المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july31.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سيادياً، نواب شركة حزب جعجع التجارية ال 15 متل قللتون

الياس بجاني/يتناحرون ع الحصص والوزارات بعد أن استسلموا وخضعوا لواقع احتلال حزب الله

الياس بجاني/مشهدية التميمي التمجيدية والأوهام

الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم السياسي العفن

الياس بجاني/أصحاب شركات الأحزاب المسيحية اللبنانية وتجار الهيكل

الياس بجاني/لا عقد تعيق تشكيل الحكومة، بل سيد يأمر وأتباع ينصاعون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن لـ”جنوبية  السجون السورية ليس لها مقارنة في العالم بأكمله

نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 30/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 30 تموز 2018

المعيار الوحيد… إلتزموه/إلياس الزغبي/جنوبية

7 لبنانيين مطلوبين على متن طائرة حطت في مطار بيروت آتية من بغداد

الجيش يوضح... هذه حقيقة توقيف أحد الضباط

تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية يفتح باب المخاوف من الاغتيالات والتفجيرات

حكومة الأكثرية تدغدغ احلام «حزب الله» وباسيل

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحزب الديموقراطي المسيحي: نرفض مساعدة من يدعم داعش والنصرة والخوذ البيض ولغتنا الآرامية السريانية مقدسة

لقاء سيدة الجبل: نخشى أن يضيع لبنان مجددا فرصة تشكيل حكومة وفقا للأصول الدستورية

مروان حمادة: إذا لم تتغير العقلية السائدة في الحكم فالبلاد ذاهبة إلى أيام صعبة

أين صارت التحقيقات في تزوير الشهادات؟

لبنان تحت الوصاية الإيرانية السورية: حل سياسي دبلوماسي؟

عون والحريري متوافقان على حكومة وحدة وطنية تستوعب الجميع وقادرة على القيام بالمطلوب منها

نفي لتدخل سعودي في تأليف الحكومة في لبنان وإشادة بدور البخاري وحرصه على تمتين العلاقات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مشروع قرار أميركي لمحاكمة ديبلوماسيين إيرانيين بتهمة تفجير مؤتمر المعارضة

إيران: انهيار العملة يفجر إضرابات تشل طهران ومحافظات عدة

التحالف العربي: إيران تواصل تهديد الملاحة في البحر الأحمر والمقاومة عزَّزت قواتها لتحرير زبيد

طهران تنفي قيادة بن علوي وساطة مع إدارة ترامب

لا اتفاق في سوتشي بشأن إدلب

تحرير إدلب يبدأ في أغسطس… وفصائل الشمال تحشد 75 ألفاً للدفاع عنها وآلاف السوريين شرعوا في مغادرتها بعد إعلان الأسد أن تطهيرها من الإرهاب "أولوية"

أرقام رسمية عراقية: 700 مليار دولار التهمها الفساد

إسرائيل ترصد 1.3 مليون دولار لإقامة مشروع استيطاني بالقدس والاحتلال اعتقل أربعة صحافيين وسط تنديد دولي بمواصلة احتجازه متضامني سفينة "عودة" لكسر حصار غزة

وفد “حماس” يبحث في تطورات المصالحة مع المسؤولين المصريين

فيلق فجر يسفك دماء الشعبين الإيراني والسوري ويحاول تضليل الرأي العام بانتصارات وهمية

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقاء الحريري - باسيل ليس «مفتاح» الحكومة/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

تكاذُب متبادل يُؤخِّر التأليف/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

انسداد «التوافق» اللبناني/طوني فرنسيس/الحياة

«حكومة تفاهُم جنوب سوريا»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

باريس تُشكِّك بنوايا واشنطن في إعادة النازحين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

لماذا تجاهلت موسكو دول الخليج في ملفّ «عودة النازحين»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الحريري وباسيل: خلاف جدي أو مناورة حيال النظام السوري/منير الربيع/المدن

بين مونتريال مدينة الفرح وبيروت المعتقل ذي الرائحة الكريهة/منى فياض/الحرة

التشكيل عند مربع المراوحة وطرح جديد للوزير باسيل/الهام فريحة/الأنوار

سقط عهد فخامة الرئيس العماد عون ولا انجازات ولا تقدم اقتصادي/جريدة الديار

الشكل الطبيعي لـ"النظام الأسدي"/سناء الجاك/النهار

طرابلس تكتشف "جسر الترامواي العثمانيّ": إخفاء حالات أخرى/جنى الدهيبي/المدن

كواليس رفض الملك سلمان لصفقة القرن: هذا ما طلبه.. وبلدان عربيان تدخلا!/ترجمة فاطمة معطي/ "لبنان 24"

الفتنة وحرب تطويع الجنوب السوري/علي الأمين/العرب

هذه ليست «كي جي بي» القديمة!/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تبلغ من بلحاج تخصيص البنك الدولي ملياري دولار للبنان: الاصلاحات السياسية ستواكبها الاقتصادية والاولوية لمشاريع تساعد في تفعيل النمو

رئيس الجمهورية استقبل ساركوزي وماروني والمطران موسي: ما يجمع لبنان وفرنسا علاقات تاريخية

الحريري استقبل سفير فرنسا ووفدا من البنك الدولي بلحاج: لا خوف على الاقتصاد اللبناني لكنه دقيق والاصلاحات ضرورية

بري استقبل نائب رئيس البنك الدولي والسفير القطري مودعا

باسيل عرض وفوشيه المبادرة الروسية وتطورات الوضع في المنطقة

ندوة حوارية في مجلس النواب لمناسبة انطلاقة ولاية المجلس الجديد الفرزلي ممثلا بري: بالرغم من الظروف الصعبة تحمل المجلس مسؤولياته الوطنية

ساركوزي من المختارة:الشرق يتحمل تبعات اي حالة حرب في لبنان جنبلاط: خلافاتنا قد تجرنا إلى الغاء لبنان الكبير وإنشاء سوريا الكبرى

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من09حتى16/قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ :«كَمَا أَحَبَّنِي الآب، كَذلِكَ أَنَا أَحْبَبْتُكُم. أُثْبُتُوا في مَحَبَّتِي. إِنْ تَحْفَظُوا وصَايَايَ تَثْبُتُوا في مَحَبَّتِي، كَمَا حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وأَنَا ثَابِتٌ في مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحِي فِيكُم، فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم. هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ. لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سيادياً، نواب شركة حزب جعجع التجارية ال 15 متل قللتون

الياس بجاني/30 تموز/18

لا مفعول سيادي ولا استقلالي ولا بشيري ل 15 نائب شركة قوات جعجع التجارية بإمتياز لأنهم غلال حصاد صفقة التسوية الخطيئة التي داكشت الكراسي بالسيادة..وكفى خداع للذات وكفى غنمية وعمى بصر وبصيرة. يبقى أن من يقفز فوق دماء الشهداء هو غير جدير بالثقة كون فاقد الشيء لا يعطيه

 

يتناحرون ع الحصص والوزارات بعد أن استسلموا وخضعوا لواقع احتلال حزب الله

الياس بجاني/30 تموز/18

بعد فرط 14 آذار ودخول سارقيها الثنائي "س س" صفقة التسوية الخطيئة ومداكشتهما الكراسي بالسيادة أصبح الطاقم السياسي كله راضياً باحتلال حزب الله ومستسلماً له ويتناحر فقط ع الحصص والوزارات وتحت مظلة وفرمانات المحتل.

 

مشهدية التميمي التمجيدية والأوهام

الياس بجاني/29 تموز/18

الشعوب العربية وشرائح كبيرة من شعبنا اللبناني تعشق التلهي بأحلام اليقظة والتغني بانتصارات وأمجاد وأبطال هم مجرد أوهام ومشهدية التميمي التمجيدية اليوم خير مثال.

 

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم السياسي العفن

الياس بجاني/28 تموز/18

نظام لبنان قائم على الطائفية أي تقاسم السلطة بين الطوائف علماً أن لا دين رسمي للدولة. هذا النظام هو تعايشي وحضاري وهو ما يميز لبنان عن كل انظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية. يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الجاهل والفريسي وخصوصاً الشق المسيحي منه هو منافق وذمي ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة. العلة ليست في النظام ولا في الدستور بل هي في نوعية الطاقم السياسي العفن المستغل لكل شيء على حساب الوطن والمواطن.. ومن المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام تسير خلف السياسيين بغباء وجهل وقلة إيمان..واخطر هذه القطعان هم المنطوون داخل الأحزاب الشركات وهنا لا استثناء واحد لا مسيحي ولا مسلم..كلهم سواسة في العهر والنفاق والذمية والكذب والنفاق.

 

أصحاب شركات الأحزاب المسيحية اللبنانية وتجار الهيكلLebanese Christian Politicians Ignore Every Thing That Is Christian/

الياس بجاني/28 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66346/elias-bejjani-lebanese-christian-politicians-ignore-every-thing-that-is-christian-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن اصحاب شركات الأحزاب المسيحية هم غرباء عن كل القيم المسيحية وأسوأ من الكتبة والفريسيين ويمارسون افعال التجار الذين طردهم المسيح من الهيكل .

 

لا عقد تعيق تشكيل الحكومة، بل سيد يأمر وأتباع ينصاعون

الياس بجاني/28 تموز/18

كل من دخل صفقة التسوية ارتضى باحتلال حزب الله وبسلطته المطلقة وبالتالي لا عُقد مسيحية ودرزية وسنية بل سيد يأمر واتباع تُطيع وتنفذ.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن لـ”جنوبية  السجون السورية ليس لها مقارنة في العالم بأكمله

الإثنين 30 تموز 2018/رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن أكد لـ”جنوبية” أن ” السجون السورية ليس لها مقارنة في العالم بأكمله كظلم وإبادة جماعية وقساوة على المعتقلين”. مضيفاً ” مع الاسف الشديد اصبحنا نقارن بين وطن عدو لنا كإسرائيل، حيث المعاملة فيه افضل”، مضيفاً “الاسير اللبناني المحرّر سمير القنطار الذي استشهد بعد خروجه، هو خرج من السجون الاسرائيلية بعد ان نال فيها شهادة جامعية عدا عن انه تزوج وهو في السجن، بينما نحن الذين اعتقلنا في السجون السورية لمدة 13 سنة تم منع اهلنا من الزيارات عدا عن المسجونين الذين لم يُعرف حتى اليوم مصيرهم”.

وأكد ابو دهن “أننا كلبنانيين مازلنا بإنتظار معتقلينا وسجنائنا، ومع الاسف الشديد ان معظم السياسيين اللبنانيين وحتى رئيس الوزراء باركوا خروج تميمي من السجن دون الاكتراث لمصير معتقلينا وسجنائنا الموجودين في السجون السورية“. وأضاف ابو دهن ” على الرغم من انني خرجت منذ 18 سنة من السجن ولكن جرحي مازال ينزف على الرفاق المعتقلين بالسجون السورية إلى اليوم”. واكد انه ” مع الاسف الشديد ان الاسرائليين اعادوا جثامين بعض المعتقلين للمقاومة اللبنانية بغض النظر عن المقابل، ونحن لا احد ينظر الينا”. وفي الختام أكد رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن أن “منذ حوالي اسبوع حزب الله طالب جبهة النصرة السورية بثلاث مقاتلين اسرى له، أما نحن فلدينا معتقلين داخل سوريا لا أحد يطالب بهم”.

 

نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 30/7/2018

 وطنية - نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

دخلت فرنسا على الخط الحكومي في لبنان، فزار سفيرها الوزير جبران باسيل ليقف منه على أسباب العرقلة في ولادة الحكومة وليؤكد على أهمية سرعة التشكيل.

وتقول أوساط سياسية ان التفاؤل بولادة غير بعيدة للحكومة عاد ليحتل مكانه في الاتصالات الدائرة حول حكومة الثلاثين بالعشرات، أو حكومة الاربعة وعشرين وزيرا او حكومة التكنوقراط.

وأي شكل من هذه الاشكال لا يعارضه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الذي يدعو جميع الأطراف الى مؤازرته، وهو الذي لا يريد حكومة أكثرية او حكومة الأثلاث المعطلة.

وفي سياق التفاؤل، أشارت الاوساط نفسها الى احتمال ان تكون هناك خطوة جدية في اجتماع رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة صبيحة عيد الجيش بعد غد الاربعاء.

وفي موازاة الجو السياسي، ارتياح نسبي للوضع الاقتصادي عبر عنه موفد البنك الدولي رأى ان لا خطورة في هذا الوضع الدقيق، مشددا على الاصلاحات.

وفي غضون ذلك، دعا الرئيس بري اللجان النيابية الى جلسة نيابية يوم الخميس لدرس مشاريع واقتراحات قوانين.

ماذا قال موفد البنك الدولي؟.

* نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

النفحات الإيجابية التي حكمت ملف تأليف الحكومة في الأيام القليلة الماضية وأوحت بولادتها هذا الاسبوع سرعان ما تلاشت وذهبت أدراج الرياح.

ذلك أن مواقف اللاعبين الرئيسيين تباعدت مجددا بدل أن تتقارب.

فالتيار الوطني الحر مثلا يشدد على ضرورة اعتماد الرئيس المكلف معيارا واحدا في التأليف ورئيسه يرفع سيف حكومة الأكثرية ويؤكد أن مهمة التشكيل من صلاحية الرئيس المكلف وليست من صلاحيته.

والقوات اللبنانية تستغرب عدم اجتماع الوزير جبران باسيل مع الرئيس سعد الحريري لمعرفة ما يمكن ان يقدمه التيار البرتقالي خدمة لتسهيل التأليف، وتقول إن كل ما يتم تداوله عن موافقتها على صيغ معينة لا أساس له من الصحة.

وحده (المستقبل) ظل يضخ عبر مصادره اجواء إيجابية وتباشير حلحلة.

وفي أجواء التشاؤل السائدة علمت الـNBN من مصادر مواكبة أن الإتصالات لم تتوقف وهناك توجه لوضع معيار واحد للتمثيل في الحكومة يتم على أساسه توزيع الحصص وسيناقش الرئيسان عون والحريري تشكيلة جديدة وفق هذا المعيار خلال الساعات المقبلة.

من جانبه أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ألا جديد حتى الآن وما زلنا ننتظر.

وجدد امام زواره التأكيد أن الوقت ينفد وصار أكثر من ضروري أن ندخل في التأليف خدمة للبلد بالدرجة الأولى لمواجهة الملفات الضاغطة على كل مفاصل البلد خصوصا في المجال الإقتصادي الذي يعاني أزمة لابد من الانتباه لمخاطرها واتخاذ كل الاجراءات لمنع تفاقمها أكثر.

في الشأن الاقتصادي برزت جولة وفد من البنك الدولي على المسؤولين الكبار وفي مقدمهم الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري والوزير علي حسن خليل.

رئيس الوفد فريد بلحاج أكد أن ليس هناك خوف على الوضع الاقتصادي في لبنان لكنه حذر من أن هذا الوضع دقيق ويستوجب طورا جديدا من الإصلاحات مشيرا الى وجود محفظة بقيمة ملياريْ دولار خصصها البنك الدولي للبنان يفترض الاستفادة منها وفق الأولويات التي تحددها الدولة اللبنانية.

عند الحدود استنفار للجيش بالقرب من بوابة فاطمة بسبب حفريات يقوم بها العدو الاسرائيلي على البوابة في كفركلا لتكملة الحائط الأسمنتي الفاصل وهو ما استدعى تدخل قوات اليونيفيل والاتصال بالجانب الاسرائيلي ووقف عمليات الحفر وابعاد الجرافات عن الحدود.

* نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم يترجم الاثنين ما زخرت به تفاؤلات الاسبوع الفائت حكوميا، ولم يرتق الفتق الذي بات يلامس حد الاستعصاء على بلسم المواقف المحلية..

وان كان الداء محليا فان مصدر وبائه السياسي خارجيا، على ان الخروج من الدوامة يزداد صعوبة على ما اشارت مصادر التيار الوطني الحر للمنار.

فان ضياع معايير التوزير لدى الرئيس المكلف، وعدم حسمه أي حكومة يريد، هما سبب التعقيد المستحكم بمسار التأليف قالت المصادر، فضلا عن رضوخ الحريري للمطلب القواتي المعطل بسقفه العالي..

وعلى هذه الحال فان العطل البنيوي الذي يصيب مسار التأليف، سيرفع من السقف الزمني للازمة، وان كانت مصادر الرئيس الحريري عند تلمسها لايجابية جدية على خط التأليف، لا يظهر في الافق ايا من مؤشراتها..

فيما مؤشرات التازيم الواضحة دفعت بالرئيس نبيه بري للتشاور مع كبار الدستوريين حول امكانية مبادرة السلطة التشريعية الى التشريع في ظل استمرار حكومة تصريف الاعمال للشهر الثاني على التوالي..

اقليميا لا زالت اصداء صواريخ الجيش اليمني التي اصابت البوارج السعودية في البحر الاحمر تتوالى، حتى رفع الصهاينة صوتهم من عميق ازمتهم، مستشرفين خطرا حقيقيا اصابهم مع اصابة البوارج السعودية.

المحللون الصهاينة جمعوا بين التوتر العبري ونظيره السعودي من التفوق اليمني رغم كل السلاح الاميركي المستخدم في تلك الحرب، ليكون استنجادهم بالاميركي للتدخل وحماية مصالحهم .

لكن ممن؟ من شعب محاصر لسنوات يواجه كل اشكال القتل والتنكيل بالسلاح الاميركي والاوروبي والاسرائيلي؟ ومن جيشت وجمعت لقتاله جيوش لم تتمكن من ثنيه عن تهديد عواصمها الى الآن؟..

فلماذا اذا التصريحات والعنتريات لدى كل هؤلاء الغارقين اليوم في رعب البحر الاحمر، فكيف ان جرتهم حماقاتهم الى بحار اخرى ؟

* نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل ضرب الشلل التحركات والمشاورات بشأن تأليف الحكومة في ظل تمسك البعض بمعاييره في التشكيل؟

أم أن الاطراف المعنية عادت إلى مرحلة التقاط الانفاس لاعادة حساباتها وللدخول في مرحلة جديدة من التفاوض؟

وفي عز الاسئلة هذه، فإن كل تأخير في التشكيل هو بمثابة هدر للوقت، وفق الخبراء لاقتصاديين الذين اكدوا انعكاساته السلبية على الاوضاع الاقتصادية في البلاد، خصوصا وأن نتائج مؤتمر “سيدر” تنتظر اعلان التشكيلة الحكومية للانطلاق نحو ترجمة المشاريع المقررة.

وتزامنا كان وفد من البنك الدولي يجول على بعبدا وبيت الوسط وعين التينة، ليؤكد رئيسه استعداد البنك الدولي الدائم لمساعدة لبنان من خلال تمويل مشاريع تنموية وانتاجية.

واشار الى وجود محفظة بقيمة ملياري دولار خصصها البنك الدولي للبنان يفترض الاستفادة منها وفق الاولويات التي تحددها الدولة اللبنانية.

اقليميا، وفي الشأن السوري، فقد انطلقت اليوم في سوتشي جولة المحادثات العاشرة بصيغة استانا وفي مقدمة ملفاتها ادلب واللاجئين وصياغة دستور جديد.

اما في ايران فموجة إضرابات جديدة في معظم الأسواق الرئيسية خصوصا في البازار احتجاجا على الانهيار التاريخي للريال واعتقال العشرات على يد قوات الباسيج بعد تظاهرات في العديد من المناطق.

* نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

بات من باب التكرار القول ان الحكومة العتيدة مازالت في مربع التشكيل الأول: خطوة إلى الأمام تعقبها خطوة إلى الوراء لتكون النتيجة مراوحة: العقد لم تعد جديدة: مسيحية، درزية ، سنية، أو درزية مسيحية سنية، أو سنية درزية مسيحية... هكذا هي من اليوم الأول.

فباستثناء الحلحلة الشيعية، فإن العقد الثلاث كانت كالأسهم في البورصة، ترتفع وتنخفض بحسب الأجواء ...

المشكلة في ما يجري منذ شهرين وأسبوع، أي منذ التكليف ، أن القوى المعنية بالتشكيل لديها مطالب إستيزار لم تحد عنها منذ اليوم الأول، وليس هناك من مرجعية ضاغطة لتطرح تدوير الزوايا للتوصل الى " تسوية التشكيل "...

وإذا بقي الوضع على ما هو عليه فإن آب المقبل لن يكون على مستوى التشكيل بأفضل من تموز ، مثلما تموز لم يكن بأفضل من أيار ، ليبقى البلد في مرحلة تصريف أعمال، في ظل حكومة تصريف الأعمال, لكنها حكومة لا تصرف الأزمات بل تراكمها ...

فهناك أزمات موجودة قبل ان تتحول الحكومة الى حكومة تصريف أعمال ، وحتى قبل هذه الحكومة ، ومنها أزمة النفايات التي تكاد تتحول إلى معضلة ، وأزمة السير التي يبدو أنها ستشهد حلحلة موضعية على الاوتوستراد الساحلي اعتبارا من آخر أيلول المقبل، وأزمة الزحمة في مطار بيروت التي ستبلغ ذروة الأختناق اعتبارا من منتصف الشهر المقبل.

* نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

انها حرب توحيد المعايير، مسمار جديد لجحا من شانه ليس فقط تأجيل التأليف بل اعادة العملية المتعثرة اصلا الى ما دون الصفر، فالمناداة بالمعايير الموحدة تعني لأهل القانون العودة عن الدستور فيما المطلوب هنا ابقاء الدستور في الادراج والبحث عن تسوية اقوياء وللاقوياء معايير متضاربة ومتناقدة، وحده رئيس الجمهورية يقدر ان شاء ان يتقبط الدستور ويرتقي الى المرتبة التي هي له اي اعلى من كل الاصطفافات فيحسم الخلاف بين ابنائه الادامي منه والرذيل، ويعطي الرئيس المكلف فعليا مقود التأليف، لا ان يقال له انت لك التأليف ولنا نحن الحق بالتعطيل، فهذا الجدل البيزنطي الانقلابي دفع ثمنه لبنان غاليا والاتي اعظم.

لن نتكلم على اثمان امنية، فالجيش والقوى العسكرية يضبطون الوضع، لكن نتكلم على انهيار اقتصادي كبير ات ليس من بوابة المال كي لا نتهم بأننا ننعي النظام المصرفي او نفاول عليه كما يقال بالعامية، بل من بوابة الصناعة المنهارة والتجارة المفلسة وفقدان فرص العمل وتبخر الاستثمارات، ونحيل المشككين بهذا الكلام على الخريف الاتي سريعا فيما الاهالي مفلسون والمدارس تقفل ابوابها والمدرسون في الشوارع من دون ان نتطرق الى اسعار المحروقات ومازوت التدفئة المرتفعة، كل هذا في ظل حكومة تصريف اعمال ستتحول سريعا الى حكومة تفريسة، اما الخروج من الازمة فسهل، تشكيل الحكومة غدا، وفي السياق قال نائب رئيس مجموعة البنك الدولي فريد بلحاج المسؤولين ان هناك محفظة للبنان بملياري دولار، لكنها تحتاج الى حكومة تديرها ولم يتطرق الى سيدر ولا الى الاستثمارات العربية التي لا تنتظر سوى الاستقرار.

* نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لم يسلك الرئيس المكلف طريق بعبدا مع افتتاح الأسبوع السياسي لكن القصر احتفظ بجرعة تفاؤل طورت مفاعيلها الى مستوى توقع صدور التشكيلة في وقت قريب واستنادا الى معلومات خاصة بالجديد قالت أجواء بعبدا إن الرئيس سعد الحريري هو من سيؤلف الحكومة ولا بديل من ذلك فإذا كانت حكومة وحدة وطنية فإنها ستراعي الأحجام التمثيلية لكل الكتل أما إذا تعذر ذلك فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سوف يؤيد حكومة الأكثرية لإعادة تفعيل الحياة البرلمانية ومبدأ المحاسبة وبروز الدور المعارض وترى أجواء بعبدا أن الأزْمة اليوم اقتصادية وليست سياسية على الإطلاق وأن الحكومة سوف تبصر النور اعتبارا من الاسبوع المقبل بتأكيد من الحريري نفسه وإذا لم يتمكن الرئيس المكلف من الوصول الى تشكيلة تراعي التوازن فإنها لن تأخذ توقيع الرئيس ميشال عون وتوقعت أجواء بعبدا أن تكون حكومة الأكثرية بمشاركة الاشتراكي الذي لا يخرج من نعيم السلطة تاريخيا وإذ أكدت أجواء بعبدا متانة الوضع الأمني في لبنان وضعت تحذير النائب السابق فارس سعيد من عودة الاغتيالات في إطار التنبؤات وقالت إن هذا البلد فوق الشبهات.. وهو أكثر استقرارا ليس من دول الشرق الاوسط فحسْب بل من دول العالم أما المعبر الى دخول لبنان في علاقة طبيعية مع سوريا فسوف يكون معبر نصيب.. الشريان الحيوي لتصريف الإنتاج اللبناني وتتوقف أجواء بعبدا عند أهمية هذا الممر الإستراتيجي لاسيما بعدما بدأت الحرب في سوريا وضْع أوزارها وشارفت نهايتها ببقاء النظام وعدم تقسيم سوريا وتؤكد أن لبنان هو على علاقة طبيعية بسوريا وسيجري تمتينها من معبر نصيب وعودة شاملة للنازحين بحيث يقفل هذا الملف نهائيا. وعليه فإن الرئاسة الأولى تبدي ارتياحها في الأمن والسياسة والعلاقة بسوريا لكنها تضع الأزمة الاقتصادية في رأس الأولويات واليوم أبلغ الرئيس ميشال عون نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا فريد بلحاج أن الإصلاحات السياسية التي تحققت بعد الانتخابات النيابية ستواكبها إصلاحات اقتصادية تساعد على النهوض الاقتصادي فيما أعلن بلحاج وجود محفظة بقيمة ملياري دولار خصصها البنك الدولي للبنان يفترض الاستفادة منها وفق الأولويات التي تحددها الدولة ولأن البنك الدولي ليس جمعية مار منصور الخيرية.. فإن المليارين اللذين في المحفظة.. هما دين جديد على لبنان إذا ما جرى استخدامهما لكن السؤال الأهم الذي لا يستطيع البنك الدولي الاجابة عنه: من سيفوز بسرقة المليارين؟

* نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

كل لبنان اليوم في انتظار سعد الحريري.

ففي هذه المرحلة الدقيقة التي بلغَها مسارُ تشكيل الحكومة الجديدة، في يدِ رئيس الحكومة المكلف وحدَه، الحلُّ والرَبط.

فالتعقيدات باتت معروفة، وكذلك الحلول. أما حصول مرسوم التأليف على توقيع رأس الدولة، ونيل الحكومة العتيدة ثقة مجلس النواب، ومن ضمنه التكتل الأكبر، فيتوقفان على تكريس المعيار الموحد أساسا للتوزيع، تحقيقا للعدالة التي لا يرضى رئيس الحكومة ومعه كل اللبنانيين لها بديلا...

وفي الانتظار، عادت أسئلة قديمة جديدة لتطرح نفسها: منها جواز التشريع في ظل حكومة تصريف الأعمال، فضلا عن إمكان انتقال رئيس الحكومة إلى مقر الرئاسة الثالثة للإشراف على تصريف الأعمال...

وإذا كانت أولويتا الاقتصاد والنزوح تستوجبان تحمل المسؤولية والإسراع في التشكيل العادل، فرئيس الجمهورية جدد اليوم الكلام على نهوض اقتصادي آت بعد إصلاحات سياسية محققة، فيما حضر ملف عودة النازحين السوريين خلال لقاء بين اللجنتين المكلفتين بالموضوع في كل من التيار الوطني الحر وحزب الله.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 30 تموز 2018

النهار

كانت لافتة التبريرات التي قدّمها نوّاب شاركوا في حفل عشاء تعارف في السفارة الأميركيّة في بيروت.

قال وزير بارز إن زميله وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهوريّة بيار رفول لم يفعل شيئاً سوى التزامه الزيارة ‏الأسبوعيّة إلى دمشق.

توقّع ديبلوماسي أوروبي أن تشهد المنطقة تطوّرات تخرجها من وضعها الحالي.

البناء

كواليس

وقفت مصادر اقتصادية في سوق النفط أمام التحذيرات الأميركية العلنية للدول الأوروبية والآسيوية من خطورة ‏خرقها نظام العقوبات الأميركية على شراء النفط الإيراني، وأمام كلام الرئيس التركي عن عزمه مواصلة شراء الغاز ‏من إيران. وقالت يبدو إننا أمام ملامح نجاح إيراني على نظام العقوبات والأيام المقبلة ستظهر مدى قدرة نظام العقوبات ‏على خوض معركة مواجهة مع نصف العالم، وما إذا كان النظام نفسه سيدفع الثمن في درجة الاعتماد على الدولار.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن نواب تكتل بارز ينوون حضور لقاء أسبوعي نيابي على غرار تكتل آخر لمعرفة ما يجري ‏مع "الحلفاء الأخصام".

ينقل زوار عن مسؤول روحي إستياءه من حجم عدم لامبالاة الطبقة السياسية وعدم إكتراثها بالملفات الحياتية التي ‏يطرحها والتي يطالب بها المواطنون.

طُرحت على مسؤول كبير فكرة التوسط لتبريد علاقة شخصيتين مختلفتين سياسياً فردّ قائلاً: "حِلّو عنّي..أهل مكة ‏أدرى بشعابها".

اللواء

يدخل في برنامج التأليف الحكومي حسابات اقتصادية ودبلوماسية تتحكم بمجريات التفاوض وما يمكن ان تسفر عنه.

تختلف المعلومات حول الجهة الإقليمية التي ما تزال تُعرقل فتح معبر نصيب الذي يربط لبنان بالأسواق الخليجية.

ما يزال مطلعون يتساءلون: لماذا انسحب مرجع كبير من لقاء ثلاثي عندما بدأ البحث، بالحكومة عرضاً؟

المستقبل

يقال إنّ نصائح ديبلوماسية روسية وأميركية سمعها المسؤولون في الآونة الأخيرة، تشدد على أهمية اغتنام فرصة ‏التفاهمات الدولية لحل أزمة النزوح والإسراع في تأليف الحكومة ربطاً بتعذر انخراط لبنان في الآليات التنفيذية لهذا ‏الحل في غياب مجلس الوزراء.

 

المعيار الوحيد… إلتزموه

إلياس الزغبي/جنوبية/30 يوليو، 2018

لبنان والحكومة ..

عبثاً تبحثون عن معيار سليم وثابت لتشكيل ما تسمّونه “حكومة وحدة وطنية”. فلا معيار في الدستور سوى البند الأخير (ي) من مقدمته: “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”. فإذا طبّقتم هذا البند تجدون أنفسكم ملزمين بمعيار واحد: تمثيل أصوات الناس في الانتخابات وليس عدد النواب. هذا المعيار يقضي بأن يتمثل اللبنانيون في الحكومة وفقاً للنسب الآتية:

السنّة: ثلثان ل”تيار المستقبل” وثلث للآخرين.

الشيعة: ٨٠% ل”حزب الله” و”أمل” و٢٠% للمعارضين.

– الدروز: ٨٠% لجنبلاط و٢٠% لمعارضيه.

– المسيحيون ٣ أثلاث: ثلث ل”القوات”، ثلث لـ”التكتل العوني”، وثلث لمجموع الأحزاب الأخرى والمستقلين، من وصل منهم إلى الندوة النيابية ومن لم يصل.

على هذا الأساس، ينال كل من “القوات” و”العوني” ٥ مقاعد وزارية، وكل من “الكتائب” و”المردة” مقعداً بدون منّة أحد، وتتوزع المقاعد الثلاث الباقية على المستقلين و”القومي”. وفي حال تم الاتفاق على حصة لرئيس الجمهورية، تكون من تنازل كل ثلث عن مقعد لمصلحته. هذا التوزيع العادل للمسيحيين ينطبق على الطوائف الأخرى بنسبها الشعبية الحقيقية التي ظهّرتها الانتخابات، وليس بالنسب النيابية، لئلّا يُظلم الذين لم يحالفهم الحظ برغم نيلهم تأييداً شعبياً. على هذه القاعدة الشرعية التمثيلية العادلة والمتوازنة يسقط التهديد بحكومة أكثرية، ويتوقف الصراع في العدد والأحجام، وتظهر تشكيلة لا غلبة فيها لفريق سياسي ولا بدعة “الثلث المعطل”. عودوا إلى الإرادة الحقيقية للناس.أعقلوا… وتوكّلوا !

 

7 لبنانيين مطلوبين على متن طائرة حطت في مطار بيروت آتية من بغداد

وكالة الأنباء المركزية/وكالات/الاثنين 30 تموز 2018 /في تطور أمني قضائي، افادت “النهار” من مصادر مطلعة أن طائرة تقل مطلوبين لبنانيين مشتبه فيهم في قضايا ارهابية حطت في مطار رفيق الحريري الدولي آتية من العاصمة العراقية بغداد. وأفادت معلومات “النهار” ان الأجهزة الامنية تسلمت من العراق 7 لبنانيين أقلوا على متن طائرة لمحاكمتهم في قضايا ارهابية. وذكرت مصادر قريبة من هذا الملف ان “هؤلاء جرى تسليمهم قبل شهر واحضروا بعيدا من الضوء لاسباب أمنية. وتردد ان عددهم سبعة أشخاص لبنانيين”. وقد جرى توقيفهم واحالتهم على المحكمة العسكرية للنظر في ملفهم بواسطة النيابة العامة العسكرية باعتبار ان النائب العام التمييزي سمير حمود كان موجودا خارج لبنان في مدريد. وجرى اطلاع النائب العام التمييزي بعد عودته بهذا الموضوع من الاجهزة الامنية المختصة ووزير العدل سليم جريصاتي.

 

الجيش يوضح... هذه حقيقة توقيف أحد الضباط

الاثنين 30 تموز 2018/وكالات/صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه التوضيح الآتي:

أوردت إحدى الصحف المحلّية في عددها الصادر بتاريخ اليوم، مقالاً يتضمّن معلومات حول توقيف ضابط في الجيش.

توضح قيادة الجيش، أنّ الضابط المذكور في المقال قد أوقف بسبب تقاضيه رشوة، وأن باقي التهم المنسوبة إليه، والتي تتعلق بشطب أسماء مشتبه فيهم بالتعامل مع العدو الإسرائيلي، غير صحيحة.

كما تدعو القيادة المذكورة وسائل الإعلام إلى توخّي الدقة في تناول أية معلومات تتعلّق بالمؤسسة العسكرية، والعودة إليها للتثبّت من صحة هذه المعلومات قبل نشرها، ولحين صدور نتائج التحقيق.

وكانت  صحيفة "الأخبار" اللبنانية نشرت في عددها الصادر اليوم مقالا بعنوان " شطب أسماء في النشرة الجرمية وتشكيل عسكريين"، جاء فيه:

أوقفت الشرطة العسكرية ضابطاً برتبة رائد متورط في شطب أسماء مطلوبين بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي وإخلاء سبيل موقوفين وتشكيل ضباط مقابل مبالغ مالية. وقد أدت التحقيقات حتى الآن الى توقيف عدد من المطلوبين المدنيين والعسكريين المتواطئين مع الضابط المشتبه فيه، فيما أُحيل ١٢ موقوفاً مدنياً وعسكرياً الى القضاء في فضيحة بيع الشهادات الجامعية المزورة. وفي التفاصيل، حسب ما ذكرت صحيفة الاخبار ان مخابرات الجيش تمكنت من اكتشاف تورّط ضابط في فرع الأمن العسكري في الجيش في ملفات فساد. طرف الخيط، في القضية، معلومات كان يتداولها عسكريون مجنّدون ومدنيون عن وساطات يبذلها ضابط برتبة رائد يُدعى (أ. د.) للبت إيجاباً في إخلاءات سبيل موقوفين. بعد التدقيق، تبين أنه ينشط الى جانبه عسكريون ومدنيون. لم تكن هذه تهمة الرائد (أ.د.) فقط، إذ تبين أنه يقبض مبالغ مالية مقابل حذف أسماء المطلوبين من النشرة الجرمية. كذلك يسهم في تشكيل عسكريين وضباط تبعاً للطلب أيضا. ليس هذا فحسب، إذ تبين أن الضابط (أ.د.) يتقاضى مبالغ مالية لشطب اسم المشتبه فيهم بالتعامل مع العدو الإسرائيلي بموجب البرقية 303. وهذه البرقية محصورة بالمطلوبين بجرائم العمالة دائماً، والإرهاب في بعض الحالات، حصراً دون باقي الجرائم، باعتبارهما تمسان الأمن القومي، علماً بأنّ هذه البرقية تصدر عن مديرية المخابرات في الجيش وليس عن القضاء، فلا تسقط إطلاقاً بانقضاء أي مهلة زمنية، على عكس بلاغ البحث والتحري الذي يسقط بمرور الزمن أو بمرور المهلة التي حددتها المادة 24 من قانون أصول المحاكمات الجزائيّة. وبالتالي، فإن المطلوب بجرائم عادية، أياً تكن، تشطب البلاغات عن سجله بمجرد توقيفه وتسليمه الى القضاء، أما المطلوب بهذين الجرمين فلا تشطب البرقية 303 الصادرة في حق المشتبه فيه وتبقى على سجل الشخص المطلوب بهما، لضرورة إبقائه تحت المراقبة الدائمة، الا في حالات محدّدة، منها تقدّمه بطلب معلّل للنيابة العامة العسكرية في هذا الصدد، وإذا حصل على موافقة القضاء العسكري يتم شطبها. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن الضابط المُشتبه فيه استُدعي في بداية الأمر إلى التحقيق في مركز خدمته، لكنه تُرك وأُبقي قيد المراقبة المشددة. وبعد فترة من المراقبة وجمع المعلومات بشأن نشاطه غير القانوني، طُلبَ من الشرطة العسكرية توقيفه قبل ثلاثة أسابيع، حيث جرى التحقيق معه وتم نقله الى سجن الريحانية حيث يقبع اليوم. وقد توسعت التحقيقات ليتم استدعاء خمسة مشتبه فيهم، بينهم سيدة، حيث تبين وجود شبكة يُعتقد أن بعض أعضائها كانوا يلعبون دور السمسرة أو صلة الوصل بين الضابط وطالبي «الخدمة». كذلك فإن التحقيق الداخلي في المؤسسة العسكرية لم ينته بعد، لا سيما بعد الحديث عن دور له في دورات التطويع الثلاث الأخيرة في الجيش. وعلمت «الأخبار» أنه جرى إخلاء سبيل ثلاثة موقوفين من عائلة واحدة، فيما أُبقي على الضابط الموقوف وموقوف مدني يُدعى (ش.ذ.) وسيدة يتكتم المحققون على كامل هويتها.

وعلمت «الأخبار» أن قائد الجيش أعطى تعليمات مشددة بعدم التهاون في الكشف عن كل المتورطين في هذا الشبكة، خصوصاً أن المسألة تتخطى الفساد إلى محاولة المس بالأمن القومي.

وبالتزامن مع التحقيقات في هذا الملف، ختمت مديرية المخابرات في الجيش تحقيقاتها مع الشبكة المتورطة في ملف بيع شهادات جامعية لعسكريين لنيل الترقية، وهو الملف الذي أثارته «الأخبار» قبل عشرة أيام، وأُوقفَ فيه عدد من العسكريين الذين اشتروا الشهادات لنيل الترقية.

وكشفت مصادر قضائية أن تسعة موقوفين مدنيين أُحيلوا الى النيابة العامة في جبل لبنان، بعد ترك موقوفة بموجب سند إقامة. ومن المنتظر ادعاء المحامية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية كارمن غالب على المشتبه فيهم بجناية التزوير بموجب المواد ٤٦٠/٤٥٩ التي تصل عقوبتها الى السجن خمس سنوات. كذلك أُحيل ثلاثة عسكريين موقوفين الى القضاء العسكري بحسب الاختصاص. وقد سُطّر بلاغ بحث وتحر بحق كل من (ط. ج.) و(ع. ع.) و(ح.ز.) المتوارين عن الأنظار، علماً بأن الأخير صودف وجوده في تركيا أثناء إماطة اللثام عن الشبكة وبدء التحقيقات مع الموقوفين فيها. وعلمت «الأخبار» أن دور الأخير لا يُذكر، لكن ورد اسمه إثر التحقيق مع العقل المدبر لهذه الشبكة المدعو (هـ.ع.). أما الموقوفون المدنيون الذين أُحيلوا إلى القضاء فهم: مدير الجامعة (ع. م. ع.)، (ع.ج.) ، (هـ. ع.)، (م.ا.)، (س.ج.)، (ح. ع.)، (ا.ك.)، (ع. ج.)، (س.ح.). وقد تُركت المشتبه فيها (ل. ع.) بسند إقامة، علماً بأن عدداً من الموقوفين المشتبه في تورطهم في بيع الشهادات الجامعية هم أقرباء لموظف كبير في وزارة التربية والتعليم العالي، لا بل أحد المعنيين نظرياً بملف التعليم العالي (الجامعي) في القطاع الخاص!

 

تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية يفتح باب المخاوف من الاغتيالات والتفجيرات

العرب/31 تموز/18/بيروت - أثارت التغريدة التي أطلقها السياسي اللبناني فارس سعيد حول احتمال عودة الاغتيالات والتفجيرات إلى لبنان إذا لم تتشكل الحكومة، ردود فعل تعبّر عن القلق من عودة البلد إلى المرحلة التي تلت اغتيال رفيق الحريري عام 2005. وحذر النائب السابق فارس سعيد عبر تغريدة له على تويتر من أن “عودة الاغتيالات والتفجيرات إلى لبنان غير مستبعدة، حذار”. ورغم أن سعيد قد أكد أن تغريدته لا تستند على معلومات بل على تحليل شخصي لمآل انسداد السبل للخروج من المأزق الحكومي، إلا أن أوساطا لبنانية أبدت خشيتها من إمكان أن يشهد لبنان تطورات أمنية ترتبط في جانب منها بالشلل الداخلي لإنتاج الحكومة العتيدة، وترتبط في جانب آخر بالتطورات الميدانية والسياسية في سوريا. ورغم أجواء التفاؤل التي أراد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إشاعتها إثر لقائه برئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، الخميس الماضي، إلا أن معلومات جديدة أفادت بأن ولادة الحكومة لن تكون قبل الخريف المقبل. فيما أكدت أوساط رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن “لا حكومة في المدى المنظور”. ورأى القيادي في القوات اللبنانية أنطوان زهرا أن عودة وزير الخارجية جبران باسيل من رحلته إلى واشنطن تقف وراء عودة العرقلة والقفز عن التفاهمات التي قيل إن عون والحريري قد توصلا إليها في اجتماعهما الأخير. أنطوان زهرا: عودة باسيل من واشنطن وراء عرقلة تفاهمات تشكيل حكومة الحريريأنطوان زهرا: عودة باسيل من واشنطن وراء عرقلة تفاهمات تشكيل حكومة الحريري

وأضاف أن موقف باسيل لجهة دعوته إلى تشكيل “حكومة أمر واقع أو حكومة أكثرية يبين ازدواجيته”. وتداولت وسائل الإعلام أن الحريري تداول مع عون تشكيلتين حكوميتين. الأولى من 30 وزيرا تلبي نسبيا مطالب سمير جعجع وكليا مطالب وليد جنبلاط وتمنح عون وفريقه حصة أقل من الثلث المعطل. والثانية من 24 وزيرا تهدف إلى تقليص مطالب الكتل السياسية. وذكرت المعلومات أن عون وافق على أي صيغة تتوافق عليها النخب السياسية.

بيد أن جوّ التفاهم في بعبدا لم يكن دقيقا بالنظر إلى مروحة من المواقف والتصريحات التي صدرت عن الفريق العوني. ونقل عن رئيس الجمهورية أنه يستعجل الحريري تشكيل الحكومة وفق “معيار واحد”.

وتردد هذا التعبير على لسان النائب المقرب من عون، إلياس بوصعب، الذي قال إن على الرئيس المكلف “بذل الجهد ليكون المعيار الواضح هو أساس تشكيل الحكومة”. وأكدت مصادر في تيار المستقبل أن عُقَد تشكيل الحكومة داخلية. غير أن بعض المراجع بدأت تميل إلى اعتبار أن أجندات خارجية قد تكون وراء تعطيل تشكيل الحكومة، خصوصا أن الأجواء الأخيرة كانت تحدثت عن إعلان الحكومة قبل عيد الجيش في الأول من أغسطس، وأن “قطبة مخفية” أعادت الأمور إلى المربع الأول. وتقول مصادر برلمانية لبنانية إن سوريا وإيران تسعيان إلى حكومة موالية تضمن تطبيع العلاقات بين بيروت ودمشق وأن باسيل المتهم بعرقلة التأليف لا ينطق عن هوى بل إن حركته مغطاة بشكل تام من قبل عاصمتي “الممانعة”. وأشارت مصادر سياسية إلى أن برقية التعزية التي بعث بها عون إلى الرئيس السوري بشار إثر مجازر السويداء، تحضّر لدعوة ستوجهها دمشق إلى الرئيس اللبناني لزيارة العاصمة السورية.

وأضافت أن الزيارة قد تأخذ طابعا كنسيا من خلال الكنيسة الأرثوذكسية في سوريا. وتداول معلقون أنباء عن أن عون هو من سيتولى التواصل مع دمشق لحلحلة مسألة عودة النازحين وفق المبادرة الروسية مقابل استمرار الحريري في رفض أي تطبيع سياسي مع نظام دمشق.

ورأى هؤلاء أن السجال حول شكل وطبيعة العلاقة مع النظام السوري ما زال يقسم اللبنانيين ويعود إلى الواجهة ليكون عاملا إضافيا يدلي بدلو ثقيل في مسألة تشكيل الحكومة. وعلى الرغم من المظلة الدولية التي توحي بها العواصم الكبرى لحماية لبنان من ارتدادات البركان السوري، إلا أن مراقبين يرون أن عمليات إخضاع المناطق السورية لصالح النظام والتي كان آخرها مجزرة السويداء التي اتهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط دمشق بالضلوع بها، قد تتمدد بأشكال مختلفة لإخضاع الداخل اللبناني والقضاء على عوامل التمرد على مسألة الوصل السياسي بين لبنان ونظام الأسد.

 

حكومة الأكثرية تدغدغ احلام «حزب الله» وباسيل

سهى جفّال/جنوبية/30 يوليو، 2018

هل تؤدي الضغوطات الى تيئيس الرئيس سعد الحريري والذهاب نحو «حكومة أكثرية»؟

على رغم العثرات والعقد التي تعيق الولادة الحكومية ، واللاءات التي يضعها تكتّل “لبنان القوي” الذي يتزعمه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في وجه مطالب القوى السياسية الأخرى، أكّد الرئيس المكلف سعد الحريري مرارا وتكرارا حرصه على الوصول إلى حكومة” وحدة وطنية” بمشاركة جميع الافرقاء وهو ما ينادي به كذلك رئيس الجمهورية ميشال عون . إلا أن المستغرب المواقف التي أطلقها  باسيل أمس (الأحد) رافعا سقف التهديد بوجه من يعنيه الأمر، ومن بلدة اليمونة البقاعية  قال “لا تدفعونا إلى تشكيل حكومة اكثرية”، وهو الموقف الذي سبقه عليه رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي  وهو ما يحمل في طياته دلالة عدّة بنظر المراقبين. وكان الجديد ايضا تغيير قاعدة البحث في عملية التأليف، تحت عنوان توحيد المعايير، إذ إتهم باسيل الحريري “باعتماد الاستنسابية وليس المعايير المحددة “، ويبدو أنها معزوفة  جديدة بدأ معظم الفرقاء السياسيين العزف عليها، بدءاً من “التيار الوطني” إلى الثنائي الشيعي، إذ توجه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إلى الرئيس الحريري أمس ، داعياً اياه إلى اعتماد معيار واحد حتى يُبرّر للرأي العام ولكل القوي السياسية لماذا نحيت من جهة ولماذا مثلت بهذا المقدار من جهة أخرى؟ ملوحا بحجب الثقة .

يرى مراقبون، ان حكومة الأكثرية حلم يدغدغ “حزب الله” و”التيار الوطني” المفتوحة شهيتهما للسلطة، خصوصا بعد ان خولهما القانون النسبي حصد مقاعد نيابية لم يحلما بها والفريق الممانع، لذلك فان التوجه يبدو هو احراج الرئيس الكلّف للذهاب نحو حكومة أكثرية إما من خلال عدم تمثيل “القوات اللبنانية” وحزب “التقدمي الإشتراكي” أو القبول بشروطهم عبر تحجيمهما وذلك بعد صرف الطرف الممانع النظر عن توزير السنة من خارج “كتلة المستقبل”.

مصدر متابع إستبعد في حديث لـ “جنوبية” “تشكيل حكومة أمر واقع طالما رئيس الحكومة رافضا لذلك، إضافة لوجود توازنات لا يستطيع أحد تخطيها”. ورأى أنه ” ليست أولّ مرة يلوح  فيها باسيل بحكومة أكثرية وهو نوع من الضغط والتخويف لتحسين شروط التفاوض”. مشيرا إلى أن الأخير ” يدرك تماما أن لا حكومة في المدى المنظور، والظروف الإقليمية لا تسمح بذلك”.

إلى ذلك إستبعد المصدر” الذهاب نحو حكومة أمر واقع دون  تمثيل القوات والحزب التقدمي، وقال “حتى الساعة الرئيس الحريري رافضا لهذا الطرح ولن يرضخ لهذه الضغوطات، مشيرا إلى أن “هناك جملة معطيات تحاول التدخل في التأليف أبرزها موضوع العلاقات اللبنانية – السورية إلا أن الحريري يرفض ذلك، وهذا ما يعرقل التأليف إلّا إذا وجد الرئيس المكلف نفسه أمام خيارين أحلاهما مرّ، وبالتالي تقديم تنازلات تحت ضغوط سياسية وإقتصادية”. لافتا “عندها لن تكون النتائج مضمونة لأن الصراع في الحكومة اليوم هو صراع أثلاث وبعد عملية التأليف من يضمن للحريري بلحظة تصعيد إقليمية أن يقدم هؤلاء إستقالتهم ويتكرر بذلك سيناريو 2010 “. وختم المصدر بالتأكيد أن “الموضوع الإقليمي هو الذي يتحكم بعملية التشكيل وهو الذي يؤخر ولادتها”.

وإستغرب شارل جبور رئيس جهاز الاعلام والتواصل في ”القوات اللبنانية ” قول باسيل لا تدفعونا تشكيل حكومة أكثرية، وفي حديث لـ “جنوبية”  قال إن “مردّ الإستغراب أن مسألة من هذا النوع ليس بيد باسيل، فهو يستطيع أن يدعو أو أن يقترح، ولكن أن يقولها بهذا الشكل فكأنه يقول ان مفاتيح التأليف بيده، وكأنه يقول أن أمامكم فرصة أخيرة لتعدلوا قبل أن يقرر الذهاب إلى هذا الخيار” أي أنه يلوّح عمليّا ويهدد القوى السياسية الأخرى بشكل واضح إما الإلتزام بشروطه أو أن يذهب مضطرا نحو “حكومة أكثرية”.

وأكّد جبور “مسألة تأليف الحكومة ليست بيده إنما هي من صلاحيات الرئيس المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، والرئيس الحريري أكد مرارا وتكرارا أنه مع حكومة وحدة وطنية وانه يرفض الذهاب إلى “حكومة أمر واقع” وهو ما يريده باسيل والمقصود فيه إستبعاد “القوات اللبنانية” و”الحزب الإشتراكي” عن الحكومة”، وتابع “هذه الخطوة ليست في محلها لأنه لا يمكن إستبعاد هذين الطرفين تحديدا بسبب ما أفرزته الإنتخابات النيابية من نتائج وما أظهرته من حيثية كبيرة للقوات”، مؤكدا” كلاما من هذا النوع لا يصرف في أي مكان وهو غير قادر على تنفيذه وترجمته لأن هذه المسألة تتوقف أيضًا على رئيس الحكومة بشكل فعال وأساسي، وهو ليس بهذا الوارد لا من قريب ولا من بعيد”. وأشار جبّور إلى انه “عندما نتكلم عن أكثرية وأقلية يفترض أن تكون الإنتخابات قد خيطت على هذه القاعدة، علما أن الإنتخابات لم تجرِ على قاعدة موالاة ومعارضة إنما على قاعدة متشابكة ومتداخلة”. مضيفا “لا يمكن الحديث عن حكومة أكثرية وأقلية طالما أنه لا وجود لمعيار محدد، لافتا “فإذا كان المعيار منهم ضدّ العهد ومن معه، فإننا طرف أساسي بدعم العهد وإنتخابه وإيصاله ونحن شركاء اساسيين في التسوية، ونحن في صميم الموالاة ومن ركائز هذه المرحلة، إلا إن كان المقصود أن الوزير باسيل لا يريد أن يكون في الحكومة، عندها هذا قراره ولا بأس أن تكون من دونه وقد تكون تجربة جيّدة “. ختاما، وفيما يتعلّق بالدعوات لإعتماد معايير موحدة لتأليف الحكومة، دعا جبور”المسؤولين المقريبين من باسيل الذين يتكلمون عن المعايير الموحدة للتأليف، أن يحدودها بشكل واضح، مشددا “نحن في القوات لدينا كامل الإستعداد أن نلتزم  بالمعيار الذي سوف يتم تحديده”، مشيرا إلى أن “باسيل قال قبل أيام إنه مع معيار النسبية الذي اتبع في الإنتخابات النيابية، والقوات أيّدت هذا المعيار الذي أعطاها بحسب تقديراتهم 31% علما أن حساباتنا القوات نالت 37% ، وحتى إن كانت النسبة 31 % فهذا يعني ثلث المسحيين أي ثلث المقاعد الـ 15، ونتمثل بالتالي بـ 5 وزاراء، وأضاف”فليعتمد المعيار الذي يريد ونحن لدينا كامل الإستعداد للسير به”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحزب الديموقراطي المسيحي: نرفض مساعدة من يدعم داعش والنصرة والخوذ البيض ولغتنا الآرامية السريانية مقدسة

الإثنين 30 تموز 2018/وطنية - أعلن "الحزب الديموقراطي المسيحي"، في بيان اليوم، رفضه "مساعدة من يدعم داعش والنصرة والخوذ البيض، لأنه اباد اهلنا المسيحيين في العراق ومحا كل ما له علاقة بالحضارة الاشورية الآرامية وقد مارست ميليشياته السياسة نفسها تجاه اهلنا في سوريا فدمرت ما وقع تحت ايديها من تراث حضاري مسيحي ولا سيما كاتدرائية سمعان العمودي الشهيرة وهددت قبر مار مارون في براد". وأسف "لاستغلال بعض اخوتنا الموارنة الذين لا يفقهون بالسياسة الدولية لمآرب هم لا يسعون اليها". وسأل: "اذا كان العدو الاسرائيلي جادا في عواطفه المزيفة لكان اعاد بلدة كفربرعم التي دمرها في العام 1948 والذي لا يزال يمنع اهلنا من العودة اليها حتى يومنا هذا". ولفت الى ان "حدود لبنان الاساسية التي تم الاتفاق عليها في معاهدة سايكس - بيكو تصل الى حدود بحيرة طبريا وتضم قسما من الاراضي السورية وهي ما تعرف بالخريطة الزرقاء وتم تعديلها لاحقا بطلب من الحكومة البريطانية".

وأكد ان "اراضي سوريا والعراق والاردن وفلسطين هي ارض الآراميين السريان المقدسة، وبالاخص منطقة انطاكية العظيمة".  واعتبر "كل بلدان المشرق ارضنا ولؤلؤتها لبنان وجبله المقدس، لذلك فالدفاع عنه ضد اي عدو داخلي او خارجي هو واجب علينا". وشدد على اننا "قومية قائمة في ذاتها حكمت كل الممالك من حدود الصين والهند حتى بلاد اثيوبيا مدى 1400 عام". وأعلن "للملأ ان لغتنا الآرامية السريانية هي لغتنا المقدسة لغة ربنا والهنا يسوع المسيح، ولن نتخلى عن العمل لاعادة نشرها مهما كلفنا ذلك من جهد وتعب، ولن تثنينا عن ذلك لا المؤامرات الاسرائيلية على رغم ركاكتها ولا المشاريع الخفية للامبراطوريات الجديدة الآتية الينا من كل الملل".

 

لقاء سيدة الجبل: نخشى أن يضيع لبنان مجددا فرصة تشكيل حكومة وفقا للأصول الدستورية

الإثنين 30 تموز 2018 /وطنية - عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكتبه في الأشرفية، في حضور أسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، ريمون معلوف، سامي شمعون، سعد كيوان، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر. وأصدر البيان الآتي:

"أولا: بعدما ضيع لبنان فرصة التغيير الحقيقي من خلال الانتخابات الأخيرة، وبعد عصف الحالة الطائفية إلى أقصى مداها، يخشى "لقاء سيدة الجبل" أن يضيع لبنان مجددا فرصة تشكيل حكومة وفقا للأصول الدستورية.

ويعتبر "اللقاء" أن تردد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة يقابله فجور موصوف لدى بعض القوى السياسية التي تنفذ دفتر شروط ايرانيا على حساب الوحدة الداخلية. ويلحظ أن القوى السياسية المعارضة لا تتمتع بالقدرة الكافية لتسهيل أو عرقلة تشكيل حكومي، بل هي وقود في معارك لقوى تتجاوز لبنان وتحاول التعويض عما تخسره في سوريا والمنطقة. وعلى دولة الرئيس الحريري الذي تعهد أمام اللبنانيين والعالم تطبيق سياسة النأي بالنفس حسم الموضوع وإنقاذ لبنان من ابتزاز مستمر يرتكز على معادلة مرفوضة، ألا وهي الخضوع لشروط "حزب الله" أو الفوضى.

ثانيا: يتقدم "اللقاء" من طائفة الموحدين الدروز بالتعزية الحارة ويستنكر قتل الأطفال والنساء والرجال في مدينة السويداء السورية على يد تنظيم إرهابي يعمل على وقع المخابرات السورية والايرانية وبغض نظر روسي. ويعتبر أن هذه الحادثة وقبلها حوادث مماثلة تفتح باب موضوع أمن المدنيين على مصراعيه في المنطقة. ويؤكد أننا كمسيحيين ومسلمين مسؤولون عن بعضنا البعض أمام الله والتاريخ.

ثالثا- يستغرب "اللقاء" بشدة إحالة دعوى "القدح والذم" المقامة ضد الدكتور عصام خليفة، المشهود له بمناقبيته وكفاءته الأكاديمية، إلى المباحث الجنائية من غير أسباب جرمية تستوجب ذلك، الأمر الذي يثير الريبة حيال دوافع السلطة القضائية في هذه القضية، ويدفع إلى وضع ما حصل في خانة المحاولات المتكررة لكم الأفواه والتضييق على حرية الرأي والتعبير التي حفل بها عهد الرئيس ميشال عون.

رابعا- لا يستطيع "اللقاء" إلا التوقف عند إطلاق عهد التميمي من سجن الاحتلال في مقابل إعلان النظام السوري إعدام مجموعة من المعتقلين في سجونه من أبناء داريا قارب عددهم الألف، فيما هناك الألوف من السوريين المعتقلين لا يزال مصيرهم مجهولا.

يتمسك "لقاء سيدة الجبل" في هذا الصدد بحق الانسان، أي إنسان، في الحرية والحياة والكرامة".

 

مروان حمادة: إذا لم تتغير العقلية السائدة في الحكم فالبلاد ذاهبة إلى أيام صعبة

الإثنين 30 تموز 2018 /وطنية - أبدى وزير التربية النائب مروان حمادة في حديث لاذاعة "لبنان الحر" اليوم، "تشاؤما حيال ولادة قريبة للحكومة"، متمنيا أن "تكون الحكومة الجديدة أفضل من سابقتها".

واعتبر حمادة أنه "إذا لم تتغير العقلية السائدة في هذا الحكم فالبلاد ذاهبة إلى أيام صعبة"، مضيفا: "هناك معاناة طويلة في وزارة التربية إن كان معي أو مع وزراء آخرين، فقد عانينا من الإمبراطورية في مجلس الوزراء التي حاولت منع مراسيم تخص وزارات معينة منها الصحة والتربية". وشدد على أن "تاريخ الإتحاد العمالي العام مع رئيس الإتحاد بشارة الأسمر دخل عهدا جديدا، والإتحاد ركن أساسي من نهضة البلد". وأكد حمادة "مواصلة نضاله إلى جانب المعلمين المتعاقدين إن في الأساسي أو في التكميلي والثانوي والمهني والتقني وفي القطاعات الأخرى".

 

أين صارت التحقيقات في تزوير الشهادات؟

باسكال بطرس/المدن/الثلاثاء 31/07/2018/بعد توقيف عدد من العسكريين والمدنيين المتّهمين ببيع وشراء الإجازات الجامعية (ليسانس) المزورة بألفي دولار لعسكريين بهدف نيل الترقيات، أنهت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بإشراف النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود تحقيقاتها في الملف، وأحالت المعنيّين إلى القضاء المختص، فيما تواصل المخابرات ملاحقة سائر المتورّطين المتوارين عن الأنظار. وفي هذا السياق، أوضحت مصادر أمنية مطّلعة على مسار التحقيقات، لـ"المدن"، أنّ "المديرية أحالت 3 موقوفين عسكريين إلى القضاء العسكري، فيما أحالت 9 مدنيين إلى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان. وهم: مدير جامعة ع.ع، هـ.ع وهو العقل المدبّر الذي كان يتولّى التنسيق مع المدير، وع.ج، م.إ، س.ح، ح.ع، إ.ك، ع.ج، س.ح". وتشير المصادر إلى أن "الموقوفة ل.ع تركت بموجب سند إقامة ولكن رهن التحقيق، في وقت لا يزال 3 مدنيين فارّين وبحقّهم بلاغات بحث وتحرّ، وهم: ط.ج، ع.ع، وح.ز. الموجود خارج لبنان. علماً أن التوقيفات صادفت مع وجوده في زيارة خاصة إلى تركيا. ولما علم بأمر توقيف مدير الجامعة ونائبه، قرر عدم العودة إلى بيروت". ولفتت المصادر إلى أنّه "ستتم محاكمة جميع أفراد هذه الشبكة بجرم التزوير واستعمال المزوّر وذلك بموجب المواد 460/459"، كاشفة أنّ عقوبة هذه الجناية قد تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات. وفي انتظار التدابير التي ينتظر أن يتّخذها وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة لمعالجة قضايا التزوير في القطاع، تشدد مصادر وزارة التربية على أن "ملف الشهادات المزورة في غاية الخطورة، ولا يمكن أن نقبل أن يكون من يعمل في وظائف مهمة صاحب شهادة مزورة. لذلك، فإن الوزير حمادة عازم على الاستمرار في كشف هذا الملف وعدم الرضوخ لأي ضغوط، ونأمل أن يتابع خلفه هذه المهمة، وأن يسارع مجلس النواب لإقرار إنشاء الهيئة الوطنية لضمان الجودة في التعليم العالي، لوضع حدّ لهذه الفضيحة، لأنها قضية بلد وأمن وطني".

 

لبنان تحت الوصاية الإيرانية السورية: حل سياسي دبلوماسي؟

منير الربيع/المدن/الإثنين 30/07/2018

لبنان تحت الوصاية الإيرانية السورية: حل سياسي دبلوماسي؟ يرى حزب الله أن الانتصار في سوريا سينعكس انتصاراً في لبنان (عزيز طاهر)

في الزيارة التي أجراها وزير الصناعة حسين الحاج حسن إلى سوريا الأسبوع الماضي، يكون حزب الله قد أوصل الرسالة المتعددة الأوجه، وعنوانها الرئيس هو أن المسار من لبنان إلى سوريا سيتحول من عسكري إلى سياسي. أعطى وزير الحزب صورة بأن المرحلة تطوي حقبة المعارك العسكرية للحزب في سوريا، بمعزل عن بعض الجيوب والنقاط التي قد تحصل فيها اشتباكات أو مناوشات لزوم "التطهير". بالتالي، فإن القوافل العسكرية التي كانت تتنقل بين حدود البلدين، يجب الاستعاضة عنها بقوافل سياسية وحزمة قرارات وإجراءات من الواجب اتخاذها، لتعبيد الطريق إلى إعادة العلاقات السياسية بين البلدين. الرسالة واضحة، وقد بدأها الحزب عملياً، بينما حلفاؤها بدأوا التمهيد لها، من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي اعتبر أن العلاقات ستعود إلى طبيعتها، وصولاً إلى النائب طلال ارسلان. والأمر نفسه كرره المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يحسب كلامه أكثر من السياسيين باعتباره رجلاً أمنياً يمثّل الدولة اللبنانية. وأن يعلن أن العلاقات ستعود إلى طبيعتها فهو يمثّل رأي الدولة اللبنانية ككل ولا يمثّل رأياً سياسياً، خصوصاً أن الرجل هو مبعوث رئاسي إلى النظام في دمشق، ويتفاوض باسم رئيس الجمهورية والدولة بكليتها في ملف اللاجئين.

لن ينبت العشب على طريق المصنع، ولن يفلش الزفت في الجرود. الطريق واضحة بالنسبة إلى الحزب، وهو المسار الذي سيسلكه اللبنانيون شاؤوا أم أبوا. التحولات السياسية في المنطقة تحكم ذلك. وهذا ما أكده بيان كتلة الوفاء للمقاومة الأخير. في مقابل موقف الحزب، هناك في لبنان من يراهن على توسع الدور الدولي، والتضارب في المصالح والتفاهمات الروسية الإيرانية، فيتجنّب كأس الهزيمة. لذلك، لا يزال هذا الفريق على موقفه الرافض التنسيق مع النظام، والمتشدد في آلية تشكيل الحكومة. هنا تنقسم الآراء بين الطرفين، حزب الله يعلن الانتصار، وأن مسار الحل السياسي في سوريا قد بدأ، وهناك معادلات واضحة أصبحت مرسومة على الجميع الاقتناع بها، والسير على أساسها. في المقابل، الطرف الآخر لا يرى انتصاراً إيرانياً، ويعتبر أنه على المدى الطويل لا بد من تجاذب وبوادر خلاف روسي إيراني في سوريا، في ظل الضغط الدولي الكبير الممارس على إيران، وفي ظل رفض الإسرائيليين معادلة ابتعاد الإيرانيين عن جنوب سوريا نحو 100 كلم. ويستند هؤلاء إلى جملة مواقف، آخرها التصعيد الأميركي عبر العقوبات ضد طهران. وهذا يعني عدم الموافقة بأي شكل على بقائها أو بقاء نفوذها في سوريا. ومن ضمن ذلك التوترات في محيط مضيق باب المندب، بعد التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، ليخرج بعدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب معلناً ثقته بأنه سيصل في النهاية إلى حوار مع الإيرانيين. وعلى عكس قراءة البعض بأن إصرار حزب الله على الاهتمام بالتفاصيل واليوميات اللبنانية، هو لتوفير البديل من خروجه من سوريا، وتأمين حماية له في لبنان، بالسياسة وبالدستور. إلا أن وجهة نظر الحزب تبدو مختلفة، وهي أن الانتصار في سوريا سينعكس انتصاراً في الداخل اللبناني، على الرغم من أن الحزبيين يؤكدون أن قيادتهم لن تتعاطى بمنطق المنتصر والمهزوم، ولن تستثمر الانتصارات الخارجية في الداخل، لكن المعادلة ستكون وفق هذه الحسبة، والحزب سيبدي اهتماماً استراتيجياً بالمرحلة التي تلي الحلّ السياسي في سوريا. فهو لم يعد خائفاً على وجوده هناك، على الرغم من سحب كثير من قواته العسكرية إلى لبنان، إلا أن وجوده محفوظ سياسياً وشعبياً وحتّى تنظيمياً، من خلال تأسيسه حزب الله السوري المرتبط به ارتباطاً عضوياً.

الأولويات اللبنانية بالنسبة إلى الحزب تبدأ من مكافحة الفساد، إلى الخطّة الأمنية التي تنفّذ في البقاع، وتجلّت مؤخراً بعنف في بلدة الحمودية. وهذا ما يفسّره البعض بأن حزب الله يوصل رسالة إلى الجميع بأنه يريد الدولة، على قاعدة أن الغنم له والغرم عليها، وبما أنه لا يريد أن يتخذ إجراءات في وجه الأهالي، فهو يفضل منح الضوء الأخضر للجيش لتنفيذ عملياته وإرساء الأمن، أو مكافحة عمليات التهريب التي توسعت في السلسلة الشرقية، واستفزت القوات الروسية التي نفّذت انتشاراً وأقفلت المعابر، فيما توصلت بعدها مع حزب الله إلى تفاهم على ضبط الحدود من الجانب اللبناني. ما أعطى دفعاً كبيراً للجيش لتنفيذ عملياته. ووفق المعلومات فإن الحزب يعد لرزمة مشاريع تعاونية بين لبنان وسوريا، مالية وزراعية وصناعية وتجارية وكهربائية، لتنفذها في المرحلة المقبلة. وستكون عبارة عن تبادل خدماتي في مرحلة إعادة الإعمار وما بعدها. وهذا المسار من المفترض أن يبدأ بعد إنجاز تشكيل الحكومة. وسيتزامن مع جملة إجراءات على صعيد الداخل اللبناني، تتعلقّ بترسيم الحدود وحماية السلاح. أما بالنسبة إلى الموقف الدولي من نفوذ إيران وحزب الله في سوريا، فهناك من يتحدث عن أن الطريق إلى حلّه ستكون سياسية ودبلوماسية. وصحيح أن إسرائيل رفضت الابتعاد الإيراني بمسافة 100 كلم، لكنها أيضاً لن تكون قادرة على فرض إخراج إيران من سوريا، بل الشروط المفروضة حديثاً هي إقفال المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا، وإغلاق كل مصانع الأسلحة والصواريخ المتطورة والبعيدة المدى في سوريا، ووقف نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان. أي توافق من هذا النوع، سيضع لبنان تحت الوصاية الإيرانية السورية، كما وضعت سوريا تحت الوصاية الروسية بعد قمّة هلسنكي.

 

عون والحريري متوافقان على حكومة وحدة وطنية تستوعب الجميع وقادرة على القيام بالمطلوب منها

نفي لتدخل سعودي في تأليف الحكومة في لبنان وإشادة بدور البخاري وحرصه على تمتين العلاقات

بيروت ـ”السياسة/30 تموز/18/على وقع غياب أي مؤشر على ولادة قريبة للحكومة التي ما زالت أسيرة الشروط والشروط المضادة، وفي ضوء استبعاد عقد لقاء قريب بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل، ما يجعل الحكومة مستبعدة هذا الأسبوع، ردت أوساط مقربة من الرئيس الحريري، عبر “السياسة”، عما يتم تداوله عن توجه لتشكيل حكومة أمر واقع، بالتأكيد أن “الرئيس الحريري لن يشكل إلا حكومة وحدة وطنية، بصرف النظر عن الأعداد، لأن الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة، تتطلب وجود حكومة جامعة تضم أكبر عدد ممكن من القوى السياسية”، مشيرة إلى أن “هذا الأمر متفق عليه بين الرئيس الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون الذي يدعم الرئيس المكلف في الخطوات التي يقوم بها لتأليف الحكومة في وقت قريب”.وبالتوازي، أبلغت مصادر الرئاسة الاولى “السياسة”، أن “الحديث عن حكومة أكثرية سابق لأوانه، باعتبار أن التركيز منصب على قيام حكومة وحدة تستوعب الجميع وقادرة على القيام بما هو مطلوب منها، لناحية مواجهة الاستحقاقات التي تنتظرها”، مشيرة إلى أن “الرئيس المكلف يقوم بجهود حثيثة لإنجاز مهمته، على أمل تجاوز العقبات التي ما زالت قائمة في وقت قريب، دون تحديد مواعيد”، لكنها لفتت إلى أنه “إذا تعذر تشكيل حكومة وحدة، فلكل حادث حديث عندها”. وفي هذا السياق، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب فادي علامة، أن “تأخر تشكيل الحكومة ليس بالأمر المستغرب، ولكن الغريب أن يطالب رئيس الجمهورية بالثلث المعطل في الحكومة”، رافضا أن “تكون نية التعطيل هي الاولوية، وانما العمل كفريق واحد من اجل مصلحة البلد”.

وقال علامة، إن “التأخير في تشكيل الحكومة لا يزال ضمن الحدود المعقولة، وان البحث لا يزال في تثبيت الحصص، ولم يبلغ بعد مرحلة الأسماء”. إلى ذلك، أشادت مصادر نيابية في تيار “المستقبل” بمواقف رئيس البعثة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري، لناحية تأكيده أن بلاده تدعم الرئيس المكلف سعد الحريري في مهمته، وهي تتمنى تشكيل الحكومة، اليوم قبل الغد، مشددة لـ”السياسة”، على أن المملكة ومن خلال الدور المميز للبخاري في لبنان، تثبت كما في كل مرة أنها حريصة على استقرار لبنان وأمنه وسيادته، إلى جانب سائر دول مجلس التعاون الخليجي التي ما برحت تقدم للبنان كل الدعم الذي يريده. وكان الوزير البخاري، شدد في كلمة له، في ملتقى فنجان قهوة3، على أن السلاح غير الشرعي في لبنان، أدى إلى هلاك البلد وتدميره وتغييب منطق الدولة وسحق مؤسساته. وأكد رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية ايلي رزق، أن الدول الخليجية وخصوصا السعودية والإمارات لا تتدخل ولم تتدخل في عملية تشكيل الحكومة العتيدة. وقال رزق إن “هذه الدول الشقيقة على علاقة جيدة مع مختلف القوى السياسية والطوائف اللبنانية وتتمنى للبنان دولة وشعباً دوام الاستقرار والازدهار”، مضيفاً إن “جل ما تطلبه هو أن لا تقوم بعض القوى بالتدخل بشؤون دول الخليج بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، كما تتمنى أن لا يكون في لبنان أبواق إعلامية تتطاول على بعض القادة الخليجيين”. وأشار الى أن “ممثلي تلك الدول يؤكدون أهمية أن تكون هناك حكومة تمثل طموحات اللبنانيين”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مشروع قرار أميركي لمحاكمة ديبلوماسيين إيرانيين بتهمة تفجير مؤتمر المعارضة

السياسة/30 تموز/18/قدم نواب أميركيون مشروع قرار إلى لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس يدعو إلى العمل مع حلفاء أميركا الأوروبيين لتحديد الديبلوماسيين الإيرانيين الذين يقفون وراء محاولة تفجير المؤتمر السنوي العام للمعارضة الإيرانية في الخارج في باريس في 30 يونيو الماضي وتقديمهم إلى العدالة. وأشار مشروع القرار الذي سيناقشه الكونغرس خلال أيام، للتصويت عليه، إلى أنه نظرًا إلى دور ديبلوماسي النظام الإيراني أسد الله أسدي في سفارة بلاده في فيينا ورفاقه في ذلك المخطط الإرهابي، فمن الضروري أن يتم تقديمهم إلى المحاكمة.ودعم خطة من 10 نقاط لرئيسة المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية مريم رجوي، داعياً إلى الاعتراف بالمجلس بديلًا ديمقراطيًا من النظام الإيراني.ودان النص الذي نشرته جريدة “إيلاف” المخطط الإرهابي للنظام الإيراني ضد المواطنين الأميركيين والمشاركين الآخرين في تجمع “إيران الحرة 2018.. البديل” بباريس، والهجمات الإرهابية السابقة والحالية التي تدعمها الحكومة الإيرانية.وكانت النيابة الألمانية أعلنت أن القضاء قرر احتجاز أسد الله أسدي بتهمة التجسس والتواطؤ في ارتكاب جريمة قتل مشيرة إلى أنه كلف زوجين يعيشان في بلجيكا بتنفيذ هجوم بالمتفجرات على التجمع السنوي للإيرانيين المعارضين في باريس.

 

إيران: انهيار العملة يفجر إضرابات تشل طهران ومحافظات عدة

السياسة/30 تموز/18/استنفار أمني تحسباً لتظاهرات واستعدادت لإعدامات بحق "مفسدين في الأرض" طهران – وكالات: في وقت تستعد السلطات الإيرانية لتنفيذ أحكام بالإعدام بحق العشرات من المعتقلين الذين تتهمهم بـ”الإفساد في الأرض” في قضية التلاعب الاقتصادي في البلاد، بدأت أسواق مركزية في طهران وكرج وتبریز وشهرری والري ومدن أخری إضرابًا عن العمل، أمس، بالتزامن مع انهيار غير مسبوق تشهده قیمة‌ التومان “الريال” العملة الوطنية، والفوضی في حالة‌ الإقتصاد، ما أدى إلى انتشار أمني كثيف فيها ووضع القوات في حال تأهب قصوى. ونشر ناشطون مقاطع وصوراً تظهر حضور أعداد كبيرة من الشرطة وقوات الأمن الداخلي، وهي تطوق شوارع بازار طهران للحيلولة دون اندلاع تظاهرات كما حدث قبل أسابيع عدة كما أغلقت محلات أسواق سلطاني وزند وسوق صاغة الذهب في طهران أبوابها، إضافة إلى السوق المركزي في مدينة شهريار، جنوب محافظة طهران، وانضم سوق الذهب والمجوهرات في تبريز إلى الإضراب، كذلك شهدت مدينة بندر عباس جنوب إيران، وبازار مدينة رشت في الشمال إضراباً عاماً.وذكرت وكالة “تسنيم”، التابعة للحرس الثوري، أنه على ضوء الارتفاع المستمر للاضطرابات في أسواق العملات، داهمت قوات الأمن محلات الصيرفة وتجار العملات. وقال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مهدي عقبائي في تصريح لجريدة “إيلاف” الإلكترونية إنه بعد انهيار قيمة التومان، حيث تجاوزت قيمة كل دولار نحو 12 ألف تومان، تجمع حشد غفير من المواطنين في ساحة سبزه ميدان في طهران مساء أول من أمس، غير أنهم واجهوا هجومًا شنته قوات الشرطة ورجال الأمن، لكن في صباح أمس بدأ إضراب في أسواق طهران وكرج وتبریز وشهرري ومدن أخری، وأصبح موقف الشارع الإيراني متفجرًا. وأضاف إن الظروف الآن في سوق طهران ملتهبة، حيث تم إغلاق محال السوق الكبيرة وبله آهني ومحال بيع الذهب، مشيراً إلى أن ضباط قوات الشرطة، إضافة إلى تواجدهم في ساحة فرودسي وتقاطع إسطنبول، تمركزوا في سوق طهران الكبيرة، فيما تمركز سائقو الدراجات النارية التابعون لمكافحة الشغب في تقاطع شارع الجمهوية أمام مول علاء الدين، حتى يمنعوا بدء الاحتجاجات، وفي أصفهان شهدت سوق أبزار وسوق الآليات والماكينات إضرابًا أيضًا. وأوضح أنه في وقت تتوالى العقوبات الأميركية المتعاقبة، وفي حين يستمر هبوط قيمة العملة الإيرانية فإن هناك ارتفاعًا قياسيًا في سعر الدولار، حيث ارتفع من 98 ألف ريال إلى 112 ألف ريال. وتضاعفت قيمة الدولار ثلاثة أضعاف خلال عام واحد ففي سبتمبر العام 2017 كان يصرف كل دولار بحدود 3800 تومان، وبعد عام واحد تخطت قيمة الدولار حدود 10 آلاف تومان.ولفت عقبائي إلى أن “هذه الحالة القياسية لانهيار سوق العملات تأتي في وقت سحب قادة النظام الإيراني ثرواتهم وأرصدتهم من البنوك الإيرانية، ونقلوها إلى البنوك الأجنبية، لأنهم “اشتموا رائحة الانهيار الوشيك للنظام بسبب انتفاضة الشعب الإيراني، وحيث إن هذا هو اليوم الثامن لجولة جديدة من إضراب سائقي الشاحنات الثقيلة، كما إنه وفي كل يوم يمتد نطاق هذا الإضراب نحو التوسع، وفي الوقت الراهن فإن حالة سوق طهران ملتهبة بشكل شديد، والأوضاع في طهران وبقية المناطق انفجارية للغاية، وتبقى القوات الأمنية وقوات الشرطة أيضًا منتشرة في نقاط حساسة بطهران في حالة التأهب القصوى”.

أما البنك المركزي، الذي أقال الرئيس الإيراني حسن روحاني رئيسه في الأسبوع الماضي، بسبب فشله في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، وخاصة أزمة العملة، فقال في إعلان أثار السخرية إن “التطورات الأخيرة في سوق الصرف الأجنبي وسوق الذهب يرجع سببها بشكل أساسي إلى مؤامرة أعداء البلاد بهدف خلق اضطراب في الاقتصاد وتقويض حالة الهدوء النفسي للمواطنين”، فيما أكدت مصادر إيرانية أن الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تشهدها البلاد حاليًا هي نتيجة أعمال النهب والسرقات لمسؤولي النظام وقوات الحرس الثوري وتبديد أموال الشعب الإيراني في عمليات القمع والمشاريع النووية والصاروخية وإثارة الحروب الخارجية وتصدير الإرهاب والتطرف. في سياق متصل، اعتبر المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية حجة الإسلام غلام حسين محسني أجئي، في تصريح صحافي مساء أول من أمس، أن “الإفساد في الأرض” هي التهمة الموجهة إلى غالبية المعتقلين في قضية التلاعب بالنظام الاقتصادي في البلاد.

واشار إلى أنه جرى إستدعاء آخرين أيضًا، وسيتم إعتقالهم، مضيفاً إن هؤلاء الأفراد تمّت ملاحقتهم بسبب التلاعب في النظام النقدي والعملة الصعبة والإخلال بالنظام الاقتصادي في البلاد”.

 

التحالف العربي: إيران تواصل تهديد الملاحة في البحر الأحمر والمقاومة عزَّزت قواتها لتحرير زبيد

عدن وعواصم – وكالات السياسة/30 تموز/18/أكد المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، تركي المالكي، أن إيران تواصل تهديد الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر. وقال إن هناك 22 منفذا بريا وبحريا وجويا في اليمن ما زالت تعمل، مشددا على أن التحالف سيواصل الجهود لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر. وأكد أن الهدف من العمليات في اليمن هو إعادة الشرعية، مشيرا إلى أن هناك تجاهلا من الأمم المتحدة لانتهاكات ميليشيات الحوثي، التي فجرت محطة المياه في التحيتا، وتواصل تعطيل دخول سفن المساعدات. وألمح إلى أن الميليشيات الحوثية تتخذ المناطق المدنية مواقع عسكرية لهم، كما أن صعدة أصبحت نقطة لإطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية على السعودية، مشيرا إلى استمرار الانتهاكات الحوثية ضد اليمنيين بزرع الألغام في مناطق عدة، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه تم تدميرنحو 5000 لغم زرعتها الميليشيات الانقلابية. في غضون ذلك، تمكن الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي، من تحرير سلاسل جبلية ستراتيجية، ضمن عملية عسكرية واسعة أطلقها نحو مركز مديرية برط في محافظة الجوف. وقال قائد لواء الحسم في الجيش اليمني هادي حمران الجعيدي، إن قوات الجيش تمكنت من تحرير سلسله جبال المرحة والعجماء والمصامة والخيالة والعشاش بمديرية برط ، بعد أن استكملت تأمين سلسلة جبال الأمهور، مضيفا أن الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية ومادية كبيرة، خلال المعارك ، وسط فرار لعناصرهم. وأعلن الجيش مقتل وإصابة نحو 86 عنصرًا من مليشيا الحوثي الإنقلابية، في ‏معارك مديرية الملاجم التابعة لمحافظة البيضاء.‏

وشنت قوات الجيش هجوماً سريعاً وخاطفاً على مواقع الميليشيات الحوثية من اتجاهين مختلفين في صعدة، وباتت على مقربة من “مركز دار الحديث” في المدينة. وقال قائد لواء 151 مشاة رداد الهاشمي، أن الهجوم المزدوج تمثل في تقدم كتائب قتالية في اتجاه منطقة البقع شرق محافظة صعدة، وتقدم كتائب أخرى باتجاه مركز مديرية كتاف وسيطرتها على وادي الخراشب ووادي السوائل وصولاً إلى السيطرة على سلسلة جبال الرصيفات المطلة على السائلة، وعلى وادي آل بو جبارة ومركز دار الحديث للعلوم الشرعية الذي أصبح تحت السيطرة النارية لقوات الجيش اليمني.

من جانبها، دفعت قوات المقاومة اليمنية المشتركة بمزيد من التعزيزات إلى محافظة الحديدة، وذلك في إطار استعداداتها لتحرير مدينة زبيد، حيث تتمركز حاليا على مشارف زبيد تأهبا لمعركة كبرى لتحرير المدينة. في السياق ذاته، قصفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية تجمعات ومواقع تمركز لمليشيات الحوثي في الدريهمي وأطراف الحديدة، فيما تشهد المليشيات انهيارات وهزائم متتالية، أمام المقاومة اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف في جبهة الساحل الغربي. على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون رئيس الاستخبارات في مطار عدن الدولي، ناصر مقيريح، أثناء مروره بحي اكتوبر بمديرية خور مكسر، بمدينة عدن. إلى ذلك، وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، خلال لقائه رئيس وأعضاء الغرفة ‏التجارية والصناعية بمحافظة عدن، ‏بتشكيل مجلس اقتصادي من الحكومة وممثلين عن الغرف ‏التجارية والصناعية.

 

طهران تنفي قيادة بن علوي وساطة مع إدارة ترامب

طهران – وكالات السياسة/30 تموز/18/نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس، أن تكون طهران كلفت وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي القيام بدور الوسيط مع إدارة ترامب لتخفيف حدة التوترات بين البلدين.وقال قاسمي، خلال مؤتمر صحافي “لا يمكن التفاوض مع الإدارة الأميركية الحالية، ولن يكون هناك بالتأكيد أي إمكانية للحوار مع واشنطن، وقد أظهرت أنها غير موثوقة وليست جانبا مأمونا لأي شيء”. وردًا على سؤال حول زيارة يوسف بن علوي إلى واشنطن للتوسط بين إيران والولايات المتحدة، قال قاسمي: “لا أعرف مضمون المحادثات وأغراض سفر السيد يوسف بن علوي إلى الولايات المتحدة”، مضيفاً إن “علاقتنا مع عمان مستمرة ومتواصلة، ونحن على اتصال دائم”. وبشأن حزمة المقترحات المقدمة من قبل مجموعة “4+1” إلى إيران، قال “هناك اتصالات دائمة بيننا وبين الأوروبيين وتفاؤلات قائمة، وعلى العموم هنالك مؤشرات إيجابية، وقد تم اتخاذ خطوات إلى الأمام. وستجري متابعة التفاصيل المتبقية في المحادثات بين وفود الخبراء”. وحول الدعوات الأميركية لتغيير النظام اعتبر هذا الكلام “عبثي ساذج ولن يتحقق”. وكان موقع “ديبكا” الإسرائيلي كشف أن إيران وأميركا بصدد فتح حوار غير مباشر، بوساطة دولة عربية، للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وذكر الموقع، في تقرير نشره أمس، أن “المرشد الإيراني علي خامنئي أمر في بداية الشهر الجاري ببحث شروط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للتوصل إلى صفقة نووية جديدة، تجنب إيران العقوبات إثر قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق الحالي”. وأشار الموقع إلى أن “بن علوي التقى ظريف في بداية الشهر الحالي، ونقل لماتيس رغبة (المرشد الأعلى علي) خامنئي بقيام مسقط بدور الوسيط بين واشنطن وطهران”، مؤكداً أن “واشنطن وطهران تستعدان للدخول في مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، وإنه سيكشف مزيداً من التفاصيل حول هذه المفاوضات، في تقرير ينشره الجمعة المقبل”.

 

لا اتفاق في سوتشي بشأن إدلب

سوتشي (روسيا)- وكالات السياسة/30 تموز/18/نفى مصدر مشارك في مفاوضات الأزمة السورية، التي انطلقت في مدينة سوتشي الروسية أمس، إمكان التوصل إلى أي اتفاق في شأن قضية إدلب، أكبر معقل للفصائل المسلحة في البلاد. وقال المصدر المنضوي ضمن أحد الوفود المشاركة في الدورة العاشرة من المفاوضات بصيغة “أستانا”، في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية، إن “فرص التوصل إلى اتفاق بخصوص إدلب ضعيفة، بسبب قلة تمثيل المعارضة عموماً، وغياب المعارضين المدعومين من تركيا خصوصاً، ضمن المحادثات الجارية. وكان الرئيس السوري بشار الأسد، شدد في حديث إلى وسائل الإعلام الروسية الخميس الماضي، على أن استعادة إدلب “تشكل إحدى أهم الأولويات للجيش السوري في عملياته القتالية”. من جانبه، أشار رئيس “هيئة التفاوض” السورية المعارضة نصر الحريري، في حديث لـ”فرانس برس”، إلى أن المعارضة “تعوّل على الضمانة التركية بمنع معركة عسكرية في إدلب”.

 

تحرير إدلب يبدأ في أغسطس… وفصائل الشمال تحشد 75 ألفاً للدفاع عنها وآلاف السوريين شرعوا في مغادرتها بعد إعلان الأسد أن تطهيرها من الإرهاب "أولوية"

بيروت، عواصم- وكالات السياسة/30 تموز/18/ما إن أعلن الرئيس السوري بشّار الأسد “قرب تحرير” محافظة إدلب، حتى شرع الآلاف من سكانها في مغادرتها، عبر ممر تشرف عليه قوات روسية في قرية أبوالظهور، فيما انبرت فصائل المعارضة المسلحة في الشمال السوري إلى تشكيل “جيش جديد” لمواجهة القوات الحكومية، العازمة، فيما يبدو، على التوجّه إلى إدلب فور إنجازها مهامها القتالية في محافظة درعا الجنوبية، حيث تشير المعطيات الميدانية إلى أن مسألة حسمها لن تتجاوز “الأيام القليلة المقبلة”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصدر وصفته بـ”الرفيع المستوى” في المعارضة السورية. ويشرف مختصّون روس على مركز استقبال وتوزيع وإقامة النازحين من إدلب، ويساعدونهم على استعادة وثائقهم الشخصية، فيما يقوم أطباء عسكريون روس أيضاً بإجراء فحوص طبية لمن يحتاجها منهم. وقال رئيس المركز العقيد أوليغ دميانينكو: “نحن نتعاون مع الإدارة المحلية في المحافظة، من أجل تشكيل لجنة تتعامل مع عودة اللاجئين بعد التحقق من وثائقهم الشخصية”، موضحاً أن “الكثير من الناس هناك حُرقت وثائقهم الشخصية وممتلكاتهم خلال القتال”. وأضاف العقيد دميانينكو، في تصريح بثته وكالة “نوفوستي” الروسية أمس: “يجري فحص جميع النازحين وفق قواعد بيانات سورية، وتحديد أولئك الذين لديهم مشكلات مع القانون، وقبل الشروع في الحركة على طول الممر الإنساني، يتم فحص كل شخص بعناية بحثاً عن الأسلحة والمتفجرات، لأن حيازتها محظورة”. واستولى مسلحو “جبهة النصرة”، الفرع السوري لـ”تنظيم القاعدة” الإرهابي، على محافظة إدلب عام 2015. وبموجب شروط اتفاقات عدة لفتح ممرات إنسانية، تم إخراج مسلحي الجماعات المتطرفة الذين رفضوا المصالحة وتسويّة أوضاعهم مع الحكومة السورية، من حلب وحمص وغوطة دمشق الشرقية، إلى محافظة إدلب. كذلك يجري راهناً نقل مسلحين يرفضون المصالحة من درعا والقنيطرة إلى تلك المنطقة.

وكان الرئيس السوري قال، خلال مقابلة مع صحافيين روس في 26 يوليو، إن محافظة إدلب ومواقع أخرى للإرهابيين ستصبح أهدافاً ذات أولوية لعمليات وتحركات القوات السورية في المستقبل القريب، بهدف تحريرها من فلول الإرهاب وزمر المسلحين. على الجبهة المقابلة، كشف مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أمس، أن فصائلها المسلحة في الشمال السوري شرعت في تشكيل “جيش جديد” لمواجهة الجيش السوري، الذي يستعد للتوجه إلى إدلب بعد انتهاء معارك محافظة درعا “خلال الأيام القليلة المقبلة”، بحسب الوكالة.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: “توحّدت فصائل المعارضة، وأبرزها (جبهة تحرير سورية) و(هيئة تحرير الشام) و(الجبهة الوطنية) و(جيش الإسلام) و(جيش إدلب الحر) في تشكيل جيش جديد، أطلق عليه اسم (جيش الفتح)”. وأضاف أن التشكيل الجديد “يزيد عدد مقاتليه على 75 ألف شخص، ويهدف للتصدي للقوات الحكومية، التي بدأت تحشد قواتها باتجاه المنطقة من محاور ريفيّ حلب الجنوبي والغربي، وريف إدلب الغربي، وريف اللاذقية (…) وقد تم تحديد مهام كل جبهة من الجبهات”، مشيراً إلى أن “عملية التحضير لتشكيل (جيش الفتح) بدأت منذ أشهر، وعُقدت اجتماعات مكثفة لتحديد الأطر العامة للتشكيل الجديد والمهام التي ستوكل إلى قياداته”. وأوضح المصدر أن “معظم مقاتلي الفصائل، التي غادرت حمص والغوطة الشرقية وريف دمشق ودرعا، تم ضمّهم إلى الجيش الجديد”، متوقعاً أن “تبدأ العمليات العسكرية قبل نهاية أغسطس المقبل”، وذلك بعد خروج أهالي بلدتي كفريا والفوعة من ريف إدلب، وبدء القوات الحكومية بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى شمالي سورية وغربها. من جانب آخر، كشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أمس، أن تنظيم “داعش” الإرهابي “خطف 36 امرأة وطفلاً على الأقل” من محافظة السويداء جنوب سورية، خلال الهجوم الذي شنه عليها الأربعاء الماضي وأوقع أكثر من 250 قتيلاً. ونقلت “فرانس برس” عن مدير “المرصد” رامي عبدالرحمن، أمس أن التنظيم “أربع نساء من المخطوفين الـ36 تمكَّنَّ من الفرار في وقت لاحق، فيما عثر على جثتي امرأتين أخريين، إحداهما مصابة بطلق ناري في رأسها والثانية مسنة، قد تكون توفيت من التعب خلال سيرها”.

 

أرقام رسمية عراقية: 700 مليار دولار التهمها الفساد

بغداد – وكالات السياسة/30 تموز/18/ فيما تتصاعد التظاهرات في محافظات وسط وجنوب العراق احتجاجا على الفساد والبطالة وتردي الخدمات وتحولها إلى اعتصامات مفتوحة حتى تحقيق مطالبها، كشف النقاب في بغداد أمس، أن مدخولات العراق من العملة الصعبة بين العامين 2005 و2017 قد تجاوزت 700 مليار دولار لكنها لم تنعكس على تحسين الأمن والخدمات العامة نتيجة الفساد المالي والاداري. وذكر تقرير مطابقة لمقبوضات الحكومة من العملة الأجنبية وأبواب انفاقها بين 2005 و2017 أصدره البنك المركز العراقي، أمس، أنه منذ العام 2003 وحتى وقت قريب شهد الاقتصاد ارتفاعاً في الموارد النفطية رافقه ارتفاع أسعار النفط العالمية وصلت على إثرها أرقام الموازنات العامة إلى مبالغ عالية طيلة السنوات الماضية، مشيراً إلى أن كل هذه الايرادات الضخمة لم تُحسن مستوى الأمن والخدمات وفرص العمل بسبب الفساد المالي والإداري وارتفاع مؤشر خط الفقر والبطالة. وأوضح أنه على أساس هذا الارتفاع يدور في أوساط المختصين والمهتمين نقاش واسع حول هذه الايرادات الدولارية الكبيرة وماهو حجمها وكيف تم التصرف بها وأبواب إنفاقها، في وقت تصدر بين فترة وأخرى بيانات مضللة مبنية على معلومات غير دقيقة تسيء لسمعة العراق. ولفت إلى أن “إجمالي مقبوضات وزارة المالية من العملة الأجنبية خلال السنوات 2005-2017 بلغ 706.23 مليارات دولار أميركي وبلغ مقدار ما أنفق منها 703.11 مليارات دولار أي مانسبته 99.5 في المئة من حجم الايراد الكلي والمتبقي كما في نهاية العام 2017 نُقل إلى رصيد افتتاحي لحساب وزارة المالية في بداية العام 2018”.

وأضاف إن “هذا الإنفاق توزع على أبواب مختلفة أهمها ما تقوم وزارة المالية بإنفاقه في الموازنة العامة، حيث بلغ خلال السنوات 2005-2017 ما يقرب من 488.6 مليار دولار (69.5 في المئة من اجمالي الانفاق) تليه إستيرادات الحكومات العراقية للمدة نفسها والتي تتم عن طريق المصرف العراقي للتجارة بمبلغ 156.9 مليار دولار (22.3 في المئة) ومن ثم نفقات تسديد مستحقات مقاولين عقود الخدمة النفطية والمدفوعات العسكرية والبالغة 41.5 مليار دولار، (5.9 في المئة)، أما المتبقي (2.3 في المئة من الانفاق الكلي) فوجه لتسديد دفعات ديون العراق وغيرها من النفقات الأخرى. ويأتي التقرير فيما تحولت التظاهرات في المحافظات الجنوبية العراقية إلى اعتصامات مفتوحة أمام مقرات الشركات النفطية والحكومات المحلية، للضغط على تنفيذ مطالب المحتجين.

 

إسرائيل ترصد 1.3 مليون دولار لإقامة مشروع استيطاني بالقدس والاحتلال اعتقل أربعة صحافيين وسط تنديد دولي بمواصلة احتجازه متضامني سفينة "عودة" لكسر حصار غزة

رام الله وعواصم – وكالات السياسة/30 تموز/18/رصدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 1.3 مليون دولار، لإقامة مشروع استيطاني في بلدة سلوان بالقدس، تحت مسمى مركز تراث يهود اليمن، في خطوة أخرى لتعزيز الاستيطان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك. وذكر مركز معلومات وادي حلوة ولجنة حي بطن الهوى في بلدة سلوان في بيان مشترك أمس، أن سلطات الاحتلال وجمعية “عطيرت كوهينم الاستيطانية” ستتفتح غدا المشروع الاستيطاني في عقار أبو ناب في حي بطن الهوى-الحارة الوسطى، كان في أواخر القرن التاسع عشر كنيساً ليهود اليمن.

ودانت الخارجية الفلسطينية الخطوة، منددة بمواصلة تغول الاحتلال الاستيطاني التهويدي في طول وعرض الأرض الفلسطينية المحتلة عامةً، وفي الأغوار والقدس الشرقية المحتلة بشكلٍ خاص، ومستنكرة رصد ملايين الدولارات لتنفيذ المشروع الاستيطاني الجديد، بمشاركة جمعيات إستيطانية تهويدية مختلفة وبقيادة وزراء من الحكومة الإسرائيلية لإقامة “مركز تراث” مزعوم. على صعيد متصل، أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين فتوى، بتحريم المشاركة ترشحا أو انتخابا في انتخابات بلدية الاحتلال في القدس المحتلة المزمعة. وفيما اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس، 20 فلسطينيا بالضفة الغربية المحتلة، بينهم مدير مكتب قناة القدس الفضائية علاء الريماوي، والمصور الصحافي حسني إنجاص والصحافيين محمد علوان وقتيبة حمدان، نددت وزارة الاعلام الفلسطينية بالاعتقال واعتبرته استمرارا للعدوان المفتوح على المؤسسات الإعلامية، بينما وصفته نقابة الصحافيين الفلسطينيين بأنه جريمة تضاف لسلسلة جرائم الاحتلال بحق الصحافة الفلسطينية. وتواصل التنديد الدولي والفلسطيني باعتراض الاحتلال لسفينة كسر الحصار “عودة” المتجهة نحو قطاع غزة واقتيادها إلى ميناء أسدود، حيث طالبت ماليزيا الاحتلال الاسرائيلي بالإفراج الفوري عن جميع الناشطين على متن السفينة، مستنكرة احتجاز السفينة التي كانت تحمل إمدادات طبية للفلسطينيين في قطاع غزة، بينما أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن جيش الاحتلال ما يزال يعتقل عشرين متضامنا كانوا على متن السفينة، فيما أطلق سراح متضامنين إسرائيليين بكفالة مالية، واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتراض السفينة، قرصنة احتلالية جديدة تندرج في سياق الإرهاب المنظم، واستنكر مجلس العلاقات الدولية، الصمت الدولي تجاه تغول الاحتلال وقيامه بمنع وصول أي سفينة تحاول كسر الحصار المفروض على غزة منذ 12 عاما. على صعيد آخر، دعت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار إلى مواجهة الإجراءات التعسفية التي تتخذها إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بحق المواطنين وخدمات اللاجئين، من خلال المشاركة في فعالية اليوم أمام مقر الوكالة بغزة، مؤكدة استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي والسلمي على حدود قطاع غزة. من جانبه، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تيسير خالد، “الأونروا” للتراجع عن قراراتها الجائرة، بوقف عقود التوظيف وتقليص عدد الموظفين والتلويح بدمج مدارس وعيادات وغيرها من الخدمات.

 

وفد “حماس” يبحث في تطورات المصالحة مع المسؤولين المصريين

غزة – د ب أ: السياسة/30 تموز/18/قال مصدر في حركة “حماس” إن وفدا من قادتها غادر أمس إلى مصر للقاء مسؤولين فيها. وذكر المصدر أن الوفد الذي غادر غزة عبر معبر رفح مع مصر، يضم عضوي المكتب السياسي للحركة خليل الحية وروحي مشتهى، وسيلتقي مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية. ولم تصدر الحركة تعليقا رسميا حتى الآن عن مغادرة الوفد الذي ستتزامن زيارته مع زيارة لوفد من حركة “فتح” بدأت أول من أمس، لبحث ملف المصالحة الفلسطينية. وسبق أن أعلنت حركة “حماس” قبل أسبوعين، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ مدير المخابرات المصرية عباس كامل، موافقة الحركة على ورقة مصرية بلورتها القاهرة لتطبيق المصالحة.ورعت مصر في أكتوبر الماضي اتفاقا بين حركتي “فتح” و”حماس”، لتسليم إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، لكن استمرار الخلافات بين الحركتين حال دون تحقيق تقدم. وكان اللواء عباس كامل أجرى زيارة إلى واشنطن مؤخرا، وقالت مصادر مصرية إن الوضع الإنساني المتردي في غزة كان ضمن محادثاته مع المسؤولين الأميركيين.

 

فيلق فجر يسفك دماء الشعبين الإيراني والسوري ويحاول تضليل الرأي العام بانتصارات وهمية

السياسة/30 تموز/18/خلال الحرب في سورية استفاد النظام الإيراني من القوات التابعة لفيلق بدرمن أجل قتل الشعب السوري، حيث أن نفس هذه القوات كانت تقمع وتقتل الشعب الايراني. على سبيل المثال، العميد الحرسي حسين همداني الذي تولى منصب قيادة قمع أهالي طهران في انتفاضة 2009 ومنذ العام 2011 تم ارساله لقمع الشعب السوري، وتولى منصب قائد قوات الفيلق في الحرب السورية حتى اكتوبر 2015. تؤكد مصادر المقاومة‌ الإيرانية‌ في الداخل دور فيلق منطقة فارس التابع لقوات الحرس في قمع أهالي كازرون في ايران، وكذلك في قتل الشعب السوري. وقد تم تنظيم بنية قوات الحرس من أجل الحرب منذ البداية على أساس الفيالق والألوية العسكرية، وتم تغيير تنظيمها في العام 2008 بهدف قمع انتفاضة الشعب الايراني. تم تخصيص فيلق لكل منطقة ايرانية ،وتركز وجود الألوية والفرق والفيالق العسكرية في نفس المناطق. واستفادت قوات الحرس من كلمة “فيلق” لتسميه قوة كل منطقة ،حيث أن تعداد قوات ذالك الفيلق أقل بكثير من تعداد القوى الكلاسيكية للفيلق العسكري في الواقع. اما انتفاضة شعب كازرون التي وصلت إلى ذروتها في مايو 2018 واستمرت لمدة ثلاثة أيام فقد تم قمعها من قبل القوات التابعة لفيلق فجر، إلى جانب بقية الاجهزة القمعية، واستشهد ثلاثة من أهالي مدينة كازرون على ايدي القوات القمعية للفيلق والقوات العسكرية وجرح العشرات، وتم اعتقال المئات من قبل القوات القمعية. هذه الانتفاضة كانت الأكبر على مستوى البلاد بعد انتفاضة ديسمبر 2017. تعتبر مدينة كازرون ثاني أكبر مدن منطقة فارس من حيث عدد السكان بعد شيراز ،ويعيش فيها أكثر من 140 الف نسمة. وفقا للتقارير من داخل النظام، مع وصول انتفاضة أهالي كازرون إلى ذروتها في 16 مايو 2018 شارك العميد الحرسي ابو الفضل جزني نائب قائد فيلق فجر فارس في اجتماع مجلس تأمين مدينة كازرون برفقة نائب رئيس استخبارات فيلق المنطقة ،وتولى مسؤولية السيطرة الامنية في المدينة. وعقد أول اجتماع بحضور عدد من المسؤوليين الأمنيين القمعيين في كازرون. وفقا لأوامر ابي الفضل جزني ،دخلت القوات القمعية للفيلق والقوات الامنية من المدن الاخرى مدينة كازرون. قوات الفيلق دخلت المدينة من دون لباس رسمي وبشكل خفي. وكان المحتجون قد سيطروا على معظم نقاط المدينة، وكانوا ينادون بشعارات ضد الولي الفقيه خامنئي. وجاء في أحد التقارير من داخل النظام ما يلي : “مجاهدو خلق اخترقوا وأثروا في داخل هؤلاء الشباب وهم يتولون تنظيم وادارة هذه الاحتجاجات. الهدف ليس فصل مدينة كازرون أبدا. الهدف هو القيادة والنظام. هؤلاء ينادون بشعارات اسقاط النظام علنا”.

يوم الجمعة 18 مايو استقر هاشم غياثي قائد فيلق فجر فارس برفقة بقية قيادات فيلق هذه المنطقة في مدينة كازرون ، وقرروا شن حملة عسكرية على الاحتجاجات السليمة وتم قمعها بالقوة.

اما وجود اللواءين التابعين لقوات فيلق فجر فارس في سورية بشكل ثابت فقد تم منذ عام واحد، ويعتبران من أهم الوحدات الأساسية للفيلق في الحرب السورية. أحد هذه الألوية كان لواء‌ مغاوير الفرقة 19 التابع لفيلق فجر فارس.

وقد سلم الجيش السوري في سبتمبر 2014 ثكنة الشيباني التابعة للحرس الجمهوري السوري للواء مغاوير الفرقة، 19 الذي كان في البداية قسما من القوات اللوجستية في هذه الفرقة ،ذهب إلى تلك الثكنة من أجل الاستعداد، ومنذ فبراير 2015 استقر هذا اللواء هناك. وتم نقل 2000 شخص من قوات فيلق فجر فارس إلى هذه الثكنة. وأطلقت قوات الحرس على هذه الثكنة اسم ثكنة الامام حسين. كانت مهمة لواء مغاوير الفرقة 19 فجر حماية قصرالرئيس السوري، ومنع قوات الجيش السوري الحر التي كانت موجودة في مدينة الزبداني من الوصول اليه. هذا اللواء استقر في ذلك المكان تحت عنوان قوات احتياط وكان لها دور أساسي في حماية السلطة. وتم ارسال كتائب هذا اللواء لتنفيذ عمليات عسكرية في نقاط مختلفة من سورية. قائد هذه الثكنة كان العقيد الحرسي رستغار مقدم ،الذي كان نائبا لقائد لواء مغاوير الفرقة 19 فجر والذي كان موجودا في سورية.

جميع قادة وقوات لواء مغاويرهذه الفرقة تواجدوا جميعهم في سورية لأكثر من عامين وبشكل ثابت، وشاركوا في الحروب السورية المختلفة. وفقا لخطة الفيلق فان القوات المتمركزة في سورية بعد دورة لمدة شهر ونصف حتى الشهرين اعيدت إلى ايران وتم استبدالها بقوات اخرى ،وبعد إجازة لمدة اسبوعين ستتم اعادتهم مجددا إلى سورية. كما شاركت قوات هذه الفرقة في الحرب بمنطقة خان طومان في حلب.

وكذلك شاركت في الحرب بحماة، بالتزامن مع الهجمة الكيميائية على خان شيخون، وتكبدت خسائر فادحة فيها. ومن بين القتلى العميد الحرسي عبد الله خشنود، أحد قادة الاستخبارات والعمليات العسكرية الذين قتلوا في ريف حماة. والحرسي ابو ذر فرحبخش الذي قتل في حماة نقلت جثته إلى ايران في 31 مارس 2017 الحرسي، وقدرت عبد الله عبودي ونقلت جثته إلى ايران في نفس التاريخ. وجاء في بعض التقارير الداخلية للنظام: لقد تسبب قتلى ومعاقو الحرب بالكثير من المشكلات للجيش. في الوقت الحالي هناك عدد كبير من المعاقين الذين تصل نسبة اعاقتهم فوق ال 70 بالمئة. معظم هؤلاء من قوات الباسيج الذين تم تطويعهم في هذا الجيش. اما لواء مغاوير الفرقة 19 التابع لفيلق فجر فارس فقدعاد إلى ايران في 2 مايو 2017 بسبب الخسائر العالية التي تلقاها في الحرب السورية.

في محافظة فارس ووفقا لتقارير النظام العلنية، يوجد300 الف لاجئ افغاني وباكستاني. وقد دأب فيلق فجر فارس على الارسال الممنهج للاجئين الافغان والباكستانيين إلى الحرب السورية وتم تنظيم مكتب خاص من أجل التسجيل وارسال القوات الافغانية في مدينة شيراز لهذا الهدف. وبسبب الخسائر الكبيرة لقوات هذا الفيلق في سوري خصص الفيلق قسما في أحد مستشفيات شيراز لمصابي الحرب السورية. وبسبب الخسائر الكبيرة التي تلقتها قوات الفرقة 19 التابعة لفيلق فجر فارس في سورية، وتزايد الغضب الشديد بين عوائل القتلى، نظم الفيلق عروضا مختلفة لعوائل القتلى من خلال وسائل الإعلام التابعة للنظام، وأطلقت الفرقة في شيراز عرضا لعملية عسكرية من عمليات الفيلق في محافظة حماة السورية في سبتمبر 2017. وجاء في تقارير احد مواقع النظام حول هذه المراسم: الأطفال الشيرازيون في حديقة جنت و بمناسبة اسبوع الدفاع المقدس يسترجعون ويعيدون بناء تفاصيل عمليات تحرير هضبات شيحة في محافظة حماة السورية التي تم تحريرها على يد كتيبة الفاتحين التابعة للفرقة 19 من فيلق فجر فارس. تلك الصور تصف بوضوح حرج الفيلق وحجم بؤس النظام باعتباره فشلاً ذريعا لهم في تبرير موت آبائهم في الحرب السورية . جدير بالذكر بأن المقاومة‌ الإيرانية‌ كشفت في‌ وقت سابق خلال مؤتمر صحفي‌ أن النظام الإيراني كان قد نشر 70 ألفا من عناصره لحد يوليو 2016 في سوريا كما أكدت ان طهران استنزفت 100 ملياردولار في الحرب الأهلية السورية خلال السنوات الماضية وكذلك دفعت ملياردولار كرواتب للعملاء والمليشيات التابعة لقوات الحرس ممن استخدمتهم في سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقاء الحريري - باسيل ليس «مفتاح» الحكومة

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 31 تموز 2018

على مدى أيام تمّ التحضير لاحتفال عيد الجيش غداً في الفياضية في حضور الرؤساء االثلاثة، من دون الأخذ في الاعتبار أيّ طارئ من خارج السياق كولادة الحكومة في اللحظات الأخيرة.

في الأيام الماضية عمّم القصر الجمهوري، و«بيت الوسط»، بثّ مناخات التفاؤل الى حدّ التبشير بإمكانية ولادة الحكومة قبل عيد الجيش. ولكن في الكواليس المغلقة كانت الأجواء تُنذر بالأسوأ.

يقف الرئيس سعد الحريري غداً الى يسار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بصفته رئيساً مكلّفاً ورئيس حكومة تصريف أعمال، في موقع العاجز عن التأليف بعد مرور شهرين وأسبوع على التكليف. خلفه 29 وزيراً، أقلّ من ثلثهم حجز مُبكراً عودته الى صفوف حكومة العهد الثانية، والبقية تتوزّع بين مَن يستعدّ للعودة الى المنزل، وبين مَن يبقى مصيرُه معلّقاً بيد أصحاب القرار.

مفارقة كبيرة تحكم هذا المشهد. في مهلة ثلاثة أسابيع فقط يقدّم الحريري إستقالته من الحكومة من الرياض، يتحوّل بعدها القصر الجمهوري «غرفة عمليات» تستنفر عواصم دول العالم على رأسها فرنسا، ينتقل الحريري من الرياض الى باريس ثمّ القاهرة فقبرص ليغطّ صباح 22 تشرين الثاني 2017 في بيروت، ويتوجّه موكبُه مباشرة نحو جادة شفيق الوزان للمشاركة في حضور العرض العسكري لمناسبة عيد الاستقلال. في مدّة ثلاثة أسابيع فقط يكتب للحريري عمراً سياسياً جديداً يتهدّده اليوم، بعد ثمانية أشهر على قطوع الرياض، «خطر» إحالة مبكرة للحريري مرة أخرى على التقاعد!

يبدو اليوم، وأصعب ربما من «نكسة» الاستقالة المفاجئة. الملفت أنّ نظريّتين متناقضتين تحكمان هذا الواقع: الأولى تحمّل الحريري مسؤولية «تعطيل» ولادة حكومته لمجرد عدم الحسم و«إنتظار كلمة السر». يذهب مروّجو هذه النظرية الى الحدّ الأقصى بقراءة المشهد عبر القول «ثمّة دولة خليجية تعمل ليل نهار لإسقاط عهد ميشال عون باكراً، وحكومة الحريري هي الممرّ الإلزامي لهذا المخطّط». الثانية تحمّل عون وباسيل مسؤولية تكبيل الرئيس المكلّف وصولاً الى خيار إزاحته ودفعه الى الاعتذار»! غداً، لن يطول إحتفال عيد الجيش كثيراً. عدد الضباط المتخرّجين الذين سيتولّى رئيس الجمهورية تقليدَهم السيوف هو 35 ضابطاً فقط، فيما بلغ العدد العام الماضي 226 ضابطاً. لكنّ الوقت سيكون كافياً للقاء عابر على الواقف بين الحريري وباسيل كـ «بدل ضائع» عن لقاء منتظر بين الرجلين يجزم كثيرون بأنّ حصوله قد لا يشكّل بالضرورة مفتاحاً لولادة الحكومة طالما أنّ السقوف العالية لا تزال تتحكّم بمسار التأليف.

وفق المعلومات، العلاقة بين باسيل والحريري ليست بالسوء الذي يصوّره البعض. صحيح أنّ اللقاء العلني بينهما صار حدَثاً في حدّ ذاته، وأنّ التواصل لا يشبه أبداً بدايات «التنسيق والتعاون» لتكريس التسوية الرئاسية، لكن غالباً ما يرنّ هاتف وزير الخارجية ليكون الحريري على الخط الآخر. تماماً كما يمكن أن يبادر باسيل الى الاتّصال حين يرى ضرورة لذلك، كما يتبادل الرجلان، وفق معارفهما، رسائل مختصرة عبر الـ»واتساب». ما يحدث عملياً، أنّ باسيل وخلال زيارته لواشنطن تلقّى باستياء تكريس «جوٍّ معادٍ» يكاد يُحمِّله وحده مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة، وهذا ما دفعه عند العودة الى إطلاق موقف واضح «قلنا ما لدينا، وصلاحية التأليف لدى رئيس الحكومة المكلّف». إستمرّ المناخ السلبي، وفق مصادر باسيل، بتحويل خطابه في اليمونة شروطاً مفروضة على الآخرين، بالتأكيد أنّ «وزراتي الطاقة والخارجية ستبقيان من حصة تكتل «لبنان القوي»، فيما أخرج الكلام عن سياقه لأنّ المطلوب كان إرسال رسالة بنيّة «التكتل» في حال بقاء الوزارتين معه الى تعيين فادي قمير «سفيراً فوق العادة لديبلوماسية المياه»، مؤكدين أنّ باسيل «لا يسعى الى حكومة أكثرية». يضيف قريبون من باسيل «لقد إستمع الحريري الى مطالبنا، ومطالب «الحزب التقدمي الاشتراكي» و»القوات اللبنانية». بات لديه كل «الداتا»، فليبادر ويقترح».

يجزم هؤلاء بأنّ «اللقاء مع الحريري يمكن أن يحصل في أيّ لحظة، وباسيل جاهز دوماً حين يطلب الرئيس المكلف الاجتماع به. لكن لا فائدة من التنقل وقطع مسافات من أجل إجتماع محكوم سلفاً بأنه سينتهي بلا نتيجة».

يبدو لافتاً تأكيد قريبين من باسيل «أنّ الحريري لم يبلغنا حتى الآن المعيار الذي اعتمده في توزيع الحصص والذي ترجم في المسودة و»ملحقاتها» التي عرضها أمام رئيس الجمهورية خلال لقائه الأخير به». لكنّ مطّلعين يجزمون بأنّ موقف باسيل لا يعكس سوى التضارب في الاتجاهات الذي كرّسه لقاء بعبدا، وروّج الحريري بعدها أنّ «الأمور آيلة الى مزيد من الإيجابية».

 

تكاذُب متبادل يُؤخِّر التأليف

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 31 تموز 2018

تتعدد أسباب تأخر تأليف الحكومة منذ أكثر من شهرين على تكليف الرئيس سعد الحريري بهذه المهمة والنتيجة واحدة حتى الآن: لا حكومة، والجميع يدورون في حلقة مفرغة، كلٌ كان ولا يزال يرفع مطالبه اياها منذ «فجر التكليف» ولم يتزحزح عنها قيد انملة، في ظل اقتناع عام بأن هذه الحكومة ستقيم حتى نهاية ولاية مجلس النواب في أيار 2022، ولربما ظلت حتى نهاية ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 31 تشرين الأول من العام نفسه. التسريب عن تفاؤل بفعل حلحلة هنا وأخرى هناك على جبهة التفاوض بين الرئيس المكلف والأفرقاء المعنيين سرعان ما يتحول تشاؤما عندما يتبين ان ثمة تكاذباً متبادلاً يكشفه تمسك كل فريق بموقفه ومطالبه، وليتبين ان كل ما قيل ويقال عن حلحلة او عن اقتراب الولادة الحكومية لا يعدو كونه سوى محاولة لإبقاء «فسحة أمل» حتى لا يضيق «العيش الحكومي» في حال إنعدامها. كثيرون من المعنيين بالتأليف ومعهم فريق من السياسيين المتابعين، لا يزالون يردون تعثر التأليف الى عقبات واسباب داخلية، وهي موجودة فعلا وقولا، اما العقبات والاسباب الخارجية فهي ايضا موجودة بالفعل والقول، ولكنها تتخفى وراء العقبات والاسباب الداخلية والتي تتمثل بالمطالب التي ينادي بها الافرقاء المراد تمثيلهم في حكومة الوحدة الوطنية الموعودة. وبعض المعنيين بالاستحقاق الحكومي يعترفون بأن العقبات الداخلية المعطلة للتأليف حتى الآن تتقدم في صعوبة معالجتها على العقبات والاسباب الخارجية، كون ان بعضها يتصل عميقاً بالمستقبل الآتي المعلوم - المجهول لدى المهتمين به او المعولين عليه ممن يخوضون الغمار الحكومي الآن، خصوصا وانهم يعتبرون ان الحكومة العتيدة ستكون الحكومة التأسيسية التي تليق بالمرحلة الجديدة الآتية علىى لبنان داخلياً واقليمياً ودولياً. ولذا الجميع يريدون ان يزرعوا حكومياً الآن ليقطف مستقبلا وجوداً او موقعاً مؤثراً في الحياة السياسية عموماً وفي السلطة خصوصاً.

داخلياً، ثمة فقدان متواصل للمعايير الموحدة التي يفترض اعتمادها في تأليف الحكومة، حيث لم يظهر جدياً حتى الآن معيار محدد سيعتمد لهذا الغرض، ولم يعرف ما اذا كان التمثيل الوزاري سيتم على اساس النظام النسبي الذي اعتمد في الانتخابات النيابية في ايار الماضي، او سيتم على اساس النظام الاكثري، او اعتماد نظام ثالث مختلف أوالسير بالتأليف الذي اعتمد في المطلق منذ اقرار الدستور المنبثق من «اتفاق الطائف» عام 1990:

- الرئيس المكلف سعد الحريري «يسعى في مناكبها» محاولاً الاسراع في تأليف الحكومة يتفاءل حيناً ويتشاءم أحياناً، خصوصا عندما يأتي من ينقل اليه «إتهاماً» بأنه يتعمد التأخر في التأليف بغية «إحباط» العهد، او لتخفيض سقف مطالب جميع الافرقاء، لكن البعض يقول ان هذا الاتهام يدحضه وجود ما سمي «التسوية الرئاسية» التي جاءت بهذا العهد وبالحريري الى السلطة، وربما يكون في مطاويها بند يتعلق بالعلاقة الراهنة والمستقبلية بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، وكذلك بين الحريري والوزير جبران باسيل اللذين كانا مهندسا «التسوية الرئاسية» إياها.

لكن الحريري يتمسك بأن يكون تمثيل الطائفة الاسلامية السنية من حصة «المستقبل» لأنه، في رأيه، التيار الاكثر تمثيلا في هذه الطائفة، بحيث تكون له المقاعد الوزارية السنية الستة في الحكومة الثلاثينية المنتظرة، اي خمسة مقاعد مضافاً اليها موقع رئيس الحكومة، ويقال ان الحريري مستعد للتنازل عن مقعد سني لرئيس الجمهورية يسمي الاخير شخصية سنية موالية له او حليفة، في مقابل ان يتخلى الرئيس عن مقعد وزاري مسيحي لرئيس الحكومة لكي يسمي شخصية مسيحية موالية له او حليفة.

لكن خصوم الحريري كانوا ولا زالوا يتهمونه بعدم اعتماد معايير موحدة في التأليف، فيقولون ان تيار «المستقبل» يمثل 66 في المئة من الطائفة الاسلامية السنية في مقابل «النواب السنة العشرة» من غير «المستقبل» الذين يمثلون 44 في المئة من هذه الطائفة، فهؤلاء يقولون انهم «يستحقون» التمثيل بوزيرين ولكنهم يقبلون بوزير واحد اذا كان الامر يسهل التأليف. الا ان الحريري لا يؤيد هذا الطرح حتى الآن، وهو ما يدفع النواب العشرة الى التشدد والتمسك بتمثيلهم بوزيرين، ولكنهم يقولون أن لا ضير لديهم في ان يوزر احدهم رئيس الجمهورية اذا حصلت «صفقة تبادل» بينه وبين الرئيس المكلف.

واذا كانت لدى الحريري حسابات في التأليف لجهة ان يملك وحلفاؤه «الثلث المعطل»، ففي رأي قطب سياسي إن الرجل حاصل على هذا الثلث حتما حيث يمكن ان يتكون من حصص «المستقبل» و«القوات اللبنانية» ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وربما آخرين أيضا.

- باسيل الذي بدأ يواظب على تكرار «نفض يده» من التأليف، ولا يصدقه أحد، يتمسك بأن يكون لتكتله «الثلث المعطل» في الحكومة مكوناً من حصته وحصة رئيس الجمهورية، بمعزل عن حصة حلفائه وعلى رأسهم حزب الله.

واكثر من ذلك يبرر باسيل لحلفائه تمسكه بهذا الثلث بأنه يجب ان تكون لهم «اليد الطولى» في الحكومة التي ستعيش طويلاً حتى نهاية العهد. والواقع ان كثيرين يعتبرون أن باسيل يعمل على تمثيل تكتله في الحكومة بهذا الثلث او اكثر، ليكون رافعة له في معركة انتخابات رئاسة الجمهورية التي بكر في خوضها إذ لا يُخفي انه مرشح لها حتى الآن، وتحت عنوان انه «الشخصية الاكثر تمثيلاً» في الساحة المسيحية، وذلك على غرار الرئيس ميشال عون. ـ حزب الله وحركة «امل» يريدان ان تؤلف الحكومة «اليوم قبل الغد» على ما يردد باسمهما رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره منذ تكليف الحريري، فحصتهما البالغة 6 وزراء محسومة وقد توافقا على تقاسمها مناصفة ولا يناقشان مع المعنيين بالتأليف إلاّ في نوعية الحقائب التي يريدان اسنادها اليهما، وخصوصاً «الحزب» الذي قرر توسيع حضوره في الدولة ويقال أنه يطالب بأن تكون وزارة الصحة احد الحقائب التي تسند اليه.

والحزب على ما يتردد يريد تأليف حكومة ذات تمثيل متوازن بين الجميع لا يكون «الثلث المعطل» فيها لاي فريق بعينه، وهو في هذا المجال لا يؤيد ان يكون «الثلث المعطل» لتكتل «لبنان القوي» بمفرده مثلما لا يريد ان يكون هذا الثلث لأي فريق آخر بمفرده. والمطلعون على موقف الحزب يقولون انه لا يريد تأليف حكومة يذهب البعض الى تسميتها «حكومة حزب الله»، بل يريد حكومة تكون بمثابة «منتدى قرار وحوار وطنيين» يشارك فيها الجميع تحمل مسؤولية البلاد. لكن خصوم الحزب يتهمونه بأنه «هو من يعطل التأليف» لسكوته عن تصلب حليفه باسيل، ويقول هؤلاء الخصوم: «اذا كان «حزب الله» يريد فعلاً ان تؤلف الحكومة ففي امكانه ان يمارس ضغوطا جدية على باسيل ومن خلفه رئيس الجمهورية ليتراجعا عن بعض المطالب والشروط حتى تتيسر ولادة الحكومة». ـ على ان العقدة الدرزية المتمثلة بمطالبة جنبلاط بأن يكون تمثيل الطائفة الدرزية المقرر بثلاثة وزراء له وحده لأن نتيجة الانتخابات النيابية اعطته «هذا الحق» وبالتالي ليس واقعياً ولا منطقياً ان يعطى النائب طلال ارسلان بمفرده الحق بمقعد وزاري لشخصه او لمن يمثله، لأن التمثيل الدرزي بغالبيته الساحقة كان للنواب الجنبلاطيين، والملاحظ في هذا المجال ان «حزب الله» يؤيد جنبلاط في هذا التمثيل، ملتقيا بذلك مع الحريري الذي يؤيده ايضاً. لكن باسيل ما يزال متمسكاً باعطاء مقعد وزاري لحليفه ارسلان بعدما احدثت كتلة نيابية ضُمَّ الاخير اليها لتبرير هذا التمثيل الارسلاني. في اي حال المتشائمون يقولون ان لا حكومة في آب وان الخريف بات على الابواب... اما المتفائلون فإنهم يتعلقون بأهداب نتائج قمة هلسنكي... وينتظرون.

 

انسداد «التوافق» اللبناني

طوني فرنسيس/الحياة/31 تموز/18

لا يصحّ استعجال القول باستعصاء تشكيل الحكومة في لبنان، لكن يمكن تلمّس أن استمرار الواقع السياسي على ما هو عليه، قد يقود الى الانسداد التام وليس فقط الى استعصاء إنجاز التشكيلة الحكومية. صحيح أن التوافق هو من أساسيات الحكم في لبنان نتيجة تنوّعه الطائفي والمذهبي، غير أن هذا التوافق المطلوب هو في طريقه الى التحول شرطاً مستحيلاً بسبب ما أسفرت عنه «التوافقات» المفروضة أو المتفق عليها بين مراكز القوى في الطوائف والمذاهب المعنية، إن في ممارسة السلطة كشكل من أشكال تحويل الدولة الى غنيمة، وإن في إقرار القوانين والأعراف التي تضمن تجديد صيغة الحكم وتجعلها في الوقت نفسه أكثر أحادية وتسلّطاً. قانون الانتخابات النيابية الأخير، على رغم ما يرى فيه البعض من محاسن، نموذج عن نهج التوافق الذي سيخلق الانقسام والتباعد. فقد صيغ القانون المتوافق عليه، بروحية احتكار التمثيل الطائفي والمذهبي، وقيل لدى تسويقه أن الأقوى يجب أن يفوز. وإثر تطبيقه في السادس من أيار (مايو) الماضي، تبارت التنظيمات المذهبو - سياسية في الإعلان عن تمكّنها من الفوز بأكبر عدد من المقاعد النيابية المخصصة للطائفة أو المذهب الذي تنتمي إليه، وللمرة الأولى نشهد منذ ما قبل الاستقلال هذا الانحدار المتسارع من صيغة التكتلات السياسية - النيابية المختلطة الى صيغ التمثيل الطائفي الصافية: من الانقسام الدستوري الكتلوي في بدايات الاستقلال، الى الشيعي والسني والماروني والدرزي في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين... كان الاختلاط السياسي عاملاً مساعداً في تسهيل مهمة الحكم وفي التقريب بين الناس من ذوي الانتماءات الدينية المختلفة. الآن، نحن أمام طوائف ومذاهب تتمتع بتمثيلها الخاص الذي تحاول ترجمته حصة في دولة مركزية تزداد وهنا وتتحول الى ضحية، بعد أن كان التمثيل السياسي الديموقراطي ضحية أولى «للأقوياء» في مذاهبهم. هذا التنافس على ضمان الحصص من الموقع المذهبي البحت، هو الذي يقود الى انسداد الحياة السياسية، وهو ما يفسر الشعور المتزايد لدى عموم اللبنانين باليأس واللاجدوى. فالإمعان في التمترس خلف الحجم الطائفي لا يهدد فقط إمكانية قيام المؤسسات بأدوارها الطبيعية، وإنما يهدد الصيغة التي يقوم عليها الحكم منذ اتفاق الطائف، وكما ولد الطائف على يد قوى من خارج الميليشيات المتحاربة في حينه، قد تجد قوى الأمر الواقع الطائفي والميليشياوي النافذة اليوم نفسها في الموقع نفسه، لكن ما الثمن الذي سيدفعه اللبنانيون عندها؟ لا يزال عقال لبنان يرون أن تشكيل الحكومة وقيامها بمهامها، وبرئاسة سعد الحريري تحديداً، أمر ممكن وضروري. وواقع الأمر أن لا بدائل أخرى مهما بلغت أوهام هذا الطرف أو ذاك .

 

«حكومة تفاهُم جنوب سوريا»

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 31 تموز 2018

بعد قمّة هلسنكي، شاع في اوساط لبنانية انّ أجواء انفراج دولية ستشيع قريباً، وستفيد في تسهيل تأليف الحكومة. وخلال لقاء «فنجان قهوة» الذي نظّمه القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري في «بيت بيروت»، إعترف أنه حتى اليوم «لا نعرف النتائج الحقيقية لقمّة هلسنكي». وأكد أنه سأل ديبلوماسيّاً فرنسيّاً، عن هذا الامر فأجابه: «لم نعرف بعد»! وفي ظلّ التعمية الإقليمية، وحتى الأوروبية، على ما اتّفق عليه بوتين وترامب في قمّتهما الاخيرة، يسود إنتظار لن يطول قبل معرفة ما أنتجته قمة هلسنكي من تفاهم حول سوريا، وكيف سينعكس ذلك على لبنان.

ومنذ بدء الأزمة السورية عام 2011، أصبحت فرصة تأليف الحكومات في لبنان، مرهونة بوقائع التحوّلات التي يشهدها الميدان السوري. نهاد المشنوق كان اطلق على حكومة نجيب ميقاتي التي جاءت بعد الإطاحة بحكومة الحريري تسمية «حكومة جسر الشغور». ومصادر «حزب الله» أطلقت عام 2016 على الحكومة التي شكلها حينها الحريري تسمية «حكومة حلب» وذلك لتفسير الربط بين خروج المسلّحين من حلب ونيل فريق 8 آذار منها 17 مقعداً وزارياً، في مقابل 13 فقط لفريق 14 آذار.

وخلال فترة «عمر تكليف» الحريري التي سبقت قمة هلسنكي، إعتبرت أوساط أنّ تأليف الحكومة مؤجّلٌ في انتظار اتّضاح نتائج ما سيحدث في منطقة جنوب سوريا التي كانت تشهد ذروة نزاع الإرادات بين الإسرائيليين والإيرانيين والنظام تحت الادارة الروسية.

يبدو أنّ التفاوض والتنفيذ العملي لتفاهم منطقة خفض التوتر في جنوب سوريا الذي شاركت فيه واشنطن، (علماً أنها لم تشارك في غيره من تفاهمات خفص التوتر الأربعة في سوريا)، قد وصل الآن الى نتيجة مقبولة لدى جميع الاطراف الضامنة له مباشرة، وهي موسكو وواشنطن وعمان ودمشق، وايضاً تل أبيب الشريكة غير المباشرة فيه. وفي المعلومات أنّ تفاهم جنوب سوريا، له تأثيرات اوسع من كونه مجرد ترتيب أمني انتقالي في الميدان السوري، كما حدث في منطقتي خفض التوتر في الغوطة الشرقية وحلب. وتتّسم تأثيراته بأنها إقليمية، وأنّ نتائجه لها انعكاسات على «قواعد الاشتباك الاسرائيلي مع حزب الله»، فضلاً عن صلته بإعادة الوضع في منطقة الحدود السورية مع الجولان المتحلّ الى مرحلة إتفاق وقف النار السوري ـ الاسرائيلي للعام 1973، ما يعني أنه يضمن الفصل بين مسارَي جبهتي جنوب لبنان وجنوب سوريا مع إسرائيل. وبحسب معلومات لـ«الجمهورية» فإنّ إسرائيل لم تنجح في الضغط عبر روسيا لفرض معادلتها التي تربط موافقة تل أبيب على إنتشار الجيش السوري على حدود الجولان في منطقة جنوب سوريا، بتنفيذ مطلبها سحب الإيرانيين و»حزب الله» من كل سوريا، ما اضطرّها الى استبداله بمطلب سحب صواريخ الحزب وإيران من عيارات قوية ومحدّدة، الى خارج سوريا. ولا يزال هذا المطلب مُعلّقاً.

وتؤكّد هذه المعلومات أنه بحسب تفاهم جنوب سوريا، فإنّ قوة «الإندوف» ستعود الى مواقعها السابقة على خط منطقة القنيطرة ـ الجولان بعد إتمام الجيش السوري دخوله لهذه المنطقة. وفي كل اتّفاق منطقة جنوب سوريا، ستراعي دول جوار سوريا مطالب بوتين الأساسية وهي انتشار الجيش السوري على الحدود السورية مع كل من الأردن والجولان المحتل في وقت واحد تقريباً، وفتح معبر «نصيب» لأنّ فتحه أمام حركة التجارة البرّية يساهم في تحقيق هدف ملحّ، وهو «المساهمة في تأمين الاستقلال الاقتصادي للنظام السوري»، الأمر الذي يُسهِّل إنخراط الدولة السورية في تنفيذ «تفاهم هلسنكي» في شأن البدء بإعادة النازحين السوريين.

والواقع أنّ لبنان في ظلّ توازناته الداخلية ووقائع الحرب الباردة الإقليمية - الدولية مع إيران في ميدانه، ستكون لنتائج تفاهم جنوب سوريا تأثيرات عليه، وذلك من الزوايا الآتية: واقع تبريد النزاع الإيراني ـ الإسرائيلي في جنوب سوريا، سيعيد الوضع في لبنان بين «حزب الله» واسرائيل الى قواعد الاشتباك التي كانت سائدة بينهما في مرحلة ما قبل الدخول العسكري للحزب الى سوريا. كما أنّ عنوان معبر «نصيب» في «تفاهم جنوب سوريا» الذي يتصل بالتجارة البرّية وتمويل خزانة الدولة السورية للإنفاق على إعادة النازحين، سيؤكّد الحاجة الدولية في لبنان الى تأليف حكومة توافقية ثلاثينية تقبل بالتعاطي المباشر مع الدولة السورية لأنها الجهة الوحيدة المخوّلة إدارة العلاقات التجارية البرّية معها. تستطيع دمشق وحلفاؤها اللبنانيون في ظلّ إتمام «تفاهم جنوب سوريا» ذي البعد الإقليمي فرض شروطهم في شأن هوية الحكومة المطلوب تأليفها في لبنان، وهي: حكومة تقبل بتطبيع العلاقة مع الدولة السورية، أقله في موضعين استراتيجيّين للبنان، وهما عودة النازحين وعودة تجارة لبنان البرّية مع البلدان العربية عبر «نصيب». ويبدو أنّ العدّ العكسي للخروج من شلل التأليف الحكومي سيكون له ممرّ إجباري في المدى المنظور، وهو إنتاج حكومة تلبّي بتوجّهاتها وتركيبتها الموجبات الدولية لـ«تفاهم جنوب سوريا».

 

باريس تُشكِّك بنوايا واشنطن في إعادة النازحين

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 31 تموز 2018

 دخل ملفّ النزوح السوري مرحلة جديدة بعد الإتفاق الأميركي- الروسي في 16 تموز الماضي، في وقت سارع لبنان لاستغلال هذه الفرصة النادرة من أجل التخلّص من الأزمة المزمنة التي ضربته. يترقّب لبنان الرسمي والشعبي مفاعيل الاتفاق الأميركي- الروسي، ويجري الإتصالات اللازمة لهذا الغرض، في حين أنّ الوزارات والمؤسسات المعنية بالملفّ، باستثناء الأمن العام اللبناني، ما تزال في غيبوبة وكأننا في اليوم الأول من وقوع الكارثة، وهي تتّكِل على جني ثمار الإتفاق، ويغيب عن بالها أنّ العودة التي تقرّرت تحتاج الى خطوات عملية ومتابعة لوجستيّة على الأرض تواكبها، وإلّا ستكون عودة منقوصة.

ومن جهة ثانية، لا يمكن لوم الدولة اللبنانية المقصّرة أصلاً وتحميلها كل المسؤولية لأنّ الأزمة السورية هي أكبر من الجميع، فيما كانت هناك دول تصنّف سابقاً بأنها كبرى لا تعلم ماذا يجري، ولم تَطّلع حتى الساعة على تفاصيل الاتفاق الأميركي- الروسي.

وتراقب فرنسا الوضع القائم، وخصوصاً مرحلة ما بعد الإتفاق. وفي السياق، تؤكّد مصادر دبلوماسية مطّلعة على الموقف الفرنسي لـ«الجمهورية» أنّ باريس ما تزال تدرس بنود الاتفاق الروسي- الاميركي الناتج عن قمة هلسنكي لترى كيفية تطبيقه والخطة التي ستنتج عنه.

وتشدّد المصادر على أنّ باريس ما تزال حتى الساعة تشكّك بصدق النوايا الأميركية من الإتفاق، خصوصاً فيما خصّ عودة النازحين. ويردّد بعض المسؤولين الفرنسيين أنهم لا يصدّقون أنّ الأميركيين سيبذلون المجهود الكافي من أجل إنجاح الإتفاق وتسهيل عودة النازحين الى ديارهم».

ويعود عدم الثقة الفرنسية هذه بالأميركيين حسب المصارد الدبلوماسية الى عوامل عدّة، أبرزها أنّ التجارب السابقة معهم لا تشجّع، وخصوصاً فيما يتعلّق بالأزمات اللبنانية المتتالية.

كذلك، فإنّ الأميركيين يهمّهم، حسب وجهة نظر باريس، مصالحهم في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، وتلك المصالح مؤمّنة في الشرق الى حدّ ما، فلبنان بات واقعاً تحت النفوذ الأميركي، والروس لن يقتربوا منه أو يطمحوا بأن يكون منطقة نفوذ لهم. وفي العراق وسوريا واليمن ما تزال المعارك مستمرة لكنها لا تجري عكس ما يشتهي الأميركيون، بل هناك «ستاتيكو» قائم. أمّا النقطة الأهم فهي أمن إسرائيل وهذه النقطة مؤمنة باتفاق الدول الكبرى كافة، ولا يستطيع أحد تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة وتهديد أمن تل أبيب.

لكن ما يثير ريبة باريس هو سياسة الرئيس دونالد ترامب الصدامية، وهذا الأمر لا يسمح له ببناء تفاهمات أو الذهاب الى اتفاقات تطبّق سريعاً، لذلك ما تزال باريس متريّثة من إعطاء موقف من الإتفاق، خصوصاً انّ أزمة النازحين هي «سيف مسلّط على رقاب الأوروبيين. وبالتالي، فإنّ ترامب «الصدامي» لا يريد لـ«القارة العجوز» أن ترتاح حالياً. ومن جهة ثانية، فإنّ باريس تدرس بجديّة عودتها الفاعلة الى المنطقة، وهذه العودة يراها الرئيس ايمانيول ماكرون ضرورية، ولها مدخل أساسي هو لبنان. لذلك، فإنّ ماكرون الذي يبني علاقات جيدة مع الأميركيين، يراهن أيضاً على علاقاته مع الروس الذين استحوذوا على كل عقود النفط والغاز في سوريا. ويطمح ماكرون للدخول على خط الغاز السوري مع الشركات الروسية، فيما دخلت الشركات الفرنسية الى الإستثمار النفطي في لبنان عبر «توتال» من خلال تحالف الشركات النفطية الثلاث الايطالية والروسية والفرنسية، التي فازت بعقود التنقيب عن الغاز في البحر.

لا شكّ أنّ عودة النازحين وحل الملفّ سيريحان أوروبا عموماً، وفرنسا خصوصاً، لأنهما ورقة ضاغطة عليهما خصوصاً انّ شواطئ البحر المتوسط تعجّ بآلاف المهاجرين يومياً الذين يطمحون بالوصول الى أوروبا، لكنّ اللافت للانتباه أنّ الأوروبيين كانوا في أجواء مغايرة لجو الإتفاق الروسي- الأميركي.

فزيارات المسؤولين الأوروبيين الكبار، وآخرهم المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، كانت تركز على إبقاء النازحين في لبنان ودول الجوار ودعم المجتمعات المضيفة، إلى أن أتى القرار الكبير بعودتهم علماً أن «الأوروبيين كانوا في كوكب آخر».

 

لماذا تجاهلت موسكو دول الخليج في ملفّ «عودة النازحين»؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 31 تموز 2018

بعد اسبوع تقريباً على قمّة هلسنكي أطلقت موسكو وفودها الديبلوماسية في كل الإتجاهات، فرئس وزير خارجيتها سيرغي لافروف الوفود الى تل أبيب وباريس وبرلين، وعهد الى موفد الرئيس الروسي الى دمشق والديبلوماسيين والعسكريين الكبار لزيارة سوريا ودول الجوار، تزامناً مع مخاطبة مجلس الأمن الدولي لإطلاق عملية إعادة النازحين السوريين الى بلادهم. فلماذا تجاهلت موسكو في حراكها عواصم الخليج العربي؟

لم يُعلن بعد عن زيارة أيّ وفد روسي لأيٍّ من عواصم مجلس التعاون الخليجي من أجل التسويق للمبادرة الخاصة بإعادة مليون و700 ألف نازح سوري الى بلادهم، والتي وُلدت من رحم القمّة الأميركية ـ الروسية الأخيرة في هلسنكي.

وكل ما دلّت اليه الورشة الديبلوماسية ـ العسكرية التي اطلقتها موسكو انها غطّت معظم دول اوروبا والجوار السوري قبل أن تكون ملفاً مستقلّاً على طاولة مؤتمر سوتشي لأطراف مسار أستانة امس الذي بحث في الجوانب الإنسانية من الأزمة المؤدّية الى عودة النازحين والخطط النهائية لنفوذ الدول الضامنة، وذلك في حضور وفود رفيعة من أنقرة وموسكو وطهران وممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، اضافة الى مراقبين من الأمم المتحدة والأردن والولايات المتحدة. علماً أنّ هذا الملف سيكون مطروحاً في قمّة «البريكس» التي ستنعقد في جنوب افريقيا قريباً.

وهذا الحراك قد يتحوّل «خطة دولية» سواءٌ تمّ التوصّل الى الحلّ السياسي أم لا. فوجود المساحة الكافية من المناطق الآمنة يشكّل دافعاً لهذه الخطة، حتى ولو استندت في مرحلتها الأولى الى عمليات «إسكان» في مراكز الإيواء الموقتة التي ستُحدث ويمكن أن تُستكمل بإعادة النازحين الى مدنهم وقراهم المدمّرة متى أُعيد بناؤها. وثمّة مَن يعتقد انّ روسيا التي كُلّفت هذه المهمة بتفويض اميركي ستحظى قريباً بالتفويض الدولي. وعندما يقرّر الجبّاران السير في خطة ما، لن يكون هناك مَن يعرقل مسارَها، والتجارب في هذا المجال كثيرة ومتعددة، إذ طالما أنهما يقودان محورَين دوليَّين لا بد من أن يتحقق ما يريدانه ولو بعد حين.

ومن هذه المنطلقات، لا بد لأيِّ مراقب ديبلوماسي أو عسكري، وعند سعيه الى استشكاف المراحل المقبلة، من التوقف عند المرحلة الآتية الخاصة بإعادة البناء في سوريا الجديدة وحجمها ومداها، ومَن سيكون له الدور الريادي فيها. لا بل مَن هي الجهة القادرة على إدارة عملية بهذا الحجم بعدما بلغت الأرقام التي قدّرتها جهات دولية وإقليمية وسورية ما يربو على 450 مليار دولار، ما عدا حجم الديون التي ترتّبت على الدولة السورية الى الآن نتيجة ما تلقّته من أسلحة وعتاد من روسيا وإيران ودول أُخرى ما زال دورها في تعزيز القدرات العسكرية للدولة السورية بعيداً من الأضواء.

وتتحدث تقارير ديبلوماسية وإستخبارية عن جهود تُبذل بعيداً من الأضواء تحضيراً لمرحلة اعادة الإعمار. فالمؤتمرات التي تُعقد في سوريا ليست يتيمة بل ثمّة مؤتمرات أخرى اكثر أهمية تعقد في مجموعة من العواصم والمؤسسات الدولية لوضع السيناريوهات المحتملة لإعادة الإعمار بعد دخول مرحلة الحلّ السياسي للأزمة. ويقال إنّ هناك تحضيرات روسية أوحى بها الرئيس فلاديمير بوتين لكي يكون حاضراً لقيادة عملية اعادة الإعمار. فالوجود العسكري الروسي في سوريا لم يعد عابراً وتحوّل حضوراً طويل الأمد بنتيجة التفاهمات التي ربطت بين الدور العسكري لموسكو وما سيكون عليه دورها الإقتصادي والإعماري في المرحلة المقبلة. وفي هذا السياق تحدّث تقرير عن نجاح بوتين في إقناع مئات رجال الأعمال وقادة الشركات الروسية العابرة للقارات من اصل 4000 ملياردير روسي بالموافقة المسبقة على المشاركة في عملية الإعمار السورية، فهؤلاء يمتلكون ثروات تزيد على مئات المليارات من الدولارات وهم موزعون في روسيا والعالم، وتخصيص الحدّ الأدنى من ثرواتهم للمشاركة في هذه العملية ولو بـ 10 مليون دولار لكل منهم سيصار الى جمع 40 مليار دولار في المرحلة الأولى، وهو رقم بات مضموناً ودفع بوتين الى تجاوز النظريات التي تحدثت عن عوائق اقتصادية وصعوبات مالية من شأنها أن تحدّ من طموحاته العسكرية في سوريا وتحول دون مضيّه في عملياته الكبيرة والشاملة التي قادها على اكثر من محور. وثمّة مَن يجزم أنّ بوتين تجاهل عمداً إشراك دول الخليج العربي في عملية اعادة النازحين السوريين وقد يكون ذلك مؤشراً الى ما ستكون عليه طبيعة العلاقة بين روسيا وهذه الدول مستقبلاً. وقد يعلن بوتين عن ذلك صراحة في وقت لاحق لجهة عدم الحاجة الى مشاركة هذه الدول في عملية إعادة إعمار سوريا وهو ما يتلاقى عليه مع القيادة السورية التي تعلن أنها ستكون لها خيارات محدودة في دعوة المستثمرين الدوليّين المشاركة في إعادة الإعمار لأن لديها خيارات تُبعد الخليجيين عنها الى الحدود القصوى. فدمشق تتحدث من الآن عن حجم الشركات العملاقة الصينية والكورية بعد الروسية وغيرها من الشركات الدولية العابرة للقارات وربما الأوروبية منها.

 

الحريري وباسيل: خلاف جدي أو مناورة حيال النظام السوري؟

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 31/07/2018

ما يجري بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، فيه كثير من الغرابة. أسئلة عديدة تُطرح بشأن حقيقة ما يجري من خلافات وتباينات بينهما، توحي وكأن شهر العسل بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل قد انتهى على حدّ قول الوزير نهاد المشنوق وشخصيات من الوطني الحر. لكن، هل يعقل أن تنتهي كل الاتفاقات بين الطرفين؟ لا يبدو ذلك منطقياً، خصوصاً أن الخلاف لا يبدو جوهرياً، ولا على المضمون، بل يقتصر على الشكل. الشكل هنا هو في آلية التعاطي، أو في آلية تشكيل الحكومة وشكلها والحصص فيها. ولو كان الخلاف فعلاً سيؤدي إلى انتهاء شهر العسل، لكان الحريري قابل كل التصرفات الباسيلية ومن قبل رئيس الجمهورية ميشال عون بخطوات تصعيدية، بل إنه أقلع عن ذلك وأعلن مراراً أنه ملتزم بالتسوية، وبالعلاقة الممتازة مع الرئيس. صحيح أن الحريري محرج في هذه المرحلة. وهو لا يحسد على إيجاد نفسه بين موقعين، إما الخصام مع رئيس الجمهورية وباسيل وهذا لا يريده، وإما الخلاف مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وهذا أيضاً لا يريده. ويبقى الأساس أن الحريري يريد الحفاظ على علاقته الجيدة بالمملكة العربية السعودية، ولذلك لا يريد اتخاذ أي موقف أو خطوة قد تؤدي به إلى خطأ جديد في العلاقة مع المملكة. لذلك، يصر على التمسك بحصة القوات والاشتراكي، للحفاظ على التوازن. وليس صدفة أن يقول الوزير المشنوق موقفه بشأن شهر العسل مع التيار الوطني الحر بعد زيارته إلى السعودية. هو يسلّف موقفاً كبيراً للسعودية، ويظهر كأنه يتحدّث بلسان المملكة وعقلها، بأن زمن التنازلات ولّى.

من نتائج حرج الحريري إطالة أمد تشكيل الحكومة. لكن هذا لا يعني عدم التحضير لخطّة بديلة، أو الذهاب نحو خيارات جديدة بالنسبة إليه. قد تشبه إلى حدّ بعيد المرحلة التي سبقت انتخاب عون رئيساً للجمهورية. طوال الأشهر التي سبقت جلسة الانتخاب وإعلان الحريري دعمه عون، كانت الحملات على أشدها بين المستقبل والزطني الحر، فيما المفاوضات جارية في الكواليس للإعداد للصفقة الكبرى، التي غلّفها الحريري بضرورة الخروج من الفراغ والحفاظ على المؤسسات والوضع الإقتصادي. في تلك الفترة، خرج المشنوق معلناً أنه على تيار المستقبل إتخاذ خيار من اثنين، إما التسوية أو المواجهة الكبرى. وهو كان من أول وأبرز المنظرين للتسوية مع عون. اليوم، ثمة من يقرأ تشابهاً في موقف الحريري إزاء الحكومة، والخطّة البديلة تقف بين منزلتين، إما التسوية والإقدام على خطوات قاسية تتضمن تنازلات، وإمّا الذهاب إلى فترة أطول من تصريف الأعمال وما تتخللها من تصعيد سياسي مرتقب. ولا شك أن التصعيد المشهود بين باسيل والحريري، وتمنّعهما عن اللقاء، ورمي الكرة بشكل غير مباشر ما بينهما، أمور قد تخدم الحريري ولا تضرّه. يسدي باسيل خدمة إلى الحريري لتبرئته من تحالفات انتخابية نسجت بينهما. بالتالي، يعيد إليه مشروعية شعبية بمجرد الهجوم عليه أو قضم صلاحياته. وهذا قد يؤدي إلى تعويم صلابة الحريري. لكن البعض يخشى أن يكون ذلك مقدّمة للانقلاب مجدداً على الثوابت، وأن يكون هذا الانقلاب مغلّفاً بالخلافات الشكلية، فيما يشكّل وضع البلد، والخوف من انهيار الليرة والاقتصاد إلى الإقدام على خطوات تنازلية، يكون الحريري قد استبقها بافتعال هذه الاشكالات بينه وبين باسيل.

وأكثر من ذلك، فإن موقف الحريري الرافض أي شكل من أشكال التنسيق مع النظام السوري، يمنحه غطاء أكبر إقليمياً ومحلياً، إذ إنه المتمنّع عن التخلي عن ثوابته والإنكسار مصلحة إرادة التيار وحزب الله، خصوصاً أن العنوان الرئيس للمرحلة المقبلة سيكون إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع النظام السوري، وتفعيل اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين. وما بدأه الوزير حسين الحاج حسن، سيتكرر مع وزراء آخرين، كوزيري الأشغال يوسف فنيانوس والزراعة غازي زعيتر، اللذين يستعدان لزيارة دمشق في الأيام المقبلة، والبحث في جملة ملفات تخصّ أعمال وزارتيهما، إلى جانب إصرار لبنان على الاستفادة من فتح المعابر بين سوريا والعراق وسوريا والأردن، وذلك لرفع نسبة الصادرات اللبنانية عبر البر. وهذا يخضع لشروط سورية، بوجوب اتخاذ لبنان إجراءات سياسية رسمية لتطبيع العلاقات، لا أن تقتصر على التنسيق الأمني. وهذا واقع سيفرض نفسه في المرحلة المقبلة، وهو ما يبرر تصعيد الحريري ومعه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات سمير جعجع تجاه العلاقة مع النظام. ولكن، ما يستقيم اليوم، لن يستقيم غداً، وفق ما يوحي مسار الأمور. ما سيضع الحريري بين موقعين، إما التنازل بعد تصعيد أو التصعيد بلا أفق في انتظار متغيرات خارجية.

 

بين مونتريال مدينة الفرح وبيروت المعتقل ذي الرائحة الكريهة

منى فياض/الحرة/31 تموز/18

نجلس إلى طاولة في "ساحة الفنون" في مونتريال تطل على إحدى الفسح التي تقدم فيها عروض منوعة تتوالى ما بين موسيقى أو عروض مسرحية صامتة إلى أداء حركات رقص تعبيرية على وقع بعض الأغنيات الفرنسية وبعض الألحان الأخرى مثل زوربا أو ألحان غجرية وشخصيات سيرك تقوم بملاعبة الجمهور بمظلاتها الماطرة. جذبت هذه العروض جمهورا من البالغين والأطفال، رجالا ونساء من قوميات وثقافات شديدة الغنى والتنوع... في هذه الأجواء، تلفتت إليّ ابنتي فجأة بنوع من التساؤل العاتب المختلط بالتعجب: ألا تفكرين بالكتابة عن مونتريال، مدينة الفرح والسعادة؟ هل عليك دائما الالتزام بالكتابة السياسية؟

في الواقع إن أكثر أنواع الكتابة التي أحبها، هي الكتابة عن المدن ولطالما فعلت ذلك، قبل أن أقرأ ما حكاه ماركو بولو لقبلاي خان (بطل "مدن خفية" لإيتالو كالفينو). حملتني حكاياته إلى مدن سحرية ذات قباب ملونة، أبراج بلورية وشوارع تعبرها امرأة عارية تركض لتختفي وتضيع. إلى مدن، بهندستها ومعمارها كما في ألف ليلة وليلة، بحجارتها ونقوشها؛ وساحات وسطوح وشرفات بناسها وأزهارها، بظلالها وأضوائها. صارت الكتابة عن المدن تشبه طقس عبادة؛ وكلما مشيت في مدن جديدة تسجل ذاكرتي مشاهد وصور بطريقة السرد القصصي الذي يقبع بانتظار مناسبة كي يظهر.

بات ينطبق على اللبناني ما قاله محمود درويش: تحمل صليبك وتمشي إلى ميعاد انتحارك

سبق أن كتبت عن مونتريال، التي أدهشني تنوعها والتعدد والتسامح الذي يغمرها كفيء منعش أو كدفء شمس خريفهم المعروف بـ"الصيف الهندي" والمغنى في قصائد؛ والمقصود هنا الاستمتاع بسحر ألوان الأشجار في الخريف، بتدرجاتها من الأخضر إلى الأصفر والذهبي والنحاسي والأحمر..

تتحمس ابنتي، التي تتابع مهرجانات مونتريال منذ عدة سنوات، لتخبرني أن السلطات المحلية تعمل مؤخرا على جلب الفرح والسعادة إلى قلوب السكان فتقدم جميع التسهيلات والتدابير اللوجستية الممكنة لهذه الغاية. ويبدو أن سياسة رئيس البلدية الحالي هي جعل مونتريال مدينة سياحية ترحب بالزوار وتسهل حياتهم وتجعلها ممتعة وغير مكلفة؛ لذا يلاحظ في المدة الأخيرة انتشار المقاعد في الشوارع، سواء السياحية الشهيرة منها كالأولد بورت، أو في الضواحي حيث تخصص أمكنة قريبة من مراكز التسوق والمقاهي والكنائس والمحال المنوعة لوضع طاولات ومقاعد ـ كالمقاهي ـ كي يجلس إليها السكان لتناول ما يجلبونه. وكثيرا ما تصادف عازف (أو عازفة) يجلس إلى بيانو في الشارع قرب مركز رياضي أو ترفيهي أو كنيسة يلعب مقطوعات منوعة يستمع إليها من يرغب. تستمر المهرجانات حوالي شهرين خلال كل عام، وتمتد من 10 حزيران/يونيو إلى آخر شهر تموز/يوليو فتتوزع على شتى أنواع الفنون، وفي مناطق مختلفة ما بين ساحة الفنون وشارعي سان دنيس وسان لوران. وأشهر هذه المهرجانات، مهرجان الجاز الذي شارك فيه هذا العام في دورته الـ 39 مئات آلاف الأشخاص وصنفته موسوعة "غينيس" كأكبر مهرجان للجاز في العالم، ناهيك عن مهرجان الضحك مع شخصية فيكتور والسيرك والليالي الأفريقية وكثير غيرها.

عند التجول بين هذه الجموع التي تملأ الشوارع المخصصة للمشاة فقط دون المركبات في فترة المهرجانات، يجرفك الحشد ويحملك معه مثل موجة تغرق داخلها فتجد نفسك كأنك دخلت في قوقعة تلفك بالأمن والدفء والطمأنينة.

أما الجمهور المسالم فيغمرك بلطفه وقد يتبرع أحدهم تلقائيا لأخذ صورة لك أو لمساعدتك؛ ولن تشهد أي عراك أو عنف بل سترى وجوها ضاحكة أو متأملة أو متحلقة حول الطاولات الموزعة على شكل بارات أو مقاه صغيرة متفرقة تجلس إليها بحرية ويمكنك أن تطلب مشروبا أو طعاما أو تحضر ما تريد تناوله معك. حتى الأطفال سيجدون أماكن مخصصة لهم للعب تحت رذاذ البخار البارد أو العزف على أصابع بيانو ضخم يفترش الأرض. وفي هذه الأثناء تستمتع بمشهد مسرحي أو فرقة موسيقية أو عازف منفرد أو أي من العروض الآتية من مختلف أنحاء الكرة. هنا، ستعتاد حواسك على سماع ومشاهدة وقبول مختلف اللغات واللهجات والأعراق وألوان البشرة والأزياء كما الأعمار والأجناس. يشعرك كل ذلك بدفء العلاقات بين البشر وتستعيد الثقة بأن الجنس البشري يحافظ على إنسانيته عندما يتمتع بحقوقه في المجتمعات التي يصفها بعض من عندنا بالمادية والمتحللة وغير الأخلاقية!

وفي حين مارست الرقابة الوطنية في لبنان صلاحياتها في قمع الفن بعدم السماح عرض فيلم بسبب قبلة بين شابين؛ كنا نتابع أحد العروض التي اختلط فيها الأداء المسرحي بالموسيقى وبالنكات الضاحكة مع الأكروباسي الذي حكى لنا ما جرى لإيفا وتريستان اللذين أحبا بعضهما، وككل العشاق تقاربا وتباعدا فاستقرا على توازن متحرك. لكن إيفا شعرت بقلق ما، فغابت وعادت بعد أن تحولت الى إيف واستعادت قصة الحب مع تريستان وأعادا التجربة وتوصلا مجددا إلى التوازن المتغير ككل المحبين. في مقابل منع فيلم بسبب قبلة في بيروت، يصفق جمهور مونتريال لحكاية لإيفا/ إيف وتريستان، وهو جمهور شديد التنوع ومن جميع القوميات والأجناس والألوان والثقافات.

تتحول بيروت إلى مدينة عالمثالثية فاشلة، محتلة من قبل مقاولي سلاح ومال. يغمرها الفساد كما النفايات

سيخطئ من يعتقد أن الجمهور، كأفراد، يختلف كثيرا عن الجمهور في لبنان. فالأفراد يتشابهون كثيرا، بحاجاتهم ولفتاتهم وردات فعلهم وكلماتهم. ينشغلون بتناول الأطعمة والتحادث والجلوس مع بعضهم البعض وللأطفال نفس الحركات والأصوات والضحك والبكاء.. لكن الخلطة العامة تنتج شيئا مختلفا. سنجد حرية أكبر في اللبس وتكلفا أقل وقبولا تاما للآخر مهما كان مختلفا، وهناك كثير من العرب والمسلمين والمسلمات المحجبات الذين نجدهم حولنا يختلطون ويشاهدون ما يعرض كالآخرين. هناك التمايزات طبعا، سواء الفردية أو الثقافية، لكن لا تظن أن من أمامك سيكون أكثر معرفة سياسيا أو علميا... مع ذلك ينتج اجتماعهم اختلافا نوعيا وسلوكا أكثر التزاما واحتراما للنظام والقانون وحرية الآخر والملكية العامة، لأنهم جزء من نظام عام ذي فعالية، يحسن الإدارة ويقوم على التعاون التام بين جميع مكوناته، حتى العرب. لكل مهمته التي يؤديها بمنتهى الدقة والالتزام مهما كانت صغيرة أو تافهة بنظر البعض.

تسأل نفسك لماذا هذا الاختلاف؟ أليست المشكلة إذن في النظام السياسي والتقاليد الديموقراطية واحترام الحريات وفي القدرة على التعاون التام المتزامن! تتحول مونتريال إلى مدينة سياحية يغمرها الدفء الإنساني والرعاية وتتمتع بالحريات العامة والشخصية وتبحث عن توفير الفرح لمواطنيها وتحتضن زائريها وترعاهم، بينما تتحول بيروت إلى مدينة عالمثالثية فاشلة، محتلة من قبل مقاولي سلاح ومال، يغمرها الفساد كما النفايات، والعمل جار على تحويلها إلى نسخة عن "سورية الأسد"، محكومة من قبل "بساطير" الأجهزة الأمنية. تمارس الرقابة على جرعات صغيرة، منها المعلن الذي يستثير الإعلام عندما يتعلق الأمر بصحافي معروف، ومنها ما تحدثت عنه منظمة العفو الدولية عن أن الأمن اللبناني يبتز ناشطين ويجبرهم على توقيع تعهدات بعد اعتقالهم وتهديدهم... الغريب أن الاعتقالات مستمرة ومن دون توضيح من وزارة الداخلية أو أي جهاز أمني. بات ينطبق على اللبناني ما قاله محمود درويش: تحمل صليبك وتمشي إلى ميعاد انتحارك. كما صار يبحث عن "قلبه الذي وقع تلك الليلة وتكلس كالحصى".

 

التشكيل عند مربع المراوحة وطرح جديد للوزير باسيل

الهام فريحة/الأنوار/31 تموز/18

بعد نحو عشرين يوماً، يحلُّ عيد الأضحى، تدخل البلاد في عطلة، وقبل ذلك، أي بعد أسبوعين أو عشرة أيام على أبعد تقدير، يكون معظم السياسيين قد دخلوا في إجازاتهم التي هي في معظمها خارج لبنان. وحده ملف تشكيل الحكومة سيكون جاثماً وحيداً في الداخل ينتظر مَن يعيد فتحه على مصراعيه لمعالجته.

حتى أمس كانت كل المعطيات تشير إلى أنَّ عملية التشكيل عادت إلى المربع الأول في ظل التعثر المتمادي، وفي ظل انقطاع سبل التواصل بين أكثر من طرف معني بعملية التشكيل. بهذا المعنى فإنَّ القطار الحكومي متوقف منذ الأسبوع الفائت، بعد لقاءات القصر الجمهوري بين الرؤساء الثلاثة، على هامش زيارة الموفد الروسي المعني بملف النازحين، ومنذ ذلك التاريخ لم يتحرك الملف من مكانه. الجميع يتحدثون عن حكومة وحدة وطنية من شأنها أن تعكس نتائج الإنتخابات النيابية، وهذا الأمر لا يختلف عليه إثنان على الإطلاق. لكن النيات شيء والخطوات العملية شيء آخر، فماذا عن هذه الخطوات؟

وماذا عن آلياتها؟ الجواب عن هذا السؤال يعني أنَّ الحكومة تنتظر جولة جديدة من المشاورات والإتصالات بعدما عاد إلى الضوء الكلام عن المعيار الواحد، وإن كان لكل طرف معياره في شكل الحكومة وحصته.

لكن هذه الأمور تستدعي أن يتكلم المعنيون مع بعضهم البعض، وأبرز المعنيين في هذا الشأن هم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وبالتأكيد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي لم يعد دوره المنوط به خافياً على أحد، فهو ليس فقط وزير خارجية بل هو رئيس أكبر حزب مسيحي، ورئيس أكبر تكتل نيابي ومكلف من رئيس الجمهورية بمتابعة الملفات. لذا فإنَّ الكلام معه أكثر من ضروري. لهذا السبب فإنَّ اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري لا يغني عن اللقاء بين الحريري وباسيل. وقد بات لقاؤهما "الممر الإلزامي" للقاء الحريري - عون. هذا هو واقع الأمور السياسية، أما أي كلام آخر فهو يعني تعمُّد تأخير التشكيل عن سابق تصور وتصميم. باسيل الذي أوحى أنه "ينأى بنفسه عن عملية التشكيل، وهو الموقف الذي اتخذه غداة عودته من واشنطن"، لم يتوانَ عن القول: "لا تدفعونا إلى حكومة أكثرية"، ماذا يعني هذا الموقف؟ يعني أولاً أنَّ خيار حكومة الوحدة الوطنية لم يعد خياراً متقدماً. ويعني ثانياً أنَّ الخيار هو أن تتشكَّل الحكومة من الأكثرية فيما المعارضة تبقى خارجها. ويعني ثالثاً أنَّ الطرح من الآن فصاعداً سيُركِّز على هذا الخيار، ما يعني أنَّ العراقيل ما زالت على حالها وهذا ما ستظهره الأيام الآتية. في مطلق الأحوال، دقَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ناقوس الخطر فحذَّر من أنّ الوقت ينفذ، وصار أكثر من ضروري أن يتمَّ الدخول في التأليف، لمواجهة الملفات الضاغطة على كل مفاصل البلد، ولا سيما المجال الإقتصادي الذي يعاني أزمةً لا بدَّ من الإنتباه لمخاطرها.

هل تتمُّ الإستجابة للنداءات؟ أم أنَّ الأمور ستبقى على ما هي عليه؟

 

سقط عهد فخامة الرئيس العماد عون ولا انجازات ولا تقدم اقتصادي

جريدة الديار/30 تموز/18

كتبت صحيفة "الديار " تقول : الفضيحة الكبيرة قبل التحدث عن سقوط العهد وعن سقوط لبنان نتيجة مبدأ تيار التغيير والاصلاح، هو ان وزارة ‏العدل التي يجب ان تحافظ على القضاء اللبناني وعلى استقلاليته، اصبحت وزارة حزبية بوجود وزير حزبي هو ‏الدكتور سليم جريصاتي الذي اوصله فخامة رئيس الجمهورية العماد عون الى وزارة العدل، وجعل القضاء ‏اللبناني خاضعا لشعار حزب التغيير والاصلاح، وهو ما حصل في عهود عربية مثل عهد جعفر النميري في ‏السودان، وعهد القذافي في ليبيا، وعهد الرئيس عبد الكريم قاسم في العراق، وعهد آل سعود حيث عائلة واحدة ‏تحكم. كما اصبح لبنان، الان من خلال عهد الرئيس العماد ميشال عون، تحكمه عائلة الرئيس في كل المجالات ‏الرسمية التي يجب ان تكون، على قاعدة المؤسسات وليس على قاعدة القرابة والعائلية.

الوزير جبران باسيل، اتخذ موقفا متشدد ومتجبرا وعطل تشكيل الحكومة امام رئيس الحكومة المكلف الرئيس سعد ‏الحريري، وهو يريد حصة غير مقبولة في الحكومة حتى ان نظام اميل لحود مع المخابرات اللبنانية والسورية لم ‏يحصل على مثل الذي يطلبه الوزير باسيل في الحكومة، وكأن المطلوب العودة الى العهد السيىء للمخابرات ‏اللبنانية ـ السورية في زمن الرئيس اميل لحود التي ضربت كل القوانين، لكن كان يومذاك عقل اللواء جميل السيد ‏هو الذي يضع الامور في ميزانها الصحيح، على قاعدة الحفاظ على الدولة وليس على مصلحة عائلة او صهر او ‏غير ذلك. مع العلم ان تصريح شيعة البقاع وشيعة الجنوب لم يكن موفقا من قبل اللواء جميل السيد، لكنه عندما كان ‏في السلطة وكنا نتعاطى مع اللواء جميل السيد، كان يركز دائما على مبدأ قيام الدولة ومؤسساتها ومصلحة ‏المؤسسات قبل كل شيء رغم انه في صلب الجهاز الامني اللبناني ـ السوري، لكنه كان متمايزا عن الاخرين.

اليوم سقط عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ولم يعد الشعب اللبناني يثق بعهد العماد عون، وبات يعتبر ان ‏هذا العهد انتهى وليس من امل في وجوده، حتى ان اكثرية الشعب اللبناني ندموا على وصول العماد ميشال عون ‏رئيسا للجمهورية، وباتوا يرددون كيف التخلص من هذا العهد بأقصى سرعة او على الاقل التخلص من سلوكه. ‏هنالك وزارة الخارجية التي اعطاها رئيس الجمهورية لصهره الوزير جبران باسيل واعطاه دعماً لم يسبق له ‏مثيل متجاوزا الدستور بالنسبة لدعم وزير بهذا الشكل على حساب بقية مجلس الوزراء. ثم ان الوزير باسيل ‏يسافر الى دول ويعلن خطابات دون ان يكون مجلس الوزراء موافقا عليها، سواء في الجامعة العربية ام في الامم ‏المتحدة ام في دول العالم. كما ان هنالك وزارة هامة وهي اهم وزارة في دول العالم قصدنا بها وزارة العدل، فكيف ‏يتم تسليم شخص حزبي اسمه الدكتور سليم جريصاتي وزارة العدل؟ فهو يدير حوالى 600 قاض والقضاء يجب ‏ان يكون مستقلاً فيما رأس الوزارة حزبي تابع لتيار حزبي هو التيار الوطني الحر ويجاري رغبات ومصالح ‏التيار الحر في وزارة العدل.

على الوزير جريصاتي الاستقالة

منذ هذه اللحظة يجب ان يستقيل الوزير جريصاتي، بخاصة انه كان عميلا لدى المخابرات السورية طوال عهد ‏الرئيس اميل لحود، وكانت مهمته نقل رسائل كونه مستشار الرئيس لحود الى سوريا، واكثر الرسائل كانت ضد ‏المسيحيين وتجييش وتحميس السوريين ضد المسيحيين في لبنان. ولو لم يكن العقل السوري عقل دولة هامة ‏استراتيجية قام بتنسيقها الرئيس القائد العملاق الراحل حافظ الاسد، لكان السوريون اصطدموا اكبر صدام ‏بالمسيحيين. لكنهم لم يصدقوا ما ينقله العميل الوزير جريصاتي الى سوريا من اخبار يكلفه إياها الرئيس لحود او ‏يخترعها هو ضد المسيحيين، وينقلها الى اللواء المرحوم محمد ناصيف الذي كان عقله عقل عملاق ورفض الكثير ‏من كلام جريصاتي ويقول له، لا المسيحيين عرب وطنيون في لبنان ونحن نثق بهم، ولا نعمل على اساس مذهبي ‏طائفي، ولا نقبل تحريض سوريا على المسيحيين. وهذا ما شكل صدمة لجريصاتي، لكنه كان ملزما بنقل الاخبار ‏ضد المسيحيين والاحزاب المسيحية الى سوريا كونه مستشار الرئيس لحود.

المطلوب قضاء مستقل

كيف يمكن ان تكون وزارة العدل تحافظ على القضاء المستقل عندما يكون وزير العدل عميلاً رخيصاً من الدرجة ‏الخامسة والعاشرة والسفلى، وفي الوقت نفسه وزيراً حزبياً يدير ويشرف على عمل اكثر من 600 قاض في لبنان ‏ومحكمة؟ والمطلوب قضاء مستقل فيما الوزير حزبي يأتمر بأوامر الوزير باسيل والتيار الوطني، فيما القضاء لا ‏يجب ان تكون له علاقة بأي حزبية كانت.

كانت مهمة الوزير سليم جريصاتي وزير العدل اللبناني الذي باع ضميره وهو الان "زلمة" جبران باسيل من ‏الدرجة العاشرة ولا يعرف قيمة سيف العدالة ولا العدالة ولا قيمة العدالة، هذا الوزير العميل الذي اشتغل عند ‏المخابرات السورية والتقارير التي كتبها موجودة في ملف المخابرات السورية في دمشق، كيف يمكن ان يكون ‏جريصاتي وزيرا للعدل؟

ولنأخذ مثلا وليس على سبيل شخصي، فهو من اجل 15 مليون دولار دفعها تاجر كوكايين وهيرويين سركيس ‏سركيس لوزير الخارجية باسيل، واشتراه بهذا المبلغ واشترى مقعداً في المتن الشمالي على لائحة التيار الوطني ‏الحر، ان يقوم وزير العدل بعملية تنصيب وسرقة على رئيس تحرير جريدة هو شارل ايوب بحوالى نصف مليون ‏دولار سرقة ونصبا لان سركيس معه 4 مليارات دولار وتاجر كوكايين ودفع مالا لجبران باسيل والعميل سليم ‏جريصاتي مجبور بتنفيذ اوامر باسيل ليبقى وزيرا للعدل.

انا اسأل اين كرامة سليم جريصاتي عندما يكون عبدا لوزير الخارجية جبران باسيل، اين كرامة وزير العدل ‏عندما يكون عبدا لتاجر هيرويين وكوكايين هو سركيس سركيس؟ ويقوم بـ "خربطة" القضاء وعدم جعله مستقلا ‏من اجل تاجر كوكايين او ملايين الدولارات، كما حصل معي في بعبدا. وانا نسيت الموضوع وانا لا اتحدث عن ‏نفسي. انا استطيع ان ابيع عقاراً في قريتي وتأمين المبلغ الذي سرقه مني جبران باسيل وجريصاتي، وبالنتيجة ‏سرقه العهد لانه وافق على ما حصل ولم يطلب من المجلس الاعلى للقضاء التدخل في الموضوع.

لكن المهم المعالجة مع المواطنين المساكين الذين هم خارج التيار الوطني الحر. كيف تتم معاملتهم دون قضاء نزيه ‏لان الوزير هو غير نزيه ووزير الخارجية غير نزيه، وله سعر يباع ويشترى جبران باسيل؟ وهو في سوق ‏البورصة له سعر يتم شراؤه وبيعه. الشاغوري يشتريه ثم يبيعه، رجال الاعمال الكبار. يبيعون جبران باسيل ‏ويشترونه، وهو يجمع ثروات بهذا الشكل، وقد اصبح الامر معروفا بين الناس. والجميع يتكلم عن الفساد الذي ‏يحيط بجبران باسيل، وكيف يحمي رئيس الجمهورية جبران باسيل؟ وكيف يسرق الاموال باسيل ويجعل ‏الاجهزة والمؤسسات بتصرف لائحته الانتخابية؟ فيما المطلوب انتخابات حرة. واول سقوط كبير للعهد هو ‏تزوير الانتخابات النيابية في عهد الرئيس العماد ميشال عون الذي اقسم اليمين على المحافظة على الدستور. واتت ‏الانتخابات كلها تزوير لان مؤسسات الدولة اشتغلت للوائح التيار الوطني الحر التي قام بتأسيسها فخامة رئيس ‏الجمهورية.

وزير البيئة ارتكب السرقات

ثم هنالك وزارة البيئة حيث الوزير طارق الخطيب ارتكب السرقات بإعطاء الرخص للكسارات، وحصل على ‏ثروة وجمعها كلها والاموال تذهب الى تنظيم مالي يشرف عليه الوزير جبران باسيل. وهنالك وزارة الطاقة حيث ‏الفضيحة الكبرى، اذ ان وزير الطاقة جبران باسيل وقع على 94 مليون يورو صيانة لمعمل دون مناقصة. ومن ‏يعرف كم حصة الوزير باسيل من 130 مليون دولار بدل صيانة، اي 94 مليون يورو، فيما وزير العدل يغطي ‏عبر التفتيش القضائي كل القضاة الذين انتفضوا ضد هذه الصفقة، لكن وزير العدل يجبرهم على القبول بالشواذ ‏والخضوع للسرقة. ثم هنالك مصرف ظهر اسمه "سيدرس" ولا نعرف شيئا عن هذا المصرف سوى انه لوزير ‏الاقتصاد اللبناني الذي له علاقة بالقصر وبجبران باسيل، ومن اين جاءت الاموال لهذا المصرف وكيف فتح كل ‏هذه الفروع بهذه السرعة؟ ثم هنالك كازينو لبنان الذي يعطي ارباحا ليلية بحوالى 4 الى 5 ملايين دولار وينتهي ‏العمل فيه عند الرابعة تقريبا ولا يعود هناك زبائن، فيتم وضع حوالى مليون او مليون ونصف دولار في صندوق ‏الكازينو. اما الباقي فتأتي سيارات لتأخذ حوالى 3 ملايين دولار الى جهة رسمية يشرف عليها الوزير جبران ‏باسيل، كما كان يحصل في زمن الرئيس اميل لحود، لكن ليس بهذا الحجم. بل كان لحود يترك نصف ارباح ‏الكازينو وتأخذ حاشيته النصف الباقي، اي تقريبا 90 الى 120 مليون دولار في السنة في عهد لحود. وكانت ‏سيارات رسمية سوداء تأتي عند الصباح لتأخذ الاموال نقدا ويتم وضعها في صندوق تابع للقصر.

سرقات يغطيها باسيل وجريصاتي

اليوم هنالك اموال يتم سحبها عند الصباح، ويشرف على العملية مساعدون لوزير الخارجية باسيل. ويقوم بتغطية ‏السرقة وزير العدل سليم جريصاتي لانه يتم اعطاؤه حصة بقيمة 25 الف دولار كل ليلة ليسكت عن سرقة الـ 3 ‏ملايين او المليونين. وان وزير العدل الذي يجب ان يلاحق السرقات، يراها ولا يحرك القضاء. واصبح هنالك ‏شبه مافيا، والسيطرة الاولى لها طلب العهد من مصرف لبنان ان يحصل على كازينو لبنان. وبعد تعيين المسؤول ‏عن الكازينو ومساعديه، تم وضع هندسة مالية لسحب الاموال من الكازينو لمصلحة جبران باسيل وحزب التيار ‏الوطني الحر. وتم تكليف الوزير العميل الصغير الدكتور سليم جريصاتي لتغطية القضية قضائيا وعدم تحرك ‏الضابطة العدلية للتحقيق في كيفية ذهاب الاموال. لكن لا احد يستطيع الاقتراب من السيارات السوداء الخمس التي ‏تحضر عند الرابعة صباحا وتأخذ اموالاً بحجم مليونين او ثلاثة يوميا من الكازينو فيما رئيس الكازينو ومساعدوه ‏شرفاء، لكنهم مأمورون بدفع هذه الاموال وعدم تسجيلها في ميزانية المصرف وارسالها الى جهات في التيار ‏الوطني الحر الذي يحصل على هذا المبلغ الكبير ويضمه الى مجموع مداخيل اخرى يسيطر عليها في الدولة ‏اللبنانية. وباتت بالمليارات، ولم يظهر عهد بهذا الشكل، كمافيا على مستوى الوزراء وليس على مستوى فخامة ‏رئيس الجمهورية يسرق اموال الشعب والمؤسسات بهذا الشكل مع عدم بعدنا او توجيه، لا سمح الله، اي اتهام الى ‏فخامة رئيس الجمهورية.

رئيس الجمهورية نزيه ونظيف

نحن نعرف ان فخامة رئيس الجمهورية نزيه ونظيف الكف ولا يهمه بهرجة الاموال، لكن قائد المافيات هو ‏جبران باسيل، وهو يحظى بدعم مطلق من الرئيس عون. واخر خبر هو انه رفض تشكيل الحكومة كما هي ‏وطالب بحصة غير معقولة. ولا يستطيع الرئيس سعد الحريري القبول بهذه الحصة للتيار الوطني الحر، مع العلم ‏ان رئيس الحكومة المكلف لا يحق له ان يقاطع وان يقول انه لا يعترف بنظام الرئيس بشار الاسد، لان الدولة ‏اللبنانية تعترف رسميا بالجمهورية العربية السورية كما تعترف سوريا بلبنان. انما المشكلة هي في تشكيل ‏الحكومة، واخر الاخبار ان الوزير باسيل يريد حصة على الاقل من عشرة وزراء.

وقد يقوم باسيل بالعناد ليحصل على الـ 11 وزيرا. ومشكلة التيار الوطني الحر كذلك عقدة حزب الله، وهي ان ‏العماد عون دعم حزب الله عبر اتفاق مار مخايل، لكن الفاتورة التي دفعها الحزب حتى الان هي كبيرة وكثيرة، ‏فتكفي رئاسة الجمهورية والوزارات التي اخذها العماد عون. لكن اذا استمر حزب الله في دفع الفواتير لفخامة ‏الرئيس لانه قام بالتوقيع على اتفاق مار مخايل لان حزب الله قوي والناس معه والشعب اللبناني ايده لانه حرر ‏الجنوب اللبناني وضرب العدوان الاسرائيلي على لبنان وضرب المنظمات التكفيرية، فلا يجب على الحزب ان ‏يكون ضعيفا مع الوزير باسيل وان يطلب من محطة المنار عدم بث تصريح الوزير باسيل الذي قال ان لا خلاف ‏ايديولوجي مع اسرائيل ولا مانع لدى لبنان ان تعيش اسرائيل باستقرار وامان. والسؤال : لماذا منع حزب الله بكل ‏وسائله الاعلامية واتصل بعدة جهات لعدم نشر تصريح وزير الخارجية باسيل؟ فهل هذا يعني ان الحزب يرضى ‏بهذا الكلام وهذه النظرية، بعدم وجود خلاف ايديولوجي بيننا وبين العدو الاسرائيلي؟ وهل صحيح انه يريد ان ‏تعيش اسرائيل بأمان واستقرار كما يقول الوزير باسيل بالصورة والصوت على تلفزيون الميادين؟

استئجار الباخرتين التركيتين

ثم هنالك قضية استئجار باخرتين من تركيا بمليار و800 مليون دولار، وسعر اكبر مولد كهرباء هو مليار ومئة ‏مليون دولار. وهذا المولد يستطيع تغطية اعطاء لبنان الطاقة الكهربائية 24 ساعة، فلماذا تم بين وكيل وصديق ‏الرئيس سعد الحريري المهندس ميشال ضومط ونادر الحريري وجبران باسيل الاتيان بباخرتين تركيتين بسعر ‏مليار و800 مليون دولار؟ وهو سعر مكتوب على الموقع الالكتروني لعدة شركات في العالم. ان السعر هو مليار ‏و100 مليون دولار، فلماذا تم استئجار السفينتين التركيتين للطاقة الكهربائية من قبل باسيل وجماعة الحريري ‏بمليار و800 مليون دولار؟

هل من المعقول دفع مليار و800 مليون دولار من خزينة لبنان التي هي في عجز ب5 مليارات من اجل استئجار ‏باخرتين، فيما كان المطلوب شراء مولد كهربائي بمليار دولار من المانيا او فرنسا او ايطاليا وهذا يكفي طاقة ‏لبنان بالكامل؟

ثم الفضيحة الكبرى ان الوزير جبران باسيل، من خلال دعم فخامة رئيس الجمهورية له، يقوم بتعيين سكرتيرته ‏وزيرا للطاقة. اصبحنا في عهد السكرتير وخبرة سكرتير جبران باسيل هي كخبرة العامل البنغالي في الموقع ‏الالكتروني للديار الذي نقيمه. كما ان خبرة جبران باسيل في الدولة اللبنانية مثل خبرة العامل الباكستاني عندنا في ‏الديار في علم صناعة المعرفة وخلق البرامج الالكترونية للكمبيوتر. فهل بجبران باسيل العاجز، وهل بسكرتير ‏جبران باسيل المعاق وهل بالوزير العميل الرخيص الصغير سليم جريصاتي، يمكن الحصول على قضاء نزيه؟ ‏وهل بوزير معاق هو طارق الخطيب وزير الكسارات يعطي الرخص ويقبض عليها، وهل بسرقة اموال كازينو ‏لبنان ثم بيع شخص يشم الكوكايين والهيرويين ويتاجر بها هو سركيس سركيس، ومعروف انه حقير ورخيص ‏في المتن الشمالي كله ولا يحترمه احد، حتى ان ارساله كل يوم عشرة دولارات لكل كنيسة في كل المتن الشمالي ‏اصبح امراً مهيناً ومسخرة، والاباء يطالبون بعدم ارسال المبلغ لكل كنيسة من قبل سركيس سركيس تاجر ‏الكوكايين والهيرويين وهو يرسل هذه العشرة دولارات لكل كنيسة طالبا من الرب ان يغفر له. لكن كيف يغفر الله ‏لانسان يبيع الكوكايين الى الشباب والفتيات ويسبب بموت الشباب ليحصل هو على المليارات؟

اللبنانيون في يأس يا فخامة الرئيس

ثم السؤال الموجه الى فخامة رئيس الجمهورية : يا فخامة الرئيس، ما هي المبادئ العليا الانسانية والمناقبية ‏والفكرية التي تجمع بين التيار الوطني الحر وتاجر كوكايين وهيرويين هو سركيس سركيس واقامة حلف بين ‏جبران باسيل وسركيس سركيس وابعاد دكتور في طلب الاسنان هو المناضل نبيل نقولا الذي كان وفيا لك طوال ‏‏30 عاما فيما جبران باسيل ببيعه بـ 30 من فضة مثل يوضاس الاسخريوطي ولم تعترض يا فخامة الرئيس على ‏بيع نبيل نقولا الذي كان مناضلا ومخلصا لك طوال 30 عاما وجلس بقربك؟

اللبنانيون هم في يأس من عهد الرئيس العماد ميشال عون واعتبروا ان العهد انتهى وسقط. ولولا ان دول اوروبا، ‏كيلا يسقط لبنان نهائيا، سترسل 11 ملياراً ونصف مليار الينا لكنا في افلاس شامل ولولا حاكم مصرف لبنان ‏البطل الوطني رياض سلامه والاستقرار النقدي لكان الاقتصاد انهار كليا.

الان السؤال : ماذا نفعل مع عهد سقط ولم يعد باستطاعته حكم لبنان؟

والسؤال الان : كيف يمكن النهوض بالبلاد والعهد سقط والمؤسسات انهارت؟

الجواب هو اننا امام ازمة عهد فاشل كليا، ومافيا وزراء يسرقون اموال الدولة.

 

الشكل الطبيعي لـ"النظام الأسدي"

سناء الجاك/النهار/30 تموز 2018

"ابنكم توفى في السجن تعالوا لاستكمال معاملة الوفاة".

http://eliasbejjaninews.com/archives/66391/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF/

انتهى التبليغ. لا تسليم للجثامين ولا إعلام بمكان الدفن، قد يكون الرفات في مقابر جماعية او هو انتهى الى محارق بشرية. لا لزوم للسؤال. ما يلزم هو حضور أصحاب العلاقة لتوقيع مستندات تؤكد "ان المتوفى قضى بشكل طبيعي في السجن".

فظيع هذا "الشكل الطبيعي في السجن" لنحو سبعة آلاف مفقود. وبعدها يمكن إقامة مجالس العزاء والصلاة لراحة أنفس من انتقلوا الى رحمته تعالى، لا آمنين ولا مطمئنين ولا راضين ولا مرضيين.

فظيع أكثر، ان الاستغراب واللوعة والحسرة، كلها لا تنفي ان القتل والتعذيب والوحشية هي عدة الشغل في إطار "الشكل الطبيعي" للنظام الأسدي. هكذا يجب ان يموت مَن يقع في مصيدة هذا النظام.

لعل الشكر أوجب. فأصحاب العلاقة هؤلاء، أنعم الله عليهم بمعرفة مصير أولادهم بأسمائهم الثلاثية. لا لبس ولا قضية بعد اليوم. لهم ان يرتدوا ثياب الحداد ويتقبلوا التعازي ولكن من دون شوشرة وشغل بال، حتى لا يلحق مَن بقي بمَن أعلنت وفاته بـ"الشكل الطبيعي".

اما أهالي المفقودين الذين لا يزالون يصرخون في الهباء منذ اندلاع الحرب الاهلية في لبنان وعلى امتداد الحكم الاسدي في سوريا وصولا الى الحرب الحالية، فهم مَن يستحقون الرثاء والاهتمام. ولهم ان يطالبوا السلطات السورية بمَلاحق للوائح مع مفاعيل رجعية، وذلك ضمن الأصول المتبعة، وبإجراءات شفافة رسمية، مع طابع بريد ودفع رسوم، لطلب بيان قيد عائلي. فإن كان ابناؤهم بين القتلى فسيتم ابلاغهم بذلك، علَّ نعمة الحداد تحل عليهم. 

لوائح السبعة آلاف مفقود قضى مَن حلّ فيها بين العامين 2011 و2012، أي مطلع الثورة السورية السلمية. في المقابل أطلق النظام سراح كل مَن استخدمه لتأسيس المنظمات الإرهابية، صعوداً مع "داعش" و"النصرة، ونزولا الى الجماعات الإسلامية الصغيرة التي عسكرت الثورة وشيطنتها في رعاية قصوى واتفاقات، ربما مكتوبة، تقضي بإجلاء شياطين التطرف على متن باصات مبرّدة بعد اتمامهم وظائفهم الوسخة وتنظيف الطريق لعودة النظام ووحوشه.

كلنا شهدنا أحدث الإنجازات والمآثر في السويداء.

مدرسة لا مثيل لها في علم السياسة، هذا "الشكل الطبيعي" الذي لم يحد عنه النظام، من الأب الى الابن. وقد أبدع للقضاء على الثورة في بداياتها بمعاونة المحور الإيراني وزلمه في العراق ولبنان، فكان أبو بكر البغدادي وأبو مصعب الزرقاوي وأبو محمد الجولاني و... ممن نعرف او ممن سوف تكشف عنه الأيام.

المهم النتيجة، ولينقع أصحاب الوثائق والتجارب الحية تقاريرهم وصورهم وأفلامهم، حيث يشاؤون، وليشربوها او يرووا بها قهرهم وذلّهم وعجزهم عن حماية فلذات أكبادهم وأحبائهم. لأن كل ما جرى حافظ على "الشكل الطبيعي" للنظام الأسدي، سواء داخل السجون او خارجها.

ولتبق حبراً على ورق، شهادات "قيصر" العسكري المنشقّ عن النظام، والمكلف تصوير وتوثيق جثث مقتولين تحت التعذيب حيث هي. فـ"القيصر الأكبر" الذي وجد مصلحته في إبقاء هذا النظام واستعادة دوره العالمي، اقوى من 55 ألف صورة لجثث تحمل "آثار التعذيب بالكهرباء والضرب المبرح، وتكسير العظام، والأمراض المختلفة وبينها الجرب، إلى جانب الغرغرينا والخنق". هل يهم كثيراً ما تتعرض له الجثث إن هي "تُرِكت في العراء عرضةً للقوارض والحشرات" قبل أن يتم "جمعها وأخذها إلى أماكن مجهولة"، لتدفن في مقابر جماعية، أو يتم إحراقها في أفران خاصة؟!

المهم النتيجة، ولا عجب اذا تحوّل سجن صيدنايا قرب دمشق الى مجموعة فنادق ومطاعم ومراكز تسوق في المرحلة المقبلة، على اعتبار ان مَن لم يرد اسمه الثلاثي في اللوائح حتى اليوم، سيرد غداً او بعده او في المدى المنظور. ولا أحد يحصي مقتل ثلاثة عشر ألف معتقل بين عامي 2011 و2015، غالبيتهم من المدنيين المعارضين. العدّاد تعطل، والأرقام أكبر بكثير من اللوائح المعلنة. ومَن تمت تصفيتهم، لا لزوم لهم ولا حاجة للنظام اليهم، الا اذا حوّلهم عملاء يقومون بخدمة وطنهم، "بالشكل الطبيعي" بالتأكيد.

وبعد، يؤكد احد المحاورين الروس على قناة تلفزيونية، ان عودة اللاجئين السوريين من لبنان ستتم "بالشكل الطبيعي" وفق خطة بلاده وما ينبثق من لجان، "لأن النظام الاسدي لن يمنع عودة الا من ذبح...". كلنا نعرف ان مَن ذبح لم يغادر سراديب النظام واروقته حتى يعود. إنه العمود الفقري لهذا النظام.

اقلبوا الصفحة. ولنحتفل بإطلاق سراح عهد التميمي التي "حرّرها" العدو الإسرائيلي الغاشم.

 

طرابلس تكتشف "جسر الترامواي العثمانيّ": إخفاء حالات أخرى

جنى الدهيبي/المدن/الإثنين 30/07/2018

طرابلس تكتشف "جسر الترامواي العثمانيّ": إخفاء حالات أخرى اكتشاف الجسر التاريخي حصل خلال حفر الطريق الغربية لكورنيش نهر أبو علي

هل ثمّة أبنيةٌ أثريّة مدفونة في طرابلس؟ سؤالٌ تحول إلى محور سجالٍ طويلٍ في المدينة، بعدما تفاجأ أبناؤها، الأربعاء في 25 تموز 2018، بكشفٍ أثريّ جديد تحت الأرض قرب نهر أبو علي لأحد جسوره التاريخية الثلاثة التي يعود طمرها لأكثر من 60 عاماً.

اكتشاف الجسر التاريخي، جرى أثناء قيام شركة جهاد العرب المكلفة من مجلس الإنماء والإعمار بحفر الطريق الغربية لكورنيش نهر أبو علي عند تقاطعه مع شارع الزاهرية الأساسي، من أجل مدّ شبكة من أقنية المجارير الجديدة. وخلال عملية الحفر، ظهرت تحت الطريق قنطرة حجريّة واسعة معقودة من الداخل تسند حائطاً عريضاً مدعّماً وممتداً لأمتار، مرصوصاً بحجارة شبه متساوية.

آراءٌ كثيرة تضاربتْ بشأن حقيقة هذا الجسر. البعض رجّح أن يكون نفقاً مسقوفاً تحت الأرض يصل إلى قلعة طرابلس. والبعض الآخر ذهب إلى احتمال كونه قناة مياه معقودة تشبه غيرها من القنوات التي كُشف عنها في مواقع تحت الأرض.

إلّا أن رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس الدكتور خالد تدمري كشف في تقريرٍ مفصلٍ نشره، حقيقة هذا الجسر، الذي أعاده إلى الصور النادرة والوثائق التاريخية والخرائط القديمة في أرشيفه. ووفق ما ذكر تدمري، فإنّ هذه القنطرة المعقودة والحائط، يشكلان "جسر الترامواي العثمانيّ" الذي كان يصل ضفتيّ النهر بين شارع الزاهرية ومدخل شارع سوريا. وهو الجسر التاريخي الثالث الذي كان يعبر فوق مجرى نهر أبو علي بعد جسريّ السويقة واللحامين، والذي استحدث نهاية القرن التاسع عشر وبني خصّيصاً ليمرّ عليه خط عربات الترامواي الحديدي في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.

وأشار تدمري إلى أن هذا الجسر كان جزءاً من سكة حديدية، عمدت الدولة العثمانية إلى مدّها بغية "تشغيل عربات ترامواي من طابقين (كانت تجرّها البغال) تصل بين بوّابة الميناء حيث المرفأ القديم (ساحة الشراع حالياً) ومدخل شارع سوريا، حيث شقّ هذا الشارع أيضاً وتم تعبيده بحجارة البازلت المرصوفة في الفترة نفسها وامتد حتى مدينتيّ حمص وحماه وصولاً إلى حلب في الداخل السوري (من هنا تسميته بشارع سوريا)".

في الواقع، استطاع هذا الجسر أن "ينفد" من أعمال الهدم التي شملها مشروع تقويم مجرى نهر أبو علي الذي استغرق تنفيذه ثلاث سنوات بعد طوفانه (من 1955 إلى 1958). واعتبر تدمري أنّ هذا المشروع الكارثي الذي أباح هدم أقدم وأبرز المعالم الأثرية في وسط المدينة المملوكية، أُنقذ الجسر من الهدم، "لأن مجرى النهر الجديد مرّ بمحاذاته بعدما كان يمر أسفله، حيث تم تحويل مساره القديم لجهة الشرق أكثر، فاستثني الجسر من الهدم بأعجوبة وتم الاكتفاء بطمره تحت أديم الكورنيش الجديد".

لكن السؤال: ماذا بعد اكتشاف هذا الجسر؟

عملياً، تحول مسار النقاش في طرابلس إلى الخشية من أن يكون مصير "جسر الترامواي" المُكتشف، كغيره من قنوات المياه والأنفاق والقناطر التراثية، التي يجري اكتشافها خلال عمليات الحفر، ويعاد طمرها سرّاً. وهو ما دفع تدمري إلى توجيه رسالةٍ للمديرية العامة للآثار، يُذكّر فيها أنّ المديرية سبق أن اكتفت بتوثيق الآثار المكتشفة وسمحت بإعادة طمرها.

كذلك، طالب تدمري مجلس الإنماء والإعمار بوضع خطة ضمن مشروعه القائم حالياً وتعديله، "بشكل يؤدي إلى إظهار هذا الجسر التاريخي القابل حتى للاستخدام مجدداً نظراً لمتانته ولاتساع التقاطع فوقه، والذي كان يتسع لمرور عربات الترامواي في خطين ذهاباً وإياباً فضلاً عن المشاة".

وخلال زيارة "المدن" موقع الجسر، كان لافتاً أن أغلب العاملين في المشروع لا يدركون قيمته، واكتفوا بتعديل مخطط التمديدات، من دون أن يُطلب منهم عدم طمره مجدداً بعد الانتهاء من أعمالهم. وفي تسجيل صوتي مسرّب، أشار أحد المهندسين إلى أنّه خلال العمل في مشروع نهر أبو علي، ظهر معهم عدد كبير من الأقنية الأثرية والأسطح المطمورة تحت الطرقات وفسيفساء لحديقة البرطاسي، وعند إبلاغهم مديرية الآثار، لم تتجاوب معهم وطُمرت من جديد.

كذلك في الميناء، اكتشفوا خلال العمل في شارع محاذٍ لشارع مار اللياس، 16 عموداً من البازالت تحت الأرض، وطريقاً تشبه ممر قلعة صور في أعمدتها المتراصفة على الجهتين، لكن جرى طمرها بحجة الحفاظ عليها!

وفي السياق، يقول مصدر رسمي في المديرية العامة للآثار، لـ"المدن"، إنه ليس صحيحاً اكتفاء المديرية بالتوثيق. لكن، "هناك حالات يستحيل علينا القيام بغير حمايتها تحت الأرض، لأن اظهارها يشكل خطراً على سلامتها وتوفير الحماية اللازمة لها بوصفها معلماً أثرياً".

وكل ما تقوم به المديرية، وفق المصدر، يستند إلى الشروط العالمية التي وضعتها اليونيسكو في ما يخص حماية الآثار وضمان بقائها للأجيال المقبلة. أما في ما يخص الجسر المُكتشف في طرابلس، فـ"لا تزال المديرية تضعه قيد البحث والدراسة لاتخاذ القرار المناسب في شأنه، إما لإظهاره أو بقائه تحت الأرض".

 

كواليس رفض الملك سلمان لصفقة القرن: هذا ما طلبه.. وبلدان عربيان تدخلا!

ترجمة فاطمة معطي/ "لبنان 24" - Haaretz)/30 تموز/18

 نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريراً تناولت فيه رفض العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لصفقة القرن التي تحمل توقيع كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر. 

وأوضحت الصحيفة أنّ السعودية وبلدان عربية أخرى أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّها لن تؤيد خطة السلام الأميركية، ما لم تتضمن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

وبيّنت الصحيفة أنّ الملك سلمان أعرب عن الموقف السعودي خلال اتصالات جرت مؤخراً مع مسؤولين أميركيين كباراً، وخلال محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وغيره من الزعماء العرب في المنطقة، مشيرةً إلى أنّه جدّد تأييده لمبادرة السلام العربية التي تشمل إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود العام 1967 تكون القدس الشرقية عاصمة لها.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر ديبلوماسي قوله إنّ السعوديين أخبروا الإدارة الأميركية بأنّهم بعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس باتوا عاجرين عن القيام بأي خطوة كانوا قادرين على اتخاذها قبل هذا التطوّر المفصلي.

كما نقلت الصحيفة عن إيلان غولدنبرغ، مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية ومسؤول في البنتاغون عمل على الملف الإسرائيلي-الفلسطيني في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما: "بالغت إدارة ترامب باعتقادها بأنّ السعوديين قادرون بشكل أو بآخر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، مضيفاً: "لا يملك السعوديون هذه القدرة للضغط على عباس"، ولم يكن من الواقعي التوقّع من الرياض إجباره على القبول بخطة السلام الأميركية، على حدّ تعبيره. 

بدوره، رأى آرون ديفيد ميلر، مسؤول أميركي سابق شارك في مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية أنّ الموقف السعودي لم يكن مفاجئاً، قائلاً: "هناك فرق كبير بين الرغبة السعودية المتزايدة في العمل مع إسرائيل على جوانب ذات أهمية مشتركة، مثل التهديد الإيراني من جهة، والفكرة بأنّ السعودية ستضغط على الفلسطينيين على مستوى مسائل مثل القدس والمستوطنات، من جهة ثانية".

وفيما زعم ميلر أنّ السعوديين وبلدان عربية أخرى ترغب في التقرّب من إسرائيل، استدرك بالقول: "إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّها ستتمكن من دعم مبارة السلام البعيدة كل البعد عن المواقف العربية التقليدية بشأن النزاع، لا سيّما الفلسطينية منها".

وفي ما يتعلّق بالأردن ومصر، لفتت الصحيفة إلى أنّهما شجعتا الإدارة الأميركية على عرض خطة السلام إذا كانت عادلة بالنسبة إلى الجانب الفلسطيني، مشيرةً إلى أنّ الأردنيين حذّروا الإدارة الأميركية من أنّ الخطة التي تغلب كفة إسرائيل من شأنها أن تزعزع استقرار الأردن وأن تجبر عمان على رفضها بشدة.

(ترجمة "لبنان 24" - Haaretz)

 

الفتنة وحرب تطويع الجنوب السوري

علي الأمين/العرب/31 تموز/18

عندما دخل الجيش السوري إلى مناطق الجنوب السوري خلال الأسابيع الماضية، كان ينجز عملية الدخول بعدما اتفقت القوى الدولية والإقليمية المؤثرة ضمن اتفاق خفض التوتر الشهير في الجنوب السوري، على انتشار الجيش النظامي وإنهاء دور قوى المعارضة السورية المسلحة، وكانت على رأس هذه القوى الدولية واشنطن وموسكو وتل أبيب. وقد أدّى هذا الاتفاق الذي عكس توجها صريحا لواشنطن بإنهاء دور قوى المعارضة السورية، إلى تمكين الجيش السوري بإشراف موسكو من الدخول إلى درعا وغيرها من المناطق في سهل حوران والأرياف، وحتى القنيطرة على حدود الجولان، وتمّ ذلك إما بخوض معارك عنيفة كما حصل في درعا وأريافها، وإما عبر اتفاقات أدّت إلى تقديم الروس ضمانات لمن بقي من المقاتلين لم تحترم، وإما بخروج المقاتلين إلى مناطق الشمال السوري ولا سيما إلى مدينة إدلب.

دخل الجيش السوري والذي يتوزع على فرق عدة تسيطر روسيا على جزء أساسي منها، فيما تتحكم طهران بجزء آخر منه إلى جانب الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وواكبت هذه الفرق مجموعات ميليشيوية تعد بالعشرات وتعتمد على دعم مالي من إيران ومن النظام، والأهم أنّها تقوم في مجملها بمهمات السلب والنهب والعمليات القذرة التي يأبى الجيش النظامي القيام بها. بعد دخول الجيش السوري إلى درعا وإلى غيرها من البلدات والقرى التي كانت تحت سيطرة المعارضة منذ بدء الثورة وحتى الأمس القريب، قامت تلك الميليشيات بتنفيذ عمليات نهب واسعة وتنفيذ جرائم ضد المدنيين، بعدما كانت قوى المعارضة قد سلمت سلاحها إلى الجيش السوري بإشراف روسي، ويروي بعض أبناء درعا تفاصيل عن عمليات مريعة تعرضوا لها من قبل الميليشيات. إذ أكد هؤلاء أنّ النظام كان قد تقصّد إطلاق يد الميليشيات التابعة له في السويداء لارتكاب عمليات خطف وقتل ونهب العشرات من الحواضر والقرى في درعا وريفها، وبحسب هذه المصادر فإنّ ما فعلته هذه الميليشيات أنّها نقلت أثاث البيوت وكل ما وقعت عليه قواتها من المقتنيات، إلى مدينة السويداء، وعمدت إلى عرضه وبيعه بشكل علني في أسواق المدينة بطريقة علنية ومستفزة لأبناء درعا وأريافها ومنهم من كان قد نزح منذ سنوات إلى هذه المدينة.

إطلاق يد ميليشيات درزية لتنفيذ مثل هذه العمليات القذرة في درعا وريفها وفي سهل حوران، لم يكن عفويا، بل تقصد النظام وداعموه ذلك كل في سياق حساباته. فالنظام السوري الذي تفنن في لعبة إثارة المخاوف لدى الأقليات والعمل على خلق وتعميق الشروخ الطائفية والمذهبية، كان يعاني من السيطرة والتحكم على الدروز في منطقة السويداء، وكان من داخل الطائفة الدرزية من نجح في منع النظام من إلزام الشباب الدروز بالانخراط في الجيش السوري، وظلّ الشباب الدرزيّ، على وجه العموم، نائيا بنفسه عن الانخراط في الحروب التي تم خوضها ضد المعارضة السورية على امتداد الأرض السورية.

لكن ذلك لا يمنع من القول إنّ بعض الفئات الدرزية التي راهنت على النظام، عملت على استقطاب المقاتلين من خلال إيجاد أطر ميليشيوية وعسكرية لعب جزء منها دورا في استفزاز محيطه من خلال استغلال سقوط مناطق الجنوب في يد النظام، عبر تنفيذ عمليات انتقامية أراد النظام أن تنفذها مجموعات درزية بغاية إثارة الفتنة، واستثمارها لإعادة تقديم نفسه كحام للأكثرية السنية في درعا والجنوب السوري وحام أيضا للدروز في السويداء. تعميق الشرخ بين السويداء ذات الغالبية الدرزية وبين محيطها السني، أمر كفيل بجعل البيئة الاجتماعية في الجنوب السوري في حالة هلع من شريكها في الوطن، ومدفوعة  نحو مصدر حماية لا يبدو أنه متوفر سوى لدى إسرائيل وروسيا

ويجب الإشارة هنا إلى أنّ الطبيعة العشائرية في درعا ومحيطها تجعلها بخلاف مدن سورية أخرى أكثر التصاقا بقيم عشائرية وقبلية وبالثأر. ومن جانب آخر لم تكن روسيا عاجزة عن ضبط الميليشيات القادمة من السويداء نحو درعا، بل لم تمنعها وغضت الطرف عن ارتكاباتها، ولعل دعوة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط روسيا إلى حماية أبناء السويداء، انطوت خاصة مع تكراره لهذه الدعوة، على أنّ روسيا تتحمل مسؤولية على هذا الصعيد، لأن جنبلاط يدرك أنّ الدروز في السويداء هم عرضة لتنازع إيراني-إسرائيلي. فإيران نجحت في استقطاب بعض الميليشيات الدرزية، وإسرائيل تريد ضمن الاتفاق مع روسيا إبعاد النفوذ الإيراني عن حدودها، وهي تستثمر إلى حدّ بعيد علاقاتها مع بعض دروز إسرائيل في تقديم نفسها كطرف قادر على حماية الدروز في سوريا أيضا. الغاية الروسية والإسرائيلية ضمنا في الجنوب السوري هي إبعاد النفوذ الإيراني، وإنهاء كل ما يمكن أن يربط إيران بأهل السويداء، وجعل العلاقة مع إيران مكلفة لهم.

من هنا تأتي الجريمة التي ارتكبها تنظيم داعش في قرى جبل العرب وفي محيط السويداء، لتلبي مصالح إسرائيلية وروسية في الدرجة الأولى، وللنظام الذي يريد أن يفرض وجوده اجتماعيا كطرف لا يمكن أن يضمن الناس بالحدّ الأدنى من أمنهم وأمانهم بمعزل عنه.

تنظيم داعش نفذ جريمته بقتل نحو ثلاثمئة مدني وعسكري من بينهم النساء والأطفال الدروز في جريمة بشعة، يؤكد بعض أبناء درعا أنّ بعض الذين شاركوا في تنفيذ هذه الجريمة، هم من الضباط والجنود في الجيش السوري ومن الذين يقاتلون في صفوفه في مناطق سورية خارج الجنوب السوري، ويضيف هؤلاء أنّ بعض أهالي هؤلاء تعرضوا لاعتداءات من بعض أتباع النظام في السويداء، وهم نفذوا جريمتهم هذه بعلم مسبق من النظام السوري وحتى من القوات الروسية، وتنظيم داعش لم يكن إلا الستارة التي لا بد منها لإلصاق الجريمة بتنظيم يمكن أن تلصق به كل الجرائم.

جريمة السويداء البشعة هي أعقد من أن تكون نتاج تنظيم داعش، يسميها البعض عملية ثأر وانتقام ضد ما ارتكب في درعا وريفها، دفع ثمنها مدنيون أبرياء بالدرجة الأولى، وهي في نفس الوقت عملية مدروسة ومقررة منذ أن دفع النظام السوري وحلفاؤه بميليشيات من السويداء لارتكاب جرائم ضد “الدرعاويين”، مدركا أنّه سيدير عملية انتقامية بطريقة غير مباشرة ضد السويداء، فيما إسرائيل من جانبها وبتنسيق ضمني مع روسيا، تستهدف من خلال ما جرى إنهاء العلاقة بين بعض الدروز وإيران. تعميق الشرخ بين السويداء ذات الغالبية الدرزية وبين محيطها السني، أمر كفيل بجعل البيئة الاجتماعية في الجنوب السوري والتي انطلقت منها الثورة في حالة هلع من شريكها في الوطن، ومدفوعة بحكم غريزة البقاء والحماية، نحو مصدر حماية لا يبدو أنّه متوفر سوى لدى إسرائيل وروسيا، وما بينهما النظام الذي حظي انتشاره في الجنوب برعاية روسية - إسرائيلية شرطها، الذي لم يكتمل بعد، التطهر من إيران والتي بدورها لن توفر ما لديها من قوة ونفوذ في سوريا في سبيل حماية وجودها ودورها ومصالحها. جريمة السويداء وما سبقها من جرائم في الجنوب السوري هي أدوات المواجهة المتاحة تحت سقف التفاهم الأميركي الروسي حول سوريا.

 

هذه ليست «كي جي بي» القديمة!

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/30 تموز/18

عند النظر إلى وكالات التجسس الروسية المتشاحنة، والعمليات المتداخلة التي تضطلع بها ضد الولايات المتحدة وأسلوبها المتهور أحياناً، يتساءل بعض كبار عملاء وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) فيما بينهم ما إذا كان العملاء الروس يرغبون في أن يجري ضبطهم.

وشرح مدير «سي آي إيه» سابقاً، جون برينان، عبر رسالة بريد إلكتروني أن «نشاطات الاستخبارات الروسية على مدار الأعوام العديدة الماضية لم تصبح أكثر نشاطاً فحسب، وإنما أكثر انتقائية أيضاً. لقد أصبح المناخ العام أكثر تنوعاً وتنظيماً وتنافسية... وبعض الأعمال التي ينفذونها بارعة للغاية، وتكشف عن قدر رفيع من المهارة. بينما لا ترقى أعمال أخرى إلى هذا المستوى».

من جانبه، أعرب رولف موات لارسين، الخبير السابق في الشؤون الروسية لدى «سي آي إيه»، عن اعتقاده أن ثمة تغييراً يحدث داخل الاستخبارات الروسية يشير إلى الانتقال من جيل لآخر. وأضاف: «يتمثل ثمن التحول إلى توجه أسرع وأشد فتكاً في تفاقم معدلات الإهمال. واليوم أصبحت القرارات الرديئة شائعة. وتراجع مستوى الإشراف من جانب الكوادر الأقدم والأكثر خبرة».

ويتجلى التوجه الجديد داخل الاستخبارات الروسية والقائم على فكرة اضطلاع كل شخص بما يشاء دون رقيب، في الهجوم الذي شنته روسيا عام 2016 على نظام الانتخابات الأميركية. كان الكرملين قد شنّ هجومه عبر ثلاثة اتجاهات: مديرية الاستخبارات الرئيسية العسكرية، وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وهجمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مصدر عُرف باسم «وكالة أبحاث الإنترنت»، والتي يديرها واحد من كبار معاوني بوتين.

وقد نشر الروس دعاياتهم المرتبطة بعملياتهم السرية من خلال «فيسبوك» و«تويتر» و«ويكيليكس» ووسائل تواصل اجتماعي أخرى. ولا أحد يدري على وجه اليقين ما إذا كان ثمة «تواطؤ» حدث مع روسيا على هذا الصعيد، لكن المسؤولين الروس أبقوا على اتصالات خلال عام 2016 مع سلسلة من معاوني دونالد ترمب، بينهم معاونون رفيعو المستوى وآخرون متوسطو المستوى، على نحو لفت أنظار مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). وبدا الأمر برمته أبعد ما يكون عن كونه حملة تأثير خفية، بل ربما يكون الاسم المناسب لهذه الجهود «العملية فوضى».

من ناحيتها، حرصت موسكو على مراقبة الخطابات العامة. وتبعاً لقرار اتهام صدر عن وزارة العدل بتاريخ 13 يوليو (تموز) بحق 12 من عملاء مديرية الاستخبارات الرئيسية، فإن متآمرين روسيين بدأوا في قرصنة رسائل البريد الإلكتروني الشخصي لهيلاري كلينتون «في غضون ساعات» في 27 يوليو 2016. في وقت سابق من ذلك اليوم، أعلن ترمب أن: «روسيا، إذا كنت تنصتين الآن، آمل أن تتمكني من العثور على الـ30 ألف رسالة بريد إلكتروني المفقودة».

من ناحية أخرى، تشكلت توجهات بوتين داخل المنظومة البيروقراطية الصارمة داخل «كيه جي بي» والسرية الشديدة داخلها. إلا أنه عندما أصبح رئيساً لروسيا، اتبع نموذج عمل مختلفاً - مهلهلاً على نحو أكبر وأكثر تشرذماً، مع تنافس خدمات مختلفة على كسب ود الرئيس. وجرى تفتيت «كيه جي بي» القديمة إلى قطعتين بداية من عام 1991 -خدمة الاستخبارات الخارجية التي ورثت مهمة التجسس الخارجي التي اضطلع بها بوتين، وجهاز الأمن الفيدرالي الذي تولى مسؤولية الأمن الداخلي.

وعلى نحو متزايد، أصبح جهاز الأمن الفيدرالي مشاركاً في عمليات أجنبية وربما أصبح أعلى مكانة اليوم من توأمه، حسبما أوضح مايكل سوليك، الخبير في الشأن الروسي ورئيس العمليات السابق لدى «سي آي إيه» خلال مقابلة أُجريت معه. وربما كان جهاز الأمن الفيدرالي المسؤول عن عملية القرصنة التي تعرضت لها اللجنة الوطنية الديمقراطية عام 2015، واتهمته وزارة العدل العام الماضي بالقرصنة على 500 مليون رسالة بريد إلكتروني عبر محرك البحث «ياهو».

من جانبه، كتب مارك غاليوتي، الخبير في الشؤون الاستخباراتية الروسية، العام الماضي لدى إصدار «ذي أتلانتيك»، أنه «لتبسيط الأمر يمكننا القول بأن جهاز الأمن الفيدرالي يضطلع بتنفيذ أمور يفكر كل من عداه فيها، لكن لا يقدم عليها لما تنطوي عليه من مخاطرة هائلة، أو خطورة سياسية كبيرة أو لوجود احتمالات كبيرة لأن تؤتي نتائج عكس المرجوة».

اليوم، تبدو مديرية الاستخبارات الرئيسية، التي تعد في العادة الجناح الأكثر إقداماً على المغامرات داخل الاستخبارات الروسية، في حالة نشاط بعد وقوع أخطاء مكلفة في الحرب الجورجية عام 2008. وكتب غاليوتي هذا الشهر أن أوكرانيا شكّلت «النموذج المثالي» لتكتيكات التمرد الخفية التي تنتهجها مديرية الاستخبارات الرئيسية. ويرى غاليوتي أن المديرية اضطلعت بدور في ضم القرم عام 2014، وإسقاط الطائرة المدنية الماليزية، والتدخل عام 2016 في المشهد السياسي الداخلي، ومحاولة الاغتيال في مارس (آذار) الحالي في بريطانيا للمنشقّ الروسي سيرغي سكريبال.

ويسلط حادث تسميم سكريبال الضوء على استعداد روسيا للإقدام على مخاطر، وعدم اهتمامها بأن يجري ضبط عملائها. ومن المفترض أن غاز نوفيتشوك للأعصاب من الممكن تُتبع آثاره حتى روسيا بسهولة.

ومن بين الأمثلة على الجيل الجديد من عمليات التجسس التي تضطلع بها روسيا في حالة ماريا بوتينا، التي اتُّهمت هذا الشهر من جانب وزارة العدل بتآمرها لشن حملة تأثير تستهدف الاتحاد الوطني للسلاح. وورد بلائحة الاتهام أنها جرى توجيهها سراً من جانب مسؤول روسي كان يعمل بالبرلمان والبنك المركزي، وأنها كانت تتلقى راتباً من رجل أعمال روسي بارز.

وجرى تصوير بوتينا بالقرب من مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة، وبعث لها العميل الروسي الذي يتولى توجيهها رسالة قال فيها: «أنتِ فتاة شجاعة»، طبقاً لما ورد بوثائق المحكمة.

ومما سبق يتضح أن هذه ليست «كيه جي بي» القديمة، وإنما اكتسبت الاستخبارات الروسية تحت إدارة بوتين وجهاً جديداً متعدد الجوانب يلائم عصر الإنترنت، سريعاً وربما فتاكاً.

- خدمة «واشنطن بوست»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تبلغ من بلحاج تخصيص البنك الدولي ملياري دولار للبنان: الاصلاحات السياسية ستواكبها الاقتصادية والاولوية لمشاريع تساعد في تفعيل النمو

الإثنين 30 تموز 2018 /وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان، "ان الاصلاحات السياسية التي تحققت بعد الانتخابات النيابية التي تمت على اساس قانون النسبية، ستواكبها اصلاحات اقتصادية تساعد على تحقيق النهوض الاقتصادي المنشود وتفعيل قطاعات الانتاج". ولفت الرئيس عون الى "ان اقرار موازنتين للدولة في عام واحد، يشكل احد ابرز الخطوات الاصلاحية بعدما بقيت البلاد من دون موازنة على مدى 12 عاما"، مشددا على "ان محاربة الفساد من اولويات الخطاب السياسي لدى كل الاطراف، وستكون هذه المسألة من اولويات الحكومة العتيدة التي نأمل ان يتم تشكيلها في وقت قريب". ورحب الرئيس عون "بالدور الذي يلعبه البنك الدولي في مساعدة لبنان على تمويل مشاريع انمائية ضرورية فيه"، لافتا الى ان "الاولويات ستعطى للمشاريع التي تساعد في تفعيل النمو الاقتصادي وتحدث البنى التحتية"، مرحبا "بتعزيز الشراكة مع البنك الدولي". وكان بلحاج اعرب خلال الاجتماع عن سعادته لوجوده في بيروت، مؤكدا "الاستعداد الدائم للبنك الدولي لمساعدة لبنان من خلال تمويل مشاريع تنموية وانتاجية". واشار الى "وجود محفظة بقيمة ملياري دولار خصصها البنك الدولي للبنان يفترض الاستفادة منها وفق الاولويات التي تحددها الدولة اللبنانية". ورحب بلحاج "بالاصلاحات التي يحققها لبنان سياسيا واقتصاديا والتي من شأنها تعزيز الثقة الدولية بلبنان".

 

رئيس الجمهورية استقبل ساركوزي وماروني والمطران موسي: ما يجمع لبنان وفرنسا علاقات تاريخية

الإثنين 30 تموز 2018 /وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، العلاقات اللبنانية- الفرنسية والمواضيع التي تهم البلدين. واكد الرئيس ساركوزي الموجود في بيروت في زيارة خاصة، "تعلقه بلبنان وثقته بقدرة اللبنانيين على تجاوز الظروف الصعبة التي مروا بها"، كما اشاد ب"حكمة الرئيس عون وبدوره في قيادة لبنان الى شاطىء الامان".

من جهته، رحب الرئيس عون بالرئيس ساركوزي مركزا على "اهمية ما يجمع بين لبنان وفرنسا من علاقات تاريخية".

وخلال اللقاء، اجرى رئيس الجمهورية مع الرئيس ساركوزي جولة افق واسعة تناولت الاوضاع المحلية والاقليمية الراهنة وموقف لبنان منها.

الوزير السابق ايلي ماروني

الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات سياسية وديبلوماسية، وفي هذا الاطار، استقبل الوزير والنائب السابق ايلي ماروني وعرض معه الاوضاع العامة وعددا من المشاريع الانمائية لمنطقتي زحلة والبقاع.

واوضح ماروني انه اكد "التضامن مع الرئيس عون في الظروف الراهنة وتأييده جهوده في معالجة الاوضاع الاقتصادية والسياسية". ولفت الى انه "بحث مع الرئيس عون في اوضاع الفائزين في مباراة الدخول الى الضابطة الجمركية ووضع الطرق التي تربط زحلة بالمتن وضهور شوير".

المطران موسي

واستقبل رئيس الجمهورية متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) للروم الارثوذكس المطران سلوان موسي الذي شكره على ايفاده ممثلا عنه في حفل تنصيبه على مطرانية جبل لبنان.

السفيرة جوانا القزي

وفي قصر بعبدا، سفيرة لبنان المعينة في المجر السفيرة جوانا القزي لمناسبة التحاقها بمركز عملها الجديد، حيث زودها الرئيس عون بتوجيهاته متمنيا لها التوفيق في مسؤوليتها الجديدة.

 

الحريري استقبل سفير فرنسا ووفدا من البنك الدولي بلحاج: لا خوف على الاقتصاد اللبناني لكنه دقيق والاصلاحات ضرورية

الإثنين 30 تموز 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ظهر اليوم في "بيت الوسط"، السفير الفرنسي برونو فوشيه، وعرض معه الاوضاع العامة والعلاقات بين لبنان وفرنسا. واستقبل الرئيس الحريري نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج والمدير الاقليمي للبنك ساروج كومار جاه وممثلة البنك في لبنان منى فوزي، وجرى عرض للاوضاع الاقتصادية والمالية ومشاريع البنك في لبنان. بعد اللقاء، قال بلحاج: "كان لنا لقاءات اليوم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ومع الرئيس الحريري. وتناولنا كل المواضيع في ما يخص علاقة البنك الدولي بلبنان، وهي علاقة قديمة ومتجذرة في تاريخ البنك ولبنان، وعرضنا كل المواضيع التي لها علاقة مباشرة بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد، ولا سيما مشاريع عدة للبنك الدولي وهي محور درس إن كان على مستوى مجلس الوزراء او مجلس النواب. وكان لقاء وتفاعل ايجابي، وان شاء الله من خلال هذا التفاعل ستكون هذه المشاريع حيز التنفيذ من خلال العلاقة المباشرة بين البنك الدولي والمواطن اللبناني لكي يستفيد من هذه المشاريع".

سئل:هل هناك خوف حقيقي على الوضع الاقتصادي في لبنان؟

اجاب: "ليس هناك من خوف، ولكن الوضع الاقتصادي في لبنان دقيق، لذلك يجب ان يكون لدينا وجهة نظر مطابقة لوجهة نظر الحكومة، وهي الدخول في طور جديد من الاصلاحات، ولا سيما بالنسبة الى قطاعات الطاقة والمياه والتكنولوجيا الجديدة لجلب الاستثمارات لهذه القطاعات".

السفيرة في المجر

والتقى الرئيس الحريري سفيرة لبنان في المجر جوانا القزي وزودها توجيهاته.

 

بري استقبل نائب رئيس البنك الدولي والسفير القطري مودعا

الإثنين 30 تموز 2018 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج والوفد المرافق، وعرض معه للوضع الإقتصادي.

ثم إستقبل الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق المهنيين والنقابيين الفلسطينيين برئاسة نقيب المهندسين في تونس اسامة فريجي ونقيب المهندسين في لبنان جاد تابت، في حضور النائب محمد خواجة. وعرض الوفد لنشاط ودور الهيئة لمجال الدفاع عن المهنيين والنقابيين الفلسطينيين.

سفير قطر

وبعد الظهر، إستقبل الرئيس بري سفير قطر في لبنان علي بن حمد المري في زيارة وداعية كانت مناسبة لعرض التطورات والعلاقات الثنائية.

 

باسيل عرض وفوشيه المبادرة الروسية وتطورات الوضع في المنطقة

الإثنين 30 تموز 2018/وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه. وتناول البحث المبادرة الروسية بشأن النازحين السوريين وتطورات الوضع في المنطقة.

 

ندوة حوارية في مجلس النواب لمناسبة انطلاقة ولاية المجلس الجديد الفرزلي ممثلا بري: بالرغم من الظروف الصعبة تحمل المجلس مسؤولياته الوطنية

الإثنين 30 تموز 2018/وطنية - نظمت الامانة العامة لمجلس النواب بالاشتراك مع المعهد العربي للتدريب البرلماني والدراسات التشريعية ومؤسسة "وستمنستر للديموقراطية" ندوة حوارية، لمناسبة انطلاقة ولاية المجلس النيابي الجديد، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بنائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي، في قاعة المكتبة العامة للمجلس. حضر الندوة، الوزيرة في حكومة تصريف الاعمال النائبة عناية عزالدين والنواب: سمير الجسر، ابراهيم كنعان، ميشال موسى، اسعد درغام، شامل روكز، سليم عون، نزيه نجم، رولا الطبش، ادكار طرابلسي، ديما جمالي، الياس حنكش، علي عمار، فريد البستاني، انطوان بانو، علي درويش، مصطفى حسين، نقولا نحاس، ادكار معلوف، ايهاب حمادة، عثمان علم الدين، جان طالوزيان، حسين حبشي، فادي سعد، روجيه عازار، سليم خوري، انيس نصار، محمد نصرالله، انور جمعة، محمد خواجة، جورج عقيص، وليد البعريني، فادي علامة، وهبي قاطيشا، ابراهيم عازار، ماجد ادي ابي اللمع، سامي فتفت وبكر الحجيري. كما حضر الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، الامين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة، مدير المعهد العربي للتدريب البرلماني والدراسات التشريعية بلال شرارة، المدير العام للجلسات واللجان الدكتور رياض غنام، مؤسسة "وستنستر للديموقراطية" ممثلة بالدكتورة دينا ملحم الى أمناء سر اللجان النيابية وخبراء في الشأن البرلماني.

الفرزلي

بعد النشيد الوطني، ألقى الفرزلي كلمة الرئيس بري، فقال: "شرفني دولة الرئيس بري بتمثيله في هذا الاجتماع، وانني اذ انقل تحياته لكم فانه لمن دواعي سروري افتتاح هذه الندوة الحوارية التي تضم نخبة من البرلمانيات والبرلمانيين الجدد للعمل معا نحو توطيد مكانة المؤسسة البرلمانية التي كرسها الدستور اللبناني وتعزيز دورها في النظام السياسي الوطني". ونوه ب"هذا بالتعاون الفعال بين مؤسسة "وستمنستر للديموقراطية" وادارة المجلس النيابي وادارة المعهد البرلماني العربي والامانة العامة للاتحاد البرلماني العربي، وقال: "اننا اليوم نؤسس لمرحلة جديدة تمثل توطيد العلاقة بين النواب الجدد وادارة المجلس عبر هذا النشاط الذي يعد الاول من نوعه، حيث سيليه سلسلة من النشاطات المسائية لكل لجنة على حدة بحسب المتطلبات والاولويات والصلاحيات التي ينص عليها النظام الداخلي لمجلس النواب". اضاف: "بالرغم من الظروف الصعبة التي مر بها لبنان، فان مجلس النواب تحمل مسؤولياته الوطنية والسياسية والتشريعية ووفر كل الشروط لتحويل البرلمان الى بيت للشعب، يمارس من خلاله عملية المساءلة المباشرة لمسؤولي السلطة التنفيذية تأكيدا لمبدأ المشاركة السياسية والتي نأمل ان نرى استمراريتها من خلالكم في هذه الولاية الجديدة".

وختم مرحبا "بكم مجددا وأشكر الشركاء والجهات المنظمة كما اشكر جميع من لبى الدعوة لحضور هذه الندوة التي نتمنى لها كل النجاح".

الشوابكة

ثم تحدث الشوابكة، فقال: "بداية اسمحوا لي باسمي والنيابة عن الامانة العامة للاتحاد البرلماني العربي، ان انتهز ههذ الفرصة لأبارك لحضراتكم نيلكم ثقة الشعب اللبناني الشقيق، وبأن أهنئكم بتجربتكم الديموقراطية التي مورست هذا العام، والتي كانت وما زالت مثالا يحتذى بها في الوطن العربي. واسمحوا لي كذلك ان ابارك الى الشعب اللبناني بكم، هذا الشعب الذي يحمل رصيدا زاخرا وارثا حضاريا تاريخيا ممتدا في جذور التراث الشرقي. وايضا ابارك للبنان ككل، تلك الارض التي كانت ارضا لرسالتين سماويتين تزخران بالمحبة والسلام ومتطلقا لنهضة مدنية شاملة".

اضاف: "لبنان الارز، لبنان الصمود، لبنان الذي لم يخطىء العملاق وديع الصافي عندما وصفه بقطعة سماء، هذا البلد الذي بارثه الحضاري العريق كان وما زال مقصدا لطلاب العلم والمعرفة وملاذا للمضطهدين، والذي خلق كلوحة رسمت بفن عاشقيه. واذا كان من حق الشعوب ان تكون فخورة ببلدانها وتراثها الوطني فمن حق اللبنانيين ايضا ان يكونوا فخورين مرتين. فخورون ببلد نشأ على نظام تربوي رائد وعريق منذ القدم، سمح فكرة المستنير بانشاء المؤسسات العلمية من مختلف الثقافات وكان لابنائه وقياداته الدور الاكبر في اثراء الثقافات العربية والعالمية في مختلف المجالات العلمية والفنية والادبية، بالاضافة للفضل الكبير لهذا البلد في ريادة الصحافة والاعلام في الوطن العربي، وهذا ليس غريبا على ارض اخترع سكانها القدامى الابجدية ونشروها للعالم". وتابع: "كما هو معلوم للجميع، فان لبنان الحديث كان احد المؤسسين للاتحاد البرلماني العربي في المؤتمر التأسيسي المنعقد في دمشق في الفترة ما بين 19 و21 حزيران من العام 1974. وكان صاحب دور مؤثر وفاعل في كل الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت بعد ذلك التاريخ الى يومنا هذا. كما كان الداعم الاكبر لجوهر الصراع العربي الاسرائيلي وهي القضية الفلسطينية ويحمل ولا يزال تبعات هذا الصراع". واردف: "رغم كل ما مر به هذا البلد من مآس، الا انه لا يخفى على احد ان نجاح التعددية السياسية واحترام الاخر لم يغب قط عن فكرة ان النموذج اللبناني فريد من نوعه، ففي العصر الحديث لم تعد قوة الشعوب تقاس بعدد سكانها، بل بقدرتهم وخصائصهم النوعية وقدرتهم على انتاج الفكر النوعي المبدع والتوعوي والابتكار العلمي، لانها هي تلك القوة الدائمة للشعوب والضمانة لبقائها والداعم لقوتها حتى وان كانت لا تنعم بمقدارت طبيعية، فالعقول السوية اهم بكثير من الثروات الطبيعية". وقال: "كما هو معلوم للجميع، فان طبيعة الحياة السياسية في البلدان النامية عبارة عن حياة رعوية تقوم على الامر والنهي، وجوابها المقبول هو القبول والامتثال فقط، وان ما يمسى التعددية والتنوع في مثل هذه الحالات لا تعدو كونها تنوعا وهميا ليس مؤثرا ولا قيمة له في الحياة السياسية. لكن التجربة اللبنانية ومنذ القدم كان لها رأي مختلف، فأينما بحثت في اي مجال نهضوي لا بد ان تجد للبنان نصيب. فمن ( اديسون الشرق) حسن كامل الصباح، الى بيتر براين مدور، مرورا برمال حسن رمال، الى الدكتور مبارك العشي، ويزن الصايغ ، وجبران خليل جبران، والكواكبي، والقائمة تطول. هذا التنوع الحقيقي هو من أنشأ حالة من التعددية استفادت منها السياسة اللبنانية بتعددية سياسية حميدة حتى اصبحت منارة وواحة نهضوية وسط بحر متلاطم من امواج التغيير القسري الفوضوي فأضحت التجربة اللبنانية مظهرا من مظاهر الحداثة السياسية اليوم".

ورأى انه "في الوقت الذي اصبح فيه التداول السلمي للسلطة مستحيلا نجده في لبنان سلسا، في اطار التعايش الاهلي المشترك ووحدة المصير وتغليب المصالح العليا على المصالح الدنيا. فاصبحنا نتعلم من تلك التجربة اسس الحوار، والاختلاف واحترام الراي، حتى اصبحت الديموقراطية اللبنانية ديمقراطية فاعلة لا معطلة، مؤثرة غير متناثرة او مبعثرة. وهذا ما كان ليكون، لولا فكر مستنير نخبوي ونخب تغلب الصالح العام على المصلحة الفردية ونظرة ثاقبة للمستقبل". واعتبر ان "لبنان اليوم اشبه بلوحة فسيفسائية، تكونت بقطع فنية تكمل فيها كل قطعة الاخرى ولا تكتمل الصورة الا باكتمال جميع تلك القطع الفنية". وقال: "ان الدول التي تقوم على الرضى بين مكوناتها كافة والاعتراف بوجود التنوع في المجتمع والمشاركة في صناعة القرار لا يمكن ان نسميها دولا نامية او عالما ثالثا، وانما هي دول متقدمة تضيف ارثا جديدا للحضارة العالمية القائمة على مبدا التسامح والمساواة والعيش المشترك".

اضاف: "ان هذا الصرح العظيم المتمثل بمجلسكم الموقر، كان وما زال الركن الركين في ارساء قواعد الدولة المدنية بشكلها الصحيح سواء بشكله الجماعي او الفردي او المتنوع، فهو الممثل الرئيس للشعب، ومنه يستمد صلاحياته المتعددة بالمساهمة في حقل التشريع والرقابة وصاحب الصلاحية المالية والانتخابية وغيرها من سلطات كفلها الدستور النيابي، حتى اضحى منبر الشعب وضميره الحر وصوت الحق والملاذ الآمن للوطن، يلجأ له كلما اشتدت الازمات. ان التجربة النيابية اللبنانية أثبتت ان هذا الشعب الكريم والمعطاء رافد لتخريج قيادات لا يهابون الدخول في المخاطر لحماية المصالح العليا، يعرفون ما يريدونه بدقة ويقمون بالهام الاخرين، يمكن الاعتماد عليهم في تحمل المسؤوليات، يعملون بكثير من الجهد وقليل من الراحة وفق احساس قوي بالواجب ومعايير عالية للتفوق وبخبرة سياسية برلمانية يجب ان تدرس في المعاهد والجامعات العربية".

وتابع: "ان شهادتي بلبنان بلدا وشعبا شهادة مجروحة، وان اي كلام لا يسعف فمي في اعطائه حقه وحق هذا الشعب الراقي والحضاري. كثيرة هي الشعوب التي تعيش بلا ارض، ولكن لا يمكن ان تجد دولة حضارية بدون نتاج شعب حضاري وحكومة سياسية تحافظ على منجزات ومقدرات شعبها وبرلمان قوي يحمل على كتفيه هموم الوطن والمواطن. لا شك ان الازل قديم ولكن المستقبل لا يخلق من العدم الحضاري، وان تاريخ لبنان مشهود له ومعلوم انه لم يكن ليتأتى دون نتاج طبيعي ومستمر لفكر شعبي نخبوي يخرج القادة والمفكرين والعلماء، وكنتاج طبيعي كما هو هذا المجلس الكريم، الذي هو ارادة الشعب الذي يضع جل ثقته فيكم وانتم اهلا لها. فلا يخفى على الجميع ان الغاية من الانتخابات النيابية هي اقرار ممثلين عن الشعب لاقرار السياسات ومراقبة تنفيذها، فالسلطة التنفيذية تكون صاحبة الولاية في ادارة شؤون الشعب والوطن (فهي بذلك احد طرفي العقد الاجتماعي) تحصل على ثقة الشعب (الطرف الاخر للعقد الاجتماعي) من خلال ممثليه المنتخبين. واذا كانت مهام النائب الرئيسية تكمن في التشريع والرقابة، وهي مهام سياسية بامتياز، فان المعنى الحقيقي للديموقراطية الحقيقية بين الشعوب والحكومات هو الشفافية والنزاهة والعدالة الاجتماعية والحفاظ على المكتسبات التي أنجزها من كان قبلنا وتطويرها بمكتسبات جديدة يرثها من يلينا. وتلك المسؤوليات هي من تجعل كل فرد منا مشروع نهضة، وتنتج فكرا نهضويا وطريقا لمستقبل مشرق". ورأى ان "على لبنان ان يكون فخورا بابنائه الذين ما زالوا وسيبقون يقدمون النموذج تلو الاخر في تسطير معنى الحضارة والرقي المنبثق من تاريخ عريق ملؤه العلم والعزة والكرامة في شتى المجالات ومختلف الامكنة، مستمرين في مستقبل مشرق وزاهر حتى بسط سيادته على كامل اراضيه، مستعيدا اياها من ايدي الاحتلال الاسرائيلي الغاشم. حفظ الله لبنان وأدامه ذخرا للامة، وحفظ الله الشعب اللبناني ومتعة بموفور العيش الرغيد وأدام الله عليه الامن والامان".

ضاهر

ثم تحدث ألامين العام لمجلس النواب، فقال: "ان المسؤولية الرئيسية للامانة العامة في البرلمان هي تسيير الاعمال الفنية والادارية والمالية وتقديم كافة الخدمات والتسهيلات اللازمة لقيام اعضاء البرلمان بوظائفهم الدستورية عبر الكوادر الوطنية المختلفة، وقد قامت الامانة العامة منذ انشائها بتنظيم الجهاز الاداري لمجلس النواب فأنشأت المديريات العامة المختلفة وادخلت بها الوظائف المطلوبة تحت ادارة الامين العام لمجلس النواب، والذي من ابرز مهامه الاشراف ومتابعة اعمال مديريات المجلس والتنسيق بينها والاشراف والاطلاع على كافة المراسلات التي تصدر عن المجلس بعد اتمامها من الجهات المعنية وتأمين سرعة انجازها، وحضور جلسات مجلس النواب وتلاوة جداول اعمالها والاشراف على تحرير محاضر الجلسات وغيرها من الوظائف التي يطلبها الرئيس اثناء الجلسات وبعدها". اضاف: "قوة الدولة في برلمانها، قوة البرلمان في ادارته، وادارته لا بد ان تكون مستقلة ومحايدة واحترافية. امانة جيدة - برلمان جيد، عندما يصل النواب الى مقاعد المجلس فهم يحتاجون الى ان يقف المجتمع بجوارهم ويمكنهم ويعطيهم قدرات ومهارات العمل البرلماني ، فما المشكلة ان يحضر النائب دورات تدريبية حتى تتوفر لديه البحوث والمعلومات التي يحتاجها سواء أكانت داخل المجلس او خارجه تفيده في عمله البرلماني؟".

وتابع: "والسؤال، هل يستطيع النائب صياغة فكرة او مطلب في شكل تشريع؟ هل يستطيع مراقبة الحكومة اذا لم تتوفر له الامكانيات اللازمة؟ ان الامانة العامة بيت من بيوت الخبرة البرلمانية. ان التعاون بين السادة النواب والامانة العامة يثمر وينتج ويغني العمل والتشريع والرقابة، وبالاخص اننا نملك طاقات وكوادر خبيرة في هذا المجال، يمكن ان تلعب دورها في تقديم الخبرة وتوظيفها بما يكفل لكم اداء يواكب طموحاتكم ويلتئم جرح القلق لديكم ويتكور وردة حمراء مغردة. والامانة العامة بالتأكيد، تتلقى كل الملاحظات من سعادتكم من اجل تصويب العمل واغنائه ليأتي متكاملا يحقق ما نصبو اليه، وعندها لا نتساءل : من يشكو من الآخر؟". وجدد الضاهر ترحيبه بالحضور في "هذه الندوة الحوارية للنواب الجدد حول عمل مجلس النواب ودور النائب والتعرف الى هيكلية الادارة والاجهزة في مجلس النواب، ولكم جزيل الشكر على تلبيتكم دعوتنا والمساهمة في انجاحها خدمة للبنان. واتضرع لله القدير يا سادة ان تتفرغوا للجانكم حضورا. كما يتفرغ الربيع لصناعة شقائق النعمان، والنحل في صناعة العسل وكما يتفرغ العصفور لصناعة الحرية. واني انزف الحقيقة نزفا مثلما تتزف الدموع المحاجر".

شرارة

وتحدث مدير المعهد العربي للتدريب البرلماني والدراسات التشريعية، فقال: "يشرفنا في المعهد ومؤسسة وستمنستر، ان نفتتح اليوم هذه الندوة الحوارية للنواب الجدد بمناسبة انطلاق ولاية المجلس النيابي الجديد وانضمام 64 نائبا جديدا". اضاف: "من الشائع اقليميا وعالميا، ونظرا لكون العمل البرلماني متشعبا لجهة تنوع ادواره البرلمانية وعلاقة البرلمان بالسلطات الاخرى وبالمواطنين. لا بد ان يتم تصميم برنامج تعريفي للاعضاء الجدد الذي لم يسبق لهم العمل في اطار البرلمان من قبل، حيث تبرز الحاجة الى تقديم الدعم والمساندة لهؤلاء الاعضاء من خلال تعريفهم بالعمل البرلماني والاسس والاجراءات البرلمانية".

وأشار انه "للمرة الاولى ينظم مجلس النواب هذا النوع من الانشطة، ويسرني ابلاغكم ان هذا النشاط سوف تليه سلسلة من ورش العمل لكل من اللجان النيابية حسب احتياجات اللجنة ومواضيع عملها"، متمنيا "ان يشكل هذا اللقاء بداية تعاون مثمر ما بين النواب وادارة المجلس وتحقيقا لمزيد من تطوير العمل البرلماني، ليتمكن هذا البرلمان من مواجهة ما يقع على عاتقه من متطلبات جديدة لا سيما في مجال التشريع والرقابة وتطوير واقرار السياسات العامة".

ملحم

وتحدثت ملحم فقالت: "أنشئت مؤسسة وستمنستر للديمقراطية في العام 1992 وهي مؤسسة بريطانية تركز في عملها على تعزيز البرلمانات والاحزاب السياسية في الدول ذات الاولوية في افريقيا واوروبا الشرقية والشرق الاوسط وشمال افريقيا وآسيا. وفي هذه المجالات كلها ننشط على المستويات الوطنية والاقليمية والمحلية". وتابعت: "ترتبط مؤسسة وستمنستر للديموقراطية ارتباطا وثيقا بمجلس العموم البريطاني، حيث ان رئيس مجلس العموم هو الرئيس الفخري لمؤسساتنا كما تمثل كل الاحزاب السياسية عبر نواب ممثلين في مجلس ادارة مؤسستنا". واوضحت ان "المؤسسة تعمل مع اكثر من 26 برلمانا حول العالم، حيث لدينا شراكات عميقة وطويلة الامد مع هذه البرلمانات، وتدعم مؤسستنا المؤسسات تمثيلية حول العالم بما يتناسب مع اولوياتها وحاجاتها وضمن اطار سياقها الوطني والقانوني". وقالت: "تفتخر مؤسستنا بأنها تنشط بشكل كبير في العالم العربي عبر برامج مع اكثر من 7 برلمانات عربية، وبحصولها على صفة المراقب لدى الاتحاد البرلماني العربي حيث وبشراكتنا مع الاتحاد والمعهد العربي حيث تم تنفيذ برامج اقليمية مهمة ورائدة". وذكرت "ان فخر مؤسستنا مضاعف عندما نكون على منبر في مجلس النواب اللبناني، حيث ان اول مكتب وبرنامج لمؤسستنا في العالم العربي بدأ من خلال شراكتنا مع مجلس النواب اللبناني عام 2006، وبدعم منه انتشر عملنا لكافة البرلمانات العربية. وهي شراكة مستمرة للسنوات الثلاث القادمة ولقد حققنا مع مجلس النواب اللبناني عدد كبير من الانجازات منها:

- في مجال النفط والغاز خاصة ولجنة الاشغال العامة والطاقة والنقل والمياه.

- في مجال دعم والعمل مع لجنة المال والموازنة.

- في مجال دعم المرأة والقوانين المناهضة للعنف ضد المرأة ولجنة المرأة والطفل.

- في مجال بناء قدرات الباحثين في مركز البحوث البرلماني.

- في مجال التحليل التشريعي.

- في مجال ملاحقة تطبيق القوانين".

وقالت: "نحن نتوق للعمل مع اعضاء مجلس النواب وادارته الكريمة في المرحلة القادمة حيث تركز برامجنا على كل هذه المواضيع".

اضافت: "ان مجلس النواب اللبناني من خلال مبادرته (عقد ندوات حوارية للنواب الجدد) يعتمد تقليدا برلمانيا عالميا اسوة ببرلمانات متعددة حول العالم وينضم بذلك الى تجربة عدد كبير من الدول والبرلمانات حول العالم كبريطانيا، ايرلندا الشمالية، سكوتلندا، استراليا، المغرب، الاردن، اندونيسيا، ماليزيا وتونس".

وأعلنت "ان تحضير ورش عمل وجلسات حوارية مكثفة في اول ستة اشهر من عمل البرلمان يشكل فرصة مهمة لتقديم للسادة النواب لاطر العمل التشريعي والتمثيلي والرقابي، بما فيها الرقابة المالية. وتقديم مختلف الادارات داخل المجلس للنواب الجدد والخدمات التي تقدمها لدعم النواب في عملهم، هي ايضا فرصة للتعرف على خبرات النواب الجدد ومجالات تخصصهم والتجربة التي يجلبونها لاغناء واثراء النقاش والعمل البرلماني". وختمت: "في النهاية، اود ان أتقدم باسم مؤسسة وستمنستر للديمقراطية، بجزيل الشكر وبالغ التقدير لمجلس النواب اللبناني والمعهد العربي والاتحاد البرلماني العربي حيث نتشرف بشراكتنا العميقة وللسيد الرئيس مجلس النواب اللبناني لتعاونه وتشجيعه الدائم لتطوير العمل البرلماني وتسخيره كل الخبرات الموجودة لهذا الهدف".

الجلسة الاولى

موسى

بعد الافتتاح عقدت الجلسة الاولى بعنوان "دور مجلس النواب ووظائفه الرئيسية: الدستور اللبناني، النظام الداخلي وهيكلية المجلس"، ترأسها النائب ميشال موسى الذي تناول في مداخلته عمل مجلس النواب وفق احكام الدستور، متناولا بالتفصيل مهام المجلس بعد تجديد انتخابه، من انتخاب هيئة مكتب المجلس وصلاحياتها وصولا الى دور رئيس المجلس في الادارة المجلسية والتشريعية وصلاحيات نائب الرئيس وصلاحيات اميني السر والمفوضين". اضاف: "ان أول عمل يقوم به المجلس النيابي بعد تجديد انتخابه هو انتخاب هيئة المكتب المجلس، اذ في كل مرة يجدد المجلس انتخابه يجتمع برئاسة اكبر اعضائه سنا ويقوم العضوان الاصغر سنا بينهم بوظيفة امين ويعمد الى انتخاب الرئيس ونائب الرئيس لمدة ولاية المجلس كل منهما على حدة بالاقتراع السري وبالغالبية المطلقة من اصوات المقترعين". وتطرق الى نص المادة 44 من الدستور التي تتحدث عن انتخاب رئيس المجلس ونائب الرئيس وسائر اعضاء هيئة المكتب، موضحا ان النظام الداخلي في مادتيه الثانية والثالثة ليؤكد ما ورد في المادة الدستورية 44". كما تحدث عن صلاحيات هيئة مكتب المجلس مؤكدا انه "ليس في الدستور اللبناني اي اشارة الى هيئة مكتب المجلس كأداة تنفيذية لها صلاحيات محددة في اطار عمل السلطة التشريعية"، لافتا الى ان النظام الداخلي لمجلس النواب حدد صلاحيات هيئة المكتب. ثم عرض موسى لدور رئيس المجلس في الادارة المجلسية والتشريعية، وذلك بأن يبلغ النواب قرار المجلس الدستوري القاضي بابطال نيابة احدهم، كما يدعو ويترأس اجتماعات الهيئة العامة واجتماعات اللجان المشتركة فضلا عن الاشراف على انتخابات اللجان النيابية واحالة المشاريع واقتراحات القوانين الى اللجان المختصة وارسال اسئلة النواب الى الحكومة وتلقي نتائج التحقيقات البرلمانية وغيرها من الادوار المنوطة برئيس المجلس". كما توقف عند الصلاحيات الافرادية، متحدثا عن صلاحيات رئيس المجلس ودوره السياسي، اضافة الى صلاحيات نائب الرئيس التي يمارسها وصلاحيات اميني السر وفق ما تنص عليه المادة السابعة من النظام الداخلي. وتحدث عن صلاحيات المفوضين كما حددتها المادة الثامنة من النظام الداخلي لمجلس النواب ومهامهم". ورأى ان "من واجب النائب مراجعة النصوص في الدستور او في النظام الداخلي في كل مرة يمارس عمله التشريعي او الرقابي سواء في الهيئة العامة او في اللجان". وقال: "اذا كان دور مجلس النواب اساسا هو العمل التشريعي، فان العملية التشريعية تمر في مراحل تختلف في ما اذا كان العمل التشريعي واردا من الحكومة او مقدما من نائب او اكثر، واذا كان الدستور يتكلم عن ان حق اقتراح القوانين يكون للحكومة او للنواب". وقال: "ان النظام الداخلي والممارسة ميزا بين العمل التشريعي المرسل من الحكومة او المقدم من النواب لجهة التسمية، فما هو مقدم من الحكومة يسمى مشروع قانون وما هو مقدم من النواب يسمى اقتراح قانون". كما تحدث موسى عن "صلاحيات هيئة مكتب المجلس استنادا الى المادة الثامنة من النظام الداخلي والتي تتولى بالاضافة الى الصلاحيات المنصوص عليها في هذا النظام ومنها درس الاعتراضات التي تقدم في شأن محاضر الجلسات وخلاصاتها وادارة جلسات التصويت وتقرير جدول الاعمال لكل جلسة من جلسات المجلس". وقال: "ان هيئة مكتب المجلس وبمشاركة اعضاء لجنة الادارة والعدل تجتمع في جلسة مشتركة، وبدعوة من رئيس المجلس لدرس الطلب المقدم من وزير العدل لرفع الحصانة عن احد النواب، وعليها تقديم تقرير بهذا الشأن في مهلة اقصاها اسبوعان". وخلص الى الحديث عن اجتماعات هيئة المجلس، حيث ان "النظام الداخلي لم يحدد اوقاتا معينة لاجتماعاتها ويطبق عليها ما يطبق على اللجان النيابية". ثم جرى نقاش شارك فيه النواب الحاضرين حول كيفية تقديم اقتراحات القوانين والآليات.

الجلسة الثانية

الجسر

بعد ذلك، ترأس النائب سمير الجسر أعمال الجلسة الثانية عن "دور مجلس النواب في العملية التشريعية: سير العملية التشريعية، الدور التشريعي للنواب وأصول مراجعة ودراسة مشاريع واقتراحات القوانين". وقال الجسر: "ان من حسنات هذه الندوة ايضا انها تعمل على تعريف النواب على ادارات مجلس النواب ابتداء من مديرية الدراسات والمعلومات ومديرية الشؤون الخارجية ومصلحة المعلوماتية والاعلام ومكتبة المجلس والاستفادة منها. وان كانت الندوات الخمس الاولى تختصر طريق التعرف على دور المجلس واللجان ودور النائب ووسائل الممارسة فان الندوات الخمس الاخيرة تعرف على مديريات المجلس التي تبقى مجهولة من كثير من النواب بالرغم من دورها الكبير في ضبط وتنظيم العمل والسهر على خدمات جلى يستطيع النائب ان يستفيد منها في عمله التشريعي او الرقابي"، مؤكدا ان "كل هذا لا يسقط واجب النائب في مراجعة النصوص في الدستور او في النظام الداخلي في كل مرة يمارس النائب عمله التشريعي او الرقابي سواء في الهيئة العامة او في اللجان. وهذا الكتابان يجب ان يكونا تحت يد النائب بصورة دائمة". أضاف: "اذا كان دور مجلس النواب اساسا هو العمل التشريعي، فان العملية التشريعية تمر في مراحل تختلف، في ما اذا كان العمل التشريعي واردا من الحكومة او مقدما من نائب او اكثر، واذا كان الدستور يتكلم عن ان حق اقتراح القوانين يكون للحكومة او النواب. فان النظام الداخلي والممارسة ميزا بين العمل التشريعي المرسل من الحكومة او المقدم من النواب لجهة التسمية فما هو مقدم من الحكومة يسمى مشروع قانون وما هو مقدم من النواب يسمى اقتراح قانون". وتابع: "اما عن كيفية تقدم هذه الاعمال التشريعية (مشروع قانون او اقتراح قانون) الى رئاسة المجلس وكيف تأخذ هذه الاعمال مسارها الى اللجان المختصة او اللجان المشتركة او حتى الهيئة العامة وكيف يجري التعاطي معها اذا درست من اكثر من لجنة وكان هناك اختلاف بين اللجان حولها، وكيف تصل الى الهيئة العامة وكيف تجري مناقشتها والتصويت عليها. ثم تحديد من يحق له من النواب ان يحضر اعمال اللجان ويشارك فيها، وما هو دور المشاركين من غير النواب بالاخص من الفئات اصحاب المصلحة التي يمكن ان يتناولها التشريع ايجابا او سلبا. وما هي اصول الصياغة القانونية وما هو دورها في بيان الاحكام التي يقرها التشريع ووضوح هذه الاحكام من خلال استعمال المفردات الواضحة والمتعارف عليها والجمل القصيرة التي تبين الحقوق بوضوح وما يجب ان تقرره مواد القانون من احكام ملزمة. عن كل هذا سيحدثنا المنتدون ولكن قبل ذلك اريد لفت الانتباه الى ان هناك اطارا تشريعيا يجب احترامه في كل عمل تشريعي".

1- فنحن في نظام برلماني ديموقراطي يفصل بين السلطات ويوازن ويقر التعاون بينها. وهذا الكلام أسوقه امام من يتكلم عن استقلال لبعض السلطات، لان استقلال اي سلطة يعني اسقاط المحاسبة عنها. وهذا يخالف مبدأ التوازن الذي يقوم على رقابة السلطات لبعضها ومحاسبتها لبعضها البعض.

2- ان هناك قاعدتين اساسيتين للتشريع هما: الضرورة والاثر الاحتمالي لاي تشريع". وأكد الجسر "ان العمل التشريعي يجب ان يلبي ضرورة، كما لو انه لا يوجد قانون ينظم مسألة ما (امثال قانون ادارة النفايات) او ان القانون الموجود غير ملائم ويقتضي تغييره او ان القانون فيه نواقص تكشفت من خلال الممارسة ويقتضي استكماله. والاصل ان اي عمل تشريعي يجب ان يكون مبنيا على دراسة الحاجة والانطلاق من احصائيات ودراسات اجتماعية اقتصادية". وقال: "أما الاثر الاحتمالي فإن كل عمل تشريعي من شأنه ان يقر حقوقا او يلغي حقوقا اخرى او يقرر احكاما ملزمة او يلغي احكاما سابقة. وكل اجراء من هذا النوع له اثره بين الناس وعلى المجتمع ويفترض اخذه بعين الاعتبار وبالتالي وجوب دراسة اثره الاجتماعي والاقتصادي والامني في بعض الاحيان".

صبرة

ثم تحدث الدكتور محمود صبرة، استشاري الصياغة التشريعية والاستاذ المحاضر والمشرف العلمي على دبلوم الصياغة التشريعية التي يمنحها الاتحاد الدولي للقانون والتنمية وكبير المترجمين في هذا المجال والباحث الدولي.

الجلسة الثالثة

كنعان

وترأس رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان اعمال الجلسة الثالثة، فتحدث عن "تعريف النواب الجدد على دور المجلس النيابي، لا سيما ما يتعلق منه بالرقابة المالية البرلمانية"، فلفت الى ان "مشكلتنا في لبنان فقدان ثقافة تنفيذ القوانين واحترامها ودورنا النيابي مساءلة اي حكومة حول ذلك"، مشيرا إلى أن "تحقيق الشفافية التي نريد ممكن من خلال الموازنات التي تمنح المجلس النيابي امكانية الرقابة والتطوير والاصلاح". وقال: "أيها السيدات والسادة، تشريع ورقابة، تحقيق ومحاسبة، استشارات وانتخاب، هذه هي صلاحيات البرلمان في لبنان... تشريع لتنظيم المستجدات كي لا يحصل قصور في التشريع، وتشريع لمواكبة التطورات كي لا يتحجر التشريع ويتقوقع، ورقابة مسبقة تمارس كي لا يرتجل الحاكم فيعمل على هواه، ورقابة أثناء التنفيذ كي لا يشط الحاكم فيتجاوز ما أذن له به، ورقابة مؤخرة لكي لا تبقى المخالفة، في حال حصولها، دون مساءلة وحساب، وتحقيق حيث يتوجب بيان الأخطاء وتحديد المسؤوليات، ومحاسبة لكي تكون في القصاص حياة لأولي الألباب، وعبرة للأجيال، واستشارات لاختيار الرئيس المكلف، وانتخاب لاختيار رئيس الدولة وأعضاء بعض المجالس والهيئات، وكل ذلك يمارس باسم الشعب اللبناني الذي اختار النواب ممثلين له ليشرعوا ويراقبوا ويحققوا ويحاسبوا ويشيروا وينتخبوا باسمه ولمصلحته".

اضاف: "أسارع لأقول أن الصلاحية التشريعية محصورة بمجلس النواب، في حين أن المبادرة التشريعية تعود إلى المجلس النيابي عن طريق اقتراحات القوانين وإلى السلطة التنفيذية عن طريق مشاريع القوانين. وأسارع لأقول أيضا أن المبادرة تعود حصرا إلى السلطة التنفيذية في موضوعين أساسيين هما الموازنة والحسابات المالية السنوية. أما لجنة المال والموازنة، وهي اللجنة الأبرز في البرلمان اللبناني، لا لكثرة عدد أعضائها، بل للصلاحيات الواسعة المنوطة بها، إذ تشمل مهامها كل عمل تشريعي له أثر مالي، أي عمليا كل الأعمال التشريعية، فهي المطبخ المالي للبرلمان اللبناني حيث تدرس مشاريع القوانين واقتراحاتها، وتمارس الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة ولا سيما المالية منها، قبل التنفيذ وخلاله وبعده.

- أولا، قبل التنفيذ: من خلال إقرارالمجلس النيابي للقوانين ولا سيما قانون الموازنة الذي يعتبر الترجمة العملية لخطة الحكومة خلال سنة مقبلة.

- ثانيا، أثناء التنفيذ: حيث يمارس المجلس النيابي رقابته بإحدى الطرق التالية:

1- الطلب إلى الحكومة تقديم الإيضاحات والمعلومات المتعلقة بسير النفقات والواردات في أي وقت من السنة وذلك عن طريق الأسئلة الشفهية والخطية والاستجوابات والمناقشات العامة.

2- استدعاء الحكومة إلى اللجان النيابية عندما تشاء هذه اللجان للاستماع إليها في مواضيع مالية عامة أو خاصة.

3- كثيرا ما تلجأ الحكومة إلى طلب فتح اعتمادات إضافية أو تحيل إلى المجلس مشاريع اتفاقيات قروض، وعليها في كل مرة أن تبرر الطلب، مما يفسح المجال أمام المجلس النيابي ولجانه المختصة للاطلاع على سير تنفيذ الموازنة، وبالتالي مناقشة الحكومة في سياستها المالية.

4- تتولى أجهزة الرقابة لا سيما التفتيش المركزي وديوان المحاسبة وضع تقارير دورية وخاصة تتناول قضايا تتعلق بتنفيذ الموازنة، وتودع نسخة عنها المجلس النيابي، بحيث يمكن للمجلس أو لأي لجنة من لجانه أو لأي نائب أن يستوضح الحكومة عن القضية موضوع التقرير.

5- كما يمكن للمجلس النيابي تأليف لجان تحقيق برلمانية تتولى التحقيق في قضايا مالية تتعلق بتنفيذ الموازنة أو سواها.

- ثالثا، بعد التنفيذ (الحسابات المالية السنوية): حيث أن رقابة المجلس النيابي على الحسابات المالية السنوية هي نتيجة لإجازتي الجباية والأنفاق الممنوحتين من المجلس للحكومة. فنتيجة تنفيذ الموازنة، أي مدى التزام الحكومة بإجازتي الجباية والأنفاق خلال سنة الموازنة تظهر في الحسابات المالية النهائية السنوية.

- رابعا، إنجازات لجنة المال والموازنة على صعيد الرقابة البرلمانية:

1- لقد مارست لجنة المال والموازنة دورها كاملا على صعيد المالية العامة:

- فكان درس اللجنة لمشروع قانون موازنة العام 2010 موضع تقدير وإشادة في الداخل والخارج لجهة المنهجية التي اعتمدت وطريقة مقاربة مواد مشروع القانون المائة والثلاثين. وإن لم يقر هذا المشروع في حينه، إلا أنه أرسى ركائز وأسس درس مشروعي موازنتي العامين 2017 و2018 وإقرارهما خلال مهل قياسية.

- وأصدرت اللجنة أكثر من خمسين توصية إلى الحكومة في شتى الحقول والمجالات.

- ودرست مشاريع القوانين ذات الأثر المالي التي عرضت عليها وجرى إقرار معظمها من قبل الهيئة العامة للمجلس.

2- وقامت اللجنة بالاستماع إلى الإدارات والمؤسسات المعنية، لا سيما:

- وزارة المالية ومصرف لبنان وجمعية المصارف بشأن السياستين المالية والنقدية وامتصاص الفوائض من الودائع المصرفية بالتناوب بين وزارة المالية ومصرف لبنان.

- وزارة المالية ووزارة التربية والتعليم العالي بشأن المستحقات المتوجبة للمدارس الخاصة المجانية.

- مجلس الإنماء والإعمار بشأن الإجراءات المعتمدة لتحقيق الإنماء المتوازن ووضع خطة عامة وخطط قطاعية لهذه الغاية، وبشأن تلزيم جمع ومعالجة النفايات الصلبة وكلفتها...

3- وأما على صعيد الحسابات المالية النهائية فقد قامت لجنة المال والموازنة بجهد مشهود فاستمعت إلى وزارة المالية وديوان المحاسبة على مدى ست جلسات، وتوصلت إلى بيان كل ما أحاط ويحيط بهذه الحسابات منذ العام 1993، وخلصت بالنهاية إلى تأليف لجنة فرعية لتقصي الحقائق بشأن هذه الحسابات ومتابعة إعدادها وتدقيقها من جهة، وإلى اقتراح تأليف لجنة تحقيق برلمانية بشأن جميع الشؤون المالية والحسابات خلال الفترة السابقة".

واردف: "أيها السيدات والسادة، لا يكفي الوقت المتاح لهذه الجلسة لبيان كل ما يحيط بدور المجلس النيابي ولجانه على صعيد الرقابة البرلمانية، إلا أن هذه الخبرة تكتسب بالممارسة والمتابعة والمراكمة والاطلاع على التجارب البرلمانية في الدول الأخرى ذات النظم الديموقراطية البرلمانية. ولذلك أدعوكم إلى المثابرة على حضور جلسات اللجان البرلمانية، حتى ولو كنتم غير أعضاء فيها، كما أدعوكم إلى تخصيص أوقات معينة للاطلاع على التجارب البرلمانية في الدول العريقة بديمقراطيتها، وعلى ما سبق طرحه ومناقشته في ندوات وورش عمل تتعلق بدور البرلمان في الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية. وأوصيكم بألا تخجلوا من السؤال عندما يشكل عليكم أي أمر. فالعيب ليس في طرح السؤال، وإنما في الخوف من طرحه.وأخيرا، أدعوكم إلى أن يكون عملكم التشريعي والرقابي هادفا إلى جعل الندوة البرلمانية ميدانا لاحتكاك الآراء وتفاعلها بما يؤدي إلى تحقيق المصلحة العامة، أي مصلحة المواطن الذي اختاركم لتمثيله وتحقيق الأهداف المرجوة من كل رقابة، أي تحديد المسؤوليات والمحاسبة من جهة والحيلولة دون المخالفة أو التمادي فيها من جهة ثانية".

 

ساركوزي من المختارة:الشرق يتحمل تبعات اي حالة حرب في لبنان جنبلاط: خلافاتنا قد تجرنا إلى الغاء لبنان الكبير وإنشاء سوريا الكبرى

الإثنين 30 تموز 2018

وطنية - رأى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي انه "إذا كان لبنان ينعم بالسلام، فسوف ينعم الشرق بالسلام، وإذا كان في حالة حرب، وليس في موضع الاحترام، فسوف يتحمل الشرق بأسره التبعات"، مشددا على "وقوف فرنسا الدائم إلى جانب لبنان أيا تكن الظروف".

من جهته تمنى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أن "نستطيع كلبنانيين أولا أن نحافظ على لبنان المتنوع المتعدد والديمقراطي والمزدهر، وان لا نغرق في خلافات ربما قد تجرنا إلى الغاء لبنان الكبير وإنشاء سوريا الكبرى"، معتذرا من الرئيس ساركوزي "عن عدم مرافقته إلى مهرجانات بيت الدين التي تحييها زوجته الفنانة العالمية كارلا بروني، لأننا في في طائفة الموحدين الدروز في لبنان في جو من الحداد والقلق على مصير اكثر من 40 امرأة وطفل خطفهم داعش".

على خطى سلفيه الفرنسيين الرئيس السابق للبرلمان الفرنسي الكاتب الشهير لامارتين الذي زار الشوف عام 1832، ولاحقا الجنرال ديغول عام 1932، قصد الرئيس الفرنسي ساركوزي المختارة ليشدد كما سلفيه على رمزيةالثقافة والتسامح والتنوع، الذي لطالما شكل مصدر غنى للشرق لسنوات وقرون طويلة، وكما الجبل حتى اليوم.

وصل موكب الرئيس الفرنسي الى قصر المختارة قرابة السابعة والنصف مساء، بعدما مر في شوارع الشوف التي ازدانت باللافتات المرحبة والمشددة على العلاقات اللبنانية الفرنسية، وبالاعلام اللبنانية والفرنسية، حيث اقام له رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط استقبالا بدأ باستعراض ثلة من عناصر جمعية الكشاف التقدمي التي حملت اعلام البلدين، وصولا الى "ساحة البركة" واستقبله رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط تحيط به شقيقته داليا، ووزراء ونواب اللقاء، مروان حمادة، ايمن شقير، نعمة طعمة، فيصل الصايغ، هنري حلو، بلال عبدالله، اكرم شهيب، وائل ابو فاعور، هادي ابو الحسن. والوزراء والنواب السابقون، ناجي البستاني، صلاح حنين، غازي العريضي، صلاح الحركة، علاء ترو، انطوان سعد، والمرشح راجي سعد.

كما شارك في الاستقبال ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن القاضي غاندي مكارم، ورئيس المحاكم الدرزية القاضي فيصل ناصر الدين، ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من ادارة ومشايخ المؤسسة، وكاهن رعية سيدة الدر للموارنة في المختارة الاب عيد بو راشد، وقضاة من المذهب الدرزي ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي ومشايخ، اضافة الى قائمقام الشوف مارلين قهوجي، وقائد سرية درك بيت الدين العقيد حنا اللحام، ومسؤول مركز امن الشوف في مخابرات الجيش اللبناني حسين صعب، رئيس الاركان السابق اللواء سمير القاضي، قاضي الشرف المتقاعد سجيع الاعور، قاضي التحقيق السابق رياض طليع، الشيخ وجدي ابو حمزة. الى جانب نواب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وامين السر العام ظافر ناصر واعضاء مجلس القيادة والمفوضين في الحزب التقدمي الاشتراكي، ورئيسي اتحادي بلديات الشوف الاعلى والشوف السويجاني ورؤساء البلديات المحيطة بالمختارة، ومشايخ واهالي بلدة المختارة والجوار.

جنبلاط

وبعد مصافحة الرئيس ساركوزي لمستقبليه، القى النائب جنبلاط كلمة ترحيبية وقال، "باسمي وباسم المشايخ والقساوسة واللقاء الديمقراطي لقاء المصالحة والحزب ورؤساء البلديات والمنطقة واهلي اهل المختارة نستقبل اليوم شخصية فرنسية مرموقة، الا وهي رئيس فرنسا السابق الرئيس نيكولا ساركوزي".

اضاف "عرفت المختارة منذ اكثر من مئة عام علاقات مميزة مع فرنسا حتى في ايام الانتداب الفرنسي وكانت صعبة آنذاك بعض ظروف الانتداب خاصة بعدما اندلعت الثورة الكبرى في سوريا، لكن نظيرة جنبلاط استطاعت بحنكتها قبل ان يتسلم كمال جنبلاط زمام الامور ان تبقي منطقة الشوف بأمان".

وتابع "كمال جنبلاط عرف شخصيات متعددة ومتنوعة فرنسية وتتلمذ في فرنسا ثم عاد الى لبنان لظروف الحرب العالمية الثامية ولكن آخر ما حاول أن يقوم به في العام 1976 مع الرئيس جيسكار ديستان عندما طالب بأن تتدخل فرنسا في لبنان من أجل السلام، لكنه لم يستطع لأن المخطط الاكبر كان قد وضع ودخلت علينا سوريا آنذاك في الظروف المعروفة".

أضاف: "فرنسا كانت إلى جانبنا في أوج مطلبنا بالمحكمة الدولية وفي أوج ثورة الأرز وتذكرون انني في العام 2004 في ذكرى مولد كمال جنبلاط رفعت العلم الفرنسي وكيف كانت الحملة علي من قبل حلفاء سوريا وغيرهم وكان ذلك بعد شهرين من محاولة إغتيال مروان حمادة".

وتابع: "بعد عامين في العام 2020 يحتفل لبنان بذكرى انشائه عندما جاء الجنرال غورو الى الشرق، وكل ما أتمناه أن نستطيع كلبنانيين أولا أن نحافظ على لبنان المتنوع المتعدد والديمقراطي والمزدهر وان لا نغرق في خلافات ربما قد تجرنا إلى الغاء لبنان الكبير وإنشاء سوريا الكبرى".

واعتذر جنبلاط من ساركوزي عن عدم مرافقته إلى مهرجانات بيت الدين التي تحييها زوجته الفنانة العالمية كارلا بروني، قائلا "اننا في جو الحداد في الطائفة الدرزية في لبنان وفي جو قلق على مصير اكثر من 40 امرأة وطفل خطفهم داعش".

ساركوزي

ثم القى الرئيس ساركوزي كلمة جاء فيها،"الأصدقاء الأعزاء، العزيز وليد جنبلاط. أود أولا أن أتقدم بالتعزية إلى الطائفة الدرزية التي فجعت مرة جديدة في هجوم مروع وجبان.الدروز شجعان وأصحاب كرامة، ويجيدون الدفاع عن أنفسهم. وما حل بإخوتكم وأطفالكم غير مقبول. أرجو أن تتقبلوا تعازيّ الحارة".

واضاف: " لبنان، حيث أتواجد الآن، ليس كسواه من البلدان. إنه رمز للثقافة والتسامح والتنوع، هذا التنوع الذي شكل مصدر غنى للشرق لسنوات طويلة، وقرون طويلة. يجب الحفاظ على هذا التنوع باعتباره القيمة الأغلى لبلادكم. تنوع الطوائف والأديان هو ثروة لبنان والشرق. من يريدون تدمير التنوع هم مَن يريدون تدمير الديموقراطية والأمل. التنوع ضرورة. لماذا يرتدي لبنان هذه الأهمية الكبيرة؟ لأنه بمثابة الباروميتر لمنطقة الشرق بكاملها. إذا كان لبنان ينعم بالسلام، فسوف ينعم الشرق بالسلام. وإذا كان لبنان في حالة حرب، إذا كان لبنان يعاني، إذا لم يكن لبنان موضع احترام، فسوف يتحمل الشرق بأسره التبعات. لطالما وقفت فرنسا إلى جانب لبنان، وسوف تبقى إلى جانبه على الدوام، أيا تكن الظروف. للبنان الحق، شأنه في ذلك شأن أي بلد آخر، في أن يكون مستقلا وحرا ومحط احترام وأن ينعم بالسلام.أخيرا، أود أن أقول لصديقي وليد جنبلاط، إنها عائلة جميلة لأنها عائلة من الشجعان، وقد ضحت بدمائها ثمنا للحرية والاستقلال.أتأثر لوجودي في هذه المنطقة من لبنان إلى جانبكم. هذا المساء، أيها العزيز وليد، لن أكون أنا صاحب الدور الأول، بل زوجتي. لكنها ساعدتني كثيرا عندما كنت رئيسا للجمهورية، ومن الطبيعي أن أساعدها وأدعمها اليوم. للبنان الحق في الاستقلال، وللنساء في لبنان، كما خارجه، الحق في المساواة في الفرص، وفي الحرية والاستقلال والاحترام".

وختم،"يسرني كثيرا، أنا الذي كنت رئيسا للجمهورية، أن أجلس الليلة في الصف الأمامي كي أصفق للسيدة التي ستقف على المسرح شكرا لكم على استقبالي".

بعدها زار ساركوزي القصر وعقد خلوة من جنبلاط قبل جولة في اقسامه ووداعه من الحضور.