المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june02.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الضِّيقَ يُوَلِّدُ الصَّبْر،والصَّبْرَ يُوَلِّدُ الٱخْتِبَار، والٱخْتِبَارَ يُوَلِّدُ الرَّجَاء، والرَّجَاءُ لا يُخَيِّب 

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/واجب الحذر من الغرق في ملفات فضائحية تبعد اللبناني عن واقع إحتلال حزب الله لبلده

الياس بجاني/الحرب الإعلامية بين شركتي جعجع وباسيل ع حصص

الياس بجاني/فتح ملف النفايات السامة المدفونة في كسروان

الياس بجاني/السياسي اللبناني التاجر والثقافة الحربائية

الياس بجاني/من التراب وإليه نعود

الياس بجاني/القانون رقم 10 السوري خطر وجودي وديموغرافي على لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الرئيس عون يوقع مرسوم تجنيس مثيراً للجدل

الياس الزغبي: مرسوم التجنيس يندرج ضمن خطة خطيرة رباعية الحلقات

الشرق الأوسط: الدفعة الأكبر من الأسماء المجنسة أتت من المؤسسة المارونية للانتشار

رئيس الكتائب تقدم بطلب استحصال على نسخة عن مرسوم التجنيس

نديم الجميل: نحن في صدد الطعن بمرسوم تجنيس اكثر من 300 شخص

المؤسسة المارونية للانتشار: لا علاقة لنا بالاسماء المتداولة للتجنيس

الياس الزغبي يفنّد لموقع "جنوبية" حيثيات مرسوم التجنيس وخطورة ارتباطاته

تحذيرات غربية للبنان من تغطية قانونية لسلاح حزب الله.

سفير لبنان لدى واشنطن لـmtv: لا يهمني من اعتبر نفسه معنياً بكلامي

أنطوان حبشي: تكتل"الجمهورية القوية"يقف ضد مرسوم التجنيس

اللقاء الديمقراطي أعلن أنه يعد طعنا في مرسوم التجنيس

مقتطف من جريدة «النهار»: هكذا مُرِّر مرسوم التجنيس وسط صمت مريب

عودة الدعاوى القضائية بين القوات والتيار

لبنان يقاطع تركيا بقرار سياسي... والخسارة 154 مليون دولار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية الجمعة في 1/6/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 1 حزيران 2018

تمرير مرسوم للتجنيس في الخفاء يوقظ هاجس التوطين في لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلاً عن تقدير موقف رقم 216

عقبتان أمام تشكيل الحكومة الجديدة، فما هما؟

قاضي التحقيق في بيروت روني شحادة اصدر قرارا ظنيا بحق بهيج أبو حمزة بجرم إساءة الأمانة والاختلاس

وزير البيئة عاين جرود فاريا وحراجل ومواقع مفترضة لطمر براميل سامة

الرياشي طلب التنحي... وكنعان يرد على رفيقه اسكندر

تحذيرات غربية للبنان من تغطية سلاح «حزب الله» حكومياً وعجلة التشكيل الوزاري تنتظر عودة الحريري لبحث «معادلات التأليف»

سجال بين «القوات» وسفير لبنان في واشنطن حول تسليح الجيش

أنقرة تنفي إعادة فرض التأشيرة على اللبنانيين بعد بلبلة على خلفية قرار بيروت تعليق استيراد البضائع التركية

مدير الأمن اللبناني: عودة اللاجئين باتت قريبة بالتنسيق مع دمشق ومصادر ترجّح اعتماد آلية طوعية للمغادرة

«ع درب الجنوب» رحلة سلام تنطلق من وسط بيروت

استنفار أمني وسياسي لضبط أمن بعلبك وعون أعلن عن اجتماعات مكثفة للقيادات... والمشنوق يعتبر الوضع {مأساوياً}

إلى أين يتجه المجتمع المدني بعد الانتخابات؟

بعلبك- الهرمل: ماذا عن الديون والمخدرات.. وأي خطة أمنية؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تفاهمات روسية ـ إسرائيلية: إبعاد إيران عن الجنوب وعدم استهداف النظام بعد محادثات شويغو وليبرمان في موسكو... وتل أبيب تسمح باستهداف «مصادر الخطر» في عمق سوريا

الرقة تنتفض على "قسد"..هل ينجح الفرنسيون بعدما عجز الأميركيون؟

حمص الشمالي بعد "التسوية": النظام يعود رغم التعهدات الروسية

إسرائيل لا تمانع بقاء الأسد في الحكم

موغيريني تؤكد أن الاتحاد الأوروبي «لا يخوض حرباً ضد أحد»بعد الإجراءات التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة

وزير الدفاع المصري: ضرب معاقل «التكفيريين» ردع التنظيمات الإرهابية وأكد خلال لقائه وفداً من الكونغرس التصدي للتحديات الراهنة بالمنطقة

انتقادات لنتنياهو لتسرعه في وقف النار مع {حماس} لأسباب سياسية ومسؤولون كبار سابقون: إسرائيل ساهمت في تأسيس الحركة والآن تقويها

ترودو يلغي اجتماعاً مقترحاً مع ترمب بعد موافقة البيت الأبيض المشروطة اقترحه الأسبوع الماضي لبحث اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية

ماكرون يبلغ ترمب بعدم شرعية الرسوم الأميركية ويدعوه للتفاوض

البرلمان الإسباني يحجب الثقة عن راخوي ويختار سانشيز لرئاسة الحكومة

مجلس الأمن يمدد العقوبات على جنوب السودان حتى منتصف يوليو

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
ليس لاتفاق الطائف من يحميه/حسام عيتاني/الحياة

إيران: جواب لسوريّة وسؤال للبنان/حازم صاغية/الحياة

لا لإزدواجية الحقائب الوزارية بين العهد والظل/فؤاد طربيه/الأنباء

الملالي وقصة الخيانة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

هل بدأ العد العكسي لانهيار النظام الإيراني/نديم قطيش/الشرق الأوسط

موسكو وواشنطن لطهران: كفى/مرح البقاعي/الحياة

درعا اختبار المصالحة الأميركية – الروسية/سميرة المسالمة/الحياة

نهاية الحقبة الإيرانية في الشرق الأوسط/برهان غليون/العربي الجديد

التحرش لم يعد قلة أدب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الخيار المرّ للنظام السوري بين إيران وروسيا/أكرم البني/الشرق الأوسط

سيناريوهات التغيير في إيران ونهاية نظام الملالي/د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: مرحلة بعد تشكيل الحكومة لمعالجة الاقتصاد وتحقيق الاصلاحات ولن أتساهل بعد اليوم في أي ملف للفساد يرفع إلي أو إلى أجهزة الرقابة

عون: مرحلة بعد تشكيل الحكومة لمعالجة الاقتصاد وتحقيق الاصلاحات ولن أتساهل بعد اليوم في أي ملف للفساد يرفع إلي أو إلى أجهزة الرقابة

بري عرض الاوضاع مع الرياشي ومخزومي والتقى سفير ارمينيا ونادي الهومنتمن

الرياشي ناشد رئيس الجمهورية عدم توقيع مرسوم التجنيس: نريد حصة تتلاءم مع وزننا السياسي وحجمنا النيابي

فيصل كرامي في ذكرى إستشهاد رشيد كرامي: نحن طلاب عدالة والبراءة لا تؤخذ بقرار سياسي بل عبر القضاء

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
الضِّيقَ يُوَلِّدُ الصَّبْر،والصَّبْرَ يُوَلِّدُ الٱخْتِبَار، والٱخْتِبَارَ يُوَلِّدُ الرَّجَاء، والرَّجَاءُ لا يُخَيِّب 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة05/من01حتى11/"يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّنَا قَدْ بُرِّرْنَا بِالإِيْمَان، صَارَ لَنَا سَلامٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح؛ وبِهِ أَيْضًا صَارَ لَنَا الوُصُولُ بِالإِيْمَانِ إِلى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتي نَحْنُ فيهَا ثَابِتُون، وصَارَ لَنَا ٱفْتِخَارٌ بِرَجَاءِ مَجْدِ الله. ولَيْسَ هذَا فَحَسْب، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِالضِّيقَات، عَالِمينَ أَنَّ الضِّيقَ يُوَلِّدُ الصَّبْر، والصَّبْرَ يُوَلِّدُ الٱخْتِبَار، والٱخْتِبَارَ يُوَلِّدُ الرَّجَاء، والرَّجَاءُ لا يُخَيِّب، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ أُفيضَتْ في قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنَا. فلَمَّا كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاء، مَاتَ المَسِيحُ في الوَقْتِ المُحَدَّدِ عَنِ الكَافِرِين. ولا يَكَادُ أَحَدٌ يَمُوتُ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ بَارّ، وقَدْ يَجْرُؤُ أَحَدٌ أَنْ يَمُوتَ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ صَالِح، أَمَّا اللهُ فَأَثْبَتَ مَحَبَّتَهُ لَنَا بأَنَّنَا، حينَ كُنَّا بَعْدُ خَطَأَة، مَاتَ المَسيحُ مِنْ أَجْلِنَا. إِذًا، فَكَمْ بالأَحْرَى، وقَدْ بُرِّرْنَا الآنَ بِدَمِهِ، نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الغَضَبِ الآتِي! فإِنْ كُنَّا، ونَحْنُ أَعْدَاء، قَدْ صَالَحَنَا اللهُ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ، فَكَمْ بالأَحْرَى، ونَحْنُ مُصَالَحُون، نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ! ولَيْسَ هذَا فَحَسْب، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بٱللهِ بِوَاسِطَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي بِهِ نِلْنَا الآنَ المُصَالَحَة. 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

واجب الحذر من الغرق في ملفات فضائحية تبعد اللبناني عن واقع إحتلال حزب الله لبلده

الياس بجاني/01 حزيران/18

الطبقة السياسية في لبنان المنخرطة في صفقة التسوية تتسابق على نيل رضى حزب الله وتلهي الناس بملفات هدفها النفاق والتمويه والتعمية على واقع الإحتلال وتسفيهه

 

الحرب الإعلامية بين شركتي جعجع وباسيل ع حصص

الياس بجاني/01 حزيران/18

حبذا لو أن الحرب بين شركتي جعجع وباسيل هي ع كيفية استعادة السيادة والإستقلال وتنفيذ القرارات الدولية وليست ع حصص وحقائب وكراسي.

 

فتح ملف النفايات السامة المدفونة في كسروان

الياس بجاني/01 حزيران/18

كثر من المراقبين للوضع اللبناني والصراعات السلطوية يتساءلون عن خلفية فتح ملف النفايات السامة المدفونة في كسروان والتي تعود إلى زمن الحرب وحكم الميليشيات ويردون معرفة فحوى الرسالة الأمنية هذه ولمن موجهة وما هي جدية الأمر وهل من متابعة لها؟ وهل سيقتصر فتح ملفات حقبة الحرب على البراميل بشكل انتقائي أم أن هناك ملفات أخرى سيتم العودة إليها لإهداف سياسية؟

 

السياسي اللبناني التاجر والثقافة الحربائية

الياس بجاني/31 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65030/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D9%88/

لطالما تمنينا لو أن بإمكاننا أن نثق ولو بنسبة ضئيلة بسياسي لبناني واحد أو بصاحب شركة حزب (من طاقم الدرجة الأولى) ونحترمه ولا نرى فيه إبليساً ومنافقاً وبمليون لون وثقافته هي التجارة وبكل شيء، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بأصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية “التعتير”، أو بتلك الطبقة المسماة زوراً أحزاب مقاومة وتحرير  “وقومجية” وهي عملياً وواقعاً وكالات تجارية ومجرد وكالات لقوى غير لبناني عربية وفارسية.

كيف بالإمكان الثقة ولو بسياسي واحد (من الدرجة الأولى) والمواطن يرى أن الطاقم السياسي والحزبي على حد سواء هو منسلخ عنه وعن حياته كلياً بكل كل ما يخص تطلعاته وأمانيه ومعاناته وأوجاعه؟

الكهرباء متوفرة في منازل كل السياسيين فيما هي مقننة لدى كل المواطن من غير الأثرياء.

الماء غزير وفائض في منازل كل السياسيين وعائلاتهم والحاشيات والموطن أما ما يصله من ماء ملوث أو هو محروم منه بدرجات.

القمامة تفتك بالمواطن في حين أن الطاقم السياسي يتاجر بهذه القمامة ويجني منها المليارات وينأى بنفسه على إخطارها.

أفراد الطاقم السياسي يؤمنون التعليم لأبنائهم وبناتهم في أغلى جامعات ومدارس العالم، في حين أن المواطن عاجز عن دفع الأقساط المدرسية لأولاده والمدارس الحكومية المفترض أنها مجانية يمكن وصفها بأي شيء إلا بأنها مدارس في معظمها.

أفراد الطاقم السياسي يتنعمون في كل الخدمات الصحية والحكومية، في حين أن المواطن يُجبر على السفر للخارج ليجد عملاً يؤمن له معيشته أو يهاجر إن كان هذا الخيار متاحاً له.

زوجات أفراد الطاقم السياسي يشترون ثيابهم من أغلى محلات الأزياء في العالم، وبعضهم يصمِّم لهم هذه الأزياء أشهر المصممين وأغلاهم تكلفة..في حين أن الموطن غير قادر عن تأمين احتياجاته الصحية والمعيشية الأساسية أو دفع أقساط مدارس أولاده.

الطاقم السياسي يعيش في قصور وفيلات ويقضي إجازاته في أشهر وأغلى المنتجعات السياحية في العالم، في حين أن الموطن يعمل (هذا إذ وجد عملاً) ليلاً نهاراً ليؤمن لقمة عيشه.

الطاقم السياسي يرفع شعارات السيادة والاستقلال والحقوق وهو يبيع ويرهن الوطن والمواطن مقابل منافع شخصية من مال ونفوذ وعزوة.

الطاقم السياسي يبشر بالحريات والديمقراطية وبمبدأ تبادل السلطة وهو يمارس أبشع أنواع الدكتاتورية مع المواطنين أكان في المؤسسات التجارية أو في داخل شركات الأحزاب التي يملكها.

الطاقم السياسي الذي يدعي باطلاً الدفاع عن وجود وحقوق المسيحيين هو بمعظمة طروادي واسخريوتي وفريسي ولا شيء مسيحي في ثقافته وممارساته وفكره.

الطاقم السياسي الذي يرفع شعارات المقاومة والتحرير نفاقاً ودجلاً هو عملياً وكيل لقوى ودول غير لبنانية ويقاوم حقوق المواطن ويرفض حقه فيها ويصادر حريته ويقمعه ويأخذه رهينة ويجهد لتغيير ثقافة وتاريخ ونظام لبنان التعايشي وضرب هويته. وفي ما يتعلق بشعار التحرير فهو يحرر لبنان من أهله ويجبرهم إما على القبول بالعبودية أو بالهجرة.

في الخلاصة كيف يمكن لإنسان عاقل أن يحترم سياسي أو صاحب شركة حزب ليس في سجله غير الفضائح والصفقات والتلون والأكروباتية وربما الإجرام وكل ما هو برغماتية وطروادية وكفر وجحود ونرسيسية؟

المطلوب الوقوف في وجه هذه الطبقة السياسية والتوقف عن السير خلفها أو تصديق أي وعد أو الأخذ بأي شعار ترفعه..

مطلوب إنتاج طبقة سياسية جديدة تكون من الناس ولهم وتحسس معهم وتعمل من أجلهم.

دعاء: ربي احمي لبنان وأهله وأرضه ومقدساته من شرور ومكائد غالبية الطبقة السياسية والحزبية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

من التراب وإليه نعود

الياس بجاني/31 أيار/18

في النهاية وعندما يسبرد الله وديعة الحياة من الإنسان..لا يأخذ معه هذا المخلوق الترابي غير زوادته الإيمانية التي هي أعماله ليقدمها لربه يوم الحساب الخير.. وكل ما على الأرض يبقى عليها والمخلوق الترابي نفسه الذي جبل من التراب يعود إليه...يبقى أن الجشع والغباء وخور الرجاء وقلة الإيمان يدفعون الإنسان للتعامي الخياري عن كل هذه الحقائق.

 

القانون رقم 10 السوري خطر وجودي وديموغرافي على لبنان

الياس بجاني/31 أيار/18

مأساة لجوء الفلسطينيين تستنسخ مع اللاجئين السوريين في لبنان لأن القانون رقم 10 السوري هو خطر وجودي وديموغرافي على لبنان التوازن والتنوع والديموغرافيه و2 مليون لاجئ سوري سيصبحون مقيمن دائمين في لبنان بعد أن منعهم الأسد من العودة إلى سوريا وصادر ممتلكاتهم.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الرئيس عون يوقع مرسوم تجنيس مثيراً للجدل

بيروت: «/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/وقع الرئيس اللبناني مرسوما لتجنيس العشرات من الشخصيات، بينهم رجال أعمال سوريون، ليصبح المشروع نافذا على الرغم من حركة الاعتراض السياسي والإعلامي الواسع على هذه الخطوة التي يرى معارضوها أنها تصب في خانة «التوطين»، فيما يرى مؤيدوها أنها «طبيعية ومحدودة التأثير».وقال وزير لبناني رفض الكشف عن اسمه إن المرسوم تضمن أسماء رجال أعمال سوريين وفلسطينيين سوريين وغربيين وخليجيين، مشيرا إلى أن السلطات اللبنانية نظرت في طلبات فردية، وأخرى جماعية لرجال أعمال يعانون من مشاكل وعقبات في أعمالهم. وكشف الوزير الذي رفض ذكر اسمه أن الدفعة الأكبر من الأسماء أتت من المؤسسة المارونية للانتشار التي لا يمكن المزايدة على مواقفها، مسيحيا، موضحا أن 10 سوريين فقط شملهم هذا التدبير.

ويعطي المرسوم الجنسية لنحو 300 شخص معظمهم من جنسيات سورية وفلسطينية وعراقية وأردنية ويمنية وتونسية ومصرية وسعودية وألمانية وفرنسية وبريطانية وإيرانية وتشيلية وأميركية وهندية، وعدد من مكتومي القيد. ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن مصادر مواكبة إلى أن المجنسين الجدد يتوزعون بين رجال أعمال قد يسهم تجنيسهم في تنشيط حركة الاقتصاد من خلال إنشاء استثمارات ستخلق فرص عمل للكثير من اللبنانيين، وآخرين يتحدرون من أصول لبنانية تعرقلت معاملاتهم لأسباب معينة إبان مرسوم التجنيس الأخير.

ورأى عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميّل أن «هذا الموضوع تحضير لمشروع توطين على مستوى الوطن وهو أمرٌ مرفوض رفضاً قاطعاً». ونبه إلى أنّ «مرسوم التجنيس خطر فعلي يمسّ بالتوازن بين الطوائف»، وأضاف: «عادة يقوم رئيس الجمهورية بهذه الخطوة مع نهاية عهده، لكن أن تصبح تجارة الجنسية فضيحة لتعويض مصاريف الانتخابات ومصاريف أخرى فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق»، مشدداً على أنّه «علينا أن نعرف لمن أعطيت الجنسيّة، وهذا الموضوع لن يمرّ مرور الكرام، سندرس إمكانيّة الطعن بهذا المرسوم أمام مجلس شورى الدولة فور وروده في الجريدة الرسميّة».

وأعلن النائب نعمة أفرام أنّه «يؤيّد فكرة التجنيس للبنانيين المغتربين من أصلٍ لبناني، أي بمعنى إعطاء الجنسية لمَن يحقّ له من دون سواه»، مضيفاً: «أمّا إن صحّ ما يُحكى عن تجنيس لآخرين فهذا يشكّل مفاجأة ويُثير علامات استفهام حول خلفيّاته».

ورأى عضو تكتل «لبنان القوي» المؤيد لعون النائب روجيه عازار، أنّ «هذا الموضوع تمّ تضخيمه بينما ما حصل هو عمليّة تجنيس صغيرة لا تتعدّى 40 إلى 50 شخصاً من رجال الأعمال، ولا تُقارن مع حجم التجنيس الذي وقّع عليه الرئيس الراحل إلياس الهراوي». وذكّر بأنه «يحقّ لرئيس الجمهورية بصفته الشخصيّة إعطاء الهويّة أو الجنسيّة لمَن يراه مستحقاً». وأكد عضو «التكتل الوطني» النائب مصطفى الحسيني: «إننا ضد التجنيس بمفهومه العام خصوصاً إن كان (بالجملة)، فذلك يمهّد للتوطين ويمسّ بالدستور والنظام»، متمنياً ألاّ يكون رئيس الجمهورية ميشال عون قد أقدم على هذه الخطوة.

 

الياس الزغبي: مرسوم التجنيس يندرج ضمن خطة خطيرة رباعية الحلقات

http://eliasbejjaninews.com/archives/65054/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%BA%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D9%86%D9%91%D8%AF-%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%8A%D8%AB%D9%8A/

وطنية/01 حزيران/18/حذر عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح، من "خطورة ما يحصل في سوريا لجهة التشكيلات الديموغرافية وتأثيراتها السلبية المباشرة على لبنان". وقال: "هناك حلقات أربع لا يمكن الفصل بينها تؤكد هذه الخطة هي: القانون السوري الرقم 10 الذي يسمح بمصادرة أملاك النازحين، إقدام الأسد على منح مئات آلاف الشيعة الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين الجنسية السورية، تخفيف منهجي للأكثرية في المدن السورية الكبرى وأريافها منذ عملية القصير وصولا إلى الغوطة، وأخيرا صفقة مرسوم التجنيس المفاجىء في لبنان والذي يشمل المئات من فئة سياسية واحدة تحت حجة رجال الأعمال والميسورين". ونبه إلى "الثمن الباهظ الذي يدفعه لبنان من كيانيته التأسيسية، لقاء الأثمان التي حصل عليها مقاولو المرسوم".

 

الشرق الأوسط: الدفعة الأكبر من الأسماء المجنسة أتت من المؤسسة المارونية للانتشار

http://eliasbejjaninews.com/archives/65054/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%BA%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D9%86%D9%91%D8%AF-%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%8A%D8%AB%D9%8A/

01 حزيران/18/أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقع مرسوما لتجنيس العشرات من الشخصيات، بينهم رجال أعمال سوريون، ليصبح المشروع نافذا على الرغم من حركة الاعتراض السياسي والإعلامي الواسع على هذه الخطوة التي يرى معارضوها أنها تصب في خانة "التوطين"، فيما يرى مؤيدوها أنها "طبيعية ومحدودة التأثير". وقال وزير لبناني رفض الكشف عن اسمه لصحيفة "الشرق الأوسط" إن المرسوم تضمن أسماء رجال أعمال سوريين وفلسطينيين سوريين وغربيين وخليجيين، مشيرا إلى أن السلطات اللبنانية نظرت في طلبات فردية، وأخرى جماعية لرجال أعمال يعانون من مشاكل وعقبات في أعمالهم. وكشف الوزير الذي رفض ذكر اسمه أن الدفعة الأكبر من الأسماء أتت من المؤسسة المارونية للانتشار التي لا يمكن المزايدة على مواقفها، مسيحيا، موضحا أن 10 سوريين فقط شملهم هذا التدبير. ويعطي المرسوم الجنسية لنحو 300 شخص معظمهم من جنسيات سورية وفلسطينية وعراقية وأردنية ويمنية وتونسية ومصرية وسعودية وألمانية وفرنسية وبريطانية وإيرانية وتشيلية وأميركية وهندية، وعدد من مكتومي القيد. ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن مصادر مواكبة إلى أن المجنسين الجدد يتوزعون بين رجال أعمال قد يسهم تجنيسهم في تنشيط حركة الاقتصاد من خلال إنشاء استثمارات ستخلق فرص عمل للكثير من اللبنانيين، وآخرين يتحدرون من أصول لبنانية تعرقلت معاملاتهم لأسباب معينة إبان مرسوم التجنيس الأخير. ورأى عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميّل أن "هذا الموضوع تحضير لمشروع توطين على مستوى الوطن وهو أمرٌ مرفوض رفضاً قاطعاً». ونبه إلى أنّ «مرسوم التجنيس خطر فعلي يمسّ بالتوازن بين الطوائف"، مشيراً إلى أن "في العادة يقوم رئيس الجمهورية بهذه الخطوة مع نهاية عهده، لكن أن تصبح تجارة الجنسية فضيحة لتعويض مصاريف الانتخابات ومصاريف أخرى فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق". وشدد على أنّ "علينا أن نعرف لمن أعطيت الجنسيّة، وهذا الموضوع لن يمرّ مرور الكرام، سندرس إمكانيّة الطعن بهذا المرسوم أمام مجلس شورى الدولة فور وروده في الجريدة الرسميّة". وأعلن النائب نعمة أفرام أنّه "يؤيّد فكرة التجنيس للبنانيين المغتربين من أصلٍ لبناني، أي بمعنى إعطاء الجنسية لمَن يحقّ له من دون سواه"، مشيراً إلى أن "أمّا إن صحّ ما يُحكى عن تجنيس لآخرين فهذا يشكّل مفاجأة ويُثير علامات استفهام حول خلفيّاته". ورأى عضو تكتل "لبنان القوي" المؤيد لعون النائب روجيه عازار، أنّ "هذا الموضوع تمّ تضخيمه بينما ما حصل هو عمليّة تجنيس صغيرة لا تتعدّى 40 إلى 50 شخصاً من رجال الأعمال، ولا تُقارن مع حجم التجنيس الذي وقّع عليه الرئيس الراحل إلياس الهراوي"، مذكراً بأنه "يحقّ لرئيس الجمهورية بصفته الشخصيّة إعطاء الهويّة أو الجنسيّة لمَن يراه مستحقاً". وأكد عضو "التكتل الوطني" النائب مصطفى الحسيني: "إننا ضد التجنيس بمفهومه العام خصوصاً إن كان بالجملة، فذلك يمهّد للتوطين ويمسّ بالدستور والنظام"، متمنياً "ألاّ يكون رئيس الجمهورية ميشال عون قد أقدم على هذه الخطوة".

 

رئيس الكتائب تقدم بطلب استحصال على نسخة عن مرسوم التجنيس

الجمعة 01 حزيران 2018 /وطنية - تقدم رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل من المديرية العامة لرئاسة الجمهورية اللبنانية بطلب الاستحصال على نسخة من المرسوم "ليبنى على الشيء مقتضاه، في ظل المعلومات المتضاربة حول منح مئات الأشخاص الجنسية اللبنانية بواسطة مرسوم التجنيس وفي ظل الغموض الذي يلف المرسوم ومبرراته، وعدم تقديم إيضاحات بخصوصه من الجهات المعنية"، بحسب بيان لمكتبه الاعلامي.

 

نديم الجميل: نحن في صدد الطعن بمرسوم تجنيس اكثر من 300 شخص

الجمعة 01 حزيران 2018 /وطنية - رأى النائب نديم الجميل في بيان أنه "على رغم الملاحظات التي أوردناها عن مرسوم تجنيس اكثر من 300 شخص من تابعيات عربية وأجنبية مختلفة، لم نسمع حتى الآن أي توضيح رسمي عن هذه الفضيحة، لا من دوائر القصر الجمهوري ولا من رئاسة الحكومة ولا من وزارة الداخلية". وسأل: "لماذا هذا التكتم من المسؤولين في شأن هذا المرسوم؟ وما هي المعايير التي إعتمدت لتجنيس من شملهم هذا المرسوم؟ ولماذا لم تعرض الأسماء قبل الموافقة والتوقيع على المرسوم على الأجهزة الأمنية المختصة للتحقق من كل شخص؟ وهل بهذه الخفة نلعب بديمغرافيا البلد فيما المواطنون ما زالوا يتخوفون من إرتدادات المرسوم السوري رقم 10 ومن البند 49 الذي ورد عند إقرار الموازنة العامة في المجلس والذي أوقف المجلس الدستوري مفاعيله؟. ولماذا تهريب هذا المرسوم بهذه السرية المطبقة وعدم نشره بالجريدة الرسمية وعدم تمكين اللبنانيين الإطلاع على حيثياته؟".أضاف: "ثمة أمهات لبنانيات تطالبن منذ سنوات باعطاء الجنسية لأولادهن من دون جدوى، ونفاجأ اليوم باعطاء الجنسية لأكثر من 300 شخص لا يقطنون لبنان وأكثريتهم لا تستحق الجنسية. وكيف تعمد السلطات الى تجنيس فلسطينيين خلافا للدستور، وهل أصبح لبنان شركة مساهمة نضم اليها من يدفع أكثر؟ وقد دفعنا دما وشهداء لمنع التوطين، سوريا كان أم فلسطينيا، وها نحن نمرر هذا المرسوم بالخفاء وكأنه "تهريبة" منعا لإثارة الضجة حوله.لذا لن نقبل أبدا أن تتحول الجنسية اللبنانية الى سلعة يتاجر بها البعض، ممن يفترض أن يكونوا حريصين على تطبيق الدستور والأنظمة، وبالتالي نحن في صدد إعداد دراسة قانونية للطعن بهذا المرسوم الذي يهدد، كما غيره من المراسيم الصادرة قبله، بتغيير هوية لبنان".

 

المؤسسة المارونية للانتشار: لا علاقة لنا بالاسماء المتداولة للتجنيس

الجمعة 01 حزيران 2018 /وطنية - صدر عن المؤسسة المارونية للانتشار البيان الآتي: "يهم المؤسسة المارونية للانتشار التوضيح أنها معنية بمساعدة اللبنانيين المنتشرين على استعادة الجنسية اللبنانية وفقا للأصول الإدارية. وبناء على طلب وتكليف من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قدمت المؤسسة 21 ملفا للحصول على الجنسية اللبنانية بموجب مرسوم جمهوري، تعود جميعها لعائلات سيدات لبنانيات متأهلات من أجانب، وحصرا لرياضي فرنسي من أصول لبنانية هو مارفن سركيس لتمكينه من المشاركة في منتخب لبنان لكرة السلة. كذلك يهم المؤسسة التوضيح أن ليس لها أي علاقة بأسماء رجال الأعمال من الجنسيات المختلفة التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام، كما أنها في انتظار صدور اللائحة الرسمية النهائية لتبني على الشيء مقتضاه، وتحذر من الوقوع في فخ الحملات الإعلامية التي تهدف إلى الهجوم على رئيس الجمهورية في وقت يتم السعي لتشكيل حكومة تفعل الإنتاجية وتنقذ لبنان".

 

الياس الزغبي يفنّد لموقع "جنوبية" حيثيات مرسوم التجنيس وخطورة ارتباطاته

جنوبية/01 حزيران 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/65054/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%BA%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D9%86%D9%91%D8%AF-%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%8A%D8%AB%D9%8A/

رأى الإعلامي والمحلل السياسي الياس الزغبي في حديث لـ “جنوبية” أنه “مرة أخرى يظهر التناقض بين الأقول والأفعال، ففي الواقع اعتدنا منذ سنوات على رفع شعارت وطنية وسياسية وإستراتيجية لكن في الممارسة يحدث نقيضها، وهذا ما يحصل الآن تماما في المرسوم المفاجئ والمريب المتلّعق بتجنيس مئات الغرباء عن لبنان”، مشيراً إلى أنه “ما يثير الريبة أكثر هذه السرية التي اتسم بها المرسوم وكأنها عملية تهريب يخشى أصحابها من إنكشافها قبل الإنتخابات وبعدها فتم توقيت التسريب عنها في مرحلة الإعداد للحكومة”.

ورأى أن “هذا المرسوم بغض النظر عن المقاولين الذين سعوا إليه وما يحكى عن صفقات مالية من شأن القضاء التحقيق فيها، لكن في السياسة لا يمكن أن نفصل هذا المرسوم عن خطوات خطيرة أخرى حصلت في الأسبوعين الفائتين، ويأتي مرسوم التجنيس في سياقها، أبرزها القانون رقم “10” الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد ويمهّد فيه لحرمان النازحين من أملاكهم بحيث يستمرون حيث هم وفي لبنان تحديدا، ثم هناك القرار الذي اتخذه الرئيس السوري نفسه بإعطاء الجنسية لمئات الآلاف ويقال إنهم قرابة المليوني أجنبي وذلك بهدف تغيير الديمغرافيا في سوريا، ونحن نعلم ونعاين حقيقة واقعة هي ما حصل منذ معركة القصير في منطقة ريف حمص وصولاً إلى الغوطة قبل فترة ودمشق نفسها وبعض المدن السورية الكبرى من محاولات لتغيير التشكيلات المذهبية، إضافة إلى مؤشر ثالث وهو المتمثل بالمادة 49 من الموزانة اللبنانية لعام 2018 التي تشجع الأجانب على التملك بإعطائهم الإقامة تمهيداً لتجنيسهم بما يستقدم خطر التوطين أيضا”.

وخلص الزغبي إلى القول: “كل هذه المعطيات يأتي مرسوم التجنيس في سياقها كي يثير مخاوف اللبنانيين من أن هناك من يسعى فعلاً إلى تغيير الهوية والجنسية اللبنانية والمكونات التأسيسية للبنان عبر التاريخ، بحيث يتم كسر هذه التوازنات وإلغاء معنى لبنان في حد ذاته كوطن لتفاعل المكونات والمذاهب والثقافات والأديان بشكل متوازن وخلّاق يصلح نموذجا للعالم بأسره”. مؤكّداً أن “هناك من يسعى ويدأب على نسف النموذج اللبناني وضربه في الأساس، وليس مرسوم التجنيس الجديد تحت عنوان “المتمولين والميسورين” سوى حلقة من كل هذه الحلقات التي تضغط على مصير لبنان في حد ذاته”.

وختم الزغبي بالإشارة إلى “أمر معيب ومخجل صدر عن وزير داخلية سابق يسخّف فيه الجنسية اللبنانية ويبخسها حقها وقيمتها كي يبرر تمرير مرسوم التجنيس دفاعاً عن السلطة الحاكمة، وكأنه يستجدي رضاها على عتبة تشكيل الحكومة”.

حاورته: سهى جفّال

 

تحذيرات غربية للبنان من تغطية قانونية لسلاح حزب الله.

01 حزيران/18/أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن تحذيرات غربية وُجهت لعدد من المسؤولين ترسم خطاً أحمر فيما يتعلق بالبيان الوزاري المتعلق بـ«حق المواطنين في مقاومة الاحتلال والاعتداءات». وكشفت المصادر عن «تشدد دولي لافت في هذا المجال، خصوصا من قبل الأميركيين والأوروبيين، وتحديدا بريطانيا التي أبلغت بعض المسؤولين اللبنانيين موقفاً حازماً في هذا الشأن». وينص البيان الوزاري الحالي على «الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة». وتعد هذه الصيغة تسوية داخلية لموضوع سلاح «حزب الله» الذي يرى معارضوه أنه يحصل على تغطية قانونية لعمله العسكري من خلال هذا البيان. وفيما نفت مصادر مطلعة على حراك الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة الجديدة وجود أي «خطوط حمر» دولية على مشاركة «حزب الله» في الحكومة، يؤكد مصدر لبناني مطلع على عملية التأليف أن الحراك الفعلي لم يبدأ بعد، مشيرا إلى أنه «من المبكر جدا الحديث عن مسودات تشكيلة حكومية سيحملها الحريري معه لدى عودته إلى بيروت مطلع الأسبوع»، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن البحث سينطلق بعد عودة الحريري إلى بيروت في المعادلات التي ستحكم تأليف الحكومة، ليصار في وقت لاحق إلى بحث الحصص ومن ثم الأسماء. واستبعدت المصادر نفسها، أن تؤدي التعقيدات الإقليمية إلى تعقيد عملية التأليف وعرقلتها.

 

سفير لبنان لدى واشنطن لـmtv: لا يهمني من اعتبر نفسه معنياً بكلامي

01 حزيران/18/أوضح سفير لبنان لدى واشنطن غابي عيسى لـmtv أنه "قال إن هناك لبنانيين يطالبون الإدارة الأميركية بإعادة النظر بدعم الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني وإنهم يربطون دعم الجيش بمسألة نزع سلاح "حزب الله".

وأضاف: "لا يمكنني كسفير مسؤول أن أتجاهل أو أتساهل بأي أمر يمسّ بمصالح الجيش اللبناني ولم يرد على لساني إسم أي شخص أو أي جهة سياسية ولا يهمني من اعتبر نفسه معنياً".

 

أنطوان حبشي: تكتل"الجمهورية القوية"يقف ضد مرسوم التجنيس

ليبانون فايلز/ الجمعة 01 حزيران 2018  /أعرب النائب أنطوان حبشي عن قلقه حيال الصمت المريب والتكتم الشديد والاستخفاف بالرأي العام في ما يخص ملف التجنيس، وبحقه في الاطلاع على موضوع بهذه الخطورة، ويزيد القلق حول الرسوم التهريبية ويجعلنا نقف بالمرصاد لمعرفة حقيقة مساره. وأوضح أن مراسيم التجنيس التي عانى منها اللبنانيون الأمرّين، ولا يزالون تتطلب شفافية وقواعد ضيقة وتستلزم دراسة معمّقة لكل ملف على حدة، مرفقة بالأسباب الموجبة. ويكفي معرفة بعض الأسماء المتداولة للتأكد أن هذه الأمور ليست فقط غير متوفرة بل خطورة الأسس التي اعتمدت والتي تجعل من الجنسية سلعة للمتاجرة. ورأى حبشي أن الكلام عن هذا المرسوم يتزامن مع طرح لبنان أمام العالم ضرورة مؤازرته في وقف التوطين، ليقدم مسؤولوه على عكس بل أخطر من ذلك التجنيس. وأكّد أن تكتل "الجمهورية القوية" يقف ضد هذا المرسوم وسيتخذ كافة الخطوات القانونية للطعن به في حال توقيعه. على صعيد آخر، طالب النائب حبشي الدولة والأجهزة الأمنية التحرك سريعاً لإيجاد حلّ للوضع الأمني المتأزم في منطقة بعلبك الهرمل وتحمُّل المسؤولية إزاء التفلُّت القائم، رأفة بالناس وحياتهم المعيشية، وإنماء المنطقة، خصوصاً أن كافة الاطراف السياسية في المنطقة تطالب بإحلال الأمن، متسائلاً عما يمنع الدولة من بسطه في ظلّ جديّة كل الأفرقاء في السعي لتحقيق الأمر، ومشدداً على دعمه الكامل للقوى الأمنية ومؤسسات الدولة التي تسعى جاهدة لتأمين الاستقرار

 

اللقاء الديمقراطي أعلن أنه يعد طعنا في مرسوم التجنيس

ليبانون فايلز/ الجمعة 01 حزيران 2018 /أعلن "اللقاء الديمقراطي" في بيان، أنه بصدد "الإعداد لطعن سيقدمه أمام مجلس شورى الدولة في مرسوم التجنيس الذي تحوم حوله الكثير من علامات الإستفهام في التوقيت والمضمون والدلالات والأهداف". وسأل "اللقاء" عن "المعايير التي اعتمدت لمنح الجنسية اللبنانية للأشخاص الواردة أسماؤهم في المرسوم والأسس التي تم الإرتكاز إليها في اتخاذ القرارات". كما سأل عن "أسباب تهريب هذا المرسوم لو كان فعلا منح الجنسية يتم لمستحقيها". وإذ دعا "الجهات الرسمية المختصة الى توضيح جميع ظروف إصدار هذا المرسوم أمام الرأي العام اللبناني الذي يطرح الكثير من التساؤلات المشروعة حياله"، تساءل: "ماذا عن آلاف اللبنانيين المستحقين من الفقراء الذين تم تجاهلهم لمصلحة بعض الميسورين غير المستحقين؟ وهل الجنسية اللبنانية معروضة للبيع مقابل مبالغ مالية؟". وأشار "اللقاء" إلى أنه "يتطلع لأن يكون النقاش حول ملف الجنسية منطلقا من مبادىء واضحة ومحددة ومعايير ثابتة مما يبعده عن الحسابات السياسية والمصالح الخاصة ويخضعه لأسس علمية متعارف عليها".

 

مقتطف من جريدة «النهار»: هكذا مُرِّر مرسوم التجنيس وسط صمت مريب

01 حزيران/18/بدا طبيعياً ان تنفجر قضية مرسوم التجنيس "الخفيّ" دون أي إيضاحات رسمية من الجهات المعنية عن حقيقة ما أحاط بهذا المرسوم من ظروف أملت توقيعه وتفاصيل الحالات التي أفادت من منحها الجنسية اللبنانية، علماً ان ما يناهز الـ400 شخص كانوا من المستفيدين.

وفيما أكدت مصادر مطلعة ان اكثر من ثلثي الواردة أسماؤهم في المرسوم هم من الطوائف المسيحية، أي أن عددهم ٢٦٠ في مقابل ١٠٥ من الطوائف الإسلامية. وفي المعلومات التي تأكدت ان المرسوم صدر قبل اعتبار الحكومة مستقيلة واقتصر تحضيره وادخال الأسماء على القصر الجمهوري والسرايا الحكومية ووزارة الداخلية ولم يمر على الأجهزة الأمنية التي يفترض ان تدقق في أسماء المجنسين لمعرفة ما اذا كانوا من المطلوبين أو الملاحقين أو المرتكبين.

 

عودة الدعاوى القضائية بين القوات والتيار

ليبانون ديبايت /01 حزيران/18/عندما تم توقيع "تفاهم معراب" الشهير بين القوات اللبنانية من جهة و"التيار الوطني الحر" من جهة ثانية بعد جهود مضنية من قبل كل من وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي وأمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب إبراهيم كنعان، اتفق الطرفين على سحب كل الدعوى القضائية بين الطرفين. إلا أن ونتيجة للتوتر الجديد الموجود مؤخراً، عادت الدعاوى إلى الواجهة من جديد. وأعلنت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" في بيان أنه "في سياق الحملة الباسيلية المعروفة بخلفياتها وأهدافها والرامية إلى شل "القوات اللبنانية" وتحجيمها في الحكومة، أتت حملة محطة "OTV" وصحيفة "الأخبار" تحت عنوان كاذب ومختلق هو التحريض على الجيش اللبناني." وأكدت الدائرة الإعلامية في القوات أن "كل ما ورد في المحطة والصحيفة لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وهو افتراء كامل وتضليل متعمد وتقارير مفبركة ومختلقة وكاذبة تدحضها كل الوقائع، إذ ان "القوات اللبنانية" سعت من خلال جميع سفراء الولايات المتحدة الذين تعاقبوا في لبنان، كما من خلال جميع المرجعيات في واشنطن وعواصم القرار الغربية والعربية على المطالبة بدعم الجيش اللبناني وتعزيزه وتسليحه وتقويته، وذلك انسجاما مع توجه "القوات اللبنانية" الوطني بضرورة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده، وان يكون القرار الاستراتيجي بيد الدولة اللبنانية من أجل قيام الدولة الفعلية والجمهورية القوية." ورأت الدائرة ان "كل ما تقوم به وسائل الإعلام التابعة للوزير باسيل او التي تدور في فلكه السياسي يدخل في سياق هدف أوحد وهو محاولة إقصاء "القوات اللبنانية" عن الحكومة الجديدة أو بأحسن الأحوال تحجيمها، ولو اقتضى الأمر اختلاق الروايات وفبركتها ونشر الشائعات والأكاذيب." ولفتت الى أنها "ستقوم برفع دعاوى افتراء ونشر أخبار كاذبة بحق محطة "OTV" وصحيفة "الأخبار" وكل من يساهم في فبركات من هذا النوع".

 

لبنان يقاطع تركيا بقرار سياسي... والخسارة 154 مليون دولار

 نهلا ناصرالدين/مصدر: ليبانون ديبايت /01 حزيران 2018

عندما رفع ناشطون من برج حمود لافتة في محلّة الدورة كُتب فيها "قاطعوا البضائع التركية" خُيّل لمعظم اللبنانيين أن هذه العبارة مجرد حلمٍ أرمني بعيد المنال. لكن ما إن انتشر قرار مجلس الوزراء رقم 23 الصادر في 17 أيار الماضي، أي قبل أيام فقط من انتهاء ولاية الحكومة وتحولها إلى حكومة تصريف الأعمال، حتى باتت هذه العبارة أمراً واقعاً موقعاً من أمانة مجلس الوزراء العامة. على الطرف الآخر، نشرت مواقع إخبارية نقلاً عن وكالة الأناضول أن "مشروعا سيطرح لوقف دخول حاملي جوازات السفر اللبنانية الى تركيا من دون تأشيرة دخول مسبقة ردا على القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية بمنع استيراد البضائع التركية". الأمر الذي نفته الوكالة، وأكدت عل ذلك السفارة التركية في لبنان عبر بيان لها لاحقاً. يفسّر القرار الصادر عن مجلس الوزراء الجدوى الاقتصادية من مقاطعة البضائع التركية وفي مقدمتها "البسكويت، ومواد التنظيف، والألبسة الجاهزة"، بقيام وزارة الاقتصاد بحماية القطاعات الانتاجية اللبنانية، بناء لما ورد من جمعية الصناعيين اللبنانيين من الكتب التي تعرض فيها للمشاكل والصعوبات التي تواجهها من منافسة غير عادلة من المنتجات المستوردة من بلدان عدة أبرزها تركيا. تدور في فلك القرار المهرّب في جلسات الحكومة الأخيرة أسئلة كثيرة، أولها: هل يحمل القرار بصمات سياسية تهدف إلى ممارسة ضغوط معينة على تركيا عشية الانتخابات الرئاسية التركية؟ وثانيها، هل من تبعات تركية قد تدخل حيز التنفيذ قريباً رداً على هذا القرار؟ يسأل أحد الصناعيين، هل البضائع التركية هي التي تؤسس لمنافسة غير عادلة في الأسواق اللبنانية؟ وتبرر مصادر وزارة الاقتصاد القرار بأن لبنان لا يرتبط مع تركيا باتفاقيات تجارية تحظر اتخاذ أي إجراءات منع أو قيود على الاستيراد، ولذلك وقع الخيار على تركيا. يستورد لبنان بحسب ارقام العام الماضي 721 مليون دولار، ويصدر إلى تركيا 154 مليون دولار في العام نفسه. وتتركز الصادرات اللبنانية إلى تركيا، كما يعددها الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"ليبانون ديبايت" من الأكثر إلى الأقل كمية، على الحديد والفولاذ 84 مليون دولار، قطع غيار للسيارات، وألمنيوم وتوابعه، ومواد غذائية، وماكينات للاستخدام الصناعي، وكتب، ومطبوعات، وأحجار كريمة، وذهب. ويرى عجاقة بقرار منع استيراد البضائع التركية بالخطأ الجسيم، لأنه لا يجوز المنع إلا لأسباب صحية أو إجراءات مضادة. وكان الأولى بلبنان رفع الرسوم الجمركية استثنائياً لحماية سيطرة الدولة المالية على كل البلد، بدلاً من منع استيرادها، وهو إجراء يفي بالغرض ولا يشجع على التهريب كالمنع. وبالتالي لا يؤذي العلاقة التجارية مع تركيا. فلن ترتاح الأسواق اللبنانية من هذه المنافسة، لأن منع استيراد هذه البضائع عن لبنان يعني أنه سيتم تهريبها من تركيا الى سورية ومن ثم إلى لبنان، وسيكون المواطنون معفيون من الرسوم الجمركية. والنتيجة، ستخسر الدولة العوائد الجمركية وسيبقى السوق يعاني من وجود هذه البضائع، وفقاً لعجاقة. وعن ردود الفعل التركية، يرسم عجاقة ثلاثة سيناريوهات؛ ألا تتخذ تركيا أي إجراء مضاد، "وهذا الأمر مستبعد"، أو تعامل لبنان بالمثل وتمنع استيراد البضائع المماثلة وهو رد جزئي، أو تمنع البضائع اللبنانية من دخول الأراضي التركية بشكل تام، "وهو أسوأ ردود الفعل". والنتيجة يخسر لبنان 154 مليون دولار كقطاع صناعي وزراعي. من جهة أخرى، يؤكد مرجع سياسي لـ"ليبانون ديبايت" أن قرار منع استيراد البضائع التركية هو بإيعاز خارجي سعودي، و"كلنا يعلم أن لبنان كما هو بشق كبير خاضع للقرار الإيراني وبشق كبير آخر خاضع للقرار السعودي، شئنا أم ابينا، الأمر الذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات سياسية من هذا النوع بحجة اقتصادية". ويرى المرجع نفسه أن هذا القرار غير بريء من الصراع السعودي ـ التركي الذي له شظايا واضحة على القرار 23، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، التي تسعى جهات عدة إلى التأثير وفرض ضغوط لإسقاط الرئيس الحالي المرشح رجب طيب أردوغان. ويتساءل المرجع عن ماهية مصلحة لبنان السياسية من تخريب علاقته مع تركيا التي يمكن أن تكون باب واسع لبعض البضائع اللبنانية، لا سيما أن لا تبعات اقتصادية إيجابية للقرار.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية الجمعة في 1/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

- إتفاق شراكة استراتيجية بين موسكو وأبو ظبي.

- تواصل اميركي-أردني حول خفض التصعيد في جنوب سوريا.

- تحضيرات اميركية-كورية شمالية للقمة بين الرئيسين.

- وزير الخارجية الروسي في كوريا الشمالية تحضيرا لزيارة بوتين.

- فلسطين في مجلس الامن وعرقلة دبلوماسية أميركية لحماية شعبها.

- سيطرة التحالف على محافظة الحديدة في اليمن.

هذه هي أبرز تطورات الخارج فيما الداخل اللبناني ينتظر عودة الرئيس سعد الحريري من الرياض لاستئناف التشاور حول الحكومة الجديدة. وفي رأي أوساط سياسية ان نصائح من دول ذات تأثير في الشرق الاوسط نصحت بسرعة تشكيل الحكومة اللبنانية وسط مستجدات الوضع الاقليمي. وترقب هذه الاوساط تأليف الحكومة قبل عيد الفطر أي في غضون أسبوعين على أبعد تقدير.

وفي شأن آخر أعلن كل من اللقاء الديمقراطي وحزب القوات اللبنانية عن تحضير طعن بمرسوم التجنيس الجديد.

وبعيدا عن كل هذه الاوضاع تبرز قصة لبناني بطل من ذوي الاحتياجات الخاصة. وسام روكز ارادة صلبة غلبت القدر وتخطت الصعاب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

ككرة ثلج، أو ككرة نار، بدأ مرسوم التجنيس يتدحرج، فأين سيستقر؟ هل يستقر على أبواب مجلس شورى الدولة؟

السؤال حتمه بروز قوى رئيسية أعلنت تباعا أنها ستقدم طعنا بالمرسوم: القوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي والكتائب اللبنانية... يأتي هذا التطور في وقت بدأ يظهر تباعا أن مراحل إعداد المرسوم كانت معروفة من نواب ومؤسسات، وربما لو لم يكشف النائب نديم الجميل، في تغريدة له، عن أسماء وردت في هذا المرسوم، لكان مر من تحت الطاولة مستفيدا من اجتهاد يقول ان لا لزوم لنشره في الجريدة الرسمية. وهكذا ما إن صدر حتى جرى حفظه في دائرة الأحوال الشخصية في وزارة الداخلية من دون أن يخرج إلى العلن... ربما هذا ما جعل النائب سامي الجميل يطلب في كتاب الى رئاسة الجمهورية الإستحصال على نسخة من المرسوم "في ظل الغموض الذي يلفه"، وفق ما جاء في تعليل الطلب... النائب وليد جنبلاط كان أقسى في تغريدته فكتب يقول "الدولة في عالم ثان، فهي منهمكة في مرسوم تجنيس الميسورين كي يستفيد بعض القوى الظلامية في الحكم من المغانم والسمسرات."... وما لم يقله جنبلاط، طرحه اللقاء الديموقراطي في صيغة سؤال: ما هي أسباب تهريب هذا المرسوم لو كان فعلا منح الجنسية يتم لمستحقيها؟

بعد هذه التساؤلات، ربما صار لزاما على المعنيين نشر المرسوم، لأن الإمعان في إخفائه سيضعه في خانة الريبة، خصوصا بعدما بدأت تتجمع معطيات عن ارتباطات أسماء في المرسوم، بينها أحد رجال الأعمال السوريين من الدائرة الضيقة للرئيس بشار الأسد، ورجل أعمال إيراني ارتبط اسمه بفضيحة فساد...

قبل الدخول في نفق المرسوم نشير إلى ان فضيحة سفر او تهريب شاهي يريفنيان متمادية، وفي جديدها الكشف عن أن أحد رجال الأعمال دفع خمسة وعشرين مليون دولار من دون ان يظهر هذا المبلغ في الشركة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الى اين ستصل معركة مرسوم التجنيس؟ وهل تؤدي الى تعقيد الامور اكثر فأكثر بين الاطراف السياسيين وصولا الى عرقلة تشكيل الحكومة المنتظرة؟ حتى الان الاجواء لا تبشر بالخير، ففي المعلومات ان مرسوم التجنيس اصبح امرا واقعا، وأن عددا من المجنسين الجدد باشروا بالاليات وقاموا بالاجراءات المتبعة للحصول على هويات، في المقابل الاصوات المعترضة على ما حصل تتصاعد وتصل الى حد الطعن به ما ينذر بأن الامور ذاهبة الى نوع من انواع المواجهة، وأن الساحة الاولى للمواجهة المذكورة قد تكون في الحكومة العتيدة المنتظرة.

حكوميا الرئيس الحريري لا يزال يواصل اجازته في السعودية، وهو كما كشف للـ mtv لم يلتق ولن يلتقي اي مسؤول سعودي لان اجازته عائلية بحت، الحريري سيعود في الساعات المقبلة الى لبنان لمتابعة مشاوراته واتصالاته، علما انه وكما اكد للـ Mtv لا يزال على تفاؤله ويعتقد ان التشكيلة الحكومية المنظرة ستبصر النور بعيد عيد الفطر، فهل يفطر اللبنانيون على حكومة جديدة؟ ام ان التعقيدات المحلية والتطورات الاقليمية ستمنع تحقيق الهدف المرسوم؟

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

بات على العهد بكل مندرجاته الحكومية أن يقدم تفسيرا لمرسوم التجنيس الذي مرر تسللا واصطفى من استطاع الى الدفع سبيلا مرسوم حرك ردود فعل سياسية فأعلنت القوات اللبنانية أنها بصدد الطعن.. وطعن آخر رفعه اللقاء الديمقراطي متحدثا عن علامات استفهام كثيرة في التوقيت والمضمون والدلالات والأهداف وتساءل: ماذا عن آلاف اللبنانيين المستحقين من الفقراء الذين جرى تجاهلهم لمصلحة بعض الميسورين وفيما تقدم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من المديرية العامة لرئاسة الجمهورية اللبنانية بطلب الاستحصال على نسخة من مرسوم التجنيس كان النائب نديم الجميل يجزم بأن رئيس الجمهورية قد وقع المرسوم لأكثر من ثلاثمئة شخص بينهم فادي بائع الجنارك الاغلى في العالم والذي دفع نحو مئة وخمسين ألف دولار لأسرة من خمسة أفراد واستغرب الجميل أن يتحول لبنان إلى سلعة أو شركة مساهمة للذي يدفع أكثر ومن دون أي تدقيق أمني في هويات المجنسين. وبالدفوع الشكلية السياسية فإن الدولة لم تستأنف القرار ولم تطعن في المتسائلين وتركت باب التمييز مفتوحا على رد مؤجل.. إذ كان من المقرر أن يعقد وزير الخارجية جبران باسيل مؤتمرا للتوضيح لكنه اختار التريث فلماذا يصمت العهد؟ وبأي ثمن صدر المرسوم؟ أقل ما يقال: إحترموا دموع أمهات صرخن سنوات في الشارع وهن يطالبن بحقوق أولادهن.. وبمنحهم جنسية بعلامة الأم وسواء أكان المرسوم الثمين قد صدر أم لم يوقع فإن للمرأة الحق وبمفعول رجعي في منح أولادها الجنسية اللبنانية أو بحد أدنى النظر في إقرار هذا المشروع الذي يتلوى في الشارع من دون أن يكون له نصيب بنصاب جلسة نيابية عامة الذين دفعوا تجنسوا و"يلي استحوا.. ماتوا" منزوعي الهوية والانتماء فإما أن توضحوا للرأي العام تفاصيل صفقة القرن فيعتذر إليكم إن كنتم على حق.. وإما ألا تغيروا التاريخ والمفاهيم والهوية.. وأن تصبح "كل جيوب الناس.. جنسيتي".

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

إلى حلبة تستعد لخوض معارك سياسية تواكب ولادة الحكومة العتيدة تسلل المرسوم الخفي لتجنيس حوالى 400 شخص من جنسيات سورية أردنية فلسطينية وعراقية ليقتحم المشهد السياسي ويتصدر الاهتمام طارحا علامات استفهام كبيرة تبدأ بالتوقيت ولا تنتهي بالأهداف عدا عن المعيار المعتمد فيه"، لافتة الى أن "المرسوم وقعه رئيسا الجمهورية والحكومة ووزيرا الداخلية والخارجية من دون أن يعلن أو يصدر اي توضيح رسمي حوله وهو ما أثار موجات استنكار عارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ورفضته أطراف سياسية عدة رافعة بوجهه حق الطعن لا سيما الكتائب واللقاء الديمقراطي الذي سأل عن المعايير المعتمدة والأسس التي تم الارتكاز اليها في اتخاذ قرار التجنيس وأسباب تهريبه معلنا انه بصدد الإعداد لطعن سيقدمه أمام مجلس الشورى ضد المرسوم الذي تحوم حوله الكثير من علامات الاستفهام في التوقيت والمضمون والدلالات والأهداف وما لم يقله بيان اللقاء الديمقراطي صوب عليه النائب السابق وليد جنبلاط قائلا إنه مرسوم لتجنيس الميسورين كي تستفيد بعض القوى الظلامية في الحكم من المغانم والسمسرات".

وتابعت القناة بالقول أن "مرسوم التجنيس أتى ليزيد حدة التوتر في العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والتي عاد منسوبها ليرتفع مع بدء مفاوضات تأليف الحكومة فقد أعلن تكتل الجمهورية القوية على لسان النائب أنطوان حبشي الوقوف ضد المرسوم واتخاذ كافة الخطوات القانونية للطعن به معتبرا أن فاعليه يقدمون على ما هو أخطر من التوطين أي التجنيس مواقف زادت الشرخ بين القوات وبين وما وصفه جهاز الإعلام والتواصل في القوات بالخط الباسيلي الذي قرر إسقاط المصالحة والعودة إلى سياسة نبش القبور"، مشيرة الى أنه "على خط تشكيل الحكومة يفترض أن يستأنف الحريري مشاوراته بعد عودته يوم الأحد من السعودية ليتضح المسار الذي سيسلكه وما إذا كان من تأثير للقاءاته في المملكة على عملية التشكيل".

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

استمرار التشاور على أكثر من صعيد بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.

برزت مؤشرات ايجابية عبر عنها رئيس الجمهورية ميشال عون من خلال ابداء تفاؤله بتشكيل الحكومة العتيدة في وقت قريب.

عون اعتبر ان المرحلة التي ستلي تشكيل الحكومة، ستخصص لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والتركيز على استمرار الحفاظ على الاستقرار الامني ومعالجة أزمة النزوح.

وعلى هامش مشاورات التأليف استمر السجال بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على خلفية الاحجام والتمثيل الحكومي، ليتطور اشكالا بين طلاب الطرفين في الجامعة اللبنانية في جل الديب.

التعارك المحدود لم ينسحب على الاوضاع الامنية في بعلبك الهرمل، إذ رفع اهالي المنطقة الصوت عاليا للمطالبة بالاسراع في اتخاذ الخطوات العملية والامنية لوضع حد للفلتان الامني الحاصل.

بين اشكال، وفلتان.. سجال سياسي على خلفية قضية مرسوم التجنيس الذي دخل فصلا جديدا اليوم حيث اعلن اكثر من طرف نيابي نيته الطعن بالمرسوم، فيما اوضحت المؤسسة المارونية للانتشار دورها في اعداد في المقترح المقدم.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

كلما رتق ملف فتق آخر، وكلما طوى اللبنانيون استحقاقا برز آخر..

جديد اليوم مرسوم التجنيس، المرسوم على لوحة وطنية مضطربة، مع ضيق سياسي زمن مفاوضات التشكيلة الحكومية..

تشكيلة يفترض ان الصعوبات الموجودة أمامها يمكن تجاوزها او حلحلة بعضها بحسب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي اضاف ان حزب الله يريد تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن، ويريدها متضمنة لاوسع قدر ممكن من القوى السياسية الوطنية المتعاونة في لبنان..

وفي لبنان مناسبة وطنية لم يقدر عليها النسيان رغم تواطؤ السياسة، هي ذكرى استشهاد رئيس الحكومة اللبنانية رشيد كرامي.. واحد وثلاثون عاما وما سامح اولياء الدم وما نسوا، فحل هذه القضية لا يكون إلا بالقضاء، والبراءة لا تؤخذ بقرار سياسي كما أكد النائب فيصل كرامي..

في فلسطين تأكيد على ان مسير العودة لن يوقفه تهويل ولا تصعيد صهيوني، فتحرك الفلسطينيين في جمعة عنوانها “من غزة الى حيفا، وحدة دم ومصير مشترك” مقدمين المزيد من الدم على طريق التحرير.. عشرات الجرحى سقطوا بالرصاص الاسرائيلي في غزة، في جمعة تسبق جمعة القدس، التي يحشد لها العالم الاسلامي تلبية لدعوة الامام الخميني قدس سره في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وعنوان هذا العام: سنصلي في القدس.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في العلن، كلام عن حرية واستقلال. أما في السر، فإقحام لأجهزة خارجية - لا بل لدول في الشرق والغرب - في تشكيل الحكومة، سعيا ربما وراء مقعد وزاري إضافي، أو طلبا لوزارة سيادية أو خدماتية وسوى ذلك من المواقع وفق التصنيف المحلي...

في العلن، حرص على جمهورية قوية، وعلى بسط سيادة الدولة بقواها العسكرية والامنية الذاتية على كل الأراضي اللبنانية. أما في السر، فرسائل واضحة، ووشوشات مفهومة، تدعو إلى التريث في تسليح الجيش...

في العلن، مزايدة في رفض التوطين عبر حملة منظمة على مرسوم التجنيس المطروح، وعبر التلويح بطعون، حتى قبل الإطلاع على المضمون. أما في السر، فغض نظر دائم عن بيانات دولية صريحة، تتحدث عن عودة طوعية لا آمنة، وعن لاجئين لا نازحين، وإهمال مستمر لمأساة باتت عبئا لا يحتمل على الأمن والاقتصاد قبل الديموغرافيا، بعد انسياق طويل في اتهامات العنصرية التي سيقت في وجه أول من رفع الصوت...

في العلن، دائما كلام جميل. أما في السر، فدوما أفعال شنيعة. شنيعة بكل المعايير: الأخلاقية أولا، والوطنية ثانيا، والسياسية ثالثا. أفعال، لن تنجح في ثني العهد عن إكمال المسيرة. مسيرة، أولى محطاتها المقبلة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع وفق أحجام فعلية لا منفوخة. أما المرحلة التي ستلي التشكيل، والكلام هنا للرئيس ميشال عون اليوم، فلمعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على استمرار الحفاظ على الاستقرار الامني ومتابعة مشكلة عودة النازحين السوريين الى بلدهم...

أما الإصلاحات، تابع رئيس الجمهورية، فستكون في صلب اهتمام الحكومة المقبلة، اضافة الى استكمال تنفيذ المشاريع الانمائية، لا سيما ما يتعلق منها بتأمين طاقة كهربائية اضافية وتنفيذ السدود المائية وشبكة النقل، مجددا التأكيد على ان الخطة الاقتصادية التي قاربت على الانتهاء، تهدف الى تحويل الاقتصاد اللبناني من ريعي الى منتج...

وفي موضوع الفساد شدد رئيس الجمهورية على انه لن يتساهل بعد اليوم في أي ملف يرفع إليه او الى أجهزة الرقابة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 1 حزيران 2018

النهار

نقل عن ديبلوماسي عربي بارز سؤاله الملح عن النية في اعطاء "القوات اللبنانية" حقائب توازي تمثيلها النيابي أم ثمة نية "إقليمية" لإبعادها عن القرار كما تم اقصاؤها في زمن الوصاية.

قال نائب خبير ان الحل الافضل لمحاربة الفساد أو "وقف السرقات" هو في قيام معارضة حقيقية تفضح كل شيء ولا تتواطأ كل المكونات في الحكومة.

فيما تتآكل يوميا مداخيل المؤسسة العامة للاسكان وقدراتها على اقراض الشباب، لا يحرك اي فريق سياسي أو مجتمع مدني ساكنا للدفاع عنها.

الجمهورية

لاحظت أوساط متابعة لعملية التأليف أن المشكل الأساسي سيكون بين تيار كبير وحزب كبير يتنازعان على المقاعد.

يدرس رئيس تيار بارز قرار الإستغناء عن خدمات مساعدة له في الشؤون الإعلامية بسسب فشلها في المهمة التي أوكلها إليها منذ 3 سنوات.

استغرب عدد من فاعليات بعلبك توقيت الفلتان الأمني في هذا الظرف، وتساءلوا ما إذا كان مرتبطاً بتوقيت تأليف الحكومة أو بالحديث عن قرب خطة أمنية جديدة.

اللواء

لفت نائب جديد أن مقاطعة وزير سيادي لا تقتصر على المناسبات الرمضانية، بل أيضاً، اجتماعات الكتلة التي ينتمي إليها؟

يتجنب مسؤولون في سفارة دولة كبرى في لبنان التعرّض لإجراءات أقدمت عليها إدارة بلادهم، بصورة علنية ومباشرة..

يشكو مطرودون من تيّار موالٍ من فوقية تعامل رئيسه مع محاولات التماس تبريرات لما وصفوه "بالخطوة المعادية لهم" والمعرّضة لسمعتهم!

البناء

تناقلت حسابات سعودية على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لاشتباكات مسلحة قالت إنها دارت ليل أول أمس، بين وحدات من الأمن السعودي وثكنة تابعة للحرس الوطني يُتّهم ضباطها بالولاء للملك السابق عبدالله بن عبد العزيز ونجله متعب. وورد في الأخبار أن الاشتباكات لم تُسفر عن نتائج حاسمة. فبقي المعسكر محاصراً والاشتباكات خارجه، فيما قيل إن أحد كبار الضباط الموالين لولي العهد محمد بن سلمان الذي قاد المواجهة قُتل فيها، بينما قالت مصادر معارضة إن الاشتباكات توسّعت وشاركت فيها جماعات من الأهالي المعارضين لحكم ولي العهد دعماً لمعسكر الحرس الوطني.

يتصاعد الهجوم العنيف لحزب من "قوى 14 آذار" على تيّار سياسي كبير وفاعل على مستويات مختلفة، والذي تؤكد أوساط سياسية أن مسؤولي التيّار لم يصلوا إلى الحد الذي وصله قياديو الحزب المذكور ضدهم. وتشير الأوساط إلى أن ما يقال في بيانات وتصاريح مسؤولي الحزب، وبالرغم من حدتها، لا تساوي شيئاً، قياساً بما يقولونه في الكواليس.

المستقبل

يقال إن دفعة جديدة من التعيينات الادارية والامنية أصبحت جاهزة قبل استقالة الحكومة الحالية لكنها تنتظر التوافق على دفعة أخرى لاقرارها ضمن سلة متكاملة اثر تشكيل الحكومة العتيدة.

 

تمرير مرسوم للتجنيس في الخفاء يوقظ هاجس التوطين في لبنان

العرب/02 حزيران/18

مرسوم منح الجنسية اللبنانية يثير تساؤلات لجهة توقيت تمريره في ظل حالة تعتيم "غير مبررة" عليه من قبل المؤسسات الرسمية.

المرسوم يحرج عون

بيروت - ضجت الساحة السياسية والإعلامية في لبنان في الأيام الأخيرة بنبأ توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون على مرسوم لتجنيس نحو 300 شخصية من جنسيات مختلفة كان للسوريين حصة الأسد منها.

وطغى الخبر الذي لم يصدر حوله أي تعليق رسمي حتى الآن ولم يتم نشره في الجريدة الرسمية، على عقدة تأليف الحكومة التي لا تزال تراوح مكانها رغم التفاؤل الذي يحاول البعض إشاعته بشأنها.

وتقول أوساط سياسية لبنانية إن السبب الرئيسي في الضجة التي أثارها خبر المرسوم، هو حالة التعتيم التي مارستها كل من رئاستي الحكومة والجمهورية ووزارتي الداخلية والخارجية، وتوقيت تمريره المثير للشبهات في ظل فوضى التشكيل الحكومي وفي حضرة حكومة تصريف أعمال صلاحياتها محدودة.

وتجنيس أشخاص في لبنان هي عادة دأب عليها رؤساء الجمهورية في لبنان خلال أواخر فترات ولاياتهم، على خلاف هذه المرة. وتقول المعطيات المسربة إن معظم الحاصلين على الجنسية اللبنانية هم من رجال الأعمال والأثرياء، الأمر الذي دفع البعض إلى التشكيك في الأسباب الكامنة خلف إقرار المرسوم بعد الانتخابات مباشرة ودون انتظار تشكيل حكومة جديدة.

وقال النائب عن كتلة الكتائب نديم الجميل “عادة يقوم رئيس الجمهورية بهذه الخطوة مع نهاية عهده، لكن أن تصبح تجارة الجنسية فضيحة لتعويض مصاريف الانتخابات ومصاريف أخرى فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق”.

من جهته صرح القيادي في حزب القوات اللبنانية فادي كرم “قبل الاطلاع على المعطيات الحقيقية ومعرفة الأسباب التي أدت إلى إقرار مرسوم التجنيس لدينا ملاحظة أساسية عن سبب تخبئة هذا المرسوم في فترة الانتخابات ولماذا تم تهريبه بهذه الطريقة. من المفترض أن نطلع جميعا على هذه المراسيم الأساسية والمهمة وندرس أسبابها ومبرراتها، وإن كانت ثمة ضرورة لإقرارها”. ويرى مراقبون أن ما ساهم في إعطاء هذا المرسوم زخما أوسع، حتى أن العديد من السياسيين وسموه بـ”الفضيحة” و”وصمة عار” على العهد، هو أن معظم الذين تم تجنيسهم من السوريين والفلسطينيين، ومعلوم أن هذه المسألة هي مثار حساسية عالية بالنسبة للبنانيين. وقد أيقظ هذا المرسوم الذي لم يتم التأكد بعد من التوقيع عليه، هاجس توطين السوريين والفلسطينيين، في ظل خوف دائم يرافق خاصة المسيحيين من تكريس الهوة داخل التركيبة الطائفية في البلاد.

فادي كرم: ما سبب تخبئة المرسوم في فترة الانتخابات ولماذا تم تهريبه بهذه الطريقة

وعلق عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد حول مرسوم التجنيس عبر حسابه على موقع تويتر قائلا “إذا كان من الممكن أن نتفهم مبدأ التجنيس الإفرادي، لا يُمكننا أن نتفهم مبدأ التجنيس الجماعي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان”.

ويحتضن لبنان، إلى جانب مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، أكثر من مليون نازح سوري فروا من بلادهم بسبب الحرب الدائرة هناك منذ نحو ثمانية أعوام. وعلى مدار السنوات الأخيرة شنت أطراف سياسية ودينية مسيحية حملة متصاعدة ضد هؤلاء النازحين، بدعوى التصدي لمشروع دولي لتوطينهم.

وتعززت المخاوف من التوطين مع المادة عدد 50 في الموازنة العامة لسنة 2018 التي تتضمن منح الإقامة لمن يمتلك عقارا سكنيا يتراوح سعره بين 350 و500 ألف دولار أميركي.

ولئن خفت الجدل بعد قرار المجلس الدستوري في مايو الماضي بتعليق العمل بهذه المادة في الموازنة، إلا أنه سرعان ما عاد ليطفو مجددا على إيقاع منح الجنسية للعشرات من السوريين، ضمن المرسوم الجديد.

وهددت القوات اللبنانية والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي بالطعن أمام المجلس الدستوري في مرسوم التجنيس، مطالبة رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية بإماطة اللثام عنه، وكشف الدوافع خلف تجنيس هؤلاء الذين من بينهم أيضا عراقيون وبريطانيون وتونسيون ومصريون وأردنيون.

ويرى مراقبون أن هذا التهديد قد لا يجد طريقه إلى التنفيذ خاصة وأن المرسوم لم يتم الإعلان عنه من قبل السلطات المعنية، كما لم يتم إدراجه في الجريدة الرسمية، وشكك المراقبون في مدى واقعية ربط هذا المرسوم بتوجهٍ لتوطين النازحين السوريين، في ظل تصدُّر الرئيس عون الأصوات الرافضة لهذا التمشي، وهو يدرك أن تمرير مثل هذا الأمر سينسف ما يعتبره إنجازات العهد. ويأتي هذا الجدل في وقت كشفت فيه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحافي بالعاصمة الأردنية عمان عن تراجع الدعم الدولي للنازحين السوريين في البلدان المضيفة وعلى رأسها الأردن ولبنان.

وأطلقت المفوضية نداء عاجلا للمانحين مطالبة إياهم أن يفوا بوعودهم بعد أن كانوا قد تعهدوا بالمشاركة في برنامج اللاجئين السوريين، قائلة إنها لم تتلق سوى خمس التمويل المطلوب.

وأكد أمين عوض، مدير مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمنسق الإقليمي للاجئين في سوريا، أن “المعادلة الحسابية واضحة، نحتاج 5.6 مليار دولار حصلنا على 20 بالمئة فقط”.

وترى بعض الأوساط اللبنانية أن طريقة التعاطي الرسمي مع تمرير مرسوم التجنيس يثير الشبهات في المقابل، هناك مبالغة في رد الفعل، ومرد ذلك إلى الحساسية المفرطة تجاه مواطني دول بعينها مثل السوريين، رغم وجود شبه إجماع داخل النخبة على رفضهم للتوطين، وهناك اليوم خطوات فعلية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم وإن كان ذلك عبر التنسيق مع نظام الرئيس بشار الأسد. وأعلن مؤخرا اللواء عباس إبراهيم وهو شخصية بارزة في الدولة ومدير عام الأمن العام “أن (هناك) تواصلا مع السلطات السورية حول الآلاف من السوريين الذين ينوون العودة إلى سوريا”.

وشدد “السوريون لن تطول مدة إقامتهم في لبنان. هناك عمل دؤوب تقوم به السلطة السياسية…”. ولم يقدم اللواء إبراهيم إطارا زمنيا للعودة لكنه أعرب عن اعتقاده بأن بعض اللاجئين على الأقل سيعودون قريبا.

 وأكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان كلام المسؤول اللبناني قائلة إنها “على علم بالتخطيط لعدة تحركات لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم… والمفوضية على اتصال مستمر مع المديرية العامة للأمن العام بخصوص هذا الأمر”. وفي أبريل الماضي تم نقل بضع مئات من اللاجئين من منطقة شبعا في جنوب لبنان إلى سوريا في عملية أشرف عليها الأمن العام بالتنسيق مع دمشق.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلاً عن تقدير موقف رقم 216

01 حزيران/18

في العيش المشترك

* في ظلّ مقاربة مرسوم التجنيس من زاوية طائفية وغيرها، وفي ظلّ الخوف الذي يسيطر على الجماعات اللبنانية دون استثناء، ما يدفعها إلى البحث عن ضمانات رديفة للدولة كبناء الثنائيات وغيرها داخل الطوائف وفيما بينها!

* ينشر "تقدير موقف" للرأي العام اللبناني جزءاً من وثيقة "المؤتمر الدائم للحوار اللبناني" – 1993، والذي أسّس لـ"لقاء قرنة شهوان" و"مصالحة الجبل" ولـ"لقاء البريستول" و"انتفاضة الاستقلال".

1- لبنان ليس كياناً عرضياً أو صدفة تاريخية يُترك للعوامل الخارجية أمر تقرير مصيره، كما أنه ليس كياناً أزلياً واجب الوجود لذاته، وإنما هو معنى ودور يرتبطان بإرادة ابنائه وبقدرتهم على النهوض بمسؤوليتهما. إنه أكثر من كيان سياسي قانوني، لجهة رسالة الحوار والتفاعل على المهيأ لها وليس أقل من كيان وطني بمقياس الدول والأوطان.

2- السيادة والاستقلال في لبنان متلازمان تلازماً كاملاً مع الوحدة الوطنية، فلا سيادة ولا إستقلال في ظلّ التناحر الداخلي.

والوحدة الداخلية لا تُفرض من قبل فريق على آخر وإنما عبر البحث الدائم عن تسوية مبنية على التوازن، ساعية إلى الإقتراب من العدالة.

وقد أثبتت تجربة الحرب أن أي إنكسار في الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين يستجرُّ انكسارات متتالية داخل كل جناح طائفي، ثم يتوغّل في الطائفة الواحدة والمذهب الواحد باتجاه تفتّت لا قرار له.

وعليه فإن حماية أي طائفة أو مذهب تبدأ في حماية الوحدة الوطنية وليس في نقضها أو إضعافها ولا أمن لأية جماعة طائفية خارج الأمن اللبناني الشامل.

المؤتمر الدائم للحوار اللبناني – 1993

تقديرنا

* على أمل أن تعطي القيادات السياسية والنخب وقتاً للتأمّل قبل فوات الأوان!

* سنلتقي..

 

عقبتان أمام تشكيل الحكومة الجديدة، فما هما؟

لبنان الجديد /01 حزيران 2018 /على خلفية التحضير لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري، يعترض تشكيل هذه الحكومة عقبات كثيرة ابرزها الخلافات على الحقائب الوزارية بين القوى السياسية، لكن اللافت أن عقبتان رئيسيتان تقعان في صلب الأزمة. وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية لبنانية نقلاً عن صحيفة "العرب"، أن "عقدة جديدة ظهرت على طريق تشكيل الحكومة، وأن هذه العقدة تتمثّل في وجود ما بات يسمّى (حصّة لرئيس الجمهورية) في هذه الحكومة، إضافة إلى حصة التيّار الوطني الحرّ الذي يرأسه النائب جبران باسيل". وأدت هذه الحصة إلى رفض العديد من القوى السياسية لها، وابرزها إعتراض رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ نقل عنه زواره أنّ "مثل هذه الحصّة كانت في الماضي (حصّة سورية) في الحكومة، خصوصاً في عهد الرئيس إلياس الهراوي، ولاحظ أنّ ميشال عون نفسه كان اعترض على وجود مثل هذه الحصّة في عهد الرئيس ميشال سليمان الذي لم يكن يمتلك حزباً سياسياً". وعلى غرار المطالبة بحصة لرئاسة الجمهورية، يدور الحديث عن مطالبة الحريري بحصة له على اعتبارها (حصة لرئيس الحكومة)، حيث قال الحريري لدى سؤاله عن حصة تيار المستقبل "لا أدري، ولكن تيار المستقبل هو تيّار المستقبل ولا يمكن لأحد أن يشكّك في وجوده، كذلك هناك حصّة لرئيس الحكومة"، وفسّرت الأوساط السياسية كما وصفت الصحيفة، كلامه بأنّه "مثلما أن هناك حصة لرئيس الجمهورية، هناك حصة لرئيس الحكومة". أما فيما يخص العقبة الثانية، فهي محاولة إلغاء حزب "القوات اللبنانية"، حيث يواجه الحريري مشكلة كبيرة وهي "مسيحية – مسيحية" حسب ما وصفت المصادر السياسية، ولاحظت أنّ "التيار الوطني الحر يعتبر أن لديه كتلة من 29 نائباً ويريد الحصول على معظم الوزراء المسيحيين (عددهم 15 وزيراً) وترك 3 وزراء للقوات اللبنانية، وفوق ذلك، يريد الحصول على حصة رئيس الجمهورية". وذكرت المصادر ذاتها أن "القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، والتي لديها خمسة عشر نائباً ترى أنّ هناك محاولة لشطبها من المعادلة السياسية اللبنانية وذلك بسبب العلاقة الوثيقة التي تقيمها مع المملكة العربية السعودية". وعدا عن عقبة حصة رئيس الجمهورية، وعقبة إلغاء القوات، لفتت صحيفة "اللواء"، إلى عقبات أخرى يصطدم بها تشكيل الحكومة وهي: - عقدة إصرار النائب السابق وليد جنبلاط على أن تكون كل حقائب الدروز من حصة اللقاء الديمقراطي، وهذا يسبب مشكلة مع النائب طلال أرسلان. - إصرار (حزب الله) على تمثيل السنّة الثمانية خارج كتلة «المستقبل» التي تطالب بحصة لتمثيل السنّي في داخلها، خلافاً لما يطالب به الحزب بضرورة تمثيله بوزارة وازنة تهتم بالبقاع، مع تمثيل أحد حلفائه السنّة.

 

 قاضي التحقيق في بيروت روني شحادة اصدر قرارا ظنيا بحق بهيج أبو حمزة بجرم إساءة الأمانة والاختلاس

01 حزيران 2018/أصدر قاضي التحقيق في بيروت روني شحادة قراراً ظنّياً بحق المدعى عليه بهيج أبو حمزة بجرم إساءة الأمانة والاختلاس وايجاب محاكمته أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت وتضمينه النفقات كافة وذلك بعد أن ثبت من مجمل التحقيقات والمستندات ان السيد بهيج أبو حمزة قد اختلس أموالا من الحسابات المصرفية العائدة للأستاذ وليد جنبلاط.

 

وزير البيئة عاين جرود فاريا وحراجل ومواقع مفترضة لطمر براميل سامة

وطنية/31 أيار/18/توجّه وزير البيئة طارق الخطيب، برفقة فريق تقني من الوزارة الى جرود فاريا وحراجل وعيون السيمان حيث عاين عن كثب المواقع المفترضة التي تمّ فيها طمر نفايات سامة قبل مدة طويلة ، وإستمع الى شهود عيان حول معلوماتهم عن مكان طمر براميل تحتوي على مواد سامة وخطرة، وأفاد مواطن من آل خليل أن مستوعباً يحتوي على براميل عليها اشارة جمجمة وعظمتين وكتابات تفيد بأنها مواد خطرة والمانية المصدر تمّ طمره في مكان آخر قبل أن يتم سحبه في وقت لاحق ويُعاد الى مستودع في منطقة الزوق.فيما لم ترد معلومات إذا كان المكان الآخر قد تمّ سحب البراميل منه.

وأعلن وزير البيئة أنه بعد تحديد المواقع التي تمّ فيها طمر البراميل في الجرود سيطلب من قيادة الجيش اللبناني ومن الهيئة الوطنية للطاقة الذرية معاينة المكانين بواسطة الاجهزة المختصة لاستشكاف إذا كانت هذه البراميل مازالت مطمورة أو اذا حصل تسرّب الى باطن الارض وتبيان الضرر البيئي والصحي الخطير الناتج عنها وسبل المعالجة. وكان وزير البيئة طلب من المدعي العام البيئي في جبل لبنان إجراء التحقيقات والاستقصاءات اللازمة للتأكد من صحة المعلومات عن نفايات سامة وخطرة مطمورة في جرود كسروان وملاحقة الفاعلين والمتدخلين وكل من تثبت علاقته بالموضوع.

 

الرياشي طلب التنحي... وكنعان يرد على رفيقه اسكندر

ليبانون ديبايت/01 حزيران/18/لفت وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي في حديث لقناة MTV مع الاعلامي داني حداد إلى أنه "طلبت منذ أشهر من جعجع أن أتنحّى عن ملف العلاقة بين "القوات" و"التيار" لكنّه رفض وطلبي ناجم عن خيبات أملي لأنّ هذا التفاهم لم يطبّق ليكون على قدر الأهداف الإستراتيجيّة وأنا أحسد الثنائية الشيعيّة". في المقابل, ردّ النائب ابراهيم كنعان على كلام الرياشي بالقول: "قدرنا يا رفيقي اسكندر أن نحمل واحدة من اقدس القضايا الوطنية فالمصالحة المسيحية أهمّ من أي خلاف انتخابي أو حكومي وعلينا المحافظة عليها والدفاع عنها مهما كان ذلك صعباً والاستقالة منها ممنوعة".

 

تحذيرات غربية للبنان من تغطية سلاح «حزب الله» حكومياً وعجلة التشكيل الوزاري تنتظر عودة الحريري لبحث «معادلات التأليف»

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/لم تنطلق فعلياً عجلة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، بانتظار عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من إجازته العائلية القصيرة في المملكة العربية السعودية، في حين سيشكل الوضع الإقليمي المتوتر عاملاً ضاغطاً باتجاه تسريع ولادة الحكومة، أو عرقلتها، انطلاقاً من كيفية تعامل القوى السياسية اللبنانية معها. وبعيداً، عن الكلام المتواصل عن توزيع الحصص الوزارية، يؤكد مصدر لبناني مطلع على عملية التأليف، أن الحراك الفعلي لم يبدأ بعد، مشيراً إلى أنه «من المبكر جداً الحديث عن مسودات تشكيلة حكومية سيحملها الحريري معه لدى عودته إلى بيروت مطلع الأسبوع». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الحريري ينأى بنفسه عن الجدل الدائر، وإنه يغتنم فرصة إجازته القصيرة من أجل «جوجلة الأفكار التي سمعها من الكتل النيابية خلال الاستشارات النيابية الاثنين الماضي»، معتبرة أن البحث سينطلق، بعد عودته، «في المعادلات التي ستحكم تأليف الحكومة، ليصار في وقت لاحق إلى بحث الحصص ومن ثم الأسماء».

واستبعدت المصادر نفسها، أن تؤدي التعقيدات الإقليمية إلى تعقيد عملية التأليف وعرقلتها، مشيرة إلى أن هذه «التعقيدات تشكل عاملاً ضاغطاً على القيادات اللبنانية للإسراع في عملية التأليف ووضع الحسابات الصغيرة جانباً، لمصلحة حماية الاستقرار اللبناني».

وفي حين نفت المصادر وجود أي «فيتوات» دولية على مشاركة «حزب الله» في الحكومة، أكدت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، أن تحذيرات غربية وجهت إلى عدد من المسؤولين اللبنانيين، ترسم خطاً أحمر فيما يتعلق بصيغة البيان الوزاري المتعلقة بـ«حق المواطنين في مقاومة الاحتلال والاعتداءات»؛ إذ ينص البيان الوزاري الحالي على التالي: «تؤكد الحكومة على واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بشتى الوسائل المشروعة. مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة».

وتعتبر هذه الصيغة تسوية داخلية لموضوع سلاح «حزب الله» الذي يرى معارضوه أنه يحصل على تغطية لعمله العسكري من خلال هذا البيان، على الرغم من أنه نسخة مخففة عن بيانات سابقة كانت أوضح بكثير لجهة تأكيد حق «الشعب والجيش والمقاومة» بمواجهة الاحتلال والاعتداءات.

وتؤكد المصادر الوزارية وجود تشدد دولي لافت في هذا المجال، وخصوصاً من قبل الأميركيين والأوروبيين: «وتحديداً بريطانيا التي أبلغت بعض المسؤولين اللبنانيين موقفاً حازماً في هذا الشأن».

سياسياً، استمر النقاش الداخلي اللبناني حول موضوع تأليف الحكومة، فرأى نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، أمس، أنه «من المبكر الحديث عن عرقلة بتشكيل الحكومة، والحديث عن سقوف عالية كان يجري بصورة دائمة»، مشيراً إلى أنه «في حال تبين أن هناك نوايا تستهدف إغراق الحريري بالمطالب لإحراجه عندها تصدر مراسيم تأليف حكومة تؤلف الأكثرية النيابية» ورأى النائب محمد الحجار، أن «جميع القوى السياسية اتفقت على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رأى أن هناك رغبة في التعاون وتسهيل تأليف الحكومة. وإلى جانب ذلك هناك مطالب قدمتها الكتل السياسية»، معتبراً أن «بالحديث مع الحريري، لم أشعر أنه يرى أن هناك أموراً تعجيزية، وهو لم يسمع من جميع الكتل أن مطالبها مشروطة، ونأمل أن تكون كذلك». وأكد النائب الكتائبي السابق فادي الهبر، أن «حزب «الكتائب» متمسك بثوابته نفسها من مشروع الدولة واستكمال السيادة والاستقلال والقرار الحر، إلى تقوية الجيش والقوى الأمنية الشرعية وإزالة السلاح غير الشرعي وحصر قرار الحرب والسلم بالدولة وحدها، والدفع باتجاه إطلاق الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، مثلما وعد الرئيس عون، وخصوصاً فتح آفاق وهوامش لاستراتيجية اقتصادية ومقاربة المخاطر المالية من جراء نتائج العقوبات الدولية على «حزب الله»، وأيضاً حماية النقد الوطني بسبب التراجعات الاقتصادية والسياسات الخاطئة على مختلف الصعد». وأوضح أن «الثوابت الكتائبية أصبحت عناوينها معروفة عند الجميع على مختلف الصعد»، أكد الهبر أن «النهج نفسه سيستمر»، مضيفاً: «لقد فتحنا صفحة جديدة وكانت معارضتنا بنّاءة، وقد نشارك في الحكومة العتيدة، تبعاً لما ستكون عليه الأمور في عملية التشكيل والبيان الوزاري وتوجهاتها وأولوياتها وتوازنها».

 

سجال بين «القوات» وسفير لبنان في واشنطن حول تسليح الجيش

بيروت: «/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/احتدم السجال بين حزب «القوات اللبنانية» وسفير لبنان في واشنطن غبريال عيسى بعد توجيه الأخير أصابع الاتهام لـ«القوات»، بما قال إنه «ضغوطات تمارس عبر الكونغرس لإعادة النظر بسياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه لبنان، وبشكل خاص باتجاه الجيش اللبناني لعدم قيامه بدور نزع سلاح حزب الله». وكتب السفير عيسى مؤخرا على صفحته على موقع «فيسبوك»: «لمن يحرض واشنطن ضد الجيش اللبناني لا حظوظ لكم بوجودنا، إرحموا حالكم وإستتروا». وردت الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» على ما قالت إنها «حملة يشنها عيسى على القوات اللبنانية من دون العودة مبدئيا إلى إدارته لاستئذانها بالتصريح وإطلاق مواقف هي أقرب إلى شخصية حزبية منها إلى سفير يمثل الدولة اللبنانية». وأكدت سعي «القوات» سواء في لبنان وواشنطن وكل عواصم العالم إلى «تسليح الجيش وتقويته من أجل حسم ازدواجية السلاح لمصلحته منفردا، لأن لا قيامة فعلية للبنان من دون سلاح أوحد بيد الجيش»، معتبرة أن ما أدلى به رئيس مقاطعة أميركا الشمالية في «القوات» جوزف جبيلي مؤخرا «توصيف لواقع الإدارة الأميركية لجهة كونها مقسومة بين موقف غير متساهل مع لبنان وآخر متساهل على غرار البنتاغون، وبالتالي ما نقله يعبر بدقة عن موقف أميركي وليس عن موقفه الشخصي».

وشدد البيان الصادر عن الدائرة الإعلامية على أن موقف القوات «ينبع من إيمانها بضرورة سيطرة الجيش اللبناني على كامل التراب اللبناني»، لافتا إلى أنها «عملت وتعمل على تقوية الدولة التي تشكل أحد أهداف القوات الأساسية، كما أن جبيلي يعمل بشكل دؤوب على فتح القنوات اللازمة من أجل تأمين التمويل الضروري للجيش وتوفير السلاح المطلوب من خلال الاتصال بقيادة الجيش ومع الجهات المختصة في الكونغرس والإدارة، ويمكن سؤال المعنيين في الجيش وواشنطن والذين يعلمون تمام العلم كيف تجهد (القوات) بهذا الاتجاه». وأشارت إلى أن الحملة على «القوات» بدأها السفير عيسى، «وهي تدخل من ضمن الحملة الباسيلية (في إشارة إلى وزير الخارجية جبران باسيل) على القوات اللبنانية، وخصوصا أن السفير معروف بانحيازه الفاضح وتحويله السفارة إلى مركز حزبي بدلا من أن تكون سفارة مفتوحة للجميع، الأمر الذي يجب ألا يستمر على هذا المنوال، حرصا على صورة الدولة ومؤسساتها».

 

أنقرة تنفي إعادة فرض التأشيرة على اللبنانيين بعد بلبلة على خلفية قرار بيروت تعليق استيراد البضائع التركية

بيروت: « الشرق الأوسط/01 حزيران/18/بعد البلبلة التي أحدثها قرار الحكومة اللبنانية بإيقاف استيراد بعض البضائع التركية، وصولا إلى شائعات عن اتجاه تركيا إلى تعليق قرار إعفاء اللبنانيين من تأشيرة دخول إليها، أكدت السفارة التركية في بيروت أنها لم تتخذ أي قرار جديد بهذا الشأن.

وفي بيان لها، قالت السفارة إنه «لا توجد تغييرات في نظام التأشيرات إلى تركيا بالنسبة للمواطنين اللبنانيين»، موضحة: «لا حاجة إلى تأشيرة دخول لمن يرغب من أصحاب جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية والخاصة في السفر إلى تركيا بغرض السياحة، أو المرور، على ألا تتخطى مدة الإقامة 90 يوما خلال ستة أشهر، ابتداءً من أول دخولهم إلى الأراضي التركية». وكان اتخاذ مجلس الوزراء اللبناني قرارا في 16 مايو (أيار) الماضي بمنع استيراد البسكويت والويفر ومواد التنظيف والبرغل من تركيا، والتشدد في استيراد أصناف من الورق والكرتون والألبسة الجاهزة، قد أثار جدلاً في أوساط اللبنانيين الذين باتت تركيا تشكّل وجهة سياحية رئيسية بالنسبة إليهم، إضافة إلى مصدر لاستيراد البضائع للتجار الكبار والصغار بسبب أسعارها المنخفضة. وأشارت المعلومات إلى أن البضائع التي سيتوقف استيرادها ابتداء من شهر يوليو (تموز) المقبل لا تشكل أكثر من نسبة 3 في المائة من البضائع التركية المستوردة إلى لبنان، والتي تقدر قيمتها بأكثر من 750 مليون دولار أميركي سنوياً. وأوضح مصدر وزاري لـ«موقع تيار المستقبل» أنه «لم يتم حظر استيراد الملابس كما يشاع، بل تم حصر استيرادها بالخط الأحمر الذي يفرض مزيداً من الرقابة الجمركية، لمنع التهرب الضريبي، وهذا مطلب لبناني جامع». وأكّد أنّ «الجانب التركي مطلع على القضية وأيد وجهة نظر الدولة اللبنانية، وكل ما عدا ذلك من أخبار وتلفيقات هدفها الإساءة للحكومة وللاقتصاد الوطني وصغار المنتجين اللبنانيين، إضافة إلى العلاقات مع تركيا. والجهات التي تقف خلف الحملة المفبركة معروفة».

 

مدير الأمن اللبناني: عودة اللاجئين باتت قريبة بالتنسيق مع دمشق ومصادر ترجّح اعتماد آلية طوعية للمغادرة

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/أثارت تصريحات المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، أمس، تساؤلات حول قضية عودة اللاجئين السوريين التي لطالما شكّلت مصدر خلاف بين الأفرقاء اللبنانيين، بعد إعلانه أن التنسيق مع النظام السوري متواصل، وعودة النازحين باتت قريبة. وبينما أكدت كل من مصادر رئاسة الحكومة ومصادر مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية، أن الأمر لا يعدو كونه ضمن التنسيق الأمني الذي اعتاد أن يقوم به اللواء إبراهيم، ولا يرتبط بأي خطّة لبنانية رسمية، وضع وزير الدولة لشؤون اللاجئين معين المرعبي كلام مدير الأمن العام في الإطار السياسي العام.  في المقابل، رجّحت مصادر مطّلعة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن يتم في المرحلة المقبلة اعتماد الآلية نفسها التي اتبعت في عودة لاجئي بيت جن في ريف دمشق إلى منازلهم من بلدة شبعا قبل نحو شهرين، وذلك نتيجة التنسيق الأمني الذي تم بين لبنان وسوريا، عبر تسجيل أسماء العائلات التي تنوي العودة، وإعفائهم من كل الرسوم المتوجبة عليهم التي تحول في أحيان كثيرة دون عودتهم. وفي هذا الإطار، قال المرعبي لـ«الشرق الأوسط»، إنه في الفترة الأخيرة يسمح الأمن العام اللبناني للسوريين الذين يريدون العودة، بعد إعفائهم من الرسوم المتراكمة عليهم، تحت «شرط المغادرة من دون الرجوع إلى لبنان، لمدة لا تقل عن خمس سنوات». وهنا شدّد أن المطلوب وضع خطّة لعودة من يريد من اللاجئين بشكل طوعي، رافضا في الوقت عينه ترحيل أو الضغط على من يرفض ذلك قبل انتهاء الحرب وضمان الأمن، مؤكدا أنه ووفق إحصاء قامت به وزارته، ظهر أن 95 في المائة من اللاجئين في لبنان يريدون العودة إلى بلدهم، بعد أن يضمنوا أمنهم وسلامتهم. وهنا يلفت إلى ضرورة العمل في هذه القضية بما يتناسب مع مصالح السوريين واللبنانيين على حد سواء، مذكرا بأن لبنان يحتاج إلى 300 ألف عامل سوري سنويا في مجال الزراعة والبناء وغيرها. وفي حين لا يمانع المرعبي أن يتم اعتماد الخطة التي اعتمدت مع لاجئي بيت جن، يلفت إلى أن المأخذ الوحيد على هذه العملية كان غياب رعاية الأمم المتحدة، وهو ما يحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية إذا ما تعرض اللاجئون لأي تهديد لأمنهم وحياتهم. وفي ظل مرحلة حكومة تصريف الأعمال وعدم نجاح اللجنة الوزارية المختصة بملف النازحين في التوافق على خطة لقضية اللاجئين، تؤكد مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان لا يمكنه أن يقدم على أي خطوة في هذا الاتجاه من دون الضوء الأخضر الدولي، خاصة مع الالتزامات اللبنانية في المؤتمرات التي عقدت أخيرا بشأن لبنان. وتقول: «اعتبار أن طرفا لبنانيا يمكنه التصرف بمفرده في هذه القضية، يدل على خفة في التعاطي مع الأمور ومقاربتها».

وكان كلام إبراهيم جاء خلال جولة تفقدية على أقسام المبنى الجديد لمركز المتن الإقليمي للأمن العام، حيث أعلن عن توجه لافتتاح عشرة مراكز للأمن العام في مختلف المناطق اللبنانية، لتسهيل إنجاز معاملات السوريين. وقال في رد على سؤال عما إذا كانت هناك عودة للنازحين مماثلة لتلك التي نفذت من شبعا باتجاه بيت جن في ريف دمشق، أعرب عن اعتقاده أن «الموضوع قريب»، كاشفا عن تواصل مع السلطات السورية حول الآلاف من السوريين الذين ينوون العودة إلى سوريا. وقال: «أنا عادة لا أتحدث عن المواضيع عندما تجري؛ لكنكم لن تلبثوا أن تروهم في الباصات».

ونفى أن افتتاح هذه المراكز يعني إطالة في إقامة النازحين في لبنان، «بل منعا للاكتظاظ في مباني الأمن العام، وضبط وضعهم الإداري والأمني في البلد، وقوننة وجودهم في لبنان لا أكثر». وشدد على أن «قوننة وجود النازحين السوريين لا تعني بقاءهم؛ بل إن ذلك ينطبق عليهم كما ينطبق على كل زائر للبنان، أقصرت مدة الإقامة أم طالت». وأكد أن «السوريين لن تطول إقامتهم في لبنان»، وقال: «هناك عمل دؤوب تقوم به السلطة السياسية، ونحن نعكس في بعض الأحيان عمليا ما تقوم به السلطة السياسية، للانتهاء من هذا الملف». وأتى كلام إبراهيم بعد سلسلة تصريحات بشأن اللاجئين، منها تلويح رئيس الجمهورية باعتماد حلّ في هذه القضية بمعزل عن الأمم المتحدة، التي سبق لها أن أعلنت أن الوضع في سوريا غير آمن لعودتهم، بينما دعا أول من أمس البطريرك الراعي من فرنسا الدولة اللبنانية للتنسيق مع النظام السوري قائلا: «المطلوب تشجيع النازحين على العودة إلى بلادهم، ونرفض مبدأ العودة الطوعية، إنما المطلوب مساعدة دولية لإعادة إعمار بيوتهم».

 

«ع درب الجنوب» رحلة سلام تنطلق من وسط بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط/01 حزيران/18/تنطلق صباح يوم غدٍ من وسط العاصمة بيروت رحلة سلام للإعلاميين تحت عنوان «ع درب الجنوب». الرحلة من تنظيم المجلس العالمي للتسامح والسلام بالتعاون مع بلدية رميش الجنوبية. «(ع درب الجنوب) اخترنا هذا العنوان تحديداً، انسجاماً مع هوية المجلس ومبادئه»، تقول ريتا واكيم الحاج، مديرة موقع المجلس العالمي للتسامح والسلام في حديث لـ«الشرق الأوسط»، وتضيف: «اخترنا الجنوب لأنها الأراضي التي تشرف عليها قوات حفظ السلام وتعنى بحمايتها، إنها رحلة سماح للإعلاميين». ستنطلق الرحلة مجموعةً من الإعلاميين يصل عددهم إلى 60 إعلامياً، سيتوقفون في محطتهم الأولى في مدينة صيدا، ثم ينطلقون إلى مدينة صور، حيث ينتظرنا رئيس بلدية المدينة ووفد من البلدية للقيام بجولة على الأماكن والمعالم الأثرية الرّومانية في المدينة وسوق صور والمرفأ القديم». وتتابع واكيم، إن «المحطة الثانية ستكون مارون الراس، وهي أعلى نقطة في الحدود اللبنانية الجنوبية، وبعدها نصل إلى بلدة رميش المحطة الثالثة والأخيرة، حيث يُنظّم حفل غنائي يُكرّم خلاله عدد من الإعلاميين وممثلي وسائل إعلامية عدّة مرئية ومسموعة، إلى جانب شخصيات اجتماعية». وتضيف، أن «من بعض الوجوه الإعلامية المشاركة في هذا الحدث التي سيجري تكريمها، بسام أبو زيد رئيس النادي الصحافي، وراغدة درغام، الصحافية والمحللة السياسية، على مسيرتها المهنية الطويلة، وغيرها من الوجوه الإعلامية اللبنانية. ومن بين الشخصيات الاجتماعية ستُكرّم رئيسة جمعية «إن جي أو» «أبعاد» التي تعنى بمواجهة العنف ضد المرأة». جدير ذكره، أن المجلس العالمي للتسامح والسّلام، هو منصة ومنبر عالميين، يستمد منهج عمله من القانون الدولي ليتوصّل إلى تحقيق سلام حقيقي ومستدام من خلال نشر ثقافة التسامح والسلام بين الشعوب. ومن أهدافه، تعزيز القيم الإنسانية والتعايش السلمي ونبذ التميّز العرقي والديني، ونشر هذه الثقافة في المجتمعات التي تعاني من الاضطرابات والصراعات الداخلية والتنازعات العنصرية، وتشجيع المبادرات التي تضمن حياة كريمة للجميع، وتعزيز ثقافة احترام حقوق الإنسان والحرية. وزيادة وسائل التنمية المستدامة والمعونة الإنسانية في البلدان النامية.

 

استنفار أمني وسياسي لضبط أمن بعلبك وعون أعلن عن اجتماعات مكثفة للقيادات... والمشنوق يعتبر الوضع {مأساوياً}

بيروت: «/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أن اجتماعات مكثّفة ستعقد مع القيادات السياسية والأمنية لوضع حد للفوضى المنتشرة في منطقة بعلبك - الهرمل، في أسرع وقت ممكن، وأنه سيتابع الوضع مع رئيس الحكومة سعد الحريري وأعضاء مجلس الدفاع الأعلى والفاعليات السياسية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات. موقف الرئيس عون نقله عنه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي زار القصر الرئاسي قبل ظهر أمس يرافقه محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، حيث وضعاه في أجواء آخر التقارير الأمنية الواردة من منطقة البقاع عامة، وبعلبك - الهرمل.

وبعد اللقاء، وصف المشنوق الأوضاع في بعلبك - الهرمل بـ«المأساوية وغير المنطقية وغير العادلة بالنسبة إلى جميع المواطنين المقيمين فيهما»، مضيفا: «الأوادم منهم كثر، كما أن الخائفين على أرزاقهم من بينهم كثر والخائفين على حياتهم أكثر. وكل يوم هناك خبر عن إشكال أو مشكلة في بعلبك، الأمر الذي يحوّل المدينة ومناطق أخرى إلى بؤر توتر دائم من دون أي ضوابط ومن دون أي قدرة حقيقية على وقف هذا التعرّض للمدنيين وحياتهم وأعمالهم الاقتصادية وأرزاقهم». ولفت المشنوق إلى «إن المحافظ خضر عرض للرئيس بدقّة الوقائع التي يعيشها كل يوم. وطلبنا من فخامته أن تُعقد اجتماعات مكثّفة مع القيادات السياسية والأمنية لوضع حد لهذه الفوضى المنتشرة في منطقة بعلبك - الهرمل، وهو وعد بتلبية الأمر في أسرع وقت ممكن». وشدّد على أن «صوت كافة ممثلي هذه المنطقة في مجلس النواب وفي حكومة تصريف الأعمال، هو إلى جانب صوتنا للمطالبة بالإصغاء إلى صوت الناس لضبط الوضع وإنهاء الفلتان المستشري فيها بطريقة غير طبيعية وغير مسبوقة وغير مقبولة». وأكد المشنوق أن الرئيس سيتابع الوضع مع أعضاء مجلس الدفاع الأعلى والفاعليات السياسية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات معبرا عن ثقته بأنّ فخامته لن يهمل هذا الموضوع وسيتابعه بكل دقّة للوصول إلى نتائج تريح المواطن في المنطقة وتتيح له حياة كريمة وآمنة على عكس ما يحصل الآن». ولقاء المشنوق جاء نتيجة انفلات الوضع الأمني في المنطقة إثر تدهور الأحوال بعد اجتماع مجلس الدفاع الأعلى، بحسب ما أشار المشنوق، لافتا إلى أن الرئيس سيتشاور مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد عودته من سفره ومع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي قبل أن نعقد اجتماعا آخر نحدد فيه المسار العملي والخطوات الواجب اتخاذها مباشرة لحل الوضع الأمني والاجتماعي الذي لا يرضي أحدا من كافة أبناء المنطقة». وعن الخطط الأمنية التي سبق ووضعت، أوضح الوزير المشنوق: «بصراحة لم توضع إلا خطة واحدة عندما تمّ وضع خطة أمنية لكل لبنان. وما من حاجة إلى القول إنها لم تُطّبق بسبب عوامل عدة». وسئل عمّا إذا كان السبب في ذلك يعود إلى وجود مناطق لا يمكن للدولة أن تدخل إليها، فأجاب: «لا، لا ليس هناك ما يمكن تسميته: لا تقدر. في عهد فخامة الرئيس ليس هناك ما يُسمّى: الدولة لا تقدر. بالتأكيد هذا الأمر سيتم في وقته ووفق الإجراءات العسكرية والأمنية التي يتم الاتفاق عليها مع قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية الأخرى».

 

إلى أين يتجه المجتمع المدني بعد الانتخابات؟

وليد حسين/المدن/الجمعة 01/06/2018

ربما تكون الانتخابات التي جرت أخيراً قد شكّلت بداية مرحلة جديدة للمجموعات المدنية للدخول في العمل السياسي وتشكيل تحالفات وجبهات سياسية قائمة على برامج سياسية. إذ برزت في الموسم الانتخابي مجموعات تشاركت في عنوان عريض تمثّل في مواجهة قوى السلطة الفاسدة، لكنها اختلفت مع بعضها البعض بشأن سلاح حزب الله ومدنية الدولة وآليات العمل وعقد التحالفات. فهل ساهم المجتمع المدني في فرز سياسي جديد في البلد؟ وهل ستنتقل تلك المجموعات إلى مرحلة جديدة في العمل السياسي؟ هل انتهى دور تلك المجموعات مع انتهاء الانتخابات؟ وإذا كانت ما تزال مستمرة، فوفق أي برنامج سياسي وأي تحالفات؟

في حديثه إلى "المدن"، يعتبر ابراهيم منيمنة، أحد أبرز مؤسسي مجموعة كلنا بيروت، أن المجتمع المدني أفرز مجموعات سياسية كان لها مواقف سياسية مختلفة ومتناقضة أحياناً. فتحالف وطني حاول امساك العصا من منتصفها عبر اتخاذ مواقف سياسية "مخففة" وعبر تدوير الزوايا إلى أقصى حد، ولم يبلور هوية سياسية واضحة كي ينتخبه المواطنون على أساسها. أما بعض المجموعات الأخرى فحاولت بلورة مواقف وهوية سياسية واضحة. فقد أثبتت التجربة أن المواطنين اقترعوا للائحة كلنا بيروت على هذا الأساس، إذ رغم ضيق الوقت والتعتيم الإعلامي والقدرات المالية البسيطة نجحت اللائحة في الوصول إلى المواطنين، بينما فشلت لوائح كثيرة رغم الحضور الإعلامي والانفاق الانتخابي الكبير. لا ينفي منيمنة أن هناك عدم وضوح في الرؤية، بالتالي الأولوية اليوم هي لإجراء ورشة فكرية لاستخلاص العبر من الانتخابات ولبلورة الهوية السياسية وترسيخها لدى الناس. بالتالي، ستعمل المجموعة في المرحلة المقبلة على إعادة صياغة برنامج سياسي بشكل جديد، لكن انطلاقاً من الورقة السياسية التي تقدمت بها كلنا بيروت في الانتخابات والقائمة على احترام وتطبيق الدستور وسيادة الدولة على جميع لبأراضي اللبنانية.

استطاع تحالف وطني ايصال نائب إلى البرلمان. بالتالي، سيخوض التجربة في السلطة التشريعية سواء أكان عبر طرح مشاريع قوانين جديدة أم من خلال عقد تحالفات مع بعض النواب، على بعض القضايا مثل الصحة والتربية الحقوق الاجتماعية والدين العام ومكافحة الفساد، كما يؤكد أحد مؤسسي مجموعة لبلدي داخل التحالف جيلبير ضومط.

سيستمر تحالف وطني كإطار سياسي جامع لجميع المكونات. لكن بالنسبة لضومط العمل الجدي في مرحلة ما بعد الانتخابات لن يتمحور حول كيفية تنظيم التحالف والدخول في نقاش سياسي وتنظيمي قد يمتد لشهور، بل حول كيفية تأطير الناس سياسياً، عبر ذهاب كل مجموعة للعمل مع الناس الذين التقتهم قبل الانتخابات. فالأولوية هي لإيجاد أطر للتواصل تستطيع الناس الانتماء إليها، وليس تنظيمات سياسية. إذ تبين من خلال التجربة أن هناك أناساً، لاسيما بين صفوف الطبقة الوسطى، يريدون مكاناً مناسباً للعمل السياسي، خارج الأطر التنظيمية. بالتالي، التوجه سيكون بشكل أساسي لاستقطاب الطبقة الوسطى. فعلى عكس الأحزاب التي تملك الموارد السياسية والمالية لكسب تأييد الناس التي لديها حاجات مباشرة، أي الطبقات الفقيرة، دلّت تجربة الانتخابات على أن ليس لدى المجموعات المدنية الآليات المناسبة للتعاطي مع هذه الفئة من الناس. فالخطاب السياسي يعنيها لكنه لا يشكل لها معياراً للعمل السياسي، لكونها تريد الخدمة الآنية والنتيجة الفورية، وفق ضومط. أما بالنسبة إلى الناشط مارك ضو، الذي شكّل لائحة مدنية في الشوف- عاليه، فالتوجه في المرحلة المقبلة سيكون نحو تشكيل جبهة معارضة فعّالة بوجه تحالف السلطة. فعلى مستوى المجموعات والأفراد الذين أطلقوا "مدنية" البحث جارٍ عن كيفية التحول المزمع، سواء أكان عبر تقديم الطروحات السياسية واختيار القضايا التي سيتمّ الاشتباك حولها مع السلطة، أو عبر تنظيم وتمثيل الشارع لتحريكه وفق أجندة سياسية واضحة. وفي هذا الاطار، هناك طروحات عدة برزت ودخلت حيز النقاش، فالبعض يريد تشكيل حزب سياسي على الصعيد الوطني، والبعض الآخر يريد تطوير التجارب المحلية. بطبيعة الحال، توجد أطر سياسية قائمة، من تجمعات ومنابر وأفراد، لكن عليها وضع أسس للعلاقات في ما بينها ومع الآخرين لمواجهة التحديات المقبلة.

لوضع الأمور في نصابها يذهب الباحث السياسي أديب نعمة إلى تعريف المجتمع المدني على قاعدة أنه ليس تنظيماً أو جمعيات، بل حيز من التشكل المجتمعي يقع خارج السلطة والمؤسسات التي تبغى الربح. داخل هذا الحيّز، يوجد الأفراد والمجموعات والجمعيات الاهلية، لكنه لا يقتصر عليها بل يتعداها إلى اجتماع الناس حول قضايا معينة. وعندما تتعطل آليات التمثيل السياسي والحزبي قد يعبًر المجتمع المدني عن نفسه بشكل مباشر ويتحول إلى حركة سياسية تغييرية. وهذا ما حصل في دول أوروبا الشرقية. المجتمع المدني قائم وموجود، لاسيما أنه عبارة عن اجتماع دائم للناس، وقد برز في محطات عدّة كان آخرها الحراك الشعبي في العام 2015 وتجربة بيروت مدينتي في العام 2016. لكن هذه التجارب لم تتطور- حتى الساعة- وتتحول إلى حركة سياسية عبر طرح بدائل سياسية من منظور مدني. أما في الانتخابات الأخيرة فلم يكن هناك حركة انتقلت في وعيها، من خلال التفاعل، إلى طرح خطاب سياسي مضاد للدولة الغنائمية. ولم يكن هناك مجتمع مدني طوّر طروحاته المدنية إلى برنامج سياسي يخوض على أساسه الانتخابات. ما حصل أن عدداً من الافراد الناشطين في الجمعيات ترشحوا للانتخابات بهدف الانتقال إلى العمل السياسي، وذلك عبر استخدام الاسم المدني. لكن هذا لا يعني أن ما قام به هؤلاء كان عبارة عن حالة عبّر المجتمع المدني عن نفسه من خلالها في الانتخابات، وفق نعمة.

 

بعلبك- الهرمل: ماذا عن الديون والمخدرات.. وأي خطة أمنية؟

لوسي بارسخيان/المدن/الجمعة 01/06/2018

وصلت المناشدة بالأمن لمنطقة بعلبك- الهرمل إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، إذ نقل عن الأخير بعد لقائه وزير الداخلية نهاد المشنوق ومحافظ بعلبك بشير خضر، الخميس في 31 أيار 2018، أن اجتماعات مكثفة ستعقد لمجلس الدفاع الأعلى من أجل وضع حد للفوضى في بعلبك- الهرمل. يرى المحافظ خضر أن مسؤولية الأمن في بعلبك يجب أن تناط بالجيش، وهو الجهة الوحيدة القادرة على التصرف بشكل فعال في بعلبك، مع الحرص على حفظ سلامة المدنيين، وعلى إصرار الرئيس على أن تترافق أي خطة أمنية مع خطة انمائية. ويشرح خضر لـ"المدن" أنه "في بعلبك- الهرمل لا يمكن تطبيق خطة أمنية كلاسيكية، لأن لا الحاجز ولا الدورية يأتيان بمطلوب، وإن كانا يؤمنان الطمأنينة للمواطن أثناء وجودهما. عليه، فإن الكلام عن ساعة صفر لإنطلاق خطة أمنية لن يكون كلاماً دقيقاً، لكون الحل كما نراه دائماً بمداهمات متفرقة، عبر استقدام قوى خاصة سواء أكان من مخابرات الجيش أم من فوج المغاوير أو شعبة المعلومات أو أي من القطعات التي تراها الأجهزة الأمنية الأنسب لتنفيذ المهمة"، متوقعاً أن تبدأ هذه المداهمات في وقت قريب.

لعلها "الخرطوشة الأخيرة" التي تختبر في المحافظة مع وضع أمن بعلبك في عهدة رأس الهرم، بعد صولات وجولات من التفلت الأمني الذي استفحل في الأيام الماضية، إذ بات البعلبكيون مقتنعين بمقولة "بتحبل برا وبتخلف عندنا"، في إشارة إلى آخر الاشكالات التي وقعت في بلدة ريحا، والتي روع أولاد العم أهل البلدة من خلال احراق منازل بعضهم، استكمالاً لخلاف انتقلت شرارته من منطقة الفنار. يستسهل كثيرون نقل خلافاتهم إلى بعلبك. فهنا يمكنهم أن يرتكبوا ما يشاؤون، وهم مقتنعون بأنهم أبعد ما يكونون عن العقاب. وفصول حل قضية التعديات المتكررة التي تعرض لها الشيخ عباس الجوهري بسبب ترشحه للانتخابات أبرز مثال على ذلك. كان الشيخ أيمن الرفاعي، مفتي بعلبك السابق المقرب لبيئة حزب الله، هو الذي اخذ على عاتقه انهاء هذه التعديات، عندما اصطحب معه شابين ممن أطلقوا النار، وسلم أسلحتهما إلى الجوهري، الذي بدوره أرسلها هدية إلى حزب الله "لتصويبها إلى المكان الصحيح".لا يبدو الرفاعي في المقابل راضياً عن "الحل" الذي رعاه، بل يقول لـ"المدن" إن "المصالحة كرست مبدأ غياب الدولة وتقصيرها. كنت أفضل أن يكون الحل من خلال توقيفات تجري بحق المرتكبين، بدلاً من تكريس ثقافة تشجع المرتكب على أفعاله، من خلال الوقوف على خاطره واسترضائه لوقف ارتكاباته، فيما مسألة التسويات وتقبيل اللحى، مع تقديري لدورها في المجتمع، تدفع بعلبك إلى مزيد من التدهور والتفلت الأمني والاعتداء. فنحن لا يمر علينا يوم إلا وهناك حادث إطلاق نار أو اصابة أو قتيل".

يوم الخميس تحديداً، وبالتزامن مع اجتماع قصر بعبدا، تعرض شخص من آل الرفاعي لإطلاق نار في سوق بعلبك القديم من قبل من لقب بـ"القناص". لدى الاستفسار عن الأمر، تبين أن "القناص" شاب من آل الرفاعي أيضاً، ارتضى حل خلافات شخصية مع أحد أبناء عائلته، التي يشهد لها بأنها لم يسبق أن افتعلت مشاكل في المدينة سابقاً.

تتفق آراء المطلعين في بعلبك على كون ظاهرة تعاطي المخدرات هي من العوامل الأساسية التي تسهم في استفحال الحوادث الأمنية "الشخصية" في بعلبك. ويتحدث الرفاعي من جهته عن أنواع من الحبوب المخدرة "سيلفا" التي باتت متاحة بكلفة زهيدة للشباب، وجعلت بعلبك سوقاً مستهلكة للمواد المخدرة بشكل غير طبيعي. وهناك أيضاً دور لتراجع الحال الاقتصادية، وديون الربى التي أغرق بها التجار، بحيث بات ربع إلى ثلث سوق بعلبك وفقاً للمطلعين مرهوناً لأشخاص يدينون بالفوائد المرتفعة، في وقت لا يحبذ المتضررون الشكوى للدولة، ويحاولون أخذ الحقوق بأيديهم. إلا أن المفارقة أن كل هذه الظروف كانت مشابهة قبل الانتخابات، وخلالها، واستطاعت بعلبك مع ذلك أن تنجز انتخابات "وصفت بالأهدأ أمنياً" بين سائر الدوائر. ما يعيد الحديث إلى الدور السياسي لقوى الأمر الواقع، في الامساك بالوضع الأمني أو تركه يتدهور. لا يحبذ حزب الله، كما تؤكد أوساطه، التدخل في الاشكالات الأمنية التي تقع بين أبناء بيئته. يعيد هؤلاء ذلك إلى سابقة "سيئة" جرت في ثمانينيات القرن الماضي عندما اشتبك الحزب مع عشيرة جعفر فسقط قتلى للطرفين وهجر آل جعفر من بعلبك لأكثر من 10 سنوات.

لكن، وفق مطلعين يساهم "غياب الروادع الحزبية" في تآكل البيئة الحاضنة لحزب الله تحديداً. وقد بات يسهل انتقاده في بعلبك، وتوجيه التهم إليه بحماية المرتكبين، خصوصاً أن أعداد مفتعلي المشاكل معدود جداً، والمطلوب توقيفهم من دون تدخلات تجري في اليوم التالي للافراج عنهم. نواب بعلبك يستشعرون هذه النقمة، ويحاولون رد التهم بحراك سياسي يحمل المسؤولية إلى "الدولة"، القادرة برأيهم على فرض سيطرتها متى توفرت الارادة لذلك. وأبرز مثال يقدمونه هو جدية التعاطي الأمني مع موضوع المهرجانات الدولية والحرص على تمريره سنوياً من دون ضربة كف.

إلا أن الأجهزة الأمنية في المقابل "تكبل" بحوادث انتقامية سابقة تعرضت لها على خلفية تطبيقها القوانين. إلى كون بعض "الأمن" متهم بالتواطؤ مع المرتكبين، والانتقائية بتطبيقه بحق الفئة الأضعف.

لا يوافق خضر على الاتهام الأخير، مشيراً إلى أنه في حال صح، توجه الشكوى إلى الأجهزة الرقابية والوزارات المعنية.

ووفقاً لخضر "صحيح أن أهل بعلبك يطالبوننا بالتدخل على كل المستويات لفرض الأمن، إنما نتمنى عليهم المؤازرة الشعبية والمدنية للجيش اللبناني. أي أنه غير مقبول أن تقوم القيامة مثلاً إذا تطورت الامور خلال مداهمة إلى تبادل للنار بين مطلوب ودورية تقوم بواجبها، بحيث نصبح كأننا معنيون بمراضاة خاطر عائلة المطلوب. الأجهزة الأمنية تحتاج إلى احتضان المجتمع، بدلاً من التأثير السلبي على معنويات العسكر، الذي يشعر أنه إذا قضى مطلوب بات هو في ورطة. وهذه تشكل مسؤولية اجتماعية على أبناء الأحياء والمخاتير والأحزاب والجمعيات تحملها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تفاهمات روسية ـ إسرائيلية: إبعاد إيران عن الجنوب وعدم استهداف النظام بعد محادثات شويغو وليبرمان في موسكو... وتل أبيب تسمح باستهداف «مصادر الخطر» في عمق سوريا

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان محادثات مطولة في موسكو أمس، ركزت على الوضع في سوريا، خصوصا في منطقة الجنوب قرب حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان المحتل.

وتجنبت موسكو إعلان تفاصيل عن مضمون المناقشات، لكن مصادر روسية أشارت إلى تثبيت الطرفين تفاهمات حول الوضع في منطقة الجنوب السوري تستند إلى خروج القوات التابعة لإيران من المنطقة وتمنح إسرائيل ضوءا أخضر لشن عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية على أن تقتصر على «مصادر الخطر» بالنسبة إلى إسرائيل، ولا تشمل المواقع الحكومية السورية. وسيطر التكتم على نتائج المحادثات؛ إذ لم تعلن موسكو، خلافا للعادة، تفاصيل النقاشات بين الوزيرين ولم تصدر وزارة الدفاع إفادة صحافية بشأنها، لكن الجزء المفتوح الذي استغرق دقائق عدة في مستهل لقاء شويغو - ليبرمان برز خلاله التركيز على الملف السوري. وقال شويغو: «يسرني الترحيب بكم في موسكو، كما تسرني إمكانية مناقشة القضايا الحيوية والمهمة حول التسوية السورية. فقد تراكم كثير من المسائل التي من الضروري بحثها. ويجب أن نناقش كل المسائل المتعلقة بالعمل على الحدود وفي المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد، خصوصا البنود التي يوجد لدينا اتفاق عليها مع الأردن والولايات المتحدة». وأضاف الوزير الروسي أن الوضع في سوريا بدأ يتحسن بعد «تحرير ضواحي دمشق الجنوبية من تنظيم (داعش) الإرهابي» والتوصل لتهدئة في الغوطة الشرقية وحمص.

وزاد أن «تطور الوضع في سوريا يكتسب وتيرة إيجابية، إنه يتحسن بعد التوصل لتهدئة في الغوطة الشرقية وحمص التي تمت عمليا دون إراقة الدماء، وكذلك تحرير مخيم اليرموك بضاحية دمشق الجنوبية».

وأشار شويغو إلى أن المناطق التي باتت خاضعة لسيطرة السلطات السورية توفر الظروف لعودة اللاجئين وإقامة حياة سلمية، مضيفا أنه «تتم استعادة إمدادات المياه، وتوفير الكهرباء، والمواد الغذائية والضروريات، وتقديم المساعدة الطبية».

في المقابل، أشار ليبرمان إلى «تقييم إيجابي جدا من جانب إسرائيل لحقيقة التفهم الروسي لمطالبنا الأمنية، خصوصا كل ما يتعلق بالوضع على الحدود الشمالية».

ولفت إلى أن «المهم جدا في استكمال مناقشاتنا هو الجانب التكميلي المتعلق باستمرار وتعزيز التنسيق القائم بين الجيشين الإسرائيلي والروسي في كل الملفات المطروحة أمامنا حاليا».

وأفاد مصدر روسي «الشرق الأوسط» بأن تكتم موسكو حول تفاصيل المناقشات الجارية مع الجانب الإسرائيلي يهدف إلى مراعاة التوازن الذي تقيمه موسكو في علاقاتها مع إسرائيل من جانب، ومع إيران من جانب آخر، وأن روسيا «في موقف حرج بعض الشيء لأن الحديث بالدرجة الأولى يتركز على وضع تصور لخروج إيران والقوات التابعة لها من هذه المنطقة في الجنوب تماما». وأوضح المصدر أن المعطيات المتوفرة تشير إلى تفاهم روسي - إسرائيلي على انسحاب إيراني إلى عمق يزيد على 20 كيلومترا عن المنطقة الحدودية، مشيرا إلى أن تل أبيب وضعت طلبا أمام الروس بضمان انسحاب القوات الحليفة لإيران إلى مسافة ما بين 60 و70 كيلومترا في المحصلة على أن تتم هذه العملية بشكل تدريجي بسبب «وجود فهم لدى الأوساط الإسرائيلية بأن هذه العملية يجب أن تتم على مراحل، وليس واقعيا الحديث عن انسحاب كامل مباشرة». ووفقا للمصدر، فإن المسافة التي تضعها إسرائيل لتكون خالية من الوجود الإيراني في النتيجة تمتد من مجدل شمس إلى ما بعد دمشق بقليل، ومن جهة الجنوب من الحدود المشتركة مع الأردن إلى السويداء تقريبا.

ولفت المصدر إلى أن روسيا منحت إسرائيل في إطار التفاهمات ضوءا أخضر لتنفيذ عمليات عسكرية محدودة في حال تعرض أمنها لخطر، لكن موسكو اشترطت لذلك ألا يتم استهداف المواقع الحكومية السورية، وألا يكون هدف الضربات التأثير على قدرات رئيس النظام بشار الأسد.

وفي هذا إشارة إلى استياء روسي من تحركات إسرائيل أخيرا، لأن جزءا من الضربات الإسرائيلية استهدف مباشرة مطارات ومواقع حكومية تابعة للنظام. وفي إشارة إلى مستقبل الوضع في المنطقة الحدودية، قال المصدر إن الطرفين يبحثان خيارات لإعادة نشر قوات الفصل الأممية التي كانت منتشرة على الحدود قبل تطور الأزمة في سوريا.

ولفت إلى أن أحد الخيارات المطروحة نشر قوات الشرطة العسكرية الروسية على الجانب السوري من الحدود أو تعزيز وجود روسيا في قوات أممية تعاود انتشارها في المنطقة.

وقال مصدر آخر إن التفاهمات الروسية - الإسرائيلية «لن تزعج الإيرانيين كثيرا، لأنهم يدركون أن عليهم إظهار قدر من المرونة». وأضاف أن المشكلة التي تواجه الطرفين ليست في مسافة الـ20 كيلومترا المتفق عليها، بل في الوجود الإيراني في العمق السوري، وأن هذا الأمر يتطلب مناقشات متواصلة.

وكانت وسائل إعلام روسية تحدثت في وقت سابق عن جانب من تفاصيل التفاهمات الروسية – الإسرائيلية، خصوصا ما يتعلق بضرورة بسط الحكومة السورية سيطرتها على المناطق الحدودية في الجنوب، وتعزيز دور الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة لضمان عدم وقوع احتكاكات، إضافة إلى الخروج الإيراني من المنطقة وعدم مشاركة فصائل تابعة لإيران في أي عملية عسكرية تطلقها قوات النظام ضد فصائل المعارضة، بالإضافة إلى ضمان حق إسرائيل في توجيه ضربات ضد مواقع تهدد أمنها. وتوفر التفاهمات الروسية - الإسرائيلية ورقة إضافية لموسكو التي ينتظر أن تستكمل مباحثاتها حول ترتيبات المنطقة الجنوبية مع الطرفين الأردني والأميركي، في مسعى لإعادة رسم ملامح اتفاق منطقة خفض التصعيد في منطقة الجنوب على أساس التطورات الجارية في هذه المنطقة.

"حزب الله"يندمج بـ"الحرس الجمهوري"..لتفادي إبعاده من الجنوب السوري

المدن - عرب وعالم | الجمعة 01/06/2018/عزز "حزب الله" اللبناني تواجده بين مدينة البعث وقرية أوفاينا في القنيطرة، وأحدث نقطة جديدة له شرقي أوفانيا، لا تبعد سوى كيلومترين عن الحدود مع الجولان المُحتل، وزودها بقواعد مضادة للدروع، ما ينفي الشائعات عن انسحابه من المنطقة، بحسب مراسل "المدن" أحمد الحوراني. مصادر مطلعة، قالت لـ"المدن"، إن مليشيات "حزب الله" التي انسحبت مؤخراً من منطقة "مثلث الموت" تم نقلها وتجميعها في "اللواء 121" بالقرب من كناكر، والتقت مع قوات جاءت من ازرع، وانطلقت باتجاه "الفرقة العاشرة" في قطنا في ريف دمشق، قبل أن يُعاد تجميعها في قيادة "اللواء 155" التابع لـ"الحرس الجمهوري"، ﻹعادة انتشارها في مواقعها تحت قيادة "الحرس الجمهوري" بأسماء "سرايا العرين 313"  و"فوج أبو الحارث 313".

ومن المتوقع أن تشارك تلك المليشيات قوات النظام في معارك الجنوب السوري المحتملة بصفتها تابعة لقوات النظام، تحايلاً على الرغبة اﻹسرائيلية-اﻷردنية بإبعادها عن الحدود.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قد ناقش الخميس، مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في موسكو، منطقة "خفض التصعيد" جنوبي سوريا. ونقلت وكالة "تاس" عن شويغو قوله: "هناك قضايا كثيرة مثارة"، وأضاف: "يجب علينا أن نبحث اليوم كل شيء يخص العمل على الحدود في منطقة خفض التصعيد جنوبي سوريا حيث لدينا اتفاق مع الأردن والولايات المتحدة". ونقلت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان عن ليبرمان قوله لشويغو "إسرائيل تقدر بشدة تفهم روسيا لاحتياجاتنا الأمنية". وذكر البيان أن الرجلين اجتمعا لأكثر من 90 دقيقة، بحثا فيها "المسائل الأمنية التي تهم الجانبين والوضع في سوريا والحملة الإسرائيلية لمنع إيران من ترسيخ وجودها في سوريا". وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان مقتضب، إنه بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي، في وقت لاحق "أحدث التطورات الإقليمية والوجود الإيراني في سوريا".

وذكرت "القناة الأولى" الإسرائيلية أن المحادثة تطرقت إلى ترتيب محتمل لمنع أي وجود إيراني جنوبي سوريا على مسافة لا تقل عن 70 إلى 80 كيلومتراً من الحدود السورية الإسرائيلية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد قال الأربعاء، إن انسحاب كل القوات غير السورية من منطقة الحدود الجنوبية لسوريا مع إسرائيل ينبغي أن يتم في أسرع وقت ممكن. ميدانياً، يتواصل قصف مليشيات النظام على بلدة إيب في منطقة اللجاة شمال شرقي درعا، بقذائف المدفعيه وراجمات الصواريخ، منذ صباح الجمعة، وردّت قوات المعارضة بقصف مواقع النظام رداً على الخروق.

واندلعت اشتباكات، مساء الخميس، بين فصائل معارضة وقوات للنظام كانت تقوم برفع سواتر ترابية جنوبي بلدة صما في ريف السويداء الغربي المحاذية لمناطق المعارضة في ريف درعا الشرقي. وتعتبر بلدة صما معبراً ﻹدخال المواد التموينية من السويداء إلى درعا.

ناشطون قالوا إن الهدف من رفع السواتر هو التضييق على الفصائل والمدنيين في المنطقة، بينما رجح آخرون أن يكون الهدف هو وضع حواجز للنظام ونقاط مراقبة للشرطة العسكرية الروسية، وإقامة نقطة جديدة لجمركة البضائع التي تدخل بإتجاه ريف درعا الشرقي.

وفي الريف الغربي من درعا أعلنت مجموعة من الفصائل أطلقت على نفسها اسم "تحالف بركان الحارة" أن تل الحارة والمنطقة المحيطة به منطقة عسكرية يمنع اﻹقتراب منها والتصوير فيها. وأكد البيان الذي أصدره "تحالف بركان الحارة" استعداد التحالف لصد أي هجمة يشنها النظام ومليشياته على المنطقة، كما حذر "عرابي المصالحات" من التواجد في المنطقة، متوعداً بـ"الضرب بيد من حديد لكل من يروج للمصالحة في منطقة مثلث الموت". وفي القنيطرة على الحدود مع الجولان، شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وصول تعزيزات عسكرية، الأربعاء، إلى مدينة البعث، بقيادة العقيد غياث دلة قائد "قوات الغيث" التابعة لـ"الفرقة الرابعة". وكانت تلك القوات قد شاركت في معارك النظام في حي المنشية في درعا العام الماضي، التي استمرت ﻷكثر من شهر، ولم يتمكن فيها النظام من تحقيق أي تقدم يذكر على اﻷرض.

 

الرقة تنتفض على "قسد"..هل ينجح الفرنسيون بعدما عجز الأميركيون؟

عبدالقادر ليلا/المدن/الجمعة 01/06/2018

تواصلت التظاهرات، لليوم الثالث على التوالي، في أحياء من مدينة الرقة، مطالبة بخروج حزب "الاتحاد الديموقراطي"، الذراع السياسي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية. وسجلت الخميس 5 نقاط تظاهر عقب صلاة التراويح، رفعت شعارات تطالب بالحرية، وقد تم اعتقال بعض المتظاهرين وتفريق التظاهرات باطلاق الرصاص الحي في الهواء. ولا يبدو أن الحركة الاحتجاجية ستتوقف، ويقول أحد الناشطين لـ"المدن"، إن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً للحراك السلمي؛ من اضراب وعصيان مدني، وسيصدر خلال أيام، بيان يُحددُ مطالب الحراك ويرسم أهدافه.

وبدأت المظاهرات على أثر اشتباكات حصلت بين "قوات سوريا الديموقراطية"، التي تُشكل "وحدات الحماية" عمودها الفقري، وبين "لواء ثوار الرقة" المنضوي في "قسد" والذي ما زال يرفع علم الثورة السورية. وجرت الاشتباكات على خلفية محاولة "قسد" اعتقال أحد قياديي "اللواء"، ضمن ما يوصف بمحاولات حثيثة لتصفيته ومحاصرته. وتوقف اطلاق النار بعد تدخل قوات "التحالف الدولي" كوسيط بين الطرفين. وخرجت المظاهرات استنكاراً لاستهداف "اللواء" وما له من رمزية في ضمير ثوار العام 2011، خاصة أن جميع مقاتلي "لواء ثوار الرقة" هم من أبناء مدينة الرقة.

تسريبات متطابقة من مصادر متعددة، حصلت عليها "المدن"، أشارت إلى ملف الرقة سيكون بيد الفرنسيين، إذ سيتراجع الدور الأميركي نحو الشمال السوري. وربما، بحسب مصادر "المدن"، قد تحصل تفاهمات بين الفرنسيين والروس، حول الرقة، وسيكون لباريس دور في "التسويات" المقبلة. موجة التظاهرات الراهنة، جاءت كرسالة استباقية للفرنسيين، ممن يصفهم بعض نشطاء الرقة بـ"المنتدبين الجدد".

الاحتجاجات جاءت أيضاً بعد تراكم المشاكل العالقة، وبداية عودة الأهالي للمدينة، والتحدي في تقديم الخدمات. العجز والفشل في إدارة ملفات المدينة من قبل "قسد"، في مرحلة ما بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية"، أسهمت بدورها في تأجيج الاحتجاجات.

وما زالت 1200 جثة تحت الأنقاض، بحسب تقديرات محلية، وسط انتشار روائح التعفن والتحلل، والخشية من تفشي الطاعون وانتشار الذباب الأزرق والحشرات وأسراب القوارض. "فريق التدخل المبكر" الذي تموله الخارجية الأميركية ضمن "برنامج الدعم المجتمعي"، ومهمته رفع الأنقاض وفتح الطرقات وإخراج الجثث، كان قد قال للإعلام قبل أيام، بأنه انتشل حتى اللحظة أكثر من 800 جثة، وفي أيار/مايو تم اخراج 28 جثة. وبعد أكثر من 8 شهور على طرد التنظيم، فإن أغلب أحياء المدينة ما زالت بلا ماء، وجميعها بلا كهرباء إلا من المولدات. قسم من الأحياء يعتمد على الابار التي حفرها تنظيم "داعش" أثناء حصار المدينة. وبدأ الناس بالعودة إلى بيوتهم. ومع بداية الصيف وارتفاع درجات الحرارة انتشرت بقوة روائح تفسخ الجثث، مع نقص شديد بالماء والتعقيم. حركة عودة الأهالي، رغم ذلك، سجّلت ارتفاعاً ملحوظاً، ويقدر عدد العائدين بـ150 ألف شخص، من إجمالي 400 ألف.

يقول صهيب، أحد سكان المدينة، لـ"المدن"، إن أولويات الأهالي ليست الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والصحة، بقدر الأمان بعدما أصبحت الجريمة عملاً يومياً منظماً، وسط عمليات الاغتيال وتصفية الحسابات. قبل فترة قصيرة قُتِلَ شاب صاحب "كافي نت"، ورميت جثته في أحد الأزقة، وقبله قُتِلَ شاب في وضح النهار، وهرب الفاعل على دراجة نارية. تمتد الجريمة إلى الارياف القريبة والبعيدة، حيث تتكرر الحوادث ذاتها.

أحمد، صاحب بقالية، قال لـ"المدن": "لقد كنت صاحب محل للصرافة والمجوهرات، وقد تركته. تحتاج في مهنة كتلك إلى كتيبة عسكرية لحمايتك". وأضاف أن اللصوص ينتشرون علناً، من دون رادع، وسط حالة انفلات أمني غير مسبوقة، بعدما نُهِبَت جميع البيوت والمستودعات والأرزاق. وعندما لم يتبقَ شيء للسرقة، أخذ الأمر منحى السطو المسلح على البيوت ليلاً، وسلب ساكنيها. وتكررت تلك الحالات، وكان أخرها، بحسب أحمد، عندما سطا مسلحون قبل أيام على بيت أحد الصاغة، وسلبوه مجوهرات وأموالاً، واطلقوا أعيرة نارية بالهواء، من دون تدخل القوى المسيطرة. وتكررت حوادث مماثلة في أحياء مختلفة من المدينة. كما تنتشر حالات الخطف للميسورين، والمطالبة بفديات مالية لاطلاق سراحهم، ما جعل من التجار وأصحاب رؤوس الأموال والأطباء والمهندسين يترددون في العودة.

أبو إبراهيم، سائق سيارة أجرة، قال إن اللصوص هم مجموعات عسكرية من "قسد" نهاراً، تتحول للسلب والخطف ليلاً. وقد نهبت تلك المجموعات اللوازم الأساسية من محولات الكهرباء ومضخات المياه وتجهيزات المشفى الوطني، بالإضافة إلى معدات المشافي الخاصة وعيادات أطباء الاسنان، ومستودعات الحبوب. بعض اللصوص باتوا أصحاب شهرة معروفين لكل أهالي المدينة. مجموعة تتبع لهفال حمزة، القيادي في "قسد"، تنهب وتخطف من دون رحمة، وتنتشر في جميع انحاء المدينة، وذاعت شهرة حمزة كـ"قرصان".

"مجلس الرقة المدني" الذي عينه المبعوث الرئاسي الأميركي بيرت ماكغورك، من ترشيحات قدمتها "وحدات حماية الشعب"، يعاني من عدم القدرة على توفير حاضنة اجتماعية له، ولا يحظى باقتناع شعبي. ومع ذلك، فقد تعمد حزب "الاتحاد الديموقراطي" تهميش المدينة بالكامل، وعدم اشراك أبناءها بالعملية الإدارية، فالفاعلون الأساسيون في المجلس مجموعة من البعثيين  المتحالفين مع "وحدات الحماية"، وبعض الشخصيات الهامشية.  ويعيش المجلس حالة من الفوضى، لغياب القوانين الناظمة لعمله، إلا من بعض الارتجالات التشريعية، التي غالباً ما تكون خاطئة، بالإضافة الى الفساد الذي ضربه مبكراً. المجلس ينازع المنظمات الأهلية على تمويلها، ويعمل على اطلاق سراح عناصر "داعش" بوساطات عشائرية، وعقد حلقات الدبكة احتفالاً بـ"الديموقراطية" التي جلبها "الاتحاد الديموقراطي". وتبقى مهمته الرئيسية هي المطالبة باطلاق سراح زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبدالله اوجلان، من السجون التركية.

فشل مجلس الرقة، ومعه "الحزب القائد" في إدارة المدينة، بعدما استلهم تجربة "الجبهة الوطنية التقدمية" في نظام "البعث"، كما فشلت القوى العسكرية بإدارة الملف الأمني وتأمين الحد الأدنى من الحماية للمواطنين.

لكل تلك الأسباب، لا يبدو أن الاحتجاجات الشعبية المشروعة ستتوقف، بل ستستمر بالتصاعد.

 

حمص الشمالي بعد "التسوية": النظام يعود رغم التعهدات الروسية

محمد أيوب/المدن/| الجمعة 01/06/2018/يشهد ريف حمص الشمالي أوضاعاً أمنية مربكة لمن اختار البقاء، بعد تنفيذ بنود الاتفاق بين الجانب الروسي و"هيئة التفاوض"، وتهجير من لا يرغب بـ"التسوية" مع النظام إلى الشمال السوري. وكان الجانب الروسي قد تعهد بعدم إدخال قوات النظام إلى المنطقة، على أن تتولي الشرطة العسكرية الروسية وقوات الشرطة التابعة للنظام الأمن في المنطقة. وما أن اكتملت عمليات التهجير، حتى دخلت قوات النظام إلى ريف حمص الشمالي، وقطّعت أوصاله بنصب حواجز لـ"المخابرات الجوية" و"الأمن العسكري". وسرعان ما بدأت الحواجز بالتمادي على المدنيين بالإهانات والمعاملة السيئة، وعمليات الابتزاز لشبان قاموا بعمليات "التسوية" في مديريتي منطقة الرستن وناحية تلبيسة. أحد أهالي الرستن، أكد لـ"المدن"، أن اغلب الحواجز تقوم بابتزاز الشبان مالياً، مقابل عدم تمزيق عناصرها أوراق "التسوية" التي يُفترض أن تكون "بطاقة مرور آمن" عبر الحواجز.

شهود عيان أكدوا دخول رتل، الأربعاء، مؤلف من 10 حافلات تُقلُّ قوات إيرانية إلى "كتيبة الهندسة" شمالي الرستن، أكبر نقاط تمركز قوات النظام والمليشيات الموالية. وتشكلت مؤخراً مليشيات موالية، بعد إكمال عمليات التهجير، تتبع بمعظمها لـ"قوات النمر" والمليشيات الإيرانية كتلك التي يتزعمها خيرو الشعيلة. قوات الشعيلة دخلت مدينة الرستن، مباشرة، بعد إجلاء آخر دفعة من مُهجّريها. وأكثر ما يثير قلق الأهالي هو المليشيات التي تشكلت من أبناء المنطقة، بقيادة أشخاص كانوا محسوبين على المعارضة، ممن أعلنوا انضمامهم لـ"قوات النمر". منقذ الدالي، أعلن عن تشكيل قوات رديفة للنظام، وبدأ تطويع الشبان، واتخذ من كازية الدالي عند مدخل مدينة الرستن مقراً له. وسبق أن تزعّم الدالي، ابن الرستن، فصيلاً ضد النظام كان يتبع لـ"اللواء 313". ولطالما تمتع الدالي بعلاقة قوية مع "المحكمة الشرعية العليا في ريف حمص الشمالي"، وربطته علاقة شخصية مع رئيس المحكمة آنذاك الشيخ خالد الخطيب، كما كان له علاقة قوية مع الكثير من عناصر "هيئة تحرير الشام" حين كانت تتواجد على أطراف الرستن. الدالي بدأ تشبيحه، الأربعاء، بالسطو على وسائل الاتصال الخاصة في مدينة الرستن. وكانت الاتصالات قد قُطِعَت عن الرستن منذ ستة أعوام، ولجأ الأهالي إلى محطات الانترنت الفضائية وشبكات اتصال غير سورية للتعويض عنها. الدالي استولى على محطات الانترنت، ما تسبب بقطع الاتصالات عن الرستن بالكامل. عملية مشابهة قامت بها مليشيا موالية في مدينة تلبيسة، ما تسبب بخلاف مع الأهالي، فتراجعت المليشيا عن قرارها، وأبقت على المحطات "إلى أجل قريب"، ريثما يتم تركيب أبراج لشبكات شركتي الخلوي "سيرياتل" و"أم تي أن".

مصادر مطلعة أكدت لـ"المدن" أن النظام جنّد الكثير من أبناء الرستن وتلبيسة في صفوف قواته، عن طريق "لجان المصالحة" التي نشطت مؤخراً، وتم إرسالهم إلى مطار ديرالزور العسكري في ظل ظروف غامضة بين الترهيب والترغيب. ويواصل النظام الترويج لفتح باب التسجيل للمدنيين الذين غادروا المنطقة، ممن يرغبون بالعودة، مع إطلاق تطمينات لهم بعدم التعرض لهم. تسجيل صوتي مُسرّب لأحد رؤساء القطاعات في مدينة الرستن، حصلت "المدن" عليه، قال فيه إن من يرغب بالعودة إلى الريف يجب أن يعود بالصفة التي خرج بها، فالمسلح يعود مسلحاً ويقوم بتسليم سلاحه، أما المدني فسيعود مدنياً بعد "تسوية أوضاعه". وأكد أن معاملة أولئك لن تكون كمعاملة من اختار البقاء، ويتوجب عليهم إجراء "التسوية" في مدينة حمص، وسيتم التحقيق معهم وسيتعرضون للمساءلة بسبب خروجهم. "مجلس العوائل في مدينة تلبيسة"، أصدر بياناً الأربعاء، دعا فيه من يملك سلاحاً في المدينة الى تسليمه إلى "اللجان المختصة" التي تشكلت لهذا الغرض، ومن لا يسلم السلاح سيتعرض للمساءلة القانونية. ويعتبر هذا البيان خرقاً لاتفاق "هيئة التفاوض" مع الجانب الروسي، الذي قضى بالابقاء على السلاح الفردي لستة أشهر، من دون ملاحقة.

 

إسرائيل لا تمانع بقاء الأسد في الحكم

المدن - عرب وعالم | الجمعة 01/06/2018/أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، أن المحادثات التي جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الخميس، تمت بغطاء أميركي. وقالت القناة الإسرائيلية الثانية، إن التفاهمات الإسرائيلية-الروسية حول الوضع في سوريا ليست مستقرة بعد، وإنها بحاجة إلى مزيد من الوقت حتى تتمكن من إنهاء خطر وجود قوات إيرانية على الحدود مع إسرائيل. التواصل الإسرائيلي بشأن سوريا يتعدى روسيا، إذ أفادت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن تل أبيب أبلغت باريس بأنها لا تعارض بقاء الأسد رئيساً لسوريا، إذا تمت إزالة التهديد الذي تشكله المليشيات الشيعية على إسرائيل. وأضافت القناة الإسرائيلية، أن إسرائيل أبلغت هذه الرسالة إلى فرنسا عبر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي منير بن شابات، الذي التقى نظيره الفرنسي فيليب آتاين، في القدس. زيارة أتاين جاءت تحضيراً للقاء مرتقب بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الثلاثاء المقبل في باريس، حيث ستتصدر الأوضاع في سوريا جدول أعمال الاجتماع. وأفادت القناة الإسرائيلية، أن إسرائيل حصلت على إحاطة كاملة من الجانب الفرنسي حول المحادثات بين بوتين وماكرون. وأكدت لمستشار الأمن القومي الفرنسي أن مشكلتها ليست مع الأسد، بل مع تموضع القوات الإيرانية والمليشيات التي تدعمها في سوريا. ووفقاً للقناة الثانية، فإن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي أكد لنظيره الفرنسي أن سياسة إسرائيل لن تتغير في التعامل مع الأحداث في سوريا، وستستمر باستهداف القوات الإيرانية كلما شعرت بأنها تشكل خطراً على إسرائيل، ولن تتوقف عن ذلك قبل أن تخرج إيران من سوريا، مرغمة أم بطلب روسي أو سوري. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، التقى نظيره الروسي سيرغي شويغو، في موسكو، حيث ناقشا منطقة خفض التصعيد في المنطقة الجنوبية، وبحثا إمكانية التوصل إلى تفاهمات مشتركة حول اتفاق جديد حول منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا، خصوصاً وأن إسرائيل تعارض الاتفاق الحالي لعدم وجود ضمانات كافية بعدم وصول القوات الإيرانية إلى تلك المنطقة الحساسة.

 

موغيريني تؤكد أن الاتحاد الأوروبي «لا يخوض حرباً ضد أحد»بعد الإجراءات التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة

بروكسل: /الشرق الأوسط/01 حزيران/18/صرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديركا موغيريني اليوم (الجمعة)، بأن الاتحاد «لا يخوض حربا ضد أحد»، مؤكدة أن التكتل سيدافع عن مصالحه في مواجهة الإجراءات التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة أمس (الخميس). وأفادت موغيريني في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بروكسل: «أولا يجب أن تعرفوا أن الاتحاد الأوروبي لا يخوض حربا ضد أحد. لا نريد ذلك، لكن في الوقت نفسه يتوجب على الاتحاد الأوروبي الدفاع عن مصالحه». وأضافت: «كما أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس، سينقل الاتحاد الأوروبي القضية إلى منظمة التجارة العالمية اليوم وسيفرض رسوما جمركية إضافية على بعض المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة». وتابعت: «هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ليست أقرب حلفائنا وأصدقائنا، لكن يجب على الاتحاد الأوروبي أن يدافع عن مصالحه، ويمكنني أن أطمئنكم بأن إجراءاتنا ستكون معقولة ومتكافئة ومطابقة تماما لقواعد والتزامات منظمة التجارة العالمية». وأضافت موغيريني أنها «تأمل في أن تعمل الصين في هذا الاتجاه بنشاط وتصميم لأننا متفقون على أن منظمة التجارة العالمية هي مركز قواعد نظام التجارة الدولية». وصرح الوزير الصيني من جهته: «بشأن الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، موقف الصين لم يكن فقط محاولة احترام المصالح الصينية الخاصة، بل والقواعد الدولية والنظام الدولي للتبادل الحر». وأضاف: «نفي بوعودنا وننتظر من شركائنا أن يقوموا بالمثل». ويبدأ وزير التجارة الأميركي ويلبور روس السبت زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى بكين لإجراء محادثات.

 

وزير الدفاع المصري: ضرب معاقل «التكفيريين» ردع التنظيمات الإرهابية وأكد خلال لقائه وفداً من الكونغرس التصدي للتحديات الراهنة بالمنطقة

القاهرة: وليد عبد الرحمن//الشرق الأوسط/01 حزيران/18/أكد الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي في مصر، خلال لقائه وفداً من الكونغرس الأميركي أمس، عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بما يدعم المساعي المشتركة للسلام والتنمية، والتصدي للتحديات الراهنة التي تهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار بالمنطقة. وفي لقائه مع مجموعات من القوات المسلحة، ثمن جهود تأمين حدود مصر وضرب معاقل «التكفيريين»، بقوله إن «ضرب معاقلهم مثَّل ردعا للتنظيمات الإرهابية والقوى الداعمة لها». والتقى أمس القائد العام للقوات المسلحة وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة النائب داريل إيسا، رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي، وتناول اللقاء العلاقات المصرية الأميركية والتعاون المشترك بين البلدين في المجالات المختلفة. وأشاد الوفد الأميركي إلى أهمية علاقات التعاون التي تربط مصر والولايات المتحدة في جميع المجالات، مؤكداً أهمية التنسيق والتشاور بين البلدين على جميع الأصعدة في ظل ما تبذله مصر من جهود في مواجهة الإرهاب ومشاركتها الفاعلة في القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية... حضر اللقاء الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من قادة القوات المسلحة.

في سياق آخر، أكد وزير الدفاع المصري، أن القوات المسلحة بعطاء رجالها ووفائهم لمهامهم وقسم الولاء للوطن المفدى ستظل الدرع الواقية، والحصن المنيع لشعبها العظيم، جاء ذلك خلال لقائه عددا من أبطال ومقاتلي القوات الجوية وعددا من طلبة الكلية الجوية، حيث شاركهم وجبة الإفطار، معرباً عن اعتزازه بمستوى الاستعداد والجاهزية والجهود التي يبذلها مقاتلو القوات الجوية للدفاع عن سماء مصر وتنفيذ جميع المهام التي تسند إليهم تحت مختلف الظروف، لافتاً إلى أن ذلك يعد مدعاة للفخر في ظل تحديات كثيرة تواجه الوطن وأمنه القومي. واستهل القائد العام اللقاء بالوقوف دقيقة حداد تكريماً لأرواح شهداء الواجب من القوات المسلحة والشرطة المدنية، ونقل تحية الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتهنئته لرجال القوات المسلحة، بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان، وإعزازه وتقديره لما يبذلونه من جهود وتضحيات للحفاظ على عزة الوطن وكرامته. وثمن القائد العام للقوات المسلحة جهود رجال القوات الجوية في تأمين حدود مصر وضرب معاقل «التكفيريين»، وما يمثله ذلك من ردع للتنظيمات الإرهابية والقوى الداعمة لها، وكل من تسول له نفسه المساس بقدسية الوطن وتهديد أراضيه. كما التقى القائد العام عدداً من الضباط وضباط الصف والصناع العسكريين والجنود من مقاتلي المنطقة المركزية ووحدات التدخل السريع، حيث تضمن اللقاء استعراض دورها في تأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي المصري على كل الاتجاهات، مشيداً بالقوات الذين أثبتوا طوال الفترة الماضية أعلى درجات الكفاءة والاستعداد القتالي والتحلي بأقصى درجات الانضباط، ومشيداً أيضاً بما يبذلونه من جهود صادقة لمعاونة أجهزة الشرطة المدنية في التصدي للعناصر الإجرامية، والقضاء على الإرهاب خلال العملية الشاملة «سيناء 2018» واضعين مصر فوق كل اعتبار. وانطلقت عملية عسكرية واسعة منذ 9 فبراير (شباط) الماضي في سيناء، بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية»... وكان الرئيس المصري كلف في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة لاقتلاع الإرهاب من جذوره». كما شارك القائد العام رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تناول الإفطار، مشيداً بالمجهود الكبير الذي يبذلونه في إتمام كثير من المشروعات القومية التنموية والخدمية التي أقامتها القوات المسلحة لدعم جهود التنمية الشاملة للدولة وتخفيف العبء عن كاهل أبناء الشعب المصري.

 

انتقادات لنتنياهو لتسرعه في وقف النار مع {حماس} لأسباب سياسية ومسؤولون كبار سابقون: إسرائيل ساهمت في تأسيس الحركة والآن تقويها

تل أبيب: /الشرق الأوسط/01 حزيران/18/»تعرضت الحكومة الإسرائيلية لانتقادات داخلية شديدة لموافقتها السريعة على التهدئة مع حماس. واعتبرت قوى في المعارضة خطاب الحكومة الحاد ضد حماس، بمثابة «كلام دعائي فارغ لم يترجم إلى الواقع». وأشارت إلى أن نتنياهو ووزراءه الذين هددوا بتصفية الحركة: «تلقفوا الاقتراح المصري للتهدئة ووافقوا عليه فورا». وقالوا إنه خلال الاجتماع الأخير للكابنيت (المجلس الوزاري الأمني المصغر للحكومة الإسرائيلية) لم يعترض أي وزير على وقف النار، و«لحسوا كل تهديداتهم».

وقال حايم رامون، الوزير في حكومات سابقة عدة، إن «إسرائيل ستضطر حتما، في يوم من الأيام، لإسقاط حكم حماس، لأنه حكم عدواني تجاه إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفاشل في إدارة الحكم بشكل سيتسبب في تفجير الأوضاع في قطاع غزة. وتأجيل إسقاطه سوف يجعل المعركة معه أصعب». وأضاف رامون: «إسرائيل تستطيع تصفية هذا الحكم وقادته فردا فردا. كان بمقدورها فعل ذلك في الحرب الأخيرة سنة 2014. وفي مناسبات أخرى عدة. لكن هذه الحكومة، بقيادة نتنياهو، تمتنع عن ذلك لأسباب سياسية بحتة. فهي تستفيد من وجود هذا الحكم. بفضله يتفسخ الشعب الفلسطيني وتتعطل مسيرة السلام. وتخشى هذه الحكومة من وضع يسقط فيه حماس وتتولى السلطة الفلسطينية الحكم في القطاع، وعندها سيكون علينا أن نتفاوض معها على عملية سلام. والحكومة عندنا تخشى من السلام وليست مستعدة لدفع ثمن مستلزمات هذا السلام. ولذلك بات حكم حماس في مصلحتها». وخرج عدد من كبار قادة الجيش والمخابرات، الذين خدموا في سلطة الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته، بحملة تصريحات يكشفون فيها «الدور الإسرائيلي في تأسيس حركة حماس». وقد ظهر هؤلاء في فيلم تلفزيوني، بثته «القناة العاشرة»، فأكدوا أن جهات معينة ذات نفوذ في السياسة الإسرائيلية، سكتت، في حينه، على تأسيس «المجمع الإسلامي» بقيادة الشيخ أحمد ياسين، مع أن قوى كثيرة حذرتهم من أن هذا تنظيم إسلامي سياسي للإخوان المسلمين، لديه أهداف واضحة ضد إسرائيل.

وقال شالوم تسور، نائب الحاكم العسكري لقطاع غزة في حينه، وأفنير كوهن، من قيادة المخابرات، إن إسرائيل بزعامة مناحم بيغن خططت لتنفيذ البند الخاص بالقضية الفلسطينية في اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر. ولأنه كان معاديا لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، اعتقد أن التيار القومي الفلسطيني هو الخطر الداهم، ويجب إيجاد من يصارعه في الداخل. لذلك وافق على إقامة المجمع ومنحه التصاريح اللازمة لذلك، وأتاح له أن يحصل على أموال طائلة من الخارج. وعلى سبيل المثال، حصل المجمع على نحو نصف مليار دولار لإقامة كلية الأزهر في غزة، التي أصبحت قلعة سياسية وفكرية لحماس. وعندما بدأت تصل إخباريات عن نشاط عسكري للمجمع، الذي تحول لاحقا إلى «حركة المقاومة الإسلامية - حماس»، تم التحقيق مع قادته، أحمد ياسين وصلاح شحادة وعبد العزيز الرنتيسي (وجميعهم اغتالتهم إسرائيل لاحقا) ومحمود الزهار. فأجابوا بأن نشاطهم العسكري موجه للعناصر الداخلية، حركة فتح ومن وصفوهم بالكفار. وفي مرحلة لاحقة قال لهم الشيخ أحمد ياسين بأنه يستعد لتطبيق الحكم الذاتي الفلسطيني ويحتاج إلى قوة عسكرية تجعل فتح تعترف به ولا تقضي عليه. ويروي تسفي بيلغ، الحاكم العسكري، أنه أقام علاقة ودية مع الشيخ ياسين وأرسله للعلاج في مستشفى إسرائيلي من علة الإعاقة التي أصابته.

وإزاء هذه الأجواء، خرج نتنياهو شخصيا، يدافع عن موقفه، فنشر، أمس، قائمة بالمواقع التي قصفتها الطائرات والسفن الإسرائيلية الحربية في قطاع غزة، ردا على صواريخ وقذائف حماس والجهاد الإسلامي. وأرفقها بالصور وأشرطة الفيديو، وبينها مواقع تصنيع أسلحة تابعة لحماس، زعزعة الاستثمار المادي المطلوب لتطوير الوسائل القتالية، مخزن يحتوي على الطائرات الورقية أعدته حماس للقيام بالعمليات الإرهابية، تدمير موقع للقوات البحرية التابعة لحماس بشكل حاد، تدمير أغلب مواقع القوات البحرية التابعة للجهاد الإسلامي الفلسطيني.

وقال نتنياهو إن «هذه الضربة ألحقت الضرر بقدرات عمل القوات البحرية في القطاع بشكل كبير». وقال وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عقب مشاركته باجتماع الكابينت: «الرسالة الرئيسية هي أن حماس تعرضت لضربة قاسية، هي أكبر هجوم منذ العام 2014». ونفى كاتس أن يكون عقد اجتماع الكابينت عقب التهدئة وانتهاء التصعيد، قد يشير إلى «عملية اتخاذ قرار خاطئة في الحكومة». وقال إنه لم يتم التوصل لاتفاق إطلاق نار رسمي بين إسرائيل وقطاع غزة، ولم يتم التوقيع على أي شيء مع حركة حماس. وإنما نقلت مصر رسالة من حماس مفادها أنها على استعداد لوقف إطلاق النار، وعندها سارعت إسرائيل إلى الرد بأن ذلك سيقابل بالمثل. ورد معلق الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس»، تسفي برئيل، أمس، الخميس، على ذلك بالقول، إن «عودة إسرائيل لخطوط وقف إطلاق النار حسب الاتفاقية التي أعقبت عملية غزة عام 2014، دون التوصل لاتفاق إطلاق نار رسمي بين إسرائيل وقطاع غزة، يعبر عن التعامل الإسرائيلي مع حماس كأنها لاعب أساسي و«شريك» حقيقي مسؤول في القطاع، وذلك تجاوز للسلطة الفلسطينية التي قادت، في السابق، كل الاتفاقات مع الجانب الإسرائيلي، والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في القطاع». وقال إن الإجراءات الإسرائيلية في غزة، عملت لصالح توسيع هوة الانقسام الفلسطيني بين حماس وفتح وتوسيع الهوة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لتحقيق المصالح السياسية للقادة الإسرائيليين في وقف المفاوضات وتأجيل ما يسمى بـ«عملية السلام»، على اعتبار أنه طالما لا تسيطر السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، فلا فائدة من إجراء مفاوضات سياسية معها.

ترودو يلغي اجتماعاً مقترحاً مع ترمب بعد موافقة البيت الأبيض المشروطة اقترحه الأسبوع الماضي لبحث اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية

واشنطن: «/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/»قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يوم أمس (الخميس)، إنه ألغى اجتماعا كان قد اقترحه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بسبب طلب قدمته الولايات المتحدة في إطار جهود إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).

وأضاف ترودو أنه اقترح عقد الاجتماع الأسبوع الماضي عندما بدا أن محادثات اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية تقترب من تحقيق انفراجة محتملة. وقال ترودو في مؤتمر صحافي: "قلت إنني أعتقد أننا اقتربنا جداً من التوصل إلى اتفاق وربما حان الوقت للجلوس مع الرئيس في واشنطن من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق نافتا". واقترح ترودو الاجتماع مع ترمب في 25 مايو (أيار)، قائلاً إنه سيضم الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو. إلا أن ترودو أعلن تخليه عن الفكرة بعد اتصال من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، قال خلاله إن البيت الأبيض لديه شرط واحد لاستضافة الاجتماع. وأضاف ترودو، أن "هذا الشرط يتمثل في أنه يتعين عليّ أن أوافق على بند في (نافتا) يقضي بانتهاء سريان الاتفاقية كل خمسة أعوام ما لم تقرر الأطراف الموقعة عليها تجديدها، وهو أمر غير مقبول تماماً بالنسبة إلينا".

 

ماكرون يبلغ ترمب بعدم شرعية الرسوم الأميركية ويدعوه للتفاوض

باريس: «/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/»أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي دونالد ترمب في اتصال هاتفي ليل أمس (الخميس)، بأن قراره فرض رسوم على استيراد الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي "غير شرعي" و"خطأ"، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي سيرد على قرار ترمب "بطريقة حازمة ومتناسبة" بحسب بيان صادر عن الاليزيه. كما وجه الرئيس الفرنسي دعوة لترمب للمشاركة في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والصين واليابان، من أجل تعزيز قواعد منظمة التجارة العالمية.

 

البرلمان الإسباني يحجب الثقة عن راخوي ويختار سانشيز لرئاسة الحكومة

مدريد: «/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/منح البرلمان الإسباني، اليوم (الجمعة)، ثقته لبيدرو سانشيز، بعد أن حجبها عن رئيس الحكومة ماريانو راخوي الذي أضعفته فضيحة فساد. وتبنى البرلمان مذكرة حجب الثقة بحق رئيس الحكومة المحافظ، الذي تولى منصبه لأكثر من 6 سنوات، قرابة الساعة 09:30 (بتوقيت غرينتش)، بغالبية 180 صوتاً، من أصل 350، كما كان متوقعاً. وقبل التصويت، أقر راخوي الذي يحكم منذ ست سنوات حتى إدانة حزبه بالفساد بأن غالبية من النواب ستوافق على مذكرة حجب الثقة التي تقدم بها الحزب الإشتراكي وستقود زعيمه سانشيز إلى رئاسة الحكومة.

وقال رئيس الحكومة المحافظ «يمكننا أن نستنتج أنه سيتم تبني مذكرة حجب الثقة. بنتيجة ذلك، سيصبح بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الجديد»، قبل أن يهنئ خصمه. وبذلك تطوى صفحة من تاريخ إسبانيا. فقد صمد راخوي (63 عاما) الذي يحكم البلاد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2011، أمام أزمات كبرى من الانكماش الذي اضطر لفرض إجراءات تقشفية قاسية لمواجهته، وأشهر من الشلل السياسي في 2016 وصولا إلى محاولة انفصال إقليم كاتالونيا العام الماضي. وقال سانشيز أستاذ الاقتصاد السابق الذي يوصف بانه «رجل إسبانيا الوسيم" الجمعة «اليوم نكتب صفحة جديدة من تاريخ الديموقراطية في بلدنا». ويبدو أن سانشيز (46 عاما) يثأر لنفسه، بعدما رفضه النواب مرتين في مارس (آذار) 2016 قبل أن يسجل في يونيو (حزيران) من السنة نفسها أسوأ نتائج في تاريخ الحزب الاشتراكي في الانتخابات التشريعية. وقد خرج من الحزب بعد هذه الهزيمة الانتخابية ثم عاد إلى قيادته العام الماضي بدعم من القاعدة المعارضة "لبارونات" الحزب الاشتراكي. ويقود سانشيز حملة ضد راخوي منذ الاعلان الخميس الماضي عن إدانة الحزب الشعبي في فضيحة فساد كبيرة أطلق عليها اسم «غورتل» ونجح هذه المرة في ضربته السياسية. لكنه اضطر لتحقيق أغلبية متنوعة تضم الاشتراكيين (84 نائبا) واليساريين الراديكاليين في حزب بوديموس والاستقلاليين الكاتالونيين والقوميين الباسكيين. تمكن سانشيز من جمع 180 صوتاً من أصل 350 نائبا في البرلمان.

وقال رافايل ايرناندو زعيم كتلة نواب الحزب الشعبي الذي يقوده راخوي أن «سانشيز يريد أن يصبح رئيسا للحكومة بأي ثمن» لكنه «سيدخل إلى لامونكلوا (مقر رئاسة الحكومة) من الباب الخلفي». لكن من غير المعروف إلى متى سيتمكن سانشيز الذي وعد باتخاذ إجراءات اجتماعية وبالدعوة إلى انتخابات، من البقاء على رأس الحكومة مع أغلبية متنوعة تبدو غير مستقرة. وغادر راخوي البرلمان مساء الخميس عندما وجه إليه حزب الباسك القومي الممثل بخمسة نواب ضربة قاضية بإعلانه الموافقة على مذكرة حجب الثقة مع أنه صوت لمصلحة ميزانية الحكومة الاسبوع الماضي. ولإقناع الباسكيين، تعهد سانشيز لهم بعدم المساس بالميزانية التي تتضمن مخصصات كبيرة لمنطقة الباسك. كما وعد انفصاليي كاتالونيا بأنه سيحاول «بناء جسور الحوار» مع حكومة كيم تورا. وكانت ادانة الحزب الشعبي في قضية غورتل لاستفادته من أموال تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة، القضية التي قصمت ظهر البعير بالنسبة راخوي الذي يواجه حزبه فضائح عدة. وسيصبح راخوي الجمعة أول رئيس حكومة يسقط بموجب مذكرة لحجب الثقة منذ عودة الديموقراطية إلى إسبانيا. وكانت ثلاث مذكرات سابقة (في 1980 و1987 وضد راخوي في 2017) أخفقت كلها. وفي هذه القضية، توصل القضاة إلى وجود «نظام فساد مؤسساتي متأصل» بين الحزب الشعبي ومجموعة خاصة عبر «التلاعب بالصفقات» ووجود «أموال سرية مصدرها غير واضح» داخل الحزب. وقد شككوا في مصداقية راخوي الذي نفى وجود هذه الأموال أمام المحكمة.

 

مجلس الأمن يمدد العقوبات على جنوب السودان حتى منتصف يوليو

نيويورك: «/الشرق الأوسط/01 حزيران/18/»وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس (الخميس)، على تجديد بعض العقوبات على جنوب السودان حتى منتصف يوليو (تموز)، للنظر في فرض حظر للسفر وتجميد أرصدة 6 من زعماء جنوب السودان، إذا لم يتوقف الصراع في البلاد بحلول 30 يونيو (حزيران). ووافق على القرار 9 من الأعضاء الـ15، ولم يعترض عليه أحد، في حين امتنع 6 أعضاء عن التصويت. والقرار نسخة مخففة من مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة، التي قالت سفيرتها لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في مقال بصحيفة «واشنطن بوست»، يوم الأربعاء، إن الإدارة «صبرها نفد إزاء الوضع الراهن» في جنوب السودان. وقالت هيلي، في تصريحات قبل التصويت: «ما نحتاجه الآن هو إجراء ملموس من قبل المجتمع الدولي بأكمله لمحاسبة هذه الأطراف المتحاربة»، ووصفت القرار بأنه «خطوة متواضعة» لتمديد العقوبات لمدة 45 يوماً، وطالبت بوقف العمليات القتالية.

ويقول المنتقدون للقرار إنه يأتي في وقت حساس في محادثات السلام التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد)، وتم عرضه سريعاً على المجلس دون مشاورات كافية مع المنطقة. وامتنعت إثيوبيا، التي ساعدت في بدء محادثات السلام بجنوب السودان، والصين وروسيا، عن التصويت، وكذلك دول أخرى. وأيدت فرنسا وبريطانيا القرار الذي كان يحتاج إلى موافقة 9 أصوات لإقراره. وقال سفير إثيوبيا لدى الأمم المتحدة، تيكيدا أليمو، قبل التصويت، إنه يتفهم الشعور الأميركي بالإحباط تجاه الوضع في جنوب السودان، لكنه يعارض الإجراء. وأضاف: «في وقت وصلت فيه (إيجاد) إلى لحظة مهمة... فإن إقرار مشروع القانون الذي طرح علينا سيضر بالعملية؛ إنه تطور محزن للغاية في واقع الأمر». وجاء في القرار أنه في حالة عدم توقف العمليات القتالية بحلول 30 يونيو، فإن المجلس سينظر في تجميد أرصدة 6 مسؤولين، بينهم وزير الدفاع كول مانيانغ، وقائد الجيش السابق بول مالونغ، ووزير الإعلام مايكل لويت، ونائب وزير الدفاع للشؤون اللوجيستية في جيش جنوب السودان مالك روبين رياك رينجو، ومنعهم من السفر. ويستهدف القرار أيضاً كوانج رامبانغ، حاكم ولاية بيه، الذي تتهمه الولايات المتحدة بقيادة هجمات عسكرية، ومنع وصول المساعدات للمدنيين، ومارتن إيليا لومورو وزير شؤون مجلس الوزراء.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليس لاتفاق الطائف من يحميه

حسام عيتاني/الحياة/02 حزيران/18

رُفعت الرعاية الدولية لتطبيق اتفاق الطائف منذ اغتيال رئيس الورزاء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005. انتهت التفاهمات الأميركية– السعودية– السورية، التي وُضع بموجبها حدٌ للحرب الأهلية بعد حوالى السنة من التوصل إلى الاتفاق في 1989. منذ 13 سنة، يُحكم لبنان إذن، بتوافق عنوانه «الطائف» لكنه يتغير بحسب تبدل موازين القوى الداخلية والإقليمية.

عديدة هي الأطراف التي تشعر بالبرم من الاتفاق وتسعى، سراً في أكثر الأحيان، إلى التخلص منه ومن الضوابط التي فرضها على الحياة السياسية اللبنانية، على الرغم من أن الكثير من بنود الاتفاق لم ترَ النور، بل أن روح الاتفاق ذاتها قد قيدت بالسلاسل منذ اغتيال رئيس الجمهورية الأول بعد الاتفاق، رينيه معوض. الغاية من التكتم حول المواقف الحقيقية من «الطائف» هي تجنب الاصطدام بقناعةٍ عند فئات واسعة من اللبنانيين بأن البديل عن الاتفاق هو العودة إلى الحرب الأهلية.

وتاريخ الحروب الأهلية في لبنان منذ صراعات جبله أواسط القرن التاسع عشر، هو تاريخ اقتتال طائفي ينتهي دائماً بتسويات فوقية يشرف عليها الطرف الخارجي الأقوى في كل مرحلة ويسخرها لمصلحته أولاً. ما من داع، بهذا المعنى، لاستئناف حرب نهايتها معروفة مسبقاً.

بيد أن تجنب النبذ العلني للاتفاق لا يلغي المحاولات الحثيثة للالتفاف عليه وتطويقه تمهيداً لإسقاطه. هناك من يصوّر الطائف على أنه الوثيقة التي أعطت المسلمين حكم لبنان تحت الوصاية السورية وأن الأوان قد آن لعودة الأمور إلى نصابها، أي إلى إزالة هيمنة المسلمين (السنّة منهم خصوصاً) على السلطة وتوفير الضمانات السياسية والأمنية والاقتصادية للمسيحيين الذين أقصتهم هزيمتهم في الحرب عن أداء الدور الذي أناطه بهم ميثاق سنة 1943، أي احتلال الموقع المهيمن سياسياً واقتصادياً وثقافياً.

يفرض «التيار الوطني الحرّ» اليوم مجموعة من الوقائع التي لا تتناقض تناقضاً صارخاً مع «الطائف» لكن كل واحدة منها تشكل خطوة للابتعاد عنه. المنطق الناظم للخطوات تلك يرتكز على حقيقة أن موازين القوى هي التي ترسم السلطة وليس الوثائق ولو كانت هذه من نوع الاتفاقيات التي تنهي الحروب. وفي جعبة «التيار» ترسانة من الأسلحة القوية التي لا يتردد في استخدامها في مسعاه هذا، من إفلاس تحالف 14 آذار وتفككه، إلى إخفاق الثورات العربية، وخصوصاً الثورة السورية، على نحو يبرر التحالف مع من واجه «التكفيريين» و «الدواعش» الذين صارت الثورات تُختصر بهم. التحالف هذا بات المنصة التي تنطلق منها حملة «لإزالة آثار» الطائف. في المقابل، وباستثناء بعض الإشارات العابرة من النائب السابق وليد جنبلاط إلى ضرورة التمسك بالاتفاق، ليس هناك من يدافع عنه دفاعاً واعياً، أو يعيد صوغه لسد الثغرات الكبيرة التي اعتورته منذ تكليف حافظ الأسد الإشراف على تنفيذه.

يستدعي هذا الواقع سؤالاً عما إذا كان الاتفاق ما زال حياً وضرورياً أو أنه بات جثة تنتظر من يدفنها. وبعد مرور أكثر من ربع قرن على إقرار الاتفاق، وبعد خسارته رعاته الدوليين والتبدل العميق في الأجواء الدولية والعربية والمحلية التي أفرزته، لم يعد الطائف يعكس الحقائق اللبنانية، لكن الأطراف المعترضة -علناً أو سراً- عليه لم تصل بعد إلى مستوى القوة اللازم للتخلص الرسمي من النص. ما يجري هو خروج بطيء من الطائف من دون صخب في انتظار انقشاع غبار الحروب القريبة.

 

إيران: جواب لسوريّة وسؤال للبنان

حازم صاغية/الحياة/02 حزيران/18

ربّما كان تضخّم الدور الإيرانيّ التطوّر الأبرز الذي شهدته منطقتنا، على صعيد الجغرافيا السياسيّة، بعد نهاية الحرب الباردة. التضخّم هذا جاء نتيجة لتراكم أحداث يمكن وصفها بأنّها عراقيّة على نحو أو آخر: حرب صدّام حسين على إيران صلّبت نظامها الخمينيّ. حرب صدّام على الكويت وضعت العراق في صدارة المغضوب عليهم دوليّاً وأعفت إيران من الغضب. حرب أميركا على العراق (وأفغانستان) ثمّ انسحابها منه أطلقت إيران من عقالها.

في سوريّة، توفّرت لإيران الساحة الأعرض، وإن لم تكن الوحيدة، لممارسة النفوذ الذي بلغ حدّاً احتلاليّاً. لكنّ وصول هذا النفوذ إلى الحدود السوريّة – الإسرائيليّة شرع يهدّد دورها المستجدّ، ويعيد الاعتبار لبعض عناصر «اللعبة» كما كانت تُلعب إبّان الحرب الباردة. فسوريّة، وفق منطق النفوذ الدوليّ وتقاسمه، روسيّة مثلما كانت سوفياتيّة من قبل. وروسيا، تحت ضغط إسرائيل التي خيّرتْها بين صداقتها وصداقة إيران، ليست في حاجة إلى الشريك الإيرانيّ في دمشق. لقد مارست الصمت حيال الضربات الإسرائيلية المهينة للإيرانيّين، علماً أنّها سيّدة الأجواء السوريّة.

تطوّرات الأيّام القليلة الماضية، وآخرها زيارة ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيليّ، إلى موسكو، توحي أنّ هذه هي الوجهة: روسيا هي التي تعيد تتويج بشّار الأسد حاكماً على سوريّة، فيما يوضع إكليل غار على الرأس الإيرانيّ، من قبيل الشكر على دوره، وتُطلَب منه المغادرة. فلأنّ بقاء الإيرانيّين يعني الحرب مع إسرائيل، بالتالي تصدّع «الاستقرار» الروسيّ، بما فيه نظام الأسد، بات المطلوب أن يرحل الإيرانيّون. أمّا الرئيس الممانع الذي أنكر الوجود الإيرانيّ أصلاً في حديثه إلى الإعلام الروسيّ، فسيسمح له الإسرائيليّون بالسيطرة على حدوده الجنوبيّة، وتجديد ضبطها، بعد إحياء اتّفاق فصل القوّات في 1974.

الولايات المتّحدة وأوروبا لن تكونا بعيدتين من تسوية كبرى كهذه. الكثيرون في الشرق والغرب سيرحّبون بـ «وقف الحرب» و»توقّف النزوح»، وربّما «إعادة الإعمار». بوتين ونتانياهو سيظهران بمظهر من يصون نظام الدولة – الأمّة وما يلازمه من «استقرار» في الشرق الأوسط. انتخابات العراق الأخيرة قد تشكّل ركيزة صالحة أخرى في دفع إيران إلى داخل حدودها.

في هذا العرس، الذي يتكاثر من يتوقّعون حلوله قريباً، ستُمعن إيران وحدها في اللطم. إنّها لن تستطيع الوقوف في وجه إجماع دوليّ – إقليميّ بهذه الضخامة، لكنّها بالطبع لن تكون سعيدة بنتيجة تلغي كلّ ما بذلته هي وأتباعها، من دون أيّ تعويض مُعتَبَر. إنّها لن تستطيع أن تُقنع شعبها الذي يكتوي أصلاً بأزمته الاقتصاديّة. علاقات الأجنحة الحاكمة في طهران قد لا تصمد أمام تحوّل كهذا.

هذا سيناريو محتمل، وإن لم يكن حتميّاً بالضرورة. وهو، في مطلق الحالات، «لعبة أمم»، بمعنى أنّه عديم الصلة بطموحات الشعوب ورغباتها في الانعتاق والتحرّر، مع أنّ إخراج اللاعب الإيرانيّ من اللعبة يبقى خيراً من بقائه فيها، فضلاً عن تراجع حظوظ الحرب الإقليميّة، وتحديداً الإسرائيليّة - الإيرانيّة.

لكنّ لبنان قد يجد نفسه مُواجَهاً بسؤال كبير: ذاك أنّ عودة مقاتلي «حزب الله» من سوريّة قد تخلط أوراق البلد من جديد. آلاف العائدين بطاقة عنف عدوانيّة، مشوبة بالمرارة والإحباط، قد يطالبونه، سياسيّاً أو ماليّاً، بأكثر ممّا يستطيع أو يملك. قد يهزّون، مرّة أخرى، استقراره الهشّ وتوافقاته التي تحكمها المُياوَمة. ومن يدري، فقد يقرّرون مجدّداً «تحرير القدس» بالطريقة التي «حُرّرت» فيها ألف مرّة من قبل؟!

 

لا لإزدواجية الحقائب الوزارية بين العهد والظل

فؤاد طربيه/الأنباء/01 حزيران/18

جرت العادة في لبنان أن يُحدّدْ العهد الحاكم، بشخص رئيس الجمهورية وفريق عمله، الذي عادةً ما يتكوّن من بضعة مستشارين ووزراء ونواب، يختارهم طبقاً لاتفاقه معهم على إستراتيجية الحكم، ويخطط معهم كيفية تنفيذ رؤياه على الصعد الانمائية، الاقتصادية، الاجتماعية والعسكرية. أما حالياً، فقد بات جلياً لا بل دامغاً للقاصي والداني أن العهد مُختصر بالرئيس وبظله، أي به وبصهره جبران باسيل، الذي يملك أجندته الخاصة المستوحاة والمنسقة مع نظيره ومعلمه السوري التي تؤمن لكلٍ منهما مصالحه وأهدافه، وما هدف ”الظل” الا التسلق السياسي حتى ”الخلافة”، ولو على حساب رفات من فيه من ”أوعا خيك” ومن مصالحات وسيادة البلاد ووحدتها الوطنية! وبالتالي أصبح يُستحيل الفصل بين أقوال وأفعال وربما قرارت العهد و”الظل” التي بمعظمها فيها الكثير من الإزدواجية بالمعايير بهدف تقوية موقف تيارهم الوطني الحرّ، والبعض منها خارقة للدستور، التي لن أدرج تفاصيلها، كالامتناع عن تعيين الناجحين في مجلس الخدمة المدنية وحراس الأحراج، وعدم دستورية قول ”الظل” بأن لا خلاف ايديولوجي مع إسرائيل وحقها بالاستقرار الأمني، فيما الدستور ينص على أنها عدو محتل لارض لبنانية!، ولا في أعلان ”الظل” عن افتتاح عدد من السفارات والقنصليات الجديدة في الخارج وهو خرق المادة ”واو” من الدستور التي تعتبر الحكومة مستقيلة عند بدء ولاية مجلس النواب.

في ما يتعلق بإزدواجية ”الظل”

يطالب باسيل بحصة وزارية لتكتل “لبنان القوي” على أساس أنها مؤلفة من ٢٩ نائب، ونحتسب من ضمنها النائب طلال ارسلان والنواب الثلاثة الذين أقرضه إياهم لتشكيل كتلة وهمية، ثم يعود ويطالب بوزارة إضافية ومنفصلة لكتلة إرسلان!

كما وأن تبرير باسيل لتحالفات التيار الوطني الحر النيابية الهجينة مع فئات متناقضة على انها تهدف الي الحصول على كتلة وازنة من أجل دعم العهد القوي، الأمر الذي يؤكد المؤكد، بأن كتلة التيار هي ذاتها كتلة رئيس الجمهورية وليس من حق الظل المطالبة بأي وزير إضافي على أنه من حصة الرئيس!

في إزدواجية العهد

العديد من المعطيات تؤكد أن رئيس الجمهورية قاد جزءاً من حملة التيار الوطني الحر الانتخابية – وللتعداد لا للحصر أدرج التالي منها:

*خلال الحملة الانتخابية للتيار الوطني الحر إنتشرت صور عملاقة للعديد من مرشحي التيار جنباً الي جنب مع صورة رئيس الجمهورية على واجهات الأبنية.

*تصريح الرئيس عون  ”أنا شامل وشامل أنا” من أجل دعم صهره المرشح الثاني.

*اعلان الرئيس عون انه صوّت للائحة الوفاق الوطني في بعبدا، وهي لائحة التيار، وبالتالي الرئيس عون يصّر على أنه مازال جزءاً لا يتحزأ من تياره السياسي، علماً بأنه رئيس لجميع اللبنانيين لو هو شاء ذلك!

أما عن مواقف الرئيس عون الرافضة لمنح رؤساء الجمهوريات أي وزراء، وهي مواقف أطلقها قبل توليه سدة الرئاسة، ففي عام ٢٠١١ خلال مقابلة أجراها معه تلفزيون تياره الوطني الحر (OTV  أكد أن الدستور لا يلحظ أي حصة لرئيس الجمهورية ولا يحق للرئيس بالمطالبة بها. ثم أكد مرة أخرى الامر ذاته خلال مؤتمر صحفي إبان إنتخاب الرئيس ميشال سليمان، حيث صرح من الرابية ”أردنا رئيس حَكَمْ وقد أتانا رئيس حَكَمْ وجميع الوزراء يُعتبرون وزراء الرئيس، والرئيس ليس بحاجة لوزراء لانه لا يمكنه تحمل مسؤوليتهم..

وعليه، وإستناداً لتصاريحه وللدستور لا يحق له باي وزير إضافي عن حصة تياره! وفِي حال كان الدستور متوارياً عن أنظاره فثمة مادة وحيدة أود تذكيره به هي المادة خمسون التي رددها لدى حلفانه اليمين امام مجلس النواب،”أحلف بالله العظيم ان احترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها واحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه”

في الختام، ولجميع الزعامات اللبنانية ورؤساء الكتل النيابية التي قَبِلتْ بقانون الانتخابات الهجين بإمتعاض، والذي وفّر للرئيس وظله ولحلفائهما في محور الممانعة أكثرية نيابية قد يستخدمونها لتشريع ما في حال سمحت لهم الظروف الإقليمية بذلك، كتشريع السلاح غير الشرعي على غرار الحشد الشعبي في العراق، وطبعاً يكون ذلك مترافقاً مع وعد منهم لـ ”الظل” بتوليه الخلافة، وهذا هو مبتغاه والهدف الذي يبرر له جميع الوسائل ولو على حساب السيادة والدستور، لا تتساهلوا ولا تتسامحوا بموضوع حصة الرئيس الوهمية من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة العتيدة بحجة الأوضاع الإقليمية الخطرة والاقتصادية المتدهورة، فاللبنانيون تعايشوا مع تلك الظروف لعشرات السنين وبمقدورهم أن يصبروا بضعة أشهر إضافية، ولا تكونوا ملكيين أكثر من الملك، وظله!

 

الملالي وقصة الخيانة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/01 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65066/amir-taheri-the-mullahs-and-the-tale-of-a-betrayal-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%88%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9/

حتى الأسبوع الماضي فقط كنت أعتقد أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان يبيع حفنة من الأكاذيب تسمى «الاتفاق النووي الإيراني» إلى المؤسسة الرسمية الأميركية، في حين كان الرئيس حسن روحاني في طهران يقول الحقيقة، على أدنى تقدير، لولي نعمته المرشد الأعلى علي خامنئي. وبعد كل شيء، نعلم أن السيد روحاني حاصل على درجة الدكتوراه في علوم اللاهوت الإسلامي من كلية كالدونيان في اسكوتلندا، وباعتباره رجلاً مسلماً صالحاً فهو لن يقول أي شيء غير الحقيقة.

كان أوباما قد أخبر الشعب الأميركي بأن الاتفاق النووي التاريخي قد قطع كل السبل أمام إيران لتطوير الترسانة النووية إلى الأبد ومن دون إطلاق رصاصة أميركية واحدة؛ حتى إنه استشهد بـ«فتوى» من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي تفيد بحظر كل أشكال الأسلحة النووية في البلاد. وحقيقة أنه ما من أحد، باستثناء أوباما نفسه، قد زعم الاطلاع على تلك الفتوى أو قراءتها أو مشاهدتها سواء هنا أو هناك. وبعد كل شيء، فإن رئيس الولايات المتحدة لن يروي الأكاذيب، بطبيعة الحال، في مسألة شديدة الأهمية كهذه.

لذا، يمكنكم تصور مدى ما أشعر به من خيبة أمل وإحباط عندما اكتشفت أن أوباما لم يكن بمفرده في خداع بلاده في تلك المسرحية العجيبة، وأن روحاني أيضاً كان مقتصداً للغاية في تلاوة الحقيقة لدرجة أنه خدع آية الله في قصته المروية.

وبحسب كل الروايات، كان علي خامنئي على درجة من الغضب دفعته لكي يصور حسن روحاني كمثل الشخصية الكارتونية المشهورة بالكذب «بينوكيو المُعمم» على الملأ في البلاد. وبعد استدعائه لأكثر من 220 شخصية من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الإيرانيين وتكليفهم باستعراض ومراجعة عواقب وتداعيات الانهيار الافتراضي لما يعرف بالاتفاق النووي الإيراني، طلب خامنئي من روحاني رفع تقرير إليه يبسط فيه القول حول الوضع الراهن وما تمخضت عنه الأمور.

وفي عام 2015، وصف الرئيس روحاني الاتفاق النووي بأنه أعظم انتصار دبلوماسي في تاريخ الإسلام. وفي الأسبوع الماضي، في تقريره المرفوع إلى المرشد خامنئي، كان أكثر تفاخراً ولكنه أقل مصداقية.

وتفاخر عالم اللاهوت الإيراني حسن روحاني في تقريره قائلاً: «في الأحداث الأخيرة، فإن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الدولي متعدد الأطراف يعني مكابدتها الهزيمة السياسية، والقانونية، والأخلاقية. ونتيجة لذلك نجد أن جمهورية إيران الإسلامية قد حققت نصراً سياسياً، وقانونياً، ومعنوياً كبيراً».

كان تباهي روحاني صادماً وقاسياً إلى حد أن دفع علي خامنئي لكسر صمته المطبق المستمر حتى وإن كان ذلك يعني أن يشير بأصبع الاتهام إلى الرئيس الإيراني بالاقتصاد الفج في تلاوة الحقيقة المجردة على الملأ.

وتساءل علي خامنئي قائلاً: «لكن، هل دخلنا هذه المفاوضات بغية إماطة اللثام عن الأميركيين؟ هل كان ذلك هو الهدف من إجراء المفاوضات؟ أم لعلنا دخلنا المفاوضات، كما قيل في ذلك الوقت، من أجل رفع العقوبات الاقتصادية عن بلادنا؟ وكما رأينا جميعاً، لم تُرفع العقوبات قط، وإنهم يهددون الآن بإعادة فرض العقوبات القليلة التي تم تعليقها جزئياً». ووفقاً لروايات ذلك الاجتماع العاصف، الذي عرضت وسائل الإعلام الرسمية جزءاً منه على الملأ في طهران، أظهر حسن روحاني قدراً من اللامبالاة الظاهرة التي قد يُعجب بها حفنة من الملالي. وزعم أنه ما من داع للقلق بشأن أي شيء لأن كل دول العالم - باستثناء عدد قليل من البلدان الصغيرة أو غير الشرعية - لا سيما الدول الأوروبية، تقف جميعها بجانب إيران.

غير أن خامنئي لن يخضع للتضليل هذه المرة رغم كل شيء، حتى وإن كان ذلك يعني توجيه أصبعه إلى الرئيس الإيراني بوصفه راوية قصص من الطراز الأول.

وقال خامنئي كذلك: «نحن لا نريد أن ندخل في مشاجرة مع الأوروبيين. ولكن يجب علينا أن ندرك حقيقة أن الدول الأوروبية الثلاث؛ بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، سوف تتبع دائماً الخطى الأميركية في كل القضايا ذات الأهمية. وإنكم تذكرون إشارة وزير الخارجية الفرنسي الذي قال إن الأوروبيين يقومون بدور الشرطي الصالح في حين أن الأميركيين يلعبون دور الشرطي السيئ. هؤلاء القوم يقولون شيئاً وعندما يتعلق الأمر بالأفعال، فإنهم يفعلون شيئاً مختلفاً تماماً».

تشير المقاطع القصيرة لتلك المواجهات المحتدمة إلى عدم التراجع من جانب روحاني عن موقفه المتخذ. وإن نظرنا إلى أي ورقة توت قديمة نراه يعد بالفصل بين الأوروبيين والأميركيين حتى ينتهي الأمر بخسارة فادحة للولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن حالة التفاخر لم تغسل تلك الابتسامة المتكلفة التي بدت على وجه آية الله علي خامنئي والتي انتشرت على وجوه 220 خبيراً مدنياً وعسكرياً من الحاضرين في قاعة المؤتمرات.

وسأل علي خامنئي قائلاً: «هل دخلنا في الاتفاق كي نسبب الشقاق بين الأميركيين والأوروبيين؟ أم إننا حاولنا وضع حد فاصل للعقوبات الاقتصادية على بلادنا كما وعدنا؟ ونظراً لأن العقوبات لم تُرفع عن كاهل بلادنا بعد، فإن كل الأمور الأخرى غير ذات قيمة على الإطلاق».

وجاءت كبرى أكاذيب روحاني عندما زعم بأن «اتفاق أوباما» ساعد إيران على تأمين الحق في تخصيب اليورانيوم، وإن كان ذلك بأدنى درجة ممكنة.

ولقد رد علي خامنئي بتعليق عابس قال من خلاله إن التقدم الإيراني في الأبحاث النووية قد جعل ذلك أمراً حتمياً.

ولقد جانب كلاً من روحاني وخامنئي الصواب في ذلك؛ وإن لأسباب مختلفة... فإن الحق في تخصيب اليورانيوم ممنوح لكل دول العالم، ومن ثم ليست هناك من حاجة للحصول على تصريح من مجموعة غير رسمية مثل ما تسمى «مجموعة دول 5+1» التي لا تحمل أي أساس قانوني تستند إليه ولا سلطة نافذة على أي مسألة كانت. وفي الوقت الراهن، هناك 34 دولة حول العالم لديها برامج لتخصيب اليورانيوم ذات أبعاد مختلفة من دون الموافقة من جانب «مجموعة دول 5+1» التي شكلها باراك أوباما من قبل.

وبالتالي، فإن مطالبة مجموعة دولية تعمل خارج نطاق القانون الدولي بالاعتراف بحق مُعترف به عالمياً، هي أدنى درجة من درجات المهانة والإذلال.

وتذكرني أكاذيب روحاني بتلك الحلقة من التاريخ في عام 1919 عندما حاول البريطانيون فرض نسخة مخففة من الوصاية الإمبريالية على إيران من خلال معاهدة بدأت بإعلان أن المملكة المتحدة تعترف باستقلال إيران. وكانت بريطانيا نفسها هي التي حالت دون حصول إيران على مقعد في مؤتمر فرساي بنهاية الحرب العالمية الأولى. وانطلق الوفد الإيراني، وكان على رأسه العالم محمد علي فروغي، متسكعاً حول قصر فرساي لعدة أشهر على أمل يائس في أن يكون له رأي ما. ونفدت الأموال من فروغي والوفد المرافق له ولم تتمكن الحكومة التي أعلنت إفلاسها في طهران من التدخل للمساعدة. ووافق بعض التجار في طهران على سداد الفواتير في ذلك الوقت. وفي فرساي، قال البريطانيون إن الوفد الإيراني يفتقر إلى السلطة الكافية كأمة مستقلة لكي تشارك في المؤتمر. وقالوا في المعاهدة التي اقترحوها على طهران إنهم يحترمون استقلال إيران!

ولقد عارض البرلمان الإيراني على الفور المعاهدة البريطانية المقترحة لعام 1919، ومن أفضل الخطب التي قيلت ضدها كانت من حسن مدرس، رجل الدين الذي عارض خطة رضا خان فيما بعد والمعنية بتحويل إيران إلى جمهورية.

وقال حسن مدرس: «كانت إيران موجودة ومستقلة منذ قرون طويلة. فلأي شيء نحتاج الرأي البريطاني أو رأي أي دولة أخرى في الاعتراف بالحق الذي نحظى به منذ قديم الأزل؟».

وكانت الحجة المثارة في ذلك الوقت أنه «إن حصلتَ على حقك من شخص ما، فإن ذلك الشخص نفسه يمكنه سلب الحق نفسه منك». وهذا النوع من الدروس، بطبيعة الحال، لا يلقنونه الطلاب في كلية كالدونيان اللاهوتية في اسكوتلندا.

 

هل بدأ العد العكسي لانهيار النظام الإيراني؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/01 حزيران/8/

لم تعد الشجاعة في مواجهة إيران والتصدي لسياساتها تقاس بما يصدر خارج إيران من مواقف وقرارات فقط. ثمة دول بالطبع قررت أن تتصدى مباشرة لتحديات الأمن القومي التي تشكلها سياسات إيران في المنطقة وأبعد، كالسعودية والإمارات والبحرين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وفي اليمن تتحلق حول قوى الشرعية نخب وأحزاب وتكتلات أهلية وقبلية تواجه إيران ومشروعها، وكذلك في العراق حيث أعاد السيد مقتدى الصدر تشكيل هويته السياسية على نحو مضاد لمشروع الهيمنة الإيرانية على بلاد الرافدين. قد يكون لبنان الأضعف في المواجهة، حيث الذراع الإيرانية أكثر تماسكاً وتجذراً عبر ميليشيا حزب الله، لكن بيروت تقاوم، ولو على طريقتها.  كل هذا مهم. إلا أن الأهم هو التصدي الداخلي للمشروع الإيراني، أو لتبعاته المباشرة على حياة وأمن الإيرانيين ورفاههم... ثمة اصطدام داخلي متنامٍ بين لغو الثورة وثوارها وبين نتائجه البائسة.

بكلمات بسيطة وضعت سحر محرابي، الطالبة الإيرانية، مضبطة اتهام مفصلة لنظام الثورة، وخاطبت المرشد وجهاً لوجه، على نحو غير مسبوق، خلال واحدة من الندوات التي ينظمها «مكتب القائد» في شهر رمضان.

تجاوزت محرابي في كلمتها الطعون الكلاسيكية، كالبطالة والتردي الاقتصادي ومسألة الحريات بمعناها العام. بذكاء ولباقة طرحت، تحت عنوان تعميق الديمقراطية، مسألة الوصاية السياسية للمرشد، وموقعه الإشكالي في النظام الإيراني، من زاوية أن المؤسسات التابعة له غير عرضة للمحاسبة كالحرس الثوري والقضاء وبعض الإعلام الرئيسي في إيران الذي أمعن في لعبة التخوين والتشهير.

خطاب محرابي، نزل كالصاعقة على رأس خامنئي الذي عاد وغرد عبر منصة «تويتر» أنه يتفهم «مشاعر تلك الصبية التي تقول إن الوضع بالغ السوء، ولكنني أختلف معها تماماً». بين الخطاب والتغريدة فاصل هائل وهوة ثقة لا تردم، وطلاق يزداد شراسة بين قائد الثورة وشعبه. بينهما تلك المسافة التي يتوسع فيها ثقب أسود بات يبتلع كل اللغو الثوري والوعود المستقبلية، والبقية الباقية من ثقة الإيرانيين بالثورة ومستقبلها ومستقبلهم في ظلها. بينما كانت محرابي تلقي خطابها في حضور المرشد، كان سائقو الشاحنات الإيرانيون، يمضون في إضرابهم المستمر حتى اليوم، من دون تغطية إعلامية إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على ارتفاع أكلاف أعمالهم من أسعار الوقود إلى غلاء بوالص التأمين وتضخم أسعار قطع الغيار وأجرة الطرق الخاضعة لبدل، وهو التعبير الأحدث عن تردي الوضع الاقتصادي العام في البلاد. فالعملة الوطنية الإيرانية تعاني من خسارة مستمرة في قيمتها بلغت نحو 60 في المائة، من دون وجود أي حلول نقدية في أفق هذه الأزمة، فيما أرخى انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي بثقله على عموم النشاط الاقتصادي في إيران، في ضوء انسحاب كبريات الشركات الأجنبية كعملاق الشحن ميرسك بالإضافة إلى تحضير شركات أخرى للانسحاب أبرزها توتال الفرنسية.

وقد باتت مسألة هروب رؤوس الأموال من إيران موضوعاً يناقش علناً في البرلمان الإيراني من زاوية التحذير من مخاطر المؤشرات السلبية للاقتصاد والمرشحة لأن تزداد سوءاً. فبحسب النائب محمد رضا بور إبراهيمي، رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان الإيراني، هرب من إيران نحو 30 مليار دولار، في الأشهر الأخيرة من السنة الإيرانية المنتهية في 20 مارس (آذار) الماضي.

لا شك أن الأسباب الكامنة وراء التردي الاقتصادي الإيراني معقدة، ويختلط فيها السياسي بالبيئي بالعقوبات وبأسباب تتصل بواقع الاقتصاد العالمي. إلا أن المواطن الإيراني الذي تزداد معاناته لا يملك رفاهية الفهم المركب لسوء حاله وأسبابها، وسيلقي باللائمة على ما تراه عينه المجردة، وأول ذلك الأكلاف الهائلة التي يرتبها المشروع السياسي والعسكري الإيراني خارج إيران، معطوفاً على شراسة المعارك السياسية بين أجنحة النظام والتي تتبادل فيما بينها اتهامات تستنزف سمعة نظام الثورة من المرشد نزولاً. فليس بسيطاً أن يتهم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد المرشد بسرقة أكثر من مائة مليار دولار من المال العام أو أن يتهم قادة الحرس رئيس البلاد الحالي حسن روحاني بالعمالة، أو أن يرد روحاني بالتصويب على الدور الاقتصادي المافيوي للحرس. في الديمقراطيات تطوى صفحات كهذه بالتحقيق الجاد وعبر المؤسسات والمحاسبة والتغيير. أما في نظام الثورة الإيرانية الجامد، فتطوى سمعة النظام نفسه وهيبته وقدرته على كسب ثقة الناس.

المواطن الإيراني هو سحر محرابي وصرختها. وهو النشطاء الإلكترونيون الذين اخترقوا شاشات مطار مشهد قبل أيام ووضعوا عليها شعارات داعمة للعمال المضربين ومنتقدة لمقدرات إيران المهدورة في لبنان وغزة واليمن... ومشهد هي المدينة التي شهدت أعنف المظاهرات نهاية العام الفائت وأوسعها منذ إخماد الحركة الخضراء عام 2009. ثمة شيء يتداعى في إيران. في الثقة بالغد، في قدرة النظام نفسه على الاستمرار، ولم يعد خافياً. في السابع من مايو (أيار) افتتحت مراسلة «الفايننشال تايمز» نجمة بزرغ مهر تقريرها من طهران بسؤال «هل بدأ العد العكسي لانهيار النظام الإيراني؟».

سحر محرابي لن تنتظر طويلاً لتتأكد من الجواب.

 

موسكو وواشنطن لطهران: كفى

مرح البقاعي/الحياة/02 حزيران/18

في اتصال مباشر مع أحد قادة فصائل الجيش الحر المعارضة والمتمركزة في منطقة درعا منذ 2011، سألت قائد الفصيل عن موقفهم في حال اندلاع معركة الجنوب مع النظام وحلفائه، وأخبرته من أجل الشفافية، أنني سأنقل إجابته إلى الإعلام فقال: «لن نقوم بالمبادرة حالياً، ولن نفتح أية معركة بسبب عدم اكتمال الرؤية الإقليمية التي نتأثر بها. الآن نكتفي بالتجهيز لأسوأ سيناريو وهو هجوم من قبل ميليشيات الأسد وحلفائه. برنامجنا الحالي الصمود ودحر العدوان بقوة». تصدرت منطقة خفض التوتر في الجنوب الغربي السوري الأخبار أخيراً إثر بيان رسمي أطلقته قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري، جاء فيه أن «انتهاء اتفاقية خفض التصعيد في مدينة درعا جنوبي البلاد ستكون حتمية في ظل استمرار تواجد متطرفين ينتمون لتنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين». وذلك في إشارة روسية مضمرة إلى أنها تريد تحريك الراكد في آخر منطقة لخفض التوتر في سورية، وهي المناطق التي تم وضع خارطتها نتيجة اتفاق دولي بين الولايات المتحدة وروسيا بحضور الأردن، وتم إقرارها في آستانا الأول، وهي مناطق تقع في إدلب، وفي شمال مدينة حمص، والغوطة الشرقية، وعلى الحدود السورية مع الأردن في محافظة درعا.

أما الخارجية الأميركية فلم تقف صامتة خلال تطورات الجنوب السوري، وأصدرت بياناً أعربت فيه عن قلق الولايات المتحدة من الحديث عن معارك مرتقبة للنظام السوري في جنوب سورية، وتحديداً في المناطق التي تمت فيها اتفاقيات لوقف النار وخفض التوتر، وأعلن عنها الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. إلا أن المستجدات الأعلى أهمية والتي تكاد تتفوّق بدلالاتها على كافة الأحداث الأخرى المتعلقة بالقضية السورية فهي الأنباء الواردة من الجبهة الجنوبية، والتي تتحدّث عن انسحابات متوالية للميليشيات الإيرانية، وفي مقدمها حزب الله، من الجنوب السوري.

فلماذا تنسحب إيران الآن من مواقع دفعت الكثير، مادياً وبشرياً، للاستيلاء عليها وفرض نفوذها من خلالها وبالقوة على سورية؟ وهل لتوقيت الانسحاب أسبابه أيضاً في ظل تعاظم الحصار الدولي والإقليمي على إيران الذي نتج عن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، والعقدة الاقتصادية التي تمر بها أوروبا نتيجة لذاك الانسحاب؟ وهل ستكون أوروبا بيضة القبّان التي ستكسر العَقد العالمي مع طهران بهدف لجمها في شكل قطعي ونهائي عن مطمعها العسكري النووي الذي تريد اتخاذه سلاحاً للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط برمّتها؟!

من نافلة القول إن إيران أدركت بسرعة أن دخولها في معركة في الجنوب السوري سيحفر قبرها بيدها، لا سيما في ظل احتمال كبير لوقوف روسيا على الحياد وعدم مساندتها النظام في المعركة المفترضة. لذا سارعت إيران إلى إبرام المحادثات والتفاهمات لتقليص خسائرها في سورية بالقدر الممكن والاحتفاظ بما تبقى لها هنا وهناك، لا سيما في ما تعتبره منطقة نفوذ استراتيجي لها في محيط دمشق وجبال القلمون. وفِي هذه الحال، لن يتجرأ النظام السوري على خوض المعركة منفرداً، وستتحول المنطقة «المنخفضة التوتر» التي مركزها مدينة درعا، مع مرور الوقت، إلى منطقة آمنة بالكامل. وهنا يأتي دور المعارضة المسلحة وفصائل الجنوب بتمكين مكتسبات الثورة والتفاوض بقوة في ضوء وجودها الأصيل في المنطقة منذ بدايات الثورة، وابتعادها التام عن التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تدعي حمل لواء الثورة زوراً وبهتاناً، وذلك بعيداً عن المصالحات المجانية مع النظام أو التهجير القسري للسكان الأصليين. عندها فقط قد تتوفر لأول مرة شروط انتصار سياسي ما يمكن أن تحققه المعارضة من خلال الفهم العميق واغتنام فرص التناقضات والتجاذبات الإقليمية والدولية في الجنوب، وتكون سبباً ليولد هذا الانتصار من رحم درعا الأبية حيث ارتفعت أول صرخة لولادة الثورة في آذار (مارس) ٢٠١١.

فصل المقال يكمن في شبكة حسابات روسيا المعقّدة مع الولايات المتحدة والغرب الأوروبي، تلك الحسابات التي تريد موسكو دفع أقل التكاليف لتسديدها، لا سيما في عقدة مشكلاتها معهم، وهي ضمّها لشبه جزيرة القرم. فهي للسبب الآنف الذكر تقترب أكثر فأكثر من أميركا وأوروبا وتنأى بنفسها عن إيران. من جانب آخر، فإن روسيا لن تنسى استعراض علي أكبر ولايتي لدولته في الغوطة الشرقية إثر ساعات فقط من استكمال تهجير أهلها منها قسرياً، ودخوله مع الكاميرات إلى مدينة دوما المدمرة مستبقاً قوات النظام والشرطة العسكرية الروسية، كي يقول لبوتين: هذه الأرض لنا. وكما ردد وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، في مستهل خطابه الذي أعلن فيه عن استراتيجية أميركا الجديدة تجاه إيران: كفى، كفى، كفى... (بالثلاثة)، فإن موسكو تقول الآن أيضاً لطهران ضمن رسائل مضمرة لكن فاعلة: كفى... «لحد هون وبس».

* كاتبة سورية

 

درعا اختبار المصالحة الأميركية - الروسية

سميرة المسالمة/الحياة/02 حزيران/18

تستخدم روسيا اتفاق خفض التصعيد الموقع حول جنوب سورية في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) من العام الماضي كمصيدة لإيران من جهة، وللولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية، وللنظام السوري من جهة ثالثة، وهو الذي لا يزال يعتمد حالة العناد والتحايل والتلاعب بين الرغبة الإيرانية، والإرادة الروسية، في تنفيذ متطلبات التسوية الروسية المقترحة، فتأزيم الأوضاع في منطقة خفض التصعيد في الجنوب (وهي الطرف الضامن المقابل للطرف الأميركي) من شأنه أن يمارس ضغطاً باتجاهين: الضامن (الولايات المتحدة والأردن) والمضمون (فصائل الجنوب المسلحة والنظام)، كما أنه قد يثير شهية التساؤلات لدى المعارضة عن فاعلية اعتمادهم على الجانب الأميركي في إجراءات التسوية العسكرية والسياسية في آن معاً.

وتعتقد موسكو أن التهديد بانفجار الوضع في الجنوب السوري من شأنه أن يلزم كل الأطراف المتضررة (المعارضة والأردن وإسرائيل) للتحرك باتجاه تسوية قابلة للتطوير، من شأنها أن تنهي حالة الركود السياسي التي تخشاها موسكو، نتيجة الموقف الأميركي المتحفظ على نتائج جولات آستانة التسعة، واعتبارها مساراً جانبياً لن يفضي إلى حلول شاملة، حيث إيران الطرف الثالث فيها إلى جانب روسيا وتركيا. ما يعني أن عدم التزام كامل المعارضة بمشروع موسكو في آستانة وسوتشي ترده روسيا إلى الموقف الأميركي، الذي يرفض انفرادها بالحل من دون النظر إلى مصالحها مع بقية الشركاء من الأوروبيين، وعلى ذلك فإن إثارة المخاوف لدى المعارضة، عن إمكانية خرق اتفاق خفض التصعيد من قبل النظام السوري، وإعادة التجربة الأليمة التي حدثت في الغوطة والقلمون، وقبلها حلب وحمص، يجبرهم على البحث في حلول توفر على منطقة حوران «مهد الثورة» ما ينتظرها من تدمير وقتل وتشريد لأهاليها من ناحية، ومن ناحية أخرى يحفز الجانب الأردني المتضرر من أي حرب تقوم بمحاذاة حدوده على تسريع عجلة التفاوض، والوصول إلى تسويات توفر له استقرار معابره مع سورية، وكذلك يثير شهية «إسرائيل» في ترتيب أوضاع حدودها التي تريدها خالية من الوجود الإيراني.

إذاً تلويح النظام بالمعركة المقبلة في درعا ليس من بنات أفكاره، على رغم أنها تمثل رغبته في استعادة السيطرة على الحدود مع كل من الأردن وكذلك دولة الاحتلال، لما يوفره ذلك من مردود اقتصادي عبر فتح المعبر الذي حرم منه النظام لسنوات طويلة إثر سيطرة فصائل الجيش الحر عليه عام 2013، ومن مردود سياسي يعيده إلى ممارسة دوره الوظيفي في الحفاظ على الهدنة البينية مع إسرائيل، إلا أن ما يترتب عن إعلان هذه المعركة «الإعلامية» من نتائج، يأتي ضمن سياق «اضطراره» تنفيذ رغبة روسيا في الالتزام بالمطالب الأميركية، والتي تصب في مصلحة موسكو، بينما تقوض آمال النظام في الإبقاء على حليفته إيران كعامل توازن له في مواجهة الغطرسة الروسية عليه، حيث كان يعول على المساندة الإيرانية لاستعادة كامل سورية، لخلق تسوية شكلية مع المعارضة تنهي فيها مفاعيل الثورة التي اندلعت عام 2011، وتؤسس لإعادة إنتاج النظام وفق مبادرة سوتشي ذات الضمانات الروسية والإيرانية والتركية.

وهذا ما جعل موسكو تقر أكثر من مرة أنها لا تستطيع أن تلوي يد النظام السوري وحدها، بسبب الوجود الإيراني في سورية، ودعمه منقطع النظير لحليفه الأسد، ما مكّنه من التواطؤ مع إيران ضد روسيا خلال عقدها اتفاقيات التسوية مع المعارضة، والتي يعتبرها النظام تقوض من صلاحياته في مناطق خفض التصعيد، ما وفر له بالتعاون مع إيران المرغمة على القبول بآستانة، القدرة على التحلل من هذه الاتفاقات ذات الضمانة الثلاثية المشتركة بين حليفيه، وتركيا حليفة الفصائل المحسوبة على المعارضة، وأن يخوض معاركه الوحشية التي أدت إلى استرجاع تلك المناطق بعمليات عسكرية، قتل فيها المئات وشرد عشرات الآلاف من السوريين داخل وخارج سورية، إلا أن النظام يدرك الآن أن اللعب مع الولايات المتحدة ضمن منطقة خفض التصعيد في الجنوب من دون التنسيق مع روسيا يعني انتهاء مرحلة الصمت عليه، أميركياً وإسرائيلياً، ما يعني أن المعركة «في حال وقوعها» يجب أن تكون وفقاً للشروط التي تريدها إسرائيل أي خالية من المشاركة الإيرانية، وغير ذات ضجيج يقلق المستوطنين فيها، وتضمن المصالح الأردنية في ذات الوقت ما يجعل خيار التسوية أسهل من خيار الحرب على الطرفين: النظام العاجز والمعارضة المقيدة.

ومن هنا فإن النظام الذي تكبله إيران بجملة اتفاقيات ومديونية كبيرة، يصعب عليه أن يطلب من إيران الخروج من سورية حسب الرغبة الإسرائيلية، التي نقلها الرئيس بوتين خلال لقائه ببشار الأسد في سوتشي في 17 أيار (مايو)، ما يعني أن التحضيرات لمعركة الجنوب هي مجرد مسرحية هدفها التحرش بإسرائيل، لوضعها في حالة المواجهة المباشرة مع إيران، وبالتالي اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبلها مع حليفتها الولايات المتحدة لممارسة ضغوطهما على النظام الإيراني، للخروج بإرادتها من مسرح الوقائع السورية، ما يوفر على النظام الحرج، وعلى موسكو المواجهة مع إيران، وإضعاف تحالفها معها، الذي تعتبره روسيا أحد أوراقها الرابحة في التفاوض مع كل من أميركا والغرب.

وبالعودة إلى الاتفاق الموقع بين الجانبين الروسي والأميركي، فإنه أساساً يضمن الخروج الإيراني وفق بنوده، التي شاركت الأردن فيه كضامنة لفصائل الجيش الحر الملتزمة بتنفيذه حتى اليوم، وهذا ما حركه من جديد الضغط الإسرائيلي من جهة، والحصار الأميركي على إيران من جهة أخرى، ونتج عنه التصريحات الإيرانية التي جاءت على لسان السفير الإيراني في الأردن مؤكدة خلو المنطقة من الوجود العسكري الإيراني، ليكون ذلك مقدمة لإذعان إيران للمطالب الأميركية، ولخوض اتفاقات من نوع جديد مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، لترتيب أوضاعها في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن، وانكفائها من دور القوة التوسعية في المنطقة، إلى دور الشريك الأمني في حفظ حدود إسرائيل كوظيفة مستقبلية، وضمان استقرار الحدود مع جيرانها لإنعاش الواقع الاقتصادي الذي تلعب المصالح الأميركية الدور الرئيسي فيه، أي أن ما يتم اليوم عقد التفاهمات عليه، من تسليم المعارضة لسلاحها الثقيل، ودخول الشرطة الروسية إلى المنطقة، وكذلك استعادة النظام لمعبر نصيب، وعودة مؤسسات الدولة للعمل تدريجاً، ما هو إلا جزء من الاتفاق الذي يعرف تفاصيله قادة الفصائل الملتزمة باتفاق خفض التصعيد، كما تعرفه المعارضة السياسية التي أعلن قادتها انتهاء الصراع مع النظام منذ إعلان البيان المشترك للرئيسين ترامب وبوتين، بعد حديث وصف آنذاك «بالمقتضب» خلال قمة أبك في فيتنام تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. إن استمرار نجاح الاتفاق المعلن في الجنوب، إنما يعبر عن حقيقة مفادها: أن الصراع في سوريا على رغم تعدد الجهات الدولية المتورطة فيه، وتحول الأطراف السورية المعارضة منها أو النظام على حد سواء إلى مجرد أدوات مقيدة بمصالح مشغليها، إلا أنه في النهاية يبقى بين طرفين أساسيين هما الولايات المتحدة وروسيا، وما لم يتوصلا إلى اتفاق سياسي مماثل للصراع في سوريا يفرض بقوة الوجود العسكري والدبلوماسي لهما، فإن كل حديث عن تفاوض مقبل يبقى في إطار التسويق الإعلامي للجهات الراعية له، حتى ولو كانت الأمم المتحدة نفسها، فهل تكون درعا هي اختبار المصالحة الفعلية بين الإرادتين الأميركية والروسية حول سورية.

* كاتبة سورية

 

نهاية الحقبة الإيرانية في الشرق الأوسط

برهان غليون/العربي الجديد/01 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65069/%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A/

على الرغم من مرور نحو ثلاثين عاما على تطبيقها، لم تنجح سياسات طهران في تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية. لم تفكّ العزلة التي فرضت عليها من الغرب، وإزالة قرار العقوبات التي لا تزال تخضع لها من دون أفق واضح للخروج منها، ولم تحدّ من تغولإسرائيل ورفضها الاعتراف بحقوق الفلسطينيين. كما أنها لم تجعل من إيران الدولة الإسلامية المركز، ولا كرّست هيمنتها الإقليمية، وإنما زادت من عزلتها، وألبت عليها أكثر الدول العربية والإقليمية الخائفة من عملياتها التخريبية، ولم يساهم برنامجها العسكري الكبير واستراتيجيتها التوسعية في تعزيز أمنها القومي، ووقايتها من الانتفاضات الشعبية، ولكنه أطلق عنان أزمة إقليمية وحروب أهلية طويلة وعنيدة، لن يتأخر انتقالها إلى داخل إيران نفسها، ولم تفض سياسة تصدير الثورة "الإسلامية" إلى القضاء على نظم الطاغوت، وتحرّر شعوب المشرق العربية والإسلامية من الاستبداد العميم، لكنها أجهضت الجهود الهائلة التي قدمتها هذه الشعوب، من أجل التخلص من طغاتها، وأولهم حاكم سورية الحليف، وأدخلت المنطقة بأكملها في أزمةٍ تاريخيةٍ متعدّدة الأبعاد والمصادر، ليس هناك في الأفق بعد أمل بانحسار لهيبها، واقتراب نهايتها.

(1) سواء جاء ذلك عن وعي أو من دون وعي، كانت الحصيلة النهائية لسياسات إيران الخمينية الموجهة نحو الخارج الإجهاز على توازنات المنطقة جميعا، الدينية والثقافية والسياسية والاستراتيجية والاقتصادية، وتحقيق أوسع عملية تدمير شهدتها المنطقة: تدمير نسيج مجتمعاتها الوطني أولا، وتدمير دولها وتقويض بنياتها المدنية والقانونية ثانيا، وتدمير العلاقات التاريخية بين شعوبها ثالثا، وتدمير صورتها ورصيدها الثقافي والديني والسياسي لدى الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، وتعريضها لجميع الشكوك والاتهامات الفاسدة رابعا، وتدمير حضارتها ومدنها وقراها وتشريد شعوبها، بالمعنيين المادي والمعنوي، للكلمة خامسا، وهي العملية التي كان لطهران ومليشياتها الطائفية الدور المباشر والأكبر فيها.

حصل ذلك ببساطة، لأن نظام ولاية الفقيه ذو البنية البابوية القيصرية، بدلا من العمل على امتصاص التوترات والانقسامات وتهدئة المخاوف من عواقب ثورة إيران الشعبية الكبرى، وتطوير التعاون الإقليمي، والسعي إلى بناء تفاهم عربي إسلامي في وجه سياسات الهيمنة الاستعمارية الغربية والروسية، ومحاصرة سياسة التسلط والعربدة التي تمارسها إسرائيل على المنطقة، أراد أن ينافس الغرب وتل أبيب على موقع الهيمنة والسيادة، ووضع نفسه ندّا للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وقرر الركض المجنون وراء سراب بناء دولة خلافة إمبرطورية إيرانية على أشلاء البلدان والشعوب العربية الضعيفة.

واعتقدت إيران أنها لن تتمكّن من ذلك إلا بتركيز كل جهودها وموارد شعبها على تطوير

"رغم كل ما فعلت، لم تنجح طهران في أن تتحوّل، كما طمحت، إلى القوة الرئيسية المهابة في الإقليم"

صناعة الأسلحة الاستراتيجية الأكثر كلفةً وخطورة وتهديدا، وتمويل المليشيات التخريبية في كل بلد تجد فيه موطئ قدم لها، واختراق النظم السياسية والاجتماعية العربية وتضييق الخناق عليها، على أمل أن يمكّنها ذلك من السيطرة عليها، وتوجيه مواردها البشرية والمادية لتحقيق أهدافها التوسعية. ولم تتردّد من أجل الوصول إلى مبتغاها في إضرام نار حربٍ طائفيةٍ، سنية شيعية إقليمية، بذلت الأجيال المشرقية الماضية جهودا مضنية لإخمادها.

لكنها لم تنجح في أن تتحوّل، كما طمحت، إلى القوة الرئيسية المهابة في إقليمها، ولا أصبحت بفضل نفوذها العسكري وتهديداتها المحاور المفضل للغرب والمجتمع الدولي عن المنطقة كلها. لأنها استخدمت قوتها ومواردها لأهدافٍ سلبيةٍ أصبحت بالعكس البعبع الذي يبث الذعر في قلوب شعوب المشرق ودوله، ويفجر مخاوف الغرب على مصالحه، وعلى الاستقرار والسلام في أكثر المناطق تفجرا في العالم، بعدما صار تسعير النزاعات وإشعال الحروب وتصديرها بضاعة طهران الرئيسية في التعامل مع بلدان المنطقة والعالم. وهي الآن مقدمة عاجلا أم آجلا على دفع فواتير الكوارث التي تسببت بها في أكثر من دولة ومكان.

(2) أول هذه الكوارث تعنى بالقضية الفلسطينية التي جعلت طهران من الدفاع عنها، بل من تبنّيها، عنوانا لسياستها التوسعية ومصدر شرعيةٍ لغزواتها المتكرّرة والمتعاقبة في أراضي من كان ينبغي أن تقف مدافعةً عن حقوقهم واستقلالهم.. لم تساعد سياسة إيران في هذا الميدان على تعزيز موقف الشعب الفلسطيني، ولكنها تحولت إلى تواطؤ موضوعي مع تل أبيب على تقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية، وشقّ صفوفها، ومسخ سلطتها بين "شبه دولتين" في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحويل القطاع إلى أكبر معزل وساحة بؤس وموت سياسي ومعنوي، وأحيانا مادي، لمليوني فلسطيني يقطنونه.

وقدّم تحطيم الوحدة الوطنية الفلسطينية، والأزمة والصراعات الداخلية التي رافقتها ولا تزال، أكبر ذريعة لإسرائيل للتهرّب من أجندة المفاوضات الدولية المفترضة لإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة. وسمحت لتل أبيب بالاستمرار، من دون أن تخشى أي ضغط سياسي أو عسكري، إقليمي أو دولي، في تطوير مشاريع الاستيطان، وتوسيع رقعة الاحتلال، على الرغم من ارتفاع نبرة المقاومة في طهران وبيروت والمليشيات الرديفة.

أما عن تأثير سياسة هذه المقاومة على وضع القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، فليس من المبالغة القول إن إسرائيل لم تكن تحظى برعاية شاملة وعمياء لدى الغرب، ولم يكن العالم أكثر احتضانا لها، وتسامحا مع مشاريعها الاستيطانية وممارساتها العنصرية، مثلما تحظى بها اليوم. هكذا لم يلق اعتراف واشنطن بالقدس أخيرا عاصمة أبدية لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، مخالفة لجميع القرارات الدولية حول الاحتلال، أي رد فعل عربي أو إسلامي أو دولي ذي معنى، ولم يثر غضب الشارع العربي الشعب، ولا حرّك أحزابه ومنظماته، فما بالك بموقف العواصم الغربية. لقد حوّلت الحروب والنزاعات والمخاوف، وطوفانات الدماء التي أسالتها مليشيات طهران ومناوراتها في عموم بلدان المشرق، أنظار العالم بأجمعه عن قضايا المجتمعات وحقوقها، وفي مقدمها قضية فلسطين، حتى لا تبقى هناك نافذة للإطلال على أزمات المنطقة ومآسيها، إلا من الزواية الإنسانية التي أصبح همها البحث عن حلول ومعالجات للآثار المأساوية لحروب الوكالة الإيرانية.

لم يساهم "خيار المقاومة"، ولا المحور الذي تبلور من حوله، والذي وضع نظام الأسد، قاتل شعبه، في صلبه، في ردع إسرائيل أو إضعاف موقفها الاستراتيجي ذرة واحدة. لقد ساعدها 

"لم تساعد سياسة إيران على تعزيز موقف الشعب الفلسطيني، بل تحولت إلى تواطؤ موضوعي مع تل أبيب على تقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية"

بالعكس على فك عزلتها السياسية، وقدّم لها شروط صعودها وطفورها إلى قوة إقليمية رئيسية قاهرة ومعترف بها. وهي تستطيع اليوم التنزه بطائراتها في فضاءات السيادة العربية والإيرانية كما تشاء، وتستعرض عضلاتها، وتخوض حربها الخاصة مع إيران نفسها على الأراضي السورية، ضد القواعد والمليشيات الإيرانية، من دون أن تخشى أي مضاداتٍ أو صواريخ باليستية إيرانية من أي نوع، ولا من يجرؤ، وخصوصا طهران، على تحدّيها، بل حتى الاعتراف بما تتكبده نتيجة غاراتها من خسائر وانهيارات.

ولا تقل كارثة سورية أهميةً عن كارثة تدمير القضية الفلسطينية وتخريبها، إن لم تفقها أضعافا مضاعفة. وهي حالة واحدة من بين حالاتٍ كارثية عديدة أخرى، لا تزال آثارها متواترة في العراق واليمن وغيرهما. فلا يغيب عن أحدٍ أن تدخل طهران في سورية جاء للحفاظ على نظام الأسد من السقوط أمام ثورةٍ شعبيةٍ سلميةٍ ومدنيةٍ أكثر من عادلة، وهو النظام الذي لا يكفّ الإيرانيون في الجلسات الخاصة عن الحديث عن عمق فساده وضلاله السياسي وحمقه واستهتاره بكل المصالح والقيم والمبادئ والقوانين. وهو كذلك بالفعل، كما هو الحال لدى أي عصابة إجرامية أخرى، مع فارق أن هنا عصابة تمتلك جهاز دولة كاملة.

ولا أحد ينكر أيضا أن هذا التدخل الإيراني المتعدد الأشكال للحفاظ على نظام الإبادة الجماعية كان السبب الرئيسي للوضع الذي وصلت إليه سورية، من انحلال الدولة، وتغول المليشيات الطائفية، وتدخل الجيوش الأجنبية، وتناسل المنظمات الإرهابية، في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن تراهن إيران على قوة سورية، وتطوير قدراتها العسكرية والشعبية في الإعداد لأي مواجهة محتملة مع إسرائيل. كما لم يخف الإيرانيون ولا يخفون أن الهدف من هذا التدخل هو بناء هلال إمبرطوري شيعي، يمتد من قم في شرق إيران إلى شاطئ المتوسط، وأنهم مستعدون للقتال حتى آخر سوري وعراقي وأفغاني، وإيراني عندما يضطر الأمر، لتحقيق هذا الحلم التاريخي الكبير.

(3) ونتيجة ذلك تفقأ العين اليوم: التدمير شبه الكامل لسورية، دولة وشعبا وحضارة، وتشريد شعبها، في الداخل والخارج، والسعي المحموم إلى إعادة هندستها الديمغرافية لصالح المستوطنين الجدد، من أبناء المليشيات الأجنبية والمشردين غير السوريين، بحيث يضمن الفاتح الجديد استحالة عودة سكانها الأصليين، وبالتالي السيطرة النهائية عليها، والاستفراد بتقرير مصيرها. وفي سبيل ذلك، لم تتوقف طهران عن دسّ خبرائها ومستشاريها وعملائها في أجهزة الدولة السورية والتحكّم بها من الداخل، مدعمةً وجودها السياسي ببناء عشرات القواعد العسكرية في مناطق استراتيجية حساسة، تضمن سيطرتها على البلاد والإمساك القوي بها، وتعطيل أي مخرج سياسي للحرب، أو أي احتمال لعودة الحياة الطبيعية، اليوم وفي المستقبل، ما لم تنسجم مع أجندة هيمنتها الإقليمية والدينية، وتراعي مصالحها التوسعية.

لكن طهران وصلت اليوم إلى ساعة الحقيقة. وهي تواجه الانهيار الكامل لمشروعها، وتدرك أنها وقعت في الفخ الذي صنعته بيدها، وتجد نفسها في موقف السارق الذي ألقي القبض عليه بالجرم المشهود، في اللحظة التي همّ فيها بالخروج بغنيمته الكاملة تحت جنح الظلام، معتقدا أن لن يراه أحد. الدول الرئيسية المعنية بتقاسم الفريسة السورية التي أجهز عليها الإيراني تتفق في ما بينها على إخراج طهران وحدها من دون غنيمةٍ، وترى في طردها خارج سورية الطريق الوحيد إلى إنهاء الحرب الوحشية التي كانت طهران الموقد الرئيسي فيها منذ البداية إلى اليوم، والتي لا تملك حلا يرضي أطماعها من دون استمرارها.

من سخرية القدر المرّة أن يقع الاختيار، من أجل تدمير القواعد العسكرية، وتصفية النفوذ الايراني في سورية اليوم، على إسرائيل نفسها التي جعلت طهران من مقاومة غطرستها وسياستها في المنطقة فرس سباقها، لكسب عطف الجماهير الإيرانية والعربية وتأييدها، كما بنت على التحدي الظاهري لغرورها والاستهزاء بها عقيدة توسعها ومصدر شرعية حروبها في الأرض العربية.

لا تختلف نتائج سياسة ولاية الفقيه تجاه منطقة الخليج العربي التي طمحت طهران دائما أن تلعب دور الشرطي فيها، قبل الخمينية وبعدها، في كارثيتها عما كانت في الأمثلة السابقة، فبدل أن تحث ضغوط طهران المكثفة والمتواصلة، العسكرية والأمنية والطائفية والسياسية، على حكوماتها على التسليم لها والتعاون معها، أو أن تشجع الغرب، كما كان الحال في عهد الشاه البائد، إلى تليين موقفه من طهران، أو التفاهم معها كما أملت لتأمين مصالحه الإقليمية فيها، بدل ذلك زرعت الرعب في أوساطها، ودفعت بها إلى النقيض تماما مما سعت طهران لتحقيقه. شجعتها على الذهاب حيث لم يكن يخطر لعربي حصوله، أو حتى التفكير فيه: الرهان على إسرائيل لموازنة القوة الإيرانية ومواجهة تغول دولة الحرس الثوري ومخاطر عدوانها. وفي اعتقادي، لا يحول دون دخول بعض دول الخليج العلني في هذا الحلف ضد إيران سوى خشيتها من ردود الفعل الشعبية، واستفزاز الرأي العام الذي لا يثق بالنوايا الإسرائيلية أكثر مما وثق بنوايا طهران الخمينية، ويدرك بالسليقة ما تكنّه إسرائيل ومشروعها الاستيطاني والاستعماري من عداء مستدام وأصيل لحقوق الشعوب العربية، وفي مقدمها حقهم في الحرية والتخلص من طغاتهم.

هكذا فتحت إيران الخمينية بيدها الباب أمام صعود حقبة الهيمنة الإسرائيلية الإقليمية التي تعد 

"طهران وصلت اليوم إلى ساعة الحقيقة. وهي تواجه الانهيار الكامل لمشروعها"

نفسها للحلول محل الحقبة الإيرانية التي لن يتذكّر العرب والإيرانيون وجميع شعوب المنطقة منها، بعد سنوات أفولها، صورة أخرى غير تفجير الحروب بالوكالة وإدارتها، وتدمير الدول، واستنزاف المجتمعات، واستسهال القتل وسفك الدماء.

لا يخطئ الرأي العام العربي عندما يربط بين إسرائيل واستمرار نظم القمع وإرهاب الدولة القائمة في بلدانه. وهو مدرك أنه لا يوجد أي احتمال في أن يغير أفول الحقبة الإيرانية لصالح حقبة الهيمنة الإسرائيلية شيئا من الأوضاع القاسية الراهنة، أو يقدم مخرجا من الكوارث القائمة ويشهد ولادة مزيد من الأمن والسلام في هذه المنطقة المدانة. ستتابع إسرائيل الخارجة منتصرة على أنقاض أحلام الإمبرطورية الإيرانية الإسلاموية، بعدما خرجت منتصرة على أنقاض دول جامعة الدول العربية ورابطتها "القومية"، بحماسة وقوة أكبر، بسياسة الاستيطان وقطع الطريق نهائيا على أي تجسيدٍ للسلطة الفلسطينية في دولةٍ مهما كانت ناقصة. وسوف تستمر على الرغم من تفوقها العسكري الساحق، وسيطرتها الشاملة مع حلفائها الغربيين، في إضعاف الدول العربية وتفكيك مجتمعاتها وتفجيرها من الداخل، استكمالا لما قامت به طهران، وليس بالضرورة بوسائل أقل بدائية وفجاجة. ومنذ الآن، تسعى تل أبيب إلى انتزاع اعتراف واشنطن بضم الجولان والاشتراك معها في بسط السيطرة على جنوب سورية، والتحكم بمستقبله: منطقة محايدة وفاصلة محرمة على أي وجود عسكري لا يخضع لموافقتها.

لن يقلل مشهد الانهيار الاستراتيجي والسياسي والأخلاقي معا للعالمين العربي والإسلامي، وانهيار الحلم الإمبرطوري الإيراني آخر حلقاته، من شعور إسرائيل بالتفوق والحق في السيطرة والتحكم بجدول أعمال المنطقة والاستبداد بتقرير مصيرها، ولكنه سوف يدفعها علنا إلى وراثة الحلم الإيراني الإقليمي ذاته، والبناء عليه. ولن تجد العقلية العنصرية السائدة عند نخبتها الحاكمة اليوم، ومنطق الغيتو الذي يتحكّم بنفسية وثقافة القسم الأكبر من نخبها الاجتماعية، السياسية والثقافية، فائدة من استغلال الفرصة التي تقدمها هزيمة طهران، وفشلها في معركة السباق الإقليمي على السيادة والهيمنة، للتقرّب من شعوب المنطقة، والتفاهم معها، لإيجاد حلول للمشكلات والنزاعات القائمة، على سبيل السعي إلى دمج نفسها في المنطقة. سوف تنظر، على الأغلب، إلى خراب عالم العرب والمسلمين، باعتباره فرصتها التاريخية لتحقيق كل ما لم تنجح في تحقيقه حتى الآن. وسوف يضيف التفوق الاستراتيجي الذي جرّبته بمناسبة سحقها الوجود العسكري الإيراني في سورية عنجهية جديدة إلى عنجهيتها الطبيعية والمعتادة، ويفاقم من غطرسة القوة التي تدفعها إلى الاعتقاد بأنها قادرة اليوم، أكثر من أي وقت سابق، على استغلال النفوذ الذي كسبته لبسط سيطرتها الكاملة على المشرق، واستعادة التقاليد السياسية للنظم الاستبدادية في تقسيم المجتمعات، وتوسيع دائرة نزاعاتها واستخدامها حسابها، ما يهدّد بجعل المشرق العربي، سنوات طويلة قادمة، حاضنة لمشاريع المعازل العنصرية المتعادية والمتوازية، ومسرحا للصراعات الدائمة بين القوميات والطوائف والمناطق المتناحرة، وتربة خصبة لاستنبات وتكريس نظم الطغيان القرقوشية التي تضمن الأمن لإسرائيل على حدودها، والتي أصبح لديها نموذج حي تستطيع أن تستلهمه في إرث نظام الإبادة الجماعية الذي فهم بشار الأسد بالسليقة الوحشية أن التمسك به هو الضمانة الأكبر للتوافق مع أهداف إسرائيل، وتعظيم حظوظ بقائه في السلطة إلى أقصى ما تسمح به تجارة الإرهاب وسفك الدماء.

لا يقدّم أفول القوة الإيرانية أي عزاء، على الرغم من كل الكوارث التي تسببت بها للعرب وغيرهم. إنه يثير بالعكس الشعور بالسخط والأسى للفرص الضائعة لجمع الجهود العربية والإيرانية، ليس لمواجهة تسلط القوى الخارجية، وتغول القوة الإسرائيلية فحسب، ولكن بدرجة أكبر لشق طريق التنمية والنهوض والتقدم لشعوب المنطقة، وفي مقدمها الشعب الإيراني نفسه الذي عليه أن يواجه كارثةً لا تقل حجما عن الكوارث التي واجهتها الشعوب العربية في العقود الثلاثة الماضية. وسوف يحتاج هو أيضا إلى عقود طويلة قبل أن يزيل عن صدره أنقاض انهيار إمبراطوريةٍ مذهبيةٍ كبيرةٍ أصيبت بداء العظمة والجنون، وفقدت صوابها، ولم يعد أمامها أي أمل في البقاء سوى بالعودة إلى العمل مع إسرائيل، واستعادة التحالف معها، كما كان الأمر في عهد الشاه، وخلال الحرب الإيرانية العراقية. أما نحن الذين فقدنا توازننا، ولا نزال نسير على أرضٍ تميد من تحت أقدامنا، ولا أمل في أي بعثٍ أخلاقي يعيد إحياءنا، فمن كابوس إلى كابوس.

https://www.alaraby.co.uk/opinion/2018/5/31/%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-1

 

التحرش لم يعد قلة أدب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/01 حزيران/18

المفارقة أن التحرش من مشكلات المجتمعات المتحضرة، وليس العكس، والتحدي في كيف يمكن لجمه. في السعودية، خطوة أخرى جديدة؛ صدر نظام مكافحة جريمة التحرش، بعد سنوات من النقاش. وما كان ممكناً كسر هذا الشد والجذب إلا في العام الماضي، عندما أمر خادم الحرمين الشريفين، وزيرَ الداخلية، بإعداد نظام لمكافحة التحرش. وأخيراً أكمل القانون الجديد دورته، وكانت آخر خطواته اعتماده من مجلس الشورى، ثم إقراره من قبل مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز.

بأربعة أسابيع، استبق إصدار النظام قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة. خطوة مهمة في لحظة حساسة، لكن النظام لم يكتب حصراً على القيادة، بل يغطي كل أوجه العلاقة في الحياة. وكلنا نعرف أن مد اللسان على الآخرين لا يقل إيذاء عن مد اليد بالتعدي. مشروع النظام الجديد صريح وواضح في تجريمه للتحرش، عقوبته السجن إلى عامين، وقد تُمد إلى خمس سنين في حالات محددة، وهدفه «تعزيز حماية حقوق الإنسان، والحفاظ على خصوصيته وكرامته». أهميته في تنظيم المجتمع وحماية أفراده، والنساء بشكل خاص، من التنمر. آلاف النساء سيقدن سياراتهن، وقد يتعرضن للهجوم اللفظي في الشارع، وعلى المنابر، والإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي. آلاف النساء الآن انخرطن في مجالات عمل جديدة غير مسبوقة، في الشركات والمحلات التجارية المفتوحة، في بعضها أمر لم يعتد عليه المجتمع الذكوري السعودي، وبهذا العدد الكبير، في وقت هناك من لا يزال يرفضه.

أيضاً فتح الأبواب للمرأة لحضور المجاميع الفنية، ودور السينما، والملاعب الرياضية، والأماكن التجارية، وغيرها، كلها ستحتاج إلى حماية القانون ضد الشتيمة والإهانة والتخويف اللفظي، وكذلك أماكن العمل المشتركة التي كانت تعاني من ضبابية في التعامل مع حالات التحرش.

الغريب أن التحرش كان في نظر البعض عملاً محموداً؛ وسيلة ردع، والهدف منع المرأة بتحقيرها. النظام الجديد أنهى سنوات من الحياد السلبي، والآن يُصنف التحرش جريمة، وعقوبتها قاسية. وصار النظام هو المرجع، يحكم المجتمع، ولم يعد هناك مكان لوصاية البعض على البعض الآخر.

القانون الجديد يؤكد على السعودية الجديدة؛ للتأكيد على عمق، وجودة وجدية التحديث الذي أدخلته الحكومة بشجاعة وعدالة معاً. لم تُعط المرأة حق الحياة العادية مثل الرجل، مثلما رأينا في تطورات السنتين الماضيتين، بل أيضاً قنَّنت نظاماً ليساندها. وكلنا نعرف أن النظام الجديد لمكافحة التحرش ليس جديداً بل يعكس الدين وأخلاق المجتمع وقيمه الأصيلة، التي صارت تحتاج إلى أن تصاغ وتُصب في قوالب قانونية بعد أن دخلته أمراض مجلوبة ونعرات الجاهلية، ثقافة الأمس تعتبر عملها أو ممارستها حياتها خارج بيتها رذيلة، وبالتالي كان صعباً مواجهة هذه الثقافة. من يرضى أن تُسب أو تهان امرأة؟ من يرضى بتنمر القوي على الضعيف؟ كان من بين مبررات الذين يخافون على قريباتهن من العمل في المحلات العامة خوفهم عليهن من التحرش، اليوم النظام هو سندهن، والتأكيد على أن الدولة لها السيادة وأنظمتها مرجعية الجميع. القانون يتطور مثل كل شيء آخر في حياتنا، ومكافحة التحرش لبنة أخرى في التحديث والتنظيم. ولاحظنا أن مشروع النظام مال بشكل أقوى نحو حماية الأضعف من الأطفال، وذوي الاحتياجات، والذين يعملون تحت سلطة من يتعدى عليهم بالتحرش. الآن لم يعد التحرش مخالفة ولا قلة أدب، بل جريمة، فيها محاكم، ولها أحكام، وعقوباتها سجن وغرامات.

 

الخيار المرّ للنظام السوري بين إيران وروسيا

أكرم البني/الشرق الأوسط/01 حزيران/8/

يصح القول إن لحظة حرجة تزداد اقتراباً من النظام السوري للاختيار بين حليفين مكّناه من الصمود، طرداً مع تسارع انكشاف التباينات بين المشروعين الإيراني والروسي في رسم المستقبل السوري وحصص النفوذ في المشرق العربي، تجلت في الآونة الأخيرة بتصريحات حادة لقيادة الكرملين تطالب بانسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، ردت عليها حكومة طهران برفض صريح وبعبارة تحدٍ بأن لا أحد يمكنه إزاحة وجودها العسكري من المشهد السوري. ثمة من لا يعطي قيمة لهذه التباينات وما يرافقها من افتراق في المواقف، عادّاً أن ما تسمى خلافات بين طهران وموسكو هي مجرد مناورات، أو شكل من أشكال توزيع الأدوار بينهما، لا يصح البناء والتعويل عليها أمام قوة المصلحة المشتركة للطرفين في مواجهة الغرب وتربصه المزمن بهما، وأمام إدراكهما المخاطر الكبيرة الناجمة عن دفع خلافاتهما السياسية إلى آخر الشوط.

وفي المقابل، هناك دلائل ومؤشرات تضعف هذه الفكرة التآمرية وتؤكد جدية تلك التباينات وعمقها، التي إنْ لم تظهر في الماضي، فالسبب هو اضطرار الطرفين إلى طمسها لضمان أفضل أداء في مواجهة القوى المناهضة لهما، لكنها بدأت تتكشف وتتسع في الآونة الأخيرة مع انحسار العمليات الحربية في سوريا، وتنامي تنافس الطرفين على جني ثمار التقدم العسكري الذي أحرز ضد جماعات المعارضة. بداية؛ يتفارق المشروعان الروسي والإيراني في أن الأخير يستند إلى البعد المذهبي في تمدده وفرض هيمنته، تحدوه رغبة مزمنة في إزاحة الكتلة الإسلامية السنّية من الوجود أو على الأقل إضعاف وزنها ودورها إلى أبعد الحدود، بينما تميل موسكو إلى أخذ مصالح هذه الكتلة في الاعتبار توخياً للاستقرار وديمومة نفوذها في سوريا والمشرق العربي؛ الأمر الذي تجلى بفتح خطوط مبكرة مع قوى معارضة ذات وجه إسلامي سنّي، وتهيئة الشروط لإنجاح اجتماعات آستانة، ومناطق خفض التصعيد، وقرارات وقف إطلاق النار المتكررة، وما تلاها من مفاوضات، خصوصاً في أرياف دمشق وحمص، لنقل المعارضة الإسلاموية المسلحة إلى الشمال، رافق ذلك انفتاحها على الوجود الإقليمي السني؛ إنْ بفرض حكومة أنقرة بوصفها طرفاً فاعلاً في اجتماعات آستانة وأخذ مصالحها الأمنية في الاعتبار وإطلاق يدها في عفرين والشمال السوري، وإنْ بحرصها على إرضاء المجموعة العربية المتضررة من التمدد المذهبي الإيراني والتي يهمها محاصرة سياسة طهران التدخلية وتحجيم دورها المخرب في سوريا والمنطقة، فكيف الحال حين لا يخفى على موسكو الدور الخفي لإيران في تنمية الفكر الجهادي الإسلاموي وتغذية بعض أطرافه وعملياته، كي تبرر وجودها على أنها طرف يواجه هذا الإرهاب. ومن المفارقات، أن التدخل العسكري الروسي الذي كان له الدور الحاسم منذ معركة حلب، ربما اكتفى بما أحدثه من تحولات في توازنات القوى لتمرير رؤيته السياسية للمستقبل السوري، رافضاً دعوات دمشق وطهران الإقصائية للاستمرار في الحسم العسكري حتى سحق الخصم بصورة نهائية، ومكرراً إيعازاته بوقف عدة محاولات لتقدم الميليشيات السورية والإيرانية في ريف إدلب، وتحذيراته من الاندفاعات السلطوية المعززة برغبة إيرانية في خوض معارك على الجبهة الجنوبية لاسترداد مدينة درعا وما حولها.

ونضيف أيضاً أنه ليس من مصلحة موسكو الذهاب بعيداً في تغطية سياسة طهران التوسعية، وتالياً مواجهة الغرب الذي بدأ يتحسس وإنْ متأخرا خطورة هذه السياسة في المنطقة، كما ليس من مصلحتها جعل سوريا ورقة بيد إيران في معاركها لتغيير الاستاتيكو القائم في المشرق العربي وللرد على اشتراطات البيت الأبيض القاسية بعد انسحابه من الاتفاق النووي، مما يفسر تفهمها للمعلومات التي كشفتها تل أبيب عن مشروع عسكري سري لطهران يهدد استقرار المنطقة، وتالياً صمتها وحيادها تجاه الغارات المتكررة للطيران الإسرائيلي ضد مواقع لـ«الحرس الثوري» و«حزب الله» في سوريا.

وفي المقابل، لا يلمس المرء في تعاطي النظام السوري مع مروحة التباينات بين روسيا وإيران، حالة من الرضا والانسجام، ربما لأن انكشافها يحرجه ويفرض عليه مواقف مؤلمة كان يرغب في تجنبها وهو النظام الضعيف الذي لا يقوى على اتخاذ قرار منفرد دون ضمان دعم خارجي وازن، وربما لأن هناك مصالح واجتهادات متباينة بين صفوفه تشجع الميل نحو أحد الطرفين.

والحال أن ثمة في السلطة من يعتقد أن الدور العسكري الروسي قد استنفد ويحبذ وضع البيض كله في السلة الإيرانية، متوسلاً مرة بعض مظاهر الازدراء والإذلال الروسي للجماعة الحاكمة، ومرة ثانية حقيقة أن إيران كانت الأكثر تضحية وحرصاً على دعم النظام وتمكينه، وأنها الضامن الأمين والمجرب لحمايته من أي تغيير مهما يكن، ومن أي محاسبة عما ارتكبه بحق البلاد والعباد، ومرة ثالثة لأنه يرى في النفوذ الإيراني بهيئته المذهبية دعماً لما كرسه من ترتيبات طائفية لامتلاك الدولة وإخضاع المجتمع. بينما يعتقد آخرون أن خسارة النظام ستكون فادحة إن تخلى عن الغطاء والدور الروسيين، وقد ثبت بالتجربة أن إيران عاجزة وحدها عن حمايته وتمكينه، وأيضاً عن لعب دور ناجع في إعادة الإعمار وهي الغارقة في أزماتها الاقتصادية، بينما يغدو تعزيز الدور الروسي والتحرر من النفوذ الإيراني، خياراً مجدياً لتلطيف موقف الغرب وفتح نافذة حقيقية ومطمئنة لإعادة إعمار البلاد... هذا عدا الخشية من أن تفضي عنجهية التمدد الإيراني في سوريا إلى رد فعل عسكري إسرائيلي قد يطيح بالنظام ذاته، خصوصاً أن أهل الحكم يدركون جيداً أهمية رضا تل أبيب في دعمهم الخفي وضمان استمرارهم.

«جنت على نفسها براقش» مثل يدرجه البعض لوصف حال النظام السوري الذي رفض المعالجة السياسية في إطارها الوطني واستجر مختلف أشكال العنف والدعم الخارجي لسحق حراك الناس ومطالبهم المشروعة في الحرية والكرامة، فبات لعبة في أيادي الآخرين، مجبراً على الالتحاق بإيران أو روسيا كي يضمن سلامته، لكن ملحِقاً أفدح الأضرار بمصالح الشعب ومستقبل الوطن.

 

سيناريوهات التغيير في إيران ونهاية نظام الملالي

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط/01 حزيران/8/

على الرغم من التهديدات التي يطلقها قادة النظام الإيراني، فإنه لا يوجد أحد، ما عدا ساسة طهران المتوهمين، لديه أدنى شك في أنه بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، بدأ العد التنازلي لسقوط نظام الملالي. لكن ما هو غير واضح ومن الصعوبة التنبؤ به هو توقيت هذا السقوط من خلال اتساع الاحتجاجات الشعبية لكي تصبح انتفاضة عارمة تزيح النظام وتقلعه من جذوره. كما ازدادت التكهنات حول بداية النهاية وسبل تسريع عملية إسقاط النظام؛ حيث بدأت تساؤلات من قبيل: هل ستكون الانتفاضة عنيفة، أم إن التغيير سيحدث على طريقة الثورات المخملية، أم على نمط ثورات الربيع العربي؟

هناك من يرى أنها قد تكون على نمط الثورات الكلاسيكية مثل الثورة البلشفية، أو حتى تكرار الثورة الإيرانية عام 1979 التي شارك فيها جميع شرائح المجتمع الإيراني؛ من العمال والفلاحين إلى تجار البازار إلى القوميات والنساء والأقليات الدينية والعرقية.

لكن من المؤكد أن لعبة الإصلاحيين انتهت في إيران مع انتهاء التيار الإصلاحي بوصفه قوة مؤثرة، ولذا فإن تكرار سيناريو «الحركة الخضراء» عام 2009 أصبح بعيد المنال، حيث خدع قادة الحركات الاحتجاجية الناس ودفعوهم نحو الصمت ودعوا الجماهير المنتفضة إلى الذهاب إلى بيوتهم، وأنهوا بذلك استمرارية الحراك. لكن الآن الوضع مختلف، خصوصاً بعد الانتفاضة الشعبية الأخيرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وحتى احتجاجات كازرون في محافظة فارس أخيراً، وقبلها الاحتجاجات في إقليمي الأحواز وكردستان، أثبتت أن الناس تجاوزوا «الحركة الخضراء» التي بقيت في طهران لأن الإصلاحيين في المركز لم يحظوا بدعم الشعوب غير الفارسية في مناطق القوميات في الأطراف.

كما أن الاحتجاجات هذه المرة شملت فئات الشعب كافة، واتسعت جغرافياً في كل أنحاء البلاد، وبشكل خاص بين أبناء القوميات المهمشة؛ من بلوشستان إلى أذربيجان إلى كردستان إلى الأحواز وتركمانستان؛ إلى مناطق جيلان ومازندران؛ إلى المناطق الفارسية في مشهد ويزد وشيراز وطهران. وبرأيي هناك سببان لاستمرار الاحتجاجات؛ الأول تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، والثاني تصاعد الوعي القومي لدى القوميات والشعوب والأقليات غير الفارسية أكثر من أي وقت مضى. ومن الواضح أن أقاليم القوميات المهمشة تشمل مناطق واسعة من إيران، ولذا يصعب قمعها جميعاً في آن واحد إذا ما انتفضت كلها جميعاً في التوقيت نفسه؛ حيث لا يملك النظام القدرة على الانتشار والسيطرة على كل هذه الأماكن في وقت واحد؛ لا عسكرياً ولا لوجيستياً.

وبناء على ما سبق، فسوف تكون الثورة الشاملة واستمراريتها بدءاً من الاحتجاجات والإضرابات وصولاً إلى العصيان المدني وتنظيم المظاهرات السلمية بشكل يومي، هي السيناريو الأكثر ترجيحاً خلال المرحلة المقبلة. لكن استخدام العنف المفرط من قبل النظام وأجهزته القمعية متوقع أيضاً، وقد يقوم بقتل المتظاهرين بالجملة. لكن ما الخطوات اللازمة لتجنب ذلك؟ وكيف يمكن تفادي مصير ثورات الربيع العربي؟ بعد مناقشاتي مع الثوريين المصريين السابقين خلال زيارتي للقاهرة قبل بضعة أشهر، حاولت مقارنة الحالتين الإيرانية والمصرية، حيث هناك تشابهات كبيرة، خصوصاً في ما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الحراك الشعبي، وعدم وجود أحزاب سياسية قوية، وغياب قيادة واضحة وموحدة تقود الحراك ميدانياً. ومن خلال النقاشات مع الشباب المصري توصلت إلى استنتاج بأن المرحلة الحالية في إيران تتجه نحو المسار المصري. وبالطبع هناك بعض الفروقات؛ حيث إن الثورة الإيرانية المستقبلية سينقسم حولها المؤيدون والمعارضون بشكل أكبر على الصعيد الدولي... الأوروبيون والأميركيون سوف يؤيدون بالطبع، والمعارضون لقيام الثورة سيكون في طليعتهم روسيا والصين.

لكن مع هذا، ستكون هناك تعقيدات جيوسياسية وجيواستراتيجية. كما أن انسحاب الرئيس ترمب من الصفقة النووية الإيرانية، وضع الأوروبيين في وضع صعب جداً.

خلال العام الماضي كنت عضواً في وفد رفيع المستوى من المعارضة الإيرانية للقاء قادة الاتحاد الأوروبي. كان للقاء غرضان؛ الأول إقناع القادة الأوروبيين بأن الأوضاع الإيرانية متفجرة من الداخل ويجب على أوروبا ألا تستمر بدعم النظام الإيراني. والثاني كان دعم معارضة موحدة للإطاحة بالنظام.

وكما هو متوقع، كانت الأجوبة بأن القيادة الإيرانية قابلة للإصلاح (وهذا ما يروّج له اللوبي الإيراني) وبالإمكان التطبيع التدريجي وتطوير قيادة معتدلة، والتعامل معها، بحسب الأوروبيين الذين يرون أن إيران أصبحت سوقاً ضخمة للسلع والخدمات والمنتجات الأوروبية وتوفر لهم عشرات الآلاف من فرص العمل في دول مثل ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا. جادل بعض هؤلاء القادة الذين ينحازون لليسار بأن إيران كانت تاريخياً سوقاً أميركية وقد فقدتها، وأن الأوروبيين ملأوا الفراغ ويريدون التمسك بها، وهذا كان الموقف العلني طبعاً. لكن بعضهم اعترف بأنهم لا يحبون النظام، ولكنهم يريدون التعامل الاقتصادي معه. كما طلب البعض منهم مواصلة الحوار عبر القنوات الخاصة وغير الرسمية. وخلال الأسبوع الماضي ومنذ خطاب ترمب، اتصلت ببعض قادة الأحزاب السياسية في أوروبا واستطلعت ردود فعلهم. وكانت أغلب إجاباتهم بأنهم ما زالوا يريدون التعامل الاقتصادي مع إيران، لكنهم يؤيدون الضغوط السياسية على طهران لتغيير سلوكها في المنطقة. كما أبدوا استعدادهم لفتح نوع من الحوار مع المعارضة الإيرانية بحيث تشمل كل الفئات والقوميات والتكتلات السياسية ومكونات المجتمع الإيراني من أجل بحث موضوع البديل للنظام. كان من الواضح أنهم يبحثون عن أصدقاء في النظام المستقبلي لإيران، أو أنهم يريدون أن يكون لهم تأثير على تكوين النظام السياسي في مستقبل إيران على الأقل. وبدا لي واضحاً أن تلك الإجابات والتوجهات تعكس تقارير سفاراتهم في طهران. ورغم أن هذه أخبار مهمة، فإنني أرى أن القوى الإقليمية الأكثر تعرضاً لسياسات إيران التخريبية، هي الأولى بأن يكون لها هذا الدور وهذا التأثير، وتستطيع أن تقوم بعملية توحيد مجموعات المعارضة الإيرانية الحقيقية، وهذا سيكون له تأثير أكبر وأعمق. وتستطيع القوى الإقليمية أن تقوم، على الأقل، بالتواصل مع تيارات المعارضة لكسب رؤية واضحة عن الحراك الشعبي الداخلي كما تفعل سفارات الاتحاد الأوروبي في طهران، التي تجمع المعلومات من مختلف الأطياف وتزود بها حكوماتها، وذلك من خلال زيادة الموظفين الخبراء والمستشارين.

وللتدليل على أهمية معرفة الوضع الداخلي والحراك الشعبي، أريد أن أعود إلى الوضع الذي كان سائداً أثناء الثورة التي أطاحت بالشاه في 11 فبراير (شباط) 1979، حيث كنت في طهران مع رفاقي لرصد الأوضاع ومراقبتها من جامعة طهران التي كانت بمثابة مركز رسمي لرصد أوضاع الثورة. في هذا اليوم سقط نظام الشاه بعد أن استولى الثوار على مراكز الشرطة والمطار ومبنى الإذاعة والتلفزيون. وبعد الظهر سلم الحرس الملكي آخر منطقة يسيطر عليها في منطقة لويزان بشمال طهران. وهكذا سقطت العاصمة. ومن هنا بدأت المهمة الأخرى لضمان الانتقال السياسي السلمي في المدن المتبقية من النظام الملكي إلى النظام الثوري. وهكذا بدأت رحلتي إلى مدينتي عبادان حيث شركة النفط ونبض الاقتصاد الإيراني. وبعد وصولي إلى هناك توجهت أنا وبعض الزملاء مباشرة إلى مقر مخابرات الشاه (السافاك) لمصادرة وثائقه، وهو المكان الذي تم اعتقالي فيه عدة مرات قبل نقلي إلى سجن «إيفين» في طهران بعامين قبل الثورة. لكننا اندهشنا عندما وجدنا إحدى المنظمات المنافسة جاءت قبلنا وقد أخذت جميع الوثائق. ثم ذهبنا إلى مقر الشرطة في شارع الأميري ووجدناه قد تم الاستيلاء عليه من قبل منظمة أخرى. بعدها ذهبنا إلى بعض القواعد العسكرية وقوات البحرية ومحطة الإذاعة وغيرها فوجدناها بأيدي منظمات سياسية مختلفة ولم ينسق بعضها مع بعض ولا حتى مع طهران أيضاً. في ظل هذه الفوضى كان الاتحاد السوفياتي أكثر من يشرف على الوضع الإيراني بفضل المنظمات والأحزاب اليسارية الإيرانية الموالية له. الآن الوضع قد يكون مشابهاً. لا أحد يعرف كم سيستغرق الوقت للإطاحة بنظام الملالي وكيف ستكون الشرارة. في حالة الشاه، بدأت المظاهرات في مدن مختلفة وفرض النظام الحكم العسكري في 8 سبتمبر (أيلول) 1978 وانتهى في 11 فبراير 1979؛ أي استمر نحو 150 يوماً. لكن هذه المرة يجب أن تكون قوى المعارضة أكثر استعداداً وتوحداً، وعلى القوى الإقليمية والمجتمع الدولي مساندة الشعب الإيراني بكل مكوناته من أجل منع حدوث قمع من جانب نظام الملالي أو حالة فوضي بعدهم، وعليهم أن يساندوا الإيرانيين في بناء نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق شعوبه، ويكون مسالماً مع جيرانه، وعضواً فعالاً وإيجابياً في المجتمع الدولي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: مرحلة بعد تشكيل الحكومة لمعالجة الاقتصاد وتحقيق الاصلاحات ولن أتساهل بعد اليوم في أي ملف للفساد يرفع إلي أو إلى أجهزة الرقابة

الجمعة 01 حزيران 2018/وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن، خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "المرحلة التي ستلي تشكيل حكومة جديدة، ستكون لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه لبنان، مع التركيز على استمرار الحفاظ على الاستقرار الامني ومتابعة مشكلة عودة النازحين السوريين الى بلدهم". وشدد الرئيس عون على ان "الاصلاحات ستكون في صلب اهتمام الحكومة المقبلة، اضافة الى استكمال تنفيذ المشاريع الانمائية، لا سيما ما يتعلق منها بتأمين طاقة كهربائية اضافية وتنفيذ السدود المائية وشبكة النقل"، مجددا التأكيد على ان "الخطة الاقتصادية التي قاربت على الانتهاء، تهدف الى تحويل الاقتصاد اللبناني من ريعي الى منتج". واعتبر رئيس الجمهورية ان "كل القيادات تلتقي على ضرورة مكافحة الفساد، والمطلوب ترجمة هذه المواقف الى التزامات فعلية"، وشدد على انه "لن أتساهل بعد اليوم في أي ملف يرفع إلي او الى اجهزة الرقابة". واعرب عن تفاؤله "بتشكيل الحكومة العتيدة في وقت قريب".

لاسن

وكانت السيدة لاسن نقلت الى الرئيس عون "تهاني المسؤولين في الاتحاد الاوروبي على اجراء الانتخابات النيابية ونجاح المؤتمرات التي عقدت لدعم لبنان، في باريس وروما وبروكسل"، واشارت الى ان "البعثة الاوروبية التي حضرت الى بيروت لمراقبة الانتخابات، سترفع تقريرا مفصلا عن ملاحظاتها، مقرونة بعدد من الاقتراحات. علما ان الانطباعات الاولية كانت ايجابية بالمجمل، لا سيما وان الانتخابات تمت في ظل اجواء امنية هادئة". واعربت عن أمل الاتحاد الاوروبي ب"تشكيل الحكومة الجديدة في وقت قريب"، مجددة "دعم الاتحاد للبنان في مختلف المجالات". وتطرق البحث خلال اللقاء الى الوضع في الجنوب، حيث جدد الرئيس عون للسيدة لاسن "اهمية استمرار المفاوضات عبر الامم المتحدة لمعالجة الاشكالات القائمة على طول الخط الازرق والحدود الدولية".

افرام

ثم استقبل الرئيس عون، النائب نعمة افرام الذي أوضح بعد اللقاء، أن "البحث تركز على الملفات الساخنة التي تشغل الساحة اللبنانية، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية وسبل تأمين فرص عمل للشباب". أضاف: "تطرقت مع رئيس الجمهورية إلى تفعيل دور نواب "تكتل لبنان القوي"، وأهمية التطورات التي طرأت بملف الطاقة في لبنان، وما تم انجازه في الحكومة على هذا الصعيد"، متمنيا "استكمال العمل بطريقة بناءة بعيدا عن العراقيل والكيدية السياسية".

بانو

نيابيا ايضا، التقى رئيس الجمهورية، النائب أنطوان بانو، وأجرى معه جولة أفق حول الأوضاع المحلية والاقليمية. وأوضح بانو بعد اللقاء الى أنه عرض مع الرئيس عون "خريطة الطريق للمرحلة المقبلة على المستوى الداخلي، إضافة إلى حاجات منطقة بيروت الانمائية وتمثيل الطائفة السريانية في الحكومة".

وفد من الجالية في الارجنتين

واستقبل الرئيس عون في حضور سفير الارجنتين ريكاردو لارييرا، وفدا من الجالية اللبنانية في الارجنتين برئاسة رئيس "النادي اللبناني في مقاطعة روزاريو" نيستور حاج، الذي تحدث في بداية اللقاء باسم الوفد، فأطلع الرئيس عون على "اوضاع الجالية اللبنانية في الارجنتين عموما وفي مقاطعة روزاريو خصوصا، وعلى نشاطات النادي اللبناني فيها". وهنأ حاج الرئيس عون على "إجراء الانتخابات النيابية"، مثنيا على "الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة"، لافتا الى أن "انجاز هذين الاستحقاقين في وقته عكس صورة جميلة عن لبنان في الخارج". وأعرب عن "سعادة الجالية اللبنانية في الارجنتين بممارسة معظم أعضائها حقهم الانتخابي للمرة الاولى بفضل القانون الذي أقر في عهد الرئيس عون لهذه الغاية، وهم يسعون لاستعادة جنسيتهم اللبنانية"، شاكرا للرئيس عون "الجهود التي تبذل في هذا المجال، لا سيما تلك التي يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لربط لبنان المقيم بلبنان المغترب".

رئيس الجمهورية

من جهته، رد رئيس الجمهورية مرحبا بالوفد، معربا عن سعادته "لما ينتجه اللبنانيون المنتشرون في العالم"، منوها ب"العمل الذي يقوم به وزير الخارجية للبنانيين في دول الانتشار". وقال: "لا شك أن الانتشار اللبناني ليس له حدود في العالم، وهو يمتد من القطب الشمالي الى الجنوبي، لذا اعتبر لبنان وطنا كونيا. فأرضنا صغيرة جدا ولكن شعبنا يغطي العالم بأسره". ودعا الرئيس عون الوفد الى "التعرف على لبنان والى زيارته بشكل دائم"، مؤكدا أن على "كل مهاجر لبناني أن يتعرف أكثر على جذوره"، منوها ب"أهمية فتح خط طيران مباشر بين لبنان، ومدريد ما يسهل على اللبنانيين المنتشرين في أميركا اللاتينية زيارة وطنهم الام".

وفد من بلدة القليعة

واستقبل الرئيس عون وفدا من بلدة القليعة الجنوبية برئاسة رئيس بلديتها حنا الخوري، حيث عرض الوفد على رئيس الجمهورية مطالب البلدة، وأبرزها "عودة أبناء البلدة المبعدين قسرا من خلال قانون عفو، والعمل على تأمين انخراط ابناء القليعة في مؤسسات الدولة ودعم المزارعين وتأمين تصريف لمنتوجاتهم".

وقد رحب الرئيس عون بالوفد، مؤكدا انه "ستتم دراسة هذه المطالب بعناية"، وأنه سيعطي توجيهاته "الى الجهات المعنية للعمل على تحقيق الممكن منها".

عائلتا برغوت والهبري

كما استقبل الرئيس عون، عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في دار الفتوى المهندس بسام محيي الدين برغوت مع وفد من عائلته، ووفد من عائلة الوزير والنائب السابق الراحل خليل الهبري. وضم الوفد ايضا رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد عفيف يموت.

وقد شكر المهندس برغوت الرئيس عون على منحه "وسام الأرز الوطني من رتبة فارس، تقديرا لعطاءاته الاجتماعية والانسانية". كما شكره باسم عائلة الهبري على "مواساتهم بفقيدتهم المرحومة مهيبة الهبري أرملة الوزير الراحل".

 

عون: مرحلة بعد تشكيل الحكومة لمعالجة الاقتصاد وتحقيق الاصلاحات ولن أتساهل بعد اليوم في أي ملف للفساد يرفع إلي أو إلى أجهزة الرقابة

الجمعة 01 حزيران 2018 /وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن، خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "المرحلة التي ستلي تشكيل حكومة جديدة، ستكون لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه لبنان، مع التركيز على استمرار الحفاظ على الاستقرار الامني ومتابعة مشكلة عودة النازحين السوريين الى بلدهم". وشدد الرئيس عون على ان "الاصلاحات ستكون في صلب اهتمام الحكومة المقبلة، اضافة الى استكمال تنفيذ المشاريع الانمائية، لا سيما ما يتعلق منها بتأمين طاقة كهربائية اضافية وتنفيذ السدود المائية وشبكة النقل"، مجددا التأكيد على ان "الخطة الاقتصادية التي قاربت على الانتهاء، تهدف الى تحويل الاقتصاد اللبناني من ريعي الى منتج". واعتبر رئيس الجمهورية ان "كل القيادات تلتقي على ضرورة مكافحة الفساد، والمطلوب ترجمة هذه المواقف الى التزامات فعلية"، وشدد على انه "لن أتساهل بعد اليوم في أي ملف يرفع إلي او الى اجهزة الرقابة". واعرب عن تفاؤله "بتشكيل الحكومة العتيدة في وقت قريب".

لاسن

وكانت السيدة لاسن نقلت الى الرئيس عون "تهاني المسؤولين في الاتحاد الاوروبي على اجراء الانتخابات النيابية ونجاح المؤتمرات التي عقدت لدعم لبنان، في باريس وروما وبروكسل"، واشارت الى ان "البعثة الاوروبية التي حضرت الى بيروت لمراقبة الانتخابات، سترفع تقريرا مفصلا عن ملاحظاتها، مقرونة بعدد من الاقتراحات. علما ان الانطباعات الاولية كانت ايجابية بالمجمل، لا سيما وان الانتخابات تمت في ظل اجواء امنية هادئة". واعربت عن أمل الاتحاد الاوروبي ب"تشكيل الحكومة الجديدة في وقت قريب"، مجددة "دعم الاتحاد للبنان في مختلف المجالات". وتطرق البحث خلال اللقاء الى الوضع في الجنوب، حيث جدد الرئيس عون للسيدة لاسن "اهمية استمرار المفاوضات عبر الامم المتحدة لمعالجة الاشكالات القائمة على طول الخط الازرق والحدود الدولية".

افرام

ثم استقبل الرئيس عون، النائب نعمة افرام الذي أوضح بعد اللقاء، أن "البحث تركز على الملفات الساخنة التي تشغل الساحة اللبنانية، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية وسبل تأمين فرص عمل للشباب". أضاف: "تطرقت مع رئيس الجمهورية إلى تفعيل دور نواب "تكتل لبنان القوي"، وأهمية التطورات التي طرأت بملف الطاقة في لبنان، وما تم انجازه في الحكومة على هذا الصعيد"، متمنيا "استكمال العمل بطريقة بناءة بعيدا عن العراقيل والكيدية السياسية".

بانو

نيابيا ايضا، التقى رئيس الجمهورية، النائب أنطوان بانو، وأجرى معه جولة أفق حول الأوضاع المحلية والاقليمية. وأوضح بانو بعد اللقاء الى أنه عرض مع الرئيس عون "خريطة الطريق للمرحلة المقبلة على المستوى الداخلي، إضافة إلى حاجات منطقة بيروت الانمائية وتمثيل الطائفة السريانية في الحكومة".

وفد من الجالية في الارجنتين

واستقبل الرئيس عون في حضور سفير الارجنتين ريكاردو لارييرا، وفدا من الجالية اللبنانية في الارجنتين برئاسة رئيس "النادي اللبناني في مقاطعة روزاريو" نيستور حاج، الذي تحدث في بداية اللقاء باسم الوفد، فأطلع الرئيس عون على "اوضاع الجالية اللبنانية في الارجنتين عموما وفي مقاطعة روزاريو خصوصا، وعلى نشاطات النادي اللبناني فيها".

وهنأ حاج الرئيس عون على "إجراء الانتخابات النيابية"، مثنيا على "الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة"، لافتا الى أن "انجاز هذين الاستحقاقين في وقته عكس صورة جميلة عن لبنان في الخارج". وأعرب عن "سعادة الجالية اللبنانية في الارجنتين بممارسة معظم أعضائها حقهم الانتخابي للمرة الاولى بفضل القانون الذي أقر في عهد الرئيس عون لهذه الغاية، وهم يسعون لاستعادة جنسيتهم اللبنانية"، شاكرا للرئيس عون "الجهود التي تبذل في هذا المجال، لا سيما تلك التي يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لربط لبنان المقيم بلبنان المغترب".

رئيس الجمهورية

من جهته، رد رئيس الجمهورية مرحبا بالوفد، معربا عن سعادته "لما ينتجه اللبنانيون المنتشرون في العالم"، منوها ب"العمل الذي يقوم به وزير الخارجية للبنانيين في دول الانتشار". وقال: "لا شك أن الانتشار اللبناني ليس له حدود في العالم، وهو يمتد من القطب الشمالي الى الجنوبي، لذا اعتبر لبنان وطنا كونيا. فأرضنا صغيرة جدا ولكن شعبنا يغطي العالم بأسره". ودعا الرئيس عون الوفد الى "التعرف على لبنان والى زيارته بشكل دائم"، مؤكدا أن على "كل مهاجر لبناني أن يتعرف أكثر على جذوره"، منوها ب"أهمية فتح خط طيران مباشر بين لبنان، ومدريد ما يسهل على اللبنانيين المنتشرين في أميركا اللاتينية زيارة وطنهم الام".

وفد من بلدة القليعة

واستقبل الرئيس عون وفدا من بلدة القليعة الجنوبية برئاسة رئيس بلديتها حنا الخوري، حيث عرض الوفد على رئيس الجمهورية مطالب البلدة، وأبرزها "عودة أبناء البلدة المبعدين قسرا من خلال قانون عفو، والعمل على تأمين انخراط ابناء القليعة في مؤسسات الدولة ودعم المزارعين وتأمين تصريف لمنتوجاتهم".

وقد رحب الرئيس عون بالوفد، مؤكدا انه "ستتم دراسة هذه المطالب بعناية"، وأنه سيعطي توجيهاته "الى الجهات المعنية للعمل على تحقيق الممكن منها".

عائلتا برغوت والهبري

كما استقبل الرئيس عون، عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في دار الفتوى المهندس بسام محيي الدين برغوت مع وفد من عائلته، ووفد من عائلة الوزير والنائب السابق الراحل خليل الهبري. وضم الوفد ايضا رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد عفيف يموت.

وقد شكر المهندس برغوت الرئيس عون على منحه "وسام الأرز الوطني من رتبة فارس، تقديرا لعطاءاته الاجتماعية والانسانية". كما شكره باسم عائلة الهبري على "مواساتهم بفقيدتهم المرحومة مهيبة الهبري أرملة الوزير الراحل".

 

بري عرض الاوضاع مع الرياشي ومخزومي والتقى سفير ارمينيا ونادي الهومنتمن

الجمعة 01 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي وعرض معه الاوضاع الراهنة.

مخزومي

ثم استقبل رئيس "حزب الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي الذي قال بعد اللقاء:"إن الزيارة لتهنئة الرئيس بري لمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لمجلس النواب، لافتا إلى أن هذا الأمر ليس بجديد لأن دولته أفضل من يشغل هذا المنصب نظرا إلى خطه السياسي المعتدل وحنكته التي ترسي دعائم الاستقرار والتوازن في البلد. وثمن طريقة تعاطي الرئيس بري مع أمور البلد، معتبرا "أنها تنعكس بشكل إيجابي على الساحة الداخلية". ولفت إلى "أن البحث تناول التطورات الإقليمية"، مشددا على "ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة في ظل الوضع الاقتصادي السيء، لكنه أكد أن هنالك إمكانية لإيجاد الحلول للملفات العالقة".

وتابع: لقد انتخبنا أهل بيروت ودورنا اليوم ممارسة صلاحياتنا وتحمل مسؤولياتنا كنواب، خصوصاً أن هذه المسؤولية لا تختلف كثيراً عما كنا نمارسه خلال العشرين سنة الماضية، لكن اليوم تقع على عاتقنا مسؤوليات إضافية قوامها المراقبة والمحاسبة والشفافية". وتابع: بحثنا في عدة ملفات أبرزها الاستراتيجية الدفاعية والنزوح السوري والتأمينات الاجتماعية والتوظيف العشوائي وترسية العقود بالتراضي. هذه العناوين وغيرها يجب أن يعبر عنها البيان الوزاري". وأكد "أن المطلوب التعاون مع بعضنا البعض، لكننا كمستقلين سنلتزم القيام بواجباتنا تجاه الناخبين الذين حملونا أمانة تمثيلهم". وتمنى "أن يتم العمل على تنفيذ أكبر عدد ممكن من البنود التي تضمنها العقد المبرم مع أهل بيروت لتحسين الوضعين الاقتصادي والاجتماعي الذي يحظى بأهمية قصوى عند دولة الرئيس بري"، مشددا على "أن الاقتصاد يأتي في المقدمة ومن ثم تليه السياسة الخارجية". وختم بالقول: إن التعاون والتنسيق بين الأفرقاء كافة كفيل بالعبور بلبنان إلى بر الامان".

سفير ارمينيا

وكان بري استقبل سفير ارمينيا سامفيل مكتشيان الذي سلمه رسالة من رئيس البرلمان الارميني آرا بابلويان مهنئا باعادة انتخابه رئيسا للمجلس، وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية.

برقية تهنئة

كذلك تلقى برقية تهنئة من رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي السيد عمار الحكيم.

نادي الهومنتمن

واستقبل بعد الظهر رئيس نادي الهومنتمن الرياضي هراير خاتشادوريان ولجنة كرة القدم في النادي برئاسة رئيسها غي مانوكيان الذي قدم اليه الثلاثية التاريخية التي احرزها النادي لكرة السلة، وهي: كأس البطولة العربية، وكأس بطولة لبنان، وكأس لبنان. ويصادف هذا مع الذكرى المئوية لتأسيس النادي.

 

الرياشي ناشد رئيس الجمهورية عدم توقيع مرسوم التجنيس: نريد حصة تتلاءم مع وزننا السياسي وحجمنا النيابي

الجمعة 01 حزيران 2018

وطنية - اعتبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي في مقابلة ضمن برنامح "بيروت اليوم" على محطة "أم.تي.في"، أن "مرسوم التجنيس ليس مرسوما عاديا، خصوصا أن البلد لا يملك مساحات شاسعة ليزيد من سكانه". وناشد "فخامة الرئيس العماد ميشال عون كي لا يوقع المرسوم"، متمنيا أن "يصدر بيان من رئاسة الجمهورية لتوضيح الموضوع"، وقال: "يجب أن ننتظر الأمور الرسمية لان لدينا ثقة بالرئيس بمعالجة الأمور ويستوعبها ويردها إلى حيث يجب أن ترد لانه طبعا إذا صدر هذا المرسوم سنطعن به بالتأكيد، لا مرسوم كاملا إذا لم ينشر والنشر أساسي لإعلام اللبنانيين بما صدر وما وقع، نحن بلد ديموقراطي وليس بلد كواليس والقوات اللبنانية ستتجه إلى الطعن بالمرسوم إذا كان حقيقة وقع. وردا على سؤال اكد الرياشي ان "لا خلاف مع رئيس الجمهورية"، وقال: "بالعكس الرئيس إلى حد كبير سمي من معراب لأن إعلان الترشيح صدر من معراب والوزير باسيل لم يكن مجبرا على الصعود إلى معراب ونحن لا نمنن أحدا أننا اوصلنا الرئيس إلى سدة الرئاسة، ونعتبر أنفسنا شركاء مع هذا العهد وفق تفاهم معراب والذي وقع عليه وصفق له، والرئيس كان شريكا أساسيا فيه". ورأى ان " هذا الاتفاق تصاغ على اساسه السياسات الكبرى في لبنان"، مؤكدا "حرص القوات والتيار على هذا الأمر". اضاف: "في ما يتعلق بمرسوم التجنيس، اذا كان صدر لا سمح الله، سنطعن به، اما اذا تم نشره في الجريدة الرسمية ستكون إمكانات الطعن أكبر وأعلى"، وقال: "هناك محاذير من عدم نشر المرسوم لأنه ممكن أن تضاف أسماء، وهذا ما يزيد الخطر، ولكنني أعتقد أن رئيس الجمهورية يقوم بالإجراءات المناسبة لمنع هذا الموضوع".

وتابع: "ان الرئيس هو جزء أساسي ومكون من مكونات المقاومة المسيحية، حتى في زمن الحرب، وهو كان رفيقا لسمير جعجع في تلك المرحلة قبل أن تفرقهما الأيام، ونأمل أن تجمعهما الأيام على الرغم من كل الإختلافات".

وردا على سؤال حول اتفاق يتعلق بالحصص الوزارية، قال: "هناك امور كثيرة حصلت في معراب ولكنها ليست ملكا لي بل ملك لثلاثة أشخاص عمليا هم: ميشال عون وسمير جعجع وجبران باسيل، وشهد على هذا الأمر شخصان النائب إبراهيم كنعان، وأنا وليس لي الحق بالكشف عن الإتفاق".

وعن تضمين تفاهم معراب اتفاقا حول الحصص الوزارية؟

أجاب: " الاتفاق يتضمن الكثير من القضايا، والتاريخ سيقول كلمته، ويمكن أن أقول انني ساتحدث في يوم من الأيام، عن هذا الموضوع في كتاب يتناول مراحل معينة من تاريخ لبنان، وهذا الكتاب سيكون نوعا من أنواع الإعترافات أو المذكرات. ولكن اليوم انا أمين على مضمون هذا الاتفاق لاني كنت كشاهد وليس كشريك". وردا على سؤال، حول التغريدة عن النمرود وبرج بابل قال: " اولا انا لم اكن اقصد الوزير جبران باسيل، وثانيا كنت خارج لبنان حيث كنا مجموعة نجلس في مدينة البندقية ونتحدث عن أناس من دولة ثانية وزعيم غير لبناني بعيد جدا عن لبنان، ولو كنت أريد أن أسمي الوزير باسيل لكنت سميته، وعندما كتبت التغريدة على "التويتر" قامت القيامة ولم يكن يجب أن تفسر على هذا النحو، ولا أعتقد أن الوزير باسيل يعتبر نفسه "نمرود".

اضاف: " نحن لدينا مقاربة مختلفة للحكم قلناها أكثر من مرة، ونحن ضد الفساد ولا نتهم أشخاصا بالفساد إذا لم تثبت إدانتهم، ولم نتكلم مرة بالشخصي على أحد، تكلمنا عن الدولة والمشاريع والمبادىء، وفي سياق هذا الموضوع إستغربت ردات الفعل وبعض المسؤولين بالتيار عمل ردة فعل خطأ، واعتبر أنهم لم يكونوا مجبورين على ردات الفعل وتفسير الأمور على نحو خاطىء. وعندما أريد أن أسمي الامور اسميها باسمائها وما قلته واضح وصريح، ولكن التفسير أتركه للمحللين والمراقبين والناس الذين يقرأون سيكولوجيا المجتمع".

وتساءل لماذا عندما سمى الرئيس نبيه بري باسيل بـ"البرغوث" والنائب سليمان فرنجية ى باسيل ب"الثقيل"، لم يتم التركيز على كلامهما".

وردا على سؤال عن تحييد رئيس الجمهورية عن المهاترات السياسية قال: "نحن لا نتهجم لا على الرئيس ولا على الوزير باسيل الذي نكن لهما في القوات اللبنانية كل الاحترام، ولكن عندما تظهر إختلافات معينة، وفي الإختلافات تضع القوات اللبنانية اصبعها على الجرح".

واستغرب الرياشي " تهجم سفير لبنان في الولايات المتحدة غابي عيسى التابع لوزارة الخارجية على القوات اللبنانية ويضعها في موقع وكأنها تمنع الولايات المتحدة من تسليح الجيش اللبناني، والكل يعلم، ولاسيما قيادة الجيش السابقة والحالية، ان قيادة القوات اللبنانية وكادراتها في اميركا عملت لتسليح الجيش، واتمنى على الوزير باسيل إتخاذ إجراءات واضحة وصريحة بحق السفير عيسى في اميركا، ونحن سنأخذ إجراءات قانونية وندعي على السفير، وقد ردينا عليه لأن كلامه خطير ومعيب وغير لائق بحق تفاهم معراب وإعلان النيات وحتى أبسط قواعد المنطق، ونحن لا ننتظر هذا الأمر من الأخصام، فكيف بالحري من اناس نعتبرهم شركاء ولو بالحد الأدنى. وما ورد في مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في" البارحة كان هجوما مباشرا وقاسيا جدا على القوات، وهذه ليست المرة الأولى، وكذلك اعاد وزير البيئة امس فتح ملف النفايات السامة وهذا الملف عمره أكثر من 20 عاما وهو يستهدف مباشرة القوات اللبنانية".

وكشف الرياشي أنه "طلب منذ فترة من جعجع التنحي عن ملف العلاقة مع التيار، وقد رفض طلبه، واجابه: نريد أن نصلح الاشياء ويجب أن تبقى تتواصل مع النائب إبراهيم كنعان والوزير جبران باسيل لإيجاد حلول للخلاف".

خيبة امل

ورأى" ان ما يحصل اليوم حرام، بعد الإنجاز الذي تحقق بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع"، وقال:" انا بصراحة اصبت بخيبة امل بعد الذي حصل في هذه الفترة، لان هذا الاتفاق بحجمه التاريخي ، قدم إلى المسيحيين ومن خلاله إلى كل اللبنانيين الدور المسيحي النموذجي والمشرقي، واحسست أنه ليس بالحجم الاستراتيجي نبني لأولادنا وأجيالنا الذي نحلم به، لاجل ذلك طلبت التنحي عن هذا الموضوع". وتابع: "نحن نحسد الثنائية الشيعية على تفاهمها، واعرف ان الثنائية الشيعية تتساوى بعدد النواب والوزراء وعندهم اختلاف كبير بعدد الناخبين. وسأقرأ رقما ارسله لي فريق من 8 آذار عن استطلاع للرأي يفيد بأن نسبة التصويت للقوات اللبنانية 10,04 في المئة وللتيار الحر 9,38 في المئة، ونسبة التصويت لأمل 15 في المئة ولحزب الله 21 في المئة، وهذا الإستطلاع ليس لفريقنا السياسي. ومع هذا قرر حزب الله وحركة أمل أن يبقيا متساويين ومتضامنين ومتكافلين في كل الأمور. وللاسف يحز في نفسي ان نختلف على العد وبدلا من أن نكون ثنائية يتمثل بها الآخرون نحسد الآخرين. وانا ما زلت مصرا على "اوعى خيك". ويجب أن ترجع الأمور إلى نصابها الصحيح ويرجع التكافل والتضامن كما يجب ووفق الشروط المبدئية والأساسية التي تؤمن المساواة لكي تؤمن الاستمرارية والحماية الاستراتيجية للمسيحيين ولبنان".

وردا على سؤال عن الجهة المسؤولة عما وصلت إليه العلاقة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" فأجاب: "لن ارد ولكنني حزين لهذا الامر". وعن لقائه النائب كنعان اجاب: "لن اتكلم بالموضوع ولا اريد ان اخلق حال احباط عند المسيحيين، واريد ان اقول: في الانفاق المظلمة ثمة امل، ورئيس القوات يشجعني كثيرا لكي استمر في مسعى المصالحة، والاكثرية المسيحية المقيمة والمنتشرة في الإغتراب هي مع مشروع المصالحة. وعندما يتعرض المشروع لأي اهتزاز فهي تسبق القادة لرفض اي خلاف. والشامتون بالخلاف كثر لكن "اوعى خيك" باقية لانها صارت جزءا من الوجدان المسيحي ومصرون عليها وانا سمعتها من رئيس الجمهورية ورئيس القوات قبل الإنتخابات بشهر، ورئيس الجمهورية قال لي: "هذه المصالحة صارت مقدسة عندي"وجعجع قال لي "أبلغ الرئيس هذا الأمر أيضا ".

وعن امتعاض رئيس الجمهورية من العلاقة بين التيار والقوات، قال:"لا عون ولا جعجع راضيان، والخلاف يلزمه حل. نريد ان نجد حلا وليس توزيع الإتهامات والمسؤوليات. وما فعله السفير عيسى في الولايات المتحدة ليس سهلا، وعلى الوزير باسيل أن يأخذ إجراءات في الموضوع لأنه خطأ".

حصة القوات في الحكومة

وعن حصة القوات في الحكومة، قال:"ما حصل بعد الإنتخابات أن حصة القوات اللبنانية 3 أو 4 وزراء، فلماذا؟ وهل حددت القوات حصة التيار؟ أحزن لأنني لا اعرف لماذا حصل هذا الامر. ويجب ان يكون ثمة كلام جديد يشبه الاستراتيجية التي وضعت في اعلان النيات، وهي التي تحمي لبنان والمسيحيين، والتوازن الاستراتيجي الذي صنع في اعلان النيات، لان التضامن والاتحاد يعطيان القوة والتساوي وحماية بعضنا البعض، وعدم المساس بحقوق بعضنا البعض يعطينا القوة".

وردا على سؤال عن تشكيل الحكومة، أوضح الرياشي أن "المفاوضات على قدم وساق في هذا الموضوع"، وقال: "يحكى اليوم كثيرا عن الدور السعودي في ملف الحكومة، فللسعوديين الكثير من الأصدقاء، ولا يعملون على طريقة النظام السوري. وتشرفنا هذه الصداقة مع السعوديين والإماراتيين والمصريين، وكل الدول التي تربطنا بها صداقات كفرنسا وغيرها.

سئل: أليس غريبا أن تكون صداقتكم مع السعوديين أقوى من صداقة الرئيس سعد الحريري لهم؟

أجاب: "هذا الأمر غير صحيح، فعندما يكون الرئيس الحريري مع السعوديين نحن لا نكون. إن علاقتهم تاريخية، وأقدم بكثير من العلاقة معنا، لكن علاقتنا معهم لا تلغي علاقته معهم".

سئل: ما هو السقف الذي لا ترضون بأقل منه في تشكيل الحكومة؟

أجاب: "نحن لا نتحدث عن نوعية الحقائب أو كميتها، إنما عن مبادىء وأسس على الحكومة أن تقوم على أساسها وأن تكون هناك إصلاحات جذرية للنظام وتخطيط حقيقي للمستقبل في لبنان، وفي الوقت ذاته اتفاق على السياسات الكبيرة للحكومة. أما موضوع العدد وما اليه فنقلته الكتلة الى الرئيس الحريري أثناء الاستشارات".

أضاف: "لا أريد الدخول في تفاصيل تفاهم معراب، ولكن فلننتظر الأوقات المناسبة للحكم في هذه الأمور، لأنها لا تسير بهذه الطريقة".

وأكد الرياشي أن "حزب القوات سيكون طبعا في الحكومة"، وقال: "نحن قوة سياسية وأساسية موجودة في البلد لديها 15 نائبا في مجلس النواب، إلى جانب التيار الوطني الحر، ومن حقها أن تأخذ حقها بالتساوي مع غيرها من المقاعد المسيحية".

سئل: هل تطالبون بوزارة الطاقة تحديدا؟

أجاب: "كلا، نحن لا نطالب بها، ولن نرفض إذا أخذناها، فنحن لا نطالب ولا نرفض أي وزارة، نحن لا نتحدث عن الحقائب، وإنما طبعا نريد حصة تتلاءم مع وزننا السياسي وحجمنا النيابي. لن نتحدث عن الأرقام، وإنما لما لا تكون حصتنا مثل حصة التيار الوطني الحر".

وعن موقف حزب "القوات اللبنانية" من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قال الرياشي: "نحن لم نعترض، ولسنا على صدام مع رئيس الجمهورية. وإذا كان لا بد من حصة له، يجب أن تكون فعليا حصته، فبإمكانه أن يعين وزراء من القوات أو الكتائب أو المستقلين".

ونفى "أن يكون وجوده في الحكومة مرتبطا بحصوله على وزارة الإعلام أو غيرها، إذ أن القرار لدى رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع".

وعن العلاقة مع الرئيس الحريري، قال الرياشي: "كان هناك سوء فهم والتباس كبير، والآن أزيل هذا الامر. وبعد الإنتخابات، أزيل إلى غير رجعة ونهائيا، فجلسة بيت الوسط بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع كانت ممتازة جدا بكل المقاييس والمعايير، وتخللتها خلوة على مدى ساعة تقريبا بينهما، وكانت واضحة وممتازة، وتخللها أيضا وضع خطة استراتيجية جديدة. أما نتائجها فكانت الانفتاح بين نواب القوات والمستقبل، والتواصل شبه يومي بين الحكيم والرئيس الحريري، وبيني وبين الوزير غطاس الخوري، وبين القواعد والكادرات في المناطق، وبين مكاتب القوات والمستقبل".

وعن العلاقة مع الوزير جبران باسيل وقرب الأخير من الرئيس الحريري، قال الرياشي: "نحن لا نربط علاقتنا بالرئيس الحريري بعلاقته مع أي طرف آخر، ونحن مصرون على أن نكون مع الرئيس الحريري على علاقة طيبة، وكذلك مع العهد ورئيس الجمهورية لحماية العهد ومصلحة لبنان".

وعن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أشار الرياشي إلى أن زيارته إليه "لم تكن بهدف نقل أي رسالة، إنما كانت زيارة روتينية وحملت سلام الدكتور جعجع"، وقال: "إن معركة أمانة سر المجلس ارتبطت بمعركة نيابة رئاسة المجلس، ولا علاقة لها بعدم انتخابنا الرئيس بري. لقد كانت معركة ديموقراطية، وهي لا تحدد الاحجام والقوى الحقيقية في مجلس النواب، لان بعض الذين معنا انتخبوا ضدنا في معركة نيابة رئاسة المجلس والعكس أيضا".

أضاف: "نحن نلتقي مع الرئيس بري في ملفات كثيرة ترتبط بحماية السلم في لبنان ومقاربة الملف الديموقراطي، وهناك أمور لا نتفق عليها، إنما النقاش معه هو ودي وصريح وواضح ولا يؤدي الى خلاف. لقد تناقشنا في موضوع الحكومة ومواضيع أخرى، منها ما يتعلق بوزارة الاعلام".

وتابع: "إن العلاقة مع الرئيس بري ودية وذكية لأننا نتخاصم معه في ملفات ونتفق في أخرى، ولكن أن يكون لك خصم ذكي أفضل من ألف مرة من أن يكون لك العكس".

وردا على سؤال حول عدم قدرة "القوات" على الاتفاق مع "التيار الوطني الحر" على غرار الرئيس بري، قال الرياشي: "الحق على ابراهيم".

أضاف: "إن جعجع يتحدث دائما بالمباشر. وعندما تحدث عن التعامل مع الواضحين قصد القوات اللبنانية، وهذا لا يعني أن غيرهم غير واضح، فنحن لا شأن لنا بغيرنا".

وردا على ما قاله السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسي حول ربط دعم الجيش اللبناني بنزع سلاح "حزب الله"، قال الرياشي: "نحن لا نطالب بهذا الأمر، إنما نطالب بدعم الجيش بشكل مطلق وبغض النظر عن نزع سلاح حزب الله وعدم نزعه. ورغم أن موقفنا المبدئي نزع سلاح حزب الله، لكننا لا نربط هذين الموضوعين ببعضهما، بل على العكس نربط موضوع تقوية الجيش لتسهيل حصول العملية الثانية. ولا أعتقد أن السفير عيسى يقصدنا، إذ أن ما قاله هو أن هناك لبنانيين، فإذا كان يقصد جهة ما فعليه أن يوضح ذلك".

أضاف: "إن حرصنا اليوم هو على المستقبل، وليس علينا أو على الذين غادرونا، وأتمنى أن نتعامل مع بعضنا على غرار الثنائية الشيعية، وآمل ألا أحسدهما إذ مع احترامي لإخوتنا الشيعة، فنحن أيضا كيان على المستوى المسيحي، ولدينا الحق في أن نكون مثالا للآخرين، لا أن نتمثل بهم فقط".

وعما قاله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن التعاون مع الخصوم من أجل مكافحة الفساد، قال الرياشي: "إن التعاون كان يحصل بيننا في مجلس الوزراء في معظم الملفات، مثلا في موضوع بقاء آلية التعيينات واستمرارها".

وعن عمله في وزارة الاعلام، قال: "لقد نجحت في وزارة الإعلام، لكن فشل مجلس الوزراء مجتمعا في تحقيق آمال اللبنانيين وأحلامهم".

وأمل "أن تلغى وزارة الاعلام، وتتحول إلى وزارة تواصل وحوار كي تكون لديها قضية ومهمة تقوم بها".

 

فيصل كرامي في ذكرى إستشهاد رشيد كرامي: نحن طلاب عدالة والبراءة لا تؤخذ بقرار سياسي بل عبر القضاء

الجمعة 01 حزيران 2018 /وطنية - عقد رئيس تيار الكرامة الوزير السابق النائب فيصل كرامي، في دارته في طرابلس مؤتمرا صحافيا لمناسبة الذكرى السنوية ال 31 لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي، وقال: "هو حاضر في الزمان والمكان رغم الغياب، وهو رمز ونهج في وطن بذل دمه لأجله. وهو الرشيد الحبيب، شهيدنا الكبير، في مدينته وبيوت اهله وقومه، حيث ذكراه ماثلة في الوجدان، الأمس واليوم وحتى آخر الايام". اضاف:" تحل الذكرى الحادية والثلاثون لاستشهاد رشيد كرامي ولسان حالنا يقول ما أشبه الأمس باليوم وكأنما لم تمضي كل هذه السنين على هذا الوطن الجريح وعلى هذه الامة المنكوبة. لا زلنا اليوم، كما قبل احدى وثلاثين سنة، نصارع لترسيخ المبادئ والقيم والثوابت التي عاش ومات في سبيلها رشيد كرامي". وتابع:"ما زلنا نرفع لواء الحوار وسيلة لحل الخلافات، وما زلنا نصارع ضد الاحتراب الداخلي صونا للسلم الاهلي والعيش المشترك، وما زلنا نطالب بالعدالة التي يحميها القانون والثقة المتبادلة بين مكونات المجتمع اللبناني، وما زلنا نرفع شعارات مكافحة الهدر والفساد اللذين اسشتريا في وطننا الى حد غير مسبوق، وما زلنا نتوق الى بناء دولة القانون والمؤسسات التي حلم بها رشيد كرامي وعمل لأجلها طوال حياته، وما زلنا ايضا نؤكد ان الاوطان لا تبنى على قاعدة الجريمة وان جريمة اغتيال رشيد كرامي لم تعد صفحة من الماضي بل هي تحولت الى صفحة من المستقبل اذا اردنا فعلا بناء هذا المستقبل".

وقال:"ما زلنا، ايها الاخوة، بعد احدى وثلاثين سنة على غياب الرشيد، نقاوم كل اشكال التطبيع والصلح مع عدونا الاوحد الكيان الصهيوني. ما زلنا نقول بالمواجهة وبلغة القوة في مواجهة هذا العدو الذي اغتصب الارض والمقدسات وها هو اليوم يحلم بصفقة القرن الاميركية التي تهدف الى تضييع فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني، والتي سنحولها، باذن الله، وبارادة المقاومة والصمود الى لعنة القرن، وها هو الجيل الرابع من اجيال النكبة في الارض المحتلة يقاوم بالصدور العارية جيش الاحتلال والقرارات الدولية والصمت العربي مثبتا ان الارض لأهلها مهما كانت الصعاب والتضحيات".

وتابع:"حين نقول اننا لن ننسى ولن نسامح، فنحن انما طلاب عدالة ولسنا طلاب حرب اهلية لا سمح الله، كما لسنا طلاب انتقام. ان جريمة اغتيال رشيد كرامي هي قضية انسانية وسياسية ووطنية ولكنها ايضا قضية قانونية. وفي هذه القضية صدر حكم على القاتل من اعلى هيئة قضائية في لبنان، وهو حكم بالاعدام جرى تخفيفه الى السجن المؤبد". واردف:"في هذه القضية اصدر المجلس النيابي بعد 11 سنة على سجن القاتل عفوا خاصا غير دستوري وغير مسبوق في المجالس النيابية، وتم اخراج القاتل من السجن الى الساحة السياسية يتصدر فيها رئيسا لحزب وزعيما سياسيا لدرجة ان الوقاحة سولت له ذات يوم الترشح لرئاسة الجمهورية". وقال:"اجدد القول اليوم، بأننا لن ننسى ولن نسامح، وكل ما حصل باطل، والملف القضائي لا يكون حله الا في القضاء، والبراءة لا تؤخذ بقرار سياسي بل عبر القضاء وعبر قرائن البراءة، علما ان الحكم الذي اصدره المجلس العدلي غير قابل للمراجعة او الاستئناف. ومع ذلك، أوكد ان مشكلتنا ليست مع فئة من فئات المجتمع اللبناني، وليست مع حزب، بل هي مع شخص واحد يدعى سمير جعجع قام بتنفيذ جريمة الاغتيال التي رسمها وخططها العدو الاسرائيلي".

اضاف:"لم تكن تصفية رشيد كرامي بهذه الطريقة البشعة مجرد تصفية جسدية، بل كانت الغاءا لنهج وطني عروبي يمثّله رشيد كرامي وبيت رشيد كرامي. هذا المنطق الالغائي استمر مع الرئيس عمر كرامي، وكان الهدف واضحا لا يحتمل تأويلات، المطلوب اقفال هذا البيت والقضاء على هذا النهج الوطني العروبي". وقال:"لا اخفيكم انني عانيت شخصيا وما زلت من هذا المنطق الالغائي، لكن الباطل مهما تعاظم لا يقوى على الحق، ومن مفارقات القدر الطيبة انني اليوم استرجع مقعد رشيد كرامي في المجلس النيابي حاملا النهج والمبادىء والثوابت التي زرعها فينا الرشيد". اضاف:"في المشهد السياسي اللبناني الحاضر، نستلهم حكمة ومسؤولية ووطنية رشيد كرامي، ونشخص الواقع وما يفرضه علينا من مسؤوليات وقرارات. ان لبنان في ظل الاخطار الكبرى المحيطة به في سياق متطور من الصراع الاقليمي والدولي، يحتاج بلا ادنى شك الى حكومة توافق وطني، وهو ما جنحنا اليه ودعمناه، سواء في تسمية الرئيس المكلف او في مشاورات تشكيل الحكومة العتيدة التي نتمنى ان تبصر النور بسرعة". ورأى:"ان لبنان يحتاج اضافة الى اعلى درجات التوافق الداخلي، الى انقاذ حقيقي في مواجهة نهج الهدر والفساد والتحاصص وتعطيل مؤسسات الرقابة والمحاسبة واهمال خطط الانماء والاستثمار. ونحن نرى في هذه العناوين اولويات لأية حكومة توافق والا يتحول التوافق الذي نسعى اليه لحماية البلد من الخطر الخارجي الى سبب لتدمير البلد". وتابع:"نحن نستبشر خيرا في الطروحات التي اعلنتها القوى. السياسية قبل وبعد الانتخابات حول هذه الاولويات، وندعو الى ورشة عمل كبرى لا تستثني احدا من اجل ايجاد الحلول الناجعة لاوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وتحصين بنيتنا الداخلية في مواجهة كل الاخطار". وختم:"عهدا علي، ايها الرشيد، ان تبقى الراية مرفوعة وان يستمر النهج دربا وخيارا مهما كانت التضحيات، وان تبقى ذكراك حاضرة بيننا انتصارا للمظلوم على الظالم".