اليمن كـان ضرورة وانه لم يكن أمام “التحالف العربي”، على رأسه السعودية ودولة الإمارات من خيار آخر. كل كـلام عن وجود مثل هذا الخيار الآخر في غير محله. ليس لدى الحوثيين ما يفعلونه سوى التمسك بالسلطة ونشر البؤس والفقر في كل مكـان يجدون موطئ قدم فيه. يمكن سؤال أي مواطن عادي يقيم في صنعاء هـذه الأيّـام عن الجحيم الذي خلقه “أنصار الله” في العاصمة اليمنية وجوارها. كل ما هو مطلوب من المراهق اليمني هذه الأيام هو حمل السلاح والتوجه إلى الجبهة ليكون وقودا في حرب لا علاقة له بها من قريب أو بعيد. حرب لا تخدم سوى أهداف إيرانية. بعد ثلاث سنوات على انطلاق “عاصفة الحزم”، يريد الحوثيون، ومن خلفهم إيران، إثبات أن اليمن تحول شوكة في خاصرة دول المنطقة. كان ذلك ممكنا لو لم يستطع “التحالف العربي” منع إيران من الاستيلاء على كل اليمن. ذلك كان الطموح الإيراني الذي استطاعت “عاصفة الحزم” وضع حدّ له، خصوصا في اليوم الذي استطاعت فيه تحرير عدن ثم المكلا والمخا.

الصواريخ الباليستية التي حصل عليها الحوثيون من إيران وأطلقوها في اتجاه الأراضي السعودية تعتبر بمثابة هدية للأمير محمد بن سلمان الذي حذر غير مرة من الخطر الذي يمثله المشروع التوسعي الإيراني

في نهاية المطاف، تبيّن بوضوح، ليس بعده وضوح، أن “أنصار الله” يعانون من إفلاس ليس بعده إفلاس، خصوصا أنّهم لا يمتلكون أيّ مشروع سياسي أو اقتصادي باستثناء رفع الشعارات التي لا معنى لها من نوع “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”. هل تكون محاربة أميركا وإسرائيل بصواريخ تطلق في اتجاه الأراضي السعودية.

كلّ ما في الأمر أنه لم تعد من حاجة إلى إقناع كلّ من يعنيه الأمر بأن “عاصفة الحزم” كانت حربا دفاعية تستهدف التوصل إلى حل سياسي. ليس المبلغ الذي سلّمته السعودية والإمارات إلى الأمم المتحدة، وهو 930 مليون دولار، من أجل مساعدة اليمنيين سوى دليل آخر على ذلك.

سقطت في الواقع كل الحجج الباطلة التي كان يروجها المستعينون بالمأساة اليمنية لتبرير حملاتهم على السعودية والإمارات. بعد إطلاق الصواريخ، يتبيّن أن الحوثيين في أساس المأساة اليمنية. أنّهم الطرف الذي لا يزال يرفض الحلول السياسية والذي ليس لديه ما يراهن عليه سوى استمرار الحرب.

كانت الصواريخ أيضا ردّا على المبعوث الدولي مارتن غريفيث ممثل الأمين العام للأمم المتحدة. أطلقت الصواريخ بعيد وصول غريفيث إلى صنعاء في محاولة منه للبحث عن حلّ سياسي.

يأخذ هذا الحلّ في الاعتبار أن الحوثيين طرف يمني، لكنهم ليسوا كل اليمن ولا حتى شمال اليمن. لو كان الحوثيون يمثلون بالفعل شمال اليمن، لما كانوا أقدموا على جريمة اغتيال علي عبدالله صالح الذي سبق له ودخل في شراكـة معهم. يبـدو أن الحوثيين قرروا فرض أسلوب تعاط معيّن على المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة. يريدون إبلاغه بكل بساطة أنهم حكومة بكل معنى منذ احتلالهم صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014 وأن لا مفرّ من التعامل معهم بهذه الصفة، أي كـ“شرعية ثورية” وليس كطرف من أطراف الأزمة.

لا يمكن إدراج إطلاق الصواريخ الإيرانية في اتجاه الأراضي السعودية إلا في سياق رفض الحوثيين لأي مفاوضات من أي نوع تؤدي إلى استعادتهم حجمهم الحقيقي. ليس هناك من يريد إلغاء الحوثيين، على الرغم من كلّ الجرائم التي ارتكبوها. لكنّ ليس في استطاعة أي جهة، خصوصا الأطراف العربية المعنية بالموضوع اليمني، قبول تحوّل اليمن إلى منصة صواريخ إيرانية تهدّد المدن العربية، بما في ذلك الرياض.

أعطت الصواريخ الإيرانية مفعولا معاكسا لما كانت تشتهيه طهران. زادت القناعة القائمة لدى “التحالف العربي” بأن لا بديل من القضاء على المشروع الإيراني في اليمن. إضافة إلى ذلك، لم يعد هناك شكّ لدى الإدارة الأميركية، في حلتها الجديدة، بأنّ المشكلة مع إيران تكمن في الصواريخ الباليستية أكثر بكثير مما هي في الملفّ النووي والاتفاق الموقع مع طهران صيف العام 2015.

كشفت إيران، عبر ما تفعله في اليمن، نيّاتها الحقيقية. هناك الآن مسؤولية من نوع آخر تقع على “التحالف العربي” الذي أطلق “عاصفة الحزم”. تتمثّل هذه المسؤولية في تعبئة كلّ القوى اليمنية القادرة من اجل استعادة صنعاء من الحوثيين. هذا الأمر ليس ممكنا في غياب محاولة جدّية لإعادة تشكيل “الشرعية” التي يفترض أن تكون موجودة في اليمن وليس في فنادق الرياض وغير الرياض.

ما على المحكّ في اليمن كبير. هذا يتطلب قبل أي شيء إعادة تجميع القوى القادرة على مواجهة “أنصار الله” فعلا بدل التلهي في معارك جانبية في وقت لا همّ للإخوان المسلمين الذين يشاركون في هذه المعارك سوى منع حصول أي حسم. هذا عائد إلى حسابات خاصة بالإخوان الذين كانوا يسيطرون دائما على جزء من الجيش اليمني (الفرقة الأولى المدرّعة مثلا). هذا ما كانت عليه الحال في الحروب الست التي خاضها علي عبدالله صالح مع الحوثيين بين 2004 و2010. كان هدف الإخوان تجميع السلاح وتخزينه للقضاء على علي عبدالله صالح يوما.

بعد دفعة الصواريخ الأخيرة التي وجهت إلى الأراضي السعودية، لم يعد مجال لأي مزاح. توضحت الصورة تماما. كشرت إيران عن أنيابها أكثر. ردت سريعا على زيارة محمد بن سلمان لواشنطن ومدن أميركية أخرى. لا بدّ من توقع ردود إيرانية أخرى في مناطق مختلفة. ردود تصدر عن طرف تعوّد على ألّا يجد من يردّ على تحدياته وعلى مشروعه التوسعي القائم على استخدام أدوات محلّية في هذه الدولة العربية أو تلك. بين هذه الأدوات الميليشيات المذهبية غير الإيرانية والصواريخ الباليستية التي بدأ الأميركيون يأخذونها على محمل الجدّ أكثر فأكثر…

 

سوريا والشرق الأوسط في الولاية الرابعة لبوتين

فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط/30 آذار/18

سياسة روسيا الشرق أوسطية ستصبح أكثر نشاطاً وإبداعاً. ورغم احتدام الخلافات أحياناً حول بعض القضايا، يمكن التنبؤ بتطور علاقاتها مع دول المنطقة في خط بياني متصاعد، مع أنه متعرج وليس مستقيماً.. لماذا؟

أولاً لأنه، وخلافاً للتوقعات، صوت لصالح الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية (التي لم يكن بمقدور أحد من المراقبين الدوليين التشكيك في شفافيتها) نسبة عالية للغاية من الناخبين؛ 76.69 في المائة. أما نسبة الإقبال، فلقد وصلت إلى مستوى غير مسبوق؛ 67.54 في المائة من بين المواطنين الذين يملكون حق الاقتراع. ولقد حصل بوتين على أصوات كثيرة، حتى بين المواطنين الروس الذين يقطنون في الخارج، بما في ذلك في أوروبا والولايات المتحدة. بالطبع كان لدى الناخبين رغبة في وجود شخصيات لامعة في قائمة المرشحين، قادرة على منافسة الرئيس الذي قرر الترشح لولاية رابعة، لكن من جهة أخرى لا يجوز نفي حصول جميع منافسي بوتين السبعة على فرصة كبيرة للتعبير عن مواقف بديلة وناقدة بحق الرئيس الحالي، مقارنة بما كان في السابق. ومع ذلك، لم يستطيعوا الحصول على أي دعم يذكر من الناخبين. بشكل أو بآخر، فإن حصول بوتين على هذا القدر الهائل من الدعم سيعطيه زخماً لإجراء سياسة خارجية أكثر نشاطاً وثقة، خصوصاً في الاتجاهات التي يرى فيها آفاقاً واعدة لمصلحة البلد.

ثانياً: التفاقم الحاد للأزمة في العلاقات بين العواصم الغربية وموسكو يدفع الأخيرة للتوجه إلى الجنوب وإلى الشرق؛ إلى أحضان الشركاء الآسيويين. العامل الجديد في الوجود الروسي في المنطقة هو الوجود العسكري (بالدرجة الأولى تموضع روسيا لمدة طويلة، ولأول مرة في التاريخ، في الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وكذلك بروز أنواع جديدة لديها من الأسلحة بإمكانها أن تجعل من الشرق الأوسط بالفعل مسرحاً للأعمال العسكرية)، فهو يكمل العامل الاقتصادي الذي، رغم كل المشكلات غير البسيطة في الاقتصاد الروسي المتعلقة بالعقوبات الغربية والوضع السيئ في سوق موارد الطاقة، يبقى هو الأهم. فكلما تعقدت أكثر العلاقات بين روسيا والغرب، ازدادت الفرص لدى الدول الكبرى في الشرق الأوسط للحصول على امتيازات اقتصادية وتجارية في علاقاتها مع روسيا. فإن سوقها الكبيرة حقاً، ومساحتها الشاسعة، والموارد الخام الهائلة الموجودة فيها (الهيدروكربونات والمعادن وغيرها)، والمنتجات الغذائية، والحبوب، والزيت النباتي، وغيرها، وتفوقها على المنافسين الآخرين في عدد، ولو أنه محدود، من الصناعات عالية التقنية (التقنيات الفضائية، والأسلحة والمعدات العسكرية، والطاقة الذرية، وغيرها)، زد على ذلك الأسعار المنافسة؛ كل هذا يعتبر قاعدة ممتازة للتحرك قُدماً.

ثالثاً: روسيا ودول الشرق الأوسط مهتمون بالتصدي للتحديات والمخاطر المشتركة، التي من بينها الإرهاب الدولي وهبوط أسعار النفط.

رابعاً: جميع دول المنطقة بحاجة ماسة لتنويع علاقاتها السياسية والاقتصادية الخارجية، لأنه من خلال تجربتهم الخاصة فهموا المخاطر المتعلقة بهيمنة لاعب قوي وحيد، بالإضافة إلى وجود ميول له تجاه استخدام القوة في فرض قرارات تعود عليه بالمنفعة. ومن المستبعد أن تستطيع إعاقة هذه العلاقات محاولات جهات ثالثة لها مصلحة في كبح استمرار التقارب بين موسكو ودول الشرق الأوسط. بالطبع، فإن دول المنطقة لا ترغب في تعقيد علاقاتها مع الولايات المتحدة، والدول الغربية بشكل عام. بيد أنه أولاً: التوجه السائد في العلاقات السياسية لهذه الدول هو السعي المتزايد للامتثال إلى مصالحها الوطنية، وعدم الخضوع للضغوطات الخارجية. وثانياً: تطوير الشراكة مع روسيا لا يحمل هذه الدول أي أعباء والتزامات، بل على العكس يمكن استخدامها كوسيلة للضغط على الشركاء الغربيين، بهدف الحصول على شروط أفضل للتعاون. إن روسيا لم تضع أمامها أبداً مسألة إزاحة دول ثالثة من المنطقة أو استبدالها (معترفة بمحدودية إمكانياتها، وانطلاقاً من أن أولويات سياستها الخارجية تقع في منطقة أخرى؛ بالدرجة الأولى في أوراسيا)، ولم تحاول إخضاع الأنظمة لسيطرتها، أو الأكثر من ذلك: تغييرها. نعم، بعض الحكومات في الشرق الأوسط قلقة للغاية من أفق مواجهة حادة بين روسيا والولايات المتحدة في هذه المنطقة، بيد أن الوجود «من غير نزاع» للطرفين، وحتى غير المتناظر في هذه المنطقة، خصوصاً تعاونهما في عدد من القضايا (مكافحة الإرهاب والتسوية السورية) التي تمثل مصلحة متبادلة للطرفين، يتسق تماماً مع مهمة التصدي لهذه التهديدات.

وعلى الأغلب، فإن روسيا ستستمر في تطبيق نهجها متعدد الاتجاهات في الشرق الأوسط. وفي حقيقة الأمر، فهذا ما تقوم به الدول الإقليمية الكبرى نفسها، وعلى الأغلب لهذا السبب لا يوجهون إنذارات تجاه روسيا. والأكثر من ذلك، إذا كان حكام هذه الدول لا يرغبون دائماً في السماح لموسكو بلعب دور الوسيط المباشر، فلا يمكن أنهم لا يدركون أن العلاقات الطبيعية للخصوم مع موسكو تساعد في منع احتدام الخلافات، بل وحتى في تسويتها.

ومن المتوقع أن تأخذ الأطر متعددة الجوانب دوراً أكبر في سياسة روسيا تجاه الشرق الأوسط، ويمكن استخدامها في حل مسائل مهمة، مثل مسألة التسوية السورية (الثلاثية الضامنة)، المكونة من روسيا وتركيا وإيران. ورغم وجود مواقف مختلفة لدى الأطراف في جوانب كثيرة من التسوية (لن أتطرق إلى مسألة الوضع في الغوطة الشرقية وعفرين في هذا المقال)، يبقى واضحاً تفوق التوجه نحو التعاون الوثيق والشراكة. وتتعرض الأعمال والتصريحات الدورية لزعماء «الثلاثية» لتفسيرات غير صحيحة، مما يؤدي لبروز توترات بخصوصها. فعلى سبيل المثال، بعد كلمة وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، برز لدى المحللين تصور بأن وزراء خارجية «الثلاثية» اتفقوا على عقد مؤتمر حوار وطني سوري في الوقت القريب في إسطنبول، ومن ثم في إيران، على غرار ما جرى في سوتشي. هذا بدوره استدعى القلق لدى الشركاء الآخرين لموسكو، وفي دوائر الأمم المتحدة؛ مثل هذا القرار كان سيخالف الاتفاقات التي تم التوصل إليها في فيينا وسوتشي. ولكن خلال إجابة سيرغي لافروف على أسئلة الصحافيين، في مؤتمر صحافي في 16 مارس (آذار)، قال: إن هذا كان عدم دقة في الترجمة، والحديث يدور ليس عن مؤتمر سوتشي، وإنما عن قمة سوتشي لرؤساء روسيا وإيران وتركيا، التي جرت في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، وعن أنها لن تكون حدثاً فريداً، فإن القمة المقبلة ستعقد في 4 أبريل (نيسان)، في تركيا. ولم يكن كل شيء واضحاً حول مسألة تشكيل لجنة دستورية، التي تم نقلها من مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري إلى عملية جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة. وليس سراً أنه إلى يومنا هذا، لم يتم تجاوز الخلافات بين أطراف الأزمة أنفسهم، وبين رعاتهم أيضاً. ولكن مرة أخرى، حسب شرح لافروف، فرغم الدور التنسيقي الذي تلعبه الأمم المتحدة (يتوجب عليها العمل على أساس تلك المساهمات التي ستقدمها الدول الثلاث الضامنة)، يجب على الأمم المتحدة التوصل «لأن تكون تشكيلة اللجنة الدستورية كاملة الشمولية والتمثيل، من ناحية مشاركة جميع فئات وشرائح المجتمع السوري الإثنية والدينية والسياسية». هل يتفق الجميع على هذا الرأي؟ إذا كان الجواب لا، يبقى المهم هو وجود الوقت والرغبة كي يتم تجاوز الخلافات، فيجب على الحكومة والمعارضة أن تظهرا الإرادة السياسية للتوصل إلى حل وسط؛ الوقت ينفد، وللأسف لا يزال سقوط القتلى مستمراً في سوريا. فكما يلاحظون في روسيا أنه حتى لحل مسألة تبدو بسيطة، كتوحيد ثلاث منصات معارضة مثل «منصة الرياض» و«منصة القاهرة» و«منصة موسكو»، احتاج شركاء موسكو لأشهر عدة لتحقيق ذلك. وعندما يتم تشكيل اللجنة الدستورية، سيفتح الطريق أمام عملية سياسية واسعة ستضع بدورها نهاية لهذه الأزمة الدموية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في رتبة دفن المسيح: نصلي كي تكون كلمات يسوع على الصليب دستورنا في الحياة فيكون فصح المسيح فصحنا بالعبور إلى حياة جديدة

الجمعة 30 آذار 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رتبة دفن السيد المسيح على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح "كابيلا القيامة"، عاونه فيها لفيف من المطارنة والكهنة، وبمشاركة الكاردينال نصرالله صفير، في حضور الرئيس ميشال سليمان، القاضي جوزف صفير، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير، باتريك الفخري وحشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "نسجد لك ايها المسيح ونباركك لانها بصليبك المقدس خلصت العالم"، قال فيها: "من على الجبل المطل على بحيرة طبريه، علم يسوع إنجيل التطويبات ليكون دستور الحياة المسيحية بتسع مواد (راجع متى 5: 1-12). ومن على صليبه المرفوع على جبل الجلجلة في خارج مدينة أورشليم كمل هذا التعليم- الدستور بسبع كلمات.

1. "يا أبت اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو 23: 34).

من القلب غفر يسوع لصالبيه، وتشفع بهم لدى الآب، لأنهم يجهلون ما يفعلون، طالبا لهم الإستنارة والوعي. وما زال يغفر ويتشفع لكل فاعل شر ومخالف لوصايا الله ورسومه ولتعليم الإنجيل والكنيسة. ويدعونا لنغفر مثله لمن يسيء إلينا، ونتشفع من أجله.

2. "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43).

هي رحمة الله خلصت لص اليمين التائب قبل موته بدقائق. ما يعني أن الرحمة الإلهية تنتظر توبتنا كل يوم وفي كل مناسبة لكي تمنحنا نعمة الغفران. هذا اللص نسِي الله عندما كان عائشًا في الخطيئة، لكن الله لم ينساه، بل كان في انتظاره حتى اللحظة الأخيرة. امثولةعظيمة لنا لنعيش منفتحين على رحمة الله، ونمارس الرحمة تجاه إخوتنا.

3. "يا يوحنا، هذه أمك! يا امرأة، هذا ابنك" (يو 19: 26-27).

كما اهتم يسوع المصلوب بصالبيه بالغفران، اهتم بيوحنا الحبيب فأعطاه أمه، واهتم بأمه فأعطاها يوحنا ابنًا، فأخذها إلى بيته كجوهرة ثمينة أغلى من العالم. واهتم بكل إنسان وبالكنيسة فأعطاها أمًا سماوية. "بنعم" البشاره أصبحت العذراء أم الكلمة المتجسد، و"بنعم" آلام الصليب أصبحت أم جسد ابنها السري الذي هو الكنيسة. فلنلجأ إلى هذه الأم ونحافظ على بنوتنا لها. ولنتذكر أن من كل ألم يولد أمر إيجابي جديد.

4. "إلهي إلهي، لماذا تركتني" (متى 27: 47).

سقط يسوع تحت ثقل خطايا البشر التي بلغت ذروتها في آلامه وصلبه. وصار كمن حجب الآب وجهه عنه. بهذه الصرخة الإنسانية يتضامن المسيح مع كل متألم وموجوع ومظلوم ومضطهد ومعذب، ليعزيه ويقويه. في كل مرة نشعر وكأن الله غائب وأصم وأعمى عن معاناتنا، فلنتذكر أن المسيح بقربنا ويخاطب قلوبنا.

5. "أنا عطشان" (يو 19: 28).

عطِش يسوع، مروي البشر بحبه ونعمه وعطاياه، إلى ماء يرطب به حلقه بعد عناء السهر والجلد وحمل الصليب والطريق الطويل، وبعد انصباب العرق والدم فجف جسمه من الماء. لكنهم ناولوه خلاً لكي تزداد مرارته. ولكن، بقبوله الصلب فداءً عن خطايانا وخطايا البشرية جمعاء، كان ويبقى عطشانًا لخلاص كل إنسان، ولخلاصنا، وغسل خطايانا. فلا نبادلنه بالمزيد من الخطايا والإساءات والأعمال الشريرة والأفكار السيئة.

6. "قد تم كل شيء" (يو 19: 30).

أتم يسوع الرسالة التي أوْكلها الآب إليه: التجسد، وإعلان ملكوت الله، والموت على الصليب فدى عن البشرية الخاطئة. أتم كل شيء بطاعة كاملة للآب، وانصياع لقيادة الروح القدس. إنه يدعو كل واحد وواحدة منا ليتِم العمل الموكول إليه من الله في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة بكمال الحب وليكن شعارنا في مساء كل يوم: "العمل الذي أعطيتني يا رب لأعمله، قد تممته".

7. "أيا أبتاه، في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46).

كل حياة يسوع كانت بين يدي الآب في طاعة كاملة لمشيئته. هل يستطيع كل واحد وواحدة منا أن يقول بطمأنينة بال في آخر حياته: يا أبتاه، بين يديك أستودع روحي؟ لكي أتمكن من ذلك يجب أن أودع حياتي كل يوم بين يدي الرب، مبتعدا عن كل خطيئة، متحدا كل حين بالرب.

نصلي كي تكون هذه الكلمات السبع دستورنا في الحياة إلى جانب دستور التطويبات، فيكون فصح المسيح فصحنا بالعبور إلى حياة جديدة نمجد بها الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

 

رئيس الجمهورية وعقيلته حضرا رتبة سجدة الصليب في جامعة الكسليك الهاشم: اداؤكم أكسب لبنان مناعة وصلابة لم يعرفها في عهود القوة والازدهار

الجمعة 30 آذار 2018 /وطنية - أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي يوم الجمعة العظيمة، وأقامت جامعة الروح القدس - الكسليك، قبل ظهر اليوم، رتبة سجدة الصليب التي ترأسها الرئيس العام للرهبانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، واعتبر الهاشم في عظته، ان "تواصل الرئيس عون مع الجميع وعقده التفاهمات وتعاليه عن العراقيل والافتراءات بالغفران، اكسب الوطن مناعة وصلابة لم يعرفها في عهود القوة والازدهار السابقة". واعرب عن امله في ان "يتم التحضير للانتخابات النيابية المقبلة وإنجازها ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بأقل قدر من العنف الكلامي واللفظي". وكان عون والسيدة الاولى وصلا الى جامعة روح القدس - الكسليك عند العاشرة والدقيقة الخامسة والعشرين، وكان في استقبالهما عند المدخل، الهاشم ورئيس الجامعة الاب البروفسور جورج حبيقة اللذان رافقاهما الى قاعة البابا يوحنا بولس الثاني. وبعدما وضع رئيس الجمهورية وقرينته باقتي زهر امام جثمان المصلوب دخلا الى القاعة وسط تصفيق الحاضرين.

حضر الرتبة الرئيس امين الجميل، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، الوزراء جبران باسيل وسيزار ابي خليل ونقولا تويني وبيار رفول ورائد خوري وجان أوغاسبيان وملحم الرياشي، القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، قائد الجيش العماد جوزيف عون ونواب حاليون ووزراء ونواب سابقون وكبار موظفي الدولة المدنيين والعسكريين والقضاة ونقباء المهن الحرة وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والمؤمنين.

عاون الهاشم في الرتبة حبيقة ومجلس الآباء المدبرين في الرهبنة ولفيف من الآباء، وخدمت الرتبة جوقة الجامعة بقيادة عميد كلية الموسيقى الاب بديع الحاج.

بعد قراءة الاناجيل الاربعة، ألقى الهاشم عظة بعنوان: "إغفر لهم يا أبتاه، إنهم لا يدرون ماذا يفعلون" قال فيها: "مرة جديدة نجتمع حولكم يا صاحب الفخامة، مع السيدة الأولى، وأركان الدولة والمجتمع، وسعادة القائم بأعمال السفارة البابوية ومع الآباء الأجلاء والأخوات والاخوة المحبين للمسيح، نلتقي في هذا الصرح، جامعة الروح القدس، فيحملنا الروح على جناح الصلاة، في رحلة وجدانية عابرة للزمان والمكان، توصلنا إلى جبل الجلجلة في اورشليم القدس، في السنة الثالثة والثلاثين لميلاد المسيح. المشهد محزن مؤلم مروع: كل شيء عنيف أقوى من أن تحتمله الحواس. وكأن الشر يحتفل بالنصر على الخير، في عرض عسكري لسلاح العنف في أقسى مظاهره. الصورة والصوت يضخان عنفا: جسد عريان منهك معلق على الصليب، شوك يبرز من الإكليل على الرأس وينغرس في الجبين، مسامير تخترق لحم اليدين والرجلين وعظمهما، حربة تشق الجنب وتدمي الصدر والقلب، دم يسيل من آثار الجلد والشوك والمسامير والحربة، أم ورفيقات يبكين عاجزات، جنود محتلون يهزأون، جموع حاقدة تسخر، سماء تظلم منتصف النهار، دوي رعد يختلط بمزيج من أصوات حشرجات الألم وقهقهات السخرية ووشوشات التآمر والخيانة".

أضاف: "وكأن كل هذا غير كاف، فيتابع الشر استعراض أنواع أخرى من عنف معنوي أشد وأدهى: عنف الخيانة، خيانة التلميذ يهوذا الذي قبض ثلاثين من الفضة لتسليم المعلم، عنف الخوف والجبن، خوف الرسل والأتباع والأقربين وجبنهم فهربهم وتشتتهم وتخليهم عن المعلم، عنف التخاذل والخنوع، تخاذل السلطات السياسية القضائية واستعمالها واستغلالها لسلطتها في سبيل تقديم المصلحة الذاتية الآنية على إحقاق الحق والعدل، عنف التعصب والعنصرية، التعصب الديني الأعمى المتقوقع في محدودية الحرف والمصلحة الفئوية الضيقة وعدم الانفتاح على وحي الله وإرادته، لا بل استعمال شريعة الله والله للقضاء على الآخر المختلف رأيا أو معتقدا، عنف الجهل، جهل الشعب لما فيه خيره، واستعباده لأوهام السعادة وسراب الإزدهار، عنف تسخير الرأي العام لمصلحة بعض أرباب السلطة، فأطلق برأبا وقبض على يسوع، عنف اللامبالاة، لامبالاة العالم بما يحدث فيه من ظلم وجور وقهر، عنف السخرية والاستهزاء وازدراء المستقوي بالضعيف والمسكين والمختلف شكلا أو لونا أو دينا أو ثقافة أو قيما".

وتابع: "في وسط هذه العاصفة من العنف، نلمح شفاه يسوع تتمتم، ونسمع، عبر الصخب، الصوت ذاته الذي علمنا التطويبات وصلاة الأبانا، الصوت الذي شفى المرضى وأعاد البصر للأعمى والنطق للأخرس والسير للمخلع، الصوت الذي جادل الكتبة والفريسيين وطرد الشياطين، الصوت الذي بكت التلاميذ على قلة إيمانهم ثم هدأ العاصفة والأمواج. إنه صوت المعلم الرصين الهادىء يقول لأبيه عن الصالبين: "أغفر لهم يا أبتاه، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون". نسمع صوت المعلم، فنفيق من سباتنا، وتهدأ امواج اضطرابنا، وندرك أننا بدورنا لم نكن ندري ماذا نرى ونسمع. وتنقلب الصورة والمشهد، فنعي أننا في حضرة احتفالية انتصار الخير على الشر وليس العكس، وأن محبة يسوع الذي جعلته يقتبل بشجاعة تحمل العنف بشخصه، بدل أن يبادل به ويفرضه على الآخرين، هزمت الشر وأسلحته، وأن عيون يسوع المفتوحة على الصليب، كما تصوره الإيقونوغرافيا السريانية والمشرقية، تؤكد لنا أننا في حضرة الملك القائد المنتصر، الذي لم ينكسر ولم يهزم، وبقي على الصليب مرفوع الرأس، شامخ الجبين أبيا، يستعرض أفول جيوش الشر والعنف المندحرة أمام سلاح المحبة والغفران. ويتحول الصليب من علامة الذل والهوان إلى عرش ملك السلام. ونحتفل برتبة سجدة الصليب، ساجدين للملك الإله الجالس على عرش الصليب، وندعه يتمم كل بر بدفنه وهبوطه إلى الجحيم وتخليص ساكنيها، بانتظار الاحتفال برتبة السلام يوم أحد القيامة، سلاما أحله رب السلام بسلاح المحبة والغفران".

وقال: "ونعود من رحلتنا الروحية الوجدانية عبر الزمان والمكان إلى واقعنا في عالم اليوم، ونتيقن أن المشهد ليس أقل ضراوة. وكأن العنف أصبح سيد هذا العالم المعاصر. مظاهر العنف تعم الكون: تعنيف للأرض والطبيعة والبيئة، يلوث اليابسة والجو والمحيطات، ويقضي على الغابات ويبيد الكثير من المخلوقات التي تشاركنا الوجود، عنف سياسي واقتصادي تمارسه دول على دول ومجتمعات على مجتمعات، فيتم تخطي القوانين والشرائع الدولية، وتستهدف الطبقات الفقيرة بسياسات التجويع والإخضاع. حروب على امتداد الكرة الأرضية، عمليات قتل وتهجير وابادات مبرمجة، لا توفر الشيوخ والنساء والأطفال. تفنن في اختراع وتطوير أسلحة القتل والتدمير وتجربتها واستعمالها، تسابق على امتلاك أسلحة الدمار الشامل والتهديد باستخدامها. عنف ديني متعصب يتلطى بنصوص جامدة متحجرة، للقضاء على كل من وما لا يشبهه في بشاعته وحقده وتخلفه، مستندا على دعم خفي وبعض الأحيان علني، من دول ومنظمات حاقدة أو غبية. عنف التمييز العنصري والاجتماعي والثقافي وبشكل خاص عنف التمييز الطبقي بين الأغنياء والفقراء، فتتسع الهوة الفاصلة يوما بعد يوم، ويزداد انتشار الجهل والفقر والجوع والأمراض وسط لا مبالاة قاتلة من بعض المجتمعات والأشخاص المقتدرين. عنف الصور المرعبة والوقحة التي تتسلل إلى كل مكان، دون رادع، عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. عنف كلامي ولفظي منتشر على ألسنة كبار هذا العالم وبعض المسؤولين المدنيين والدينيين والمربين التربويين، عالميا ومحليا. عنف اسري خرق حتى حرمة العائلات فبات الخوف من الأب والأم والزوج والزوجة والأبناء".

أضاف الهاشم: "لكننا وسط هذا الجو، نستحضر انتصار المسيح على العنف ونستحضر سلاح المحبة والغفران الذي سلمنا إياه، ونرى كيف أن الكنيسة وأبناءها يتابعون محاربة العنف بالمحبة والغفران على امتداد العالم. نتابع كيف ينتصر قداسة البابا فرنسيس كل يوم للفقراء والمهمشين والمظلومين في العالم، مطالبا بحقوق المقهورين وبإحلال السلام والعدالة، ونرى كيف يكرس الكثير من أبنائها وبناتها حياتهم للخير وخدمة الفقراء والمرضى والمسجونين والمظلومين والمهمشين ولمحاربة الجهل والتخلف، وكيف يتحمل المسيحيون الإضطهاد المعنوي والإعلامي والجسدي في مختلف أنحاء العالم، وكيف يشهد آخرون لإيمانهم ومحبتهم وغفرانهم في أعمالهم ووظائفهم العامة والخاصة وفي عائلاتهم. وواقعنا في لبنان لا يختلف عن واقع عالم اليوم. لكننا واثقون بأن كنيستنا المحلية تواصل الشهادة لقيم المحبة والغفران والسلام بقيادة غبطة ابينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والبطاركة والأساقفة والتزام جميع المكرسين والمكرسات والمؤمنين والمؤمنات أصحاب الإرادات الطيبة. لكننا أيضا واثقون باعتناقكم وممارستكم لهذه القيم فخامة الرئيس، وبقناعتكم بأن إحلال السلام الحقيقي لا يتم إلا عبر المحبة والغفران".

وتابع: "عملا بهذا المنطق، تواصلتم مع الجميع وأقمتم التفاهمات وتعاليتم على العراقيل والافتراءات بالغفران، محافظين على كرامتكم وكرامة جميع اللبنانيين، مما أكسب الوطن مناعة وصلابة لم يصلها في عهود القوة والإزدهار السابقة، فتمكن جيشه وقواه الأمنية من تحرير أراضيه وحمايتها، وتخطى المخاطر الكثيرة التي تحيط به. وبالروحية ذاتها تتابعون الاهتمام بشؤون جميع فئات الشعب ومكوناته، دون تمييز مناطقي أو مذهبي أو سياسي. وتسعون إلى جعل لبنان مركز الحوار والتلاقي الديني والثقافي، وتظهرون دوره كوطن شاهد لهذه القيم ولإمكانية انتصار المحبة والسلام على الشر والعنف. وقناعتنا كبيرة بأن أكثر المسؤولين الحاضرين معنا والمشاهدين، يؤمنون بالقيم ذاتها ويسعون إلى تطبيقها والشهادة لها في عملهم السياسي والإداري والدبلوماسي والأمني والقضائي والإعلامي وعلى كل المستويات. صلاتنا أن يعمل جميع المسؤولين اللبنانيين بهدي هذه القيم. فيتم التحضير للانتخابات النيابية المقبلة وإنجازها ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بأقل قدر ممكن من العنف الكلامي واللفظي. فتنتصر المحبة ويعم السلام".

وختم الهاشم: "نصلي إلى الرب أن يحفظ لبنان واللبنانيين جميعا في جو من السلام والمحبة الصادقة المتبادلة. وأن يستمر انتصار منطق الصليب شكا لحكمة العالم وجهالة لتدين المتعصبين، بشفاعة قديسي لبنان شربل ورفقا ونعمةالله واسطفان ويعقوب وعناية أمنا العذراء مريم، سيدة لبنان، التي أوكلنا الرب إلى حمايتها من على صليبه". بعد انتهاء الرتبة، انتقل عون والهاشم الى قاعة جانبية وانضم اليهما الجميل وباسيل وسانتوس وحبيقة، وكانت أحاديث تناولت المستجدات على الساحة المحلية. ثم انتقل الحضور بعد اكتمال عقد المدعوين الى قاعة الطعام للغداء، وشرب الهاشم نخب عون، متمنيا له "الصحة ومواصلة النجاح في قيادة مسيرة البلاد".وبعد الغداء، غادر عون الجامعة وكان في وداعه الهاشم وحبيقة ومجلس المدبرين.

 

حرب: ليس المهم أن نعطي المغترب حق المشاركة في الانتخابات بل أن نحمي هذا الحق ونمنع تزوير إرادته

الجمعة 30 آذار 2018 /وطنية - رأى النائب بطرس حرب في بيان، تعليقا على قرار وزير الداخلية المنظم لعملية فرز أصوات الموظفين والمقترعين خارج لبنان، أن "المشكلة ليست في كيفية ضبط نقل المظاريف من مصرف لبنان الى لجان القيد، بل إنها تكمن في كيفية ضبط عملية نقل المظاريف التي تحتوي أوراق الاقتراع من السفارات والقنصليات الى مصرف لبنان وتفادي إمكان التلاعب فيها، أو تزويرها، قبل وصولها الى مصرف لبنان"، معتبرا أنها "قضية خطيرة لا تزال دون حل، إذ يمكن استبدال المظاريف في السفارات أو القنصليات، أو أثناء نقلها، ما يذكرنا بأيام المكتب الثاني وعمليات تزوير نتائج الانتخابات".

ولفت حرب إلى أنه "طالب الحكومة بوضع آلية تحمي العملية الانتخابية من التزوير"، آملا أن "تبادر الى وضع هذه الآلية لحماية سلامة الانتخابات، وتفاديا للطعن بنتائجها. فليس المهم أن نعطي اللبناني المغترب حق المشاركة في الانتخابات، بل المهم أن نحمي هذا الحق ونمنع تزوير إرادته".

من جهة ثانية، أشار حرب الى أن "وزارة الخارجية تمنح اللبنانيين المغتربين جوازات سفر لقاء ألف ليرة لبنانية فقط، بحجة تسهيل انتخابهم في الخارج، وذلك استنادا لقرار صدر عن مجلس الوزراء يجيز ذلك، في الوقت الذي يدفع اللبناني المقيم 60 الف ليرة لبنانية للاستحصال عليه، وهو ما يخالف القانون الذي يحدد رسم جواز السفر، والذي لا يجوز تعديله بقرار الحكومة، بل يقتضي لذلك صدور قانون يعدله". وأكد أن "ذلك يعرض العملية الانتخابية للطعن ايضا، ما يستدعي وقف وزارة الخارجية عن إعطاء الجوازات بألف ليرة وإبلاغ المغتربين بذلك، لأن أي استعمال لجواز سفر بألف ليرة مخالف للقانون ويبطل التصويت الذي حصل بواسطته".

 

قاسم: اهتمامنا بالانتخابات منصب على إظهار حجم تأييدنا الشعبي فكلما برز بشكل أكبر كلما يئس الأعداء

الجمعة 30 آذار 2018 /وطنية - سأل نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها خلال حفل توزيع جوائز على الفائزين في مسابقات القرآن الكريم، الذي أقيم في قاعة الجنان- طريق المطار: "من أعطى أميركا الحق لتسود على العالم وتستخدم الناس عبيدا والبلدان بقرة حلوبا لها؟"، مردفا "نحن قلنا لا ورفضنا هذا المنطق الأميركي، ووقفنا ونجحنا بحمد الله تعالى وسنستمر". وقال: "أميركا قائمة على الظلم والحروب والفساد والضغط، فإذا اتهمتنا بأننا إرهاب فهذا وسام لنا، وإذا قالت عنا بأننا منبوذون منها فهذا دليل على أننا على الطريق الصحيح، وإذا انزعجت منا فهذا دليل على أننا تركنا آثارا مهمة في مواجهة هذا المشروع، وعلى كل حال، عطلنا مشروعين أميركيين كبيرين جدا في هذه المنطقة كان يمكن أن يحولا مسيرة لمنطقة في هذا العالم، الأول هو الشرق الأوسط الجديد من بوابة العدوان الإسرائيلي سنة 2006 على لبنان، والثاني من بوابة الشرق الأوسط الجديد بالعدوان على سوريا سنة 2011، وكانت النتيجة أننا كسرنا المشروع الأول بكسر اليد الإسرائيلية وإلحاق الهزيمة بها من خلال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وكسرنا اليد الأميركية مجددا في سوريا من خلال تعاون روسيا وإيران والدولة السورية وحزب الله وكل القوى التي ساهمت فانكسر المشروع الغربي الأميركي والحمد الله نستطيع أن نقول أن التحولات في المنطقة بحسب إرادتهم غير قابلة للتحقق، إن مستقبل المنطقة يصنعه أهلها ونحن من أهلها وسنساعد في صنعه إن شاء الله". أضاف: "عندما نواجه إسرائيل من نواجه؟ نواجه إسرائيل المحتلة والمعتدية القاتلة الظالمة، وهذا حق، فأساس وجود إسرائيل مبني على العدوان وكل توسعها مبني على العدوان، وأثبتت التجارب أننا عندما قاومنا وقلنا لا لإسرائيل، استطعنا دحرها وانتصرنا عليها، وها هي اليوم تعيش أزمة مستقبلها لأنها تعلم بأن لا مستقبل لها داخل أمة تريد استقلالها وعزتها وتحريرها".

وتابع: "نحن مهتمون جدا بالانتخابات النيابية، ولعلها أهم انتخابات مرت علينا خلال الأعوام السابقة في لبنان، والسبب في ذلك أن حجم التحديات أكبر من أي وقت مضى، والانتخابات هي خيار سياسي، بمعنى انه عندما يؤيد الناس مجموعة من الممثلين يحملون رؤية وفكرة استقلالية مقاومة لبناء الأجيال وبناء البلد على قاعدة الحماية والبناء، فهذا يعني أن يتمكن هؤلاء الممثلون من أن ينقلوا البلد إلى حال أفضل في مواجهة التحديات. فالانتخابات ليست كرسيا يعطى منحة لأحد، وليست مكتسبا لا لجهة ولا لفريق، هي تكليف، وهي مسؤولية علينا أن نحملها بكل أمانة من أجل أن ننقل شعبنا إلى حال أفضل على المستوى السياسي والاجتماعي والإنمائي وفي كل المجالات، أي باختصار على قاعدة نحمي ونبني لمستقبل الحماية والدولة في مواجهة التحديات. من هنا نحن مهتمون بهذه الانتخابات، والاهتمام منصب على إظهار حجم تأييدنا الشعبي، لأن تأييدنا الشعبي كلما برز بشكل أكبر كلما يئس الأعداء منا وحققنا انتصارات بالصورة قبل أن ندخل إلى الميدان، أن تظهر القوة فيرتدع العدو أوفر من أن تستخدم القوة لردعه، قوتنا بشعبيتنا ونريد إظهارها ليراها العالم وليرتدع العدو، وهذه نقطة هامة، وإذا ارتدع العدو نستطيع أن ننطلق إلى البناء في الداخل بشكل أفضل".

وختم قاسم: "نحن دعونا الناس لإبراز هذا الخيار، ولا نعيش مشكلة كم نائبا سيكون لنا في المجلس النيابي ولا حجم التأييد الذي سنأخذه من أجل كسب بعض المقاعد، لا، نحن نريد إبراز حجم التأييد الشعبي، أي مقعد نيابي ينجح فيه نائب بثلاثين ألف صوت أفضل من مقعد نيابي ينجح فيه نائب بعشرين ألف صوت، نريد أن ينجح نوابنا بأعلى الأصوات الممكنة وبأكثر الأصوات الممكنة لنقول للعالم اننا نمثل شريحة واسعة في لبنان، وهذا ما يجذر قدرتنا على الحماية وبناء بلدنا".