المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july22.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

احِبُّوا أَعْدَاءَكُم وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/أحرار لبنان القداسة هم أصوات صارخة ليس بمقدور أي قوة إسكاتها

الياس بجاني/خفة دم وهضامة ربع الممانعة الملالويين في لبناننا المحتل

الياس بجاني/بوست شربل خوري الإستهزائي بعجائب مار شربل

الياس بجاني/العلاج يجب أن يركز على المرض وليس على أعراضه

الياس بجاني/مقدمات نشرات أخبار تلفزيونات لبنان: تقزز وصنمية ومعلقات انشائية

الياس بجاني/ع الأكيد، الأكيد الكل بيعرفوه الكل

الياس بجاني/اتفاق معراب الخطيئة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الجراح السيادي والإستقلالي نوفل ضو يُشرِّح ويعري من خلالها بجرأة ومعرفة وموضوعية صفقة الرئاسة وملحقاتها اللادستورية واللالبنانية والإلغائية بأمتياز بكل مكوناتها الحاكمة منها كما ال 14 آذارية

النق المنظم المقونن... وفكرة الحرية/ادمون الشدياق/فايسبوك

لعبة مزدوجة من حزب الله ... رعد يُنسّق مع بري وعفيف يتصل بجميل السيد

ما علاقة كلام محمد رعد الأخير بتوقيف محمد عوّاد؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/7/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

من شربل مخلوف الى شربل خوري/اميل العليه

القاضي الشريف النزيه الجريء الرئيس راشد طقوش يرد على وزير العدل الوقح سليم جريصاتي

أبي اللمع: "لا شيء يمكن أن يفرق بين التيار والقوات

"لبنان القوي": الحريري بدا خصماً لنا..

غسان حاصباني: التنمية المستدامة تساعد على تخفيف النزاعات في المنطقة/نائب رئيس الوزراء اللبناني دعا إلى تعميم «رؤية 2030» عربياً

الحريري: لا يمكن تشكيل حكومة على قاعدة أكثرية وأقلية... والتوافق هو الحل خلال زيارته إسبانيا

طربيه لـ«الشرق الأوسط»: الحريري وباسيل دعما ترشيحي إلى مجلس «اتحاد المتوسط»

مروان حمادة: صبر اللبنانيين بدأ ينفد من جبران باسيل ودعا الرئيس عون إلى «وضع حد لتصرفات وزير الخارجية»

تنسيق لبناني – روسي لسحب ملف اللاجئين من “حزب الله” وتأمين عودتهم قريباً إلى سورية

حاصباني بحث مع سفراء مجلس الأمن التجديد لـ"يونيفيل" ودعم "أونروا

هآرتس: ماذا يطبخ بوتين ونتنياهو والأسد لإيران وحزب الله؟

عون وباسيل يقارنان الحريري بحزب الله: رد الجميل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

العراق المخطوف المنهوب/الشيخ حسن سعيد مشيمش

رفض خليجي وإسلامي للقانون المسمى «الدولة القومية للشعب اليهودي» والسعودية دعت المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته والتصدي للسياسات العنصرية

إسرائيل تطلق أوسع هجوم ضد غزة... والرئاسة تطالب بتدخل دولي وليبرمان هدد بحرب مؤلمة قائلاً: «حماس» هي التي تريد الحرب

ظريف: أوروبا لا تترجم أقوالها عن الاتفاق النووي لأفعال

لافروف يحتج لدى بومبيو على اعتقال روسية في أميركا 

العراق يستعد لمظاهرة "إسقاط الفاسدين"

مقتل 119 حوثياً وأسر 17 في صعدة وحجة خلال يومين

واشنطن تدق ناقوس الخطر.. إيران تحضر لهجوم إلكتروني كبير

النظام السوري يسيطر على أجزاء واسعة من القنيطرة ويوسّع انتشاره على خط «فك الاشتباك» المحاذي للجولان

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإستراتيجية الفرنسية الحنونة/الدكتورة رندا ماروني

أزمة فساد حزب الله عميقة/ماثيو ليفيت/الحرة

أمين الجميّل لـ«الأخبار»: عون ليس محايداً/نقولا ناصيف/الأخبار

مُحاصرة عون بفدرالية طوائف/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

«انقلاب» جميل السيّد/حازم صاغية/الحياة

هل يستطيع حزب الله تنفيذ استراتيجيّته الجديدة/قاسم قصير/مجلة الأمان

تعويم بشّار الأسد/خيرالله خيرالله/العرب

هل أميركا تتعرض للابتزاز/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

هلسنكي ملاكمة غير متكافئة/راجح الخوري/الشرق الأوسط

قطر والإرهاب... أوان حساب البيدر/إميل أمين/الشرق الأوسط

ثمن الجهل/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

باكستان بين براكين الانتخابات والانقلابات/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

النكبة الكبرى/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الخارجية الروسية: بوغدانوف وشعبان بحثا أوضاع لبنان وتوفير ظروف عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم

حاصباني من نيويورك: للاستمرار بدعم الجيش وإيجاد حلول لعودة آمنة للنازحين

الراعي التقى رئيس شعبة الشمال في دائرة الامن القومي معزيا بشقيقته

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار

إنجيل القدّيس متّى05/من43حتى48/"قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار. فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

أحرار لبنان القداسة هم أصوات صارخة ليس بمقدور أي قوة إسكاتها

الياس بجاني/21 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66185/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD/

لبنان هو بلد مقدس وحاضن طوباوي للحريات وملجئاً آمناً لها وللأحرار والمضطهدين.

وعلى ممر الأزمنة والعصور فإن كل من توهم أنه قادر على إلغاء لبنان القداسة هذا فشل وخابت أوهامه ولم يحصد غير الهزيمة والإهانة وآخرهم كان المحتل السوري البعثي الفاشي والمجرم.

كما أن كل أنواع القهر والاضطهاد والإجرام والتهجير التي تعرض لها شعب لبنان لم تغير من ثقافته الأخلاقية والوطنية والسيادية المبنية على مبدأ الحريات والتعايش والحضارة والانفتاح والديمقراطية.

وكما قال يسوع المسيح للكتبة والفريسيين عند دخوله إلى أورشليم الذين طلبوا منه أن يسكت تلاميذ: "لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة"..

فإن أحرار لبنان والمؤمنين بدوره وقداسته فهؤلاء ليس بمقدر أي قوة أرضية أن تدجنهم وتسكتهم..

وهم رغم كل الصعاب والشدائد يستمرون وبعناد الشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها.

نوفل ضو وغيره كثر من أحرار وأبناء وطن الأرز والقديسين يشهدون كل يوم وبصوت عال وصارخ في سماء لبنان للحق والحقيقة والعدل.

وكما لم يخاف يوحنا المعمدان من الحاكم المهرطق والظالم فإن أحرار لبنان هم شجعان بإيمانهم والرجاء ولن يكون بإمكان أحد إسكاتهم.

 

خفة دم وهضامة ربع الممانعة الملالويين في لبناننا المحتل

الياس بجاني/21 تموز/18

مهضومين ربع الممانعة الملالويين بتهجمهم على قانون يهودية إسرائيل وكأن إيران هي جنة علمانية وليست دولة ولاية فقيه مذهبية وعنصرية.

 

بوست شربل خوري الإستهزائي بعجائب مار شربل

الياس بجاني/21 تموز/18

بوست شربل خوري الإستهزائي بعجائب مار شربل لم يكن رأياً ولا حرية رأي بل تصرف صبياني سمج واهانة دينية 100% ولكن طريقة التعاطي معه من قبل البعض بالتهديد هي داعشية وغير مقبولة.. التعامل معه يجب أن يكون من ضمن القانون وبأطره حفاظاً على معايير الأحترام الدينية. على شربل أن يسأل نفسه جدياً لو انه كتب نفس البوست عن قديس غير مسيحي ماذا كان سيحل به..وهو بالتأكيد لم ولن يفعل لأنه بالتأكيد يدرك العواقب؟ صحيح أن الحرية مقدسة ولكن ضمن حدود عدم الإعتداء على حرية الآخرين وعلى مقتقداتهم.

 

العلاج يجب أن يركز على المرض وليس على أعراضه

الياس بجاني/21 تموز/18

المحتل في لبنان هو المرض الذي يفتك به وبناسه وبمؤسساته اما التناطح والسجالات والصراعات على الكراسي والمنافع بين السياسيين كما الفساد هي مجرد أعراض للمرض

 

مقدمات نشرات أخبار تلفزيونات لبنان : تقزز وصنمية ومعلقات انشائية

الياس بجاني/19 تموز/18

بشاعة مقدمات أخبار تلفزيونات لبنان الإنشائية البالية تعبر عن عدم احترام عقول وذكاء اللبنانيين من غير قطعان أصحاب شركات الأحزاب.

 

ع الأكيد، الأكيد الكل بيعرفوه الكل

الياس بجاني/18 تموز/18

من هو: سياسي مليشياوي منسلخ عن الواقع ومعجب بحزب الله ويجهد لإستنساخ وضعيته في داخل مجتمعه المفكك وهو 100% دكتاتوري ويعيش أوهام العظمة ويمارس بغباء مفضوح التقية والتشاطر والتذاكي وهمه إلغاء كل منافسيه؟ وكمان هو من يلي داكشوا الكراسي بالسيادة ومن الحاملين كذبة "الواقعية" بالطول وبالعرض؟!!

 

اتفاق معراب الخطيئة

الياس بجاني/17 تموز/18

مهما تفنن ربع اتفاق معراب العار في تجميله فلن يقنعوا عاقل واحد أن اصحابه ليسوا كالجنود الذين راهنوا على ثياب المسيح وتقاسموها.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الجراح السيادي والإستقلالي نوفل ضو يُشرِّح ويعري من خلالها بجرأة ومعرفة وموضوعية صفقة الرئاسة وملحقاتها اللادستورية واللالبنانية والإلغائية بأمتياز بكل مكوناتها الحاكمة منها كما ال 14 آذارية التي داكشت السيادة بالكراسي على خلفية الحصص والمغانم والأحادية

http://eliasbejjaninews.com/archives/66185/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD/

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=aejUNYxtFRQ

 

النق المنظم المقونن... وفكرة الحرية.

ادمون الشدياق/فايسبوك/22 تموز/18

واللهي العظيم ما بسمع غير نق وتبرير من قلب النظام ومن خارجه وكله تفخيت ببعضنا...ولك اذا مش عاجبكم الوضع انتفضوا واعملوا ثورة او سكرو بوزكم واسكتوا وكونو متل الخواريف على القليلة بتكونوا صادقين .

في دولة الملالي والدواعش التي اسمها لبنان انا اطالب بحملة جديدة بعنوان " حق المواطن الخاروف بالتمعيق " حتى الخاروف وهو يساق الى الذبح يقاوم ويمنتع ويمعق ونحن نساق الى الذبح صامتين حتى ولا تمعيقة واحدة. بلدنا يستباح وتتغير ملامحه ونحن ولا تمعيقة واحدة، مؤسساتنا تتشلع بخطة مدبرة وتاريخنا وحضارتنا تمسخ وتزور ونحن ولا تمعيقة واحدة.

نموت من القرف والملل واليأس والخنوع، اوليس من الافضل ان نموت من اجل قضية وكرامة وسيادة. من اجل وطن.

من شيم غيرنا الانتظار على ضفاف الانهر فلا مقاومة على ضفاف الانهر اما نحن فلقد طاف تاريخنا بتحدي الاقدار والسلاطين والاباطرة ومنتحلي صفات الله.

الكلاب اذا ضربتها تكشر عن انيابها وتعضك دفاعا عن نفسها ونحن لا نعض. المقاومة ليست سلاح ولا قنابل ولا مدفعية بل فكرة اذا ماتت يصبح لبنان مزرعة ونحن خواريفه فصلوا لكي لا تموت فكرة الحرية في ضمير الاحرار.

 

لعبة مزدوجة من حزب الله ... رعد يُنسّق مع بري وعفيف يتصل بجميل السيد

لبنان الجديد/21 تمّوز 2018/ماذا يريد حزب الله ؟

رغم التوضيحات الكثيرة التي حاول حزب الله بثّها في أجواء الحياة السياسية وعالم السوشيال ميديا بعد تغريدة النائب جميل السيد التي إستهدف فيها الرئيس نبيه بري بشكل مباشر ، إلاّ أن بعض المراقبين لاحظوا وجود تناقض كبير في الخطاب الإعلامي للحزب .

فالحزب برأي هؤلاء المراقبين يمارس لعبة مزدوجة على قاعدة توزيع الأدوار ، وبعد أن أحسّ الحزب أَن تغريدة السيد كادت أن تشعل الفتنة بين أنصار حركة أمل وحزب الله على عكس ما كان متوقع ، طلب من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد التكلم عن الموضوع ومهاجمة جميل السيد بطريقة غير مباشرة  في نفس الوقت ، حصل إتصال بين المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف وجميل السيد ، أوضح فيه عفيف للسيد أن كلام رعد لا يستهدفه بل هو في سياق آخر. فماذا يريد حزب الله ؟ ما يريده حزب الله هو إيصال رسالة لنبيه بري وتوجيه أنظار وغضب البقاعيين إليه لتحميله همّ ومسؤولية الحرمان ورفع هذه المسؤولية عن كاهله. وفي نفس الوقت ، يعمل الحزب على عدم كسر الجرّة مع بري وجماهير حركة أمل والإيحاء بأنّه غير مسؤول عن تغريدة جميل السيد ، وبالتالي تكون رسالته لبري وصلت وبقوة دون إستفزاز جماهير حركة أمل ، مع تكريس حالة العداء بين جميل السيد وجماهير حركة أمل ما يُخَفِّف من آمال طموحات الأخير لبناء حيثيته الشعبية في المنطقة البقاعية ، فبالأخير الحزب ليس من مصلحته أن تتكرّس هكذا زعامات. فهل نجح حزب الله في مهمته الأخيرة ؟ الأيام كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.

 

ما علاقة كلام محمد رعد الأخير بتوقيف محمد عوّاد؟

لبنان الجديد/21 تمّوز 2018/منذ أيام ، إنتشر فيديو لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد وهو يحذّر من ألاعيب السوشيال ميديا والفتن التي تُبثّ من خلالها ، وإتهم أن بعض الصفحات والحسابات مموّلة من السفارات. ربط البعض سريعا بين هذا الكلام وتغريدة النائب جميل السيد ، كون الكلام جاء متزامناً معها بعد الصخب التي أحدثته .لكن آخرون إعتبروه كلام لا يخرج عن السياق الطبيعي للخطاب الإعلامي لحزب الله والذي يستهدف خصومه في لبنان ، خصوصاً في الطائفة الشيعية. بالأمس ، جرى توقيف الناشط على السوشيال ميديا محمد عوّاد ، وهو من أبرز المنتقدين لحزب الله عبر هذه المساحة الإفتراضية ، وحُقّق معه لساعات من قبل الأمن العام ، قبل أن يُوقّع على تعهّد ويُخلى سبيله. الملفت في تحقيقات الأمن العام مع عوّاد هو سؤالين ، الأول عن موقع " لبنان الجديد " والثاني عن علاقته برئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري، وهو أحد أبرز الأسماء في المعارضة الشيعية، والذي جرى تلفيق تهم له بالسابق وأُطلق النار على منزله أيضاً. ومن عادة حزب الله أن يصف معارضيه في الساحة الشيعية ب "شيعة السفارات" ، طبعاً إلى الآن لم يُقدّم أي دليل على تهمه، بل هي مجرد إفتراءات لتشويه سمعة معارضيه. لذلك، ربط البعض كلام وتهديدات محمد رعد بتوقيف الناشط محمد عوّاد، ما يعني أن حزب الله مصرّ على سلوكياته القديمة بتخوين وتكفير وتشويه سمعة كل من يعارضه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما يقترب موعد الهجوم المدعوم من روسيا في القنيطرة، تتواصل عملية إجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من المنطقة الواقعة على الحدود في الجولان المحتل، بالتزامن مع إهتمام روسي بعودة النازحين السوريين إلى المناطق التي غادروها في سوريا. إهتمام لاقاه الرئيس سعد الحريري، الذي كلف مستشاره التواصل مع القيادة الروسية، للوقوف على تفاصيل المقترحات التي قدمتها موسكو إلى واشنطن، بشأن تنظيم عودة اللاجئين السوريين إلى أماكن معيشتهم. وبحسب التقديرات الروسية الأولية، فمن المرجح أن يغادر لبنان 890 ألف سوري في المستقبل القريب.

وعلى جبهة تشكيل الحكومة، لا جديد يسجل بانتظار عودة الرئيس الحريري من الخارج، واستئناف مشاوراته لحلحلة العقد الموجودة والمعروفة. وفيما لا يزال التقرير الذي أعدته شبكة الـCNN عن تلوث البحار يشغل بال اللبنانيين، تذكير بالتقرير الرسمي الذي أعده المركز الوطني لعلوم البحار الذي تحدث عن أربع نقاط ملوثة بحاجة لمعالجة، فيما النقاط الأخرى تتوزع بين مقبولة وجيدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هي فلسطين الموحدة على قضيتها الحاضرة الغائبة في كل محطة من تاريخ معاناتها، وهو يوم الامتحان الجديد يريده المحتل لانهاء ما تبقى من القضية، من الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية إلى قانون يهودية الدولة، كلها خطوات لا زالت تصطدم بارادة الفلسطينين إن كانوا في غزة أو الضفة.

ومن الوحدة على القضية إلى من يحاولون الشرذمة واللعب على خطوط التوتر الطائفي المذهبي، إذ أسمع رئيس مجلس النواب نبيه بري من يعنيه الأمر، كلاما واضحا انه لن يسمح لأحد أيا كان بأن يلعب مجددا على خطوط التوتر بين الطوائف والمذاهب.

ونقل عن الرئيس بري انه عندما التقى الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة، أكد له احترامه الكامل للميثاقية ولاتفاق الطائف وللتكليف الذي يعبر عن الإرادة النيابية بأن الرئيس سعد الحريري هو الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وفقا للدستور الذي ينص على ان المراسيم تصدر بتوقيع كل من رئيسي الجمهورية والحكومة.

أما الجلسة النيابية التي جرى التداول بشأنها، لتبادل الرأي حول الوضع في البلاد، ولا تعني بأي شكل من الأشكال ممارسة أي ضغط نيابي يستهدف الرئيس المكلف أو سواه لأن الوقت هو لتسريع التأليف وليس للمشكلات الداخلية، بحسب رئيس المجلس النيابي.

وإلى سوريا حيث سجلت تطورات لافتة، الأول ارسال فرنسا مساعدات انسانية إلى الغوطة، والثاني اعلان الاردن استعداده لاستئناف التبادل التجاري مع سوريا عبر معبر نصيب، والثالث دخول الجيش السوري إلى عمق القنيطرة بمحاذاة هضبة الجولان.

وفي زمن الانتصارات، يستذكر اللبنانيون جرودهم، كيف تحولت من سوداء بفعل وجود أصحاب الريات السود، إلى ذهبية بعدما أشرقت عليها شمس النصر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

التفاؤل الذي عكسه كلام الرئيس المكلف سعد الحريري من أسبانيا بقرب تشكيل الحكومة، لا يزال المؤشر الذي يوحي بوجود حل قريب للعقد التي تعترض اعلان التشكيلة الحكومية.

أما الاقتراحات الروسية بشأن إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد قمة هلسنكي، فكانت في صلب اهتمامات الرئيس الحريري الذي كلف مستشاره للشؤون الروسية متابعتها مع المسؤولين الروس.

واكد الرئيس الحريري ترحيبه بأي جهد تقوم به موسكو، يؤدي لوضع خطة مشتركة لعودة النازحين، وعبر آليات تواصل بين اللجنة التي ستشكل بضمانة روسية وبالتنسيق مع الجانب الأميركي والأمم المتحدة.

إقليميا، تتواصل عملية التغيير الديموغرافي في سوريا والتي ينفذها نظام الأسد. وفي سياقها وصل المئات من المقاتلين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من القنيطرة إلى شمال غربي سوريا.

أما في ايران فقد أعلنت السلطات الايرانية سقوط العشرات بين قتيل وجريح من قوات الحرس الثوري والباسيج، في اشتباكات غربي البلاد أعلن مسؤوليته عن نتائجها حزب كردي ايراني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على كتف عزته، يعلق تموز شارة اضافية. عام على عملية الجرود، عام على بداية التحرير الثاني. وفي يوميات شهر المجد قصص لا تنتهي عن انتصارات.

فمن أين يبدأ، من 2006 والنصر المعقود على جباه المقاومين، ووعد سيدهم الأمين، أم من تدمير اسطورة الميركافا وساعر وجنود النخبة وعويلهم في عيتا ومارون الراس، أم من 2017 وصيحة المؤذن في أعالي الجرود أن "حي على الجهاد" لدحر التكفير، أم من تهاوي تلال وحصون ظن مدنسوها أنها ستحميهم من أصحاب بأس شديد، أم من معادلات الردع في قطاع غزة: النار بالنار والقنص بالقنص والبادىء أظلم؟.

عدو تأسره في الجنوب طائرات ورقية تحرق أطراف بيت، هو أوهن من بيت العكنبوت، وعينه على نار في الشمال تحرق وجها آخر للارهاب. فطوابير الباصات والمهزومين وصلت القنيطرة، والمنتصرون يقتربون أكثر من الحدود.

ولا يفوت تموز أن يخبر عن ستة أقمار عادوا منتصرين من كفريا والفوعة، يخبرون عن سنين من تحد وإباء، لا يملون طول المسافات، ولا عظم المعاناة، يرددون شعارا حفظوه فعلا وايمانا "سنكون حيث يجب أن نكون".

في ملف تشكيل الحكومة، جرعة تفاؤل أطلقت من بلاد الأسبان، بقيت يتيمة لم تجد من يتبناها في بيروت، فالمعطيات تشير إلى أن العقد على حالها، وإن تحدث البعض عن فكفكة في إحداها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

التطورات الحاصلة إقليميا ودوليا، تجعل من الساحة اللبنانية مساحة للاستقرار إذا أحسنت القراءة والاستثمار، أو ساحة لتصفية الحسابات والانتظار واللاستقرار إذا ركب البعض رأسهم وسلم القرار إلى ما وراء الحدود والبحار.

من قمة هلسنكي التي بدأت تتكشف ملحقاتها غير السرية، من الجنوب السوري إلى القنيطرة إلى ادلب، والانهيارات في صفوف المسلحين، واستعادة درعا مهد ما سمي بالثورة على نظام بشار الأسد، وإعادة النازحين في لبنان والأردن إلى ديارهم، مرورا بقرار الكنيست الاسرائيلي غير المسبوق في تاريخ الدولة العبرية التي قامت اغتصابا وعنوة العام 1948، إلى التظاهرات والاحتجاجات غير العفوية في العراق وخصوصا في المناطق التي لايران تأثير واضح فيها من البصرة إلى النجف إلى بغداد، في اطار لعبة الضغط على طهران، وصولا إلى العمق الايراني حيث كشفت السلطات الايرانية اليوم ومن دون أي حرج عن سقوط دزينة من الحرس الثوري في مواجهة ارهابيين مسلحين على الحدود مع كردستان العراق.

نزولا إلى اليمن الذي أثمرت "عاصفة الحزم" فيه عن عودة الكوليرا التي نسيها العالم، وإلى تجدد المجاعة التي تذكر العالم انها ليست فقط محصورة في الصومال واريتريا واثيوبيا والسودان على المقلب الافريقي، بل أيضا في اليمن الذي كان اسمه في ما مضى "اليمن السعيد"، بلد الحضارة وسد مأرب ومملكة سبأ.

قمة هلسنكي المطلة على البلطيق أو يالطا الجديدة، بعد سبعة عقود وأكثر على يالطا القديمة على البحر الأسود، أعادت الروح إلى الدب الروسي على الساحة الدولية، وردت بعض الاعتبار إلى النسر الأميركي المجروح في الحلبة السورية والأجواء الشرق أوسطية.

رقعة الشطرنج جاهزة والأحجار تتحرك والبيادق تترقب النقلة الأخيرة قبل كش ملك. الوسائل العسكرية استبعدت والأدوات المحلية استهلكت والرهانات استنفدت.

وفي الداخل، يمعن البعض في لعبة التذاكي والتباكي وتحريض النفوس واستدرار الفلوس. صحيح ان الوضع الاقتصادي متراجع بفعل تراكم أفضالهم ومآثرهم منذ عقود، لكنه قابل للاستنهاض وعبثا يكذبون. الوضع المالي مستقر والليرة صامدة وستبقى، وعبثا يولولون. السياحة ناشطة وناهضة وأفضل من سنواتهم العجاف، وعبثا ينوحون. سنوات الوصاية وأيام الولاية والتبعية والوشاية ذهبت ولن تعود، ولن يكون هناك بابراك كارمل ولا رستم باشا وعبثا يترحمون. الحكومة الآتية ستكون على صورة اللبنانيين الصابرين الطيبين الأنقياء والشرفاء، وعبثا يكابرون.

اليوم كلام الرئيس في النهار واضح وضوح الشمس، لا يحجبه ظل ولا يمحوه الليل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا يزال ملف تشكيل الحكومة في اطار الدروس والمواعظ الدينية والأخلاقية قي شقها الرباني الذي تتقاطع عليه كل الديانات التوحيدية، أي ضرورة الترفع عن الأنانيات والتخلي عن المصالح الشخصية، من أجل إعلاء مصلحة الوطن وضرورة التخفيف من الجشع والأوزان، لمنح من يؤلف الحكومة القدرة على تكميل "البازل" المكون منطقيا من ثلاثين حقيبة.

ما عدا هذه المواقف المغرقة بالمثاليات، لا شيء تحقق حتى الساعة، ما عدا كلام نقلته "المركزية" يشير إلى معطيات إقليمية ودولية تجمعت لدى الرئيس الحريري من شأنها، إن صحت، ان تكسر حلقة المراوحة وتعجل في عملية التأليف في الأسبوعين المقبلين.

لكن المعطيات المنقولة تركت ظلالا كبيرة على نوعية التشكيلة ومعاييرها، وهل تبقي على الصيغة المعروفة أم ان صيغة جديدة مختلفة سترى النور؟.

في المقابل، يرتفع منسوب الشكوك في أن تتمكن الرياح الداخلية من تحريك أشرعة التأليف، كما تمنى الوزير باسيل للmtv، رغم تأكيده انه والرئيس المكلف لا بد سيلتقيان يوما ما. وبالعملي فإن الرئيس الحريري في لندن، فيما يتوجه وزير الخارجية الاثنين إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر حول الحريات الدينية.

توازيا، وبعدما نشرت الmtv الوثيقة- البرنامج الذي أعدته الخارجية الروسية لإعادة النازحين، تحرك الرئيس الحريري على هذا الخط، فكلف مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان التواصل مع الحكومة الروسية، للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي طرحتها في هذا الاطار، في سعي ظاهر من الحريري إلى مأسسة التعاون مع روسيا، ولوقف الاندفاعة الحزبية لخصصة هذا الملف وإعادة حصره بالدولتين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بين فرضيتين، يتأرجح تأليف الحكومة. فرضية متشائمة مبنية على ان لا معطيات إيجابية برزت منتصف الأسبوع الماضي، كما ان لا شيء يوحي بتغيرات دراماتيكية ستؤدي إلى التأليف الأسبوع المقبل. وفرضية متفائلة تتحدث عن ان التشكيلة كادت ان تعلن الأربعاء الماضي بعدما حلت العقدة المسيحية، وتعهد أكثر من طرف بحل العقدة الدرزية، حتى طرأ تطور إقليمي مفاجئ، لم تعلن أسبابه، عرقل الإعلان، وقد يزول في أي لحظة فتعلن الحكومة.

بين هاتين الفرضيتين، يعيش اللبنانيون وعينهم على رحلات المسؤولين، فالرئيس الحريري خارج البلاد حتى الثلثاء المقبل، موعد عودته واستئنافه الاتصالات، فيما وزير الخارجية جبران باسيل سيغادر الثلثاء إلى الولايات المتحدة، وأي تعديل في هاتين الرحلتين يوحي بتغير ما في الأفق الغامض.

وفيما يربط معظم المعنيين بالتأليف، إعلان الحكومة بتطورات الإقليم ولا سيما في سوريا، برز اعلان روسيا أمس ان مليونا و700 ألف لاجئ سوري سيعودون إلى بلادهم، ليتضح اليوم ان أكثر من ثمانمئة ألف من هؤلاء سيغادرون من لبنان، فيما علمت الـLBCI من مستشار رئيس الحكومة نديم المنلا، ان لجنة روسية- لبنانية شكلت في ملف النازحين، وأنها ستعقد أولى اجتماعاتها في بيروت الأسبوع المقبل، الأمر الذي قالت عنه مصادر الخارجية انه ممتاز ولو أتى متأخرا.

مهما كان سبب التأخير في اعلان الحكومة، فإن الوضع بالنسبة لكل الأفرقاء لم يعد يحتمل، ولا بد من تنازلات متبادلة لحل العقد، وإلا يكون لبنان سقط مرة جديدة في كباش اللاعبين الإقليميين والدوليين، غير المستعجلين على ما يبدو لحلحلة الملف الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أثبت عالم المساحة سعد الحريري أن موسكو أقرب الى بيروت من دمشق، فقام على الفور بتكليف الطوبوغرافي جورج شعبان، مستشاره للشؤون الروسية، التواصل مع المسؤولين الروس للوقوف على تفاصيل مقترحات إعادة النازحين السوريين من لبنان والأردن. وعلى الفور أيضا انتزع شعبان "مازورة" القياس، واجتمع بالممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، ناقلا إليه ترحيب الحريري بأي جهد تقوم به موسكو، يؤدي إلى وضع خطة مشتركة لعودة النازحين، وتأليف مجموعة عمل مشتركة خاصة بذلك، وفقا لما ورد في الإعلان الروسي.

قصد الحريري شعبان لتجنب رمضان، دخل من البوابة الروسية لتجاوز الأوتوسترادات السورية، وليمنع تاليا أي تطبيع مع النظام أو إقامة علاقات سياسية كانت أم امنية أم تجارية، مكلفا الروس مهمات يفترض أن تكون من واجبات الحكومة، وذلك بشهادة وزير اقتصادها رائد الخوري. لكن الدولة اللبنانية تهمل كل هذه الأبواب، وتمتنع عن استثمار فتح معبر "نصيب"، الشريان الحيوي للصادرات المحلية إلى دول الخليج.

والمبادرة الروسية ليست مستجدة على ساحة النزوح، ولو أراد لبنان تلقفها لفعل ذلك منذ تشرين الأول الماضي، عندما بادر رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل إلى الاقتراح على المسؤولين الروس، في خلال زيارته موسكو، تولي روسيا دور "ناظم" عودة النازحين من خلال علاقاتها بالنظام والمعارضة السورية على حد سواء، وترتيب عودة تكون خاضعة لمناطق خفض التوتر. وقد رحبت موسكو بهذا الطرح، وأبدت استعدادها للسير به، غير ان الدولة نظرت إلى رئيس حزب "الكتائب" آنذاك كباحث عن شعبوية روسية بعد اللبنانية، وأهملت الطرح.

وفي حينه، وبعد ساعات على هذه المبادرة، جاء خبر تعيين سفير لبنان في دمشق سعيد زخيا بقرار موقع من الحريري، لكن رئيس الحكومة دخل بعد ذلك في مرحلة الصدمة الإيجابية في السعودية، والتي ما زالت عوارضها غامضة حتى تاريخنا هذا. واليوم فإن التكليف الروسي تنظيم عودة النازحين يجري التعاطي معه "هم وزاح عن ضهرنا"، لأنه يوفر على الحكومة اللبنانية أبلسة التعاطي مع نظيرتها السورية، ويلزم الروس التفاوض بالوكالة. وقد رحبت الخارجية اللبنانية بهذه الخطوة، وعدتها إجراء عمليا متكاملا يضع العودة الآمنة على السكة الصحيحة.

وإذا كان الحريري قد أدار ظهره لسوريا وأعطى وجهه لروسيا في حل أزمة النزوح، فهل يكلف الروس أيضا مساعدته على التأليف؟. ففي آخر معطيات التشكيل أن مناطق خفض التوتر الوزارية لم تذلل بعد، باستثناء مرونة "قواتية" أعقبتها إشارات عن قرب التأليف، لكن كل ذلك مستند إلى توقعات غير عملية.

وسط الجدل عن جنس الحكومة، اقترح الرئيس أمين الجميل حكومة أمر واقع، بسبب تعذر الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، وذلك على غرار ما جرى في أثناء رئاسته ثلاث مرات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

من شربل مخلوف الى شربل خوري

اميل العليه/السبت 21 تموز 2018

لكل مقام مقال | المصدر :اينوما - الكاتب :اميل العليه 2018-07-21 شربل خوري، سمي القديس شربل ومع هذا اساء للقديس بكتابات صبيانية فايسبوكية  لا تقدم ولا تؤخر الا بنظر من لا يعرف القديس ومعلمه كما يجب. الحمدلله أن اسمه ليس محمد او علي أو حسين أو عمر أو إلى ما هنالك من أسماء غير مسيحية، والا لكنا رأينا الويل والثبور وعظائم الأمور. الكل اليوم متطوع للدفاع عن شربل القديس وتحت راية هذا الدفاع يرتكب هذا الكل الخطيئة ذاتها التي ارتكبها شربل الخاطئ. ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة يتعرض فيها الابرار لإساءات من الخطأة، التاريخ بقديمه وحديثه حافل بالشواهد.

وليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يهب فيها كثيرون للدفاع عن القديس ورجم الخاطئ بألف حجر، طبعا قبل أن يستمعوا الى صوتٕ يصيح في داخل كل واحد منهم " أن كنت أنت بلا خطيئة ارم الحجر الاول". لا، ليس القديس شربل ضعيفا يترجى المساعدة، هو قوي سلاحه كلام معلمه وخلاصته " باركوا لاعنيكم " اذا كان المدافعون عن شربل مخلوف، اكليروس وعلمانيون،  مسيحيين حقا فليباركوا شربل خوري، مبتسمين له فيعرف أنهم وشربل القديس أبناء الإله الاقوى الذي لا تحط من قدره إساءة من هنا او هناك مهما كبرت، وكائنا من كان مطلقها. أفضل خدمة يؤديها هؤلاء للقديس والهه، هي مقاربة المسألة على طريقة يسوع التي لولاها لما تقدّس شربل مخلوف ونال بركات الله ولعنات الخطئة، الا اذا كان البعض يعتقدون أن شربل أعظم من يسوع، وانهم أنفسهم اعظم من شربل. متى يدرك المسيحيون رعاةً ورعايا، أن المطلوب منا هو أن نمسحن عصرنا فنكمل لا أن نعصرن مسيحنا فيهزل؟

 

القاضي الشريف النزيه الجريء الرئيس راشد طقوش يرد على وزير العدل الوقح سليم جريصاتي

السبت 21 تموز 2018

 لقد اطلعت على ما ورد في صحيفة الأخبار بخصوص وزير العدل

فقد أوردت الصحيفة أنَّه لم يجرؤ وزير عدل في تاريخ الجمهورية اللبنانية على مخاطبة القضاة باللهجة التى يستخدمها سليم جريصاتي"ممنوع تحكوا"

هذا صحيح ، نعم لم يجرؤ وزير عدل على مخاطبة القضاة باللهجة التى استخدمها وزير العدل الحالي.

- لأنه لم يأتِ وزير عدل بأخلاق الوزير الحالي.

- لم يأتِ وزير عدل حقوداً وحسوداً كالوزير الحالي.

- لم يأتِ وزير عدل

يحمل في صدره الكراهية للقضاء.

- لم يأتِ وزير عدل غير "متوازن" كل من شغل منصب وزير العدل كان لديه الحكمة الكافية للتعامل مع القضاء.

- لم يأتِ وزير عدل يستقبل في مكتبه أصحاب علاقة بدعوى مقامة لدى أحد القضاة ويتصل بالقاضي ويسمع أصحاب العلاقة الحوار الذي جرى بينه وبين القاضي وفيه تهديد للقاضي بالتشكيلات القضائية.

هل هذا تصرف يمكن أنْ يصدر عَنْ وزير عاقل؟

ولم يأتِ وزير عدل يصطحب معه أحد القضاة لمسؤول سياسي حتى يقنعه بالموافقة على تعيينه في مركز معين.

هل يصدر مثل هذا التصرف عَنْ وزير مسؤول؟

أقولُ لوزير العدل إنَّ القضاةَ ليسوا موظفين بل هم سلطة وفقاً للمادة 20 من الدستور اللبناني ، ويُفترض بأي وزير عدل أنْ يتعامل مع القضاء كسلطة مستقلة ويدافع عَنْ إستقلال القضاء.

إنَّ رائحةَ الحقد فاحت مِنْ كلامك يا معالي الوزير وأسلوبك الفوقي و الإستفزازي في التعامل مع القضاء ، يُثبت أنَّ ما قلته كان مقصوداً وعَنْ سوء نية.

وأخيراً أقول عفواً يا معالي الوزير ، القضاة لن يسكتوا ولا أحد يستطيع أنْ يمنعهم مِنَ " الحكي " ، أنت مَنْ سيسكت يا معالي الوزير لأنَّكَ فرد ، والأفراد يزولون ، منهم مَنْ يذهب إلى النسيان ، ومنهم من تظل ذكراه عبر الأجيال ، أمَّا القضاء فهو سلطة ، والسلطة لا تزول بزوال الأفراد.

وأُذَكِّر الوزير بالمَثَل الذي يقول: لُكِلِّ مقام مقال، ومقامك يستحق هذا المَقال .

القاضي راشد طقوش

 

أبي اللمع: "لا شيء يمكن أن يفرق بين التيار والقوات"

السبت 21 تموز 2018/شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” ماجد إدي أبي اللمع على ضرورة صيانة المصالحة المسيحية بين حزب "القوات اللبنانية" والتيار الوطني الحر داعيا الى عدم التفريط بها. وأشار في كلمة القاها في العشاء السنوي لمركز بصاليم-مزهر المجذوب في مجمع كاونتري لودج في بصاليم، إلى عدم وجود مصلحة في خلاف القوتين المسيحيتين رغم المواقف التي تصدر في وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن اتفاق معراب جزء لا يتجزأ من إعلان النوايا وأنه ينص على المشاركة السياسية المتساوية طيلة فترة العهد، مكررا التمسك بهذا العهد الذي نعمل كلنا على انجاحه باعتباره "عهدنا الذي نريد له تأثيرات ونتائج إيجابية على المسيحيين وكل اللبنانيين" على حد قوله. وأوضح أبي اللمع أن هدف تفاهم معراب تعزيز دور المسيحيين في مؤسسات وإدارات الدولة، بعد أن أفرغها عهد الوصاية منهم، واختيار من يتمتع بالكفاءة والشفافية ليتولى وظائف إدارية في الدولة. ودعا إلى ضرورة ترميم هذا الاتفاق بأسرع وقت وتأليف حكومة بأفضل تمثيل، مكررا أن التفاهم لا يحتكر التمثيل المسيحي ولا ما يقال إنها حصص، لأنه ينص على تمثيل حلفاء الطرفين، قائلا "إن لا شيء يمكن أن يفرّق التيار والقوات عن بعضهما وانهما سيبقيان متصالحين لمصلحة المسيحيين ولبنان". وتطرق أبي اللمع الى استهداف وزراء القوات والحرب الشعواء التي تشن عليهم، مستغربا كيف أن أحداً لم يتطرق إلى فساد أي من الذين تعاقبوا على الوزارات في الحكومات السابقة، معتبراً أن الشجرة المثمرة هي التي ترشق بالحجارة. وأضاف: " نحن نفتخر بوزرائنا، بأدائهم وشفافيتهم وهم أفضل وزراء تعاقبوا على الحكومات السابقة والحالية ولكن للأسف هناك من يرفض ويتحسس من الإنجازات والنجاحات على قاعدة "من في تحت باطو مسلّة بتنعرو". وختم النائب أبي اللمع كلمته معتبرا أن وزراء القوات شكلوا مدرسة في الأداء الحكومي عمادها الكفاءة والشفافية ويجب على الآخرين الاقتداء بها.

 

"لبنان القوي": الحريري بدا خصماً لنا..

"الأنباء الكويتية" - 21 تموز 2018/رأت مصادر تكتل "لبنان القوي"، لـ"الأنباء"، أن مهمة "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وضع المعايير والاتفاق مع رئيس الجمهورية على شكل الحكومة، لكنها تغمز من قناة الحريري من خلال ما اعتبرته صدمة تعامل الرئيس المكلف مع التيار وكأنه خصم وليس حليفا، وهذا ما يفسر برودة باسيل خلال اللقاء الأخير مع رئيس الحكومة المكلف الذي يعترض على منح التكتل الثلث الضامن في الحكومة، وهو ما سبب صدمة في "ميرنا الشالوحي" لأن التعامل مع "بيت الوسط" لم يكن ولا مرة بعد التسوية الرئاسية إلا من زاوية التحالف. وإصرار رئيس الحكومة على عدم منح التيار ١١ وزيرا سيشكل أكبر عقبة أمام التشكيل، وتم إبلاغ الحريري بنه إذا كان تكتل "لبنان القوي" غير قادر على الحصول على وزارة الداخلية وكذلك على وزارة المال، فمن غير المقبول أن يتم رفض حصوله على حصة وازنة بحجة عدم إعطائه "مفاتيح" مجلس الوزراء، فهذا المطلب لا يمكن التنازل عنه لأنه حق مكتسب ومن المستغرب أن يعتبره الحريري موجها ضده.. فهل يعتبرنا حلفاء أم ثمة تطورات جديدة غير معلومة؟وكشفت مصادر مطلعة على أجواء التأليف أن "سبب عدم اجتماع الحريري والوزير جبران باسيل في "بيت الوسط" هو أن الأخير أبلغ الى الرئيس المكلف بأنه لن يتدخل بعد اليوم في عملية التأليف وأن الموضوع ليس عنده وأنه يسمع كلاما مفاده أنه هو من يعطل التأليف "في حين أن القرار في يد الرئيس المكلف".

 

غسان حاصباني: التنمية المستدامة تساعد على تخفيف النزاعات في المنطقة/نائب رئيس الوزراء اللبناني دعا إلى تعميم «رؤية 2030» عربياً

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/السبت 21 تموز 2018

دعا نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة اللبناني، غسان حاصباني، إلى تعميم «رؤية 2030» في السعودية، على بقية البلدان العربية؛ لتحسين فرص الوصول إلى تحقيق الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة بحلول سنة 2030، معتبرا أن القيام بذلك يساعد على تخفيف النزاعات التي تشهدها المنطقة. وحض على اتخاذ مزيد من الإجراءات لتنويع اقتصادات الدول العربية، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة. وكان حاصباني قد ألقى كلمة «الأسكوا» في المنتدى السياسي الرفيع المستوى في الأمم المتحدة حول الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة لعام 2030 في نيويورك، حيث عرض لمقررات المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2018 الذي استضافته بيروت ونظمته «الأسكوا» بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية. وقال حاصباني لـ«الشرق الأوسط» إنه عرض أمام الوفود التي شاركت في المنتدى في نيويورك نتائج منتدى «الأسكوا» الذي عقد في بيروت، موضحا أن التوصيات الأهم تشمل الأمور المتعلقة بما سماه «التحول والتنوع في الاقتصادات العربية من أجل استدامة التنمية ومن أجل الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي». وأضاف أن «توسيع نطاق استخدام الطاقة المستدامة والطاقة البديلة كان محط نقاش كبير، لأنه من الأهداف الرئيسية لأجندة التنمية التي وضعتها الأمم المتحدة بحلول عام 2030». ولفت أيضا إلى أن «مشاركة الشباب والعنصر النسائي في التنمية الاقتصادية تحقق الاستدامة لهذه التنمية». وردا على سؤال عن تفاوت نسب التقدم بين بلد عربي وآخر للوفاء بالالتزامات الدولية المتعلقة بالتنمية المستدامة، قال حاصباني إن «القدرات تتفاوت في العالم العربي بحسب المسارات والخطط الاستراتيجية التي تضعها كل دولة للتنمية»، علما بأن «ثمة أموراً عابرة للدول فيما يتعلق بالقدرات»، معتبرا أن «أكبر التحديات يتعلق بالحاجة إلى تعاون أكبر بين الدول العربية لتقريب هذه القدرات وتطوير أهداف التنمية المستدامة؛ لأن جزءا منها يؤثر على مجمل العالم العربي». وحذّر من أن «انعدام التنمية في البلدان المجاورة لبلد يتقدم في التنمية يمكن أن يسبب أعباء سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية على هذا البلد». وعن النتائج المبشرة في العالم العربي، قال: إن «المملكة العربية السعودية أظهرت قدرة كبيرة على جمع المعلومات ووضع قاعدة بيانات متطورة قياسا بدول أخرى في العالم العربي»، مضيفا أن «الإمارات العربية المتحدة لديها أيضا معلومات إحصائية وإدارية واسعة ينطلق منها التخطيط لعام 2030 وما بعده»، علما بأن «المجال مفتوح لتطويرها وتحسينها». وأشار إلى «وجود قواعد بيانات مهمة في لبنان، لكنها موزعة على الوزارات والمؤسسات الحكومية، وليست موجودة في مركز واحد». ورأى أنه «يجب تخصيص مزيد من القدرات والمخصصات للاستثمار في تطوير قواعد البيانات» في كل الدول العربية، ملاحظا أن التقارير التي ترد من الدول العربية تشير إلى «جدية عالية للغاية في موضوع تنويع الاقتصادات في هذه الدول». ولفت خصوصا إلى «النموذج الممتاز الذي يجري العمل عليه في المملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030»، مؤكدا أنه «يعكس جديّة كبيرة للغاية، كما أن «أهداف رؤية 2030 تتشابه مع أهداف التنمية المستدامة 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة». ورأى أن «السعودية سباقة في هذا الموضوع»، داعيا إلى الربط بين «الاستدامة البيئية والاجتماعية والاستدامة الاستثمارية الاقتصادية تجنبا للهدر» في الاستثمار. واعتبر أن «رؤية 2030 باعتبارها تجربة عربية مهمة هي مثال يمكن أن يعمم ويطبق في دول عربية أخرى». وتتضمن الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة: محاربة الفقر والجوع وتطوير الصحة وتأمين طاقة نظيفة بأسعار معقولة ووظائف جديدة وتأمين المساواة في المجتمع وبناء المدن والمجتمعات المستدامة والاستخدام المسؤول للموارد والاهتمام بالمناخ واستدامة الأرض والطبيعة وتأمين السلام والعدالة وتعزيز الشراكة على المستويين المحلي والعالمي.

 

الحريري: لا يمكن تشكيل حكومة على قاعدة أكثرية وأقلية... والتوافق هو الحل خلال زيارته إسبانيا

بيروت/الشرق الأوسط/السبت 21 تموز 2018/جدّد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تأكيده أن تشكيل الحكومة بات قريباً، مشدداً على أهمية «احترام التوافق بين معظم المكونات والأحزاب بسبب التنوع والتعددية في لبنان». جاء كلام الحريري خلال زيارته إلى إسبانيا، حيث أجرى محادثات مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز بيريز كاستيخون، تناولت التطورات في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين، ولقائه عدداً من الطلاب اللبنانيين في جامعة «IE» لإدارة الأعمال في مدريد. وقال الحريري أمام الطلاب «لا يمكن تشكيل حكومة على قاعدة أكثرية وأقلية، وقد جربنا هذا الأمر في الماضي ولم ننجح، لذا فالتوافق هو الحل الوحيد في البلد». وأضاف: «دوري كرئيس مكلف هو أن أجمع مختلف الأطراف، على الرغم من كل الخلافات السياسية التي علينا أن نضعها جانباً، ونركز عملنا على النهوض بالبلد وتطوير مختلف القطاعات. وإذا عدنا إلى الماضي القريب نرى أنه عندما نضع خلافاتنا جانباً، ننجح في تحقيق العديد من الإنجازات التي تخدم مصلحة لبنان والمواطنين، ولكن لا يمكننا أن ننجح في هذا الأمر إلا إذا بدأنا بمحاربة الفساد فعلياً، وهذا أمر مهم جداً». ولفت الحريري إلى أن «الشروع في تطبيق مقررات مؤتمر (سيدر) من شأنه أن يحفز النمو وينشط الوضع الاقتصادي، الأمر الذي سينعكس على الاستقرار في لبنان، والهدف الرئيسي من المؤتمر بالنسبة إلينا هو النهوض بالاقتصاد، والقيام بمشاريع جديدة للبنى التحتية، وتنفيذ مشاريع استثمارية في مختلف القطاعات». كذلك تطرق إلى مسألة النازحين السوريين في لبنان، قائلاً «إن وجود مليون ونصف مليون نازح هو أمر منهك لبلدنا، لكن وجودهم ليس السبب الوحيد لمعاناتنا اليوم، فلو استثمرنا قبل سنوات بقطاعات النقل والتكنولوجيا والصحة والتربية، لكنا وفرنا على أنفسنا الكثير مما نشهده الآن». وبعد لقائه نظيره الإسباني، سجّل الحريري كلمة في سجل الشرف أعرب فيها عن تطلعه للمضي قدماً في تطوير العلاقات الثنائية اللبنانية - الإسبانية، «خصوصاً أن إسبانيا ساعدت لبنان في كل الأوقات التي مر بها، وعلينا أن نعمل معاً من أجل مصلحة شعبينا». وقدّم الحريري الشكر لإسبانيا، وبالتحديد لمشاركة جنودها الموجودين في لبنان في إطار قوات «اليونيفيل» الدولية، لافتاً إلى أنهم ساهموا في تأمين السلام للبنان. وكان الحريري وصل إلى مقر رئاسة الحكومة الإسبانية، حيث كان نظيره الإسباني في استقباله عند المدخل الرئيسي للمقر، وعقدا اجتماعاً ثنائياً عرضا خلاله المستجدات المحلية والإقليمية، وسبل تطوير العلاقات بين البلدين، لا سيما الاقتصادية منها. بعدها، عُقد اجتماع موسع حضره وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري ووزير الثقافة الإسباني خوسيه غيلاو وسفيرة لبنان في إسبانيا هالا كيروز وسفير إسبانيا في لبنان خوسيه ماريا فيري دي لا بينا وأعضاء الوفدين.

 

طربيه لـ«الشرق الأوسط»: الحريري وباسيل دعما ترشيحي إلى مجلس «اتحاد المتوسط»

لندن/الشرق الأوسط/السبت 21 تموز 2018/تعليقاً على ما نشرته «الشرق الأوسط» أمس، عن «ضغوط على وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لتجميد ترشيح ريما طربيه مسؤولة العلاقات البرلمانية الأوروبية في مكتب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى منصب الأمين العام المساعد لمجلس اتحاد البحر المتوسط»، أوضحت طربيه أنه «لولا القناعة الراسخة لدى الرئيس الحريري والوزير باسيل بأهمية تولي لبنان هذا المنصب، لما كان ممكناً ترشيح أي لبناني في هذا الإطار». وأبلغت طربيه «الشرق الأوسط» أن توضيحها يأتي منعاً لأي التباس متعلق بخطابها المفتوح إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، مؤكدة في الوقت ذاته أن الرئيس الحريري والوزير باسيل «كانا من أكثر المتحمسين والداعمين لوصولي شخصياً إلى هذا المركز». وشددت على أن «هذا ما ذكرته بشكل واضح في كتابي الذي حاول البعض تفسيره بشكل خاطئ». وكانت «الشرق الأوسط» نشرت أمس أن طربيه وجهت كتاباً مفتوحاً إلى الأمين العام لـ«حزب الله» وطلبت منه «توضيح سبب العرقلة التي أدت إلى خسارة لبنان هذا المنصب». ومعلوم أنها المرة الأولى التي يبادر لبنان لترشيح أحد مواطنيه لمنصب الأمين العام المساعد لمجلس اتحاد البحر المتوسط الذي يتمتع بعضويته منذ تأسيسه عام 2008 ويضم 43 بلداً. وفي وقت سرت تكهنات بأن طلب تجميد ترشيحها يعود إلى كون إسرائيل عضواً في الاتحاد المذكور، أوضحت طربيه أن «هذا المنصب لا يلزمنا الذهاب إلى إسرائيل أو إقامة أي علاقة مع الصهاينة. لكنه يتيح لنا التأثير على قرارات المجلس لمصلحة لبنان».

 

مروان حمادة: صبر اللبنانيين بدأ ينفد من جبران باسيل ودعا الرئيس عون إلى «وضع حد لتصرفات وزير الخارجية»

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/السبت 21 تموز 2018/يعتبر وزير التربية والتعليم العالي النائب عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» مروان حمادة أن أحد أبرز المسؤولين عن تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية هو وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ويرى أن لبنان قد يكون مقبلا على أزمة نظام وأزمة حكم خطيرة جدا في حال استمرار النهج القائم وعدم مسارعة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـ«وضع حد» لتصرفات باسيل. ويشير حمادة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «لبنان لا يواجه أزمة حكومية بالمعنى المطلق للكلمة، إنما يواجه أزمة سياسية عنوانها تسلط وزير الخارجية جبران باسيل الذي بات يتصرف وكأنه رئيس جمهورية ورئيس حكومة مكلف ورئيس للمجلس النيابي والمهيمن على الدولة بكل مفاصلها، فيوزع الحصص والمقاعد والحقائب ويمنع تشكيل حكومة متوازنة تضم كل الأطراف مبنية على نتائج الانتخابات النيابية لا على احتكار فئة عائلية ضيقة لها عقلية فاشية كل مفاصل الدولة». ولا يرى حمادة أن تشكيل حكومة في وقت قريب مسألة مستعصية، ويعتبر أنه «بتفاصيل صغيرة وبتنازلات طفيفة من كل الأطراف، يمكن تشكيل حكومة بساعات قليلة، أما باستمرار النهج الحالي من قمة السلطة إلى قاعها، فذلك يعني أن لبنان متجه إلى أزمة نظام وأزمة حكم خطيرة جدا». ويرد حمادة على باسيل الذي أعلن مؤخرا أن «مهلة تأليف الحكومة بدأت تنتهي بالنسبة إلى جميع الناس الذين بدأ صبرهم ينفد وأنا منهم»، قائلا: «صبر الشعب اللبناني هو الذي بدأ ينفد من جبران باسيل، والنداء بات نداء جامعا وجامحا باتجاه عون ليضع حدا لتصرفات شخص سيقضي على ما تبقى من احترام لمواثيق الوفاق الوطني كاتفاق الطائف والدستور اللبناني». ولا يعير حمادة كثيرا من الاهتمام للسيناريوهات التي بدأ تداولها عن وجوب اختصار مهلة التكليف أو حتى سحب البساط من تحت قدمي الرئيس المكلف سعد الحريري، ويعتبر أن «قضية وسائل اختصار مهلة التكليف، محصورة بمخيلات بعض الشخصيات التي طغى عليها منحى التعصب الطائفي والمذهبي والتي تحاول اقتناص الفرص للانقضاض على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف ورئاسة مجلس الوزراء». ويضيف: «لا وجود لعريضة نيابية ستجمع أكثرية كافية، ولا أي وسيلة أخرى تستطيع أن تؤدي إلى الانقلاب على ما اتفقنا عليه منذ الميثاق الوطني في عام 1943 أو في الطائف في عام 1989». ويشدد حمادة على أن «حكمة رئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهة، وصلابة الرئيس المكلف وصمود القوى اللبنانية الديمقراطية مثل الحزب (التقدمي الاشتراكي) و(القوات اللبنانية) من جهة أخرى، تشكل كلها حاجزا متينا يحول دون القفز في هوة الفتنة اللبنانية». ويرفض حمادة الحديث عن «عقدة درزية» تحول دون تشكيل الحكومة، معتبرا أن «القصة ليست قصة توزير رئيس الحزب (الديمقراطي اللبناني) النائب طلال أرسلان أو عدمها، إنما القضية تُختصر بكونه ممنوعا على جبران باسيل أن يمد يده على التمثيل الدرزي في مجلس الوزراء، فيخلق بذلك سابقة لا تُحمد عقباها عادة». ويراقب حمادة كما باقي الفرقاء السياسيين عملية تشكيل لجان حزبية لتأمين عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، وأبرز هذه اللجان شكلها «حزب الله» و«التيار الوطني الحر». ويؤكد حمادة أن «هذه اللجان لا قيمة لها، باعتبار أن الدولة اللبنانية هي السيدة في هذا الموضوع»، مضيفا: «كفانا تدخلا بالحرب السورية بالحديد والنار، فلا يجوز أن نقضي بوسائل عنصرية على ما تبقى من الشعب السوري المسكين والمهجر خارج الحدود». ويعتبر وزير التربية أن حل أزمة النزوح يكون «سياسيا، وإنسانيا، وطوعيا»، مشيرا إلى أنه «بات واضحا أن كل الدول الكبرى كروسيا وأميركا والوكالات الأممية تهتم بهذا الشأن»، قائلا: «فليكف المتدخلون الصغار عن تشويه هذا الملف بعد كل ما قدمه لبنان من تضحيات نال على أساسها سمعة دولية براقة باستقباله النازحين والاهتمام بهم». ويختم حمادة: «فلتكن الخاتمة سعيدة بمستوى الشعب اللبناني وقيمه ومعاييره».

 

تنسيق لبناني – روسي لسحب ملف اللاجئين من “حزب الله” وتأمين عودتهم قريباً إلى سورية

حاصباني بحث مع سفراء مجلس الأمن التجديد لـ"يونيفيل" ودعم "أونروا"

بيروت ـ “السياسة/21 تموز/18/تخفيفا لأعباء اللاجئين السوريين على لبنان، وسعياً لسحب الملف من يد “حزب الله”، أعلن المكتب الاعلامي للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، أن “الحريري طلب من مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان، التواصل مع المسؤولين الروس للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي أعلنتها موسكو، بخصوص بخصوص إعادة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن”. وأضاف في بيان أن “شعبان اجتمع أمس مع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الاوسط وافريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، واطلع منه على تفاصيل المقترحات المحددة التي أعلن عنها رئيس المركز الوطني لادارة شؤون الدفاع الروسي ميخائيل ميزينتسيف، حول تنظيم عودة اللاجئين الى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب”. وأشار البيان إلى أن “شعبان نقل إلى بوغدانوف ترحيب الرئيس الحريري بأي جهد تقوم به موسكو، يؤدي إلى وضع خطة مشتركة لعودة اللاجئين، وبخاصة من لبنان والأردن، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة خاصة بذلك، وفقاً لما ورد في الإعلان الروسي”. وأكد شعبان لبوغدانوف، أن الرئيس الحريري يعول على هذه الخطوة، التي من شأنها أن تؤسس لمعالجة أزمة اللاجئين في لبنان وتضع حداً لمعاناتهم الانسانية، وارتداداتها الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة على البلدان المضيفة وقي مقدمتها لبنان. ومن المقرر أن تستكمل في ضوء هذا الاجتماع آليات التواصل عبر الجهات اللبنانية الرسمية مع الطرف الروسي، للتنسيق بشأن الخطوات المقبلة. وفي سياق متصل، وجّه رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض نصيحة للمتحمسين بالعودة الى الشام من بوابة اللاجئين السوريين، قائلا إن “عودة اللاجئين بدون استثناء أحد كالمخبرين والعاملين لدى أجهزة النظام السوري، وتنظيف الشارع اللبناني من عناصر المخابرات السورية، وكذلك وبحكم تعاطيكم مع بشار الأسد سؤاله عن اللبنانيين المعتقلين في سجونه منذ سنوات”. وكتب عبر “تويتر” إن “المطالبة بأن تكون الامم المتحدة وسيطا بين لبنان وسورية ضرورية، ليس بأزمة اللجوء فحسب، إنما بملفات عالقة منذ عقود أهمها قضية ترسيم الحدود وتحديد هوية نهائية لمزارع شبعا المتنازع عليها، بالاضافة الى تسييج حدود لبنان عبر درع واقي من أعمال التهريب والتسلل القادم من سورية”. وفي نيويورك، ،التقى نائب رئيس الحكومة وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، سفراء الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا، وبحث معهم في الوضع في لبنان والمنطقة ومسائل اللاجئين السوريين، وشدد على “ضرورة إيجاد حلول عملية وسريعة للعودة الآمنة، والاستمرار بدعم الجيش اللبناني الذي أثبت قدرته على الحفاظ على الاستقرار والدفاع عن الاراضي اللبنانية امام المخاطر الإرهابية وقدرته على بسط الشرعية على الاراضي كافة”. وناقش حاصباني مع سفراء الدول في مجلس الأمن، موضوع التجديد لـ”يونيفيل” ودورها الذي يساعد على الاستقرار، إضافة الى دعم “أونروا” التي تهتم بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، “لأن لا قدرة للدولة اللبنانية على تحمل تكاليف الصحة والتعليم وغيرها من الأكلاف الاجتماعية”، مطالبا بأن “تستمر أونروا في أداء هذا الدور حتى تحقيق العودة”. إلى ذلك، أشار الوزير السابق مروان شربل الى ان “كل يوم يمرّ من دون تشكيل حكومة نخسره، فالشباب يهاجرون والوضع الاقتصادي في خطر وهناك عمليات صرف جماعي من بعض الوظائف”. ولفت، إلى أنه “يخاف أن تتألف الحكومة على أساس 14 و8 آذار”، موضحاً أن “الصراع اليوم بين إيران والسعودية في قضية تاليف الحكومة”.وتابع أن “حزب الله وضع فيتو على بعض الحقائب التي قد تُعطى للقوات اللبنانية، أما السعودية فوضعت فيتو على حزب الله يمنع تسلمه حقائب غير التي كان يستلمها سابقاً”.

 

هآرتس: ماذا يطبخ بوتين ونتنياهو والأسد لإيران وحزب الله؟

سامي خليفة/المدن/الأحد 22/07/2018

بينما يبقى مصير أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان معتمداً على محادثات القوى السياسية في بيروت، ترى صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليلٍ نشرته، أنه يجب على حزب الله أن يناور بعناية بين المنافسين السياسيين لضمان وجوده، وأن الحرب مع إسرائيل هي آخر ما يحتاج إليه الآن.

يعتمد مصير معظم اللاجئين السوريين في لبنان، وفق هآرتس، على إذا ما كانت الحكومة اللبنانية ستجري محادثات مباشرة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا بشأن عودتهم، كما يريد كل من حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون. لكن رئيس الوزراء سعد الحريري ومن يدور في فلكه السياسي يريدون أن تكون الأمم المتحدة مسؤولة عن ذلك، من دون أي اتصال مباشر بين لبنان ونظام الأسد. وقد قرر حزب الله ووزير الخارجية جبران باسيل، وفق هآرتس، عدم انتظار قرار سياسي للتواصل مع نظام الأسد، وانتقلا بسرعة إلى فتح مكاتب التسجيل للاجئين الراغبين بالعودة إلى سوريا. كما يعقد عون مباحثات مباشرة مع سوريا عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في حين ذهب أشخاص من وزارة الخارجية إلى البلدات والقرى، التي يسكن فيها اللاجئون غير المسجلين لبدء الاستعدادات لعودتهم.

ظاهرياً، تقول هآرتس، لا يوجد عائق فني أمام عودة اللاجئين باستثناء المعابر الحدودية التي تسيطر عليها الحكومة اللبنانية. وجميع القوى اللبنانية لديها مصلحة في مغادرة اللاجئين، الذين كانوا عبئاً مالياً وإدارياً ضخماً على لبنان. وبينما أعلن الأردن، الذي يستضيف عدداً ضخماً من اللاجئين، فور استعادة الجيش السوري السيطرة على معظم الجنوب السوري ومعبر نصيب الحدودي، أنه يريد ترحيل جميع اللاجئين السوريين الذين يعيشون على جانبه من الحدود، ربط لبنان موضوع اللاجئين السوريين والتجار والمزارعين اللبنانيين، الذين يمكنهم بالفعل تصدير بضاعتهم إلى العالم العربي من خلال سوريا والأردن، بالنزاع السياسي. وبغض النظر عن موقفه المؤيد لسوريا بشأن قضية اللاجئين، يحاول حزب الله، وفق هآرتس، تصوير نفسه كطرف محايد في النزاع بشأن تشكيلة الحكومة. وفي الوقت الراهن، يستطيع أن يراقب من بعيد لأن النزاعات الداخلية هذه المرة تنحصر في كل من المعسكرين المسيحي والسني، وهي لا تزال تعوق جهود الحريري لتشكيل الحكومة.

تضيف الصحيفة: الحسابات السياسية التي فرضتها نتائج الانتخابات تضمن لحزب الله ثلاثة وزراء على الأقل. وسيكون أحدهم مسؤولاً عن واحدة من الوزارات الخدماتية التي يُرجح أن تكون الصحة. ما سيسمح لهذا الوزير السيطرة على ميزانية كبيرة. لكن الأهم من توزيع الحقائب هو أن بعض الأموال التي وعدت بها الدول المانحة في مؤتمر سيدر1 ستمر بطبيعة الحال عبر هذا الوزير. ما سيطرح مشكلة، إذ من الممكن أن تقوم الدول المانحة بتجميد مساعداتها المالية إذا كانت الأموال ستمر عبر وزراء حزب الله. ورغم احتمال حدوث هذه الفرضية، إلا أن الحكومة اللبنانية تستطيع التغلب على هذا الأمر من خلال إعادة توجيه المساعدات. الهدف الأهم، من وجهة نظر حزب الله كما تقول هآرتس، هو تشكيل كتلة تسيطر على ثلث مقاعد مجلس الوزراء زائد 1. ووفق هذه المعادلة، إذا كان مجلس الوزراء مكوناً من 30 وزيراً، فإن حزب الله سيريد أن يكون جزءاً من كتلة تسيطر على 11 مقعداً وزارياً على الأقل. بالتالي، فإن أي قرار كبير مثل الموافقة على الموازنة أو إعلان حرب سيتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الوزراء. هكذا، في حكومة مكونة من 30 وزيراً، يكفي أن يصوت 11 منهم، ويعطلوا أي قرار ويمنعوا قدرة الحكومة على الحكم.

في الوقت الحالي، يمكن لحزب الله الاعتماد على التيار الوطني الحر الذي يُحتمل أن يكون له سبعة وزراء، بالإضافة إلى ثلاثة وزراء يعيّنهم الرئيس عون. هكذا، مع وجود الوزراء الثلاثة الذين سيمثلون حزب الله في الحكومة فإن الكتلة المعطلة مضمونة بما يكفي لإملاء السياسة التي يريدها. لكن حزب الله قد يجد نفسه في وضع يتفق فيه وزراء التيار الوطني الحر مع وزراء الرئيس عون، وفي هذه الحالة سيحتاجون إلى وزير آخر لتشكيل كتلة معطلة، والتي يُمكن في ظل ظروف معينة أن تمنع السياسات التي يفضلها حزب الله. لذلك، رغم تحالف حزب الله مع التيار، فإن الحزب يهدف إلى تقليص سلطة التيار المسيحي في الحكومة. تظاهر حزب الله بعدم اكتراثه بالنزاع بين التيار والقوات اللبنانية بشأن الحصص الوزارية. وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إنه "يجب أن يكون المرء مرناً ولا يغرق في التفكير التكتيكي والطائفي الذي سيقوض التوازن الوطني الضروري". فجأةً، تقول هآرتس، يتظاهر نصرالله بأنه مخلص للتوازن الوطني. إنه نقي كالثلج ولا يلطخ نفسه في الطين السياسي. لكن نصرالله ليس بريئاً من الانخراط في المناقشات السياسية. فهو يجري في الوقت نفسه محادثات مع خصومه السياسيين، بمن فيهم الحريري، الذي اضطر إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء منذ بضعة أشهر بعدما ضغط عليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك بسبب تعاونه مع حزب الله. وكانت المملكة العربية السعودية تأمل بتفكك الحكومة اللبنانية وتُدخل البلاد في فوضى من شأنها أن تجبرها على الارتماء في أحضان الرياض والخروج من مدار النفوذ الإيراني. لكن هذه الخطة فشلت. وأطلقت الاحتجاجات اللبنانية والتدخل الدولي، خصوصاً من فرنسا، سراح الحريري من الإقامة الجبرية في السعودية وسمحت له بالبقاء رئيساً للوزراء.

يعرف الحريري، وفق هآرتس، أنه سيحتاج إلى دعم نصرالله الآن، إذا أراد انجاز تشكيل الحكومة في وقت قريب. وهنا، يبرز السؤال عن الثمن الذي سيدفعه لحزب الله. مع ذلك، فإن التبعية لا تنحصر في جانب واحد، لأن نصرالله يفضل الحريري على المرشحين الآخرين لرئاسة الوزراء، كونه يدرك أن مكانة الحريري، في كل من الغرب والشرق الأوسط، تلعب دوراً مهماً في تأمين الشرعية والدعم الدولي للبنان.وبينما يعرف حزب الله كيفية المناورة في الساحة اللبنانية من أجل الحفاظ على قوته، فإن المسرح السوري يضعه في حالة من عدم اليقين. فخلال السنوات الأربع الأولى من الحرب السورية، كانت إيران حليفاً لسوريا وكان حزب الله بمثابة قوة مساعدة حيوية في حرب الأسد ضد معارضيه. لكن، تدخل روسيا في الحرب في أواخر العام 2015 أعاد تشكيل المعادلات وموازين القوى. بعد التدخل الروسي في سوريا تم احباط رغبة حزب الله في إنشاء جبهة معادية لإسرائيل في جنوب غرب هضبة الجولان، من قبل إسرائيل بمساعدة الضغط الروسي. وانتشار عناصر الحزب في جبال القلمون غرب سوريا، وعلى طول الحدود السورية- اللبنانية، تأثر بعروض القوة الروسية، ومطالب السياسيين اللبنانيين بإعادة قواته من سوريا واليمن، ومطالب عائلات المقاتلين الذين قضوا في المعارك. كل هذه العوامل تجبر حزب الله اليوم على البدء بسحب عناصره من سوريا. رغم إدراك نصرالله حجم الضغوط التي تفرضها روسيا على إيران لسحب قواتها من الحدود وحتى من سوريا تماماً، لا يوجد لديه، وفق هآرتس، طريقة لمعرفة كيف ستكون سوريا بعد الحرب. من المؤكد أن الأسد سيظل رئيساً، لكن هل ستبقى سوريا محطة كبرى تتوسط العراق ولبنان لشحنات الأسلحة والذخائر إلى لبنان؟ أم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأسد يطبخون بعض المفاجآت الدبلوماسية التي من شأنها أن تحد بشكل كبير من أنشطة حزب الله و/ أو خط أنابيب الأسلحة؟ كل ما ذُكر أعلاه يعتبر نهايات فضفاضة في التشابك السياسي والدبلوماسي. ما يلزم حزب الله العمل بحذرٍ مضاعف لضمان وجوده. إذ يجب عليه أن يناور بين منافسيه السياسيين، والتأكد من أن تشكيلة الحكومة تخدم مصلحته، وأنه سيبقى من الأصول الاستراتيجية الإيرانية. والخلاصة هنا أن أي حرب ضد إسرائيل لن تساعد الحزب في القيام بأي شيء من هذا.

 

عون وباسيل يقارنان الحريري بحزب الله: رد الجميل

منير الربيع/المدن/الأحد 22/07/2018

غالباً ما جهد الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للفصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير جبران باسيل. كانا يعتبران أن العلاقة مع عون هي غيرها العلاقة مع باسيل. وينطلقان من أن عون رئيس لكل اللبنانيين ويتخذ موقفاً على الحياد، بالشكل على الأقل، وإن لم يكن ذلك عن قناعة راسخة. لكن رئيس الجمهورية خرج بموقفين خلال الأيام الماضية أكد فيهما أنه باسيل وباسيل هو. وذلك استناداً إلى جملة المواقف التي أطلقها وتبنى فيها كل خيارات باسيل. في معرض انتقاداته رئيس الحكومة المكلّف، سجّل عون اعتراضاً على الحريري باعتباره ليس محايداً. لكن هذا أيضاً ينطبق عليه بحسب ما يظهر من سياق مواقفه. يهاجم عون القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، ويتهمهما بعرقلة العهد. وهذا غالباً ما قام به باسيل. ويوجه انتقادات لاذعة إلى رئيس الحكومة، واصفاً إياه بأنه يخطئ. وهذا إن دلّ على شيء، فعلى سقوط جوانب أساسية من التسوية أو الصفقة التي عقدت بينهما وبدأ تنفيذها في 31 تشرين الأول 2016. السياق التصعيدي من جانب العهد تجاه رئيس الحكومة المكلف وفرض شروط عليه وعلى ما يتعلّق بصلاحياته، يندرج في إطار التفكير بإجراء تعديلات جوهرية على التسوية. وهذا يحصل بناء على نتائج الانتخابات النيابية التي يعتبر التيار الوطني الحر أنه حقق انتصاراً فيها، مقابل تراجع تيار المستقبل. ما يعني أن ثمة ثمناً يجب على الحريري دفعه، طالما أنه منح العودة إلى رئاسة الحكومة. لذلك، بدا واضحاً في الأيام الماضية الكلام عن تشكيل حكومة أكثرية أو إسقاط تكليف الحريري. وهذا كله كان في إطار الضغط على الحريري لفرض مزيد من الشروط عليه، ودفعه إلى التراجع والتخلي عن مطالب القوات والاشتراكي. هذا من الناحية السياسية العامة، أما في المضامين فهو ينطوي على تحجيم صلاحيات رئيس الحكومة بالفعل، وإن لم يكن بالإعلان والدستور. يردّ الحريري على ذلك برفض منطق تشكيل حكومة أكثرية، لكن منذ بداية المفاوضات الحكومية كانت شروط عون وباسيل محصورة بهذا المطلب، وإن مواربة، وذلك من خلال مطالبتهما بالحصول على 12 وزيراً و10 لحزب الله وحركة أمل وحلفائهما. يجد الحريري نفسه محاصراً بالمطالب. والأهم أنه محاصر أمام خيار سياسي أقل ما يقال فيه إنه كأس مرّ، وهو إعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا. وهذا ما أكده عون أمام زواره، وما أكده باسيل علانية. وهو موقف متقدم يتلاءم إلى حدّ بعيد مع طروحات حزب الله. وهو موقف يستند إلى متغيرات سياسية وميدانية في المنطقة ككل. لذلك، بالنسبة إليهم ما كان صالحاً قبل هذه التطورات، لم يعد صالحاً بعدها. ولا بد من تغيير جوهر التسوية، لمصلحة منتصر ومهزوم لا يخسر موقعه لكنه يكون ملحقاً بالمنتصر. وكأن هناك من يريد أن يقول للحريري إن الطريق إلى تشكيل الحكومة، ليست بتوزير طلال ارسلان وتحجيم القوات وتوزير السنة المعارضين، بل الطريق إلى السراي تمرّ بتطبيع العلاقات مع سوريا، والعودة إلى حضن النظام، أو إعادة فعاليته إلى لبنان، من التجارة والمعابر إلى ملف اللاجئين.

يستند التيار الوطني الحر في تدعيم مواقفه، على نوع من تمنين الحريري بإعادته رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة. وكأن التيار يقول للحريري إن نتائج الانتخابات طالما يضع نفسه في صف جعجع وجنبلاط، لا تسمح له بأن يكون رئيساً مكلفاً لأنه لا يمتلك مع هذا الثلاثي الأكثرية اللازمة. لذلك ترتكز مواقف التيار على مبدأ تذكير الحريري بضرورة ردّ الجميل. ورد الجميل هنا يعني الالتزام بشروط عون وباسيل لتشكيل الحكومة. ويستذكر التيار رد حزب الله للجميل بانتخاب عون رئيساً للجمهورية على وقوفه إلى جانبه في حرب تموز. وكأن الحريري ناكر الجميل، في ما فعله عون وباسيل لإعادته من السعودية، وإعادة تكليفه برئاسة الحكومة. بالتالي، عليه رد الجميل بالالتزام بالشروط. ويلوّح عون بخطوات تصعيدية ما لم يحسم الحريري مسألة التشكيل خلال أسبوع. لا شك أن هذه أساليب ضغط على الحريري، لكن إذا ما لجأ عون إلى مثل هذه الخطوات، فحينها يعني أن الانقلاب سيتوسع.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

العراق المخطوف المنهوب

الشيخ حسن سعيد مشيمش/22 تموز/18

‏الأحزاب الشيعية المذهبية الطائفية ورجال الدين الشيعة العراقيون المُوَالون للطاغية خامنئي وأميركا في آن واحد اختلسوا نحو 800 مليار دولار من ثروات العراق ودمروا دولته بالميليشيات وجعلوه أفقر بلد في العالم وصار العراقيون يترحمون على صدام حسين، ولا يوجد لصوص في الأرض كرجال الدين الشيعة العراقيين الحاكمين في العراق ولا أكذب منهم بالدين والمذهب فألمانيا تصنع المرسيدس وفرنسا تصنع الطائرات واليابان تصنع الكمبيوتر ورجال الدين الشيعة العراقيون يصنعون أجود أنواع الأساطير والخرافات.

وهذا هو ثمرة جهاد الخمينيين وانتصاراتهم الإلهية:

1 - تهجير 11 مليون سوري

2 - جرح وإعاقة 2 مليون سوري

3 - قتل مليون سوري

4 - تدمير ثلث سوريا

5 - الإستعانة بآية الله العظمى الإمام السيد بوتين قيصر روسيا رضي الله عنه حليف إسرائيل وصديقها العظيم.

6 - و 17 مليون يمني على حافة المجاعة .

إن ‏الطريق مقفل لتقديم صورة بهية نقية إنسانية عن الإسلام إن لم يسقط نظام ولاية الفقيه الإجرامي الإستبدادي مُزَوِّر الإسلام والراعي لحركات الإرهاب والإجرام وموقد نيران الحروب الباغية في بلدان العرب، ولا مصلحة لأميركا بإسقاطه لأنها لو عزمت لأطاحت به خلال 3 شهور إذا حاصرته اقتصاديا بجدية وصدق وليس للضغط لاحتوائه وتدجينه وابرام الصفقات السرية معه.

الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا.

 

رفض خليجي وإسلامي للقانون المسمى «الدولة القومية للشعب اليهودي» والسعودية دعت المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته والتصدي للسياسات العنصرية

الرياض/الشرق الأوسط/السبت 21 تموز 2018

أبدت السعودية ودول مجلس التعاون ومنظمات إسلامية أمس، رفضها واستنكارها لإقرار الكنيست الإسرائيلي القانون المسمى «الدولة القومية للشعب اليهودي»، ودعت المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته والتصدي لكل القوانين والسياسات العنصرية الإسرائيلية.

وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن رفض بلاده واستنكارها لإقرار الكنيست الإسرائيلي القانون المسمى «الدولة القومية للشعب اليهودي»، مضيفاً أن «القانون يتعارض مع أحكام القانون الدولي، ومبادئ الشرعية الدولية، والمبادئ السامية لحقوق الإنسان، كما أن من شأنه تعطيل الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلٍ سلمي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي». ودعا المصدر، المجتمع الدولي، للاضطلاع بمسؤولياته والتصدي لهذا القانون أو أي محاولات إسرائيلية تهدف إلى تكريس التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني وطمس هويته الوطنية والمساس بحقوقه المشروعة.

إلى ذلك، أعرب الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون عن إدانة مجلس التعاون إقرار الكنيست القانون، مشيراً إلى أن القانون يعد عنصرياً ويتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ السامية لحقوق الإنسان وميثاق وقرارات الأمم المتحدة، ويجسد نظام العنصرية والتمييز ضد الشعب الفلسطيني، والإصرار الإسرائيلي على طمس هويته الوطنية وحرمانه من حقوقه المدنية والإنسانية المشروعة في وطنه المحتل. وشدّد الأمين العام على أن إقرار قانون قومية الدولة الإسرائيلية خطوة سياسية خطيرة تكرس العنصرية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وتكشف النيات العدوانية للسلطات الإسرائيلية، وتبرهن على أن الحكومة الإسرائيلية بأفعالها وممارساتها وانتهاكاتها المستمرة للقوانين الدولية غير جادة للانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية، وتنسف الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

ودعا الدكتور الزياني، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات الدولية المختصة، إلى تحمل مسؤولياتهم السياسية والقانونية لمطالبة السلطات الإسرائيلية بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، ووقف تنفيذ هذا القانون العنصري، والتعبير عن تضامن المجتمع الدولي ومساندته الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه التاريخية المسلوبة. كما أدانت رابطة العالم الإسلامي إقدام الكنيست الإسرائيلي على سن القانون المسمى «الدولة القومية للشعب اليهودي». وأكدت في بيان صدر عن أمانتها العامة في مكة المكرمة، أن القانون المزعوم «يتعارض مع قوانين ومبادئ الشرعية الدولية وكل القيم والمبادئ التي تقوم عليها مدونات حقوق الإنسان». وشددت الرابطة على أن ما ارتكبه الكنيست الإسرائيلي ستكون له عواقب وخيمة على مسار التفاوض الهادف لإيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وشددت الرابطة على أن هذه المجازفة مع ما تحمله من اعتداء على الحق الفلسطيني تحمل من جانب آخر ازدراء واستهجاناً بحقوق الأديان في الأرض المقدسة، وهو ما رفضته أيضاً - بحسب ما ورد للرابطة - قيادات بارزة من أتباع الديانة اليهودية، بوصفه قانوناً عنصرياً لا سيادة ولا حصانة له في عالم اليوم، مؤكدة أن النصوص الدينية في كل الأديان السماوية تُجرِّم مثل هذه الأفعال، فيما يدين القانون الدولي الإنساني تلك المخاطرة التشريعية وما ينشأ عنها من مظلومية تاريخية ويحاسب عليها. ودعت الرابطة، المجتمع الدولي، لمواجهة السلوكيات الإسرائيلية والقوانين الظالمة التي تعمّق معاناة الشعب الفلسطيني وتكرّس التمييز ضده وتصادر حقوقه وتحاول إخفاء هويته العربية والإسلامية. في حين دانت منظمة التعاون الإسلامي مصادقة الكنيست الإسرائيلي على القانون، وعدّته تحدياً صارخاً لإرادة المجتمع الدولي وقوانينه وقراراته الشرعية.

وأكد الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام للمنظمة في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن «هذا القانون عنصري وباطل ولا شرعية له، ويتجاهل الحقوق التاريخية الثابتة للفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، ويمثل امتداداً وتكريساً للفكر الاستيطاني الإسرائيلي وسياسات الاحتلال القائمة على التطهير العرقي، وإنكار وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه وحقوقه التي تؤكدها قرارات الشرعية الدولية». ودعا الدكتور العثيمين، المجتمع الدولي، إلى رفض وإدانة هذا القانون العنصري والتصدي لكل القوانين والسياسات العنصرية الإسرائيلية التي ترمي إلى تقويض رؤية حل الدولتين. فيما نددت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافة (الإيسيسكو)، بإقرار الكنيست الإسرائيلي القانون، وقالت «الإيسيسكو» في بيان لها إن «القانون العنصري إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وإنكار لوجوده ولحقوقه الشرعية في أرضه». ودعت المجتمع الدولي إلى رفض هذا القانون العنصري الباطل.

 

إسرائيل تطلق أوسع هجوم ضد غزة... والرئاسة تطالب بتدخل دولي وليبرمان هدد بحرب مؤلمة قائلاً: «حماس» هي التي تريد الحرب

رام الله: كفاح زبون - تل أبيب/الشرق الأوسط/السبت 21 تموز 2018

وسعت إسرائيل غاراتها في قطاع غزة بعد يوم متوتر شهد مقتل 4 فلسطينيين وإصابات بين جنود إسرائيليين.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافاً عدة لحركة حماس في قطاع غزة في بداية عملية واسعة استهدفت - بحسب الجيش - مواقع حساسة للفصائل الفلسطينية في غزة. واتصل وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالمبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف، وقال له «حركة حماس تقود إلى تدهور الأوضاع بشكل مقصود، نحن سنرد بحزم وستكون كل المسؤولية من الآن فصاعداً ملقاة على قيادة (حماس)». وأضاف «في حال واصلت حركة حماس إطلاق الصواريخ، ستكون النتيجة أصعب مما يتصورون. كامل المسؤولية للدمار وحياة البشر تقع على (حماس) غزة»، محملاً «حماس» مسؤولية التدهور الحالي.

وقال ليبرمان في بيان آخر، إن إسرائيل سترد «بقساوة أكثر بكثير» إذا واصلت «حماس» إطلاق القذائف من قطاع غزة. وأوضح «رد فعل إسرائيل سيكون أكثر قساوة بكثير مما يعتقدون (قادة حماس)». وخلال زيارة لمستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع عزة، هدد ليبرمان بشن «عملية عسكرية واسعة النطاق ومؤلمة» ضد قطاع غزة رداً على استمرار إطلاق «الطائرات الورقية والبالونات الحارقة». واعترف بأن المشكلة الحقيقية هي تآكل آليات الردع لدى جيشه، إلى جانب فقدان الإحساس بالأمان لدى السكان، الذي لا يقل أهمية عن الأمن ذاته. وقال ليبرمان «لم أتحاور مع (حماس)، بل نجري محادثات مع جميع الأطراف التي نعتبرها معنية بالوضع القائم... وأبلغنا كل من يجب تبليغه بأن الوضع في غلاف غزة لا يحتمل، حيث أتت نيران الطائرات الورقية على الغابات الطبيعية كافة فأصبحت رماداً».

واتهم ليبرمان حركة حماس بأنها تدفع جيشه بالقوة نحو «وضع لا خيار فيه» الذي يستوجب شنّ عملية عسكرية واسعة و«مؤلمة» ليست فقط ظاهرية، محملاً «حماس» المسؤولية عن هذه الحالة. كما حذر ليبرمان السلطة الفلسطينية من انتقال البالونات المتفجرة إلى مناطق سيطرتها.

وقررت إسرائيل توسيع حجم النار خلال اجتماع أمني طارئ حضره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان وقادة عسكريون، في نهاية يوم متوتر. ورداً على القصف الإسرائيلي، أطلقت الفصائل الفلسطينية من غزة صواريخ عدة تصدت لبعضها القبة الحديدية، في أسوأ تدهور من نوعه منذ نهاية حرب 2014، وأمر جيش الاحتلال المستوطنين في مناطق «غلاف غزة» بالبقاء في أماكن قريبة من الملاجئ. وفوراً، حذرت الرئاسة الفلسطينية في بيان من سياسة التصعيد الجارية حالياً على حدود قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لمنع تدهور الأوضاع بشكل خطير. وقال البيان، إن الرئيس محمود عباس بدأ في إجراء اتصالاته مع أطراف إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة المتصاعدة. وكانت إسرائيل قتلت 4 فلسطينيين وأصابت 120 في قصف مبكر استهدف مواقع تابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس رداً على إطلاق نار استهدف جنوداً على الحدود. وقالت مصادر إسرائيلية، إن أحد الجنود ربما توفي. لكن أي مصادر رسمية لم تؤكد ذلك. ووصفت قيادة الجيش الإسرائيلي استهداف جنودها بالأكثر خطورة منذ حرب 2014. وبدأت العملية العسكرية بعد أن طلب رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي ايزنكوت في الاجتماع الأمني نحو شهرين لإنهاء إطلاق الصواريخ من غزة تجاه إسرائيل.

وجاء التصعيد في وقت حذرت فيه إسرائيل من أنها جاهزة لحرب جديدة واحتلال قطاع غزة. وكان الجيش الإسرائيلي أجرى مناورات واسعة عند حدود قطاع غزة الأسبوع الماضي، تحت اسم «بوابات الفولاذ». ومن جهته، دعا الموفد الأممي إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف «الجميع» بالابتعاد عن الهاوية وفوراً. وأضاف ميلادينوف في تغريدة على موقع «تويتر»، «إنه يتعين عدم السماح لمن يرغب في جر إسرائيل والفلسطينيين إلى حرب أخرى لتحقيق مآربهم». وللمرة الأولى منذ أن اختراع الفلسطينيين في قطاع غزة سلاح الطائرات الخفيفة والبالونات المتفجرة، انتقل هذا السلاح إلى الضفة الغربية، حيث عثر على بالون يحمل مواد مشتعلة حارقة، في فناء منزل في مستوطنة جيلو المقامة على أراضي مدينة بيت جالا، جنوبي القدس الشرقية المحتلة، أمس الجمعة. وأخمدت النار قبل الانفجار، فيما توقعت مصادر الشرطة الإسرائيلية أن يكون البالون أطلق من مدينة بيت جالا جنوب القدس. ومع أنه لم يتسبب في أضرار، فإن السلطات الإسرائيلية اعتبرته تطوراً خطيراً. وطالب مسؤولون في مستوطنة جيلو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، بالتدخل فورا لمنع تطور هذه العمليات. وقال المسؤولون: «لا نستطيع أن نعيش كما يعيش سكان غلاف غزة». وطالبت الشرطة الإسرائيلية سكان المستوطنة بتوخي الحيطة والحذر، من الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

 

ظريف: أوروبا لا تترجم أقوالها عن الاتفاق النووي لأفعال

دبي ـ مسعود الزاهد/21 تموز/18/قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساء السبت، إن أوروبا لا تترجم أقوالها إلى أفعال بشأن الالتزام بالاتفاق النووي. ويعكس هذا الكلام أن طهران باتت في ضائقة شديدة، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، لا سيّما أنها كانت تعول على الدول الأوروبية في إنقاذ الاتفاق. موضوع يهمك ? ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير أن الحكومات الأوروبية لا تملك العديد من الخيارات لتجاوز العقوبات...صحيفة أميركية: أوروبا لا تملك خيارات أمام عقوبات إيران إيران. إلى ذلك، اتهم ظريف الولايات المتحدة الأميركية بتبني خطة لتفكيك إيران وتشكيل غرفة حرب بغية ممارسة الضغوط على طهران لإرغامها على الخضوع، معتبراً أن هدف واشنطن ليس "مواجهة النظام أو تغيير سلوكه"، بل تقسيم إيران. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية كلمة ظريف التي ألقاها في عدد منتسبي وزارة الخارجية منهم سفراء وقائمون بأعمال ومدراء. وفي الكلمة، انتقد ظريف دول الاتحاد الأوروبي، متهماً إياها بعدم ترجمة أقوالها إلى أفعال في مجال الاتفاق النووي.

"غرفة حرب" ضد النظام الإيراني

وخلال الحديث عن الموقف الأميركي، اتهم ظريف واشنطن بتشكيل "غرفة حرب" ضد إيران بهدف "ممارسة المزيد من الضغوط بغية إخضاعنا" على حد تعبيره. وأضاف يقول: "طبعاً يزعمون بأنهم يتخذون هذه السياسة لتغيير سلوك إيران إلا أن الهدف أبعد من مواجهة النظام لأنهم يتبنون مشروع لتفكيك إيران"، وفق قوله. وكلما ازدادت الضغوط الخارجية أو اتسعت رقعة الاحتجاجات في إيران، لجأ المسؤولون الإيرانيون للتحذير من خطر تفكيك إيران أو "سرينة البلاد" أي تحويلها إلى النمط السوري في الصراع الداخلي. وكان الرئيس الأميركي أعلن عن دعمه في يناير الماضي للمظاهرات الواسعة التي عمت مختلف المدن الإيرانية مؤكداً في تغريدة له وقتها أنه "حان زمن التغيير". وفي كلمته، دافع محمد جواد ظريف عن الاتفاق النووي الذي انسحبت الولايات المتحدة الأميركية منه، إلا أنه ذكر بأن الكثير من الدول خضعت للضغوط الاقتصادية الأميركية في إشارة للدول التي انسحبت شركاتها من إيران بعد استئناف العقوبات الأميركية ضد طهران. ورغم ذلك أكد ظريف ضرورة استمرار بلاده في التفاوض مع الدول الباقية في الاتفاق مضيفاً "بالرغم من أننا سنستمر في التفاوض مع الأوروبيين إلا أننا لن ننتظرهم ونحاول التخطيط بغية تحقيق إجماع دولي لاستمرار تصدير النفط وتوفير مستلزمات البلاد".

 

لافروف يحتج لدى بومبيو على اعتقال روسية في أميركا 

 موسكو – فرانس برس/21 تموز/18/أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأميركي مايك بومبيو، السبت، في اتصال هاتفي معه، أن اعتقال الروسية ماريا بوتينا في الولايات المتحدة بتهمة السعي للتأثير على عمل منظمات سياسية أميركية لصالح روسيا أمر "غير مقبول". وجاء في بيان للخارجية الروسية أن لافروف شدد أمام بومبيو على "أن ما قامت به السلطات الأميركية لجهة #اعتقال_المواطنة_الروسية ماريا بوتينا استنادا إلى اتهامات مفبركة بالكامل، أمر غير مقبول". كما شدد لافروف على "ضرورة إطلاق سراحها بأسرع وقت" بحسب البيان نفسه.

وتبلغ ماريا بوتينا التاسعة والعشرين من العمر واعتقلت في الولايات المتحدة لأنها تحركت "كعميلة لمسؤول في حكومة أجنبية". واتهمت بوتينا بأنها "تسللت إلى منظمات سياسية بهدف الترويج لمصالح روسيا الاتحادية"، بحسب ما جاء في البيان الاتهامي الذي أشار إلى "منظمة تنشط في مجال الدفاع عن حق حمل السلاح" في الولايات المتحدة. وتؤكد الروسية براءتها ومثلت الأربعاء أمام محكمة في واشنطن ويمكن أن تسجن لعشر سنوات في حال إدانتها. وكان الكرملين اعتبر الأربعاء أن الهدف من اعتقالها "واضح وهو التقليل من أهمية الجانب الإيجابي" لقمة هلسنكي بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين" التي عقدت الاثنين. وتابع بيان الخارجية الروسية أن الوزيرين "تبادلا وجهات النظر حول فرص تطوير العلاقات بين البلدين بهدف الوصول إلى تطبيعها". وختم البيان بالإشارة إلى أن الاتصال الهاتفي جرى بـ"مبادرة أميركية" وتطرق أيضا إلى النزاع في سوريا وخصوصا إلى "احتمال تعاون روسيا والولايات المتحدة مع دول أخرى لحل الأزمة الإنسانية في سوريا".

 

العراق يستعد لمظاهرة "إسقاط الفاسدين"

دبي ـ قناة العربية/21 تموز/18/تستعد العاصمة العراقية، بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب يوم الأحد، للانطلاق بتظاهرة موحدة للمطالبة بـ"إسقاط الفاسدين". وكانت التظاهرات تجددت، السبت، لليوم الثاني على التوالي في ساحة التحرير وسط بغداد، حيث تجمع عشرات المواطنين مطالبين بمعالجة الوضع الخدمي في البلاد ومحاسبة المفسدين وتحويل نظام الحكم من البرلماني إلى الرئاسي. إلى ذلك، قال مراسل "العربية" إن القوات الأمنية أعادت فتح الطريق باتجاه ساحة التحرير وجسر الجمهورية بعد غلق الساحة تحسباً لمظاهرات من قبل ناشطين. بدوره، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن واجب الحكومة يتمثل بالتواصل مع المواطنين والاستماع لهم والنظر بمطالبهم والاستجابة لها. ووجه العبادي خلال استقباله أهالي محافظة المثنى وممثلي المتظاهرين بحضور أعضاء خلية الأزمة الخدمية والأمنية، وزارتي الزراعة والموارد المائية بتوفير المياه الصالحة للشرب والزراعة، كما وجه وزارة الكهرباء بفك الاختناقات وكذلك دوائر الصحة بإطلاق التخصيصات لتقديم الخدمات في المستشفيات، ومراجعة مشاريع تنمية الأقاليم ومشاريع الوزارات لتوفير التمويل المناسب للأساسية منها.

 

مقتل 119 حوثياً وأسر 17 في صعدة وحجة خلال يومين

دبي ـ العربية.نت/21 تموز/18/أعلن تحالف دعم الشرعية، ليل السبت الأحد، مقتل 119 حوثياً وأسر 17 من الميليشيات خلال يومين. وقال التحالف إن ذلك كان في محافظتي صعدة وحجة خلال الـ48 ساعة الماضية. وذكر أن هناك تقدماً للجيش الوطني اليمني، بدعم من التحالف، في كافة جبهات محافظتي صعدة وحجة، مشيراً إلى أن التقدم باتجاه باقم في صعدة وعاهم في حجة. وكان مراسل قناة "العربية" أفاد أن الجيش اليمني، بمساندة من تحالف دعم الشرعية في اليمن، بات على مقربة من دخول مركز مديرية باقم. وأكد العميد ياسر الحارثي، قائد "اللواء 102 خاصة" في الجيش اليمني لـ"العربية"، أن "الجيش يطوق مركز مديرية باقم من جميع المحاور، ولم يتبقَ لنهاية "عملية الثقب" التي انطلقت الأسبوع الماضي سوى القليل".

 

واشنطن تدق ناقوس الخطر.. إيران تحضر لهجوم إلكتروني كبير

العربية.نت ـ صالح حميد/21 تموز/18/قال مسؤولون أميركيون إن شبكات قرصنة، تعمل لصالح الحرس الثوري وأجهزة المخابرات الإيرانية، تستعد لتنفيذ هجمات إلكترونية مكثفة على البنية التحتية الأميركية والأوروبية، وعلى الشركات الخاصة العالمية والأنظمة الإلكترونية في دول بالمنطقة.

ووفقاً لشبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية، فقد أكد هؤلاء المسؤولون أن أجهزة إيران وضعت خططاً لشن هجمات إلكترونية واسعة، في حال انهيار الاتفاق النووي بشكل كامل.

وكانت التهديدات السيبرانية موضوعاً رئيسياً في منتدى "أسبن" للأمن 2018 في كولورادو الأميركية، حيث كان المسؤولون في الإدارة الأميركية، من مدير المخابرات الوطنية دان كوتس، إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريس وراي، وكذلك نائب المدعي العام رود روزنشتاين، يحذرون من الخطر المحدق من قبل روسيا والصين وإيران كوريا الشمالية.

دان كوتس خلال مقابلة على هامش "أسبن"

وقال كوتس خلال مؤتمر أسبن إن روسيا كانت عدواً إلكترونياً أكثر نشاطاً من إيران أو الصين إلى حد بعيد و"أكثر عدوانية". لكن المسؤولين الأميركيين الآخرين أكدوا أن إيران تقوم باستعدادات من شأنها أن تعطل الخدمة ضد آلاف الشبكات الكهربائية ومحطات المياه وشركات الرعاية الصحية والتكنولوجيا في الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، وغيرها من الدول في أوروبا والشرق الأوسط. من جهته، اتهم المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، علي رضا مير يوسفي، الولايات المتحدة بأنها "المعتدية في المجال السيبراني"، وقال في بيان إن "إيران لا تنوي الدخول في أي حرب إلكترونية مع الولايات المتحدة"، على حد قوله. وكان انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي في أيار/مايو الماضي، أعقبه تحذير للحكومة الأميركية من احتمال قيام إيران من الانتقام من خلال المجال السيبراني. ووفقاً لشبكة "إن بي سي"، فإن استهداف الشبكات في الولايات المتحدة وحدها من شأنه أن يمثل تصعيداً ملحوظاً في استخدام إيران للحرب السيبرانية. موضوع يهمك ? قال مسؤولون أميركيون إن وزارة العدل ستعلن عن العديد من القضايا المرفوعة ضد #إيران تتعلق بأعمال قرصنة إلكترونية وعلى...واشنطن تكشف جرائم قرصنة إيرانية ضد شبكات أميركية إيران

وقال بهنام بن طالبلو، وهو خبير إيراني في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" المحافظة، إن "البنية التحتية للدول الغربية قد تكون هدفاً جذاباً للإيرانيين". وأضاف أن "إيران لديها ميل لاستخدام مثل هذه الأدوات ضد الغرب، وأن المجال السيبراني يسمح للنظام الإيراني بالانخراط في تصعيد متدرج، وهو السمة المميزة للسياسة الأمنية الإيرانية".

ردود وقائية محتملة

وبحسب تقرير "إن بي سي"، فقد أبلغ المسؤولون الأميركيون حلفاء أميركا في أوروبا والشرق الأوسط عن التهديد الإيراني المحتمل وبدأوا في إعداد قائمة من الردود المحتملة، وفقاً لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين. لكنه من غير الواضح ما إذا كانت الخيارات تتضمن هجوماً إلكترونياً وقائياً لردع إيران عن إطلاق الهجمات. وما زال كبار المسؤولين الأميركيين منقسمين حول استخدام هجوم إلكتروني وقائي. وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض إن بعض مسؤولي الإدارة الأميركية جادلوا لصالح العمليات السيبرانية الوقائية، بينما نصح آخرون، بمن فيهم المسؤول السابق في البيت الأبيض الذي كان يشرف على السياسة، بعدم القيام بذلك.

7 خبراء كمبيوتر إيرانيين

يأتي هذا بينما ركزت إدارة ترمب بشكل علني على التهديدات الإيرانية، حيث تستعد لاعتماد عقوبات جديدة ضد إيران. كما اتهمت الإدارة مؤخراً إيران باستخدام سفاراتها للتخطيط لهجمات إرهابية، في أعقاب محاولة فاشلة للسفارة الإيرانية في النمسا لتفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس. وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد حذر من أن إيران ستدفع "تكلفة باهظة" بسبب عدوانها في المنطقة، بعد أن هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز لتعطيل شحنات نفط الشرق الأوسط. وفي عام 2016، اتهم ممثلو الادعاء في الولايات المتحدة 7 خبراء كمبيوتر إيرانيين مرتبطين بالحكومة بسلسلة من الهجمات الإلكترونية على البنوك الأميركية وسد في نيويورك. غير أن آدم مايرز، نائب رئيس المخابرات الأميركية قال إن "التركيز الشديد للايرانيين حالياً هو على الخصوم الإقليميين"، بحسب شبكة "إن بي سي".

 

النظام السوري يسيطر على أجزاء واسعة من القنيطرة ويوسّع انتشاره على خط «فك الاشتباك» المحاذي للجولان

بيروت، لندن - «الحياة»، أ ف ب | في 22 يوليو 2018 /توسِّع قوات النظام السوري انتشارها في المناطق الواقعة على طول «خط فك الاشتباك» 1974، المحاذي للحدود مع الجولان المحتل، وتفرض سيطرتها على أجزاء واسعة من محافظة القنيطرة، تزامناً مع وصول مئات من مقاتلي «هيئة تحرير الشام» الذين تم إجلاؤهم من المحافظة السبت، الى الأراضي التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال غربي البلاد (إدلب)، إيذاناً بدخول اتفاق القنيطرة بين النظام والمعارضة برعاية روسية حيز التنفيذ وفق مصادر متعددة. وقال التلفزيون السوري الرسمي ومقاتلون في المعارضة أمس: «إن الجيش السوري وحلفاءه حققوا تقدماً في جنوب غرب البلاد وأصبحوا أقرب إلى حدود هضبة الجولان التي تحتلّها إسرائيل». وتتوغل قوات النظام بدعم جوي روسي في أطراف محافظة القنيطرة، بعد حملة بدأها الشهر الماضي وأخرجت مقاتلي المعارضة من محافظة درعا المجاورة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بانتشار قوات النظام خلال الـ24 ساعة في كل من رسم قطيش وتل أحمر ورسم الزاوية وعين العبد وكودنة والأصبح وعين زيوان وقصيبة والسويسة وعين التينة وأم باطنة ونبع الصخر والناصرية وعين التينة والقصبية وسويسة والهجة وغدير البستان وأماكن أخرى في المنطقة، حيث يتيح هذا التقدم للقواته توسعة سيطرتها داخل المحافظة، بحيث باتت تسيطر على معظمها باستثناء قطاعها الشمالي، الذي لم تدخله إلى الآن. وكان «المرصد» السوري ذكر أول من أمس، أن قوات النظام تعمد إلى دخول مزيد من المناطق في ريف القنيطرة، وتنفيذ عملية انتشار على طول المناطق المتاخمة لخط «فك الاشتباك»، حيث انتشرت في تلال وبلدات وقرى قريبة من المنطقة، ودخلت برفقة الحافلات إلى بلدة أم باطنة، فيما تواصل عملية انتشارها في ريفي القنيطرة الأوسط والجنوبي، بعد التوصل في وقت سابق الى اتفاق «مصالحة»، يقضي بعودة المؤسسات الحكومية التابعة للنظام وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء وتهجير رافضي الاتفاق، في حين لا تزال قوات النظام غير منتشرة في المناطق الخارجة عن خط «فك الاشتباك».

وتزامن هذا التقدم مع وصول مئات من المقاتلين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من محافظة القنيطرة أمس، الى الأراضي التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال غربي البلاد، وفق وكالة فرانس برس و»المرصد». وجاء إجلاء المدنيين والمقاتلين من القنيطرة بموجب اتفاق أبرمته روسيا حليفة النظام السوري، مع الفصائل المعارضة في المنطقة. وينص الاتفاق الذي تلى حملة عنيفة، على استسلام الفصائل عملياً مقابل وقف المعارك و»عودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011»، وفق الإعلام الرسمي، وهو عام اندلاع النزاع السوري في هذه المنطقة التي تتسم بحساسية بالغة لقربها من اسرائيل. وقال المرصد إن «الدفعة الأولى التي تنقل 2800 شخص من مقاتلين ومدنيين وصلت صباحاً الى معبر «مورك» في ريف حماة الشمالي. وذكر مراسل لفرانس برس في معبر مورك، أنه شاهد وصول نحو خمسين حافلة تنقل مقاتلين وعائلاتهم. وأضاف «أن الركاب استقلوا عند وصولهم، حافلات أخرى استأجرتها منظمة غير حكومية محلية لنقلهم الى مخيمات استقبال موقتة في محافظتي إدلب (شمال غرب) أو حلب (شمال). وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أن «أكثر من نصفهم أطفال ونساء». وأضاف أنه «من المتوقع أن تستمر عملية الإجلاء، وأن تكون هناك دفعة ثانية لإجلاء رافضي اتفاق القنيطرة». وتهدف قوات النظام السوري بدعم روسي، الى استعادة كامل جنوب البلاد. وبعد استعادة القنيطرة، يبقى التحدي الأكبر أمامها جيباً صغيراً يسيطر عليه فصيل مبايع لتنظيم «داعش» الإرهابي في ريف درعا الجنوبي الغربي. في غضون ذلك، أفاد «المرصد» بأن نحو 25 حافلة دخلت عبر معبر أم باطنة – جبا، إلى منطقة القحطانية، لنقل دفعة جديدة من المقاتلين والمدنيين وعوائلهم نحو الشمال السوري، ضمن «اتفاق المصير» في القنيطرة، والذي نص على تهجير رافضي الاتفاق. ومن المرتقب أن تنطلق الحافلات خلال ساعات بعد الانتهاء من صعود المهجرين إليها وفق «المرصد».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإستراتيجية الفرنسية الحنونة

الدكتورة رندا ماروني/22 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66200/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

من يراقب مسار السياسة الخارجية الفرنسية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، بعد إلغاء الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب الإتفاق النووي مع طهران يراها تسير في اتجاهين متماثلين متوازيين لا يلتقيان، محاولة التقريب بينهما، حفاظا على مصالحها، دون جدوى، لتكشف هذه المحاولة عن رغبة فرنسا في حماية الإتفاق النووي وجني ثماره الإقتصادية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على تأييد ودعم واشنطن لباريس. إلا أن هذا التأييد المبتغى لباريس لم يلقى له صدى من واشنطن وإنعكس في الداخل اللبناني جمودا في عملية تأليف الحكومة التي تتجاذبها إرادتان متواجهتان.

فبعد أن وجهت واشنطن تحذيرات واضحة عبر سفيرتها إليزابيث ريتشارد إلى الرئيس المكلف سعد الحريري وإلى سائر المعنيين بعملية تشكيل الحكومة مفادها الإسراع في عملية التشكيل، إلا أنها لن تتهاون إطلاقا في حال أصبح قرار الحكومة في يد حزب الله، ولقد ورد التحذير الحرفي كالآتي: إذا حصل الحزب على غالبية تسمح له بالتحكم بالقرار في الحكومة العتيدة فسيكون هناك حديث آخر، وهذا ما سيدفع الولايات المتحدة إلى أن تتعاطى مع لبنان الدولة كما تتعاطى اليوم مع الحزب الذي تعتبره منظمة إرهابية تقوم بمتابعة عمليات تمويلها وتجفيفها.

إذا بعد أن وجهت واشنطن تحذيراتها المتشددة حول طبيعة الحكومة المقبلة نرى تراخ واضح في الموقف الفرنسي المؤيد للتشكيل والمهمل للطبيعة الحكومية المقبلة وإتجهاتها السياسية، هذا الموقف الذي عبر عنه سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه ليعلن من خلاله دعما للأكثرية كما أسماها، وليظهر إنحيازا واضحا للفريق الموالي لإيران، فدخول باريس على الخط والدعوة إلى تشكيل الحكومة حتى لو كانت حكومة الأكثرية النيابية لأن "الأكثرية هي الأكثرية" يشكل علامة فارقة تستوجب التمعن في فحواها. ومن خلال موقف فوشيه نستطيع أن نلمس الناقض والمنقوض والتخبط في رسم سياسة غير واقعية لكنها مناسبة للتطلعات الفرنسية الخارجية، صعبة المنال صعوبة التوفيق بين مسارين متناقضين يتنازعان النفوذ.

لقد شدد فوشيه على خطورة الوضع الإقتصادي الذي يستوجب تأليف حكومة حتى لو كانت حكومة حزب الله أو حكومة موالية لإيران. فمن خلال حديثه مع مجموعة من الصحفيين عشية العيد الوطني الفرنسي توزع إهتمام السياسة الفرنسية في خطوط متفرقة بين إيران والولايات المتحدة ولبنان بنسب متفاوتة في الأهمية كان لحزب الله الذراع الإيراني في لبنان النصيب الأوفر فيها، حيث أوضح أن فرنسا تعتبر حزب الله هو حزب سياسي لبناني له نواب ووزراء، وأن إشتراكه بقوة في الحكومة اللبنانية لن يكون له تأثير سلبي على إلتزامات سيدر، موضحا بأن سيدر سينفذ عبر وزارات واستثمارات مؤسسات خارجية ولا يمكن لحزب الله من خلال إشتراكه بقوة في الحكومة أن يجمد الأمور. كما لم يوافق فوشيه على الدمج بين الحزب والحكومة لأن التمويل الخاص بالحزب هو المستهدف، وليس تمويل الدولة الذي يمر عبر مجلس الإنماء والإعمار، أو مؤسسات وفق قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

هذا القرب المسجل للسياسة الفرنسية من إيران قابله تماشيا مع التوجهات الأميركية من خلال تأكيده موقفا ثابتا بأن حزب الله هو حزب لبناني ويتم التعاطي مع لبنانيته، إلا أن فرنسا لا تعترف بنشاطه خارج لبنان من دون موافقة الحكومة التي هي مصدر الشرعية الوحيد في البلد، ولهذا فإن فرنسا تدعم سياسة النأي بالنفس وهذا موقف تقليدي يبلغ دائما إلى حزب الله، بأن لا دخل لهم في العراق واليمن وسوريا وبأن خطر التدخل في سوريا يمكن له أن يجر لبنان إلى صراع لا دخل له فيه.

وعن إمكان تولي حزب الله وزارة الصحة أشار إلى أن الحزب" قال إنه يرغب بحقيبة خدمات" وأوضح أن السفيرة الأمريكية إليزابيث ريتشارد كانت واضحة في 3 تموز الماضي بإشارتها إلى أن بلادها تتعاون مع لبنان في القطاع الصحي والموقف الأميركي من حزب الله وهم لن يكونوا حياديين.

أما ما يتعلق بمسايرة الدولة اللبنانية أتى من خلال التطرق لموضوع النازحين حيث أكد تقدير فرنسا إستيعاب أزمة النازحين من قبل لبنان، ما جعله البلد الأول في المساعدات التي تقدمها فرنسا والتي بلغت 440 مليون دولار للأعوام 2018-2020 وأوضح بأن فرنسا لا تناقش في خيار لبنان، عدم توطينهم، بل يجب أن يعودوا في ظروف مقبولة، ولذلك يجب مساعدة لبنان والتقدم نحو حل سياسي ويجب أن لا تربط العودة بالحل السياسي الشامل، وفي الوقت نفسه هناك مبادرات لا تعارضها فرنسا ومفوضية اللاجئين ليست بعيدة عنها وهي تدقق في هذه المبادرات وربما هذا ما سبب سوء التفاهم وإذا كانت العودة إلى منطقة مستقرة لا أحد يعارضها لكن المشكلة هي في رد الفعل السوري، فهم لا يريدون عودتهم، هناك إنتقائية سورية للعائدين.

لقد أتى موقف السفير الفرنسي ليوضح خطين متوازين للسياسة الفرنسية لا يلتقيان، الأول مفعل والآخر بطيء، إذا لم نرد القول بأنه متوقف كليا عن النشاط، غير مرئي الحركة موجود فقط في التصاريح والخطب والمواقف، المسايرة المؤيدة المتعاطفة، إنما ليست بالساعية، لتسجل بهذا إستراتجيتان الاولى مفعلة إنما ليست بفاعلة نظرا لتعدد اللاعبين الاقوياء والاخرى ليست مفعلة إنما فاعلة في تغطية المواقف الحقيقية وتهدئة النفوس وتجميل النصوص ليصح عليها صفة الإستراتيجية الحنونة إنما الماكرة.

إستراتيجية حنونة

فعلها ماكر

تتشاطر تبرر

تناور

تدعي الأمومة

ثم تقامر

كلاعب حريف

مغامر

يهوى السطوا

بعدها يكابر

يطلق نصائحا

يعلن المشاعر

بجنة النعيم

وغرام السنافر

يصف الوصف

يجاهر يفاخر

يقص القصص

ليقول نوادر

ضحكه خفاءا

باطنه ساخر

يعلن رحيلا

تظنه مغادر

في الظهر يطعن

يغرز الأظافر

حذار حذار

فالاستراتجية حنونة

فعلها ماكر

تتشاطر تبرر

تناور.

 

أزمة فساد حزب الله عميقة

 ماثيو ليفيت/الحرة/22 تموز/18

قلما تحدث مسؤولو حزب الله ومرشحوه، في الفترة التي سبقت الانتخابات اللبنانية الأخيرة، عن الانتشار العسكري للحزب في سورية. بدلا من ذلك، ركز هؤلاء على قضيتين رئيسيتين: الاقتصاد والفساد. إن أكثر ما يريد حزب الله تجنب النقاش فيه هو العلاقة بين قتاله في سورية لدعم لنظام الأسد وتداعيات تآكل الاقتصاد وازدياد الفساد التي يعاني منها داخل لبنان. عموما، إن حالة الاستياء الاستثنائية داخل قاعدة "حزب الله" السياسية الشيعية التقليدية هي نتيجة لانزلاق الحزب عميقا في الحرب السورية، والعدد الكبير المتزايد لقتلى الحزب هناك. بالنسبة لبعض مؤيدي حزب الله القدماء، كانت عقيدة "المقاومة" ترتبط تحديدا بإسرائيل، وليس بالدفاع عن الرئيس الأسد وحربه ضد المدنيين السوريين السنة في الغالب. في الفترة السابقة للانتخابات النيابية، انتشرت لافتات على الطريق السريع في منطقة البقاع، أهم معاقل "حزب الله"، تعارض مرشحي الحزب وتقول شعارات مثل: "نحرص على المقاومة، لكن ولاءنا هو لبعلبك الهرمل".

تورط بزي في عملية استخدام الفتيات السوريات اللائي يتم جمعهن من مخيمات اللاجئين والمتاجرة بهن من أجل المال لمساعدة حزب الله

لقد أخذت حالة من السخرية والشك تبرز داخل صفوف "حزب الله" حيال الثمن الباهظ الذي يدفعه التنظيم لدعم نظام الأسد. فالعديد من مقاتلي حزب الله يرون "أنهم يدفعون الثمن كله، بينما يحصد الإيرانيون المنافع. ونتيجة لذلك، فإن أعدادا كبيرة من المحاربين القدامى يتركون الحزب، ويفسحون المجال لمجموعة جديدة ومختلفة من المقاتلين الأصغر سنا". وينضم المقاتلون الجدد للحزب من أجل الحصول على راتب، أكثر من قناعتهم بالقضية، وهو ما يجعل الحرب السورية، قضية اقتصادية وليس أيديولوجية بالنسبة لهذا الجيل الجديد من جنود "حزب الله".

بناء على ذلك، يعاني حزب الله أيضا من أزمة ثقة تقوم على إدراك أن الجماعة أصبحت موغلة في الفساد. يجند "حزب الله" مقاتليه من أفقر المناطق في ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع على طول الحدود اللبنانية ـ السورية، وبدرجة أقل من جنوب لبنان. لكن في الوقت الذي يجند فيه حزب الله الفقراء، يستفيد أنصاره الأغنياء ماليا من الحرب.

في نيسان / أبريل الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مقاتلا سابقا في "حزب الله" انتقد زعيم الحزب حسن نصرالله في رسالة مفتوحة لفشله في التصدي للفساد داخل التنظيم. في السابق لم يكن من الممكن أن يسمع أحد بهذا النوع من الانتقاد العلني للحزب، ولكن في وقتنا الحالي، نالت هذه الرسالة الدعم في وسائل التواصل الاجتماعي. أدرك نصرالله أن لدى حزب الله مشكلة فساد خطيرة، وجعل حملته لمكافحة الفساد وللتنمية الاقتصادية محور برنامج "حزب الله" الانتخابي. واصفا خطورة الفساد في القطاع العام في لبنان، قال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، إن محاربة الفساد في لبنان "معركة وطنية كبرى". وفي خطاب بمناسبة ذكرى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، أعلن نصر الله في 25 أيار/مايو 2018، أن قيادة الحزب درست "ملف الفساد" وعينت عضو حزب الله النائب حسن فضل الله رئيس لجنة لمكافحة الفساد لمتابعة الموضوع تحت إشراف نصرالله نفسه.

ولكن حتى إذا أثبت الحزب أنه قادر على القضاء على جزء كبير من الفساد السياسي الذي هو نتيجة لاقتصاد الحرب الذي ساهم الحزب في إيجاده، سواء داخل صفوفه أو في البلاد بصورة عامة، فإنه سيبقى عاجزا عن معالجة بعض أكثر أنشطة الفساد تجذرا وإثارة للقلق، والتي يقوم بها أشخاص متنفذون في "حزب الله".

معظم هذه الشخصيات المتنفذة الفاسدة متورطة بشكل أو بآخر في الشبكة الإجرامية التي توفر الدعم المالي لـ"حزب الله"، وبشكل خاص الجزء الذي يمول إرهاب الجماعة وأنشطتها العسكرية، والتي أشار إليها القانون الأميركي بـ"فرع الشؤون التجارية" في "حزب الله" (BAC). لقد تم الكشف عن BAC في أوائل العام 2016 من خلال عملية مشتركة شملت إدارة مكافحة المخدرات (DEA)، الجمارك وحماية الحدود، وزارة الخزانة، يوروبول، يوروجست، والسلطات الفرنسية والألمانية والإيطالية والبلجيكية. وقد شمل التحقيق سبعة بلدان وأدى إلى اعتقال عدد من أعضاء "حزب الله" والمتعاونين معه بتهمة الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال وحيازة الأسلحة لاستخدامها في سورية.

معظم الشخصيات المتنفذة الفاسدة متورطة بشكل أو بآخر في الشبكة الإجرامية التي توفر الدعم المالي لـ"حزب الله"

ولكن إلى جانب تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات وغسل الأموال، فإن بعض الشخصيات البارزة في حزب الله متورطة في مشاريع إجرامية شنيعة بما في ذلك الاتجار بالجنس والبشر. لنأخذ على سبيل المثال علي حسين زعيتر، وهو مسؤول في شؤون المشتريات والتمويل الإجرامي لحزب الله. ففي العام 2014، صنفت وزارة الخزانة الأميركية زعيتر شخصا إرهابيا لاستخدام شركاته من أجل الحصول على مكونات للطائرات من دون طيار (UAV) التي يشغلها "حزب الله" فوق الأراضي السورية ولاستهداف إسرائيل. وفي العام التالي، أدرجت وزارة الخزانة شركات إضافية يديرها زعيتر في الصين ولبنان، لشرائها مكونات للطائرات من دون طيار لصالح "حزب الله". بعد بضعة أشهر، وفي العام 2016، كشفت السلطات اللبنانية عن شبكة دعارة كبيرة، تشغل نساء سوريات بشكل رئيسي. زعم "حزب الله" أنه لعب دورا في كشف شبكة الاتجار بالبشر والجنس، لكن تقارير صحفية ربطت شبكة الدعارة بعلي حسين زعيتر، الذي وصفته وزارة الخزانة الأميركية بأنه "وكيل مشتريات حزب الله".

ومؤخرا في أيار/مايو 2018، صنفت وزارة الخزانة الأميركية محمد إبراهيم بزي إرهابيا، ووصفته بأنه "ممول حزب الله" وله صلات وثيقة بالديكتاتور الغامبي السابق الفاسد يحيى جاميه وتاجر المخدرات المرتبط بحزب الله أيمن جمعة. وكشفت وازرة الخزانة أن بزي "هو ممول رئيسي لـ"حزب الله"، وزود الحزب بمساعدات مالية على مدى سنوات عديدة مقدما ملايين الدولارات التي جناها من أنشتطه التجارية". تمويل بزي للإرهاب يتم بشكل رئيسي من خلال علاقات وثيقة مع الناشطين في فرع حزب الله التجاري أدهم طباجة وعلي يوسف شرارة.

ويبدو، على أية حال، أن بزي يدعم "حزب الله" من خلال الاتجار بالبشر كذلك. بعد شهر من تصنيفه إرهابيا لدعمه أنشطة "حزب الله" الإرهابية، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية تقريرا عن انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي كبار الشخصيات السياسية الأجنبية الفاسدة وميسريها الماليين. سلط التقرير الضوء على دور بزي ممولا لـ"حزب الله" وشريكا مقربا من يحيى جاميه. ومن بين انتهاكات جاميه العديدة لحقوق الإنسان التي أوردها التقرير، وردت تهمة الاتجار بالبشر. في الواقع، تصف وزارة الخارجية غامبيا في تقريرها الخاص بالاتجار بالبشر بأنها "بلد مصدّر ووجهة للنساء والأطفال الذين يتعرضون للعمل القسري والاتجار بالجنس". ويضيف تقرير الخارجية عن غامبيا أن "النساء والفتيات ـ وبنسبة أقل ـ والفتيان هم عرضة للاتجار بالجنس، والعمل القسري في أسواق الشوارع، والعبودية المنزلية". وقد أشارت التقارير منذ فترة طويلة إلى "علاقة لبنان" بعالم الاتجار بالجنس في غامبيا بالاشتراك مع مقربين من جاميه. ووفقا لوزارة الخارجية، فإن هذا لا يشمل فقط تهريب الأشخاص من لبنان إلى غامبيا، ولكن أيضا في الاتجاه المعاكس. وأشار التقرير إلى أن "المرأة الغامبية تتعرض للعمل القسري والاتجار بالجنس في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان والكويت".

في الوقت الذي يجند فيه حزب الله الفقراء، يستفيد أنصاره الأغنياء ماليا من الحرب

ووردت الإشارة، حسب تقارير، إلى دور بزي في بعض أنشطة الاتجار هذه بالشراكة مع جاميه، في النسخة الأصلية من البيان الصحفي لوزارة الخزانة عند إعلان تصنيف بزي شخصا إرهابيا وزارة الخزانة، لكنه حذف في النهاية. ووفقا لتقرير في الحرة، كشف مسؤول في وزارة الخزانة عن "تورط بزي في عملية استخدام الفتيات السوريات اللائي يتم جمعهن من مخيمات اللاجئين والمتاجرة بهن من أجل المال لمساعدة حزب الله". وبالفعل، تم اكتشاف دور بزي في الاتجار بالبشر كجزء من التحقيق الذي أجرته إدارة مكافحة المخدرات في عمليات "حزب الله" لغسل الأموال وتهريب المخدرات، والذي سمي مشروع كاساندرا. في أوائل عام 2014 عقد اجتماع في البيت الأبيض حول هذه القضية قبل زيارة جاميه لواشنطن في آب/أغسطس 2014. وخوفا من جر الاجتماع حول الاتجار بالبشر في غامبيا إلى نقاش حول دور حزب الله وبزي في هذه الأنشطة، تم استبعاد عملاء فرقة العمل الخاصة بمشروع كاسندرا من النقاشات.

حزب الله منفتح بشأن أزمة الفساد التي تواجه جميع الأطراف اللبنانية، بما في ذلك الحزب ذاته. لكنه يغلق صفوفه ويخفي غسيله القذر عندما يتعلق الأمر بمسؤولين كبار مثل زعيتر وبزي اللذين يمثلان عفنا في نواة الدائرة الضيقة لقيادة الحزب. يمتد فساد حزب الله إلى أبعد من سوء الإدارة المالية ويسمح لبارونات الحزب الأقوياء بكسب المال من اقتصاد الحرب في سورية في الوقت الذي يقوم فيه بتجنيد المشاة وقودا للحرب، من بين الفقراء. بالنسبة للمجموعة التي تصف نفسها بأنها حزب الله، فإن أمثال زعيتر وبزي يمثلون مشاكل مخزية.

فساد حزب الله يستشري أعمق بكثير مما يمكن لنصر الله الاعتراف به، وهو أعقد من أي شيء آخر قد يمكن للجنة مكافحة الفساد التابعة لحزب الله، أن تعالجه.

*ماثيو ليفيت، باحث سابق في مؤسسة ويكسلير ومدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن. مؤلف كتاب "حزب الله": البصمة العالمية الواضحة لـ"حزب الله" اللبناني (جورجتاون، 2013)

 

أمين الجميّل لـ«الأخبار»: عون ليس محايداً

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 21 تموز 2018

مع أنه يرى أكثر من سبب للقول بعامل خارجي يتداخل مع تعثر تأليف الحكومة، يعتقد الرئيس أمين الجميّل أن في وسع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري انتزاع المبادرة من أيدي الافرقاء، وتأليف حكومة منبثقة من صلاحياتهما الدستورية

قد يكون الرئيس امين الجميّل وسلفه الرئيس الراحل الياس سركيس وحدهما من سائر الرؤساء الذين سبقوهما أو خلفوهما، لم يتمكنا سوى من تأليف ثلاث حكومات في ولايتيهما، في سنيّ الحرب الأهلية. الا ان التجربة التي يحتفظ بها الرئيس السابق من عهده ــــ رغم ان البلاد اضحت الآن في ظل دستور أُدخلت عليه تعديلات جوهرية ــــ تجعله متيقناً من ان الطريق مفتوحة امام رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري كي يشكلا الحكومة الجديدة، ما داما صاحبي توقيع مرسومها. كانت الآلية الدستورية نفسها تقريباً قبل اتفاق الطائف، في الممارسة لا في النص. منذ الرئيس اميل اده عام 1936، لم تبصر حكومة النور بلا مشاورات مسبقة، وإن غير ملزمة. ما خلا حالات نادرة ارتبطت بظروف استثنائية، لم يؤلف رئيس للجمهورية حكومة من دون التشاور مع مرشحه لرئاسة الحكومة، ولم تكن آنذاك ثمة استشارات ملزمة مقيّدة له بتسمية الرئيس المكلف كما منذ اتفاق الطائف. مع ذلك كان الرئيسان ــــ وهما يملكان وحدهما الصلاحية الدستورية نصاً وممارسة قبل اتفاق الطائف وبعده ــــ المعنيين باستحقاق التأليف. في ضوء مراقبته تعثر التأليف، يقول الجميّل: «نتبع الآن سياسة النعامة بدفن رؤوسنا في الرمال. لا أحد يريد الإقرار بتداخل البعد الخارجي بالبعد الداخلي، وتشابك المصالح الاستراتيجية بتلك المحلية الضيقة. رغم صغره، يظل لبنان محوراً اساسياً في المنطقة، يتأثر بالنزاعات ولعبة المحاور الاقليمية المرشحة لمزيد من التطورات والتقلبات في الاشهر المقبلة، ليس أقلها ما بين السعودية وإيران. ثمة مَن يريد على الدوام ان يكون له موطئ قدم في هذا البلد. اضف تأثير العوامل الداخلية التي تتركز على عنصرين: السيطرة على الاكثرية في مجلس الوزراء للتحكم بالتصويت عند الحاجة، والحصول على الثلث المعطل لاسقاط الحكومة ما دام ليس في الامكان اطاحتها كيفما كان، فضلاً عن طموحات حزبية تحمل كل طرف على التصرّف كأن يكون الاكثر تأثيراً من الداخل. العامل الداخلي يغذي نفسه بنفسه، ويستقوي بالعامل الخارجي الذي يغطي بدوره تدخله لدى العامل الداخلي. هكذا تدور الدائرة على نفسها، فيتعثر تأليف الحكومة، وقد تحوّل الى شبه بازار». يعزو الجميّل جانباً من الاخفاق الى رئيس الجمهورية الذي لا يضطلع، في رأيه، بـ «دور محايد بحيث يعطي لقيصر ما لقيصر ولله ما لله، فيحوز كل من الافرقاء الحصة المنطقية. الرئيس عون ليس محايداً في التأليف، وهذا واضح من خلال عدم التمييز بين حصته وحصة حزبه. كنت افضل ان يكون فوق الصراعات المحلية، غير محسوب على فريق. عندئذ تصبح حصته ضماناً اساسياً للتوازن الوطني، وفي مجلس الوزراء. الامر الذي لا نعثر عليه في مشاورات التأليف الآن. حصة الرئيس غير حزبية، وليست جزءاً من حصة حزب، ولا هو جزء من حزب، بل الضامن الفعلي للمصلحة الوطنية المستقلة عما يتطلبه الافرقاء الآخرون».

يقود ذلك الجميل الى القول إن الخروج من المأزق «يقتضي استعادة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف صلاحيات التأليف من الافرقاء الذين وضعوا ايديهم وشروطهم عليها، على نحو ما هو ظاهر من خلال التسابق على الحصص. كما لو ان مجلس الوزراء قطعة جبن برسم الافواه. عندما يتعذّر التوافق مع الافرقاء، ليس امامهما ــــ عملاً بصلاحياتهما الدستورية ــــ سوى الاقدام على تأليف الحكومة تأخذ في الاعتبار معايير محددة للتوزير، يعتقدان انها تلائم المصلحة الوطنية، ويذهبان بها الى مجلس النواب. اذا حتّم ذلك تأليف حكومة امر واقع من جراء تعذر الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، فلا بأس. المطلوب الآن انتشال الوضع من المأزق والفراغ، وعدم الانجرار وراء اهدار الوقت كما في حكومات السنوات الاخيرة. يبدو المطلوب من الرئيسين عون والحريري ان يكونا المستبد العادل في تأليف الحكومة».

يستعيد الرئيس السابق للجمهورية تجربته في الحكومات الثلاث في عهده ما بين عامي 1982 و1988، وكلها كانت حكومات امر واقع. كل منها لاسباب مختلفة. اراد الاولى «حكومة وحدة وطنية تجمع الافرقاء جميعاً وتكون مساحة حوار في مواجهة الاحتلالين الاسرائيلي والسوري». فاتح الرئيس صائب سلام فيها آنذاك. على ان تعذّر التوافق عليها «في مرحلة لم تكن قد نضجت المصالحة الوطنية تماماً، حملني على تأليف حكومة امر واقع خشية ان يتسبّب الانقسام في شلها وتعطيلها ووضع البلاد على طريق الفراغ. حكومة الامر الواقع الاولى من خارج مجلس النواب رئيساً واعضاءً، تحمّلت والرئيس شفيق الوزان مسؤوليتها، وضمت شخصيات مثلت رأس الهرم في نقابات مهمة، كروجيه شيخاني وعصام خوري اللذين ترأسا نقابة المحامين وبهاء الدين البساط نقيب المهندسين وبيار خوري احد كبار مهندسينا، وايلي سالم من الجامعة الاميركية، والباقون كعدنان مروة وابراهيم حلاوي وعادل حمية من ذوي الكفايات العالية، ما اتاح للحكومة الحصول على صلاحيات اشتراعية واصدار 160 مرسوماً اشتراعياً لا يزال معظمها نافذاً الى الآن، والبعض منها صار الى تعديله».

على عون والحريري أن يكونا المستبد العادل في التأليف

يضيف: «الحكومة الثانية عام 1984 ايضاً كانت حكومة امر واقع. طلب السوريون ان تكون موسعة كي يوزّر فيها اكبر عدد ممكن من حلفائهم من اجل تسديد فواتيرهم معهم، الا انني والرئيس رشيد كرامي فضّلناها مصغرة من عشرة وزراء فقط. مع اننا كنا في مرحلة جديدة ايجابية في العلاقة والتعاون مع سوريا، اختلف موقفانا منها. الشاهد على ذلك حينذاك العميد سامي الخطيب قائد قوة الردع العربية حينما كلفته اقناع دمشق بالموافقة على حكومة العشرة وفق اتفاقي مع الرئيس كرامي، وتسهيل تأليفها في حقبة لم يكن التأثير السوري في لبنان قليل الاهمية وضعيفاً، رغم انكفاء الجيش السوري الى الشمال والبقاع. كنت متفاهماً عليها مع الرئيس كرامي المعروف عنه في الاصل تحبيذه الحكومات المصغرة، المنتجة اكثر منها الفضفاضة الكثيرة الاهدار للوقت في السجالات. ادركت ان تأليف حكومة في حقبة ما بعد مؤتمري حوار جنيف ولوزان يوجب ان يكون في عدادها نبيه برّي ووليد جنبلاط، وتضم ايضاً اقطاباً ككميل شمعون وعادل عسيران وسليم الحص وبيار الجميّل. عملنا على تطعيمها بوزراء محايدين كجوزف سكاف وعبدالله الراسي وفيكتور قصير. لم تفرض علي ولا على الرئيس كرامي، وقد اوجبتها الظروف كي تكون حكومة تجمع الافرقاء جميعاً، لكنها حكومة امر واقع اخذت في الاعتبار تطورات المرحلة تلك. اما الحكومة الثالثة عام 1988، وهي الحكومة العسكرية (برئاسة ميشال عون)، حكومة امر واقع، فكانت ثمة ظروف استثنائية حتّمتها ك

 

مُحاصرة عون بفدرالية طوائف

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 21 تموز 2018

أزال رئيس الجمهورية ميشال عون الخيط الرفيع الذي كان يفصله عن مواقف الوزير جبران باسيل، فبات الوضوحُ جلياً في التعامل بين رئيس الجمهورية والأزمة الحكومية، وبات باسيل رسمياً المفاوِض بإسم عون في عملية تأليف الحكومة، وهو ما سيُنتج إصطداماً إضافياً للعهد بمراكز القوى المتحالفة والمتّفقة على رفض شروط باسيل في تأليف الحكومة التي أصبحت رسمياً شروطاً رئاسيّة. تعتبر مصادر حزبية أن عهد عون بات محاصراً بفدرالية طوائف كاملة العدة والعدد، واستعراضاً لهذه الفدرالية يمكن ملاحظة الآتي:

ـ أولاً، تمرّ علاقة عون بالرئيس المكلف سعد الحريري، في فترة جديدة مختلفة عن «شهر عسل» التسوية الرئاسية، فالحريري متمسّك الى النهاية، بمسلّمات في التشكيل، أهمها، صلاحياته كاملة كرئيس مكلّف، ورفضه إعطاء أيّ مقعد سنّي إلّا من خلال التبادل مع عون بمقعد مسيحي، مع عدم إعتراضه على أن يختار عون أيّ إسم يريد، سواء النائب فيصل كرامي أو غيره، وتمسّكه بإتّفاقه مع النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع بالحصة التي يريانها مناسبة للمشاركة في الحكومة.

وتضيف المعلومات أنّ الحريري منزعج من مواقف عون الأخيرة، لكنه لن يتوقف عندها بسلبية، وتشير الى أنّ الحريري أوصل رسالة الى أكثر من طرف مفادها: «لقد أطفأت المحرّكات، فالعُقدة ليست عندي وليأتوا بطرح جديد لكي نبني على الشيء مقتضاه».

ـ ثانياً، في حصار فدرالية الطوائف، تصطدم علاقة عون بجدار درزي، سببه الإصرار على توزير النائب طلال إرسلان، وهو ما جعل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط يتمسّك بالمقاعد الدرزية الثلاثة، وهذه سابقة أيضاً لم تحصل في الحكومات السابقة.

ـ ثالثاً، في حصار فدرالية الطوائف، قادت علاقة «التيار» المأزومة مع «القوات اللبنانية»، الى نقض تواقيع «تفاهُم معراب». وفي المعلومات أنّ باسيل يريد العودة الى هذا التفاهم، لكن بعد الإتفاق على الأحجام الوزارية، وإلزام «القوات» بحصّة متواضعة، ترفض «القوات» هذا الطرح، ولهذا توقفت الإتّصالات عملياً بين الطرفين، وهو ما سيؤدّي الى اشتداد العقدة الوزارية المسيحية تعقيداً. ـ رابعاً، على الصعيد الشيعي، بدا واضحاً منذ البداية أنّ كلاً من «حزب الله» والرئيس نبيه بري أقفلا الباب أمام التفريط بأيّ مقعد شيعي وإعطائه لرئيس الجمهورية، علماً أنّ رئيس الجمهورية كان يحصل على مقعد وزاري شيعي، ويحصل هذا الإقفال الشيعي على وقع تضامن برّي مع مطلب جنبلاط، وعلى وقع صمت «حزب الله» في موضوع الحكومة باستثناء موقف مبدئي أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله متعلّق بضرورة إحترام معايير التمثيل، واكتفى «الحزب» الى الآن بعدم إدارة محرّكاته، تاركاً الوقت يمرّ من دون أن يضغط لتسريع التأليف.

واذا كان الحريري قد أطفأ محرّكاته، فإنّ تأليف الحكومة قد دخل عملياً في نفق طويل، لا يُعرف مداه الزمني، فالتلويح الرئاسي باستعمال الصلاحيات محكوم بالإصطدام بالمكوّن السنّي، الذي لن يرضى بتغيير القواعد الأساسية التي يمتلكها الرئيس المكلف، والإصطدام ربما لا يقتصر على مجرد لقاء رؤساء وزراء سابقين، بل يمتد الى إمكان صدور موقف عن دار الفتوى، حيث سبق لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن أعلن موقفاً إزاء رئيس الجمهورية يؤشر الى عدم الرضى عن كل ما يُهدِّد صلاحيات رئيس الحكومة ودوره في التأليف، علماً أنّ الحريري نفسه متشدِّد جداً في موضوع الصلاحيات.

 

«انقلاب» جميل السيّد؟

حازم صاغية/الحياة/21 تموز/18

الطوائف اللبنانيّة كلّها منشقّة داخليّاً باستثناء الطائفة الشيعيّة. هذه هي البداهة التي يعرفها مَن يتابع تشكيل الحكومة اللبنانيّة، ومَن تابع الانتخابات العامّة قبل أشهر.

في تشكيل الحكومة، هناك سنّة الحريري والسنّة الأنتي حريري، ودروز جنبلاط والدروز الأنتي جنبلاط، ومسيحيّو عون ومسيحيّو «القوّات». أمّا شيعة «أمل» وشيعة «حزب الله» فواحد لا يسري عليهم الانقسام. هكذا خاضوا الانتخابات وهكذا يخوضون تشكيل الحكومة.

نتيجة كهذه أسبابها كثيرة، في عدادها وجود السلاح في يد أحد طرفي الثنائيّة الشيعيّة، واستغراق الطرف الثاني في الإدارة. «السلاح المقاوم» يخلق نوعاً من العزوف، إن لم يكن الاحتقار، لـ «حصص الطوائف»، يعزّزه أنّ إيران هي التي تدفع النفقات المتوجّبة. طرف الثنائيّة الثاني يتفرّغ للحصص. تقسيم عمل رائع يضفي المقاومة على الحصص، والشرعيّة على المقاومة.

هذا لا يعني أنّ الطرفين لا يتصارعان ولا يختلفان. هناك فوارق قد تحملهما على ذلك إذا تشكّلت ظروف مناسبة. وهما سبق أن تصارعا في الثمانينات في إحدى أعنف حروب الحرب اللبنانيّة. لكنّهما في النهاية توصّلا إلى تسوية أثبتت قابليّتها للحياة.

خارج الوعائين التنظيميّين، لم يخل الأمر من توتّر كان الوعاءان إيّاهما يستوعبانه ويكبحانه. التوتّر من طبيعة جهويّة: البقاع في مقابل الجنوب. البقاعيّة يسكنها شعور بالغبن لم يخاطبه تنظيما الطائفة في ظلّ قيادتهما الجنوبيّة. العشائر، أوتنظيماتها الأهليّة السابقة على الحزبيّة الطائفيّة، مفتّتة أو مهمّشة. خوف «حزب الله» من أن تأتي نتائج الانتخابات في بعلبك مخالفة لتوقّعاته، كان معبّراً. التعويض عبر المشاركة في الحرب السوريّة بوصفها «حرب البقاعيّين»، مقابل الحرب مع إسرائيل بوصفها «حرب الجنوبيّين»، لم يتحقّق. ذاك أنّ القرار والسيطرة والتعويض في أمر حسّاس كهذا تعود كلّها إلى الحزب وقيادته.

الأسماء لا تُقنع بالتساوي في زعامة الطائفة. نبيه برّي وحسن نصرالله جنوبيّان. الاثنان يوصفان بالخلود حيث هما. ذات مرّة كان البقاعيّ حسين الحسيني على رأس «أمل»، ثمّ بات البقاعيّ عاكف حيدر نائباً لرئيسها. هذا أصبح من الماضي. من يعرف اليوم أنّ البقاعيّ هيثم جمعة نائب رئيس «أمل»؟ البقاعيّ صبحي الطفيلي كان ذات مرّة الأمين العامّ لـ «حزب الله»، بل كان أوّل أمنائه العامّين. الطفيلي تحوّل أحد الأشرس في مخاصمة حزبه القديم. البقاعيّ إبراهيم أمين السيّد كان أوّل من أعلن عن وجود الحزب إلى العالم. هذا أيضاً صار من الماضي. حتّى رئيس الكتلة البرلمانيّة لـ «حزب الله» جنوبيّ: محمّد رعد.

من يعودون قليلاً إلى الوراء، إلى ما قبل الحرب، يتذكّرون أسماء بقاعيّين لعبوا أدواراً أساسيّة في السياسة اللبنانيّة كسليم حيدر وصبري حمادة، أو يذكّرون بجهود جدّيّة بذلها موسى الصدر لاستحضار البقاع إلى الحلبة السياسيّة. اليوم تتجمّع إشارات تفيد أنّ جميل السيّد، الذي تقلّب بين الجيش والأمن العامّ والسجن والسياسة، يتأبّط شرّاً. النائب البقاعيّ الذي ترعرع على الشهابيّة ونضج على الأسديّة يملك ما يكفي من مشاعر العداء لـ «السياسيّين التقليديّين» الذين يدرج وصفهم بالفساد ونقص الكفاءة والإنجاز. هذه عيوب يرى العسكريّون أنّهم وحدهم المؤهّلون لتصحيحها. السيّد يضع يده على جرح التمثيل السياسيّ للبقاعيّين كأنّه يقول ضمناً إنّه الشخص الجاهز والمؤهّل لإحداث «حركة تصحيحيّة» في الطائفة تعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله. ونعلم كم أنّ «الحركات التصحيحيّة» تغلّط أكثر ممّا تصحّح، كما نعلم أنّ الضبّاط غالباً ما ينفّذون انقلابات باسم حقوق الشعب ومصالحه، لا تلبث أن تخدم حقوقهم ومصالحهم.

ويُخشى اليوم أن نكون أمام تراكم من المرارات يلبس صاحبه لبوس الحقّ والعدل علّهما يسهّلان اختراق جدران صلبة للذين يريدون الوراثة من الخارج، وعبر الانقلاب. ومن يدري! فمعركة الوراثة في «أمل» قد تُفتتح في أيّة لحظة. لكنْ يبقى أنّ الصراع على حكم نصف طائفة بعد حكم بلد بأكمله يقول الكثير عن البلد وحكمه، لكنّه يقول أكثر عن الراغبين في الانقلاب عليه.

 

هل يستطيع حزب الله تنفيذ استراتيجيّته الجديدة؟

قاسم قصير/مجلة الأمان/21 تموز/18

نجح حزب الله في تحقيق الأهداف التي وضعها على صعيد المعركة الانتخابية وفي ظل القانون الانتخابي الجديد، فهو أوصل كتلة نيابية كبيرة له ولحلفائه الى المجلس النيابي، وأصبح لديه عدد من النواب من المعارضين للرئيس سعد الحريري، إضافة إلى حماية تحالفه الاستراتيجي مع حركة أمل، واستمرار التحالف المميز مع التيار الوطني الحر، رغم التباينات الانتخابية والسياسية في بعض الأحيان. لكن رغم هذا النجاح الانتخابي، عمد المسؤولون في الحزب إلى عدم رفع الصوت عالياً لتغيير الواقع السياسي القائم، فلم يعارضوا عودة الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، وحرصوا على أن تكون مطالبهم الحكومية والداخلية متواضعة، ولم يطرحوا مطالب سياسية أو داخلية تعجيزية.ويعبِّر المسؤولون في حزب الله عن ارتياحهم واطمئنانهم إلى الأوضاع الداخلية والخارجية، وهم ينتظرون تشكيل الحكومة لطرح رؤيتهم الداخلية وكيفية معالجة كافة المشكلات التي يواجهها البلد، وخصوصاً ملف الفساد والوضع الاقتصادي واللاجئين السوريين وعلاقات لبنان الخارجية. فكيف ينظر المسؤولون في حزب الله الى الأوضاع الداخلية والخارجية في هذه المرحلة؟ وهل سيستطيع الحزب تنفيذ استراتيجيته الداخلية الجديدة التي أعلنها خلال الحملة الانتخابية أمينه العام السيد حسن نصر الله، ولا سيما على صعيد مكافحة الفساد والاهتمام بالشأن الداخلي؟

الاطمئنان إلى التطورات

بداية كيف يقيِّم المسؤولون في حزب الله الأوضاع الداخلية والخارجية، ولا سيما بعد الانتخابات النيابية وفي ظل التطورات في لبنان والمنطقة؟ تقول مصادر مطلعة على أجواء قيادة حزب الله: «إن الحزب مرتاح كثيراً لنتائج الانتخابات النيابية، وقد تحققت النتائج المطلوبة من الانتخابات من خلال تشكيل كتلة نيابية كبيرة من نواب الحزب وحلفائه، كذلك نجح الحزب، من خلال اقرار القانون الانتخابي الجديد القائم على النسبية في دعم وصول عدد من النواب المعارضين للرئيس سعد الحريري في مختلف المناطق اللبنانية، وحافظ على تحالفه الاستراتيجي مع حركة أمل وعلى العلاقة المميزة مع التيار الوطني الحر، رغم بروز بعض التباينات الانتخابية والسياسية التي أدت إلى خسارة مقعد جبيل الشيعي وأحد المقاعد المسيحية في بعلبك-الهرمل». وتضيف المصادر: «إن الأصوات التفضيلية التي نالها نواب الحزب في مختلف المناطق، إضافة إلى الأصوات التي أُعطيت لحلفاء الحزب تؤكد القوة الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها حزب الله في لبنان، والتي لا يمكن تجاوزها سياسياً وحكومياً، ولكن رغم ذلك حرص المسؤولون في الحزب بالتعاون مع الرئيس نبيه بري على عدم المطالبة بحصة كبيرة في الحكومة الجديدة والاكتفاء بستة مقاعد، مع حرص حزب الله على ان يتمثل للمرة الأولى بثلاثة وزراء، مطالباً بإحدى الوزارات الأساسية التي قد تكون وزارة الصحة، كما ان الحزب حريص على استمرار التعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة ونجاحها، وهو لم يطرح أي بديل له في الاستشارات». وبالاضافة إلى الاطمئنان إلى الأوضاع الداخلية ونتائج الانتخابات، أشارت المصادر المطلعة الى «أن قيادة الحزب مرتاحة للتطورات الإقليمية في سوريا والعراق وإيران واليمن، وهي ليست متخوفة من حصول أية تسويات أو اتفاقيات على حساب الحزب ودوره، بعد الانتصارات التي تحققت في السنوات الأخيرة».

تنفيذ الاستراتيجية الجديدة

لكن هل سينجح حزب الله في تنفيذ استراتيجيته الداخلية الجديدة ولا سيما مكافحة الفساد وتحقيق الانماء ومعالجة المشكلات الاقتصادية، خصوصاً انه رفع لأول مرة شعار «نحمي ونبني»، وجعل الإنماء في موازاة المقاومة؟ تقول المصادر المطلعة على أجواء قيادة حزب الله: «إن رفع شعار مكافحة الفساد والاهتمام بالشأن الداخلي لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة المعطيات التي توافرت لقيادة الحزب عن سوء الأوضاع الاقتصادية الداخلية، ولأنه لم يعد بالإمكان السكوت عن واقع الفساد والمشكلات التي يواجهها المواطن اللبناني، ولذلك عمد الحزب الى تكليف النائب حسن فضل الله بمتابعة «الوحدة الخاصة بمكافحة الفساد»، على ان يكون هذا الملف بالإشراف المباشر من قبل الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وإن هذا الملف، إضافة إلى ملفات أخرى كملف النازحين السوريين والأوضاع الاقتصادية والاصلاح الإداري سيكون في أولوية الاهتمام لدى مسؤولي الحزب في المرحلة المقبلة». لكن هل سيستطيع الحزب تحقيق الأهداف التي وضعها نظراً لأن مشكلة الفساد وهي مشكلة بنيوية وتتعلق بكل النظام السياسي والطائفي في لبنان؟ تجيب المصادر: «إن قيادة حزب الله تدرك حجم التحديات التي تواجهها على صعيد مكافحة الفساد، لأن هذا الموضوع يتغلغل في كل البنية السياسية والحزبية والإدارية، لكن لم يكن هناك أي خيار بشأن القرار للتصدي للفساد، ويجب رفع الصوت عالياً وإطلاق أوسع حملة لمواجهة الفساد، بغضّ النظر عن النتائج التي يمكن تحقيقها، ولا يمكن منذ الآن الحكم على هذا القرار، بل لا بدّ من انتظار الخطوات العملية التي ستُعلَن في وقت لاحق». المطلعون على الأجواء الداخلية لحزب الله يعرفون حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الحزب، وانه رغم الاطمئنان إلى نتائج الانتخابات وللتطورات الإقليمية والدولية، يواجه الحزب عقبات عديدة في ظل زيادة الحصار المالي الأميركي لإيران، وفي ظل استمرار الصراعات الإقليمية والدولية، ونظراً لقيام جهات داخلية وخارجية بالعمل لإفراغ الانتصار الذي حققه الحزب في الانتخابات من مضمونه عبر عرقلة تشكيل الحكومة وتأخيرها، ومن خلال منع وصول حلفاء الحزب الى مواقع أساسية في الحكومة وخارجها. إذاً دخل حزب الله بعد الانتخابات في مرحلة سياسية واستراتيجية جديدة، وهو مطمئن للتطورات، لكن ذلك لا يعني ان الطريق ستكون معبَّدة وسهلة أمامه، فمعركة الفساد أصعب من مواجهة الاحتلال والإرهاب، والمتغيرات الداخلية والخارجية قد تأتي على حساب الحزب ودوره، والأيام المقبلة ستحمل الكثير من المتغيرات التي يجب الانتباه إليها ووضع آليات عمل للتعاطي معها، وهذه مسؤولية كبيرة على قيادة حزب الله في المرحلة المقبلة.}

 

تعويم بشّار الأسد!

خيرالله خيرالله/العرب/22 تمنوز/18

هل للنظام القائم مكان في المعادلة السورية الجديدة التي أطرافها روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة؟ من الواضح أن بشّار الأسد قرر الانضمام إلى الثلاثي الذي قرر رسم مستقبل سوريا وذلك حماية لنفسه ولضمان البقاء في دمشق، علما أن مصير الرجل سيتحدد في ضوء القدرة على التزام الشروط الإسرائيلية.

في مقدّم هذه الشروط الخروج الإيراني من الأراضي السورية كلّها وليس من الجنوب السوري فقط. فوق ذلك، سيكون عليه التزام اتفاق فكّ الاشتباك في الجولان الذي وقّع في العام 1974 التزاما حرفيا.

كان ملفتا الهجوم الذي شنّه الإعلام التابع للنظام السوري على علي أكبر ولايتي مستشار “المرشد” الإيراني علي خامنئي. كان سبب الهجوم قول ولايتي إنّ إيران حالت دون سقوط النظام السوري. هذا الكلام أكثر من صحيح. لولا إيران لكانت صفحة بشّار الأسد طويت منذ فترة طويلة. لعبت إيران الدور المحوري، مباشرة وعبر ميليشياتها المذهبية، مثل “حزب الله”، في إبقاء رئيس النظام في دمشق وذلك بين العامين 2011 و2015. عندما وجدت أنّها عاجزة عن متابعة مهمتها، ذهب الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني إلى موسكو. استنجد بالروس مباشرة بعد تقدّم المعارضة في اتجاه دمشق من جهة وفي اتجاه الساحل السوري من جهة أخرى. كان للتدخل الروسي المباشر عبر سلاح الجو، الذي تمركز في قاعدة حميميم قرب اللاذقية، في أواخر أيلول – سبتمبر 2015، الدور الأكبر في جعل بشّار قادرا على البقاء في دمشق. من الأسرار التي لا تزال غير معلنة الشروط التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين على بشّار نفسه وعلى الإيرانيين في مقابل تدخل سلاح الجو الروسي في كلّ أنحاء سوريا بهدف وحيد هو منع انتصار الشعب السوري على جلاّده. ليس مستغربا أن يتصرف بوتين بالطريقة التي تصرّف بها في ضوء التطلعات الروسية القديمة إلى موطئ ثابت في المياه الدافئة. المستغرب أن تعتقد إيران أن روسيا جمعية خيرية وأنّها ستكون قادرة على الاستفادة من تدخل قاذفات “سوخوي” لتحقيق مآرب خاصة بها في سوريا. لم تأخذ إيران في الاعتبار أن روسيا لم تكن لتتمكن من حماية بشّار الأسد في دمشق من دون التنسيق الكامل مع إسرائيل. عندما تبيّن أن هناك تناقضا كلّيا بين إيران وإسرائيل في سوريا، صار على بشّار الأسد الاختيار. في الواقع، كان هناك دائما، في الماضي، تكامل بين إيران وإسرائيل ما دام هناك التزام من النظام السوري لجهة احترام كلّ الاتفاقات المتعلقة بالجولان. ما حققته روسيا في الأشهر القليلة الماضية ليس سهلا. استطاعت تفادي حرب مباشرة إسرائيلية – إيرانية في سوريا. كان يمكن لهذه الحرب أن تمتد إلى لبنان في حال إصرار إيران على أن يفتح “حزب الله” جبهة الجنوب.

أقنعت روسيا إسرائيل بمتابعة ضرباتها لكل المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا ولكن من دون الذهاب إلى حرب شاملة. في المقابل، لم تستطع روسيا إقناع إيران كلّيا بأن لا خيار آخر لديها غير الانسحاب من الأراضي السورية، خصوصا أنّ مهمة بقاء بشّار الأسد في دمشق لتنفيذ مهمات معيّنة صارت مهمّة إسرائيلية. كان على رئيس النظام السوري أن يختار في نهاية المطاف. حاول تفادي هذه الخطوة وتأخيرها قدر الإمكان، خصوصا أنّ عواطفه إيرانية وإعجابه بـ”حزب الله”، الذي فعل كلّ ما فعله بلبنان واللبنانيين، لا حدود له. هذا الإعجاب المنقطع النظير بالميليشيا المذهبية التابعة لإيران في لبنان موجود منذ ما قبل خلافة بشّار الأسد لوالده في مثل هذه الأيّام قبل ثمانية عشر عاما…

من بين ما يدعو إلى التأكيد أن بشّار الأسد سعى إلى استرضاء إيران، قدر الإمكان طبعا، المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير خارجيته وليد المعلّم قبل بضعة أسابيع وأعطى فيه “شرعية” للوجود العسكري الإيراني في سوريا. لم يكتف المعلّم، وهو شخص مغلوب على أمره، بذلك. انتقد أيضا الجهود الروسية الهادفة إلى إعداد دستور سوري جديد. كذلك، نفى وجود اتفاق روسي – إسرائيلي في شأن الجنوب السوري. وقد تبيّن مع مرور الوقت أن هذا الاتفاق روسي- أميركي – إسرائيلي ولم يجد بشّار الأسد بدّا من الانضمام إليه. لم يعد سرّا أن هناك دورا إسرائيليا علنيا في تعويم بشّار الأسد. السؤال هل يستطيع رئيس النظام السوري تنفيذ المطلوب من الأطراف الثلاثة المصرّة على العودة إلى اتفاق فكّ الاشتباك للعام 1974؟ هناك كلام كثير عن تفاهمات في العمق. في أساس هذه التفاهمات دور لبشّار الأسد يقوم على إعادة تأهيله انطلاقا من الجولان. تتذكّر إسرائيل جيدا أن النظام السوري لم يطلق رصاصة واحدة في الجولان منذ توقيع اتفاق فكّ الاشتباك في العام 1974.

لا شيء يمنع إذا، من منطلق هذه التجربة التي عمرها أقلّ بقليل من نصف قرن، من العودة إليها. هذا هو المنطق الإسرائيلي الذي يحظى حاليا بمباركة روسية وأميركية. إنّه منطق متماسك يدعمه قول إسحاق رابين لياسر عرفات في آخر لقاء عقد بينهما عند معبر إريتز “لو تعرفت إليك قبل توقيع اتفاق أوسلو (في خريف العام 1993)، لما كنت وقّعت معك أيّ اتفاق. أنت لم تحترم يوما توقيعك، في حين احترم حافظ الأسد بدقّة متناهية كلّ الاتفاقات التي عقدناها معه، بما في ذلك الاتفاقات الشفهية”. عقد هذا اللقاء قبل أيام من اغتيال رابين في تل أبيب في الرابع من تشرين الثاني – نوفمبر 1995 وقد اعتبر ياسر عرفات كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي دليلا على “وطنيته” وطلب من أحد مساعديه تسريبه إلى وسائل الإعلام! لدى البحث في مستقبل سوريا في ضوء الإصرار على العودة إلى اتفاق فك الاشتباك، تظهر أوّلا المشكلة الكامنة في أنّ بشار الأسد ليس حافظ الأسد. الأهمّ من ذلك أن سوريا التي عرفناها تغيّرت جذريا منذ العام 2011. فوق ذلك كلّه ما الذي ستفعله إيران التي استثمرت كلّ هذه المليارات من الدولارات في “سوريا الأسد”؟ هل تعتبر أن كل هذا الاستثمار كان رهانا على حلم يقظة اسمه “الهلال الفارسي”.

وضعت روسيا مع إسرائيل والولايات المتحدة الخطوط العريضة لتسوية في سوريا. من الواضح أن فلاديمير بوتين ودونالد ترامب استطاعا التفاهم على الخطوط العريضة هذه في قمتهما الأخيرة في هلسنكي. تظل الحلقتان الضائعتان بشّار الأسد نفسه وإيران. قوّة الخطوط العريضة في أنّ الروسي يعرف بشّار جيدا. يعرف نقاط ضعفه وأنّه لم يعد يمتلك غير الاعتماد على فلاديمير بوتين. أمّا إيران، فلا يزال يصعب عليها الرضوخ لما قرره الروسي والأميركي والإسرائيلي في وقت يعرف حكامها جيّدا ما هي النتائج التي ستترتب على الخروج من سوريا وما تعنيه هذه النتائج في طهران نفسها. تعرف طهران أن انهيار النظام السوري بدأ لحظة الاضطرار إلى الخروج من لبنان في نيسان – أبريل 2005 وأن لحظة بداية سقوط نظام الملالي تبدأ لحظة الخروج الإيراني من سوريا…

 

هل أميركا تتعرض للابتزاز؟

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/21 تموز/18

بعد مشاهدتي للمناورات الدبلوماسية للرئيس دونالد ترمب في سنغافورة الشهر الماضي، ورؤيتي له خلال فترة التحضير للقاءاته الأسبوع التالي في بروكسل وهلسنكي، وجدتني أتعجب مما إذا كان المحللون قد أخطأوا في فهمهم لأسلوبه التفاوضي بمقارنته بالشخصية التي عرضها في مذكراته التي كتبها عام 1987 والتي حملت عنوان «فن عقد الصفقات». فالرئيس دونالد ترمب الذي نشاهده أكثر احتياجاً من المتمول الشاب الذي قفز ليعتلى قمة العالم. النسخة الحالية من ترمب ترى نفسها مديراً تنفيذياً، ليس لشركة تجارية منتعشة، بل لشركة باتت في الحضيض بسبب أفعال سابقيه. فبدلاً من احتضان الشركاء الأبديين في أوروبا، عبّر ترمب عن استيائه منهم ومن نجاحهم. هذا هو ترمب يبحث عن أصدقاء ومستثمرين جدد. فهو يبدو جاهزاً لطي ما يعتبره ورقة خاسرة ليسحب بعض الأوراق الجديدة، أوراق تحمل صور زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس الصيني تشي جينبينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ربما أن الكتاب الذي يقرأه دونالد ترمب هذه الأيام هو ذلك الذي يضم مذكراته التي كتبها عام 1997 عن الحياة على شفا الإفلاس والذي حمل عنوان «فن العودة»، الذي بدا فيه مشاكساً.  وفي الكتاب الذي ألّفه، اعترف ترمب بأنه تعامل مع كبار رجال الأعمال الروس والصينيين وغيرهم ممن لديهم القدرة على توسيع نطاق أعماله. وفي وصفه للفترة التي كان فيها على شفا الإفلاس عام 1990، قال ترمب، «كانت العقوبة قاسية عندما رأيت إمبراطوريتي تنهار من حولي، فقد جرحت ذاتي وكبريائي». فقد حذر ترمب دائنيه بأنه يستطيع أن يبقيهم على حالهم لسنوات إن أرادوا مقاضاته والسير في إجراءات إشهار إفلاسه. وفي المقابل، عرض ترمب صفقة على البنوك، وهو أنه لو أنهم أقرضوه 65 مليون دولار إضافية، فسوف يرد الدين بالكامل. وافقوا، وعاد ترمب مجدداً ينعم بالرخاء خلال فترة الازدهار في تسعينات القرن الماضي. فالصورة الكريمة التي رسمتها الولايات المتحدة لنفسها على مدار قرن كامل من الهيمنة العالمية لا يبدو أن لها صدى يُذكر عند ترمب. فهو يرى البلاد منهكة ومستهلكة، وتنزف مالياً بسبب حلفائها ومستقطبة من شركائها التجاريين. من وجهة نظري، يسير تشاؤم ترمب عكس المزاج العام للولايات المتحدة، لكن قد يكون ذلك مفهوماً بالنسبة إلى رجل كان على وشك الإفلاس. والصورة الكئيبة قد حددت شكل رئاسته منذ أن تحدث عن «المذبحة الأميركية» في خطاب تنصيبه. وفي هذا المعنى قال ترمب: «ساهمنا في غنى الدول الأخرى، فيما تلاشت الثروة والقوى والثقة من بلادنا».

فقد استمر الرجل في ترديد أقواله بينما كان متجهاً إلى بروكسل، زاعماً أن الولايات المتحدة «تتعرض للابتزاز من قبل الاتحاد الأوروبي»، وأن الدعم الأميركي للناتو «يساعدهم أكثر مما يساعدنا».

كذلك فإن ترمب يستثمر في عدد من الأصدقاء الجدد ويعمل على التجاوز عن آثام الماضي لبناء حافظة مشاريع جديدة. وقد عبّر الرئيس عن تلك الأجندة النظيفة بقوله: «أعتقد أن الاتفاق مع روسيا ومع الصين أمر جيد»، مَن منا يعترض على ذلك، لكن ما التكلفة وما العائد من ذلك؟

إن دبلوماسية ترمب مع كيم هي الاختبار الأجدى لمعرفة إلى أين تتجه استراتيجية إعادة ترتيب أولوياته. لقد أراد ترمب النجاح في سنغافورة، ولذلك كان السلام باليد أو ما فعله على خلفية أعلام كوريا الشمالية والولايات المتحدة المطوية، فيما ترك المفاوضات الحقيقية بشأن نزع السلاح النووي لوزير الخارجية مايك بومبيو ليتولى شأنها. احتل توبيخ كوريا الشمالية لوزير خارجية ترمب، بومبيو، والمطالب التي اعتبرتها «مطالب العصابات» بشأن نزع الأسلحة النووية عناوين الصحف الأسبوع الماضي. لكن ربما أن الجانب الواضح في تصريح وزارة خارجية كوريا الشمالية كان دعوة كوريا إلى تقديم التنازلات. وقبل أن تقدم بيونغ يانغ قائمة جرد الأسلحة لبدء نزع السلاح النووي، يبدو من الواضح أنها تريد إعلاناً رسمياً بنهاية الحرب الكورية. وفي البيان الذي انتقدت فيه كوريا الشمالية المطالب الأميركية، أضاف الكوريون عبارةً لا تخلو من التملق تقول، «ما زلنا نثق بالرئيس ترمب»، فيما كان من الأحرى القول بأنهم يعرفون جيداً ذلك المحارب الجريح المتعطش لشركاء جدد.

- خدمة «واشنطن بوست»

 

هلسنكي ملاكمة غير متكافئة!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/21 تموز/18

«تراجع مثير للسخرية عن خطأ مثير للشفقة»، هذا هو تقريباً ملخص التعليقات السياسية والإعلامية الأميركية على تراجع الرئيس دونالد ترمب عن التصريحات التي أدلى بها في المؤتمر الصحافي مع الرئيس فلاديمير بوتين بعد قمة هلسنكي بينهما! زعماء دول في حجم الولايات المتحدة ودورها لا يجوز لهم الوقوع في أخطاء مثيرة فعلاً للشفقة، وأكثر من ذلك، ولكن ها هو دونالد ترمب، الذي فاضت رحلته الخارجية إلى أوروبا ثم هلسنكي بسلسلة من المواقف والإعلانات المتناقضة على مدار الساعة، يعود إلى واشنطن الغارقة في عاصفة من الغضب والذهول نتيجة الكلام الذي قاله على مسامع العالم: «إنني لا أرى أي سبب يدفعني إلى القول إن روسيا هي التي قامت بعملية التدخل في الانتخابات الأميركية»! كان هذا الإعلان بمثابة تكذيب معيب وجهه الرئيس الأميركي للاتهام الذي كان المحقق الخاص روبرت مولر قد أصدره، قبل ثلاثة أيام، ضد 12 روسياً لتدخلهم في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، وبتوجيه خاص على مستوى الرئاسة الروسية وبوتين شخصياً.  وحتى التوضيح السريع جاء مثيراً للاستغراب، عندما قال ترمب إنه أساء التعبير، وكان عليه أن يقول: «إنني لا أرى أي سبب لأن (لا) تكون روسيا هي التي قامت بعملية التدخل»!

المسألة هنا ليست متوقفة على حرفين (لا)، فقد سبق لترمب، الذي التقى بوتين مرتين وهاتفه ثماني مرات، أن قال بعد قمة هامبورغ إنه صدّق بوتين عندما أخبره أن بلاده لم تتدخل في الانتخابات الرئاسية، يومها لم تقم الدنيا عليه كما يحصل الآن، حتى في أوساط الحزب الجمهوري، إضافة طبعاً إلى الديمقراطيين، لأن تصريحه آنذاك لم يأتِ وكأنه تكذيب فوري وساخن للتحقيقات الأميركية، ولهذا كان عليه أن يتراجع يوم الأربعاء الماضي، قائلاً: «إنني أوافق على استخلاصات أجهزة استخباراتنا لجهة أن روسيا تدخّلت في انتخابات 2016، وإنني أحترم هذه الوكالات الفيدرالية»، لكنه بدا كمن يزيد الطين بلّة بقوله إن تدخل موسكو لم يكن له أي تأثير على نتيجة الانتخابات التي فاز بها! والواقع أن ترمب درج قبل وصوله إلى البيت الأبيض، وخلال حملته الانتخابية، على كيل الثناء للرئيس بوتين، وإظهار ميل واضح إلى تحسين العلاقة مع روسيا. وفي الخامس من يوليو (تموز)، لم يتردد في الوقوف أمام الكاميرات في ولاية مونتانا، ليقول: «ثقوا أن بوتين بخير، إنه بكل خير»، في حين كانت كل التصريحات الأميركية تجمع على طرح التساؤلات: هل سيؤدي ترمب دور زعيم العالم الحرّ في مواجهة بوتين؟ وهل يمكن أن تتحول قمة هلسنكي نصراً روسياً وانتكاسة أميركية؟

المحاذير كانت بارزة عند الأميركيين، ولعل أفضل ما قيل هو ما كتبه جون ماكلوكلين، نائب المدير السابق لوكالة «سي آي إيه»، في مجلة «بوليتيكو»، من أنه حين يواجه «فن الصفقة» ذهنية الـ«كيه جي بي»، سيفوز الـ«كيه جي بي» دائماً؛ بمعني أن ترمب، مؤلف كتاب «فن الصفقة»، الذي يتحدّث عن أساليب صناعة أفضل الاتفاقات، لن يستطيع أن يواجه بوتين الذي جاء من أقبية الـ«كيه جي بي»، والذي يتمرس في القيادة السياسية منذ 18 عاماً!

لكن قياساً بمغازلة ترمب لبوتين دائماً، ومع الدوي والالتباسات التي أثيرت حول التدخل الروسي في الانتخابات، لم يتردد ستة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي في توجيه رسالة مفتوحة إلى ترمب تدعوه إلى عدم التفاوض مع رجل الكرملين القوي بمفرده، وقالوا: «يجب أن يكون هناك أميركيون آخرون في الغرفة»، في حين دعا آخرون إلى إلغاء القمة، ووصل الأمر بالسيناتور تشاك شومر إلى القول: «إن مجرد إلقاء التحية على بوتين سيكون إهانة لديمقراطيتنا»، في حين قالت نانسي بيلوسي إن رفض ترمب توجيه الاتهام إلى بوتين يؤكد أن اللقاء سيكون بلا طائل وخطيراً جداً!

يأتي كل ذلك على خلفية توجيه الاتهام إلى 12 من عناصر المخابرات الروسية بالتدخل في الانتخابات، لكن ترمب الذي دأب على نفي أي تواطؤ مع موسكو، وعلى توجيه الانتقاد إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي لأنه يواصل البحث في عملية التدخل، تعهّد عشية سفره إلى أوروبا وهلسنكي بأن يطرح الموضوع على الطاولة، وقال: «سأطرح السؤال في شكل حازم (…) وسأكون أكثر صرامة مع روسيا من أي شخص آخر»!

ولكن ماذا كانت النتيجة؟ هل كان مجرد وقوع في خطأ التعبير، يختصر بكلمة «لا» التي أقامت الدنيا ضده، خصوصاً عندما تقترن عودته إلى واشنطن بخبر اعتقال عميلة روسية تدعى ماريا بوتينا، واتهامها بالتآمر كعميل للحكومة الروسية يديرها مسؤول كبير في موسكو؟ وهل من عادة ترمب الإسراع إلى هذا التراجع المثير للاستغراب عن مواقفه؟ شبكة «إن بي سي» كشفت، يوم الخميس الماضي، عن لقاء ثلاثي فوري عقد في البيت الأبيض فور عودة ترمب، وضمه مع نائبه مايك بنس ووزير خارجيته مايك بومبيو، وانتهى إلى الاتفاق على أن يصدر ترمب التوضيح الذي لم يوقف بعد الحملة المتصاعدة ضده، التي يتساءل البعض عما إذا كانت ستفتح كوة تعيد الحديث عن اتجاه إلى إقالته مثل الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974. وتجمع التعليقات في واشنطن على أنه كان في وسع ترمب أن يُفهم بوتين أن التحقيقات تؤكد التدخل الروسي في الانتخابات، بما يجعله في موقف قوة، على الأقل كما فعل كريس والاس، مندوب قناة «فوكس نيوز» (المفضّلة لدى ترمب)، الذي أجرى مقابلة مع الرئيس الروسي بعد القمة، ولم يتردد في خلال الحديث عن عملية التدخل الروسية في أن يقدم لبوتين نسخة من لائحة الاتهام الأميركية لعملاء روس، وهو ما أوقع بوتين في الاستياء، فامتنع عن تسلّم اللائحة!

وقد برزت في واشنطن تحليلات صحافية أحيت الحديث عن مدى صحة تقارير أجهزة المخابرات الأميركية عن احتمال امتلاك روسيا ما يساعدها على ابتزاز ترمب. وفي هذا السياق، لم يتردد مندوب «فوكس نيوز» في أن يطرح على بوتين في المؤتمر الصحافي المشترك السؤال عما إذا كان لديه شيء ما يبتز به ترمب، وهو ما نفاه الرئيس الروسي طبعاً! وبينما يغرق ترمب الآن في حملة اتهامات عنيفة ضده، يقول رئيس مؤسسة «رياك»، أندريه كورتونوف، إن بوتين حقق بالفعل النصر الذي ينشده؛ القمة أكدت أن روسيا ليست معزولة، وأنها قوة عظمى، بما يوقظ استراتيجياً الاستقطاب الثنائي من جديد، ولعل المثير هو ما قاله النائب فياتشيسلاف نيكونوف، حفيد وزير خارجية ستالين: «لقد اقترحنا على النواب الأميركيين قبل ستة أشهر أن نتواصل عبر سكايب، وكان ذلك بالنسبة إليهم انتحاراً سياسياً، لكنه لم يعد كذلك الآن».

 

قطر والإرهاب... أوان حساب البيدر

إميل أمين/الشرق الأوسط/21 تموز/18

هل حان الوقت الذي تجني فيه قطر حقل الإرهاب الذي بذرته وزرعته خليجياً وشرق أوسطياً وعالمياً؟ المؤكد أن حساب البيدر هنا سيكون غالياً وعالي التكلفة لدولة رعت الإرهاب رسمياً ولا تزال، وتظن أن الذين يوفرون لها الغطاء الأممي سوف يستمرون إلى الأبد.

لم يكن ما أعلنته شبكة الإذاعة والتلفزيون البريطانية الأيام القليلة الفائتة عن قطر والفدية التي تجاوزت المليار والمائة والخمسين مليون دولار لإرهابيين يدورون في فلك «داعش» أمراً جديداً، فالمعلومات متوافرة بالفعل من قبل، غير أن السبق الأخير بيَّن بخطوط واضحة كيف أن الإرهاب متأصل ومتجذِّر في صفوف الحكم القطري الذي بات في الأوقات الحاضرة مثل بيت العنكبوت. السؤال الجوهري في هذه السطور يدور حول ما يتوجب على المجتمع الدولي القيام به وبأسرع وقت ممكن تجاه دولة عضو في الأمم المتحدة تقوم بتوفير الأموال الطائلة لنشر طاعون الإرهاب الأسود حول العالم، وهل سيبقى مجلس الأمن الدولي بنوع خاص عاقد الأذرع على الصدور أمام الألاعيب القطرية لدعم الجماعات الإرهابية وبأموال تكفي لأكثر من عقد قادم من الزمن أو أزيد؟ لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتكشف فيها للعالم علاقة قطر بالإرهاب؛ فمنذ أوائل تسعينات القرن الماضي توافرت المعلومات لدى أجهزة الأمن الأميركية، مؤكدةً أن الدوحة تقدم المأوى لبعض رجال «القاعدة» وفي المقدمة منهم المتهم الأشهر في حادث نيويورك وواشنطن 2001 خالد شيخ محمد، بينما فشل لويس فرييه مدير المباحث الاتحادية الأميركية، في تسلمه بعد أن هرَّبته الدوحة خارج أراضيها إلى باكستان. السؤال المثير: أين كانت قطر تخفي شيخ محمد»بعدما علمت السلطات الأميركية بوجوده على أراضيها؟ الجواب في مزرعة خاصة يمتلكها وزير الداخلية القطري وقتها عبد الله بن خالد المعروف بأنه أحد كبار المؤدلَجين قاعدياً، والداعم للمنظمات الإرهابية.

هذا الوزير معروف عنه أنه سبق له أن التقى أسامة بن لادن في العاشر من أغسطس (آب) من عام 1996، إبان إقامته في السودان. الدعم القطري للإرهاب يتكشف رويداً رويداً، وهذا ما أدركته دول المقاطعة الأربع، ولهذا اتخذت قرارات حاسمة وجازمة، في حين لا تزال واشنطن تراوغ وأوروبا يغريها ويكاد يعميها رنين الذهب القطري، إلى يوم يدفعون فيه الحساب وبصورة لا يطيقون احتمالها، ما يرسم في الأفق علامات استفهام عريضة حول مصداقية الغرب في محاربة الإرهاب وهل نياتهم صادقة خالصة، أم أنه أسلوب تكتيكي لإدراك أهداف استراتيجية أبعد مما تراه العين في التوّ واللحظة.

الكثير من الإرهاب القطري يتكشف تباعاً، والحديث عما تقوم به قطر في ليبيا قد يتجاوز فضيحة المليار وعدة ملايين دولار، ذلك إن كانت عملية تخليص الرهائن القطريين قد اتخذت ستاراً لدفع فدية وهمية على ذلك النحو فإن التعاطي مع اختطاف دولة برمّتها أمر آخر حتماً ستكون أبعاده كارثية عندما تتبدى في الأفق علامات ما يجري هناك راهناً. يعنّ لنا السؤال الآن: «هل قامت قطر في الفترة الأخيرة بترسيخ وجود الدواعش والإسلامويين في ليبيا؟ وإن كانت قد فعلت فهل هدفها ليبيا فقط أما أنها تريد أن تضحى ليبيا بالنسبة إليها «كعب أخيل» الذي يمكّنها من نشر إرهابها في شمال القارة الأفريقية من جهة وجنوبها من جهة ثانية؟

مؤكَّدٌ أن في الأمر سراً معلناً وليس خفياً، سيما أن عشرات الآلاف من الدواعش الذين كانوا يقاتلون في سوريا والعراق لم يتبخروا فجأة ويختفوا من على الخريطة دفعة واحدة، وبخاصة أن من تمت تصفيتهم منهم لا يتجاوزون بضع مئات ليس أكثر، فأين ذهب الباقون؟

لم يغب المشهد عن أعين أجهزة الاستخبارات حول العالم، والتي رصدت دعماً لوجيستياً ومالياً واضحاً وفاضحاً من قطر، بهدف نقل الدواعش إلى شمال أفريقيا، وليس أفضل من ليبيا موقعاً وموضعاً، سيما أن هناك رجلهم القديم بلحاج الذي يدير إحدى الدويلات القائمة اليوم على الأراضي الليبية والمدعوم مالياً ولوجيستياً من قطر، وهو مالك الأسطول البحري والجوي الرابط بين ليبيا وبين مطارات تركيا وموانئها... الثابت، وحسب مصادر أمنية ليبية تمتلك من الوثائق ما يؤكد موثوقية أحاديثها، أن الدوحة أنفقت ما يزيد على 3 مليارات دولار منذ انطلاق عمليات «فجر ليبيا» نهاية عام 2014. وتقول المصادر عينها إن قطر سهّلت دخول كميات كبيرة من السلاح عبر مطارات طرابلس ومصراتة لدعم مقاتلي «فجر ليبيا»، وأن ضباطاً قطريين كانوا في غرف قيادة العملية بطرابلس لتقديم المشورة والدعم اللوجيستي.

دعم قطر للإرهاب يتخذ أبعاداً عالمية، وعلى غير المصدِّق لما نقول به الرجوع إلى ما نشرته صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية عن إذكاء قطر نيران الحرب الأهلية والأصولية في قلب أفريقيا، فقد نشرت الصحيفة تقريراً عن سنوات الحرب على الإرهاب في جمهورية مالي، والدور المشبوه للدوحة في تغذية الجماعات الإرهابية هناك، وهو ما كشفته وثائق «ويكيليكس» نقلاً عن دبلوماسيين أميركيين، عطفاً على تقارير استخبارية أخرى تشير إلى تمويل قطر للجماعات الإرهابية في مالي، وأبرز تلك الجماعات «حركة الطوارق» الإرهابية، وأتباعها المسيطرون على شمال مالي.

بدءاً من عام 2012 لم تكن أعين المخابرات الفرنسية غافلة عن الدور القطري في مالي، وعلاقة الدوحة بالمنظمات الإرهابية المسيطرة هناك، وقد خلصت أجهزة فرنسا الأمنية إلى أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة قد قدم دعماً مالياً وعسكرياً لتنظيمات إرهابية في مالي.

لم تتوقف وسائل الإعلام الفرنسية عن فضح علاقات قطر بالإرهاب في مالي، ففي تقرير منسوب إلى مصادر استخباراتية فرنسية أيضاً نشرته صحيفة «لوكانارد أونشيني» نقرأ عن الدوحة التي قدمت دعماً عسكرياً ولوجيستياً ومالياً كبيراً لجماعات إرهابية متطرفة في شمال مالي، بهدف زعزعة استقرار دول أفريقية عدة تتعارض مصالحها مع الدوحة. تحت عنوان «صديقتنا قطر تدعم الإرهابيين في مالي» أشارت الصحيفة إلى أنه وفي بداية عام 2012 وجّه جهاز المخابرات الفرنسية إنذارات عدة إلى قصر الإليزيه، تحذّر وتنذر من أدوار مشبوهة تلعبها قطر برعاية أميرها حمد بن خليفة، وأن الدوحة تقدم سخاء لا مثيل له، ليس فقط كدعم مالي وعسكري في صورة أسلحة لجماعات وتنظيمات إرهابية في كل من تونس ومصر وليبيا، ولكن أيضاً امتد هذا السخاء لجماعات إرهابية متطرفة في مالي.

هل هناك بعد وقت للتساؤل عن قطر دولة داعمة للإرهاب أم لا؟ على واشنطن وبروكسل وموسكو وبكين الجواب من دون إطالة للصمت غير البريء.

 

ثمن الجهل!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/21 تموز/18

هل للجهل ثمن؟ ومَن فكَّر فينا على المستوى الشخصي، والمستوى الوطني أن يحسب «تكلفة الجهل»؟ وأنا أراقب ما يحدث في جنوب العراق من انتفاضة واسعة ضد كل الحيف الواقع على المواطن العراقي العادي، تداعى إلى ذهني أن معظم ما نعاني منه في منطقتنا العربية، وما ندفعه من أثمان باهظة من الفرص الضائعة للتنمية والتطور والاستقرار، وما نلاقيه من العنت السياسي، سببه الرئيسي هو الجهل. الجهل له ثمن، وهو ثمن أكبر بكثير من مردود العلم. لقد قام صدام حسين بإدارة العراق بطريقة «جاهلة» فاختصر العراق في زعامته وشخصه، وفشل فشلاً ذريعاً في إنشاء مشروع نهضوي للعراق، ونعرف النتيجة التي وصل إليها هو ونظامه. ومن الخطأ تسمية البيروقراطية القمعية في العراق «نظاماً»، كانت ربما نظاماً «قهرياً»، وجاء من بعده نظام يعتاش على أفكار للدولة دعوية وضبابية، وشعارات باهتة الألوان، لكنها لم تُطعم العراقيين لا راحة ولا خدمات ولا حتى أمناً، فجاءت انتفاضة الجنوب التي راقبناها الأسبوع الماضي، وهي سلسلة سوف تتفاقم في المستقبل، وإن هدأت لفترة، وتأخذ أشكالاً قد لا نتوقعها اليوم، لأن هناك في الحكم العراقي الحالي (أنا أستخدم المفاهيم بشكل مجازي)، من ليس لديه مشروع للدولة الحديثة؛ بعض القوى لديها مشروع غامض، هو أن تتبع ما يقوم به حكام إيران من سياسات، في تغييب عقل الناس، فهناك ولاية فقيه، أيضاً منزوعة من المشروع الحديث للدولة، وهنا «مرجعية» ليست لها علاقة بنظام حكم حديث، فالعراق بين «نصوص» في الدستور شبه حديثة ولكن معطَّلة، وبين ممارسة «شبه قمعية» متعددة الرؤوس، فالمشوار إلى دولة حديثة تعددية ومدنية، يُحترم فيها الموطن ويسود القانون العادل على الجميع، لا يزال طويلاً، وسوف يكون معبَّداً بانتفاضات وقلق دائم، وغياب الأمن ومعه التنمية، مع نقص مزمن في الخدمات الحديثة من مياه نظيفة وكهرباء دائمة ومدارس وفرص عمل! في سوريا الأمر وإن اختلف في الشكل، فهو في العمق متشابه، حكم أفضل ما يستطيع أن يقوم به هو خلق أجهزة رقابية تحصي على الناس أنفاسهم، أدخلت سوريا في حرب أهلية ضروس، نعرف كيف بدأت، ولا نستطيع أن نتكهن كيف ستنتهي، أما ما هو أمامنا، فهو خرائب، ومدن وهجرة قسرية، وأمان تام على الحدود مع إسرائيل، التي ضجّ إعلام النظام بـ«مقاومتها»! عجيب أمرنا نحن العرب في هذا العصر، هناك إصرار على تقديم الجهل في إدارة المجتمعات على العلم. كنت وما زلت أستغرب أن يحكم شعباً عربياً ولأربعين عاماً متوالية شخص مثل معمر القذافي، لا أقصد هنا التعليق على الشخص، فالموت عندي له حرمته، ولكنّ شيئاً ما يجب أن يبحث في «عقلنا السياسي» ليبرر قبول شعب متحضر فيه عدد كبير من المتعلمين والراشدين، طوال هذه المدة، بشخصية «ملتبسة» في السلوك وفي الأفكار وفي التعامل الداخلي والخارجي، ويبدو في الواقع أنه منقطع عن العالم، مصاب بهلوسة «ملك ملوك أفريقيا»! ولم أكتب هذا الآن لأنه اختفى عن المسرح، ولكني أشرت إليه في وقت سابق، عندما كان الرجل في السلطة، واقتطفت وقتها شعاراً سياسياً ليبياً انطلق أيام الملك إدريس السنوسي، حيث سارت المظاهرات تقول «إبليس ولا إدريس» وقلت بالحرف الواحد «يبدو أن الله قد استجاب لدعائهم»! لقد ترك الرجل بلاداً غنية بالموارد تخوض في الفوضى، كنت وغيري في حيرة؛ كيف يمكن لعقلاء من الإخوة الليبيين أن يخدموا على أعلى مستوى سياسة هذا الرجل القريب إلى العته؟! وهكذا فإن الجهل في إدارة المجتمعات مستمر في أركان كثيرة من عالمنا العربي، خذْ مثلاً هذا الكم من «الدعاة»، حراس الأفكار العتيقة الذين يعتقدون أنهم يمثلون أو ينطقون باسم الإسلام، الدين العظيم الذي يعتنقه ملايين من البشر، باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وطريقة حياتهم! يقدمون الإسلام وتعاليمه على أنها أساساً «زهدٌ في الدنيا»، وينشرون الأفكار الغيبية والخرافة، مع أن مقصد الإسلام هو إعمار الأرض.

الأمر يحتاج من الجميع إلى التوقف للتفكير في الكثير من تصرفاتنا سواء الشخصية أو العامة التي تناصب العقل السليم العداء، وتبحر في الجهل عند اتخاذ القرار، وتستصغر التفكير العلمي. لقد ابتُليت مجتمعاتنا بقيادات مقتنعة بأنها «تفهم أكثر من كل الشعب» و«لا أُريكم إلا ما أرى» وشعارها «أنا أريد، من يستطيع أن يقول لي لا...؟»، بمثل هذه القيادات البعيدة عن فهم آليات التفكير العلمي، وطرق التنظيم الحديث في إدارة المجتمعات، أوقعت شعوبها في صراعات نتج عنها الفقر والفاقة والحروب. لست من المقتنعين كثيراً بأن «الحكم الديكتاتوري» بالمعنى العام، هو سبب التخلف للشعوب، ولكن تخلف الشعوب ناتج عن «حكم الجهل»، فهناك ديكتاتوريات بألوان مختلفة قدمت لشعوبها التنمية ووضعتها في صدارة الشعوب الحديثة، واستبدلت بـ«شرعية التمثيل»! «شرعية الإنجاز»، مثلاً الصين بلاد لا يمكن وصفها بالديمقراطية، إلا أن الحكم هناك لديه مشروع، وهو بشكل عام «خدمة المجتمع ورفاهيته»، فتقدمت اقتصادياً، وفي مكان آخر في بعض بلدان أفريقيا أيضاً، لا يمكن توصيفها بأنها «ديمقراطية» بالمعنى الحديث للمفهوم، ولكنها استطاعت أن تقدم مشروعاً وطنياً، رفع من دخل المواطن في المقام الأول، وحسّن الخدمات المقدمة إليه من تعليم وخدمات صحية وبنية تحتية، الفرق في استعراض كل تلك التجارب أن هناك بلاداً يحكمها السعي لهدف محدد ومشروع للنهضة، وهو إنجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية القائمة على خطط علمية ويتم تنفيذها بكل قدرة بعيداً عن الكثير من الفساد، وأخرى، بصرف النظر عن الشكل الخارجي للنظام، تفتقر إلى الخطط المبنية على العلم لإنجاز المهمات الوطنية من خلال مشروع مستقبلي مقنع، وتركن إلى الشعارات والخرافات، وهي شعارات سياسية واجتماعية وثقافية، مبنية على الجهل، ومفرَّغة من محتواها، تُلقَّن للجماهير كمسكنات بديلة للحكم الرشيد. ذلك هو الجهل في حكم الشعوب، الذي يجعل من العراقي اليوم يخرج عن صمته بسبب أنه ضاق ذرعاً بكل تلك الشعارات والتي تجعل الشعب السوري يقدم كل تلك التضحيات للتخلص من حكم الجهل، وكذلك في اليمن التي تتصف قواها التي تحتل الدولة بأنها غائبة عن العقل وضاربة في الجهل، لأنها تبغي أن تقدم لشعب اليمن الكثير من التجهيل! فالجهل في نهاية الأمر له ثمن باهظ تدفعه الشعوب والأفراد على حدٍّ سواء.

آخر الكلام: أصبحت إدارة المجتمعات علماً له قواعد صارمة وكونية، أما تلك التي تُدار من خلال الجهل، فتدفع ثمناً باهظاً يسمى التخلف، والوقوف آخر الصف. العلم هو السلاح الأكثر مضاءً في عالمنا اليوم.

 

باكستان بين براكين الانتخابات والانقلابات

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/21 تموز/18

نواز شريف، اسم ورقم في ملاحم بلاد انفصلت ثم انشقت. عاد إلى بلاده متجهاً من المطار إلى السجن. تلك من قواعد السياسة في باكستان. الساسة لهم الكرسي أو القبر أو زنازين السجون. هو اللاحق لمن سبق، من سياسيين وجنرالات منذ إقامة الدولة. انفصلت البلاد عن الهند ثم انشقت على نفسها عندما انفرط عقد الإخوة بين بنغلاديش، باكستان الشرقية، وباكستان الغربية إثر حرب أهلية سال فيه الدم، وانقطع حبل الأرض غير المتصلة. الانتخابات والانقلابات، كانت الأوراق والأقلام التي كتبت تاريخ بلاد جمعت القوة والضعف في سلة اجتماعية وُلدت من رحم الرفض وفقست من بيضة الحلم. السؤال: هل حملت الجمهورية الباكستانية الإسلامية الجديدة في أحشائها جزءاً من الهند أم تُركت في أرض تخلُّقِها بعضاً من سوائل الهدوء في الصوت والتوازن في اتخاذ القرار؟ لماذا اختلف البعض عن الكل؟! منذ استقلالها عن بريطانيا لم تشهد الهند انقلاباً عسكرياً. بقيت الديمقراطية البرلمانية أحد أضلاع المثلث المقدس (وحدة البلاد، والديمقراطية، والبقر). باكستان، الأرض التي لا تغادر تضاريس التاريخ وأعاصير الصدام السياسي، تتوارثها العائلات والجنرالات. القبور والسجون والكراسي، رفاق رحلة الصدام الذي امتلك تقنية التوالد عبر العقود المخضبة بالمعاناة والصراع وقوة السلاح والاستقطاب السياسي الطائفي والجهوي والدولي.

باكستان كيان وُلد من لعبة سياسية وعقيدية فريدة. عاشت الهند ردحاً من الزمن تحت السيطرة البريطانية، وابتدعت الإمبراطورية نهجاً خاصاً لإدارة لؤلؤة التاج البريطاني، الهند. شكَّل المسلمون في الهند الكيان الديني الثاني بعد الهندوس، شاركوا بفعالية في كل المناشط السياسية التقليدية والنضالية، وكذلك العمل الاقتصادي والعلمي والثقافي. لم يغب الصدام بين الطوائف الهندية المختلفة عبر تاريخ البلاد، واتخد البريطانيون من فسيفساء الكيان الهندي أداة لفرض السيطرة الأمنية والسياسية. استخدم البريطانيون الكتلة البشرية الهندية الكبيرة في معاركهم العسكرية في الحرب العالمية الأولى والثانية عبر تجنيد الآلاف منهم، في ذات الوقت استفاد آلاف الهنود من الدراسة في الجامعات البريطانية واندمجوا في المنظومة الثقافية والسياسية البريطانية. هناك حقيقة أخرى كانت حاضرة بقوة في الحراك السياسي الهندي في خضم معركة الاستقلال وكذلك في تأسيس كيان الدولة الهندية الجديدة، وهو الموروث القيمي الروحي الذي رسَّخه المهاتما غاندي، وزرع بذور التسامح بين مختلف الطوائف الهندية. لقد تأسست دولة على موروث من التقاليد البريطانية ولم تبن دولة على تربة العدم. خبرة الضباط الكبار الهنود وتكوينهم الانضباطي في الجيش البريطاني انعكس على أدائهم في الدولة الهندية الجديدة، وأصبح هذا الجسم عامل ترابط ووحدة في الكيان الجديد.

حزب المؤتمر الهندي كيان سياسي امتدّ في حنايا الوجود الوطني منافحاً قوياً للاستعمار البريطاني، ضم في داخله شخصيات من كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في البلاد ومن كل الطوائف الدينية، وكان للمسلمين الهنود دور فاعل متحد مع كل المكونات من أجل الاستقلال. تزعم المسلمين محمد علي جناح، وكان على وفاق كامل مع القيادات الهندوسية. عمل جنباً إلى جنب مع جواهر لال نهرو. عند توجهت البلاد نحو أبواب الاستقلال بدأ يطفو على أفق المستقبل بعض البقع الفكرية والدينية، حيث أراد البعض من الهندوس تضمين بعض المفاهيم الهندوسية الدستور، مثل النظرة إلى تبجيل البقر وغيرها من الطقوس الهندية. بدأ محمد علي جناح يبرز كمعبّر أوحد عن المسلمين، وتحركت الضغوط من أطراف مختلفة من أجل تأسيس كيان خاص بالمسلمين. في باكستان يشكّل المسلمون الأغلبية، وبدأ البريطانيون يستمرئون الفكرة. الرابطة الإسلامية التي تزعمها محمد علي جناح وُلدت أيضاً من رحم المؤتمر الهندي، لكنّ هذا الجسم السياسي الإسلامي كان جسده وعقله وصوته وزعيمه محمد علي جناح. لم تكن للرابطة طليعة سياسية واسعة وفاعلة في النسيج الاجتماعي الباكستاني، عندما استقلت الهند سنة 1947، وتقرر في نفس الوقت ولادة جمهورية باكستان الدولة الممنوحة للمسلمين، اندفع ملايين المسلمين من مختلف أنحاء الهند نحو الوطن الجديد. القادمون من مناطق مختلفة من الهند لا تجمعهم خيوط تنسج قماشة الهوية الوطنية سوى حزمة من شعاع آمال وأحلام. محمد علي جناح الزعيم الذي أطلق المشروع فكرةً وحوّله إلى دولة إسلامية قُطعت من الهند، لم يكن يملك قاعدة شعبية وقوة سياسية في أرجاء الوطن الجديدة. قشرة رقيقة من المندفعين نحو السلطة. الهوية الوطنية تحتاج إلى سنوات بل إلى عقود كي تتخلق، أما السلطة فهي قوة جذب مغناطيسية عاتية. قالها ونستون تشرشل: «كثيرون حول السلطة، قليلون حول الوطن». من سوء طالع باكستان الجديدة أن مبدعها وصانعها محمد علي جناح، كان شخصية تضاربت ألوانها وتضاريس تكوينها. لقد وُلد في أسرة إسماعيلية، ثم تحول إلى الطائفة الشيعية. انفتح على أهل السُّنة، وقضى جزءاً من مراحل دراسته في مدارس مسيحية. ثانية الأثافيّ أنه لم يُمضِ على كرسي السلطة سوى سنة واحدة. تولى الحكم سنة 1947 بعد الاستقلال وانتقل إلى رحمة الله في السنة الثانية. لم يسعفه العمر ليؤسس قوة سياسية وإدارية في الدولة الجديدة، في حين كان للهند حزب سياسي تكوّن عبر سنوات من الكفاح ضد الاستعمار البريطاني، من كبار قادته، جواهر لال نهرو، الذي قضى سنوات في السجن، ونافح استعماراً بريطانياً مسلحاً بالدهاء والبنادق والسياسة. حكم الدولة الجديدة منذ اليوم الأول لاستقلالها سنة 1947 إلى رحيله سنة 1964. قاد حزبه (المؤتمر الهندي) الذي كانت له قاعدة شعبية عريضة في كل أنحاء البلاد، عابرة للتكوينات العرقية والطائفية. بدأ مباشرةً بتأسيس الهند الجديدة. بهياكلها السياسية والإدارية والاقتصادية والعلمية.

في المقابل، كانت باكستان كياناً يموج فوق هزّات الخلاف السياسي والتباين الاقتصادي والاجتماعي. تعدد رؤساء الجمهورية والوزراء، واضطرب نظام الحكم بين الجمهوري والرئاسي.

نَمَت مبكراً نزعة الانفصال في الجزء الشرقي من البلاد، إقليم البنغال. وبدأت موجة الزلازل، والانقلابات العسكرية وحكم الجنرالات. تتخلل حكمهم محطات انتخابية برلمانية يتولى الحكم من خلالها رئيس وزراء يحقق الأغلبية. فاز ذو الفقار علي بوتو، وشكّل الحكومة، انقلب عليه الجنرال ضياء الحق وشنقه. لكن قبل ذلك، انقلب بوتو على الدستور ووحدة البلاد عندما رفض تسليم الحكم إلى مجيب الرحمن زعيم «حزب رابطة عوامي» في باكستان الشرقية الذي حصل على الأغلبية. اشتعلت الحرب الأهلية التي قادت إلى الانفصال. تحولت باكستان الغربية (دولة ما بعد الانفصال) إلى منصة لقتل الزعماء. شُنَق ذو الفقار علي بوتو، وقُتل الجنرال ضياء الحق في تفجير غامض على متن طائرة، وقُتلت بنازير بوتو... تهم بالفساد، الوصفة التي لا تغيب، والبوابة التي لا تُغلق في وجه السياسيين نحو الزنازين.

أصبحت باكستان دولة نووية بتضحيات كبيرة مالياً، وقدرات هائلة علمياً، لكنها بقيت تتقاذفها براكين الانقلابات وأوراق الانتخابات.

 

النكبة الكبرى

أسعد حيدر/المستقبل/21/7/2018

انتهاء الحرب في سوريا، أصبح مرتبطاً ببداية السلام الشامل الإسرائيلي – السوري؟ يبدو بعد قمّة هلسنكي بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، أن مسار الحل الشامل قد أصبح متفقاً عليه، وأن «أحجار المساحة» بدأ تركيزها. خلال القمّة كما تبيّن الآن أن مناقشة الملفين الشائكين كانت «صفراً». كيفية تثبيت أمن إسرائيل كان أولاً بالنسبة لهما خصوصاً أنهما متفقان على الأساس ولم تبقَ سوى التفاصيل. البداية، في «ضرورة عودة الهدوء إلى مناطق الجولان». المطلوب أولاً إتمام «القضاء على الإرهابيين جنوب سوريا». مثل هذا الشرط يسحب البساط من تحت أقدام إيران وكافة قواتها الرديفة ابتداء بـ«حزب الله». المسافة لا تعود مشكلة، لأنه بعد الخطوة الأولى الملحّة، يفتح المسار بخطوات أكبر وأكثر ثقة نحو ما يقوله بوتين حرفياً «وضع ترتيبات لضمان السلام الشامل» الذي يقرّره القرار 338 الصادر عن مجلس الأمن في 22/11/1973 أي مع الطلقات الأخيرة لحرب أكتوبر. بهذا تكون هذه الحرب التي أُريد لها أن تكون مجيدة آخر الحروب مع إسرائيل وبداية لسلسلة من الحروب الأخرى المُدمّرة للأرض وللإرادات على مساحة منطقة الشرق الأوسط. التقاطع الروسي – الأميركي الكامل والعميق حول أمن إسرائيل بعد أن كان مهمّة أميركية فقط، يفرض خريطة جديدة في المنطقة. السؤال الكبير والواقعي جداً بعد القمّة: هل سيتم تحويل خط الجولان الذي رسمته حرب 1973 إلى «حدود أمر واقع؟». عودة القوات السورية إلى هذا الخط يعني حُكماً: «تحديد عددها وطبيعة تسليحها»، بالتالي عودة السكون الكامل الذي يفتح هذه المرّة المسار نحو «ترتيبات لضمان السلام الشامل» كما قال بوتين بوضوح ومن دون تردّد. مثل هذه الترتيبات تتطلّب ترتيبات مكمّلة وداعمة لها في دمشق، لهذا تُصرّ إسرائيل على بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة من دون منازع حتى العام 2021. أما التمديد فيتم دعمه بالتمديد حتى ولو بإجراء انتخابات لا يحصل فيها على 99 بالمئة، لكن على الأقل ما يمنحه الشرعية بترتيبات دولية وحتى إقليمية. الرئيس الأسد كما يتوضّح هو دعامة كاملة لأي حل موقت أو شامل. لقد ورث بشار عن والده الرئيس حافظ الأسد السلطة وسكون الجولان، وحافظ عليهما الأولى بالحرب والثانية بقواته عندما كان وحده. لم يعرِّض كما قال بنيامين نتنياهو «الاتفاق لأي خطر» حتى بعد ضمّ الجولان إلى إسرائيل.

أصبح بقاء بشار الأسد «حاجة» لقيام سلام شامل تحت رعاية روسية – أميركية، فماذا عن إيران؟ قبل أكثر من عام تحدّث المرشد آية الله علي خامنئي وبعده أبرز مساعديه إلى جانب قادة كبار من «الحرس الثوري»، عن «أن فلسطين ستُحرّر بعد 25 سنة». لم يعد تحرير فلسطين أمراً ولا مهمّة ملحّة رغم كل «التصريحات العنترية» بتدمير تل أبيب بسبع دقائق. باختصار إيران تبدو مستعدة بحُكم الواقع لتقبُّل علاقات أكثر سلمية بين سوريا وإسرائيل توفّر للأسد البقاء في السلطة إلى الأبد.

إيران في العقد الأخير ساهمت شاءت أو أبت، في الدفع نحو صناعة «النكبة الكبرى». دعم الأسد في سوريا، وتشتيت العراق واستنزاف ثرواته (نقل الكثير منها عبر رجالها مثل نوري المالكي الذي كان يبيع في سوريا المسابح والأدعية فأصبحت ثروته تقدّر بأكثر من أربعين مليار دولار) واستدعاء الروس وسلاحهم الجوّي إلى سوريا أوصل إلى هذا الوضع الذي يعني فرض السلام الشامل مع إسرائيل.

إيران مهما فعلت ستضطر عاجلاً أم آجلاً إلى الانسحاب الجزئي أولاً من سوريا. لن يبقى لها سوى جزء من أموال إعادة الإعمار والوجود داخل البؤر الشيعية السورية التي لا شك سيتم توسيعها وتضخيم أعداد سكانها. السؤال المكمّل لذلك ماذا سيفعل «حزب الله»؟

إيران لن تتأثر سوى خطابياً بالحل السلمي الشامل. سيضطر قادتها إلى التخفيف من حدّة الكلام عن اقتلاع «السرطان الإسرائيلي». أما «حزب الله» فإنه سيضطر للعودة إلى الداخل اللبناني ليعمل على الإمساك أكثر فأكثر بركائز السلطة والإدارة. لكنه أيضاً سيواجه لاحقاً مأزق تمدّد الحل الشامل من سوريا إلى لبنان. فماذا لو قدّمت روسيا والولايات المتحدة الأميركية الضمانات الأمنية والسياسية لأمن واستقرار لبنان؟ وبطبيعة الحال فإن التجربة الملحّة والسريعة ستكون حول حقول النفط والغاز؟ الرئيس فلاديمير بوتين، يعمل منذ حطّت «السوخوي» الأولى في مطار «حميميم» الذي كان سورياً وأصبح روسياً، لحضور دائم واستراتيجي. القاعدة الأولى لمثل هذا الوجود الذي يجب أن يكون مريحاً اقتلاع كل حقول «الصبّير» المزروعة في المنطقة. لا يكفي ذلك القضاء على «داعش» و«النصرة». فرض السلام الشامل على المنطقة خصوصاً بين سوريا وإسرائيل وكل ما سيستتبع ذلك يتطلب نزع عوامل النزاع ووسائلها. ومتى بدأ تنفيذ هذه السياسة فإن إيران لن تقاوم خصوصاً إذا جرت مراعاة ما يشكّل جزءاً من «حقوق» وجودها في المنطقة. أما إذا رفضت وتمنّعت فإن محاصرتها تصبح سياسة أميركية منفّذة بدعم أوروبي وصمت روسي – صيني وتصفيق عربي، حتى تقبل بما مقرّر لها. أو يتم إغراقها في حروب داخلية عرقية وقومية، بدأ التحضير لها، عبر توحيد قوى كردية من الحزب الديموقراطي الكردي الذي اغتيل زعيمه الدكتور قاسملو في فيينا، ومجموعات من سيستان – بلوشستان، وعربية من الأهواز للنشاط المسلّح منذ الآن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الخارجية الروسية: بوغدانوف وشعبان بحثا أوضاع لبنان وتوفير ظروف عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم

السبت 21 تموز 2018 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف، التقى اليوم مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، جورج شعبان، بطلب من الأخير.

وأفادت الخارجية في بيان نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الطرفين بحثا "الأوضاع الاجتماعية السياسية المترتبة في لبنان عقب الانتخابات البرلمانية في البلاد والتي جرت في أيار/مايو من العام الجاري، في إطار تشكيل حكومة لبنانية جديدة". وأضاف البيان: "تم التطرق أيضا لمهمة توفير الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، والبالغ عددهم نحو مليون واحد في لبنان وحده، في ظل الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السورية في أسرع وقت". وذكرت "سبوتنيك" بأن روسيا "أنشأت مؤخرا مركزا لاستقبال وإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم"، مشيرة إلى ان لبنان يعد "من بين أكثر الدول في الشرق الأوسط تضررا من أزمة تدفق النازحين السوريين على أراضيه".

 

حاصباني من نيويورك: للاستمرار بدعم الجيش وإيجاد حلول لعودة آمنة للنازحين

السبت 21 تموز 2018 /وطنية - اختتم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني زيارته نيويورك بلقاءات مع مسؤولين أمميين وسفراء، فبعد عرضه تقريري "أسكوا" ولبنان عن اهداف التنمية المستدامة، على هامش المنتدى السياسي رفيع المستوى، فعقد اجتماعات مع مسؤولين في منظمات الامم المتحدة المعنية بالتنمية على رأسهم نائب الأمين العام للأمم المتحدة امينة محمد، وناقش الفرص والتحديات أمام لبنان للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بطريقة مستدامة للوصول الى الأهداف التي وضعتها الامم المتحدة لعام 2030. وتضم الأهداف النمو الاقتصادي والطاقة والمياه النظيفة والبيئة والصحة والتعليم والمناخ والحفاظ على الارض والبحار والمساواة ومحاربة الجوع وتحقيق السلام والتعاون على المستوى المحلي والدولي. والتقى حاصباني سفراء الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا، وبحث معهم في الوضع في لبنان والمنطقة ومسائل النازحين السوريين، وشدد على "ضرورة إيجاد حلول عملية وسريعة للعودة الآمنة والاستمرار بدعم الجيش اللبناني الذي أثبت قدرته على الحفاظ على الاستقرار والدفاع عن الاراضي اللبناني امام المخاطر الإرهابية وقدرته على بسط الشرعية على كافة الاراضي". وناقش حاصباني مع سفراء الدول في مجلس الأمن موضوع التجديد ل"يونيفيل" ودورها الذي يساعد على الاستقرار إضافة الى دعم "أونروا" التي تهتم بشؤون اللاجئين الفلسطينيين "لأن لا قدرة للدولة اللبنانية على تحمل تكاليف الصحة والتعليم وغيرها من الأكلاف الاجتماعية"، مطالبا بأن "تستمر أونروا في أداء هذا الدور حتى تحقيق العودة".

 

الراعي التقى رئيس شعبة الشمال في دائرة الامن القومي معزيا بشقيقته

السبت 21 تموز 2018 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، رئيس شعبة الشمال في دائرة الامن القومي العقيد خطار ناصر الدين الذي قدم التعازي للراعي بشقيقته ورحب به في الشمال، متمنيا له طيب الإقامة في ربوع الوادي المقدس. وتم عرض مجمل الأوضاع العامة في الشمال لا سيما عمل الدائرة، إضافة الى متابعة موضوع النازحين السوريين، وأثنى الراعي على عمل الأمن العام لا سيما في حفظ الأمن ومتابعته موضوع النازحين السوريين وتأمين عودتهم الى بلادهم وحفظ أمن الحدود والمطارات والمرافئ وضبطها في كافة المناطق وبخاصة الحدود الشمالية التي شهدت حركة نزوح كثيفة خلال الأحداث الدامية في سوريا. واستبقى الراعي العقيد ناصر الدين الى مأدبة الغداء حيث تابعا بعض الامور الامنية.