المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 51 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june15.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ٱفْتَدَاكُم مِن سِيرَتِكُمُ البَاطِلَة، لا بِالفَاني مِنَ الفِضَّةِ أَوِ الذَّهَب، بَلْ بدَمٍ كَرِيم، دَمِ حَمَلٍ لا عَيْبَ فيهِ ولا وَصْمَة، دَمِ المَسِيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قاسم سليماني يعرف اغنامه واغنامه تعرفه عز المعرفة

الياس بجاني/سجناء اطماعهم وعبدة مال ونفوذ

الياس بجاني/حكام إيران: وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: كل محاولة لسلخ لبنان عن بيئته الدولية ستبوء بالفشل

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 14 حزيران 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 14/6/2018

لمرة واحدة في الشرق الأوسط ، دولة عربية هي وحدها المسؤولة عن تدمير أرضها وتراثها !

ترجمة وفاء العريضي بقلم روبرت فيسك نقلًا عن  اندبندنت

كارثة راس بعلبك متعددة الاسباب/د.منى فياض

حرب طالب بوقف تنفيذ عقد استخراج صخور من جرد تنورين ورفض استدعاء رئيس البلدية للجيش والأجهزة الأمنية لجبه الاهالي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 225

فرنسا تؤكد دعم لبنان لترجمة قرارات «روما» و«سيدر»

ماذا يحصل بين الحريري وباسيل؟

ملف الكهرباء يجدد السجال بين «القوات» و«الوطني الحر»

الأحرار طالب بإعلان بلدات في البقاع وجرود كسروان اجتاحتها السيول مناطق منكوبة

باسيل عرض مع كاسيس أزمة النازحين ودعاه إلى زيارة لبنان

ع لجيرار: ندعم موقف الرئيس عون في شأن عودة النازحين إلى بلادهم

سفيرة كندا زارت العيادة النقالة التابعة للصليب الاحمر في طيردبا

باسيل بعد لقائه غراندي: مع رفع الاجراءات في حق المفوضية اذا رأينا تغيرا في السياسة المعتمدة ومستعدون لزيادتها في حال العكس

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المخابرات الإسرائيلية: إجراءات ترمب ستُلحق أضراراً كبيرة بإيران والضغوط الداخلية والخارجية تزيد من حدة الخلافات في وسط النظام

روحاني يدافع عن وجود قوات بلاده في سوريا

دي ميستورا يدعو «ضامني» آستانة إلى جنيف

 دمشق تريد التنسيق مع بغداد لفتح معبر القائم

آلاف من «البيشمركة» وأمن كردستان يحتجون على إلغاء أصواتهم

المحكمة الاتحادية في العراق تبقي الغموض حول مصير نتائج الانتخابات

موسكو تنتقد قرار واشنطن معاقبة شركة روسية

الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام السيسي

الحكومة الأردنية الجديدة برئاسة الرزاز تؤدي اليمين الدستورية أمام الملك

الإفراج عن المعارض الروسي أليكسي نافالني بعد سجنه 30 يوماً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
لماذا لا يستعجل الحريري تأليفَ الحكومة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

فصلُ الوزارات... لتعزيزِ الإنتاجية أم لضروراتِ المحاصَصة/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

عن «مصاهرة» فيصل كرامي.. للحريري/كلير شكر/جريدة الجمهورية

كلام عِبري بلسان أممي/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

فتِّشوا عن المرأة/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

في أسباب قوة جبران/حازم الأمين/الحياة

معركة الأسد طويلة: كيف سيطلب من حزب الله الخروج/منير الربيع/المدن

عودة اللاجئين بين الحريري وباسيل: ماذا جرى بالاجتماع السري/منير الربيع/المدن

الفساد يفجّر رقماً "خيالياً".. هذه التفاصيل/غريتا صعب/الجمهورية

الحكومة الجديدة إلى ما بعد العيد أو إلى ما بعد... المونديال/الهام فريحة/الأنوار

جنبلاط يدق مسماراً بنعش السعودية/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

دولنة الفوضى السورية/سميرة المسالمة/الحياة

خطران يتهددان العالم العربي: إيران والإخوان/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

ترمب والرهان الخطر على «دبلوماسية الحدس»/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

«احتجاجات» الأردن: نعم كانت هناك تدخلات خارجية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

عاشق مراكش/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

غزة في قلب صفقة القرن/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

قطر و«الناتو»... حديث غرور الأوهام/إميل أمين/الشرق الأوسط

الحيوية الفقهية والمستجدات الدنيوية/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

'قصة حرق معلن' في بغداد/حازم الأمين/الحرة

عبد الناصر وسيد قطب... مسار صعودهما السياسي وصراعهما المميت/ ندى حطيط/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لبنان الوفي لالتزاماته تجاه النازحين يطالب ببدء عودتهم وخسائره جراء النزوح بلغت 9 مليارات و776 مليون دولار

بري شدد على الخير الاسراع في معاينة اضرار سيول رأس بعلبك والتعويض للأهالي

النص الكامل لطعن "التقدمي" بمرسوم التجنيس أمام "شورى الدولة"

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
ٱفْتَدَاكُم مِن سِيرَتِكُمُ البَاطِلَة، لا بِالفَاني مِنَ الفِضَّةِ أَوِ الذَّهَب، بَلْ بدَمٍ كَرِيم، دَمِ حَمَلٍ لا عَيْبَ فيهِ ولا وَصْمَة، دَمِ المَسِيح

رسالة القدّيس بطرس الأولى01/من17حتى21/"يا إخوَتِي، إِنْ كُنتُم تَدعُونَ أَبًا ذَاكَ الَّذي يَدِينُ بغَيرِ مُحَاباةٍ كُلَّ واحِدٍ بحَسَبِ عَمَلِهِ، فَسِيرُوا بِمَخَافَتِهِ طُولَ زَمَانِ غُرْبَتِكُم. وٱعْلَمُوا أَنَّهُ ٱفْتَدَاكُم مِن سِيرَتِكُمُ البَاطِلَة، الَّتي وَرِثْتُمُوهَا عَنْ آبَائِكُم، لا بِالفَاني مِنَ الفِضَّةِ أَوِ الذَّهَب، بَلْ بدَمٍ كَرِيم، دَمِ حَمَلٍ لا عَيْبَ فيهِ ولا وَصْمَة، دَمِ المَسِيح. هُوَ الَّذي عيَّنَهُ اللهُ قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم، وأَعْلَنَهُ في آخِرِ الأَزمِنَة، مِن أَجْلِكُم.وأَنتُم بِفَضْلِهِ تُؤْمِنُونَ بِالله، الَّذي أَقَامَهُ مِن بَينِ الأَمْوَات، ومَجَّدَهُ، حتَّى يَكُونَ اللهُ غَايَةَ إِيْمَانِكُم ورَجَائِكُم".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

حكام إيران… وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال/الياس بجاني/السياسة/15 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%aa/

 

قاسم سليماني يعرف اغنامه واغنامه تعرفه عز المعرفة

الياس بجاني/14 حزيران/18

تباهي سليماني ب 74 نائباً تابعاً لحزب الله لم يكن اختراعاً ولا تجنيا لأن الرجل وصف حال قائم علماً أن كلامه لم يثير سوى ردود مخصية وذمية وخجولة من بعض ال 74 اياهم. عملياً الرجل يعرف اغنامه وهي تعرفه. .. مبروك "وافق شن طبقة".

 

سجناء اطماعهم وعبدة مال ونفوذ

الياس بجاني/13 حزيران/18

فالج لا تعالج ما دامت الخناقة ع الكراسي والحصص وع أوهام الأحجام ومن ضمن شروط صفقة التسوية الخطيئة من بعد فرط 14 آذار..كل السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب ويعني كلون راكعين ومستسلمين وبدون رضا حزب الله والسوري والإيراني..زمن محل وبؤس وتخلي..

 

حكام إيران: وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال

الياس بجاني/13 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65275/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1/

بداية فإن كل لبناني أياً يكن انتمائه المذهبي أو تبعيته السياسية ولا يقر ويعترف وعلناً ودون مواربة أو ذمية أو تكاذب بأن لبنان بلد فاقد لسيادته ولاستقلاله ولحرية قراره ومحتل بالكامل، وأن المحتل والغازي هو النظام الإيراني الملالوي بواسطة جيشه المحلي المسمى “كفراً” حزب الله، فهو مواطن جبان ومتخلي عن لبنانيته ويتعامى عن واقع الاحتلال الإيراني الإرهابي والقمعي والمذهبي، وشريك 100% مع المشروع الفارسي الإمبراطوري التوسعي المعادي والمناقض والرافض لكل ما هو لبناني من هوية وتاريخ وتعددية وتعايش وانفتاح وحريات وديمقراطية وحقوق بكل مندرجاتها.

كل لبناني ذمي أو وصولي أو مغرر به ويدعي باطلاً بأن حزب الله هو تنظيم لبناني، وأنه ومن النسيج المجتمعي للبنان نحيله فقط وفقط على نصوص خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد مئات المرات ودن رتوش وعلناً وبوضح ليس فيه أي لبس بأن تنظيمه هو عسكر في جيش ولاية الفقيه وممول منه وتابع له ويلتزم بثقافته وبمفاهيمه الحياتية والجهادية كافة، ويعمل تحت مظلة قراراته وغب رؤيته وأهدافه المذهبية والوطنية والمعيشية، وطبقاً للمعايير التي يقررها الملالي بكل أطر وتفاصيل الحياة.

ومن لا يرى في كلام السيد نصرالله ما يكفي للتأكد من تبعية حزب الله المطلقة لنظام الملالي ومن براءة لبنان منه ومن براءته من كل ما هو لبناني نحيله إلى رزم التصريحات الإيرانية الرسمية لقادة كبار مدنيين وعسكريين ورجال دين هي عملياً مسلسل متواصل ولا ينتهي.. تصريحات وقحة واستعلائية ومهينة للبنان وللبنانيين ولكل العرب ودولهم وحكامهم وثقافتهم وتاريخهم حيث لا يمر أسبوع دون تصريح مستفز كتصريح قاسم سليماني الأخير الذي اعتبر فيه أن 74 نائباً في البرلمان اللبناني هم تابعون لحزب الله.

ومن يعود إلى الأرشيف الإيراني يجد المئات من التصريحات المتعالية والفجة من مثل أن إيران تسيطر على 5 أو 6 عواصم عربية وان لا شيء يتم في لبنان دون رضى وموافقة طهران والخ..

أما في الاستكبار الفارغ من أي محتوى والتباهي بقوة عسكرية مدمرة هي واقعاً وعملياً مجرد أوهام وأحلام يقظة، يتحفنا قادة إيران ومعهم المسؤولين في حزب الله بقدراتهم العسكرية الخيالية ويحددون كم بالدقيقة والثانية يحتاجون لتدمير إسرائيل وإزالتها من الوجود ولاحتلال دول عربية.. في حين أن الطائرات الإسرائيلية تسرح وتمرح في الأجواء الإيرانية وفوق قواعدهم في سوريا وتصطاد عسكرهم وأفراد ميليشياتهم دون مقاومة وتدمر مخازنهم في وضح النهار وهم لا يطلقون رصاصة واحدة ويكتفون فقط وفقط ببيانات كلامية عنترية لا قيمة ولا وزن ولا فاعلية لها.

أما شعارات نفاق ودجل تحرير فلسطين ودخولهم مدينة القدس فقد فضحها إجرامهم بحق الموطنين العرب في اليمن والعراق وسوريا والبحرين وكل دول الخليج العربي، وأيضاً في قطاع عزة.. فهم وراء كل الحروب والاضطرابات في الدول العربية كافة. أما طريق القدس الحقيقة فهم لا يعرفونها وليس من ضمن أهدافهم التوجه صوبها أو السير عليها بغير الخيال والأوهام الشعارات الكاذبة والمضللة.. ومن الأكيد الملموس في ثقافتهم فإن طريق القدس هي الطريق التي تقودهم إلى تدمير واحتلال الدول العربية كافة وسرقة ثرواتها وقهر وقتل شعوبها.

في الداخل الإيراني يُقهر الشعب بأبشع وسائل القمع والإرهاب ويُحرم من حقوقه واحتياجاته الأساسية، في حين أن الملالي وعسكرهم يصرفون المليارات على مشروع تصدير ثورتهم الجهادية، وعلى شراء وتصنيع الأسلحة المدمرة، وعلى تمويل ميلشيات ارهابية وتخريبية ومذهبية تمكنوا بواسطتها من اختراق العديد من الدول العربية واحتلال أجزاء من أراضيها… في مقدمها بلدنا الحبيب لبنان.. أما عن دورهم التخريبي والمدمر في سوريا واليمن والعراق وغزة فحدث ولا حرج.

وعلى المستوى العالمي فإن النظام الإيراني كما حزب الله وباقي ميليشياته فهم مصنفون على قوائم المجموعات الإرهابية ومتورطون بأعمال ارهابية خطيرة وكثيرة في العديد من الدول الأوربية والأميركية والعربية.

وهل بعد من حاجة للمزيد من القرائن والوقائع العملية والمعاشة على الأرض ليتأكد القاصي والداني بأن حزب الله إيراني الهوى والنوى وأن لا شيء لبناني فيه وأنه جيش إيراني يحتل لبنان ويأخذ طائفة بأكملها رهينة بالقوة؟

يبقى أن مصير المحتل دائماً ومهما طال الزمن أو قصر فهو الانكسار والهزيمة حيث يكون النصر في النهاية لأهل البلد المحتل، وبالتالي فإن مصير الاحتلال الإيراني للبنان لن يكون شواذاً عن هذه الحقيقة التاريخية…

أما قادة البلد المحتل المستسلمين للاحتلال والمتآمرين على شعوبهم فسلطتهم ونفوذهم كما ثرواتهم كلها تزول مع زوال الاحتلال..

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: كل محاولة لسلخ لبنان عن بيئته الدولية ستبوء بالفشل

الخميس 14 حزيران 2018 /وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح أن "لبنان محكوم، بحسب دستوره وواقعه وتركيبته، بالانتساب الطبيعي والتاريخي إلى المجتمع الدولي ومرجعية الأمم المتحدة التي ساهم في وضع أهم شرعة فيها". وقال: "إن كل محاولة لسلخ لبنان عن بيئته الدولية بحجج وذرائع شتى معظمها غير واقعي، لدفعه إلى محور مخالف لطبيعته وتكوينه، ستبوء حتما بالفشل، والدليل مسارعة المرجعيات العليا في الدولة إلى إعادة وصل ما قطعته الدبلوماسية، وتأمين سلالم النجاة لإنزال من تسلق وعلق في أعلى الشجرة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 14 حزيران 2018

النهار

يدور نقاش في أوساط حزب عقائدي، لا يخلو من توزيع المصالح، حول تسمية وزرائه الثلاثة: وزير من الجنوب، مقابل وزيرين من البقاع، أم يكون الوزير الثالث من الضاحية الجنوبيّة؟

حظي قيادي حزبي عيّن في منصب جديد باهتمام من قيادة حزبه ومناصرين زاروه في المستشفى بعد تعرّضه لوعكة صحية بعدما حقّق إنجازاً عبر إدارته الماكينة الانتخابية.

الجمهورية

شهدت الجلسة الأخيرة لمؤسسة حسّاسة إتخاذ مجموعة قرارات غير سياسية كانت الغاية منها إرضاءات لبعض مَن خسر في الإنتخابات ومحاصصة مع جهات فاعلة.

حمل سفير دولة غربية رسالة شديدة الأهمية من بلاده إلى مرجع كبير.

إعتبرت أوساط متابعة لمؤسسة عامة رسمية أن ما يحصل في أقسام العمليات التنفيذية على الأرض تتحكّم به مافيات ورؤوس كبيرة لا يُمكن ضبطها إلّا ضمن ملف مكافحة الفساد.

اللواء

تسعى قيادات سياسية وحزبية لإبعاد "التروبكا الجديدة" عن تأثيرات السجالات والخلافات، لئلا تتأثر سلياً عملية تأليف الحكومة!

يمضي نائب مساعد لرئيس تيار وسطي في التكتم على المجريات السياسية والوزارية، وكانه وحده يمتلك كلمة السر الكلي".

لا يُعير مرجع كبير شخصيات، لم تنسجم تماماً مع اتجاهاته السياسية وهي تزوره بين الفينة والفينة؟

المستقبل

يقال إنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أبلغ أكثر من كتلة نيابية أنه سيولي ملف مكافحة الفساد اهتماماً خاصاً في حكومته العتيدة من خلال إقرار المراسيم التطبيقية وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والاستراتيجية الوطنية.

البناء

أكد مصدر سياسي مطلع أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيبقى ملتزماً بمبدأ فصل النيابة عن الوزارة، وسوف لن يسمّي نواباً من ضمن حصته الوزارية في الحكومة الجديدة، أما بالنسبة لتكتل "لبنان القوي" فالأمر متروك لرئيسه وأعضائه ليقرّروا ما يروه مناسباً، علماً أنّ الخلوة التي عقدها التكتل في زحلة الأسبوع الماضي ناقشت هذا الأمر، وهناك من سرّب أجواء تفيد بأنّ الاتجاه الأغلب هو للاستمرار في الفصل.

قالت مصادر عسكرية متابعة لملف كوريا الشمالية إنّ مصير صواريخ الثاد الأميركية الاستراتيجية المضادة للصواريخ والتي تمّ نصبها تحت شعار مواجهة خطر كوري محتمَل وتشكل سبباً لتوتر روسي وصيني -; أميركي سيقرّر ما إذا كانت المفاوضات الأميركية الكورية ستصل إلى نتائج إيجابية أم ستتوقف في منتصف الطريق، حيث لن تقبل الصين ولا روسيا باستضافة السلاح النووي لكوريا الشمالية من دون إزالة الثاد، وثمّة في واشنطن من يقول إنّ هذه المنظومة غير مشمولة بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 14/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قبل مقدمة النشرة نشير الى أن السعودية أعلنت أن غدا الجمعة أول أيام عيد الفطر السعيد بعد شهر رمضان المبارك.

إذا كانت التطورات الأردنية الداخلية الضاغطة اقتصاديا واجتماعيا حتمت قيام حكومة جديدة تألفت للتو، وإذا كانت أوضاع مصر جيوسياسيا واجتماعيا أيضا وتطورات المنطقة رتبت على المصريين قيام حكومة جدية، وإذا كانت نتائج الإنتخابات والصعوبات السياسية والاقتصادية والأوضاع في الخليج فرضت في العراق الإسراع بتأليف حكومة جديدة إذاك يمكننا في لبنان الكائن في قلب المنطقة وينعم بنوع من مظلات الاستقرار أن نسأل عن مسار سريع من اجل تأليف حكومة جديدة بعدما خاض اللبنانيون غمار الانتخابات النيابية وهم يتطلعون الى تحصين استقرارهم سواء على المستوى السياسي الداخلي كما على مستوى دفع عجلات الاقتصاد والنمو أو على مستوى بلورة صيغة لمعالجة مسألة النازحين السوريين وكذلك مواجهة أي تداعيات محتملة للتطورات الإقليمية...

أوساط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الموجود في موسكو حيث التقى الرئيس بوتن وسيشارك الليلة في حضور افتتاح المونديال في كرة القدم تقول: إنه فعلا يقود سيارة التأليف بسرعة غير أن هناك حواجز على الطريق يتطلب اجتيازها بعض الوقت.

الرئيس الحريري كان قد "تمنى لو أن الحكومة أبصرت النور مع حلول عيد الفطر السعيد إنما الأفرقاء السياسيون لديهم طموح ونحن نتحاور وكذلك لا أرى أنه سيكون هناك تأخير في تأليف الحكومة".

في مجال آخر منطقة رأس بعلبك في الواجهة والهيئة العليا للإغاثة تحركت ورئيسها اتصل بالرئيس الحريري والرئيس بري اتصل باللواء محمد خير للاطلاع على حصيلة جولته في المنطقة بعدما اوعز رئيس الجمهورية للهيئة العليا للاغاثة بالتحرك فورا.

الرئيس بري شدد على وجوب الاسراع في تقييم الاضرار من اجل التعويض على المتضررين سواء بالنسبة الى المنازل والممتلكات او بالنسبة الى المزروعات.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بدءا من اليوم وحتى الخامس عشر من تموز المقبل، انظار العالم تشخص الى روسيا حيث المونديال الذي انطلق مساء في اجواء احتفالية.

وأمام عشرات الالاف من المتفرجين الذين غصت بهم مدرجات ملعب لوجنيكي في موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: اهنئكم جميعا على انطلاق أهم بطولة في العالم.

كما أحيا المغني البريطاني روبي وليامس حفلا مقتضبا لأقل من 30 دقيقة قبل الانطلاق المباراة الافتتاحية بين منتخبي روسيا والسعودية.

كما حضر مباراة الافتتاح ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي اجرى محادثات اليوم مع الرئيس الروسي كما حضر حفل الافتتاح ايضا الرئيس سعد الحريري الذي اجرى امس محادثات مع بوتين على ان يتوجه الى المملكة العربية السعودية لقضاء عطلة العيد.

داخليا ظل الوضع المحلي مشدودا الى قضيتين: اللاجئين السوريين وتداعياتها، وتشكيل الحكومة، في ضوء الاتصالات والمساعي الناشطة على خطها.

وفي هذا السياق، عقد اجتماع اليوم بين وزير الثقافة غطاس خوري ووزير الاعلام ملحم الرياشي الذي زار ايضا القصر الجمهوري واستقبله رئيس الجمهورية ميشال عون.

في قضية النازحين اكدت مصادر ديبلوماسية لتلفزيون المستقبل ان جميع السفراء ممثلي مجموعة الدعم الدولية للبنان الذين استقبلهم رئيس الجمهورية ابدوا، لا سيما السفيرة الاميركية استياءهم من الكلام الاخير والمتمادي الذي يتهمهم بموضوع توطين السوريين.

وقالوا لرئيس الجمهورية هناك من في الدولة يتهمنا بمؤامرة لتوطين النازحين السوريين نحن نكرر بشكل واضح وحاسم ان لا شيء من هذا الاتهام ونتمنى وقف الكلام بهذا الموضوع ونحن نجدد التأكيد باننا لسنا ضد اي نازح يريد العودة الى سوريا.

وهنا رد الرئيس عون قائلا: ان الخلاف معكم هو انكم تعتبرون ان لا رجعة للنازحين السوريين قبل الوصول الى حل سياسي في سوريا وهذا الحل يبدو أنه يحتاج الى وقت طويل وهناك اماكن آمنة داخل سوريا للعودة.

فرد السفراء بان الظروف في الوقت الحالي غير مؤاتية لعودة منظمة وكبيرة، ونحن لم نقل ان الحل السياسي يجب ان يسبق العودة بل حين تتوفر الظروف.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في قصر بعبدا سمع ممثلو مجموعة الدعم الدولية للبنان كلاما لبنانيا واضحا اليوم في ملف النزوح وفي جنيف صار الموقف الرسمي اللبناني في عهدة مدير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الى جانب المبعوث الاممي الى سوريا بعدما نقله اليهما وزير الخارجية جبران باسيل.

اما حكوميا فإنتظار لعودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من الرياض بعد موسكو التي تسرق اعتبارا من هذا اليوم اهتمام اللبنانيين مع انطلاق مونديال 2018.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

عند مستطيلها الاخضر ستحتجز الساحرة المستديرة العالم لشهر او يزيد، ومع اولى الركلات المعلنة لانطلاق مونديال الفين وثمانية عشر على الاراضي الروسية، تصدر الحدث الكروي المشهد، وسابقت الكرة التي يتقاذفها اللاعبون الملفات التي يتنازعها السياسيون..

اولى المباراة روسية سعودية، خاضها الفريقان بكل روح رياضية بغض النظر عن نتيجتها التي ليست لمصلحة المنتخب السعودي الى الآن..

وبعيدا عن الرياضة وروحها، نتيجة اقسى تلقاها السعودي ومعه الاماراتي وجيوش المرتزقة المنضمة للعدوان السعودي الاميركي على اليمن. في ميدان الحديدة وعلى سواحلها يتخبط زحف العدوان اما صمود الجيش اليمني واللجان، ورغم التضليل الذي يمارسه الاعلام السعودي، فان جلاء الحقيقة لم يستطع ان يغيرها حليفه الاميركي، فنقلت محطة “السي ان ان” الاميركية عن ضباط في الجيش الاميركي تأكيدهم اصابة بارجة اماراتية قبالة سواحل الحديدة بصواريخ يمنية.. صواريخ يمنية اخرى اصابت مقر القيادة الجوية في خميس مشيط في منطقة عسيرة جنوبي السعودية على ما أكد مصدر في القوة الصاروخية اليمنية..

في لبنان العسر الحكومي على حاله، ورفع للصوت من الرئيس نبيه بري الذي ابدى امتعاضه من التباطؤ في عملية التأليف، فيما دعت كتلة الوفاء للمقاومة للاسراع بتشكيل حكومة تتمثل فيها الاطراف بحسب احجامها التي افرزتها الانتخابات النيابية الاخيرة..

ما افرزته قضية النازحين من سجال، رد عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مسمع سفراء مجموعة الدعم الدولية من ان عودة النازحين السوريين الى بلادهم لا يمكن ان تنتظر الحل السياسي للازمة السورية الذي قد يتطلب وقتا، فامكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على ارضه الى اجل غير محدد، قال الرئيس عون، وهو ما ردده الوزير جبران باسيل من جنيف..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

اعتبارا من مساء اليوم وحتى الخامس عشر من تموز المقبل، سيتسمر العالم لمشاهدة مونديال 2018 الذي بدأ بمباراة بين فريق البلد المضيف روسيا وفريق السعودية... هكذا ستخطف اللعبة الأكثر شعبية في العالم، الأضواء من كل الملفات العالمية منها والاقليمية والمحلية...

لبنان الذي حضر رئيس حكومته المكلف المباراة الافتتاحية بعدما كان التقى الرئيس بوتين، غارق في سيوله الطبيعية وسيوله السياسية... منطقة رأس بعلبك ما زالت ترفع آثار الكارثة، أما الملف الأكثر إثارة للجدل فهو ملف النازحين بين ما طرحه وزير الخارجية جبران باسيل والموقف الداعم من رئيس الجمهورية والرد غير الديبلوماسي من ديبلوماسي ألماني في بيروت

فمن بيروت يعلن رئيس الجمهورية أن عودة النازحين السوريين الى بلادهم لا يمكن ان تنتظر الحل السياسي للازمة السورية الذي قد يتطلب وقتا، وان امكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على ارضه الى اجل غير محدد، نظرا لما سببه ذلك من تداعيات سلبية على مختلف الصعد لا سيما الوضع الاقتصادي حيث تجاوزت الخسائر التي لحقت بلبنان ما يقارب عشرة مليارات دولار اميركي...

ومن جنيف يعلن وزير الخارجية أننا لا نبحث عن مشاكل مع المفوضية العليا للاجئين او مع المجتمع الدولي، بل اننا نريد حلا لأزمة لم يعد لبنان يحتملها لأن اقتصاده سينهار بوجود مليوني لاجئ ونازح على ارضه... في مقابل هذين الموقفين، يعلن السفير الالماني في بيروت مارتن هوث إن المجتمع الدولي مستاء مما وصفه "الإتهامات الكاذبة المتكررة" له بأنه يعمل على توطين اللاجئين في لبنان.

يحدث كل هذا السجال في وقت يعيش لبنان على حكومة تصريف أعمال، وفي غياب أي مؤشر إلى ان الحكومة العتيدة قريبة ولادتها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

غدا اول ايام عيد الفطر السعيد والليلة العالم كله في حضرة الكرة وسحرها سيقلب المفاهيم ويحرك الجوامد وسيجعل من سقوط الامم العظيمة امام الامم الصغيرة امرا ممكنا، فعند حدود الملاعب الخضراء تخرس الصواريخ العابرة وتتهاوى الاقتصادات الجبارة وتستسلم الجيوش الجرارة ويتساوى الانسان بأخيه الانسان ويربح الاقوى لا المستقوي.

سحر الكرة سمح لكأس العالم ان يجري في روسيا متجاوزا كل الخلافات الكونية والحروب والحضارات. سياسيو اوروبا المتخاصمون مع القيصر بوتين غابوا، لكن منتخباتهم حضرت وكذلك شعوبهم بأجسادها ام عبر الشاشات حول العالم. في اختصار لقد نجحت كرة القدم حيث فشل بوتين، روسيا قبلة الكون بلا منازع ولو لشهر.

لبنان عين على كأس العالم وعين على ملفي النازحين وتأليف الحكومة. في الاول نقل الوزير باسيل القضية الى بروكسيل حيث وجد تفهما للمبدأ وتحفظا عن الوسيلة. الموقف نفسه سمعه الرئيس عون من المجموعة الدولية.

في السياق نقل الوزير رياشي الى الرئيس عون وقوف رئيس القوات الى جانبه في ملف النزوح ونقل جعجع الموقف نفسه الى ممثلة المفوضية العليا ميراي جرار في معراب. اما تأليف الحكومة فقد رحل الى ما بعد عيد الفطر وسط تسليم الجميع بأن العملية معقدة بقوة.

توازيا البقاع الشرقي يغسل عن نفسه وحول الفيضانات ليكتشف هول الكارثة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

انتقل العالم الى ضفة الكأس بأقدام اللاعبين يحكم المشهد ويختطف من بين أيدي زعماء السياسة وتتحول موسكو الى عاصمة عالمية تقرر النتائج من دون نقاش اثنان وثلاثون منتخبا بينهم أربع دول عربية يتصدرون النسخة الحادية والعشرين من كأس العالم في روسيا الدولة الحاضنة للأقدام الذهبية للمرة الأولى.

افتتح منتخب روسيا المباريات مسجلا ثلاثة أهداف في المرمى السعودي على مرأى أكثر من ثمانين ألف متفرج يتقدمهم الرئيس فلاديمير بوتن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومع انطلاقة كأس العالم فإن ملعب "لوجنيكي" لم يترك فرصة لأي لعب سياسي آخر حيث تصبح كل الملفات مجرد لعب في "الوقت الضائع". هدف واحد سجله وزير الخارجية جبران باسيل في "شباك" المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي قصدها الى عقر دارها في جنيف فرفع بطاقة حمراء في وجه المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي شارحا له إجراءات المفوضية على الأرض التي تؤدي إلى إخافة النازحين من العودة وأوضح باسيل أنه أبلغ غراندي استعداده لرفع إجراءات الخارجية الأولية المتخذة بحق المفوضية إذا رأى تغيرا في السياسة المعتمدة كما أنه مستعد لزيادتها في حال عدم حصول تغير وفي اجتماع وزير الخارجية بـ ستيفان دي مستورا تحدث المبعوث الأممي عن إعادة الإعمار في سوريا وأن عودة النازحين اليوم باتت ممكنة أكثر فأكثر لا بل إن من شأنها أن تسرع الحل السياسي للأزمة والمصالحة بين السوريين وإذا كانت أزمة النازحين هي الكرة الوحيدة الملتهبة فإن نزاعها لم يفسد لكرة القدم قضية لا سيما أن الملفات المتفرعة كشفت عن محاباة سياسية وأهداف تسلل سددها لبنان في مونديال ألفين وستة وثلاثين واليوم طلب وزير الشباب والرياضة محمد فنيش تحقيقا في مسألة تصويت لبنان لأميركا في استضافة كأس العالم بدلا من المغرب ولدى سؤال نائب رئيس الاتحاد اللبناني ريمون سمعان احد أعضاء البعثة التي صوتت الى جانب عضو اللجنة التنفيذية سمعان الدويهي كان جوابه أنه يجهل لمن ذهب صوت لبنان "سمعان بالضيعة" وسبع دول عربية خضعت لتهديدات دونالد ترامب بحرمانها عطفه السياسي والاقتصادي واختارت اميركا ارضا للمونديال بدلا من تعزيز مكانة دولة عربية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

صافرة المونديال أطلقت العرس الكروي ولا شيء يتقدم حاليا في الكوكب على متابعة مباريات كأس العالم. لبنان الذي له في العرس الكروي العالمي قرص تذهب كرة تأليف حكومته في مرمى عطلة تدوم أياما تزيد الخمول الذي يعصف بهذا الملف.. خمولا.

هذا الواقع عكسه رئيس مجلس النواب نبيه بري ببطاقة صفراء وبقوله إنه لا يرى أمامه شغلا على صعيد التأليف وأن المحركات ليست معطلة فقط بل "معطلة ونص"، وعليه لا يرى أجواء مشجعة حول قرب ولادة الحكومة.

على أي حال حصة حركة أمل وحزب الله في حكومة ثلاثينية هي ستة وزراء من بينهم وزير المالية للحركة ووزير الصحة للحزب يقول الرئيس بري الذي يضيف أن الحقائب الأربع الباقية نتحدث عنها في وقتها مع الرئيس سعد الحريري.

في المقابل ومن موسكو يقول الرئيس المكلف قبل أن ينتقل الى السعودية إنه ليس خائفا من تأجيل أو تأخير في تشكيل الحكومة. فهل يتحمل لبنان واستحقاقاته الداخلية والاقليمية كل هذا الخمول القابض على عنق التأليف؟.

مرسوم التجنيس كان اليوم على موعد مع طعن تقدم به الحزب التقدمي الإشتراكي أمام مجلس شورى الدولة. طلب الطعن تضمن تشريحا مفصلا للشكوك والعيوب التي تحيط بالمرسوم الذي تقف وراءه مصالح سياسية ومالية ويلحق أضرارا فادحة بالمصلحة الوطنية العليا للدولة كما قال الإشتراكي.

أما الأضرار التي لحقت بمناطق في البقاع الشمالي نتيجة السيول الجارفة فقد أستنفرت الأجهزة المختصة والمسؤولين الكبار ولا سيما الرئيس بري الذي اتصل برئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير خلال تفقده بلدة رأس بعلبك وشدد على ضرورة الإسراع في تقويم الأضرار من أجل القيام بما يلزم من التعويض على المتضررين أكان بالنسبة للمنازل والممتلكات أو بالنسبة للمزروعات.

 

لمرة واحدة في الشرق الأوسط ، دولة عربية هي وحدها المسؤولة عن تدمير أرضها وتراثها !

ترجمة وفاء العريضي بقلم روبرت فيسك نقلًا عن  اندبندنت

 لبنان الجديد/ 14 حزيران 2018

 إن النهب الجماعي للصخور والرمال لبن أبنية سكنية شاهقة وشالهات خاصة ، وما أعقبها من تدمير لطبيعة البلاد ، يعود إلى جشع ونفاق اللبنانيين - واللبنانيين فقط!

 الطمع والشجع يدمران الريف

من السهل إلقاء اللوم على "الأجانب". تكتلات النفط سبب دمار الأراضي في غرب أفريقيا ، ومطالب صندوق النقد الدولي تؤدي الى إفقار الدول العربية ، والقوى الغربية غزت أراضي الشرق الأوسط وسببت معاناة مئات الآلاف من المسلمين. كان لبنان يلوم دومًا الأجانب على مآسيه: فقد كان دائمًا الإسرائيليون أو السوريون أو الأمريكيون أو الأمم المتحدة هم الجناة. وكل ما سبق هو صحيح. لا يزال العديد من اللبنانيين يشيرون إلى حربهم الأهلية على أنها "حرب الآخرين".   ولكن لمرة واحدة في الشرق الأوسط، لبنان هو المسؤول الوحيد عن تدمير تراثه وأرضه وجباله. النهب الجماعي للصخور والرمال لبناء كتل سكنية شاهقة وشقق خاصة ، والانتهاك اللاحق لطبيعة البلاد ، موضوع تحقيق مستقل، يعود إلى جشع ونفاق اللبنانيين - اللبناني فقط. لكن ما الّذي يسبب على الأرض هذا النوع من الجنون الجماعي؟ أو الانتحار الوطني الشامل؟

بالتأكيد لا يقتصر على لبنان. إذا نظرنا أقرب ، قد يكون :البركست" مثال جيد. أو انتخاب رجل مجنون كرئيس للولايات المتحدة. إن استعداد العالم لزيادة سخونة كوكب الأرض من أجل الربح هو شكل من أشكال الانتحار الإنساني ، يحتل المرتبة الثانية بعد الحرب النووية التي ما زلنا نهدد بعضنا البعض بواسطتها. لكن هناك شيئًا مؤثرًا بشكل خاص حول حالة لبنان الصغير - مع تاريخه وقلاعه وطعامه الرائع وأنهاره وبحيراته وناسه المتعلمين والموهوبين، تضعه بقوة تحت المجهر لسلوك سيكوباتي ( مرض عقلي). 

في نهاية هذا الأسبوع ، بعد يومين فقط من لفت انديبندنت الانتباه الدولي إلى الدمار الشامل للجبال والوديان اللبنانية، ظهر فجأة أن واحد من الجبال القليلة التي لا تزال غير ملوثة تقع في شمال البلاد حول أكورا، الصخور الثمينة والغابات القديمة من أشجار العرعر - يمكن أيضا تمزيقه بالجرافات والناقلات. ظن القرويون أنهم منعوا مثل هذه الخطط حتى ورد أن رئيس مجلس بلديهم ، منصور وهبي ، قال في صحيفة لوريان لو جور ، الصحيفة الناطقة باللغة الفرنسية، إنه ينوي تحويل جزء من الجبل إلى "منطقة سائح" بحيرة "و" منطقة رياضية ". كما أن الصخور المأخوذة من الأرض - أكثر من 1800 متر في الارتفاع - سيتم بيعها وأن المتظاهرين كانوا مجرد" يقطرون سمهم على الفيس بوك ". في الواقع، سئل وهبي عن خطة لبيع الصخور لشركة خاصة لاستخدامها المحتمل في سد حكومي، فقد قال إنه كان لديه "الحق في بيع الحجارة لمن أريد"، وسألت عن تفاصيل البيع و وأجاب أحد امسؤولين عن الإيكولوجية اللبنانية بصراحة بأن قوانين الغابات في البلاد يجري تجاهلها وأن المشروع "كان انتحارا مجانياً لأكورا".

وأشار ناقد آخر إلى أن "البحيرات الاصطناعية لا تستخدم على هذا الارتفاع ولم يسبق لأحد أن شاهد منطقة رياضية على ارتفاع 1700 متر". ويعتقد وهبي ربما أن تصريحاته السابقة كانت كارثة، ثم اتفق على أن يتم وضع دراسة أخرى لمشروع المحجر.   و هنا نذهب مرة أخرى للمزيد من الدراسة، مزيد من الاستفسارات وتحقيق أوسع. يتم استهلاك كل لبنان من قبل تجار الحجر والرمل، الذين يحتاجون بدورهم الى "دراسة" تودب بنا الى جواب من فعل الانتحار الجماعي في البلاد؟ ورد وليد جنبلاط ، الزعيم الدرزي اللبناني، وهو من آخر "أمراء الحرب" السابقين، ردًا على إفادات الاندبندنت عن طريق التغريد "ليس فقط الجبال معرضة للخطر ولكن الشواطئ الطبيعية [البحرية] يتم خصخصتها وهدمت المباني القديمة ... وتصب مياه الأنهار في البحر. لحسن الحظ ، فإن جبل حرمون آمِن بسبب الحرب. ”يمتد حرمون إلى مرتفعات الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل ، ومن الصحيح أن الخطوط الأمامية القديمة تحمي الطيور والحياة البرية والغابات. من سيسرق الصخور في حقل ألغام؟ يتم تدمير جبال لبنان - هل من مهتم؟ ومع ذلك، فإن علم النفس وراء كل هذا يربكني. قبل عدة سنوات ، في عهد اختطاف الحرب الأهلية في لبنان، تم الاتصال بي في صور - حيث كنت أحاول إرسال تقرير إلى لندن من قبل رجل ضخم ومسلح بقوة ولحية كبيرة. "هل تعرف ما هي مشكلة لبنان؟" سأل متجهم. فأجبت ب "لا" تترافق مع جميع الابتسامات خجولة .

ثم تابع: "السيد الدولار!" ونعم، أعتقد أنه كان على حق. لم يكن هذا ما ناقشه ركاب الدرجة الأولى في تايتانيك قبل أن تصل سفينتهم إلى الجبل الجليدي. لكن الأمر أكثر من ذلك. كثيرون يراقبون الفرصة الرئيسية، مستفيدين من الأصدقاء والجيران لتحقيق مكاسب خاصة - بينما ما زالوا يندمون على نتائج أعمالهم. لهذا السبب يتحسر كل من يشارك في تدمير لبنان على العواقب الكارثية لأفعاله. إذا تم فرض القوانين فقط، فإنها تعني ضمنيًا ، فإنه لن يكون هناك إغراء بخرقها. قد تقول شركات النفط الشيء نفسه لو لم يكن هناك الكثير من الهجرة (أو إذا لم يكن حزب المحافظين قد قرر تدمير المملكة المتحدة لحل الخلافات الداخلية)، فإن بريطانيا لم تصوت لمغادرة الاتحاد الأوروبي. إذا لم تكن النخبة تحكم أمريكا لفترة طويلة، لن يكون هناك مجنون في البيت الأبيض. ما يؤول إليه كل هذا بالطبع ، في معاهدة الانتحار في لبنان ، هو أن الحكمة والأخلاق تضمحلان.

إنّ الأذى الذاتي للذات يبدأ عندما يفسد العقل الطريق إلى المشاعر الأساسية وتسيطر الانانية وحب التملك والمال. كانت الحرب الأهلية اللبنانية صراعًا طائفيًا ، فجرها الإحباط السياسي وجشعٌ للإمتلاك الأرض وممتلكات الآخرين .وبالتالي فإن تدمير لبنان ذاتيًا اليوم هو من بعض النواحي استمرار هذا الصراع الرهيب بين عامي 1975 و 1990 ، ولكن هذه المرة دون تدخل الأجانب. لهذا السبب فقط يمكن لوم اللبنانيين على حماقتهم اليوم - واللبنانيون وحدهم يستطيعون منع المزيد من تدمير الذات. خذ رحلة إلى دمشق ، بالمناسبة، وقم بقيادة الطريق السريع الدولي القديم نحو حمص كما أفعل بانتظام. سترى المزيد من التلاعب والقرصنة بدم بارد بسلاسل الجبال العظيمة على الجانب الشرقي من النطاق المعادي للبنان. نعم، هناك أجانب كثيرون في الصراع السوري. لكن وحده الله يعلم ما الّذي سيحدث لجبال سوريا عندما تنتهي هذه الحرب.

 

كارثة راس بعلبك متعددة الاسباب.

د.منى فياض/14 حزيران/18

كارثة راس بعلبك متعددة الاسباب. هذا رأي علمي وصلني من صديق: للأمانة العلمية و مما لا شك فيه أن إستبدال الأراضي الطبيعية بمساحات ذات نفاذية سطحية أقل (كتلك الناتجة عن التمدد العمراني و البناء و خصوصا الطرقات) يرفع من نسبة السيول, و لكن السيول كاللتي في الفيديو و في هكذا مناطق و هكذا طبيعة مناخية و هكذا توقيت من السنة، تنتج غالبا نتيجة لهطول أمطار مباشرة بعد فترة ارتفاع حاد بالحرارة كاللتي حصلت خلال اليومين الماضيين قبل الامطار، حيث أن الكمية الأولى من المياه المتشربة على سطح التربة الحارة و الجافة نسبيا تتحول بشكل فوري الى فقاعات بخار تسد بشكل شبه كامل نفاذية تربة السطح و لم تجد الوقت الكافي للخروج الى الهواء خاصة ان كميات اخرى من المياه تبعتها و حالت دون خروج الفقاعة و بالتالي الابقاء على انسداد شبه كامل في نفاذية تربة السطح، مما يبقي المياه المتساقطة مهما كانت ضئيلة على السطح واستثنائيا غير قادرة على النفاذ في التربة فتتحول الى سيول بهذا الشكل. (للتبسيط، ميكانيكيا هذا ما يحدث عند دخول فقاعات الهواء الى قسطل تغذية المياه من سطح المنزل فيحول دون تدفق المياه الى حنفية المنزل و يتوجب عندها فتح الحنفية من الاسفل لاخراج الهواء، مع العلم ان في المنزل المياه تكون تحت ضغط ارتفاع خزان السطح و وسعة القسطل (القطر) اهم بكثير من فتحة النفاذ في سطح الأرض و مع ذلك الظاهرة نفسها تحدث) أما ارتفاع مستوى المياه الجوفية فيسبب فيضانات في المناطق المنخفضة و في مناسيب الانهر و لا يشكل سيول آتية من مناطق نسبيا مرتفعة

 

حرب طالب بوقف تنفيذ عقد استخراج صخور من جرد تنورين ورفض استدعاء رئيس البلدية للجيش والأجهزة الأمنية لجبه الاهالي

الخميس 14 حزيران 2018 /وطنية - علق الوزير والنائب السابق بطرس حرب على قرار بلدية تنورين الموافقة على عقد يسمح لشركة "أده - معوض" باستخراج 350,000 متر مكعب من الصخور في جرد تنورين بغية استخدامها في مشروع سد بلعه في تنورين، والسماح للشاحنات بنقل الصخور عبر شوارع بلدة تنورين، لقاء 50 سنتا أميركيا عن كل طن حمولة من هذه الصخور، وهو ما دفع ببعض أهالي البلدة الى الإعتراض والاحتجاج والتجمع رفضا للمشروع، وقال: "يهمني، كمواطن تنوري، أن أعلن الآتي: لما كنت اعتمدت طيلة حياتي السياسية مبدأ عدم التدخل في شؤون بلدية تنورين وشجونها وإدارتها، وحصر دوري في المشاركة في اختيار إنتخاب مجالس البلدية، وهو ما قمت به خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، ودعم هذه المجالس في عملها التنموي وإبداء المشورة إذا طلبت.

ولما كنت قد آليت على نفسي، بعد إنتخاب المجلس البلدي الحالي، عدم التدخل إطلاقا في أي شأن بلدي بعد التحول الدراماتيكي المفاجئ في سلوك رئيس البلدية الذي عملت لانتخابه، بعدما أكد لي تغيير نهجه السياسي القديم، وندمه لخروجه عن الخط السياسي لعائلة آل حرب، وتصميمه على العودة إلى صفوفها ليؤدي الدور الذي كان يقوم به المرحوم والده مساعدا وفيا ومخلصا للنائب جان حرب، ورغبته في فتح صفحة جديدة من العلاقة معي، وبعد نكوثه بعهوده، واستعادة دوره السابق في العمل خلافا لرأي الذين انتخبوه بناء على طلبي.

وبالنظر الى ما أدلى به رئيس البلدية في تصريح لصحيفة "الأوريان لوجور"، لافتا الى أن "حركة الاحتجاج الرافضة للمشروع ليست إلا ترجمة للصراع بيني وبين وزير الخارجية، وأن من سيتظاهر غدا هم "مجموعة من مؤيدي النائب السابق بطرس حرب" (Orient le Jour le 14 Juin 2018)".

اضاف: "إنني، إذ أبدي أسفي لموقف رئيس بلدية تنورين هذا، لا يمكنني إعتباره إلا حلقة في سلسلة حملة التجني التي دأب عليها منذ تربعه على موقع رئاسة البلدية بفضل دعمي السياسي والانتخابي له، وبعدما التزم أمامي تغيير نهجه السياسي السابق المناقض للخط الوطني والسيادي الذي أمثله والتزامه مصلحة هذا الخط السياسية. وأعلن أن موقف أعضاء المجلس البلدي الذين يؤيدون خطي السياسي، وهم الأكثرية الساحقة فيه، لم يكن رافضا للمشروع الذي طرحه رئيس البلدية، أو معرقلا له، بل سعوا إلى تحسين شروطه لتفادي أي إنعكاس له على البيئة والطرقات وراحة الناس، وأن رئيس البلدية أكد لهم، لحضهم على الموافقة، أن وزارة البيئة درست الملف والأثر البيئي المترتب عليه، ووافقت على العقد، ما شجعهم على الموافقة عليه بعد إدخال التعديلات الضرورية عليه، ما يؤكد عدم صحة ما أدلى به رئيس البلدية لصحيفة "الأوريان لو جور"، إذ لو كان لي أي موقف رافض لكان ظهر في موقف هؤلاء الأعضاء المخلصين والثابتين في موقفهم الداعم لخطي السياسي". وتابع: "وقد تبين من قرار وزير البيئة أن موافقته في تاريخ 24/5/2018 على استخراج الصخور قد استندت إلى كتاب يحمل تاريخ 10/5/2018 يشير إلى موافقة بلدية تنورين على جرف الصخور وتفتيتها، وهو ما يتناقض ووقائع الملف، إذ ان موافقة المجلس البلدي قد حصلت بعد هذا التاريخ في جلسة 18/5/2017، واستندت إلى وجود موافقة وزارة البيئة عليه، وهي التي لم تكن قد حصلت بعد في تاريخه، بل حصلت يوم توقيع العقد الذي يحمل تاريخ 24/5/2018 بالذات، ما يؤكد عدم حصول أي دراسة للأثر البيئي لاستخراج 350,000 متر مكعب من الصخور، ما يعتبر تحويرا أو تزويرا للحقيقة، ويؤكد ذلك عدم وجود أي تقرير للأثر البيئي.

1- في الخلاصة، أؤكد موافقتي على أي مشروع يزيد من عائدات بلدية تنورين لتحسين إمكان تنمية البلدة، شرط ألا يؤدي أي إتفاق إلى الإضرار بالبيئة والبنية التحتية في تنورين.

2 - أعلن أن أي قرار للبلدية وأي إتفاق على استثمار أملاكها، يجب أن يخضع للأصول القانونية التي تحدد طريقة إتخاذ القرارات، والتي تجعل تحديد الأسعار شفافا، ولا سيما أن أكثر من متعهد قد اتصل برئيس البلدية عارضا ضعف السعر المتفق عليه مع شركة "إده - معوض"، أي دولارا أميركيا في مقابل الطن، بدلا من نصف دولار المتفق عليه.

3 - لا يمكن الموافقة على أي مشروع قد يكون له آثار سلبية على البيئة من دون دراسة الأثر البيئي له، قبل الموافقة عليه، وليس كما جرى، بحيث أكد رئيس البلدية المجلس البلدي موافقة وزارة البيئة بعد درس الطلب والتأكد من عدم وجود أي إنعكاس سلبي له، فيما الحقيقة أن وزارة البيئة لم تقم بأي دراسة للأثر البيئي قبل الموافقة على الطلب الذي قدم اليها".

وختم: "إن هذا الواقع يدفعني إلى المطالبة بوقف تنفيذ العقد فورا، وطلب دراسة الأثر البيئي له قبل السير به، على أن يحدد الموقف من المشروع في ضوئه. ويدفعني ايضا إلى رفض استدعاء رئيس البلدية للجيش وكل الأجهزة الأمنية لمواجهة أهالي تنورين، الذين تجمعوا بشكل حضاري وديموقراطي لإعلان موقفهم الرافض للمشروع، لأن تنورين ومسؤوليها لم يشهدوا يوما في تاريخهم العريق ممارسات كهذه".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 225

14 حزيران/18

في العيش المشترك

بحلول عيد الفطر المبارك يتقدم "تقدير موقف" من اللبنانيين عموماً ومن المسلمين خصوصاً بأحر التهاني ويؤكد لهم أن أسرة "التقدير" ستستمر في:

الانحياز الكامل إلى العيش المشترك في مواجهة المساكنة بين الطوائف!

الانحياز الكامل إلى السيادة والاستقلال في مواجهة الاستتباع للخارج مقابل مكاسب خاصة، لأن لا مكاسب على حساب الشريك الداخلي ولا تجزئة للسيادة!

الانحياز الكامل إلى دولة القانون والدستور وبناء الدولة المدنية في مواجهة الدولة التي يتقاسمها الطائفيون!

 

فرنسا تؤكد دعم لبنان لترجمة قرارات «روما» و«سيدر»

بيروت: «الشرق الأوسط/14 حزيران/18/أكدت فرنسا على لسان سفيرها في بيروت برونو فوشيه «استمرار الدعم الفرنسي للبنان، لا سيما لجهة ترجمة قرارات وتوصيات مؤتمري «روما 2» و«سيدر». وزار فوشيه الرئيس اللبناني ميشال عون الذي بحث مع السفير الفرنسي في «الأوضاع المحلية والإقليمية وتطور العلاقات اللبنانية - الفرنسية في المجالات كافة». كما تطرق البحث إلى «مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وموقف لبنان منها». وركزت لقاءات الرئيس اللبناني، أمس، على مواضيع دبلوماسية وسياسية، وركزت خصوصا على مسار عملية تشكيل الحكومة الجديدة وعلى الأوضاع الإقليمية، لا سيما منها موقف لبنان من مسألة عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا.

 

ماذا يحصل بين الحريري وباسيل؟

"الأنباء الكويتية" - 14 حزيران 2018/لوحظ ارتفاع منسوب التباينات بين رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل. ويرى مراقبون، لـ"الأنباء"، أن "خروج نادر الحريري من فريق عمل الحريري والمعادلة السياسية بدأت تأثيراته تظهر تباعا، وتحديدا على العلاقة بين باسيل والحريري".

 

ملف الكهرباء يجدد السجال بين «القوات» و«الوطني الحر»

بيروت: «الشرق الأوسط/14 حزيران/18/تجدّد السجال بين حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» انطلاقاً من ملف بواخر الكهرباء، حيث رأى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع أن معرفة أسباب هجوم رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل على وزراء «القوات» يتطلب البحث في «صفقة بواخر الكهرباء»، ما استدعى رداً من وزير الطاقة سيزار أبي خليل الذي هاجم وزراء «القوات». ورأى جعجع في حديث لوكالة الأنباء «المركزية»، أنه «إذا أردت أن تعرف ماذا في خلفيات هجوم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على وزراء (القوات اللبنانيّة) تدرجاً من الصحة إلى الشؤون الاجتماعية، فابحث عن صفقة بواخر الكهرباء. وكلما ازددنا صلابة في مواجهة تمرير الصفقة يرتفع منسوب نسج الحملات ضدنا».لكن سيزار أبي خليل رد عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً: «يا حكيم، القرارات التي تقف ضدها، كان وافق عليها وزراؤك غسان حاصباني وملحم الرياشي وبوعاصي، وكالعادة وافقوا عليها بالداخل وانتقدوها بالإعلام». وأضاف: «أما بشأن التقصير، طلب مجلس الوزراء من الحاصباني مرسوم توزيع الأسقف المالية منذ أكثر من سنة. ضيّع الوقت وخلصت الحكومة وأصدرها خلافا للقانون بقرار منه». وكان جعجع قد قال إن آخر فصل مواجهة في مسلسل صفقة بواخر الكهرباء «ما زال حاضرا على المسرح السياسي». وأضاف: «في آخر نصف ساعة من جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وعن طريق (الحشر والزرك) عُرض ملف الكهرباء، الذي يعل منذ 8 سنوات، فطرح وزير الطاقة سيزار أبي خليل تجديد عقود الباخرتين الموجودتين في المياه اللبنانية، واللتين تؤمنان نحو 400 إلى 500 ميغاواط يحتاج إليها البلد بشدة، لعدم ترك لبنان من دون كهرباء، وعلى رغم تحفظنا على (البواخر) ككل، حاول عدد من الوزراء من ضمنهم وزراء (القوات) إقناع أبي خليل بالتجديد لعام واحد بدل ثلاثة أعوام، وبعد أخذ ورد، اقترح تجديد العقود ثلاث سنوات، بشرط إبقاء هامش الحرية للحكومة بوقف العمل بالعقد ساعة تشاء، من دون أن تترتب عليها أي موجبات أو غرامات، علّ العمل بمعمل دير عمار لإنتاج الطاقة ينتهي خلال هذه الفترة، فيتم الاستغناء عن البواخر». وإذ أكد استمرار التصدي للصفقات بكل أشكالها والكهرباء بشكل خاص، اعتبر جعجع أن «لا أحد قادر على إحراجنا لإخراجنا من الحكومة، على رغم دفعهم في هذا الاتجاه ليستريحوا ويصبح متاحا أمامهم تمرير الصفقات». وأوضح أن التواصل مستمر مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، وحتى مع الوزير باسيل، مؤكدا أن العلاقة بين «القوات» و«التيار» أكبر من الأشخاص والأفراد، ولا يحق لأحد التلاعب بها لمكاسب خاصة، ونبذل أقصى جهدنا لإبقاء هذه العلاقة فوق المناكفات. وختم بالتأكيد أن «القوات» لن يقبل بالحصول على أقل من حجمه الذي أفرزته الانتخابات في الحكومة العتيدة، معرباً عن اعتقاده بأن الرئيس الحريري لن يرضى بحكومة غير متوازنة، متمنياً مشاركة الجميع فيها.

 

الأحرار طالب بإعلان بلدات في البقاع وجرود كسروان اجتاحتها السيول مناطق منكوبة

الخميس 14 حزيران 2018 /وطنية - سجل المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار في بيان، بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب السابق دوري شمعون وحضور الأعضاء، "مراوحة مرشحة للتفاقم على جبهة تشكيل الحكومة العتيدة، مما ينعكس سلبا على الاوضاع السياسية والاقتصادية والمالية"، لافتا إلى أن "هذه المراوحة ستستمر إلى ما بعد عيد الفطر والى الفترة التي تليه الى حد ان بعض التوقعات غير المتفائلة تذهب الى الكلام عن أشهر لتذليل العقبات التي تعترض التأليف ولانتزاع موافقة كل الاطراف حول الصيغة التي ترضيهم"، وقال: "كل هذا، رغم التصريحات الإيجابية عن مراعاة نتائج الانتخابات وحفظ الحقوق التي أفرزتها ورغم تأكيد الاسراع في التوصل الى تشكيل الحكومة". وجدد موقفه الداعي الى "قيام حكومة من ستة وعشرين وزيرا، نظرا الى الأعباء المالية واللوجستية"، مؤكدا أنه "في حال تعذر التوصل الى حكومة جامعة لا يبقى ثمة خيار غير حكومة أكثرية تحكم، ومعارضة تعارض وفق الثوابت والمسلمات، وبعيدا من الكيدية السياسية". سأل عن "سبب التأخير في إعادة النظر بمرسوم التجنيس، مما يدفعنا الى التوجس من نية الى إمراره بشوائبه"، مجددا مطالبته ب"تنقية المرسوم والإبقاء على الأسماء التي تستحق فعلا شرف حيازة الجنسية اللبنانية. وفي طبيعة الحال، صرف النظر عن الأسماء التي تحوم حولها الشبهات او تلك التي تناقض المبادىء الدستورية، وفي مقدمها رفض التوطين. هذا مع العلم ان الرأي العام ينتظر النتيجة من تحويل المرسوم الى المديرية العامة للأمن العام التي كان يفترض فيها درسه قبل توقيعه. ولذا، يتوقع شفافية مطلقة من قبلها لإعادة تصويب المرسوم في الاتجاه الصحيح، ولكي يكون عبرة بالنسبة الى ظروف مشابهة مستقبلا". وطالب ب"إعلان البلدات في البقاع وجرود كسروان التي اجتاحتها السيول مناطق منكوبة"، وقال: "ننتظر تحركا سريعا لهيئة الإغاثة للكشف على الأضرار والمبادرة الى دفع التعويضات المستحقة. ومن الأهمية في مكان، أخذ العبرة مما حصل لمعالجة مشاكل المرامل والكسارات التي تؤثر بالطبيعة وإيجاد الحلول لها. مع الإشارة الى أن من المحتمل ان يحصل الأمر عينه في مناطق أخرى تعاني من التغيير في طبيعتها من جراء استخراج الرمول والصخور وتحولها الى مناطق جرداء. كما نطالب المسؤولين بفرض استصلاح هذه المناطق للحد من الأضرار".

ودان "كلام قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي يعد تدخلا فاضحا في الشؤون الداخلية اللبنانية، ويؤدي الى تأليب اللبنانيين على بعضهم البعض"، وقال: "نعتبر ان هذا التدخل ما كان ليحصل لولا موقف دويلة حزب الله المتماهي مع موقف طهران تحت عنوان ولاية الفقيه والاعتبارات الاستراتيجية للهلال الفارسي".

وطالب الجميع ب"احترام مبدأ النأي بالنفس عن محاور المنطقة وصراعاتها ووضع الإيديولوجيات جانبا احتراما لخصوصية لبنان. أخيرا، هنأ اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بعيد الفطر، آملا "أن يحمل الى لبنان الأمن والاستقرار والازدهار".

 

باسيل عرض مع كاسيس أزمة النازحين ودعاه إلى زيارة لبنان

الخميس 14 حزيران 2018 /وطنية - سويسرا - وصل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى بيرن، آتيا من جنيف، والتقى مستشار الشؤون الخارجية في الاتحاد الفيدرالي السويسري ايغنازيو كاسيس، وجرى عرض العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تطويرها، لا سيما في المجال الاقتصادي. كما تناول البحث أزمة النازحين وسبل معالجتها. ودعا الوزير باسيل نظيره إلى زيارة لبنان.

 

جعجع لجيرار: ندعم موقف الرئيس عون في شأن عودة النازحين إلى بلادهم

الخميس 14 حزيران 2018 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، ممثلة المفوضية العليا للاجئين في لبنان ميراي جيرار في حضور مستشار المفوضية للعلاقات اللبنانية دومينيك طعمة، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" إيلي الهندي، ورئيسة مكتب السياسات العامة في "القوات" مايا سكر. وبحث المجتمعون في وضع النزوح السوري في لبنان. وأبلغ جعجع ممثلة المفوضية بأن "حزب القوات اللبنانية يدعم موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ما يتعلق بضرورة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن وعدم انتظار الحل السياسي للأزمة في سوريا والذي من الممكن أن يتأخر". وردت جيرار: "هذا قرار سيادي لبناني والمفوضية تعنى فقط بالجانب الإنساني من الأزمة". وشكر جعجع المفوضية على جهودها في المجال الإنساني.

 

سفيرة كندا زارت العيادة النقالة التابعة للصليب الاحمر في طيردبا

الخميس 14 حزيران 2018 /وطنية - صور - زارت سفيرة كندا ايمانويل لامور على رأس وفد من السفارة، مركز العيادة النقالة التابعة للصليب الاحمر في بلدة طيردبا، وكان في استقبالها في المركز رئيس البلدية حسين سعد ومديرة قسم الخدمات الاجتماعية في الصليب الاحمر ليلى جابر. وبعد إطلاعها على المركز استمعت لامور من جابر ومنسقة المركز فاطمة مشورب الى نشاط المركز الذي أعيد افتتاحه أخيرا، والخدمات الطبية المجانية التي يقدمها لابناء البلدة والنازحين السوريين. وشرح رئيس البلدية سعد اهمية اعادة افتتاح المركز نظرا الى حاجته الملحة، عارضا عبء النازحين السوريين على البنية التحتية، ومرحبا بزيارة لامور. ثم جالت لامور في المركز وتوقفت في العيادات وقاعة انشطة الاطفال، وتسلمت لوحة تذكارية من رئيس البلدية.

 

باسيل بعد لقائه غراندي: مع رفع الاجراءات في حق المفوضية اذا رأينا تغيرا في السياسة المعتمدة ومستعدون لزيادتها في حال العكس

الخميس 14 حزيران 2018/وطنية - أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان وجوده في مقر المفوضية العليا للاجئين في جنيف كوزير لخارجية لبنان هو لإيصال رسالة مباشرة الى المفوض العام، وهي اننا لا نبحث عن مشاكل مع المفوضية العليا للاجئين او مع المجتمع الدولي، بل اننا نريد حلا لأزمة لم يعد لبنان يحتملها لأن اقتصاده سينهار بوجود مليوني نازح لاجىء ونازح على ارضه، إذ إن السياسة المعلنة والواردة على موقع المفوضية بكل بساطة هي منع العودة المبكرة، وهي سياسة مرفوضة". ولفت باسيل بعد لقائه المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الى انه لا يطلب من المفوضية تشجيع النازحين السوريين على العودة، وقال: "شرحنا له الاجراءات التي تقوم بها المفوضية على الأرض والتي تؤدي إلى إخافتهم من العودة، ووعدنا بأنه سيتحقق منها، وأبلغنا عدم قبوله ان تحصل الامور بهذا الشكل وهذا اول امر ايجابي وعد بمتابعته". أشار إلى "أننا راغبون في رؤية إجراءات تتخذها المفوضية ازاء النازحين الراغبين في العودة والذين يتوزعون على 3 فئات: الاولى هي النازحون السوريون الاقتصاديون الذين يذهبون باستمرار الى سوريا، ويستفيدون من بطاقات النزوح التي توفر لهم مساعدات ليس من المفترض ان يحصلوا عليها، واعرب المفوض السامي عن موافقته على هذه النقطة ورأى انه يجب نزع البطاقات منهم، واتفقنا على متابعة هذه المسألة التي نثيرها منذ العام 2015. ما الفئة الثانية فهم السوريون الذين يودون العودة، وكل ظروف عودتهم مؤمنة بما فيها منزلهم وأرضهم والموافقة من السلطات السورية، كذلك وعدنا بمعالجة هذه النقطة. والفئة الثالثة هي السوريون الراغبين بالعودة، لكنهم خسروا منازلهم، فسألت لم لا يشملهم برنامج مساعدات المفوضية داخل سوريا؟ وطلبنا ألا يهدد الراغب في العودة من هذه الفئة بقطع المساعدة عنه". أضاف وزير الخارجية: "نصحت بعدم المراهنة على وجود خلاف بين اللبنانيين لان الجميع يجمع على عودة النازحين الى سوريا. ونحن مقبلون على مرحلة جديدة حيث تصبح سوريا آمنة اكثر وتصبح معها عودة السوريين ممكنة أكثر، وبالتالي يجب التعاون في هذه المرحلة الجديدة عبر سياسة جديدة يتم فيها استبدال منع العودة المبكرة بتشجيع العودة الامنة والكريمة". وأوضح أنه أبلغ غراندي عن استعداده لرفع إجراءات الخارجية الاولية التي اتخذت بحق المفوضية اذا رأى تغيرا في السياسة المعتمدة، كما انه مستعد لزيادتها في حال عدم حصول تغير. وقال ردا على سؤال: "لقد سمعت اليوم من المفوض السامي كلاما يدل على حسن نية وتجاوب، وسننتظر اجراءات وسياسة عملية يتم تطبيقها في لبنان، في انتظار ان يتحقق هذا الكلام عبر أمور عملية تحصل في كل من جنيف وبيروت". وأشار ردا على سؤال عن اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سوريا، إلى انه "جرى تبادل المعلومات عن اتجاه الأمور في سوريا، والمبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا كان اول من تحدث عن تخفيف الاحتقان في مناطق معينة وتأمين العودة لها، واليوم يتحدث عن اعادة الاعمار في سوريا، وهذا ما يتجاهله المجتمع الدولي، وهو يعرف أن عودة النازحين الى سوريا باتت ممكنة اكثر فأكثر، وطلبت منه المساعدة في هذا الموضوع وأن هذه العودة تسرع الحل السياسي للازمة والمصالحة بين السوريين واعادة الإعمار".

دي ميستورا

وكان باسيل قد عرض الوضع في سوريا وأزمة النازحين مع المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا.

غري

من جهة أخرى، بحث باسيل مع المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO فرانسيس غري في سبل التعاون مع المنظمة وكيفية استفادة لبنان بهدف تعزيز اقتصاده الوطني، اضافة الى خلق فرص عمل جديدة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المخابرات الإسرائيلية: إجراءات ترمب ستُلحق أضراراً كبيرة بإيران والضغوط الداخلية والخارجية تزيد من حدة الخلافات في وسط النظام

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/14 حزيران/18/أصدرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية، تقريراً سرياً عرضته على الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، توضح فيه أن «رد الفعل التسلسلي والتراكمي لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الانسحاب من الاتفاق النووي، اكتسب أهمية أكثر مما كان متوقعاً في إيران، في مجالات عدة، في مقدمتها الأضرار الاقتصادية والاجتماعية الواسعة لإيران». ويقول التقرير، إنه «في أعقاب تهديدات ترمب بتفعيل عقوبات صارمة على صناعة النفط الإيرانية وعلى الشركات الأجنبية العاملة معها، التي يفترض أن تصبح سارية المفعول في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، المقبل، أعلنت شركات أميركية عدة، بينها منتجة الطائرات (بوينغ)، وشركة (جنرال إلكتريك)، التي وقعت عقوداً لتحديث صناعات النفط الإيرانية القديمة، أنها تستعد لوقف استثماراتها».

وأعلنت منتجة الأحذية والملابس والأدوات الرياضية «نايكي» إلغاء تزويد المنتخب الإيراني بمنتجاتها، كما أعلنت شركة النفط «بريتيش بتروليوم» وقف استثمار مشترك مع شركة النفط الإيرانية في التنقيب عن النفط قبالة شواطئ اسكتلندا.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد قال في لقائه مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، إنه لا يطلب من فرنسا الانسحاب من الاتفاق لأنه «سيتبدد من تلقاء نفسه لأسباب اقتصادية». وبحسب نتنياهو، فإن «هذا هو الوقت المناسب لتفعيل أقصى الضغوط على إيران»، بداعي أن الهدف الآن هو دفعها للخروج من سوريا. يشار في هذا السياق إلى أن وزراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بعثوا، مطلع الشهر الحالي، رسالة إلى الإدارة الأميركية يطلبون فيها استثناء شركات أوروبية تعمل مع إيران من العقوبات، وبضمنها شركات تعمل في مجال الطاقة والطيران والصحة، وبخاصة أن شركة «إيرباص» وقّعت على عقود بقيمة مليارات الدولارات مع إيران بعد بلورة الاتفاق النووي، كما أن شركة الطاقة الفرنسية «توتال» يتوقع أن تتضرر نتيجة هذه العقوبات. وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية، فإن «إيران كانت تأمل في جني أرباح اقتصادية ملموسة نتيجة الصفقات مع شركات أوروبية وأميركية في الفترة القريبة. لكن النظام الإيراني يواجه مغادرة الشركات التي وقّع معها على عقود، إضافة إلى وقف المفاوضات مع شركات أخرى، بسبب الخطوة الأميركية. ويضاف إلى ذلك الضغوط الداخلية المتصاعدة على النظام، والتي يعبر عنها في المظاهرات المتواترة للمعارضة في المدن المختلفة، والتي تتركز أساساً حول غلاء المعيشة». وتدعي أيضاً أن الضغوط الاقتصادية، الداخلية والخارجية، تزيد من حدة الخلافات في وسط النظام الإيراني، بين المعسكر المحافظ والمعسكر الأكثر اعتدالاً، ويتصل بعضها بالمساعدات الخارجية التي تقدمها إيران لتنظيمات في الشرق الأوسط. وبحسب التقرير، فإن تقديرات مختلفة تشير إلى أن طهران تحول سنوياً ما يقارب مليار دولار لتنظيمات مثل «حزب الله» و«الميليشيات الشيعية» التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، والحوثيين في اليمن، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي. كما تدعي تحليلات الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، أن القيادة الإيرانية قلقة من الضغوط التي تمارس عليها الآن في سوريا للوصول إلى تسوية تقلص فيها تواجدها العسكري، وبخاصة في جنوبي سوريا، بالقرب من الحدود مع إسرائيل. ويضيف التقرير الاستخباراتي، إن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية لا تستعجل الجزم بأن استقرار النظام في طهران يواجه خطراً، حيث إنه واجه موجات الاحتجاج بشكل جيد، وبخاصة في مطلع العام الحالي.

 

روحاني يدافع عن وجود قوات بلاده في سوريا

لندن/الشرق الأوسط/14 حزيران/18/رهن الرئيس الإيراني حسن روحاني وجود «المستشارين الإيرانيين» إلى جانب قوات النظام السوري بـ«القضاء على الإرهاب» في سوريا. وأفاد موقع الرئاسة على وسائل التواصل الاجتماعي بأن روحاني بحث ونظيره الفرنسي في العلاقات الثنائية والشؤون الإقليمية والقضايا المتعلقة بالاتفاق النووي مساء الثلاثاء. وأضاف أن روحاني «أشار إلى أن وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا رغم الوجود غير الشرعي لقوات بعض الدول، كان بناء على طلب رسمي من حكومة دمشق»، وأنه «أعرب عن أمله في أن الجهود المشتركة للقوات الداعمة للحكومة في دمشق ستتمكن سريعاً من القضاء على الإرهاب في هذا البلد ولا تحتاج بعدها إلى وجود قوات أجنبية». وتطرق الرئيس الإيراني إلى «التقدم الجيد الذي أحرز لتطوير الدستور الجديد في سوريا بين الحكومة والمعارضة»، ورحب بمواصلة «التشاور بين إيران وفرنسا بشأن الاستقرار والسلام في سوريا».

 

دي ميستورا يدعو «ضامني» آستانة إلى جنيف

جنيف - لندن/الشرق الأوسط/14 حزيران/18/أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في بيان الأربعاء أن مسؤولين كبارا من إيران وروسيا وتركيا سيجتمعون في جنيف يومي 18 و19 يونيو (حزيران) لإجراء مشاورات مع الأمم المتحدة بشأن تشكيل لجنة دستورية لسوريا. وأضاف البيان أن دي ميستورا سيوجه الدعوة لاحقا لدول أخرى لإجراء مشاورات متصلة بالأمر. ودي ميستورا مكلف باختيار أعضاء اللجنة التي يُتوقع أن تعيد كتابة الدستور السوري مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات جديدة في إطار إصلاح سياسي لما بعد انتهاء الحرب. وكان دي ميستورا جال على دول في المنطقة بينها تركيا وإيران ومصر.

 

 دمشق تريد التنسيق مع بغداد لفتح معبر القائم

لندن/الشرق الأوسط/14 حزيران/18/تسلم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري رسالة من نظيره السوري وليد المعلم بشأن تكثيف الجهود لإعادة فتح المنفذ الحدودي بين البلدين غرب محافظة الأنبار بين قضاء القائم العراقي ومدينة البوكمال السورية. وأفاد موقع «روسيا اليوم» أمس بأن الجعفري أبلغ السفير السوري في بغداد صطام جدعان الدندح، على «ضرورة تنسيق المواقف والتعاون بين البلدين من أجل حل المشاكل العربية باعتماد الحلول السياسية وعدم التدخـل في شؤون الدول»، مشددا على موقف العراق الثابت إزاء عودة سوريا إلى الجامعة العربية. ويرى مراقبون أن إعادة فتح المنفذ تتخللها خطورة تتمثل في كون «داعش» لا يزال موجودا في منطقة مدينة البوكمال الحدودية في سوريا الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات، شرقي سوريا على مسافة 8 كلم من الحدود السورية - العراقية.

 

آلاف من «البيشمركة» وأمن كردستان يحتجون على إلغاء أصواتهم

أربيل (العراق) /الشرق الأوسط/14 حزيران/18/تظاهر الآلاف من أفراد «البيشمركة» والقوى الأمنية في إقليم كردستان العراق، أمس، احتجاجاً على قرار مجلس النواب العراقي إلغاء التصويت الخاص (القوات المسلحة) في الانتخابات النيابية التي جرت الشهر الماضي. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بقانون الانتخابات المعدّل، معتبرين أن إلغاء أصوات قوات «البيشمركة» والقوى الأمنية في محافظات الإقليم «ظلماً وعقوبة جماعية بحق أناس دافعوا بأرواحهم وحاربوا تنظيم داعش على مدار أكثر من ثلاث سنوات». وطالبوا مجلس النواب بإلغاء القانون، مناشدين أصحاب القرار «ضرورة عدم المصادقة عليه». واتهموا «أحزاب المعارضة» الكردية بـ«التآمر على قوات البيشمركة وحث مجلس النواب على إلغاء أصواتها». كان مستشار رئيس حكومة إقليم كردستان دلشاد شهاب اعتبر أول من أمس، أن قرار إلغاء أصوات «البيشمركة» والقوى الأمنية «غير مقبول... ويفتقد إلى أي أساس قانوني أو منطقي». وأضاف: إن «من حق المؤسسات الدستورية والقانونية كافة المعنية بالانتخابات ونتائجها القيام بأي إجراءات قانونية لضمان الخروج بنتائج حقيقية للانتخابات وإعلانها». وأضاف إن «إقرار أي طرف إلغاء أصوات شريحة واسعة من المصوتين ومن دون سند وتدقيق قانوني، يعتبر ظلماً وإجحافاً بحق الإقليم، وهو إجراء غير مقبول». وقال أري محمد، وهو أحد أفراد «البيشمركة» المشاركين في المظاهرة، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «قرار إلغاء التصويت الخاص من قبل مجلس النواب العراقي يعتبر تجريداً لمن حارب (داعش) من جميع حقوقه، ونحن نرفض رفضاً قاطعاً هذا القرار، ويجب أن يكون صوتنا مسموعاً في البلاد، ولا نقبل بأن يعود زمن الديكتاتورية كما كان في عهد صدام حسين».

 

المحكمة الاتحادية في العراق تبقي الغموض حول مصير نتائج الانتخابات

بغداد/الشرق الأوسط/14 حزيران/18/رفضت المحكمة الاتحادية العراقية، أمس، طلب مجلس المفوضين التابع للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات إصدار «أمر ولائي» بوقف تنفيذ قرار مجلس النواب إجراء فرز يدوي للأصوات في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي. و«الأمر الولائي» إجراء مؤقت يتخذه القضاء لإيقاف العمل بالقوانين محل الاختلاف إلى حين صدور الرأي النهائي للمحكمة الذي بدا أنه سيستغرق وقتاً. ولا يزال الغموض يسيطر على مصير النتائج النهائية للانتخابات، خصوصاً بعد التعديل الذي أجراه مجلس النواب على قانون الانتخابات وفرض إعادة يدوية لعمليات العد والفرز التي جرت إلكترونياً. ومع أن غالبية التكهنات تشير إلى عدم حدوث اختلافات جذرية في ترتيب الائتلافات الفائزة في النتائج النهائية، فإن عملية إعادة العد اليدوي ما زالت تثير مخاوف أطراف سياسية وشعبية، نظراً إلى حالة عدم الاستقرار السياسي العام ومجمل التعقيدات والشكوك التي رافقت العملية الانتخابية. وقال الناطق باسم المحكمة الاتحادية إياس الساموك في بيان، أمس، إن «المحكمة الاتحادية العليا عقدت جلستها اليوم برئاسة مدحت المحمود وحضور القضاة الأعضاء كافة، ونظرت في خمسة طلبات بإصدار قرار ولائي بوقف تنفيذ أحكام قانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب». وأضاف أن «الأعراف القضائية المستقرة تحظر على المحكمة إبداء الرأي تصريحاً أو تلميحاً في موضوع الدعوى الأصلية المعروضة عليها إلا حين إصدار الحكم الفاصل فيها». وأشار إلى أن «المحكمة قررت بالإجماع رد طلب إصدار القرار الولائي». وعن الموعد المحدد لنظر المحكمة الاتحادية في الطعن على التعديل الثالث، قال الساموك إن ذلك مرتبط برد المدعى عليه رئيس مجلس النواب، أو انتهاء المدة القانونية للرد. وقال رئيس «هيئة النزاهة» السابق القاضي رحيم العكيلي لـ«الشرق الأوسط» إن «رفض الأمر الولائي من قبل المحكمة الاتحادية لا يعني بالضرورة رفضها للطعن المقدم ضد قانون الانتخابات المعدّل... قد يكون إلغاء الأمر الولائي من المحكمة مدعاة لنقض القانون». واعتبر خبير قانوني أن «قرار رد طلب إصدار الأمر الولائي صحيح من حيث النتيجة، لكنه خاطئ من حيث ذكر الأسباب التي أدت إلى إلغائه». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «القضاء الدستوري ما زال يحبو في العراق ويعاني من سيطرة قضاة القانون العادي بمبادئه وتسليمهم به وعدم إدراكهم لضوابط القضاء الدستوري وسياقاته بوصفه حامي الشريعة الدستورية».

 

موسكو تنتقد قرار واشنطن معاقبة شركة روسية

لندن - واشنطن/الشرق الأوسط/14 حزيران/18/انتقدت موسكو قرار واشنطن معاقبة خمسة روس وثلاثة سوريين بتهمة غسل ملايين الدولارات نيابة عن شركة روسية واقعة تحت طائلة عقوبات، حسبما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. ووجهت هيئة محلفين كبرى اتهامات إلى ثمانية أشخاص بتهم اتحادية تزعم أنهم تآمروا لانتهاك العقوبات الاقتصادية الأميركية بإرسال وقود طائرات إلى سوريا. وتضم لائحة الاتهام معاملات أجرتها شركة «سوفراخت»، وهي شركة شحن روسية. وتم تحديد هوية الروس الخمسة، وهم إيفان أوكوروكوف، وإيليا لوجينوف، وكارين ستيبانيان، وأليكسي كونكوف، وليودميلا شميلكوفا، وجميعهم من موظفي «سوفراخت». والسوريون الثلاثة، هم ياسر ناصر، وفريد بيطار، وجابرييل بيطار. عمل ناصر بالنيابة عن «سوفراخت» في سوريا لتنسيق أعماله هناك، في حين أن الآخرين يعملان مفتشين على النفط في ميناء بانياس في سوريا. ووجهت إلى الأشخاص الثمانية جميعهم تهمة التآمر لانتهاك القانون الدولي، والتآمر من أجل غسل أموال. وفي حالة إدانتهم، فإنهم سيواجهون سنوات في السجن وعقوبات مالية ومصادرة ممتلكاتهم. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على شركة الشحن الروسية «سوفراخت» التي تشحن وقود الطائرات إلى سوريا «مساعدة مجدية للإرهابيين». وكتبت الوزارة: «الولايات المتحدة ليس لديها أي مبرر لفرض العقوبات على الحكومة الشرعية في سوريا، التي تتحمل عبء القتال الأساسي ضد الإرهاب، وخدمة لمصلحة الأمن العالمي. من المقزز أن ترى الأميركيين يحاولون فرض قوانينهم خارج حدودهم وتقديم مساعدة فعالة للإرهابيين في ذلك». وأشارت إلى أن «الوقود الذي شحنته الشركة مخصص للقوات الجوية الفضائية الروسية، التي تساعد الحكومة السورية في حربها ضد الإرهابيين».

 

الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام السيسي

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين/14 حزيران 2018/وكان السيسي كلف مدبولي وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة شريف إسماعيل التي قدمت استقالتها بعد أداء السيسي اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الثانية.

وشملت الحكومة الجديدة تعيين الفريق محمد زكي في منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي. كما شملت تعيين اللواء محمد توفيق في منصب وزير الداخلية. وكذلك محمد أحمد محمد معيط للمالية، ويونس المصري وزير للطيران المدني، ومحمود شعراوي وزير للتنمية المحلية، وياسمين صلاح فؤاد وزير للبيئة. وعز الدين عمر وزير للزراعة واستصلاح الأراضي، وكذلك هالة مصطفى وزيرة للصحة والسكان، وعمرو سميح وزير للاتصالات والتكنولوجيا، وأشرف صبحي وزير للشباب والرياضة، وعمرو عادل بيومي وزير للتجارة والصناعة، وهشام أنور توفيق وزير لوزارة قطاع الأعمال العام.

 

الحكومة الأردنية الجديدة برئاسة الرزاز تؤدي اليمين الدستورية أمام الملك

عمّان: «الشرق الأوسط أونلاين/14 حزيران 2018/أدت الحكومة الأردنية الجديدة برئاسة عمر الرزاز اليوم (الخميس)، اليمين الدستورية أمام الملك عبد الله الثاني لتضم إلى جانب الرزاز 28 وزيرا بينهم سبع سيدات. وأدى أعضاء الحكومة اليمين الدستورية أمام العاهل الأردني في قصر الحسينية في عمان ظهر الخميس، حسبما أفاد بيان للديوان الملكي. وكان العاهل الأردني قد أصدر في وقت سابق اليوم مرسوما بتشكيل حكومة جديدة من 28 وزيرا برئاسة الرزاز الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي والذي تم تكليفه بمراجعة مشروع قانون ضريبي مثير للجدل بعد احتجاجات واسعة النطاق على إجراءات التقشف التي ينصح بها صندوق النقد الدولي. ووفق المرسوم الملكي بتشكيل الحكومة الجديدة، تم تعيين الدكتور عمر الرزاز رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع، بينما كان تشكيل الوزراء كالتالي:

1- رجائي صالح المعشر نائبا لرئيس الوزراء ووزير دولة.

2- أيمن حسين الصفدي وزيرا للخارجية وشؤون المغتربين.

3- عادل عيسى علي الطويسي وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي.

4- هاله نعمان "بسيسو لطوف" وزيرا للتنمية الاجتماعية.

5- موسى حابس المعايطة وزيرا للشؤون السياسية والبرلمانية.

6- سمير سعيد مراد وزيرا للعمل.

7- محمود ياسين الشياب وزيرا للصحة.

8- يحيى موسى كسبي وزيرا للأشغال العامة والإسكان.

9- نايف حميدي الفايز وزيرا للبيئة.

10- وليد "محيي الدين" المصري وزيرا للنقل ووزيرا للشؤون البلدية.

11- مجد محمد شويكه وزيرا لتطوير القطاع العام.

12- لينا مظهر عناب وزيرا للسياحة والآثار.

13- خالد موسى الحنيفات وزيرا للزراعة.

14- عوض" أبو جراد المشاقبة" وزيرا للعدل.

15- مهند شحادة خليل وزير دولة لشؤون الاستثمار.

16- سمير إبراهيم المبيضين وزيرا للداخلية.

17- عبدالناصر موسى أبو البصل وزيرا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.

18- عزالدين محي الدين كناكرية وزيرا للمالية.

19- منير موسى عويس وزيرا للمياه والري.

20- عزمي محمود محافظة وزيرا للتربية والتعليم.

21- مكرم مصطفى القيسي وزيرا للشباب.

22- مبارك علي أبو يامين وزير دولة للشؤون القانونية.

23- طارق محمد الحموري وزيرا للصناعة والتجارة والتموين.

24- جمانة سليمان غنيمات وزير دولة لشؤون الإعلام.

25 - هاله عادل زواتي وزيرا للطاقة والثروة المعدنية.

26- ماري كامل قعوار وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي.

27- بسمة محمد النسور وزيرا للثقافة.

وكان الملك كلف الرزاز، وهو خريج جامعة هارفارد، الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لهاني الملقي لتهدئة الغضب الشعبي الذي أدى إلى تفجر بعض من أكبر الاحتجاجات التي شهدها الأردن منذ سنوات.

 

الإفراج عن المعارض الروسي أليكسي نافالني بعد سجنه 30 يوماً

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 حزيران/18/أعلن المعارض الروسي الأبرز أليكسي نافالني أنه تم الإفراج عنه اليوم (الخميس) بعد سجنه 30 يوما، وذلك قبل ساعات من انطلاق مباريات كأس العالم لكرة القدم في روسيا. وكتب على «تويتر»: «أنا معكم مجددا بعد اعتقال استمر 30 يوما. أنا سعيد جدا للإفراج عني». وكان القضاء الروسي أدان في 15 مايو (أيار) الماضي نافالني، الذي احتفل بعيد ميلاده الثاني والأربعين في السجن، بتهمة تنظيم مظاهرة قبل يومين من تنصيب فلاديمير بوتين لولاية رئاسية رابعة. ودعا المعارض في 5 مايو أنصاره إلى الخروج إلى الشوارع، وتظاهر آلاف الأشخاص في كثير من مدن البلاد. وكثف نافالني في الأشهر الماضية المظاهرات للضغط على الكرملين بعد رفض ترشحه للانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 مارس (آذار) الماضي وفاز فيها بوتين كما كان متوقعا. اجتذبت هذه التجمعات كثيرا من الشباب الذين يتداولون أيضا على شبكات التواصل الاجتماعي التحقيقات حول فساد النخب في روسيا. واعتقل نحو 1600 متظاهر في 27 مدينة بمختلف أنحاء روسيا، بحسب مرصد مستقل حول الاعتقالات في 5 مايو الماضي. وأوقفت الشرطة نافالني أيضا لفترة قصيرة بعد ظهوره في ساحة بوشكين في موسكو. وندد الاتحاد الأوروبي آنذاك «بعنف الشرطة والاعتقالات الجماعية» إثر المظاهرات؛ حيث قام شرطيون بضرب عدة متظاهرين في مختلف المدن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا لا يستعجل الحريري تأليفَ الحكومة؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 حزيران 2018

مع مرور شهر على تكليفه، لا يبدو الرئيس المكلّف سعد الحريري «مستعجِلاً» لتأليف الحكومة. هو يمرِّر عطلة العيد بهدوء. يزور السعودية، وقبله جنبلاط وربما آخرون بعده. ثم يشارك وليّ عهدها الأمير محمد بن سلمان انطلاق «المونديال» في روسيا. ويعود معه في الطائرة إلى الرياض. وبعد ذلك... لكل حادث حديث في بيروت. المطّلعون يقولون: حتى اليوم، لم يفعل الحريري شيئاً في الملف سوى أنه قدّم تصوّراً أوَلياً أو بدائياً عن «توزيعة» الحصص إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وبالتأكيد، هو يعلم أنّ هذه «التوزيعة» لن تعجب الرئيس الطامح، مع «التيار الوطني الحرّ»، إلى تحصيل أكثر من 9 وزراء، خصوصاً أنّ الحريري نفسَه، في المقابل، يحصر التمثيل السنّي كاملاً بتيار «المستقبل»، وهو يعرف أنّ هذا الأمر لا يمرّ إطلاقاً لدى «حزب الله» وحلفائه… بمَن فيهم عون!

عملياً، هذا التصوّر البدائي لا يقدّم ولا يؤخّر في تسهيل عملية التأليف. وفي اعتقاد المتابعين أنّ الحريري قدّمه من باب رفع العتب قبل المغادرة إلى عطلة العيد في الخارج، لئلّا يُتَّهم بأنه لا يتحرّك.

خلفيّاتُ القصة، وفق ما يعتقد هؤلاء المتابعون، هي الآتية: يلتزم الحريري تماماً مقتضيات الصفقة التي حملته إلى السراي الحكومي في نهايات 2016، والتي كُتِب لها العمرُ الطويل بعد أزمة الاستقالة في السعودية، في تشرين الثاني الفائت.

فهو عاد من الأزمة بتسوية مع السعوديين قضت باقتناعهم بضرورة أن يكون له هامشٌ من التنازلات الظرفية والاضطرارية، لمصلحة فريق 8 آذار، ما دامت توازناتُ القوى في لبنان تفرض ذلك.

وهذه التنازلات التكتية يعتبر السعوديون أنها لن تقود إلى سيطرة «حزب الله» الكاملة على البلد. فالتنوّعُ الطائفي والمذهبي والسياسي، حتى داخل قوى 8 آذار، يحول دون ذلك. وفي اعتقاد كثيرين أنّ العديد من حلفاء «حزب الله» المسيحيين والسنّة والدروز سيتخلون عنه تماماً عندما تتبدّل التوازناتُ في المنطقة.

وفي تقدير البعض أنّ التسوية السياسية الآتية إلى سوريا هي التي ستعيد خلط الأوراق في لبنان وتعيد «الحزب» إلى حجمه الحقيقي. وحتى ذلك الحين، لا بأس في تقليص حجم الأضرار في لبنان وضمان موقع الحريري في السراي الحكومي، من خلال السير في الصفقة الظرفية مع «حزب الله» وحلفائه.

وفي الانتظار، حاول السعوديون الحدَّ من حجم الخسائر التي سيتكبّدها الفريق الذي ينفتح عليهم في الانتخابات الأخيرة، وقد عملوا على التقريب بين الحلفاء والأصدقاء ليتعاونوا قدر الإمكان. لكنّ الحريري لم يستطع التخلص من موجبات الصفقة السارية المفعول.

أدرك الحريري أنّ «الحزب» وحلفاءه قادرون على «معاقبته» بعدم تسميته لرئاسة الحكومة الجديدة إذا تنكّر لموجبات الصفقة. ومن هنا كانت تحالفاتُه متذبذبةً في الانتخابات.

اليوم يعرف الحريري أنّ «الحزب» سيكون في الحكومة المقبلة أقوى ممّا كان في الحكومة الحالية. وكذلك، سيكون حلفاؤه المسيحيون، عون و»التيار الوطني الحر» وتيار «المردة» وآخرون، أقوى أيضاً. وأما الفريق المقابل، 14 آذار والمستقلون، فستتراجع قوته.

قد يتفهّم السعوديون أنّ هناك موجبات داخلية أدّت إلى فوز فريق 8 آذار بالغالبية النيابية، وتالياً أن يكون أقوى في الحكومة المقبلة. ولكن، ربما كان السعوديون يعتقدون أنّ الحملة الإقليمية والدولية المتصاعدة على إيران ونفوذها الشرق أوسطي ستؤدّي إلى إضعاف حلفائها في لبنان.

إذاً، الحريري يفضّل أن يكون عاملُ الوقت حاسماً في رسم التوازنات السياسية التي ستقوم عليها الحكومة الموعودة. ويعني ذلك عملياً أنّ الوقتَ ضروريٌّ ليقتنع السعوديون بالمعطيات التي ستفرض غالبية لـ8 آذار في هذه الحكومة.

فعندما تطول أزمةُ التأليف، سيتدخّل الوسطاء السعوديون ويعاينون الأزمات ويكتشفون التعقيدات ويتأكّدون من أنّ الحريري وسائر حلفائهم ليسوا في الوضعية التي تسمح لهم بفرض الشروط، وأنّ «حزب الله» وحلفاءَه قادرون على تأليف حكومةِ غالبيةٍ إذا بلغت الأزمة حدّها الأقصى. ولذلك، فإنهم سيتفهّمون واقعياً لماذا ستكون الحكومة مراعيةً لشروط «الحزب» وحلفائه. إذاً، بالنسبة إلى الحريري، الوقت «حلّال المشاكل». والأفضل أن يكتشف كل الذين يعنيهم الأمر، من تلقاء أنفسهم، أنّ إضعاف «حزب الله» في الحكومة مستحيل، لأنه هو الخارج منتصراً من الانتخابات. وفي هذه الحال، تكون عملية تأليف الحكومة قد تمّت واقعياً، بالشراكة بين القوى المحلّية والخارجية. ولا يُلام الحريري ولا يتحمّل المسؤولية عن إعطاء «الحزب» وحلفائه مواقع مضخَّمة. وفي ذهن الحريري أنّ سقفَ المساومة الذي لا يجوز بلوغُه في عملية التأليف، هو انفجار الأزمة واضطرار «الحزب» إلى الانسحاب من التفاهم أو الصفقة السلطوية. فهذا الأمر يعيد الحريري إلى خارج السلطة والحياة السياسية والبلد. وهو أمرٌ ليس مستعدّاً لقبوله أيّاً كان الثمن.

 

فصلُ الوزارات... لتعزيزِ الإنتاجية أم لضروراتِ المحاصَصة؟

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 حزيران 2018

لا شكّ أنّ رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري يعاني من آفةِ «الجشع التوزيري» لدى غالبية الجهاتِ السياسيّةِ في لبنان، إضافةً إلى «ضرورة تمثيل الجميع» تحت رايةِ الوحدة الوطنية، فضلاً عن تمثيل الطوائف كافةً. وبما أن لا تَوازي بين العَرض والطلب الوزاريَّين، وعينُ كلّ طرف على حصّة الآخر من ناحية الكمّ والنوع، ولا أحدَ يقبل أن يكون «ناس بسمنة وناس بزيت»، والجميع يريدون وزاراتٍ سياديّةٍ وخدماتيّةٍ دسِمةً و»مدهنة»... فإنّ زيادة هذا النوع من الوزارات قد يكون حلّاً يفيد الحريري لتذليلِ عقباتِ «تكبيرِ الأحجام والأحلام»، وإمرارِ حكومته بلا ارتطامات قاضية.

تؤلّف الحكومات في لبنان بإصدار مرسوم يوقّعه رئيسا الجمهورية والحكومة اللذان يحدّدان عددَ الوزارات نوعاً وكمّاً وكذلك عدد الوزراء الذي لا يحدّده الدستور. ويرى البعض أنّ الاعتباراتِ السارية في تأليف الحكومات وزاراتٍ ووزراء، إنما هي سياسية إرضائية مُنطلقها المحاصَصة لا الضرورات التقنية.

بلا وزراء دولة؟

طرح الحريري تقسيمَ وزارات لـ»تعزيز عملها»، فتداول مع كُتلٍ نيابيّة في الفصل بين الوزارات، فتكون هناك وزارةُ نفط منفصلة عن وزارة الطاقة والمياه، ووزارةٌ للمغتربين منفصلة عن وزارة الخارجية. وفي حين قد لا يُواجه هذا الطرح مُمانعة، خصوصاً أنه يقضي باستبدال «وزارات الدولة» بوزاراتٍ ذات حقائب ضمن تشكيلة حكومية من 30 وزيراً من دون حاجة الى زيادة عدد الوزارات والوزراء، يرى البعض أنّ هذا التوجّه «تخلُّفي إغراقي»، وأنّ تعزيز عمل الوزارات يكون بتعزيز إنتاجية الإدارة وبالتركيز على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فهناك توجّهٌ في الدول الديموقراطية إلى خفض عدد الوزارات وتعزيز المواقع الإدارية المهنيّة، نظراً الى ضرورة التخصّص التقني والحاجة اليه في إدارة الوزارات.

وتقرّ مصادر تيار «المستقبل» بأنّ «هذا الأمرَ سيرتّب أعباءَ إضافية على صعيد المقار وغيرها من الضرورات، لذلك فإنّ الكلامَ عن فصل الوزارات وتقسيمِها مطروحٌ ضمن حكومةٍ من ثلاثين وزيراً، ولكن لم يُقَرّ بعد».

أمّا «القوات اللبنانية» فتوافق على هذا الطرح، وترى أيضاً أنّ عدداً من الوزارات يُمكن أن يتمّ فصلُه مثل وزارة الداخلية والبلديات، وذلك ليس لزيادة عدد الوزراء، فـ«القوات» يهمّها «التدقيق في الإنفاق وحصر النفقات».

وتشرح مصادر قواتية لـ«الجمهورية» أنّ «هذا الفصل لن يؤدّي إلى زيادة عدد الوزراء وتوسيع الحكومة، وإنما لتعزيز إنتاجية الحكومة يمكن تقسيم الوزارات والخلاص من «وزارات الدولة» التي لا لزوم لها ولا انتاجية».

ويبدو أنّ هذا الطرحَ يلقى قبولاً لدى جهاتٍ كثيرة. وتشير مصادر نيابية إلى أنّ مكاتبَ وزاراتٍ اعتُمدت في الحكومات السابقة ما زالت موجودة، ومنها مكتب وزارة النقل في مبنى «ستاركو». وترى على سبيل المثال، أنه لا يجب جمعُ كلّ الشؤون في وزارة الطاقة، أي البترول والغاز والمياه والكهرباء والصرف الصحّي، وأنّ من المنطقي توزيع العمل وتقسيم الوزارات فـ»شو بدو يلحِّق الوزير تيلحِّق».

وفي حين لم يتداول الحريري بعد مع حزب «الكتائب» في التشكيلة الحكومية العتيدة، استبق الحزبُ الولادة الحكومية، سالكاً الطريقَ نحو ساحة النجمة لقوننة فصل الوزارات، لا تركِه قراراً استنسابيّاً لرئيس الحكومة. لكنّ كتلة «الكتائب» حصرت اقتراحَ الفصل بوزارتين، إذ تقدّمت أخيراً باقتراحَي قانون الى مجلس النواب أحدهما يفصل وزارة «النقل» عن «الأشغال العامة» والثاني يفصل وزارة الداخلية عن «البلديات».

ويعلّل النائب نديم الجميل لـ»الجمهورية» سببَ تقديم الاقتراحين بفصل هاتين الوزارتين تحديداً دون غيرهما، بأنهما وزارتان كبيرتان كانتا مفصولتين أساساً وتمّ دمجُهما عام 2000. ويقول «إننا اليوم في حاجة لفصلهما ولحصرِ اختصاصٍ مُحدَّد في كلّ وزارة على صعيد الأشغال والنقل، كذلك على صعيد الداخلية والبلديات، فهناك 1060 بلدية في لبنان تتطلّب وزارةً خاصة للإهتمام بها بمعزل عن الشؤون الداخلية مثل الأمن والأحوال الشخصية. ويؤكّد أنّ «الوزير ما عم بلحِّق» في هذه الوزارة على هذين الشأنين الكبيرَين»، مشيراً إلى «أنّ مبنيَي كلٍّ من الداخلية والبلديات مفصولان أساساً».

ولا يرى الجميل أنّ هذا الفصل سيزيد التكاليف على كاهل الدولة اللبنانية، بل يعتبر أنّ المشكلة تكمن في عدم إنتاجية الوزارات، موضحاً أنّ تخصُّصَ الوزارة سيساهم في تفعيل عملها وبالتالي إنتاجيّتها. ويشير إلى أنّ هناك وزاراتٍ ومؤسّساتٍ غيرُ منتجة، لافتاً إلى وجود أكثر من 400 موظف في وزارة الأشغال العامة والنقل، يتقاضون رواتب من دون أن يعملوا.

ضرورة تقنيّة أم محاصَصة؟

قبل «اتّفاق الطائف» لم يشهد لبنان حكوماتٍ من 30 وزيراً، ونادراً ما ضمّت الحكومات في العهود الأولى، خصوصاً قبل اندلاع الحرب الأهليّة، وزاراتِ دولة، كما أنّ الوزير في الحكومة كان يتسلّم أكثر من حقيبة، إضافةً إلى تسلُّم رئيس الحكومة حقائبَ وزاريّة الى جانب ترؤسِه الحكومة، وبالتالي لم يكن يوازي عددُ الوزراء عددَ الوزارات في الحكومات.

كما أنّ هناك عدداً من الوزارات كان قائماً قبلاً وأُلغي، مثل وزارة التصميم، فضلاً عن وزاراتٍ كانت مجموعةً في وزارة واحدة، مثل «العمل والشؤون الاجتماعية»، «التربية الوطنية والفنون الجميلة» وكانت تضمّ الثقافة (مصلحة - فئة ثانية) والشباب والرياضة (مديرية عامة). ويُقال إنّ المعنيّين «كانوا في كلّ مرة يتفنّنون في تفريخ وزارات و»تفسيخ» أُخرى لهدف زيادة عدد الوزراء».

وقبل «إتفاق الطائف» كانت تتألّف حكومات من 16 أو 18 وزارة. والحكومة الأولى التي ضمّت 22 وزيراً كانت حكومة تقي الدين الصلح، في عهد الرئيس سليمان فرنجية، وضمّت 18 وزيراً بحقائب و4 وزراء دولة (الحكومة الرقم 48، تشكّلت في 8-7-1973). وسُمِّيت يومذاك «حكومة كل لبنان»، إذ كانت هناك حاجة سياسية لزيادة عدد الوزراء، وشُكّلت «ترضية» للكتل النيابية والأفرقاء السياسيين.

كذلك تألّفت حكومات عدة تضمّ 4 وزراء، و6 وزراء و8 وزراء. ويقول الوزير والنائب السابق المرجع الدستوري إدمون رزق، الذي شارك في حكومات عدة وفي صوغ «اتّفاق الطائف» لـ»الجمهورية»، إنّ «أيَّ توجّه لزيادة عدد الوزراء أو الحقائب الوزارية، يأتي من منطلق سياسي مُموّه بذرائع تقنيّة».

وكيف السبيل الى تفعيل العمل الحكومي؟ يجيب رزق «أنّ الحلّ يكمن في تخفيض عدد الوزراء ووضع اختصاصيّين في المواقع المناسبة في الإدارة لتأمين الإنتاجية الصحيحة». ويضيف: «في البلدان المتخلّفة وبلدان العالم الثالث يتهالكون على الألقاب، مثل لقب «وزير»، بينما الإنتاجية تتنافى مع هذا التوجّه.

وفي الدول ذات الأنظمة الديموقراطية هناك توجّهٌ منذ نحو نصف قرن الى تخفيض عدد الوزارات والوزراء. ولذا يجب تعزيزُ الإدارة لا تقسيم الوزارات، لأنّ مركز الوزير سياسيٌّ لا إداريٌّ».

ويؤكّد رزق أنّ «الحكومة الثلاثينيّة فضفاضة ومن نِتاج أنظمة العالم الثالث التي تعطي أولويّاتٍ للمظاهر والألقاب». ويقول: «على لبنان إعادة تصنيف نفسه، فهو يضع نفسَه أحياناً ضمن بلدان العالم الثالث، بينما نظامُ لبنان ديموقراطي ويُفترض به أن يقتدي بالأنظمة المتقدّمة لا تلك الرجعية المتخلّفة».

مَن يقبل بتقسيم حصّته؟

يرى البعض أنّ من أسباب توسّع الحكومات منذ بداية التسعينات والتساوي بين عدد وزرائها ووزاراتها، تبدُّل النظام اللبناني بعد التعديل الدستوري الذي جرى بعد دسترة «إتّفاق الطائف» لجهة تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية لجعلِ النظام برلمانياً فعلاً لا «شبه رئاسي»، إضافةً إلى إعطاء صلاحياتٍ أكبر لمجلس الوزراء مجتمعاً وإلزام رئيس الجمهورية بنتائج الاستشارات النيابية لتسمية الشخصية التي يكلّفها تأليفَ الحكومة، فضلاً عن خروج البلد من حرب طائفية طويلة والعمل على تعزيز «التوافق» وتبديد مخاوف الطوائف وهواجسها بإعطائها «حصّتها» التمثيلية..

إلّا أنّ رزق يؤكّد «أنّ «اتّفاقَ الطائف» حافظ على صلاحيات و»prestige» رئيس الجمهورية»، مشيراً إلى أنه «لا يُمكن صدورُ مرسوم تشكيل الحكومة بلا توقيعه، وبالتالي فإنّ جميعَ الوزراء في الحكومة من حصّته». ويلفت إلى أنّ الحكومة الأولى بعد «الطائف» ضمّت 14 وزيراً فقط، «وتسلّمتُ شخصياً فيها وزارات العدل والإعلام إضافةً إلى وزارة الاتّصالات بالوكالة، وذلك بعد بقاء وزيرَين في الخارج لنحو 6 أشهر بسبب الوضع الذي كان متوتّراً حينها».

رغبةُ الحريري فصل وزارات بعضها عن بعض إذا سلكت الطريق العملي، لا تكفي بمفردها وإنما مرهونة بموافقة رئيس الجمهورية عليها، فمرسوم تأليف الحكومة يصدر ممهوراً بتوقيعَي رئيسَي الجمهورية والحكومة (المادة 53 من الدستور، البند الرابع: يصدر رئيس الجمهورية بالاتّفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسومَ تشكيل الحكومة ومراسيمَ قبول استقالة الوزراء أو إقالتهم). بعدها، قد لا يوافق مجلسُ النواب بدوره على هذه الصيغة الحكومية ولا يُعطيها الثقة حين تَمثل أمامه. أمّا في لبنان ما بعد «الطائف» فباتت الأطرافُ المُكوِّنة للمجلس النيابي هي نفسها المُكوِّنة لـ»حكومة الوحدة الوطنية الجامعة»، وتأليف الحكومة بحدّ ذاته بات يعني أنها حازت الثقة. ولكن في ظلّ تشبّث كل فريق طائفي- سياسي بوزاراتٍ معيّنة، تحديداً السيادية منها، هل سيقبل الأفرقاء بفصل الوزارات التي يعتبر بعضُهم أنها باتت في «الجيبة»؟

 

عن «مصاهرة» فيصل كرامي.. للحريري

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 حزيران 2018

لا حاجة لإبزار كلام موثّق صادر عن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري حول ممانعته جلوس وزير سنّي من خارج بيته «الأزرق» الى طاولة مجلس الوزراء، ولا ضرورة للبحث عن أدلة تبيّن مدى معارضته هذه الكأس المرّة... نتائج الانتخابات النيابية التي أدخلت 10 نواب الى المجلس النيابي قد يشكّك حضورهم في أحادية الزعامة الحريرية للشارع السني، كفيلة لمعرفة ردّ فعل الرجل على طرح الشراكة السنية في «جنّته» الحكومية. حتى اللحظة، لم يَقُلها الحريري، ولم يعلن رسمياً رفع «فيتو» رفض جلوس وزير سنّي لا يضع ربطة عنق «زرقاء» إلى الطاولة المستطيلة، باستثناء من يسمّيه رئيس الجمهورية ميشال عون، إنسجاماً مع تجربة حكومة العهد الأولى. لكنّ التسريبات الخارجة من «بيت الوسط»، تؤشّر في وضوح الى هذه الممانعة، وتظهر مدى امتعاض رئيس الحكومة المكلّف من منح «خصم» من «بيت أبيه» مزيداً من الخدمات و«الامتيازات» السلطوية.

ومع ذلك، يتصرّف أحد النواب من «نادي الاعتراض» على أساس أنّ قدميّ الحريري لم تطأا «الأرض المُحرّمة». طالما أن لا موقف رسمياً يوثّق ممانعته، فهذا يعني أنّ رفع السقوف خلال هذه المرحلة بالذات، ليس أكثر من «بالونات حرارية» سرعان ما ستذوب مع بدء المشاورات الجدية.

يؤكد النائب نفسه أنّ الكلام المتطاير من هنا وهناك لا يعدّ رفضاً رسمياً يُبنى عليه، خصوصاً أنّ مشاورات التأليف لا تزال في مُربّعها الأول، ولم تغرق في التفاصيل انتظاراً لانكشاف الرؤية الاقليمية، التي يحاول الحريري التعرّف عن كثب الى مناخاتها لكي يغوص في العمق.

ولهذا، لا يزال الرهان على تأكيد رئيس الحكومة المكلّف لحظة تكليفه سعيه الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني أي فريق، وأنه يمدّ يد العون الى الجميع. على هذا الأساس يقول النائب نفسه إنّ 8 نواب سنّة سمّوا الحريري لرئاسة الحكومة دعماً للاستقرار الذي صار الرجل جزءاً منه، وكرد إيجابي على فرضية مدّ اليد. ويعتبر أنّ التسريبات التي تتحدث عن رفض رئيس الحكومة المكلف توزير سنّي من خارج النادي الأزرق، تتناقض مع سياسة مد اليد التي يعلنها الرجل، حيث يُنتظر منه أن يبدأ سياسته الانفتاحية مع أبناء طائفته قبل تعميمها على الآخرين من أبناء الطوائف الأخرى.

ويسارع هذا النائب الى التشديد على أنّ من بَلع وجود «القوات» الى جانبه بصفة الشراكة، في استطاعته أن يستوعب أبناء طائفته الذين تعاملوا معه بإيجابية، خصوصاً أنهم يمثّلون شريحة واسعة من الناخبين.

وإذا ما تذرّع الحريري بتشتّت النواب العشرة، وعدم انضوائهم في تكتل واحد يستحق أن يكون ممثلاً في الحكومة، فإنّ هذا المبدأ لا يسري مثلاً على النائب فيصل كرامي كما يقول عارفوه، كونه ينتمي الى تكتل وطني متعدد طائفياً ومناطقياً يضمّ 7 نواب ويفترض أن يمثّل وزارياً بنحو وازن اذا ما تمّ تكريس النسبية في نتائج الانتخابات النيابية معياراً للتوزير. ويؤكد عارفو كرامي أنّ اللقاء مع الحريري خلال الاستشارات النيابية كان ودياً جداً، لم يأت خلاله رئيس الحكومة المكلّف على ذكر أي ممانعة أو رفض من جانبه، حيث بادره كرامي الى القول: «جئناك للمصاهرة وليس للمقاهرة»، تعبيراً عن رغبة التكتل في التعاطي بإيجابية مع مضيفه. ومع ذلك، يمكن لنواب 8 آذار أن يقدّموا كل البراهين والقرائن التي تثبت بالوجه العلمي شرعيتهم في التوزير، ولكن موقف حليفيهما الشيعيين، أي رئيس مجلس النواب نبيه بري و«حزب الله»، قد يصنع كل الفارق. حتى الآن يعتصم الحزب بالصمت، فيما يرصد بري تطورات التأليف بعين تسهيل المخاض الحكومي. ولهذا يخشى بعض هذا الفريق أن يسحب الثنائي الشيعي يديه من أي ضغط قد يمارسه لإدخال سنّي من حلفائه الى «الجنّة الحريرية». يرى أحد النواب من هذا المحور أنّ هذا لا يعني أبداً انّ الثنائي الشيعي سيقف متفرّجاً على مشروع إقصاء حلفائه السنة من الحكومة، مؤكداً أنّ بري قال أمامه كلاماً واضحاً عن ضرورة تمثيل هذه الشريحة السنية بما يتناسب وحجمها.

 

كلام عِبري بلسان أممي!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 حزيران 2018

حتى الآن، ما يزال مشروع الحلّ الأميركي للحدود البرّية والبحريّة المتنازَع عليها بين لبنان وإسرائيل في علم الغيب. وعلى رغم «الحماسة» الأميركية في تبنّي مشروع الحلّ والسرعة في طرحه منذ فترة غير بعيدة لم يطرأ أيُّ جديد حيال هذا الملف، أو أيُّ بادرة تحريك له توحي بجدّية في بلوغ حلٍّ ينزع فتيلَ الانفجار المؤجَّل. لبنان في هذا الجوّ الرماي، ينتظر أن يتلقّى من الجانب الأميركي تصوّراً واضحاً حول مشروع الحلّ المطروح ولا يملك ما يؤشر الى مبادرة أميركية من هذا النوع في الوقت الراهن، بل يملك فقط بعض إشارات وُصفت بالإيجابية، سبق أن أرسلتها واشنطن الى الجانب اللبناني الذي تلقّفها إيجاباً وتعامل معها بما يخدم مصلحته ويؤكّد سيادته الكاملة على برِّه وبحرِه. لكن وسط هذا الجمود، وبدل أن تهبَّ الرياحُ الإيجابية المنتظرة، لاحت في الافق اللبناني ما يمكن وصفُها بـ«إشاراتٍ لا توحي بالاطمئنان»، من شأنها أن تضرب صدقية التوجّه نحو حلٍّ للحدود من أساسها وتجعلها موضعَ شك.

المريب في هذه الإشارات أنّ مصدرها ليس أميركياً، وليس إسرائيلياً، بل إنها صدرت عن «طرف ثالث»، والمريب أكثر فيها هو مضمونها الخطير الذي يلقي على لبنان مسؤولية تعطيل حلّ الحدود قبل أن يبدأ الحديث فيه بشكل رسمي.

فقبل أيام قليلة حصل لقاءٌ بين أحد الصحافيين الأجانب في لبنان «وشخصيّة أممية» تشغل منصباً مهماً في الامم المتحدة، ووصل الحديث بينهما الى أزمة الحدود بين لبنان وإسرائيل.

المثير في الأمر أنّ الشخصية الأممية المذكورة، خلعت ثوبَ «الحيادية» وتجاهلت بالكامل موقفَ لبنان وحدوده وحقه في سيادته، ونطقت بلسانٍ بدا عبريّاً مئة في المئة. وبدت متفهّمة بالكامل للموقف الإسرائيلي الى حدّ تبنّيه حيث قالت للصحافي الاجنبي المذكور ما حرفيّته: «إنّ موقف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، من موضوع الحدود، ليس مشجّعاً ولا يساعد على بلوغ حلٍّ لهذه المسألة، بل يمكن أن يعطّله. وهذا الموقف إذا ما تمّ الاصرارُ عليه والتمادي به فسوف يؤدّي الى تأجيج الوضع وربما يفاقم الأمور الى حدّ إشعال حرب».

وأضافت قائلة ما مفاده «أنّ أمام لبنان فرصة للاستفادة من الليونة الإسرائيلية في هذا الموضوع، والتي قد لا تتكرّر».

الأسرار، وكما هي العادة في لبنان، لا تنام طويلاً في الغرف المغلقة، إذ سرعان ما تسرّبت وقائعُ اللقاء وبلغت جهاتٍ لبنانية على صلة مباشرة بملفّ الحدود. ومن الطبيعي هنا أن تُقرع أجراس الريبة. وتتلاحق معها الاسئلة:

- باسم مَن تنطق هذه الشخصية الأممية؟

- ما هي خلفيات ودوافع كلامها؟

- هل تمهّد لإعلان فشل مشروع الحلّ المقترَح للحدود؟

- لماذا تجاهلت الموقف الإسرائيلي وإلقاء المسؤولية على الجانب اللبناني؟

- ما الذي دفعها الى وصف موقف الرئيس نبيه بري بـ«الموقف التعطيلي» للحلّ الحدودي، وبلسان مَن قالت إنّ هذا الموقف قد يؤدّي الى إشعال حرب؟ وهل تقول ذلك للتهويل أم للتخويف والتهديد؟

يبدو أنّ الشخصية الأممية المذكورة تقارب هذه المسألة الحساسة بين لبنان وإسرائيل بعينٍ إسرائيلية. ويشهد أكثر من سياسي لبناني احتكّ معها في بعض الامور والقضايا، على أنها تقارب المسائل والملفات الحساسة بخلفية شخصية مستفزّة، لا تنسجم مع الموقع الوظيفي الذي تشغله في منظمة دولية يُفترض أنها حيادية!

بناءً على ما قالته تلك الشخصية واتّهامها لرئيس المجلس، فبالتأكيد أنّ موقف بري هو موقف تعطيلي للحلّ الحدودي ولكن ربما فاتها أن تقول إنه موقف تعطيلي للحلّ الإسرائيلي. وهو ما تبدي بداية في أزمة الجدار الإسمنتي الذي سعت إسرائيل الى بنائه في نقاط حدودية متنازَع عليها مع لبنان، بحيث تتقدّم بضع سنتيمترات أو أمتار على خط الحدود على البر، تمكّنها من السطو على كيلومترات في البحر. ولبنان يومها رفض محاولة السطو الإسرائيلية هذه وقرّر التصدي لها حتى ولو أدّى ذلك الى إشعال حرب. ويومها أيضاً اتّخذ مجلس الدفاع الأعلى قراراً بمواجهة الخرق الاسرائيلي ولو بالنار. وفحوى هذا القرار نقله مرجعٌ عسكري كبير بصورة رسمية الى ضابط رفيع في الجيش الاميركي. كما أنّ هذا الخرق ومحاولة إسرائيل تجاوز نقاط التحفّظ، كشف عنهما الرئيس بري أمام البرلمانات الإسلامية في طهران منتصف كانون الثاني الماضي، بتأكيده موقف لبنان بعدم السماح لإسرائيل ببناء جدار على الحدود الجنوبية اللبنانية الفلسطينية، وفي أراضٍ متنازَع عليها، هي أصلاً ضمن الحدود التي يعتبرها لبنان حدودَه».

كيف هي الصورة الآن؟

من الطبيعي ألّا يعطي الرئيس بري وزناً أو قيمة لأيِّ اتّهام يلصق بموقفه من الحدود، ويصفه بالتعطيلي أو غير ذلك، فذلك لا يغيّر في جوهر موقفه الثابت والقائل بسيادة لبنان الكاملة على ارضه ومياهه دون أيّ انتقاص من حبّة من ترابه، أو قطرة من مياهه، ودون أيّ مسّ بثروته النفطية والغازية في البحر، التي تحاول إسرائيل أن تسطو عليها، فيما هي ملك حصري للبنان وأجياله القادمة.

أين المكمن الحقيقي للخلاف؟

يؤكد بري «الخلاف بين لبنان وإسرائيل ليس فقط على ما يُسمّى «البلوك 9»، بل إنّ الخلاف أوسع ويشمل ما يُسمى «البلوك 8»، الذي هو اكثر اهمّية من البلوك 9، وهو على مساحة بحرية تبلغ على الاقل نحو 860 كيلومتراً مربعاً.

هنا يستطرد بري فيشير الى أنّ الانسجامَ بين سياسة الولايات المتحدة «الترامبية» وسياسة إسرائيل «النتنياهوية»، وصلت إلى حدّ أنّ الإسرائيليين أرادوا أن يبنوا جداراً على الحدود، تماماً كالجدار في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هم يستطيعون أن يبنوا جداراً في الأرض المحتلة، لكن أن يبنوا جداراً على سنتمتر واحد من أرضنا، فهذا أمر غير مقبول، ومجلس الدفاع الأعلى في لبنان اتّخذ قراراً بأنه في حال أقدمت إسرائيل على بناء الجدار في أيّ قطعة من أرضنا فسيُصار إلى التعامل معه بالنار.

ويذكر بري «أنني ما يزيد على الخمس سنوات طالبت بأنّ تُقدم الأمم المتحدة، بمؤازرة اليونيفيل على ترسيم الحدود البحرية كما رسّمت الخط الأزرق عند الحدود البرية. إسرائيل تتجاهل هذا الامر، والأمم المتحدة لم تكن موافقة عليه، وطلبت مساعدة الأميركيين، وقد طلب الامين العام السابق للامم المتحدة السيد بان كي مون منّي شخصياً بأن يكون هناك اتّصالٌ مع الاميركيين، ففعلت ذلك، فتمّ تكليف السفير فريدريك هوف من قبل الأميركيين، وأثناء عمله الذي كان متقدِّماً في إعطاء حقّ لبنان، جرى تغييرُه بشكل مفاجئ، وعُيّن مكانه شخصٌ آخر هو آموس هوكشتاين، المعروف عنه أنه يقضي فصل الصيف من كل عام في إسرائيل. وبدل أن يتابع العمل أخذ يماطل في كل زيارة يقوم بها إلى لبنان».

ويشير بري الى «أننا في نهاية المطاف اتّفقنا على أن تُعقد جميع الاجتماعات في الناقورة، وفق تفاهم نيسان العام 1996، أي أن يحضره ضابط إسرائيلي وضابط لبناني وضابط من الأمم المتحدة، وذلك تحت راية الأمم المتحدة. وبحضور مندوب أميركي لتسهيل التفاهم. فتبيّن في ما بعد، أنّ إسرائيل تريد أن تنهي الأمر في البر، ولكنها لا تريد أن تبدأ في البحر. أما نحن في لبنان فقد رفضنا أن يكون هناك اتّفاق في البرّ وحده من دون البحر، نحن نريد سلّة واحدة، وأن يكون التنفيذ برّاً وبحراً».

وقال بري إنّ الوضع دخل مرحلة جمود الى أن أتى أخيراً اقتراحٌ أميركي بأنّ إسرائيل على استعداد لحلّ متكامل في البر من الجدار حتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وكذلك في البحر. على أن تتمّ المحادثات في الناقورة، وتحت علم الأمم المتحدة. وهذا الاقتراح جاء بعد اجتماعٍ عقدَه مسؤول أميركي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في إسرائيل. وقد تمّ إبلاغي بهذا الاقتراح واعتبرته إيجابياً وقابلاً للنقاش، وقد ابلغنا موقفنا ومقترحاتنا الى الاميركيين ونحن الآن بانتظار الجواب منهم.

يختم بري «هذه هي صورة الوضع بالكامل حتى الآن، قدّموا اقتراحاتهم، وقدّمنا اقتراحاتنا، ونحن ننتظرهم، وحتى الآن لا جديد يُذكر على الإطلاق».

 

فتِّشوا عن المرأة

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 حزيران 2018

يؤلِّفون الحكومة... وأيَّ حكومة يؤلِّفون لدولة لبنان العظيم...؟ وأين همُ العظماء...؟ أنظروا الى الديمغرافيا السياسية... تفرَّسوا في الوجوه، تمعّنوا في السِيَرِ الذاتية واسألوهم: أين هم عظماء الحكومة لشعب لبنان العظيم...؟ ليس كلُّ قصير منهم نابوليون... وليس كلُّ أصلع منهم شكسبير...

العظماء عندنا هاجروا ألمَـاً وخيبةَ أمل... تفوَّقـوا في دول الخارج وفيها تجنسّوا... والذين عندنا تجنسوا أضافوا تشويهاً الى عظمة لبنان العظيم... والذين أفرزتهم التلاعبات المشبوهة بالدستور والقوانين الإنتخابية، من زعماء ومن نواب يمثِّلون الزعماء، ووزراء يختارهم الزعماء، كأنما هم مجنَّسون بالعظمة... فيما العظماء من لبنان بتهمة العظمة معتقلون، ومسؤولية الـذُلّ تحاصرهم في الظلّ. كنا ننتظر بعد زمنٍ هابـط بالإنحدار، مثقلٍ بالمعاناة، أن ينقذنا قانون انتخابات إصلاحي، عصري، وحدوي متطور وطنياً، فإذا القانون الإنتخابي الأخير أسوأ من أسلافه وأخطر، يهبط بالوطنية الى المذهبية، ويقلّص هدف الإنصهار المجتمعي الى التقوقع والإنحسار، ولا يزال القابضون على الزمام هـمُ همُ، حكاماً يرزقون آباء وأبناء. لقد تنبّه كمال جنبلاط يوماً الى هذا الإستنساخ السلطوي فطالب بأن يتقاعد النواب في الرابعة والستين من عمرهم لإفساح المجال أمام التغيير، ولعل تقاعُدَ وليد جنبلاط يأتي تنفيذاً لوصية والده.

يقول الفيلسوف اليوناني هيراكليس: «من المرهق والمؤلم أن تخدم أسياداً لا يتبدَّلون... ما دمنا نعاني دوّامة الإِرهاق والألم في خدمة مَنْ نصّبوا أنفسهم أسياداً ولا يتبدلون، فلماذا لا نفّتش عن حـلّ يقينا التمرّغ في وحول الحلول الفاشلة.؟

فتشوا إذاً عن المرأة... هو الحلّ الذي لجأ إليه رئيس وزراء إسبانيا الأسبوع الفائت فاختار حكومته وغالبية أعضائها من النساء.

النساء في التاريخ كان مُلْكُ بعضهنّ أروع العهود الملكية، هذه: سمير أميس، وكاترين الثانية، وفكتوريا، وأمبراطوريات الصين، وشجرة الـدرّ التي تبوأت عرش مصر في عهد الأيوبيين. وهذه سورة التوبة في القرآن تقول: «المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض...»

إذا كان الحق الإرثي في التاريخ كان يجيز ارتقاء النساء الى العروش، وإذا كنتم لا تتخلّون عن الحق الإرثي في لبنان، فلتكن النساء إذاً بديلاً من أشباه الرجال. وإذا كان الحق الإرثي في بريطانيا قد أنتج أشباه الرجال فصدر قانون باسم الشعب يبيح زواج الرجل بالرجل فقد تصبح المرأة إذ ذاك إمرأة ورجلاً في آن.

وفي إسبانيا عندما راح أبو عبدالله آخر ملوك العرب في الأندلس يذرف الدمع على التاج المضيَّع لتقول له أمُّـه: إبكِ مثل النساء ملْكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال، فقد يصبح من حق إسبانيا أن تلجأ الى حكومة من النساء. ويصبح من حق لبنان أن يتشبه بإسبانيا على ما بينهما أيضاً من تقارب في الموسيقى الشعرية والموشحات الأندلسية التي انبثقت منها فنون الزجل عندهم وعندنا. وحسْبُنا، بالـزجل الذي عندنا، وبلسان الموشحات التي عندهم أن نطلق الشكوى من هذا الواقع اللعين قائلين:

أيها الساقي إليكَ المشْـتُكى قـد دعـوناكَ وإنْ لم تسمعِ عشِيَتْ عينايَ من طول البُكا وبكى بعضي على بعضي معي

 

في أسباب قوة جبران

حازم الأمين/الحياة/15 حزيران/18

بغض النظر عما يخلفه أداء وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في نفوس اللبنانيين من مشاعر متفاوتة، إلا أن الرجل هو اليوم السياسي اللبناني الأبرز، إذا ما نحينا جانباً «حزب الله»، ذاك أن الأخير لا يُقاس حضوره بالحسابات اللبنانية.

فباسيل هو الناطق الأبرز باسم الحكومة داخلياً وخارجياً. يسبق رئيس الحكومة سعد الحريري إلى مواقف، فيتولى الأخير امتصاص تبعاتها واستدخالها إلى خطابه. هذا ما جرى في قضية الموقف من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين التي رفض الوزير تجديد إقامات موظفيها. رفع سقف السجال مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى مستويات شتائمية، وتولى «حزب الله» تخريج تسوية يظهر فيها الوزير قوياً، فيما يقبل الحليف الشيعي بمجاملات التسوية. ويمكن إفراد الكثير من الوقائع التي تشير إلى خصوم جبران في التيار العوني، والذين انتصر عليهم واحداً واحداً، من دون أن تلحقه خسائر تذكر، ناهيك بخصومه المسيحيين، وهؤلاء ما أكثرهم وما أعدل خصومتهم له، وكل هذا لم يفت من عضد الوزير الكبير. الواضح أن باسيل بعد الانتخابات النيابية هو نفسه قبلها ولكن على نحو مضاعف، على رغم أن التيار الذي يمثله لم يحقق تقدماً في هذه الانتخابات. فما جرى هو أن وزير الخارجية وصهر الرئيس يستثمر في نتائج الانتخابات لجهة تصدع موقع خصومه (الموضوعيين)، لا لجهة تحقيقه تقدماً في نتائجها. فهو يعرف أن رئيس الحكومة المكلف ليس هو نفسه بعد الانتخابات. ثمة أحد عشر نائباً سنياً من خصوم الحريري، هم أيضاً إما حلفاء باسيل وإما حلفاء حلفائه. هذا الواقع يسمح لباسيل بأن يزور معقلاً سنياً له قيمة رمزية في موضوع اللاجئين السوريين كبلدة عرسال، وأن يُطلق منه مواقف غير منسجمة مع المزاج السني في هذه القضية، ويسمح أيضاً بأن لا تشكل الزيارة استفزازاً للخصم (الموضوعي) والحليف (الشخصي) سعد الحريري.

وجبران يجيد أمراً آخر علينا الاعتراف به نحن الذين لا نكن للرجل وداً سياسياً ولا حباً شخصياً، وهو الاستثمار إلى أقصى الحدود برغبة «حزب الله» في عدم إزعاج حليفه، رئيس الجمهورية ميشال عون. فـ «حزب الله» يُدرك أن ما قدمه إليه التيار العوني لا يقدر بثمن. قدم إليه لبنان والحدود وغطاء مسيحياً لوظيفة مذهبية وإقليمية كبرى. وجبران قرر أن يتقاضى بنفسه الثمن. المناورات المتواصلة على موقع الرئاسة الثانية ما كان لوزير الخارجية أن يُقدم عليها لولا يقينه بأن «حزب الله» سيقف شكلياً إلى جانب بري فيها فيما سيكون عملياً على الحياد. محاصرة وزراء بري في قراراتهم وفي أدائهم الوزاري أيضاً هي جزء من رد الدين الكبير الذي في ذمة الحزب.

وجبران يخاطب الحزب أيضاً من حساسية أخرى، ذاك أن معركته على اللاجئين السوريين تنسجم مع ما يُضمره الحزب حيال هؤلاء، وهي معركة وإن كان فيها افتراق كبير عن «الحلفاء السنة» المستجدين، إلا أن فيها تجاوباً مع مشاعر شيعية ترى بهؤلاء ثقلاً ديموغرافياً قد يغير المعادلات إلى غير مصلحتها.

يبدو جبران اليوم الوجه الوحيد للحكومة وللدولة اللبنانيتين. وهو بعد الانتخابات أطلق لحية وقرر أن يكون الشخص الأول في الجمهورية. يساعده على إنجاز هذه المهمة «حزب الله» من دون شك، ويساعده طبعاً عمه رئيس الجمهورية، ويساعده أيضاً ضعف الرئاسة الثالثة، وتصدع الموقع السني في المعادلة الداخلية. قبل أيام أطلق الرجل حملة على الأمم المتحدة في سياق حملته على اللاجئين السوريين. وقبل يومين قرر أن يتوج هذه الحملة بزيارة إلى بلدة عرسال، الحضن الأهلي للاجئين. مشهد جبران في عرسال كاشف حجمَ الاختلال الذي أحسن الرجل توظيفه في موقعه. الواقعية تقتضي الاعتراف بذلك.

 

معركة الأسد طويلة: كيف سيطلب من حزب الله الخروج؟

منير الربيع/المدن/الجمعة 15/06/2018

خرج رئيس النظام السوري بشار الأسد مبدداً كل الكلام الذي قيل عن مطالبة النظام حزب الله بالانسحاب من سوريا، بناء على معطيات دولية وروسية. قال الأسد: "المعركة طويلة ومستمرة. وهناك حاجة إلى هذا الحلف الثلاثي أي السوري الإيراني الروسي وإذا اعتبرناه رباعياً بدخول حزب الله، نتحدث عن الحلف الثلاثي كدول ولكن في النهاية حزب الله عنصر أساسي في هذه الحرب. فالمعركة طويلة والحاجة إلى هذه القوى العسكرية ستستمر لفترة طويلة. وعندما يكون هناك حاجة، وعندما يعتقد الحزب أو إيران أو غيرهما بأن الإرهاب قضي عليه هو سيقول لنا نحن نريد أن نعود إلى بلدنا. فكما قال السيد، لديهم عائلات ومصالح يومية وهذا الشيء الطبيعي ولكن من المبكر الحديث عن هذا الموضوع". لم يوح الأسد بإمكانية مطالبة النظام السوري القريبة الحزب والإيرانيين بالانسحاب من سوريا. وهذا يعني استمرار إيران الامساك بأوراق القوة القادرة على استخدامها في مواجهة أي محاولة لتطويقها. يأتي كلام الأسد في إطار ترتيب الوضع مع إيران. فيما تؤكد معلومات أن الأسد يطمح إلى الخروج من العباءة الإيرانية، ولكن على قواعد أساسية واضحة، لا تستدعي ردّاً إيرانياً مدوياً. وتقول المصادر إنه يراهن على متغيرات دولية وإقليمية تحجّم النفوذ الإيراني في سوريا. إذ يصبح قادراً على تفعيل اتفاق العام 1974، برعاية روسية، تعيد تعويمه على المستوى الاقليمي والدولي. ما بعد القمة الكورية الأميركية، سيكون الأمر مغايراً بالنسبة إلى طهران. كل المؤشرات تفيد بأن التوجه يذهب نحو الضغط على إيران. تراهن طهران على أن الاتفاق مع كوريا الشمالية لا يزال مبدئياً، فيما الشيطان يكمن في التفاصيل، خصوصاً أن كوريا لم تقدم شيئاً لأميركا، ولم تحصل على شيء منها. لكن الأكيد أن إيران تخشى التعرض لمزيد من الضغوط، وتحتسب لذلك. نقطة الضعف الأساسية لدى إيران تكمن في الوضع المالي والإقتصادي، ولكن ذلك لن يفرض على طهران التنازل. كان الرئيس حسن روحاني يراهن على الاتفاق النووي لتجنب الوضع المتدهور اقتصادياً، وكانت نظرته بأن الاتفاق سيغير الوضع في المنطقة، وسيفرض على خصوم إيران التطبيع معها. في المقابل، كان الحرس الثوري والمرشد علي الخامنئي، متشددين، وطالب خامنئي روحاني ببناء الاقتصاد المقاوم، لمواجهة أي ضغوط. فيما كانت أولوية روحاني في السياسة الخارجية، ليتبين أن الرياح جرت بما لم تشته السفن.

الجو الإيراني سيعود للاهتمام ببناء الوضع الداخلي، وتتعزز الوجهة الخاصة بالحرس، فيما يراهن روحاني على الأوروبيين، ولا مصلحة لإيران بإقفال أبواب التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، ولكن من دون المراهنة على هذا الأمر. ويسعى الإيرانيون إلى ترتيب وضعهم الداخلي عبر اتخاذ إجراءات لاستيعاب انخفاض التومان الإيراني مقابل الدولار، ومقابل الحفاظ على أوراق القوة في المنطقة.

 تريد مقابلاً، لم تحصل عليه بعد من الأميركيين. الدور الروسي متماسك في سوريا، ولكن لم تحن لحظة إخراج الحزب وإيران من سوريا، قبل حصول اتفاق سياسي، ولن تتخلى موسكو عن أوراق قوتها. في مقابل تعزيز إيران أوراق القوة التي تمتلكها، والتي ظهرت في العراق انطلاقاً من قلب الطاولة عبر التحالف بين مقتدى الصدر وهادي العامري. وهنا، لا ينفصل كلام قاسم سليماني عن حصول الفريق المؤيد لإيران في لبنان على 74 نائباً في الانتخابات الأخيرة. وهذه إشارة إلى استعراض طهران أوراق قوتها، وليس بالضرورة الذهاب إلى استخدام تلك الأوراق، بل التلويح بها لتثبيت القواعد. وهو تأكيد إيراني أنه لا يمكن محاصرة الجمهورية الإسلامية، وأن أي محاولة في هذا الإطار ستستدعي ردّاً في ميادين مختلفة. تراجع ما حكي عن اتفاقات وتفاهمات، سيعيد تعزيز مفهوم الغارات والمواجهات. ليبقى الوضع معلّقاً على آلية الردّ الإيرانية على هذه الضغوط.

 

عودة اللاجئين بين الحريري وباسيل: ماذا جرى بالاجتماع السري؟

منير الربيع/المدن/الجمعة 15/06/2018

مقابل التصعيد الذي يقوده الوزير جبران باسيل في ملف اللاجئين السوريين والإجراءات التي يتخذها بحق المفوضية العليا لشوؤن اللاجئين، يتصرّف الرئيس سعد الحريري بهدوء، ويفضّل عدم الاستعراض في هذا الملف، وإن لا يخفي العتب على وزير الخارجية وأدائه وتصعيده في وجه المجتمع الدولي، إلا أنه يحرص على عدم الاختلاف معه أو الدخول في سجال علني. فما بينهما أكبر بكثير من أن يفرّقه ملف من هنا أو من هناك. صحيح أن باسيل ظهر كأنه يتخطى صلاحيات رئيس الحكومة، بدون أي رد مباشر من الحريري، إلا أن بعض الدوائر القريبة من الحريري تشير إلى أن رئيس الحكومة لا يوافق على ما يقوم به باسيل. تدخل القصّة في بعض من التضارب حيال تحديد حقيقة الموقف. في اليوم الذي أعلن فيه باسيل تصعيده ضد المفوضية واتخاذه إجراءات بحق العاملين فيها، عُقد اجتماع بعيد من الإعلام بينه وبين الحريري في بيت الوسط. لم تتسرّب معلومات عن مضمون اللقاء، فيما تصر مصادر قريبة من الحريري على أنه لم يوافق على طروحات باسيل، مقابل طرح آخرين أسئلة متعددة. فإذا لم يحصل اتفاق، ما الذي دفع باسيل إلى المضي بموقفه؟ وإذا تحدّثت دوائر الحريري عن تراجع عن القرار، فلماذا أصر باسيل عليه وأبلغ المفوضية به مانحاً إياها مهلة أسبوعين؟ لا جواب واضحاً، فيما هناك من يحمّل الحريري مسؤولية ما يجري، ويعتبر أنه يتنازل عن صلاحياته مقابل توافقات غير مفهومة مع باسيل. الغريب حتى الآن هو عدم صدور موقف واضح من قبل الحريري ردّاً على ما قام به باسيل. وقد أوكل الردّ إلى الوزير معين المرعبي والمستشار نديم المنلا. وتكشف مصادر متابعة أن الحريري متحمس أيضاً لعودة اللاجئين، لكنه لا يريد إظهار ذلك في الإعلام، كما لا يريد الضغط عليهم للعودة، بل هو يكتفي بالقول نحن لن نمنع أحداً من العودة. وهذا يعني أن مسألة عودة من يريد أن يعود غير مرتبطة بالنسبة إليه بالمناطق الآمنة.

في المقابل، يتمسك الوزير معين المرعبي بالعودة الآمنة للاجئين. فلبنان يريد عودتهم لما يشكلونه من أعباء، لكنه أمام مسؤولية أخلاقية كبرى، في مسألة عدم دفعهم إلى التهلكة أو إلى الموت والمعتقلات، خصوصاً أن النظام السوري سيعمل على إدخال الشباب في صفوف الجيش لحاجته إلى تعزيز جبهاته. ويشير المرعبي إلى التعويل على دور روسي مُساعد في تأمين العودة للنازحين من لبنان، ويدعو باسيل إلى "التواصل مع المسؤولين الروس، إما عبر السفير في لبنان أو عقد لقاء مباشر مع نظيره سيرغي لافروف لعرض هذه القضية"، متحدّثاً عن "تقصير دبلوماسي بهذا الملف".

يؤكد المرعبي "أننا كحكومة لبنانية لا يُمكننا تحمّل تبعات التواصل والتنسيق المباشر مع النظام السوري الذي ارتكب المجازر في حق شعبه. لذلك، فإن أفضل طريقة لتأمين عودتهم هي التواصل مع الامم المتحدة والمنظمات الدولية". ويشير إلى أن "ما يقوم به النظام من ترانسفير لا يُشجّع النازحين على العودة، ويُضاف إليه أخيراً القانون رقم 10 الذي يُقيم من خلاله مستوطنات للسوريين في أراضيهم". وتكشف مصادر متابعة أن هذا الملف كان مدار بحث بين الحريري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إذ تمنى الحريري على الرئيس الروسي التدخل لأجل تأمين عودة آمنة للاجئين إلى مناطقهم وأراضيهم، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات عملانية واضحة لحفظ حقوقهم وممتلكاتهم بموجب القانون رقم 10. وتشير المصادر إلى أن الحريري طالب بوتين بتوفير الظروف الآمنة لعودة اللاجئين، في ضوء الانتشار الروسي الذي حصل قبل أيام في محيط منطقة القصير، وعلى مقربة من الحدود اللبنانية- السورية، بحيث تكون عودة هؤلاء خاضعة لضمانة ورعاية روسية.

 

الفساد يفجّر رقماً "خيالياً".. هذه التفاصيل

غريتا صعب/الجمهورية/14 حزيران 2018

قد يكون اجتذاب المساعدات الخارجية والتمويل من القطاع الخاص يعتمد اساسًا على الاصلاحات واعادة تنظيم الممارسات وجمع الضرائب بالاضافة الى تعزيز الشفافية والمشاركة العامة في صنع القرار.

على الرغم من ان العديد من الدول بدأت تتحرّك في اتجاه مكافحة الفساد، فإن تحقيق تقدّم في هذه المهمة لا يزال بطيئًا، سيما في البلدان الاكثر مواجهة للحروب والصراعات. وقدّرت الخسائر الاجمالية في العالم جراء الرشاوى وسرقة الاموال العامة بحوالي ١٢ تريليون دولار العام الماضي. كذلك فان تحقيق التنمية المستدامة في البلدان العربية يتطلب مبالغ اضافية قدرها ٥٧ بليون دولار سنويًا حسبما ذكر المنتدى العربي للبيئة والتنمية. وذكرت مجموعة من الاقتصاديين ان ثمن الفساد في الدول العربية يتراوح بين ٢ الى ٣ بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي يما يعني ان ما يتراوح بين ٦٠و٩٠ مليار دولار تفقد نتيجة الفساد والرشوة. ومن الطبيعي ان يكون الفساد حجر عثرة ومكافحته وحدها تستطيع توفير الاموال التي تحتاجها الدول لسد النقص وتحقيق اهداف التنمية المستدامة واعادة اعمار الدول. كذلك فان مكافحة الفساد شرط اساسي لجذب الاستثمار الاجنبي والدعم الدوليين واي هدف لتحقيق التنمية المستدامة يبدأ بمحاربة الفساد من اجل انجاح الخطط الرامية الى ضمان نمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتحسين الادارة. كلها امور باتت واضحة للعيان ولا تتطلب فلسفة ويساعد في ذلك تحركات البنك الدولي والمؤسسات الحكومية والتي تساعد بطريقة او بأخرى لتأمين الشفافية والحكم الرشيد.

منذ بداية الحرب الباردة، بدأ المجتمع الدولي وبجدية، مكافحة الفساد على المستوى العالمي. وقد أحرز تقدما لا يُستهان به، قد يكون اهمها القوانين واللوائح والالتزامات التي قدمتها منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي OECD كذلك اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الرشوة ومنظمات مثل Global witness و Transparency International والتي تمكّن المجتمع المدني من المسألة وتزيد من مسؤولية الحكومات في جميع انحاء العالم. وهنالك طرق عدة لمكافحة الفساد ونذكر منها البعض علمًا انها مسؤولية وطنية تحتاج الى تعبئة عامة. واليكم بعض الافكار عن كيفية القيام بذلك.

١- المساءلة: الفساد هو عارض وليس سببًا ويتعيّن علينا ان ننظر في ايجاد سبل لبناء المساءلة تجاه اولئك الذين يمسكون بزمام السلطة والتأكد من إن صوت المجتمع مسموع، وايجاد الضغط الاجتماعي على صانعي القرار بما يجعل المساءلة اسهل.

٢- دفع اجور كافية لموظفي الخدمة المدنية: وهذا الأمر تعرضنا له سابقًا سيما عندما استعرضنا دراسة روز اكرمان (١٩٩٨) والتي تطرقت الى موضوع الاجور وكونها تؤثر بشكل عام على الدوافع والحوافز. وقد اجرى ويدر و Rijckeghen٢٠٠١ بعض الابحاث التجريبية التي اوضحت وفي عينة من البلدان الاقل نموا ان هناك علاقة عكسية بين مستوى الاجور في القطاع العام وتفشي الفساد. ٣- الانفتاح في الانفاق الحكومي، سيما المخصصات خارج الموازنة والتي تخضع لسيطرة السياسيين والاعفاءات الضريبية والتسهيلات الائتمانية وهذه العمليات يجب ان تكون اكثر انفتاحًا وشفافية لتقلّل من وقوع المخالفات والاستغلال. كذلك فان قدرة المواطن على فحص انشطة الحكومة ومناقشة مزايا السياسات العامة المختلفة له اثره. وفي هذا الصدد فإن حرية الصحافة وانخفاض مستوى الجهل ومجتمع مدني ناشط لهم تأثيرهم. وتعدّ نيوزيلندا، وهي واحدة من افضل البلدان اداء في عنصر الشفافية، رائدة في هذا المضمار ومثالًا يحتذى سيما بعد ان وافقت عام ١٩٩٤ على قانون المسؤولية المالية الذي وفر اطارًا قانونيًا لادارة للموارد العامة.

٤- التعلم من دول الـ BRICS اذ انه وفي الهند على سبيل المثال هنالك شركة حولت قدرة المواطنين على مساءلة الحكومات وقد استخدمت هذه الشركة RTI قدراتها لجمع المعلومات وحددت الفساد حتى في دورة العاب الكومنولث في نيودلهي. أهمية هذا النوع من المبادرات هي الابتعاد عمّا يسمى "مقاسا واحدا يناسب الجميع" والذي أحبط العديد من جهود الدول الغربية في مكافحة الفساد كان له تأثيره الكبير.

٥- عقد اتفاقيات دولية كون الفساد في الاقتصاد المعولم عابر للحدود وعلى نحو متزايد فإن الاطار الدولي لمكافحة الفساد يشكل عنصرًا اساسيًا ضمن الخيارات المتاحة امام الحكومات وقد يكون اهمها اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد والتي دخلت حيز التنفيذ في العام ٢٠٠٥، وتمّ التصديق عليها لاحقًا في الغالبية العظمى من البلدان وهي ذات اطار واسع المعالم اذ تشمل الدول المتقدمة والنامية وتغطي مجموعة واسعة من المواضيع. وكون الامم المتحدة ليست لديها صلاحيات تنفيذية فإن فعالية الاتفاقية تعتمد على وضع آليات وطنية لتقييم مدى امتثال الحكومات بنود الاتفاقية.

٦- نشر التكنولوجيا التي تحدّ من الاتصال المباشر بين المسؤولين الحكوميين والمواطنين، الامر الذي يفتح الباب امام المعاملات غير المشروعة، ومكننة الادارة هذه تسهل عمليات المواطن وتحد من الرشوة والفساد بين الموظفين سيما في تحصيل الضرائب والمالية والكسب غير المشروع. وتشيلي، احد البلدان التي استخدمت احدث التقنيات، وقد تمّ تدشين موقع "تشيلي كومبرا" سابقًا وهو نظام الكتروني مفتوح امام الجمهور واكتسب سمعة عالمية في مجال التميّز والشفافية والكفائة.

وقد تكون التكنولوجيا هذه هي الاهم في مكافحة الفساد والرشوة وفي القضاء على فرصه عن طريق تغيير الحوافز ودفع الاصلاحات في دوائر الدولة. ونحن على مستوى عال من الفساد والرشوة الامر الذي يحدّ من النمو ويقطع مجال الفرص في القطاع العام ويؤثر سلبًا على الانتاجية. والمطلوب دعم قضاء فاعل ومستقل، له ورفع اي غطاء سياسي عن الفاسد والمفسد. لذلك نرى انه امام الحكومة العتيدة فرصة للعمل واحداث التغيير المنشود، وقد تكون عملية مكننة الادارة هي الأهم كونها الاقرب الى معالجة بعيدا من فلسفات النظم وكونها تقطع دابر الفساد وتحدّ منه. وأهم شيء في الاصلاح قد يكون نزع هذه الآفة مصحوباً بجهود لدعم الاساس الاخلاقي للسلوك الانساني.

 

الحكومة الجديدة إلى ما بعد العيد أو إلى ما بعد... المونديال؟

الهام فريحة/الأنوار/15 حزيران/18

فطرٌ مبارك، حلَّ العيد لكن الحكومة لم تولد بعد، والواضح أنَّ تدرج المعوقات يتنقل من أنَّ الحكومة قبل العيد، ثم بعد العيد، ثم بعد المونديال أي بعد منتصف تموز المقبل، ومع ذلك الشروط والشروط المضادة، والمطالب والمطالب المضادة ما زالت قائمة من دون هوادة.

من اليوم الأول للتكليف، لم يتوانَ الثنائي الشيعي عن تثبيت مطالبه، فالرئيس نبيه بري يتمسك بالحصول على حقيبة سيادية هي حقيبة المال، كما أنَّ حزب الله يريد حقيبة الصحة إلى جانب حقيبة وزارة التخطيط.

الرئيس بري رفع البطاقة الحمراء في وجه المعترضين من خلال قوله: "ليس لديّ أية حقيبة يمكنني التخلي عنها"، بهذا الكلام يذكِّر الرئيس بري بأن الثنائي الشيعي كان تخلى عن إحدى حقائبه لمصلحة الوزير السابق فيصل كرامي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ثم عن حقيبة الأشغال لحليفه تيار المردة في الحكومة الحالية، واليوم يوصِل الثنائي الشيعي رسالة إلى كلِّ مَن يعنيهم الأمر بأنَّ حصته يريدها كاملة من دون نقصان.

أكثر من ذلك فإنَّ الرئيس بري يحاول الضغط لعدم إطالة فترة التشكيل، لهذا السبب لوَّح بالتالي: "إذا انقضى الأسبوع الأول بعد العطلة بلا حكومة، فلن يجدوني هنا، وسأكون في إجازة في الخارج"، هل يعني هذا التلويح أنَّ الحكومة ستكون ما بعد انتهاء المونديال؟

في المقابل لا يبدو الرئيس المكلَّف على هذه الدرجة من التشاؤم، هو يلمِّح إلى أنَّه ليس خائفاً من تأجيل أو تأخير تشكيل الحكومة، ولكنه يقرُّ بأنَّ شهر رمضان ثم عيد الفطر المبارك من شأنهما أن يجعلا عملية التشكيل بطيئة، كما لا يُخفي أنَّ "شهية التوزير" فتحت الباب على المزيد من الحصص.

مع ذلك فإنَّ الجميع حريصٌ على الإسراع في عملية التشكيل، وهذا ما أكد عليه النائب تيمور جنبلاط الذي لوحظ بعد عودته من السعودية قوله في تغريدة له: "إنَّ الوضع الذي يمرُّ به لبنان يحتّم الإسراع في تشكيل حكومة يعكس تمثيلها نتائج الإنتخابات وتكون أولى أولوياتها معالجة الوضع الإقتصادي والمالي الدقيق". في مطلق الأحوال فإنَّ لبنان معنيٌّ بعملية تسريع التشكيل، لأنَّ هناك استحقاقات بارزة، لعلَّ أهمها زيارة مستشارة ألمانيا الإتحادية أنجيلا ميركل الخميس المقبل لبيروت، ما يسترعي الإنتباه أنَّ المستشارة ميركل يرافقها ما يقارب 80 رجل أعمال ألمان، ما يعني أنَّ المانيا مهتمة بالوضع اللبناني من الزاوية الإقتصادية ارتباطاً بالمؤتمرات التي انعقدت من أجل لبنان ولا سيما منها مؤتمر "سيدر". السؤال هنا: كيف سيواجه لبنان كل هذه الإستحقاقات والتحديات في ظل حكومة تصريف أعمال وفي ظل تعثّر متواصل في تشكيل الحكومة؟

 

جنبلاط يدق مسماراً بنعش السعودية

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/14 حزيران/18

يترقّب الداخل ما ستنتج عنه زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط إلى السعوديّة، لا سيما أن السائد يرسل بمعلومات حول وجود نيّة سعوديّة قديمة – جديدة لإحياء فريق 14 آذار. دعا مرجع سياسي إلى انتظار عودة جنبلاط لالتقاط أولى الإشارات حول مصير تشكيل الحكومة واستشراف ما إذا كانت ستبصر النور قريباً أم أن الامر سيطول. قد تكون هذه العبارة تحمل في طيّاتها الكثير وقد تكون وجه اشارة حول شكل التدخّل السعودي والدور الذي تُراهن المملكة على ربطه بجنبلاط. مبعث دعوته يستند إلى وجود نيّة سعوديّة في بلورة "لوبي ضغط" (بات ينشط بشكل صريح) على الرئيس ميشال عون من أجل فرض ما تراه السعوديّة مناسباً في الموضوع الحكومي. من هنا أرسلت بطلب زيارة جنبلاط نظراً لوضعيّته التي تتموضع على طرف نقيض للعهد، ومن هنا أيضاً يسود اعتقاد لدى "القصر" أن الرياض تعمل على تطويقه.

فعلياً بدأت الرياض بمحاولة إعادة جذب جنبلاط نحوها منذ مدّة، لاعتبارات عدّة تأتي في إطار اعادة إحياء 14 آذار والاخذ بعين الاعتبار انها مضطرّة للحديث مع جنبلاط كونه ركيزة ودعامة شكّلت رأس حربة لهذا الفريق. ولعل مشهد العشاء الثلاثي الذي جمع الحريري - جعجع - جنبلاط الذي أقيم على هامش افتتاح جادة الملك سلمان عند الواجهة البحرية أبرز دليل على الرهانات السعوديّة.  يومذاك سعى المكلّف بالشأن اللبناني نزار عَلولا أن يكون جنبلاط حاضراً بالرغم من أدواره التي اصابت السعوديين بخيبة أمل في ظل المواقف التي اطلقها ما يعني أنها تنازلت عن كل مآخذها عليه لأمرٍ تريده وتسعى إليه يتضح اليوم مآله.

وبعكس ما يصور على أن جنبلاط ذهب إلى الرياض منزوع القدرات، يؤكد متابعون أن رئيس التقدمي الاشتراكي توجه إلى السعوديّة من وضعيّة أنه ليس حليفاً للمملكة بل صديق لها بالاستناد إلى كتاباته الأخيرة التي طاولت انتقادات واضحة.

وتستدل في كلامها على أن تصريحات جنبلاط في المملكة لم تذهب حد الاشارة إلى قرار اتخذه بالانضواء داخل محور، بل اعتبرت تصريحاته دبلوماسيّة عاديّة، ما يعني أن رهانات السعوديّة لإعادة جنبلاط لم تنفع. لا تخفي مراجع سياسيّة حقيقة أن "البيك" بات في مكانٍ آخر يختلف كليّاً عن الذي كان فيه عام 2005. هذه المرّة هناك وقائع مغايرة تماماً. هناك وريث سياسيّ اسمه تيمور يخط طريقه، هناك نزاع مع مارونيّة سياسيّة "حديثة"، ما يعني أن لجنبلاط أولويّات لا تتطابق والمشاريع السعوديّة الراهنة التي تعود بالتاريخ إلى زمن بائد. قبل ذلك كان جنبلاط وصل إلى قناعة أن المحور السعودي خسر داخليّاً واقليميّاً، لذا أطلق ذات مرّة موقفاً بأنه لن يزور السعوديّة إذا كان هدف الزيارة إعادة إحياء منطق الانقسام السياسي والجبهات المتقابلة، في موقف اعتبر فيه جنبلاط الذي قرأ الوضعيّات السياسيّة السائدة، أنه وصل لقناعة أن محوراً مهزوماً لا يمكن له أن ينشأ تحالفات. فماذا تغيّر اليوم حتّى زار المملكة؟ يجيب مقرّبون أنه "تلقى دعوة من المملكة للتشاور ولم يطلب هو زيارتها وهناك فرق كبير بين الدعوة للزيارة وطلب الدعوة للزيارة، ما تقصده أنه ذهب مستمعاً". لا يخفي هؤلاء أنه في بال المملكة اعادة جذب جنبلاط نحوها، لكن رهاناتها لن تصيب لكون بك المختارة بات في موقع آخر، ليس عدواً للمملكة وصديقاً لحزب الله، وليس عدواً لحزب الله وحليفاً للمملكة، بل على مستوى واحد من الجميع. هو يريد علاقات جيدة مع السعوديّة ويريد المحافظة على علاقاته مع الحزب والابقاء على اعتراضه على نظام الرئيس بشّار الاسد قائماً، لكنه يريد الدوزنة بين هؤلاء جميعاً".

لا يخفي وثيقو الارتباط بالسياسة أن وليد جنبلاط أجرى اعادة قراءة سياسيّة ادت إلى اقراره بانهزام المشروع السعودي يقابله ارتياح يعيشه المشروع الآخر الذي يعتبر حزب الله ركيزةً اساسيّةً فيه وهو أعلن ذلك مراراً، وعلى هذا الاساس بلور وحاك سياسته الحديثة. لكن الفرق عن السابق كانت باستدراكه عدم امكانيّة التكويع والعودة إلى التموضعات السابقة لأنه غالى بتموضعاته الحديثة وذهب بعيداً في العداء لسوريا، فاختار التموضع إلى يسار الرئيس نبيه بري. من هنا اختار أن تتم العودة بشكل جديد وتدريجي واتاحته تعبيد الطريق لها، فكانت أولى الثمار بإعادة تصويب العلاقة مع الحزب الذي حضر كضيف شرف في حفل توريث تيمور. ولا تنكر ذات الاوساط أن لهذا التوريث نيّة بقلب التموضعات الراهنة للطائفة والحزب، وهذا التموضع لا يمكن حصوله بظل وجود جنبلاط على رأس الهرم، وكان في ذلك يراهن على قدرة حزب الله على فتح ابواب الشام لتيمور عندما يصبح الوقت سانحاً.

في الخلاصة وعلى ضوء ما تقدم، يصبح لزاماً على السعودية البحث عن شخص آخر تنوط به الادوار غير جنبلاط الذي في ذهابه بالشكل الذي قصد به الرياض، يكون قد وضع حدوداً لمستوى وشكل علاقته بالسعودية، وتموضع خارج رهاناتها ودق المسمار الاخير بنعش احياء الفريق القديم.

 

دولنة الفوضى السورية

سميرة المسالمة/الحياة/15 حزيران/18

تعيد الدول المتصارعة على النفوذ في سورية تأسيس دولة سورية -ما بعد الصراع-، من خلال هيمنتها على الواقع الميداني عسكرياً، وعلى الأطراف الداخلية المتحاربة (النظام والمعارضات) سياسياً، وذلك بتحويلها أطراف الصراع المحليين إلى مجرد أدوات، تارةً تنفيذية لرغبات الدول»التعطيلية» لأي حلول محتملة، وأخرى أدوات «تحريكية» لإنشاء مسار تفاوضي يؤسس لدولنة شتات سورية ما بعد حرب السنوات السبعة، أي لتنظيم صناعة مرحلة الفوضى المحتملة، وفق معايير تناسب في المرتبة الأولى الموقع الجغرافي لها، وتضبطه لما يحمله من حساسيات إقليمية خارجية، وكذلك لتوظيف الاحتقانات الداخلية وتوجيهها وإدارة صراعاتها بما يخدم معادلة الفوضى «الخلاقة للفوضى» في المنطقة. والأسئلة هنا كثيرة قبل الحديث عن صياغة دستور لسورية يفقد الشعب السوري أحد حقوقه المنصوص عليها ضمن كل القوانين الدولية، حيث لا نعرف هل نحتاج إلى دستور ينظم الدولة، أم نحتاج بداية إلى وجود الدولة بأدواتها المجتمعية الآمنة قبل صياغة الدستور؟ والسؤال الذي لا مهرب منه، هل سورية اليوم تملك مقومات قيامتها كدولة حديثة من جديد؟ أي هل هي قادرة على لملمة مجموع إرادات القوى المحلية المهيمنة عليها تحت سلطة «دولة»؟ أم أن هذه الدولة المأمولة هي تنظيم نفوذ هذه القوى المحلية، ضمن معايير التحاصص على مستوى القيادات (أمراء الحرب)؟ أي أننا أمام تســـاؤلات تتعلق بالدور المجتمعي في إقامة الدولة الســـورية من جديد، هذا الدور الذي تم إقصاؤه منذ المراحل الأولى لتطور الصراع بين النظام والثائرين عليه، ليغدو بين النظام وداعميه الدوليين من جهة، ضد المعارضين المســــلحين غير المـــتآلفين، وأصحاب الأجندات المتعارضة فيما بينهم، والجهات الدولية الداعمة لهم، من جهة مقابلة، أي تم نزع العامل المجتمعي السوري منذ بداية تحول الاحتجاجات على النظام، ومصادرة الثورة السياسية لمصلحة الصراع المسلح المدعوم خارجياً لكل الأطراف، على جانبي الصراع. ما يعني أن سورية تمر الآن بمرحلة ما قبل الدولة الحديثة من جديد، بفعل تقسيمها خلال هذه الحرب الطويلة إلى مجتمعات بثقافات ومرجعـــيات طـــائفية وقومية متنازعة على أدورها، وتوظيفاتها التاريخية والمستقبلية، بعد أن كانت سوريا تمثل خلال ثورتها في عامها الأول نظاماً ومؤيدين وثواراً ومعارضة تقليدية كل شرائح المجتمع ومكوناته، على اختـــلاف موقفهما من النظام والثورة ضده، أي أن الثورة لم تنـــشأ على أسس التناقض المذهبي، أو الامتيازات القومية (على رغم وجودها بما يتعلق بالكرد السوريين)، أو المرجعيات الأيديولوجية والتبعية الإقليمية التي تتحكم اليوم بالتجمعات البشرية كقوى مهيمنة، والتي أعاد التهجير القسري رسم خارطتها الديموغرافية.

وإذا كان من المفهوم أن تعمل الأطراف المستفيدة من استمرار الحرب على تهميش وقرصنة دور السوريين، إلا أنه من غير المقبول أن تمارس الأمم المتحدة عبر المفاوضات الجارية في أروقتها، تشكيل اللجنة الدستورية لصياغة دستور سوري، يراعي مقاس الأطراف المتفاوضة بالنيابة «الشكلية» فقط عن الجهات الدولية التي تمثلها هذه الأطراف المحلية، ما يعني أن السوريين الذين تحملوا عبء الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، هم الخاسر أيضاً من الحلول المقترحة، التي تكافئ أطراف الحرب الظالمة وتعاقب من جديد ضحاياها، وتحول أمراء الحرب إلى ساسة يتقاسمون سورية وفق قرارات أممية تنظم هذه الفوضى تحت ما يسمى «دستور لجنة سوتشي».

إن إعادة إنتاج التجربة الصومالية في سوريا من خلال المراهنة على تفاهمات ومحاصصات بين قوى عنفية (النظام وقادة الفصائل ذات الأجندات الخارجية)، من شأنه أن يسمح من جديد بقيام نظام قمعي، لكن متعدد المساهمات، حيث تشاركه القوى المسلحة مسؤولية ضبط أمن السلطة، وليس الشعب، كما هو حال النظام الأمني الحاكم لسورية، ما يعمق الشروخ المجتمعية التي صنعتها قادة الحروب، ويدخل البلاد في مرحلة الفشل الكامل التي تعيق تنميته وتحوله إلى دولة، وعلى الرغم من أن الحالة السورية على رغم النزاعات الأهلية تحمل في مفاهيم شعبها افتراقاتها عن الحالة الصومالية، حيث الوعي الاجتماعي الشعبي ما زال يفوق وعي القيادات الحاكمة له على الطرفين، ويسعى لكسر الحواجز الطائفية، ونزع ألغام الخلافات الأيدلوجية، التي يعتبرها أدوات الأطراف المدعوة إلى صناعة مستقبله تحت شعار التوافق على صياغة دستوره، من خلال لجنة تحاصصية غير تمثيلية عن الشعب السوري، إلا أن المخاوف المجتمعية كبيرة ما يحدث الآن من انقلاب على أولويات الحل السياسي، وهو يمهد لسعي دولي تقوده دول (روسيا، إيران، تركيا) صاحبة المسار الانقلابي (آستانة) على التفاوض السياسي إلى دولنة الفوضى السورية بل وشرعنتها.

لم يستطع النظام السوري خلال خمسين عاماً تحويل سلوكه العنفي إلى سلوك مجتمعي عام، وهو ما بدا واضحاً خلال انتفاضتهم عليه، واحتجاجاتهم التي تحولت إلى ثورة سلمية في عامها الأول، حيث قابلوا الرصاص الحي بهتافات الحرية والوحدة المجتمعية «واحد واحد الشعب السوري واحد»، ما يظهر قدرة السوريين الكبيرة على التعايش السلمي البيني ونبذ العنف والطائفية، في الوقت الذي أنتجت فيه حرب السنوات السبعة أشد التنظيمات العنفية في سوريا، والعالم، ما يعني أنها صناعة فوق مجتمعية وغير شعبية، وتمت على مستويين داخلي وخارجي بهدف تحويل الصراع إلى نزاع غير محلي، يسهل تلاعب القوى الخارجية به، وفي ذات الوقت يبرر لأجهزة النظام سبغ الثورة بكل مكوناتها بالعنف والإرهاب، واستخدام أقصى درجات العنف ضد السوريين تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف، ما يعني أننا أمام أطراف قد تتساوى بمسؤوليتها عن كل الدمار مع النظام الديكتاتوري، ما ينزع حجة الوسيط الدولي بقبولهم كأطراف فاعلة في مستقبل سورية، ويمكنها أن تسهم في صياغة دستور يعيد للسوريين دورهم الإنساني والحضاري.

إن التعاطي مع مسألة الانتقال السياسي يفرض بالضرورة وجود مبادئ دستورية عامة، لا يمكن تجاوزها خلال مرحلة ما قبل الدستور، وخلال صياغته، من قبل لجنة منتخبة وفق الأسس والمعايير الوطنية، حيث لا يمكن لأطراف تتنازع فيما بينها على السلطة، أن تصنع دستوراً لدولة ديموقراطية يقوم على المساواة والتعددية والعدالة، ما يضع اللجنة الدستورية التي نص عليها مؤتمر سوتشي أمام خيارين: إما أن يمارس أعضاؤها لعبة التعطيل على بعضهم بعضاً، أو القبول بمبدأ التحاصص في السلطة، وفي كلا الخيارين تتحول الأمم المتحدة من مؤسسة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحفظ حقوق الإنسان، إلى هيئة تشاركية في الحرب على الشعب السوري، وانتزاع حقه في تقرير مصيره ومستقبله، ويجعلها شريكة في دولنة فوضى إمارات الحرب وأمرائها، عبر صناعة دستور على مقاس المتفاوضين ومنح أدوات الحرب المشتعلة فرصة النجاة من العدالة الانتقالية تحت مسمى واقعية الحل التحاصصي.

* كاتبة سورية

 

خطران يتهددان العالم العربي: إيران والإخوان

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/14 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65323/%d9%87%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%af%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1/

يواصل محدثي الدبلوماسي الغربي المخضرم والمطلع، الحديث عن المنطقة. وكان حدثني عن تفوق إسرائيل على إيران، وهو يقول الآن: هنالك خطران في الشرق الأوسط هما: الإخوان المسلمون، وإيران، وهذان خطران على الدول العربية.

اسأله عن إمكانية تغيير النظام في إيران؛ فيجيب بأنه لا يعرف. ويضيف: يجب ضرب النظام الإيراني في المكان الذي يؤلمه خصوصاً الاقتصاد ويمكن فعل ذلك. ثم إن إيران ضعيفة، لكن وضع خطط لتغيير النظام لا ننصح به. على العالم ضرب إيران اقتصادياً، وأن ينتظر أن يؤثر هذا في النظام. على المدى البعيد، فإن المجتمع الإيراني إيجابي يعطي الأمل ليس لمستقبل إيران فقط؛ بل لجعلها عامل استقرار في الشرق الأوسط، في حين أنه في بعض العالم العربي المجتمع مريض أكثر من الأنظمة. مشكلة بعض العالم العربي ليست أنظمته؛ إذ حتى لو أراد النظام القيام بالأمور الصائبة مثل النظام في الأردن، فهناك مجموعات لا تستطيع الحكومة التعامل معها مثل «الإخوان» وبعض الفلسطينيين، مما يجعلها غير قادرة على التطور.

يعترف محدثي بأنه إذا ذهب النظام في إيران فإنها ستزدهر... يقول: إذا رحل هذا النظام وحصلت إيران على السلاح النووي فقد يكون الأمر سيئاً لكنه غير كارثي. مشكلة النظام الإيراني أنه خطف الدين، والمشكلة عند العرب أن هناك من يفسر الدين بطريقة مشوهة.

أقول: لنعد إلى المقاطعة المتجددة التي فرضها الرئيس الأميركي ترمب على إيران، هل يمكن لهذا الاتفاق أن يبقى وينجح دون أميركا؟

يرد محدثي: لا أستطيع أن أجيبك بوضوح كامل، لكن ما أراه؛ أولاً: سيكون للمقاطعة الأميركية تأثير قوي على الاقتصاد الإيراني. ثانياً: أعتقد أن أغلب الشركات الأوروبية لا تستطيع أن تخسر عملها واستثماراتها في أميركا. ثالثاً: أظن أن ما يقوم به ترمب، في ما يتعلق بالضرائب التجارية التي فرضها على أوروبا والمتعلقة بالصلب والألمنيوم، إنما هو ورقة مساومة. سيكون أفضل مع الأوروبيين إذا ما تعاونوا معه بالنسبة إلى إيران فيما يخص الصواريخ الباليستية. وهل سيفعلون؟ يجيب: لا أعرف، لأن في أوروبا للأسف غباء. عبر التاريخ ارتكب الأوروبيون أخطاء ضد أنفسهم إلى درجة أنهم جلبوا الدمار على أنفسهم في الحرب العالمية الثانية، وكادوا يدمرون أنفسهم أثناء الحرب الباردة بعدم العمل مع الأميركيين. هم الآن يتكلمون بقوة، لكن لم تعد أوروبا تمثل قوة، إنها تذكرني بما قاله ونستون تشرشل عن الهند... قال: لا تسألوني عن الهند، فالهند ليست موحدة أكثر من خط الاستواء. وهذا ينطبق الآن على أوروبا؛ انظري إلى إيطاليا أو إلى إسبانيا، إن ما يحدث في أوروبا يضعفها وهي الضعيفة. هم يعتقدون أنهم قادرون على مواجهة أميركا... أوروبا من دون أميركا تهدد وجودها.

إذن، في النهاية عليهم أن يضغطوا على إيران لإيقاف برنامجها الصاروخي؟ يجيب: لن يستطيعوا إيقاف إيران. أفضل ما سيعطيه الإيرانيون للأوروبيين هو: إذا كنتم لطفاء معنا فنحن سنخدعكم. سيتم خداع الأوروبيين.

يضيف: أعتقد أن الأوروبيين سيحاولون العمل مع إيران ضد أميركا، وسيفشلون. وأعتقد في النهاية أن الوسيلة كي تخفف أميركا إجراءاتها بالنسبة إلى الصلب والألمنيوم عن أوروبا ستكون بأن يتعاون الأوروبيون معها حول إيران. هكذا أرى الصورة. وإذا أوقفت إيران برنامجها الصاروخي؟ يجيب بسرعة: لن تفعل. أسأل: لماذا إذا كنتم تهاجمونها اقتصادياً فمن أين ستأتي بالأموال؟ يجيب: سيأتون بالأموال بحرمان الشعب من الطعام. لكن كيف سيتحمل الشعب الإيراني أن يجوع فقط كي تستمر إيران بصنع الصواريخ؟ يجيب: أريد أن أذكرك بأمر؛ وهو أن إيران فقدت نصف مليون إنسان في الحرب العراقية - الإيرانية وكان من الجنون إشعالها، كان هذا قبل أن يحكم الملالي إيران لأربعين عاماً، وقبل أن يصبح النظام الإيراني الحالي منظماً بشكل متين لمنع أي نوع من المظاهرات. فكري بوحشية «الباسيج»؛ هؤلاء آلة النظام.

يروي: في ما بين عامي 2011 و2012 أجريت محادثات على مستوى عال مع شخصيات عالمية حول سوريا، وعندما قلت إن هناك احتمالاً بأن يبقى بشار الأسد، هزئوا بي. قلت لهم: الوحشية مؤثرة، إذا كنت على استعداد لأن تقتل نصف مليون شخص من شعبك، فإنك تبقى في السلطة.

وهل تسمح روسيا للإيرانيين بإقامة قواعد في سوريا؟ يجيب: نعم؛ إذا لم تمنع إسرائيل ذلك. لكن هل تمنع روسيا إسرائيل عن عرقلة إيران في إقامة قواعد؟ الجواب: كلا. سيكون لدى الروس بعض القيود على إسرائيل لكن لن تمنعها من ذلك.

وماذا سيحدث الآن وقد رأينا مقتدى الصدر يفوز في الانتخابات العراقية... هل سيخفف هذا من نفوذ إيران في العراق؟ يجيب: مقتدى الصدر حتى الآن لم يكن في السلطة ولم يتحمل أي مسؤولية في العراق بشكل عام. أملي أن يُضعف صعوده نفوذ إيران في العراق وأن يستمر مقتدى الصدر في تقوية علاقاته مع السعودية. إن ما يجري في السعودية أمر جيد، يقول محدثي، وكلنا مدهوشون بما يقوم به الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، ونتمنى له النجاح، لأن ما يقوم به ستكون له انعكاسات إيجابية على المجتمع السعودي. وما يهم الغرب أن تبقى السعودية مستقرة. كلنا نريدها أن تنجح، وأن تؤثر على العراق. إنها تسير في الاتجاه الصحيح، وبالطبع نريدها أن تنتصر على الحوثيين في اليمن.

لكن الإيرانيين لن يسمحوا، فهذه أرخص حرب يخوضونها؟ يقول: يمكن أن نجعلها أكثر تكلفة لهم، بقصف خطوط الإمدادات. وإذا كنت رئيس الولايات المتحدة لفعلت ذلك كي أدافع عن السعودية. كل ما يحتاجه الأمر قوة جوية، ولا ضرورة لقوات برية.

ولماذا لم يتخذ ترمب هذا القرار حتى الآن؟ يجيب: لأن ترمب من جهة لديه حس غريزي جيد، ومن جهة أخرى ليست لديه استراتيجية واضحة. لكنني أعتقد أن التطور الجديد في السعودية إيجابي جداً، إنما على الناس أن يدركوا عامل الوقت. هذه الخطوات تحتاج إلى وقت. لا يجب الدفع بها بسرعة.

أتينا على ذكر روسيا وإيران؛ ماذا عن تركيا؟ يجيب: لا يوجد تركيا. كانت هناك أتاتوركستان والآن هناك إردوغستان. إردوغان يدمر أنجح ثورة في الشرق الأوسط. ما حققه أتاتورك كان رائعاً، فثلث المجتمع التركي من أفضل المجتمعات، لكن للأسف فإن إردوغان حتى ولو لم يضع كل الناس في السجون، فإنه سيفوز في الانتخابات، لأن أناتوليا ليست إسطنبول، وحتى إسطنبول غربها يختلف عن شرقها. ثم هناك أمر لا يلاحظه أحد، وهو أن نسبة الولادة عند الأكراد هي 3 أضعاف نسبة الولادة في الأناضول، وهذه مشكلة كبرى ستتضخم. يضيف: كان على الأوروبيين إخراج إردوغان من حلف «الناتو». يجب ألا يكون عضواً في الحلف إنما هدف له، والمشكلة أن الأوروبيين غير قادرين على التعامل بمسائل تتطلب قرارات ومثابرة.

وماذا عن موقف الأميركيين في «الناتو»؟ يجيب: إذا وصلت السذاجة بإردوغان لإزعاج الأميركيين كثيراً، فعندها قد يتحركون ضده داخل «الناتو». مشكلة الرئيس التركي أنه يعتقد أنه أقوى زعيم في العالم. الآن يعمل مع الروس والإيرانيين ضد الأميركيين. ليس ذكياً، إنما هو شاطر في كسب الانتخابات التركية وشاطر في الإبقاء على الاقتصاد التركي عائماً، لكنه كارثة في السياسة الخارجية. وماذا عن علاقاته مع إيران؟ يقول: تربطه بإيران علاقة مزدوجة؛ من جهة يريد أن يكون منافسها في السيطرة على الشرق الأوسط، لأنه لا يدرك أن تركيا لا تستطيع أن تسيطر على نفسها، ومن جهة أخرى هو ضد الأميركيين وضد الغرب وضد الأوروبيين إلى درجة العمل مع إيران، وأعتقد أن الإيرانيين يستغلونه. إنه عدو أهدافه. الأسبوع المقبل إلى أين تتجه المنطقة حيث الصين لا تريد مواجهة أميركا وكذلك روسيا؟

 

ترمب والرهان الخطر على «دبلوماسية الحدس»

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/14 حزيران/18

كم بدا الفارق هائلاً بين الطريقة التي أنهى بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب اجتماعاته مع حلفائه في قمة الدول الصناعية السبع التي انعقدت في كندا، والطريقة التي اختتم بها اجتماعه مع الغريم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ففي كندا هاجم حلفاءه واتهمهم باستغلال أميركا، وحذَّرَهم من أنهم إذا ردوا على الضرائب الجمركية الأميركية ودخلوا في حرب تجارية معه فإنهم «سيخسرونها ألف مرة». كذلك شن هجوماً كاسحاً على رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو واتهمه بالتلفيق واصفاً إياه بـ«الضعيف» و«غير الأمين». أما في سنغافورة، فقد عبَّر عن «اعتزازه» باللقاء مع كيم، وكال له المديح قائلاً إنه «شخصية هائلة»، و«رجل ذكي وموهوب يحب بلده كثيراً». ترمب يظل رجل المفاجآت بلا منازع، ورئيساً يحير حلفاءه مثلما يربك خصومه. فهو يتصرف بمزاجية، ولا يأبه بالقواعد المألوفة، ويعشق سياسة التغريد خارج النص التي كثيراً ما أعلن من خلالها سياسات فاجأت حتى أركان إدارته. في خطواته نحو ترتيب اللقاء الأول من نوعه مع كيم جونغ أون تصرف ترمب بالنهج ذاته في خلط الأوراق وتبني مواقف مفاجئة. فهو بنى حساباته لهذا اللقاء على «الغريزة السياسية» والحدس ولم يكترث لمسألة التحضيرات الطويلة والمعقدة لمثل هذه القمم، ولا بالطريقة التي اتبعها الرؤساء الأميركيون السابقون في تعاملهم مع كوريا الشمالية. وافق من دون تفكير طويل على لقاء كيم عندما نُقِل إليه العرض عبر رئيس كوريا الجنوبية مون جاي - إن، وتغلب على العثرة الكبيرة التي حدثت عندما اندلعت حرب كلامية إثر تصريحات مستشاره للأمن القومي جون بولتون التي تحدث فيها عن «النموذج الليبي» في نزع السلاح النووي، مما أفزع وأغضب كوريا الشمالية وجعلها تلوِّح برفض اللقاء. ترمب الذي يتصرف بانفعال في مثل هذه المبارزات الكلامية، كان يمكن أن يقرر صرف النظر عن اللقاء مع كيم، لكنه لم يفعل، لأنه أحسَّ بغريزته السياسية بأنه يمكن أن يكسب من هذه المغامرة أكثر مما قد يخسر، وأنه على الأقل سيصرف الأنظار عن ضغوط تحقيقات مولر المتعلقة بالتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة. وبطريقته المعهودة لم يعط ترمب وقتاً للخوض في كل التفاصيل وقراءة كل الملفات قبل القمة، بل ركن مرة أخرى إلى أسلوب الاعتماد على حدسه الشخصي وغريزته السياسية. فعندما سُئِل قبل توجهه إلى سنغافورة بعد قمة الدول الصناعية السبع العاصفة في كندا عما إذا كان يخوض مغامرة مكلفة، وما إذا يمكنه الوثوق بكوريا الشمالية، قال إنه سيعرف من أول دقيقة وربما خلال ثوانٍ ما إذا كان اللقاء مع كيم سيكون ناجحاً أم لا، معتمداً في ذلك على الكيمياء بينهما لكي يقرر في موضوع بهذه الحساسية والأهمية.

هل نجح ترمب في رهانه؟

الإجابة عن هذا السؤال ستحتاج إلى وقت تتضح فيه الأمور بشأن الخطوات التالية لمعرفة ما إذا كان الطرفان سيتوصلان إلى تفاهم بشأن خطوات عملية لنزع السلاح النووي الكوري. فوثيقة التفاهم التي وقعها ترمب وكيم في سنغافورة فضفاضة للغاية ولا تعدو أن تكون أكثر من إعلان نيات، من دون تحديد أي إجراءات عملية بجدول زمني لتنفيذ الأهداف المعلنة. كوريا الشمالية تعهدت بالعمل لنزع السلاح النووي بالكامل في شبه الجزيرة الكورية، بينما تعهد ترمب بضمانات أمنية لنظام كيم، وهو ما عده البعض انتصاراً للرئيس الكوري الشمالي الذي حصل على إنهاء عزلته الدولية من دون أن يقدم جديداً بشأن تفكيك برنامجه النووي، ذلك أن التعهد بالعمل على نزع السلاح النووي بالكامل في شبه الجزيرة الكورية كان قد قدمه كيم، وبالنص ذاته خلال قمته مع الرئيس الكوري الجنوبي في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، كما أنه ظل هدفاً فضفاضاً في كل التفاهمات التي توصلت إليها إدارات أميركية سابقة مع كوريا الشمالية من دون أن يثمر شيئاً.

منتقدو خطوة ترمب في اللقاء مع كيم يقولون إن نتيجة الجولة الأولى كانت بالتأكيد لصالح الرئيس الكوري الشمالي الذي حصل على كسر العزلة وعلى الظهور مع الرئيس الأميركي كندّ، وعلى تعهد علني بوقف المناورات العسكرية الأميركية، وهو التعهد الذي فاجأ حلفاء واشنطن في كوريا الجنوبية واليابان ومسؤولي وزارة الدفاع (البنتاغون)، خصوصاً عندما أيد ترمب شكوى كوريا الشمالية، ووصف هذه المناورات بأنها استفزازية، مبرراً الإلغاء بأنها باهظة الكلفة. لكن ترمب رد على الانتقادات بالقول إنه لم يقدم أي تنازل لكيم، وفي المقابل حصل منه على وقف فوري للتجارب النووية والصاروخية، وتدمير موقع للاختبارات النووية، وإطلاق سراح المعتقلين الأميركيين، وعلى تعهُّد بالعمل لنزع السلاح النووي. المشكلة لترمب أن الهدف الأساسي في نزع السلاح النووي وإنهاء خطر الصواريخ الكورية الشمالية، لا يزال مجرد تمنيات غير محددة باتفاق يتضمن خطوات واضحة وجدولاً زمنياً وآليات للتنفيذ، وأن الأمر كله مرهون بالثقة التي وضعها في كيم. فإذا صدق حدسه فإنه يكون كسب رهانه السياسي الكبير، أما إذا لم يصدق فإنه يكون مهَّد الطريق نحو توترات أشد قد تقود إلى مواجهة عسكرية خطيرة العواقب.

 

«احتجاجات» الأردن: نعم كانت هناك تدخلات خارجية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/14 حزيران/18

لدوافع وأسباب كثيرة، حرص الأردن الرسمي على ألا يثير مسألة التدخل الخارجي في «الاحتجاجات» الأخيرة التي شهدها، والتي يمكن اعتبار أنها كانت تعبيراً صادقاً عمّا بات يشعر به الأردنيون إزاء تردي أوضاع بلدهم الاقتصادية. وكل هذا مع أنه كان هناك تدخل سافر وبطرق وأشكال مختلفة، من بينها «اندساس» مجموعات، تم إرسالها من الخارج في فترات سابقة، بين المحتجين، لتحويل احتجاجهم السلمي إلى شغب وإلى مواجهات دامية مع الأجهزة الأمنية. وهذا في حقيقة الأمر كان بالإمكان أن يأخذ أبعاداً خطيرة لو لم يتم إلقاء القبض على عدد من هؤلاء، وحيث بالتحقيق الأولي معهم قد أدلوا بمعلومات في غاية الأهمية والخطورة. كان الأردن وقبل فترة طويلة من بدء هذه الاحتجاجات قد حصل على معلومات، من خلال متابعاته الأمنية الحثيثة، تؤكد أن هناك «غرفة عمليات» إعلامية «إلكترونية» في دمشق، يشرف عليها خبراء إيرانيون وبالطبع سوريون، وأيضاً لبنانيون من أتباع «حزب الله»، هي التي تقوم بتزويد وسائل التواصل الاجتماعي الأردنية بمعلومات وإشاعات «مفبركة»، عن اضطراب الأوضاع الأردنية وعن اقتتال داخلي ومواجهات واعتقالات بالمئات، وأيضاً عن أن الأوضاع الاقتصادية في الأردن ذاهبة إلى الانهيار، وأن الدينار الأردني سيشهد هبوطاً هائلاً في قدرته الشرائية. وهذا بالإضافة إلى الاستمرار بالتهويل فيما تسمى «صفقة القرن»، ودور بعض الدول العربية فيها بالضغط على القيادة الأردنية للقبول بها، وبالطبع فإن المعروف أنه ثبت بعد انعقاد القمة الأخيرة في مكة المكرمة أن هذا كله هو مجرد أكاذيب، هدفها زعزعة الأوضاع السياسية والأمنية في المملكة الأردنية الهاشمية.

والمعروف أن بشار الأسد نفسه كان قد هدد في بدايات انفجار الأزمة السورية في عام 2011، بنقل ما يجري في سوريا إلى الأردن، وحقيقةً أن محاولات نظامه ومعه إيران في هذا الاتجاه لم تتوقف خلال الأعوام السبعة الماضية، وعلى الإطلاق، وكان هؤلاء قد حاولوا في البدايات تسريب أعداد من ميليشيات «حزب الله» اللبناني إلى الأراضي الأردنية، بحجة الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستهداف «العدو الصهيوني»! ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا أن هذه المحاولات قد بدأت في وقت مبكر جداً، وأنه تم إلقاء القبض على بعض التابعين لهذا الحزب (حزب الله)، وحيث تم تسليم اثنين منهم إلى الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود، الذي عاد بهما بطائرته إلى بيروت، بعد زيارة خاطفة إلى العاصمة الأردنية.

كانت هناك ومنذ اللحظات الأولى، بالإضافة إلى كل محاولات الاختراق الأمنية هذه، هجمات إعلامية من قبل عشرات؛ لا بل مئات «الإلكترونيات»، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن قبل كثير من الفضائيات، وفي مقدمتها قناة «الجزيرة» القطرية، التي كانت ولا تزال تقاريرها وتعليقاتها أشد قسوة وتأثيراً من القصف المدفعي والصاروخي، وحيث كانت تحاول استدراج الأردنيين إلى مزيد من التصعيد والعنف، وإلى أنه لا يكفي إسقاط قرارات وتوجهات صندوق النقد الدولي، وسحب مشروع قانون الضريبة الجديد؛ بل وإسقاط الحكومة الأردنية أيضاً.

ولقد اقتربت من مستوى «الجزيرة»، وبعض الفضائيات «الإخوانية» التي تنطلق من تركيا، هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، بجناحيها الإذاعي والتلفزيوني، والتي ساهمت في تعزيز ما كانت تبثه وسائل الإعلام الإيرانية، ومعها بالطبع إعلام نظام بشار الأسد، وبعض المواقع «الإلكترونية» العربية الأخرى، من تقارير «مفبركة» وغير صحيحة، وإلى حدِّ أن بعض الأشقاء والأصدقاء فعلاً صدقوا أن ذلك الذي كان يجري في الأردن هو حلقة جديدة من حلقات الربيع العربي الذي لم يمر مرور الكرام، كما يقال، إلا بتونس، والذي لا تزال ألسنة نيرانه متصاعدة في سوريا وفي ليبيا... وأيضاً... أيضاً في العراق.

لا شك في أنَّ هناك إعلاماً عربياً كان بصورة عامة إيجابياً ومسانداً، وكان يبتعد عن «الشائعات» ويتحاشى الأخذ بما كان يقوله من كانوا يشكلون «طابوراً خامساً» يدفع بالاحتجاجات، التي كانت بصورة عامة سلمية ومطلبية، إلى العنف وحتى إلى الصدامات المسلحة، وهؤلاء كما تم اكتشافه من خلال التحقيقات اللاحقة، من أتباع النظام السوري على قلتهم، ومن المجندين لحساب إيران، ومن بعض الجماعات الهامشية المتأثرة بالتشكيلات والتنظيمات الشبابية في بعض الدول الأوروبية الغربية.

وكل هذا، وقد بات واضحاً ومثبتاً ومعروفاً أنَّ بداية انطلاق هذه الاحتجاجات كانت عقلانية وعفوية، وأن الأحزاب الأردنية، التي يصل عددها إلى أكثر من أربعين حزباً، والتي كلها ومن دون استثناء ينطبق عليها ذلك الوصف القائل: «كثيرة العدد قليلة البركة»، لم يكن لها أي دور فيها، وهذا يشمل «الإخوان المسلمين» الذين باتوا في السنوات الأخيرة يعانون من كساحٍ مُقْعد بالفعل، وباتوا يعانون من «شرذمة» تنظيمية، بسبب فشلهم المبكر في أن يفعلوا ما فعله «إخوانهم» في مصر الذين كانوا انتزعوا نظام أكبر دولة عربية بالتآمر وبأساليب متعددة؛ لكنهم لم يستطيعوا المحافظة عليه لأن الشعب المصري لم يعد يطيقهم ولا يريدهم، بعد تجربة فاشلة قصيرة أثبتوا خلالها أنهم ما زالوا غير مؤهلين لإدارة حكم وصلوا إليه في لحظة عابرة «اختلط فيها الحابل بالنابل».

لقد كانت الاحتجاجات الأردنية العفوية والسلمية، والتي عجز المتدخلون من الخارج عن اختراقها وحرف مسارها في اتجاه العنف وإسالة الدماء، محقة، وكانت ضرورية، والدليل هو أنّه لم يكن هناك أي صدام فعلي بينها وبين أجهزة الأمن الأردنية، وأن العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، قد تبنى، إنْ ليس كل فمعظم شعاراتها ومطالبها، وهذا هو ما أغضب «المندسين» داخلياً والمتدخلين من الخارج بالأفعال والأقوال، وفي مقدمتهم إيران ونظام بشار الأسد، الذي بادر إلى حشد قواته، التي غالبيتها من حراس الثورة الإيرانية والميليشيات الطائفية المستوردة حتى من أفغانستان وباكستان، وبالطبع من العراق وإيران، ولبنان (حزب الله)، في اتجاه درعا والقنيطرة وما يسمى «الجبهة الجنوبية». وهنا، فإن الأخطر في هذا كله، هو أن دولة عربية «شقيقة» هي قطر، لم تكتفِ بإطلاق إعلامها المرئي والمسموع والمقروء، «المهاجر» منه و«المقيم»، ليواصل صب الزيت على ما اعتبروه ناراً أردنية؛ بل تجاوزوا هذا إلى السعي للإيقاع بين الأردن والمملكة العربية السعودية، بحجة أن هذه الدولة الشقيقة العزيزة، التي كانت دائماً وأبداً داعماً وسنداً للمملكة الأردنية الهاشمية وللعرب كلهم بصورة عامة، تمارس على الأردنيين ضغطاً مادياً وسياسياً، لإلزامهم بالاستجابة لـ«صفقة القرن» التي كان أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من دون أي إيضاحات ولا «تفاصيل». وحقيقةً أنّ هذا كله كان كذباً وافتراء، يستهدف الدولة الأردنية والشعب الأردني في مثل تلك الظروف الصعبة والخطيرة، وأنها كانت محاولات للاصطياد في مياه ظن هذا الإعلام القطري أنها أصبحت عكرة! إن هناك غرفة عمليات إعلامية في الدوحة يديرها ويشرف عليها - للأسف - حتى بعض الذين تم استيرادهم من إسرائيل، ولقد وُضعت هذه الغرفة خلال فترة الاحتجاجات الأردنية هذه في حالة الاستنفار القصوى. وهنا فإنه غير مستبعد أن يكون رئيس الوزراء القطري السابق محمد بن جاسم آل ثاني لا يزال يشرف عليها؛ إذْ إنه قد بادر هو بدوره في ذروة الاحتجاجات الأردنية، إلى إطلاق تصريحات خبيثة، ظاهرها الحرص على الأردنيين وباطنها «التآمر»، وتحريضهم ضد الشقيقة العزيزة المملكة العربية السعودية، المعروفة بأنّ مساندتها لأشقائها كانت دائماً وأبداً بالأفعال وليس بالأقوال كما فعل الذين دأبوا على إشباع الأردن خلال هذه «الأزمة» الأخيرة وعوداً براقة؛ لكنهم لم يدفعوا له فلساً واحداً، حتى من حصتهم في «المنحة» الخليجية.

لقد كان هذا الدرس قاسياً، ولقد شعر الأردنيون في البدايات بأنهم متروكون لاستهداف خارجي تشكل إيران الرقم الرئيسي في معادلته، لا بل وقد سادت أيضاً قناعة بأن الولايات المتحدة، التي من المفترض أنها دولة صديقة وحليفة، راضية عما كان يجري، وهذا ينطبق وإنْ بنسب متفاوتة على الدول الأوروبية الغربية كلها، التي بقيت تنتظر نهايات احتجاجات الأيام الماضية، وحيث لم يقدم حتى الأكثر صداقة للأردن من بينها إلا «تصريحات» التعاطف الإنشائية الجميلة، وعن بعد. ولعل ما تجدر الإشارة إليه في النهاية، هو أن الأردن خلال فترة الاحتجاجات هذه كان يشعر بأنه مستفرد ومستهدف؛ لكن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالدعوة لاجتماع مكة المكرمة العاجل، الذي أسفرت عنه قرارات في غاية الأهمية لدعم الأردن، أعادت الثقة للأردنيين بأن أمتهم لن تتخلى عنهم، وأن المملكة العربية السعودية ومعها دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة هي عمقهم الاستراتيجي، وأن «الدم ما يصير ميه» وهذا كان حصل في مرات سابقة كثيرة.

 

عاشق مراكش

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 حزيران/18

أطلقت «دار السويدي للنشر» منذ سنوات مشروعاً أدبياً تاريخياً اجتماعياً ممتعاً، هو البحث والتدقيق في كتابات وآثار الرحالة العرب، مقابل الاهتمام الذي ظهر في السنوات الأخيرة حول الرحالة الأجانب. ولا يعوز هذا القسم من الآداب رجاله وشيوخه من ابن بطوطة؛ إلى المسعودي، إلى الجبرتي... وسواهم. وقد أصدرت الدار أخيراً مفكرةً ترحالية من تلك المفكرات الساحرة بعنوان «من المغرب إلى الحجاز عبر أوروبا 1857: محمد الغيغائي العمري الوريكي»، حققها وقدم لها الدكتور سليمان القرشي. تختلف الرحلة عن سواها بالتركيز على المقارنة بين أهالي المدن والبلدان التي يمر بها الغيغائي، وبعكس مواطنه ابن بطوطة يتوقف كثيراً عند عادات الناس وطباعهم وأخلاقهم، متأثراً على الأرجح بالأسلوب الخلدوني في معاينة الأماكن والسكان. وتراه عندما يشعر بالحرج في المقارنة بين مدينة وأخرى يسارع إلى الاعتذار بالبحث عن مزيد من الحسنات للطرف المقصود. وسوف يرى المراكشيون أنه منحازٌ إليهم انحيازاً شخصياً واضحاً بين مدن المغرب الكبرى، لذلك، يستدرك سريعاً بالقول: «ومدينة فاس هي قاعدة المغرب، وهي القديمة بالدين والعمل، وقد توفرت فيها شروط السكنى الخمسة... وتفضل فاس على مراكش بكثرة العلم، وإتقان الصنائع، والنقاوة، وكثرة المياه في الأزقة والدور، ووجود بعض الأثاث والحوائج الفاخرة، وصبر نسائها على غياب الرجال، وأهلها كذلك في الصبر على الأهل وكسب المال». إعجاب الغيغائي بمراكش يبرز على الفور: «وأهل مراكش، يسكن الرجل منهم وحده بداره ولا يراه جيرانه، سواء تعشى بالطيّب أم الرديء، وإن بات طاوياً لم يطلع عليه أحد، ولا يتمنى الخروج من مراكش من وجد الكفاية ودونها... فدل هذا على أنها أفضل من غيرها. والملوك الأشراف العلويون، صانهم الله وأدام فخرهم، يتزاحمون على سكناها، ولا يفضلون عنها غيرها، ويؤثرونها على فاس ومكناس، ولا يرون مثلها أطيب هواء ولا أريح للأنفاس. ثم في هذه الدولة المباركة لمولانا عبد الرحمان، المحفوفة بالبركات والسعد والأمان، أفاض الله على أهل هذه المدينة من الخيرات الجسام، وأدام لها سرور الأيام الوسام، وفاض المال وكثر بأيدي الناس، ووردت الأثاث والأشياء الفاخرة من كل الأنواع والأجناس، واتصل الهناء، وسمحت الثغور بما وراءها من الأمتعة والسلع من كل مسرور به وكل جسور، وترى الناس كلهم أغنياء بالمماليك والخيل والبغال، المسروجة بالحديد والديباج، والفضة والذهب أخذاً وعطاء، وتساووا في الملبوس والمشروب كأنهم ملوك وأقيال، ولا سيما أشياخ القبائل وأعيان المدائن وكبراء الأجناد وأهل الإقبال، وإذا رأيتهم في الأعياد بهذه الحضرة الحمراء، تقول هؤلاء ملوك أغنياء، وما ذاك إلا من كثرة الأموال وفيضها من بركة ملوك الوقت وسعدها».

 

غزة في قلب صفقة القرن

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/14 حزيران/18

إحدى عشرة سنة كبيسة عاشتها غزة في حالة حرب وحصار، وبلغ الوضع الإنساني فيها حداً من التدهور لا مثيل له، حتى في مدن الربيع العربي التي لم تضطر حتى الآن - رغم هول ما حل بها - لشرب الماء الممزوج بالرمل، والعيش بين ركام بيوت هدمت في جولة سابقة، وتنتظر أن تهدم في جولة قادمة.

هذه البقعة التي تقل مساحتها عن أربعمائة كيلومتر مربع، والتي هي من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالبشر، والمنغلقة بين الصحراء والبحر، هي بالنسبة لمن يخططون لصفقة القرن، المدخل لتسوية الوضع الفلسطيني بأكمله. لهذا ولد الاهتمام المفاجئ بمأساة غزة في البيت الأبيض وفي إسرائيل.

البيت الأبيض عقد حلقة بحث بعنوان «إنهاء الوضع المأساوي في غزة»، وفي الوقت ذاته عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر اجتماعاً تحت العنوان نفسه.

ولوحظ خلال الأشهر القليلة الماضية، أن المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، ضاعف من اهتماماته بغزة، سواء بالوقوف على الحدود إلى جانب الضباط الإسرائيليين، والإكثار من التصريحات التي يظهر فيها غرينبلات قلقاً متنامياً من انهيار الوضع الإنساني في غزة، بما يتطلب إجراءات عاجلة لتسوية الأوضاع هناك. ومن أجل ألا تشعر السلطة في رام الله بالعزلة والتهميش، فقد أعلن المبعوث الأميركي أن الترتيبات المقترحة لغزة، ينبغي أن تتم بالتشاور مع السلطة الشرعية في رام الله.

بعد عطلة العيد مباشرة، سيصل فريق صفقة القرن إلى المنطقة، وسيقضي خمسة أيام في لقاءات مع الدول العربية المؤثرة بقوة في الوضع الفلسطيني، وبالطبع لن يلتقي الوفد الأميركي بالفلسطينيين بحكم القطيعة القائمة الآن، والتي طورتها بعض التصريحات الأميركية إلى حرب باردة، وجهت فيها إنذاراً قُرئ من بين سطوره أن هنالك حاجة لتغيير القيادة الفلسطينية، وكان مدروساً بعناية الاختزال الذكي لصائب عريقات، الذي كما قال غرينبلات يعبر عن سياسة تضر بمصالح الشعب الفلسطيني، وتغلق احتمالات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

لماذا غزة؟ لنحاول الإجابة بافتراض أن تفاهماً إسرائيلياً حمساوياً تم مباشرة أو عبر طرف ثالث، يتم بمقتضاه تطبيق سيناريو إسرائيل كاتس، الذي من شأنه إخراج غزة من الحالة المزرية التي هي فيها الآن، إلى حالة مغايرة تماماً، ينتهي فيها القتل والدمار ويرفع فيها الحصار، ويسمح لآلاف العمال من غزة بالعمل في إسرائيل، بأجور تبدو بالمقارنة مع الوضع الراهن فوق الخيالية، وتسمح إسرائيل بإقامة محطات عملاقة لتحلية المياه، مع جزيرة صناعية يقام عليها ميناء ومطار، وقد يكون هنالك شيء مماثل في سيناء، لو تم ذلك، وإسرائيل تدرس هذا الأمر، وشروطها لتحقيقه لم تعد تعجيزية كما كانت في السابق؛ بل يريدون إنهاء ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وتحييد السلاح الحمساوي بدل نزعه، والتخلي عن شرط أن يتم ذلك كله مع حكومة رام الله، حين يتم ذلك سيتم معه التحول في المعادلة القديمة. غزة الجديدة هي الأساس، وما تتخلى عنه إسرائيل في الضفة هو الملحق. تسريبات أميركية كثيرة أشارت إلى هذا الاحتمال، ليس بالإفصاح عن تقوية مكانة غزة، وإنما بإضعاف الوضع في الضفة، وذلك من خلال تصفية قضية القدس، والإجراءات الأميركية الإسرائيلية في هذا الاتجاه تمضي متسارعة وبلا هوادة، ثم إغلاق احتمال أي سيادة جدية على الضفة بعد اقتطاع غور الأردن، وتثبيت السيطرة الأمنية الإسرائيلية من النهر إلى البحر، مثلما تعهد بذلك بنيامين نتنياهو، ولا توجد قوة إسرائيلية جدية تعارض هذا التوجه. هذا تحليل يقوم على استنتاج كيفية توظيف غزة في اللعبة الأميركية الكبرى... صفقة القرن، ولو ظل الوضع الفلسطيني الداخلي على حاله، فما كان فيما مضى يبدو مستحيلاً سيصبح ممكناً؛ بل ربما هو الممكن الوحيد.

 

قطر و«الناتو»... حديث غرور الأوهام

إميل أمين/الشرق الأوسط/14 حزيران/18

لا يزال الطريق ضائعاً من الأقدام القطرية، والرؤية غائبة عن أعينها في المنظور البعيد، وغائمة على المدى القصير، تسعى في سياق الأوهام، تهرب إلى الأمام تارة، وتصعد إلى الهاوية مرة أخرى.

عام كامل قد انقضى منذ مقاطعة النظام في قطر، علّه يرتدع ويعود إلى رشده، ليتوقف عن احتضان الإرهاب ورعاية الإرهابيين، وليكف تدخلاته غير المشروعة في شؤون الغير، عطفاً على إعادة تصويب مسارات علاقاته الخارجية، وتصحيح اختياراته الدبلوماسية. غير أن قطر النظام تجيد القراءة في المعكوس، ولهذا يدهش المرء من متابعة ردات فعلها طوال الفترة الماضية، وبالقدر نفسه تصيبه سياسات بعض الدول بالاندهاش، وبخاصة التي تتشدق بالحرية والديمقراطية، وتصدع الأدمغة بدعوات الحفاظ على حقوق الإنسان، وتنادي ليل نهار بحتمية محاربة الإرهاب. يبين لنا تصريح وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، محمد العطية، الأيام القليلة الماضية، حالة الزيف والازدواج الأخلاقي عند البعض الذين لا هم لهم إلا ذهب المعز، أما المبادئ والأخلاقيات، والقيم الإنسانية وإحقاق الحقوق، فلا موقع أو موضع لها في سياقات الأنانية غير المستنيرة، والرأسمالية الأوروبية المتوحشة بدورها. تحمل التصريحات أنباء قيام قطر بإنشاء منظومة جوية لحماية المجال الجوي القطري، عبارة عن سرب من طائرات «التايفون» البريطانية، ليقوم بواجب الدفاع.

الأسئلة التي تتسارع داخل العقل، تبدأ من عند السبب وراء إصرار النظام القطري على تعميق مواقفه العدائية تجاه دول المنطقة، من خلال استدعاء أطراف أجنبية عرفت يوماً بأنها المحتل للأرض والعقول في منطقة الخليج العربي. وتمضي في طريق الحيرة من موقف بريطانيا، وهي التي تدرك حقيقة النظام القطري، والأكثر مدعاة للعجب هو أن تربط اسمها ورسمها ووسمها العسكري بقطر. لسنا مندهشين من مثل هذه المواقف تجاه قطر خاصة، أو ناحية العلاقات مع جماعات الإسلام السياسي، فهي منشورة في الصحف السيارة والطيارة، دون أدنى التفاتة لما تمثله من مخاطر على أمن العالم العربي واستقراره.

الأوهام القطرية بلغت بالعطية حد أنها جعلته يتخيل قبول حلف «الناتو» لقطر عضواً فاعلاً وعاملاً فيه، فقد أشار إلى ما سماه «طموح قطر الاستراتيجي على الأمد الطويل، في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي».

عن أي طموح غير واقعي وغير خلاق يتحدث الوزير القطري؟ وهل أدمنت القيادة القطرية تقديم أراضيها كخلفية جغرافية للقوى الكبرى، ظناً منها أن هذا هو السبيل الوحيد لحمايتها من الآخرين؟

وزير الدفاع القطري لا يواري أو يداري نوايا بلاده في استضافة قطر لإحدى وحدات «الناتو» أو أحد مراكزه المتخصصة.

كارثة الوهم تتمثل في أنه اضطراب عام في التفكير، ويتسم باعتقاد ثابت خاطئ لا يتزعزع، حتى لو اعتقد الآخرون من حوله خلاف ذلك، أو برزت له أدلة دامغة تنفيه.

في هذا السياق يفهم المرء دلالة تصريحات الوزير القطري عن تقدير «الناتو» للدور الذي تقوم به قطر في محاربة الإرهاب ومكافحة تمويله، أما ثالثة الأثافي فتتمثل في أوهام إشادة «الناتو» بالدور الإيجابي القطري في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.

لم يطل انتظار الرد من جانب «الناتو»، الذي جاء سريعاً جداً، وفي اليوم نفسه، لينخس العقول القطرية بمناخس تدعوها للاستفاقة من غرور الأوهام، إذ صرح مسؤول في الحلف الذي يضم 29 بلداً، بأنه بناء على «البند العاشر لمعاهدة واشنطن، فإن الدول الأوروبية هي الوحيدة التي يمكنها الانضمام إلى (الناتو)».

ما الذي فات إدراك المسؤول القطري وهو يمضي وراء السراب، بعد أن خيل إليه أن يوماً يمكن أن يجيء تضحى فيه إمارته ذات الأحد عشر ألف كيلومتر مربع، دولة كاملة العضوية في حلف شمال الأطلسي؟

يمكن القطع بأن الرؤوس التي تدير «الناتو» تعلم تمام العلم الأبعاد الحقيقية لفكرة الدولة ذات السيادة بالمفهوم الويستفالي (1648)، أي الدولة بحكم المساحة الجغرافية، والحضور الديموغرافي، وتفاعل البشر مع الحجر، عبر التاريخ، لينصهر الخليط في فكرة الأمة الحقيقية والدولة الفاعلة، وهي مواصفات لا توجد لدى قطر بأي شكل من الأشكال، وفي أفضل الأحوال لا تتجاوز حقيقة المشهد جعلها رقعة لوجستية للأعمال العسكرية لحلف الكبار، سيما مع الاستعداد القطري الدائم لإنفاق كل ما في الخزينة القطرية على المنشآت العسكرية الأجنبية، والدليل على صدقية ما نقول به، ما عرضه حكام قطر مؤخراً على الأميركيين، من تخصيص خمسة مليارات دولار لتطوير منشآت قاعدتي العديد والسيلية. خلال العام المنصرم قدمت قطر قرابين الطاعة والولاء على المذبحين الأوروبي والأميركي؛ أنفقت المليارات من أجل شراء الرأي العام، واستمالة الإعلام، سيما في نيويورك وواشنطن.

أجهدت الدوحة ذاتها في محاولات لتكوين جماعات ضغط من الأميركيين الرسميين والحزبيين ومن المستقلين، من كافة الأعراق والأديان، ظناً أنهم سيضحون عند لحظة بعينها درعاً وسيفاً لقطر، وفات هؤلاء أيضاً أن الولاءات لا تباع ولا تشترى، وأن جل هدف الوسطاء الاغتراف من خزائن الغاز دون أي خوف من سيفه، إذ لا سيف له من الأصل. قبل أيام قليلة، كانت الأبواق الإعلامية التي تنفق عليها قطر ملايين الدولارات حول العالم، تتحدث بلوعة وأسى عن الفشل المتمثل في اللغة المتلونة التي يستخدمها الغرب في مخاطبة الدول الأربع المقاطعة، بمعنى أن مراكز صناعة القرار السياسي في واشنطن وبروكسل لا تمارس الضغط الكافي لجعل المقاطعين ينهون مقاطعتهم، ما يعني إخفاق المساعي القطرية في الفرار من القدر المحتوم. الخلاصة... الهروب إلى أحضان «الناتو» لا يفيد.

 

الحيوية الفقهية والمستجدات الدنيوية

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/14 حزيران/18

ثمة مسافة بين الفقه بتاريخه وحدثيته الظرفية، وبين انتقالاته عبر تعدد جغرافية المكان، وسيرورة الزمان. فمحتوى الفقه مجموع عمليات معالجة لحكم ديني على موضوع دنيوي بمجال عام. ولو عدنا لتاريخ الفقهاء الشخصي وتجاربهم الدنيوية لعثرنا على الأثر التجريبي في الصياغة الفقهية، ولو قرأنا ظروفهم الاجتماعية والسياسية لعلمنا عن كثب مسببات تشكل المذهب على هذا الشكل أو ذاك. ومن الواضح أن العزوف عن البحث التاريخي للنشأة الفقهية هو ما أسس للخلط بين الفقه والنص الديني، وهذا ما سبب الاشتغال على علل التشريع والحفر وراء القصد الشرعي وعلاقته بالمجتمع كما فعل الجويني والأبهري والآمدي والقرافي والشاطبي وآخرون، ملاحقين ومتقصين جذر العلاقة بين الفقه وسجالاته مع الواقع وظروفه وتحولاته.

إن مجتمعنا الآن يمر بتحولاتٍ كبرى تعتمد على اللحاق بركب العالم، وهذا يتطلب تشغيل كل صيغ التجديد بكل المجالات ومنها المجال الشرعي، وخصوصاً المنهاج الذي يتأسس عليه الاستنباط الفقهي، فالمسألة الفقهية استجابة لحدث بادٍ في الدنيا، ولهذا يشبّه السيوطي قول الفقيه برأي الطبيب، إذ إن مناطها مقتضى الحال، والإمام القرافي يربط الفقه بتجدد قضايا الناس ومشكلاتهم في شؤون دنياهم. والفقه تختلف إلى مسائله إحراجات الواقع كما في المسائل المتعددة بالقول الواحد تبعاً لتعدد الأفراد وتنوع شرح الوقائع كما لدى أحمد بن حنبل المعتمد على الأثر، ولئن تم تعييره ونزع صفة الفقه عنه إلى الحديث كما فعل الطبري في كتابه «اختلاف الفقهاء» غير أن لاحقة تجاوزت النظرة التقليدية للحنبلية على النحو الذي قدمه جورج مقدسي - المستشرق الأميركي اللبناني الأصل - في محاضراتٍ أربع قدمها في «الكوليج دو فرانس» في ديسمبر (كانون الأول) عام 1969 وطبعت مؤخراً بترجمة سعيد المولى وتقديم رضوان السيد - وفيها تعديل على تصور بحثي كلاسيكي عن الحنبلية باعتبارها قليلة الأتباع وموغلة بالأثر على الأسس التأويلية كما فعل بقية الأئمة الثلاثة (إما عملاً بالأصول الفقهية أو التعليل أو الحفر بالمقصد الشرعي) ولكن الحنبلية المبكرة كانت موضع شرح من مقدسي يجعلها ضمن المذاهب المازجة بين الفقه والعقيدة تبعاً لإشكاليات التأويل ومعاول الاستنباط ومباني اللغة المنتجة للمعنى مما جعل المجاز مركزياً في السجالات جلها نفياً أو إثباتاً.

والفقه حليفُه التغيّر، كما يرى شهاب الدين القرافي في كتابه «الفروق»: «إذ تعتبر جميع الأحكام المترتبة على العوائد، وهو تحقق مجمع عليه بين العلماء لا خلاف فيه... وعلى هذا القانون تراعى الفتاوى على طول الأيام، فمهما تجدد في العرف اعتبره، ومهما سقط أسقطه، ولا تجمد على المسطور في الكتب طول عمرك، بل إذا جاءك رجل من غير أهل إقليمك يستفتيك لا تجره على عرف بلدك واسأله عن عرف بلده وأجْرِه عليه وافته به دون عرف بلدك والمقرر في كتبك، فهذا هو الحق الواضح، والجمود على المنقولات أبداً ضلال في الدين وجهل بمقاصد علماء المسلمين والسلف الماضين»، ومثله منقول عن أبي ليث والزيلعي والبلخي وأبي حيان التوحيدي (انظر تفصيلات ذلك لدى يحيى محمد في كتابه «جدلية الخطاب والواقع» ص 228).

المحاولة الضرورية والحرب المشروعة الآن تعتمد على مستويين؛ أولهما استكمال القوة التأصيلية التي دعت لإعادة حيوية فعالية الفقه مع الواقع ضمن تدخلاته المحدودة، والمستوى الآخر تحرير الفقه من الآيديولوجيا.

لقد خاض أبو إسحاق الشاطبي في القرن الرابع عشر الميلادي سجالاتٍ قوية معروفة لتضييق تدخل الفقه وتحكمه بالدنيا عبر إعادة تفسير الأحكام التكليفية والنظر إلى المباح بوصفه المجال الأرحب بدنيا الإنسان ومنطلقاً من البراءة الأصلية وخص الجزء الأول من كتابه «الموافقات» بكامله للبحث في «مسائل المباح» وبه دافع عن البراءة الأصلية المنطلقة من كراهية قرآنية ونبوية لكثرة السؤال نافياً الحكم عن المباح بسبب كونه مجال عفو غير محكوم بالفقه، وإنما ضمن دنيا الإنسان الضرورية وترك المباح مجرد اختيار و«فعل المباح أو تركه لدى الشارع متساويان»، فالمباح هو الحرية وهو الاختيار وهو الواقع المدني المعيش وضوابطه دنيوية وليست شرعية كما يقول نصاً: «على أن ترك المباح ليس طاعةً كما أن فعله ليس طاعةً» مفسراً ذلك بعدة أوجه.. وعليه فإن المباح ليس حكماً يدور حوله الثواب أو العقاب. تلك مرافعات من أئمة تبتغي تعزيز مستوى حيوية الفقه، ولكن يجب أن يضارع خطط التطوير تلك دعم المؤسسات الرسمية، للارتقاء بسبل الفتيا لصناعة فقه أنيق يساعد على النهضة بالواقع من الدمامات إلى التجدد والتحديث، وهذا ما ينظّف الفقه من الاحتلال الآيديولوجي ويرسخ مناعته ضد جماعات الإسلام السياسي ومنظمات العنف، وبخاصة في ظل تجدد السعودية واتجاهها نحو التطور المدروس والذي يتطلب تطوراً محايثاً وحيوياً من كل المجالات الأخرى ومنها الفقه. من قبل نصح ابن عابدين الفقهاء والمفتين قائلاً: «إن المفتي ليس له الجمود على المنقول في كتب ظاهر الرواية من غير مراعاة الزمان وأهله، وألا يضيع حقوقاً كثيرة فيكون ضرره أكثر من نفعه».

 

'قصة حرق معلن' في بغداد

حازم الأمين/الحرة/14 حزيران/18

في العراق لم تحترق أصوات المقترعين السنة ولا أصوات المقترعين الأكراد، احترقت أصوات مقترعي جهة الرصافة في بغداد، وهي أصوات شيعة المدينة ممن رسموا باقتراعهم مشهدا سياسيا مختلفا. لا يمكن فصل الحدث المذهل عن مقدماته. اقترع الشيعة العراقيون وجرت عمليات فرز تخللها، بحسب قضاة ونواب ومراقبين، عمليات تزوير كبرى، وأعقب ذلك قرار بمعاودة الفرز يدويا ونجم عن هذا المسار العنيف حريق كبير أتى على الأصوات. إن جماعة أهلية أحرقت ما كانت قد اعتقدته صوابا قبل أيام قليلة، أحرقت خياراتها

إنها "قصة حرق معلن" لأمل أخير في التغيير. وينطوي الخبر على بعد رمزي تراجيدي لطالما حفل به تاريخ الجماعة الشيعية منذ تشكلها. فلطالما عاش الشيعة في ذلك البلد على شفير مأساة، وليس خصومهم وحدهم من كان يتسبب بها. ثورة العشرين أدت إلى إقصائهم، وإطاحة الملكية وما أعقبها من انقلابات عسكرية توجت بوصول البعث إلى السلطة وعلى رأسها صدام حسين، كل هذا جرى في سياق تراجيدي كانت الجماعة الشيعية في صلبه. واليوم يبدو حرق الانتخابات، تتويجا رمزيا لهذا الإمعان المتعمد بالخسارة.

الشيعة أحرقوا أصوات الشيعة في بغداد. هذا هو المسار الطبيعي لرحلة عمرها أكثر من 1400 سنة. ففي قصة الإحراق رائحة منبعثة من مشهد قديم، مشهد المصرع الذي لطالما تكرر في هذا العراق الحزين. وفي هذه القصة تتويج تراجيدي لحكاية حكم الشيعة للعراق بعد أن أطاحت أميركا بقاتلهم.

حدث الإحراق ليس امتدادا للحرب الأهلية التي كانت بدأت في العام 2006 بين الشيعة والسنة، وليست جزءا من أكلاف الحرب على "داعش"، ولم تجر في سياق النزاع مع الأكراد. الحدث هو حرب بين الشيعة والشيعة، حرب لاحت مؤشراتها منذ اليوم الأول للسقوط، حين أقدم شيعة على قتل إمام شيعي على باب ضريح الإمام علي.

لطالما عاش الشيعة في العراق على شفير مأساة، وليس خصومهم وحدهم من كان يتسبب بها

الضحية لا تملك قدرة على الخروج من موقعها في المأساة، فهي ما إن تفعل حتى تشعر بالاختناق. لمشهد احتراق محطة الرصافة الانتخابية بعد خرافي أسس له منذ قرون طويلة. نوع من إحراق النفس وفعل ندامة مواز للندم الأصلي على خذلان الإمام الأول. هذا هو التشيع الحقيقي، وما عداه هو الإسلام. فعلى القدر أن يخذلنا، وإن لم يفعل سنتولى خذلان نفسنا بيميننا. اليد التي اقترعت هي اليد التي أحرقت. ليس مهما ما تقوله الحكومة عن أن الشكوك تدور حول الصدريين وحول جماعة هادي العامري، المهم أن العراق سقط بالعجز الكامل. لا قدرة له على معاودة فرز الأصوات ولا وقت كاف لإجراء الانتخابات من جديد، والقبول بالنتائج على رغم التزوير الهائل الذي شابها ليس منطقيا ولا عمليا. قال السيد مقتدى الصدر في أعقاب هذا المشهد إن البلد على شفير حرب أهلية! لا شيء يقال في ظل هذا الاستعصاء إلا أنه امتداد لاستعصاء السلطة على أهلها الجدد.

ومشهد الاحتراق مولد للكثير من الصور والمشاعر. فالمادة المحترقة هي رغبات الناخبين وخياراتهم. وبهذا المعنى يمكن القول (رمزيا) إن جماعة أهلية أحرقت ما كانت قد اعتقدته صوابا قبل أيام قليلة. أحرقت خياراتها. ألا يردنا هذا إلى مزاج المنتحر، وإلى قابلية للانتحار مؤسسة على خبرات في هذا المجال متراكمة منذ قرون؟ الجماعة النادمة أبدا أحرقت نفسها على ضفة دجلة من جهة الرصافة، والنهر بدوره سيكف عن الجريان الشهر المقبل بفعل سد أنشأته تركيا. لا، ليس فسادا ولا تزويرا ما جرى. هو فعل تصويبي، فالسلطة ليست دأب الجماعة. العيش خارجها هو الخيار، والانتخابات ليست سوى نزوة عابرة بجب تصويب ما ينجم عنها من إغواء. أصوات السنة لم تحترق، وأصوات الأكراد أيضا. وحدهم الشيعة أيتام حكومتهم. أليس هذا دأبهم منذ ولدوا؟ واليوم لا يصح الحديث عن جلاد غريب، ولا عن سلطة بعيدة جائرة. واليوم أيضا لا تصلح السياسة لتفسير الحدث، والوقائع لا تقدم ولا تؤخر في حال الاستعصاء هذا. من أحرق الانتخابات؟ من قتل الإمام على باب ضريح الإمام؟ في العراق كل هذا ليس مهما، فالتراجيديا تحتاج لوقائع من هذا النوع لكي تتجدد وتذكر الجماعة نفسها بأنها ولدت خارج فكرة السلطة، وهي، إذا ما سقطت تحت تأثير إغوائها، ستصير جزءا من إسلام القصر، وهذا ما ينافي التشيع.

 

عبد الناصر وسيد قطب... مسار صعودهما السياسي وصراعهما المميت

عن صراع الأطياف الذي أطاح بربيع يناير

لندن: ندى حطيط/الشرق الأوسط/14 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65331/%D9%86%D8%AF%D9%89-%D8%AD%D8%B7%D9%8A%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%82/

يقدم كتاب «تشكيل العالم العربي: صراع ناصر وقطب الذي رسم ملامح الشرق الأوسط» تشخيصاً أكاديمياً عميقاً يمكن أن يعين المراقب المعاصر على تفكيك الجذور التاريخية للأحداث السياسية في مصر، لا سيما مرحلة ثورة يناير 2011، وما تلاها من صراع مفتوح إلى اللحظة بين الدولة المصرية العميقة وجماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمون.

هذه المقاربة في تفكيك مآلات الربيع العربي بطبعته المصرية، التي يقدمها في آخر كتبه (باللغة الإنجليزية) الدكتور فواز جرجس - وهو أستاذ جامعي لبناني أميركي بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن - تقوم على نظرية صريحة تجعل من تقلبات تاريخ المنطقة في آخر مائة عام نتاج صراع محتدم بين القوى التي ورثت الدولة المصرية بعد سقوط الاستعمار المباشر، وبالتحديد بين من يسميهم بالوطنيين أو القوميين والإسلام السياسي، المتمثل أساساً في جماعة الإخوان المسلمين، مع استبعاد شبه تام لأية أطراف ثالثة، من قوى يسارية وغيرها، بحكم ما يصفه جرجس بأنه توافق استمر بين القوتين الأساسيتين - رغم صراعهما الدائم - على احتكار الساحة السياسية ومنع صعود قوى أخرى.

يطرح جرجس نظريته من خلال استدعاء الشخصية الأهم التي شكلت ما يشبه مركز الجاذبية لكل من القوتين: جمال عبد الناصر عند الوطنيين، وسيد قطب عند الإخوان، فيسرد مسار حياتهما وصعودهما السياسي، ومن ثم تقاطعهما في مرحلة الستينات، قبل أن يُعدم قطب عام 1966، ويغيب ناصر عام 1970، كمنصة لفهم صراع القوة المستمر بين الجانبين، الذي - وفق جرجس دائماً - ما زال عميق التأثير في وقائع الحدث المصري إلى اليوم، رغم غياب الشخصيتين الرمز في هذا الصراع الذي ساهم إلى حد حاسم بتشكيل طبيعة السياسة والحكم في غير ما بلد عربي عبر الشرق الأوسط.

ينطلق جرجس من حقيقة أن كلا الطرفين في المعادلة المصرية - الوطنيون والإخوان - انطلق من المساحة الآيديولوجية ذاتها التي خلقها الحضور الاستعماري البريطاني، وهيمنته على مصر وأجزاء واسعة من الشرق الأوسط، كاستجابة من قبل المجتمع الأهلي لتحدي الاحتلال، بحيث لا يمكن التحدث عن أية فروقات آيديولوجية أساسية تميز بينهما في تلك المرحلة، بل إن جرجس يكشف عن أن الرئيس جمال عبد الناصر كان نفسه عضواً في التنظيم السري الخاص الذي أنشأه الإخوان المسلمون في الأربعينات من القرن الماضي - كما الرئيس أنور السادات - قبل أن يحدث الصدام الزلزالي بين الطرفين عام 1954، ومحاولة الإخوان التخلص من ناصر بالاغتيال.

ويرى المؤلف أن عقلية الطرفين وأداءهما السياسي لم يخضعا في أي مرحلة لثوابت فكرية، بل كانتا دائماً شديدة السيولة، ونتاج التفاعل بينهما توازياً وتقاطعاً عبر المراحل، ولذلك يجزم بأن الصراع المعقد والمتداخل هو جذرياً تنازع على تولي السلطة، وتملك مقدرات الدولة، واحتكار الفضاء العام، وليس بمعركة آيديولوجية، كما قد يتبادر للذهن، أو صراع ثقافي حضاري الطابع على الهوية العربية، كما يذهب البعض. لقد وظف الطرفان الأدوات ذاتها تقريباً: اللغة والدين والتقاليد الذكورية واستلهام «الأصالة» كمصدر للهوية - كما العنف وتجريد الآخر من صفته الوطنية وحتى الإنسانية - في كل المواجهات التي خاضاها، بداية ضد الاستعمار ولاحقاً في اشتباكاتهما المتتالية معاً، مما يدفع جرجس إلى تقبل نظرية الأكاديمي المصري شريف يونس، القائلة إن الصدام بين الطرفين كان حتمياً بحكم تماثلهما، لا بسبب من تناقضهما.

ويعتمد «تشكيل العالم العربي» في طروحاته على موقف فلسفي لمؤلفه، يؤمن بقدرة الأفراد على الفعل واتخاذ الخيارات، ولذا تجد ثمة استبعاداً حاسماً لأية نظريات مؤامرة حول أدوار محتملة للدول الكبرى في توجيه الحدث المحلي - ربما دون استبعاد أدوار أجهزة استخبارات إقليمية بشأن أحداث معينة في المراحل المختلفة - كما تستند استنتاجاته إلى مادة تأريخية ثمينة، جمعها من العديد من المقابلات الفردية التي أجراها جرجس شخصياً على امتداد ما يزيد على عقد من الزمان مع وجوه فاعلة ومعنية في مواقع مختلفة ومن أجيال متفاوتة، لا سيما تلك التي عايشت الشخصيتين اللتين اختارهما لتمثيل الصراع: ناصر وقطب. وعلى الرغم من أن البعض قد لا يشترك مع جرجس في رأيه هذا، فإن دراية الرجل الطويلة في دراسة شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسات أكاديمية غربية عريقة، ومعرفته بلغة وثقافة المنطقة وشخصياتها الفاعلة، وقربه من مواقع صناعة الأحداث، تدفع باتجاه منح قراءته وزناً قد لا تتوفر عليه مقاربات أخرى، لا سيما تلك التي كتبها غربيون، أو التي أنتجتها أطراف مالت إلى منطق وسردية أحد الطرفين دون الآخر.

ويخلص جرجس إلى أن الصراع المستمر بين الطرفين دفع في المحصلة ثمنه الشعب المصري، ليس من خلال الضحايا والآلام وخيبات الأمل فحسب بل أيضاً في إفراغ مؤسسات دولته الوطنية من المعنى، وتعميق التخلّف الاقتصادي والاجتماعي، وأن الشخصيات الفاعلة في كلا الجانبين كانت سجينة أجواء فقدان الثقة، والذاكرة التاريخية المحملة بالمرارات وأطياف الماضي - مرمزاً إليها بناصر وقطب - إضافة إلى كونها مسكونة بالمصالح المرحلية، ولذا أضاعت الفرصة العبقرية التي مثلتها لحظة يناير 2011 لصنع نقطة التقاء لمصلحة مستقبل مصر.

ويتهم جرجس قيادة الإخوان بالعجرفة وانعدام الخيال وسوء الخيار والفقر المدقع في الأفكار إبان إدارتهم المعركة السياسية في أثناء أحداث يناير 2011 وما بعدها، وأنها فضلت - كما دائماً - التحالف مع الدولة العميقة على الوقوف مع تطلعات الشعب المصري الغاضب - حتى أنهم حاولوا التفاهم مع نظام حسني مبارك في أيامه الأخيرة - فكانوا قوة رجعية مضادة للحراك الثوري النفس، وأنها كررت من جديد فشلها في القفز على الدولة والحكم من خلال الجيش - بعد فشلها الأول في الخمسينات - بدلاً من أن تنحاز لناس الشارع في انتزاع الشرعية لقيادة المجتمع من خلالهم، لكنه في الوقت ذاته لا يخلي مسؤولية تيار الوطنيين في وضع الإخوان بصميم ذلك المربع، الذي أسهمت سنوات طويلة من الحلول الأمنية القاسية، واحتكار الوطنية، في صنع ما يشبه ثقافة القبو المحصن داخل عقليات القيادات الإخوانية التي ما عادت ترى سوى اللونين الأبيض والأسود في تعاملها مع كل الآخرين، وقد تورطها لاحقاً في التعاون مع أجهزة استخباراتية أو أنظمة معادية لدولتها.

ولا يمنحنا جرجس أفق تفاؤل في مستقبل مصر على المدى القريب، إذ هو يرى أن سياسة استئصال الإخوان لن تنجح في القضاء عليهم نهائياً، لا سيما أن سنوات المواجهة الطويلة بَنَت بين الإخوان أنفسهم، وكذلك مع بعض قطاعات الشعب المصري، علاقات تشابك وتداخل مصالح ومصاهرات لن يمكن تجاوزها بسهولة، وأنها قد تدفع جيل القيادات الجديد على الأرض نحو مزيد من التطرف في خياراتهم ضد المؤسسة العسكرية الحاكمة، الأمر الذي سيكون من شأنه إذكاء الصراع الجديد القديم بين أطياف الماضي: ناصر وقطب.

وبموازاة التفكيك المقنع لجذور الحدث السياسي المصري، فإن كتاب «تشكيل العالم العربي» يقدم قراءة شديدة الانسيابية، على مستوى النص الذي جنبه المؤلف بخبرته والتصاقه بفضاء الحدث من الوقوع في جفاف النصوص الأكاديمية، التي تتصدى للتحليل السياسي المعمق بشأن الشرق الأوسط المعاصر، ولا شك أن ترجمته إلى العربية سيكون إضافة نوعية للمكتبة المتسعة دوماً حول التجربة المصرية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لبنان الوفي لالتزاماته تجاه النازحين يطالب ببدء عودتهم وخسائره جراء النزوح بلغت 9 مليارات و776 مليون دولار

الخميس 14 حزيران 2018 /وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ممثلي "مجموعة الدعم الدولية للبنان"، ان "عودة النازحين السوريين الى بلادهم لا يمكن ان تنتظر الحل السياسي للازمة السورية والذي قد يتطلب وقتا، وان امكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على ارضه الى اجل غير محدد، نظرا لما سببه ذلك من تداعيات سلبية على مختلف الصعد لا سيما الوضع الاقتصادي، حيث تجاوزت الخسائر التي لحقت بلبنان ما يقارب عشرة مليارات دولار اميركي". وقال الرئيس عون لسفراء المجموعة الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا: "لبنان وفي لالتزاماته تجاه الامم المتحدة والدول الصديقة، وحريص على المحافظة على هذه العلاقات المتينة، خصوصا مع الدول التي تساعده والتي هي دائما موضع شكر وتقدير وليست موضع شك لا بالدول ولا بالأشخاص. الا اننا في المقابل، نعتقد بان الالتزامات السياسية تتغير مع المتغيرات التي تحصل ميدانيا، الامر الذي يجعلنا غير قادرين على انتظار الحل السياسي للازمة السورية حتى تبدأ عودة النازحين الى بلادهم، لا سيما وان التجارب علمتنا ان الحلول السياسية للازمات تتأخر سنوات وسنوات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الازمة القبرصية التي لم تحل بعد منذ 44 سنة، والقضية الفلسطينية التي مضى عليها 70 سنة ولا حل عادلا ودائما لها". اضاف: "هناك فرق بين عودة النازحين والحل السياسي، ولبنان يرى ان هذه العودة باتت ممكنة على مراحل الى المناطق التي باتت آمنة ومستقرة في سوريا، وهي تتجاوز بمساحتها خمس مرات مساحة لبنان، ومعظم النازحين في لبنان يقيمون في هذه المناطق التي اصبحت آمنة".

وأكد "نحن اوفياء للالتزامات التي قدمناها للنازحين السوريين، وما نطالب به هو البدء بعمليات العودة، ليس لان لا ارادة لنا على استمرار استقبالهم، بل لان قدراتنا لم تعد تسمح بذلك".

كارديل

وكانت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل دالر كارديل، قد نقلت في مستهل الاجتماع تهاني اعضاء "مجموعة دعم لبنان" على "انجاز الانتخابات النيابية ودعم الدول الاعضاء للجهد المبذول لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على ترجمة قرارات الدعم التي اتخذها المجتمع الدولي في مؤتمرات "روما 2" و"بروكسيل" و"باريس"، مؤكدة ان "دول المجموعة ستواصل تقديم الدعم للبنان، وهي حريصة على استمرار الشراكة من اجل وحدته واستقراره وسلامة اراضيه واستقلاله".

وقدمت كارديل للرئيس عون، مذكرة تناولت "رؤية دول المجموعة لمستقبل التعاون مع لبنان".

بعد ذلك، توالى اعضاء المجموعة على الكلام، وهم، سفراء روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية والمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي وممثل جامعة الدول العربية، عارضين موقف بلدانهم "من الاوضاع في لبنان والتعاون القائم مع الحكومة اللبنانية، ومواقفهم من مسألة النازحين السوريين".

بعدما عرض الرئيس عون وجهة نظر لبنان من المواضيع المطروحة، ووزع على الحاضرين دراسة اقتصادية اظهرت حجم الخسائر الاقتصادية التي لحقت بلبنان نتيجة النزوح السوري الى اراضيه والتي توزعت كالاتي:

- القطاع المصرفي: 635 مليون دولار، القطاع السياحي: 4 مليارات و700 مليون دولار.

- القطاع الصحي: مليار و98 مليون دولار.

- القطاع العقاري: 7 مليارات و600 مليون دولار.

- القطاع التربوي: ملياران و250 مليون دولار.

- القطاع الكهربائي: مليار و332 مليون دولار.

- قطاع المياه والصرف الصحي: مليار و662 مليون دولار.

- قطاع النفايات: 219 مليون دولار.

وبلغ المجموع العام 19 مليار و496 مليون دولار في مقابل 9 مليارات و720 مليون دولار من المساعدات، ما يجعل حجم الخسائر 9 مليارات و776 مليون دولار.

بيان كارديل

وبعد اللقاء، أدلت كارديل ببيان، فقالت: "اتحدث باسم مجموعة الدعم الدولية للبنان، وترافقني مجموعة من السفراء وممثلي المنظمات الدولية، وكان لنا اجتماع بناء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وانه لشرف دائم لنا ان نلتقي به، وقد أجرينا معه محادثات بناءة. لقد جددنا له وللشعب اللبناني بداية، التهنئة بنجاح الانتخابات النيابية في السادس من ايار الماضي، وشجعنا مواصلة مسار تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة في اسرع وقت ممكن".

اضافت: "كان احد اهم اهداف زيارتنا اليوم، تسليم مذكرة تتضمن بعض المبادىء الاساسية غير الرسمية التي نشجع الحكومة العتيدة على اخذها في الاعتبار، والمرتكزة على قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وكذلك على اتفاق الشراكة الذي تم التأكيد عليه في مختلف المؤتمرات الدولية التي عقدت من أجل لبنان ومع لبنان في الأشهر الستة الأخيرة، بدءا من اجتماع مجموعة الدعم الدولية في باريس في كانون الأول الماضي، واجتماع روما لدعم القوات المسلحة اللبنانية في شهر آذار، واجتماع "سيدر" في شهر نيسان في باريس، وكذلك الاجتماع الخاص بالنازحين السوريين الذي انعقد في بروكسيل في شهر نيسان أيضا. وناقشنا كذلك مع رئيس الجمهورية ملف النازحين السوريين، وقد جددنا له التأكيد كمجموعة دعم، على الطبيعة الموقتة لوجود النازحين السوريين في لبنان. واتفقنا على وجود حاجة لدفع الشراكة بين لبنان وشركائه الدوليين بطريقة بناءة ومثمرة للتعامل مع هذا الملف. وقد شددنا معا على أهمية هذا الأمر. كما جددنا أخيرا التأكيد على دعمنا القوي والجماعي لوحدة لبنان وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه".

الرياشي

وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم، وزير الاعلام ملحم الرياشي موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع.

وبعد اللقاء، قال الوزير الرياشي: "نقلت الى فخامة الرئيس دعم رئيس "القوات اللبنانية" لموقفه من ملف النازحين السوريين، وضرورة عودتهم الآمنة الى بلدهم بالتنسيق مع المجتمع الدولي ومن دون الاصطدام معه".

رئيس فرسان مالطا

واستقبل الرئيس عون، رئيس "الجمعية اللبنانية لمنظمة فرسان مالطا" مروان صحناوي الذي اطلعه على نشاطات الجمعية في لبنان، ووجه اليه دعوة لحضور القداس الرسمي الذي يقام لمناسبة العيد السنوي للمنظمة، يوم الاثنين 25 حزيران الجاري في كاتدرائية مار لويس للاباء الكبوشيين في بيروت.

 

بري شدد على الخير الاسراع في معاينة اضرار سيول رأس بعلبك والتعويض للأهالي

الخميس 14 حزيران 2018 /وطنية - أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا برئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، اثناء تفقده ومعاينته للاضرار التي لحقت ببلدة رأس بعلبك في البقاع من جراء السيول التي اجتاحت البلدة، وشدد على "ضرورة الاسراع في تقويم الاضرار من اجل القيام بما يلزم من التعويض على المتضررين، أكان بالنسبة للمنازل والممتلكات ام بالنسبة للمزروعات". من جهة ثانية، استقبل الرئيس بري قبل ظهر اليوم في عين التينة نائب رئيس الحكومة ووزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني وعرض معه الوضع العام وشؤون الوزارة.

ثم استقبل سفير باكستان آفتاب أحمد كوكر في زيارة وداعية. وتلقى بري بطاقة معايدة بمناسبة عيد الفطر المبارك من الرئيس الباكستاني ممنون حسين. كما تلقى اتصالا من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلطسينية اسماعيل هنية مهنئا بعيد الفطر المبارك.

 

النص الكامل لطعن "التقدمي" بمرسوم التجنيس أمام "شورى الدولة"

وكالات/14 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65319/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%84%d8%b7%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1/

قدم الحزب التقدمي الاشتراكي طعنا بمرسوم التجنيس لدى مجلس شورى الدولة، طالباً وقف تنفيذ المرسوم، عملاً بأحكام المادة 77 من قانون نظام مجلس شورى الدولة وقبل أن يشكل هذا المرسوم حقاً مكتسباً لأي من أفراده.

“الأنباء” حصلت على نسخة من الطعن الذي قدمه المحامي نشأت الحسنية الى المجلس بوكالته عن النواب بلال عبدالله وهادي ابو الحسن وفيصل الصايغ.

وفي ما يلي نص الطعن:

"جانب مجلس شورى الدولة الموقرة

مراجعة إبطال مع طلب وقف تنفيذ

المستدعون:

النواب السادة:

بلال عبدالله.

هادي أبوالحسن.

فيصل الصايغ.

(وكيلهم المحامي نشأت الحسنيّة، بموجب سند توكيل مرفق صورة عنه ربطاً مستند رقم 1).

المستدعى ضدها: الدولة اللبنانية (فخامة رئيس الجمهورية، دولة رئيس مجلس الوزراء، معالي وزير الداخلية والبلديات) الممثلة بشخص رئيس هيئة القضايا في وزارة العدل.

القرار الإداري والمطلوب إبطاله: المرسوم رقم 2942 تاريخ 11/5/2018 القاضي بمنح الجنسية اللبنانية وقبول تجنس الأشخاص المذكورة أسماؤهم في المرسوم المطلوب إبطاله, بالجنسية اللبنانية.

(صورة عن المرسوم كما جرى نشره على الصفحة الخاصة بوزارة الداخلية والبلديات مرفقة ربطاً مستند رقم 2).

تاريخ النشر: لم ينشر المرسوم في الجريدة الرسمية، كما لم تسلم الجهة المستدعية صورة طبق الأصل عن المرسوم رغم تقدمها بطلب رسمي إلى وزارة الداخلية والبلديات صاحبة الإختصاص.

(صورة عن الطلب المقدم إلى وزارة الداخلية مرفق ربطاً مستند رقم 3).

(صورة عن إيصال بإستلام الطلب من وزارة الداخلية مرفق ربطاً مستند رقم 4).

-2-

أولاً : فـي الوقائــــــع :

بتاريخ 11/5/2018 صدر عن فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الداخلية والبلديات, المرسوم رقم 2942, والذي قضى بمنح وإعطاء الجنسية اللبنانية لأكثر من أربعماية شخص من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية بينهم فلسطينيون وسوريون, وقد تبين أن هذا المرسوم (الذي صدر وجرى التكتم عليه وأخذت الأوساط السياسية ومنهم وزراء في الحكومة ونواب, علماً به, من خلال تسريبات صحفية) والذي لم ينشر في الجريدة الرسمية ولم يعلن عنه رسمياً في باديء الأمر بل جرى نشره بعد فترة طويلة من صدوره إنشغل فيها الرأي العام بهذا المرسوم الذي أجمع اللبنانيون أنه أقل ما يقال فيه أنه مرسوم غريب عجيب, حيث إضطرت وزارة الداخلية وبعد مطالبات عديدة من جهات رسمية ومجتمع مدني ورأي عام ضاغط خضعت الإدارة نتيجتها وفقاً لتصريح معالي وزير الداخلية “أن موضوع الإطلاع على المرسوم بات مسألة رأي عام” ولذلك نشر على موقع وزارة الداخلية الإلكتروني إلاّ أن الوزارة لم تسلم أي من الأشخاص والهيئات والمراجع صورة طبق الأصل عنه الأمر الذي أكد الشكوك المثارة حوله بحيث أجمع المراقبون في تعليقاتهم حول المرسوم على أنه هرب “تهريب في ليلة ظلماء” وأن ورائه مصالح سياسية ومالية كون من شملهم المرسوم لا علاقة لهم بالوطن لبنان ولم يقدموا له أي خدمات أو لهم فيه أصول لبنانية بل جلّ ما في الأمر أنهم من أصحاب النفوذ والمصالح المالية.

إن ما يعزز الشكوك والريبة إضافة للعيوب التي شابت هذا المرسوم, توقيعه بعد الإنتخابات النيابية مباشرة وتسريب صدوره بعد وقت من توقيفه بشكل خفي وسري دون عرضه أو إعلام الوزراء به, في مرحلة البحث بتشكيل حكومة جديدة بعد إعتبار أن الحكومة الحالية دخلت في تصريف الأعمال الفعلية والواقعية التي هي أقوى من مرحلة تصريف الأعمال كما ينص عليها الدستور وكان ذلك في مرحلة دخول الحكومة في تصريف الأعمال دستورياً بعد إنتهاء ولاية المجلس النيابي القديم, على أثر الإنتخابات النيابية الأخيرة, وإعتبار الحكومة بفعل الدستور مستقيلة.

وأن المرسوم المطعون فيه بظروف إنشائه وتوقيفه وصدوره لم يعرض بطبيعة الحال على مجلس الوزراء المناط به السلطة الإجرائية بعد التعديل الدستوري الذي طال صلاحيات رئيس الجمهورية بعد إتفاق الطائف, ويمكن لهذا السبب أي لفقدان المرسوم لأسبابه وموجباته القانونية ومبرراته الفعلية التي تستوجب منح الأشخاص الوارد ذكرهم في المرسوم الجنسية اللبنانية لم يتم نشر المرسوم وأن قدمت لعدم النشر أسباباً قانونية سنثبت عدم صحتها.

-3-

كما أن المرسوم خلا من أسبابه الموجبة ولم ينشر في الجريدة الرسمية رغم إلزامية تعليله وأسبابه الموجبة ونشره وفقاً لقانون الحق بالوصول إلى المعلومات الذي ألزم الإدارة نشر كل المراسيم التنظيمية والفردية مع أسبابها الموجبة تحت طائلة الإبطال كما نص القانون أعلاه.

كما تناول المرسوم منح الجنسية اللبنانية لأشخاص فلسطينيين خلافاً لأحكام الدستور وأشخاص متمولين وأصحاب نفوذ ويشكلون عطاءً مالياً لأعضاء السلطة الحاكمة في سوريا الموضوعين على لائحة الإهاب الدولي في الوقت الذي توقف البحث في قانون الجنسية لأسباب أعلنها أصحاب الموقف الرافض أولها الخوف من التوطين وما يسبب ذلك من خلل في التوازنات الطائفية التي تتناقض ومقدمة الدستور وميثاقية العيش المشترك, ليتبين أن الجهة الرافضة لإقرار قانون جديد للجنسية تحت تلك المسميات هي من قامت بتجنيس فلسطينيين وسوريين وأجانب غير معروفة سيرتهم وأعمالهم وثروتهم مشكوك بقانونيتها.

وهذا ما دفع مجلس شورى الدولة على قاعدة عدم مراعاة المصلحة الوطنية والتمهيد للتوطين المرفوض دستورياً وعدم المساواة بين المواطنين والنقص الحاصل في التحقيقات إلى إعادة النظر بمرسوم التجنيس الحاصل عام 1994 على المراجعة المقدمة من الرابطة المارونية ضد الدولة اللبنانية.

إن المستدعين ومن موقعهم الوطني يدركون أهمية الجنسية في الحياة الوطنية والتي تشكل وفقاً للفقه والإجتهاد الذي أرساه رجال قانون كبار “رابطة بين الشخص والدولة” والتي “هي رابطة من نوع “الوطنية الفعلية” التي تنبع أصلاً من وحدة الشعور الوطني الذي يفتخر أبناء الوطن الواحد أو على الأقل عن تقارب مثل هذا الشعور” والتي ” هي بالتالي رابطة سياسية, قانونية”.

كما يعايش أي أفراد الجهة المستدعية, معاناة الآلاف من الأشخاص الذين ولدوا في لبنان وعاشوا على أرضه وإنتموا إليه وتعززت لديهم الروابط بهذا الأرض وبأبناء الوطن ولم يستطيعوا الحصول على جنسيته رغم توافر الشروط القانونية لذلك, إضافة لمواطنات لبنانيات الأصل تزوجوا من عرب وأجانب وهم وأولادهم مقيمون منذ طفولتهم في لبنان لم يستطيعوا منح جنسيتهم لأولادهم في الوقت الذي يحصل أشخاص لا علاقة لهم بالوطن ولم يعيشوا ولم يقدموا له خدمات تذكر على الجنسية اللبنانية دون أن تعرف المعايير والأسباب الموجبة التي أملت منح هؤلاء الجنسية اللبنانية والتي يتوقف عليها دون سواها إصدار متل تلك المراسيم بحيث خلى المرسوم من أي معيار وأي مبرر قانوني أو واقعي لمنح الجنسية الأمر الذي جعل من هذا المرسوم مشوب بعيوب كثيرة جعلت منه مسألة قانونية ومسألة رأي

-4-

عام ومسألة حقوق حيث هناك الآلاف من المستحقين للجنسية اللبنانية لم يرد ذكرهم في المرسوم كأبناء وادي خالد والقرى السبعة وأولاد الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي فجاء المرسوم ليؤكد فقدان الشروط الموضوعية وإلزامية وإنعدام الشفافية في الإدارة وأن الوصول إلى الحقوق والخدمات ليست قائمة على أساسا الحق بل على قاعدة قرب هذا الشخص من الزعماء والمسؤولين السياسيين في الوقت الذي يجب أن تكون الإدارة وقراراتها هي لرفع الظلم والغبن لا لزيادته وتهميش فئات واسعة من المواطنين المستحقين للجنسية ومن المفيد الإشارة لتأكيد هشاشة وعدم مراعاة هذا المرسوم للقانون وإفتقاده لحيثياته وركائزه وأسبابه الموجبة إلى الآتي :

طلب فخامة رئيس الجمهورية ممن لديه معلومات مفيدة حول الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في المرسوم الإبلاغ عنها, وكان ذلك بعد صدور المرسوم وقبل نشره في حين كان يتوجب إجراء مثل هذا الأمر قبل صدوره.

– إستدعاء فخامة رئيس الجمهورية لمدير عام الأمن العام وتكليفه إجراء تحقيق أمني يتناول الأشخاص المشمولين بالمرسوم, وذلك أيضاً بعد التوقيع على المرسوم, في حين أن القانون ألزم إجراء مثل هذا التحقيق قبل صدور المرسوم, إذ أن هذه التحقيقات هي ركن أساسي من ركائز صحة المرسوم وقانونيته.

– تصريح معالي وزير الداخلية لتبريره حجب المرسوم وعدم نشره أن هناك تعديلات ستطرأ على الأسماء الذين شملهم المرسوم وكان هذا بعد التوقيع على المرسوم بحيث جرى فعلاً إستبدال وإلغاء أسماء من المرسوم وهذا يؤكد أن المرسوم برمته باطل لعدم وجود ما يبرر منح هؤلاء الجنسية اللبنانية سوى مصالح مالية وسياسية على ما يبدو.

وآخرتلك المؤشرات على هشاشة المرسوم موقف غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي أكد أن المرسوم الذي صدر على “حين غفلة وبأسماء مشبوهة لا تشرف الجنسية اللبنانية”.

أن كل ذلك إن دلّ على شيء فهو يدل على العيوب الكبيرة التي شابت المرسوم ومخالفته للقواعد الدستورية والقانون والأعراف والذي يقتضي معه إبطال هذا المرسوم برمته بعد أخذ القرار بوقف تنفيذه.

-5-

ثانياً : فـي القانــــــون :

في طلب وقف التنفيذ:

أن المراجعة الحاضرة تستند إلى أسباب جدية مهمة, كما سنبين لاحقاً.

كما أن المرسوم المطعون فيه المطلوب إبطاله يلحق بالمصلحة الوطنية العليا للدولة السياسية والديمغرافية والمادية والإجتماعية ضرراً فادحاً ويمس المفاهيم الوطنية والمباديء الدستورية والقانونية الأمر الذي يستدعي أخذ القرار في غرفة المذاكرة بوقف تنفيذ المرسوم موضوع المراجعة وقبل أن يصبح للأشخاص الوارد ذكرهم أي حق مكتسب وذلك لحين البت بالأساس وإبطال المرسوم.

2- في أن للمستدعين الصفة المشروعة والمصلحة الثابتة للطعن في المرسوم المطلوب إبطاله

باديء ذي بدء لا بد من الإشارة إلى أن مفهوم ” الصفة والمصلحة للطعن بالقرارات الإدارية ليست مفهوماً جامداً وقاعدة صارمة وإن صار إجتهاد مجلس شورى الدولة على تكريس قاعدة عدم جعل مراجعة الإبطال مراجعة شعبية يقيمها من يشاء, بل إشترط أن يكون لمقدم المراجعة مصلحة شخصية ومشروعة ومباشرة لإبطال القرار المطعون فيه بمعنى أن يكون القرار الإداري يمس مباشرة وبصورة أكيدة الوضع القانوني لمقدم المراجعة.

إن هذا المفهوم ووفقاً لإجتهاد مجلس شورى الدولة يمكن له أن يتوسع وفقاً للموضوع الذي تتناوله مراجعة الإبطال وأهميته وما تمكن أن ينتج عنه من ضرر وبالتالي فإن المراجعة الحاضرة تتوافر فيها الصفة لمقدمها سواء لناحية تضيف مفهوم الصفة والمصلحة او التوسع في تفسيرها فهي المقدمة من نواب يمثلون كتلة نيابية وازنة, ومن موقعهم كونهم يمثلون الأمة والشعب اللبناني بكل فئاته عملاً بأحكام المادة 27 من الدستور التي تنص علل أن ” عضو مجلس النواب جمعاء ولا يجوز أن تربط وكالته بقيد أو شرط” فالنائب إضافة إلى دوره التشريعي ومراقبة أعمال السلطة الإجرائية ومدى ملائمتها للدستور والقوانين والأنظمة والتدخل لتصحيح أي خلل او إساءة لإستعمال السلطة من قبل السلطة الإجرائية وأجهزتها والحرص على تأمين مصالح الدولة العليا ومصالح المواطنين اللبنانيين عليه وبوكالته عن عموم المواطنين, أن يتقدم بأي مراجعة تحفظ حقوقهم م ومصالحهم.

وعند وجود مصلحة جماعية كمصلحة وطنية جامعة فقد إستقر العلم والإجتهاد وعلى إعتبار أن للهيئات والأفراد وخاصة في الموضوع الذي يتعلق بالمرسوم المطعون فيه مصلحة وصفة للطعن في الأعمال الإدارية, تنظيمية كانت أو فردية, عندما ترمي من خلال تلك المراجعة للدفاع عن المصالح التي أوكل إليها الشعب اللبناني بموجب الدستور والقوانين إلى النائب الدفاع عنها, فالنائب الذي يحمل

-6-

توكيلاً عاماً غير مشروط وغير مقيد من أفراد الشعب اللبناني للدفاع عن مصالحه وحقوقه له الصفة والمصلحة للطعن في هذا المرسوم إذ من بين أفراد الشعب اللبناني هناك العديد منهم له مصلحة شخصية ومشروعة ومباشرة لإبطال القرار المطعون فيه هذا لمس بصورة مباشرة وأكيدة الوضع القانوني لأشخاص يمثلهم النائب ومنهم الجهة المستدعية حيث من النائب إذ من بين من يمثلهم أشخاصاً كثر أصابهم هذا المرسوم بضرر بالغ أكيد وثابت ومن هذا الموقع الصفة والمصلحة تقدمت الجهة المستدعية بطلب المراجعة الحاضرة.

وهذا الأمر متفق عليه أيضاً سواء كانت المصلحة مادية أو معنوية.

فعليه

تكون الجهة المستدعية ذات صفة ومصلحة للطعن في المرسوم موضوع هذه المراجعة التي يقتضي قبولها لهذه الجهة.

3– في ان المرسوم المطعون فيه خاضع لرقابة مجلس شورى الدولة:

إن إجتهاد مجلس شورى الدولة مستقر على إعتبار أن شرعية المراسيم التي تجيز أو ترفض أو تسحب التجنيس المعطى لأي شخص تحضع لرقابة القضاء الإداري.

وقد أكدت قرارات مجلس شورى الدولة العديدة في هذا المجال سواء في لبنان أو في فرنسا تؤكد هذا الرأي, كما أن الفقه يجمع أيضاً على هذا الأمر.

فعليه

تكون المراجعة مقبولة شكلاً كون الإختصاص للطعن بهذا المرسوم من صلاحية مجلسكم الكريم الأمر الذي يستوجب قبول المراجعة لهذه الجهة أيضاً.

4– في الشكل:

بما أن المرسوم المطعون فيه لم ينشر في الجريدة الرسمية فتكون المهلة مفتوحة للطعن به.

وبما أن وزارة الداخلية التي تقدم لها طلب خطي سجل أصولاً لديها برقم 12969/ودب 2018 للإستحصال على صورة طبق الأصل عن المرسوم ولم تسلم صورة طبق الأصل عنها بل إكتفت بنشر المرسوم على صفحتها الإلكترونية يجعل هذه المراجعة مقبولة شكلاً لو إفتقدت لصورة طبق الأصل عن المرسوم.

وبما أن المراجعة الحاضرة جاءت مستوفية كافة شروطها الشكلية فيقتضي قبولها شكلاً.

-7-

5– في الأساس:

إن المرسوم المطعون فيه مشوب بعيب عدم الإختصاص وفقدان الأساس والعلل القانونية والأسباب الموجبة لصدوره:

جاء في المادة 3 من القرار 15 الصادر في 19/1/1925 المعدل بالقانون الصادر بتاريخ 11/1/1962 أنه:

” يجوز أن يتخذ التابعية اللبنانية بموجب قرار من رئيس الدولة بعد التحقيق وبناء على طلب يقدمه:

الأجنبي الذي يثبت إقامته سحابة خمس سنوات غير منقطعة في لبنان.

الأجنبي الذي يقترن بلبنانية ويثبت أنه أقام مدة سنة في لبنان غير منقطعة منذ إقترانه.

الأجنبي الذي يؤدي للبنان خدمات ذات شأن ويجب أن يكون قبوله بموجب قرار مفصل الأسباب.

وبالفعــــــل

إن قرار رئيس الدولة بمنحه الجنسية اللبنانية على النحو المعروض والمبين أعلاه في متن المادة 3 المذكورة يعتبر فعلاً إدارياً ) Acte administratife ) نافذاً, شريطة أن يستوفي هذا الفعل الإداري مقومات الشرعية الإدارية كافة وفي طليعتها صدوره عن المرجع المختص قانوناً”.

ومن المتفق عليه أن هذا الفعل الإداري هو الأداة القانونية التي تتم بموجبها ممارسة السلطة الإجرائية في الدولة (Le Pouvoir Executif).

وهكذا, كان يحق لرئيس الدولة – لأنه رئيس السلطة الإجرائية وكان آنذاك قبل التعديل الدستوري عام 1990 ونقل جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء – إتخاذ التدابير المنفرة ذات الطابع التنظيمي سواء كانت أنظمة مستقلة أو ذات طابع فردي, كمرسوم التجنيس, وفق مقتضيات القانون.

لكن هذه السلطة الإجرائية, التي كان رئيس الدولة اللبنانية يتمتع بها منفرداً, قد إنتقلت إلى مجلس الوزراء بموجب أحكام الدستور اللبناني الأخير الصادر في 21 أيلول 1990 عملاً بإتفاق الطائف, وقد نص الدستور المعدل في مادتيه السابعة عشرة والخامسة والستين على ما يلي:

-8-

المادة 17: تناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء وهو يتولاها وفقاً لأحكام هذا الدستور.

المادة 65: تناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء.

كما أن المادة 102 من القانون الدستوري المذكور نصت:

“ألغيت كل الأحكام الإشتراعية المخالفة لهذا الدستور”.

وقد أكدت على ذلك كل الأراء الدستورية التي أجمعت على أن صلاحيات رئيس الدولة, الإجرائية, إنتقلت إلى مجلس الوزراء بإستثناء ما حدد الدستور لرئيس الجمهورية من صلاحيات حصرية يمكن له ممارستها منفرداً وقد إستندت تلك الأراء إلى روحية ورغبة وإرادة المشترع التي بينتها في محاضر مناقشات الدستور اللبناني وتعديلاته ” الصادرة عن مجلس النواب, المديرية العامة للدراسات والأبحاث, الطبعة الأولى 1993, الصفحات 394,399,و402.

كما أن المواد 51, 52, 53, 54, 55, 56, 57, و 58 من الدستور اللبناني الأخير (21/9/1990) عددت الصلاحيات الحصرية المناطة برئيس الجمهورية والتي لم تتضمن أي إشارة إلى الصلاحية الفردية التي كان رئيس الدولة يتمتع بها سابقاً لناحية منح الجنسية اللبنانية, إذ إنحصرت هذه الصلاحية من ضمن صلاحيات عديدة أخرى بمجلس الوزراء دون سواه.

وعلى فرض أن صلاحية منح الجنسية اللبنانية تعود لرئيس الدولة منفرداً وهي “سلطة إستننسابية” وفقاً للعرف السائد قبل إتفاق الطائف والتعديل الدستوري الحاصل عام 1190, إلاّ أن هذه “السلطة الإستنسابية” ليست مطلقة ومحررة من أي قيد أو شرط بل هي على العكس معلقة على شروط عددتها المادة 3 من القرار 15 الصادر عام 1925 وتعديلاته اللاحقة, إذا إشترطت تحت طائلة المنع أي الإبطال أن يتخذ رئيس الجمهورية مثل هذا القرار دون مراعاة الشروط الواردة في متن المادة 3 وسيتيبين لمجلسكم الكريم بعد ضم الملف الإداري والإطلاع على الملفات الخاصة بكل من شملهم مرسوم منح الجنسية اللبنانية المطعون فيه, والمطلوب وقف تنفيذه, أنه لم تتم أي تحقيقات جدية حول الأشخاص الوارد ذكرهم بالمرسوم ومدى توافر الشروط القانونية لمنحهم الجنسية اللبنانية فأي من هؤلاء لم يثبت إقامته في لبنان ولم يؤدي أي خدمات ذات شأن كما لم يجرٍ أي تحقيق جدي حول هؤلاء الأشخاص الذين تحوم وفقاً لمعلومات أولية متداولة عليهم شبهات قد تعرض المصلحة الوطنية للخطر على ضوء القرارات الدولية المعمول بها لمكافحة تبييض وتهريب الأموال أو أن لهم دوراً معيناً في ما يجري من أحداث سياسية وأمنية على مستوى المنطقة والعالم مما قد يجعل لبنان في مواجهة مع العالم هو

-9-

بغنى عنها وهذا ليس من قبيل التحليل والموقف السياسي الذي قد يقول البعض أنه يخرج عن صلاحية مجلس شورى الدولة بل على العكس فإن مجلس شورى الدولة ومن موقعه كسلطة رقابة شاملة على الأعمال الإدارية التي تصدر عن السلطة الإجرائية من صلاحيته إن لم نقل من واجبه التحقق من مدى ملائمة القرارات الإدارية للمصلحة الوطنية العامة والشاملة.

وعلى كل حال فإن خلو المرسوم من التحقيقات قبل إصداره وهذا أمر بات معلوماً وبخاصة بعد أن إستدعى فخامة الرئيس مدير عام الأمن العام وتكليفه إجراء تحقيق أمني دقيق وشامل خير دليل على عدم وجود تحقيق جدي في الأمر علماً كما أسلفنا الذكر أن التحقيق الأمني الجدي, الموضوعي والمسؤول هذا يجب أن يتم قبل صدور المرسوم فهو مقدمة للموافقة أو عدم الموافقة على منح الجنسية وليس تحقيق لاحق فغاية المشترع من فرضه التحقيقات الوافية قبل منح الجنسية ترمي إلى تلافي الوقوع في أخطاء فادحة كمنح الجنسية اللبنانية للمجرمين سواء كان دولي أو مجلس أو لأشخاص محكومين سابقاً بأحكام شائنة ولو غير قطعية – أو لأشخاص رفض سابقاً طلبهم القضائي- أو لأشخاص يقومون بنشاطات حزبية أو سياسية أو دينية لا تتفق مع سياسة الدولة أو تمس أمنها أو نطامها السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي.

(يراجع بهذا الشأن: الدكتور سامي عبدالله: الجنسية اللبنانية والأستاذ بدوي أبو ديب: ” الجنسية اللبنانية, 1974).

وكان يمكن, لو جرى التحقيق كما يجب, وثم الأخذ بأراء الوزرات والإدارات المختصة والمعنية, ألا نقع في المحظور إذ بات هذا المرسوم سابقة قد تشكل إنعكاساً خطيراً على مستوى ليس العيش المشترك فحسب بل على مصلحة الدولة العليا, السياسية والإقتصادية والأمنية.

ولذا بحسب ما إستقر عليه الإجتهاد, تعتبر جوهرية كل صيغة كان من الممكن أن تؤدي, فيما لو جرى التقيد بها, إلى تعديل في وجهة نظر الإدارة وإلى صدور قرار إداري مخالف للقرار المشكو منه (أي المرسوم المطعون فيه) من ذلككما نص القانون على التحقيقات والإستشارات المسبقة, بحيث يمكن تلافي أي خطأ أو الوقوع في المحظور نتيجة إغفال تلك الإجراءات الواجب مراعاتها والإلتزام بها قبل صدور مرسوم التجنيس المطعون فيه.

(شورى لبنان 26 أيار 1964, فرحة:م.أ 1964 ص 164… ألخ).

وتعتبر جوهرية أيضاً كل صيغة وضعت لضمان حقوق الأفراد – مثال ذلك: التعليل الذي فرضه النص ( المادة 3 من قانون 15/25 – البند3) – والذي يعتبر من الإجراءات الجوهرية والمقومات الأساسية, بحيث أن إغفاله أو عدم إحترامه من قبل مصدري المرسوم المطعون فيه, يجعل من المرسومهذا الأخير مشوباً بعيب عدم التعليل ومستوجباً الإبطال.

-10-

(شورى لبنان 7 تشرين الثاني 1979, حاتم, قرارات مجلس الشورى 1979, جزء 4, قرار رقم 322..).

وذلك يؤكد ما سبق وأشرنا إليه بعدم وجود سلطة إستنسابية مطلقة في الموضوع وإلا لما كان النص فرض التحقيق المسبق. كما أنه لا يجوز للسلطة الإدارية, تحت ستار ممارسة صلاحياتها الإستنسابية – في حال وجودها – إرتكاب التجاوزات غير المقبولة والدخول في حلقة القرارات أو التدابير التعسفية البعيدة كل البعد عن مقتضيات المصلحة الوطنية العامة. ولذا, فإن القضاء الإداري وسع من مجال رقابته على مثل هذه التدابير فدخل في صلب الملاءمة ليبطلها عنما تكون مشوبة بالخطأ في التقدير, إستناداً إلى صلاحية مجلس شورى الدولة الواسعة كسلطة مراقبة إدارية شاملة.

وعليه يكون المرسوم المطعون فيه باطلاً لهذه الناحية أيضاً.

 إن المرسوم المطعون فيه مشوب بعيب مخالفة القانون:

أن المرسوم المطعون فيه خالف أحكام القانون المتعلق بالحق بالوصول إلى المعلومات النافذ والساري المفعول الذي أكدّ وتحدث عن موجب تعليل القرارات الإدارية التي لم تكن موجودة وملزمة قانوناً قبل صدور القانون إذ ورد فيه ” على الإدارة أن تعلل قرارات إدارية غير تنظيمية تحت طائلة الإبطال وسوف يتأكد لمجلسكم الكريم أن المرسوم المطعون فيه جاء خالياً من أي تعليل خلافاً للأحكام القانونية الملزمة الأمر الذي يستوجب إبطاله لهذه الناحية.

الخطأ في الوقائع:

فالمرسوم المطعون فيه صدر خالياً من أي تعليل كما ذكرنا أعلاه أو أسباب موجبة ومقنعة ومتلائمة مع القانون.

– وهو غير مستند إلى أية واقعة صحيحة من تلك التي فرضها الدستور أو القانون:

فليس ثمة أي توفر للشروط الشخصية أو الموضوعية, التي علق على وجودها منح الجنسية, وعددتها المادة 3 من القانون 15/25 على نحو ما أشرنا سابقاً.

ج- وهناك خطأ في القانون:

– لقد طبقت السلطة الإدارية قانون الجنسية بشكل خاطيء, إذ خالفت أحكامه ( قي ما يتعلق بالطلبات – والإستمارات – والملفات – والتحقيق … ألخ).

-11-

وكذلك, إنها خالفت أحكام الدستور الصريحة والملزمة, فلم يقترن المرسوم موضوع الطعن بموافقته السلطة الدستورية المختصة, أي مجلس الوزراء.

– وخالفت السلطة الإدارية أيضاً المباديء والأسس القانونية العامة ومنها على الأخص:

مبدأ المساوة بين المواطنين في الحقوق والواجبات:

(أي الأعباء العامة), فعززت فئة على حساب فئة أخرى, وقبلت تجنيس فئة أو مجموعة أشخاص هي لا تستحق ذلك, على حساب فئة طلبت ذلك, وهي تستحق ذلك, مع هذا أهملت طلباتها, دون أي مبرر قانوني يستدعي منح الجنسية.

وهكذا, خلق المرسوم المطعون فيه خللاً جسيماً في التوازن الطائفي المعتمد في التمثيل النيابي والوظائف العامة والتي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني, وفرق بين مواطنين متاويين بالحقوق والواجبات وأعطى إمتيازاً لآخرين على حساب فئة مماثلة تستحق منح الجنسية.

مبدأ وقيم ومفاهيم الحقوق الإنسانية:

لقد خرق الرسوم المباديء الأساسية لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية التي وقع عليها لبنان فأعطى الجنسية للبعض دون أي مبرر وحرم الكثير ممن لا جنسية لهم ويعيشون دون هوية أي شخصة قانونية وهو أحد المباديء التي تضمنتها شريعة حقوق الإنسان إذ منع بقاء أي شخص دون هوية قانونية وشخصية, في حين أن هؤلاء المحرومين من جنسيتهم الوطنية هم لبنانيو الأصل ينتسبون إلى هذا الوطن مقيمون على أرضه من أجيال دون أن تعترف الدولة بحقهم الإنساني في الحصول على جنسيتها.

وهذا ما يناقض مبدأ عدم التقيد بالمعاهدات الدولية التي لها أولوية على المباديء القانونية المقررة بموجب القوانين الوطنية.

ميثاق العيش المشترك:

الذي هو في لبنان, في رأس المباديء العامة, بل هو مبدأ أساسي لا بد من الحفاظ عليه لصون كيان الدولة اللبنانية وجوهر وجودها.

-12-

وفي كل ذلك ما يخالف صراحة أحكام الدستور اللبناني ( البند “ج” من مقدمة الدستور والمادة 7 منه في ما خص مبدأ المساواة, والبند “ي” من المقدمة في ما خص العيش المشترك حيث جاء:

” لا شرعية لأي سلطة (بمعنى آخر لأي تدبير) تناقض ميثاق العيش المشترك”.

يكون المرسوم المطعون فيه وبالتالي باطلاً أيضاً لهذه الجهة.

مخالفة المرسوم لأحكام الدستور لجهة التوطين:

جاء في مقدمة الدستور أن لا فرق للشعب على أساس أي إنتماء كان, أو تجزئة ولا تقسيم ولا توطين.

والدستور الذي منع التوطين بكافة أشكاله سواء بشكل فردي أو جماعي, جاء المرسوم المطعون فيه ليتناقض مع المباديء الدستورية التي هي أسمى من القانون ليفرض توطيناً ليس مقنعاً بل ظاهراً بشكل لا لبس فيه أو غموض.

فالسلطة التي أصدرت المرسوم إعتبرت أن خطر التوطين هو خطر على كيان الدولة ومؤسساتها وبقائها وإستمرارها وعلى التوازن الوطني وميثاق العيش المشترك وحددت أن من أشكال التوطين منح الجنسية اللبنانية لفلسطينيين وسوريين وكلنا يتذكر الحملة التي شنت من قبل فئات سياسية على من طالب وإنسجاماً مع ما تضمنته معاهدة حقوق الإنسان وشرعتها الدوليه بمنح اللاجئين الفلسطينيين الحقوق المدنية الإنسانية وعلى لجوء المواطنين السوريين إلى لبنان هرباً من القتل والإرهاب ليتبين أن المرسوم المطعون فيه شمل منح الجنسية أفراداً من التابعية الفلسطينية والسورية ليس لهم علاقة بلبنان ولم يولدوا ويعيشو فيه بل لأشخاص متمولين يملكون أكثر من جنسية وليسوا بطبيعة الحال بحاجة إلى الجنسية اللبنانية إلاّ لتسيير أعمالهم والتهرب من القوانين الدولية فباتت الجنسية اللبنانية ملجأ لتغطية تجارتهم وهذا ما دفع بأعلى مرجع ديني في الطائفة المارونية الكريمة إلى التصريح بهؤلاء لا يشرفون الجنسية اللبناني.

إن كل ذلك يفرض على مجلسكم الكريم ومن موقعه كضابط لسلامة القرارات الإدارية أن يتطرق إلى عنصر الملاءمة, لا سيما وأن المر يتعلق بمصلحة وطنية عليا هي في طليعة وأساسا كل الحريات الأخرى التي كفلها الدستور والمباديء العامة للقانون, ورقابته هنا لا تقتصر على صحة الوقائع والوصف القانوني المعطى لها, وأنها تتعدى ذلك إلى الملاءمة أيضاً.

وبالرجوع إلى المرسوم المطعون فيه, لا شك أنه مشوب بهذا العيب بإعتبار أنه قضى بتجنيس المئات من الأفراد دون إتباع الأصول المقررة بالموضوع كما جاء أعلاه, وفي ذلك قرينة ثابتة على عدم ممارسة الجهة الإدارية التي أصدرته سلطتها بشكل مقبول بالنسبة لكل طلب جنسية على إنفراد, وهذا ما يدينه الإجتهاد بالضبط ويقتضي معه إبطال المرسوم المطعون فيه.

-13-

إن المرسوم المطعون فيه, بمنحه الأشخاص بشكل جماعي الجنسية اللبنانية دفعة واحدة (en bloc) خلافاً للقانون وللعادة والعرف والأصول العريقة, جاء مشوباً بشائبة تحرير السلطة الإدارية, التي تجاوزت بقرارها مبدأ الحق المتلازم مع إرادة من صدر المرسوم لأن المراسيم من ركائزها الحق وإلا فقدت مشروعيتها وعرضت المصلحة الوطنية للخطر الأمر الذي يتسوجب إبطال المرسوم لهذه الناحية.

لـكــل هــذه الأســبـاب

ولغيرها التي قد ندلي بها لاحقاً

ولما قد يراه مجلسكم الموقر عفواً

نطلب:

أولاً: إتخاذ القرار وفي غرفة المذاكرة بوقف تنفيذ المرسوم رقم 2942 تاريخ 11/5/2018 المطعون فيه, عملاً بأحكام المادة 77 من قانون نظام مجلس شورى الدولة وقبل أن يشكل هذا المرسوم حقاً مكتسباً لأي من أفراده.

ثانياً: إبلاغ المستدعى ضدها الدولة اللبنانية, صورة عن هذه المراجعة مع المستندات المرفقة بها للجهة المستدعى ضدها للجواب عليها ضمن المهلة القانونيةومن ثم الحكم :

أ: قبول المراجعة شكلاً لورودها ضمن المهلة القانونية مستوفية الشروط القانونية الشكلية كافة.

ب: قبولها في الأساس وإعطاء القرار بإبطال المرسوم رقم 2942/2018 المطعون فيه, وذلك للأسباب الشكلية التي عابت المرسوم ولعيب عدم الإختصاص ومخالفة الدستور والقانون وإساءة إستعمال السلطة وخطأ الإدراة البارز بتقدير شروط منح الجنسية وتعريض المصلحة الوطنية للخطر.

وتفضلوا بقبول الإحترام

مع جميع التحفظات

بالوكالة

المحامي نـشــأت الحسـنيّـه".