المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june12.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ثم قَالَ يسوع لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبَعَكَ إِلى هُنَا، وٱنْظُرْ يَدَيَّ. وهَاتِ يَدَكَ، وضَعْهَا في جَنْبِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/نعم وكما قال سليماني فإن عدد نواب حزب الله في لبنان هو 74.. وربما أكثر..إلا إذا!!!

الياس بجاني/عبثاً يحاول البناؤون في لبنان ما دام الإحتلال  قائماً بدويلته وسلاحه وحروبه

الياس بجاني/الشيخ بشير حي وهو ميت وقادتنا الموارنة أموات وهم أحياء

الياس بجاني/أيها الملوثون بعاهة فيرس النفوذ اتعظوا وتذكروا بأن الدنيا دولاب

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش

الياس بجاني/تيار المستقبل وجريمة مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش والديموغرافيا

الياس بجاني/تيار المستقبل يلعب على أوتار الديموغرافيا

الياس بجاني/أبواق وصنوج أصحاب شركات الأحزاب في لبنان هي جاهلة وغبية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: لمبادرة سياسية عاجلة لوقف مسلسل الأخطاء الجسيمة

القراءة الجيوبوليتيكية للمنطقة/خليل حلو

اللواء سليماني: حزب الله فاز للمرّة الأولى بـ74 مقعداً في البرلمان اللبناني

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الاثنين 11062018‏

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 11/6/2018

ستنسحب/أحمد عدنان/موقع مدى الصوت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 222

مناشدات سحب "المرسوم" تكبر... بكركي في الطليعة والعين على موقف بعبدا/مسار استعادة الجنسية للبنانيي الأصل معقّد.. فلمَ تُقدَّم "هديّة" للأجانب؟

وئام وهاب: لم اعد بحاجة لأكون على خط تماس مع أحد بالجبل

تيمور جنبلاط :علاقة تاريخية وبناءة تربط الحزب التقدمي وعائلتنا بالسعودية

 ودّ بين جنبلاط وبن سلمان..والسياح عائدون؟

لقاء ايجابي بين جنبلاط وبن سلمان واتفاق على طي الصفحة العابرة بين الطرفين  وجنبلاط لمس من السعوديين اهتمامًا في لبنان سياسيًا واقتصاديًا

مَن يتدخّل درزياً ويُعرقل تأليف الحكومة؟

نديم الجميل : نحن مع عودةالنازحين السوريين الى ديارهم في أقرب فرصة

زاسبيكين: لا يجوز في هذه الظروف طرح مغادرة حزب الله سوريا

خلايا نائمة في طرابلس: خوات تحت شعار "نحنا منحميك

العرض الأميركي الإسرائيلي للبنان: ابحث عما يجري بجنوب سوريا

القوات" تردّ على كلام سليماني/مخالفة "صريحة وواضحة"!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

استراتيجية ترامب في إيران: تضرب أمريكا من الداخل

 ترجمة لبنان الجديد/بقلم فرانك وايزنر ونيلسون كانينغهام نقلًا عن ناشونال انترست

الحرائق تلتهم صناديق الاقتراع العراقيّة

 ترجمة لبنان الجديد/بقلم تامر الغباشي ومصطفى سليم نقلًا عن واشنطن بوست

حزمة مساعدات اقتصادية للأردن في «قمة مكة المكرمة»

قوات النظام السوري تطرد «داعش» من البوكمال بعد صد هجومه

الأنظار نحو المحكمة الاتحادية لبت العد اليدوي للأصوات والصدر يحذر من حرب أهلية ويتلقى «اقتراحات» سليماني

أردوغان يعلن عن عملية عسكرية تركية في شمال العراق

واشنطن تفرض مزيداً من العقوبات على روسيا

لاول مرة إسرائيل تكشف عن سلاحها الفتاك في حرب 1967 .

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
عشيّة «المونديال»: بأي تشكيلة سيلعب الحريري/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

السيادة الباسيليّة بوصفها جريمة/حازم صاغية/الحياة

السيادة الباسيليّة بوصفها جريمة/حازم صاغية/الحياة

متى تصبح موسكو مع مطلبِ انسحابِ «حزب الله» من سوريا/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

«14 آذار» بحلّتها الجديدة.. قوى «تنسيق وارتباط»/الان سركيس/جريدة الجمهورية

وطن الهدر والفساد والبداية من "هدر الأدمغة"/الهام فريحة/الأنوار

جبران باسيل/حازم الأمين/الحياة

في لبنان الفساد أيضاً «احتلال»... ولا مقاومة/عزت صافي/الحياة

مشكلة «القوات» مع عون أم مع باسيل/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

بعد سقوط «إتفاق معراب» بالضربة القاضية/كلير شكر/جريدة الجمهورية

استيطانٌ سوريٌّ في لبنان وإيرانيٌّ في سوريا/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

جنبلاط رجِع... الى المملكة/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

فلسطينيو «اليرموك السوري»... سائحون في لبنان بلا أفق للعودة/{أونروا» تؤكد تقديمها {كل ما يلزم}... واللاجئون يشكون غياب الحماية والمرجعية/ سناء الجاك/الشرق الأوسط

فرنسا المخيفة : ديوك صغار متأهبون/يوسف بزّي/الدرج

كبار البرلمان العراقي ينقلبون عليه/عدنان حسين/الشرق الأوسط

رجلان من خارج القاموس/غسان شربل/الشرق الأوسط

الإجراءات الحمائية ربما تقوّض نفسها بنفسها/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تفقد سير الامتحانات الرسمية للطلاب ذوي الصعوبات التعلمية والمصابين بالسرطان: ارادة الحياة تجعلنا نعمل للمستقبل وأنتم جزء مميز من المجتمع

بري عرض التطورات مع فوشيه والتقى سفير البوسنة ومنصور وزوارا

الحريري بعد لقائه عون: قدمت تصورا عن نسبة الحصص في الحكومة واعتقد انها قريبة مما نرغب به انا وفخامته وعلى الجميع تقديم بعض التضحيات

رعد: نستطيع في المجلس الجديد تعطيل أي قانون يضر بمصلحة البلاد

زاسبيكين: لا يجوز في هذه الظروف طرح مغادرة حزب الله سوريا

الراعي افتتح السينودس المقدس: للاسراع في تأليف الحكومة بعيدا عن حسابات المحاصصة والعمل على عودة النازحين الى وطنهم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
ثم قَالَ يسوع لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبَعَكَ إِلى هُنَا، وٱنْظُرْ يَدَيَّ. وهَاتِ يَدَكَ، وضَعْهَا في جَنْبِي

إنجيل القدّيس يوحنّا20/من26حتى31/"بَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّام، كَانَ تَلامِيذُ يَسُوعَ ثَانِيَةً في البَيْت، وتُومَا مَعَهُم. جَاءَ يَسُوع، والأَبْوَابُ مُغْلَقَة، فَوَقَفَ في الوَسَطِ وقَال: «أَلسَّلامُ لَكُم!». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبَعَكَ إِلى هُنَا، وٱنْظُرْ يَدَيَّ. وهَاتِ يَدَكَ، وضَعْهَا في جَنْبِي. ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ كُنْ مُؤْمِنًا!».أَجَابَ تُومَا وقَالَ لَهُ: «رَبِّي وإِلهِي!». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي آمَنْت؟ طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَرَوا وآمَنُوا!». وصَنَعَ يَسُوعُ أَمَامَ تَلامِيذِهِ آيَاتٍ أُخْرَى كَثِيرَةً لَمْ تُدَوَّنْ في هذَا الكِتَاب. وإِنَّمَا دُوِّنَتْ هذِهِ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ ٱلله، ولِكَي تَكُونَ لَكُم، إِذَا آمَنْتُم، الحَيَاةُ بِٱسْمِهِ".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نعم وكما قال سليماني فإن عدد نواب حزب الله في لبنان هو 74.. وربما أكثر..إلا إذا!!!

الياس بجاني/11 حزيران/18

عدد نواب حزب الله 74 في مجلس النواب اللبناني الجديد.هذا ما تباهى به قاسم سليماني وحتى الآن واحد من ال74 رفض وقال لا. بانتظار ردود ال 73 الباقين. اللا رد هو نعم كبيرة.. ورغم هذه الوقاحة فإن بعض أهلنا يكابر ويتعامى عن احتلال حزب الله لوطنهم.

 

عبثاً يحاول البناؤون في لبنان ما دام الإحتلال  قائماً بدويلته وسلاحه وحروبه

الياس بجاني/11 حزيران/18

لا حلول كبيرة أو صغيرة في لبنان للفساد والماء والكهرباء والقمامة والإقتصاد والأمن والبطالة والحريات وكل ما هو تطاول على  السيادة والإستقلال والقرار الحر بوجود الإحتلال الذي هو السبب ووراء كل المصائب.. بداية الحل هي في تنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701.

 

الشيخ بشير حي وهو ميت وقادتنا الموارنة أموات وهم أحياء

الياس بجاني/10 حزيران/18

رغم أن الشيخ بشير استشهد عام 1982 إلا أنه حي ويسكن في وجداننا والضمائر، في حين أن قادتنا الموارنة كافة ودون استثناء واحد هم أموات في نظرنا وغرباء عنا رغم أن الخالق لم يسترد منهم بعد نعمة الحياة.

 

أيها الملوثون بعاهة فيرس النفوذ اتعظوا وتذكروا بأن الدنيا دولاب

الياس بجاني/09 حزيران/18

الواهم بأن النفوذ يدوم هو في غيبوبة لأن لا شيء يدوم غير وجه الله ولو دام لغيره ما كان وصل له..خافوا الله يا ظلمة وواهمون لأن من يتفلت من عدل قضاة الأرض سيواجه عدل قاضي السماء والقصاص يوم الحساب الأخير

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش/الياس بجاني/08 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%B2-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B4/

 

تيار المستقبل وجريمة مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش والديموغرافيا

الياس بجاني/06 حزيران/18

من مقدمة الدستور اللبناني: “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك“

 http://eliasbejjaninews.com/archives/65151/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88/

اتحفنا قادة تيار المستقبل أمس بخبر شؤم يرقى إلى درجة الجريمة الديموغرافية وهو بأنهم بصدد تقديم مشروع قانون نيابي يعطي الجنسية اللبنانية لأولاد وأزواج المواطنات اللبنانيات المتزوجات من رجال أجانب.

بداية لا بد من تذكير أصحاب المشروع الجريمة هذا، وغيرهم من المؤيدين له، وكذلك اللامبالين بالأمر الخطير، وأيضاً معهم جماعات وجمعيات “الهوبرة” لحقوق المرأة..

لا بد من تذكيرهؤلاء جميعاً بأن هناك دراسات أولية وتقديرية لجهات لبنانية متنوعة كنسية ومدنية تفيد بأن عدد أولاد وبنات وأزواج اللبنانيات المتزوجات من أجانب هو مليون 200 ألف و99% منهم هم من السوريين والفلسطينيين.

هل يدرك أصحاب المشروع أنه مخالف 100% لمقدمة الدستور اللبناني.. وأنه وفي حال أقر سيضرب مبدأ التعايش بين اللبنانيين ويخل بالتوازن الطائفي والمذهبي؟

وفي حال أقر فقولوا للبنان التعايش والتنوع واحترام حقوق ووجود الأقليات في الشرق الأوسط وداعاً.

وقولوا وداعاً للبنان هذا وترحموا عليه واندبوه..

وقولوا وداعاً للدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يتمكن فيها على سبيل المثال لا الحصر الماروني والأرمني والدرزي والعلوي وغيرهم من المذاهب المشاركة في الحكم على قدم من المساواة مع غيرهم من المواطنين..

قولوا وداعاً للدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا يعامل فيها المسيحيين كأهل ذمة.

إنه وفي حال ارتكبت خطيئة إقرار قانون إعطاء الجنسية لأولاد وأزواج اللبنانيات المتزوجات من أجانب..سيكون القانون هذا رصاصة الرحمة التي ستطلق على لبنان الذي نعرفه ويعرفه العالم ويحسده على تمييزه… والذي قال فيه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني: “هذا الوطن لبنان هو أكثر من وطن، أكثر من بلد أنه رسالة، رسالة في العيش”.

بصوت عال نقول إن من يرتكب هذه الجريمة الديموغرافية سيقضي على لبنان المميز والرسالة ويحويله رغماً عن شرائح كبيرة من أهله إلى دولة مستنسخة عن العديد من الدول الغارقة في التعصب والأصولية والتمذهب والقهر حيث الأقليات فيها (من كافة المذاهب) مهمشة ومضطهدة وتحديداً المسيحية منها وتعامل كأهل ذمة.

إن أصحاب المشروع والحاملين لواءه تحت شعارات الحرية والمساواة بين الرجال والنساء يتعامون عن حقيقة مهمة وهي أن لكل بلد في العالم خصوصيته ومن حقه المحافظة عليها وصونها خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالوجود والهوية والعقيدة الإيمانية…وللبنان خصوصيته التي لا يجب المس أو اللعب بها لأي سبب من الأسباب.

فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المولود في كل دول الخليج العربية دستورياً لا يحصل على جنسيتها، في حين أن الحال مختلف في العديد من دول الغرب..

وصحيح إن شرعة الحقوق الدولية تطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الالتزام به.. ولكن الصحيح أيضاً أن عشرات من الدول وخصوصاً الإسلامية والعربية منها لا تتقيد برزم من بنود الشرعة هذه لأنها تتعارض مع دساتيرها ومع معتقداتها الديني ومع المعايير الإجتماعية.

باختصار أكثر من مفيد فإن مشروع القانون الذي ينوي تيار المستقبل عرضه على مجلس النواب هو أخطر بمليون مرة من مرسوم التجنيس الخطيئة واللاقانوني واللاشرعي واللا دستوري الذي فرضه المحتل السوري على لبنان سنة 1994 وأعطى من خلاله الجنسية اللبنانية لأكثر من مليون انسان في معظمهم قانونياً لا يستحقونها.

يبقى أن نظام لبنان حالياً هو طائفي والحكم فيه قائم على الطائفية، وبالتالي فإن أي إخلال ديموغرافي عن طريق التجنيس يهدد ويناقض ميثاق العيش المشترك، وسوف يكون لا شرعي ولا قانوي كما جاء في مقدمة الدستور اللبناني.

هذا، وعندما تصبح الأنظمة في دول الجوار وفي كل الدول العربية والإسلامية علمانيةً وكذلك في لبنان.. وهذا ما نرجوه ونتمناه….

يومها ويومها فقط يحق لتيار المستقبل ولغيره من الجماعات والتجمعات والجمعيات اللبنانية التقدم بمشاريع قوانين تجنيس تناقض في الوقت الراهن مقدمة الدستور اللبناني وتهدد لبنان التميز والرسالة.

في الخلاصة: إنه وللمحافظة على تميز لبنان وعلى هويته وعلى مبدأ التعايش فيه المطلوب من القيادات اللبنانية المحمدية تحديداً معارضة مشروع قانون تيار المستقبل إن كانت هي فعلاً ضنينة على لبنان الرسالة.. ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: لمبادرة سياسية عاجلة لوقف مسلسل الأخطاء الجسيمة

الإثنين 11 حزيران 2018 /وطنية - دعا عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح إلى "مبادرة سياسية عاجلة وشجاعة لوقف مسلسل الأخطاء الجسيمة التي أصابت الحكم بندوب عميقة في الآونة الأخيرة". وقال: "من كارثة مرسوم التجنيس وتداعياته المتفاقمة، إلى توريط لبنان في مشكلة مع الأمم المتحدة، إلى افتعال أزمة القناصل، إضافة إلى الاستعلاء والتحكم بمسار تشكيل الحكومة، تراكمات ترتد سلبا على العهد وفريقه، وعلى لبنان في المحصلة الأخيرة". أضاف: "لقد بات المأزق أمام مخرجين أسهلهما صعب، فإما الاستمرار في النهج المدمر، أو التراجع الباهظ الثمن، ولعل التراجع يبقى أقل كلفة رغم مرارته، وهذا ما بدأ يظهر في الملفات أو المطبات الأربعة".

 

القراءة الجيوبوليتيكية للمنطقة

خليل حلو/11 حزيران/18

1 - روسيا والولايات المتحدة تثبتتا في المنطقة وأصبحتا القوتان الإقليميتان الأساسيتان ولهما مصالح مشتركة فيها إضافة إلى أنهما تستعملانها للضغط على بعضهما البعض للحصول على تنازلات في مناطق أخرى من العالم.

2 - إيران في مرحلة تراجع وضعف: في اليمن الحوثيون يتراجعون وهم على وشك خسارة ميناء الحديدة الإستراتيجي. صواريخهم البالستية غير ذي فعالية أمام صواريخ الباتريوت. في العراق نتائج الإنتخابات تشير إلى أن الشيعة العراقيون يبتعدون عن إيران. في سوريا النظام عاجز وموسكو وطهران أظهرتا تناقض أهدافهما ... إيران خدمت أهداف موسكو لفترة مرحلية ولم تعد موسكو بحاجة إليها

3 - المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين يساندون الأردن لمنع زعزعة الإستقرار فيه رغم كل الخلافات

4 - التحالف الأميركي السعودي الخليجي ثابت ويتطور

5 - تلاقي المصالح الأميركية الإسرائيلية العربية في مواجهة إيران واضحة

الإستراتيجيات المتلاقية تضاعف من زخمها

الإسترتيجيات المتصادمة تتسبب بأزمات وحروب

 

اللواء سليماني: حزب الله فاز للمرّة الأولى بـ74 مقعداً في البرلمان اللبناني

وكالات/الاثنين 11 حزيران 2018 /قال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني إن الانتخابات اللبنانية اجريت في الوقت الذي يتّهم فيه الجميع حزب الله بالتدخّل في شؤون سوريا ولبنان والعراق واليمن والمنطقة. وتابع "اجريت هذه الإنتخابات تحت ثقل هذا الركام، والنتيجة كانت ان في بيروت، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، فازت شخصية منسوبة لحزب الله وهي شيعية، كما اكتسب بعض من يسمّونهم عملاء إيران اصواتاً تفوق نسبة اصوات مرشّحين آخرين". واضاف "قامت بلدان عربية بإدراج اطهر حركة إسلاميّة على لائحة الإرهاب، وجعلوا اسماءً تبعث بالنشاط مثل إسم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في عداد الإرهابيين، ذلك الشخص الذي هزمَ اهم عدو للعالم العربي، دفاعاً عن العالم العربي، وقامت هذه الدول بحملات دعائية واطلقت إسم "عملاء إيران" على كل من ايّد "حزب الله". وكشف الجنرال سليماني أن السعودية انفقت 200 مليون دولار اميركي في الانتخابات اللبنانية، إذ أشار إلى أن المملكة السعودية صرفت اموال بفترة زمنية قصيرة في بلد تعتبر كرمان (منطقة ايرانية) اكبر منه بـ 15 مرة، ومع ذلك خسرت وفاز شخص محسوب على حزب الله. وقال ان حزب الله فاز للمرّة الأولى بـ74 مقعداً في البرلمان اللبناني، وان الحزب تحول من حركة مقاومة الى دولة مقاومة.

 

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الاثنين 11062018‏

النهار

سألت جهة حزبية عما اذا كان الوزراء من حصة الرئيس سينضمون الى تكتل "لبنان القوي" بعد تسميتهم.

بيّن أن الرسالة التي وجهها الى الرأي العام أحد كبار رجال الدين المتقاعدين غير صحيحة الوقائع وقد جرت اتصالات ‏على أعلى المستويات لاحتوائها وعدم الرد عليها.

البناء

خفايا

توقّعت أوساط سياسية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة إلى ما بعد عيد الفطر ولفترة غير قصيرة، نظراً لتدخلات بعض ‏الدول الخليجية في التشكيلة الوزارية المرتقبة، وذلك عبر الإيعاز لحزب في "قوى 14 آذار" يدور في الفلك الخليجي، ‏للتمسك بمطالبه المتعلقة بعدد وزرائه والحقائب التي سيتولاها لكن المصادر لم تستبعد رفض المطالب المذكورة ‏وتشكيل حكومة تحظى بثقة الغالبية النيابية.

كواليس

قالت مصادر أمنية عراقية إنّ تمديد ولاية الحكومة كحكومة تصريف أعمال حتى نهاية العام وإعادة الانتخابات أصبحا ‏مخرجاً إلزامياً من الأزمة التي نتجت عن اللغط الذي يدور حول صحة وسلامة العملية الانتخابية وما ترتّب على ‏قرارات مجلس النواب بإعادة عدّ الأصوات، وصولاً للحريق المدبّر في مستودعات تضمّ الأجهزة الإلكترونية وشرائح ‏التصويت وبعض صناديق الاقتراع وأوراق الناخبين. وأكدت المصادر أنّ التزوير صار أكيداً بعد تمسّك البعض ‏برفض العدّ اليدوي والحريق المفتعَل منعاً لفضيحة سيكشفها تطبيق هذا العدّ اليدوي ولم يعُد ممكناً استعادة الاستقرار ‏دون إعادة الانتخابات.

الجمهورية

إستغربت جهات سياسية التكتم على قضية سيادية وحقيقة العرض المقدّم والموقف اللبناني منه.

قال رئيس حزب بارز "كلما انتقدنا خطأ في ممارسة السلطة، يهربون الى الأمام بكلام عن صلاحيات الرئيس ‏واستهداف العهد".

يُطالب مرجع طرابلسي بتوزير شخصية قريبة منه في الحكومة المقبلة.

اللواء

انتقد أعضاء في تكتل التيار الوطني الحر تفرّد رئيسه بقرارات ذات طابع سيادي تتطلب موافقة مجلس الوزراء، أو ‏توافقاً مع رئيس الحكومة على الأقل!

أدّى التراجع السريع لوزير الخارجية عن إجراءاته ضد مفوضية اللاجئين إلى تطويق خلاف مع رئيس الحكومة كاد ‏يتسبب بأزمة حكم مفتوحة!

توقفت أوساط ديبلوماسية عند العدد المرتفع للطعون بسلامة العملية الانتخابية، وتترقب نتائج تعامل المجلس ‏الدستوري معها بعد تصريحات رئيس المجلس المشجعة، لتبني على الشيء مقتضاه!

المستقبل

يقال إنّ عدداً من السياسيين اللبنانيين من بينهم نواب ووزراء حاليون وسابقون عمدوا إلى حجز مقاعد لهم ولأفراد من ‏عائلاتهم في مباراة افتتاح مونديال روسيا وغيرها من المباريات المقبلة.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 11/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ولادة الحكومة بعد العيد والعيد نهاية الأسبوع والرئيس المكلف سعد الحريري وضع بين يدي رئيس الجمهورية تصورا لتوزيع الحقائب والأسماء يتم إسقاطها عليها في جولة لاحقة من المشاورات. وقد نفى الرئيس الحريري أن يكون التأخير ناجما عن طلب خارجي مشيرا الى أن لا علاقة لزيارته موسكو في إفتتاح المونديال وطالبا من إيران علاقة ندية وعدم التدخل في الشأن اللبناني.

هذه أجواء الرئيس الحريري من القصر الجمهوري الذي زاره أيضا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في سياق التشاور بملف التجنيس.

وفي ملف النازحين تحركت السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد لدى رئيس الحكومة ووزير الداخلية وكان التوافق على أن أي قرار يصدر عن الحكومة وعلى أن عودة النازحين السوريين تتم وفق آلية آمنة.

وفي شأن محلي آخر توافقت وسائل الإعلام مع الوزير ملحم رياشي على أن هيئة الإشراف على الإنتخابات تجاوزت صلاحياتها في الشكاوى ضد الوسائل الإعلامية.

في شأن آخر مناورات عسكرية إسرائيلية خلف الحدود اللبنانية وفي هضبة الجولان المحتلة تزامنت مع إشارة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بإغتباط الى العلاقات مع دول عربية وغربية في مواجهة إيران.

وعلى الصعيد الرياضي استعدادات في روسيا للمونديال الذي يبدأ الخميس.

بداية من لقاء رئيس الجمهورية والرئيس الحريري في قصر بعبدا.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

ما إن أعلن أن الرئيس المكلف أنه سيزور قصر بعبدا، حتى اندلعت التكهنات بأن تطورا ما ستشهده عملية تشكيل الحكومة... الذي حصل ان الرئيس الحريري ناقش ورئيس الجمهورية تشكيلة الحصص لا الأسماء، وترك ما حمله في مغلف في عهدة الرئيس...

الحريري تحدث عن حكومة من ثلاثين وزيرا، والبارز في كلامه تلميحه إلى إمكان توزير سني من حصة الرئيس. هذا التلميح ورد على الشكل الآتي: في الحكومة الحالية وزراء سنة لفخامة الرئيس، ولا مشكلة لدي مع فخامته... وفي الاستنتاج يمكن القول إن ما كان في الحكومة الحالية سيكون في الحكومة الجديدة، أي وزير سني يحسب من حصة الرئيس، فمن يكون؟

الشيء البارز الآخر في كلام الرئيس الحريري رده على قاسم سليماني، فرأى أنه إذا خسر البعض في العراق، لا يمكنه ان يظهر وكأنه حقق انتصارات في أماكن أخرى...

سليماني كان رأى ان حزب الله يملك 74 نائبا في مجلس النواب اللبناني الجديد، ما حوله من حزب مقاومة إلى حكومة مقاومة... الردود على سليماني، باستثناء الرئيس الحريري، جاءت في معظمها خجولة، ولم تكن بحجم ما أدلى به...

سجال من نوع آخر إندلع على خلفية كهربائية: نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني رأى أن قرار مجلس الوزراء عن موضوع البواخر، ووفق ما جرى توزيعه، لا يطابق القرار الذي اتخذ، والذي تحدث عن باخرة ثالثة مجانية لثلاثة أشهر، لا مثلما جرى توزيع المقررات، وفيها أن الباخرة مجانية في الأشهر الثلاثة الأول. حاصباني طالب بالعودة إلى المحضر، بالصوت، لمزيد من الدقة، وجاء كلامه بعدما أوضح الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل أن هناك تصحيحا ماديا لبعض العبارات...

ولكن يبدو ان توضيح الأمانة العامة لم يشف غليل حاصباني ولا حتى الوزير مروان حماده، الذي طالب بمحضر الجلسة وبتوضيحات لقرار مجلس الوزراء... وكان لافتا ما أوردته صحيفة الانباء الناطقة باسم الحزب الاشتراكي إذ كتبت: "عندما تفضح الدولة نفسها فما جديد ملف البواخر؟"...

وهكذا، بين باخرة مجانية لثلاثة أشهر، وباخرة مجانية للأشهر الثلاثة الأول، كل الفرق، وهذا ليس مجرد تصحيح مادي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

بعد احد عشر يوما من تكليفه، كسر الرئيس الحريري المراوحة في عملية تأليف الحكومة فزار بعبدا حيث بحث مع الرئيس عون في تصور اولي لتوزع الحصص في الحكومة بحسب احجام الكتل انطلاقا مما حققته من نتائج في الانتخابات. واذ دعا الحريري المعنيين بالتوزير الى تخفيف التضخم في المطالب، اصر على ان لا يبقى اي فريق وازن خارج الحكومة.

مما تقدم، يمكن الاستنتاج ان الحريري سيسعى الى تبليغ المعنيين ما يراه لكل واحد منهم كحصة من عدد الحقائب، فاذا اقتنعوا ينتقل الى الاصعب اي توزيعة الحقائب السيادية والوازنة.

في الاثناء، الاشكال بين الخارجية والمفوضية العليا للاجئين يتفاعل، فقد ارسلت دوائر قصر بسترس مذكرة الى المفوضية اكدت فيها عدم تجديد الاقامات لموظفيها.

الملفات الاشكالية الى تفاقمت ايضا، ففيما استقبل الرئيس عون اللواء عباس ابراهيم في اطار ملف التجنيس، انضم البطريرك الراعي الى المطالبين في الطعن في المرسوم.

اما على صعيد الباخرة الاضافية للطاقة فقد طلب الوزيران حاصباني وحمادة نسخا عن محاضر مجلس الوزراء للتاكيد على مجانيتها.

سياديا، تباهى قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني باعلانه أن حزب الله بات يملك اربعة وسبعين نائبا في البرلمان مبطنا بانها حصة ايرانية إضافية تكمل دستوريا السيطرة الايرانية العسكرية على العواصم العربية الاربع. الامر استدعى موقفا من رئيس الحكومة شكك فيه بصحة العدد واعتبر ان سليماني يسعى الى تغطية هزيمة طهران في الانتخابات العراقية.

دوليا، لقاء تاريخي بين النقيضين ترامب وأون في سينغافورة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بلغة السيارات فإن "شيسي" الحكومة وهيكلها التأسيسي أصبحا جاهزين وقد تقدم بهما الرئيس سعد الحريري اليوم الى رئيس الجمهورية في انتظار أن توضع النقاط على الحروف وتطلق عجلاتها وإذا ما "فرملت" عملية التأليف عند عقدة الأسماء فسيخرج الحريري ليخاطب الرأي العام في أسباب التعطيل لكنه لليوم متفائل والحكومة ثلاثينية ولم تخضع لتعليمات من الخارج أما عن تضخيم الطلبات فـ"إتس نورمال" كما يقول الحريري لأن كل جهة من الطبيعي أن "تشد" لمصلحتها ورد رئيس الحكومة على تصريحات قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي اعتد باكتساب بعض من يسمونهم عملاء إيران أصواتا تفوق نسبة أصوات مرشحين آخرين. وقال الحريري: إذا خسروا في العراق فلا يدعوا الانتصارات في مكان آخر والتصور الحكومي الذي عرضه الرئيس المكلف اليوم مع رئيس الجمهورية كانت مواصفاته الكنسية غير مستعصية إذ دعا البطريرك الراعي إلى حكومة المسؤولية الوطنية الخطرة، بعيدا من حسابات المحاصصة الخاصة وأولى مهامها سحب مرسوم التجنيس لأنه زعزع الثقة بالمسؤولين ولأنه مرسوم يصدر على حين غفلة وبأسماء مشتبه فيها لا تشرف الجنسية اللبنانية. وطالب الراعي هذه الحكومة بالعمل لعودة النازحين السوريين إلى وطنهم وبيوتهم وممتلكاتهم، وتشجيعهم على هذه العودة الكريمة لا على تخويفهم لأغراض سياسية والتخويف الدولي كان موثقا ومنتشرا على صفحات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تؤكد على الملأ أن إعادة التوطين هي الحل الدائم الوحيد المتاح حاليا للاجئين في لبنان" وتتحدث عن "منع العودة المبكرة" وتشترط "رفاهية للنازحين وتوفير المساعدة النقدية، والرعاية الصحية والتعليم والمأوى الملائم لهم" وحتى لا نلوم المفوضية وحدها فإن حكومتنا "ذات نفسها" اقرت في نيسان الماضي عبر مؤتمر بروكسل بمقررات نصت على اندماج النازحين وأكدت أن الوضع الأمني في سوريا ما زال غير ملائم للعودة ويبدو أن العاقل الوحيد في المصح العقلي اللبناني الدولي كان النائب نديم الجميل الذي أدلى بأفضل مواقفه في تغريدة لافتة معتبرا أن العودة السريعة للاجئين السوريين الى بلادهم ضرورة وطنية قد تقتضي منا التنسيق المباشر مع حكومة النظام في سوريا وإذا ما وقع التنسيق فعلا فقد يفتح طاقة على ملف استجرار الكهرباء لاسيما أن التعتيم يشمل الشعبين في البلد الواحد والتعتيم له أيضا شكل إخفاء الحقائق أو تبديلها أو تزويرها في المقررات الصادرة عن مجلس الوزراء حيث محضر الأمانة العامة فيما خص الباخرة المجانية مغاير لمضمون الجلسة توفي سهيل بوجي وظلت ملائكته حاضرة داخل الامانة العامة فمصطلح "الأشهر الثلاثة الاولى" يشير الى أن الباخرة ستبقى مدة أطول من ذلك وهو ما يعترض عليه نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني الذي راسل المجلس للتوضيح منعا لأي لغط لكنه قال إنه لم يصلنا الى اليوم أي تعديل حول الخطأ المادي الحاصل ووزراء القوات بصحة سياسية جيدة وإن كانوا في مرحلة تصريف الأعمال ففيما يترصد حاصباني الباخرة الثالثة يرسو ملحم رياشي عند شواطئ هيئة الإشراف على الانتخابات فبعد تفوق وزير الإعلام في امتحان نقل المونديال على تلفزيون لبنان أعاد اليوم الكرة الى ملعبه في ملف هيئة الاشراف على الانتخابات التي غيرت مسار عملها لتصبح هيئة الإشراف على الإعلام حصرا وسحبت الدور من المجلس الوطني للإعلام المختص بأهل بيته. وبعد اجتماعه اليوم بممثلي وسائل الإعلام طعن رياشي في هيئة الإشراف التي قيدت عمل وسائل الاعلام وتجاوزت صلاحياتها القانونية وتحولت الى جهاز رقابي على حرية الاعلام في لبنان بلد الحريات الاعلام سجل اليوم اعتراضه على هذه السابقة الخطيرة وليحاكموا من رشى على الهواء ومن دفع تحت الطاولة وفوقها ومن تفوه بكلام لا يليق بالترشيح ومن ترشح من اهل السلطة ومن خالف كل الاعراف ليصل الى مقعد وليس الوسائل الاعلامية التي كانت تعكس الصورة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بات من شبه المحسوم أن ولادة الحكومة العتيدة لن تكون عيدية للبنانيين في عيد الفطر السعيد مع تأكيد الرئيس المكلف سعد الحريري من بعبدا أنه مع تسريع التشكيل وليس مع التسرع ومع إشراك جميع المكونات.

الحريري وضع أمام رئيس الجمهورية ميشال عون تصورا حول كيفية توزيع الحصص، لافتا إلى أنه على الجميع تقديم التضحيات في ظل تضخم بعض الطلبات لا سيما أن المواطن لا يتوقع زيادة الأعداد بل زيادة في العمل الحكومي.

في السعودية إجتماع وصف بالودي والصريح والإيجابي جدا جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط حيث تم طي صفحة التباين السابقة بين الجانبين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

على ثلاثة محاور توزع النشاط السياسي اليوم:

الأول، حكومي. حيث سجل تقديم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تصورا أوليا، يشكل منطلقا للبحث، وتضمن توزيعا مبدئيا للمقاعد الوزارية بالنسبة إلى الكتل الكبرى، مع بعض الأفكار حول تمثيل الكتل الأخرى، على أن تستكمل المشاورات بعد عودة رئيس الحكومة من موسكو والرياض.

المحور الثاني، وجودي، عنوانه أزمة النزوح السوري، والمواجهة المفتوحة بين وزارة الخارجية والمفوضية العليا لشؤون النازحين. مواجهة، بلغت اليوم حد تبليغ المفوضية رسميا بالإجراءات الأخيرة، ما يقطع الشك باليقين حول جدية التصعيد.

أما المحور الثالث، فتصريح لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني حول عدد النواب المؤيدين لحزب الله في المجلس النيابي الجديد، في وقت كان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد يتحدث عن أكثرية متجولة حسب الملف في المجلس النيابي الجديد.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

يبدو ان مشاورات الزيتونة الخاطفة حركت المياه الحكومية الراكدة، وبعد غياب او تغييب لاي صورة او تصور حكومي، خطا الرئيس المكلف سعد الحريري خطوة الى الأمام، واضعا تصور تشكيلة حكومية بتوزيع الحقائب والحصص على الكتل النيابية..

انها المرحلة الاقليمية الحرجة التي تفرض الاسراع بتشكيل حكومة تضم الجميع قال الرئيس الحريري، والتحديات الاقتصادية الصعبة سبب ملح ايضا.. اما الوصفة الحريرية للاسراع بانجاز المهمة، فخفض التضخم لدى البعض، وتقديم تضحيات او تنازلات من آخرين..

حراك حكومي يؤمل الا يكون جرعة تخديرية بعد أن ضاجت البلاد من تباطؤ التأليف، وان يكون اقتحاما ايجابيا لمتاريس البعض الحائلة دون ابصار الحكومة النور، على امل الا تطول المهمة..

عالميا سنغافورة محط الانظار بعد أن كانت كندا بالامس، والمحور دونالد ترامب الخارج من اشتباك غير مسبوق مع حلفائه في مجموعة السبع في كندا، الذاهب للقاء الد خصوم اميركا رئيس كوريا الشمالية (كيم جونغ اون) في سنغافورة.

وبين المشهدين مزاجية الرئاسة الاميركية التي تعيد الى الساحة الدولية سؤال المفكر الاميركي الشهير فرانسيس فوكوياما “ان كانت المؤسسات الاميركية ستبقى قوية بما يكفي لمواجهة سياسة ترامب؟

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الرئيس المكلف سعد الحريري انجز تصوره للتركيبة الحكومية من حيث توزيع الحصص وليس الاسماء وبات على طاولة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد اجتماع بعبدا الذي عقد بين الرئيسين واكد الرئيس المكلف انه مع تسريع ولادة الحكومة وليس التسرع.

الرئيس الحريري رد على كلام قاسم سليماني قائد ما يسمى فيلق القدس المتعلق بلبنان حول عدد نواب حزب الله وقال: من المؤسف ان يصدر هذا المنطق عن دولة نود ان تربطنا بها علاقات من دولة الى اخرى، وان التدخل في الشأن الداخلي اللبناني امر لا يصب في مصلحة ايران ولا لبنان ولا دول المنطقة. كما انه اذا خسر البعض في العراق، لا يمكنه ان يظهر وكأنه يحقق انتصارات في اماكن اخرى.

واليوم يفتح تلفزيون المستقبل ملف هيئة اوجيرو ما لها وما عليها بالوثائق والمستندات عبر سلسلة تحقيقات تبدأ من الحملة المنظمة على اوجيرو اهدافها وخلفياتها السياسية وغير السياسية ولمصلحة من ومن المستفيد؟

 

ستنسحب!

أحمد عدنان/موقع مدى الصوت/11 حزيران/18

أطل أمين عام الميليشيا المسماة بـ"حزب الله"، حسن نصرالله، على جمهوره المغرر به، وقال إن الكرة الأرضية لن تتمكن من إجبار الحزب الإلهي على الانسحاب من سوريا، وإنهم سينسحبون فقط في حال طلب بشار الأسد ذلك. المؤسف حقاً أن جمهور نصرالله يصدق هذا الكلام، ولو كان نصرالله نفسه يصدق كلامه سنكون أمام مأساة إنسانية قل نظيرها. يجب أن نوضح لنصر الله وجمهوره بهدوء وصراحة: قرار انسحابك من سوريا صدر على مستوى دولي، وسوف تغادر انت وإيران بالقوة. يوميا، تتلقى إيران و"حزب الله" ضربات إسرائيلية موجعة في سوريا، وتتم هذه الضربات بالتنسيق الكامل مع روسيا، حليفة إيران المفترضة، وبتغطية أميركية ناجزة، والشرح السياسي لهذه الضربات: إخراج إيران و"حزب الله" من سوريا بالقوة. تصريح نصرالله رغم تصعيده الظاهر يشير إلى انسحاب مبطن، ولا غرابة إذا ربطنا بين مضمون التصريح وبين اجتماع إيراني – إسرائيلي حصل أخيراً في دولة "محايدة". حين دخل "حزب الله" إلى سوريا أعلن ذلك بطريقة متدرجة ومدججة بالأكاذيب، إذ قال نصرالله إنهم ذهبوا إلى سوريا لحماية مقامات آل البيت، ثم قال إنهم ذهبوا للدفاع عن اللبنانيين المقيمين في سوريا، وبعد ذلك زعم أنه يحارب التكفيريين، وأخيرا اعترف بأن سبب ذهابه هو الدفاع عن بشار الأسد وإيران أمام السوريين. ويبدو أن مشهد الخروج يشبه مشهد الدخول، أكاذيب ثم اعتراف وانسحاب مقهور.

أحمد عدنان/كاتب صحافي سعودي مقيم في لبنان

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

11 حزيران/18

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مقره في الأشرفية، وأصدر البيان الآتي:

توقّف "اللقاء" عند مراوحة العهد الجديد في مكانه، بعدما كان وعد بانطلاقةٍ مهمة إثر الانتخابات النيابية.

وبعد عرض تطورات الأسابيع الأخيرة رأى "اللقاء" أن صفة "القوي" لم تنطبق على العهد أقله حتى الآن. وأكبر دليل على ذلك الخطاب الأخير لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وقد أكد فيه "أن قوات حزبه لن تنسحب من سوريا، إلا بطلب من رئيس النظام السوري بشار الأسد"، وذلك من دون إعطاء أي قيمة لوجود دولة على رأسها رئيس "غير عادي" في لبنان.

كذلك لم تنطبق على العهد صفة "القوي" بسبب ممارسات القريبين منه. وفي البال مجموعة قضايا وملفات ليس آخرها على ما يبدو ملف تجنيس أشخاص لا تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة. وأيضاً أسلوب التعامل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وبعدها قضية تعيين القناصل...

ولاحظ "اللقاء" أن حتى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لم يتحمّل شوائب التجنيس وسواه من القضايا. فقال فيه ما قال من تعابير التنديد والاستنكار، وهو المعروف بدعمه الكبير للعهد.

كذلك يرى "اللقاء" أن بعض الجهات المشاركة في حكومة تصريف الأعمال والمرشحة للمشاركة في الحكومة العتيدة، تحاول التلاعب على الألفاظ والكلمات عندما تميّز بين ما تسمّيه بـ"التيار العوني" وبين "التيار الباسيلي". كما أنها تمارس اعتراضها بناءً على مطالبتها بحصة أكبر في "جبنة الحكم"، بدل أن تقيم معارضة حقيقية على أساس المبادىء والقيم ومصلحة لبنان العليا. ويؤكد "لقاء سيدة الجبل" على ضرورة إعطاء الاقتراح الأميركي لترسيم الحدود البحرية والبرية، ومن ضمنها مزارع شبعا، الأهمية القصوى. وهو يشجّع على التفاوض المباشر مع اسرائيل برعاية الأمم المتحدة، من أجل حلّ نهائي للنزاع الحدودي القائم منذ 23 آذار 1949، كما قال الرئيس نبيه برّي.

وأخيراً يدعو "لقاء سيدة الجبل" اللبنانيين جميعاً إلى وقفة تأمّل في المصير قبل فوات الأوان.

 

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 222

11 حزيران/18

في السياسة

صرّح رئيس الجمهورية مراراً بأن انطلاقة "العهد القوي" الفعلية تبدأ بعد الإنتخابات النيابية!

امّا وقد حصلت هذه الإنتخابات، نرجو الإنتباه إلى بعض الأمور:

تسارعت الأخطاء من قبل الرئيس وفريقه مع بداية الإنطلاقة الجديدة للعهد!

مرسوم تجنيس لأسماء سوريين وفلسطينيين، رغم تصاريح رموز الفريق نفسه عن عدم تجنيس رعايا هذه الدول المجاورة بالذات!

تجنيس علويين ومسيحيين على علاقة ممتازة مع النظام السوري ودفع فقراء السنة النازحين إلى المجهول!

اشتباك مع الشيعة حول تعيين قناصل!

تجاوز صلاحيات رئيس الحكومة في اشتباك مفتعل مع الأمم المتحدة!

تصريح ل"حزب الله" يؤكد ان خروجه من سوريا مرتبط بإشارة من الأسد!

اي تجاوُز مفضوح لرئاسة لبنان ودعم مفضوح لرئاسة سوريا من قبل فريق عطّل المجلس النيابي لأكثر من سنتين دعماً لوصول عون وفرضه رئيساً على الجميع!

ويبدو أن الحبل على الجرًّار..

تقديرنا

بدأت علامات إنهيار الصورة التي أتت بالعماد عون إلى الرئاسة!

"حزب الله" يتجاوزه الى أقصى الحدود!

التحالف المسيحي مع القوات يهتز!

هل يمكن لرئيس في هذه الحال أن يقدم حلولاً لأزمات اللبنانيين التي تبدأ بالأزمة المعيشية ولا تنتهي بتفويت فرصة ترسيم الحدود مع اسرائيل؟

 

مناشدات سحب "المرسوم" تكبر... بكركي في الطليعة والعين على موقف بعبدا/مسار استعادة الجنسية للبنانيي الأصل معقّد.. فلمَ تُقدَّم "هديّة" للأجانب؟

المركزية/11 حزيران/18/ لم يوقف نشرُ وزارة الداخلية مرسوم التجنيس، ولا إعلانُ الجهات الرسمية المعنية به ان المديرية العامة للامن العام تعمل حاليا على التدقيق في الاسماء التي تضمّنها للتثبت من نظافة سجلّاتها، الغبارَ الذي يثيره فوق الساحة المحلية، ولا أقنع معارضيه بـ"أحقيته" أو صوابية إصداره، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". وقد خرج الموقفُ الاعلى سقفا على هذا الخط، من بكركي امس، حيث رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن "مرسوم تجنيس مجموعة من الأجانب من غير المتحدرين من أصل لبناني، مخالف ‏للدستور في مقدمته التي تنص بشكل قاطع وواضح "لا تقسيم ولا توطين". فالتوطين هو منح الجنسية لأي ‏شخص غريب لا يتحدر من أصل لبناني"، سائلا "كيف يمكن قبول ذلك، وفي وزارتي الخارجية والداخلية ‏ألوف مكدسة من ملفات خاصة بطالبي الجنسية وهم لبنانيو الأصل، وهل يعقل أن يظل القانون الصادر عام ‏‏1925 في زمن الانتداب الفرنسي، وقبل 20 عاماً من الميثاق الوطني والاستقلال التام، الأساس لمنح الجنسية ‏اللبنانية"؟ وقد واصل حملته عليه اليوم، مطالبا وفي شكل مباشر "المسؤولين بسحب مرسوم التجنيس الذي صدر في غفلة وباسماء مشبوهة لا تشرّف الجنسية اللبنانية"... وفي وقت تشير الى ان مآل المرسوم "الشهير" بات ضبابيا بقوة، إذ ان غض الرئاسة الاولى النظر عن المناشدات الكثيرة بسحبه، ولا سيما منها تلك الصادرة من رأس الكنيسة المارونية، سيكون أمرا "مستغربا"، تلفت المصادر الى ان المطلوب اليوم موقفا جريئا وشجاعا من بعبدا، يضع حدا للضوضاء المتوالية فصولا منذ أكثر من أسبوع، قد يتثمل في إصدار مرسوم جديد يبطل مفاعيل "سلفه" لناحية توزيع الجنسية على أشخاص "لم يقدّموا شيئا للبنان ليستحقوا جنسيته هدية"! وبما أن الشيء بالشيء يذكر، تضع المصادر على "الطاولة"، نص قانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني والذي أقرته الحكومة اللبنانية عام 2011،  بعد انتظار استمر عقودا، وذلك للاضاءة على الشروط الكثيرة التي يفترض ان تتوافر في شخص "لبناني" الاصل راغب بالحصول على الجنسية اللبنانية. فهو يقول إن "يحقّ لكل شخص يتوافر فيه احد الشرطين التاليين أن يطلب استعادة الجنسية اللبنانية: إذا كان متواجدا هو أو احد أصوله أو أقاربه لأبيه حتى الدرجة الرابعة على الأراضي اللبنانية كما يبيّنه إحصاء العام 1921 لدى وزارة الداخلية والبلديات والسجلات العائدة له ولا سيما سجل المهاجرين. أو إذا اكتسب هو أو احد أصوله أو أقاربه المذكورين الجنسية اللبنانية في ظلّ قانون الجنسية الصادر في 19/1/1925 والقوانين اللاحقة له، وأغفل في ما بعد هو أو احد فروعه استعادتها أو المطالبة بها". ويضيف ان على "صاحب العلاقة أو مَن يوكله قانونا بطلب استعادة الجنسية اللبنانية، أن يبرز مع طلبه الخطي الوثائق والمستندات التي تثبت توافر احد الشرطين المذكورين في المادة الأولى أعلاه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: القيود في سجلات الأحوال الشخصية القديمة، عنه أو عن احد أصوله أو احد أقاربه حتى الدرجة الرابعة. الوثائق الرسمية الصادرة عن الإدارة أو القضاء اللبناني المتعلقة به أو بأحد أصوله أو احد أقاربه حتى الدرجة الرابعة، كما الوثائق الرسمية الصادرة عن الإدارة أو القضاء في البلد الذي يقيم فيه المغترب.القيود في سجلات الطوائف الدينية المعترف بها والوثائق الصادرة عنها، التي تشير إليه و/أو أصوله و/أو أقاربه. وجود أقرباء لبنانيين له في البلدة أو القرية أو الحي الذي يدعى الانتماء إليه، ودرجة القربى التي تربطه بهم. تملّكه حقوقا عقارية في لبنان اتصلت به بطريق الإرث عن لبناني.  فهل يجوز ان يتعيّن على "لبناني" راغبٍ باستعادة جنسية وطنه الأم، سلوكَ هذا المسار القانوني الطويل والمعقد للحصول على جنسيته، فيما تُقدّم على طبق من فضة لسوريين وفلسطينيين وعراقيين...؟ تختم المصادر.

 

وئام وهاب: لم اعد بحاجة لأكون على خط تماس مع أحد بالجبل

المركزية/11 حزيران/18/أكد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب "أنني لا أعتقد أنّ العقدة الدرزيّة في ملفّ الحكومة صعبة لأنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مصر على 3 وزارات وهذا حقّ له لأنّ الفريق الدرزي الآخر لم يخض الانتخابات كما يجب وهذا أمر يجب الاعتراف به"، مشيراً الى أن "رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يرتكب الأخطاء على خط الجبل لأنّه يعرف دقّة الوضع أمّا الطريقة التي تعاطى بها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل مع موضوع الجبل فهي لا تفتح أيّ مجالٍ للتوازن".

واعتبر وهاب، في حديث تلفزيوني، أن "النائب طلال ارسلان أصبح الفريق الثالث في الطائفة الدرزيّة وهذه نتيجة الانتخابات"، منوهاً الى أن "الأرقام التي حصلت عليها بالانتخابات صنفتني بخانة فريق قوي في الجبل". وأشار الى "انني بالشوف كنت بمواجة التيار الوطني الحرب والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب السوري القومي الاجتماعي وكل الاحزاب كانت ضدنا ولم يكن معي حزب أو حليف بمواجهة هؤلاء أما ارسلان فكان معه التيار الوطني الحر اضافةً الى حلفاء سنة". كما ذكر أن "الحزب التقدمي الاشتراكي سقط له مرشح أساسي أنقذ بطريقة الصدفة، فكل الماكينات الانتخابية كانت تقول بساعات الصباح الأولى أن النائب مروان حمادة لم ينجح وأننا حصلنا على الحاصل". وشدد وهاب "على أنني لم اعد بحاجة لاكون على خط تماس أو على تصادم مع أحد بالجبل".

 

تيمور جنبلاط :علاقة تاريخية وبناءة تربط الحزب التقدمي وعائلتنا بالسعودية

الإثنين 11 حزيران 2018/وطنية - غرد النائب تيمور جنبلاط عبر حسابه على " تويتر" ان" علاقة تاريخية وثيقة وبناءة لطالما ربطت الحزب التقدمي الاشتراكي وعائلتنا بالمملكة العربية السعودية، وتأتي زيارتنا اليوم في سياق نهج نستكمله مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان بما فيه خير بلدينا وخير أمة عربية تحتاج إلى نهضة تحفظ المكتسبات وتحيي الأمل بالمستقبل".

 

ودّ بين جنبلاط وبن سلمان..والسياح عائدون؟

المركزية/11 حزيران/18/غرّد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر تويتر قائلاً “لقاء ودي وحميم مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في جو من الصراحة التامة والتأكيد على اهمية العلاقات التاريخية السعودية اللبنانية”.وليس بعيدا، أشارت معلومات أل بي سي آي الى ان "لقاء جنبلاط وبن سلمان كان ممتازا وتخلله وعد بأن الصيف سيكون حافلا بالسياح السعوديين". أما معطيات "الجديد"، فكشفت ان "الصفحة العابرة بين آل جنبلاط والمملكة قد طويت والعلاقة عادت الى سابق عهدها وكان هناك تشديد على متانة العلاقة وتاريخها"، لافتة الى ان "السعودية كشفت عن مشاريع سياحية وغيرها للبنان ولكن الأهم قبل كل شيء تشكيل الحكومة".

 

لقاء ايجابي بين جنبلاط وبن سلمان واتفاق على طي الصفحة العابرة بين الطرفين  وجنبلاط لمس من السعوديين اهتمامًا في لبنان سياسيًا واقتصاديًا

11 حزيران 2018/كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية المتحدثة بإسم الحزب التقدمي الإشتراكي، عن زيارة رئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط للمملكة العربية السعودية، فأفادت أن "رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط زار المملكة العربية السعودية يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، في مرحلة أقل ما يقال فيها بأنها مصيرية على كافة المستويات خصوصًا في ظل التطورات الخطيرة التي تحيط بقضايا العرب المركزية كأمن الخليج ومصير القضية الفلسطينية ومستقبل مدينة القدس في ظل الهجمة الأميركية غير المسبوقة لتغيير هويتها العربية وملامحها الحضارية الجامعة". في السياق ذاته، تابعت: "هذا بالإضافة إلى الأوضاع اللبنانية الداخلية عشية تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري، وعقب إنتخابات نيابية أرادوها معركة أحجام وإذ بجنبلاط يخرج منها رقمًا صعبًا وأساسيًا في الجبل والمناطق التي يشكل فيها الحزب التقدمي الإشتراكي الحاضر الأبرز". من جهة أخرى، قالت الصحيفة: "في وسط هذه الأجواء، جاءت زيارة جنبلاط إلى الرياض، التي وصفتها مصادر مطلعة لـ "الأنباء" بأنها كانت إيجابية جدًا، معتبرة أنها تأتي كتأكيد وترسيخ لعلاقة جنبلاط مع المملكة، هذا وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة، كما تشير المصادر، فهذا اللقاء نجح في طي صفحة التباين السابقة على خلفية الاختلاف في بعض وجهات النظر والمواقف تجاه قضايا المنطقة". في السياق، ذكرت "الأنباء" أنّ الزيارة كانت إيجابية تجاه الوضع اللبناني الداخلي، حيث لمس جنبلاط من المسؤولين السعوديين الذين التقاهم إهتمامًا كبيرًا من المملكة بلبنان سياسيًا وإقتصاديًا، كما درجت العادة دائما حيث لم تتخلَ السعودية يومًا عن لبنان لا سيما في أحلك الظروف، ومع هذه الإطلالة لجنبلاط من الرياض تكون قد عادت العلاقة السياسية إلى سابق عهدها، لا بل مهدت لاستمرارها مع النائب تيمور جنبلاط الذي يزورها للمرة الأولى بعد انتخابه نائبًا ودخوله غمار الحياة السياسية رسميًا". وتضيف الصحيفة أن "جنبلاط إستقبل بحفاوة بالغة في المملكة، الأمر الذي تجلّى ليس فقط بالشكليات إنما من خلال مروحة لقاءات واسعة جمعته مع المسؤولين السعوديين، وقد ظهرت هذه الحفاوة بشكل واضح في الصورة التي نشرها القائم بالاعمال السعودي في لبنان وليد البخاري وتجمعه بجنبلاط وتيمور وأبو فاعور مع الموفد السعودي إلى لبنان نزار العلولا، وكذلك في اللقاء مع ولي العهد الملك سلمان بن عبد العزيز.  يذكر، أن جنبلاط قد توّج هذه المناخات من خلال تغريدته الصباحية التي نشر فيها صورته مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكتب معلقًا: "لقاء ودي وحميم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جو من الصراحة التامة والتأكيد على أهمية العلاقات التاريخية السعودية اللبنانية".

 

مَن يتدخّل درزياً ويُعرقل تأليف الحكومة؟

"الأنباء الكويتية" - 11 حزيران 2018/رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن أن "اللقاء غير معني بتقييم اداء رئيس الجمهورية، انما يتعاطى بجدية كبيرة مع ملف التجنيس الذي اثار ارتياب اللبنانيين وشكوكا كثيرة حول مبدأ المعايير المعتمدة في عملية التجنيس، خصوصا ان بين المطروحة اسماؤهم للتجنيس اشخاصا لصيقين برئيس النظام السوري بشار الاسد، لا بل يشكلون الذراع الاقتصادية له"، مؤكدا أنه "أمر غير مقبول وعلى كل المعنيين بهذا المرسوم الفضيحة توضيح هذه النقطة المركزية والاجابة عن أسئلة اللبنانيين بهذا الخصوص".  وسأل ابو الحسن، لـ "الأنباء": "عن أي اصلاح نتكلم في ظل مرسوم سري دُبِّر في الليل؟ وعن أي شفافية نتكلم في ظل امتناع الداخلية عن اعطائنا حقنا بالحصول على نسخة من مرسوم التجنيس بحجة احالته الى هيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل؟"، مشيرا من زاوية ثانية الى أن "المضحك المبكي في الامر هو ان المرسوم تم اقراره قبل احالته الى الامن العام، اي قبل تدقيق الاخير بالأسماء والافادة بنتائج تحقيقاته واستقصاءاته، ما يؤكد مجددا ان المعنيين بمرسوم التجنيس غير واثقين بما قاموا به".  وعليه، أكد أن "اللقاء الديموقراطي سيطعن بالمرسوم امام مجلس شورى الدولة في حال لم يتم التراجع عنه بقرار من رئيس الجمهورية"، مشيرا ردا على سؤال الى أن "اللقاء يلتقي مع القوات اللبنانية في مواجهة مرسوم التجنيس لاسقاطه، خصوصا ان الفريقين التقيا سابقا على الشفافية وعلى تعزيز دور الدولة والمؤسسات وعلى مصلحة لبنان واللبنانيين". وعلى صعيد آخر وعن العقدة الدرزية الاكثر ضجيجا في رحلة الحريري لتشكيل حكومته، لفت ابو الحسن الى أن "المطلوب اولا هو الاسراع في تشكيل الحكومة للانصراف فورا الى معالجة الملفات الاساسية وفي طليعتها الملف الاقتصادي ومكافحة الفساد"، مطالبا للغاية عينها كل القوى السياسية بـ"تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وعودة الانتظام العام الى المؤسسات الدستورية"، مؤكدا "عوداً على بدء أنه ليس هناك ما يسمى بالعقدة الدرزية، خصوصا ان اللقاء الديموقراطي يُسهل الموضوع انما على قاعدة احترام نتائج الانتخابات وان تأتي عمية توزيع القوى السياسية في الحكومة وفقا لارادة الناخب اللبناني الذي اكد على خياراته بوضوح في صناديق الاقتراع"، معتبرا بالتالي أن "توزير النائب طلال ارسلان ينسف التشكيلة الحكومية ويضيع البوصلة على الرئيس المكلف". هذا واشار ردا على سؤال الى أن "منذ البداية كانت هناك محاولة لمحاصرة المختارة وتحجيم وليد جنبلاط، إلا أن الاخير حاصر حصاره وخرج منتصرا ومحاصرا لمن اراد محاصرته"، مشيراً من جهة ثانية الى أن "تدخل احدهم في الحصة الدرزية (غامزا من قناة جبران باسيل) لن يؤدي سوى الى المزيد من العرقلة في عملية التشكيل"، مؤكدا له أن "اللقاء الديموقراطي لا يتدخل في شؤون الآخرين ولن يسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونه".

 

نديم الجميل : نحن مع عودةالنازحين السوريين الى ديارهم في أقرب فرصة

الإثنين 11 حزيران 2018 /وطنية - قال النائب نديم الجميل لقناة "الجديد" لم نبدل موقفنا منذ انطلاق أزمة النازحين ، حين طالبنا الحكومات السابقة باقامة مخيمات للاجئين على طول الحدود اللبنانية السورية، حتى لا يتم انتشارهم على كامل الأراضي اللبنانية. لكننا جوبهنا بالرفض والإنتقاد وقد قيل لنا يومها، أنكم تريدون تكرار التجربة الفلسطينية وهذا الأمر مرفوض ". اضاف : "موقفنا المبدئي والاساسي هو عودة النازحين السوريين الى بلادهم في أقرب فرصة. وهناك من إستغل وجزأ الموقف الذي أعلنته بالأمس، نحن نصر على عودة مدروسة آمنة ومنظمة". وردا على سؤال حول ما نشره على تويتر دعوته "الحكومة الى التنسيق إذا اقتضى الأمر مع السلطات السورية من تأمين العودة، فهل هذا إعتراف بالخطأ عن السنوات الماضية؟ اوضح قائلا :ابدا ، موقفنا من النظام السوري لم يتبدل . نذكر تماما ماذا فعل النظام السوري في لبنان والفظائع التي يرتكتها أيضا في سوريا. فإذا كان الخيار بين بقاء النازحين في لبنان أو فتح حوار مع النظام السوري، فنحن مع العودة ، وإذا كانت تتأمن من خلال فتح مباحثات مع النظام السوري، فليكن، لأننا لم نعد نحتمل هذا العبىء". وقال :"هناك قنوات أمنية ودبلوماسية فلتستعمل من أجل التسريع بالعودة. وإذا كان العهد يقول أن لديه خطة مدروسة لعودة اللاجئين، فنحن الى جانبه في هذا الموضوع الاستراتيجي والمصيري للبنان. وعلينا التعاون مع الدول الصديقة والأمم المتحدة لإنهاء هذه الأزمة".

 

زاسبيكين: لا يجوز في هذه الظروف طرح مغادرة حزب الله سوريا

وكالات/الاثنين 11 حزيران 2018/أكد السفير الروسي الكسندر زاسبيكين أنه "لا يجوز ولا يمكن في هذه الظروف طرح مغادرة حزب الله أو إيران لسوريا، خصوصا أن القضاء على الإرهاب في سوريا لم يتحقق بعد"، لافتا الى أن "التركيز على هذا الموضوع في هذه المرحلة يجري من المعسكر المقابل لزرع الشكوك وخلق المشاكل بين محور المقاومة وروسيا، وهذا أمر مرفوض". وشدد في حديث الى "إذاعة النور" ضمن برنامج "السياسة اليوم" على أن "العلاقة بين روسيا ومحور المقاومة في سوريا هي علاقة تعاون"، معتبرا أن "الوجود الأميركي في سوريا واحد من الأسباب الكبيرة للتعقيدات الموجودة في هذا البلد وعدم التوصل إلى حلول". وقال ردا على سؤال: "هناك تصريحات رسمية روسية بما فيها موقف الرئيس الروسي المعروف من الوجود الاجنبي في سوريا، ويحق لروسيا كما لكل الدول ان يكون لديها رؤية استراتيجية خاصة، ولكن في النهاية القرار يعود للقيادة السورية، وهي الطرف الوحيد المخول اتخاذ قرارات كهذه".

واعتبر السفير الروسي أن "الاحداث في سوريا تتطور بصورة دينامية، ولا أتوقع خلال شهر أو شهرين ان يكون هناك نتائج نهائية لما يحدث في كل المجالات، لأن الأهداف الاساسية المطروحة مثلا امام محور المقاومة وروسيا لم تستكمل بعد حتى الاهداف الاساسية، كالقضاء على الارهاب والاوضاع في سوريا". وإذ لفت الى ان "روسيا مع سيطرة الجيش السوري على كل الحدود"، رأى أن "الاوضاع تتطور في سوريا خطوة خطوة". وفي الشأن اللبناني، أعرب عن اعتقاده ان "تشكيل الحكومة اللبنانية لن يطول كثيرا، وكما يقولون بعد العيد"، معتبرا أن "التعقيدات الدولية والاقليمية لتأليف الحكومة غير مؤثرة بدرجة كبيرة الآن، لأن هناك رغبة سياسية شديدة في تشكيلها".

 

خلايا نائمة في طرابلس: خوات تحت شعار "نحنا منحميك"

جنى الدهيبي/المدن/الإثنين 11/06/2018 /رغم أنّ ظاهرة فرض الخّوات ليست حديثة في عاصمة الشمال، إلّا أنّها تبدو راسخةً وتتمدد، من دون وضع حدٍّ لـ"الشبيحة" الذين يعتمدون مبدأ الاستقواء على المواطنين تحت شعار "نحنا منحميك". أخيراً، يتداول الطرابلسيون أخباراً عن تعرضهم لحوادث فرض الخوّة، وتحديداً في سوقي القمح والخضار وعند جسر نهر أبو علي ومواقف الفانات وفي الملولة. ففي الأسواق الداخليّة، مثلاً، تفاجأ أحد المواطنين عند شرائه حاجياته من السوق وعودته إلى سياراته المركونة جانباً، بأحد الشبان يمنعه من الصعود إلى سيارته قبل دفع مبلغ 2000 ليرة بذريعة إيجار موقف، رغم أنّ الشارع عام أو داخلي وتابع للبلدية. أمّا في حال امتنع المواطن عن الدفع، فيجري تهديده بحجز سيارته بالاكراه. ما يدفع إلى ترهيبه بتفادي الموقف بدل تورطه في إشكالٍ كبير. وتشير معلومات لـ"المدن" إلى أنّ عمليات فرض الخوات في طرابلس، التي تشبه مبدأ "الشحادة بالتشبيح"، تنقسم إلى شكلين. فرض الخوات على أصحاب المحال التجارية والبسطات، وفرضها أيضاً على أصحاب الفانات في طريقهم من طرابلس إلى عكار أو على السيارات الخاصة في المناطق التي سبق ذكرها. وفي البدء، يتبعبون أسلوباً "محترماً" لتحصيل الخوة، بحجة الحماية مقابل مبلغٍ معين. أمّا من لا يستجب لهم، فقد تأخذ الأمور معه منحىً سلبياً من الأذى والضرر، لاسيما أن عدداً كبيراً من المحال التجارية في السنوات الماضية سبق أن أغلق أبوابها نتيجة عدم تحمل هذه الضغوط والابتزازات. هذه الظاهرة، سبق أن انتشرت في طرابلس إبّان معارك جبل محسن وباب التبانة. وكانت فئة من قادة المحاور تتولى مهمّة إدارة عصابات الخوات. كذلك، عُرفوا بالطريقة "الاستخباراتية"، إذ يحدّدون المبالغ التي يريدون تشبيحها وفقاً لحجم المؤسسة ومدخولها. وكان لديهم أشخاص موزّعون في المناطق يراقبون المحال التجاريّة وزبائنها. لكن المفارقة، أنّه في تلك المرحلة اشتهر شبيحة الخوات باستنادهم إلى غطاءٍ سياسي من عدّة جهات، يرافقه تغاضٍ أمنيّ. أمّا حالياً، فيعمل هؤلاء كخلايا نائمة، من دون معرفة الجهة المستفيدة من وجودهم ودعمهم. وهو ما يدفع إلى السؤال: ما هو مصير من يمتنع عن دفع الخوة في طرابلس؟ ومن يحمي المواطنين من هذه التعديات السافرة بحقّهم؟

 

العرض الأميركي الإسرائيلي للبنان: ابحث عما يجري بجنوب سوريا

منير الربيع/المدن/الإثنين 11/06/2018 /هدأت سكرة العرض الأميركي الإسرائيلي بترسيم الحدود، وجاءت فكرة احتساب الخلفيات والمسببات والتداعيات. بعيد الاجتماع الرئاسي الثلاثي في بعبدا، أظهر لبنان حماسة متقدمة إزاء إنجاز الترسيم، وهو ما اعتبر نقلة نوعية في مسار المفاوضات. هذه الحماسة أظهرها موقف إيجابي للرئيس نبيه بري تجاه العرض المقدم، ولكن فيما بعد بدأت عملية التفكير وتجميع الملفات. يطرح المسؤولون اللبنانيون في الكواليس أسئلة عدة عن سبب بروز هذا العرض، والغاية من توقيته، وإذا ما كان مرتبطاً بالتطورات في المنطقة لا سيما في جنوب سوريا، والأردن، وصولاً إلى صفقة القرن.

لا تفصل مصادر متابعة هذه التطورات عن العرض الأميركي الإسرائيلي، والتي قد يكون سببها استدراج لبنان إلى موقع التفاوض لابعاده عن أي مواجهة محتملة أو تصعيد مفترض. هذا سبب سياسي أول يتعلّق بالتوقيت، لكن ثمة نظرة إيجابية في لبنان للطرح المقدّم، خصوصاً أنه يحتوي على حلّ نزاع عمره سنوات، وهو يشمل كل المنطقة الحدودية البرية والبحرية معاً. لكن التخوف يكمن في أن تكون الرغبة الإسرائيلية تتعلق بضم مناطق في الجولان، والأردن، مقابل تقديم تنازلات في لبنان برّاً وتحصيل مكتسبات في البحر. هنا، مكمن التخوف والاحتساب اللبنانيين.

في الأسبوع المقبل، من المفترض أن تنعقد اللجنة الثلاثية لاستكمال البحث في النزاع الحدودي، والوصول إلى تفاهمات بشأن النقاط التي سيشيد عليها الجدار الإسمنتي الإسرائيلي. يذهب الوفد اللبناني مزوداً بخرائط تثبّت صحة موقفه بشأن النقاط الـ13 الخلافية. وتكشف مصادر متابعة أن هذا الاجتماع قد يبدد المخاوف اللبنانية من حصول خرق إسرائيلي للخط الأزرق أو للأراضي اللبنانية. وهذا ما تحرص عليه القوات الدولية. فيما لا تستبعد أن تشمل النقاشات مسألة الحدود البحرية، إذ يصرّ لبنان على أن ترسيمها يجب أن يكون من نقطة رأس الناقورة في اتجاه البحر، على عكس الطرح الإسرائيلي، الذي يتخطى في البحر حدود النقطة البرية. سيتلمس الوفد اللبناني جدّية الطرح الأميركي الإسرائيلي من خلال الموقف من الجدار والحدود البرية. وهذا سيعطي إشارة إذا ما ستكون المفاوضات جدية أم للاستثمار بالوقت والهاء لبنان عن أمور أخرى.

لا ينفصل ما يجري عما يحصل في جنوب سوريا. طرح الإسرائيليين اتفاقاً بشأن مزارع شبعا يوضح أكثر المسار السياسي للمفاوضات. والدعم الأميركي لهذا المبدأ، يأتي في إطار تطويق حزب الله أكثر، خصوصاً أن أي تسوية لوضع مزارع شبعا، ستفرض ترسيماً للحدود بين لبنان وسوريا. وهكذا يتم شمل الحدود الشرقية اللبنانية للترسيم. وهذا ما سيكون له تداعيات أساسية على ضبط الحدود والتشديد على حركة تنقلات الحزب بين لبنان وسوريا. كما أن أي تسوية في ما يخص مزارع شبعا، تعني سحب ذريعة أساسية من حزب الله بشأن وجود سلاحه ضمن نطاق عمل القرار 1701. فهو يبرر استمرار العمل المقاوم حتى تحرير المزارع وبلدة الغجر، وبالتالي فإن حلّ هذا النزاع الحدودي عن طريق التفاوض، يجرّد الحزب من ذرائعه. مقابل تعزيز وجود الجيش اللبناني في تلك المنطقة، توازياً مع تسلّم الجيش السوري برعاية روسية الحدود الجنوبية السورية. وهذا يندرج أيضاً في إطار المساعي الدولية لتطويق الحزب وإيران. هذه المؤشرات يقرأها حزب الله جيداً، ولكن من غير المعروف كيف سيكون رده عليها. لا شك أن لبنان الرسمي سيجد نفسه أمام ضغط لا مثيل له. الوضع السياسي، والمالي والاقتصادي، سيكون مرتبطاً بمدى الاستجابة للشروط والعروض الأميركية. ومسالة الحصول على المساعدات الدولية ستكون مرتبطة بمدى الموافقة اللبنانية على الخطة التفاوضية. هذا وحده سيكون كفيلاً بإعادة زرع الخلاف بين حزب الله والأفرقاء السياسيين. والضغط سينسحب أيضاً على البلوكات النفطية، بحيث سيضغط الأميركيون على الشركات لعدم البدء بعمليات التنقيب، إذا لم يستجب لبنان لخطة التفاوض الدولية.

 

القوات" تردّ على كلام سليماني

جريدة الجمهورية/الثلاثاء 12 حزيران 2018

قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية»: «إنّ أفضل ردّ على ما قاله سليماني هو ما صرَّح به النائب محمد رعد، وبالتالي موقف سليماني من خارج السياق، فضلاً عن أنّه لم يصدر عن «حزب الله»، لا عن أمينِه العام ولا عن كتلة «الوفاء للمقاومة» أي موقف يدّعي بأنّ الحزب يملك 74 نائباً، وأكبر دليل هو موقف النائب رعد، خصوصاً لجهة انّه لا توجد أيّ اكثرية، وإنّ الأولوية في المرحلة السياسية المقبلة هي لاعتماد القانون وتنفيذه». وكان رعد قد لفتَ إلى «أنّ وضع المجلس النيابي بتكتلاته وموازين القوى فيه قد تغيّر بعد الانتخابات بنحوٍ واضح وجليّ، ولم يعد هناك فريق يستطيع أن يمتلك الأكثرية الدائمة لمقاربة القوانين والاقتراحات والمشاريع»، وأكّد أنّ «الأكثرية أصبحت متجوّلة بحسب أهمّية القوانين والاقتراحات، وهذا ما يتيح لنا فرصة أن نعطّل كثيراً من القوانين التي تضرّ بمصلحة البلاد، وندفع في اتجاه إقرار كثير من القوانين التي تحفظ مصالح العباد والمواطنين». وقال: «نحن نشهد بعض الإشكالات التي تحصل بين المسؤولين والقوى السياسية، لذا نقول للجميع إنّ اعتماد القانون وتنفيذه هو الذي يحلّ كلّ الإشكالات التي تقعون فيها».

 

مخالفة "صريحة وواضحة"!

جريدة الجمهورية/الثلاثاء 12 حزيران 2018/ذكرت معلومات أنّ ممثلة مكتب المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، اجتمعت مع سفراء في الاتحاد الاوروبي، في خطوةٍ رأت فيها مصادر ديبلوماسية «خروجاً عن إطار عمل كلّ الاعراف الديبلوماسية، ومخالفة صريحة وواضحة لقواعد احترام قوانين الدول المضيفة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

استراتيجية ترامب في إيران: تضرب أمريكا من الداخل

 ترجمة لبنان الجديد/بقلم فرانك وايزنر ونيلسون كانينغهام نقلًا عن ناشونال انترست

قد يكون قرار الرئيس ترامب بسحب الولايات المتحدة من الاتفاقية الإيرانية الخطوة الأكثر خطورة وإزعاجاً للاستقرار في فترة رئاسته الصاخبة. يُنظر إلى خطة العمل المشتركة المشتركة (JCPOA) على أنها انتصار للدبلوماسية المتعددة الأطراف وخطوة رئيسية نحو هدفين رئيسيين تتبناهما بشكل صحيح أي حكومة مسؤولة: منع الانتشار النووي ، والاستقرار طويل الأجل في الشرق الأوسط. حتى أولئك المتشككون في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2015 ، مثل الجنرال جيمس أ. ماتيس ، وزير الدفاع الآن، جادلوا الآن بأنه سيكون من الخطأ الانسحاب. سيكون للانسحاب أحادي الجانب للرئيس ترامب مجموعة من العواقب الجيوسياسية المضرة. لقد حظي اتفاق إيران بالدعم الرسمي ليس فقط من حلفاء امريكا الرئيسيين (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي) ، بل كان من قبل أهم منافسيها (روسيا والصين). من خلال الابتعاد عنه ، يخاطر الرئيس ترامب بإعادة إشعال برنامج إيران النووي. لقد رفع سقف أعمال العنف الإقليمية في الشرق الأوسط في العديد من الحروب . لقد أنهى عقودًا من التقدم القابل للقياس نحو عالم يكون فيه حظر الانتشار النووي هو القاعدة ؛ لقد تم دفع إيران إلى أحضان روسيا والصين. وقد أضعف التحالف بين ضفتي الأطلنطي مع أوروبا التي قامت بحماية العالم منذ عام 1945. أبعد من ذلك كله ، قد يكون ترامب قد مهد الطريق لأكبر تعطيل له حتى الآن في نظام أمريكا التجاري العالمي. من خلال إلغاء برنامج النقاط التجارية (TPP) وإعادة إصدار اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA) وإعادة توازن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا والتهديد بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية والبضائع الأخرى ، فقد أزعج كل شريك تجاري للولايات المتحدة بطرق مختلفة. لكن الانسحاب من JCPOA يهدد بتعطيل جميع شركائها التجاريين ، في وقت واحد. الانسحاب هو بالتالي الحماقة الجيوسياسية والزعزعة الاقتصادية في آن واحد.   في الانسحاب من الاتفاقية ، وعد الرئيس ترامب بفرض عقوبات أمريكية قوية على إيران - وكذلك على الشركات الأمريكية التي انتهكت تلك العقوبات. إن ما يسمى بـ "العقوبات الثانوية" سيعاقب الشركات الأجنبية التي تتاجر مع إيران. بالإضافة الى ذلك ، فإنهم قد يعاقبون الشركات الأمريكية التي تتعامل مع تلك الشركات. ستطبق عقوبات الولايات المتحدة هذه على الشركات الموجودة في أوروبا وكندا واليابان وكوريا والهند وأمريكا اللاتينية.وبعبارة أخرى، أكبر شركائنا التجاريين وأقربهم.

 وستؤثر هذه الشركات نظريًا على الشركات التي يوجد لها مقر في الصين وروسيا ، لكنّ روسيا تعارض بالفعل تشريعات العقوبات المضادة ، ولا يتوقع أحد أن تكبح الصين شركاتها التي تندفع بالفعل إلى الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأمريكي. إذا أجبرنا الشركات الأوروبية وغيرها على الخروج ، فإن هذا الفراغ سيكون أكبر ، وكذلك الفرص الروسية والصينية. وفي معرض شرحه لسياسة إيران الجديدة ، أوضح وزير الخارجية مايك بومبيو في خطاب ألقاه في نهاية مايو الماضي أن العقوبات هي في صميم استراتيجية ترامب. وقال: "سوف نحاسب أصحاب الأعمال المحظورة في إيران على عدم التطبيق" ضغطًا ماليًا غير مسبوق على النظام الإيراني ". واعترف بأن" إعادة فرض العقوبات وحملة الضغط القادمة على النظام الإيراني سوف تسبب صعوبات مالية واقتصادية لعدد من أصدقائنا . تلتقي فرق من المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم في اليابان وأوروبا الشرقية وأماكن أخرى لتوصيل الرسالة بأن الولايات المتحدة جادة. وقال وكيل وزارة المالية سيغال ماندلكر: "سنحمل المسؤولين عن الأعمال المحظورة في إيران المسؤولية". ألزم الرئيس ترامب والوزير بومبيو الولايات المتحدة بحرب تجارية ليس فقط مع إيران، بل مع كل دولة تجارية رئيسية في العالم. يعتمد ما إذا كانت تلك الحرب التجارية تمر الآن على قوة ونشاط الإنفاذ الأمريكي لنظام العقوبات، على القوة والحيوية التي يقاومها الأوروبيون الروس والصينيون ؛ وعلى مدى قيام شركائنا التجاريين المهمين - كندا واليابان وكوريا والهند والبرازيل باختيار عدد قليل - باختيار جانب أو آخر، أو مجرد النظر بعيدا في حين أن شركاتهم تتاجر بطريقة غير مشروعة.

خلاصة القول أنه في الوقت الذي يتم فيه تحليل تحرّك ترامب في إيران إلى حد كبير من الناحية الجيوسياسية ، فإن التأثير المباشر الأوسع قد يكون على الشركات ، وفي الأسواق العالمية التي شهدت بالفعل ارتفاعًا في مؤشرات التذبذب في الأسابيع الأخيرة. يعتقد ترامب ومستشاروه الرئيسيون جون بولتون ومايك بومبيو أن كل دولار (أو يورو أو روبل أو ين) موجه إلى إيران يذهب مباشرة إلى جيوب المتشددين ويمول سلوكهم المخلّص في الخارج. ويعتقدون أن تلك الصناديق تجعل العالم أقل أمنًا ولا تؤدي إلا إلى تقوية نظام استبدادي.

هدف ترامب هو إعادة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات عن طريق تجويعهم من الأموال الأجنبية والسلع الأجنبية. أما الأوروبيين فيحملون وجهة نظر معاكسة فبالنسبة لهم من الضروري الحفاظ على تدفق التجارة مع إيران ، حيث أن ذلك كان السبب الذي دفع إيران إلى خفض بشكل جذري طموحاتها النووية. ضف الى ذلك ، كلما ازدادت تجارة إيران وخلطها مع العالم من حولها ، ازدادت الضغوط من الناس لأجل الحرية. ومن وجهة النظر الأوروبية ، فإن كل يورو (أو دولار أو روبل أو ين) يجعل إيران تدفعه إلى نظام التجارة العالمية الأكثر شفافية ويضعف النظام الثيوقراطي المغلق . هذا الاختلاف بين وجهات النظر التي يحملها الأمريكيون والأوروبيون يكاد يكون لاهوتياً من حيث الشدة. هناك أيضًا اختلاف كبير في وجهات نظرهم حول قيمة الدبلوماسية والاتفاقات متعددة الأطراف ، وحول الحوار مقابل القوة كأفضل حل لحل المشكلات العالمية. وهذه الاختلافات الجوهريّة هي بالتحديد السبب الذي يدفع الشركات إلى القلق خشية أن يقعوا في مرمى النيران المتبادلة. ... منطق الحرب الاقتصادية الباردة هو أنه يجب معاقبة هؤلاء الرهائن ، في كثير من الأحيان بشدة. تم تغريم بنك BNP Paribas، البنك الفرنسي ، حوالي 9 مليارات دولار من قبل السلطات الأمريكية في عام 2015 للتهرب من العقوبات ضد إيران وكوبا والسودان. تم تغريم شركة ZTE للاتصالات السلكية واللاسلكية ، وهي شركة تصنيع أجهزة سمعية صينية ، بمبلغ 1.2 مليار دولار في عام 2017 ، ومنعت في الآونة الأخيرة من استخدام المكونات الأمريكية بسبب تداولها المحظور مع إيران وكوريا الشمالية. فقط هذا الأسبوع ، وافقت ZTE على دفع غرامة أخرى بقيمة 1 مليار دولار إلى الولايات المتحدة لتجنب ما كان يمكن أن يكون عقوبة الإعدام فعالة. في الأسابيع المقبلة ، سوف نتعرف على ما إذا كنا سنواجه حرباً من العقوبات المتزايدة بشكل متبادل ، مثل رد فعل الأوروبيين وغيرهم من الموقعين على تهديد العقوبات الأمريكية. لقد سنت روسيا تشريعات لمحاربة العقوبات الأمريكية بالتهديد بمعاقبة الشركات الروسية (والشركات الأجنبية التي تعمل في روسيا) التي تمتثل للولايات المتحدة. لقد كانت الصين وستظل أكبر مشتر للخام الإيراني.

وفي الواقع، أوضحت شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال" ، في اقتراحها أنها قد تبتعد عن تطوير حقل "بارس" المقترح في إيران والبالغ قيمته 5 مليارات دولار ، أن شريكها الصيني سيخطو حذوها إذا ما فعل ذلك. دعا وزير المالية الفرنسي إلى المقاومة الفخرية: "هل نحن الأوروبيون نريد أن نكون تابعين يقفون في انتظار الامتثال لقرارات الولايات المتحدة في 18 مايو، اقترح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر سلسلة من الإجراءات بما في ذلك "قانون المنع" الذي يحظر على شركات الاتحاد الأوروبي الالتزام بقانون العقوبات الأمريكي وحمايتها من الغرامات والغرامات ، بالإضافة إلى آلية تسمح للعضو تنص على تقديم مدفوعات مباشرة لإيران مقابل النفط دون استخدام المؤسسات المالية الأمريكية الخاضعة للعقوبات. وقال: "إن علينا واجباً ،أن نفعل ما بوسعنا لحماية أعمالنا الأوروبية ، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة ". وفي 6 حزيران ، قام الاتحاد الأوروبي بتحديث نظام حظره الرسمي للحماية من العقوبات المتعلقة بالولايات المتحدة وإيران. قد لا يكون الأوروبيون قادرين على الوفاء بهذه الوعود الجريئة في مواجهة الضغوط الاقتصادية الأمريكية المتضائلة على شركاتهم. في هذا الأسبوع فقط ، كتب الموقعون الأوروبيون الثلاثة والاتحاد الأوروبي إلى إدارة ترامب ، مطالبين بإعفاء الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية، على الرغم من التوقعات للحصول على استجابة إيجابية، يتم كتم الصوت. ولكن كيف يمكن أن تستفيد الولايات المتحدة من إذلال أقرب حلفائها ؟ بالفعل، يقوم القادة الأوروبيون بتنويع علاقاتهم. كان ماكرون في فرنسا في الأسبوع الماضي في موسكو مع بوتين ، وكانت ميركل في الصين.

في الأسابيع المقبلة، سيصبح حجم التداعيات الاقتصادية الناجمة عن قرار الرئيس ترامب المتسرع وغير المدروس أكثر وضوحًا. ستضطر الشركات الأوروبية إلى مواجهة حقيقة مفادها أن السوق الأمريكي بالنسبة لمعظمها ، أهم بكثير من السوق الإيراني. فرنسا ، على سبيل المثال ، تداولت سلع بقيمة 3.8 مليار يورو فقط مع إيران العام الماضي ؛ مع الولايات المتحدة ، كانت مليار يورو في اليوم. سيتعين على القادة الأوروبيين أن يقرروا مدى صعوبة دفع شركاتهم إلى الالتزام بقواعد العقوبات الأوروبية وتجاهل التهديدات الأمريكية. وسيتعين على حلفائنا التجاريين الآخرين - اليابان ، كوريا ، إلخ - اللاختيارعندما يتم الضغط عليهم من قبل الولايات المتحدة لقبول التعريفات أو الحصص من الصلب والألومنيوم. والفائزان الاقتصاديان الوحيدان اللذان يتدفقان من قرار ترامب هما روسيا والصين وسوف يستمرون في التجارة مع إيران ، وسيجنيان الفوائد التجارية التي ربما تكون قد تدفقت إلى الشركات الأمريكية أو الأوروبية. وستنظر بلدان أخرى - تركيا والهند من بينها - بعيدا عن شركاتها التجارية مع إيران ، وسيزدهر الفساد والتجارة غير المشروعة. في هذه الأثناء ، ستستمر إيران في العثور على ما يكفي من الموارد الاقتصادية من هذه المصادر لمساعدتها على تحمل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة فقد عانوا من الأسوأ. سيتعين على الشركات العالمية الآن أن تعمل كرجال شرطة خاصين يفرضون عقوبات على إيران. و  نعم ، لئلا ننسى - إن انسحاب ترامب المتهور وغير المبرر سيجعل العالم أقل أمنًا ، و احتمال الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط أقل وضوحًا ، وخطر الصراع العنيف يرتفع.

 

الحرائق تلتهم صناديق الاقتراع العراقيّة

 ترجمة لبنان الجديد/بقلم تامر الغباشي ومصطفى سليم نقلًا عن واشنطن بوست/11 حزيران/18

 اشتعلت النيران في مستودع يوم الاحد حيث يتم تخزين بطاقات الاقتراع من الانتخابات الوطنية العراقية قبل إعادة الفرز اليدوي الكامل وهو أحدث نكسة لعملية غارقة بالفعل في اتهامات بالاحتيال وغيرها من الانتهاكات.

وأنبعث من الحريق أعمدة سوداء يمكن رؤيتها لأميال حول العاصمة. وكانت هناك مخاوف من أن يؤدي تدمير بطاقات الاقتراع إلى مزيد من المخاطرة بشرعية انتخابات الشهر الماضي، التي شهدت تحولا كبيرا في النظام السياسي العراقي.وقال سعد معان ، المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ، إن الحريق اندلع في مستودع حيث تم تخزين آلات التصويت الإلكترونية وبعض صناديق الاقتراع. وقال إنه واحد من أربعة مرافق تخزين لأوراق الاقتراع في الموقع ، تابعة لوزارة التجارة العراقية ، وأن المستودعات الثلاثة التي تضم أغلبية العائدات قد نفقت.وقال إن سبب الحريق غير معروف ، وسيجري التحقيق فيه بمجرد احتواء الحريق من قبل فرق مكافحة الحرائق التسعة الموجودة في مسرح الرصافة ببغداد.

احتوت المستودعات على صناديق الاقتراع من أكبر منطقة تصويت في العاصمة.ولم يتضح على الفور كيف سيؤثر الضرر على نتائج الانتخابات ، التي تم التشكيك فيها وسط المطالبات المستمرة بوجود مخالفات كبيرة وسوء الإدارة.

ودعا سليم الجبوري ، رئيس البرلمان المنتهية ولايته ، الذي فقد مقعده في الانتخابات ، إلى إعادة التصويت بالكامل بسبب النيران.

اندلع الحريق في نفس اليوم الذي تم فيه تشكيل لجنة من القضاة لتتولى رسميًا إعادة فرز الأصوات من اللجنة الانتخابية العليا المستقلة ظاهريًا ، وهي الهيئة التي أدارت التصويت ، وتعرضت منذ ذلك الحين لانتقادات شديدة بسبب أدائها. وفي الأسبوع الماضي ، صوت البرلمان العراقي لصالح إقالة المفوضين واستبدالهم بالقضاة ، بينما طالب بإعادة فرز كامل لحوالي 11 مليون صوت. وأدانت بعض الأحزاب هذا الإجراء قائلة إنه كان يتزعمه مجموعات من المشرعين الذين فقدوا مقاعدهم.

وفازت كتلة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ، وهو معارض قديم للنفوذ الأميركي في العراق ، بأكبر عدد من المقاعد في العدد الأولي ، حيث حصلت على 54 مقعداً من أصل 329 مقعداً - مما جعله في موقع رئيسي لاختيار الزعيم القادم للبلاد. ووافق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي حلّ في المرتبة الثالثة في انتخابات 12 مايو على قرار اعادة النظر من جانب المشرعين قائلا ان اللجنة الانتخابية مسؤولة عن ما وصفه بمخالفات واسعة النطاق. قبل أن يتصرف البرلمان، قالت اللجنة الانتخابية إنها تفرغ 1021 صندوق اقتراع من جميع أنحاء البلاد ، إلى جانب الأصوات التي أدلى بها العراقيون في الخارج والعراقيون الذين ما زالوا يعيشون في مخيمات النازحين التي أقيمت أثناء المعارك ضد الدولة الإسلامية. ولم تذكر اللجنة سبب إبطال تلك الأصوات أو تفصيل أي من التناقضات التي يبدو أنها اكتشفتها ، مما أثار الشكوك من قبل الناخبين والأحزاب السياسية بشأن إدارتها للانتخابات المتنازع عليها بشدة.

في الأيام التي أعقبت الانتخابات ، بدأت تقارير الغش تظهر في المقام الأول من المنطقة الكردية في شمال العراق ، في حين اشتكى الناخبون في جميع أنحاء البلاد من صعوبات في استخدام آلات التصويت الإلكترونية التي كانت تستخدم لأول مرة.وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء هذه الادعاءات وحثت اللجنة الانتخابية على إجراء تحقيق سريع وشفاف.

إلى جانب نسبة الإقبال المنخفضة التي بلغت 45٪ تقريبًا ، فإن مزاعم الانتهاكات تلقي بؤرة الضوء على الانتخابات - وهي الأولى من نوعها في العراق منذ تسلم الدولة الإسلامية وفقدت ما يقرب من ثلث أراضي الدولة.

قبل إطلاق النار يوم الأحد ، لم يكن من المتوقع أن تؤدي إعادة الفرز إلى تغيير كبير في النتائج النهائية للانتخابات ، لكنها وعدت بمزيد من التأخير في عملية بناء التحالف المطلوب لتشكيل حكومة جديدة.

 من المقرر أن تنتهي فترة ولاية العبادي والبرلمان الحالي في 30 حزيران لكن من غير المرجح بشكل متزايد أن يتم تشكيل حكومة جديدة بحلول الموعد النهائي. كان كبار المسئولين قد بدأوا بالفعل محادثات حول تشكيل ائتلافات حاكمة يمكن أن تؤدي إلى انتخاب عبادي لفترة ثانية كمرشح بالإجماع.

 

حزمة مساعدات اقتصادية للأردن في «قمة مكة المكرمة»

مكة المكرمة - «الحياة»/11 يونيو 2018 /أقر الاجتماع الرباعي الذي عقد اليوم (الأحد) في قصر الصفا بمكة المكرمة بضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وحضور ملك الأردن عبدالله الثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ونائب رئيس الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حزمة مساعدات اقتصادية للأردن يصل إجمالي مبالغها إلى 2.5 بليون دولار أميركي. وصدر عن الاجتماع بيان أوضح أن المساعدات تتمثل في وديعة في البنك المركزي الأردني وضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، إضافة إلى دعم سنوي لموازنة الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، وتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية.

وجاء في نص البيان:

«بجوار بيت الله الحرام وبدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية عقد مساء الأحد السادس والعشرين من رمضان 1439هـ الموافق العاشر من يونيو 2018م اجتماع ضم كلاً من:

- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية

- صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية

- صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت

- صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي

وذلك لمناقشة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة الأردنية الهاشمية وسبل دعمها للخروج من هذه الأزمة.

وانطلاقاً من الروابط الأخوية الوثيقة بين الدول الأربع، واستشعاراً للمبادئ والقيم العربية والإسلامية ، فقد تم الاتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين وخمسمائة مليون دولار أميركي تتمثل في: 1- وديعة في البنك المركزي الأردني. 2- ضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن. 3- دعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات. 4- تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية».

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن العاهل الأردني أبدى شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على مبادرته بالدعوة لهذا الاجتماع، ولدولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة على تجاوبهما مع الدعوة، وامتنانه الكبير للدول الثلاث على تقديم حزمة المساعدات التي ستسهم في تجاوز الأردن للأزمة.

وعقب الاجتماع أقام الملك سلمان مأدبة سحور لضيوفه أصحاب الجلالة والسمو.

 

قوات النظام السوري تطرد «داعش» من البوكمال بعد صد هجومه

بيروت - أ ف ب/11 يونيو 2018 /تمكنت قوات النظام السوري وحلفاؤها اليوم (الاثنين) من طرد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) من مدينة البوكمال في شرق سورية، بعدما تمكن من السيطرة على أجزاء منها قبل ثلاثة أيام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وبدأ التنظيم فجر الجمعة هجومه بتنفيذ عشر هجمات انتحارية، ليتمكن لاحقاً من دخول المدينة والسيطرة على أجزاء منها قبل أن يتراجع السبت إلى الاطراف الشمالية والشمالية الغربية، بحسب المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام وحلفاؤها استعادت اليوم السيطرة على كامل مدينة البوكمال بعد طرد داعش من الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية». وأوضح المرصد أن التنظيم انسحب باتجاه بادية البوكمال بعدما حاولت قوات النظام وحلفاؤها حصاره داخل المدينة. وشهدت البوكمال منذ الجمعة معارك عنيفة بين الطرفين، تسببت في مقتل 48 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في مقابل 32 متطرفاً على الأقل من التنظيم بينهم الانتحاريون العشرة. وضاعف التنظيم المتطرف هجماته ضد قوات النظام خلال الاسابيع الماضية بعد طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرتهم في البادية السورية. ويتوارى مقاتلو التنظيم في البادية السورية الممتدة بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) وجنوب البوكمال على الحدود العراقية. كما يخوض التنظيم معارك ضد «قوات سورية الديموقراطية» (فصائل كردية وعربية) في جيب صغير على الضفة الشرقية المقابلة للبوكمال. وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سورية، لم يعد تنظيم «داعش» يتواجد إلا في جيوب

محدودة موزعة ما بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.

 

الأنظار نحو المحكمة الاتحادية لبت العد اليدوي للأصوات والصدر يحذر من حرب أهلية ويتلقى «اقتراحات» سليماني

بغداد – «الحياة»/12 يونيو 2018 /فيما تتضاعف المخاوف في العراق من احتمال تعرُض صناديق اقتراع لمزيد من محاولات الحرق، وبينما تتجه الأنظار إلى المحكمة الاتحادية العراقية للبت في دستورية إجراءات العد والفرز اليدوي لصناديق اقتراع، حذّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من الانزلاق إلى حرب أهلية، في وقت علمت «الحياة» أن قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني قدم له «اقتراحات» لتشكيل الحكومة المقبلة، أساسها اختيار رئيسِها من القوى الشيعية الخمس. وأكدت مفوضية الانتخابات أمس أن نيران الحرائق التي طاولت مخازن صناديق الاقتراع في منطقة الرصافة في بغداد، استهدفت أجهزة العد والفرز الإلكتروني، وان الصناديق التي تضم أوراق الاقتراع لم تصلها النيران، وهي سالمة تماماً. وشجع إعلان المفوضية عن سلامة الصناديق، رئيس البرلمان سليم الجبوري على عقد اجتماع مع اللجنة القانونية للبرلمان من أجل الحض على تسريع تطبيق إجراءات العد والفرز، فيما قال نواب إن البرلمان الذي تنتهي أعماله نهاية الشهر الجاري، قد يعقد جلسة لمساءلة الحكومة ومفوضية الانتخابات حول حريق الرصافة. وكانت الحكومة العراقية وحكومات المحافظات أصدرت بيانات أمس أكدت فيها تشديد الحماية على المواقع التي تُخزن فيها صناديق الاقتراع، إثر مخاوف من احتمال تكرار حريق بغداد. وفي مقابل تأكيد رئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي في تغريدة أمس، أن لا تحالفات وتشكيل حكومة وفق نتائج «مزورة»، مطالباً بالعد والفرز اليدوي، أصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خطاباً تحذيرياً حول المسارات الحالية، مؤكداً أن العراق في خطر، ومشيراً إلى عدم اهتمامه بالمناصب. وكتب الصدر في مقال نشره مكتبه في موقعه على الإنترنت: «كفاكم صراعاً من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة والحكم»، مضيفاً: «أما آن الأوان لأن نقف صفاً من أجل البناء والإعمار بدل أن نحرق صناديق الاقتراع أو نعيد الانتخابات من أجل مقعد أو اثنين؟». وقال إن هناك محاولات من البعض للتسبب بحرب أهلية، لكنه تعهد عدم الانزلاق في هذا الطريق: «لن أبيع الوطن من أجل المقاعد، ولن أبيع الشعب من أجل السلطة، فالعراق يهمني، وأما المناصب فهي عندي أهون من عفطة (عطسة) عنز». وكان أحد كبار مساعدي الصدر قال أول من أمس، إن حريق صناديق الاقتراع إما كان يهدف إلى الإجبار على إعادة الانتخابات وإما التستر على تزوير. ويأتي خطاب الصدر على خلفية معلومات حصلت عليها «الحياة» عن عودة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى العراق، وتقديمه اقتراحات لإقناع الصدر بتشكيل حكومة وفق السياقات التي سارت عليها الحكومات السابقة، وترشيح رئيسها من داخل القوى الشيعية الخمس (سائرون والنصر والقانون والفتح والحكمة). وأبلغت المصادر المطلعة «الحياة»، بأن الصدر ما زال يرفض هذا السيناريو لتشكيل الحكومة، ويُصر على تشكيل الكتلة الأكبر من قوى عابرة للمكونات، مشيرة إلى أنه يؤكد ضمناً، من خلال تغريداته الأخيرة، موقفه برفض الحصول على وزارات في مقابل إعادة إحياء «التحالف الوطني». في هذه الأثناء، وجهت مفوضية الانتخابات طلباً إلى المحكمة الاتحادية لإصدار أمر ولائي يوقف إجراءات العد والفرز اليدوي إلى حين إصدار المحكمة قراراً حول الطعون المقدمة بالتعديلات التي أجراها البرلمان على قانون الانتخابات، ومن ضمنها إلغاء اقتراع الخارج، وبدء عملية العد والفرز اليدوي بإشراف قضائي. ويبدو أن المفوضية قدمت هذا الطلب بعد إعلان مجلس القضاء الأعلى تعيينه لجنة قضائية للإشراف على إجراءات العد والفرز اليدوي بناء على القانون البرلماني الأخير. ويحيل هذا الالتباس حول الصلاحيات، القضية برمتها على المحكمة الاتحادية، التي يناقش أعضاؤها منذ أيام، الوضع الدستوري الحالي، من دون تسريبات عن التوجه العام للمحكمة. في هذا الصدد، قال الناطق باسم رئيس الحكومة حيدر العبادي إن «المحكمة الاتحادية العراقية فقط، وليس أي كيان آخر، هي من يمكنها اتخاذ قرار في شأن إعادة الانتخابات البرلمانية». ويقدر مختصون ومعلقون أن المحكمة الاتحادية قد تطعن بنصوص في قانون تعديل قانون الانتخابات الأخير، ومن ضمنها إلغاء انتخابات الخارج، لكنها قد تبقي على البنود الخاصة بالعد اليدوي، سواء بشكل كامل أو بنسب معينة.

 

أردوغان يعلن عن عملية عسكرية تركية في شمال العراق

اسطنبول - أ ف ب/11 يونيو 2018 /أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الاثنين) أن عملية عسكرية تركية تتم حالياً ضد قواعد المسلحين الأكراد في شمال العراق، تتضمن غارات جوية مكثفة ستستمر «فترة طويلة». وفي تصريح قبل أقل من اسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قال اردوغان أمام تجمع انتخابي إن «القوات الجوية التركية دمرت 14 هدفاً رئيساً لحزب العمال الكردستاني المحظور في منطقة جبل قنديل شمال العراق». وتزداد التوقعات في تركيا بأن الحكومة تحضر لعملية كبيرة ضد «حزب العمال الكردستاني» في جبل قنديل، على رغم نفي أنقرة أي علاقة لذلك بالانتخابات التي ستجري في 24 حزيران (يونيو). وقال أردوغان أمام تجمع في محافظة نيغدي في الأناضول: «لقد بدأنا عملياتنا في قنديل وسنجار». وأضاف أن «20 من طائراتنا دمرت 14 موقعاً مهماً وعادت الى قواعدها. لم تنته المهمة وستتواصل». وكان الجيش التركي أعلن الأحد أنه ضرب 14 هدفاً في غارات جوية على قنديل. وأكد مصدر رئاسي في وقت لاحق أن تصريحات أردوغان تتعلق فقط بقنديل وليس سنجار، وهي منطقة أخرى في شمال العراق يتواجد فيها «حزب العمال الكردستاني». ويقول محللون إن شن عملية كبيرة ضد «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق سيمنح أردوغان دفعة قوية في الانتخابات التي يتوقع أن تكون أكثر تنافسية مما كان منتظراً. إلا أن شن عملية برية واسعة لا يخلو من المخاطر نظراً لوعورة منطقة قنديل ومعرفة «حزب العمال الكردستاني» بها بعكس الجيش التركي. ويعتقد أن قيادة «حزب العمال الكردستاني» العسكرية تتمركز في هذه المنطقة. ومنذ 1984 يخوض «حزب العمال الكردستاني»، الذي تعتبره انقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي تنظيما «إرهابياً»، تمرداً دموياً على الاراضي التركية، لكن قيادته العسكرية تتمركز في جبال قنديل في شمال العراق قرب الحدود مع تركيا. ويشهد جنوب شرقي تركيا مواجهات شبه يومية بين قوات الأمن والمتمردين الأكراد منذ صيف 2015 حين انهار وقف لإطلاق النار كان يهدف إلى وضع حد لنزاع أوقع نحو 40 ألف قتيل منذ 1984.

 

واشنطن تفرض مزيداً من العقوبات على روسيا

واشنطن – رويترز/11 يونيو 2018 /فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات إضافية على خمسة كيانات وثلاثة أفراد من روسيا اليوم (الاثنين)، مشيرة إلى أنهم عملوا مع جهاز الاستخبارات الروسي لشن هجمات الكترونية على الولايات المتحدة وحلفائها. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان إن «الكيانات المذكورة اليوم ساهمت في شكل مباشر في تحسين قدرات روسيا في مجال الفضاء الإلكتروني وتحت الماء من طريق عملها مع جهاز الأمن الاتحادي الروسي (اف.اس.بي)، مهددة بالتالي سلامة وأمن الولايات المتحدة وحلفائها». ويسمح ذلك للولايات المتحدة بتجميد كل ممتلكات ومصالح الأفراد الخاضعين للسلطة القضائية الأميركية. وقال بيان الوزارة إن أنشطة روسيا المؤذية والمزعزعة للاستقرار على الانترنت، شملت الهجوم بفيروس «نوت بتيا» العام الماضي الذي انتشر في مختلف أنحاء أوروبا وآسيا والأميركتين، إضافة إلى هجمات على شبكة الكهرباء الأميركية والبنية التحتية للشبكات بما في ذلك محولات وأجهزة «راوتر». وأضاف البيان أن «إجراء اليوم يستهدف كذلك قدرات الحكومة الروسية تحت الماء». وتابع أن «روسيا نشطت في تعقب كابلات الاتصالات تحت الماء والتي تنقل القسم الأكبر من بيانات الاتصالات في العالم». والشركات المعنية هي: «ديجيتال سكيوريتي»، و«اي.ار.بي سكان»، و«امبدي»، و«معهد كفانت» للأبحاث العلمية، و«دايف تكنو سيرفيسز». والأفراد الواردة أسماؤهم اليوم جميعهم على صلة بشركة «دايف تكنو سيرفيسز» وهم: ألكسندر لافوفيتش تريبون، وأولج سيرجيفيتش تشيريكوف، وفلاديمير ياكوفليفيتش كاغناسكي.

 

لاول مرة إسرائيل تكشف عن سلاحها الفتاك في حرب 1967 .

موقع عربي اليوم/11 حزيران/18/كشفت وثائق إسرائيلية جديدة النقاب عن السلاح الأكثر فتكا لسلاح الجو الإسرائيلي والذي قضى على طائرات الدول العربية، مصر وسوريا ولبنان والعراق، إبان حرب يونيو/حزيران 1967.

ذكرت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية، مساء أمس، السبت، 9 يونيو/حزيران، أن طائرة “فوتور” الفرنسية الصنع، قد حققت نجاحات مدوية في القضاء على الطائرات المصرية والعراقية والسورية واللبنانية في اليوم الأول من حرب الستة أيام (حرب يونيو/حزيران 67)، وهي الطائرة التي وجدت فيها إسرائيل ضالتها لاستهداف الدول العربية الأخرى ـــ بحسب الصحيفة العبرية. وتعد طائرة “فوتور” من صناعة شركة “سود” الفرنسية، وهي طائرة هجوم أرضي، استخدمت للمرة الأولى في العام 1952، ودخلت الخدمة في العام 1958، وانتهت خدمتها في العام 1979. واستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي إبان حرب 67، وهي كلمة فرنسية تعني “النسر”، تحمل محركين، وفي جعبتها 8 طن متفجرات، كما أنها تطير لمسافات طويلة، مقارنة بطائرات أخرى دولية. وأولت إسرائيل اهتماما بالغا بالطائرة الفرنسية في العام 1955، حينما رأوا فيها ما لم يتوفر في طائرت مقاتلة أخرى حول العالم، فهي مقاتلة وقوية وتحمل العديد من الأطنان المتفجرة، وبالفعل سمحت الشركة الفرنسية ببيع 31 طائرة من نوع “فاتور” لإسرائيل، من نوع القاذفات، حيث اعتبرتها تل أبيب “قوة ردع قوية أمام الدول العربية”، ونقلت الصحيفة أنها بمثابة “قنبلة نووية”. وأكدت الصحيفة أن ديفيد بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل قرر في سنوات الخمسينيات حصول بلاد على سلاح نووي، ليتفوق به على غيره من الدول العربية المحيطة به، وهو ما قوبل بالتردد من قبل بعض القادة الإسرائيليين، آنذاك، لكن يتردد أن إسرئيل حصلت على السلاح النووي في الستينيات من القرن الماضي فعليا. في وقت كان لدى إسرائيل أكثر من نوع من الطائرات المقاتلة، مثل فاتور وميستير وسوبر ميستير وميراج، وهي الطائرات التي قضت على نظيرتها المصرية والسورية والعراقية واللبنانية في اليوم الأول من الحرب. أشارت الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية أن طائرة الفاتور الإسرائيلية تمكنت من الوصول لمطار الأقصر المصري ومطار h3 العراقي، بدعوى أنها مقاتلة ذات أبعاد طويلة، أو تطير لمسافات طويلة، فيما تؤكد الصحيفة أن طائرة “فاتور” تمكنت من تصوير أماكن معينة في القلب المصري، أعقبها اتخاذ بن غوريون قرارات مصيرية لبلاده، حينما أطلعته الطائرة على قواعد عسكرية مصرية، منها ألوية كاملة اقتربت من الحدود الإسرائيلية، ليندفع بن غوريون ويقرر إعلان التعبئة العامة في 23 فبراير/شباط 1960، وضرب محطات رادار في مصر في عام 1969، وربما تكون هذه المهمة الأخيرة لطائرة فاتور في سلاح الجو الإسرائيلي، الذي اتجه ناحية طائرة فانتوم الأمريكية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عشيّة «المونديال»: بأي تشكيلة سيلعب الحريري؟

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 12 حزيران 2018

بعيداً من هموم التأليف الحكومي وتعقيداته، يشارك الرئيس المكلف سعد الحريري الخميس المقبل في حفل افتتاح «المونديال» في موسكو، والتي ستليها أولى المباريات بين روسيا والسعودية، تحت أنظار المدعوّين الرسميّين من المسؤولين الكبار في العالم. على أرض الملعب ستدور مباراةٌ في كرة القدم، وعلى المنصّة سيتوزّع ممثلو لعبة الأمم. ليس معروفاً مَن هو المنتخب المفضل لدى الحريري في كرة القدم عموماً، لكنّ الأكيد أنّ خيارَه الاستراتيجي في كأس العالم 2018 محسوم. لن يتردّد الرئيس المكلّف في تشجيع المنتخب السعودي، أقله الى حين خروجه من البطولة. صحيحٌ أنّ الحريري سيكون جالساً خلال المباراة الافتتاحية قريباً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تستضيف بلادُه هذا الحدث الرياضي العالمي، لكنّ عيونه ستكون شاخصةً غالباً في اتّجاه وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والأرجح أنه سيصفّق بحرارة إذا سجّل المنتخبُ السعودي هدفاً في مرمى نظيره الروسي، مع الحرص على عدم استفزاز «القيصر» المضيف. هنا، لا تسري قاعدة «النأي بالنفس» التي ستتوقّف مفاعيلُها عند مدخل الملعب.

النتيجة الافضل بالنسبة الى الحريري هي أن تفوز السعودية على روسيا، فإذا تعذّر كسب النقاط الثلاث لا بأس في التعادل وانتزاع نقطة واحدة على الأقل، لعلّ ذلك يعوّض شيئاً من الخلل في التوازن بين الفريقين فوق الملعب السوري.

لكنّ الحريري لا يتمنّى، على الارجح، أن يلتقي منتخبا السعودية وإيران في حال تأهّلهما الى الادوار اللاحقة من كأس العالم، لأنّ مثل هذا السيناريو لا يتناسب مع متطلّبات المرحلة اللبنانية وخصوصيّاتها.

صحيح أنّ رئيس «المستقبل» سيكون في مثل هذه المواجهة الرياضية - السياسية منحازاً بكل جوارحه الى جانب «الفريق العربي» ضد «الفريق الفارسي» وفق تصنيفات المملكة وحلفائها، إلّا أنّ غالب الظن أنه يفضل عدم حصول تلك المواجهة الإقليمية فوق الارض الروسية، في هذا التوقيت، لأنه أيّاً تكن النتيجة على ارض الملعب فإنها قد تترك وقعاً سلبياً على لبنان الهش والمنقسم بين محورَين، بل ربما تنعكس هزيمة أيّ من المنتخبين على مساعي تشكيل الحكومة أو على «الستاتيكو» الرخو بين السنّة والشيعة!

ولئن كان الحريري سيتابع بشغف مباراة الافتتاح، مباشرة من موسكو وبعيداً من ضغط السياسة الداخلية وتعقيداتها، غير أنه يدرك أنّ مهمّةً صعبةً وشاقة تنتظره لدى عودته الى بيروت عبر الرياض، وهي التوفيق بين الطموحات الوزارية المتضخّمة للاعبين اللبنانيين والتي تفوق الطاقة الاستيعابية لأيِّ حكومة. يعرف الحريري أنّ مفعول إجازته الروسية لن يدوم طويلاً وأنها ليست سوى استراحة قصيرة بين شوطين، قبل الدخول مجدّداً في معمعة التأليف ومساوماته، عقب عيد الفطر.

ولعلّ السؤال الملحّ المطروح على الحريري هو: أيّ تشكيلة حكومية سيعتمد للتعامل مع تحدّيات الملعب اللبناني الذي قد يكون الأكثر صعوبة في العالم؟

يحتاج الرئيس المكلّف بالدرجة الأولى الى تشكيلة وزارية متوازنة، تضمّ لاعبين موثوقين لا «يبيعون» المباريات، ويعتمدون اللعب النظيف للتخفيف من ارتكاب الفاولات المكلفة. وإضافة الى ذلك، يجب أن يتحلّى الفريق الوزاري بمقدارٍ كافٍ من اللياقة السياسية بغية تحصينه ضد التعب والإرهاق، وبالتالي منحه القدرة على الدفاع المُحكَم وإقفال منطقة الجزاء عند التعرّض لمخاطر داهمة، ثمّ الانتقال السلس في الوقت المناسب الى الهجوم وتسجيل الأهداف في مرمى الفساد والهدر والبطالة والركود الاقتصادي..

ويُفترض أن تضمّ هذه التشكيلة حارس مرمى من الطراز الرفيع يمنع دخول الاهداف السهلة في مرمى الحكومة. والاهم هو بناء خط وسط متناغم، يجيد لاعبوه الربط بين الخطوط، وتبادل الكرة بسلاسة وإمرارها في الاتّجاه المناسب، من دون إغفال ضرورة وجود خط هجوم متمكّن يملك حساسية التهديف لحسم أيّ مباراة صعبة، خصوصاً أنّ هناك اختباراتٍ مفصليّة ستكون في انتظار الحكومة الجديدة عندما ستلعب ضد فرق تحترف كل انواع الارتكابات، ما يستوجب استدعاء لاعبين ماهرين يُحسنون التسديد الدقيق. وقبل كل شيء، مطلوب من أعضاء التشكيلة الوزارية المقبلة احترام صافرة الحكم (الدستور) والامتثال لقراراته مهما كانت صعبة، من غير الإساءة اليه او الاعتداء عليه، حتى لو رفع البطاقة الصفراء او الحمراء في وجه اللاعب المخالف. وعلى الوزراء أيضاً أن يتحلّوا بالروح الرياضية، فلا يتحول الخلاف الى نزاع ولا تنقلب جلسات الحكومة الى ساحة لتصفية الحسابات او لخدمة المصالح الشخصية على حساب «الجمهور» الغفير.. والغفور. هل يستطيع الرئيس المكلّف تكوين فريق من هذا النوع، يكسب ثقة اللبنانيين ويلبّي تطلّعاتهم؟ أم أنّ الحكومة المقبلة مرشّحة للهبوط الى «الدرجة الثانية»؟ ما علينا سوى أن ننتظر الـ«coach» سعد الحريري.

 

السيادة الباسيليّة بوصفها جريمة

حازم صاغية/الحياة/12 حزيران/18

السيادة، أيضاً، يصحّ فيها ما يصحّ في الشمس: من بعيد تضيء ومن قريب تُحرق. فكيف وأنّ المواطنين الأنضج والأرقى في عالمنا اليوم هم الذين يطمحون إلى كفّ يد السيادات الوطنيّة عن أمور كثيرة تتصدّرها مسألة اللاجئين. هذه– مثلها مثل البيئة والمياه والإرهاب والمخدّرات والجريمة والتهرّب الضريبيّ وتبييض العملة– لا تُعالَج من ضمن نطاق وطنيّ. إمّا أن يعالجها العالم أو أن تفتك بالعالم. المعركة «السياديّة» التي خاضها الوزير جبران باسيل ضدّ «مفوضيّة اللاجئين» التابعة للأمم المتّحدة، من تعابير السيادة التي تُحرق: تُحرق البشر والعقل والضمير بضربة واحدة. أمّا اللبنان، الذي باسمه خاض ويخوض وزير الخارجيّة معاركه، فمردودٌ إلى قرية تافهة وضيّقة الأفق لا تليق بأبنائها أنفسهم، ناهيك عن مدى لياقتها للاستقبال والضيافة. باسيل، بقوّة استمدّها من المصاهرة، يريد معاقبة المؤسّسة الأمميّة لأنّها تقوم بواجبها في تنبيه اللاجئين إلى ما قد يتعرّضون إليه إذا عادوا إلى أرض تحفّ بالأخطار. تلك المؤسّسة غير معنيّة بالنسب الطائفيّة ومعدّلات الإنجاب المذهبيّ في لبنان. إنّها معنيّة، أوّلاً وأخيراً، بالاعتبار الإنسانيّ والأخلاقيّ. أمّا مضمون الدعوة الباسيليّة، في المقابل، فمؤدّاه: فليعودوا فحسب. موت السوريّين وبقاؤهم على قيد الحياة مجرّد مسألة تفصيليّة. إنّ هذا الانتفاخ بالسيادة حيال النازحين السوريّين يُخفي من العبوديّة ما يُخفيه انعدام الطلب على السيادة حيال سلطة الوصاية الأسديّة. العبد المنتفخ بالسيادة كالعبد المنزوع السيادة: أسدان على السوريّ الضعيف وفأران أمام السوريّ القويّ. ألا ينمّ عن ذلك اقتران حملة التجنيس عبر ذاك المرسوم المشبوه، وحملة باسيل لترحيل السوريّين بأيّ ثمن وأيّة طريقة؟ وليس جديداً على حكّام «العالم الثالث» صدور الدعوات إلى كفّ يد العالم ومؤسّساته الأمميّة عن شؤون بلدانهم لأنّ هذا «مسٌّ بالسيادة الوطنيّة». بهذه الذريعة، مضى حكّام كصدّام حسين وبشّار الأسد في قتل مواطنيهم الذين يملك الحكّام إيّاهم حياتهم وموتهم. لكنْ ما دامت هذه الملكيّة الحصريّة واحداً من تعابير السيادة الوطنيّة، بات ردع العالم لأولئك الحكّام عملاً إمبرياليّاً مناهضاً للسيادة الوطنيّة. لكنّ ما يطمح إليه جبران باسيل تفرّقه ثلاثة فوارق عمّا نفّذه صدّام وينفّذه بشّار. الأوّل، أنّ الأخيرَيْن استهدفا بالأساس شعبيهما بالموت (وإن شاركت شعوب أخرى في دفع الأكلاف). الرغبة الباسيليّة تستهدف شعباً آخر يعاني الاقتلاع أصلاً. هذا يجعله، في حال القدرة على التنفيذ، أكثر خِسّة ووضاعة. الثاني، أنّ صدّام وبشّار ومن شابههما هم حكّام بلادهم. دعوة باسيل ما لبثت أن اصطدمت بمواقع أخرى في السلطة اللبنانيّة يرى أصحابها رأياً معاكساً لرأيه. هذا يجعل الدعوة الباسيليّة شبيهة بتباهي الصلعاء بشعر جارتها. الرجل الذي يناطح العالم بالكاد فاز، بعد فشلين متتاليين، في نيابة البترون! الثالث، أنّ الدعوة الباسيليّة تنبثق من حساسيّة محدّدة هي الطائفيّة في أبشع وجوهها: وجه اشتهاء الموت «لسوانا». النزعة الأقلّيّة التي يكون تعبيرها الأبرز عن نفسها كراهية الغريب الأضعف هي النزعة الأكثريّة نفسها التي يكون تعبيرها الأبرز عن نفسها سحق القريب الأضعف. والكراهية دوماً وبالتعريف عابرة للحدود: تُعمل شفرتها في القريب تمهيداً لإعمالها في الغريب، أو تسلك السلوك المعاكس الذي يفضي إلى النتيجة إيّاها. وهذا يطرح، مرّة أخرى، على بعض اللبنانيّين السؤال ذاته: هل تريدون أن تكونوا قتلة السوريّين عبر باصات الترحيل بعدما كان بعضكم الآخر قاتليهم بالرصاص الحيّ؟

 

بعد سقوط «إتفاق معراب» بالضربة القاضية

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 12 حزيران 2018

في استطاعة الرئيس المكلف سعد الحريري أن يعدّد ما يشاء من أسباب وحيثيات تُملي عليه العمل على تأليف حكومة وحدة وطنية تضمّ الغالبية العظمى من القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب، لكي تواجه التحدّيات، الإقيلمية منها والاقتصادية التي تنتظر لبنان.

ولكنْ سيكون ملزَماً بأخذ نتائج الانتخابات النيابية في الاعتبار معياراً أساسياً لـ«الكوتا» الوزارية لكلّ فريق سيجالسه على الطاولة الحكومية، قبَيل الغرق في مستنقع توزيع الحقائب، سواء تلك الدسمة، أو التي تتحوّل جوائزَ ترضية أو«هدايا».

وسيكون صعباً عليه، أو بالأحرى مستحيلاً، تجاوزُ خريطة مجلس النواب في توازناته السياسية، وإنّما سيعمل لإسقاطها على خريطة الحكومة لتكون «ألف باء» التأليف.

بهذا المعنى، تفرِد معراب ريشَها مطالِبةً بقوّة، بتمثيل وزاري لا يقلّ عن خمسة وزراء سيمثّلون «القوات» على طاولة الحريري الثانية في عهد الرئيس ميشال عون، بعدما حصَلت على الضمانات الكافية، محلّياً وإقليمياً في أنّها لن تكون فريسة العزلِ والإلغاء. تحمل معراب رزمة الأرقام التي حقّقتها خلال الانتخابات النيابية لتُبرزَها في وجه كلّ من يهوّل عليها بالحصّة والحضور الحكوميَين.

هكذا تبدو «القوات» غيرَ مكترثة لـ»الامتيازات» التي منَحها إياها التفاهم الرئاسي مع «التيار الوطني الحر» والذي يقضي بتوزيع المقاعد الوزارية المخصّصة للفريقين مناصفةً بينهما، ليس من باب التكبّر على الاتفاق، خصوصاً أنّه سقط بضربة عونية قاضية، وإنّما كونها قادرةً على المحاججة والخروج سليمةً من المفاوضات بحصّة وزارية وازنة، ما يجعلها غيرَ معنية بـ«كَرَم» الفريق الثاني أي «التيار الوطني الحر».

من هنا تطالب «القوات» بحصّة لا تقلّ عن خمسة وزراء ربطاً بعديد كتلتِها النيابية، بينها حقيبة سيادية، علّها تعوّض ما حجَبه عنها «التيار الحر» في الحكومة الأولى التي تصرّف راهناً الأعمال، كما يقول مطّلعون على ما كان يسمّى «تفاهم معراب».

إذ إنّ الاتفاق كان يقضي وفق هؤلاء بالتعامل بالمِثل بين الحليفين في عهد الرئيس ميشال عون، سواء لجهة المشاركة في الحكومة كمّاً ونوعاً أو في الإدارات الرسمية. الأمر الذي لم يحصل أبداً بسبب رفضِ رئيس «التيار» جبران باسيل الالتزامَ بمندرجات الاتفاق.

عملياً، سقط التفاهم في أرضه بضربة سدّدها باسيل عشية الصمتِ الانتخابي، ومِن حينها لم يجد من يقدّم له الإسعافات الأوّلية، أقلّه من الضفّة العونية، بقرار واضح من رئيس «التيار». صار الاتفاق من الماضي، لكنّ مفاعيل المصالحة لا تزال تنبض في شرايين الشارع المسيحي الذي أبدى تأييدَه لها وتفاعَل معها، وهذا ما بيَّنته صناديق الاقتراع، كما يؤكّد المطّلعون.

يمكن «القوات» أن تجاهر علناً أنّها كسبَت من المصالحة أكثر ممّا تكبَّدته. فرئاسة الجنرال ميشال عون أتت متمّمةً لمفاوضات المصالحة ولكن لم تكن سبباً لها بعدما حملَ رئيس تيار «المستقبل» الخيار الرئاسي إلى بنشعي ووضَعه بين يدي زعيمها سليمان فرنجية. وإذ بمشاورات الرابية تضمّ قصر بعبدا إلى سلّة المفاوضات. تكفي قراءة سريعة لنتائج الانتخابات للتأكّدِ من العوامل الأساسية التي ساهمت في التمدّد «القواتي» على الخريطة المسيحية الشعبية، ومعظمُها يدور حول مفاعيل المصالحة: تنقيح سِجلّ رئيس «القوات» سمير جعجع، وقفُ التصويت السلبي الذي كان يلاحق «القوات»، جذبُ المستقلّين، انكفاء شريحة من العونيين، وأداء «القوات» الحكومي. ولذا لا تُبدي «القوات» حرصاً «ملكياً» على مندرجات التفاهم مع «التيار» وباتت تتّكِل على «عضلات» رئيس الحكومة المكلّف الذي وعَد قيادتها، على ما يقول مطّلعون على العلاقة الثنائية، بخوض «معركةٍ» لتحصيل مطلبها بحقيبة سيادية، بعدما انقطع الحوار بين الحليفين السابقين، أي «التيار الوطني الحر» و«القوات»، باستثناء اللقاء الذي جَمع عون والوزير ملحم رياشي. وغير ذلك، «صفر تواصُل».

ولكنّ هذا لا يعني أنّ الحريري سيلتزم «الأجندة القواتيّة» كما هي، خصوصاََ وأنّ تخمة المطالبِ قد تجعل من حكومته خمسينية، وليس ثلاثينية. هكذا تفيد المعلومات أنّ رئيس الحكومة المكلّف قد يفاوض على أساس أنّ الحصة «القواتية» قد تنخفض إلى أربعة وزراء مقابل تسعة وزراء لتكتّل «التغيير والإصلاح» مِن ضِمنهم حصّة رئيس الجمهورية الثلاثية و»الطاشناق»، خصوصاً أنّ تجربة حكومة العهد الأولى أثبتت أنّ التمايز بين حصّة رئيس الجمهورية وحصّة «التيار الوطني الحر» أشبَه بضربٍ من ضروب الخيال.

 

متى تصبح موسكو مع مطلبِ انسحابِ «حزب الله» من سوريا؟

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 12 حزيران 2018

حصل في بدايات هذا الشهر تطوّرٌ ميداني في مدينة القصير، بنت عليه وسائلُ الإعلام الإقليمية والعالمية إستنتاجاتٍ مفادها أنّ هناك بداية إنقلاب روسي على إيران و«حزب الله» في سوريا. والخبر الذي أثار هذا التأويل، لم يتجاوز بضع كلمات: «الشرطة العسكرية الروسية إنتشرت في مدينة القصير السورية على الحدود مع لبنان بالتزامن مع بدءِ انسحابِ «حزب الله» منها». لم تصدر إيضاحات رسمية حاسمة لخلفية خبر إنتشار الشرطة العسكرية الروسية في القصير، لا من طهران ولا من موسكو ولا حتى من «حزب الله»، ما ساهم في اتّساع رقعة التكهّنات حول خلفيّاته. ولكن متابعة روايات قيادات ميدانية في تلك المنطقة، مضافاً اليها رصد كواليس النقاشات السياسية والديبلوماسية ذات الصلة بهذا الموضوع، تبرز معطيات ووقائع أساسية، يفيد إدارجُها في توضيح أسرار معادلة «الإفتراق والتلاقي» القائمة حالياً في سوريا بين إيران و«الحزب» من جهة وموسكو من جهة ثانية.

أحد هذه المعطيات معلوماتي، ومستقى من شهود عيان عسكريين في ميدان القصير، ويكشف أنّ الإنتشارَ الذي حدث للشرطة العسكرية الروسية في مدينة القصير خلال الأيام الأولى من الشهر الجاري، تبيّن بعد إستيضاحه أنّ هدفه كان «استطلاعياً»، وليس بقصد التموضع طويل المدى، وأنه أستمرّ لأيام ثم لم يعد وجوداً مهمّاً في المنطقة.

وتعزّز هذه المعلومة معلومة أخرى تكملها ولا تنفيها، وهي تفيد أنّ واقع حال فوضى التهريب والتفلّت الأمني على الحدود بين لبنان وسوريا التي تشكّل مدينة القصير ومنطقتها جزءاً منها، أصبح يشكّل صداعاً حتى للنظام السوري. فتعاظُم عمليات التهريب على اختلافها في الإتّجاهين عبر هذه الحدود، باتت تفوق قدرات «الهجّانة» (شرطة حراسة الحدود ضد التهريب التابعة للنظام السوري) على ضبطها. وما حصل أنّ دمشق قرّرت بالتنسيق مع حميميم (القيادة العسكرية الروسية في سوريا)، ضبط الوضع في المنطقة الحدودية السورية مع لبنان، وبموجب هذا التوجّه تمّ إعلام كل القوى ذات الطابع الميليشاوي، أو القوى الموازية للجيش السوري الموجودة في هذه المنطقة، بأنّ على عناصرها إما ترك السلاح أو الإلتحاق بأحد أفواج الجيش السوري المخصَّص لاحتواء الميليشيات التي كان النظامُ بناها في السنوات الماضية لتساعد الجيش السوري في حفظ مناطق يتمّ إخراجُ مسلّحي المعارضة منها.

وضمن هذا المسعى ذاته لتطبيق قرار ضبط الفوضى على الحدود مع لبنان، والناتجة في جزءٍ منها عن فوضى الحالة الميليشيوية التابعة للنظام الموجودة في تلك المنطقة، أرسلت الشرطة العسكرية الروسية مجموعة إستطلاع لدرس الوضع عن كثب في القصير ومنطقتها. ثم عادت هذه المجموعة بعد إنجاز مهمتها.

الى هنا تنتهي الرواية الميدانية لما حصل في القصير، وفي مقابلها ثمّة رواية سياسية عن سياق الخلفيات السياسية التي أتت «واقعة القصير» في إطارها، ومصدرها معلومات سياسية وديبلوماسية مختلفة.

وتذكر هذه الرواية وقائع عدة مهمة، كونها من جهة تساهم في إيضاح طبيعة التعقيدات التي تواجهها في هذه المرحلة علاقة موسكو بطهران في سوريا. ومن ناحية ثانية، تساهم في وضع «واقعة القصير» في سياق وقائع أخرى سبقتها وتلتها، وكلها ساهمت في طرح السؤال عمّا إذا كانت روسيا وإيران تتّجهان في سوريا من مرحلة التباين الى مرحلة الإفتراق:

الواقعة الأولى سبقت «واقعة إنتشار الشرطة العسكرية الروسية في القصير»، وفحواها أنّ إيران ردّت على الضربة الجوّية الإسرائيلية لها في مطار «تي. فور»، على رغم طلب موسكو منها عدم الرد. وأحدث ردّ إسرائيل على الردّ الإيراني في اليوم نفسه، أضراراً فادحة في بنية منظومة الدفاع الجوّي الخاصة بالجيش الروسي في منطقة جنوب سوريا التي يُقال إنها لم تكن مفعّلة بنحوٍ كامل بعد. وأزعج هذا الأمر موسكو، وأعتبرت أنّ الردّ الإيراني هو الذي تسبّب به، كونه إستدرج القصف الإسرائيلي.

الواقعة الثانية تفاعلت ضمن نطاق تباطؤ الرئيس بشار الأسد في تسليم الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا لائحة اسماء مملثي الحكومة السورية في اللجنة الدستورية، ثمّ تسليمه إياها، بعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، ما أوحى بأنه فعل ذلك بناءً لضغط روسي. ثمّة رؤية لطهران تعتبر أنه يجب الإستثمار في الإنتصارات الميدانية في سوريا، في مقابل رأي لموسكو يريد تسريع بدء عمل اللجنة الدستورية في اتّجاه إنتاج دستور جديد، والبدء بالبحث في التحضيرات لانتخابات رئاسة الجمهورية عام 2021. ثمّة أسئلة عن ماهيّة الجهات التي ستشارك في اللجنة الدستورية الى جانب المعارضة والنظام: هيئات مجتمع مدني، هيئات مستقلّة بين المعارضة والموالاة؟ وكل هذه التفاصيل لا اتّفاقَ عليها بين بوتين والأسد، ولا بين الكرملين وطهران ومعها حارة حريك.

الواقعة الثالثة، وهي الأصعب، وتتعلّق بمدى صحة أنّ موسكو تسير في تطبيق الشرط الإسرائيلي في منطقة جنوب سوريا، والذي ينصّ على منح ضمانات روسية لتل أبيب وإنسحاب إيران و»حزب الله» منها، وانتشار الجيش السوري وحده في هذه المنطقة؟.

ساد كثير من التأويلات حول هذا الموضوع، لكن ما تجزم به مصادر متقاطعة هو الآتي: لم تطلب روسيا حتى اللحظة، من إيران و»حزب الله» الإنسحابَ من منطقة جنوب سوريا، ولا يزال الطرفان لهما وجود فيها. ما طلبته موسكو خلال حديث إسرائيل معها في هذه النقطة، هو أن تتمّ مبادلة انسحاب الحزب وإيران من جنوب سوريا بانسحاب الجيش الاميركي من التنف. وحتى اللحظة فإنّ التفسير الذي تقدّمه موسكو لدعوتها خروج كل القوى الأجنبية من سوريا، لا يزال يقصد القوات الأميركية. وفيما لو وافقت واشنطن على صفقة خروجها من التنف قد يتطوّر موقف روسيا ليشمل إيران و»حزب الله». وحالياً، فإنّ موسكو تؤدّي دورَ ناقل الرسائل غير المباشرة بين تل أبيب وطهران. ولم تنفتح كلياً على الشرط الإسرائيلي في جنوب سوريا، ولكن بنحو مشروط بإنهاء الوجود الأميركي في التنف.

 

«14 آذار» بحلّتها الجديدة.. قوى «تنسيق وارتباط»

الان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 12 حزيران 2018

لم يعد بالإمكان الحديث عن قوى 8 و14 آذار في الحياة السياسية اللبنانية لأنّ «الحابل إختلط بالنابل» وباتت اللعبة في مكان مغاير تماماً لما كانت عليه يدءاً من ربيع 2005. يبقى يوم 14 آذار محفوراً في ذاكرة كل لبناني أراد التخلّص من الإحتلال وبناء دولة ذات سيادة، وموحَّدة تحت راية العلم اللبناني ويحميها جيشُها والقوى الشرعية فقط لا غير. لا ينفع البكاءُ على الأطلال أو الترحّم على الماضي، لأنّ الأولويات السياسية تبدّلت وبدّلت معها الموازينَ الداخلية وأوصلت الصورة السياسية الداخلية الى ما وصلت اليه حالياً. وبعد خيية الأمل التي حصلت نتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة وخسارة قوى «14 آذار» بالمفرّق، يبدو أنّ الوضعَ لن يذهب الى حدِّ الهزيمة المدوّية سياسياً لأنّ التوازنات الإقليمية تفرض نفسَها على الساحة الداخلية، فلا المحور السوري- الإيراني قادر على السيطرة على لبنان حتى لو اعتبرت إيران أنّ «حزب الله» وحلفاءه فازوا بالغالبية النيابية وحصدوا 74 مقعداً، ولا المحور السعودي- العربي يرضى بالإنسحاب من بلاد الأرز وتركها لإيران، وهذا كله يؤثر على المشهد اللبناني. لا يذهب أكثر الحالمين الى حدّ التخيّل أنّ 14 آذار ستعود كما كانت عند إنطلاق «ثورة الأرز»، فالأمانة العامة لهذه القوى أصبحت من الماضي وكل البُنى التنظيميّة لن تعاودَ عملها مثلما كانت تعمل سابقاً.

لكنّ العلاقات بين أحزاب وتيارات هذه القوى لن تصل الى مرحلة اللاعودة، خصوصاً أنّ مرسومَ التجنيس وحّد جزءاً من هذه القوى على رفضه، وهم «القوات اللبنانية»، «الكتائب اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي»، فيما هناك مكوّن كان يشكّل عصباً أساسياً لهذه القوى، أي تيار «المستقبل»، كان شريكاً في تمرير هذا المرسوم. من هنا، فإنّ بارقة أمل تظهر من بعيد، وهي عودة الحزب «الاشتراكي» الى لعب دوره في الموضوعات والملفات السيادية التي تهمّ جمهور «14 آذار» الحزين على مشهد إفتراق حلفاء الأمس، وتحوّلهم الى مجموعات متناحرة قبل إنجاز مشروع بناء الدولة الذي ناضلوا من أجله.

وتضاف الى كل ما ذُكر، عوامل عدة تزيد من الأمل في التنسيق في المرحلة المقبلة أبرزها أنّ رئيس الحزب «التقدّمي الإشتراكي» وليد جنبلاط ما يزال محافِظاً على عدائه مع النظام السوري وثابتاً على موقفه تجاهه والذي يدعو الى رحيله. أمّا العامل الثاني فهو العلاقة المتقدِّمة والمتينة التي تربط جنبلاط بـ»القوات»، والتي تُرجِمت من خلال التحالف الإنتخابي في الجيل وتحقيق فوز واضح، وهذه العلاقة تتفوّق على علاقة جنبلاط بالرئيس سعد الحريري وعلاقة الدكتور سمير جعجع بالحريري.

والإشارة الأهم هي زيارة جنبلاط الى السعودية ولقاؤه وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذه إشارة إيجابية خصوصاً أنّ الرياض تسعى الى «شدشدة» حلفائها في لبنان، وعدم السماح لـ»حزب الله» وحلفائه بوضع اليد على البلد دستورياً، بعدما سيطروا على قراره منذ أيار 2008 بفعل فائض القوة الذي يملكه.

ويرى كثر أنّ العودة الجنبلاطية مهمّة جداً لأنّ جنبلاط كان رأس حربة «14 آذار» وبوصلة هذه القوى. ومن جهة ثانية، فإنّ «14 آذار»، أي تيار «المستقبل» و»القوات» و»الكتائب»، يملكون فقط 40 نائباً ويحتاجون الى كتلة حنبلاط لتشكيلِ ثلثٍ معطّل، وكذلك الأمر بالنسبة الى الحكومة، حيث يحتاجون أيضاً الى وزراء الحزب «الاشتراكي» لتشكيل ثلثٍ معطّل يقف في وجه الفريق الآخر خصوصاً في القرارت الكبرى.

وقد تكون عودة الكتائب الى الإجتماع مع «القوات» و«الإشتراكي»، ولو لمعارضة مرسوم التجنيس، بادرة إيجابية، بعدما عاش الكتائب فترة من الصدام مع كل المكوّنات السياسية، نتيجة محاولته قيادة قوى ما عُرف بالمجتمع المدني، والتي أثبتت فشلها في الإنتخابات، في حين أنّ الكتائب صاحب خطاب سيادي، وقدّم الشهداء دفاعاً عن لبنان، وكان آخرهما الوزير بيار الجميل والنائب أنطوان غانم. والنقطة الأهم هي تأليف الحكومة، حيث لا يمانع الحريري في إعطاء «القوات» حصة وازنة كما تطالب، في حين أنه يؤيّد مطالب جنبلاط في حصوله على الحقائب الدرزية الثلاث، إضافة الى أنّ حزب الكتائب سمّى الحريري لرئاسة الحكومة، ما يذوّب الجليد بينهما والذي تراكم في المرحلة السابقة. لا شكّ أنّ الرياض تلعب دوراً متقدّماً في الحفاظ على «شعرة معاوية» بين قوى «14 آذار»، وهذا الأمر يعود الى نظرتها الى لبنان وعدم سماحها لـ»حزب الله» بوضع اليد عليه، في حين أنّ أحزابَ وتيارات «14 آذار» مدعوّة الى إجراءِ نقدٍ ذاتي بعدما أهدت القوى الأخرى عدداً كبيراً من النواب نتيجة إدارتها السيّئة للمعركة النيابية، ما جعل الخصوم يستفيدون ويتقدّمون، فهل سيستمرون في تقدّمهم أو أنّ هذه القوى ستعي خطورة المرحلة المقبلة وتستفيق لتنقذ نفسَها والبلد؟

 

وطن الهدر والفساد والبداية من "هدر الأدمغة"

الهام فريحة/الأنوار/12 حزيران/18

السؤال الذي يسأله اللبنانيون ولا يجدون جواباً عليه هو:

وهل قدرنا أن نتعايش مع الفساد على أنَّه معضلة، ولا إمكانية لمعالجته؟

يطرح اللبنانيون على أنفسهم هذا السؤال، وفي قلوبهم غصة، انطلاقاً من المعطيات التالية:

أيُّ بابٍ في لبنان ليس فيه "منفذ" فساد؟

هل في الكهرباء؟

هل في النفايات؟

هل في التلزيمات؟

هل في المعابر غير الشرعية؟

هل في التهريب؟

هل في التهرب الضريبي؟

وحتى لو ضُبِط الفساد، فما هي الإجراءات التي تتخذ؟

وهل تكون بحجم "الفِعْلَة" التي يقوم بها الفاسد والفاسدون؟

يحتار المتابع من أيِّ ملفٍّ يبدأ! كلُّ الملفات فيها "الخير والبركة" لجهة حجم الفساد فيها، وربما قبل أن نكتب إسم الملف يكون القارئ قد فطن إلى ماذا نريد أن نكتب. وهل أقسى من ملف الكهرباء والمحروقات؟

مَن لا يعرف أنَّ نصف العجز في خزينة الدولة مردُّه إلى الكهرباء ومفاعيلها؟

إذا كان العجز وصل إلى 80 مليار دولار، فإنَّ الكلفة على الكهرباء منذ ربع قرن إلى اليوم بلغت أكثر من 30 مليار دولار. لو أنَّ الكهرباء عادت 24 ساعة على 24 ساعة، لقال اللبناني:

"مغفورة للدولة خطاياها، لكن أي غفران يمكن أن يُعطى فيما يدفع المواطن من جيبه كل هذه المليارات وفيما واقع الكهرباء يزداد إيلاماً"؟

المؤسسات المالية الدولية ومراكز الأبحاث والدراسات، تضع رقماً شبه دقيق لكلفة الهدر والفساد في لبنان، فتكتب في تقاريرها أنَّ الكلفة لا تقل عن 10 مليارات دولار سنوياً. نصف هذا المبلغ الهائل يذهب هدراً في الإدارات الرسمية، وهو مبلغ متأتٍ من رواتب لا لزوم لها ومن رشاوى تُدفع لموظفين لتمرير معاملات ومن التهرب الضريبي، ولكن أين تذهب هذه الأموال المهدورة؟

الجواب في غاية البساطة:

تذهب إلى جيوب، يعرفها القارئ الفطن، أما القسم الباقي من الهدر والفساد فهو من النزف الحاصل الذي تتسبب به عوامل عديدة، منها عدم إيجاد فرص عمل للخريجين، فعلى سبيل المثال لا الحصر:

يكلِّف التلميذ لكي يصل إلى الإجازة الجامعية في جامعة محترمة معترف بها ما يزيد عن أي دخل عائلة متوسطة، ناهيك عن المدارس الرسمية والجامعات اللبنانية التي تغصُّ بمن فرغت جيوبهم. أما هذا الخريج حين يحمل شهادته يذهب بها إلى الخارج بحثاً عن فرصة عمل، فيكون لبنان قد خسر بهذا الشاب:

عقلاً جامعياً، والكلفة التي تكبدها ليصل إلى ما وصل إليه.

السؤال هنا: كم من خريج جامعي يخسره لبنان سنوياً حيث يغادر حاملاً شهادته مع كلفتها التي تتجاوز مئات ألوف الدولارات؟

هذا هدرٌ غير مباشر لكنّه موجع:

يسافر المتعلِّم الذي كلَّف أهله "ثِقله"، والآخرون ينتظرون ليكون هذا هو حالهم، أليس هذا هدراً تتسبب به دولةٌ لا تُخطِّط لمستقبل أبنائها الذين هم مستقبل الوطن؟

ليست هذه وحدها ملفات الفساد، وللبحث صلة.

 

جبران باسيل

حازم الأمين/الحياة/11 حزيران/18

لا شك في أن جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني وصهر رئيس الجمهورية ميشال عون، ظاهرة تتعدى السياسة. فالرجل يحرص على أن يستيقظ اللبنانيون في معظم أيامهم على ما يذهلهم من خطواته. هذا دأبه منذ سنوات. وهذا الأسبوع قرر، بصفته وزيراً للخارجية، وقف تجديد إقامات موظفي المفوضية العليا للاجئين في لبنان، الهيئة التابعة للأمم المتحدة، والتي تتولى رعاية وتمويل إقامة اللاجئين السوريين في لبنان. سبق أن فجر الوزير قنبلة الشريط الذي يظهر فيه شاتماً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وسبق له أيضاً أن أطلق تصريحات مشحونة بالكراهية حيال اللاجئين. ولا يمر أسبوع من دون مفاجآت تحفّ بهذه الظاهرة التي اسمها جبران باسيل. وهو بهذا المعنى ظاهرة تتعدى السياسة، ذاك أنه حل في وجدانات اللبنانيين في مكان شعوري ينطوي على قدر من الانفعالات الشخصية. قرر اليوم، وهو الوزير في حكومة تصريف الأعمال، أن على لبنان أن يصطدم بأعلى هيئة دولية في العالم. قرر ذلك وحده ومن دون أن يستشير رئيس الحكومة سعد الحريري! قال إن الهيئة تعيق قرار الدولة اللبنانية بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم! ولا يبعث على الذهول فقط أن الوزير قرر عدم تجديد إقامات الموظفين، بل أيضاً ادعاؤه بأن الدولة اللبنانية «قررت» إعادة اللاجئين إلى بلادهم.

إنها ضربة الوزير الأخيرة. سبقتها ضربات لا تقل عنها في بعثها للذهول، فالوزير يرغب في تعويض الفراغ الكبير الناجم عن العجز المطلق عبر صدمات يعتقد أنها ستملأ الفراغ الكبير الذي خلفه تصدره المشهد العام في لبنان. يريد أن يقول لجمهوره «المسيحي» أنه قوي إلى حد يمكنه من مواجهة الأمم المتحدة. هذه هي السياسة في عرف الوزير. السياسة هي قفزات صوتية في الفراغ. صوت مرتفع يطلقه عاجز غير كفء. ولبنان المنتهكة سيادته، والمُهدد اقتصاده، والغارق بفساد طبقته السياسية، والعاجز عن ضبط مسلحين يعبثون في مدنه وأريافه، والمختنق بفضيحة التجنيس المافيوية، لبنان هذا قرر أن يخوض مواجهة مع الأمم المتحدة! مواجهة وظيفتها الوحيدة أن يعرض الوزير أمام جمهوره «المسيحي» كم هو قوي وكم هو مُستجابٌ له. المسألة طبعاً لن تتعدى مفعولها الصوتي. الوزير سيمنح موظفي الهيئة الدولية إقاماتهم في الأسبوع المقبل. سيبقى منها ارتداداتها السلبية على سمعة الديبلوماسية اللبنانية. لكن ذلك لا يهم، ولا يهم أيضاً ما إذا كان الوزير مقتنعاً فعلاً بأن عودة اللاجئين متوقفة على قراره بعودتهم، لا على تسوية كبرى لم تنعقد بعد في دمشق. الوزير جزء من تحالف «الأقليات» الذي قرر أن تفريغ ريف دمشق من نحو ثلاثة ملايين سني هو ضرورة، ويعرف أن لا حول له ولا قوة تمكنانه من تغيير القرار، لكن لا بأس بأداء رقصة على ضفاف هذا العجز. الكلفة سيتوزعها الجميع، ووحده الوزير سيكون نجمها. إنها «السيادة» على ما يقول، وهي سيادة شديدة الحساسية حيال الفقراء السوريين وضعيفتها حيال أغنيائهم. وهذه المعادلة لا تعني الحرص على الاقتصاد اللبناني، فهذا آخر هم لدى أطراف هذه المعادلة. فالأغنياء المجنسون، أصدقاء الوزراء والرؤساء، وليسوا أصدقاء الاقتصاد اللبناني، بينما الفقراء اللاجئون تُمول الأمم المتحدة، التي أوقف الوزير تجديد إقامات موظفيها، إقامتهم البائسة في ربوع وطننا. تنتظرنا في لبنان حقبة اسمها جبران باسيل. فالرجل صهر الرئيس، والمسيحي «القوي» الذي سيكون ثابتاً في كل الحكومات. شاب في مقتبل العمر، وطامح لملء الفراغ الهائل، بفراغ موازٍ مشحونٍ بالضجيج، والرجل غير عابئ بالصداع الذي يخلفه.

 

في لبنان الفساد أيضاً «احتلال»... ولا مقاومة

عزت صافي/الحياة/11 حزيران/18

مع انتهاء الانتخابات النيابية اللبنانية التي أجريت في 6 أيار (مايو) الفائت أعلن رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون أن عهده بدأ في ذلك اليوم. أي أن فترة السنة ونصف السنة التي مضت من ولايته التي بدأت في 31/10/2016 غير محسوبة عليه، وهذا يعني أن مجلس النواب الجديد هو «مجلسه» الذي يعترف به، وقد أجريت انتخاباته على مسؤوليته مع الحكومة التي أشرفت على الانتخاب. لكن فاتحة العهد العوني جاءت مخيّبة للآمال بمقاييس الشفافية والإصلاح. فقد انكشفت «صفقة» منح الجنسية اللبنانية لثلاثمئة شخص من جنسيات عربية متعددة، والحصة الكبرى فيها لمواطنين سوريين من عائلات وفئات معروفة بأسماء وأنساب لها أدوار في مجالات السياسة، والإدارة، والاقتصاد، وقطاعات المال والأعمال. هذه المبادرة الرئاسية ليست طارئة، بل هي من تقاليد الرئاسات الديموقراطية في عالم الغرب، وقد ورثتها الجمهورية اللبنانية من تقاليد سلطة الانتداب الفرنسي، فالرئاسة الفرنسية تملك صلاحية منح الجنسية، لكن لأعلام مميزين بكفايات ومؤهلات علمية أو ثقافية، أو بإنجازات إنسانية وحضارية تندرج في خدمة الشعب الفرنسي عموماً، وغالباً ما تأتي هذه المأثرة لمن يستحقها مع نهاية ولاية الرئيس المقيم في قصر «الإليزيه».

فماذا يعني إقبال شخصيات سورية، ومن جنسيات أخرى من كبار المتمولين، والمستثمرين، على طلب الجنسية اللبنانية، غير الرغبة بإخفاء جنسيتهم الأصلية بغية الانتقال إلى عالم جديد بجواز سفر لبناني لا يزال صالحاً للعبور به إلى حيث لا يصل آخرون!

قبل نحو ربع قرن، أي في عهد الرئيس الياس الهراوي، أمرت سلطة الوصاية السورية بمنح الجنسية اللبنانية لنحو ربع مليون اسم وفق لوائح جرى تنسيقها في «مقر عنجر»، وضمت هويات آلاف من جنسيات عربية آسيوية وأفريقية مختلفة، بعضها للخدمات المخابراتية وأخرى مقابل دفعات تختلف أرقامها باختلاف مستوى مقام المجنّس وأرقامه في بنوك دول لا تخضع ودائعها للقوانين الدولية. وقليلاً كان، في ذلك الزمن، عدد الذين تجرأوا على نشر الأسماء والتفاصيل، مع الإشارة إلى أن هؤلاء المجنسين توزعت أسماؤهم على لوائح القيد للانتخابات النيابية اللبنانية، وبالتأكيد لن يخونوا الأمانة، ولن ينكروا الجميل، وسوف يظلون أوفياء لمن جنّسهم، ولهم حق الانتخاب في البلدين الشقيقين.

ذلك الهوى الانتخابي تجلّى أيضاً في رحلات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى أربع قارات (أميركا، وأوروبا، وأفريقيا، وأستراليا) حاملاً أوراق الاقتراع في الانتخابات الأخيرة إلى أبناء وأحفاد أولئك الأبطال المغامرين الذين اقتحموا المحيطات والأدغال، وصارعوا الوحوش الضارية، وأفنوا أعمارهم في زرع أحلامهم وطموحاتهم حتى أثمرت أجيالاً لبنانية عريقة الأصل، قوية الإيمان، والصبر، والجهد، والشجاعة، أمينة على الرزق، وفيّة للمعروف، فكانت منها تلك الملايين اللبنانية، العربية، التي توالدت، وتكاثرت، وتعلّمت، وعلّمت، وساهمت في إنشاء المدن، والمؤسسات، ومعاهد العلوم، فكان منهم رؤساء، ووزراء، ونواب، ونوابغ، وكم كانت نتائج أصوات المقترعين متواضعة، ومربكة، في رحلتها عبر القارات إلى غرفة الفرز في وزارة الداخلية في بيروت.

وإذ أقفلت تلك الغرفة بإعلان نتائج الانتخابات التي استمر فرزها يومين وليلين، بدأت تتكشف المخالفات بكل الوسائل والتحايل على القانون واستغلال السلطة والنفوذ وفق ما كشفته بيانات مرشحين متأكدين من فوزهم، لكن النتائج الرسمية جيّرت حقوقهم إلى آخرين.

إنه الفساد السياسي الذي يبدأ من فوق ويتدرج إلى تحت. «كل القيادات السياسية عندنا تلتقي على ضرورة مكافحة الفساد»، يقول الرئيس عون، ويضيف: «من جهتي، لن أتساهل بعد اليوم في أي ملف يرفع إليّ في هذا الموضوع، أو إلى أجهزة الرقابة».

بالنسبة إلى الهيئات الدولية يُعتبر هذا الكلام الرئاسي قراراً حاسماً لا بدّ من وضعه في التنفيذ من دون تأخير، خصوصاً أن الفساد في لبنان علة وُجدت مع تأسيس أول إدارة رسمية في بداية عهد الاستقلال، وللفساد في الدولة اللبنانية ملفات متكدسة في الأقبية المظلمة منذ بداية الاستقلال، وكل عهد يأتي ومعه برنامجه وفريقه السياسي والإداري، فيضيف ملفاته إلى ما سبق... في عهود سابقة، لم يخل مجلس النواب من جبهة إصلاح، وفي عهد الرئيس كميل شمعون منتصف القرن الماضي طُرحت فكرة خصخصة وزارت الخدمات العامة (الطاقة – الكهرباء – الاتصالات – المياه – النقل العام) لكن جبهة المعارضة في ذلك الزمن رفضت الفكرة في الأساس، تحسباً لسيطرة الرأسمال الحرّ على مقدرات الدولة والشعب. وفي المقابل كان الإصلاح السياسي، والإداري، والاجتماعي، صعباً، بل شبه مستحيل، مع الطبقة السياسية التي تتوارث النفوذ في الدولة كما لو أنه «حق مشروع» ينتقل من اسم إلى اسم.

لكن، في عهد الرئيس فؤاد شهاب (1958 – 1964) أجريت محاولة «استيراد» الإصلاح من الغرب، خصوصاً من فرنسا. فقد كان للرئيس شهاب في فترة قيادته للجيش، صديق قديم، وكان خبيراً في الإصلاح الإداري، وشهرته (الأنتندان لاي) وقد أقنعه بالمجيء إلى لبنان لإجراء مسح شامل للوضع الإداري والاقتصادي والاجتماعي، ولبّى الخبير دعوة صديقه الرئيس وشكّل هيئة خبراء ومستشارين باسم «بعثة إيرفد». تلك البعثة أجرت المسح الشامل المطلوب للوضع اللبناني، ووضعت تقريراً مطوّلاً، وكان أول تقرير وأهمه عن أزمات لبنان في العمق.

لقد كشف تقرير «إيرفد» بالأرقام أن أربعة في المئة فقط من اللبنانيين (عام 1960) يشكلون طبقة «أغنى الأغنياء»، وهؤلاء كانوا يملكون مفاتيح الرساميل والاقتصاد في البلاد مقابل نسبة 11 في المئة يشكلون «طبقة الأغنياء»، وعشرين في المئة يشكلون «طبقة ذات مداخيل عالية، وشبه دائمة»، أما في القطاع الزراعي، فقد كشف تقرير «بعثة إيرفد» عن نسبة 51 في المئة من المزارعين يعملون ويعيشون من أراضٍ يملكون منها ما نسبته 7 في المئة.

وتضمن ذلك التقرير في زمنه أيضاً (1960) إشارات إلى علة لبنان السياسية بالجملة التالي نصّها: «منذ الاستقلال تناوب على الحكم والسلطة في لبنان رؤساء، ووزراء، ونافذون، موزعون على سبعين عائلة من مجموع العائلات اللبنانية، وفق ما حدد التقرير المناطق «الأكثر حاجة للإنماء» وهي: عكار – الضنية – الهرمل – الجنوب المحاذي للحدود مع فلسطين». وقد أثمر التقرير مشاريع إنمائية عدة – إصلاحية – إدارية، أهمها: إنشاء وزارة التصميم (كانت ألغيت، وأخيراً أعيد طلب تأسيسها باسم «وزارة التخطيط» والمشروع الأخضر. أما المؤسسات الإدارية والمالية، فكانت: البنك المركزي، ومجلس الخدمة المدنية، والتفتيش المركزي). ولقد مضت خمس وسبعون سنة من عمر استقلال لبنان ولا يزال الموضوع الرئيسي الدائم بالعناوين المكبرة: «الفساد، ثم الفساد، ثم الفساد»، وبعده النداء الدائم في وجه كل عهد: الإصلاح، ثم الإصلاح، ثم الإصلاح».

وهناك سابقة في عهد إدارة الرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري لم تتكرر، وهي «مؤسسة أوجيرو الاتصالات – والبريد»، فمع هذه المؤسسة انتظم البريد اللبناني في الداخل وعبر العالم، وتحررت خطوط الهاتف الثابت والمحمول من قبضة احتكار الأرقام عبر «وزارة البريد والبرق والهاتف»، وهو العنوان القديم للاتصالات الذي خرج من الذاكرة اللبنانية، وقد أقفل باب السمسرة، والمتاجرة بخطوط الهاتف وأرقامه. وفي خضم هذه المعلومات والتصريحات عن الفساد في إدارة الدولة اللبنانية، أصدر الرئيس العام لهيئة «أوجيرو – الاتصالات» أخيراً البيان الآتي:

«إن الفساد والفاسدين ليسوا مطمئنين، إذ إن الحال لم يعد كما كان عليه في السابق، فباتت المخالفات تُعد، وتحصى، والمسؤول عن أي هدر أو اختلاس بات يُسأل ويُحاسَب، ويُعاقَب عنه إن ثبتت عليه تهمة... نعم، إنه زمن المحاسبة، أما الفساد فبات من زمن آخر، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء. لن ينجح التوظيف السياسي السلبي في تغيير مسار الإصلاح الداخلي الذي يرعاه العهد...». هذا كلام موظف لبناني رسمي خاص بدائرة واحدة من مئات الدوائر الرسمية في العاصمة بيروت والمناطق... وهو كلام في خدمة عهد الرئيس عون، لكنه أيضاً دليل وبرهان على أن تحرير قطاعات الخدمات المباشرة للشعب (الكهرباء – المياه – النفايات) من الإدارة الحكومية المباشرة ممكن، وهو لمصلحة الشعب والدولة معاً، لأن المراقبة المستقلة أكثر فاعلية، والمسؤولية محصورة في إدارة معينة، والمحاسبة لها أصول، والنتائج لمصلحة الشعب، والدولة معاً.

هناك حكومة لبنانية جديدة على الأبواب، وفيها وزير لمكافحة الفساد، وأياً يكن ذلك الوزير فستكون وزارته الأهم. فالفساد الإداري يرقى إلى مستوى الاحتلال، ولا مقاومة... فمن سيتطوع لمقاومة هذا العدو الذي يسلب الإدارة عافيتها، ويشوّه سمعتها، ويعمّم فيها الفساد. إنه العدو الداخلي الذي لا يقهره إلا الأقوى في المقاومة. ويبقى اللبنانيون في انتظار حكومتهم الجديدة التي ستولد بالتوافق «الوطني» على عدد الوزراء، وحصة كل كتلة. لكن أعداداً كبيرة من اللبنانيين لا تعلم أن الولايات المتحدة الأميركية التي تبلغ مساحتها تسعة ملايين وثمانمئة وخمسة وعشرين ألف كيلومتراً مربعاً، وعدد سكانها نحو ثلاثمئة وخمسة وعشرين مليوناً، لها حكومة مؤلفة من 16 وزيراً. أما لبنان الذي لا تزيد مساحته عن عشرة آلاف و425 كيلومتراً مربعاً، وعدد سكانه نحو أربعة ملايين ونصف المليون، فإن عدد وزراء حكومته التي لا تزال قيد التأليف لن يقلّ عن الثلاثين وزيراً وما فوق! وسوف يكون شعارها: الإصلاح والإنماء!

* كاتب وصحافي لبناني

 

مشكلة «القوات» مع عون أم مع باسيل؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 11 حزيران 2018

هناك دلائل إلى أنّ عذابَ «القوات» في الحكومة الآتية سيكون أكبرَ منه في الحكومة المستقيلة. ويرى كثيرون أنها ستُضطر إلى رفع شكواها مراراً إلى رئيس الجمهورية. لكنّ البعض يقول: «كيف لـ«القوات» أن تستنجدَ بعون ضد... العونيّين؟ ويرون أنّ «القوات» ستختبر صحّة مقولتين. الأولى هي «أنصرْ أخاك ظالماً كان أم مظلوماً»، والثانية هي «الشكوى لغير الله مَذلّة»!

تتجنّب «القوات» أن توحي بأنّ مشكلتها هي مع الرئيس ميشال عون لسببين:

1 - هي تفضِّل عدمَ الدخول في مواجهة مع موقع رئاسة الجمهورية مباشرة، الموقع المسيحي الأعلى. فهذه المواجهة تشكِّل إحراجاً لها، كما لسائر القوى المسيحية.

2 - هي تفضّل تحييدَ عون لإبقائه وسيطاً محتمَلاً أو مفاوِضاً في النزاع الحامي مع صهره، رئيس «التيار»، الوزير جبران باسيل. فالتفاوض مع عون يبقى أسهل وأضمن من التفاوض مع باسيل لأنّ «اتّفاقَ معراب» معقودٌ أساساً بين عون والدكتور سمير جعجع، ولأنّ عون يبقى أكثرَ انفتاحاً على النقاش من باسيل… وفي أيّ حال، هو أكثر قدرة على الوفاء بالتعهّدات لأنّ موقعَه يفرض عليه ذلك، ولأنه يمتلك الرصيد الأقوى.

إذاً، من المفارقات أنّ «القوات» مضطرةٌ إلى الإيحاء بأنّ خلافها ليس مع عون… بل مع العونيّين. لكنّ هذا الفصلَ بين رمز «التيار» وجسمه ليس واقعياً، مثلما يستحيل فصلُ الجسد عن الروح. وما يُقال عن «وحدة الحال» بين رئيس الجمهورية وتياره السياسي يُقال أيضاً عن وحدة الحال بين الرئيس نبيه بري وحركة «أمل» وبين الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل».

مثلاً، لم يُصدر رئيسُ الجمهورية مرسومَ التجنيس قبل الانتخابات، بل خبّأه- وكذلك الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق- إلى ما بعدها بأيام قليلة. وواضحٌ أنّ المرسومَ كان جاهزاً بكل عناصره عشيّة الانتخابات. فلو عمد عون إلى إصداره قبل الانتخابات، لكانت موجة الاعتراض الشعبية قد انطلقت في توقيت لا يخدم مصلحة التيارَين السياسيَّين اللذين يقودهما عون والحريري، ولا مصلحة المشنوق كمرشح.

في عبارة أكثر وضوحاً، لم تكن شعبيةُ عون رئيس الجمهورية هي التي ستتأثر، لأنه لم يشارك في الانتخابات ممثلاً لموقع الرئاسة، ولم يكن له مرشّحوه ولوائحه، إنما بقي في الانتخابات رمزاً لـ»التيار الوطني الحرّ».

فـ«التيار» نفسُه رفع شعارَ «لوائح العهد القوي»، أي إنّ مَن اقترع ضد «التيار» إنما اقترع ضد العهد أيضاً. ولم يصدر عن عون ما ينفي هذا الترابط المعنوي مع «التيار».

طبعاً، عون نفسُه يريد أن يكون «أباً للجميع»، أي فوق النزاعات السياسية والمتنازعين. لكنه في الوقت عينه لا يريد تفويتَ فرصة وجوده في موقع الرئاسة لإيصال «التيار الوطني الحرّ» إلى الموقع السياسي الأقوى على المستوى العام، وعلى المستوى المسيحي خصوصاً.

فعون يريد تهيئة الظروف ليكون رئيس «التيار» هو المسيحي الأقوى، المؤهَّل لخلافته في بعبدا، بعد انتهاء الولاية. ومعلومٌ أنّ المحيطين بعون، في القصر الجمهوري، هم أركان العائلة و»التيار» في آن معاً.

إذاً، لا أحدَ مقتنع بالفصل بين عون و»التيار»، كما بين الحريري وتياره. وبالتأكيد، ليس عون نفسُه مقتنعاً بذلك. إلاّ أنه لا يريد إهدارَ الفرصة لتكريس العرف القاضي بأن تكون لرئيس الجمهورية كتلتُه الوزارية الخاصة. فلا بأس في أن يتحكّم بمجلس الوزراء بـ10 وزراء، وأكثر، أي بالثلث الضامن، يتنوّعون بين عونيّين و»تياريّين».

منطق «القوات» هو أنّ مبرِّرَ هذا العرف، من عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي إلى عهد الرئيس ميشال سليمان، كان أنّ الرئيس لم يكن يتمتّع بالتغطية الشعبية والنيابية، فيجري تعويضُه بكتلة وزارية تكون له الذراع اليمنى في السلطة التنفيذية، خصوصاً أنّ الرئيس لا يمتلك الحقّ في التصويت في مجلس الوزراء، ولو ترأسه. ولكن، رئيس الجمهورية هو اليوم رئيسُ أكبر كتلة نيابية مسيحية.

على رغم ذلك، تتجنّب «القوات» تصويرَ نفسِها رافضةً تقوية موقع رئيس الجمهورية الماروني تعويضاً لما خسره في «إتّفاق الطائف». ولذلك هي «محشورة» في التعاطي مع هذه المسألة. فبالتأكيد هي لن تستطيع الموازنة بينها وبين «التيار» في مجلس الوزراء، وفقاً لمنطوق «تفاهم معراب»، ما دام هناك وزراء عونيّون إضافيون سيأتون على اسم الرئيس.

في أيّ حال، إنّ تمسُّك عون بوزراء له «حصراً» سيدفع الحريري، وربما بري، إلى التمسّك بوزراء لهما، بمعزل عن وزراء «المستقبل» و«أمل».

وسيؤدّي ذلك، إذا حصل، إلى سيطرة «ترويكا الحكم» على مجلس الوزراء بما يفوق ثلثي أعضاء الحكومة: من أصل 30، على الأقل سيكون أكثر من الثلث لعون وأكثر من الثلث للحريري وبري معاً، ما يجعل مجلس الوزراء مجرّدَ أداة تنفيذية للنافذين في السلطة (أكثر من 21 وزيراً لـ»الترويكا»).

في الحكومة الحالية (حكومة تصريف الأعمال)، حاولت «القوات» أن تلجأ إلى عون، رافعةً إليه شكواها من باسيل ورفاقه، لكنها لم تحصل على نتيجة في مجلس الوزراء. والرسالة التي تبلّغها جعجع من الرئيس: «حلّوا مشكلاتكم مع باسيل وجهاً لوجه. أنا لم أعُد رئيساً لـ»التيار» لأتدخّل، ولا تقحموني في النزاعات الحزبيّة».

اليوم، سيحافظ عون على هذه الصورة. وسيكون هو وتياره في الحكومة العتيدة أقوى ممّا كانا في الحكومة المستقيلة. ولذلك، على «القوات» أن تتوقّع أن تكون «معاناتُها» أقسى في المرحلة الآتية. وهي لا تنتظر كثيراً من الآذان الصاغية في بعبدا».

مؤشراتُ المعاناة «القواتية» بدأت تُطلّ بأجواء «الشراكة» الهادئة والوطيدة والمتعدّدة الوجوه بين باسيل والحريري، من النفط والكهرباء والاتّصالات إلى مرسوم التجنيس الذي تمّ تدبيرُه «عَ السَّكْت» طوال أشهر وتمّ تخريجُه «عَ السِّكَّيت» في لحظة، والذي سيكون نموذجاً لأزمات آتية.

في مرسوم التجنيس، تضامنت «القوات» مع حزبَي الكتائب و»التقدّمي الاشتراكي»، لعلّ ذلك يشكّل حدّاً مقبولاً من التوازن في مواجهة «فريق الصفقة». وفي المستقبل، عليها أن تختار تحالفات ظرفية مع قوى سياسية مختلفة، وفقاً لطبيعة كل ملف وأزمة لتتمكّن من مواجهة التيارات.

ولكن، بالتأكيد، ليس على «القوات» أن تقع في خطأ المراهنة على لحظة التخلّي بين عون وتياره، أو بين عون وباسيل!

 

بعد سقوط «إتفاق معراب» بالضربة القاضية

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 12 حزيران 2018

في استطاعة الرئيس المكلف سعد الحريري أن يعدّد ما يشاء من أسباب وحيثيات تُملي عليه العمل على تأليف حكومة وحدة وطنية تضمّ الغالبية العظمى من القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب، لكي تواجه التحدّيات، الإقيلمية منها والاقتصادية التي تنتظر لبنان. ولكنْ سيكون ملزَماً بأخذ نتائج الانتخابات النيابية في الاعتبار معياراً أساسياً لـ«الكوتا» الوزارية لكلّ فريق سيجالسه على الطاولة الحكومية، قبَيل الغرق في مستنقع توزيع الحقائب، سواء تلك الدسمة، أو التي تتحوّل جوائزَ ترضية أو«هدايا». وسيكون صعباً عليه، أو بالأحرى مستحيلاً، تجاوزُ خريطة مجلس النواب في توازناته السياسية، وإنّما سيعمل لإسقاطها على خريطة الحكومة لتكون «ألف باء» التأليف. بهذا المعنى، تفرِد معراب ريشَها مطالِبةً بقوّة، بتمثيل وزاري لا يقلّ عن خمسة وزراء سيمثّلون «القوات» على طاولة الحريري الثانية في عهد الرئيس ميشال عون، بعدما حصَلت على الضمانات الكافية، محلّياً وإقليمياً في أنّها لن تكون فريسة العزلِ والإلغاء. تحمل معراب رزمة الأرقام التي حقّقتها خلال الانتخابات النيابية لتُبرزَها في وجه كلّ من يهوّل عليها بالحصّة والحضور الحكوميَين. هكذا تبدو «القوات» غيرَ مكترثة لـ»الامتيازات» التي منَحها إياها التفاهم الرئاسي مع «التيار الوطني الحر» والذي يقضي بتوزيع المقاعد الوزارية المخصّصة للفريقين مناصفةً بينهما، ليس من باب التكبّر على الاتفاق، خصوصاً أنّه سقط بضربة عونية قاضية، وإنّما كونها قادرةً على المحاججة والخروج سليمةً من المفاوضات بحصّة وزارية وازنة، ما يجعلها غيرَ معنية بـ«كَرَم» الفريق الثاني أي «التيار الوطني الحر».

من هنا تطالب «القوات» بحصّة لا تقلّ عن خمسة وزراء ربطاً بعديد كتلتِها النيابية، بينها حقيبة سيادية، علّها تعوّض ما حجَبه عنها «التيار الحر» في الحكومة الأولى التي تصرّف راهناً الأعمال، كما يقول مطّلعون على ما كان يسمّى «تفاهم معراب». إذ إنّ الاتفاق كان يقضي وفق هؤلاء بالتعامل بالمِثل بين الحليفين في عهد الرئيس ميشال عون، سواء لجهة المشاركة في الحكومة كمّاً ونوعاً أو في الإدارات الرسمية. الأمر الذي لم يحصل أبداً بسبب رفضِ رئيس «التيار» جبران باسيل الالتزامَ بمندرجات الاتفاق. عملياً، سقط التفاهم في أرضه بضربة سدّدها باسيل عشية الصمتِ الانتخابي، ومِن حينها لم يجد من يقدّم له الإسعافات الأوّلية، أقلّه من الضفّة العونية، بقرار واضح من رئيس «التيار». صار الاتفاق من الماضي، لكنّ مفاعيل المصالحة لا تزال تنبض في شرايين الشارع المسيحي الذي أبدى تأييدَه لها وتفاعَل معها، وهذا ما بيَّنته صناديق الاقتراع، كما يؤكّد المطّلعون. يمكن «القوات» أن تجاهر علناً أنّها كسبَت من المصالحة أكثر ممّا تكبَّدته. فرئاسة الجنرال ميشال عون أتت متمّمةً لمفاوضات المصالحة ولكن لم تكن سبباً لها بعدما حملَ رئيس تيار «المستقبل» الخيار الرئاسي إلى بنشعي ووضَعه بين يدي زعيمها سليمان فرنجية. وإذ بمشاورات الرابية تضمّ قصر بعبدا إلى سلّة المفاوضات. تكفي قراءة سريعة لنتائج الانتخابات للتأكّدِ من العوامل الأساسية التي ساهمت في التمدّد «القواتي» على الخريطة المسيحية الشعبية، ومعظمُها يدور حول مفاعيل المصالحة: تنقيح سِجلّ رئيس «القوات» سمير جعجع، وقفُ التصويت السلبي الذي كان يلاحق «القوات»، جذبُ المستقلّين، انكفاء شريحة من العونيين، وأداء «القوات» الحكومي. ولذا لا تُبدي «القوات» حرصاً «ملكياً» على مندرجات التفاهم مع «التيار» وباتت تتّكِل على «عضلات» رئيس الحكومة المكلّف الذي وعَد قيادتها، على ما يقول مطّلعون على العلاقة الثنائية، بخوض «معركةٍ» لتحصيل مطلبها بحقيبة سيادية، بعدما انقطع الحوار بين الحليفين السابقين، أي «التيار الوطني الحر» و«القوات»، باستثناء اللقاء الذي جَمع عون والوزير ملحم رياشي. وغير ذلك، «صفر تواصُل». ولكنّ هذا لا يعني أنّ الحريري سيلتزم «الأجندة القواتيّة» كما هي، خصوصاََ وأنّ تخمة المطالبِ قد تجعل من حكومته خمسينية، وليس ثلاثينية. هكذا تفيد المعلومات أنّ رئيس الحكومة المكلّف قد يفاوض على أساس أنّ الحصة «القواتية» قد تنخفض إلى أربعة وزراء مقابل تسعة وزراء لتكتّل «التغيير والإصلاح» مِن ضِمنهم حصّة رئيس الجمهورية الثلاثية و»الطاشناق»، خصوصاً أنّ تجربة حكومة العهد الأولى أثبتت أنّ التمايز بين حصّة رئيس الجمهورية وحصّة «التيار الوطني الحر» أشبَه بضربٍ من ضروب الخيال

 

استيطانٌ سوريٌّ في لبنان وإيرانيٌّ في سوريا

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 11 حزيران2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/65266/%D8%B3%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B2%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8C-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%91%D9%8C-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88/

مشكلةُ النازحين السوريّين لا تَرتبط بلبنانَ فقط لكي نَصبِرَ عليها، ولا بالعَلاقاتِ اللبنانيّةِ - السوريّةِ فقط لكي نكتفيَ بالتواصُلِ الثنائي. إنها جُزءٌ من مشروعِ نقلٍ سكّانيٍّ جَماعيٍّ لشعوبِ دولِ المشرِقِ في العراق والاردن وسوريا ولبنان وفلسطين. ولذلك يُصِرُّ المجتمعُ الدوليُّ على ربطِ إعادةِ النازحين بالحلِّ السياسيِّ النهائيِّ في سوريا، وحتى في المِنطقةِ، ريثما تتبلورُ الخريطةُ الديمغرافيّةُ والكيانيّة (مؤتمرِي الصحفي لإعادةِ النازحين - 17 أيلول 2015).

هذا المشروعُ وَضعتهُ دولٌ كبرى تحت ستارِ تغييرِ الأنظمة، وتورَّطت فيه شعوبُ المِنطقة تحت ستارِ «الربيع العربي»، واشترَكَت فيه أنظمةُ المِنطقة تحت ستارِ المحافظةِ على وجودِها، ورَعَته الأممُ المتّحدةُ تحت ستارِ العاملِ الإنسانيِّ، ودَفعَ ثمنَه الفقراء، وحَمَلت عبأَه الدولُ الضعيفة. وإذا كانت الحروبُ سبَّبت النقلَ السكانيَّ، فالنقلُ السكانيُّ بدورِه سيَتسبَّبُ بحروبٍ جديدة.

واصلًا غائيّةُ هذا المشروعِ هي التالية:

-1 تغييرُ كِياناتِ دولِ المِنطقةِ وهوّياتِها القوميّةِ والديمغرافيّة.

-2 إقامةُ حزامٍ أمنيٍّ دائمٍ متعدِّدِ الطوائف حولَ الكِيان الإسرائيليّ.

-3 التجاوبُ مع أحلامِ عددٍ من الأقليّاتِ الإسلاميّةِ الباحثةِ عن حكمٍ ذاتيٍّ واستقلال.

-4 منعُ وجودِ كياناتٍ كبيرةٍ تحاولُ لَعبَ دورِ الدولةِ الإقليميّةِ الكبرى.

-5 إنهاءُ مشروعِ القوميّةِ العربيّةِ الذي انطلق من المشرِق.

-6 خلقُ حالةِ توتّرٍ دائمةٍ بين مكوّناتِ المشرِق لتحجيمِ دورِها وإلهائِها في ما بينها.

في البَدءِ ظننّا أنّ مشروعَ تغييرِ كِياناتِ دولِ المِنطقةِ وهوّياتِها القوميّةِ والديمغرافيّةِ يَخدِمُ مصالحَ إسرائيل الاستراتيجيّةَ فقط، فإذا به يَلتقي مع مصالحِ عددٍ من دولِ المِنطقةِ وشعوبِها. لقد دَغدغَ المشروعُ طموحاتِ أديانٍ وطوائفَ ومذاهبَ وإتنياتٍ شرقيّةٍ وعربيّةٍ وإقليميّة، فلاقَت الغربَ وإسرائيلَ عند منتصفِ الطريق ونَفذّت الشِقَّ المتعلِّقَ بها فيما تَرفع شِعارَ العَداءِ لهما.

مشروعُ نقلِ الشعوبِ العربيّة بوشِر به قبلَ الربيعَ العربيَّ وحربَ العراق. بدأ مع حربِ لبنان (1969/1990) حين جَرت محاولةُ إقامةِ دولةٍ فِلسطينيّةٍ بديلةٍ، فهُجِّرَ المسيحيّون (وهَجَّروا أنفسَهم) وحوصِرَ الدروزُ (بعد أن تورّطوا)، ثم توسَّع الشيعةُ (بعد أنْ تَسلّحوا) وغَنِم السنّةُ (بعد اتفاقِ الطائف). وما معارضىةُ الإعادةِ الفوريّةِ للنازحين السوريّين سوى تكملةٍ لــ«حربِ الديمغرافيا» المتواصِلةِ في لبنان.

في الربطِ التاريخيِّ، نستطيعُ العودةَ أيضًا إلى إنشاءِ دولةِ إسرائيل سنةَ 1949 حين حَصلت ثاني عمليّةِ نقلٍ سُكّانيٍّ في الشرقِ الأوسط بعد الفتحِ الإسلاميِّ للمشرقِ الآرامي - الكنعاني - الفينيقي (632/661). حين دخل الإسلامُ بلادَ الشام سنةَ 634، كان المسيحيّون فيها أربعةَ ملايين والمسلمون مائتي ألف فقط.

واليوم، فيما يَتباطأُ المجتمعُ الدوليُّ في سحبِ النازحين من لبنان، تَتعرَّضُ سوريا لإعادةِ نظرٍ جديدة في نسيجِها السكانيِّ والطائفيِّ ما يَجعل عودةَ النازحين تَخضعُ لعمليّةِ فرزٍ انتقائيّة. يتولّى النظامُ جُزءًا من هذا المشروعِ (الحدُّ من عودةِ النازحين السُنّة)، وتتعهّدُ إيرانُ الجزءَ الآخَر من دونِ التنسيق، بالضرورةِ، مع السلطات السوريّةِ (حملةُ تَشيُّعٍ واسعةٍ).

يَتقصّدُ النظامُ وضعَ معاييرَ سياسيّةٍ وأمنيّةٍ وإداريّةٍ تعيقُ عودةَ النازحين السنّة المرتَبطين بالإسلامِ السياسيِّ والتيّاراتِ الإخوانيّةِ والسَلفيّةِ والتكفيريّة. وما إصدارُ المرسومِ رقم 10 إلّا ليكونَ الذريعةَ القانونيّةَ لقَبولِ أو رفضِ هؤلاء الّذين يَعتبرهم النظامُ شوكةً في خاصرتِه منذ قيامِه ويَتّهمُهم بتفجيرِ الأحداثِ في 16 آذار 2011، وقَبلَها في حمص وحلب وحماه في ثمانيناتِ القرنِ الماضي.

أما إيران فتَسعى إلى تحويلِ فئاتٍ سوريّةٍ علويّةٍ وسُنيّةٍ إلى المذهبِ الشيعيّ، وتَستقدِمُ شيعةً إيرانيّين وعراقيّين وأفغان وباكستانيّين لتوطينِهم بغيةَ زيادةِ أعدادِ الشيعةِ والعلويّين والإسماعيليّين وسائرِ الأقليّات في سوريا الجديدةِ على حسابِ الأكثريّةِ السُنيّة. حملةُ إيران التبشيريّةُ لاقت نجاحًا نسبيًّا في المناطقِ العلويّة (الساحلُ السوريّ) وأقلَّ في المناطقِ السُنيّةِ (حلب، حمص، حماه، دمشق، إدلب، دير الزور، والرقة). وترافقت مع ظاهرةِ ارتدادِ فئاتٍ سُنيّةٍ سوريّةٍ من أصلٍ شيعيّ إلى شيعيّتِها. هكذا أصبحَ عددُ العلويّين والشيعةِ والإسماعيليّين اليومَ نحو 13% أي 2.3 مليونٍ من أصلِ 18 مليونَ سوريٍّ (قبلَ النزوح)، وقد تبلغُ هذه النسبةُ نحو 20% في حالِ نجحَ النظامُ في الحدِّ من عودةِ نحو مليوني سنيٍّ من لبنان والأردن وتركيا.

هذه المعطياتُ تؤكد تلازمَ مصيرِ النازحين السوريّين بمشروع «الترانسفير» الجماعيِّ في المِنطقة، وتُحتّم أن يقاربَ لبنانُ وجودَهم على أراضيه من منظارٍ استراتيجيٍّ من دونٍ حَياءٍ أو خَشيةَ مَلامة.

لا النازحُ السوريُّ يستطيعُ تحمّلَ الخيمةِ التي تأويه، ولا لبنانُ يستطيع تحمّلَ بقاءِ مخيّماتِ النازحين على أراضيه. لو نَقل لبنانُ النازحين من بيوتٍ وثيرةٍ في لبنان إلى خيمٍ مُذِلّةٍ في سوريا، لكان يَرتكِبُ عملًا غيرَ إنسانيٍّ، لكنّه يَنقلُهم من خيمِ التعاسةِ في لبنان إلى بلادِهم الواسعة: سُورياهُم.

النازحون السوريّون هَمٌّ لبنانيٌّ يَستلزمُ حلًا فوريًّا ولو اضطرَّ لبنان إلى اتّخاذِ قراراتِ إعادتِهم من جانبٍ واحِد دونَ الاكتراثِ بموقِفِ المجتمعِ الدوليّ.

فالمجتمعُ الدوليُّ لن يتحرّكَ إلا إذا وَضعته الدولةُ اللبنانيّةُ أمام الأمرِ الواقع: فما يبدأُ لبنانُ بجمعِ النازحين وترحيلِهم إلى بلادِهم بسلطةِ القانون، حتّى تَهرعَ الدولُ إلى استلحاقِ نفسِها والالتحاقِ بالخُطّةِ اللبنانيّة، فتستقبِلَهم في سوريا عِوضَ أن تُثبِّتَهم في لبنان (غير هَيْك ما بتمشي الدول).

الضغطُ على المفوضيّةِ العليا للنازحين جيّدٌ كرسالةٍ توجِّهها الدولةُ إلى المجتمعِ الدوليِّ والدولِ المانحة للنازحين، لكن، عِوضَ أنْ يُحدِثَ هذا الضغطُ صدمةً إيجابيّةً دوليّةً، أحدَث صدمةً داخليّةً سلبيّةً بسببِ غيابِ التضامنِ الحكوميّ.

المفوضيّةُ العليا، بالنتيجة، تنفِّذ توجيهاتِ منظّمةِ الأممِ المتّحدةِ التي ترتكز على دمجِ النازحين السوريّين - واللاجئين الفلسطينيّين أيضًا - في المجتمعِ اللبنانيِّ وإسكانِـهم وتعليمِهم وتوظيفِهم وتوفيرِ الضماناتِ الصحيّةِ والاجتماعيّةِ والسياسيّةِ لهم وصولًا إلى التجنيسِ والتوطين. من هنا، يَجدُر توجيهُ الضغطِ الأساسيِّ إلى الأممِ المتّحدةِ وإلى حكوماتِ الدولِ الكبرى والاتحادِ الأوروبيّ التي تحرّكُ المنظمةَ الدوليّةَ وتَرعى حروبَ المِنطقة.

 

جنبلاط رجِع... الى المملكة

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الاثنين 11 حزيران2018

بـ «نسخة» وليد جنبلاط الوسطي، الحليف الأول للرئيس نبيه بري والمهادن لـ«حزب الله»، «المضاد» لسياسة المحاور، صاحب العلاقة «الملتبسة» حتى الآن مع الرئيس سعد الحريري، والمتوجّس من «تطيير» إتّفاق الطائف قَصَد «زعيم المختارة» المملكة العربية السعودية بعد آخر زيارة له في تشرين الاول 2015 حين التقى الملك سلمان بن عبد العزيز ووليّ وليّ العهد السعودي آنذالك الأمير محمد بن سلمان. بناءً على طلب جنبلاط بعد فترة من وفاة الملك عبدالله في 22 كانون الثاني 2015، حدّد الديوان الملكي موعد زيارة الزعيم الدرزي في تشرين الاول من العام نفسه. يومها توجّه «البيك» الى المملكة في لحظة الدخول الروسي العسكري الى سوريا وفي خضمّ رحلة التفتيش عن رئيس الجمهورية الذي سيخلف الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا.

كثيرون اعتبروا أنّ هذه المحطة ستؤسّس لصفحة جديدة بين الطرفين بعد جملة إستحقاقات رسمت خطوط توتر على خط الرياض-المختارة ليس أقلّها تسمية جنبلاط نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة عام 2011 بعد سقوط معادلة الـ «سين.سين». لكنّ هذا ما لم يحصل حيث توسّع «بيكار» التباعد الى أن حلّ جنبلاط ضيفاً قبل أيام في قصر اليمامة.

بعد فترة طويلة من «الممانعة» عدّل جنبلاط في البوصلة. لأشهر خلت كان يردّد أمام زوّاره «لن أزورَ السعودية في حال دُعيت بهدف إعادة إحياء فريق 14 آذار». رفض دوماً أن تفسّر أيّ زيارة له الى المملكة بمثابة إلتزام بمحور على حساب آخر، فلم يُكمّل حبوبَ عنقود زيارات الحجّ السياسي لرئيسَي حزبَي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» سمير جعجع وسامي الجميل الى جدة عام 2017 في ظلّ بلوغ النزاع بين «حزب الله» والسعودية سقفه الأعلى.

إلتزامُ جنبلاط الحياد الإيجابي والوسطية البنّاءة، موقفُه من حرب اليمن التي وصفها بـ «العبثية»، وصولاً الى موقفه من إستقالة الحريري من الرياض وانتقاد البرنامج الإنقاذي لولي العهد محمد بن سلمان، وعدم زيارة السفير السعودي السابق وليد اليعقوب له... كلها عوامل ساهمت في ترسيخ مسافات التباعد على خط المختارة-الرياض الى أن نضجت ظروف الزيارة بما لا ينعكس إستثماراً سلبيّاً لها في الداخل اللبناني. يرى كثيرون أنّ «خلوة الفنيسيا» مهّدت عملياً لزيارة جنبلاط الى السعودية التي تأجّلت الى ما بعد الانتخابات بشهر.

فخلال زيارة الموفد الملكي نزار العلولا لبيروت في نيسان الفائت، قبل ثلاثين يوماً من فتح صناديق الاقتراع، وتحت عنوان المشاركة في تدشين جادة الملك سلمان في بيروت، أمّن العلولا «الرعاية السعودية» للقاءٍ كان يصعب داخلياً تأمينُ مقوّماته وظروفه وتوقيته بين الحريري وجنبلاط وجعجع، في حضور القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري، في مقرّ إقامة الزائر السعودي في «أوتيل فينيسا». كان الأمر بمثابة كسر الجليد الأوّل بين الحريري وجعجع تحديداً، على خلفية الاستقالة، الى أن ظهر مجدّداً «الحكيم» في «بيت الوسط» في 15 أيار الفائت.

في الأشهر الفاصلة عن انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية كان جنبلاط، متمترِساً في «صومعة» المختارة يحذّر ممّا هو آتٍ. طالب بإنتخاب «أيِّ رئيس» في مواجهة الوضع الأمني المتفلّت وضغط الإرهابيين على الحدود ولمواجهة العجز المالي والدين العام وتدهور الثقة بالمؤسسات وتفشّي الفساد وإيجاد «بيئة حاضنة» داخلية تخفّف من وهج النزاع الإيراني ـ السعودي الذي وجد صداه في بيروت على خط «بيت الوسط»ـ الضاحية، إضافة الى دعوته لفصل الداخل اللبناني عن سوريا التي تعيد تكوين هويّتها...

إنتُخِب «الجنرال» رئيساً وأُقرّ قانون انتخاب، لكنّ هواجس جنبلاط تضاعفت، ولم يزد في طينها بلّة سوى إستدراج النزاع السعودي-الإيراني والكباش المباشر للمملكة مع الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله لمشهد الاستقالة الصادمة للحريري، خصوصاً أنّ عنوان «اجتماع كليمنصو»، الذي ضمّ الحريري وجنبلاط وبري قبل نحو شهر من الاستقالة، كان واضحاً لجهة الحفاظ على التهدئة وعدم قلب الحريري الطاولة إنطلاقاً من موقف سعودي، على ما قال الحريري يومها، «يتجنّب إسقاط الخطوط الحمر» في الداخل.

لحظة تراجع الحريري عن الاستقالة شكّلت مفتاحَ فرج قاد لاحقاً الى إنتظام مقبول لعمل الحكومة والأهم إشرافها على إنتخاباتٍ أعادت تكوين مجلسِ نوابٍ كَسَر للمرة الأولى الاصطفافَ التاريخي لمحورَي 8 و14 آذار، وقاد جنبلاط الى عقد تحالفات مع «المستقبل» و»القوات» مستثنياً «التيار الوطني الحر».

لم يتزحزح جنبلاط، لا قبل الانتخابات ولا بعدها، عن وسطيّته لكنّ الأمرَ لم يمنعه من دقّ جرسِ إنذارٍ من ممارساتٍ رئاسية (قاصداً عون والحريري والوزير جبران باسيل) من محاولة إستهدافه مع بري. لكنّ همّ جنبلاط الأساس كان «الخوف على اتّفاق الطائف»، على ما كان يردّد في كل مجالسه.

كان على الحريري أن يدشّن بنفسه خطّ عودة العلاقات الطبيعية مع المملكة حتى يفسح المجال أمام شخصيات كجنبلاط للقاء الملك بعد أكثر من ثلاث سنوات من القطيعة والتي لم تشمل موفدَه الدائم الى السعودية النائب وائل أبو فاعور الذي بقي على تواصل مع الرياض.

يرى متابعون أنّ «الطائف» قد يكون أحدَ أهم عناوين اللقاء السعودي-الجنبلاطي إضافة الى أوضاع سوريا والإقليم. وبالتأكيد، هي الزيارة السعودية الأولى لنجله تيمور بعد انتخابه نائباً عن دائرة الشوف-عاليه وارثاً مقعد والده. مع العلم أنّ الأخير تعرّف الى القيادة السعودية منذ أكثر من سبع سنوات خلال إحدى زيارات زعيم المختارة المملكة للقاء الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز.

أوساط الزعيم الدرزي تشير الى أنّ الزيارة «هي تتمّة لمسارٍ تاريخي في العلاقة المشترَكة بين المختارة والرياض بدأت منذ حقبة المُعلّم كمال جنبلاط واستمرت مع وليد جنبلاط». وتضيف: «صحيح أنه قد يكون حدث في مراحل معيّنة تباينٌ في وجهات النظر حيال قضايا وملفات ما، إنما هذا لا يلغي طبيعة العلاقة التاريخية، ونحن نحفظ للمملكة دورَها في دعم لبنان ومساعدته على إنهاء الحرب الاهلية من خلال «إتفاق الطائف» ودعم عمليته الوطنية وإعادة إعماره».

وعمّا إذا الزيارة لكسر الجليد بين الطرفين ومدخلاً الى الحديث في موضوع تأليف الحكومة الجديدة، تقول الأوساط نفسها: «هي زيارة لتثبيت العلاقات المشترَكة»، معتبرة أنّ «تأليفَ الحكومة شأنٌ داخلي، ولكنّ المملكة لن تتأخّر في الدفع إيجاباً بما يعزّز الاستقرارَ الداخلي».

 

فلسطينيو «اليرموك السوري»... سائحون في لبنان بلا أفق للعودة/{أونروا» تؤكد تقديمها {كل ما يلزم}... واللاجئون يشكون غياب الحماية والمرجعية

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/11 حزيران/18

فقد الفلسطينيون اللاجئون إلى لبنان من مخيم اليرموك في ضواحي دمشق أي أمل بعودة في المدى المنظور... أو غير المنظور. ويقول رئيس «رابطة النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان» أيهم استيتان لـ«الشرق الأوسط»: «قبل شهرين كنا نأمل بالعودة، لكن المخيم تعرض في أبريل (نيسان) الماضي، إلى تدمير هائل وممنهج انتهى قبل نحو 20 يوماً، ومسحت الأبنية بالأرض وفق قصف بطريقة التسطير، ناهيك بالنهب الشامل والكامل لكل ما في المخيم وتخريب البنى التحتية من كابلات للكهرباء وأنابيب المياه وشبكات الصرف الصحي وكل الخدمات».

هم يعيشون حالياً نكبتهم الثانية، فقد تشرذموا في المخيمات الفلسطينية في لبنان. يبحثون عن وضع قانوني يؤطرهم، ويؤكدون أن لا مرجعية تحميهم وتحمل قضيتهم وتنظم أوضاعهم المأساوية المتفاقمة منذ عام 2013.

وفي حين تشير أرقام «الأونروا» إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان يقدرون اليوم بنحو 32 ألف لاجئ فلسطيني، اعتبرهم الأمن العام اللبناني منذ تهجيرهم «سائحين» ومنحهم تأشيرة دخول إلى لبنان لمدة سبعة أيام، بعد انقضائها تصبح إقامتهم غير شرعية، ما يفرض على اللاجئ دفع 200 دولار أميركي لترتيب أوضاعه.

ويوضح المكتب الإعلامي في «الأونروا» أنه «منذ 2015، أصدر الأمن العام اللبناني كثيراً من المذكرات، التي تنص على السماح بتجديد وثائق الإقامة للاجئين الفلسطينيين من سوريا، واستثنى أولئك الذين دخلوا بشكل غير شرعي. واعتباراً من يوليو (تموز) 2017، أصبحت الإقامة متاحة لمدة ستة أشهر تتجدد مجاناً وتلقائياً لأولئك الذين دخلوا لبنان قبل سبتمبر (أيلول) 2016، دون فرض أي غرامة على التأخير. إلا أن مذكرة 2017 نصت على استثناء الأشخاص الذين دخلوا لبنان بعد 2016، يضاف إليهم الأشخاص الذين دخلوا بشكل غير شرعي. والأشخاص الذين صدر بحقهم أمر بالمغادرة. وبالتالي، لا يزال عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا غير قادر على تنظيم إقامتهم في لبنان».

عن احتمال العودة إلى مخيمهم، يرى استيتان أن «إعادة إعمار المخيم لا يمكن أن تُنجَز قبل التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الحرب الدائرة في سوريا»، مشيراً إلى أن «القرار رقم 10 القاضي بإثبات ملكية الناس لعقاراتهم يشملهم ويهددهم بفقدان هذه الأملاك مع الترويج المستمر لمعزوفة (إتلاف المستندات)، بالتالي الحديث عن العودة يصبح أكثر فأكثر مستحيل التحقيق». ويضيف: «كما أن فلسطينيي اليرموك متخوفون من الملاحقات الأمنية والاتهامات بأنهم من المعارضين ما يهدد حياتهم إن هم عادوا إلى سوريا بعد إقامتهم الطويلة في لبنان، ومن إرغام شريحة الشباب على الخدمة العسكرية ورميهم في الجبهات المتقدمة والساخنة».

ويوضح المكتب الإعلامي في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من الفرص المحتملة لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا، فإن الظروف الحالية لعودة اللاجئين بأمان وكرامة لم تتحقق بعد، و(الأونروا) وتماشياً مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، لا تشجع ولا تسهل العودة من الدول المضيفة في هذا الوقت».

هذا الواقع يفاقم معاناتهم، وتحديداً لأن قضية اللاجئين السوريين تحظى بالاهتمام على حساب قضيتهم. ما يعني مزيداً من المعاناة، كما تقول هنادي عويس من جمعية «بسمة وزيتونة» التي تهتم بشؤون فلسطيني سوريا. وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «برنامج الحماية في (الأونروا) محدود الصلاحيات. وفي بداية النزوح مطلع عام 2013، تجاهل وجودنا تجاهلاً تاماً، ورفض تقديم أي مساعدات تعيننا في لجوئنا، حتى قررنا في عام 2015 تنظيم اعتصام استمر شهرين أسفر عن بعض الرعاية وتقديم المساعدات المالية».

إلا أن «الأونروا» تؤكد لـ«الشرق الأوسط»... «التزامها تقديم خدماتها لكل لاجئ فلسطيني مسجل في الأقاليم الخمسة لعملياتها. بالتالي منذ نزوح اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، و(الأونروا) مستمرة بتقديم خدماتها الأساسية في التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية، كما البنى التحتية للمخيمات، فضلاً عن مناصرة قضاياهم مع الجهات المعنية وخدمات الحماية. ويشمل الدعم المقدم أيضاً تحديد حالات الحماية وإحالتها وتوفير خدمات المساعدة القانونية».

ويضيف: «كذلك تقدم (الأونروا) مساعدة شهرية بقيمة 100 دولار أميركي لكل عائلة و27 دولاراً أميركياً إضافياً لكل فرد من أفراد العائلة (أيضاً بشكل شهري) كمساعدة غذائية. وتقدم الوكالة أيضاً مساعدة شتوية».

لكن واقع المخيمات وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين من سوريا يناقض طرح (الأونروا)، سواء لجهة الخدمات والبنى التحية أو لجهة الحماية. وتشير عويس إلى أن «2 في المائة فقط من فلسطينيي سوريا رتبوا أوضاعهم المعيشية. والباقون أحوالهم كارثية. عدد كبير من العائلات يقيم في دكاكين مقابل بدل إيجار يتراوح بين 200 و300 دولار أميركي للدكان».

ومن يجد فرصة للعمل لا يسلم، كما يقول استيتان: «ففي محيط مخيم شاتيلا في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث يقيم عدد من فلسطينيي سوريا، أقدم بعضهم على وضع بسطات لبيع الخضراوات أو ما شابه، لكن هؤلاء مرغمون على دفع خوّات لميليشيات تسيطر على المنطقة وتتحكم بحركتها التجارية».

عن استيعاب الطلاب الفلسطينيين القادمين من سوريا في مدارس «الأونروا» والصعوبات التي تواجه المنظمة، يشير المكتب الإعلامي في «الأونروا»، إلى أن «هناك نحو 5500 طالب من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا تم استيعابهم وإدماجهم في جميع مدارس (الأونروا) في لبنان، وهم يشاركون زملاءهم من الطلاب من لاجئي فلسطين في لبنان في الأنشطة المرتبطة بالمنهاج والأنشطة اللاصفية بما في ذلك الأنشطة الترفيهية والرياضية والنفسية الاجتماعية. أما التحدي الأبرز للاستمرار باستيعاب الطلاب من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في مدارس (الأونروا) في لبنان، فيرتبط بالعجز المالي للوكالة الذي لا يؤثر على التمويل العادي فحسب بل أيضاً على النداءات الطارئة».

تنقض عويس كلام المنظمة، وتؤكد أن «اللاجئين الفلسطينيين يتعرضون إلى تمييز على صعيد الطبابة والتعليم. في بداية الأمر، تم رفض إدخال الأطفال إلى مدارس (الأونروا)، واقترحوا فتح صفوف خاصة لهم مصنفين إياهم بالعاجزين عن الاستيعاب وتدني مستواهم التعليمي وجهلهم اللغة الإنجليزية، فناضلنا للحصول على هذا الحق. وألحقنا أطفالنا بالمدارس واستطاعوا التأقلم والنجاح في مسيرتهم الدراسية، رغم النظرة الدونية من جانب المدرسين إليهم، ما أصاب هؤلاء الأطفال بالاكتئاب».

يبادر أيهم استيتان إلى توضيح أن هذه المعاملة أدت إلى تسرب نحو 60 إلى 70 في المائة من الذكور بعد غياب الدعم النفسي والمادي لهم، ليتوجه هؤلاء الأطفال إلى سوق العمل.

 

فرنسا المخيفة : ديوك صغار متأهبون

يوسف بزّي/الدرج/11 حزيران/18

يُجمع متابعو كرة القدم على أن فرنسا مرشحة بقوة للفوز ببطولة العالم هذه السنة، فالأسماء التي تزخر بها كثيرة إلى درجة أن المنتخب لا يقدر على استيعابها.  

ورغم الإعلان عن التشكيلة المبدئية لمنتخب فرنسا، إلا أنه من الأفضل الانتظار للتعرف على التشكيلة النهائية. لكن من يعرف “الديوك” أثناء التصفيات المؤهلة للمونديال، يدرك أن اللاعبين الأساسيين الذين سيعتمد عليهم المدرب ديدييه ديشان هم أولئك الشبان الموهوبين الموزعين على أهم أندية أوروبا.

ديشان الذي حمل كلاعب مع زين الدين زيدان الكأس اليتيمة التي نالتها فرنسا عام 1998، ينتهج تقريباً الفكر الكروي نفسه لمن قاد فرنسا حينها إلى القمة والنصر، إيميه جاكيه. ببساطة: انتخاب الشبان الجدد المتعطشين للعب والفوز والاستغناء عن المخضرمين.

شرط رئيس الجمهورية

هي معادلة متطرفة ويجدها الكثيرون مجازفة خطرة، خصوصاً أن المباراة النهائية التي خسرتها فرنسا على أرضها أمام البرتغال في بطولة أوروبا عام 2016، أظهرت أن المواهب الكثيرة لا تكفي وحدها، وأن نقص الخبرة بالمناسبات الكبيرة السبب الأهم في الهزيمة غير المتوقعة. فالمعادلة الذهبية هي دوماً ذاك التوازن الدقيق بين العناصر الشابة فائقة الحيوية والعناصر المخضرمة التي تمتلك المهارات والصبر والذكاء. لكن من جانب آخر، يبدو أن تجربة أوروبا 2016، هي نفسها التجربة التي أرادها ديدييه ديشان ليكسب ديوكه الخبرة الكافية والجهوزية الذهنية والتكتيكية لخوض “المونديال” في الصيف المقبل.

من الواضح أن الجمهور الفرنسي، بل والدولة الفرنسية نفسها، يطالبان المنتخب بخطف كأس العالم، خصوصاً بعد الفشل في حمل كأس بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة التي استضافتها فرنسا نفسها (2016). رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، صرح قبل أيام أن شرطه الوحيد لمرافقة المنتخب في روسيا هو عبور “الديوك” دور الثمانية والوصول إلى مرحلة نصف النهائي، ليطير إلى موسكو والانضمام إلى المشجعين. إذاً، أمام ديشان “مهمة قومية” ومن المستبعد التسامح معه في حال الفشل مرة أخرى. وإذا كانت وفرة اللاعبين الفرنسيين مصدر حسد المنتخبات الأخرى، فهي مصدر معاناة ديشان في صعوبة اختيار التشكيلة المثالية. فلكل لاعب أساسي بديل لا يقل عنه أهمية وموهبة. وبهذا المعنى، وإذ يتمتع ديشان بالقدرة على التنويع والمداورة بين اللاعبين، إلا أن ثبات التشكيلة وتعوّد اللاعبين على أدوارهم أمر حيوي للحفاظ على توازن المنتخب وخلق الانسجام في خطوط الدفاع والوسط والهجوم.

إقصاء لاعبين كبار

الخوف من تكرار ما حدث من مشاكل بين المدرب ريمون دومينيك واللاعبين في مونديال 2010، وأدت إلى خروج فرنسا باكراً من المنافسة، برز مجدداً مع استبعاد ديشان لعدد من النجوم هم بنظر الكثيرين منتخب متكامل: لوران كوسيليني (الأرسنال)، إيمريك لابورت (مانشستر سيتي)، كينغسلي كومان (بايرن ميونخ)، وأدريان رابيو (باري سان جرمان)، وديميتري باييت (مارسيليا)، أنتوني مارسيال (مانشستر يونايتد)، ألكسندر لاغازيت (أرسنال)، وكريم بنزيمة (ريال مدريد).. لاعبون يتمنى أي فريق أن يحوزهم، إلى حد أن الصحافة الفرنسية كتبت عنهم “تشكيلة نارية من المستبعدين”. لكن لديشان رأي آخر، الذي يبحث عن الانسجام أولاً وعن الشبان المتعطشين للانتصارات. الجدل محتدم خصوصاً تجاه استبعاد أدريان رابيو الذي هاجم قرار المدرب ورفض أن يكون مجرد لاعب احتياط. يتوجب على ديشان حسم هذه البلبلة وقمعها بسرعة قبل أن تصيب معنويات لاعبيه، وتُدخلهم في متاهات الشك وتصدع الثقة.

تشكيلة هجومية وحصن دفاعي

من الواضح أن حراسة المرمى ستوكل إلى ألفونس أريولا (باري سان جرمان)، وستيف مانداندا (مرسيليا)، وهوغو لوريس (توتنهام هوتسبر الإنكليزي). وقد يكون الأخير هو الأساسي، بعد موسم متألق في الملاعب الإنكليزية. سيكون الدفاع الفرنسي بالغ التحصين بفضل قوة لاعب برشلونة صموئيل أومتيتي الذي أثبت ضراوة بدنية ومهارة فائقة في كبح المهاجمين، وإلى جانبه مدافع ريال مدريد رافايل فاران، الشاب الذي أثبت أنه لاعب محنك لا غنى عنه في ريال مدريد. بريسنل كمبيمبي (باريس سان جرمان)، جبريل سيديبيه (موناكو)، عادل رامي (مارسيليا)، بنجامين بافارد (شتوتغارت)، تيو هيرنانديز (أتلتيكو مدريد)، وبنجامين ميندي (مانشستر سيتي). أما خط الوسط حيث تجري “أم المعارك”، فلدى فرنسا “نجوم” من طراز بول بوغبا، الذي بات صانع الألعاب الأهم في مانشستر يونايتد، والرهيب نغولو كانتيه (تشلسي الإنكليزي)، والبارع بلاز ماتويدي (يوفنتوس الإيطالي)، وستيفن نزونزي (إشبيلية)، وكورنتان توليسو (بايرن ميونيخ الألماني).

من الصعب أن نجد في فريق آخر هذا العدد من المهاجمين والهدّافين. أي منتخب عالمي يكفيه وجود مهاجم واحد من طراز هؤلاء كي يشعر بالزهو. لدى فرنسا اليوم ترسانة هجومية مرعبة:

أوليفييه جيرو (تشلسي)، أنطوان غريزمان (أتلتيكو مدريد الإسباني)، كيليان مبابي (باري سان جرمان)، فلوريان توفان (مرسيليا)، عثمان دمبلي (برشلونة)،وتوماس ليمار (موناكو)، نبيل فقير (ليون).

أمام هكذا أسماء، كان من الطبيعي أن يستغني ديشان عن مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة، ويستبعده من المنتخب. وكما نلاحظ، فإن المهاجمين الفرنسيين يسيطرون على أندية أوروبا الكبيرة، الألمانية والإسبانية والإنكليزية والفرنسية.

طريق ليست سهلة

ستواجه فرنسا في الدور الأول، ضمن المجموعة الثالثة، كل من استراليا والبيرو والدنمارك. وسجل المواجهات السابقة مع هذه المنتخبات يدل أن طريق فرنسا ليست سهلة. ففي 12 مباراة مع الدنمارك حقق “الديوك” الفوز في ست مواجهات وتعادل مرة واحدة وخسر خمس مباريات. والرقم المهم أن الفرنسيين سجلوا 16 هدفاً، بينما أحرز لاعبو الدنمارك 28 هدفاً. ومع جدارة البيرو في تأهلها بتصفيات أميركا اللاتينية، فهي قادرة على صنع المفاجأة. فرنسا حاملة اللقب مرة واحدة أيام “الدريم تيم” في مونديال 1998، تستعد مع شبانها الجدد لإضافة نجمة ذهبية ثانية على صدرها. وديشان الذي يحلم بحمل كأس العالم كمدرب، بعدما رفعها كلاعب، ليكرر إنجاز الألماني فرانز بكنباور (1974 كلاعب، و1990 كمدرب) لديه فرصة تاريخية قد لا تتكرر لعقود مديدة.

 

كبار البرلمان العراقي ينقلبون عليه

عدنان حسين/الشرق الأوسط/11 حزيران/18

بخلاف المألوف، من الكبار وليس من الصغار، جاءت هذه المرة الاعتراضات والاحتجاجات والطعون على نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية. والكبار هم القوى المتنفّذة في البرلمان والعملية السياسية برمّتها. هم مجموعة أحزاب وجماعات سياسية شيعية وسنية وكردية اختارتها الولايات المتحدة وبريطانيا، قبل أن تُسقِطا نظام صدام حسين في 2003، لتحكم العراق بزعم أن هذه المجموعة تمثّل المكوّنات الرئيسية للمجتمع العراقي: الشيعة والسنّة والكرد. أما الصغار، فأحزاب وجماعات سياسية كانت قائمة في الأساس أو انبثقت بعد سقوط نظام صدام، وظلّت خارج حساب المكوّنات، وتحدّد دورها بأن تكون مكمّلاً ديكورياً لعملية سياسية وُصِفت بأنها ديمقراطية، ولم تكن كذلك في الواقع. منذ أول عملية انتخابية في العهد الجديد (مطلع 2006) حدثت خروقات لقانون الانتخابات وقانون المفوضية العليا للانتخابات ولأحكام الدستور، وجرت عمليات تزوير، بشهادة حتى البعض من مسؤولي المفوضية. الكبار كانوا وراء ذلك كلّه، فهم وحدهم مَنْ امتلك السلطة التي مكّنتهم من حيازة النفوذ والمال، فقد توزّعوا فيما بينهم مناصب الدولة العليا ووظائفها المتوسطة والصغيرة وفق نظام المحاصصة الطائفية والقومية، الذي رعى قيام أكبر نظام للفساد الإداري والمالي في المنطقة، وواحد من أكبرها في العالم كله. الاعتراف بهذا لم يقتصر على المنظمات الدولية، كمنظمة الشفافية الدولية، إنّما كبار العملية السياسية أنفسهم أقرّوا المرّة تلو الأخرى باستشراء هذا الفساد في الدولة والمجتمع، وكرّر رؤساء الحكومات العراقية الذين عيّنهم الكبار التعهّد بجعل مكافحة الفساد أولوية في برامج حكوماتهم، وهو ما لم يحصل البتّة.

دستورياً وُصفت المفوضية بأنها «مستقلة» مع أكثر من عشر هيئات أخرى لم تتمتّع بالاستقلال أبداً، لأن الكبار كانوا شديدي التمسّك بتقاسم مناصب هذه الهيئات (مجالسها العليا) وسائر وظائفها بالصورة التي جرى تقاسم مناصب الحكومة ووظائفها. ومعظم هذه الهيئات أمسكت بتلابيبها منذ البداية أحزاب بعينها. وفي الغالب كانت عملية تقاسم المناصب والوظائف تجري عبر مجلس النواب الذي هيمن عليه الكبار ووُضِعت الهيئات تحت إشرافه ورقابته، مجردةً من أي شكل من أشكال الاستقلال.

صغار العملية السياسية، الذين نجحوا في إيصال ممثلين عنهم إلى البرلمان أو الذين فشلوا، كان واحداً من مطالبهم الرئيسية احترام استقلالية الهيئات «المستقلة»، خصوصاً مفوضية الانتخابات، بوصفها الهيئة الأهم، لضمان عدم التلاعب بالعملية الانتخابية... هذا المطلب تصدّر أيضاً مطالب الحركات الاحتجاجية المتتابعة التي شهدها العراق منذ فبراير (شباط) 2011، بيد أن الكبار لم يُعيروا ذلك اهتماماً، فرفضوا على الدوام تعديل قانون الانتخابات وقانون المفوضية بما يضمن انتخابات نزيهة وشفافة تديرها مفوضية مستقلة، بل إن ممثلاً لأحد الكبار (حزب شيعي متنفّذ) أعلن ذات مرة أمام وسائل الإعلام أن نظام المحاصصة «وُجِد ليبقى، وأصبح أمراً واقعاً».

قبل انتخابات الشهر الماضي تجدّدت المطالبة بتشكيل مفوضية مستقلة وتعديل قانون الانتخابات، لكنّ الكبار رفضوا هذا مرة أخرى، وشكّلوا المفوضية الحالية بأنفسهم وبنظام المحاصصة ذاته، بل إنهم رفضوا تمثيلاً جزئياً للقضاء في عملية الإشراف على الانتخابات. كما رفض الكبار فكرة تأجيل الانتخابات بعض الوقت ما دامت البلاد قد خرجت للتوّ من حربها ضد «داعش»، التي كانت من عواقبها تدمير كثير من المدن والبلدات ونزوح سكانها إلى مدن ومناطق أخرى داخل العراق وخارجه، ليبقى مئات الآلاف منهم في مخيمات، ولم يتمكّن كثير منهم من تجديد بياناتهم لزوم ممارسة حقهم الانتخابي.

وإذْ جاءت الانتخابات بنتيجة غير مأمولة من جانب الكبار وصادمة لهم، لكنّها متوقعة من خارج أوساطهم، فإنهم استداروا بزاوية 180 درجة ليعملوا على إلغاء نتائج الانتخابات وإطاحة المفوضية. الأربعاء الماضي، اجتمع 170 من أعضاء البرلمان، ومعظمهم من الفاشلين في الانتخابات الأخيرة، ليعدّلوا على عجل قانون الانتخابات بما يقضي بإلغاء النتائج المُعلنة عن طريق النظام الإلكتروني الذي تحمّس له هؤلاء الأعضاء بالذات، وبإعادة العدّ والفرز يدوياً، مع إلغاء النتائج في الخارج وبعض مخيمات النازحين والتصويت الخاص في إقليم كردستان.

وراء هذه العملية الجارية بينما البرلمان في فترة عطلة تشريعية، وهو على وشك انقضاء ولايته، أن القوى المتنفّذة جميعاً تراجع تمثيلها في مجلس النواب الجديد، وبعض رؤوسها الكبيرة لم يجد له مقعداً فيه، وهذا راجع في الأساس إلى فقدان ثقة الناخبين العراقيين بهذه القوى ورؤوسها. هو أمر متوقع، فما كان ممكناً لهذه القوى أن تحافظ على وضعها بينما هي مسؤولة عن كارثة حقيقية شهدها العراق منذ أربع سنوات، وهي احتلال تنظيم داعش الإرهابي ثلث مساحة العراق. وتقريباً لم تبقَ عائلة عراقية لم تتأثر على نحو مأساوي بذلك الحدث سواء خلال عملية الاجتياح أو في الحرب التي دامت نحو ثلاث سنوات للقضاء على التنظيم الإرهابي وطرد عناصره من العراق. وما كان لهذه القوى أن تحظى باحترام العراقيين أيضاً فيما حافظ الفساد الإداري والمالي على مستوياته العالية، وكذا الفقر والبطالة وانهيار نظام الخدمات العامة، وهو ما فجّر من جديد في الأيام الأخيرة موجة احتجاجات في عدة محافظات.

ما حصل في البرلمان العراقي انقلاب دبّره الكبار الذين أطاحتهم الانتخابات الأخيرة. هو انقلاب لم يكتمل فصولاً بعد، فثمة مَنْ رفض واعترض وتقدّم بالشكوى إلى الهيئة القانونية الانتخابية وإلى المحكمة الاتحادية، طاعناً في قانونية ودستورية ما فعله البرلمان.

أيّاً كان مصير الاعتراضات والطعون، ستكون الحصيلة النهائية مزيداً من انهيار ثقة العراقيين بالعملية السياسية. الانتخابات الأخيرة نفسها عكست هذا الانهيار بامتناع نسبة كبيرة من الناخبين (55 في المائة) عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع، وبسقوط كثير من الرؤوس الكبيرة في الانتخابات.

 

رجلان من خارج القاموس

غسان شربل/الشرق الأوسط/11 حزيران/18

لا بد من الحذر قبل الذهاب بعيداً في إطلاق التسميات. ومن التسرع بالتأكيد مقارنة مشهد الغد بزيارة ريتشارد نيكسون للصين ومصافحته التاريخية مع ماو تسي تونغ التي غيرت المشهد الدولي آنذاك. لا بد من الحذر لأن ذكريات بحر من الدم تجثم على ذاكرة العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ. فالحرب التي أطلقها في 1950 كيم إيل سونغ، جد الزعيم الحالي وملهمه، تسببت في مقتل ثلاثة ملايين كوري و37 ألف أميركي، فضلاً عن أكثر من مائتي ألف متطوع صيني.

ولا بد من الحذر أيضاً لأن الأمر يتعلق بدونالد ترمب وكيم جونغ أون. رجلان يتشابهان في القدرة على خطف الأضواء وصعوبة التكهن بقراراتهما ثم يختلفان في كل شيء. رجلان من قاموسين مختلفين وعالمين متناقضين وجيلين مختلفين، فحين ولد كيم في 1983 كان ترمب رجلاً في السابعة والثلاثين. طريقان مختلفتان تماماً. خرج ترمب من صناديق الاقتراع وخرج كيم من الحزب الوحيد الحاكم، حزب جده ووالده. ترمب مدمن «تويتر» وكيم مدمن صواريخ. الأول وريث معجزة التقدم الأميركية والثاني وريث معجزة الصمود الكورية.

رجلان يتشابهان في القدرة على إطلاق العواصف. على مدى سنوات، أقلق كيم العالم وهو يطلق ابتسامته مبتهجاً بتفجير نووي أو بإطلاق جيل جديد من الصواريخ، خصوصاً تلك القادرة على بلوغ الأراضي الأميركية. أثار الذعر في الدول المجاورة بمفاجآته التي أتعبت حكوماتها وجنرالاتها وبورصاتها. استفزازاته عمقت عزلة نظامه وصار عبئاً على الدول التي لا تصنف أصلاً في خانة أعدائه. الصين المجاورة تعبت منه واعتبرت الصداقة معه بخطورة من ينقل قنبلة بين يديه.

ترمب خبير هو الآخر في إطلاق العواصف. من ملف المهاجرين غير الشرعيين والجدران إلى اتفاقات المناخ ونقل السفارة إلى القدس، وصولاً إلى مقدمات الحرب التجارية. لغة جديدة تماماً في مخاطبة الأصدقاء والأعداء معاً. ينام العالم على تغريداته ويصحو عليها. أسلوبه أثار خشية داخل حلف شمال الأطلسي. وداخل الاتحاد الأوروبي. وفي قلب نادي الدول السبع، حيث ألقى سلسلة من القنابل قبل وصوله وخلال مشاركته وبعد مغادرته. يتعاطى مع العالم كأنه يحتاج إلى إعادة تأسيس. هاجسه «أميركا أولاً» ويرى نفسه بارعاً في «فن الصفقة» وتحريك المياه الراكدة ولا يحب الرقصات متعددة الأطراف.

صلاحيات الرئيس الأميركي واسعة. مركز القرار في البيت الأبيض. ولا يبدو ترمب شغوفاً بمطابخ القرار والمؤسسات. ويحدث أن يستيقظ مستشاروه على تغريدة صعبة فتمضي المؤسسات نهارها محاولة التوضيح والتصحيح ولملمة التبعات. ثم إنه رئيس لا يقبل بالرجال الفاترين. وعلى عادة الحكام يفضل أصحاب الولاء الكامل وغير المشروط. لكن أميركا ليست كوريا الشمالية. لا يعرف رئيسها عناوين الصحف قبل أن ينام ولا يستطيع تعديلها أو زجر مدبجيها. وهناك الدستور والقضاء والكونغرس ولجان التدقيق والتحقيق.

صلاحيات كيم جونغ أون لا حدود لها. إرادته هي القضاء والقدر. لا تتسع البلاد لرأيين ولا لرجلين. ترقص على لحن العازف الوحيد أو يبتلعها الأعداء. الكرامة الوطنية أهم من الخبز. ويمنع على الجائع أن يتسول أو يتوجع. ووظيفة المستشارين كوظيفة الجنرالات والحزبيين والمواطنين هي امتداح القرار الذي يتخذه رجل لا يخطئ. جده هو النموذج والمرجع. يحكم البلاد من قبره وإليه ترفع التقارير. تماثيله ترصع أنحاء البلاد ويقدر عددها بخمسة وثلاثين ألفاً. هيبته حاضرة على رغم تواريه. هندس آلة للحكم قادرة على التسلل إلى المخيلات والأحلام. بصورته تبدأ الكتب الدراسية وتنتهي. وتنحني لعبقريته قوانين الفيزياء والكيمياء.

تحول الجد قنبلة مشعة. أعجب به عدد من قادة الجمهوريات التقدمية في الشرق الأوسط. أعجبوا بقدرته على القولبة والتطويع وتلقين تلامذة المدارس أناشيد الحب للقائد وحزبه. تعلموا منه واستوردوا بعض إنجازاته وبينها الصواريخ والاتكاء على ترسانة من الأسلحة الكيماوية، فضلاً عن ارتكاب الحلم النووي.

منذ بداية السنة الحالية، جنح كيم جونغ أون نحو المهادنة. ثمة من يعتقد أن دخوله النادي النووي أعطاه بوليصة تأمين تمكنه من فتح النافذة. وربما اعتقد أن عائدات المصافحة ستفوق بالتأكيد عائدات سياسة الابتزاز النووي. يصعب فهم مبررات سلوكه الحالي. لا يمكن الجزم أن الرجل يعرف الغرب وما يتغير في العالم. صحيح أنه درس في صغره في سويسرا باسم مستعار، وكان يدعي أحياناً أنه ابن السائق الذي يوصله إلى المدرسة. لكن الإقامة سنوات في سويسرا لا تعني بالضرورة معرفة العالم.

سلوك محير لرجل غامض. هل خاف من استمرار العزلة والعقوبات؟ هل تخوف من انفجار بلاده تحت وطأة الجوع والفشل الاقتصادي؟ هل تعلم من التجربة الصينية أنه يمكن الاحتفاظ بضريح ماو من دون الاحتفاظ بوصفاته الاقتصادية الفاشلة؟ هل هو مستعد فعلاً للتنازل عن الوسادة النووية في مقابل تعهد أميركي قاطع بعدم غزو بلاده؟ وهل يستطيع نظامه احتمال تدفق المستثمرين والأفكار والاتصال بالعالم؟

لا يمكن التكهن بما بعد المصافحة بين رجلين يمتلكان قدرة استثنائية على صناعة المفاجآت وإطلاق العواصف. لكن المصافحة غداً في سنغافورة ستكون تاريخية بالتأكيد. وهي في أي حال مفيدة للطرفين. يستطيع ترمب الذي خرج من الاتفاق النووي «السيئ» مع إيران القول إنه ليس داعية حروب ومواجهات. وإنه لا يتردد في المجازفة حين يكون السلام محتملاً أو وارداً. وإنه صافح من تبادل معه حديثاً تهديدات وإهانات وصلت حد التذكير بحجم الزر النووي. ويستطيع كيم القول إنه يملك جرأة مصافحة سيد البيت الأبيض، وأن يكون نزع السلاح النووي موجوداً على المائدة.

رجلان بارعان في اجتذاب الأضواء واحتلال الشاشات. سيتابع العالم المشهد باهتمام. والسؤال ماذا سيقول المرشد الإيراني حين يتابع شريط المصافحة وماذا سيستنتج؟ أغلب الظن أن باراك أوباما لن يكون سعيداً غداً.

 

الإجراءات الحمائية ربما تقوّض نفسها بنفسها

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/11 حزيران/18

يبدو أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، فرض رسوم على واردات الحديد الصلب والألومنيوم من أوروبا وكندا والمكسيك، هي النقطة التي سيطفح عندها الكيل بالكثير من أعضاء الحزب الجمهوري الذين حاولوا حتى اليوم ابتلاع الكثير من مقترحات ترمب الأكثر إثارة للغضب بخصوص قضايا تتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية. واليوم يبدو أن الكثير من القيادات في مجال الأعمال التي سبق أن قللت من أهمية الحديث عن اشتعال «حرب تجارية»، أصبحت على قناعة بأن ثمة تهديداً حقيقياً يواجه حرية التجارة.

جدير بالذكر أن خصوم ترمب داخل الحزب الجمهوري يمثلون بعض أكثر الأصوات تأثيراً هناك. وتكشف الفجوة الحادة التي ظهرت فجأة بينهم وبين البيت الأبيض أنه رغم مرور عامين من الجهود الشعبوية الناجحة من قِبل ترمب لبناء قاعدة غاضبة، فإن الإجماع التجاري التقليدي داخل الحزب الجمهوري لم يمت تماماً بعد. وأعلنت ثلاث مؤسسات مدعومة من قبل الثريَّين المحافظَين تشارلز وديفيد كوك، الاثنين، عن أنها ستشن حملة دعائية وكذلك حملة ضغوط للتعبئة بهدف محاربة التعريفات المفروضة على الواردات. ويعد الأخوان كوك من أكبر الداعمين الماليين لمرشحي الحزب الجمهوري وقضاياه. وقد أكد أحد المسؤولين التنفيذيين بواحدة من المؤسسات الثلاثة أن: «التجارة تشكل أولوية كبرى بالنسبة إلى شبكتنا».

كانت صحيفة «ذي وول ستريت جورنال» قد اتهمت ترمب الأسبوع الماضي بإشعال «حرب تجارية لا ضرورة لها مع أقرب أصدقاء أميركا». وذكرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي أنه: «لقد أثبت دونالد ترمب أنه بعيد تماماً عن صورة الشخص العبقري في إبرام الاتفاقات... لقد أكد أنه ليس سوى شخص يتبع التوجهات الحمائية عتيقة الطراز». وحذرت الصحيفة من أن تعريفات الألومنيوم والحديد الصلب «ستضر بالاقتصاد الأميركي والسياسة الخارجية لترمب وربما الجمهوريين ككل في نوفمبر (تشرين الثاني)».

من ناحيته، قال رئيس حزب النواب بول دي ريان الذي لم يسبق له توجيه انتقادات إلى ترمب: «أختلف مع هذا القرار»، وذلك في أعقاب الإعلان عن فرض التعريفات الجديدة، الخميس الماضي. وأضاف: «إجراء اليوم يستهدف حلفاء أميركا في وقت ينبغي أن نتعاون معهم».

ومن خلال هذه المعركة الدائرة حول التعريفات، يخوض ترمب ومنتقدوه معركة حول قضية ساعدت على امتداد أكثر عن قرن في صياغة لب توجهات الحزب الجمهوري، فمنذ إقرار الرئيس الأميركي الأسبق ويليام مكينلي التحول بعيداً عن الحمائية، شدّد الجمهوريون دوماً على أن التجارة تعني الرخاء، وأن التعريفات تضر بالتجارة والعمال.

إلا أن انتخاب ترمب قوض هذه الرؤية الجمهورية التقليدية، مع حشده العمال الغاضبين والناخبين في ولايات ما يُعرف باسم «نطاق الصدأ» للاعتراض على السياسات التجارية المركزية. إلا أنه يبقى التساؤل: ما مدى ضخامة وقوة القاعدة التي يتمتع بها ترمب في ما يخص التجارة؟ ورغم أن الشقيقين كوك وعدداً آخر من رجال الأعمال المحافظين استمتعوا بقوة التمرد الذي قاده ترمب، فإنهم يبدون اليوم على قناعة بأنه من خلال جهود «التعبئة» المباشرة، بمقدورهم اجتذاب ناخبين جمهوريين بعيداً عن السياسات الحمائية الصريحة.

ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، تبدو قضية التعريفات في جزء منها لعبة أرقام. والسؤال هنا: كم عدد الناخبين المحتملين المستفيدين من السياسات الحمائية وكم عدد المتضررين؟

من جانبه، نشر معهد «بيترسون للاقتصاديات الدولية»، الأسبوع الماضي، دراسة خلصت إلى أنه إذا ما مضى ترمب باتجاه المرحلة التالية من الحرب التجارية التي يشنها، وفرض رسوم بقيمة 25% على الواردات من السيارات والشاحنات والسيارات الرياضية، فإن الولايات المتحدة ربما تخسر جراء ذلك 195 ألف وظيفة و1.5% من الناتج من صناعتي السيارات وقطع الغيار. كانت دراسة أخرى صادرة عن المعهد ذاته الشهر الماضي قد رأت أنه بسبب سلاسل العرض العالمية، فإن التعريفات التي أقرها ترمب قد تضر بقدرة الولايات المتحدة على المنافسة وتُلحق الأذى ببعض الصناعات.

وتكشف هذه الدراسات ما شدد عليه خبراء اقتصاديون منذ فترة بعيدة، أنه في إطار الاقتصاد العالمي القائم اليوم فإن الإجراءات الحمائية ربما تقوض نفسها بنفسها. ولا يعود ذلك لمجرد أن دولاً أخرى سوف تنتقم بفرض تعريفات ضد منتجاتنا -مثلما تعهدت أوروبا وكندا والمكسيك بالفعل- وإنما لأن التعريفات تضر بأعداد أكبر من العمال الذين تساعدهم. بمعنى آخر فإن التعريفات تضر بوظائف اليوم على حساب وظائف الغد.

وفي الوقت الذي يحاول الشقيقان كوك و«ذي وول ستريت جورنال» وريان، دفع الحزب الجمهوري للعودة نحو جذوره المرتبطة بحرية التجارة، يواجه الديمقراطيون معضلة، ذلك أنه بمقدورهم محاولة المزايدة على سياسات ترمب الحمائية على أمل الفوز بأصوات العمال في نوفمبر. أو باستطاعتهم السعي لصياغة موقف تقدمي بالمعنى الحقيقي تجاه التجارة، بحيث يتركز الاهتمام على الصناعات الآخذة في النمو وليست تلك الآخذة في الانكماش. كان الديمقراطيون قد أهدروا هذه الفرصة عام 2016، ومن خلال انضمامها إلى الأصوات المنتقدة للشراكة عبر المحيط الهادي، باعتبارها رمزاً للسياسات التجارية «الرديئة»، أخْلَت هيلاري كلينتون الساحة أمام سياسات ترمب المتمردة. إلا أنه في النهاية خرجت كلينتون والحزب الديمقراطي خاسرين بسبب هذا الموقف.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تفقد سير الامتحانات الرسمية للطلاب ذوي الصعوبات التعلمية والمصابين بالسرطان: ارادة الحياة تجعلنا نعمل للمستقبل وأنتم جزء مميز من المجتمع

الإثنين 11 حزيران 2018

وطنية - اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "ما يجعلنا نعمل من أجل مستقبلنا هي ارادة الحياة، وليس أي حياة بل الحياة الناجحة"، مؤكدا "اهتمام الدولة بالطلاب ذوي الاحتياجات التعلمية الخاصة لأنهم جزء مميز من المجتمع".

كلام الرئيس عون جاء في خلال تفقده صباح اليوم، سير الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية في مركز سان جود لسرطان الاطفال للطلاب المصابين بالسرطان، وفي "مدرسة الأورغواي الرسمية المختلطة" في الأشرفية للطلاب ذوي الاحتياجات التعلمية الخاصة. رافقه في الجولة وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، المدير عام لوزارة التربية فادي يرق، ورئيسة دائرة الامتحانات في الوزارة السيدة هيلدا خوري.

مركز سرطان الاطفال

وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى مركز سرطان الأطفال، رئيسة مجلس الأمناء في المركز السيدة نورا جنبلاط وأعضاء المجلس، وانتقل الجميع إلى قاعة الامتحانات حيث عاين الرئيس عون الطلاب، وتمنى لهم النجاح والتوفيق، وتوجه إليهم بالقول: "اليوم تنتهي مرحلة وتبدأ مرحلة أخرى بالنسبة إليكم، أتمنى لكم النجاح في المرحلة المقبلة. أنتم جيل المستقبل، جيل الشباب الذي سيأخذ مكاننا أينما كنا، في الوزارات او مهندسين، أو اطباء. وما يجعلنا نعمل من أجل مستقبلنا هي إرادة الحياة، وليس أي حياة بل الحياة الناجحة. أتمنى أن تكونوا جميعا من الناجحين ومن أصحاب الارادة".

جنبلاط

بدورها، أوضحت السيدة جنبلاط أن "28 طالبا مصابين بالسرطان يجرون الامتحانات الرسمية"، وردت على كلمة الرئيس عون بالقول: "باسمي وباسم اعضاء مجلس الامناء في مركز سرطان الاطفال، وباسم كل العاملين في المركز، نشكركم على هذه الزيارة المميزة والسباقة في تاريخ المركز. نشكر اهتمامكم بالاطفال الذين هم بحاجة الى عناية خاصة، والذين نتمنى لهم النجاح في الامتحانات والتغلب على المرض. فخامة الرئيس نحن معكم وإلى جانبكم على الدوام".

مدرسة الأورغواي

ومن مركز سرطان الأطفال توجه الرئيس عون الى "مدرسة الأورغواي الرسمية المختلطة" في الأشرفية، حيث يجري خمسون طالبا من ذوي الصعوبات التعلمية، امتحانات الشهادة الثانوية، وتفقد عددا من غرف الامتحانات، متحدثا إلى الطلاب، ومستطلعا مدى صعوبة المسابقات، وكيفية تفاعل الطلاب معها. وتوجَّه إليهم بالقول: "أتمنى النجاح للجميع، أنتم جيل المستقبل ولديكم مكانكم في المجتمع ولستم معزولين عنا، حتى لو كانت لديكم صعوبات تعلمية. أتيت إلى هنا اليوم لأؤكد اهتمامنا بكم لأنكم جزء مميز من مجتمعنا. وأتمنى أن تجدوا مستقبلا العمل الذي تطمحون إليه، فتساهموا في بناء المجتمع".

ثم التقى الرئيس عون مجموعة من الاساتذة المختصين بمرافقة الطلاب ذوي الصعوبات التعلمية، مثمنا عملهم، بالقول: "عملكم ليس سهلا، ويحتاج الى عاطفة انسانية وتقنيات تعليمية خاصة".

حمادة

وقد أشاد الوزير حمادة خلال الجولة بمبادرة رئيس الجمهورية بتفقد هذه المراكز تحديدا، وقال:" باسم كل تلاميذ لبنان وليس فقط التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنكم راعي الناس جميعا في البلاد وهؤلاء أطفالك المميزون، وباسم وزارة التربية والدوائر المختصة بأصحاب الاحتياجات الخاصة، نثمن زيارة فخامة الرئيس الى هذه المراكز، ونقول له شكرا على هذه الزيارة التي لا بد أن تعطي الطلاب، وخصوصا بوجود الاساتذة المعاونين، زخما جديدا. وان شاء الله تكون النتائج مماثلة للسنة الماضية حيث تخطت نسبة نجاحهم التسعين في المئة".

 

بري عرض التطورات مع فوشيه والتقى سفير البوسنة ومنصور وزوارا

الإثنين 11 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، وعرض معه للتطورات الراهنة.

ثم استقبل سفير البوسنة في لبنان حارس لوكوفيتش في زيارة وداعية يرافقه القنصل زياد عيسى.

وعرض الرئيس بري الاوضاع مع النائب البير منصور.

كما استقبل وفد تجمع مزارعي الجنوب برئاسة رئيسه محمد الحسيني ، وجرى عرض هموم المزارعين وعددا من المطالب.

 

الحريري بعد لقائه عون: قدمت تصورا عن نسبة الحصص في الحكومة واعتقد انها قريبة مما نرغب به انا وفخامته وعلى الجميع تقديم بعض التضحيات

الإثنين 11 حزيران 2018

 وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، آخر اجواء عملية تشكيل الحكومة والاتصالات التي يجريها الرئيس المكلّف في هذا الشأن بغية ان تبصر الحكومة العتيدة النور في اسرع وقت ممكن.

وكان الرئيس الحريري وصل عند الرابعة بعد الظهر الى قصر بعبدا حيث سلم الرئيس عون تصوره لنسبة الحصص التي يرى انه "يجب ان يحصل عليها الافرقاء السياسيون في الحكومة المقبلة، واعلن انه ضد ان يبقى احد منهم خارجها".

بعد اللقاء، تحدث الحريري الى الصحافيين فقال: "زيارتي اليوم الى قصر بعبدا تتعلق بموضوع تشكيل الحكومة، ورغبت في التشاور مع فخامة الرئيس في هذه المسألة. ان الجميع راغب في تسهيل عملية التشكيل وفي اسرع وقت ممكن، ولكن هذا يوجب من الجميع ايضا تقديم بعض التضحيات والتسويات، وقد وضعت مع فخامة الرئيس تصورا حول الحصص، لانه علينا تشكيل الحكومة في وقت سريع والا يكون ذلك على حساب احد، فالحكومة المقبلة ستبصر النور بعد انتخابات كانت ناجحة، وحقق البعض انجازات فيها يجب ان تنعكس بطبيعة الحال على نسبة الحصص في الحكومة. ولكن برأيي، هناك نوع من التضخيم في بعض الطلبات علينا ان نخفف منه، والمواطن يتوقع منا زيادة الفاعلية والعمل، وتحدثت في هذا الامر مع فخامة الرئيس، وانا متفائل وادرك ان عملية التفاوض والحصول على نسب اكبر من الحصص هو امر طبيعي".

سئل: هل من الممكن ان يتضمن المغلف الذي حملته معك الى اللقاء تصورا اوليا حول الاسماء؟

اجاب: "ان المغلف بات بعهدة فخامة الرئيس، ولكنه يتضمن تصورا حول الحصص وليس بالاسماء. وانا منذ البداية، تحدثت عن حكومة من 30 وزيرا".

سئل: من الذي يعمد الى رفع السقف من ناحية المطالب اكثر من غيره؟

اجاب: "لا ارغب في تسمية احد في هذا السياق، فكل شخص يعلم ما يقوم به، ولن ادخل في التسميات الا في حال وجدت ان الامور عالقة، وعندها سأصارح اللبنانيين بكل شفافية".

سئل: قيل ان التشكيل سيحصل قبل عيد الفطر، واليوم بات الحديث عن فترة اطول. فمتى تتوقعون ان تبصر الحكومة النور؟

اجاب: "لا وقت محددا، ولكنني اعمل بشكل متواصل من اجل تأليف حكومة جديدة. واستغرب فعلا ان تتحدث وسائل اعلام عن اطالة في فترة التأليف وانني انتظر بعض التعليمات من الخارج، وهذا امر مؤسف لانه يبدو ان مصدر هذا الكلام هو من خارج لبنان".

سئل: حكي عن عدم تمثيل عدة اطراف في الحكومة ومنها حزب الكتائب. ما صحة هذا الامر؟

اجاب: "انني اتحاور مع الجميع، ولكن ليس مع حزب الكتائب بعد، ولكن ان شاء الله سيحصل هذا الحوار. ان الرغبة هي في ان تتضمن الحكومة اكبر عدد من القوى السياسية لسببين: الاول يعود الى اننا في مرحلة اقليمية صعبة جدا وهذا يوجب ان نكون متراصين وموحدين. اما السبب الثاني فيعود الى التحديات الاقتصادية والاصلاحات التي علينا تنفيذها، وستكون صعبة ولكنها ضرورية لمحاربة الفساد والهدر داخل الوزارات والمؤسسات".

سئل: هل وافق رئيس الجمهورية على التصور الذي قدمته؟

اجاب: "لا زلنا في طور المناقشة، وفي رأيي ان هذا التصور قريب مما نرغب به انا وفخامة الرئيس".

سئل: في حال لم يتم تقديم تنازلات، هل ستلجأون الى حكومة امر واقع بأكثرية حاكمة واقلية معارضة؟

اجاب: "عند وصولنا الى هذه النقطة، سنتحدث عنها. ولكنني اقول ان كل الافرقاء السياسيين راغبون في التعاون، وانا ضد ان يبقى احد منهم خارج الحكومة".

سئل: هل سيكون هناك من وزراء سنة خارج تيار المستقبل؟

اجاب: ان حكومة تصريف الاعمال، تضم وزراء من الطائفة السنية لفخامة الرئيس، ولا مشكلة لدي مع فخامته".

سئل: هل يضم التصور الذي قدمته جميع الاطراف؟

اجاب: "مع انتهاء الانتخابات النيابية، يحاول كل طرف ان يظهر قوته داخل الحكومة، وانا مع الاسراع في التشكيل، دون التسرع. باتت الامور اليوم واضحة لدى الجميع، وسأتحاور مع الافرقاء السياسييين وسنضع النقاط على الحروف".

سئل: ان الكلام الصادر عن الجنرال قاسم سليماني حول وجود 74 نائبا لحزب الله في البرلمان، وكأنه موجه اليك بأن الحزب يملك عددا اكثر من الذي تملكه. فما هو ردك؟

اجاب: "اذا كان المقصود ان كتلة "التيار الوطني الحر" هي من ضمن هذه الحسابات، فأعتقد اننا تخطينا هذا الموضوع. ولا ارغب في الرد على هذا الكلام، ولكن من المؤسف ان يصدر هذا المنطق عن دولة نود ان تربطنا بها علاقات من دولة الى اخرى، وان التدخل في الشأن الداخلي اللبناني امر لا يصب في مصلحة ايران ولا لبنان ولا دول المنطقة. كما انه اذا خسر البعض في العراق، لا يمكنه ان يظهر وكأنه يحقق انتصارات في اماكن اخرى".

 

رعد: نستطيع في المجلس الجديد تعطيل أي قانون يضر بمصلحة البلاد

الإثنين 11 حزيران 2018 /وطنية - أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "أننا قطعنا شوطا كبيرا في مواجهة الأعداء الذين أرادوا لنا كيدا، فكادهم الله ونصرنا عليهم في أكثر من موقعة وجبهة ومحور، وأعزنا بالتزامنا وبإيمان مجاهدينا وأبطالنا". وقال خلال الاحتفال التأبيني لعبد الرضى وهبي والد يوسف وهبي (عضو مجلس إدارة قناة المنار) في بلدة حاروف الجنوبية: "العدو كان لديه مشروع استهداف المقاومة عبر البوابة الجنوبية، فسقط هذا المشروع في العام 2000 و2006، ثم حاول أن يستهدف المقاومة عبر الفصل بين منبع الدعم والإسناد لهذه المقاومة وبين المجاهدين، حين احتل العراق أيضا سقط مفعول هذا الهجوم وبعدها جاء إلى البوابة الشرقية عبر سوريا وافتعل الأزمة الدامية طوال السنوات الثماني الماضية، وسقط المشروع أيضا وهزمت داعش وسقطت خلافتها وانكفأ التكفريون ولا تزال لهم جيوب تلاحق في الشمال والشرق من البلاد، ويعمل الأميركيون على احتوائها والاستفادة منها لتنغيص النصر على المجاهدين وعلى محور المقاومة الذي انتصر في سوريا". وتناول الوضع الداخلي، فأشار الى "أننا شهدنا بعد الانتخابات أن وضع المجلس النيابي بتكتلاته وبموازين القوى فيه قد تغير بشكل واضح وجلي، ولم يعد فريق يستطيع أن يمتلك الأكثرية الدائمة لمقاربة القوانين والإقتراحات والمشاريع"، موضحا ان "الأكثرية أصبحت متجولة بحسب أهمية القوانين والإقتراحات، وهذا ما يتيح لنا فرصة أن نعطل الكثير من القوانين التي تضر بمصلحة البلاد، وندفع في اتجاه إقرار الكثير من القوانين التي تحفظ مصالح العباد والمواطنين".

أضاف: "نحن نشهد بعض الإشكالات التي تحصل بين المسؤولين والقوى السياسية، لذا نقول للجميع إن اعتماد القانون وتنفيذه هو الذي يحل كل الإشكالات التي تقعون فيها".

 

زاسبيكين: لا يجوز في هذه الظروف طرح مغادرة حزب الله سوريا

الإثنين 11 حزيران 2018 /وطنية - أكد السفير الروسي الكسندر زاسبيكين أنه "لا يجوز ولا يمكن في هذه الظروف طرح مغادرة حزب الله أو إيران لسوريا، خصوصا أن القضاء على الإرهاب في سوريا لم يتحقق بعد"، لافتا الى أن "التركيز على هذا الموضوع في هذه المرحلة يجري من المعسكر المقابل لزرع الشكوك وخلق المشاكل بين محور المقاومة وروسيا، وهذا أمر مرفوض". وشدد في حديث الى "إذاعة النور" ضمن برنامج "السياسة اليوم" على أن "العلاقة بين روسيا ومحور المقاومة في سوريا هي علاقة تعاون"، معتبرا أن "الوجود الأميركي في سوريا واحد من الأسباب الكبيرة للتعقيدات الموجودة في هذا البلد وعدم التوصل إلى حلول". وقال ردا على سؤال: "هناك تصريحات رسمية روسية بما فيها موقف الرئيس الروسي المعروف من الوجود الاجنبي في سوريا، ويحق لروسيا كما لكل الدول ان يكون لديها رؤية استراتيجية خاصة، ولكن في النهاية القرار يعود للقيادة السورية، وهي الطرف الوحيد المخول اتخاذ قرارات كهذه".

واعتبر السفير الروسي أن "الاحداث في سوريا تتطور بصورة دينامية، ولا أتوقع خلال شهر أو شهرين ان يكون هناك نتائج نهائية لما يحدث في كل المجالات، لأن الأهداف الاساسية المطروحة مثلا امام محور المقاومة وروسيا لم تستكمل بعد حتى الاهداف الاساسية، كالقضاء على الارهاب والاوضاع في سوريا".

وإذ لفت الى ان "روسيا مع سيطرة الجيش السوري على كل الحدود"، رأى أن "الاوضاع تتطور في سوريا خطوة خطوة". وفي الشأن اللبناني، أعرب عن اعتقاده ان "تشكيل الحكومة اللبنانية لن يطول كثيرا، وكما يقولون بعد العيد"، معتبرا أن "التعقيدات الدولية والاقليمية لتأليف الحكومة غير مؤثرة بدرجة كبيرة الآن، لأن هناك رغبة سياسية شديدة في تشكيلها".

 

الراعي افتتح السينودس المقدس: للاسراع في تأليف الحكومة بعيدا عن حسابات المحاصصة والعمل على عودة النازحين الى وطنهم

الإثنين 11 حزيران 2018 /وطنية - افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أعمال السينودس المقدس، بمشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.

وألقى كلمة تطرق فيها إلى موضوع الاصلاح الليتورجي ووضع الأبرشيات والزيارات الراعوية والشأن الوطني. وفي اسفل بعض ما جاء الكلمة:

أ - إننا باسم شعبنا نطالب بتأليف الحكومة الجديدة في أسرع ما يمكن، بروح المسؤولية الوطنية الخطيرة، بعيدا عن حسابات المحاصصة الخاصة، حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات المطلوبة على مستوى الهيكليات والقطاعات، كشرط لنيل المساعدات المالية، من هبات وقروض ميسرة، تقررت في مؤتمري روما (15 أذار)، وباريس - CEDRE(6 نيسان) من أجل النهوض الاقتصادي الكفيل بإخراج اللبنانيين من حال الفقر والعوز، وبتأمين فرص عمل لأجيالنا المثقفة الطالعة.

ب - ونطالب الحكومة بتوحيد الكلمة في العمل على عودة النازحين السوريِين إلى وطنهم وبيوتهم وممتلكاتهم، ونطالب المجتمع الدولي بمساعدتهم على ترميم بيوتهم. فمن حقهم الطبيعي أن يستعيدوا كرامتهم الوطنية، ويحافظوا على تراثهم الثقافي والحضاري، وينعموا بجميع حقوقهم الوطنية. ومن الواجب تشجيعهم على هذه العودة الكريمة لا تخويفهم لأغراض سياسية. وإلا وقعوا ضحية حربَين: حربٍ دمرت أرضهم وجنى عمرهم، وحرب تدمر ثقافتهم وتاريخهم وحضارتهم، وهذه إبادة لهم. ثم ان كرامتهم تأبى أن يصيروا عبئا على لبنان الذي استقبلهم بكل عاطفة إنسانية وتضامن.

ج - ونطالب المسؤولين عندنا سحب مرسوم التجنيس لأنه زعزع الثقة بهم، ولأنه مرسوم يصدر على حين غفلة وبأسماء مشبوهة لا تشرف الجنسية اللبنانية، فيما المراجعة دائمة بتطبيق ما أبطل مجلس شورى الدولة من مرسوم التجنيس الصادر سنة 1994 الذي أوقع خللا ديموغرافيا كبيرا في البلاد، وفيما يوجد لدى المجلس النيابي قانون إعادة النظر في قانون الجنسية الذي يرقى إلى سنة 1925 في عهد الانتداب الفرنسي، أي قبل عشرين سنة من الميثاق الوطني والاستقلال التام، وفيما يتواجد على أرض لبنان أكثر من نصف سكانه الغرباء والأجانب، وفيما تتكدس لدى وزارتي الخارجية والداخلية الألوف من الملفات الخاصة بمنتشرين من أصل لبناني يطالبون باستعادة جنسيتهم اللبنانية.

وفوق ذلك كله، إننا ندعو جميع رجال السياسة والمسؤولين عن الشأن الوطني العام إلى بناء الثقة فيما بينهم بروح الميثاق الوطني الذي يميز لبنان عن كل البلدان، لأنه ميثاق الحرية والمساواة والعيش معًا بين المسيحيين والمسلمين. إنه روح الدستور والحياة السياسية، لكونه يشكل التكامل في تكوين النسيج الوطني الواحد، ويتخطى مستوى التساكن، ليكون نمط حياة يؤمن لكل إنسان فرصة التواصل والتفاعل مع الآخر، فتغتني شخصيته من تلقيها جديد الآخر، من دون إلغاء الخصوصيات والفوارق التي تصبح مصدر غنى للجميع (راجع المجمع البطريركي الماروني، النص 11: الكنيسة المارونية والسياسة، 36-37، شرعة العمل السياسي، ص29-30).

أيها الإخوة الآباء الأجلاء، بالاتكال على عناية الله، وأنوار الروح القدس، وشفاعة أمنا مريم العذراء وابينا القديس مارون، نبدأ أعمال هذا السينودس المقدس، وكلُنا رجاء بثماره الخصبة، لمجد الله وخير كنيستنا وخلاص النفوس.

وتستمر اعمال السينودوس لغاية السبت 16 الحالي على أن يتلى البيان الختامي عند الحادية عشرة ويحتفل بعده بالقداس الالهي.