المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المسيحية براء من دواعش يتلطون بها

الياس بجاني/خطيئة الفجع كما النفاق خطيئة مميتة مهما تم تجميلها وتبريرها

الياس بجاني/هم في غربة عن كل ما يمثله مار شربل

الياس بجاني/في ظل احتلال حزب الله كل الحكومات اللبنانية ستكون تحت أمرته

الياس بجاني/ورقتي التنازل عن لبنان مقابل كراسي ومواقع

الياس بجاني/لا تعاطف ولا تأييد للحريري وللمعرابي وهما يدفعان ثمن صفقة الخطيئة بعد أن فرطا 14 آذار وقفزا فوق دماء الشهداء

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عون يدرس خيارات دستورية لسحب تكليف الحريري بتشكيل الحكومة

الياس الزغبي: لحكومة نصفها من السياديين

بعد الاستهزاء بالقديس شربل... أبو كسم يرد على الصحفية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 16/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 16 تموز 2018

الحريري : الأجواء إيجابية والحكومة اللبنانية ستولد خلال أسبوع أو اثنين

لقاءان حاسمان لباسيل مع رئيس الوزراء وجعجع..واجتماع برلماني اليوم لانتخاب اللجان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

زياد عيتاني لـ"هيومن رايتس": هدّدوني بالاغتصاب!

أزمة القروض السكنية تستدعي تحرُّكات في كل الإتجاهات 

سلامة: الليرة ثابتة باستمرار والقروض المدعومة مستمرة

انصاري بعد لقائه باسيل: ضمان العودة السالمة للنازحين أولوية مطلقة لا حديث عن حل نهائي للازمة السورية من دون عودتهم

كتلة التنمية والتحرير تتمنى التفاهم على اللجان

بري: العقدة الامّ هي العقدة المسيحية

رقعة المطالبين بالتطبيع مع سوريا تتوسع: مساع لإدراجه في البيان الوزاري؟ ,الصراع على خيارات لبنان السياسية والاستراتيجية وراء تعثّر جهود "التأليف"!

حصّتا عون و"الوطني الحر" تتصدّران تأخير التأليف

جميل السيد يثير فتنة شيعية أم يقود توجها سوريا في البقاع؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب وبوتين يتفقان على علاقات استثنائية لمواجهة أزمات العالم/قمة هلسنكي: إجماع بشأن سورية وافتراق على إيران... ونقاش في الصواريخ والتجارة والمونديال

أول لقاء شخصي بين لافروف وبومبيو

أميركا رفضت طلب أوروبا إعفاء شركاتها من العقوبات على إيران وطهران تقاضي واشنطن أمام محكمة العدل الدولية

هكذا تسلل عملاء “الموساد” إلى خزنة أسرار إيران!

خامنئي يطالب روحاني بـ«خريطة طريق اقتصادية» قبل بدء العقوبات/المرشد الإيراني دعا إلى التعاون مع الحكومة ضد خطوات الإدارة الأميركية

إيران والخوف من عاصفة العقوبات

النظام السوري يعلن السيطرة على تل استراتيجي يطل على الجولان وآخر عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية أكملت انسحابها من منبج

أهالي «معابر التهريب» في لبنان يتوعدون بالرد على وقف رزقهم/الشرق الأوسط» تستطلع المنطقة التي أغلقتها القوات الروسية من الطرف السوري

بومبيو: كوريا الشمالية تستخدم منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وفقاً لصحيفة يابانية

نواز شريف يطعن على حكم صدر بحبسه 10 سنوات

بكين تؤكد أنها لا تريد حرباً تجارية مع واشنطن

 مقتل مشتبه به وإصابة 3 من الشرطة في إطلاق نار بكانساس الأميركية

ماي تخيّر حزبها بين دعم خطتها لـ«بريكست» أو المجازفة بالبقاء وكشفت أن الرئيس الأميركي نصحها بـ«مقاضاة» الاتحاد الأوروبي

إردوغان يواصل هيكلة مؤسسات الدولة لتثبيت النظام الرئاسي وتغليب المدنيين في مجلس الشورى العسكري وإلحاق رئاسة الأركان بـ«الدفاع»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بعد سقوط «تفاهم معراب» مَن هو الآتي/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

ماذا طلب الراعي من باسيل/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

هل يضطر نصرالله لقيادة إنتفاضة البقاع المعيشية/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

عن بلد ينحدر إلى الهاوية وحكّامه يتلهّون في صراعاتهم/خالد غزال/الحياة

البيتكوين بين الـ 5 آلاف و الـ60 ألف دولار/طوني رزق/جريدة الجمهورية

الليرة اللبنانية والمصارف اللبنانية أقوى من "الحملات المجحفة"/الهام فريحة/الأنوار

النظام الإيراني لن يسقط من الداخل – توفيق هندي/موقع مدى الصوت

لعبة المساومة الإيرانية – الإسرائيلية عبر سوريا/علي الأمين/العرب

انتفاضة فقراء البلد الغني/حازم الأمين/الحياة

أحلام فلاديمير تتحقق/جميل مطر/الحياة

احتمالات تغيير سياسة موسكو في سوريا بعد قمة ترمب ـ بوتين/دنيس روس/الشرق الأوسط

كأس هلسنكي/غسان شربل/الشرق الأوسط

هلسنكي الجديدة ويالطا العتيقة/إميل أمين/الشرق الأوسط

الصينيون من إيران إلى الخليج/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الوجهان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

المأزق العربي والخروج من براثن السلطوية/مأمون فندي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

فالنتشيانو سلمت عون تقرير بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات: تقييمنا لسير الانتخابات ايجابي جدا

عون تسلم رسالة من نظيره الايراني: للانسحاب الآحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي تداعيات سلبية على الامن في المنطقة

بري ترأس هيئة مكتب المجلس واجتماع كتلة التنمية واستقبل رعد ووفدا فلسطينيا انصاري: نأمل تشكيل الحكومة من خلال التوافق السياسي

الحريري استقبل نائبة فرنسيي الخارج وأهالي موقوفي بحنين وتسلم من بعثة مراقبة الانتخابات تقريرها النهائي

كتلة المستقبل دعت لتوسيع نطاق التعاون مع الرئيس المكلف: الخوض بمسألة العلاقات اللبنانية السورية كما يجري هو في غير محله

السنيورة: الاجتماعات بشأن عدوان تموز عقدت في المقر الموقت لمجلس الوزراء وليس في بعبدا والمحاضر المنشورة مشوهة وليست حرفية او دقيقة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا13/من31حتى35/"لَمَّا خَرَجَ يَهُوذا الإسخريُوطِيُّ قَالَ يَسُوع: «أَلآنَ مُجِّدَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ ومُجِّدَ اللهُ فِيه. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ مُجِّدَ فِيه، فَٱللهُ سَيُمَجِّدُهُ في ذَاتِهِ، وحَالاً يُمَجِّدُهُ. يَا أَوْلادي، أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً. سَتَطْلُبُونِي، ولكِنْ مَا قُلْتُهُ لِلْيَهُودِ أَقُولُهُ لَكُمُ ٱلآن: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا. وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. بِهذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض»."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المسيحية براء من دواعش يتلطون بها

الياس بجاني/16 تموز/18

مار شربل لم يوكل أحد الدافع عنه لأن المسيحية محبة وتسامح وليست شتائم وبربرية وشوارعية. المسيحية براء من دواعش يتلطون بها.

 

خطيئة الفجع كما النفاق خطيئة مميتة مهما تم تجميلها وتبريرها

الياس بجاني/16 تموز/18

ليس في جشع وفجع وانانية وخطيئة إلغاء الغير لدى المعرابي والصهر أي شيء مسيحي لا إيماناً ولا ممارسات بل يوداصية فاقعة بسودها القاتم.

 

هم في غربة عن كل ما يمثله مار شربل

الياس بجاني/15 تموز/18

هل قادتنا الدينيين والزمنيين الذين يحتفلون اليوم بعيد مار شربل يمارسون في حياتهم الخاصة وفي تعاطيهم مع الغير أي من صفاته كالمحبة والتسامح والصدق والتواضع والزهد والشفافية!!

 

في ظل احتلال حزب الله كل الحكومات اللبنانية ستكون تحت أمرته

الياس بجاني/14 تموز/18

طالما حزب الله يحتل لبنان والطاقم السياسي يتعايش مع احتلاله ويمتملقه وهمه الكراسي وفقط   الكراسي فأي حكومة تشكل ستكون حكومته وكل من فيها تحت أمرته.

 

ورقتي التنازل عن لبنان مقابل كراسي ومواقع

الياس بجاني/13 تموز/18

لا فرق بين ورقتي معراب ومار مخايل وهما تنازل عن لبنان لحزب الله ومداكشة سيادة واستقلال ودستور وقرارات دولية بكراسي ومنافع لسياسيين.

 

لا تعاطف ولا تأييد للحريري وللمعرابي وهما يدفعان ثمن صفقة الخطيئة بعد أن فرطا 14 آذار وقفزا فوق دماء الشهداء

الياس بجاني/12 تموز/18

الحريري والمعرابي وعلى خلفية الأجندات السلطوية والنفعية فرطا 14 آذار وداكشا الكراسي بالسيادة واليوم يستجدون كراسي من حزب الله في حكومة هو يسيطر عليها.. لا تعطاف معهما ولا تأييد لأي موقف لهما ..مطلوب استقالتهما بعد فشلهما الذريع

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عون يدرس خيارات دستورية لسحب تكليف الحريري بتشكيل الحكومة

العرب/17 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66094/%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AF%D8%B1%D8%B3-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD/

بيروت - سرّبت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت قلقها من كمّ العراقيل التي توضع أمام الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومته الجديدة.

وحذرت هذه المصادر من أن ضيق الأفق الداخلي يحول دون ملاقاة بيروت للأجواء الدولية الداعمة للبنان، ما سيعيد حسابات الكثير من العواصم الكبرى في مسألة مواصلة الدعم العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي للنظام السياسي اللبناني. ونقل عن هذه المصادر أن سفارات الدول الكبرى بما في ذلك روسيا تراقب عن كثب الحملة التي تُشن على الحريري والتي تحمّله مسؤولية التأخير والمماطلة في تشكيل الحكومة. بيد أن التسريبات الأخيرة الصادرة عن قصر بعبدا تفصح عن أزمة كبرى بشأن الصلاحيات مع موقع رئاسة الوزراء، وأن الكلام عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون يدرس خيارات دستورية لسحب التكليف من الحريري يعد أكبر ضربة تهدد علاقات الرجلين منذ الصفقة الرئاسية التي أدت إلى انتخاب عون رئيسا للجمهورية. وقالت المصادر إن المجموعة الدولية تعتبر أن الحريري هو رجل المرحلة لقيادة السفينة الحكومية اللبنانية، وأن التوازنات التي يسعى للحفاظ عليها تجنب البلد الانحراف نحو مسارات ليست من مصلحة لبنان، خصوصا في شأن ما يتعلق بالتطورات على الساحة السورية. ونشطت منابر فريق 8 آذار المتحلّق حول حزب الله في الإيحاء بأن الحريري يقف وراء تعطيل تشكيل الحكومة خدمة لأجندات خارجية. واتهمت هذه المنابر الرئيس المكلف بأنه يستغل ثغرة دستورية لا تحدد للرئيس المكلف تشكيل الحكومة مدة زمنية من أجل تأجيل ولادة الحكومة إلى أجل غير معلوم. وفيما يجمع المراقبون على أن العقد الحكومية، لا سيما المسيحية والدرزية، تقف عند رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، إلا أن شخصيات قريبة من دمشق اتهمت الحريري بأن تمسكه بالحصص التي يطالب بها حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع والحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط، يتأسس على حالة انتظار تطورات إقليمية ودولية قد تغير من موازين القوى التي أفرجت عنها الانتخابات التشريعية الأخيرة.

صيغة باسيل للحكومة وراء تأخير تشكيلها

وكانت معلومات نشرتها وسائل الإعلام اللبنانية قد كشفت أن باسيل طالب مؤخرا بالحصول على 7 وزراء للتيار و4 وزراء للرئيس عون وأن يكون هناك وزير درزي من حصة رئيس الجمهورية. وذكرت أن باسيل يريد أن تصل حصة التيار الوطني الحر وحلفائه إلى 20 وزيرا.

واعتبر المراقبون أنه إذا صحت هذه المعلومات التي لم يتم نفيها، فهذا يعني أن فريق 8 آذار يسعى للهيمنة تماما على الحكومة اللبنانية المقبلة بما يتّسق مع توجهات حزب الله وينسجم مع التصريح الذي أدلى اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي زعم فيه أن حزب الله يملك 74 نائبا في البرلمان اللبناني الجديد. ويبدو أن هذه الصيغة التي يطالب بها باسيل تقف وراء جمود علاقته بالحريري. وكان الرئيس المكلف قد قال الاثنين إنه “متفائل وهناك تواصل مع الجميع ستنتج عنه حكومة قريبا”، لافتا إلى أن “لا شيء يمنعنه من لقاء رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، بما شكل إقرارا بتوتر العلاقة بينهما”. مضيفا “أنا من يشكل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ولا أحد غيري وكل من يظن عكس ذلك فهو مخطئ”. وتتناقض هذه الأجواء مع تصريح أدلى به نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان قال فيه إن حزب الله لا يعرقل تشكيل الحكومة ويريد حكومة بأسرع وقت.

ويقول المراقبون إن الاتهامات التي تكال ضد الحريري هي من قبيل التهويل وأن حزب الله مدرك أن الظروف الدولية لا تسمح له القيام بـ”7 أيار” جديد لفرض خياراته في لبنان، كما أن له مصلحة في بقاء الحريري ونجاحه في تشكيل الحكومة، لما سيوفره ذلك من تغطية دستورية للحزب تساعده في مقاومة الضغوط الراهنة والمقبلة ضده. ويرجح المراقبون أن فريق عون-باسيل يعمل وفق عدم ممانعة من حزب الله لانتزاع تركيبة حكومية يكون فيها العهد وحلفاؤه مهيمنين على العمل الحكومي. وفيما يؤكد حزب الله أنه لا يمانع بمنح القوات اللبنانية الحصة التي يطالب بها ويواصل تنسيقه مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط موحيا بالتآلف مع مطالبه، إلا أن مساعي باسيل لتحجيم حصص جنبلاط وجعجع داخل التركيبة الحكومية المتوخاة تكشف عن لغتين يعتمدهما الحزب في مقاربة الشأن الحكومي. ويؤكد المراقبون أن حزب الله يرعى بشكل كامل السياسة التي ينتهجها باسيل باسم عمه رئيس الجمهورية سواء على مستوى الخيارات الداخلية أو تلك الخارجية، لا سيما تلك التي تفتح معركة مع منظمات الأمم المتحدة بشأن النازحين وتطالب بالمقابل بالتطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحت عنوان إعادة هؤلاء النازحين إلى بلادهم.

 

الياس الزغبي: لحكومة نصفها من السياديين

الإثنين 16 تموز 2018 /وطنية - اعتبر عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح انه :" بعدما انكشفت النية بضرب القوى السيادية وإضعافها في الحكومة العتيدة من أجل إحياء العلاقة السياسية مع نظام بشار الأسد، لم يعد هناك مفر من الاصرار على حكومة متوازنة يكون نصفها السيادي على الوجه الآتي: "المستقبل" 6، "القوات"5 "الاشتراكي" 3، "الكتائب" 1. اضاف :"إذا لم يتم تمثيل الكتائب واكتفت القوات ب 4، يبقى المقعدان للفريق السيادي من حصة رئيس الحكومة وتيار المستقبل بحيث لا يقل مجموع المقاعد السيادية عن 15. وأي خلل في هذه المعادلة يتحمل مسؤوليته الفريق السيادي قبل سواه". أضاف "على أن يتشكل نصف الحكومة الآخر من "حزب الله" وشركائه وأنسبائه في الوطن و"المحور"، فيتحقق توازن مرحلي رقمي على الأقل، إلى أن تسمح التطورات ببناء دولة سيدة تملك قرارها السياسي والاستراتيجي وحصرية استخدام السلاح".

 

بعد الاستهزاء بالقديس شربل... أبو كسم يرد على الصحفية

16 تموز 2018/بعد ردود الفعل وموجة الغضب التي أثارها تعليق الصحفية في جريدة "الاخبار" جوي سليم على بوست نشره المدعو شربل خوري عبر فيسبوك يستهزأ به من عجائب القديس شربل، ردّ مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم. وقال أبو كسم لـ"ليبانون ديبايت" إنه "من المعيب ان نسمع او نقرأ كلاما من هذا النوع بمناسبة عيد القديس شربل، لأن كلام الشاب والصحفية لا يعتبر اهانة موجهة الى القديس شربل فحسب بل الى كل الذين يعتبرون مار شربل قديس لبنان وكل اللبنانيين". واستهجن ابو كسم وجود صحفية لا تحترم الأدبيات المهنية وتهين المقدسات الدينية، في الوقت الذي يفترض على كل من يستخدم مواقع التواصل احترام الأدبيات والقيم الأخلاقية، وعدم اهانة اي رمز ديني أو المس بالمقدسات الدينية أو القديسين، سواء كانوا من المؤمنين أو لم يكونوا. وتوجه الى الصحفية بالقول "لها الحرية في الّا تؤمن، ولكن لا تملك الحرية للإهانة". واستغرب ردها على المنشور قائلا "ليس من شيم الاعلاميين التهكم على المقدسات، والعجب في ان تكون هذه الشابة تمتهن الصحافة"، وختم قائلا "بئس هذا الزمن!". واستهزأ المدعو شربل خوري في منشور له عبر فيسبوك على عجائب مار شربل، اذ كتب "عم اقرا عجيبة جديدة لمار شربل، قال في واحد زوجته ما كانت عم تحبل (بلكي المشكلة فيه ما بعرف) وما ترك حكيم وما شافو على مدى أكثر من عشر سنين، قام من بعد ما يأس ترك رومانيا مطرح ما قاعد واجا على عنايا زار مار شربل، وبعد ما رجع بجمعة لقي مرتو الرومانية حبلة. ما بدي اكسفك يا مان بش شفلنا هل صبي إذا بيشبهك او لأ". وجاء رد سليم "ممكن يكون بيشبه مار شربل على هل معدل".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 16/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

القصر الرئاسي في هلسنكي الفنلندية استضاف القمة الأميركية - الروسية التاريخية وهي ليست سوى البداية كما قال ترامب. وفي محادثات القمة التي وصفت بأكثر من ممتازة وصريحة ومفيدة، ركز الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على اللجوء الى علاقات استثنائية بين واشنطن وموسكو، وتناولا أزمات العالم الضاغطة من فلسطين وحل الدولتين الى سوريا والدستور الجديد الى اليمن والحكومة الواحدة الى ليبيا والإستقرار النفطي فيها الى أوكرانيا وحسن الجوار. وقبل كل هذا معالجة الصواريخ العابرة للقارات وفرملة الإندفاعة الصاروخية الإيرانية ووقف المشروع النووي ووضع حد للتدخل في سوريا وحماية الجنوب السوري ومحاربة الإرهاب والحفاظ على الإقتصاد العالمي.

محليا برز إعلان الرئيس المكلف سعد الحريري أن ولادة الحكومة منتظرة هذا الأسبوع أو الأسبوع الذي يليه. وقد أعرب الرئيس الحريري عن تفاؤله في وقت اجتمع مستشاره الوزير غطاس خوري مع المستشار الرئاسي الياس أبو صعب ودرسا الطروحات لتشكيل الحكومة على أن يعودا الى الإجتماع غدا بعد إبلاغ الرئيس الحريري بالنتائج.

وسط هذه الاجواء اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام وفد نقابة الصحافة ان الليرة ثابتة باستمرار ووضعنا المالي متين بشهادة المؤسسات الدولية وكل الكلام عن خطر يصيب سعر صرفها لا يستند الى أسس رقمية.

إذن في هلسنكي قمة تاريخية بين الرئيسين الأميركي والروسي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

تأليف الحكومة يراوح ورغم قول الرئيس المكلف بان الحكومة قابلة لرؤية النور في غضون اسبوع او اسبوعين فانه قصد بهذا الموقف ان لا تقدم على هذا الخط بعد بل ان الحريري اضطر الى التذكير مجددا بانه هو من يؤلف الحكومة في اشارة الى انزعاجه من احد ما يسعى إلى السطو على دوره.

كواليس التأليف التي دخلتها ال mtv بينت ان العقدة التي يشكو منها الحريري تقع جغرافيا في بعبدا حيث تختلط الحدود وتتمازج بين رئيس التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية وسط انقطاع للتواصل المباشر بين باسيل والحريري.

وقد رأى المتابعون ان الخط البديل للتواصل الذي فتح بين الوزيرين الياس بو صعب وغطاس خوري يؤشر الى علة تصيب العلاقة بين الرجلين.

توازيا، وفي حركة حض من قبل الرئيس بري على الاسراع في تأليف الحكومة يجتمع المجلس النيابي الثلاثاء لانتخاب لجانه النيابية.

وسط هذه الخفقة الداخلية زيارة لافتة بتوقيتها ومضامينها للمستشار الايراني حسين جابري انصاري الى بيروت طالبا وقوف لبنان بجانب الدول الداعمة لايران في كباشها مع واشنطن الناجم عن انسحاب الاخيرة من الاتفاق النووي. كما اوحى انصاري بضرورة انتهاج سياسة ملائمة للنظام السوري في ما يخص ملف اعادة النازحين.

وصول انصاري تزامن مع قمة ترامب بوتين في هلسنكي التي اوصت في اول قراراتها باحياء العمل بمفاعيل القرار الاممي الذي يفرض على سوريا واسرائيل احترام وقف النار على خط الفصل في الجولان المحتل في اشارة اميركية الى قبولها ببقاء الاسد في السلطة ولكن مع امر مهمة واضح له بحماية حدود اسرائيل، في المقابل تتولى موسكو الضغط على ايران للانسحاب من سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

من بين ركام العقد خرج أمل رئيس الحكومة سعد الحريري بإنبعاث ثاني اوكسيد التأليف لإنتاج التشكيلة الاسبوع المقبل. وليس واضحا مكونات الهرمون السياسي الذي تحرك فجأة في العروق المتجمدة لكن الرئيس المكلف بدا بجاهزيته الكاملة حيث يشاور الجميع لا خلاف مع رئيس التيار القوي جبران باسيل سيلتقي رئيس الجمهورية وله وحده مع الرئيس صلاحية تأليف الحكومة وليس لأحد غيره.

هذه الرافعة لا تلزم التأليف بالعجلة حيث لا تزال العقبات تحافظ على معاييرها ولم تتحرك قيد كتلة فيما يسجل أول احتكاك حراري نيابي غدا في جلسة انتخاب اللجان التي حل معظمها بالتوافق المسبق والتفاهم على أسماء رؤسائها ومقرريها وهذا التفاهم ينسحب تقاربا بين حزب الله والقوات هل تجري ترجمة هذه المواءمة داخل جلسات مجلس الوزارء في الحكومة الجديدة؟ فالطرفان يخوضان حرب فساد معلنة واحدة غير أن نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني كان قد ترك وحيدا في معارك داخل الجلسات حيث خاض منفردا حرب البواخر والمسشفيات والدواء وتحريف محاضر مجلس الوزراء وإذا ما تفعل التوافق بين الحزب والقوات قد يحدث الحزبان فرقا لمصلحة تركيب عدادات للمحاسبة من الداخل والعدادات خارجها تتحول الى ازمة اليوم طرفاها الدولة وأصحاب المولدات وقد أبدى وزير الاقتصاد رائد خوري اصرارا عبر الجديد على إلزام أصحاب المولدات هذه الخطوة وفي حال لم يلتزموا "فتشوا عن غيرن" حيث سيصبحون في مواجهة مباشرة مع البلديات أي مع الدولة وكفى المواطنين بقاء تحت رحمتهم. وكشف خوري عن ضغط تعرضت له وزارة الاقتصاد من أصحاب المولدات لوقف نظام العدادات.

وبعداد منعزل عن خطوط المعمل الحراري الأزرق مد وزير الداخلية نهاد المشنوق شبكة داخلية مع السعودية التي وصلها اليوم في زيارة هي الأولى رسميا كوزير للداخلية وذلك بناء على دعوة من نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف.

على أن أكثر المولدات الدولية تأثيرا في العالم دارت محركاته اليوم في هلسنكي مع قمة ترامب بوتن وبخط ترامب فإنها قمة أعقبت حمق واشنطن وغباءها وقد بايعت وزارة الخارجية الروسية هذا الموقف وردت على تغريدة الرئيس الاميركي بالقول "نتفق معكم" ورئيسا كل الكرة الأرضية تناقشا من خلال الساحرة المستديرة إذ قدم بوتين كرة القدم الخاصة بمونديال روسيا الى ضيفه وقال له إن الكرة الان في ملعبكم لكن ما يتفق عليه الرئيسان الاميركي والروسي سيحول العالم إلى ملعب والجمهور الى مجرد مشجعين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بإنتظار ترجمة الأجواء التوافقية التي سادت اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب اليوم في جلسة انتخاب المطبخ التشريعي غدا، بقيت النفحة التفاؤلية في عملية تشكيل الحكومة تقف عند عتبة لقاء طال انتظاره بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل كحل عقدة عبور نحو القصر الجمهوري.

على وقع التوتر العالي بين الاشتراكي والتيار، منعت الرياح الباخرة التركية الثالثة من أن ترسو عند الجية على ذمة وزير الطاقة الذي لوح بنقلها إلى الذوق. ولاحقا غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ناصحا بالتعامل مع السفينة العثمانية السلطانية (ضومط) بمرونة مشروطة بزيادة حجم تزويد الإقليم بالطاقة وألا يكون هذا الحل على حساب معمل جديد للدولة في الجية.

على المستوى الدولي، قمة روسية - أميركية وصفت بالصريحة والمثمرة وهي ليست سوى بداية، فهل تترجم مفاعيل القمة هذه المرة خصوصا أن فلاديمير بوتين أعلن أن كل الظروف مؤاتية لتعاون فعال بشأن سوريا رغم أن نظيره الأميركي أولى اهتماما خاصا بشأن إسرائيل.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

رسائل طمأنة سياسية ونقدية. فالرئيس المكلف سعد الحريري طمأن ان التواصل مستمر مع الجميع لتشكيل الحكومة، والعمل يسير من خلال التواصل الهادئ، وقد تم في الاسبوع الماضي تهدئة الخطاب السياسي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وقال: انا من يشكل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية وكل الكتل والاحزاب هم ممثلون في الحكومة وبناء على ذلك اقوم بالاتصالات وبنتيجتها اقابل رئيس الجمهورية ميشال عون ونتشاور ونصدر التشكيلة الحكومية.

اما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فقد طمأن الى ان البنك المركزي متحكم بسعر صرف الليرة، وكل الكلام عن خطر يصيب سعر صرف الليرة، هو كلام لا يستند الى اسس رقمية، وان الليرة اللبنانية ثابتة، وثابتة باستمرار. وسأل الذين يتكلمون عن انهيار الليرة او التراجع في سعر الصرف: على ماذا يرتكزون؟ وقال: ثمة مؤسسات دولية تتابع وضع لبنان وتعطي رأيها ونظرتها المستقبلية، وتقول إن الوضع ثابت بسبب وجود وضع نقدي متين.

اما كتلة المستقبل فقد طمأنت بعض من خاض بمسألة العلاقات اللبنانية السورية عبر مواقف وتصريحات بان مجلس الوزراء هو الجهة المخولة تحديد السياسات ومسار العلاقات خصوصا في ما يتصل بالملفات الخلافية على غير صعيد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

من دون مبالغة يمكن القول ان سوريا واسرائيل كانا الحاضرين الاكبرين في قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين وان الاتفاق بين الزعيمين كان واضحا حول هذا الملف وهذا ما عكسته اجوبتهما في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده بعد المحادثات ومن ابرز ما اعلناه نعمل من اجل سلامة اسرائيل جيشانا ينسقان في سوريا التركيز على وقف النار في الجولان عام 1974 اذا تمكنا من مساعدة اللاجئين السوريين فان موجة اللجوء الى اوروبا ستتراجع.

من خلال هذه المواقف يمكن التاكيد ان المنطقة تحت نظر الجباريين ترامب وبوتين وعليه لا مكان لأي دولة اقليمية في هذا الاتفاق وحين يقال ان موسكو وواشنطن تعملان لسلامة اسرائيل وحين يقال ان الجيشين الاميركي والروسي ينسقان في سوريا وحين يؤكدان على الستاتيكو القائم في الجولان منذ 44 عاما فهذا يعني ان العملاقين اتفقا على المنطقة. ما يطرح السؤال الرئيسي اين ايران من هذا التوافق؟ خصوصا ان حضورها العسكري في سوريا لافت جدا.

ربما يستلزم الامر بعض الوقت لاستيعاب ما قيل في هلسنكي لانه سيشكل خارطة طريق للمسار في المنطقة.

لبنانيا، ملفان متداخلان موجودان في دائرة الاهتمام الملف الاول تشكيل الحكومة والثاني انتخاب اللجان النيابية ورؤسائها غدا، واليوم حسم الرئيس المكلف الجدل في ما يعتلق بآلية التشكيل فقال انا رئيس الحكومة المكلف، وانا من يشكل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية ولا شيء يمنع من لقاء الوزير باسيل.

يأتي هذا الموقف عشية انتخاب اللجان النيابية ورؤسائها بعد شهرين ونصف على الانتخابات ويمكن القول انه بعد جلسة الغد فان الالية التشكيلية لمجلس النواب تكون قد اكتملت ولكن قبل كل هذه الملفات يجب التوقف عند ملف متمادي يقض مضاجع اللبنانيين وهو ملف الفساد المزمن ومتفرعاته.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

فلسطين لن تغادر الذاكرة، وصفقة القرن لن تمر.

هو خط البداية والنهاية الذي رسمه الامام الخامنئي للتعامل مع المؤامرة الشيطانية التي تحيط بالقضية الفلسطينية وبالقدس. وايمانا بهمة فلسطين وقدرات اهلها وثبات حقهم حسم الامام بان صفقة دونالد ترامب التي استسلم لها بعض الدول الاسلامية لن تقوم لها قائمة مهما حاول صانعوها الرهان على الوقت للتسلل بها الى وعي الامة.…

صانع الاوهام، المراهن على الصفقات، الرئيس الاميركي دونالد ترامب كان اليوم امام مشهد يزيد من تناقضاته المرسومة على مساحة العالم.. قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في هلسنكي على مدى أكثر من ساعتين وصفها بالجيدة جدا، بعد ان كان قد وصف روسيا قبل القمة بالعدوة..

ترامب هرب الى العناوين بعيدا عن التفاصيل، ابرزها محاربة الارهاب، فيما لم تغب سوريا عن ابرز البنود وكذلك ايران.…ايران الثابتة بمواقفها الى جانب شعوب المنطقة، تنشط في تقديم دبلوماسيتها وسيلة لبث مواقفها. واليوم كانت بيروت محطة لمبعوث الرئيس الايراني حسين جابري انصاري.…

ومن القصر الجمهوري كان الاتفاق مع الرئيس ميشال عون على ان الخروج الاميركي من الاتفاق النووي يحمل تداعيات سلبية على امن واستقرار المنطقة.

انصاري الذي التقى ايضا الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل اكد من جهة اخرى أن الاولوية لإيران اليوم هي حل قضية النازحين السوريين وضرورة عودتهم الامنة الى بلادهم، مشيرا الى ان الحديث عن حل سياسي للازمة السورية لا يتم من دون تحقق هذه العودة.…

في المشهد اللبناني السياسي، حراك في عين التينة على خط هئية مكتب المجلس النيابي مهد لجلسة انتخاب اللجان النيابية المقررة غدا. تحقق التوافق على الاسماء والتشكيلات بنسبة 90 في المئة والباقي احيط بدعوات وتمنيات بالا يحمل احد المشاكل الى المجلس.

اما التاليف الحكومي، فالجديد فيه فقط اعلان الرئيس المكلف ان تواصله مع الجميع سينتج الحكومة قريبا مبديا تمسكه بحكومة وفاق وطني، والا مشكلة بينه وبين الوزير جبران باسيل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

مساع مستجدة على خط الحكومة ترجمت بعودة الاتصالات التي قد تؤدي الى معالجة العقد المتعددة في اطار تسهيل تشكيل الحكومة وتسريع ولادتها، وسط معلومات للـ otv عن ان المشكلة لا تزال لدى الاشتراكي والقوات وسنة المعارضة، وأن التيار الوطني الحر قدم كل التسهيلات وينتظر...

في هذا الوقت، يستكمل المجلس النيابي غدا مطبخه التشريعي بانتخاب اللجان النيابية. هنا أيضا، تبذل مساع لتفاهم شامل، لا يزال في انتظار عقدة لجنة الاشغال التي يريدها حزب الله، بعدما كانت سابقا من حصة تيار المستقبل. علما أن اللجنتين الأبرز، "المال والموازنة" و"الادارة والعدل" حسمتا للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية...

هذا على الصعيد المحلي. أما دوليا، فاتجهت الأنظار الى قمة بوتين- ترامب التي انعقدت على ارض فنلندا، وسط انتظار اقليمي ودولي لانعكاساتها على أكثر من ملف، من بينها الواقع السوري.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 16 تموز 2018

النهار

تمتنع احدى محطات التلفزة عن ذكر "يوم العرق اللبناني" وتسمّيه "مشروعا زراعيا" كما يغيب وزير الزراعة عن كل نشاط خاص بالنبيذ والعرق.

غرّد وزير الاقتصاد متّهماً "جهة معيّنة ميولها شيوعيّة" بإطلاق موجة التخويف من انهيار الليرة وقوبل بسيل من التهكّمات وبالأسئلة عن ادائه في الوزارة.

تسود مقاطعة كاملة بين الحزبين الاشتراكي والديموقراطي في كل المناسبات نتيجة الخلاف القائم وتفاعل الحرب الكلامية على مواقع التواصل الاجتماعي.

للمرّة الأولى منذ الانتخابات قرّرت حركة "أمل" الرد على النائب جميل السيد بأصوات مرتفعة من كل المناطق.

الجمهورية

لوحظ غياب وزير حالي عن ملف معني به بشكل مباشر وذلك بقرار شخصي منه على خلفية خلافه مع مرجعية رئاسية.

يستعدّ أحد القطاعات للإعتصام هذا الأسبوع بعدما تبيّن له أن كل الوعود "حبر على ورق".

كان لافتاً موقف مرجع ديني من موضوع وجودي يطاول فئة من غير طائفته ما فُسِّر على أنه موقف وطني بالغ الأهمية.اللواء

فوجئت أوساط سياسية بمطالبة فريق مقرّب من مرجع كبير إجراء تعيينات جديدة في مركز مالي حساس وشركة وطنية كبرى تابعة له من دون الأخذ بعين الاعتبار تداعيات مثل هذه الخطوات في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة!

غاب وزراء ونواب أعضاء كتلة التيار الوطني الحر عن السمع، واعتذروا من الإعلاميين عن التصريح أو المشاركة في البرامج الحوارية، التزاماً بتعليمات الهدنة الإعلامية مع "القوات"!

يُردِّد وزيرٌ بارز معلومات عن اجتماعه بالرئيس المكلف في الخارج حول عوامل وعقد تأخير ولادة الحكومة لم تتأكد دقتها بعد!

المستقبل

يقال إن ديبلوماسيين يعلّقون آمالاً على القمة الاميركية ـ الروسية بالنسبة إلى إمكان التوصل إلى نوع من الحل في سوريا، لكنهم لا يستبعدون حصول مفاجآت قد تطرأ وتتعلق بطبيعة السياسة التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

البناء

كشفت أوساط سياسية أنّ إحدى الشركات الأوروبية التي رست عليها مناقصة التنقيب عن النفط في لبنان، أكدت لمسؤولين لبنانيين أنها مستعدة لتأمين حوالى 13 مليار دولار سنوياً للخزينة اللبنانية من عائدات النفط، إلاّ أنّ إحدى الدول الكبرى، عندما علمت بالأمر، حذّرت الشركة من التنقيب في أكثر من بئرين اثنين فقط…!

رأت مصادر إعلامية روسية أنّ اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي والفرنسي قبل وبعد قمة الرئيسين الروسي والأميركي يعطي الانطباع عن الشراكة التي يريد لها الرئيس الروسي أن تظهر مع فرنسا في ظلال التفاوض مع الرئيس الاميركي، خصوصاً بعدما وضع الرئيس الأميركي العلاقات مع روسيا والصين والاتحاد الأوروبي في منزلة سلبية بالنسبة لواشنطن، وقالت المصادر إنّ الاستثمار الروسي على العلاقة بأوروبا طويل المدى ولا يتوقع نتائج سريعة…

 

الحريري : الأجواء إيجابية والحكومة اللبنانية ستولد خلال أسبوع أو اثنين

لقاءان حاسمان لباسيل مع رئيس الوزراء وجعجع..واجتماع برلماني اليوم لانتخاب اللجان

بيروت ـ “السياسة/16 تموز 2018 /أعلن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أنّه “متفائل وهناك تواصل مع الجميع سينتج عنه حكومة قريباً”، لافتاً إلى أنّ “لا شيء يمنعنه من لقاء رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل”.

وقال الحريري “نُحاول تهدئة الجميع وجوّنا إيجابي وجوّ “التيار الوطني الحرّ” إيجابي أيضاً والحكومة ستُولد خلال أسبوع أو أسبوعين إن شاء الله”، مضيفاً “متمسكٌ بحكومة وفاق وطني يتمثّل فيها الجميع وأنا من يشكّل الحكومة بالتّشاور مع رئيس الجمهورية ولا أحد غيري وكلّ من يظنّ عكس ذلك مخطئ”.إلى ذلك، عقدت كتلة “المستقبل” النيابية اجتماعا برئاسة الرئيس الحريري، في “بيت الوسط”،حيث عبرت عن ارتياحها للمسار المعتمد الذي لا بد أن ينتهي إلى تشكيل الحكومة وانطلاق عجلة العمل بورشة الاصلاح المطلوب.

وشددت على أهمية توسيع نطاق التعاون مع الرئيس المكلف، والتزام مقتضيات التهدئة السياسية وتجنب الخوض بسجالات تنعكس سلبا على مساعي التأليف.

واعتبرت الكتلة أن الخوض بمسألة العلاقات اللبنانية-السورية، على صورة ما يجري من خلال بعض المواقف والتصريحات، هو خوض في غير محله، وان وجهات نظر الأطراف لا تعني بالضرورة انعكاسا لرأي الدولة ومؤسساتها المختصة، وعليه فإن ما يصدر من مواقف يعبر فقط عن رأي أصحابه، وان مجلس الوزراء هو الجهة المخولة تحديد السياسات ومسار العلاقات خصوصا في ما يتصل بالملفات الخلافية على غير صعيد.

وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أشار إلى أن الملف الحكومي مازال في نقطة البداية. وفيما يتوقع عقد لقاء قريب بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، يسبق أو يلي الاجتماع المرتقب بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الجمهوري، أشار عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب أنيس نصّار، إلى أن لقاءاً قريباً سيجمع رئيس “القوات” وباسيل، لدراسة أفكار واقتراحات للخروج من مأزق تشكيل الحكومة الذي لا يزال يراوح مكانه، في وقت قالت مصادر نيابية لـ”السياسة”، إن لقاءي باسيل مع الحريري وجعجع سيكونان حاسمين، فإما انفراج على الصعيد الحكومي، أو السير باتجاه أزمة مفتوحة.وقال نصار، إن “حصة القوات في الحكومة لم تحسم بعد وأن حسمها بيد الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية”، مذكراً بأن ما تطالب به “القوات” هو حقّها بحسب نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة واتفاق معراب.

ودعا الى تسريع عجلة التأليف والتعاون، لأن لا مصلحة لأحد في تأخير تشكيل الحكومة، فالتحديات كبيرة وأهمها مسألة اللجوء السوري. وحول انتخاب اللجان النيابية وحصة “القوات” فيها، أكد أن “كتلة الجمهورية القويّة أعدّت تصوّرها، وستكون بتناغم كامل مع الرئيس نبيه برّي في مجلس النواب كما في الحكومة الموعودة”. وكان الرئيس بري الذي يترأس، اليوم، جلسة للمجلس النيابي الجديد، لانتخاب اللجان النيابية، في رسالة ضغط للإسراع في تأليف الحكومة، عقد اجتماعاً، أمس، لهيئة مكتب المجلس بحضور نائب الرئيس ايلي الفرزلي والنواب الأعضاء مروان حمادة، ميشال موسى، سمير الجسر، اغوب بقرادونيان، والامين العام للمجلس عدنان ضاهر، واعتذر النائب آلان عون بسبب سفره خارج البلاد. إلى ذلك، وصل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق الى السعودية، حيث كان في استقباله ناصر الداوود على رأس وفد رفيع المستوى.

على صعيد آخر، التقى رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، أمس، المبعوث الخاص للرئيس الايراني حسن روحاني، حسين جابري الأنصاري، الذي نقل اليه رسالة من الرئيس الايراني، بشأن موقف ايران من الاتفاق النووي، حيث اعتبر الأنصاري أن الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق، يرتب تداعيات سلبية على الأمن في المنطقة.وكان الرئيس عون أعرب عن تقديره للجهد الذي بذلته بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية الاخيرة، مؤكدا متابعة التوصيات التي صدرت عن البعثة، بالتعاون مع الحكومة الجديدة التي ستشكل قريبا.

وتسلم عون النسخة الرسمية الأولى للتقرير النهائي عن مراقبة الانتخابات، من رئيسة البعثة العضو في البرلمان الاوروبي ايلينا فالنتشيانو.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

16 تموز 2018

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية أسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، ربى كبارة، ريمون معلوف، سامي شمعون، طوني حبيب، ، فارس سعيد، نوفل ضو، كمال الذوقي مياد حيدر وأصدر البيان التالي:

أولاً- يستغرب "اللقاء" إصرار القوات الللبنانية والتيار العوني على محاولة إقحام الكنيسة في محاصصات سياسية فئوية تُبعدها عن الهموم الوطنية، واستغلال سعة صدر بكركي الذي يتّسع للجميع.

إن بكركي التي أعطي لها مجد لبنان أسست الدولة لجميع اللبنانيبن في العام 1920 وانتزعت الاستقلال في العام 1943 لجميع اللبنانيين، وأطلقت معركة إنسحاب الجيش السوري في العام 2000 من أجل جميع اللبنانيين، هي بذلك لجميع اللبنانيين وفوق كل المناكفات السياسية الفئوية.

ويذكّر "اللقاء"، كل من يهمّه الأمر، بأن الخلاف القائم اليوم بين الحزبين المارونيّين هو خلاف من طبيعة سلطوية - بين من اقتنع أن السلطة تؤخذ من خلال التسليم بسياسة "حزب الله" ومن أراد إقناع نفسه وإقناعنا بمقولة "وهمية" مفادها أن وحدة المسيحيين تصنع سلطة. أما الحقيقة فهي أن لا سلطة إلا من خلال وحدة جميع اللبنانيين.

ثانياً- في ظلّ بقاء بشار الأسد كأمر واقع، يطالب "لقاء سيدة الجبل" أهل السلطة العمل على جعل الأمم المتحدة الوسيط العملي بين حكومة لبنان ونظام الأسد لحل الأمور العالقة وعلى رأسها موضوع النازحين، وذلك تجنّباً تحويل العلاقة مع النظام في دمشق إلى مادّة خلافية إضافية بين اللبنانيين.

ثالثاً- يتابع "لقاء سيدة الجبل" أعماله لتشكيل إطار وطني جامع يرتكز على الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل الحفاظ على الجمهورية وحصرية السلاح في يد الدولة.

 

زياد عيتاني لـ"هيومن رايتس": هدّدوني بالاغتصاب!

ليبانون فايلز/الاثنين 16 تموز 2018 /دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين السلطات اللبنانية إلى التحقيق في ادعاءات الممثل المسرحي زياد عيتاني حول تعرضه للتعذيب أثناء اعتقاله على يد الأجهزة الأمنية العام الماضي، بتهمة "التعامل" مع إسرائيل قبل أن يبرئه القضاء. وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة لما فقيه إنّ "مزاعم عيتاني بالتعرّض للتعذيب والإخفاء القسري تستدعي تحقيقاً شاملاً في معاملته خلال الاحتجاز وسبب توقيفه"، مضيفة "إذا كانت تهمة عيتاني ملفقة فعلا، فهذا انتهاك كبير للعدالة، وعلى السلطات ضمان عدم تكرار ذلك". وقال عيتاني لـ"هيومن رايتس ووتش" وفق تقرير نشرته الإثنين إنه جرى احتجازه في مركز غير رسمي "حيث ضربه رجال بلباس مدني وقيدوه في وضعيات مؤلمة وعلقوه من معصميه وركلوه على وجهه وهددوا باغتصابه، كما هددوا بإيذاء أسرته جسدياً". وأضاف عيتاني "لم يكشف عليّ أي طبيب، كان جسدي أزرق وكنت أبصق دما. لم أكن أستطيع التكلم بوضوح". وفي شهادته لهيومن رايتس ووتش، قال عيتاني إنه جرى اقتياده إلى "غرفة مجهزة للتعذيب، مدهونة بكاملها بالأسود وتتدلى من جدرانها خطّافات معدنية"، وتوجه إليه أحد عناصر الأمن بالقول "عليك أن تتكلم لأنه يجب أن تفهم أن التعذيب موجود في جميع البلدان". وأضاف عيتاني أنّ أحد الرجال قام بـ"نزع بنطاله وضربه على أعضائه التناسلية. ثم علّق الرجال معصميه على قضيب بين جانبي الباب بحيث بالكاد تلمس قدماه الأرض، وتركوه هكذا لساعات". واضطر على وقع التعذيب -بحسب شهادته وبعدما هدده أحدهم بـ"إدخال قضيب في مؤخرته"- للتوقيع على إفادة اعتراف. واعتبرت فقيه في البيان أن "التعذيب ليس غير قانوني فحسب، إنما غير فعال أيضا، إذ قد يؤدي إلى اعترافات كاذبة". ويجرم القانون اللبناني التعذيب، إلا أن هيومن رايتس ووتش ذكرت في بيانها أنها وثقت طوال سنوات "ادعاءات ذات مصداقية بالتعرض للتعذيب في لبنان"، إلا أن السلطات لم تحقق فيها كما يجب و"لا تزال محاسبة التعذيب خلال الاحتجاز غائبة". وأوقف جهاز أمن الدولة في لبنان في تشرين الثاني الممثل زياد عيتاني بعد الاشتباه في أنه قام بـ"التخابر والتواصل والتعامل" مع إسرائيل. وظلّ زياد عيتاني معتقلاً لأشهر عدة قبل أن يتمّ إخلاء سبيله في 13 آذار بقرار من القاضي العسكري بعد تبرئته وإسقاط التهم المنسوبة إليه.

 

أزمة القروض السكنية تستدعي تحرُّكات في كل الإتجاهات 

جريدة الجمهورية الثلاثاء 17 تموز 2018/استمرت أزمة القروض السكنية في واجهة التطورات، مع تواصل التحركات ومحاولات العثور على معالجات ناجعة. والى تحرّك وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، سجل امس تقديم اقتراح قانون جديد، تمّ ضمه الى اقتراح القانون الذي سبق وتقدمت به كتلة المستقبل. استقبل وزير المال علي حسن خليل امس، وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي للتباحث في ازمة القروض السكنية المدعومة. وقال بوعاصي بعد اللقاء: «جئت اليوم لألتقي وزير المال لنبحث معا في عملية الخروج من أزمة القروض المدعومة للإسكان. وطرحت أفكارا عدة، جزء منها يمر بصلاحيات وزارة المال. وكنا زرنا في الأسبوع الماضي رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه، وكان هناك طرح إعفاء المصارف من جزء من الضرائب مقابل أن تدعم المصارف القروض الإسكانية». أضاف: «بحثت اليوم في الأمور مع الوزير خليل من الزاوية المالية، بعدما أخذنا رأي المصرفيين لنرى اذا كانت هذه المقاربة المالية ممكنة وبأي شروط». واعتبر أن «هناك تفاصيل يجب البحث فيها من زاوية قانون المحاسبة العمومية وقانون النقد والتسليف قبل أن نعتبر أن هذه الخطوة يمكن انجازها». وأكد أن «هدفنا تأمين القروض للناس بقروض ميسرة ومدعومة للسماح لذوي الدخل المحدود بتملك الشقق ولكي يسمح أيضا للذين يبنون العمارات بأن يستمروا في عملهم أيضا وأن يحركوا العملية الاقتصادية. وإذا كان من سبب أو آخر حول فكرة دعم الضرائب أو إعفاء جزء منها صعب التحقيق فلدينا مقاربة أخرى، وتوافقنا مع وزير المال على ضرورة وجود سياسة إسكانية واضحة للدولة اللبنانية، كما اتفقنا على أن شروط المؤسسة العامة للإسكان هي الأنسب للحصول على قروض مدعومة وسياسة إسكانية مستدامة لا تنهار عند أول خضة أمنية أو سياسية أو اقتصادية أو مالية، وبالتالي سنستكمل جولاتنا مع المعنيين لبلورة سياسة إسكانية والتفكير بالتمويل من مصرف لبنان، ومن مصادر تمويل أخرى قد يكون جزء منها من خزينة الدولة».

سئل: هل هناك أمد لحل مشكلة الإسكان؟

أجاب: «سأكون صادقا وشريفا مع الناس. لن أعد الناس بما لا أستطيع أن أقوم به. الوعد الذي أعطيه هو سعيي الدائم لنصل إلى حل، لكن الأمد هو لحظة تأمين التمويل للمدى الطويل والمستدام. لا يمكننا أن نجد حلا لسنة أو سنتين فقط. التمويل يجب أن يؤمّن لـ30 سنة، وهي المدة القصوى لفترة القرض، وغير ذلك نكون قد قمنا بلا شيء».

اقتراح قانون

في السياق، قدّم النائب قاسم هاشم اقتراح قانون معجل مكرر الى المجلس النيابي يرمي الى دعم الشباب اللبناني من خلال أزمة السكن، في حضور أعضاء جمعية «دعم الشباب اللبناني». ولفت هاشم الى «أننا تقدمنا اليوم مع زملاء لنا في الكتل النيابية بهذا الاقتراح المعجل المكرر والذي ينحصر بموضوع أساسي وهو تأمين مبلغ 100 مليار ليرة لبنانية من موازنة الدولة للعام 2018 لدعم فوائد القروض السكنية الممولة من المصارف اللبنانية والمتدرجة ضمن المؤسسة العامة للاسكان، وهناك إمكانية أن يتم دعم كل المؤسسات التي تساهم في اسكان الشباب اللبناني فلا مانع من ذلك، وأن يتم لاحقا ادراج الدعم في السنوات اللاحقة ضمن الموازنة العامة للدولة اللبنانية السنوية ويتم تحديد قيمته». ختم هاشم: «إذا كان هناك امكانية لعقد جلسات استوجبتها الضرورات الوطنية حتى في ظل حكومة تصريف الاعمال وانه في لحظة ما رأى الرئيس أنه لا بد من مثل هذه الجلسات التشريعية، فان هذا الاقتراح سيكون على جدول الاعمال لما له من أهمية وطنية ليبصر النور». بدوره، شكر رئيس جمعية دعم الشباب اللبناني شربل شواح «النائب قاسم هاشم والنواب الذين وقعوا هذا الاقتراح وهم: الان عون، بولا يعقوبيان، طوني فرنجية وسامي فتفت»، مشيرا الى أن «كتلة المستقبل تقدمت باقتراح».

 

سلامة: الليرة ثابتة باستمرار والقروض المدعومة مستمرة

جريدة الجمهورية الثلاثاء 17 تموز 2018/أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان «كل الكلام عن خطر يصيب سعر صرف الليرة، هو كلام لا يستند الى أسس رقمية»، مشددا على «ان الليرة اللبنانية ثابتة، وثابتة باستمرار»، سائلا الذين يتكلمون عن انهيار الليرة او التراجع في سعر الصرف «على ماذا يرتكزون؟»

استقبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس، وفدا من نقابة الصحافة ضم النقيب عوني الكعكي، نائب النقيب جورج سولاج، جورج بشير وفيليب ابي عقل. تحدث سلامة في اللقاء فقال : «اذا حافظنا على جوّ من الثقة، تتدنّى أسعار الفوائد»، مشددا على أن «لبنان يستطيع تمويل نفسه ولكن بكلفة أعلى، وليس هناك انهيار، بل المطلوب حسن الادارة لمصلحة لبنان».واشار الى ان « 69% من الودائع في المصارف اللبنانية هي بالعملات الاجنبية وتحديداً بالدولار. والجزء الاكبر من التسليفات، اي 80% بالعملات الاجنبية. ولا يمكننا عندما نقوم بمقاربة للاوضاع المالية والاقتصادية ان نتجاهل التاريخ، لأن هذه الامور تؤثر على معنويات المستثمر والمستهلك. والبنك المركزي عندما يضع سياساته واهدافه يرتكز على الواقع اللبناني، والواقع النقدي ليس معزولا عن الوضع العام للبلد». أضاف : «الاقتصاد اللبناني يموّل بعملة غير عملة لبنان، والمقاربة التي يقوم بها مصرف لبنان للمحافظة على الاستقرار النقدي يجب أخذها في الاعتبار. فكل من يتكلم عن تصحيح يجب أن يعرف أنني مهما قمت بتصحيحات في موضوع النقد، اذا لم نستطع استقطاب دولارات الى لبنان لن نستطيع الوصول الى الغاية التي نرتجيها، أي أننا سنصل الى وضع لن نغير شيئا في كلفة الانتاج في البلد لأنها مدولرة. وسترتفع الفوائد لأن المخاطر زادت، ويكون الوضع الاقتصادي ازداد سوءا ولم نكتسب شيئا. فالكل يحسبون معاشاتهم ومصروفهم وتكلفتهم بالدولار، والتسعير للبيع بالدولار». اضاف: امام هذا المشهد، هناك مطلب وطني ورسمي يؤيده مصرف لبنان للمحافظة على استقرار سعر صرف الليرة، لأن معظم اللبنانيين مداخيلهم بالليرة اللبنانية، وأي تغيير في سعر صرف الليرة او اضعافها يفقر هؤلاء المواطنين، ولا تتحقق مكاسب اقتصادية في المقابل. ومصرف لبنان يعمل دائما ليكون عنده احتياطات بالدولار الاميركي، لكي لا يكون استقرار صرف الليرة شعارا، انما يكون مبنيا على وقائع وأرقام. وأشار سلامة الى أن «البنك المركزي عنده 24 مليار دولار موجودات بالعملات الاجنبية، والسوق اللبنانية ليس فيها عملات لبنانية، واذا اردنا تحويلها كلها الى الدولار فكل المصارف اللبنانية قيمة الموجودات فيها بالليرة اللبنانية حتى 2020 لا تتعدى 15 الى 16 مليار دولار». اما على صعيد الدولة، رأى حاكم مصرف لبنان ان «على المركزي ان يقيس دائما مداخلاته مع الدولة تبعا لاهدافه واداراته للسيولة التي يضعها في السوق، وهنا نؤكد أن السيولة التي نطرحها في السوق لا يمكنها ان تكون مفتوحة على كل الجهات، فعندما يضطر مصرف لبنان الى أن يضخ سيولة يكون مساهما في ملاءة الدولة نظرا الى العجز في الميزانية، فلا يعتبر ذلك حدثا عابرا ويضخ سيولة في غير مكانها».

أزمة الاسكان

وفي ما يتعلّق بأزمة الاسكان، أوضح «أننا وضعنا رزمة مالية في 2018 ولكن حصل طلب على الاموال اكثر بكثير مما وضعنا، فقد وضعنا مبلغ 500 مليون دولار وكان الطلب بقيمة 800 مليون دولار كقروض سكنية، واتفقنا مع المصارف على تلبية الـ800 مليون دولار، على ان تتحمل هي كلفة مبلغ الـ300 مليون، وفي الوقت نفسه يعود مصرف لبنان ويدخلها في رزمة 2019، وصدر تعميم في هذا الامر وتمّت تلبية كل الطلبات، كما ان الطلب يتوقع ان يرتفع أكثر، لذلك تحتاج العملية الى تنظيم ووضع اهداف وسياسة للاسكان، وهذا ليس من صلاحية مصرف لبنان». وقال ان «مصرف لبنان لا يدير ظهره لهذا الموضوع، بل هو موجود، ولكن عليه ان يكون منطقيا مع نفسه ومع حماية الصورة المالية الاكبر. فالعملية تحتاج الى انضباط في هذا القطاع ومقاربة واقعية اكثر من ناحية الفوائد». وأكد ان «القروض المدعومة الباقية مستمرة ولم تنته، اي القروض التي لها علاقة بدعم السياحة والزراعة والصناعة والبيئة والقطاعات المنتجة ما زالت قائمة، ولا يزال السوق يستعملها». واعلن سلامة ان «ثمة رزمة مالية لمصرف لبنان لم تحدّد قيمتها بعد، فنحن سنبقى داعمين للوضع الاقتصادي، وهذا من ضمن سياستنا لضخ السيولة، وسنرى في ضوء موازنة الدولة للعام 2019 كم يمكننا ضخ سيولة دون ان تخلق تضخما». وشدد على «أن مصرف لبنان موجود في القطاع المصرفي، وهذه واجباته، ان يحافظ على قانون النقد والتسليف، وعلى المصارف حتى يلبي مهمته المحددة في المادة 70 من قانون النقد والتسليف، والتي هي للمحافظة على الاستقرار التسليفي. وما من اقتصاد يستطيع ان ينمو ويتطور اذا لم يكن عنده قطاع مصرفي سليم. كما تكلمنا عن العملة، وإذا لم يكن هناك عملة ثابتة تتراجع الثقة وترتفع الفوائد. فإذا لم يكن القطاع المصرفي سليما، من أين يأتي بالاموال حتى يمول الاقتصاد؟ نحن سياستنا واضحة ولن نقدم على إفلاس مصارف، ولأجل ذلك هذه السياسة مدعومة بقرار رسمي، عبر قانون موجود في المجلس النيابي هو قانون دمج المصارف، وهذا القانون قد أقر لان هناك قرارا رسميا في لبنان بأننا لا نريد ان نرى افلاسات».

وضع نقدي متين

في سياق آخر، اكد سلامة ان «ثمة مؤسسات دولية تتابع وضع لبنان وتعطي رأيها ونظرتها المستقبلية للبنان، وتقول إن الوضع ثابت وتعلل ذلك الثبات بوجود وضع نقدي متين، وتطالب بإصلاحات حتى يكون عندنا وضع مالي متين، ومن هنا نقول ليس فقط مصرف لبنان من يؤكد متانة الوضع المالي، بل المؤسسات الخارجية أيضا». واعتبر ان «مؤتمر سيدر مفيد للبنان، لأنه وضع اموالا بكلفة منخفضة من اجل اعادة تكوين البنية التحتية، فبدون بنية تحتية لا اقتصاد منتجا ولا نمو اقتصاديا». وأشار الى أن «دور مصرف لبنان غير محدد بالنسبة الى المؤتمر، والدور الاساسي للحكومة اللبنانية. واذا كانت الحكومة تريد لمصرف لبنان ان يقوم بأي دور، فهي من يحدّد ذلك. وإذا نظرنا الى الدين الموجود في السوق، نرى أن ما يحكى عنه رسميا هو بحدود 80 مليار دولار، لكن الدين السوقي يجب ان تحسموا منه ما هو خارج السوق، فيكون دين لبنان اقل من هذه القيمة، وربما يصل الى 50 مليارا، كما ان الناتج المحلي في لبنان لا يعبّر تماما عن النشاط الاقتصادي لأن ليس كل الاعمال تخضع للفوترة. فالناتج المحلي هو أكثر من 53 مليار دولار، وثمة تقديرات تراوح بين 60 و70 مليار دولار».

الكعكي

من جهته، أبدى الكعكي اعتزاز النقابة «بشخصية تعمل على الحفاظ على البلد، وفخر لكل لبنان ان يكون عندنا رياض سلامة، الذي قرع الجرس له في وول ستريت. واليوم نحن في اصعب المراحل، والجميع في انتظار رأيكم للاطمئنان الى الوضع العام».

 

انصاري بعد لقائه باسيل: ضمان العودة السالمة للنازحين أولوية مطلقة لا حديث عن حل نهائي للازمة السورية من دون عودتهم

المركزية/16 تموز/18/التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين جابري الأنصاري الذي قال بعد اللقاء  انه  نقل الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التحيات القلبية العطرة، ومشاعر المودة والاخوة من الرئيس الايراني حسن روحاني. كما انه وخلال لقائه المرجعيات والشخصيات السياسية اللبنانية، اكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت وستبقى دائما داعمة لوجود مثل هذه العلاقات الاخوية المميزة بين الشعبين والحكومتين وهي ماضية في مساعيها من اجل رفع مستوى التعاون بين البلدين في المجالات كافة.

واضاف: "نقدر عاليا لبنان لأنه يمثل نموذجا يحتذى في التآخي والمقاومة والصمود والتصدي. وتناولت مساعي الجمهورية الاسلامية الايرانية لمقاربة الازمة السورية والعمل على الحل السياسي من خلال مفاوضات آستانة والتعاون مع المبعوث الاممي ستيفان دو ميستورا في مقاربة هذا الملف. ونأمل ان نشهد في المستقبل القريب ولادة اللجنة الدستورية التي من شانها المساعدة الى حد كبير في اشاعة الاجواء الايجابية والمناخات المفيدة  لحل الأزمة السورية بالتوازي مع الانجازت الميدانية". وتابع:"من الامور التي تحظى بأولوية مطلقة بالنسبة لنا في هذه المرحلة هي مسألة النازحين السوريين وضمان العودة السالمة لهم الى وطنهم الام سوريا، ولا يمكننا الحديث عن حل نهائي للازمة في سوريا من دون عودتهم الى وطنهم ومدنهم وقراهم. وسنشهد قريبا المرحلة العاشرة من مفاوضات آستانة التي سوف تعقد  في مدينة سوتشي بمشاركة الدول الضامنة الثلاث والامم المتحدة والوفود التي تمثل الدولة السورية واطياف المعارضة السورية، وسوف تركز على انشاء اللجنة الدستورية وملف النازحين السوريين. ونعتبر ان الاسراع في ايجاد حل سياسي مناسب للازمة السورية لا يفيد سوريا وحدها، انما المنطقة برمتها".

الانصاري وردا على سؤال حول الملف النووي الايراني، اشار الى ان مفاوضات سياسية مكثفة جرت بين إيران والدول الاخرى لمواجهة السياسة الاحادية الاميركية، وجرى التأكيد من قبل شركاء ايران على المحافظة على الاتفاق النووي، وهناك ارادة حقيقية في التقيد به. وهناك مفاوضات فنية لم تصل الى خواتيمها بعد، لترجمة هذه الارادة ووضعها قيد التنفيذ. ونجاح التطبيق يرتبط بضمان حقوق ايران في هذا الاتفاق ونتمنى ان نلمس ترجمة فعلية بالشكل الذي يصب في خانة المحافظة على المكتسبات السياسية والاقتصادية.  ورسالة الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا  الاطار واضحة وشفافة وأكيدة: ان بقاء وديمومة الاتفاق النووي رهن بتقديم المصالح السياسية والاقتصادية التي ترمي اليها ايران من خلال هذا الاتفاق والذي تمت المصادقة عليه في مجلس الامن الدولي.   وفي معرض رده على سؤال حول الوجود الايراني في سوريا اشار الانصاري الى ان ثمة مستشارين ايرانيين يعملون في الجنوب السوري بناء على طلب رسمي من قبل الحكومة السورية لمؤازرتها في مواجهة الإرهاب. وإن استمرار وجودهم وتحديد الحضور الايراني في سوريا سيحدد  طبقا لاحتياجات الدولة السورية، وفي اطار التنسيق بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية الإيرانية اللتين هما على تقارب وانسجام. وردا على سؤال قال: نعرف ان الحكومة اللبنانية هي حاليا حكومة تصريف اعمال بعد اجراء الانتخابات النيابية بشكل ناجح وموفق. ونأمل ان تتمكن القوى السياسية كافة من التوافق السياسي في ما بينها في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة،  وتعلمون ان اللقاءات بيننا وبين المسؤولين اللبنانيين ورئيس الحكومة سعد الحريري ليست مستجدة والتعاون والتلاقي هما امران موجودان في الماضي، وسوف يستمران مستقبلا

 

كتلة التنمية والتحرير تتمنى التفاهم على اللجان

المركزية/16 تموز/18/تمنت كتلة التنمية والتحرير التفاهم على اللجان في جلسة غد وذلك اثر اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه بري وفي حضور الوزراء: علي حسن خليل، غازي زعيتر ، وعناية عز الدين والنواب: انور الخليل، ايوب حميد ، ياسين جابر، قاسم هاشم، علي بزي، محمد نصر الله، علي خريس، محمد خواجة، فادي علامة، علي عسيران، وميشال موسى . بعد الاجتماع ادلى الخليل بالبيان الاتي: اجتمعت كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيسها الرئيس نبيه بري، وبحثت شؤوناً نيابية ومجلسية تركز قسم منها على اجتماع مجلس النواب غداً لانتخاب اللجان النيابية. وتمنت كتلة التنمية والتحرير على جميع الكتل النيابية التوصل الى تفاهمات على اللجان بما تتيح عملها وتحمل المجلس مسؤولياتها. من جهة اخرى تلقى الرئيس بري دعوة رسمية من رئيس مجلس النواب الباكستاني محمد صادق سانجراني لزيارة باكستان.

 

بري: العقدة الامّ هي العقدة المسيحية

المركزية/16 تموز/18/أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "معظم الامور حُلّت في ساعات بعد الظهر حول اللّجان النيابية، حيث أن الاشكال حول لجنة الاشغال حل وسيترأسها النائب نزيه نجم ورئيس لجنة الصحة هو عاصم عراجي وبعض التعديلات طرأت وهي أن رئاسة لنة الاتصالات ستبقى مع "حزب الله" مع تعديل على رئيسها ولجنة المال ستبقى مع النائب ابراهيم كنعان وحُم موضوع المقرر الذي سيكون النائب نقولا نحاس".وفي حديث تلفزيوني، شدد بري على أنه "لا جديد في موضوع الحكومة"، مشيراً إلى أن "العقدة الامّ هي العقدة المسيحية"

 

رقعة المطالبين بالتطبيع مع سوريا تتوسع: مساع لإدراجه في البيان الوزاري؟ ,الصراع على خيارات لبنان السياسية والاستراتيجية وراء تعثّر جهود "التأليف"!

المركزية/16 تموز/18/اذا كانت دعوات "حزب الله" المتكررة الى التنسيق مع النظام السوري لتسهيل حلحلة أزمة النازحين وتفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري، طبيعية وغير مفاجئة اذ تنسجم وخياراته السياسية والاستراتيجية والعسكرية، التي تقول بضرورة دعم نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا بشتى الوسائل وتعمل لاعادة تثبيت أرجله في الارض السورية وفي الواقع العربي والدولي على حد سواء، فإن ما قاله رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل من زحلة خلال تمثيله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في احتفال "يوم العرق اللبناني"، في هذا الخصوص، حيث اشار الى ان "الطرق بين لبنان وسوريا، سوريا والعراق، وسوريا والأردن ستفتح وسيعود لبنان إلى التنفس من خلال هذه الشرايين البرية، كما ستعود الحياة السياسية بين سوريا ولبنان"، استوقف أوساطا سياسية "سيادية". ففي رأيها، هي المرة الاولى التي يتحدث فيها التيار بهذه الصراحة، عن العلاقات مع سوريا. الا ان ما يثير قلقها هو ان تكون هذه المواقف كلّها، التي تصدر تباعا عن مكونات فريق 8 آذار، مقدّمة لمحاولة إدخال مسألة التنسيق مع سوريا الى البيان الوزاري للحكومة العتيدة.

ففيما مسؤولو حزب الله يناشدون منذ مدة تطبيع العلاقات مع سوريا، وهو ما تكرره كتلة الوفاء للمقاومة في شكل شبه اسبوعي، بدا لافتا بحسب ما تقول الأوساط لـ"المركزية"، ما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أواخر الاسبوع الماضي عن أنّه أبلغ رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم عدم حضوره الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي ستعقد في القاهرة في يوم 21 الجاري والمخصّصة للقدس والقضيّة الفلسطينيّة في حال عدم دعوة الدول العربيّة كلّها، وهو يقصد في شكل خاص سوريا. وأمام هذا المشهد الذي انضم اليه بشكل "رسمي" باسيل وفريقه السياسي، من خلال تصريحه الاخير، تعتبر الاوساط ان من الصعب فصل هذا المناخ عن المخاض "الحكومي". ففيما التعثر سمة الجهود المبذولة لإنجاز التأليف، حتى الساعة، والكباش بين القوى السياسية على الحصص والاحجام مستمر، تقول المصادر ان هذا التنافس ليس وحده ما يعوق الولادة، وتثبت الوقائع تباعا هذه الحقيقة. فثمة صراع يخرج الى العلن تدريجيا، حول موقع لبنان وخياراته السياسية والاستراتيجية في المرحلة المقبلة، يلعب هو الآخر، دورا معرقلا قد يكون "الأبرز" حكوميا. وفي هذه الخانة، يمكن إدراج اصرارُ حزب الله على الاستحواذ على ثلث معطل في الحكومة، عبر تمسّكه بتثميل حلفائه كلّهم من الدروز الى السنّة والمسيحيين في التركيبة المنتظرة، ورفضُ التيار الوطني أيضا إعطاء القوات اللبنانية او الحزب التقدمي الاشتراكي، تمثيلا وازنا في مجلس الوزراء، دائما بحسب الاوساط. والهدف من هذا المسار، يبدو انه يكمن في منع الفريق السياسي الذي كان يعرف سابقا بـ14 آذار، ونواته "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي"، من الوقوف مستقبلا في مجلس الوزراء، في وجه الرغبة بإعادة فرض مسار تطبيع العلاقات مع سوريا وتفعيل التعاون والتنسيق مع نظامها، ولا تقف الامور هنا، بل ربما تعدتها الى محاولة اسقاط النأي بالنفس من البيان الوزاري، بما يصوّر لبنان وكأنه بات في الحضن "الايراني" مجددا! واذ تشير الى ان الرئيس الحريري واع لهذه المحاولات تماما كما القوات، وهما ليسا في وارد التساهل او التنازل في هذا الصدد، تنبه الاوساط الى ان اي جنوح رسمي نحو محور "المقاومة" في المنطقة، سيعني خسارة لبنان الدعم الدولي ووضعه في مواجهة مع الغرب والعرب مجددا..فهل يقدر على تحمّل كلفتها؟

 

حصّتا عون و"الوطني الحر" تتصدّران تأخير التأليف

"الحياة" - 16 تموز 2018/رأى مصدر متابع لاتصالات تأليف الحكومة، لـ"الحياة"، أنه "كان لافتاً أن تعلن البطريركية المارونية إثر اجتماع البطريرك بشارة الراعي مع كل من وزير الإعلام ملحم رياشي ممثلاً حزب "القوات اللبنانية" والنائب إبراهيم كنعان عن "التيار الوطني الحر" لتأكيد نهائية المصالحة بين الفريقين، وأنه حمّلهما رسالة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون في هذا الصدد، تشمل أيضاً الحث على تأليف الحكومة وفق الدستور وعلى أساس نتائج الانتخابات النيابية". وأوضح المصدر أن "التمسك بالدستور من قبل الراعي يعني أنه يفترض ألا تكون تسمية الرئيس عون نائب رئيس الحكومة شرطاً في عملية التأليف، كذلك حقه في أن تكون له حصة منفصلة عن حصة حزبه، لأنهما أمران لم يأت على ذكرهما الدستور". وأشار المصدر إلى أنه "استناداً إلى ذلك وجب التعديل في الحسابات، خصوصاً أن الرئيس عون سبق أن رفض إعطاء الرئيس ميشال سليمان حق تسمية وزراء في الحكومة وكانت حجته أن ليست لديه كتلة نيابية كي يحصل على حق تسمية وزراء في الحكومة، وأن هذا الحق ليس وارداً في الدستور". وأضاف المصدر: "عليه يجب الدمج بين حصة الوزراء من "التيار" وبين حصة الرئيس في حصة واحدة، وفي هذه الحال فإن حصة "التيار" هي الحصول على ضعف عدد وزراء "القوات"، ما يعني إنه إذا كانت الأخيرة ستحصل على 4 وزراء كما اقترح الرئيس المكلف سعد الحريري في تصوره للحصص، فإن كتلة نواب "التيار الحر" التي هي في الوقت نفسه كتلة رئيس الجمهورية، يفترض أن تحصل على 8 وزراء طالما أن رئيس "التيار" جبران باسيل يعتبر أن عدد نواب تكتله هو ضعف عدد نواب "القوات".

 

جميل السيد يثير فتنة شيعية أم يقود توجها سوريا في البقاع؟

سلوى فاضل/جنوبية/16 يوليو، 2018

اثارت تغريدات النائب جميل السيد سجالا واسعا، خصوصا بين مناصري الثنائية الشيعية في كل من البقاع والحنوب. فالى أين قد تسير هذه النزاعات؟ وكيف سيُجيرها النائب السيد لمصلحته؟

ردا على تغريدات النائب اللواء جميل السيد المثيرة للجدل، كتب الشيخ حسين إسماعيل، إمام مسجد السيد شرف الدين في مدينة صور، في “بوست” عبر صفحته على الفايسبوك نصّا اثار الكثير من التعليقات والنقاشات وفتح بابا للجدل، مما ادى الى اظهار شرخا لم يكن محسوسا في السابق. فجاءت الردود متنوعة بين القاسية من أبناء البقاع، والمؤيدة من أبناء الجنوب. وقد حرك جميل السيد نعرة موجودة بل مضمرة، كانت قد تلاشت، نوعا ما، في الفترات الاخيرة. فهل ان النائب السيد يحاول تمرير شيئ ما؟

بعض التعليقات على كلام الشيخ حسين اسماعيل على الفايسبوك:

(Ali Hijazi: للجنوب في العام 2006 ، يأتي سعادة النائب جميل السيد بكلام يخالف اسمه ما سمعنا فيه من قبل ، والرهان على كل علوي عقائدي أن يتخذ موقفا من هذا الاسلوب من الاتهام والذي كاد أن يهلك نبيا عندما جاءه خصمان وهو في المحراب كما في القرآن الكريم

Abou Wassim: جميل السيد نسي حالو لما كان حاكم بأمرو شو عمل ناسي لما كان يعلق الناس بأجريها نسي حاله

Issam Fakhoury: الفساد والفتنة والكهربا والبطالة والدين العام والتلزيمات والزباله والمدارس والمستشفيات والتنفيعات وحرب اللبنانيين بين بعضهم ومشاكل الصور عالحيطان وبيع أراض الوقف ورشاوي الموظفين كل هالامور مسؤول عنها الفاسد جميل السيد وتم سجنه 4 سنوات بتهم حقيقية…).)

والمشكلة الفاضحة ان الخلافات بين مناصري الثنائية الشيعية بدأت تظهر من خلال تغريدات النائب جميل السيد، فهل يحاول إحياء النعرات المناطقية بين أبناء الطائفة الواحدة؟

فمنذ أن إتفق طرفيّ الثنائية الشيعية، أي أمل وحزب الله، بعد مناوشات ومعارك ومواجهات لا تزال تحصل احيانا في بعض القرى والمناطق حول شعارات وكتابات وفسحات سيطرة هنا وهناك، وأبرزها في الجامعات، غابت المعارك السياسية بين المسؤولين، وأبقيّ على الخلافات الشعبية، حيث يحافظ السيد حسن نصرالله على مدح الرئيس نبيه بري باستمرار كتذكير لجماعته وللآخرين حتى لا يلعبوا على خط الخلافات هذا.

لكن، مؤخرا ظهرت لغة جديدة، وبشكل جديد من خلال ثنائية (بقاع _جنوب) في فترة الانتخابات النيابية حيث وجّه اهل البقاع اتهاماتهم لفريقيّ الثنائية بالاهمال والتقصير تجاه جماهيرهما. فخضعت الثنائية لبعض الجمهور في البقاع، فزارت البيوت والأحياء والزواريب مُحيلة الاهمال هناك الى “الدولة”!!!.

وما ان انتهت الإنتخابات بفوز الفريقين بشكل ساحق حتى تراخى النواب، وعادوا الى سيرتهم الاولى، الا ان تغريدات النائب جميل السيد، وتقسيمه الشيعة في البقاع بين شيعة الدولة وشيعة المقاومة، قاصدا بذلك ان الغنم على أبناء منطقة، والغرم على أبناء منطقة أخرى، أشعلت النار في الهشيم، فأثار النار الخامدة بين منطقتين يقطنها مواطنون من مذهب واحد وخط واحد، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي على إذكاء نار هذا الخلاف. الامر الذي دفع الى تدّخل العديد من الشخصيات، للرد والنقد والتهجم والاعتراض. ومن بين هؤلاء  أنصار حركة أمل، مما ذكرنا بكتابات الشيخ عباس حطيط التي أذكت النار بين ابناء حركة امل والشيوعيين في الجنوب على خلفية معارك الجنوب في سبعينيات القرن الماضي. ومن المعلوم، ان النائب جميل السيد قد حصل على أعلى نسبة اصوات في البقاع (حوالي 34 ألف صوت)، وبذلك يكون قد استفاد من الأصوات الناقمة جراء الاهمال.

في هذا الاطار، يقول الشيخ حسين اسماعيل، امام مسجد السيد شرف الدين في صور، ردا على سؤال “هذا النظام هو نظام طائفي، فليست المناطق كلها تنمية، وانا في “البوست”، الذي اثار سجالا، رددت على بعض الاسئلة الصادرة عن البقاعيين، حتى لا يقال اننا ندافع عن الرئيس نبيه بري، وما اعرفه ان حزب الله وحركة أمل معا في كل شيئ”. ويتابع الشيخ اسماعيل رئيس جمعية الوسط الاسلامية، بالقول “جميل السيد يثأر من الرئيس بري، علما انه حليف لحزب الله، والسؤال الذي يطرح نفسه هل ان النائب السيد استشار حزب الله. وهو الذي وصل الى النيابة عن طريق السوريين. لذا لا يمون عليه سوى السوريين، واعتقد ان حزب الله واقع اليوم في أزمة في البقاع”. ويضيف الشيخ اسماعيل، بالقول “غير صحيح ما يقال ان حزب الله غير معنيّ بموضوع الوظائف. نعم هناك فرق بين حزب الله وحركة أمل في الموضوع الاقليمي، فالرئيس بري وسطي ومقبول من جميع الاطراف، ويدعو الى التوافق والحوار”. ويؤكد ان “القول ان الرئيس نبيه بري هو السلطة النافذة والحاكمة كلام غير صحيح، هو شريك في الحصة الشيعية مع حزب الله في الوظائف، والجميع يظن غير ذلك، لان حزب الله لا يريد ان يفتح الباب على نفسه، بخلاف الرئيس نبيه بري، خاصة ان موضوع الوظيفة لدى حركة أمل غير منظّم”.

و”جميل السيد ليس إبن اليوم، فهو له تاريخ، ويحاول من خلال تغريداته ان يستميل اهل البقاع، ويستغل الحرمان الموجود، وهو على مسافة من حزب الله العاتب عليه، كونه يسحب شعبيته منه، ويحاول التأسيس منذ الان لرئاسة مجلس النواب”. و”بالتحليل ان حزب الله ذاهب الى صدام مع السوريين، اضافة الى الانقسام الايراني الروسي، خاصة ان للروس سلطة على السوريين، من هنا نحن نحذر من مشروع جميل السيد المرتبط بجهات خارجية، علما انه حليف لحزب الله عبر السوريين، وهو بالتأكيد لم يستشرهم في تغريداته، لان حزب الله حليف للرئيس بريّ”.

علي زعيتر

من جهة ثانية، يرى المرشح الذي لم يحالفه الحظ على لائحة «الإنماء والتغيير» في البقاع ، الدكتور علي زعيتر، ان “النائب جميل السيد يحكي لغة الناس، فنحن لم نشهد أية مبادرة من الثنائية، فحركة أمل مقصّرة وحزب الله مقصّر، حزب الله مضمّن الطائفة الشيعية للحركة. والحزب يقول ان ملف الشيعة في الدولة اللبنانية عند الإستاذ!!”. ويتابع الدكتور زعيتر، بالقول متوجها الى النواب البقاعيين “أنتم طالبتم بالانماء لأهل المنطقةـ لكن المشاريع التي وصلت سرقها رجالكم، والسرقة تمت 100% فيما يخص المشاريع، وهم ينكرون، لكن أزلامهم سرقوها، وصلت الاموال من الهيئة الايرانية لأجل طريق الهرمل، لكن لم يكملوها”. ويتابع “لم تصل الأمانة الى اهلها، لقد سرقوها. فعندما يتم صرف 20 مليون دولار على مشروع يحتاج الى 3 مليون دولار فقط، أليس ذلك سرقة؟”. ان “الحركة خدمت أهل الجنوب، اكثر من اهل البقاع. فالمسيحيون المتطرفون التفوا حول القوات، وإلتف المسلمون المتطرفون حول حزب الله. ولو أتى الرسول او الامام المهدي لن نصدقهما، وانا اعتبر وجهاء المنطقة أقل الناس بسبب ما نحن عليه”. ويختم بالقول “يجب على النائب جميل السيد ان ينسّق مع كتلته حتى يحصل على مشاريع مناسبة، والا اعتبرنا كلامه فشة خلق لا أكثر، وكلهم وعدونا”، و”المستغرب انه لم يقدّم للمنطقة أي شيء طيلة خدمته في الدولة والسلطة، والثنائية هم ايضا في الوزارة منذ العام 2005 ولم يقدموا اية خدمة للناس”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب وبوتين يتفقان على علاقات استثنائية لمواجهة أزمات العالم/قمة هلسنكي: إجماع بشأن سورية وافتراق على إيران... ونقاش في الصواريخ والتجارة والمونديال

هلسنكي – وكالات/السياسة/16 تموز/18/أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في إقامة علاقات استثنائية مع موسكو، فيما رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه “آن الأوان لتكون ثمة محادثات جوهرية بين البلدين”. واستهل ترامب القمة التاريخية التي جمعته مع بوتين بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، أمس، بتهنئة نظيره الروسي على بطولة كأس العالم، واعتبرها بطولة رائعة، مشيدا بنجاحها، ومعبرا عن الاعتقاد بأن “العالم يريد أن يرى واشنطن وموسكو في حالة من التفاهم”. وقال “لدينا مسائل كثيرة علينا أن نناقشها ومسائل أخرى علينا التفكير فيها”، موضحا أن روسيا والولايات المتحدة “أكبر قوتين نوويتين وليس من الجيد أن تكون بيننا خلافات”. وتابع “سنبحث التجارة والمسائل العسكرية المتعلقة بالصواريخ وبالنووي، وكذلك سنتحدث قليلا عن الصين الصديق المشترك”، مضيفا أنه “لدى بلدينا إمكانية كبيرة لتحسين العلاقات الثنائية”. ومع انضمام مسؤولين كبار الى الرئيسين لاجراء محادثات إضافية، عقب اجتماعهما لمدة ساعتين خلف أبواب مغلقة في لقاء لم يحضره معهما سوى مترجميهما، وصف ترامب قمته مع بوتين، بأنها بداية طيبة، مضيفا ردا على اسئلة الصحافيين، إن اللقاء “بداية جيدة جدا”.

من جانبه، اعتبر بوتين أنه آن الآوان لحديث مفصل عن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية ومناقشة “النقاط المؤلمة”. وقال إن “الاتصالات الدائمة مستمرة لدينا. ونحن تحدثنا بالهاتف والتقينا مرات عدة على ساحات الفعاليات الدولية المختلفة. ولكن بالطبع آن الأوان للحديث بالتفصيل حول علاقاتنا الثنائية ومختلف النقاط المؤلمة في العالم. إنها كثيرة بما يكفي لنوليها الاهتمام”. وبدأ الرئيسان المحادثات وجها لوجه في القصر الرئاسي في هلسنكي، بعد التقاط صور تذكارية في مستهل اللقاء. وخصص الطرفان ساعة ونصف الساعة للحديث وجها لوجه، على أن تجري محادثات موسعة بعد ذلك، وانتهت المحادثات المفتوحة بالمصافحة. وافتتح ترامب القمة وهو يجلس إلى جانب بوتين بأحد القصور الرئاسية الفنلندية بكلمات ودية، وقال ان هدفه طويل الاجل هو تحسين العلاقات. وأضاف “أعتقد أننا سنقيم علاقة استثنائية. أتمني ذلك. كنت دائما أقول وأنا متأكد من أنكم سمعتم على مدى الاعوام الماضية وأثناء حملتي الانتخابية، ان اقامة علاقات ودية مع روسيا أمر محمود وليس مكروها”.

وخلال تصريحاته العلنية في بداية القمة، لم يذكر ترامب أيا من المسائل التي تسببت في وصول العلاقات الاميركية- الروسية الى أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة، مثل ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، ودعمها للرئيس السوري بشار الاسد، واتهامات الغرب بضلوع روسيا في تسميم جاسوس روسي في انجلترا، والتدخل في الانتخابات. وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك عقب القمة، أنه أجرى محادثات مثمرة مع بوتين أسفرت عن تجاوز مرحلة حرجة في العلاقات بين البلدين، مضيفا أنه “اذا أردنا أن نحل الكثير من المشكلات التي تواجه عالمنا فسوف يتعين علينا ايجاد سبل للتعاون”.

وقال انه بحث مجموعة كبيرة من القضايا الحساسة للبلدين، ومنها الحرب في سورية وقضية ايران والارهاب العالمي والحد من الاسلحة النووية، معربا عن أمله في تحسين التعاون بين بلاده وروسيا في سورية، مضيفا إن الجانبين لديهما القدرة على إنقاذ حياة الاف الناس في الحرب الأهلية الدائرة هناك، ومعتبرا أنه لا ينبغي السماح لإيران بأن تستفيد من الحملة الناجحة على تنظيم “داعش”.ووصف التحقيق بشأن تدخل روسي مزعوم في الانتخابات الأميركية بأنه “مثير للسخرية وكارثة”. من جانبه، أكد بوتين أنه بوصف البلدين قوتين نوويتين عظميتين، فإنهما يوليان عناية خاصة للحفاظ على الأمن العالمي، وحظر انتشار الأسلحة النووية. وفيما اتفق الرئيسان بشأن سورية، اختلفا حول إيران، حيث أعرب بوتين عن قلقه حيال انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الإيراني، مشيرا إلى أنه بفضل هذا الاتفاق أصبحت إيران أكثر الدول التي يمكن تقويضها على مستوى العالم، حيث خضعت تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أثبت الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وأن نظامها يشدد على اتباع نظرية عدم انتشار الاسلحة النووية. وأكد بوتين عدم تدخل بلاده في الانتخابات الأميركية الماضية، معلنا أنه كان يريد بالفعل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، “لانه كان يتكلم عن تطبيع للعلاقات الروسية الاميركية”.

 

أول لقاء شخصي بين لافروف وبومبيو

السياسة/16 تموز/18/عقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، محادثات في هلسنكي مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو.والتقي الوزيران بشكل مواز، مع لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية.ويعد هذا أول لقاء شخصي بين لافروف وبومبيو، منذ تعيين الأخير في منصب وزير الخارجية الأميركي، حيث جرى قبل ذلك الحديث بين الوزيرين مرات عدة، بالهاتف فقط.

 

أميركا رفضت طلب أوروبا إعفاء شركاتها من العقوبات على إيران وطهران تقاضي واشنطن أمام محكمة العدل الدولية

طهران، باريس – وكالات/السياسة/16 تموز/18/رفضت الولايات المتحدة، العودة عن قرارها فرض عقوبات جديدة على الشركات العاملة في إيران على الرغم من طلب لإعفاء الشركات الأوروبية. وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن “الشركات الدولية الناشطة في إيران باتت معرضة لعقوبات أميركية في غضون أسابيع بعد أن رفضت واشنطن طلباً أوروبياً على أعلى مستوى لاعفاء الصناعات الحيوية للمساعدة في الحفاظ على الاتفاق النووي التاريخي مع طهران على قيد الحياة”. وفي رسالة رسمية، رفض وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيف منوتشين منح الأوروبيين الإعفاء الذي طلبوه. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في تصريحات صحافية الجمعة الماضي نشرت أمس، إن الولايات المتحدة تريد تجنب التأثير على أسواق النفط العالمية لدى اعادة فرض عقوبات على ايران وانها ستدرس اعفاءات في “حالات معينة” اذا كانت الدول تحتاج لمزيد من الوقت لخفض مشترياتها من النفط الايراني الى الصفر. وأضاف منوتشين: “نريد من الناس خفض مشترياتها من النفط الى الصفر لكن في حالات بعينها اذا لم يكن باستطاعتهم القيام بذلك بين عشية وضحاها. وفي طهران، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده قدمت، أمس، شكوى لمحكمة العدل الدولية ضد إعادة فرض العقوبات الأميركية، مشددا على التزام طهران بدور القانون الدولي. وكتب ظريف، في تغريدة على موقع “تويتر” “قدمت إيران شكوى لمحكمة العدل الدولية، لتحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن إعادة الفرض الاحادي وغير القانوني للعقوبات”، مضيفاً ان “إيران ملتزمة بدور القانون الدولي في مواجهة ازدراء الولايات المتحدة للديبلوماسية والالتزامات الدولية”، معتبراً أن “من الضروري مواجهة عادتها في خرق القانون الدولي”. من جانبه، اعتبر القيادي في “الحرس الثوري” اسماعيل كوثري أن الولايات المتحدة غير قادرة على خوض الحرب ضد طهران. من جهة أخرى، أعرب رضا بهلوي الثاني، الابن الأكبر لشاه إيران السابق وولي عهده، عن اعتقاده بأن العلمانية هي الحل الذي يضمن حماية الحريات الدينية للجميع، كما أنها ضمان لعدم استغلال الدين سياسيا، هذا الاستغلال الذي يعيش عليه النظام الإيراني، ويقود به البلاد، وكذلك محيطه الإقليمي إلى وجهة عنوانها الدمار والخراب. وقال رضا بهلوي في تصريح لجريدة “إيلاف” الإلكترونية، أن النظام الحاكم يقود إيران إلى الخلف، ويخلق الدمار لإيران ولمحيطها، موضحاً أن الايديولوجية الشيعية التي يستخدمها النظام هي مصدر التراجع داخليا، كما انهم يصدرّونها إلى دول الجوار، سواء السعودية أو بقية الدول الخليجية، ومن هنا بدأت الصراعات السنية الشيعية في المنطقة، محمّلة بأبشع الأفكار.وأشار إلى أن الفكر القائم على المساواة والتعايش كان موجودا في إيران حتى ما قبل انقلاب الملالي، لقد جاء هؤلاء بالطائفية والظلامية، لنصبح الآن أقرب ما نكون إلى أوروبا في عصر ما قبل النهضة، وفي حال قمت باجراء استطلاع رأي بين أبناء الشعب الإيراني، فسوف تجدهم يريدون الحرية والمساواة، ويحلمون بدستور يضمن لهم جميع هذه القيم، ويلبّي طموحات الشباب الإيراني. وأضاف: “أعتقد أن العلمانية ستطبق بكل حذافيرها قريبا، لكي يتخلص الشعب من السيطرة والهيمنة، موضحاً أنه “في نهاية اليوم حينما تكون المعدة خاوية، وهناك حالة من الحرمان، وشعور بأنه لا توجد فرص حقيقية للحياة، فسيبكي الشعب من أجل الحرية”.إلى ذلك، تظاهر ممثلو العمال أمام مبنى وزارة الصحة في طهران، أمس، مطالبين بحقوقهم العمالية والاجتماعية.وقال رئيس مجلس تنسيق العمال في طهران حسين حبيبي، خلال التظاهرة: “للأسف، الحكومات التي جاءت بعد الثورة (الإيرانية) لم تمنح حقوق العمال لمدة 40 عاما”، مضيفاً: “قام وزير الصحة بإلغاء 70 إلى 120 نوعاً من الأدوية من التغطية التأمينية … وهذا لا يعني سوى مصادرة حقوق العمال رغم تسديدهم أقساط التأمين”.من جانبه، قال رئيس عمال منطقة شرق طهران فتح الله بياتي: إن إخراج بعض الأدوية من التغطية التأمينية، هو “خيانة” بحق العمال.

 

هكذا تسلل عملاء “الموساد” إلى خزنة أسرار إيران!

http://eliasbejjaninews.com/archives/66062/j-pgerman-intel-report-iran-seeks-to-shatter-states-stability-with-wmd-haaretz-how-the-mossad-broke-into-an-iranian-facility-and-stole-half-a-ton-of-nuclear-files-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A2%D8%B1/

السياسة/16 تموز/18/في عملية “جايمس بوندية” مثيرة، ومصورة، تسلل عملاء جهاز “الموساد” الإسرائيلي إلى مستودع سرّي في طهران، بقوا فيه ست ساعات و29 دقيقة، ففتحوا 32 خزنة عملاقة، وخرجوا حاملين 50 ألف صفحة من الوثائق النووية، التي يعود تاريخها إلى العام 2003 وتصفها طهران بالمزوّرة. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أول من أمس، أن بعض الوثائق المسربة أثبتت أن إيران كانت تجمع كل ما تحتاجه لإنتاج سلاح نووي بشكل ممنهج، إلا أن الصحيفة استدركت لافتة إلى إمكانية إخفاء الموساد أي مستندات تنفي هذا الأمر من الوثائق التي عرضت على مراسلها.

وفي الوقائع التي نشرتها الصحيفة نفسها، والتي زوّدتها بها إسرائيل نفسها، تسلل عملاء الموساد في 31 يناير الماضي إلى مستودع في حي تجاري في طهران، ليخرجوا منه بعد 6 ساعات ونصف الساعة حاملين نصف طن من الوثائق والمواد السرية الخاصة ببرنامج إيران النووي، وذلك بعدما عطلوا أجهزة الإنذار، وتجاوزوا بابين مصفحين، وفتحوا 32 خزنة عملاقة. وتبيّن من التفاصيل أن العملية ما كانت وليدة ساعتها، بل أتت عن سبق إصرار وترصد. فقد راقب عملاء الموساد المستودع عامًا كاملًا، وتأكدوا جديًا أن فريق الحراسة الصباحي يصل في السابعة تقريبًا، فكانت الخطة أن يغادر عملاء الموساد المستودع قبل الخامسة، ليكون لديهم متسع من الوقت للفرار، فالحراس سيدركون ما حصل ما إن يصلوا، وسيعرفون أن ثمة من استولى على ملفات توثق أعوامًا من العمل المضني على تطوير أسلحة نووية وتصميمات لرؤوس حربية وخططًا سرية للإنتاج. وفي العاشرة والنصف ليلًا، تسلل عملاء الموساد إلى داخل المستودع، حاملين شعلات تذويب تصل درجة حرارتها إلى 3600 درجة، وفتحوا بها أقفال 32 خزنة حديدية عملاقة موجودة في المستودع، لكن لضيق الوقت استهدفوا أولًا كل خزانة تحتوي على أغلفة سوداء، وفيها أكثر التصميمات حساسية، وصور لتجارب على صواعق تفجيرية يمكن استخدامها في تفجير نووي.

 

خامنئي يطالب روحاني بـ«خريطة طريق اقتصادية» قبل بدء العقوبات/المرشد الإيراني دعا إلى التعاون مع الحكومة ضد خطوات الإدارة الأميركية

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/16 تموز/18/على بعد نحو 10 أيام من بدء العقوبات الأميركية، استدعى المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، الرئيس حسن روحاني وفريقه الحكومي على خلفية «اضطرابات اقتصادية» تشهدها إيران، مطالباً إياه بتقديم خريطة طريق لثبات الوضع الاقتصادي، بموازاة مطالب حول خطوات ضد تفشي الفساد في سوق العملة والذهب. وناقش الاجتماع الطارئ برئاسة خامنئي المشكلات الاقتصادية الإيرانية. وبحسب تقرير موقعه الرسمي، فإن المرشد الإيراني في حديثه لكبار المسؤولين التنفيذيين حدد «شروط مواجهة مخططات الأعداء في المرحلة الحالية» وذلك في إشارة إلى قرب بدء العقوبات الأميركية، فضلا عن تحرك إدارة دونالد ترمب لتشديد الضغوط الاقتصادية على إيران عبر تصفير صادرات النفط في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ومن المفترض أن تبدأ المرحلة الأولى من العقوبات الأميركية في 24 يوليو (تموز) الحالي، وهو ما يشكل مصدر قلق لدى الحكومة في ظل الاستياء الشعبي من تدهور الأوضاع المعيشية، الذي تجلى بشكل واضح في احتجاجات شهدها الشارع الإيراني منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتوجه خامنئي إلى الدول الأوروبية مع قرب دخول العقوبات الأميركية مرحلة التنفيذ، وقال إن «الأطراف الأوروبية ملزمة بتقديم الضمانات المطلوبة في الاتفاق النووي» ومع ذلك قال مخاطبا فريق روحاني: «ينبغي عدم رهن اقتصاد البلد بالاتفاق». وأبدى خامنئي ارتياحه من مواقف روحاني خلال زيارته الأخيرة إلى سويسرا والنمسا، وفي أول تعليق على تهديدات ضمنية وردت على لسان روحاني حول إغلاق مضيق هرمز، في حال أصرت الولايات المتحدة على منع مبيعات النفط الإيرانية، وصف موقف روحاني بـ«القوي»، وقال إنه «من الضروري إظهار القوة ضد الأجانب، خصوصا الأميركيين، يجب أن يحدث ذلك في الوقت المناسب وبشكل صريح وحازم». وشدد خامنئي ضمن توصياته إلى حكومة روحاني على «(حاجة إيران إلى) توسيع الدبلوماسية والعلاقات الخارجية الهادفة مع الشرق والغرب مع بعض الاستثناءات، مثل الولايات المتحدة».

وطالب خامنئي حكومة روحاني بـ«العمل على خريطة طريق اقتصادية ثانية وأخذ سياسات الاقتصاد المقاوم على محمل الجد». وبحسب خامنئي، فإن خريطة الطريق الاقتصادية «تساعد الناس والناشطين الاقتصاديين على حزم المواقف وتعزيز الثقة لمساعدة الحكومة». قبل أن تتجه توصياته إلى «دعم القطاع الخاص وضرورة المواجهة الحازمة مع المتجاوزين والمكافحة الواقعية للفساد» وطالب الحكومة بالإشراف، واستخدام صلاحياتها في المبادلات المالية لمنع عمليات مثل التهريب وغسل الأموال. وذكر موقع خامنئي الرسمي أنه دعا أعضاء الحكومة للاعتماد على الطاقات الداخلية في تجاوز المشكلات الاقتصادية ومتابعة شؤون البلاد «بجدية» لمواجهة موجة العقوبات الجديدة، مشيرا إلى أن تحقق ذلك يتطلب «التحلي بالروح الثورية، ومساعي المسؤولين الإيرانيين والتعاون مع فئات الشعب من أجل تحقيق قفزة للوصول إلى الأهداف». قبل ساعات من لقاء خامنئي، نقلت وكالات الأنباء الرسمية عن موقعه أنه دعا روحاني وفريق حكومته إلى اجتماع «على خلفية الاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها البلاد». ولم يتطرق خامنئي صراحة إلى العقوبات، لكن تصريحاته حملت إشارات وتلميحات واضحة بشأن مخاوف إيرانية من بدء العقوبات الأميركية، وقال: «يجب على كل المديرين التنفيذيين في الحكومة العمل بطريقة أكثر ديناميكية وبمسؤولية مضاعفة». وعد الفريق الاقتصادي للحكومة المحور الأساسي في ساحة العمل والتحرك في البلاد، داعيا جميع الأجهزة إلى التحرك مع الحكومة. تأكيد خامنئي على دعمه الحكومة الإيرانية جاء في حين شهدت السنوات الخمس الأولى من رئاسة روحاني تلاسنا وخلافات واضحة بين المرشد والرئيس الإيراني، وشكلت خطابات ومصطلحات المرشد الإيراني كلمة دلالية في حملات تعرض لها الرئيس الإيراني. وركز خامنئي في خطابه على أن دعم الحكومة و«(إرسال صورة قوية للحكومة) بين الشروط للتغلب على الاختناقات». وقال خامنئي إنه «يجب أن تكون صورة الحكومة في أعين الناس قادرة وفعالة ومجتهدة، لأن الاجتهاد نفسه يغري الناس ويشجعهم». كما شدد على «أهمية مصارحة الإيرانيين حول المشكلات التي تواجهها البلاد في الظروف الراهنة، بموازاة شرح الخطوات ضد خطط الجهات المعادية»، وقال في هذا الشأن: «أعتقد جدا أنه إذا ما قامت الحكومة بالخطوات المطلوبة، فبإمكانها التفوق على المشكلات وإحباط المؤامرة الأميركية».

كما أوصى خامنئي هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية والأجهزة الدعائية بـ«نقل صورة صحيحة من خطوات الحكومة» إلا أنه في الوقت نفسه لم يمانع من إثارة ما سماه «النقد المنطقي». وتعد هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية من بين أجهزة تابعة لصلاحيات المرشد الإيراني، وهي من أهم معاقل المحافظين المعارضين لسياسات روحاني. وانتقد الرئيس الإيراني وفريق حكومته في عدة مناسبات سياسة التلفزيون الرسمي واتهموه بالتحريض ضد الحكومة.منتصف الشهر الماضي، كان روحاني قد وجه انتقادات إلى وسائل الإعلام الإيرانية، مشيرا إلى تأثير الإعلام الأجنبي على الشارع الإيراني، وطالب بـ«إصلاح أوضاع الإعلام الإيراني» في مواجهة ما وصفه بـ«أثر الحرب النفسية» على الاقتصاد الإيراني.

وقال خامنئي إن تقديم صورة صحيحة عن الحكومة «يعتمد على أداء المسؤولين». وفي توضيح ذلك، أوصى خامنئي المسؤولين الإيرانيين بالوجود بين الناس والعمال والحديث معهم «وجها لوجه» وتفقد المصانع وتقديم الخدمات، بهدف نقل تلك الصورة عبر وسائل الإعلام للرأي العام.

وأشار خامنئي إلى وقوع تجاوزات في عملية ضخ العملة الأجنبية بيد الحكومة، لكنه لم يقدم التفاصيل. لكنه شدد على ضرورة ملاحقة من ارتكبوا تجاوزات اقتصادية في سوق العملة والسبائك الذهبية «على أي مستوى كانوا»، داعيا إلى التعاون بين الحكومة والقضاء.

خلال الاجتماع، تعهد روحاني بأن تنفذ حكومته توصيات خامنئي، مجددا الاتهامات إلى «أعداء» بلاده بالسعي وراء إثارة قلق الإيرانيين تجاه المستقبل و«تضخيم التوقعات». كما تجاهل روحاني أزمة العملة وتراجع قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار، ودافع عن أداء فريقه الاقتصادي بقوله: «على الرغم من كل المحاولات النفسية والاقتصادية لأعداء إيران، فإن الإيرادات الخارجية والداخلية ارتفعت في الأشهر الثلاثة الأولى (منتصف مارس/ آذار حتى منتصف يونيو/ حزيران) من هذا العام مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي، وفي المجال العمراني خصصنا ميزانية تساوي 22 مرة ضعف العام الماضي».

وحاول روحاني أن يقلل من أهمية قرب دخول العقوبات الأميركية مرحلة التنفيذ ونفى أن تكون المشكلات البنكية والسيولة على صلة بالعقوبات أو تحت تأثير الضغوط الخارجية، مشيرا إلى أنها «استمرار لمشكلات تواجه حكومته منذ سنوات، ويعمل الفريق الاقتصادي الحكومي مع مجلس التنسيق الاقتصادي الأعلى على مواجهتها». وتعرض روحاني الشهر الماضي إلى ضغوط كبيرة بعدما شهدت إيران أزمة اقتصادية تمثلت بتراجع قيمة العملة الإيرانية مقابل الدولار وارتفاع أسعار الذهب. ولأول مرة بعد 40 عاما شهد بازار طهران المركزي احتجاجات قبل نحو 3 أسابيع. وطالب ثلثا نواب البرلمان الرئيس الإيراني بتغيير فريقه الاقتصادي، لكن سرعان ما تحولت الضغوط إلى مطالب بطرح الثقة حول أهلية الرئيس الإيراني، واستجواب وزرائه، إلى جانب تبادل الاتهامات بين أجهزة السلطة الإيرانية حول تفشي الفساد. ويقول منتقدو الحكومة إن سياسة روحاني فشلت في السيطرة على الأسعار أو ترويضها.

 

إيران والخوف من عاصفة العقوبات

طهران: فراز صفايي/الشرق الأوسط/16 تموز/18/«إنها عاصفة آتية باتجاهنا، وستعصف بحياتنا، ولا يجدي نفعاً إنكار ذلك»؛ هذا ما قاله وزير الصحة الإيراني، أثناء تعليقه أول من أمس عن أثر العقوبات الأميركية على إيران. حسن قاضي زاده هاشمي، المعروف في الأوساط السياسية بخلافاته مع وجوه الحكومة قال: «إننا مخيرون بين طريقين؛ إما أن ننكر الأمر الواقع، ونقول إن كل شيء بسلام، حتى تذرنا العاصفة هشيماً، وإما أن نقبل أن العاصفة آتية لا ريب فيها». وفيما أشار قاضي زاده هاشمي إلى أهمية سَلْك الطريق الثانية، يبدو أن الحكومة والأجهزة الرسمية ما زالت تصر على الطريق الأولى. إنها ما زالت تؤكد أن العقوبات لن تؤثر سلبياً على الاقتصاد وعلى الشارع، ولن تستطيع ثني عزيمة الشعب الإيراني؛ إنها شعارات تعود عليها الشارع الإيراني، لكن الحكومة ذهبت إلى ما وراء الشعارات، فنشرت عبر وكالات أنبائها الرسمية أخبارا تشير إلى أن دخل العائلة الإيرانية يغلب على مصروفها، لأول مرة خلال العقدين الأخيرين. على الورق، تقدم الحكومة كل ما يلزم من أرقام لتقول إن الأمور على ما يرام، لكن السوق الإيرانية تتكلم بنبرة أخرى. على أعتاب العاصفة، التي باتت على الأبواب، فإن الاقتصاد الإيراني ليس بحال جيدة. الذهب يعاود الارتفاع المطرد، ويرى الخبراء أنه سيشهد موجة ارتفاع كبيرة مع بدء الدفعة الأولى من ماراثون العقوبات التي تستهدف من بين كل ما تستهدف تجارة الذهب مع إيران. أمس (الأحد) سجل الذهب ارتفاعا ملحوظا، وصل إلى 6 في المائة، خلال جلسة واحدة، بعدما سجل ارتفاعا بنحو 5 في المائة.

بدوره، يتجه الدولار نحو العودة إلى مضمار تحطيم الأرقام القياسية. لقد كان أمس (الأحد) عند 8400 تومان، مرتفعا 300 تومان في جلسة واحدة. وسوق الأسهم التي كانت قد بلغت مستويات قياسية خلال الشهر الماضي فقدت خلال جلستين 4 في المائة من قيمتها، وسط تشاؤم تام بين الخبراء حول مستقبلها. أما على صعيد الطعام فقد سجل الدجاج أرقاما قياسية، فبلغ 9200 تومان للكيلو الواحد؛ مسجلا نحو 80 في المائة من الارتفاع خلال عام واحد، وهذا هو شأن الألبان والغلال. وسط هذا، تقول الحكومة، إن معدل التضخم لا يزال أقل من 10 في المائة، لكن خبراء مستقلين على رأسهم عالم الاقتصاد ستيف هانك يؤكدون أن معدل التضخم بلغ في إيران 132 في المائة، والشارع يصدق ذلك. الشارع يجهز نفسه للأسوإ، فالكل في الأزقة يتكلم عن نفق مظلم بعد بدء العقوبات؛ الخبراء يتوقعون أكبر قفزة في أسعار الذهب والدولار والبضائع المنزلية، بعد بدء الموجة الأولى من العقوبات، كما يتوقعون هبوطا يشبه الانهيار في قيمة العملة الإيرانية وفي قيمة البورصة. أما الشعب فلا سبيل لديه سوى الانتظار الممزوج بالإحباط؛ وسط صيف حار يجلده بانقطاع المياه والكهرباء، فكل يوم يستيقظ المواطنون الإيرانيون على ارتفاع جديد في سعر البضائع الأساسية، وكل يوم يجلسون منتظرين أن يحل الأسوأ.

هذا الخوف والإحباط ليس من نصيب المواطنين فحسب، فوراء كل هذا البريق اللامع، ووراء كل الشعارات أن العقوبات فرصة لكي نتكل على ذاتنا ونكتفي عن العالم، ووراء كل الأرقام التي تصدر عنها لتقول إن الحال بخير، وراء كل ذلك يعرف النظام السياسي والحكومة والأجهزة الرسمية في إيران أنه لا سقف يحميها من نار العقوبات الأميركية. أقل ما يمكن قوله إن العقوبات تمنع إيران من غالبية إيراداتها النفطية وغير النفطية، وسترفع سعر البضائع والخدمات في حال وصلت إليها، وفي هذه الحالة فإن سعر الدولار قد يبلغ 12 ألف تومان، أي 3 أضعاف السعر قبل عام. كل ذلك يجري بمرأى من الحكومة والأجهزة الرسمية التي بدأت تتشبث بكل عشب من أجل أن تجد مخرجا من الأزمة. التقارير تشير إلى أن ولايتي الذي زار روسيا على أعتاب لقاء بين بوتين وترمب، زارها لكي يطلب من الرئيس الروسي الضغط على ترمب لتخفيف اللهجة، لكن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب؛ مقترح روسي بمقايضة النفط مقابل البضائع الروسية؛ هذا كل شيء؛ انتكاسة أخرى بعد انتكاسة وزير الخارجية الإيراني في الحصول على ضمانات من الاتحاد الأوروبي.

ماذا يتوقع من الحكومة وأجهزة النظام أن تفعل حيال الأمر؟

أمس (الأحد) استدعى المرشد الإيراني الحكومة إلى جلسة طارئة لبحث الأزمة. ووراء النتائج التي يعلن عنها الإعلام الرسمي، والتي تتخللها الشعارات الوطنية، يبدو أن الحكومة ستقوم ببعض الخطوات من أجل امتصاص ضربة 4 أغسطس (آب). الحكومة ستتجه نحو ضخ مزيد مما تمتلكه من العملة الصعبة لكي تتحكم بسعر الدولار، وقد تتجه إلى الاستنجاد بدولارات الحرس ودولارات الشركات البتروكيماوية. كما تتجه الحكومة نحو ضخ مزيد من البضائع المنزلية والغذاء في الأسواق لتوحي أنه لا تواجه مشكلة في توفير السلع. إلى جانب ذلك يتوقع خبراء أن تبدأ الحكومة وأجهزة النظام سلسلة من الاعتقالات ومصادرة الأموال من كبار التجار والسماسرة لتوحي أنها تكافح الفساد الذي يؤثر في ارتفاع السلع. لكن ذلك ليس إلا رش طبقة من الطلاء على جدار آيل للانهيار. الصحيح هو ما قاله وزير الصحة الإيراني، العاصفة آتية لا ريب فيها، وستعصف بكل صغيرة وكبيرة في الاقتصاد الإيراني المرهق أساسا.

 

النظام السوري يعلن السيطرة على تل استراتيجي يطل على الجولان وآخر عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية أكملت انسحابها من منبج

بيروت/الشرق الأوسط/16 تموز/18/أعلنت قوات النظام السوي اليوم (الاثنين) السيطرة على تل استراتيجي مطل على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وسيطرت قوات النظام على تل الحارة في ثاني يوم من هجوم كبير للسيطرة على المناطق المتبقية في جنوب غربي سوريا من يد مقاتلي المعارضة، وهي مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل. وقصفت إسرائيل مساء أمس، موقعاً عسكرياً للنظام السوري في ريف حلب الشرقي في شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل تسعة عناصر من المسلحين الموالين للنظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «بين القتلى ستة سوريين»، من دون أن يتمكن من تحديد جنسيات الآخرين، مشيراً إلى أن القصف طال مركزاً لمقاتلين إيرانيين، قرب مطار النيرب العسكري في ريف حلب الشرقي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر في يونيو (حزيران) الماضي النظام السوري قائلا: «على سوريا أن تفهم أن إسرائيل لن تسمح بتمركز عسكري إيراني في سوريا ضد إسرائيل. ولن تقتصر تبعات ذلك على القوات الإيرانية، بل على نظام الأسد أيضا». وعلى صعيد آخر، أعلنت «قوات سورا الديمقراطية» أن عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية أتموا أمس (الأحد)، انسحابهم من مدينة منبج في شمال سوريا، بموجب اتفاق يرمي لتهدئة غضب تركيا التي هددت مرارا بالتدخل عسكريا لطرد هذه الميليشيا التي تعتبرها منظمة إرهابية. وقال «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في بيان إن «الدفعة الأخيرة من المستشارين العسكريين في وحدات حماية الشعب أكملت انسحابها اليوم، بعدما أنهت مهمتها في التدريب والتأهيل العسكري لقواتنا، بالاتفاق مع التحالف الدولي». وكانت الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا في يونيو الماضي على «خريطة طريق» في شأن منبج، المدينة ذات الغالبية السكانية العربية والواقعة على بعد 30 كيلومترا من الحدود التركية والخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، وتنتشر فيها أيضا قوات أميركية وفرنسية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

 

أهالي «معابر التهريب» في لبنان يتوعدون بالرد على وقف رزقهم/الشرق الأوسط» تستطلع المنطقة التي أغلقتها القوات الروسية من الطرف السوري

الهرمل (شرق لبنان): نذير رضا/الشرق الأوسط/16 تموز/18/أمتار قليلة تفصل العسكري السوري النظامي عن عاملين لبنانيين يستقلان جراراً زراعياً داخل الأراضي اللبنانية. خلافاً لجلبة المحرك الزراعي، لا ضوضاء في المنطقة الحدودية الواقعة في أقصى شمال شرقي لبنان. وحدهم عناصر الفرقة 11 في الجيش السوري التابع لإمرة روسية، يشغلون السواتر الترابية بمعدل أربعة عسكريين يرابضون في نقطة حدودية، تبعد عن الأخرى 150 متر تقريباً. أما في الداخل اللبناني، فلا يملك السكان إلا النقمة والاعتراض: «أرزاقنا مهددة، ونعيش في حصار»، يقول لبناني في بلدة القصر الحدودية، ويضيف آخر: «لم نقدم 128 شهيداً ليخنقنا الروس»، مضيفاً بلهجة قاسية تتضمن عبارات الوعيد: «إذا لم تُفتح الحدود، لن نتردد في مقاومة من يمنعنا عن أرزاقنا». وكان أهالي المنطقة الحدودية مع سوريا فوجئوا، ومن غير سابق إنذار، الأسبوع الماضي، بعناصر سورية تحت إمرة روسية، يزرعون الأسلاك الشائكة على السواتر الترابية الحدودية مع سوريا، ويزرعون الألغام المضادة للمشاة. وهي خطوة، أراد منها الروس ضبط الحدود مع لبنان، وإقفال المعابر غير الشرعية، وإغلاق ممرات التهريب مع سوريا، قبل أن يبلغ الأهالي في المنطقة الروس عبر قنوات غير مباشرة، أن الخطوة غير مرحب بها، وغير مرغوب بهم في المنطقة، كما يقول السكان، فانسحب الروس وأبقوا عناصر سورية تابعة للفرقة 11 في الجيش السوري، والتي تؤتمر من قيادة القوات الروسية في سوريا، تبعتها خطوة بعد يومين، قضت بإزالة الأسلاك الشائكة والألغام، والإبقاء على عناصر انتشرت على مسافة تتعدى الـ30 كيلومتر.

ولا يخفي السكان أن إقفال المعابر الحدودية غير الشرعية مع لبنان، قضى على حركة الدخول والخروج الاعتيادية منذ السبعينيات من القرن الماضي، ورسم قواعد اشتباك جديدة، تقضي بفصل «الشعبين» في «الدولتين»، وإلزام اللبنانيين بالسير 70 كيلومتراً للمرور عبر معبر جوسيه الشرعي، لقاء الوصول إلى أراضيهم الزراعية المقابلة على مسافة مائتي متر خلف الساتر الترابي. وأقفلت 8 معابر غير شرعية كانت تمر السيارات والآليات عبر العبور فوق ترعات مياه من متفرعات نهر العاصي، بينما يقع أقرب معبر شرعي، في بلدة القاع المحاذي لجوسيه السورية بريف حمص الجنوبي. والواقع أن الحرب السورية منذ سبع سنوات، لم تمنع آلاف اللبنانيين القاطنين في المنطقة الحدودية مع ريف حمص الجنوبي الغربي، من ارتياد الأراضي السورية. يقول سكان بلدة القصر، البالغ تعدادهم أكثر من 15 ألف شخص، بأن اللبنانيين يمتلكون أراضي زراعية في الداخل السوري في قرى ريف القصير، فضلاً عن وجود 30 ألف لبناني يعيشون في قرى وبلدان بلدات مطربة، وزيتا، والفاضلية، وحاويك، وجرماش، ووادي العرايش والسماقيات، وهي بلدات سورية يقطنها لبنانيون، تدخل «حزب الله» في العام 2013 في الحرب السورية بدافع «حمايتهم» كما أعلن الحزب آنذاك. انتهت الحرب في المنطقة في صيف 2013. وعادت لسيطرة النظام السوري، ولم تقبل المعابر مع لبنان «تسهيلاً لدخول اللبنانيين وخروجهم إلى أرزاقهم»، قبل أن تتخذ روسيا القرار في الأسبوع الماضي. ويتحدث أبناء بلدة القصر لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الفرقة 11 التابعة للجيش السوري: «وصلت إلى المنطقة في الأسبوع الماضي، وأقفلت الحدود وكل المعابر والطرقات غير الشرعية، وزرعت الألغام والشريط الشائك على طول الحدود». اعترض الأهالي، وأبلغوا الروس باعتراضهم. ويشيرون إلى أنه «تم إبلاغ القوات السورية بالاعتراض على إقفال المنافذ الحدودية كاملة». وقال مصدر بارز في البلدة: «أخذت الدولة السورية الاعتراض بعين الاعتبار، وتواصلت دمشق مع الروس. وبعدها بيومين فقط، بدأت القوات السورية بإزالة الألغام والشريط الشائك، وبقي الجيش السوري منتشراً، واضطر إلى فتح معبر صغير للمشاة يدخل عبره اللبنانيون إلى قرى ريف القصير، حيث يستقلون سيارات أجرة سورية للوصول إلى أرزاقهم في القرى السورية». ويعد هذا الإجراء الثاني الذي تتخذه القيادة العسكرية الروسية في المنطقة، بعد اتخاذها قراراً في مطلع الشهر الماضي بالانتشار على طول الحدود مع لبنان، قبل أن يعترض «حزب الله» على «الخطوة غير المنسقة»، ويُحلّ الخلاف بوساطة دمشق عندما سيطر جنود من قوات النظام على ثلاثة مواقع انتشر فيها الروس قرب بلدة القصير في منطقة حمص. لكن الإجراء الأخير يطال بشكل صريح، مصالح اللبنانيين وخطوط التهريب والعبور غير الشرعي مع لبنان، علما بأن المعبر الشرعي الوحيد يقع في بلدة القاع اللبنانية إلى الشرق من الهرمل، وتبعد عن بلدة القصر مسافة 30 كيلومتراً، ما يعني أن أصحاب الأراضي يتعين عليهم العبور مسافة 70 كيلومتراً، منها 40 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، للوصول إلى ممتلكاتهم.

مقاربتان للاعتراض

غير أن الأسباب التي تقف وراء هذا الاعتراض، تتخطى وجود ممتلكات للبنانيين في سوريا. فالسكان هنا، يقدمون مقاربتين مختلفتين، أولاهما الاعتبار بأن إقفال الحدود له هدف سياسي روسي، يسعى لإقفال منافذ العبور التابعة لسلاح «حزب الله» من سوريا، وإقفال منافذ التهريب، بالنظر إلى سهولته في هذه المنطقة السهلية على ضفاف نهر العاصي، خلافاً لمناطق شرق بعلبك الجبلية التي تصعب فيها عمليات التهريب، وهي مناطق لم ينتشر الروس أو القوات السورية الحليفة لهم فيها. ويقول السكان: «ذرائع الروس حول دخول الإرهابيين والسيارات المفخخة، غير صحيحة. فالمنطقة آمنة منذ 2014. وبالتالي، لا إرهابيين هنا».

أما المقاربة الثانية للاعتراض، فهي اقتصادية بحتة، يعبر عنها السكان بالقول: «لن نسمح بخنقنا، ولن نسمح بتحويلنا إلى منطقة معزولة ومحاصرة». وتنطلق هذه المقاربة من كون اللبنانيين، يعيشون في منطقة نائية تفتقد للخدمات، ووجد السكان منفذاً لذلك بالتوجه إلى سوريا لشراء حاجياتهم، وللطبابة، كونها أقرب، وأقل سعراً. يقول أحد سكان القصر: «كنت أتزود بحاجات البيت من سوريا بقيمة 2000 ليرة سورية، أستطيع أن أشتري حاجاتنا من الخضار والفواكه، بينما أحتاج إلى نحو 30 دولارا لشرائها من لبنان»، مضيفاً: «إذا مرض طفلي، أنقله إلى حمص عبر السير مسافة ثلث ساعة، بينما أحتاج لأكثر من ساعة ونصف الساعة للوصول إلى بعلبك، فضلاً عن أن الكشف عليه عند طبيب يكلفني في سوريا 500 ليرة سورية (دولار ونصف الدولار) بينما أدفع في لبنان نحو 50 دولارا». ويختم: «لقد خنقونا».

منفذ لتخفيف الاحتقان فيما تتضاءل الحركة في البلدة، يطالب السكان الآن الدولة اللبنانية بحل المشكلة وتحريك العجلة الاقتصادية، عبر استحداث معبر شرعي في المنطقة مع ريف القصير. يتناقل هؤلاء أن وجهاء البلدة أبدوا استعدادهم لتقديم قطعة من الأرض تصلح لتشييد معبر شرعي عليها. ويقول أحد السكان: «لا نعارض ضبط الحدود، ونحن نرغب في وجود الدولة في منطقتنا، لكننا نطالب بمعبر شرعي. كان التنقل مسموحاً قبل الأزمة السورية. الآن ماذا تغير؟ حضر الروس ليضايقونا، كذلك تضايقنا الدولة السورية الآن رغم وجود أملاك لنا في الداخل السوري. ثمة بيوت ومزارع وأراضٍ لنا هناك. ماذا نفعل؟» ويقول: «نحن لا نحتمل خنقنا، ولن نسمح به. إذا لم تتحرك الدولة اللبنانية، يجب على دمشق أن تحل المشكلة. وإذا لم تُحل، فإننا سنقاوم من يعمل على حصارنا، وهذا ما يجمع عليه أبناء المنطقة»، مضيفاً: «لم نقدم 128 شهيداً بسبب الحرب السورية لنُخنق بعدها»، في إشارة إلى القتلى الذين سقطوا في المعارك مع فصائل المعارضة وانخراط بعضهم في القتال إلى جانب «حزب الله» في منطقة القصير، إضافة إلى تعرض البلدة لصواريخ وقذائف من الداخل السوري بين العامين 2012 و2014.

 

بومبيو: كوريا الشمالية تستخدم منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وفقاً لصحيفة يابانية

واشنطن/الشرق الأوسط/16 تموز/18/وذكرت صحيفة «يوميوري» اليابانية، اليوم، أن الولايات المتحدة أعلنت عن شبهاتها في هذا المجال في أثناء زيارة بومبيو الأخيرة إلى بوينغ يانغ، مضيفة أن سلطات كوريا الشمالية تنفي تنفيذها لأي برنامج باستخدام اليورانيوم في الوقت الراهن. ونقلت الصحيفة عن بومبيو، في أثناء زيارته إلى بيونغ يانغ في الـ6 والـ7 من يوليو (تموز) الجاري قوله للمسؤولين هناك: «أنتم تقومون بزيادة إنتاج اليورانيوم المخصب، وتقومون بإخفاء منشآتكم ورؤوسكم النووية. وهناك معلومات أنكم تقومون بتوسيع مصنع لإنتاج الصواريخ في خامخين، ولا يعد ذلك أمرا جيدا بالنسبة للعلاقات الأميركية الكورية الشمالية». وأضافت أن نائب رئيس حزب العمال الكوري الشمالي كيم يونغ تشول الذي كان يجرى محادثات مع بومبيو، نفى هذه المعلومات بالكامل قائلا: «لا نقوم بالإخفاء والإنتاج (تخصيب اليورانيوم). وفي مصنعنا في خامخين لا نقوم بأي توسيع، بل تستمر هناك التحضيرات لموسم الأمطار».

وأشارت الصحيفة اليابانية إلى أن بومبيو طالب كوريا الشمالية في أثناء المحادثات بتنسيق جدول أعمال عملية جعل البلد خاليا من الأسلحة النووية، في حين كانت سلطات كوريا الشمالية تصر قبل كل شيء على توقيع بيان حول إنهاء حالة الحرب مع كوريا الجنوبية.

 

نواز شريف يطعن على حكم صدر بحبسه 10 سنوات

إسلام آباد/الشرق الأوسط/16 تموز/18/قدم رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف اليوم (الاثنين)، طعناً على قرار صدر عن محكمة معنية بمكافحة الفساد بسجنه 10 سنوات لإدانته في اتهامات بالفساد. وقال خواجه حارس أحمد، محامي شريف، في الطعن الذي قدّم لمحكمة إسلام آباد العليا، إن «الإدانة والحكم لا يستندان إلى أي دليل». وقال سعد هاشمي، العضو في الفريق القانوني لشريف، إن المحكمة ستبدأ على الأرجح من الثلاثاء نظر الطعن. وقضت محكمة مكتب المساءلة الوطني في 6 يوليو (تموز) الحالي، بأن أسرة شريف اشترت عقارات في لندن بأموال من باكستان في تسعينات القرن الماضي، خلال واحدة من الولايات الثلاث التي شغل فيها شريف المنصب. وتم الحكم على شريف بالسجن 10 سنوات، إلى جانب تغريمه 8 ملايين جنيه إسترليني (5.‏10 مليون دولار)، بينما جرى الحكم على ابنته مريم بالسجن 8 سنوات وغرامة مليوني جنيه إسترليني، كما حكم على صهره محمد صفدار بالسجن عاماً واحداً. ومنذ عودة نواز شريف وابنته إلى باكستان من لندن الجمعة الماضي، يجري احتجازهما في سجن شديد الحراسة في مدينة روالبندي. وقد عزز حكم المحكمة، الصادر قبل أسابيع من الانتخابات الوطنية المقررة في 25 يوليو الحالي، الشكوك التي أثارها الكثيرون بأن الجيش الباكستاني القوي تواطأ مع السلطة القضائية لمنع حزب شريف من السعي لولاية أخرى.

 

بكين تؤكد أنها لا تريد حرباً تجارية مع واشنطن

بكين/الشرق الأوسط/16 تموز/18/صرح رئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء)، لي كه تشيانغ، اليوم (الاثنين)، بأن بلاده ترغب في حل قضايا التجارة مع الولايات المتحدة. وقال تشيانغ للصحافيين على هامش قمة مع قادة أوروبيين، إن «الصين لا تريد حرباً تجارية مع الولايات المتحدة»، مضيفاً: «لا يخرج أحد فائزاً من حرب تجارية». وقال تشيانغ: «إن الأمر متروك للولايات المتحدة والصين للعمل على حل الأمور»، وذلك دون إضافة مزيد من التفاصيل. وتعهد رئيس مجلس الدولة بدعم إصلاح منظمة التجارة العالمية وحماية التجارة الحرة إلى جانب الاتحاد الأوروبي بعد اجتماعه اليوم مع دونالد توسك وجون كلود يونكر، رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية. وقال تشيانغ إن الاتحاد الأوروبي والصين هما «قوتا استقرار» في التجارة العالمية، وذلك على عكس موقف بكين تجاه الولايات المتحدة، التي قال إنها تضر بالاقتصاد العالمي.

وكرر تشيانغ اليوم اتهامات بكين المعتادة التي تفيد بأن الولايات المتحدة قد انتهكت قواعد منظمة التجارة العالمية من خلال فرضها تعريفات على البضائع الصينية. وكانت كل من الصين والولايات المتحدة فرضت قبل 10 أيام تعريفات على بضائع تبلغ قيمتها 34 مليار دولار. ومنذ ذلك الوقت، أثارت الولايات المتحدة احتمالية فرض تعريفات جديدة على بضائع أخرى تبلغ قيمتها 200 مليار دولار.

 

 مقتل مشتبه به وإصابة 3 من الشرطة في إطلاق نار بكانساس الأميركية

كانساس/الشرق الأوسط/16 تموز/18/قال مسؤولون أميركيون، إن الشرطة قتلت بالرصاص يوم أمس (الأحد) بعد سلسلة من تبادل إطلاق النار في شوارع مدينة كانساس، أصيب خلالها ثلاثة من أفراد الشرطة ونقلوا للمستشفى في حالة مستقرة. وقالت الشرطة في مدينة كانساس بولاية ميزوري، إن ضباطاً متخفين كانوا يلاحقون شخصاً مشتبهاً به في جريمة قتل طالب جامعي عندما فتح الرجل النار عليهم بشكل مفاجئ ببندقية، ما أسفر عن إصابة ضابطين. وقال قائد الشرطة ريك سميث للصحافيين قرب موقع إطلاق النار: "كنا نبحث عنه طيلة الأسبوع. كانت هذه أول مرة تقع أنظارنا عليه".

 

ماي تخيّر حزبها بين دعم خطتها لـ«بريكست» أو المجازفة بالبقاء وكشفت أن الرئيس الأميركي نصحها بـ«مقاضاة» الاتحاد الأوروبي

لندن/الشرق الأوسط/16 تموز/18/حذرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي حزبها المنقسم، أمس، من احتمال «عدم الانفصال عن الاتحاد الأوروبي على الإطلاق»، بسبب محاولات نواب تقويض لإقامة علاقات وثيقة تجارياً مع الاتحاد بعد الانسحاب منه. وكتبت ماي على حسابها بموقع «فيسبوك» تقول إن «رسالتي للبلاد في نهاية هذا الأسبوع بسيطة، ألا وهي أن علينا التركيز بشكل ثابت على الجائزة. إذا لم نفعل ذلك، (فإننا) نخاطر بأن ينتهي بنا الأمر إلى عدم الانفصال عن الاتحاد الأوروبي على الإطلاق»، كما نقلت وكالة «رويترز». ويشير هذا الربط الصريح بين مصير الخروج من الاتحاد الأوروبي ونجاحها الشخصي إلى خطورة موقفها بعد دخول الحكومة في أزمة، وانتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب العلني لاستراتيجيتها للخروج. وقبل أقل من تسعة أشهر على الموعد المقرر لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في 29 مارس (آذار) 2019، ما زالت البلاد ونخبتها السياسية وقادة أعمالها منقسمين بشدة بشأن شكل الخروج المطلوب.وبالتحذير من أن احتمال الخروج ذاته أصبح مهدداً، توجِّه ماي رسالة صريحة لعشرات من المؤيدين لانفصال تام مع الاتحاد الأوروبي داخل حزبها، مفادها أنهم إذا قوضوا قيادتها، فإنهم يجازفون بتبديد نصر الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي يأملونه منذ عشرات السنين.

ويخشى بعض مؤيدي الانفصال من اتفاق يربط بريطانيا بقواعد الاتحاد، ويمثّل خروجاً اسميّاً فقط من التكتل. وكثفت الحكومة البريطانية كذلك جهودها للتخطيط لما يطلق عليه الخروج «دون اتفاق»، الذي قد يقلق الأسواق المالية ويعطل التدفقات التجارية في منطقة أوروبا وخارجها. وقالت ماي مرارا إن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيحدث في موعده، واستبعدت إجراء استفتاء جديد رغم اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستثمر الملياردير جورج سوروس أن تغير بريطانيا رأيها فيما يتعلق بالخروج. وفي محاولة لتحقيق التوازن بين الساعين إلى خروج سلس من الاتحاد الأوروبي والذين يخشون من الاقتراب والدوران في فلكه، سعت ماي للحصول على موافقة كبار الوزراء على خطتها في السادس من يوليو (تموز) الماضي. وبعد محادثات استمرَّت عدة ساعات بدا أن ماي كسبت تأييد حكومتها، لكن بعد يومين استقال ديفيد ديفيس من منصب وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي اليوم التالي استقال بوريس جونسون من منصب وزير الخارجية. ودعت ماي أمس البلاد لمساندة خطتها من أجل «انتقال البضائع بسلاسة»، قائلة إن هذا هو الخيار الوحيد لتجنب تقويض السلام في آيرلندا الشمالية والحفاظ على وحدة المملكة المتحدة. في المقابل، اعتبر ديفيس في مقال نشر بصحيفة «صنداي تايمز» أن القول إنه لا بديل لخطة ماي «زعم مخادع بشكل مذهل». وقال إن خُطَّتَها تسمح للجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي بالإضرار بالصناعات التحويلية البريطانية. وأضاف ديفيس: «لا يساور أحد الشك أننا، وفقاً لمقترح الحكومة، سنظل تحت الضغط وسيستغل الاتحاد الأوروبي ذلك لمعاقبتنا على الخروج ويقوض قدرتنا التنافسية المستقبلية».

وضعف موقف ماي بدرجة أكبر بسبب ترمب الذي قال في حديث نشرته صحيفة «ذي صن» المملوكة لروبرت مردوخ، الجمعة، إن مقترحاتها ستقتل على الأرجح أي فرصة للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم بعد الخروج.

ورغم أن ترمب تراجع عن تصريحه بشأن اتفاق التجارة بوعده في وقت لاحق بصفقة تجارية عظيمة مع الولايات المتحدة، إلا أنه أبدى تقديره لجونسون الذي قال إنه يمكن أن يكون ذات يوم رئيساً عظيماً للوزراء. وفي المقابلة نفسها، مع «ذي صن»، ذكر ترمب أنه أعطى نصيحة لماي حول استراتيجية الخروج من الاتحاد الأوروبي. وكشفت ماي أمس خلال مقابلتها في برنامج «أندرو مار»، على قناة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن الرئيس الأميركي نصحها بمقاضاة الاتحاد الأوروبي، لا مفاوضته. وأوضحت ماي أثناء البرنامج: «قال لي إنه علي ملاحقة الاتحاد الأوروبي أمام القضاء. عدم المضي في المفاوضات، بل ملاحقته قضائياً». وتداركت: «لكن لا سنتفاوض». وكانت ماي ترد على سؤال بشأن تصريح ترمب أثناء مؤتمرهما الصحافي المشترك، الجمعة. وقال ترمب إنه اقترح على ماي وسيلة لإنجاح الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنها «اعتبرتها ربما قاسية جدّاً».

وأضاف: «ربما ستلجأ إليها يوماً ما. إذا لم يتوصلا إلى اتفاق (خروج من الاتحاد) يمكنها القيام بما اقترحت عليها لكن الأمر ليس سهلاً»، دون أن يكشف اقتراحه. وتابعت ماي: «ما قاله الرئيس أيضاً أثناء المؤتمر الصحافي هو أنه يجب عدم التخلي عن المفاوضات، لا تنسحبوا من المفاوضات لأنكم عندها ستعلقون»، مكررة رغبتها في التفاوض مع بروكسل من أجل الحصول على «أفضل اتفاق» ممكن قبل الخروج من الاتحاد. على صعيد متصل، كشف ترمب بدوره عن مجريات لقائه الخاص مع الملكة إليزابيث الثانية، التي نقل عنها قولها إن «بريكست» «مشكلة معقدة للغاية» في مقابلة نشرتها صحيفة «ميل أون صنداي» أمس.

والتقى ترمب الملكة الجمعة في قصر وندسور خلال زيارته التي استمرت أربعة أيام لبريطانيا، وتجاوز خلاله البروتوكول عدة مرات. وقال ترمب للمعلق التلفزيوني بيرس مورغان، في مقابلة خاصة، إنه ناقش مع الملكة مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال ترمب إن الملكة «قالت - وهي محقة في ذلك - إنها مشكلة معقدة للغاية، أعتقد ألا أحد كان يتخيل كم ستكون معقدة». وأضاف أنه قال لماي إن على لندن أن تحصل على «استثناء» حول «بريكست» من الاتحاد الأوروبي، بحيث يمكنها فيما بعد إبرام اتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة. ورغم الخلافات مع ترمب، تأمل ماي في التوصل سريعاً إلى مثل هذا الاتفاق بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي. وقال ترمب في المقابلة متحدثاً عن ماي: «قلتُ لها: تأكدي من حصولك على استثناء حتى يكون لك مهما حدث الحق في إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة»، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. بعد حضوره قمة حلف شمال الأطلسي وقيامه بزيارة رسمية لبريطانيا، أمضى الرئيس الأميركي نهاية الأسبوع في اسكوتلندا قبل لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم في هلسنكي.

 

إردوغان يواصل هيكلة مؤسسات الدولة لتثبيت النظام الرئاسي وتغليب المدنيين في مجلس الشورى العسكري وإلحاق رئاسة الأركان بـ«الدفاع»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/16 تموز/18/أصدر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مجموعة جديدة من المراسيم لإعادة هيكلة مؤسسات سياسية وعسكرية وهيئات حكومية بارزة، في إطار إقرار النظام الرئاسي التنفيذي الذي انتقلت إليه تركيا عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي شهدتها في 24 يونيو (حزيران) الماضي. ومن أبرز معالمها إعادة هيكلة مجلس الشورى العسكري الأعلى، وتغليب المدنيين على الجناح العسكري، وضم صهر إردوغان وزير الخزانة والمالية برات البيراق إليه، وإلحاق رئاسة هيئة أركان الجيش بوزارة الدفاع. ونشرت الجريدة الرسمية في تركيا، أمس، 7 مراسيم تخص العديد من مؤسسات الدولة، بما في ذلك الأمانة العامة لمجلس الأمن القومي ومديرية الصناعات الدفاعية ومجلس الشورى العسكري وغيرها من الهيئات والمؤسسات. وشمل أحدث التغييرات وضع هيئة الأركان العامة للجيش التركي تحت سلطة وزير الدفاع بعد تعيين إردوغان، رئيس الأركان السابق خلوصي أكار، وزيراً للدفاع، في واحدة من النوادر في تاريخ الجمهورية التركية. ومن بين المراسيم التي أصدرها إردوغان، أمس، مرسوم يقضي بإعادة هيكلة مجلس الشورى العسكري الأعلى لتصبح غالبية أعضائه من المدنيين، كما أصدر قراراً بتعيين صهره وزير المالية والخزانة برات البيراق، في المجلس. وتزامن صدور هذه المراسيم مع الذكرى الثانية لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو (تموز) 2016، وقُتل خلالها 250 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 2200 آخرين، غالبيتهم مدنيون، عندما حاولت مجموعة من العسكريين الإطاحة بحكم إردوغان، ونُسبت المحاولة إلى الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا الأميركية منذ عام 1999 والذي نفى أي صلة له بها. وشهدت أنحاء تركيا أمس، مراسم احتفالية لإحياء الذكرى الثانية لمحاولة الانقلاب، التي فرضت السلطات حالة الطوارئ على أثرها، والتي من المقرر أن ينتهي العمل بها بعد غد (الأربعاء). وشارك إردوغان على مدى أمس وأول من أمس في العديد من المراسم، والتقى عائلات القتلى والمصابين على مأدبة غداء بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس، قبل أن ينتقل إلى إسطنبول للمشاركة في مسيرة على جسر «شهداء 15 يوليو» (البسفور سابقاً)، مساء أمس.

وأدى إردوغان اليمين الدستورية، يوم الاثنين الماضي، بعد إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية ولكن بصلاحيات واسعة هذه المرة في ظل النظام الرئاسي الجديد. وأكد أن الرئاسة التنفيذية ضرورية لزيادة كفاءة الحكومة ودفع النمو الاقتصادي وضمان الأمن. بينما تحذر المعارضة ومنتقدون في الغرب من أن هذا النظام سيعزز من الشمولية وحكم الفرد في تركيا. وكان إردوغان قد نشر في اليوم الثالث لأدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان الجديد، مرسوماً رئاسياً قضى بإلحاق عدد من مؤسسات الدولة برئاسة الجمهورية هي: رئاسة هيئة أركان الجيش، وجهاز المخابرات، والأمانة العامة لمجلس الأمن القومي، ورئاسة مستشارية الصناعات الدفاعية، ورئاسة الاستراتيجية والميزانية، ورئاسة أرشيف الدولة، ومجلس رقابة الدولة، ورئاسة الشؤون الدينية، ورئاسة الاتصالات، ورئاسة إدارة القصور الوطنية، والصندوق السيادي التركي. وستقوم هذه المؤسسات بأعمالها وفاعلياتها تحت مظلة الرئاسة التركية. كما صدر مرسوم رئاسي يقضي بأن يقرر رئيس الجمهورية الترقيات والتعيينات في قيادة الجيش، ودخل حيز التنفيذ مع تعيين الجنرال يشار غولار قائد القوات البرية السابق، رئيساً للأركان محل رئيس الأركان السابق خلوصي أكار.

ووفق التعديلات، ستتم ترقية الضباط في «يوم النصر» الموافق 30 أغسطس (آب) من كل عام. وبذلك تدخل الترقيات من رتب العقيد إلى عميد، ومن لواء إلى رتبة أعلى، ضمن صلاحيات إردوغان. وبموجب ذلك يجري تعيين رئيس الأركان من بين قادة الجيش الذين يحملون رتبة فريق أول. وكانت ترقيات الجيش وفق النظام البرلماني السابق تتم من قبل مجلس الشورى العسكري الأعلى، الذي يلتئم برئاسة رئيس الوزراء (منصب أُلغي بموجب النظام الرئاسي)، ويصدّق عليها رئيس الجمهورية. وحسب المراسيم الصادرة أمس، سيجتمع مجلس الشورى بدعوة من نائب رئيس الجمهورية مرة على الأقل في السنة، ولرئيس الجمهورية صلاحية دعوة المجلس للاجتماع، عند اللزوم وترؤّسه. وحسب المرسوم الجديد، فإنّ «المجلس يتكون من نواب رئيس الجمهورية، ووزراء العدل، والخارجية، والداخلية، والخزانة والمالية، والتربية، والدفاع، ورئيس الأركان، وقادة القوات المسلحة».

وعند غياب رئيس البلاد عن اجتماع المجلس، يخوِّل لأحد نوابه رئاسة الاجتماع. وستكون مهمة المجلس تقديم الآراء حول القضايا المتعلقة بتحديد الفكرة الاستراتيجية العسكرية، والأهداف الرئيسية للقوات المسلحة، كما يقوم المجلس بتدقيق ومراجعة مشاريع القوانين ذات الصلة بالقوات المسلحة، وتنفيذ القرارات المتخذة. ووفقاً للمرسوم الرئاسي، فإنّ «المجلس يجتمع بحضور جميع الأعضاء، وعلى الذين يتعذر حضورهم، إبلاغ الأمانة العامة للمجلس، بالعذر الذي يعيق مشاركتهم قبل يوم الاجتماع». وسيتم اتخاذ القرارات بأغلبية أصوات الحضور، وفي حال تساوت الأصوات فإنّ صوت رئيس الاجتماع سيحدد الكفة الراجحة. ويحق للأعضاء غير المشاركين في الاجتماع، إبلاغ المجلس بآرائهم حول الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع، عبر رسالة مكتوبة. وستدخل قرارات مجلس الشورى العسكري الأعلى حيّز التنفيذ، بعد توقيع رئيس الجمهورية. وستكون اجتماعات المجلس سرّية، ويحظر نشر الآراء المقترحة والقرارات المتخذة فيها، دون قرار المجلس، على أن تتولى وزارة الدفاع نشر ما يُسمح بنشره. وشهدت القوات المسلحة التركية حملة تطهير واسعة في صفوفها بعد محاولة الانقلاب، وشهد الجيش أكبر عملية لإعادة الهيكلة في تاريخه. وبموجب المراسيم الصادرة، أمس، أيضاً تم إلحاق رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث بوزارة الداخلية بعدما كانت تتبع رئاسة مجلس الوزراء التي أُلغيت في ظل النظام الرئاسي. وأشار المرسوم إلى أن مجلس إدارة رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث سوف يجتمع مرتين على الأقل كل عام، كما سيجتمع بشكل استثنائي بناءً على دعوة رئيس مجلس الإدارة.

وتتمثل مهام مجلس الإدارة في الحدّ من مخاطر الكوارث، ومواجهة الحالات الطارئة، وتقديم اقتراحات لأعمال وسياسات وأولويات الكوارث والحالات الطارئة، وتضمن المرسوم أيضاً إنشاء مديريات للكوارث والطوارئ في الولايات التركية. كما نشرت الجريدة الرسمية، أمس، مرسوماً رئاسياً يقضي باستحداث رئاسة شؤون الاتحاد الأوروبي وتتبع وزارة الخارجية. وذكر المرسوم أن رئاسة شؤون الاتحاد الأوروبي في الخارجية التركية، ستمتلك مكاتب تابعة لها داخل وخارج البلاد، وستعمل على متابعة مسيرة انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي. كما أشار المرسوم إلى أن الرئاسة ستتكون من الإدارة العامة للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والمديرية العامة للتعاون المالي وتنفيذ المشاريع، وإدارة الخدمات الإدارية، وإدارة تطوير الاستراتيجيات، ومكتب الاستشارات القانونية، والمكتب الصحافي والعلاقات العامة. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الهدف من محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منذ عامين كان تركيع تركيا، وإنّ بلاده هزمت الانقلابيين بفضل تضامن العسكريين الذين يحبون وطنهم، مع قوات الأمن والشعب. ولفت، خلال لقاء مع عائلات ضحايا ومصابي محاولة الانقلاب في مدينة أنطاليا جنوب تركيا الليلة قبل الماضية، إلى أن «ذوي الضحايا ممتنون لمحاسبة (الخونة) المتورطين في المحاولة الفاشلة وملاحقتهم داخل تركيا وخارجها». وأضاف: «قبل يومين تم إحضار اثنين من الأعضاء المهمين في حركة غولن إلى تركيا، وتسليمهما للعدالة، ولم تكن هذه المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة». وتابع: «هؤلاء يخططون لمحاولة انقلابية في دولة أخرى»، مضيفاً: «مع الأسف يسيطر هؤلاء بشكل كبير على دولة شقيقة لنا مثل قيرغيزيا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بعد سقوط «تفاهم معراب» مَن هو الآتي؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 17 تموز 2018

إذا كان مستبعَداً إحياء «تفاهم معراب»، فإنّ ما هو مستغرَب يكمن في طريقة التخلّي عنه. فعلى رغم معرفة طرفيه بما يلحقه ذلك من ضرر بهما، فقد شكّل كشفُ جزء منه، قبل الرد بتعميمه كاملاً، مناسبةً ليتساويا في ارتكاب الجرم نفسه. وهو ما طرح السؤال: إذا كان الخروج عن مثل هذا التفاهم بهذه البساطة فما الذي يحمي التفاهمات المشابهة؟ ومَن هو الآتي؟ لا يُكشَف سرّ إذا ما قيل إنّ وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية لم يكن مجردَ عملية انتخابية ديموقراطية مورست خلالها الطقوسُ الدستورية وطُبقت فيها الأنظمةُ المعمول بها فحسب. بل إنه شكّل انقلاباً في موازين القوى بما حمله من خروج البعض المؤيّد له على كثير من المسلمات والثوابت التي حكمت الساحة اللبنانية قبل دخول البلاد مرحلة «الشغور الرئاسي» وفيها. فمسلسل التفاهمات التي عقدت في السرّ والعلن قبل دخول الشغور شهره التاسع والعشرين بقليل اعادت خلط الأوراق وقلبت الموازين في بلد كان قادته ومواطنوه منقسمين في وضوح بين محورَي 8 و14 آذار في معادلة سلبية تحكّمت بالحراك السياسي على مدى اكثر من احد عشر عاماً.

على وقع ما رافق 45 جلسة انتخابية التي استمرّت الدعوات اليها متلاحقة لإنتخاب رئيس الجمهورية ما بين الجلسة الأولى التي عقدت في 23 نيسان العام 2014 وحتى الجلسة التي انتخب فيها العماد عون رئيساً في 31 تشرين الأول 2016، تبادل اللبنانيون شتى انواع الإتّهامات وتبارى الخبراء بعشرات الإجتهادات والتفسيرات الدستورية ولم يُنتخب رئيس الجمهورية الجديد. وفي اقلّ من عشرين يوماً سبقت جلسة انتخاب الرئيس ترجمت سلسلة من الصفقات والتفاهمات التي عقدت في السرّ والعلن. وعلى رغم عناد قلائل فقد انتُخب عون رئيساً للجمهورية بـ 83 صوتاً ولم ينجح المعاندون سوى بجعل المجلس النيابي يخوض اربع جولات انتخابية متتالية في أقلّ من ساعتين.

وإذا ما عاد المراقبون الى تلك المرحلة للتدقيق في كل ما رافقها من تشنّجات ليس من أجل تأريخها، فهي حاضرة في اذهان وعقول مَن رافقوا تلك المرحلة بتفاصيلها المملّة. بل للإشارة الى أهمية تلك التفاهمات التي عُقدت في السرّ والعلن والتي قلبت الموازين وأوصلت العماد عون الى قصر بعبدا. ولم يقتصر الأمر على تفاهم «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» الذي أُعلن عنه بالصيغة النهائية في 18 كانون الثاني من ذلك العام، فقد شهدت باريس والرياض وعواصم اخرى سلسلة من التفاهمات الأخرى ما بين «التيار الوطني الحر» واكثر من طرف سياسي وحزبي والتي شكّلت الحلقة الأخيرة من المسلسل «المكسيكي الطويل» الذي بدأ بتفاهم «مار مخايل» ما بين التيار و»حزب الله» الذي أُعلن عنه في 6 شباط 2006. وعليه، ولما وضع «تفاهم معراب» على لائحة التفاهمات المنهارة نتيجة سلسلة المواقف الأخيرة الصادرة عن طرفيه، وضعت على المشرحة بقية التفاهمات التي عقدت قبله ومن بعده، وخصوصاً تلك التي قادت الى الإستحقاق عينه. ولما تعمّق المراقبون في الأسباب التي أدّت الى انهيار الأول منها دراماتيكياً وقياساً على حجم الصدمة التي خلفها نشر اجزاء منه قبل تعميمه كاملاً كوثيقة سرّية طرحت سلسلة من علامات الاستفهام والسيناريوهات التي تهدّد التفاهمات الشبيهة، ليس على خلفيات أحداث داخلية فحسب بمقدار ما سيتصل الأمر بالأحداث المرتقبة في سوريا بعد ايام وربما اسابيع قليلة. وبناءً على ما سيُبنى على هذه التساؤلات من أجوبة وتوقعات، تبقى المخاوف مشروعة عندما يتصل الأمر بحجم التحضيرات الجارية لقيام بعض الوزراء والقيادات الحزبية بزيارات الى سوريا للبحث في ملفات عدة أبرزها ما يتصل بإعادة النازحين السوريين، وإعادة حركة الترانزيت بين لبنان والدول الخليجية والعراق عبر سوريا وهو ما قد يهدّد المساعي الجارية لتأليف الحكومة العتيدة. بالتأكيد، واستناداً الى ما يقول به طرفاه، فقد دُفن «تفاهم معراب» بكل ما يتصل بتقاسم الحصص والمواقع بينهما. وفي الوقت الذي لم يعد هناك سرّ في شأن «تفاهم كليمنصو» الذي وُلد ميتاً بفعل العلاقات المتوترة بين جنبلاط والعهد منذ فترة غير قصيرة. لكن ما هو أخطر أن تؤدّي العقبات التي تحول دون استئناف رئيس الحكومة مساعيه لتأليف الحكومة وتنامي الخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية وباسيل الى وصول النيران الى أوراق «تفاهم بيت الوسط».

وستزيد المخاطر حتماً إذا ما تمادى البعض في التعاطي مع الأزمة السورية من خارج ثوابت الحكومة وسياسة «النأي بالنفس». والأمر قد يكون مطروحاً إذا ما كانت مواقف رئيس «التيار الوطني الحر» جدّيةً في شأن تنبُّئه بفتح «الأوتوسترادات» بين لبنان وسوريا، إلّا في حال كانت من مفاعيل الإحتفال بـ «يوم العرق اللبناني» وحسب؟!

 

ماذا طلب الراعي من باسيل؟

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 17 تموز 2018

 يسعى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بدأب مساهماً في تذليل العقبات التي تعترض تأليف الحكومة، آخذاً على عاتقه الدفع للإسراع في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري، وذلك لاستشعاره «الخطرَ الكبير المُحدِق بلبنان اقتصادياً، وعلى الاستقرار المالي والوضع بكامله، في ضوء معطيات كثيرة داخلية وخارجية». في معلومات لـ«الجمهورية» أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل اتّصل أمس بالراعي الذي عبّر له عن رغبته في تأليف الحكومة سريعاً وتسهيل مهمة الرئيس المُكلّف سعد الحريري. وخلال هذا الاتصال الطويل قدّم باسيل للراعي التعازي بشقيقته، وتطرّق الاتصال الى الطروحات والحلول المُمكنة لأزمة تأليف الحكومة وضرورة الإسراع في معالجتها. وكشفت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أنّ الراعي شدّد لباسيل على «دور كل طرف في المساهمة في تسهيل مهمة التأليف»، واعتبر «أنّ المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الحريري لكي يشدّ يده في هذا الإطار». وأشارت إلى أنّ «باسيل كان متجاوباً، ولديه الإرادة والرغبة في تسهيل التأليف، وليس هاوياً وضع عقد وعراقيل»، وأكّدت أنّ حديث الراعي مع باسيل «سيُستكمل لاحقاً». وترى بكركي أنّ «مَن يُسهِّل تأليف الحكومة اليوم يكون «أم الصبي»، وإلّا سنشكّ في أمر الجميع، لأنّ الوضع لا يتحمّل الإنتظار، وأنّ هناك حلولاً ترضي الجميع، لكنها تتطلب قليلاً من التواضع والتنازل والتضحية». وجاء الاتصال بين الراعي وباسيل بعد اتصالٍ طويل آخر جرى أمس الأول بين الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وخلوة عُقدت السبت الماضي في بقاعكفرا بين الراعي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وأشارت مصادر بكركي إلى أنّ «الراعي يُضطر إلى الدخول في الحلول للإسراع في التأليف، من دون التحدث في توزيع الحقائب طبعاً، فهذا ليس دور بكركي، بل إنها تدخل في العناوين فقط».

وإذ شدّدت هذه المصادر على أنّ «القضية فعلاً غير بسيطة»، أكّدت أنّ «كل يوم تأخير في التأليف يحمل خطراً أكبر وأوسع، ولهذا السبب يُصرّ البطريرك على إنجاز الحكومة في أسرع وقت مُمكن». ولفتت إلى أنّ «الناس «تبكي وتشكي» لبكركي، فالمواطنون يُمكنهم الوصول إلى البطريركية المارونية بسهولة، فيما وصولهم إلى مراكز ومراجع أخرى أمر صعب بسبب الحماية والإجراءات الأمنية، ولذلك تعي بكركي حقاً وضع الناس». وتحمل بكركي «مطالبات شعبية بحماية المصالحة المسيحية وصونها وبالإسراع في تأليف الحكومة، لأنّ البلد مُجمّد، فإن لم تُسبّب إسرائيل بنكسة للبنان وتطيّر موسم الصيف، هل نقوم نحن بذلك بأيدينا؟» على خط آخر من مسار التأليف الحكومي، يبرز تشديد الراعي وتكراره في مواقفه وكلامه على عدم حصريّة التمثيل المسيحي بـ«التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» فقط في الحكومة، فبكركي تعتبر أنّ «مشاركة الجميع في الحكومة من المسلمات، وتتحدث دائماً عن الثوابت والمبادئ والمسلمات الوطنية، النابعة من روح الميثاق الوطني والدستور اللبناني». وترى بكركي أنّ «في لبنان لا يُعتمد نظام الأحزاب، فإما أن نغيّر النظام أو نلتزم بالنظام القائم، فنظامنا ليس «نظام الحزبين» بل إنه نظام طائفي متنوّع، ولكن من حقّ كل حزب في ظلّ النظام الديموقراطي أن يطمح للوصول إلى السلطة وحصد أكبر عدد من المقاعد والنفوذ، وكل ذلك مشروع، إلّا أنّ التنوّع والموزاييك في لبنان لا يسمحان بتفرّد جهة ما بالسلطة، ولا يختلف اثنان على أنّ مَن حاز على العدد الأكبر من المقاعد النيابية تكون حصته أكبر من الآخرين في الحكومة». ولكن لكي لا تكون هناك فئات مغبونة، تشعر بأنها وُضعت على الهامش أو غُيِّبت أو أُقصيت، ومن أجل تعزيز روح المشاركة، تشدّد بكركي على «تمثيل الجميع، وفق النسبية، لأنّ لبنان قائم على مجموعة من العائلات والبيوتات والأحزاب والزعامات السياسية، فنظامنا نظام مشاركة». وعلى صعيد الأحزاب المسيحية الأربعة، أشارت مصادر بكركي إلى أنّ «كلّاً من حزب «الكتائب» وتيار «المردة» ممثل بنواب. ونحن لا ندعو إلى التساوي بين جميع الأحزاب، لأنّ نظامنا ديموقراطي، وهناك أكثرية تمثيلية لأحزاب لا يمكن أحد أن يحرمَها منها، وهذا حقها الطبيعي، ولكنّ هذه الأحزاب ستقوى أكثر إذا شاركت غيرها في الحكم. وفي ظلّ حكومة وحدة وطنية، لا يجب حصر التمثيل الطائفي، بل تمثيل الجميع وفق حجمهم التمثيلي في المجلس النيابي. ففي ظلّ جوٍّ ونظامٍ طائفي لا يُمكن الحديث عن أكثرية تلغي أقلّية». كلام الراعي يُترجمه عملياً أنه «يُشدّد في لقاءاته، ومنها مع «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» على تمثيل الجميع والتنوّع»، حسب ما أكدت المصادر، مضيفة «أنّ أكثر صورة عزيزة على قلب البطريرك هي صورة الأقطاب الأربعة مجتمعين في بكركي خلال الشهر الأول بعد انتخابه بطريركاً»، وهو يسعى دائماً إلى أن لا تغيب هذه الصورة، ويتمنّى في لقاءاته أن تعمّ المصالحة والتوافق كل الأطراف مسيحياً ومن ثمّ وطنياً.

 

هل يضطر نصرالله لقيادة إنتفاضة البقاع المعيشية؟

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 17 تموز 2018

كل محافظات العراق تعاني من التهميش التنموي، ولكنّ محافظة البصرة هي الأكثر معاناة. وكل محافظات لبنان تعاني من الإهمال التنموي، ولكنّ محافظة البقاع هي الأكثر معاناةً. وأزمة البصرة مع التنمية وإهمال الدولة، عمرها من عمر دولة صدام حسين، وهي مستمرّة مع حكومات العراق الحالية. وأزمة البقاع عمرها من عمر استقلال لبنان، ولم تحلّها عهود «الطائف» ولا تبدُّل زعامات منطقتها. وتشترك محافظتا البصرة والبقاع ايضاً بأنهما مصدر اقتصادي مهم لبلديهما، الأولى نفطية والثانية زارعية.. وفيما تؤدّي البصرة دور خزان المقاتلين الشيعة لـ«الحشد الشعبي»، فإنّ البقاع هو «الخزان البشري» لمقاومة «حزب الله».

السمات المشترَكة بين محافظتي البصرة العراقية و البقاع اللبنانية، تجعل انتفاضة البصرة الراهنة ضد إهمال تنميتها ووضعها المعيشي البائس والمزمن، لها معنى داخل ما يحدث - وما يمكن أن يحدث- في البقاع الذي يعاني ايضاً من إهمال تنميته ومن تفلّت أمنه ومن وضع بائس مزمن. وبمثلما أنّ الديموغرافيا في البصرة والبقاع متشابهتان، فإنهما في السياسة تبدوان متصلتين ايضاً، وذلك من النواحي المحلية والاقليمية والدولية. قائد «عصائب الحق» الشيخ الخزعلي، أعلن في مناسبة انتفاضة البصرة المستمرة منذ ايام، أنه يسير خلف فتوى السيستاني بدعم الانتفاضة المعيشية ولكنه يحذّر من تسييسها بحيث يظهر وكأنها إنتفاضة على مشروع المقاومة الذي تدعمه إيران في العراق. والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله طالما أعلن تأييده لاعتراضات البقاع المعيشية، ولكن حذّر من تسييسها وتحويلها جزءاً من الحرب الناعمة الدولية على «حزب الله» ومقاومته، وذلك إنطلاقاً من هدف ضرب تلاحم الحزب مع بيئته الشعبية.

وتثير اسئلة انتفاضة البصرة المستمرة منذ ايام، اسئلة عراقية واقليمية عن تأثيراتها على علاقة «الحشد الشعبي» ومِن ورائه إيران، بأهم معاقل بيئتها الشيعية العراقية المباشرة. وفي الوقت نفسه، تثير انتفاضة البصرة اسئلة في لبنان عمّا إذا كان التشابه الكبير بين ظروفهما، سيدفع البقاع الى السير على خطى البصرة بإعلان انتفاضة في وجه فشل وعود التنمية المزمنة التي قطعتها له الدولة وأحزاب منطقته التي يشكّل خزانها المقاوم.

في كل تموز من كل عام تحدث حركة احتجاجات في البصرة، بفعل أنّ الحرارة في هذا الشهر تصل الى 50 درجة، ويتزامن ذلك مع ازدياد شحّ المياه وانقطاع الكهرباء، ما يجعل الحياة جحيماً. ولكن هذا العام تحوّلت حركة الاحتجاج انتفاضة تتّجه الى أن تصبح ثورة..

والأحزاب الشيعية ذات الصلة بالبصرة «الحشد الشعبي» وتيار «الحكيم» الذي منه محافظ البصرة ووزيرا الطاقة والنفط في الحكومة المحلية - تتكلّم بلسانين، الاول يعترف بالتقصير وبحق البصرة في التنمية، والثاني يحذّر من وجود مؤامرة تحاول إستغلال أزمة التنمية الكبرى في البصرة لكي تشعل النار داخل بيت الخط المؤيّد لإيران في العراق. وذات مضمون خطاب «اللسانين» قال به «حزب الله» حينما اعترض بقاعيون على تسميات مرشحيه الحزبيّين على لائحته البقاعية في الانتخابات النيابية الاخيرة، وطالبوه بلائحة تمثل مصالح تنمية البقاع.. والامر نفسه يقوله اليوم محتجّو البصرة الذين يريدون مسؤولين تكنوقراط لمرافق مدينتهم الاقتصادية، من ابناء البصرة، وليسوا حزبيّين. لقد وجّه اهل البصرة إنذاراً أخيراً للدولة، مدته ايام معدودة، لكي تقدم افعالاً لا وعوداً، وإلّا فالثورة..

المرجعية الدينية الشيعية في العراق، حاولت ركب موجة الانتفاضة، وتسرّبت تحت غطائها لفعل الأمر نفسه، أحزاب شيعية كـ»الحشد الشعبي» وتيار الحكيم وحزب «الدعوة الإسلامية»، الخ.. ولكن في مقابل كل هؤلاء، فإنّ مَن يحرّك واقعياً انتفاضة البصرة على الأرض، ويقتحم مبنى المحافظة ويعطل عمل مرافئ النفط، هم في الغالب جمهور الفئات الصامتة، وجماعات المجتمع المدني الذين تحالف معهم «التيار الصدري» في الانتخابات الاخيرة التي تمّ تعطيل نتائجها. وهناك الآن سباق على مسألة مَن يستطيع قيادة «ثورة البصرة» التي لم يعد في الإمكان مداواتها بـ»الاسبرين»؟.هل تنجح في ذلك تيارات المجتمع المدني الشيعية ذات الأجندات غير الموالية لطهران.. أم ينجح «الحشد الشعبي» بقيادة الانتفاضة، واعلان نفسه قائداً لها، بدلاً من أن يصبح احد ضحاياها، وحينها ستنتصر- كما يقول خطابه السياسي- المؤامرة ضد إيران وحلفائها في العراق؟؟

السؤال نفسه بات يقترب شبحُه اليوم من أزمة التنمية في البقاع. ومفاده هل يستبق نصرالله تململ الحراك الشعبي الجاري هناك، والمتّسم أنه بكليته يتشكل من جمهور هو من خارج أطر «حزب الله»، وغايته الراهنة هي تطوير الاعتراض البقاعي ليصبح انتفاضة بدلاً من أن يظلّ احتجاجات؟

لا شك في أنّ العِبر السياسية لإنتفاضة البصرة، توصِل لنصرالله رسالة واضحة، وهي أنّ الوقت فات على انتظار تماسك الوضع الحكومي، لمداواة أزمة البقاع مع التنمية، وبات السؤال الملحّ الآن: هل يجب على «حزب الله» المبادرة الى قيادة انتفاضة البقاع المعيشية لتجنّب انفجار ثورة إحباطه في وجهه، وأيضاً حتى يتمّ قطع الطريق على مشروع أن ينقاد من قبل الحراك المدني المتهم بأنه ذو أجندة سياسة غربية هدفها الاساس ضرب علاقة الحزب بقاعدته الإجتماعية؟

وثمّة وقائع ميدانية تغذّي طرح هذا الخيار لدى الحزب. فأخيراً تكرّرت تحت أعين الحزب القلقة زيارات ديبلوماسيين وسفراء دول غربية الى منطقتي بعلبك والهرمل. وبعض هؤلاء مكث اياماً في تلك المناطق، بضيافة فعاليات اجتماعية بقاعية مستقلّة. ومادة هذه الزيارات هي البحث في سبل مساعدة تنمية البقاع. وكل ذلك يحدث، وسط تعاظم نقد البقاعيين لـ»حزب الله» الذي وعدهم خلال الانتخابات بـ «خطة تنمية»، ولكن بعد الانتخابات أرسلت اليهم الدولة «خطة أمنية»!. قبل عقدين قُمِعَت «ثورة الجياع» التي قادها الشيخ صبحي الطفيلي المنشقّ عن «حزب الله»، تحت مبرّر أنّ غايتها سياسية. وخلال الانتخابات الاخيرة، فاز على لائحة «حزب الله» اللواء جميل السيد بصفته شخصية مستقلة مؤيّدة للمقاومة، ولكنّ اللواء السيد بدأ يركّز في تقديم نفسه، على أنه شخصية بقاعية تحمل همّ منطقتها المعيشي. وأخذ يردّد في كل مناسبة أنّ «البقاع يستحق رئاسة مجلس النواب والعدالة في نيل الثروة»، وهذه لغة لا يستسيغها «حزب الله»، ليس لأنه لا يعترف بحقّ البقاع في التنمية، بل لأنّ هذه اللغة تؤدّي الى شقاق بين جناحي الشيعة في لبنان، أي الجنوب المتّهم بـ»تخمة الثروة والمناصب» والبقاع الموسوم بـ«الحرمان المدقع».

والواقع، أنه كما في البصرة، كذلك في البقاع، يمكن لحظُ وجود مشاريع عدة داخل المكوّنات السياسية الشيعية هناك وهنا، وأيضاً من خارج الشيعة. وجيمعهم يتسابق على نيل لقب مُطلِق انتفاضة المنطقتين الأكثر فقراً في العراق وفي لبنان، والأكثر عطاءً لمشاريع المقاومة التي تدعمها إيران. وكل طرف من هؤلاء المتسابقين له اجندته السياسية الذي يضمرها وراء الشعار المعيشي الملحّ والجذّاب، إضافة لكونه المُحِقّ.

 

عن بلد ينحدر إلى الهاوية وحكّامه يتلهّون في صراعاتهم

خالد غزال/الحياة/17 تموز/18

يمر لبنان في مرحلة ندر أن عرفها في تاريخه حتى زمن الحرب الأهلية. أزمات تضربه من جميع الجهات، وطبقة سياسية – طائفية لاهية في صراعاتها، مع العهد الجديد المسمى «بالقوي»، فيما تثبت الأيام عجزه «القوي». في نظرة على الوضع العام، يمكن التدليل على تخبّط البلد من خلال مفاصل وعناوين تشكل غيضاً من فيض. في الميدان الاقتصادي، الكل من الطبقة السياسية، سواء منها من كان في الحكم أو خارجه، يعترف بأن البلد على شفير الانهيار الاقتصادي. من رأس الدولة الذي بشر الناس بأن لبنان على شفير الإفلاس، الى رئيس الحكومة المكلف، الى سائر الأوساط الاقتصادية، كلها تدق ناقوس الخطر على الاقتصاد. لا يقع الخوف من انهيار الليرة اللبنانية، فهذه محمية من عدم تلاعب المصارف بالعملة على غرار ثمانينات القرن الماضي، بل لأن أكثر من 75 في المئة من مديونية المصارف للدولة اللبنانية هي بالعملة اللبنانية، ما يعني إصرار المصارف على عدم تخفيض العملة لأن ذلك سيتسبّب بخسارة فادحة لهم.

أما تجليات الأزمة الاقتصادية فتبدو واضحة في انهيار المؤسسات وإقفالها، من تجارية وسياحية وحتى صناعية، وصرف العاملين فيها، بما يجعل البطالة في ارتفاع متزايد. وأخيراً، بدأت الشركات العقارية بالإفلاس، ما يهدد القروض السكنية ويحرم مشتري الشقق من حقهم، زاد الأمر سوءاً توقّف القروض السكنية من مؤسسة الإسكان. يضاف الى ذلك، آلاف الخريجين من الجامعات الذين لا يجدون عملاً، حتى أبواب الهجرة لم تعد متوافرة كما في السابق.

في ميادين أخرى، حدّث ولا حرج، عن أزمة الكهرباء التي أعطيت وعود للبنانيين منذ العام 2010 بعودتها أربعاً وعشرين ساعة، فلا تأتي اليوم سوى ساعات محدودة. تتأرجح الأزمة بين الصفقات على البواخر والامتناع عن تشغيل المعامل من جهة، وبين مافيات المولدات التي تتشارك مع قوى سياسية، فتفرض أسعاراً خيالية على المواطن، الذي عليه دفع فاتورتين. أخطر ما في قضية المولدات، أن الدولة لن تستطيع تأمين الكهرباء للمواطن لعجزها عن توقيف المولدات وأصحابها الذين باتو أقوى من الدولة. في ميدان الدواء والصحة، حدّث ولا حرج عن الفساد ونهب الأدوية المرتفعة السعر وبيعها في السوق السوداء، وكله يجري بواسطة مافيات تتمتع بغطاء سلطوي. أما النفايات فعادت جبالا تكلّل الشواطئ اللبنانية والوديان والتلال، ولا ترغب الدولة في إيجاد حل لها، لأنها «دجاجة تبيض ذهباً» لهذه الطبقة السياسية، على رغم أن أكثر البلدان تخلفاً في أفريقيا استطاعت حل هذه المشكلة والإفادة من تدوير النفايات في توليد الطاقة. ومياه الشرب دخلت عليها المافيات، فحولت المياه الى المسابح، وحرمت المواطن من حقه فيها، فبات عليه شراء الماء ودفع فاتورة عالية أسبوعياً.

يشهد اللبناني يومياً، حديثاً صحيحاً عن صفقات الكهرباء والنفط والاتصالات، وهي صفقات تدر الملايين من الدولارات على الطبقة السياسية. يقترن ذلك بالتهريب غير المحدود للبضائع وحرمان الخزينة من الموارد الجمركية، وهو تهريب محمي من الميليشيات وأركان السلطة. ولتغطية هذه الموبقات، يجري استحضار خطاب عنصري ضد النازحين السوريين، وتحميلهم أعباء الأزمة الاقتصادية والانهيار المقبل. إضافة الى إغراق البلاد بخطاب طائفي ومذهبي لا وظيفة له سوى شحن الجمهور اللبناني لإلهائه عن مشاكله. أما المهزلة في الموضوع كله، فهي أن العهد القوي وخطاب المتنطّحين الى السلطة، يشددان على أن الحكومة المقبلة ستضع في أولوياتها محاربة الفساد. فكيف يمكن طبقة فاسدة ومفسدة أن تعالج الفساد؟ الأمر يستدعي السخرية. وسط هذه الفوضى التي يعيشها البلد، أُجريت الانتخابات النيابية التي أنتجت الطبقة السائدة أصلاً، بل وحتى الأسوأ منها. كُلِّف رئيس الوزراء الذي لم يستطع حتى الآن، على رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على تكليفه، الإقلاع في التشكيل. فالطبقة السياسية – الطائفية تتصرف كل كتلة فيها على أساس أن البلد مقاطعات ومحاصصات، كل طرف يرغب في الحصة الأكبر من الوزراء. يرتفع صراخها في كشف مؤامراتها على بعضها البعض من جهة، وتضع العراقيل والفيتوات في وجه القوة المقابلة. أما العهد القوي، فلم يتخل عن طموحه في تحويل النظام الى ما يشبه النظام الرئاسي، وإعطاء نفسه سلطة لا أساس لها في الدستور، ما يعقّد التشكيل الحكومي. والرئيس المكلف، يبدو همّه محصوراً في كيفية بقائه رئيساً حتى ولو كلفه التنازل عن صلاحياته في التشكيل والحكم. ينتشر كلام كثير عن أن موقفه هذا عائد الى ارتباطه بصفقات الكهرباء والنفط والاتصالات وغيرها. أين يقف الشعب اللبناني من كل ما يجري؟ منذ سنوات، انكفأ الجمهور عن الاعتراض في الشارع دفاعاً عن مصالحه. لقد نجحت الطبقة السياسية في «تخدير» هذا الجمهور، فلم يعد يتحرك إلا وفق الغرائز الطائفية التي تتقنها هذه الطبقة. وهو ما يجعل إمكان تغيير الوضع أو تعديله في عالم المجهول.

 

البيتكوين بين الـ 5 آلاف و الـ60 ألف دولار

طوني رزق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 17 تموز 2018

تعتبر البيتكوين أبرز العملات الافتراضية، وهي أول عملة رقمية والسبب في جعل هذا السوق بما هو عليه الآن، وتحتل المرتبة الأولى في التصنيفات، وتعدّ أعلى عملة افتراضية سعراً. تعد البيتكوين من الجيل الأول للعملات الافتراضية وأكثرها شعبية في العالم، وهي مُدرجة في معظم منصّات التداول، كما تستخدمها العديد من الخدمات والشركات كطريقة للدفع. يصل سعرها إلى 6630 دولاراً حالياً، وهو أقل بأكثر من 3 مرات تقريباً من سعرها في نهاية العام 2017، إلّا أنّ هناك اعتقاداً شائعاً بعودة ارتفاعها مرة أخرى وبقوة. وكانت العملة الرقمية الاولى عالمياً قد تراجعت مؤخراً الى مستوى الدعم النفسي قرب الـ6000 دولار بقيمة سوقية بلغت 107 مليارات دولار وخلال عملية تدعيم الحد الأدنى الجديد، لتتأرجح اسعارها صعوداً ونزولاً داخل نطاق 6000-7000 دولار. ويعمل هذا الأمر على جمع الطاقة الداخلية اللازمة للخروج منه أو الانهيار دونه. وينتظر الكثير من كبار المستثمرين انخفاضاً إلى ٥٠٠٠ دولار للدخول في سوق البيتكوين مجدداً. ولم يحبط التراجع الحالي في العملات المشفّرة العدد القليل من المستثمرين، الذين احتفظوا بتوقعاتهم الصعودية. فما زال البعض يستهدف مستوى 25000 دولار أميركي للبيتكوين قبل نهاية هذا العام، في حين يتوقع عدد آخر من مناصري البيتكوين الصعوديين الآخرين بلوغ البيتكوين ٦٠٠٠٠ دولار بحلول نهاية العام ٢٠١٨ الجاري. ويبقي البعض توقعاتهم على نفس القدر من الصعود للعملات المشفّرة، ويعتقدون أنها تمر بعملية بناء مستوى مُتدن جديد. ومع ذلك، فإنهم يلتزمون التحفظ والحذر في الوقت الحالي. حيث يجب على المستثمرين على المدى الطويل استغلال الانخفاضات الحادة، قبل إعادة اضافة العملات الرقمية الرئيسية إلى مَحافظهم.

ما هي البيتكوين؟

البيتكوين عملة افتراضية لا مركزية، وتتداول من الند إلى الند، يتم تشغيلها بواسطة مستخدميها بدون سلطة مركزية أو وسطاء.

تتم مشاركة سجل الحسابات على شبكة البيتكوين اي ما يسمّى دفتر «البلوكتشين». يحتوي هذا الدفتر على جميع التعاملات المالية التي تمت معالجتها على الشبكة مما يسمح لجهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم بالتحقق من صحة كل تعامل. تتم حماية توثيق كل عملية بوجود توقيع رقمي عليها، مرتبط بعنوان الإرسال، بما يسمح لجميع المستخدمين بأن يمتلكوا السيطرة الكاملة على إرسال هذه العملة الرقمية من عناوين البيتكوين الخاصة بهم. بالإضافة إلى ذلك فإنه بإمكان أي شخص كان، وذلك بإستخدام الجهاز المناسب وقدرة الكمبيوتر المناسبة، بأن يقوم بعمليات التداول، وأن يقوم بتحقيق الارباح مقابل ذلك او العكس .

ما هو البلوكتشين ؟

البلوكتشين سجل حسابات رقمي، يتم فيه حفظ التعاملات التي تتم عن طريق البيتكوين أو العملات الرقمية الأخرى، والتي تسجل بطريقة متسلسلة زمنياً، وتكون متوفرة للمشاهدة العلنية.

كيف يمكن شراء البيتكوين؟الوسيلة الأكثر إنتشاراً لشراء البيتكوين هي عبر بورصات البيتكوين مثل (جي داكس) أو (بيتستامب)، أو بشكل مباشر من الأشخاص الأخرين عبر مواقع الأسواق والمزادات. يمكن القيام بعمليات الشراء بعدد من الطرق، تتنوع بين الدفع نقداً، إلى بطاقات الإئتمان وبطاقات السحب الآلي، والتحويلات المصرفية، بل وحتى الدفع بإستخدام عملات افتراضية أخرى.

ما هي محفظة البيتكوين؟

في عالم البيتكوين، «المحفظة» هي في الواقع المرادف للحساب المصرفي. إنها تسمح بتلقي عملات البيتكوين، وتخزينها، ومن ثم إرسالها للآخرين. هناك نوعان من المحافظ: البرمجية والشبكية. المحفظة البرمجية هي التي تقوم بتحميلها على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي . من خلالها تتم السيطرة بشكل كامل على أمن العملات الإلكترونية. المحفظة الالكترونية، محفظة تتم إدارتها من قبل طرف ثالث. هذا النوع يكون عادة أسهل للإستخدام، شرط الوثوق بمزوّد الخدمة بالمحافظة على مستويات عالية من الأمن لحماية ألاموال الرقمية.

بورصة بيروت

جرى أمس تبادل 141436 سهماً في البورصة اللبنانية قيمتها 1.58 مليون دولار، وجرى تداول 10 أسهم، ارتفع منها 5 وتراجعت 3 واستقرّ سهمان. وفي الختام، إرتفعت القيمة السوقية للبورصة 0.18% الى 10.352 مليارات دولار. أما أنشط الاسهم فكانت:

• اولاً: سوليدير الفئة أ، وزادت 0.13% الى 7.23 دولارات مع تبادل 39952 سهماً.

• ثانياً: بلوم بنك، وزادت 0.29% الى 10.23 دولارات مع تبادل 37200 سهم.

• ثالثاً: بنك بيبلوس، وتراجعت 2.77% الى 1.40 دولار مع تبادل 30000 سهم.

• رابعاً: بنك عودة، وارتفعت 1.19% الى 5.07 دولارات مع تبادل 20000 سهم.

• خامساً: شهادات بنك بلوم، وزادت 0.965 الى 10.50 دولارات مع تبادل 3730 سهماً.

العملات

تباين سعر اليورو مقابل العملة الاميركية، خلال تداولات يوم أمس، حيث كان قد تداول فوق 1.17 دولار، ولكن سرعان ما تراجع الى ما دون ذلك مع افتتاح الأسواق الأوروبية، وكانت البيانات قد أشارت الى انخفاض الميزان التجاري للإتحاد الأوروبي بشكل قوي.

وحاول الجنيه الإسترليني التحرّك بشكل إيجابي، حيث حافظ على تحركاته فوق الدولار و32 سنتاً، وسط الوضع المُحرج للحكومة البريطانية بعد استقالة وزير الخارجية ووزير البريكسيت.

وافتتحت الليرة التركية تداولاتها الأسبوعية بشكل إيجابي، حيث تراجع زوج الدولار مقابل الليرة التركية من أعلى مستوياته التاريخية، ليتحرك بالقرب من الأربع ليرات و83 قرشاً.

واستمرت أسعار العملات الإفتراضية المشفّرة بالتماسك عند مستوياتها السابقة، حيث تتحرك بتكوين فوق الستة آلاف وثلاثمئة دولار، وتتداول إيثيريوم فوق الأربعمئة وخمسين دولاراً، وأمّا ريبيل فتبقى دون الخمسة والأربعين سنتاً.

أسواق الأسهم

فتحت الأسهم الأميركية على استقرار، في ظل خسائر أسهم الطاقة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، والتي مَحت أثر مكاسب القطاع المالي بعد تقرير فصلي قوي من بنك أوف أميركا. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 6.17 نقاط أو 0.02 بالمئة إلى 25025.58 نقطة، وزاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 0.12 نقطة إلى 2801.43 نقطة، وصعد مؤشر ناسداك المجمع 5.76 نقطة أو 0.07 بالمئة إلى 7831.74 نقطة.

ساهم ارتفاع أسهم الشركات الصناعية وشركات الأدوية في تحقيق الأسهم الأوروبية بعض المكاسب أمس، حيث أدّت بيانات تظهر تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين إلى كَبح الصعود. وارتفع مؤشر ستوكس 60 للأسهم الأوروبية 0.2 بالمئة، مُقتفياً أثر مؤشر داكس الألماني الذي له انكشاف واسع على الصين.

الذهب

تعافت أسعار الذهب من أدنى مستوياتها في سبعة أشهر، مع تداول الدولار دون مستوياته المرتفعة التي سجّلها في الآونة الأخيرة، وبعد نشر بيانات ضعيفة عن الناتج المحلي الإجمالي الصيني أثّرت سلباً في الأسهم الآسيوية. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1242.86 دولاراً للأونصة، بعدما بلغ أدنى مستوى له منذ 12 كانون الأول عند 1236.58 دولاراً للأونصة يوم الجمعة.

وزاد الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم آب نحو 0.2% إلى 1243 دولاراً للأونصة.

وتَذبذبَ الدولار أمام اليوان الصيني، رغم صدور بيانات رسمية أمس أظهرت تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني في الربع الثاني بما يتماشى مع التوقعات. وجرى تداول العملة الأميركية أمام سلة من 6 عملات رئيسية دون ذروتها في عشرة أيام.

النفط

هبطت أسعار النفط أمس مع انحسار المخاوف من تَعطّل بعض الإمدادات وإعادة فتح موانئ ليبية، بينما يترقّب التجّار زيادات محتملة في إمدادات روسيا ومُنتجي نفط آخرين.

وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 1.49 دولار إلى 73.84 دولاراً للبرميل، قبل أن يتعافى قليلاً ليجري تداوله منخفضاً 1.33 دولار عند 74 دولاراً للبرميل. ونزل الخام الأميركي الخفيف 1.15 دولار إلى 69.86 دولاراً للبرميل.

 

الليرة اللبنانية والمصارف اللبنانية أقوى من "الحملات المجحفة"

الهام فريحة/الأنوار/16 تموز/18

لو لم تكن الليرة اللبنانية بيد حاكم مصرف لبنان بالذات، والمصارف اللبنانية بالذات، ولو تركت على غارب السياسيين، فماذا كان حلَّ بها؟ مرَّت الليرة اللبنانية والوضع النقدي والمالي اللبناني منذ العام 2005 بأعتى الظروف: الزلزال الكبير باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان كل لبنان يقول إنَّ الإقتصاد مرتبط بشخصه. سلسلة الإغتيالات التي أعقبت ذلك، وشملت نواب ورؤساء أحزاب وصحافيين. حرب تموز 2006 التي استمرت 33 يوماً فخلفت خسائر هائلة. الفراغ الرئاسي من خريف 2007 إلى ربيع 2008. أحداث 7 أيار في بيروت. الإعتصام في وسط بيروت على مدى 11 شهراً. إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري من خلال استقالة أكثر من ثلثها. الفراغ الرئاسي على مدى سنتين وستة أشهر. العقوبات الأميركية على لبنان. الحرب السورية وتداعياتها على لبنان من خلال نزوح ما يزيد عن مليون ونصف المليون سوري، عدا السهو، إلى لبنان. حدثت كل هذه التطورات في لبنان على مدى 13 عاماً، ولم تتحرَّك الليرة، ولم يَنهَرْ إقتصاد لبنان، فلماذا اليوم يشيِّعون أنه سينهار؟ أليست المصارف هي ذاتها التي كانت في قلب المعمعة وفي خضم المواجهة في هذه الحروب المتلاحقة والمتعاقبة؟ ماذا تغيَّر؟ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ما زال على تصميمه وعزمه وإرادته بأنَّ مَن لم تهزُّه زلازل الإغتيالات والحروب والأزمات السياسية وانعكاسات الحروب، لن تهزَّه اليوم أزمة سياسية عابرة. والمصارف اللبنانية التي لم تقوَ عليها أعاصير الأزمات والعقوبات، لن تقوى عليها اليوم. نقول كل هذا الكلام لأنَّ هناك مَن لا يتوانى عن استهداف القطاع المصرفي، وهذه المحاولات إنْ دلَّت على شيء فعلى أنَّ هناك مَن يريد أن يستهدف الإستقرار في لبنان من خلال استهداف الليرة والوضع الإقتصادي ككل. "الغيارى والمحبِّون" إلى أين يريدون أن يصلوا؟ إذا نظرنا حولنا فماذا نجد؟ مَن يتذكَّر الأزمة النقدية في قبرص وكيف اقتطعت نسبة من الودائع في المصارف؟ مَن يتابع تراجع قيمة الليرة التركية بالمقارنة مع العملات الأجنبية؟ مَن يتابع تطورات الوضع الإقتصادي والنقدي في اليونان؟ وكيف أنَّ القطاعات من سيِّئ إلى أسوأ.مع ذلك لا نجد في تركيا أو اليونان أو قبرص مَن يقوم بمهمة "جلد الذات" أو "سياسة العملات" الذين لا ينفكون ليل نهار على استهداف قطاعاتهم، فلماذا يحدث ذلك في لبنان؟ وما هي الفائدة في عدم الإنفكاك عن اعتبار أنَّ لبنان في منحدر باتجاه الهاوية؟ لا، لبنان ليس هكذا ولن يكون هكذا، خفِّفوا من غلوائكم واتَّقوا الله، ولو كان لبنان سينهار لكان انهار في أية محطة من المحطات الخطيرة الآنفة الذِكر.

 

النظام الإيراني لن يسقط من الداخل – توفيق هندي

توفيق هندي/موقع مدى الصوت/16 تموز/18

النظام السياسي في جمهورية إيران الإسلامية ثيوقراطي. المرشد الأعلى يتمتّع بسلطة مطلقة ليست فقط من الحق الإلهي، فالمرشد هو الله على الأرض بعد سلسلة تفويض للسلطة: الله، محمد، علي، نسله حتى الإمام المغيّب، المهدي، لنصل في النهاية إلى نائب الإمام، الفقيه، خامنئي حالياً، الخميني سابقا.

النظام السياسي متطور ومعقّد للغاية، يفسره بضراوة لاعبو الشطرنج، الفرس!

لا حاجة إلى الأحزاب السياسية بالمعنى الحقيقي للكلمة! الشعب بأجمعه هو حزبٌ لله (حزب الله)!

بحسب ضرورة الظرف، يختار المرشد الأعلى المتعاونين معه، تعييناً أو انتخاباً.

وحدهم الغربيون يصدّقون بإرادتهم أو غصباً عنهم خداع الانتخابات الوهمية والديموقراطية الإيرانية، يصدّقون ثورة خضراء أو صفراء أو برتقالية، ويصدّقون إمكانية تطّور هذا النظام السياسي.

في واقع الأمر، لعبة الأضداد في التناقضات التقليدية / الإصلاحية أو المتطرفة / المعتدلة تحدث في إطار النظام الإسلامي المحبوك جيداً، تحت عين المرشد الأعلى اليقظة والفضولية.

جمهورية إيران الإسلامية ليست اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية!

والأسباب التي أدت إلى سقوط اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لا تنطبق على جمهورية إيران.

الشيعية ليست ديناً ولا إيماناً ولا أيديولوجية فحسب.  هي كلّ ذلك وأكثر.

الشيعية انتماء ثقافي واجتماعي يمتدّ على أربعة عشر قرنا من الانتظار، من معارضة مغتصبي السلطة، من الظلم، من السعي إلى الاعتراف بشرعية مُنتهكة، من انتماء يتجاوز الانتماء الوطني!

يدعم هذا الإنتماء ويصونه ويديره رجال دين من رأس الهرم (الفقيه) حتى شيخ القرية أو الحي الذي يرتبط بالفقيه ويتبعه من جهة، ويذوب في الجماهير ويوجّههم من جهة أخرى.

بهذا المعنى، أكنّا مؤمنين ممارسين، محايدين دينيين أم ملحدين، لا يهم! لكننا شيعة قبل كلّ شيء. ثمةّ استثناءات بالتأكيد، وأعرف بعضها.

نعم، وهمٌ هو الاعتقاد بأن نظام إيران الثيوقراطي يمكن أن ينهار من خلال ثورة تطالب بالحرية والخبز. ووهم أيضا الاعتقاد بأن هذا النظام يمكن أن ينهار من خلال تولّي "المعتدلين" السلطة، أمثال رفسنجاني وروحاني.

(كلّ ذلك يتّضح اليوم من خلال مقال نُشر في صحيفة "الأخبار" اليوم بعنوان: "خامنئي داعِماً حكومة روحاني: ستُفشل المؤامرات الأميركية").

*هذه المعطيات من كتابي

Une troisième Guerre Mondiale Pas Comme Les Autres

.Stratégie pour confronter un djihadisme sans frontières

Editions du Pantheon

توفيق هندي/سياسي وأستاذ جامعي

 

لعبة المساومة الإيرانية – الإسرائيلية عبر سوريا

علي الأمين/العرب/17 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66092/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/

سوريا.. ورقة المساومة

إنهاء ما تبقى من قوى معارضة سورية مسلحة وغير مسلحة في الجنوب السوري هو ما يجري اليوم استكماله في درعا وريفها، وصولاً إلى القنيطرة ومحيطها، بعدما وصلت قوات النظام السوري إلى الحدود مع الأردن وسيطرت بدعم من القوات الروسية والميليشيات الإيرانية على معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة وصولاً إلى المعابر الحدودية مع الأردن التي صارت تحت سلطة النظام.

ورافق هذه العمليات العسكرية نقل الآلاف من المقاتلين وعائلاتهم إلى إدلب، في ظلّ أكبر عملية نهب طالت بيوت ومتاجر السوريين في المناطق التي دخلها الجيش السوري والميليشيات الحليفة، لا سيما في مدينة درعا التي شهدت انطلاقة الثورة السورية قبل سبع سنوات.

الاتفاق على إنهاء المعارضة في الجنوب وفي جنوب غرب سوريا، يبدو أنّه الاتفاق الأكثر ثباتاً، فالعمليات العسكرية التي انطلقت منذ نحو شهر، كان الغطاء الأميركي – الروسي عجلة انطلاقتها، والتأييد الإسرائيلي عنوان نجاحها الميداني، بحيث أكدت المواقف الرسمية الإسرائيلية بلا تردد أنّها تؤيد عودة النظام السوري إلى هذه المناطق، على قاعدة إعادة الاعتبار لاتفاق الهدنة أو فض الاشتباك والذي جرى توقيعه عام 1974؛ إذ لم يعد خافيا أن العمليات العسكرية وسلاسة سيطرة النظام وحلفائه الروس والميليشيات الإيرانية، ما كانت لتتم لولا الغطاء الإسرائيلي لها.

الشروط الإسرائيلية لإعطاء الضوء الأخضر للعمليات العسكرية هذه باتت واضحة، فإلى جانب الالتزام بشروطها الأمنية تجاه ابتعاد القوات الإيرانية لنحو 80 كلم عن حدود الجولان المحتل، كان التزام القوات السورية الرسمية بحماية الاستقرار على هذه الحدود بضمانة روسية، وعلى قاعدة إطلاق يد نظام الأسد في “تأديب” شعبه في مقابل الالتزام الكامل بمقتضيات الأمن الإسرائيلي على الحدود مع سوريا.

وفي إشارة عسكرية واضحة إلى الغطاء الإسرائيلي لعمليات النظام العسكرية في الجنوب السوري، وإلى مدى التزام قوات النظام السوري والميليشيات الحليفة بالشروط الإسرائيلية، فإنّ أيّ موقف إسرائيلي لم يشر إلى قلق لدى قادة إسرائيل من استمرار هذه العمليات وتطورها في المناطق الجنوبية، فيما قامت الطائرات الإسرائيلية قبل يومين (الأحد) بقصف مطار النيرب في الشمال السوري (حلب). هذه الضربة الإسرائيلية إن دلّت على شيء فهي تدل على أنّ إسرائيل راضية عن مسار العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام وحلفاؤه في الجنوب، والدليل أنّ طائراتها التي وجهت ضربات عسكرية في مطار يقع في حلب، لم تقم بتوجيه أي ضربة عسكرية في الجنوب، يُشتمُّ منها أي اعتراض إسرائيلي على العمليات العسكرية في الجنوب.

في موازاة كل ذلك تدور الأسئلة حول طبيعة التفاهمات التي جرت في الجنوب السوري، والتي تتم على أساسها العودة الميدانية إلى ما كان عليه الحال ما قبل الثورة السورية، وإذا كان ثمّة تفاهم أميركي وروسي وإسرائيلي على هذه الخطوة التي ينفذها النظام السوري وحلفاؤه من الميليشيات الإيرانية، فإن الاطمئنان الإسرائيلي لتنفيذ هذه العمليات، وصولاً إلى السماح للطائرات السورية الحربية بالاقتراب من حدودها إلى مسافة خمسة كيلومترات، يشير إلى أنّ إسرائيل مطمئنة إلى حدّ كبير لتنفيذ شروطها الأمنية والاستراتيجية في سوريا، وإلا لم تكن لتسمح بتنفيذ خطة سيطرة النظام من دون أي عرقلة، بل وفرت كل شروط النجاح لها، عندما اقتصرت تحذيراتها إعلاميا على عدم المس بالمدنيين السوريين ولا سيما في المناطق القريبة من حدودها.

أكبر عملية نهب طالت بيوت ومتاجر السوريين

الأرجح أنّ إيران وافقت على الشروط الإسرائيلية المتصلة بمناطق الجنوب السوري، فقد التزمت بوقف أيّ نشاط عسكري لمجموعات سورية أو موالية لها بذريعة تحرير الجولان كما كان عليه الحال قبل سنوات، إذ لم يعد يسمع في سوريا عن أيّ نشاط ولو إعلامي لمجموعات أو هيئات تنشط تحت عنوان تحرير الجولان، وأعلنت إيران بلسان مستشار مرشد الثورة، علي ولايتي، بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام أنّ “إيران مستعدة لسحب مستشاريها العسكريين من سوريا فيما لو طلبت الحكومة السورية ذلك”. ولكن يبقى السؤال حول مستقبل الوجود الإيراني العسكري في سوريا قائما، والدور الذي يمكن أن يجعل من وجوده المباشر أو غير المباشر حاجة دولية أو إسرائيلية.

حاول ولايتي وهو يبدي استعداد طهران للخروج العسكري من سوريا، أن يقدم إغراء لبوتين من خلال إبداء إيران استعدادها لعقد صفقات تجارية وعسكرية مع روسيا تفوق قيمتها الخمسين مليار دولار، وهو إغراء سيعزز العلاقة مع موسكو في مرحلة تحتاج إليها إيران لمواجهة العقوبات الأميركية المتنامية ضدها. ويعكس فيما لو تم إقراره دخول إيران مجددا في متاهة الاستنزاف والابتزاز الروسي والصيني، لا سيما لجهة فرض اتفاقات عليها بشروط قاسية.

يبقى أنّ إيران التي استثمرت في تعزيز وجودها الأمني والعسكري على حدود إسرائيل سواء في غزة أو جنوب لبنان أو جنوب سوريا، تمتلك ورقة تتيح لها المساومة مع الإسرائيليين، وهذه الورقة لن توفرها إيران في سياق الدفاع عن وجودها ونفوذها الذي بات أمام مرحلة حصار جديدة، وفي هذا السياق تشير معلومات دبلوماسية من بيروت إلى أن اتصالات غير مباشرة جرت بين الإيرانيين والإسرائيليين، فإلى جانب الاتصالات التي تقوم بها روسيا بين الطرفين فيما يتصل بالشأن السوري، تحدثت هذه المصادر عن اتصالات تمت بوساطة أردنية ومن خلال وفدين رسميين في أحد فنادق عمّان حيث تمركز كل وفد في أحد الطوابق وقام الوسيط الأردني بدور نقل الرسائل بين الطرفين. هذه اللقاءات تمت عشية انطلاق العمليات العسكرية الأخيرة في الجنوب السوري مع تصعيد العقوبات الأميركية ضد إيران، من دون أن تتضح نتائج هذه اللقاءات، لكن بحسب المصادر نفسها فإن الملفات العالقة بين إيران وإسرائيل عديدة ولدى الإيرانيين أوراق كثيرة يمكن أن يقدموها للإسرائيليين، لا سيما وأن دفع الأثمان يتم من كيس اللبنانيين أو السوريين والفلسطينيين.

الغياب العربي ;غياب المعارضة السورية عن هذه التطورات التي تطال الثورة السورية ووجود المعارضة سياسيا وعسكريا، يفتح الباب واسعاً أمام خلق تفاهمات إقليمية ودولية في الجغرافيا السورية بما لا يتناسب مع أدنى حقوق الشعب السوري، وأدنى شروط النظام الإقليمي العربي، وهو ما يفتح المجال أمام معادلة طالما استثمرتها إسرائيل لحساب مصالحها، ونجحت إيران في استغلالها لمقارعة خصومها، وهي معادلة حماية الفوضى وإدارتها في المنطقة العربية، فكلا الطرفين يعتمد استراتيجية العداء اللفظي في مخاطبة الآخر، فيما يوغل في تدمير المنطقة العربية وجعلها منطقة ضعيفة ومنكوبة.

سوريا مثال الثابت فيه تدمير الدولة وإضعافها بتشريد شعبها ودفع من تبقى للاستسلام، وهذا وحده كفيل بتوفير القدرة لدى إسرائيل وإيران على بقاء نفوذهما لا سيما إذا كانت الحاجة مستمرة لاستثمار ذريعة العداء المتبادل من أجل استكمال تعزيز نفوذهما السياسي والأمني على امتداد المنطقة العربية، وهذا ما سيكشف صحته من عدمها حدود التفاهم الأميركي الروسي في سوريا في ظل صمت عربي مريب وغياب أي موقف سياسي للمعارضة السورية بمختلف فصائلها.

 

انتفاضة فقراء البلد الغني

حازم الأمين/الحياة/17 تموز/18

في العراق انتهت الحرب على الإرهاب، واستقر الحكم لأحزاب شيعية تربطها علاقات متفاوتة مع إيران! ثم ماذا؟ من هو المسؤول عن الفشل الموازي؟ من هو الفاسد، ومن هي الجهة التي تحرم العراقيين من خيرات بلدهم؟ بلد دجلة والفرات عطِش! بلد أكبر ثالث احتياطي نفط في العالم يعيش بلا كهرباء! بلد الـ «نصر على داعش» تسيطر على الوضع الميداني فيه ميليشيات «الحشد الشعبي» التي لا تقل مذهبية عن «داعش»! وبلد الانتخابات الحرة تجري فيه أكبر عملية تزوير للانتخابات، بحيث اشتريت محطات انتخابية بأكملها! واليوم تُوج مشهد الفشل الهائل هذا بعنصر جديد، ذاك أن الاحتجاجات كشفت عن حقيقة مرة: مطار النجف الذي أقفله المحتجون تديره ميليشيات خمسة أحزاب من بينها حزب «الدعوة» الحاكم. أخبار العراق على هذا الصعيد تتفوق في بعثها على الذهول أخبار «جمهوريات الموز» في أميركا الوسطى.لكن الفشل طبقات، وهو إذ يستعير خبرات من خارج الحدود، يمعن في محوه حدود السيادة، فيفوض طهران إدارة موقعه الإقليمي، ويُعرض العراق لاحتمالات العقوبات ولارتداداتها، ويُعطي ضهره لتركيا، ويُعاقب الأكراد من موقعه المذهبي، ويُقاتل في سورية، ويُهمش السنة العرب، وتتقاطر نخبه الجديدة إلى بيروت للاستثمار في الاقتصاد الشيعي فيها، وهذا كله يجري في ظل مواطن عراقي «شيعي» عطشٍ، وجائعٍ، ومحترق بشمس تموز. لكن الانتفاضة «التموزية» في المدن العراقية، تمت أيضاً بقرابة لبؤر الانتفاضات التي تشهدها مدن إيرانية. لا بد من التفكير بهذا طالما أنهما (الانتفاضتان) تجريان في الوقت نفسه وتستهدفا سلطتين تمتان إلى بعضهما بعضاً بقرابة تصل إلى حدود الاستتباع. مع الحرص على لحظ فوارق بين النظامين لجهة أن التجربة العراقية عصية على أن يتم دحر انتفاضة فيها عبر إقدام السلطة على تعطيل شبكة الإنترنت، وهو ما فعلته الحكومة العراقية، في استعارة أكثر من رمزية لتقنيات قمع طهران انتفاضات الإيرانيين المتتالية.

من المبكر القول أن ما يجري في العراق ثورة أو حتى انتفاضة. انه إعلان عراقيين، شيعة بالدرجة الأولى، ضيقهم بالسلطة الشيعية في بلدهم. وحتى الآن لا يبدو أن ثمة قنوات تصريف سياسي لهذه الاحتجاجات. مقتدى الصدر في لحظة مفاوضة على مستقبل تياره في الحكومة بعد فوزه في الانتخابات، وحزب «الدعوة» الحاكم نفسه يملك قدرة على ركب موجة الاحتجاجات عبر الشخصية الرديفة، أي نوري المالكي. والغريب في العراق أنه بلد غير مقفل. هذه الفضيلة الوحيدة المتبقية من خطوة واشنطن إسقاط نظام صدام حسين. بلد غير مقفل وسلطة طائفية فاشلة مرعية إلى جانب معارضيها من قبل مرجعية دينية تقيم في النجف التي تسيطر على مطارها أحزاب السلطة، في وقت لا يستفيد أهلها الفقراء وأبناء عشائر محافظتها من الثروات المتكدسة على ضفاف الاستثمارات الكبرى التي تولت تأمين خدمات زوارها الذين تبلغ أعدادهم سنوياً عشرات الملايين.

البصرة أيضاً كان من المفترض أن تكون من أغنى مدن العالم. ثروة العراق هناك، ولا شاطئ بحرياً في بلاد الرافدين سوى هناك. المدينة اليوم تحرقها شمس تموز. النفط نفسه مختنق في مدينة أقصى الجنوب، ذاك أنه عائم في طبقات جوفية غير بعيدة عن القشرة الأرضية الخارجية. روائحه المنبعثة في أرجاء المدينة، إذا ما أضيف إليها حر تموز ولهيب آب يجعل من العيش تجربة جهنمية بالفعل. الأغنياء الجدد في المدينة أقاموا جزرهم المعزولة عن جهنم الصيف، وفقراؤها لم تتسع لهم فرص العمل الضئيلة التي وفرتها شركات النفط المتقاطرة إلى هناك من أنحاء العالم.

هذا العراق الصعب جُربت سلطة البعث المتعسفة فيه، وكانت تجربة حروب وموت متواصل، وجُربت سلطة الأحزاب الدينية الشيعية فيه ففشلت على مختلف الأصعدة. تجري اليوم في العراق انتفاضة على وقع انتفاضة موازية في إيران، وعلى وقع تغيير كبير في موقع طهران بعد حال التمدد الهائل لنفوذها في المشرق. هنا علينا أن ننتظر وأن نراقب.

 

أحلام فلاديمير تتحقق

جميل مطر/الحياة/17 تموز/18

تنعقد اليوم في هلسنكي عاصمة فنلندا القمة الروسية- الأميركية. يأتي هذا الانعقاد وسط تطورات بالغة الأهمية وتحضيرات أقلها معلن وصريح وأكثرها جرى في الخفاء أو على الأقل تحيط به نيات غريبة وتصرفات غير تقليدية. لن نعرف بالتأكيد أي من هذه التطورات التي وقعت في الأسابيع الأخيرة، وربما لو أردنا الوضوح الأوفى، أي من التطورات التي وقعت في العامين الأخيرين، وسبق وقوعها تخطيط مناسب وترتيبات داخلية وخارجية ما زالت عقول كثيرة عاجزة عن الإمساك بتفاصيلها ومختلف أبعادها. اخترت، تفادياً للتوهان في تعقيدات شبكات جاسوسية وصفقات تجارية واختراق دول بابتكارات وسائط اتصال ومعلومات هي الأحدث في مجالات التأثير في العلاقات بين الدول وفي أنظمة الانتخاب، تفادياً لهذا اخترت المجازفة بالاقتراب من عقل واحد من الرئيسين المجتمعين اليوم في هذه المدينة الفريدة في نوعها وتاريخها ومكانتها بين العواصم المتاخمة للحدود الروسية.

هناك أسئلة يصعب الإجابة عنها الآن ولكن يظل طرحها مفيداً في محاولة الاقتراب من فكر وسياسات كلا الرئيسين بوتين وترامب على الأقل خلال الشهور الأخيرة. من هذه الأسئلة على سبيل المثال فقط الاستفسار السائد حول السبب وراء التأخير المتعمد في عقد هذا اللقاء المهم. بوتين تحرك في الجهات كافة. كان في الشرق الأقصى يتابع ما أنجزه وما عجز عن إنجازه الرئيس ترامب خلال مغامرته شبه المسرحية مع السيد كيم رئيس كوريا الشمالية. كان هناك أيضاً يلاحق لهاث الصين الدولة التي أطلقت لكل خيالاتها العنان في وقت واحد، وعلى كل من يريد الفهم أن يوفر لنفسه وأجهزته الديبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والحزبية ما وفرته حكومة الصين قبل أن تقرر أن سنوات قليلة جداً صارت تفصلها عن هدف الوصول للقمة الدولية. كان أيضاً في الشرق الأوسط واستقبل قادة من الهند وتركيا وإيران بعد أن انتهى من ترتيب أرصدته في وسط آسيا ودول جواره. بوتين مثل ترامب وإلى حد غير قليل مثل ماكرون، كلهم وآخرون في مناطق أخرى من العالم يحلمون باستعادة مجد غابر لبلادهم. كلهم يعتقدون أن شعوبهم تستحق أن تكون لدولها مكانة دولية أفضل، كلهم، ومعهم شي رئيس الصين وتيريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة يلقون باللوم على قوى خارجية أو على تقصير حكومات سابقة. كلهم يحلمون وبعضهم يعمل بجهد خارق لتحقيق الحلم الأكبر، استعادة النفوذ والمكانة وأحلام أخرى. يأتي في المقدمة فلاديمير بوتين.

أولاً: هيمن على الرئيس بوتين كما سبق وهيمن على أسلافه الشيوعيين والقياصرة على حد سواء حلم أن يستيقظ ذات يوم فيجد الغرب منقسماً على حاله. يجده وقد مزقته الخلافات واستهلكته الحروب الاستعمارية أو حروب بسط النفوذ. خرجت روسيا من الحرب العالمية الثانية يحدوها أمل أن ينقسم الغرب على حاله. حدث العكس وكان التهديد الذي جسده الاتحاد السوفياتي الدافع ليتوحد الغرب على امتداد سبعين عاماً استحقت أن يطلق عليها مرحلة السلم الأميركي. لأميركا فضل لا شك فيه ولكن لمسيرة الوحدة الأوروبية فضل مماثل.

فجأة ظهر في الساحة الغربية زعيم لأميركا تسبب خلال شهور قليلة في إثارة شقاقات خطيرة داخل الجماعة الغربية. أثار أزمة ثقة في مستقبل وحدة الغرب وقيادات النظام الدولي بسبب رفض ترامب الالتزام باتفاق المناخ، وأزمة حول قراره نقل سفارة أميركا إلى القدس من دون تشاور مع بقية أعضاء الجماعة الغربية. وأعاد فتح موضوع الاتفاقية النووية مع إيران للتفاوض وفرض عقوبات جديدة عليها. كلها قرارات أصدرها الرئيس ترامب من دون تشاور مسبق مع أقرانه من الزعماء الغربيين الذين اشتركوا مع الولايات المتحدة في توقيع الاتفاق. أضف أيضاً في ما يبدو وكأنه نية مبيتة، تعمده تخريب أجواء قمة الدول السبع المنعقدة في كيبيك ثم تهديده فرض تعريفة جمركية على واردات أميركا من دول غربية وحليفة.

من أحلام فلاديمير التي لم يعلن عنها ولكن لم يستطع إخفاءها حلم «تصغير» ألمانيا. ألمانيا في عرف ساسة العالم وتقدير مفكريه لا تزال قلب أوروبا. هي القلب النابض بأفكار الوحدة أوروبية وباقتصادات منطقة اليورو والمؤثر في التوجهات السياسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. أوروبا من دون قيادة ألمانيا القوية صارت الهدف الذي سعت روسيا لتحقيقه عبر السنين.

ساقت الأقدار أو غيرها من خطط البشر السيد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيساً لأميركا ليمارس الكره ضد ألمانيا وقادتها. بذل أقصى ما يستطيع ليثير غضب السيدة مركل. حاول بالمعاملة الشخصية السيئة، ولكن أيضاً بالكذب المتعمد عن انتشار الجريمة في ألمانيا بحجة سياسات التسامح التي تنتهجها حكومة مركل مع الهجرة والمهاجرين. كان مفضوحاً في قمة «ناتو» التي عقدت أخيراً في بروكسيل حين افتتح المؤتمر بحملة عداء لألمانيا. من هناك تواترت التعليقات التي أجمعت على أن الرئيس الأميركي بهجومه المبالغ على ألمانيا واتهامها بأنها تخضع لروسيا منذ قررت الاعتماد على غازها إنما كان يقول للرئيس بوتين قبل اجتماعهما في هلسنكي، ها أنا أحقق لك أحد أهم أحلامك، أشوه صورة ألمانيا وأقلل من شأنها، هدية غير متواضعة قبل اجتماعنا في هلسنكي، هدية تستحق مقابلاً معتبراً.

من أحلام فلاديمير أيضاً تسفيه الليبرالية فكراً وتطبيقاً. فعل ما يفعله الشعبويون الأوروبيون وغير الأوروبيين حين استخدموا الديموقراطية لمكافحة الليبرالية. وجدنا برلمانات في بعض دول أوروبا تتفنن في إصدار تشريعات تحد من حرية الصحافة أو تتسامح مع اعتقال الشباب والمعارضين وتقيد حقوق التعبير والتظاهر والرأي. الليبرالية قد لا تعني الكثير بالنسبة لشعوب ونخب ســـياســية في دول غير متقدمة، ولكنها قيمة كبرى إلى حد اعتبارها إحدى أهم القوى الناعمة التي تزين بها الفكر السياسي الغربي. الآن لم يعد لها البريق ذاته والفضل يعود لعناصر غير قليلة أهمها في رأيي هذه الحملة المخططة جيداً لدعم أنظمة الحكم في دول لا تتمتع شعوبها بحريات أو حقوق، حتى اشتهر الرئيس الأميركي بأنه يحب الزعماء الأقوياء. قيل إنه يحسدهم لأنهم تخلصوا من أجهزة المحاسبة والرقابة ومارسوا السياسة باستقلالية، فهم لا يهتمون برأي عام أو صحف وأجهزة إعلام. أظن أن الرئيس بوتين يحق له الآن أن يحيي الرئيس ترامب على دوره في تحقيق حلم قديم لروسيا ألا وهو بناء عالم يعمه الاستبداد الرشيد وتقوده روسيا.

تبقى أحلام أخرى تحقق منها الجزء اليسير بمساعدة ترامب، سواء جاءت المساعدة ليحصل من بعدها على منفعة شخصية أو على تخفيف في ضغوط ابتزازه من جانب أجهزة أو شركات روسية، وهو ما تروجه على الأقل الإشاعات المتداولة وقريباً يثبتها أو يدحضها السيد موللر المحقق الأميركي في هذه القضية، إذ إنه حين يقف الرئيس ترامب، قائد الغرب، في محفل غربي مدافعاً عن الرئيس بوتين ومقارناً سلاسة يتوقعها من اجتماعه به في هلسنكي بتعقيدات وتصرفات رؤساء أوروبا في اجتماعاته معهم، فإنه يكون قد حقق أحد أهم أحلام روسيا وفلاديمير خصوصاً، حلم محو ذكريات إمبراطورية الشر من العقل الغربي. أحلام أخرى أكبر وأهم من أن يستطيع ترامب المساعدة في تحقيقها خلال مدة لم تتجاوز بعد عامين. أتصور مثلاً أن الرئيس ترامب قد يفلح في إشعال حرب تجارية تتسبب في إضعاف الاقتصاد الصيني تمهيداً لتعطيل مسيرة الصين المتسارعة نحو القمة. بوتين يحلم بأن تتمكن الولايات المتحدة من إبطاء مسيرة الصين إلى حين تتمكن روسيا من استعادة مكانتها قطباً ثانياً في القمة الدولية. تخشى روسيا أن وصول الصين إلى القمة وروسيا لا تزال خارجها سوف يشجع الصين على فرض شروط معقدة على انضمام روسيا. أظن لو صدق هذا التحليل وأنصاره يتزايدون لأصبح ممكناً توقع تصعيد في سياسات أميركا العسكرية في بحر الصين الجنوبي وضغوط في الشرق الأوسط لوقف تعاقدات الصين أو وضع العقبات أمامها، وفي الوقت نفسه حفز الصين على دخول سباق تسليح الفضاء أملاً في أن تتكرر تجربة الرئيس ريغان التي عجلت بنهاية الاتحاد السوفياتي. فلاديمير يحلم بأن يرفع الغرب عن كاهل روسيا العقوبات المفروضة عليها، ألم نفهم تصريح ترامب عن اعتقاده أن احتلال شبه جزيرة القرم وضمها إلى الأراضي الروسية عمل مشروع، ألم نفهمه خطوة هائلة على الطريق نحو تخفيف العقوبات؟ تلك كانت بعض أحلام الرئيس بوتين كما تخيلناها. ما أوردناه منها هنا يؤكد أن الرئيس الروسي لن يجد فرصة أخرى في المستقبل لتحقيق هذه الأحلام أحسن من الفرصة الراهنة، فرصة وجود الرئيس ترامب على رأس الحكم في الولايات المتحدة. لقد قدم ترامب خدمات للرئيس بوتين ما كان يمكن لرئيس آخر في البيت الأبيض أن يقدمها. بقي لنا أن نجلس اليوم ونترقب نتائج قمة هلسنكي وما يمكن أن يكون الرئيس ترامب قد حصل عليه اعترافاً بجميله أو مكافأة على خدمات لم تعلن بعد. الحلف الأطلسي أمام لحظة مثيرة. لحظة ظهر فيها مساعدو ترامب وأعوانه مثل بولتون وبانون، يروجون في قاعات مقر الحلف للاتهام الصادر عن الرئيس ترامب في حق السيدة مركل وألمانيا بأنهما خضعتا لروسيا، وهي اللحظة نفسها التي يضع فيها المحقق موللر لمساته النهائية على تقرير يحمل شبهة اتهام الرئيس ترامب وأعوانه بالضلوع في أعمال تخدم مصالح بوتين والدولة الروسية على حساب المصلحة الأميركية.

* كاتب مصري

 

احتمالات تغيير سياسة موسكو في سوريا بعد قمة ترمب ـ بوتين

دنيس روس/الشرق الأوسط/16 تموز/18

سيجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، اليوم (الاثنين). ومنذ بداية عهد إدارته، أشار ترمب إلى رغبته في إقامة علاقات طيبة مع روسيا، وكان قد صرح وكتب تغريدات باستمرار أوضح فيها أن تلك العلاقات سوف تكون في صالح الولايات المتحدة. ولكن في المقابل، يبرز كبار مسؤوليه، من وزير الخارجية إلى مدير مجلس الأمن القومي، روسيا في صورة عدو، ولم يمتنعوا عن انتقاد التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية - والانتخابات في أوروبا - وأكدوا التهديد الذي يشكّله ذلك على أمننا الوطني. وليس غريباً أنهم أيَّدوا العقوبات التي فرضها الكونغرس على روسيا بسبب تدخلها.

إن الفجوة بين رغبة الرئيس ترمب في إقامة علاقات جيدة مع روسيا والسياسات الفعلية لإدارته فجوة لافتة؛ فهذه الإدارة حافظت على العقوبات المفروضة على روسيا إثر ضمها إقليم القرم، وقدمت سلاحاً فتاكاً إلى أوكرانيا لتتصدى به لعملاء روسيا والقوات الهجينة هناك. فما الذي يجب أن نتوقعه من القمة إذن؟

لا شك في أن الرئيس سيرغب في أن يعلن عن إقامته علاقة شخصية طيبة مع بوتين. ومن جانبه، يرى بوتين ما يرغب فيه ترمب ومن المرجح أن يستغل ذلك للضغط من أجل إنهاء العقوبات. ولن يرغب في أن يبدو ضعيفاً أو بائساً - وفي الحقيقة هو ليس كذلك - وبالتالي سيقول بوتين إن روسيا قوية وتستطيع أن تتعايش مع العقوبات الغربية، ولكن أي تحسن حقيقي في العلاقات سوف يعتمد على رفع جميع العقوبات ضد روسيا. وترمب، الذي صرح بالفعل بأننا يجب أن نعترف بالقرم كجزء من روسيا ونسمح بعودة روسيا إلى مجموعة الدول الثماني الكبرى، متفهم لمثل هذا الموقف تماماً. ولكنه في الحقيقة سوف يواجه رفضاً من الديمقراطيين وعدد محدود من الجمهوريين، إلا أن ترمب أبدى مراراً القليل من الاهتمام بمثل تلك المعارضة، لا سيما أن قاعدته السياسية تقبل ببساطة ما يراه مهماً.

ومع ذلك لن تجعل السياسة من السهل رفع العقوبات التي صوَّت عليها كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون - ويجب أن يستخدم ترمب ذلك للتأثير على بوتين، فمن الضروري أن يقول إنه يرغب في فعل ذلك، ولكنه سيحتاج إلى أمر ما ليتمكن من إقناع الكونغرس. وهكذا تصبح المسألة: ما الذي يرغب فيه ترمب أو يشعر بأنه يحتاج إليه من بوتين، وهل بوتين على استعداد لتقديمه له أم لا.

تردد لفترة حديثٌ عن إبرام صفقة كبرى مع روسيا، تنهي أميركا بموجبها العقوبات المفروضة بسبب أزمة القرم وتعترف بمصالح روسيا في أوكرانيا، وفي المقابل تتحرك روسيا لاحتواء أو تقييد إيران وعملائها من الميليشيات الشيعية في سوريا. سوف يؤدي أي تحرك روسي لمنع توسع الميليشيات الإيرانية والشيعية وانتشارها إلى إضعاف النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. وسوف يعطي إشارة على أن التوسع الإيراني قد بلغ نهايته. وذلك هدف مهم، بل ضروري. ولكن حتى إن وضعنا الجانب الأخلاقي لمثل تلك الصفقة جانباً، فهي لن تحدث.

من وجهة نظر بوتين، فهو بالفعل يملك القرم، ويعتقد أن الاتحاد الأوروبي، مع الحكومتين الجديدتين في إيطاليا والنمسا، سوف يرفع العقوبات في وقت قريب نسبياً على أي حال. أما عن أوكرانيا، فهو يتعامل معها مثل النزاعات الأخرى المجمَّدة في جورجيا ومولدوفا - وهي الصراعات التي تسمح له بالحفاظ على إمكانية زيادة الضغوط أو تخفيفها على قيادات كل من تلك الدول. وهو يضع أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا تحت ضغط مستمر، مع إمكانية جعل ظروف كل دولة منها أكثر صعوبة بكثير. علاوة على ذلك، يبدو أنه يطبق أسلوباً شبيهاً بمعادلة الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف. كان بريجنيف يرى أنه بمجرد أن دخلت دولة ما إلى دائرة النفوذ السوفياتي، فلا يمكن السماح بخروجها منها. كذلك في ما يبدو، يعتقد بوتين أنه بمجرد إلحاقه دولة ما أو جزءاً منها بدائرة النفوذ الروسي، فلا يمكن لها أن تخرج منها.

بمعنى أنه لن يدفع مقابل ما يملكه بالفعل. في المقابل، نحن نملك نفوذاً في سوريا، نظراً إلى أن بوتين يريد أن ترحل قواتنا الموجودة في شمال شرقي سوريا وقوامها ألفا جندي تقريباً. ولكن للأسف في كل مرة يتحدث الرئيس ترمب عن الخروج من سوريا، تقلّ قدرتنا على التأثير على بوتين لكي يغيّر من سلوكه في سوريا. وحتى الآن يُلَمِّح الروس إلى تضارب مصالح مع الإيرانيين، ولكنهم لا يفعلون شيئاً مطلقاً يعكس مثل هذا الموقف. بل على النقيض، هم مستمرون في منح الإيرانيين حرية التصرف في سوريا. (صحيح أنهم أعطوا أيضاً للإسرائيليين حرية التصرف ضد الإيرانيين في سوريا، ولكن ربما تكون تلك ببساطة طريقة بوتين للتحكم في كليهما).

في القمة، قد يخبر ترمب بوتين بأنه يرغب في الوصول إلى تفاهم مع الروس بشأن سوريا. ولكن هناك شك في إمكانية حدوث ذلك، لأن الروس لا يشعرون بالإلزام تجاه أي تفاهمات وصلنا إليها معهم بشأن سوريا حتى الآن، بما فيها تلك التفاهمات التي تمثلت في بيان مشترك صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في مؤتمر آسيان -وهو بيان دعا إلى وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، والتوسع في مناطق التخفيف من حدة النزاع. وفي ظل تسبب القصف الروسي في نزوح 270 ألف لاجئ في هذه المنطقة (وعلى طول الحدود الأردنية والإسرائيلية)، قد يقول الرئيس إننا نشعر بضرورة البقاء في سوريا ودعم الإسرائيليين في مواجهة الإيرانيين وميليشياتهم العميلة، والعمل على سلسلة من التفاهمات مع تركيا لتأمين شمال شرقي سوريا. وقد يقول الرئيس إنها ليست نتيجة مثالية، ولكن من الممكن أن توقف التوسع الإيراني الذي نراه تهديداً للمنطقة.

ربما يرد بوتين بالقول إنه لا يملك نفوذاً على الإيرانيين وإنه يساعد نظام الأسد على استعادة أراضيه فحسب. حينها يجب أن يكون رد الرئيس: هذا عادل بما يكفي، ونحن نشعر بأهمية بقاء قواتنا كما هي حتى نتمكن مع الإسرائيليين وتركيا من منع إيران من إقامة جسر بري عبر سوريا. نعم، هذا سوف يزيد من خطورة وقوع نزاع إسرائيلي - إيراني من شأنه أن يضع روسيا في المنتصف، ولكن ذلك هو اختيار روسيا ما دامت لن تتدخل لاحتواء الإيرانيين وستكتفي بدعم الأسد من أجل استعادة نفوذه.

قد تُحفِّز مثل هذه المواجهة بوتين على التصرف على نحو مختلف في سوريا وتجاه إيران. بل ربما تشجعه على أن يقول لترمب: دعنا نعمل معاً على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 - الذي دعا إلى وقف العمليات القتالية وإيصال المواد الإنسانية من دون عوائق، ووضع دستور جديد في ستة أشهر، وإعلان فترة انتقالية سياسية مدتها 18 شهراً. وفي الحقيقة، الروس هم من سمحوا للسوريين والإيرانيين بمنع تنفيذ هذا القرار. لن يتغير سلوك بوتين في سوريا إلا إذا وجد أن تكلفة وجود روسيا هناك سوف تزداد، أو أن هناك شيئاً ما ذا قيمة يمكنه أن يحصل عليه. في الوقت الحالي، لا يقدم الموقف الأميركي أي احتمال منهما. وتمثل القمة المقبلة فرصة لتغيير ذلك. سنرى مع الوقت ما إذا كان ذلك سيتحقق.

 

كأس هلسنكي

غسان شربل/الشرق الأوسط/16 تموز/18

الفوز بكأس هلسنكي أصعب من الفوز بكأس المونديال. هنا لا تكفي البراعة في المناورة. ولا التمريرات السريعة. ولا الضربات الركنية. ثمة ثقل يلقي بظله على طاولة القمة. ثقل آلتك العسكرية. وقوة اقتصادك. وتقدمك التكنولوجي. وتحالفاتك. وقدرتك على تحريك أوراقك وتوظيفها.

والفوز بكأس المونديال مرهون إلى حد كبير بقدرة المنتخب على تقديم أداء متكامل بين أعضاء فريقه على رغم أهمية لمعان النجوم وتسديداتهم. والمبارزة هنا تدور بين رجلين. يمكن القول إنها تدور بين ملاكمين كبيرين. الرئيس الروسي أقوى من مؤسسات بلاده التي صاغها وفقاً لمشروعه وجعلها طوع بنانه. والرئيس الأميركي جاء من خارج القاموس الذي أنجب أسلافه، لهذا تحاول المؤسسات ضبط مفاجآته والتكيّف معها. لا مبالغة في القول إن هلسنكي تستضيف اليوم موعداً بين قويين. غيّر فلاديمير بوتين موقع روسيا الخارجة من الركام السوفياتي. غيّر أيضاً صورتها. وقاد عملية ثأر واسعة من القوى التي يتهمها بالسعي إلى إذلالها وتطويقها. في محاولته العزف على الروح العميقة سعى إلى إيقاظ عظمة روسيا التي تصدعت في عهد ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين. برنامجه هو «روسيا أولاً». وعلى الضفة الأخرى يتحرك دونالد ترمب لاستعادة عظمة أميركا رافعاً شعار «أميركا أولاً». رجلان يختلفان كثيراً فقد شربا من ينابيع متناقضة. جاء بوتين من جهاز الـ«كي جي بي». معلمه الحقيقي هو يوري أندروبوف الرئيس السابق للجهاز وزعيم الاتحاد السوفياتي أيضاً. جاء من عالم الأسرار والمكائد والضربات الغامضة التي لا تترك أثراً. يحمل في نفسه جرحاً عميقاً فهو يعتبر سقوط الاتحاد السوفياتي أكبر كارثة جيو - استراتيجية في القرن العشرين. وجاء ترمب من عالم الأعمال والفرص العقارية وتلفزيون الواقع. وهو أيضاً يتهم أسلافه لا سيما باراك أوباما بتبديد عظمة أميركا وحقوقها في التعامل مع خصومها وكذلك مع حلفائها.

واضح أن بوتين يعتبر مجرد انعقاد القمة كسباً له بعد الضربات التي وجهها في القرم وأوكرانيا وسوريا، فضلاً عن الضربات الغامضة على الأرض البريطانية. يعتبرها نجاحاً يساهم في تقويض العقوبات الأميركية والأوروبية على بلاده. ثم إنه برع قبل الموعد في استكمال أوراقه. استكمل قلب المعادلة على الأرض السورية وأخرج مصير الرئيس بشار الأسد من أي نقاش. يمكن القول إنه وضع العالم وأهل المنطقة أمام خيار صريح: إما سوريا الروسية وإما سوريا الإيرانية. وسوريا الإيرانية غير مقبولة إقليمياً ودولياً فضلاً عن أنها وصفة مثالية لحروب مديدة. لعب ببراعة وخدع خصومه التقليديين وشركاءه الجدد. مناطق «خفض التصعيد» بدت مضحكة. لهذا يشعر رجب طيب إردوغان أن بوتين خدعه بهذه الألعاب تماماً كما خدع أوباما في ليلة القبض على الكيماوي السوري. وتوج أوراقه بتنظيم ناجح للمونديال أوحى أن الغضب الغربي على نظامه لا يعني بالضرورة أن روسيا مهددة بالعزلة. ثم إن التوقيت ملائم تماماً. أوروبا تتلوى على مأساة المهاجرين والطلاق البريطاني كشف هشاشة البيت الأوروبي والأطلسي. وقبل موعد هلسنكي اتخذ ترمب قرارات كبرى وصعبة. خرج من الاتفاق النووي مع إيران على رغم المناشدات الدولية والأوروبية. وصافح ديكتاتور كوريا الشمالية. وراهن على أن العقوبات الموجعة ستدفع إيران إلى المجيء مجدداً بحثاً عن اتفاق سيلجم هذه المرة ليس طموحاتها النووية فقط بل أيضاً برنامجها الباليستي وسياسة زعزعة الاستقرار التي تنتهجها. وفي الطريق كسر ترمب الأعراف والبروتوكولات في التعامل مع مجموعة العشرين والاتحاد الأوروبي وعنّف قادة دول الأطلسي على ترددهم في رفع إنفاقهم العسكري. البروتوكول كان بين ضحاياه أيضاً حين التقى ملكة بريطانيا التي درجت على إعطاء أهمية قصوى للتفاصيل. لا مبرر للمبالغة والاعتقاد أن موعد اليوم سيرسم مصير الخرائط وشعوبها. لسنا في عالم المعسكرين الأميركي والسوفياتي. لا يكفي أن يتفق الرجلان ليسود الصمت وينصاع الجميع. ثمة رجل قوي غائب. إنه الرئيس الصيني الذي يأخذ على محمل الجد قرارات ترمب وبوادر الحرب التجارية. وريث ماو هو المنافس الحقيقي لأميركا في المرحلة المقبلة؛ لأن مرابطة روسيا على الأرض السورية لا تلغي أن بوتين لم يحقق قفزة في عصرنة اقتصاد بلاده.

وعلى رغم ما تقدم، تبقى قمة هلسنكي شديدة الأهمية. من الصعب توقع تغيير في مصير القرم بعدما أعيد الفرع إلى الأصل. يمكن التطلع إلى خفض التصعيد في أوكرانيا والعودة إلى البحث عن حلول. ومن المستبعد أن يقر بوتين بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولو أثارها شريكه في القمة. والأمر نفسه بالنسبة إلى استهداف العميل المزدوج في بريطانيا. يمكن توقع التوجه نحو تفادي سباق تسلح مفتوح بين الدولتين، فبوتين يعرف أن الاتحاد السوفياتي انهار بفعل تكاليف سباق التسلح والفشل الاقتصادي.

في هلسنكي ستظهر نتائج ورقة برع بوتين في لعبها. منذ تدخله العسكري في سوريا في سبتمبر (أيلول) 2015 لم يهمل لحظة واحدة موضوع أمن إسرائيل. يمكن القول إنه سمح أو غض النظر عن الضربات الإسرائيلية المتكررة لميليشيات إيران على الأرض السورية. أقام مع نتنياهو علاقات تشاور دائمة ساهمت في تحويل الملف السوري من مصير نظام إلى مصير الوجود العسكري الإيراني في سوريا. ويرى دبلوماسيون أوروبيون أن ترمب ليس معنياً هو الآخر، وقد يسمع من بوتين أن الإضعاف التدريجي للنفوذ الإيراني في سوريا يمر بالضرورة عبر إعادة تأهيل نظام الأسد وتوسيع سلطته على حساب الميليشيات. وهنا يخشى الأوروبيون أن يقدم ترمب تنازلات من دون ضمانات بأنه سيتقاضى في المقابل تقليماً لأظافر النفوذ الإيراني في سوريا والإقليم. حين وصلت إلى هلسنكي بعد الظهر كانت المدينة منشغلة بالحرب الفرنسية - الكرواتية. ما أجمل هذه الحروب التي لا تمزق خرائط ولا ترسل أمواجاً من اللاجئين. لكن كأس المونديال قد حسمت. لهذا سينشغل العالم اليوم وفي الأيام المقبلة بالسؤال عمن فاز بكأس هلسنكي هل هو «ترمب الصاخب» أم «بوتين الرهيب»؟

 

هلسنكي الجديدة ويالطا العتيقة

إميل أمين/الشرق الأوسط/16 تموز/18

هل يمكن اعتبار قمة هلسنكي التي ستعقد اليوم الاثنين بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين تكراراً لقمة يالطا القديمة (فبراير /شباط/ 1945)، حين اجتمع ونستون تشرشل وفرانكلين روزفلت وجوزيف ستالين لترتيب شأن العالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية؟ منذ آخر لقاء بين الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وبوتين تدهورت العلاقات بين واشنطن وموسكو، وبلغت حداً غير مسبوق، ما دعا البعض لوصف المشهد بأنه تجاوز خطورة الحرب الباردة، الأمر الذي لم يكذبه ساكن الكرملين حين صرح على هامش لقائه مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي مضى إلى موسكو قطعاً للإعداد لهذا اللقاء التاريخي بقوله إن العلاقات الأميركية الروسية تشهد أسوأ حالاتها، ملقياً باللوم على الطبقة السياسية الفاعلة في واشنطن، التي تحاول أن تضع العصا في دواليب ترمب المنسجمة كيمياؤه العقلية مع نظيره الروسي. الناظر بعين العناية إلى أوضاع العالم يدرك اختلاف المشهد كلية عما كان عليه عشية نهاية الحرب الكونية الثانية، ذلك أنه وإن ظلت موسكو وواشنطن قوتين متقدمتين، إلا أنهما لم تعودا مسيطرتين بالمطلق على شؤون الخليقة، مهما بلغ عديد الرؤوس النووية التي يملكانها، فقد ظهرت أقطاب مختلفة على الساحة الدولية، بعضها يمتلك قوة الردع النقدي، كما الحال مع الصين، وأخرى تتعاطى بقوة المعلوماتية والتكنولوجيا والقفزات الجبارة إلى الأمام، وثالثة تتعاطى مع واقعها الديموغرافي على أنه ثروة بشرية تزخم مسيرتها في طريق القطبية العالمية، كما الحال في الهند، عطفاً على ظهور تكتلات متباينة ما بين الاقتصادي كمجموعة دول «البريكس»، أو إرهاصات تجمعات عسكرية مثلما يسعى الأوروبيون مؤخراً لإعادة إحياء فكرة الفيلق الأوروبي الذي نادى به ميتران وكول قبل عقدين من الزمن.

على أن ذلك كله لا يمنع أن هناك ملفات عديدة وعريضة يمكن أن تكون محل مفاوضات علنية وسرية بين الجانبين، ولعل ما رشح أخيراً عن صفقة قوامها ممارسة موسكو ضغوطاتها على إيران لإخراجها من سوريا، في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن الروس، وإغلاق ملف أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، يؤكد أن عالم السياسة لا يعرف المواقف الحدية، فما بين الأبيض والأسود درجات متفاوتة من اللون الرمادي. اللقاء الأول بين بوتين وترمب وجهاً لوجه لا بد أن يكون مثيراً، فطالما وصف رجل البيت الأبيض نظيره الروسي بأنه رئيس ذكي، ما جعل القواعد الحزبية الديمقراطية تسابق الريح لإثبات علاقة ترمب بصلات روسيا - غيت، حتى وإن لم يمتلك المحقق موللر حتى الساعة دليلاً قاطعاً على تورط رئيسه في المشهد. قبل قمة هلسنكي بيومين تقريباً بدا وكأن هناك في الداخل الأميركي العميق من يريد إفشال اللحظة التاريخية، إذ أقدم نائب وزير العدل الأميركي رود روزنستاين على اتهام مباشر للاستخبارات العسكرية الروسية بأنها من خلال اثني عشر ضابطاً من عملائها كانوا وراء اختراق حاسوب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وعدد من العاملين في الحملة الانتخابية الرئاسية للحزب الديمقراطي، وسرقة أوراق ووثائق، وتسريبها تالياً لنحو نصف مليون أميركي.

لا تبدو أميركا عشية لقاء هلسنكي بيتاً موحداً خلف الرئيس، كما كانت الحال على سبيل المثال غداة لقاء بوش الأب مع ميخائيل غوباتشوف في مارس (آذار) من عام 1990، بل تكاد تضحى منقسمة روحها في داخلها، ما يضعف موقف ترمب في مواجهة خصمه الروسي اللدود، ولهذا اعتبر ترمب في تصريحات عاجلة له أن ما يقوم به موللر هو نوع من المطاردة الزائفة، التي تشبه مطاردة الساحرات التاريخية في أوروبا القرون الوسطى، وعليه فقد وجد نفسه مجبراً بالقسر على التصريح بأنه سيتحدث إلى بوتين بحزم في هذا الشأن، ما يعني أن مساحات الفراق قد تتغلب على توجهات الاتفاق في هلسنكي.

يمضي ترمب إلى هلسنكي، وكأن الزيارة نوع من أنواع اللعب على المتناقضات بصورة تاريخية، بمعنى أنه حين كانت موسكو هي العدو الأول للولايات المتحدة في الستينات والسبعينات، عزفت الدبلوماسية الأميركية على نسج تفاهمات مع الصين، قادها في ذلك الوقت مايسترو الخارجية والأمن القومي الأميركي هنري كيسنجر. واليوم إذ تعتبر النخب الأميركية ومراكز الأبحاث، عطفاً على الرئيس ترمب نفسه، أن الصين هي القطب الأكثر عداوة لأميركا، فإن البعض يحاول أن يجعل من روسيا صديقاً في مواجهة بكين، وإن كان الروس والصينيون يرون أن واشنطن لا ينبغي أن يثق بها أحد إلى المنتهى، وقد رأينا تفاهمات اقتصادية وسياسية متنوعة الأيام الماضية غداة زيارة بوتين إلى الصين.

بالقطع يذهب ترمب للقاء بوتين وأميركا مأزومة على أكثر من صعيد أدبياً وأخلاقياً في الداخل، وسياسياً واقتصادياً في الخارج. يذهب ووراءه إرث سيئ السمعة لباراك أوباما صاحب نظرية القيادة من وراء الكواليس، فيما بوتين الذي وحد الروس وراءه، أدرك نجاحات بدرجة أو بأخرى من جراء إقدامه وجرأته على خوض المغامرات شرق أوسطياً وآسيوياً، بل ها هو يتعاطى مع أوروبا بعين الساعي للصداقة عبر خط الغاز «سيل الشمال - 2»، الأمر الذي يزعج الأميركيين أيما إزعاج، لا سيما وأن هواجس الحلف الأوراسي تقض مضاجع رجل الناتو الأول.

يربح بوتين من لقاء الرئيس الأميركي مساحة جديدة من النفوذ المحلي والإقليمي والدولي، إذ يذهب إليه رئيس الولايات المتحدة الأميركية من دون شروط مسبقة، الأمر الذي يؤكد للعالم برمته أن روسيا - بوتين هي الرقم الصعب في المعادلة الدولية الحالية، وربما نوعاً من الاعتراف بشرعية كل ما فعلته في الأعوام الماضية. في المقابل كذلك فإن ترمب لن يخرج خالي الوفاض، إذ سيدرك بعضاً من النجاحات، فعبر قمة هلسنكي يوضح للأميركيين وللعالم أنه رئيس مستقل، وليس ألعوبة في يد الكونغرس وتوجهاته، وأنه قادر على المناورة والمداورة بشكل خاص، ما يرسخ صورته زعيماً وسيداً للبيت الأبيض باقتدار، ويباعد بينه وبين صورة الرجل الذي لا دالة له على السياسة الدولية، ما يفيده على صعيدين؛ الأول انتخابات التجديد النصفي للكونغرس وحظوظ الحزب الجمهوري، والثاني الإعداد لكسب دورة رئاسية ثانية. قمة هلسنكي لن تكون يالطا جديدة نعم، لكن ربما تكون خطوة أولى لوضع حد لحالة السيولة الجيواستراتيجية الدولية، وبداية لترتيب أوراق بيتنا الأرضي مرة جديدة.

 

الصينيون من إيران إلى الخليج

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 تموز/18

أخطأت تغريدات حماسية الطريق بعد أن استرشدت بمعلومات مزورة، وكعادة الأخبار المكذوبة تكون قد زرعتها جماعات تطلق الطلقة الأولى حتى توجه أو تَحرف نقاشات الفضاء الإلكتروني. قالت: الصينيون قادمون بأموالهم وقواتهم، وإلى الجحيم ترمب وبوتين. بالفعل، الصينيون قادمون، وسيضيفون قيمة اقتصادية وسياسية للمنطقة، إلا أن ترمب وبوتين باقيان ضمن ضرورات التوازن الإقليمي. الصين ليست مثل أميركا وروسيا، لم يعرف لها سياسة خارجية هجومية، ولا تريد أن تكون طرفاً في الحروب، وتتجنب سياسات المحاور في منطقتنا. مع هذا تبقى دولة كبرى ومصالحها في المنطقة تكبر، وعلى رأسها النفط. المنطقة شريانها الحيوي، ويقلقها أن تقع تحت سيطرة دول إقليمية أو دولية أو فوضى من تنظيمات معادية. والصين، إن كانت بلا موقف، فلا يعني أنها بلا دور، فهي موجودة كقوة اقتصادية، وتسعى لحماية مصالحها من دون أسلحة، كما في باكستان وفي أفغانستان. وسياستها أيضاً براغماتية، ففي الخلاف الأميركي مع إيران بكين لم تساند واشنطن، ولم تتخل عن الاتفاق النووي ورفضت مقاطعة إيران، لكنها، في الوقت نفسه، قررت أن تتخلى عن إيران كمصدر رئيسي لمشترياتها البترولية وأن تتجه للسعودية كبديل. ستكون ضربة موجعة لطهران.

وما روجه البعض عن نحو نصف تريليون دولار ستستثمرها في جزيرتين كويتيين فهي من أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة، وعدا أن المبلغ لا يدخل العقل لمن يفهم لغة الأرقام، فإنها خصصت عشرين مليار دولار فقط لاستثمارها في أكثر من خمس دول في المنطقة. الكذبة الثانية أن الصين تعتزم حماية مصالحها والحقيقة أنها ترفض الانخراط عسكرياً، ولا ترسل سوى سفن للصيد ونقل البضائع. أما النصف تريليون دولار فهو مبلغ خصصته بكين داخل بلادها. والأهم لنا أن الصين تسير نحونا بخطوات ثابتة في سبيل تعزيز التعاون مما يعزز الفرص ويزيد من الخيارات لنا.

والتقارب الاستراتيجي ليس صدفة بل نتائج اشتغل عليها السياسيون مع الصين. فزيارة العاهل السعودي، الملك سلمان، لبكين العام الماضي كانت خطوة مهمة، وقعت خلالها اتفاقيات «التعاون الشامل»، وها هي أول زيارة للرئيس الصيني شي جيبينغ منذ انتخابه للإمارات التي تحتفي به في استقبال استثنائي له. وقبلها أبدت بكين حفاوة كبيرة بأمير الكويت عندما زارها الأسبوع الماضي. فالاقتصاد قوة دول الخليج والطريق إلى عقل الصين وقلبها، شراكة بلا التزامات أخرى. أما كيف ينظر الإيرانيون إلى هذا التقارب فهو أمر لا يهمنا كثيراً. فالصين تتجه الآن للسعودية والخليج متخلية عن نفط إيران، الذي كان مصدرها الأول، مما يغيظ طهران ويجبرها على قراءة الأحداث بمنطق مختلف، فقد صارت مخنوقة اقتصادياً، ومهزومة عسكرياً في المنطقة، ومنبوذة سياسيا. ولا يمكن لإيران وهي تُمارس سياسة البلطجة والتخريب أن تتوقع أن ينحني لها الجميع. وهذا يؤكد كلام الرئيس الأميركي الذي صار له معنى، عندما سخر من تحدي القيادة الإيرانية موضحاً بأنها ستتنازل. هنا يمكن أن نعتبر الصين شريكاً مهماً بتخليها عن نفط إيران، والتحول إلى بترول الخليج، وزيادة التعاملات التجارية مع الصين ينسجم مع مشروعها «الحزام والطريق»، المبادرة الصينية الدولية العملاقة.

 

الوجهان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 تموز/18

في الذاكرة، كان الرئيس الأميركي في كل قمة مع السوفيات، هو الخاسر سلفاً في الإعلام الدولي. حتى جون كيندي خسر سباق الهيبة مع نيكيتا خروشوف في فيينا. حتى النجم رونالد ريغان كان أقل بريقاً مع الزعيم الجديد ميخائيل غورباتشوف في جنيف. هذه قمة مختلفة تماماً بين الربّاع الروسي والمصارع الأميركي. لست أذكر رئيساً أميركياً في هجومية دونالد ترمب، أو رئيساً روسياً في جليد فلاديمير بوتين. الأول، مخيف في وضوحه البعيد عن الدبلوماسية، والثاني، كلما ازداد وضوحاً تذكر العالم زئبقية التنشئة في الكي. جي. بي. واحد يحمل راية أميركا أولا، وواحد يحمل شعار روسيا وحدها. واحد يتحكم في قرار أضخم موازنة عسكرية في تاريخ الأمم، والثاني رئيس أكبر دول الأرض مساحة، لكنها التاسعة في السكان. واحد متعصّب مسيحياً وإن لم يكن متديّناً، والثاني يعلن تديّنه بعد رحلة طويلة في الإلحاد الشيوعي. في الحالتين، التديُّن سياسة ومعارك رئاسية.

في جميع القمم الماضية كان الشرق الأوسط «أم القضايا» على جدول الأعمال. كان الروسي دفعة واحدة مع العرب، والأميركي دفعة واحدة مع إسرائيل. الأميركي قادم ومعه «صفقة القرن»، والروسي استقبل بنيامين نتنياهو في الكرملين ثلاث مرات في أقل من عام. ماذا قال هذا وماذا قال ذاك، مجرد تخمينات. لكن الزيارات نفسها، صوت وصورة وتحيّات. كان خروشوف مخيفاً بانفلاته الريفي. وكان بريجينيف مخيفاً بحاجبيه وصمته الذي كان سببه الأكبر صحياً. وكان غورباتشوف مثيراً بسبب حداثته وطيبته وانفتاحه. بوتين مثل فصل الخريف في سيبيريا: أقل برودة من الشتاء، لكن كمية الجليد نفسها، وأخطار الانزلاق. وأما التوقعات، فتزيد قليلاً أو تنقص قليلاً، والنتيجة واحدة: سيبيريا. لكن هذا الزعيم الصعب والمعقد والقطبي السيماء، يرى نفسه أمام رجل يحمل كل سياسة العالم على «تويتر». يتصرف في البيت الأبيض مثلما يتصرف في أحد أبراجه. يُسقِطُ الرجال من حوله مثلَ زعيم سوفياتي قديم، فيما يرفرف فوق رأسه علم «العالم الحر». وديمقراطيات هلمَّ جرا. ندان، للمرة الأولى. الربّاع الروسي من غير عقد. عنده جيش أصغر من جيش تركيا أو باكستان، لكن صواريخه تقطع 650 ميلاً فوق بحر قزوين نحو سوريا، من أجل العرض المثير. لا تدعوا الفرصة تفوتكم. مساكين الزعماء الروس السابقون، كان همهم أن يظهروا الروح الفلاّحية ونجاحات المنجل. الرفيق فلاديمير يدخل، وخلفه جميع القياصرة.

 

المأزق العربي والخروج من براثن السلطوية

مأمون فندي/الشرق الأوسط/16 تموز/18

في الدورة الأربعين لمنتدى أصيلة بالمغرب ناقشت نخبة من المفكرين العرب موضوع الاستبداد في العالم العربي، وكيفية الخروج من مأزق السلطوية إلى انفراجة ولو شبه ديمقراطية. وكانت ولا تزال ملاحظتان منهجيتان على أي حوار عربي حول السياسة والمجتمع. الملاحظة الأولى تخص غياب المعلومات الأولية التي تجعل قراءة المجتمع والدولة ممكنة. في الغرب مثلاً تُفرج الدولة عن وثائقها كل عشرين سنة لتجعلها متاحة للباحثين للقيام بقراءة أكاديمية جادة لما جرى. وهذا غير متاح في العالم العربي. فقد مرت خمسون عاماً على هزيمة 1967 ولم تفرج أي دولة عربية عن وثائقها لنعرف طبيعة النقاش حول ما جرى، وكيفية اتخاذ القرار. في المقابل أفرجت إسرائيل عن وثائقها أكثر من مرة. ومن هنا يمكن القول: إننا نعرف عن المناقشات الإسرائيلية التي دارت في تلك الفترة أكثر مما نعرف عن النقاشات العربية. المعلومات المجردة وتحليلها هي التي تساعد المجتمعات على التطور أو الانتقال من حال إلى حال.

أتذكر في ثمانينات القرن الماضي عندما كنت متابعاً نهماً للجنة استماع الكونغرس الأميركي حول ما عُرف أيامها بفضيحة «إيران – كونترا» والتي كانت تدور حول البيع غير القانوني للسلاح لإيران عن طريق إسرائيل، واستخدام الأموال الناتجة عن هذا البيع لدعم حركة الكونتر المتمردة على حكم حزب السنداتيستا اليساري في نيكاراغوا. القصة طويلة، ولكن المهم فيها لسياقنا كانت شهادة روبرت غيتس الذي كان نائباً لوكالة المخابرات تحت وليم كيسي. قال يومها غيتس إن الرئيس رونالد ريغان كان يتلقى معلومات «ملونة أو مسيّسة» أو معلومات ملوثة وليست مجردة وهذا ما جعله يتخذ قرارات خاطئة. ومن يومها وهذه الجملة ترنّ في رأسي وتشكّل فهمي لكثير من الأمور. الأساس في فهم أي شيء هي المعلومات والحقائق المجردة لا الملونة أو الملوثة. في عالمنا العربي كثير من الآراء وقليل من المعلومات، حتى ما كتبه بعض من شاركوا في صناعة القرار من مذكرات شخصية كان منمقاً والمعلومات فيه إما ملوّنة وإما مسيّسة، فكيف لنا أن نحلل تلك المعلومات لنصل إلى تشخيص أو نتائج؟

الملاحظة الثانية تخص النشر في العالم العربي. ففي الغرب حتى الصحف السيارة تخضع لمعايير صارمة لما يُنشر على العامة. أما نشر الكتب فلكل دار نشر لجنة تحكيم داخلية ومحكِّم خارجي يقرِّظ الكتاب قبل النشر بناءً على معايير صارمة للتمييز بين ما هو معلومة أو رأي أو تخمين. أما عندنا فلا معايير هناك. إذ يمكن للشخص أن ينشر آراءه سواء كانت سديدة أو غير ذلك على نفقته الخاصة، وللأسف يوضع هذا النوع من الكتب في المكتبات لتقرأه الأجيال كأنه معلومات.

إذن كيف لنا أن نتحدث عن استبداد أو عن تحول ديمقراطي لا نعرف عنه شيئاً إلا بالتخمين وضرب الودع وقراءة الفنجان؟ إذا ما قارنّا بين الخروج من مأزق السلطوية بين إسبانيا ومصر، وبين الجنرال فرانكو الذي حكم لمدة ستة وثلاثين عاماً وبين الجنرال مبارك الذي حكم لما يقرب من ثلاثين عاماً إلا أياماً، نجد أننا نعرف الكثير عن حكم فرانكو، والقليل عن حكم مبارك من حيث المعلومات المجردة. ولذلك كان لدى الإسبان المادة التي يحللونها ويفهمون أخطاءهم لينتقلوا إلى الديمقراطية، بينما لا يعرف المصريون إلا النَّذر اليسير عن حكم بلادهم. الإسبان يقولون إنهم لا يعرفون عندما لا تكون لديهم الوثائق، بينما يدّعي المصريون المعرفة من خلال التخمين وحكاوي القهاوي. فكيف لمن لا يعرف أسباب العلة أن يتحدث عن العلاج؟ وكيف لمن ليس لديه معلومات مؤكدة عما حدث خلال ثلاثين عاماً أن يتحدث عن الانتقال إلى نظام جديد أو عن انفراجة؟ الحديث عن الانتقال من السلطوية إلى الديمقراطية يحتاج إلى دراسات مقارنة بين تجمعات إنسانية متباينة، فنحن لسنا وحدنا في هذا الكون، كما أننا لسنا الاستثناء البشري، إذ يجري علينا ما يجري على البشر كافة.

يدّعي كثير من العرب أن أسباب تخلفهم عن بقية الأمم هو آفات مثل الاستعمار والاستبداد والعسكر. ولكن إذا ما نظرنا إلى دول انتقلت إلى الديمقراطية في بقية العالم نجد أنها قد عانت من تلك الآفات أضعاف ما عانى منه العالم العربي.

بالنسبة إلى الاستعمار مثلاً، فمقارنةً بالهند ومدة الاستعمار يمكننا القول بأن التاريخ كان كريماً مع العرب، أما أفريقيا التي سيق أهلُها في الأغلال إلى العالم الجديد كعبيد، فلا مقارنة بينها وبين العرب. إذ لم يُستعبد العرب تاريخياً ولم يمروا بمحنة الأفارقة، ومع ذلك انتقل الأفارقة إلى الديمقراطية ولم ينتقل العرب.

أما عند مقارنة عسكرنا بعسكر أميركا اللاتينية وأفريقيا نجدهم أقل دموية من عسكر أفريقيا وأميركا اللاتينية، ومع ذلك انتقلت البرازيل وتشيلي وغانا ونيجيريا إلى حالة شبه ديمقراطية. إذن ما أسباب الأزمة: هل هي الثقافة العربية بتنويعاتها المحلية أم أنظمة إدارة التنوع في المجتمعات أم ماذا؟ الأسئلة كثيرة، ولكن في غياب المعلومات يبقى أكثر التحليل مجرد تخمين. ومع ذلك لا بد من تحية لمنتدى أصيلة على استمراره لأربعين عاماً يناقش تلك القضايا الشائكة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

فالنتشيانو سلمت عون تقرير بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات: تقييمنا لسير الانتخابات ايجابي جدا

الإثنين 16 تموز 2018 /وطنية - اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن تقديره للجهد الذي بذلته بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية الاخيرة، مؤكدا "متابعة التوصيات التي صدرت عن البعثة، بالتعاون مع الحكومة الجديدة التي ستشكل قريبا". وكان الرئيس عون تسلم النسخة الرسمية الاولى للتقرير النهائي عن مراقبة الانتخابات قبل ظهر اليوم من رئيسة البعثة العضو في البرلمان الاوروبي ايلينا فالنتشيانو Elena Valenciano في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن واعضاء البعثة الذين كانوا تابعوا سير الانتخابات النيابية في لبنان وعدد من الدول في الخارج، حيث توزع في 6 ايار الماضي 132 مراقبا للبعثة على 527 مركز اقتراع في لبنان، و40 عضوا من سفارات دول الاتحاد الاوروبي بالاضافة الى النروج وسويسرا. كما توزع 13 فريقا على 12 مدينة في 10 دول اوروبية لمراقبة اقتراع اللبنانيين المغتربين في الخارج.

وعرضت السيدة فالنتشيانو العناوين الرئيسية للتقرير والملاحظات التي تكونت لدى مراقبي البعثة، مع المقترحات المناسبة المستخلصة من سير العملية الانتخابية، مؤكدة أن "التقييم الذي خرجت به البعثة لسير الانتخابات النيابية في لبنان ايجابي جدا"، معربة عن أملها في أن "تستكمل الحياة السياسية بتشكيل حكومة جديدة ستكون منبثقة من المجلس النيابي المنتخب"، مشيرة الى ان "الاتحاد الاوروبي جاهز للتعاون معها من اجل استكمال العملية الديمقراطية في لبنان". ورد الرئيس عون مرحبا برئيسة البعثة والاعضاء، مهنئا اياهم بنجاح المهمة التي اوكلت اليهم لمراقبة الانتخابات في لبنان وفي 10 دول اوروبية، معربا عن سعادته لتسلم التقرير النهائي للبعثة بعدما كان تسلم التقرير الاولي بعد الانتخابات مباشرة.

عون

وقال الرئيس عون: "سوف نتابع بعناية التوصيات الصادرة عن تقريركم الذي يسرني ان يكون نوه بالتحسينات العدة التي طرأت على القانون الانتخابي للمرة الأولى في تاريخ لبنان مثل النسبية واقتراع المغتربين في الخارج واللوائح المطبوعة سلفا، واعرب عن ارتياحي لتقييمكم الايجابي للعملية الانتخابية التي جرت بطريقة سلمية وحضارية وبأجواء ديمقراطية وشفافة، وسنعمل على معالجة الملاحظات التي اوردتموها والسعي لتعزيز حضور المرأة في الحكومة الجديدة". وختم: "لا يغيبن عنكم بأن هذه الانتخابات تحمل طابعا تاريخيا نظرا لحصولها بعد تأخير 9 سنوات، ولما حملته من اصلاحات نتج عنها تمثيل افضل للشرائح اللبنانية. وسوف نعمل على تطوير اداء المؤسسات الرسمية اللبنانية لكي تعمل بانتظام وفعالية، واستكمال الاصلاحات السياسية والاقتصادية، آملين تشكيل الحكومة سريعا".

 

عون تسلم رسالة من نظيره الايراني: للانسحاب الآحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي تداعيات سلبية على الامن في المنطقة

الإثنين 16 تموز 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية مساعد وزير الخارجية الدكتور حسين جابري انصاري الذي نقل الى رئيس الجمهورية رسالة شفوية من الرئيس الايراني الشيخ الدكتور حسن روحاني عن التطورات الاخيرة المتصلة بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة الاميركية منه، والاتصالات التي تجريها بلاده لمعالجة تداعيات القرار الاميركي الاحادي. كذلك اطلع الموفد الرئاسي الايراني رئيس الجمهورية على المساعي التي تبذلها بلاده للوصول الى اتفاق سياسي للازمة السورية من خلال اللقاءات المتوقعة بين اطراف هذه الازمة.

ونقل انصاري حرص الرئيس الايراني على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة. وقد حمل عون الدكتور انصاري تحياته الى الرئيس الايراني الشيخ روحاني وتمنياته له وللجمهورية الاسلامية الايرانية بدوام الاستقرار والتقدم، مشيدا بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين. واعرب الرئيس عون عن اسفه لانسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي الذي كان اعتبره لبنان ركنا اساسيا للاستقرار في المنطقة ويساهم في جعلها منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، مسجلا في المقابل ترحيبه بالتزام الدول الاخرى بالاستمرار فيه وفق ما صدر في فيينا قبل ايام، نظرا للتداعيات السلبية التي تترتب على إلغائه على صعيد الامن والاستقرار في المنطقة. ونوه الرئيس عون بالجهود التي تبذلها ايران للمساعدة في انهاء الازمة السورية، لافتا الى ان من شأن تحقيق هذا الامر تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم.

وفد جامعة القديس يوسف

على صعيد آخر، استقبل عون رئيس جامعة البوليتكنيك الفرنسية البروفسور جاك بيو ووفدا من جامعة القديس يوسف برئاسة الاب سليم دكاش، ضم: عميد كلية الهندسة في الجامعة الدكتور فادي جعارة، والدكتور مروان بروش مدير قسم المرحلة التحضيرية في الكلية، والطلاب الفائزين في مباريات الدخول الى جامعة البوليتكنيك الفرنسية: ماريا الجاموس، هنادي جبران، سيلين حجار، جنى رزق، ميشال الهوا، ريشار ملحا، جو سعد، جان شارل ليون، والطالبين ايكار صقر وشربل الحلو اللذين فازا بمباراة الدخول الى المعهد الوطني الفرنسي العالي للتقنيات المتقدمة ENSMA. واهدى الطلاب الانجاز الذي حققوه باسم لبنان الى رئيس الجمهورية. في مستهل اللقاء، القى دكاش كلمة جاء فيها: "نأتي بداية من جامعتنا بتاريخها ورسالتها وباسم اسرتها التربوية لتأييد مساعيكم في دفع البلاد نحو المزيد من الامان والرخاء لجميع المواطنين، خصوصا اولئك الذين هم بأمس الحاجة الى مختلف التقديمات الاجتماعية والصحية والتربوية والمعنوية.ونحن كما عودناكم قريبون من فخامتكم لكي نمد يد العون والمساعدة في اي مجال نستطيع ان نكون سندا فيه من اجل تقدم وطننا نحو المزيد من الخير والعطاء". أضاف: "نأتي اليوم لكي نقدم لكم مجموعة جديدة وموسعة من طلابنا الميامين من الـ ESIB، نجحوا في امتحان الدخول الخطي والشفوي الى جامعة البوليتكنيك العريقة، والتي يطلق عليها اسم X لان دروسها وشهاداتها تقومان على الرياضيات والــX هو اشارة الى المجهول. الا ان ما ينتظر هؤلاء الطلاب ليس المجهول بل المعلوم، لأنهم سيصبحون مهندسين من الطراز الرفيع، يستطيع لبنان ان ينتفع منهم ومن كفاءاتهم ليسير وطننا تحت رعايتكم صوب المعلوم بخطى حثيثة واثقة. واننا اذ نشكر لكم الوقت الذي كرستموه لنا انما ندعو لكم بخالص الصحة والنجاح لقيادة هذه البلاد نحو المزيد من الخير والامان". ثم تحدث جعارة فقال: "أتينا اليكم العام الماضي، وبرفقتنا اربعة طلاب ناجحين في البوليتكنيك، واعتبرنا يومها الأمر انجازا كبيرا، لأنه خلال نحو 40 عاما لم يدخل من طلابنا الى هذه الجامعة سوى خمسة"، معتبرا انجاز هذا العام "مضاعفا عما تحقق في العام الماضي، وقد اعتبرتنا جامعة البوليتكنيك شريكا اساسيا لها خارج فرنسا. بذلك اصبح لبنان على خريطة التميز العالمي بفضل هذا الانجاز، اضافة الى الاهمية التي حققها العنصر النسائي اللبناني في امتحانات الدخول الى هذه الجامعة، حيث ان الطالبة هنادي جبران احتلت المرتبة الاولى بين مختلف المتبارين من خارج فرنسا في هذه الامتحانات". وتحدث البروفسور بيو فشكر للرئيس عون الاستقبال، مشددا على متانة العلاقات الثقافية بين لبنان وفرنسا، "وهي لم تكن يوما الا جزءا اساسيا من تراثنا المشترك"، معربا عن افتخاره باستقبال الطلاب اللبنانيين المتفوقين في جامعة البوليتكنيك. وقال: "ان هؤلاء الطلاب المتفوقين هم رمز للعناية التي يوليها لبنان للتربية والتعليم العالي في مختلف وجوهه للمساهمة في اعلاء شأن البعد الانساني العالمي فيه". ورد عون مرحبا بالوفد ومعربا عن سعادته باستقبال الطلاب اللبنانيين المتفوقين، وقال: "اننا لم نعد نستغرب تضاعف عددكم عاما بعد عام، طالما نحن نعرف الجامعة التي تخرجتم منها". اضاف: "انني اعرف تماما ماذا تعني جامعة البوليتكنيك ومن هم الذين يدخلون اليها، كما اعرف اللبنانيين الذين يتخرجون منها. وانني اقدر عاليا التميز لدى طلابنا في لبنان والخارج واشاركهم فرحة هذا التميز، كما سرني بالأمس مشاركة فرحة فرنسا بفوزها بكأس العالم". وشكر عون فرنسا وجامعة البوليتكنيك وجامعة القديس يوسف، وهنأ جميع الطلاب اللبنانيين المتفوقين.

 

بري ترأس هيئة مكتب المجلس واجتماع كتلة التنمية واستقبل رعد ووفدا فلسطينيا انصاري: نأمل تشكيل الحكومة من خلال التوافق السياسي

الإثنين 16 تموز 2018 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة والنصف، من قبل ظهر اليوم، اجتماع هيئة مكتب المجلس بحضور نائب الرئيس ايلي الفرزلي والنواب السادة: مروان حمادة، ميشال موسى، سمير الجسر، اغوب بقرادونيان والامين العام للمجلس عدنان ضاهر واعتذر النائب آلان عون بسبب سفره خارج البلاد. بعد الاجتماع قال الفرزلي: "كان اجتماع هيئة مكتب المجلس برئاسة دولة الرئيس بري للبحث بمسألة انتخابات اللجان النيابية التي كان يجب ان تجري فور انتخاب الرئيس ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس واستمرارا لها. وكانت الاجواء اجواء ايجابية وتوافقية، وهناك اتجاه لأن تجري الجلسة يوم غد في تمام الساعة الحادية عشرة في المجلس النيابي لانتخاب اللجان تنفيذا لمناخ توافقي بين كافة القوى لانتاج هذه اللجان".

سئل : هل اتفقتم على كل رؤساء اللجان؟

اجاب: "تقريبا بشكل تسعين في المئة ويستكمل النقاش غدا قبل جلسة الهيئة العامة.

سئل : تردد ان النائب جورج عدوان سيكون رئيسا للجنة الادارة والعدل؟

اجاب : "هذا مرتبط باعلان هذا التوافق بالمجلس غدا او اجراء انتخابات، ولكن الارجح ان هناك توافقا حول هذا الشأن".

سئل : كان هناك بعض الخلاف حول لجنة الاشغال؟

اجاب: هذه المسألة تتعلق بالاعلان عنها في الجلسة العامة غدا .

سئل: هل تطرقتم الى جلسة التشاور التي لمح اليها الرئيس بري؟

اجاب: لا، هي ليست جلسة هي حلقة تشاورية، دعوة تشاورية للسادة الزملاء النواب. ولدولة الرئيس بري الحق كل الحق ان يدعو الهيئة العامة كحلقة تشاورية وليست جلسة تشريعية لها شروط ومواصفات اخرى".

رعد

واستقبل بري رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد.

وفد فلسطيني

وكان بري استقبل وفدا فلسطينيا برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد والسفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور. ودار الحديث حول التطورات الراهنة على الساحة العربية عموما والفلسطينية خصوصا، وتركز على المصالحة الفلسطينية -الفلسطينية.

برقية

من جهة اخرى، تلقى الرئيس بري برقية من رئيس مجلس الامة الجزائري عبد القادر بن صالح.

الانصاري

واستقبل الرئيس بري بعد الظهر، موفد الرئيس الايراني حسين جابر الانصاري والوفد المرافق، ودار الحديث حول التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية.

وقال الانصاري بعد اللقاء: "تأتي زيارتي للبنان كموفد رسمي من فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية كي اشرح مواقف الجمهورية الاسلامية للشخصيات اللبنانية ولنقل رسالته الى فخامة رئيس الجمهورية العماد عون . واعتبر هذه الزيارة فرصة سانحة للقاء المسؤولين والمرجعيات السياسية، وكان لي شرف لقاء دولة الرئيس بري.الرسالة التي حملتها الى المسؤولين اللبنانيين تحمل في طياتها بعدين اساسيين: الموضوع الاول يتركز على شرح الجهود التي تقوم بها الجمهورية الاسلامية الايرانية مع بقية شركائها في الاتفاق النووي من اجل المحافظة عليه وعلى المكتسبات السياسية والاقتصادية لايران، ومن اجل مواجهة السياسة الاميركية الاحادية المعتمدة في هذا المجال ولمواجهة خروج الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي الذي ابرمته الجمهورية الاسلامية مع المجتمع الدولي ومع الدول العربية والاوروبية وتمت المصادقة عليه من قبل مجلس الامن الدولي. والشق الثاني من هذه الرسالة التي حملتها الى المسؤولين اللبنانيين هو تأكيد الجمهورية الاسلامية الايرانية على معاني الصداقة والتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة في هذه المنطقة وفي العالم. وبطبيعة الحال نركز في هذا المجال على العلاقات الاخوية مع لبنان الشقيق".

واضاف الانصاري: "اريد ان اؤكد ان هذه المنطقة ملك لدولها ولشعوبها ولا بد لهذه الدول وهذه الشعوب ان تتضامن وتتحد وتتقارب من اجل الدفاع عن مستقبلها ومصيرها. ونحن نعتبر انه من الاولويات الاساسية الموضوعة للبحث، ليس فقط لايران بل ينبغي ان تكون لكل دول المنطقة، المسارعة في ايجاد الحل السياسي لكافة الازمات والخلافات الاقليمية الملتهبة. وبصفتي مكلفا من قبل الحكومة الايرانية بمتابعة المفاوضات السياسية من اجل حل الازمتين السورية واليمنية فقد وضعت المرجعيات السياسية اللبنانية في كافة التطورات المرتبطة بحل الازمة السورية. وفي ما يتعلق بحل الازمة السورية قدمت تقريرا مفصلا بأن الجمهورية الاسلامية تضع في سلم اولوياتها مسألة متابعة العملية السياسية التي ستؤدي باذن الله تعالى الى الحل السياسي المنشود في سوريا. ونحن نعمل من خلال المفاوضات التي نجريها مع الامم المتحدة والدول الضامنة الثلاث على ايجاد المقدمات اللازمة لانطلاق عمل اللجنة الدستورية، وهذه اللجنة سوف تدرس الاصلاحات التي يجب ان تدخل على الدستور في سوريا".

وتابع: "اود التأكيد ان الدور الاساسي الذي تقوم به الدول الضامنة الثلاث من جهة والامم المتحدة من جهة اخرى، هو الدور المساعد لانطلاق عمل اللجنة الدستورية، ولكن الدور الاساسي والفاعل تقوم به الاطراف السورية سواء كان الدولة ام المعارضة او قوى المجتمع المدني لان هذه المسألة تدخل في اطار السيادة السورية ولا يحق لاي طرف خارجي ان يفرض وجهة نظره في هذا المجال. والامر الاخر الذي نعمل عليه في هذه المرحلة هو توفير المناخات اللازمة والمناسبة التي تضمن عودة اللاجئين السوريين الى وطنهم الأم. ونحن نعتبر ملف النازحين هو من الملفات الحيوية والاساسية التي في ما لو وفقنا باذن الله تعالى في انجازه نكون قد قمنا بخطوة اساسية في اعادة اجواء الامن والامان والاستقرار في كافة الربوع السورية".

واردف: "الملف الاخر الذي نعمل عليه مع شركائنا بشكل جدي في هذه المرحلة هو الملف المرتبط بتبادل الاسرى والجرحى. ونحن نعلق اهمية كبرى على هذا الملف الانساني. ونحن نعتبر ايضا ان الدور الاساسي للدولة السورية من اجل حلحلة هذه المشاكل العالقة بمشاركة المعارضة السورية. وفي ما يتعلق بالازمة اليمنية اود القول انه طوال الاشهر القليلة الاخيرة كانت هناك حركة مكثفة من المفاوضات التي جرت بمشاركة الجمهورية الاسلامية الايرانية والامم المتحدة واربع دول اوروبية بالاضافة الى الاتحاد الاوروبي. كل هذه المفاوضات التي تجري من شأنها ان توجد الآليات المناسبة لبدء المفاوضات النهائية للازمة اليمنية. وقلت منذ البداية ان حل ازمة اليمن لا يكون عسكريا وهذا يثبت عمليا يوما بعد يوم. ونأمل باذن الله ان نجد الظروف المؤاتية للحل السلمي هناك وان يضع الجميع منطق الحل شاملا".

وختم: "نتمنى للبنان الشقيق ان يشهد مزيدا من الاستقرار والوحدة والتلاقي ونأمل بعد اجراء الانتخابات النيابية الناجحة ان تشكل الحكومة اللبنانية العتيدة من خلال التوافق السياسي بين مختلف الاطراف. ومرة ثانية اؤكد ان رسالة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الجمهورية اللبنانية هي رسالة المحبة والصداقة والتعاون".

كتلة التنمية

ثم ترأس الرئيس بري اجتماع كتلة "التحرير والتنمية بحضور الوزراء: علي حسن خليل، غازي زعيتر وعناية عز الدين والنواب: انور الخليل، ايوب حميد، ياسين جابر، قاسم هاشم، علي بزي، محمد نصر الله، علي خريس، محمد خواجة، فادي علامة، علي عسيران وميشال موسى.

بعد الاجتماع ادلى الخليل بالبيان الآتي: "اجتمعت كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيسها دولة الرئيس نبيه بري، وبحثت شؤونا نيابية ومجلسية تركز قسم منها على اجتماع مجلس النواب غدا لانتخاب اللجان النيابية. وتمنت كتلة التنمية والتحرير على جميع الكتل النيابية التوصل الى تفاهمات على اللجان بما تتيح عملها وتحمل المجلس مسؤولياتها".

دعوة

من جهة اخرى، تلقى الرئيس بري دعوة رسمية من رئيس مجلس النواب الباكستاني محمد صادق سانجراني لزيارة باكستان.

 

الحريري استقبل نائبة فرنسيي الخارج وأهالي موقوفي بحنين وتسلم من بعثة مراقبة الانتخابات تقريرها النهائي

الإثنين 16 تموز 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط"، النائبة عن فرنسيي الخارج لمنطقة الشرق الاوسط وافريقيا اميليا لاكرافي والنائب الرديف جوزيف مكرزل. بعد اللقاء، قالت لاكرافي: "بحثنا مع الرئيس الحريري في تحضيرات الجولة التي ستقوم بها وزيرة المساواة بين الرجل والمرأة الفرنسية الى عدد من دول الشرق الاوسط والتي ستبدأها من لبنان بدعم من الرئيس الحريري، وهدف هذه الجولة هو وضع تقرير عن وضع المساواة بين الرجل والمرأة. نحن نعلم ان هناك جهودا كبيرة تبذل في هذا الاتجاه ونحرص على إظهارها، وشكرنا الرئيس الحريري على دعمه في هذا الاطار". أضافت: "كما تطرق البحث الى موضوع اللاجئين السوريين وملف مدارس الليسيه الفرنسية في لبنان، وابدى الرئيس الحريري دعمه الكامل لأي حل قبل انطلاق العام الدراسي المقبل".

بعثة مراقبة الانتخابات

واستقبل الرئيس الحريري رئيسة بعثة مراقبة الانتخابات العضو في البرلمان الاوروبي ايلينا فالنتشيانو، في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن واعضاء البعثة الذين كانوا تابعوا سير الانتخابات النيابية في لبنان وعدد من الدول في الخارج.

وتسلم الرئيس الحريري من رئيسة البعثة التقرير النهائي للجنة عن مراقبة الانتخابات.

أهالي موقوفي بحنين

كما التقى النائب عثمان علم الدين مترئسا وفدا من اهالي موقوفي بحنين، بحضور الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير.

وقد شكر الوفد الرئيس الحريري على الجهود المتواصلة التي بذلها لتأمين محاكمة عادلة وسريعة لابنائهم. كما شكر قيادة الجيش اللبناني.

 

كتلة المستقبل دعت لتوسيع نطاق التعاون مع الرئيس المكلف: الخوض بمسألة العلاقات اللبنانية السورية كما يجري هو في غير محله

الإثنين 16 تموز 2018 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعا برئاسة الرئيس سعد الحريري، في "بيت الوسط" اليوم، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب عثمان علم الدين، قال فيه: "عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعا اليوم في بيت الوسط برئاسة الرئيس سعد الحريري، خصص للتداول بالأوضاع الحالية، وخلصت الى الآتي:

اولا- اطلعت الكتلة من الرئيس سعد الحريري على مستجدات الوضع الحكومي، وما آلت إليه المشاورات المعلنة وغير المعلنة من نتائج. وعبرت الكتلة عن ارتياحها للمسار المعتمد الذي لا بد أن ينتهي إلى تشكيل الحكومة وانطلاق عجلة العمل بورشة الاصلاح المطلوب. وشددت الكتلة على أهمية توسيع نطاق التعاون مع الرئيس المكلف، والتزام مقتضيات التهدئة السياسية وتجنب الخوض بسجالات تنعكس سلبا على مساعي التأليف.

ثانيا- توقفت الكتلة عند الجلسة المخصصة غدا لانتخاب اللجان النيابية، وتدراست المهمات التي ستوكل لأعضاء الكتلة على مستوى العمل التشريعي، واتخذت في هذا الشأن القرارات اللازمة. ثالثا- اعتبرت الكتلة أن الخوض بمسألة العلاقات اللبنانية - السورية، على صورة ما يجري من خلال بعض المواقف والتصريحات، هو خوض في غير محله، وان وجهات نظر الأطراف لا تعني بالضرورة انعكاسا لرأي الدولة ومؤسساتها المختصة، وعليه فإن ما يصدر من مواقف يعبر فقط عن رأي أصحابه، وان مجلس الوزراء هو الجهة المخولة تحديد السياسات ومسار العلاقات خصوصا في ما يتصل بالملفات الخلافية على غير صعيد".

 

السنيورة: الاجتماعات بشأن عدوان تموز عقدت في المقر الموقت لمجلس الوزراء وليس في بعبدا والمحاضر المنشورة مشوهة وليست حرفية او دقيقة

الإثنين 16 تموز 2018 /وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة البيان التالي: "دأبت صحيفة الاخبار منذ يوم 12 تموز من هذا الشهر ولمصادفة الذكرى الحادية عشرة للعدوان الإسرائيلي في تموز 2006 على لبنان، على نشر مجموعة من الاخبار او المقالات او التحليلات الهدف منها النيل من الرئيس فؤاد السنيورة والاستمرار في منهج التجني والافتراء وتشويه السمعة والحقائق. وقد خصصت الجريدة المشار اليها صباح يوم الجمعة في 13/07/2018 مجموعة من المقالات حصرتها للحديث عن هذا العدوان، لكن تلك المقالات في هذا العدد وفي روايتها عن تلك المرحلة حفلت بمجموعة من الاخطاء والتراكيب والاجتزاءات والتحريفات والاختلاقات غير الصحيحة والمفتعلة. أول تلك الأخطاء: يقول كاتب إحدى المقالات إن الرئيس السنيورة قال للحاج حسين الخليل: "ان جورج اتصل بي وكان يقصد الرئيس بوش"، وذلك بعد ان استدعى الرئيس فؤاد السنيورة الحاج حسين خليل فور خروجه من القصر الجمهوري حيث كان دولة الرئيس السنيورة مجتمعا مع الرئيس لحود ذلك الصباح عندما اتاهما سوية الخبر عن الحادثة التي جرت عبر الخط الأزرق على الحدود اللبنانية الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ان هذا الامر غير صحيح على الاطلاق فيومها وحتى تلك الساعة التي وصل فيها الحاج حسين خليل الى السراي الحكومي وحتى مغادرته لم يكن قد جرى بين دولته واي مسؤول أميركي أي اتصال، وبالطبع لم يكن قد جرى بين دولته وبين الرئيس بوش أي اتصال.

ان الذي حصل في ذلك النهار وبعده مذكور في المقالين اللذين كتبهما بناء للحديث الذي أجراه الكاتب محمد أبي سمرا مع الرئيس فؤاد السنيورة ونشرا في صحيفة النهار بتاريخ 11 و12/07/2007 بشأن الرواية المختصرة والكاملة لما جرى في تلك الحرب من تاريخ نشوبها وحتى إقرار القرار الدولي 1701 وهي مثبتة في المقالين الآنفي الذكر. بعد ذلك الاجتماع الذي جرى مع الحاج حسين خليل ومع الاتضاح التدريجي لمسار حجم الرد العسكري الإسرائيلي بأنه كان يتحول إلى هجوم عسكري كاسح واسع النطاق، بدأت الاتصالات بالرئيس السنيورة بعد ظهر ذلك النهار وبعده من قبل عدد من الرؤساء والملوك العرب ومن وزراء خارجية عدد من الدول الصديقة ومنها الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك من الأمين العام للأمم المتحدة. وبعد ذلك وفي الأيام والاسابيع اللاحقة كانت الاتصالات تجري وبكثافة وعلى خطين من قبل أولئك المسؤولين ومن قبل الرئيس السنيورة من أجل متابعة تطور الأزمة الخطيرة الناشئة وكيفية العمل من أجل الحد من أضرارها وتداعياتها على لبنان وعلى اللبنانيين. ثاني تلك الاخطاء القول انه انعقدت جلسة استثنائية لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري ذلك النهار، والحقيقة ان جلسة مجلس الوزراء انعقدت في المقر المؤقت في الوسط التجاري في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي وبحضور الرئيس لحود الذي ترأس الجلسة.

ثالث تلك الأخطاء إن الصحيفة قالت انها تنشر محضرا لجلسة مجلس الوزراء يوم الثاني عشر من تموز، والحقيقة انها أقدمت على نشر مقاطع مختارة مقتطعة ومجتزأة من نصها الكامل ومحرفة بقسم كبير منها من محضر الاجتماع، وبالتالي فإن الكاتب لم ينشر محضر الاجتماع. وعلى ما يبدو فإن الصحيفة أو كاتب المقال قصدا من عملية النشر هذه، وبالشكل والمضمون الذي تم نشره، تشويه الحقائق وليس نشر كامل النقاشات التي تبين حقيقة المواقف والآراء التي ادلى بها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء كل بمفرده، وحقيقة وجوهر تلك المداخلات. والسبب في ذلك هو أن الهدف قد بات واضحا، كما يمكن للقارىء أن يستخلصه من نشر تلك المقالات وبعناوينها المثيرة ألا وهو في الأساس العمل على تشويه صورة الرئيس السنيورة والفريق الوزاري الذي كان يعارض سياسة ومواقف وتصرفات حزب الله، ولا سيما في أمور محددة تتعلق بسيادة الدولة اللبنانية وحرية قرارها الوطني، وعلى ضرورة بسط سلطتها الكاملة على ترابها الوطني وعلى كافة مرافقها، وعلى حقها الحصري باحتكار حمل السلاح واستعماله عند الاقتضاء.

رابع تلك الأخطاء: انه في العدد ذاته نشرت الصحيفة مقالة للوزير آنذاك الأستاذ طراد حمادة يروي فيها، ومن وجهة نظره بالطبع، ان الرئيس السنيورة أبقى وفد قيادة الجيش خارج اجتماع مجلس الوزراء لكي يقوم بحجب وتشويه الحقائق العسكرية على مجلس الوزراء. والحقيقة أن ما حصل كان بعد مرور أيام عديدة على بدء العدوان الإسرائيلي، وحيث أنه وفي إحدى تلك الجلسات لمجلس الوزراء ان طلب إلى وفد قيادة الجيش الانتظار لبعض الوقت قبل أن يطلب إليهم الدخول إلى غرفة الاجتماعات لمجلس الوزراء. وذلك كان أمرا طبيعيا حيث كان المقصود بداية أن يتمكن مجلس الوزراء من الاستماع الى كامل المعلومات السياسية التي تجمعت ذلك النهار، والى التطور الحاصل على صعيد الاتصالات الدبلوماسية ولا سيما عما كان يحصل في المداولات الجارية لدى أعضاء مجلس الامن والاتصالات الجارية مع الرؤساء ووزراء الخارجية العرب وغير العرب عبر ما كان يدلي به رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء اللبنانيون المعنيون من معلومات. وذلك جرى قبل البدء بالبحث في تلك الجلسة بالجوانب العسكرية والميدانية فيما يختص بالهجوم الإسرائيلي والتصدي له عبر الاستماع إلى وفد قيادة الجيش. وبالتالي لم يكن السبب في ذلك التأخير آنذاك كما ذهب الى تفسيره وادعائه الوزير طراد حمادة. وفي ذلك تشويه كامل لما حصل يومها في مجلس الوزراء وافتئات كامل على الحقيقة. والحقيقة أنه وفور دخول قائد الجيش ومدير المخابرات إلى قاعة مجلس الوزراء، قاما بالإدلاء بجميع ما كان لديهم من معلومات ومن آراء واقتراحات، وذلك بحرية كاملة حسب ما كانت وما زالت هي القاعدة عندما يستدعى قائد الجيش أو وفد قيادة الجيش للادلاء بما لديهم من معلومات أمام مجلس الوزراء. في حصيلة الاجتماع الأول لمجلس الوزراء الذي جرى مساء يوم 12/07/2006، أصدر مجلس الوزراء بيانا يقول: "إن الحكومة اللبنانية لم تكن على علم، وهي لا تتحمل المسؤولية ولا تتبنى ما جرى ويجري من أحداث على الحدود الدولية، وهي تستنكر وتدين بشدة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف ويستهدف المنشآت الحيوية والمدنيين". وهي لذلك تطالب بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لتناول ومعالجة تلك الاعتداءات. وهي تبدي استعدادها للتفاوض عبر الامم المتحدة وأصدقاء ثالثين لمعالجة ما جرى من احداث ما أدت إليه والأسباب التي دعت إلى ذلك".

بعد ذلك تابعت جريدة الاخبار نشر ما تسميه محاضر مجلس الوزراء في اليوم الثاني للعدوان أي يوم الخميس في 13/07/2018 وهو ما حصل في جلستين قبل الظهر وبعده. ولكن الصحيفة قامت به بذات الطريقة المجتزأة بما لا يعطي الصورة الحقيقية والكاملة لما كانت عليه مداولات مجلس الوزراء وأهمية الموقف الذي كان يحرص عليه رئيس الحكومة لجهة التأكيد على التضامن الوطني والحفاظ على وحدة البلاد واللبنانيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

في محصلة الأمر، وانطلاقا من الاقتراح الذي قدمه دولة الرئيس السنيورة في اليوم الثاني للعدوان، صدر عن مجلس الوزراء في مساء يوم الخميس في 13/07/2006 البيان التالي:

"انطلاقا من الموقف الذي أعلنته الحكومة اللبنانية أمس وتأكيدا عليه، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي المفتوح وتوسعه ضد المدنيين والمنشآت الحيوية في البلاد، والذي أوقع عددا كبيرا من الشهداء والجرحى والخسائر المادية والاقتصادية الجسيمة:

1- يشجب مجلس الوزراء هذا العدوان الذي يتعارض مع كل القرارات والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية. ويعتبر انه ليس صحيحا انه يأتي في سياق الدفاع المشروع عن النفس أو غير ذلك من ادعاءات إسرائيلية مهما كانت الأسباب.

2- يحيي مجلس الوزراء أرواح الشهداء وصمود اللبنانيين وحرصهم على تضامنهم ووحدتهم التي تشكل العامل الأساسي في مواجهة العدوان وحماية الوفاق الوطني.

3- يؤكد مجلس الوزراء التزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية وتمسكه باستقلاله وسيادته ووحدة أراضيه، وكذلك التزامه باحترام الخط الأزرق.

4- تدعو الحكومة اللبنانية مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار شامل وفوري لوقف إطلاق النار، وفك الحصار بكامل أشكاله، وتطالب بوضع حد للعدوان الإسرائيلي الذي يغتال المواطنين الآمنين ويدمر المنشآت الحيوية والاقتصادية، كما تطلب إلى المجتمع الدولي العمل فورا لمعالجة شاملة للأزمة الراهنة التي حصلت على الخط الأزرق وأسبابها وتداعياتها.

5- إن استمرار عمليات التدمير والقتل التي تمارسها إسرائيل لن تحل المشكلة بل ستزيد الأمور صعوبة وتعقيدا، مما يؤدي إلى تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

6- تؤكد الحكومة اللبنانية على مسؤوليتها في حماية الوطن والمواطنين، وفي المحافظة على أمنهم وسلامتهم، وعلى حقها وواجبها في بسط سلطتها على كامل أراضيها، وممارسة سيادتها وفي اتخاذ قرارها الوطني في الداخل والخارج.

7- يرحب مجلس الوزراء بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إرسال وفد رفيع المستوى للعمل على التخفيف من حدة التوتر وإعادة الاستقرار، والحض على احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمنشآت المدنية".

في ضوء ما تقدم، يهم المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة أن يؤكد ويشدد على أمرين أساسيين:

أولا: الحرص الدائم والثابت للرئيس السنيورة على حرية واستقلال وسيادة لبنان وعلى حق وواجب لبنان في التصدي لأي اعتداء على أرضه من خلال قواه الذاتية وفقا للدستور. وكذلك على حرصه في الحفاظ على وحدة اللبنانيين في التصدي للعدوان والعمل الجاد للخروج الوطني والأمني من المأزق الخطير الذي أصبح لبنان في خضمه نتيجة العدوان الإسرائيلي عليه.

وفي هذا المضمار، كان السلوك والأداء الرفيع والمسؤول الذي مارسته حكومة الرئيس السنيورة خلال حرب تموز، بكونها كانت على قدر وعلى مستوى خطورة المرحلة العصيبة التي كان يواجهها لبنان. وفي هذا المجال، تثبت الوقائع أن الحكومة اللبنانية آنذاك استطاعت بحكمتها وتبصرها وجهدها خلال تلك الفترة من أن تبحر في بحر مليء بالألغام والأفخاخ وان تحافظ بالتالي على وحدة لبنان وعلى تضامن اللبنانيين وان تطرح على المجتمعين العربي والدولي اقتراحات عملية وان تنجز:

1- صياغة ورقة النقاط السبع التي أصبحت الأساس في صدور القرار الدولي 1701 والتي حظيت بموافقة الرئيس بري وتمسك بها السيد حسن نصر الله.

2- ان تنجح في انعقاد اجتماع روما وانعقاد القمة الروحية في بكركي الداعمة للنقاط السبع، وكذلك للحكومة اللبنانية، وان تدفع أيضا في اتجاه عقد اجتماع مؤتمر القمة الإسلامية في كوالالمبور لدعم لبنان.

3- كما وأن تنجح في انعقاد اجماع وزراء الخارجية العرب في بيروت الذي قدم الدعم العملي للبنان ولشعبه وانتدب عددا من وزراء الخارجية العرب للذهاب إلى نيويورك مع الأمين العام للجامعة العربية لمتابعة أعمال جلسات مجلس الأمن.

4- وان تتوصل تلك الحكومة التي سماها الرئيس بري آنذاك بحكومة المقاومة السياسية إلى انعقاد مجلس الأمن لإصدار القرار 1701 الذي استند كذلك إلى قرار مجلس الوزراء بشأن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، وهو الأمر الذي لا يزال ينعم لبنان بفضله وبفضل الله برخاء وأمن واستقرار وهو ما نتمناه ان ينسحب ذلك على كافة الاراضي اللبنانية.

من جهة ثانية، يهم المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة ان يتساءل عن سبب إصرار جريدة الاخبار على الاستمرار في تشويه الحقائق وإثارة الضجيج الإعلامي عبر العناوين المضخمة والمثيرة من أجل كسب انتباه القراء دون ان يكون في الواقع للكثير من تلك العناوين المضمون التي توحي به القراءة السريعة لتلك العناوين. إن هذه الممارسات لا تنحصر بتلك المقالات المنشورة في العدد الصادر يوم الجمعة الماضي المشار اليه، بل تكرر ذلك في ما نشر في عددي الاخبار الصادرين يومي السبت والاثنين في 14 و16 تموز 2018 بكونهما أتيا مجتزأين ومن خارج السياق من أجل تشويه الحقيقة الكاملة التي سعى الرئيس السنيورة طوال فترة العدوان، والتي استمرت حتى الرابع عشر من تموز 2006 في الحرص على حماية لبنان وحماية اللبنانيين في كل لبنان ولا سيما في المناطق التي كان يستهدفها العدو الإسرائيلي، وكذلك الحرص على المقاومين الذين هم أولا وأخيرا لبنانيون وكانوا يدافعون وبحق عن لبنان وعن الشعب اللبناني.

المشكلة تكمن في ما دأبت عليه هذه الصحيفة منطلقة من سياسة متبعة لديها ومتعمدة من قبلها، والذي أصبح عليه منهجها الدائم والثابت في التهجم ظلما على الرئيس السنيورة وعلى الفريق السياسي الذي ينتمي إليه".