المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june10.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/أيها الملوثون بعاهة فيرس النفوذ اتعظوا وتذكروا بأن الدنيا دولاب

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش

الياس بجاني/تيار المستقبل وجريمة مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش والديموغرافيا

الياس بجاني/تيار المستقبل يلعب على أوتار الديموغرافيا

الياس بجاني/أبواق وصنوج أصحاب شركات الأحزاب في لبنان هي جاهلة وغبية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لا لمرسوم التجنيس/أبو أرز. اتيان صقر

روبرت فيسك يدقّ جرس الإنذار: جبال لبنان تُمحى عن الخريطة

حزب الله يخسر قياديا ميدانيا كبيرا في عملية ضد داعش

“حزب الله” يحصد عشرات ملايين الدولارات من تجارة الآثار المسروقة من سورية ودمشق دفعت لكادر بارز للتوسط في استعادة بعضها

الإعلام الإسرائيلي: عناصر حزب الله تتنكر بزي الجيش في الجنوب السوري

جنبلاط غادر الى السعودية... وهؤلاء هم النواب الذين رافقوه

نديم الجميل: لا نقبل بالتوازن بالفساد

الزغبي: لا مصلحة للبنان في استعداء الامم المتحدة والمجتمع الدولي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 9/6/2018

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح السبت 9 حزيران 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

يوم الحرب الكبرى، وعد يعود/الدكتورة رندا ماروني

أحراج الريحان في مرمى الكسارات والمرامل… والبلدية تنفي مسؤوليتها/سلوى فاضل/جنوبية

روسيا: إيران وحزب الله برا/ لبنان الجديد/علي سبيتي

ملفّ النزوح تابع: خطوة باسيل ستتبعها خطوات قاسية

القوات بـ6 وزراء.. والمواجهة باتت أصعب

أصواتٌ بدأت تعلو... هل يقع التجنيس الثاني؟

هذا ما كُشف عن "معاقبة" باسيل مفوضية اللاجئين

خلاف بين الحريري وباسيل بعد إجراءات ضد «مفوضية اللاجئين»/وزير الخارجية اللبناني اتهمها بـ«تخويف» السوريين من العودة لبلادهم

أحراج الريحان في مرمى الكسارات والمرامل… والبلدية تنفي مسؤوليتها

ملامح التفاف سنّي حول الحريري يتخطى صراع الانتخابات

لبنان: مخاض الحكومة عالق بتوزيع الحقائب ومصادر عون والحريري تسعى إلى تبديد الأجواء التشاؤمية

إيران و«حزب الله» يرفضان مطالب روسيا بـ «إعادة الانتشار» في سوريا

رئاسة الحكومة تُهاجم باسيل: قراره لا يُمثلنا!.

معين المرعبي: باسيل يتصرف همايونياً وطائفياً

العقدة الدرزية - القواتية: جنبلاط يرد 3 وجعجع

علي حسن خليل: مرسوم تعيين القناصل الفخريين غير مقبول

عديدة تعرقل التأليف تتخطى الاشكاليتين المسيحيـــة والدرزية والمملكة ترصد "النأي"..والتشكيل ينتظر ايضا محطات ومعادلات خارجية

عقاب صقر يخرج عن صمته.. وهذا ما صرّح به

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بعد طلب ترامب خروج ايران من سوريا: داعش ينبعث من جديد

بوتين يؤكد أن «الكرة في ملعب أميركا» لتحسين العلاقات مع روسيا وفيينا قد تستضيف قمته المحتملة مع ترمب

موسكو وواشنطن تناقشان منع «الاحتكاك»

البابا فرنسيس يحذر من البحث المتواصل عن الوقود الأحفوري

بوتين:تعاوننا مع ايران في سوريا منتج

روحاني: على طهران وموسكو إقامة حوار جدي وإيران سهًلت مرور منفذي هجمات 11 سبتمبر

عائلة محمد علي لترامب: شكرا لا نريد عفوك

مقتل 17 جندياً أفغانياً بهجوم لطالبان على قاعدة عسكرية

ما هو «الدبور الأسود» الذي يستعد الجيش الأميركي لاستخدامه؟

كندا توقف مساعدة القوات الكردية في العراق

ملكة بريطانيا تحتفل بعيد ميلادها الرسمي الـ92

«واشنطن بوست»: الصين اخترقت خططاً حربية حساسة للبحرية الأميركيةوإدانة ضابط سابق بالـ«سي آي إيه» بالتجسس لصالح بكين

طالبان توافق على وقف إطلاق النار خلال عيد الفطر للمرة الأولى منذ 2001

القوات الإيرانية بسوريا تتنكر بزي قوات الأسد للبقاء!

ترمب: قمة الـ 7 تعهدت بمراقبة الطموحات النووية لإيران

قمة محتملة بين ترمب وبوتين في فيينا

هرب إلى قطر... انشقاق أمير إماراتي بعد خلاف مع محمد بن زايد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
نهاد المشنوق هل يطاله مقص الحريري ويحال إلى مقهى التاريخ/صلاح تقي الدين/العرب

حكومة لبنانية مرتبكة/كرم محمد السكافي/الحياة

هل فقد اللبناني قدرته على الغضب أم إنه أضاع البوصلة/د. منى فياض/النهار

حين يرى العدو في جيش بشار ضمانة لاستمرار احتلال الجولان/د. مصطفى علوش/المستقبل

لبنان تحت التهديدات.. فأيّ طريق سيسلك/ناصر زيدان/الأنباء الكويتية

زغرتا في أيام المجاعة (3)/محسن أ. يمّين

“الإخوان” أصل البلاء … وصمود الأردن بدَّد أحلام الشياطين/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

«تخصيب» الاختناق الإيراني/راجح الخوري/الشرق الأوسط

انتبهوا لما يجري بين أميركا وحلفائها الكبار/روبرت فورد/الشرق الأوسط

فصل جديد في العلاقات الدولية/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

ليبيا... الجبهة الإيرانية الخامسة/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

عن الأحادية الأميركية والقمة الكندية/إميل أمين/الشرق الأوسط

المأزق الإيراني مأزق روسي أيضا/خيرالله خيرالله/العرب

إيران تحاول هدم وئام ليبيا الديني/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرّاعي في ختام الرياضة الروحيّة لسينودس الأساقفة في بكركي: ما يؤلـم شعبنا تصـرّف المسؤولين في الدولة وكأنّها ملكٌ لهـم

جعجع: حزب الله سيعود من سوريا قريبا وسيكون أكثر تواضعا ولن يحصل على مكافآت حتى لو ادعى الانتصار

المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية

التيار الوطني: اعتداء على مكتبنا في جبل محسن لكن لم يتم كسر صور رئيس الجمهورية ورئيس التيار

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا20/إنجيل القدّيس لوقا12/من32حتى48/"قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم. لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!». فَقَالَ بُطرُس: «يَا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع؟». فَقَالَ الرَّبّ: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا! حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ. أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر، يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين. فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا. أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

أيها الملوثون بعاهة فيرس النفوذ اتعظوا وتذكروا بأن الدنيا دولاب

الياس بجاني/09 حزيران/18

الواهم بأن النفوذ يدوم هو في غيبوبة لأن لا شيء يدوم غير وجه الله ولو دام لغيره ما كان وصل له..خافوا الله يا ظلمة وواهمون لأن من يتفلت من عدل قضاة الأرض سيواجه عدل قاضي السماء والقصاص يوم الحساب الأخير

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش/الياس بجاني/08 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%B2-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B4/

 

تيار المستقبل وجريمة مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش والديموغرافيا

الياس بجاني/06 حزيران/18

من مقدمة الدستور اللبناني: “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك“

 http://eliasbejjaninews.com/archives/65151/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88/

اتحفنا قادة تيار المستقبل أمس بخبر شؤم يرقى إلى درجة الجريمة الديموغرافية وهو بأنهم بصدد تقديم مشروع قانون نيابي يعطي الجنسية اللبنانية لأولاد وأزواج المواطنات اللبنانيات المتزوجات من رجال أجانب.

بداية لا بد من تذكير أصحاب المشروع الجريمة هذا، وغيرهم من المؤيدين له، وكذلك اللامبالين بالأمر الخطير، وأيضاً معهم جماعات وجمعيات “الهوبرة” لحقوق المرأة..

لا بد من تذكيرهؤلاء جميعاً بأن هناك دراسات أولية وتقديرية لجهات لبنانية متنوعة كنسية ومدنية تفيد بأن عدد أولاد وبنات وأزواج اللبنانيات المتزوجات من أجانب هو مليون 200 ألف و99% منهم هم من السوريين والفلسطينيين.

هل يدرك أصحاب المشروع أنه مخالف 100% لمقدمة الدستور اللبناني.. وأنه وفي حال أقر سيضرب مبدأ التعايش بين اللبنانيين ويخل بالتوازن الطائفي والمذهبي؟

وفي حال أقر فقولوا للبنان التعايش والتنوع واحترام حقوق ووجود الأقليات في الشرق الأوسط وداعاً.

وقولوا وداعاً للبنان هذا وترحموا عليه واندبوه..

وقولوا وداعاً للدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يتمكن فيها على سبيل المثال لا الحصر الماروني والأرمني والدرزي والعلوي وغيرهم من المذاهب المشاركة في الحكم على قدم من المساواة مع غيرهم من المواطنين..

قولوا وداعاً للدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا يعامل فيها المسيحيين كأهل ذمة.

إنه وفي حال ارتكبت خطيئة إقرار قانون إعطاء الجنسية لأولاد وأزواج اللبنانيات المتزوجات من أجانب..سيكون القانون هذا رصاصة الرحمة التي ستطلق على لبنان الذي نعرفه ويعرفه العالم ويحسده على تمييزه… والذي قال فيه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني: “هذا الوطن لبنان هو أكثر من وطن، أكثر من بلد أنه رسالة، رسالة في العيش”.

بصوت عال نقول إن من يرتكب هذه الجريمة الديموغرافية سيقضي على لبنان المميز والرسالة ويحويله رغماً عن شرائح كبيرة من أهله إلى دولة مستنسخة عن العديد من الدول الغارقة في التعصب والأصولية والتمذهب والقهر حيث الأقليات فيها (من كافة المذاهب) مهمشة ومضطهدة وتحديداً المسيحية منها وتعامل كأهل ذمة.

إن أصحاب المشروع والحاملين لواءه تحت شعارات الحرية والمساواة بين الرجال والنساء يتعامون عن حقيقة مهمة وهي أن لكل بلد في العالم خصوصيته ومن حقه المحافظة عليها وصونها خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالوجود والهوية والعقيدة الإيمانية…وللبنان خصوصيته التي لا يجب المس أو اللعب بها لأي سبب من الأسباب.

فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المولود في كل دول الخليج العربية دستورياً لا يحصل على جنسيتها، في حين أن الحال مختلف في العديد من دول الغرب..

وصحيح إن شرعة الحقوق الدولية تطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الالتزام به.. ولكن الصحيح أيضاً أن عشرات من الدول وخصوصاً الإسلامية والعربية منها لا تتقيد برزم من بنود الشرعة هذه لأنها تتعارض مع دساتيرها ومع معتقداتها الديني ومع المعايير الإجتماعية.

باختصار أكثر من مفيد فإن مشروع القانون الذي ينوي تيار المستقبل عرضه على مجلس النواب هو أخطر بمليون مرة من مرسوم التجنيس الخطيئة واللاقانوني واللاشرعي واللا دستوري الذي فرضه المحتل السوري على لبنان سنة 1994 وأعطى من خلاله الجنسية اللبنانية لأكثر من مليون انسان في معظمهم قانونياً لا يستحقونها.

يبقى أن نظام لبنان حالياً هو طائفي والحكم فيه قائم على الطائفية، وبالتالي فإن أي إخلال ديموغرافي عن طريق التجنيس يهدد ويناقض ميثاق العيش المشترك، وسوف يكون لا شرعي ولا قانوي كما جاء في مقدمة الدستور اللبناني.

هذا، وعندما تصبح الأنظمة في دول الجوار وفي كل الدول العربية والإسلامية علمانيةً وكذلك في لبنان.. وهذا ما نرجوه ونتمناه….

يومها ويومها فقط يحق لتيار المستقبل ولغيره من الجماعات والتجمعات والجمعيات اللبنانية التقدم بمشاريع قوانين تجنيس تناقض في الوقت الراهن مقدمة الدستور اللبناني وتهدد لبنان التميز والرسالة.

في الخلاصة: إنه وللمحافظة على تميز لبنان وعلى هويته وعلى مبدأ التعايش فيه المطلوب من القيادات اللبنانية المحمدية تحديداً معارضة مشروع قانون تيار المستقبل إن كانت هي فعلاً ضنينة على لبنان الرسالة.. ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لا لمرسوم التجنيس

أبو أرز. اتيان صقر/09 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65213/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%84%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%B3/

لأن مرسوم التجنيس الجديد الذي صدر/لم يصدر، وتمّ التوقيع عليه ثم تمّ تعليقه، ثم أُحيل الى الأجهزة الأمنية لمزيد من التدقيق او التمويه.

ولأن شبهات كثيرة حامت حوله، ورسمت عليه علامات استفهام كثيرة، ولفّه الغموض من كل حدبٍ وصوب.

ولأن أهل الحكم حاولوا التكتّم عليه، وتسريبه خفيةً، وتجنّبوا نشره في الجريدة الرسمية يوم التوقيع عليه.

ولأن معظم المجنّسين هم من التابعيّة الفلسطينية والسورية غير المرحّب بها في لبنان،

ولأن عدداً من المجنّسين ينتمون الى الحلقة الضيّقة التابعة للنظام السوري بحسب المعلومات المسرّبة.

ولأن المرسوم لم يلحظ الأسباب المْوجبة التي على اساسها مُنحت الجنسية الى غرباء.

ولأن عملية التجنيس تجري عادةً في نهاية العهد وليس في بدايته، ما يُنذر بإمكانية إصدار المزيد من هذه المراسيم.

ولأن الحقيقة الثامنة من حقائق الحزب تنص على التالي: "بعد ان تُسوّى قانوناً اوضاع من هم لبنانيون منسيّون، او لبنانيون ذوو قضية عالقة، لا تُمنح الجنسية اللبنانية إِلَّا لأفراد وليس لجماعات، شرط ان يكون الواحد من هؤلاء الأفراد عبقرياً، او سبق له وقدّم للبنان خدمةً جلّى".

ولأن هوية لبنان ليست للبيع او المساومة او المتاجرة، وهذا هو الأهم، لذلك، وبناءً على كل ما تقدّم، نُعلن رفضنا لهذا المرسوم المشبوه، ومعنا كل الشرفاء في لبنان، ولا نعترف بشرعيته حتى ولو وقّع عليه كل أركان الحكم، ولا نقبل بالمجنّسين الجدد "إخوةً" لنا في المواطنة والهوية، حتى ولو دوّنت أسماؤهم في سجلّات النفوس الرسمية.

كلمة اخيرة نوجهها الى اللبنانيين القلقين على مصيرهم ومستقبل وطنهم، إن هذا المرسوم وما سبقه من مراسيم مشابهة صدرت في زمن الإحتلال السوري ومنحت الجنسية اللبنانية لعشرات الألوف من الأغراب، سيجري حتماً إعادة النظر فيها وإلغاء مفعولها في أوّل ظرف ملائم، وحالما ينتهي مفعول هذا الزمن البالغ الرداءة.

لبيك لبنان

ابو أرز

 

روبرت فيسك يدقّ جرس الإنذار: جبال لبنان تُمحى عن الخريطة

ترجمة تلفزيون"الجديد"/09 حزيران/18

كتب رويرت فيسك في صحيفة "إندبندنت" البريطانية مقالاً بعنوان: "جبال لبنان تُمحى عن الخريطة... لكن من يهتمّ؟"، تحدّث فيه عن المقالع التي تأكل جبال لبنان وتمحو ثروته الحرجية وتغيّر طبيعته الجغرافية.

يبدأ فيسك مقاله بالقول: "نادرًا ما يقف الصحافي عاجزًا عن الكلام، لكن كيف تصف تدمير جبال بكاملها وقطع عشرات الآلاف من أشجار الصنوبر، وتغيير ملامح المشهد الطبيعي بفعل أكثر من 3000 مقلع مزّق جغرافية لبنان ورسَمَ خريطة جديدة لأرضه المباركة والقديمة؟ كيف تصف المجزرة بحق الجبال؟".

 ويضيف: "هل هذا جيد بما يكفي لقصة يجب أن تصدم العالم لو حدثت في أوروبا أو أميركا؟ أنا أسمّيها إخصاء لبنان. فاكهته تراب وصخره مفتت وبحيراته ملوّثة. قمم الجبال، ملايين الأطنان من الرمل والصخر، مُزّقت بواسطة الحفّارات والجرّافات، لتوفير الإسمنت من أجل أخاديد بيروت وشققها الشاهقة الغريبة، وفللها و ضواحيها المسوّرة والفنادق الساحلية. طمع وفساد وفقر واللوم يجب أن يُلقى على الحكومة المخجلة والأنانية. حتى الآن، في ظل تقاتل الأحزاب الطائفية في لبنان على مقاعد في مجلس النواب الجديد، ترى أمّتهم ممزّقة. كل ما يجب عليهم فعله هو تمرير قانون -تشريع واحد فقط- لوقف هذه الفوضى."

 يذهب فيسك إلى بلدة ميروبا ويقول: "اختفت الجسور والوديان والمجاري المائية". وينقل فيسك عن الياس سعادة، أحد أبناء البلدة، قوله: "لا يوجد مبنى في بيروت الجديدة ليس في جدرانه وأساساته جزء من ميروبا. يقولون عن أرضنا هنا 'الرمل الذهبي'، أفضل ما يمكنك شراؤه لبناء مجمعات سكنية، وهو الأغلى قيمة. لكن هذا جنون." ويضيف: "أكثر من 120،000 شجرة صنوبر تم قطعها. كان لدينا ثلاثون عين ماء لكن لم يتبقى لدينا اليوم سوى اثنين، وهما ملوثّتان."  ويقول فيسك إن أعضاء مجموعة "أنقذوا ميروبا" اكتشفوا أن 16 شركة كانت تقلتع 20% من مساحة ميروبا. ويقول سعادة إنهم "لم يشتروا الأرض، بل اشتروا عقد إيجار من الحكومة، حتى لو كانت المقالع غير قانونية. لذلك حصلوا على تصاريح لـ'تنظيف الأرض'!".  ويضيف: "لقد حصلوا على مساعدة من حكومات سابقة -من وزراء البيئة والداخلية والصناعة ومن السلطة المحلّيّة. حاول آباؤنا وأجدادنا إيقاف هذا الأمر قبلنا لكن لم يكن لديهم وسائل وسائل التواصل الإجتماعي آنذاك". ويتابع قائلاً:" كان لدينا أمر من المحكمة بوقف المقالع لكن بعد خمسة أيام عادت الشاحنات بتسهيل من الشرطة المحلّيّة".  يتابع فيسك ويقول: "الجميع، المقالع، الكهنة، أهالي البلدة، لديهم شيء واحد مشترك هو إدانتهم للحكومة، والرجل الوحيد القادر على وقف استباحة بلاده هو رئيس الوزراء الجديد سعد الحريري".  ويختم قائلاً: "لبنان طائفي. لكن إذا استطاع سعد الحريري فرض القوانين لوقف تدمير بلاده، سيصبح أعظم رئيس وزراء مرّ على لبنان"، لكنّه يضيف: "بحلول ذلك الوقت قد يكون الأوان قد فات".

 

حزب الله يخسر قياديا ميدانيا كبيرا في عملية ضد داعش

ليبانون ديبايت/09 حزيران/18/نعى حزب الله اليوم الجمعة قيادياً ميدانياً سقط في سوريا. وقال حزب الله إن القيادي الحاج ناصر جميل حدرج "ابو حسين" استشهد في وقت لاحق خلال قيامه بواجبه الجهادي. ووفق المعلومات، فان حدرج استشهد في ليلة القدر اثناء عملية الارتقاء التي قام بها حزب الله لاستعادة نقاط احتلها تنظيم داعش في ريف البوكمال جنوب شرق سوريا قبل ساعات. وتفيد المعطيات الميدانية أن حزب الله والجيش السوري استعدا كل النقاط التي سقطت خلال الهجوم الذي شنه داعش في محيط بلدتي الجلاء والحسرات وتأمينها طريق البوكمال - الميادين.

 

“حزب الله” يحصد عشرات ملايين الدولارات من تجارة الآثار المسروقة من سورية ودمشق دفعت لكادر بارز للتوسط في استعادة بعضها

“السياسة” – خاص/09 حزيران/18/أكدن مصادر لبنانية مطلعة، انه خلال العامين المنصرمين، تراكمت دلائل عديدة بعضها من الشرطة الدولية “الانتربول” ومن اليونيسكو، تشير كلها الى اتساع ظاهرة قيام كوادر من “حزب الله” اللبناني بتهريب وتجارة الاثار السورية التي ينهبها عناصر الحزب الناشطين في سورية. وقدرت المصادر في تصريحات خاصة لـ السياسة” المبالغ التي استطاع “حزب الله” جنيها من الاتجار بالاثار المسروقة من سورية منذ ان دخلتها عناصر الحزب لدعم النظام بعشرات ملايين الدولارات التي ذهب القسم الاكبر منها الى جيوب المتنفذين في الحزب. واشارت المصادر في هذا السياق الى الشعارات التي اطلقها نصر الله بعد الانتخابات حول ضرورة مكافحة الفساد في لبنان، مشيرة الى انه على نصر الله ان يستأصل الفساد المستشري في صفوف حزبه وكوادره قبل ان يعلن عن نيته مكافحة الفساد في لبنان. وقالت ان مديرية الاثار والمتاحف السورية توجهت “بشكل ودي” الى حزب الله قبل نحو شهرين لاستعادة بعض القطع الاثرية المنهوبة، واستطاعت استعادة 78 قطعة اثرية و20 لوحة فسيفساء تمت سرقتها من بعض الكنائس في بلدة معلولا السورية، ولكن ذلك لم يتم الا بعد قيام مديرية الاثار بدفع مبلغ لم تكشف عن قيمته لكادر بارز في حزب الله قام بالوساطة في الموضوع. واشارت المصادر الى انه قبل حوالي العامين ضغط كادر قيادي كبير في حزب الله على السلطات اللبنانية المسؤولة بغية عدم ارسال اية معلومات لفرنسا حول عنوان في لبنان مرتبط بحزب الله، وذلك بعد ان توصلت السلطات الفرنسية من التحقيقات التي اجرتها الى معلومات تشير الى ان هذا العنوان ضالع في قضية تهريب اجزاء من معبد رخامي اثري نادر ضبطت في باريس بعد ان تم تهريبها من لبنان عن طريق تايلاند بغية تمويه الجهة المرسلة والجهة المتلقية.

 

الإعلام الإسرائيلي: عناصر حزب الله تتنكر بزي الجيش في الجنوب السوري

روسيا اليوم/السبت 09 حزيران 2018/أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عناصر من "حزب الله" اللبناني وغيرها من القوات المدعومة من إيران عادت إلى جنوب سوريا وهي ترتدي الزي العسكري السوري ومزودة بصواريخ وقذائف صاروخية. واستشهدت وسائل الإعلام العبرية بمقال نشرته صحيفة "وال ستريت جورنال" الأمريكية أشارت فيه إلى عودة مقاتيلن من "حزب الله" إلى الجنوب بعد خروجهم منه. ونقلت الصحيفة أن أحد قادة الفصيل المعارض "جيش الإنقاذ" الذي تشكل في الجنوب السوري من اندماج فصائل مسلحة عدة، قال إن أفراد حزب الله انسحبوا من المنطقة بزي الحزب ثم عادوا مرتدين زي الجيش السوري وبآليات تابعة للجيش السوري. كما أصدرت بطاقات هوية سورية للمقاتلين الأجانب بأسماء جنود سوريين قتلوا خلال المعارك، ويعتبر أحد قادة المعارضة في درعا أن إيران لن تنسحب من جنوب سوريا دون قتال. ويتهم معارضون دمشق بانتهاج أساليب التمويه بسبب حاجتها لقوات حزب الله للبقاء في سدة الحكم بعد أكثر من سبعة أعوام من الحرب في سوريا. ووفق ما نقل الإعلام الإسرائيلي عن قادة الفصائل المعارضة السورية فإن هذه الخطوة تأتي في محاولة لتجنب الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع إيرانية في سوريا. وكانت أنباء تحدثت عن مفاوضات ثلاثية أردنية أمريكية روسية تجري بخصوص الجنوب السوري، وانسحاب القوات الأجنبية من مناطق في الجنوب على أن تنتشر مكانها قوات من الجيش السوري.

 

جنبلاط غادر الى السعودية... وهؤلاء هم النواب الذين رافقوه

السبت 09 حزيران 2018/افادت قناة الجديد ان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط توجه الى السعودية برفقة النائبين تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور في زيارة رسمية يلتقي خلالها كلاًّ من الملك السعودي وولي العهد.

 

نديم الجميل: لا نقبل بالتوازن بالفساد

السبت 09 حزيران 2018 /وطنية - أكد النائب نديم الجميل، في حديث صحافي، "أننا مع صلاحيات رئيس الجمهورية المنصوص عنها بالدستور في ما يتعلق بموضوع التجنيس، مع الملاحظة أن الأسماء كان يجب أن تخضع لتحقيق دقيق ومسبق من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية. وهذا ليس عمل المواطنين إذ لا نعيش في دولة مخابراتية. هناك مؤسسة الأمن العام، كان عليهم عرض الأسماء عليها للتدقيق بها، لأن هناك أسماء مشبوهة ومطلوبة وليس لها أي صلة بالحياة اللبنانية". وردا على سؤال حول عدم إعتراض البعض على مرسوم التجنيس الذي أصدره الرئيس ميشال سليمان قال: "لم يثر هذا المرسوم الشكوك، لأنه صدر في آخر أيام العهد. وكان الأمن العام قد دقق بالأسماء. ولكن ما فاجأنا هو أن الرئيس عون، كان قد ردد في مناسبات عديدة قبل وبعد توليه الرئاسة، أنه يرفض التجنيس. وبالتالي أسأل، هل إذا سرق أحدهم، لازم نسرق؟، أو إذا جنس أحدهم لازم نجنس؟، أم إذا أخطأ أحدهم، لازم نخطىء؟. بالطبع، لا نقبل بالتوازن بالفساد". وقال: "هجوم الوزير (جبران) باسيل على المفوضية العليا للاجئين، هو للتغطية على الخطأ المرتكب في مرسوم التجنيس". وعن مشاركة "الكتائب" في الحكومة، قال "تبين لنا ان وجودنا كمعارضة داخل الحكومة اهم بكثير مما نقوم به خارجها"، معتبرا ان "لا حكومة قريبا، لا بل ذهب التشكيل إلى ما بعد العيد".

 

الزغبي: لا مصلحة للبنان في استعداء الامم المتحدة والمجتمع الدولي

السبت 09 حزيران 2018 /وطنية - طالب عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح ب "الإسراع في ترشيد السياسة الخارجية للبنان وضبط إيقاعها على المصالح الوطنية العميقة وليس على الارتجال والانفعال ورد الفعل". وقال: "لا مصلحة للبنان في استعداء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ولا في خوض حروب بالوكالة عن الذين يدأبون على زج لبنان في محور معاداة العرب والغرب".وأضاف: "يجب وقف استغلال أزمة النازحين السوريين لتحقيق بطولات وهمية، والتغطية على خطورة مرسوم التجنيس برفع العقيرة ضد التوطين، والهجوم على العالم لتبرئة النظام السوري وحلفائه من مسؤوليتهم المباشرة ذهابا في تشريد النازحين وإيابا في منع عودتهم، تنفيذا للمخطط الخطير في الانقلاب السكاني وتغيير ديمغرافيا بعض المناطق السورية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 9/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مؤتمران في الخارج لهما تأثيرات على العالم عموما والشرق الأوسط خصوصا. الأول في كيبك لقمة الدول السبع، والذي تبذل فيه جهود لتضييق هوة الخلاف مع الرئيس الأميركي حول التجارة. الثاني لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تضم الصين وروسيا وإيران، والتي تبحث في القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي.

وإلى هذين المؤتمرين، تستمر بقوة التحضيرات للمونديال في روسيا. ويشارك لبنان في الإفتتاح، عن طريق حضور الرئيس سعد الحريري الذي سيجري على هامش المناسبة مباحثات مع العديد من رؤساء الوفود، وبينهم ربما الرئيس الروسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وحسب تأكيد أوساط سياسية متابعة لجهود الرئيس الحريري، فإن تشكيل الحكومة غير مرتبط بأي تحرك في الخارج، وان الرئيس المكلف يواصل استشاراته واتصالاته اللبنانية لضمان سرعة ولادة الحكومة، إلا أن على الفرقاء التعاون جميعا من أجل تسهيل ذلك.

واليوم برز توجه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية للقاء المسؤولين فيها، يرافقه النائبان وائل ابو فاعور وتيمور جنبلاط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم تكد تهدأ بعد عاصفة مرسوم التجنيس حتى هربت مافيا المراسيم مرسوما جديدا تحت جنح الظلام، لتعيين قناصل فخريين، بتوقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، ومن دون توقيع وزير المال، خلافا للقانون، ما أعاد إلى الأذهان قضية مرسوم الأقدميات، والإشتباك السياسي الذي أحدثه قبل العودة عنه.

وزير المال علي حسن خليل أكد للـ NBN أن هذا المرسوم غير مقبول شكلا ومضمونا. في الشكل، تسجل مخالفة قانونية واضحة لا لبس فيها بافتقاد المرسوم إلى توقيع وزير المال المعني مباشرة بهذه التقنيات، لما يترتب عليها من تبعات مالية. وبالمضمون، لم يتم التشاور حوله بين القيادات السياسية، ما يعارض سياسة التوافق التي يرفع الرئيس الحريري لواءها منذ توليه رئاسة الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية.

واستغرب خليل اللجوء مجددا إلى هذا النهج الاستفرادي في القرار، ما يطيح بمناخات التهدئة والتعاون التي سادت بعد الإنتخابات النيابية، داعيا إلى العودة عن الخطأ وتصحيحه، لأن هذا الفعل لن يمر، وستتم مواجهته حتى النهاية.

وكان خليل قد عمد مباشرة بعد صدور المرسوم، إلى تسجيل رسالة في قلم وزارة المال مع رقم خاص، ستوزع الاثنين على السفارات الأمنية المعنية في بيروت، مترجمة إلى لغات أجنبية عدة مضمونها تحذيري، يطلب فيه إبطال العمل بالمرسوم وعدم قبول اعتماد القناصل لأن المرسوم تشوبه عيوب كثيرة، وهو موضوع إشكال دستوري.

أزمة المراسيم المتلاحقة، تطرح علامات استفهام حول الغرف السوداء التي تديرها، وخير مثال على ذلك، فضيحة مرسوم التجنيس التي تتمدد وتتكشف عنها حقائق جديدة كل يوم. من الأسماء المشبوهة إلى الشركات الوهمية المرتبطة بفضائح مالية وفساد، عدا عن عشوائية إختيار الأسماء من دون معايير واضحة، على غير وجه حق، أما أصحاب الحق الأولى بهذه الجنسية محرومون منها، وهو ما دفع الرئيس نبيه بري إلى الطلب من أبناء القرى السبع ووادي خالد، أن يبادروا إلى تحضير ملفاتهم تمهيدا لتقديمها إلى وزارة الداخلية للحصول على الجنسية.

وعلى خط الإشتباك المستجد بين وزير الخارجية والمفوضية لشؤون اللاجئين، بدا ان رئاسة الحكومة وتيار "المستقبل" مستاءان جدا من تصرف باسيل، واستفراده بسياسة لبنان الخارجية. أما "الكتائب" فرأت توقيت إثارة باسيل لهذه المسألة هو توقيت ملتبس، يهدف الى التعمية على فضيحة مرسوم التجنيس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة الجديدة، تجري على قدم وساق. وقد أبلغت مصادر مواكبة عن قرب لعملية التأليف، تلفزيون "المستقبل"، ان لا عقبات سياسية أمام التشكيل وانما عقبات مطلبية.

المصادر أوضحت ل"المستقبل" ان المشاورات بين القوى السياسية تجري بشكل يومي تقريبا بعيدا عن الاعلام، وبات محسوما ان الحكومة المقبلة ستتألف من ثلاثين وزيرا، وان تمثيل القوى السياسية لن يأخذ بالضرورة بالاعتبار عدد النواب، وهي حكومة ستكون شبيهة بالحكومة الحالية. ولفتت إلى ان العقد التي تواجه التأليف هي: عقدة التمثيل المسيحي بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وعقدة التمثيل الدرزي.

اقليميا كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ان عناصر من "حزب الله" وغيره من الميليشيات المدعومة إيرانيا، عادت الى محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سوريا، وهي ترتدي الزي العسكري للنظام، ومزودة بهويات تعود لسوريين قتلوا في الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

التزم الصهاينة الصمت أمام معادلة الأمين العام ل"حزب الله" السيد نصرالله في يوم القدس العالمي، بأن الاصرار على احتلال فلسطين يعني أن يوم الحرب الكبرى قادم. فهل هو صمت سبتهم، أم الرقابة التي تفرض على قادة الاحتلال عدم الخوض في كلام من يفرض مصداقيته على العدو قبل الصديق، وحتى لا ترتد ذعرا وخوفا على الجبهة الداخلية التي ليس أمامها لحقن دمائها إلا ركوب الطائرات والبواخر والعودة من حيث أتوا؟.

أيا يكن فان ما شهدته فلسطين المحتلة والعالم في يوم القدس، يثبت أن القادة الصهاينة وأصدقاءهم من عرب وعجم، لم يفلحوا في اسكات هتافات الجماهير "سنصلي في القدس".

في لبنان، هناك من يركعون على اعتاب مؤسسات دولية، ويتبرعون للدفاع عنها على حساب بلدهم ومستقبلهم، احتدام في الجدل حول سياسة المفوضية العليا للاجئين التي تلعب دور الفزاعة بين النازحين وبلدهم سوريا، فيما المطلوب المزيد من الجرأة الحكومية والعمل لحل الأزمة مع الجهة المعنية أي الدولة السورية، فهل قدرنا الغرق في المناكفات، وبما يلهينا عن حل الأزمات؟.

اليوم عراك حول النازحين وأمس حول التجنيس، ومن يدري بماذا سيشتغل المسؤولون غدا، اليس الأجدى الانصراف لتشكيل حكومة جامعة تتصدى لحل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تجنيس، توطين، تأليف، ثلاثة عناوين تختصر الأزمة التي تتخبط فيها البلاد منذ فترة، وهي مرشحة لأن تطول فترة زمنية غير محددة الأجل.

أما في التجنيس، فالملف ذهب في اتجاهين اشكاليين متعاكسين واستحالة، الأول مطالبة فريق "القوات" و"الاشتراكي" و"الكتائب" رئيس الجمهورية بالغاء المرسوم. الثاني عاصفة اعتراض تتجمع في عين التينة، إذ قيل ان الرئيس بري يريد منح الجنسية لفئتين تستحقانها: أبناء القرى السبع وعرب وادي خالد. أما الاستحالة فهي ان يتراجع الرئيس عون ومن خلفه الرئيس الحريري عن المرسوم.

وفي السياق الاشكالي بين عين التينة وبعبدا، خلاف قديم مستجد عنوانه مرسوم القناصل الفخريين الذي غيب عنه توقيع وزير المال علي حسن خليل.

في ملف توطين النازحين، الأجواء تشير إلى ان الوزير باسيل بات في وارد تجميد اجراءاته حيال العاملين في مفوضية اللاجئين، وذلك تفكيكا للغمين: الأول امتعاض الرئيس الحريري من القرار الذي اعتبره آحاديا، والثاني عدم تأزيم الأمور مع المرجعيات الدولية، علما بأن الوجدان الشعبي البناني يؤيد بلا تحفظ القرار باعادة النازحين إلى سوريا في اسرع وقت خصوصا ان المناطق الآمنة متوفرة هناك.

وفي شأن التأليف، الأمور صعبة وليس صحيحا ان العقدة تكمن لدى "القوات" و"الاشتراكي" فقط، فللرئيس الحريري تحفظاته عن توزير سنة من غير "المستقبل". أما الصيغة الحكومية التي رميت في التداول اليوم، فهي ليست دقيقة، لكنها تشكل الاطار الأقرب إلى الواقع، لجهة عدد الحقائب لكل فئة التي سترسو عليها عملية التأليف، ولو بعد حين، علما بأن هذا الحين يبدو انه بعيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أربعة مستجدات- مؤشرات تستدعي التوقف عندها، لارتباطها بشكل متفاوت بالوضع اللبناني وتأثيرها عليه بشكل مباشر:

الأول هو التفاهم الدولي- الاقليمي، الروسي- الأميركي- الاسرائيلي- الأردني على تسليم النظام السوري منطقة جنوب سوريا الاستراتيجية، والتفاهم على انتشار قوات النظام السوري، من دون اللجوء إلى جراحة عسكرية كما حصل في مناطق أخرى، وذلك مقابل انسحاب ايران وحلفائها من المنطقة، وفق معادلة- معضلة هي: القبول بالجيش السوري والقبول ببقاء الأسد، لقاء عدم القبول ببقاء ايران و"حزب الله" في المنطقة. وهذه المعادلة رد عليها السيد حسن نصرالله في يوم القدس بشكل واضح، مستندا إلى ما تحقق في السنوات الماضية، والذي كرس معادلة ان ايران و"حزب الله" هما الأقوى على الأرض، وان من يسيطر على الأرض هو من يمسك زمام المبادرة.

الثاني هو الأصوات الأميركية التي ترتفع في واشنطن، والتي تقول ان الاستثمار السياسي والعسكري والأمني في لبنان فاشل، وان هناك ضرورة لاعادة النظر في المساعدات العسكرية للبنان. هذه المواقف التي يتم تسليط الضوء عليها في اسرائيل وبعض الدول العربية، تأتي في خضم التوتر بين طهران وواشنطن التي يسوق مؤيدون فيها لاسرائيل ان "حزب الله" بات يسيطر على مؤسسات الدولة اللبنانية، وان لبنان أصبح موطىء قدم قويا ومتقدما لايران على المتوسط وفي المنطقة.

الثالث هو انفجار الأزمة الصامتة بين الخارجية اللبنانية والمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، على خلفية غير مباشرة ممتدة ومتراكمة بدأت ببيان مؤتمر بروكسيل 2 لدعم مستقبل سوريا والمنطقة في نيسان الماضي، والذي تحدث عن توطين النازحين واندماجهم وانخراطهم في سوق العمل في الدول المضيفة، وخلفية مباشرة سببها ممارسات المفوضية التي تعمد إلى تسجيل أسماء الراغبين بالعودة، وتوجه إليهم أسئلة تثير خوف وريبة هؤلاء، وتدفعهم إلى العدول عن قرار العودة مثل التلميح للعائد انه ذاهب إلى مناطق غير آمنة وغير محمية، وان لا غطاء دوليا أو أمميا حيث يذهب، وبأن الخدمة العسكرية الالزامية بانتظاره، وان المساعدات الأممية ستتوقف عنه اذا ترك لبنان، وان أرضه لم تعد صالحة للزراعة، وان البطالة متفشية وان لا رعاية طبية، أي باختصار تصوير لبنان جنة وسوريا جحيم، وهو ما حدا بالوزير باسيل إلى اتخاذ اجراءات حدها السيادة وسقفها المصلحة الوطنية بمعزل عن جوقة النحيب والنعيب.

الرابع هو البطء والتريث في عملية التأليف، عكس ما قيل عقب التكليف، والأسئلة المطروحة عما إذا كانت الأسباب داخلية أم خارجية، ولها علاقة مثلا بالاشكال الفرنسي- السعودي على خلفية كلام ماكرون عن احتجاز الحريري وتدخل فرنسا لمنع انفجار الوضع في لبنان.

في هذا الوقت، هدأت عاصفة التجنيس بعد حفلة التخبيص والتيئيس. والمفارقة ان من أدى دور رامبو في مرسوم التجنيس، هو نفسه يلعب دور طوبيا البار في موضوع النازحين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

انه الغبار الذي يلفنا من كل ناحية، فلا يكاد ينقشع عن ملف، بجهد جاهد، حتى يغلف ملفا آخر.

ملف التجنيس الفضيحة، أريد له النسيان، فسلم بكل عيوبه إلى المدير العام للأمن العام للتدقيق به، ورفع تقرير إلى رئيس الجمهورية، وصولا لكشف كل حقائقه وإصلاح ما يمكن اصلاحه فيه عبر تعديله.

اليوم،أضيفت إلى أسمائه الملتوية معضلة أخرى، انها الـ6 و6 مكرر، ففي ملف الجنسية، توازن مسيحي- سني دقيق، غيب عنه الشيعة والدروز، وتاليا وبما اننا في بلد تنخره الطائفية، لا بد من ادخال من يستحق الجنسية من أبناء القرى السبع ومعهم وادي خالد على المرسوم ليمر معدلا، أو لتكبر فضيحته، فيطوى في أدراج النسيان.

في الوقت المستقطع، غبار كثيف بدأ يلف ملف النازحين، وسط اشتباك نصف لبناني- أممي. ففيما تنتظر المفوضية العليا للنازحين ان تتبلغ قرار لبنان وقف تمديد اقامات موظفيها رسميا، وفيما تعتبر الخارجية ان القرار أصبح واقعا، وسيبلغ الاثنين على ان تليه خطوات تصعيدية، علمت الـLBCI ان اجتماعا عقد أمس بين الرئيس الحريري والوزير باسيل، قيل ان أجواءه حتى الساعة إيجابية، أفضى حسب مصادر رئاسة الحكومة إلى عدم قيام الخارجية باجراءات في حق المفوضية، كون رئيس الحكومة مهتم بهذا الموضوع.

غبار التجنيس والنزوح، متى انقشع، سيليه غبار تأليف الحكومة، الموضوع في الثلاجة، فيما كل القوى، من دون استثناء، تعرف دقة المرحلة المالية والاقتصادية، وهي اذا كانت تنتظر بشائر الصيف الواعد، عليها ان تقرأ بإمعان حجوزات عيد الفطر المبارك، التي تكاد تلامس الصفر خليجيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا يلغي المرسوم سوى مراسيم جدل أخرى تشغل اللبنانين عن البحث في "جنس" المجنسين، وغير الملائكة من السياسيين.

فضجة المرسوم اللقيط لم تخمد إلا بأزمة أرفع شأنا، وقد وجد وزير الخارجية جبران باسيل أن أهم هذه الأزمات ما يتصل بالنزاع مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. كان حلا في محله، وسقط في البقعة الزمنية المناسبة، وعلى قضية وطنية- أممية بحجم وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح في لبنان، يتعرضون لحالة هلع دولية. وإنذار وزير الخارجية للبعثة الأممية، جاء على مستوى القلق الذي تسببت به المفوضية للنازحين، وثنيهم عن العودة إلى سوريا غير الآمنة بحسب تقديراتهم. فطبق باسيل نظام العقوبات على مؤسسة بدا أنها استخدمت معايير سياسية متحيزة.

لكن جزءا من فريق "المستقبل" نظر إلى قرار باسيل على أنه أحادي الجانب، وقال وزير شؤون النازحين معين المرعبي: إنها خطوة دنيئة وغير جريئة لكونها تمس أرواح الناس. ودعا المرعبي باسيل إلى أن يستكمل بعثاته صوب المريخ، وقال إن على الموظفين في الخارجية ألا يستجيبوا لهذا القرار لأنه غير شرعي وقد يطالهم قانونا. لكن هل يمثل كلام المرعبي وبعض المستشارين رأي رئيس الحكومة سعد الحريري؟.

أيا كان موقف الحريري فإنه يمثل الدولة رسميا، وفي سياسة رجال الدولة فإنه لن يذهب إلى اصطدام بالأمم المتحدة ويعرض لبنان لأي عقوبات دولية محتملة، والحل يكمن في أن ينأى الحريري بنفسه عن أفعال وزير الخارجية، ويدعي أن لديه وزيرا يتخذ قرارات متهورة حتى لا يأخذ الدولة اللبنانية إلى صراع مع الأمم، لكنه في عمق قراراته غير المعلنة، سيوافق على خطوة جبران باسيل، ويثمن الإجراءات التأنيبية المتخذة في حق المفوضية.

أزمة الخارجية والمفوضية مسحت إذن الدموع عن مرسوم الجنسية. وهناك مرسوم آخر في الاحيتاط إذا دعت الحاجة، وعنوانه توقيع وزير المال على مرسوم القناصل الفخريين، وبشهادة وزير الخارجية الأسبق عدنان منصور، الابن الشرعي لوزراء خارجية الرئيس نبيه بري، فإن توقيع وزير المال هنا غير ضروري، لكن الوزير علي حسن خليل أعلن أن هذا الفعل لن يمر، ودعا إلى العودة عن الخطأ وتصحيحه، قائلا إنه سيواجه حتى النهاية.

وفي مقابل هذا التحدي، فإن مصدرا عدليا وزاريا مقربا إلى قصر بعبدا، وهو مصدر سليم ومعافى، رفع مستوى التحدي وقال لوزير المال: نتحداك أن ترينا بندا واحدا من أبواب الإنفاق أو من أبواب الإيراد في موازنة وزارة المال رصدت للقناصل الفخريين.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح السبت 9 حزيران 2018

النهار

صدر عن مجلس الوزراء ترخيص لكلية جامعية للعلوم التوحيدية وهي أول كلية تنشأ للدراسات الدينية الخاصة بالطائفة الدرزية. علّق وزير سابق على المعابر غير الشرعية التي يتم عبرها تهريب المازوت في البقاع قائلاً "دود الخل منو وفيه". وعد مرشح قبيل الانتخابات بإنشاء مستشفى حكومي في إحدى المناطق علماً أن المستشفيات الحكومية تعاني نقصاً في التمويل يمنعها من أداء واجباتها تجاه المرضى.

الجمهورية

يصف قطب سياسي المرحلة بأنها مرحلة لعب البلياردو السياسي، حيث إنّ كلّ فريق يصوّب في غير اتجاه لينال هدفه المضمر.

يتردّد أنّ أحد المشمولين بمرسوم التجنيس قد لعب دوراً في دعم أحد نواب عكار خلال الانتخابات النيابية الأخيرة.

تفيد معلومات أمنية أنّ شخصية غير مدنية تخضع حالياً للملاحقة القضائية ستُحال قريباً إلى المجلس التأديبي.

اللواء

من شأن التوسع في التحقيقات في إفلاس مؤسسة عقارية، فتح ملفات شخصيات غير مدنية، تكثر المزاعم حول ارتباطات لها بالملف. يحيط الضياع بنواب من كتل وازنة على خلفية ما يجري إزاء التوزير والمستوزرين، من طوائفهم وطوائف سواهم! رفض ثلاثة من أعضاء هيئة المراقبة للانتخابات النيابية التوقيع على مبالغ مالية، "وصفت بالضخمة" مقابل تركيب أجهزة تلفزيون لمراقبة الإعلام المرئي!

المستقبل

إن 11 موظفا إداريا متهما بملفات فساد أحيلوا على المجلس التأديبي خلال الشهور القليلة الماضية .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

يوم الحرب الكبرى، وعد يعود

الدكتورة رندا ماروني/09 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65229/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89/

 

أحراج الريحان في مرمى الكسارات والمرامل… والبلدية تنفي مسؤوليتها

سلوى فاضل/جنوبية/9 يونيو، 2018

الكاتب البريطاني روبرت فيسك يثير الملف البيئي في مقال له في "الاندبندنت" مؤخرا يفضح فيه الوضع البيئي في لبنان، ومصير هذا البلد الذي كان يعتمد في سياحته على الطبيعة وجمالها وسط صحراء عربية كبيرة.

وكان اثار الناشط البيئي، الدكتور هشام يونس، رئيس جمعية (الجنوبيون الخضر) على صفحته على الفايسبوك، ملف المرامل في الجنوب، تحت عنوان (كل_صامت_شريك الجريمة المزدوجة: جرف أحراج خلة خازم- الريحان وتلويث الليطاني)، فربط  بين تلوث النهر ومرامل عرمتى الريحان، وعلق على الموضوع معتبرا إياه جريمة مزدوجة قضت على جبال الريحان، ولوثت الليطاني بحكم الرمول والأتربة التي خلفتها مرامل في النهر. وعزا تجدد التلوث الى مرامل في منطقة عرمتى – الريحان، وهو ما سماه جريمة مزدوجة قضت على مساحات واسعة من غابات وأحراج عرمتى – الريحان، ولوثت اهم نهر في لبنان، وهددت الناس في صحتهم وقُوتهم. مع العلم، ان بلدة الريحان تقع في قضاء جزين  من أجمل مصايف المنطقة وترتفع 1100 متر عن سطح البحر، وتتميز بالحدائق والآثار، وتعتبر من أجمل القرى، وتحيط بها أحراج الصنوبر.

في هذا الاطار، يقول رئيس بلدية الريحان حسين فقيه،  لـ”جنوبية” انه “منذ العام 2015  توقفت المرامل عن العمل، وهناك استصلاح للاراضي بناء على القرار 48 الصادر عن وزارة البيئة، الذي يُجبر صاحب العقار على استصلاح الارض والتجليل عبر مقاطع abc، وبمتابعة من وزارة البيئة والبلدية”.

ويتابع بالقول “نحن كبلدية اما ان نترك الخلل كما هو، او ان نعمل على تجميله وارجاعه عبر زرع مساحات من الصنوبر، وباشراف البلدية وبعض المهندسين فيها”. ويلفت الى ان “الانسان عدو ما يجهل، ولو سألتنا الجمعيات التي أثارت الموضوع لقلنا لهم ان شركة (سويدان) المدعومة بصفة “خمس نجوم” من وزارة البيئة، ستقوم باعادة الاستصلاح عبر وزارتي المالية والبيئة، وان لم يتم الأمر باشراف وزارة البيئة، فسنعمل نحن على الترميم”. و”نقول لمن يثير الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي انهم فعلوا كمن فعل بمن قال لا إله، فقتلوه، ولم يتركوه يُكمل الشهادتين. وبالطبع ان اثارة البيئيين للموضوع هو بسبب تسرّب خبر من هنا او هناك”. ويتابع بالقول “أود ان اقول ان كل من رئيس اتحاد بلديات الريحان المهندس باسم شرف الدين، اضافة الى جهاد الزين، وحسن دغيم، وموسى وهب، يدرسون الموضوع. وثمة مصداقية في العمل من خلال الاطلاع على الدراسة، وسيكون هناك مفاصل ومراحل للعمل، وأية مرحلة نجد فيها خللا ما سنوقف المتابعة بالمشروع، خاصة ان المستثمر يضع بندا جزائيّا على الوزارة، اضافة الى مبلغ تأمين بالبلدية”. ويقول، فقيه “بالعودة الى المرامل، فقد تم ايقاف شركة (بدير) عن العمل، التي كانت تعمل على عهد البلدية السابقة، ونحن كبلدية مع الحفاظ على البيئة، خاصة انه عندنا أهم حرش صنوبرفي لبنان. مع العلم اننا ندعو الى محاسبة وزير البيئة السابق أكرم شهيّب الذي قلع 120 شجرة صنوبر”.ويختم رئيس بلدية الريحان حسين فقيه، ان “بلدية الريحان الى الان لم توّقع العقد الخاص مع شركة (سويدان)، ونحن بطور دراسة المشروع”.

وفي اتصال مع رئيس اتحاد بلديات الريحان، المهندس باسم شرف الدين،قال لـ”جنوبية”: “لقد قرأت ما كتب على صفحات التواصل الاجتماعي، نحن نقول في هذا الصدد انه في العام 2016  أي عند تسلّمنا ادارة بلدية الريحان واتحاد بلديات الريحان لم يعد هناك أية مرملة، وبالتحديد لم تشتغل أية مرملة. ونحن الان نشتري الرمل من بلدة ترشيش من بعلبك، والصور التي تنتشر هي صور قديمة لمرملة شومان”. ويتابع شرف الدين “نحن نتمنى على الشركة التي فعلت ما فعلت ان تستصلح وان تزرع. وان فكرة المرامل ليست عملا نستهويه كبلدية او كإتحاد. ولكن يجب ان يكون هناك انصاف، لان قطاع البناء متوّقف فثمن كل نقلة رمل يصل الى 1000 دولار”. ويتابع، المهندس باسم شرف الدين “نعم، البلديات عليها مسؤولية اذا فتحت مرملة جديدة. والجميع يضع المسألة على عاتق البلديات، وهذا ما ليس بقدرتنا تحملّه”. ويوضح شرف الدين “قد تعطي الوزارة رخصة ما، لكن منذ العام 2015  صار الترخيص صادرا من البلدية، وكانوا سابقا تحت عنوان “استصلاح الاراضي” يفتحون المرامل، وكان يتم نقل الاتربة بما يسمى “ناتج الاستصلاح”. ودعا “الى تنظيم القطاع، نظرا لعدد المتضررين الكبير، ونسأل لما لا يفتشون على اماكن جردية لأجل اعمال البناء”. وختم رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان “انا كمشارك في لجنة الحفاظ على البيئة في لجنة حماية نهر الليطاني من التلوث، اقول ان الكلام المذكور غير دقيق، لأنه ما من مرملة الان تعمل في منطقة الريحان كلها”. وكان نائب جزين زياد أسود قد أثار، منذ اسبوعين، القضية نفسها على صفحته على الفايسبوك أيضا. الجمعيات البيئية تراقب عمل البلديات والوزارات المختصة، ولكن من يحاسب على ما ورد في نص “روبرت فيسك” الذي كتب ان “جبال لبنان تمحى من الخريطة” بفعل ما شاهده بأم عينه من فتك بالكسارات والمرامل بالجبال وازالتها؟ وقد ألقى بالمسؤولية في نهاية مقالته على الحكومة اللبنانية ورئيسها.

 

روسيا: إيران وحزب الله برا

 لبنان الجديد/علي سبيتي/09 حزيران 2018

 قدرات إيران قد شُلّت في سورية منذ دخول الروس وتبيّن أن إيران لم تعد اللاعب الوحيد في ساحة النظام

 بعد أن رعت روسيا اتفاقاً بين العدو الاسرائيلي والنظام السوري لحماية حدود العدو بإخراج مقاتلي إيران و "حزب الله" الى ما أبعد من المنظار الاسرائيلي كمقدمة لخروج إيران ومن معها من سورية تلبية لأوامر روسية. ورفضت ايران إطاعة الأمر الروسي باعتبار أن دورها ووجوده بيد النظام السوري، والنظام وحده يقرر من يبقى في سورية ومن يخرج منها طالما أن إيران حضرت الى سورية بموجب دعوة رسمية سورية للحضور والمشاركة في الحروب السورية ولا يحق لأي دولة تحديد دور إيران في سورية وروسية بالتحديد مدعوة الى غض النظر عن الوجود الايراني في سورية والاّ اقتلعت عينها وتحوّلت العبوات الناسفة تجاهها من قبل رجال كزُبر الحديد. صرح مسؤول إيراني مسخفاً التصريح الروسي الداعي الى انسحاب الايرانيين من سورية، في حين أكدّ الروس أن الحلّ يكمن في خروج جميع الغرباء من سورية ولا امكانية للبحث في حلول جدية دون توديع من جاء مقاتلاً في سورية من غير السوريين. ولكن التصريح الفارسي المسخف للروس مجرد استهلاك إعلامي لقيام ايران مضطرة الى الإنسحاب القسري من وجه العدو وبمساحة كافلة لإبعاد إيران عن اللعب بالأمن الاسرائيلي والذي ترعاه روسيا مباشرة وتلتزم بها في سورية دون أن يكون لأحد أي دور في مجال الأمن الاسرائيلي. لقد انسحبت إيران وانسحب "حزب الله "تاركاً أمن اسرائيل لقوّات الأسد وبحماية روسية مباشرة وهنا تمّ إغلاق باب الأمن الاسرائيلي حيث حاولت إيران فتحه لإقلاق اسرائيل والضغط على أميركا لعلّها تعود عن غيّها في الاتفاق النووي ولكن الروسي كان بالمرصد فأمن اسرائيل من أمن روسيا.

تفيد المصادر القائلة بسقوط ايران في سورية بأن قدرات إيران قد شُلّت في سورية منذ دخول الروس وتبيّن أن إيران لم تعد اللاعب الوحيد في ساحة النظام. فالروسي احتل المساحة كلها لذا تستجيب إيران لمقتضيات الدور الروسي دون نقاش خاصة وأن إيران في أسوأ حالاتها الاقتصادية, فثمّة انهيار في العملة الايرانية وهذا ما يهدّم الكثير من المباني والمرتكزات الاقتصادية وهذا ما يلقي تبعات كثيرة على سياسات ايران الداخلية ويبدو أن العقوبات الأمريكية قد ضاعفت من موجات الخطر الاقتصادي و أعادت إيران الى زمن الصوم لمواجهة الحصارات الدولية المتعددة.

انتهاء الدور الايراني لصالح الروسي في سورية وتأهب الامارات والجيش اليمني لدخول مدينة الحديدة الاستراتيجية وما لهذا الدخول من انتصار كاسح للتحالف العربي ووضع حدّ أميركي للاتفاق النووي و فرض عقوبات جديدة على إيران وتأزم الاقتصاد الايراني بما يشبه الأزمة الخانقة وسقوط سياسة السيطرة على سياسات الشرق الأوسط كلها عوامل أكّدت خسارة إيران الفادحة في الداخل حيث يعيش الشعب الإيراني أسوأ أوضاعه وظروفه الاقتصادية في ظل انقسام اثني وسياسي وبروز موجة جديدة من الدعوة الى الحرية، وفي الخارج خرجت إيران من دورها القوي في سورية واليمن والعراق وما عادت تتحكم بهذه الدول كما كانت من قبل وكما عبّر أكثر من مسؤول في الحرس الثوري، وقد أخرجتها أميركا من تفاهم الأقوياء, وما  كان لهذا التفاهم من دور ريادي  منح إيران تدخلاً مباشراً في سياسات منطقة الشرق الأوسط وفي جبهات حروبها المشتعلة.

حتى الآن لم نسمع مسؤولاً في محور الممانعة مصرحاً عن العلاقة مع روسيا لمعرفة بقاء روسيا على رأس هذا الحلف أم أنها غادرته واصبحت عدواً لدوداً لقوى المقاومة, وهل ضاق هامش المحور من جديد والذي يضخمه خطباء الجمعة والمناسبات ليصل الى سور الصين؟ تماماً كما في تجربة الطيب رجب طيب أردوغان و أمير حرب تموز القطري العربي صاحب الحصان الفلسطيني الأصيل الذي سيصهل في فلسطين والقدس. لقد اختلطت علينا أوراق الحلفاء وما عادت تغطي الكثير من العورات لذا أفيدونا بخصوص روسيا وفي أي الخانات موضوعة لنعرف كيف نتعاطى معها حتى لا ننال من مقاوم بلشفي كبوتين ولا من دولة بروليتارية كروسيا.

 

ملفّ النزوح تابع: خطوة باسيل ستتبعها خطوات قاسية

 لبنان الجديد/09 حزيران/18/أنّ تدبير باسيل الذي بَحث فيه مع الحريري هو خطوة أولى وستتبعها خطوات أخرى إذا لم تستجب المفوضية، خصوصًا في ظلّ وجود مناطق آمنة في سوريا

 في جديد ملفّ عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، أعلنَ وزير الخارجية جبران باسيل في بيانٍ إيقافَ طلبات الإقامة المقدّمة لمصلحة مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى حين صدور تعليمات أخرى، متّهمًا المفوّضية بتخويف النازحين السوريين عبر طرحِ أسئلةٍ محدّدة تثير في نفوسهم الرعبَ من العودة نتيجة إخافتِهم من الخدمة العسكرية والوضع الأمني وحالة السَكن والعيش وقطعِ المساعدات عنهم وعودتهم من دون رعاية أممية، وغيرها من المسائل التي تدفعهم إلى عدم العودة إلى بلادهم. وطلبَ باسيل درس إجراءات تصاعدية أخرى قد تتَّخذ بحق المفوّضية في حال إصرارها على اعتماد السياسة نفسِها. في هذا السياق، أوضَحت وزارة الخارجية في بيانٍ أصدرَه مكتبها الإعلامي "أنّ هذا التدبير جاء بعد تنبيهات عدة وجّهتها الوزارة مباشرةً إلى مديرة المفوّضية في بيروت السيّدة ميراي جيرار، وبعد استدعائها مرّتين إلى وزارة الخارجية وتنبيهها من هذه السياسة، وبعد مراسلات مباشرة من الوزير باسيل إلى الامين العام للأمم المتحدة، ومراسلات من الوزارة إلى المفوّضية والأمم المتحدة، من دون أيّ تجاوبٍ، لا بل أمعَنت المفوّضية في سياسة التخويف نفسها". من جهة أخرى، قالت مصادر وزارة الخارجية نقلًا عن صحيفة "الجمهورية": "هدفُنا واضح وموقفُنا أوضح، نحن مع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، ولن ندخل في أيّ سجال داخلي لا يؤدي إلّا إلى شرذمة وإضعاف الموقف الوطني، علمًا أنّ أيّ إحصاء يُجرى الآن في كلّ لبنان ستقول الغالبية الساحقة فيه بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم".

بدورها، أكّدت المصادر أنّ "قرار وزير الخارجية يأتي من ضِمن صلاحياته ولا لبْس فيه البتة، كما أننا لسنا في وارد التصعيد ضد المفوضية إذا أحسَنت مسارَها في الملف، أمّا إذا تعنّتت فسيكون موقفنا متشدّدًا أكثر، وهذا حقّنا، وكلّ خطواتنا ضمن المصلحة الوطنية العليا وتحفظ سيادتنا اللبنانية".

وتضيف "الجمهورية" أنّ تدبير باسيل الذي بَحث فيه مع الحريري أمس الجمعة، هو خطوة أولى وستتبعها خطوات أخرى إذا لم تستجب المفوضية، خصوصًا في ظلّ وجود مناطق آمنة في سوريا يمكن النازحين أن يعودوا إليها، وأكّدت مصادر وزارة الخارجية أنّ خطوة وزير الخارجية هي من ضِمن صلاحياته وأنّ الكلام عن عدم جوازها في ظلّ حكومة تصريف أعمال مجافٍ للحقيقة، خصوصًا إذا كان هذا الكلام صادرًا عمّن تاريخُه مطبوع بالوقوف مع الخارج على حساب مصلحة لبنان".

في الموازاة، شدّدت مصادر تواكب ملفّ النزوح "على وجوب أن تترافق خطوة باسيل مع دعوة رئيس الجمهورية سفراءَ الدول الخمس الكبرى وممثّلتي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في لبنان إلى اجتماع عمل والإبلاغ إليهم أنّ لبنان قرّر نهائياً إعادة النازحين إلى بلادهم".

من ناحيتها، لاحظت المصادر أنّ موقف وزارة الخارجية "لم يأتِ من عدم أو بين ليلة وضحاها، بل جاء بعد ما حصَل في عرسال وسعيِ مفوّضية اللاجئين للحؤول دون عودة النازحين الى سوريا، علمًا أنّ محاولتها لم تترافق مع مساعدات فعلية للبنان الذي يرى أنّ الدول المانحة تعقد مؤتمرات وتعِد بمليارات لا يصل منها ما يكفي لمساعدة النازحين وتأمين عودة كريمة لهم". بدورها، ذكّرت المصادر نفسها بجهود لبنان لمعالجة هذا الملف منذ أكثر من أربع سنوات بدءًا من جهود حكومة الرئيس تمام سلام واللجنة الوزارية المكلفة ملف النازحين وصولًا الى جهود حكومة الحريري، إلّا أنّ كلّ هذه الجهود باءت بالفشل وظلّت المفوضية تتصرف على هواها و (فاتحة على حسابها) غير عابئة بكلّ التنبيهات المتكررة التي وجّهها إليها رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية، بل استمرّت في عملها لدمج النازحين بالمجتمع اللبناني". إلّا أنّ هذه المصادر اعتبَرت "أنّ خطوة باسيل وإن كانت شكلية تعبّر عن خيبة أمل من المفوضية، يمكن أن تخلق صدمةً إيجابية لدى المجتمع الدولي، علمًا أنّ على لبنان الرسمي أن يحاذر الدخول في نزاع مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عمومًا، ويُحبّذ التحرّك في اتّجاه العواصم الدولية التي تملك القرار الحقيقي".

 

القوات بـ6 وزراء.. والمواجهة باتت أصعب

"الجمهورية" - 9 حزيران 2018/أفادت مصادر مطلعة، لـ"الجمهورية"، أنّ الوزير ملحم رياشي نَقل إلى رئيس الجمهورية ميشال عون موقفَ "القوات اللبنانية" المتمسّك وفق "معايير الحجم" الذي كرَّسته الانتخابات بـ 6 حقائب وزارية مِن بينها موقع نائب رئيس الحكومة، الأمر الذي عزّز الاعتقاد بصعوبة مواجهة ما بات يسمّى "عقدة" تمثيل "القوات" بهذا الحجم الوزاري الكبير.

 

أصواتٌ بدأت تعلو... هل يقع التجنيس الثاني؟

"الأخبار/09 حزيران 2018/غداة نشر وزارة الداخلية، رسمياً، مرسوم التجنيس المجمد، واصلت فرق المديرية العامة للأمن العام عملية التدقيق واستقبال الشكاوى، في مقر المديرية في المتحف، وفق منهجية حددها المدير العام اللواء عباس إبراهيم منذ خمسة أيام، على أن تنجز المهمة قبيل حلول عيد الفطر، أي في مهلة أقصاها يوم الأربعاء المقبل. في هذه الأثناء، وفيما جددت أحزاب القوات والكتائب والتقدمي الاشتراكي دعوتها لإلغاء المرسوم، "وإصدار مرسوم آخر يتضمن فقط الحالات الخاصة جداً ولأسباب إنسانية محددة جداً ومتوافقة مع مقتضيات الدستور اللبناني ومعايير منح الجنسية اللبنانية"، أعاد مرسوم التجنيس نكء جروح شرائح لبنانية معنية بالتجنيس مثل حاملي جنسية قيد الدرس أو مكتومي القيد من أبناء وادي خالد والقرى السبع. في هذا السياق، تحركت مشكلة أبناء القرى السبع (طربيخا، صلحا، المالكية، هونين، إبل القمح، قدس، هونين وإقرط)، وذلك في ضوء تجدد مطالبة عائلاتها بأن يرفع الظلم الذي لحق بهم بسبب عدم نيل المئات وربما الآلاف منهم الجنسية اللبنانية ضمن مرسوم عام 1994. وفي هذا الإطار، علمت "الأخبار" أن المرسوم المنوي إصداره سيقابله إصرار جهات سياسية وحزبية على إصدار مرسوم آخر يخص أبناء القرى السبع ووادي خالد.

 

هذا ما كُشف عن "معاقبة" باسيل مفوضية اللاجئين

"الحياة" - 9 حزيران 2018/فوجئ الوسط السياسي اللبناني المنشغل بمشاورات يجريها الرئيس سعد الحريري المكلف تشكيل الحكومة الجديدة بعيداً من الأضواء، لتأمين ولادتها الطبيعية في أسرع وقت ممكن، بتصعيد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل موقفه من ملف عودة النازحين السوريين إلى بلدهم. إذ أصدر الوزير تعليماته إلى مديرية المراسم في الوزارة بوقف طلبات الإقامة المقدمة اليها والموجودة فيها لمصلحة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، إلى حين صدور تعليمات أخرى. وتذرع باسيل بأن البعثة التي أرسلها إلى بلدة عرسال البقاعية أفادته بأن هناك نازحين سوريين راغبين في العودة إلى سوريا، يواجهون تخويفاً من العودة يمارسه موظفون في المفوضية العليا. وكادت المواقف التصعيدية لباسيل تطغى على المشاورات الماراتونية التي يجريها الحريري لتشكيل حكومة متجانسة وجامعة تكون على مستوى التحديات التي يواجهها لبنان، مع أن تلك المواقف لم تمر مرور الكرام وأثارت ردود فعل معترضة، خصوصاً أن ما قيل أن الموظفين في المفوضية يطرحون على من يودون العودة من النازحين السوريين أسئلة محددة تثير في نفوسهم الرعب، ومنها إلحاقهم بتأدية الخدمة العسكرية الإجبارية، ليس صحيحاً. وهذا كشفه مصدر بارز في المفوضية العليا لـ "الحياة"، موضحاً طبيعة الأسئلة التي طرحت على هؤلاء النازحين. ولفت المصدر ذاته إلى أن "الأسئلة التي طرحت على النازحين السوريين مأخوذة من كتاب كانت أعدته المفوضية العليا منذ تأسيسها، والأسئلة تنسحب أيضاً على جميع النازحين من بلدانهم إلى بلدان أخرى، وليست محصورة بالسوريين". وأكد أن "الموظفين التابعين للمفوضية يتقيدون بالأسئلة الموجودة في هذا الكتاب لرفع المسؤولية المعنوية والسياسية للمفوضية عن النازحين الذين يعودون". وقال إن "الأسئلة تتعلق بالبلدة التي نزحوا منها، وهل لديهم منازل فيها، وهل خرجوا منها وهم عازبون، وهل تزوجوا في الأماكن التي نزحوا إليها ورزقوا أبناء وقاموا بتسجيلهم وفق الأصول، لقطع الطريق على حصر العودة بالآباء والزوجات من دون الأولاد". ولم تقتصر ردود الفعل على باسيل على النطاق المحلي، وإنما انسحبت على سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان الذين تداعوا إلى لقاء تضامني مع ممثلة المفوضية في لبنان ميراي جيرار، العائدة قريباً للمشاركة في هذا اللقاء بعد غد الإثنين. وهو يأتي أيضاً في سياق الخلاف بين دول الاتحاد الأوروبي وباسيل على ملف النازحين. وكان سبق لرؤساء هذه الدول وقادتها أن اعترضوا على الآلية التي يتبعها باسيل في تعاطيه مع هذا الملف. الى ذلك، قالت مصادر وزارية مطلعة إن "المزايدات الكلامية الصادرة عن باسيل شيء والإجراءات التي ستتخذ شيء آخر، ولا يمكن كائناً من كان أن يتخطى رئيس الحكومة لأنها من اختصاصه ومن ضمن صلاحياته".  واستغربت المصادر "التوقيت الذي اعتمده باسيل في موقفه، وقالت أن ليس من اختصاصه أن يلزم الحكومة، أكانت بكامل صلاحياتها أم في مرحلة تصريف الأعمال، بمواقف ما زالت موضع خلاف داخل اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النازحين". وأكدت أن ما قاله باسيل لا يلزم أحداً ولن تكون له مفاعيل سياسية لأن لبنان الرسمي حريص على توثيق علاقاته بالمجتمع الدولي، ومن خلاله المنظمات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة. وسألت "بأي صفة يحق لباسيل أن يوفد موظفين تابعين للخارجية للقيام بتحقيق على الأرض؟ وهل لديه صلاحية تجيز له ذلك"؟ كما سألت: هل من صلاحيته أيضاً إصدار بطاقات الإقامة للموظفين في المنظمات الدولية؟ أم أن دور الخارجية يقتصر فقط على إحالتها على الجهة المختصة أي المديرية العامة للأمن العام؟"

 

خلاف بين الحريري وباسيل بعد إجراءات ضد «مفوضية اللاجئين»/وزير الخارجية اللبناني اتهمها بـ«تخويف» السوريين من العودة لبلادهم

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الوسط/09 حزيران/18

صعّد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل المواجهة مع الأمم المتحدة عبر إصداره قرارا بإيقاف طلبات الإقامة لصالح مفوضية شؤون اللاجئين التي اتهمها بـ«تخويف» النازحين من العودة إلى سوريا. وهذا ما استدعى تحذيرات من تداعيات خارجية وأزمة داخلية لبنانية، بعد رفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري خطوة باسيل «شكلا ومضمونا». وفي حين وضع البعض هذا القرار من باسيل، وهو رئيس «التيار الوطني الحر» (التيار العوني) في خانة «التصعيد الدبلوماسي» وصفه البعض الآخر بـ«الخطوة السلبية وحرب الإلغاء» ضد المنظمات الدولية من دون الأخذ بعين الاعتبار التداعيات التي قد تنتج عنها. وكشف مستشار الحريري، نديم المنلا لـ«الشرق الأوسط» أن الحريري أبلغ باسيل رفضه للخطوة الأحادية طالبا منه العودة عنها سريعاً. وقال المنلا «من حيث الشكل هو تصرف أحادي من طرف واحد لا يعكس سياسة الحكومة ورئيسها المسؤول الأساسي عن موضوع السياسة الخارجية، كذلك قام باسيل بالتحقيق، ومن ثم إصدار الحكم على المفوضية وكأنه المسؤول عن ملف اللاجئين، في حين أن هناك وزيرا معنيا هو معين المرعبي، إضافة طبعا إلى رئيس الحكومة المكلف. ومن حيث المضمون، ليس هناك من خلاف في لبنان حول عودة النازحين والتعامل مع المؤسسات الدولية لا يتم بهذه الطريقة والأسلوب- بل هو مرتبط بسياسة حكومة وليس قراراً من وزير». وفي حين شدّد المنلا على ضرورة أن يقوم باسيل بتصحيح الخطأ سريعاً، قال: «لو كان وزير الخارجية حريصاً، كما يقول، على هذا الملف كان عليه على الأقل أن يفاتح اللبنانيين بمضمون رد وزير الخارجية وليد المعلم على رسالته المتعلقة بالقانون رقم 10 الذي دعا فيه النظام السوري السوريين على تسجيل ممتلكاتهم في مدة شهر، هو أخطر على لبنان من وجود النازحين».

من ناحية ثانية، انتقد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة تصرف باسيل، قائلا: «يتصرف هذا الوزير وكأن الدولة تعلن حرب إلغاء على المؤسسات الدولية دون حساب للتداعيات المحلية على سمعة لبنان والخسائر المرتقبة إن لم يرحل النازحون وانقطعت المساعدات». وأضاف حمادة «أطلق باسيل سياسة جديدة تجاه عودة النازحين السوريين والمنظمات الدولية، وكأن لا حكومة راحلة ولا حكومة قادمة ولا مجلس نواب جديد ولا معايير متفق عليها ضمن الدولة بقرار من الحكومة واللجنة الخاصة بالملف وبالتلازم مع شرعة حقوق الإنسان».

من ناحية أخرى، مع رفضها اتهامها بالضغط على اللاجئين ومنعهم من العودة، اكتفت المفوضية في بيروت بتجديدها القول بأنها تحترم قرار النازحين الفردي، وهي تقوم بدورها الإنساني وتواصل التنسيق مع الحكومة اللبنانية مع تأكيدها بأن دمج اللاجئين في لبنان ليس حلا، وتؤكد أن عدم تشجيعهم على العودة لا يعني أنها تمنعهم القيام بهذه الخطوة.

أما الدكتور شفيق المصري، الخبير في القانون الدولي، فقال معلقاً بأن قرار باسيل مقاطعة موظفي مفوضية الشؤون وعرقلة عملها «قرار انفعالي»، معبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن خشيته من أن يعتبر «خطوة سلبية في رصيد الحكومة مع الأمم المتحدة وهي التي (الحكومة) تبدي حرصها على علاقاتها الجيدة مع المنظمة الدولية التي لها وجود في لبنان عبر مؤسسات عدة». وفي حين حذّرت مصادر وزارية من تداعيات هذا القرار على عمل الأمم المتحدة في لبنان إذا قرّرت الأخيرة الردّ على لبنان بالمثل، كاتخاذ أي قرار مرتبط بعمل قوات «اليونيفيل»، استبعد الخبير في القانون الدولي الدكتور بول مرقص أي انعكاس سلبي لهذا القرار، واضعا إياه في خانة التضييق والتصعيد الدبلوماسي من أجل بلوغ هدف مشروع. وذكّر مرقص في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه جاء بعد سلسلة خطوات قامت بها وزارة الخارجية، معتبرا أنه «على العكس، قد يؤدي هذا الضغط إلى استجابة الأمم المتحدة لطلب الحكومة والعمل على تسهيل عودة اللاجئين في ظل العبء الذي يعيشه لبنان نتيجة هذه الأزمة، علما بأن القرار لم يمنع عمل المفوضية، إنما علّق طلبات الإقامات الجديدة، وبالتالي ليس رفضا لعملها بشكل عام». غير أن المصري يرى في الوقت نفسه أنه «وبعدما عمدت المفوضية إلى تسجيل أسماء السوريين الذين اكتسبوا صفة اللاجئ، وتولّت مهمة حمايتهم ورعايتهم في لبنان بات عليها الاستمرار في هذه المهمة، وفق القانون الدولي الذي ينص أيضا على فرض العودة الطوعية متى تصبح الأوضاع في بلادهم خالية من الخوف». وأمام هذا الواقع، يرى المصري أن المطلوب اليوم لاستعجال ترحيل اللاجئين أن يصدر تطمين من الحكومة السورية تذكر بموجبه الأماكن التي باتت آمنة، بما يمكن أن يعتبر تعهداً من سوريا على ضمان عودتهم. هذا، وكان باسيل بعدما هدّد باتخاذ إجراءات ضد المفوضية، قد أصدر أمس تعليمات إلى مديرية المراسم لإيقاف طلبات الإقامات المقدمة إلى الوزارة والموجودة فيها لصالح المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان إلى حين صدور تعليمات أخرى، بحسب ما جاء في بيان صادر عنه. ولفت البيان إلى أن هذا القرار جرى استنادا إلى التقرير الخطي الذي رفعته إليه البعثة المرسلة من قبله إلى منطقة عرسال البارحة، والتي تبين لها من خلال مقابلاتها مع نازحين سوريين راغبين طوعياً بالعودة إلى سوريا، ومع موظفين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، إلى أنها - بحسب الوزارة - «تعتمد إلى عدم تشجيع النازحين للعودة، لا بل إلى تخويفهم عبر طرح أسئلة محددة تثير في نفوسهم الرعب من العودة نتيجة إخافتهم من الخدمة العسكرية والوضع الأمني وحالة السكن والعيش وقطع المساعدات عنهم وعودتهم دون رعاية أممية، وغيرها من المسائل التي تدفعهم إلى عدم العودة».

وأشار البيان إلى أن هذا التدبير جاء بعد عدة تنبيهات من الوزارة وجهت مباشرة إلى مديرة المفوضية في بيروت السيدة ميراي جيرار، وبعد استدعائها مرتين إلى وزارة الخارجية وتنبيهها من هذه السياسة، وبعد مراسلات مباشرة من الوزير باسيل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ومراسلات من الوزارة إلى المفوضية والأمم المتحدة: «دون أي تجاوب لا بل أمعنت المفوضية في نفس سياسة التخويف». كذلك، طلب باسيل دراسة الإجراءات التصاعدية الأخرى الممكن اعتمادها في حق المفوضية وهي كثيرة، في حال إصرار المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على اعتماد السياسة نفسها. وضمن السياسة التي بدأت تعتمدها السلطات اللبنانية وعلى رأسها وزارة الخارجية، من المتوقع أن يعود آلاف اللاجئين السوريين إلى سوريا من عرسال وشبعا في الأيام القليلة المقبلة، على غرار العملية التي تمت قبل نحو شهرين إلى بيت جن (جنوب غربي سوريا)، وذلك نتيجة التنسيق بين السلطات في البلدين، وتحت عنوان «العودة الطوعية».

 

أحراج الريحان في مرمى الكسارات والمرامل… والبلدية تنفي مسؤوليتها

 سلوى فاضل/جنوبية/09 يونيو، 2018 /الكاتب البريطاني روبرت فيسك يثير الملف البيئي في مقال له في "الاندبندنت" مؤخرا يفضح فيه الوضع البيئي في لبنان، ومصير هذا البلد الذي كان يعتمد في سياحته على الطبيعة وجمالها وسط صحراء عربية كبيرة.

وكان اثار الناشط البيئي، الدكتور هشام يونس، رئيس جمعية (الجنوبيون الخضر) على صفحته على الفايسبوك، ملف المرامل في الجنوب، تحت عنوان (كل_صامت_شريك الجريمة المزدوجة: جرف أحراج خلة خازم- الريحان وتلويث الليطاني)، فربط  بين تلوث النهر ومرامل عرمتى الريحان، وعلق على الموضوع معتبرا إياه جريمة مزدوجة قضت على جبال الريحان، ولوثت الليطاني بحكم الرمول والأتربة التي خلفتها مرامل في النهر. وعزا تجدد التلوث الى مرامل في منطقة عرمتى – الريحان، وهو ما سماه جريمة مزدوجة قضت على مساحات واسعة من غابات وأحراج عرمتى – الريحان، ولوثت اهم نهر في لبنان، وهددت الناس في صحتهم وقُوتهم. مع العلم، ان بلدة الريحان تقع في قضاء جزين  من أجمل مصايف المنطقة وترتفع 1100 متر عن سطح البحر، وتتميز بالحدائق والآثار، وتعتبر من أجمل القرى، وتحيط بها أحراج الصنوبر.

في هذا الاطار، يقول رئيس بلدية الريحان حسين فقيه،  لـ”جنوبية” انه “منذ العام 2015  توقفت المرامل عن العمل، وهناك استصلاح للاراضي بناء على القرار 48 الصادر عن وزارة البيئة، الذي يُجبر صاحب العقار على استصلاح الارض والتجليل عبر مقاطع abc، وبمتابعة من وزارة البيئة والبلدية”.

ويتابع بالقول “نحن كبلدية اما ان نترك الخلل كما هو، او ان نعمل على تجميله وارجاعه عبر زرع مساحات من الصنوبر، وباشراف البلدية وبعض المهندسين فيها”. ويلفت الى ان “الانسان عدو ما يجهل، ولو سألتنا الجمعيات التي أثارت الموضوع لقلنا لهم ان شركة (سويدان) المدعومة بصفة “خمس نجوم” من وزارة البيئة، ستقوم باعادة الاستصلاح عبر وزارتي المالية والبيئة، وان لم يتم الأمر باشراف وزارة البيئة، فسنعمل نحن على الترميم”. و”نقول لمن يثير الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي انهم فعلوا كمن فعل بمن قال لا إله، فقتلوه، ولم يتركوه يُكمل الشهادتين. وبالطبع ان اثارة البيئيين للموضوع هو بسبب تسرّب خبر من هنا او هناك”. ويتابع بالقول “أود ان اقول ان كل من رئيس اتحاد بلديات الريحان المهندس باسم شرف الدين، اضافة الى جهاد الزين، وحسن دغيم، وموسى وهب، يدرسون الموضوع. وثمة مصداقية في العمل من خلال الاطلاع على الدراسة، وسيكون هناك مفاصل ومراحل للعمل، وأية مرحلة نجد فيها خللا ما سنوقف المتابعة بالمشروع، خاصة ان المستثمر يضع بندا جزائيّا على الوزارة، اضافة الى مبلغ تأمين بالبلدية”. ويقول، فقيه “بالعودة الى المرامل، فقد تم ايقاف شركة (بدير) عن العمل، التي كانت تعمل على عهد البلدية السابقة، ونحن كبلدية مع الحفاظ على البيئة، خاصة انه عندنا أهم حرش صنوبرفي لبنان. مع العلم اننا ندعو الى محاسبة وزير البيئة السابق أكرم شهيّب الذي قلع 120 شجرة صنوبر”. ويختم رئيس بلدية الريحان حسين فقيه، ان “بلدية الريحان الى الان لم توّقع العقد الخاص مع شركة (سويدان)، ونحن بطور دراسة المشروع”.

وفي اتصال مع رئيس اتحاد بلديات الريحان، المهندس باسم شرف الدين،قال لـ”جنوبية”: “لقد قرأت ما كتب على صفحات التواصل الاجتماعي، نحن نقول في هذا الصدد انه في العام 2016  أي عند تسلّمنا ادارة بلدية الريحان واتحاد بلديات الريحان لم يعد هناك أية مرملة، وبالتحديد لم تشتغل أية مرملة. ونحن الان نشتري الرمل من بلدة ترشيش من بعلبك، والصور التي تنتشر هي صور قديمة لمرملة شومان”. ويتابع شرف الدين “نحن نتمنى على الشركة التي فعلت ما فعلت ان تستصلح وان تزرع. وان فكرة المرامل ليست عملا نستهويه كبلدية او كإتحاد. ولكن يجب ان يكون هناك انصاف، لان قطاع البناء متوّقف فثمن كل نقلة رمل يصل الى 1000 دولار”. ويتابع، المهندس باسم شرف الدين “نعم، البلديات عليها مسؤولية اذا فتحت مرملة جديدة. والجميع يضع المسألة على عاتق البلديات، وهذا ما ليس بقدرتنا تحملّه”. ويوضح شرف الدين “قد تعطي الوزارة رخصة ما، لكن منذ العام 2015  صار الترخيص صادرا من البلدية، وكانوا سابقا تحت عنوان “استصلاح الاراضي” يفتحون المرامل، وكان يتم نقل الاتربة بما يسمى “ناتج الاستصلاح”. ودعا “الى تنظيم القطاع، نظرا لعدد المتضررين الكبير، ونسأل لما لا يفتشون على اماكن جردية لأجل اعمال البناء”.

وختم رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان “انا كمشارك في لجنة الحفاظ على البيئة في لجنة حماية نهر الليطاني من التلوث، اقول ان الكلام المذكور غير دقيق، لأنه ما من مرملة الان تعمل في منطقة الريحان كلها”. وكان نائب جزين زياد أسود قد أثار، منذ اسبوعين، القضية نفسها على صفحته على الفايسبوك أيضا. الجمعيات البيئية تراقب عمل البلديات والوزارات المختصة، ولكن من يحاسب على ما ورد في نص “روبرت فيسك” الذي كتب ان “جبال لبنان تمحى من الخريطة” بفعل ما شاهده بأم عينه من فتك بالكسارات والمرامل بالجبال وازالتها؟ وقد ألقى بالمسؤولية في نهاية مقالته على الحكومة اللبنانية ورئيسها.

 

ملامح التفاف سنّي حول الحريري يتخطى صراع الانتخابات

بيروت: يوسف دياب/الشرق الوسط/09 حزيران/18/التطورات المتسارعة التي يشهدها لبنان، بدءاً من مخاض تأليف الحكومة العتيدة، وانتهاء بالملف الاقتصادي الضاغط، والتهديدات الأمنية الداخلية والخارجية، يبدو وكأنها حملت القوى السياسية على طي صفحة الانتخابات النيابية بكل خلافاتها، وتسهيل مهمّة الرئيس سعد الحريري في تشكيل الحكومة الجديدة. ومما لاحظه مراقبون التفاف قوى وشخصيات سنّية مستقلة أو منخرطة في معسكر «8 آذار» حول الحريري، وإعلان دعمها الصريح له في مهمّة تشكيل الحكومة.

وفي حين لفت البعض دعم سنّيي «8 آذار»، الذي تجلّى في تسميته رئيساً للحكومة الجديدة، وإعلان الرغبة بالتعاون معه في المرحلة المقبلة، عبّرت مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري، عن ارتياحها للإيجابية التي تبديها الشخصيات السنّية الموجودة خارج اصطفاف تيّار «المستقبل» وقوى «14 آذار»، معتبرة في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «هذه الشخصيات بدأت تتعاطى مع الواقع الذي أفرزته الانتخابات النيابية، وكرّست الحريري زعيماً مطلقاً للطائفة السنيّة». ووصفت مصادر الحريري هذا الموقف بأنه «جيد، ويدلّ على وعي سياسي وعدم مكابرة، ويعبّر عن رغبة بتقوية موقع رئاسة مجلس الوزراء».  ورأت أن ذلك «قد يؤدي إلى فتح صفحة جديدة في العمل السياسي؛ لكنّ الأهم ألا تكون العملية محاولة إحراج لرئيس الحكومة، ومجرّد دعم لفظي يقابله إحراج سياسي». جدير بالذكر، أن قيادات وشخصيات سنيّة كانت قد خاضت معارك انتخابية شرسة ضدّ الحريري وتيار «المستقبل» خلال الاستحقاق الانتخابي الذي شهده لبنان في السادس من مايو (أيار) الماضي، إلا أنها عادت وسمّت الأخير رئيساً للحكومة، أبرزها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والنائب فؤاد مخزومي، وشخصيات سنيّة تتموضع في معسكر «8 آذار»، منها الوزيران السابقان عبد الرحيم مراد، وفيصل كرامي، والنائب عدنان طرابلسي، المنتمي إلى «جمعية المشروعات الإسلامية»، التي تعرف باسم بـ«الأحباش». في المقابل، على الرغم من الإيجابية التي تطبع هذه المواقف، فإن الحريري وفريقه يرفضان أي دعم مشروط أو خاضع للمساومة والابتزاز السياسي. وحسب رأي المصادر المقربة من الحريري: «إذا كان الدعم عن قناعة سياسية فهذا شيء إيجابي، أما إذا كان للمبارزة والإحراج ووضع شروط مسبقة في مسألة تأليف الحكومة، وربطه بتوزير أشخاص، فإن ذلك يوصل إلى نتيجة سلبية». ومن ثم، أملت المصادر في «أن يكون الدعم عن قناعة من أجل تعزيز الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي». ورأت أن «هذا النهج من التعاون الصادق وغير الخاضع للمساومات يعزز مدّ الجسور مع الجميع، خصوصاً أن الرئيس الحريري أثبت أنه رجل التسوية والحوار والتواصل بين كلّ الطوائف، فكيف بالحري مع مكوّنات الطائفة السنّية». هذا، وكان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي - على رأس كتلته المكونة من أربعة نواب - أولى الشخصيات السنيّة التي سارعت إلى تسمية الحريري رئيساً للحكومة، رغم المواجهة الانتخابية الشرسة التي دارت بينهما في دائرة الشمال الثانية، وحملات التخوين والاتهامات المتبادلة بين الطرفين. واعتبر خلدون الشريف، المستشار السياسي لميقاتي، لـ«الشرق الأوسط»، أن دعم الأخير للحريري ليس غريباً عن سلوكه. وأكد أن «الرئيس ميقاتي يتخذ هذا الخيار؛ لأنه يعتبر نفسه حارس مرمى صلاحيات رئاسة الحكومة». وتابع الشريف: «لم يتردد الرئيس ميقاتي في تسمية الحريري رئيساً للحكومة العتيدة؛ لأنه يعتبر أن رئيس الحكومة يفترض أن يصل قوياً إلى هذا الموقع بنسبة تأييد نيابية كبيرة، توازي النسبة التي انتخبت الرئيس نبيه برّي لرئاسة البرلمان، والتي انتخبت العماد عون لرئاسة الجمهورية». ويعطي الشريف تفسيراته السياسية لتبدّل موقف رئيس الحكومة السابق من الحريري فور انتهاء الانتخابات مباشرة، ويشير إلى أن الرئيس ميقاتي «يمثل عمقاً سنياً ووطنياً كبيراً، وهو حريص على أن يبقى موقع رئاسة الحكومة قوياً. وبالتالي، فهو سيتعاون مع الحريري تحت هذه العناوين»، مذكراً بأن ميقاتي «سبق وقال للحريري لن تكون هناك عداوة بيننا، وكل خطوة تخطوها نحوي، سأقابلها بخطوتين». وأردف الشريف: «نتوقّع أن يقابل الحريري الإيجابية بالإيجابية نفسها».

 

لبنان: مخاض الحكومة عالق بتوزيع الحقائب ومصادر عون والحريري تسعى إلى تبديد الأجواء التشاؤمية

بيروت/الشرق الوسط/09 حزيران/18/لم يمض أسبوعان على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، حتى سرت المخاوف من دخول عملية التشكيل نفق المراوغة والتعطيل. أما السبب فهو المطالب التعجيزية لمختلف الأطراف، الراغبة في الحصول على حجم تمثيلي كبير وحقائب وزارية أساسية.

إلا أن أجواء قصر بعبدا (رئاسة الجمهورية) والسرايا الحكومي (رئاسة الحكومة) سارعت إلى تبديد هذه المخاوف وطمأنت إلى أن مداولات التأليف ما زالت ضمن المهلة المقبولة جداً، وكشفت عن لقاءات ومشاورات تجري بعيداً عن الأضواء لإزالة عقد الأحجام والحقائب، وتذليل العراقيل السياسية المتصلة بالبيان الوزاري. وبينما تتزايد التحذيرات السياسية والاقتصادية من الشروط التي تضعها كتل نيابية على الرئيس المكلّف لقاء مشاركتها في الحكومة، وارتداداتها على الوضع الاقتصادي المنهك أصلاً، فإن مصادر مطلعة على أجواء القصر الجمهوري، أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا أجواء تشاؤمية بشأن ولادة الحكومة، طالما لا نزال ضمن المهلة المعقولة، ولم يمض على تكليف الرئيس الحريري أسبوعان». ولفتت هذه المصادر إلى أنه «لا توجد عراقيل أو محاذير تؤخر ولادة الحكومة، بل هناك مطالب الكتل التي يجري بحثها، والمتعلّقة بحجمها التمثيلي ونوعية الوزارات التي تريدها».

وتتقاطع الأجواء الإيجابية لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة على كلّ الصعد، إذ طمأن النائب السابق عقاب صقر، المقرّب من الرئيس سعد الحريري، إلى أن «عملية التأليف تسير بخطى ثابتة ومن خارج التداول الإعلامي». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الحريري «يسير بمفاوضات التأليف على خطّين، الأول إزالة العقبات الناجمة عن الحصص والحقائب، والثاني تذليل العقد السياسية، وترتيب خطاب سياسي واضح العالم في البيان الوزاري».

صقر يقول بأنه طالما أن كلّ المطالب قابلة للاستيعاب، لا داعي للمبالغة في التحليلات والتكهنات. ويرى أن الحديث عن عقد تواجه الرئيس المكلّف قد تطيل مخاض التأليف، ثم ذكر أن «لقاءات ومشاورات الرئيس الحريري مع كافة الأطراف لم تنقطع، وهو يجريها بعيداً من الإعلام ومن خارج المزايدات السياسية، حتى لا يكون رهينة السقوف العالية التي يضعها البعض، من أجل جوجلة كل الأفكار التي تؤدي إلى وضع تشكيلة حكومية لا تلقى اعتراضات». ولفت صقر إلى أن رئيس الحكومة «يحرص على عدم انعكاس التجاذبات الانتخابية على وضع الحكومة، وهو يعمل على مدار الساعة بصمت وهدوء».

من جانب آخر، لا تخلو تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون من التأكيد على بذل كل الجهود لتسريع ولادة الحكومة «لأن التحديات التي ينتظرها لبنان تتطلب وجود حكومة وحدة وطنية قادرة وفاعلة على تحقيق الإنجازات». ووفق المصادر المطلعة على أجواء قصر بعبدا، فإن «ثمة مفاوضات لإيجاد قواسم مشتركة، وهي الآن في مرحلة تدوير الزوايا، خصوصاً، وأن الكلّ يريد حقائب سيادية وخدماتية، وهذا يستحيل تأمينه للجميع، لأننا أمام حكومة لا تتعدى الـ30 وزيراً ويتم توزيع المقاعد على الكتل من ضمن هذا العدد مع مراعاة الأوزان، وبما يرضي كل الأطراف». وكشفت المصادر الرئاسية عن «لقاءات جانبية تعقد بين الأطراف لبلورة رؤى مشتركة، ومعرفة مطالب كلّ منهم، وتذليل العقبات الناجمة عن المطالب، لكن حتى الآن لم تنضج الطبخة الحكومية»، معتبرة أن «خيار حكومة الوفاق الوطني شيء وحكومة الأكثرية شيء آخر. وبالتالي، يجب فهم حقيقية ما يجري، وأن يطمأن اللبنانيون إلى أن موضوع التأليف ما زال ضمن المهلة المعقولة جداً، ولا أجواء تشاؤمية، طالما أن الكل مدرك لحجم المسؤولية». في هذه الأثناء، تتهم بعض الأطراف رئيس «التيار الوطني الحرّ» ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، بأنه يمثل أبرز عقدة في وجه الحكومة، وذلك بالنظر لتمسكه بالحصول على عدد كبير من الحقائب ووزارات سيادية وخدماتية. إلا أن عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ماريو عون (العضو في «التيار»)، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن التكتل «أكثر من يدفع باتجاه تسهيل ولادة الحكومة». وأضاف أن باسيل «لم يضع شروطاً تعجيزية، لكن من حقنا الحصول حصة تتناسب مع حجمنا، ومن حقنا حقيبة سيادية وأخرى أساسية بالإضافة إلى وزارات خدماتية». وعمّا إذا كان «التيار الوطني الحرّ» ما زال يرفض إسناد أربع وزارات لحزب «القوات اللبنانية»، قال ماريو عون «إذا كانت القوات تطالب بحقائب يوازي حجمها لا مشكلة، أما إذا كان مطلبها خارج المعقول، تصبح مشكلتها مع رئيس الحكومة، وربما تدفع بنفسها لتكون خارج مجلس الوزراء».

 

إيران و«حزب الله» يرفضان مطالب روسيا بـ «إعادة الانتشار» في سوريا

بيروت - لندن/الشرق الوسط/09 حزيران/18/أفيد أمس بأن «حزب الله» رفض تلبية مطالب روسية بالانسحاب من مناطق في ريف حمص بالتزامن مع وضع إيران شروطا للانسحاب من الجنوب السوري. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن إيران لم تغير مواقعها في سوريا التي تضم 32 ألف عنصرا غير سوري، لافتا إلى مقتل «7806 من العناصر غير السوريين لمنضوين تحت راية الحرس الثوري الإيراني و1649 على الأقل من عناصر (حزب الله) اللبناني». وأفاد «المرصد» أمس بأنه «مع اتساع حجم المطامع الروسية والبحث الإيراني عن المكتسبات والمنافع، تتسع الهوة بين الطرفين على الأراضي السورية»، لافتا إلى أن «الخلاف الروسي - الإيراني في سوريا، يشهد تصاعداً واحتداداً مع تزايد التعنت الإيراني تجاه تنفيذ المقترحات التي تمليها روسيا في سوريا، لتزيد من حجم ما تحصِّله على الجغرافيا السورية». وأفادت مصادر لـ«المرصد» بأن «قيادة القوات الروسية طلبت من (حزب الله) اللبناني سحب عناصره وقواته من مطار الضبعة العسكري والقواعد الموجودة في ريفي حمص الغربي والجنوبي الغربي، لكن (حزب الله) لم ينسحب إلى الآن من المنطقة، وما جرى من أنباء عن انسحابات، لم يكن إلا انسحابات إعلامية، فيما لا يزال الحزب موجوداً في مواقعه بالقطاعين الغربي والجنوبي الغربي لمدينة حمص». كما أكدت مصادر أخرى أن «مواقع الحزب تشهد بين الحين والآخر عمليات تبديل للقوات الموجودة في المنطقة، بوحدات جديدة ما أظهر توتراً بين القوات الروسية و(حزب الله) اللبناني، ليتزامن مع التوتر المتصاعد الحاصل بين (حزب الله) والقوات الإيرانية من جهة، والروس من جهة أخرى، حول الوضع في الجنوب السوري، إذ إن القوات الإيرانية لا تزال رافضة للطرح الروسي بالانسحاب من محافظتي درعا والقنيطرة وكامل الجنوب السوري نحو مناطق أخرى في وسط سوريا». وأضافت المصادر أن «القوات الإيرانية فرضت شرطاً لانسحابها نحو البادية ووسط سوريا، وهو إخلاء القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لقاعدة التنف على الحدود السورية - العراقية، كشرط لها لمغادرة الجنوب السوري، الذي تعمل روسيا مع النظام للتوصل لحل حول المنطقة من خلال مباحثات محلية مع الفصائل وإقليمية مع الدول المجاورة لسوريا».

وأضيف مسبب ثالث لتصاعد التوتر الروسي - الإيراني على الأراضي السوري، ألا وهو حصول «اتفاق بين روسيا وتركيا، بشكل غير معلن، يقوم على إنهاء الوجود الإيراني بشكل كامل في الشمال السوري، حيث تسعى كل من روسيا وتركيا من خلال توافق مشترك على إجبار القوات الإيرانية على الانسحاب ودفعها لذلك عبر دفع من دولة إقليمية للتصعيد ضدها في شمال وغرب مدينة حلب، خلال الأسبوع الأخير».

وتابع «المرصد» أن «التوتر الروسي - الإيراني، شق الصف داخل قيادات وضباط في قوات النظام، بين موالين للروس وآخرين موالين لإيران، التي توجد بقوات من حرسها الثوري مع قوات (حزب الله) اللبناني وميليشيا موالية لها من جنسيات سورية وعراقية ولبنانية وأفغانية وآسيوية».

وبالتزامن مع الحديث المحلي والإقليمي والدولي الدائر حول بقاء أو انسحاب القوات الإيرانية والميليشيات المسلحة الموالية والتابعة لها، لم يرصد «المرصد» حتى الآن «أي عمليات انسحاب للقوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والآسيوية والعراقية و(حزب الله) اللبناني من مواقعها العسكرية على الأراضي السورية، حيث لا تزال تتمركز القوات آنفة الذكر في مواقعها العسكرية المنتشرة في معظم المناطق السورية». وتتوزع هذه المواقع بين منطقة الكسوة وريف دمشق الجنوبي الغربي، والريف الجنوبي لحلب، ومحيط بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، وفي الريف الشرقي لإدلب والريفين الشمالي والجنوبي لحماة وسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، والقلمون وسهل الزبداني وريف حمص الجنوبي الغربي والبوكمال وباديتي حمص ودير الزور.

كما حصل «المرصد السوري» على «عدد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من جنسيات لبنانية وعراقية وأفغانية وإيرانية وآسيوية، حيث قدر العدد بأكثر من 32 ألف مقاتل غير سوري»، لافتا إلى أنه «منذ انطلاقة الثورة السورية في 2011 قتل ما لا يقل عن 7806 من العناصر غير السوريين، ومعظمهم من الطائفة الشيعية من المنضوين تحت راية الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لها من أفغان وعراقيين وآسيويين، و1649 على الأقل من عناصر (حزب الله) اللبناني».

من جهة أخرى, بدأت القوات الحكومية السورية عملية عسكرية محدودة في محافظة السويداء جنوب البلاد ضد الفصائل المسلحة المنتشرة في بادية محافظة السويداء الممتدة باتجاه منطقة التنف، حيث القاعدة الأميركية ومخيم الركبان قرب الحدود السورية - العراقية - الأردنية.

ووصف قائد ميداني يقاتل في القوات الحكومية لوكالة الأنباء الألمانية العملية العسكرية «بأنها محدودة وتهدف إلى تأمين مدينة السويداء وتطهير الجيوب التي تسلل إليها مسلحو المعارضة في الآونة الأخيرة وإعادتها إلى سيطرة الحكومة السورية».

وذكر القائد العسكري أن الوحدات المهاجمة بدأت تقدمها البري من محور القصر والساقية، على تخوم البادية باتجاه الشرق لإعادة السيطرة على مناطق تسلل إليها المسلحون في جيب لم يدخله الجيش سابقا لكن كان يعتبره تحت سيطرته.

وشرح القائد العسكري طبيعة العملية بالقول بأن «القوات المتقدمة من تل الأصفر باتجاه خربة الأمباشي وصلت إلى منطقة سوح المجيدي بعد سيطرتها على مدرسة المشيرفة ورحبة المشيرفة، بينما تقدمت مسافة 7 كيلومترات من جهة قريتي القص والساقية في حين حررت القوات القادمة من جهة الزلف عشرة كيلومترات باتجاه تلول الصفا». وفي العام الماضي نفذت القوات الحكومية بالتعاون مع حلفائها عملية واسعة في ريف السويداء الشمالي الشرقي وبادية السويداء دحرت خلالها تنظيم داعش، قبل أن يلاحظ أهالي تلك القرى تحركات لمسلحين في الشرق بالإضافة لنقل مسلحين من «داعش» من الحجر الأسود إلى البادية مؤخرا عبر المحور المذكور، بحسب مصادر أهلية بالمنطقة.

ونفى المصدر مشاركة أي قوات حليفة أو صديقة في إشارة إلى مقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني في العملية، مؤكدا أن قوات من الفرقة الأولى والفرقة 15 في الجيش النظامي هي التي تنفذ العملية بتغطية من الطيران المروحي السوري حصرا.

ومن جانبها، أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش أن مقاتلي التنظيم دمروا عربة «بي إم بي» وآلية رباعية الدفع تقل عناصر من القوات الحكومية بصاروخين موجهين في البادية. ونفت الانسحاب من المناطق المذكورة سابقاً، وقالت إن خمسة عناصر من قوات الأسد، بينهم ضابط برتبة عقيد ركن، قتلوا جراء المعارك، كما أعطبت آليتين عسكريتين. ويسيطر تنظيم داعش على مساحة 50 في المائة من بادية السويداء، ويتمركز مقاتلوه بشكل أساسي في المناطق الوعرة منها.

 

رئاسة الحكومة تُهاجم باسيل: قراره لا يُمثلنا!.

مواقع الكترونية/السبت 09 حزيران 2018/ما إن صدر قرار الوزير جبران باسيل «الهجومي» ضدّ المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، حتّى خرجت رئاسة الحكومة عن طورها. هو «تحسّس» من باسيل، لأنّه «استفرد» بقرار يخصّ سياسة لبنان الخارجية. كما أنّه «خوفٌ» من ردّ فعل ذاك «المجتمع الدولي». في كلّ الأحوال، نجح باسيل في أن يحدّ من وقاحة «المفوضية» في لبنان لم يعتد ما يُسمّى بـ«المجتمع الدولي» ومنظماته، أن يسمعوا كلمة «كلّا»، تحديداً من دول «العالم الثالث». هم في «بلادنا»، نصّبوا أنفسهم أولياء، يريدون فرض رؤيتهم وسياساتهم، مُفترضين (وهم مُحقون) أنّ حكومات وشعوب هذه الدول، سيُلبّون أوامرهم.

 

معين المرعبي: باسيل يتصرف همايونياً وطائفياً

مواقع الكترونية/السبت 09 حزيران 2018/قال وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي للبنان الحر ان المشكلة مع مفوضية اللاجئين افتعلها جبران باسيل بشكل هميوني كأنه الآمر الناهي في البلد ويتصرف كأن لا وجود لحكومة أو وزارات معنية ولا رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة معنيين يأخذون القرار في هذا الموضوع. أضاف:لا نستطيع الدخول بمهاترات مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة فهذا الموضوع يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء مجتمعاً وليس وزير الخارجية الذي يورط البلد بمشكلة مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة . وتابع المرعبي:حتى مضمون الكلام الذي يتهم فيه باسيل المفوضية ليس صحيحاً فالأخيرة تفاوض النظام وغيره وهذا ما تبلغناه وتبلغه وزير الخارجية شخصياً من جهات اممية عدة لكنه مع الأسف يريد استخدام هذا الملف داخلياً بأساليب معينة.

 

العقدة الدرزية - القواتية: جنبلاط يرد 3 وجعجع

مواقع الكترونية/السبت 09 حزيران 2018/علمت «الجمهورية» أنّ لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الوزير طلال أرسلان تناوَل العقدة الدرزية بعدما تبلّغَ جميع الأطراف المعنيين بالتشكيلة الحكومية بتمسّكِ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالحقائب الدرزية الثلاث في حال كانت التشكيلة تضمّ 30 وزيراً، طالما إنّ التمثيل سيكرّس نتائج الانتخابات النيابية التي وضَعت جنبلاط في موقعٍ يتيح له القول إنه «الممثل الوحيد للطائفة الدرزية» لمجرّد أنه يَحظى بدعم 7 نوّاب دروز من أصل ثمانية، بعدما لقيَ دعم النائبِ أنور الخليل الذي سمّيَ على لائحة «الوفاء والأمل» بدعم جنبلاط المباشر وترشيح النائب فيصل الصايغ على لائحة «المستقبل» في بيروت الثانية وفق المعادلة عينها. ولذلك أكّد أرسلان بعد لقائه عون إصرارَه على المواجهة مع جنبلاط بدعمٍ مباشر من وزير الخارجية جبران باسيل، وفق ما سمّاه «المعايير التي وضَعها عون للحكومة الجديدة وينبغي على جميع الأطراف التزامها، لكي لا يطولَ مخاض الولادة الحكومية». وقال في ردٍّ غيرِ مباشر على مطالبة جنبلاط بحصر التمثيل الدرزي به: «إذا أراد البعض الاستمرارَ في الابتزاز، فإنّ الحكومة ستأخذ وقتاً أطول من المعقول ولن يكون تأليفها سريعاً». وعلمت «الجمهورية» أنّ الوزير ملحم رياشي نَقل إلى عون أمس موقفَ «القوات اللبنانية» المتمسّك وفق «معايير الحجم» الذي كرَّسته الانتخابات بـ 6 حقائب وزارية مِن بينها موقع نائب رئيس الحكومة، الأمر الذي عزّز الاعتقاد بصعوبة مواجهة ما بات يسمّى «عقدة» تمثيل «القوات» بهذا الحجم الوزاري الكبير. أمّا خوري فنَقل إلى رئيس الجمهورية تشكيلةً حكومية من 30 حقيبة تتضمّن توزيعة أوّلية للحصص الوزارية من دون الإشارة إلى أسماء محدّدة، لكنّها جاءت مرفقةً بالعُقد التي تواجهها، ولا سيّما منها العقدتان الدرزية و"القواتية". وعند حديثه عن العُقد نَقل خوري إلى عون ما انتهت إليه اللقاءات التي عَقدها أمس الأوّل مع رياشي وخليل والنائب وائل ابو فاعور وتناوَلت صيغة الحريري المقترَحة والمحاولات الجارية للتقريب بين وجهات النظر، كاشفاً عن حجم العُقد التي ما زالت قائمة، ولا سيّما منها الفارق الكبير بين ما يريده باسيل من حصة لـ«القوات» وما تطالب به هي.

 

علي حسن خليل: مرسوم تعيين القناصل الفخريين غير مقبول

المركزية/09 حزيران/18/أكد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل أن "مرسوم تعيين القناصل الفخريين غير مقبول شكلاً ومضموناً". واستغرب خليل، في تصريح له، "اللجوء مجدداً الى هذا النهجِ الأستفرادي في القرار ما يطيح بمناخاتِ التهدئة والتعاون التي سادت بعدَ الانتخابات النيابية، داعياً الى "العودة عن الخطأ وتصحيحه لأن هذا الفعل لنْ يمر وستتِم مواجهتُه حتى النهاية"

 

عديدة تعرقل التأليف تتخطى الاشكاليتين المسيحيـــة والدرزية والمملكة ترصد "النأي"..والتشكيل ينتظر ايضا محطات ومعادلات خارجية

 المركزية/09 حزيران/18/ تراوح ازمة تشكيل الحكومة العتيدة مكانها رغم الاتصالات التي نشطت في الساعات الماضية على خط التأليف. واذ تقول مصادر واسعة الإطلاع تواكب المشاورات لـ"المركزية" إن الرئيس المكلف سعد الحريري لم يضع بعد اي مسودات "حكومية" فعلية، توضح ان العقدتين الدرزية، وتلك المتصلة بحصة القوات اللبنانية في الحكومة العتيدة ليستا الوحيدتين اللتين تعوقان تشكيل الحكومة، وان الإضاءة عليهما دون غيرهما يهدف الى صرف الأنظار عن معطيات اخرى تحول دون ولادة الحكومة في وقت قريب يتجنب البعض البحث او الإشارة اليها، فيما هي حاضرة بقوة في خلفيات بعض المواقف التي تتلطى بما هو معلن منها. وفي المعلومات المتداولة ان من بين هذه العقد على سبيل المثال لا الحصر:

- رفض الرئيس  المكلف اعطاء رئيس الجمهورية مرة أخرى مقعدا سنيا على طاولة مجلس الوزراء بعدما اقفل الثنائي الشيعي التركيبة الشيعية على رئيس الجمهورية كذلك رفض جنبلاط التنازل عن حقه بالحقائب الدرزية الثلاثة وعدم "اهداء" اي منها لا لرئيس الجمهورية ولا لأي طرف درزي آخر لأن بديل المقعد المتنازل عنه  غير متوفر في الحقائب المسيحية ان بقي الصراع قائما بين المسيحيين عليها،  وبوجود اصرار رئيسي مجلس النواب والحكومة على نيل مقعدين مسيحيين بالإضافة الى رفض الحريري الصارم اعطاء اي حصة سنية للنواب المعارضين السنة الذين جرى تجميعهم في كتلتين نيابيتين بعدما تجاوز في اقتراحه للتشكيلة الأولية منطق النسبية باعطاء حقيبة لكل 4 نواب.

 - رفض الرئيس الحريري تكريس الوزارات الأساسية للأطراف السياسية نفسها وان ما سرب من موافقته على منح حقيبة المالية لحركة امل ليس نهائيا بدليل توقيعه في التاسع والعشرين من الشهر الماضي مرسوم توزيع القناصل الـ 42 على عدد من الدول من دون توقيع وزير المال ما ادى على ما يبدو الى احتمال تجدد الصراع بين امل و"حزب الله" من جهة ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، من دون اهمال انتقاد الثنائي الشيعي لرئيس الحكومة وتحميله مسؤولية تجديد التجربة السلبية التي رافقت مرسوم ترقية الضباط مطلع العام الجديد بتجاهله انتظار توقيع وزير المال الى جانب  توقيع وزير الخارجية.

- رفض رئيس التيار الوطني الحر اعطاء القوات اللبنانية الحصة التي يطالبون بها في الحكومة العتيدة بعدما رفعت مطالبها الى ستة مقاعد بمن فيهم نائب رئيس الحكومة فيما يشترط الحريري انزال الحصة الى 5 لتوزير الكتائب اللبنانية ويصر التيار الوطني الحر على إعطائهم 3 حقائب فقط لا تضم من بينها نيابة رئاسة الحكومة التي في رأيه ستكون من حصة رئيس الجمهورية.

وبعيدا من سلسلة الملاحظات هذه تتداول الأوساط السياسية والبدلوماسية بوجود عقدة قد تكون اكبر واصعب من كل هذه العقبات وهي تتصل بالرفض السعودي لأداء الحكومة اللبنانية في مسألة النأي بالنفس في سوريا واليمن وعدم القدرة على وقف الحملات الإعلامية على المملكة العربية السعودية وما جاء به مرسوم التجنيس بالإضافة الى ربط السعوديين لأي خطوة من هذه النوع بتحقيق التحالف الإسلامي انتصارا منتظرا في الحديدة اليمنية وفي الخطط الموضوعة لتقليص النفوذ الإيراني ولحزب الله في سوريا من اجل استعادة ما يسمونها "التوازن المفقود" على الساحة اللبنانية.

والى هذه العقد يبدو ان هناك عقدة إضافية بدأت تطل بقرنها من خلال الخلاف الكبير بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية بعد التهديد بإجراءات تجاه المنظمات الدولية وهو ما اعتبره رئيس الحكومة تعديا على صلاحيات الحكومة مجتمعة وعلى رئيسها تحديدا. فقرار بهذا الحجم لا يمكن ان يتفرد به وزير الخارجية وهو ليس الجهة الصالحة لمثل هذه الخطوة التي تتجاوز دور رئيس الحكومة الناظم للعمل الحكومي والمراجع الأمنية وفي مقدمها المديرية العامة للأمن العام التي تنظم الوجود الأجنبي والدبلوماسي منه في لبنان.

وبعيدا من كل هذه القراءة التفصيلية لمجمل العقد التي تعيق ولادة طبيعية للحكومة العتيدة، تنظر الأوساط السياسية والدبلوماسية بقلق الى المعومات التي تتحدث عن استحالة تشكيل الحكومة قبل عبور بعض المحطات المقبلة ومنها الزيارة المرتقبة للرئيس المكلف الى روسيا منتصف الأسبوع المقبل للمشاركة في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية والمباراة الأولى بين الفريقين الروسي والسعودي الى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا إذا لم يحضر الملك سلمان شخصيا هذه المباراة. ومن بعدها انتظار عبور عطلة عيد الفطر قبل العودة مجددا الى  عملية التأليف وفق الصيغ التي تكون قد توصلت اليها المفاوضات الجارية على اكثر من مستوى ترجمة لما يجري في الخارج من تسويات تنعكس على تسهيل هذه الولادة وهو امر يزيد من حالات القلق على مسيرة التأليف.

 

عقاب صقر يخرج عن صمته.. وهذا ما صرّح به

الشرق الاوسط/09 حزيران/18/طمأن النائب السابق عقاب صقر إلى أن "عملية تأليف الحكومة تسير بخطى ثابتة ومن خارج التداول الإعلامي". وأكد لصحيفة الشرق الأوسط، أن الرئيس سعد الحريري يسير بمفاوضات التأليف على خطّين، الأول إزالة العقبات الناجمة عن الحصص والحقائب، والثاني تذليل العقد السياسية، وترتيب خطاب سياسي واضح العالم في البيان الوزاري. ولفت صقر إلى أنه لا داعي للمبالغة في التحليلات والتكهنات طالما أن كلّ المطالب قابلة للاستيعاب. وأوضح أن لقاءات الرئيس الحريري مع كل الأطراف لم تنقطع، وهو يجريها بعيداً من الإعلام ومن خارج المزايدات السياسية، حتى لا يكون رهينة السقوف العالية التي يضعها البعض، من أجل جوجلة كل الأفكار التي تؤدي إلى وضع تشكيلة حكومية لا تلقى اعتراضات. وشدد صقر على أن رئيس الحكومة يحرص على عدم انعكاس التجاذبات الانتخابية على وضع الحكومة، وهو يعمل على مدار الساعة بصمت وهدوء.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بعد طلب ترامب خروج ايران من سوريا: داعش ينبعث من جديد

هيلدا المعدراني/جنوبية/ 9 يونيو، 2018

شنّ تنظيم داعش هجوما مباغتا على منطقة البوكمال السورية بمحاذاة الحدود العراقية، وتمكن من اخراج الجيش السوري ليبسط سيطرته مجددا هناك، في مشهد يثير تساؤلات حول توقيت واسباب عودة التنظيم الارهابي بقوة. في خضم التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وتحديدا في سوريا، والتسوية الكبرى القادمة التي تفرض تبادل الاوراق بين الافرقاء وسط صراع على تقاسم النفوذ، وبعد توافق كافة الاطراف وعلى رأسها روسيا بالاعتراف بإنهاء تنظيم داعش “و النصر” الذي اعلنه بوتين من قاعدة حميميم، عاود التنظيم الارهابي ليضرب بعنف في كل من سوريا والعراق، الامر الذي ينفي مزاعم القضاء عليه.

عودة داعش من بوابة “البوكمال” الحدودية بين سوريا والعراق، يربطها مراقبون بتطورات ميدانية وعسكرية من جهة، واخرى سياسية لها علاقة بوجود التنظيم ذاته، كما ودوره وارتباطاته المخابراتية مع دول وجهات اقليمية تفيد من انبعاثه الارهابي المتجدّد.

الحلبي: داعش يرتبط بجهات ايرانية وبنظام الاسد

المحامي والناشط المدني نبيل الحلبي أكد في حديث لـ”جنوبية” ان “تنظيم داعش بطبيعته الارهابية يرتبط بجهات مخابراتية وتحديدا نظام الاسد والنظام الايراني، سواء في العراق اوسوريا، وحاليا نعلم ان هناك صحوة عراقية – عربية – شيعية تحاول كف يد ايران ونفوذها بشكل ملموس وخاصة بعد الانتخابات العراقية” واضاف “شهدنا كيف استهدفت التفجيرات الاخيرة معاقل مناصري مقتدى الصدر في جنوب العراق، وهو امر نضعه في سياق اعادة تخويف العراقيين والسوريين وحتى المجتمع الدولي ان داعش لا تزال تشكل خطرا”.

من جهة اخرى رأى الحلبي ان “ما حصل في البو كمال حيث تتواجد ميليشيات ايرانية واخرى لحزب الله وانسحاب وتراجع الجيش السوري هناك امام هجوم تنظيم داعش بعد ان كانت محاصرة عمليا، تُفسّر وكأنها عملية استنهاض لتلك القوى سواء في العراق او في شرق سوريا لإيجاد مبرر لوجودها تحت حجة محاربة الارهاب وتخويف الغرب على وجه الخصوص ان داعش لا يزال متواجدا.” واشار الحلبي الى انه “بوجود توجّه اقليمي ودولي يقضي بإبعاد ايران عن الملف السوري والعراقي، تحاول الاخيرة استغلال كل الاوراق لديها لتبرير وجودها، اما في موضوع القصير والقلمون نعلم ان هذه المناطق خاضعة لنفوذ حزب الله مباشرة ولا يُخفى ما حصل في تلك المنطقة تحديدا العام الماضي، حيث كان وجودها بمثابة شماعة لحزب الله من خلال محاربته المجموعات التكفيرية هناك، ولكن شاهدنا انه عندما اتخذ الجيش اللبناني قراره بطلب وطني اولا ثم اميركي بإنهاء وجود المجموعات الارهابية في الجرود اللبنانية وعلى الحدود مع سوريا، وجدنا كيف سارع حزب الله من الجهة السورية الى انقاذ هذه المجموعات عبر نقلها في الباصات الى دير الزور، حيث تشن الان هجوما مضادا،” وتابع “هذا خير دليل ان هذه المجموعات تديرها اصابع ايرانية، وبالتالي وجدت روسيا والمجتمع الدولي بشكل عام ان وجود حزب الله في هذه المناطق لا يمكن تبريره على الاطلاق الا كاحتلال”. واعتبر الحلبي انه” في هذه المرحلة تحديدا حيث يتم العمل على اعادة اللاجئين السوريين الى قراهم وتحديدا اولئك الذين اتوا من تلك المناطق، اصبح هناك رغبة دولية بتواجد الشرطة العسكرية الروسية في تلك المناطق، والتي قد تشكّل ضمانة لاعادة اللاجئين المعارضين باعتبار ان هذا النموذج تم تجربته في احياء حلب الشرقية وضمان حفظ الامن في هذه المنطقة، وفرض سلطتها حتى على عناصر الجيش السوري بعد قيامه بعمليات سرقة ونهب لبيوت الغائبين والهاربين من السكان” مضيفا” طبعا حزب الله يستفيد من تواجده في القصير اقتصاديا، وهو متمسك به لانه يستفيد من مناطق التهريب القائم من خلالها، وحتى زراعة الحشيش في تلك المناطق خاضعة لسيطرة حزب الله ايضا”، وهذا كله حسب رأي المحامي الحلبي.

جابر: سيطرة الجيش السوري على البوكمال هي ممنوعة حاليا

العميد الركن الدكتور هشام جابر من جهته قال لـجنوبية” “اكدت سابقا ان داعش لم ينتهي في سوريا ولا في العراق، ولكن داعش كان جيشا نظاميا اي يقتني دبابات وصواريخ وترسانة اسلحة لا ينقصها الا الطائرات الحربية، وداعش لديه ثلاثة وجوه : وجه كجيش نظامي بمجموعات كبيرة، وآخر على شكل مجموعات صغيرة تمارس تكتيك حرب العصابات وليس التكتيك العسكري، اي مجموعات تقوم بعمليات كر وفر ونصب كمائن وضرب عدوها وجعل المنطقة التي تقيم فيها غير آمنة، اما الوجه الثالث فهو وجودها في سوريا والعراق فوق الارض وليس بشكل مخفي وتتوزع على خمس اماكن في سوريا في جنوب وغرب دير الزور وفي منطقة الميادين وفي ريف تدمر وفي الحدود العراقية- السورية في اكثر من موقع، وفي منطقة الرمادي في العراق”.

العميد الدكتور هشام جابر

واضاف جابر“حاليا مجموعات داعش تظهر في البوكمال السورية حيث تواجدها، ومنذ ثلاثة ايام عبرت خط البو كمال – دير الزور، وهي طريق حيوية تقطعها بشكل ظرفي وليس بشكل دائم، ما يؤكد ان الوجود الداعشي في سوريا مستمر ولكنه تحوّل الى الوجه الثالث وفق ما ذكرنا، وهو الوجه الاخير له بعد ان انتهى فوق الارض ليتحول الى خلايا ارهابية نائمة تستيقظ وفق توقيتها وتطلق ذئابا منفردة، اما حرب العصابات التي تقوم به الان فهو امر اخر وهو ما يجري حاليا، ولكنه يتعرض لعقبات عدة”. واذا اعتبر جابر ان دور داعش مستمر، قال “كان باستطاعة طائرات التحالف ان تقضي على هذا التنظيم خلال ايام معدودة في حال معرفة اماكن تواجده، علما ان هناك موانع تفرض على القوات السورية عدم التعرض لهذا التنظيم، خاصة بعد هجومه على تدمر حيث حصلت مجزرة بحق عناصر في الجيش السوري والقوات الحليفة له” مؤكدا ان “الجيش السوري بمشاركة حلفائه الروس والايرانيين يمكنه القضاء على داعش اذا اتيح له، ولكن هناك موانع اهمها ان سيطرة الجيش السوري على المنطقة الحدودية مع العراق يشكّل خطا احمر في الوقت الحالي.” يبقى ان توقيت عودة داعش القوية الى الحدود السورية العراقية يحمل اكثر من دلالة، خصوصا في ظل النزاع الحاد الروسي الاميركي، وطلب ترامب الصريح من بوتين ان يخلي سوريا من الايرانيين وحزب الله قبل الحديث عن اي حل يحفظ نظام بشار الاسد او يطيح به.

 

بوتين يؤكد أن «الكرة في ملعب أميركا» لتحسين العلاقات مع روسيا وفيينا قد تستضيف قمته المحتملة مع ترمب

موسكو/الشرق الوسط/09 حزيران/18/أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله أن تخطو الولايات المتحدة خطوة أولى نحو تحسين العلاقات بين البلدين. وأفاد بوتين في مقابلة مع محطة «روسيا 1»، اليوم (السبت): «الكرة في ملعب الولايات المتحدة». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترح أمس (الجمعة) خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بإعادة روسيا إلى المجموعة. يُذكر أنه تم استبعاد روسيا من مجموعة الثماني عقب ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014. وترفض الحكومة الألمانية عودة روسيا إلى المجموعة بسبب عدم تغير وضع القرم وانتهاء الأزمة الأوكرانية. وتشهد العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة توترات منذ أعوام بسبب موضوعات خلافية متعددة. وأوضح بوتين: «نحن مستعدون لتطوير وتعميق العلاقات مع الولايات المتحدة». ولم يعلق بوتين على مقترح ترمب، إلا أنه لم يستبعد عقد اجتماع معه. وذكر بوتين أنه قال من قبل عقب انتخاب ترمب إنه يجد عقد لقاء شخصي معه أمرا سديدا. وفي وقت سابق السبت، أعلن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن العاصمة النمساوية فيينا من بين المدن التي يجري التفكير فيها لاستضافة قمة محتملة بين الرئيسين. وأبلغت النمسا بدورها الولايات المتحدة عن استعدادها لتنظيم لقاء قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب على أراضيها، حسبما أوردته صحيفة «وال ستريت جورنال» الأميركية. ونقلت الصحيفة عن ممثل مجلس الأمن القومي الأميركي قوله: «أعربت النمسا عن استعدادها لاستضافة اجتماع على أراضيها بين الرئيس ترمب والرئيس بوتين... رغم أن الزعيمين ناقشا سابقاً إمكانية تنظيم اجتماع بينهما إلا أنه في الوقت الحالي ليس لدينا ما نعلنه».

 

موسكو وواشنطن تناقشان منع «الاحتكاك»

موسكو: رائد جبر/الشرق الوسط/09 حزيران/18/أعلنت مصادر متطابقة، روسية وأميركية، أن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، أجرى في العاصمة الفنلندية هلسنكي محادثات مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، بشأن المسائل المتعلقة بتنسيق تحركات القوات الروسية والتابعة للتحالف الدولي بهدف منع وقوع احتكاكات قد تسفر عن مواجهات غير مقصودة بينها. وأوضحت مصادر أميركية أن المسؤولَين ركزا كذلك على الوضع في أوروبا وفي مناطق النزاع المختلفة وناقشا المسائل المتعلقة بمنع وقوع نزاعات خلال تنفيذ العمليات من جانب قوات التحالف الدولي والجيش الروسي في سوريا.

كانت موسكو قد بحثت أكثر من مرة مع واشنطن في السابق تنسيق التحركات الروسية - الأميركية في سوريا لكن هذه المرة الأولى التي يناقش الطرفان فيها تحركات التحالف الدولي بهدف منع وقوع احتكاكات. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن غيراسيموف ودانفورد سعيا إلى التركيز خلال اللقاء، على الوضع في مناطق الأزمات والخطوات المحتملة في مجال خفض التوتر. ونقلت وسائل إعلام عن مصدر في وزارة الدفاع الفنلندية، أن فاليري غيراسيموف وجوزيف دانفورد، سيلتقيان كلٌّ على حِدة، مع وزير الدفاع الفنلندي ساولي نيستا، والقائد العام لقوات الدفاع الفنلندية، يارمو ليندبيرغ. إلى ذلك، عقد مدير الاستخبارات العسكرية العراقي اللواء الركن سعد العلاق، اجتماعاً مع رؤساء وفود الدول المشاركة في مركز تبادل المعلومات الرباعي، الذي يضم روسيا والعراق وإيران وسوريا. وأعرب مدير الاستخبارات عن ثقته بتوطيد العلاقات ما بين دول المركز واستمرارها وبما يخدم مصالح الدول المشاركة فيه ويعزز أمنها الوطني والقومي، داعياً إلى الاستمرار في التنسيق والتعاون حتى بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي. وجرت خلال الاجتماع مناقشة عدد من القضايا الأمنية التي تهم الدول الأربع والأمن الدولي والإقليمي ككل، وبحث المشاركون في الاجتماع سبل تطوير عمل المركز والخطط الكفيلة بديمومة عمله في تعزيز الأمن بالمرحلة القادمة. إلى ذلك، ركزت الصحافة الروسية خلال الأيام الأخيرة على احتمال ترتيب لقاء يجمع الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترمب ويكون الملف السوري أبرز محاور النقاش فيه. ورأت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، أن الملف السوري تحديداً هو المرشح أكثر من غيره لتقريب وجهات النظر بين الزعيمين رغم الملفات الخلافية الكثيرة العالقة بين الجانبين. ولفتت إلى أن سوريا قد تصبح أحد الموضوعات الرئيسية في الاجتماع المرتقب وفقاً لتأكيد السفير الأميركي في روسيا جون هانتسمان، الذي أشار إلى أن البيت الأبيض لا يزال يتوقع أن تُعقد المحادثات في وقت قريب. بينما نسبت الصحيفة إلى خبراء أن الاتفاق على ترتيب الوضع في جنوب سوريا قد يكون حافزاً جيداً لاجتماع الزعيمين. فتطور الأحداث في هذه المنطقة يشير إلى تطابق في وجهات نظر روسيا والولايات المتحدة، رغم الخلافات في موضوعات كثيرة أخرى. وأشار خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية مكسيم سوتشكوف، إلى أن مشكلة وجود القوات الأميركية إلى الشرق من نهر الفرات ستظل عالقة لحين عقد لقاء مباشر بين الرئيسين، ومن غير الواضح كيف يمكن حلها. لكنه لاحظ رغم ذلك أن سوريا تبقى أحد مجالات التواصل القليلة بين الجانبين الروسي والأميركي، وأن موسكو وجّهت إشارات إيجابية إلى الجانب الأميركي من خلال إعلانها ضرورة انسحاب القوات الإيرانية من المناطق الجنوبية، ما يؤسس لتطوير التفاهمات حول هذا الموضوع. على صعيد آخر، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة أنباء تحدثت عن مشاركة الطيران الروسي في شن غارات على بلدة زردنة بمحافظة إدلب السورية. وأفاد بيان عسكري أن «أنباء المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا و(الخوذ البيضاء)، التي تزعم توجيه المقاتلات الروسية مساء 7 يونيو (حزيران)، ضربة إلى بلدة زردنة في محافظة إدلب، تنافي الواقع». موضحاً أنه «حسب المعلومات المتاحة، خلال الـ24 ساعة الماضية، فقد دارت معارك طاحنة في البلدة المذكورة في محافظة إدلب، بين مجموعة كبيرة من مقاتلي جبهة النصرة وجيش الأحرار استُخدمت فيها أسلحة مدفعية ثقيلة».

 

البابا فرنسيس يحذر من البحث المتواصل عن الوقود الأحفوري

المركزية/09 حزيران/18/حذر البابا فرنسيس من "البحث المتواصل عن الوقود الأحفوري وحثّ على إنشاء تجمع للرؤساء التنفيذيين لشركات النفط ومستثمري البترول والمسؤولين في قطاع النفط لتلبية احتياجات العالم من الطاقة مع حماية البيئة والفقراء". وأشار البابا فرانسيس، في تصريح له، الى أن "الطاقة من متطلبات الحضارة، لكن استخدام الطاقة لا يجب أن يدمر الحضارة". كما نوه البابا، الى أن "ما يقدر بنحو مليار شخص ما زالوا يفتقرون للكهرباء"، لافتاً إلى أن "الحصول على الطاقة يُعد مصدرًا هامًا للهروب من الفقر". وحذر من "الفشل في تقليل استخدام الوقود الأحفوري والذي سيؤدي إلى سلسلة من التغيرات المناخية الخطيرة بسبب الارتفاع الكارثي في ​​درجة حرارة الأرض، واكتساب البيئات طابع أكثر قسوة مناخيًا، فضلا عن ارتفاع مستويات الفقر".

 

بوتين:تعاوننا مع ايران في سوريا منتج

المصدر: "تاس"/09 حزيران/18/أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجود نتائج ملموسة للتعاون بين روسيا وإيران في تسوية الأزمة السورية. وقال بوتين خلال لقائه نظيره الإيراني حسن روحاني، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في الصين: "نتعاون بنجاح في حل الأزمة السورية​​​. ولدينا هنا ما نتحدث عنه، لأن هناك نتائج ملموسة" في هذا الشأن. وتابع: "أنا أرحب بهذه الفرصة للعمل معكم على هامش اللقاء الدولي في إطار منظمة شنغهاي للتعاون". من جانبه، أكد الرئيس الإيراني أن نتائج التفاعل مع روسيا بشأن ضمان أمن المنطقة أصبح ملموسا، وقال: "بالنسبة لتفاعلنا في المسائل المتعلقة بضمان الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، فالنتائج تبدو أقوى كل يوم". وأشار روحاني إلى أن نظيره الروسي يوافقه الرأي بهذا الشأن، قائلا: "التعاون بين طهران وموسكو في ميدان المعركة في الحرب ضد الإرهاب ومختلف الجماعات المتطرفة والراديكالية أثبت أنه ناجح لغاية كبيرة".

 

روحاني: على طهران وموسكو إقامة حوار جدي وإيران سهًلت مرور منفذي هجمات 11 سبتمبر

عواصم – وكالات/09 حزيران/18/اعترف معاون السلطة القضائية الإيرانية، محمد جواد لاريجاني، أن إيران سهلت مرور عناصر “القاعدة”الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك. وكشف لاريجاني، في تصريحات غير مسبوقة، خلال مقابلة متلفزة، وتداولها ناشطون عبر مواقع التواصل، عن تفاصيل علاقة النظام الإيراني بتنظيم “القاعدة»، وكيفية إشراف مخابرات طهران على مرور واستقرار عناصر التنظيم في إيران. كما أكد، في المقابلة التي ترجمت “العربية.نت”مقطعاً منها، أنه “جاء في تقرير لجنة هجمات 11 سبتمبر المطول، والتي ترأسها شخصيات مثل لي هاميلتون وغيره، ذكروا في صفحات 240 و241 أي في صفحتين أو ثلاث، استفسارات حول دور إيران في القضية، مشيرين إلى أن هناك مجموعة تقارير أفادت بأن عناصر القاعدة الذين كانوا يريدون الذهاب من السعودية وبلدان أخرى إلى أفغانستان أو أي مكان آخر، ودخلوا الأراضي الإيرانية برحلات جوية أو برية، طلبوا قرب الحدود من السلطات الإيرانية أن لا يتم ختم جوازات سفرهم لأنه إذا علمت الحكومة السعودية بمجيئنا إلى إيران ستقوم بمحاسبتنا». وأضاف أن “حكومتنا وافقت على عدم ختم جوازات سفر بعضهم، لأنهم عبروا بشكل رحلات ترانزيت لمدة ساعتين وكانوا يواصلون رحلتهم دون ختم جوازاتهم، لكن كل تحركاتهم كانت تحت إشراف المخابرات الإيرانية بشكل كامل».

وهاجم الولايات المتحدة لأنها اعتبرت هذه القضية دليلاً لتورط إيران في هجمات سبتمبر في نيويورك، وتغريمها بمليارات الدولارات، قائلاً إن “الأميركيين اتخذوا هذا كدليل على تعاون إيران مع القاعدة كما اعتبروا مرور طائرة من الأجواء الإيرانية وبداخلها أحد الطيارين المنفذ للهجمات وبجانبه قائد عسكري في حزب الله، بأنه يدل على تعاون مباشر مع القاعدة من خلال حزب الله اللبناني». ومع هذا، أكد لاريجاني، الذي يرأس ما تسمى لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية الإيرانية والمتهمة من قبل منظمات حقوقية دولية بالتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، أن أفراد “القاعدة”كانوا على اتصال دائم بوزارة المخابرات لنظام طهران، واستخدموا إيران في رحلاتهم إلى أفغانستان أو سائر مناطق العالم. إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إنه يتعين على إيران وروسيا إقامة حوار أكثر جدية حول انسحاب واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ونقلت وكالة “سبوتنيك”الروسية عن روحاني قوله خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة منظمة شنغهاي، أمس، إنه “فيما يتعلق بانسحاب الولايات المتحدة غير القانوني من هذه الاتفاقيات، فهذا يتطلب حوارا أكثر جدية وأكثر أهمية بين بلدينا»، مشيرا إلى أن روسيا “لعبت دورا مهما وبناءا في تنفيذ الاتفاقية النووية». من جانبهما، أعلن فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج، أن روسيا والصين ستبذلان كل الجهود اللازمة للحفاظ على البرنامج النووي الإيراني، وأشارا إلى ضرورة حماية مصالح التعاون التجاري الاقتصادي مع طهران من العقوبات أحادية الجانب.

بدوره، أكد نائب رئيس البرلمان الألماني توماس أوبيرمان، استحالة حل القضية الإيرانية بخطوات أحادية الجانب. وقال في اجتماع مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، إنه من المستحيل التوصل إلى قرارات بشأن إيران عن طريق إتخاذ مثل هذه الخطوات أحادية الجانب مثلما يفعل دونالد ترامب.

من جهتهما، ناقش نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، والسفير الإيراني لدى روسيا مهدي سنائي، في سبل الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني.

 

عائلة محمد علي لترامب: شكرا لا نريد عفوك

المركزية/09 حزيران/18/أثار التصريح الذي أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة وقال فيه إنه قد يصدر عفوا عن أسطورة الملاكمة محمد علي ردا فوريا من ورثة بطل الملاكمة الراحل في الوزن الثقيل. وقال رون تويل محامي ورثة محمد علي وأرملته لوني "نقدر مشاعر الرئيس ترامب ولكن إصدار عفو أمر غير ضروري. المحكمة الأمريكية العليا ألغت إدانة علي بقرار صدر بالإجماع في 1971. لا توجد إدانة تتطلب إصدار عفو".وقال ترامب للصحفيين قبيل مغادرته لحضور اجتماع قمة مجموعة السبع في كندا إنه يفكر في إصدار عفو عن نحو ثلاثة آلاف شخص من بينهم علي الذي توفي عام 2016. وقال ترامب "أفكر في شخص كلكم تعرفونه جيدا وقد واجه الكثير ولم يكن يحظى بشعبية في ذلك الوقت. ذكراه تحظى بشعبية الآن. إنني أفكر في محمد علي . أفكر في ذلك بشكل جدي تماما". ورفض علي دخول الجيش الأمريكي عام 1967 خلال حرب فيتنام قائلا إن ذلك يتعارض مع ضميره وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات. ولم يُسجن علي مطلقا في الوقت الذي استأنف فيه الحكم الصادر ضده وفي عام 1971 ألغت المحكمة العليا إدانته. وقال المحامي الذي تم الاتصال به هاتفيا بمنزله في فيرجينيا إن البيت الأبيض لم يتصل به هو أو لوني علي بشأن العفو المحتمل. ولم يُعرف سبب تفكير ترامب في إصدار عفو في ضوء إلغاء إدانة علي . ولم يعلق البيت الأبيض على بيان المحامي

 

مقتل 17 جندياً أفغانياً بهجوم لطالبان على قاعدة عسكرية

هرات (أفغانستان) /الشرق الوسط/09 حزيران/18/قتل 17 جنديا أفغانيا على الأقل عندما اقتحم مسلحون من حركة طالبان قاعدة عسكرية في غرب أفغانستان قبل ساعات على إعلان الحركة وقفا لإطلاق النار، بحسب مسؤولين. وأعلنت طالبان تبنيها الهجوم الذي وقع ليل أمس (الجمعة). وقال المتحدث باسم حاكم ولاية هيرات جيلاني فرهد لوكالة الصحافة الفرنسية إن 17 من عناصر قوات الأمن الأفغانية على الأقل قتلوا وأصيب آخر بجروح. وأكد فرهد وقوع إصابات في صفوف طالبان في الكمين في منطقة زاول دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة محددة. وأكد حاكم منطقة زاول محمد سعيد سرواري الهجوم وعدد القتلى. وقال سرواري إن عناصر طالبان «استولوا على أسلحة في أعقاب الهجوم». وفي رسالة نصية على تطبيق «واتساب» قالت طالبان إن 18 جنديا أفغانيا قتلوا. وجاء الهجوم قبل ساعات على إعلان طالبان وقفا غير مسبوق لإطلاق النار مع قوات الأمن الأفغانية لثلاثة أيام خلال عطلة عيد الفطر. وتأتي تلك الخطوة غير المتوقعة بعد يومين على إعلان الحكومة المفاجئ وقفا أحاديا على ما يبدو لمدة أسبوع لعملياتها ضد طالبان. وقال الرئيس أشرف غني في تغريدة من حساب رسمي إن وقف إطلاق النار سيستمر من «27 رمضان حتى خامس أيام عيد الفطر»، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار سيستمر لأسبوع بداية من 12 يونيو (حزيران).

 

ما هو «الدبور الأسود» الذي يستعد الجيش الأميركي لاستخدامه؟

واشنطن/الشرق الوسط/09 حزيران/18/أعلنت شركة «فلير» للتصوير الحراري أنها وقعت عقدا مع الجيش الأميركي لتطوير سلاح جديد يعرف بالدبور الأسود، أو «بلاك هورنت نانو»، يعتمد على نظام الاستطلاع الشخصي ومدعوم بتقنية تحديد المواقع مما يتيح للمقاتل الحربي الحفاظ على أهدافه بثبات وكشف أي خطر قريب ومراقبة محيطه بتمعن. والدبور الأسود عبارة عن أصغر طائرة تجسس من دون طيار في العالم، حيث لا يتعدى حجمها كف اليد. وأبرز ما يميز هذه الطائرات الصغيرة سرعتها في نقل الأحداث من المواقع الحربية وغيرها، وقدرتها على التقاط صور واضحة ومحددة بفضل خاصية الـ«مايكرو كاميرا الحرارية». كما يحتوي تصميمها على وصلة بيانات رقمية مشفرة ومعتمدة من قبل الجيش الأميركي، مما يتيح التواصل السلس والتصوير بشكل دقيق في الأماكن التي يصعب مشاهدتها بالعين المجردة وفي المناطق المغلقة. وأصدرت «فلير» نموذجين من هذه الطائرات في السنوات الماضية، لكن ما يميز الإصدار الثالث الذي تنوي واشنطن استخدامه، وزنه الخفيف الذي لا يتعدى الـ32 غراما فقط، وسرعة التحليق التي تصل إلى 21 كيلومترا في الساعة.

 

كندا توقف مساعدة القوات الكردية في العراق

أوتاوا/الشرق الوسط/09 حزيران/18/أوقفت القوات الخاصة في الجيش الكندي تقديم المساعدة أو التدريب لمقاتلي البيشمركة الأكراد، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع الكندية أمس (الجمعة). وأفادت الوزارة أن «مجموعة العمليات الخاصة تعاونت مع الوحدات الأمنية الكردية العراقية في الماضي» من أجل وقف تقدم مقاتلي تنظيم داعش المتطرف . وأضافت أن هذه المساعدة ساهمت «في نجاح قوات الأمن العراقية» في تحرير الموصل، وكذلك جيب الحويجة آخر مركز حضري كبير للتنظيم في العراق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأوضحت وزارة الدفاع «أن الوحدات التي تقوم القوات الخاصة الكندية حاليا بتقديم المشورة والمساعدة لها في العراق ليست تحت قيادة البيشمركة». وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» نقلت عن الجنرال جون فانس أن «تدريب البيشمركة انتهى عندما لم يعد هناك مبرر» كان يتمثل بالتصدي لتنظيم داعش. وفي إطار العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي، زادت كندا ثلاث مرات عدد قواتها الخاصة في فبراير (شباط) 2016. ليصل العدد إلى 210. وفي أكتوبر الماضي، قررت الحكومة الكندية، على خلفية توترات بين الجيش العراقي والمقاتلين الأكراد، تعليق المساعدات العسكرية للقوات المحلية.

 

ملكة بريطانيا تحتفل بعيد ميلادها الرسمي الـ92

لندن/الشرق الوسط/09 حزيران/18/احتفلت الملكة إليزابيث الثانية، بعيد ميلادها الرسمي الـ92، اليوم (السبت)، بمتابعة عرض القوات «تروبينج ذا كلر» السنوي وسط لندن. واسم تلك المراسم، التي تعود إلى القرن الثامن عشر، مقتبس من مراسم تسليم العَلَم في إحدى الكتائب، واستعراضه عبر صفوف القوات. كانت الملكة قد وصلت في عربة تجرّها خيول، لحضور الحدث في ساحة «هورس جاردز باراد»، القريبة من قصر بكنغهام. وظهرت ميغان، دوقة ساسكس، للمرة الأولى في هذا الحدث السنوي. وكانت ميغان قد تزوجت من حفيد الملكة، الأمير هاري، في زفاف ملكي رائع، في قلعة ويندسور، الشهر الماضي. ومن المتوقع أن يتابع الزوجان الملكيان من شرفة القصر عرضاً جوياً في نهاية الحدث تشارك فيه طائرات سلاح الجو «ريد أروز». وانضم أكثر من ألف جندي من كتيبة (هاوسهولد) التابعة للجيش البريطاني إلى الحدث. وتحكم الملكة، التي وُلدت في أبريل (نيسان) 1926، بريطانيا منذ عام 1952، عندما كان عمرها 25 عاماً. جدير بالذكر أن ملكة بريطانيا خضعت لجراحة للعلاج من إعتام عدسة العين (كتاراكت)، وأضاف قصر بكنغهام، أمس (الجمعة)، أن العملية تمت بنجاح الشهر الماضي. وانضم جندي بريطاني من السيخ، مولود في الهند من حرس «كولدستريم»، اليوم (السبت)، ليكون أول جندي يرتدي عمامة السيخ في الحدث السنوي «تروبينج ذا كلر». وذكر الحارس، شارانبريت سينج لال (22 عاماً) أنه «يتمسك بتقاليد المحاربين السيخ في الحفاظ على هويتهم». وقال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «إنني فخور إلى حد كبير وأعرف أن الكثير من الأشخاص الآخرين يفخرون بي أيضاً».

 

«واشنطن بوست»: الصين اخترقت خططاً حربية حساسة للبحرية الأميركيةوإدانة ضابط سابق بالـ«سي آي إيه» بالتجسس لصالح بكين

واشنطن/الشرق الوسط/09 حزيران/18/قالت صحيفة واشنطن بوست، أمس (الجمعة)، نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم إن متسللين حكوميين صينيين اخترقوا أجهزة كومبيوتر خاصة بمتعاقد مع البحرية الأميركية وسرقوا كمية كبيرة من البيانات الحساسة للغاية عن الحرب في أعماق البحار من بينها خطط تتعلق بصاروخ مضاد للسفن أسرع من الصوت لاستخدامه في الغواصات الأميركية. وقال المسؤولون للصحيفة شريطة عدم نشر أسمائهم بشأن تحقيق جار ترأسه البحرية ويساعد فيه مكتب التحقيقات الاتحادي إن هذا الاختراق حدث في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط). وقالت البحرية ردا على سؤال من «رويترز»: «وفقا للقواعد الاتحادية فإن الإجراءات السارية تُلزم الشركات بإخطار الحكومة عندما يقع «حادث إلكتروني» تكون له آثار سلبية فعلية أو محتملة على شبكاتها التي تتضمن معلومات غير سرية خاضعة للرقابة. ومناقشة تفصيلات أخرى في هذا الوقت سيكون أمرا غير مناسب». وقال متحدث باسم السفارة الصينية لـ«رويترز» في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن السفارة ليس لديها علم بالاختراق المذكور. وأضاف أن الحكومة الصينية «تؤيد بقوة الأمن الإلكتروني وتعارض بشدة وتكافح كل أشكال الهجمات الإلكترونية طبقا للقانون». من جهة أخرى، قالت وزارة العدل الأميركية إن هيئة محلفين اتحادية أدانت أمس ضابطا سابقا بوكالة المخابرات المركزية الأميركية بتهمة تتعلق بالتجسس لنقله وثائق سرية للصين. وأضافت الوزارة في بيان أن هيئة المحلفين في فيرجينيا أدانت كيفين مالوري (61 عاما) بنقل معلومات دفاعية لمساعدة حكومة أجنبية واتهامات أخرى ويواجه الحكم عليه بأقصى عقوبة وهي السجن مدى الحياة عند محاكمته في 21 سبتمبر (أيلول). وقال مسؤول أميركي مطلع على القضية إن هذه القضية مثلت خرقا أمنيا خطيرا سلط الضوء على الجهود الحثيثة للمخابرات الصينية لجمع أسرار أميركية حساسة. ووجد المسؤولون أربع وثائق، من بينها ثلاث وثائق تضمنت معلومات سرية، مخزنة على هاتف محمول حصل عليه مالوري من أجل الاتصالات السرية من مايكل يانغ الذي التقى معه مالوري عندما سافر إلى شنغهاي في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2017 حسبما أشارت وثائق بالمحكمة. وقال البيان إن مالوري أبلغ مكتب التحقيقات الاتحادي أنه استنتج أن يانغ يعمل لدى جهاز مخابرات جمهورية الصين الشعبية. وأضاف أن إحدى الوثائق التي كانت موجودة على الهاتف «تضمنت معلومات فريدة تحدد هوية المصادر البشرية التي كانت تساعد الحكومة الأميركية».

 

طالبان توافق على وقف إطلاق النار خلال عيد الفطر للمرة الأولى منذ 2001

كابل/الشرق الوسط/09 حزيران/18/أعلنت حركة طالبان اليوم (السبت) وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام مع قوات الأمن الأفغانية خلال عيد الفطر للمرة الأولى منذ 2001. وبعد يومين على إعلان الرئيس أشرف غني وقفا أحاديا لإطلاق النار. إلا أن الحركة حذرت في بيان نشرته على تطبيق «واتساب» من أنها ستواصل عملياتها ضد «القوات الأجنبية» في البلاد، وأنها ستدافع عن نفسها «بشراسة» في حال تعرضها لهجوم. وهذه المرة الأولى منذ 17 عاما من إطاحة الحركة بعد تدخل عسكري لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، التي يعلن فيها المتمردون أي وقف لإطلاق النار. وكتبت الحركة في بيانها أن «على كل المقاتلين وقف العمليات الهجومية ضد القوات الأفغانية خلال الأيام الثلاثة الأولى لعيد الفطر»، مضيفة: «لكن إذا تعرض العناصر لهجوم فسندافع عن أنفسنا بشراسة». وكان الرئيس أشرف غني الذي ظلت دعواته من أجل السلام دون رد حتى الآن، أعلن الخميس وقفا أحاديا لإطلاق النار مع حركة طالبان، لكن ليس مع تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح غني أن وقف إطلاق النار سيستمر من «الـ27 من رمضان حتى اليوم الخامس من عيد الفطر»، أي بين 12 و19 يونيو (حزيران) الحالي. وأعلن الجنرال الأميركي جون نيكولسون، قائد قوات الحلف الأطلسي أن قواته «ستحترم» الهدنة التي تستثني «مكافحة الإرهاب». وأوضح الرئيس الأفغاني أن هذا القرار غير المسبوق يأتي بعد «الفتوى التاريخية الصادرة عن مجلس العلماء الأفغان»، الذين اعتبروا الاثنين أن القتال في أفغانستان أمر «غير شرعي» داعين لعقد مباحثات سلام. وفي نهاية فبراير (شباط) وخلال مؤتمر إقليمي، عرض الرئيس غني إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان، على أن تتمكن الحركة من أن تصبح حزبا سياسيا إذا وافقت على وقف إطلاق النار واعترفت بدستور العام. ومنذ ذلك الحين، لم ترد حركة طالبان رسميا على مبادرته. لكنها واصلت الاعتداءات الدامية مستهدفة بشكل خاص القوات الأمنية والشرطة والجيش منذ بدء شهر رمضان مع مواصلة القتال في عدة ولايات لا سيما في غرب البلاد ووسط شرقها. وفي الوقت الذي يجد فيه المدنيون أنفسهم في الخط الأول للنزاع المتواصل، بينما يواجه الجيش، باستثناء القوات الخاصة، صعوبات في رص صفوفه، كتبت ديوا نيازي الناشطة لحقوق النساء على شبكات التواصل الاجتماعي: «أخيرا يمكننا التنهد بارتياح خلال أيام العيد الثلاثة وآمل أن يتحول وقف إطلاق النار إلى وقف دائم». إلا أن المحلل السياسي الأفغاني هارون مير «المسرور للرد الإيجابي لطالبان» على عرض غني، اعتبر في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية أنه «من المبكر جدا الشعور بالتفاؤل»، مضيفا: «لا نعلم ماذا سيحصل في الأيام التي ستسبق العيد أو تليه». والأسبوع الماضي أعلن الجنرال جون نيكلسون أن الحركة «تتفاوض سريا» مع السلطات الأفغانية. وأوضح: «هناك محادثات مكثفة ضمن حركة طالبان، وهذا يفسر لماذا لم نتلق أبدا ردا رسميا على عرض السلام الذي قدمه الرئيس غني».

 

القوات الإيرانية بسوريا تتنكر بزي قوات الأسد للبقاء!

 العربية/السبت 09 حزيران 2018/حيلة جديدة بدأ النظام السوري يتبعها لضمان بقاء القوات الإيرانية في أراضيه، بطريقة تمنعها من الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية على الحدود، عبر تنكر أفرادها بالزي الرسمي للجنود السوريين لتجنب الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا، على حد ما كشفته صحيفة الـ”وال ستريت” الأميركية. وتراقب إسرائيل، التي قالت إنها لا تسمح للقوات الموالية لإيران بالتمركز قرب حدودها، عن كثب، تحسبًا لقيام النظام السوري وحلفائه بهجوم عسكري على المسلحين في جنوب غرب سوريا، وقالت في تقريرها الذي عنونته بكلمة عاجل إن قوافل عسكرية من مقاتلي “حزب الله” والقوات الأخرى المدعومة من إيران عادت إلى كل من محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب غرب سوريا بالقرب من هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، مرتدين الزي العسكري السوري وتحت لواء الأعلام السورية، حيث كشف أحد قادة جبهة المعارضة أن القوافل التي عادت كانت مجهزة بالصواريخ والقذائف.

يستخدمون هويات جنود قتلوا في الحرب وقال أحمد عزام، القائد في جيش الخلاص المتمرد بالقنيطرة: “القوات تغادر ثم تعود في حالة تمويه. حيث يغادرون في الزي العسكري لـ”حزب الله”، ويعودون في سيارات النظام السوري، مرتدين الزي العسكري النظامي”. مضيفًا: “ان العديد من المقاتلين الأجانب من لبنان وإيران والعراق وأفغانستان، حصلوا على بطاقات هوية سورية، بينما كشف قائد آخر، أن الهوية السورية التي كانت تمنح للمقاتلين، تعود إلى رجال ماتوا في المعارك خلال السنوات الماضية”. أيضًا، أكد ضياء الحريري، وهو ناشط مناهض للنظام من درعا، أن “حزب الله” وإيران عملوا لسنوات على ترسيخ أنفسهم في الجنوب السوري. وأضاف: “لا أعتقد أن إيران مستعدة للمغادرة من دون حرب بعد كل تلك الجهود المبذولة في الداخل السوري” على حد تعبيره.

 

ترمب: قمة الـ 7 تعهدت بمراقبة الطموحات النووية لإيران

العربية.نت، وكالات/السبت 09 حزيران 2018/قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، السبت، في ختام قمة مجموعة السبع في كندا، إن القمة بحثت التهديد الإيراني، إضافة إلى التطرف، مؤكداً أن المجموعة تتعهد بـ "مراقبة الطموحات النووية لإيران". كما أكد ترمب، خلال مؤتمر صحافي، أن كوريا الشمالية "تعمل بشكل جيد للغاية معنا"، مشيراً إلى أن قمة سنغافورة "فرصة واحدة" لزعيم كوريا الشمالية. وأضاف: "إنه أمر مجهول في المعنى الحقيقي للكلمة لكنني أشعر بالثقة. أشعر أن كيم جونغ أون يريد أن يفعل شيئاً رائعاً لشعبه ولديه هذه الفرصة. إنها لمرة واحدة"، مضيفاً أن الكوريين الشماليين "يعملون معنا بشكل جيد للغاية" تحضيراً للقمة المرتقبة في سنغافورة الثلاثاء. وأشار إلى ارتياحه للمناقشات "المثمرة للغاية" حول التجارة في مجموعة السبع، مؤكداً تأييده عودة روسيا إلى مجموعة الثماني، ومضيفاً أنه اقترح على مجموعة السبع إقامة منطقة للتبادل الحر. وقال ترمب قبل مغادرته مالبي إنه اقترح على شركائه إقامة منطقة تجارة حرة لمجموعة السبع دون تعريفات أو إعانات أو حواجز. ومنح عشر نقاط على عشر نقاط لنوعية علاقاته مع القادة الآخرين، مشيراً خصوصاً إلى جاستن ترودو وإيمانويل ماكرون وأنغيلا ميركل.

 

قمة محتملة بين ترمب وبوتين في فيينا

دبي ـ العربية.نت/السبت 09 حزيران 2018/ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال السبت، إنه يأمل أن تتحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن، لكن الكرة في ملعب الولايات المتحدة. ونقلت الوكالة عن بوتين قوله "آمل ذلك"، في إشارة لتحسن العلاقات. وأضاف "على كل حال نحن مستعدون لذلك. أعتقد أن الكرة في ملعب الأميركيين". إلى ذلك، صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، السبت، أن بوتين تحدث أثناء زيارة إلى النمسا خلال الأسبوع الجاري، عن احتمال عقد قمة مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في فيينا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "ريا نوفوتسي" عن بيسكوف قوله "ذُكر أن فيينا يمكن أن تكون المدينة لذلك". وكان بيسكوف يرد على سؤال عما إذا كان بوتين أثار هذه المسألة في لقاءاته مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، الثلاثاء. وتأتي تصريحات بيسكوف غداة دعوة وجهها ترمب إلى مجموعة السبع لإعادة روسيا إلى صفوفها في مبادرة قد تنهي العزلة الدولية لموسكو منذ ضم القرم عام 2014. وذكّر بيسكوف من الصين حيث يشارك بوتين في قمة إقليمية إلى جانب نظيريه الصيني والإيراني، أن في المكالمة الهاتفية الأخيرة بين بوتين وترمب في 20 آذار/مارس، تحدث الرئيسان عن احتمال عقد مثل هذا اللقاء في فيينا. وقال إن "الرئيسين أكدا ضرورة عقد مثل هذا اللقاء أثناء حديثهما الهاتفي الأخير، خصوصاً أن فيينا قد تكون المدينة لذلك"، لكنه أشار إلى أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق، وليس هناك أي محادثات ملموسة جارية. ولعبت النمسا في عهد المحافظ كورتز دور الوسيط بين روسيا والدول الغربية. وفي حين فرضت الدول الأوروبية عقوبات على روسيا جراء ضم القرم إليها، لم تطرد النمسا دبلوماسيين روساً كسائر الدول الغربية بعد تسميم العميل الروسي المزدوج وابنته في بريطانيا، في اعتداء اتهمت لندن موسكو بالوقوف خلفه. وقال كورتز، الثلاثاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين في ختام محادثاتهما "أبقينا تعاوننا حتى خلال المراحل الصعبة". واعتبر بوتين من جهته أن الحوار مع ترمب "يمكن أن يكون بناء"، وذلك في حديث مع التلفزيون الروسي الرسمي نشرت وكالات الأنباء الروسية قسما منه مساء الجمعة ومن المفترض أن يتم بثه السبت. ورأى أن الرئيس الأميركي "شخص جدّي قادر على الإصغاء والرد على حجج محاوره". وأكد أن روسيا مستعدة لـ"تطوير وتعميق وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن على واشنطن أن تقوم بالخطوة التالية. ولفت إلى أن قرارات السلطات الأميركية لم تعجبه "كثيراً"، لكنه أشاد بثبات ترمب. وقال "ترمب يفي بالوعود التي قطعها قبل الانتخابات". ويعود اللقاء الأخير بين بوتين وترمب إلى تشرين الأول/نوفمبر 2017 في فيتنام.

 

هرب إلى قطر... انشقاق أمير إماراتي بعد خلاف مع محمد بن زايد

سبوتنك/السبت 09 حزيران 2018/قالت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، إن ابن حاكم إمارة الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة انشق وطلب اللجوء إلى "عدوتها قطر" عبر سفارتها في لندن. قالت مصادر مقربة من الأمير المنشق بالإضافة إلى دبلوماسي وصفته الصحيفة بأنه "رفيع المستوى"، إن الشيخ راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والذي يبلغ من العمر 31 عاما، سافر إلى العاصمة القطرية الدوحة بالفعل منذ ثلاثة أسابيع. وكان من المفترض أن يصبح راشد بن حمد الشرقي وليا للعهد في الفجيرة، لكن علاقته السيئة بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، منعت ذلك، حيث يرغب بن زايد في تعيين أخيه الأصغر منه، طبقا لمصادر إماراتية. وعقب ذلك سافر الأمير راشد بن حمد الشرقي لمدة 34 يوما إلى لندن، وقام السفير القطري في بريطانيا يوسف بن على الخاطر بالتواصل مع الأمير لإقناعه بالانشقاق بعدما علم بخلافه مع محمد بن زايد، حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية. ويعتبر الأمير حمد مصدرا هاما للمعلومات بالنسبة لقطر، لمنصبه في الإمارات، وحضوره الاجتماعات الهامة في بلاده. وبحسب الصحيفة فإن القطريين يتفهمون أهمية الأمير حمد بن راشد الشرقي في أن يلعب دورا بين الدول الخليجية والدوحة إذا ما انتقل إلى قطر، وهو ما أدى بهم إلى عرض 5 ملايين جنيه إسترليني عليه، بالإضافة إلى إقناعه بأنه غير آمن في لندن، وهو ما تم فى النهاية. وبعد مكوثه 34 يوما في لندن، ذهب الأمير إلى السفارة القطرية في لندن، وطلب اللجؤ الدبلوماسي إليها، وحسب مصادر للصحيفة البريطانية فقد بقي الأمير في مقر السفارة 3 أيام، وتم نقله إلى مطار هيثرو بسيارة دبلوماسية، ومن هناك سافر إلى الدوحة بجوازه سفره الإماراتي. ولم يتمكن المسؤولون في السفارة الإماراتية في لندن من الحصول على الأمير راشد، وزعموا أنه تم اختطافه، حسبما ذكرت "تليغراف". وقام ضباط تابعين لوحدة الأمن الدبلوماسي في بريطانيا بالسؤال حول الأمير في الفندق "45 بارك لاين" لكن يبدو أنهم وصلوا في وقت متأخر، ورفضت الشرطة البريطانية التعليق على الأمر. وبحسب مصادر للتليغراف فإن الأمير حمد بن راشد الشرقي موجود الآن في أحد القصور بالدوحة، بينما أدى الأمر إلى قلق بالغ لدى السلطات الإماراتية. ويتخوف والد الأمير حاكم الفجيرة، حمد بن محمد الشرقي، أن تقوم السلطات القطرية باستجوابه، ثم تقوم بالمساومة عليه، للحصول على تنازلات من محمد بن زايد، وحين تصل إلى صفقة ممكنة، تقوم بتسليمه إلى السلطات الإمارتية، حيث تتم معاقبته هناك. وأكدت السفارة القطرية في لندن لـ"الديلى تليجراف" أنها لا تمنع أى شخص من دول المقاطعة من الدخول إليها.فى الوقت نفسه أكد مصدر دبلوماسي آخر، للصحيفة، فإن الأمير راشد بن حمد الشرقي يتواجد بالفعل في قطر، لكنه ذهب إليها بمفرده ودون أية ضغوط من قبل قطر. وفي 5 يونيو/حزيران من 2017، قطعت السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة والمواصلات التي تربطها بقطر، بزعم دعم الأخيرة للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة تماما. وحاولت "سبوتنيك" التواصل مع مسؤولين في وزارتي الخارجية الإماراتية والقطرية، ولم تحصل على تأكيد أو نفي للمعلومات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نهاد المشنوق هل يطاله مقص الحريري ويحال إلى مقهى التاريخ؟

صلاح تقي الدين/العرب/10 حزيران/18

هل يأفل نجم المشنوق

ليس سهلا على وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق الخروج من دائرة الأضواء، بعدما كان مالئ الدنيا وشاغل الناس لفترة طويلة، من خلال الحكومتين المتعاقبتين للرئيسين تمام سلام وسعد الحريري.

غير أن هذه المرة لن تكون الأولى التي يضطر فيها المشنوق إلى الانكفاء وراء الستارة والعودة للعب الأدوار التي برع في ممارستها أثناء عمله مع الرئيس الراحل رفيق الحريري، مستشارا إعلاميا وسياسيا ومروّجا للمشاريع والأفكار والبرامج التي حوّلت رجل الأعمال والمقاولات الناجح إلى زعيم سياسي ورقم صعب في كل المعادلات اللبنانية. وإذا ظل الرئيس سعد الحريري على قراره بفصل النيابة عن الوزارة في “تيار المستقبل” فذلك يعني أن المشنوق الفائز بمقعد نيابي عن دائرة بيروت الثانية في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، لن يتمكن من العودة إلى كرسي الداخلية، وسيتخلّى عن الموقع الذي للأمانة يجب الاعتراف له بأنه أحسن إدارته ونجح في تعزيز الاستقرار الأمني من خلال رعايته المباشرة لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الذي يعتبر نفسه بمثابة الأب الروحي له بعد اغتيال صديقه اللواء وسام الحسن.

الموفد السري

قرار الحريري بفصل النيابة عن الوزارة في "تيار المستقبل" قد يعني أن المشنوق لن يتمكن من العودة إلى كرسي وزير الداخلية

بدأ المشنوق المولود في بيروت في العام 1955 حياته العملية في منتصف سبعينات القرن الماضي صحافيا في جريدة “بيروت المساء” التي أسسها عمه الراحل عبدالله المشنوق والد وزير البيئة السابق محمد المشنوق، ثم زاول المهنة في مجلة “الحوادث”، وتخصص في الكتابة في الشؤون العربية وبخاصة قضية الصراع العربي – الإسرائيلي ما فتح له المجال لتعزيز علاقاته بالقيادات الفلسطينية، وتحديدا هاني الحسن الذي ارتبط معه بعلاقة صداقة وثيقة، كما كتب في كل من “الأسبوع العربي” و”الصياد” و”الأنوار” و”الدستور” إلى أن استقرّ في مجلة “النهار العربي والدولي” قريبا من رئيس تحريرها الراحل جبران التويني حتى العام 1983 إذ تفرّغ للعمل مع “اللقاء الإسلامي” الذي أسسه المفتي الراحل الشيخ حسن خالد. غير أنه مع اغتيال المفتي خالد والعضو الفاعل في اللقاء وزير الداخلية السابق الراحل ناظم القادري، ومع اضطرار صديقه رئيس الحكومة الراحل تقي الدين الصلح الرحيل إلى فرنسا، غادر المشنوق لبنان وانتقل للإقامة بين قبرص وباريس، حيث تعرّف إلى الشهيد رفيق الحريري في العام 1988 وأصبح من مساعديه المقربين.

بنك الداتا الخطر

يقول المطلعون على ظروف إقرار “وثيقة الوفاق الوطني” في مدينة الطائف السعودية، وحتى بعض النواب الذين شاركوا في إقرارها ولا يزالون أحياء، أن المشنوق كان يتنقل موفدا من الحريري بين غرف الفندق الذي اختير مقرا للنواب اللبنانيين، حاملا رسالة إلى أحدهم، وناقلا تمنيا إلى آخر، ومشاركا في معظم الاجتماعات التي سبقت إقرار الاتفاق. كانت تلك المرحلة بداية صعود نجم المشنوق فعليا، الذي عاد إلى بيروت وباشر بالترويج لمشروع إعادة بناء وسط بيروت المعروف بـ”سوليدير” وساهم في إقرار القانون التأسيسي له في مجلس النواب بالطريقة نفسها التي ساهم فيها في إقرار اتفاق “الطائف”.

ومع تكليف الحريري رئاسة أولى حكوماته في العام 1992، تولى المشنوق منصب المستشار الإعلامي للرئيس الشهيد وأًصبح بمثابة ظله في جميع تنقلاته الداخلية والخارجية، والمؤتمن على أسراره وعلاقاته وبخاصة العربية منها.

غير أن هذا الواقع الذي استمر فيه المشنوق لفترة 6 سنوات، لم يرق في نهاية المطاف لسلطة الوصاية السورية الحاكمة في لبنان، فأوعز رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في حينها اللواء غازي كنعان إلى الحريري بضرورة إبعاد المشنوق عنه، بعد “فبركة” معلومات استخبارية حوله تتعلق بماضيه وعلاقاته مع القيادات الفلسطينية، فاضطر المشنوق مكرها الانتقال إلى القاهرة ومن ثم إلى باريس وانكفائه عن الأضواء والعمل السياسي حتى العام 2003.

حين ينقلب السحر على الساحر

وبرعاية مباشرة من الرئيس الحريري، ساهم نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر، بعلاقاته المميزة مع النظام السوري، بعودة المشنوق إلى بيروت والتزام منزله وعدم العمل في الشأن السياسي، وظل على هذه الحالة حتى انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005 عقب اغتيال الرئيس الحريري.

فجأة عاد المشنوق إلى سيرته الأولى، حيث باشر في كتابة مقالات أسبوعية في صحيفة “السفير”، والرجوع إلى دائرة الأضواء من خلال هذه الكتابات التي كانت تحتوي على كم كبير من المعلومات وهو ما تميّز به المشنوق، إذ أن “بنك الداتا” الذي بحوزته كفيل بكشف أقنعة الكثير من رجال السياسة والأعمال الذين كانوا يمرّون عبره للوصول إلى الرئيس الشهيد، ويفضح سيرتهم المغطاة بأوراق التين. وظل المشنوق على هذا المسار حتى نسج خيوط عودته إلى الحياة السياسية بالكامل، فقرر الترشّح إلى الانتخابات النيابية في العام 2009 عن دائرة بيروت الثانية على لائحة “ابن الغالي” كما يسميه، الرئيس سعد الحريري، فدخل إلى الندوة البرلمانية للمرة الأولى بعدما كان يعايشها ويعرف أسرارها منذ العام 1989، وحمل لقب “صاحب السعادة”. ونتيجة الانتخابات والاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس ميشال سليمان، كلّف الحريري تشكيل حكومته الأولى بعد حصوله على أصوات 86 نائبا، لكن العقبات التي كان يصطنعها رئيس “التيار الوطني الحر” في حينه الجنرال ميشال عون مدعوما من “حزب الله” والتي وصلت إلى حد مجاهرته بالقول “إذا لم يوزّر جبران باسيل (صهر عون والخاسر في الانتخابات النيابية) عمرها ما تتشكل الحكومة”، فأمضى الحريري 5 أشهر في مشاورات أفضت بالنتيجة إلى تشكيل حكومة حصل فيها فريق “8 آذار” المؤيد لسوريا على بدعة “الثلث الضامن” والتي كان يعارضها المشنوق بقوة. المشنوق يعرف كأحد صقور "تيار المستقبل" إلى جانب رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، فقد كان يرفع الصوت عاليا ضد سلاح "حزب الله" الذي استخدم في الداخل، رافضا عودة الوصاية السورية والتبعية لإيران، وكانت أسهم المشنوق قد ارتفعت إلى درجة أن البعض راح يروج أن الخطوة التالية له ستكون رئاسة الحكومة

ثبت أن المشنوق كان على حق، حيث اضطر الحريري إلى الخروج من الحكومة بعد استقالة ثلث حكومته أثناء دخوله إلى البيت الأبيض لمقابلة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فدخلت بعدها البلاد في مرحلة تخبّط وفوضى سياسية كبيرة أعادت إلى الأذهان ذاكرة الحرب الأهلية السيئة الذكر.

وكان أن أجرى الرئيس سليمان استشارات نيابية على وقع تظاهرة “القمصان السود” التي سيّرها “حزب الله” وأفضت إلى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الثالثة في عهد سليمان، و أمضى أيضا خمسة أشهر قبل النجاح بتشكيلها.

وفي تلك المرحلة التي اضطر فيها الحريري إلى الغياب الطوعي عن لبنان نتيجة الظروف الأمنية التي كانت تتهدده، برز المشنوق كأحد صقور “تيار المستقبل” إلى جانب رئيس “كتلة المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، وراح يرفع الصوت عاليا ضد سلاح “حزب الله” الذي استخدم في الداخل، ورفض عودة الوصاية السورية والتبعية لإيران، فارتفعت أسهم المشنوق إلى درجة أن البعض راح يروّج أن الخطوة التالية له ستكون رئاسة الحكومة. تولّى المشنوق وزارة الداخلية، فيما عهد إلى المدير السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وزارة العدل. وهنا كانت الطامة الكبرى، حيث أن من كان يفترض أنهما شريكان في مواجهة “العدو” الواحد، أي “حزب الله” وسوريا ومن خلفهما إيران، وانقلب السحر على الساحر وتحوّل المشنوق وريفي من حلفاء إلى “أعداء”. راح ريفي يتهم المشنوق بأنه يدعم مجموعات مسلحة في عاصمة الشمال طرابلس، تعمل على زعزعة الاستقرار الأمني وتأليب أبناء المدينة ضده، بعدما بدأت شعبيته تعلو نتيجة مواقفه المعارضة بشدة لهيمنة سلاح “حزب الله” على الداخل، في حين كان المشنوق يدعو مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في “حزب الله” الحاج وفيق صفا لحضور اجتماعات مجلس الأمن المركزي، والجلوس إلى الكرسي نفسه التي كان يشغله “صديق” المشنوق الحميم رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن الذي اغتيل في العام 2012، وهي مسألة لم تكن من السهل على المشنوق تبريرها أمام منتقديه من أبناء البيت الواحد، بعدما أًصبح “مسؤولا عن أمن جميع اللبنانيين”، فراحوا يتهمونه بأنه يسعى إلى تقديم أوراق اعتماده لدى “حزب الله” لتسهيل وصوله إلى الكرسي الثالث في الجمهورية اللبنانية.

مالئ الفراغ السني والخديعة

ساهمت استقالة ريفي من حكومة سلام التي أصبحت بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان، حكومة تصريف أعمال، وحكومة “الرؤساء الثلاثين”، في صعود أسهم المشنوق الذي تمكن من تمرير مرحلة الفراغ الرئاسي بهدوء أمني، ولعب دور ناقل رسائل بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون الذي كان سببا رئيسيا في دخول لبنان مرحلة الفراغ نتيجة تشبثه وتشبث “حزب الله” بترشيحه إلى الرئاسة بوجه “حليف” الحريري والمشنوق رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع. وبعدما قيل أن المشنوق عمل من خلال اجتماعاته بعون، ومن خلال الدور الكبير الذي لعبه مع نادر الحريري مدير مكتب الحريري، على إيصال عون إلى بعبدا، فإن الترجمة الفعلية لهذا الكلام كانت عودة المشنوق إلى وزارة الداخلية في الحكومة الأولى التي شكلها الحريري في بداية عهد الرئيس عون في العام 2017. وكلّف المشنوق من خلال وزارة الداخلية الإشراف على إجراء الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في يونيو من العام نفسه، غير أن فشل الفرقاء السياسيين في التوصل إلى قانون انتخابي جديد، سمح للمجلس النيابي بتمديد ولايته إلى مايو 2018، وللمشنوق في الاستمرار على رأس وزارة الداخلية للإشراف على إجراء هذه الانتخابات، التي تمت وأوصلت فريقا من 79 نائبا جديدا إلى المجلس، والتجديد لباقي الوجوه القديمة ومن بينها المشنوق الذي أثيرت حول حلوله في الرتبة السادسة والأخيرة بين المقاعد السنية، شكوك أقلها التلاعب بالنتيجة وتزويرها لضمان فوزه، خصوصا أن خصوم الحريري السياسيين تمكنوا من خرق لائحته بأربعة مقاعد، وهو ما أثار حفيظة الحريري وبدأ بمرحلة محاسبة المسؤولين عن التقصير في تياره السياسي.

فريق المستقبل يأخذ على المشنوق دعوته مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في "حزب الله" لحضور اجتماعات مجلس الأمن المركزي. في ما بدا وكأنه تقديم أوراق اعتماد لدى الحزب طمعا برئاسة الحكومة

وبعدما قيل أن نادر الحريري كان أول ضحايا المحاسبة، اتجهت الأصابع صوب المشنوق الذي خسر بقرار من الحريري نفسه مساعده اللصيق في الداخلية على مدار الولايتين الحكوميتين ماهر أبوالخدود، كما تلوح في الأفق إمكانية وصول مقص الحريري إلى المشنوق شخصيا على اعتبار أن رئيس “تيار المستقبل” قرّر فصل النيابة عن الوزارة، ما يعني استبعاد المشنوق عن الحكومة الجديدة التي كلّف الحريري بتشكيلها في الشهر الماضي. خلال ولايته الحكومية، وجهت بعض الاتهامات بالفساد إلي المشنوق، من دون وجود أي دليل مادي عليها. إلا أن الشعرة التي “ستقصم ظهر البعير” ستكون من دون شك محاولة العديد من الفرقاء السياسيين، من بينهم فريق رئيس الجمهورية نفسه الذي يعتبر أنه “تعرّض للخديعة”، تحميل المشنوق مسؤولية مرسوم الجنسية المثير للريبة الذي وقعه عون والحريري ومنح من خلاله الجنسية اللبنانية إلى مقربين من رئيس نظام القتل والإجرام في سوريا، وهو رد على هذه المحاولات بهجوم استباقي استدعى خلاله مدير جهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم وطلب منه التدقيق في جميع الأسماء الواردة في المرسوم وأحقيتها في الحصول على الجنسية اللبنانية. من يعرفون الوزير المشنوق عن كثب، يتندرون بحس الفكاهة التي يملكها، وإنسانيته التي تغلب في الكثير من الأحيان على قراراته، ومن ينتقدونه فلمظهره الجدي ونظرته المتعالية والتي إن كان هناك ما يبررها كموقع المسؤولية الأمنية التي يتولاها، لكن مستقبله السياسي، مع ذلك، ما يزال مجهولاً وسط كل تلك التناقضات. فمن ينسى أن المشنوق ذاته انتقد السعودية قبل عامين فقط، حين قال إن “السياسة السعودية في العهد السابق دفعتنا إلى خيارات لم نرض بها ومنها زيارة الرئيس سعد الحريري لسوريا” مشيرا إلى اضطرار الأخير إلى لقاء بشار الأسد في دمشق آنذاك. وحينها نشرت صحيفة “العرب” اللندنية تصريحات لمسؤول سعودي بارز قال فيها إنه “لولا مواقف الملك عبدالله بعيد اغتيال الرئيس الحريري لكان نهاد المشنوق في منفاه الأوروبي أو في سجن تدمر، لا عضوا في الحكومة اللبنانية”.

 

حكومة لبنانية مرتبكة

كرم محمد السكافي/الحياة/10 حزيران/18

أما وقد انتهت الانتخابات النيابية اللبنانية إلى ما كانت عليه قبلها، وعاد الحديث اليوم، كما في الأمس، عن الحكومة وضرورة احترام نسب التمثيل المحققة في تشكيلها، ليقين بحصولها على ثقة يؤخرها عُرف يفرضه الجميع ويحتاجه لأسباب ليست وطنية سيادية أو أيديولوجية استراتيجية فحسب، بل لأخرى تقنية تدخل فيها حسابات التمثيل وحجم الاتفاق على الاختلاف وكمّ الاختلاف على التوافق وأعداد المشاركين، خصوصاً أن المعلن عنها، إلى الآن، هو أنها ستكون موسعة توافقية. حكومة ينكبّ المعنيون بها على درس سبل الإفادة منها ومن حقائب تبين لهم كمّها ونوعها وماهيتها وكيفية تصنيفها وتوزعها، بين وزارة درجة أولى سيادية ووزارة درجة ثانية سياسية وثالثة خدماتية، تليها وزارات «بريستيجية» مؤهلة لمكانة اجتماعية، وأخرى تظاهرية صوتية مهابة لها منزلة رفيعة استعراضية. إنها الانتخابات الصناعية، وإنه البقاء للأقوى. والترويض في السياسة لا يعني التدجين، والممكن لا يتساوى مع المستحيل، وبالتعريف المنمق هي ليست إلا عملية استيلاد منظمة ومتعمدة ومنسقة، تُحركها سعرات تحريض مرتفعة، الغاية منها تأمين مزيد من السيطرة المُبعدة للعشوائية التخزينية المتطايرة. ترتيب الوزارات السيادية سيربك التأليف ويزيد «التشليف»، فوزارة السوائل النفطية والمياه الغازية والمعدنية الجوفية ستسبق وزارة المغتربين والمنتشرين في الأهمية. المالية بعد «سيدر» ستسرق المجد من الداخلية، والعدل ستبقى متساوية مع الدفاع في المعنى، ما لم تثقل إحداها قضية. أما الباقيات فصالحات فيهن خير وزينة للحياة يجزى بها المكلف وأمه وأبوه وصاحبته وبنوه، ولكل منهم يومئذ شأن يغنيه.

المسألة ما عادت فردية بقدر ما هي قابلية مجتمع بالتوجه نحو الاختلاف أو الانعزال ومعاداة التغيير والفائدة الإقتصادية.

الديموقراطية في بلادنا ليست اختراعاً، فقد وصلت إليها بالانتقال والانتشار، والمعتمدة منها إلى الآن صوتية، حيناً تكون ساكنة وأحياناً كحرف العلة تتغير وتتبدل من حال إلى حال، بالنقص والزيادة والحذف والإبدال والقلب. معتنقها غالباً ما يعمد إلى نقر الخصم وإخراج أمعائه من كثرة التوتّر والضغطِ والعصبية. وما أنتجته الانتخابات النسبية ينفع لأن يكون متمماً للمواجهة الإقليمية التي هي دون الفائدة الاجتماعية ودون ما ينفع الناس ويُذهب عنهم اليأس والبلية. سعد الحريري قامة وطنية تريد أن تحجز لبلدها مكاناً في المستقبل بين الدول القوية. يريد أن تضطلع بدورٍ أساسي في بناء ما دمرته في المنطقة الحرب العبثية. يريد أن يجعل من لبنان مقراً لأهم حركة عمرانية ومستقراً لإدارات كبرى الشركات العالمية. فما كان غامضاً بالأمس بات اليوم مكتمل الهوية. الفعل بالنثر والرمز والإشارة والبلاغة الخطابية نتائجه تختلف عما يخرج عن الحساب والتفاعل والهندسة الذهنية، ومن ينشد النصر لا يستخدم سلاح أعدائه، فالفضل في النصر يعود إلى تفوق بالقدرات العقلية. يقول الحريري نحن في حاجة إلى اختراع يقودنا إليه الفضول وحب الاكتشاف، فماكينة البنزين مثلاً بُنيت والخيول كانت لا تزال تلبي احتياجات الناس اليومية، والقطارات تسير بقوة البخار منذ عقود. على الحكومة المقبلة بعد أن تنال الثقة بالنفس المتوقعة، أن تنفق وقتها على مواكبة التطوير للتقليل من الهوة التي كبرت وتعاظمت بين الزمان الذي يعيشه العالم المستقر النامي المتقدم والمكان الذي نحن فيه. عليها أن تستمر في دعم الاقتصاد وحض الناس على تفضيله لأنه الفرجة التي بعد الشدة والرخاء الذي بعد البلاء. عليها أن تصارح الناس وتدفعهم إلى الابتكار والاختراع. عليها أن تخبرهم بما تصبو إليه وتخيّرهم بين الجمرة والدرة. عليها ألا تستعين بالماضي القريب. عليها أن تسترجع وتراجع سير الكبار، من أمثال رفيق اللبنانيين، وأن تتمسك بما قاله للناس ذات مرة الرئيس المكلف عن أن الكره يزيد من فرص تكتل الكارهين، وأن المتخاصم مع ذاته، وإن كان له جناحان، فهو لا يطير، فهذا الخلد يمتلك عينان لكنهما مغطّيتان بطبقة من الجلد لأنه أهملهما وعاش في الأنفاق وحيداً.

 

هل فقد اللبناني قدرته على الغضب أم إنه أضاع البوصلة؟

د. منى فياض/النهار/09 حزيران 2018  

http://eliasbejjaninews.com/archives/65218/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%87%d9%84-%d9%81%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%af%d8%b1%d8%aa%d9%87-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84/

كأن المافيات المحلية لم تعد كافية في السوق اللبنانية، فيستورد المزيد منها. لكن هذه المرة من أعمدة النظام في القطر الشقيق على ما يبدو، النظام المفترض ان اللبنانيين تخلصوا من هيمنته بمعمودية دم الحريري.

إن خطوة التجنيس الأخيرة هي كالمستجير من الرمضاء بالنار. فأن نستحضر اشخاصاً واموالاً تطالهاالعقوبات الاميركية وتلبنن لتزيد المخاطر على انواعها، ومنها – عدا عن الاهانة المعنوية للشعب اللبناني - إعطاءنسبة الفوائد العالية المعتادة التي ستعود فتنعكس زيادة في خدمة الدين العام ما يفاقم المشكلة المالية. انها سياسة الإمعان في حفر البئر التي نغرق فيها، ناهيك بالعودة الى زمن الوصاية بأسوأ وجوهه.

مع ذلك لا يحرك المواطن اللبناني ساكنا سوى بالاعتراض الكلامي، ومن الافضل ان يكون افتراضياً.

ومع ان الوضع الاردني لا يزال أقل مأسوية من الوضع اللبناني، ذلك ان الاقتصاد الاردني يرزح تحت ثقل دين عام يبلغ 40 مليار دولار، بينما لبنان في طريقه الى الـ100 مليار دولار دين عام وحكومته تتصرف بنفس البذخ والانفاق والإهدار وكأنها في بلد البحبوحة والازدهار. ومع وجود الفساد في الاردن، لكن وضعه لا يقارن بلبنان الذي اعتاد مواطنوه ان لا يمر يوم واحد من دون فضيحة من العيار الثقيل، تأتي لتنسينا سابقتها كما مع المشكلة المستجدة مع الامم المتحدة!!

نعاني حجم فساد واعتداء على الدستور والقوانين والأعراف، بحيث لو عاد المؤسسون الاوائل بقدرة قادر الى الحياة لفضلوا البقاء في مكان إقامتهم الازلي.

ومع أن الوضع الاردني، إذاً، لا يزال أقل مأسوية من الوضع اللبناني بما لا يقاس، الا ان الشعب الاردني غضب وانتفض ضد خطط حكومته الضرائبية الخاضعة لمتطلبات صندوق النقد الدولي لجهة المزيد من فرض الضرائب، يطالبها بتغيير النهج من اساسه وليس النظام بعدما آلت اليه الأوضاع في البلدان العربية بعد الثورات.

اما في لبنان فلا نجد سوى الجمود او الجمدة،apathie بالأحرى بالتعبير السيكولوجي، وبالعجز عن القيام بأي مبادرة تجبر الحكم على تغيير نهجه وسلوكه.

فكيف سيضغط الشعب الذي أعاد انتخاب نفس الطبقة السياسية التي عجزت عن حل أي من المشاكل لكن بوجوه جديدة؟

ما الذي يحصل للبنانيين الذين اجبروا القوى العظمى على مساعدتهم في اخراج الجيش السوري من لبنان!!

هل كان ذلك لأن الانتفاضة التي عبرت عن الارادة الغالبة حينها عرفت وحددت هدفها: استعادة الاستقلال والسيادة؛ و"حزب الله" لم يكن قد امسك بعد بالوضع كما هو الآن ولم تكن دويلته قد تغلبت على الدولة وتحاول ان تحل مكانها!!

بتعبير آخر، لم يكن الشعب اللبناني قد انقسم وتشرذم بفضل جهود بعض سياسييه الى الحد الذي هو عليه الآن.

فالانقسام اللبناني والتذرر الطائفي والمذهبي وصل الى مستويات غير مسبوقة، والمواطن يقف عاجزاً مشلولاً امام الهدف الذي يريده ويحقق له مبتغاه: دولة سيدة نفسها تحتكر العنف وتقضي على الفساد وتستعيد عافيتها او القبول بانحلالها!!

ان استمرار هذا الانقسام العمودي بين من يرى ان السيادة هي في استعادة الدولة لنفسها والقضاء على الفساد وبين من يخضع لمنطق الخوف من الآخر او لمنطق القوة وييسر أموره الخاصة والشخصية ومن بعده الطوفان، سيؤدي الى الافلاس على جميع الاصعدة.

أسمع بعض التعليقات التي تضع اللوم على المعارضة الشيعية لتقصيرها وعجزها وانقسامها، او على بيئة "حزب الله" الحاضنة التي تسكر من فائض القوة التي يوفرها لها الحزب.

وفي هذا كثير من الصحة؛ لكن السؤال الجوهري: هل كان سيتمكن الحزب من وضع يده على الدولة دون تلك التغطية الدستورية والقانونية التي حصل ويحصل عليها منذ 2005 الى الآن من الآخرين سواء الحلفاء او الخصوم؟ ألم تتمدد التغطية لتشمل جميع شركاء السلطة، وإن لحسابات خاطئة احياناً؟

والبيئات الحاضنة هل تقتصر على الطائفة الشيعية يا ترى أم انها موزعة على الجميع؟

بحسب استطلاع للرأي اشار إليه مقال المركز اللبناني للدراسات السياسية LCPS لشهر حزيران يتبين ان اللبناني غير راض عن الأداء السياسي لحكامه ويدعم الاصلاح السياسي لكن في السر؛ فنسبة من يريد التغيير السياسي دون اشهار ذلك علناً تبلغ 70% لكن50% منهم لا تجرؤ على الاعلان عن رأيها على الملأ.

إذاً نصف الشعب اللبناني (بحسب تلك العينة) يوافق على إلغاء الطائفيّة السياسيّة، والتخلّي عن التوزيع المذهبي للسلطة، وإلى ممارسة المساءلة، وتقليص دور الأحزاب السياسيّة الطائفيّة، وضمان إنفاق الإيرادات على أساس الحاجات والأولويّات لكن في السر.

يبدو، بحسب المؤلفين، ان هؤلاء يهابون قادتهم الطائفيّين، القادرين على معاقبتهم على قناعاتهم السياسيّة، من خلال حرمانهم من المنافع الّتي يمكن تأمينها من خلال الشبكات الزبائنيّة. إلاّ أنّ خوفهم لا يقتصر على الإجراءات الّتي من شأن السياسيّين أن يتخذوها بحقّهم، بل إنّه أكثر تأصّلاً في محيطهم الاجتماعي والعائلي، بمعنى أنّ الناس أبدوا حذرًا من التعبير علنًا عن دعمهم للإصلاح لخوفهم من التعرّض لمعاقبة طائفتهم وعائلتهم وأصدقائهم. والأكثر خشية هم ذوو الدخل المتدني.

كما ان الجمهور الشيعي ليس وحده الملتف حول زعمائه المذهبيين خوفاً ومصلحة بل نجد ان الجميع يتشارك هذا الموقف. فالخوف عند السنة من تقديم الدعم العلني للإصلاح يعود لتصورهم ان طائفتهم تتعرض للخطر الداهم ويخافون من توقف الدعم السعودي لهم؛ اما المسيحيون فهم اقل ميلاً للإصلاح في الأصل لاعتقادهم انه قد يجعل منهم اكبر الخاسرين؛ ففيما هم ثلث السكان يحصلون على نصف المقاعد النيابية.

وهذا التحليل يدعّم ما سبق وأشرت اليه في كتابي "معنى ان تكون لبنان"، فالتجارب النفس- اجتماعية تبين ان الرغبة في التكيف مع المحيط لا تتماشى مع الرغبة بالتغيير. فالفرد المنتمي عضوياً الى طائفته ومذهبه يصعب عليه التخلي عن حب ودعم أعضاء جماعته واعتقاده بالصح والخطأ يرتبط باعتقادات محيطه وكلما وجد نفسه في بيئة طائفية ضيقة – كما أصبح عليه الوضع حالياً وخصوصاً بعد الحملات الاعلامية الانتخابية المحرّضة والمثيرة للغرائز التي مارسها أصحاب السلطةفي ظل قانونهم الانتخابي سيئ الذكر، ساهمت في لمّ الجماعات وتكتلها بعضها على بعض وفي رفع منسوب الخوف والتعصب. لذا نجد ان منسوب الخجل الاجتماعي، او الامتثال conformisme ، ارتفع لديها وضعفت قدرتها على مخالفة ما تفترض انه موقف الجماعة الذي أعلن عنه مسؤولوها جهاراً خلال الحملات الانتخابية. وتمرين انتخابات بعلبك فاضح في هذا المجال.

ان من بإمكانه الثبات على موقفه الذي يعتقد انه الصواب هم قلة قليلة وهم الأقل تكيفاً مع محيطهم. لكن تجدر الاشارة ان وجود اشخاص يوافقونهم الرأي سيدفعهم للثبات على مواقفهم المبدئية.

فمن أين سيأتي هذا الدعم؟ هنا السؤال.

والى ان ينكشف الغطاء الميثاقي من المشاركين في السلطة والفساد وتوابعهما مع الحزب، والى ان تقتنع عناصر المنتمين الى جماعاتهم الحاضنة بأن الفقر وانحلال الدولة وانهيارها يذهب بالمصالح والمكاسب ويطال الجميع، يمكننا ان نقول على الله العوض.

فالشعب اللبناني يستحق ما يحصل له. ولا ادري اذا كان الافلاس المالي التام قد يشكل الصدمة المطلوبة لاستفاقتهم!!

 

حين يرى العدو في جيش بشار ضمانة لاستمرار احتلال الجولان

د. مصطفى علوش/المستقبل/09 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65215/%D8%AF-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%88%D8%B4-%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%B6/

«أنا يا صديقة متعب بعروبتي فهل العروبة لعنة وعقاب

والعالم العربي إما نعجة مذبوحة أو حاكم قصاب

إن جاء كافور فكم من حاكم قهر الشعوب وتاجه قبقاب»

(نزار قباني)

عندما اجتاح لواء «جولاني» الإسرائيلي تحصينات الجولان بين التاسع والعاشر من حزيران ١٩٦٧، كانت قيادة سوريا تأمل بأن تمر عاصفة الحرب بأقل الأضرار عليها. فقد سقط ستون بالمئة من الغطاء الجوي السوري في السادس من حزيران، وبقيت القوات البرية من دون حماية غير ارتفاع مواقعها وتحصيناتها في أعلى الهضبة المطلة على سهل الحولة.

لكن حتى هذه التحصينات كانت مكشوفة بالكامل للعدو من خلال الجاسوس «ايلي كوهين» الذي كان حسب المعلومات يتجول فيها مع قادة الأركان السوريين في رحلات تفقدية على الجبهة قبل أشهر من الحرب.

لكن الفضيحة كانت أن وزير الدفاع يومها، حافظ الأسد، اعتبر أن الجولان ساقط منذ بدء المعركة، كما أن عاصمة القطاع القنيطرة اعتبرت محتلة قبل عدة ساعات من تطويقها من قبل الإسرائيليين مما دمر معنويات الجيش السوري ودفع كبار ضباطه للهروب بشكل كيفي من الجبهة، لولا مجموعة من الجنود وصغار الضباط الذين استمروا بالمقاومة لساعات طويلة في «تل الفخا» حيث كبدوا العدو المئات من الإصابات.

الفضيحة كانت مع «ابراهيم ماخوس» وزير خارجية النظام بعد أيام من الهزيمة في تجمع حزبي في حمص، حيث لجأت قيادة البعث بعد أن هربت من دمشق خوفاً من احتلالها. أعلن ماخوس أنه لا هم إن احتلت الأرض وهدمت المدن وقتل من قتل، المهم هو بقاء حزب البعث!

في الواقع فإن هذا يختصر حقيقة النظام في هذا البلد الذي توصف عاصمته بأنها «قلب العروبة النابض». إنه نظام مستعد ليبيع كل شيء في السوق في سبيل البقاء في السلطة، ولا يهم من كان الشاري، أميركا أم إسرائيل، روسيا أم إيران، عربي أم غيره.

بعد حرب تشرين ١٩٧٣، دخل حافظ الأسد في حوار مع «هنري كيسينجر»، وتمكنا من نسج تفاهم مع إسرائيل بحيث تنسحب قوات العدو من القنيطرة «لحفظ ماء الوجه» للأسد، مقرونه بعملية تبادل للأسرى مع هدنة أبقت تلك الحدود هادئة لأكثر من أربعين سنة.

كما أن تفاهماً آخر، نسجه مبعوث أميركي آخر (روبرت مورفي)، بالتوافق مع قادة إسرائيل، سمح لقوات الاسد بالدخول واحتلال لبنان، بعد أن وضعت لقواته الخطوط الحمر جغرافياً.

وحتى بعد الإجتياح سنة ١٩٨٢وخروج القوات السورية من بيروت والجبل، لم تعارض إسرائيل عودتها سنة ١٩٨٦ طالما أنها ملتزمة بقواعد اللعبة.

ما هو مؤكد هو أن خطوط حكام سوريا الحمراء التي رسمتها إسرائيل، ترتكز على السماح بالسباب والشتائم والتهديدات والتحديات لتعبر حدود الأراضي المحتلة من على المنابر وخلف الشاشات وأمام الجماهير، طالما أن سيل الكلمات الجارف لن يتضمن أي رصاصة أو قذيفة ذات تأثير جدي.

وبالتالي فقد كانت الفوائد مشتركة، فشتائم وتهديدات نظام الاسد وضعته في خانة أركان الممانعة والمواجهة ضد العدو، وما يستتبعه كل ذلك من عسف وتسلط على شعبه دون حسيب ولا رقيب. ومن جهة أخرى، فإن إسرائيل تستفيد من التهديدات لتؤكد للعالم مظلوميتها وأنها تحت الخطر الدائم من جيرانها، مما يمنعها من الدخول في تسويات مع مجتمعات عدائية، كما أنها تستعمل كل ذلك لتصليب عود مجتمعها ودفعه إلى المزيد من العسكرة والصمود.

كل ذلك والجولان بأمان، ومصادر المياه لبحيرة طبريا مضمونة، وحتى أن المشاريع السياحية أصبحت تفترش الهضبة المحتلة التي تحولت إلى منتجع صيفي وشتوي لبني صهيون. ورغم كل ذلك، فإن نظام الأسد بقي على رأس قائمة المقاومين الممانعين.

في إحدى خطبه التي سوغ بها انغماس حزبه في المذبحة السورية، قال الأمين العام لـ "حزب الله" أنه تدخل لحماية النظام الذي يحمي ظهر المقاومة. يعني ببساطة أن نظام الأسد الذي صان أمن الحدود في الجولان، ومنع أي عمل مقاوم من الإنطلاق مباشرة من أراضيه، وتجنب أي مبادرة لتحرير أراضيه المحتلة، هو من يحمي ظهر المقاومة. هذا كله بالرغم من أن راعي نظام الأسد رامي مخلوف كان قد صرح بأن زوال نظام قريبه سيهدد أمن إسرائيل، يعني بالمنطق البسيط أن وجود نظام الأسد هو الضامن لأمن إسرائيل.

الآن أتت ساعة الحقيقة، أو بالأحرى ساعة الفضيحة. فبعد أن طنش نظام الأسد عن الغارات التي طالت المواقع الإيرانية، وتواطأ الشريك الروسي مع الإسرائيلي ضد الوجود الإيراني، نرى الحل الذي تطالب به إسرائيل الآن وهو عودة قوات الاسد، أو ما تبقى منها، لتضمن أمن الحدود. تبارك لإيران هذا الشريك المقاوم.

(*)عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»

 

لبنان تحت التهديدات.. فأيّ طريق سيسلك؟

ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/09 حزيران 2018

يمكن إدراج مجموعة من العوامل السلبية مقابل مجموعة من العوامل الإيجابية تؤثر على مستقبل الاوضاع في لبنان.

بين الهبة الباردة التي تبعث على الاسترخاء، والهبة الساخنة التي تبعث على الخوف، لا بد من قياس حرارة الحالة المستقبلية للبنان بميزان دقيق، قبل الوقوع في تحليلات لا تشبه ما يجري إطلاقا. ومجاراة المتشائمين بالكامل، فيه شيء من التشويش السياسي غير المحسوب، كما ان بعث التفاؤل على الشاكلة التي يطلقها الرئيس سعد الحريري مبالغ فيها بكل تأكيد، برغم وجود تمنيات جامحة عند الاغلبية من اللبنانيين، ترغب في تحقيق الانتعاش الذي يتطلع اليه الحريري. في العوامل المحسوبة على "مانيفست" التفاؤل: إنجاز الانتخابات النيابية بنجاح، بصرف النظر عن شوائب القانون.  ونجاح انعقاد مؤتمر "سيدر - 4" في باريس، والذي سيرفد الاقتصاد اللبنانية بما يتجاوز 11 مليار دولار (اغلبيتها الساحة قروض ميسرة). وكذلك يمكن احتساب العطف الدولي الذي يساهم في رعاية الاستقرار الامني، ويدعم جهود الجيش والقوى الامنية الأخرى، في خانة العوامل الإيجابية التي تبعث على التفاؤل.

في العوامل السلبية، يمكن تسجيل بعض النقاط الواضحة، من دون الدخول في استنباط مؤشرات، قد تساهم في تبديد أجواء التفاؤل بالكامل، ونحن لا نميل الى تبني المقاربة التشاؤمية، ولكننا لا يمكن ان نتجاهل بعض المعطيات التي لا تخدم رؤية المتفائلين. ومن ابرز هذه المؤشرات السلبية:  الركود الاقتصادي المخيف - والذي دخل عامه السادس على التوالي - وهو مرشح لأن يطول، ولا تساعده الاوضاع العامة على الخروج من رتابته، لأن اعمال البنى التحتية التي اقرها مؤتمر سيدر - 4، لن تبدأ قبل بداية العام 2020، لأنها تحتاج الى فترة زمنية إلزامية للتحضير، وللتلزيمات، ولتأمين حصة الدولة اللبنانية التي ستدفع في كل مشروع، حتى لو كانت متدنية نسبيا، لأن مالية الدولة تعاني من ضغوط هائلة ناتجة عن الركود، وعن تنامي اعباء القطاع العام، خصوصا الصرف على عجز الكهرباء، والمقدر بـ 2.2 مليار دولار في الموازنة، بينما يقول المختصون في مؤسسة كهرباء لبنان: انهم يحتاجون الى ما لا يقل عن 2.8 مليار، إذا ما استمرت اسعار الفيول على ما هي عليه اليوم. ومن العوامل السلبية أيضا: ارتفاع الفوائد على الودائع في العالم، مما قد يؤدي الى هروب بعض الودائع المالية من البنوك اللبنانية، وهذا الامر يقلل من منسوب الاستفادة التي يتطلع لها بعض المسؤولين اللبنانيين من جراء البدء بمرحلة إعادة الاعمار في سورية.  بالمقابل فإن بعض التوقعات التفاؤلية المبنية على قرب انتهاء الحروب في سورية، قد لا تتحقق، ذلك ان صعوبات جمة ما زالت تعترض الاستقرار السوري، لأن التسوية بين الاطراف تبدو بعيدة، ومن يعتقد ان الحروب يمكن ان تنتهي على قاعدة: ان حسما عسكريا قد تحقق لمصلحة النظام، ربما يكون مخطئا، ذلك ان الاستقرار الكامل لا يمكن ان يتوافر إلا بنوع من التسوية الداخلية والخارجية بحدها الادنى.  من جهة ثانية: فإن نخبا لبنانية وغير لبنانية، ترى ان إخفاقات كبيرة وقعت بها "الإستبليشمن" الجديدة في إدارة الحكم، لاسيما في التعاطي مع بعض الملفات، على قاعدة ان اطراف التسوية اللبنانية التي حصلت قبل عام ونصف العام، قادرون على تنفيذ ما يشاءون، وباقي القوى تفاصيل في الحياة اللبنانية. هذه المقاربة خفضت من مستوى التفاؤل، وأساءت الى سمعة الادارة اللبنانية، وأبرزت وجها لا يوحي بالثقة "بالإستبليشمن" الجديدة، وأضرت بمستوى التفاؤل، وأحدثت خدوشا بسمعة المستقبل الموعود.

 

زغرتا في أيام المجاعة (3)

محسن أ. يمّين/May 23, 2016

عندما غمرت رائحة القمح الاخضر جبالهم العالية، امتداداً حتى بتلّيا، ونزولا" حتى افقا، سرى في أوساط أهالي اهدن شعور بالامان الغذائي. يرتكز على الانتاج الاضافي الذي سينعمون بحصاده، حين ستذهّب الشمس السنابل بحرارتها، ويَشيل بحمل الحاجات التموينيّة المتعاظمة.

لكن استمرار توافد الهاربين من المجاعة الى زغرتا، بلا انقطاع، وبأعداد ضخمة، سيبدّد بسرعة قناعتهم، مُظهراً رزوح زغرتا تحت أعباء كانت أثقل من أن تحملها كواهلها.

وكان من الواضح أن أبناء زغرتا كانوا يجابهون محنة لم يشهدوا مثيلاً لها، وأن أيّ تقاعس عن تأمين مستلزمات العيش، وأخصّها القمح، ستكون نتائجه مهلكة.

كما كان من الواضح ان الضرورة الماسة تقضي بالتحرّك في الساحل، وتعبئه القوى، وتجييش النفوس، بموازاة الجهود الجماعية الجبّارة المبذولة في الجرد.

وكان هذا الدور ينتظر بطلاً فوجده في سركيس نعّوم. ونعّومنا هذا كان جرفه تيّار الهجرة الى الولايات المتحدة الاميريكة، عام 1906 .لكنه لن يطيل المكوث فيها.ولن يلبث ان يعود سنة 1913. وسيبدو رجوعه في الوقت المناسب، قبل إنقطاع سبل المواصلات البحريّة، وكأنه من تدبير العناية الالهية، كي لا يحصل أكثر ممّا حصل. وبحطّه الرحال في مسقطه كان يعلّل النفس بالعيش الهانىء، والبسيط، بين الاهل بعد التئام شملهم، على وقع المعاول في الأرض، وغرْزات السكك في التراب، وعياط النواطير، وخبطة أقدام الدبّيكة بعد جني المواسم، وصوت شقيقته سلمى الذي كان اذا ارتفع يُسكت الطير على الاغصان .

إلاّ أن طبول الحرب لن يتأخّر قرعها. والتطوّرات الدراميّة ستتلاحق فصولاً، تلاحق الكوابيس، في ليل بلا نهاية. وبين عشّية وضحاها، سيقفز سعر رطل القمح في زغرتا الى العشرة قروش ونصف القرش، في وقت كان مبيعه في طرابلس بقرشين ونصف القرش.

حزينة العينين كانت زغرتا، عندما تطلّع اليها نعوم، آنذاك. رجالها يعدّون العدّة لمواجهة الاسوأ. ونساؤها يصلّين كي لا تفرغ كواير القمح، والطحين بسرعة، وكي يرأف الله بعباده. وإذا بالأسوأ يحدث برمشة عين، بوصول الجراد، وبتقاطر الجيّاع، والمشرّدين، بأعداد كانت تحتاج الى دول لإغاثتها، وليس الى مسقطه الذي كبر قليلاً عن القرية.

وفي قلب تلك الظلمة الحالكة التي اكتنفت الأوضاع سيلمع وجه نعّوم، لمعة السيف المستلّ من غمده. وعالياً سيطلق الصوت. صوت الإنتصار للجيّاع، والمعدمين، والمغلوبين على أمرهم. وستدبّ الحميّة في صدور رهط من قبضايات زغرتا، ومن اخوانهم القبضايات المسلمين الذين سارعوا الى تلبية نداء الجيرة، والشهامة، والمروءة. وتحلّقوا حول نعّوم، منضمّين الى حركته الهادفة الى كسر حصار التجويع المضروب على نطاقين:

أول عثماني متمثّل بالنقاط العسكريّة الثابتة على إمتداد الحدود الفاصلة بين الولاية والجبل، وبالدوريات المتنقلة، وثانٍ محليّ متمثّل بقطّاع الطرق الذين كانت ترتعد الفرائص من مكامنهم في منطقة "الجوين" الواقعة بين "الفوار" و"البداوي" ومن ترصّدهم الدائم للدروب، بغرض السلب، والنهب، والعبث بالأرواح.

وسيقود نعّوم قافلة القمح، تلو القافلة، من "ضهر الدير"، دير مار سركيس وباخوس في "كفردلاقوس"، المطلّ على المرداشيّة، وزغرتا، وسائر الجهات، عبر السبل الملتفّة حول "تربل" والمؤدّية الى المنية، شراءً للقمح الوارد من سهل عكار، فرجوعاً الى نقطة الانطلاق. معرّضاً نفسه، ونفوس رفاقه في المواكبة، لخطر الموت في أي لحظة. لكن المسألة، كانت مسألة حياة، أو موت، في أي حال.

وكانت في نظرهم تستحقّ المجازفة، وأن يغامر من أجلها. وبعد سلسلة من المجابهات التي إحتدمت بينهم، وبين العناصر الموزّعين على خطّي الحصار المتقدّم عنهما استشهد على أثر إحداها فريد سركيس طيون، من رفاق نعوم، سار العشرات في ركب قوافل القمح. رجالاً ونساء ساروا. شيباً وشباباً. صبية وصبايا. من زغرتا وقرى الزاوية عائدين بالشبع على ظهورهم، وعلى زنودهم، الى البيوت، والطواحين، والافران. وستضم القوافل، في بعض أحايينها، الكثير من أبناء المناطق الاخرى الآتين من بعيد الحاملين دراهمهم في جيوبهم، لشراء القمح. وقد إشتهرت نساء عدّة بمرافقة نعّوم، وبتحمّلهن مشاق ومخاطر الطرقات في سبيل كسب اللقمة، وبخاصة "أم راجي" التي كانت تحمل نصيبها من القمح، على رأسها، وتبيع ما يفيض عن حاجتها متهيّئة للذهاب في المرّة التالية. وسيذهلن جميعهن عن وعورة الطريق، وصعوبة المسالك، بالصلاة لسلامة القوافل من الاذى. ستخلّد لنا صورة فوتوغرافية ربما كان وراء التقاطها أحد المصوّرين الأرمن الذين نزحوا الى كفردلاقوس عام 1915 هيئة نعوم بعينيه القادحتين شرراً وجبهته الراشحة عنفواناً، وهو يمتشق بندقيته "الموزر" ويتمنطق بشملته العريضة، المستوعبة لمسدسه "ابو العشرة" الذي حمله معه في حقيبة سفره. وبقيّة متمّمات الزيّ الشرقيّ: سروالاً، صدرةً، يغموراً مقصباً، كوفيةً، وشملةً. إثر خلعه ثيابه الغربيّة، ثياب الغربة.

وكان في عداد دزّينة القبضايات الذين رافقوه من سنة 1915 الى سنة 1917 من زغرتا: جرجس القندلفت (كان يلازمه كظلّه)، سركيس القندلفت (والد الأب مخائيل معوض) فؤاد الصايغ (والد المغترب ميشال الصايغ) سليمان مرقص الدويهي، طنوس الجعيتاني، وفريد طيون. ومن خارج زغرتا الآتية اسماؤهم: عارف علم الدين، رفعت الوحش، كامل الخراط، رشيد العويك، محمد سعد الدين، وحسين سعد الدين.

وكما ستخلّد زغرتا ذكرى نعوم الذي كان الرئيس سليمان فرنجية يقول بأنه ردّ المجاعة عن بلدته بكاملها وأن الواجب كان يقضي بأن توافيه بتمثال، وذكرى رفاقه الأبطال. ستحتفظ أيضاً بشعور خاص بالإمتنان للزعيم عبد الحميد كرامي الذي كان يتمنّع عن بيع القمح المزروع في أملاكه الواسعة في مرياطة للمكارية الآتين من جبل لبنان، وبيروت، قبل تأمين كفاية الجيران. جيرانه أهل زغرتا. إحتفاظها بمثل هذا الشعور لعارف علم الدين، من بين رفاق نعوم لإلزامه نفسه بتأمين وصول القمح الذي كان يشترى منه. ومن تجار آخرين في المنية، الى زغرتا بأمان. في وقت لم يكن هنالك ما يلزمه سوى شهامته ونخوته. وستتابع زغرتا بكثير من القلق خبر إعتقاله من قبل الجنود الأتراك بحجة سعيه لخرق الحصار المضروب ومساعدته نعوم، وهربه من السجن في اسطنبول وعيشه في بادية الشام مدة وستشارك أهل المنية فرحتهم بعودته سالماً أيام الإنتداب الفرنسي وتلاقيه بالدبكة والزغاريد.

وأحزن ما في حكاية نعّوم، وهي حكاية بطولة أسطورية، أنها وضعت الفروسية والمرجلة في خدمة الفقراء ونصرة الجّياع وحكاية نخوة إنطوت صفحتها. وأنّ بطلها لقي مصرعه بطلقة صديقة في الظهر، وهو يدافع، ذات ليلة، في مجدليا، عن شيخ من مشايخ الزاوية، كان يتعرّض للسلب. وإنه لم يعشْ ليرى نهاية الحرب التي حارب مضاعفاتها ومفاعيلها. وأنه مات حيث لم يكن يتوقع لنفسه، أو يتوقّعه له أحد، وهو في الثلاثين من عمره.

أمّا ألمع ما فيها فهو أن قوافل القمح التي تكاتفت في حمايتها بنادق الزغرتاويين والمسلمين، رسمت بالدم والعرق، وبوقع حوافر الخيل، ودعسات السائرين من كل الاعمار، والجهات، في ركبها معالم طريق الوحدة التي لن يطول تأكّدها بين اللبنانيين، يوم إعلان لبنان الكبير.

محسن أ. يمّين

 

الإخوان” أصل البلاء … وصمود الأردن بدَّد أحلام الشياطين

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/09 حزيران/18

بفضل الوعي الشعبي لن تستطيع الجماعة جعل المملكة الهاشمية وطناً بديلاً للفلسطينيين

ابتلي العالم الإسلامي طوال 90 عاما بمرض اسمه “الإخوان المسلمين”. جماعة نصَّبت نفسها وصية على المجتمع، تحدد ملامح المؤمن، وترسم له سلوكه. من اقترب منها كان الناجي من العذاب الشديد، أما المبتعد عنها، فهو الكافر الملعون، ولهذا دخلت العمل السياسي من بوابة المسجد، ومنح الحكام والمسؤولين صكوك الإيمان والطهارة، أو التكفير والزندقة، وحين تفشل في ذلك تلجأ إلى العنف والقتل والتفجير والاغتيال، عملا بما أرساه منظرها الإرهابي سيد قطب، وأدى لاحقا إلى ولادة عصابات إرهابية عدة من ذلك الرحم النجس، في مختلف دول العالم الإسلامي.

منذ العام 1928 لا تزال جماعة “الإخوان” تتبع الأسلوب ذاته من أجل الوصول إلى الحكم في مختلف الدول الإسلامية، مراعية في بعض المجتمعات البنية الثقافية، وفي أخرى ساعية إلى تشكيل دين جديد لا علاقة له بالإسلام، لا من قريب ولا من بعيد، وفي ذلك تلعب على حبال التناقضات أو اصطياد الفرص عبر استغلال الاضطرابات الطارئة، أو التسلل إلى الحكم من خلال قنوات معروفة، تبدأ من التمكن المالي، عبر سلسلة مصالح تجارية وصناعية ومصرفية، وتمر بالتقرب من الحاكم، وتمكين محازبيها من المؤسسات العامة ومفاصل الدولة، وفي موازاة ذلك تثير الفوضى الممنهجة، وإظهار المؤسسات ضعيفة، إضافة لتصوير الحاكم على أنه فاسد، وغير أهل للحكم، وهي في كل ذلك تستخدم الدين عباءة لها، وتسوق محازبيها على أنهم الأتقياء البررة العاملين بأمانة وإخلاص.

هذا ما حاولته في عهد الملك فاروق قبل العام 1952، وصوَّرت مصر في عهده مزرعة خربة يديرها فاسدون لا يخافون الله، وفي بدايات حركة الضباط الأحرار تحالفت معها، بل صوَّرت جمال عبدالناصر المنقذ الذي سيخرج البلاد من غياهب الجهل والكفر إلى الرخاء والعلم والمعرفة والإيمان، لكن عندما اكتشفت أن هؤلاء لن يكونوا أداة طيعة بيدها عمدت إلى تأليب الشارع عليهم، وبدأت سلسلة من الأعمال الإرهابية، كان من ضمنها محاولة اغتيال عبدالناصر، إلى أن وصل الأمر حد المواجهة العلنية وحظر الجماعة.

الأمر ذاته حاوله فرعها في سورية، غير أن الحكم البعثي الحديدي الذي لا يقبل شريكا له في إدارة الدولة، تحرك بسرعة وكانت موقعة حماة الشهيرة، بعد أن ارتكب الجناح العسكري للجماعة سلسلة من المجازر ضد المدنيين، أشهرها مجزرة مدرسة المدفعية إذ كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.

بعد ذلك حاولت الجماعة المشاغَبة على المملكة العربية السعودية، غير أن المملكة أدركت منذ البداية ما تسعى إليه، فعملت على اجتثاثها بهدوء، وأحبطت كل محاولاتها، وكان التصريح الشهير للأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي أدلى به إلى “السياسة”في نوفمبر العام 2002، واعتبرها فيه أصل البلاء، واضعا حدا لأحلام الخفافيش في ضعضعة الوضع بالمملكة، لكن هي استمرت بالمحاولات اليائسة ولا تزال.

هكذا، أيضا، كانت حال “الإخوان” في الكويت حيث بدأت اللعب بالنار، والسعي إلى تأجيج الوضع الداخلي بالمظاهرات والاعتصامات وشيطنة القضاء والدولة، متأملة أنها تستطيع جر البلاد للمستنقع الذي أغرقت فيه ليبيا وتونس وسورية، وقبلها الجزائر، لكن خاب مسعاها بفضل حكمة القيادة السياسية، ونخبة الكويتيين الشرفاء الذين تصدوا بحزم لها.

في العام 2011 عندما بدأ “الربيع العربي” في تونس ركبت الجماعة موجة الاحتجاجات الشعبية، واستطاعت الاستيلاء على الحكم فيما بعد، والسيناريو ذاته كررته في مصر، لكن لاحقا اكتشف الجميع كيف كانت هي المحرك من خلف الستار للوضع فيها، وكيل الاتهامات للرئيس حسني مبارك بأنه يمتلك 70 مليار دولار، نهبها من قوت الشعب، وغيرها من الاتهامات التي تتقن فبركتها، غير أن المصريين لم يقبلوا أن تتحول هذه الجماعة قوة حكم تغير مصير دولتهم فثاروا عليها في العام 2013.

في كل هذه المعمعة كانت الجماعة تستفرد بغزة، ولا تزال، ويذكر الجميع تورطها مع الدوائر الأميركية والإسرائيلية في مشروع غزة البديلة، أي الحصول على أرض مقتطعة من سيناء لتوطين الفلسطينيين فيها، فيما لم تحد أنظارها عن الأردن كوطن بديل للفلسطينيين، وتكون هي الحاكم له، بعد إسقاط الحكم الملكي.

صحيح أن الأردن خرج من عنق زجاجة الاحتجاجات الأخيرة، وينتظر أن يكون هناك حوار وطني شامل، كما طلب الملك عبدالله الثاني، لوضع منظومة ضريبية جديدة، وخطط تنمية تنتشل البلاد من أزمة خانقة جراء تبعات الوضع الاقتصادي الدولي، خصوصا بعدما تنادت المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات إلى دعم الأردن، عبر قمة رباعية تعقد اليوم في مكة المكرمة.

ورغم هذا فإن “الإخوان”، مازالوا يعملون، من خلف الكواليس، على زعزعة الوضع الأمني، إما من خلال الاستمرار بالدعوة إلى التظاهر، أو بشيطنة الحكم.

في السنوات السبع الماضية، شهد الأردن العديد من الاحتجاجات، التي كان الهدف منها نقل ما سمي زورا “الربيع العربي” إليه لكن يقظة غالبية الشعب أفشلت تلك المحاولات، واليوم لا يتصور عاقل أن هذه الجماعة تستطيع أخذ المملكة الهاشمية إلى حيث تريد، لأن التهديد الذي يمثله “الإخوان” أكبر من مجرد احتجاج على ضريبة، إذ صحيح أنه يبدأ منها لكنه يصل إلى إسقاط الحكم وشطب الأردن عن الخريطة كي يصبح وطنا بديلا للفلسطينيين، ولهذا فإن فشلهم اليوم في الأردن سيكون المسمار الأخير في نعشهم، فلا تقوم لهم قائمة بعدها.

 

«تخصيب» الاختناق الإيراني

راجح الخوري/الشرق الأوسط/09 حزيران/18

قبل أن يصل خطاب علي خامنئي، الذي أطلق رصاصة الرحمة على رأس الاتفاق النووي إلى العواصم الغربية، كانت الولايات المتحدة تعلن أنه لن يتم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وتطوير سلاح نووي، محذّرة الحكومات والشركات من التعامل مع طهران، ومعلنةً عن مروحة جديدة من العقوبات لم تكن موجودة في السابق، في حين أعلنت فرنسا أن التخصيب خط أحمر. إيران قررت العودة إلى ما قبل يوليو (تموز) من عام 2015، تاريخ الإعلان عن الاتفاق النووي مع مجموعة «5+1»، الذي وصفه يومها باراك أوباما، المتهافت على إبرام أي اتفاق يغطي على فشل سياسته الخارجية، بأنه «إنجاز العصر»، ليأتي دونالد ترمب ويعلن انسحاب أميركا من هذا «الاتفاق الكارثي»، كما وصفه. خامنئي لم يضع رصاصة الرحمة فحسب في رأس الاتفاق، الذي كان قد فتح نوافذ رياح منعشة اقتصادياً على إيران، بعد عشرة أعوام من العزلة الدولية والعقوبات الخانقة، بل وضع رصاصة في رأس المساعي، التي كانت الدول الأوروبية تبذلها مع حكومة حسن روحاني، لإيجاد مخرج يحيي هذا الاتفاق، عبر الاستجابة إلى شروط واشنطن وهي:

وقف إيران تطوير الصواريخ الباليستية، والكفّ عن العربدة التخريبية والتدخل في شؤون الدولية الإقليمية، والتوقف عن دعم الإرهاب، والموافقة على رقابة دولية جادة للمنشآت النووية، خصوصاً في «نطنز».

وكان خامنئي قد حذّر الأوروبيين، يوم الاثنين، من الاعتقاد بأن بلاده يمكن أن تستمر في قبول وقف برنامجها النووي مع البقاء تحت رحمة العقوبات: «أقول لهذه الدول إن عليها أن تدرك بأنه حلم لن يتحقق... هذا لن يحصل أبداً»، وفي حين فسّر عدد من المحللين تصريحاته وتعليماته للبدء في تخصيب اليورانيوم وتعزيز القدرات الصاروخية، بأنها يمكن أن تشكل تمهيداً لحرب محتملة، رأى آخرون أنها عودة سريعة إلى مربع العزلة الدولية والاختناق الاقتصادي الذي عرفته في الماضي، وما كانت لتوافق يومها على الاتفاق إلا نتيجة لهذه العقوبات!

وإذا كانت إيران تعود الآن إلى مربع العقوبات الأول، وفي زمن أكثر تعقيداً وصعوبة بسبب تضاعف معاناتها الاقتصادية، نتيجة تدخلاتها وافتعالها الصراعات في سوريا والعراق واليمن، وما تتكلفه من عشرات الملايين لتمويل سياساتها وعربدتها الإقليمية، فإن الدول الأوروبية التي استماتت للتوصل إلى تسوية تنعش الاتفاق، ستعود سريعاً إلى الحظيرة الأميركية والالتزام بالعقوبات، خصوصاً بعدما أعلن خامنئي أنه أصدر تعليماته إلى منظمة الطاقة الذرية الإيرانية برفع أجهزة الطرد المركزي إلى 190 ألف وحدة.

ومن المعروف أن الدول الأوروبية انخرطت في مشاورات حماسية مع الحكومة الإيرانية بهدف إنقاذ الاتفاق، ليس لأنها ضد العقوبات الأميركية أصلاً، بل لأن الاتفاق عام 2015 فتح أمام الشركات الأوروبية، باباً لسوق تحتاج إلى كل شيء تقريباً بعد سنوات من العزلة، ولهذا تهافتت كبريات الشركات على الاستثمارات في إيران، ولكن الوقائع الاقتصادية والأرقام لا تسمح بالمغامرة أبداً بخسارة السوق والتبادلات مع أميركا وقيمتها تتجاوز 18 تريليون دولار في مقابل 700 مليون دولار، هي قيمة العقود التي أبرمتها هذه الشركات في إيران!

وفي هذا السياق تحديداً، وقبل أن يعلن خامنئي العودة إلى التخصيب النووي، كانت مجموعة «بيجو سيتروين» قد أعلنت تعليق أنشطة مشروعاتها المشتركة في إيران لكي تصبح ملتزمة بالقانون الأميركي في التاريخ الذي حدده الرئيس ترمب، أي السادس من أغسطس (آب) المقبل، وأنها بدعم من الحكومة الفرنسية تعمل مع السلطات الأميركية من أجل بحث تقديم إعفاء من العقوبات المحتملة.

«الدعم من الحكومة الفرنسية» يعني، ضمناً، أنه رغم كل الحماس والجهود التي بذلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع البريطانيين والألمان لإنقاذ الاتفاق، تبقى الوقائع الاقتصادية أهم، خصوصاً مثلاً عندما تعلن «بيجو سيتروين» أن مجمل أنشطتها في إيران يمثّل أقل من واحد في المائة من إيراداتها!

موجة الهروب من إيران بدأت عملياً قبل خطاب خامنئي الذي سيعيد الأوروبيين إلى الحظيرة الأميركية، ويدفع بإيران إلى مزيد من الاختناق الاقتصادي في مرحلة خانقة أصلاً، وصلت إلى درجة اعتراف الحكومة رسمياً، بأن نسبة الفقر تصل إلى خمسين في المائة، وأن البطالة في بعض المدن تجاوزت نسبة 60 في المائة، وكل ذلك يؤجج حركات التظاهر والاحتجاج المتزايدة وشبه اليومية، التي يواجهها النظام بالقمع ما يزيد من تأزيم الوضع الداخلي المأزوم أصلاً!

قبل أسبوعين، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في جلسة سرية بالبرلمان إن الاتفاق النووي في غرفة الإنعاش وفي حال موت سريري، بسبب عدم وضوح الأوروبيين حول الضمانات بعدم الخروج منه، ولا نعرف فعلاً كم سيتمكنون من المقاومة أمام العقوبات الأميركية، لأن مساهمي الشركات الأوروبية هم أميركيون، والشركات ربما لا تتبع الحكومات. وهكذا لم يكن مفاجئاً أن يعلن الموقع الإلكتروني لغرفة التجارة الإيرانية أن عدداً كبيراً من الشركات العملاقة قررت المغادرة فوراً بعد عشرة أيام من قرار ترمب، أي قبل موعد تنفيذ العقوبات بأسابيع، وهي: «توتال»، و«آني»، و«سيمينز»، و«إيرباص»، و«أليانتس»، و«دانييلي»، و«مايرسك»، والحبل على الجرار كما يقال!

بالعودة إلى خطاب خامنئي، كان لافتاً جداً أنه لم يتوانَ عن توجيه الاتهام إلى أطراف داخلية، باتخاذ مواقف مشابهة لتلك التي تنتهجها الدول الغربية، بشأن برنامج تطوير الصواريخ الباليستية، الذي وصفه بأنه مصدر قوة، وذلك في إشارة واضحة إلى حكومة حسن روحاني، التي كانت قد وعدت بتحسين الأوضاع الاقتصادية، وراهنت على إمكان التوصل إلى صيغة تفاهم مع الأوروبيين يمكن أن تنقذ الاتفاق، وهو ما يعني وجود انقسامات فعلية في السلطة السياسية ليس حول التفاهم مع الأوروبيين، بل استطراداً حول مطالبتهم بوقف التجارب الصاروخية والكفّ عن التدخلات الإقليمية.

وإذا كان أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية الإيرانية بعد الثورة الذي عُزل من منصبه، قد اعتبر أن موقف خامنئي دليل قاطع على عجزه، لأنه يقوم على تعقيد الأزمة بدلاً من إيجاد حلٍّ لها، فإن المراقبين السياسيين يجمعون على أن قرار العودة إلى التخصيب يُعتبَر نهاية فعلية لمرحلة محاولات الاعتدال التي حاول حسن روحاني اتّباعها مع المجتمع الدولي، والعودة إلى مرحلة جديدة من التشدد تشبه حقبة أحمدي نجاد الذي يشتبك في خلاف حاد مع خامنئي هذه الأيام! بعد الاتفاق عام 2015، أفرجت الولايات المتحدة عن عشرات مليارات الدولارات التي قال دونالد ترمب إن «نظام الملالي استعملها لتمويل عمليات تدخلاته التخريبية في دول المنطقة، ولدعم أذرعه العسكرية الإرهابية»، وها هو خامنئي يرد الآن على مطالب الأوروبيين بالكفّ عن العربدة الإقليمية بالقول: «سنواصل دعمنا للدول المقهورة»، لكن هذا الدعم سيضاعف عملياً من القهر الداخلي الذي يعاني منه الشعب الإيراني، في وقت بدأت فيه التطورات بالمنطقة تسرع الخطى من سوريا إلى اليمن إلى العراق لإنهاء التدخلات الإيرانية التخريبية!

 

انتبهوا لما يجري بين أميركا وحلفائها الكبار

روبرت فورد/الشرق الأوسط/09 حزيران/18

من السهل فهم السبب الذي يجعل قراء هذه الجريدة ينتبهون لهذه الدرجة للأزمات الكثيرة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، لذلك أتمنى أن يتقبل مني الناس بعض النصح. انتبهوا لمراقبة ما يجرى بين الولايات المتحدة وحلفائها السياسيين والاقتصاديين التقليديين في أوروبا واليابان. خلال السنوات الأربعين التي قضيتها في العمل الدبلوماسي وكأستاذ جامعي، لم أرَ هذا الكم من المشكلات الكبيرة التي شابت العلاقات بينهما. وعلى مدار خبرتي الطويلة، أرى أنه من المستحيل أن يكون لديك تحالف سياسي موثوق به، في حال كان أعضاء ذلك التحالف منهمكين في حرب اقتصادية.

وإليكم أول حدث تشاهدونه: في 7 و8 يونيو (حزيران) الجاري، عقد في بروكسل اجتماع بين وزراء الدفاع في دول حلف شمال الأطلسي (ناتو). ومن المفترض أن تركز النقاشات على الإنفاق العسكري والقدرات العسكرية. يثق جميع أعضاء «ناتو» بوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس؛ لكن القضايا التجارية دخلت أجندة «ناتو». وأبلغ وزير الدفاع الكندي هرجت سيجان، وسائل الإعلام الكندية بأنه سيتحدث خلال اجتماعات الحلف عن العقبات التجارية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على كندا. واعترفت إدارة ترمب بأنها بالفعل فرضت ضرائب جديدة على واردات الصلب الكندي لحماية الأمن القومي الأميركي. ويقول الكنديون إنه من المضحك اعتبار كندا مصدر تهديد للأمن القومي الأميركي. وأفاد كذلك بعض أعضاء «ناتو» من الأوروبيين بأنهم يودون مناقشة أمر الضرائب الأميركية الجديدة المفروضة على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبي، وذلك على هامش اجتماعات «ناتو».

وفي السياق ذاته، قال يينس ستلوتنبرغ، سكرتير عام «ناتو» لوسائل الإعلام في 5 يونيو، إن النزاعات الاقتصادية تسببت بانقسامات كبيرة داخل الحلف، وإنه يتعين عليه السعي لتقليل التبعات السلبية المترتبة على ذلك على «ناتو».

الحدث الثاني الذي تجب مراقبته، هو قمة رؤساء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى أمس، الجمعة 8 يونيو؛ إذ فشل وزراء مالية الدول السبع في الوصول للاتفاق على بيان مشترك خلال الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي للإعداد للقمة. وظهرت على السطح خلافات كبيرة حول السياسات التجارية والبيئية، وبالطبع حول الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني. وكان من غير المعتاد للدول السبع التي طالما كانت من أقرب حلفاء الولايات المتحدة طيلة 60 عاماً ماضية، ألا تتفق على بيان ختامي مشترك. وأفاد مسؤول ياباني بأنه شارك طيلة 20 عاماً في الإعداد لاجتماعات القمة تلك، ولم يرَ الولايات المتحدة في حالة عزلة مثل تلك التي يراها الآن.

وفي هذا الصدد، ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تحدثا مع الرئيس ترمب الأسبوع الجاري؛ لكن المحادثات كانت مزعجة. وجاءت أقوى الانتقادات الموجهة للأميركيين من كندا، التي ربما تعد أقرب حلفاء الولايات المتحدة. وانتقاماً من الضرائب الأميركية الجديدة المفروضة على صادرات الصلب والألمنيوم الكندي، قام رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بفرض ضرائب جديدة على بعض المنتجات الأميركية، وصرح بأن الإجراءات التجارية الأميركية بمثابة إهانة لكندا التي خاضت حروباً إلى جانب الجنود الأميركيين. وفي تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بتاريخ 1 يونيو الجاري، قالت سيدة تعيش بمدينة هاملتون الكندية التي تضم مصنعاً كبيراً للصلب، إن الضريبة الأميركية الجديدة «صفعة على وجه الكنديين». وفي غضون ذلك، طلب الرئيس ترمب من إدارته الأسبوع الماضي رفع العقوبات المفروضة على شركة الاتصالات الصينية الكبرى «زي تي إي» لدخولها في مشروعات تجارية مع إيران وكوريا الشمالية، وهي العقوبات التي تسببت بعدم مشروعية تلك الصفقات. وستكون العقوبات القانونية الأميركية قاسية؛ لكن الرئيس ذكر في تغريدة على «تويتر» أنه يسعى للحفاظ على الوظائف في الصين. لكن الإدارة الأميركية لم توضح سبب حرص الرئيس على الوظائف في الصين التي لا تعد حليفاً للولايات المتحدة، رغم أنه ليس قلقاً بشأن تدهور العلاقات الاقتصادية مع دول «ناتو» واليابان. قد يكون ذلك جزءاً من استراتيجية ترمب التفاوضية، وربما يغير رأيه، فحلف «ناتو» لن ينهار الأسبوع القادم. وعلى العكس من شركاء الولايات المتحدة التجاريين في كندا والمكسيك، لم تنفذ الدول الأوروبية واليابان تهديداتها بالانتقام وشن حرب تجارية. وحلف «ناتو» مر بأزمة السويس عام 1956، وأزمة أخرى في العراق عام 2003؛ لكن علينا أن نتذكر أن أياً من هاتين الأزمتين لم تنشب لسبب تجاري أو اقتصادي. والأسبوع الجاري، صرح السفير الأميركي السابق لدى «ناتو»، أيفو دالدر، لوسائل الإعلام الأميركية، أن تحالفات مثل «ناتو» تعتمد على الثقة. لكن ما نشاهده أمام ناظرينا هو أن إدارة ترمب تبدو كمن يسكب ماء النار على علاقاتها بأهم الحلفاء الغربيين، وهي العلاقات التي قضى الرؤساء الأميركيون السابقون، منذ فرانكلين روزفلت وحتى الآن حياتهم في بنائها.

لذلك إن لم يتغير هذا الوضع، فسيختلف حال السياسة الجيوسياسية تماماً، في غضون أقل من 20 عاماً.

 

فصل جديد في العلاقات الدولية!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/09 حزيران/18

قد يوصف القرن الواحد والعشرون بكونه مختلفاً جذرياً في العلاقات الدولية عما سبقه طويلاً من قواعد معمول بها، من خلال ظاهرة سقوط الآيديولوجيا في التعامل بين الأمم، بعد أن اتصف القرن العشرون بصراع آيديولوجي محتدم، كان وقتها بين المعسكر الرأسمالي، والمعسكر الاشتراكي، الذي كانت تسعى قياداته في المكانين، لأن تفرض على العالم رؤيتها في العيش والحياة، مستخدمة كل الحيل المشروعة، وغير المشروعة. المعسكر الرأسمالي أعلى من أفكار مثل الحرية وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية واقتصاديات السوق، ولم يبخل في استخدام الدين أيضاً كرافعة من روافعه الكثيرة، وحتى الدخول في معترك الحروب والانقلابات، كما تبنى المعسكر الاشتراكي المساواة وحقوق العمال والاستقلال الوطني والسوق الاشتراكية كرافعة مضادة، مع الإشارة إلى مثالب استخدام الدين في السياسة لتمرير الاضطهاد. واستخدم هذا المعسكر أيضاً عدداً من الأدوات تشابه تلك الأدوات التي استخدمها المعسكر الآخر، ولكن لأغراض أخرى.

تلك المعركة وصلت إلى نهايتها مع نهاية القرن العشرين، ثم بدأت مرحلة جديدة، هي مرحلة الخروج من الدوائر المغلقة، يمكن أن تعرف أنها مرحلة «المساومة». اليوم «المساومة» تحقِق على أكثر من صعيد، وفي أكثر من ركن من العالم، نتائج غير متوقعة، دون النظر للمبادئ والمثاليات، التي كان المعسكران المتنافسان يدعيانها في السابق. لو أخذنا مسطرة «سقوط الآيديولوجيا وصعود المساومة» وطبقناها على الكثير مما نشهد من أحداث حولنا لاتضحت الصورة أكثر.

في وسط هذا الأسبوع سوف يشد العالم الأنظار إلى سنغافورة لمتابعة لقاء الرئيس الأميركي بزعيم كوريا الشمالية، وهو لقاء تاريخي، إلا أن عمود اللقاء، هو ليس حل الاختلاف الآيديولوجي، أو انتصار واحد على آخر، بل الوصول إلى مساومة في تحجيم القدرة النووية من جهة، وتأكيد سلامة النظام الكوري الشمالي (كما هو) من جهة أخرى، تحت قيادة سلالة ديكتاتورية، تحمل هي أيضاً تناقضاتها، بصرف النظر من الجانب الأميركي عن «حقوق الإنسان والديمقراطية وحق العيش الكريم والحر والسوق الحرة» التي كانت شعارات المرحلة السابقة، وبصرف النظر من الجانب الكوري الشمالي عن حقوق العمال والمساواة وحرب «الإمبريالية» الظالمة والسوق الاشتراكية. بكلمة أخرى افعلوا ما تشاءون في أموركم الداخلية، واقصروا قدرتكم على إيذائنا المحتمل فقط. تلك الفكرة المتبادلة هي نقلة نوعية في العلاقات الدولية.

من منظور آخر فإن موقف أوروبا الغربية تجاه إيران يشي بالمصفوفة السياسية نفسها، ويصب في الاتجاه نفسه (المساومة)، فأوروبا ليست معنية بالتقدم في تطوير إنتاج الصواريخ الإيرانية العابرة، ولا بالتمدد الإيراني في الجوار، ولا حتى بحقوق الإيرانيين الطبيعية في الحرية، ذلك أمر محلي، هي معنية بإنقاذ اتفاق جلب لها سوقاً تحتاج إليها، ومكاناً للاستثمار المربح يساعد على فك جزئي من ضائقتها التسويقية، ويفك بعضاً من أزمتها الاقتصادية، أما أن تحصل إيران في وقت ما على القدرة النووية، فذلك أمر آخر لزمن آخر!

هنا تبرز تقدم آلية المساومة، وتختفي مبدئية الآيديولوجيا، حيث ترى أوروبا أمام عينها كيف يتعامل النظام الإيراني مع مواطنيه بالكثير من القمع والاضطهاد، ومع جواره بالتمدد غير السوي المتبوع بالقهر، ونصرة أنظمة وميليشيات ضد رغبة أغلبية شعوبها! ولا يضيرها في ذلك شيء! إيران ليست بعيداً عن المساومة، الشعارات التي تطلق هي للعوام والسذج، فقد دخلت في مساومة مع إسرائيل من خلال أطراف أخرى هي روسيا الاتحادية، فبعد شعارات الموت والفناء، وشعارات المقاومة، اتجهت من خلف أبواب مغلقة للمساومة، في الابتعاد عن الوجود العسكري في الجوار الإسرائيلي، ومنع حلفائها من القيام بتوجيه طلقة إلى الحدود الإسرائيلية الداخلية، فقط ذر الرماد في عيون العوام، من خلال إطلاق بضعة صواريخ على الجولان، بعد أن تم توجيه ضربات موجعة لتجمعاتها في سوريا، هي أيضاً تتجه إلى المساومة والتخلي عن الآيديولوجيا، بصرف النظر عما نسمع من ضجيج عالٍ من المناصرين.

تركيا التي تستخدم أيضاً الآيديولوجيا في مكان ما، من أجل دفع مصالحها وتزينها للعوام، تذهب ذلك المسار (المساومة) فبعد صراخ سياسي واحتجاج على الولايات المتحدة بسبب نقل سفارتها إلى القدس، وسحب السفير التركي من واشنطن (للتشاور) احتجاجاً، يعود السفير من جديد، ولن يكون من المستغرب أو المفاجئ أن يعود السفير التركي إلى تل أبيب في وقت ليس بعيداً، حيث تشهد العلاقات الاقتصادية نمواً غير مسبوق بين البلدين. العلاقات الدولية تخلع ملابسها القديمة وتتزين بملابس جديدة مختلفة جرى تصميمها في المصالح التي يراد تحقيقها، وليس في الأفكار التي يرغب البعض في ترويجها. لم يعد المعسكر الشرقي «شرقياً» بالمعنى القديم، فهذه روسيا الاتحادية رأسمالية الطابع، أكثر من الرأسماليين، وتلك الصين تحقق نمواً اقتصادياً غير مسبوق، حتى في العالم الرأسمالي القديم.

علامة القرن الواحد والعشرين هي ارتفاع نسبة المصالح والمساومات وانخفاض نسبة الآيديولوجيا، حتى أوروبا الموحدة تشهد ذلك المسار في صعود قوى بعدد من البلدان تقاوم فكرة آيديولوجية هي «الاتحاد الأوروبي»، وتسعى للانفكاك من قيوده ومحاذيره وارتباطاته، بدأتها بريطانيا، ولكنها لن تكون الأخيرة!

الفرق أن بعضاً من شرقنا العربي المنكوب ما زال خلف سراب «الآيديولوجيا المشوهة»، فذلك المجموع من اليمنيين الذين يسمون أنفسهم «أنصار الله» هم عينة من الآيديولوجيا المشوهة التي تحاول أن تعيد عجلة التاريخ إلى الخلف. إنها محاولة كتب عليها البؤس، مهما لبست من شعارات، فالحكم الإمامي (الآيديولوجي) لم يعد يناسب العصر، أو قادراً على حل مشكلات الشعوب في القرن الواحد والعشرين، إنه احتجاز النفس في دوائر مغلقة بالإيهام بالمطلق والنهائي السرمدي، مثل ذلك ليس له مستقبل، وحتى إن كان له ماضٍ! مثل حركة الحوثيين في اليمن كمثل حزب الله في لبنان، الذي يعرف الجميع أن طريقه إلى «حرب تحرير» هي طريق مسدودة بالكثير من العوائق، أهمها المساومة الإيرانية الغربية، كل ما يستطيع أن يفعله هو أخذ جموع اللبنانيين رهينة سلاحه، الذي سوف يبدأ بالتقلص، نتيجة المساومة الإيرانية مع الغرب، أما تيار «الإخوان المسلمين» المسيس الذي هو أيضاً يتشبث بآيديولوجيا الإسلام السياسي، المرتكز على آيديولوجيا «الخلافة والصحوة»، الذي أفرز الكثير من حركات التشدد، بل وجماعات الإرهاب الأسود، وقصَّرَت قيادات الجماعة، على الرغم من كل النكبات السياسية التي واجهته، في القيام بمراجعة حصيفة للمسيرة والمسار، بل ظل كثير من منتسبيها في تلك الدائرة المغلقة من التمني، وفي بعض الأوقات الأوهام المعلقة على الخرافة! لا تقرأ ولا تريد أن تقرأ التحول العالمي في العلاقات الدولية، واتخذ جناحها الفلسطيني «حماس»، مسار الانفصال والانتحار الذاتي بسبب ذلك القصور. الدوائر العربية المعنية مطلوب منها أن تبحث عن مسارات جديدة للنظر في المشكلات التي تواجهها في العلاقات الدولية، بعيداً عن المسارات السابقة، فالخطيئة التي ترتكب، أن تقدم حلولاً قديمة لمشكلات مستجدة!

آخر الكلام: من الخبرة الإنسانية في العصر الحديث، حتى لو سدت الآيديولوجيا القاتمة بعض الحاجات الاجتماعية مثل الحشد والتجنيد وقمع الآخر، إلا أن ذلك مؤقت، ويتناقض على المدى المتوسط والطويل مع الحاجات الاقتصادية والسياسية للبشر.

 

ليبيا... الجبهة الإيرانية الخامسة؟

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/09 حزيران/18

شمال أفريقيا، المنتظر الثاني. دولة كانت وما زالت ساكنة بقوة في الفكر التاريخي العقائدي لملالي إيران. هناك في الشمال الأفريقي ولدت الدولة الفاطمية الإسماعيلية الشيعية. انطلقت من تونس وامتدت إلى مصر والحجاز والشام وعدد من جزر البحر الأبيض المتوسط، كانت يوماً من أقوى كيانات التاريخ. في الأسبوع الماضي أقامت إيران احتفالية كبرى إحياء لذكرى رحيل آية الله الخميني. تحدث تلميذه وخليفته خامنئي عن أفكار الراحل ومناقبه، أعاد إشعال شعارات الثورة وجدد إصرارها على الاندفاع في نشر نفوذها في الخارج. كرر كلمة «النفوذ» بمعنى الهيمنة، وقال تحديداً، إن لإيران اليوم نفوذاً في غرب آسيا وشمال أفريقيا. اليوم يُدرس تاريخ الدولة الفاطمية في المدارس والجامعات الإيرانية وتعقد حوله الندوات والدراسات في مختلف المدن الإيرانية، وكذلك في الحوزات العلمية الشيعية، وتُعد فيه رسائل الشهادات العليا. أسس الفاطميون دولتهم في تونس، واتخذوا من المهدية عاصمة لهم تيمناً باسم عبيد الله المهدي المؤسس بدعم من قبيلة كتامة المغاربية. أقاموا التحصينات وتقدموا في صناعة السفن التجارية والحربية وصار كيانهم الجديد قوة ضاربة في المتوسط. كانت الحركة الفاطمية تمزج بين الدعوة للمذهب الإسماعيلي الشيعي، والقوة العسكرية، وتوسيع القدرات المالية. منذ البداية سيطرت الرؤية التوسعية والتمكين للمذهب في أكبر رقعة من العالم العربي وخارجه. عبيد الله المهدي العراقي الشيعي، انتقل في البداية إلى اليمن للدعوة إلى المذهب. لم يستقر طويلا وغادر إلى مكة حيث انتقل من هناك إلى شمال أفريقيا رفقة قوافل الحجاج المغاربة. اتصل بقبيلة كتامة وعمل على التبشير بينها. عنوان الدعوة إقامة خلافة تحت راية آل البيت النبوي الشريف، والعنوان هو فاطمة الزهراء ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم. إذن، البداية هو الانتقال إلى أرض بعيدة عن مركز ثقل مركزية الحكم التي كانت في بغداد، والتحرك في الأطراف الرخوة وبين كتل اجتماعية لها القابلية لاحتضان الدعوة والقدرة والاستعداد القتالي للدفاع عنها ونشرها بقوة السيف.

هذه القاعدة نراها اليوم عملياً في حركة حكام إيران في المشرق العربي ويجرى الترتيب لها في شمال أفريقيا. الإرساليات السرية هي بذرة البداية التي تنبت الفكر وتخلق قوة التمكين له. بعد اشتداد عودهم في تونس ومساحة واسعة من شمال أفريقيا تحركوا عسكرياً نحو مصر بقيادة جوهر الصقلي. مصر كانت قد وهنت عسكرياً وإدارياً، ضعفت قواها في أواخر عهد الإخشيديين، فبعد رحيل كافور ساد الخلاف بين القادة، ومصر كانت بالنسبة للفاطميين الهدف الأكبر، فمنها يمكن التحرك نحو الشام والحجاز مع ثقلها السكاني وإمكاناتها البشرية والزراعية والعلمية.

اليوم العين الإيرانية على شمال أفريقيا لأكثر من دافع؛ الأول، أن هناك سيولة أمنية وأودية في الإقليم، وغياباً لسيطرة الدولة القوية على مفاصل البلاد. الثاني، بعد الإقليم عن المشرق العربي وهو مركز الصراعات والتداخلات السياسية والعسكرية بين القوى الإقليمية والدولية.

الثالث، يعتقد الإيرانيون أن بقايا الموروث الفاطمي الشيعي لا تزال حية في اللاوعي الشعبي في شمال أفريقيا، وأن الدولة الفاطمية التي سادت في شمال أفريقيا قد تركت فلكلوراً ثقافياً يمكن توظيفه في عملية التبشير اليوم للمذهب الشيعي. الرابع، أن المذهب السني المالكي الذي بقي قوياً خلال العهد الفاطمي لم يعد اليوم قوياً في عقول الأجيال الجديدة، وبالتالي فإن المقاومة لحملة التبشير الشيعي الجديد لن تجد مقاومة دينية صلبة. الخامس، الحركات المتطرفة التي انخرط فيها آلاف من أبناء شمال أفريقيا، تؤكد بالنسبة للرؤية الإيرانية استعداد شرائح من هؤلاء للانسياق في تيار الخطاب الإيراني المعادي للغرب وإسرائيل.

السادس، يرى الإيرانيون أن وجود موطئ قدم لهم في شمال أفريقيا يقدم لهم ورقة ضغط ذهبية على القارة الأوروبية. وسيف المعز الفاطمي وذهبه يسكن العمامة الإيرانية. فعندما شكك بعض علماء مصر في نسب المعز إلى آل البيت جمعهم وقال لهم شاهراً سيفه: هذا حسبي، وأخرج كيس ذهبه قائلاً: هذا نسبي.

الإيرانيون يعتقدون أن الظروف الاقتصادية تجعل كثيراً من الشباب المعوز الغاضب قابلا للتوظيف والتحريك.

لماذا ليبيا؟

ليس سراً عند المتابعين والعالمين بالأمور أن إيران استطاعت عبر السنوات الماضية تأسيس خلايا شيعية لها في شمال أفريقيا. وقد تم اكتشاف عدد منها في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. انتشار الجدل الديني وبروز تيارات وافدة إلى المنطقة، وتراجع حضور المذهب المالكي الوسطي، شجع الإيرانيين على الدفع ببضاعتهم إلى الميدان المتلاطم التيارات والفتاوى والاجتهادات. بعد الثورة الإيرانية وقيام الجمهورية الإسلامية، تطورت العلاقات بقوة بينها وبين ليبيا في المجالات العسكرية والمدنية. أعطيت الشركات الإيرانية أعمالا في قطاع الصيانة العسكرية وخاصة للطائرات المروحية، وكذلك في بعض مشروعات البناء وصيانة المصانع. أبلغ الأمن الداخلي عن وجود خلايا تبشيرية شيعية بين العاملين الإيرانيين في هذه المشروعات، وصدرت الأوامر بعدم تمكين الإيرانيين من الحصول على عمل بمشروعات تحتاج إلى مجموعات كبيرة من اليد العاملة، ثم تقرر استبعاد إيران من العمل في أي مشروع في الأراضي الليبية.

بالعودة إلى الخبر الذي أذيع حول دخول عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى الأراضي الليبية مؤخراً بهدف تأسيس خلايا تبشيرية، أنا لا أستبعد الرغبة الإيرانية في فعل ذلك، لكنني أشكك في القدرة على الفعل. من المنظور الديني والعقائدي، قد تراجع كثيراً التعاطف السياسي والمذهبي مع المذهب الشيعي عموماً ومع السياسة الإيرانية. التطاول الذي يطفح من شاشات بعض القنوات الفضائية الشيعية على الخلفاء الراشدين وأمهات المسلمين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، تسبب في غضب كبير بين الأوساط الشعبية في بلدان الشمال الأفريقي، وكذلك ما تقوم به إيران من التأجيج العسكري والفكري والسياسي للصراعات في سوريا ولبنان واليمن والعراق. طرحتُ سؤالا، لماذا ليبيا؟ أقصد لماذا تحاول إيران اختراق الأراضي الليبية لزرع خلاياها العسكرية والفكرية بها؟ أكرر (مكر الجغرافيا)، فعبر التاريخ كانت البلاد هدفاً لقوى كثيرة حتى عندما كانت قليلة السكان والثروة، فلها أطول شاطئ على البحر الأبيض المتوسط، وتقابل عدداً من الدول الأوروبية على الضفة الأخرى منه، وتمتد حدودها مع عدد من الدول الأفريقية المغلقة التي لا موانئ لها. بالإضافة إلى أنها تتوسط دول العالم العربي فهي الرابط بين شرقه وغربه. فقد كانت طريق الفاتحين من الشرق إلى الغرب العربي، وكذلك الطريق التي تقدم منها جوهر الصقلي نحو مصر.

بعد الضغوطات التي تزداد ثقلاً على إيران في المشرق العربي، هل تحاول نقل بضاعتها الطائفية إلى المغرب العربي عبر البوابة الليبية؟ نظرياً لا أستبعد ذلك، فالدولة الفاطمية لا تزال حية تحت عمائم آيات الله. هم أشعلوا من رماد التاريخ ناراً في اليمن ولن يترددوا في تحريك رماد لم يعد له وجود منذ ألف عام.

 

عن الأحادية الأميركية والقمة الكندية

إميل أمين/الشرق الأوسط/09 حزيران/18

حين يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مدينة مالابي الكندية وجهاً لوجه مع قادة الدول الست الأكثر قوة وصلابة اقتصادياً حول العالم فإنه يكاد يشعر بإحساس غريب من نوعه... المعزول اقتصادياً، إن جاز التعبير، وفي دلالة على نتائج وتبعات سياساته عبر أقل من عامين في مقعده الوثير في البيت الأبيض.

يبدو الرئيس ترمب كأنه لا دلالة له على المنهج التعددي. إنه يؤمن بـ«أميركا الأولى» دون أدنى منافسة، كأنه يطبق نفس النهج السياسي لرؤى المحافظين الجدد الذين طرحوا في نهايات التسعينات من القرن العشرين رؤيتهم لأميركا المهيمنة على مقدرات العالم لمائة عام قادمة، في ما عُرف بـ«القرن الأميركي» المأمول.

الجمعة والسبت هما ختام لحساب الحصاد الترمبي اقتصادياً على الأقل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاقتصاد والسياسة وفي الخلفية منهما العسكرة حلقات متصلة يصعب فصلها، والشعوب تمشي على بطونها في حاضرات أيامنا وليس الجيوش فقط، كما كان الأمر في زمن نابليون بونابرت صاحب تلك العبارة الشهيرة.

مثيرٌ شأن الرئيس ترمب؛ إذ تراه كأنه يعلن حرباً تجارية على الحلفاء الرئيسيين لبلاده من الأوروبيين والكنديين على حد سواء، سيما بعد أن أقر بأنه ماضٍ قدماً في عملية فرض الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب من الاتحاد الأوروبي، بعد انتهاء مهلة الإعفاء التي استمرت مدة شهرين.

يكاد المتابع لخط سير ترمب يؤمن بأن الرجل يحمل دعوة لإحياء نعرة «قومية اقتصادية» لن تلبث في القريب العاجل أن تنحو إلى صيغة سياسية تولّد انفصاماً في الروح الأطلسية بين غرب الأطلسي وشرقه، وبين كندا وجارتها الجنوبية، وبخاصة في ضوء ردّات الفعل الأوروبية المتوقعة، والتي عبّر عنها وزير المالية الألماني أولاف شولتز حين أشار إلى أن القرار الأميركي جانبه الصواب، ويمكن اعتباره خرقاً للقواعد الدولية المتعلقة بتحديد التعريفات الدولية، وأن الاتحاد الأوروبي سيردّ بقوة.

يمكن للمرء أن يتفهم عقلية الرئيس الأميركي الذي يتحسس جيبه قبل أن يقدح زناد عقله عادةً كشأن صانع الصفقات، غير أن التغيرات الجيوسياسية والانصهارات التكتونية في السياسات العالمية تخبر المحيطين بترمب بأن قرارات رئيسهم تفتح الأبواب واسعة لإحياء أورآسيا من جديد، ذلك الحلم الذي لم تنفك روسيا تحدّث به، وتسعى في طريقه، والصين بين الأوروبيين والروس تتحين فرصاً اقتصادية تارة وسياسية تارة ثانية لتكتب اسمها على رقعة أقطاب القرن الحادي والعشرين شاء من شاء وأبى من أبى لا سيما من قبل العم سام، فهل هذا ما يسعى الرئيس ترمب إليه؟ وأي خسائر فادحة تصيب أميركا – ترمب من جراء سياسة أحادية لا تتصف بأي براغماتية مستنيرة من جراء إصراره على رفض منهج «تعددي، قوي ومسؤول وشفاف» الذي تحدث عنه رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، وهي صيغة لا يمكن القول إن ترمب سيقبل بها في ضوء ما عُرف عنه من الذهنية الأحادية التي لا تدرك فلسفة الموءامات؟

أحد الأسئلة المهمة والحساسة التي تطرح ذاتها بذاتها على المحللين السياسيين لرسم ووسم العلاقة بين واشنطن وبروكسل مؤخراً: «هل تخوض العاصمة الأميركية اختبار قوة ضد القارة العجوز؟ وإذا كانت تفعل ذلك فهل هو فعل مقصود منها ومن دون مواراة أو مداراة على المسار الأميركي كتابع وليس كحليف، سيما في ما يتصل بالقضايا الخلافية الكبرى؟

يبدو أن موقف الأوروبيين من إيران هي نقطة جوهرية في خلفية سياسات ترمب لجهة أوروبا، ما يعني أن الذين أوصلوا ترمب إلى البيت الأبيض وضعوا في تقديراتهم الاستشرافية محاولات الأوروبيين الخروج من بيت الطاعة الأميركي السياسي.

الأوروبيون وفي المشهد الإيراني، على سبيل المثال، يفضلون بقاء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس ترمب، وهم يعلمون أن لا قِبَلَ لهم بمواجهة واشنطن اقتصادياً، ولا مقارعتها في الساحة الدولية في هذا الصدد، لكن أي أحقاد سوف توغر صدور الأوروبيين من قبل منهجية ترمب؟ وما خيارات القوة الأوروبية التي سيرد بها على واشنطن؟ من باريس يعلن الإليزيه أنه «إذا تمادت الولايات المتحدة في مقاومتها، فإنه علينا ألا نضحي بمبادئنا ومصالحنا من أجل وحدة ظاهرية»... هل يمكن أن يلفت مثل هذا التصريح إلى ما ورائيات المشهد الأوروبي الأميركي بعد قمة كندا؟ وإلى أين سيحطّ حلف الأطلسي رحاله بعد السجالات التي ستدور همساً في المخادع وسينادى بها لاحقاً من على السطوح؟

يحاجج الأميركيون من أنصار الرئيس ترمب بأن الرجل منقذ وليس مخرباً، منقذ لبلاده عطفاً على محاولاته انتشال النظام الاقتصادي الدولي من وجه أولئك الذين أطلق عليهم غير مرة «الغشاشين» الذين يهضمون حقوق الأميركيين وفي المقدمة منهم الصينيون، وتالياً لا يألو جهداً في توجيه سهامه إلى الألمان الذين يصدّرون سياراتهم لأميركا دون أن يستوردوا منها مركبات أميركية، وإلى الكنديين الذين يغرقون البلاد بحديدهم الصلب، ويرى ترمب في البلدين «مشروعات للانتهازيين»، ما يعد تجاوزاً في لغة الخطاب السياسي الأميركي المعاصر، جعل الألمان والكنديين يستغربون اليوم من الرئيس ترمب وفي الغد يكون لهم شأن آخر.

يذهب لاري كادلو مستشار ترمب الاقتصادي، إلى أنه قد تكون هناك خلافات بين أميركا وحلفائها، لكنه يقلل من شأنها بوصفها نوعاً من «الشجار العائلي»، وأن جل ما يطالب به ترمب هو المعاملة بالمثل. لكن الحدث بأبعاده وما ورائياته يؤشر إلى فجوة تتعمق بين ضفتي الأطلسي سيكون لها ردّات فعل جيوبوليتكية مثيرة، وفي وقت يعاد فيه تشكيل العالم من جديد. على أنه وقبل الانصراف يتبقى سؤال جوهري: هل غيّرت سياسات ترمب الاقتصادية في عاميه الماضيين أوضاع «أقنان الأرض» من الأميركيين؟ قبل بضعة أيام كان فيليب ألستون مقرر الأمم المتحدة بشأن الفقر وحقوق الإنسان، يدعو السلطات الأميركية إلى توفير حماية اجتماعية قوية ومعالجة المشكلات الكامنة وراء ذلك بدلاً من «معاقبة الفقراء ومحاصرتهم». لقد منح ترمب كبار الأغنياء والشركات الكبرى مكافآت مالية غير متوقعة زادت من التفاوت الطبقي، ما يفيد بأن الحروب الاقتصادية الترمبية على هذا النحو لن توفر عدالة اجتماعية للبؤساء في أرض العم سام.

الخلاصة... من يخبر ترمب ما قاله آدم سميث «دعه يعمل دعه يمر»؟!

 

المأزق الإيراني مأزق روسي أيضا

خيرالله خيرالله/العرب/10 حزيران/18

خلف المأزق الإيراني مأزقا روسيا أيضا. كيف سيعمل فلاديمير بوتين على إخراج إيران من سوريا في ظلّ معرفته أن خروجها من دمشق يعني خروجها من طهران أيضا.

التفاهم الروسي – الإسرائيلي يتجاوز كل ما عداه في المنطقة

الأكيد أن روسيا ليست جمعية خيرية. لم ترسل قوات وقاذفات إلى سوريا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا النظام من أجل سواد عيون بشّار الأسد أو إيران. ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين عن أن وجود القوات الروسية في سوريا ينطلق “من المصلحة الروسية” صحيح. نعم، ينطلق هذا الوجود من المصلحة الروسية وليس من أي اعتبارات أخرى. هذا كلّ ما في الأمر. أما لماذا لا تتصدى الدفاعات الجوية الروسية للطائرات الإسرائيلية التي تقصف أهدافا تابعة للنظام السوري أو لإيران وميليشياتها في الجنوب السوري وحتّى في محيط حلب، فهذا عائد إلى وجود تفاهم روسي-إسرائيلي في العمق.

هل إيران من الغباء كي تعتقد أن روسيا جاءت إلى سوريا من أجل الانضمام إليها في “تحرير القدس” بعد تدمير كلّ مدينة ذات أكثرية سنّية سنّية مثل حلب وحمص وحماة وتطويق دمشق من كلّ الجهات بهدف تغيير طبيعة المدينة وتركيبتها السكّانية؟ ليس سرّا أن إيران تمتلك الكثير من الدهاء، لكنّ هناك فارقا بين الدهاء والاعتقاد أنّ في الإمكان استخدام روسيا في خدمة من نوع إبقاء بشار الأسد في دمشق من دون الحصول على مقابل. لا يمكن للدهاء الإيراني المرور مرور الكرام على فكرة أنّ روسيا لا يمكن أن تنقذ بشار بالمجان. روسيا تعمل من أجل روسيا وفلاديمير بوتين يعمل من أجل فلاديمير بوتين.

لعلّ أكثر ما يتقنه الرئيس الروسي معرفة كيفية استخدام الثغرات في الولايات المتحدة. لذلك عرف كيف يضحك على إدارة باراك أوباما، خصوصا في الموضوع السوري. لكنّ الرئيس الروسي يعرف أيضا أن شيئا ما تغيّر في واشنطن وأن عليه التكيّف مع وجود إدارة مختلفة على رأسها دونالد ترامب تكنّ عداء للنظام الإيراني وتعمل جديا، أقلّه إلى الآن، من أجل اقتلاع مخالبه المتمددة في الشرق الأوسط والخليج وحتّى في الداخل الإيراني.

يتجاوز التفاهم الروسي – الإسرائيلي كلّ ما عداه في المنطقة. لا لشيء سوى لأنه ينطلق من “المصلحة الروسية” التي تحدّث عنها فلاديمير بوتين. هناك مليون مواطن روسي في إسرائيل. تعتبر موسكو هؤلاء بمثابة رأسمال لها لا يمكن أن تستغني عنه نظرا إلى أنّها تستطيع الاستفادة منه في مجالات مختلفة، بما في ذلك الداخل الروسي. قبل فترة قصيرة، استُدعي بشار الأسد إلى سوتشي. التقى بوتين الذي أفهمه أنّ على النظام السوري، وهو نظام غير شرعي أصلا، تفادي إضفاء الشرعية على الوجود العسكري الإيراني في الجنوب السوري وفي دمشق ومحيطها.

كان ردّ فعل بشار بعد عودته إلى دمشق أن اتخذ موقفا منحازا لوجهة النظر الإيرانية بدل تنفيذ تعليمات الرئيس الروسي. تولّى وزير الخارجية وليد المعلّم التعبير عن الانقلاب الإيراني – الأسدي على روسيا. قال بالحرف الواحد إن الوجود الإيراني في سوريا “شرعي” وأن لا وجود لقواعد إيرانية في سوريا، بل هناك خبراء.

اعترض على الجهود الروسية من أجل صياغة دستور جديد لسوريا. ذهب إلى حد اعتبار التصرّف الروسي القاضي بكشف أسماء السوريين الذين يشاركون في صيغة الدستور الجديد بأنّه “قلة أدب” مؤكدا أن لا حاجة إلى دستور جديد ما دام هناك دستور العام 2012. فوق ذلك كلّه، نفى وجود اتفاق روسي – إسرائيلي في شأن انسحاب الإيرانيين والميليشيات المذهبية التابعة لهم من الجنوب السوري. لم يستوعب حتّى أن روسيا لا تريد أي وجود عسكري لإيران وميليشياتها في دمشق نفسها. أكثر من ذلك، ربط بين الاتفاق الروسي – الإسرائيلي وانسحاب الأميركيين من التنف.

تصرّف وليد المعلّم، وهو شخص مغلوب على أمره لا يؤمن بأيّ كلمة تصدر عنه، وكأنّه يمثل قوّة عظمى تتحكّم بما يجب أن تكون عليه طبيعة العلاقات بين أميركا وروسيا وإسرائيل!

كان المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية التابع للنظام إشارة إلى نقطة تحوّل في العلاقة بين بشّار وبوتين. ربّما نسي رئيس النظام السوري أن الرئيس الروسي أنقذه صيف العام 2013 من ردّ فعل أميركي على استخدام السلاح الكيميائي في الحرب التي يشنّها النظام على الشعب السوري.

صحيح أن باراك أوباما كان يريد تفادي أي عمل عسكري في سوريا كي لا يغضب إيران التي كان يتفاوض معها في شأن ملفّها النووي، لكنّ الصحيح أيضا أن روسيا كانت من تولّى إيجاد الإخراج المناسب لعملية تخلّص النظام من مخزون السلاح الكيميائي. عندما تطلب الأمر أن يختار بشّار بين روسيا وإيران، اختار إيران. يعرف جيدا أن روسيا مهتمة بالمحافظة عليه في انتظار اليوم الذي تتوصّل فيه إلى صفقة ما مع إدارة دونالد ترامب. أمّا إيران، فهي تعرف تماما أن مستقبل علاقتها بسوريا ووجودها فيها مرتبطان بشخص بشّار الأسد. لدى روسيا خيارات سورية كثيرة غير بشّار.

لديها عدد كبير من الضباط العلويين وغير العلويين درسوا في معاهدها ويتكلّمون الروسية. لديها معرفة دقيقة بالجيش النظامي السوري الذي وضع في مواجهة ثورة شعبية تردّد في قمعها. كان الدليل على ذلك أن أوّل الضباط الذين اعترضوا على قمع الثورة التي بدأت في آذار – مارس 2011  كان وزير الدفاع وقتذاك علي حبيب، وهو ضابط علوي.

ما نساه رئيس النظام ومعه الإيرانيون أن التدخل الروسي في آخر أيلول – سبتمبر 2015 حال دون دخول الثوار دمشق. كانت العاصمة ساقطة عسكريا. كذلك، اقتربت المعارضة من الساحل السوري حيث الكثافة العلوية. كان على إيران الاستنجاد بسلاح الجوّ الروسي الذي نقل طائرات إلى قاعدة حميميم قرب اللاذقية.

باشرت هذه الطائرات قصف مواقع معينة. أدى ذلك إلى تراجع الثوار في دمشق ومحيطها وفي منطقة الساحل. في مرحلة لاحقة استعاد النظام حلب في ظلّ تفاهم روسي – تركي. كان من بين بنود هذا التفاهم عدم السماح لبشار الأسد بالاحتفال بالانتصار على حلب عن طريق قيامه بزيارة للمدينة.

اعتقدت روسيا أنّها تستطيع فرض أجندتها على النظام وإيران. تبيّن أن العلاقة بين الجانبين أقوى بكثير، بل أعمق، مما تعتقد. إنّها علاقة عضوية تفرض على بوتين اتباع استراتيجية مختلفة في حال كان يريد بالفعل المحافظة على مصالح روسيا في سوريا واستثمارها في سياق الدور الجديد الذي يظنّ أنّه صنعه لبلاده.

لن يبصر مثل هذا الدور النور سوى في حال توافر حدّ أدنى من الندية بين موسكو وواشنطن. لعلّ أصعب ما يواجه فلاديمير بوتين في سوريا أنّه لا يستطيع تجاهل أنّ إيران تلعب في هذا البلد مستقبل نظامها بعدما وضعت نفسها أمام خيارين: أمّا مواجهة شاملة مع إسرائيل، مع ما يعنيه ذلك من حرب مدمّرة يمكن أن تصل إلى آثارها إلى لبنان… أو الانكفاء. مثل هذا الانكفاء يضع مستقبل النظام على المحكّ. إنّه يعني الكثير بالنسبة إلى إيران التي تقوم سياستها منذ العام 1979 على الهروب المستمر إلى خارج حدودها. خلّف المأزق الإيراني مأزقا روسيا أيضا. كيف سيعمل فلاديمير بوتين على إخراج إيران من سوريا في ظلّ معرفته أن خروجها من دمشق يعني خروجها من طهران أيضا؟

 

إيران تحاول هدم وئام ليبيا الديني

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/09 حزيران/18

النظام الإيراني الذي دأب على تصدير الفوضى إلى العالم، لم يفوت فرصة الفوضى في ليبيا ليكون أحد أطراف صناعتها، ولكن بطريقته الخاصة، مستغلاً علاقات سابقة وقائمة مع تنظيم الإخوان خاصة، وأخرى مع تنظيم القاعدة، ليعبثا بالشأن الليبي، ويشارك النظام الإيراني مع غيره في هتك النسيج الاجتماعي الليبي عبر دعم الأقليات، متسللاً من خلال العباءة الطائفية، فوجد في بعض من الأقلية الأمازيغية ضالته في أطراف الجبل الغربي الليبي، على حدود تونس. حاولت إيران دفع بعض الأمازيغ للانفصال في كيان إثني، الأمر الذي لم يجد صدى عند غالبية الأمازيغ، وحتى أصحاب المذهب الإباضي، الذين في غالبيتهم يجدون أنفسهم أقرب إلى السنة منهم إلى الشيعة. التدخل الإيراني ظهر للسطح بعد الكشف عن عناصر مخابراته، من خلال عما تردد عن عملية تصفية لهم من قبل عناصر للمخابرات الإسرائيلية. ووفق مصادر ليبية فإن عسكريين إيرانيين تم استدراجهم من منطقة الجبل الغربي على الحدود مع تونس إلى الجنوب الغني باليورانيوم، الضالة الإيرانية، الأمر الذي تسبب في فضيحة للوجود الإيراني والمنافسة الإسرائيلية على الأراضي الليبية، إذ كانت الفوضى السبب الرئيس في وجود عناصر هذه المخابرات، خاصة في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات، ولا يزال الجيش الليبي لم يفرض سيطرته عليها بعد، مما جعلها مكاناً خصباً لوجود عناصر المخابرات الإيرانية وغيرها ضمن واجهات متعددة، منها الإنساني ومنها العقدي الطائفي، رغم أن من يتبع المذهب الإباضي في ليبيا هم قلة قلية جداً، في ظل غالبية عظمى تتبع المذهب المالكي السني.

ليبيا ليس بها صراع ديني مطلقاً؛ بل إن أبناءها إخوة متحابون راضون بدينهم الوسطي، ولكن آلة الخميني الشريرة تريد العبث بهذا التناغم الديني. نشاطات إيرانية مشبوهة داخل ليبيا، لمحاولة نشر المذهب الشيعي فيها، تنوعت بين نشر الكتب وإقامة المعارض ودعوات مستمرة للتشيع، واستقطاب تيارات سياسيّة وميليشيات مسلّحة، مستغلة حالة الفوضى وغياب الدولة، عبر محاولات إيرانية تستهدف الشباب خاصة وعامة الناس، بدعوات مجانية لزيارة إيران، وخاصة أن القوات المسلحة العربية الليبية أكدت «أن الأسلحة التي يتم تهريبها عبر الحدود السودانية الليبية تأتي من مصانع إيرانية».

التدخل الإيراني التخريبي لا يعنيه المذهب الإباضي الليبي؛ لأنه يعلم تماماً أنه أقرب للمذاهب السنية؛ بل هناك من علماء المسلمين من اعتبره المذهب السني الخامس، ولكن ما يعني إيران هي الفوضى تحت أي شعار، وأن يكون لها وجود في المشرق والمغرب العربيين؛ حيث ليبيا تتوسط بين المشرق العربي بشقها المنطقة الشرقية، والمغرب العربي في المنطقة الغربية، ولهذا لم تفوت إيران فرصة دفع الأموال، التي طالت أكثر من 50 مليون دولار لأمراء الميليشيات في المناطق الخارجة عن سلطة الدولة، لتجعل منهم جزءاً من مخططها العبثي في ليبيا. العبث الإيراني في ليبيا حاول تغذية الشعور الانفصالي عند البعض، عبر اللعب على حبال الاختلافات المذهبية، وتحويلها إلى خلافات عميقة يمكن لها أن تنتهي بحالة انفصال طائفي وإثني، إذ أن إيران تبنت محاولات سابقة، خاصة أن وزارة الخزانة الأميركية كشفت في عام 2016 عن علاقات بين إيران والجماعات الإرهابية والانفصالية في ليبيا، في الغرب الليبي، منذ أحداث فبراير (شباط) 2011؛ حيث رصد وجود لأعضاء من «حزب الله» في ليبيا، بحجة البحث عن فقيدهم موسى الصدر، ولهذا لا بد من الحذر من أجندة إيرانية في ليبيا، تعمل على تفتيت الفسيفساء الوطنية الليبية، بالمشاركة مع التنظيمات الضالة التي لا تؤمن بالدولة الوطنية. التدخل الإيراني السافر في ليبيا يأتي ضمن سياسة إيران في محاولة زيادة النفوذ في البحر المتوسط ذي الغالبية السنية، لتجد موضع قدم لها بين دوله، وهذا يؤكد ما صرح به نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي قال: «إن نفوذ إيران امتد جغرافياً ليصل إلى مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط»، وبالتالي ليبيا التي تتربع على مسافة 2000 كيلومتر على هذا البحر، لن تكون استثناء من الاستحواذ الإيراني ومحاولات تصدير الفوضى والإرهاب. أخيراً نقول لهذا للنظام الإيراني أن يدع ليبيا في حالها، فهي دولة مسلمة متناغمة ومنسجمة دينياً، وأبناؤنا يعيشون مع بعضهم بعضاً، في تآخٍ ديني لا حدود له. فحلّوا عنا أرجوكم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرّاعي في ختام الرياضة الروحيّة لسينودس الأساقفة في بكركي: ما يؤلـم شعبنا تصـرّف المسؤولين في الدولة وكأنّها ملكٌ لهـم

المركزية/09 حزيران/18/أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لأن "كل أنواع الكذب والخداع والرفض للحقيقة وطمسها، أصبحت مباحة، وشكّلت الأساس لما نشهد من ظلم واستبداد واستكبار"، وقال "ما يؤلم شعبنا بالأكثر تصرّف المسؤولين في الدّولة وكأنّها ملكٌ لهم بأرضها ومالها ومؤسّساتها وجنسيّتها، فيما هم بالحقيقة موكّلون عليها من "الشّعب الّذي هو مصدر السّلطات"، فيحقّ للمواطنين، والحالة هذه، أن يقلقوا، ليس فقط على مصيرهم ومصير عائلاتهم وأولادهم، بل وبخاصّة على مصير وطنهم، إذ يرون هذا العبث بالشّأن العام، والسّعي إلى المصالح الفرديّة والفئويّة، وإغماض العين عمّا يتهدّد البلاد من أخطار".

ترأس الراعي ظهر اليوم في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، قداس اختتام الرياضة الروحية لسينودس الأساقفة الموارنة، عاونه فيه المطرانان انطوان نبيل العنداري، يوسف سويف، ومرشد الرياضة الروحيةّ المونسنيور جورج ابي سعد، بمشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.

العظة: بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كلمتكم بهذا ليكون لكم بي السلام"(يو 16: 33)"، قال فيها: "إخواني السّادة المطارنة الأجلاّء والآباء الأعزّاء.

1-  نقيم معًا هذه الليتورجيا الإلهيّة، إفخارستيا شكر لله على هذه الرّياضة الرّوحيّة الّتي خاطب قلوبنا فيها، على لسان الأب المرشد المونسنيور جورج أبي سعد مشكورًا. فعشنا أيّام سلام وفرح. وهو الرّب نفسه يؤكّد لنا ذلك في إنجيل اليوم: "كلّمتكم بهذا ليكون لكم بي السّلام. سيكون لكم في العالم ضيق. لكن ثقوا، أنا غلبت العالم" (يو 16: 33).

2- بهذا السّلام وبهذه الثّقة استعدّينا لدخول السّينودس المقدّس صباح الإثنين المقبل، وعلى جدول أعماله العديد من المواضيع الّتي تختصّ بحياتنا الليتورجية وتنشئة طلاّب الكهنوت في إكليريكيّاتنا، وشؤون أبرشيّاتنا في النّطاق البطريركي وبلدان الانتشار، والتّنظيم القانوني لكنيستنا وخدمة العدالة في محاكمنا، وأعمال المؤسّسات والمكاتب التّابعة للدائرة البطريركيّة، ولاسيّما ما يختصّ بالشبيبة والزّواج والعائلة. هذا، بالإضافة إلى أوضاع شعبنا الاقتصاديّة والمعيشيّة ومعاناته، والرّسالة التّربويّة في مدارسنا، وخدمة الصّحة في مستشفياتنا. فضلاً عن الشّأن الوطني المتعثّر سياسيًا واقتصاديًا وإنمائيًا. إنّا مذ الآن نتّكل على العناية الإلهيّة وأنوار الرّوح القدس، كي نتدارس كلّ هذه المواضيع، ونتّخذ ما يلزم من تدابير تؤول لخلاص أبناء كنيستنا وبناتها، على ما تنصّ قوانين الكنيسة أي أنّ "الشّريعة السّميا خلاص النّفوس".

3- وبهذا السّلام وبهذه الثّقة إيّاهما، سنعود بعد ذلك إلى أبرشيّاتنا حاملين شعلة الرّجاء بالرّوح والعمل، كرعاة "حسب قلب الله" (إرميا 3: 15) نجمع بين الكرازة بكلمة الحياة والصّلاة، فنساعد شعبنا، وبخاصّة شبيبتنا، على اكتشاف معنى الحياة والتّاريخ، وتكوين رؤية مستقبليّة لدورنا ورسالتنا في هذه المنطقة المشرقيّة الّتي تهدّمها الحروب وتهجّر شعوبها، لاسيّما وأنّ عمر وجودنا المسيحي فيها ألفا سنة. صحيح أنّ مجتمعاتنا بحاجة ماسّة إلى الخبز، ولكنّها بحاجة أكبر إلى معنى الحياة، لكي نخلّص الضّعفاء من اليأس والكفر بالوطن، ومن الانتحار بالادمان على المخدّرات؛ ولكي نخلّصهم من واقع اللاّمعنى لحياة الإنسان، المخلوق أصلاً على صورة الله، وقد أضاعها، فيما هو مدعو ليعاون الله في صنع التّاريخ. هنا تكمن مسؤوليّتنا كرعاة مع معاونينا، من كهنة ومكرّسين ومكرّسات ومؤمنين ملتزمين.

4- وسنعود إلى أبرشيّاتنا حاملين الحقيقة المثلّثة، حقيقة الله والإنسان والتّاريخ، لنشهد لها، وننقلها إلى شعبنا، وقد اتمننا الرّب. فمن المؤسف جدًا أنّ كلّ أنواع الكذب والخداع والرفض للحقيقة وطمسها، أصبحت مباحة، وشكّلت الأساس لما نشهد من ظلم واستبداد واستكبار. وما يؤلم شعبنا بالأكثر تصرّف المسؤولين في الدّولة وكأنّها ملكٌ لهم بأرضها ومالها ومؤسّساتها وجنسيّتها، فيما هم بالحقيقة موكّلون عليها من "الشّعب الّذي هو مصدر السّلطات"، كما تنصّ مقدّمة الدّستور (الفقرة د). فيحقّ للمواطنين، والحالة هذه، أن يقلقوا، ليس فقط على مصيرهم ومصير عائلاتهم وأولادهم، بل وبخاصّة على مصير وطنهم، إذ يرون هذا العبث بالشّأن العام، والسّعي إلى المصالح الفرديّة والفئويّة، وإغماض العين عمّا يتهدّد البلاد من أخطار.

5- وسنعود إلى أبرشيّاتنا "رعاةً بقلوب جديدة حسب قلب الله" (إرميا 3: 15). نجمع شعبنا حول كلمة الله ونزيل الانقسامات؛ نرافقه بحنان الأب ونصغي إليه ونتفهّمه ونساعده؛ نصلّي ونتشفّع من أجله لدى الله، حاملين صرخة ألمه.

سنعود إلى شعبنا وتدفعنا ديناميّة رسوليّة بإرسال صريح وآمر من الرّب يسوع: "إذهبوا إلى العالم كلّه، واعلنوا بشارتي إلى الخليقة كلّها" (مر 16: 15). إنّ أوّل واجب تقتضيه محبّتنا الرّاعويّة إنّما هو إعلان الإنجيل لأبناء كنيستنا، حيثما وُجدوا وتحت أي سماء، بروح رساليّة نربّي عليها كهنتنا ونوجّهه إلى الخدمة في الرّسالات وابرشيّات الانتشار. ونحسّس وشعبنا على دعمها. فنحن مسؤولون عن إيصال كلمة الحياة إليهم، وخلاصُنا منوط بهذا الواجب. ولنقلْها مع بولس الرّسول: "الويل لي إن لم أبشّر بالإنجيل" (1كور 9: 16).

6- وسنعود إلى أبرشيّاتنا لنعطي الهيكليّات والمؤسّسات روحًا، من خلال تغيير قلوب العاملين فيها، بالرّوح الّتي كسبناها في هذه الرّياضة الرّوحيّة، وببثّ الحسّ الرّسولي فيهم، وروحانيّة الرّسالة في رعايانا. فلا تكون أبرشيّاتنا ومؤسّساتنا لذاتها بل لشعبنا، وتكون في حالة خروج دائم من ذاتها إليه. فالمسيح نفسه كان شخصًا لغيره.

وأوّل من ينتظرنا كهنتنا، معاونونا الأوّلون، الذين نسهر على تعزيز روحانيّتهم وتثقيفهم، هم وطلاّب الكهنوت، كهنة الغد، موقنين أنّ عمليّة الإصلاح في كنيستنا مرتبطة بإصلاحهم الرّوحي بقوّة الصّلاة والاتّحاد بالله، وبقداسة حياتهم وحياتنا وبحرارة الرّوح. وهذا ما ينتظره منّا المجمع البطريركي الماروني الذي عقدناه ما بين 2003 و 2006، لكي يجد تطبيقه الكامل والفاعل والمثمر.

7- أجل، لقد قال لنا الرّب يسوع، عبر التأمّلات والصّلوات، كلامًا إلهيًا زرع في قلوبنا السّلام والثقة به، مع الشّجاعة الّتي تنفي الخوف ممّا يحيط بنا من مضايق. فإنّنا أبناء القيامة.

وإنّا بصلاة الشّكر نرفع نشيد المجد والتّسبيح للثالوث القدّوس، الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

جعجع: حزب الله سيعود من سوريا قريبا وسيكون أكثر تواضعا ولن يحصل على مكافآت حتى لو ادعى الانتصار

السبت 09 حزيران 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "التحول الذي تمر به المنطقة والعالم الإسلامي بالتحديد ليس سياسيا فحسب، وإنما هذه حقبة تطورية، ستنتج عصر نهضة يشبه عصر النهضة المسيحي"، معتبرا أن "بروز تنظيم داعش ومفهومه لإدارة التوحش، أحدث صدمة إسلامية، تنتج اليوم عملا تراكميا ومنهجا فكريا سيمثل صحوة إسلامية كبرى. وهذا يثبت عدم اتصال داعش بالإسلام، لأن ما فعله التنظيم يشبه إلى حد بعيد المحارق وبيع صكوك الغفران، ما أدى إلى نهضة مسيحية". وقال في حديث الى "المدن": "سنرى إسلاما حقيقيا مختلفا عن الصورة التي جرى عكسها طوال السنوات الماضية، وما تشهده المملكة العربية السعودية هو تطور كبير، وتقدمية سترخي بظلالها الإيجابية على العالم بأسره". أضاف: "ان الراديكاليات الدينية أنتجت راديكاليات مضادة، كما أن الراديكاليات العلمانية أو الإلحادية أنتجت أيضا راديكاليات دينية".

وتابع: "أفضل الجمع بين ما هو ديني ودنيوي، روحي ومادي، على قاعدة ديالكتيكية، تقوم على فكرة المواءمة والتوالد المتطور لا الإلغاء. فعلى سبيل المثال في الهند ينعزل الحكماء الروحيون في بداية حياتهم أو في نهايتها، للتقرب إلى الله، وهي فكرة الصوم عن الحياة الدنيوية لصالح الصفاء الروحي. وهذه نفسها كانت لدى المسيح الذي بقي في الصحراء لمدة زمنية طويلة بلا ماء، تختصر رمزيتها حاليا بأربعين يوما. كما أن الثورة الإسلامية في إيران، والتي هدفت إلى مواجهة الإتحاد السوفياتي، مرت في سنوات نجاح، لكنها أسهمت في نشوء راديكاليات إسلامية معاكسة، والتحول اليوم يكمن في الخروج عن هذه العصبيات، لذلك المملكة العربية السعودية تتخذ خطوات إستباقية، فيما إيران تصر على البقاء بصورتها لكنها تتعرض لضغوط كبيرة من بينها الضغوط الإقتصادية غير السهلة، والجادة جدا، والتي ستؤثر في بنية النظام الإيراني وفي منظومة الإيرانيين الفكرية".

وجزم جعجع بأن "الأميركيين لا يمزحون في مواجهة الإيرانيين، وأنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة، والتي تقول إن الأميركيين يغضون النظر على توسع إيران في المنطقة، باعتبار أن هناك مساع جدية أميركية وعربية لمواجهة نفوذ إيران ليس في سوريا فقط، بل في المنطقة كلها، وعلينا النظر للتطورات الحاصلة في جنوب سوريا، حيث عقد اتفاق على وجوب خروج الإيرانيين وحلفائهم من تلك المنطقة، وعلى ما يبدو أنهم يلتزمون بالإنسحاب من تلك المنطقة، لكنهم لن يتنازلوا بسهولة في مناطق أخرى، وأهمها في العاصمة دمشق ومحيطها".

ورأى ان "مرحلة الضغط على إيران لإخراجها من سوريا بدأت، إلا أنه يجب ألا نغفل أن إيران موجودة على الأرض وهي الطرف الأقوى، باعتبار أنه لولا القوات الإيرانية لما استطاع الروس أن يحققوا شيئا في سوريا، وقد يعمل الإيراني على تنفيذ إتفاق الجنوب السوري لإلهاء الإسرائيلي عن أمور أخرى"، مشددا على أن "المرحلة المقبلة ستكون صعبة ويجب حماية لبنان من أي تداعيات. ولكن هل التسوية المرتقبة في الجنوب السوري ترتبط بالمساعي الحديثة حول ترسيم الحدود في الجنوب اللبناني؟".

وأشار إلى أنه لا يرى ربطا بين المسألتين "باعتبار أن لا شيء يوازي الإتفاق بالجنوب السوري، المسألة تتعلق بالنفط، والقنوات موجودة منذ سنوات، وتحديدا في العام 2009، حيث تقدم الأميركيون بخطة لم تصل إلى نتيجة، وقد عادت المفاوضات ونشطت منذ حوالى سنة، بعد تدخل الإسرائيليين لحل النزاع حول بعض النقاط، وقد جرى التوصل إلى حوالى 11 نقطة، والآن عادت المفاوضات ونشطت بسبب السعي الإسرائيلي لتشييد الجدار العازل". ونفى علمه "بتفاصيل العرض الجديد"، مفضلا "إنتظار اتضاح العرض المقدم للبناء على الشيء مقتضاه، فمن المبكر الحكم على هذه المسألة، خاصة أن الخلاف البحري على مساحة حوالى 800 كلم مربع، وهذه تحتاج إلى وقت للتفاهم عليها". كما رأى أن "عودة حزب الله من سوريا قريبة، والمرحلة المقبلة ستشهد ذلك، وكل المؤشرات تقود إلى هذه الخلاصة". وعن انعكاس تلك العودة على الداخل، قال: "لن يكون لها أي انعكاسات، وحتى لو ادعى حزب الله الإنتصار، فالواقع على الأرض معروف، وليس الدولة من طالب الحزب بالذهاب إلى سوريا وبالتالي لن يحصل على مكافآت". وتوقع "أن يعود الحزب أكثر تواضعا بعد كل ما جرى معه، وهو يجري تحولا مفصليا في تاريخه من خلال دخوله إلى صلب المعادلة الداخلية بكل تفاصيلها، من طرح عنواين متعددة كمكافحة الفساد وغيرها، وهذه تدل إلى أن الحزب يريد الإندماج أكثر لبنانيا، وإذا كان جديا في طرح مكافحة الفساد فنكون على تعاون معه. على طاولة مجلس الوزراء سيظهر الخيط الأبيض من الأسود، وجدية حزب الله في مكافحة الفساد ستدفعه إلى الإصطدام بحلفاء وأصدقاء كما حصل معنا".

وردا على سؤال عما إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد تطبيعا مع النظام السوري، أجاب: "لم يعد هناك نظام في سوريا، المعادلة دولية، ونحن نريد التطبيع وإصلاح العلاقة مع كل سوريا، وليس مع فئة واحدة من الشعب السوري، ومن يظن أن المجتمع الدولي أو الولايات المتحدة أو أي قوة أخرى، مستعدة للقبول ببقاء الأسد، فهو مخطئ تماما، ولا يعرف حقيقة المواقف، لا يمكن لأي طرف بالعالم القبول بإعادة تعويم النظام، هذا النظام انتهى، ولا رجعة له، ما تبقى منه صورة فقط، بسبب عدم وجود أي طرف بديل، ولكن أي حل سياسي سيقود إلى تغيير جذري".

كما سئل عن التطبيع مع النظام السوري من بوابة عودة النازحين، فقال: "لا يمكن التطبيع مع هذا النظام، وما علاقته باللاجئين، فهو من هجرهم وهو لا يريد عودتهم، وحين يعلم السوريون الراغبون بالعودة أن النظام يريد ذلك أو يسعى إليه فسيحجمون عن الخطوة. فلبنان لن يطبع مع نظام غير موجود، ونحن نريد التطبيع مع سوريا كاملة".

محليا، شدد جعجع على "وجوب دعم العهد وإنجاحه، لأنها فرصة لن تتكرر للبنانيين، في ظل التوافقات الحاصلة، وفي ظل حماسة الجميع لمكافحة الفساد. لا يجب إهدار الفرصة".

وأكد أنه "متمسك بتفاهم معراب، وبالعلاقة الجيدة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والتي تخللها تفاهم شامل للمرحلة المقبلة خلال اللقاء الذي عقد بينهما في بعبدا مؤخرا. أما مع التيار الوطني الحر، فسنبقى نحاول ونسعى لتثبيت العلاقة ووقف حالة الطلعات والنزلات، والتفاهمات قد تكون على القطعة، أو على كل ملف بحد ذاته".

من جهة أخرى، اعتبر انه "من الأفضل تأجيل البحث في التفاصيل الدقيقة خصوصا لعملية تشكيل الحكومة، فالآن تجري عملية وضع الهيكلية والتصور العام من قبل الرئيس المكلف، وبعدها يبدأ الحديث بالتفاصيل". وأبدى تمسكا "بحق حزب القوات اللبنانية بالتمثيل الصحيح"، مفضلا "عدم الدخول في لغة الأرقام أو تسمية الوزراء". أضاف: "قلت للرئيس الحريري، يجب أن تكون حكومة جديدة بكل معنى الكلمة، وتضم وجوها جديدة، تعمل لصالح الناس وليس لصالح السياسيين، كما تمنيت عليه بأن تتألف الحكومة من 24 وزيرا، في إطار وقف الهدر، فلا داعي لتكبيد الخزينة تكاليف وزارات غير موجودة نطلق عليها اسم وزارة دولة، نحن نتمسك بمطالبنا بوجوب المداورة في الحقائب".

وأبدى جعجع تفاؤله للمرحلة المقبلة، متحدثا عن "إنطلاقة جديدة وجدية مع تيار المستقبل كحليف، ومع كل القوى الأخرى، وستكون مرحلة جديدة بالفعل، يتعزز فيها التنسيق بكل الملفات، بالعودة إلى الإنتخابات النيابية والنتائج التي أفرزتها"، رافضا "وصف إنتصار حزب الله واكتسابه أكثرية في مجلس النواب، فلدى الحزب وحلفائه 46، ولدى 14 آذار 47، فيما تبقى الكتل الوسطية، وكتلة لبنان القوي، وموازين القوى ستكون مرتبطة بالوضع في المنطقة"، ورافضا أيضا "أن يضع كتلة لبنان القوي المحسوبة على التيار الوطني الحر في صف حزب الله، وتصويتهم على قرارات عديدة سيثبت ذلك".

 

المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ] ، إجتماعه الأسبوعي في مقرّه العام برئاسة أمينه العام ومشاركة أعضاء المكتب السياسي ، وإستعرضوا الشؤون السياسية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية ... المدرجة على جدول الأعمال ، وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي :

1. إستعرض المجتمعون مسألة تشكيل الحكومة التي على ما يبدو ستضّم عددًا لا يُستهان به من السياسيين الفاشلين والذين إنكشفوا في الإنتخابات الأخيرة وما الطعون الكثيرة التي رُفِعَتْ أمام المجلس الدستوري سوى الدليل الساطع على ما حصل في الإنتخابات النيابية والتي أسفرتْ عن تزوير فاضح للإرادة الشعبية الوطنية وهذا دون نسيان مجموعة كبيرة من المقاطعين والذين على ما يبدو يُحجّمون عمدًا وفعليًا دونما الأخــــــــذ بآرائهم . وهذا أمر يُخالف أبسط قواعد الديمقراطية . ويعتبر المجتمعون أنّ من يدّعي حصرية التمثيل النيابي هو مُراءٍ وغشّاش ومن حق الشعب اللبناني بصورة عامة والمسيحي بصورة خاصة أن يعرف حيثيات هذا التمثيل البالغ الخطورة والمُزوّرْ عمدًا ، ويعتبر المجتمعون أنّ بعض المقاعد التي إكتسبتها هذه القوة التي تدّعي أحقية التمثيل المسيحي كانت بفعل النظام النسبي ونتيجةً للتحالفات التي حصلت خلافًا لإرادة الناخبين . وفي قراءة موضوعية مبنية على إحصاءات دقيقة لاحظ المجتمعون أنّ محتكري التمثيل المسيحي في المتن الشمالي في دورة العام 2009، نالوا نسبة أصوات بلغت حوالي 44.3% ، بينما في الإنتخابات الأخيرة بلغت نسبة الأصوات ما يُقارب ال 23.7% ، وهذا يعني عمليًا وفعليًا أنّ هذا الفريق حصّل نسبة من أصوات الموارنة في هذه الدائرة ما يُقارب ال 25.4% ، أما في دائرة كسروان فقد حصّل هذا الفريق في العام 2009 ما نسبته 43.8% بعدما جيّر أحد المرشحين أصواته لهم وفي الإنتخابات الأخيرة حصّل ما نسبته 23.2% علمًا أنّ اللائحة كانت تضم شخصيات مستقلة كالنائب نعمة إفرام ... وفي دائرة جبيل قد خَسِرَ هذا الفريق خسارة فادحة حيث سجّل نسبة قاربت ال 40.2% ، وفي دائرة بعبدا كانت نسبته في العام 2009، تُقارب ال 48.8% ، أما اليوم أصبحت حوالي 38.2% . إنّ المجتميعن وبناءً على هذه الإحصاءات الدقيقة التي ظهرت بعد نتيجة الإنتخابات يَظهر أن النتيجة الإنتخابية هي مخيبة للآمال وبيّنت حجم هذا التراجع الفعلي ، وبالتالي لم يَعُدْ بإمكان هذا الفريق الإدعاء بأنه يمثل الأكثرية المسيحية ، بل عليه الإقتناع بأنّ هناك شرائح كبيرة من المسيحيين لم تَعُدْ مطمئنة إلى خياراته وإلى آدائه ، وهي عبّرت عن قناعاتها وأظهرت حجمها في المقاطعة والمشاركة ، من هنا يجب مُعالجة هذا الأمر بموضوعية ومقاربة الموضوع الحكومي برؤية جديدة لأنّ من يخسر ثقة الناس ومن يخوض الإنتخابات بإسم العهد عليه التواضع قبل فوات الآوان لأنّ الشعب اللبناني والحق أكثرية ، وبالتالي هذا الشعب من حقه الشّرعي أن يتمثل في السلطة التنفيذية حيث لم يَعُدْ بإستطاعة أحد إحتكار التمثيل ومحاربة الاخرين والإدعاء بأنه الأقوى في محيطه وبيئته .

2. يأسف المجتمعون لهذا اللغط الحاصل لمرسوم التجنيس ، كما يعتبر المجتمعون أنّ مسألة التجنُّسْ المطروحة اليوم تشكل خطرًا على الهوية اللبنانية لأنها كما يبدو لم تاخذ المسار القانوني والوطني المطلوب . ويعتبر المجتمعون أنه من الواجب أولاً إعطاء الجنسية لمستحقيها وبالقدر الذي يمكن للبنان أن يستوعبه وللتوازن فيه حفاظًا على ديمومة التركيبة اللبنانية . كما أنّ المجتمعين وبعد ما لاحظوا بعد الإطلاع على مضمون مرسوم التجنيس فبدا لهم وكأنه توطينًا مقنعًا يُراد من خلاله تجنيس فئة معينة من الفلسطينيين والسوريين وغيرهم من الغرباء تحت ستار الحقوق والخدمات . إنّ المجتمعين يعتبرون أنّ بين التوطين والتجنيس وهجرة وتهجير وبيع الأراضي والتحايل على نتيجة الإنتخابات ، وإهمال حقوق اللبنانيين المقيمين والمغتربين مضافًا إلى ذلك أزمات إقتصادية وأمنية وسياسية قد تكون مفتعلة ، ويعتبرون أنّ هذا المرسوم وما سيليه يهدف إلى تغيير ديمغرافية لبنان وجغرافيته وتاريخه لضرب التركيبة اللبنانية في الصميم .

3. يُحذّر المجتمعون من خطورة القرار رقم 10 الذي إتخذه النظام السوري ، وليس من باب الصدفة أن يتزامن مع مرسوم التجنيس الأخير الذي يُتداول حاليًا ، ويُحذّر المجتمعون من تداعياته وخطورته على لبنان ، علمًا أنّ محضر الإجتماع المغلق الذي عُقِدَ في الأمم المتحدة والذي وصّفته مصادر دبلوماسية بالإجتماع المهم نظرًا لتناوله ملفًا حساسًا لم يتنّبه إليه سياسيو لبنان ، ويعتبر المجتمعون أن رسالة وزير الخارجية السورية لنظيره اللبناني فارغة من أي مضمون مطمئن . إنّ المجتمعين يُطالبون فخامة رئيس البلاد ودولة رئيس مجلس النوّاب ودولة رئيس مجلس الوزراء مقاربة موضوع النازحين السوريين بعد هذا القرار بموضوعية ، على أنْ يتضمن البيان الوزاري بندًا واضحًا من مسألة إعادة النازحين السوريين إلى ديارهم وفق أجندة واضحة التواريخ والتنفيذ .

الأمين العام : المهندس طوني نيسي

لبنان في9 حزيران 2018

 

التيار الوطني: اعتداء على مكتبنا في جبل محسن لكن لم يتم كسر صور رئيس الجمهورية ورئيس التيار

السبت 09 حزيران 2018 /وطنية - أوضحت هيئة جبل محسن في "التيار الوطن الحر"، أن حادثة الاعتداء على مكتب التيار في منطقة جبل محسن في طرابلس "بالخلع والكسر، أصبحت بين يدي أجهزة الأمن"، ونفت نفيا قاطعا الخبر، الذي تناقله الإعلام، عن أنه "تم كسر صورة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وصورة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل"، وجاء في بيان للهيئة: "توجهنا إلى المكتب كالمعتاد يوم أمس، وتفاجأنا أن باب المكتب مفتوح بالخلع والكسر، بالإضافة إلى كسر جهاز التليفزيون. ولم يتم كسر صورة فخامة الرئيس أو رئيس التيار معالي الوزير جبران باسيل، وقمنا بإبلاغ الأجهزة الأمنية، التي تجاوبت مشكورة وبشكل فوري، فقامت بالتحقيقات اللازمة. والموضوع بين أيدي أجهزة الأمن، التي نثق فيها بشكل كامل. وإلى حين الانتهاء من التحقيقات، ننفي بشكل قاطع، ما تم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي من تفاصيل بعيدة عن حقيقة ما حصل. وأكدت "نحن من نسيج مدينة طرابلس، وخاصة جبل محسن، ولا تربطنا إلا كل مودة بكل فاعلياتها ومرجعياتها، التي سارعت إلى الاستفسار عما جرى واستنكرت الاعتداء". وتمنت على الجميع وخاصة الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي "تقصي الحقائق من أصحاب الشأن وتوخي الدقة والموضوعية في نشر أي خبر يتعلق بنا، كتيار وطني حر في جبل محسن"، مجددة الشكر "للقوى الأمنية لتجاوبها الفوري"، مؤكدة "الحرص على أطيب العلاقات مع أهلنا وأخوتنا في جبل محسن"، متمنية "مع دخولنا في العشر الأخير من شهر رمضان الكريم، أن تنعكس قيمه من خير وبركات على الجميع".