المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july16.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة اقامة لعازار من القبر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هم في غربة عن كل ما يمثله مار شربل

الياس بجاني/في ظل احتلال حزب الله كل الحكومات اللبنانية ستكون تحت أمرته

الياس بجاني/ورقتي التنازل عن لبنان مقابل كراسي ومواقع

الياس بجاني/لا تعاطف ولا تأييد للحريري وللمعرابي وهما يدفعان ثمن صفقة الخطيئة بعد أن فرطا 14 آذار وقفزا فوق دماء الشهداء

الياس بجاني/ذنب فرط 14 آذار ومداكشة الكراسي بالسيادة لن يغفر لكم وشو ما صار فيكم قليل

الياس بجاني/زجليات تافهة هدفها التعمية على واقع احتلال إيران للبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أن تكون مسيحياً يعني أن تكون على علاقة شخصية بيسوع/ايلي الحاج/فايسبوك

الحاكم يفرض الإصلاح على الشعب ولا يستجديه/أبو ارز

هذه حقيقة الحكم الصادر ببراءة فضل شاكر

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/7/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري يتفق مع جنبلاط وجعجع: صيغة جديدة للحكومة

بيروت تعيد إحياء ثقافة المقاهي

إسرائيل ترى "الخطر الأول"... في لبنان لا في سوريا

زعيتر رد على السيد: ابن الدولة يريد إلى جانبه من هم أمثاله ونحن لسنا كذلك

اللواء جميل السيّد..قسمةُ الجنوب وقسمة البقاع قسمةٌ ضيزى

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

خلوة بين الراعي وجعجع في بقاعكفرا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فرنسا تهزم كرواتيا وتتوج بطلة لكأس العالم 2018

حكم إيراني "مونديالي" قد لا يعود لوطنه لأنه صافح امرأة

المعارضة الإيرانية تبحث البديل الديمقراطي لولاية الفقيه

النظام السوري: قصف إسرائيلي قرب مطار النيرب

احتجاجات العراق في يومها السابع: العبادي يرشو البصرة ب3مليارات

العراق: مقتل 04 متظاهرين في مواجهات مع الشرطة في السماوة

ترمب عشية لقائه بوتين: روسيا وأوروبا والصين أعداؤنا

اجتماع سري لإعداد خطة ضرب إيران... و4 مجموعات للتنفيذ

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مَن يُمثِّلُ الناسَ؟/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

ماذا قال جعجع لـ«الجمهورية» بعد خلوته والراعي/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

«حزب الله» والنازحون: هكذا «تُطبخ» العودة/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

إنهيار الإقتصاد»: القصّة الكاملة منذ «سيدر» حتى الآن/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

معمل للنفايات في وادي لامرتين: من يصدّق/حنان حمدان/المدن

«صليب» بلدة بشتودار: مشروع فتنة لن يمر/نسرين مرعب/جنوبية

"وين في لبناني في نجار"... ولو عبر البحار/الهام فريحة/الأنوار

ا نهوض من دون القطاع المصرفي/الهام فريحة/الأنوار

«الحاكم بأمر الله» رجب «الأول» أردوغان/فيصل العساف/الحياة

كأس سم» ثانٍ ينتظر طهران/حازم الأمين/الحياة

صفقة بوتين ـ ترامب: تعويم الأسد وتحجيم إيران/ماجد كيالي/العرب

قمة هلسنكي وتشكيل لجان مشتركة لحل القضايا العالقة/روبرت فورد/الشرق الأوسط

ما الذي يمكن أن يتفق عليه رئيسا روسيا وأميركا/فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط

فوضى على حدود العراق/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

«النيل الأحمر» : يروي ساعة العطش/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الإسلاميون بين حلم الرئاسة والخوف منها/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

العاصفة قبل الهدوء في فوضوية "الترامبية"/راغدة درغام

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: التشبث بالحصص وحصرها بكتل مع اقصاء افرقاء آخرين لا يبرران التأخير على حساب الخير العام

الراعي دعا في عيد مار شربل الى الصلاة من اجل لبنان وعقد خلوة مع جعجع تطرق فيها الى موضوع تشكيل الحكومة

حاصباني يترأس وفد لبنان الى المنتدى السياسي في الامم المتحدة

اعتصام لحزب سبعة في ساحة رياض الصلح طالب بتشكيل الحكومة وبخطة طوارىء اقتصادية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
عجيبة اقامة لعازار من القبر

إنجيل القدّيس يوحنّا11/من01حتى16/"كَانَ رَجُلٌ مَرِيضًا، وهُوَ لَعَازَر، مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وأُخْتِهَا مَرْتَا. ومَرْيَمُ هذِه، الَّتِي كَانَ أَخُوهَا لَعَازَرُ مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِٱلطِّيب، ونَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا. فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض!». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَال: «هذَا المَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوت، بَلْ لِمَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِهِ ٱبْنُ الله». وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْتَا وأُخْتَهَا مَرْيَمَ ولَعَازَر. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَريض، بَقِيَ حَيْثُ كَانَ يَوْمَينِ آخَرَيْن. وبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «هَيَّا نَرْجِعُ إِلى اليَهُودِيَّة». قَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «رَابِّي، أَلآنَ كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوك، وتَرْجِعُ إِلى ُنَاك؟!». أَجَابَ يَسُوع: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَاعَة؟ مَنْ يَمْشِي في النَّهَارِ فَلَنْ يَعْثُر، لأَنَّهُ يَرى نُورَ هذَا العَالَم. أَمَّا الَّذي يَمْشِي في اللَّيْل فَيَعْثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيه!». تَكَلَّمَ بِهذَا، ثُمَّ قَالَ لَهُم: «لَعَازَرُ صَديقُنَا رَاقِد؛ لكِنِّي ذَاهِبٌ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «يَا رَبّ، إِنْ كَانَ رَاقِدًا، فَسَوْفَ يَخْلُص». وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَحَدَّثَ عَنْ مَوْتِ لَعَازَر، أَمَّا هُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ يَتَحَدَّثُ عَنْ رُقَادِ النَّوم. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُم يَسُوعُ صَرَاحَةً: «لَعَازَرُ مَات! وأَنَا أَفْرَحُ مِنْ أَجْلِكُم بِأَنِّي مَا كُنْتُ هُنَاك، لِكَي تُؤْمِنُوا. هَيَّا نَذْهَبُ إِلَيْه!». فَقَالَ تُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَمِ لِلتَّلامِيذِ رِفَاقِهِ: «هَيَّا بِنَا نَحْنُ أَيْضًا لِنَمُوتَ مَعَهُ!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هم في غربة عن كل ما يمثله مار شربل

الياس بجاني/15 تموز/18

هل قادتنا الدينيين والزمنيين الذين يحتفلون اليوم بعيد مار شربل يمارسون في حياتهم الخاصة وفي تعاطيهم مع الغير أي من صفاته كالمحبة والتسامح والصدق والتواضع والزهد والشفافية!!

 

في ظل احتلال حزب الله كل الحكومات اللبنانية ستكون تحت أمرته

الياس بجاني/14 تموز/18

طالما حزب الله يحتل لبنان والطاقم السياسي يتعايش مع احتلاله ويمتملقه وهمه الكراسي وفقط   الكراسي فأي حكومة تشكل ستكون حكومته وكل من فيها تحت أمرته.

 

ورقتي التنازل عن لبنان مقابل كراسي ومواقع

الياس بجاني/13 تموز/18

لا فرق بين ورقتي معراب ومار مخايل وهما تنازل عن لبنان لحزب الله ومداكشة سيادة واستقلال ودستور وقرارات دولية بكراسي ومنافع لسياسيين.

 

لا تعاطف ولا تأييد للحريري وللمعرابي وهما يدفعان ثمن صفقة الخطيئة بعد أن فرطا 14 آذار وقفزا فوق دماء الشهداء

الياس بجاني/12 تموز/18

الحريري والمعرابي وعلى خلفية الأجندات السلطوية والنفعية فرطا 14 آذار وداكشا الكراسي بالسيادة واليوم يستجدون كراسي من حزب الله في حكومة هو يسيطر عليها.. لا تعطاف معهما ولا تأييد لأي موقف لهما ..مطلوب استقالتهما بعد فشلهما الذريع

 

الحريري ارتضى التخلي عن  دوره يوم وقع الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/11 تموز/18

الحريري مش هو يلي عم يشكل الحكومة ولا راح يشيل الزير من البير لا هو لا غيره لأن الزير بالضاحية التي هي غرفة عملية التشكيل. شو فهمنا؟

 

ذنب فرط 14 آذار ومداكشة الكراسي بالسيادة لن يغفر لكم وشو ما صار فيكم قليل

الياس بجاني/11 تموز/18

هل انتهت مندبة البكاء والعويل والنحيب على دفن ورقة معراب التي اصلا ولدت ميتة؟ بلوها وشربوا زومها وتوبوا وادوا الكفارات على ذنوبكم.

 

زجليات تافهة هدفها التعمية على واقع احتلال إيران للبنان

الياس بجاني/10 تموز/18

السرطان الذي يفتك بلبنان هو إحتلال ايران أما زجليات جعجع وباسيل وجنبلاط وأبواقهم والصنوج فهي من أعراض هذا الإحتلال وللتعمية عليه..معارك طواحين الهواء لا أكثر ولا أقل.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أن تكون مسيحياً يعني أن تكون على علاقة شخصية بيسوع

ايلي الحاج/فايسبوك/15 تموز/18

1- أن تكون مسيحياً يعني أن تكون على علاقة شخصية بيسوع. هذه اسمها الحياة الداخلية الروحية معه.إنه صديقك وشريك عمرك ومثال أعلى لك في سلوكك وخلفية قراراتك على طول.

2- تستطيع أن تكون مسيحياً من دون علاقة شخصية بيسوع. (في السابق، من زمان، كنت أعتقد أن كل إنسان يعيش حياة أخرى روحية، غير الظاهرة، وبيّنت لي الأيام كم كنت على خطأ). في هذه الحال تكون مسيحيتك، في لبنان خصوصاً، إنتماءً إجتماعياً -ثقافياً، وسياسياً يمكن، إلى طائفة وجماعة (مذعورة غالباً).

3- جَرّني الصديق جوزف إلى برهنة إيماني بأن يسوع لم يكن يمزح عندما تحدث عن نقل الجبال. المعجزات مسألة سخيفة وليست أساساً في العلاقة الشخصية والمتينة التي كنت أشرحها. أعطيت مثلاً أن أطلب 50 دولاراً من صديق أعرف أنه ثري، وأعرف استحالة أن يخذلني، ولكن لا أطلب لأن العلاقة في ذاتها أهم بكثير. للأسف لم أعشها إلا لماماً في عمقها. ولكن مجرد أن تمر بها ولو دقيقة من مرورك على وجه الأرض هو المعجزة. عندما تنفتح أمامك سماء الروح وترى بعينيك ما لم تره عين ولا سمعته أذن وتعيش تجربة أبعد من اي قدرة على الوصف.

لماذا لا تحصل هذه التجربة لكل الناس؟ لا أعلم. أنا محظوظ لأني عشتها.

4- غير المؤمن يمكنه هو أيضاً أن ينقل الجبال عندما يريد شيئاً بكل كيانه، يعني بكل عقله وقلبه ووجدانه. ولكن شرط أن يكون مستعداً لدفع الثمن. وقد يكون غالياً جداً، ومن روحه والأخلاقيات والمبادئ.

5- ثمة فارق هائل بين يسوع والمسيحية. المسيحيون غالباً يشوّهون بسلوكهم سمعة يسوع، وأنا منهم. لكم جذبتني حريته وشجاعته، قدرته على الحب حتى الإذهال!

6- لم أتصوّر يوماً أن يسوع أراد إطلاق دين جديد بين البشر كبقية الأديان.إنما للكنيسة- على علّاتها- الفضل في إيصال رسالته إلينا بعد ألفي عام.

7- يسوع بذاته هو الذي قال" أنا ابن الله وأنتم أيضاً أبناء الله". عبارة كافية لحل خلاف طويل عريض مع الإسلام على هذه النقطة، لو توقفت عندها المجامع الكنسية.

8 - كم أكره الوعظ!

9- هل أنا مؤمن؟ لا أعرف. لكن الخلاص إذا كان من خلاص هو فردي. كل واحد بمفرده.

10- لم أندم لتعريض نفسي للسخرية. وقد لا تكون صفحة فيسبوك هي المكان الملائم لحوار كهذا. لا بأس.

في الحقيقة كان مضى زمن بعيد لم نتحادث، جوزف وأنا، في موضوع عميق. انتهزتها مناسبة لكلام من القلب عارفاً أنه يسجل ويمكن ان ينشر. حديثي كان إليه لاستعادة علاقة قديمة.

11- حسناً، هذا ما أنا عليه. مساوئي أكبر بكثير.

 

الحاكم يفرض الإصلاح على الشعب ولا يستجديه

أبو ارز/15 تموز/18

علم السياسة، والأعراف والأصول كلّها تقول أنّ الحاكم يفرض الإصلاح على الشعب ولا يستجديه. أمّا اذا قُدِّر للشعب أن يتولّى بنفسه مهمة مكافحة الفساد، فعندها يبدأ من قِمّة الهرم إلى أسفله جرياً على عادة كل الثورات الشعبية التي حصلت في التاريخ.

لبيك لبنان

 

هذه حقيقة الحكم الصادر ببراءة فضل شاكر

 ليبانون فايلز/الأحد 15 تموز 2018/غرّد المتهم الفار فضل شاكر اليوم على حسابه على "تويتر"، قائلا: " صباح يسرٍ من بعد عسر"، وذلك تعليقا على حكم قضائي جديد يتعلّق به ويبرئه من تهمة تأليف عصابة وتهديد رئيس بلدية حارة صيدا بالقتل. الّا أن شقيقة الشهيد جورج بو صعب، جومانا بو صعب، كانت قد أوضحت أن الحكم –الذي يحتفي به شاكر-  "هو في القضية المرفوعة من رئيس بلدية حارة صيدا ضد فضل شاكر ولا علاقة له بقضية احداث عبرا التي صدر فيها حكم غيابي بسجن فضل شاكر 15 عاما مع اعمال شاقة وتجريده من حقوقه المدنية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الاحتفالية الكروية العالمية التي استهلكت شهرا من الزمن، وشدت العالم بأنظاره وأعصابه قاطبة، ومليارات من العملات الصعبة، وجند لنقلها جيوش من الصحافيين حول العالم، هذه الاحتفالية انتهت بفوز ساحق للمنتخب الفرنسي على نظيره الكرواتي العنيد بنتيجة 4- 2، في مشهد أعاد إلى الاذهان فوز فرنسا بقيادة زين الدين زيدان على البرازيل بثلاثية نظيفة على البرازيل قبل عشرين عاما من الآن.

ويفتخر "تلفزيون لبنان" بأنه ساهم بإمتاع جمهور واسع من اللبنانيين والمقيمين في لبنان، عبر توليه على عادته نقل مباريات المونديال طوال شهر، بمهنية عالية ومتابعة وتعليق، وعلى الأراضي اللبنانية دون استثناء. وقد جاءت الأصداء على قدر الإنجاز من الجمهور الوفي، والوعد لهذا الجمهور بمحطات لاحقة مشرقة إن شاء الله.

ومن المستطيل الأخضر في موسكو، وبعد مشاركته في تسليم الكأس والميداليات، ينتقل الرئيس الروسي إلى هلسنكي غدا للقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب. وعشية القمة، وصف ترامب كلا من الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين بالأعداء، وإن بدرجات متفاوتة، ولم يرفع سقف التوقعات من لقائه بوتن.

محليا، تتحول أنظار اللبنانيين من المونديال إلى مرفأ الجية عند ساحل الشوف، حيث رست الباخرة التركية الثالثة المتخصصة بتوليد الكهرباء، بالرغم من إعلان الحزب "الاشتراكي" نيته التصدي لهذه الباخرة لتهديدها بيئة المنطقة، وفق "الاشتراكي". فهل ستكون الباخرة عنوانا لتجدد المواجهة السياسية التي لم تخمد أصلا؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

التأليف الحكومي يبقى أسير مناخات متقلبة تتخللها هبة ساخنة حينا وهبة باردة حينا آخر. آخر هبة كانت تفاؤلية وعبر عنها زوار الرئيس المكلف، ولكنها بحاجة إلى خطوات عملية حاسمة تخرج الحكومة العتيدة إلى حيز الوجود.

الولادة الحكومية مطلوبة سريعا وليس مطلوبا استمهال أو تمهل. في الساعات الأخيرة من الأسبوع، لم ترصد إشارات بارزة على المسار الحكومي، ما عدا قول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إن التشبث بالحصص وحصرها بكتل بإقصاء آخرين، لا يبرران التأخير بالحكومة، وذلك غداة خلوة قصيرة عقدها مع رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع في بقاعكفرا.

أما على المسار البرلماني، فتجري الاستعدادات لعقد جلسة تأليف المطبخ التشريعي يوم الثلاثاء. الجلسة يسبقها غدا اجتماعان يترأسهما الرئيس نبيه بري: الأول لهيئة مكتب المجلس والثاني لكتلة التنمية والتحرير.

في لبنان سباق حكومي- برلماني، وفي روسيا السباق الرياضي في مونديال 2018 يشهد في هذه اللحظات مرحلته الختامية، فلمن ستكون الغلبة: للمنتخب الفرنسي أم المنتخب الكرواتي؟، هي ساعات قليلة ويتوج بطل العالم.

وإلى الحدث الرياضي العالمي، تنقلت الأحداث السياسية والعسكرية في الإقليم، من فلسطين المحتلة والعراق وسوريا إلى فنلندا التي تشهد عاصمتها هلسنكي غدا، قمة روسية- أميركية تاريخية.

أما في فلسطين، فقد خرقت قوات الاحتلال التهدئة التي تم التوصل إليها بمساع مصرية ودولية في قطاع غزة، ونفذت سلسلة اعتداءات على القطاع، وأطلقت في الوقت نفسه مناورات عسكرية على مستوى كيان العدو.

وفي العراق احتجاجات شعبية متواصلة على تردي الأوضاع المعيشية والفساد والبطالة، قابلتها قرارات صادرة عن رئيس الوزراء من بينها حل مجلس إدارة مطار النجف، وإطلاق برامج للتوظيف ومخصصات بتريليونات الدنانير لمحافظة البصرة.

وإلى سوريا التي حقق جيشها أول تقدم ضد الجماعات المسلحة باتجاه حدود الجولان، من خلال سيطرته على بلدة مسحرة في ريف القنيطرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

... وفي اليوم الأخير من المونديال، العالم استراح من السياسة وكذلك لبنان. العيون على امتداد العالم لا تزال شاخصة إلى المباراة النهائية، التي تجمع فرنسا وكرواتيا في مبارزة تاريخية لم تحسم نتائجها حتى اللحظة، وإن كان التقدم الفرنسي واضحا بتسجيل أربعة أهداف مقابل هدفين لكرواتيا.

أما لبنان الذي ينقسم بين مؤيد للمنتخب الفرنسي، وآخر للكرواتي، فإنه ينتظر في المقابل نتائج المواجهة حول الحصص، والتي تؤخر إعلان التشكيلة الحكومية، فيما الرئيس المكلف سعد الحريري ماض في العمل لإعلان تأليف الحكومة، التي من شأنها أن تحافظ على الاستقرار الأمني والنقدي، مع تأكيد التمسك بصلاحيات الرئاسة الثالثة، وعدم التفريط بحقوق مختلف الأطراف.

واليوم أيضا، وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يده على الجرح، فأكد أن في كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة، تداعيات كبيرة وخسائر جسيمة في الاقتصاد بكل قطاعاته، وفي ثقة الشعب بالمسؤولين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عين العالم في هذه الساعة على المباراة النهائية لكأس المستديرة بين فرنسا وكرواتيا، فيما عيون أهل فلسطين وسوريا والعراق واليمن على الشر المتربص بهم في كل ساعة.

لم ينفع الحدث الرياضي العالمي تل أبيب في ستر الصفعة الجديدة التي تلقتها في غزة بالأمس: تبدلت المعادلات كثيرا، والغارات المدمرة على القطاع لم تنزل بنيامين نتياهو عن شجرة الحرج المتزايد جراء صواريخ المقاومة والطائرات والبالونات الحارقة، لتأتي النتائج محملة بانتقادات واسعة في الأوساط الصهيونية وإحساس بفشل ذريع دون الخروج منه الكثير من الكلفة والخسائر.

يحاول نتنياهو تحقيق مكسب معنوي ضد غزة، والاشاحة بالنظر عن تداعيات الانتصار السوري في درعا عشية لقاء ترامب- بوتين في هلنسكي. ولكن، لا مكاسب قطفت ولا ثمار جنيت مع الانتقال إلى مغطس أعمق تصعب فيه الخيارات ضد المقاومة الفلسطينية، بل ضد المقاومة في كل المنطقة.

في لبنان، ربما يتمنى المواطنون ان يطول المونديال أكثر حتى يكسبوا مزيدا من الوقت في الانشغال عن أوضاعهم المتردية سياسيا واقتصاديا.

وقصة ابريق الزيت في التأليف لا تزال في السطور الأولى، بحسب الوتيرة المتصاعدة لنمو العقد. وحدها محاولة رئيس المجلس النيابي غدا لإطلاق عجلة البرلمان تحرك الماء الراكد عبر جلسة عامة لانتخاب اللجان، وربما لاحقا بجلسة أخرى مخصصة للبحث في الوضع الحكومي، كما أعلنت سابقا الرئاسة الثانية.

وعلى قارعة الانتظار، يقف اللبنانيون، ولكن من اين تبدأ لائحة الاستحقاقات المنتظرة، وكيف ستنتهي؟، سؤال متروك لأصحاب الربط والحل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

صورة مسار التأليف بعد أكثر من شهرين على الانتخابات النيابية والتكليف تختصر كآلاتي:

أولا: العقد على حالها والحلحلة من هنا يقابلها تشدد من هناك.

ثانيا: واقع الأحجام يصطدم بلاواقعية الأوهام، وإصابة بعض من خاض الانتخابات الأخيرة بعوارض التورم الاصطناعي وأعراض الانتفاخ السياسي.

ثالثا: الرئيس المكلف ينتظر ولا يعتذر، ويسعى للحفاظ على أفضل العلاقات مع رئيس الجمهورية من دون ان يخسر الدعم السعودي.

رابعا: رئيس الجمهورية يمهل ولا يهمل، ويرى ضرورة التعجيل في تشكيل الحكومة التي يعتبرها حكومة العهد الأولى فعليا، وتكون حكومة الإنجاز لا الابتزاز، حكومة الأفعال لا الإنفعال، حكومة محاربة الفساد وليس إفلاس البلاد.

خامسا: تنسيق نيران ومحاولات التفاف فاشلة على العهد وسيده بهدف تطويقه خارجيا وداخليا وإضعاف انجازاته وضرب حقيقة "الرئيس القوي" وتحويله رئيسا عاديا، وتزامنا إطلاق الشائعات لإحباط المعنويات من طريق الترويج لانهيار اقتصادي وانتكاسة مالية وانتفاضة اجتماعية تعيد إلى الأذهان فترة الثمانينات المنحوسة وبداية التسعينات المنكودة عندما لعبت الأيادي السود بقرش اللبنانيين الأبيض.

لكن، في مقابل كل ما سبق، ثمة حقيقة يجب التذكير بها لمن نسي أو تناسى وهي ان من لم يتراجع عندما كان في الرابية رأس حربة في المواجهة والحق، لن يتراجع اليوم وهو في بعبدا على رأس الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يبدو ان "ديوك دي شان" في طريقهم إلى الاستحصال لبلادهم على نجمتهم الثانية، فرنسا مرشحة بقوة للفوز بكأس العالم بتغلبها على كرواتيا حتى الساعة 4- 2. صار بإمكان العالم ان يستعيد أنفاسه بعدما انشدت مدى شهر إلى روسيا التي غرقت ملاعبها بدموع الفرح ودموع الخيبة التي تسببت بها منافسات كأس العالم.

الاستنتاجات الأولى من مجريات الشهر الكروي الطويل، ان الفرق التقليدية الكبرى التي اعتادت تداول كأس جول ريميه، تهاوت جميعا أمام نسق جديد من اللعب الجماعي الذي لا تتكتل فيه الفرق على هداف نجم أو اثنين، بل صار كل لاعب في أي موقع أو دور يشغله في الملعب، قادرا على صنع المفاجآت وتسجيل الأهداف. وإذا كان العرب غادروا روسيا في الدور الأول، فإن حدثا يحصل للمرة الأولى منذ العام 1930، وهو ان دولة قطر ستستضيف فعاليات كأس العالم عام 2022.

بالعودة إلى الداخل اللبناني، لا رياضة ولا روح رياضية، فما إن تهدأ السجالات على جبهة حتى تتفلت على جبهة أخرى، اليوم كان تراشق غير مألوف بطله الوزير غازي زعيتر والنائب جميل السيد الذي اخذته قريحته السياسية في اتجاه التمييز بين شيعة الدولة اي "أمل" وشيعة المقاومة جناح حسن نصرالله.

توازيا الجمود على جبهة تأليف الحكومة لا يزال سمة المرحلة، خرقه جو متشائم رشح من اتصال الرئيس بري للبطريرك الراعي لتعزيته بوفاة شقيقته حيث كان توافق على ضرورة تشكيل الحكومة بسرعة، لان وضع البلاد لا يحتمل التأخير، وقد لمس الراعي من بري ان هناك طروحات وحلول جدية على خط التأليف في وقت دعا بري هيئة مكتب المجلس لاجتماع غدا تحضيرا لانتخاب رؤساء لجان نيابية ومقرريها. التطابق نفسه في وجهات النظر من الشأن الحكومي سجل في الخلوة التي دامت اكثر من ربع ساعة بين البطريرك الراعي والدكتور جعجع في بقاعكفرا اذ يتشاطر الراعي مع بري وجعجع الرؤى نفسها للخروج من أزمة التأليف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تتجه فرنسا للفوز بكأس العالم. ان يفوز اي منتخب بالكأس، فهو بحاجة لشيء من الحظ والكثير من العمل.

على مدى سنين، يتحضر هذا المنتخب، بإدارييه ولاعبيه ودعم جمهور بلاده لحمل الكأس، خلال مباريات تمتد على شهر كامل، فتخطف انفاس المشاهدين وأنظارهم، في اللعبة الأكثر شعبية وسحرا حول العالم.

منذ السادسة هذا المساء، تواجه منتخب الديوك، اي المنتخب الفرنسي ومنتخب فاترا او فريق النار اي منتخب كرواتيا للفوز باللقب، ويحمل كل منهما احلام ملايين مشجعيه.

الفريقان استحقا اللقب، فالفريق الكرواتي قاتل في كل المباريات التي خاضها حتى النفس الأخير، واتكأ على اللعب الجماعي، كما خاض مبارياته بثقة كبيرة في قدراته، والاهم من كل ذلك، اتحاد الفريق وإعلانه ان الإحساس المسيطر عليه هو احساس العائلة الحقيقية التي تقاتل من اجل بعضها البعض.

الفريق الفرنسي بدوره استحق استعادة كأس الفخر المذهب الذي حمله آخر مرة في العام 1998، وهو بدوره خاض كل المباريات بثقة، مدركا ان استعادة الكأس ليست نزهة النسخة الروسية من كأس العالم، انما العمل على انتزاع الفوز من امام فرق كبيرة، عبر اختيار فريق قال مدربه للفرنسيين عنه: لا تقلقوا من مشاركة الشباب، فهم يؤدون بشكل مفيد للفريق.

وكما الفريق الكرواتي، لعب المنتخب الأزرق بعيدا عن فكرة لعب النجم الواحد، فسيطرت عليه روح اللعب الجماعي.

بفوز فرنسا تكون روسيا أسدلت الستار عن مباريات كأس العالم، وسلمت الشعلة لأول مرة الى دولة عربية هي قطر.

هذه الليلة، سترتاح الطابة الساحرة، وسيستخرج العالم كله دروسا في التنظيم واختيار الفرق وخطط الربح وثغرات الخسارة.

اما اللبنانيون فهل سيتنبهون لكونهم جماعة، لا ثقة لديهم بنفسهم، او بقدرتهم على التغيير عبر ادخال الشباب في دورة الحياة السياسية، ولا ثقة لديهم بسلطاتهم، يلعبون بمصيرهم ومصير دولتهم مشتتين، يستجمع كل فريق مذهبي منهم معلومات عن الفريق المذهبي الآخر، ليقضي عليه بالركلة القاضية؟

وعليه، فان اللبنانيين الذين لم يكتبوا التاريخ موحدين مرة واحدة، لن يتمكنوا من صنع فرحتهم بالتحول على الأقل الى منتخب موحد الا بسحر لم يظهر حتى الساعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

انتهى السحر الذي كان أخذ العالم أسيرا لشهر كامل. بلاد ذهب التاريخ خطفت الكأس الأصفر.

ديوك فرنسا صاحت بأربعة أهداف لتنزع الكأس والفرصة التي أتيحت للمرة الاولى امام دولة كرواتيا. واللقاء المقبل بعد اربع سنوات في قطر، الدولة التي تسلمت الراية اليوم من زعيم نصف الكرة الأرضية فلاديمير بوتن.

وقطر المحاصرة خليجيا اليوم، أصبحت الكرة في ملعبها لتتحول في صيف عام ألفين واثنين وعشرين الى دوحة عالمية مع استضافتها لفعاليات المونديال.

وحتى ذلك الحين، ليس مؤكدا بعد ان تكون الحكومة اللبنانية قد حازت على كأس التأليف والذي يستعاض عنه محليا ببضع سجالات ركنية وخارج المرمى. وأبرز هذه السجالات اليوم ما توحد عليه "الاشتراكي" و"القوات" و"المستقبل" في وجه فريق "التيار" وتحديدا وزير الخارجية جبران باسيل ومن بوابة العلاقات مع سوريا.

وباسيل بموقفه هذا، لم يكن قد خرق المحظورات، بل تحدث عن قرب عودة الحياة السياسية والشعبية مع سوريا، حيث الوقائع الدبلوماسية بين البلدين تؤكد ان العلاقات طبيعية لم تتأثر بأي قرار رسمي، وان لدينا سفيرا للبنان في دمشق ولدى سوريا سفيرا في بيروت. فالعلاقات على هذا المستوى قائمة ولم يتم سحب السفراء.

لكن وزير التربية مروان حمادة قال ل"الجديد" إن أي شخص مهما علا شأنه فلا رئيس الجمهورية ولا وزير الخارجية أو أي جهة تستطيع ان تحدد سياسة البلد والعلاقة مع سوريا من دون العودة الى مجلس الوزراء "وياخدنا بحلمو جبران ويطول بالو وينطر الحكومة الجديدة".

والمسافة التي ابتعدت فيها "القوات" و"المستقبل" و"الاشتراكي" سياسيا عن سوريا، لا تمنع من تقارب بين "القوات" و"حزب الله" على ملفات داخلية، إذ تحدث النائب جورج عدوان عن تقاطع مع الحزب على الرغم من الخلافات الاستراتيجية.

وأبرز نقاط هذا التقاطع تتجلى في محاربة الفساد، حيث يتلاقى الطرفان على القتال بسلاح واحد. وهناك بوادر لقاءات غير عينية سوف تشهدها انتخابات اللجان النيابية، ومن المحتمل فيها ان يكون "حزب الله" قوة اسناد نيابية ل"القوات".

على ان قوة النار تنتصر وفي تموز من جديد، لكن من بوابات غزة المحاصرة. فاسرائيل تقصف القطاع بغارات مدمرة، ترد عليها فصائل المقاومة بالصواريخ لتصبح غزة هي المعتدية بحسب تقييم نتنياهو ودول العالم.

يهدد رئيس حكومة اسرائيل برد أكثر عنفا، فتخرج المقاومة الغزاوية معادلة تموز: القصف بالقصف. ومعادلة القوة تلك المستوحاة من جنوب لبناني، دفعت بنتانياهو شخصيا الى ابرام اتفاق مع الفصائل الفلسطينية لوقف النار وسحب تهديده الذي قاله قبل ساعات فقط من ان رسالتنا اليوم ستفهمونها غدا.

هو اتفاق ذل آخر لعدو يحترف الهزائم. هو درس من دروس تموز العظيم والذي لم يتعلم منه العرب. ولم يكتشفوا بعد ان العنكبوت يقيم بيوتا في اسرائيل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري يتفق مع جنبلاط وجعجع: صيغة جديدة للحكومة

منير الربيع /المدن/الأحد 15/07/2018

لن يسير سعد الحريري كما يريد له الآخرون أن يسير. جملة تجمع عليها دوائر بيت الوسط. لأن التنازلات المجانية ذهبت إلى غير رجعة. صحيح أن رئيس الحكومة المكلّف تلقى كثيراً من النصائح بوجوب وقف مسلسل التنازلات لمصلحة التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، لكنه يذهب أكثر من ذلك، هو يريد الحفاظ على صلاحياته، ويريد الردّ على طعون كثيرة تعرّض لها من قبل التيار في الانتخابات النيابية، لا سيما في دائرة الشمال الثالثة، حيث كان التوافق مع باسيل على تأمين فوز مرشح للمستقبل، لكن باسيل نقض الاتفاق وأسقط مرشح المستقبل لمصلحة مرشح من تياره. ترد دوائر بيت الوسط على ما يجري التداول به في الكواليس عبر أساليب ضغط مختلفة، بأن الحريري لن يتنازل عن تكليفه ولن يعتذر مهما كانت الضغوط. هذا الكلام هو ردّ على الحملة الإعلامية التي تهدف إلى الضغط على رئيس الحكومة المكلف، إما للموافقة على شروط التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية ميشال عون، أو أن يعتذر عن التكليف فيتم تكليف شخص آخر لتشكيل الحكومة. بالنسبة إلى الحريري الدستور واضح. ويقول المقربون منه أن لا مهلة ملزمة للرئيس المكلف، وزمن فرض رئيس الجمهورية شروطه وتكليف الرئيس وحجبه عنه، ولّى مع الطائف.

وفق المعلومات، فإن الحريري أنجز صيغة جديدة للتشكيلة الحكومية، وقد أبلغها إلى رئيس الجمهورية. وتكشف مصادر متابعة أن التشكيلة تقوم على مبدأ منح التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية عشرة وزراء من ثلاثين، إذ لا تشكل هذه الحصة قدرة تعطيلية داخل جلسات مجلس الوزراء. كما أنه في الصيغة لا يقدّم أي تنازل لمصلحة سنة الثامن من آذار أو السنة المعارضين، بل يتنازل عن وزير سني لمصلحة رئيس الجمهورية، مقابل حصوله على وزير مسيحي. وقد حفظ حق الرئيس بتسمية وزير درزي، ولكن أن لا يكون طلال ارسلان، بل يقدّم له 3 أسماء يقترحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على أن يختار عون واحداً منها. كذلك فإن حصة القوات في هذه الصيغة تكون 4 وزراء، تسمّي الوزراء 3 منهم، مقابل اقتراح 3 أسماء آخرين يتم تسليمهم لرئيس الجمهورية لاختيار واحد منهم. أكثر من هذا التنازل غير مستعد الحريري لتقديمه. وهذا ما اتفق عليه مع كل من جنبلاط وجعجع خلال اللقاءين اللذين عقدهما معهما في بيت الوسط قبل أيام. الأكيد أن هذه الصيغة سيرفضها رئيس الجمهورية. ووفق المصادر، يريد رئيس الجمهورية التشاور في شأنها مع الوزير جبران باسيل، الذي يتجه إلى رفع السقف، تجاه هذه المقترحات، التي يعتبرها تستهدف العهد وتعرقل مسيرته، وتسعى إلى فرض شروط على رئيس الجمهورية المسيحي القوي. يرجّح أن يكون التصعيد بالرد على هذه الصيغة وهذا الثبات والتوافق بين الحريري وجنبلاط وجعجع، بالإيحاء بوجود دراسة قانونية لدى رئيس الجمهورية، وهي أصبحت جاهزة، تنص على فرض مهلة زمنية محددة لرئيس الحكومة المكلف كي يقدّم تشكيلته. وتستند هذه الدراسة على أن مرسوم التكليف صدر شفهياً، بالتالي يمكن إسقاطه شفهياً، بالاستناد إلى توقيع عريضة من 65 نائباً يعلنون التراجع عن تكليف الحريري. لكن، كل هذه النقاط، تبقى في إطار التصعيد بغية الوصول إلى صيغة مقبولة من الجميع. وهذا ما قد يستند إليه كل من رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب اللذين يعتبران أن ثمة اجواء إيجابية قد تبشّر بولادة قريبة للحكومة، استناداً إلى هذا الضغط، الذي سيفرض على الجميع تقديم تنازلات لصون التسوية، بدلاً من الذهاب إلى إنقسام سياسي حاد، يصل إلى حدّ طرح مسألة تغيير في جوهر النظام.

 

بيروت تعيد إحياء ثقافة المقاهي

العرب/16 تموز/18/بيروت- في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الأهلية في بيروت، اشتهرت المدينة بثقافة المقاهي النابضة بالحياة التي اجتذبت المثقفين من جميع أنحاء العالم العربي. لقد كانت الطاولات التي امتدت إلى أرصفة شارع الحمرا مركزًا للأكاديميين والطلاب والكتاب والفنانين الذين كانوا يحتسون القهوة العربية ويتجادلون في الليل. يقول سيزار نمور، 81 عامًا، والذي كان جامعًا للفنون في الستينات من القرن الماضي، وكان يتردد عليها غالبًا “كان ذلك وقتًا ساحرًا. كنا نلتقي هناك بعد الذهاب إلى السينما في المساء، للتحدث ومناقشة الأفكار”. واستطرد حديثه قائلاً “لن أنسى طعم القهوة التي كنت أشربها على مقاهي شارع الحمرا، فكانت رائحتها نشمها من على بُعد كيلومترات”، وفق ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق حول شارع الحمرا. ويبقى “شارع الحمرا” من الأماكن المتميزة في لبنان، إذ يعتبر هذا الشارع مقصدا للسياح والزائرين، فلا أحد يذهب إلى بيروت دون أن يمر على “شارع الحمرا”  الذي عرف قديما بـ”شانزليزيه الشرق”. وقبل بضعة أعوام كان الشارع يضم عددا ضئيلا جدا من الحانات والملاهي الليلية التي تُعد على أصابع اليد الواحدة، مثل “المودكا” و”الويمبي” و”الكافيه دو باريس” و”الهورس شو”، أصبح اليوم عددها يبلغ نحو 40 مقهى.

لذا قرر خبراء صناعة القهوة من الشباب أن يعيدوا أمجاد ذلك الشارع بنشر “ثقافة المقاهي”. تقول داليا جفال (31عاما)، الشريكة في قهوة “كالي” الواقعة في مار ميخائيل، وهو حي متطفل في شرق بيروت “قررنا أن نُعيد أمجاد شارع الحمرا بصناعة قهوة مميزة لاستقطاب المزيد من الزائرين”.

"شارع الحمرا" من الأماكن المتميزة في لبنان"شارع الحمرا" من الأماكن المتميزة في لبنان

وعن سر حرصها على اقتناء مقهى في هذا الشارع، تؤكد أنها “حاجة شخصية إلى تناول قهوة جيدة مثلما كنا نرتشفها قديما على مقاهي هذا الشارع”. ويستهلك لبنان كميات أكبر من القهوة، أكثر من أي مكان آخر في الشرق الأوسط –حوالي 4.8 كغم لكل فرد سنويًا– وفقًا لـ”منظمة القهوة الدولية”.

ولطالما اشتهر لبنان بالقهوة العربية، وهي سائل سميك أسود حلو ومغلى على موقد، متبل بـ”الهيل”. يتم تقديمها إلى الضيوف الزائرين على صواني مزخرفة في المنازل، أو بشكل غير رسمي في المكاتب. عندما يتم الانتهاء من ارتشاف القهوة، تشكل الأرضية الدقيقة مادة أسفل الكأس تكون لزجة وحبيبية، والتي يقول البعض إنها يمكن أن تخبرك بثروتك المستقبلية وتستدل من خلالها على شكل حياتك القادمة. وفي حين أن هذا النوع من القهوة له مكانة خاصة في قلوب معظم اللبنانيين، فإن عملية التحميص تشمل حرق الفول الذي يسلبه بعض النكهة، كما تقول جفال. وقد تعلم خبراء صناعة القهوة في بيروت، أعمالهم الحرفية في محمصة “كالي”. أما “مقهى رشفة”، التي افتتحت العام الماضي، فقد أسسها عمر جهير، (39 عاما)، وقد حصل على مذاق قهوة متخصصة خلال العشرين عاما التي عاشها في أستراليا. هؤلاء الشباب أرادوا أن يعيدوا أيام مجد ثقافة بيروت، توضح جفال “أنا أشعر بالحنين إلى هذه المقاهي اللبنانية التقليدية، حيث يلتقي الناس من جميع أنواع الخلفيات حول رشفة من القهوة. أريد أن أعيد بناء تلك الثقافة”. لكن بالنسبة لنمور، المولود في عام 1937، مضى هذا الماضي منذ زمن طويل. ويقول لصحيفة الغارديان “اليوم هو مختلف. يذهبون هناك لإلقاء النكات. في الستينات من القرن الماضي، كان الأمر يتعلق بوضع الخطط. كنا سياسيين”، ويضيف “الآن مقاهينا مثل المقاهي في جميع أنحاء العالم”.

 

إسرائيل ترى "الخطر الأول"... في لبنان لا في سوريا

الراي الكويتية /الأحد 15 تموز 2018 /فيما واصلت المحافل السياسية والعسكرية الإسرائيلية الخوض في معالم «صفقة» بين تل أبيب وروسيا بشأن الوجود الإيراني في سورية، اعتبر محللون عسكريون أن الخطر الأمني «الأول» موجود في لبنان وليس في سورية، في إشارة إلى «حزب الله». وتطرقت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، إلى «معالم صفقة بين تل ابيب وموسكو، تم التوصل إليها خلال لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في موسكو، الأربعاء الماضي، وتقضي باستقرار نظام الرئيس بشار الأسد، وهذا ما تريده روسيا، وفي المقابل يتم إخراج إيران وميليشياتها من سورية، أو إبعادها عن الجولان من 60 إلى 80 كيلومتراً». وكتب كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «سيدعم صفقة كالتي يتحدث عنها نتنياهو، وأن بوتين سيصبح سيد الموقف في سورية لأنه الوحيد الذي بإمكانه التأثير على جميع الأطراف».ولفت إلى أن «صفقة كهذه لا تظهر في الأفق، لأن نتنياهو وبوتين سيكتفيان بصفقة صغيرة»، مضيفاً أن «إسرائيل تتقبل سيطرة الأسد، وسورية تتقبل القصف المنسوب لإسرائيل (لمواقع إيرانية في سورية)»، ويعني ذلك أنه في ما يتعلق بإيران، فإن «الوضع سيبقى على حاله كما هو اليوم». وأشار إلى أن «الوجود الإيراني في سورية كلها أمر متعلق بالإيرانيين والأسد، وبوتين لا يمكنه المساعدة، وربما هو لا يريد». وفيما ذكرت «يديعوت أحرونوت» أن «إسرائيل تريد حزاماً أمنياً بعمق 80 كيلومتراً عن الجولان وفي الأراضي السورية، بناء على طلب جهاز الأمن الإسرائيلي»، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل أن «المسافات التي يعِد بها الروس مختلفة، ويتحدثون عن 40 أو 60 أو 80 كيلومتراً، والانطباع لدى نتنياهو أن الروس سينفذون وعدهم، ويتعامل مع ذلك كأنه بدأ تنفيذ هذه العملية». وأضاف هرئيل أنه «في الجيش الإسرائيلي أيضاً يتحدثون عن ذلك بتفاؤل حذر، ويعتبرون أن إبعاد الإيرانيين مصلحة روسية»، وأن «الأسد يفضل التحرر قليلاً من عناق الدب الإيراني». وتابع أن «بوتين والمتحدثين باسمه يكذبون من دون أن يرجف لهم جفن، منذ سنين، وسيكون من الصعب على إسرائيل الاعتماد على ادعاء روسي بأنه سيتم الحفاظ على التعهدات، وتطبيقها سيكون معقدا خصوصاً في منطقة دمشق المكتظة، الواقعة داخل مدى حظر دخول الإيرانيين الذي تطالب به إسرائيل». واعتبر أن الغارات الإسرائيلية على سورية «ستتواصل، لكن ليس كل الغارات تصل إلى وسائل الإعلام». وقال: «بالإمكان التقدير بحذر أن كميات الذخيرة التي أسقطها سلاح الجو الإسرائيلي في غارات مجهولة في السنوات الأخيرة ليست بعيدة عن حجم الذخيرة التي استخدمها في قطاع غزة خلال عملية الجرف الصامد العام 2014». وذكر أن «إسرائيل لا تطرح ادعاء مشابها ضد ترسانة أسلحة (حزب الله)، والتي تم تخزين قسم منها في جنوب لبنان خلافا لقرار مجلس الأمن 1701، وذلك انطلاقا من الإدراك أن الحديث عن طرح مطلب مستحيل... ومن الناحية الفعلية، فإن الخطر الأمني بالدرجة الأولى موجود في لبنان، وليس في سورية».

 

زعيتر رد على السيد: ابن الدولة يريد إلى جانبه من هم أمثاله ونحن لسنا كذلك

الأحد 15 تموز 2018/ وطنية - رد وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال النائب غازي زعيتر عبر حسابه على "تويتر" على النائب جميل السيد، وقال: "ما زعمت أنهم شيعة الدولة هم شيعة المقاومة وهم لبنانيو كل الطوائف، فعلا لم نقم بواجبنا عندما لم نرد عليك مرارا ظنا منا أننا نطبق إذا أكرمت...، مع الأسف تبين أن ابن الدولة يريد إلى جانبه من هم أمثاله ونحن لسنا كذلك".

 

اللواء جميل السيّد..قسمةُ الجنوب وقسمة البقاع قسمةٌ ضيزى

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/15 تمّوز 2018

السيد اللواء دخل فعلياً في خدمة سيّدٍ آخر مهّد له المقعد الأمامي في صفوف إخوانه وأبنائه الشيعة، فها هو يعمُد إلى قسمة الشيعة قسمة ثنائية

أولاً: اللواء السيد والقسمة الثنائية...

اللواء "النائب" جميل السيد من من فلول عهد الوصاية السورية، ومع ذلك قادتهُ حظوظه اليوم بعد خروجه من السجن (على خلفية اغتيال الرئيس رفيق الحريري) لدخول الندوة البرلمانية، لتتصاعد إسهاماته في تعميق الأزمات الداخلية التي يُعانيها النظام حالياً، وبما أنّ السيد اللواء دخل فعلياً في خدمة "سيّدٍ" آخر مهّد له المقعد الأمامي في صفوف إخوانه وأبنائه الشيعة، فها هو يعمُد إلى قسمة الشيعة قسمة ثنائية: شيعة الدولة، أي شيعة الرئيس نبيه بري، وشيعة المقاومة، شيعة السيد حسن نصرالله، الذين بذلوا دماءهم فداء الجنوب، وبعد ذلك لم يبخلوا  بدمائهم فداء النظام السوري ورئيسه، ويبدو أنّ اللواء يرى في هذه القسمة قسمةً ضيزى.

ثانياً: الجنوب-البقاع..القسمة الضيزى...

قسمةٌ ضيزى، أي قسمةٌ جائرة، جاء في التنزيل العزيز: تلك إذاً قسمةٌ ضيزى، وروى المبرّد في كتابه "الكامل" أنّ النبي محمد (ص)  قسم قسمةً، فقام إليه رجلٌ مضطرب الخلق، غائر العينين، ناتئ الجبهة قائلاً: رأيتُ قسمة ما أُريد بها وجه الله، إن هي إلاّ قسمةٌ ضيزى، فغضب رسول الله حتى تورّد خدّاه وقال: أيأمنُني الله عزّ وجلّ على أهل الأرض ولا تأمنوني ، فقام إليه عمر وقال: ألا أقتلُه يا رسول الله، فقال النبي: سيكون من ضئضئ هذا قومٌ يمرقون من الدين كما يمرُق السهمُ من الرّمية.

فكان من طلائع الذين خرجوا على الإمام عليّ بن أبي طالب بعد معركة صفّين.

اليوم يتّهم الوزير غازي زعيتر اللواء السيد بالخروج على قسمة الرئيس بري، فيتبرّأ منه باعتباره "خارجي"، وهكذا تتظهّر صورة الشيعة اليوم على تفرُّقٍ مريع، تحسبهم جميعاً وقلوبُهم شتّى، شيعة مقاومة، شيعة دولة ومنافعها وخدماتها، شيعة سفارة أو سفارات، شيعة مرجعيتهم في إيران، شيعة مرجعيتهم في العراق، والطارئ شيعة خوارج يرون القسمة بين الجنوب والبقاع قسمةً ضيزى.

وعظ رجلٌ الخليفة العباسي المأمون، فأصغى إليه مُنصتاً، فلمّا فرغ قال: أسألُ الله أن ينفعنا بها، وربما عملنا، غير أنّا أحوج إلى المعاونة بالفعال منّا إلى المعاونة بالمقال، فقد كثُر القائلون وقلّ الفاعلون.

 

خلوة بين الراعي وجعجع في بقاعكفرا

السبت 14 تموز 2018 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بشري بدوي حبق أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عقد خلوة مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في قاعة كنيسة بلدة بقعاكفرا في قضاء بشري، دامت حوالي الربع ساعة من الوقت، من دون أن يتسرب منها أي تفصيل. وكان الراعي وجعجع قد مشيا سيرا على الأقدام، بعد انتهاء القداس الإلهي، الذي أقيم في ملعب بقاعكفرا، احتفالا بميلاد القديس شربل، ابن البلدة، وصولا إلى الكنيسة، التي استضافت قاعتها مأدبة عشاء بالمناسبة. وبعد دخول المدعوين وتوزعهم على الطاولات، اختلى الراعي وجعجع، في ركن القاعة حوالي الربع ساعة، مبتعدين عن الحضور وووسائل الإعلام، ثم غادر جعجع بعدها وانضم الراعي للمدعوين، من دون أن يدليا بأي تصريح.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

فرنسا تهزم كرواتيا وتتوج بطلة لكأس العالم 2018

موسكو - د ب أ/العربية.نت/15 تموز/18/توج المنتخب الفرنسي لكرة القدم بلقبه العالمي الثاني إثر فوزه على المنتخب الكرواتي 4 / 2 اليوم الأحد في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا. وأنهى المنتخب الفرنسي المغامرة الكرواتية، وألحق النجم الفرنسي أنطوان غريزمان ورفاقه هزيمة قاسية بالكتيبة الكرواتية على استاد "لوجنيكي" الشهير في العاصمة الروسية موسكو، ليتوج الديوك الزرقاء بلقبهم العالمي الثاني بعد عقدين من الفوز باللقب الأول في 1998 بفرنسا. وحرم المنتخب الفرنسي نظيره الكرواتي من إحراز اللقب العالمي للمرة الأولى، علما بأنها المرة الأولى التي يخوض فيها المنتخب الكرواتي نهائي المونديال. وانتهى الشوط الأول من المباراة بتقدم المنتخب الفرنسي 2 / 1 بعد أداء مثير من الفريقين، علما بأن المنتخب الكرواتي كان الأكثر سيطرة على مجريات اللعب واستحواذا على الكرة. ودفع المنتخب الكرواتي ثمن أخطاء لاعبيه داخل منطقة الجزاء، حيث جاء الهدف الأول للمنتخب الفرنسي من النيران الصديقة إثر ضربة حرة لعبها الفرنسي أنطوان غريزمان، وحاول المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش إبعادها ولكنه حولها إلى داخل مرمى فريقه عن طريق الخطأ في الدقيقة 18. وتعادل إيفان بيرسيتش للمنتخب الكرواتي في الدقيقة 28 لكن أنطوان غريزمان منح المنتخب الفرنسي التقدم في الدقيقة 38 من ضربة جزاء احتسبها الحكم بعد الاستعانة بحكم الفيديو المساعد (فار). وفي الشوط الثاني، أصبح الأداء سجالا بين الفريقين، وباغت المنتخب الفرنسي منافسه بهدفين متتاليين سجلهما بول بوغبا وكيليان مبابي في الدقيقتين 59 و65 ليكون الهدف الأول لبوغبا والرابع لمبابي في هذه البطولة.

ورد ماريو ماندزوكيتش بالهدف الثاني للمنتخب الكرواتي في الدقيقة 69 ليكون هدفه الثالث في المونديال الحالي. وبدأت المباراة بمناوشات هجومية متتالية من المنتخب الكرواتي الذي كان الأكثر استحواذا على الكرة في الدقائق الأولى. وفي المقابل، لعب المنتخب الفرنسي معتمدا على الضغط القوي على لاعبي كرواتيا وإغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الجزاء الفرنسية.ولعب مودريتش ضربة ركنية في الدقيقة الثامنة أبعدها الدفاع الفرنسي مباشرة. ووصلت الكرة من تمريرة طولية في الدقيقة 11 إلى إيفان بيرسيتش داخل منطقة الجزاء الفرنسية ولكنه لم يستطع السيطرة عليها لتخرج الكرة إلى ضربة مرمى.

حاول لاعبو الوسط الفرنسي تخفيف الضغط على زملائهم في الدفاع من خلال بعض المحاولات الهجومية غير المجدية. وشهدت الدقيقة 15 هجمة مرتدة سريعة لكرواتيا مرر منها بيرسيتش الكرة عرضية من الناحية اليمنى ولكنها ارتطمت بالدفاع وابتعدت عن منطقة الجزاء. وفي أول ظهور للمهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان في المباراة، حصل اللاعب على ضربة حرة خارج منطقة جزاء كرواتيا إثر عرقلة من مارسيلو بروزوفيتش. ولعب غريزمان الضربة الحرة في اتجاه المرمى وحاول المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش إبعاد الكرة لكنه حولها برأسه إلى داخل المرمى عن طريق الخطأ في زاوية صعبة للغاية على يمين الحارس دانيال سوباسيتش ليكون هدف التقدم للمنتخب الفرنسي في الدقيقة 18 من أول محاولة حقيقية له على المرمى الكرواتي. وكثف المنتخب الكرواتي هجومه في الدقائق التالية بحثا عن هدف التعادل لكنه اصطدم بالدفاع المتكتل والمنظم من المنتخب الفرنسي الذي اعتمد في هجومه على المرتدات السريعة مستغلا اندفاع كرواتيا في الهجوم. ونال الفرنسي نجولو كانتي إنذارا في الدقيقة 27 لعرقة بيرسيتش من أجل إيقاف هجمة كرواتية سريعة وخطيرة. واستغل المنتخب الكرواتي الضربة الحرة وأحرز هدف التعادل في الدقيقة 28 عندما لعب مودريتش الضربة الحرة وتنقلت بين أكثر من لاعب كرواتي داخل منطقة الجزاء الفرنسية ثم هيأها دوماجوف فيدا إلى زميله بيرسيتش المتحفز على حدود منطقة الجزااء ليهيئها الأخير لنفسه ويسددها صاروخية في الزاوية الصعبة على يسار الحارس الفرنسي هوغو لوريس. تبادل الفريقان الهجمات في الدقائق التالية حتى شهدت الدقيقة 35 قمة الإثارة عندما لعب غريزمان ضربة ركنية شكلت خطورة واصطدمت الكرة بيد اللاعب بيرسيتش وخرجت إلى ركنية فيما اتجه لاعبو فرنسا للحكم مطالبين بضربة جزاء. واستجاب الحكم لمطالب لاعبي فرنسا ولجأ للاستعانة بنظام حكم الفيديو المساعد (فار) حيث طلب منه حكام الفيديو مشاهدة اللعبة بنفسه ليطلق الحكم الأرجنتيني الصافرة بعدها معلنا عن احتساب ضربة جزاء لفرنسا.

وسدد غريزمان ضربة الجزاء في الدقيقة 38 على يمين الحارس سوباسيتش محرزا هدف التقدم للديوك.

وأثار الهدف حفيظة المنتخب الكرواتي الذي اندفع في الهجوم بحثا عن هدف التعادل وشكل خطورة فائقة في أكثر من كرة لكنه عانى من سوء الحظ كثيرا أمام المرمى الفرنسي لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب الفرنسي 2 / 1 رغم استحواذ المنتخب الكرواتي على الكرة بنسبة تتجاوز 60 بالمئة خلال هذا الشوط.

وبدأ المنتخب الكرواتي الشوط الثاني بمحاولات هجومية متتالية ولكن الفرصة الأولى في المباراة كانت تسديدة قوية من غريزمان من مسافة بعيدة في الدقيقة 47 ذهبت بين يدي الحارس سوباسيتش. ورد المنتخب الكرواتي بهجمة سريعة تبادل فيها راكيتيتش الكرة مع ريبيتش الذي أنهى الهجمة بتسديدة قوية مباغتة أبعدها لوريس بأطراف أصابعه فوق العارضة. وتعددت الفرص الكرواتية في الدقائق التالية ولكن الحظ واصل عناده للفريق. وشهدت الدقيقة 53 نزول اثنين من المشجعين إلى أرض الملعب ولكن سرعان ما أخرجهما أفراد الأمن ليستأنف الحكم المباراة. ودفع ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي بلاعبه ستيفن نزونزي في الدقيقة 55 بدلا من كانتي. وتبادل الفريقان الهجوم في الدقائق التالية قبل أن يترجم المنتخب الفرنسي إحدى هجماته إلى هدف الاطمئنان في الدقيقة 59 بتوقيع بول بوجبا. واستغل كيليان مبابي الهجمة المرتدة السريعة وتلاعب بالدفاع الكرواتي ثم مرر الكرة داخل منطقة الجزاء لترتطم بالدفاع وتتهيأ إلى زميله غريزمان الذي مررها بدوره لبوغبا المتحفز على حدود المنطقة حيث سدد الكرة قوية في اتجاه المرمى لترتطم بالدفاع وترتد إليه ليسددها مجددا بيسراه إلى داخل المرمى على يمين الحارس. واستغل المنتخب الفرنسي حالة الارتباك في صفوف منافسه وسجل الهدف الرابع فيي الدقيقة 65 بتوقيع مبابي. وجاء الهدف عندما تلاعب لوكاس هيرنانديز بلاعبي كرواتيا في الناحية اليسرى ثم مرر الكرة إلى مبابي المتحفز أمام قوس منطقة الجزاء ليسدد مبابي الكرة صاروخية حيث استقرت في المرمى على يمين سوباسيتش. وتواصلت الإثارة في الدقائق التالية وسجل ماندزوكيتش الهدف الثاني لكرواتيا في الدقيقة 69.وجاء الهدف عندما أعاد الدفاع الكرة إلى لوريس الذي حاول مراوغة ماندزوكيتش أمام المرمى لكن الأخير ضغط عليه لتصطدم به الكرة وتتهادى إلى داخل المرمى. وشهد الثلث ساعة الأخير من المباراة هجمات ومحاولات متبادلة من الفريقين وتغييرات من مدربيهما لكن دون جدوى لينتهي اللقاء بفوز الديوك الفرنسية 4 / 2.

 

حكم إيراني "مونديالي" قد لا يعود لوطنه لأنه صافح امرأة

 ستوكهولم - مسعود الزاهد/العربية.نت/15 تموز/18/هدد الحكم الإيراني الدولي علي رضا فغاني بأنه ربما لن يعود إلى إيران بعد مشاركته في مونديال روسيا، بسبب مساءلته من قبل اتحاد كرة القدم الإيراني على خلفية مصافحة سيدة خلال فعاليات كأس العالم. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أسند إدارة مباراة منتخبي إنجلترا وبلجيكا، أمس السبت، إلى فغاني، لتحديد المركزين الثالث والرابع بنهائيات كأس العالم 2018، والتي انتهت بفوز الفريق البلجيكي. لكن مشاكل الحكم الإيراني تعود ليوم الأربعاء الماضي، حين قام بمصافحة زوجة أحد زملائه عندما تقدمت إليه لإلقاء التحية وهو جالس في مدرجات ملعب لوجنكي لمشاهدة المباراة بين كرواتيا وإنجلترا. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور فغاني وهو يصافح ويعانق تلك السيدة، وعلّق بعض الإيرانيين على الصورة مذكّرين الحكم بأنه سيواجه مشاكل بعد عودته إلى إيران بسبب ما حدث. في البداية، لم يبد الحكم الدولي الإيراني ردة فعل حادة على هذه التعليقات، وكتب: "هذه الردود في الفضاء الافتراضي تُعد أموراً عادية، فهذه السيدة هي صديقة وزوجة أحد أقرب أصدقائي، وأنا آسف لمن يبحث عن أمور هامشية". لكن سرعان ما جاء التعليق الرسمي من قبل اتحاد كرة القدم الإيراني الذي تساءل عن الأسباب التي دفعت فغاني لمصافحة زوجة زميله، وطلب الاتحاد من الحكم تقديم إيضاحات بهذا الشأن. وجاء الرد من قبل فغاني في شكل تهديد، حيث كتب: "لا أفهم سبب هذا التصرف، أنا أعرف هذه السيدة منذ 2013، وأنا على علاقة ودية بزوجها الذي هو زميلي، وهي صديقة أيضاً، وعندما رأتني باركت لي تكليفي بتحكيم المباراة (بين بلجيكا وإنجلترا). وإذا يريدون النبش في الهوامش، عليهم تذكيري بذلك، فأنا ليست لي مشكلة مع أحد ولكن قد أمسك بيد زوجتي وأذهب دون عودة". يذكر أن علي رضا فغاني من مواليد 21 مارس/آذار 1978 في مدينة كاشمر، وهو حكم كرة قدم إيراني أصبح حكماً دولياً لدى الفيفا في عام 2008. واختير فغاني لإدارة مباريات ضمن كأس الاتحاد الآسيوي في عام 2010 وكأس آسيا 2015، وفي دوري أبطال آسيا لمواسم عدة. وأخيراً، أسندت إليه مهمة تحكيم 3 مباريات في كأس العالم 2018 بروسيا.. واليوم بسبب مصافحة زوجة زميل له قد لا يعود إلى إيران.

 

المعارضة الإيرانية تبحث البديل الديمقراطي لولاية الفقيه

المصدر: كولونيا (ألمانيا) - صالح حميد/العربية.نت/15 تموز/18/اختتم مؤتمر "مجلس القوى الديمقراطية في إيران" يومه الثاني والأخير في مدينة #كولونيا الألمانية، بمظاهرة في ساحة الكنيسة الكبرى وسط المدينة، دعما للاحتجاجات الشعبية المتواصلة في داخل إيران، وأصدر بيانا ختاميا دعا إلى "توحيد كافة أطياف المعارضة من أجل إيجاد البديل الديمقراطي عقب إسقاط_نظام_ولاية_الفقيه". وطالب المتظاهرون الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بقطع العلاقات مع النظام الإيراني، بسبب مواصلته قمع مطالب الشعوب الإيرانية المنتفضة، واستمراره في الفساد والاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان.

كما طالبوا الدول الغربية والعالم بمحاسبة النظام الإيراني لمواصلته دعم الإرهاب والتدخل في دول المنطقة، خاصة تمويل وتسليح الميليشيات والجماعات الطائفية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان على حساب تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين الإيرانيين، وحثوا على تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر، أن" نظام الجمهورية الإسلامية بسبب تركيبته السياسية الدينية وطبيعته غير القابلة للإصلاح بعد ثمانية وثلاثين عاما من الحكم الاستبدادي والطائفي المبني على التمييز والمغامرات على المستوى الدولي، وضع البلاد في أزمات متعددة أوصلته إلى طريق مسدود في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وبحسب نص البيان "بحث ممثلو أطياف المعارضة من مجموعة شعوب وقوميات أهمها الفرس والأتراك الأذربيجانيون والأكراد والعرب والبلوش والتركمان والألوار وغيرهم سبل إرساء الديمقراطية الحرية والمساواة المدنية والقضاء على الاستبداد بشكل نهائي". وأعلن مجلس القوى الديمقراطية في إيران عن " الدعم الكامل لحراك الشعوب والقوميات والنساء والحراك العمالي والفلاحين والمعلمين، واتحاد الكتاب والطلاب ومدافعي حماية البيئة ومنظمات حقوق الإنسان". وطالب بإسقاط النظام "بأساليب النضال السلمي بهدف إرساء نظام حكم ديمقراطي وفيدرالي وتوزيع السلطات السياسية والمصادر الاقتصادية بين الشعوب المتنوعة في إيران". كما وعد بتأسيس هيكلية حقوقية للدولة الفيدرالية الديمقراطية المستقبلية من قبل القوى السياسية المشاركة، وإقرارها النهائي عن طريق متخصصين في مجلس المؤسسين". من جهته، ألقى حشمت الله طبرزدي، أمين عام الجبهة الديمقراطية الإيرانية، الذي قضى سنوات في السجن بسبب آرائه ونشاطاته السياسية، كلمة عبر الفيديو من داخل إيران موجهة للمؤتمر، من داخل منزله في العاصمة طهران، قال فيها إن "تشكيل المجلس خطوة كبرى نحو الاتحاد الشامل لقوى المعارضة". وأضاف: "أنا كأمين عام للجبهة الديمقراطية الإيرانية التي هي عضو في هذا المجلس نتعهد بتنفيذ ما تم الاتفاق حوله من مبادئ لبناء نظام ديمقراطي علماني غير مركزي يمنح الحقوق لكافة مكونات المجتمع". وأكد طبرزدي أن الاحتجاجات المتواصلة في البلاد تحتاج لتمثيل سياسي ويمكن أن يقوم مجلس القوى الديمقراطية وباقي أطياف المعارضة بهذا الدور، بحسب تعبيره. وقال إن "التخويف من الفوضى بعد التغيير هو حربة النظام للحيلولة دون استمرار الانتفاضة، لكن الحركة الشعبية ماضية في طريقها، وأن المعارضة تتجه نحو الوحدة في سبيل تحقيق أهدافها". كما تحدث عدد من ممثلي الأحزاب، وكذلك شخصيات سياسية مستقلة، حيث عبروا عن وجهات نظرهم حول سبل توحيد المعارضة وكيفية دعم الاحتجاجات في الداخل الإيراني، وضرورة إشراك كافة فئات المجتمع في الانتفاضة الشعبية، وكسب التعاطف الدولي لحراك الإيرانيين ضد نظام ولاية الفقيه، بحسب كلمات المتحدثين. واتفقت الأحزاب المنضوية تحت مظلة "مجلس القوى الديمقراطية في إيران" على استمرار عقد المؤتمرات والتجمعات بهدف تشكيل أوسع تحالف من كافة قوى المعارضة على غرار هذا المجلس الذي يعد أول ائتلاف من نوعه، حيث يشمل قوى تمثل القومية الفارسية، إضافة إلى أحزاب ومنظمات القوميات غير الفارسية والتي شاركت في تأسيسه وهي كل من "الجبهة الديمقراطية لإيران، حزب كوملة كردستان الإيراني، حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي والمركز الثقافي السياسي الأذربيجاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الشعب البلوشي، والمركز الثقافي السياسي التركماني والجبهة المتحدة لبلوشستان وحزب اتحاد البختيارية ولورستان"، إضافة إلى عدد من نقابات العمال ونشطاء المجتمع المدني والشخصيات السياسية المستقلة.

 

النظام السوري: قصف إسرائيلي قرب مطار النيرب

العربية.نت/15 تموز/18/ذكر إعلام النظام السوري أن صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً سوريا شمالي مطار النيرب، ليل الأحد الاثنين. ونقلت وكالة "ناسا" التابعة للنظام عن "مصدر عسكري" أن صواريخ إسرائيلية استهدفت "موقعاً عسكرياً"، وقد اقتصرت الأضرار على الماديات، وفق الوكالة. موضوع يهمك ? أسفرت غارات نفذت في 18 يونيو الماضي، على مواقع ميليشيات حزب الله العراقي في البوكمال السورية عن مقتل 55 شخصا، ولم يعرف...صور جوية لغارات إسرائيلية ضد ميليشيات عراقية بسوريا سوريا وقبل أيام، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب "ثلاثة مواقع عسكرية في سوريا، رداً على تسلل طائرة بدون طيار إلى إسرائيل من سوريا، تم اعتراضها". وذكرت إسرائيل أنها ضربت عشرات الأهداف الإيرانية داخل سوريا خلال الأشهر الماضية رداً على إطلاق صواريخ استهدفت مرتفعات الجولان المحتل ونسبته إسرائيل إلى إيران. كما شنت إسرائيل غارات على مواقع في سوريا قالت إنها قوافل تقل أسلحة إلى حزب الله.

 

احتجاجات العراق في يومها السابع: العبادي يرشو البصرة ب3مليارات

المدن - عرب وعالم | الأحد 15/07/2018

قتحم متظاهرون غاضبون من سوء الخدمات وقلة فرص العمل، الأحد، مبنى مجلس محافظة البصرة جنوبي العراق، وسط إطلاق النار في الهواء من قبل قوات الأمن، في تجدد للاحتجاجات لليوم السابع على التوالي. وقالت مصادر في الشرطة العراقية إن قواتها أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المحتجين، مما أسفر عن إصابة 4 أشخاص، في سابع يوم من الاضطرابات التي تشهدها مدن جنوب العراق بسبب تردي مستوى الخدمات وانتشار الفساد في دوائر الدولة على نطاق واسع. ونقلت وكالة "الأناضول" عن الملازم في شرطة البصرة جبار المنصوري قوله، إن "قوات الأمن أطلقت النار بكثافة في الهواء في مسعى لإبعاد المتظاهرين وتفريقهم، لكنهم تمكنوا من الوصول إلى المبنى". وأشار إلى أن قوات الأمن هدمت خيماً لمعتصمين أمام مبنى مجلس المحافظة بهدف تفريقهم. وفي محافظة ذي قار المجاورة، توجه آلاف المواطنين من ساحة الحبوبي الشهيرة في مدينة الناصرية (مركز المحافظة)، نحو مقر الحكومة المحلية، التي من المقرر أن تعقد اليوم جلسة طارئة لمناقشة التطورات الأخيرة في المحافظة، وسط تهديد بتحويل التظاهرات إلى اعتصامات مستمرة. وفي كربلاء، اقتحم المئات من المتظاهرين مبنى مجلس المحافظة وسط المدينة، مرددين شعارات مناهضة للحكومة الاتحادية ومسؤولي الإدارة المحلية في المحافظة، احتجاجا على سنوات طويلة من المعاناة والشكاوى التي لم يكترث لها أي مسؤول في المحافظة، بحسب المحتجين. وكانت قوات الأمن العراقية فرضت ليل السبت، حظراً للتجول في محافظات البصرة وكربلاء والنجف نوبي البلاد، في مسعى للسيطرة على الاحتجاجات. وقال مقدم في قيادة العمليات المشتركة إن حظر التجوال في البصرة وكربلاء والنجف باقٍ حتى وقت غير مسمى. وأضاف أن "هذا القرار يأتي للحفاظ على الممتلكات العامة والأمن في تلك المحافظات، وذلك بعد تصاعد وتيرة العنف التي رافقت الاحتجاجات الشعبية". وتابع أن "التظاهرات أخذت منحى غير سلمي، لذلك تم فرض الحظر تجنباً لوقوع مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن".

وفي السياق، خصص رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليل السبت، 3 مليارات دولار لمحافظة البصرة لتحسين الخدمات العامة في مسعى لتهدئة الاحتجاجات. وقال في بيان لمكتبه إنه "قرر إطلاق مخصصات البصرة فوراً، واستخدامها لتحلية المياه وفك الاختناقات بشبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة".

وأضاف البيان أن رئيس الحكومة اتخذ قرارات "شملت أيضا توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء بقطاعات السكن والمدارس والخدمات، وإطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وفق نظام عادل بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية". وذكر البيان أيضا أن العبادي قرر "حل مجلس إدارة مطار النجف".

 

العراق: مقتل 04 متظاهرين في مواجهات مع الشرطة في السماوة

 العربية.نت/15 تموز/18/قال مسؤول أمني عراقي، إن اثنين من المحتجين قتلا في اشتباكات مع قوات الأمن العراقية في بلدة السماوة، اليوم الأحد، وسط تزايد حدة الاضطرابات في المدن الجنوبية بسبب سوء الخدمات العامة وتفشي الفساد. وأضاف المسؤول "حاول مئات الأشخاص اقتحام مبنى محكمة. جرى إطلاق النار علينا. لم يتضح من الذي يطلق النار. لم يكن أمامنا أي خيار سوى إطلاق النار".واستمرت الاحتجاجات في مدن جنوب العراق، الأحد، مع محاولات لاقتحام مقرات إدارية وحقل للنفط رغم إعلان الحكومة، مساء السبت، اتخاذ إجراءات تنموية لاحتواء الاضطرابات. في البصرة، حاول متظاهرون اقتحام مبنى المحافظة في وسط المدينة، لكن الشرطة قامت بتفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع. كما أصيب 4 أشخاص أثناء إطلاق الشرطة العراقية النار في الهواء لتفريق المحتجين. كما حاول متظاهرون اقتحام حقل الزبير النفطي جنوب غرب البصرة، لكن قوات الأمن تصدت لهم، ما أسفر عن سقوط جرحى بينهم، كما أصيب عدد من الصحافيين بحالات اختناق، بحسب مصدر أكد لوكالة "فرانس برس" انتهاء التظاهرة. كما أغلق المحتجون الذين يطالبون بوظائف وبتحسين الخدمات الحكومية، المداخل إلى ميناء أم قصر الجنوبي الذي يستقبل السلع والبضائع. وتنطلق تظاهرات في البصرة لليوم الثامن على التوالي احتجاجا على البطالة ونقص الخدمات. يشار إلى أن شبكة الإنترنت لا تزال مقطوعة لليوم الثاني في جميع المحافظات. وفي محافظة ذي قار، كبرى مدنها الناصرية، قال معاون مدير صحة المحافظة عبد الحسن الجابري، إن مواجهات اندلعت، الأحد، بين متظاهرين وقوات الشرطة أمام مقر المحافظة، ما أسفر عن سقوط 15 جريحا من المتظاهرين، و25 في صفوف الشرطة. وفي محافظة المثنى، كبرى مدنها السماوة، أعلن مصدر في الشرطة، أن مئات من المتظاهرين تجمعوا أمام مبنى المحافظة، وأقدم بعضهم على إحراق وتدمير أجزاء من المقر. وأضاف أن متظاهرين آخرين أقدموا على إحراق مقر لـ"منظمة بدر". وفي النجف، سارت تظاهرة صباحاً لكن قوات الأمن عملت على تفريقها، في حين لوحظ انتشار كثيف لـ"سرايا السلام" في شوارع المدينة، بحسب مراسل "فرانس برس". من جانبه، ذكر مراسل قناتي "العربية" و"الحدث" أن وزير الداخلية أقال قائد شرطة النجف على خلفية الاحتجاجات وعيّن اللواء علاء غريب مكانه. وفي كربلاء، تجمع متظاهرون ليلاً أمام مجلس المحافظة حيث اندلعت مواجهات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط 30 جريحا. في سياق متّصل، علقت الخطوط الجوية الأردنية رحلاتها إلى مطار النجف. من جهتها، أعلنت "فلاي دبي" إلغاء الرحلات المتجهة إلى مدينة النجف حتى 22 تموز/يوليو.

موضوع يهمك ? تتواصل المظاهرات في عدة مدن عراقية بسبب سوء الأوضاع المعيشية وامتدت لمحافظات عدة، بينما رفعت السلطات حالة الاستنفار...استمرار احتجاجات العراق.. ورفع حالة الاستنفار الأمني العراق.من جهته، أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي بيانا مساء السبت يطلب "توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء في قطاعات السكن والمدارس والخدمات وإطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل، وإطلاق تخصيصات مالية لمحافظة البصرة بقيمة 3.5 تريليون دينار فوراً (حوالي ثلاثة مليارات دولار)". كما وجّه العبادي "بإطلاق تخصيصات للبصرة لتحلية المياه وفك الاختناقات في شبكات الكهرباء، وتوفير الخدمات الصحية اللازمة". كذلك أمر بحل مجلس إدارة مطار النجف، وذلك غداة اقتحامه من قبل متظاهرين غاضبين.

 

ترمب عشية لقائه بوتين: روسيا وأوروبا والصين أعداؤنا

العربية.نت/15 تموز/18/اعتبر الرئيس الأميركي دونالد #ترمب، أن #روسيا والاتحاد الأوروبي و #الصين "أعداء" للولايات المتحدة لأسباب عدة، وذلك في مقابلة تم بثها عشية لقائه الأول مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي. وقال ترمب في مقابلته التي أجرتها معه شبكة "سي بي اس" السبت "أعتقد أن لدينا كثيرا من الأعداء. أعتقد أن الاتحاد الأوروبي عدو بسبب ما يفعلونه بنا في التجارة. روسيا هي عدو في بعض الجوانب. الصين عدو اقتصادي، بالتأكيد هي عدو، لكن هذا لا يعني أنهم سيئون، هذا لا يعني شيئا. هذا يعني أنهم منافسون". يأتي هذا التصريح فيما تستعد مدينة هلسنكي لاستقبال القمة الأولى بين الرئيسين الأميركي و الروسي غدا وسط تشديدات أمنية وترقب دولي، وتمتاز هذه المدينة بأنها احتضنت ثلاث قمم أميركية روسية سابقة منذ عصر الاتحاد السوفيتي. استعدادات أمنية وأخرى اجتماعية تليق باللقاء الأول بين ترمب وبوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي التي تحمل الكثير من ذاكرة البلدين تعود غالبيتها إلى أيام الحرب الباردة، حيث شهدت هذه المدينة ثلاث قمم أميركية روسية، أبرزها قمة جورج بوش (الأب) وميخائيل غورباتشوف عام 1990. قوى الأمن انتشرت على الطرقات المؤدية للقصر الرئاسي المواجه للساحل، وسيتم إغلاق السوق المركزي الذي يعد أحد أكثر الأماكن حيوية في البلاد، فيما رفعت الشعارات الترحيبية الداعية للسلام باللغتين الروسية والأميركية. كما تم الإعلان عن إغلاق ميناء العبارات والواجهة السياحية منه في مشهد يندر حدوثه مع بداية كل أسبوع. هذا التشديد الأمني رافقه تفائل كبير من سكان المدينة الذين استبشروا بهذه القمة. أما المركز الإعلامي ففرض رقابة أمنية للمعلومات والإنترنت، وتم إشعار أكثر من ألف وخمس مئة صحافي مشارك لتغطية القمة قادمين من ستين دولة مختلفة بذلك.

 

اجتماع سري لإعداد خطة ضرب إيران... و4 مجموعات للتنفيذ

سبوتنيك/الأحد 15 تموز 2018/زعم موقع "ديبكا" الإسرائيلي أن عددا من القادة العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين اجتمعوا بشكل سري في العاصمة الأمريكية واشنطن في التاسع والعشرين من يونيو/حزيران الماضي، لإعداد خطة سرية. كانت الخطة بعنوان "مشروع إيران"، بحسب موقع "ديبكا الإسرائيلي"، الذي ينقل عن مصادر عسكرية واستخباراتية قولها إن "إعداد الخطة يتزامن مع الحملة الأمريكية الحالية ضد إيران، وتصاعد احتمالات اندلاع حرب كاملة بين إيران وإسرائيل". وأوضح التقرير أن الخطة عبارة عن "قوة مهمات سريعة" مشتركة لاتخاذ القرارات المتعلقة بمهاجمة المنشآت النووية والصورايخ الباليستية ومواقع قتالية وعسكرية أخرى داخل وخارج إيران. ولفت الموقع إلى أنه جرى "تعيين الجنرال نتزان ألون قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي رئيسا للمشروع بطلب من رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت، الذي شارك في الاجتماعات مع رئيس هئية الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد".

وكشف الموقع أنه خلال اجتماعات واشنطن تم الاتفاق على تشكيل 4 مجموعات قيادة ضمن "مشروع إيران"، وهي مجموعة القيادة النووية التي تتعلق مهمتها بتحديد مواقع السلاح النووي ومفاعلات البلوتونيوم ومصانع اليورانيوم ومواقع التخصيب وأجهزة الطرد المركزي داخل إيران. أما مهمة المجموعة الثانية فتتعلق بموضوع الصواريخ الباليستية الإيرانية بما فيها منصات الإطلاق والمخازن تحت الأرض ومصانع إنتاج ومراكز الأبحاث، في حين تغطي مهمة المجموعة الثالثة العمليات العسكرية السرية والعلنية ضد المراكز العسكرية والاستخباراتية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط بما فيها سوريا ولبنان واليمن. وتختص المجموعة بتنفيذ العقوبات الاقتصادية ضد إيران وستساهم إسرائيل فيها بتوفير معلومات استخباراتية عن محاولات طهران خرق تلك العقوبات، وفق قول المصادر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مَن يُمثِّلُ الناسَ؟

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 تموز 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/66075/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d9%8e%d9%86-%d9%8a%d9%8f%d9%85%d8%ab%d9%91%d9%90%d9%84%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3%d9%8e%d8%9f/

قبلَ أن يُسيطرَ القادةُ السياسيّون عمومًا على الناس، فليُسيطِروا على أنفسِهم أوّلًا ويَلجُموا نزواتِهم وجموحَ طموحاتِهم لتتألّفَ الحكومة. إنَّ شهوةَ السيطرةِ هي تعبيرٌ عن فقدانِ سيطرةِ الشخصِ على أهوائِه. وإذا كان أحدُ أهدافِ وضعِ القوانينِ هو إبقاءُ تَصرُّفِ المواطِن في إطارِ النظامِ العامّ، فأحدُ أهدافِ وضعِ الدساتير هو إبقاءُ الحاكمِ ضِمنَ حدودِ الدولة، فلا يَستأثرُ بالسلطةِ وبالشعب. وأصلًا هذا هو الفارقُ بين المجتمعِ الحضاريّ والمجتمعِ الهمجيِّ، وبين النظامِ الديمقراطيِّ والنظامِ الديكتاتوريّ. وحَسبَ عِلْمي، نَشأَت دولةُ لبنانَ لتكونَ مجتمعًا حضاريًّا ونظامًا ديمقراطيًّا.

في الأنظمةِ الديمقراطيّةِ، الانتخاباتُ النيابيّةُ هي المعيارُ الأساسيُّ للتمثيلِ الشعبيِّ أكان القانونُ أكثريًّا أم نسبيًّا، وأكانت الدوائرُ محافظَةً أم قَضاءً، لكنَّ صُحَّةَ هذا التمثيلِ تبقى رهنَ نزاهةِ العمليّةِ الانتخابيّةِ ونسبةِ الاقتراع. والنزاهةُ لا تَقتصِرُ على عدمِ نقلِ أصواتِ مرشَّحٍ إلى مرشَّحٍ آخَر، بل هي أَداءٌ متكامِلٌ يبدأ مِن وضْعِ قانونِ الانتخابات، إلى شروطِ الترشيحِ والسقوفِ الماليّةِ والمساواةِ في الإعلانِ والإعلام، مرورًا بملابساتِ تأليفِ اللوائحِ ودورِ السلطةِ الحاكِمةِ أو القِوى المتُحكِّمةِ بالمناطقِ، وصولًا إلى يومِ الاقتراعِ وإعلانِ النتائجِ النهائيّة.

وأيُّ انتخاباتٍ لا تَخضعُ نتائجُها لهذه المعاييرِ الدستوريّةِ والقانونيّةِ والأخلاقيّةِ المعتَرفِ بها عالميًّا، مطعونٌ فيها سياسيًّا وشعبيًا سلفًا، وإن لَم يَطعَن أحدٌ فيها دستوريًّا لألفِ سَببٍ وسَبب. واللافتُ أنَّ دعاوى الطعنِ أمامَ المجلسِ الدستوريِّ اليومَ، تَطالُ الحَصادَ وليس الزَرعَ، أي النتائجَ وليس مسارَ الانتخاباتِ المحفوفَ بالمخالفاتِ القاتِلة.

في لبنان، حيثُ الانتخاباتُ خالفَت القواعدَ العامّةَ والعالميّةَ المذكورةَ أعلاه، أصبحَ التمثيلُ النيابيُّ، بالتالي وحُكمًا، غيرَ كافٍ ليدَّعيَ الفائزون حَصريّـةَ تمثيلِ الناس، ولِيُنكِروا الصفةَ التمثيليّةَ على أفرقاءَ آخَرين ومراكزِ قرارٍ أُخرى.

ولقد كَشفَت الانتخاباتُ أنَّ سبعةَ نوّابٍ جَنوبيّين وثلاثةً شماليّين فقط، نالوا في الصوتِ التفضيليِّ بين 36% و 86% من مجموع الناخبين في دوائرِهم، فيما حصلَ الفائزون الآخَرون على نسبٍ تراوحَت بين 0.4% و 19%، وهي حصيلةٌ ضئيلةٌ جداً كالفوزِ بِفَضْلِ «ركْلة جزاء». وإذا كان من الطبيعيِّ أن يفوزَ هؤلاءِ على أخَصامِهم، فمن غير الطبيعيِّ أن يدَّعوا تمثيلَ الـ 100% من الناس. إنَّ النوابَ يُمثّلون ناخِبيهِم لا المواطنين، وإذا كان كلُّ ناخبٍ مواطِنًا فليس كلُّ مواطنٍ ناخبًا.

حتّى في الدولِ الديمقراطيّةِ فعلًا، حيث الانتخاباتُ نزيهةٌ كالْبِـلَّـوْر، تعاني الشعوبُ من محدوديّةِ الصفةِ التمثيليّةِ السياسيّةِ الناتجةِ عن الاستحقاقاتِ الانتخابيّةِ التقليديّة. وما المفاجآتُ الانتخابيّةُ التي تَشهدُها دولٌ عريقةٌ بديمقراطيّتِها سوى تعبيرٍ عن البحثِ ـ الصادمِ أحيانًا ـ عن تمثيلٍ آخَر. يكفي أن نَسترجِعَ نجاحَ «تسيبراس» في اليونان، و»ترامب» في أميركا، و«ماكرون» في فرنسا، و»كورتس» في النمسا، وخِيارَ «البريكست» في إنكلترا، إلخ... لنتأكّدَ من حالةِ التمردِّ على المألوفِ والتقليديِّ والـمُكَرَّرِ والجمودِ الحزبيِّ والمؤسَّساتي. إنها رسائلُ الشعوبِ إلى ما يُسَمّى بالـ«اسْتَبْلِشْمِنْت» establishment.

بانتظارِ ابتكارِ نظامٍ بديلٍ أو آليّةٍ تُصحِّحُ رتابةَ التمثيلِ الانتخابيِّ ومحدوديّتَه، تَبتدعُ تلك الدولُ هيئاتٍ تمثيليّةً موازيةً ورديفةً وإضافيّةً لتَضمَنَ شموليّةَ التمثيلِ الشعبيّ. مع العولمةِ واللُوبي والاختصاصِ ودورِ المؤسّساتِ الصناعيّةِ والمصرِفيّةِ والمعلوماتيّةِ الكبرى وبعد سقوطِ الأنظمةِ الشيوعيّة، باتت الديمقراطيّةُ إطارًا يَضمَنُ الحريّات أكثرَ من نظامٍ يَضمَنُ حُسنَ التمثيلِ السياسيّ والقِطاعيّ.

ما عدا الحماسةِ لانتخاباتٍ تَتمحّورُ حولَ خِياراتٍ مصيريّةٍ كدخولِ فرنسا إلى «اتفاقِ ماستريخت»، وانفصالِ «سكوتلاندا» عن بريطانيا، وحصولِ الـ«مونتِنغرو» على الاستقلالِ الذاتيّ، وانسحابِ الجيشِ السوريِّ من لبنان، وخروجِ بريطانيا من الاتحادِ الأوروبيِّ، تحوّلَ الاقتراعُ في الأنظمةِ الديمقراطيّةِ ممارسةً تقنيّةً متثائبةً بعدما كان، في ما مضى، خِيارًا وطنيًّا تحديدًا. والدليلُ ظاهرتان: الأُولى: ما إن تَنتهيَ الانتخاباتُ التشريعيةُ أو الرئاسيّةُ، حتّى يبدأَ الناخبون بالتأفّفِ والمعارضةِ والتظاهرِ، كأنَّ خِياراتِهم لم تكن لا سياسيّةً ولا ثابتةً. والأُخرى: تَدنّي نِسبةِ الاقتراعِ في العالمِ مقابلَ ارتفاعِها في هيئاتِ التمثيلِ المدنيِّ والنِقابيّ.

لم يَعُد التمثيلُ السياسيُّ وحدَه يلبّي أحلامَ الناسِ وطموحاتِهم. صارت الأجيالُ ترى نفسَها في غيرِ الزعماءِ والنوّابِ والوزراءَ والرؤساءَ. صارت ترى نفسَها في مَن يُديرُ العالمَ لا في مَن يَحكُمُه. صارت ترى نفسَها في مؤسِّسي «غوغل» و«فيسبوك» و«آپل» و«آيفون»، في الكتّابِ والصحافيّين، في المصرفيّين ورجالِ الأعمال، في النقابيّين والناشِطين اجتماعيًّا، في الفنّانينَ والرياضيّين، في الباحثينَ والـمُبدعين، في صانعي الخيرِ والبِرِّ، في حائزِي جوائزِ «نوبل» و«پولِتزِر» و«ﻏونكور»، في مُنقِذي الأطفالِ من الغرَقِ والحرائقِ والأعاصير. هؤلاءِ يُقدِّمون إلى البشريّةِ السلامَ الداخليَّ، فيما السياسيّون يُقِّدمون القلق. هؤلاءِ يَنقُلونَنا من نورٍ إلى نور، فيما يُبقينا أصحابُ الصفةِ التمثيليّةِ في لبنان بين مَكَبَّيْ «برج حمود» والـ«كوستابرافا».

وإذا كان نفوذُ السياسيّين في لبنانَ ـ كما في العالمِ المتخلِّف ـ لا يزال قويًّا، فليس بفضلِ صفتِهم التمثيليّةِ، بل لأنَّ الشعبَ المقيمَ يَعيشُ خارجَ هذه التطوّراتِ العالميّةِ العظيمةِ، ولأن الدولةَ لم تُوفِّر للمُبدعينَ اللبنانيّين فُرصَ الإبداعِ والشُهرة. هكذا، وَقَعنا كشعبٍ ـ اضْطِرارًا ـ في الولاءِ للمُبدعين الأجانب، بموازاةِ ولاءِ السياسيّين ـ خِيارًا ـ للخارج.

ورغمَ ذلك، يأتي من يريدُ أنْ يُقرِّرَ في الظلامِ تمثيلَ شعبٍ يَصمُد في النورِ منذ ألفَي سنةٍ، وفي التاريخِ منذُ ستّةِ آلافِ سنةٍ، وفي هذه الجبالِ منذ ألفٍ وسِتِّمائة سنةَ! لا الرسلَ ولا الأنبياءَ ولا الكنيسةَ، ولا حتى يسوعَ المسيحِ احتكروا تمثيلَ المسيحيّين («فإنْ حرَّركُم الاِبنُ فبالْحقيقةِ تكونونَ أَحرارًا» ـ إنجيلُ يوحنا)، و («كلُّ الأشياءِ تَحِلُّ لِي لكنْ لا يتسلَّطُ عليَّ شيءٌ» ــ مار بولس إلى الكورنثيّين).

 

ماذا قال جعجع لـ«الجمهورية» بعد خلوته والراعي

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 تموز 2018

نهاية أسبوع حافلة بالأحداث عاشها لبنان، لا سيّما بلاد الأرز.... ومَن قصَد أحياء بقاعكفرا الضيّقة وبيوتها القروية النموذجية لاحَظ كيف استحوَذ القديس شربل على قلوبهم وعقولهم، فلِبصماته أثرٌ في كلّ زاوية، ولكلّ بيت حكاية من الحكايات والأعاجيب التي حقّقها ابنُ مخلوف ولم تنتهِ. فلا سلطة في بقاعكفرا إلّا للقدّيس شربل ولا مرجعية سوى لحِكَمِهِ وحِكْمَتِه. ليلة أمس كانت حافلةً في بقاع كفرا. فالجميع صغاراً وكباراً من جمعيات وبلديات كانوا يترقّبون وصول البطريرك الراعي ليترأس القداس الاحتفالي بمناسبة عيد القديس شربل تزامُناً مع بدء مهرجانات الأرز التي استقبلت بدورها النجمة العالمية شاكيرا التي أحدث حضورُها علامةً مميّزة ونشَّط الحركة السياحية. إلّا أنّ سابا ابنَ بقاع كفرا يوضح لـ"الجمهورية" التي واكبَت أحداث نهاية الاسبوع أنّ القديس هو أيضاً عالميّ، وبلدة بقاع كفرا يقصدها يومياً المئات من السوّاح الأجانب.

المفاجأة

وقد فاجأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أهالي بقاعكفرا، ربّما لأنه لم يحضر حفلة شاكيرا في الليلة الأولى من مهرجانات الأرز التي سبَقت عيد القدّيس، وتذكّر أبناء البلدة كيف قصَد الحكيم مغارة القديس شربل في اليوم الأوّل لخروجه من السجن. وصَل رئيس حزب "القوات" قبل عشرين دقيقة من بدء القدّاس وحتى قبل اكتمالِ الحضور، فانتظر مع ابناءِ البلدة دخولَ البطريرك الراعي الذي رافقه لفيفٌ من المطارنة القادمين من القارّة الاوروبية. لفتَت كلمة البطريرك الحضور لانطوائها على رسائل كثيرة، دينية وسياسية. وبعد سردٍ موثّق وثمين عن بطولة القديس شربل وفضائله انتقل الى الشقّ السياسي والداخلي ليثير تحديداً أزمة تشكيل الحكومة، لافتاً إلى أنّ شعبَ لبنان برُمته ينتظر، محذِّراً من التداعيات السلبية للتأخير على المشوار الاقتصادي والسياسي والامني، وكذلك على المستوى الدولي. الراعي قدّم صَلاته للقديس من أجل إنهاءِ الأزمة ومن اجلِ اقتداء المعنيين بقدرة مار شربل على اتّخاذ القرار. ودعا إلى الصلاة الى مار شربل ليحميَ الوطن في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها ومن أجلِ تأليف الحكومة الجديدة، مشيراً إلى "أنّنا نصلّي من أجل تأليف الحكومة، وبحاجة الى قرار من أجل ولادتها، الوقت له قيمته وكلّ لحظة في حياتنا لها قيمتها" مشيراً إلى أنّ القديس شربل أعطى قيمة للّحظة، فأخذ القرار بأن يكون قدّيساً، لكن لم يدّعِ يوماً أنّه قديس، لكنّه أخذ القرار. وأضاف: سرّ شربل أنّه صاحب قرار وبطلٌ في الصمود في القرار وصاحبُ تجرُّد، تجرَّد من كلّ حيطان الدنيا فربح الدنيا كلها"

جعجع "بدَّك تصلّي كتير"

وكشف رئيس بلدية بقاعكفرا إيلي مخلوف في كلمته أنّ "الحكيم" علّق أثناء تمنّي البطريرك من الجموع الصلاة من أجل إنهاء أزمة تشكيل الحكومة، قائلاً: "الظاهر إنّك رَح تصَلّي كتير". وكانت هذه الإشارةَ الأولى التي أرسَلها جعجع للبطريرك الراعي قبل الخلوةِ الثنائية التي جمعت بينهما في صالون الكنيسة والتي تمحورت حول تأزّمِ الوضع الحكومي.

جعجع: " لم نخرج من الصفر لنعود إليه"

بعد الخلوة التي جمعت جعجع والراعي لمدّة نصف ساعة في قاعة الطعام في صالون الكنيسة، انسحبَ جعجع دون الإفشاء عن مضمونها، فيما كان لـ"الجمهورية" دردشة معه، فسألناه إذا كان يوافق على قول الراعي بأنّ القرار هو ما تفتقده الحكومة لتتشكّل؟

فأجاب: "طبعاً يلزمها قرار، ولكن يلزمها ايضاً تسهيل من جميع الفرقاء.

• ما هو فحوى الخلوة؟ وهل الحكومة سببُها، وهل من الممكن اعتبارها إيجابية ؟

"نعم أقِرّ بأنّ هناك صعوبات لم تُذلَّل بعد.

وهل من مؤشرات سلبية تعيدنا إلى نقطة الصفر أم أنّ العقدة مسيحية فقط؟

"العقدة ليست مسيحية فقط، كما أنّنا لم نخرج من منطقة "نقطة الصفر" بالأصل كي نعود إليها.

• ماهي أمنيتك في ليلة عيد القديس شربل، وما الأعجوبة التي تطلبها منه في يوم عيده؟ وهل من الممكن أن تكون "تأليفَ الحكومة مثلاً"؟

يجيب جعجع: " مار شربل أدرى، وهو يعرف أكثر"

البطريرك لـ"الجمهورية": نتمنّى أعجوبة

بعد مشاركته وليمة العشاء مع لفيف من رؤساء بلديات المنطقة وأعضاء البلدية وأهل البلدة ومحافظ الشمال والمخاتير، أجاب البطريرك الراعي على سؤال لـ"الجمهورية" عن أمنيته في هذا العيد وعن الأعجوبة التي يتمنّاها فقال:

"الأعجوبة التي نتمنّاها هي "الخروج من المأزق الذي نعيش فيه، وهو مأزق الحكومة، فكلّ شيء متوقّف لأنه ليس هناك حكومة، خاصةً وأنّ مؤتمر سيدر يربط جميعَ المساعدات بالحكومة والإصلاحات، ولا يجب التلاعب بالأمر بهذا الشكل، نحن نطلب هذه الأعجوبة من مار شربل كما نلتمس منه السلام لهذا الشرق ونهاية الحروب وعودة النازحين الى بيوتهم، كما ونطلب منه ان يُحدِث فينا الأعجوبة وفي حياتنا وفي مسيحيتنا لنعيشَها في المجتمع والعائلة والدولة، وكي نستأهل الأعجوبة.

وهل تتأمّل خيراً ؟

يجيب: "أتأمّل خيراً لأننا أبناء القيامة.

رسائل كثيرة وجّهها البطريرك في ليلة عيد القديس شربل إلى اللبنانيين كما السياسيين. كذلك شكّلَ حضور قائد القوات ومشاركتُه في القداس الاحتفالي ربّما الرسالة الأحبّ إلى قلوب أهل البلدة، فأظهَر إيلاءَه على الصعيد الشخصي أهمّيةً مميّزة لعيد القديس شربل، مظهِراً بحضوره شخصيّاً أهمّية الحدثِ وما يشكّل القديس بالنسبة إليه من "قداسة عالمية" لا تُضاهيها عالمية.

 

«حزب الله» والنازحون: هكذا «تُطبخ» العودة

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 تموز 2018

إنتقل «حزب الله» من المقاربة السياسية لملف النازحين السوريين الى المعالجة العملية له، بعدما وضع يده على هذا الملف وأنشأ فريق عمل لمتابعته بإشراف النائب السابق نوار الساحلي. من المعروف انّ «الحزب» يذهب الى النهاية في القضايا التي يأخذها على عاتقه، ما سَمح له بتجميع رصيد كبير من الصدقية لدى أنصاره وخصومه على حدّ سواء، فهل سيكسب الرهان مرة أخرى ام انّ مهمته الجديدة ليست مضمونة النتائج بفِعل تعقيدات قضية النازحين؟ ما يبدو واضحاً حتى الآن هو انّ «الحزب» مصمّم على توظيف نفوذه الداخلي وعلاقته المميزة مع القيادة السورية لتأمين العودة الطوعية والآمنة لمَن يشاء من النازحين السوريين الى وطنهم، في أقصر وقت ممكن. بالنسبة إليه لا «عودة» الى الوراء في هذا التحدي، والأرجح انه ما كان ليُبادر أصلاً الى التصدي له لو لم يكن واثقاً في قدرته على مواجهته، وامتلاك الادوات اللازمة لتحقيق خرق حقيقي في جدار أزمة النزوح.

وعلى هذه القاعدة، إستحدث «الحزب» مكاتب في مناطق تواجده، وطلبَ من النازحين الراغبين في مغادرة لبنان تسجيل أسمائهم لديها بعد ملء استمارات شخصية تمّ الانتهاء من إعدادها قبل ايام قليلة وتوزيعها على تلك المكاتب، وهي شبيهة بتلك المعتمدة من قبل «الامن العام».

وفي المعلومات انّ قرابة 800 نازح سجّلوا أسماءهم خلال الايام الاربعة الماضية وملأوا الاستمارات المطلوبة، على أن يتولى «الحزب» لاحقاً التواصل مع الاجهزة المعنية في الدولة السورية لترتيب عودتهم، بالتنسيق مع «الأمن العام». وعُلم انّ نازحين من المعارضين سياسياً للنظام السوري تواصلوا ايضا مع المكاتب المُستحدثة واستفسروا حول إمكانية عودتهم، فأبلغهم «الحزب» انه سيناقش الامر مع دمشق وسيسعى الى تسهيل رجوعهم من دون التعرّض لهم، على أن يؤخذ في الاعتبار ضرورة ان يكون هؤلاء من غير مُرتكبي الجرائم والاعمال الارهابية، بحيث يمكن إجراء تسويات او معالجات للمخالفات المنسوبة اليهم (الهروب من الجندية وما شابَه).

واللافت انّ «الحزب» تلقى كذلك اتصالات من مناطق شمالية غير محسوبة عليه، مثل عكار وغيرها، يستوضح أصحابها آليّة العودة، وهو يدرس حالياً كيفية التنسيق معهم، خصوصاً انه لا توجد مكاتب له في تلك الاماكن.

ويتوقع «الحزب» ان تتم خلال شهر، او اكثر بقليل، عودة الدفعة الاولى من النازحين برعايته المباشرة ووفق الآلية التي وضعها، وهو يعوّل كثيراً على إتمام هذه الخطوة ضمن رحلة الألف ميل، ويضع ثقله لإنجازها بسلاسة، لأنّ من شأن نجاح تجربة هذه الدفعة تحديداً ان يشجّع الآخرين على سلوك المسار ذاته والتجاوب مع مبادرة «الحزب»، علماً انّ هناك توقعات في أوساطه بأن يرتفع منسوب إقبال النازحين على تسجيل اسمائهم بشكل تدريجي في المرحلة المقبلة.

وفيما اعترضت بعض القوى الداخلية على مبادرة «حزب الله» ووضَعتها في سياق «نَهجه القائم على مصادرة مسؤوليات الدولة وواجباتها»، بادَرت جهات دبلوماسية دولية الى الاتصال به بعيداً من الاعلام لاستيضاح خلفيّات قراره بالمساهمة في رجوع النازحين الى سوريا، والاستفسار منه حول طبيعة الآلية التي يعتمدها لهذا الغرض. وعُلم انّ لائحة طالبي الايضاحات ضَمّت حتى الآن الامم المتحدة وعدداً من السفراء، الذين تبلّغوا من «الحزب» انه أطلق مبادرته على قاعدة تأمين العودة الطوعية والآمنة بعدما عاد الامن والاستقرار الى مساحات واسعة من سوريا، وبالتالي فهو لا يفرض شيئاً على أحد بل يساعد من يرغب في أن يعود الى وطنه. أمّا مقولة الحلول مكان الدولة في ملف النازحين، فإنّ «الحزب» يعتبرها فاقدة لأي معنى من الاساس، لأنّ الدولة غائبة اصلاً وممتنعة عن تأدية ما هو مطلوب منها في ملف دقيق ومصيري من الدرجة الاولى. وبالتالي، فهي ليست موجودة عملياً على هذا الصعيد، حتى يأتي من يزيحها ويأخذ مكانها. وعليه، يرى الحزب أنه ملأ فراغاً قائماً ومتمدداً، تماماً كما فعلَ في السابق إزاء استحقاقات اخرى لم تكن تتحمّل المضي في سياسة الانتظار العبثي. ولو انه لم يتخذ الآن القرار المناسب قبل فوات الأوان، لكانت إقامة النازحين في لبنان قد اصبحت مُستدامة، وسط إصرار البعض على المكابرة والاستمرار في رفض الحوار مع دمشق، على رغم انه يخدم المصلحة اللبنانية قبل السورية. وتشير أوساط «الحزب» الى أنه لو اراد أن «ينتظر» الدولة لَما تحررت الارض المحتلّة عام 2000، ولَما اندحرت أخيراً الجماعات الارهابية، والسيناريو إيّاه يتكرر حالياً مع قضية النازحين، «والأكيد أنه متى حضرت الدولة في اي ساحة من الساحات، سنكون من اكبر المسرورين بعودتها وأكثر المساهمين في دعمها».

 

إنهيار الإقتصاد»: القصّة الكاملة منذ «سيدر» حتى الآن

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 تموز 2018«

هل إنّ المسدّس الاقتصادي موجّهٌ فعلاً إلى رأس لبنان، وإنّ احتمالَ انطلاق رصاصتِه بات مسألة وقت (بضعة أشهر)، وحينها يحلّ «خراب البصرة» الاقتصادي والمالي؟ أم أنّ هناك مَن يُهوّل على لبنان لجعلِ مجملِ العملية السياسية اللبنانية أسيرةَ الروزنامة الاقتصادية الضاغطة، علماً أنّ الوضع الاقتصادي لا يزال تحت السيطرة، وكلّ المطلوب هو معالجة هادئة ومسؤولة ولا تَستسلم لمعالجات تتمّ تحت التهويل بنفاد الوقت. كيف تجيب الوقائع والأرقام الاقتصادية منذ مؤتمر «سيدر» حتى الآن على هذين السؤالين؟:

¶ خلال مؤتمر «باريس 4» ( سيدر) وضع صندوق النقد الدولي فعلياً على الطاولة مبلغ 11,5 مليار دولار قروضاً للبنان، ولكنه في المقابل وضع على الحكومة اللبنانية شروطاً عدة عليها إنجازُها ليصل اليها هذا المبلغ:

• أولاً، رفعُ الضريبة على القيمة المضافة من 11 في المئة الى 15 في المئة.

• ثانياً، زيادة 5 آلاف ليرة على صفيحة البنزين وعودتها الى السعر الذي كانت عليه سابقاً.

• ثالثاً، زيادة تعرفة الكهرباء 40 في المئة تتزامن مع إصلاح قطاع الكهرباء وإلغاء المولدات.

• رابعاً، زيادة الضرائب الجمركية.

• خامساً، زيادة الضرائب على التسجيل العقاري وانتقال الملكية، إضافةً إلى ضرائب أخرى.

واعتبَر صندوق النقد الدولي أنّ التهرّبَ الضريبي في لبنان يبلغ نحو 5 مليارات من الدولارات سنوياً. وهي قيمة الضرائب التي يُفترض على الحكومة أن تجنيَها من عائدات الشركات والمؤسسات وأرباحها، إضافة إلى الأجور. ووفق حسبةِ صندوق النقد الدولي، فإنه إذا كان الناتج المحلّي اللبناني هو 54 مليار دولار والأرباح والأجور 30 مليار دولار، فإنه يصبح هناك نحو 25 مليار دولار خاضعة للضرائب الرسمية. ولمّا كانت نسبة الضريبة الرسمية على الشركات والافراد هي 12 في المئة فإنّ الجباية يجب أن تكون 3 مليارات من الدولارات سنوياً، فيما الجباية الحالية تبلغ مليار دولار سنوياً فقط. وتخلص حسبة صندوق النقد الدولي الى أنه إذا تمكّنت الحكومة من تحسين الجباية بمبلغ مليارَي دولار سنوياً، فهذا يعني أنّ عجز الدين سينخفض الى 2 مليار دولار سنوياً.

ما تقدَّمَ أعلاه هو موجز وصفة صندوق النقد الدولي للحكومة اللبنانية في مؤتمر «سيدر»، من أجل خفضِ عجز الدين وكشرطٍ مسبَق عليها تنفيذُه لمنحها قروضاً بقيمة 11,5 مليار دولار. واعتبَر صندوق النقد الدولي أنّ على الطبقة السياسية اللبنانية أن تتّخذَ إجراءاتٍ جريئة وغير شعبية لتنفيذ وصفتها التي هي خلاص البلد الاقتصادي.

¶ في المقابل، وعدت الحكومة اللبنانية في مؤتمر «سيدر»، بتدشين مسار يؤدّي الى خفض نسبةِ الدين البالغ 9 في المئة من الناتج القومي، وذلك بمعدّل نقطة واحدة كلّ سنة، وخلال فترة تسعِ سنوات. ولكنّ خبراء اقتصاد ومصرفيين لبنانيين، يعتقدون أنّ تنفيذَ وعد الحكومة اللبنانية يقرب من أن يكون مستحيلاً من منظار عملي. وفي الوقت نفسه يعتبرون أنّ تطبيق وصفة صندوق النقد الدولي ليست بالأمر السهل، لأسباب مركّبة سياسية واقتصادية. ولكنّ هؤلاء يعتقدون أنه تبقى هناك إمكانية لتحسين الجباية في الجمارك والقطاع العقاري وفرض ضرائب على الأرباح والأجور مع إصلاح القطاع الكهربائي الذي يؤمّن تخفيض العجز فيه والبالغ حالياً مليار ونصف مليار دولار سنوياً.

¶ وفي مقابل وصفةِ صندوق النقد الدولي «الصعبة التنفيذ»، والحكومة «المستحيلة التنفيذ عملياً»، تؤكّد مراجع العملية المالية والنقدية في لبنان أنّ في ظلّ هاتين الوصفتين، يوجد حالياً «خطّا دفاع أماميان» أو «صمامّا آمان» يمنعان الانهيار الاقتصادي، وتوجد الى جانبهما على المدى المتوسط ( بعد خمس سنوات) آفاق أو نوافذ اقتصادية مستقبلية واعدة ستؤمّن مداخيلَ مالية إنقاذية للبنان:

¶ الخط الأوّل: طالما أنه تصل الى المصارف اللبنانية سنوياً تحويلات بالعملة الصعبة بقيمة 8 مليارات من الدولارات، فهذا يعني أنّ القطاع المصرفي اللبناني يستمرّ قادراً على تمويل دين الحكومة. وهناك إشارة مطَمئنة هذه السنة على هذا الصعيد، ذلك أنه خلال الأشهر الخمسة الاولى من السنة الجارية بلغَت قيمة التحويلات الخارجية بالعملة الصعبة الى لبنان 3,7 مليارات دولار.

¶ الخط الثاني: لدى مصرف لبنان المركزي قدرة احتياطية تبلغ 12 مليار دولار من الذهب، وما قيمته 54 مليار دولار من العملة اللبنانية المطروحة في السوق اللبناني. وطالما أنّ عمليات التحويل من الليرة الى الدولار لا تصل خلال دفعة واحدة أو في وقتٍ متقارب الى نسبة 80 في المئة من مجموع الكتلة النقدية الاحتياطية بالعملة اللبنانية في البنك المركزي، فإنّ الأخير يبقى مسيطراً على سعر صرفِ الليرة ومجال العملية النقدية في البلد. والإشارة المهمّة في هذا المجال هي أنه خلال أعتى الأزمات الأمنية والسياسية التي مرّت على لبنان لم يَحدث «هلع نقدي»، بمعنى بروز طفرة تحويل من الليرة الى الدولار، أو خروج رؤوس الأموال بالعملة الصعبة من لبنان ومصارفه الى الخارج وصَلت الى حدّ الخط الاحمر، أي نسبة 80 في المئة. فخلال حرب تمّوز 2006 وصلت نسبة التحويل للدولار الى 30 في المئة. وخلال أزمة استقالة الحريري الأخيرة وصلت الى 5 بالمئة فقط.

أمّا نوافذ الاقتصاد الواعدة للبنان خلال المدى المتوسط، أي بعد خمس سنوات حسب توقّعات سياسة - اقتصادية، فهي اثنتان: النفط والغاز البالغ مخزونه داخل المياه الإقليمية اللبنانية ما قيمته 200 مليار دولار، غير أنّ حركة الإنتاج لهذا الأفق الاقتصادي لن تبدأ قبل خمس سنوات.

الأفق الاقتصادي الثاني الواعد سيكون موعده مع بدء الحلّ السياسي السوري، ما يَضمن للبنان الاستثمارَ في إعادة إعمار سوريا وعودة فتح طريق الصادرات اللبنانية إلى دول الخليج والعرب عبر بوّابة الممرّ السوري البرّي (تبلغ 25 في المئة من مجمل صادرات لبنان) إضافةً الى عودة الاستثمار اللبناني في قطاع الخدمات المصرفية السورية وتدفّق السيّاح إلى لبنان برّاً عبر سوريا.

 

معمل للنفايات في وادي لامرتين: من يصدّق؟

حنان حمدان/المدن/الإثنين 16/07/2018

أثيرت في الأونة الماضية مسألة مشروع معمل معالجة النفايات المنوى تنفيذه في وادي لامرتين. وقد انقسم الأهالي وأعضاء مجلس بلدية بيت مري بين مؤيد ومعارض له، فيما تعتبر فئة واسعة أن الأمور مازات ضبابية ومبهمة بعض الشيء. لكن إلى الآن، لم يتخذ المجلس قراره بهذا الخصوص، في انتظار رد الوزارات المعنية وطرح المشروع على التصويت. من حيث المبدأ، فإن المعمل هو لفرز النفايات، سيستقبل يومياً نحو 400 طن. وتفيد معلومات بأن 10% منها هي عوادم لم تحدد وجهتها وكيفية التخلص منها بعد. ويرجح البعض فرضية طمرها في الوادي، ومعلومات أخرى تقول إن المعمل إلى جانب الفرز هو قائم على تسبيخ جزء من النفايات واستخدام تقنية التفكك الحراري للجزء الآخر، وإعادة تدوير ما يمكن من مجمل النفايات. في الوقت الذي تقدر فيه نفايات بيت مري بنحو 12 إلى 15 طناً يومياً. بالتالي، فإن المشروع سيستقبل نفايات بلدات المتن المجاورة. وتتولى تنفيذ المشروع شركة خاصة إيطالية أسست شركة لبنانية سميت Bioener بيت مري، وتراوح كلفة إنشاء المعمل بين 40 و50 مليون دولار. أما البلدية فقد عقدت اجتماعين في البلدة لتعريف الأهالي بالمشروع.

ولكن فئة كبيرة من الأهالي سجلت اعتراضها عليه، إنطلاقاً من ثلاثة أمور أساسية، وهي: غياب المتابعة الصحيحة في مثل هذه المشاريع في لبنان؛ طبيعة المنطقة هناك، حيث سيبنى المشروع فوق نبع الديشونية الذي يوزع المياه على بيت مري، المنصورية والضاحية؛ وتسبب دخول وخروج ما يقدر بنحو 70 شاحنة محملة بالنفايات غير المكبوسة يومياً إلى البلدة بزحمة سير وازعاج مستمر للأهالي، ناهيك بعصارة النفايات التي يمكن أن تلوث المياه الجوفية. حجة المؤيدين لهذا المشروع هي أنه سيكون له مردود مالي للبلدة، إلا أن كثيرين من أهالي البلدة يرون أنه يمكن استبدال هذا المشروع بمشاريع بيئية سياحية تفيد المنطقة أيضاً، لاسيما أن الموقع الذي وقع الاختيار عليه يشكل الرئة الوحيدة المتبقية لبيت مري، وفق ما يقول أحد أعضاء المجلس البلدي إيلي رشيد لـ"المدن". يضيف: "لا أحبذ فكرة هذا المشروع وما ستقوله الفئة الواسعة سأكون معها".

المعترضون حاولوا إيصال صوتهم من خلال المرصد البيئي التابع للحركة البيئية اللبنانية، إذ أرسلوا صوراً للموقع في الوادي الأخضر، وهو مصنف وفق الحركة موقعاً طبيعياً محمياً منذ العام 1998. وينص القانون الرقم 444 على المحافظة على الجمال والمناظر الطبيعية. فهل ستكون حال الموقع قبل المعمل كما بعده؟ سؤال يثيره رئيس الحركة البيئية بول أبي راشد، الذي يرى أن لا حاجة إلى مثل هذا المعمل في منطقة كهذه. وهناك معملان لفرز النفايات في الكرنتينا والعمروسية، يمكنهما فرز 3000 طن يومياً من نفايات بيروت وجبل لبنان، مع تشغيل معمل الكورال الذي يتم توسيعه ليعالج 700 طن من النفايات العضوية يومياً. وهناك قرار لمجلس الوزراء في كانون الثاني الماضي بانشاء معمل تسبيخ ثان ليعالج 700 طن أخرى من النفايات العضوية في الكوستابرافا. مع العلم أن كلفة ذلك مع تحديث معملي الفرز ليتم انتاج الوقود البديل لا تتجاوز 25 مليون دولار. فلماذا يتم تدمير الطبيعة من أجل مشاريع يمكن الاستغناء عنها، والاستعاضة عنها بمشروع للسياحة البيئية يحافظ على هذا الوادي، الذي يشكل مكيفاً طبيعياً لمدينة بيروت ومصدراً للأوكسجين والمياه الجوفية؟ والحال أن هذا الموقع صنف مركزاً مهماً للتنوع البيولوجي ومكاناً لاستراحة الطيور المهاجرة من أوروبا إلى أفريقيا، وتدميره ليس سوى ضربة للطيور العالمية التي تمر بهذا الوادي، وفق أبي راشد. ويعاني الأهالي في المنطقة من معمل إعادة التدوير الموجود هناك، وهو يستقبل منذ عامين نحو 12 طناً يومياً، ويتسبب بروائح كريهة في المنطقة، فماذا سيحل بالبلدة في حال وجد معمل آخر؟ وفي انتظار ما ستؤول إليه الأمور، تناشد الحركة البيئية بلدية بيت مري العودة عن هذا المشروع، وفي حال لم يحصل ذلك، يبقى الأمل بأن لا يصوت 8 أعضاء من أصل 15 لمصلحة هذا المشروع.

 

«صليب» بلدة بشتودار: مشروع فتنة لن يمر!

نسرين مرعب/جنوبية/15 يوليو، 2018

ما إن أعلن باسيل عن "صليب" بشتودار حتى شهدت مواقع التواصل سجالات ذات طابع مذهبي!

أثارت التغريدة التي أعلن فيها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الانتهاء من تثبيت الصليب الأكبر في قضاء البترون على جبل القلعة في بشتودار جدلاً واسعاً! باسيل الذي نشر عبر صفحته الخاصة “تويتر”، صورة للصليب شاكراً الجيش اللبناني على جهوده، وضع نفسه في موضع محاسبة، فسأله المتابعون:

“لماذا لم يتم تثبيت الكهرباء؟”، فيما اعتبر البعض أنّ الهم الأوّل للتيار الوطني الحر هو تكريس الطائفية، لا العمل على الإصلاح وعلى مكافحة الفساد! إلا أنّ الجدل حول “الصليب”، لم يتوقف عند حدود الإنماء، بل أثار تساؤلات حملت أبعاد طائفية، لاسيما وأنّ بلدة “بشتودار” التي رفع الصليب على جبلها هي إحدى القرى ذات الغالبية السنية في قضاء البترون (70% من المسلمين سنة، 30% من المسيحين)، مما دفع البعض إلى القول:”ماذا كان موقف البطريرك وبكركي والديمان والطبقة السياسية المارونية لو تم أمر مماثل بإنشاء علم وراية المسلمين على قمة جبل في قرية مسيحية”.

الباحث والخبير في الحركات الاسلامية، الأستاذ أحمد الأيوبي سجّل من جانبه تحفظات ضد هذا الإنجاز الباسيلي، إذ طرح عبر صفحته الخاصة فيسبوك عدة تساؤلات، أبرزها:

“- ما هي الحكمة وما هو المقصود من هذه الخطوة؟

– هل المقصود إستفزاز المسلمين وإثارة النعرات المسمومة المشؤومة ، كما أثار الفتنة مع الشيعة من خلال وصف الرئيس بري بالبلطجي وما تلاها من غزوات وصدامات؟ أم المقصود أيضا إحراج القوات اللبنانية ، فإذا هي سكتت بدت وكأنها راضية بهذا السلوك ، وإذا إعترضت تصبح متهمة بمسيحيتها؟؟”.

وتابع الأيوبي “هل مهمة الجيش ان يشارك في نشاط الطوائف وأن ينخرط في مثل هذه الخطوات دون دراسة لعواقبها؟”. الأيوبي وفي حديث لـ”جنوبية”، أوضح أنّ الصليب بحد نفسه لم يشكل أي استفزاز، فهم يحترمون الرموز الدينية كما يحترمون جميع المؤمنين بها، ولفت الأيوبي إلى أنّ “الإستفزاز جاء من طريقة إعلان الوزير باسيل عن وضع الصليب وكانه فتح الفتوح أو كانه إنجاز بعد معركة.. والواقع عكس ذلك”. وأشار إلى أنّ “الملاحظة الثانية إختيار باسيل منطقة ذات طابع إسلامي لرفع الصليب بها دون سائر مناطق البترون”، متسائلاً: “لماذا حشر الخيار هنا بالذات.. ولو أنه إختاره في منطقة مسيحية لكان امرا طبيعيا ولم يثر أي جدل. هذا فضلاً عن ان باسيل ينظر علينا بالعلمانية الشاملة ويريد فرضها على الجميع ، فهل هو رئيس حزب ديني من مهامه رفع الرموز الدينية، أم هو رئيس حزب علماني يريد فرض العلمانية في البلد؟!”.

وعند سؤال الأيوبي عن تشابه هذا الخطاب والخطاب الطائفي الذي لطالما انتقد اللبنانيون الوزير باسيل بسببه، قال: “نحن لم ننطلق في النقاش من خلفية طائفية بقدر ما عبرنا عن شعور تولد عند شريحة من اللبنانيين بأن ما يفعله الوزير باسيل مستفز من حيث الشكل على الأقل.. كما سبق أن إستفز الجمهور الشيعي بإطلاق صفة البلطجي على الرئيس نبيه بري”. وأضاف ” نحن مع الشراكة الوطنية الصحيحة والصريحة ، المبنية على مراعاة الآخرين ورعايتهم. وأنا أتساءل: هل لو أنّ المسلمين في البترون رفعوا شعاراتهم في بعض الجبال … هل كان ذلك ليمر عند باسيل؟خطابنا يحذر من التمادي في تجاهل مخاطر إستفزاز الشركاء في الوطن وتحميل الطموحات الشخصية للبعض على كاهل الدين والطائفة”. هذا وأكدّ الأيوبي أنّ مضمون ما نشره على صفحته فيسبوك زاخراً بالدعوة للتواصل بين للمسلمين والمسيحيين وليس العكس، لافتاً في السياق نفسه إلى أنّ شريحة واسعة من المسيحيين إستنكرت تصرف الوزير باسيل وكان الرأي الذي سجلته مطابقاً لطرحهم. وبالعودة إلى عبارة “طرابلس قلعة المسلمين”، والالتفاف الإسلامي المسيحي حولها، والسؤال عن إشكالية الصليب في البترون في ظلّ التوافق بين المذاهب، لفت الأيوبي إلى أنّ “الاعتراضات على لفظ الجلالة في طرابلس تمّت إثارته من قبل الكثيرين ومنهم نواب من التيار الوطني الحر كما أنّ الاعتراضات على عبارة “طرابلس قلعة المسلمين” لم تهدأ. ومراجعة التحقيقات الصحافية والتلفزيونية كفيل بتوضيح حجم الإعتراضات الحاصلة وتحديداً من الطرف العوني”.

معلقاً في هذا السياق”وإذا كان موقفهم مغايرا فلنسمعه منهم، مع العلم الى أنني أشرت إلى ضرورة تعديل وضعية ساحة النور بما ينزه لفظ الجلالة عن أي تدنيس ولست متمسكا بعبارة طرابلس قلعة المسلمين وسبق أن دعوت إلى استبدالها بعبارة “أدخلوها بسلام آمنين””. وفيما أوضح الأيوبي أنّ لا خطوات تصعيدية في هذا السياق، وأنّ “الهدف كان التعبير عن الرأي ولفت إنتباه المسؤولين إلى ضرورة الإبتعاد عن إثارة النعرات أو ما يؤدي إلى إثارتها حفاظا على الإستقرار وثوابت العيش المشترك”، ختم كلامه بالقول: “بكل صراحة ووضوح، لا يستفزني الصليب فأنا إبن دده الكورة المسلم الأيوبي الذي عاش قبل الحرب وبعدها داعيا للحوار والتعاون الإسلامي المسيحي منظما مؤتمر “تحديات العيش المشترك” في طرابلس رغم الحرب المخابراتية الشرسة لمنع حضور المطران الراحل فرنسيس البيسري الى الفيحاء.. وانا الذي ساهم في ثورة الإستقلال وكتب ونافح عن وحدة اللبنانيين.. وكسر الحواجز بين المناطق فإستضاف اول وزير للقوات اللبنانية (جو سركيس) في طرابلس ، وإستضاف نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني في قلب التبانة، وسنستمر في هذه المسيرة لكننا أيضا سنتصدى لمثيري الفتن بإسم الإسلام والمسيحية على حد سواء ولو كره الكارهون.. ومهما تعامى المزايدون”.

من جانبه فضّل نائب القوات اللبنانية في البترون الدكتور فادي سعد عدم التعليق على هذا الموضوع، قائلاً في حديث لـ”جنوبية”: “أنا مع ارتفاع الصلبان في حال أراد ذلك أبناء البلدة، أما أن يتم تعليق الصليب في بلدة سنية فإني لا أدري ما هي حيثيات هذا الموضوع، وبالتالي أفضل عدم التعليق عليه لأننا كيفما تناولناه فهو دعسة ناقصة”.

وأضاف سعد “إنّ أي تعليق قد يؤخذ على أنّه استفزاز، إضافة لكون بعض المزايدات المسيحية التي نشهدها هذه الفترة ليست بمكانها الوضع الاقتصادي في البلد ليس جيداً وكذلك الوضع الاجتماعي”.ليختم بالقول “نحن مقبلون على ملفات معقدة وليس من المناسب أن نزيد على تعقيدات المرحلة تعقيدات طائفية لا تفيد”. إذاً، صليب بشتودار هو العقدة اليوم، في بلد يفيض بالتلوث، والفساد، والمحاصصة، والهرطقة، ولأن اللبناني بطبيعته محكوم بعقدة الطائفية، استطاع “رمز” ديني أن يتحول إلى موضوع سجال أفلاطوني، لا غاية منه إلى تعميق الشرخ بين الطوائف!

مع العلم أنّ هذا الجدل يتناقض وتصريحات سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي حذر “من تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين”، مؤكداً أنّه “لن يكون هناك شرق اوسط من دون المسيحيين الشرقيين الذين نتعايش معهم في وطن واحد ونتقاسم معهم رغيف الخبز ونتنشق معهم هواء واحداً. فمصيرهم ومصيرنا واحد، معا نكون او لا نكون”. وكان دريان قد دعا في كلمته التي ألقاها خلال تخريج طلاب مدارس المقاصد المسيحيين إلى “التجذر في اوطانهم، وإلى عدم الاستجابة تحت اي ظرف من الظروف الضاغطة، والعابرة، إلى الهجرة منها”.معتبراً أنّه “إذا كان تهجير المسيحيين على يد حفنة من المتطرفين الإرهابيين جريمة بحقنا جميعا، فإن تشجيعهم على الهجرة، وتسهيل إجراءات هذه الهجرة، يُشكّل جريمة اكبر، بحقنا جميعا ايضاً”. من هنا، وانطلاقاً من كلام المفتي، ومن التعايش الإسلامي – المسيحي الذي نتغنى فيه لا بد من التساؤل “لماذا يسعى البعض لأن يكونوا ملوكاً أكثر من الملك نفسه؟”، فإذا كان الصليب لا يزعج مسلمي  بشتودار، ويتقاطع ومناخ الألفة في هذه القرية، فلماذا هذا التعدي إذاً على حرية الأهالي، ولماذا هذا الخطاب المذهبي الذي لا يثمر ولا يبني وطناً! إلا أنّه ومع التحفظ على هذا الخطاب من كل جوانبه، لا بد من الإشارة إلى أنّ الموقف ليس برمته ضد “الصليب”، وإنّما هو بأغلبه ضد الوزير باسيل الذي لا يرى البعض أيّ انعكاسات وطنية لأي من خطواته، مما جعل  بالتالي كل “بروباغندا” تصدر عنه مشبوهة وطنياً وطائفياً!

 

"وين في لبناني في نجار"... ولو عبر البحار

الهام فريحة/الأنوار/16 تموز/18

الإبداع الإعلاني في لبنان لا حدود له، والمحفّزون لهذا الإبداع هم أصحاب المنتجات اللبنانية الذين يؤمنون بمنتجهم وبالتسويق له، ولا يقتصر الأمر في حياتهم على الشق المهني بل إنهم خارج سياق العمل يبتكرون أفكارًا خلاّقة ومبدعة ليثبتوا مرّة جديدة ان موهبة الإبتكار والإبداع تسري في عروقهم.

أحد المتفوقين في هذا المجال هو المبداع اللبناني جورج نجار صاحب "بن نجار" الذي جمَعَ الإبداع في خمس كلمات "وين في لبناني في نجّار" حيث يُظهر الإعلان ان اللبنانيين المنتشرين في أقاصي الأرض تجمعهم قهوة نجّار الذي ابتكر ماكينة سمّاها "ركوة" بالإمكان استخدامها في المنزل أو في المكتب، فتصنع القهوة التركية التي لا يستفيق اللبناني إلاّ عليها وهي فخر الضيافة اللبنانية التي لا تفارق الكَرَم اللبناني والعادات والتقاليد اللبنانية:

"مروق شراب قهوة". "منشرب قهوة ومنحكي". "منعالج الموضوع على فنجان قهوة". لم يكتفِ المبدع الكريم جورج نجّار بالشعار الذي حلّق جوًا وصولاً الى آخر المعمورة، ودخل في النوستالجيا اللبنانية بل توسع ليشمل "فقط" اكثر من خمسين من أصدقائه ليُطبق إعلانه المبدع في رحلة بحرية الى جزيرة سردينيا، ويصبح الإعلان "وين في لبناني في جورج نجار". أصدقاء، زبائن ورواد المقاهي المنتشرة في كل لبنان، كذلك نواب، رجال أعمال ومحامين، بالعشرات، طاروا فُرادى من مطار بيروت، لا أحد منهم يعرف الآخر الى أين يتجه، لأنهم طاروا في مواعيد مختلفة التوقيت، لكنهم من الجو الى البر ثم الى البحر في رحلة بحرية سياحية يتمتعون فيها بكَرَم جورج نجار وبمذاق بن نجار وحيثما يشططون ينشرون الإعلان: "وين في لبناني في جورج نجار". ذكية الفكرة ومبتكرة ومبدعة، لكن هفوة واحدة أفقدتها سرّيتها وعنصر المفاجأة والمباغتة فيها، كانت الخطة أن يكتشف المدعوون بعضهم حين يصلون الى الباخرة السياحية، لكن إفشاء السرّ كان الصيت فيه لنساء الفرن. فربما مدعو واحد أفقد عنصر المفاجأة رونقها، فتحدث عن الرحلة قبل أن يغادر مطار بيروت، ولأن الفرن بالتساوي بين الانثى والذكر، فإن "رحلة نجار" صارت على كل شفة ولسان حتى قبل أن تبدأ.

سفرًا ميمونًا، برافو جورج نجار، ولكن إعلمْ في الرحلة المقبلة أن لا سرية تحجب بها كرمك ولطفك وقهوتك بأي رحلة "وين في لبناني في جورج نجار". لجورج نجار نقول: برافو ومشكور عن جميع المدعوين، والى رحلتك المقبلة بإذن الرب.

 

لا نهوض من دون القطاع المصرفي

الهام فريحة/الأنوار/16 تموز/18

إرفعوا أيديكم عن المصارف، وابعدوا ألسنتكم عنها... إرفعوا الأيدي السوداء عنها، وابعدوا الألسن الصفراء...إعلموا انه إذا كانت المصارف بخير فلبنان واللبنانيون بخير.وإذا، لا سمح الله، اهتزت المصارف، فإن لبنان يهتز.

في البلد مؤسسات وقطاعات من غير المسموح التطرق اليها "بولدنة وهرطقة وعدم مسؤولية وعدم توقع المضاعفات"، لماذا؟ لأنه من غير المسموح التلهي بالأسس التي يقوم عليها الوطن، ومن هذه المؤسسات والقطاعات: المؤسسة العسكرية والقطاع المصرفي. حين انهار الجيش اللبناني في بداية الحرب اللبنانية، منذ أكثر من اربعين عامًا، إنهارت معه كل المؤسسات، وحين انهارت الليرة اللبنانية منذ ربع قرن، كادت أن تنهار معها كل القطاعات. ماذا تريدون يا أصحاب الطابور الخامس؟ هل تريدون العودة الى زمن الانهيارات؟ قد تكون هذه نواياكم لكنها لن تكون قدراتكم. فالمؤسسة العسكرية أكثر مناعة من أن تستطيعوا تصديعها، والقطاع المصرفي بلغ حدّا من المناعة والصلابة والثبات ما يبدو صعبًا، إلى درجة الإستحالة، التفكير في تصديعه. حينًا حديث عن انّ القطاع المصرفي واقع تحت عبء ديون مشكوك في تحصيلها.

وحينًا حديث عن ان القطاع المصرفي يستحوذ على أموال غير نظيفة. وحينًا ان القطاع المصرفي ينوء تحت أثقال محفظة عقارية لا قدرة له على تسييلها.

وحينًا ان عقوبات الخزانة الأميركية على القطاع المصرفي اللبناني آتية. كلامٌ موسمي بات ممجوجًا لفرطِ ما يتكرر، لكن ما هي نتيجته غير البلبلة التي ما إنْ تنتشر حتى تعود فتنحسر؟ ولنكن أكثر صراحة وأكثر جرأة: مَن يستفيد مِن ضرب القطاع المصرفي غير العدو الاسرائيلي؟ فهل هذا هو المطلوب؟

بعض المصارف اللبنانية توسعت في تركيا واربيل العراق وسوريا ومصر، كما في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، وصولاً الى اوستراليا، فأين الضرر في ذلك؟ ومنذ متى كان اللبناني يكتفي بأن يكون نشاطه وطموحه داخل الحدود؟

أسماء لامعة وعلامات مميزة ونجاحات باهرة، فكيف لا تُرمى بالسهام؟ دُرر المصارف اللبنانية، مع التقدير لجميعها، انما بنك عوده بشخص رئيسه المتواضع الخلوق المثابر، لم يعد مجرد مصرف بل أصبح مثالاً يُحتذى به وعلامة فارقة في النجاحات اللبنانية الباهرة، وهذه شهادة يعتز فيها كل لبناني سواء أكان مقيمًا أم مغتربًا، وهذه الشهادة ممهورة من مصرف لبنان ومن الهيئات المصرفية العربية والدولية، وهذه الهيئات لا توزّع شهادات مجانًا بل استنادًا الى الأداء والسمعة والخدمة، وهذا المثلث الذهبي ينطبق على أكثر المصارف اللبنانية وطبعا على "بنك عوده"، فلتخرس ألسنة السوء، ولعلمهم لم يُصرَف فرد واحد من البنك، ونتحدّى أن يثبتوا عكس ذلك. إنّ لبنان مقبلٌ على استحقاقات في غاية الأهمية والدقة: من الحكومة الجديدة الى تطبيق خطة "ماكينزي" الى التحرك وفق مقررات مؤتمر "سيدر"، الجامع المشترك لإنجاح هذه المحطات الثلاث هي أن يكون هناك قطاع مصرفي قوي يلاقيها في منتصف الطريق، فلا حكومة يعوّل على مشاريعها من دون قطاع مصرفي قوي، ولا تطبيق ناجح لخطة ماكينزي ولمقررات سيدر من دون قطاع مصرفي يحوز الثقة.

 

«الحاكم بأمر الله» رجب «الأول» أردوغان

فيصل العساف/الحياة/16 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66073/%D9%81%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85-%D8%A8%D8%A3%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B1%D8%AC%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

قصص النجاح الباهرة لا يمكنها المرور من دون حصد الإعجاب، لكنني على الصعيد الشخصي أتوقف كثيراً للتفكير في السياسية منها بين خطين متوازيين، أحدهما إنساني عاطفي، يشعر بحجم المعاناة والألم الذي يخيم على معسكر الخاسرين، فيما الآخر واقعي لا يعترف بالجمود، مأخوذ بالطموح البشري، وبذلك النوع الفريد من الإصرار عندما يثمر هدفاً يمكن وصفه بالخارق من دون تردد. إلى تركيا، حيث واحدة من حكايات سطوة الإرادة على الواقع، بطلها رجب طيب أردوغان، رجل واحد فقط، فكّر ثم قرر أن يكون سيد تركيا الأول، وتحقق له ما أراد. في سيرته، يمكنك الخروج بنتيجة مفادها أن التخلص من حلفاء الأمس يعتبر أولى خطوات السياسي المسكون بهوس الزعامة، فالتحولات النفعية سيطرت على كامل تصرفاته، حتى أن «شيوخه» الذين حملته أكفهم وأصوات مريديهم، لمّا اشتد ساعده طاردهم وأودعهم ومريديهم السجن! لكن في المقابل، يقف الجميع شاهداً على نجاح مشروع أشبه بالمستحيل، إذ كيف لأعزل أن يواجه حصن العسكر التركي العصي حتى الانتصار عليه، ليتسلم أخيراً مفاتيح السلطة ويتربع على العرش.

إنها حقاً قصة ملهمة بكامل تفاصيلها وإرهاصاتها التي تمتد إلى خارج تركيا أيضاً، فلقد تمكن أردوغان بذكائه من إقناع «البعض» بأنه الخليفة الناصر للإسلام والمسلمين، على رغم علاقاته المتميزة جداً بـ «ألد» خصومهم، إسرائيل التي يخوض ضدها أعتى الحملات المعادية اللسانية، بينما على الأرض علاقات من الطراز الرفيع في المستويات كافة بين البلدين الصديقين، وإيران التي يتولى معركة إثبات نسب مجرميها إلى العالم الإسلامي بالتقارب المريب معهم! مشهد تمثيلي متصنع على قارعة الطريق، أو تحريك سفينة إلى أهل غزة المحاصرين، تكشف عبقرية الرئيس أنها كفيلة بمحو نكوصه على عقبيه تجاه كل ما يخص القضايا المصيرية التي تخوضها منطقتنا، سواء في القدس التي حاول الدندنة على أوتارها بعد إعلان نقل السفارة الأميركية إليها، وإن لم يصمد طويلاً، أم في الشأن السوري الذي انتفض فيه أردوغان حتى على وعوده، عندما تحول إلى أحد اللاعبين الرئيسين في ساحتها، لحسابه هو، وعلى حساب الشعب وقضيته ومعاناته التي ظل سنوات يتاجر بها.

إن ما يفعله أردوغان يمكن وصفه بـ «الخفة» السياسية، عندما تمر «بهـــلــلته» بيــن يــدي مؤيديـــه من دون أن يشعروا، شيء يشبه السحر، لكنه يفسر نفسه بالنظر إلى نوع المعجبين ربما، وفق تصــــنيفهم الأيديولوجي والسياسي الذي يغلب عليه الطابع الثوري الإخواني، من هنا يمكن أن نفهم أن المسألة برمتها لا تتعدى مصلحة متبادلة تقوم في أساسها على مبدأ «شدّ لي وأقطع لك». الجميع متورطون في ملفات صعبة في حقيقة الأمر، الرئيس التركي يغوص حتى أذنيه في مشكلات داخلية تبدأ من الاقتصاد المنهار، ولا تنتهي بالخصوم السياسيين الذين طالتهم سطوته، وفي الجانب الآخر مخربون هاربون لا ملجأ لهم بعد إسطنبول، لذلك يخوض الطرفان حرباً ضروساً ضد الجانب الصامد بقيادة السعودية والإمارات ومصر، فيما يشبه العقاب بسبب تماسكه، يحملانه نتائج نجاحه في دحر سعار «نهضتهم» الذي كاد أن يودي بالجميع.

كان يمكن قصة الرئيس أن تحوز على رضا الجميع لولا أنها تطلعت إلى حقوق الآخرين بمزيد من الطمع، كـــادت أركان النجاح أن تكتــمل فـــيها لو أنها أخلصت إلى تركيا فقط، ونأت بها عن الدخول في مستـــنقع الانتهازية تجاه جيرانها العرب في أحلك الظروف، لكن أردوغـــان اختار طريقاً صعبة جعلته يستعدي الآخرين، في تحدٍ جديد هذه المرة، للتاريخ والجغرافيا والرجال المخلصين.

* كاتب سعودي

 

كأس سم» ثانٍ ينتظر طهران

حازم الأمين/الحياة/16 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66071/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%83%D8%A3%D8%B3-%D8%B3%D9%85-%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8D-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86/

هل صار من الممكن الحديث عن خسارة إيرانية في سورية؟ من المبكر قول ذلك، لكن ثمة مؤشرات تدفع المرء إلى استشراف بداية ما لهذه الفكرة، أو على الأقل توقع أن يكون عائد طهران من مشاركتها في الحرب السورية أقل من الاستثمار الهائل الذي أقدمت عليه فيها. ففي موازاة الهزيمة المدوية لفصائل المعارضة السورية في معظم بؤر الحرب هناك، يجري أيضاً تهميش للخصم الأبرز لهذه الفصائل، أي إيران، وأشكال حضورها المتفاوت في الساحات السورية.

ما جرى في جنوب سورية نموذج لاختبار هذه الفكرة. الأطراف الفاعلة في «نصر» النظام وفي تقدمه وصولاً إلى الحدود مع الأردن ومع إسرائيل، لا يصح أن تكون طهران جزءاً منها. فاذا كانت موسكو قائد أوركسترا هذا النصر، فإن عازفين رئيسيين فيها وهم شركاء كبار، كان الدافع من وراء مشاركتهم دفع طهران إلى خارج المعادلات التي يمليها «النصر». إسرائيل هي شريك موسكو الأول في هذا «النصر». رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو رافق تقدم جيش النظام السوري نحو أهدافه في الجنوب مع كثير من الرشاقة. سافر إلى موسكو وعقد اجتماعات مع فلاديمير بوتين، وخفض منسوب غارات جيشه، وأطلق كلاماً ودوداً حيال «نظام آل الأسد».

واشنطن أيضاً شريك كبير في هذا الحدث. فالوقائع تجري ليس بعيداً عن قواعد جيشها في البادية السورية وخلف الحدود مع الأردن، والمتغيرات لم تمل تبديلاً في هذه المواقع. وواشنطن تولت إبلاغ فصائل المعارضة بانتهاء مرحلة خفض التوتر، لا بل أبلغتهم أنها رفعت الغطاء عنهم وأن عليهم تسليم السلاح والمغادرة. واشنطن كانت جزءاً من غرفة العمليات.

عمان أيضاً لم تُستبعد من حركة العرض والطلب «الديبلوماسية» التي رافقت تقدم جيش النظام السوري، ووافقت على أن تستلم حكومة النظام المعابر الحدودية معها.

في ظل هذا المشهد من الصعب القول إن طهران مرتاحة لـ «النصر» الذي حققه حليفها في جنوب سورية. ليس ما أعلنه نتانياهو، لجهة أن الإتفاق أبعد الحرس الثوري عشرات الكيلومترات عن الحدود، وحده ما يدفع إلى هذا الإعتقاد. والأرجح أيضاً أن ما يجري من تسريبات عن اجتماعات لم تكن إيران بعيدة عنها، جرت في عمان وموسكو وشاركت فيها تل أبيب وواشنطن، ليس صحيحاً. فهذا الزمن هو زمن المواجهة بين واشنطن وطهران، وليس زمن عقد تفاهمات بينهما.

تجيد طهران ابتلاع الهزائم وهضمها على نحو لا يطيح ماء وجهها. هذه حقيقة من القواعد الرئيسة لإداء النظام الإيراني. علينا هنا أن نتذكر معادلة «كأس السم» التي أطلقها المرشد الأول روح الله الخميني حين قبل بانهاء الحرب العراقية الإيرانية. اليوم ثمة ما يوحي بأمر مشابه. طهران ليست في أحسن أحوالها. الحصار الأميركي ونظام العقوبات بدأ يضيق عليها الخناق. موسكو أبدت قدراً من عدم الوفاء لحليفها الميداني في سورية، وفتحت أبوابها لطموحات نتانياهو. الزهو باد على وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، وحين تبدأ وسائل إعلام الممانعة بالحديث عن «نصر» ما، علينا أن نبحث عن هزيمة يجري استباقها بـ «نصر». الـ «نصر» في جنوب سورية أكبر من أن يقتصر المهزوم فيه على فصائل مقاتلة متعثرة ولم تكن يوماً حائلاً دون تقدم قوات النظام. هذه الفصائل كانت واجهة لمعادلة إقليمية تقول إن على طهران البقاء بعيداً عن الحدود مع تل أبيب ومع عمان. خطوط القتال كانت مرتسمة وفق هذه المعادلة. واليوم أتيح لبشار الأسد الإقتراب من هذه الحدود وفق نفس المعادلة.

نتانياهو قال قبل توجهه إلى موسكو إن طموحاته بإبعاد طهران لن تقف عند حدود الجنوب السوري. وقال إن على طهران أن تخرج من كل سورية، وإلا فإن غارات جيشه ستستمر.

طهران اليوم ليست في أحسن أحوالها. اختناق في الداخل جراء العقوبات، وخذلان موسكو لها، ومؤشرات في سورية. ثمة «كأس سم» يلوح في الأفق. ليس هزيمة ما ينتظرها. الأرجح أن يكون انكفاء تمليه شروط اللعبة الجديدة، وهي إذ تجيد ابتلاع الكؤوس، ستبحث عن واجهة لهذا الإنكفاء. الأرجح أن يكون إنقضاضاً جديداً على مواطنيها من المحتجين الجدد على سوء أوضاعهم.

 

صفقة بوتين ـ ترامب: تعويم الأسد وتحجيم إيران

ماجد كيالي/العرب/16 تموز/18

تتّجه الأنظار إلى قمة هلسنكي، التي تعقد اليوم الاثنين بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، وهو الاجتماع الثالث من نوعه بينهما، في غضون عام، بعد الاجتماعين السابقين، وأولهما، عقد في هامبورغ بألمانيا في يوليو عام 2017، على هامش قمة دول العشرين، وثانيهما، عقد في فيتنام في شهر نوفمبر من العام 2017، على هامش مشاركتهما في قمة المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك). أهمية هذا الاجتماع، على الصعيدين الدولي والإقليمي، كما على الصعيد الثنائي، تتأتّى من مكانة كل من الدولتين، بالنسبة لأوروبا وللشرق الأوسط، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومن تأثير التوافقات بينهما على هذه المنطقة أو تلك، لا سيما بخصوص عديد من الملفات، وأهمها الموقف من إيران، ومن الوضع في سوريا، ومكانة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتعامل مع التدخل الروسي في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم. ففي الملف الأول، ثمة ما يتعلق بالملف النووي والعقوبات المفروضة على إيران وتحجيم نفوذها الإقليمي وضمن ذلك تحجيم وجودها في سوريا. وفي الملف الثاني، ثمة التوافق على وقف الصراع في سوريا، أو تحديد مستقبل هذا البلد، وكيفية التعامل مع الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة فيه. وفي الملف الثالث، يدور الحديث عن مدى التزام الولايات المتحدة بتقوية حلف الناتو في مواجهة التحدي الروسي، وما إذا كانت الإدارة الأميركية ستخل بهذا الأمر على حساب شركائها أو حلفائها التقليديين في أوروبا.

أهمية هذا الاجتماع، على الصعيدين الدولي والإقليمي، كما على الصعيد الثنائي، تتأتى من مكانة كل من الدولتين، بالنسبة لأوروبا وللشرق الأوسط، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومن تأثير التوافقات بينهما على هذه المنطقة أو تلك أما الملف الرابع، فهو مرتبط بالثالث أي مسألة الناتو، ويتعلق بإمكان تهاون الولايات المتحدة مع روسيا بالتسليم لها بضم شبه جزيرة القرم، مقابل التخلي عن نفوذها في أوكرانيا. طبعا، فوق ذلك، ثمة ملفات ثنائية خلافية، أيضا، بين روسيا والولايات المتحدة، وضمنها العقوبات الأميركية (التكنولوجية) المفروضة على روسيا، والتدخل لتخفيض أسعار النفط (بحسب الادعاءات الروسية) كوسيلة لإضعاف روسيا اقتصاديا والضغط عليها سياسيا، وثمة خطط نشر “الدرع الصاروخية”، التي ترى فيها روسيا تهديدا لأمنها. الفكرة من عرض هذه القضايا هدفها التأكيد على أهمية وخطورة التوافقات أو الخلافات، الأميركية – الروسية، بتداعياتها في الشرق الأوسط وفي أوروبا وفي العالم، لا سيما وأن هذه القضايا بات لها فترة طويلة من الزمن، ونجم عنها أثمان باهظة. المشكلة في هذا الأمر، وفي مناقشة السياستين الأميركية والروسية، أو الترامبية والبوتينية، أنه بات من الصعب التكهّن بمدى حسم كل من الطرفين لموقفه من هذه القضية أو تلك، أو مدى التزامه، من الناحية العملية، بأي توافق قد يحصل.

ففي الموقف من سوريا، مثلاً، أضحت الولايات المتحدة تسيطر على ثلث الأراضي في سوريا (إلى حدود شرقي الفرات)، حيث تقع منابع النفط والغاز وخزانات الحبوب والقطن، وهي ظلت تصر على أن هذا الوجود هو لمنع التمدد الإيراني، بإقفال “الكرادور” من إيران إلى لبنان.

لكن الأحداث الأخيرة في مدينة درعا، التي تضمنت مساومة مع روسيا، وإسرائيل ضمنيا، بيّنت استعداد الإدارة الأميركية لإدارة ظهرها لمختلف تعهداتها وأقوالها السابقة، ما أدى إلى معاودة النظام السوري السيطرة عليها مؤخّرا، بواسطة القوة الجوية الروسية، ولو أن هذه المساومة انبنت على اشتراط عدم تواجد إيران، أو أي قوة تابعة لها في الجنوب، إلى الحدود مع إسرائيل.

وحتى في موضوع إيران فإن الإدارة الأميركية مازالت حتى الآن غير حاسمة أو حائرة، بشأن موقفها من استمرار الاستثمار في الدور الإيراني، لإبقاء الاضطراب في سوريا، وفي المشرق العربي، وتحجيمه فقط (خدمة لإسرائيل)، وبين إنهاء كامل للوجود الإيراني في هذا البلد، وفي الحالتين باستخدام روسيا لهذا الغرض. الفكرة من عرض هذه القضايا هدفها التأكيد على أهمية وخطورة التوافقات أو الخلافات، الأميركية – الروسية، بتداعياتها في الشرق الأوسط وفي أوروبا وفي العالم الملاحظة المهمة أيضا، في هذا السياق، تتعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة تريد عقد مساومات أو مقايضات، مع روسيا أم لا، علما إنها تجاهلت ذلك متعمدة خلال السنوات الماضية، رغبة منها، ربما في استخدام روسيا وتوريطها في الصراع السوري، إذ أن الولايات المتحدة كانت رفضت أي مقايضة كانت تريدها روسيا من وراء دخولها سوريا. فهل هذا يعني أن الأوضاع تغيرت، وأنها باتت ناضجة لتغيير في الموقف الأميركي يتمثل في ضرورة حسم الصراع في سوريا ووقفه بشكل أو بآخر، وفق ترتيبات سياسية معينة، تحجم بشار الأسد، أو تعومه لفترة محددة؟

ثم ما هي هذه الصفقة الأميركية – الروسية المفترضة، وهل ستشمل التسليم بضم القرم إلى روسيا، ورفع العقوبات التكنولوجية عنها، ورفع أسعار النفط في مقابل تحجيم إيران في السوق النفطي، وتهدئة مخاوف روسيا من خطة الدرع الصاروخية؟ بمعنى آخر هل نحن إزاء صفقة كاملة، دولية وإقليمية، أم إزاء صفقات جزئية وموضعية؟ في المقابل ثمة ملاحظة تتعلق بروسيا، أيضا، وما إذا كانت، بعد كل ما حصل، أو ما تعتقد أنها حققته، جاهزة لعقد صفقات؟ أم أنها ترى أنها حققت ما تريده بقوتها وعنادها، سواء في القرم أو في أوكرانيا أو في سوريا، أو من خلال تحالفاتها مع إيران وتركيا؟ وفي حال انخرطت في نوع من صفقة فهل ستلتزم روسيا بها، مع علمنا بكل ما حصل في سوريا، إذ أن كل صفقات خفض التصعيد تبينت عن ادعاءات ومخاتلة للواقع، لأنه في ظل هذه الصفقات واصلت روسيا قصفها للمدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، من دون مراعاة لأي شيء، لا لاتفاقات ولا لمعايير دولية؟ على أي حال فإن أكثر ما يهمنا في هذا اللقاء هو ما سيتمخض عنه بشأن وقف الصراع المرير والمدمر في سوريا، وطبيعة التوافقات في هذا الشأن، سواء في ما يتعلق بنفوذ إيران، أو بما يتعلق بمصير نظام بشار الأسد.

 

قمة هلسنكي وتشكيل لجان مشتركة لحل القضايا العالقة

روبرت فورد/الشرق الأوسط/15 تموز/18

تُعقد في هلسنكي، غداً، أول قمة تجمع قادة الولايات المتحدة وروسيا في ثماني سنوات، منذ القمة الأخيرة التي التقى فيها الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي باراك أوباما. ولم يلتقِ الرئيس الروسي بنظيره الأميركي دونالد ترمب سوى على هامش المؤتمرات الدولية ولفترات زمنية وجيزة.

وتأتي القمة المرتقبة في أعقاب حالة التوتر الراهنة، ما بين الرئيس الأميركي والبلدان الأوروبية وكندا في قمة مجموعة الدول السبع التي شهدها شهر يونيو (حزيران) الماضي في كندا. وتأتي قمة هلسنكي أيضاً في أعقاب اجتماعات عسيرة شملت الرئيس ترمب وقادة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل؛ إذ لوح الرئيس ترمب بأن الولايات المتحدة ستتصرف بطريقتها الخاصة إذا لم يتحمل أعضاء الحلف الآخرون المزيد من الأعباء المالية للحلف. ولا يعلم أحد ما الذي يعنيه الرئيس الأميركي بذلك: فهل سينسحب الرئيس ترمب من عضوية «حلف شمال الأطلسي»؟

ولا تواجه الولايات المتحدة المشكلات مع أعضاء حلف «ناتو» والشركاء التجاريين في أوروبا، والمكسيك، وكندا، والصين فحسب. وإنما هناك مشكلات أخرى كبيرة مع روسيا كذلك. ومن أهم هذه المشكلات الاتهامات بتدخل الاستخبارات الروسية في الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016. وما يُضاف إلى ذلك، ترفض الولايات المتحدة تماماً الاستيلاء الروسي على شبه جزيرة القرم، وتدخلها العسكري السافر شرق أوكرانيا. وهناك عقوبات أميركية اقتصادية صارمة ضد روسيا بسبب التصرفات الروسية الرعناء في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا. كما انتهكت روسيا أيضاً اتفاقية الصواريخ النووية لعام 1987 من خلال بناء نوع جديد من صواريخ «كروز». وهناك مخاطر حقيقية من اندلاع سباق جديد في مضمار الصواريخ النووية كمثل ما شهدته حقبة الحرب الباردة من قبل.

وإضافة إلى ذلك، صرح قائد القوات الأميركية في أفغانستان في مارس (آذار) الماضي بأن روسيا توفر إمدادات السلاح إلى حركة «طالبان» التي تقاتل القوات الأميركية والقوات الحكومية الأفغانية. وبطبيعة الحال، ليس هناك اتفاق كامل بين الجانبين الأميركي والروسي بشأن الأزمة السورية.

وبعض الشخصيات في الولايات المتحدة، لا سيما من دوائر الحزب الديمقراطي، إلى جانب كثير من المسؤولين والمراقبين في أوروبا، مع اعتبار حزمة الخلافات الكبيرة مع روسيا، يتساءلون: لماذا وافق الرئيس الأميركي على مقابلة نظيره الروسي؟ والإجابة بسيطة للغاية: يحمل الحزب الجمهوري الأميركي «الحالي» وجهات نظر مغايرة تماماً حيال روسيا عما كان يحمله الحزب في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان أو حتى الرئيس السبق جورج دبليو بوش، عندما كانت أغلب الدوائر الجمهورية في أميركا تنظر إلى موسكو من زاوية الخصومة. وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غالوب»، الأسبوع الماضي، يعتقد 40 في المائة من المواطنين الأميركيين الجمهوريين أن روسيا صديقة أو حليفة، وكانت النسبة المسجلة لا تتجاوز 22 في المائة في عام 2014.

ولقد قال الرئيس ترمب في حشد سياسي بولاية مونتانا في 5 يوليو (تموز) إن «بوتين بخير، إنه بكل خير». وكان ترمب يريد، إبان حملته الانتخابية لعام 2016، ومن وقت لآخر، تحسين العلاقات مع روسيا. وفي الوقت نفسه كان يوجه الانتقادات اللاذعة إلى الحلفاء التقليديين مثل ألمانيا وكندا.

وليس من المستغرب، وفقاً لذلك، حالة التوتر العامة التي خيمت على كثير من الناس في واشنطن وغيرها من العواصم الأوروبية الأخرى لأن بوتين، الذي كان يرأس الاستخبارات الروسية قبل توليه رئاسة الاتحاد الروسي، يدرك حدود خبرات الرئيس ترمب واهتمامه بجذب انتباه مختلف وسائل الإعلام العالمية.

وبعد القمة التي جمعت الرئيس الأميركي بنظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون في يونيو الماضي، أشادت كوريا الشمالية بالرئيس الأميركي لاجتماعه مع زعيمهم. ونقلت وسائل الإعلام تلك الإشادة على أوسع نطاق. وكان الرئيس ترمب مسروراً بذلك وتعهد بإلغاء المناورات العسكرية المشتركة، التي كانت مقررة، وذلك من دون مشورة القادة في سيول في كوريا الجنوبية. ولم يصدر على الجانب الكوري الشمالي تنازل مماثل خلال زيارة الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأخيرة إلى بيونغ يانغ.

والقلق السائد الآن يدور حول ما يعتزم الرئيس ترمب تقديمه إلى فلاديمير بوتين، مثل اعتراف الولايات المتحدة بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، أو التعهد برفع العقوبات الاقتصادية عن موسكو. ومن شأن تنازل كهذا أن يسبب صدمةً كبيرةً لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويدفع أعضاء الحلف من بلدان أوروبا الشرقية إلى النظر في ترتيبات أمنية جديدة خارج مظلة الحلف.

وسوف يعتبر هذا تقدماً، إن لم يكن انتصاراً استراتيجياً هائلاً بالنسبة لفلاديمير بوتين. فما الذي يريده دونالد ترمب في المقابل؟ يخشى بعض المراقبين في واشنطن أن ترمب على استعداد لتقديم مرونة في مقابل وعود غير واضحة بشأن ضغوط يمارسها بوتين على إيران لتخفيض وجودها العسكري في سوريا، إلى جانب العناوين الإعلامية الهائلة بالصفقة الأميركية - الروسية الكبيرة. وبطبيعة الحال، لا تحتلّ سوريا الأهمية ذاتها التي تحتلها أوروبا بالنسبة للمصالح الأميركية. وبالإضافة إلى ما تقدَّم، ليس بمستطاع الروس السيطرة على كل شيء تفعله إيران داخل سوريا.

وكان المستشار الإيراني علي أكبر ولايتي في موسكو بتاريخ 11 يوليو الحالي وصرح بأن مباحثاته مع بوتين توصف بـ«الممتازة». فإن كانت الإدارة الأميركية تعتقد أن قمة هلسنكي تتعلق بمحاولة وضع روسيا وإيران على خط المواجهة المباشرة، فستسفر القمة عن خيبة أمل تماماً كما تتزايد رقعة خيبة الأمل في واشنطن بشأن قمة سنغافورة الأخيرة. ورغم ذلك، إن انتهت قمة هلسنكي بمجرد الموافقة على تشكيل مجموعات العمل الثنائية من خبراء البلدين لمحاولة إيجاد الحلول للمشكلات القائمة مثل أوكرانيا، وشبه جزيرة القرم، والأسلحة النووية، والصراعات الإقليمية، فقد تشيع حالة من الارتياح في أوساط نقاد الرئيس ترمب في كل من واشنطن وأوروبا. ولن نحصل على العناوين الإعلامية الرنانة جراء ذلك بكل أسف، لكن ربما سيتوفر لدينا قدر معتبر من الدبلوماسية الجادة والمفيدة لكل الأطراف المعنية.

* السفير الأميركي الأسبق لدى سوريا والجزائر

خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

ما الذي يمكن أن يتفق عليه رئيسا روسيا وأميركا؟

فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط/15 تموز/18

خلافاً لأغلبية الرؤساء الأميركيين السابقين، يبدو أن دونالد ترمب ينفذ وعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، واحداً تلو الآخر. بقي وعد واحد: التوصل إلى اتفاق مع روسيا. لكن حول ماذا؟ بالطبع، إن المحادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، والتي جاءت بمبادرة من الرئيس الأميركي، هي في حد ذاتها اختراق في العلاقات التي وصلت إلى أخطر أدنى مستوياتها الحرجة، لكن من المستبعد أن يكون رئيس الولايات المتحدة يخطط فقط لـ«توليف عقارب الساعة»، إذ لا يمكن ألا يعوّل على نتائج محددة على الأقل في بعض قضايا جدول الأعمال الواسع.

في ما يتعلق بالجهة الروسية، حسب تصريحات الرئيس بوتين والدائرة المقربة منه، وبالدرجة الأولى مساعده يوري أوشاكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، فإن الكرملين ينظر إلى اللقاء في حد ذاته كحدث إيجابي للغاية، غير أنه لا يبني أوهاماً على إمكانية خروجه بنتائج محددة. وكما عبّر عن ذلك الناطق الصحافي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بقوله: في الكرملين لا يرتدون «النظارات الوردية» قبل اللقاء. ولاحظ محللون أن الرئيس الأميركي يتطرق أكثر من الرئيس الروسي في حديثه إلى جدول أعمال لقاء القمة وكذلك إلى مطالبه التي يحملها معه إلى الرئيس بوتين في هلسنكي. أما النخبة السياسية الأميركية، التي في قوامها عدد كبير من المعارضين لأي تحسن في العلاقات مع موسكو، فتبذل قصارى جهدها حتى اللحظة الأخيرة سعياً لإفساد أجواء أول لقاء واسع النطاق بين الرئيسين.

هكذا قيّم الكرملين الاتهامات الزائفة، كما يُنظَر إليها في روسيا، التي وجّهتها وزارة العدل في الولايات المتحدة قبل ثلاثة أيام من القمة إلى 12 موظفاً في دائرة الاستخبارات العامة للقوات المسلحة الروسية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، مرفقة بقائمة بالأسماء (إلى هذا اليوم وجّهت الاتهامات إلى 19 شخصاً، منهم: 13 مواطناً روسياً و5 مواطنين من الولايات المتحدة وهولندي واحد). وزارة الخارجية الروسية وصفت التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر بـ«كوميديا مخجلة ومخزية للولايات المتحدة».

ولا شك في أن ترمب سيطرح في هلسنكي موضوع هجمات الهاكر (القراصنة) الروس المزعومة. لكن هل يمكن التوقع أن يستطيع الطرفان التوصل إلى اتفاق حول التعاون في مجال الفضاء السيبراني؟ مثل هذا التعاون، الذي تدعو إليه موسكو، سيكون في مصلحة دول العالم أجمع بما فيها دول الشرق الأوسط.

بنفس القدر، فإن الشرق الأوسط له مصلحة في إعادة علاقات التعاون بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية في مجال الأسلحة الاستراتيجية وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل. يمكن التوقع أن يتفق الطرفان على تمديد معاهدة تقليص والحد من الأسلحة الاستراتيجية (ستارت - 3) حيث على ما يبدو لا توجد عقبات كبيرة تمنع ذلك. الشرق الأوسط، وبالدرجة الأولى الوضع في سوريا، سيكون في مركز اهتمام الرئيسين خلال لقاء القمة في هلسنكي. لا شك في أن ترمب سيحاول، كما حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار موسكو مؤخراً، إقناع نظيره الروسي ببذل قصارى الجهد لإخراج القوات الإيرانية من سوريا. هذه المسألة بالنسبة إلى روسيا، كما عبّر عن ذلك وزير الخارجية لافروف «غير واقعية على الإطلاق». نتنياهو وصف، خلال لقائه مع بوتين، وجود العسكريين الإيرانيين في سوريا بأنه «غير مقبول».

أما مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي الذي زار مؤخراً العاصمة الروسية، موسكو، فقد صرح بأن الوجود في سوريا «لا علاقة له نهائياً بإسرائيل». فحسب قوله، إيران ستسحب عسكرييها من سوريا والعراق حال طلب سلطات هاتين الدولتين ذلك. من السهل افتراض أنه كي تتوجه السلطات السورية بمثل هذا الطلب إلى إيران فمن الضروري أن يكون هناك تقدم في الوضع حول الأزمة السورية. وهل ستساعد بذلك قمة هلسنكي؟ ما يبعث على بعض التفاؤل، رغم كل الخلافات بين موسكو وواشنطن حول هذه القضية، هي المهمة المشتركة التي توحدهم في مكافحة الإرهاب والتمسك بمبدأ الحفاظ على وحدة سوريا. على أي حال بالنسبة إلى روسيا هذا المبدأ ثابت بشكل مطلق. عليه فإن نقاشات الخبراء، من الذين ليس لهم إلمام كافٍ بالوضع، في ما يتعلق بالاتفاقات المحتملة على تقسيم هذا البلد إلى مجالات نفوذ مزعومة، هي هراء فارغ. غير أنه هل يمكن الافتراض أن يذهب ترمب بشروط معينة إلى سحب العسكريين الأميركيين من سوريا؟ وما هذه الشروط؟ هناك شك في أن يحدث هذا في المستقبل القريب.

إن عدم تطرق الرئيس الأميركي، خلال حديثه عن القمة المقبلة في الفترة الأخيرة، إلى القضية المؤلمة والمعمرة، أي القضية الفلسطينية، له دلائله. حتى إنه لم يُدْخلها ضمن جدول أعمال القمة. في الوقت نفسه، فإن نتنياهو في الفترة الأخيرة يبتعد عن نقاش هذه القضية خلال محادثاته مع القيادة الروسية، كأنه يحاول نقل كل «ملف» الأزمة الفلسطينية - الإسرائيلية إلى الرئيس الأميركي. رئيس الولايات المتحدة هو أيضاً يبدو لا ينتظر أي اختراقات من هذه القمة. هذا ما صرح به خلال زيارته التي جرت مؤخراً لبريطانيا. لكن ما يلفت الانتباه هو زلّة لسان ترمب خلال مؤتمره الصحافي في 13 يوليو (تموز) في لندن، التي يمكن الاستنتاج منها أن هناك شيئاً «استثنائياً» يمكن حدوثه. فإذا دار الحديث عن نتائج اللقاء فمن الصعب تصديق ذلك. لكن مع الأخذ بعين الاعتبار رغبة ترمب في إجراء لقاء منفصل على انفراد يمكن فرض احتمال أن يضع على الطاولة أمام الرئيس الروسي مسائل غير متوقعة والتي لن تعرف عنها وسائل الإعلام. ما الذي يمكن أن يطرحه؟ هل «قضية سنودن» المنسية اليوم بربطها مع موضوع التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية؟ أم أفكار ما للعمل المشترك ضد التهديدات السيبرانية؟ أو حول العمل المشترك في مجال عدم انتشار الأسلحة النووية؟

لا تزال نظرة أغلبية الروس، في ظروف الضغوط الأميركية غير المسبوقة على روسيا عن طريق العقوبات، سلبية تجاه السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية. حسب ما كتبه الخبراء من مركز «كارنيغي» في موسكو ومركز «ليفادا» لاستطلاع الرأي، فإن نسبة هؤلاء 69 في المائة (بالمناسبة، مسألة العقوبات لا ينوي الكرملين مناقشتها خلال لقاء القمة). لكن مع ذلك، حسب معلومات أولئك الخبراء «يتشكل طلب في المجتمع الروسي على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية». السبب براغماتي بحت، ويكمن في أنه حال تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن فإن الناس يعوّلون على تحسن وضعهم الاقتصادي. لكن ما هذه النتائج التي يمكن أن يعلّقون آمالهم عليها؟ أقل النتائج المضمونة لهذه القمة ستكون هي إعادة بناء الاتصالات كاملة النطاق بين قادة الدولتين العظميين، التي كما أتوقع، ستؤدي إلى إعادة بناء الاتصالات الروسية - الأميركية الرسمية على المستويات المختلفة. في هذا السياق النتيجة المثالية التي بإمكانها أن تتجاوب مع مصلحة الطرفين هي استئناف عمل اللجنة الرئاسية الروسية - الأميركية.

* رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية - خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

فوضى على حدود العراق

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 تموز/18

صيف غير عادي في جنوب العراق، حر من جهنم، وبضع ساعات من الكهرباء في اليوم بعد أن قطعتها إيران، ودولة كبيرة بلا حكومة، عدا عن أن الصيف العراقي موسم مهيأ للمشاكل، وله سوابق في إشعال الفوضى والغزو والثورات. المسافة بين مدينتي النجف والبصرة بعيدة، أكثر من أربعمائة كلم، ومع هذا وصلت الفوضى المدينتين. والبصرة تحديداً أكثر معاناة من بقية مدن العراق، ومن مسار الأحداث تبدو هناك نية مبيتة للتصعيد في الجنوب لإضعاف الحكومة المركزية وتهديد المنطقة. والعراق كله، لا البصرة وحدها، يصارع للخروج من بقايا مرحلتين مضطربتين. حَكم صدام، وكانت مرحلة كثيرة الحروب والأزمات دامت خمسة وعشرين عاماً، ثم مرحلة الغزو وما تلاه، حيث غرقت البلاد في الفوضى. وبعدها رأينا شيئاً من التعافي البطيء مع تولي حيدر العبادي الحكم. فوضى البصرة نتيجة طبيعية لضعف السلطة المركزية، فالحكومة في بغداد مريضة ولا تستطيع أن تمارس دورها، نتيجة كثرة الشركاء في الحكم من ميليشيات ومرجعيات وأحزاب، وكذلك مع الصراع الإيراني الأميركي الذي بات واضحاً للجميع. ولا شك أن إيران تمثل التحدي الأكبر أمام قيام عراق مستقل ناجح، فالنظام في طهران يعتبر الجارة العراق امتداداً جغرافياً وطائفياً وملحقاً به. وهو خلال السنوات القليلة الماضية نجح في خلق كيانات أضعفت بغداد بقوة موازية مثل الحشد الشعبي، واتفاقات ثنائية غير عادلة، واستخدام لمداخيل النفط لتمويل عملياتها، والسعي للسيطرة الكاملة بفرض حكومة دمية لها. لم تنجح طهران تماماً، لكنها تمكنت من شلِّ السلطة في بغداد حتى أصبحت عاجزة عن توفير ما يكفي من الكهرباء، وعاجزة عن إخراج الميليشيات التي تُمارس التسلط على المدن، وعاجزة عن تأمين الوظائف، وعاجزة أيضاً عن وقف تدخلات إيران وميليشياتها في شؤون جنوب العراق.

وزاد الوضع حرجاً منذ انتهاء الانتخابات حيث توجد اليوم أزمة فراغ في الحكم ضاعف من المعاناة. وصارت أجهزة الحكومة شبه معطلة في انتظار إعلان اسم رئيس الوزراء ومن يدخل في التحالف وسط تراشق حزبي قد يطيل فترة الفراغ، ويمد في عمر أزمات البلاد. هذا بالنسبة للشأن الداخلي. والعراق مع الكويت وإيران يشكل رأس الخليج الشمالي، وهي منطقة توتر محتملة دائمة نتيجة تشارك الثلاث قوى حدودها البرية والمائية، قواتها في قلق إضافة إلى وجود عسكري أميركي كبير براً وبحراً، ضمن توازن عسكري معقد في هذه المنطقة الحساسة.  إيران تريد أن تلعب نفس لعبة لبنان واليمن، بفتح جبهات جديدة لإضعاف خصومها وابتزاز المجتمع الدولي. الميليشيات في جنوب العراق مهيأة من قبل الحرس الثوري لأن تكون مثل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، كتائب متقدمة تحارب بالنيابة عن الحرس الثوري الإيراني. نرى ملامح أزمة تريد إغراق منطقة الخليج بالفوضى وافتعال معارك داخل العراق وأخرى مع جيرانه، وسنسمع من طهران لاحقاً أنها مستعدة للتوسط وإيقاف الاقتتال مقابل الرضوخ لشروطها. ففي الضغوط الأميركية المتزايدة تحاول السلطات الإيرانية رفع الكلفة على الجميع، وإفشال خطة إدارة دونالد ترمب بخنق إيران اقتصادياً وسياسياً الذي يسعى لإجبارها على التوقيع على اتفاق نووي أفضل شروطاً من السابق. جنوب العراق قد يكون الملعب الجديد للنظام الإيراني بعد أن مني بخسائر هائلة في الحرب السورية نتيجة الهجومات الإسرائيلية على قواته وميليشياته هناك وتبدل الموقف الروسي ضده.

 

«النيل الأحمر» : يروي ساعة العطش

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 تموز/18

كل شيء في النيل ميزة ليست في سواه. لا في الأمازون، ولا في المسيسيبي. إنه نهر الحضارات القديمة، ونهر مصر، ربما أول دولة في العالم. وفي القرن الرابع قبل الميلاد، أراد إسكندر الكبير أن يعرف مصدر هذا المد الماضي الهائل، الذي وحده يفيض في الصيف حتى تكون الأرض في حاجة إلى ريّ. فيروح النيل يفيض بلا حساب، والأرض تخصب بلا وعي، والطمي القادم من أعالي إثيوبيا. وذات زمان، فاض به الطمي، فحمله حتى شواطئ صور، وغيَّر جغرافيتها، من جزيرة تعصي على الفاتحين إلى مدينة بلا أسوار. تغطّي النهر ألوان ومخلوقات. هناك التماسيح، وأفراس النهر، والغزلان، وطيور عنز الماء. ويطفو الخزامى عند منتصف التيار. نهرٌ «مقدّس»، قديمٌ وممزق كالأسطورة. يمتص النيل الأحمر كل الحياة والموت، ويكمل طريقه لاهياً. كان القدامى بعيدين كل البعد عن الخيال. فنتعرف إليهم من خلال فنهم، المرسوم بشكل رائع على جدران الكهوف، ومن خلال أدواتهم: من فؤوس يدوية، ثقيلة وصدفيّة الشكل، ورؤوس سهام صوانية ممزقة من السيليكا، وهو زجاج طبيعي نادر يوجد فقط في الصحراء المصرية، ويُعتقد أنه يتكوّن من نيزك ذي حجم هائل تحطم في الرمال، وانصهر مع بحر الرمال العظيم، ضمن حوض أسماك أخضر. وبعد مرور آلاف السنين، نقلت قطعة كبيرة من هذا الزجاج على ظهر حمار حتى نهر النيل، ومن ثم، إلى الفرعون توت عنخ آمون، الذي طلب إلى عماله نحتها على شكل «جعران»، ورصّعها بالذهب حول عنقه. كانت عائلات الصيادين تعيش طوال السنة في الماء. وفي حين استخدم الرجال قوارب ذات محرك خارجي، كان النساء والشباب مضطرين إلى التنقل في قواربهم باستخدام المجاذيف الكبيرة والطويلة غير المرغوب فيها. فكانوا يلقون الشباك ويضربون المياه من أجل رفع السمك إلى الشباك، وهناك إفريز يعود إلى ثلاثة آلاف سنة في مقبرة بني حسّان، يصوّر الصيادين يضربون مجاذيفهم في المياه، كما هي الحال اليوم. ولن يسمح لك النيل الأحمر بالابتعاد عن التاريخ. إنه المصدر والمركز في أكثر من ناحية. ما إن يقع نظر الناس على النيل، حتى يشعروا برغبة غريبة في السفر إليه واكتشاف أسراره وامتلاكه والتحكم في سخائه. ومعظم الروايات ترتبط بمحاولات ناجحة. وعلى مدى آلاف السنين، تمّت السيطرة على فيضان النيل، من خلال بناء ضفاف مرتفعة، أو حواجز على طول النهر. وفي ناحياتٍ أخرى، وَجّهَت السدود الفيضان يميناً ويساراً نحو أحواض مربعة كبيرة، وهي عبارة عن مزيج من البحيرات الصغيرة التي يبحر فوقها الناس على طوافات البردي، أو القوارب الخشبية، حتى الجذوع العائمة. وحين تجفّ الأحواض، تُزرع بالحبوب التي تنمو بكثافة على تربة غنية بالطمي ومروية جيداً.

 

الإسلاميون بين حلم الرئاسة والخوف منها

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/15 تموز/18

إنّ تحذير القيادي بحركة «النّهضة» التونسيّة السيّد محمد بن سالم من سيناريو محمد مرسي، في حال ترشحت النّهضة للانتخابات الرئاسيّة، يستحق حسب تقديرنا وقفة وانتباهاً خاصين، وذلك لأسباب متعدّدة ومختلفة. أولا يقوم هذا التنبيه على تبني معلومة راجت في الأسابيع الأخيرة حول نية رئيس الحركة السيّد راشد الغنوشي الترشح للانتخابات الرئاسيّة التي ستنعقد في العام المقبل. وبناء عليه فالواضح أن نية الترشح في حدّ ذاتها هي موضوع اختلاف في المواقف. كما أن رفض شق داخل الحركة فكرة الترشح للانتخابات الرئاسيّة ليس من فراغ ولا هو طبعاً من باب الترفع، حيث إنّ الحكم هدف أي حزب يمارس السياسة.

ولكن قبل التعرف إلى أسباب رفض البعض لإمكانيّة فوز حركة النّهضة في الانتخابات الرئاسيّة، من المهم التوقف عند روافد الثقة بالفوز إذا ما أقدمت النهضة على طموح الرئاسة ودخول قصر قرطاج. يمكن الإشارة إلى مسألتين مهمتين الأولى فوز حركة النّهضة في الانتخابات الرئاسيّة، مقارنة بالنتائج التي حققتها حركة نداء تونس وهو فوز أصابت من خلاله النّهضة أهدافاً عدة من شأنها أن تساعدها في الموعد الانتخابي التشريعي والانتخابي المقبل. تتمثل المسألة الثانيّة في تراجع أثر حركة نداء تونس الفائزة في الانتخابات التشريعية والرئاسيّة في سنة 2014، وضعف مصداقيتها في الوقت الراهن عند شق واسع من التونسيين، الشيء الذي يساعد النّهضة على استثمار الرصيد السلبي الراهن لحركة نداء تونس. بمعنى آخر فإن حركة النهضة التي تراجعت هي بدورها ترى في تراجع النّداء الكبير نوعاً من تلطيف لتراجعها، خاصة أنّها الأولى حزبياً بفضل تكتيكها وتفوقها في التنظيم.

إذن أصبح موضوع الترشح في الانتخابات الرئاسيّة مطروحاً، لأن حركة النهضة كانت الأولى من بين الأحزاب في الانتخابات البلديّة، إضافة إلى أن انطفاء الجاذبيّة الشعبيّة لحركة نداء تونس وتنامي الانتقادات ضد قياداتها، وما حصل بينها من انشقاقات وتلاسن جعل صورة الحركة تتراجع.

وبناء على هذه المعطيات الميدانيّة المثبتة بالإحصائيات والأرقام، فإن الشق المتحمس للانتخابات الرئاسية يريد أن يثأر من انتخابات 2014 التي خسرت فيها حركة النهضة الأغلبية النّسبيّة، التي تحصلت عليها في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر (تشرين الأول) 2011. وللتذكير فإن حصول حركة النهضة في انتخابات 2014 على المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية كان يدخل في إطار ما عرفه آنذاك تنظيم الإخوان من تأزم بلغ أوجه في حل الإخوان في مصر وسجن محمد مرسي. وبالنظر إلى التأزمات التي عرفها الإخوان والإسلام السياسي في تلك الفترة فإن حصول النهضة على الترتيب الثاني يعد في ذلك السياق، وفي ظل تلك الظروف نجاحا في البقاء أكثر منه تراجعا.

السؤال الآن: ما دام الوضع رغم تأزمه سياسياً واقتصادياً يشير إلى أن منافس حركة النهضة يعرف تأزماً قوياً، وأن الحقل السياسي من ناحية الأحزاب يبشر النّهضة بحظوظ وافرة في الموعد الانتخابي المقبل، لماذا يصدر بعض قيادات النهضة تنبيهات ويُظهر مخاوف؟

هناك جواب معروف وسبق أن لمحنا إليه وهو ما وصفه القيادي في حركة النهضة السيد محمد بن سالم بسيناريو محمد مرسي. فهو سيناريو سيئ الذكر بالنسبة إلى حركة النهضة التونسيّة، وفهمت منه أن الوصول إلى كرسي الحكم هو الوصول إلى باب الخروج من السياسة. لذلك فإن عقلاء الحركة لديهم من الحكمة التي تجعلهم يدركون أن الانتخابات الرئاسية محرقة للإسلام السياسي، خاصة في بلد مثل تونس يهيمن عليه الفكر الحداثي والدولة قائمة على مشروع تحديثي طموح لا يعرف نقطة توقف. كما أن النخبة التحديثية ذات تنشئة فكرية وسياسية تجعلها لا تقبل أن يدخل الإسلام السياسي قصر قرطاج ذلك القصر البورقيبي في مخيال التونسيين. أيضا في صورة فوز حركة النهضة في الانتخابات الرئاسيّة، فإن ذلك سيجعلها في إحراجات وأمام ضغط مضاعف من النخب التحديثية. وهنا نضرب مثالا: تقرير الحريات الفردية الذي أثار جدلا وينتظر أن يناقش مسائل مثل المساواة في الميراث بين الجنسين وغير ذلك من المواضيع الخلافية.

أما السبب الآخر الذي يجعل أمثال السيّد محمد بن سالم يحذرون من خطأ الترشح للانتخابات الرّئاسيّة، فهو أن الوضع الاقتصادي الذي يعرف مشكلات عدة وأرقام البطالة والفقر وغير ذلك، لم تؤمن النّجاح لأي فريق حاكم. لذلك فإن البقاء في الحكم من خلال السلطة التشريعيّة وفرض حصة في تركيبة الحكومة هي الطريقة الذكية الفاعلة الأقل سلبيات ومتاعب في ممارسة الحكم بالنسبة إلى حركة النّهضة. ونعتقد أن حتى من هم وراء بث أخبار نية النهضة الترشح للانتخابات الرئاسيّة لا تنقصهم القراءة الحذرة لكل خصائص الحقول الاجتماعية في تونس. فهي أخبار من أجل الضغط على حركة النداء وتندرج في إطار جس النبض، وهل إن النبض التونسي بشكل عام بصدد التغير في علاقته بالإسلام السياسي، وكيف ولماذا وإلى أي حد؟

 

العاصفة قبل الهدوء في فوضوية "الترامبية"

راغدة درغام/15 تموز/18

ملامح التفاهم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تتصدّر التوقعات والتحليلات عشية إنعقاد القمة بينهما يوم الإثنين ١٦ تموز (يوليو).  البعض يتحدث عن صفقة عنوانها الضمني دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى لملمة تدخلاتها وتوسعها الإقليمي والعودة إلى داخل الحدود الإيرانية معززة مكرّمة بقرار أميركي - روسي هدفه الأساسي تعديل وإصلاح الأداء والسلوك الإيراني عبر الضغط الإقتصادي الأميركي بمباركة روسية اسبابها الرئيسية نفطية. وهناك من يعتقد ان فلاديمير بوتين سيلتهم دونالد ترامب لأن فكره إستراتيجي وصبور فيما عاطفة ترامب اعتباطية ومزاجه قصير النفس. يفترض أصحاب هذا الرأي ان دونالد ترامب سيعطي فلاديمير بوتين مفاتيح سورية ليقوم بترتيب "الكوندومينيوم" فيها بما يضمن لإسرائيل مصالحها الأمنية وعزمها على تكريس ضم الجولان السوري إليها بشرعية أمر واقع دولية، وبما يؤدي إلى حجب جائزة "الإنتصار" عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفعها تدريجياً إلى إستكمال انسحابها من سورية - إذا نفذت روسيا فعلاً الجزء المرتبط بمسؤولياتها بموجب الصفقة. إدارة ترامب منقسمة على نفسها: معسكر فيها يشكّك جذرياً بنوايا روسيا ويخشى دهاء رئيسها، والمعسكر الآخر يرى حكمة في تحميل فلاديمير بوتين مهمّة قيادة العربة السورية بكل أثقالها ومطبّاتها وكَلفتها مع تحميلها المسؤولية. القاسم المشترك بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين هو ان كلاهما يقبل الآخر في سورية ويشعر انه يحتاج الآخر لإتمام الخروج منها بما يحفظ ماء الوجه بعد تكريس المصالح الأساسية المتمثلة بالقواعد العسكرية لكل منهما وبضمان المصالح الإسرائيلية في الجولان. أما كبح إيران ولجم طموحات توسعاتها الإقليمية فانه بدوره يبدو قاسماً مشتركاً ولكن من وجهة نظر تنفيذية متباينة ما زالت قيد المفاوضات. ذلك ان الرئيس الروسي سيحاول اقناع نظيره الأميركي ان إستعجال طرد إيران من كامل الأراضي السورية سياسة خاطئة شأنها شأن اي اصرار أميركي على قطع روسيا علاقاتها التحالفية مع إيران فوراً. سيتحدث بوتين مع ترامب بلغة التمييز بين فن الإستراتيجية وفن التكتيك. وسيطلب تفهّم حاجة روسيا إلى الوقت وإلى الحفاظ على علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكتيكياً كي تُحسن موسكو الأداء إستراتيجياً. وهذا تماماً ما يثير قلق المعسكر الذي لا يثق ببوتين لأنه يخشى ان يكون في ذهن فلاديمير بوتين المحنّك تجنيد دونالد ترامب البهلواني جندياً يخدم الإستراتيجية الروسية. لكن اسلوب دونالد ترامب الفجّ والبعيد عن الاعراف الديبلوماسية أدهش العالم بإنجازاته ان كان مع كوريا الشمالية أو مع الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي أسرعت إلى التأقلم مع مطالبه رفع مستوى تسديدها كلفة الدفاع المشترك في الناتو كما أنها خضعت جزئياً لما أراده دونالد ترامب في سياسته الإيرانية بعدما جنّد الشركات الأوروبية ذخيرة في حملته على الإتفاق النووي والصواريخ الباليستية وسياسة التوسعات الإقليمية الإيرانية. لهذه الأسباب، من المبكّر تتويج فلاديمير بوتين قيصراً منتصراً في قمة هلسنكي حتى إذا ما صدر عنها تكليف له إدارة شأن سورية وتكرار رغبة الرئيس الأميركي بإنسحاب عاجل منها. إسرائيل ستكون الرابح الأول من قمة هلسنكي وكذلك الرئيس السوري بشار الأسد. أما إيران، فانها وضعها هش ومعقّد.

الرئيس الأميركي أخذ حقاً إلى الملاكمة مع حلفائه الأوروبيين بالذات المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ثم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل ان يتوجه إلى موسكو ليبارز فلاديمير بوتين. خضعت أوروبا لمطالب ترامب المتعلقة برفع مساهمتها في موازنة حلف شمال الأطلسي انما ترامب لم يرحم ألمانيا وانغيلا ميركل المعروفة بسياساتها الداعمة بشدة لإيران وللإتفاق النووي بل هاجمها بالذات من البوابة الروسية. هاجمها بشراسة قائلاً أنها "أسيرة" روسيا وأنها تعتمد على الطاقة الروسية لدرجة ان "ألمانيا تتحكّم فيها روسيا بالكامل".

خصّ ترامب بالإنتقاد اللاذع مشروع خط أنابيب لاستيراد الغاز من روسيا - "نورث ستريم ٢" - تقول ميركل انه مشروعاً تجارياً وليس حكومياً فيما يعتبر ترامب ان دعمه سياسي ونتيجته ضخ مليارات الدولارات في خزائن روسيا بينما "نحن نحمي ألمانيا ونحمي فرنسا، بأموال أميركية". أضاف الإهانة إلى الجرح بقوله "ان بوتين ليس عدوي...انه منافس ويمكن ان يكون صديقاً". ثم صعق تيريزا ماي قبيل اجتماعه بها في لندن عندما قال علناً أنها تدمّر خطة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (بريكست) وأشاد ببوريس جونسون الذي استقال من منصب وزير الخارجية هذا الأسبوع احتجاجاً على إستراتيجية ماي قائلاً ان جونسون يمكن ان يكون "رئيس وزراء عظيماً". بعد ذلك اعتذر ترامب على طريقته الغريبة واصفاً تيريزا ماي بأنها "هذه المرأة الرائعة" التي تقوم بعمل رائع وأنا سأقوّي علاقتي معها كصديقتي لا عدوّي".

معادلة الصديق والعدو، كما يراها دونالد ترامب، تبدو ذات قاعدة مالية أكثر مما هي إستراتيجية تقليدية. مع بوتين سيجد ترامب نفسه أمام رجلٍ يفهم لغته لأنه بدوره يعتمدها انما بصمت بعيداً عن ضجيج التهديدات العلنية وطبقاً لتقاليد إستراتيجية - والنفط والغاز مسائل بالغة الأهمية في الإستراتيجية الروسية.

لافتاً كان الحديث الإيراني هذا الأسبوع عن النفط والإستثمارات النفطية كما جاء على لسان مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بعد اجتماعه مع فلاديمير بوتين في موسكو - أي قبل أيام من قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين.

تعمّد ولايتي ان يصرّح للتلفزيون الروسي الرسمي ليكشف أمامه ما قاله له فلاديمير بوتين بعدما نقل رسالتين إليه من مرشد الجمهورية علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. أكد أولاً ان "زعيمنا يثمّن تحسن العلاقات مع روسيا بإعتبارها شريكاً إستراتيجياً" وقال ان "إيران وروسيا ستواصلان التعاون في سورية".

اللافت كان قول ولايتي ان بوتين كرر "رفض روسيا لقرار أميركا فرض العقوبات على إيران" ناقلاً عن لسانه قوله ان "روسيا ستقف مع إيران وستدافع عن حقوق طهران". أضاف ان بوتين قال له ان "روسيا مستعدة لمواصلة استثماراتها النفطية في إيران عند مستوى ٥٠ مليار دولاراً".

أهمية هذا الكلام انه يأتي في خضم الحرب النفطية التي اعلنها دونالد ترامب على إيران إذ أنه هدّد الشركات التي تستمر بالتعامل مع طهران بالعقاب المكلف، وادى ذلك إلى إنسحابٍ ضخم للشركات من السوق الإيرانية. علي أكبر ولايتي اعتبر ان تعهّدات بوتين النفطية يترتب عليها "مبلغاً كبيراً يمكن ان يعوّض خروج تلك الشركات من إيران" واعلن ان شركة نفط روسية كبيرة وقّعت إتفاقاً مع إيران قيمته ٤ مليار دولار "وان شركتين كبريين اخريين هما روسنفت وغازبروم بدأتا محادثات مع وزارة النفط الإيرانية لتوقيع عقود تصل قيمتها إلى ١٠ مليار دولار". وبحسب ولايتي ان بوتين أيضاً "شدد على أهمية التعاون السياسي والدفاعي بين إيران وروسيا في سورية" مذكّراً ان روسيا وإيران معاً رجّحتا كفة الحرب لمصلحة الرئيس بشار الأسد.

زائر آخر إلى موسكو تحدث عن مباركة الأسد هذا الأسبوع عندما صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "ليست لدينا أي مشكلة مع نظام الأسد وعلى مدى ٤٠ عاماً لم يتم اطلاق رصاصة واحدة من مرتفعات الجولان". نتانياهو، في زيارته العاشرة إلى موسكو منذ دبّ الدفء بينه وبين بوتين، أوضح ان إسرائيل لا تعارض إستعادة بشار الأسد سيطرته على سورية ولا تعارض ان يستقر نظامه ويقوى.

نتانياهو تحدث بلغة ضرورة انسحاب القوات الإيرانية كاملاً من سورية انما بنبرة لم تتّسِم بالتصعيد أو التعنت بالمطلب. كانت لتصريحاته نكهة الإستعداد للاخذ والعطاء على أساس تدريجي إذ ان اولويته القاطعة حالياً هي تأمين الجولان خالياً من العناصر الإيرانية وتهديداتها ومؤمَّناً طبقاً لتفاهمات ومقايضات بقاء الأسد في السلطة مقابل الصمت عن ضم نهائي للجولان. بالطبع قوات فك الإشتباك (اندوف) باقية لكن منطقة عملياتها ستتوسع فعلياً. المهم لإسرائيل، كما قال نتانياهو، هو الحفاظ على "اندوف" وإبعاد الصواريخ الإيرانية الموجهة ضدها من سورية، وإخرج إيران من سورية.

أحد المصادر الأمنية المطلعة على تحاليل استخبارية قال ان القرار الإستراتيجي الأميركي - الروسي المشترك هو "ان تعود إيران إلى إيران"، وان المرحلة الحالية هي مرحلة "التمهيد لتعود إيران إلى ديارها". اشارت هذه المصادر إلى "التضييق الروسي على إيران" ميدانياً في سورية وإلى "تحجيم دور إيران في سورية على أيادي روسية" لأن الروس لن يسمحوا بوجود طرف اقليمي - يملي القرار سواه.

ثم هناك الدافع النفطي، بحسب المصادر، إذ ان روسيا "لن تقبل أبداً بخط أنابيب ينقل النفط الإيراني إلى البحر المتوسط ليزاحمها في أوروبا. ولذلك لن تسمح بالإمتداد الإيراني عبر العراق وسورية إلى المتوسط" - وسورية مفصلية في المسألة.

المشكلة تَكمن، في احدى جوانبها، في ما يصدر عن واشنطن من تسريبات تزعم ان لا تماسك في السياسة الأميركية لأن دونالد ترامب يريد امتلاكها هو شخصياً، وليس المؤسسة العسكرية أو "المؤسسة" التقليدية الأميركية. لذلك نسمع يوماً ان ترامب عازم على الإنسحاب السريع من سورية ويوماً آخر انه عَدَل عن موقفه وهو باقٍ هناك. نسمع بخلافات جذرية داخل إدارته ويُسرَّب ان مستشار الأمن القومي الجديد، جون بولتون، بدأ يذوق طعم استفراد الرئيس بالقرار بما ينسف الأرضية التي بنى بولتون عليها سياسته نحو إيران وروسيا وهي: قطع الطريق فوراً وكاملاً على إيران في سورية واملاء ذلك بصورة صارمة وقاطعة على فلاديمير بوتين إذا أراد صفحة جديدة ونوعية في العلاقة مع واشنطن. فإذا صدق ان ترامب يحمل إلى بوتين هدية الإنسحاب الأميركي من سورية وتسليمه مهمة الإنسحاب الإيراني التدريجي وليس الكامل، يكون لربما اتخذ قرار التهادن مع طهران بدلاً من اركاعها واخضاعها - وهذا يعني فوز منطق بوتين لدى ترامب على منطق بولتون وأمثاله. انما هذا لا يناقض بالضرورة "صفقة" اعادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الديار الإيرانية كقرار أميركي - روسي استراتيجي مشترك يُنفَّذ تدريجياً. الإمتحان يكمن في "الثغرات التي يستفيد منها الخصم أثناء التنفيذ" كما يقول مصدر استراتيجي. والإمتحان في هلسنكي هو لأداء كل من ترامب وبوتين وقدرتهما على اقناع من يتهمهما ب"التواطؤ" ببراءتهما منه، واقناع من يخشى "دهاء" بوتين "وسذاجة" ترامب بانه يغرّد خارج التعريف الجديد للدهاء والسذاجة في قاموس الرجلين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: التشبث بالحصص وحصرها بكتل مع اقصاء افرقاء آخرين لا يبرران التأخير على حساب الخير العام

الأحد 15 تموز 2018 /وطنية - احتفلت الرهبانية اللبنانية المارونية بعيد القديس شربل بقداس احتفالي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عاونه فيه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، رئيس الدير الاباتي طنوس نعمة والاب ميلاد طربيه وخدمته جوقة الصوت العتيق. وحضر القداس وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيستري والقائم بأعمال السفارة ايالان سانتوس، الرئيس ميشال سليمان، النائب البطريركي المطران رفيق الورشا ومجلس المدبرين في الرهبانية اللبنانية المارونية، منسق قضاء جبيل في "التيار الوطني الحر" طوني ابي يونس ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائب زياد الحواط ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، النواب مصطفى الحسيني، روجيه عازار، نعمة افرام وشامل روكز، قائد الجيش العماد جوزاف عون وعقيلته نعمت، الوزراء السابقون ناظم الخوري مروان شربل ويوسف سلامة، العقيد بيار براك ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء الركن طوني صليبا، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، الرائد عمر غاريوس ممثلا المدير العام للجمارك بدري ضاهر، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمون سعد، المدير العام لوزارة الاشغال طانيوس بولس، المدير العام للمكتبة الوطنية ثائر العكرة، رئيس هيئة الاركان في قوى الامن الداخلي العميد نعيم شماس، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العميد مارون سليلاتي، مساعد قائد منطقة الشمال العسكرية العقيد طوني متى، رئيس بلدية عنايا كفربعال بطرس عبود، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة ميشال ابي رميا، منسق قضاء جبيل في "القوات اللبنانية" شربل ابي عقل وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير ولفيف من الكهنة والرهبان، رئيس جمعية آنج الاجتماعية اسكندر جبران ورئيس جمعية هدفنا عبدو العتيق، وفاعليات اجتماعية وعسكرية ونقابية وحشد من المؤمنين.

نعمة

في بداية القداس، القى الاباتي نعمة كلمة رحب فيها بالمشاركين بالقداس، سائلا الله "بشفاعة القديس شربل ان يحمي لبنان ليبقى بلد القداسة"، وتوجه بالتعازي الى البطريرك الراعي بوفاة شقيقته.

الراعي

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة قال فيها: "حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43). بايمان وفرح في القلب توافدنا للصلاة على ضريح القديس شربل، قديس لبنان، الذي يعطر بقداسته أرجاء هذا الدير، كما يعطره القديس مارون أبو الطائفة المارونية الذي يكرم فيه، ويكرمه القديس شربل ببلوغه ذروة روحانيته النسكية. في هذا الدير لبس شربل الشاب، ابن الثلاث وعشرين سنة، ثوب الإبتداء. وفيه عاش كاهنا ست عشرة سنة، قبل ان ينتقل إلى محبسة القديسين الرسولين بطرس وبولس على قمة عنايا، حيث راح يسمو في محبة الله الكاملة بالزهد والتجرد والصلاة، بعيدا عن الأنظار، متخليا عن كل خيرات الدنيا، مدة ثلاث وعشرين سنة حتى وفاته ليلة ذكرى ميلاد ابن الله إنسانا في 24 كانون الأول 1898، فكان موته ميلاده في السماء. وقد أشع من قبره نور طيلة أسبوع كعلامة إلهية أنه "يتلألأ مع الأبرار كالشمس في ملكوت الآب"(متى 13: 43).

اضاف: "يسعدني ان اهنئ باسمكم إخوة القديس شربل الروحيين، أبناء الرهبنة اللبنانية المارونية الجليلة، وعلى رأسهم قدس الرئيس العام الأباتي نعمة الله الهاشم مع الآباء المدبرين ورئيس هذا الدير العامر. ونرفع الصلاة معكم ومعهم ومع صاحب المعالي سيزار ابي خليل وزير الطاقة ممثل رئيس الجمهورية، ومع سيادة راعي الأبرشية وسيادة السفير البابوي والسادة المطارنة وهذا الجمهور من وزراء ونواب ومسؤولين مدنيين وعسكريين وإداريين، ومن المصلين الذين توافدوا من قريب ومن بعيد.

لقد أتينا لنصلي من أجل لبنان، دولة وشعبا ومؤسسات، كي ينعم بالإستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، ومن أجل كل واحد وواحدة منا، كي يعيش الالتزام بالإيمان ومقتضياته في حياتنا المسيحية اليومية".

وتابع الراعي: "عاش القديس شربل منقطعا بالكلية عن العالم، بما فيه وجه أمه التي أعطاها موعدا في السماء، عندما جاءت لتتفقده في الدير، حال دخوله. لكن الله جعله قديسا عالميا يخاطب قلوب جميع الناس والشعوب، من مختلف الجنسيات واللغات والديانات والثقافات، ويحمل إليهم وجه لبنان ورهبانيته وكنيسته. إنه، إذا جاز التعبير، "سفير" لبنان وكنيستنا المارونية وسائر كنائسنا المشرقية، لدى جميع الدول.

يعلمنا القديس شربل شجاعة القرار وبطولة الالتزام به. فعندما كان شابا في بقاعكفرا قريته، قرر أن يعطي قلبه كاملا لله بالصلاة والمسلك الصالح. في الواقع، عندما كان يذهب ليرعى بقرته، كان يخلد للصلاة في مغارة، سميت في عهد شبابه "مغارة القديس". وعندما دخل دير سيدة ميفوق ثم دير عنايا بعمر ثلاث وعشرين سنة، كان قراره أن يكون بكليته لله. فكانت سنتا الابتداء في هذا الدير دخولا في عمق روحانية الحياة الرهبانية، والتعري من الذات.

ولما انتقل إلى دير القديسين قبريانوس ويوستينا في كفيفان لدراسة الفلسفة واللاهوت على يد من سيصبح بدوره القديس نعمة الله كساب الحرديني، ساعدته العلوم الإلهية على ارتقاء سلم الفضائل. وبعد رسامته الكهنوتية في 23 تموز 1859 في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، عاد للتو إلى دير مار مارون عنايا هذا، حيث أشع ببطولة نذوره الثلاثة الطاعة والعفة والفقر، وسائر الفضائل الأخرى. ذلك أنه قرر وصمد في قراره. وهو في ذلك المثل لنا جميعا والمثال".

واكد ان "أسوأ ما في أي إنسان أو مسؤول هو عدم اتخاذ القرار، أو التأرجح فيه، أو الرجوع عنه عند أول صعوبة أو مصلحة أخرى، سواء في الحياة الزوجية أم في الحياة الكهنوتية والرهبانية، أم في الحياة السياسية. ولكل واحدة من هذا الحالات نتائجها الإيجابية وثمارها عند الالتزام، وتداعياتها السلبية في عدمه. الجميع من الداخل والخارج ينتظرون قرار تأليف الحكومة، لأن في كل يوم تأخير تداعيات كبيرة وخسائر جسيمة في الاقتصاد بكل قطاعاته. وفي عمل المؤسسات والإدارات، وفي ثقة الشعب بالمسؤولين. ان التشبث بالحصص وحصرها بكتل، مع اقصاء افرقاء آخرين، واشخاص ذوي كفاءة من المجتمع المدني غير الحزبي والسياسي، لا يبرران التأخير على حساب الخير العام، بل ويتناقضان مع المعايير الدستورية العامة، ومع روحية الدستور اللبناني ونصه، ويهملان اهتمام المجتمع الدولي والمساعدات المالية المقررة في مؤتمر باريس CEDRE في 6 نيسان الماضي، من أجل الإنماء الاقتصادي وإصلاح البنى التحتية ولاسيما الماء والكهرباء". واضاف: "ويعلمنا القديس شربل فضيلة التجرد، بترفعه عن المادة وعن مغريات الدنيا وشهواتها في زمن تخنقه الروح المادية والاستهلاكية والفساد وكسب المال بالطرق غير المشروعة، والرغبة الجامحة إلى الغنى بشتى الوسائل. والأدهى من ذلك أن يكون الاغتناء من خزينة الدولة، ومن ممارسة الظلم على المواطنين بفرض خوات ومال من أجل إجراء معاملات إدارية مستوفات أصلا رسومها والضرائب. إن فضيلة التجرد، التي نتعلمها من القديس شربل هي ضمانة الحرية الداخلية ومصدرها. فالحرية هي كبرى عطايا الله للانسان، لأنها تساعده على النمو الشخصي، وعلى الاغتناء بالفضائل الروحية والإنسانية والاجتماعية وعلى النضج النفسي. هذا التجرد كون شخصية القديس شربل، وجعله أغنى الناس لأنه اغتنى بالله. هذا ما يؤكده لنا الرب يسوع في الإنجيل: "كل من يترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو بنين أو حقولا لأجل اسمي، ينال عوض الواحد مئة، ويرث الحياة الأبدية" (متى 19: 29). إنه كلام تحقق بالمطلق في القديس شربل الذي يمتلك اليوم البشرية جمعاء، من دون ان يمتلك شيئا من حطام الدنيا". وتابع الراعي: "للذين لا يشبعون من جمع أموال الدنيا، قال الرب يسوع: "إحذروا الطمع كله، لأنه ليس بكثرة المال حياة". وشبههم بذاك "الغني الجاهل" الذي عندما أغلت أرضه غلات كثيرة راح يهدم أهراءه القديمة ويوسعها ويخزن فيها قمحه وغلاته، ويقول لنفسه: "يا نفسي لك خيرات وفيرة موضوعة لسني كثيرة، فاستريحي وكلي واشربي وتنعمي" فقال له الله: "يا جاهل في هذه الليلة تنزع نفسك منك، وهذا الذي أعددته لمن يكون؟". ويستنتج الرب الأمثولة قائلا: "هكذا هي حال من يدخر لنفسه الذخائر، ولا يكون غنيا بالله"(لو 12: 15-21 ). من هذا الباب "يدخل إصلاح كل مؤسسة أكانت العائلة أم الكنيسة أم المجتمع أم الدولة؛ ومنه يدخل القضاء على الفساد المعشعش في قلب الإنسان الذي لا يعرف فضيلة التجرد، ولا يمتلك قدرة الإرادة على كبح شهوات عالم الخطيئة الثلاث: شهوة العين، وشهوة الجسد، وكبرياء الحياة" التي كتب عنها يوحنا الرسول (راجع 1يو 2: 16). إن مهمة محاربة الفساد عسيرة لإنها لا تنحصر فقط بمراقبة الإفعال وضبطها، بل تتعداها إلى تربية القلوب والنفوس على كبر النفس وشبع العين، وعلى فضيلة التجرد التي تغني هذه القلوب والنفوس. الأمر الذي يقتضي وجود أشخاص في الوزارات والإدارات العامة متحلين بهذه الفضيلة، احرار في نفوسهم وكبار في قلوبهم". وختم الراعي: "إننا نكل نفوسنا إلى الله، الذي منه كل عطية صالحة، ونلتمس، بشفاعة القديس شربل، شجاعة القرار وبطولة الالتزام به، وفضيلة التجرد التي تغنينا بالقيم الروحية والأخلاقية والإنسانية. فنرفع، معه ومع الأبرار المتلألئين في الملكوت، نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الراعي دعا في عيد مار شربل الى الصلاة من اجل لبنان وعقد خلوة مع جعجع تطرق فيها الى موضوع تشكيل الحكومة

الأحد 15 تموز 2018 / وطنية - دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى "الصلاة الى مار شربل قديس لبنان ليحمي وطننا في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها من أجل لبنان وحمايته دولة ومؤسسات من أجل تأليف الحكومة الجديدة التي ينتظرها الشعب"، لافتا الى "أن كل تأخير في تأليفها له تداعياته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية". كلام الراعي جاء خلال ترؤسه القداس الاحتفالي بمناسبة عيد القديس شربل مخلوف في بلدته بقاعكفرا يعاونه الكاردينال جان بيار ريكارد والمونسنيور جورج كولومب والمطارنة جوزيف نفاع، ناصر الجميل ورفيق الورشا، كاهن رعية بقاعكفرا ميلاد مخلوف ولفيف من الكهنة. وحضر القداس رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب جوزيف إسحق، محافظ الشمال رمزي نهرا، رئيس التفتيش المركزي جورج عطية، مدير التفتيش المركزي أنطوان نهرا، العميد الركن أنطون أنطون، رئيس محكمة أميون القاضي إميل عازار، المفتشان مخايل فياض وجورج العم ورؤساء بلديات قضاء بشري، مأمور نفوس بشري جان إيليا، أعضاء مجلس بلدية بقاعكفرا ومخاتيرها، وحشد كبير من المؤمنين من أبناء المنطقة والجوار.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك عظة بعنوان "حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في في ملكوت أبينا" تحدث فيها عن مزايا القديس شربل وقداسته، وقال: "أيها الإخوة والأخوات الأحباء، يتلألأ القديس شربل قديس لبنان الى الأبد بين القديسين كالشمس في ملكوت السماء من بعد أن تلألأ على أرضنا ببطولة الفضائل الإلهية الإيمان والرجاء والمحبة وبطولة فضائل نذوره الرهبانية الطاعة والعفة والفقر وبطولة الفضائل الإنسانية والأخلاقية وكان الدليل على ذلك وهو يعيش في الخفاء في صومعته في عنايا بعيداً عن الجميع وعن كل الأنظار فكانت العلامة لهذه البطولة والإشعاع عندما أراد الله ان يعطي علامة ناطقة فطيلة أسبوع من بعد وفاته كان يشع نور في قبره في دير مارمارون عنايا".

وأضاف: "يسعدنا اليوم ككل سنة أن نجتمع ونلقتي في بقاعكفرا العزيزة التي أنجبته لكي نحتفل معاً بالذبيحة الإلهية التي نحيي فيها عيده، ويسعدنا بهذه السنة أن يكون معنا نيافة الكاردينال جان بيار ريكارد رئيس أساقفة بوردو بفرنسا وسيادة المطران جورج كولومب مطران داروشيل بفرنسا وسيادة المطران مارون ناصر الجميل مطران أبرشية باريس المارونية والزائر الرسولي على أوروبا الغربية والشمالية وهذه فرحة لنا كبيرة. يسعدنا أيضاً أن تكونوا أنتم حاضرين معنا فأحييكم مجدداً أنتم الحاضرون، أحيي كل الذين يامون اموا ويأمون بقاع كفرا العزيزة فدير مار مارون عنايا وكلهم يحملونن في قلوبهم نواياهم وصلواتهم. ونحن نصلي اليوم بنوع خاص معكم الى مار شربل قديس لبنان أن يحمي وطننا في هذه الظروف الدقيقة الصعبة التي نعيشها والتي تداعياتها عندنا إقليميا ودوليا ومحليا. نصلي من أجل لبنان وحمايته دولة ومؤسسات وشعبا ونصلي من أجل تأليف الحكومة الجديدة الذي كل الشعب ينتظرها ولا يمكن ولا يمكن التأخر فيها لأن الكل يعلم أن كل تأخير في تأليفها له تداعياته السلبية على الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي والأمني، بل له أيضا مفاعيله على المستوى الدولي والكل يعلم أن الأسرة الدولية تتطلع الى لبنان وأعطته إهتمامها لا سيما عندما عقدت في نيسان الماضي مؤتمر باريس ثالث التي أرادت أن تساعد لبنان في النهوض الإقتصادي وفي الإصلاحات اللازمة في البنى التحتية والهيكليات. مار شربل إبن لبنان لا يترك هذا الوطن لذلك كلنا نصلي على هذه النية بل أتينا نصلي من أجل ان نقتدي نحن بفضائل مار شربل بإيمانه بقراره في عيشه حياته المسيحية أن نقتدي بمثله وهو إنسان تجرد عن كل شيء حتى عن رؤية وجه أمه كما تعلمون، عندما راحت تفتدقه عند دخوله الدير أعطاها موعدا في السماء. من منا يستطيع ان يضحي بوجه أمه ترك كل شيء من أجل حبه الكبير لله فإذا به يمتلك البشرية جمعاء، سبحان الله في قديسه، إنه معروف في الأرض كلها تحت كل سماء أصبح يتحدث الى قلب كل إنسان هذه هي نتائج العيش في الإيمان القويم والعيش في التجرد من الذات حبا لله".

وتابع: "نحن هنا في بقاعكفرا على مشارف الوادي المقدس وتجاهنا بشري بلدة أمه والأرز الشامخ وعطر قداسة القديسين الذين عاشوا هنا، مار شربل إبن هذه البلدة، عاش كل مقتضيات هذا التراث الكبير، أعطاه قيمة. نحن هنا في أرض تراثها عظيم، تراث روحي، وتراث ثقافي وتراث غنساني وتراث بطولي وتراث سياسي وتراث بطريركي وتراث كنسي لا نستطيع ان نمر مرور الكرام. مار شربل لم يمر مرور الكرام في هذه البيئة وأقول لكم أن مار شربل هو ذروة مسيرة طويلة من شعب عاش هنا في بقاعكفرا وعلى ضواحي هذا الوادي المقدس هو ذروة مسيرة شعب والده يوسف الزعرور أنطون زعرور مخلوف من بقاعكفرا أمه برجيتا الشدياق من بشري وصل الى القداسة في ذروة مسيرة شعبين وبلدتين لا أحد منا يولد ساعة ميلاده بل عندما يولد كل واحد منا يحمل على كتفه تراثاً كبيراً من الماضي مار شربل عرف قيمة هذا التراث ولهذا عاش صاحب قرار، هذه هي الفضيلة التي يعلمنا إياها إنه رجل قرار. عندما كان شابا هنا قرر أن يعيش الإيمان المسيحي الماروني حسب تقاليد هذه المنطقة وتاريخ حياته يخبر أنه عاش مسيحياً مؤمناً ممارساً مصلياً وكلنا قرأنا في سيرة حياته كيف كان يذهب مع بقرته هي ترعى وهو يخلد الى الصلاة في تلك المغارةهي ترعى من عشب الأرض وهو يرعى بين مقفعين من كلام الله في تلك المغارة التي في أيامه سميت مغارة القديس سموه هنا قديس، رجل قرار. نعم أعظم ما في حياة الإنسان أن يكون صاحب قرار ولكن لا يكفي قد نتخذ قراراً لكن المهم الصمود في القرار هو قرر أن يعيش لله ومع الله ونفذ وصمد هذه هي البطولة. كلنا أخذنا قراراً في حياتنا، هذا أخذ قراراً في الحياة الزوجية هذا في الكهنوت هذا في الحياة الرهبانية، هذا في العمل السياسي هذا في العمل الإداري هذا في العمل القضائي كلنا أخذنا قرارا يوما لكن في الطريق ربما نزيح عن الخط نحن نلتمس من مار شربل البطولة في الصمود في القرار".

وأردف: "نحن كنا نصلي من أجل تأليف الحكومة كنا ننتظر قرارا وبحاجة الى قرار من أجل أن تولد الحكومة وإلا لن تولد وهذا غير ممكن الوقت له قيمته كل لحظة في حياتنا لها قيمتها. القديس شربل أعطى قيمة للحظة وعندما دخل بعمر 23 سنة الدير عاش حاملاً القرار أن يعيش راهبا حقيقيا. ذكرت أنه رفض بل زهد ببطولة زهد برؤية وجه أمه فقالت له الكلمة الشهيرة إما تعود معي الى البيت إما أن تكون قديساً، أخذ القرار أن يكون قديساً لكن لم يدع يوماً انه قديس لكن أخذ القرار. كلمة الأم تنزل في القلب، هذه هي الكلمة التي حملها معه وعاش بإمتياز راهباً حقيقياً زاهداً مصلياً في أيامه الأولى في دير عنايا ثم عندما إنتقل لدراسة الفلسفة واللاهوت في دير كفيفان قبريانوس ولوستينا كان معلمه من أصبح قديساً القديس نعمة الله كساب الحرديني فإذا بشربل وهو يتعلم الفلسفة واللاهوت يسمو أكثر وأكثر في القرب من الله ومن الفضيلة. وعندما سيم كاهناً في بكركي في 23 تموز 1859 عاد للتو الى دير مار مارون عنايا. لا يميناً ولا شمالاً الى الدير وهناك راح يعيش السمو في حياه ستة عشر سنة ثم إنتقل الى المحبسة وهناك راح يعيش ذروة الفضولة أمام الله. أقول كلمة واحدة سر شربل أنه صاحب قرار وبطل في الصمود في القرار وصاحب تجرد تجرد من كل حيطان الدنيا فربح الدنيا كلها".

وقال: "ألم يعلمنا الرب يسوع في الإنجيل "من يترك من أجلي أبا أو أما او أخا أو أختا أو إمرأة أو بنين أو حقولا أو بيوتا ينال عوض الواحد مئة وفي العالم الآتي الحياة الأبدية"؟ أجل ترك كل شيء ليمتلك كل شيء هاجر كل الناس فإمتلك كل الناس. لا نخاف من التجرد، التجرد مدرسة الحرية الداخلية التجرد مدرسة الغنى بالله. وذات يوم يقول الرب في الإنجيل إحذروا الطمع لأنه ليس بكثرة المال حياة كم نحن بحاجة لهذا القول اليوم وعالمنا كله عالم إستهلاكي عالم يسعى وراء الماديات عالم يسعى وراء الغنى ولو بأي سبيل ووسيلة شرعية أو غير شرعية، يقول الله ليس بكثرة المال حياة. ويعطي تشبيهاً ذاك الإنسان الذي يسميه الغني الجاهل الذي عندما غلت أرضه وهي من خير الله، عندما غلت أرضه تساءل ماذا أصنع أين أضع غلاتي لم يفكر بالفقراء والمحرومين هدم الأهراق القديمة ووسعها وضع كل خيرات الدنيا وقال يا نفسي لك خيرات كثيرة لأيام وسنين عديدة كلي وتنعمي وعيشي. ويقول الرب وقال له الله عند ساعة نومه أيها الجاهل هذا الذي أعددته لمن يكون وينهي بالأمثولة مستنتجاً الرب هذه حال كل إنسان يغتني من هذه الدنيا ولا يغتني بالله".

وختم: "مار شربل هو لنا هذا المثال أيها القديس شربل يا إبن هذه الأرض المقدسة انت سلكت طريق القديسين الذين عاشوا على ضفاف هذا الوادي المقدس نسألك أن تعطينا النعمة لكي نعطي نعما لوجودنا. هنا نسألك هذه النعمة أن نعيش مثلك الإيمان بجدية أعطنا نعمة القرار في حياتنا والثبات فيه أعطنا نعمة التجرد لكي نغتني بالله ومعك في مجد السماء من أرضنا نرفع المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس الآن والى الأبد".

وكان القداس إستهل بكلمة لخادم الرعية الخوري ميلاد مخلوف قال فيها: "على مقربة من الإحتفال باليوبيل المئوي الثاني على ولادة يوسف أنطون زعرور مخلوف وبعد 120 سنة على ولادة شربل في السماء، وبعد 70 سنة من مشوار القداسة، و40 سنة على إعلان قداسة شربل ما زالت قداسته تتوهج أكثر فأكثر، وعجائبه تطل كل مؤمن وكل إنسان في أربعة أقطار العالم".

وأضاف: "ها نحن اليوم أيضا نلتقي ونعلن مجددا هللويا، قديس من عندنا يا شربل صلي عنا. فبإسم كهنة الرعية الحاضرين الخوري أنطوان سركيس والخوري جورج يرق والأب سيزار لحود، وكل الحركات والأخويات في الرعية وبإسم رئيس إتحاد بلديات جبة بشري السيد إيلي مخلوف المحترم ومجلسه البلدي وبإسم مخاتير البلدة وفعالياتها، نرحب بكم يا صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى في بلدتكم ورعيتكم بقاعكفرا. وإسمحوا لنا إذ لم يعد يكتمل العيد إلا ببركتكم وحضوركم الذي لم يزل وكل سنة منذ توليكم سدة البطريركية المارونية. نرحب بكم مع كل الأساقفة والكهنة الموقرين. نرحب بكم يا صاحب السعادة والمعالي وكل الفعاليات السياسية والعسكرية والأمنية والمدنية المحترمين وبكل الحضور الكريم، وندعوكم للمشاركة معنا بالإحتفال بعيد قديسنا الحبيب وإبن بلدتنا ومنطقتنا وكنيستنا القديس شربل مخلوف ونحمل نياتكم جميعا مع غبطتكم طالبين من الرب شفاعة مار شربل أن يقبل صلاتنا ويحميكم لتبقوا ربان كنيستنا حامي حقوق وطننا وأنتم مجد لبنان وبهاؤه، حاملين عصاكم للرعاية لكنيستكم وإنذارا ممن عصا. كل ذلك رفعا لشأن كنيستنا وتمجيدا للثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس".

وختم: "أشكر صاحب الغبطة والنيافة وكل الأساقفة والكهنة والفعاليات المشاركة معنا. نشكر جوقة الرعية والحركة الرسولية المريمية وأخوية مار شربل وأخوية الحبل بلا دنس، وفرقة الكشاف الماروني-رشعين ومحطة نور الشباب وكل الإعلاميين".

وبعد القداس، ألقى الشاعر حبيب أبو أنطون قصيدة نوه فيها بالبطريرك الراعي والدكتور جعجع والنائب إسحق والمحافظ نهرا طالبا شفاعة القديس شربل حماية لبنان وشعبه.

ثم ألقى رئيس إتحاد بلديات قضاء الجبة، رئيس بلدية بقاعكفرا إيلي مخلوف كلمة قال فيها: "تحتفل بقاعكفرا ومعها لبنان والعالم بعيد القديس شربل، محطة روحية سنوية نجدد فيها حياتنا الروحية وإيماننا ورجاءنا بالله وبلبنان. وتتخذ هذه المحطة أبهى تجلياتها بحضور غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فنستلهم منه ما يقودنا الى تجددنا ورسوخنا في الإيمان. أجل يا صاحب الغبطة إنكم بشخصكم الكلي الطوبى ومقامكم الروحي والوطني تمثلون صخرة الخلاص. إن تعاليمكم هي درب المؤمنين الى كل ما فيه تمجيد الله، ومواقفكم هي درب خلاص لبنان من الأزمات والتحديات التي يواجهها. وبقدر ما نعيش مئوية إنتهاء الحرب العالمية الأولى هذه السنة، ونقترب من مئوية إعلان دولة لبنان الكبير بقدر ما يتجلى الدور التاريخي للبطاركة الموارنة وللبطريركية. وفي الحالتين يتجلى دوركم يا صاحب الغبطة وعلى مستويين راعوي إجتماعي إنساني وآخر وطني. فعلى المستوى الأول نستعيد معكم صورة البطريرك الحويك الحاضن شعبه المتألم بويلات الحرب، فاتحا قلبه وإمكاناته لمحبة المحتاجين ومساعدتهم ولو بفلس الأرملة. نستعيد معكم تلك الصورة المشرقة التي تفتقدها صورة الأب الراعي الحنون المحب حامل هموم شعبه، بخاصة الفقراء منه، وتطلعاته الى عيش كريم ملؤه الكفاية التي ترسخه في أرض لبنان. إن إلتزامكم الإنساني معروف وهو أشبه بمدرسة تعلمنا نهج الحياة المسيحية الصحيحة، التي تقوم على محبة الفقراء وتبني قضايا الحق والعدالة والدفاع عن الضعفاء والمتألمين تشبها بالمعلم الأول يسوع المسيح".

وتابع: "أما على المستوى الوطني المتصل بإعلان دولة لبنان الكبير فإنكم تكملون أيضا سعي الحويك وجهده المبرور. لقد سعى الحويك الى إعلان الكيان وأنتم تسعون الى المحافظة عليه وسط تحديات لا تقل خطورة عن تحديات عرفها لبنان قبل مئة سنة. إنها تحديات تتعلق بالتوازن السكاني والبشري داخل لبنان، وبهوية الأرض اللبنانية المتصلة بجوهر وجود لبنان ورسالته الحضارية كون أرضه تشهد لعيش مسيحي إسلامي لن تكتب له الديمومة إلا بالتوازن بين أبنائه من المسيحيين والمسلمين".

وأضاف: "إننا يا صاحب الغبطة نتابع مواقفكم وجهودكم المحلية والدولية تقاربون فيها أكبر تحديين يعيشهما لبنان حاليا تحدي الوضع الإقتصادي المتردي، الذي شكل تاريخيا أحد أسباب هجرة اللبنانيين وإفراغ لبنان من طاقاته، وتحدي الوجود الغريب على أرض لبنان وأخطره حاليا الوجود السوري بتداعياته الخطيرة على المستوى الإقتصادي والتوازن السكاني، وبالتالي على وجود لبنان وهويته. وفي كل هذه المسيرة الخلاصية، التي دعاكم الله إليها، نحن نقف وراءكم سائلين الله أن يكلل مساعيكم بالنجاح. ولا يسعنا يا صاحب الغبطة ونحن في ذكرى عيد مار شربل، وفي سياق الحديث عن تحديات نواجهها إلا أن نسألكم أن تبقوا عينكم الأبوية ساهرة على مصالحتنا المسيحية، فنحن نتمسك بهذه المصالحة ونريدها ثابتة راسخة لا يهزها تنوع سياسي ولا إختلاف في رأي أو موقف بل تظل محصنة بثوابتها المبدئية وبعنايتكم الأبوية. إنكم أكثر منا إدراكا لأهمية هذه المصالحة ثابتة من ثوابت وجودنا المسيحي في لبنان والشرق، ليأخذ الله بيدكم لحمايتها".

وتابع: "إننا يا صاحب الغبطة وأيها الحضور الكريم، نلتزم بهذه التطلعات والثوابت في كل ما نقوم به كبلدية في بقاعكفرا وكإتحاد بلديات في القضاء بالتعاون مع النائبين ستريدا جعجع وجوزيف إسحق، ومع سائر المراجع الرسمية، هادفين الى تحقيق تنمية حقيقية شاملة ترسخ شعبنا في أرضنا، وتحد من هجرته، وتوفر فرص عمل له لموارد معيشية كريمة محافظين على خصوصية منطقتنا الروحية والتراثية المتمثلة بمعالم أرز الرب والوادي المقدس، ساعين الى وضع هذه الكنوز التراثية في خدمة أبناء مجتمعنا".

وختم: "في ما أشكر جميع الذين عملوا على إحتفالات عيد مار شربل من خادم الرعية الى المخاتير وأعضاء البلدية وسائر أبناء الرعية، أحيي مشاركة جميع الحاضرين معنا من مسؤولين إداريين وأمنيين والزملاء رؤساء البلديات سائلا الله بشفاعة مار شربل أن ينعم علينا ببركاته بعناية غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى".

وفي الختام، أقيم عشاء تكريمي إستهل بخلوة جانبية بين الراعي وجعجع تم خلالها التطرق الى موضوع تشكيل الحكومة.

 

حاصباني يترأس وفد لبنان الى المنتدى السياسي في الامم المتحدة

الأحد 15 تموز 2018 /وطنية - توجه نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني الى نيويورك اليوم على راس الوفد الرسمي لعرض التقرير الاول عن وضع لبنان حول أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 امام المنتدى السياسي الرفيع المستوى في الامم المتحدة. كما سيعرض في اليوم الاول تقرير منطقة الأسكوا بصفته رئيسا لمنتدى التنمية المستدامة للمنطقة.  وتعتبر هذه الخطوة الاولى في مسار تطوير مفاهيم التنمية في لبنان والمنطقة بالتركيز على الاستدامة والتكامل بين الأهداف والجهات الحكومية المرتبطة بها. وكان حاصباني ترأس لجانا وورش عمل بين الوزارات والمجتمع المدني والهيئات الاقتصادية للتعاون على تحضير التقرير الاول للبنان.

 

اعتصام لحزب سبعة في ساحة رياض الصلح طالب بتشكيل الحكومة وبخطة طوارىء اقتصادية

الأحد 15 تموز 2018 /وطنية - نفذ "حزب سبعة" اعتصاما مقابل السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح، احتجاجا على "تردي الأوضاع على المستويات كافة ووصول البلد الى حافة الإنهيار الإقتصادي"، مطالبا "بتشكيل حكومة فورا وإصدار بيان وزاري يشكل خطة طوارىء تتضمن حلولا سريعة خصوصا في موضوع الإسكان والمدارس والمالية العامة". وكان المشاركون بدأوا تجمعهم في ساحة الشهداء، ثم توجهوا الى رياض الصلح بمسيرة جابت شوارع وسط المدينة، حاملين لافتات بمطالب متعددة، وكان ابرزها "بدنا حكومة هلق هلق"، "يكفي"، "لبنان لا يستحق أن تحكمه زمرة فاسدة"، "أعيدوا الأموال المقروضة"،"لا ماء، لا كهرباء، لا اقتصاد، لا أسكان، المطلوب حكومة"، "حساباتكم طائفية حساباتنا لبنانية"، "محاربة الفساد واجب وطني"، "طفح الكيل حلوا عنا"، "100 مليار دولار وين راحو؟"، "الشط زبالة والمجارير فلتانة" وغيرها من الشعارات. كما أطلق المشاركون هتافات انتقدت البطء في تشكيل الحكومة: "الحكومة وينية قسموها الحرامية"، "بوج السرقة والطغيان نحنا جنودك يا لبنان".