المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 02 آذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march02.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تتلفظوا بالكلام البذيء، ولا يكذب بعضكم على بعض، لأنكم خلعتم الإنسان القديم وكل أعماله، ولبستم الإنسان الجديد الذي يتجدد في المعرفة على صورة خالقه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تحية إلى اللواء ريفي ال 14 آذاري الصادق بمواقفه والرافض للصفقة الخطيئة

الياس بجاني/الحليف وحليف الحليف والمتواطئ في الصفقة الخطيئة في خانة واحدة

الياس بجاني/دود الخل منو وفيه..وعندما يعرف السبب يزول العجب

الياس بجاني/أحزاب لبنان هي المشكل وليس الحل وعفنها يسهل نفوذ وهيمنة قوى الإحتلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بيان " تقدير موقف" رقم 153/حزب الله يستخدم الانتخابات ونحن معها أكياس رمل في معاركه الخارجية!

أخبار المخيمات الفلسطينية في لبنان مقلقة جدا/أبو أرز.اتيان صقر

الياس الزغبي لموقع "ليبانون ديبايت": ترشيح المتموّلين بدل المناضلين آفة أدخلها التيّار العوني إلى الحياة السياسيّة مكرّساً الزبائنيّة الماليّة

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 01/03/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 1 اذار 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الصفدي يعلن عزوفه عن الترشح: سأدعم "المستقبل"

الايجابيات العائدة بين المملكة ولبنان جزء من مسار دولي عام مؤيد لاستقراره الغرب للرياض: "النأي" لا يكفي ودعم بيـروت ماليا ضروري لتحصين مناعتها

المستقبل: القوات لن تنال أصواتنا

السعودية تقود مواجهة انتخابية في أيار

لماذا حسين زعيتر؟

بولا يعقوبيان مرشّحة في دائرة بيروت الأولى

غادة عيد مرشّحة في دائرة الشوف - عاليه

ردّ عنيف من "المستقبل" على حمادة

حماده: أنا أكثر الناس اعتزازا بسياسة تربوية اعتمدها الرئيس الشهيد ويسير بهديها الرئيس الحريري

عباس الجوهري لـ"ليبانون ديبايت": المعارضة الشيعية تتحضّر

ما أبرز دلالات زيارة الحريري إلى الرياض؟

هل سيعود الحريري من السعودية بتموضع جديد؟

 حزب الوطنيين الاحرار: نرحب بعودة الأمور الى طبيعتها على صعيد العلاقات اللبنانية ـ السعودية وندعو الى تطويرها الاحرار: لمعالجة معضلة الكهرباء المزمنة بروح علمية وبتجرد وموضوعية

الإفراج عن زياد عيتاني.. قريباً؟

جنبلاط: لهذا غضبت السعودية مني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي: سندعم صمود سوريا والأسد مناضل ومقاوم كبير

سوريا.. هدنة روسيا "بحاجة لتحديث" بهذه الشروط/دي ميستورا: الأمم المتحدة لن تفقد الأمل في المطالبة بتطبيق كامل لوقف إطلاق النار

خامنئي يبرر جرائم الأسد ويصفه بـ "المقاوم الكبير"

البنتاغون: مهمتنا باليمن محاربة الإرهاب ودعم السعودية

دماء الغوطيين أقوى من حبر القرارات الدولية

لافروف: سنواصل دعم النظام... ولا نعارض خروج «النصرة» من الغوطة

ترمب يبحث مع ولي العهد السعودي ملفات سياسية وأمنية

استمرار القصف على الغوطة الشرقية ومقتل 3 مدنيين

السيسي يدشن مدينة العلمين من الجيل الرابعتستوعب 400 ألف نسمة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن"العودة" السعودية إلى لبنان/محمد قواص/العرب

من أسرار زيارة تيلرسون للبنان2018/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

مفاوضات «المستقبل» - «القوات» في الأمتار الأخيرة/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

بين 4 تشرين الثاني... و28 شباط/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

لبنان بين تكتيك التهدئة واستراتيجية المواجهة الإقليمية/راغدة درغام/جريدة الجمهورية

لبنان: الفصل بين الفقر والإفقار/حسام عيتاني/الحياة

عن إخراج العرب من سورية/وليد شقير/الحياة

اليوم الثاني للحريري في المملكة أكد المظلة العربية والدولية فوق لبنان/الهام فريحة/الأنوار

القوات: من الحصار إلى الانحسار/منير الربيع/المدن

مرشح "حزب الله" في جبيل يوقظ "الشياطين" النائمة/دنيز عطالله حداد/موقع ليبانون كورا

بين السوبر صهر والأمنيّ الجميل/رشا الأطرش/المدن

حينما كنت مراهقاً ثورياً كالسيد حسن نصر الله/الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد

الرياض للحريري... جعجع أولاً/ليبانون ديبايت ــ فيفيان الخولي

منتدى التكامل الإقليمي يبدأ عمله الرسمي/الهيئة التأسيسية لمنتدى التكامل الاقليمي

ثلث قرن على تمثيل حزب الله وأمل الشيعة في البرلمان/حازم الأمين/الحرة

«السلاح المنفلت» ومخاطره في المنطقة/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

عبور الريح/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

سوريا هي المحك لدونالد ترامب/خيرالله خيرالله/العرب

مواجهة تركية ـ يونانية يشعلها غاز قبرص/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

مستقبل السعودية والمنطقة والعالم الإسلامي يعتمد على نجاح الأمير محمد بن سلمان في مسعاه/بوريس جونسون/الشرق الأوسط

تفكيك شيفرة حزب الله/محمد علي مقلد /الحوار المتمدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى السفيرين الفرنسي والايراني وملكة جمال لبنان فوشيه: مؤتمر سيدر في موعده في نيسان المقبل

بري استقبل فرعون والخير شورتر: من المهم جدا أن تحدث الانتخابات في 6 أيار كما هو مقرر

الوفاء للمقاومة: لإقرار الموازنة قبل الانتخابات وزيادة التغذية في الكهرباء واعتماد المناقصات لبت العروض

الراعي استقبل محمود عواد ومحافظي جبل لبنان والبقاع وزوارا

المجلس الأعلى للروم الكاثوليك دعا أبناء الطائفة للاقتراع بكثافة: على الحكومة تخفيض عجز الموازنة ومكافحة الهدر

جنازة والدة عوده تقدمها ممثلو عون وبري والحريري كرياكوس ممثلا يازجي: كانت الاكثر صبرا وتفانيا وضميرها المسيحي كان يقودها إلى كل عمل صالح

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

لا تتلفظوا بالكلام البذيء، ولا يكذب بعضكم على بعض، لأنكم خلعتم الإنسان القديم وكل أعماله، ولبستم الإنسان الجديد الذي يتجدد في المعرفة على صورة خالقه

رسالة كولوسيالفصل 01/03-17/"وإن كنتم قمتم مع المسيح، فاسعوا إلى الأمور التي في السماء حيث المسيح جالس عن يمين الله. إهتموا بالأمور التي في السماء، لا بالأمور التي في الأرض، لأنكم متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله. فمتى ظهر المسيح الذي هو حياتكم، تظهرون أنتم أيضا معه في مجده. أميتوا، إذا، ما هو أرضي فيكم كالزنى والفسق والهوى والشهوة الرديئة والفجور، فهو عبادة الأوثان، وتلك أمور تجلب غضب الله على أبناء المعصية. كذلك كانت حالكم فيما مضى حين كنتم تعيشون فيها. أما الآن فتخلصوا من كل ما فيه غضب ونقمة وخبث وشتيمة. لا تتلفظوا بالكلام البذيء، ولا يكذب بعضكم على بعض، لأنكم خلعتم الإنسان القديم وكل أعماله، ولبستم الإنسان الجديد الذي يتجدد في المعرفة على صورة خالقه. فلا يبقى هناك يهودي أو غير يهودي، ولا مختون أو غير مختون، ولا أعجمي أو بربري، ولا عبد أو حر، بل المسيح الذي هو كل شيء وفي كل شيء. وأنتم الذين اختارهم الله فقدسهم وأحبهم، البسوا عواطف الحنان والرأفة والتواضع والوداعة والصبر. احتملوا بعضكم بعضا، وليسامح بعضكم بعضا إذا كانت لأحد شكوى من الآخر. فكما سامحكم الرب، سامحوا أنتم أيضا. والبسوا فوق هذا كله المحبة، فهي رباط الكمال. وليملك في قلوبكم سلام المسيح، فإليه دعاكم الله لتصيروا جسدا واحدا. كونوا شاكرين. لتحل في قلوبكم كلمة المسيح بكل غناها لتعلموا وتنبهوا بعضكم بعضا بكل حكمة. رتلوا المزامير والتسابيح والأناشيد الروحية شاكرين الله من أعماق قلوبكم. ومهما يكن لكم من قول أو فعل، فليكن باسم الرب يسوع، حامدين به الله الآب." 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تحية إلى اللواء ريفي ال 14 آذاري الصادق بمواقفه والرافض للصفقة الخطيئة

الياس بجاني/28 شباط/18

من بلاد الإغتراب نوجه تحية لصدق وشفافية وشجاعة ووفاء اللواء ريفي الذي نرى من خلال مواقفه السيادية والوطنية والثابتة صخرة 14 آذارية تعطي المغترب أمل بتحرير لبنان من الإحتلال وأذى رموزه الإسخريوتية.

 

الحليف وحليف الحليف والمتواطئ في الصفقة الخطيئة في خانة واحدة

الياس بجاني/27 شباط/18

كل سياسي لبناني وصاحب شركة حزب متحالف مع حزب الله علناً أو سراً أو شريكه في الصفقة الخطيئة هو شريك 100% أيضاً  في قتل أطفال الغوطة وفي مشروع إيران الإرهابي والتوسعي..شو فهمنا!!

 

دود الخل منو وفيه..وعندما يعرف السبب يزول العجب

الياس بجاني/27 شباط/18

كم هو صعب أن تجد سياسي أو صاحب شركة حزب في لبنان يكون فعلاً نظيف الكف، وجدير بالثقة، ويحترم نفسه، وضميره حي ويخاف الله!

ومن كثرة حب الطاقم السياسي للمواطنين حولهم إلى هياكل عظمية..و..وبعد هل نسأل بعد عن أسباب بؤسنا والتعاسة؟

 

أحزاب لبنان هي المشكل وليس الحل وعفنها يسهل نفوذ وهيمنة قوى الإحتلال

الياس بجاني/26 شباط/18

تمكن حزب الله ومن قبلة الإحتلال السوري من السيطرة على حكم لبنان بسهولة متناهية بسبب سرطانية وفساد وعقم ودكتاتورية وعفن ثقافة وانظمة احزابنا ..فهذه الأحزاب كافة ودون استثناء واحد تفتقد إلى الديموقراطية بداخلها، وهي إما ملك لأفراد وعائلات أو ادوات مأجورة ووكلاء للخارج.. ولهذا هي المشكل وليس الحل لأن فاقد الشيء لا يعطيه. أما من يؤلهون بغباء وغنمية أصحاب هذه الشركات الأحزاب والوكالات من أهلنا فهم يتحملون مسؤولية كبيرة في وصول لبنان إلى الوضع المحزن الذي وصل إليه حتى بات لا يشبه الوطن الذي ورثناه عن ابائنا وأجدادنا.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بيان " تقدير موقف" رقم 153/حزب الله يستخدم الانتخابات ونحن معها أكياس رمل في معاركه الخارجية!

01 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62895

إذا صدق الشعار!

في السياسة

يصرّ "حزب الله" على القول "لا وجود لأي حزب مهما كبر شأنه ان يحكم لبنان لوحده"!

كلام حكيم ورصين لو كان مصدره البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أو المؤرخ كمال الصليبي أو أحد أمناء فكرة لبنان سمير فرنجية!

كلام من فم "حزب الله" يستدعي الشك والحذر!

هل فعلاً استخلص "حزب الله" دروس لبنان؟

هل فعلاً لا يجنح كما جنح قبله كثر إلى بناء دولة وفقاً لموازين قوى يقدّر انها لصالحه اليوم؟

هل ممارسات "حزب الله" داخل طائفته وداخل لبنان تبعث على الثقة انه حزباً لا يسعى إلى السيطرة على كل شيء؟

هل في "عهد" "حزب الله" نلمس فعلاً احتراماً؟ للتوازن والكفاءة والدستور والقانون؟

لماذا يصرّ إذن "حزب الله" على طمأنتنا ونحن نعرف انه يمارس عكس ما يقول

تقديرنا

هو يطمئن غيرنا على قاعدة "بحكي الجارة تتسمع الكنّة"!

هو يطمّئن الغرب حتى لا يزيد الخناق حول عنقه!

هو يستخدم الانتخابات ونحن معها أكياس رمل في معاركه الخارجية!

 

أخبار المخيمات الفلسطينية في لبنان مقلقة جدا،

أبو أرز.اتيان صقر/01 آذار/18

أخبار المخيمات الفلسطينية في لبنان مقلقة جدا، وأجواؤها تذكرنا بحقبة الانفلاش الفلسطيني المسلح أوائل السبعينات، و بخاصة مخيم عين الحلوة الذي تحول إلى حصن إرهابي بامتياز يأوي أخطر المنظمات الإرهابية و التشكيلات التكفيرية على أنواعها ، عدا عن كبار المجرمين و الفارين من وجه العدالة... و عليه:

- لأن هذه المخيمات - المعسكرات قد أصبحت قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت.

-و لكي لا تتكرر الحرب الفلسطينية المشؤومة على لبنان ، و جرحها ما زال ينزف حتى الساعة.

-و لكي لا تتكرر عملية غدر الجيش في نهر البارد ، و دماء شهدائه ما زالت طرية.

-و لان القوات المسلحة اللبنانية هي صاحبة الحق الحصري في حماية المقيمين على أرضها تبعا للقوانين و الأعراف الدولية.

فإن الشرفاء في لبنان يطالبون الدولة المباشرة الفورية بتنفيذ قرارها السابق المتعلق بنزع سلاح الفلسطينيين داخل المخيمات و خارجها ، و يحملونها مسؤولية التأخير أو التقاعس أو المماطلة في تنفيذ هذا القرار.

لبيك لبنان

 

الياس الزغبي لموقع "ليبانون ديبايت": ترشيح المتموّلين بدل المناضلين آفة أدخلها التيّار العوني إلى الحياة السياسيّة مكرّساً الزبائنيّة الماليّة

ليبانون ديبايت/أجرت الحوار: نهلا ناصر الدين/01 آذار/18

ردّاُ على سؤال"ليبانون ديبايت" عن ظاهرة المرشّحين المتموّلين للانتخابات قال الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي:

"إننا "نعاين منذ انتخابات 2005 تحولا نوعيا في الانتخابات النيابية لجهة اختيار المرشحين خصوصا على مستوى الأحزاب والتيارات. واللافت أن هناك اتجاهاً إلى اختيار رجال أعمال ومتمولين وأصحاب نفوذ مالي واضح لاستقدامهم إلى لوائح التيارات والأحزاب بحجة تمويل المعركة الانتخابية".

ولفت الزغبي إلى أن "هذه الاختيارات تحصل على حساب المنتسبين الأساسيين ومن ذوي الكفايات داخل هذه التيارات والأحزاب، ويتسبب ذلك بصراعات داخلية لمسناها خصوصا في انتخابات 2009 في صفوف التيار العوني الذي كان يَعِد نفسه ويعد الناس بأنه جسم سياسي جديد ومختلف، جاء ليطور الحياة السياسية اللبنانية نحو الأفضل ونحو تخليصها وإنقاذها من الزبائنية السياسية والمالية. وإذ به تحوّل إلى نموذج أول في اختيار أصحاب الأموال والنفوذ المالي ورجال الأعمال لترشيحهم على لوائحه في الانتخابات مكرّساً الزبائنيّة الماليّة مع الزبائنيّة السياسيّة".

وأضاف: "انتقلت هذه العدوى إلى الأحزاب والتيارات الأخرى التي بدأت تتخذ المنحى نفسه، إذ إن هناك أحزابا لم تكن تقيم اعتبارا لأصحاب الأموال، حين وجدت أن هناك من سبقها إلى هذه الآفة بدأت تتحول بدورها إلى اختيار بعض رجال الأعمال ولكنها حافظت بنسبة مرتفعة على اختيار المناضلين في صفوفها ووضعهم في الواجهة. وبالتالي لم تقدم حتى الساعة وجها سياسيا وقحاً بمعنى تغليب الأكثرية المالية داخل التكتلات النيابية التابعة لها، بينما تفرّد التيار العوني باختيار أصحاب الأموال بالدرجة الاولى".

وعن الآثار والمفاعيل السلبية الخطيرة لهذا الخلل قال الزغبي "إنّ هذا الخلل يضرب باتجاهات عدة: داخلي يكون تأثيره السلبي داخل الأحزاب نفسها، وما له من تأجيج للصراعات بين المناضلين وبين المتمولين الطارئين. وخارجي يمتد تأثيره السلبي إلى مجلس النواب وبالتالي داخل الحياة السياسية برمتها".

وأوضح الزغبي "أن هذا لا يعني أن كل متمول يجب أن يُحرم من أن يكون نائبا ولكن ألا تبالغ التيارات والأحزاب بالتسابق على تبني أصحاب الأموال على حساب المناضلين الملتزمين وأصحاب الكفايات داخل تياراتهم وأحزابهم".

ولفت إلى أن "هناك خللاً سياسياً خطيراً يُكمل خلل اختيار المتمولين، هو محاولات اختزال بعض الطوائف بثنائيات أو أحاديات طائفية، إذ إن هناك عدوى سياسية لدى الأحزاب والتيارات لتقليد الثنائية الشيعية التي باتت بمثابة مثال أعلى تنسج الأحزاب والتيارات على منواله كي تنجح في الانتخابات وتشكل كتلاً نيابية وازنة. إنهما خللان بنيويان اخترقا الحياة السياسية منذ العام ٢٠٠٥، ويتكرّسان اليوم، ولا بدّ من إصلاحهما كي تستقيم الانتخابات والوضع السياسي".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 01/03/2018

وطنية - مقدمة نشرة أخبار تلفزيون لبنان

فيما يجري رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري محادثات مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في الرياض، برز محليا موقفان:

- الاول لكتلة الوفاء للمقاومة يحذر من أي تدخل خارجي في الانتخابات النيابية.

- الثاني للنائب محمد الصفدي يعلن عدم الترشح للنيابة والتحالف مع تيار المستقبل.

وفي غياب الرئيس الحريري، واصلت اللجنة الوزارية لمشروع قانون الموازنة العامة جلساتها، والجديد فيها تمسك بعض الوزراء بميزانيات وزاراتهم ورفض خفض نسبة العشرين في المئة، ومنهم وزير التربية الذي رفض تيار المستقبل كلامه على المواسم الانتخابية.

ورد الوزير حمادة بأنه الأكثر معرفة بسياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي يسير بها الرئيس سعد الحريري.

وفي شأن آخر، بكر موسم الربيع بفعل تلاشي الامطار، ونزل اللوز الاخضر الى الاسواق، وذكرت الامانة العامة لمجلس الوزراء اللبنانيين بتقديم الساعة ساعة اعتبارا من ليل الرابع والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الحالي.

ونعود الى الرياض ومحادثات الرئيس الحريري مع ولي العهد.

هذه المحادثات لم يرد حول انعقادها أي خبر إلا أنها تتناول الاوضاع في لبنان والمنطقة، وركزت على العلاقات السعودية-اللبنانية، وأهمية دعم المملكة للبنان في المؤتمرات الدولية في باريس وروما وبروكسل.

ويشدد ولي العهد السعودي على تنمية العلاقات بين الرياض وبيروت في شتى المجالات، وهو ما قالته أوساط سعودية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون ان بي ان

يوم آخر ظل فيه الواقع اللبناني اسير الحدث السعودي بشقيه المتمثلين بزيارتي الموفد الملكي نزار العلولا لبيروت ورئيس الحكومة سعد الحريري الى الرياض.

واذا كان العلولا عائدا الى لبنان فان الزيارة الحريرية الموضوعة تحت المجهر خرجت عن الاطار التقليدي واكتسبت دلالات بارزة من حيث الشكل والمضمون، في الشكل دعوة رسمية وحفاوة في الاستقبال، وفي المضمون طي لصفحة الملتبسة التي نشأت بعد الاستقالة الدراماتيكية للحريري في الرياض في تشرين الثاني الماضي، لكن السؤال الذي يطرحه كثيرون هو هل سيعود رئيس الحكومة الى بيروت ثابتا على تموضعه الحالي؟ وماذا عن التحالفات الانتخابية؟

وفي الحديث الانتخابي ظلت صورة التحالفات ضبابية على مستوى العديد من القوى والدوائر رغم اقتراب موعد اقفال باب الترشيحات في السادس من الشهر الحالي وقبل ايام من فتح باب تسجيل اللوائح.

وفيما اعلن الوزير غطاس خوري ان لوائح المستقبل تعلن قبل الخامس من الشهر الحالي برز شمالا قرار النائب محمد الصفدي العزوف عن الترشح ودعم التيار الازرق في الانتخابات، كما برزت تحذيرات كتلة الزفاء للمقاومة من اي تدخل خارجي في الشان الانتخابي ومن استخدام المال السياسي ودعت من جهة اخرى الى اعتماد ادارة المناقصات لبت العروض المطروحة في مجال الكهرباء.

في ارقام الموازنة التخفيض مستمر في الوزارات مع تقدير الواردات بما يساهم في تعزيز الرشاقة الانتخابية للدولة، ومن رأس بيروت كان قائد الجيش العماد جوزيف عون يرسل اشارة الى راس الناقورة بأن المؤسسة العسكرية جاهزة لمواجهة اي عدوان اسرائيلي او اي محاولة من قبله لقضم جزء من الحدود البرية والبحرية، مشددا على ان الجيش مستعد للدفاع عن الحقوق بكل الوسائل والامكانات المتاحة مهما تصاعدت تهديدات العدو واستفزازاته.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون او تي في

رغم انشغالات الداخل، بالانتخابات وبورصة المرشحين ودلالاتها، كما بأرقام الموازنة وتعقيداتها، لا تزال العيون شاخصة مواربة، نحو لقاءات السعودية ...

هناك يبدو الحدث المرتقب، بنتائجه وما سينبثق منه ...

وفي معلومات أوساط مطلعة، أن المؤشرات الأولى لزيارة رئيس الحكومة إلى المملكة "إيجابية جدا" وفق تقويمه ذلك أنه فضلا عن كون الزيارة في حد ذاتها مؤشر قرار ، فإن مجرياتها تتم بحسب ما يشتهيه الفريق الأزرق ...

في كل حال، يحبس الجميع أنفاسه ، الانتخابية والترشيحية واللوائحية والتحالفية في بيروت، في انتظار تبلور تلك المعطيات ...

فقبل أيام قليلة على إقفال باب الترشيحات الفردية، لا يزال بعض الكتل الأساسية مترقبا متريثا ...

وفي سياق متصل، كانت لافتة إشارة كتلة حزب الله النيابية اليوم، لجهة شجبها أي تدخل خارجي في الشأن الانتخابي الداخلي ، والغمز من قناة التحريض السياسي واستخدام المال السياسي ...

كما كان لافتا في السياق نفسه، السجال بين تيار المستقبل والوزير مروان حماده، الذي غاب زعيمه عن جدول لقاءات الموفد السعودي في بيروت . في انتظار ملحق قد يأتي، أو لا يأتي، أو يأتي من دون محطة جنبلاطية أيضا ...

باختصار، يستمر الإجماع على أننا أمام أسابيع غير ممددة، للعرض المستمر بنجاح للعصفورية الانتخابية في لبنان ، في انتظار ما بعد 6 أيار ...

وفي السياق نفسه، ثمة من يسعى إلى إدخال موضوع دقيق جدا، مثل قانون عفو عام عن جرائم ومجرمين، في بازار تلك العصفورية ... فما هي حقيقة هذا الملف؟ الجواب ضمن نشرتنا المسائية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون المنار

انها معركة الوعي كما اسماها الصهاينة، التي اعادتهم الى زمن ايرز غيرشتاين، وما يعنيه من قتل للحلم الاسرائيلي بلبنان..

فالمشاهد التي عرضتها المنار عن استهداف قائد قوات الاحتلال في جنوب لبنان العميد ايرز غرشتاين عام الف وتسعمئة وتسعة وتسعين على ايدي المقاومين، عرضت المشهد الاسرائيلي للكثير من التساؤلات والتأويلات، والقراءات في عبر الماضي لفهم خطورة الحاضر..

حاضر أمل الامام السيد علي الخامنئي ان يصلي فيه المسلمون جماعة في القدس، في يوم ليس ببعيد، وخلال استقباله وزير الاوقاف السوري الشيخ عبد الستار السيد أكد الامام الخامنئي ان زعماء المنطقة وشعوبها اذا قرروا التزام خط المقاومة فان العدو لن يتمكن من ارتكاب اي حماقة.

في لبنان الارتكاب السعودي بحق السيادة اللبنانية متواصل، فبعد فعل احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري واجباره على الاستقالة في تشرين الماضي، استقبال للرئيس الحريري في قصور الرياض في محاولة لتصحيح السجلات السياسية، وعلى المائدة الدسمة الانتخابات النيابية اللبنانية كما كشف مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية المقرب من الديوان الملكي أنور عشقي، مشيرا إلى ما سماه حرص المملكة السعودية على ألا يكون لحزب الله النصيب الأكبر في الانتخابات التشريعية.

ومن حرص كتلة الوفاء للمقاومة على السيادة والاستقلال الحقيقيين كان شجبها لاي تدخل خارجي في الانتخابات النيابية، معتبرة خلال اجتماعها الاسبوعي أن كل محاولات التحريض السياسي لن تثني اللبنانيين عن تمسكهم بالمرشحين الملتزمين خيار المقاومة.. بل ان كل المال الانتخابي لن يستطيع شراء ضمائر الناس التي قدمت التضحيات من اجل لبنان كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم..

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون المستقبل

إلى يمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جلس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في زيارة رسمية لرئيس مجلس وزراء لبنان إلى المملكة العربية السعودية.

وإن كانت الزيارة بدعوة رسمية ملكية لكنها بدت عائلية في الوقت نفسه، إذ ظهر خلالها الحريري واحدا من أهل قصر اليمامة.

ومن المنتظر خلال الساعات القليلة المقبلة أن يلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وبانتظار عودة الرئيس الحريري لإعلان لوائح تيار المستقبل وتحالفاته، ارتفع اليوم عدد المرشحين الذين تقدموا بطلباتهم الى وزارة الداخلية ليصل العدد إلى 374، وهو مرشح ليتضاعف في الأيام الأخيرة.

لكن القنبلة السياسية جاءت من طرابلس، حيث أعلن النائب محمد الصفدي دعمه لائحة تيار المستقبل في طرابلس والشمال سياسيا ولوجيستيا وقال إن التيار هو الفريق السني الأهم، وأعلن عزوفه عن الترشح، مطلقا سيلا من الانتقادات إلى حكومة ميقاتي إذ قال: كنا 5 وزراء بمن فيهم رئيس الحكومة من طرابلس، وماذا فعلنا؟ لا شيء (صفر).

واتفقنا مع ميقاتي لتنفيذ مشاريع في المدينة في وثيقة مكتوبة، لم ينفذ منها حرف.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون ال بي سي

الأنظار كانت موجهة اليوم إلى السعودية ، في اليوم الثاني من زيارة الرئيس سعد الحريري لها ، لتتبع اللقاء الذي من المفترض ان يكون قد جمعه بولي العهد الامير محمد بن سلمان ، بعد لقاء اليوم الأول بالملك سلمان الذي تميز بحفاوة بالغة ...

مر النهار من دون أن يخرج من المملكة أي خبر عن هذا اللقاء ، ما سيضع فرضية من اثنتين : إما ان اللقاء لم ينعقد بعد ، وإما أنه عقد, لكنه في حاجة إلى متابعة ، وقبل هذه المتابعة لا إعلام ولا تفاصيل عنه ...

ايا يكن الأمر ، فإن الكثير من التطورات الإنتخابية باتت مرهونة بعودة الرئيس الحريري من السعودية ، سواء على مستوى التحالفات او تشكيل اللوائح ، وهذا ما برز واضحا اليوم, حيث اقتصرت النشاطات الانتخابية على التقدم بالترشيحات ...

عدا الهرولة للترشح ، فإن الماراتون الاساسي كان اليوم لموضوع الموازنة, حيث عقد اجتماع جديد في محاولة لخفض موازنات الوزارات ... الاجتماع عقد على صورة جبهة : جبهة وزارة المال التي تطالب بخفض موازنات الوزارات ، وجبهة الوزارات التي تطالب بإبقاء الموازنات على ما هي عليه ...

هذا الموضوع سيبقى عرضة للأخذ والرد إلى حين موعد الاجتماع التالي, الذي سيكون الاثنين المقبل ، وحينها يكون الرئيس الحريري قد عاد إلى بيروت ، فتتبلور ثلاثة ملفات : الاول التحالفات الانتخابية بالتزامن مع استمرار تدفق الترشيحات ، والثاني الإقتراب من الانتهاء من أرقام الموازنة ، أما الثالث فجلسة مجلس الوزراء التي تحمل في طياتها مواجهة شرسة, لها علاقة بملف الكهرباء, الذي وضع اليد عليه النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون ام تي في

بعد البريق الذي انبعث من زيارة الرئيس الحريري السعودية امس حيث خصه خادم الحرمين كل مظاهر الحفاوة التي تليق برؤساء الدول ساد صمت ثقيل وطويل لم يخرقه اي خبر او تسريبة عن تفاصيل اليوم الثاني من الزيارة والتي من المتوقع ان يتوجها رئيس الحكومة بلقاء ولي العهد الامير محمد بن سلمان، اللقاء الذي لم يعلن عن حصوله حتى الساعة سياخذ طابع اجتماع عمل رسمي يؤمل منه ان يصوب بوصلة العلاقات الحريرية السعودية وبوصلة العلاقات اللبنانية السعودية من الانتخابات بتحالفاتها مرورا باحياء المساعدات الانمائية وصولا الى المشاركة السعودية في مؤتمرات الدعم وقبل هذه كلها التشدد في مواجهة التيار الايراني وتفعيل النأي بالنفس.

وعلى مسافة شهرين تقريبا من الاستحقاق الانتخابي يتعين على الحكومة انجاز موازنة رشيقة تلبي المواصفات الدولية تكون جاهزة لتقديمها الى البرلمان في الرابع من اذار حدا اقصى كي يتمكن من مناقشتها واقرارها ما يؤهله للمثول امام الدول المشاركة في مؤتمرات الدعم وقد انجز فرونه، في السياق تواصل لجنة الموازنة اجتماعاتها الماراتونية وألم الاقتطاعات يدفع الوزراء الى اعلاء الصوت، واليوم كان دور وزير التربية مروان حمادة الذي رفض اقتطاع قرش من موازنته تبعه سجالا تربوي جانبي بين حمادة وتيار المستقبل، انتخابيا المحركات جاهزة لكن لا وجهات محددة للتحالفات في انتظار عودة الحريري الاحد مبدئيا.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الجديد

فيما رئيس الحكومة سعد الحريري يجوب مضارب بني عبد العزيز بحثا عن فلس الأرملة فإن السرايا تحولت الى خلية لاجتماعات متواصلة تعقدها اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع قانون الموازنة وإذا ما تفاءلنا خيرا بولادة موازنة جارية على مقادريها تقطع الطريق أمام الصرف على القاعدة الاثني عشرية فإن الموازنة قيد الدرس قد اقتطعت عشرين في المئة من موازنات الوزارات بغية خفض العجز وهي لامست المحظور في ميزان الدعم ووضعت نصب عينيها الحلْقة الأضعف في ميزان الصرف فلم تجدْ غير الجمعيات التي تعنى بشؤون ذوي الحاجات الخاصة مزرابا للهدر لتقيم الحد عليه فتداعى أولياء الحاجة إلى اعتصام على طريق القصر الجمهوري لرفع الصوت والغبن عن ثمانية وتسعين ألف مواطن كفل القانون لهم حق التعلم والاستشفاء والاندماج في المجتمع صرخة المحتجين تخطت أسوار السرايا ووصلت إلى مسامع المجتمعين ففعلت فعلها وصانت حقوقهم. موازنة تلحق بموازنة ومليارات العجز تتراكم وصراخ من نوع آخر قد ينعش ذوي الألباب المجتمعين على تقليص أموال الخدْمات لحساب أموال السرقات وبجردة حساب بمفعول رجعي من أقرب الملفات إلى أبعدها ماذا عن تلزيم بواخر الكهرباء المهدورة لاستيلاد طاقة بلا طاقة؟ ماذا عن المليارات التي تدفع سنويا لأبينة مستأجرة لإدارات رسمية؟ ماذا عن الاستدانة لسد العجز فيما يكافأ المخالفون والمتهربون من الضريبة بمنحهم مزيدا من الإعفاءات الضريبية؟ ماذا عن الأملاك البحرية والنهرية المصادرة على قاعدة ستة وستة مكرر من فقش الموج عند رأس الناقورة إلى مصب النهر الكبير؟ ماذا عن مغارة الجمارك وعلي بابا والأربعين حرامي المحميين برؤوس حامية؟ ماذا عن سرقة أموال الدولة عبر وضع اليد على آلاف الأمتار من المشاعات وبيعها بالوكالة من هالك لمالك بختم قضائي؟ ماذا عن مئات الجمعيات المرصودة بملايين الليرات لفعل خير لا فاعل له تتبوؤها سيدات من رتبة زوجات نواب ووزراء ورؤساء لزوم "البرستيج" الاجتماعي؟ في المقابل ماذا رصدتم للموت المتكرر على أبواب المستشفيات؟ لإصلاح في النظام الصحي والتربوي والوظيفي؟ لبنى تحتية مهترئة وطرقات تتحول الى بحيرات عند مطلع كل شتوة؟ ليس الحل في اقتطاع ما تيسر للمواطن من أدنى الخدمات بل بوقف الهدر المقونن ومحاربة الفساد والكلام في هذا المقام ليس من عندياتنا فعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله قال إن ثمة وثائق للدولة اللبنانية اذا ما كشف عنها فإن شخصيات كبيرة تدخل السجن ونحن نتكلم على عشرات مليارات الدولارات من الهدر والسرقة وإن هبات من جهات دولية وحكومات لم تدخل حساب المال العام وانما صرفت من خارج الآليات القانونية المعتمدة فهل من يحاسب؟؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 1 اذار 2018

النهار

يُواجه نوّاب "حزب الله" في بعلبك - الهرمل موجة اعتراض متنامية ما اضّطرهم الى تقديم جردة بالخدمات التي قدموها في الاعوام الماضية ونشرها عبر وسائل الاعلام.

رفض مرجع شمالي مقايضة التحالفات بتحديد عدد المقاعد وحصرها بطائفة دون أخرى مؤكّدا ان قوته الانتخابية تفوق العرض.

غابت عن مجلس الوزراء الجلسات المناطقية الموعودة وكذلك الجلسة المخصصة لملف التربية الذي لا يزال عالقا ما بين ادارات المدارس والمعلمين.

يتخوّف اقتصادي بارز من ان يؤدّي خفض التقدمات الى موجه جديدة من الاضرابات والتظاهرات قبيل المؤتمرات الدولية.

الجمهورية

تتراجع حظوظ تحالف إنتخابي بين تيار بارز وتنظيم إسلامي وسطي ويستعد الطرفان لمعركة في مناطقهما المشتركة.

يؤكد مرجع روحي أمام زواره حرصه على متابعة العلاقات مع دولة عربية وذلك خدمة لمصالح البلدين.

لاحظت أوساط سياسية أن شخصية دبلوماسية استثنت من لقاءاتها مسؤولَين بارزين فيما كان الوقت متاحا وكافيا للزيارة.

اللواء

يُصرّ نواب حاليون في تكتل موال على الترشح، خلافاً لرغبة الجهة التي دعمتهم سابقاً، وتخلت عنهم اليوم.

يشعر متابعون للانتخابات في بعض دوائر الجنوب فتور همَّة المرشحين وحتى الناخبين!

يظهر وزير خدماتي حنقاً على فقدان حليف حزبي، بعد التقائه مع حزب آخر، يفترض أن يكون حليفاً أيضاً؟!

المستقبل

قيل ان أوساطا ديبلوماسية تؤكد ان المعنيين في الدوائر الرسمية بدأوا باعداد مشروع القرار الذي سيتقدم به لبنان الى الدورة الـ149 للجامعة العربية التي ستنعقد يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين في مبنى الجامعة في القاهرة.

البناء

أكد نائب سابق أمام زوّاره أمس أنّ مآلات التحالفات الانتخابية في الدائرة التي كان يمثلها لأكثر من دورة، توحي بأنّ بعض الأفرقاء الذين كانوا حتى الأمس القريب من أشدّ الخصوم، يجتمعون اليوم على مصلحة انتخابية عابرة لا تلبث أن تزول لتعود المناكفات والخصومات إلى سابق عهدها، ما يعني أنّ كلّ وعود الإنماء هي لزوم الحملة الانتخابية لا أكثر ولا أقلّ...

تقول التقارير العسكرية الإسرائيلية إنّ موسكو استقدمت الطائرة سوخوي 57 إلى مطار حميميم ليس للاستعراض بل تحسّباً لنوع من المواجهات التي يُفترض إذا وقعت أن تخرج روسيا منها متفوّقة، وفيما تستبعد التقارير أن تحدث مواجهة روسية مع كلّ من أميركا و"إسرائيل" وتركيا وضعت الهدف في إطار الردع لإفهام الأطراف الثلاثة أنّ أيديهم ليست طليقة في الأجواء السورية، خصوصاً بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة الـ"أف ـ 16".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الصفدي يعلن عزوفه عن الترشح: سأدعم "المستقبل"

المركزية01 آذار 2018/أعلن النائب محمد الصفدي عزوفه عن "الترشّح للإنتخابات النيابية المقبلة، أو ترشيح أي فرد من أفراد عائلته"، مؤكدًا "خوض الانتخابات النيابية الى جانب لائحة تيار المستقبل سياسيًا ولوجستيًا" واعدًا بـ"الذهاب في الشأن العام بعد الانتخابات الى أبعد من مقعد نيابي بل الى تطويرِ القطاعات التَنْموِية والزراعية والإقتصادية والثقافية والشبابية والنسائية، تَحْتَ مظَلّة حزبية سياسية ستشمُل كلّ لُبنان". كلام الصفدي جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في "مركز الصفدي الثقافي" في طرابلس بحضور حشد سياسي واعلامي ووفود شعبية، حيث تناول مسيرته في الندوة البرلمانية وفي الحكومة طوال 18 عامًا ساهم خلالها بإنجازات من خلال عمله التشريعي والرقابي والوزاري، وبإنماء مدينته طرابلس وبناء الوطن الحُر العادل والمُستقل". ولفت الى أنه "استمر في المجلس النّيابي ممثلا للبنانيين الذين اختاروه ولكنهم لم يختاروا التمديد لدورة ونصف، وانما القَرار السياسي هو الذي اختار والنواب وافقوا، لأنهم أَرادوا قانونًا عادلًا يعطي لكلّ اللبْنانِيين حقوقهم في التمثيل وبابًا لتحديث النّظام السياسي ومدخلا حقيقيًا لتطْبيق واقعي لإتفاق الطائف، أَساسه الإنماء المتوازن وإلغاء الطائفية السياسية". وتطرّق الى "اقتراح قانون تقدّم به التكتل الطرابلسي عام 2003 يعتمد النّظام النسبي في دوائر موسّعة من أَجل تأمين حسن التمثيل وتعزيز الشراكة الوطنية في العمل السياسي"، معتبرًا أنه "بعد 15عامًا تمّ اعتماد النّظام النسبي ولكن مبتورًا بما سُمّي "الصوت التفضيلي" الذي يُفرِّق بدل أَن يجمع، ويجعل من المرشّحين على نفس اللائحة خصومًا مُتنافسين، ويُعزِّز مجددًا الإنتماء المذهبي والطائفي على حساب الإنتماء الوطني"، معتبرًا أن "الدوائر قُسّمتْ بما يخدم المصالح السياسية لبعض الطّوائف ويساهم في تعزيز مكانة طوائف على حساب طوائف أخرى". وأوضح الصفدي أن "قراره العزوف في هذه الدّورة عن الترشّح للإنتخابات النيابية أو ترشيح أي فرد من أفراد عائلته لا يعني أنه وأهله وأَصدقاؤه غير معنيين فيها"، معلنًا دعمه للائحة "تيار المستقبل"، سياسيًا ولوجِيستيًا"، معللاً قراره بأن "المستقبل يمثل الفريق السّني الأهم، ولأنّ التَجارِب والممارسات السياسية على مدى السنوات الماضية، أثبتت ورغم كلّ الظّروف، حرص تيار المستقبل على اللحمة الوطنية، والحفاظ على العيش المشْترك والتمسك بوِحدة لبنان واللبنانيين".

وأشار الى أن "العزوف عن الترشُح هو المحطة الأساسية لتحقيق الأهداف، والاستمرار بتسليط الضوء واقتراح الحلول وتنفيذها بما يخدم طرابلس والشمال وكلّ لبنان"، واعدًا بـ"الذهاب في الشأن العام والعمل الحزبي السياسي إلى أبعد من مقْعد نيابي وإلى تطويرِ القطاعات الَتنموِية والزراعية والإقتصادية والثقافية والشبابية والنسائية، تحت مظلة ستَشْمل ليس فقط طرابلس والشمال، بل كلّ لُبنان".

وعدّد "مساهمته وزملائه في التكتل الطرابلسي في إِخراج لبنان من أَزمات كثيرة مرّت عليه، بدءًا من إِغتيال الشهيد رفيق الحريري وكُلّ الإِغتِيالات الَّتي تلت، إلى تَعطيل المجلس النيابي وتعطيل الإنتخابات الرِّئاسية ومن ثمّ تعطيل الإنتخابات النيابية"، معتبرًا أن "من سقط هي كلّ المؤامرات التي حيكت للبنان"، مشيرا الى أنه "لبنان زُجّ  في متاهات الحرب في سوريا، وفُرِضَ عليه مئات آلاف النّازِحين، ففَتح ذراعيه مستوْعبا الأزمة، كما هُدّد بالإِرهاب، فواجه بجيْش وقوى أَمنية موِحّدة تخطّت الإنقسامات السياسية، ومرَ بمطبّات إقتصاديّة ومالية فواجهها بِحكمة ودراية، وواجه وما زال التدخلات الخارِجية بِصلابة الموقف الداخلي الموحَّد".

 وردًا على سؤال حول الثمن السياسي مقابل عزوفه عن الترشح أوضح أنه "ليس من النوع الذي يقايض بشيء مقابل شيء آخر، بل تجدون هذا الأمر عند أفرقاء آخرين"، كاشفًا عن "نيته تشكيل حزب مبادئه واضحة، وقياداته واضحة، ويعمل لمستقبل لبنان"، مشيرًا الى أن "الحزب هو الوحيد الذي يتخطى الطوائف"، مشددًا على أن "الخوف من أي خسارة لم يجد يوما من الايام طريقا الى قلبه او عقله خصوصًا أنه تصدّر في الدورات الماضية الأرقام الانتخابية" قائلاً "أنا مؤمن بالله والناس، والعمل الطيب دائما مجدي".

وعن تأييد ماكينته الانتخابية لقراره بدعم لائحة "تيار المستقبل"، أوضح أن "90 في المئة من ماكينته الانتخابية أبدت تأييدها لخياره"، مشددًا على أنها "ستعطي الصوت التفضيلي لـ"تيار المستقبل" وليس لأفراد"، متابعًا أن "سمير الجسر وابو العبد كبارة هما اخوتي".

وحول الكلام الذي صدر عن ترشيحه عقيلته فيوليت خيرالله الصفدي الى الانتخابات، كشف أن "السيدة الصفدي تلقت عرضًا من "تيار المستقبل" للترشح عن المقعد الأرثوذكسي كما تلقت عرضين من فريقين آخرين، إلا أنها رفضت الترشح"، موضحًا أنه "تباحث في موضوع ترشح أحمد الصفدي كذلك الذي رأى الامر غير ملائم في هذا الظرف". وردًا على سؤال حول التوريث السياسي، أجاب الصفدي بحزم "فتشت في المجلس النيابي 18 سنة لأجد كرسيًا مكرسًا لعائلة الصفدي، لكني لم أجد". واعترف في سؤال حول رأيه بالتيارات الأخرى في المدينة وتحديدا تيار العزم أن "العلاقة مع "تيار العزم" مرت بمرحلة شابتها شائبة كبيرة، خلال حكومة كان فيها 5 وزراء من طرابلس بمن فيهم رئيس حكومة وكانت فرصة كبيرة، ليسأل "ماذا فعلنا لطرابلس؟ صفر"، ومشيرًا الى أن "هذا الأمر كان الخلاف الرئيسي بيني وبين الرئيس ميقاتي".

وأوضح أن "مشاريع طرابلس في مجلس الانماء والاعمار لم تنفذ"، مضيفًا "أنا والرئيس ميقاتي اتفقنا في وثيقة مكتوبة على أشياء لتنفيذها بطرابلس ولم ينفذ حرف منها"، مؤكدًا أن "الظروف التي حصلت في تلك الفترة ليست حجة لتبرير التقصير، موضحا ان الكلام ليس في اطار التهجم بل توضيح الامور ووضع النقاط على الحروف". ومع انتهاء المؤتمر، توافد الى مكتب الصفدي عدد من الشخصيات على رأسهم مفتي طرابلس والشمال الشيخ

مالك الشعار، والنائب سمير الجسر الذي غرد عبر "تويتر"، قائلا "الزيارة هي لشكره على دعم لائحة تيار المستقبل في طرابلس. وأكدت له ان مسيرة التعاون معه مستمرة بإذن الله، من أجل طرابلس وأهلها".

 

الايجابيات العائدة بين المملكة ولبنان جزء من مسار دولي عام مؤيد لاستقراره الغرب للرياض: "النأي" لا يكفي ودعم بيـروت ماليا ضروري لتحصين مناعتها

المركزية01 آذار 2018/لا يمكن عزل التطورات الايجابية التي طرأت في الايام القليلة الماضية على خط العلاقات اللبنانية – السعودية، عن التوجه الدولي العام للتعاطي مع لبنان، والمُعتمَد منذ سنوات، وتحديدا منذ اندلاع الازمة في سوريا. فالعواصم الكبرى قاطبةً، من واشنطن وصولا الى موسكو مرورا بأوروبا، قررت وضع "البلد الصغير" منذ العام 2011، تحت مظلة واسعة تحفظ استقراره وأمنه وتمنع انتقال النيران المشتعلة في محيطه، اليه، ربما لخوفها من ان تؤدي اي خضات يتعرض لها، الى تحوّل شواطئه لنقاط انطلاق لآلاف المهاجرين الى سواحل اوروبا.

انطلاقا من هنا، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تحرّكت فرنسا سريعا إبان أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، لما كان يمكن ان تتركه هذه الخطوة من تداعيات على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي للبنان. فكثّفت دبلوماسيتها اتصالاتها على الساحة الاقليمية والدولية، وساهمت في عودة الحريري الى السراي مجددا ولكن على أساس تسوية سياسية واضحة، قوامها الاساس النأي بالنفس وعدم تدخل لبنان في شؤون الدول العربية. ومنذ تلك اللحظة، تتابع المصادر، الحراك الفرنسي (والاميركي ايضا) لم يتوقّف لتنقية الاجواء اللبنانية – السعودية و"الحريرية" – السعودية من شوائب مرحلة الاستقالة وما رافقها. فكان ان تنقل دبلوماسيو الدولتين الكبريين، بين بيروت والرياض، محاولين ترطيب المناخات بين الجانبين والاضاءة في المملكة على "نقاط قوة" التسوية اللبنانية الجديدة.

ويبدو ان جهودهما أثمرت. فحطّ الموفد السعودي والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا في بيروت الاثنين الماضي، حيث جال على القيادات السياسية مبشرا بصفحة جديدة في العلاقة بين البلدين، حاملا دعوة الى رئيس الحكومة لزيارة الرياض لباها بعد ساعات من تسلمها، على وقع مواقف ايجابية لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان اعتبر فيها أن "وضع الرئيس الحريري الآن في لبنان أفضل مقارنة بوضع حزب الله". الحرص الاوروبي – الغربي الشديد على اعادة المياه الى مجاريها بين بيروت والرياض، يأتي في سياق المسار الدولي الداعم لاستقرار لبنان، تضيف المصادر، غير ان استعجال تحقيق هذه "الصُلحة"، له أيضا مبرراته. فعشية مؤتمرات الدعم الدولي للبنان، والمرتقبة في الأسابيع القليلة المقبلة، من روما 2 لدعم الجيش اللبناني في 15 آذار، الى سادر في 6 نيسان المقبل لدعم الاقتصاد اللبناني وتحفيز الاستثمار في لبنان، وصولا الى مؤتمر بروكسل لمساعدة الدول المضيفة للاجئين، أدركت القوى العاملة على إعداد العدّة لها، وتحديدا فرنسا، ان غياب الدول الخليجية وفي شكل خاص السعودية، عن المؤتمرات سيشكّل ضربة قوية لها، خصوصا ان المملكة لطالما كانت تتربع على رأس قائمة الدول المانحة الداعمة للبنان، فضاعفت باريس وواشنطن ضغوطها في اتجاه كسر الجليد بين لبنان والسعودية، لافتة انتباه المملكة الى ان النأي بالنفس والمواجهة السياسية مع حزب الله لا يكفيان لمنع انزلاق لبنان الى المحور الآخر، بل لا بد من رفد "وطن الارز" بمقومات الصمود كلّها، لا سيما اقتصاديا ليبقى متماسكا وصلبا فتزداد مهمة اختراقه من قبل "فريق الممانعة" صعوبة. وتبدو وجهة النظر الدولية هذه لاقت آذانا صاغية في الرياض بدليل ما حصل من تطورات في الساعات الماضية، بحسب المصادر التي تتوقع ان تكون طريق المشاركة الفاعلة للمملكة في مؤتمرات الدعم، سالكة وآمنة.

 

المستقبل: القوات لن تنال أصواتنا

"الأنباء الكويتية" - 01 آذار 2018/فيما تجزم مصادر "التيار الوطني الحر" بأن "العونيين والحريريين سيكونون على لائحة واحدة في دائرة بشري - زغرتا - الكورة- البترون، يؤكد مسؤول في "تيار المستقبل"، لـ"الأنباء"، أن "المفاضلة بين "التيار العوني" و"القوات اللبنانية" و"تيار المردة"، مرتبطة بدوائر أخرى، لا يوجد شيء مجاني"، وتشرح أن "من غير الممكن أن نتحالف مع "المردة"، إن كان داعما للرئيس نجيب ميقاتي في عكار أو طرابلس، و"القوات اللبنانية" لن تنال أصواتنا، إذا أعطت أصواتها للواء أشرف ريفي، هناك معايير لا تسمح لنا بالتعامل مع الدوائر على القطعة"، ولن يمانع "المستقبل" التحالف مع العونيين أو "المردة"، حتى لو ضمت اللائحة مرشح "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، لأن "الحريري كان واضحاً في خطاب ١٤ شباط بأن الطرف الوحيد الذي لا يتحالف معه هو حزب الله".

 

السعودية تقود مواجهة انتخابية في أيار

"السياسة الكويتية" - 1 آذار 2018 /أعربت أوساط قيادية في "تيار المستقبل"، لـ"السياسة"، عن ارتياحها لأجواء زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للسعودية ونتائج لقاءاته، على صعيد توطيد دعائم العلاقات وتعزيزها في مختلف المجالات، وهو ما لمسه الحريري من كبار المسؤولين السعوديين خلال هذه الزيارة.

وأشارت إلى أن هناك توجهاً سعودياً واضحاً بالانفتاح على لبنان والعمل لترسيخ العلاقات على أفضل ما يكون وعلى مختلف الأصعدة، وهو ما أشار إليه الموفد السعودي نزار العلولا خلال زيارته بيروت، والتي ستتبعها زيارة أخرى قريبا، من أجل توسيع مروحة التواصل مع القيادات اللبنانية، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية. وعُلم أنه رغم عدم تطرق الموفد السعودي إلى تفاصيل الملف الانتخابي، إلا أن هناك جهوداً سعودية تُبذل لتقريب المسافات بين القيادات التي كانت منضوية في إطار قوى "14 آذار"، من أجل خوضها الانتخابات موحدة، في مواجهة تحالف قوى "8 آذار" الذي يقوده "حزب الله"، إذ أن هناك خشية لدى المملكة من فوز حلفاء سوريا وإيران بالغالبية النيابية، وهذا بالتأكيد سينعكس سلباً على صورة لبنان العربية، في وقت تحرص الرياض على الوقوف في وجه المد الإيراني في المنطقة، ومحاولة "فرسنة" لبنان، من خلال إمساك حلفاء إيران بمفاصل الحياة السياسية اللبنانية، وهو ما لا يمكن أن تقبل به السعودية والدول العربية.

 

لماذا حسين زعيتر؟

ليا القزي/الأخبار/01 آذار 2018

بقرارٍ من قيادة حزب الله، تحوّل الشيخ حسين زعيتر من مسؤول جبل لبنان والشمال في الحزب، الذي يعيش "خلف الأضواء"، إلى المُرشح عن قضاء جبيل الذي هوجِم لأنّه من الهرمل.

السيرة الذاتية التي أعدّها حزب الله عن الشيخ حسين زعيتر تبدأ بالتعريف بأنّه "يتحدّر من أصول جبيلية من بلدة أفقا، حيث عائلته ما زالت تسكن المنطقة حتى الآن". نشر هذه المعلومة ليس اعتباطياً، بل مقصودٌ لقطع الطريق على من "يُعاير" مُرشح حزب الله في قضاء جبيل بأنّه "غْرِيب".

ابن القصر (الهرمل)، التي وُلد فيها عام 1962، عاش في "ترحالٍ" دائم. سنة 1967، كان انتقال العائلة إلى طرابلس. بعد ثلاث سنوات، حزموا حقائبهم وانطلقوا صوب المتن الشمالي. لم يكن "رفيق" الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، يُدرك أنّه سيعود إلى هذين القضاءين عام 2004، مسؤولاً للحزب في أقضية جبل لبنان والشمال. بقيت عائلة زعيتر في المتن، حتى عام 1975، قبل أن يقفل الشيخ حسين عائداً إلى القصر إثر اندلاع الحرب الأهلية. هو أحد رجال الرعيل المؤسس للمقاومة الإسلامية. بدأ عمله مع حزب الله في البقاع، جنباً إلى جنب السيد حسن نصرالله (قبل أن يكون الأخير أميناً عاماً للحزب). "مُرتبط روحياً بشخصية (الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد) السيد عباس الموسوي". دراساته فرضت عليه الانتقال، عام 1985، إلى إيران حيث نال إجازة في العلوم السياسية والإلهيات من الجامعة الإسلامية في قُم. ظلّ يزور الجمهورية الإسلامية، بشكل مُتقطع، ولا سيّما في تسعينيات القرن الماضي، عندما انخرط تماماً في التنظيم الحزبي. كانت "الهرمل البداية"، ليُشكَّل بعدها إلى بعلبك، ثمّ يُصبح مسؤولاً عن الوحدة الاجتماعية المركزية لحزب الله، وصولاً إلى تسلّم المنطقة الحزبية الخامسة (جبل لبنان والشمال). دور زعيتر في "الحزب" تنظيمي وليس عسكرياً. يزور "مُعسكرات المجاهدين"، في إطار عمله "التبليغي".

"شخصية مرحة، رغم الجدّية التي يُظهرها"، هكذا يصفه عارفوه. يُقابل "الإطراء" بابتسامة خجولة، ويُبدي مرونة في الحوار، رغم أنّه يُحاول أن "يوارب" أحياناً لـ"الهروب" من الجواب المُباشر عبر تقديم شرحٍ طويل. زعيتر هو ابن عائلة فقيرة، "راتبه أقلّ من 1300 دولار شهرياً". لا يملك منزلاً في البقاع، أما "بيته في ضاحية بيروت الجنوبية، فمُستأجر". الشيخ باللباس المدني، كان يواظب على ممارسة رياضة المشي على البحر في عين المريسة. إلا أنّ الظروف الأمنية، بعد حرب تموز، منعته من هذه الفُسحة. هوايات عديدة تخلّى عنها زعيتر أيضاً، كلعبة كرة القدم، لكنه لا يزال يُتابعها، ويُشجع فريق ريال مدريد. القسم الأكبر من وقته مُخصّص لحزب الله، والتحضيرات للانتخابات النيابية، فرضت أن "يُصبح الدوام 24/24". مركز زعيتر، الأساسي، في مكتب قيادة المنطقة الخامسة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولكنّه يزور دورياً مكتب "الحزب" في كفرسالة ــ عمشيت. ومنذ إعلان الترشيحات رسمياً، يُمكن رصده في جبيل يومياً.

يقول أحد "حلفاء" زعيتر السياسيين إنّ الشيخ "مُلمّ بتفاصيل جبيل بشكل دقيق. يعرف العائلات، وتكوين البلديات وخلافاتها، ومُطلع على حاجات الأهالي". في الانتخابات البلدية الأخيرة، ساهم في رسم المشهد في البلدات ذات الأغلبية الشيعية. حزب الله في سيرته التعريفية عن زعيتر، يصفه بأنّه "من البناة الأساسيين للعلاقة مع التيار الوطني الحرّ التي كان أهمها في الانتخابات النيابية في الـ2009، حيث نال تقدير القيادة على المساهمات الكبيرة التي قدمها للتيار في هذا المجال". المقصود هو تدريب كوادر "التيار" وماكينته على الانتخابات النيابية.

قبل أيام من إعلان المُرشحين، لم يكن زعيتر يعرف أنّه المُرشح. لماذا هو؟ حزب الله اختار "مسؤول المنطقة الخامسة، وليس اسم الشيخ حسين زعيتر"، فالمقاومة "معنية بهذه المنطقة، وبمتابعة أحوال البيئة الاجتماعية اللصيقة بها"، وهي فرصة لمتابعة "شؤون البلدات ذات الأغلبية الشيعية المُهملة، بشكل مُتعمّد".

 

بولا يعقوبيان مرشّحة في دائرة بيروت الأولى

ام تي في/01 آذار/18/تقدمت الإعلامية بولا يعقوبيان رسمياً اليوم بطلب ترشيحها على المقعد الأرمن الأرثوذكس في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية - الرميل - المدور). واللافت أن إسمها على طلب الترشح (بوليت سيراكان ياغوبيان) مغاير كلياً لإسمها المتداول إعلامياً. وحاولت أن تعمد إلى وضعه على طلب الترشح، إلا أنها جوبهت بالرفض من قبل وزارة الداخلية كونه لا يتطابق مع إسمها الموجود على لوائح الشطب.

 

غادة عيد مرشّحة في دائرة الشوف - عاليه

ام تي في/01 آذار/18/تقدمت الاعلامية غادة عيد معدة ومقدمة برنامج "علم وخبر" الذي ينقل معاناة المواطن ويكشف ملفات الفساد على شاشة mtv بطلب ترشيحها رسميا على المقعد الماروني في دائرة الشوف - عاليه. وقد تبنى "حزب سبعة" ترشيحها بالتضامن التام مع التحالف الوطني الموحّد الذي يضم عدداً كبيراً من هيئات وتجمعات الحراك المدني في المنطقة. وبحسب الاحصاءات تتقدم عيد بصورة لافتة بين المرشحين على هذا المقعد.

 

ردّ عنيف من "المستقبل" على حمادة

01 آذار/18/صدر عن منسقية جبل لبنان الجنوبي في "تيار المستقبل" ما يلي:

"طالعنا وزير التربية مروان حمادة اليوم بتصريحات أعرب فيها عن استيائه من طلب خفض موازنة الوزارة "في وقت يعد الرئيس بمئات المليارات للقطاع الخاص" حسب زعمه. ووصل به الامر أن يتمنى خلال افتتاحه معرضا برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري "لو كان الرئيس الحريري معنا لكان علم أهمية القطاع التربوي". يهم منسقية جبل لبنان الجنوبي ان تنبه الوزير حمادة الى انه في وقت قد يرى أن من مصلحته الانتخابية المزايدة الشعبوية الفارغة التي يتقنها، على المرشح أن يحسب جيدا ردة فعل محبي الرئيس الحريري وما أكثرهم في هذه الانتخابات. وهذا، خصوصا ان الرئيس الحريري، بعكس المزايدين، لم ينتظر معرضا ولا موسما انتخابيا ليعرف أهمية القطاع التربوي، التي تشربها من مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري المشهود لها في هذا المجال. اخيرا، كانت النزاهة تقتضي منه الإشارة الى ان مجهود خفض العجز مطلوب من كل الوزارات من دون استثناء، ولا يتقصد وزارة التربية او اي وزارة اخرى دون غيرها".

 

حماده: أنا أكثر الناس اعتزازا بسياسة تربوية اعتمدها الرئيس الشهيد ويسير بهديها الرئيس الحريري

الخميس 01 آذار 2018 /وطنية - أصدر وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده البيان الآتي: أمام التحوير والتشويه للكلام الذي عرفت به المعرض التربوي التوجيهي الذي تشرفت بافتتاحه باسم الرئيس سعد الحريري، وأمام تعليق إحدى المنسقيات الحزبية، أود أن أذكر أصحاب البيان بأنني لست من هواة الحملات الشعبوية، وإن ما يربطني بفكر ومبادىء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودولة الرئيس سعد الحريري وجمهورهما، أعمق وأمتن من محوري الكلام. كما أذكرهم بأني أكثر الناس معرفة واعتزازا بالسياسة التربوية التي اعتمدها الرئيس الشهيد والتي يسير بهديها الرئيس سعد الحريري".

 

عباس الجوهري لـ"ليبانون ديبايت": المعارضة الشيعية تتحضّر

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل/01 آذار/18

تعاني منطقة بعلبك ــ الهرمل من ضغوط كثيرة، ولا زالت عرضة لأكثر الأزمات اللبنانية قسوة رغم مضي أكثر من عشر سنوات على وثيقة الطائف، التي أعادت تأسيس الوفاق الوطني على قواعد جديدة، من بينها التخطيط للإنماء المتوازن، كمقوّم للاستقرار الداخلي. لكن الوعود السخية بتطوير المنطقة واستيعاب النتائج الاجتماعية، ومكافحة البطالة والفقر، بقيت حبرا على ورق، مقابل نتائج هزيلة وبرامج كاذبة، وإنفاقا شحيحا، وبدل ازدهار المنطقة زادت حرمانا. أزمات المنطقة تنموية، وتربوية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية، وجل ما يطالب فيه أهلها الالتفات الى حاجاتهم والوعي الكافي لمساعدة المنطقة على النمو. يجتمع هؤلاء حول رأي واحد ان اداء الدولة تجاه المنطقة ليس بالمستوى المطلوب، وهي مهملة، لا فرص عمل مؤمنة ولا مستوى معيشي واقتصادي لائق لهم. هذه الدائرة التي تضم 10 مقاعد نيابية تسيطر على غالبيتها الثنائية الشيعية حاليا، باتت مهددة بالتغيير في ظلّ استمرار معاناة أهاليها بعد تجربة 2009. في هذا الإطار، علّق المرشح عن لائحة المعارضة الشيعية الشيخ عباس الجوهري لـ"ليبانون ديبايت" قائلا "ما نسعى اليه من خلال تحالفنا كمستقلين من الطائفة الشيعية مع الصوتين السني الوازن الذي يمثّله تيار المستقبل، والمسيحي الوازن في منطقة البقاع الشمالي الذي يمثله المرشح أنطوان حبشي على لائحة واحدة، هو خدمة أهالي المنطقة في الدرجة الأولى، حتى لا تبقى بعلبك -الهرمل ذات بُعد واحد غير قادر على تحقيق الانماء المطلوب". وأوضح ان "المشاورات لا تزال قائمة في ما يتعلّق بالتحالفات الانتخابية، لكن المؤكد هو ادخال مكونات وازنة في البلد الى المنطقة حتى تتضافر الجهود من كل حدب وصوب وتتشابك الأيدي ويتحرك النمو في المنطقة على كافة الأصعدة. لا ننظر الى الانتخابات على انها معركة، بل لعبة رياضية بمرمى واحد معرّض للإهمال، ونطمح برفقة اللوائح المنافسة تسجيل أهداف مهمة في هذا المرمى، وبروح رياضية نتساعد في سبيل المنطقة". أما عن موضوع المواجهة مع الثنائي الشيعي، وما يثار عبر الاعلام عن الوقوف ضد "المقاومة"، أكد الجوهري ان "موضوع الأخيرة خارج الخلافات ولا يمكن لأي مواطن ان ينكر الدور الذي لعبته المقاومة في الدفاع عن أرض الوطن. لكن حان الوقت بعد تحرير الأرض العمل على تحرير الانسان من الاهمال والحرمان ومن الوضع البائس الذي يعاني منه أهالي المنطقة".

وأضاف أنه حان الوقت أيضا لوضع رؤية مستقبلية واعدة لأهالي بعلبك - الهرمل, وتأمين فرص عمل للشباب, وتطلعات لبناء دولة حقيقية بعيدة عن منطق الاستبداد والمحاصصة. ورفض التفريط بالثروة النفطية أو الاستفادة من عائداتها لجيوب المسؤولين فقط. مشددا على ألا تكون تلك الوعود مجرد أقوال بل تترجم في أفعال يباشر فورا بتنفيذها. وعن الوعود التي يقدمها لأهالي المنطقة، تحدّث الجوهري عن تخطيطه لبرنامج اقتصادي اجتماعي عصري وحديث، والعمل على تنفيذه، "لأن المهم هو السهر على انجاز هذه الوعود، والمطالبة بإصرار وبالتعاون مع المعنيين رفع غطاء الاهمال عن بعلبك - الهرمل. والمطالبة بمستوى وظائف كتلك الموجودة في بيروت، فالمنطقة تستحق، ونسعى لتحصيل جميع حقوقها وادراج شبابها في مؤسسات الدولة وتأمين لهم مستوى معيشي يليق بهم". وأسف الشيخ للشائعات التي انطلقت قبل اكتمال تشكيل اللائحة التي ينوي الترشح عليها، وقبل الكشف عن الأسماء والوجوه المدرجة ضمن اللائحة، واعتبر ان "التهم التي صوبت نحونا مجحفة". بالمقابل، شدد على أهمية التنافس الشريف، وانه "لا أعداء لنا في لبنان ولا خصوم، والمنافسة الديمقراطية هي المطلوبة، ولم ولن نملي على من تحالفنا معهم انتخابيا أي اسم، ونتشارك هدفاً واحداً معهم ضمن لائحة متكاملة". لم ينكر الجوهري امكانية وجود لائحة أخرى تضم مستقلون شيعى الى جانب لائحته, على الرغم من تمنيه على جميع الأفرقاء المستقلون التوافق حول لائحة واحدة لخوض الانتخابات على أساسها, خصوصا ان الأهداف واحدة.

 

ما أبرز دلالات زيارة الحريري إلى الرياض؟

لبنان الجديد/01 آذار/18

هل تشكّل زيارة الحريري إلى الرياض نقطة تحوّل بين المرحلة السابقة والمرحلة المقبلة لبنانياً وسعودياً؟

 بعد الإلتباسات والشوائب الناتجة عن إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من الرياض في 4 تشرين الثاني الماضي، والتي عاد عنها لاحقاً؛ يبدو أن المملكة العربية السعودية فتحت صفحة جديدة في علاقاتها مع لبنان، وذلك عبر الدعوة الرسمية التي وُجهت إلى الحريري، حيث استقبله يوم أمس الأربعاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالمراسم والتقاليد التي تليق باستقبال رؤساء الدول، على أن يستقبله اليوم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في لقاء ينتظر أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما.

وفي هذا السياق، لفتت صحيفة "الجمهورية"، إلى أنه "فيما بدأ الحريري زيارته الرسمية للرياض، طُرح سؤال بقوة أمس هل تشكّل هذه الزيارة نقطة تحوّل بين المرحلة السابقة والمرحلة المقبلة لبنانياً وسعودياً؟ ويعرف اللبنانيون كيف ذهب الحريري إلى الرياض، لكنهم لن يعرفوا كيف سيعود؟ هل سيعود إلى تَموضعه السابق؟ أم يبقى في تموضعه الحالي؟ أم يجد «تسوية» بين التسوية الرئاسية والمملكة تسمح له بحفظ كل الخطوط المفتوحة في هذه المرحلة الدقيقة التي تستدعي وحدة وطنية لاجتيازها؟".

وأفادت المعلومات، نقلاً عن الصحيفة، "أنّ اجتماع الحريري مع الملك سلمان اتّخَذ «الطابع البنَوي»، ورَطّب الأجواء الشخصية، وأنّ اجتماعه المرتقَب اليوم مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يُعدّ الإجتماع الحاسم الذي سيتمّ خلاله رسم نوعية العلاقات بين الرجلين من جهة، وبين المملكة ولبنان في المرحلة المقبلة من جهة أخرى". وأضافت المعلومات، "إنّ الموفد السعودي نزار العلولا الذي عاد من لبنان إلى المملكة، نقل أجواء إيجابية عن مختلف المسؤولين والشخصيات الذين التقاهم، وعلى أساس نتائج هذه الزيارة ستحدّد المملكة خطة تحرّك لها في لبنان".

ومن جهة أخرى، أعربت مصادر سياسية لبنانية نقلاً عن صحيفة "العرب"، عن اعتقادها بأن "الهدف من زيارة الحريري للمملكة، هو التنسيق لمرحلة ما بعد الإنتخابات المقبلة المتوقعة"، وقالت إن "هناك خطوطًا عريضة بات متفقًا عليها بين الحريري والجانب السعودي في ما يخص مرحلة ما بعد الإنتخابات اللبنانية".

ولم تستبعد حصول الحريري على دعم سعودي كي يتمكن من الحصول على كتلة نيابية كبيرة في المجلس المقبل.

 

هل سيعود الحريري من السعودية بتموضع جديد؟

إعداد جنوبية 1 مارس، 2018 /استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس سعد الحريري في الرياض امس، إستحوذ أهمية كبيرة لجهة كيفية إنعكاسه على الداخل اللبيناني.. والعلاقات السعودية اللبنانية.

تستمر الأنظار شاخصة الى الرياض التي يزورها رئيس الحكومة سعد الحريري ملبّياً دعوة رسمية، ولقي فيها أمس حفاوة ملكية لافتة، حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالمراسم والتقاليد التي تليق باستقبال رؤساء الدول، فأجلسه الى يمينه في مكتبه بقصر اليمامة، على أن يستقبله اليوم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في لقاء ينتظر ان يفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، فضلاً عن الصفحة الجديدة التي فتحتها السعودية في علاقاتها مع لبنان، بعد ما شابَها من التباسات وشوائب بعد إعلان الحريري استقالته الشهيرة من الرياض، والتي عاد عنها لاحقاً.

وقالت “النهار” مع ان النتائج التفصيلية لزيارة الحريري للسعودية قد لا تكون متاحة بسرعة نظراً الى ان هذه الزيارة تخرج عن الاطار التقليدي وتتسم بخصوصيات ودلالات بارزة يتوقع معها ألا تظهر النتائج سريعاً، فان ذلك لم يحجب أهمية حصولها شكلاً ومضموناً وتوقيتاً إن من الوجهة اللبنانية، أو من الوجهة الاقليمية الاوسع. والواضح في هذا السياق واستنادا الى معطيات مصادر مطلعة ومعنية بزيارة الرئيس الحريري للرياض وقبلها زيارة الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا لبيروت ان “الحدث السعودي” الذي ظلل الواقع اللبناني في الايام الاخيرة أثبت بما لا يقبل جدلاً بأن “عودة” المملكة العربية السعودية الى لبنان لا تقتصر بابعادها ودلالاتها ونتائجها المرتقبة على الواقع اللبناني وحده، بل شاءت الرياض من خلالها اطلاق رسائل تؤكد انها معنية بتصويب ميزان القوى الداخلي في لبنان والحفاظ على توازن سياسي يمنع تبديل صورة لبنان وواقعه على نحو خطير.

فيما بدأ الحريري زيارته الرسمية للرياض، طرح سؤال بقوة أمس هل تشكّل هذه الزيارة نقطة تحوّل بين المرحلة السابقة والمرحلة المقبلة لبنانياً وسعودياً؟

وتساءلت “الجمهورية” يعرف اللبنانيون كيف ذهب الحريري الى الرياض، لكنهم لن يعرفوا كيف سيعود؟ هل سيعود الى تَموضعه السابق؟ أم يبقى في تموضعه الحالي؟ ام يجد “تسوية” بين التسوية الرئاسية والمملكة تسمح له بحفظ كل الخطوط المفتوحة في هذه المرحلة الدقيقة التي تستدعي وحدة وطنية لاجتيازها؟

وتفيد المعلومات المتوافرة انّ الحريري الذي كان يفضّل أن يُستقبل كرئيس حكومة لبنان منذ وصوله الى الرياض، استُقبل كإبن السعودية في المطار، وكرئيس حكومة لبنان في القصر الملكي في اليمامة، بحيث جلس على كرسي الى يمين خادم الحرمين الشريفين، وفق البروتوكول السعودي الخاص باستقبال رؤساء الدول. وتضيف المعلومات أنّ اجتماع الحريري مع الملك سلمان اتّخَذ “الطابع البنَوي”، ورَطّب الاجواء الشخصية بعد ملابسات زيارته السابقة في 4 تشرين الثاني الماضي، وانّ اجتماعه المرتقَب اليوم مع ولي العهد الامير يُعدّ الاجتماع الحاسم الذي سيتمّ خلاله رسم نوعية العلاقات بين الرجلين من جهة، وبين المملكة ولبنان في المرحلة المقبلة من جهة أخرى. قالت مصادر سياسية لبنانية واكبت لقاءات الموفد السعودي في بيروت المستشار العلولا يومي الإثنين والثلثاء الماضيين،لـ “الحياة”  إن السعودية مهتمة بإعادة التوازن إلى سياسة لبنان الإقليمية وإلى التزامه النأي بالنفس عن الصراعات والحروب الإقليمية، بعد أن أخذ النفوذ الإيراني فيه عبر “حزب الله” يضغط على توجهاته العربية في السنوات الأخيرة. وذكرت المصادر نفسها لـ “الحياة” أن الرياض استفسرت عما يأمله لبنان من مؤتمرات الدعم الدولية المنوي عقدها في الشهرين المقبلين لمساندة قواته المسلحة واقتصاده ومعالجة عبء النازحين السوريين. وأشارت إلى أن هذا الأمر سيكون مدار بحث خلال زيارة الحريري الرياض. وقالت المصادر لـ”النهار” إنه خلافا لكل الاجتهادات المحلية اللبنانية التي تحدثت عن ايلاء الرياض التحالفات الانتخابية أولوية من باب التدخل لاعادة احياء تحالف 14 آذار، فان زيارتي الحريري للرياض والعلولا لبيروت لم تتناولا الشأن الانتخابي إلّا من باب ابداء الحرص على نجاح الدولة اللبنانية في اتمام الاستحقاق وان ذلك ينتظر ان يترجم أيضا في مساهمات سعودية ملموسة في مؤتمرات الدعم الدولية. لكن ذلك لا يعني ان المملكة ليست معنية بالاطلاع على تقديرات الرئيس الحريري وحلفائها حيال المشهد الذي سينشأ عن استحقاق الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل.

وفي هذا السياق، أوردت “الشرق” معلومات خاصة  عن اكتمال، أمس، تقديم جميع ترشحات المرشحين في لائحة “تيار المستقبل” التي يترأسها الحريري في بيروت الدائرة الثانية، وعددهم أحد عشر مرشحاً لأحد عشر مقعداً، وهم:

الرئيس سعد الحريري، الرئيس تمام سلام، الوزير نهاد المشنوق، حسان قباني، رولا طبش جارودي، ربيع حسونة، غازي يوسف، علي الشاعر، باسم الشاب، نزيه نجم وفيصل الصائغ.  كما تقدّم عماد الخطيب بترشحه عن دائرة حاصبيا مرجعيون باسم “تيار المستقبل”.

 

 حزب الوطنيين الاحرار: نرحب بعودة الأمور الى طبيعتها على صعيد العلاقات اللبنانية ـ السعودية وندعو الى تطويرها الاحرار: لمعالجة معضلة الكهرباء المزمنة بروح علمية وبتجرد وموضوعية

  البيان الاسبوعي | احرار نيوز - 2018-03-01 رحب حزب الوطنيين الاحرار بعودة الأمور الى طبيعتها على صعيد العلاقات اللبنانية ـ السعودية دعا الى تطويرها لما لها من تأثير إيجابي على كل الصعد معتبرا ان دور المملكة العربية السعودية يسهم ايضاً في إعادة التوازن الداخلي وفي النأي بالنفس عن صراعات المنطقة. الاحرار و في اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الاعضاء جدد الدعوة الى التعاطي بأكبر قدر من المسؤولية مع المؤتمرات الدولية المنوي عقدها في الشهرين المقبلين والتي يمكن ان تشكل خارطة طريق يقتضي اعتمادها من قبل لبنان

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي :

1 – نرحب بعودة الأمور الى طبيعتها على صعيد العلاقات اللبنانية ـ السعودية وندعو الى تطويرها لما لها من تأثير إيجابي على كل الصعد. ومن بين الإيجابيات نذكر وقف انزلاق لبنان نحو ما يسمى محور المقاومة والممانعة وهو غطاء إنشائي للهيمنة الإيرانية على عدة دول عربية من جهة ولهيمنة حزب الله على السياسة اللبنانية من جهة أخرى. ومن المؤكد ان دور المملكة العربية السعودية يسهم ايضاً في إعادة التوازن الداخلي وفي النأي بالنفس عن صراعات المنطقة. ولا ننسى الدعم السعودي للبنان الذي ياخذ أشكالاً عدة من مساهمة في انجاح المؤتمرات الدولية الهادفة الى مساعدته الى استضافة مئات آلاف اللبنانيين والى تقوية موقفه في الدفاع عن قضاياه في جامعة الدول العربية وأمام المحافل الدولية. ونلفت في الوقت عينه الى ضرورة مواكبة القوى اللبنانية السيادية هذا التوجه وذلك بتغليب المبادئ التي تجمعها على ما عداها من اعتبارات ثانوية يستفيد منها خصومها.

2  - نجدد الدعوة الى التعاطي بأكبر قدر من المسؤولية مع المؤتمرات الدولية المنوي عقدها في الشهرين المقبلين والتي يمكن ان تشكل خارطة طريق يقتضي اعتمادها من قبل لبنان. ومعلوم ان المؤتمرات الثلاثة تتصدى لكل مواطن الضعف وتطرح كل الإشكاليات: من مؤتمر باريس المخصص للأمور الاقتصادية والمالية، الى مؤتمر روما الذي تنحصر أعماله في إيجاد السبل والامكانات لتعزيز الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى، الى مؤتمر بروكسل ومادته الأساسية موضوع النازحين وكيفية التعاطي معه لتخفيف الأعباء عن لبنان ولضمانه عودتهم الى وطنهم عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك. ومن الأهمية بمكان تأمين إجماع لبناني في ما خص هذا الموضوع الذي بات يشكل العبء الأكبر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي ناهيك عن تداعياته الأمنية.

3 – ندعو الى معالجة معضلة الكهرباء المزمنة بروح علمية وبتجرد وموضوعية وعدم تسييسها وجعلها مادة سجالية علماً انها السبب الرئيسي في عجز الموازنة وفي تفاقم الدين. ومن البديهي ان تلتزم اية خطة للمعالجة مساراً قصير الأمد قد تكون البواخر نقطته المحورية شرط احترام قانون المحاسبة العامة وشروط دائرة المناقصات ، ومساراً متوسطاً عنوانه وقف التعديات وتأمين الصيانة وحسن الجباية، ومساراً طويل الأمد يرتكز على بناء معامل جديدة لتوليد الطاقة خصوصاً العاملة على الغاز نظراً للقواعد البيئية ولإمكان الإفادة من الانتاج المحلي الموعود مستقبلاً. ونسأل أخيراً في هذا المجال : ماذا حل بوعد رئيس الجمهورية طرح موضوع الكهرباء على طاولة مجلس الوزراء إذ اننا نعتبر ان المماطلة والتأخير في حسمه ينعكسان سلباً على الوضع المالي ويضاعفان الخلافات السياسية.

 

الإفراج عن زياد عيتاني.. قريباً؟

المدن/01 آذار/18/عادت قضية الممثل زياد عيتاني إلى الواجهة، بعد الحديث عن احتمال إطلاق سراحه قبل الانتخابات النيابية. إلا أن مصادر مقربة من العائلة تؤكد لـ"المدن" أن "القضية بدأت تأخذ مسارها القانوني الصحيح من دون أي تدخل سياسي". وتؤكد المصادر أن "الافراج عن عيتاني أصبح قريباً، خصوصاً في ظل وجود قرائن تؤكد أن ما نسب إليه في التحقيق الأولي انتزع بالضرب والاكراه". ويقول المحامي رامي عيتاني لـ"المدن" إن قاضي التحقيق رياض أبو غيدا أحال الملف إلى فرع المعلومات وسيتم التحقق في الفرع ليومين من داتا الاتصالات العائدة لعيتاني قبل توقيفه، "ونحن نجزم بعدم تواصله مع أرقام أو أشخاص مشبوهين". ويأمل المحامي عيتاني أن تكون جلسة التحقيق المقبلة أمام القاضي أبو غيدا مثمرة. و"من بعدها سيكون هناك جلسة لاتخاذ القرار، ومن المفترض أن يكون لمصلحتنا".

 

جنبلاط: لهذا غضبت السعودية مني

الجديد/02 آذار/18/أعرب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عن مخاوفه من تخصيص شركة النفط السعودية ارامكو، مشيراً إلى أن من يسيطر عليها عمالقة النفط في العالم إذا ما تم إدخالها الى البورصات العالمية. وانتقد جنبلاط في مقابلة مع مجلة "مغازين" الفرنسية تصدر الجمعة الحرب العبثية في اليمن، معتبراً أن هذه الانتقادات ربما حملـت السفير السعودي الجديد في لبنان إلى الاحجام عن زيارته. وقال جنبلاط: "تجرأت وانتقدت مشروع خصخصة ارامكو وكلامي هذا اغضب السعوديين، الذين اعتبروه تدخلاً في شؤونهم الداخلية. هم ربما على حق، ولكن ارامكو هي ثروة وطنية سعودية، تم تأميمها خلال عهد الملك فيصل. واليوم، يريدون خصخصتها". وكشف جنبلاط أنه لم يفهم جيداً قانون الانتخاب الجديد حيث أن مرشحاً حصل على عشرين ألف صوت قد يسقط أمام مرشحاً آخر حصل فقط على خمسمئة صوت، مضيفا: "لم أفهم هذه الحيلة"، واصفاً "الصوت التفضيلي بالاختراع الرهيب". وشدد جنبلاط على أنه لن يجتمع مطلقاً مع الرئيس السوري بشار الأسد معتبراً أن إبنه تيمور أخذ خياراً مشابهاً. أضاف: "إن هكذا لقاء مع الرئيس الأسد لن يحصل لأن آل جنبلاط سيحاكمهم الشعب السوري". وشدّد النائب جنبلاط على "أهمية التفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وتطبيع العلاقات بينهم كي يتفرغوا لأولوية إجراء اصلاحات عميقة حيث أن الوضع الاقتصادي سيء للغاية"، لافتا إلى أن "اتفاق الطائف لا يلحظ المناصفة في وظائف الفئة الرابعة" معتبراً أن "الفريق الرئاسي له تفسير خاطىء للطائف في هذا الإطار".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي: سندعم صمود سوريا والأسد مناضل ومقاوم كبير

الميادين/01 آذار/18/وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الرئيس السوري بشار الأسد بالمناضل والمقاوم الكبير وأكّد على ضرورة دعم طهران لدمشق التي تقف في خط مواجهة أماميّ في المنطقة. المرشد الإيراني ولدى استقباله وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد ووفداً من علماء دين سوريين أكّد أنّ سوريا اليوم في الخط الأمامي، وأنه من واجب إيران دعم صمودها، وقال لوزير الأوقاف "ستصلون صلاة الجمعة في القدس قريباً". وأشار إلى أنه "لو اتخذ قادة دول المنطقة وشعوبها قراراً حازماً بالمقاومة، عندها لا يمكن للعدو أن يرتكب أي حماقة". كما وصف خامنئي الرئيس السوري بأنه شخص محترم و"برز في صورة الشخص المناضل والمقاوم الكبير ولم ينتابه الشك وقد وقف بثبات وصلابة من دون تردد، ما يشكّل أهميّة كبرى لأيّ شعب" وفق تعبيره. وتابع خامنئي أن "الشعوب الإسلامیة كما ترون تعیش حالة من الذلة لكنها فی الحقیقة لیست ذلیلة ، بل زعماؤها هم الأذلاء، فلو أن شعبا كان له قادة یشعرون بعزة الإسلام ویتمسكون بهویتهم، فإن هذا الشعب سیكون عزیزاً، ولن یستطیع العدو أن یمس مثل هذا الشعب". وأوضح خامنئي أن الثورة الإسلامیة في إیران دخلت عامها الأربعین، مشیراً إلى أن "القوى العالمیة بما في ذلك أمیركا والاتحاد السوفیتي السابق وحلف الناتو والرجعیة العربیة تكاتفت ضدنا لكننا لم نسقط بل ازددنا نمواً وقوة، فما معنى ذلك؟ المعنى الأول أنه لیس بالضرورة أن كل ما تریده القوى الكبرى یتحقق". وأضاف هذه القضية تنهض بوعي الشعوب، وهذه المعرفة تمنحهم القوى والأمل. وبحسب خامنئي فإنّ يجب التصدي لأولئك الذين يعملون "ضد الوحدة بين الشيعة والسنة كالنظام السعودي".

 

سوريا.. هدنة روسيا "بحاجة لتحديث" بهذه الشروط/دي ميستورا: الأمم المتحدة لن تفقد الأمل في المطالبة بتطبيق كامل لوقف إطلاق النار

دبي ـ العربية.نت/01 آذار/18/قال مسؤولان بالأمم المتحدة للصحافيين، الخميس، إن خطة روسيا لتطبيق هدنة لمدة خمس ساعات يومياً في #الغوطة_الشرقية تحتاج لتحديث للسماح بتوصيل المساعدات وتنفيذ عمليات الإجلاء الطبي والتي ينبغي ألا ترتبط بصفقات تبادل أسرى. وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، أن الأمم المتحدة لن تفقد الأمل في المطالبة بتطبيق كامل لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما كما نص قرار لمجلس الأمن الدولي. هذا وقد ذكر مستشار المبعوث للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، أن دبلوماسيين من 23 دولة يحضرون اجتماعاً إنسانياً، اليوم الخميس، تلقوا رسالة قوية مفادها "أنتم تتقاعسون عن مساعدتنا لمساعدة المدنيين في سوريا". كانت نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، كيلي كيري، وصفت الهدنة التي أقرتها روسيا في سوريا لخمس ساعات يومياً بالسخرية، معتبرة أنها تحدٍّ صارخ لدعوة مجلس الأمن بالتهدئة في البلاد. وقالت كيري: "منذ أن اتخذنا القرار 2401، أعلنت روسيا هدنة يومية مدتها خمس ساعات، وكانت تلك هي السخرية بعينها، حيث تحدت الدعوة بشكل صارخ مطالبة قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً على الأقل"، مؤكدة أنه "لا يمكن لروسيا أن تعيد كتابة بنود القرار الذي تفاوضوا وجلسوا هنا وصوتوا لصالحه من جانب واحد". وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، مساء الاثنين، أن جيش #النظام_السوري سيعلق الضربات الجوية على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، خلال هدنة يومية مدتها خمس ساعات اعتباراً من الثلاثاء.

 

خامنئي يبرر جرائم الأسد ويصفه بـ "المقاوم الكبير"

العربية.نت - صالح حميد/01 آذار/18/برر المرشد الأعلى للنظام الإيراني، علي خامنئي، ما تصفها منظمات دولية بجرائم حرب ارتكبها رئيس النظام السوري #بشار_الأسد ضد شعبه، ووصفه بـ"المناضل والمقاوم الكبير". وقال خامنئي لدى استقباله وزير أوقاف النظام السوري، محمد عبدالستار السيد والوفد المرافق له، الخميس، إن "الأسد مناضل ومقاوم كبير، ظل رابط الجأش ثابت القدم، وهو أمر مهم جدا لأي شعب"، على حد تعبيره. واعتبر المرشد الإيراني سوريا بأنها "في الخط الأول للمقاومة"، قائلا "من واجبنا دعم صمودها". يذكر أنه خلال زيارة وزير أوقاف النظام السوري، تم الإعلان عن "كلية المذاهب" الإيرانية في دمشق، خلال لقاء جمعه، الأربعاء، في طهران، مع رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي. ويأتي الإعلان عن هذه الكلية، بعدما أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للنظام الإيراني للشؤون الدولية في يناير/كانون الثاني الماضي، عن فتح فروع للجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية #آزاد، في كل من سوريا والعراق ولبنان، وهو ما اعتبره مراقبون تمددا لنفوذ إيران.

 

البنتاغون: مهمتنا باليمن محاربة الإرهاب ودعم السعودية

دبي ـ العربية.نت/01 آذار/18/قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، إن السعودية تعرضت لهجمات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران. وأعلنت الوزارة الأميركية أن "مهمتنا في اليمن هي محاربة الإرهاب ودعم السعودية". واعتبر البنتاغون أن "الأسلحة النووية الروسية الجديدة ليست مفاجئة ويتم تطويرها منذ وقت طويل". وقال إن الأسلحة النووية الروسية الجديدة يتم تطويرها منذ وقت طويل. وقالت دانا وايت، الناطقة باسم الوزارة إن الوزارة غير متفاجئة من مزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أسلحة نووية جديدة. وأضافت وايت أن الجيش_الأميركي مستعد للدفاع عن الأمة. وكان بوتين قد صرح بأن روسيا اختبرت عدداً من الأسلحة النووية الاستراتيجية الجديدة التي لا يمكن اعتراضها، والتي تجعل منظومات الدفاع الخاصة بحلف شمال الأطلسي ناتو عديمة الجدوى. وأبلغت وايت مراسلي البنتاغون بأن الدفاع الصاروخي الأميركي لم يكن مطلقا يتعلق بروسيا. أوضحت الولايات المتحدة مرارا أن منظومات الدفاع الصاروخي في أوروبا لا تستهدف موسكو، ولكنها أصرت على أنها مصممة للتصدي للتهديدات التي تشكلها إيران وكوريا الشمالية والتهديدات المارقة.

 

دماء الغوطيين أقوى من حبر القرارات الدولية

 د. فادي شامية 1 مارس، 2018 /في الغوطة فصيلان كبيران من أبنائها، “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”. المسؤول السياسي لجيش الإسلام محمد علوش كان كبير المفاوضين في مؤتمرات جنيف عن “المعارضة المعتدلة”. الناطق باسم فيلق الرحمن وائل علوان كان المتحدث الرسمي في جنيف باسم “المعارضة المعتدلة”. عدما قاطع الغوطيون مؤتمر الاستسلام في سوتشي؛ صار “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” من الإرهابيين ويجب إخضاعهم لنموذج حلب، وفقا لوزير الخارجية الروسي (قتل وتدمير فتهجير). هل الغوطة صامدون. ثوارهم باسلون. افشلوا الحملة النفسية، وتحملوا الضربات الجوية، وصدوا الهجمات البرية.. يلزمهم الآن أن يتحرك كل الثوار في الداخل، لأن السيناريو نفسه آتيهم، وأن يتحرك كل مناهضي المشروع الإيراني في الخارج لأن التمدد الايراني نفسه آتيهم. دماء الغوطيين أقوى من حبر القرارات الدولية، وأزيز قناصاتهم أعلى من التنديدات العالمية.. وبصمودهم فقط تصمد الهدن.

 

لافروف: سنواصل دعم النظام... ولا نعارض خروج «النصرة» من الغوطة

الشرق الأوسط/01 آذار/18/أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم (الأربعاء)، أن بلاده لن تعارض خروج جبهة النصرة من الغوطة الشرقية في حال تم الاتفاق على ذلك. وحمل وزير الخارجية الروسي فصائل المعارضة السورية مسؤولية إنجاح «الهدنة الإنسانية» في الغوطة الشرقية، مضيفاً أن بلاده ستواصل دعم قوات النظام السوري «للقضاء على التهديد الإرهابي». كما أكد أن النظام السوري تخلص من مخزون الأسلحة الكيماوية، ووضعه تحت السيطرة الدولية رغم «المزاعم السخيفة» الموجهة له. إلى ذلك، اتهم لافروف في كلمة أمام مؤتمر نزع السلاح، الذي يقام تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف الولايات المتحدة وحلفاءها «باستغلال مزاعم لا أساس لها من الصحة عن استخدام النظام السوري لأسلحة سامة، كأداة تخطيط سياسي مناهض لسوريا». من جانبه قال روبرت وود المبعوث الأميركي في مؤتمر نزع السلاح إن روسيا خرقت التزاماتها كضامن لتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية ومنع نظام الأسد من استخدامها. وأضاف للصحافيين في جنيف قبل وقت قصير من إلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمته في المنتدى: «تقف روسيا في الجانب الخاطئ من التاريخ، فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا». وأجاب ردا على سؤال عما يثار عن علاقة تعاون بين كوريا الشمالية وسوريا بقوله: «من الواضح أن هناك علاقة طويلة بين كوريا الشمالية وسوريا، فيما يتعلق بالنشاط الصاروخي والأسلحة الكيماوية ومكوناتها». وبالعودة إلى لافروف، فقد حمل وزير الخارجية الروسي في وقت سابق اليوم فصائل المعارضة السورية مسؤولية إنجاح «الهدنة الإنسانية» في الغوطة الشرقية، مضيفا أن بلاده ستواصل دعم قوات النظام السوري «للقضاء على التهديد الإرهابي». وقال لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «أعلنت روسيا والنظام السوري إقامة ممرات إنسانية في الغوطة الشرقية. الدور الآن على المسلحين (من فصائل المعارضة) والأطراف الراعية لهم للتحرك».

وتابع: «ندعو أعضاء ما يسمى التحالف الأميركي إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرته بما في ذلك مخيم الركبان للاجئين وكامل المنطقة المحيطة بالتنف». وأفاد ناشطون سوريون، أن روسيا شنت 46 غارة جوية استهدفت مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية، في خرق تام للهدنة الروسية «القصيرة» التي ترنحت، إثر اتهامات متبادلة بين موسكو والمعارضة السورية باستهداف ممرات لخروج المدنيين من المنطقة المحاصرة منذ سنوات، التي شهدت خلال الأيام الأخيرة أدمى لحظاتها. ولا يزال نحو ألف مصاب ومريض يقبعون في الغوطة بانتظار الاتفاق على «ممرات آمنة» من قبل كل الأطراف المعنية، في حين تخشى منظمة الصحة العالمية هلاكهم، لا سيما إثر سقوط الهدنة، بعد ساعات قليلة على دخولها حيز التنفيذ.

 

ترمب يبحث مع ولي العهد السعودي ملفات سياسية وأمنية

واشنطن: هبة القدسي ومعاذ العمري/الشرق الأوسط/01 آذار/18/أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتصالات تليفونية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، لمناقشة التطورات الإقليمية في المنطقة، وتعزيز التعاون الخليجي في مواجهة النفوذ الإقليمي لإيران وتدخلاتها في المنطقة. وقال البيت الأبيض في بيان رسمي إن الرئيس الأميركي بحث مع الأمير محمد بن سلمان الفرص الإقليمية لزيادة تعزيز الشراكة الأميركية - السعودية حول مجموعة من القضايا الأمنية والاقتصادية. ووجه ترمب الشكر إلى ولي العهد السعودي على قيادته في توضيح السبل التي تمكن جميع دول مجلس التعاون الخليجي من التصدي بشكل أفضل للأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار وهزيمة الإرهابيين والمتطرفين. واتفق القادة على أهمية التعاون الإقليمي ومجلس التعاون الخليجي للتخفيف من حدة التهديدات الإقليمية وضمان الازدهار الاقتصادي للمنطقة.

ومن المقرر أن يعقد الأمير محمد بن سلمان لقاءات اقتصادية مهمة في كل من نيويورك وسان فرانسيسكو مع عدد من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأميركية. وتعد هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها الأمير محمد إلى واشنطن منذ تولى الرئيس ترمب منصبه، والخامسة للأمير محمد منذ تولي والده الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم. وقد سبق للأمير محمد بن سلمان زيارة واشنطن في مارس (آذار) 2017، وعقد عدة لقاءات اقتصادية مهمة مع عدد من الشركات الأميركية الكبرى، وشرح رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وتترقب الأسواق العالمية طرح شركة «أرامكو» في البورصة، وتفاصيل المدينة الجديدة «نيوم» ذات التكنولوجيا العالية التي ستقام في منتجع للبحر الأحمر بتكلفة تتجاوز 500 مليار دولار.

 

استمرار القصف على الغوطة الشرقية ومقتل 3 مدنيين

الشرق الأوسط/01 آذار/18/استمر القصف الجوي وبالمدفعية في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا رغم الهدنة التي أعلنتها روسيا قبل أيام. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثة مدنيين اليوم (الخميس) جراء قصف الطائرات الحربية مناطق في الغوطة الشرقية. وقال المرصد، في بيان نشره اليوم على موقعه الإلكتروني، إن الطائرات الحربية نفذت غارات استهدفت كلا من حمورية ودوما وزملكا وكفربطنا وعربين وجسرين وأماكن أخرى في القسم الشرقي والجنوبي الشرقي من غوطة دمشق الشرقية، ما تسبب بوقوع ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.

وحسب المرصد، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر، على محاور في القطاع الجنوبي الشرقي من غوطة دمشق الشرقية، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في منطقة حوش الضواهرة. وقتل المئات في حملة القصف المستمرة منذ 11 يوما على الغوطة الشرقية التي تضم بلدات ومزارع على أطراف دمشق، وهي آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة. ودعت روسيا لهدنة محلية مدتها خمس ساعات يوميا لفتح ما تسميه ممرا إنسانيا حتى يتسنى دخول المساعدات للجيب وخروج المدنيين والمصابين منه. وبدأت أول هدنة من هذا القبيل يوم الثلاثاء الماضي لكن سرعان ما انهارت عندما استؤنف القصف بعد فترة هدوء قصيرة. ولم يجر تنفيذ ضربات جوية خلال هدنة الساعات الخمس يوم الأربعاء، لكن المرصد قال إن القصف العنيف استؤنف في الظهيرة. ولم تكن هناك مؤشرات على دخول شحنات المساعدات المنطقة المحاصرة.

ومن جهته، قال منصور العتيبي، مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، أمس (الأربعاء) بأنه لم يلمس تنفيذ بنود قرار إرساء الهدنة. وأضاف العتيبي، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي ترأس الكويت دورته الحالية، «عند تبني القرار توجب علينا جميعا الحرص على تنفيذ بنوده بشكل فوري بهدف التخفيف من معاناة أشقائنا في سوريا وحماية المدنيين»، مؤكدا على أهمية أن يسهم أعضاء المجلس في دفع كافة أطراف النزاع في سوريا إلى التطبيق الفوري لهذا القرار. وأوضح قائلا: «في هذا الصدد نجدد التزامنا بالمتابعة الحثيثة لحالة تنفيذه بما في ذلك الاستماع إلى إحاطة من الأمانة العامة للأمم المتحدة بعد مرور 15 يوما منذ اعتماد القرار». وأكد العتيبي جاهزية الأمم المتحدة للدخول إلى الغوطة الشرقية وبقية المناطق المحاصرة الأخرى وتقديم مختلف أنواع المساعدات لإغاثة المحتاجين.

 

السيسي يدشن مدينة العلمين من الجيل الرابعتستوعب 400 ألف نسمة

الشرق الأوسط/01 آذار/18/دشن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الخميس)، المرحلة الأولى من مدينة العلمين الجديدة بمحافظة مطروح (شمال) على البحر المتوسط. وتعد العلمين الجديدة إحدى مدن الجيل الرابع التي يتم تشييدها على أحدث طراز معماري، كمدينة متكاملة تعمل طول العام، وسيكون بها جامعات والتي بدأ بالفعل تنفيذها، ومدارس ومختلف الخدمات، بجانب الأنشطة السياحية المختلفة، ومن المتوقع أن تستوعب 400 ألف نسمة. كما افتتح السيسي عددا من المشروعات من خلال الفيديو كونفرانس، وهي مدينة العبور الجديدة، ومدينة شرق بورسعيد الجديدة، ومدينة المنصورة الجديدة، وشهد وضع حجر الأساس لمدينة رفح الجديدة بمحافظة شمال سيناء. وافتتح السيسي أول متحف للآثار بمطروح ويحتوي على ألف قطعة أثرية لكل العصور التي مرت على المحافظة. وتفقد السيسي أيضا الممشى السياحي الجاري تنفيذه بمدينة العلمين الجديدة بطول 14 كيلومترا، وهو ما يساوي كورنيش محافظة الإسكندرية، حيث تم تنفيذ الـ7 كيلو من الممشى ووصلت متوسط نسبة التنفيذ لنحو 60 في المائة، بالإضافة لتنفيذ عدد 4 كباري مشاة وسيارات، بتكلفة وصلت لملياري جنيه. ومن المقرر أن يتفقد الرئيس السيسي الوحدات السكنية التي تم إنشاؤها، وسيتم طرحها للحجز خلال الشهر المقبل، حيث تم الانتهاء من تنفيذ و«تشطيب» نحو 5 آلاف وحدة سكنية بالمدينة، بنظام الإسكان الاجتماعي المتميز.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن"العودة" السعودية إلى لبنان

محمد قواص/العرب/02 آذار/18

السعودية التي لا تخفي موقفها ضد إيران وسلوكها في كل المنطقة، بما في ذلك لبنان، باتت تعتبر أن حضورها في لبنان هو جزء أساسي من خططها الاستراتيجية لمواجهة النفوذ الإيراني في العالم العربي.

نهاية حقبة ضبابية

أثارت زيارة الموفد السعودي، المستشار في الديوان الملكي، نزار العلولا إلى لبنان ضجيجا لافتا استدرج الكثير من الاجتهادات والتأويلات. جاء الرجل لينهي حقبة ضبابية شابت علاقة السعودية بلبنان منذ ما رافق استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري وإعلانها من الرياض في 4 نوفمبر الماضي من لبس ولغط، خصوصا أن صمتا رسميا ثقيلا في بيروت والرياض وأد بعد ذلك فصل وتفاصيل عودة الحريري عن استقالته. كان سهلا على اللبنانيين أن يستنتجوا أن إرسال الرياض للموفد الملكي هو إعلان رسمي بأن ملف العلاقة مع لبنان قد سحب من الوزير ثامر السبهان. وكان يسيرا ملاحظة أن مقاربة رجل السعودية الجديد إلى لبنان تختلف في الشكل والأسلوب والمضمون عن سلفه، بما يعني أن المقاربة السعودية، برمتها، ذاهبة باتجاه آليات مختلفة ومتقدمة في التعامل مع لبنان، لمّح إليها العلولا في ما نقل عنه من قوله للرئيس اللبناني ميشال عون “ستشاهدون جوا سعوديا جديدا”.

ولئن جال الموفد السعودي على الرئاسات الثلاث وزار بيوتا والتقى بشخوص، فإن عنوان الزيارة الرئيسي هو “استعادة” سعد الحريري وفق منهج يغلق ملف ما رافق إقامته الأخيرة في المملكة من تصدّع لم يخف على أحد. وبهذا المعنى أعطت الرياض لزيارة موفدها بعدا مركزيا يتمحور حول دعوة رسمية من المملكة لرئيس وزراء لبنان، على أن تتموضع لقاءات العلولا مع كافة القيادات اللبنانية الأخرى حول هذا المعطى وقواعده. وفي زيارة العلولا لضريح الرئيس الراحل رفيق الحريري ما يؤكد استمرار الرياض في التعويل على الحريرية السياسية عنوانا أساسيا في علاقاتها مع لبنان.

قد يفهم اللبنانيون من جولة العلولا معاملة خاصة تريدها الرياض في علاقاتها مع زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع، لكنهم أيضا فهموا من خلال لقاء موفدها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، “القامة الوطنية” حسب تعبير العلولا، توجه المملكة إلى توسيع مروحة تماسها مع قادة البلد على نحو يجعل من الرياض أكثر انفتاحا على التعامل مع لبنان وفق خصوصياته وملامحه، حتى أن عدم لقاء العلولا مع وليد جنبلاط أدرج في خانة شكلية داخل مسار علاقة قديمة بين الرياض والمختارة.

والظاهر أن السعودية التي لا تخفي موقفها ضد إيران وسلوكها في كل المنطقة، بما في ذلك لبنان، باتت تعتبر أن حضورها في لبنان هو جزء أساسي من خططها الاستراتيجية لمواجهة النفوذ الإيراني في العالم العربي، وأن انفتاحها اللافت على العراق، كما مواجهتها للحوثيين في اليمن، كما حيوية دبلوماسيتها وتحالفاتها الدولية في مواجهة طهران، باتت تتطلب أيضا عدم الانكفاء عن لبنان وتثبيت وجود لطالما كان تاريخيا وعريقا وسابقا على قيام الجمهورية الإسلامية. "سترونني كثيرا" هكذا ردد نزار العلولا في لبنان. وربما أن الرياض أيضا سترى الحريري كثيرا، ذلك أن موقع ودور لبنان المقبلين، في شأنيْ سوريا وإيران، باتا حاجة دولية تحتاجها التحولات القادمة في المنطقة.  وقد يجوز التذكير بأن الولايات المتحدة، وفي معرض ورشتها ضد إيران عامة، وحزب الله خاصة، دأبت على تطوير علاقاتها بلبنان والاستمرار في تقديم الدعم العسكري للجيش اللبناني على الرغم من التقارير الإسرائيلية التي لطالما تحدثت عن اختراق حزب الله للمؤسسة العسكرية. وفي هذا أن المقاربة الأميركية في مواجهة إيران استندت، وكما شرح قائد القوات المركزية جوزيف فوتيل أمام إحدى لجان الكونغرس قبل أيام، إلى “تعزيز التحالفات مع شركاء أميركا”. وقد يجوز الاعتقاد أيضا أن إطلالة العلولا ونهج السعودية الجديد يستندان على رؤية إقليمية دولية تحصّن لبنان وتدعمه على ما توحي مؤتمرات باريس وبروكسل وروما المقبلة.

وحين تستقبل الرياض سعد الحريري، بشكل رسمي، بصفته رئيسا لحكومة كل لبنان، فذلك أن المملكة تجاوزت زمن التعامل مع الرجل بصفته “ابننا” على حد تعبير العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بل إلى ذلك أيضا، بصفته زعيماً لبنانيا بات دوره مطلوباً من قبل الخصوم قبل الحلفاء من أجل صيانة مناعة البلد واستقراره. الحريري الذي أخبر أطفالا، انهالوا عليه بالأسئلة في برنامج تلفزيوني قبل أيام، أن الناس في انتخابات 2018 ينتخبون سعد الحريري وليس ابن رفيق الحريري كما فعلوا قبل ذلك، يلبي دعوة المملكة هذه المرة بصفته هذه وبكونه بات رقما أساسيا في المعادلة اللبنانية متحصّنا برصيد محلي داخلي، حتى لو أن الانتخابات المقبلة قد تنال من حجم تياره داخل البرلمان، ومن رصيد دولي رفيع ظهر جليا أثناء أزمة الاستقالة الشهيرة. تستقبل السعودية سعد الحريري الذي أصبح “وضعه في لبنان أقوى من وضع حزب الله”، وفق ما أخبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صحيفة الواشنطن بوست الأميركية. ووفق هذه المعطيات تعيد المملكة نسج حضورها اللبناني وتبني عليه استراتيجياتها الجديدة. وقد لا يكون صدفة أن توقيت التحرك السعودي باتجاه الحريري يأتي قبل الإعلان النهائي عن طبيعة التحالفات التي يرسمها تيار المستقبل لخوض الانتخابات التشريعية في 6 مايو المقبل. كما أن طبيعة الجولة التي قام بها الموفد السعودي في لبنان تفضي إلى أن للرياض هواجس تتعلق بهذا الاستحقاق في ظل تشرذم من مفترض أنهم كانوا حلفاء داخل 14 آذار، ومن مفترض أنهم أصدقاء للمملكة. على أن توقيت التحرك السعودي وظروفه قد يكونان متأخرين عن القدرة على إحداث تحولات جذرية في خارطة التحالفات، لكنهما قد يكونان قادرين على تثبيت بوصلة كانت مفقودة ستؤثر على خيارات الكتل السياسية والناخبة الصديقة للسعودية.

التحرك السعودي باتجاه لبنان يندرج  داخل مشهد دولي عام يفصح عن تبدّل في مزاج العواصم الكبرى إزاء إيران يندرج التحرك السعودي باتجاه لبنان داخل مشهد دولي عام يفصح عن تبدّل في مزاج العواصم الكبرى إزاء إيران. وقد يكون لافتا أن ضغوطا دولية كبرى مورست لإصدار قرار مجلس الأمن الأخير حول الهدنة في سوريا، وأن الاتحاد الأوروبي يتحرك باتجاه روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار في هذا البلد، كما أن واشنطن بدأت تلوّح بخيارات أخرى غير تلك التي في مجلس الأمن لوقف الهجوم على الغوطة الشرقية. ووفق ذلك المزاج تعتبر الرياض أن العالم أصبح أكثر جدية لوقف المأساة السورية، كما وقف النفوذ الإيراني في سوريا، وتلاحظ أن ما صدر عن باريس وبرلين ولندن من انتقادات للسلوك الإيراني، لا سيما في حرب اليمن، يعكس تحوّلا أوروبيا لصالح ذلك الذي تعبر عنه إدارة الرئيس دونالد ترامب في واشنطن.

على أن إعادة الوصل بين الرياض والحريري تأتي متأسّسة على تاريخ طويل من العلاقة بين السعودية والحريرية السياسية بما يسهل معه تجاوز أي انتكاسات حديثة. وإذا ما عبّرت استقالة سعد الحريري من الرياض عن رغبة سعودية في سحب رعاية الحريري لحكومة يستظل حزب الله تحتها، فإن إعلان الحريري نفسه في خطابه الأخير في ذكرى اغتيال والده عن رفضه للتحالف مع حزب الله في الانتخابات المقبلة، شكّل، بغض النظر عن موسمية ذلك الإعلان داخل الكتلة الناخبة لتيار المستقبل، عنواناً أصيلاً في علاقة الحريري مع الرياض. كما أن إفراط الرجل في الحديث عن عروبة لبنان وعلاقات البلد مع محيطه العربي يوفر الأرضية التي تستند عليها المملكة داخل كل ميادين المواجهة الإقليمية مع إيران.

ما زالت الرياض تعتبر أن موقعها في لبنان أقوى بكثير ولا يمكن أن يقارن مع موقعها في العراق. فإذا ما أبدت انفتاحا مع بغداد وأحيت آليات تنسيق وتعاون بين السعودية والعراق وفتحت الحدود بين البلدين على الرغم من أنها لا تمتلك حلفاء تاريخيين لها في الحكم، فإنها في لبنان تحظى بود وصداقة، ناهيك عن تحالفات، داخل كافة الأحزاب والتيارات اللبنانية، على نحو يجعل من الحضور السعودي “طبيعيا” حتى من قبل حزب الله نفسه.

“سترونني كثيرا”. هكذا ردد نزار العلولا في لبنان. وربما أن الرياض أيضا سترى الحريري كثيرا، ذلك أن موقع ودور لبنان المقبلين، في شأنيْ سوريا وإيران، باتا حاجة دولية تحتاجها التحولات القادمة في المنطقة. فهمت بيروت ذلك وأدركت أن في “العودة” السعودية عبقا أوليا لتلك التحولات.

 

من أسرار زيارة تيلرسون للبنان2018

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/ الجمعة 02 آذار

بعيداً من الأضواء تستمرّ عمليات إستكشاف الخلفيات الحقيقية التي توجّه الحراك الدولي والإقليمي تجاه لبنان في هذه المرحلة المهمة، نظراً الى كونه يحصل عشيّة ثلاثة استحقاقات كبرى:

ـ الاستحقاق الأوّل، إجراء الإنتخابات النيابية التي تطرح حولها أسئلة دولية عن دلالات نتائجها على مكانة «حزب الله» في لبنان.

ـ الاستحقاق الثاني، إستعداد لبنان لعقد مؤتمرَي المانحين الدوليين في روما لدعم الجيش اللبناني و»باريس 4» لمساعدة إقتصاده المتّجه الى الدخول في عنق الزجاجة.

ـ الاستحقاق الثالث، يتعلّق بنتائج زيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ومسعى مساعده ديفيد ساترفيلد لحلّ أزمة ترسيم الحدود البحرية اللبنانية ـ الإسرائيلية و»البلوك 9».

وقبل أيام أُضيف مستجدّ رابع يستدعي أيضاً متابعة نتائجه، وهو زيارة الموفد السعودي نزار العلولا للبنان والتي أعقبتها زيارة الحريري للرياض، حيث التوقعات في شأن نتائج هذا الحراك على الوضع الداخلي اللبناني، لا تزال متضاربة.

والواقع أنّ عمليات إستكشاف الأهداف الحقيقية التي حرّكت كل هذه التطوّرات الدولية والإقليمية التي شهدها لبنان خلال شباط الماضي وحتى هذه اللحظة (زيارة تيلرسون ومسعى ساترفيلد الغازي، وزيارة العلولا للبنان وزيارة الحريري للسعودية) توصّلت الى تحصيل أجوبة ومعلومات تساهم في تكوين فكرة عن طبيعة المرحلة الدولية والإقليمية التي يوجد فيها لبنان حالياً».

ويمكن تلخيص هذه الأجوبة عبر إبراز المعطيات الآتية:

ـ أولاً، من بين الأسرار التي تقف وراء دوافع تيلرسون لزيارة لبنان، أوردت جهاتٌ تابعت هذا الجانب، أنّ اعتباراتٍ عدة لحظها تيلرسون هي التي قادته الى اتّخاذ قرار بزيارة لبنان في 15 الشهر المنصرم، برفقة ساترفيلد المعتبر الأكثر خبرة من بين فريقه بمسائل المنطقة.

ولقد افصح احد مساعدي تيلرسون عن أحد أهم الاعتبارات التي دفعته الى زيارة لبنان، وهو يتمثل بأنّ مسارَ الملابسات الذي أثاره الحريري في استقالته من رئاسة الحكومة خلال زيارته الى السعودية في 4 تشرين الثاني الماضي، ومن ثمّ رجوعه من السعودية وإعلانه عودته عن هذه الإستقالة، حفّز ( أي هذا المسار) تيلرسون على زيارة لبنان. وضمن هذا الاتّجاه الأميركي المشجّع بقوة على تصفية ذيول كل الملابسات التي أثارتها زيارة الحريري السعودية في تشرين الثاني الماضي، يُنظَر في واشنطن الى انّ زيارة تيلرسون لبيروت كانت بمثابة رسالة للرياض لكي تقوم هي من جانبها أيضاً بإنهاء ذيول كل ملابسات ملفّ ما حدث في تلك الزيارة.

ـ ثانياً، وتوجد تتمّة للإعتبار السابق، بجانب مهم شكّل إعتباراً آخر حفّز تيلرسون على زيارة بيروت ويتعلّق بملفّ المساعدات للبنان الأميركية في مؤتمرَي روما و«باريس 4» الدوليَّين. والأمر المستجدّ على هذا الصعيد ضمن زيارة تيلرسون وكشفته مصادر مطّلعة لــ«الجمهورية» يتمثل في أنّ الخارجية الأميركية المشجّعة على تنفيذ أجندة تقديم مساعدات لبنان، مباشرة او عبر المؤتمرين الدوليين، أصطدمت خلال الاشهر القليلة الماضية خلال مسعاها لتعريب هذه الاجندة، ببعض التلكّؤ والفتور، سواءٌ داخل الإدارة الأميركية او لدى دول أساسية مانحة.

وتكشف معلومات لـ»الجمهورية» في هذا الصدد أنّ الطلبات المتكرّرة التي تقدّمت بها وزارة الخارجية الاميركية للمستويات الحكومية المعنية في اميركا، والخاصة بحضّها على الإسراع في تقديم مساعدات مباشرة للبنان، أو عبر تشجيع المانحين الدوليين على ذلك، اصطدمت بإجابة تفيد أنه توجد لديها خشية من أنّ إقرارالمشاريع المموّلة أو المرغوب بتمويلها من الجهات المانحة في الخارج يتطلب، في ظلّ هشاشة التماسك السياسي الداخلي اللبناني، وقتاً طويلاً لكي تقرّها الحكومة ومجلس النواب اللبنانيان.

والواقع أنّ البتّ بالتمويل يتأخّر كثيراً في لبنان، وهذا يخلق مشكلة للجهات المانحة، لأنّ «التأخير في البتّ» لا يتلاءم مع «الطابع الدقيق لمراعاة أصول الصرف واحترام قواعد الموازنة» لدى الجهات المانحة، ومن هنا، هناك ضرورة قبل إقرار المساعدات، بأن يُعاد النظر في آليات البتّ بقبول القروض والهبات المتّبعة في لبنان، وطرح إمكانية تسريعها. وبالإضافة الى هذا، فإنّ الجهات المانحة ترغب دائما بالتأكد من أنّ الأموال الممنوحة أو التي تتعهّد بمنحها للبنان، ستذهب فعلياً الى تنفيذ المشاريع وتحقيق جدواها المرغوبة.

والواقع أنّ زيارة تيلرسون ومساعده ساترفيلد لبيروت أهتمت، في جزء أساسي منها، بإطلاع المسؤولين اللبنانيين على هذه التحفّظات الناتجة عن قصور العمل الحكومي والتشريعي اللبناني، والمسؤولة عن عرقلة سلاسة تقديم المساعدات الدولية للبنان.

والواقع أنّ هذه التحفّظات، عرضها وزير خارجية أميركا مباشرة على لبنان، وهذا يعطيها صفة أنها مطالب دولية جدّية، ويمنحها أيضاً مسوّغَ أنها تقارب شروطاً أميركية ودولية والجهات المانحة، وأنه من دون تعاطي لبنان بجدّية معها وإنتاج حلول سريعة لها، فإنّ كل مسار الجهد اللبناني والدولي الساعي الى تزخيم المساعدات الدولية للجيش وللاقتصاد اللبناني سواءٌ من واشنطن أو الدول المانحة، سيكون معرَّضاً للتعثّر. كذلك فإنه قبل زيارة تيلرسون للبنان لم يكن بعد محسوماً حضور السعودية كدولة مانحة في إجتماع «باريس 4»، علماً أنّ اتّصالات الخارجية الاميركية في تلك الفترة كانت أكدت حضور دولة الامارات العربية المتحدة. وكان واضحاً أنّ اشتراك الرياض في «باريس 4» يجب أن يسبقه ترتيبٌ سعودي - لبناني ينهي ذيول ملابسات ما حصل في تشرين الثاني الماضي، وهو الأمر الذي تكفّلت به زيارة العلولا لبيروت وايضاً زيارة الحريري للسعودية. وبهذا المعنى فإنّ نتائج زيارة تيلرسون ـ ساترفيلد لبيروت أنتجت خريطة طريق نحو إستكمال إنهاء كل ذيول ملابسات زيارة الحريري للسعودية في تشرين الثاني الماضي وايضاً رسمت للبنان خطواته المقبلة في اتّجاه القيام بما هو مطلوب منه دولياً، لإنجاح مؤتمرَي «باريس 4» وروما.

 

مفاوضات «المستقبل» - «القوات» في الأمتار الأخيرة

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 02 آذار 2018

باتت القوى السياسية جميعاً مسكونة بهاجس الانتخابات النيابية وأشباحها مع اقتراب موعد 6 أيار المفصلي. حسابات الربح والخسارة تكاد تتّخذ «طابعاً تجارياً» صرفاً في كثير من الاحيان، بعدما أصبح عدد من المقاعد النيابية معروضاً للمساومة في المزاد السياسي العلني... والسري.

وقد انتقلت عدوى الحمى الانتخابية الى خارج الحدود ايضاً، مع اهتمام الدوائر الاقليمية والدولية بهذا الاستحقاق اللبناني الذي تتعامل معه بعض العواصم القريبة والبعيدة، في اعتباره جزءاً من ساحات المواجهة في المنطقة، وليس مجرد اختبار محلي.

وانطلاقاً من هذه المعادلة العابرة للجغرافيا السياسية، يمكن تفسير عودة المملكة العربية السعودية الى الساحة اللبنانية عبر «ثقوب» صناديق الاقتراع، وبالتالي حرصها على استخدام «صوتها التفضيلي» من أجل محاولة التأثير في نتائج الانتخابات المقبلة، والحؤول دون حصول «حزب الله» وحلفائه على الأكثرية النيابية في المجلس الجديد. ولأنّ لبنان يشكّل «بيضة قبّان» في نزاعات الاقليم وتوازناته، لم تجد المملكة حرجاً في اللعب على المكشوف، والسعي في وضح النهار الى إعادة تجميع صفوف حلفائها المبعثرة، بغية تحسين شروط المعركة الانتخابية والسياسية ضد «حزب الله» ومن خلفه إيران.

من هنا، إهتمّ الموفد السعودي نزار العلولا، خلال زيارته الاخيرة لبيروت، بالدفع في اتجاه إنجاز أعمال الترميم لجدران العلاقة المتفسّخة بين تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية» نتيجة «النَش السياسي»، لمعرفة الرياض بأنّ عودتها الوازنة الى لبنان لا يمكن ان تتحقق إلّا عبر جناحَي معراب و»بيت الوسط» معاً.

ويؤكد العارفون بفحوى نقاشات العلولا مع الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، انّ الموفد الملكي قاربَ ملف الانتخابات النيابية من زاوية تأكيد اقتناع الرياض بضرورة تحسين العلاقة وتحصينها بين القوى التي تصنّفها بـ»السيادية»، ولا سيما منها «المستقبل» و»القوات»، إنما من دون الدخول في التفاصيل المتعلقة باللوائح والتحالفات وما شابَه. ويشير المطلعون على كواليس مهمّة العلولا الى انّ السعودية تريد من الحريري وجعجع أن يستعيدا، ولو الحد الأدنى، من التفاهم والتنسيق، عشيّة الانتخابات، كونهما يشكلان بالنسبة اليها عصب التوازن المنشود مع «حزب الله»، لافتة الانتباه الى انه ليس وارداً في الوقت نفسه إحياء الصيغة القديمة لـ14 آذار، لأنّ الظروف والوقائع ليست مؤاتية لمثل هذا الامر، وبالتالي فهو غير مطروح على جدول الاعمال السعودي.

ويوضح هؤلاء انّ اي تفاهم انتخابي مفترض بين «المستقبل» و«القوات» لن يكون شبيهاً بالتحالف الشامل الذي يجمع بين «حزب الله» وحركة «أمل» في كل الدوائر المشتركة، بل انّ هذا التفاهم سيكون مَرناً وواقعياً، بحيث يسري في أماكن معينة ولا يشمل أخرى، تبعاً لخصوصية كل دائرة ومتطلباتها.

وفي المقابل، هناك من يعتبر انّ الوزير جبران باسيل والسيد نادر الحريري اقتربا من إنجاز اتفاق إنتخابي مترامي الاطراف، من شأنه تضييق هامش التقاطعات مع «القوات»، علماً انّ الحريري أبلغ الى الوزير ملحم الرياشي، خلال لقاءاتهما، انّ اي اتفاق نهائي مع «التيار الوطني الحر» لم يتمّ بعد.

وبينما تستمر مفاوضات بين «بيت الوسط» و»معراب» على إيقاع الاستحقاق الانتخابي، علمت «الجمهورية» انّ تلك المفاوضات الماراتونية باتت في امتارها الأخيرة، وتكاد تصل الى خواتيمها، بحيث يُتوقع ان تُنجَز في نهاية الاسبوع الحالي، أو في مطلع الاسبوع المقبل، مع الاشارة الى انّ الوزيرين ملحم الرياشي وغطاس خوري تواصلا أمس، في سياق «ديبلوماسية الظل». وتؤكد مصادر مطّلعة على مسار النقاش انّ الطرفين تجاوزا تداعيات أزمة استقالة الحريري من السعودية، كاشفة عن انّ جعجع تمنّى على العلولا، خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه، ان يتم استقبال الحريري في الرياض بـ»حفاوة وحرارة».

ومن المتوقع ان يسبق «الفصل الأخير» اجتماع للحريري مع فريق عمله للبَتّ في الموقف من بعض النقاط، يُرجّح انعقاده السبت المقبل، تليه زيارة حاسمة للرياشي الى «بيت الوسط» الاحد او الاثنين، إذا لم يطرأ ما يدفع الى تعديل هذه الروزنامة.

وفي المعلومات، انه كان مقرراً إنهاء النقاش خلال الساعات الماضية، لكنّ مغادرة الحريري الى الرياض واستمرار البحث بين «التيار الوطني الحر» و«المستقبل» و«القوات» في بعض التفاصيل الانتخابية، فرضا تأجيل الحسم بضعة أيام أخرى.

 

بين 4 تشرين الثاني... و28 شباط!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 02 آذار 2018

المشهد الاول أسعد بعض اللبنانيين ومن بينهم مَن صنعه الحريري وأوجده في الوظيفة والسياسة ومن بينهم ايضاً مَن كان صديقاً للحريري فصار شامتاً وعلّق آمالاً وطموحات على ما اعتبرها «نهاية» سعد الحريري. المشهد نفسُه أبكى الآخرين وفي مقدمهم العائلة التي أرعبتها فكرة أن «يقفل هذا البيت بالاغتيال السياسي لسعد الحريري بعد الاغتيال الجسدي لوالده الشهيد رفيق الحريري. وكذلك أبكى مَن هم في صفّ الحريري ولصيقين به، وخافوا على مصيرهم وتشتّتهم من بعده. لكنّ مشهد الأمس قلب الصورة رأساً على عقب. وتحوّلت من وجه عابس ومكفهرّ لسعد الحريري في 4 تشرين الى وجه تعلوه ابتسامة عريضة وملامح سعادة واطمئنان وحيوية. فما الذي جرى بين 4 تشرين و28 شباط؟ وهل عاد الزمن بالعلاقة ما بين الحريري والسعودية الى ما قبل 4 تشرين الثاني 2017؟ وهل أُضيفت على هذه العلاقة ما يزيدها عمقاً وإيجابية؟ بالتأكيد أنّ زيارة الحريري الى المملكة ليست وليدة ساعتها، بل هي نتاج فترة تحضيرية طويلة مهّد لها الأميركيون على ما يقول العارفون بأسرار الغرف المغلقة. ويُقال إنّ لصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر الدور الأساس في ذلك، ويُقال ايضاً إنّ الإماراتيّين كانوا حاضرين بكل جهودهم على هذا الخط. لم تكن هذه المهمة صعبة جداً ولم تصطدم بأبواب سعودية مقفلة وتمّ البناء على هذه الإيجابية، وكذلك على ايجابية الحريري الذي لم يحِد عن خطّ «الوفاء للمملكة». فكّر لحظة في أن يبقّ البحصة حول ما قال «إنها أصعب معاناة يمرّ بها» لكنه عاد وعدل عن ذلك بناءً لنصائح تلقّاها ويُقال هنا إنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أحد المشاركين الأساسيّين في إسدائها.

تلك الأبواب السعودية المفتوحة أراحت الأميركيين وصار الشغل الأساس هنا، هو على كيفية إتمام اللقاء بين الحريري وولي العهد السعودي محمد بن سلمان . يُقال إنّ الإماراتيين طرحوا فكرة أن يتمّ هذا اللقاء في لندن وعلى ذمّة أحد العارفين بأسرار الغرف المغلقة فإنّ محمد بن سلمان فضّل أن يتمّ اللقاء في الرياض.

ووُضع الحريري في الصورة وتمّ التواصل معه من المملكة - يُقال أكثر من مرة- الى ان تمّ رسم خريطة طريق زيارته الى السعودية شكلاً ومضموناً وصيغت الدعوة الرسمية الخطية وأوكل المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا بإيصالها باليد الى الحريري وهكذا كان. وحضر العلولا الى بيروت في زيارة اتّسمت أجواؤها ولو ظاهرياً- بايجابية مفرطة بحسب ما عكسته التصريحات التي تلت لقاءاته مع المسؤولين والسياسيين في لبنان.

السؤال الذي ما زال يطرحه البعض: لماذا تدخّل الأميركيون الآن، ولم يتدخّلوا في السابق وحالوا دون حصول ما حصل في 4 تشرين الثاني؟

الجواب يلخّصه أحد المراجع بقوله: «معلوماتي الدقيقة بأنّ الإمارات العربية المتحدة كانت ضد احتجاز الحريري وكذلك الولايات المتحدة الأميركية التي أبلغت السعوديين بعد اسبوع من الاحتجاز «أنّ واشنطن ترى الحريري شريكاً جديراً بالثقة» وهو ما قاله الناطق باسم البيت الابيض آنذاك، الذي عبّر أيضاً عن رفض واشنطن كل ما يهدّد أمن لبنان، ودعا جميع الاطراف الى «احترام سيادة لبنان واستقلاله وآلياته الدستورية» وفي هذا الكلام اشارة اعتراضية واضحة الى كيفية التعاطي مع الحريري، وبيان الاستقالة الذي تلاه من الرياض.

السؤال الآخر هل إنّ فتح أبواب المملكة للحريري ينطوي على انعطافة سعودية جدّية نحوه، أم هو انعطافة موقّتة؟

ثمّة وجهات نظر متعدّدة حيال هذا الامر:

• الأولى تعتبر ما جرى نتيجة لمقاربة سعودية للأمور تشتمل على بعض الواقعية السياسية.

• الثانية تدرج ما جرى في سياق اعادة تموضع اقليمي للسعودية دخولاً من البوابة اللبنانية التي تمتلك فيها أوراق قوة في اللعبة السياسية.

• الثالثة تعتبر ما جرى ترجمة لإدراك السعودية أنّ الحريري هو مفتاح عودتها الى المشهد السياسي اللبناني مهما تعدّد الحلفاء الآخرون وذلك بالنظر الى الحيثية التي ما زال يمتلكها بصفته الامتداد السياسي للشهيد رفيق الحريري.

وثمّة وجهات نظر أخرى تقول:

• إنّ الدعوة الرسمية للحريري الى السعودية بالطريقة التي تمّت فيها وبالزيارة التي جرت هي مبادرة معنوية تعويضية لما حصل في 4 تشرين الثاني 2017.

إنّ السعودية قرّرت من خلال إعادة الانفتاح على الحريري أن تعتمد مقاربة جديدة عنوانها – حتى الآن – هو اعتماد الحريري لهذه المرحلة كأوّل بين متساوين في لبنان، خصوصاً على مستوى القيادة السنّية.

• كما أنّ السعودية في حاجة الى تجاوز «موقعة» 4 تشرين 2017، كذلك الامر بالنسبة الى الحريري إنما بشكل أكبر، خصوصاً في الزمن الانتخابي الراهن، ذلك أنّ في قناعته، أي الحريري أنه لا يمكن له أن يستدرك خسائره المحتملة في الانتخابات النيابية إلّا من خلال الحاضنة السعودية القادرة على جمع المتناقضات على النحو الذي يحدّ من نزيف المقاعد المتوقع في معسكر ما كان يُسمى «14 آذار».

إلّا أنّ جانباً من وجهة النظر هذه، يشير الى أمر قد يكون شاغلاً للفكر من الجانب الحريري، وهو القلق من أن تكون الإيجابية السعودية المستجدّة تجاه الحريري منطلقة من مصلحة آنية، تجعل ترميم ذيول ما حدث في 4 تشرين الثاني مجرّد استثمار سياسي قصير الأمد، لخدمة استثمار سياسي طويل الأمد لا يبدو في بيت الوسط بقدر ما هو في معراب، ذلك أنّ سمير جعجع بات خياراً محبّباً أو ربما الخيار المفضّل لمحمد بن سلمان الى جانب صقور الطائفة السنّية وخصوصاً أنّ التقاطع بينهم بات راسخاً اكثر فاكثر ولا سيما في مقاربتهم لـ»حزب الله: بمنطق «العدو» وليس «الخصم».

يبقى الأساس سؤال ماذا بعد الزيارة؟ وإلامَ تؤسس؟ وهل ستترجم نفسها على الرقعة السياسية والانتخابية؟ وكيف؟

الجوّ العام المواكب للزيارة متفائل بإيجابيات وبصفحة سعودية لبنانية جديدة، ولكنّ هناك وجهة نظر تقول بأنّ السعودية اليوم، هي السعودية نفسها قبل اليوم، أي إنها لم تبدّل من مواقفها ولا من ثوابتها السياسية وغير السياسية، سواءٌ في ما يتعلّق بلبنان أو المنطقة، وفي الجانب اللبناني يجب التعمّق بما قاله وليّ العهد السعودي خلال مقابلته مع الصحافي الاميركي ديفيد ايغناسيوس في صحيفة «واشنطن بوست». حيث قال ما حرفيّته: الحريري الآن في وضع أفضل في لبنان مقارنةً بميليشيات «حزب الله». هنا الهدف وبيت القصيد.

وإذا كانت النظرة الى «حزب الله» قد تكون مشتركة بين السعودية والحريري، والهدف قد يكون مشتركاً في تقويض الحزب وقطع الطريق عليه امام تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية، إلّا أنّ الترجمة قد تكون معقّدة في هذا الجانب، وكذلك في الجانب المتعلّق بعهد الرئيس ميشال عون وكيفية مواءمة الحريري بين علاقته الوثيقة بالعهد وتأمين اولوياته الثلاث: ربط نزاع مع «حزب الله»، استمرار التسوية الرئاسية وتكريس استمراره على رأس حكومة ما بعد الانتخابات وبين الموقف السعودي «الفاتر» من العهد، والذي أُخذ على الحريري خلال أزمة 4 تشرين الثاني ما سُمّي بالتراخي والمهادنة خصوصاً أمام «حزب الله».

تخلص وجهة النظر الى احتمالين:

• الأول، أن يعود الحريري الى بيروت متناغماً مع كل اولويات المملكة وملتزماً بها. وعلى هذا الأساس يقود المواجهات القاسية مع «حزب الله».

• الثاني، أن يعود متسلّحاً بتفهّم سعودي لأجندته وأولوياته، ولسياسة المساكنة والمهادنة التي يتبعها.

خلاصة الاحتمالين، أنّ الثاني هو الأقرب للترجمة، فيما الاحتمال الأول- إن وُجد أصلاً- فهو مكلف وقد يضع البلدَ كلَّه على صفيحٍ ساخنٍ طائفيٍّ ومذهبيٍّ وأبعد من ذلك، والكلّ في ما يبدو يتجنّبون هذا الأمر.

 

لبنان بين تكتيك التهدئة واستراتيجية المواجهة الإقليمية

راغدة درغام/جريدة الجمهورية/الجمعة 02 آذار 2018

تحتدّ النبرة الأميركية العالية ضد تجاوزات إيران في سوريا واليمن، لكنها نبرة شبه هادئة حالياً عندما يتعلّق الأمر بالعراق ولبنان.

ما قيل عن تشجيع أميركي للسعودية على إصلاح العلاقة مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يدخل في سياق إبعاد المواجهة من لبنان في هذه المرحلة، لا يعني أنّ واشنطن ستخفّف ضغوط العقوبات والملاحقة لـ»حزب الله» خارج لبنان، اقتصادياً وسياسياً، وربما عسكرياً، في سوريا أو في اليمن.

ازدياد التلميح الى أنّ إسرائيل لن تقبل بالقواعد الإيرانية في سوريا ترافقه سيناريوهات اجتهادية بتخطيط إسرائيل لاجتياح مدمّر وسريع في لبنان لا يكتفي بمواقع «حزب الله»، وإنما يطاول بيروت. هذه النظريات التصعيدية تتضارب مع نظريات الاكتفاء بمبدأ احتواء «حزب الله» حالياً، لكنّ أحدهما لا يلغي الآخر تماماً، والمقصود بالطبع هو «الاحتواء». لا مؤشرَ هناك في الوقت الحاضر على التزامٍ أميركي لنقل الضغوط على ‘يران من سوريا واليمن الى لبنان والعراق. في العراق، الرادع الحالي هو الانتخابات المزمع إجراؤها في 12 أيار، وفي لبنان إنّ موعد الانتخابات النيابية هو 6 أيار.

زيارة وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى لندن ثمّ واشنطن في النصف الأول من هذا الشهر ستركّز بالتأكيد على المنافسة بين العاصمتين على طرح أسهم شركة «أرامكو» النفطية السعودية في اكتتابٍ هو الأكبر في التاريخ. وإنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب متشوّق جداً للبحث مع وليّ العهد السعودي في السبل التي تمكّن الدول العربية الخليجية من التصدّي في شكل افضل لنشاطات إيران المزعزِعة للاستقرار وهزيمة الارهابيين والمتطرّفين، كما قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب في اتّصاله الهاتفي مع وليّ العهد السعودي. والتحضير لهذه الزيارة لواشنطن شملت تلبية الرغبة الاميركية بطيّ صفحة التوتر في العلاقة مع لبنان، وبالذات مع سعد الحريري الذي قدّم «استقالةً» بدا مجبَراً عليها من الرياض، عاد عنها بعدما وصل عاصمته بيروت. والعلاقة بين الحريري و»حزب الله» ضمن حكومة التسوية الرئاسية أثارت حفيظة الرياض في السابق، والسؤال الآن يصبّ في خانة طريقة تلاقي العزم الاميركي ـ السعودي على «خنقٍ» تدريجيٍّ لـ»حزب الله» مع اضطرار الحريري الى التعايش معه لأسباب عدة. لذلك، فإنّ زيارة الحريري الرسمية للرياض هذا الأسبوع ليست لمجرد «ردّ اعتبار» وإنما هي زيارة مهمة في رسم معالم المرحلة المقبلة.

أحد المطّلعين على الاتّصالات السعودية مع الحريري أكّد أنّ دولة الامارات العربية لعبت دور الوساطة ومهّدت ديبلوماسيّتها للزيارة المهمة. لكنه أكّد أيضاً أنّ «التواصل كان مستمرّاً دائماً». قال إنّ الطرفين لا يريدان «علامة إستفهام» في العلاقة، بل يريدانها قائمة على التفاهم و»قاعدة التنسيق».

وأوضح هذا المطّلع أنّ رؤية الحريري معروفة وهي:

• أولاً، «ربط نزاع» مع «حزب الله» بمعنى أن لا تحالف معه ولا انجرار الى مشكلة ومواجهة.

• ثانياً، أنّ الحريري لا يريد أن تسوءَ علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون، لكنه يريد «علاقة جيدة» مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع و»يريد الحفاظ على الاثنين».

ثالثاً، يريد دعم السعودية للمؤتمرات التي يحتاجها لبنان، الاقتصادية منها، وتلك المتعلّقة باللاجئين في لبنان.

• رابعاً، إنّ الزعيم السنّي لن يرضخ لأيِّ ابتزازٍ داخلي، ولا وشاية اطراف وقيادات سنّية تهاجمه وتقول له: «كن مثلنا وإلّا نهاجمك».

• خامساً، إنّ سعد الحريري يريد علاقات ممتازة وتفاهماً كاملاً مبنيّاً على الصراحة والثقة مع السعودية.

يصرّ هذا المصدر الوثيق الاطّلاع على أن لا مشكلة للسعودية مع كل هذه النقاط. كيف ذلك عند الحديث عن مجرد «ربط نزاع» مع «حزب الله»، فيما الموقف السعودي الرسمي هو ضرورة تطويقه وعدم توفير الغطاء له؟ يأتي الجواب «أنّ معنى «ربط النزاع» هو عدم إلغاء النزاع وعدم تفعيله، بمعنى الاتّفاق على الاختلاف لأنّ الظرف الإقليمي ليس مؤاتياً لندخل في «كسر العظم» مع «حزب الله»، و العلولا فهم ذلك»، وذلك في اشارة الى أنّ المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا الذي قام بزيارة مهمة الى لبنان أدّت الى زيارة الحريري للرياض.

الكلام إذن هو عن «تدوير الزوايا» كما قال المصدر المطّلع على الاتصالات، عكس «زمن السبهان»، في إشارة الى الموفد السعودي السابق «الذي كان مندفعاً وأكثرَ عجلةً من الاميركيين يهدّد بالسلاح الاميركي والاسرائيلي على السواء». الآن، إنّ الكلام يصبّ في خانة «الخنق والعزل والاحتواء وربط الحبل على الأعناق، وليس في خانة المواجهة». فإذا كانت هناك خطة تعزل «حزب الله» وتقصّ جوانحه، لن تكون عبر المواجهة المباشرة. وإذا أرادت السعودية والولايات المتحدة كسرَ «حزب الله» لعلّ في ذهنهم كسره في سوريا. انما الآن، لقد نقلوا المواجهة بعيداً من لبنان، يقول المصدر، «وهم يتبنّون سياسة النَفَس المتوسط» مع «حزب الله».

وليّ العهد السعودي قال في حديثه الى الصحافي المخضرم ديفيد ايغنايشس في صحيفة «واشنطن بوست» إنّ الحريري «في وضع أفضل مقارنةً بميليشيا «حزب الله» المدعومة من إيران. تحدّث عن «العلاج بالصدمة» في مواجهته شتى الامور من الفساد الى التطرف، وكان لافتاً أنّ الحريري استخدم تعبيراً مشابهاً عندما تحدّث من الرياض فيما كان رئيس الجمهورية ميشال عون يقول إنه «مخطوف ومحتجَز في العاصمة السعودية، رافضاً استقالته «المفروضة عليه».

الحريري لن ينسى ما فعله عون ويعتبره الرجلَ الذي أنقذه ـ هكذا يقول بعض معاونيه ويصرّون على أن لا مجال للفصل بينهما. ويقولون إنّ علاقة الحريري بعون مفيدة لجهة سحب عون من أحضان «حزب الله» ونحو تحييده وتحييد حزب «التيار الوطني» معه، نسبياً.

كيف يمكن التوفيق بين هذه العلاقة وبين أولويّة سمير جعجع في الاعتبارات السعودية؟ «شعرة معاوية مع عون، مع العمل نحو علاقة حليف مع جعجع»، يجيب المصدر.

لعلّ السعودية حقاً قد استبدلت سياسة الاستعجال بسياسة النسيج في علاقاتها اللبنانية. فهي تعرف أنّ القرار الأميركي إزاء إيران و»حزب الله» في عهد دونالد ترامب هو التصدّي لإيران وتطويق «حزب الله» مع إبقاء إسرائيل الـ»جوكر» Joker الذي لا يمكن رصد مكانه وظهوره.

ولعلّ «التيار الوطني الحر» الذي يقوده عون توصّل ايضاً الى الاستنتاج نفسه، وبدأ يعي ثقلَ العبء على أكتافه، ليس فقط من جانب المواقف الأميركية، وإنما ايضاً من ناحية وطأة الإجراءات التي تنوي واشنطن فرضها على رجال الأعمال ذوي أيّ صلة مع «حزب الله». لذلك تراهن السعودية ومعسكر تيار»المستقبل» الذي يقوده الرئيس الحريري عليه.

لن يكون سهلاً على الحريري السير على «الحبل المشدود» بين اصدقاء اليوم وحلفاء الأمس محلّياً، وبين «سبهانية» الطلاق الضروري القاطع مع «حزب الله» و»علولية» الصبر والتدرّج في التطويق والخناق. لعلّ السعودية أدركت أن لا منفعة لها من تحويل لبنان دولةً أُخرى، بعد اليمن وسوريا، في صفوف الانهيار، وأنّ الأفضل للبنان ولها أن يكون الحريري رئيس حكومة بدلاً من أن يكون خارج الحكومة. لذلك الاستدراك، ولعلّ عواصم أوروبية، الى جانب واشنطن توصّلت الى الاستنتاج نفسه وشجّعت الرياض.

فلبنان سواءٌ كان جزءاً صغيراً أو كبيراً هو ضمن المعادلة الإقليمية التي ما زالت قيد الفرز. إيران في طليعتها سورياً ويمنياً. فليس أمراً عابراً أن تدين برلين الى جانب لندن وباريس وواشنطن، طهران بسبب انتهاكاتها حظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة على اليمن. هذا تطوّر جديد في المسألة اليمنية وهو يأتي نتيجة الضغوط الأميركية من جهة، ونتيجة الغضب في التبنّي الروسي للمغامرات الإيرانية في اليمن، وهو تطوّر جديد بدوره، علماً أنّ روسيا كانت بقيت خارج المعادلة اليمنية بقرار مسبَق. وهذا يشير الى نقمة روسية من الغرب بسبب الضغوط عليها في سوريا.

الوضع في سوريا يزداد تأزّماً وخطورة. هذا في حدّ ذاته مصدر قلق من تدهورٍ في العلاقات الروسية ـ الغربية ومن إفرازاتها المأسوية على السوريين. موسكو حسمت امرَها بأنها تضع تحالفها مع دمشق وطهران في طليعة أولوياتها، وهي وسّعت الافق ليشمل حماية ايران من المحاسبة في اليمن. واشنطن حسمت أمرها بأنها لن تسمح لإيران أن تمتلك قواعد عسكرية في سوريا تربطها بلبنان عبر الاراضي العراقية والسورية. التهدئة لبنانياً قد تكون تكتيكاً لكنها ليست استراتيجيّة دائمة. لذلك يجدر بجميع المعنيّين جرد الحسابات بوعي ومسؤولية.

 

لبنان: الفصل بين الفقر والإفقار

حسام عيتاني/الحياة/02 آذار/18

منذ عقود عدة، نجحت المجموعة الحاكمة في لبنان في رفع جدار عال بين الواقع الاقتصادي– الاجتماعي وبين الحياة السياسية، بحيث لم تعد القوانين العامة للاقتصاد السياسي تصلح للتعرف إلى ما يجري أو ما سيحدث في هذا البلد. الدراسات التي تُنشر وتوزع دورياً والصادرة عن مؤسسات محلية ودولية مختلفة، تعلن من دون مواربة أن لبنان يعيش على حافة كارثة اجتماعية. اختلاف المناهج البحثية وطرق وضع المؤشرات بين دراسة وثانية واتساع أو ضيق العينة موضوع البحث، لا تكفي للتغطية على الحقائق التي باتت ملموسة في كل بيت لناحية التدهور الملموس في تلبية الحاجات الضرورية.

لا يحمل تصنيف البقاع، في دراسة نشرت امس، كمنطقة تضم العدد الأكبر من الأسر المحرومة (53.8 في المئة) مفاجأة، حيث تحمل وسائل الإعلام اللبنانية أخباراً يومية عن معاناة أهالي هذه المنطقة. لكن المفاجأة تكمن في قول الدراسة إن نسبة الأسر التي ينطبق عليها هذا الوصف تصل إلى 50.9 في المئة في محافظة النبطية، وهذه من مناطق الجنوب اللبناني التي يفترض أنها استفادت من ضخ كبير للأموال الرسمية والحزبية منذ انسحاب الاحتلال الإسرائيلي سنة 2000، فيما يحل الشمال ثالثاً في مستوى الحرمان، على خلاف ما كانت أشارت إليه دراسات سابقة وضعت المحافظة الشمالية في مركز متقدم من الافتقار إلى الحاجات والخدمات الأساسية.

مهما يكن من أمر، لا يبدل تراتب الحرمان من حقيقة الانفصال بين الواقع وبين تعبيراته السياسية. وهذه الظاهرة وان لم تكن جديدة في لبنان، إلا أنها تعبر عن التركيبة الاجتماعية– السياسية التي تضع الهوية الطائفية في موقع المحدد للولاء السياسي بدلا من الانتماء الطبقي الاجتماعي على ما تراه مدارس الاقتصاد السياسي المختلفة. وقفت هذه الهوية حائلاً دون تطور النظام السياسي في لبنان منذ سبعينات القرن الماضي عندما ظهرت الحاجة إلى الأخذ في الاعتبار التبدلات الديموغرافية والسياسية التي شهدها هذا البلد وحملت قوى وطوائف صاعدة إلى مواقع الاحتجاج على الحرمان المزمن. إعادة تشكيل النظام في اتفاق الطائف، أولت المسألة الاجتماعية قدراً محدوداً من الاهتمام من خلال الدعوة إلى تشكيل المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي ظل منذ تأسيسه مشلولاً وغير ذي مغزى. كما أن الطائف والتعديلات الدستورية اللاحقة، أصرا على الطبيعة الحرة للاقتصاد وعلى إيلاء المبادرة الفردية موقع الصدارة في العمل الاقتصادي.

وجاء تطبيق هذين الاقتصاد الحر والمبادرة الفردية على النظام السياسي الطائفي بمثابة نعمة لمصلحة الجماعات الحاكمة، إذ وضعها في موقع المسيطر على السياسة والاقتصاد والقادر على التعامل مع كل توتر اجتماعي وامتصاصه وتحويله عنصراً معززاً لمنعة الزعامة وقوتها. الطائفة أقوى من المجتمع. والخوف أقوى من العدالة. وباللعب في الحيز القائم بين الخوف والعدالة، تنتصر القيادات الطائفية المروجة للخوف من الطوائف الأخرى التي «تتربص بنا وتهدد بإفنائنا عند كل منعطف».

هذه الأجواء تبدو اليوم هي المعيار الوحيد قبل شهور من قليلة من الانتخابات النيابية التي يفصّلها سياسيو الطوائف على قياس مصالحهم المباشرة، من دون أدنى اهتمام بما يدور فعلا في البيوت والمصانع والمكاتب من برَم واستياء بإزاء حياة لم تعد تشبه الحياة، ومن الشراكة بين أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة وبين الدولة التي تفترس مواطنيها بدل أن تدافع عنهم. لكن هذا لا ينفي أن الجماهير ستصب أصواتها لمصلحة زعمائها المعروفين الذين أوصلوها إلى الفاقة والإملاق. ففي السياسة اللبنانية، لا علاقة بين الفقر وبين من تسبب به بفساده وتسلطه على المال العام.

 

عن إخراج العرب من سورية

وليد شقيرلحياة/02 آذار/18

يرمز الإصرار السوري الإيراني الروسي على الخلاص من المعارضة في الغوطة الشرقية إلى الكثير من الأهداف، بدءاً بضمان الحماية لدمشق إزاء احتمال تحريك الجبهة الجنوبية في اتجاه العاصمة، مروراً بتعميق التغيير الديموغرافي في محيطها بتهجير أهلها منها في ما يشبه حرب ابادة المدنيين، وبتقليص فرص الحل السياسي على أساس قرار مجلس الأمن 2254 عبر انتصار جديد للنظام يثبت رأسه في السلطة بموازاة توسيع سيطرته الميدانية مع حلفائه.

من أهداف موسكو حكماً الانتقام من المعارضة التي رفضت التسليم بالهندسة الروسية للحلول في سوتشي. لعل أحد أوجه ما يجري في الغوطة الشرقية، سواء كان هدفاً أم جاء نتيجة للهجمة عليها، هو استكمال عملية إخراج العرب من المعادلة في بلاد الشام. وعلى رغم التركيز الروسي على محاربة «جبهة النصرة» (هيئة تحرير الشام) فيها، فإن الفصائل الرئيسة في الغوطة بعيدة من «النصرة». بل هي فصائل قامت على الدعم العربي من دول عدة عربية مدتها بالإمكانات كي تصمد في وجه وحشية النظام وحلفائه. والخلاص من هذه الفصائل السورية غير المصنفة إرهابية يعني استكمال إنهاء الوجود العربي الميداني بالواسطة على الأرض، بعد حلب وغيرها. ومع أن الحضور العربي في سورية تراجع إلى أدنى مستوى في التأثير منذ التخلي العربي عن حلب، ومنذ الافتراق العربي التركي في الأهداف في سورية، فإن هذا الانكفاء انعكس بعد واقعة حلب استبعاداً للمشاركة العربية في مسار آستانة الذي أراده تحالف موسكو- أنقرة- طهران، وسيلة لتقاسم النفوذ على الساحة السورية. انكفأ العرب لمصلحة الوجود الأميركي المباشر انطلاقاً من الشمال والشرق في سورية، والذي اعتمد على الأكراد. وانكفأ منذ أن نجحت الحيلة الروسية بإغواء بعض الدول العربية بإمكان الاستعانة بالعنصر العربي في مواجهة التطرف السني، ثم تراجعت. وثمة من يؤرخ لانكفاء العرب بفشل مبادرة الجامعة العربية بداية عام 2012 في تحقيق أي تقدم في الحل السياسي وفي ولوج مرحلة انتقالية نحو حكم يتفاوض السوريون عليه.

لم يكن استبعاد الدول العربية عن عبث. بل إن دورها بلغ مستوى الانعدام نتيجة مسار انحداري متواصل بحيث تأتي حرب الغوطة لتقضي على أي وزن محتمل لها في الملعب السوري. حتى التوهم بإمكان تحريك الجبهة الجنوبية ضد النظام بات قراره أميركياً بحتاً، فالمواجهة على تلك الجبهة باتت بين إيران وإسرائيل ومعها أميركا. والمواجهة الأميركية الروسية في الميدان السوري أخذت بعداً جديداً يتعلق بالثروة الغازية والنفطية السورية كما برهنت عملية القصف الأميركي لقوافل الميليشيا الروسية المتجهة نحو شرق الفرات في محافظة دير الزور، للتمركز فوق حقول الثروة الطبيعية في أوائل شباط (فبراير) الماضي. وبات الأميركيون يستخدمون شعار الروس نفسه لتغطية التنافس على تلك الثروة ولإبقاء قواتهم في سورية، أي شعار مواجهة «داعش» والإرهاب، على رغم أن الدولتين الكبريين تنافستا على نسبة الانتصار على تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل 3 أشهر لكل منهما.

لم يبقَ للدور العربي في الإقليم سوى المواجهة الدائرة مع أذرع إيران في اليمن، حيث تخوض المملكة العربية السعودية الحرب ضد تمدد الحرس الثوري. وفي هذه المواجهة لا تفوت موسكو مناسبة من أجل الإيحاء بأنها ستخرج عن حياديتها عبر رفضها إدانة التدخل الإيراني في اليمن كما فعلت في مجلس الأمن قبل يومين. ولم يبق للدور العربي في أزمات الإقليم سوى السعي لتأمين حضور في الأزمة الأم، أي القضية الفلسطينية، حيث أظهرت إدارة دونالد ترامب ازدراء مكشوفاً له حين ضربت عرض الحائط حساسية القدس بالنسبة إلى العرب. فهل تقف الدول العربية فعلاً لا قولاً وراء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشبثه بالثوابت وبالمبادرة العربية للسلام مقابل الصفعة التي تلقتها تباعاً من ترامب ومن روسيا في سورية وفي فلسطين؟ وهل تصدق أنباء عودة الدعم للسلطة الفلسطينية في المواجهة المصيرية التي تخوضها؟ ولم يبق للدور العربي سوى العودة إلى ضمان الحضور في لبنان لمنع مصادرته وجعله امتداداً لتقدم الدور الإيراني في بلاد الشام، ولإعانته على الصمود في انتظار اتضاح المعادلة في سورية، فاستعادة الدور في الحلول تحتاج إلى حضور في إدارة الأزمات بدل إدارة الظهر لها.

 

اليوم الثاني للحريري في المملكة أكد المظلة العربية والدولية فوق لبنان

الهام فريحة/الأنوار/02 آذار/18

في العلاقات بين الدول واللقاءات بين كبار المسؤولين، غالباً ما يكون الشكل بأهمية المضمون... المراقبون، حتى قبل الإجتماعات واللقاءات، يركّزون على المصافحة والحفاوة ومستوى المستقبلين وطريقة الجلوس، فتكون نسبة نجاح اللقاءات مرتبطة بالشكل التي تجري فيها هذه اللقاءات.

إنطلاقاً مما تقدّم، يمكن فهم الحفاوة البالغة التي استُقْبل فيها رئيس الحكومة سعد الحريري في المملكة العربية السعودية... الإستقبال كان على مستوى إستقبال رؤساء الدول: تم في قصر اليمامة في مكتب خادم الحرمين الشريفين، جلس على كرسي إلى يمين الملك، وهذا بروتوكول سعودي فائق الإهتمام بكبار الضيوف. ووفق خبراء في مثل هذه الأعراف والتقاليد، فإنَّ ما حصل يعكس إهتماماً سعودياً قوياً بالوضع في لبنان، كما أنَّ هذه الأهمية تأتي قبيل المؤتمرات الدولية والعربية التي ستُنظَّم لدعم لبنان ومؤسساته ولا سيما العسكرية منها، وكذلك الوقوف إلى جانبه في موضوع النازحين والأعباء التي يتحمَّلها من جرَّاء هذا الأمر. الإحتضان السعودي للبنان يعكس حرص المملكة على السعي قدر المستطاع لإيجاد توازن بين مكوناته، خصوصاً أنَّ الإنتخابات النيابية المقبلة ستُشكِّل إختباراً قاسياً وإمتحاناً كبيراً لمعرفة القدرة على الحفاظ على هذه التوازنات. وما الإهتمام السعودي بلبنان سوى حرص على عدم تركه يدخل في أنفاق التدخلات بما يؤثر سلباً على قراره. أهمية العودة السعودية القوية إلى لبنان، تأتي قبل إستحقاق الإنتخابات النيابية، في ظل القانون الجديد الذي لا يتيح إستكشاف النتائج مسبقاً، مما يحتّم على كل القوى أخذ الإحتياطات اللازمة لعدم الوقوع في المفاجآت، وهذا يستدعي أعلى درجات التفاهم بين الحلفاء، السابقين منهم والحاليين، لئلا تكون النتيجة وفق ما لا يتوقعه أحد، وعندها لا يعود ينفع أي شيء. كما أنَّ العودة السعودية القوية تأتي في ظل السعي إلى وضع مظلة دولية فوق لبنان، وهذه المظلة ستتبلور أكثر فأكثر في المؤتمرات الدولية، من باريس، إلى بروكسل، إلى روما. ولا نجاح لهذه المؤتمرات من دون مشاركة عربية التي تأتي في مقدمها مشاركة المملكة العربية السعودية. وإرتباطاً بإنجاح المؤتمرات، يسعى لبنان للتشدد في موضوع الموازنة لتأتي وفق المواصفات التي تتطلبها هذه المؤتمرات. في هذا السياق فإنَّ إجتماعات الموازنة باتت تتسم بجدية عالية، لأنَّ الجميع أصبحوا على إطلاع كامل على خطورة الأوضاع المالية إذا ما إستمر الوضع على ما عليه، وهناك إجماع على ضرورة أن تكون هناك إصلاحات مالية قبل المؤتمرات، حتى لو لم يستطع مجلس النواب إقرار الموازنة، فعلى الأقل يتمُّ إقرارها في مجلس الوزراء، فتكون في أيدي الوفود اللبنانية إلى المؤتمرات. بالإمكان القول، خصوصاً بعد زيارة المملكة، إنَّ الوضع اللبناني وُضع على السكة الصحيحة، وإنَّ الهواجس والمخاوف يُنتظر أن تتبدد تباعاً سواء على مستوى نتائج الإنتخابات أو على مستوى ما يمكن أن يحصّله لبنان من المؤتمرات

 

القوات: من الحصار إلى الانحسار؟

منير الربيع/المدن/01 آذار/18

منذ فشلت محاولات حصار القوات حكومياً، وتجميد مساعي إخراج وزرائها من الحكومة، لم تستطع القوات تخطّي المأزق الأكبر، وهو مواجهة حصارها انتخابياً. استشعر سمير جعجع سريعاً تعاضد جهود كل المكونات، بما فيها المتناقضة، لمحاصرة القوات في الانتخابات ومحاسبتها على كثير من الخيارات. تيار المستقبل لديه حساباته مع التيار الوطني الحر، ولم ينس موقف القوات من استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ولم يندمل الجرح المستقبلي من زيارة جعجع إلى السعودية، التي سبقت زيارة الحريري وتقديم استقالته. التيار الوطني الحر يسعى لتحجيم القوات، وابقاء كتلتها على ما هي عليه، ليبقى تكتل التغيير والإصلاح الكتلة المسيحية الأكبر في المجلس. حزب الله لا يلتقي مع القوات. والقوى المسيحية الأخرى، من مستقلين وحزب الكتائب، يردّون صاع "إعلان النوايا" صاعين.

لدى إقرار قانون الانتخاب الجديد، هلّلت القوات اللبنانية لانتصارها المظفّر. وجدت في قانون الـ15 دائرة على أساس النسبية، انجازاً ستصرفه في صناديق الاقتراع. إنطلقت معراب في حينها، من وجهة نظر أنها عرّابة العهد، و"أوعا خيكّ"، إلى التكامل الثلاثي في ما بينها وبين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل. في حسابات هذا التصور، كانت القوات تطمح إلى الحصول على 15 نائباً بالحد الأدنى، مع احتمال ارتفاع هذا العدد وفقاً للتحالفات. اليوم، لا تجد القوات من يقابل يدها الممدودة.

تواجه القوات صعوبات كثيرة في تشكيل لوائحها. لم تستطع، حتّى الآن، حسم تحالفاتها. لا تحسد على المكان الذي وجدت نفسها فيه. وفيما الوقت أصبح داهماً، لم تنجح في الحصول على إجابات شافية وواضحة من الحريري بشأن تحالفهما. تنتظر القوات عودة الحريري من الرياض للبناء على الشيء مقتضاه، وسط تخوف من أن يقنع الحريري السعوديين بما يريده من تحالفاته، لا سيما مع التيار الوطني الحر. وأقصى ما يمكن أن يقدّمه الحريري هو خوض المستقبل الانتخابات وحيداً، مع تحالف في دوائر بسيطة مع القوات.

كل المؤشرات كانت تدل على نية الحريري التحالف مع التيار الوطني الحر. تلقّت القوات أكثر من إشارة إيجابية من الحريري، ووعوداً كثيرة بأن الأمور ستكون إيجابية، لكن لم يكن هناك أي موقف عملي. كان الكلام في مكان والتحالفات في مكان آخر. راهنت القوات على التحالف مع المستقبل في بيروت الأولى، فيما التيار الأزرق قد اتفق مع التيار الوطني الحر. الأمر نفسه في زحلة، والبقاع الغربي، وعكار، وحتى في صيدا- جزين، رغم عدم حسم هذا التحالف بعد. على الجهة المقابلة، سعت القوات إلى التحالف مع التيار الوطني الحر في المتن وكسروان جبيل. لكن حسابات التيار كانت مختلفة. ليبقى الطريق المفتوح لتعاونهما في الشوف- عاليه وبعلبك- الهرمل. والتشاور ما زال جارياً بين أخوي إعلان النوايا حول بعبدا.

في مقابل إنسداد هذه الأفق أمام القوات، تحاول فتح آفاق التعاون مع قوى المعارضة، لكن حزب الكتائب رفع سقف شروطه. طالب وزراء القوات بالاستقالة، وطرح النائب سامي الجميل إمكانية التحالف ولكن وفق شروطه. مستقلو 14 آذار، الذين واجهتهم القوات في الانتخابات البلدية بالتحالف مع التيار، يريدون الانتقام حالياً. يستذكرون كلام جعجع، حين قال إنه راهن على التيار الوطني الحر لتسكير بيوتنا السياسية، والغاء المستقلين تحت شعار رفعه بأن لا تأثير ولا حيثية لهم. ويشيرون إلى عدم صوابية خيار جعجع، وإلى أنه أصبح في حاجة إليهم.

إذا ما بقيت القوات وحيدة، ولم تتغير المعطيات لدى تيار المستقبل لجهة التحالف معها بعد عودة الحريري من السعودية، فإنها ستواجه عدم الحصول على حاصل انتخابي في دوائر عدة، وستخوض الانتخابات في لوائح غير مكتملة بدوائر أخرى. ووفق المعطيات، فإن كتلة القوات ستبقى على ما هي عليه. وهذا يعتبر خسارة مدوّية لها. تقود الحسابات وفق الصورة الحالية الى حصول القوات على 3 نواب في دائرة الشمال الأولى، مع نائب رابع صديق. ونائب في كسروان- جبيل، وآخر في بيروت الأولى، واحد في بعبدا، وإمكانية تحقيق خرق بنائب في بعلبك الهرمل، وواحد في الشوف وآخر في زحلة. في مقابل تناقص نواب تكتل التغيير والاصلاح إلى نحو 16 نائباً، واحد في دائرة الشمال الأولى، 4 في كسروان- جبيل، 3 في المتن، 2 في بيروت الأولى، واحد في زحلة، وإمكانية الفوز بآخر في البقاع الغربي، 2 في بعبدا، وواحد في صيدا- جزين مع إمكانية الفوز بالثاني.

 

مرشح "حزب الله" في جبيل يوقظ "الشياطين" النائمة

دنيز عطالله حداد/موقع ليبانون كورا/01 آذار/18

لا يرغب أحد بالتحالف مع الشيخ حسين زعيتر في جبيل وكسروان.

على الرغم من أن مرشح "حزب الله" عن المقعد الشيعي في جبيل، سيكون "النائب-الملك"، ان فاز في الانتخابات، فان حلفاء زعيتر "الطبيعيين" يتجنبون كأس التحالف المرّ معه.

فهو الذي ترك "القصر" في الهرمل، أُسقِط ك"جُلمود صخر" على جبيل...وجاء سقوطه مدوّيا، واعتبره كثيرون تجاوزا لخيارات اهلها، وفرضا غير مقبول عليهم.

يفترض، بداهة، أن يكون زعيتر حليف "التيار الوطني الحر" مستندا الى "ورقة تفاهم" صامدة منذ 12 عاما. لكن المسؤولين الجبيليين في"التيار" يستشعرون يوميا "حساسية" متزايدة لدى الناس، سواء من "بروفايل" المرشح او من اسلوب الفرض في ترشيحه.

زعيتر شيخ في "حزب الله" من بلدة القصر على الحدود مع سوريا. وقد شيّعت بعض الاوساط الحزبية في المنطقة انه "سيكون رئيس كتلة حزب الله عوض النائب محمد رعد"، وذلك للدلالة على مكانته ودوره في الحزب. لكن مثل هذا الكلام له مفعول معاكس في جبيل وكسروان، وهو يزيد من "الحساسية" تجاه الوافد الجديد. شيعة المنطقة يشعرون بالاحراج. معظمهم يتعاطفون مع "حزب الله" و"المقاومة"، لكنهم يعبرون في حلقاتهم الضيقة عن "الخطأ الكبير الذي أرتُكب في حقهم عبر ترشيح مسؤول من خارج بيئتهم التي لها خصوصيتها، فبدا وكأن ليس من بينهم من يستأهل تمثيل أهله وابناء منطقته". يتجنب هؤلاء الاعتراض العلني، فيما لا يتردد خصوم الحزب، من الطائفة نفسها، من الحديث عن "استعلاء واستكبار وممارسة باسلوب البكوات وكأن الناس مياومين عندهم". 

أما المسيحيون وبينهم كثر من مناصري "التيار" فيعترضون على الشخص وموقعه، كما على الاسلوب "الذي قد يصح في مناطق معينة لكنه لا يصح في جبيل"، كما يقول أحد الناشطين الحزبيين البارزين.

يقرّ العميد شامل روكز "بوجود بعض الاصداء من هذا القبيل" لذا يقول ل "ليبانيز كورا" اننا "نستمع الى رد فعل الناس ونأخذ الجو العام في المنطقة بعين الاعتبار". لكنه يجزم أنه "لن يكون هنالك خلاف مع حزب الله".

ومع ذلك يؤكد روكز ان المقعد الشيعي هو الوحيد الشاغر حتى الآن في لائحته التي تضم اليه كلا من "سيمون ابي رميا ووليد خوري في جبيل ومنصور البون، زياد بارود، نعمت افرام، ومبدئيا روجيه عازار، عن كسروان". ويشير الى أن "التواصل مستمر مع كل مكونات جبيل وكسروان الحزبية والسياسية والشعبية من اجل التوصل الى قرار في ما خصّ المقعد الشيعي".

ولكن الى أي حد يحتمل المرشحون "المستقلون" مع العميد روكز تسويق زعيتر على لائحتهم؟ فذلك تفصيله يطول.

فتحسس "التيار" من التحالف مع زعيتر يتقاطع مع حساسيات آخرين، لاسيما المرشحين المستقلين وخصوصا من لهم باع طويل في الخدمات. فزعيتر، ان ربح، سيكون "النائب الملك" في هذا المجال. فهو ينتمي الى "حزب الله" الذي له الكلمة الفصل في الدولة وسياستها، فكيف بمفاتيح خدماتها؟. يقول زعيتر ل"الزفت" انفلش على الطرقات فينفلش. وللوظيفة كوني فتكون. ول"القمصان السود" اظهري فتنتشر. هو يأذن بخدمة ويمنع اخرى. يوفّق بين الحلفاء ويعزل الخصوم ويحاصرهم بالسياسة، وان اضطر بوسائل اخرى. هو الحزب الذي يملك ترسانة اسلحة ويفاخر بتمويله من ايران، بالتالي لا ضائقة مالية معلنة لديه. فمن يرغب بأن يسلّمه مقاليد جبيل وكسروان؟ وبالتالي تكريسه "النائب-الملك"؟

كان يمكن لفريد هيكل الخازن ان يتحالف مع مرشح "حزب الله" لكن أسباب عديدة تمنعه من التحالف مع زعيتر تحديدا. أولها، الحملة التي يشنها على ترشيح روكز واعتباره تهميشا لاهل المنطقة وكرامتهم عبر "انزال" ترشيحات من خارجها. وما ينطبق من كلامه على العميد روكز ينسحب حكما على زعيتر. كما ان الخازن، العارف بالمزاج الكسرواني والجبيلي، يستشعر "ثقل" المرشح الوافد على المنطقة.

يضاف الى ذلك، ان تحالف الخازن المرجح مع "الكتائب" وفارس سعيد يجعل من المستحيل جمع الاضداد في السياسة على لائحة واحدة، خصوصا ان خطابها سيكون معارضا للعهد بشدّة.

وفي هذا السياق، تجدر الاشارة الى أن "حزب الله" كان قد أبلغ الخازن منذ بدء الكلام عن التحالفات أن مرشحه في المنطقة سيكون مع "التيار الوطني الحر" حتى لو فرضت الظروف والمصالح، أن يترشح مع الخازن. وهو، على الارجح، ما جعل الخازن يحسم أنه لن يتحالف مع زعيتر حتى من قبل تسميته.

مع من سيتحالف زعيتر اذا في كسروان؟ هل يتم "اسقاطه" على "التيار" كما تم "اسقاطه" في المنطقة؟ ام يلجأ الى تأليف لائحة مستقلة مع "مستائين" من "التيار الوطني الحر"، وهو ما يكثر الكلام حوله. يقال أنه في الاوساط الكسروانية والجبيلية ينتقد بعض المعترضين من "التيار" على اداء رئيسه جبران باسيل، انما يؤيدون رئيس الجمهورية والعهد والتحالف مع "حزب الله"، وبالتالي يمكن للائحة من هؤلاء تأمين الحاصل الكافي لايصال زعيتر.

هل من الممكن أن يبادر "حزب الله" الى سحب مرشحه واستبداله بمن يلقى قبولا أوسع  في المنطقة؟ الارجح انه لن يفعل. فهذا يعتبر"هزيمة" له في كسروان وجبيل قبل بداية المعركة؛ ويؤثر على صورته كضابط ايقاع مناطقه وجمهوره وحتى حلفائه.

يبقى ان ترشيح حسين زعيتر لا يثير فقط حساسيات مناطقية انما يوقظ شياطين طائفية تجعل الهمس ب"مصادرة قرار اكبر منطقة مارونية في كسروان وجبيل" يخرج الى العلن ويستدعي هذه المرة، تضافر جهود "سيدة حريصا" مع "القديس شربل" للمواجهة.

يصدف أنه سبق أن "تدخل القديسون" عام 1968 في عهد رئيس-جنرال، ويُرجح ان يتكرر المشهد نفسه بعد خمسين عاما.

 

بين السوبر صهر والأمنيّ الجميل

رشا الأطرش/المدن/01 آذار/18

... وبنجاح كبير، فيلم الإنذارات والاستدعاءات والدعاوى القضائية المرفوعة على إعلاميين وناشطين ومستخدمي السوشال ميديا، مستمر منذ أكثر من عام. منذ أن أنعم علينا القَدَر بالرئيس القوي ذي السوبرصِهر، وصولاً إلى الأمس المبارك الذي شهد ترشّح ملك جمال أجهزة الأمن في لبنان والمشرق – مستقلاً! فماذا تريدون بعد؟ – للانتخابات النيابية العتيدة.

ملاحقات "قانونية" بالعشرات. وفناجين القهوة التي دُعي إليها زملاء وأصدقاء ومعارف، نشّطت صناعة البُنّ من كولومبيا إلى اليمن. القضاء، ومكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، ومكاتب المحامين المشهود لهم بالسِّيَر العطرة.. خلية نحل... وخذوا عسلاً يا أولي الألباب.

لبنان بألف خير. لبنان المؤسسات. فالكتب والمراجع تؤكد: الاحتكام إلى القانون دليل عافية. اللبنانيون (فلنقُل معظم اللبنانيين في نصف الأحيان)، من زعماء طوائف وسياسيين وموظفين رسميين ورجال دين، ومعهم الطامحون لكل الألقاب السابقة، هجروا الشارع ولجموا الأيدي الغاضبة، وتقاطروا إلى مكاتب كتّاب العدل والمحققين والقضاة، لتحصيل حقوقهم المهدورة في مقالات وتغريدات وبرامج حوارية واسكتشات ساخرة وأفلام ومسرحيات وكتب. وبعد حَمد الله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، وقبل أن نُتمَّ الشُّكرَ فيزيدنَّنا، لعلنا نتأمل قليلاً ونُحصي البركات، وربما نتجرّأ فنسأل: هل يعبّر النشاط القضائي المفرط عن حالة مؤسساتية لبنانية صاعدة؟ هل دبّت حياة جديدة في جناحيها بعدما طيَّرَ ذاك الفينيق الأحمق كل رماده؟ هل نتجاهل بيانات الشجب والقلق على الحريات، الصادرة عن منظمات حقوقية محلية ودولية محترمة، درءاً للحسد وضيق العين؟ وهل نغض الطرف، ولو مرحلياً، عن حقيقة أن كل هذه الحيوية القضائية تصبّ في دعاوى القدح والذم والتشهير وإثارة النعرات، أكثر بما لا يقاس من سائر الدعاوى المدنية والجنائية؟ وهي يكفي الأمل في عدوى حميدة قد تعمّ غداً أو بعد غد، أو حتى بعد عُمْر؟

لا حاجة إلى إطالة التأمل. والحقيقة أن كل هذا الاحتكام إلى المؤسسات الدستورية والقضائية لا يؤكد إلا عكسه، أي العطالة العميقة والغياب شبه التام للمؤسسات.

الخلافات السياسية لا تحل في البرلمان، ولا تُفكك في مجلس الوزراء، ولا سقف قانونياً لها. النزاعات الطائفية لا تنظمها حمايات التعددية وبنود العيش المشترك. والمنافسات الزعاماتية لا تحسمها انتخابات.

الموظفون الرسميون، من رئيس الجمهورية، نزولاً إلى أسفل الهرم، لا يعون أنهم، وكونهم وجوه الشأن العام، ليسوا "أشخاصاً"، وقطعاً ليسوا رموزاً، وما يفعلونه أو يقولونه، وحتى سيرهم الذاتية، ليست ملكهم ولا ملك جمهورهم.

السياسي اللبناني قد يدبّج خطابات الكراهية والاتهامات العشوائية والحض على الفتنة وأحياناً التصفية، ويعتبرها تصريحات تُصرَف في السياسة. أما إن قيل أو كُتب عنه ما لا يعجبه، فهذا قدح وذم. ولا يماثله في ذلك سوى الذات الطائفية التي ترتعد غضباً وذوداً عن "المقدسات" و"الأسياد"، الموتى منهم والأحياء، الخرافيين منهم والتاريخيين. ورغم التعدد الديني والطائفي اللبناني، في الدولة والبلاد، ورغم أن هذا التعدد يُفترض أنه، بطبيعته، يحمي الملحدين أيضاً، كما الساخرين والناقدين والعبثيين، على اعتبار أنه لا دِين للسلطة ولا للمجتمع، فإن النتيجة تدور وتعود صفرية. التنوع اللبناني هو نفسه الذي يزيد الأصنام، المادية والمعنوية، قداسةً.. وهو نفسه الذي يكرّس جُرميّة المسّ بها، وحتمية العقاب. وفوق ذلك كله، تخاض معارك الطوائف، ككيانات سياسية، بكل السبل، وكل السبل متاحة، بما فيها "القانونية".

ثم.. المؤسسات غير الرسمية. المجتمع المدني، أحزاباً ونقابات وجمعيات وتيارات، بل ووسائل الإعلام المصنّفة على قاعدة 6و6 مكرر. والإعلاميون، أحياناً، جزء من ماكينة التلفزيون أو الصحيفة أو الموقع الإلكتروني، يخوضون معارك الأقطاب، تماماً كما الحزبيين والمناصرين. وأحياناً، يحاول إعلاميون العمل من ضمن المنظومة التي لا بديل لهم عن رواتبهم منها، محاذرين الوقوع في فخاخ ما لا يشبههم ولا يقنعهم ولا يرضي مبادئهم، كالسائرين بين حبّات المطر. ومنهم من يلجأ إلى السوشال ميديا، ناقداً، وهنا تبدأ حفلة الجنون. إذ يتعرض إعلاميون وناشطون ومستخدمون لزوبعة من نوعين: جيش إلكتروني مكرّس للردود والشتائم والحملات والمضايقات الالكترونية، وملاحقات قضائية وأحياناً أمنية.

لم يبق أحد تقريباً في لبنان، إلا ورفع دعاوى قدح وذم وتشهير. أقلّهم في ذلك "حزب الله" و"حركة أمل"، وهو ما يطرح دلالة مؤسساتية وسلطوية مذهلة، في صفوف الدولة كما في بؤر "الأهالي". شخصيات عامة، أحزاب، مسؤولون ورجال دين.. الكل "عانى" افتراءً ما. وبصرف النظر عن مآلات الاستدعاءات والتعهدات بعدم التعرض والقضايا المنظورة في المحاكم، سواء صدرت فيها أحكام أم رُدَّت، فقد باتت المسارات "القانونية" هذه هي الأداة البديلة لسيارات "مفيّمة" لطالما لاحقت صحافيين وناشطين. تماماً كما تُجاري التهديدات، العصر الرقمي وخياراته، متخففة من أكلاف "المراسيل"، البشرية منها والمتفجرة. وأضحت المسالك القضائية، وعدَّتُها محامون ومحققون وقضاة، أساليب ناجعة في إرهاق المدّعى عليه وعائلته، نفسياً ومادياً. تخوّفه على حياته، ذويه، لقمة عيشه، وحرية حركته. بل وقد تضيّق عليه لدرجة جعل إنجازه معاملاتٍ رسمية ضرورية لانتظام يومياته، طريقاً مسدوداً. قد يقاوم، وقد يكون صلباً ويجيد اللعب، لكنه بلا شك سيتعب أكثر بكثير من المدّعين، وسيتكبد ما لا يتكبدون، ولعل المنع والرقابة "أبسط" الخسائر. أما "حرية الرأي الآخر" التي تنبري، في السوشال ميديا، للتعامل مع "تطاوُل" على هذا الرئيس أو ذاك الوزير، هذا الزعيم أو ذاك المخبر... فصارت النكهة الأعمّ للحياة السياسية. السياسة اللبنانية شدّ عصب طائفي وقبَلي وأبوي. لا برامج ولا خطط. خصوصاً على أبواب الانتخابات، وقبيل استحقاقات مؤثرة في حصص الفِرق اللبنانية من الثروات الوطنية والوظائف، إضافة إلى ألعاب الهيمنة الثقافية والأمنية والاقتصادية. وهذه "الحرية الأخرى" – للمفارقة – مكفولة ومصانة. من عندها يبدأ الاستشهاد بالدستور، وعندها تنتهي العفوية التي لا تستدعي القسوة، حتى حين تخرج من الحيز الافتراضي لتتجسّد شغباً في الشوارع، واعتداءاتٍ على الأرواح والأملاك العامة والخاصة، وتهديداً للسِّلم الأهلي المزعوم. لكن، لا يجزعنّ أحد. القضاء يعمل، والجسم القانوني اللبناني يتعافى من عجزه. وليس على الرعيّة إلا أن تكون رعيّة، فتلتزم الصمت، إن تعذّر التصفيق.

 

حينما كنت مراهقاً ثورياً كالسيد حسن نصر الله

 الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد/01 آذار/18

لو قُدِّرَ لنهر الغدير في حي السلم - المُسَمَّى بحي الكرامة - أن ينطق لصرخ في وجه نصر الله بأعلى صوته

 رجل حكيم في قريتي مضى من عمره 80 عاماً قال لي يوماً حينما كان عقلي كعقل السيد حسن نصر الله  عقلا  ثوريا مراهقا يسبح في بحر الأوهام والخيال ويحسبها حقائق ووقائع  حينما كنت أناضل لكي أصنع لشعبي  ( كرامة )  وليس كهرباء ، ولا ماء ، ولا دواء ومستشفيات  ، ولا تنمية ، ولا عمران ، ولا جسور وطرقات ، ولا مساكن شعبية للفقراء  ، ولا جامعات ، وبعد 18 سنة قضيناها بالغباء والجهل أدركنا باستحالة وجود كرامة من دونها !

 قال لي حكيم من قريتي :

يا شيخ  إن وزير الداخلية رشيد الصلح في أوائل السبعينات أصدر مرسوما وزاريا بدافع الحرص على كرامة ماسحي الأحذية أوجب فيه على ماسحي الأحذية إقتناء كرسي حتى يجلس الزبون عليها ويخلع حذاءه من قدمه ويناوله لماسح الأحذية لا أن يقف الزبون ويمد قدمه وحذاءه بين يدي ماسح الأحذية منتهكاً ( كرامته ) ،  وبسبب هذا المرسوم أعرض كثير من الزبائن عن مسح أحذيتهم بهذه الطريقة التي تُسَبِّب إزعاجا لهم ، ونتيجة ذلك انخفض المدخول المالي عند ماسحي الأحذية وهبط هبوطا ذريعا فالذي كان يُنْتِجُ أكثر من 10 ليرات في اليوم بات يُنْتِجُ أقل من 5 ليرات وبسبب ذلك قام ماسحو الأحذية بتظاهرة ضد وزير الداخلية بشعار [ شكراً لحرصك على كرامتنا يا حضرة الوزير لا نريد كرامة ليس وراءها عمل نعيل به عوائلنا وليس وراءها حياة طبيعية ].

لو قُدِّرَ لنهر الغدير في حي السلم  -  المُسَمَّى بحي الكرامة - أن ينطق  لصرخ في وجه نصر الله   بأعلى صوته  وقال له هنا يعيش على ضفتي عيشة بائسة  نحو 100 ألف من المحرومين لا يعيش مثلها أفقر شعوب الأرض وإنها مفتوحة على عشرات الأمراض والأزمات الخطيرة المتعددة وهكذا في حي الأوزاعي ،  وحي بئر حسن ، وحي الجناح ، وحي الرمل العالي أكثر من 250 ألف من المحرومين ؟!

إن تحريرها من الفقر والبؤس والحرمان أوجب من تحرير مزارع شبعا وفلسطين .

 حزب ولاية الفقيه والثوريون  حلفاؤه عُشاق الكرامة أنتجوا لنا أفسد وأسوأ دول في لبنان  والمنطقة؟

 

الرياض للحريري... جعجع أولاً

ليبانون ديبايت ــ فيفيان الخولي/01 آذار/18

مضى 4 أشهر على آخر زيارة "مشؤومة" قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى العاصمة السعودية الرياض. يختلف يوم 4 تشرين الثاني 2017 عن 28 شباط 2018 بالشكل وشبه المضمون لكن الإخراج ذاته.

تؤكد مصادر "ليبانون ديبايت" أن الحريري كان على علم مسبق بالدعوة، لذلك جاءت التلبية سريعة، إذ إن موفد المملكة إلى لبنان المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا قصد بيروت ليسلّم الدعوة، رسمياً وبشكل علني فقط. أمّا محور زيارة الموفد الأساسي هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تحديداً.

وتشير إلى أن العلولا طلب من الحريري إعادة العلاقات إلى سابق عهدها مع زعيم القوات، ووصّى بضرورة إحياء تحالف جعجع مع أطراف 14 آذار والمستقلين ورئيس حزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في الشوف ــ عاليه. الأمر الذي سبب إحباطاً لدى شخصيات 14 آذار، وبعض المستقلين، باعتبار أن هدف الزيارة كان بارزاً للعلن، في الوقت الذي خصّ الموفد السعودي جعجع بوقت كافٍ مقابل توزيع بقية الوقت على الشخصيات الأخرى.

وحصل الحريري على دعم سعودي أُعطي من خلاله الضوء الأخضر ليقصد المملكة وحده. وعلى الرغم من الاستقبال الحافل الذي أُحيط به عندما التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة، تخطئ السعودية للمرة الثانية في إخراج السيناريو.

في المرة الأولى، بعثت إشاراتها عبر وزير الدولة لشؤون الخليج السعودي ثامر السبهان، وبعدها استدعت الحريري لمساءلته حول تماهيه مع حزب الله، وغيرها من الملفات. اليوم، أرسلت موفدها ليميّز جعجع عن بقيّة حلفائها، وبعدها غادر الحريري إلى السعودية لمعرفة موقفه المتقلّب من الحزب، وتثبيت أقدام حلفاء الأمس. لن يغيّر ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان سياسية المملكة الخارجية، خصوصاً تجاه لبنان. واللافت أنّ زيارة الحريري تزامنت مع مقابلة بن سلمان لصحيفة "واشنطن بوست" التي قال فيها إن "بعض التقارير الغربية زعمت أنه تم الضغط على الحريري للاستقالة في الرابع من نوفمبر". ونفى الأمر موضحاً أن "الحريري الآن في وضع أفضل في لبنان مقارنة بمليشيات حزب الله المدعومة من إيران".

وترى المصادر ذاتها أن هذا الكلام يعدّ رسالة للحريري في الوقت الموجود فيه بالسعودية مفاده أنّ هذا هو المطلوب في الفترة المقبلة، توحيد القوة لاتخاذ موقف واضح من حزب الله، وكيفية التعامل معه.

وتؤكد أن المباحثات السعودية الحريرية طاولت إحياء س. س. (سعد الحريري، سمير جعجع) لمواجهة حزب الله، الذي سيُترجم بداية في الاستحقاق الانتخابي، إذ من البديهي توافق "القوات" و"المستقبل" على عدم التحالف مع حزب الله. أضف إلى أنّ اللقاءات القائمة بين "المستقبل" والتيار الوطني الحرّ لم تفض إلى نتيجة واضحة لغاية الآن. كما هو الحال بين "القوات" و"الوطني الحرّ" الذي لا يبدو أن الاجتماعات سترسو على أكثر من دائرتين في حدها الأقصى.

وتبرز دلالات هذه الزيارة المتبادلة، في وقت قياسي، استعداد الحلفين لتقديم أوراق اعتمادهما للسعودية لمواجهة حزب الله. لكن يبقى السؤال عن حيثية هذه التحركات في ظلّ عدم لقاء الزعيمين لغاية اليوم، في حين تقتضي الاجتماعات على وزير الإعلام ملحم الرياشي والحريري ووزير الثقافة غطاس خوري.

لكن ما ميّز العودة وزيارة الحريري، أضف إلى عدم زيارة الموفد شخصيات لبنانية عدة بينها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وجنبلاط، وعدم وجود مدير مكتب الحريري نادر الحريري في لقاء بيت الوسط، عدم لقاء العلولا اللواء أشرف ريفي.

وفي الوقت الذي بات معلوماً للجميع أسباب اقصاء هذه الشخصيات التي قامت بدور محوري ضد السعودية أثناء "الاستقالة" اللغز للحريري من الرياض، تؤكد مصادر مطلعة أنّ استثناء ريفي سعودياً يدلّ على أنّ المملكة باتت مقتنعة تماماً ألا بديل عن زعامة آل الحريري المعتدلة لقيادة السنّة في لبنان، على الرغم من العلاقة الجيدة التي تجمعها بمعظم شخصيات الطائفة، مقابل إدراك الحريري أنّه لا يمكنه نزع ألغام السياسة اللبنانية من دون دعم الرياض.

 

منتدى التكامل الإقليمي يبدأ عمله الرسمي

الهيئة التأسيسية لمنتدى التكامل الاقليمي/01 آذار/18

نال منتدى التكامل الإقليمي اليوم العلم والخبر من وزارة الداخلية اللبنانية وبذلك يبدأ عمله الرسمي في العمل من أجل إطلاق الحوار العربي - التركي- الإيراني- الكردي وتعزيز التكامل والتعاون بين العالم العربي اولا وبينه وبين جيرانه من الأتراك والايرانيين مع تفعيل الحضور الدولي لهذه الأمم واستعادة الدور الحضاري التاريخي وبناء دولة المواطنة ورفض العنف والحروب وتعزيز ثقافة قبول الآخر والتعددية .

والمنتدى مفتوح ومستعد للتعاون مع كل من يحمل هذه الأفكار ويعمل من أجلها

والاعضاء المؤسسون الرسميون : الباحث والكاتب سعد محيو- المحامية دونا جعلوك- الاستاذة صوفي بيطار- قاسم قصير- عصمت محيو

وهناك عدد كبير من الشخصيات اللبنانية والعربية والتركية والإيرانية والكردية وافقت على مشروع المنتدى وستشارك في أعماله وهو مستقل ولا يتبع أية جهة حزبية أو سياسية أو أية دولة وهو مستعد للتعاون مع الجميع.

وهذه رؤية المنتدى والاسباب التي دعت لتأسيسه:

منتدى التكامل الاقليمي : ضرورة حضارية في مواجه الحروب والازمات

تواجه منطقتنا العربية والاسلامية في هذه المرحلة سلسلة حروب وصراعات ذات ابعاد سياسية ومذهبية وعرقية ، وادت هذه الصراعات الى تدمير دول وسقوط مئات الالوف من الضحايا وخسارة مئات مليارات الدولارات ، والخوف الاكبر ان تستمر هذه الصراعات لثلاثين سنة مقبلة كما اعلن بعض المسؤولين الاميركيين.

لكن في مواجهة هذه الحروب اطلق عدد من الباحثين والاعلاميين والمثقفين العرب والايرانيين والاتراك والاكراد مشروعا جديدا يفتح الباب امام الحوار والتعاون الاقليمي ، تحت عنوان : منتدى التكامل الاقليمي.

ويعتبر المنتدى: أن الحروب الأهلية الراهنة، أو حرب الثلاثين عاماً التي يجري الحديث عنها لن يكون فيها منتصر ومهزوم. كل هذه الصراعات عبثية لأنها في الواقع لاتخاض في الزمن الحاضر ولا حتى تسعى إلى "العودة إلى المستقبل"، بل هي تعمل على مستوى اللاوعي الغرائزي الجمعي، فيعتقد البعض أنه يمكن ارجاع عقارب الساعة إلى الوراء، فيما يريد البعض الآخر بعث الماضي كما هو في الحاضر، كأن شيئاً لم يتغيّر البتة منذ 14 قرنا.

إنها حروب الأشباح والأوهام والظلال. الحروب المستحيلة لإحياء الاموات. حروب الوعي الزائف، واللاعقلاني.

لكن، ولأن هذه الحروب عبثية ولن يكون من ورائها طائل البتة سوى القتل الجماعي الدمار والانحلال، كما أثبتت بجلاء الصراعات الأهلية السنيّة- الشيعية طيلة أكثر من ألف سنة، وكما أثبتت حروب العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، سيكون مُحتّماً في لحظة ما أن يصل الجميع إلى القناعة بأن الحوار هو المنقذ الوحيد من ضلال الانتحار الجماعي، تماماً كما اكتشف البروتستانت والكاثوليك الأوروبيون في القرن السابع عشر حين يمموا وجههم نحو وستفاليا طلباً للنجاة المشتركة بدل الهلاك المشترك، ولكن بعد ان قتلوا نحو سكان أوروبا ودمّروا معظم القارة.

بيد أن هذه لحظة يجب العمل، كما أسلفنا، على استيلادها لا انتظار ولادتها، لان التدخلات الدولية الكثيفة في مجرى الصراع المشرقي، ستعمل دوماً على إيقاد نيرانه كلما بدا أنه بدأ يخمد، وعلى تقوية الطرف الضعيف لدفعه إلى مواصلة الحرب ضد الطرف الأقوى.

الحاجة هنا ماسة إلى ثلاثة أنموذجات(paradigm ) متقاطعة :

الأول، إحلال أنموذج التعاون والتكامل الأمني والاقتصادي الإقليمي مكان حروب الدول- الأمم الراهنة، سواء اتخذ ذلك الشكل الكونفيدرالي بين الدول المكوّنة للمشرق المتوسطي(الذي يشمل تركيا وايران والعالم العربي)، أو مجرد المُجمّع التنسيقي. مع التأكيد ان هذا المشروع لا يشمل ابدا الكيان الصهيوني بل يعتبر وجود هذا الكيان احد العوامل المعطلة لوحدته وتعاونه ولذا ينبغي الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومته لهذا الكيان واستعادة حقوقه وارضه المحتلة.

والثاني: أنموذج لوعي جديد، وتوجهات روحانية جديدة، تمهّدان لولادة هوية مشرقية- حضارية جديدة مشتركة بين هذه الأمم، تكون هي التجسيد الحقيقي لكلٍ من الوحدة الجيو- ثقافية للإقليم ولذاكرته الجماعية المشتركة: هوية ديمقراطية وليبرالية تستند إلى النزعة التوحيدية الشاملة في كل الاديان السماوية التي تقوم على الاعتراف بالأخر، والتسامح، والتعاون، وإعلاء مصلحة الجماعة بالتساوق مع إطلاق طاقات الفرد وحرياته.

الأنموذج الثالث هو تحويل هذه التوجهات إلى طرح عالمي يتحدّد فيه الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الإقليم، ومعه الشرق الآسيوي ، في محورين إثنين: المشاركة في العمل على استيلاد النظام العالمي الجديد مُتعدد الحضارات، ولعب دور الموازن بين الغرب وبين الشرق الآسيوي في التنافس الحتمي الذي سينشب بينهما حول طبيعة هذا النظام الدولي الجديد.

الأنموذج الأول، أي الكونفيدرالية الإقليمية، تتطلّب بروز نخب إيرانية وتركية وكردية وعربية مشتركة في كلِ من السلطة والمجتمع، مدعومة بمجتمعات مدنية حيوية، تعمل بكد ودأب ليس فقط على توضيح القفزات الحضارية- الاقتصادية الهائلة التي يمكن أن تحققها الأمم الأربع في حال أعادت بناء الوحدة الجيو- ثقافية والجيوسياسية والاقتصادية للإقليم، بل أيضاً على تصفية الحساب مع الانقسامات السايكولوجية التي تراكمت طيلة قرن كامل بعد انهيار الدولة العثمانية (وحتى قبل ذلك بكثير) ضد بعضها البعض.

ولذلك نحن نحن اليوم بحاجة الى وستفاليا عرقية ودينية أو مذهبية مشرقية بين كل الألوان الإقليمية في المنطقة، قد تكون مدخلاً للخروج من أتون الحروب العبثية، واذا كان البعض يعتقد أن الضعيف والفقير لايستطيع أن يطرح على القوي والغني أفكاراً لتغيير العالم، فليتذكّر أن البدوي الفقير محمد قوّض أعظم امبراطورتين عُظميين في عصرهما بفكرة التوحيد، وأن الامبراطورية الرومانية العالمية ركعت لدعوة الراعي المُعدم السيد المسيح إلى الحب والمحبة، وأن بوذا الأمير المتقاعد من السلطة والمال، غزا بروحانيته التوحيدية قارة آسيوية ضخمة عجزت كل جيوش التاريخ الجرارة عن اخضاعها.

أجل. ثمة دور يبحث عن بطل في العالم، وثمة عالم يبحث عن هوية حضارية جديدة وحقيقية ومُتجاوزة تقود إلى حضارة عالمية جديدة تعترف بالاختلافات كما بالتشابهات، وتسعى إلى نظام عالمي وفق قيم وأسس مُصمّمة بوضوح لضمان مشاركة متساوية لكلٍ من الحضارات الرئيسة في العالم، أي الديمقراطية الكوزموبوليتية والحوكمة الكوزموبولوتية. والحضارة المشرقية إحد المرشحين للمساهمة في حيّز أساسي من هذا الدور.

وانطلاقا من ذلك ندعو كل المثقفين والناشطين والاعلاميين والدبلوماسيين واصحاب المهن الحرة والهيئات والاحزاب والمؤسسات الفكرية والبحثية والاجتماعية في دول الاقليم المشرقي – المتوسطي للانضمام الينا في منتدى التكامل الاقليمي ولنتعاون سوية لنهضة هذا الاقليم نحو الافضل.

الهيئة التأسيسية لمنتدى التكامل الاقليمي

 

ثلث قرن على تمثيل حزب الله وأمل الشيعة في البرلمان

 حازم الأمين/الحرة/01 آذار/18

ثمة عبارة شديدة التخلف والرجعية صارت جزءا من القاموس السياسي اللبناني، كان أدخلها إلى هذا القاموس النظام السوري، والعبارة هي: "الأبد"، وكانت وصلتنا إلى لبنان على النحو التالي: "رئيسنا إلى الأبد حافظ الأسد"، ولاحقا استعيض عن حافظ ببشار، فصار بشار الأسد في عرف مؤيديه السوريين واللبنانيين رئيس سورية إلى الأبد. مناسبة استعادة هذه العبارة الكارثة ليس ما جرته هي نفسها على لبنان وعلى سورية وعلى أهل البلدين، إنما صور لبنانية عنها بدأت تلوح مع اقتراب موعد الانتخابات اللبنانية! فإذا كان التوريث العلامة الأولى لهذه الانتخابات، بحيث بدأ جيل كامل من الورثة يحل محل مورثيه من زعماء الطوائف والأحزاب اللبنانية، فإن "الأبد" هنا يلوح بصفته معطى بديهيا، وليس وليد جنبلاط صورته الوحيدة بصفته المورث الأكبر في لبنان، ذاك أن مورثين صغارا من أمثال نجاح واكيم ووئام وهاب وطلال إرسلان، انضموا إلى قافلة "الأبد" اللبنانية.

ثم أن الهندسة الوراثية اللبنانية لم تقتصر على شكلها العامودي، أي من الأب إلى الابن، فثمة توريث أفقي، كأن يتنازل نائب عن مقعده لشقيقه أو شقيقته، ويبدو أن حالة من هذا النوع ستحصل في دائرة زحلة.

سقط "الأبد" على رؤوس الشيعة اللبنانيين على نحو أشد تعقيدا، فصدقوا أنه مصيرهم وراحوا يقترعون له، ولا تلوح فرصة نجاة قريبة منه

لكن ثمة صورة أكثر قتامة لـ "الأبد" اللبناني، ومضمونها ليس توريثيا، إنما ثبات من المفترض أن فكرة الانتخابات ولدت لتجنيب الدول والمجتمعات من خطر الوقوع فيها. فالانتخاب هو فعل اختيار، وأن يواصل الشيعة اللبنانيون انتخاب تحالف حزب الله وحركة أمل على مدى ربع قرن، ومن المرجح بعد هذه الانتخابات أن نصبح أمام حقيقة أن هذا التحالف لم يتم خرقه بمقعد نيابي واحد على مدى ثلث قرن، فهذه سابقة لا مثيل لها في تاريخ التمثيل النيابي في العالم كله. ونحن هنا أمام ثبات لا تهزه متغيرات هائلة أصابت العالم والشرق الأوسط ولبنان. وهذه ظاهرة تستحق فعلا التأمل فيها بصفتها سابقة تاريخية، لا سيما وأن القول إن المقترعين لحزب الله وحلفائه أجبروا على خطوتهم، أو إن الحزب زور نتائج الانتخابات، تنطوي على مبالغة، على الرغم من أن فعل "الثبات" في الاقتراع لم يكن ديموقراطيا ولم يكن ثباتا حرا.

يمكن عرض الكثير من الوقائع التي تكشف عن دور حزب الله وأمل بصفتهما سلطة أمر واقع تعامل معها المقترعون الشيعة في لبنان. كما يمكن استعراض الاحتقان الطائفي بصفته دافعا حاسما لكي تقترع الطوائف اللبنانية لأصحاب الصوت المذهبي الأعلى. وعلى المستوى اللوجستي وظف كل من حزب الله وحركة أمل ماكينات انتخابية هائلة مكنتهما من احتكار التمثيل على مدى هذه الفترة الزمنية غير المسبوقة. كل هذا يجب عدم إهماله في تفسير الظاهرة ومحاولة فهمها، لكن ثمة ما يجب أيضا التفكير فيه والإجابة عنه، ويتمثل في نتائج أن تواظب جماعة أهلية وطائفية على الاقتراع لنفس الحزب ولنفس الخيار طوال ثلث قرن، وألا تطرح على نفسها مهمة إجراء تغيير ولو طفيف في خياراتها! فهذا الثبات ضد السياسة وضد ما يعنيه تعاقب الأيام والسنوات.

الثبات الشيعي اللبناني ليس نظيرا لثبات إيراني، كما أنه ليس نظيرا لثبات شيعي عراقي، ذاك أن لدى شيعة العراق قوى تتنافس وتتحالف وتخسر في الانتخابات، وتتمرد على خيارات المرشد الإيراني

فحتى تجربة السلطة التي استمد منها حزب الله نموذجه في العلاقة مع جماعته ومجتمعه، أي إيران وجمهوريتها الإسلامية، يقتصر الثبات فيها على المرشد، فيما تتنافس في الانتخابات هناك قوى سياسية واجتماعية، وأحيانا يبلغ تنافسها مستويات مهددة لسلطة المرشد وللنظام على نحو ما جرى في العام 2009. فما جرى في ذلك العام دفع المرء إلى اكتشاف أن ثمة شيء حي في إيران، وأن ثمة من يملك طموحات تغييرية فعلية، وهو ما عكسته أيضا وإن على نحو أقل عنفا الانتخابات التي جاءت بالرئيس الحالي حسن روحاني.

إذا الثبات الشيعي اللبناني ليس نظيرا لثبات إيراني، كما أنه ليس نظيرا لثبات شيعي عراقي، ذاك أن لدى شيعة العراق قوى تتنافس وتتحالف وتخسر في الانتخابات، وتتمرد على خيارات المرشد الإيراني، كحال السيد مقتدى الصدر مثلا.

الثبات مواز لفكرة "الأبد"، وفي السياسة هو نوع من الموت، ذاك أنه لا ينسجم مع فكرة جريان العيش وتصريف الحياة وفقا لما يمليه التقدم من متغيرات. والثبات أيضا أشد قسوة وتخلفا من التوريث على رغم الشبه بينهما وارتباطهما بنموذج سلطة جائرة. بشار الأسد صار رئيسا لسورية بعد موت والده ليس بصفته وريثا فحسب، إنما بصفته امتدادا لـ "الأبد" الذي اختاره والده لسورية. يبدو أن الشيعة اللبنانيين سقطوا في "الأبد"، وهنا يلوح فارق بين أبدهم وأبد السوريين، إذ أن الأخيرين انتفضوا على أبدهم على رغم المآسي التي حفت في انتفاضهم عليه وعلى رغم تعثرهم في هذا الانتفاض، فيما سقط "الأبد" على رؤوس الشيعة اللبنانيين على نحو أشد تعقيدا، فصدقوا أنه مصيرهم وراحوا يقترعون له، ولا تلوح فرصة نجاة قريبة منه.

 

«السلاح المنفلت» ومخاطره في المنطقة

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/01 آذار/18

«نحن من نسيّر البلد حسب مشيئتنا... نحن الحكومة إلى أن تمتلك الحكومة جيشاً».

هذه العبارة الصاعقة يمكن أن تنطبق اليوم على عدد من الدول العربية التي تعاني من الحروب الداخلية ومن انتشار الميليشيات والسلاح، ويمكن أن تنسب إلى أي من قادة الحركات المسلحة التي يتزايد نفوذها وقوتها على حساب السلطة المركزية. لكن العبارة كما جرى تناقلها منسوبة في هذه الحالة إلى قائد «قوات الدعم السريع» السودانية المثير للجدل الفريق محمد حمدان دقلو، الشهير بـ«حميدتي»، الذي يدور الكثير من اللغط حول دور قواته في المشهد السوداني الداخلي.

بغض النظر عن مدى صحة هذا الكلام، فإن المهم هو أن عدداً من الدول العربية تعاني من مسألة وجود سلاح خارج عن السيطرة الكاملة للدولة، أو عامل خارج سياق أنظمتها وهياكلها الرسمية وأطرها القانونية والدستورية. فمن ليبيا إلى الصومال، ومن العراق إلى سوريا، ومن السودان إلى اليمن ولبنان، تبرز قضية الحركات والقوات والميليشيات، سمها كما شئت، التي تملك سلاحاً خارجاً عن سيطرة السلطة المركزية ويشكل تهديداً لها. الظروف قد تختلف من بلد إلى آخر، مثلما أن الأسباب قد تتباين، لكن تبقى القضية مصدر قلق للناس، وتهديد مستمر للأمن وللاستقرار إن وجد.

الميليشيات المسلحة تظهر إما رغماً عن السلطة المركزية وإما بدعم منها، أو إذا حدث فراغ نتيجة ضعف أو انهيار السلطة المركزية. كذلك قد تظهر الميليشيات بسبب مشاعر الغبن والتهميش، أو بسبب عوامل الخوف والاحتكاك الطائفي أو القبلي. الأمثلة كثيرة والأسباب متنوعة من قوات البيشمركة و«الحشد الشعبي» في العراق، إلى حركات دارفور في السودان وقبلها «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي قاد الحرب في الجنوب منذ ثمانينات القرن الماضي وصولا إلى الانفصال عام 2011. هناك أيضا الحالة الليبية حيث أدى الانهيار الشامل وانتشار السلاح بكثافة بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، إلى فوضى أمنية واقتتال من أجل السيطرة على السلطة والموارد حتى كادت ليبيا تصبح مثل الصومال المنهار والمنقسم والمتحارب منذ سقوط نظام سياد بري عام 1991.

اليمن نموذج آخر يحكي خطورة وجود سلاح خارج سيطرة الدولة والسلطة المركزية. فانتشار السلاح كان على الدوام مصدر ضعف وتهديد للسلطة المركزية، وكان من بين أسباب انحراف الأمور بعد أحداث الربيع العربي وما انتهت إليه من محاولة الحوثيين فرض سيطرتهم على زمام الأمور بدعم من إيران التي وجدتها فرصة لمحاولة مد نفوذها الإقليمي وتأجيج الصراع الدائر داخل هذا البلد وفي المنطقة. فإيران تعمل منذ سنوات على محاولة استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني ونقلها إلى دول أخرى، وبشكل خاص إلى العراق واليمن، وربما سوريا أيضاً. ففي اليمن تناقلت أنباء من مصادر مختلفة وجود مستشارين من «فيلق القدس» الإيراني يدعمون الحوثيين ويشرفون على تدريبهم على الصواريخ التي تطلق على السعودية. وفي سوريا يشارك الإيرانيون وحلفاؤهم سواء من «حزب الله» اللبناني أو من الميليشيات العراقية بشكل مباشر في الحرب إلى جانب النظام السوري. أما في العراق فإن النفوذ الإيراني تغلغل بدرجة دفعت عدداً من السياسيين العراقيين إلى المطالبة بفرض سلطة الدولة على سلاح «الحشد الشعبي» والسلاح العشائري.

التقديرات تشير إلى أن «الحشد الشعبي» يضم نحو 42 فصيلاً مدعوماً من إيران، وبإشراف مباشر من قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني. وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية سعت لتقنين وضع «الحشد الشعبي» وإلحاقه بالقوات المسلحة وفقاً للقانون الذي أجازه مجلس النواب، فإن الأمر لا يبدو مقنعاً للكثيرين الذين ينظرون إلى هذه القوات باعتبارها ميليشيا طائفية، وقوة موازية للقوات النظامية. صحيح أنها لعبت دوراً في محاربة «داعش»، لكن هذا لم يمنع البعض من أن يعتبر هذه الميليشيات خطراً أكبر من «داعش» على وحدة العراق التي تواجه امتحاناً آخر في كردستان.

السودان الذي اكتوى بتجربة انفصال الجنوب، سعى أيضاً لتقنين وضع الميليشيات التي استعان بها في حرب دارفور، فأصدر قانوناً خاصاً جعل «قوات الدعم السريع» تابعة للقوات المسلحة، كذلك أطلق حملة لجمع السلاح من بعض حلفاء الأمس، مما قاد إلى اصطدام مع موسى هلال قائد قوات «مجلس الصحوة الثوري» والجنجويد سابقاً، الذي نمت قواته وطموحاته في فترة ما إلى الحد الذي أقلق الحكومة وجعلها تسعى لتحجيم دوره ودور ميليشياته. وهناك من يتوقع أن تواجه الحكومة عاجلاً أم آجلاً تحدياً مشابهاً إن لم يكن أكبر، من قوات الدعم السريع وقائدها الطموح لا سيما مع النمو المتزايد لقدراتها وأدوارها.

القضية تبقى أن وجود ميليشيات مسلحة لأي سبب وتحت أي اسم أو غطاء في أي بلد، يمثل خطراً على الدولة ومؤسساتها وعلى أمنها وأمن شعبها. فالسلاح يجب أن يبقى في يد القوات المسلحة النظامية، وتحت سلطة الدولة وهياكلها العسكرية والأمنية محكوماً بالقوانين والدستور. ونزع سلاح الميليشيات وخطرها لا يمكن أن يتم إلا في إطار مصالحة وطنية شاملة تضمن المشاركة الواسعة لكل أطياف المجتمع ومكوناته وأقاليمه، وتزيل مشاعر الخوف والتهميش والغبن.

 

عبور الريح

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 آذار/18

يعبر الفن حدود الدول والبشر مثل الريح. يتجاوز الأحزاب والعقائد ومراكز الحدود ومخافر الشرطة ورقيب المطبوعات وأهواء النقاد. ولذلك، تخافه الأنظمة أكثر مما تخشى فرقة المدرعات. ضمن العصر الجاهلي ذكره من خلال شعر عنترة، لا من خلال الشهود على معاركه. ولم يترك امرؤ القيس أعمدة أو قلاعاً؛ بل أبياتاً من الشعر تصف مواقع ذابت في الرمل وزالت في الحرّ. ينتقل شكسبير من عصر إلى عصر، لا يحفل بحداثة أو تجديد؛ بل يحسده المجدّدون ويتمنون شيئاً من تهدّل اللغة بين يديه. وفي ذروة الحرب الباردة، ظل شكسبير بديع المسارح في موسكو، وظل تولستوي أمير الرواية في الغرب.

لم يتوقف همنغواي عند أي مفتش؛ هو يتنقل على بساط الريح بين الشرق والغرب. وكان غابرييل غارسيا ماركيز أقرب الناس إلى فيدل كاسترو، ولكن أيضاً الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة. ونظر الأميركيون بازدراء إلى «جمهوريات الموز» في أميركا اللاتينية؛ لكنهم غنوا شعراءها وهاموا بآدابها.

كتب شكسبير بلغته، وفيكتور هيغو بلغته، ودوستويفسكي بلغته، وبابلو نيرودا بلغته، وسيرفانتس بلغته، وطاغور بلغته، وناظم حكمت بلغته، ولكن العالم أجمع قرأهم بلغة واحدة. وفي ذروة الخلاف السوري العراقي ومنع الشعبين من السفر، أو حتى التحليق في سماء البلدين، ظل بدر شاكر السياب يسامر رواد مقاهي دمشق. وعندما طرد عباقرة العرب مصر ومنعوا ذكرها، ظل شيء منها يملأ بيوت الناس أو مدارسهم أو مجالسهم. لذلك تتعادى الشعوب بكل الوسائل، وتتصالح بالفنون والرياضة والمعارض الفنية، وكل ما هو غير سياسي، ويوم كانت سوريا السياسية الأكثر عزلة في العالم العربي، كان نزار قباني في كل بيت ومدرسة، من موريتانيا إلى العراق. وكانت كتبه ممنوعة في بعض البلدان، فكان المسافرون ينسخونها على دفاتر مدرسية، ولا أعتقد أن قصيدة قُرِئت في التاريخ ووزعت وحُفظت، مثل قصيدته «بلقيس» التي كتبها في رثاء زوجته، يوم قُتلت مع من قُتل في تفجير السفارة العراقية في بيروت.

كان أسهل شيء يُهرَّب من وراء قضبان السجن في مصر، قصائد سيد إمام وأحمد نجم «الفاجومي». فقد كان يحفظها غيباً السجناء والحراس معاً. وفي النهاية اكتشفت الحكومة أن الأسلم لها أن يخرجا من السجن؛ حيث يكون الانتشار أقل. تُنشر الحضارات دون إذن من أحد. وفعل الكتاب المرخص أقل بكثير من أثر الكتاب الممنوع. والأنظمة لا تتكل عادة على الرقيب؛ بل على أننا شعب لا يقرأ في أي حال.

 

سوريا هي المحك لدونالد ترامب

خيرالله خيرالله/العرب/02 آذار/18

ما تقوم به الإدارة الأميركية الحالية هو نسخة طبق الأصل عما قامت به إدارة باراك أوباما بحجة حماية الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني.

إدارة ترامب تعتمد دور المتفرّج بعد تموضع عسكري في "سوريا المفيدة"

ليس طبيعيا أن تتصرّف الولايات المتحدة بالطريقة التي تتصرّف بها في سوريا، خصوصا بعدما وعد دونالد ترامب، قبل انتخابه رئيسا وبعد ذلك، بأن يكون مختلفا عن باراك أوباما. ما تقوم به الإدارة الحالية هو نسخة طبق الأصل عمّا قامت به إدارة باراك أوباما بحجة حماية الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني.الفارق مع إدارة أوباما، أن إدارة ترامب تعتمد دور المتفرّج بعد تموضع عسكري في “سوريا المفيدة”، وهي الضفّة الشرقية للفرات. في شمال شرق سوريا، حيث الأميركيون وقواعدهم العسكرية، معظم ثروات البلد من نفط وغاز وزراعة ومياه. يبررون وجودهم هناك بضرورة المحافظة على تلك المنطقة وحمايتها كي لا يعود “داعش” إليها.  تحدثت إدارة ترامب بدورها عن “خطوط حمر” لا يمكن أن تقبل بها. خرق النظام وحليفاه الإيراني والسوري كل الخطوط الحمر، بما في ذلك نص القرار الأخير الرقم 2401 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحـدة وروحه. لا تـزال القنابل تتساقط على الغوطة الشرقية بهدف تهجير أهلها. هناك استخدام للسلاح الكيميائي من دون أي رد فعل أميركي. ما يفعله النظام، بدعم إيراني وروسي واضحين، يصبّ في اتجاه واحد. هذا الاتجاه هو تهجير أهل الغوطة الشرقية من منطلق مذهبي تمهيدا لإحلال آخرين مكانهم. الهدف النهائي دمشق وتدجينها وتغيير طبيعة المدينة وتركيبتها السكّانية. إلى متى تستطيع الولايات المتحدة البقاء في موقع المتفرّج؟ ذلك هو السؤال الذي يطرح نفسه، خصوصا بعدما تبيّن أن التناقضات القائمة بين إيران وروسيا في سوريا لا تعني، بأي شكل، أن في استطاعة الروسي الضغط على الإيراني. هناك واقع لم يعد الروسي قادرا على الهرب منه. يتمثّل هذا الواقع في أن لا قدرة لديه على إرسال قوات إلى سوريا.  إلى متى ستبقى أميركا في موقع المتفرج العاجز عن وضع حد للعدوانية الإيرانية؟ سيطرح هذا السؤال نفسه بإلحاح أكثر في الأيام المقبلة، لأن كل الأحداث تشير إلى أن الروسي لا يمتلك حلا في سوريا

ليس أمام الروسي سوى الاتكال على إيران التي يظهر أن في استطاعتها إرسال عدد كبير من الخبراء المنتمين إلى “الحرس الثوري” إلى سوريا، إضافة إلى عشرات الآلاف من المنتمين إلى ميليشيات مذهبية مثل ميليشيا “حزب الله” اللبنانية أو تلك التي يتألف منها “الحشد الشعبي” في العراق.

في المقابل، لا يمكن للجانب الروسي الذهاب إلى أبعد من استخدام سلاح الجوّ. وهذا يجعله تحت رحمة إيران. حاول الروس تشكيل قوات خاصة بهم تضمّ مرتزقة وذلك تحت ستار أن شركات نفطية روسية تقف وراء تجميع هؤلاء تحت عنوان إقامة شركات أمنية خاصة. كانت النتيجة إبادة هذه القوات الروسية وغير الروسية بواسطة طائرات هليكوبتر أميركية عندما تقدّم المرتزقة من أحد حقول النفط في منطقة دير الزور قبل بضعة أسابيع. وجدت روسيا نفسها في نهاية المطاف أمام مستحيلين في سوريا. المستحيل الأول هو العجز عن ممارسة أي ضغط على إيران. المستحيل الآخر العجز عن إعادة الحياة إلى النظام السوري وما بقي لديه من جيش ومؤسسات أمنية اخترقتها إيران من كلّ الاتجاهات.

أخطر ما في الأمر أن إيران تبني قواعد دائمة لها في سوريا. تستعد لاستخدام الورقة السورية إلى أبعد حدود، بما في ذلك افتعال حرب إقليمية، لتأكيد أنها دولة متوسطية من جهة، وأنها حريصة على الجسر السوري الذي يربطها بدويلة “حزب الله” في لبنان من جهة أخرى. لم يستطع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذ التفاهمات القائمة مع إسرائيل التي باتت تعـرف أّن ليس في استطاعتها إشعال المنطقة بحجة أنها لا يمكن أن تقبل وجود مصانع صواريخ في الأراضي السورية أو اللبنانية، حسب تسريبات في الإعلام الإسرائيلي.

إذا كانت روسيا وجدت نفسها أمام مستحيليْن سوريين، فإن إسرائيل التي تتبجح بأنها تمتلك قوة نارية كبيرة، وجدت نفسها أيضا أمام مستحيل من نوع آخر.

إنه غياب القدرة الإسرائيلية على التأثير في القرار الروسي عندما يتعلّق الأمر بالوجود الإيراني في سوريا. ليس لدى إسرائيل سوى الاعتماد على الولايات المتحدة لا أكثر ولا أقلّ في المواجهة مع إيران. لا تستطيع، إلى إشعار آخر، أن تفعل شيئا من دون الغطاء الأميركي… وحتّى المشـاركة الأميركية في أي عملية عسكرية ذات نطاق واسع تؤدي إلى إضعاف إيران فعلا.

المؤسف في ظل هذه الأوضاع المحبطة أن الشعب السوري هو من يدفع الثمن. ليس ما يجري في الغوطة سوى نموذج لمنتهى السادية في التعاطي مع مصير مئات آلاف السوريين

منذ دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تحدّث الرئيس الأميركي وكبار معاونيه عن أن هدفهم هو كبح المشروع التوسّعي الإيراني. في كلّ يوم يمر يربط الأميركيون بين إيران و“الإرهاب”. في كلّ يوم يمرّ يتأكد أن هذا ليس ممكنا ما دامت الميليشيات الإيرانية تسرح وتمرح في سوريا.

يبقى الكلام الأميركي عن إيران مجرد كلام على الرغم من بداية إدراك للدور الروسي السلبي في سوريا. وهذا ما عبّر عنه قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جورج فوتيل خلال جلسة للجنة القوات المسلّحة في مجلس النواب الأميركي. قال فوتيل “من الناحيتين العسكرية والدبلوماسية، تلعب موسكو دور مشعل الحريق ورجل الإطفاء في آن” مضيفا “إنها تثير التوتر بين كل الأطراف في سوريا، ثم تلعب دور الحكم في حل النزاعات في محاولة لتقويض المواقف التفاوضية لكل طرف وإضعافها”.

إنها لعبة كلاسيكية، سبق أن لعبها النظام السوري في لبنان إبان الحرب الأهلية في سبعينات القرن الماضي، وبعد وضع يده على كل البلد في خريف العام 1990 عندما دخل قصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة. وقتذاك، استطاع النظام السوري بفضل لعبة مشعل النار والإطفائي في الوقت ذاته ممارسة وصاية كاملة على لبنان حتّى العام 2005… إلى متى ستبقى أميركا في موقع المتفرّج العاجز عن وضع حدّ للعدوانية الإيرانية؟ سيطرح هذا السؤال نفسه بإلحاح أكثر في الأيّام والأسابيع المقبلة، لا لشيء سوى لأن كلّ الأحداث تشير إلى أن الروسي لا يمتلك حلا في سوريا. ليس لديه أي حل من أي نوع لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب إلى الدور الإيراني المكمل للدور الروسي والدور الروسي المكمل للدور الإيراني. أما إسرائيل التي تدّعي أنها صارت مهددة، فإنها لا تستطيع تغيير الوضع القائم من دون الولايات المتحدة.

المؤسف في ظل هذه الأوضاع المحبطة أن الشعب السوري هو من يدفع الثمن. ليس ما يجري في الغوطة سوى نموذج لمنتهى السادية في التعاطي مع مصير مئات آلاف السوريين الذين تحولوا إلى ضحايا لعبة في أساسها العجز الروسي عن لملمة الوضع السوري والحسابات الإيرانية القائمة على أن روسيا تحت رحمة الميليشيات المذهبية التي تسيّر من طهران.

وحده الأميركي قادر على كسر هذه الحلقة المقفلة. ليس مطلوبا أن يفعل ذلك في خدمة إسرائيل التي استطاعت تحقيق قسم لا بأس به من طموحاتها بفضل الإصرار الإيراني على تفتيت سوريا من منطلق مذهبي. ما يبدو مطلوبا أكثر من أي وقت إقناع أميركا لروسيا بأن اتكال إيران عليها، واتكالها في المقابل على إيران هو الطريق الأقصر لحروب لا أمل بأي نهاية لها في المدى المنظور. مرّة أخرى، هل يستطيع ترامب أن يكون مختلفا عن أوباما؟ المحكّ سيكون في سوريا وليس في أيّ مكان آخر في حال كان ما يقوله عن الدور الإيراني في المنطقة والعالم صحيحا أم لا.

 

مواجهة تركية ـ يونانية يشعلها غاز قبرص!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/01 آذار/18

هل تركيا على وشك أن تفتح جبهة عسكرية مع اليونان؟ إذ إن التصريحات العدوانية، والأحداث الأخيرة في بحر إيجه أدت إلى مخاوف من اندلاع الحرب بين تركيا واليونان. يوم السبت الماضي هددت السفن التركية الحربية باستخدام القوة ضد سفينة إيطالية لإيقافها عن القيام بمهمة الحفر عن الغاز في قبرص لصالح شركة «إيني» الإيطالية. وذكرت تقارير أن السفن اليونانية والتركية اصطدمت في المياه قبالة جزر غير مأهولة يتنازع عليها البلدان يوم 12 من الشهر الماضي، إضافة إلى انتهاكات متكررة على نحو متزايد للمجال الجوي اليوناني من قبل المقاتلات التركية، ويوم الاثنين قبل الماضي ذكرت اليونان عن 42 عملية توغل جوية. ما يغضب اليونان هو المحاولات التركية عرقلة التنقيب عن الغاز الطبيعي حول قبرص. لكن على الرغم من التوتر المتزايد بين البلدين، هناك احتمال ضئيل للحرب، لأن تركيا لديها الكثير من القضايا الأخرى التي تورطت فيها، ثم إن العلاقات الاقتصادية التركية مع أوروبا ستتأثر حتماً بالحرب في بحر إيجه، ما يجعل مثل هذا الصراع تدميراً ذاتياً لأنقرة. ويظهر الرأي العام التركي قلقاً من التهديدات الكردية وليس من اليونان، لكن الخطاب الحربي حول قضايا بحر إيجه يخدم جدول أعمال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فمع الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل، يعرف إردوغان أن تحريك المظالم التاريخية وسيلة مؤكدة لحشد دعم الناخبين المتشددين.

ومع ذلك، فإن خطر وقوع حادث غير مخطط له في بحر إيجه يمكن أن يؤدي إلى وقوع أحداث خارجة عن نطاق السيطرة. وتطلّب التصادم الأخير بين السفن التركية واليونانانية اتصالاً هاتفياً بين رئيسَي وزراء تركيا بن علي يلدريم واليونان ألكسيس تسيبراس لنزع فتيل الوضع، ونتيجة للتوتر المتزايد ناشدت أثينا حلف «الناتو» اتخاذ موقف أكثر قوة إزاء تركيا، وبدأت في ممارسة الضغوط الدبلوماسية على واشنطن للحد من مبيعات المقاتلات النفاثة لأنقرة. بسرعة نسبية انقلب إردوغان من نموذج ديمقراطي إلى زعيم يبحث عن السياسة السلطوية. عام 2004 تلقى دعوة رسمية من الاتحاد الأوروبي للانضمام، وشجعت أوروبا تركيا على كسر قوة الجيش التركي، فكانت الاتهامات بالمؤامرات التي أدت إلى وضع كبار الضباط ورؤساء الأركان في السجون، ثم حدثت محاولة انقلاب فاشلة، وحتى الآن تدور الشكوك حول من يقف وراءها، وفي أعقابها أطلقت حملة قمع على نطاق الدولة كلها، واستخدم العنف استراتيجياً لخلق دولة الرجل الواحد.

أما الأكراد الذين بدأ معهم إردوغان، في زمنه الطيب، محادثات سلام، فقد صبّ عليهم جامّ غضبه سياسياً وعسكرياً. أدار إردوغان ظهره للمعايير الديمقراطية، التي يفترض أن تشاركها تركيا مع حلفائها خصوصاً دول «الناتو». لكن لا الحكم الاستبدادي ولا موقفه من الأكراد أثارا عليه حنق واشنطن، لكن تصريحاته ضد واشنطن كانت تغلي، والأخرى لم تغيّر من استراتيجيتها في سوريا. قبل زيارة ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي، لأنقرة الأسبوع الماضي تكهّن كثيرون بما يمكن القيام به لاستعادة العلاقات الإيجابية بين الحليفين في «الناتو». عدد من المعلقين رأى أن واشنطن وأنقرة ستواصلان متابعة مصالحهما بينما تعملان على منع تمزق العلاقات بينهما. يرتكز هذا التفكير على وجهة نظر مفادها أن الولايات المتحدة وتركيا تتمتعان بعلاقات وثيقة في معظم الأوقات منذ دخول تركيا إلى «الناتو» عام 1952، وكان التفكير «الوردي» هذا يسود عقول المسؤولين الأميركيين أكثر من الأتراك.

لا ينسى السياسيون الأتراك رسالة الرئيس الأميركي ليندون جونسون عام 1964 إلى رئيس الوزراء التركي آنذاك إسماعيل إينونو يحذّره من أي تحرك عسكري على قبرص (لكن في يوليو/ تموز 1974 احتلت تركيا الجزء الشمالي من قبرص)، ولا ينسى الأتراك حظر توريد الأسلحة في السبعينات واعتقال أفراد القوات الخاصة التركية في شمال العراق عام الغزو 2003. في المقابل لا ينظر السياسيون الأميركيون إلى تلك الأحداث بأهمية. ويرجع ذلك جزئياً إلى سوء فهم من كلا الجانبين لطبيعة حلف «الناتو»، ويبدو أن كلا الجانبين اعتبره كياناً أكثر من تحالف دفاعي لعرقلة التوسع السوفياتي، وأخيراً كهيكلية تعاون لمكافحة الإرهاب وردع الجهود الروسية لزعزعة الاستقرار.

قيل الكثير عن القيم المشتركة التي تجمع الدول الأعضاء في «الناتو»، وأن هدفها الأساسي هو توفير قدر أكبر من الأمن لدولها الأعضاء، وعلى أساس أن الهجوم على عضو واحد هو هجوم على الكل. هذا فهم خاطئ أدى إلى رؤية مثالية لقدرة الحلف على تعزيز العلاقات الإيجابية بين أعضائه، لأن الواقع هو أن كل دولة في الحلف تتابع سياستها الخارجية لتحقيق أهدافها الخاصة. تسعى تركيا لحجب التوسع في المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال سوريا، وترى أن منع إقامة منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي على طول حدودها له أهمية تفوق حتى هزيمة «داعش» وغيره من التنظيمات الإسلامية المتطرفة. في المقابل، تضع واشنطن هزيمة «داعش» والتنظيمات الإسلامية الأخرى قضية أساسية في سوريا. لذلك فإن أي تحسن في العلاقات بين الدولتين ينتظر نهاية حاجة أميركا إلى مقاتلين محليين في سوريا حتى لا تضطر إلى نشر أعداد كبيرة من القوات الأميركية، وهذا أمر قد يؤدي إلى توسيع الصراع أكثر في كل سوريا. وإلى أن يتم القضاء على «داعش» نهائياً وبشكل كامل، وإلى أن تقضي تركيا على أي أمل كردي بحكم ذاتي، فإن الصراع في سوريا سيظل يوتر العلاقات بين الدولتين.

ليس من المؤكد أن الرئيس إردوغان يقدّر عضوية حلف «الناتو» كما كان أسلافه، وربما يعتبر الحلف عائقاً لحرية تركيا في العمل والتحرك أكثر من كونه وثيقة تأمين ذات قيمة ضد غزو من قِبل دول جارة جامحة.

إذا شعر إردوغان أن طموحاته تتطلب أن ترفض تركيا «الناتو» والولايات المتحدة، فإنه قد يتخذ إجراءات تسهم في تمزق الحلف، على سبيل المثال من خلال تفاقم الصراع على استكشاف النفط في المياه حول قبرص أو إثارة حوادث مع اليونان، دون داعٍ، في بحر إيجه.

المؤكد حتى الآن، أن تيلرسون عقد اجتماعاً مع إردوغان استمر ثلاث ساعات بحضور وزير الخارجية التركي فقط كمترجم يوثَق به. هذا اللقاء أتاح إجراء محادثات صريحة ويمكن قياس فعاليته في الأسابيع والأشهر المقبلة. الإعلام الأميركي سرّب أن تيلرسون عرض ثلاثة أمور على إردوغان: دوريات مشتركة عسكرية أميركية - تركية في منبج، وإقامة منطقة فاصلة في عفرين، وتدريجياً تخفيف أميركا علاقاتها مع الأكراد المقاتلين السوريين. لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية رفضت التعليق.

الآن إذا استمرت التصريحات العدوانية من كل جانب، فإن شرخاً عميقاً في العلاقات بين البلدين يصبح وارداً جداً. إن ابتعاد تركيا عن الغرب يشكل فرصة لروسيا لإضعاف حلف «الناتو» في منطقة البحر الأسود. لقد أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خبيراً في استغلال تفاقم الانقسامات داخل هذا الحلف، باستخدام الغاز الطبيعي واستراتيجية حرب المعلومات كأدوات وأسلحة. ويقول لي أحد السياسيين الغربيين: إن ميل إردوغان لصنع الأعداء هو نعمة لإنقاذ الغرب! لا يبدو أنه يساعد أحداً، بل يعمل على عزل نفسه. ويضيف أن على الأتراك أن يعرفوا أنهم لا يمكن الانطلاق وحدهم في العالم، ولن نتدخل لدعم المعارضة التركية كي لا نزيد من الاستقطاب داخل تركيا. الآن هل يثق إردوغان بروسيا؟ كيف هي علاقته مع إيران داعمة عدوه بشار الأسد؟ كان الأكراد قلقه، الآن هناك الأكراد، والنفط والغاز في قبرص حليفة اليونان. ويريد أن يعادي أميركا؟

لحظات من الهدوء مطلوبة من رئيس يظن أنه يعمل على استرجاع السلطنة العثمانية! لقد تغير العالم. وما عليه الآن إلا الوصول إلى الصين وكوريا الشمالية!

 

مستقبل السعودية والمنطقة والعالم الإسلامي يعتمد على نجاح الأمير محمد بن سلمان في مسعاه

بوريس جونسون/الشرق الأوسط/01 آذار/18

حدث قبل 73 عاماً - بالتمام والكمال - أنْ سافر ونستون تشرشل إلى واحة الفيوم في مصر ليجتمع بعاهل المملكة العربية السعودية. كتب تشرشل بعد ذاك اللقاء مع الملك عبد العزيز آل سعود: «قدَّم لي صبّاب القهوة المرافق له من مكة المكرمة كوباً من ماء نبعها المبارك، وكان أعذب ما تذوّقت من ماء في حياتي». إذا كان ذاك اللقاء في الصحراء واحداً من الفصول الأولى في العلاقات بين بريطانيا والسعودية، فها نحن إذاً نفتح صفحة جديدة في 7 مارس (آذار) حين يصل حفيده، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في زيارة للندن. هناك من يعترضون على التواصل مع مملكة تُعد واحدة من أكبر القوى في الشرق الأوسط وهي، بالمناسبة، واحدة من أقدم أصدقاء بريطانيا في المنطقة. إنْ كان لديكم أي تأييد لوجهات النظر هذه، اسمحوا لي أن أسلط الضوء على بعض من الحقائق المهمة. خلال الأشهر الثمانية منذ مبايعة محمد بن سلمان ولياً للعهد، طبّقت المملكة العربية السعودية إصلاحات من النوع الذي لطالما دعَونا إليه.

فقد تمّ إلغاء الحظر الذي كان مفروضاً على قيادة النساء للسيارات، وخُففت القيود على الفصل بين الجنسيْن، وحددت المملكة الآن هدفاً رسمياً بأن تشكّل النساء نسبة 30% من قوى العمل في المملكة، وفي فبراير (شباط) سُمح للنساء بتسجيل شركات خاصة بهن، والنساء الآن يحضرن المناسبات الرياضية، وبدءاً من هذا الشهر ستفتح دور السينما أبوابها أمام الجميع. أقول، مع كامل الاحترام، لمن يميل إلى عدم الاعتراف بأهمية هذه المبادرات بأنه يرتكب خطأً جسيماً. فالتغيير في السعودية لا يتحقق بسهولة. ومع هذا فإنه في غضون بضعة أشهر تحقق إصلاح حقيقي بعد عقود من الرّكود.

وتنطوي هذه الحقيقة على حكاية مهمة. فلقد عكف ولي العهد ووالده الملك سلمان معاً على تجديد اجتماعي واقتصادي للمملكة، عبر تدشين برنامج وطني تحت عنوان «رؤية 2030».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إن الهدف الشامل هو بناء «دولة الإسلام المعتدل المنفتحة على كل الأديان والعالم». ووعد أيضاً «باستئصال مروِّجي الأفكار المتطرفة».

وعلى كل من يميل إلى رفض هذا الكلام جملةً وتفصيلاً، على أنه مقولات مكرّرة وللاستهلاك الخارجي، أن يعلم أن ولي العهد لم يكن يتحدث باللغة الإنجليزية في إحدى العواصم الغربية، بل باللغة العربية وأمام حضور في الرياض. وما يدل على أن ما قاله ليس مجرد كلام هو تأسيس مركز مكافحة تمويل الإرهاب في عاصمة بلده، الرياض. فما الاستنتاج الذي سوف نتوصل إليه؟ أنا شخصياً أعتقد أن ولي العهد، الذي لم يتجاوز 32 عاماً من العمر، قد أظهر قولاً وفعلاً عزمه على قيادة المملكة العربية السعودية في اتجاه أكثر انفتاحاً.

وإنّ أسوأ الردود هو أن توجّه بريطانيا انتقادات على عواهنها، أو تحاشي المملكة جملةً وتفصيلاً؛ بل يجب أن يكون دورنا تشجيعَ سيره على هذا الدرب.

يجب ألا يكون لدينا أي شك في أن مستقبل السعودية - بل والمنطقة والعالم الإسلامي عموماً بكل تأكيد - يعتمد على نجاح الأمير محمد بن سلمان. ومن هنا تنبع أهمية زيارة ولي العهد للندن، حيث ستكون هذه فرصة لتعزيز علاقتنا مع السعودية كغاية في حدِّ ذاتها، وكأفضل وسيلة لتشجيع التغيير.

لن أقلِّل من اختلافات بريطانيا مع المملكة، فأنا أريد من السعودية أن تفعل المزيد لحماية حقوق الإنسان، ولكننا لا نستطيع إيصال هذه الرسائل أو تسوية الاختلافات بيننا ما لم نجتمع مع قادة المملكة.

كما أنه لن يكون بوسعنا الحفاظ على المصالح القومية البريطانية. ولنتذكّر أن عشرات الآلاف من الوظائف البريطانية تعتمد على صادراتنا إلى السعودية، والتي ارتفعت لتصل قيمتها إلى 6.2 مليار جنيه في عام 2016، أي بزيادة نسبتها 41% منذ عام 2010.

وحين يتعلق الأمر بالحفاظ على الأمن في بريطانيا، فإن المعلومات الاستخبارية التي تقدمها السعودية شكّلت عاملاً حاسماً في مكافحة الإرهاب. والحقيقة المجرَّدة هي أنه بفضل تعاوننا الأمني مع السعودية تمّ إنقاذ حياة مواطنين بريطانيين ووقف اعتداءات في بريطانيا.

لطالما كانت لهذه العلاقة أهميتها بالنسبة إلى الأمن العالمي. وقد كانت السعودية حليفاً يُعتمد عليه إبّان الحرب الباردة؛ وفي خضمّ التقلبات في الشرق الأوسط، كانت المملكة بشكل عام عامل استقرار واعتدال. وكان الملك الراحل عبد الله هو من ألقى بثقله السياسي لدعم حلِّ الدولتين للصراع العربي - الإسرائيلي من خلال اقتراحه لمبادرة السلام العربية الجريئة. واليوم تعمل بريطانيا والسعودية معاً لمواجهة تصرفات إيران المؤدية إلى الاضطرابات في الشرق الأوسط، ولوضع نهاية للحرب في اليمن. وفي العام الماضي، اتخذ الملك سلمان القرار بعيد النظر لانتهاج سياسة تقارب مع الحكومة التي يرأسها الشيعة في العراق، وهي عملية من شأنها أن تساعد في استقرار العراق في أعقاب هزيمة «داعش». قد يكون ردكم بأن هناك حاجة إلى فعل أكثر من ذلك بكثير للتوصل إلى حل سلمي في اليمن، وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين إليها. أتفق معكم على ذلك. وهذا هو بالضبط ما يدفعنا إلى مناقشة هذه المسائل مع ولي العهد في أثناء زيارته للمملكة المتحدة. إن سياستنا الخارجية قائمة على المحافظة على سلامة الشعب البريطاني وازدهاره، مع التمسك في الوقت ذاته بقيمنا بوصفها قوة لخير وصلاح الجميع. ولن نستطيع إنجاز أيٍّ من هذه الأهداف ما لم نجتمع بقادة المملكة العربية السعودية على قدم المساواة وفي أجواء من الصداقة.

كان ذلك هو الطريق الصحيح عندما شرب تشرشل ماء نبع مكة المكرمة مع ابن سعود في عام 1945، وما زال هو الطريق الصحيح في يومنا هذا.

 

تفكيك شيفرة حزب الله

محمد علي مقلد /الحوار المتمدن-العدد: 5802/01 آذار/18

المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=590759

"تفكيك الشيفرة" يحيل إلى دلالات من بينها أن حزب الله لغز وأن الدخول إلى خفاياه أمر معقد لا يعرفه إلا الراسخون في علم تفكيك الشيفرات. ومن بينها أن حزب الله ظاهرة "أمنية" لا يكتشف خلاياه النائمة إلا أجهزة من جنسها. على أنه لا هذه الدلالة ولا تلك قد تكونان صالحتين لمقاربة المسألة، لأن الأولى تفترض أن حزب الله ينتمي إلى عالم المسائل العلمية الرياضية، فيما تختزله الثانية في صورة تنظيم مهمته الوحيدة ممارسة العنف المسلح، ويقوم نشاطه على العمل السري، بكل ما ينطوي عليه ذلك من نية للاعتداء على الأفراد أو التآمر على الدولة والعمل على الحلول محلها بالوسائل العنفية أي بالقتل أو السحل أو الإبادة أو الاغتيال أو الانقلاب العسكري، وهي مصطلحات استخدمتها الأصوليات الدينية والقومية واليسارية في بلادنا على امتداد القرن الماضي.

ومع أنني لست مناصراً لحزب الله ولا لأي حزب يعمل على النيل من سلطة الدولة وسيادتها وينتهك القانون، لكنني آت من لبنان، البلد الذي جربت فيه الأحزاب، كل الأحزاب، العنف على مدى عقود، البلد الوحيد الذي كانت تمارس فيه الديمقراطية بحدها الأدنى، لكنه البلد الوحيد الذي تمكن من تحرير أرضه وقهر العدو الاسرائيلي وأخرجه ذليلاً بقوة السلاح، وكان للأحزاب جميعها فيه، ومنها حزب الله، دور في تحقيق هذا الإنجاز الوطني والقومي الباهر، مثلما كانت له حصته الوافرة في استخدام العنف، في تجربة فريدة لم تتكرر في أي بقعة من بقاع العالم العربي، لأنها تجربة مركبة، ولا يصح أن تكون الأولوية في تناولها من غير الزاوية السياسية.

في ظل نظام ديمقراطي (نسبياً)، شهدت التجربة اللبنانية استخدام العنف المسلح، بعضه لخدمة قضية غير فئوية وغير حزبية، قضية وطنية هي تحرير الأرض من الاحتلال. وبعضه الآخر في عمليات أمنية حزبية وعمليات قتل واغتيالات، وفي مواجهة أجهزة الدولة بغية تقويضها واستبدالها بنماذج أخرى من الدولة، كالدولة القومية، دولة الوحدة العربية، أو الدولة الاشتراكية، الدولة الاسلامية والوطن القومي المسيحي. ولم يكن حزب الله هو الذي افتتح حفلة الجنون اللبنانية هذه ولا كان هو سببها، إذ سبقه إلى هذه المغامرة تحالف ضم الأحزاب والمنظمات الفلسطينية المسلحة وأحزاباً لبنانية ذات توجهات يسارية أو قومية أو إسلامية.

تركت هذه التجربة، بسبب فرادتها، التباساً في معنى العنف*، وانتشرت في الوعي الشعبي، لدى الأغلبية من الشعب اللبناني، صورة بهية وإيجابية عن السلاح، فغدا "زينة الرجال" بحسب تعبير رجل الدين المعتدل موسى الصدر، مثلما غدا في لغة نزار قباني وصوت أم كلثوم بمثابة الهوية الوطنية والقومية "هويتي بندقيتي"، في ظل ما كان يسمى التخاذل العربي أمام الغطرسة الاسرائيلية.

وقد تكرس هذا المعنى بعد أن اجتاح الجيش الاسرائيلي بيروت وأرغم على الخروج منها بقوة البندقية، ثم أُرغم على الانسحاب من القسم الأكبر من الأراضي التي احتلها تحت ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية، ثم على الانسحاب الكامل في وقت لاحق بعد تراجع دور المقاومة الوطنية، وبعد أن استأثر حزب الله بهذا الدور طيلة العقد الأخير من الاحتلال، ما جعله يبدو، في نظر مواطني الجنوب اللبناني، الطرف الوحيد الذي وفر لهم مستوى من الأمن على الحدود مع فلسطين المحتلة لم ينعموا به منذ النكبة، مع أن عمره لم يكن قد تجاوز العشرين عاماً، ما بين تأسيسه في عام 1982، بإشراف إيراني مباشر غداة الاجتياح، وتحرير التراب اللبناني في عام 2000.

بعيداً عن البحث في تفسير أسباب هذه الظاهرة، نكتفي هنا بالإشارة إلى أن توزيع السلاح على المواطنين جعلهم يتجرأون على الدولة وأجهزتها، ووفر لهم تدفقاً مالياً غزيراً على لبنان لتمويل الحرب، مترافقاً مع تقديمات اجتماعية ومساعدات عينية على المسلحين وأهاليهم، وخصوصاً على منطقة الجنوب ذات الغالبية الشيعية منذ بداية الحرب الأهلية، فيما وظفت منطقة البقاع، وهي الأخرى ذات غالبية شيعية، استخدام السلاح لحماية الخارجين عن القانون والهاربين من وجه العدالة ومرتكبي أعمال الخطف للابتزاز المالي، مع ما في هذه الوسائل من مصادر للثروة غير المشروعة عن طريق الاتجار بالممنوعات وفرض الخوات. وقد استفاد حزب الله من هذا المناخ بعد تأسيسه وعززه بالمزيد من التقديمات بتمويل إيراني مباشر ومعلن.

من ناحية أخرى، يحيل عنوان الندوة "تفكيك الشيفرة" إلى الظن بأن تحليل هذه الظاهرة الحديثة العهد يحتاج إلى منهج حديث. ومع أن حزب الله مولود حديث العهد بين الأحزاب، إلا أنه نسخة مستحدثة بعد الثورة الإيرانية بل مستنسخة من سلالة أصوليات متحدرة من عصر النهضة، تبلورت صيغها وأشكالها خلال القرن الماضي، في أحزاب وحركات سياسية، دينية وقومية ويسارية. (وفي تفصيل ذلك سأصدر خلال هذا العام كتاباً يحمل عنوان " أحزاب الله" تقوم فرضيته على الاعتقاد بأن جميع الأحزاب الفاعلة في العالم العربي تشبه حزب الله وأن حزب الله يشبهها، رغم الاختلافات الإيديولوجية العميقة والاختلافات السياسبة بينها.)

نستبعد البحث الأمني إذن، ونستهل تفكيك الشيفرة بالسؤال: ما هو مشروع حزب الله وكيف نحسبه من سلالة الأصوليات النهضوية فيما يتحدد تاريخ ولادته بالثمانينات من القرن العشرين، وعلى وجه الدقة غداة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982، فيما تعود جذور الأصوليات الأولى إلى أكثر من قرن، إي إلى بداية حركة الاصلاح الديني، وتعود ولادة الأحزاب الأصولية الأخرى إلى بداية القرن العشرين ؟ وجوابنا يستند إلى العناصر التالية :

1- البند الأول في مشروعه هو إقامة دولته على حساب الدولة القائمة.

2- دولته المنشودة هي دولة الولي الفقيه الدينية. وهو اعتقاد تروج له المؤسسة الدينية الإيرانية لتسوغ لمرشد الثورة الإيرانية القيام بدور الإمام الثاني عشر الذي ينتظر الشيعة عودته منذ أكثر من ألف عام.

3- هو يريد أن يحقق ذلك بقوة السلاح.

4- هو يريد أن يحكم وحده ويلغي الأخر المختلف بالقضاء عليه فكرياً وسياسياً وجسدياً ويمنع كل أشكال التنوع والتعدد.

غير أن مشروعاً 1- يطمح إلى تدمير دولة قائمة 2- واستبدالها بدولة دينية، 3- ويتوسل طريق العنف لتحقيق هدفه، 4- ويحتكر السلطة ويلغي التنوع، ليس مشروع حزب الله وحده، بل تشاركه فيه كل "أحزاب الله" أي كل الأصوليات، الدينية منها والقومية واليسارية.

الأحزاب الدينية توافقت على شعار "الاسلام هو الحل" بعد أن ألغى مصطفى أتاتورك الخلافة غداة انهيار السلطنة العثمانية، لكنها اختلفت وتصارعت فيما بينها على مضمون الشعار، على أيّ إسلام هو الحل، هل إسلام القرآن أم إسلام الحديث والصحابة والسلف الصالح، وإن حصل اتفاق على أن القرآن هو المرجع، فإن تباينات كثيرة ظهرت في تفسير آياته وتأويلها. في ظل إجماع على تكفير الآخر الذي لا يعتمد المنهج ذاته في التفكير والتفسير والتأويل والاجتهاد الفقهي ( أي عدم قبول التنوع)

لم تكن الظروف مساعدة لأحزاب الاسلام السياسي، فقد فشلت في استعادة الخلافة وعجزت عن استلام السلطة منذ بداية تأسيسها في مصر على يد حسن البنا في نهاية العشرينات من القرن العشرين وحتى انتخاب محمد مرسي في مصر في أعقاب أحداث الربيع العربي. غير أنها، حين أحكمت السيطرة الإيديولوجية على منظمات المجتمع المدني النقابية في معظم البلدان العربية ( في مصر خاصة) والبلديات(في الأردن والجزائر)، وتمكنت من الفوز بالانتخابات النيابية في الجزائر بالوسائل الديمقراطية، اختزلت الاسلام بقضيتي الخمرة والمرأة، ومارست العنف بحق الرأي المختلف وأعلنت من غير مواربة رغبتها بتوسل الديمقراطية للوصول إلى السلطة ثم للاستئثار بها وإلغاء كل أشكال التنوع والتعدد.

إيران هي الدولة الوحيدة (باستثناء السودان المنسوخ نظامه بتصرف عن التجربة الإيرانية : إيديولوجية دينية وحاكم عسكري) التي تمكنت فيها الحركة الاسلامية بقيادة المعممين من استلام السلطة وحققت الحلم الذي راود مخيلة أحزاب الاسلام السياسي، الحلم بإقامة الدولة الاسلامية على أنقاض الدولة القائمة، وشكلت حافزاً أمام الحركات المماثلة في بلدان العالم العربي والعالم الاسلامي، فقدمت القيادة الإيرانية الدعم لها عملاً بمبدأ تصدير الثورة وساعدتها على تشكيل أحزاب تابعة لها من بينها حزب الله اللبناني.

ولئن كانت الأصوليات الدينية قد نجحت في إقامة دولتها في بلد واحد هو إيران، فإن الأحزاب القومية تمكنت، عن طريق الانقلابات العسكرية، من تدمير الدولة في معظم البلدان العربية. بعد الاستقلال، دشن حسني الزعيم المرحلة بأول انقلاب في سوريا عام 1949،( سبقه انقلاب أيام الانتداب في العراق بقيادة بكر صدقي)، تلاه انقلابان آخران في العام ذاته، قام بهما كل من سامي الحناوي وأديب الشيشكلي، وبعدها انقلابات متتالية في الأعوام 51 و54 و61 و66 وآخرها الحركة التصحيحية بقيادة حافظ الأسد عام 70. غير أن الانقلابات الأكثر دموية حدثت في العراق، أولها انقلاب عبد الكريم قاسم عام 58 وبعده سلسلة انقلابات قام بها حزب البعث وانتهت بانقلاب أحمد حسن البكر68، ووصول صدام حسين على رأس الدولة عام 69. في البلدان الأخرى في مصر عام 52 بقيادة عبد الناصر، القذافي في ليبيا 69، بومدين في الجزائر 65، علي عبد الله صالح في اليمن78. السودان شهد محاولات عديدة كان أهمها انقلاب النميري في 69 وانقلاب عمر البشير 89. ولم ينج أي بلد عربي من جحيم الانقلابات، أو المحاولات الفاشلة أو المكتومة.

ذريعة مشتركة في كل هذه الانقلابات هي القضية القومية بعناوينها المتعددة، تحرير فلسطين والوحدة العربية والاشتراكية ومحاربة الاستعمار. وخارطة طريق واحدة، الاستيلاء على أجهزة الدولة بعد البيان رقم واحد، واعتقال القيادة السابقة أو نفيها أو قتلها واعتماد نظام الحزب الواحد على الطريقة الشيوعية، أي إلغاء الآخر بكل الوسائل المتاحة، ثم تحالف مع المعسكر الاشتراكي وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي. هذا ما قامت به انقلابات سوريا والعراق ومصر والسودان واليمن وليبيا والجزائر، عندما اغتصبت السلطة بقوة السلاح وحاولت بناء الدولة الاشتراكية على أنقاض الدول القائمة، لكن أنظمتها انهارت إما مع انهيار الاتحاد السوفياتي في تسعينات القرن الماضي إما مع اندلاع أحداث الربيع العربي في بداية القرن.

قراءة مغلوطة للتاريخ

أزمة هذه الأحزاب الأصولية مع مجتمعاتها ومع المجتمع الدولي ناجمة عن موقف مغلوط من التاريخ ومن الغرب ومن الحضارة الناشئة في أوروبا، وهي أزمة ولدت مع الأصوليات التي وقفت موقفاً واحداً من الرأسمالية لكن بتعبيرات مختلفة. تبدوالعودة إلى عبدالله العروي في كتابه: مفهوم الدولة ، مهمة ومفيدة في هذا المجال، حيث يقول عن الموقف من الحضارة الوافدة: "لم تمثل السلفية والوطنية إلا وجهين لحركة واحدة"(ص.188)

1-الموقف المغلوط من الرأسمالية:

خطأت الأصوليات في تحديد هوية الرأسمالية وفي تحليل آليات عملها وتطورها وفي طريقة التعامل معها كمخلوق جديد في تاريخ البشرية. فقد شكلت الرأسمالية، في نظر الأحزاب الدينية، "عدواناً" صريحاً على الأديان فقلصت دورها في البداية ثم أزاحتها عن مسرح التاريخ، مستخدمة في هذا العدوان سلاحاً جديداً إسمه "الدولة الحديثة" التي نقلت إدارة المجتمع والشأن العام من داخل الكنيسة إلى البرلمانات، ومن الملكيات المكلّلة ببركة رجال الدين، إلى الجمهوريات المكللة بتاج الديمقراطية وحكم الشعب. كما شكلت، في نظر الأحزاب القومية، عدواناً لا على التاريخ فحسب بل على الحاضر أيضاً، بنزعتها التوسعية(التطور الأفقي للرأسمالية) التي تجسدت، في مراحلها الأولى، بالاستعمار المباشر. أما الأحزاب الماركسية فقد رأت فيها عدواناً على المستقبل، لأن الاشتراكية، في نظرها، هي مستقبل البشرية الوحيد. ولهذا التقت الأحزاب الأصولية كلها على موقف موحد من الرأسمالية، فرفضت الصيغة السياسية للرأسمالية، أي الدولة الحديثة، واختارت، للتهرب منها، ذرائع تفضي إلى قيام أنظمة استبدادية. الأحزاب الدينية طالبت بعودة الخلافة، والأحزاب القومية اعتمدت الأنظمة العسكرية والانقلابات وحكم ضباط الجيش، والشيوعية تبنّت نظرية الحزب الطليعي، ثم ترجمتها على الصعيد العملي بتفرد الحزب بالسلطة وإقامة الأنظمة التوتاليتارية.

اللغة الكفاحية لدى "أحزاب الله" لم تر في الرأسمالية سوى الوجوه السلبية. فهي استغلال الانسان للانسان في نظر الشيوعيين، وهي الاستعمار أو مطامع الغرب في نظر القوميين، وهي خليط من هذا وذاك مضافاً إليهما، في نظر الاسلاميين، كل التهم الممكنة المتعلقة بالفكر المادي في مواجهة الروحانيات، أو بالمسيحية مقابل الإسلام أو بالعلمنة الملحدة مقابل الايمان، أو بالاستكبار العالمي ضد المستضعفين في الأرض. من لينين وقوله إن الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية حتى الخميني ونعته الولايات المتحدة الأميركية ب "الشيطان الأكبر" استمرت الأصوليات القومية والدينية واليسارية تبني استراتيجياتها الكفاحية انطلاقاً من تفسير أحادي لمدلول المصطلح، ما جعل مسارها الكفاحي محفوفاً بمخاطر المشي عكس إرادة التاريخ، كما أن قراءتها المغلوطة لتاريخ نشوء الرأسمالية وآليات عملها دفعت قطار الأصوليات إلى خارج سكة التاريخ.

غير أن للبحث العلمي رأياً آخر. ومن أسف أن يكون تاريخنا الحديث قد كتب على أيدي السياسيين لا على أيدي العلماء. البحث العلمي رأى في الرأسمالية ثورة. فؤاد مرسي تحدث عن رأسمالية الثورة الصناعية وعن رأسمالية الثورة العلمية (الرأسمالية تجدد نفسها، منشورات عالم المعرفة، الكويت، 1990)، وكرر كلامه عن "مزايا" الرأسمالية في أكثر من مكان في كتابه، قائلاً عنها أنها "تولت، بفضل الثورة العلمية والتكنولوجية التي قادتها، تطوير القوى المنتجة بنجاح" (ص177)، ويقول في مكان آخر، " إن الثورة العلمية والتكنولوجية هي وريثة كل ذلك التقدم الذي حدث في مجال تطوير قوى الانتاج على أيدي الرأسمالية" (ص22)، و "لا يمكن فهم الرأسمالية المعاصرة دون فهم الثورة العلمية والتكنولوجية الراهنة"(ص19).

أُشبع تاريخ نشوء الرأسمالية ارتباطاً بالثورة الصناعية درساً، وقد أشرنا إلى ذلك بنوع من التفصيل في كتابنا، هل الربيع العربي ثورة(منشورات ضفاف،بيروت،2015). في البداية كانت صناعة النسيج والآلات والسفن البخارية، والانتقال من الصناعة اليدوية إلى الصناعة الآلية، والتقدم في علوم الكيمياء والفيزياء وتطوير وسائل الاتصال من القطار إلى السيارة والطائرة والهاتف والتلغراف إلى وسائل التواصل الحديثة عبر الانترنت، الخ ألخ. بحيث يمكن القول إن الثورة الصناعية الأولى أدت إلى ظهور المجتمع الرأسمالي، كما يمكن قراءة هذه المعادلة بطريقة أخرى والقول بأن نمطاً جديداً من الانتاج تزامن مع ثورة علمية ليكوّنا معاً حضارة جديدة اسمها الحضارة الرأسمالية.

مع الثورة الصناعية أصبحت البشرية "قادرة على مضاعفة الناس والبضائع والخدمات" (ص80 من مجلد عصر الثورة، للباحث إريك هوبزباوم، الجزء الأول من ثلاثية من 2000 صفحة تحكي عن نشوء الرأسمالية في أوروبا، صدر عن المنظمة العربية للترجمة، توزيع مركز دراسات الوحدة العربية. تتضمن هذه المجلدات استعراضاً لتطور الرأسمالية، من مرحلتها الأولى، عصر الثورة، الممتد بين عامي 1789 و1848، والثانية، عصر رأس المال بين عامي 1848 و1870، أي "المرحلة التي صار فيها العالم رأسمالياً"(ص68)، والثالثة، عصر الإمبراطورية، الممتد حتى الحرب العالمية الأولى 1914)، وهي تنطوي على أهمية استثنائية بالنسبة إلى بحثنا هذا، لأنها تتضمن استعراضاً مسهباً للظروف التي أضافت على مزايا الثورة الرأسمالية وفضائلها الكثيرة سلبيتين اثنتين، الامبريالية والاستعمار. غير أن اللافت في موقف الأحزاب الأصولية، أحزاب الله، إشاحتها النظر عن المزايا وتركيزها على ما يمكن تصنيفه في خانة المثالب والبشائع الرأسمالية.

ورد في البيان الشيوعي لكارل ماركس وفريدريك إنغلز أن "من نتائج التحسين السريع لأدوات الانتاج كلها، عبر وسائل الاتصالات المسهلة بصورة هائلة، أن البرجوازية تجر الجميع، حتى الأمم الأكثر بربرية، إلى حلبة الحضارة..." ما يعني أن الرأسمالية، في نظر ماركس، هي بالدرجة الأولى "حلبة حضارة". كما أكد البيان في أكثر من مكان على أن الرأسمالية شكلت ثورة تقدمية بكل ما تعنيه الكلمة، لأنها قضت على نمط الانتاج القديم ودفعت البشرية إلى عصر الوفرة والبحبوحة والاكتشافات العلمية. هذا الميل إلى التغيير والتقدم والثورة تلازم مع نزوع إلى التوسع، لأن الاقتصاد الجديد هو اقتصاد السلعة، اقتصاد السوق، فكان لا بد من توسيع إطار السوق، بعد أن ضاقت الأسواق المحلية على تصريف منتجات المعامل والمصانع. ربما يكون نزوع الرأسمالية إلى التوسع هو الذي جعلها "تجر الجميع ... إلى حلبة الحضارة"، وذلك استجابة لمصالح تجارية بالدرجة الأولى، وبالتالي فلا بد من أن يكون المستفيد من عملية التوسع وصاحب المصلحة فيها هم منتجو السلع، أي أصحاب المصانع في البلدان التي كانت سباقة إلى الرأسمالية، فضلاً عن حاجة هؤلاء لمواد أولية للتصنيع.

النزوع إلى التوسع هو، إذن، جزء من آليات عمل النظام الرأسمالي. بتعبير آخر، لا رأسمالية من غير نزوع إلى التوسع. لقد انصبت جهود ماركس على كشف الآليات الخاصة بانتقال الحضارة من الإقطاعية إلى الرأسمالية، واستشرف زوال الرأسمالية بفعل العوامل ذاتها التي دفعت السابقة إلى الزوال، أي بفعل الصراع الطبقي الذي يدخل في مرحلته الثورية عندما تغدو علاقات الانتاج عاملاً معيقاً لتطور القوى المنتجة. تم تصنيف الكشف عن الآليات في باب البحث العلمي، أما الاستشراف ففي باب الإيديولوجيا، أو على الأقل هكذا استخدمته الأحزاب المكافحة المنافحة للرأسمالية، فاستبدلت مصطلحاً علمياً (نزعة توسعية) بمصطلح سياسي، بل أخلاقي( نزعة عدوانية)

الرأسمالية، باللغة الماركسية، حضارة قبل أن تكون نمط إنتاج. لأنها ثقافة وطريقة عيش ومنظومة قيم، تجسدت فيها علاقات جديدة بين البشر، وتولدت من رحمها روابط اجتماعية مبنية على فلسفة الحرية، حرية الانسان الفرد، التي شكلت الأساس الفلسفي للديمقراطية على الصعيد السياسي. ولأن "أنماط الانتاج لا تموت بالذبحة القلبية" (جورج لابيكا، نحو تجديد الفكر الاشتراكي، بحوث ومناقشات مهداة إلى مهدي عامل في الذكرى العاشرة لاغتياله، منشورات الفارابي، 1997، ص495) و، بالتأكيد، لا تموت اغتيالاً، لا برصاصة ولا بطعنة خنجر ولا بعبوة ناسفة، فإن الأصوليات وضعت نفسها في مواجهة مع الرأسمالية من موقع الجهل بقوانينها وبقوانين التاريخ، فكان لا بد من أن تخسر المعركة.

ما هي قوانين التاريخ هذه؟ وما هي آليات عملها؟ وهل للبشر قدرة على التأثير فيها او على تغيير مسارها؟ ابن خلدون تحدث عن مسار وخط بياني يشبه حياة البشر، تولد الحضارات، بموجبه، وتنمو وتبلغ قمة شبابها، ثم تشيخ وتهرم، ثم تموت. تلك كانت حالة الحضارات السابقة ذات التاريخ المكتوب، الفرعونية والبابلية والكنعانية واليونانية والرومانية والفارسية وسواها، فتحيا واحدة على حساب الأخرى، وربما تولد واحدة من رحم الأخرى. أما الماركسيون فتحدثوا عن خمس حقبات حضارية تبدأ بالمشاعية البدائية وتنتهي بالشيوعية مروراً بالاقطاعية والرأسمالية والاشتراكية. استلهمت "أحزاب الله" نظرية ابن خلدون عن تعاقب الحضارات، ونظرية "الحتمية التاريخية" المشتقة من المدرسة الماركسية، فتخيلت الرأسمالية عدواً يعيش آخر أيامه وخاضت حروبها "المقدسة" ضدها، بغية استبدالها وإزاحتها تعسفاً عن مجرى التاريخ.

الحقيقة التي أجمع عليها البحث العلمي هي أن تمرحل التاريخ مرتبط بتطور قدرات البشر على السيطرة على الطبيعة، أي بتطور العقل البشري وأدوات العمل ووسائل الانتاج. ماركس تحدث عن بنية فوقية وبنية تحتية، وقال إن هذه الأخيرة هي العامل المحدِّد. وأشبعت هذه الفكرة بحثاً واجتهادات وتفسيرات. المتشددون أحاطوا دور الاقتصاد بهالة من القداسة، وآخرون كانوا أكثر مرونة (ماكس فيبر، جورج لوكاش، محمد عابد الجابري). فؤاد مرسي رأى أن تاريخ البشرية مر في " ثلاثة عصور اقترنت بثلاث ثورات: ثورة العصر الحجري ... والثورة الصناعية التي أدت إلى ظهور المجتمع الرأسمالي... والثورة العلمية والتكنولوجية الراهنة" (م.ن. ص15-16). سمير أمين رأى أن لكل بنية اقتصادية بنية إيديولوجية توازيها وتتزامن معها (نحو نظرية للثقافة، معهد الانماء العربي، بيروت، 1989)

استناداً إلى هذه الاجتهادات التي تناولت علاقة البنية الفوقية بالبنية التحتية، الايديولوجيا بالاقتصاد، اقترحنا في كتاب "هل الربيع العربي ثورة؟" تصنيف الحضارات في ثلاثة أجيال، الأول هو جيل الاقتصاد الريعي والعقل الاسطوري الذي انتهى في آخر أيام الفراعنة في مصر، وفيه تعايشت أو تعاقبت مجموعة من الحضارات كالفينيقية والبابلية والكنعانية واليونانية والفرعونية، الثاني هو جيل الحضارة الاقطاعية، أي الاقتصاد الزراعي والعقل الغيبي، أو (الأديان السماوية وغير السماوية)، ومن بينها الحضارة الاسلامية وحضارات الشرق في الهند والصين. أما الجيل الثالث فهو الحضارة الرأسمالية والعقل العلمي. تميز الجيلان الأولان بتعدد الحضارات المتجاورة أو المتزامنة أو المتعاقبة، فيما تميزت الرأسمالية بنزوعها إلى الكونية، فكان أول إنجازاتها، بعد الآلة والصناعة، ربط العالم بشبكة من الاتصالات في البحر والبر وعبر الأثير، فكانت شبكة المواصلات النهرية والبحرية وسكة الحديد والسيارة والطيارة والهاتف والتلغراف والفاكس والراديو والتلفاز وصولا إلى الثورة التكنولوجية والثورة الرقمية وعالم الميديا ووسائل التواصل الالكترونية. في الجيل الأول كان الله، الإله، يتجسد في الحاكم، في الجيل الثاني صار الحاكم يمثل الله( ممثل الله على الأرض)، أما في الرأسمالية فالحاكم يمثل، أو يفترض أن يمثل الشعب.

غير أن تنوع الإجابات التي قدمها المفكرون والفقهاء لم تمنع "أحزاب الله" من الاجماع على مواجهة الحضارة الرأسمالية، لا بصفتها حضارة، بل غرباً وامبريالية واستعماراً، أي بأسماء ذات دلالة سياسية وعدائية وصراعية، مستبعدة الدخول فيها والمشاركة في انتشارها وتوسعها الأفقي.

هل كان يمكن أن يتبدل مسار الحداثة العربية لو تعاملت الأصوليات مع الرأسمالية كحضارة لا كوافد غريب؟ كمنافس لا كعدو؟ إننا نميل إلى الإجابة بنعم، استناداً إلى بدايات التجربة النهضوية ممثلة بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وخير الدين التونسي ومحمد علي باشا والتجربة في جبل لبنان. واستناداً أيضاً إلى التجربة اليابانية التي بدأت حضارتها الاقطاعية احتكاكها بالرأسمالية بعد نصف قرن من حملة نابليون بونابرت على مصر، لكنها تمكنت، قبل مصر والعالم العربي، من أنجاز دخولها في الحضارة الجديدة.

التجربة اليابانية انتهت بنجاج منقطع النظير، لأن الأمبراطور موتسوهيتو، الذي عرف بالميجي، أو الحاكم المستنير هو الذي قاد حركة الاصلاح، فقلص نفوذ الساموراي(الاقطاعيين) وجردهم من امتيازاتهم، وقام بثورة حقيقية في نظام التعليم، واستعان بتجربة الغرب الرأسمالية وأرسل البعثات العلمية إلى كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا. كان من أولى نتائج تلك النهضة زوال الأمية في اليابان في أقل من نصف قرن، بين 1850 و 1896 (المعجزة في الاقتصاد،آلان بيرفيت، ترجمة بسام الحجار، دار النهار للنشر، بيروت،1997). أما في العالم العربي فقد أجهضت حركة الاصلاح لأن السلطات السياسية تخلت عن مهمتها في رعاية النهضة، فلم تلعب السلطنة دور مساعداً لإنجاج تجربة خير الدين التونسي، ولا تمكنت بعثة محمد علي باشا العلمية إلى فرنسا من متابعة استثمار علومها بعد نفي رائدها رفاعة رافع الطهطاوي ووفاته في السودان، فيما سارت حركة الاصلاح الديني القهقرى من الأفغاني إلى تلميذه محمد عبده إلى تلميذه رشيد رضا، ثم إلى حسن البنا وحركة الإخوان المسلمين.

أول المتغيرات التي أدخلتها الحضارة الرأسمالية على نمط العيش السابق استند إلى الاستثمار في العلم. المدرسة ثم الجامعة، وترسيمة عمر مختلفة تنتهي بالتخصص العالي في فرع من فروع المعرفة، وإن لم يكن في العلم فاستثمار في أي مجال تجاري أو صناعي. الاستثمار مصطلح رأسمالي بدأ منذ أن ألغيت المقايضة وظهرت النقود والبورصة وعالم البنوك. وما كان ذلك ليحصل لولا تكثيف وسائل الاتصال والتواصل والاكتشافات العلمية، التي شكلت أفضل الحوافز والسبل لانتشار الحضارة الرأسمالية وتوسعها الأفقي والعامودي.

الرأسمالية ليست، إذن، مجرد "نمط إنتاج"، وليست سلطة سياسية فحسب، أي أنها ليست مما يمكن تبديله بقرار، ولا هي مما يمكن "القضاء عليه" تحقيقاً لرغبة أو لحلم. بل هي حضارة ونمط عيش وثقافة وعادات وتقاليد، ويقاس عمرها، كما باقي الحضارات، بالقرون، وربما فاقت سواها لأنها أكثر قدرة على تجاوز أزماتها الكثيرة، وأهمها اثنتان خطيرتان، الأولى في الثلاثينات من القرن العشرين، والثانية في بداية القرن الحادي والعشرين، وأكثر قدرة على "تجديد نفسها" (فؤاد مرسي. م.س.)، وهي، بهذا المعنى، لا يمكن أن تكون "خصماً" أو عدواً أو طرفاً في نزاع، بل هي إطار تنشب فيه، بالتناسب مع تطور البنى السياسية والثقافية في المجتمع، أشكال متعددة من الصراعات والنزاعات تؤدي إلى إحداث تبدلات وتغيرات بطيئة، وتفضي، في نهاية المطاف، أي عندما يحين أجل هذه الحضارة، إلى تغيير جذري، لا في بنية السلطة وحدها، بل في كل البنى الاقتصادية والسياسية والثقافية التابعة لها.

بين أن تكون الرأسمالية خصماً، أو أن تكون إطاراً ينتازع الخصوم، في داخله، على السلطة وعلى القيمة الزائدة وعلى ملكية وسائل الانتاج وعلى التفاوت الطبقي وعلى حقوق الانسان، فارق شاسع. ذلك أن الحضارة الرأسمالية لم تكن الحضارة الوحيدة التي يمارس فيه القوي بماله أو بسلطته استبداده بالضعيف، ولا هي الوحيدة التي يتم فيها استغلال الانسان للانسان. قبلها، بحسب ماركس، في البيان الشيوعي " تاريخ كل مجتمع، إلى يومنا هذا، لم يكن سوى تاريخ نضال بين الطبقات. فالحر والعبد والنبيل والعامي والسيد الاقطاعي والقن، والمعلم والصانع، أي بالاختصار، المضطهدون والمضطهدون، كانوا في تعارض دائم ، وكانت بينهم حرب مستمرة تارة ظاهرة وتارة مستترة ، حرب كانت تنتهي دائما إما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وإما بانهيار الطبقتين المتصارعتين معاً" ( مختارات ماركس وانغلز الجزء الأول، ص.49-50). وبالتالي، إذا كان التوصيف الماركسي صحيحاً، وهو صحيح، فإن الحرب التي خاضتها "أحزاب الله" الأصولية ضد الرأسمالية كانت نوعاً من التعامل الطفولي مع قوانين التاريخ و حتمياته وطفراته، لأنها لم تكن تناضل لإحداث تغيير داخل الرأسمالية بل كافحت من خارجها أو في سبيل الخروج منها، متحدية قوانين التاريخ، وكان التاريخ هو الأقوى.

الرأسمالية عدوان على التخلف

نشب الصراع بين القديم الاقطاعي والجديد الرأسمالي، أول مرة، داخل أوروبا، قبل أن ينتقل إلى خارجها. هناك كانت تولد الرأسمالية من أرحام الاكتشافات العلمية والجغرافية والفلكية، ومن وسائل الانتاج المبتكرة. لم يبدأ بين مستعمر(بكسر الميم) ومستعمر(بفتح الميم)، بل بين نمطين من العلم، الوضعي والغيبي؛ وبين نمطين من التفكير ونمطين من العيش ونمطين من المُلْكية، بين الموسوعات ومختبر الحياة، بين كوبرنيكوس وغاليليه من جهة والعقل الكنسي من جهة أخرى، بين إقطاعي يملك الأرض وما عليها ومن عليها وبرجوازي يملك وسائل الانتاج الجديدة. من الطبيعي أن يتخذ الصراع والتوسع شكل العدوان. الطرف المعتدي صاحب مشروع جديد يحمل في طياته انقلاباً جذرياً على كل منظومة القيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي كانت سائدة في الحضارة الاقطاعية، وقد بدأ "عدوانه" ضد أوروبا لا ضد سواها، عندما حاولت فرنسا تصدير الثورة بالقوة، من خلال حملات نابليون العسكرية التي توقفت على أبواب موسكو، قبل أن تقرر أوروبا هزيمته ونفيه إلى جزيرة هيلانة، وقبل أن يتمدد العدوان إلى خارج القارة.

أفضت الحروب داخل القارة إلى نتائج حاسمة. بين 1794 و1815، تمكنت فرنسا من الحفاظ على الثورة، وتوسيع رقعة نفوذها، باحتلالها الأراضي المنخفضة وأقليم الراين وأجزاء من إسبانيا وسويسرا وسافوي، ثم كل إيطاليا. غير أن نابليون الذي كاد يحتل أوروبا، هزم مرتين، الأولى حين أرغم على سحب قواته من الشرق بعد صمود عكا وتدخل بريطانيا وقطعها خطوط الامداد عن جيشه، والثانية حين اجتمعت الدول الأوروبية على مواجهته وفرضت عليه الإقامة في المنفى على أرض الجزيرة البريطانية الواقعة في المحيط الأطلسي بين أفريقيا والبرازيل. أما النتيجة الأهم فهي أن بذور الثورة الرأسمالية التي زرعت داخل أوروبا الأنوار والموسوعات والمطبعة والمكوك، أي أوروبا قبل ترسيم الحدود بين كياناتها، لم تعد محصورة، على الصعيد السياسي، في فرنسا الثورة وشعاراتها الثلاثة، الحرية والإخاء والمساواة، بل بدت حروب نابليون بمثابة القمة من جبل جليد ثورة مزدوجة عمت كل أنحاء أوروبا، وجهها الأول التحرر من الهيمنة الفرنسية ومن أية هيمنة أوروبية أخرى على شعوب القارة، ووجهها الثاني الانتقال إلى الحضارة الرأسمالية.

أعيد رسم خارطة الكيانات القائمة، مع المحافظة على توازن القوى بين الدول الخمس الكبرى التي برزت خلال مرحلة الحروب، روسيا وبريطانيا وفرنسا والنمسا وبروسيا. حصل ذلك انطلاقاً من النموذج الحديث للدولة الذي جسدته دولة الثورة الفرنسية وقانون نابليونCode Napoleon، وهي الدولة القومية التي "تطورت على مدى عدة قرون، في منطقة متماسكة الأراضي، موصولة الأطراف، ذات حدود واضحة المعالم، تحكمها سلطة واحدة ذات سيادة، وفق نسق واحد في المجالات الإدارية والقانونية"(إريك هوبزباوم، م.س.ص183). في إطار إعادة رسم الخارطة، انتقلت السيطرة على النرويج من الدانمارك إلى السويد، وتوحدت هولندا وبلجيكا، بعد أن كانت خاضعة لمملكة النمسا، ودخلت تحت السيطرة الروسية فنلندا وجزء كبير من بولندا وعدد من المقاطعات الإيطالية، ونالت اليونان استقلالها بدعم روسي بريطاني وتحولت إلى مملكة يحكمها أحد الأمراء الألمان. (راجع هوبزباوم، عصر الثورة، الفصل الخامس، وعنوانه السلام. ص.203)

تمكّن نموذج الثورة الفرنسية من القضاء على الكثير من الكيانات التي كانت معروفة في ظل الحضارة الاقطاعية، واختفت الدول-المدن، وتقلص عدد الأقاليم التابعة للأمبراطورية الرومانية المقدسة، وباتت فرنسا تحكم القسم الأكبر من ألمانيا، إضافة إلى بلجيكا وهولندا ومعظم إيطاليا وإسبانيا، وجزءاً كبيراً من بولونيا، حيث كان يلغى الاقطاع وتطبق القوانين الفرنسية، وبدت الكيانات الأوروبية كلها غير محصنة ضد أفكار الثورة الفرنسية، التي نشرت أفكاراً جديدة حول الحرية والدولة والكنيسة والسلطة، أفكاراً ألغت الاعتقاد الشائع بين الناس في تلك المرحلة، الذي ينظر إلى الملوك على أنهم آلهة الأرض المطوّبون من الكنيسة.

"العدوان" الرأسمالي، بشعاراته الثلاثة، حرية إخاء مساواة، وبتطبيقاته السياسية النابليونية، يمم شطر القارة الأوربية وملحقاتها أو مستعمراتها في القارة الأميركية، واتخذ شكل الثورة على ما هو قائم، طلباً للحرية بالدرجة الأولى أو للعدالة أو لكليهما. لكن الثورة لم تكن واحدة في منطلقاتها ولا في أدواتها. فقد كان " الهدف الأسمى لجميع الدول التي واجهت فرنسا هو الحؤول دون اندلاع ثورة ثانية على غرارها" (هوبزباوم، عصر الثورة، ص.220). اندلعت الموجة الأولى من الثورة في "إسبانيا (1820) ونابولي (1820)، واليونان (1821)... وفي أمريكا اللاتينية التي تحررت من السيطرة الاسبانية، وانفصلت البرازيل عن البرتغال في حدود العام 1822. أما الموجة الثانية فقد تركت آثارها على جميع أنحاء أوروبا وعلى قارة أميركا الشمالية، "فنالت بلجيكا استقلالها عن هولندا (1830)، وأثيرت قلاقل في عدة أجزاء من ألمانيا وإيطاليا، كما بدأت في إسبانيا والبرتغال فترة من الحرب الأهلية بين الليبراليين ورجال الكنسية، وانفجر بركان بريطانيا الداخلي في إيرلندا (1829). (م.ن.ص220-222)

الموجة الثالثة "بدت كأنها ربيع الشعوب في القارة الأوربية، فتحول السخط من حركة تململ إلى ثورة، والتقت حركات المعارضة في جبهة مشتركة ضد الملكية المطلقة والكنيسة والأرستقراطية" (م.ن. ص224-226)، وقد أخمدت جميع الثورات وحالات التمرد في ألمانيا وإيطاليا المدعومة من النمسا وبولندا، كما أجهضت حركة التمرد في روسيا، ونشبت حرب أهلية في سويسرا عام 1847.

موجة رابعة من الحروب الأوروبية وحركات التمرد نشبت في مرحلة تشكل الدول واستقلالها في أوروبا. قال هوبزباوم عن عقد الستينات من القرن التاسع عشر بأنه "العقد الدموي" وأعاد السبب إلى "التوسع الرأسمالي الذي ضاعف التوترات في عالم ما وراء البحار" (م.ن.ص149 من المجلد الثاني). لقد شهد القرن التاسع عشر إعادة رسم الخارطة الأوروبية وزوال دول وولادة أخرى.

باستثناء بريطانيا الواقعة خارج اليابسة الأوروبية، كانت تتوزع الجغرافيا الأوروبية بين خمس أمبراطوريات أو ممالك، مملكة إسبانيا، مملكة فرنسا، مملكة هابسبيرغ، الأمبراطورية الروسية والسلطنة العثمانية. بعد الثورة الفرنسية وانتشار الرأسمالية، توحدت المدن-الدول الإيطالية التي كانت تتوزع السيطرة عليها الممالك الثلاث المحيطة بها، وقاد عملية التوحيد غاريبالدي على صعيد السلطة وكافور على الصعيد الشعبي. كما توحدت المقاطعات الجرمانية بقيادة بسمارك، واستقلت المجر عن مملكة هابسبورغ بمساعدة عسكرية روسية، وتشيكيا عن مملكة النمسا، كما استقلت اليونان وبلغاريا عن السلطنة العثمانية، وتحولت بعض المناطق من مقاطعات إلى دول، مثل رومانيا التي تشكلت من اثنتين من المقاطعات التي كانت تحت السيطرة التركية، أو بولندا التي كانت السيطرة عليها محل تنازع بين بروسيا وروسيا، أو سويسرا وبلجيكا اللتين تضم كل منهما أكثر من قومية.

يصف هوبزباوم الحالة في أوروبا خلال تلك الفترة قائلاً: " برزت مملكة إيطالية موحدة بين عامي 1858 و1870، وألمانيا موحدة بين 1862و1871، ما أدى، بالتزامن، إلى انهيار أمبراطورية نابليون الثانية وكومونة باريس 1870-1871 واقتطاع النمسا من ألمانيا وإعادة هيكلتها بصورة موسعة. ومجمل القول إن "الدول" الأوروبية كلها، عدا بريطانيا، تغيرت تغيراً جوهريا، وتغيرت رقعتها وأراضيها أحيانا، بين عامي 1856 و1871، وأسست دولة جديدة اندرجت في عدادها بعد قليل وهي إيطاليا"( م.ن.ص148)

كل هذا وسواه حصل بعد الثورة الفرنسية، الثورة التي أعلنت قيام الرأسمالية كنظام سياسي. غير أن حروباً عديدة أخرى ومراحل دموية مرت بها شعوب أوروبا، قبل الثورة الفرنسية، وبالتحديد منذ بدأت الحضارة الرأسمالية تبزغ في نمط الانتاج كما في نمط التفكير، إذ إن تاريخ أوروبا كما أميركا كان تاريخ حروب طاحنة طيلة القرنين السادس عشر والسابع عشر، حروب بين جيلين حضاريين، الرأسمالية ضد الاقطاعية في اوروبا، والرأسمالية ضد ما قبل الاقطاعية في أميركا، حيث ارتكب ممثلو الحضارة الرأسمالية في أميركا الشمالية مجازر وعمليات إبادة بحق سكان البلاد الأصليين، أهل البداوة من الهنود الحمر. أما أوروبا، ولاسيما سويسرا وفرنسا وألمانيا والنمسا وبوهيميا وهولندا وإنكلترا وسكوتلندا وإيرلندا والدنمارك، فقد شهدت، على امتداد قرن ونصف القرن، حروباً عرفت بالحروب الدينية و منيت بمجازر من نوع آخر، كان من بين نماذجها دفن الناس أحياء في مرحلة محاكم التفتيش الاسبانية.

أكبر تلك الحروب "التحضيرية" هي حروب الأساطيل بين مملكة إسبانيا و السلطنة العثمانية، على حلبة البحر الأبيض المتوسط، خلال مرحلة طويلة من القرنين السادس عشر والسابع عشر. المملكة كانت تهاجم بقوة الحضارة الجديدة بعد اكتشاف أميركا ورأس الرجاء الصالح. والسلطنة كانت هي الأخرى، تهاجم بقوة الحضارة القديمة، لتوسع حدودها وتحتل نصف مساحة أوروبا، ولم يتوقف الزحف العثماني على اليابسة، إلا بعد أن أذعنت مملكة النمسا التي تحكمها السلالة الملكية الاسبانية نفسها، سلالة هابسبورغ، ووافقت على أن تدفع للسلطنة الأتاوة السنوية، أو ما يشبه الجزية، مقابل عدم توغل الجيش الانكشاري إلى ما بعد حدود النمسا – المجر. أما الحروب الكبرى فقد دارت رحاها على سطح مياه المتوسط، وامتدت في الشرق حتى جزيرة جاوا.

حروب أوروبا مع السلطنة اتخذت، في البداية، من جانب السلطنة شكل الغزو التقليدي، للسيطرة وللحصول على الغنائم، فيما بدا، في ظاهره صراعاً بين الاسلام القادم من الشرق بقيادة السلطنة العثمانية والمسيحية الغربية بقيادة إسبانيا والدولة البابوية. توسلت الأمبراطورية العثمانية حروب الغزو واعتمدت عليها كمصدر من مصادر الثروة، فيما كانت أوروبا تخوض حروبها داخل القارة باسم الدفاع عن الكنيسة في مواجهة حركة الاصلاح الديني أو في مواجهة الاجتياح الاسلامي. غير أن حروبها خارج القارة، في الشرق كما وراء الأطلسي، فكانت دفاعاً عن النسخة الأولى من الرأسمالية، أي الرأسمالية التجارية، وأهمها المعارك على تجارة البهار( حرب البهار). تلك كانت الحروب التوسعية الأولى التي خاضتها الحضارة الجديدة.

في مرحلة لاحقة، لم يعد يكفي الرأسمالية البحث عن أسواق جديدة فحسب، بل صارت تحتاج أيضا إلى مصادر للمواد الأولية، ولذلك عمدت إلى احتلال أفريقيا بأكملها ومناطق وبلدان أخرى، وإقامة قواعد عسكرية ونقاط ارتكاز لحماية طرق المواصلات البحرية، على رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، ثم في عدن على طرف الجزيرة العربية، وصولاً إلى الهند والصين. ثم شقت قناة السويس في القرن التاسع عشر وإزيل الفاصل البري بين البحرين الأبيض والأحمر،اختزالاً للمسافات بين أوروبا والشرق وتفادياً للالتفاف حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح.

خاضت الحضارة الجديدة إذن ثلاثة أنواع من الحروب، صراعات على السيطرة بين القوميات الأوروبية، وتنافساً على الاستثمار الرأسمالي خارج القارة، واستباقاً للثورات وحركات التمرد الداخلية بحرب خارج الحدود القومية. ولم توقف أوروبا الرأسمالية مسيرة هذا التاريخ الدموي إلا بعد حربين عالميتين مدمرتين ذهب ضحيتهما عشرات الملايين من الضحايا. ربما كانت النتائج الكارثية لتينك الحربين هي التي أقنعت الدول الرأسمالية المتحاربة بالتوقف عن توسل الحرب سبيلاً لحل قضايا الخلاف والتنافس فيما بينها. غير أن أهم ما في نتائجهما هو إعلان نهاية مرحلة الاستعمار المباشر في العالم، إذ شهدت السنوات والعقود القليلة اللاحقة حصول الكيانات السياسية القديمة كالهند والصين ومصر أو المستحدثة كباكستان وبنغلادش والمملكة العربية السعودية وسائر بلدان العالم العربي على استقلالها وإقامة دولة في كل منها. وقد حصل ذلك إما بنضال سلمي، نسبياً، كما مع غاندي الهند، أو مسلح كما مع الثورة الجزائرية، فيما تأجلت نهاية الحكم العنصري في جنوب إفريقيا عقوداً أخرى، ولم يبق من تركة الاستعمار القديم إلا الاحتلال الصهيوني لفلسطين والصراع على ملكية بعض الجزر، كالمالوين التي تتنازع السيطرة عليها بريطانيا والأرجنتين، أو سبتة وملليلة بين المغرب وإسبانيا.

لئن كانت الدول الرأسمالية قد اقتنعت بمخاطر الحروب، بل بعدم جدواها في حل المشكلات فيما بينها، فهي تمكنت من تجديد تفوقها على مناطق الحضارات السابقة، باستخدامها وسائل جديدة ومبتكرة للسيطرة على الطبيعة، واقتطاعها الحصة الأكبر من الأرباح في استثماراتها داخل المستعمرات. أما البلدان التي نالت استقلالها أو انتزعته فقد خضعت لقسمة عمل جديدة، أطلق عليها الماركسي سمير أمين مصطلح التطور اللامتكافئ بين المركز الرأسمالي والأطراف المتخلفة، واقتضت هذه القسمة وضع الأطراف على سكة التطور الرأسمالي، ولا سيما في مجالي التعليم والمواصلات، وذلك لتوفير أفضل شروط الحماية لمصالح المركز وأفضل الظروف المناسبة لاستثماراته التجارية والصناعية.

هذا العرض لحروب الرأسمالية هو لإثبات حقيقتين اثنتين. الأولى هي أن الرأسمالية لم تخض حروبها، في المرحلة الأولى، لا ضد الشرق ولا ضد الاسلام، بل ضد الحضارات السابقة عليها، أي أن النزاع لم ينشب بين شرق وغرب أو بين ديانة اسلامية وأخرى مسيحية، بل بين حضارة ناشئة وأخرى بلغت حدودها التاريخية، والدليل على ذلك هو أن حروبها الأولى التي استمرت أكثر من ثلاثة قرون اندلعت داخل القارة الأوروبية وانحصرت بين أبناء الديانة المسيحية ، وأن حربيها الأخيرتين العالميتين، اللتين انفجرتا على مساحة العالم، تتحمل أمبراطوريات القارة ودولها القومية وحدها المسؤولية عن تفجيرهما. ولهذا يصبح أكثر جدوى وأكثر عقلانية النظر إلى العنف المرافق لقيام الرأسمالية بوصفه ثمناً فرض على البشرية أن تدفعه لكي تنتقل من الحضارة السابقة على الرأسمالية إلى الحضارة الرأسمالية، والنظر إليه، بالتالي، لا بعين "التحرر الوطني" من الاستعمار، بل بعين التحرر من التخلف.

هل الاستعمار عدو ؟

الاستعمار شكّل، كما الدولة، حاجة للرأسمالية في تطورها الأفقي، أي جزءاً من تكوينها البنيوي، مثلما شكلت نهاية الاستعمار المباشر عن طريق الاحتلال حاجة لها في تطورها العمودي. لكنها لم تدخل إلى هذا الخيار طوعاً بل أرغمت عليه غداة الحرب العالمية الثانية ووقوف الاتحاد السوفياتي إلى جانب البلدان المستعمرة في مواجهة النظام الرأسمالي العالمي، واحتدام الصراع بين الثنائية القطبية. غير أن هذا الصراع انتهى بانهيار الاتحاد السوفياتي ودخول الرأسمالية في نسختها الثالثة أي العولمة والاستعمار الاقتصادي، لا بالاحتلال المباشر بل بسيطرة الاقتصاد الأقوى على الاقتصاد الأضعف، أو المركز على الأطراف، بحسب تعبير سمير أمين، أو بسيطرة النمط الرأسمالي في بلدان الشمال، والاقتصاد الكولونيالي، بحسب تعبير مهدي عامل، في الجنوب وبلدان العالم الثالث النامية أو ما كان يصنف كمستعمرات سابقة.

أما الدولة فقد عملت الرأسمالية على بنائها على أسس الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. بيد أن تلك الأسس لم تترسخ في العلاقات بين الدول الرأسمالية الكبرى أو داخل كل منها إلا بعد الحرب العالمية الثانية. وهي لم تكن تجد حرجاً في انتهاكها، حين يحتاج الأمر، وهذا ما حصل مراراً، ولاسيما في مرحلة العولمة، حين تخلت عن آليات عمل الدولة في إدارة الشأن العام ، وتخلت كذلك عن الأسس والمبادئ التي قامت عليها، مطلقة العنان للاقتصاد للحلول محل الدولة في إدارة شؤون الكرة الأرضية. غير أن ذلك كلّف البشرية ويكلّفها أثماناً وتضحيات أضخم من تلك التي دفعتها في المراحل الأولى من قيام الرأسمالية.

لم يطأ الاستعمارأرض الجزء الآسيوي من العالم العربي إلا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين، مكتفياً في البداية بنقاط ارتكاز بحرية على الطريق الموصلة إلى مستعمراته في الشرق، ثم بوجود عسكري مباشر عند نهاية القرن، كانت حصة بريطانيا من ذلك احتلال جزيرة برسم على مدخل البحر الأحمر عام 1799، عدن 1839، السودان 1898 الصومال 1884،العراق 1914، الكويت 1916؛ وحصة فرنسا فترة انتداب على لبنان وسوريا بين الحربين العالميتين. وظل الجزء الأكبر من منطقة الجزيرة العربية خارج الخارطة الاستعمارية وخارج النفوذ العثماني على حد سواء، باستثناء عقد من سني التعاون بين محمد علي باشا والسلطنة.

شهد الجزء الأفريقي من العالم العربي استعماراً صريحاً واضحاً في الجزائر التي احتلتها فرنسا عام 1830، واستمرت سيطرتها إلى ما بعد منتصف القرن العشرين(1962). كما احتلت تونس بعد خمسين عاماً(1881) ولم تخرج منها إلا في العام 1956؛ فيما اكتفت بفرض نظام الحماية على المغرب في بداية القرن العشرين. أما ليبيا، وكذلك الحبشة( أثيوبيا)، فكانت محط أطماع إيطاليا، والتوقيت بداية القرن العشرين. السودان خضع للنفوذ الانكليزي في العام 1898، والصومال في العام 1904. أما مصر فللاستعمار فيها قصة أخرى.

عام 1898 هو عام حملة نابليون بونابرت على مصر. خرج منها في 1801، ليترك فيها نسخة مصرية من "نابليون" جسّدها جندي في الجيش العثماني من أصول ألبانية هو محمد علي باشا، الذي حكم وسلالته مصر حتى عام 1952. كان أمراً لافتاً أن تقفز الأطماع الاستعمارية البريطانية فوق مصر ومنطقة الشرق الأوسط كله لتصوّب بعيداً على الشرق الأقصى والصين والهند الصينية، غير أنها، من ناحية أخرى، لم تكن مطمئنة لمطامع فرنسا، ولذلك ساهمت في إنهاء الحملة الفرنسية وإخراج جيش نابليون والحلول محله، وحين فشلت حملتها هي الأخرى اكتفت بالعمل على تحييد مصر وتأمين طريق المواصلات عبرها من الشرق وإليه. ومن المفيد ذكره هنا أن التجارة مع الشرق، قبل شق القناة، كانت تمر عبر البحر الأحمر ثم تنقل البضائع داخل البر المصري إلى موانئ المتوسط . وقد ازدادت مخاوفها من تعاظم الدور الفرنسي بعد شق قناة السويس، بعد أن منحت الشركة الفرنسية برئاسة دولسبس امتياز الحفر والتشغيل لمدة 99 عاماً، ولذلك تحيّنت الفرصة لتكون شريكاً في هذا المشروع، وتمكنت من تحقيق ذلك بشرائها حصة مصر من تشغيل القناة، مقابل تسديد الديون المترتبة على الحكومة المصرية، ثم باحتلال مصر في العام 1881، بعد ثورة قادها أحمد عرابي تحت شعار سيادة الدولة المصرية على أراضيها، وخصوصاً سيادتها على قناة السويس. بعد حوالي أربعين عاماً نالت مصر استقلالها في ظل حكم السلالة الخديوية ذاتها المتحدرة من محمد علي باشا. وفي العام 1952، انتهى حكم السلالة بانقلاب عسكري أبعد الملك فاروق إلى المنفى. وفي العام 1956 عدوان جديد على مصر الهدف المباشر منه هو تأمين الممر المائي الستراتيجي، قناة السويس، للتجارة مع الشرق.

علاقة الاستعمار بالمنطقة العربية تختلف عنها بسائر المناطق والبلدان المستعمرة في شرق آسيا وإفريقيا السوداء والقارة الأميركية. فهي دامت قروناً في تلك المناطق، من بداية القرن السادس عشر حتى منتصف التاسع عشر في أميركا، وحتى منتصف القرن العشرين في آسيا وإفريقيا، في حين ظل الجزء الآسيوي من العالم العربي في منأى عن الاستعمار المباشر، وكذلك معظم الجزء الإفريقي، باستثناء الجزائر ومصر وتونس، حتى بدايات القرن العشرين وانفجار الحرب العالمية الأولى، التي كان من نتائجها توزيع تركة الرجل المريض، وإخضاع الولايات العثمانية إلى نظام حماية أو نظام انتداب، بقرار دولي من عصبة الأمم.

هذا الاستثناء للمنطقة العربية يعود، كما ذكرنا أعلاه، إلى طبيعة الصراع الذي استمر محتدما مع السلطنة العثمانية طيلة قرن بكامله من الزمن، وتوقف جزئياً على البر عند حدود النمسا، التي وافقت على دفع أتاوة سنوية، مقابل امتناع السلطنة عن شن هجمات باتجاه فيينا، وفي البحر بعد معركة الأساطيل في "ليبانتا" على الساحل الغربي لليونان في العام 1571، التي انتهت بهزيمة الاسطول التركي، وبترسيم حدود افتراضية لتقاسم النفوذ، قضت بجعل البحر المتوسط منطقة آمنة نسبياً لطرق المواصلات، وباتفاقية غير معلنة بعدم الاعتداء لم يلتزم بها أي من الطرفين التزاماً كاملاً، إذ كان الاسطول التركي يعاود نشاطه الحربي في الإغارة مستفرداً بسواحل المدن- الدول الإيطالية، مثلما كان الاسطول الاسباني الأرمادا يشن غاراته على السواحل الشمالية لبلدان المغرب العربي كلما أرخت السلطنة قبضتها على البحر، ولاسيما حين تنشغل بحروبها لناحية الشرق مع الدولة الفارسية، أو لناحية الشمال مع روسيا القيصرية في منطقة القرم.

مع حلول القرن التاسع عشر انتقلت راية التوسع الرأسمالي- الاستعماري من الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) إلى فرنسا وبريطانيا، اللتين، بالرغم من أن النزوع الرأسمالي لا تحده حدود ولا تقف في وجهه عوائق، في البر والبحر ولاحقاً في الفضاء وأعماق المحيطات، وبالرغم من أن انتشار مستعمراتهما قد توزع من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ركزت الأولى منهما في البداية على أفريقيا وسعت إلى تأمين ممرات مائية وبرية ونقاط ارتكاز لها على الشاطئ الجنوبي للمتوسط، فيما ركزت الثانية اهتمامها على الشرق، ولاسيما بعد الثورة الأميركية، مع ما يتطلبه ذلك من تأمين طرق المواصلات. وقد تزامنت هذه المطامع مع ارتخاء القبضة العثمانية على أراضي السلطنة، بعد صعود نجم محمد علي باشا في مصر ومحاولات قامت بها دولة المعنيين في جبل لبنان لبناء علاقات مباشرة مع الحضارة الجديدة في أوروبا (علاقات مع توسكانا والبندقية). في ظل هذه الظروف ولهذه الأهداف بالتحديد، تمكنت فرنسا من احتلال الجزائر وفرضت سيطرتها في وقت لاحق على تونس، كما تمكنت بريطانيا من تعزيز نفوذها داخل مصر.

"في الفترة بين عامي 1876و1915 كان ربع مساحة المعمورة قد وزع أو أعيد توزيعه كمستعمرات". بهذه العبارة يؤكد لنا هوبزباوم في مجلده الثالث أن عصر الأمبراطورية الممتد بين 1876 و1915 هو العصر الذهبي للاستعمار، أي أنه بلغ ذروته، أو حدوده التاريخية بالتعبير الماركسي، مع الحرب العالمية الأولى. من جهة أخرى، تؤكد لنا وقائع التاريخ الحديث، أن النظام الاستعماري برمته بدأ بالتفكك ثم بالانهيار مع الحرب العالمية الثانية. وإذا أخذنا بالاعتبار أن العالم العربي من المحيط إلى الخليج(باستثناء مصر وتونس والجزائر) كان لا يزال، حتى بداية الحرب العالمية الأولى، جزءاً من تركة الرجل المريض (الولايات التابعة للسلطنة العثمانية في بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية وما تبقى خارج الاستثناء في إفريقيا الشمالية)، يكون من المنطقي الاستنتاج أن بلدان العالم العربي، (ما عدا الاستثناءات الثلاثة) لم تكن، حتى نهاية العصر الذهبي للاستعمار، في عداد قائمة الدول التابعة للتاج البريطاني ولا تلك التابعة لاحقاً للكومنولث، ولا جزءاً من قائمة المستعمرات الفرنسية، وإن صار بعضها، فيما بعد، محسوباً على مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية.

يجمع المؤرخون على أن الاستعمار بدأ بتوزيع تركة الرجل المريض عند نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، إلى أن جاءت الحرب العالمية الأولى فتوزعت الولايات والكيانات العربية بين الحلفاء ودول المحور، وراحت كل منها تؤيد وتناصر من يساعدها على إقامة دول مستقلة عن السلطنة العثمانية، فيما أيد البعض منها ألمانيا، حليفة السلطنة، إما انتصاراً لدولة الخلافة، إما أملاً في أن تساعد، في حال انتصارها، على منح الاستقلال للكيانات التي تمركزت فيها قوات الحلفاء.

في اعتقادنا أن هذا الاستعراض يفيد في فهم موقف "أحزاب الله" من مصطلح الاستعمار، ولاسيما أن هذه الأحزاب تأسست في الفترة التي دخل فيها الاستعمار في أزمته وبدأ يشهد بداية نهايته. الأحزاب الشيوعية العربية تأسست في العشرينات من القرن العشرين، تنظيم الإخوان المسلمين في مصر عام 1928، السوري القومي الاجتماعي 1932، حزب البعث العربي الاشتراكي 1947، أما حزب الله اللبناني فقد تأسس عام 1982.

وضعت "أحزاب الله" الاستعمار في رأس لائحة الأعداء التي تضم الأمبريالية والقوى الرجعية باعتبارها من "عملاء" الاستعمار، ثم الصهيونية في مرحلة لاحقة بعد اغتصاب فلسطين، باعتبارها دولة عنصرية زرعها الاستعمار. ورفعت شعارات الحرية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية ووحدة الأمة العربية أو الأمة الإسلامية. واللافت أن الموقف العملي من الاستعمار لم يكن مطابقاً للموقف النظري والمبدئي. فقد كان حزب الإخوان في مصر على علاقة بالدول الغربية، ولاسيما بريطانيا وأميركا، طمعاً منه بنيل الدعم ضد الأنظمة القائمة، وطمعاً منها باستخدامه في مواجهة المد الشيوعي، كما أن الأحزاب القومية ركزت هجومها اللفظي على الاستعمار واقتصر عداؤها له على تحالف غير وطيد مع الاتحاد السوفياتي.

تصوّرت "أحزاب الله" أو صوّرت لشعوبها أن مصدر المخاطر التي تهددها هو، في نظر الأصوليات الاسلامية، "عدوان" غربي مسيحي على الشرق الاسلامي، أو عدوان استعماري في نظر الأحزاب القومية، أو امبريالي في نظر الأحزاب الماركسية واليسارية المرتبطة بجبهة البلدان الاشتراكية. ولهذا فإننا نميل إلى الظن بأن الأحزاب الأصولية استخدمت شعار محاربة الاستعمار لتستفيد من خطاب الثورة السوفياتية التي استقطبت مؤيديها حين طالبت بحق تقرير المصير للشعوب والدول ولتبعد الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي كان يهدد بلدان العالم الثالث، خطر التخلف عن ركب الحضارة الرأسمالية. ولذلك يمكن القول إن شعار العداء للاستعمار جاء تلبية لاستبعاد الخطر الداخلي المتمثل بالتخلف عن ركب الحضارة الرأسمالية، ولاسيما أن هذا الشعار طرح فيما كان الاستعمار القديم في طريقه إلى الزوال. وبالرغم من أن أشكال الاستثمار الرأسمالي والهيمنة على العالم قد تبدلت، إلا أن أحزاب الله أصرت على مواجهة "العدوان" الخارجي لتسوغ هيمنتها وطريقة إدارتها الاستبدادية لشؤون بلدانها، تحت شعار التحرر الوطني من الاستعمار.

وقد يتحول هذا الظن إلى يقين حين نستعرض ثلاثة نماذج من التحرر الوطني، الجزائر التي احتلتها فرنسا ما يقارب قرناً ونصف القرن، مصر التي خضعت للاحتلال الانكليزي أربعة عقود، لبنان سوريا والعراق، البلدان التي تحولت من ولايات تابعة للسلطنة العثمانية إلى بلدان مستقلة بعد خضوعها، خلال عقدين من الزمن، للانتداب الفرنسي الانكليزي، بقرار ومباركة من عصبة الأمم.

نالت الجزائر استقلالها، عام 1962، بعد نضال مسلح دفعت ثمنه غالياً فسمّيت ببلد المليون شهيد. ثم توالى على الحكم فيها قادة من جبهة التحرير الجزائرية، تعاقبوا على السلطة فيها، عن طريق الانقلابات العسكرية، وأنهوا ثلاثة عقود من الاستقلال بحرب أهلية تنافست فيها الأصولية الدينية والأصولية المتحدرة من حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار على إلغاء الحياة الديمقراطية والمجاهرة باعتماد نظام استبدادي، حديث على الطريقة السوفياتية أو قديم على الطريقة السلفية.

عام 1922، بعد سنوات ثلاث لا تخلو من العنف، وافقت المملكة المتحدة على إعلان استقلال مصر وإنهاء نظام الحماية وقيام نظام دستوري، واستمرت السلالة الخديوية المتحدرة من محمد علي باشا في حكم مصر وتحويله إلى نظام ملكي، إلى أن ألغى مصطفى أتاتورك الخلافة، فقام من يطالب بتنصيب الملك فؤاد خليفة. غير أن معركة التنصيب الفاشلة لم تنته من دون ضحايا، إذ تمّ عزل علي عبد الرازق من الأزهر بعد صدور كتابه عن الإسلام ونظام الحكم، ومنع من الصدور كتاب طه حسين عن الشعر الجاهلي، وتأسس بعد سنوات قليلة حزب الإخوان المسلمين بقيادة حسن البنّا، ليبدأ الإسلام السياسي مشواره المسالم في البداية والدموي في وقت لاحق. بعد موت الملك فؤاد اعتلى ابنه فاروق العرش عام 1936، إلى أن خلعه انقلاب عسكري قام به فريق من ضباط الجيش بقيادة جمال عبد الناصر في العام 1952.

في الحقيقة، يمكن القول إن مصر بدأت الدخول في الحضارة الرأسمالية منذ الأيام الأولى لحكم محمد علي باشا، لكنها دخلت من البابين الاقتصادي والثقافي وبقي الباب السياسي شبه موصد، إلا من بعض مظاهر من التمثيل السياسي هي أقرب إلى نظام الشورى منها إلى الديمقراطية، ثم أدخلت تحسينات عليه في عهد الخديوي اسماعيل، وأيام الاستعمار البريطاني، وصولاً إلى إعلان الدستور عام 1923، واستمرت هذه التقاليد الديمقراطية، على علاتها، حتى ثورة تموز يوليو، التي استبدلت التعددية بنظام الحزب الواحد مع مندرجاته كلها، ولاسيما الدور المتزايد للجيش في الحياة السياسية والانضمام إلى حركة التحرر الوطني العربية في مواجهة الاستعمار، تحت شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية.

تجربة لبنان وسوريا والعراق كانت حديثة العهد بالمقارنة مع تجربة مصر. فقد خضعت هذه المنطقة ببلدانها الثلاثة لنظام الانتداب من غير المرور في المرحلة الاستعمارية، وكانت هذه الفترة القصيرة، التي لم تدم أكثر من ثلاثة عقود، فترة تمرين على دخول هذه البلدان في عصر الحداثة، ولاسيما في مجال بناء الدولة، انتهت بإعلان استقلالها التام كدول ذات سيادة تمثلت في الجامعة العربية وفي منظمة الأمم المتحدة. بعد سنوات على الاستقلال بدأت الانقلابات العسكرية، عام 1949 في سوريا وعام 1958 في العراق، التي ألغت التعددية والحد الأدنى من الحياة الديمقراطية واختارت الانخراط في حركة التحرر الوطني من الاستعمار، من غير أن تجد استعماراً تحاربه، بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في كل من سوريا والعراق، تحت شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية، فيما نجا لبنان من انقلاب عسكري فاشل خطط له الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1961.

غير أن الحربين العالميتين الأولى والثانية لم تمرّا من غير نتائج مأساوية على المنطقة العربية، إذ تمكنت الصهيونية العالمية، بالتعاون مع الانتداب الإنكليزي، من إقامة دولة لليهود على جزء من أرض فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني الذي تشرد قسم كبير من سكانه في البلدان المحيطة بفلسطين وفي أربع أرجاء الأرض. أما الأكثر مأساوية فهو أن القوى والدول والأحزاب المنضوية في حركة التحرر الوطني العربية تذرعت بالقضية الفلسطينية وبعجز الأنظمة العربية الناشئة عن مواجهة المشروع الصهيوني، فعملت على ترسيخ سياسة الاستبداد ضد شعوبها، وعلى تحويل بلدانها إلى جمهوريات وراثية، ما جعل الشعوب تعلن ثورة الربيع العربي، وتنتفض، عند بداية القرن الحادي والعشرين، في عدد من الدول ضد حكامها، رافعة شعارات التحرر من الاستبداد بدل شعار التحرر من الاستعمار.

العامل الخارجي هو المسؤول دائما، في نظر أنظمة الاستبداد وأحزابه، عن تخلف الأمة العربية، ولهذا شكل المشروع الصهيوني في فلسطين فرصة لا تعوض للتصويب عليه، بصفته عدواً خارجياً، وعلى من قدم له الدعم، فكان الاستعمار مادة دسمة استخدمتها الأنظمة والأحزاب لتحميله مسؤولية ضياع فلسطين وتسليمها للصهيونية تحت رعاية الانتداب الانكليزي، ولتحميل اتفاقية سايكس بيكو مسؤولية إقامة كيانات "مصطنعة". مع أن تلك الكيانات كانت قبل الانتداب مجموعة من الولايات التابعة للسلطنة العثمانية، فقد كان من الطبيعي أن ترسم الحضارة الرأسمالية خرائط المنطقة بالطريقة ذاتها التي رسمت فيها خرائط بلدان أوروبا(راجع ما ورد أعلاه عن هذا الموضوع). وربما يكون كارثياً أن تكون أحزاب الاستبداد رفضت سايكس بيكو وترسيم حدود الدول ونادت بوحدة الأمة أو بوحدة بلاد الشام ثم فشلت في الحفاظ على وحدة الأقطار التي سيطرت عليها. ربما لأنها سيطرت عليها بقوة الأحكام العرفية والسجون والمشانق، أي بالاستبداد.

هل يمكن القول بعد هذا العرض لتاريخ المصطلح أن "أحزاب الله"، التي رفعت شعار التحرر من الاستعمار لم تجهز نفسها لمقاتلة "العدو خارجي"، وأنها، بدل أن تقاتل الاستعمار المزعوم، تفرغت لتنظيم الحروب الأهلية داخل كل بلد من بلدان الأمة، وللحؤول دون دخول بلدانها في رحاب الحضارة الرأسمالية من بابها السياسي، أي من باب الدولة الحديثة، دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص؟ ويكتسب هذا التساؤل مشروعيته حين نأخذ بالاعتبار أن تلك الأحزاب، في المشرق العربي، وضعت نفسها في مواجهة مع استعمار غير موجود، فدخلت في معركة افتراضية، أما المعركة الحقيقية مع الصهيونية فقد احتلت رقماً ثانوياً في قائمة الأولويات بعد معارك الاحتفاظ بالسلطة لفترات قياسية. أما الحزب الشيوعي في الجزائر فقد كانت أولويته مرضاة رفاقه الفرنسيين، وفي المقابل استفاقت الأصولية الدينية بعد ثلاثة عقود على تحرير الجزائر لتنافس على السلطة بعيداً عن أعين الاستعمار، وفي مصر لم تنقطع العلاقات الودية بين الأصولية الاسلامية والقوى الاستعمارية، فيما حلّ الحزب الشيوعي المصري نفسه تطبيقاً لنظريات سوفياتية عن الثورة والعداء للاستعمار.

سبيل المعالجة

1-إن انطلقنا من أن حزب الله نتاج مؤامرة إيرانية على العروبة نقع في الخطأ ذاته الذي ترتكبه قوى الاستبداد الأصولية، أي قراءة التاريخ انطلاقاً من نظرية المؤامرة، وهذا يعني تحميل العوامل الخارجية المسؤولية عمّا يحل بنا من ويلات، وهو أسلوبها( الأصوليات) في تسليط الضوء على خطر خارجي لتأبيد سياستها الاستبدادية في الداخل. لا شك أن لإيران دوراً أساسياً في إنشاء حزب الله وتمويله وتسليحه والإشراف عليه وتكليفه بمهام في لبنان وخارج لبنان(تفاصيل عن ذلك في النصوص الملحقة). لكن نجاحها في تحقيق هدفها مرتبط بأمرين، الأول هو أن تعداد الوجود الشيعي في لبنان يقارب ثلث عدد السكان، الثلث الثاني من أهل السّنّة والثالث من المسيحيين. والثاني هو أن النظام السوري، بأجهزته الأمنية، هو الذي طوّع قادة الطائفة الشيعية، وهو الذي سهل سبل العبور الإيراني إلى لبنان. يعني ذلك أنه لولا العامل الداخلي لما أمكن للعامل الخارجي أن يفعل فعله. هذا ما تؤكده التجربة في البحرين وفي اليمن، أو في سواهما من البلدان العربية أو الاسلامية.

2-     حزب(أحزاب) الله ليس ظاهرة عابرة ولا هي غريبة عن مجتمعاتنا، فهو جزء عضوي من تكوين أوطاننا. حزب الله اللبناني هو حزب لبناني، وحزب الله العراقي هو حزب عراقي. وإن حاولت إيران أو سعت إلى إعطاء ثورتها طابعاً أممياً وإلى تصديرها إلى العالم القريب والبعيد، فإن مسؤوليتها عن أخطاء الأحزاب التي تدور في فلكها تتمثل في كونها قدمت النموذج ووفرت الامكانات المالية واللوجستية وعززت الروح المذهبية، وروجت لأسطورة الغيبتين الكبرى والصغرى وأحيت أسطورة الظهور، إلا أن المسؤولية الأولى تبقى على عاتق الأحزاب ذاتها. ذلك أن المشكلة متجذرة في عدم إيمان أحزاب الله الأصولية بأوطانها ككيانات نهائية، ولذلك لم يترسخ في ثقافتها مفهوم المواطنة والسيادة الوطنية، فالمصطلح في لغة الأحزاب القومية هو الأمة العربية أو الوطن العربي وليس الأوطان، وفي لغة الأحزاب الدينية هو الأمة الاسلامية أو أمة الولي الفقيه، وفي لغة اليسار الماركسي هو الأممية الاشتراكية. وقد تناول هذه المشكلة أحد رجال الدين الشيعة المتنورين، الشيخ محمد مهدي شمس الدين، في نص جميل نشر بعد وفاته تحت عنوان، الوصايا، يطلب فيه من الشيعة حيث يعيشون أن يكونوا مواطنين في أوطانهم وألا يغلبوا انتماءهم المذهبي على انتمائهم الوطني، أي أن يكونوا في لبنان لبنانيين أولاً، وفي البحرين بحرينيين أولاً وفي العراق عراقيين أولاً.

3-لا تتم معالجة حزب(أحزاب) الله بإلغائه. لأن سياسة الإلغاء بالقتل أو النفي أو السجن هي الأسلوب الذي أرست تقاليده قوى الاستبداد والأصوليات على أنواعها ضد خصومها. وهو أسلوب مآله الحرب الأهلية وتقويض الدولة

4-صحيح أن حزب الله حديث الولادة لكنه من سلالة "أحزاب الله" الراسخة في ثقافتنا وفي تاريخنا، ولا يمكن إن نقلب صفحة قرن بكامله، بل قرون، من التربية على الأصولية، بقرار أمني ولا بقرار سياسي، أو أن نطوي تلك الصفحة بين ليلة وضحاها، بل يحتاج الأمر إلى إعادة تأهيل جيل أو جيلين على الأقل ممن تربوا على المعتقدات وأهملوا المعرفة، وانحازوا إلى علم الغيب ضد المختبر واختاروا النص وأهملوا الاجتهاد. ولا يتم ذلك إلا بإخراج الدين من بطن السياسة. من غير أن نستعيد نقاشات عقيمة وصراعات وهمية بين الثنائيات المغلوطة: العلمانية والدين، الدين والدولة، التراث والحداثة، الأصالة والمعاصرة. ها هي البابوية في روما بألف خير، صار يحج إليها زعماء العالم للتبرك والتشاور، لكن، بعد أن أخرجت نفسها أو أخرجت عنوة من بطن السياسة، أي من التدخل في شؤون العلاقة بين المواطن والدولة.

5-يقوى حزب الله "أحزاب الله" كلما ضعفت الدولة ويضعف كلما قويت. لقد توفرت لحزب الله اللبناني ظروف ملائمة جداً، فبعد أن افتتحت اتفاقية القاهرة التشريع لسلاح المنظمات الفلسطينية خارج سلاح الدولة وعلى حساب سيادتها، استحصل النظام السوري على توكيل عربي شرّع بموجبه السلاح للأحزاب اللبنانية ثم حصل على توكيل دولي للإمساك بالورقة الفلسطينية وبالوضع اللبناني فاستخدمه في استنهاض الأحزاب المسلحة على حساب الدولة والقانون والمؤسسات. لقد تكررت هذه التجربة في كل من لبنان والأردن،( سلاح خارج الدولة) فما هو الدرس المستفاد؟ بين اتفاقية القاهرة ومجارز أيلول، إما الدولة إما الحرب الأهلية. وقد بات علينا أن نستنتج أيهما كان أكثر كلفة على الوطن؟ وجود الدولة أم عدمه؟ قوة الدولة أم ضعفها؟ الاستقواء بالدولة أم الاستقواء عليها؟

ربما كان مفيداً، في هذا المجال، أن نضيء على نقطة مهمة في تطور حزب الله اللبناني. فهو نشأ في خضم المعركة بعد دخول الجيش الاسرائيلي إلى العاصمة بيروت، يوم لم تكن تفوت أجهزة الأمن السورية شاردة ولا واردة. وهو تحوّل إلى قوة عسكرية فاعلة لا بفضل العامل الديني أو المذهبي ولا بفعل المعتقد الإثني عشري المنتظر عودة المهدي، بل هو استقوى بالأجهزة الأمنية السورية وقرارها، يوم حلت محل أجهزة الدولة اللبنانية. فهي التي كانت تحجب عنه السلاح إن خرج عن طاعتها، وهي التي لم تتردد في ارتكابها بحقه مجزرة ذهب ضحيتها خمسون من مقاتليه في "ثكنة فتح الله" في العاصمة، وهي التي أخرجته من بيروت وضاحيتها الجنوبية، ثم من الجنوب اللبناني كله عام 1987-1988 وحاصرته وحصرته في غابة صغيرة اسمها" مليتا"، شمال مدينة النبطية، في معركة شاركت فيها كل الميليشيات اللبنانية الموالية لسوريا، وكان شعارها: الجنوب اللبناني عربي وليس فارسياً، في إشارة إلى أن الأولوية في لبنان هي للدور السوري لا للدور الإيراني، الذي، مهما تضخّم، لن يحظى بالشرعية إلا بقرار من النظام السوري. ولم يفرج عن حزب الله ولم يسمح له بالخروج من تلك الغابة إلا حين أقر بأن عليه، حتى لو كان موالياً لإيران، أن يُخضع كل نشاطه اللبناني لقرار جهاز الأمن السوري.

المرحلة الثانية من حياة حزب الله بدأت بعد إبرام اتفاق الطائفٍ وبعد أن انهار الاتحاد السوفياتي وحلت إيران محله حليفاً لسوريا ومصدراً للتمويل والتسليح. عندذاك أفرج النظام السوري عنه، مرغماً إياه، بالاتفاق مع إيران، على التخلي، ولو شكلاً، عن مشروعه الديني، دولة الولي الفقيه الإسلامية، والدخول في بنية الدولة اللبنانية. في تلك المرحلة الذهبية احتكر حزب الله أعمال المقاومة بعد تراجع المقاومات الأخرى والقضاء عليها، فحظيت عملياته ضد جيش الاحتلال بدعم واحتضان شعبيين وبدعم رسمي من حكومة رفيق الحريري، آنذاك، الذي قام بجولة على مراكز القرار الدولي واستصدر في نيسان 1996 اعترافاً دولياً بأن مقاومة الاحتلال هي حق مشروع للشعب اللبناني لتحرير أرضه، وقد ترجم الاعتراف باتفاقية وقّعت عليها إسرائيل، بعد مجزرة قانا، تقضي بالتزام الطرفين، إسرائيل والمقاومة، بعدم التعرض للمدنيين. حتى في هذه المسألة كان النظام السوري صاحب القرار الفصل في الموافقة أو عدمها على أية اتفاقية.

نقطة أخرى قد تكون أكثر أهمية، وهي أنه لا حزب الله ولا النظام السوري كانا سعيدين بالانسحاب الاسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية المحتلة عام 2000، وكانا يعبران عن انزعاجهما بتكرار اتهامهما الجيش اللبناني بعدم جهوزيته وعم قدرته على حفظ الأمن في المناطق التي سينسحب منها الجيش الاسرائيلي، ما يؤكد حاجتهما الدائمة إلى عدو خارجي، وحاجتهما، مع بعض سوء الظن، إلى بقاء الاحتلال ولو على قطعة من الأرض، على طريقة النظام السوري في إرجائه ترميم مدينة القنيطرة وإبقائها مهدّمة بذريعة إبقاء الصراع حياً مع عدو خارجي، ولتبرير احتفاظ الميليشيات بسلاحها في لبنان على حساب الدولة اللبنانية. لقد تأكدت هذه الحقيقة الواقعة بسلسلة الذرائع التي ساقها حزب الله على التوالي، ليبرر تمسكه بالسلاح، بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، في البداية من أجل تحرير مزارع شبعا، ثم للمطالبة بالقرى السبع، ثم للدفاع عن المياه الجوفية التي قد تعمل إسرائيل على سحبها بالآبار، وصولاً إلى حاجته إلى السلاح دفاعاً عن السلاح حين اجتاح بيروت في السابع من أيار عام 2007. وبعد تورطه في الحرب الأهلية في سوريا ساق سلسلة أخرى من التبريرات انتهت بالمجاهرة بولائه لدولة الولي الفقيه، مرفقة بمنشورات تحكي عن علامات الظهور، أي ظهور المهدي في الحجاز، وهو ما قد يفسر تورطه والتورط الإيراني المباشر في الحرب الأهلية اليمنية.

نعم. الدولة هي الحل. يبقى السؤال: أية دولة؟ طبعاً هي ليست الدولة الدينية، ولا الدولة القومية، ولا الدولة الاشتراكية. إنها الدولة التي ولدت مع الحضارة الرأسمالية وتعددت تسمياتها. هي الدولة المدنية أو العلمانية أو دولة الحق أو الدولة - الأمة. تعدد التسميات كان مدخلاً إلى صراعات لبنانية اتخذت شكلاً طائفياً في البداية ومذهبياً في المرحلة الأخيرة، مع تصاعد قوة حزب الله في لبنان. والحقيقة أن القوى السياسية وظفت التنوع الطائفي واستخدمته سلاحاً لحماية مصالحها ولتكريس صيغة مبتكرة من أنظمة الاستبداد مغلفة بديمقراطية مزيفة وانتخابات يتم فيها اختيار الحاكم بالتعيين لا بصناديق الاقتراع. دليلنا على ذلك أن البلدين الأكثر تعدداً وتنوعاً دينياً وإتنياً ولغوياً في العالم هما الهند والولايات المتحدة الأميركية، لكن التنوع فيهما مضبوط بالقانون والدولة، بينما هو مصدر صراعات وحروب أهلية في البلدان التي لا يحترم فيها القانون، رمز سيادة الدولة.

العالم كله دخل في الحضارة الرأسمالية بأشكال شتى من باب الاقتصاد أو من باب الثقافة. الباب السياسي ما زال موصداً في عالمنا العربي. الحل هو في الدخول إلى الحضارة الرأسمالية من بابها السياسي، من باب الدولة. الدولة هي الحل. بديلاً عن التسميات المتنازع على معانيها ومدلولاتها، الدولة هي دولة القانون والمؤسسات وتداول السلطة. دولة الكفاءة وتكافؤ الفرص. ولا يهم المواطن عندئذ من يكون الرئيس والوزير والمدير العام. وسيادة الدولة ليست سوى سيادة القانون على حدودها وداخل حدودها. ولا سيادة للدولة بوجود ميليشيات مسلحة تنتهك القانون والحدود.

وجود الدولة الحديثة مرتبط بوجود الوطن. مفهومان أو مصطلحان يعود ميلادهما إلى ما بعد الثورة الفرنسية بقليل، يوم تكونت خارطة الأوطان في أوروبا، ثم جاءت الرأسمالية لترسم خرائط الأوطان في العالم العربي في فترة الاستقلال، أي في أعقاب الحرب العالمية الثانية. الأصوليات على أنواعها، أي أحزاب الله، لم توافق على وجود أوطان أو أقطار عربية، فنادت الأحزاب القومية بالأمة العربية والوطن العربي الواحد بدل الأوطان، والأحزاب الدينية بالأمة الإسلامية واليسارية بالأممية. فيما لم توافق أصوليات أخرى على فكرة الدولة الحديثة، وبدل أن ترسي دعائم دولة القانون والمؤسسات، أقامت الدولة الأمنية وأعلنت الأحكام العرفية واستخدم بعضها الصراع العربي الاسرائيلي ذريعة لإلغاء الديمقراطية وقمع الحريات وتحويل الجمهوريات الحديثة إلى جمهوريات وراثية ، خصوصاً في البلدان التي انفجرت فيها انتفاضات الربيع العربي.

من يبني الدولة؟ استناداً إلى التجارب الدموية التي عصفت ببعض البلدان العربية، يمكن القول إن العالم العربي يحتاج إلى تحصين الوحدة الوطنية في كل بلد من بلدانه، لأن أول ما تستهدفه الأصوليات وأحزاب الله هو زعزعة هذه الوحدة التي لا سبيل إلى تحصينها بغير سيادة الدولة أي سيادة القانون. وقد بات من المؤكد أن الاستبداد أكثر كلفة من التغيير السلمي الديمقراطي، لأن مآله الحروب الأهلية. فإذا كانت الثورة على القديم أمراً تحتمه ضرورات التاريخ والتطور، فإن الحكومات المتنورة مطالبة بالعمل إدخال بلدان العالم العربي إلى رحاب الحضارة الرأسمالية من الباب السياسي، من باب الدولة والدستور والقوانين والإدارة الحكيمة والشفافية وحماية حقوق الأنسان الفرد في التعبير والتفكير والمعتقد، الخ ... ومن خلال التأسيس لوعي جديد وقراءة جديدة لتاريخنا، ومن خلال الاستثمار في حقل العلم وتعزيز التعليم الجامعي ومراكز الأبحاث والاستفادة من منجزات العلوم الوضعية. لعل ذلك يشكل أقصر الطرق لتفادي العنف والثورات الشعبية المسلحة.

يبقى السؤال الأساسي: ما علاقة الدين بالأصوليات؟

ربما أكون قد قدمت نصف إجابة عن السؤال من خلال فرضيتي التي حاولت إثباتها في هذا النص، وفي جميع كتاباتي السابقة، وهي الفرضية التي جمعت فيها كل الأصوليات الدينية والقومية واليسارية تحت مسمى واحد هو "أحزاب الله"، وهي تسمية تنطوي على دلالة مزدوجة، الأولى هي أن التشدد والتزمت والتعصب للأفكار ورفض الآخر وتكفيره ليست حكراً على المنتمين إلى منظمات الاسلام السياسي، والثانية أن في الفكر القومي أو الفكر اليساري أو أي فكر آخر من المقومات ما يجعله قابلا للتحول إلى دين، بمجرد إضفاء طابع القداسة على النص أو على حامله أو على كليهما. ذلك أن من خصائص المقدس أنه لا يقبل النقاش ولا يقبل الاختلاف، وأن التعرض له مجلبة للعنف المادي كالقتل، أو المعنوي كالتكفير، وهو ما اقترفته كل الأصوليات في التاريخ، من محاكم التفتيش الكنسية إلى الحروب الدينية في أوروبا، ومن الفتنة الكبرى في التاريخ الاسلامي إلى الصراع السني الشيعي المعاصر وداعش وحزب الله والحشد الشعبي، ومن مجازر ستالين إلى المجازر الكيماوية في العراق وسوريا.

كل هذا العنف ناجم عن الاعتقاد بأن التعرض للقداسة أمر لا يحتمله من يؤمن بالمقدس، لا عقلاً ولا تخيلاً ولا في الواقع، وبأن الآخر المختلف لا يملك حق الاختلاف. هذا هو بالضبط تعريف الاستبداد( المستبد لغة هو الذي يقرر وحده ولا يستشير أحداً ولا يستمع إلى رأي سواه). لقد استخلصت من هذه الملاحظة فرضية أخرى بديلاً من الفرضيات السائدة عن المخاطر التي تهدد الأمة العربية. هل هي مخاطر "الغزو الخارجي" و"الحضارة المادية" و"المطامع الإيرانية" و"العنصرية الصهيونية" و"المكائد الاستعمارية" و"التوحش الرأسمالي"؟ قد تكون كلها مخاطر محتملة أو حقيقية، لكن لا الأمة مجتمعة ولا الأوطان منفردة تمكنت في السابق ، ولا هي قادرة اليوم، وأظن أنها لن تكون قادرة في المستقبل على مواجهة هذه المخاطر، لأن أوطاننا مهددة بمصائرها وبالوحدة الوطنية في كل منها، وموضوعة أمام خيار إلزامي، إما رفض الآخر المختلف، ونموذجه النظام السوري وشعاره، الأسد إلى الأبد، إما الحروب الأهلية. هذا ما حصل في لبنان والجزائر وليبيا واليمن وسوريا والعراق، إضافة إلى مصر، وتونس بنسبة أقل، اللتين وقفتا على حافة الحرب الأهلية. وأخطر أنواع الاستبداد، بحسب الكواكبي، هو الاستبداد الديني.

التنوع الديني والمذهبي في لبنان هو يميزه عن سائر البلدان العربية. ويعتقد الكثيرون أن الصراع فيه ناجم في جزء كبير منه عن هذا التنوع ولهذا تسود في اللغة السياسية مصطلحات قد لا تكون صالحة في بلدان أخرى، مثل الطائفية والصراع الطائفي والصراع المذهبي والطائفية السياسية والاقطاع السياسي.

إننا نميل إلى الاعتقاد أن النص الديني ليس هو المسؤول عن الحروب، لا في لبنان ولا في سواه، بل البشر الذين يستخدمون النص ويستظلون به ويتذرعون به ويقتطعون لأنفسهم منه بعضاً من قداسته. كما نميل إلى الاعتقاد بأنه لا العودة إلى النقاشات المستفيضة في الفقه والتفسير والتأويل والاجتهاد، ولا تكرارها ( ابن كثير، القرطبي، الطبري، السيوطي، الزمخشري، الرازي، تفسير الجلالين، وصولاً إلى تفسير الشيخ محمد جواد مغنية، على سبيل المثال)... ولا معاودة التعمق فيها وتحليلها على ضوء المناهج الحديثة ( محمد عابد الجابري، محمد أركون، الطيب تيزيني، حسين مروة، جورج طرابيشي...) ليست المدخل الصالح لتحليل دور الدين في الصراعات المندلعة. ولعلنا نستفيد من تجربة الدين المسيحي في هذا المجال.

بعد أن قادت الكنيسة، بالتعاون مع مملكة إسبانيا، حروبها ضد السلطنة العثمانية، ثم مع حركة الاصلاح الديني البروتستانتي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، انكفأت بقوة الثورة الرأسمالية، بل أرغمها نابليون بونابارت على الانكفاء إلى داخل حدود الفاتيكان. الفارق كبير بين صورة البابا المحارب الذي دمرت حروبه أوروبا وشردت شعوبها، وصورة البابا الحالي، رأس الكنيسة الكاثوليكية، القائل بمصالحة الكاثوليكية مع الآخر المختلف، وخصوصاً مع البروتستانتية، التي كان لها، برأي البابا فرنسيس، فضل على الكنيسة، لأنها هي التي طالبت بإخراج الدين من بطن السياسة، والقائل بالمصالحة مع الأديان الأخرى ولا سيما الاسلام.

في الحقيقة، لم تنسحب الكنيسة من تفكير المسيحيين، حتى في فرنسا البلد الأكثر تشدداً أو تعسفاً بعلمانيته، إن صح القول. بل هي تخلت عن تدخلها في تنظيم شؤون العلاقات بين المواطن والدولة، وتفرغت لإدارة الشؤون الروحية لدى المؤمنين، كما أنها ألغت من قاموسها قضية التكفير وأذعنت للقانون الوضعي الذي يحمي حق الانسان الفرد في الحرية، حرية التفكير والتعبير والمعتقد، التي نصت عليها شرعة حقوق الانسان والاعلان العالمي لحقوق الانسان، والتي تضمنها الدستور الفرنسي الذي نص على حق الإيمان وحق الالحاد، والدستور التونسي الذي نص على حرية الضمير.

الكنيسة الاسلامية مطالبة بخطوة مماثلة. نضرب مثلا على ذلك موقف الأزهر من قضيتين حديثتين. الأولى وقوفه ضد تكفير داعش لأنه ضد مبدأ التكفير، وهذا من إنجازاته النظرية، لكنه لم يتأخر في اتخاذ قرار بتكفير النظام التونسي برمته، بحجة خروج التشريعات البرلمانية، بحسب تعبير الأزهر، على مبادئ الإسلام. لم يعد الموقف من قضية التكفير، في نظر الأزهر، قضية مبدئية، بل هو يستخدمها، حين يحتاج الأمر، سلاحاً ضد من يتعرض لسلطته الفقهية في التأويل والاجتهاد.

ونضرب مثلاً آخر موقف نظام الملالي من قضية ظهور المهدي. لا تتورع السلطة السياسية عن تكفير من يخالفونها الاعتقاد بأن المهدي المنتظر غاب وسيظهر لينشر العدل بين الناس. الباحث العراقي عبد الغني الملاح نشر كتاباً بعنوان، المتنبي يسترد أباه، وفرضيته في هذا الكتاب هو أن المتنبي هو إبن المهدي المنتظر، وهي فرضية تدحض كل هذه السردية الشيعية القديمة. كتاب آخرون يرون أن فكرة المهدي موجودة في كل الديانات، ومن بينها المسيحية التي تنعت المسيح بالمخلّص.

ما يبدو كأنه حروب بين المعتقدات، هو في الحقيقة حروب تخوضها سلطات سياسية أو دينية ضد من يخالفها الرأي. إذن هي حروب سياسية حتى لو لبست لبوس الدين أو استظلت به. إنها دفاع عن السلطة، السلطة السياسية أو الفكرية أو الاقتصادية. يقول الباحث خالد زيادة إن علماء الدين في دمشق حرّموا المطبعة، مع أن أول كتاب طبع عليها هو القرآن؛ علي عبد الرازق أخرج من الأزهر بطلب من الملك فؤاد، وعاد إلى الأزهر بعفو من الملك فاروق، والسبب هو أن هذا الشيخ الأزهري نشر كتاباً عن "الإسلام وأصول الحكم" يرى فيه أن الخلافة ليست أصلاً من أصول الإسلام؛ الشيخ محمد عبده دخل بقرار من الخديوي ليشرف على عملية التجديد الديني في الأزهر ثم أخرج من الأزهر بقرار من الخديوي ليموت غماً عن ستة وخمسين عاماً. وهو القائل:

ولكن ديناً كنت أرجو صلاحه أحاذر أن تقضي عليه العمائم

الشيخ محمد مهدي شمس الدين، رداً على المطالبين بأن الاسلام هو الحل، طالب بقيام دولة بلا دين (في ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة: التطبيع. بيروت، مركز أفق للصحافة والعلاقات العامة، من دون تاريخ، ص98). وجاهر بموقفه المعارض لولاية الفقيه، وكتب في وصاياه محذراً الشيعة من تفضيل الانتماء الديني على الانتماء الوطني؛ السيد هاني فحص قرع المسيحيون أجراس كنائسهم لتكريمه بعد موته. المطران جورج خضر يروي عن رجل مسيحي من طرابلس أن ما افتقد إليه في الغربة هو صوت أذان الفجر.

سقت هذه الأمثلة عن العلاقة بالآخر، والخلاصة منها واحدة، هي تلك التي صاغها علي بن أبي طالب ببلاغة: القرآن لا ينطق بنفسه إنما يحتاج إلى رجال. الأمر لا يتعلق إذن بالنص بل بقراءة النص. وبلغة الألسنية يمكن القول إن النص ليس صاحب سلطة إلا بعد عملية ذهاب وإياب بينه وبين المتلقي، أي قارئ النص، الذي يحوله إلى سلاح في يده، أي إلى سلطة ، تصديقاً لقول المتنبي:

كلما أنبت الزمان قناة ................. ركب المرء في القناة سنانا

لا حل لهذه المعضلة إلا بالقانون. من حق العاملين في حقل الدين، ولاسيما أصحاب السلطة منهم، أن يؤمنوا كما يشاؤون، لكن ليس من حقهم أن يفرضوا على الآخرين ما يؤمنون به، وليس من حقهم أن يمارسوا عليهم أية سلطة، لأن علاقة الانسان بربه ومعتقده علاقة فردية، وعلاقة المواطن بالدولة يحكمها القانون.

لم يكن الدين عائقا أمام التطور في التاريخ. العائق دائماً هم رجاله، وهي المؤسسات الدينية التي تزعم النطق باسم الدين وتسرق القداسة من الدين لتحيط نفسها به. هذه المؤسسات لا مصلحة لها ببناء الدولة. ولأن لها قوانينها فهي بمثابة دولة داخل الدولة وتتقاسم معها السلطة والسيادة لأن السيادة ليست سوى سيادة القانون. وبهذا المعنى، يمكن القول، مع بعض المبالغة، إن حزب الله يفضل التخلي عن السلاح على التخلي عن سلطة رجال الدين.

ملاحظة أخيرة. نميل إلى الاعتقاد بأن مناهج التحليل القديمة ليست صالحة لقراءة نقدية. حتى رجال الدين المتنورون الراغبون في تجاوز الماضي ومعالجة أزمات الأمة، الذين امتلكوا الجرأة في مواجهة الجمود العقائدي، وزودوا المكتبة باجتهادات مبتكرة ومعاكسة لمجرى التيار المهيمن في الفقه والدراسات الدينية والحوزوية، حتى هؤلاء لا يستطيعون استكمال مهمتهم النقدية بسبب وصول المنهج، هو الآخر، إلى حدوده التاريخية.

الحل بالدولة. لأن الدولة وحدها لا تتمتع بحصرية استخدام السلاح فحسب ، بل بحصرية القضاء وبحصرية القوانين . وحدة الدولة والوطن تعني وحدة القانون ومساواة المواطنين تحت سقف القانون.

هذه الدولة هي دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص، هي دولة الحريات والديمقراطية وتداول السلطة. ينطبق هذا على لبنان وعلى إيران وعلى سائر البلدان التي دخلت إلى الحضارة الرأسمالية من أبواب شتى إلا من الباب السياسي.

*الكاتبة والاستاذة الجامعية اللبنانية هلا رشيد أمون تعدد، في كتابها الصادر حديثا في بيروت "العنف، المقدس ، السلطة" الخلفيات التاريخية والسياسية والاجتماعية والفكرية والدينية التي أدت إلى انفجار موجات العنف بالترتيب التالي : ظهور جماعة الخوارج بعد موقعة التحكيم بين علي ومعاوية،ولادة المدرسة السلفية على يد الشيخ السعودي محمد بن عبد الوهاب، سقوط الخلافة الاسلامية، قيام دولة إسرائيل، انقلاب جمال عبد الناصر، هزيمة حزيران، أزمة الهوية العربية، نشوء تنظيم الإخوان المسلمين، فشل العقائد والإيديولوجيات القومية والعلمانية، نجاح الثورة الإيرانية، الاجتياح السوفياتي لأفغانستان، الغزو الأميركي للعراق، اندلاع الثورات العربية

*قدم النص كمساهمة في ورشة العمل المنعقدة في دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ27 شباط 2018، وهو بعض من المقدمة التي أعدها لكتابي الذي سيصدر قريباً تحت عنوان " أحزاب الله" وقد نشرت أجزاء واسعة منها في موقع الحوار المتدن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى السفيرين الفرنسي والايراني وملكة جمال لبنان فوشيه: مؤتمر سيدر في موعده في نيسان المقبل

الخميس 01 آذار 2018 /وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع دبلوماسية وانمائية واجتماعية.

السفير الفرنسي

ديبلوماسيا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سفير فرنسا برونو فوشيه، يرافقه المستشار الاول في السفارة ارنو بيشو. واوضح السفير فوشيه بعد الزيارة، انه بحث مع رئيس الجمهورية في العلاقات الثنائية اللبنانية - الفرنسية وسبل تطويرها. واعلمه أن "مؤتمر "سيدر" لدعم لبنان سوف ينعقد في موعده في 6 نيسان المقبل في باريس، على ان يعقد الاجتماع التحضيري له على مستوى كبار الموظفين في 26 آذار الجاري في العاصمة الفرنسية". واشار فوشيه الى ان "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ارجأ الزيارة التي كان ينوي القيام بها للعراق ولبنان في النصف الاول من شهر نيسان المقبل، الى وقت آخر بسبب ارتباطات سابقة"، موضحا ان "الزيارة الرئاسية الفرنسية قائمة لكن موعدها سوف يتحدد لاحقا".

السفير الايراني

دبلوماسيا ايضا، استقبل الرئيس عون، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد فتحعلي يرافقه القائم بالاعمال في السفارة محمد صادق فضلي، وتم خلال اللقاء عرض "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها". واوضح السفير فتحعلي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية "تثمن عاليا جهود الرئيس عون وحكمته في ادارة شؤون لبنان، كما تنوه بالانجازات التي تحققت خلال السنة الاولى من العهد والتي طالت مجالات عدة".

ملكة جمال لبنان

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير السياحة اواديس كيدانيان، ملكة جمال لبنان الانسة بيرلا الحلو، التي اطلعت رئيس الجمهورية على برنامج عملها "الذي يركز على دعم المرأة والدفاع عن حقوقها المشروعة، اضافة الى اهتمامها بالبيئة وبالنشاطات الانسانية والسياحية". وتمنى الرئيس عون للحلو التوفيق في مهمتها، معتبرا ان دورها "اساسي في الترويج للبنان وللوجه السياحي والحضاري فيه لا سيما في المحافل الدولية".

سمير صفير وجو خوري

واستقبل الرئيس عون، الملحن سمير صفير ورجل الاعمال جو خوري، اللذين اطلعاه على "الحملة الترويجية التي يتم تنظيمها، تحت عنوان " صوتك للانتخابات" والتي ستنطلق قبل شهر ونصف الشهر من موعد الانتخابات النيابية، ويشارك فيها فنانون ومثقفون ورياضيون ونقابيون سوف يركزون على اهمية المشاركة في الانتخابات تحت عنوان "صوتك يحدد مصيرك". وقد نوه الرئيس عون ب"اهداف الحملة وبمعديها ومنفذيها، لا سيما وانها في اطار التوعية على اهمية مشاركة اللبنانيين في الاقتراع النيابي في شهر ايار المقبل".

 

بري استقبل فرعون والخير شورتر: من المهم جدا أن تحدث الانتخابات في 6 أيار كما هو مقرر

الخميس 01 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة السفير البريطاني هيوغو شورتر، وعرض معه الاوضاع في لبنان والمنطقة. وبعد اللقاء، وزعت السفارة التصريح الآتي: "التقيت الرئيس بري وكانت فرصة لمناقشة علاقاتنا الثنائية القوية بين لبنان وبريطانيا والانتخابات النيابية المقبلة، فضلا عن التطورات الإقليمية. ولا يزال من المهم جدا أن تحدث الانتخابات في 6 أيار كما هو مقرر. انها لخطوة إلى الأمام ان تتضمن لائحة حركة أمل مرشحة. وأنا مسرور ان رئيس مجلس النواب يواصل دعم زيادة تمثيل المرأة في المجلس النيابي. وهذا أمر أعرف ان الكثير من اللبنانيين يأملون به.

أنا أومن بأن العمل على الوصول الى 30% من المرشحات على القوائم الانتخابية السياسية يبقى هدفا رئيسيا لضمان مشاركة المرأة في الحياة السياسية".

فرعون

ثم استقبل وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون وبحث معه في الوضع العام والانتخابات النيابية.

الخير

وبعد الظهر، استقبل بري رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير الذي قال بعد الزيارة :"تشرفت بلقاء دولة الرئيس الذي لا بد ان نزوره بين وقت وآخر للبحث معه في كل الامور خصوصا انه صمام الامان للوطن. وتناولنا موضوع الانتخابات الذي هو حديث الساعة ، ودولته كان رأيه دائما هو الصواب ويخدم الوطن والمواطن. وشكرنا دولته ايضا لاهتمامه الدائم بالشمال، وعرضنا له بعض مطالب الشمال والمنية والضنية، وطالبنا بفتح مكتب للضمان الاجتماعي في المنية".

 

الوفاء للمقاومة: لإقرار الموازنة قبل الانتخابات وزيادة التغذية في الكهرباء واعتماد المناقصات لبت العروض

الخميس 01 آذار 2018 وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

وأصدر المجتمعون على الأثر البيان الآتي: "بعدما جرى عرض عام لأبرز التطورات والأحداث في لبنان والمنطقة، ولأهم المواقف الدولية ذات الدلالة والانعكاس على الأوضاع الاقليمية والمحلية، أبدت الكتلة ارتياحها الى سير التحضيرات الجارية من الوزارات المعنية والقوى السياسية واللبنانيين عموما لملاقاة استحقاق الانتخابات النيابية وانجازه في موعده المقرر. وأعربت الكتلة عن شجبها لأي تدخل خارجي في الشأن الانتخابي الداخلي، وأكدت ان كل محاولات التحريض السياسي او الاستخدام غير المشروع للمال السياسي لن تثني اللبنانيين عن تمسكهم بالمرشحين الملتزمين خيار المقاومة.

وإثر تداول بعض المسائل المحلية والاقليمية خلصت الكتلة الى ما يأتي:

1- تؤكد الكتلة أهمية اسراع الحكومة في اقرار الموازنة العامة للعام 2018 واحالتها على المجلس النيابي لاقرارها واصدارها قبل موعد الانتخابات النيابية مع التشديد على ترشيد الانفاق والحؤول دون مفاقمة العجز.

2- تدعو الكتلة الحكومة اللبنانية الى تأمين زيادة التغذية في الكهرباء واعتماد ادارة المناقصات لبت العروض المطروحة ومدى مطابقتها للقوانين وللمصلحة اللبنانية، وتذكر بأن عروضا جديرة بالاهتمام قدمتها للبنان دول عربية واقليمية لتأمين الكهرباء للبنان، ولا نرى أي مبرر سياسي وطني لطي صفحة تلك العروض، خصوصا انها لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

3- إذ تبدي الكتلة قلقها من الجرائم التي طالت لبنانيين في المغتربات، منهم طلاب متفوقون في اختصاصات حساسة، فإنها تابعت القضية مع وزارة الخارجية والادارات المعنية، وتنبه الى ضرورة حماية الطاقات الاغترابية والعلمية اللبنانية في الخارج.

ي العالم، وترى ان استمرار الحصار الشامل المفروض على اليمن، وانتشار وباء الكوليرا بين الأطفال وتهديد الملايين من اليمنيين بالجوع لفقدان الأغذية والأدوية المطلوبة، والصمت الدولي المطبق على هذا الوضع المأساوي هو مبعث إدانة متواصلة للقائمين على سياسات هيئة الأمم المتحدة والقوى الدولية المؤثرة في تحريك تلك السياسات.

5- تدين الكتلة قرار الرئيس الأميركي تحديد منتصف شهر أيار المقبل موعدا لنقل سفارة الادارة الاميركية الى القدس، وتعتبر الاصرار على هذا العدوان الاميركي لا يستولد إلا مزيدا من القرارات العدوانية، ولن يكون وعد ترامب أقل تهديدا للسلم والاستقرار الاقليميين من وعد بلفور المشؤوم.

وتدين الكتلة الحملة العدوانية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والاجراءات التعسفية التي فرضها العدو الصهيوني على الكنائس والاديرة، ما أدى الى اقفال كنيسة القيامة، وترى في هذه الاجراءات عملية تهجير منظمة لمسيحيي القدس بغية تهويدها والقضاء على طابعها الديني المتنوع".

 

الراعي استقبل محمود عواد ومحافظي جبل لبنان والبقاع وزوارا

الخميس 01 آذار 2018 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، النائب السابق محمود عواد الذي اشار بعد اللقاء الى ان "الزيارة ضرورية لإلتماس بركة صاحب الغبطة واستئذانه للترشح للانتخابات النيابية المقبلة".

وتابع: " لطالما تميزت منطقة جبيل بطابعها السلمي وتطبيق صيغة التعايش الإسلامي المسيحي فيها على مر السنين. ونحن نؤكد بدورنا أهمية استمرار هذا النهج لأن ما يجمع بين ابناء المنطقة هو رابط تاريخي وطني عريق اثبت في مختلف الظروف والأوقات قوة تراصه ولحمته لمواجهة اي خلل ممكن".

وختم: "استمعنا الى رأي البطريرك الراعي وسألناه منحنا بركته لترشيحنا تحت شعار الإعتدال لأن منطقتنا لا يمثلها الا الإعتدال وهي غنية بالطاقات البشرية من جميع المستويات."

ثم التقى البطريرك الراعي المحرر والأستاذ المحاضر في قضايا الشرق الأوسط لوك بالبونت من جمعية l'oeuvre d'Orient وكانت قراءة لوضع المسيحيين في الشرق الأوسط ولنتائج الزيارة التي قام بها البطريرك الى المملكة العربية السعودية في شهر تشرين الثاني الماضي بالاضافة الى اجواء مؤتمر فيينا حول الأديان الذي شارك فيه. ثم استقبل محافظي جبل لبنان محمد مكاوي والبقاع القاضي كمال ابوجودة في زيارة بروتوكولية بعد استلامهما لمهامهما الجديدة، ثم رئيس مؤسسة "اوكسيليا" غسان سعد الذي عرض لأبرز نشاطات المؤسسة.

 

المجلس الأعلى للروم الكاثوليك دعا أبناء الطائفة للاقتراع بكثافة: على الحكومة تخفيض عجز الموازنة ومكافحة الهدر

الخميس 01 آذار 2018 /وطنية - عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك إجتماعها الدوري في المقر البطريركي في الربوة، برئاسة البطريرك يوسف العبسي وحضور نائب الرئيس وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، وزير العدل سليم جريصاتي، الأمين العام المهندس لويس لحود وأمين الصندوق فادي سماحة والأعضاء، ودرست جدول أعمالها المقرر، ثم بحثت في الأوضاع السائدة في لبنان والمنطقة. وأمل المجلس في بيان، "إنجاز الإستحقاق الإنتخابي المنتظر في أفضل الظروف، وتأمين مناخات الحرية والشفافية كي تكون هذه الإنتخابات فرصة للمواطنين لاختيار ممثليهم في الندوة البرلمانية، وتجديد الحياة السياسية بما يعبر عن آمال اللبنانيين وتطلعاتهم"، مشددا على "ضرورة أن يقبل أبناء الطائفة على الاقتراع بكثافة، خصوصا في الدوائر التي كان يشكو أبناؤها من عدم تأثير صوتهم الانتخابي". ودعا "الحكومة وبمناسبة درس مشروع موازنة العام 2018 الى تخفيض العجز الكبير في أرقامها ومكافحة الهدر والفساد، والتحضير لمؤتمرات الدعم للبنان من خلال وضع أولويات للمشاريع المطلوبة، ومعالجة الملفات الحياتية الأساسية وعلى رأسها الأقساط المدرسية في المدارس الخاصة ورواتب المعلمين في هذه المدارس، ومسألة الكهرباء التي تتسبب بعجز إضافي وإستنزاف للخزينة من دون وضع حل جذري للمعالجة، بالاضافة إلى أزمة النفايات التي لا بد من اعتماد خطة علمية للتعامل معها وفق أفضل معايير الصحة والسلامة، والإلتفات إلى تزايد البطالة في صفوف الشباب، خاصة من بين خريجي الجامعات مما يدفع العديد منهم للهجرة". ورأى "في موقف المسؤولين من مسألة حق لبنان في استثمار ثروته النفطية في البلوكات النفطية ورفض إقامة إسرائيل جدار الفصل على الأراضي اللبنانية، موقفا وطنيا وسياديا مع أمل المعالجة عبر الوساطة الدولية بما يحفظ حقوق لبنان". وناشد "المجتمع الدولي العمل لوقف الحرب والقتال في سوريا والعمل على إيجاد تسوية سلمية تحفظ وحدة سوريا ووحدة شعبها وتعيد أبناءها النازحين إليها". وأشار الى أن البطريرك العبسي، "أطلع أعضاء المجلس الأعلى على أجواء لقاء آباء سينودس كنيسة الروم الكاثوليك مع قداسة البابا، والكلمة التي ألقاها قداسته ودعا فيها الأساقفة إلى البحث عن أفضل السبل لمساعدة المؤمنين وأبناء الكنيسة وقيادتهم إلى حيث المسيح، والبقاء إلى جانبهم كي يبقوا في أرضهم، خاصة في هذه المرحلة التي يتعرض فيها أبناؤنا المسيحيون لشتى أنواع القهر والتهجير".

 

جنازة والدة عوده تقدمها ممثلو عون وبري والحريري كرياكوس ممثلا يازجي: كانت الاكثر صبرا وتفانيا وضميرها المسيحي كان يقودها إلى كل عمل صالح

الخميس 01 آذار 2018 /وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده صلاة الجناز لراحة نفس والدته المرحومة جورجيت متى الخوري، ارملة المرحوم جرجي الياس عوده، عند الأولى بعد ظهر اليوم في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، بمشاركة لفيف من المطارنة تقدمهم متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أفرام كرياكوس ممثلا بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق يوحنا العاشر يازجي الموجود في قبرص، يوحنا بطش، انطونيوس الصوري، الياس الكفوري، باسيليوس منصور، نقولا بعلبكي، قسطنطين كيال، ثيوذورس غندور، موسى الخوري، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والقائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس.

وشارك في خدمة الجنازة كهنة أبرشية بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس وشمامستها وكهنة وشمامسة من سائر أبرشيات الكرسي الأنطاكي، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب عاطف مجدلاني ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزراء التربية والتعليم العالي مروان حماده، الدفاع الوطني يعقوب الصراف، الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، رومل صادر ممثلا رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والنواب: انطوان سعد، غسان مخيبر، باسم الشاب، رياض رحال، نضال طعمة، ونايلة تويني، العميد الركن غبريال الصانع ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، الوزراء السابقين: سمير مقبل، بشارة مرهج، ريمون عوده، طارق متري، رمزي جريج، منى عفيش، نقولا الصحناوي، ونقولا نحاس، النائب السابق مروان ابو فاضل، العميد نعيم الشماس ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد بسام ابو فرح ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، رئيس فرع مخابرات بيروت العميد طوني فارس، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، والمطارنة: متروبوليت بيروت للروم الكاثوليك كيرللس سليم بسترس، جورج قصارجي، دانيال كورية، رئيس الطائفة الانجيلية القس سليم بدر، رئيس الطائفة القبطية الاب رويس الاورشليمي، مسعود الأشقر، دافيد عيسى وعائلة الفقيدة ولفيف من الكهنة وحشد من المؤمنين.

كرياكوس

وتلا المطران مطر الانجيل، وأبن الفقيدة المطران كرياكوس بكلمة جاء فيها:"كلفني صاحب الغبطة يوحنا العاشر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق بأن أنقل تعازيه الحارة الى أخينا العزيز سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس، والى أخوته وأخواته الأحباء وسائر أفراد العائلة بفقيدتهم الغالية التي يسأل الرب أن يتغمدها برحمته ويمتعها برؤية نور وجهه مع الأبرار والصديقين.عرفتها وهي تصلي، عرفتها وهي مع بناتها في الكنيسة، في الدير أثناء القداس الإلهي، في بيوت الرعية خلال السهرات الإنجيلية: نعم، إن صلاة الأم تقتدر كثيرا عند السيد.

كيف لا يتأثر الولد، مهما طاش، من صلاة أمه الحارة؟! الصلاة تنقلنا إلى عالم آخر، إلى عالم الله، وهي، في الوقت نفسه، تهذب تصرفاتنا كلها.

يظهر أثرها في اعمالنا، لا بل أيضا على وجوهنا "ليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السموات" (مت 5: 16). يقول أيضا الكتاب المقدس: "من ثمارهم تعرفونهم" (مت 7: 20).

يقول أحدهم في الكنيسة إن الله عندما أراد أن يتجسد، أن يصبح إنسانا مثلنا، ولد من أم من دون أب، ذلك كأنه في حاجة إلى حنان أم، ذلك عندما أتت العذراء مريم والدة الإله بالرب يسوع المسيح وأصبحت عروس الله. هكذا تشبهت "أم الياس" في صلاتها وفي حياتها بالعذراء مريم، وكانت عروسا لله.

إن الصلاة المستمرة تصبح خلقا أزليا، أعني مشاركة الله في الخلق، فهي بهذا كله يفوق ثمنها كل فن وكل علم. توصلك بالله دون أن تترك العالم. نحضن بها آلام الناس وأفراحهم. تشفي أهواءهم وتعصب جراحاتهم. تضمد وتشفي الجراحات بدواء النعمة الإلهية.

لقد اعتنقت جورجيت، أم الياس، حياة بسيطة على مثال سيدها الذي قال: "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات". ما سلاحها إلا الصلاة مرفقة ببذل النفس أولا في عائلتها وأيضا في سبيل الذين من حولها: لقد حافظت على ضميرها المسيحي الذي كان يقودها إلى كل عمل صالح. حققت دعوة الرب القائل كما ذكرنا سابقا: "ليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات، وأيضا: من أراد ان يكون فيكم أولا فليكن للكل خادما" (مت 20: 26).

أجسر أن اتكلم باستقامة حتى لا أخون ضميري وأسيء إلى تلك النفس النقية التي حرصت ان ترضي ربها قبل كل شيء: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يُعطي فداء عن نفسه"؟!

الكلام مقصر عن التعبير بما يليق بهذه النفس الطاهرة العائشة في وسط عالم ينزلق أكثر فأكثر إلى الرذيلة وقساوة القلب والدهرية المقيتة. من عرف جورجيت، أم الياس، أكثر من أهلها؟ من عرفها أكثر من أهل بلدتها أنفه؟! أكثر من زاوية حيها وكنيستها؟! إسألوا عنها جيدا، تحققوا من هذا الكلام، لن تجدوا إلا الوجه المستقيم ونحن ننادي باستقامة الرأي في هذه الأيام!

البطل هو الذي يعيش في حياته اليومية حياة مستقيمة في عائلته، في مهنته، لا خلقيا فحسب بل تمجيدا لربه الذي خلقنا. ترى! من كان أكثر من صبرها على متاعب هذه الحياة؟ من كان أكثر منها تفانيا في تربية أولادها في السهر على حاجاتهم وأيضا على نقاوة تصرفهم؟! من أكثر منها احتراما وإكراما لشريك حياتها والحرص على الأمانة الزوجية؟! بيتها كله أيقونات مقدسة "لا ينطفئ في الليل سراجها" من منا يصلي مثلها في بيته كل يوم؟! المرأة الفاضلة من يجدها، يقول الحكيم سليمان، "ثمنها يفوق اللآلئ، الحسن غرور والجمال باطل، أما المرأة المتبقية للرب فهي التي تمدح. ماذا أقول وماذا أضيف عن هذه المرأة الفاضلة؟ عن هذه الأم الحنون يضيق بي الكلام في هذا الجو المهيب اليوم! أنا فعلا مقصر، أنا فعلا صغير أمام هذه القامة الروحية التي نودعها اليوم! كلا لم يفسد الكون، لم يفسد العالم ما دام هناك بعد ركبةٌ لم تسجد لبعل هذه الأيام القاسية. يقول القديس سلوان الآثوسي: "عندما لن يوجد أناس مصلون في الأرض، عندها تأتي نهاية العالم. العالم يستمر بفضل صلوات القديسين".

الدمعة اليوم في العين والفرح في القلب. الرب غلب في النهاية ولن يسود الموت من بعد فلا تيأسوا يا جماعة، يا إخوة! أشكروا الرب أن هناك بعد أناسا يبذلون أنفسهم للآخرين على غرار ربهم. الحب الصادق بعد هو الصائب في النهاية. سيروا وراء عشق الرب ومحبة الآخر، سيروا وراء خطى جورجيت، أم الياس، ولن تلقوا إلا الخير والخير الحسن، آمين". ووضعت في الكاتدرائية أكاليل باسم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس الوزراء وعدد من الشخصيات.

وتقبل بعدها المطران عوده والعائلة التعازي، ثم نقل جثمان الفقيدة الى أنفه.