المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july23.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحُبُّ اللهِ مِنْ كُلِّ القَلْب، وكُلِّ العَقْل، وكُلِّ القُوَّة، وحُبُّ القَريبِ كَالنَّفْس، هُمَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ الذَّبَائِحِ والمُحْرَقَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لا ل 14 آذار بنسخة جديدة مع جماعة الصفقة وربع مداكشة الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/ 5 وزراء بس لشركة قوات جعجع قليل

الياس بجاني/أحرار لبنان القداسة هم أصوات صارخة ليس بمقدور أي قوة إسكاتها

الياس بجاني/خفة دم وهضامة ربع الممانعة الملالويين في لبناننا المحتل

الياس بجاني/بوست شربل خوري الإستهزائي بعجائب مار شربل

الياس بجاني/العلاج يجب أن يركز على المرض وليس على أعراضه

الياس بجاني/مقدمات نشرات أخبار تلفزيونات لبنان: تقزز وصنمية ومعلقات انشائية

الياس بجاني/ع الأكيد، الأكيد الكل بيعرفوه الكل

الياس بجاني/اتفاق معراب الخطيئة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الجراح السيادي والإستقلالي نوفل ضو يُشرِّح ويعري من خلالها بجرأة ومعرفة وموضوعية صفقة الرئاسة وملحقاتها اللادستورية واللالبنانية والإلغائية بأمتياز بكل مكوناتها الحاكمة منها كما ال 14 آذارية

مكتب جرائم المعلوماتية يستدعي الناشط ايلي الخوري.. والسبب انتقاد العهد

تكميم الافواه مستمر/ايلي الخوري/فايسبوك

"ضد القمع"… تحرك صامت وسط بيروت دفاعاً عما تبقّى من لبنان

هآرتس الاسرائيلية: الصراعات داخل لبنان حالت دون عودة النازحين

إلى الشيعة العرب/حسن سعيد مشيمش/فايسبوك

الطائرات الاسرائيليّة تطلق صواريخها من فوق البقاع

حكومة تكنوقراط برئاسة شقير تلوح في الافق, والدروز سيتمثلون بحمزة وعساف

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/7/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الياس الزغبي: الخارجية غائبة عن القرار الروسي الاميركي باعادة النازحين

مصادر عليمة لـ”السياسة”: باسيل لا يثق بحلفائه ويريد الحصول على الثلث المعطل للتحكم بالقرارات ولا معطيات حسية بقرب الولادة الحكومية

أرسلان يحمل بعنف على جنبلاط : غدار لا يعرف معنى الوفى والصدق والأمانة وألاعيبه انكشفت

المفتي زغيب لموقع لبنان الجديد: لا إشكال بزراعة الحشيشة تحت نظر الأجهزة المختصة

لجان تحقيق للتأكد من نبذ العنف في السجون اللبنانية والممثل زياد عيتاني سيقاضي من عذبوه/سناء الجاك: «الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روحاني لترامب: لا تلعب بالنار مع إيران فهي "أم كل الحروب"

خطة تركية بدعم روسي لمنع تدخل النظام في إدلب

القوات الروسية تعلن إسقاط طائرتين بلا طيار حاولتا الاقتراب من "حميميم"

روحاني يجدد تهديده بإغلاق «هرمز» وحذّر ترمب من «اللعب بالنار»

 كيسنجر: حلف الناتو أخطأ في التعامل مع بوتين وأكد أن الشقاق بين الولايات المتحدة وأوروبا سيعزز نفوذ الصين

هدية بوتين لترمب تخضع لفحص دقيق

قصف مواقع عسكرية في حماة ودمشق تتحدث عن عدوان إسرائيلي

كندا تفتح الباب للعشرات من “الخوذ البيضاء”

إجلاء المئات من عناصر الخوذ البيضاء إلى الأردن عبر إسرائيل

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوجع الكبير يقترب ويُهدِّد لبنان بالوصاية/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الحرب أُعلنت: الدكوانة لن تكون معقلاً لمافيات القمار غير الشرعي/ربى منذر/جريدة الجمهورية

كم تؤمّن الحشيشة للخزينة اذا تمّ تشريعها/أنطوان فرح/جريدة الجمهورية

البيان الوزاري والحوار مع سوريا: ويستمرّ «الإنقلاب»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

كفيفان مساء الجمعة… ذهبتُ إلى “فرح العطاء”. إلى حيث تُعاش الأنسنة مثلما يُعاش الهواء في الشجر/عقل العويط/النهار

المذهبية أقوى من الفساد/حازم الأمين/الحياة

العهد اللبناني «الجديد» لم يبدأ بعد/عزت صافي/الحياة

الحق على... الشعب/فارس خشّان/الحرة

تطوّع شباب لبنان ومسؤولية وزارة البيئة/الهام فريحة/الأنوار

تطوّع شباب لبنان ومسؤولية وزارة البيئة/الهام فريحة/الأنوار

التنكيل والارهاب كأسلوب حكم.. قراءة في رواية 'مولانا'/د.منى فياض/الحرة

الصين واسرائيل في تفاهمات قمة هلسنكي/راغدة درغام

محمد بن سلمان و"واشنطن بوست/أحمد عدنان/موقع صدى الصوت

الصين أكبر المستثمرين في السندات الأميركية/طوني رزق/جريدة الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي وجه نداء الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لابطال قرار الكنيست: أليس من المريب أن تكون عقدة تأليف الحكومة محصورة بتوزيع الحصص والمغانم

الراعي من حمانا: واجب الأمم المتحدة إبطال قرار الكنيست للخروج من عالم المصالح الشخصية وتأليف حكومة تحصن لبنان ليبقى وطن الإنفتاح

جعجع: ترتيب بين الروس والاميركيين لاعادة مليوني نازح سوري الى اراضيهم وعلى وزارة الخارجية القيام بالاتصالات اللازمة

شعبان: خطوات عملية لبدء عودة النازحين إستنادا الى تفاهم اميركي روسي بالإتفاق مع المجتمع الدولي

الرياشي: اقل من 5 وزراء لن ناخذ ولن نقبل باقل من حقنا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
أحُبُّ اللهِ مِنْ كُلِّ القَلْب، وكُلِّ العَقْل، وكُلِّ القُوَّة، وحُبُّ القَريبِ كَالنَّفْس، هُمَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ الذَّبَائِحِ والمُحْرَقَات

إنجيل القدّيس مرقس12/من28حتى34/"دَنَا إِلى يَسُوعَ أَحَدُ الكَتَبَة، وكَانَ قَدْ سَمِعَهُم يُجَادِلُونَهُ، ورَأَى أَنَّهُ أَحْسَنَ الرَّدَّ عَلَيْهِم، فَسَأَلَهُ: «أَيُّ وَصِيَّةٍ هِي أُولَى الوَصَايَا كُلِّهَا؟». أَجَابَ يَسُوع: «أَلوَصِيَّةُ الأُولَى هِيَ: إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيل، أَلرَّبُّ إِلهُنَا هُوَ رَبٌّ وَاحِد. فَأَحْبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وكُلِّ نَفْسِكَ، وكُلِّ فِكْرِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ. والثَّانِيَةُ هِيَ هذِهِ: أَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ! ولا وَصِيَّةَ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ هَاتَينِ الوَصِيَّتَين». فقالَ لَهُ الكَاتِب: «أَحْسَنْتَ يَا مُعَلِّم، بِحَقٍّ قُلْتَ: وَاحِدٌ هُوَ الله، لا إِلهَ آخَرَ سِوَاه. وحُبُّ اللهِ مِنْ كُلِّ القَلْب، وكُلِّ العَقْل، وكُلِّ القُوَّة، وحُبُّ القَريبِ كَالنَّفْس، هُمَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ الذَّبَائِحِ والمُحْرَقَات». ورَأَى يَسُوعُ أَنَّ الكَاتِبَ أَجَابَ بَحِكْمَة، فقَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا مِنْ مَلَكُوتِ الله». ومَا عَادَ أَحَدٌ يَجْرُؤُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيء."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

لا ل 14 آذار بنسخة جديدة مع جماعة الصفقة وربع مداكشة الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/22 تموز/18

أي 14 آذار جديدة تكون فيها شركات أحزاب جعجع والحريري وجنبلاط وكل من هم باكروباتيتهم وبمفهومهم للواقعية "التفصيل" بلاها وبلا سيرتها.

 

5 وزراء بس لشركة قوات جعجع قليل

الياس بجاني/21 تموز/18

مقابل فرط 14 آذار ومساكنة الإحتلال وهرطقة الواقعية الإحتيالية 5 وزراء فقط لشركة حزب قوات جعجع قليل لازم يكونوا 15 وأكثر.

 

الرياشي: لن نأخذ أقل من 5 وزراء

https://almustaqbal.com/article/2063903/%D8%B4%D9%88%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B4%D9%8A-%D9%84%D9%86-%D9%86%D8%A3%D8%AE%D8%B0-%D8%A3%D9%82%D9%84-%D9%85%D9%86-5-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1

 

أحرار لبنان القداسة هم أصوات صارخة ليس بمقدور أي قوة إسكاتها

الياس بجاني/21 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66185/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD/

لبنان هو بلد مقدس وحاضن طوباوي للحريات وملجئاً آمناً لها وللأحرار والمضطهدين.

وعلى ممر الأزمنة والعصور فإن كل من توهم أنه قادر على إلغاء لبنان القداسة هذا فشل وخابت أوهامه ولم يحصد غير الهزيمة والإهانة وآخرهم كان المحتل السوري البعثي الفاشي والمجرم.

كما أن كل أنواع القهر والاضطهاد والإجرام والتهجير التي تعرض لها شعب لبنان لم تغير من ثقافته الأخلاقية والوطنية والسيادية المبنية على مبدأ الحريات والتعايش والحضارة والانفتاح والديمقراطية.

وكما قال يسوع المسيح للكتبة والفريسيين عند دخوله إلى أورشليم الذين طلبوا منه أن يسكت تلاميذ: "لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة"..

فإن أحرار لبنان والمؤمنين بدوره وقداسته فهؤلاء ليس بمقدر أي قوة أرضية أن تدجنهم وتسكتهم..

وهم رغم كل الصعاب والشدائد يستمرون وبعناد الشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها.

نوفل ضو وغيره كثر من أحرار وأبناء وطن الأرز والقديسين يشهدون كل يوم وبصوت عال وصارخ في سماء لبنان للحق والحقيقة والعدل.

وكما لم يخاف يوحنا المعمدان من الحاكم المهرطق والظالم فإن أحرار لبنان هم شجعان بإيمانهم والرجاء ولن يكون بإمكان أحد إسكاتهم.

 

خفة دم وهضامة ربع الممانعة الملالويين في لبناننا المحتل

الياس بجاني/21 تموز/18

مهضومين ربع الممانعة الملالويين بتهجمهم على قانون يهودية إسرائيل وكأن إيران هي جنة علمانية وليست دولة ولاية فقيه مذهبية وعنصرية.

 

بوست شربل خوري الإستهزائي بعجائب مار شربل

الياس بجاني/21 تموز/18

بوست شربل خوري الإستهزائي بعجائب مار شربل لم يكن رأياً ولا حرية رأي بل تصرف صبياني سمج واهانة دينية 100% ولكن طريقة التعاطي معه من قبل البعض بالتهديد هي داعشية وغير مقبولة.. التعامل معه يجب أن يكون من ضمن القانون وبأطره حفاظاً على معايير الأحترام الدينية. على شربل أن يسأل نفسه جدياً لو انه كتب نفس البوست عن قديس غير مسيحي ماذا كان سيحل به..وهو بالتأكيد لم ولن يفعل لأنه بالتأكيد يدرك العواقب؟ صحيح أن الحرية مقدسة ولكن ضمن حدود عدم الإعتداء على حرية الآخرين وعلى مقتقداتهم.

 

العلاج يجب أن يركز على المرض وليس على أعراضه

الياس بجاني/21 تموز/18

المحتل في لبنان هو المرض الذي يفتك به وبناسه وبمؤسساته اما التناطح والسجالات والصراعات على الكراسي والمنافع بين السياسيين كما الفساد هي مجرد أعراض للمرض

 

مقدمات نشرات أخبار تلفزيونات لبنان : تقزز وصنمية ومعلقات انشائية

الياس بجاني/19 تموز/18

بشاعة مقدمات أخبار تلفزيونات لبنان الإنشائية البالية تعبر عن عدم احترام عقول وذكاء اللبنانيين من غير قطعان أصحاب شركات الأحزاب.

 

ع الأكيد، الأكيد الكل بيعرفوه الكل

الياس بجاني/18 تموز/18

من هو: سياسي مليشياوي منسلخ عن الواقع ومعجب بحزب الله ويجهد لإستنساخ وضعيته في داخل مجتمعه المفكك وهو 100% دكتاتوري ويعيش أوهام العظمة ويمارس بغباء مفضوح التقية والتشاطر والتذاكي وهمه إلغاء كل منافسيه؟ وكمان هو من يلي داكشوا الكراسي بالسيادة ومن الحاملين كذبة "الواقعية" بالطول وبالعرض؟!!

 

اتفاق معراب الخطيئة

الياس بجاني/17 تموز/18

مهما تفنن ربع اتفاق معراب العار في تجميله فلن يقنعوا عاقل واحد أن اصحابه ليسوا كالجنود الذين راهنوا على ثياب المسيح وتقاسموها.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الجراح السيادي والإستقلالي نوفل ضو يُشرِّح ويعري من خلالها بجرأة ومعرفة وموضوعية صفقة الرئاسة وملحقاتها اللادستورية واللالبنانية والإلغائية بأمتياز بكل مكوناتها الحاكمة منها كما ال 14 آذارية التي داكشت السيادة بالكراسي على خلفية الحصص والمغانم والأحادية

http://eliasbejjaninews.com/archives/66185/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD/

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=aejUNYxtFRQ

 

مكتب جرائم المعلوماتية يستدعي الناشط ايلي الخوري.. والسبب انتقاد العهد

جنوبية/22 يوليو، 2018

استدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية الناشط ايلي الخوري وذلك على خلفية تدوينة فبسبوكية انتقد فيها العهد الجديد.

واللافت في هذا الاستدعاء أنّ ما كتب الشاب اللبناني لم يتضمن لا قدحاً ولاذماً ولا تشهيراً!

مضمون المنشور في اسفل

تكميم الافواه مستمر...

ايلي الخوري/فايسبوك/22 تموز/18

فخامة الرئيس الإصلاح يبدأ من رأس الهرم وليس من أسفله !!

الشعب يا فخامة الرئيس يدفع :

1- فاتورة الكهرباء * ٢

2- فاتورة المياه * ٢

3- أغلى فاتورة هاتف وإنترنت في العالم ويحصل على أسوأ خدمة!!

4- أغلى تنكة بنزين في العالم !!

5- كل معاشه ثمن بنزين بسبب زحمة السير وسوء حالة الطرقات !!

الشعب يا فخامة الرئيس لم يعد بإمكانه تعليم أولاده في عهدك !!

الشعب يا فخامة الرئيس لم يعد بإمكانه شراء شقة على الإسكان في عهدك !!

الشعب يا فخامة الرئيس بحاجة إلى رئيس يحب بلده وشعبه أكثر من حبه لأبنائه واصهرته!!

الشعب يا فخامة الرئيس بحاجة لرئيس يعفي أصحاب الدخل المحدود من الضرائب ويخفض معاشات الرؤساء والوزراء والنواب ويلغي التعويضات الضخمة التي يتلقاها المسؤلين وأولادهم !!

الشعب يا فخامة الرئيس بدو سياحة وسواح !! يلي محرومين منهم بسبب سياسات الدولة الخاطئة وانضمامها إلى محاور لا تخدم السياحة .

الشعب بدو يطلع النفط من البحر قبل ما يصير الدين أغلى من سعر النفط !!

للأسف يا فخامة الرئيس لم تكن على قدر الأمال لأنك حولت الدولة إلى بيت للعائلة وكيف لك ان تحاسب الفاسدين من عائلتك !!

 

"ضد القمع"… تحرك صامت وسط بيروت دفاعاً عما تبقّى من لبنان

نقلاً موقع مدى الصوت/22 تموز/18

https://alsawt.org/%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%83-%D8%B5%D8%A7%D9%85%D8%AA-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA/

منذ أن علا التصفيق الحاد للتسوية السياسية في لبنان، التي اتت بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة، انقلبت البلاد رأسا على عقب.

انضمت التسوية إلى عقد التسويات المنسوج منذ سنوات، ولم تكتفِ بتسليم السيادة الوطنية إلى حزب مسلح، بل انخرطت أيضاً في منظومة فساد لا سابق لها، راكمت الثروات والسرقات وأوصلت اللبنانيين إلى قعر الهاوية.

التسوية شددت الخناق على كل مظاهر الحياة في لبنان. تقاسموا الحصص والمؤسسات والتعيينات، بناءً على تفاهمات سابقة، وأسسوا لمنظومة جديدة ممنوع انتقادها او توجيه الاتهامات إليها. دخلوا في كل شيء، حتى وصلوا إلى حريتنا الأخيرة. حرية التعبير.

منذ نحو سنتين والبلاد تجنح نحو المجهول، عشرات الناشطين والكتّاب والصحافيين استدعوا للتحقيق بسبب كتابات أو آراء على وسائل التواصل الاجتماعي. ومنهم من اتُهم بالعمالة لإسرائيل بعد فبركة اتهامات جرى تلفيقها من مسؤولين أمنيين لأغراض شخصية.

سطوة العهد على حياتنا اليومية وتفاصيلها باتت مرهقة ومكلفة لا بل باهظة الثمن. الديموقراطية ولا سيما حرية التعبير التي كفلها الدستور مهددة بفعل ممارسات قمعية شبه يومية وممجوجة، ممارسات بعقلية بوليسية استنسابية تدفع لبنان إلى التحول دولة أمنية لا تخجل من انتهاك كرامات الناس و حقوقهم الأساسية كل يوم.

باتت أخبار الاعتقالات والاستدعاءات وإجبار  الناشطين على توقيع تعهدات خطية خبراً عادياً يمر في شريط الأخبار كل ليلة.

لكأننا عدنا إلى عهد إميل لحود وجميل السيّد.

مذكرات جلب، مذكرات اعتقال، غرامات، قفل حسابات، استجوابات اعتباطية، أحكام غير عادلة… حتى أصبحنا جميعا في دائرة الخطر، نقف في مواجهة المقصلة ومقص الرقابة يقترب من رقابنا، واحداً تلو آخر.

لم نعهد منذ عهد الوصاية السورية تصرفات سلطوية كتلك التي نشهدها اليوم. وها نقف في المربع الأخير، ولا بد من التحرك دفاعا عما تبقى من ديموقراطية و حرية و امل في بلادنا.

"ضد القمع"، تحرك ينظمه عدد من الناشطين والصحافيين والمواطنين في حديقة سمير قصير وسط بيروت، مساء الثلثاء الآتي، ليدقوا ناقوس الخطر، ويرفعوا الصوت عاليا ضد كل الممارسات البوليسية، ليس خوفا على حرية التعبير وتراجعها التراجيدي فحسب، بل ايضا خوفا على وطن يغرق في عقلية السقوط والاستسلام والسكوت.

تحرك صامت لعله يذكر الطبقة السياسية الحاكمة، ومكاتب الأجهزة الامنية وأقواس العدالة وساحات المدينة، بأن استمرار الانتهاكات الصارخة على حالها سيسقط الجميع، وسيكرس خريفاً أصفر في عاصمة الحرية بيروت لم نشهد له مثيلاً.

أطلقوا صرخاتكم وواجهوا ملامح الدولة الأمنية الجديدة. صوتنا وكلماتنا باقية وأقوى بكثير من محاولاتهم لتكبيل مستقبلنا.

 

هآرتس الاسرائيلية: الصراعات داخل لبنان حالت دون عودة النازحين

عربي 21 – الأحد 22 تموز 2018

تحدثت صحيفة إسرائيلية عن الأمور التي يحتاجها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، من أجل ضمان بقائه، في حين ارتبط مصير مليون لاجئ سوري بالمفاوضات الائتلافية على تشكيل الحكومة اللبنانية القادمة. وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير أعده محللها للشؤون العربية، تسفي برئيل، أن أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان ينتظرون العودة لديارهم، عاد عشرات الآلاف، والباقون عالقون؛ بسبب صراعات القوى السياسية اللبنانية". ولفتت إلى أن "الوضع الصعب للاجئين لا يهم كثيرا الحكومة المؤقتة في لبنان"، موضحة أن "مصير اللاجئين متعلق بمسألة رئيسية وهي؛ هل الحكومة اللبنانية ستجري مفاوضات مباشرة مع نظام بشار الأسد حول عودة اللاجئين، كما يريد حزب الله والرئيس ميشيل عود، أم أن عودتهم ستتم تحت مظلة الأمم المتحدة، كما يطلب رئيس الحكومة سعد الحريري ومؤيدوه؟". وأشارت الصحيفة إلى أن "الاحتمال الأول؛ وهو المدعوم من إيران وقطر، سيمنح الأسد اعترافا لبنانيا بشرعيته، وبذلك ستكسر المقاطعة التي فرضتها عليه الدول العربية عندما طردوا سوريا من جامعة الدول العربية". وبحسب مقاربة الحريري المؤيد من السعودية والولايات المتحدة، "يجب الانتظار حتى نهاية الأزمة السورية، وتشكيل نظام متفق عليه قبل أن يمنح لبنان الأهلية السياسية لنظام الأسد"، وفق الصحيفة التي أكدت أن "تشدد الطرفين المتخاصمين يحول لبنان إلى صاحب دور سياسي هام". وقدرت "هآرتس" أن "المناطق الواسعة التي نجح الأسد في استعادتها تمكن من عودة جماعية للاجئين"، معتبرة أن الأمر "غير المنطقي أن مصيرهم مرهون بتعقيدات الاعتبارات السياسية التي تتضمن الخلاف حول عدد الوزراء ودور كل واحدة من القوى السياسية في لبنان". وبينت أن هناك العديد من الخطوات التحضيرية لعودة اللاجئين، التي قام بها حزب الله ووزير الخارجية جبران باسيل، رئيس الحزب المسيحي الأكبر الذي أقامه الرئيس عون، الذي يجري مفاوضات مباشرة مع سوريا بوساطة رئيس المخابرات اللبناني، لكن الأمر يبقى متعلقا بالمعابر الحدودية التي تسيطر عليها الحكومة اللبنانية، والتي بيديها قرار السماح للاجئين بالعودة". وزعمت الصحيفة أن من "مصلحة كل الأطراف التخلص من اللاجئين الذين يتسببون بعبء مالي وإداري كبير على الحكومة اللبنانية"، مؤكدة أن "اللاجئين السوريين في لبنان تحولوا إلى رهائن للنضال السياسي". ولفتت إلى أن "حزب الله وبغض النظر عن موقف من اللاجئين السوريين، يحاول أن يطرح نفسه كجهة محايدة في الخلاف على تشكيل الحكومة، علما أن الحسابات السياسية التي تنبع من نتائج الانتخابات تمنحه في كل الأحوال ثلاثة وزراء على الأقل". ونوهت الصحيفة بأن "الهدف الأكثر أهمية لحزب الله كي يصبح "الكتلة المانعة" أن يحقق لنفسه تحالفا يتكون من ثلث أعضاء الحكومة زائد واحد، وهو ما يمنحه القدرة على إحباط كل قرار، وتحييد قدرة الحكومة على الأداء؛ لأن أي قرار أساسي يحتاج إلى مصادقة ثلثي أعضاء الحكومة". وتحدثت الصحيفة حول الحسابات السياسية المختلفة للأحزاب اللبنانية، وكيف يسعى حزب الله أن تكون في يديه "قوة كافية من أجل إملاء سياسة الحكومة القادمة"، منوهة بأن الموقف "موقف اللامبالي ظاهريا" لحزب الله حيال حقائب الحكومة توزيعها بين الأحزاب. وقالت بلغة ساخرة من موقف حزب الله: "فجأة حسن نصر الله الذي لم ينته سياسيا، يقف كمخلص للتوازن الوطني، لا توجد له مصالح طائفية أو تنظيمية، طاهر ونقي لم يتلطخ بالوحل السياسي"، موضحة أن "نصرالله يدير مقابل ذلك محادثات ومشاورات مع خصومه السياسيين، منهم الحريري الذي يدرك أنه بحاجة إلى تأييد نصر الله إذا كان يريد أن يستكمل تشكيل الحكومة قريبا". لكن السؤال: "ما هو الثمن الذي يتوجب عليه دفعه لحزب الله مقابل ذلك؟"، وفق الصحيفة التي أضافت: "في الوقت ذاته لا يدور الحديث عن علاقة تبعية أحادية الاتجاه بين الحريري ونصر الله، حيث إن نصر الله يفضل الحريري على مرشحين آخرين". ولما كان حزب الله يجيد التعامل مع الساحة اللبنانية من أجل الحفاظ على قوته، فإن الساحة السورية التي عملت فيها إيران وحزب الله في السنوات الأربع الأولى للحرب للمساعدة على الحافظ على نظام الأسد، هي الآن التي "تلقي بحزب الله في وضع عدم اليقين"، وفق "هآرتس" التي أكدت أن "التدخل الروسي في سوريا نهاية 2015 ابتلع كل أوراق الإيرانية". وأكدت أن "السعي إلى تشكيل جبهة ضد إسرائيل في جنوب غرب هضبة الجولان تم إحباطه من قبل إسرائيل بمساعدة روسيا"، مشددة على أن وضع حزب الله في سوريا "تجبره على البدء في سحب قواته...، والتصرف بحذر زائد لضمان بقائه".وفي ظروف كهذه، ذكرت الصحيفة العبرية أنه "يجب على حزب الله المناورة بين خصومه السياسيين، وأن يهتم بتشكيل حكومة لصالحه، مع التأكد أنه سيواصل أن يكون ذخرا استراتيجيا لإيران"، مؤكدا أن "الحرب ضد إسرائيل ليست هي العملية التي ستساعده على ذلك، وهو الأمر الأخير الذي يحتاجه نصر الله".

 

إلى الشيعة العرب

حسن سعيد مشيمش/فايسبوك/22 تموز/18

‏يا شيعة السعودية والبحرين والكويت والخليج والله الذي رفع السماء بلا عَمَدٍ إنْ حَكَمَكُم رجال من شيعة ولاية السفيه سوف تعيشون كما نعيش نحن في لبنان والعراق بلا كهرباء ، وبلا ماء ، وسَتَتَلَوَّث بحاركم ، وأنهاركم ، وينابيعكم ، وهوائكم ، وتربتكم وزراعاتكم ، وتتراكم النفايات في شوارعكم ، وستنتشر الفوضى في البناء لِتُسَبِّب عشرات الأزمات الخطيرة في مجتمعاتكم وتتحكم الرشوة في مؤسساتكم ، وسيجري الإختلاس جهراً وعلانيةً باسم الدين والتشيع والأيتام والمقاومة ليكون بينكم طبقة من أراذل الشيعة تملك العقارات والقصور والأرصدة الهائلة في بنوك الداخل والخارج لتعيش نساؤهم وأولادهم عيشة الأمراء ويتظاهرون أمامكم بمظهر الزاهدين الأتقياء ، وستقع بلدانكم تحت الديون للبنك الدولي و ، و، و، و، إلخ مما ترونه في لبنان والعراق . ‏يا شيعة السعودية والبحرين والكويت والخليج قسماً بالله إنْ بقيتم على وهمكم بأن ولاية السفيه سفينة نجاتكم فسوف تغرقون بها كما غرقنا نحن بلبنان والعراق في بحر الأزمات والكوارث والمصائب وصارت حدائقنا مقابر لشبابنا الذين تُضَحِّي بهم ولاية السفيه على مذبح شهوتها التوسعية الإجرامية في بلدان العرب .

الناصح الأمين لكم الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا هرب من وطنه خوفاً من بطش الطاغوت حسن نصر الله كما هرب أنبياء الله من أوطانهم خوفا من بطش حكامها الطواغيت

 

الطائرات الاسرائيليّة تطلق صواريخها من فوق البقاع

وكالات/22 تموز/18/إستهدف الطيران الإسرائيلي مركز البحوث العلميّة، ومعامل الدفاع في قرية "الزاوي" السوريّة التي تبعد 14 كلم شمال مصياف بريف حماه، بخمسة صواريخ، في حين لم ترد معلومات عن وقوع إصابات حتى اللحظة. وأوردت وكالة الأنباء السوريّة "سانا"، أخباراً تفيد عن حصول قصف اسرائيليّ على منطقة مصياف في محافظة حماه. وافاد مصدر عسكري عن تعرض أحد المواقع العسكرية في مصياف لعدوان جوي "إسرائيلي" للتغطية على انهيار التنظيمات الإرهابية المسلحة في ريفي درعا والقنيطرة ولفت الى ان الأضرار تقتصر على الماديات. وفي السياق، أفادت وسائل الإعلام، عن أنّ الطيران الاسرائيليّ خرق خلال هذه الغارات الأجواء اللبنانيّة، حيث سمع تحليق كثيف للطيران الحربي على علو منخفض فوق البقاع وبعلبك. كذلك سمع اهالي كسروان عند السّاعة السابعة والربع من مساء اليوم الاحد اصوات تحليق كثيف على علو منخفض جدا استمرّ لحوالي خمس دقائق ما اثار البلبلة ودفع بعض الناس للخروج الى الشرفات لرؤية ماذا يحدث.

 

حكومة تكنوقراط برئاسة شقير تلوح في الافق, والدروز سيتمثلون بحمزة وعساف

موقع القناة الثالة والعشرون/22 تموز/18/بعد التعثر والعقد التي تواجه الرئيس المكلف سعد الحريري بات الحديث عن ولادة حكومة تكنوقراط يشغل صالونات السياسيين ورجال الدين حيث أن تشكيل حكومة تكنوقراط سيصبح في غضون اسابيع قليلة  امراً واقعاً وفق مصدر مسؤؤل للقناة 23  وخصوصا بعد عدم احراز اي تقدم على صعيد تشكيل الحكومة. هذا مع العلم انه بدأ التداول ببعض الاسماء في حال تم الاتفاق على تشكيل حكومة تكنوقراط  بحيث ستكون برئاسة محمد شقير كونه يتمتع بثقة الجميع على ان يتولى الداخلية اللواءابراهيم بصبوص وعلى ان تكون الخارجية من نصيب شربل وهبه والاقتصاد من نصيب جوزف طربيه اما الدروز فيتم التداول باسم  منير حمزة  ووليد عساف وعن الشيعة صلاح عسيران , غازي يحيي وسيم منصور وعن الروم جاك صراف , ميشال نجار وامل حداد هذه بعض من الاسماء التي يتم تداولها والي ستكون حظوظها مرتفعة في حال تم تشكيل حكومة تكنوقراط لادارة شؤون البلد والايام القليلة المقبلة بالتأكيد سوف تحسم الامر​​​​​​.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/7/2018

الأحد 22 تموز 2018 

·        مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ملف النازحين السوريين يطل على مرحلة جديدة، تتقاطع فيها المساعي المحلية والخارجية، وتشهد الساعات المقبلة بلورة لخطين متوازيين، الاول: عودة النازحين السوريين الى بلدهم بإحاطة روسية، بعد تكليف الرئيس الحريري مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان المضي باتصالاته في موسكو، التي وصفها الاخير ل"تلفزيون لبنان" بالجدية، فيما يجري الوزير جبران باسيل محادثات في واشنطن بدءا من الثلاثاء في هذا الصدد. والخط الثاني: استكمال الجهود التي يقوم بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والذي يرعى غدا في عرسال عودة دفعة جديدة من النازحين.

أما الحكومة، فهي الأخرى على ابواب مرحلة جديدة مع عودة الحرارة للاتصالات وتخفيض سقف المطالب للافرقاء، وسط تكثيف الضغوط في ظل وضع اقتصادي يستدعي العناية المركزة، ومطالب حياتية فاقم من تدهورها الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي ولمياه الشفة في العاصمة والمناطق.

إقليميا، عض الأصابع متواصل والنقاط الساخنة تتوسع دائرتها رغم المسرب من توافقات روسية- أميركية في قمة هلسنكي بشأن بعضها.

واليوم لفت قول الرئيس حسن روحاني ان ايران في الظروف الجديدة تسعى الى تصحيح العلاقات مع السعودية والإمارات والبحرين، منبها في الوقت نفسه الرئيس الأميركي من مغبة أي مغامرة حرب ضد إيران لان اي حرب معها ستكون ام المعارك.

من جهة ثانية، أسقط الجيش الروسي اليوم طائرتين من دون طيار مجهولتي الهوية فوق قاعدة حميميم الجوية في سوريا.

بداية من ملف عودة النازحين السوريين والوساطة الدولية في هذا الصدد، وما قاله جورج شعبان الذي يعود من موسكو غدا لاطلاع الحريري على نتائج لقاءاته الروسية.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا شيء جديدا على مستوى تشكيل الحكومة، والكلام (المدريدي) التفاؤلي ظل على عمومياته ولم يسند بترجمات عملية في بيروت.

حتى أن ما سرب في الساعات الأخيرة عن فكفكة بعض أو إحدى العقد الحكومية وتحديدا المسيحية على قاعدة قبول "القوات اللبنانية" بأربع حقائب وزارية ليس بينها أي واحدة سيادية، تم دحضه اليوم، إذ قال أحد عرابي تفاهم معراب ملحم الرياشي: أقل من خمسة وزراء لن نأخذ.

أما البطريرك الماروني فسأل: أليس من المعيب أن تكون عقدة تأليف الحكومة محصورة بتوزيع الحصص والمغانم؟

في مقابل العقد الحكومية، ثمة حلحلة في عقد أزمة النزوح السوري. هذا ما يوحي به حراك روسيا التي يبدو أنها انتزعت تفاهمات مع الولايات المتحدة في قمة هلسنكي تقضي بإعادة الآلاف بل الملايين من النازحين خصوصا في دول الجوار السوري.

لبنان الذي كان سباقا في تنظيم رحلات عودة طوعية للنازحين إلى ديارهم، هل يفوت هذه الفرصة الروسية- الأميركية؟ أم أنه سيتلقفها ويستغلها لتخفيف أعباء النزوح عن كاهله؟

الإشارات اللبنانية الأولية لا تبدو سيئة، وقد عكسها أداء الرئيس سعد الحريري وتصريحات بعض مساعديه الذين تحدثوا عن اتجاه لتشكيل لجنة لبنانية- روسية قد تعقد أولى اجتماعاتها في بيروت.

بعيدا من بيروت، احتفالات ومهرجانات تمتد بعد جبيل والأرز وغيرهما، إلى بعلبك، ومن ثم إلى صور حيث صدحت جوليا الليلة الماضية في حفلة غصت بالآلاف، وحرص الرئيس نبيه بري وعقيلته السيدة رندى عاصي بري على حضورهما شخصيا في مبادرة تحمل الكثير من الأبعاد الوطنية والثقافية والسياحية والفنية.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

المقترحات الروسية غداة قمة هلسنكي، لتنظيم عملية العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب، حظيت بإهتمام لبناني إستثنائي من قبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي كلف مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان بالتواصل مع الجانب الروسي، للإطلاع منه على هذه المقترحات وبينها تشكيل مجموعة عمل مشتركة روسية لبنانية.

وقد كشف شعبان ل"تلفزيون المستقبل" عن خطوات عملية قريبة، سيتخذها المسؤولون اللبنانيون والروس، لتنفيذ عودة النازحين، نافيا أي إتصال لبناني مباشر بالنظام السوري حول هذه المسألة. وقال شعبان إن العودة ستجري طالما هنالك إتفاق أميركي- روسي، ولن يتمكن أي من الدول المتضررة من عرقلتها.

هذه المقترحات ستكون إلى جانب متابعة مهمة التأليف الحكومة، في طليعة جدول أعمال الرئيس الحريري بعد عودته القريبة إلى بيروت، وهي مهمة تستند إلى تفاؤل دائم يعبر عنه الحريري بأن التشكلية ستنجز لا محالة.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ذات ليلة حالكة السواد تشبه أفعالهم، أسدل الستار على الفصل الأخير من مسرحية "الخوذ البيضاء" بإخراج أميركي بريطاني وتنفيذ صهيوني. أحرق هؤلاء آلياتهم وملفاتهم، وكل ما يدلل على ما وراء أقنعتهم، ولاذوا بالفرار هذه المرة ليس بالبصاصات الخضراء السورية، بل بحافلات اسرائيلية عبر الجولان السوري المحتل، ارتأى مشغلوهم اقتلاعهم من الجذور، فلربما ما زال يعلق بهؤلاء اثر لإشعاعات توصل لمفبركي الكيماوي في خان شيخون وغيرها، أو بصمات علقت على رقبة طفل بريء قتل خنقا.

فبعض الاعلام الغربي وصف أصحاب الخوذ بجماعة تزعم القيام بعمليات الإغاثة نهارا، وتمارس الارهاب ليلا. ولئن أسعفتهم الظلمة للهرب، فان نظراءهم من ارهابيي جبهة النصرة دهمهم الوقت، فاندحروا في وضح النهار عن معبر القنيطرة ليصبح الجيش السوري على تماس مع الجولان المحتل.

ومع عودة المزيد من الأرض الى كنف الدولة السورية، طرق الروس باب واحد من الملفات الحساسة في الازمة، النزوح السوري. فهل يلاقي لبنان الرسمي المقترح الروسي الذي جاء بعد قمة هلسنكي بين بوتين وترامب؟ وهل ستختفي بسحر ساحر المعوقات التي دأب البعض على وضعها أمام التواصل مع الجانب السوري لحل الازمة رأفة بلبنان؟

ورأفة بلبنان واقتصاده ومنطلقا لحل كل ازماته، يبقى المطلب الأول تشكيل الحكومة. فالتكليف يدخل الأسبوع المقبل شهره الثالث ولا بشائر سوى تصريحات تفاؤلية ليس الا. والى ان تحل معظلة التأليف، يؤكد "حزب الله" انه عاقد العزم على ملاحقة قضايا الناس المعيشية الى النهاية: لقد أخذنا قرارنا وحسمنا أمرنا يقول رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قفزت عودة النازحين السوريين الى سلم الاولويات اللبنانية هذه الأيام، معطوفة على انتظارهم المستمر لولادة حكومة سعد الحريري الثالثة. وبين الاثنين، يبدو عامل الوقت قاسما مشتركا. فإذا كان تكليف الحريري غير مرتبط بمهلة زمنية، الا أن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تجعل من الاعلان عن الحكومة مسألة لا تحتمل التراخي، على أن تنطلق من المعيار الواحد وما افرزته الانتخابات الأخيرة.

أما ملف النزوح، فتحريكه ارتبط بقمة بوتين- ترامب، وما تبعها من اعلان نيات عن عودة النازحين من الأردن ولبنان. وفيما تلقف الحريري المسألة ايجابا، فالمعلومات تشير الى أن الدولة اللبنانية لم توضع على مستوى سلطاتها المقررة بعد في تفاصيل الخطة التي تبقى أهدافها أهم من تفاصيلها، وهي التي قد لا تغني عن التواصل المباشر مع الحكومة السورية التي ستكون صاحبة العلاقة في استقبال النازحين، ما يستدعي اتصالات على أعلى المستويات.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل رسمت قمة هلسنكي بين الرئيسين الاميركي والروسي بداية النهاية لملف اللاجئين السوريين في لبنان؟ حتى الآن كل المعلومات تثبت هذا المعطى، وهو ما اكده لل"mtv" مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان.

ووفق المعلومات فإن عدد السوريين الذين سيعودون الى سوريا من لبنان والاردن، يبلغ عددهم حوالي مليوني لاجئ، وان لجنة اميركية روسية اردنية تشكلت لهذه الغاية، وثمة مسعى روسي للتعجيل في تشكيل لجنة مماثلة اميركية روسية لبنانية تعيد اللاجئين السوريين الى بلادهم.

القرار المصيري يثبت صحة طرح الذين اعتبروا ان حل مشكلة اللاجئين السوريين لا يتم لا بمفاوضات لبنانية سورية ولا بلجان حزبية محلية صغيرة، بل عبر تفاهم أممي وعبر مظلة دولية تحفظ أمن اللاجئين السوريين العائدين الى بلادهم، وهو ما بدا انه تحقق اخيرا.

حكوميا، الأمور لا تزال في دائرة المراوحة. صحيح ان الوزير جبران باسيل اعلن لل"mtv" ان الحكومة آتية حتما، ولكن حتى الآن لا مؤشرات الى ان الأمر قريب.

اذا، يحط الرئيس الحريري في بيروت عائدا من اوروبا، حتى يسافر الوزير باسيل الى اميركا، ما يعني ان الاسبوع الطالع لن يشهد مبدئيا ولادة للحكومة المنتظرة، الا اذا حصل ما ليس في الحسبان في آخره، وتحققت معجزة التشكيل.

توازيا، ان الامور داخل البيت الدرزي تزداد سوءا، في ظل مواصلة الأمير طلال ارسلان مهاجمة النائب السابق وليد جنبلاط بطريقة غير معهودة وغير مسبوقة، متجاوزا الأعراف في التخاطب السياسي، وهو ما يزيد الأمور تعقيدا درزيا وحكوميا، ولاسيما ان العقدة الدرزية صارت من أبرز العقد الحكومية وأصعبها.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي على علو منخفض فوق الساحل اللبناني وبعض المناطق الوسطى، وأنباء عن قصف في العمق السوري، أعاد إلى الواجهة مسألة التطورات الإقليمية المرتبطة مباشرة بالخطوات المتسارعة في سوريا، ولاسيما في الجنوب، وتحديدا في القنيطرة والجولان، وطرح على بساط البحث، وبقوة، مسألة النازحين السوريين وتصاعد الحديث عن مشروع إعادتهم من ضمن خطة أميركية روسية جاءت نتيجة قمة هلسنكي، وهذه الخطة هي التي تضع الضوابط للجميع من دون أن يكون في مواجهتها أي خرق.

تأتي هذه التطورات في ظل مراوحة لبنانية في موضوع تشكيل الحكومة: فالرئيس المكلف مازال في الخارج، والوزير جبران باسيل يغادر غدا إلى واشنطن في زيارة تمتد أسبوعا، في هذه الفترة ليس من المتوقع ظهور أي مؤشرات إلى إمكان إحداث خرق في ملف التشكيل.

في الانتظار، فإن الملفات المفتوحة لا يشتم منها أكثر من روائح الفساد والهدر سواء في الإدارة أو في الموازنات: فمن ملفات الفساد غياب نسبة كبيرة من موظفي الدولة عن أعمالهم، وهذا ما بدأ يتوضح ويتأكد بعدما باشر التفتيش المركزي جولات على الإدارات والوزارات، حيث تبين ان نسبة كبيرة من الموظفين لا تداوم.

وفي باب هدر وفساد آخر، ما ظهر في موازنة العام 2018 عن نفقات المحروقات لسيارات الوزراء والنواب، وقد تجاوزت النسبة المئة مليون دولار، ومن أبواب الهدر والفساد أيضا ما يطال القطاعات الخاصة، ومنها مولدات الكهرباء، وهذا الملف دفع بوزير الاقتصاد إلى الإلحاح في تركيب العدادات، وحدد مهلة نهائية حتى آخر أيلول، أي بعد شهرين.

ومن شأن الإلتزام بهذا القرار أن يخفف قليلا عن كاهل المواطن، إذا ما جرى تطبيق القرار على رغم محاولات التنصل منه، مثلما كان يحدث قبل ذلك، على رغم التأكيد ان هذه المرة الامور جدية ولا تحتمل أي تأجيل.

·        مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الملل السياسي خرقه موقفان على صلة بالتأليف وخلفياته، ل"القوات" والوزير طلال ارسلان، في أعنف هجوم على من أسماهم بأوباش وليد جنبلاط وزعيم "التقدمي" شخصيا.

وفي الخرق الاول، سلفت "القوات اللبنانية" رئيس "التيار القوي" الوزير جبران باسيل موقفا على الحساب من ملف النازحين، وقال الدكتور سمير جعجع ان الصدف شاءت ان يكون لوزير الخارجية زيارة مطلع الأسبوع المقبل الى واشنطن، حيث الفرصة كبيرة للتفاهم مع المسؤولين الأميركيين ومن ثم الروس، بشأن طلب لبنان إعطاء الأولوية لإعادة النازحين السوريين الموجودين على أراضيه، وعلق جعجع قائلا: كلنا مع جهود باسيل في إحداث الخرق المطلوب.

لكن "القوات" أعطت رئيس "التيار" بيد وأخذت باليد الأخرى، حيث اتبع وزير الاعلام ملحم الرياشي معادلة ال"ماتيماتيك"، وارتضى بان يتمثل حزبه بواحد وثلاثين بالمئة في مقابل خمسين بالمئة ل"التيار القوي"، وبطريقة حساب ال"فايف بلاس فايف" الشهيرة.

قال الرياشي الاخ الثاني غير الشقيق ل"التيار": انا ما بعرف عد، علموني تلاتين بالمية يعني تلت وتلت ال15 خمسة واقل من خمسة ما رح ناخذ وزراء". وإذا كان وزير الاعلام قد انتهج اسلوب العد، فإن وزير المهجرين اختار طريقة "الحلش" وبمفعول رجعي، يمتد الى حرب الجبل. لم يبق ارسلان ولم يذر لوليد جنبلاط الذي سماه بالغدار، نائيا بكمال بيك والست مي عن خصاله، حيث من أين اتى بها فهو أخبر، وقال ارسلان ان عشرات بل مئات من العائلات في الجبل تشهد على غدرهم وقتلهم لأبرياء، ونحضر لائحة إسمية بهم واحدا واحدا من حاصبيا الى الشوف الى عاليه الى بيروت إلى راشيا والمتن، كيف تمت تصفيتهم بقرار لا يتحمل مسؤوليته إلا أنت وحدك يا بيك. واتهم ارسلان، جنبلاط، بتكليف ناسه بأعمال قذرة، ثم التبرؤ منهم على قاعدة انك انت مثال الاخلاق وهم "زعران وفلتانة وبدهم ترباية".

وبعيدا من معركة الجبل اثنان، كان وزير في الحكومة يتقرب من دمشق في أبرز انشقاق عن سياسة النأي بالنفس غير المجدية ضمن ملفات البلدين المشتركة. وليس بتكليف من ماكينزي أعلن الوزير رائد الخوري للجديد ان التنسيق مع سوريا يشكل ضرورة للبنان، وبدا من سياق السؤال والجواب ان وزير الاقتصاد قد طرق ابواب الشام وربما زارها، قائلا ان التنسيق على اعلى المستويات، فالدولة السورية موجودة وامر واقع وتثبت سيطرتها على اراضيها يوما بعد يوم.

وسواء وقعت الزيارة ام لم تحدث، فإن خطوة وزير الاقتصاد تشكل فرصة ومتنفسا للبنان قبل سوريا، من ازمة النازحين وصولا الى تصريف الانتاج واستخدام المعابر السورية، وإذا كان وزراء في الحكومة قد فتحوا على حسابهم في تصريف الاعمال وانتاج المشاريع الخاصة وصولا الى قطف المحصول، فإن الوزير رائد خوري يجري تبادلا وتواصلا مع سوريا، ليس لحسابه الخاص بل لانتشال الاقتصاد والصناعة والزراعة اللبنانية من فك "الكيدية السياسية". ومن التشاور مع دمشق الى الشورى القضائية والتي يقف مجلسها اليوم امام تحديات انجاز الملفات من قلب العطلة مواجها بها كل حملات التشويه، وفي اول اطلالة اعلامية لرئيس مجلس شورى الدولة القاضي هنري خوري عبر "الجديد"، انجاز قرارات واستشارات موازية لرقم العام الحالي 2018، معلنا الابتعاد عن زورايب السياسة والاكتفاء بكواليس القضاء.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الياس الزغبي: الخارجية غائبة عن القرار الروسي الاميركي باعادة النازحين

الأحد 22 تموز 2018 /وطنية - لفت عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح إلى "غياب وزارة الخارجية اللبنانية عن القرار الجدي الروسي الأميركي الأممي بإعادة النازحين السوريين إلى سوريا، خصوصا من لبنان". وقال: "لا تفسير لهذا الصمت او التقاعس حتى الآن بعد عاصفة الاتهام التي أطلقها وزير الخارجية في وجه العالم والأمم المتحدة لسعيهما إلى توطين السوريين، سوى أنها كانت عاصفة للاستخدام السياسي فقط". وأضاف: "استدرك الرئيس سعد الحريري تقصير وزارة الخارجية فبادر إلى التنسيق مع ثلاثي موسكو واشنطن الأمم المتحدة، لتنفيذ خطة عودة النازحين في أقرب وقت".

 

مصادر عليمة لـ”السياسة”: باسيل لا يثق بحلفائه ويريد الحصول على الثلث المعطل للتحكم بالقرارات ولا معطيات حسية بقرب الولادة الحكومية

بيروت ـ “السياسة الأحد 22 تموز 2018 /لا تستند الأجواء التفاؤلية التي يجري ضخها عن قرب ولادة الحكومة، إلى معطيات حسية توحي بانفراجات جدية على هذا الصعيد، حيث أن عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إلى بيروت هذا الأسبوع، سيقابلها سفر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى الولايات المتحدة لمدة أسبوع، حيث سيلتقي مسؤولين أميركيين ودوليين ويبحث معهم مسألة النزوح السوري، إضافة إلى تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة. وهذا يؤشر إلى أن أزمة تأليف الحكومة مستمرة، مع الدخول في الشهر الثالث من عمر التأليف غداً، وسط استمرار المراوحة وتبادل الاتهامات بالتعطيل، على خطي العقدتين المسيحية والدرزية اللتين تعيقان ولادة الحكومة. وأشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، من أوساط عليمة بخفايا ما يدور في كواليس التأليف، إلى أن رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل سعى جاهداً للحصول على 11 وزيراً، وهذا يؤشر إلى أن هذا الفريق وصل إلى انعدام ثقة بكل حلفائه، لذلك يريد أن يمتلك منفرداً هذا الثلث ليستطيع أن يتحكم بمصير بعض القرارات بمعزل عن المكونات الأخرى، خصوصاً وأن رئيس الجمهورية ميشال عون قال، أن حوالي أربع كتل نيابية حالت دون إقرار خطة الكهرباء، وبالتالي يبدو أن هناك سعياً في هذا الاتجاه. وقد تمنّى البطريرك بشارة الراعي “أن يتحلى السياسيون بالتجرد عن مصالحهم الخاصة ويتعالوا عن مكاسبهم المالية غير المشروعة وصفقاتهم وتقاسم المغانم على حساب المال العام وأن يتفانوا في خدمة الخير العام”.وقال : “لبنان يعاني من أزمة تأليف حكومة يُنتظر أن تكون على مستوى التحديات الراهنة وأزمة إجتماعية وأزمة بنى تحتية”، متسائلا “أليس من المعيب أن تكون عقدة تأليف الحكومة الجديدة محصورة بتوزيع الحصص بدل تشكيل حكومة تضمّ خبراء تكنوقراط؟”. من جهته، شدد وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي على أن “كل ما يهمنا على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة الا يطرق أحد الخيمة، وكل ما يهمنا أن ياتي التمثيل الصحيح وفق الاحجام الصحيحة”، مشيراً إلى أنه “صحيح ان اتفاق معراب أصيب بعطب أساسي واصررنا نحن الطرفين المسيحيين الأساسيين الا يصيب هذا العطب المصالحة المسيحية التاريخية التي وصفها القادة الذين صنعاها الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع بالمصالحة المقدسة والتاريخية، لأن هذه المصالحة هي التي ستستمر والاتفاقات السياسية تكون مرحلية”. على صعيد آخر، أشار الرئيس ميشال سليمان مغرداً، إلى أنه “يمكن أن يكون تشريع زراعة الحشيشة اجراءً مفيداً ولكن ليس قبل استعادة شرعية الدولة على كامل الاراضي وكل السلاح المنتشر خارجها”.

 

أرسلان يحمل بعنف على جنبلاط : غدار لا يعرف معنى الوفى والصدق والأمانة وألاعيبه انكشفت

بيروت ـ” السياسة الأحد 22 تموز 2018 /في انعكاس واضح لتردي العلاقة بينهما، على خلفية الكثير من الملفات، ومن بينها تشكيل الحكومة. وفي رسالة نارية ثانية له في غضون أشهر قليلة، قد تترك انعكاساتها داخل “البيت الدرزي”، وعلى عملية التشكيل، توّجه رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان إلى رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، قائلاً: “الظاهر أنّ أوباش وليد جنبلاط مصّرين بأمر من سيّدهم الغدار أن يتهجموا علينا في كل حين بالتزوير والعادات والقيم والتضليل التي تربّى هو وهم عليها لأنهم لا يعرفون معنى الوفى والصدق والأمانة، طبعاً ليست هذه تربية كمال بيك ولا الست الفاضلة مي، لا أعلم من أين جاء بها وتعلمها فهو أخبر …، إذ من شيمهم الغدر والطعن بالظهر، بيقتلوا القتيل وبيمشوا بجنازتو”. وأضاف إرسلان: “عشرات بل مئات من العائلات في الجبل تشهد على غدرهم وقتلهم لأبرياء وفعاليات في القرى والبلدات في ظلام الليل، ونحضّر لائحة إسمية بهم واحداً واحداً من حاصبيا الى الشوف الى عاليه الى بيروت إلى راشيا والمتن، كيف تمّت تصفيتهم بقرار لا يتحمّل مسؤوليته إلا انت وحدك يا بيك، بقدر ما عندك أنت من شيم الوفاء إلى أقرب الناس إليك هؤلاء الذين كنت تكلّفهم بأعمالك القذرة، وهم قاموا بها من أجلك ومن أجل ولائهم الأعمى لك، وعند الانتهاء من مهمتهم تقوم برميهم عند أول مفرق، وتتبرأ منهم على قاعدة انك انت مثال الأخلاق وهم “زعران وفلتانة وبدهم ترباية”.وتابع: “ألاعيبك انكشفت وأسلوبك انكشف وغدرك انكشف، وصورتك باتت واضحة للجميع”.

 

المفتي زغيب لموقع لبنان الجديد: لا إشكال بزراعة الحشيشة تحت نظر الأجهزة المختصة

كاظم عكر/لبنان الجديد/ 22 تمّوز 2018

إعتبر زغيب أن المشكلة بأن نُظهر للناس أن حل الأزمة الاقتصادية في لبنان وفي البقاع بالذات متوقف على هذه الزراعة فقط، بينما الواقع غير ذلك... نيّة الدولة بتشريع زراعة الحشيشة في البقاع لا يزال الخبر الأول إعلاميا وإجتماعيا ولا تزال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشريعها محل نقاش وسجالات عمّت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي على السواء وقد تساءل البعض عن أسباب طرح الأمر في هذا الوقت ولماذا يتم التركيز على هذا الأمر تحديدا دون غيره مع وجود بدائل أخرى قد تسهم في حل مشكلة البقاع وهل أصبحت الخيارات الأخرى البديلة معدومة؟

وفيما اعتبر البعض أن  طرح الأمر في هذا الوقت هو هروب إلى الأمام ومحاولة للتخدير ووضع حد لموجة  الإنتقادات الواسعة التي يشهدها البقاع ضد الإهمال والحرمان والبطالة. موقع لبنان الجديد استوضح سماحة المفتي الشيخ عباس زغيب الذي أوضح لموقعنا الحكم الشرعي لزراعة الحشيشة بالقول:"لا إشكال بزراعتها إن كانت من أجل الإستعمال الطبي وتحت نظر ورقابة الأجهزة المختصة والمعنية في الدولة."واعتبر زغيب أن "المشكلة بأن  نُظهر للناس أن حل الأزمة  الاقتصادية في لبنان وفي البقاع بالذات متوقف على هذه الزراعة فقط،  بينما الواقع غير ذلك لأن  المشكلة الأساسية هي غياب الدولة كليا عن محافظة بعلبك الهرمل. "وحيث أن الحديث اليوم هو عن الزراعة قال الشيخ زغيب:  " وفي كل المجالات وبما أننا  نتحدث عن الزراعة فإننا نسأل المعنيين في السلطة جميعهم دون استثناء لماذا لا يوجد إرشاد  زراعي؟ لماذا لا يوجد قانون يفرض حماية المزارع؟ لماذا الدولة تريد أن تشرعن الحشيش وتشتري المحصول من المزارع؟ بينما الزراعات الأخرى لا تقوم الدولة بالعمل على دعمها وتأمين بيعها ومنع استيراد المحاصيل من الخارج عندما يحين موعد جني الثمار في لبنان." وتساءل  زغيب:  "هل أن الحديث عن زراعة الحشيش اليوم  هو إبرة  مورفين لتخدير الناس ولتضييع ملف النفط؟ أم لأن  بعض الدول العظمى تمنع استخراج النفط في لبنان؟ أم لأن زعاطيط السياسة في لبنان الذين نصبوا أنفسهم أمراءاً للطوائف لم يتراضوا على حصصهم بعد أم أنه  تخدير للشعب لتمرير أمور أخرى." واعتبر الشيخ زغيب وعلى سبيل المثال أن  " ازدياد أسعار المحروقات وغيرها من السلع  وفيما كل شيء يرتفع أصبحت الناس اليوم تنتظر الإفراج  عن قانون شرعنة الحشيش وكأن  الأمل  الواعد والعيش الرغيد متوقف عليها فقط.  " وأضاف: " نعم ومع فقدان كل شيء فإن المثل يقول: الكسرة بيد المحروم هجنة هذا إن حصل عليها، لأنه ليس سرا أن  الذي سوف يستفيد من زراعة الحشيش إن  تمت شرعنتها هو الزعماء الكبار كما هم مستفيدون من زراعتها الآن  في الأماكن  التي تزرع بها،  والمزارع الذي يأخذ الصيت لا يستفيد من الجمل أذنه حتى ربعها أيضا وعليه فإننا  نقول الزراعة مع الرقابة الدينية والأخلاقية الذاتية  والنظامية لا إشكال بها عند ذلك". وختم المفتي زغيب حديثه لموقعنا  بالقول  إن :" البقاع يناشد الدول أن  تأتي  بكل مؤسساتها لأنه  بحاجتها ولأن  الإهمال  والحرمان جعله بقاعا منكوبا يفتقد لأدنى  مقومات العيش الكريم ولأن  مرجة رأس  العين تنتظر من كل الذين يدّعوون أنهم  ينتسبون للإمام موسى الصدر أعاده  الله إلى  وطنه وأهله  ينتظرون أن  تأتي  الذكرى ويكون الخطاب على منبرها ذكر المشاريع التي تم انجازها من سدود وبنى تحتية ومعامل وجامعات ومستشفيات وغيرها لا أن  تكون وعودا لا تساوي الورق المكتوبة عليه لأن  الفقر يخرس الفطن ولأن  الحرمان لا يُرفع بالكلام ولأن  الله يقول وقل اعملوا  ولأن الله يقول كبر مقتاً عند الله أن  تقولوا ما لا تفعلون. "

 

لجان تحقيق للتأكد من نبذ العنف في السجون اللبنانية والممثل زياد عيتاني سيقاضي من عذبوه

سناء الجاك: «الشرق الأوسط»/22 تموز/18

أعادت منظمة «هيومان رايتس ووتش» قضية تعذيب الموقوفين والسجناء في لبنان إلى دائرة الاهتمام، فطالبت السلطات اللبنانية بـ«إجراء تحقيق شامل ومحايد في مزاعم الممثل زياد عيتاني»، الذي اعتقله جهاز أمن الدولة بعد اتهامه بالتخابر مع إسرائيل، ليتبين أن ملفاً لفق له ويطلق سراحه بعد 112 يوماً من الاعتقال. ورغم انقضاء أكثر من 4 أشهر على إطلاق سراحه، لا يزال زياد عيتاني يسعى للحصول على حقوقه كمواطن تعرض للتعذيب على يد جهة أمنية رسمية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «آمل، أولاً وأخيراً، محاسبة فريق التحقيق في جهاز أمن الدولة المكون من 4 عناصر الذي تولى تعذيبي. سيقدم المحامي الخاص بي الادعاءات على أساس ما حصل». ويضيف: «الارتكابات بحقي لا تزال مستمرة حتى الآن، رغم كلمة القضاء الحاسمة ببراءتي وصدور القرار الاتهامي بحق من زور ملفي. إلا أن موقع أمن الدولة لا يزال ينشر على صفحته البيان الاتهامي الأول المتعلق بقضيتي والذي يدينني، كذلك يتهم الموقع كل من يتعاطف معي بأنه صهيوني. وهذا يهدد حياتي، لأن من لا يصدق أني بريء قد يعتبرني عميلاً. حينها ما هو مصيري؟».

ومناهضة التعذيب في لبنان أصبحت من أهم الالتزامات المتعلقة بالسجون، وذلك بعد توقيع الدولة اللبنانية على اتفاقية جنيف بهذا الخصوص، كما يقول رئيس جمعية «عدل ورحمة» الأب الدكتور نجيب بعقليني لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «هذا ما تقوم به الجمعية في السجون ومراكز التحقيق ودور العدل. وقد تحسن الوضع كثيراً. وبدأت تتدنى حالات تعذيب الموقوفين والسجناء. وإذا أقدم بعض السجانين أو المحققين على أي تعذيب واشتكى المتضررون وأثبت الأمر بأدلة حسية، يصار إلى إعفاء المرتكبين ونقلهم إلى مهمات أخرى». ويوضح أن «الجمعية تتابع أوضاع الموقوفين والسجناء لتقديم المعونة القانونية لهم. والأمر لا يقتصر على العنف الجسدي والنفسي، بل يشمل العنف الناجم عن حجز الناس في أماكن غير صحية ومظلمة ولا هواء فيها». ويشدد الأب بعقليني على أن الجمعية تحرص على العمل الاستباقي، وذلك لجهة تدريب الفريق الأمني الذي يعمل في السجون بشأن كيفية التعامل مع الموقوفين والسجناء، وضرورة احترام الحقوق التي يمنحهم إياها القانون، والالتزام بحقوق الإنسان كما نصت عليها الأمم المتحدة. مع الإشارة إلى أن القانون اللبناني واضح إذ لا غطاء لمن يخالف، فهناك رقابة والتزام بالاتفاقية مع جنيف وهناك الضغط الشعبي والاجتماعي.

ويؤكد مصدر مسؤول في قوى الأمن الداخلي عن إدارة السجون لـ«الشرق الأوسط» أن «لا تعذيب في السجون التابعة لقوى الأمن الداخلي. التعليمات واضحة بهذا الخصوص. وإذا علمنا بحالة محددة تبدأ التحقيقات للتأكد من حصولها. ونستطيع القول إنه لم تسجل حالات منذ فترة».

ويشير المسؤول إلى «وجود لجنة تحقيقات متخصصة، تتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، وتقوم بجولات متواصلة ومن دون مواعيد على المخافر ومراكز التحقيق للتأكد من التزام العناصر بالقوانين وعدم استعمال الشدة لدى إلقاء القبض على المشتبه بهم والتحقيق معهم. وفي حال اكتشاف أي مشكلة تقدم اللجنة تقريرها إلى المدير العام. وإذا حصل أي خطأ، وقد يحصل في أهم الدول، تحرص المديرية العامة على المحاسبة، وكل من يتقدم بشكوى نتابعها ولا نهمل أي تفصيل».

لكن إذا استثنينا السجون التي تتولى إدارتها قوى الأمن الداخلي، ماذا عن الأجهزة الأخرى؟ ومن يتابع السجناء الذين تعرضوا إلى التعذيب؟

يوضح الأب بعقليني أن «الجمعية تحرص على متابعة السجناء الذين تعرضوا إلى صدمة التعذيب الجسدي والنفسي. وتلجأ إلى خدمات يؤمنها طبيب نفسي وجلسات أسبوعية داخل السجن حتى يتحسن وضع السجين، مع الإشارة إلى العمل لمساعدته في التأقلم. ووجود أعضاء من الجمعية داخل السجن يشعر السجناء أنهم ليسوا بمفردهم، كذلك مساعدتهم للاتصال بأهلهم، ما يفتح لهم أفقاً رغم الظروف الصعبة». ويشير الأب بعقليني إلى أن هذه الإجراءات لا تحول دون بعض الأخطاء. ويقول: «أوضاع السجان والسجين متردية، والقهر يطاول الاثنين. لذا أهمية التوعية على حقوق الإنسان واحترام الآخر. هناك دورة متكاملة للوصول إلى الحد الأدنى من ضبط الأمور». لكن محاسبة المرتكبين في الأجهزة الأمنية الرسمية تبقى ضبابية. ويقول عيتاني: «قد لا أصل إلى حقوقي بعد خطفي واعتقالي تعسفاً وتشويه سمعتي وتعذيبي لدفعي على الاعتراف بجريمة لم أرتكبها. وبوجود هذه الطبقة السياسية قد أتضرر أكثر. فقد علمت أن الضابط الذي كان يحقق معي سيحصل على ترقية». ويصر عيتاني على اتهام العناصر الذين حققوا معه بأن هدفهم كان الحصول على ترقيات بتحقيق إنجاز وهمي. ويقول: «اتهموني بملاحقة وزير الداخلية نهاد المشنوق فقط لأن لدي رقم هاتف أحد مستشاريه».

ويضيف: «هم الآن ينفون أنهم عذبوني، والقاضي رياض أبو غيدا كتب في قراره أني لم أتعرض للتعذيب، لكني اعترفت تحت الضغط. ما هو الضغط؟ ما حجمه؟ ما وسيلته؟ التهديد بالتعرض لعائلتي ليس تعذيباً إذا ترافق مع الصفع والضرب بالأسلاك الكهربائية؟».

وفي شهادته لـ«هيومان رايتس ووتش»، قال عيتاني إنه جرى اقتياده إلى «غرفة مجهزة للتعذيب، مدهونة بكاملها بالأسود وتتدلى من جدرانها خطّافات معدنية»، وتوجه إليه أحد عناصر الأمن بالقول: «عليك أن تتكلم لأنه يجب أن تفهم أن التعذيب موجود في جميع البلدان».

ويصر عيتاني على اعتبار بعض الإعلام اللبناني شريكاً في التعذيب. ويقول: «كنت معلقاً بيدي المكبلتين على الحديد، أستمع إلى حلقات تلفزيونية تبث معلومات مسربة ومفصلة عن تعاملي الملفق مع إسرائيل. وكان العناصر الذين يحققون معي يتابعون تهديدي بقولهم إن أحداً لن يصدق براءتي وإن بإمكانهم اغتصابي ولن يدافع عني أحد».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روحاني لترامب: لا تلعب بالنار مع إيران فهي "أم كل الحروب"

وكالات/الأحد 22 تموز 2018 /وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني، تهديدات غير مسبوقة، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثناء إلقاء خطاب له اليوم الأحد، 22 تموز. وقال روحاني: "يا سيد ترامب، نحن رجال الكرامة والشرف وكافلي أمن الممر الملاحي للمنطقة على مر التاريخ فلا تلعب بالنار مع الأسد لأنك ستندم"، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا". وفي كلمة له في ملتقي أقيم في طهران شارك فيه رؤساء الممثليات والبعثات الدبلوماسية الإيرانية في خارج البلاد، قال روحاني: "ينبغي أن تعلم أميركا أن السلام مع إيران هو السلام الحقيقي، والحرب مع إيران هي أم كل الحروب، مؤكداً أنه كلما حاولت أوروبا الاقتراب من طهران لا يسمح لها البيت الأبيض بذلك. وأوضح أن "الحكومة الأميركية الحالية تصارع العالم وتصارع مصالحها الوطنية في آن واحد، قائلا: "لم نشهد من البيت الأبيض حتى الآن ممارسات بلغت هذه الدرجة من انتهاك حقوق الإنسان ومعاداة العالم الإسلامي والشعب الفلسطيني". وبالنسبة لتصدر النفط الإيراني، قال روحاني إن "من يفهم القليل من السياسية لا يوافق على وقف تصدير النفط الإيراني، مؤكداً أن "طهران لديها الكثير من المضائق واحد منه هو مضيق هرمز".

 

خطة تركية بدعم روسي لمنع تدخل النظام في إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/22 تموز/18

وأرجع بيان لولاية غازي عنتاب الحدودية (جنوب تركيا) الإجراء الجديد إلى قيام الجيش التركي بإرسال تعزيزات عسكرية للقوات الموجودة في سوريا ورفع مستوى حماية الحدود. وتزامن الإعلان التركي الصادر الليلة قبل الماضية مع تصاعد القلق إزاء احتمالات تعرض منطقة خفض التصعيد في إدلب لهجمات من النظام السوري وحلفائه على غرار مناطق أخرى في الغوطة وحمص والجنوب الغربي، وهو ما أكدت أنقرة أنها لا ترغب في حدوثه وحذرت من تأثير ذلك على مباحثات آستانة حال وقوع مثل هذه الانتهاكات. وأقام الجيش التركي 12 نقطة مراقبة في إدلب وحماة في إطار اتفاق أبرم في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي مع روسيا وإيران في آستانة. وتتولى هذه النقاط مهمة مراقبة وقف إطلاق النار بين النظام والميليشيات التابعة لإيران من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى. وتقع أقرب نقطة مراقبة على بعد 500 متر من الحدود التركية، أما أبعد نقطة فتقع في منطقة تل صوان (مورك) بريف حماة وتبعد 88 كيلومترا عن الحدود التركية.في السياق ذاته، كشفت تقارير صحافية عن تقديم تركيا «ورقة بيضاء» إلى روسيا بشأن الحل النهائي في منطقة خفض التصعيد الرابعة التي تضم قرى تمتد من اللاذقية وحماة وحلب ومعظم ريف إدلب ومدينة إدلب. وبحسب هذه التقارير، فإن تركيا قدمت لروسيا ورقة من عدة بنود أطلقت عليها اسم «الورقة البيضاء للحل في إدلب»، تزامنت مع تطبيق بنود مفاوضات بلدتي كفريا والفوعة التي أسفرت عن فك الحصار الخانق الذي استمر لسنوات، تتضمن إعادة التيار الكهربائي والمياه وعودة المرافق الحياتية والخدمية وفتح طريق حلب - دمشق وإزالة السواتر والحواجز من منطقة دارة عزة نحو حلب الجديدة. ودعت تركيا جميع الفصائل والهيئات والتجمعات في شمال سوريا وأهمها «هيئة تحرير الشام (النصرة) وحكومة الإنقاذ والائتلاف الوطني السوري والحكومة المؤقتة، وباقي الفصائل إلى مؤتمر عام يعقد خلال أسبوعين لمناقشة مستقبل إدلب على ضوء التطورات الأخيرة في الجنوب السوري وفي كفريا والفوعة بمحافظة إدلب». وأضافت المصادر أن تركيا ستطلب من الجميع تسليمها السلاح الثقيل والمتوسط لتقوم بجمعه وتخزينه لديها، على أن يتم الإعلان عن تأسيس ما يسمى «الجيش الوطني» من جميع الفصائل المسلحة، وتأسيس هيئة موحدة للكيانات غير العسكرية تنفذ مهام مدنية وخدمية بإشراف وإدارة تركيا. ويحتاج تنفيذ هذه البنود والتأكد من نجاحها إلى أشهر وتهدف تركيا بشكل أساسي من ورائها إلى منع حدوث عمل عسكري روسي - سوري في إدلب يؤدي إلى تكرار ما حدث في الغوطة ودرعا وغيرها.

وفي سياق آخر، قالت رئاسة الأركان التركية أمس، إن القوات المسلحة التركية والأميركية قامت بتسيير الدورية 17 بشكل مستقل على طول الخط الفاصل بين منطقة «عملية درع الفرات» ومدينة «منبج» في شمال سوريا. وكانت رئاسة الأركان التركية أعلنت في 18 يونيو (حزيران) الماضي، بدء الجيشين التركي والأميركي، تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية درع الفرات، ومنبج، في إطار خريطة الطريق التي توصلت إليها تركيا مع الولايات المتحدة في 4 يونيو الماضي. إلى ذلك، رصدت 15 منظمة وهيئة حقوقية كردية وسورية «انتهاكات القوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر المتحالفة معها» في مدينة عفرين وقراها في شمال سوريا، في الفترة من مارس (آذار) إلى أواخر يونيو الماضيين، شملت تهجير أعداد كبيرة من سكان عفرين قسراً لتغيير معالم التركيبة السكانية في المنطقة، واستهداف المدنيين بعمليات اختطاف والتغييب القسري، وتعرض مدنيين ومسؤولين لعمليات اغتيال. وطالبت الهيئات، التي أصدرت التقرير، بالضغط الدولي والإقليمي على القوات التركية من أجل الانسحاب من عفرين وقراها، مؤكدة ضرورة الكشف عن مصير المخطوفين والمفقودين وإطلاق سراحهم جميعاً، إضافة إلى تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة وإعادة المدنيين النازحين والفارين من أهالي عفرين وقراها.

وتنفي تركيا، بشدة، ارتكاب أي انتهاكات في المنطقة التي تقول إنها دخلتها لتطهيرها من وحدات حماية الشعب الكردية وتأمين حدودها الجنوبية من مخاطرها.

 

القوات الروسية تعلن إسقاط طائرتين بلا طيار حاولتا الاقتراب من "حميميم"

وكالة تاس/الأحد 22 تموز 2018 /أعلنت قاعدة "حميميم" الروسية في اللاذقية غربي سوريا، أن دفاعاتها الجوية أسقطت خلال اليومين الماضيين طائرتين بلا طيار مجهولتي الهوية، حاولتا الاقتراب منها.  وأوضح متحدث باسم "حميميم" للصحفيين اليوم الأحد: "رصدت وسائل الدفاع الجوي التابعة لقاعدة "حميميم" مساء السبت 21 يوليو طائرة مسيرة مجهولة الهوية كانت تقترب من القاعدة العسكرية الروسية. وقامت الدفاعات الجوية للقاعدة بتدمير الهدف". وأضاف أن وسائل الدفاع الجوي لـ"حميميم" دمرت صباح اليوم الأحد طائرة مسيرة مجهولة الهوية أخرى على مسافة بعيدة عن القاعدة، أثناء محاولتها الاقتراب من الجهة الشمالية الغربية. وأكد المتحدث أن القاعدة تواصل عملها بشكل عادي، ولم يسفر الحادثان عن أي إصابات أو أضرار مادية. وفي وقت سابق، تصدت دفاعات "حميميم" الجوية لأكثر من محاولة للهجوم على القاعدة باستخدام طائرات من دون طيار.

 

روحاني يجدد تهديده بإغلاق «هرمز» وحذّر ترمب من «اللعب بالنار»

الشرق الأوسط/22 تموز/18/مع تزايد وطأة العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم (الأحد)، تهديده بإغلاق مضيق هرمز أمام إمدادات النفط بالمنطقة، محذراً الولايات المتحدة مما سماه «اللعب بالنار». وانسحب العديد من الشركات العالمية الكبرى من إيران في أعقاب إعادة فرض العقوبات الأميركية، ومن بينها «توتال» الفرنسية للنفط والطاقة، و«ميرسك» الدنماركية للنقل البحري، و«بيجو» الفرنسية لصناعة السيارات، و«جنرال إلكتريك» الأميركية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن روحاني قوله مخاطباً الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «أنت تعلن الحرب وبعد ذلك تتحدث عن رغبتك في دعم الشعب الإيراني (...) لا يمكنك أن تحرض الشعب الإيراني على أمنه ومصالحه»، حسب قوله. وجدد روحاني تحذيره من أن إيران يمكن أن تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعد خط شحن حيوياً لإمدادات النفط العالمية. وقال مخاطباً ترمب: «لقد ضمنّا دائماً أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم». وأضاف: «السلام مع إيران سيكون أُمّ كل سلام، والحرب مع إيران ستكون أم كل المعارك».

وكان روحاني قد هدد مطلع الشهر الحالي بقطع إمدادات النفط وإغلاق مضيق هرمز في حال أُوقفت صادرات النفط الإيراني، وهي التصريحات التي دعمها المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس (السبت).

وقال خامنئي إن تهديدات روحاني «مهمة وتعبر عن سياسة النظام ونهجه»، مضيفاً أن التفاوض مع الولايات المتحدة «خطأ واضح وفادح». وكان قادة في «الحرس الثوري» الإيراني قد هددوا أيضاً بإغلاق مضيق «هرمز»، مشيدين بتصريحات روحاني. من جانبه، أعلن الجيش الأميركي استعداده لضمان حرية الملاحة لناقلات النفط في الخليج العربي، بعد تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط. وتأتي تصريحات روحاني قبل كلمة منتظرة سيلقيها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت لاحق، اليوم، وتعتبر جزءاً من جهود واشنطن ضد النظام في إيران.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تشديد القيود الاقتصادية على إيران بعد انسحابها من الاتفاق النووي التاريخي المبرم في 2015 وإعادة فرض العقوبات المشددة على طهران. وأضاف روحاني: «كلما سعت أوروبا للتوصل إلى اتفاق معنا، زرع البيت الأبيض الخلاف».

 

 كيسنجر: حلف الناتو أخطأ في التعامل مع بوتين وأكد أن الشقاق بين الولايات المتحدة وأوروبا سيعزز نفوذ الصين

الشرق الأوسط/22 تموز/18/قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، إن حلف الناتو أخطأ في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفسر: «أخطأ الناتو في اعتقاده بوجود نوع من التحول التاريخي الذي سيعم ربوع أوراسيا، كما فشل في إدراك حقيقة أنه سيواجه خلال توسعه شرقاً ما يختلف إلى حد بعيد عن التصور الغربي لكيان الدولة، وهذا الموقف أشعر روسيا بأنه تحدٍ لهويتها، واستفز بوتين شخصياً». واعتبر كيسنجر أن في السنوات التي سبقت ضم بوتين لشبه جزيرة القرم، افترض الغرب خطأ أن روسيا ستقبل قواعد النظام الغربي، فأساء حلف «الناتو» قراءة تعطشها للاحترام الذي بقي راسخاً في الوعي الروسي، وحنينها العميق للمناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها سابقاً، وخصوصاً في أوراسيا. جاء ذلك في مقابلة لكيسنجر مع صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، نشرت أول من أمس (الجمعة)، وتمت في شقته الواقعة في ضاحية مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية، بالتزامن مع عقد قمة هلنسكي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي.

وحذر كيسنجر من مغبة الشقاق بين الولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية انتقادات وتهديدات ترمب لحلفائه عبر الأطلسي، معتبراً أن أي قطيعة من هذا النوع ستعزز النفوذ الصيني في الساحة الدولية.

وقال كيسنجر: «أعتقد إننا نمر بمرحلة صعبة جداً بالنسبة للعالم بأسره».

كما رحب كيسنجر بالقمة الروسية - الأميركية، وقال إنها كانت ضرورية، وتابع أنه كان يدعو لإجرائها منذ سنوات، لكنها «دفنت تحت ثقل مشكلات الولايات المتحدة الداخلية»، وهو ما وصفه بـ«الفرصة الضائعة».

وقال: «انظروا إلى سوريا وأوكرانيا. روسيا تتميز بصفة فريدة، وأي اضطرابات في أي جزء من العالم تقريباً تؤثر فيها، وتعطيها الفرصة وترى فيها في الوقت ذاته تهديداً لها. هذه الاضطرابات ستتواصل وأخشى أن تتصاعد وتيرتها».

 

هدية بوتين لترمب تخضع لفحص دقيق

الشرق الأوسط/22 تموز/18/تخضع الهدية التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمر بوتين للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة هلسنكي الأخيرة للفحص الأمني، حسب ما أعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دانيال كوتس أنه يجري تفحص كرة القدم التي قدمها بوتين لترمب. وقال كوتس خلال منتدى «أسبن الأمني» ردا على سؤال حول ما إذا كان يوجد جهاز تنصت في الهدية: «لدينا إمكانية فحص مثل هذه الأشياء من أجل التأكد ما إذا كان يوجد فيها شيء ما، أنا واثق أن هذه الكرة تفحص جيدا». وأهدى بوتين كرة كأس العالم لكرة القدم خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك عقب القمة في هلسنكي. ووعد الرئيس الأميركي أن يسلمها لابنه بارون. وأعطى الرئيس الروسي الكرة لترمب ردا على سؤاله حول من يملك الآن المبادرة في القضية السورية. وقال بوتين لترمب «الكرة الآن في ملعبك». وأهدى ترمب بدوره الرئيس الروسي قميص لاعب الهوكي ألكسندر أوفيتشكين.

 

قصف مواقع عسكرية في حماة ودمشق تتحدث عن عدوان إسرائيلي

لندن، عمان – رويترز/الحياة/23 يوليو 2018 /في تصعيد جديد، تعرّضت مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في محافظة حماة إلى قصف اتهمت دمشق تل أبيب بتنفيذه، في وقت استعجلت موسكو أمس تعزيز نفوذ النظام في مناطق سيطرته، قبل اجتماع «آستانة 10» نهاية الشهر في منتجع سوتشي الروسي. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء أمس بـ «أنباء عن عدوان إسرائيلي على منطقة مصياف» جنوب غربي مدينة حماة (وسط سورية)، مشيرة إلى أن القصف استهدف «معامل الدفاع في قرية الزاوي»، وهو ما أكدته أيضاً وكالة «سبوتنيك» التي نقلت عن مصدر ميداني قوله إن الانفجارات نجمت عن صواريخ موجهة أطلقتها طائرات إسرائيلية من أجواء منطقة البقاع اللبنانية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ «انفجارات هزت منطقة مصياف في الريف الغربي لحماة قرب محافظة طرطوس إثر انفجارات في منطقة معامل الدفاع»، مرجحاً أن الانفجارات ناجمة عن قصف صاروخي إسرائيلي استهدف المنطقة. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المنطقة، وقال ناشطون انها أعقبت القصف الإسرائيلي. وبالتزامن مع استكمال عملية إجلاء المعارضين للتسوية في محافظتي درعا والقنيطرة (جنوب سورية)، فتح الطيران الروسي والسوري معركة تحرير الجيب المتاخم للحدود السورية مع الأردن والجولان المحتل، من فصيل موال لتنظيم «داعش» الإرهابي. وقالت مصادر ديبلوماسية وأخرى معارضة إن طائرات روسية وسورية كثّفت قصفها لمعقل فصيل «جيش خالد» المبايع لـ «داعش» في جنوب غربي سورية، بعدما كان الفصيل تمكن من التوغل في مناطق هجَرتها فصائل «الجيش الحر». وأضافت المصادر أن قوات تابعة لـ «داعش» متحصنة في حوض اليرموك تصدّت لهجوم بري شنه الجيش السوري وحلفاؤه. وقال مصدر بالإستخبارات لوكالة «رويترز» إن ما يتراوح بين ألف و1500 مقاتل في «داعش» يحافظون على مواقعهم على رغم حملة القصف التي أصابت قرى وتسببت في خسائر «لا حصر لها» بين المدنيين. وذكر شخص كان يسكن المنطقة ولا يزال على صلة بأقارب له فيها، إن آلاف المدنيين الذين تعرضت قراهم للقصف فروا إلى مناطق آمنة خاضعة للجيش أو للمعارضة.

وأوضح مصدر آخر على دراية بالوضع أن «داعش» استطاع فعلاً توسيع الأراضي الخاضعة لسيطرته خلال الساعات العشرين الماضية، بالسيطرة على ما لا يقل عن 18 قرية، مستفيداً من انهيار «الجيش الحر» في الجنوب. في غضون ذلك، أُعلن أمس أن مئات من أعضاء جماعة «الخوذ البيض» السورية للدفاع المدني، فروا إثر تقدم القوات الحكومية، ونقلوا على وجه السرعة عبر الحدود إلى الأردن، بمساعدة الجيش الإسرائيلي وقوى غربية. وفي تسجيل مصوّر مقتضب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه تصرف بناء على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعماء آخرين. وأضاف: «قبل أيام قليلة، تحدث إليّ الرئيس ترامب، وكذلك رئيس الوزراء الكندي (جاستن) ترودو وآخرون، طالبين أن نساعد في إخراج الخوذ البيض من سورية. حياة هؤلاء الأشخاص الذين أنقذوا أرواحاً، معرضة للخطر الآن. وبالتالي سمحت بنقلهم عبر إسرائيل إلى دول أخرى كبادرة إنسانية مهمة».وقال مصدر حكومي أردني إن الذين تم إجلاؤهم من أعضاء الجماعة، سيتم وضعهم في موقع «مغلق» في الأردن، على أن يجري توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا في غضون ثلاثة أشهر. وأوردت شبكة «سي بي سي» أن كندا قررت استقبال 50 من عناصر «الخوذ البيض»، فيما أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده ستستقبل أيضاً عناصر منهم، وقال: «سيجد العديد من هؤلاء المنقذين الشجعان الحماية والمأوى، وبعضهم سيجدها في ألمانيا». وقالت الناطقة باسم وزارة الداخلية إن برلين ستستضيف ثمانية من أعضاء الجماعة وعائلاتهم. ورحبت بريطانيا بعملية الإجلاء، وقالت إنها وغيرها من الحلفاء طلبوا ذلك. وقال وزير الخارجية جيريمي هانت على «تويتر»: «نبأ رائع أننا نجحنا في إجلاء الخوذ البيض وعائلاتهم. الشكر لإسرائيل والأردن على استجابتهما السريعة لطلبنا». وأبلغ مصدر وكالة «رويترز» أن الاضطرابات في المنطقة الحدودية أعاقت جهود إجلاء مئات الأعضاء من «الخوذ البيض» من حدود الجولان إلى الأردن، مشيراً إلى أن الخطة كانت تستهدف إجلاء 800 شخص ليل السبت- الأحد، لكن لم يتم إجلاء سوى 422 بسبب زيادة وجود «داعش» والحواجز الحكومية.

 

كندا تفتح الباب للعشرات من “الخوذ البيضاء”

سكاي نيوز عربية/22 تموز/18/قررت كندا استقبال 50 شخصًا من أصحاب “الخوذ البيضاء” السوريين، الذين تم إجلاؤهم من سوريا وعائلاتهم، أي ما يمكن أن يشكل بالإجمال نحو 250 شخصًا. وأجلي المئات من أصحاب “الخوذ البيضاء” (أفراد الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية)، والذين رشحوا لجائزة نوبل للسلام العام 2016، عبر الجولان المحتل إلى الأردن، مع تقدم قوات النظام السوري في جنوب البلاد. ونقل عن مسؤولين طلبوا التكتم على هوياتهم، أن أوتاوا ستعمل بسرعة مع مسؤولين عن هذا الملف في الأمم المتحدة لتنظيم وصول هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم إلى كندا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. ولم تحدد السلطات الكندية، عدد الأشخاص الذين يمكن أن يُنقلوا إلى كندا، لكن وزيرة الخارجية الكندية أكدت في بيان ليلة الأحد، ان كندا تبذل بالتعاون الوثيق مع المملكة المتحدة وألمانيا جهدًا دوليًا لتأمين سلامة “الخوذ البيضاء” وعائلاتهم. وأضافت: “كندا تدعم “الخوذ البيضاء” بقوة، وخلال اجتماع لوزراء الخارجية في إطار قمة لقادة الحلف الأطلسي عقدت في بروكسل قبل أسبوع، أوصيت بأن يدعم القادة هؤلاء الأبطال ويساعدوهم”. وخلصت الوزيرة الكندية إلى أن كندا شريك رئيسي لـ”الخوذ البيضاء”، وهي فخورة بتمويلهم لدعم تدريبهم في الحالات الطارئة وزيادة عدد النساء في صفوفهم. وقالت: “إننا نشعر بمسؤولية أخلاقية عميقة حيال هؤلاء الأشخاص الذين يظهرون شجاعة وتفانيًا”.

 

إجلاء المئات من عناصر الخوذ البيضاء إلى الأردن عبر إسرائيل

العرب/23 تموز/18

دمشق – تم إجلاء المئات من عناصر “الخوذ البيضاء” السوريين، من مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، إلى الأردن عن طريق إسرائيل، لإعادة توطينهم في ثلاث دول غربية هي بريطانيا وألمانيا وكندا.

وتأتي عملية الإجلاء في وقت يوشك الجيش السوري على بسط سيطرته الكاملة على جنوب سوريا بمساندة حليفه الروسي في هذه المناطق التي كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة فصائل معارضة وإسلامية، وبينها المنطقة المحاذية للجزء المحتل من إسرائيل من هضبة الجولان السوري. وجرى إنقاذ عناصر الخوذ البيضاء في ظل مخاوف من تعرضهم لعمليات انتقامية من الجيش، خاصة وأن هذه المنظمة تتهم من قبل دمشق وموسكو بأنها تقوم بفبركة الهجمات الكيمياوية لتحميل النظام مسؤوليتها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد في بيان “أذنت الحكومة للأمم المتحدة بتنظيم مرور حوالي 800 مواطن سوري عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية هي بريطانيا وألمانيا وكندا”.وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أفادت صباح السبت أنه تم إجلاء 800 شخص هم عناصر من “الخوذ البيضاء” وأفراد عائلاتهم إلى إسرائيل ونُقلوا بعدها إلى الأردن، من دون أن تحدد متى حصلت العملية. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس “ما يمكنني أن أؤكده هو أننا سهلنا إنقاذ 800 سوري ينتمون إلى منظمة مدنية”.الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا ناشدت قبل أسابيع إسرائيل المساعدة في إجلاء حوالي 800 من عناصر الخوذ البيضاء وأكد المتحدث باسم الخارجية الأردنية أن الدول الغربية الثلاث “قدمت تعهدا خطيا ملزما قانونيا بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم”، مؤكدا أنه “تمت الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة”. وأوضح أن “هؤلاء المواطنين السوريين سيبقون في منطقة محددة مغلقة خلال فترة مرورهم التي التزمت الدول الغربية الثلاث على أن سقفها ثلاثة أشهر”. وكان الأردن حازما لجهة عدم استقبال المزيد من السوريين حيث أنه يأوي أكثر من مليون لاجئ. وأكد رئيس “الخوذ البيضاء” رائد صلاح أنه “تم إجلاء عدد من المتطوعين مع عائلاتهم لظروف إنسانية بحتة، ولأنهم كانوا محاصرين في منطقة خطرة في جنوب سوريا”، مشيرا إلى أنهم “وصلوا إلى الأردن”.وأوضح أن “المتطوعين كانوا محاصرين بمحافظتي درعا والقنيطرة”، وأنهم على حد قوله كانوا في “خطر بسبب التهديدات المتتالية الموجهة لهم من روسيا والنظام في كل المحافل الدولية”. ويبلغ عدد عناصر “الخوذ البيضاء” نحو 3700 متطوع، وتعرّف عليهم العالم بعدما تصدّرت صورهم وسائل الإعلام وهم يبحثون بين الأنقاض عن أشخاص عالقين تحت ركام الأبنية أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء. وتشدد المنظمة على أن أفرادها “مستقلون” وتلقت مساعدات وتدريبا من دول غربية، لكن النظام يتهمها بأنها مع الجهاديين في سوريا و”أداة” في أيدي الحكومات التي تدعمها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن العملية “لا تمثل تغييرا في سياسة إسرائيل التي ترفض استقبال اللاجئين السوريين على أراضيها”، بل هي “خطوة إنسانية استثنائية”. وكشفت صحيفة “هآريتس” الإسرائيلية بعض تفاصيل عملية الإجلاء، مشيرة إلى أن “الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا ناشدت قبل أسابيع المسؤولين في إسرائيل المساعدة في إجلاء حوالي 800 من الناشطين من عناصر الخوذ البيضاء من سوريا”. منظمة الخوذ البيضاء أنقذت أكثر من 100 ألف شخص منذ بداية النزاع السوري، والعديد من أعضاءها دفعوا حياتهم أو صحتهم ثمنًا لإنقاذ المدنيين

وقالت إن المسؤولين السياسيين أصدروا في ضوء ذلك “تعليماتهم للجيش بالتحضير للعملية، وزود الجيش بقائمة بأسماء جميع الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم”. وذكرت الصحيفة أن العملية تمت “بسرية تامة”، وتم تحديد “نقطتين حدوديتين” للأشخاص المعنيين وصلوا إليهما “سيرا على الأقدام وبوسائل أخرى”. وتابعت الصحيفة “عند الساعة الـ11 مساء ليلة السبت، بدأ الجيش فتح المعابر الحدودية”، فعبر عناصر الخوذ البيضاء الحدود إلى إسرائيل و”تم وضعهم في حافلات وزودهم الجيش الإسرائيلي بالطعام وهم داخلها أثناء توجههم إلى نقطة العبور إلى الأردن” من دون توقف.

وكان الأردنيون في الانتظار في الجانب الآخر من الحدود. وظهرت مجموعة “الخوذ البيضاء” في عام 2013، عندما كان الصراع السوري يقترب من عامه الثالث. ومنذ تأسيسها، قتل أكثر من 200 متطوع في صفوفها وأصيب 500 آخرون.

وتم ترشيحها لنيل جائزة “نوبل” للسلام في 2016، وحصلت في العام ذاته على جائزة المنظمة السويدية الخاصة “رايت لايفليهود” السنوية لحقوق الإنسان التي تعد بمثابة “نوبل بديلة”.  وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في وقت لاحق، أن بلاده ستستقبل عددا من عناصر الدفاع المدني السوري، لافتا إلى أن “منظمة الخوذ البيضاء أنقذت أكثر من 100 ألف شخص منذ بداية النزاع السوري”، وأن “العديد من أعضاء هذه المنظمة دفعوا حياتهم أو صحتهم ثمنًا لإنقاذ المدنيين”.

وفي لندن، أصدر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت بيانا قال فيه “بعد جهد دبلوماسي مشترك بين المملكة المتحدة وشركاء دوليين، تمكنت مجموعة من المتطوعين من الخوذ البيضاء من مغادرة جنوب سوريا مع عائلاتهم بحثا عن الأمان”.

وأوضح “إنهم يتلقون حاليا المساعدة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن في انتظار إعادة توطينهم”.

وفي أوتاوا، أوردت شبكة سي.بي.سي العامة الأحد أن كندا قررت استقبال 50 من عناصر “الخوذ البيضاء”، وكانت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند قد أكدت في وقت سابق “إن كندا وبالتعاون الوثيق مع المملكة المتحدة وألمانيا تقود جهودا دولية لضمان سلامة الخوذ البيضاء وأسرهم”. وشن الجيش السوري المدعوم من روسيا في 19 يونيو حملة لاستعادة المناطق الجنوبية المجاورة للأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وتمكن بعد أسابيع من القصف والعمليات العسكرية من استعادة الجزء الأكبر منها، بعد اتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة بوساطة روسية.وتنص هذه الاتفاقات على تسليم المعارضين أسلحتهم الثقيلة ونقل الذين منهم لا يوافقون على دخول قوات النظام إلى مناطقهم، إلى شمال البلاد. وشهد السبت ترحيل دفعات جديدة من المقاتلين وعائلاتهم من كل من القنيطرة ودرعا إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وبعد إجلاء عناصر الخوذ البيضاء من الجنوب، لم يعد لهذه المنظمة وجود سوى في إدلب التي تسيطر عليها جبهة فتح الشام.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوجع الكبير يقترب ويُهدِّد لبنان بالوصاية !

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 تموز 2018

في الأيام الأخيرة، بدأت تستفيق بعض الكوابيس: الليرة، المصارف، القطاع العقاري... ومعها انطلقت أسئلة مخيفة: هل إنّ لبنان معرّض فعلاً للانهيار أم إنه محميّ بـ«المظلّة الواقية» التي ضمنَت حتى اليوم، «في شكل عجيب»، عدمَ سقوط البلد الصغير، على رغم العلّات الكثيرة التي تضربه وتهدِّد استقرارَه الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ حتى اليوم، بقي المسؤولون في لبنان مطمئنين إلى أنّ المجتمع الدولي لن يسمح بانهيار لبنان اقتصادياً، أياً كانت الظروف، لأنّ الاستقرار اللبناني، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، مطلوب ليستمرّ الحدّ الأدنى من شكل الدولة اللبنانية، حتى انتهاء أزمات الشرق الأوسط، كما هو مطلوب ليبقى لبنان «جنّة النازحين» فلا يهاجروا إلى أوروبا. ولكن، يقول مرجع اقتصادي اضطلع بمسؤوليات رسمية في ملفات حسّاسة: إنّ وقت الدلع قد انتهى. ولبنان الذي وعد المؤسسات الدولية بالتزام الإصلاحات الاقتصادية والإدارية والسياسية وصَل إلى نهايات مرحلة المماطلة والتسويف. وقد آنَ الأوان للوجع الكبير، وسندفع الثمن إذا لم نتدارَك الأسوأ سريعاً. يضيف: نحن اليوم أمام سيناريو اليونان يتكرّر، ولكن: اليونان تدخّلَ الأوروبّيون لإنقاذها، وأمّا نحن فلن نجد أحداً ينقِذنا، وسنمدّ أيديَنا إلى المؤسسات الدولية مجدّداً، وعندئذٍ، سيقال لنا: نحن ساعدناكم دائماً وأعطيناكم الفرَص منذ سنوات، مقابل وعود بالإصلاح والإنقاذ، ولم يتمّ الوفاء بأيّ وعود، وعلى العكس، جرى الاستغراق في الفساد وضربِ المؤسسات!

والأموال التي تدفّقت على لبنان في مرحلة 2007 - 2010، نتيجة تحويلات اللبنانيين المقيمين وغير اللبنانيين، نفِدت بسبب النهج المتّبع لإدارة الدولة منذ التسعينات، أي نهج الفساد. واليوم، وصلنا إلى الحضيض. وعلى رغم ما يَبذله مصرف لبنان لاستمرار دخول الحد الأدنى من الأموال إلى لبنان، فإنّ الاقتصاد اللبناني يختنق، وبدأت الأمور تخرج عن السيطرة. لقد حذّرَنا البنك الدولي في العام 2007 من انهيار قريب، وقد كرّر ذلك مراراً. وفي تقديره أنّ لبنان سيواجه، في أمدٍ منظور وغيرِ بعيد، «stop scenario»، حيث تبلغ الدولة حدَّ العجز الكامل عن تأمين تمويلها. وليس مناسباً أن يتمّ الهرب من الاستحقاقات برفع نسبة الفوائد إلى ما يقارب الـ 15 %. ففي العادة، يجب أن تكون زيادة الفوائد جسراً إلى حلول معيّنة معروفة ومخطَّط لها، وضِمن مُهَل محددة ولتحقيق مردود محدّد. أمّا نحن فنضطر إلى رفعِ الفوائد في ظلّ ضبابية تامة وانعدام المعالجات. ولكن، هل ما يثار عن انهيارات نقدية أو مالية أو اقتصادية محتملة يأتي من باب التهويل؟ يقول: ليس هناك تهويل. ولكن، الأرجح ليس متوقعاً حصول انهيارات بالمعنى الضيّق للكلمة. فالاقتصاد ليس قريباً من الانهيار بل من الاختناق التدريجي الذي سيبلغ أقصى مداه. وهذا الاختناق يطال تدريجاً المؤسسات الضعيفة التي ستضطرّ إلى إقفال أبوابها، وتصل معه الدولة إلى وضعيةٍ تعجَز فيها عن الاستدانة. وهي وضعية صعبة. ولن نعرف إلى مَن نمدّ أيديَنا كي يساعدنا في هذه الحال. فنحن لسنا اليونان التي أنقَذها الأوروبّيون.

وعند هذه النقطة تلتقي المخاوف اقتصادياً وسياسياً. وثمّة اعتقاد في العديد من الأوساط السياسية أنّ المؤسسات الدولية ستفرض على لبنان شروطاً صارمة على مختلف المستويات المالية والاقتصادية والسياسية، نتيجة المأزق الاقتصادي - المالي الذي سيبلغ إليه. وهنا بيت القصيد، لأن لا شيء مجّاني في العلاقات بين الدول. والأمور تُبنى عادةً على المصالح. وتتوقّع الأوساط أن يدخل لبنان في مرحلة تختلف تماماً عن تلك التي يمرّ بها اليوم، لأنّ فيها مقداراً كبيراً من الوصاية الدولية على لبنان، لا اقتصادياً فحسب بل أيضاً سياسياً في ظروف حسّاسة يمرّ بها الشرق الأوسط، وتشهد استحقاقات مصيرية.

ومن ملامح هذه الاستحقاقات الاتّجاه إلى إنجاز تسويات في الملف السوري والنازحين السوريين، وتَحرُّك إسرائيل لتحقيق خطوات في الملف الفلسطيني، ضِمن ما سُمّي «صفقة القرن»، ووفق خطة بدأت ترجمتُها بتكريس القدس عاصمةً لها وتأكيد يهودية الدولة دستورياً والتحضير لمفاوضات مع الفلسطينيين تكرّسُ عدم الاعتراف لا بدولة فلسطينية في الضفة ولا بالحقّ في العودة. هل هذه المخاوف في محلّها؟

 

الحرب أُعلنت: الدكوانة لن تكون معقلاً لمافيات القمار غير الشرعي

ربى منذر/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 تموز 2018

 محلات صغيرة، لا صخب ظاهر فيها ولا ملامح لتفشّي المجون. تغشّك الأضواء التي تتزيّن بها واجهاتها وتلك الألوان التي توحي لك بما تحويه من متعة، تخال لوهلة أنك ستغتني ما ان دخلتها، وأنّ نسيان هموم الحياة سيترجم داخل جدرانها، لتفاجأ لاحقاً بأنها ليست سوى أوكار لنصب الناس واستدراجهم للإدمان عليها وعلى الكثير من الآفات التي تجد لنفسها ملاذاً فيها. إنها بين بيوتكم، الى جانب كنائسكم، بين محالكم التجارية ومعاهدكم، لا تُخجل أصحابها حرمة معبد ولا خصوصية مسكن، فكل ما يريدونه هو تنفيذ مآربهم "المافيوزية" داخل محلات للقمار إختاروا لبعضها مراكز في الدكوانة. للقمار غير الشرعي في لبنان حكاية طويلة، فهنا يجد أصحاب الضمائر المفقودة بيئة حاضنة لنشر فسادهم الذي يحميه أصحاب النفوذ السياسي، فلا يردعهم قانون ولا تحركات يقيمها البعض ولا حتى شمع أحمر تقفل فيه محلاتهم لمدة، فهم يعلمون أنهم في لبنان حيث الفساد مُحلّل وحيث يمكن لأوكارهم أن تدرّ عليهم المال بعدما أيقنوا كيفية استقطاب زبائنهم: مخدرات، دعارة، وفوز للأموال في أول تجربة مع القمار، والنتيجة: "زبون جديد عِلق". قد تكون منطقة الدكوانة، الطامحة لأن تصبح "مدينة نموذجية" والتي باتت تتمتع بالمعايير اللازمة لهذا الغرض، إحدى الضحايا الأكبر لهذا الملف إذ تحوي نحو 11 محلاً للقمار، تتمركز بين البيوت والكنائس والمحال التجارية، عدا عن أنه يدخل إليها بعض القاصرين وينتشر فيها حاملو السلاح ومروّجو المخدرات الذين يستفيدون من حال بعض الخاسرين ويغرونهم ببضائعهم "لَيرَوّقوا راسُن"، هذا إذا تجاهلنا بائعات الهوى اللواتي تقفن داخل هذه الأوكار وخارجها، أي أمام بوابات المباني، حسب شهود عيان.

حرب مفتوحة

"متل ما وعدت الأهالي، حربنا عَ محلات القمار غير الشرعي مفتوحة لأجل غير مسمّى". باقتضاب وبلغة حازمة يحسم رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة موقفه، هو الذي فتح هذه الحرب منذ عام 2011، ويشير لـ"الجمهورية" الى "أننا كنّا قد أقفلنا هذه المحال في شهر كانون الأول 2017، لكن قبل الانتخابات عادت وفتحت أبوابها بعد صدور قرار من مجلس شورى الدولة بوقف التنفيذ لحين بَتّ الدعوى"، مضيفاً: "لكنني كما وعدتُ المواطنين، سأحارب كل ما يضرّ العائلات والمجتمع، كوني كرئيس بلدية، أُعتبر مسؤولاً عن الأخلاق ضمن نطاقي، سأكمل دعوتي بمساعدة القضاء الإداري والأهالي المتضررين من ألعاب القمار التي يحاول البعض تسميتها "ألعاب تسلية" والدعارة والمخدرات". وغَمز شختورة الى "وجود نفوذ سياسي في قضية إعادة فتح هذه الأوكار"، وقال: "يجهل البعض أنّ هذه المحال هي أوكار للأسلحة، وأنّ حياة روّادها بخطر، خصوصاً إذا فقد حاملو هذه الأسلحة إدراكهم نتيجة السكر والمخدرات. وما إعادة فتح الحرب عليهم إلا نتيجة تعرّض أحد الأشخاص لإطلاق نار أمام إحدى المحال والشريط المصوّر بحوزتي". أمّا للإنتخابات في لبنان فطعم آخر، إذ يصبح الفساد في هذه الفترة مشرّعاً بشكل علني لكسب الأصوات، وقد تكون هذه الصورة تجلّت مع كشف شختورة أنّ أحد الوزراء السابقين أكد له أنّ إعادة فتح هذه المحلات مرتبط بفترة الإنتخابات على أن تقفل بعدها، وهو ما لم يحصل حتى الآن، فمن أصل 11 محلاً أقفل عام 2017 أعيد فتحها كلها وما زالت حتى اليوم تصطاد الزبائن وتعلّقهم في صنارتها. إذاً، إنها «السلطة» أيها اللبنانيون، السلطة التي يلهث خلفها الزعماء، فيشرّعون الرذيلة ويسنّون قوانين للفساد، أمّا التحايل على الدستور فهو ما يتقنونه، إذ إنّ التراخيص التي تملكها هذه المحال تصبح تلقائياً غير قانونية لأنّ مواقعها لا تبعد 100 متر كخط نار عن دور العبادة والمباني السكنية والمعاهد كما ينص القانون، إلّا أن ذلك دفع أصحاب النفوذ للتشاطر على القانون وحساب هذه الـ100 متر من خلال عداد السرعة في السيارة.

مصالح مالية وسياسية

لا شك في أنّ هذا القطاع يرتبط بشبكة واسعة من المصالح يتداخل فيها السياسي بالمالي، وفي وقت يمنح فيه القانون الرقم 417 شركة كازينو لبنان حقاً حصرياً باستثمار ألعاب القمار، رفع الكازينو دعوى أمام مجلس شورى الدولة عام 2012 مطالباً بتعويض يزيد على 100 مليون دولار، او إعادة التفاوض على العقود الموقّعة مع الدولة التي تنتهي عام 2026، فالكازينو هو الجهة الرسمية التي أعطيت الحق الحصري في استثمار ألعاب القمار، وفي هذا الإطار فهي حتماً لا تشهد أيّاً من مظاهر الفسق التي تشهدها محلات القمار غير الشرعي، بل على العكس تشكّل مصدراً للسياحة في لبنان ودعم الاقتصاد.

الحرب إذاً أعلنت، وأحدٌ لن يسمح لأصحاب الفساد بتحويل الدكوانة معقلاً للمجون، فأهل هذه البلدة الذين يعملون من الفجر حتى المساء لتأمين لقمة عيشهم هم من يشرّفونها ويمثّلونها، فلا الضغط السياسي ولا بعض الفاسدين في الدولة سيتسبّبون في استسلام أهل منطقة استطاعوا في الأمس طرد من حاول احتلال بلدتهم وكانوا مثالاً للمقاومة الحقيقية، فكيف بالأحرى اليوم، عندما امتدّ الخطر إلى عائلاتهم وأبنائهم... يرى البعض أنّ هناك قوى دولية تنتظر لبنان «على كوع» الاختناق الاقتصادي المحتّم لتفرضَ عليه الشروط السياسية، التي تتلاءم وما سيتمّ فرضُه على العديد من دول الشرق الأوسط الغارقة في أزماتها وحروبها، وأبرزُها التوطين. لكنّ آخرين يرفضون هذا المنطق ويقولون: لا يجوز أن نبنيَ تصوّراتنا على «نظرية المؤامرة». والمجتمع الدولي هو الذي يحذّر لبنان من مخاطر استمراره في حال الاهتراء والفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية، وهو يطالبه منذ سنوات عدة بضرورة تصحيح وضعِه وبناء مؤسساته، لكنّه لا يستجيب! وبين هذا الرأي وذاك، يقول الخبراء المطّلعون جيّداً على وضعية الاهتراء: سواء كان المقتنعون بـ»نظرية المؤامرة» على صواب أم رافضوها، فالجميع يصل في النهاية إلى الاستناجات نفسِها. فمِن المؤكّد أنّ لبنان، عندما يبلغ حدود الاختناق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، سيمدّ يده طالباً العون من المؤسسات الدولية.

وفي هذه الحال، ستكون للمؤسسات شروطُها السياسية والاقتصادية القاسية، وهي معروفة، وقد تبلّغَها لبنان مباشرةً وبالواسطة على مدى السنوات الأخيرة، وكلّها تتضمّن التزامات سياسية واضحة. ولا أحد يعرف إلى أين ستقود. والمثير، يقول هؤلاء، أنّ قادة السياسة والسلطة في لبنان يعرفون ذلك. فهل هم موافقون - أو بعضهم- على أن يقع لبنان تحت الوصاية الدولية؟ يقول المرجع الاقتصادي: عبر التاريخ، وفي كلّ النماذج، يتولّى أمراء الحرب زمامَ الحكم بعد الحروب الداخلية، لأنّ أمير الحرب لا يفكّر عادةً بذهنية أنّ الخصم هو مواطن أيضاً. وغالباً، هم يقودون الوضعَ إلى انهيارات كبيرة، ثمّ يبدأ التأسيس لأوضاع جديدة مختلفة تماماً. فأمراء الحرب - على أنواعها وأنواعهم - يرتكبون الهدرَ والفساد، ويعقدون الصفقات بالتراضي، ويطيحون القانون والدستور والمؤسسات. وهم صوّتوا على منحِ سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام من دون أن ينظّفوا الإدارة من أثقالِ الفاسدين، واستخدموا ذلك رشوةً قبل الانتخابات النيابية، متجاوزين تحذيرات الخبراء.

وهؤلاء أيضاً يتحكّمون اليوم بمفاصل كلّ الملفات التي تفوح منها روائح الفساد، ولا يبدو أنّهم في وارد الإصلاح، فيما الاستحقاقات الخطرة باتت على مسافةٍ زمنية قصيرة، ولا مجال للهرب من مخاطرها. في هذه الحال، سيَستسلم لبنان سياسياً لإرادات أخرى. وقد يصبح تحت وصايةٍ غير مباشرة لقوى دولية، بعدما كان لسنوات تحت الوصاية السورية المباشرة. وهذا يعيد تصوير لبنان بلداً لا يستطيع أن يبلغ يوماً سنّ الرشد، ويحتاج إلى وصاية دائمة!

 

كم تؤمّن الحشيشة للخزينة اذا تمّ تشريعها؟

أنطوان فرح/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 تموز 2018

 استفاق اللبنانيون على مشهد لم يألفوه من قبل، اذ تبدّل المزاج السياسي فجأة على مستوى القيادات، ولم يعد اقتراح تشريع زراعة الحشيشة لأغراض طبية مقبولا فحسب، بل أصبح مطلباً. من المسؤول عن هذا التغيير، وهل هي فعلا تأثيرات شركة ماكينزي التي نصحت بتشريع الحشيشة كجزء من الخطة الاقتصادية لتحسين مداخيل الدولة اللبنانية؟ في كتاب الجغرافيا الرسمي اللبناني في سبعينبات القرن الماضي، كانت هناك فقرة يدرسها طلاب الصف الرابع تكميلي (بريفيه)، تتحدث عن اقتصاد لبنان. ويرِد في هذه الفقرة ما معناه، ان الاقتصاد اللبناني يعتمد في مداخيله على قطاعات عدة، منها السياحة، الزراعة، التجارة، الصناعة، ومداخيل غير منظورة. وكانت ردة فعل التلاميذ دائما أن يطرحوا السؤال على استاذ المادة: ما هي المداخيل غير المنظورة، وكان الجواب: انها مداخيل زراعة وتجارة الحشيشة... من خلال هذه الفقرة في كتاب الجغرافيا، يمكن الاستنتاج أن زراعة وتجارة الحشيشة كانت قطاعا معترفا فيه على اساس انه مساهم في الاقتصاد الوطني، تحت مسمّى «مداخيل غير منظورة». اليوم، يعود هذا الموضوع الى التداول من بوابة تحويل ما هو «غير منظور» برأي الدولة، الى قطاع منظور وشرعي، ويتمتّع بكل انواع الحصانات. ورغم ان هذا الملف طُرح للتداول منذ بضعة سنوات، سيما من قبل وليد جنبلاط، الا أنه لم يأخذ منحى جديا، ربما لأن الافرقاء السياسيين لا يتعاطون مع أي طرح سوى من زاوية احتساب ردات الفعل الشعبية، والمكاسب والخسائر السياسية المحتملة. المهم اليوم، ان البلد امام مناقشة مشروع سنّ قانون ينظّم زراعة وتجارة الحشيشة لأغراض طبية. فهل ان التشريع اذا ما تمّ، يشكّل فعلا ركيزة اقتصادية تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في النمو؟ لا بد من الاشارة هنا، الى ان تشريع تعاطي الحشيشة بكميات محدّدة في كل انحاء العالم، بات توجهاً تسلكه العديد من الحكومات التي كانت في السابق تمنع التعاطي، وتعتبره عملا يعاقب عليه القانون. هذه النزعة نحو تشريع تعاطي الحشيشة ظهرت منذ مطلع التسعينيات. وقد بدأت دولٌ في خطوة تشريع الزراعة أو التعاطي تباعا، حتى بلغت اليوم نحو 18 دولة، بالاضافة الى 20 ولاية أميركية. من هنا فان تشريع تعاطي الحشيشة بكميات محددة، الى جانب الاستخدامات الطبية لهذا النوع من النباتات، حوّل الحشيشة الى مادة استهلاكية صالحة للتجارة الشرعية بين الدول. وهذا ما يفسّر إقدام هيئة البورصة البريطانية في اواخر اذار 2018، على طرح أول شركة استثمار لتمويل مشاريع الحشيشة المخصّص للاغراض الطبية.

يذكر أن بريطانيا لا تعارض استخدامات الحشيشة للاغراض الطبية، كما أن أكبر شركة حشيشة مسجلة في بورصة نيويورك، هي شركة «جي دبليو فارما»، التي يوجد مقرها في لندن، ويبلغ رأسمالها السوقي حوالي 3.1 مليار دولار. ولا شك في ان إدراج شركات انتاج المخدرات لاغراض طبية في الاسواق العالمية، يساهم في زيادة جذب الاستثمارات الى هذه الاعمال. وبالتالي، الدخول في هذا النوع من التجارة الدولية من شأنه ان يؤمّن ايرادات شرعية للدول المنتجة لهذه المواد. في لبنان، الموضوع مطروح من زاوية تشريع الحشيشة لأغراض طبية، وهذا يعني ان لبنان لا يريد ان ينتج هذه المادة ويبيعها بهدف التعاطي. ويستطيع لبنان ان يستفيد من انتاج زراعة الحشيشة على خطين: اولا، تأمين موارد مالية من بيع المادة الى الخارج لاستخدامات طبية، وثانيا، تأمين موارد للخزينة ودعم قطاع صناعة الادوية المحلي الواعد من خلال مدّه بالحشيشة لتصنيع ادوية لا تستطيع المصانع اللبنانية اليوم تصنيعها بسبب حظر حصولها على الحشيشة التي تدخل في تركيبة هذه الادوية. تبقى الاشارة الى ان تشريع زراعة الحشيشة سوف يحلّ معضلة الزراعات البديلة في منطقة البقاع، والتي ظلّت حبرا على ورق، ولم تنجح كل المحاولات في ايجاد زراعات بديلة للحشيشة، تؤمّن رزق المزارعين في المنطقة، والذين يشكلون النسبة الاكبر من السكان.

ما هو حجم المداخيل التي يمكن ان يؤمنها تشريع زراعة الحشيشة للدولة؟

حتى الان، لا توجد ارقام دقيقة يمكن الاستناد اليها لتحديد حجم الايرادات المقدّرة للخزينة. لكن من المعروف ان هكتار الارض يمكن ان ينتج كمية من القنّب بقيمة تتراوح بين 3500 و 4000 دولار في ارضه، وان يُباع لاحقا بما يوازي 12 الف دولار. واذا اعتبرنا ان الدولة تستطيع ان ترخّص لزراعة 100 الف هكتار، فهذا يعني مدخولا يوازي مليارا و200 مليون دولار، يذهب قسم منه الى المزارعين، والقسم الآخر الى الدولة التي ستتولى بيع الانتاج في الاسواق العالمية. لكن الوصول الى هذا الرقم يحتاج الى سنوات، لأن زيادة المساحات المزروعة حشيشة ينبغي ان تتم تدريجيا، وبعد التأكّد من استيعاب الكميات المنتجة. والوصول الى 100 الف هكتار قد يستغرق 10 سنوات، وهي الفترة نفسها التي يحتاجها البلد للافادة من النفط والغاز، في حال تم العثور عليهما قريبا. هل يعني هذا الرقم ان الحشيشة سوف تساهم في انقاذ الاقتصاد في حال تشريعها؟ الواقع أن الحشيشة خيارٌ اضافي. لكن من يريد انقاذ الاقتصاد يستطيع ان يبدأ بمعالجة قطاع الكهرباء الذي «يدرّ» لوحده حوالي ملياري دولار سنويا، وهو رقم لا تستطيع الحشيشة، وربما الغاز والنفط أيضاً من تأمينه يوماً ما.

 

البيان الوزاري والحوار مع سوريا: ويستمرّ «الإنقلاب»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 تموز 2018

 يتجاهل طبّاخو الحكومة، حتى الآن، اعتبارات «فوق العادة»، من الصنف السياسي التي قد تحول في لحظة ما دون حصول الولادة الطبيعية. يحمّلون نزاع الحقائب والأحجام والأعداد مسؤولية العرقلة والتأخير، ولو أنّ المهل السياسية لمشاورات التأليف لا تزال ضمن هامشها «الكلاسيكي» الذي قد تحتاجه المفاوضات.

إذ يحرص أهل الحلّ والربط على عدم تجاوز مربّع خصوصيات التأليف التقليدية، فيعزلون العوامل الخارجية الملتهبة التي في استطاعتها أن تشعل النار في الهشيم اللبناني. كيف لا وناره تحت الرماد. لكنّ «إقحام» رئيس الجمهورية ميشال عون في هذه اللحظة الدقيقة، ملف الحوار مع سوريا في قلب الحدث السياسي ليصير جزءاً من النقاش غير المباشر بين القوى المتخاصمة، من شأنه أن يرفع وتيرة السجال العابر للاصطفافات، خصوصاً وأنّ الجميع مدرك أنّ هذا الملف سيكون عاجلاً أم آجلاً على طاولة الحكومة العتيدة. والبيان الوزاري أولى المحطات الصدامية.

إذ يتصرّف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وفق أحد المطّلعين على موقفه، وكأنّ لبنان معزول عن محيطه الغارق في رماله المتحركة، فيحصر الخلافات بالزواريب الداخلية وتحديداً عى مستوى نوعية الحقائب وأحجام الجالسين من حوله. أما غير ذلك فيدير له الأذن الطرشاء.

التزم الرجل خيار «النأي بنفسه» عن النيران المشتعلة من حوله خصوصاّ وأنّ «سياسة النعامة» حمت حكومته الأولى في عهد الرئيس ميشال عون وساعدتها على عبور معمودية الخلاف حول المسألة السورية، التي تكاد تكون الوحيدة التي تبقي معيار الفرز السياسي بين 8 و14 آذار.

لكن يبدو أنّ منسوب الحساسية قد يرتفع إذا ما جرى فرض البند السوري باكراً على الأجندة الحكومية، كما يرى المطّلعون، ليضيف عقدة سياسية على العقد الموجودة أصلاً والمتصلة بتوزيع الحقائب والأحجام.

ويكفي التوقف عند البيان الأخير لـ»مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان» لفهم الإحراج الذي قد يشعر به رئيس الحكومة تجاه المظلّة الدولية التي لا تزال تحصّن موقعه في المعادلة الدولية، إذ كان لافتاً في البيان المشترك «تطلّع المجموعة إلى العمل مع الحكومة الجديدة وهي تتابع إلتزاماتها الدولية، بما في ذلك ضمن القرارات 1559 (2004) و1701 (2006) لبسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة الاراضي الوطنية ولتأكيد حصرية الدولة في الاستخدام الشرعي للقوة. كما نتطلّع إلى استئناف الحوار بقيادة لبنانية في اتّجاه استراتيجية وطنية للدفاع في فترة ما بعد الانتخابات، على النحو الذي حدّده رئيس الجمهورية في بيانه الصادر في 12 آذار. كما سيكون ذات أهمية كبيرة، من أجل إستقرار لبنان، أن تواصل الحكومة الجديدة اتّخاذ خطوات ملموسة في تنفيذ سياسة النأي بالنفس وفقاً لإعلان بعبدا (2012)». وبرأي هؤلاء، فإنّ البيان مؤشر واضح الى السقف العالي الذي يرفعه المجتمع الغربي تجاه الحكومة اللبنانية، تُضاف إليه سلّة الشروط التي بدأت تتسلّل على ألسنة بعض الدبلوماسيين الغربيين، منها مثلاً عدم ترحيبهم إسناد وزارات أساسية لـ»حزب الله»، ومنها حقيبة الصحة بحجة الاتّفاقات التي يعقدها لبنان مع منظمات دولية التي قد تحرج هذه المنظمات اذا ما اضطرت الى التعامل مع وزير الصحة «الحزبلاوي».

ولكن في المقابل، يرى أحد الوزراء المشاركين في الطبخة الحكومية، إنّ الملف السوري لن يكون عاملاً معرقلاً أو تفجيرياً لملف التأليف خصوصاً وأنّ التنسيق الحاصل بين لبنان، سواءٌ عبر القناة الرسمية التي يمثلها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أو غير الرسمية التي يقوم بها بعض المسؤولين بصفتهم الشخصية، يتم بعلم كل القوى السياسية، الحليفة لسوريا والخصمة على حدّ سواء. ومن الطبيعي أن تتمدّد المرحلة السابقة، لتكون سمة المرحلة المقبلة بعدما قرّر المتخاصمون التعايش تحت سقف واحد بمعزل عن الانقسام حول هذه المسألة. بالتالي إنّ اثارة ملف الحوار مع دمشق، لن يزيد من شروط الضغط على مشاورات التأليف، وهو أكبر من أن يثير إشكالية حول البيان الوزاي، حيث ترجّح المعلومات أن يُصار الى صياغة بيان شبيه ببيان حكومة العهد الأولى. يومها لم «تتسلّل» سوريا الى متن النص إلّا من «بوابة» النازحين حيث أكد البيان «التزامَ الحكومة مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمواجهة أعباء النزوح السوري... وهي تعتبر أنّ الحلّ الوحيد لأزمة النازحين هو بعودتهم الآمنة الى بلدهم ورفض أيّ شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم في المجتمعات المضيفة والحرص على أن تكون هذه المسألة مطروحة على رأس قائمة الاقتراحات والحلول للأزمة السورية».

 

كفيفان مساء الجمعة

عقل العويط: كفيفان مساء الجمعة… ذهبتُ إلى “فرح العطاء”. إلى حيث تُعاش الأنسنة مثلما يُعاش الهواء في الشجر

http://eliasbejjaninews.com/archives/66212/%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B7-%D8%B0%D9%87%D8%A8%D8%AA%D9%8F-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%81%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%8A/

فاذهبوا إلى كفيفان، لتكتشفوا أن الإنسان في لبنان لا يزال موجوداً فينا.

عقل العويط/النهار/22 تموز/18

ما يحدث في لبنان، يقتل الإنسان في لبنان. ويقتل لبنان.  هذا ليس تعميماً. لكنه يمثّل ظاهرة شبه معمّمة. ففي حياتنا اللبنانية العامة، في العلاقات بين الناس، في السلطة، في السياسة، في الدين، في الطائفة، في المذهب، في المجتمع، في المؤسسة، في المدرسة، وفي البيت، أخشى أن أقول إن الوحش في الإنسان قد انتصر على الإنسان.  أخشى أن أقول إننا صرنا جميعنا وحوشاً، وإننا بتنا نخاف على أنفسنا، وعلى حياتنا، وعلى أولادنا، من حياتنا، ومن أنفسنا بالذات. أنا الإنسان – الوحش، أنتصر على الإنسان – الإنسان. هذا الإنسان - الوحش، هو رجل السياسة، رجل الدين، رجل الاقتصاد، رجال المال، رجل الأمن، رجل الفكر، رجل التربية، رجل المدرسة، ورجل البيت.

ما أقوله ليس تعميمياً. ثمة استثناءات كثيرة بالتأكيد. وما أقوله ليس نظرياً. إنه استنتاجٌ يوميٌّ مَعيشٌ ومخيف. هذا الاستنتاج هو حقيقتنا شبه المطلقة. بدليل هذا "الاحتفال" المستديم بالموت، موت الإنسان.

فإلى أين يذهب الإنسان في لبنان؟ إلى أين يذهب بنفسه، وبلبنان؟

مساء الجمعة الفائت ذهبتُ إلى كفيفان. لأحجّ. لم أقصد كنيسةً. ولا مزاراً. ولا ضريحاً لقدّيس. ولا مكاناً للعبادة. قصدتُ مكاناً أكتشف فيه الإنسان.

مرةً جديدة. مرةً ضرورية. في هذا الزمن اللبناني اللاإنساني بامتياز. ذهبتُ إلى "فرح العطاء". إلى حيث تُعاش الأنسنة مثلما يُعاش الهواء في الشجر.

ذهبتُ إلى هناك من أجل أن "أتوازن". ومن أجل أن أستعيد الإنسان.

ما يحدث في كفيفان، يعيد الاعتبار إلى هذا الإنسان. يضعه في الرتبة المستحقّة. يجعله في المصدر. يقيمه في العناصر الأربعة. من أجل أن يعيد صناعة الحياة من جديد.

وعليه، فإن هذا النص المتواضع والمنسحق والمعترِف، هو شهادة.

إنه لا يقع في باب المديح. ولا في باب التقريظ. ولا باب التعظيم. وهو لا يريد شيئاً لنفسه. ولا لكاتبه.

يريد فقط أن يصرخ السماء. وأن يصرخ الأرض. وأن يدعوهما، أن يدعو هاتين السماء والأرض، إلى التلاقي في الإنسان.

ثمّة "مكان" في كفيفان، ينتصر فيه الإنسان.

للمؤمنين، كما للمتعصّبين دينياً، طائفياً، ومذهبياً، أقول: هناك، في كفيفان، في "فرح العطاء" في كفيفان، يتحقق الله.

فليذهبوا إلى هناك، إذا كانوا حقّاً يريدون الله.

للناس، لكلّ الناس، وخصوصاً للذين لم يعودوا ناساً – إذ صاروا وحوشاً – أقول، هناك، في كفيفان، في "فرح العطاء" في كفيفان، يتحقّق الإنسان.

هذا ليس تعميماً. لكنه يمثّل ظاهرةً شبه معمّمة في حياتنا اللبنانية.

الحلّ في لبنان ليس مستحيلاً.

لا نحتاج في لبنان، في حياتنا اللبنانية، في الدولة، في السياسة، في الحكم، في السلطة، في الدين، في الطائفة، في المذهب، في المجتمع، في المؤسسة، في الشارع، في البيت، إلاّ للإنسان فينا.

فاذهبوا إلى كفيفان، لتكتشفوا أن الإنسان في لبنان لا يزال موجوداً فينا.

هذا، إذا كنتم حقاً تريدون الإنسان، وتريدون لبنان.

 

المذهبية أقوى من الفساد

حازم الأمين/الحياة/23 تموز/18

أيهما أقوى في هذا الإقليم، انحياز الجماعات إلى مذاهبها أم انحيازها إلى مصالحها؟ قادة المذاهب، وهم معظم الطبقات السياسية في المشرق، فاسدون. يُدرك أبناء المذهب ذلك، كما يدرك حملة الهويات القومية الضاغطة على أصحابها أن قادتهم القوميون فاسدون. قادة الشيعة في العراق وفي لبنان فاسدون، وقادة الأكراد أيضاً، وفي سورية الفساد معمم على كل القوى المتنازعة. وعلى رغم ذلك يمثل القادة الفاسدون المصالح المذهبية لجماعاتهم. ولكن، هل يمكن القياس على ما شهده العراق أخيراً للقول إن الجماعات الأهلية بدأت تدرك أن من يمثل مصالحها المذهبية لا يصلح لتمثيل مصالحها السياسية، وأن إدارته الدولة مثلت كارثة على نحو ما شهد العراق في مرحلة ما بعد سقوط صدام حسين؟ الأرجح أن من المبكر توقع ذلك. هذا الاستنتاج سيستفز الكثيرين من الأصدقاء العراقيين الذين رأوا في تظاهرات المواطنين الشيعة ضد الحكومة الشيعية بصيص أمل ببدء مرحلة الابتعاد عن الأحزاب الدينية التي حكمت العراق منذ 2003 ونهبت خيراته وحرمت المواطنين من أدنى الحقوق، أي الماء والكهرباء والتعليم والنقل، هذا قبل الحديث عن أشكال الرفاه الأخرى في بلد ينعم بثروة نفطية كبرى! الفساد لا يكفي لكي تطيح جماعة أهلية زعيماً أو حزباً فاسداً. هو يكفي لأن تغضب عليه، لكن، ما أن يلوح العدو المذهبي، حتى يستيقظ في الجماعة خوف أعمق من الخوف من الجوع. تظاهرات الجنوب العراقي انعقدت في لحظة غياب لهذا العدو بعد دحر «داعش»، لكن إيقاظ «داعش» أمر في غاية البساطة إذا شعرت الأحزاب الدينية الحاكمة في العراق أن إيقاظ هذا التنظيم حاجة في ظل تصدع موقعها داخل جماعاتها.

الفساد وسوء ممارسة السلطة وطبقات الأثرياء الجدد والمظاهر التي رافقت صعود الطبقة السياسية الجديدة، ما زالت كلها من دون المذهبية لجهة القوة والقدرة على تحريك الجماعات. هذه حقيقة مستفزة، إلا أنها حقيقة، ويجب عدم استبعادها في توقعاتنا لما تشهد مدن الجنوب العراقي. في لبنان شهدنا ظاهرة مشابهة قبل الانتخابات النيابية الأخيرة. فأهل منطقة البقاع أبدوا تذمراً كبيراً حيال ما يتعرضون له من تمييز في التمثيل الشيعي في الدولة قياساً بتمثيل شيعة الجنوب. مناطقهم محرومة فعلاً في وقت ينعم الجنوب بحصة كبرى من المشاريع. عَبّر البقاعيون عن هذا الضيق، وأجابهم «حزب الله»، وتحديداً نائب الأمين العام نعيم قاسم، بفظاظة، فرفع سبابته وقال: عليكم أن تتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، ذاك أن «داعش» على الأبواب. وهم فعلاً استجابوا، واقترعوا لـ «الحزب» كما لم يقترعوا من قبل.

ما زلنا في هذا الإقليم قبل مرحلة إدراك الجماعات مصالحها من خارج منظومة الوعي المذهبي. ثم أن المذاهب هنا حقيقة إلى حدٍ يصعب الفصل بين مصلحتها ومصلحة «مواطنيها». فظواهر إعالة القوى المذهبية جماعاتها حقيقة تفوق حقيقة رعاية الدولة مصالح مواطنيها. في العراق رواتب عناصر الحشد الشعبي كانت تصل إلى أصحابها في إحدى المراحل قبل وصول رواتب جنود الجيش، وفي لبنان يبلغ عدد «موظفي» «حزب الله» من مقاتلين وعاملين في مؤسسات الحزب الأخرى، رقماً يوازي أو يفوق رقم موظفي الدولة اللبنانية من أبناء الطائفة الشيعية. علماً أن موظف الدولة لكي يصير موظفاً عليه أن يأتي إلى الوظيفة من حصة طائفته. في مدن الجنوب العراقي ما يشبه «الغضبة» لا الثورة. الفساد صار صورة عن وقاحة الطبقة السياسية. ووجوه هذه الطبقة لم تعد تخجل من صوره. هادي العامري، قدم «اعتذاراً» ينطوي على اعترافٍ بالفساد، ومشعان الجبوري قال إنه هو نفسه قبض رشى بملايين الدولارات. هذه الاعترافات لم تُملِ استقالة ولا محاسبة، بل أملت خطباً شعر أصحابها أنه من غير المضر أن تُستعرض فيها عضلات الفساد، وأن يجاهر الفاسدون بأفعالهم. وهم فعلوا ذلك لأنهم يدركون أن في أيديهم ما هو أقوى من فضائحهم. في أيديهم مذهبية قادرة على استدراج تظاهرات أكبر من تظاهرات المحتجين على الفساد.

 

العهد اللبناني «الجديد» لم يبدأ بعد

عزت صافي/الحياة/23 تموز/18

يهبّ اللبنانيون وقوفاً عندما تصدح الموسيقى بالنشيد الوطني، ويتقاطر شهداؤهم في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، وفي أفراحهم وأحزانهم تسود تقاليدهم وآدابهم بتقديم الأكبر سناً، والأكثر علماً أو شهرة، مع حب لبنان الوطن، والشعب والتاريخ، ويتبارون بالمديح والافتخار. وكم كتب الرواة والرحالة العرب، والأجانب، عن اللبناني الجبلي، والساحلي، المثال في كرم الضيافة، وحسن المعاملة، وحلاوة اللسان في المخاطبة، وينشأ الأولاد اللبنانيون في مدنهم وقراهم، وفي مدارسهم في صفوف الطفولة على البراءة ونقاء السريرة، والألفة، والوفاء المتبادل، ويلقنهم معلموهم الأوائل الأفاضل احترام الوطن، والإخلاص له، والتضحية في سبيله ليبقى حرّاً، سيّداً، مستقلاً. تلك الأجيال اللبنانية التي نشأت على تلك المبادئ الوطنية، والقيم الأخلاقية، قرأت أيضاً كتاب استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، كما قرأت دستوره الوطني وحفظت الفقرة الأساس في مقدمته، وخلاصتها «أن اللبنانيين متساوون في الحقوق والواجبات».

لكن لا يمرّ وقت طويل حتى تبدأ الأجيال اللبنانية الناشئة تكتشف «الخدعة» التي ابتلعتها في المدارس الابتدائية والتكميلية، خصوصاً إذا كان الأهل من ذوي القراءة في السياسة اللبنانية المحلية، على اختلاف مبادئها واتجاهاتها. فالمساواة في الحقوق والواجبات، كما في الدول المتوسطة بالديموقراطية والعدالة، غير ملزمة للدولة اللبنانية، نصاً أو تطبيقاً، ليس في العهد الحالي، بل في مختلف العهود السابقة منذ الاستقلال. لكن العهد العوني الجديد مختلف بوجوه عدة عن العهود اللبنانية السابقة التي ترأسها مدنيون وعسكريون، فالرئيس ميشال عون ترشّح لقصر بعبدا منذ ثلاثين عاماً بالتمام والكمال، وهو صبر، وصمد طول تلك السنوات، على ما فيها من عقبات، وصدمات، وانتكاسات، في الوطن وفي الغربة، وظلّ على عزمه وعلى وعده لشعبيته باحتلال كرسي الرئاسة، وقد ساعدته الظروف والأحداث الإقليمية والداخلية على بلوغ هدفه.

ذلك الصبر الطويل والمرير الذي عاناه الرئيس عون حصّنه وأمدّه بالأمل وبالقدرة على تخطّي العقبات التي اعترضته، وكانت تلك السنوات قد أخذت الكثير من مخزون طاقاته الشخصية، لكـــنها لم تقـــلل من عـــزمه على اســـتحقاق لقب «فخامة الرئيس»، هذا اللقب الذي حمله قبله ثلاثة جنرالات لبنانيين: الجنرال فؤاد شهاب، والجنرال إميل لحود، والجنرال ميـــشال سليمان، وللتذكير فإن الجنرال شهاب عاند كثيراً قبل خضوعه للواجب الوطني، المدني والسياسي، وهو بدأ خطابه الرئاسي أمام مجلس النواب بعد أدائه القسم في 23 أيلول (سبتمبر) 1958 بالفقرة التالية: «بين مركز قيادة الجيش حيث الصمت رفيق الواجب، ومنبر هذه الندوة، حيث الكلام هو السيد، مسافة لعلها أصعب ما كُتب لي أن أجتازه منذ سلكت طريق الجندية». في المحفوظات السياسية من ذلك الزمن تفاصيل لقاء بين الرئيس الجنرال شهاب وكمال جنبلاط في منزل الأول في جونيه بعد انتخابه، وقد جلس الزائر في الصالون الصغير وراح يتأمل لوحتين: الأولى تمثل صلاح الدين الأيوبي، والثانية على الجدار المقابل تمثل الشيخ طالب حبيش، وعندما لاحظ الرئيس شهاب اهتمام ضيفه باللوحتين قال له: «هذا البيت ليس من إرث أجدادي الشهابيين، إنما هو من إرث أجدادي لوالدتي آل حبيش، وقد ورثته الوالدة من أهلها، أما هذا الفرش القديم فهو من الطراز العربي الدمشقي، وقد اشتريناه من تعاونية الجيش بالتقسيط». وخلص الرئيس شهاب في كشف البيان عن ممتلكاته، الى القول لزائره أنه «لا يملك شيئاً مهماً من مردوده الوظيفي».

وفي سياق حديث البساطة عن الضيافة قال الرئيس شهاب لجنبلاط: «ليس عندنا في البيت مطبخ، بمعنى «المطبخ»، لأن غداءنا وعشاءنا أنا وزوجتي (فرنسية من مدينة نيس) يأتيان في معظم الأيام من مطعم النادي العسكري». وأردف الرئيس قائلاً لضيفه: إذا كنت تقبل عزيمتنا على الغداء معنا فسوف نتصل بالنادي لنطلب وجبة إضافية»!..

كان الرئيس شهاب قد نصح أقطاب «الحركة الوطنية» في ذلك الزمن بقبول اعتذاره عن عدم قبوله الرئاسة، وقال لهم حرفياً: «إذا انتقلت من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية فسوف أفتح الباب أمام كل قائد ماروني ليطمح إلى الرئاسة، وهذا ما سوف يؤدي إلى خلل في الديموقراطية اللبنانية... على علاتها...»!

وقد صحّت رؤية فؤاد شهاب، وجاء بعده ثلاثة قادة عسكريين إلى القصر الجمهوري، وهم الجنرالات: إميل لحود، وميشال سليمان، وميشال عون. حتى اليوم مضت سنة وعشرة أشهر من عهد الرئيس عون، وهذه مدة كافية لطرح السؤال: ماذا تغيّر في أوضاع لبنان الإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية، وفي سياسة الدولة – الجمهورية مع الدول العربية وسائر دول العالم؟ وأي مسار فتح أمام لبنان أبواب عالم الـــسياحة والــــصناعة، والتجارة، والزراعة، والعلوم، والثقافية، وتبادل المبادرات؟.. أسئلة تُطرح في العاصمة والمناطق وفي الدول التي تستضيف مئات ألاف اللبنانيين العاملين فيها، وخصوصاً الدول العربية. أسئلة تُطرح ليس على سبيل النقد أو التحدّي، إنما على سبيل الاستفسار عن الأسباب التي أبقت لبنان على حاله، ومن دون الرجاء بالتحسّن في زمن قريب؟ في الذاكرة اللبنانية من ماضٍ غير بعيد، كانت أفواج المصطافين والزائرين العرب من أهل الاقتصاد والعلم والسياحة تملأ المصايف اللبنانية والعاصمة بيروت، نشاطاً وفرحاً وبركة. فأين هم الأهل والأخوة العرب؟ وأين أفواج السياح الأجانب؟ تساؤل يتردّد في وسط بيروت، وأسواقها، وفي مدن الصيف والفنون، والنشاط، والفرح، وقد ظهرت معالم الإفلاس والأقفال في شوارع كانت مقصد السياح الآتين من مختلف أقطار العالم.

حالياً جميع المناطق اللبنانية، البعيدة والقريبة تشكو أزمة كساد، وجمود، ولا رجاء على المدى القريب، أما أزمة الكهرباء فقد باتت من مستلزمات العهد الجديد كما قبله. هناك ثلاثة آلاف مولد كهرباء على أرض لبنان تنفث سمومها في فضائه وكلفتها تُسحب من مدخول العائلات الفقيرة والمتوسطة، ويتساءل عامة اللبنانيين: لماذا لا تشتري الدولة هذه المولدات وتضعها في خدمة الشبكات التي تغذي العاصمة والمحافظات. فالدولة، على الأقل، لا تأخذ من المستهلك العادي ما يعادل ربع دخله مقابل الحصول على بضع ساعات من النور.

وكان لا بد للعهد من إجراء انتـــخابات نيابية، وقد حصلت في أجواء راقية بالنظام، والأمن، وبأقل نسبة من الشكاوى، وجاءت النتائج بحصص كبيرة للعهد وللقوى والأحزاب القوية والمنظمة، ومع ذلك نشأ أمل بتشكيل حكومة جديدة تمنح اللبنانيين وعوداً بـ «لبنان جديد» فماذا حصل..؟

ها إن اللبنانيين يتابعون منذ شهرين متاعب ومصاعب تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري استناداً إلى الثقة التي أحرزها بالاستشارات.

وفي حين تبدو المرحلة صعبة حتى الآن لا يخفى على المتابعين أن هناك صراعاً على حصص طوائف ومذاهب وأحزاب لا تتأمن إلا من خلال احتكار وزارات معينة محسوبة من حصة العهد، خلافاً لأي نص دستوري.

لكنّ، ثمة لغماَ مكشوفاَ في الطريق إلى تشكيل حكومة الحريري في عهد الرئيس عون، وهو لغم قضية النازحين السوريين إلى لبنان، وهم يشكلون الكتلة الأكبر بالنسبة إلى أخوانهم وأهلهم المقيمين في دول عربية أخرى، أولها المملكة الأردنية الهاشمية، وكما هو واضح هناك اختلاف في أساس التعامل مع هذه الأزمة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، فالرئيس عون يعطي توجيهاته إلى المراجع المسؤولة بضرورة التعامل مع المراجع المماثلة في الإدارة السورية لتسهيل «العودة الطوعية» للسوريين الراغبين في العودة، ولا بد من إدراج هذه المشكلة في البيان الذي ستتقدم به الحكومة إلى مجلس النواب طلباً للثقة، هذا إذا تشكلّت في وقت قريب. وفي الانتظار، يعيش اللبنانيون حالاً من الانشطار في السلطة والرأي العام، ويعود التذكير بدستور الطائف لمعالجة كل أزمة على مستوى السلطة وعلى مستوى الرأي العام، أي الشعب. ويبقى شعار «التغيير» مطروحاً على كل المستويات، وهو الشعار الذي تحول عنواناً لحزب الرئيس ميشال عون. لكن «التغيير» مطلب تاريخي يعود إلى زمن بداية الاستقلال، وما يزال مطروحاً، واللبنانيون ينتظرون التغيير مع بداية كل عهد، وعندما يخيب أملهم، يعودون إلى الانتظار. واللبنانيون ما يزالون يحلمون بأقل الإنجازات كلفة، ومنها أن يكون صيفهم هدف الأخوان العرب الذين كانوا يقصدون بيروت والجبال، على أنها الأقرب بالمسافة، وفيها الطبيعة، والمدنية، والثقافة، والمودة المتبادلة مع الأهل والأصحاب، كما كانت في أزمنة مضت، وكأنها صارت من الذكريات. هي السنة الثانية من عمر العهد، وقد اقتربت من نهايتها، وكأن العهد لم يبدأ بعد، لم يطرأ أدنى تحسن على الوضع اللبناني الاقتصادي، والاجتماعي، وليس في الأفق القريب بشائر تعاكس هذا الشعور. فهل ينجح الحريري بتشكيل حكومة العهد الأولى، وتنسحب غيمة القلق من الفضاء اللبناني، وينطلق العهد في لبنان؟

*كاتب وصحافي لبناني

 

الحق على... الشعب

فارس خشّان/الحرة/22 تموز/18

نادرة ـ حتى لا ننفي وجودها كليا ـ هي المرات التي قرأنا أو سمعنا مسؤول كبير في الدول العريقة بنظامها الديموقراطي، ينسب القرارات التي يتخذها إلى إرادة شعبه، أو يلقي بعجزه عن تحقيق ما تعهد به إلى تلكؤ الشعب.

ولكن، وافرة هي المناسبات التي يخرج فيها كبار المسؤولين في الدول التي تزعم أن نظامها ديموقراطي ليحملوا الشعب المسؤولية، كما حصل في لبنان مؤخرا، إذ ربط رئيس الجمهورية ميشال عون العجز عن مكافحة الفساد بإرادة الشعب وسلوكه، على اعتبار "أن لا إمكانية لإنجاز إصلاح في مجتمع لا يريد شعبه مواجهة الفساد فيه"، كما قال في تغريدة على حسابه في موقع تويتر. عن دراية أو عن جهل، يعبر المسؤول عن تطلع إلى ديكتاتورية من سماه يوما جورج أورويل "الأخ الأكبر"

لكلام الرئيس اللبناني، بطبيعة الحال، خلفيات كثيرة ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، رأيه بتوجهات التصويت في الانتخابات النيابية ومطالبة الناس للسياسيين بتوفير خدمات غير قانونية، وإقدام بعض أصحاب المعاملات على رشوة الموظفين، وتوفير الجماعات، لأسباب سياسية أو طائفية، الحصانة لشخصيات يحكى عن فساد اقترفته فأثرت على حساب الخزينة العامة.

وتتلاقى خلفيات تحميل الرئيس اللبناني المسؤولية للشعب مع بعض الاعتقادات الشعبية، إذ كلما أثيرت مشكلة مرتبطة بمسؤول أو بإدارة أو بوزارة أو بمرجعية دستورية، حتى تسمع بما يشبه الإجماع، الألسن تنطق بالقول العربي المأثور "كما تكونوا يولى عليكم".

فالموقف الذي يتخذه الشعب تجاه ملف فساد يحتاج إلى معلومات تصل إليه. هذه المعلومات لا تأتي بالوحي إنما من خلال وسائل إعلام تتمتع بالحد الأدنى من الموضوعية.

والموضوعية الإعلامية لا توفرها الصفات التي تسبغها كل وسيلة إعلام على نفسها بل إن هناك معايير موضوعية، ومنها على سبيل المثال، شفافية التمويل وشمولية الخط التحريري وحيادية الصحافي ووضوح المصدر وإلا قوة الدليل.

وهذا النوع من الإعلام لا توفره إرادة الشعب بل الانتظام المؤسساتي الذي يسهر على توفير هذه الشروط، من خلال تكوين المرجعيات القانونية كـ"المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع" بعلمية وحيادة وخلقية، وليس كما حصل ويحصل في لبنان.

وهذا النوع من المؤسسات الإعلامية، الذي يكاد يكون مفقودا في لبنان، لا يمكنه في أي مكان على الأرض تكوين إرادة شعبية بمجرد النشر أو البث بل يحتاج إلى مرجعية متابعة موثوق بها، وهنا يدخل دور القضاء.

في فرنسا مثلا، لو نشرت مئة صحيفة وموقع ألف تحقيق ومقال حول شخصية معينة، ولم يفتح القضاء تحقيقا فيما يكون بعين القانون مجرد مزاعم، لارتد الاستهداف على وسائل النشر وازداد التعاطف الشعبي مع المستهدف ضد الهجمة المنظمة.

وهذا يفيد أن مسؤولية الشعب تبدأ بعد قيام المؤسسات الخاضعة للقانون العام بمسؤوليتها، أي أن المحاسبة الشعبية للسياسي لا تبدأ إلا بعد لحظة واحدة من نقل المزاعم الصحافية والإعلامية إلى مستوى الاتهام القضائي.

في لبنان لا يتوافر هذا كله، بل العكس هو الصحيح.

فالقضاء ـ بدءا بالنيابات العامة المرتبطة عضويا بالسلطة ـ الذي يصمت غالبا على الفضائح المنشورة، لا يتحرك إلا عندما تكون هناك مصلحة للسلطة، سواء لتبرير التخلص من شخص مزعج لها، أم لإيجاد آلية قوية لرد المزاعم المساقة بحق شخصية قوية.

وهذا ما يعمق الشكوك بما تقدم عليه السلطة، ويزعزع مكانة المؤسسات المفترض بها أن تكون منارة المعرفة الدقيقة التي تبنى عليها المحاسبة والمساءلة.

وإقدام المسؤول في ظل هذا الانهيار المؤسساتي على تحميل الشعب المسؤولية، يعني من ضمن ما يعنيه، أنه هو الناطق بالحقيقة وعلى الشعب أن يبصم على ما يكتبه ويحني رأسه أمام ما يعلنه.

المحاسبة الشعبية للسياسي لا تبدأ إلا بعد لحظة واحدة من نقل المزاعم الصحافية والإعلامية إلى مستوى الاتهام القضائي

وهنا، عن دراية أو عن جهل، يعبر المسؤول عن تطلع إلى ديكتاتورية من سماه يوما جورج أورويل "الأخ الأكبر". وهذا أعظم فسادا! ولأن طبيعة المقال لا تتسع للإبحار في بحث مستفيض في هذه المسألة المهمة، فلا بد من الاكتفاء بتدوين مجموعة نقاط ذات صلة، عن الإيمان المطلق بعدم توافر وسائل تتيح للشعب أن يتصدى ويحاسب، ومن بينها أن المسؤول: ينقلب على شعاراته من دون أن يرف له جفن. يدعي محاربة الإقطاعية فيما هو ينشئ إقطاعية خاصة به.

يعين الموالين له في المناصب ـ المفاتيح في القضاء والإدارة والأمن. يضيع الوقت الثمين من أجل توفير مصالح خاصة به في الدولة والحكومة.

يغذي الخطاب الطائفي والمذهبي. يدافع عن عدم تطبيق القانون على فئة تساعده في تحقيق طموحاته. يرفض تحديث النظام التربوي بما يناسب استقامة الأجيال الطالعة من خلال دفعها إلى اعتناق سلم قيم وطني.

أمام حقائق مماثلة، تقفل الإدارة في وجه من لا يوفر "واسطة"، وتوقف معاملات خاصة بمن يمتنع عن دفع "إكرامية"، ويخسر كل مصالحه من لا يقدم "هدايا". شعب يعامل بهذه الطريقة لا يبقى أمامه إلا المحاسبة بطريقة سلبية، على قاعدة عدم الثقة بالجميع، كانهيار نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان إلى ما تحت الخمسين بالمئة على الرغم من الشعارات التي حملت تحديات كبيرة ومخاوف عظيمة.

 

تطوّع شباب لبنان ومسؤولية وزارة البيئة

الهام فريحة/الأنوار/23 تموز/18

لو أن الشباب يتسلمون زمام الأمور في البلد، فبالتأكيد سيكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن على كل المستويات: مَن أوقفَ كل محاولات فرض حلول مكلفة وغير عملية لأزمة النفايات، أثناء مرحلة حكومة الرئيس تمام سلام، غير الشباب الذين نزلوا الى الشارع في وسط بيروت، وأجبروا الحكومة على التراجع عن كل القرارات التي اتخذتها والتي تبيّن انها غير فعّالة ومريبة؟ مَن أوقف قرارات "تسفير" النفايات الى احدى الدول الافريقية، ثم الى روسيا، ليتبيّن لاحقًا ان هناك عملية تشوبها العيوب وتهدف الى تلزيم النفايات لشركة معينة كانت التسريبات تتحدث عن ان هذه الشركة ستعمد الى رمي النفايات في البحر وان البواخر التي كانت ستحمّلها لن تصل لا الى افريقيا ولا الى روسيا. كل هذه "المواربات" مَن أوقفها؟ أليس الشباب اللبنانيون الذين نزلوا الى وسط بيروت واقتحموا وزارة البيئة احتجاجًا على تراخي وتهاون وتساهل وزير البيئة آنذاك محمد المشنوق؟

الشباب اللبنانيون لن يتوانوا اليوم عن معاودة الكرة إذا ما وجدوا ان شيئًا مريبًا يُحضّر في ملف النفايات. هناك قرار قضائي بوقف توسعة مطمر كوستابرافا بعدما بلغ مداه في الامتلاء، فما هو مصير النفايات الجديدة؟ وهنا لا بد من التذكير ان مطمر كوستابرافا هو مطمر مؤقت وان تجميع النفايات فيه ليس نهائيًا، في انتظار ايجاد الحل النهائي. هنا يُطرَح السؤال: متى يكون الحل النهائي؟ وفي الأثناء ماذا يكون قد حلّ بمنطقة الكوستابرافا وبمنطقة برج حمود؟

النفايات التي تُجمَع في المنطقتين تصل اليها غير معالَجة، فماذا عن عصارتها النتنة التي تختلط بمياه البحر؟ ماذا عن السباحة على طول الشاطئ اللبناني في هذه الحال؟ وماذا عن الثروة السمكية التي تقتل بذورها هذه النفايات.

معظم المسؤولين تخلّوا عن أدوارهم ومسؤولياتهم، وهنا يأتي دور الشباب: لا بد من أن ينتظموا للقيام بمبادرات ملحّة لم تعد تنتظر: المبادرة الى الإنتظام في مجموعات تطوعية تتوزع على طول الشاطئ اللبناني، ولا تكون مهمتها فقط تنظيف الشاطئ بل معاينة مصبّات الأنهر والمجارير، فيتم تصويرها وتعقبها صعودًا وصولاً الى "منابع المجارير" ليصار الى المعالجة قبل أن تسلك المجاري الأنهر وروافدها. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، لا بد من أن تكون كل بلدية، على طول الشاطئ اللبناني، مسؤولة عن الشاطئ في نطاقها البلدي: ما هو عدد البلديات على طول الشاطئ اللبناني؟ إذا توزعت البلديات المسؤولية فبالامكان تخفيف العبء فتسهل عملية تنظيف الشاطئ. أما إذا "أحبّت" وزارة البيئة أن تشارك بالمسؤولية فلا بأس على الإطلاق، والدعوة مفتوحة الى كل الوزارات المعنية لأن الوضع لم يعد يُحتمل على الإطلاق. بالمناسبة، هل يتابع المعنيون ما تبثه الشبكات العالمية عن البيئة في لبنان والنفايات وتلوث الشاطئ اللبناني؟

 

تطوّع شباب لبنان ومسؤولية وزارة البيئة

الهام فريحة/الأنوار/23 تموز/18

لو أن الشباب يتسلمون زمام الأمور في البلد، فبالتأكيد سيكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن على كل المستويات: مَن أوقفَ كل محاولات فرض حلول مكلفة وغير عملية لأزمة النفايات، أثناء مرحلة حكومة الرئيس تمام سلام، غير الشباب الذين نزلوا الى الشارع في وسط بيروت، وأجبروا الحكومة على التراجع عن كل القرارات التي اتخذتها والتي تبيّن انها غير فعّالة ومريبة؟ مَن أوقف قرارات "تسفير" النفايات الى احدى الدول الافريقية، ثم الى روسيا، ليتبيّن لاحقًا ان هناك عملية تشوبها العيوب وتهدف الى تلزيم النفايات لشركة معينة كانت التسريبات تتحدث عن ان هذه الشركة ستعمد الى رمي النفايات في البحر وان البواخر التي كانت ستحمّلها لن تصل لا الى افريقيا ولا الى روسيا. كل هذه "المواربات" مَن أوقفها؟ أليس الشباب اللبنانيون الذين نزلوا الى وسط بيروت واقتحموا وزارة البيئة احتجاجًا على تراخي وتهاون وتساهل وزير البيئة آنذاك محمد المشنوق؟ الشباب اللبنانيون لن يتوانوا اليوم عن معاودة الكرة إذا ما وجدوا ان شيئًا مريبًا يُحضّر في ملف النفايات. هناك قرار قضائي بوقف توسعة مطمر كوستابرافا بعدما بلغ مداه في الامتلاء، فما هو مصير النفايات الجديدة؟ وهنا لا بد من التذكير ان مطمر كوستابرافا هو مطمر مؤقت وان تجميع النفايات فيه ليس نهائيًا، في انتظار ايجاد الحل النهائي. هنا يُطرَح السؤال: متى يكون الحل النهائي؟ وفي الأثناء ماذا يكون قد حلّ بمنطقة الكوستابرافا وبمنطقة برج حمود؟

النفايات التي تُجمَع في المنطقتين تصل اليها غير معالَجة، فماذا عن عصارتها النتنة التي تختلط بمياه البحر؟ ماذا عن السباحة على طول الشاطئ اللبناني في هذه الحال؟ وماذا عن الثروة السمكية التي تقتل بذورها هذه النفايات.

معظم المسؤولين تخلّوا عن أدوارهم ومسؤولياتهم، وهنا يأتي دور الشباب: لا بد من أن ينتظموا للقيام بمبادرات ملحّة لم تعد تنتظر: المبادرة الى الإنتظام في مجموعات تطوعية تتوزع على طول الشاطئ اللبناني، ولا تكون مهمتها فقط تنظيف الشاطئ بل معاينة مصبّات الأنهر والمجارير، فيتم تصويرها وتعقبها صعودًا وصولاً الى "منابع المجارير" ليصار الى المعالجة قبل أن تسلك المجاري الأنهر وروافدها. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، لا بد من أن تكون كل بلدية، على طول الشاطئ اللبناني، مسؤولة عن الشاطئ في نطاقها البلدي: ما هو عدد البلديات على طول الشاطئ اللبناني؟ إذا توزعت البلديات المسؤولية فبالامكان تخفيف العبء فتسهل عملية تنظيف الشاطئ. أما إذا "أحبّت" وزارة البيئة أن تشارك بالمسؤولية فلا بأس على الإطلاق، والدعوة مفتوحة الى كل الوزارات المعنية لأن الوضع لم يعد يُحتمل على الإطلاق.

بالمناسبة، هل يتابع المعنيون ما تبثه الشبكات العالمية عن البيئة في لبنان والنفايات وتلوث الشاطئ اللبناني؟

 

التنكيل والارهاب كأسلوب حكم.. قراءة في رواية 'مولانا'

د.منى فياض/الحرة/22 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66218/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d9%83%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%83%d8%a3%d8%b3%d9%84%d9%88%d8%a8-%d8%ad%d9%83%d9%85/
يشكو شيخ الصوفية مختار الحسيني في رواية "مولانا" (للكاتب المصري إبراهيم عيسى) للداعية النجم حاتم الشناوي، الذي يعرف عن نفسه عندما يسأله أباه لماذا لا يصدق أنه شيخا: "أنا تاجر علم يا بابا"، وهو البطل الذي يمثل نموذج الداعية ـ النجم التلفزيوني وخطيب المساجد وجميع المناسبات المهمة. الشيخ الذكي "الواصل" باختصار، عبر مهاراته في تسويق الفتاوى والمستلزمات الاخرى لجمهور (يجد نفسه يكرهه لسذاجته قدر ما يشفق على حاجاته) وإلى مفاصل السلطة على أنواعها في نفس الوقت؛ يشكو إليه شيخ الصوفية من تعرضه لحرب شرسة تزداد ضراوتها مع الوقت، تتنوع أساليبها وتهدف للتضييق عليه وجماعته لتجميد نشاطاتهم بل وإجبارهم على مغادرة البلاد.

وسوف نحصل مما يسرده إبراهيم عيسى على لسان مختار الحسيني على عينات مفصلة من الأساليب المتبعة من أجهزة الأمن والتي تدخل في باب إرهاب المعني والتنكيل به، معنويا وسيكولوجيا، وصولا إلى العنف الجسدي. بأساليب يصعب أن تبرهن على أنها كذلك.

تبدأ هذه الأساليب من الاحتجاز في المطار والإخضاع للتحقيق دون سبب سوى الإذلال للانتقاص من قدره وهيبته، إلى سلسلة من المضايقات التي تصل إلى ما يشبه الاعتداء الجسدي والتي ستتوج بالاعتقال.

خاتمة ذلك هي القتل كما حصل مع الشيخ ومع سمير قصير أو القتل المعنوي كما حصل مع البطل حاتم الشناوي

سأل حاتم، جليس كبار القوم، شيخ الصوفية لم لا يشكو ويثير الموضوع؟

أخبره أنه بعدما استفسر عن الأمر في مكتب مدير المطار، أقسم الاخير أنه لا يعرف شيئا، وأن هذه التصرفات خاصة برجال الأمن، السلطة الموازية في بلدان العالم الثالث والتي تعمل بمعزل عن الدوائر الحكومية الرسمية كما يحصل في لبنان مؤخرا.

وتتتابع سلسلة المضايقات من محاولة هدم مسجد أثري اعتاد مع صحبه استعماله للنشاطات الدينية الخاصة بهم بأمر من وزير الداخلية إلى جعله منبرا استخدم لشتم الصوفية وأهلها والطعن بإيمانها، مع افتعال مشاكل فيه ومحيطه. أما الشيخ الذي يقوم بذلك، مع مجموعة السلفيين المجلوبين للصلاة، فقد يكون ومريديه مخبرين وفرق كاراتيه الأمن؛ فتنتهي الخطب بافتعال الإشكالات واقتحام المسجد والاعتداء بالضرب على خطيبه والمصلين. ثم توجه أصابع الاتهام إلى الجهة المراد التضييق عليها، وهي هنا الفرقة الصوفية، لزرع بذور الشك عند الجمهور.

على صعيد آخر، تخبرنا الرواية كيف تستخدم سيارات أجرة ونقل أو خاصة لتتبع المستهدفين بالتحرش. وهي سيارات، إما من دون لوحات أو بلوحات مزيفة، لأن الاستفسار عن أصحابها يظهر أنها غير مسجلة في دوائر المرور. إضافة إلى سيارات تهاجم المقصود ترهيبه ثم تنحرف عنهم لإحداث أبلغ الأضرار، ويفر سائقوها هاربين. ويستخدم الميدان حيث تقام الشعائر الدينية لعمل خيمة سيرك أو سوق للغوغاء والباعة الجوالين فتحصل المشاغبات والمشاجرات وأعمال البلطجة، بهدف إلصاقها بالمضطهدين أمام الجمهور. وقد يصل الأمر إلى العبث بالتمديدات الكهربائية في سرادق عزاء أو غيره ما يتسبب بحريق يؤدي إلى بلبلة وعدد من القتلى والجرحى. ويتم افتعال الشغب والاشكالات أمام أماكن السكن الخاصة وداخل البيوت نفسها؛ فيتعرض أصحابها لإقلاق الراحة والإزعاج من رمي الزبالة وحفلات الصخب وغيرها وصولا إلى المعارك والضرب والتهجم على الممتلكات وتكسيرها وقد يقع ضحايا.

يحصل ذلك تحت غطاء "عصابات وأبناء شوارع وقبضايات متفلتة"، تجهد "الشرطة للقبض عليهم".

مأزق الشيخ الصوفي، ويمكن أن نستبدله بأي شخص آخر موضع اضطهاد وتنكيل من السلطة السياسية والأمنية، عجزه عن الرد باستنفار علني لمعارفه أو مريديه لأن في هذا ما يضعف مكانته ويفقده الحظوة التي يكنوها له عندما يظهر بمظهر العاجز الضعيف بينما هم يعتمدون عليه ويبحثون عنده عن الطمأنينة والثقة. يتم إخراج جميع أنواع التنكيل والمضايقات هذه، لتحمل رسالة تهديد مبطنة يفهمها المعني بها، فيما تبدو وكأنها من أعمال رجال عصابات ومشاغبين وأبناء شوارع أو زعران كما نسميهم لا دخل للسلطة بهم.

ومن هذه الأعمال ما يصعب الإخبار عنه أو تأكيده، إذ يبدو أن المنكل به الخاضع للتجسس والمراقب بالكاميرات والميكروفونات المزروعة في محيطه وصولا إلى غرف النوم، يتعرض لإزعاج يصعب تأكيده أو حتى الإعلان عنه. فمم سيشكو؟ إنهم يلاحقونه في الفراش عندما يريد الاختلاء بزوجته وفي اللحظة الحميمة نفسها يبدأ موتور خلاط إسمنت هائل الصوت مسبب للصداع بالعمل تحت المنزل مباشرة! وعند الطلب من السائق الرحيل يجيب ثلة من المحيطين بالخلاط إنه معطل وأنهم يحاولون إصلاحه!

يعترف الآن المختصون النفسيون أن للتنكيل المعنوي، نتائج جدية على الصحة الذهنية قد تؤدي إلى الانتحار

المشكلة هنا أن الشكوى من مثل هذه الأمور قد تجعل السامع يشكك بالصحة الذهنية لمحدثه وقد يسأل نفسه هل يعاني من بارانويا أو فصام فيتخيل أمورا ويتصور من يلاحقه ويطارده؟ ألا يحصل هذا تماما مع من يعانون هذا المرض؟

جميعنا نذكر محاولات الشهيد سمير قصير الشكوى من أنه ملاحق ومراقب ويتعرض لما يشبه هذه الممارسات وطلب الحماية، من دون جدوى ودون أن يحرك أحد ساكنا! يضع المحيط نفسه على الحياد إما بسبب عدم التصديق أو الجبن أو الخوف أو اللامبالاة أو التواطؤ!

ولا يفيد تكرار الشكوى لأنها قد تؤدي إلى احتمال نزع صفة الأهلية عن المشتكي فالتساؤل يصبح: ألا يبالغ في شكوكه وأحاسيسه؟ وفي حالة الشيخ الصوفي في رواية "مولانا" تصبح الشكوى في غير مصلحته وتشكيكا في قدراته وفي البركة التي يجلبها لمريديه. فيخسر ثقة واحترام الآخرين وتنزع عنه صدقيته.

إنها إحدى الوسائل الماكرة لتبخيس الآخر ودفعه إلى ارتكاب الأخطاء ما يجعل انتقاده سهلا.

ويعترف الآن المختصون النفسيون أن للتنكيل المعنوي، نتائج جدية على الصحة الذهنية قد تؤدي إلى الانتحار. وهو من الأساليب التي استخدمت في المعتقلات النازية ويستمر العمل بها في الأنظمة التوتاليتارية. إنها أداة حكم فعالة.

خاتمة ذلك هي القتل كما حصل مع الشيخ ومع سمير قصير أو القتل المعنوي كما حصل مع البطل حاتم الشناوي. والتهم دائما جاهزة، في لبنان التعامل مع العدو كما حصل مؤخرا مع زياد عيتاني وغيره. وفي أماكن أخرى قد يكون التهجم على المقدسات من صحابة وغيرهم أو الإرهاب. تثير هذه الاتهامات الجمهور وتؤلبه ويصبح ما يجري للمتهم مقبول ومبرر ولا يدين السلطات.

إنها من أفضل الروايات التي تفضح جميع ممارسات الأجهزة ولا تترك زاوية إلا وتصلها بأسلوب فني جذاب.

 

الصين واسرائيل في تفاهمات قمة هلسنكي

راغدة درغام/22 تموز/18

تفاهما واتفقا ورسما خارطة الطريق ووضعا آليات التعاون ولبسا قناع المبارزة الرشيقة وهما يرقصان على نغم سرية الخلوة التي جمعتهما على انفراد بعيداً عن الاستنطاق واحتمال المحاسبة. لكن رجل الأعمال دونالد ترامب بدا وانه يقزّم الرئاسة الأميركية امام التهام رجل الاستخبارات السوفياتية فلاديمير بوتين له طبقاً لاستراتيجية محنّكة جعلت الرئاسة الروسية تبدو مارداً – فكان ذلك خطأه الأوّل. إنما الخطأ الذي يكاد لا يُغتفر لدى أكثرية الشعب الأميركي فإنه تمثّل في تقاعس الرئيس الأميركي في الدفاع عن المؤسسات الأميركية الاستخبارية والقضائية وهو يقف بجانب الرئيس الروسي رافضاً مواجهته في شأن تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية عام 2016، مشككاً في التحقيق الذي وجه اتهامات رسمية الى 12 ضابطاً روسياً بالتدخل في عملية ديموقراطية اسمها الانتخابات الرئاسية. عاصفة الانتقادات لهذا الأداء أسفرت عن تراجعٍ له بنكهة "ترامبية" اذ قال الرئيس الأميركي أنه أخطأ التعبير خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي في ختام قمة هلسنكي وانه كان يقصد القول أنه لا يرى سبباً يمنع أن تكون روسيا تدخلت في الانتخابات الأميركية، وأن زلة لسانه جعلته يقول انه لا يرى سبباً يمنع ان لا تكون روسيا تدخلت. واقع الامر ان دونالد ترامب ينظر الى تهمة التدخل الروسي بأنها تشكيك في فوزه بالرئاسة الأميركية وان هناك قدراً من الدعم والولاء له من قاعدته الشعبية لا يتزعزع مهما فعل. واقع الأمر ان دونالد ترامب لا يندم على ما فعله في هلسنكي، لا في الغرفة المغلقة ولا في المؤتمر الصحفي، والدليل أنه ماضٍ بدعوة فلاديمير بوتين الى البيت الأبيض حتى وان رفض الكونغرس استقباله. فلقد عقد ترامب صفقة ما مع بوتين واحتفظا بالتفاصيل. وهذا ما يقهر الأجهزة الاستخبارية والأمنية والسياسية الأميركية التي اعتادت ان يحيطها الرئيس علماً بما حدث وراء الأبواب المغلقة وهي تشعر الآن بالقلق عكس الأجهزة الروسية التي اعتادت أن تبقى في الظلام سيما في عهد رئيسٍ يعتز بخلفيته الاستخبارية عندما عمل في الـKGB. فماذا أعطى دونالد ترامب لفلاديمير بوتين، وهل ما أعطاه يجعل منه مجرد جندي في كتيبته، أم أنه اتفق معه على مفاهيم وصفقات استراتيجية تمتد من الصين الى سورية تشكل حقاً نقلة نوعية في العلاقات الأميركية – الروسية إذ تنقل العلاقة من خانة الخصمين الى خانة أقرب الى الحليفين الأميركي – الروسي؟ ماذا يفعل ذلك بالحلفاء التقليديين بالذات في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بل ماذا يفعل بالحلف نفسه؟ وما هي انعكاسات صفقة التفاهم بين ترامب وبوتين على الملفات الاقليمية سيما إذا كانت فعلاً تلك "الصفقة الكبرى" التي يتم فيها تقاسم المصالح والنفوذ بتفاهمات ثنائية؟

المستفيد الأبرز من قمة هلسنكي بين اللاعبين في الأزمات والصراعات الاقليمية هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي حصل على التزام علني من الرئيسين في قمة هلسنكي بأن أمن اسرائيل ومصالحها لهم عندهما الأولوية بالذات في سورية.

بنيامين نتانياهو لخّص موقع اسرائيل حالياً عندما قال ان هذه "لحظة حاسمة في تاريخ اسرائيل". كان يتحدث عن اقرار الكنيست الإسرائيلية هذا الأسبوع "قانون القومية" الذي نص على أن اسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي" وان "حق تقرير المصير فيها حصري للشعب اليهودي وحده". الصمت العالمي على هذا التحوّل الجذري في تاريخ وهوية اسرائيل، باستثناء استنكارات عابرة، انما هو تصديق وتشريع لعنصرية دولة لطالما اعتبرت نفسها وتباهت بأنها ديموقراطية. هذه هي الخطوة الأولى نحو تنظيف اسرائيل من الفلسطينيين وعددهم يقدر بمليون ونصف فلسطيني. فلقد تم ترقية اليهودي في اسرائيل كمواطن مميز وتم تخفيض منزلة الفلسطيني الاسرائيلي الى مواطن من درجة ثانية. لا روسيا اعترضت ولا اميركا امتغضت. النفاق الأخلاقي شمل الأوروبيين والإعلام العالمي. أما العجز والخضوع فإنه كان من ميزة الحكومات والشعوب العربية التي وصلت الى مرتبة متدهورة من الاهتمام بما كان يسمى "القضية الفلسطينية". فطبعاً، ان هذه "لحظة حاسمة في تاريخ اسرائيل" تأتي على أعقاب تعهد رئاسي أميركي – روسي بأولوية اسرائيل في تفاهمهما ثم ان قانون الكنيست الذي أقر "القدس الكاملة الموحدة" عاصمة لإسرائيل أتى بعد اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل – انما دون ان يقول انها موحدة أو غير موحدة، كاملة أو ناقصة.

المهم ان "صفقة القرن" التي اعدها ترامب عبر صهره جاريد كوشنر والتي تفيد ملامحها بأنها عبارة عن اعتبار قطاع غزة أساس الدولة الفلسطينية، ملحقاً بكانتونات من الضفة الغربية، أسفرت عملياً عن حصار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي رفض التفاوض وترجيح كفة "حماس" التي تفاوض اسرائيل تحت الطاولة. فليس الحكومات والشعوب العربية ولا السياسات الدولية وحدها مسؤولة عما آلت اليه أمور الفلسطينيين، بل ان القيادات الفلسطينية وانقسامات الفلسطينيين ساهمت في ذلك جذرياً.

هذا لا ينفي الأدوار الدولية وعلى رأسها دور روسيا التي كانت في زمن الاتحاد السوفياتي صديق فلسطين وأصبحت اليوم تنافس الولايات المتحدة على ارضاء نتانياهو وتبني الأولويات الاسرائيلية في فلسطين كما في سورية. إذن، كل المؤشرات تفيد ان المسألة الاسرائيلية كان لها أولوية في التفاهمات بين ترامب وبوتين في قمة هلسنكي، وبالتالي ان اسرائيل هي المستفيد الأول.

دونالد ترامب لم يلفظ اسم الرئيس السوري بشار الأسد أثناء مؤتمره الصحفي مع بوتين ولم يطالبه بأي شيء، سياسياً أو في اطار السلطة الانتقالية منها أو الدائمة. الاستنتاج واضح هنا، وهو، ان فلاديمير بوتين تمكن من اقناع دونالد ترامب انه يحتاج لصمته على بقاء الأسد رئيساً الى أجلٍ غير مسمى لأنه عنصراً مهماً في اضعاف إيران في سورية ضمن معادلة إبعاده عن طهران وزيادة استقطابه نحو موسكو – موسكو اليوم التي تنفذ الآن الاستراتيجية المشتركة لروسيا والولايات المتحدة وليس موسكو الأمس التي كانت ندّاً وخصماً لأميركا في سورية.

منطقياً، وبما ان التفاهمات حسبما يبدو كرست شؤون اسرائيل الأمنية في سورية وكرّست استمرارية الأسد في السلطة بشرعية أميركية – روسية – اسرائيلية، ما قد حصل عليه ترامب في اطار مطالبه الإيرانية هو تنازلات روسية. هذا منطقياً. تنازلات في صيغة الضغوط التدريجية وليس في صيغة الطلاق من العلاقة الروسية – الإيرانية. الأرجح ان بوتين وافق على تخفيض منزلة العلاقة مع طهران من "تحالف" في المرحلة الانتقالية الفائتة الى "صديق" ينصح ويمارس نفوذه – وكذلك يبرز عضلاته إذا تطلبت الحاجة. والهدف هو، كما قال ترامب في المؤتمر الصحفي، منع ايران من الاستفادة من الحملة على "داعش" – اي منعها من ان تبقى في الأماكن التي تم تحريرها من "داعش"، وبالتالي منعها من تنفيذ مشروعها القائم على الامتداد عبر الأر اضي السورية في اطار ما يسمى بالهلال الفارسي الذي يربط طهران بلبنان عبر الأراضي العراقية والسورية.

تقليص الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر احتواء مشاريعها الاقليمية يبدو أنه نقطة تنازلات فلاديمير بوتين مقابل موافقة دونالد ترامب على عدم القفز المكثف الى المواجهة مع طهران لإسقاط النظام فيها. إذن، عنوان التفاهمات هنا يبدو وأنه قائم على ادارة بوتين للتواجد الإيراني في سورية مع العمل نحو لملمة ايران تدخلاتها هناك والعودة تدريجياً الى الاعتناء بأوضاعها داخل الجغرافيا الإيرانية. عنوان التفاهمات هو موافقة دونالد ترامب على استراتيجية التدريجية بشراكة أميركية – روسية لها آفاق المصالح المشتركة الممتدة من الاعتبارات النفطية الى الخطة الاستراتيجية الكبرى التي للصين موقعاً فيها.

دونالد ترامب كرر ذكر الصين قبيل اجتماعه مع فلاديمير بوتين بصفتها موضوعاً مهماً في محادثاتهما. لعل السبب يكمن في اقتناع دونالد ترامب بفكر الفريق الذي يعتبر ان المصلحة الأميركية الاستراتيجية تكمن في تحولٍ جذري في العلاقة الثنائية الأميركية – الروسية من "خصم" الى "حليف" لأن "العدو" الاستراتيجي البعيد المدى هو الصين. هذا الفريق هو فريق ستيف بانون، الذي يرى ان هذه هي الفلسفة الإيديولوجية والاستراتيجية التي يجب أن تكون عصب عقيدة ترامب. ولعل هذا ما يفسّر انضواء مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو تحت ما فعله دونالد ترامب مع فلاديمير بوتين في هلسنكي.

ماذا فعل ترامب وبوتين في قاعة الاختلاء بينهما في هلسنكي؟ هل حقاً ابتلع بوتين بدهائه سذاجة أو اعتباطية ترامب، أم ان دونالد ترامب توجّه الى هلسنكي بخطة واضحة ورسم خطى بوتين فيها؟ لن نعرف الرد، أقله بمعنى ماذا حصل في سرية حديثهما. التاريخ قد يكشف لاحقاً ان كانا تواطئا او ان كان صاغا تفاصيل "الصفقة الكبرى" الغامضة.

 

محمد بن سلمان و"واشنطن بوست

أحمد عدنان/موقع صدى الصوت/22 تموز/18

كتب عبدالله سلمان العودة مقالة عجيبة في "واشنطن بوست"، تحدثت سلبيا عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فهو في رأي الكاتب يقود المملكة إلى عصور الظلام ويرسي ملكية مطلقة ويتبنى القمع الديني ويخالف سيرة من سبقوه. ولخطورة هذه الاتهامات وجب التوضيح والإنصاف، خصوصا مع مَن يعانون ضعفاً في الذاكرة، أو مع مَن يريدون تزوير الماضي من أجل تشويه المستقبل.

أولاً، إن الخطوات التي يقوم بها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين هي امتداد لخطوات أسلافهما أحياناً وتطوير لها في أحيان أخرى، فمثلاً، شاهدنا الملك يلتقي الأنبا تواضروس في القاهرة، ويستقبل البطريرك بشارة الراعي في الرياض، وإذا عدنا إلى الأسلاف، فسنجد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطلق مبادرة حوار الأديان وزار الفاتيكان، علما بأن سلفه الملك فهد أوفد وزير دفاعه الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى الفاتيكان أيضا.

في عهد الملك سلمان تحقق تمكين المرأة السعودية من حقها في قيادة السيارة، وأتيحت لها كذلك المشاركة الواسعة في القطاع الاقتصادي وفي أجهزة الدولة، كالأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في هيئة الرياضة، وسارة السحيمي في رئاسة مجلس إدارة "تداول"، وهذا النهج هو الآخر امتداد لنهج الأسلاف، فالملك عبدالله -رحمه الله- أدخل المرأة السعودية مجلس الشورى، وعيّن نورة الفايز نائبا لوزير التربية والتعليم.

وموقف المملكة من الإرهاب والإسلام السياسي قديم ولم يبتدعه الملك أو ولي العهد، في عهد الملك فهد صرح وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز (عام ٢٠٠٢) بأنّ "جماعة الإخوان المسلمين هم أصل البلاء"، وفي عهد الملك عبدالله وجهت المملكة ضربة قاصمة إلى جماعة "الإخوان" بتأييد ثورة مصر، والغضب على قطر عام ٢٠١٤ أصبحت تفاصيله معروفة، وكان العاهل الراحل أكثر من يحذر من خطورة الإرهاب والمتاجرين بالدين، وصراع المملكة العسكري والأمني مع إيران و"داعش" و"القاعدة" و"حزب الله" تفاصيله هي الأخرى متصلة عبر العهود ومعروفة للجميع.

في عهد الملك عبدالله بدأت الدولة مشروع الإصلاح الديني، فنحت هيئة كبار العلماء لكل المذاهب السنية، وتم تعيين وزير اسماعيلي، وبدأ العمل على تقنين الأحكام الشرعية، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، وهو ما تستكمله المملكة اليوم.

حتى حفلات الترفيه والغناء، هي في الأصل موجودة وتم إحياؤها، ونضرب المثل بمهرجان المفتاحة في أبها، ومهرجاني الدرة وأماسي في جدة، وقبل كل ذلك مسرح التلفزيون.

ثانيا، الملك سلمان وولي عهده لا يتبنيان القمع الديني بل يحاربانه، ولقد عانى السعوديون هذا القمع طوال عقود، وبسببه تأخر السعوديون في التنمية وفي نيل بعض الحقوق البديهية، والأمثلة حاضرة هي الأخرى.

اكتظ عقد الثمانينيات بفتاوى التكفير ضد تيار الحداثة، ومن نتائج ذلك الحيلولة دون حصول الناقد سعيد السريحي على  درجة الدكتوراه المستحقة، وصدرت فتوى رسمية تكفر العالم الجليل السيد محمد علوي مالكي أدت إلى انعزاله طويلا، وفي التسعينيات صدرت فتاوى تكفيرية نالت من المفكر والأديب الدكتور تركي الحمد أدت إلى أذيته شخصيا، وأحد الصحافيين الرياضيين احتجزته "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بتهمة السحر والشعوذة لأنه أصاب في توقع نتيجة مباراة كرة قدم، وفي مطلع الألفية أقيل محمد المختار الفال من رئاسة تحرير صحيفة "المدينة" بسبب نشر قصيدة مست مشاعر التيار الديني، وهذا ما تكرر لاحقاً مع رفقي الطيب في صحيفة "الندوة" بسبب مانشيت صحافي، وفي منتصف الألفية صدر حكم جائر ضد الكاتب حمزة المزيني تدخل الملك عبدالله لإيقافه بسبب مخالفته للأنظمة، وفي سنة ٢٠٠٨ أصدر الشيخ عبدالرحمن البراك فتوى تكفيرية نالت من الكاتبين عبدالله بجاد ويوسف أبا الخيل، وفي غالب هذه الحوادث كانت الدولة في صف المواطنين. وعلى صعيد التنمية حدث ولا حرج: المعارضة الدينية التي واجهت قرار وزير العمل الراحل غازي القصيبي حول تأنيث متاجر الملابس الداخلية النسائية، حرمان السعوديين حقهم في الترفيه وحرمان السعوديات حقهن في التنقل والعمل (سنة ٢٠١٠ رضخت وزارة الداخلية لضغوط التيار الديني ومنعت المرأة  من العمل على صناديق الدفع)، ونتذكر جميعا الحملات التي شنها المتطرفون ضد معرض الكتاب والجنادرية ومشروع الابتعاث، ومن طرائف الماضي أن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق أغلقت مجلة "قمر ١٤" بسبب احتجاج من التيار الديني مفاده أن اسم المجلة "يثير الغرائز والشهوات"، طبعا هذه القصص وغيرها شكلت موادّ استخدمتها وسائل الإعلام العالمية للحديث السلبي عن المملكة وشعبها، والأهم من ذلك ان تلك الحقب أضاعت فرصا اقتصادية على السعوديين فوق مصادرتها لحقوقهم.

ثالثا، كان طريفا عبدالله العودة وهو يتهم ولي العهد بقيادة المملكة إلى عصور الظلام، لأن الحقيقة في مكان آخر، فانفتاح المملكة على الفنون والثقافات والمعاصرة والاعتراف بالآخر من الممكن أن تسميه أي شيء إلا "عصر الظلام"، ولنسأل العودة أي التصريحين أقرب إلى عصور الظلام، الأول فتوى صادرة سنة ١٩٢٧ تطالب الحاكم بنفي الشيعة من المملكة لأنهم كفار، (وللأسف هناك فتاوى رسمية وشبه رسمية كثيرة بالمعنى نفسه إلى زمن قريب)، والثاني تصريح ولي العهد الشهير في مجلة "ذا أتلانتيك" : "ستجدون شيعياً في مجلس الوزراء، وستجدون شيعةً في الحكومة، كما أن أهم جامعة في السعودية يرأسها شيعي، مشكلتنا ليست مع الشيعة الذين يعيشون حياة طبيعية في المملكة، مشكلتنا فقط مع أيديولوجية النظام الإيراني"، اعتقد لا مجال للمقارنة.

رابعاً، يقول العودة إن الأمير محمد بن سلمان يقود المملكة إلى ملكية مطلقة ثارت ضدها الشعوب ورفضتها، ويبدو أن الكاتب غابت عنه أشياء أهمها ان النظام السياسي في عهد الملك سلمان وولي عهده هو النظام السياسي نفسه الموجود قبلهما، وما من ملك او مسؤول سعودي ادعى أن المملكة نظامها ديموقراطي، ويحسب للمسؤولين السعوديين صدقهم مع الناس، وهذا أفضل من التجارب العربية التي تدعي الديموقراطية ظاهرا لكنها حقيقة وباطنا ليس بعدها ديكتاتورية، وقد حفظ حكام المملكة حق المواطنين في "توسيع المشاركة الشعبية"، ويحسب لحكام المملكة أيضا أنهم لم يدعوا يوما الألوهية او النبوة او الملائكية، فليس هناك في المملكة او في العالم شخص او نظام خال من العيوب أو التجاوزات او التقصير او الأخطاء. وما غاب عن العودة كذلك، إن الملكية المطلقة، "السلطان المطلق للملوك"، جاءت في الأساس لإنقاذ الناس من الاستبداد الديني، وكانت مرحلة مهمة في تطور النظام السياسي وصياغة الحقوق والحريات وصونها تاريخيا، ومن المهم هنا الاستفادة مما رأيناه في الربيع العربي، في تجربة مصر مثلا أرادوا افتتاح التغيير بالسياسة، فكادوا أن يخسروا الدولة برمتها، أما تجربة تونس الأنجح نسبيا فقامت على تراكم حقبة الحبيب بورقيبة الذي كان حاكما مطلقا لكنه قام بإصلاح ديني وثقافي واجتماعي تمكنت تونس من البناء عليه لاحقا. إن المملكة تمر اليوم بظرفين خطيرين ودقيقين، الأول حالة الحرب على مستوى الحدود (عاصفة الحزم) وعلى مستوى الإقليم (إيران)، والثاني إعادة تأسيس الدولة، ومن الطبيعي في أي دولة تمر بهذه الظروف أن تلجأ إلى الحزم لحفظ وجودها وللعودة إلى العالم، وترف الجدل سيكون له أوانه لاحقا، وما أتصوره أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي نعيشها، ستقودنا حتما وقطعا إلى تطور وتطوير شاملين من الناحية السياسية، وولي العهد ليس بحاجة إلى التصريح بذلك بسبب استمرارية الحكم السعودي تخطيطا ونهجا (هناك تصريحات رسمية كثيرة تؤكد على الإصلاح الشامل)، والأهم من ذلك أن المحك هو الأفعال والقرارات وليس التصريحات والوعود.

*أحمد عدنان/كاتب صحافي سعودي مقيم في لبنان

 

الصين أكبر المستثمرين في السندات الأميركية

طوني رزق/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 تموز 2018

رغم الحرب التجارية، ما زالت الصين تستثمر اكثر من تريليون دولار في السندات الاميركية. وفي حين تخرج روسيا من من هذه السندات فانها تتلاقى مع الصين في كونهما من اكبر مشتري الذهب في العالم. غاب اسم روسيا عن لائحة أكبر الجهات الدولية الحاملة لسندات الخزينة الأميركية، وذلك بحسب تقرير أصدرته وزارة الخزينة في الولايات المتحدة الأميركية، يوم الثلاثاء الماضي، في حين بقيت الصين متربّعة على عرش اكبر المستثمرين في هذه السندات في العالم بقيمة تزيد عن 1.18 تريليون دولار. وفي حين اعتبر البعض ان سحب روسيا استثماراتها من السندات الاميركية يمثل نوعا من الصفعة الاقتصادية للولايات المتحدة الاميركية، قلّل رسميون اميركيون من اهمية هذه الخطوة معتبرين ان الاقبال على هذه السندات ما زال قويا، لا بل الاقوى في العالم. وكانت روسيا تمتلك 14.9 مليار دولار من سندات الخزينة الأميركية ، وهو أدنى مستوى منذ عام 2007، أي منذ حوالي 11 عاما، وذلك قبل ان تغيب وللمرة الاولى عن قائمة الجهات الدولية الـ 33 الأكثر حيازة للدين الأميركي، والتي تنشرها وزارة الخزينة الأميركية بشكل دوري. خلال شهر نيسان الماضي، كانت روسيا لا تزال ضمن القائمة، حيث كانت تمتلك 48.7 مليار دولار من السندات الأميركية، وكانت تحتل المرتبة الـ 22، وفي شهر اذار كانت تحتل المرتبة الـ 16 في الترتيب، حيث كان لديها 96.05 مليار دولار من السندات ، بعد أن كانت تمتلك أكثر من 100 مليار دولار بين شهري نيسان و كانون الثاني 2017. ولم توضح الوزارة الأميركية في البيانات التي نشرتها فارق الشهرين (ايار و حزيران)، ولا المرتبة التي أصبحت تحتلها روسيا الآن على لائحة أكبر الجهات الدولية الحاملة للسندات الأميركية. وعن سبب تراجع الاستثمارات الروسية في السندات الأميركية، قالت « إلفيرا نابيولينا» رئيسة البنك المركزي الروسي، إن البنك يتبع سياسة تستهدف تنويع الاحتياطيات الدولية، مع وضع جميع المخاطر، بما في ذلك المالية، والاقتصادية، والجيوسياسية في الحسبان. من جانبه، قال متحدث باسم الخزينة الأميركية، عند سؤاله عن سبب هذا التراجع الكبير في الاستثمارات الروسية، ان وزارته لا تعلق أبدًا على تفاصيل المستثمرين الأفراد أو الاستثمارات، مؤكدًا على أن سوق السندات الأميركية هي الأهم والأكثر سيولة في العالم كله، وأن الطلب لا يزال قويًا. ومن بين القائمة التي تضم ثلاث وثلاثين دولة حاملة للسندات الأميركية الحكومية، تأتي الصين واليابان على رأس هذه القائمة، حيث إنهما تمتلكان أكثر من تريليون دولار لكل منهما، فالصين لديها 1183.1 مليار دولار، لذا تأتي في المرتبة الأولى، أما اليابان فتمتلك 1048.8 مليار دولار، وتأتي في المرتبة الثانية، وفقًا للبيانات الأميركية.

المعدن الأصفر

الى ذلك، قال البنك المركزي الروسي إن احتياطيات روسيا من الذهب بلغت 62.5 مليون أونصة في بداية تموز ارتفاعا من 62.0 مليون في بداية حزيران، وهي سابع زيادة شهرية على التوالي. وأظهرت أرقام نشرها البنك المركزي على موقعه الالكتروني أن قيمة حيازاته من المعدن النفيس بلغت 78.17 مليار دولار. والمركزي الروسي أحد أكبر حائزي الذهب في العالم ويشتري المعدن النفيس بشكل متواصل. والبنكان المركزيان الروسي والصيني هما أكبر البنوك المركزية حول العالم شراء للذهب في السنوات القليلة الماضية.

اسواق العملات

صعدت عائدات السندات الحكومية الأميركية مع تكرار ترامب انتقاداته التي وجهها لسياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي لزيادة أسعارالفائدة قائلا إنها تحرم الولايات المتحدة من ميزة تنافسية كبيرة. واشتكى أيضا من قوة الدولار واتهم الاتحاد الأوروبي والصين بالتلاعب بعملتيهما. وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات منافسة، 0.8 بالمئة إلى 94.389 وهو أدنى مستوى في أربعة أيام. وصعد اليورو 0.7 بالمئة مقابل العملة الخضراء إلى 1.1722 دولار. وأمام العملة اليابانية، انخفض الدولار 0.8 بالمئة إلى 111.57 ين وهو أدنى مستوى في أكثر من أسبوع.

الاسهم العالمية

لم يطرأ تغيير يذكر على المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الأميركية يوم الجمعة الماضي، مع تجاذب السوق بين مخاوف من تصاعد التوترات التجارية بعد أحدث تهديد من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية على واردات من الصين، وسلسلة أرباح قوية أعلنتها شركات في مقدمتها مايكروسوفت.

وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضا 6.38 نقطة، أو 0.03 بالمئة، إلى 25058.12 نقطة، في حين تراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 2.66 نقطة، أو 0.10 بالمئة، ليغلق عند 2801.83 نقطة. وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضا 5.10 نقطة، أو 0.07 بالمئة، إلى 7820.20 نقطة. وتنهي المؤشرات الثلاثة الأسبوع على تباين، مع صعود داو جونز 0.15 بالمئة، وستاندر آند بورز 0.02 بالمئة، في حين تراجع ناسداك 0.07 بالمئة. نخفضت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة في الوقت الذي أعلنت فيه شركات عن أرباح دون التوقعات، فيما تلقت أسهم مصنّعي السيارات القدر الأكبر من التأثير السلبي للتوترات التجارية. وفي الوقت الذي يعكف فيه مسؤولون أميركيون على فرض رسوم جمركية على واردات السيارات، تصدّرت أسهم شركات السيارات قائمة القطاعات المتراجعة ليهبط مؤشر القطاع 2.1 بالمئة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع تلفزيون سي.إن.بي.سي إنه مستعد لفرض رسوم على بضائع مستوردة من الصين بقيمة 500 مليار دولار. وأغلق المؤشر ستوكس الأوروبي منخفضا 0.15 بالمئة فيما كبحت مكاسب لقطاعي الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الخسائر. ويُنظر إلى القطاعين على أنهما أقل عرضة للمخاطر. وتراجع المؤشر الرئيسي للأسهم الإيطالية 0.4 بالمئة بفعل تقارير عن تزايد التوترات داخل الحكومة الائتلافية للبلاد. وأغلق المؤشر داكس الألماني منخفضا حوالي واحد بالمئة بينما تراجع المؤشر كاك الفرنسي 0.35 بالمئة. وهبطت أسهم شركة صناعة الورق ستورا انسو 13.5 بالمئة بعد أن أظهرت نتائج أعمال الشركة أرباحا دون التوقعات في الربع الثاني وهو ما يرجع إلى مشاكل في الإنتاج وأعمال صيانة وشح في إمدادات الأخشاب. ودفع هذا أسهم شركة يو.بي.إم-كيمين العاملة في نفس القطاع للانخفاض 5.3 بالمئة.

النفط والذهب

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة من أدنى مستوياتها في عام الذي هوت إليه في الجلسة السابقة، وقفز البلاتين أكثر من 3 بالمئة بعد أن انتقد ترامب قوة الدولار وسياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي لزيادة أسعار الفائدة، وهو ما دفع الدولار للهبوط بشكل حاد. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.73 بالمئة إلى 1231.37 دولارا للأونصة في نهاية جلسة التداول في السوق الأميركي. ولامس المعدن الأصفر في جلسة الخميس 1211.08 دولارا للأونصة، وهو أدنى مستوى منذ تموز من العام الماضي. وارتفعت العقود الأميركية للذهب تسليم آب 0.6 بالمئة لتبلغ عند التسوية 1231.10 دولارا للأونصة. ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة الماضي مع حصول السوق على دعم من تراجع الدولار الأميركي وتوقعات بأن تنخفض صادرات السعودية من الخام في آب. وأنهت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة دولارا، أو 1.44 بالمئة، لتبلغ عند التسوية 70.46 دولارا للبرميل.

وزادت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 46 سنتا، أو 0.68 بالمئة، لتسجل عند التسوية 73.07 دولارا للبرميل. وأنهى الخام الأميركي الأسبوع منخفضا حوالي واحد بالمئة في حين هبط برنت 3.1 بالمئة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي وجه نداء الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لابطال قرار الكنيست: أليس من المريب أن تكون عقدة تأليف الحكومة محصورة بتوزيع الحصص والمغانم

الأحد 22 تموز 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا، على قمة جبل الصليب ومار شربل فاريا، اقامته بلدية فاريا ورعية مار شليطا، شارك فيه النائب شامل روكز ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب فريد الخازن ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونواب المنطقة وفعالياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

العظة

بعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان "يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك" (ليتورجيا القداس)، قال فيها: "يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك" (ليتورجيا القداس). عندما كان القديس شربل يقيم ذبيحة القداس ظهر 16 كانون الأول 1898، وهو قداسه الأخير من حيث لا يدري، وكان يرفع بين يديه قربان الرب، كأس دمه والجسد، ويتلو صلاة "يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك"، أصيب بجلطة دماغية أسقطته أرضا وأدخلته في غيبوبة، دامت طيلة تساعية الميلاد، وفي ليلة ميلاد ابن الله إنسانا على أرضنا في 24 كانون الأول، كان موته ميلاده في السماء مشعا بثوب البنوة الإلهية. وكان الدليل الإلهي ذاك النور الذي ظل يسطع من قبره في ظلمات الليل على مدى أسبوع". اضاف: "لم يكن هذا الحدث صدفة. بل هو ثمرة تماهي القديس شربل مع المسيح في "قربان ذاته" الدائم له، منذ أول يوم دخوله الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، مرورا بحياته في دير مار مارون عنايا، راهبا وكاهنا مثاليا لست عشرة سنة، وصولا الى حياته النسكية في محبسة الرسولين بطرس وبولس على قمة عنايا، حيث على مدى ثلاث وعشرين سنة، راح يسمو يوما بعد يوم في تماهيه مع المسيح الذي قدم ذاته ذبيحة فداء عنا على الصليب".

وقال الراعي: "يسعدني أن أحتفل معكم بهذه الذبيحة الإلهية في مناسبة عيد القديس شربل، لأول مرة بعدما رفع تمثاله، وهو أكبر تمثال في العالم، وكرسناه في 14 أيلول الماضي، على قمة فاريا العزيزة، بالقرب من الصليب المشرف بنور نعمته على البلدة والمنطقة. نحن نذكر أن التمثال رفع هنا وفاء شكر للقديس شربل على نعمة شفاء الشاب ميشال إيلي سلامة، إبن شقيق رئيس البلدية السيد ميشال الذي أشكره على الكلمة الترحيبية اللطيفة، كما أشكره وكاهن الرعية الخوري شربل سلامة على الدعوة لإحياء العيد معكم. نقدم هذه الذبيحة المقدسة على نية الواهبين وبلدية فاريا التي هيأت المكان وسهلت التنفيذ، وعلى نية جميع أهالي البلدة وكل الحاضرين، وأولئك الذين يؤمون هذا المكان المقدس في مناسبة عيد القديس شربل المحدد من الكنيسة في 23 تموز، ذكرى رسامته كاهنا في كنيسة الكرسي البطريركي في بكركي. فكم كان سعيدا المطران يوسف المريض الذي وضع يديه على من كان معروفا بإشعاع فضائله. كما نذكر فيها مرضاكم ملتمسين شفاءهم وتقديسهم، وموتاكم راجين لهم الراحة الأبدية في سعادة السماء". وتابع: "الصليب وتمثال القديس شربل يرتفعان معا على هذه القمة الجميلة من فاريا العزيزة، ليس فقط لأن المكان الجغرافي ملائم، ولكن بخاصة لأن المعنى الروحي واللاهوتي يفرضان تواجدهما معا، انطلاقا من صلاة شربل، الراهب والكاهن المتفاني، الأخيرة: "يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك". فحيث الصليب، هناك شربل! أجل، في حياته الرهبانية، في الدير وفي المحبسة، حمل صليب الإماتة والتقشف وحرمان الذات والتجرد من كل شيء. وعلى مثال يسوع الذي قدم ذاته ذبيحة فداء عن خطايا جميع البشر، بذل نفسه في قربانه للآب السماوي. وكما سال من صدر يسوع المطعون بالحربة دم وماء كانا رمز ولادة الكنيسة والبشرية الجديدة، نضح جثمان شربل بالماء والدم بعد خمسين سنة من وفاته، فكانت الشفاءات العديدة في تلك السنوات الخمسين، وما تلاها حتى أيامنا بقوة صليب الفداء الذي شارك في حمله. وكما انتهت مأساة صليب المسيح بنور مجد القيامة، كذلك انتهت مسيرة موت شربل بالنور العجيب الذي أشع من قبره".

واردف: "هذه هي ثقافة النهج المسيحي التي بدأها وأعلنها ربنا يسوع المسيح، وعاشها القديس شربل. وهي ثقافة التفاني والبذل وهبة الذات من أجل تغيير وجه العالم والتاريخ. وقد شبه الرب يسوع هذا النهج ونتائجه "بحبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت، فتعطي ثمرا كثيرا" (يو12:24). إنه نهج الوالدين المتفانيين في سبيل حياة أولادهم ونموها وسلامتها ومستقبلها. ونهج الكهنة والرهبان والراهبات المضحين في سبيل نشر الإنجيل وخدمة تقديس النفوس والشهادة لمحبة المسيح. ونهج المعلمين والمعلمات والمربين الذين بحب يتكرسون لتعليم الأجيال وتربيتهم، والسهر على نجاحهم، وزرع الأمل في مستقبلهم. وكم نرجو أن يسلك بحسب هذا النهج أصحاب السلطة السياسية، بحيث يتحلون بالتجرد عن مصالحهم الخاصة، ويتعالون عن مكاسبهم المالية غير المشروعة وصفقاتهم وتقاسم المغانم على حساب المال العام وحقوق المواطنين، ويتفانون في خدمة الخير العام ويعملون على قيام الدولة المنتجة ودولة العدالة والقانون والمؤسسات، ويكرسون طاقاتهم وأحزابهم وانتماءهم الديني والمذهبي من أجل تكوين الكيان اللبناني التعددي في الوحدة! فالتعددية الثقافية والدينية هي ميزة لبنان ورسالته في محيط يعتمد الأحادية في الدين والرأي والحكم. وها هي بكل أسف دولة إسرائيل التي احتلت أرض فلسطين تعلن نفسها "دولة قومية، وطنا للشعب اليهودي"، فيما الغرب يروج لها دولة ديموقراطية. إن قرار الكنيست يعتبر أيضا أن "القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل"، وأن "اللغة العبرية هي اللغة الرسمية". هذا القرار مرفوض وغير مقبول لأنه يقصي الديانتين المسيحية والإسلامية، كما يقصي شعبنا المسيحي بكل كنائسه الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية، ويقضي على القضية الفلسطينية ومسار السلام. إن لنا هناك أبرشيات ورعايا ومؤسسات وشعبا. فلا يحق للشعب اليهودي، وللدول التي تدعم قراره، التمادي في الإعتداء والإقصاء. وإنا نوجه النداء الى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإصدار قرار يبطل قرار الكنيست المشين والمنافي للديمقراطية والعولمة وتعايش الأمم والشعوب، ويعيد التأكيد على القرارات الدولية السابقة ذات الشأن". وختم الراعي: "أما في لبنان، فلو سلك أصحاب السلطة بحسب نهج التجرد والتفاني، لما كنا وصلنا إلى الأزمات التي تتآكلنا: أزمة تأليف الحكومة التي ينتظر أن تكون على مستوى التحديات الراهنة والإنتظارات، وأزمة الإقتصاد المتراجع؛ والأزمة الإجتماعية، المعيشية والسكنية والتربوية الإستشفائية؛ وأزمة البنى التحتية ولا سيما الماء والكهرباء والطرقات؛ وأزمة الفساد الأخلاقي والسياسي والإداري. أليس من المريب، أمام كل هذه الأزمات، أن تكون عقدة تأليف الحكومة الجديدة محصورة بتوزيع الحصص من أجل المغانم والمكاسب؛ بدلا من إيجاد حكومة تضم خبراء تكنوقراط يحققون الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات كما حددها مؤتمر باريس CEDRE، ويوظفون المساعدات المالية الموعودة بين قروض ميسرة وهبات بقيمة أحد عشر مليار ونصف دولار أميركي! ولئن كان هذا الكلام لا يدخل ربما عقول المسؤولين، فإنا نقوله راحة لضميرنا، ومخاطبة لضمائرهم. وهذا هو دور الكنيسة المحرر من كل مصلحة ذاتية. إننا في كل حال، نبقى جماعة الرجاء بانتصار صليب المسيح وشفاعة القديس شربل، "قديس لبنان". فنرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الراعي من حمانا: واجب الأمم المتحدة إبطال قرار الكنيست للخروج من عالم المصالح الشخصية وتأليف حكومة تحصن لبنان ليبقى وطن الإنفتاح

الأحد 22 تموز 2018/وطنية - كرس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مزار وتمثال القديس مار شربل في بلدة حمانا، خلال قداس ترأسه في باحة المزار في منطقة المرج، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب آلان عون، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن القاضي عباس الحلبي، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي، السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، النواب: هادي أبو الحسن، ماريو عون وسامي الجميل ممثلا بمسؤول اقليم بعبدا الكتائبي رمزي أبو خالد، النائبين السابقين عبدالله فرحات وناجي غاريوس، ممثل قائد الجيش العقيد فؤاد الزعبي، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العقيد إلياس الأشهب، ممثل المدير العام لأمن الدولة العقيد جوزف براك، ممثل مدير المخابرات العقيد نجم، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد الركن كليمان سعد، راعي أبرشية مار الياس المارونية المطران كميل زيادة، راعي أبرشية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس بسترس، رئيس رابطة مخاتير قضاء بعبدا جورج رزق الله، رئيس بلدية حمانا بشير فرحات، المتبرع بتكاليف المزار والتمثال المهندس شارل البرمكي وفاعليات وحشد كبير من المواطنين.

وألقى الراعي عظة بعنوان "الزرع الجيد هم أبناء الملكوت" (متى 13: 38)، قال فيها: "القديس شربل هو زرع جيد زرعه "ابن الإنسان" يسوع المسيح في حقل بقاعكفرا في 8 أيار 1828 مسيحيا ملتزما، ثم في حقل الرهبانية اللبنانية المارونية سنة 1851 راهبا مثاليا، وفي حقل الكنيسة المارونية كاهنا متماهيا مع المسيح الكاهن الأزلي في 23 تموز 1859، وإلى الأبد في ملكوت السماء درة ثمينة على جبين الكنيسة الجامعة، "حيث يتلألأ كالشمس مع الأبرار والقديسين" (متى 13: 43)".

أضاف: "يسعدني أن أحتفل مع سيادة أخوينا المطران كميل زيدان راعي الأبرشية، والمطران جورج أبي يونس ابن حمانا العزيزة، وسليل الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة ومع الآباء والراهبات ومعكم جميعا، بتكريس تمثال القديس شربل على هذه القمة الجميلة والمشرفة من حمانا العزيزة. فأود أن أحيي الأستاذ بشير فرحات رئيس البلدية ومجلسها، وأعرب عن تقديري وشكري على تقديم العقار، ومساحة ثمانية آلاف متر مربع، الذي أقام عليه مشكورا الأستاذ شارل البرمكي تمثال القديس شربل، إيفاء لنذر قطعه على نفسه تجاه "قديس لبنان". كما أحيي الخوري مارون شمعون، الذي أشكره على كلمة الترحيب، والذي أسند إليه سيادة راعي الأبرشية مسؤولية الخدمة الكهنوتية في هذا المزار، راجيا له النجاح في رسالته الروحية والراعوية".

وتابع: "أهنئ أهالي حمانا والمنطقة على ارتفاع تمثال مار شربل ومزاره على أرضهم الطيبة. فالقديس يجد، في ربوعكم وجمال بلدتكم، مكانه المناسب، حيث يكرم بإيمان ومحبة وإخلاص. ففيها يجد عائلات مسيحية مؤمنة أعطت دعوات أسقفية وكهنوتية ورهبانية. وتروحنها كنائس، وتنعشها أديار ومدارس ومؤسسات، ويخدمها كهنة ورهبان وراهبات، أحييهم وأشكرهم على حضورهم ورسالتهم، متمنيا لهم المزيد من العطاء، من أجل إبقاء شعلة الإيمان والرجاء متقدة في قلوب أجيالها الطالعة بوجه ظلمات الهم والقلق وخيبات الأمل. فيشعر الجميع بواجب الصمود، على مثال الآباء والأجداد، من أجل المحافظة على وطننا بأرضه وكيانه ودوره ورسالته في منطقتنا الشرق أوسطية. فلبنان يتميز بالتعددية الثقافية والدينية ضمن وحدة وطنية، فيما جميع البلدان في محيطه العربي أحادية الدين والثقافة والسلطة. وها دولة إسرائيل التي يروج لها العالم الغربي بأنها ديمقراطية، تعلن نفسها، بقرار اتخذه الكنيست في 19 تموز الجاري، أنها "دولة قومية، وطن للشعب اليهودي"، وأن "العبرية لغتها الرسمية"، مع انتزاع هذه الصفة عن اللغة العربية، وأن "القدس الكاملة والموحدة هي عاصمتها".

وأردف: "إن هذا الإعلان الرسمي بيهودية الدولة يقضي على القضية الفلسطينية ومساعي السلام، ويقصي المسيحية والإسلام، ويناقض قرارات الشرعية الدولية بحفظ "الوضع الراهن" (statusquo)، وباعتبار القدس مدينة ذات نظام دولي، ومنفتحة للديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام ولجميع الأمم والشعوب. فمن واجب منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن اتخاذ قرار يبطل قرار الكنيست، ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه، وفقا للقرارات الدولية السابقة. لذا، نطالب السلطة السياسية في لبنان الخروج من عالم المصالح الشخصية والفئوية الصغير، والإنطلاق نحو عالم أوسع. فتؤلف بأسرع ما يمكن حكومة ذات رؤية وفاعلية، تحصن لبنان وتقويه وتنميه، لكي يبقى وطن الإنفتاح والتنوع والحريات والعيش معا بين الأديان والثقافات".

وقال: "الزرع الجيد هم أبناء الملكوت" (متى 13: 38). حافظ القديس شربل على طبيعته "كزرع جيد" زرعه المسيح، فصان طبيعية الجيدة هذه من زؤان الخطيئة والشر وتجارب الشرير؛ وزينها بالفضائل الإلهية: الإيمان والرجاء والمحبة، وبفضائل نذوره الرهبانية الطاعة والعفة والفقر، وبالفضائل الروحية والأخلاقية والإنسانية. فأعلنت الكنيسة تمهيدا لتطويبه وتقديسه أنه "عاش ببطولة كل هذه الفضائل". وها الأعاجيب التي اجترحها ويجترحها كل يوم وتحت كل سماء، في الأجساد والأرواح والنفوس، تأتي علامة ناطقة لسمو هذه البطولة التي استمدها من الصلاة والتأمل والتقشف والتجرد، ومن اتحاده الكامل بالله. فليكن ارتفاع تمثاله ومزاره على هذه القمة دعوة لنا جميعا لنرتفع إلى قمم الروح والقيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية؛ بل ليرفع جميع الناس إلى فوق، إلى حيث هو هذا "ابن لبنان وقديسه"، قلوبهم وأفكارهم وعقولهم، ويستمدوا النور الحقيقي الذي يبدد كل الظلمات في حياة العائلة والكنيسة، وفي حياة المجتمع والدولة". أضاف: "إن أولى الظلمات هي الفساد الذي يشوه ويعطل كل شيء. نرى الفساد في أوجه متعددة: الإجتماعي والسياسي والإداري والإعلامي والأخلاقي. فالفساد الإجتماعي ظاهر في تدني الأخلاق، وسوء التعاطي، وعدم احترام الآخر، وانتهاك الصيت والكرامة؛ والفساد السياسي واضح في السعي إلى المصالح الشخصية الرخيصة والحصص الفئوية، وسلب المال العام، وشراء الرأي والصوت والموقف، وتقاسم المغانم من المشاريع العامة على حساب خزينة الدولة، وممارسة الزبائنية من أجل النفوذ، على حساب القاعدة الحقوقية، وإلزام المواطن بالتبعية للحصول على أبسط الحقوق الحياتية اليومية (راجع مقال أنطوان مسرة، "كيف تشوه أرقى المبادئ الدستورية في لبنان"- النهار 12 تموز 2018)؛ والفساد الإداري متفش في الرشوة وفرض الخوات لقاء أي معاملة ومشروع، وفي الاستهتار بحقوق المواطنين وكرامتهم، وبالإهمال في إنهاء المعاملات، وبموت الضمير المهني؛ والفساد الإعلامي يظهر في سوء استعمال حرية التعبير، وتضليل الرأي العام، والإساءة إلى الغير، وبث سموم التفرقة والنزاعات، وإفساد الأخلاق وقتل القيم. أما الفساد الأساسي الذي هو في أصل كل فساد، إنما هو الفساد الاخلاقي، الذي بسبب الجفاف الروحي وانتفاء الصلاة المخلصة لله، والابتعاد عن ممارسة الأسرار ولاسيما سر التوبة وقداس يوم الأحد. هذا الفساد يظلم عقل الإنسان ويختنق ضميره، فيضيع قاعدة التمييز بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وبين العدالة والظلم".

وختم الراعي: "إليك أيها القديس شربل، نور المسيح الساطع، نرفع عقولنا وأفكارنا وقلوبنا، ملتمسين أن تستمد لنا من المسيح "نور العالم"، ان ينير دروب حياتنا بكلمة الإنجيل، ويقدسنا بنعمة الأسرار، ويجددنا بعطية روحه القدوس. فنرفع نشيد الشكر والتسبيح للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

فرحات

ثم ألقى فرحات كلمة أكد فيها "اننا نسعى لتطوير مجتمعنا من خلال المشاريع الانمائية والسياحية والبيئية، وكرسنا ذاتنا للعمل اليومي للرقي والتقدم، كذلك أردنا ان نعمل على النمو الروحي الذي كان أساس صلابة أجدادنا وديمومة هذا الوطن وبقائه".

وشدد على "اننا في زمن ما أحوجنا فيه لنتشبث بالايمان والعودة الى الاصالة التي كانت ميزة تحلى بها أجدادنا، من هذا المنطلق أردنا إقامة هذا الصرح لمار شربل، هذا القديس الذي تخطى العروق والالوان والطوائف، وأصبح قبلة لجميع من يطلب نعمة شفاء روحي أو جسدي، وتراه يستمد من الله النعم ويعطيها للجميع، وكأننا نتمم إرادة الله بما شاء على هذه الارض وتصبح حمانا بشفاعة مار شربل وبركتكم الروحية قبلة وئام وسلام ومحبة، وستكون محجة تلاق لجميع أبناء المتن الأعلى ولبنان، وحتى دول الانتشار، وستصبح محطة أساسية ضمن خريطة السياحة والدينية التي نعمل على تعزيزها. وإن ننسى لن ننسى ما قدمته لنا كنيستنا عبر سيادة المطران كميل زيدان من توجيه وإرشاد ودعم معنوي، فكان وقوفه الى جنبنا شعلة تضخ في داخلنا الحماس".

وشكر المجلس البلدي وعموم أهالي حمانا، ثم توجه الى الراعي بالقول: "أبتي، إن دموعكم التي انهمرت أثناء خطبتكم من على مذبح شربل في عيده لم تكن ظرفية، بل هي صلاة يومية ترفعها من أجل لبنان، هي دموع المقاوم، بالكلمة والموقف لرفع رأس الوطن المطعون بحربة الأنقسامات والانشقاقات، لذلك نطلب من الله بشفاعة القديس شربل أن يمدكم بالصحة والصبر كي تستطيعوا العبور بخرافكم الى شاطئ أمان".

النمار

والقى المهندس فادي النمار كلمة البرمكي، فقال إن "عمل الخير ليس له هوية، وإننا نلتمس اليوم هبة الإيمان أمام هذا التمثال لتكتمل صورة هذه البقعة من الأرض الجبلية بأحلى معانيها وأسمى تجلياتها. إن القديسش شربل، سيبقى قديس العصر والعصور، فقد أعطى للزمن المعنى الخلاصي، وهنا لا ينحصر الإيمان في الإطار الروحي والديني فقط، بل يتخطاه ليشمل حياتنا الزمنية بكل أبعادها".

ختاما قدم فرحات درعا تقديرية للراعي، ثم دشن البطريرك قاعة المزار.

 

جعجع: ترتيب بين الروس والاميركيين لاعادة مليوني نازح سوري الى اراضيهم وعلى وزارة الخارجية القيام بالاتصالات اللازمة

الأحد 22 تموز 2018/وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "هناك ترتيبا يعد بين الروس والأميركيين لإعادة نحو مليوني نازح سوري إلى أراضيهم بضمانة روسية - أميركية وترتيبات روسية عملية على الارض في سوريا". وأشار إلى أن "هذا خبر سار بالنسبة لنا كلبنانيين، ومن المهم جدا ان تستفيد الدولة اللبنانية من هذه الفرصة من اجل ان يستفيد لبنان بأقصى ما يمكن من هذا الإتفاق". جعجع، وفي تصريح، لفت إلى أن "الظروف والصدف شاءت ان يكون لوزير الخارجية جبران باسيل زيارة مطلع الأسبوع المقبل الى واشنطن، حيث سيكون لديه فرصة كبيرة للتفاهم مع المسؤولين الأميركيين ومن ثم الروس بشأن طلب لبنان إعطاء الأولوية لإعادة النازحين السوريين الموجودين على أراضيه".  وقال: "من المهم جدا ان لا نفوِّت هذه الفرصة على انفسنا، وان تقوم وزارة الخارجية اللبنانية بكل الاتصالات اللازمة من أجل تحقيق الهدف المنشود". وختم: "كلنا مع جهود الوزير جبران باسيل لتحقيق الخرق المطلوب في لحظة مؤاتية، وفي ملف بات يشكل أولوية ضمن الأولويات اللبنانية".

 

شعبان: خطوات عملية لبدء عودة النازحين إستنادا الى تفاهم اميركي روسي بالإتفاق مع المجتمع الدولي

الأحد 22 تموز 2018 /وطنية - كشف مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، "أن الاسبوع المقبل ستكون هناك خطوات عملية من قبل مسؤوليين لبنانيين بتواصلهم مع مسؤولين روس، لوضع الاطر حول بدء عملية عودة النازحين"، مشيرا إلى "أن هذه العودة ستكون متفقا عليها مع المجتمع الدولي، والاميركيين والروس". وأكد شعبان، في حديث إلى "تلفزيون المستقبل"، "أن الروس هم الضمانة لعودة النازحين، بشكل عدم التعرض لهم من قبل النظام، وأن يصلوا إلى ممتلكاتهم بطريقة آمنة". واستبعد "وجود أي عرقلة لعودة النازحين"، خصوصا "عندما يكون هناك تفاهم أميركي- روسي حول عودتهم، والرئيس الروسي بوتين إستطاع أن يتفاهم مع الاوروبيين وخاصة الفرنسيين والالمان، في عملية دعم عودة النازحين، وظهر ذلك من خلال أول طائرة إغاثة البارحة من فرنسا الى الغوطة، ومستقبلا ستكون هناك مساعدات من دول اوروبية". وإذ أكد شعبان "أن المجتمع الدولي متفق على عودة النازحين"، كشف "أن وزارة الدفاع الروسية وضعت خطة كاملة، وفيها دراسة للمناطق السورية التي ستستوعب عودة النازحين بالفترة الحالية، وبالمستقبل يجب تحضير بنى تحتية، وكل هذا يتفاهم عليه مع الاميركيين".

 

الرياشي: اقل من 5 وزراء لن ناخذ ولن نقبل باقل من حقنا

الأحد 22 تموز 2018 /اقامت منسقية جبيل في حزب القوات اللبنانية عشاءها السنوي في مجمع اده ساندس السياحي، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بوزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي، لمناسبة الذكرى ال 13 لخروج الدكتور جعجع من السجن، شارك فيه النائبان زياد الحواط وشوقي الدكاش، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ممثلا بأمين سر المطرانية الخوري جوزف زيادة، امام المسلمين في جبيل الشيخ غسان اللقيس ممثلا بالشيخ احمد اللقيس، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات القضاء خالد صدقة، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، ممثل حزب الطاشناق مهران سهاغيان، المحامي فادي روحانا صقر، رئيس مكتب امن الدولة في القضاء الرائد ربيع الياس، رئيسة مكتب التنظيم المدني غادة القزي، رئيسة مركز الصليب الاحمر رندا كلاب، رئيس مركز الدفاع المدني شكيب غانم، منسق القوات شربل ابي عقل وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات.

النشيدان اللبناني والقواتي بداية ثم دقيقة صمت حدادا على وفاة منسق بلدة البربارة اسكندر سعادة فقصيدة من وحي المناسبة القاها الفنان اسعد رشدان الى كلمة عريفة الاحتفال الزميلة مستيكا الخوري اكدت فيها ان "القوات اللبنانية متمسكة بالحياة وبكل شبر من 10452 كلم مربع، بالرغم من كل محاولات العزل والتطويق والاتهامات الباطلة التي تتعرض لها"، مشيرة الى ان "هذا الالتزام كشف تقصيرهم وجشعهم، وبنهجنا النضالي فضحنا فسادهم وبغيرتنا على وطننا خلعنا وجوههم المستعارة، كيف لا ونحن اولاد مدرسة بشير الجميل وسمير جعجع والخمسة عشر الف شهيد".

وختمت: "نريد اليوم دولة منتجة وفاعلة، نظيفة وليست ممرا للصفقات والفساد والسمسرات، حريصون كل الحرص على ان نكون فيها، لاننا في السلم اليد التي تعمر وفي وقت الخطر قوات".

والقى ابي عقل كلمة قال فيها: "تحل الذكرى الثالثة عشرة لخروجِ الحكيم من المعتقل هذا العام بفرحة مزدوجة، فرحة الإحتفال بعودة سمير جعجع الى الحرية وما تعنيه هذه العودة لرمز المقاومة ورجل الدولة وحكيم القضية في كل زمان ومكان، وفرحة الإنتصار المدوي الذي حققته القوات اللبنانية في الإنتخابات النيابية، اذ لم تكتف بمضاعفة عدد نوابها، بل حققت ارقاما قياسية حيث لم يتوقع الكثيرون".

واعتبر ان "هذا الانتصار هو نتيجة العمل الدؤوب والجهد المتواصل على مدار سنوات عدة في نضال لا يكل ولا يمل، قاده الحكيم مع جميع القواتيين كل من موقعه وعلى قدر وزناته".

واردف: "اما في دائرة كسروان وجبيل تحديدا، فإن نتيجة الجهود المضنية اثمرت انتصارا نفتخر به ونعتز، تمثل بفوز المرشح المدعوم من القوات اللبنانية في جبيل الصديق النشيط زياد الحواط وانتصار الرفيق المناضل والمثابر شوقي الدكاش في كسروان بأرقام فاجأت الكثيرين، وهذا الواقع إن دل على شيء فعلي، أن القوات اللبنانية في هذه الدائرة عملت وثابرت ولما صار بدا كانت قدا، لقد راهنوا على ضعف التزامنا وفشلوا، راهنوا على قلة وفائنا وخسروا، وعلى عدم انسجامنا مع مرشحنا وخاب ظنهم. راهنوا على قلة عددنا فذهلوا بالنتيجة".

وتابع: "شككوا بقدرتنا على إدارة المعركة فأصيبوا بالخيبة راهنوا على العوامل الشخصية والمصالح الضيقة فكان رهانهم خاطىء فكانت المفاجأة لهم بسقوط جميع رهاناتهم لأن التزامنا ضوا بكرا، وربحنا المعركة، اجل المفاجأة كانت لهم، فكنا على ثقة راسخة بقدرتنا ووفائنا والتزامنا، واثبتنا ذلك قولا وفعلا، قلبا وقالبا، صوتا في الصندوق وصدى لنداء الحكيم".

وتابع: "لقد نادتنا القوات فلبينا النداء، وصوتنا وانتصرنا، واثبتنا واثبتت النتائج ان القيادة اصابت بإختيار المرشحين، وهم اليوم نواب فاعلون في تكتل الجمهورية القوية، اجل لقد كنا الصدى الصادق لقرار القيادة، فواكبناها بالعمل مع فريق متجانس يؤمن بقدراته ويثق بنفسه فنجح بترجمة القرار على أرض الواقع".

ووجه تحية شكر "لكل رفيقة ورفيق في فريق العمل ولكل من تعب وكد وبذل من وقته وعرقه لنؤكد جميعا على رسوخ القوات اللبنانية قي قلب جبيل وعلى رسوخ جبيل في قلب القوات وضميرها، واليوم نحن جميعا امام مسؤولية كبيرة لأن ابناء جبيل منحونا ثقتهم الغالية، ويجب ان نكون على قدر هذه الثقة فإلى مزيد من العطاء والعمل والجهد والنضال والى الأمام بخطوات واثقة وثابتة وخطة عمل واضحة وواعدة لتحقيق المزيد من الإنجازات والإنتصارات".

وأضاف: "لم تكن القوات اللبنانية يوما من هواة المناصب والمكاسب والمقاعد والحصص وإلا لتصرفت في الإنتخابات بشكل مغاير، لكنها اصرت وكما تصر اليوم حكوميا على الشفافية والنظافة والإنتاجية والتمسك بالمبادىء السيادية، وهي اليوم تريد ان تعمل الفرق والكثير من الفرق، في مكافحة الفساد، وفي احترام القانون وتطبيقه على الجميع، الفرق في رفض المحسوبيات وفي رفض تمنين الناس بحقهم، وفي خلقِ فرص العم ، والفرق كل الفرق في بناء الجمهورية القوية السيدة العادلة".

واردف: "اننا في جبيل نمد اليد اليوم من اجل مصلحة هذه المنطقة الحبيبة الشامخة لخدمة ابنائها الاوفياء من دون تمييز، فالإنتخابات باتت وراءنا، واننا مع الجميع نريد ان ننظر الى الأمام لنحقق لجبيل الكثير مما فاتها ولنحافظ عليها موئلا للحرية والنمو والتنوع والإزدهار والعيش المشترك".

وقال: "نحن هنا، كنا وسنبقى قواتا لبنانية، لا تهمنا اعاصير ولا نلوي امام عواصف، نحن هنا ساعة يدعو الواجب، عند الشاطىء وفوق القمم، لرد اي غاصب ومعتدي في جرود العاقورة ولاسا، محملين الدولة تبعات كل تعد على ارض اهلنا وكنيستنا، ونحن هنا، عند كل استحقاق ديمقراطي، صوتنا صدى دماء الشهداء ونداء الأبطال المقاومين، فدم الرفاق هو الدم الذي يغلي في عروقنا، كي نكون رأس الحربة في تصحيح المسار، حيث يجب، وفي اسقاط الشعارات الواهية، حيث ينبغي، وفي التأكيد تحت عنوانِ دعم العهد والتمسك بتفاهم معراب".

وتابع: "ان مشاركة القوات في الحكومة وفي القرار، ليست منة من احد، بل هي حق لنا وواجب علينا تجاه اهلنا الذين منحونا ثقتهم وتجاه الشهداء الذين تظللنا ارواحهم، كلمتنا قلناها في الصناديق، ونقولها اليوم من على هذا المنبر، وسنقولها غدا في الحكومة، لن نفرط بحق لبنان واللبنانيين في الحرية والكرامة في ظل دولة قادرة وسلاح واحد هو سلاح الجيش اللبناني دون سواه".

وختم: "لن نفرط بحق الجبيليين في استعادة موقعهم المستحق كما كانوا دائما في التاريخ وهم الذين كتبوا جزءا من التاريخ بالحرف والدم، وإلى مواعيد جديدة وانتصارات جديد".

وبعد عرض فيلم وثائقي سلط الضوء على الاسباب التي دفعت احد الشبان اللبنانيين العدول عن فكرة الهجرة الى الخارج بعد سماعه خطابا للدكتور جعجع حول بناء الدولة القوية بينما كان يحضر اوراقه للهجرة، ارتجل الرياشي كلمة مما جاء فيها: "ان الفيلم الوثائقي الذي شاهدناه الليلة والذي قال فيه سائق التاكسي للشاب الذي كان معه والذي كان يحضر اوراقه للهجرة من لبنان وهو يشاهد عبر هاتفه الخلوي مقطعا لحديث الدكتور سمير جعجع، فقال له السائق هذا الشخص هو امل كبير للمسيحيين، هذا الكلام صحيح ولكن ليس فقط للمسيحيين، هذا امل في الاساس للمسيحيين، لانه أسهم بتصحيح تمثيل كل المسيحيين، من هم معه او ضده، ولكن هذا الرجل هو امل للبنان".

وتابع: "اخبرني في احدى الجلسات انه يوم كان في زنزانة حجمها ومساحتها على قدر حجم المصعد الكهربائي، الذي ان صعدنا اليه وانقطعت فينا الكهرباء كما يحصل دائما، ممكن ان نختنق بدقيقتين، اخبرني انه كان يقرأ الانجيل المقدس كثيرا، واكثر ما كان يؤثر فيه عبارة ليسوع المسيح تقول: الراعي الصالح يبذل نفسه من اجل خرافه، وان كنتم تريدون ان تكونوا مثلي فما عليكم الا ان تتبعوني، وهذا الرجل كان مثل الراعي الصالح يبذل نفسه من اجل الخراف".

واضاف: "13 عاما من العمر في الاعتقال ولكن 1500 سنة وزد من النضال، هذه السنوات مرت كلمحة العين والبصر، لانه لم يحملها على كتفيه الا مسبحة وصليبا وصلاة من اجل من هم معه او ضده لان معلمه عندما صلب لم يصلب فقط من اجل من هم معه بل ايضا من اجل من هم ضده وحتى من اجل الذين صلبوه، فمن يريد ان يحمل قضية بحجم قضية القوات اللبنانية يحمل في قلبه كل الانسانية لا الحقد ولا الضغينة، ولا يحمل الا وجع الحاقدين وحسد الحاسدين، ويواجههم بشجاعة المحبة والايمان والقدرة الفائقة على المواجهة من اجل تثبيت المحبة والدفاع عن النفس والقضية عندما تدعو الحاجة الى ذلك، وهذا الشخص الذي احدثكم عنه، ضحى اكثر بكثير من غيره، وتواضع الى درجة الامحاق، وانمحى لدرجة الانسحاق لكي يرفع غيره ويرفع وطنه، ولكن في اليوم الذي يجب ان يقف في وجه الالتحاق وقف ووقف شامخا ودفع الثمن وحده عنا جميعا، مسلمين ومسيحيين، من اجل لبنان العظيم، هذا الرجل اسمه سمير جعجع، ولي الشرف ان امثله في هذا اللقاء في جبيل، هذا الرجل الذي علمني انه مهما اغضبك اخاك سواء اكان مسلما او مسيحيا او اكان من امك وابيك يبقى اخاك، وهو الذي علمني ان اهمية المصالحة انها كما السيارة يجب ان تستمر في السير على كل طرقات لبنان وطرقات جبيل لانها تعرف الى اين هي ذاهبة ومهما اعترضتها حفر وعوائق ستكمل طريقها، تنظر الى الوراء ولكن عبر المرآة، لان السائق اذا ما نظر الى الوراء تقع معه الحوادث، فالسائق الناجح ينظر دائما الى الامام لكي يصل بامان محققا الاهداف التي من اجلها هو موجود، السيارة ستسير والقيادة ستستمر والعمل والنجاح ليس ملكا لاحد بل هو ملك الجميع".

وتابع: "15 نائبا انتخبهم الشعب اللبناني للقوات اللبنانية، احتضنهم كل ابناء المجتمع، وكل ابناء لبنان، وما عادوا نوابا للقوات بل اصبحوا لكل لبنان ومن بينهم نائب لاول مرة من جبيل هو زياد الحواط ونائب عصامي من كسروان-الفتوح هو شوقي الدكاش، ولكن علينا جميعا ان نتذكر ان جبيل يوم اعطت الحرف كانت تواجه التاريخ، ولم تستح، فالذي يستحي سيستحي به التاريخ، ونحن يجب الا نستحي بل علينا ان نواجه التاريخ لنرى المستقبل".

ووجه التحية "للمناضلة انطوانيت شاهين الاخت والصديقة التي مثلت رمز الانسانية والتضحية ولبنان النموذج للمسلمين والمسيحيين ولكل انسان في لبنان يسهم في صناعة المستقبل، وهذه المناضلة أسهمت في الطريق التي تقتل الخوف لصناعة المستقبل".

وقال: "طالما نحن في جبيل لا يمكننا الا ان نرفع القبعة والتحية للقديس الكبير مار شربل، قديس العالم كله والذي يحمي مصالحتنا، لا بل بالاحرى مصالحتنا تحاول ان تتشبه به، لان كل من يزور هذا القديس يجد الخير، لا يميز بين شخص واخر ولا يتطلع في وجوهنا لكي يعرف لاي طائفة او دين او وطن ننتمي، وقضيتنا نحن هي قضية الانسان اي انسان في اي زمان ومكان، وهذه القضية هي من وحي مار شربل ويوحنا مارون وباسيليوس وديميتريوس وجميع القديسين لكل الطوائف، من وحي المسلمين في كل لبنان لكي نكون يدا بيد من اجل بناء لبنان العظيم".

واستذكر الرياشي "قصة شرلوك هولمز وصديقه الكاتب واتسون عندما كانا جالسين في خيمة فقال الاول للاخر ماذا ترى الان وانت تنظر الى السماء واخبرني عن معنى كل ما تراه، فاجابه ارى النجوم قد يكونوا معنى لقوة الله وخلقه والقمر الذي يدور حول الارض وضوئه الابيض وارى عتمة قد يبزغ الفجر بعد ساعتين، فساله بدوره ماذا ترى انت يا شرلوك هولمز، اجاب الأخير: ارى شيئين صحيح اننا نرى السماء ولكن يا صديقي واتسن ارى ان احدا طرق الخيمة".

وقال: "نحن كل ما يهمنا على ابواب تشكيل الحكومة الجديدة الا يطرق احد الخيمة، وكل ما يهمنا ان ياتي التمثيل الصحيح وفق الاحجام الصحيحة، صحيح ان اتفاق معراب اصيب بعطب اساسي واصررنا نحن الطرفين المسيحيين الأساسيين الا يصيب هذا العطب المصالحة المسيحية التاريخية التي وصفها القادة الذين صنعاها الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع بالمصالحة المقدسة والتاريخية، لان هذه المصالحة هي التي ستستمر والاتفاقات السياسية تكون مرحلية".

وتطرق الرياشي الى الجدل القائم حول "النسبة المئوية التي نالتها القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية مع ان الارقام التي هي في حوزتنا مغايرة لما يقوله صديقي الوزير باسيل، ومع هذا سنلتزم بكلامه مع اننا متفقون منذ البداية على المناصفة".

وقال: "تكتل الجمهورية القوية 31 في المئة من القوات اللبنانية، وتكتل لبنان القوي 50 في المئة من التيار الوطني الحر والاصدقاء والحلفاء، ولكن 30 في المئة يعني الثلث وثلث ال15 هو 5، واقل من 5 وزراء لن ناخذ، ولن نقبل اقل من حقنا بتمثيل الحجم والوزن السياسي والمطلب الشعبي، لتحسين البلد وتطويره، نتمثل او لا نتمثل ليس لاننا نطمع بحصص، نحن كالرهبان نكون يوما في الحقل ويوما في الدير ويوما بالمحبسة ويوما في القبر، ولكن كلنا لاجل الحياة. هكذا نحن وسنبقى لاجل الذين راحوا واستشهدوا ولاجل اجدادنا من مئات والاف السنين، ليس فقط من اجل السنوات الاخيرة، ولكن نحن نريد ان يتمثل هؤلاء في الحكومة كي لا يفكر احد بعد اليوم في الهجرة، نريد ان يتمثل الشباب في الحكومة لكي يعرف اللبناني المغترب والمقيم ان ارض اجداده هنا لا احد يستطيع ان يسيطر عليها او يأخذها منه".

وتابع: "احد كبارنا كان يقول لبنان يا قطعة سما ونحن اليوم نقول ان لبنان يمكن ان يصبح حقيقة قطعة سما اذا تم احترام القانون والدولة وتمت مكافحة الفساد واقمنا الدولة الحقيقية الفعلية، وان تحتكرالدولة وحدها السلاح الشرعي على ارضها غير كل الناس وفي وجه كل الناس، ولكن لاجل كل الناس، فهذا هو اللبنان الذي نريده. ويوم تم تعييننا وزراء لم نكن وزراء للقوات اللبنانية، ولكن لكي اكون امينا للامانة لي ولرفاقي والنواب الحاليين، التي سلمنا اياها الدكتور سمير جعجع وحوالى 150 الف ناخب للقوات اللبنانية اقول نحن نريد ان نعيش ونفرح ونفتح ابوابنا للحياة فلن نقبل ان يدخل الموت بعد اليوم الى بيوتنا، لا الموت السياسي ولا الموت الجسدي، سنمزق الثياب السوداء الى غير رجعة ونريد ان نحمل علم الحرية للاعالي، ولن نترك احدا يحاول ايجاد حل يجعل الذين لديهم العزة ان يغرقوا في الذل، الحل يجب ان يكون لاجل الذين لديهم عزة سواء أكانوا قوات لبنانية او غير قوات".

وختم الرياشي: "لاجل ذلك تناضل القوات اللبنانية لاجل كل هؤلاء الناس، ولأجل الحياة".