المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july13.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لا تعاطف ولا تأييد للحريري وللمعرابي وهما يدفعان ثمن صفقة الخطيئة بعد أن فرطا 14 آذار وقفزا فوق دماء الشهداء

الياس بجاني/ذنب فرط 14 آذار ومداكشة الكراسي بالسيادة لن يغفر لكم وشو ما صار فيكم قليل

الياس بجاني/زجليات تافهة هدفها التعمية على واقع احتلال إيران للبنان

الياس بجاني/في أسفل مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/اتفاق معراب الخطيئة … تنازل عن كل شيء

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هل يواجه لبنان إجراءات عقابية عربية بعد الرسالة اليمنية؟ وتوقيف 6 لبنانيين بالإمارات لأسباب أمنية

تشكيلة وزارية جديدة سيعرضها الحريري على عون...

بري: لا يجوز أبداً التأخير في تشكيل الحكومة

هل هناك تدخّلات إقليمية في الشأن الحكومي اللبناني؟

الياس الزغبي: ديبلوماسية النعامة لا تليق بسياسة لبنان الخارجية

الخارجية اعلنت عن احالة اللبنانيين الموقوفين في الامارات إلى المحكمة المختصة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 12/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 12 تموز 2018

بعد الحصص..هل يكون البيان الوزاري ساحة الاشتباك السياسي المقبل؟ الحريري يصرّ على تفيّؤ الشرعية الدولية و"الحزب" يريد الثلاثية الذهبية!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الراعي استقبل الرياشي وكنعان وحملهما رسالة: تأكيد المصالحة التاريخية بين التيار والقوات والإسراع في تشكيل الحكومة ووقف الشحن

تهدئة مسيحية تمهّد لاستئناف مشاورات الحكومة... والحريري يؤكد استمرار العقد وتليها إعادة قراءة «اتفاق معراب» وخريطة طريق لعلاقة «التيار» و«القوات

محاكم لبنان تغرق في الظلام والمحامون يلجأون إلى مصابيح الهواتف وانقطاع المياه وأعطال كبيرة في شبكة الكهرباء والدولة عاجزة عن وضع حد للمعاناة

محاكم لبنان تغرق في الظلام والمحامون يلجأون إلى مصابيح الهواتف وانقطاع المياه وأعطال كبيرة في شبكة الكهرباء والدولة عاجزة عن وضع حد للمعاناة

نائب رئيس مجلس النواب الاندونيسي جال في الجنوب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتانياهو: لا مشكلة لإسرائيل مع الأسد

الكونغرس يعلن أن «الإخوان» تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي

قوات النظام تدخل درعا البلد... و«داعش» يتقدم في جنوب سوريا وبوتين اجتمع بمستشار خامنئي... وقصف إسرائيلي رداً على تسلل «درون»

الكرملين ينسق الخطوات المقبلة في سوريا بين الإيرانيين والإسرائيليين وتزامن زيارتي نتنياهو وولايتي إلى روسيا أثار تساؤلات

إسرائيل ردت بباتريوت على طائرة من دون طيار من سوريا

الإمارات وأميركا تفككان شبكة نقل أموال غير قانونية لإيران والأرجنتين تطلب من روسيا اعتقال مستشار خامنئي وتسليمه لها

ترامب: طهران تعاملنا باحترام أكبر بعد الانسحاب من "النووي" وستتصل بي وتطلب التوصل إلى اتفاق

تل أبيب: قطر موّلت سفر ضباط وشخصيات إسرائيلية/الدوحة: أنجزنا 85 في المئة من وثيقة سلام دارفور

منظمة “جنودنا يتحدثون” قطر نظمت رحلات الضباط وكبار المسؤولين الإسرائيليين

“العفو الدولية” تندد بجلد طهران شاباً تناول الكحول في الطفولة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في ورطة اليمن/هاني سالم مسهور/العرب

تحييد لبنان بين إيران وإسرائيل/محمد علي فرحات/الحياة

لماذا يصعب تشكيل الحكومة/طوني فرنسيس/الحياة

باسيل لجنبلاط: وداعاً «بيضة القبان»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

وبلاها ... بلا الحكومة/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

الحريري يُمسك «آخر أوراق تينه»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

عيشة كلاب وميتة كلاب في جمهورية المواطنين – الكلاب/عقل العويط/النهار

للذين يؤخِّرون تشكيل الحكومة: تذكَّروا أنَّ الإستحقاقات داهمة/الهام فريحة/الأنوار

منبج بعد درعا ... وإدلب بين الأسد و «طالبان»/سميرة المسالمة/الحياة

عن ضريبة العقوبات الأميركية على إيران/مشرق عباس/الحياة

بين موسكو ومسقط ودمشق وطهران/وليد شقير/الحياة

سورية وإيران و «صفقة القرن» في اختبار قمة هلسنكي/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

إيران تختنق نفطياً والنجدة منتظَرة من الهند والصين/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

بريطانيا الرهينة/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

إيران المتهاوية... هل يكون مؤتمر «المجاهدين» المقبل في طهران/صالح القلاب/الشرق الأوسط

آثار سرقت من مقبرة توت عنخ آمون/زاهي حواس/الشرق الأوسط

إردوغان: إخضاع الديمقراطية للخصوصية/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

عواصم الإنقاذ ثلاث: الرياض وأبوظبي والكويت/سليمان جودة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لا خوف مـن ا لافلاس مـع الثروة النفطيــة ولا احد يستطيع وقف مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد

بري عرض الاوضاع وتشكيل الحكومة مع ميقاتي ومخزومي واستقبل نجاد فارس

الحريري في حفل تخريج طلاب AUST: الطائفية أسوأ لعنة في نظامنا السياسي

الوفاء للمقاومة : لبنان سجل في 12 تموز نصرا على العدو الصهيوني ونستغرب التباطؤ غير المبرر في الجهود المفترضة الآيلة الى تشكيل الحكومة

قاسم: المقاومة هي البديل والحل في مواجهة الحلول السياسية الاستسلامية وصفقة القرن

باسيل اطلق اللجنة المركزية لعودة النازحين:التحدي الكبير في تحويل المشروع من حزبي الى اهلي شعبي وطني يساهم فيه كل اللبنانيين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها

إنجيل القدّيس مرقس16/من15حتى20/"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن». وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله. أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

لا تعاطف ولا تأييد للحريري وللمعرابي وهما يدفعان ثمن صفقة الخطيئة بعد أن فرطا 14 آذار وقفزا فوق دماء الشهداء

الياس بجاني/12 تموز/18

الحريري والمعرابي وعلى خلفية الأجندات السلطوية والنفعية فرطا 14 آذار وداكشا الكراسي بالسيادة واليوم يستجدون كراسي من حزب الله في حكومة هو يسيطر عليها.. لا تعطاف معهما ولا تأييد لأي موقف لهما ..مطلوب استقالتهما بعد فشلهما الذريع

 

الحريري ارتضى التخلي عن  دوره يوم وقع الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/11 تموز/18

الحريري مش هو يلي عم يشكل الحكومة ولا راح يشيل الزير من البير لا هو لا غيره لأن الزير بالضاحية التي هي غرفة عملية التشكيل. شو فهمنا؟

 

ذنب فرط 14 آذار ومداكشة الكراسي بالسيادة لن يغفر لكم وشو ما صار فيكم قليل

الياس بجاني/11 تموز/18

هل انتهت مندبة البكاء والعويل والنحيب على دفن ورقة معراب التي اصلا ولدت ميتة؟ بلوها وشربوا زومها وتوبوا وادوا الكفارات على ذنوبكم.

 

زجليات تافهة هدفها التعمية على واقع احتلال إيران للبنان

الياس بجاني/10 تموز/18

السرطان الذي يفتك بلبنان هو إحتلال ايران أما زجليات جعجع وباسيل وجنبلاط وأبواقهم والصنوج فهي من أعراض هذا الإحتلال وللتعمية عليه..معارك طواحين الهواء لا أكثر ولا أقل.

 

الياس بجاني/في أسفل مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

اتفاق معراب الخطيئة … تنازل عن كل شيء/الياس بجاني/10 تموز/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D8%B9%D9%86-%D9%83%D9%84-%D8%B4%D9%8A%D8%A1/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هل يواجه لبنان إجراءات عقابية عربية بعد الرسالة اليمنية؟ وتوقيف 6 لبنانيين بالإمارات لأسباب أمنية

بيروت – “السياسة”/12 تموز/18/توقعت أوساط سياسية لبنانية بارزة، أن تترك الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، إلى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، رفضاً لممارسات “حزب الله” في اليمن، تداعيات على صعيد علاقات لبنان مع اليمن، ومن خلاله مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، بعدما بعث الوزير اليمني، بنص الرسالة إلى مجلس الأمن الدولي لكي يكون على اطلاع بما يقوم به “حزب الله” اللبناني من أعمال إرهابية تستهدف الشعب اليمني، بدعمه جماعة “الحوثي” التي انقلبت على الشرعية اليمنية، من خلال تنفيذها للأجندة الإيرانية واستباحتها لحرمات اليمن ومؤسساته. وشددت المصادر لـ “السياسة”، على أن الاستياء اليمني من ممارسات “حزب الله”، في ظل عجز السلطات اللبنانية عن القيام بما هو مطلوب منها، قد تدفع الدول العربية إلى تصعيد موقفها ضد لبنان، وصولاً ربما إلى فرض إجراءات عقابية ضده، في حال لم تبادر بيروت إلى وقف تدخلات “حزب الله” في شؤون اليمن والدول العربية، سيما وأن ما يقوم به الحزب، يؤكد مجدداً عدم التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس التي أكد عليها الرئيس سعد الحريري بعد عودته عن استقالته في تشرين الثاني الماضي.وعلمت “السياسة”، أن السفير اليمني في لبنان، زار وزارة الخارجية وسلّم أحد كبار الموظفين نص رسالة بلاده شديدة اللهجة إلى الوزير باسيل. إلى ذلك، تبلغت وزارة الخارجية والمغتربين من السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة عن توقيف 6 لبنانيين لديها رهن التحقيق في ملف أمني، حيث تمت إحالتهم إلى المحكمة المختصة للبت بالتهم الموجهة إليهم، مع ضمانها حق الدفاع المشروع للمتهمين أمام المحكمة.وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإماراتية سبق وأبعدت عدداً من اللبنانيين لثبوت تورطهم في جرائم إرهابية، بعدما ثبت علاقة بعضهم بـ “حزب الله” التي تصنفه الإمارات إرهابياً.

 

تشكيلة وزارية جديدة سيعرضها الحريري على عون...

جريدة الجمهورية/الجمعة 13 تموز 2018/كشَفت مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» أنّ الحريري سيزور عون خلال الساعات المقبلة بعدما اقترَب من التحضير لتشكيلةٍ وزارية جديدة سيعرضها على رئيس الجمهورية، في محاولةٍ جديدة لتوفير المخارج للعقدتين المسيحية والدرزية من خلال إعادة النظر في الحصص الوزارية، وأبرزها ما يمكن تسويته برفعِ عدد وزراء «فريق الرئيس».وفي معلومات «الجمهورية» أنه تمّ ترتيب التشكيلة الجديدة وفقَ المعادلة الآتية:

- 10 وزراء لفريق الرئيس و«التيار الوطني الحر» وحلفائه. ويمكن ان تقسَم بين صيغتين، 6 وزراء للتيار و4 للفريق المعاون للرئيس. او تكون بصيغة 5 × 5 ليكون رئيس الجمهورية مرتاحاً لجهة إمكان إعطاء حقيبتين على الأقلّ من فريقه لأطراف أخرى لا يريد تغييبَها عن الحكومة العتيدة، مع الاحتفاظ باستبدال وزير مسيحي يسمّيه الحريري بدلاً من سنّي من حصّته السداسية. - 4 حقائب لـ«القوات اللبنانية»، ومِن بينها حقيبة أساسية، يمكن ان تكون واحدة من ثلاثة حقائب: الاشغال، العدل أو التربية، بعدما انتهى توزيع ثلاثٍ أخرى من هذا الصنف، وهي وزارة الاتصالات لـ«المستقبل» ووزارة الصحة لـ«حزب الله» و«الطاقة» لـ «التيار الحر».

- حقيبة لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.

- 3 وزراء للحزب التقدمي الإشتراكي، إثنان من الحزبيين، على ان يسمّي رئيس الجمهورية ومعه رئيس الحكومة الثالثَ من ضِمن ثلاثة اسماء يختارهم جنبلاط.

 

بري: لا يجوز أبداً التأخير في تشكيل الحكومة

جريدة الجمهورية/الجمعة 13 تموز 2018/تحدّثت أجواء عين التينة عن شِبه إيجابيات تعكسها مشاورات الحريري الجديدة التي اكّد خلالها انّه في صدد إعداد طبخة حكومية يتوافق عليها الافرقاء السياسيون. لكن المهم، في رأي عين التينة، هو أكلُ العنب في نهاية المطاف.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره: «للمرة الألف نقول، لا يجوز ابداً التأخير في تشكيل الحكومة وإبقاء الشلل على ما هو قائم حالياً، وهذا أمر من مسؤولية الجميع ويجب أن يسهّلوا عملية التأليف في سبيل البلد اوّلاً وأخيرا».

 

هل هناك تدخّلات إقليمية في الشأن الحكومي اللبناني؟

جريدة الجمهورية/الجمعة 13 تموز 2018/أكّدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» أن ليس هناك من تدخّلات إقليمية، وعربية تحديداً، في الشأن الحكومي اللبناني، لأنه شأنٌ داخلي، على اللبنانيين أن يعالجوه، فيتّفقوا على حكومة تعمل على معالجة شؤون البلاد وعلى كلّ المستويات.

 

الياس الزغبي: ديبلوماسية النعامة لا تليق بسياسة لبنان الخارجية

الخميس 12 تموز 2018 /وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح "أن دبلوماسية النعامة لا تليق بلبنان وسياسته الخارجية العريقة خصوصا في القضايا العربية". وقال :" إن تهرب وزارة الخارجية من الرسالة اليمنية الصريحة حول تدخل "حزب الله" في الشأن اليمني الداخلي لا يعفي لبنان من مسؤوليته وفق ميثاق جامعة الدول العربية الذي كان أحد أبرز واضعيه". اضاف :" لا يمكن هنا التذرع بنظرية النأي بالنفس لأن لبنان لا يستطيع التنصل من مسؤوليته عن ضبط فريق من أهله ومنعه من الانغماس في حرب ضد دولة عربية، بل إن هذه النظرية واجبة التطبيق من أجل وضع حد لهذا الانغماس".

 

الخارجية اعلنت عن احالة اللبنانيين الموقوفين في الامارات إلى المحكمة المختصة

الخميس 12 تموز 2018 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، أنه وبعد مراجعتها للسلطات الإماراتية المختصة، والتي افادتها أن اللبنانيين الستة الموقوفين لديها رهن التحقيق في ملف أمني، قد تمت إحالتهم إلى المحكمة المختصة للبت بالتهم الموجهة إليهم، مع ضمانها حق الدفاع المشروع للمتهمين أمام المحكمة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 12/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مجموعة تأكيدات دفعة واحدة في اتجاهات عدة.

فرئيس الجمهورية أكد أن لا إصلاح في مجتمع لا يريد مكافحة الفساد.

رئيس المجلس النيابي أكد أن تشكيل الحكومة ضروري في الظروف الصعبة.

رئيس الحكومة المكلف أكد أن التشكيل منطلق لإندفاعة إقتصادية.

حاكم مصرف لبنان أكد ثبات السياسة النقدية.

أما الوزير رياشي والنائب كنعان فأكدا على المصالحة المسيحية والبطريرك الراعي الذي التقاهما في الديمان شجع على ذلك.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

أسبوع إضافي يطوى وتشكيل الحكومة ما زال في غرفة العناية، ونداءات إنعاش هذا التشكيل لم تتوقف، لكن كل هذه النداءات لم تنجح في فتح الطريق أمام الحكومة لتبصر النور حيث ان العقد ما زالت هي إياها من دون أي حلحلة لها، لا على مستوى العقدة المسيحية ولا على مستوى العقدة الدرزية ولا على مستوى عقدة المعارضة السنية...

العقدة المسيحية ما زالت تتوقف عند احتساب الأحجام، على رغم ان مساعي التهدئة سلكت طريقها ووصلت اليوم إلى الديمان... أما على مستوى العقدة الدرزية فإنها تشهد انفجارا تويتريا بين الحزب الأشتراكي والتيار الوطني الحر، وهو انفجار غير مسبوق لجهة اتساع رقعته حيث شمل أكثر من وزير ونائب وسياسي، ولجهة الإتهامات المتبادلة والتي لم تشهد سابقة لها في تاريخ العلاقة بين الطرفين اللدودين...

بعيدا من الحكومة وسجالاتها، سلسلة من التطورات والخطوات التي تشغل المواطن أكثر من انشغاله أو إلهائه بالحكومة: أولى هذه الخطوات قرار تاريخي لوزارة الإقتصاد بإلزام أصحاب المولدات تركيب عدادات للمشتركين في مهلة قصوى تنتهي في آخر أيلول المقبل، هذا القرار يفترض ان يفكك دويلة أصحاب المولدات لجهة التحكم بالمستهلك اللبناني ويضع المعنيين أمام مسؤولياتهم في تطبيق هذا القرار...

التطور الثاني إقالة قاض على خلفية تلقيه رشاوى، لكن هذه الإقالة ووجهت بمطالبات بمحاكمته وعدم الإكتفاء بإقالته...

أما التطور الثالث فهو قضية المعاينة الميكانيكية حيث المواطن يدفع الثمن في النزاع القائم بين وزارة الداخلية والشركة التي ربحت قرارا من مجلس شورى الدولة يبطل قرار الداخلية بالإعفاء من المعاينة تخلصا من الإزدحام، فمن ينتصر في نهاية المطاف؟ الوزارة أو الشركة؟ وماذا يكون عليه وضع المواطن؟

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

الملف المسيحي يتقدم، اما الملف الحكومي فمكانك راوح، دخول البطريرك الماروني على خط العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بدأ يعيد وصل ما انقطع بين الطرفين، هكذا شكل اجتماع الديمان الذي ترأسه البطريرك الراعي وضم الوزير ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان مناسبة لاعادة احياء المصالحة المسيحية والتأكيد من جديد انها خط احمر. لكن المصالحة شيء وتفاهم معراب شيء اخر، وعليه الخطوة لا تزال تستلزم خطوات، ابرزها كما شدد البطريرك الراعي ايجاد آلية دائمة وثابتة للتواصل بين الطرفين ولتطبيق تفاهم معراب بعد المحاولات الجارية للتملص من تنفيذ بعض بنوده.

في الشأن الحكومي تم التوافق على انه لا وجود لعقد مسيحية حصرا، وبالتالي على الرئيس المكلف ان يطرح صيغة معينة وان يرفعها الى رئيس الجمهورية الذي يمكنه ان يوافق عليها او لا، وقد علمت الـ mtv ان الرئيس المكلف انجز تقريبا مسودة تشكيلة حكومية وانه سيزور بعبدا قريبا ليرفعها الى رئيس الجمهورية، في المعلومات ايضا ان تشكيلة معينة ترتكز على اعطاء 4 حقائب وزارية للقوات اللبنانية كما ستكون الحصة الدرزية للحزب التقدمي الاشتراكي، واليوم بدأت تتكشف اسباب تركيز النائب السابق وليد جنبلاط على موضوعي حاكم مصرف لبنان والميدل ايست، اذ علم ان بعض قوى السلطة طلب مبالغ معينة من مصرف لبنان لأمور خاصة، كما ان هذه القوى نفسها تسعى الى عقد صفقة مع شركة طيران سويدية تكسر مبدأ عدم فتح الاجواء اللبنانية.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

عثر على كليلة ودمنة ومحرضهما ابن المقفع وقد أفلتوا جميعا من الغابة وانتشروا في شوارع لبنان وتوزعوا بين منصات تويتر وخاضوا حرب البيانات والردود التي دارت رحاها بين الاشتراكي والتيار

وأسند دور ملك الغابة إلى النائب وائل أبو فاعور تعاونه خمس فصائل من الحيوانات وحشرتان اثنتان ويحكى أن أحدا لم يفقهْ لغة الحرب المستخدمة وقد استعين بأساس البلاغة لل الزمخشري وبلسان العرب والمنجد والقاموس المحيط وغيرهم من فقهاء اللغة لتفسير المعاني في كتاب الأغاني لأبي فاعور الأصفهاني.

وتشعب الجدال ليشمل فصيلة واسعة من الوزراء إلى أن أصدر زعيم الحزب التقدمي وليد جنبلاط نداء الى الرفاق وقال: دعوهم يغرقوا في حقدهم. والتيار الذي يخوض الحرب على جبهتن كان يداوي جراحا في الديمان حيث قصد مسؤولا التواصل ملحم رياشي وابراهيم كنعان المقر الصيفي للكنيسة وقدما الاعتراف للبطريرك الراعي ولم يحتمل لقاء الكنيسة أبعد من التشاور الروحي الذي لا يشكل حكومات فقد بقيت المعضلات على حالها ولم تسجل أي زيارة موعودة من رئيس الحكومة المكلف لبعبدا اليوم لا بل إن الرئيس الحريري انضم الى فريق الباحثين عن أجوبة وتساءل الحريري في حفل تخريج طلاب الجامعة الأميركية للعلوم والتنكلوجيا: متى سيجري تخريج التشكيلة الحكومية وإنقاذ البلد وتخريج الدولة من وعود الإصلاح السياسي والاقتصادي ومتى سيحتفل الخريجون بإيجاد فرص عمل فإذا كان رئيس الحكومة لا يملك أجوبة عن فترة التأليف وموعد التلحين ويتحدث على طريقة أنا الشاكي أنا الباكي في الاقتصاد والبطالة والإصلاح ويبحث عن منقذ للبلد فإلى من يشكو الشباب والطلاب والخريجون.

ومع ارتفاع معدلات البطالة السياسية فإن عين التينة تستقطب يوميا سوق العمالة من فئة السياسيين الوافدين الى رئيس مجلس النواب نبيه بري لتكوين حالة تساهم في عهد تصريف الأعمال. والأيام تمضي من دون أن يظهر في الأفق ما يؤشر الى نهاية عملية التأليف الحكومي.

وإذا كانت الأيام الحالية بلا لون فإن الثاني عشر من تموز يلف التاريخ ثم يعود راسخا بدماء شهدائه هو يوم لا يشبه إلا زمانه ولا يحكي الا عن صمود بلد قاوم وولد من تحت الركام. من ينسى من خلة وردة الى عيتا الى آخر القرى الحسنى. الثاني عشر من تموز يوم قررت إسرائيل تدمير لبنان فدمرت صيتها العسكري الذي حوصر في سهل الخيام.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في مثل هذا اليوم من عام 2006 بدأ عدوان تموز الذي شنته اسرائيل على لبنان واستمر ثلاثة وثلاثين يوما. العدو قتل في هذه الحرب من قتل من اللبنانيين ودمر ما دمر من ممتلكاتهم ومنشآتهم. وضع على رأس لائحة أهدافه المعلنة من العدوان سحق المقاومة لكنه غرق في المستنقع اللبناني وفشل في تحقيق هذه الأهداف وخرج لبنان واللبنانيون ومقاومتهم من الحرب أقوى ولم يجن العدو الاسرائيلي سوى هزيمة استراتيجية ما تزال أصداؤها تتردد في كيان العدو.

على المستوى السياسي الداخلي دفع نيابي باتجاه الإسراع في تشكيل الحكومة والخروج من حلبة المراوحة. هذا الدفع عكسه زوار عين التينة اليوم ومن بينهم الرئيس نجيب ميقاتي الذي أعرب عن اعتقاده بأن الحكومة ستتألف داعيا الجميع الى تقديم التضحيات لهذه الغاية.

أما الرئيس المكلف نفسه فقد انطلق من تعداد عدد من التحديات ليؤكد أن الحل بأيدي اللبنانيين جميعا وهو يبدأ خصوصا بوضع تشكيل الحكومة موضع التنفيذ قائلا: أنا مش رح إستسلم.

وعلى ضفاف الشأن الحكومي وفيما تراجع منسوب التراشق البرتقالي – القواتي على إيقاع اجتماع عرابي تفاهم معراب: ملحم رياشي وابراهيم كنعان في حضرة البطريرك بالديمان شهد المسار البرتقالي – الاشتراكي موجة جديدة من السجالات الحادة استخدمت فيها قطعان من الحيوانات والحشرات كالفرغل والدرص والهجرس والخوقع.

أما وليد بيك نفسه فقد نصح الرفاق بعدم الدخول في سجالات عقيمة مع المجموعة العبثية التي تصر على اعتماد الهجاء الرخيص.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

احد عشر عاما وعاما.. واقمار تسجد لعزيز لا يضام، ووعد تكفلت بتصديقه الايام..

صديقه خالد وساجد، وجهاد وبلال، وعشرات من المجاهدين الاباة، وأذان ما زال يملأ السهول ويعتمر اعالي الجبال، أن حي على الجهاد حي على الفلاح..

اثنا عشر عاما وتموز النصر والعنوان، يعود حقيقة وما غاب، رسم للبنان المجد وللامة الامل وطول البقاء..

ولكي يبقى، رجاله عند حدود الزمن حارسين، حيثما يجب سيكونون .. على صفحاتهم تعد الايام، وتعيد مع انتصاراتهم اجمل الالحان، قائدهم ما خاب، وكتابهم عصي على تقلبات الزمان، رجال الل هم، ولهم اخوة حيث صدح للحق صوت وللكرامة عنوان..

اثنا عشر عاما على عملية الوعد الصادق، الذي تجدد من الجنوب الى الجرود، وما بينهما الكثير الكثير من البذل والعطاء، والبسالة دفاعا عن لبنان كل لبنان، ونصرة للامة التي آمنت بقضيتها، وما اضاعت بوصلتها، وعلى طريق قدسها كان وسيبقى المسار..

اثنا عشر عاما وما قبل وما بعد، والمنار من معدن ذاك الانتصار، تقلب صفحاته، تحفظ قداسته، وتشارك اشرف الناس ايام الصبر والنصر، وكسر المخرز باشفار الوطن المحمي بأجمل المعادلات، جيش وشعب ومقاومة باقية كأهلها بوجه كل تحد وعند كل نزال..

المنار اليوم تطوي صفحات النزالات السياسية، والعقد الحكومية الآن، وتستذكر مع اللبنانيين بريق الامل الذي يصلح دواء لكل داء، بعزيمة ووطنية، وحب حياة حقيقية، عنوانها الكرامة المجبولة بالعرق ومتى اضطرت بالدماء..

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

الطبخة الحكومية لم تنضج بعد، لكن الحراك مستمر في انتظار الحسم. فالأبواب غير موصدة على حركة الزوار، والخطوط غير مقفلة على الاتصالات بين المعنيين. فيما اختار النائب السابق وليد جنبلاط على ما يبدو التغريدات التصعيدية بخلفيات حكومية، فقوبل بالردود الحازمة المناسبة من التيار.

أما على خط التيار والقوات، فبركة بطريركية متجددة منحت للمصالحة المسيحية المستمرة، حيث كان الصرح البطريركي الصيفي في الديمان مساحة لقاء استمر لحوالى الاربع ساعات ضم عرابي المصالحة، ابراهيم كنعان وملحم الرياشي، في بداية مسار جديد يحتاج بالطبع لمتابعة متأنية.

ولأن عودة النازحين السوريين تبقى متقدمة ضمن سلم اولويات المرحلة، وبعد الحراك الديبلوماسي والسياسي في هذا الاتجاه، أطلق التيار الوطني الحر مساء اليوم لجنة النازحين.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

عنوان تشكيل الحكومة يختصر كل العناوين، وله الاولوية المطلقة لدى الرئيس المكلف سعد الحريري، وهو رأى أنه من حق أي مواطن أن يستغرب عدم الاتفاق على تأليف الحكومة، في الوقت الذي يرى فيه الكل سلبيات التأخير في التأليف.

وقال: الكل يتساءل، متى يا ترى يتم تخريج التشكيلة الحكومية وإطلاق ورشة العمل لإنقاذ البلد؟

مصادر مطلعة على اتصالات التأليف قالت لتلفزيون المستقبل ان الامور لا تزال قيد التشاور وانه لا تقدم ملحوظا حتى هذه الساعة بانتظار المشاورات التي سيواصلها الرئيس الحريري خلال اليومين المقبلين.

المصادر نفسها اوضحت ان الرئيس المكلف سيتوج اتصالاته بزيارة القصر الجمهوري للاجتماع بالرئيس ميشال عون والتدوال معه في المستجدات الحكومية والسياسية.

الرئيس الحريري كان اكد انه لن يستسلم، وهذا هو الخيار الذي يعمل عليه شخصيا، مبديا ثقة كبيرة جدا، بأن المجتمع السياسي اللبناني سيتجاوز مرحلة السجالات، ليدرك أن مصلحة لبنان وحق اللبنانيين بحياة كريمة، يجب أن تتقدم على كل اعتبار.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 12 تموز 2018

النهار

يتردّد أن مصرفياً بارزاً مطلوباً للقضاء عاد الى لبنان لتسوية أوضاعه القانونية بغية استرجاع رخصة مصرفه التي شطبها مصرف لبنان.

أثار حصر نتائج متطوعي جهاز رسمي بلوائح حزبيّة استياء واسعاً، وصفته جهات سياسية بأنه اسقاط لورقة التوت عن سياسة التوظيف الفئوية المعتمدة.

لم يتم الى اليوم تحديد موعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى لبنان بعد تأجيلها قبيل الانتخابات.

الجمهورية

يوجد إتجاه لدى مرجع سياسي لإيجاد تسوية لحقيبة وزارية سيادية تجاوزاً لحساسيات مناطقية.

يعكس تبديل دبلوماسي في سفارة بارزة توجّهاً إقليمياً جديداً أكثر حزماً تجاه المرحلة المقبلة في لبنان.

يُفضِّل حزب معني بالتأليف التقليل من أهمية عقدة وزارية وتركِها في آخر السُّلم بانتظار حل بقية العقد.

اللواء

تتخذ معركة فتح الحدود السورية- العراقية ابعاداً إقليمية ودولية، وربما تكون جزءاً من ترتيبات تفاهمات هلسنكي الأسبوع المقبل.

دخل فريق كنسي طرفاً في اشتباك داخل مؤسسة أكاديمية كبرى، مما يُهدّد بمصداقيتها وحتى مستقبلها كمؤسسة موحدة!

تتخذ معركة فتح الحدود السورية- العراقية ابعاداً إقليمية ودولية، وربما تكون جزءاً من ترتيبات تفاهمات هلسنكي الأسبوع المقبل.

المستقبل

إنّ ديبلوماسيين غربيين يتوقّعون أن تضع القمّة الأميركية - الروسية التي ستنعقد الاثنين المقبل إطاراً لأدوار كل من تركيا وإيران وإسرائيل في ملفات المنطقة.

البناء

يعتزم عاملون في الشأن الاقتصادي العام توجيه دعوة علنية إلى الجهات السياسية والإعلامية كافة، لحثها على التوقف عن بثّ الأجواء السوداوية عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية في البلد، لأنّ المصلحة العامة تقتضي إعطاء جرعات من الثقة بالاقتصاد الوطني، على أنّ ذلك لا يعني التعتيم على الأزمات والمشاكل التي يعاني منها لبنان، بل المطلوب التعاطي بواقعية وعدم تضخيم الأمور لخدمة مصالح وأهداف سياسية.

قالت مصادر إعلامية روسية إنّ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان بروتوكولياً ولم يدخل في بحث ما كان ينتظره نتنياهو، خصوصاً لجهة مستقبل الوجود الإيراني ووجود حزب الله في سورية، بعدما أعاد بوتين الأمر للدولة السورية. وقالت المصادر إنّ البحث الجدّي ربما يكون مؤجّلاً لقمة بوتين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أيام، خصوصاً أنّ مستقبل الوجود الأميركي في سورية سيكون مطروحاً على الطاولة...

 

بعد الحصص..هل يكون البيان الوزاري ساحة الاشتباك السياسي المقبل؟ الحريري يصرّ على تفيّؤ الشرعية الدولية و"الحزب" يريد الثلاثية الذهبية!

المركزية-المركزية/12 تموز/18/ فيما لا يزال القطار الحكومي في محطته الاولى، ولم ينطلق بعد عمليا في رحلة التأليف، بسبب خلاف بين "ركّابه" على الحصص والحقائب والاحجام، تتخوف جهات سياسية من ان يجد نفسه، بعد ان يجتاز هذه المطبات المعقدة التي لا يعرف بعد متى تزال من أمامه، أمام عقبات من نوع آخر، تتعلق بتحديد سياسات وتوجهات الحكومة العتيدة في بيانها الوزاري. فبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، سيسعى فريق 8 آذار بقيادة حزب الله، جاهدا، لإدراج ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" في البيان العتيد وسيرفض، في المقابل، ذكر سياسة النأي بالنفس أو إعلان بعبدا فيه وحتى الاتيان على ذكر القرارات الدولية ولا سيما منها القراران 1559 و1701. الا ان الفريق الحكومي الآخر، ونواته "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية"، فلن يرضى الا ببيان وزاري "سليم" يتوافق ومتطلبات المجتمع الدولي خصوصا وأن لبنان ينتظر مساعدات مؤتمرات الدعم وأبرزها "سادر 1" وروما 2، ولا بد له تاليا ان يُظهر انه يحترم الشروط التي حددتها مجموعة الدعم لبيروت، مقابل حصوله على المساعدات. فالى جانب الاصلاحات الاقتصادية، ثمة مبادئ سياسية محلية وخارجية على لبنان التقيد بها، أبرزها الشروع في مناقشة استراتيجية دفاعية تحصر السلاح في يد الاجهزة الشرعية اللبنانية فقط، والتزام القرارات الدولية، ووقف التدخل في شؤون الدول الأخرى والتزام الحياد والنأي بالنفس. وقد دلت الزيارتان اللتان قامت بهما "المجموعة الدولية لدعم لبنان"، الى كل من قصر بعبدا وبيت الوسط حيث استقبلهما رئيسا الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف، الى مدى الحرص التي تبديه على أن تثبّت الحكومة المنتظرة في بيانها الوزاري، ما تعهّد به لبنان أمام الدول المانحة في الاشهر الماضية. اذ أملت في أن يتمّ قريباً تأليف "حكومة وحدة وطنية شاملة ومتوازنة لتُمكّن لبنان من متابعة الاصلاحات المطلوبة". وشجّعت على أن تؤخَذ المبادئ الدولية غير الرسمية التي حدّدتها المذكّرة التي كانت قدّمتها الى رئيس الجمهورية الشهر الفائت، والى الرئيس المكلف امس، تماشياً مع البيان الصادر عن اجتماعها الوزاري في 8 كانون الاوّل 2017 ومع الوثائق الختامية لمؤتمرات روما وباريس وبروكسل وقرارات مجلس الامن الدولي، في الاعتبار عندما تُعِدّ الحكومة المقبلة بيانَها الوزاري". وبحسب المصادر، لن يتساهل الحريري مع أي "خربطة" أو محاولة تشويش على موقف لبنان الرسمي من هذه القضايا. فالوضع دقيق، لا سيما اقتصاديا، ولا يسمح لنا بأي ضبابية او التباس في الموقف، خاصة وأن دولا عربية بدأت تشكو لبنان في المحافل الدولية، وهذا ما فعله اليمن في الساعات الماضية، اذ تحرك في الامم المتحدة ضد "حزب الله" وتدخلاته في اليمن، بعد ان وجه رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى وزير الخارجية جبران باسيل على خلفية "تورّط" الحزب المتزايد في دعمِ الحوثيين، داعياً الحكومة اللبنانية "إلى كبحِ جماح الميليشيات الموالية لإيران وسلوكها العدواني، تماشياً مع سياسة النأي بالنفس".

فهل يكون البيان الوزاري محط كباش داخلي جديد يؤخر أمد التأليف، أم يصار الى اعتماد بيان الحكومة الحالية (حكومة تصريف الاعمال اليوم)، و"الملحق" الذي أضيف اليه بعيد عودة الرئيس الحريري عن استقالته، مع بعض التعديلات والتنقيحات، بما يرضي الغرب والعرب ويُبقي لبنان تحت عباءة الشرعية الدولية، وتشكل هذه الصيغة المخرج الافضل للهروب من غابة الشروط والشروط المضادة سياسيا؟ هذا الخيار يبدو الاكثر ترجيحا..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي استقبل الرياشي وكنعان وحملهما رسالة: تأكيد المصالحة التاريخية بين التيار والقوات والإسراع في تشكيل الحكومة ووقف الشحن

الخميس 12 تموز 2018/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في الديمان، عرابي المصالحة المسيحية وزير الاعلام ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان اللذين وصلا في سيارة كنعان يقودها بنفسه، والى جانبه الرياشي. وعقدت خلوة استمرت نحو ثلاث ساعات تخللتها مأدبة غداء استمرت المحادثات خلالها، وبعد اللقاء المطول تلا مسؤول الاعلام في الصرح المحامي وليد غياض الرسالة التي حملها البطريرك الى العرابين، وجاء فيها:

"1- تأكيد المصالحة التاريخية الأساسية التي تمت بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وعدم تحويل أي اختلاف سياسي بينهما إلى خلاف، والتشديد على أن تستكمل بالتوافق الوطني الشامل.

2- وقف التخاطب الإعلامي الذي يشحن الأجواء ويشنجها على مختلف المستويات السياسية والإعلامية بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي كافة.

3- دعوة الطرفين إلى وضع آلية عمل وتواصل مشترك لتنظيم العلاقة السياسية بينهما تدوم، وألا تكون آنية ومرهونة ببعض الاستحقاقات، على أن تشمل جميع الأفرقاء من دون استثناء.

4- الاسراع في تشكيل الحكومة وفق المعايير الدستورية لما يشكل التأخير في ذلك من ضرر فادح يطال عمل المؤسسات العامة والخاصة كافة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسي".

الرياشي

ثم أكد الرياشي "حرص الدكتور جعجع على تثبيت المصالحة"، وقال: "لقد لبينا دعوة البطريرك الراعي لنا الأستاذ إبراهيم كنعان وأنا، وأطلعناه على كل التفاصيل التي كانت تحدث في الفترة الأخيرة والنقاش والإختلاف الذي بلغ حدا من الصعوبة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وأطلعناه على التفاصيل جميعها وعلى التفاوضات السياسية التي تجري، وأكدنا أهمية المصالحة التي حصلت بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر باسم الدكتور جعجع والوزير باسيل، وسوف يطلعكم عليها الأستاذ إبراهيم، وأيضا باسم فخامة الرئيس الحريص على المصالحة وأهميتها، سواء للمسيحيين او للبنان. لقد حملنا سيدنا رسالة، ولكن أراد أن يطلع الرأي العام عليها، قرأها لكم الأستاذ وليد. وأريد أن أستفيد من هذا المنبر لأؤكد أنه كما جاءتنا إتصالات كذلك أتت إتصالات للتيار والكثير من الإتصالات لبكركي والديمان من الإغتراب والداخل بأن هناك خوفا وحرصا على المصالحة بشكل كبير. نطمئن الجميع الى أن هذا اختلاف وهذا الإختلاف مذكور أيضا في إعلان النيات الى حد ما، ممكن أن يحصل بين أي حزبين، ولكن أي إنعاكس على هذا الإختلاف على واقع الحال وعلى الأرض ليس واردا لا من قريب ولا من بعيد بأي شكل من الأشكال. هذا حرص الحكيم وحرص التيار وحرصنا جميعا على هذا الموضوع، لأن هذه المصالحة تعني لبنان، تعني الإغتراب والمشرق كله وتعني كل الناس المعنيين بها. وهي أكبر من أي تنافس أو صراع سياسي مهما بلغ من حدة. المصالحة أعادتنا من غربة كنا نعيش فيها الى وطن نأمل أن يبقى ونعيش فيه الى الأبد، نحن واحفادنا وأولادنا". وختم: "من هذا المنطلق كان اللقاء مع سيدنا وجدانيا جدا، وكان اللقاء سياسيا بامتياز وله بعد لاهوتي لحماية ما حصل وحرصه عليه، وحملنا رسالة سننقلها الى فخامة الرئيس ورئيس التيار الوطني الحر ورئيس القوات اللبنانية".

كنعان

من جهته أكد كنعان "أن المصالحة تمت وما من عودة الى الوراء"، وقال: "لن أزيد كثيرا. لقد تشرفنا ملحم وأنا بلقاء صاحب الغبطة، واستمع النا واستمعنا الى توجيهاته وحرصه الكبير، ليس فقط على المصالحة التي تمت بيننا، إنما على التوافق الوطني الشامل. ولديه رسالة تلاها الأستاذ وليد وهي ليست فقط لنا، وإنما لكل اللبنانيين. التطمين هو بإسم التيار لأنه دائما نسمع أن إبراهيم كنعان متفائل جدا وملحم الرياشي أيضا. أنا الآن أتكلم باسم التيار، ولكنني أؤكد الآن أن المصالحة بالنسبة الينا مقدسة وخط أحمر تمت وانتهت ووضعناها خلفنا، ولكن هذا لا يعني أننا حزب واحد. نحن حزبان، وكما هناك في الحزب الواحد أحيانا آراء متنوعة على صعيد حزبين، ما بالكم كم يوجد آراء مختلفة". أضاف: "على هذا الأساس نقول لكل اللبنانيين الخائفين لا تخافوا، في السياسة يحصل إختلاف وتنوع في الآراء وتناقض، ولكن عملنا، وخصوصا بعد المصالحة، لئلا يتحول الى إنقسام عمودي والى خلاف. لن نعود الى الوراء. الحكومة تقطع وإستحقاقات كثيرة تقطع ولكن المصالحة باقية". وختم: "هذه الرسالة سنحملها الى قيادة الحزبين والى فخامة الرئيس، وسوف ننقل هذا اللقاء المثمر والذي سيكون له متابعة. وليس إذا أتينا الى الديمان إنتهى الموضوع هنا، لا، صاحب الغبطة يهمه جدا أن يكون هناك حضور مسيحي مؤثر على مستوى الوطن، وهذا الأمر في حاجة الينا نحن الإثنين والى غيرنا. من هذا المنطلق نشكركم، والى اللقاء القريب". وكان الراعي استقبل صباحا السفير البريطاني هيوغو شورتر في حضور المطران بولس صياح.

 

تهدئة مسيحية تمهّد لاستئناف مشاورات الحكومة... والحريري يؤكد استمرار العقد وتليها إعادة قراءة «اتفاق معراب» وخريطة طريق لعلاقة «التيار» و«القوات»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/12 تموز/18/استؤنفت حركة المشاورات السياسية على أكثر من خط، وسجل يوم أمس لقاءات عدة بين المسؤولين اللبنانيين، في محاولة لتذليل العقبات الحكومية العالقة في إطار بعض العقد، وعلى رأسها «المسيحية»، بعد تفاقم الخلاف بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر».وكانت الخطوة الأولى في هذا الإطار إعلان الحزبين المسيحيين التهدئة تمهيداً لوضع خريطة طريق للعلاقة بينهما، وإعادة انطلاق عجلة الحوار التي توقفت نتيجة انفجار الأزمة، على أن تعقد لقاءات بين المسؤولين فيهما بعد دخول بكركي على الخط، ودعوتها كلاً من وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي ممثلاً لـ«القوات» والنائب في «التيار» إبراهيم كنعان للاجتماع يوم غد.

والتقى أمس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما اجتمع كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي ووزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق برئيس الجمهورية ميشال عون، حيث كان الملف الحكومي والاتصالات الحالية لتشكيل الحكومة بنداً رئيسياً في المباحثات. وفيما أعلن الحريري أن العقد لا تزال على حالها، معولاً على التهدئة المسيحية، أكد على ضرورة التأليف في أقرب وقت ممكن نظراً للوضع الإقليمي وللوضع الاقتصادي في لبنان، مشيراً إلى أن «هناك فرصة ذهبية لتطبيق مقررات مؤتمر سيدر، وعلينا أن نقوم بالإصلاحات».

وقال بعد لقائه بري: «تناقشنا في اللجان النيابية، والرئيس بري حريص على الإسراع بتشكيلها، وتشكيل الحكومة أولوية لدينا، وعلينا أن نترفع عن خلافاتنا للوصول إلى مصلحة وطنية، والتضحية من قبل الأحزاب هي من أجل لبنان واجب، كما اتفقنا على حث الأفرقاء على تشكيل الحكومة»، معلناً أنه سيكون لديه لقاءات عدة في الأيام المقبلة. وفي حين أقر أن «العقد لا تزال على حالها، والإيجابية هي اليوم في الاتفاق على تخفيف السجال بين الأفرقاء السياسيين»، لفت إلى أن «بري حريص على عمل المؤسسات في الدولة، لا سيما أن الحكومة السابقة تمتعت بصفة الوفاق الوطني، وأنجزت الكثير رغم عمرها القصير»، مشدداً: «علينا أن نكمل بهذه الطريقة، وأنا حريص على تمثيل أكبر فئة من الأحزاب اللبنانية في الحكومة الجديدة».وأكد أنه «من غير المسموح لأحد المسّ بصلاحيات الرؤساء الثلاثة، وأرفض المزايدة في هذا الموضوع لأنه محسوم»، داعياً الأفرقاء السياسيين إلى «أن يركزوا على المصلحة الوطنية، وليس على الحصص الوزارية، ويجب إنجاز هذه الحكومة بأسرع وقت»، وأضاف: «في لبنان، لا أحد يستطيع إلغاء الآخر، وفشل الكثيرون في هذه التجربة، ولا يمكن محاربة الفساد بالكلام فقط».

من جهته، دعا الراعي الكتل السياسية إلى النظر لمصلحة لبنان قبل مصالحها الداخلية، والتأخير يجعل الكل يتشبث بمصالحه، وقال بعد لقائه عون: «شددنا على الوحدة الداخلية، وما يهمنا هو التفاهم بين جميع اللبنانيين»، مضيفاً: «لا نحب الثنائيات، إنما التنوع الكامل لبناء الوحدة».

ونفى الراعي التحضير للقاء قريب في بكركي بين رئيس «القوات» سمير جعجع ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، رافضاً الكلام عن خلاف سياسي.

ووصفت مصادر وزارية في «التيار» اللقاءات التي عقدها عون يوم أمس بالـ«جيدة جداً»، مشيرة إلى مناخات إيجابية، خصوصاً بعد إعلان الحزبين المسيحيين عن التهدئة آملة في التزامهما بها، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كان هناك تأكيد من الرئيس عون على تمسكه بالمصالحة المسيحية التي كان هو عرّابها، ويعمل لاستمرارها وعدم سقوطها». وفيما تعول الأطراف اللبنانية على أن تكون «التهدئة المسيحية» بداية لاستئناف الحوار بين الطرفين، وبالتالي انعكاسها إيجاباً على مسار التأليف، قالت مصادر القوات لـ«الشرق الأوسط»: «الاتصالات بين مختلف الأطراف أدت إلى الاتفاق على التهدئة التي دخلت حيز التنفيذ اليوم (أمس)، ما سيدفع باتجاه استكمال الحوار الذي كان قد توقف بعد تسريب بنود اتفاق معراب، وما نتج عنه من مواجهة بين الطرفين». وأوضحت المصادر: «سيبدأ العمل على خريطة الطريق التي كان قد طرحها جعجع على رئيس الجمهورية في لقائهما الأخير، وذلك عبر بحث معمق لوجهات نظر كل من الطرفين حيال اتفاق معراب، وأين أصاب وأين أخطأ كل منهما، تمهيداً للتوصل إلى قراءة سياسية موحدة بين الطرفين لمسار العلاقة بينهما، على أن يكون الشق الثاني مرتبطاً بنظرة كل طرف لوزنه داخل الحكومة، في ظل الاختلاف الحاصل في ما بينهما».

وعن إمكانية تنازل «القوات» عن مطلبها الذي كانت تستند إليه من اتفاق معراب الذي يساوي بين حصتها وحصة «التيار»، توضح المصادر: «ما يمكن قوله الآن هو أن الحوار سينطلق. ومع هذه الانطلاقة، سيطرح كل طرف مطالبه التي يتمسك بها، لكن الأكيد أن النيات إيجابية لنقاش جدي يوصل إلى مساحة مشتركة، والاتفاق على حلول وسطية ترضي الطرفين». كان رئيس «التيار»، وزير الخارجية جبران باسيل، قد أعلن صباحاً أنه عمم «على الجميع عدم الرد على أي إهانة، وحريصون على المصالحة المسيحية والوطنية»، مؤكداً أن «الأهم تشكيل الحكومة، ومن حقنا جميعاً أن نكون ممثلين وفق إرادة الناس، ومهما مضى من وقت ستتكرس هذه المعادلة»، ليعود «القوات» ويعلن بعد الظهر، في بيان له، أن قيادة الحزب «أصدرت تعميماً على جميع وزرائها ونوابها الحاليين والسابقين والمسؤولين على المستويات كافة بعدم الرد على أي تهجم تتعرض له (القوات)».

 

محاكم لبنان تغرق في الظلام والمحامون يلجأون إلى مصابيح الهواتف وانقطاع المياه وأعطال كبيرة في شبكة الكهرباء والدولة عاجزة عن وضع حد للمعاناة

قصر العدل في بيروت/بيروت: يوسف دياب/12 تموز/18/تغرق قصور العدل في لبنان في الظلام منذ أسابيع عدّة، ما يضاف إلى أزمة انقطاع المياه عنها، وهو ما يعمّق معاناة القضاة والموظفين والمحامين والمتقاضين، وسط عجزٍ تام من الدولة، وتحديدا وزارة العدل، عن وضع حدّ لهذه المعاناة، التي اضطرت عددا من المحاكم إلى تعليق جلساتها مرّات عدّة، بفعل انعدام التكييف ووسائل التهوية، حتى المراوح بالحدّ الأدنى، مقابل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وصعوبة قراءة الملفات وإجراء الاستجوابات.

«العدالة التي باتت تتوق إلى عدالة لإنصافها وإنقاذها»، على حدّ تعبير مصدر قضائي، باتت تهدد حياة الناس في قصور العدل، خصوصا عشرات الموقوفين الذين يقبعون في زنازين قصور العدل الواقعة تحت الأرض، وإصابة بعضهم بحالات اختناق، لانعدام التهوية وانقطاع الماء عن المغاسل ودورات المياه، وانبعاث الروائح الكريهة من أقبيتها، وهذه الحالة كانت ظاهرة جدا في قصر عدل بعبدا (جبل لبنان)، الذي يفتقر أصلا لأدنى مقومات قصور العدل، ما اضطر عناصر الأمن الموكلين بحمايتهم، إلى إسعافهم بالوسائل البدائية.

وتتعالى الصرخات يوميا في أروقة المحاكم، بدءا بالقضاة الذين يطلق عليهم تسمية «حرّاس العدالة»، والذين ضاقوا ذرعا باستمرار هذه الأزمة، وهو ما عبّر عنه بمرارة مصدر قضائي، حيث سأل: «إذا كانت العدالة عاجزة عن إنصاف نفسها، كيف لها أن تنصف الناس؟».

وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الواقع القائم يقول إن العدالة في لبنان باتت تتوق إلى عدالة تنصفها وتمنحها حقها»، لافتا إلى أن «القاضي الذي يعاني الأمرّين في مكتبه وعلى قوس المحكمة وفي مرآب السيارات، كيف له أن يستجوب ويحاكم ويصدر أحكامه؟!». ولفت إلى أن «المراحيض والمغاسل تعاني انقطاعا دائما للمياه، وانعداما للنظافة وخطر انتشار الأمراض».

وتكاد صرخة المحامين تكون أعلى، بحكم تحررهم من عبء الوظيفة التي تحكم على القاضي بالتزام الصمت، ولا سيما أن المحامين يشكون من تأخر محاكمات موكليهم، وباتوا يعتمدون على مصابيح هواتفهم الجوالة لتعقب الملفات ومراجعتها في أقلام المحاكم ودوائر التحقيق.

وتعتبر وزارة العدل المسؤولة إداريا وماليا ولوجستيا وتنظيميا عن قصور العدل، لكنّ مصدرا في الوزارة برّر لـ«الشرق الأوسط»، أسباب الأزمة بـ«إصابة شبكات الكهرباء الداخلية في قصري العدل في بيروت وبعبدا (جبل لبنان) بأعطال كبيرة وحالة اهتراء، لأنها قديمة جداً، ولم تعد قادرة على تحمّل الضغط الهائل على التيّار الكهربائي، بسبب زيادة عدد مكاتب القضاة والأقلام»، مشيرا إلى أن «فرق الصيانة التابعة لشركة كهرباء لبنان لم تفلح في إصلاح الأعطال، لأن الشبكة الداخلية تحتاج إلى تغيير كلّي، وهذا يتطلب وقتا طويلا وتكاليف مالية مرتفعة جداً»، وأوضحت المصادر أن الوزارة «فتحت الباب أمام مناقصات مع شركات متخصصة لتمديد شبكات جديدة وحلّ هذه المعضلة».

ويبدو أن هذا الحلّ لم يقنع القضاة، إذ حمّل المصدر القضائي الدولة، سواء وزارة العدل أو غيرها، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع. وشدد على أن «الإدارة المسؤولة يفترض بها تدارك الخطر قبل وقوعه». وسأل: «هل ننتظر أشهرا طويلة لاختيار متعهد جديد، ثم انتظار أشهر إضافية لتمديد الشبكة، وتبقى المعاناة قائمة؟». لكن هذه المعضلة ترتّب على الدولة، وخصوصا وزارة العدل، مسؤولية قانونية، بسبب تعريض حياة مواطنين للخطر، حيث أدى انقطاع الكهرباء عن قصر العدل في بيروت قبل يومين، لاحتجاز أحد المحامين داخل المصعد وقتا طويلا، وكاد يصاب بالاختناق لولا الجهد الشخصي الذي بذلته عناصر قوى الأمن من مرافقي القضاة، وتمكنوا من إنقاذه. وإذا كان ترهّل قصري العدل في بيروت وبعبدا، سبباً لتبرير المشكلة، فلا مبرر لدى الوزارة لانقطاع الكهرباء في قصر العدل في طرابلس، وهو مبنى حديث أنشئ وفق مواصفات عالية.

والمفارقة أن قصر العدل في بيروت أُخضع على مدى السنوات الخمس الأخيرة، لعملية تدعيم وترميم، بسبب التصدعات التي أصابته، وخطر انهياره في حال وقوع هزّة أرضية كبيرة، لكنّ كلفة التدعيم التي بلغت 37 مليون دولار دُفعت من موازنة وزارة العدل، واقتصرت على تحصين المبنى بأعمدة إضافية، من دون إدخال تحسينات على هيكل المبنى، لا من الداخل ولا من الخارج، ولم يشمل الترميم شبكة الكهرباء والصرف الصحي والطلاء والبلاط والإنارة والمصاعد وفرش المكاتب وغيرها.

والمفارقة الأكثر غرابة أن خيار الترميم حلّ بسحر ساحر، ونسف قرار مجلس الوزراء، الذي تمكّن وزير العدل الأسبق إبراهيم نجّار من انتزاعه، في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2010، والقاضي بإنشاء «المدينة القضائية» في بيروت، بكلفة 55 مليون دولار.

وتشمل «المدينة القضائية» مبنى جديدا لوزارة العدل، وقصر عدل جديدا، ومعهد الدروس القضائية، ومجلس شورى الدولة، والمركز العربي للبحوث القانونية، ونادي القضاة، ما يوفّر على الدولة مبالغ طائلة، بدل الإيجارات التي تدفعها سنويا لمبانٍ خاصة مستأجرة للمعهد القضائي ومجلس الشورى ومركز البحوث القانونية، وهو ما أثار شكوكا عمّا إذا كانت عقلية الصفقة تغلّبت على قرار الحكومة والمؤسسات.

وعزا مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، سقوط مشروع المدينة القضائية إلى «الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري في نهاية عام 2010، وتأليف حكومة جديدة ألغت مشروع المبنى الحديث، واستبدلته بمشروع الترميم».

 

الأحرار: نطالب بانجاز الحكومة على أساس التنازلات المتبادلة والتوقف عن قبول طلبات القروض السكنية إجحاف بحق أصحاب الدخل المحدود

الخميس 12 تموز 2018 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار، اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء.

بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 - نلاحظ ان تشكيل الحكومة يدور في حلقة مفرغة مصحوبا بالسجالات والتجاذبات وأحيانا باتهامات التعطيل المتعمد. كل ذلك في ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تنتظر عناية واهتماما كبيرين لمنع تفاقمهما من جهة، وجدية واستعدادا للعمل لتفعيل مقررات المؤتمرات التي عقدت لدعم لبنان من جهة أخرى. لذا فإننا نكرر مطالبتنا بالاسراع في انجاز الحكومة على أساس التنازلات المتبادلة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح. والضمانة في الوصول الى هذه النتيجة تكمن في التزام معايير العدالة في توزيع الحقائب الوزارية واحترام إرادة الناخبين. علما ان التضحية الطوعية من قبل اي طرف تزيد صدقيته وتعلي شأنه.

2 - نرى في التوقف عن قبول طلبات القروض السكنية المدعومة إجحافا بحق أصحاب الدخل المحدود من الفئة الشبابية خصوصا التي تناضل من أجل الحصول على مسكن ورفض فكرة الهجرة. المطلوب إيجاد حل لمعالجة هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن بالتعاون الصادق والفاعل علما ان سداد القروض يبقى مضمونا. وفي المناسبة نسأل: لماذا لا تكون هنالك سياسة إسكانية ثابتة ودائمة حتى لو اقتضى الامر انشاء وزارة اسكان تتولى كل الشؤون المتعلقة به لتفادي الأزمات التي تحصل من وقت الى آخر ولطمأنة كل من يسعى الى الحصول على قرض لتأمين مسكن له؟

3 - توقفنا أمام موضوع الكسارات والمرامل والمقالع خصوصاً العشوائي منها ونبدي في صددها الملاحظات الآتية:

أ - هنالك صمت مريب من قبل المسؤولين رغم ان الموضوع أخذ شكل كارثة بيئية لها تداعياتها على صعيد الطبيعة اللبنانية.

ب - يبدو ان المستفيدين من الكسارات والمرامل والمقالع محميين من مرجعيات سياسية بحيث يشعرون انهم أقوى من الدولة وغير آبهين بالنصوص القانونية.

ج - يتنوع الضرر فيصيب المياه الجوفية بعدما شوه الطبيعة بقطع الأشجار واحداث فجوات بتفتيت الصخور.

د - ليس هنالك إجراءات لاستصلاح الأراضي بنتيجة الأعمال للتخفيف من الأضرار، وهذا يشكل الحد الأدنى المطلوب.

ه - نطالب بالتعاطي الجدي والمسؤول لوقف هذه المجزرة بحق الطبيعة وإلزام المستفيدين منها بترميمها أسوة بما يحصل في باقي الدول للحد من سلبياتها التي تضاف الى تلوث الهواء والمياه، ناهيك بالنفايات التي تتكدس على مساحة الوطن من دون التوصل الى حلول مستدامة.

 

نائب رئيس مجلس النواب الاندونيسي جال في الجنوب

الخميس 12 تموز 2018 /وطنية - جال نائب رئيس مجلس النواب الاندونيسي الدكتور فضلي ظون على رأس وفد واركان السفارة يرافقه النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجنوب، حيث زاروا موقع الشجرة في بلدة عديسة، واستمعوا الى شرح عن الوضع من قائد الكتيبة ، ثم انتقلوا الى مقر القوات الاندونيسية في عدشيت القصير. وأولم النائب علي بزي على شرف الوفد في وادي الحجير ونوه بمشاركة اندونيسيا في اليونيفيل ودعا الى تفعيل الدبلوماسية البرلمانية وتعزيز اواصر العلاقات على كافة المستويات بين الدولتين والشعبين.

وردالمسؤول الاندونيسي شاكرا الرئيس نبيه بري على حسن الاستقبال والحفاوة ، وشدد على انحياز بلاده الى جانب لبنان في استقراره وازدهاره وحقه في الدفاع عن سيادته وكرامته.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتانياهو: لا مشكلة لإسرائيل مع الأسد

الحرة/12 تموز/18/قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس إن إسرائيل لا تعارض أن يعيد الرئيس السوري بشار الأسد إمساك زمام أمور بلاده، لكنه أكد أن إسرائيل ستتصرف من أجل حماية حدودها ضد الجيش السوري النظامي إذا دعت الضرورة، كما فعلت في السابق. وأوضح نتانياهو في تصريحات صحافية قبيل مغادرته موسكو حيث عقد اجتماعا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "لم نجد أي مشكل مع نظام الأسد لـ40 عاما ولم يتم إطلاق رصاصة واحدة في مرتفعات الجولان". وأضاف أنه وضع "سياسة واضحة بأننا لا نتدخل ولم نتدخل. هذا لم يتغير"، مضيفا أن "ما أقلقنا هو داعش وحزب الله، وهذا لم ينته". وتابع أن أهم شيء يتمثل في "الحفاظ على حريتنا ضد أي تصرف ضدنا، وإخراج الإيرانيين من الأراضي السورية". وأفاد نتانياهو بأن الإيرانيين تراجعوا عشرات الكيلومترات عن حدود الجولان، لكنهم لم يغادروا المنطقة، مؤكدا أن سياسة إسرائيل "لا تتغير: انسحاب كامل للقوات الإيرانية في وقت واحد، أو أن إسرائيل ستتدخل في جهود الأسد لإعادة السيطرة على المناطق الحدودية". وكان مسؤول إسرائيلي كبير قد قال الأربعاء إن نتانياهو أبلغ روسيا بأن حليفها الأسد سيكون في مأمن من إسرائيل، لكن على موسكو أن تشجع القوات الإيرانية على الخروج من سورية. وهددت إسرائيل بفتح النار على أي قوة نظامية سورية تحاول الانتشار في المنطقة العازلة في الجولان، والتي أقيمت وفقا لهدنة جرى الاتفاق عليها عام 1974 وتراقبها الأمم المتحدة.

 

الكونغرس يعلن أن «الإخوان» تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي

واشنطن الشرق الأوسط/12 تموز/18/أعلنت لجنة الأمن القومي بالكونغرس الأميركي أن تنظيم «الإخوان» يشكّل تهديداً للأمن القومي الأميركي، وذكرت خلال جلسة استماع عقدتها، أمس (الأربعاء)، أن تنظيم الإخوان جماعة تبنّت الإرهاب نهجاً لها. وشددت اللجنة على ضرورة وضع جميع تنظيمات الإخوان على قائمة الإرهاب، مفيدة بـ«أن تنظيم الإخوان تمدّد في العديد من الدول». وفي بيان لها، ذكرت لجنة الأمن القومي الفرعية في الكونغرس أن الهدف من جلسة الاستماع التي عقدتها بشأن تنظيم الإخوان هو «النظر في خطر الجماعة على الولايات المتحدة ومصالحها وكيفية التصدي لها بفعالية».وأشارت اللجنة إلى أنه «تم تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية من قِبل العديد من الدول العربية»، فضلاً عن تصنيف الولايات المتحدة عدة فروع تابعة لها منظماتٍ إرهابية.

 

قوات النظام تدخل درعا البلد... و«داعش» يتقدم في جنوب سوريا وبوتين اجتمع بمستشار خامنئي... وقصف إسرائيلي رداً على تسلل «درون»

بيروت - موسكو - تل أبيب الشرق الأوسط/12 تموز/18/قال شهود اليوم (الخميس) إن مركبات تابعة لقوات النظام السوري ترافقها الشرطة العسكرية الروسية دخلت منطقة في مدينة درعا كانت تحت سيطرة المعارضة لسنوات بهدف رفع علم الدولة فيما تستعد قوات النظام لاستعادة المنطقة.

ونصبت رافعات من مجلس بلدية درعا الذي تديره الدولة سارية العلم قرب المسجد الذي خرجت منه احتجاجات كبرى على حكم الأسد في مارس (آذار) 2011. وكان إعلام النظام قد أفاد أمس (الأربعاء)، بأنه تم التوصل إلى اتفاق بين النظام وفصائل المعارضة في منطقة درعا البلد يقضي بأن تقوم الفصائل الموجودة هناك بتسليم أسلحتها الخفيفة والمتوسطة. واستعادت قوات النظام، بدعم من روسيا، مساحات واسعة من محافظة درعا الخاضعة للمعارضة على الحدود مع الأردن في هجوم كبير بدأ الشهر الماضي وأجبر الكثير من مقاتلي المعارضة على التخلي عن أراض بعد التوصل لاتفاق. وقال مسؤولون بالمعارضة إن مقاتلين محاصرين في جزء من مدينة درعا لا يزالون يجرون محادثات مع ضباط روس، ويهدف كثير منهم إلى تأمين ممر آمن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. ومن المتوقع استئناف المحادثات اليوم. ومن المتوقع أن تدخل قافلة كبيرة من الشرطة العسكرية الروسية المنطقة المدمرة في وقت لاحق. ويعيش نحو ألفي مقاتل من المعارضة وأسرهم تحت حصار في جزء من مدينة درعا. ويريد الكثير منهم الرحيل بسبب خشيتهم من الطريقة التي سيعاملهم بها النظام. وسيطر تنظيم داعش المتطرف على قرية توجد فيها فصائل معارضة في جنوب سوريا بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 30 مقاتلاً، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس. ويزداد الوضع في الجنوب السوري تعقيداً مع دخول تنظيم داعش على خطوط الجبهات في مواجهة كل من الفصائل المعارضة وقوات النظام على حد سواء. وشنّ فصيل «جيش خالد بن الوليد» المبايع للتنظيم المتطرف الأربعاء هجوماً على بلدة حيط المحاذية لهذا الجيب، والتي وافقت الفصائل المعارضة على الاتفاق مع قوات النظام برعاية روسية. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «بعد اشتباكات عنيفة، سيطر جيش خالد بن الوليد ليل الأربعاء الخميس على بلدة الحيط برغم الغارات التي شنتها طائرات حربية روسية وسورية ضد مواقعه». وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 16 عنصراً من الفصائل المعارضة، كما قتل 12 مقاتلاً في التنظيم المتطرف بينهم انتحاريان جراء المعارك والقصف. ومنذ صباح الأربعاء، تستهدف الطائرات الحربية مواقع التنظيم المتطرف في ريف درعا الجنوبي الغربي فضلاً عن بلدة الحيط. من جهة أخرى، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه إنه أصاب ثلاثة أهداف ردا على انتهاك طائرة سورية بلا طيار للمجال الجوي الإسرائيلي أمس (الأربعاء) قبل إسقاطها فوق شمال إسرائيل. وجاء في البيان «إن قوات الدفاع الإسرائيلي تحمل النظام السوري المسؤولية عن الأفعال التي تجري على أراضيه وتحذره من أي عمل آخر يستهدف القوات الإسرائيلية». ونشرت إسرائيل تغطية مصورة باللون الأبيض والأسود لصواريخ تصيب ما بدا وكأنه كوخ وهيكل من طابقين وآخر من خمسة طوابق وسط تضاريس تكثر بها التلال. وذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام أن المواقع التي استهدفتها إسرائيل اليوم تقع قرب قرية حضر في محافظة القنيطرة بالقرب من هضبة الجولان المحتلة. إلى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي الوضع في سوريا، وذلك في اجتماعهما اليوم في موسكو. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين في مؤتمر صحافي عبر الجوال إن ولايتي نقل رسالة من خامنئي ومن الرئيس الإيراني لبوتين.

وتدعم روسيا وإيران رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية، وأكد ولايتي أن البلدين «ستواصلان التعاون في سوريا».

 

الكرملين ينسق الخطوات المقبلة في سوريا بين الإيرانيين والإسرائيليين وتزامن زيارتي نتنياهو وولايتي إلى روسيا أثار تساؤلات

موسكو: رائد جبر الشرق الأوسط/12 تموز/18/أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات، في الكرملين أمس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ركزت على تطورات الوضع في سوريا، خصوصا في منطقة الجنوب، في إطار المطلب الإسرائيلي بخروج القوات الإيرانية والقوات الحليفة لطهران من كل الأراضي السورية ووضع ترتيبات لضمان الالتزام باتفاق فك الاشتباك الموقع مع الحكومة السورية في عام 1974. وأثار تزامن الزيارة مع وصول مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إلى موسكو أمس، تساؤلات حول احتمال أن تقوم موسكو بجهود لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، لكن أوساطا روسية أكدت أن المحادثات تجري بشكل منفصل مع كل طرف، رغم أن الأجندة المطروحة للبحث متشابهة، وهي تتمحور مع الجانبين حول تطورات الوضع في سوريا، ومصير الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية منه.

ورغم أن لقاء بوتين مع نتنياهو جرى مساء أمس خلف أبواب مغلقة، فإن المعطيات التي تسربت عنه أشارت إلى أن نتنياهو أصر على طرح «المبدأين الأساسيين للسياسة الإسرائيلية؛ وهما منع الوجود الإيراني في كل الأراضي السورية، وإلزام دمشق بتنفيذ اتفاق فك الاشتباك في الجولان بحذافيره». في حين سعى الكرملين إلى تثبيت التفاهمات الروسية - الإسرائيلية السابقة التي اشتملت على انسحاب القوات التابعة لإيران من المنطقة الحدودية، وتأجيل مناقشة مسألة خروج كل القوات الأجنبية من سوريا إلى حين انطلاق مسار التسوية السياسية الشاملة.

ولم تستبعد مصادر روسية أن يكون بوتين سعى إلى تقديم ضمانات إلى نتنياهو بأن إسرائيل لن تتعرض لهجوم أو استفزاز من جانب القوات الحكومية السورية أو القوات الرديفة لها. كما تطرق البحث إلى دور يمكن أن تقوم به الشرطة العسكرية الروسية لضمان عدم وقوع احتكاكات في الجولان، إلى حين إعادة قوات الفصل الدولية التي انسحبت من المنطقة بسبب الحرب السورية. وانطلقت أوساط روسية أمس من قناعة بأنه «من دون الاتفاق مع إسرائيل، فلن يكون استمرار عمل الجيش السوري في جنوب البلاد سهلاً». ورأت أن «مطالب إسرائيل حول الانسحاب الإيراني تتطابق تماما مع الموقف الأميركي، الذي يتم التعبير عنه بانتظام في المفاوضات مع الجانب الروسي، ويلقى دائما ردا مراوغا من موسكو» وفقاً لمصادر صحيفة «كوميرسانت» الروسية الرصينة، التي أشارت إلى أن إمكانية سحب القوات الموالية لإيران من الحدود الإسرائيلية إلى عمق 80 كلم جرت مناقشتها مع إسرائيل. إلا أن الأطراف لم تتوصل إلى اتفاق بعد. ورأت المصادر أن «التنازل الوحيد لإسرائيل، الذي تسمح به روسيا لنفسها، هو عدم الرد على ضرب المنشآت العسكرية التي تعدها تل أبيب إيرانية في سوريا. كما تواصل روسيا الحوار مع الإسرائيليين حول قضايا تكتيكية، من بينها، عملية الجيش السوري المقبلة لبسط السيطرة على محافظة القنيطرة، المتاخمة لهضبة الجولان المحتلة». لكن أجواء زيارة نتنياهو التي وصفها في وقت سابق بأنها ستكون بالغة الأهمية، اتخذت بعدا آخر بسبب تزامنها مع وصول ولايتي إلى موسكو. ورغم أن مسؤولين روساً أكدوا عدم وجود خطط للقاء ثلاثي، فإن أوساطا دبلوماسية أشارت إلى جهد تقوم به موسكو لتخفيف الاحتقان بين الجانبين ومحاولة التوصل إلى تفاهمات تقلص من مجالات وقوع احتكاكات، في إشارة إلى سعي روسي لإقناع الإيرانيين بضرورة الانسحاب إلى عمق الأراضي السورية ومغادرة المناطق الحدودية. وكان لافتا أن المصادر الإيرانية ركزت على أن عنصر البحث الأساسي خلال زيارة ولايتي الذي يحمل رسالة من المرشد الإيراني إلى بوتين، هو الملف النووي الإيراني، وليس الوضع في سوريا. لكن مدير قسم آسيا في وزارة الخارجية الروسية زامير كابلوف قال إن ولايتي سيجري بالإضافة إلى لقائه مع بوتين عددا واسعا من اللقاءات مع مسؤولين روس في قطاعات مختلفة. وزاد أن اللقاءات التي تجرى اليوم، ستركز على العلاقات الثنائية، والاتفاق النووي، والوضع الإقليمي وبالدرجة الأولى في سوريا. وبالإضافة إلى الملفات السياسية، يشغل ملف صادرات إيران النفطية حيزا مهما في أعمال الزيارة؛ إذ من المقرر أن يلتقي ولايتي، اليوم أيضا، وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لبحث ملف صادرات النفط الإيراني في إطار مواجهة التحركات الأميركية للتضييق عليها.

 

إسرائيل ردت بباتريوت على طائرة من دون طيار من سوريا

القدس: «الشرق الأوسط/12 تموز/18/قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق صاروخ باتريوت، أمس الأربعاء، لاعتراض طائرة من دون طيار قادمة من ناحية سوريا، في ثاني حادثة من نوعها خلال شهرين. وأضاف الجيش في بيان نقلته (رويترز)، أن الواقعة أسفرت عن انطلاق صافرات الدفاع الجوي في هضبة الجولان والحدود الأردنية القريبة. وإسرائيل في حالة تأهب قصوى فيما تشن القوات النظام السوري، هجوما على مقاتلي المعارضة قرب الجولان المحتل والأردن. وتخشى إسرائيل أن ينشر الرئيس بشار الأسد قوات سورية أو يسمح لحلفائه من إيران و«حزب الله» بالتمركز قرب الخطوط الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي في 24 يونيو (حزيران) الماضي، إنه أطلق صاروخ باتريوت على طائرة من دون طيار قادمة من ناحية سوريا، لكنها عادت أدراجها دون أن يلحق بها ضرر. وقال قائد سوري إن الطائرة من دون طيار كانت تشارك في عمليات في سوريا.

 

الإمارات وأميركا تفككان شبكة نقل أموال غير قانونية لإيران والأرجنتين تطلب من روسيا اعتقال مستشار خامنئي وتسليمه لها

ترامب: طهران تعاملنا باحترام أكبر بعد الانسحاب من "النووي" وستتصل بي وتطلب التوصل إلى اتفاق

طهران وعواصم – وكالات/12 تموز/18/ في وقت شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، على ضرورة “حرمان النظام الايراني من كل مصادر تمويل الارهاب والحروب بالوكالة”، وغرد عبر “تويتر” قائلا “نطلب من حلفائنا وشركائنا الانضمام لحملة الضغوط الاقتصادية على ايران”، أكدت وزارة الخزانة الأميركية أن واشنطن تريد تعطيل “الاستخدام السيئ للإيرادات الإيرانية في الشرق الأوسط”، بينما كشفت وكيلة الوزارة لشؤون الارهاب والمخابرات المالية، سيجال مانديلكر، ان الولايات المتحدة والامارات نجحتا في تفكيك شبكة لنقل أموال غير قانونية الى ايران.وقالت: “فككنا معا شبكة لصرف العملة كانت تنقل ملايين الدولارات الى فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني”، موضحة أنه جرى تفكيك الشبكة في مايو الماضي، مشيرة الى أن شركات صرافة استخدمت النظام المالي الاماراتي، لنقل أموال الى خارج ايران ثم تحويلها الى دولارات أميركية لتستخدمها جماعات تدعمها ايران في المنطقة.

وأضافت أن “الشبكة التي كان يديرها مسؤولون كبار في البنك المركزي الايراني، زورت وثائق واستخدمت شركات وهمية وواجهة ستارا لمعاملاتها”.وأكدت مانديلكر التي زارت الامارات بعدما زارت السعودية والكويت، لحشد الدعم لمساعي الولايات المتحدة الى الضغط على ايران، أن الحكومات والمؤسسات المالية في الخليج تتعاون عن كثب مع الولايات المتحدة، لانها متفقة على النفوذ الضار لايران في المنطقة.

وأضافت أن واشنطن تحاول تقييد التجارة الايرانية بصفة عامة وليس فقط مبيعات النفط والغاز التي تمثل نحو نصف ايرادات التصدير الايرانية. وقالت إن واشنطن لديها شراكة ممتازة مع الامارات”، مضيفة بالقول “لا شك عندي في أننا نستطيع بالعمل معا اتخاذ اجراء مهم ضد ايران، يعرقل قدرتهم على تمويل أنفسهم”.

في غضون ذلك، فجّرت الأرجنتين مفاجأة مدوية، حين طلبت من السلطات الروسية اعتقال مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، الذي يزور روسيا حاليا والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتسليمه لها، لتورطه في تفجير المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيرس.

ونقل موقع “روسيا اليوم” الالكتروني، عن صحيفة “كلارين” الارجنتينية، أمس أن المحقق القضائي الأرجنتيني، رودولف كونيكوب كورال، تقدم بطلب للسلطات الروسية يناشدها فيه، اعتقال وتسليم مستشار مرشد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية، وزير الخارجية الأسبق، علي أكبر ولايتي، الذي تتهمه سلطات الأرجنتين، بالتورط في الهجوم الذي استهدف المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيرس عام 1994. وأعادت الصحيفة التذكير بأن ولايتي شغل في عام 1994 منصب وزير الخارجية في إيران، وكان وفقا للعدالة الأرجنتينية، واحدا من المنظرين للهجوم.

ونظرا لعدم وجود مذكرة دولية لاعتقاله، يمكن للسلطات القضائية والسياسية في بوينس آيرس أن تطلب من البلد الذي يتواجد فيه في أي لحظة اعتقاله وتسليمه فقط، ونشرت الصحيفة صورة للطلب الأرجنتيني بتوقيف وتسليم ولايتي في أقرب فرصة ممكنة. وينسب المحقق العدلي في الأرجنتين لولايتي تهمة ارتكاب جريمة قتل جماعية، على أساس الكراهية العنصرية أو الدينية التي تشكل خطرا على المجتمع. إلى ذلك، توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن “تتواصل ايران معه يوما ما وتقدم عرضا لتهدئة المخاوف الأمنية الاميركية”، مضيفا أن “ايران تعامل واشنطن باحترام أكبر بكثير” بعد انسحابه من الاتفاق النووي.

وقال للصحافيين، بعد قمة لقادة حلف شمال الاطلسي في بروكسل: “يعاملوننا باحترام أكبر بكثير الان مقارنة بما كان عليه الحال في السابق”، مضيفا “أعلم أن لديهم الكثير من المشاكل وأن اقتصادهم ينهار. لكن سأقول لكم هذا في مرحلة ما سيتصلون بي وسيقولون فلنبرم اتفاقا. انهم يشعرون بألم كبير الان”.

في المقابل، اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، الولايات المتحدة، باستخدام السفارات للتجسس والتخريب.

وردا على اتهامات بومبيو، إيران باستخدام سفاراتها في دول أخرى للقيام بأعمال إرهابية، ودعوته الدول إلى التحقق من جميع الديبلوماسيين الإيرانيين، وصف قاسمي تصريحات بومبيو بالمضحكة والتي لم يستند فيها على أدلة وشواهد موثوقة، زاعما إن سفارات إيران تعمل وفق القوانين الدولية.

وقال في بيان على موقع الوزارة، إن “بومبيو يدلي بهذه التصريحات في الوقت الذي تقوم سفارات بلاده في مختلف بلدان العالم بالتجسس والتخريب”، مضيفا أن العصر الحديث مملوء بهذه النشاطات غير المشروعة التي تقوم بها أميركا وتخالف القوانين والأعراف الدولية”.

 

تل أبيب: قطر موّلت سفر ضباط وشخصيات إسرائيلية/الدوحة: أنجزنا 85 في المئة من وثيقة سلام دارفور

منظمة “جنودنا يتحدثون” قطر نظمت رحلات الضباط وكبار المسؤولين الإسرائيليين

الدوحة وعواصم – وكالات/12 تموز/18/كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن قطر مولت سفر ضباط إسرائيليين وشخصيات إسرائيلية للخارج. وأوضحت القناة أنه تبين من فحص أجرته أن ضابطين إسرائيليين، وموظفين سافروا على حساب مؤسسة إعلامية تمولها قطر، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي أكد أن التعامل مع المنظمة تم وفق الإجراءات. وأضافت أن “ضباط كبار من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكبار المسؤولين الحكوميين سافروا إلى محاضرات في الخارج، على حساب منظمة إعلامية حصلت على تمويل من حكومة قطر”، مشيرة إلى أن المنظمة وتدعى “جنودنا يتحدثون”، هي التي نظمت رحلات الضباط وكبار المسؤولين الإسرائيليين. وأوضحت أن المنظمة يمينية تم تأسيسها قبل سنوات من قبل بنجامين أنتوني، وهو مستوطن من أصول بريطانية، قرر بعد خدمته العسكرية تأسيس منظمة لشرح نشاط جيش الاحتلال إسرائيلي في الجامعات في البلدان الناطقة بالإنكليزية.

وأشارت إلى أنه في 30 أكتوبر 2017، تلقت المنظمة تبرعا بمبلغ 100 ألف دولار من رجل أعمال يهودي أميركي يدعى جوي اللحام، وهو صاحب سلسلة مطاعم في نيويورك، وفي العام الماضي عمل كجهة ضغط لصالح الحكومة القطرية في الولايات المتحدة، وخاصة بين الجالية اليهودية.وتابعت أنه وفق القانون الأميركي، على اللحام أن يسجل نفسه كوكيل أجنبي كونه يعمل مع الحكومة القطرية، وعليه الكشف أمام وزارة العدل الأميركية عن الأموال التي يحصل عليها من قطر، وأوجه صرف هذه الأموال، ومن وثائق نشرتها مجلة أسبوعية أميركية باسم “Jewish week”، تبين أن اللحام حصل على مليون ونصف المليون دولار من حكومة قطر لجماعات ضغط داخل الولايات المتحدة. كما أظهرت الوثائق أنه في 30 أكتوبر 2017 تبرع بمبلغ 100 ألف دولار من أموال الحكومة القطرية، إلى منظمة بنجامين أنتوني “جنودنا يتحدثون” وكانت هذه مساهمة مهمة جدا للمنظمة، والتي شكلت نحو 15 في المئة من ميزانيتها.

وبينت الوثائق أنه منذ استلام المنظمة للتبرعات، سافر ضابطان من جيش الاحتلال الإسرائيلي على حساب المنظمة إلى الولايات المتحدة، أحدهما ضابط في القطاع الطبي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والثاني في منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بالإضافة لمحاضر آخر مختص في نشاطات المنظمة، ويعمل حاليا في الولايات المتحدة.وعن علاقة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقضية، ذكرت القناة أن الناطق باسم جيش الاحتلال يعمل منذ سنوات مع منظمة “جنودنا يتحدثون”، في اختيار الضباط الذين سيسافرون للخارج. وقال رئيس المنظمة الإسرائيلي بنجامين انتوني، إنه لم يكن يعلم أن قطر هي من يقف وراء التبرعات، ولكن بعد علمه لا ينوي إعادة الأموال، وهو ينوي استخدام الأموال للحملة الإعلامية الخاصة بالمنظمة. إلى ذلك، أعلن مبعوث وزير الخارجية القطري الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، مطلق القحطاني، إنه تم إنجاز نحو 85 في المئة من بنود وثيقة الدوحة لسلام إقليم دارفور، غربي السودان، حيث شهدت الدوحة، أول من أمس، الاجتماع الثالث عشر للجنة متابعة تنفيذ الوثيقة.

 

“العفو الدولية” تندد بجلد طهران شاباً تناول الكحول في الطفولة

عواصم – وكالات/12 تموز/18/ نددت منظمة العفو الدولية، بتطبيق السلطات الإيرانية عقوبة الجلد على شاب بتهمة تناول الكحوليات عندما كان طفلا، معتبرة أن الأمر يظهر انعدام الإنسانية في نظام العدالة الإيراني. وذكرت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن حادثة الجلد وقعت في ميدان عام بمدينة كاشمر بمحافظة خراسان رضوي شمال شرقي إيران، الثلاثاء الماضي. ونشرت وسائل إعلام محلية في إيران صورا تظهر الشاب وهو مربوط على شجرة، بينما كان يتعرض لـ80 جلدة على ظهره، في حين كانت جموع من المواطنين الإيرانيين تشاهده عن بعد. وطبقا للمدعي العام في كاشمر، فقد تناول الشاب “م.ر” الكحول أثناء حفل زفاف عام 2007، وتسبب خلاف خلال في الحفل بحدوث شجار قتل فيه فتى في الـ17 من عمره. واعترف المدعي العام أن الشاب المجلود لم يتورط في جريمة القتل، مؤكدا أن العقوبة اقتصرت على شرب الكحول فقط.وليس واضحا بالنسبة للمنظمة الحقوقية لماذا جرى تطبيق هذه العقوبة القاسية بعد كل هذه السنوات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في ورطة اليمن

هاني سالم مسهور/العرب/13 تموز/18

بينما يعيش لبنان فراغا سياسيا بعد ما أفرزته انتخابات مايو 2018، خرج أمين عام حزب الله حسن نصرالله يقر بدعم ميليشيات الحوثي في اليمن ويجدد دعمه المُطلق لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.

جاء هذا الخطاب بعد يومين فقط من تصريح العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية، معلنا عن تدمير التحالف العربي لمنظومة اتصالات رئيسية في معقل الحوثيين بمحافظة صعدة شمال اليمن وأن المعلومات تفيد بضلوع عناصر تابعة لحزب الله اللبناني في تركيبها وإدارتها ونشرها في خمسة مواقع داخل اليمن، وقد يكون هذا ما يفسر الشكوى التي قدمها وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى مجلس الأمن الدولي ضد لبنان مع إرسال نسخة من الشكوى إلى وزير خارجية لبنان جبران باسيل.

ويشارك حزب الله في دعم جماعة الحوثي لوجستيا وعسكريا منذ بدء الانقلاب على الشرعية (سبتمبر 2014) وحتى اليوم، عبر تدريب عناصر الحوثي على القيام بأفعال تخريبية والوقوف بوجه السلطات المنتخبة.

وفي فبراير 2016 أكد شريط فيديو، عثرت عليه القوات اليمنية الشرعية في أحد المواقع التابعة لميليشيات الحوثي بعد تحريرها، ضلوع ميليشيات حزب الله اللبناني بدعم المتمردين ومحاولة شن عمليات إرهابية داخل الأراضي السعودية.

ويظهر في الفيديو، الذي بثته القنوات الإخبارية العربية أحد قادة الحزب الميدانيين وهو يتوسط مجموعة من المسلحين خلال حلقة تدريبية، ويعلن فيه عن التحضير لعملية “خاصة” في الرياض، وفي ديسمبر 2017 أعلن عن مقتل ثلاثة من خبراء حزب الله اللبناني في محافظة حجه غرب اليمن.

المؤكد أن حزب الله كان أحد أهم الأذرع التي أسهمت في الانقلاب على الشرعية السياسية في اليمن وكان له دور أكبر في الفترة من بين سبتمبر 2014 ومارس 2015 عندما أطلقت طهران خطا جويا مباشرا مع صنعاء عززت فيه القدرات العسكرية عند ميليشيات الحوثي، وهو ما تحدثت به قيادات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح (ديسمبر 2017) الذين أكدوا تلقي دورات تدريبية عسكرية على يد عناصر عسكرية تتبع لحزب الله.

ما يمثله اعتراف حسن نصرالله بدعم الحوثيين هو اختراق فاضح للقرار الدولي 2216 الصادر في أبريل 2015، وتحديدا المادة رقم 13 من قرار مجلس الأمن الدولي والذي يحظر على كل الدول والمنظمات تقديم السلاح أو أي أنواع من الدعم العسكري لميليشيات الحوثي، لذلك يعتبر هذا الخرق القانوني جريمة انتهاك قام بها حزب الله في سبيل تهديد وزعزعة أمن واستقرار المنطقة ويضع الحزب اللبناني في موقف مناهض للقانون الدولي وداعم للمزيد من تأزيم الحالة اليمنية.

ومن المفارقات أن الحوثيين وهم يستنسخون نموذج حزب الله أنهم في 2016 تركوا القمامة تتكدس في شوارع صنعاء تماما كما أسهمت سياسات حزب الله في لبنان في تكديس الآلاف من أطنان القمامة في شوارع بيروت، وإن كانت المحصلة اليمنية أكثر فظاعة وإجراما، فقد تفشى مرض الكوليرا في اليمن ووصل إلى ثمانية عشرة محافظة وأزهق أرواح المئات من اليمنيين.

ولم يتوقف الاستنساخ الحوثي لتجربة حزب الله عند هذا الحد فلقد بات زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي مجرد مُقلد لزعيم حزب الله حسن نصرالله في طريقة إلقاء خطاباته العنترية التي يدعو فيها إلى معاداة أميركا وهو يتمنى رضاها عنه، وما عهد باراك أوباما ببعيد الذي عزز لهم ولكل أذرعه الإيرانية وجودهم وحضورهم برغم ادعائهم معاداة أميركا. تخوض كافة القوى الوطنية اللبنانية صراعا مستداما مع سياسات حزب الله التي تدخلت في عمليات أصابت الدولة اللبنانية بأضرار كبيرة، فمساهمة حزب الله في العمليات الإرهابية التي ضربت السعودية وتدخلاته في البحرين وسوريا والعراق إضافة إلى الاستحكام في السياسة الداخلية اللبنانية لتنفيذ الأجندة الإيرانية جعلت الدولة اللبنانية غير قادرة على تبني مشاريع تنموية واقتصادية برفض حزب الله الالتزام بما توافق عليه اللبنانيون بالنأي بأنفسهم عن التدخلات في شؤون الدول العربية، هذه السياسة التي يقودها حزب الله في اليمن دفع ثمنها الشعب اليمني الذي كان يعاني فقرا وتخلفا قبل الانقلاب الحوثي وزادت معدلات الفقر والجوع والأمراض نتيجة التدخل في شؤون اليمن ووصلت إلى قتل الآلاف وتشريد أكثر من ثلاثة مليون يمني، أرقام مفزعة تسببت فيها السياسة الحوثية التي وجدت دعماً من قوى خارجية أسهمت في تعميق الأزمة الإنسانية اليمنية.

العلاقة بين لبنان واليمن علاقة مختلفة فمازال لبنان واحد من الدول التي تمنح اليمنيين دخولا غير مشروط وتستضيف الآلاف من الطلبة والعاملين وكذلك اللاجئين السياسيين، لبنان بالنسبة لليمن يمثل شقيقا عربيا يتشارك الوجع العربي المشمول بمعاناة الإنسان الذي عانى طويلا من طول المسافة بين بيروت وصنعاء وحتى عدن التي زاحمت بيروت الألق في خمسينات وستينات القرن الماضي.

 

تحييد لبنان بين إيران وإسرائيل؟

محمد علي فرحات/الحياة/13 تموز/18

يكاد الحكم والحكومة في لبنان يتحولان إلى مجلس إدارة إقليمي دولي، على رغم محاولات الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري الاحتفاظ بهامش محلي للعمل السياسي، ينجحون في ذلك حيناً ويفشلون في أغلب الأحيان، ويتقبلون هذا الواقع الممتد بشكل أو بآخر منذ تسعينات القرن الماضي.

ولكن، لا خوف على لبنان من عواصف المشرق العربي، هذا الخوف الذي بدأ منذ عشرينات القرن العشرين، إذ لم يصدق معظم حملة فكرة الكيان معجزة تأسيسه، وكان عدد منهم يلتقي عند قبر الجنرال هنري غورو في فرنسا معلن دولة لبنان الكبير، امتناناً وتخوّفاً. ذلك زمن مضى وانقضى، لكن اللبنانيين يعيشونه بجوارحهم، لأن تاريخ الطوائف أكثر عراقة من تاريخ الكيان، وهي استطاعت باسم حرية العقيدة التي كفلها الدستور أن تشدد تمسكها بالجانب السياسي من الطائفية وتجعلها حاضرة في إدارات الدولة، كما في يوميات الحياة السياسية ترشيحاً وانتخاباً وتوزيراً وحكماً.

ويربط الكثيرون بين عرقلة مساعي سعد الحريري في تأليف حكومته الجديدة وتعقيدات المنطقة، لكن هذه التعقيدات لم تمنعه من تأليف الحكومة السابقة على رغم اشتعال الثورة السورية على مقربة من حدود لبنان. الجديد في هذه الأيام اشتداد الحملة الإقليمية والدولية على الامتداد الإيراني في المنطقة، ومنها لبنان، حيث يحضر «حزب الله» الموالي لطهران في صلب السياسة، فضلاً عن قوته العسكرية التي تشكل ضغطاً على الخيارات السياسية للمجتمع المدني.

ومع ضعف النظام السوري وتعاظم التأثير الإيراني على الحكم في دمشق، يبدو لبنان اليوم واقعاً بين إسرائيل وإيران لا بينها وبين سورية. وقد سرّب ديبلوماسي عربي سابق أن لبنان تم تحييده بين إيران وإسرائيل، وهما تتصارعان في المشرق العربي من دون أن تقربا منه عسكرياً.

وفي الوضع المعقد للمنطقة يبدو واضحاً أن إسرائيل حاضرة في قلب الصراع، وطموحاتها واضحة إلى لعب دور في الشرق الأوسط انطلاقاً من الصراع في سورية وعلى سورية، وتنسق في ذلك مع قوى إقليمية ودولية ذات علاقة بالوضع، من هنا توصلها إلى عزل لبنان نسبياً عن المحرقة السورية، لأنه يؤثر في إسرائيل أكثر مما تؤثر سورية، التي كانت يدها تمتد سابقاً عبر لبنان حين كانت وصية على حكمه.

تحييد لبنان عن إسرائيل وإيران تم بمعرفة الأطراف الإقليميين والدوليين وقبولهم، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا وتركيا. وهذا التحييد أطلق الصراع بين الطرفين في المنطقة كلها، من البحر المتوسط الى البحر الأحمر ومن الساحل السوري الى هضاب كردستان العراق. وكما حال المتصارعين عسكرياً لا بد من ترتيبات سياسية بينهم تحت الطاولة، لضبط الصراع وتلافي امتداده إلى مجالات لا يريدونها. هذا الأمر ينسحب على إسرائيل وإيران اللتين يشير الديبلوماسي العربي السابق إلى حصول رسائل بالواسطة بينهما عندما يتطلب الأمر.

وللبنان تراكم من المشكلات السياسية والاقتصادية يعيا بها، بعد سنوات مما يسميه السياسيون مرحلة انتقالية لم تستكمل، لأن العلاقة مع سورية وإسرائيل لم تصل الى مستقر، والأمر مرهون بالصورة المقبلة للمنطقة التي لم يتفق على رسمها كبار الإقليم والعالم، أو أنهم يستكملون الرسم استناداً إلى تعديلات هنا وهناك في التوازنات وفي النفوذ. لا استقلال كاملاً لدول المشرق العربي. هذه هي الحال منذ تكوين دولها الحديثة في القرن الماضي ويبدو أنها ستستمر. يبقى أن اللبنانيين اعتادوا العيش بلا حكومة، بل حتى بلا حكم، منذ أواسط سبعينات القرن الماضي، وحراكهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي يتم غالباً خارج سلطة الحكومة وتدخلاتها، التي تخلو من الإنصاف في معظم الأحيان. هذا صحيح الى الآن، لكن اللبنانيين تعبوا وضعفت قدراتهم، بسبب هجرة معظم النخب وتفاقم التراجع الاقتصادي والمبالغة في التموضع الطائفي الى درجة خطيرة.

 

لماذا يصعب تشكيل الحكومة؟

طوني فرنسيس/الحياة/13 تموز/18

الذين وضعوا القانون الأخير للانتخابات النيابية في لبنان كانوا يعرفون ماذا يفعلون وماذا يريدون. صحيح أن النسبية أدخلت في القانون، وهي مطلب بات شبه ثابت في أدبيات الأطراف والقوى السياسية منذ سنوات، إلا أن اعتمادها جاء لتغطية ثابتتين تشكلان الجوهر الفعلي للقانون الجديد، وهما الإبقاء على جوهر النظام الأكثري وتطويعه باعتماد فكرة «اللقاء الأرثوذكسي» التي تبناها أطراف فريق 8 آذار خصوصاً، وبعض 14 آذار، وفحواها أن ناخبي كل طائفة يختارون مرشحاً يمثلهم من بين مرشحي الطائفة المعنية، وهو ما اصطلح على تسميته باقتراع الصوت التفضيلي.

فتح القانون شهية القوى الحزبية الطائفية للاستئثار بالمقاعد النيابية المخصصة لكل طائفة من الطوائف، وكان المستقلون أول الضحايا، وثانيهم التحالفات المبدئية. ضاعت السياسة واتجاهاتها في خضم السعي لتحصيل المقاعد. ولم تحصل سوى لقاءات انتخابية آنية بين قوى تعاونت في دائرة وتخاصمت في دائرة أخرى، إلا في ما ندر. أما التحالف الوحيد الذي صمد وحقق أهدافه فكان تحالف الثنائي الشيعي (حركة أمل و«حزب الله») الذي وضع يده كلياً على المقاعد الشيعية في البرلمان اللبناني، ووسع نفوذه عبر حلفاء في الطوائف الأخرى، دعمها تصويتاً ونفوذاً، ما جعل المسؤول الإيراني قاسم سليماني يعرب عن سروره لنيل من سمّاهم محور المقاومة أغلبية 74 نائباً في مجلس النواب اللبناني المكون من 128 نائباً. أجرى وجهاء الطوائف الكبرى امتحانهم الذي خططوا له عبر إقرارهم القانون الانتخابي، ونالوا حصصهم من المقاعد النيابية وانتقلوا إلى المرحلة الثانية: تشكيل الحكومة التي ستمثل قوى يعتبر كل منها نفسه «بلداً» قائماً بحد ذاته. لم يكن تشكيل الحكومات في لبنان قبل سبعينات القرن الماضي يواجه عقداً كالتي صارت تواجهه في مرحلة إتفاق الطائف. صعوبات التشكيل بدأت مع التوغل الفلسطيني في الشأن اللبناني. أمين الحافظ لم يصل إلى جلسة الثقة، ورشيد كرامي استغرق أشهراً لتشكيل حكومته. الاستناد إلى القوة الفلسطينية ثم السورية جعل القوى المعتمدة عليهما قادرة على منع السير الطبيعي في عملية بناء السلطة التنفيذية، وفي عهد الوصاية السورية إثر إتفاق الطائف، كانت الحكومات تشكل في دمشق أو عنجر، ومن يعارض يذهب إلى منزله أو إلى السجن أو إلى المنفى... الآن ثبتت نتائج الانتخابات الأخيرة شرعية قدرة الراغبين في تعطيل قيام الحكومة إلا بشروطهم، بعد إن كانت هذه الرغبة تقوم فقط على قدرة التعطيل استناداً إلى التهويل بالشارع المسلح وشتى صنوف طرق تحريكه. إن الصعوبات التي يواجهها الرئيس المكلف تكمن هنا بالذات، وليس فقط في شهية الراغبين بحصص وزارية وازنة. هذا ما يعنيه قانون الانتخاب ونتائجه.

 

باسيل لجنبلاط: وداعاً «بيضة القبان»

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 13 تموز 2018

لا يقتصر الخلاف بين «التيار الوطني الحر» من جهة و«القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة أخرى على الحصص الوزارية في الحكومة المقبلة، بل إنّ وعاءه يتّسع لملفات أُخرى يتصدّرها ملف النازحين السوريين الذي تتجاذبه حساباتٌ متضاربة ونيّاتٌ مضمرة، داخلياً وخارجياً.

يرتاب «التيار» في طريقة تعاطي «القوات» و«الاشتراكي» مع قضية النازحين من بداياتها حتى الآن، ويصل وسواسُه السياسي الى حدّ الشبهة في وجود نوع من التورّط أو التواطؤ الرامي الى إبقاء النازحين السوريين في لبنان، تحت شعارات مختلفة، إما انطلاقاً من رهانات داخلية أو استجابة لرغبات دولية، بينما اصبحت الظروف العملانية على الارض مؤاتية لعودتهم المتدرّجة الى المناطق الآمنة التي تخضع لسيطرة الدولة السورية.

وفي المقابل، يشعر كل من «القوات» و»الاشتراكي» بأنّ «التيار» يقارب الملفّ الحسّاس من زاوية شعبوية وانفعالية، ويتلاعب بالعواطف والحقائق على حساب المعالجة الموضوعية، وصولاً الى وضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي كما حصل عبر الإجراءات العقابية التي اتّخذتها وزارة الخارجية ضد مفوضية اللاجئين، في حين تحتاج الدولة الى التعاون مع هذا المجتمع للتخفيف من اعباء النازحين وتحقيق عودتهم الطوعية بعد تأمين الضمانات الضرورية. وتعتبر أوساط مواكبة لهذا الملف أنه بات واضحاً وجود اصطفاف أو فرز داخلي حاد في شأن قضية النازحين بين فريق يتمهّل في تشجيعهم على العودة لأنّ شروطها ليست ناضجة كلها بعد وهو يضمّ تيار «المستقبل» و«الحزب التقدمي» و«القوات»، وفريق آخر باشر في اتّخاذ تدابير عملية لتسهيل عودة مَن يشاء وهو يضمّ «التيار» الذي شكل لجنة مركزية لهذا الغرض تنشط في الوسط المسيحي، و«حزب الله» الذي كلّف النائب السابق نوار الساحلي الإشراف على هذا الملف وطلب من النازحين التواصل مع مراكز الحزب في المناطق اللبنانية لتسجيل اسماء الراغبين في العودة طوعاً الى وطنهم، ما استفزّ خصومه الذين يعتبرون انه يستكمل بهذا الإجراء مصادرة ادوار الدولة والحلول مكانها، وهذا ما ينفيه الحزب كلياً على قاعدة أنّ الآلية المتّبعة انما تعتمد على التنسيق مع جهاز الامن العام الذي أبدى تقديره لهذه المبادرة وتجاوبه معها. ويأتي تناغم «التيار» و«الحزب» في التعامل مع ملف النازحين ترجمة لما كان قد اتّفق عليه كل من الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسسن نصرالله وباسيل في اللقاء الاخير الذي جمعهما، حيث تفاهما على ضرورة تغيير نمط مقاربته والانتقال الى مرحلة جديدة، حتى ولو أدّى ذلك الى استفزاز جهات دولية أو محلية. وفي سياق متصل، تعتبر اوساط «التيار» انّ الخلاف حول السياسة الرسمية التي ينبغي اعتمادُها حيال النازحين تعود الى بدايات الحرب السورية عام 2011، «حيث بدأ الحزب التقدمي الاشتراكي منذ ذلك الحين بالوقوف ضدنا في مجلس الوزراء حين كنا نحذّر من تداعيات انفلاش النزوح وانفلاته، وعندما عارضنا الدخول العشوائي للنازحين الى لبنان كانوا هم يضغطون للسماح بتدفّقهم وفتح الأبواب امامهم بلا ضوابط ما تسبّب في تراكم الأزمة حتى وصلت الى هذا الحدّ المتعاظم، وعندما بدأنا نطالب بعودتهم بعد تقلّص رقعة الحرب بادر «الحزب التقدمي» ومعه «القوات» ضمناً الى عرقلة هذا المسار بذرائع شتى». وتؤكد «الاوساط البرتقالية» انّ موقف «القوات» شبيه في العمق بموقف وليد جنبلاط، «وهما منسجمان في الأدوار والحسابات حيال هذه القضية، وإن كانت نيات معراب مستترة في جانب منها». وفي سياق متصل، يُنقل عن باسيل قوله انّ هجوم جنبلاط الأخير عليه ومطالبته اياه بأن يهتم فقط بأمور وزارة الخارجية، نابع في جوهره من معرفة جنبلاط بأنه لم يعد في مقدوره أن يؤدّي في عهد الرئيس ميشال عون دور «بيضة القبان»، كما كان يفعل سابقاً، بل تحوّل رقماً عادياً، لا يؤهّله لترجيح كفة على أُخرى في الميزان اللبناني أو للتحكّم بمسار الأمور وفق مصالحه. ويعتبر باسيل انّ جنبلاط دعاه الى التركيز على وزارة الخارجية حصراً وعدم التعاطي بالاقتصاد «لأنه لا يريد لنا أن نهتمّ بالشراكة في الجبل وبعودة النازحين التي تريح الاقتصاد اللبناني وتخفّف عنه جزءاً من الأعباء التي تثقل كاهله وتنهك اللبنانيين». أما جنبلاط، فنصح الرفاق بـ»عدم الخوض في سجالات مع هذه المجموعة العبثية وبأن يتركوها تغرق في غيّها وحقدها»، لكنّ الأوان كان قد فات بعدما استخدم الطرفان في الردود المتبادلة كل انواع الهجاء، وصولاً الى الاستعانة بالحيوانات والحشرات، ليكون بذلك مفعول لقاء بعبدا الأخير بين عون وجنبلاط قد ذهب أدراج الرياح.

 

وبلاها ... بلا الحكومة

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 13 تموز 2018

ألَّفوها... أوْ لم يؤلِّفوها، تآلفوا أو اختلفوا، ألّف اللهُ بينهم، أو لم يؤلِّف... لا يهُمّ.. يعكفون على التأليف بالتسويف، ويعصرون نباهة الأدمغة كأنهم يؤلَّفون إلياذة هوميروس وملحمة حرب طروادة. ألِّفوها... أو لَنْ يؤلِّفوها،لا يهُمّ، حتى ولو تجمدّ بها الزمن، أو استغرقتْ رحلتها كرحلات إبن بطوّطة، نحواً من ربع قرن...إنتَظَروا... أو هُمْ ينتظرون: إنتهاء الحرب السورية، أو الحقائب الدبلوماسية، أو الكلمات السرّية، فلينتظروا... وليبقَ، الهرُّ في نظر الفأر هو الأسد. يحلّون العقدة الدرزية أو تحلُّهم، يحلّلونها أو يحرّمونها، لا يهمّ، فلتبقَ بهم معقّدة، وليبقوا بها معقّدين ومُقْعَدين...

«يتعاملون مع تفاهم معراب على أنه لائحة طعام» أو لائحة وزراء ونواب، ويتسابقون على أكل اللحم عملاً بقول كارل ماركس.. «إن الحضارة ليست سباقاً بين الذين يأكلون لحماً أكثر...» ولكن... من قال إن الحكومة تؤمِّن إستقراراً وراحة بال أفضل من اللاَّحكومة... بالاّحكومة لا مشاحنات ولا مواجهات ولا أصوات وزراء في السرايات كأنها أصوات البنادق في الخنادق. وبلا حكومة، تنعم الخزينة بالوفر، وتنجو الأموال من الهدر، وتسلم الدولة من حشو الأزلام في الإدارات وحشو الجيوب بالدولارات.

بلا حكومة يتوقف الإختلاس وتتوقف عجلة الدولة عن الإفلاس. مع الحكومة شيكات مرتجَعَة، وأوامر الدفع والقبض مرتجَعَة، ومرتجَعَة أوامر القبض على المختلسين.

مع الحكومة بحسب الإحصاءات، ارتفعت نسبة البطالة في لبنان الى %35 وبإِضَافةِ ثلاثين وزيراً ترتفع نسبة العاطلين... عن العمل. مع الحكومة، حسبما أشار مدير «جمعية إدراك» والإختصاصيون في علم النفس، أن في لبنان حالةً من الإنتحار كل يومين ونصف اليوم في أوساط الشباب وكأنهم يتهرّبون من مستقبلٍ مظلم وظالم، فلا ننتظرنَّ إذاً، أن ينتحر الشباب من أجل تأليف الحكومة. ومع الحكومة، تدهور الإقتصاد، وافتقر العباد، وشَـغُرت العمائر، وأقفلت المتاجر، وارتفعت النفايات الى مستوى الجبال حتى ليكاد يتساقط عليها الثلج، وكانت مشكلة الكهرباء مشكلة ضوء، فأصبحت معركةً بين متصارعين، وكلّ منهم يحمل الوشاح الأحمر لترويض الثور. لماذا الحكومة إذاً...؟ وهل هي من أجل التغيير...؟ والتغيير ما هو إلا جذَوةٌ تنبض داخل الإنسان الناهدِ نحو مستقبل أفضل، وكلُّ تغيير يحتاج الى النُخبة، وكل إصلاحٍ يحتاج الى مثالٍ أعلى، وكلٌّ من المصلح الفرنسي «يوحنا كالفين» وأستاذ اللاهوت «مارتن لوثر» عندما أطلقا دعوة الإصلاح كان مثالهما الأعلى هو الإنجيل. بعد هذه الشهوة البالغة الجشع، والأشداق المفتوحة بشراهة على المقاعد والحصص، لم يبقَ أمام المعنّيين إلا تأليف حكومةٍ مصغّرة من بعض الكبار، بدل حكومة مكبّرة من الصغار. الكبار نترجَّاهم ليقبلوا... والصغار يتسكَّعون لنقبلهم...

ألَمْ يؤلف نابوليون حكومة من المديرين المختارين ليـبَهَ بها غطرسةَ النبلاء والزعماء والباشاوات والبكاوات ورجال الإقطاع، هذه الألقاب هي التي تستأثر بالخيرات وتتسبب بتدمير المجتمعات واندلاع الثورات والحروب. وأما نحن ضحايا النبلاء، نحن عامة الشعب الذين تلجّ في نفوسنا ثورةٌ مقموعة، فقد ينفذُ فينا الصبر لنصل الى الكفر، وليس لنا إذ ذاك إلا «الكافرون» السورةُ القرآنيةُ القائلة: «قـلْ يا أيُّها الكافرون، لا أعبُدُ ما تعبُدون، ولا أنتم عابدون ما أعـبُد... لكم دينكم ولي ديني...»

 

الحريري يُمسك «آخر أوراق تينه»...

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الجمعة 13 تموز 2018

كثيرة هي «الإشارت الموجّهة» من قرب التي أطلقها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، وتعبّر عن انزعاجه من «تدخّلات» تحاول الاقتصاص من جناحيه الدستورييْن في التأليف.

في المرة الأولى، غلّف الرجل بيان كتلة «المستقبل» في 26 حزيران الماضي بكثير من التعابير المنمّقة والمحاكة بدقة، لتخلص إلى التأكيد أنّ «مهمة تأليف الحكومة من المسؤوليات الدستورية المناطة حصراً بالرئيس المكلف»، فيما اضطر في المرة الثانية إلى الاستعانة بنادي رؤساء الحكومات السابقين، على «علّات» خلافاته مع معظمهم، بغية رفع سدّ منيع أمام «الاجتياح الممنهج» الذي يتعرّض له دوره الدستوري، كما يحاول الإيحاء. الرجل الخارج من تحت مقصلة الانتخابات، محاصراً شعبياً ونيابياً وحتى إقليمياً، بات يحسب ألف حساب قبل الإقدام على أيِّ خطوة. إنّ مقارنة بسيطة لأداء الرجل منذ وضع يده بيد العماد ميشال عون، ومن خلفه جبران باسيل، تظهر بوضوح أنّ الجالس راهناً في «بيت الوسط» غير ذلك الذي قاد سلسلة تنازلات اضطر الى تقديمها لكي يعود إلى السراي الحكومي الكبير. وما سرى على حكومته الأولى في «العهد العوني» لن ينسحب بالضرورة على الثانية. للأولى اعتباراتُها الموضعيّة، سواءٌ لجهة عمرها، دورها أو حتى ظروفها، أما في الثانية فالهامش أكبر، ومسؤوليتها أكبر، ومساحة الغنج والدلال باتت أوسع. كثيرة هي العقد التي تعرقل ولادة حكومته العتيدة، لكنّ الأزمة ففي نظره واحدة: «إتفاق الطائف» في خطر! يتصرف زعيم تيار «المستقبل» وكأنّ تهديداً يأتيه من جهة الأقربين، قبل الأبعدين، قد ينسف «آخر إمتيازاته»، وهي الصلاحيات التي منحتها «وثيقة الوفاق الوطني» لرئيس الحكومة، على حساب ما كان لرئيس الجمهورية. يقرع الرجل جرس الإنذار، لينادي أبناء طائفته للوقوف جانبه دفاعاً عن مواقع «أهل السنة». يعرف أنّ النص يسانده ويمنحه قوة دعم، لكنّ الممارسة، المدعومة بموازين قوى محلية مختلّة لغير مصلحته، تزيد مخاوفه كما يؤكد بعض المطّلعين على مسار التأليف، من احتمال تكريس عرف قد يصير مع الوقت ومع تطوّر الظروف، ورقة مكتوبة. لطالما حمّل «الحريريون»، ومَن يدورون في فلكهم السياسي، الثنائي الشيعي، وتحديداً «حزب الله» المسؤولية عن محاولات الانقضاض على «الطائف» لمصلحة توازن دستوري جديد قد تقوده «الانتصارات» التي يحققها «حزب الله» في الخارج أو في الداخل.

لكنها المرة الأولى التي توجّه فيها سهام «بيت الوسط» ضدّ حليف «التفاهم الرئاسي» ومندرجاته السياسية، أي الرئيس ميشال عون ومعه باسيل، اعتراضاً على المسّ بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف.

للوهلة الأولى، قد يسود الاعتقاد أنّ المقصود هو «بعبدا»، سواءٌ لجهة رئيس الجمهورية بفعل إصراره على التحكّم بموقع نيابة رئاسة الحكومة كعرف يعود له وحده تسمية شاغله، أو لجهة «رئيس الظل»، أي وزير الخارجية بفعل الدور المبالغ فيه الذي فرضه بحكم الهامش الذي يمنحه إياه عون.

ولكن وفق المعنيين، فإنّ اعتراضَ «بيت الوسط» يتجاوز هاتين المسألتين، إلى ما هو أكثر إلحاحاً. تحت عنوان التمثيل الوزاري النسبي الذي يعكس نتائج الانتخابات النيابية، يرفع «التيار الوطني الحر» سقف مطالبه، التي تضاف إليها مطالب رئيس الجمهورية كحصة وزارية، لتصل الى حدود 11 وزيراً، ما يعني بلغة التوازنات الحكومية، «ثلثاً معطّلاً» يريده العهد في جعبته، من دون أيِّ حليف أو صديق. عملياً، يدرك الجميع أنّ الحكومة المنتظرة ستكون ذات أدوار دسمة ومصيرية، ولهذا الاشتباك حول الحصص، يخفي نزاعات سياسية، كل وفق اعتباراته وأجندة عمله المستقبلية. منها المعركة الرئاسية التي فُتحت باكراً، ما دفع برئيس «التيار الوطني الحر» الى شنّ حملة استباقية تهدف الى تحجيم الحضور «القواتي» في الحكومة إذا لم ينجح في إخراج معراب من «الجنّة» الوزارية، ومنها الكباش الحاصل على الثلث المعطل الذي سيكون بمثابة ورقة ضغط أو ورقة قوة يمكن التلويح بها عند المفترقات الكبرى.

لهذا يبدو الحريري متوجّساً من محاولات تكريس اختراق يصبح مع الوقت عرفاً يصير من السهل نقله إلى الدستور. وما يزيد من مخاوفه، كما يقول المعنيّون، أداء باسيل الذي يعرف جيداً أنّها فرصته الذهبية ليفرض في الممارسة ما عجز عن تكريسه بالنص لناحية تحسين موقع رئاسة الجمهورية في معادلة الحكم. في المقابل، «يقرّش» فريق العهد المقوّيات التي قرّر الحريري ضخّها في شرايين الحصّة «القواتية»، على أنّها رسالة سعودية موجّهة مباشرة ضدّ بعبدا، ولهذا فإنّ الخلاف حول الحصص يخفي كباشاً سياسياً قاسياً، ومرشحاً لأن يزيد إذا ما نجحت الرياض في إعادة لملمة «أشلاء» 14 آذار وإحيائها مرة جديدة، لتكون معراب رأس حربتها. ومن هذا المنظار، يؤكد المعنيّون أنّ المماطلة في مشاورات التأليف، ليست إلّا من باب تحسين المواقع، خصوصاً من جهة الرئيس المكلف المقتنع بأنّه قدّم تنازلات تفوق قدرته على المنح. واذا ما كانت الرياض على هذا الخط، فليس بسبب رهانات على متغيّرات اقليمية، وانما خشية من مزيد من التراجع في حضور حلفائها على الساحة اللبنانية. لا بل أكثر من ذلك، فالرجل يخوض «معاركه» باللحم الحيّ بعدما أخرج من دائرته صقور «الحريرية السياسية»، كالرئيس فؤاد السنيورة والوزير نهاد المشنوق، فيما مزيل ألغام العلاقة مع باسيل، أي نادر الحريري، أحيل الى «التقاعد المبكر»

 

عيشة كلاب وميتة كلاب في جمهورية المواطنين - الكلاب

عقل العويط/النهار/12 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65988/%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B7-%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D8%A9-%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%AA%D8%A9-%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88/

المواطن العاديّ يختنق. يُهان. يُذَلّ. يُدعَس.

يجوع. يعطش. يمرض. يُقتَل. ويموت.

هذا المواطن العاديّ هو بالتأكيد كناية عن ثلاثة أرباع اللبنانيين. العدد ليس مهمّاً. أكثر أو أقلّ.

إنه يُعامَل كالكلاب التي يُسمَّم لها.

الفرق بينه وبينها، هو في الشكل، وليس في المضمون. النتيجة واحدة، على كلّ حال: عيشة كلاب وميتة كلاب.

لكنّ هذا المواطن العاديّ لا يريد هذا المصير. إنه يريد الحياة. الحياة الكريمة: الهواء النظيف، الماء النظيف، الطعام النظيف، الصحة، الدواء، الوظيفة، البيت، المدرسة، الجامعة، الضمان، الأمن، الحقّ، القانون. ويريد خصوصاً الكرامتَين الشخصيّة والوطنيّة.

هذا المواطن العاديّ، لا يطالب بشيءٍ خاصّ، أو إضافيّ. إنه يطالب بالحدّ الأدنى لكونه مواطناً في دولة، في جمهورية. تدعى الجمهورية اللبنانية.

لكنه يجب أن يعلم، أنه هو بالذات مسؤول جزئياً عن كونه كلباً في الجمهورية هذه، ويتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية هذا المصير الذي آل إليه وضعه. يهمّني دائماً أن أذكّره بهذه المسؤولية، وإن كان مرميّاً كالكلاب.

الجزء الثاني الكبير جداً من هذه المسؤولية، يقع على عاتق السلطات، التي من كثرة ما سمّيتُها بالاسماء والمواقع ومن دون استثناء، لم يعد تعنيني كثيراً الإشارة اليها.

يكفيني أنّي فعلتُ علناً وجهاراً، مراراً وتكراراً، لكنْ، متفادياً، بقوّة وبعزم، التجريح الشخصي أو الشتيمة، ملتزماً الحدود التي يمليها عليَّ وجع الكرامتَين الشخصية والوطنية.

عارٌ أن يعرف المواطن العاديّ أنه مسؤول، لكنه، على الرغم من ذلك، لا يفعل شيئاً. بل يتواطأ في أحيان، ضدّ نفسه، وضدّ مواطنه، وضدّ بلاده، خدمةً لجلاّديه. تفه عليك أيها المواطن، وإن تكن في مقبرة.

إنما العار الأكبر، هو أن يعرف المسؤول أنه مسؤول، ويظلّ يمعن في مسؤولية الارتكاب.

بصفتي كاتباً، ماذا ينبغي لي أن أفعل حيال هذا الوصف؟

هل يحقّ لي أن أسكت، أن أتواطأ، أن "أدوّر زوايا الكلام"، لئلاّ أتفوّه بما أؤمن أنها الحقيقة الكاملة، التي أخشى أن يجرّني مسؤولٌ ما، بسببها (هذه الحقيقة) إلى المحكمة، وأنا لا أريد أن أتبهدل، أكثر من البهدلة التي أقيم فيها كمواطن مجروح وممعوس ومذلول ومهان؟

هذا السؤال بالذات، أضعه على سبيل الإحراج المعنوي والمادي، أمام رئيس البلاد، وأمام رئيسي السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأعضائهما. وأضع السؤال هذا، خصوصاً، أمام السلطة القضائية.

هل ينتفض أحد هؤلاء رفعاً للعار؟

 أرجو أن "يرتكب" واحدٌ من هؤلاء المسؤولين والسلطات، "انتفاضة" كهذه، كي لا يضطر "مواطنٌ عاديّ" أن يصرخ الحقيقة المدويّة: نعيش عيشة الكلاب ونموت ميتة الكلاب، فكيف تقبلون المسؤولية في جمهورية المواطنين – الكلاب؟!

 

للذين يؤخِّرون تشكيل الحكومة: تذكَّروا أنَّ الإستحقاقات داهمة

الهام فريحة/الأنوار/13 تموز/18

يمكن القول إنَّ الإثنين المقبل هو البداية العملية لولاية مجلس النواب الجديد. البداية الرسمية كانت في 21 أيار الفائت أي منذ أكثر من خمسين يوماً، وكان يُفترض أن ينتخب المجلس لجانه النيابية ليبدأ العمل، وكانت الغاية أن يُنتخب نواب في اللجان من غير الوزراء الذين سيُسمَّون في الحكومة الجديدة، لكن تأخر الحكومة جعل الرئيس بري يسير في انتخاب اللجان حتى قبل أن تتشكل الحكومة، وهو لهذه الغاية سيرأس اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس الإثنين، على أن يتمَّ انتخاب اللجان الثلاثاء لينطلق العمل التشريعي، في غياب عمل الحكومة، حيث أنَّ تشكيل الحكومة ما زال دونه عقبات وعثرات مرتبطة بالمطالب والأحجام والتي لا يتوافق فيها فريق مع فريق آخر.

أين أصبحت العقد؟

النائب السابق وليد جنبلاط على موقفه، إذاً العقدة الدرزية على حالها، فبعد لقائه الرئيس المكلَّف سعد الحريري، كشف مداولاته في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فقال: "ولأكون واضحاً كما قلت في بعبدا، طلب الرئيس عون إمكانية تغيير الموازين في ما يتعلق بالحصة الدرزية، فقلت له:

إسمح لي فخامة الرئيس هذه المرة لا أستطيع، في الماضي كانت هناك تسويات، الآن لا أستطيع أن أقوم بتسويات". هكذا يكون جنبلاط قد قطع الطريق على التسوية لكن هذا لا يعني أنَّها سقطت كلياً، فهناك رهان على إنعاش هذه التسوية من ضمن التسوية الكبرى في إنضاج التشكيلة الحكومية.

لكن النائب طلال إرسلان كان بالمرصاد لهذا الطرح فغرَّد على تويتر قائلاً: "الله يرحم كمال بك جنبلاط الذي طالب بقانون "من أين لك هذا؟" منذ أكثر من ستين سنة، فمَن أولى من الإبن ليُطبِّق هذا المبدأ على نفسه وعلى البعض الذين أرفض أن أسميَّهم إلا بالأوباش؟

وللحديث صلة". هذه التغريدة فتحت سجالاً عالي السقف بين المختارة وخلدة، ومن شأن هذا السجال أن يؤدي في بعض جوانبه إلى عرقلة تشكيل الحكومة أكثر فأكثر.

في المقابل، ردَّ مصدر مقرّب من النائب طلال إرسلان فذكَّر بأن نسبة ما ناله إرسلان من أصوات في الإنتخابات توازي نسبة ما ناله الرئيس نبيه بري، فإذا اعتمدنا "المعيار الجنبلاطي" في استبعاد المير عن التوزير، فهل تقبل حركة أمل باستبعاد الرئيس نبيه بري عن تسمية وزراء؟

الرئيس سعد الحريري لا يخفي امتعاضه من كلِّ ما يجري، ويجد أنَّ الأمور عادت إلى المربع الأول على رغم شهر ونصف الشهر على التكليف، لكنَّ أوساطه تؤكد أنَّ العراقيل ستزيده رسوخاً في ما يطالب به، وأنَّ محاولات دفعه إلى الإعتذار عن عدم التأليف لا يضعها في حسابه على الإطلاق، وهذا ما سمعه منه معظم الذين التقوه. الرئيس الحريري يدرك أهمية الوقت كما يدرك أنَّ الحكومة العتيدة مطالبة بورشة إصلاحية على كلِّ المستويات، خصوصاً أنَّ كلَّ المؤتمرات التي انعقدت من أجل لبنان كانت تضع في أولى الأولويات قضية الإصلاحات التي تعتبرها ضرورية وحيوية من أجل النهوض بالبلد، ولا نجاح لأية عملية نهوض من دون ورشة الإصلاح هذه.

 

منبج بعد درعا ... وإدلب بين الأسد و «طالبان»

سميرة المسالمة/الحياة/13 تموز/18

لا يبدو السيناريو الروسي حتى اللحظة واضحاً في شكل هيمنة النظام على درعا، على رغم أن قوات الأسد بدأت تتموضع في كثير من المناطق المستولى عليها، في شرق الطريق وعلى طول الحدود مع الأردن، وفي مدنـــها وقراها غرباً، إلا أن ذلك لا يفسر بصورة نهائية إذا كانت موسكو تريد للأسد انتصاراً مشابهاً لما حدث في حمص والغوطة، حيث شاهدناه متجولاً بين دمارها، وعلى أنقاض تهجير سكانها، يلقي خطاب نصره، معلناً عودة هذه المدن إلى كنف النظام وأمنه، أم أنه «نصر شكلي» فتحظر عليه زيارتها، كما هو حاله في حلب، التي لا تزال حتى اليوم في عهدة الروس، على رغم مضي نحو عام ونصف على استرجاع الهيمنة عليها، من الفصائل المسلحة المحسوبة على المعارضة «الممولة تركياً»، ما يعني أن المساومات الدولية الحقيقية لم تحسم بعد، حتى عندما تغادر فصائل الجنوب جبهاتها سواء إلى خارج الحدود (الأردن أو الشمال الســـــوري تحـــت النفوذ التركي)، أو إلى داخلها، أي إلى الفيلق الخامس (الشرطة الروسية) المعد لاستيعاب نشاط المسلحين وتدجينهم ليكونوا السلاح بيد روسيا والنظام وليس عليهما.

والسؤال المكتوم في حلق مناصري النظام الذين احتفلوا بانتصارهم في حلب، والذي لم يكلل حتى اليوم بخطاب نصر الأسد الموعودين فيه من هناك على رغم عودة مؤسسات الدولة الخدمية إليها، وزيارات الحكومة التنفيذية ولقاءاتها بفعاليات حلب الاقتصادية المتكررة لإعادة الحياة إليها: هل طريق الأسد إلى درعا يمر من عمان إلى القدس صار مفتوحاً أمامه، أم أنه كما طريق حلب لايزال مغلقاً ويحتاج إلى معابر جانبية من منبج حتى أنقرة؟

فإذا كان طريق الأسد إلى حلب حتى اللحظة مرهوناً بالتوافقات التركية الروسية، التي تتضمن مصير ريف حلب ومناطق درع الفرات وإدلب وعفرين ومنبج، فإن الطريق إلى درعا أيضاُ، موصول بعمان المفتوحة مباشرة على القدس المحتلة، ولعله الطريق الأقرب إلى دمشق، من طريق حلب المفتوح على خيارات واسعة لكل الأطراف المتصارعة دولياً ومحلياً، فطـــــريق الأسد من دمشق إلى درعا مرهون بخيار العودة إلى ما قبل 2011، اقتصادياً وعسكرياً، وهو ما يسعى له النظام مع كل من الأردن وإسرائيل، إضافة إلى تفصيلات إيرانية لم تخرج في مضمونها عما تريده الولايات المتحدة الأميركية، منها تأكيد التزام إيران ببيت الطاعة الأميركي، والتي جاءت عبر تصريحات السفير الإيراني مجتبى فردوسي بور فــــي عمان في 23 ايار (مايو) 2018، لصحـــيفة «الــغد» الأردنية نافياً فيها «أي وجود للقوات الإيرانية في الجنوب السوري»، ما يعـــــني التزام إيران كمرحلة أولى- ليست نهائيـــة - بمطالب إسرائيل بالابتعاد عن حدودها 80 كيلو متراً.

في الوقت الذي تفتح خيارات الطريق إلى إدلب باب المساومات الدولية واسعاُ، بحيث لا يمكن اقتصار حرب السنوات السبع- بكل القوى الدولية والإقليمية التي شاركت فيها- إلى مجرد حركة عصيان داخلي، يمكن لموسكو لملمتها وإعادتها إلى داخل الجب الأسدي، كما تحاول الآلة الإعلامية للنظام ترويجه، أيضاً لا يمكن التسليم أن كل ما تريده الولايات المتحدة بدخولها هذه الحرب فقط تلبية المطالب الإسرائيلية، المقتصرة على إبعاد إيران ومنظماتها وأذرعها «الميليشياوية» عن حدود إسرائيل، وتأطير وتحديد برنامجها النووي والصاروخي، مع أهمية هذين البندين على خارطة الأجندة الأميركية، وحلفائها من الأوروبيين والعرب أيضاً، لكن الشعار الذي رفعته أميركا «الحرب على الإرهاب» لا يزال في مقدمة أولوياتها، ما يترك المجال لإدلب بأن تكون أمام سيناريوات عديدة:

- إما محاربة «داعش» والتنظيمات المتطرفة حتى الهزيمة المطلقة، وهو الأمر الذي برهنت حروب السنوات الماضية الكثيرة في أفغانستان وباكستان على فشله، لأنها تنظيمات قادرة على إعادة إنتاج نفسها من جديد في مواقع جغرافية أخرى، وبمهمات إرهابية واسعة التمدد، وهو ما تخشاه أميركا والغرب.

- أو تسليم الملف كاملاً لتركيا لتدوير هذه المنظــمات والميليشيات، وإعادة إنتاج البديل الـــجديد تـــحت مسمى «منــطقة نفوذ سنية» تعود إدارتها سياسياً ومجتمعياً إلى تركيا، وتتشارك مع النظام السوري بتطويق حــدودها أمنياً، أي بإقامة ما يشبه منطقة حكم ذاتي، تجتــمع فيها القوى المسلـــحة التي رحلها النــظام وروسيا من كل سورية إلى إدلب، تحت مسمى فصائل متطرفة، تكـــون فيها الهيمنة على سكانها، والفصائل المسلحة الأخرى لمصلحة «المتحولين» من هيئة تحرير الشام وفصائل التركســــتان وبقــايا «داعــــش» ومن هو في سياقهم أو يتوافق معهم من الإســـلاميين، إلى المسمى الجديد الذي تختاره لهم تركيا اعتماداً على تجربة طالبان باكستان، وهذا السيناريو يتيح فرصة استمرار الصراع داخلياً ودولياً وفق الحــاجة له ولتوظيفاته.

- أو يستعيد النظام كامل الهيمنة ضمن محددات الخطة الروسية، التي تبدأ بشن الحرب، وتنتهي بالتسويات والمصالحات والتسليم، كما جرى في كل من حلب والغوطة ودرعا، مع ضمانات لتركيا بمراعاة كامل مخاوفها لجهة كرد سورية، وتوزعهم الجغرافي على حدودها، ولجهة ضمان حقوق مناصري تركيا من الأحزاب الإسلامية، للمشاركة في سلطة توفر لهم ما يتطلعون إليه من حرية الحركة والنشاط الحزبي الذي يخدم أهداف تركيا في المنطقة.

لا شك أن الولايات المتحدة منحت روسيا حرية التصرف بما يتعلق بالملف السوري، لكن ذلك لا يتناقض مع حفظ ماء الوجه الأميركي داخليا، بإنهاء ملف الإرهاب وتطويق مــخاطره، ضمن أحد السيناريوات التي تكفل إحكام السيطرة على منابع الإرهاب، وهذا يضمنه وجودهم ضمن مساحة جغرافية محددة، مسورة ومحمية من كل الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية، وهو الأمر الذي يجعل من مصير إدلب «بعبعاً» للجميع، ومنهم الكرد الذين اختاروا أن يكونوا إلى جوار النظام، وتـــــحت مظلته ليتــجنبوا الدخول في حرب مع تركيا، ويتــموضعوا جنباً إلى جنب مع مصير مجهول لإدلب، وهو ما راعته التسويات التي تجري بين النظام والكرد بعيداً من الحرب المشتعلة في كل من درعا وعلى أطراف غرب إدلب.

قد تبدو السيناريوات موغلة في التشاؤم، ولعل أقلها سوءاً متابعة روسيا لخطة هيمنتها على كامل مساحة سورياة ما قبل 2011، ولكن ذلك كله لا يعني بالضرورة إعادة انتاج نظام الأسد الذي نعرفه سابقاً بنسختيه الأب والأبن، بقدر ما هو إعادة انتاج تجربة الأسد الأب في لبنان، ولكن وفق النسخة الروسية في سورية وتحت رعاية دولية تضمن إنتداب الرئيس فلاديمير بوتين على سورية، وفق صيغة دستورية تعد بالتوافق بين خاسرين (النظام والمعارضة)، وتحت رعاية المنتصرين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية.

* كاتبة سورية

 

عن ضريبة العقوبات الأميركية على إيران

مشرق عباس/الحياة/13 تموز/18

يتم فهمك في العراق جيداً عندما تقول: «أنا من جيل الحصار»إ. فلا أحد يغامر في التشكيك في معاناتك. قد يشفق على سنوات شبابك المهدرة، الشيوخ الذين انفتح وعيهم في ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية أفضل سبقت الحصار الاقتصادي المرير الذي فرض على العراق في تسعينات القرن الماضي، وينظر إليك جيل الاحتلال الأميركي والحروب الطائفية كهاتف أرضي بلا تطبيقات ذكية، وأحياناً يتحدثون بلغة الحنين إلى سنوات لم يشهدوها، ويصنفون مرحلتهم بأنها الأسوأ. في الحقيقة لا شيء يمكن أن يحفر في تاريخ الشعوب أكثر عمقاً مما حفر الحصار الأميركي الذي امتد لثلاثة عشر عاماً في ذاكرة من عايشوه ودفعوا أثمانه، ويومها كان العراقيون يصرخون بلا جدوى من خلف الأسوار العالية التي أقامها التحالف الدولي: «إننا نحن، وليس صدام حسين، وليس أي من قادته ورفاقه وأركانه، من يعاقَب». تلك مقدمة ضرورية لفهم موقف العراقيين من تداعيات العقوبات الدولية التي يتوقع تصاعدها ضد إيران، والظن أن هذا الموقف الاعتباري لن يتغير وسيكون مثار اتفاق عام ينتمي إلى فهم شعبي عميق بأن العقوبات بالطريقة الأميركية ستمزق جسد آخر مواطن قبل أن تصل إلى باب قصر الحاكم. وفي مقابل أن العراق لن تكون له يد في تلك العقوبات لو أقرت فعلاً، كما لن يكون لموقفه المعارض تأثير حقيقي، فإنه ينظر بارتباك لاحتمالات أن يدفع ضريبة موقفه الأخلاقي المفهوم من العقوبات الاقتصادية، وكان سيكفي مثلاً التذكير بأن دول المنطقة تتقدمها إيران التزمت بحصار التسعينات، من دون أن تقع في الحيرة التي يقع فيها العراقيون اليوم.

الخطير في المشهد، أن العراق هو الطرف الاقرب والأكثر عرضة للضرر جراء اي مواجهة أميركية– إيرانية سواء كانت على مستوى تبادل رسائل القوة، أو باستخدامها فعلاً. وتبدو المعادلة معقدة بالفعل، فالعراق لا يأمل أن يجبر على المشاركة في المقاطعة الاقتصادية لإيران، لكنه قد يدفع ضريبة تلك العقوبات سواء التزم بها أو لم يلتزم، فيما لو قررت طهران أن ردها سيكون كما جرت العادة على أرض جارها التاريخي. ومن المتوقع جداً أن ينعكس هذا الوضع الحرج، على مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية، مثلما ينعكس على أداء الحكومة في المرحلة المقبلة، وطريقة تعاطيها مع احتمالات التصعيد.

في الكواليس، مازال بعض السياسيين العراقيين يتحدثون عن أن طهران وواشنطن تبحثان عن صفقة، والنظرية التي ترى أن إيران ستمر بالمراحل التي مر بها العراق قبل احتلاله عسكرياً، غير قابلة للتطبيق، ويسوقون أمثلة عن فروق جوهرية بين نظام صدام حسين الذي لم يكن يمتلك أذرعاً إقليمية بفاعلية الأذرع الإيرانية، وبين طبيعة الاقتصادين العراقي والإيراني، وحتى عن أسلوب الحكم وآلياته. لكن اصحاب نظرية الصفقة أنفسهم، يقرون بأن العراق سيكون ساحة الرسائل الملغومة الكبرى في المنطقة، حتى التوصل إلى تلك الصفقة، وأن انقساماً عراقياً حاداً قد يترتب على وضعه أمام خيار «معنا أو علينا».

بعض أشد المتحمسين لاستعادة الدولة العراقية من نظامي الوصاية الإيراني والأميركي معاً، يشعرون بالقلق من عدم قدرة أي حكومة عراقية على إقناع الطرفين بحياد بغداد إزاء الأزمات المرتقبة، ومع ضعف الوضع السياسي وتفتته لن تسمح القوى المحلية بهذا الحياد، لكنها في الوقت ذاته لن تتمكن من دفع البلد إلى الاصطفاف هنا أو هناك، ولن تتردد في إعادته إلى فخ التصادم الداخلي. وأزاء هذا القلق كله، من الضروري التذكير بأن الأطراف الإقليمية والدولية في الصراع، لن يهمها كثيراً حماية العراق من الانزلاق مجدداً إلى المحظورات التي أنتجت أكثر لياليه سواداً، وأن أجواء التفاؤل بتحقيق إجماع نادر على دعم وحدة البلاد واستقرارها وأمنها وإعمار مناطقها من آثار الحرب على «داعش» قد تتبدد مع اهتمام الدول بمصالحها ودفاعها عن استراتيجياتها، ما يتطلب من العراقيين المزيد من الحذر، والمزيد من العقلانية والتمسك بالتوازن كمدخل أساس في إدارة الأزمة.

 

بين موسكو ومسقط ودمشق وطهران

وليد شقير/الحياة/13 تموز/18

قد تكون صدفة أن يوجد في موسكو للـــقاء الرئيس فلاديمير بوتين كل من مستشار المرشد الأعلى الإيراني الدكتور علي أكبر ولايتي، وبنيامين نتنياهو أول من أمس. ساعات قليلة فــصلت بين إجتماع الأول مع الثاني ثم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لكن وصف الصدفة هذا لا ينطبق على الاجتماع في غرفتين منفصلتين بين وفدين إسرائيلي وآخر إيراني في الأردن، تولى الجانب الأردني الذهاب والإياب بينهما قبل زهاء 5 أسابيع. وليس صدفة أيضاً أن يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سلطنة عمان ليلتقي نظيره يوسف بن علوي في مسقط الأسبوع الماضي، لتنطلق بعدها لقاءات يقول العارفون إنها تتم بعيداً من الأضواء لجس النبض حول التفاوض بين طهران وواشنطن بعد العقوبات الموجعة التي قررتها إدارة دونالد ترامب، وينتظر أن تصل إلى ذروة غير مسبوقة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بفرض العقوبات على الدول التي تستورد النفط الخام الإيراني. وهي مفاوضات شبيهة بتلك التي مهدت عبرها مسقط للتفاوض الذي نجح لاحقاً في التوصل للاتفاق على الملف النووي الإيراني. المتابعون لهذه المفاوضات لا يستبعدون أن يفاجئ الجانب الإيراني بالبراغماتية العالية التي يجيدها عند الضرورة، قادة الإقليم ويستدير للمساومة مع دول الغرب. فالتحولات التي تشهدها الساحة السورية، وخصوصاً الجبهة الجنوبية، أفضت إلى معادلات جديدة، باتت معها الحاجة إلى الدور الإيراني في دعم نظام بشار الأسد غير جوهرية كما كانت قبل سنة أو سنتين. حلّ نتنياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان مكان طهران في تثبيت الرئيس السري في منصبه بالشراكة مع موسكو. بل أن البحث أخذ يجري حول كيفية التواصل بين حكام دمشق وبين حاكم تل أبيب. ومن الجهة السورية لم يكن من شك لدى النظام الحاكم منذ ما بعد حرب 1973 (وحتى منذ الاستيلاء الإسرائيلي الملتبس على الجولان عام 1967 ) بأن إجازة استمراره يجب أن تكون ممهورة بالختم الإسرائيلي. واشتراط إسرائيل العودة إلى تطبيق اتفاق فك الاشتباك للعام 1974 ليس إلا وسيلة لتجديد قناة اتصال موجودة منذ 3 عقود، مثلما هو شرط ملزم لاستبعاد الميليشيا الإيرانية (وحتى الجيش السوري وفقاً للاتفاق القديم)، من الحدود مع الجولان المحتل في محافظة القنيطرة في المنطقة الجنوبية التي هي مسرح اللعبة الدولية الإقليمية الآن، على حساب الشعب السوري.

بات واجباً على طهران أن تفتح قنوات التفاوض من جهتها، أمام الآثار القاسية لعقوبات واشنطن، والمساومات المطروحة على وجود الحرس الثوري والميليشيات التابعة له في سورية في قمة هلسنكي بين بوتين وترامب الإثنين المقبل، وكما طرحها نتنياهو في موسكو متبرعاً بالمقايضة على إنهاء القيصر هذا الوجود، مقابل السعي لرفع العقوبات الغربية عن روسيا بسبب أزمة أوكرانيا. لدى طهران أوراق قوية يجب عدم الإستهانة بها. هذا فضلاً عن أن العقل الفارسي يجيد استخدام هذه الأوراق وتوظيفها، على مراحل بحيث لا يحرقها. والثمن الذي عليه دفعه ضمان أمن إسرائيل.

إذا كانت خطوط التفاوض مفتوحة بين إيران وبين إسرائيل، ومع الجانب الأميركي، لماذا نسمع هذا الضجيج العالي والتهديد بالحرب والويل والثبور والتلويح بوقف الملاحة في مضيق هرمز من قادة الحرس، لمنع تصدير النفط الخليجي؟ ولماذا نسمع قرقعة السلاح والتهديد «بإزالة إسرائيل من الوجود، والغارات الإسرائيلية شبه اليومية في سورية ضد قواعد الإيرانيين، وآخرها بالأمس في القنيطرة. وقبلها يوم الأحد على مطار «تي 4 « ضد القواعد الإيرانية والتي على ما يبدو حققت إصابات قوية بالبشر والعتاد ومستودعات الصواريخ. ولماذا نشهد بين هذه الغارة وتلك إطلاق طائرة «درون» يقول الإسرائيليون بعد إسقاطها، تارة إنها إيرانية وأخرى إنها سورية؟ فأي الدولتين تتجنب تل أبيب إحراجها؟ من المنطقي أن تحصل أي مفاوضات، لا سيما إذا كانت ستفضي إلى نتائج معاكسة كليا لقصائد التعبئة الأيديولوجية، تحت غبار المواجهات. ومن الطبيعي أيضاً أن يبقي كل فريق على أوراقه في الميدان بموازاة الخطوط الديبلوماسية الخلفية المفتوحة. ومن نافل القول إن التفاوض ليس ثنائيا بل مثلث ومتعدد الأطراف فإذا نجح ثنائياً بين فريقين، قد يتطلب استكماله مع دول أخرى... إلا أنه لا بد من تسجيل قدرة إيران على ضبط النفس حيال الضربات الإسرائيلية الموجعة، كما يقول أحد العارفين بالميدان السوري.

كل الخطوط المفتوحة تحت الطاولة قد تنجح وقد تفشل في نهاية المطاف. وإبقاء الجاهزية من عدة الشغل. أما مصير سورية فله حديث آخر.

 

سورية وإيران و «صفقة القرن» في اختبار قمة هلسنكي

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/13 تموز/18

ما الأكثر أهمية وأولوية عند الرئيس الروسي: أن يسلم له الرئيس الأميركي بتفوقه في سورية، أم أن يعترف له بضمّه شبه جزيرة القرم؟ لا هذا ولا ذاك، فكلاهما يعني أن دونالد ترامب يقرّ بأمر واقع وأنه يتبرّع لفلاديمير بوتين بما لا يحتاجه لأنه، ببساطة، يمتلكه. الهدية الأهم عنده، ومفتاح التقارب والنجاح لقمّة هلسنكي، أن يأتي ترامب مصمّماً على تحريك العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية. وليس في ذلك طموح روسي مستهجَن، أو أكبر من المتخيّل، فثمة أطراف أوروبية متضرّرة من العقوبات تتطلع إلى تسوية، ثم أن ترامب ومساعديه أكثروا، خلال حملته الانتخابية والمرحلة السابقة لتنصيبه رئيساً، من الإشارات إلى أن بداية أي «وفاق» ستكون بمواجهة الخلافات في شأن أوروبا والمنظومات الدفاعية، وأوكرانيا تأتي في هذا السياق. صحيح أنهم اضطروا لاحقاً إلى نسيان كل السيناريوات بعد تفجّر قضيتي الاتصال بالروس على مستويات مختلفة والتدخّل الروسي في الانتخابات الأميركية، إلا أن العودة إلى نهج التقارب تشير إلى تجاوز إدارة ترامب الصعوبات وجاهزيتها لاستئناف سياساته التي رُسمت (بالتشاور مع الروس؟)، فالتحقيقات في القضيتين لم تتوصّل إلى ما يدين الرئيس وإن وضعت يدها على الكثير من التقاطعات المشتبه بها.

ولا في أي مرحلة، خلال إدارتَي ترامب وباراك أوباما، كانت سورية بين الخلافات الاستراتيجية مع روسيا، قبل تدخلها المباشر وبعده. الفارق الوحيد بين الإدارتَين أكّده أخيراً مستشار الأمن القومي جون بولتون بأن الخلاف «الاستراتيجي» ليس على بشار الأسد بل على إيران. فمع إدارة أوباما كان الضوء مسلّطاً على «مصير الأسد» لتغطية التغاضي الأميركي عن التدخّل الإيراني في سورية كواحد من الحوافز التي نالتها طهران للتوقيع على الاتفاق النووي، وقد تعاملت إدارته ببراغماتية خالصة مع التدخّل الروسي في سورية باعتبار أن التدخّل الأميركي لم يكن وارداً في أي وقت. أسفر ذلك عن تفاهمات «استراتيجية» ما لبثت إدارة ترامب أن تبنّتها، ويمكن التعرّف إلى طبيعتها في التصفية المتدرّجة للمعارضة المسلّحة منذ خريف 2016 إلى اليوم، بدءاً بحلب مروراً بالغوطة الشرقية ووصولاً إلى درعا. ذاك أن جوهر التفاهمات بُني على أن المشكلة في سورية هي الشعب وانتفاضته وليست النظام الذي احتاج إلى إيران ثم إلى روسيا لإنقاذه، ولم يعد يشكّل خطراً على إسرائيل التي ساهمت أيضاً في إنقاذه، حتى أنها تتشارك اليوم مع روسيا وأميركا في العمل على إخراج إيران من المعادلة العسكرية وفي رسم معالم التسوية في سورية.

لم تكن روسيا مضطرّة للتعايش مع الوجود الأميركي على الحدود- ثم في الأراضي- السورية لولا أن الولايات المتحدة سبقتها إلى هناك وشكّلت تحالفاً دولياً لـ «محاربة الإرهاب» مع حرص شديد ومتكرّر على عدم التأثير في الصراع السوري «الداخلي»، بل إنها تمسّكت بهذا الحرص حتى بعدما أصبح الصراع «خارجياً» بحتاً. وفي أي حال كانت «محاربة الإرهاب» من الأهداف الروسية المعلنة، والمستمرّة، للتدخّل الذي غدا احتلالاً بكل المواصفات ولا تزعجه سوى الاختراقات الإيرانية في أروقة النظام وأجنحته العسكرية والأمنية وميليشياته. كان النظام وإيران قد زرعا نبتة «الإرهاب» في الصراع السوري لاختراق مناطق سيطرة المعارضة، وردّت واشنطن باتهامهما بـ «اجتذاب الإرهاب» مميزة بين مَن يقاتلون ضد النظام ومَن انضووا في صفوف «داعش» و «النصرة/ القاعدة»، لكن روسيا لم تفرّق بين الفصائل. ويتضح الآن أن جميع المتدخّلين الخارجيين يدينون بالشكر لـ «داعش» وأشباهه على الخدمات التي أدّوها لهم. كما أن جدل الفصائل «المعتدلة» والمتطرّفة» لم يكن سوى للاستهلاك الإعلامي، لأن الأميركيين والإسرائيليين أثبتوا في نهاية المطاف أن لا مانع لديهم من تصفية جميع الفصائل، بما فيها تلك التي شكّلت «جبهة الجنوب» وكانت حركتها محكومة بالخطوط الحمر التي يحدّدونها.

بطبيعة الحال لم يكن هناك في أي وقت خلاف أميركي- روسي في شأن إسرائيل. فالأخيرة حققت أكبر مكاسب مالية وعسكرية كـ «تعويض» أميركي عن الاتفاق النووي، ولم يمنعها ذلك من المواظبة على رفضه والدعوة إلى إلغائه والظفر أخيراً بالانسحاب الأميركي منه. ثم أنها حصلت في وقت قياسي على اتفاق استراتيجي مع روسيا منحها منذ أواخر 2015 مشروعية ضرب الإيرانيين وميليشياتهم وبالتالي طرح إشكالية وجودهم في سورية وبالتالي إنضاج ضرورة تقليص بنيتهم العسكرية ومن ثَمّ خروجهم. غير أن ترامب وبنيامين نتانياهو يأملان بأن يحسم بوتين موقفه في قمة هلسنكي من مسائل ثلاث: 1) إخراج إيران من سورية. 2) تبنّي «صفقة القرن» كتسوية نهائية للقضيّة الفلسطينية. 3) الموافقة على الترتيبات الجارية لنزع الصفة الاحتلالية الإسرائيلية عن الجولان والاعتراف بـ «شرعية» الوجود الإسرائيلي فيه...

لكن هذه ليست أولويات بوتين، ففي سعيه إلى تثبيت مصالح روسيا في سورية انتزع من نظام الأسد العديد من القرارات على حساب مصالح إيران وقدّم كلّ التسهيلات لتمكين إسرائيل من تقليم المخالب الإيرانية، بل إنه ساهم في تنامي دورها وتأثيرها في توجيه التسوية السورية. ولذلك فإنه غير مدين لها أو لواشنطن إلى حدّ منح مباركته التلقائية لما تخططان له بالنسبة إلى الفلسطينيين والجولان. الأرجح أنه لم يحدّد بعد أي مقاربة إيجابية أو سلبية للمسألتَين، إذ إنهما مرتبطان بمستقبل الدور الروسي في المنطقة ومن الأفضل أن يتركه للتفاوض تحديداً مع الولايات المتحدة في حال أظهرت استعداداً لمقايضات كبرى ملموسة. لكن المؤكّد أن الرئيس الروسي الذي لم يبد في إدارته للأزمة السورية أي اهتمام باعتبارات القانون الدولي والحقوق الإنسانية، لن يتوقّف عند حقوق الفلسطينيين أو حتى عند المسؤولية الروسية عن مصير الجولان وسيادة سورية الدولة وسلامة حدودها. فالمهم أن تُعرَض عليه الصفقة المناسبة.

من المتوقّع أن يركّز أي اتفاق في هلسنكي على مصير الشمال الشرقي لسورية، فالروسي الذي يحمّل الأميركي مسؤولية الدمار في الرقّة ينسى أنه خلّف في حلب والغوطة الشرقية دماراً مماثلاً في هوله، والروسي الذي استاء من اجتذاب الأميركي للأكراد وتسليحهم وحمايتهم ينسى أيضاً أنه منح الإيرانيين غطاءً لمشروعهم التخريبي في سورية. من هنا أن الطرفَين يحتاجان إلى اتفاق يكرّس تفاهمهما على استبعاد تركيا عن شرق الفرات ويأخذ في الاعتبار أن محاربة فلول «داعش» لم تنته، كذلك مهمّة القوات الكردية. فالأميركي العازم على الانسحاب من المنطقة، بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ولو من دون تعجّل، لا يمانع عودة نظام الأسد إليها لكن من دون الإيرانيين، ما يحتّم عليه «التصالح» مع الأكراد، ويبدو أن الروس حقّقوا تقدّماً في إقناع النظام و «قوات سورية الديموقراطية» بصيغة تعاون مختلفة عن «المصالحات» في المناطق الأخرى. في السياق نفسه يتشدّد الأميركيون بالنسبة إلى الحال التي يجب أن تسود على الحدود السورية- العراقية بحيث تكون تحت سيطرة الجيشين ولا وجود فيها للميليشيات. هذه نقطة اشكالية، فلا حكومة بغداد قادرة على إغلاق «ممر طهران- بيروت» ولا نظام دمشق لديه الإرادة السياسية أو القوات الكافية لإغلاقه، ولا الضمانات الروسية بدت في وقت صلبة ويمكن الاعتماد عليها.

السائد في الأذهان أن لقاء ترامب- بوتين لا يمكن أن يثير توقّعات إيجابية للدول أو للشعوب. ليس فقط بسبب الطبيعة الموتورة للرجلين بل أيضاً لأن رداءة الأوضاع في المنطقة تشجّع الدولتَين على استثمار المآسي ومكامن الضعف في بناء توافقاتهما. لذلك يغيب أي ذكر لـ «السلام» عن خطاب الرئيسين ليحضر «الاستقرار الإقليمي» كعنوانٍ مرادف لنجاحهما في توزّع المصالح وعدم استمرارهما في التصارع إلى حين... فكلّ الأخبار الجيّدة لها وجوه بالغة السوء: الانسحاب الأميركي تكريس لبقاء روسيا في سورية إلى ما لا نهاية. خروج إيران من سورية استحقاق ضروري للمنطقة لكنه لا يبرّر مكافأة إسرائيل على جرائمها بإدخالها إلى عموم المنطقة.

* كاتب وصحافي لبناني

 

إيران تختنق نفطياً والنجدة منتظَرة من الهند والصين!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/12 تموز/18

قبل أن ينسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الصفقة النووية مع إيران، كان الإعلام الإيراني يردد أن لا تأثير إطلاقاً للمقاطعة. الآن صار يؤكد «أن كل مشكلاتنا بسبب المقاطعة».

كان الوضع الاقتصادي الإيراني قاتماً جداً قبل انسحاب ترمب وإعادة فرض العقوبات. الآن أصبحت العملة الإيرانية - الريال - في مهب الرياح، حيث وصلت إلى الحد الأدنى في تاريخ إيران، مقابل الدولار. والتوقعات أنها سوف تتدهور أكثر مع تخفيض الدول شراءها للنفط الإيراني قبل الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو التاريخ الذي يتعين فيه على الدول تخفيض مشترياتها إلى «الصفر». ما يزيد من قلق النظام هو المظاهرة الضخمة التي انطلقت في طهران المدينة التي كانت حتى الآن بمثابة جزيرة هدوء وسط بحر من المظالم الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد.

الانهيار الحر للريال، يهدد الحساب الجاري للحكومة، ويضع مجموعة من السلع الاستهلاكية خارج ميزانية الطبقة الوسطى من الإيرانيين. في نهاية عام 2017 كان سعر الدولار 42.800 ريال. وعشية انسحاب ترمب وصل السعر إلى 65 ألف ريال، لكن اعتباراً من 27 الشهر الماضي وصل إلى 90 ألفاً. بالطبع هذه أسعار السوق السوداء لأن الحكومة حددت السعر بـ42 ألف ريال، لكن الإيرانيين يتجاهلونه ويقومون بتحويل أموالهم إلى الدولار للهرب من التضخم المتزايد. ما كشفه المسار التنازلي للريال أن الوعود الاقتصادية بعد الاتفاق النووي لم تتحقق وكانت إيران تتأرجح على حافة الركود، وما أقدم عليه ترمب أنه وسّع الحفرة.

يقول أحد الخبراء الماليين، إن إحدى إيجابيات حكومة الرئيس حسن روحاني هي احتياطي البلاد من العملات الصعبة والفائض التجاري، وكان صندوق النقد الدولي قدر في مارس (آذار) الماضي، أن الحكومة الإيرانية تحتفظ باحتياطيات أجنبية تبلغ قيمتها 112 مليار دولار، وأنها تحقق فائض حساب جارٍ مربحاً.

يضيف: الآن ستتحول الحكومة إلى أسلوب إدارة الأزمات في محاولة للحد من استنزاف احتياطياتها الأجنبية طالما ظلت هدفاً للعقوبات الأميركية. وقد أدخل روحاني بعض الإصلاحات التي تم تجميعها على عجل وتستهدف القضاء على هرب رؤوس الأموال، كما حظر استيراد 1300 سلعة استهلاكية تعتبر غير أساسية، لكن هذه الجهود تراجعت الآن، وما زال سعر صرف السوق السوداء يتثاقل.

تلفتت الحكومة فرأت الآلاف يتظاهرون في طهران ضد ارتفاع الأسعار وضد سياساتها الاقتصادية الفاشلة، كان حجمها كافياً لإجبار السلطات على إغلاق كل محطات المترو للحد من توسعها الإضافي، وعلى الرغم من تفريق مظاهرة طهران من قبل شرطة مكافحة الشغب، تم تسجيل احتجاجات مماثلة وأعمال تضامن في مدن أراك، وشيراز، وتبريز وكرمنشاه، أما في بوراجان جنوب إيران، فقد دفعت الاحتجاجات على ندرة المياه، بإمام صلاة يوم الجمعة الماضي إلى الهرب، ولوحظ أن الهتاف الموحد الذي جمع كل المتظاهرين منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي كان: «رضا شاه. تباركت روحك».

إن أي مظاهرة في سوق البازار الكبير في طهران حساسة بشكل خاص؛ نظراً لدور البازار في ثورة عام 1979 التي جلبت النظام الحالي.

عندما عارض الاتحاد الأوروبي واشنطن في محاولة لإبقاء الاتفاق النووي الإيراني ساري المفعول، كان يعرف أن قدرته على ذلك تتوقف على أمرين: ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمنح شركات الاتحاد الأوروبي تنازلات مما يسمح لها بمواصلة التداول مع إيران دون أن يتم إقصاؤها عن نظام التمويل الأميركي، وما إذا كان الاتحاد الأوروبي يستطيع بسرعة تجميع جبهة موحدة تتحمل الضغوط الأميركية. حتى الآن لم يتحقق للاتحاد الأوروبي أيٌّ من الأمرين؛ مما يوحي بأن الرابع من نوفمبر سيحدث صدمة كبيرة للاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على النفط، مع تسابق الشركات الأوروبية إلى الخروج.

مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قال، إنه لن يكون هناك أي تنازلات مقبلة، وإن جميع الشركات عليها التوقف عن التعامل مع صناعة الطاقة الإيرانية بحلول 4 نوفمبر. وبالفعل بدأ الشارون في اليابان وتايوان التخطيط لسحب مشترياتهم من النفط الإيراني.

يقول محدثي: السؤال المطروح هو ما الذي ستفعله الهند والصين أكبر مشترين للنفط الإيراني! لقد صرحت الحكومة الهندية بأنها لا تعترف إلا بعقوبات الأمم المتحدة وليس بالعقوبات الأميركية الأحادية، ومع ذلك، في غياب التنازلات من واشنطن، فقد تجد الشركات الهندية صعوبة في التعامل مع إيران. إذ أصبح توفير وسطاء مستعدين لأغراض التأمين والشحن في غاية الصعوبة بسبب وجود عقوبات أميركية، وهناك أيضاً مسألة دفع ثمن النفط: الدولار الأميركي مستحيل؛ لأن المعاملة لا يمكن تمريرها في النظام المالي الأميركي؛ لذلك من المحتمل أن يتم إحياء آلية الروبية مقابل الريال، كما كان الحال ما بين عام 2010 و2014.

من ناحية أخرى، تعتبر الصين المشتري الآخر الأكبر للنفط الإيراني، حيث استوردت نحو 600 ألف برميل يومياً خلال الجزء الأول من هذا العام، أي ما يعادل ربع صادرات إيران تقريباً، إلا أن الصين أقل اعتماداً على النظام المالي الأميركي من الهند، وقد تختار مواصلة أو حتى زيادة مشترياتها من الخام الإيراني بعد الرابع من نوفمبر، لكن لوحظ أن المسؤولين الإيرانيين حاولوا إنما من دون جدوى تأمين ضمانات من الجانب الصيني بأن مشتريات النفط سوف تستمر بغض النظر عن القرارات الأميركية.

يعتقد محدثي، أنه من الممكن، على الرغم من أنه من غير المحتمل، أن يتم التعامل مع مشتريات الصين من النفط الإيراني، كشريحة تفاوضية في الحرب التجارية الأميركية - الصينية الأوسع نطاقاً التي تتكثف الآن.

كان الاقتصاد الإيراني ينزلق منذ أكثر من عام، وهو على وشك أن يزداد سوءاً، عندما تتأثر عائدات النفط بالجزاءات، فيفقد الإيرانيون صبرهم مع الحكومة. وإذا ما تكررت أحداث عام 2009، فمن المتوقع أن يكون الأمر دموياً؛ لأن السلطات الحاكمة والحرس الثوري لن يتخلوا عن السلطة دون قتال. وقد تكون إيران الدولة الوحيدة في العالم التي يحتفل مسؤولوها ببناء وفتح سجون جديدة، ويبدون أكثر سعادة عندما يشاركون في هذه الاحتفالات!

يبقى أن نرى كم من القدرة الإيرانية الحالية للتصدير سيتم إخراجها من السوق. قد يتحدث الاتحاد الأوروبي والصين والهند بلغة قاسية، لكن الأوامر النهائية سوف تمليها الحقائق الأميركية للتحايل على النظام المالي الأميركي، إضافة إلى اعتبارات سوق النفط الأوسع وبشكل أساسي ما إذا كانت منظمة «أوبك» وروسيا تستطيعان استيعاب صدمة السوق من دون التسبب في ارتفاع أسعار صادمة؛ لأنه ليست الصادرات الإيرانية فقط هي التي تحتاج إلى التعويض عنها، بل الصادرات الفنزويلية والليبية أيضاً.

قد تتجاهل الصين وتركيا وروسيا والهند العقوبات الأميركية، لكن إدارة ترمب لن تتخلى عن قائمة المطالب التي فرضتها على إيران: التخلي عن دورة الوقود النووية، وبرنامج الصواريخ الباليستية والتراجع عن سياساتها في الشرق الأوسط!

من المؤكد أن التحركات ضد إيران التي تعتمدها الولايات المتحدة وأيضاً إسرائيل، بقصفها كل المواقع العسكرية الإيرانية داخل سوريا، لا تهدف إلى تغيير النظام. وكان رودي جولياني قال في وقت سابق: «هذا الرئيس لا ينوي إدارة ظهره للمقاتلين من أجل الحرية. وعندما تتوقف القوة الاقتصادية الكبرى عن التعامل معك، فسوف تنهار وستكون العقوبات أعظم، وأعظم وأعظم». من بين الأسئلة التي يجب طرحها: هل يستحق الإبقاء على بشار الأسد رئيساً، تدمير كل سوريا وإسقاط إيران في هاوية عميقة القعر؟

يرد عليّ محدثي: وهل ستبقى إيران في الاتفاق وتحاول الحصول على دعم من روسيا وتركيا والهند، ومن عائدات النفط المهرب في الأسواق الغامضة؟ أم أنها ستتخذ الطريق الأكثر خطورة بتسريع برنامجها النووي على أمل التوصل إلى صفقة أفضل من إدارة ترمب أو من يخلفها؟

ينهي حديثه بكتابة كلمتين: الحياة أو الانتحار. وينتهي اللقاء.

 

بريطانيا الرهينة

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/12 تموز/18

على مدى عامين أو أكثر قليلاً ظلت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تحاول تربيع الدائرة وتجسير الخلافات داخل حزبها، حول ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) الملغوم. الفشل كان نتيجة حتمية لأن موضوع العلاقة مع الاتحاد الأوروبي ظل مثار حرب أهلية داخل حزب المحافظين لعقود، ولعب دوراً كبيراً بشكل أو بآخر في سقوط ثلاثة من قادة الحزب، وربما يكون الرابع في الطريق إذا لم تحدث معجزة تنقذ السيدة ماي. الحكومة البريطانية عاشت أسبوعاً عاصفاً توج باستقالة اثنين من أبرز رموز تيار البريكست هما وزير الخارجية بوريس جونسون، ووزير ملف البريكست ديفيد ديفيس بعد رفضهما للصيغة التي جرى التوصل إليها في الاجتماع المغلق الذي عقد الجمعة الماضية بالمقر الريفي لرئيسة الوزراء في «تشيكرز»، وهي الصيغة التي تراهن عليها ماي للخروج من عنق الزجاجة في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. الطريقة التي عقد بها اجتماع «تشيكرز» كانت تعكس حجم الصراعات والثقة المفقودة بين تيريزا ماي وخصومها. فقد صودرت الهواتف الجوالة من الوزراء بمجرد وصولهم، وأبلغوا أن من يريد الاستقالة خلال المناقشات فسوف تسحب منه السيارة الحكومية فورا وعليه أن يعود إلى سكنه سيرا على الأقدام إن شاء.

لم يتقدم أحد باستقالته خلال المناقشات، وبعد اختتامها خرجت ماي لتصرح بأنه تم التوافق على صيغة ستعلن للبرلمان وستقدم للاتحاد الأوروبي باعتبارها الصيغة التي تراها الحكومة البريطانية للخروج وللعلاقة المستقبلية مع أوروبا. لكن شهر العسل الحكومي لم يستمر سوى 48 ساعة، فتيريزا ماي التي ظنت أنها نجحت في الحصول على تأييد وزراء حكومتها لخطتها، سرعان ما وجدت نفسها أمام استقالة اثنين من أبرز قادة جناح «البريكست» مما فتح الباب واسعاً أمام احتمال تحد لزعامتها بفرض انتخابات على قيادة الحزب. الأدهى من ذلك أن استطلاعاً سريعاً للرأي أجرته قناة «سكاي نيوز» التلفزيونية بعد أزمة الاستقالات أشار إلى أن 64 في المائة من البريطانيين لم يعودوا واثقين بأن ماي قادرة على تحقيق صفقة جيدة لبريطانيا في البريكست. حزب المحافظين ليس غريباً على مؤامرات الدهاليز للإطاحة بقادته، والصراعات حول ملفات العلاقة مع أوروبا والهجرة. حدث هذا الأمر مع رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت ثاتشر عام 1990 عندما واجهت أكثر من تحد لزعامتها من المتمردين في حزبها، انتهت بالإطاحة بها بعد الاستقالة الشهيرة لنائبها وزير الخارجية والخزانة الأسبق جيفري هاو في خطاب أمام مجلس العموم انتقد فيه قيادتها، وكان بمثابة الطلقة التي انتظرها البعض لفرض انتخابات على زعامة الحزب، كسبتها «المرأة الحديدية» لكن ليس بما يكفي لحسم النتيجة من أول جولة، فأجبرت على التنحي وغادرت المنصب باكية من وطء ما اعتبرته خيانة من غالبية وزرائها وعدد كبير من نواب حزبها.

ذلك الفصل الدرامي لم ينه صراعات الحزب، فواجه خليفتها في رئاسة الحكومة جون ميجور سلسلة من التحديات والمحاولات لتقويض سياساته، أدت إلى انتخابات أخرى على زعامة الحزب في عام 1995 نجح فيها ميجور بتغلبه على أحد رموز المتشددين في الحزب وهو جون ريدوود. لكن صراع الأجنحة لم يتوقف، كما لم تهدأ الحرب الداخلية حول ملف العلاقة مع الاتحاد الأوروبي الذي أصبح عقدة العقد داخل الحزب، وأدى لإضعافه وخسارته الانتخابات العامة عام 1997 بسببه سقط أيضا ديفيد كاميرون الذي اضطر إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة ومن زعامة الحزب بعدما خسر نتيجة استفتاء عام 2016 الذي دعا إليه وراهن عليه لإسكات خصومه من اليمين المتشدد داخل الحزب الذين حاربوه بضراوة مستخدمين ورقة العلاقة مع الاتحاد الأوروبي وملف الهجرة.

بريطانيا أصبحت رهينة لصراعات المحافظين بشأن العلاقة مع أوروبا، وتواجه بسبب ذلك امتحان البريكست الذي لم يكن ليحدث أصلا لو لم يفكر كاميرون في استخدام الاستفتاء حوله كورقة لهزيمة خصومه في الحزب. هذه الصراعات شلت كذلك حكومة تيريزا ماي وجعلت مفاوضات البريكست مع الاتحاد الأوروبي تراوح مكانها منذ الاستفتاء وتفشل في تحقيق أي اختراقات حول ترتيبات العلاقة المستقبلية بين الطرفين، بينما يقترب موعد الطلاق المحدد بنهاية مارس (آذار) 2019. ماي من أجل حماية منصبها حاولت أن تمسك بالعصا من النصف في معركة لا تنفع معها أنصاف الحلول، وفي صراع بين تيارين لا يلتقيان أبدا، أحدهما يريد طلاقاً بائناً كاملاً لا رجعة فيه مع الاتحاد الأوروبي، والآخر يريد الحفاظ على شكل من العلاقات والروابط الاقتصادية والجمركية والتجارية تحفظ لبريطانيا مصالحها مع أكبر كتلة تجارية في العالم. الاستراتيجية التي تبنتها ماي في اجتماع «تشيكرز» لإدارة المرحلة النهائية من المفاوضات وللتوفيق بين دعاة الخروج وأنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي، تلقت أول ضربة مع الاستقالات التي هزت الحكومة وفتحت الصراع على مصراعيه مع الجناح المتطرف في البريكست، وقد تتلقى الضربة القاضية من الاتحاد الأوروبي الذي لم يبد حماساً كبيراً لها. ويصعب تصور أن ينبري حزب العمال المعارض لإنقاذ ماي من ورطتها والتصويت لصالح خطتها خصوصا، وهو يرى أن احتمال سقوطها بات أقرب من أي وقت مضى.

 

إيران المتهاوية... هل يكون مؤتمر «المجاهدين» المقبل في طهران؟!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/12 تموز/18

لأن إيران باتت سبب كل أوجاع هذه المنطقة بأفعالها البشعة وبنواياها السيئة، واستهدافها المستمر والمتواصل للعرب وللقضايا العربية قبل الثورة الخمينية في عام 1979 وبعد ذلك، فقد بقيت تهيمن، إخبارياً وأيضاً سياسياً، على مستجدات هذه المنطقة الملتهبة، التي ازدادت التهاباً باحتلالها الفعلي لدولتين عربيتين هما العراق وسوريا، ومحاولات هيمنتها على اليمن وعلى لبنان، وتسللها إلى ليبيا وبعض دول شمال أفريقيا، هذا بالإضافة إلى الخليج العربي كله.

ولعلّ ما يجب التذكير به في هذا المجال، مع أنه قد قيل أكثر من مرة، ومع أن بعض كبار المسؤولين العرب قد حذروا منه، ليس مرة واحدة وإنما مرات كثيرة، هو أن إيران كانت قد أعلنت وقبل أكثر من 15 عاماً أنها بصدد تحقيق هدف إنشاء «هلالها المذهبي» الذي يبدأ أحد طرفيه في اليمن عند باب المندب وينتهي طرفه الآخر في لبنان على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وحقيقة إن هذا كاد يتحقق كاملاً لولا تصدي المملكة العربية السعودية ومعها «التحالف العربي» لانقلاب الحوثيين، وكان معهم علي عبد الله صالح رحمه الله على أي حال، على الشرعية اليمنية.

والمعروف أنه قد ثبت بالأدلة القاطعة ولا يستطيع إنكاره إلا المنحاز لما يسمى دول «المقاومة والممانعة»، التي تضم إيران، ويصر كبار المسؤولين الإيرانيين، وبخاصة قادة حراس الثورة، على أنها تضم أيضاً العراق وسوريا ولبنان والحوثيين، أن جمهورية الشر هذه متورطة في دعم التنظيمات الإرهابية حتى «ذقنها»، وأن تنظيم «القاعدة» قد تربى وترعرع في كنفها، وهذا ينطبق على «طالبان» الأفغانية، وعلى «داعش» الذي بات معروفاً أن حراس الثورة الإيرانية يعتبرونه أحد فيالقهم الفاعلة الرئيسية. إنّ هذا لا بد من قوله والتأكيد عليه قبل التطرق للإثبات وبالأدلة القاطعة أن «دولة الملالي» هذه قد أصبحت «نمراً من ورقٍ»، وأنَّ انهيارها الذي بات واضحاً سيكون على يد الشعب الإيراني العظيم بكل قومياته وأحزابه وتنظيماته الحية، وفي المقدمة من هؤلاء جميعاً المقاومة الإيرانية بقيادة «مجاهدين خلق» الذين استمروا في مواجهة هذا النظام بعد مواجهة نظام الشاه السابق على مدى أربعين عاماً وأكثر.

وهنا فإن ما يشير لا بل ما يؤكد على أن «الملالي» باتوا يتحسسون أعناقهم بعد هذه الانتفاضة الشعبية الأخيرة التي لا تزال مستمرة ومتواصلة، والتي بالإضافة إلى أن العاصمة طهران، التي بأسواقها (بازاراتها) تستحق أن تعتبر منطلق هذه الثورة المتصاعدة، قد عمت المدن الإيرانية كلها من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق عند الحدود مع باكستان وأفغانستان إلى عربستان (الأحواز) في الغرب عند الحدود العراقية.

إنه ليس عيباً ولا عاراً أن تكون هذه الانتفاضة الجديدة، التي سبقتها على مدى الأربعين سنة الماضية انتفاضات متعددة وكثيرة، عفوية وتلقائية، لكن في الحقيقة إنها ليست كذلك وإنها منظمة ومعدٌّ لها إعداداً جيداً إن من قبل «المقاومة الإيرانية»، وإن من قبل التنظيمات القومية الأخرى التي هي على صلة مستمرة بـ«مجاهدين خلق»، وتنسق معهم، إن في الداخل وإن في الخارج، الأمور كلها وكل صغيرة وكبيرة كما يقال.

كان «ملالي» النظام الإيراني الذين أصيبوا بالذعر وبدنوِّ أجلهم وأجل نظامهم، قد قالوا وما زالوا يقولون إن جهات خارجية تقف وراء هذه الانتفاضة الأخيرة، وذلك في حين أنهم، وكل المعنيين يعرفون هذا، أن هذه ثورة حقيقية، وأنه تقف خلفها ومعها بل وأمامها قوى منظمة وجودها الأساسي والفاعل داخل إيران، وهذا يعني أنها لن تتوقف وأنها ستتواصل حتى النصر «وإنَّ غداً لناظره قريب»، وأنه وداعاً لسنوات الظلم والاضطهاد هذه، ووداعاً للتدخل في الشؤون العربية الداخلية، وأن الأخوة العربية - الإيرانية ستعود إلى تلك الفترة التاريخية العظيمة التي أنجزت وأنجبت حضارة إنسانية رائعة، كانت ذات يوم غير بعيد في الحسابات التاريخية في طليعة الحضارات الكونية.

لقد ثبت وبالأدلة القاطعة أنه لا يوجد صراع سني - شيعي، وأن نظام الملالي بتدخله في الشؤون العربية الداخلية وبتمدده الاحتلالي في هذه الدول العربية التي تمدد فيها، وبغطاء مذهبي موهوم ومفتعل، أراد تصدير أزماته، التي غدت متفاقمة و«تُبشّر» بدنو أجله واقتراب ساعة رحيله إلى الخارج، لكن ها قد جاءت هذه الانتفاضة الباسلة حقاً لتؤكد أنه لن يفلح في هذا، وأن حَبْل الكذب سيكون قصيراً، وأنه لا يصح إلا الصحيح، وأن لحظة الحساب والعقاب قادمة وبالفعل لا محالة. كان مؤتمر المقاومة الإيرانية، الذي انعقد في باريس قبل أكثر من 10 أيام، وشارك فيه نحو ربع مليون إيراني جاءوا من «أربع رياح الأرض»، وحضره عدد كبير من المؤيدين والمناصرين، من بينهم شخصيات مرموقة بالفعل لعبت أدواراً قيادية في بلدانها، بمثابة التأكيد على أن انتصار الشعب الإيراني بات قريباً وإلى حدِّ القول وبلا أي مبالغة بأن المؤتمر المقبل بالفعل قد يكون في طهران، وأن زوال هذا النظام الاستبدادي «الرجعي» بات قريباً، وأنه على من يشك في هذا أن يراجع مسيرة التاريخ، حيث كانت قد تهاوت أنظمة وإمبراطوريات جبارة كثيرة كان البعض يرى أنها باقية إلى الأبد. لقد كانت الدلالة الأولى على أن هذا المؤتمر أو هذا التجمع هو غير المؤتمرات السابقة هي الإعلان رسمياًّ عن أن قائد المقاومة الإيرانية ومؤسسها في العهد «البهلوي» مسعود رجوي لم يُقتل ولم يغب الغياب النهائي، كما كان ادعى نظام الملالي ومعه «المذهبيون» المصفقون له، وأنه لا يزال على رأس عمله وفي موقعه القيادي الفاعل، وأنه هو ومعه عدد من زملائه هو من يقود هذه الانتفاضة الجديدة التي من الواضح أنها زعزعت هذا الكيان الاستبدادي الرجعي الذي باتت نهايته قريبة.

إن هذه هي الدلالة الأولى، أما الدلالة الثانية فهي الإعلان وللمرة الأولى عن أن المقاومة الإيرانية عازمة، وقد قطعت شوطاً طويلاً على هذه الطريق، لإقامة جبهة عريضة تضم كل القوى والاتجاهات الإيرانية الفاعلة لإسقاط هذا النظام، إن بالتحركات الجماهيرية المتلاحقة، وإن بالقوة العسكرية والكفاح المسلح، وحقيقة أن هذا تطور نوعي على كل الذين في مصلحتهم إزالة هذه الغيمة السوداء أن يؤيدوه ويدعموه بكل وسائل الدعم والمساندة.

أما الدلالة الثالثة فهي أنّ الأميركيين قد أعادوا النظر في مواقفهم وقراراتهم السابقة، وأنهم لم يعودوا يعتبرون «مجاهدين خلق» منظمة إرهابية، وأن هناك نية جدية لتوجيه دعوة لقائدة المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي لزيارة واشنطن للقاء كبار المعنيين والمسؤولين في الولايات المتحدة.

وهكذا واستناداً إلى هذا كله فإن «ملالي طهران» قد فقدوا أعصابهم، وأنهم بالإضافة إلى عنفهم الداخلي ضد هذه الانتفاضة الجديدة قد شكلوا شبكة الاغتيالات والتفجيرات الأخيرة التي تم ضبطها في عدد من الدول الأوروبية، والتي كانت تستهدف مؤتمر باريس الأخير الذي أصاب هذا النظام الإيراني بالهلع والخوف، وبأن نهايته باتت قريبة. لقد وصلت إيران الخامنئية إلى طريق مسدودة بالفعل، وهي إذْ تحاول تأجيل الاستحقاق الكبير الذي لا بد منه بافتعال كل هذه «الزوبعة» العاتية حول «الاتفاق النووي» الذي كانت وقعته مع باراك أوباما في لحظة اهتزاز معادلات هذه المنطقة، فإنها تعرف أن لحظة الحقيقة قادمة لا محالة، وإن «بازار» طهران الذي أعطى لـ«الثورة الإيرانية» هذا الاسم، وأعاد الخميني من المنافي القريبة والبعيدة سيعطي للشعب الإيراني العظيم حقه... وحق هذا الشعب هو أن يقرر مصيره بنفسه وأن يعيد بناء بلده، وأن يضع حداً لكل هذا التلاعب العبثي بمستقبله ومستقبل أطفاله وأجياله.

إنه لم تعد هناك أي إمكانية لمواصلة «ترقيع» أمور غدت متهاوية، فأربعون عاماً من الظلم والظلام وافتعال العديد من الحروب الداخلية والخارجية قد أشعل فتيل هذا الانفجار الهائل، فثورة التغيير قد بدأت والشعوب الإيرانية كلها أدركت هذه الحقيقة، ونهاية هذا النظام المتخلف الذي حاول تأجيل نهايته بافتعال كل هذه التدخلات الخارجية غدت تحصيل حاصل... وإن غداَ لناظره قريب!

 

آثار سرقت من مقبرة توت عنخ آمون!

زاهي حواس/الشرق الأوسط/12 تموز/18

من أهم الكتب التي نشرت بالعربية عن سرقة مقبرة توت عنخ آمون كتاب ألفه الكاتب الراحل العظيم محسن محمد باسم «سرقة ملك مصر»، وقد سافر إلى لندن واستطاع أن يطلع على الملفات والتقارير المحفوظة والخطابات التي تناولت أسرار كشف مقبرة توت عنخ آمون. ويعتبر محسن محمد من الكتاب القلائل الذين كانوا يقرأون يومياً كل الصحف الأجنبية ويعرف أخبار العالم كله؛ وكان يتصل بي دائماً في الصباح ليناقش معي الأخبار التي نشرتها الصحف عن الآثار... وقد سافر إلى شيكاغو لافتتاح معرض «توت عنخ آمون» ولم تكن صحته على ما يرام، بل كان يمشي بكرسي متحرك؛ ولذلك خصصنا له أحد العاملين بالمعرض لكي يرافقه. وعندما وصل الفندق لم يدخل غرفته، بل طلب من مرافقه أن يأخذه إلى أقرب مكتبة لبيع الكتب لكي يشتري كتاباً لم يقرأه. وهناك في الوقت نفسه كاتب آخر هو توماس هيوفنج - مدير متحف المتروبوليتان السابق - وقد كتب كتاباً بعنوان «القصة التي لم تُقَل عن توت عنخ آمون» وبلا شك كان يقصد سرقات الآثار من داخل المقبرة والتي سرقها كارتر واللورد كارنارفون... وقد أكد هيوفنج في كتابه وبالأدلة أن كارنارفون وكارتر سرقا بعض القطع من المقبرة، بل وأعلن أن الكثير من هذه القطع موجودة بمتحف المتروبوليتان بعضها كان عبارة عن إهداء والبعض الآخر اشتراه المتحف، أما القطع التي وصفها هيوفنج في كتابه منها (صولجان وخاتم ذهبي وتمثال من العاج وآنية عطر من المرمر)... كما عثر أيضاً على أربع قطع أخرى في متاحف أوروبية. وهناك قصة تشير إلى أن كارتر لم يهدِ هذه الآثار إلى هذه المتاحف بل كان هناك شخص اشترى هذه القطع من عائلة كارتر. بل وهناك قطع أثرية من التي سرقها اللورد موجودة بالقلعة التي كان يعيش فيها ولا نعرف هل تم بيعها أم ما زالت موجودة حتى الآن! وخصوصاً لأن حفيد اللورد قد جعل القلعة متحفاً ومزاراً سياحياً... أما الدليل الآخر على تورطهما في سرقة آثار الملك هو أن مفتش الآثار المصري المرافق للبعثة قد عثر على الرأس الجميلة التي تمثل «توت عنخ آمون» في شكل «نفرتوم»، وهو يخرج من زهرة اللوتس داخل قفص وملفوفة بعناية، وذلك بلا شك تمهيداً لأن تدخل حجرة أحد المسؤولين عن الكشف.

وبالتالي لن يكون غير اللورد وكارتر ولكن كارتر أعلن أن هذه القطعة قد عثر عليها بالممر، ولذلك فقد لفها بعناية لكي يحفظها وبعد ذلك قام بإعادتها مرة أخرى للمقبرة. وبلا شك فإن هذه القصة قد لا يصدقها أحد وواضح أن هناك تخطيطاً لسرقة هذه القطعة الرائعة التي تعتبر من روائع المقبرة. وقد يكون كارتر أراد أن يرضي عائلة اللورد التي دفعت الكثير حتى أن يخرج هذا الكشف للوجود ويعطي لهم هذا التمثال ولكن الحقيقة غير معروفة. ويظل دليل السرقة هو لف التمثال بعناية فائقة في استراحة كارتر قبل افتتاح كشف المقبرة؛ ربما تمهيداً لتهريبها خارج مصر... ونستطيع أن نقول إن كتاب توماس هيوفنج وكتاب محسن محمد يعتبران أهم دليل على سرقة مقبرة توت عنخ آمون. وتورط كارتر في السرقة لأنه المسؤول الأول عن الكشف والمسؤول في الوقت نفسه عن حماية الآثار المكتشفة.

 

إردوغان: إخضاع الديمقراطية للخصوصية

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/12 تموز/18

في تبرير الامتناع عن إجراء إصلاحات ديمقراطية أوائل تسعينات القرن الماضي، رفع عدد من الدول الآسيوية شعار «القيم الآسيوية» التي تُغني - في رأي زعماء تلك الدول - عن متاعب الديمقراطية وتوازن السلطات وتداولها. قيل يومها إن الخصوصيات المحلية المستمدة من التراث الشعبي القائم على التعاون والولاء للدولة وعلى مزيج من الفلسفة الكونفوشيوسية والتقاليد الأبوية، هي الشكل الأنسب للحكم في تلك الأنحاء التي قاومت مدّ تغيير أطلقه اختفاء الاتحاد السوفياتي والديمقراطيات الناشئة في وسط أوروبا وشرقها.

التجربة والواقع قالا شيئاً آخر؛ ذلك أن انهيار الأسواق المالية الآسيوية في 1997 - 1998، والأزمة التي تبعته، أظهرا أنه ما من قاسم مشترك آسيوي يجمع بين تلك الدول وأسواقها على نحو يحميها من تقلبات الأسواق ودورات «الفقاعة - الانفجار»؛ من جهة، وأن هذه الدول مثلها مثل غيرها قد انخرطت في عولمة اقتصادية تنقلب كارثة محققة إذا أغفل اللاعبون مراقبة دوامات اللعبة ومتاهاتها؛ من جهة أخرى.

بيد أن مقولات الخصوصيات المطروحة في وجه الديمقراطية لم تنته مع الأزمة المالية الآسيوية. كانت الصين قد رسمت لنفسها مساراً آخر يعتمد القومية آيديولوجيا موازية للماركسية التي خرجت من تحت الأضواء منذ أيام الزعيم ماو تسي تونغ. رفضها الديمقراطية لا يصدر فقط عن وجود بديل محلي يعلو في الأهمية على الأفكار المستوردة؛ بل أيضا يأتي من تبيئة الماركسية الأوروبية وجعلها أقرب إلى الآيديولوجيا الصينية التقليدية عميقة الاحترام للدولة والأسرة والتراتبيات الهرمية السلطوية. وها هي الصين اليوم رائدة في نزعة التذرع بالخصوصيات لتأبيد الحكم الأحادي، الذي عاد إلى اختزال القيادة الجماعية المعمول بها منذ منتصف السبعينات، في شخص واحد. اعتماد النظام الديمقراطي، قالوا، هو استسلام للغرب واستعادة لهيمنته التي خرجت من باب نهاية الاستعمار لتطل من نافذة «حكم الشعب».

ما يحرض على الانتباه أن خصوصيات كثيرة تبرز مثل الفطر بعد المطر في كل أنحاء العالم، وتتشارك في تغليب الثقافة على السياسة والاقتصاد؛ فالرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي أفلح في تغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي تنفيذي، من خلال الاستفتاء على الصلاحيات الرئاسية ثم الانتخابات الأخيرة، نجح في استبدال الإسلام بالعلمانية، كرديف للقومية التركية الحاكمة منذ عهد مصطفى كمال في عشرينات القرن الماضي. الإسلام أقرب إلى الخصوصيات التركية وقابل للترويج في أوساط الريفيين الأتراك وبرجوازية المدن الداخلية التي لم تستفد من الحكومات التي عملت على تغريب تركيا على مدى قرن من الزمن.

ويسع الرئيس التركي، الذي أقسم اليمين الاثنين الماضي، استخدام الخطاب الإسلامي القائم على العدالة والمساواة، لضمان استمرار التأييد له والبقاء في مأمن من المساءلة سواء في الإعلام الذي اشترى أنصاره القسم الأكبر منه، أو في القضاء الذي طوعه، وذلك بعدما حرم الجيش من دوره التقليدي الهائل، بحجة مكافحة منفذي انقلاب يوليو (تموز) 2016. لكن التركيز على الخصوصيات الإسلامية كهوية جامعة للأتراك، لا يأتي بالسهولة التي يرغب حزب العدالة والتنمية بها.

وسرعان ما تكشف مقولات الرحابة والسعة والرحمة، عن وجه شديد العداء لكل ما هو مختلف. فزعيم حزب الشعوب الديمقراطية الذي يمثل الأكراد، صلاح الدين ديمرطاش، لا يزال رهين السجن، فيما أفلح مؤيدوه في الصمود والعودة بكتلة كبيرة إلى البرلمان الجديد رغم الحملات الحكومية عليهم، وبعد فشل عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني. لكن العداء لا ينحصر في ما قد يبدو النقيض الكردي - العلماني لمشروع العدالة والتنمية بقيادة إردوغان التركي - الإسلامي، بل يمتد إلى كثير من ألوان الطيف السياسي، فلا عجب أن اتفق على خصومته ديمقراطيون وإسلاميون وأكراد وأتراك، وإن اكتفى هو بحليف قابل لشروط الزعامة الأحادية. أما البنية السياسية للدولة فهي على عتبة تغيرات كبرى تجعل من إردوغان، كما هو معروف ومنتظر، الحاكم الوحيد في تركيا على نحو يشبه ما كان عليه حكام شرق آسيا في التسعينات الذين استندوا، مثل إردوغان، إلى النجاحات الاقتصادية والتنموية، والذين مثله أيضا ألقوا باللائمة في أزمة 1997 على المضاربات الخارجية وظروف خارجة عن السيطرة مثلما يفعل إردوغان حيال تدهور قيمة الليرة التركية.

لكن إردوغان، وعلى غرار كل الشعبويين الذين يتمددون في القارات الخمس، يدرك تماماً أهمية صناديق الاقتراع في الحصول على شرعية الحكم. وكثرة اللجوء إلى الاستفتاءات والانتخابات ليست دائماً علامة تدل على صحة النظام الديمقراطي، بل إنها تكون في أحيان كثيرة علامة على مرضه واعتلاله وطواعيته لمصالح الحكام. ويتلاقى إردوغان في هذا السياق مع أشباه له في أوروبا، خصوصاً الرئيس المجري فيكتور أوربان الذي صمم واحداً من أقل الأنظمة الأوروبية ديمقراطية بالاستناد إلى آراء الناخبين الذين قبلوا، بمعنى ما، مقايضة فساد السياسيين التقليديين الذين حكموا البلاد من نهاية الحقبة الشيوعية في المجر، بتسلط أوربان وجماعته الأعلى صوتاً والذين يحسنون اختراع قضايا تمس وجدان المواطن المكلوم بالشدائد الاقتصادية، فيصبح اللاجئون الآتون من بلدان إسلامية، نذيراً بفقدان المجر هويتها المسيحية والسبب في تفشي الجريمة والرذيلة... إلخ. وهو ما يجد أصداء له في حملة إردوغان التي لا نهاية لها على أتباع خصمه فتح الله غولن. ولعل إردوغان هو الأحدث في سلسلة «الرجال الأقوياء» الذين يتولون الحكم برضا مواطنيهم، لكن مجرد وصولهم إلى سدة السلطة شبه المطلقة ينبئ باقتراب الكوارث.

 

عواصم الإنقاذ ثلاث: الرياض وأبوظبي والكويت

سليمان جودة/الشرق الأوسط/12 تموز/18

سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، يذكر فيه كل مواطن أردني، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قد بادر بالدعوة ذات يوم من أيام رمضان هذا العام، إلى قمة رباعية في مكة المكرمة، وأن الموضوع المطروح على مائدتها كان موضوعاً واحداً، وأن جدول أعمالها كان من بند واحد، وأن البند الواحد كان هو نفسه الموضوع الواحد، وأن الموضوع كان يبحث في طريقة يمكن بها مد يد العون إلى بلد عربي، وكذلك كان يفعل البند، وأن المبادرة جاءت في وقتها تماماً، وأنها لو لم تخرج إلى النور في وقتها، فربما كانت الأمور في البلد العربي المقصود بها، قد أخذت اتجاهاً بعيداً.

سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، يذكر فيه كل مواطن عربي، أن هذا البلد الذي انعقدت القمة من أجله، كان الأردن، وأنه كان قبلها يواجه موقفاً صعباً على المستوى الاقتصادي بالذات، وأن أطرافاً في الداخل، وأخرى في الخارج، أرادت توظيف صعوبة الموقف لغير صالح العاصمة عمّان، ولغير صالح الغالبية من مواطني المملكة الأردنية في العموم، وأنها سعت إلى ذلك فعلاً، وراحت تحرك الشارع وترفع من درجة الحرارة فيه، لولا أن مبادرة خادم الحرمين قد قطعت الطريق على كل أطراف الداخل والخارج، ولولا أنها جاءت في وقتها ولم تتأخر.

سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، يذكر فيه الذين تابعوا القمة على مستوى الإعلام، أن القمة الرباعية اكتملت في مكة المكرمة، وأن الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، قد سارع إلى الترحيب بالقمة، ثم إلى المشاركة فيها، وأن الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، قد سارع إلى الشيء نفسه، وأن الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، كان رابع الحاضرين على طاولة الاجتماع، بعد الملك سلمان، والشيخ صباح، والشيخ محمد، وأن القمة لم تنفضّ إلا بعد أن كانت قد خصصت مليارين ونصف المليار من الدولارات، لدفع خطر عن الأراضي الأردنية كان يلوح شبحه في الأفق من بعيد.

سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، نذكر فيه جميعاً، أن الهدوء قد عاد بعد القمة إلى شوارع عمّان وميادينها، وأن الصخب الذي ملأها قد اختفى، وأن الهتافات التي كانت تموج فيها وتتردد قد انحسرت، وأن الصوت العالي الذي كان يرفع راياته قد استحى وانخفض، وأن العقل قد عاد فوجد له مكاناً، وأن العاطفة المندفعة التي كانت قد حلت في مكانه قد أفاقت، وأن الذين راهنوا على إضافة عاصمة عربية جديدة إلى عواصم تعاني مما لا يزال يتسمى بأنه ربيع عربي، قد أصابهم اليأس، واستبد بهم الإحباط، وأنهم قد استداروا يغادرون العاصمة الأردنية، بعد أن فقدوا الأمل في أن يكون لهم موطئ قدم هناك.

سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، يذكر فيه الذين يؤرخون لتطورات الأحداث وتفاعلاتها، أن قمة مكة المكرمة قد ألقت طوق نجاه إلى بلد شقيق، وأنها قد انتشلته من بين أمواج قوية وعنيفة كانت تتلاطم وتضرب في الشاطئ بعنف، وأن مبادرة خادم الحرمين قد أثبتت بالتجربة، وعلى أرض الواقع الحي، أن الاتحاد الأوروبي ليس وحده القادر على بسط يد المساعدة، إلى دولة من بين الدول الأعضاء فيه، هي اليونان، لإنقاذها من مصير غامض، وأن العرب قادرون على أن يفعلوا مثله، بدليل مبادرة العواصم الثلاث المُشار إليها، وأنهم ليسوا فقط قادرين على أن يفعلوا مثله، وإنما قادرون على أن يكرروها بعدها بأيام معدودة على أصابع اليدين، فتنجح المبادرة في المرة الثانية، نجاحها في المرة الأولى.

سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، يذكر فيه الذين عاشوا أجواء المبادرة الأولى تجاه المملكة الأردنية، أنهم قد عايشوا أجواء عمل عربي مماثل، عندما سارعت الدول الثلاث بالهمة نفسها، إلى طرح مبادرة تدعم الإصلاح الاقتصادي في مملكة البحرين، وتعزز استقرار الأوضاع المالية في المنامة، وسوف يذكرون أن المبادرة ما لبثت أن أظهرت مفعولاً قوياً، فاسترد الدينار البحريني قوته، وتعافى سريعاً، بعد أن وجد تحركاً خليجياً ثلاثياً واعياً أوقف تراجعه، وأعاد إليه وضعه الطبيعي ومكانته في سلة العملات... سوف يذكرون هذا لأنه حدث، ولأنه كان واقعاً عاشته البحرين.

سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، نتذاكر فيه كلنا، أن العواصم الثلاث بادرت حين بادرت، بحس عربي خالص من جانبها، وبمشاعر قومية مجردة من ناحيتها، وأن مبادرتيها في الحالتين كانتا عملاً تطوعياً غير مفروض عليها، وأن التزامات الأخوة، والمروءة، والرجولة، لدى العربي بشكل عام، هي التي فرضت المبادرتين، ولا التزامات غيرها، وأن الحاجة إذا قضت بمبادرة ثالثة، بل ورابعة، فلن يتغير منسوب الغيرة العربية فيما هو مقبل عما كان إزاء عمّان والمنامة.

سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، يروي فيه المأمورون من دينهم بيننا، بستر الشيء السيئ إذا وجدوه، وإذاعة الشيء الحسن إذا رأوه، أن الرياض ومعها أبوظبي والكويت، قد قدمت ما قدمته في المبادرتين، بدافع من إسعاف واجب، وليس بدافع من الرغبة في التباهي بتقديم عون، ولا بدافع من أن يقال إنها قدمت، وساعدت، وأعانت. سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، لا يخفى فيه على أحد أن شيطان ما يُسمى الربيع العربي، إذا كان قد يئس من أن يُعبد في عمّان، وفي المنامة من بعدها، فلن يتوقف عن طرق أبواب عواصم عربية أخرى، ولن يملّ من الطرق، ولكنه في كل الحالات سيجد مبادرات مُشابهة من العواصم الثلاث، التي لن تتخلف عن النجدة، ولا عن المسارعة، ولا عن المبادأة، لأنها في مبادرتين سابقتين كانت تفعل ذلك عن روح متأصلة فيها، أكثر مما تفعله عن شيء آخر. سوف يمضي هذا الوقت، وسوف يأتي وقت آخر من بعده، يُذكر فيه هذا كله، فلا ينكره أحد، ولا يجادل فيه أحد، وسوف يكون أبناء العاصمتين؛ عمّان والمنامة، أول الذين يذكرون، وأول الذين يقفون في طريق الجدل والإنكار، وأول الذين يذكرون ويقفون، من موقع المُجرّب، الذي طلب منا تراثنا الشعبي الذي تراكم على مر السنين، أن نسأله قبل أن نسأل الطبيب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لا خوف مـن ا لافلاس مـع الثروة النفطيــة ولا احد يستطيع وقف مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد

المركزية/12 تموز/18/طمأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين بان لا احد يستطيع وقف مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد التي بدأها منذ توليه رئاسة الجمهورية "وهذا الطريق الاصلاحي سيستمر بجهود جميع المؤمنين بلبنان مهما حاول المتضررون منها عرقلة هذه المسيرة من خلال اطلاق شائعات واخبار غير صحيحة سواء صدرت عن سياسيين او غيرهم، علما ان مثل هذا الكلام ينعكس سلبا على الثقة بلبنان". ودعا اللبنانيين الى مساعدة الدولة في مكافحة الفساد "لان لا امكانية في انجاز اصلاح في مجتمع لا يريد شعبه مواجهة الفساد فيه". وفيما تساءل عن الاهداف الحقيقية للذين يطلقون مواقف تضعف الثقة بالاقتصاد اللبناني والعملة الوطنية، اكد  ان "لبنان يمتلك ثروة نفطية على طريق الاستخراج لا خوف من الافلاس في ظلها"، مشددا على ضرورة التحلي بالمسؤولية قبل اطلاق الاخبار التي تثير القلق في نفوس المواطنين ان من قبل السياسيين او الاعلاميين او غيرهم من  اللبنانيين، مؤكدا العمل على اعادة استنهاض الاقتصاد لكن الامر لا يتم بين ليلة وضحاها بل يتطلب المزيد من الصبر وسعي القطاعات الى الصمود قدر الامكان في هذه الفترة، لان التركة التي ورثناها ثقيلة".

وشدد رئيس الجمهورية خلال استقباله وفد نقابة مستوردي المواد الغذائية والاستهلاكية والمشروبات في لبنان برئاسة هاني بحصلي، على دعمه تعزيز التجارة الذي  يشجع  بدوره على ازدهار السياحة في لبنان. واوضح "ان قرار تقنين استيراد بعض الاصناف الغذائية  نتج عن عجز ميزان المدفوعات، ما دفع وزير الاقتصاد الى اللجوء الى اجراءات تحمي الصناعة الوطنية وهي ليست كثيرة، لكننا بتنا ملزمين بها".

وقال ان لبنان نجح في الحد  من التهريب، "وهو امر تظهره البيانات الجمركية بشكل واضح في ضوء الالية التي تتبعها مديرية الجمارك"، مشيرا،  في المقابل، الى ازدهار تهريب المخدرات بعدما تم ضبط العديد من العمليات اخيرا، "وهو ما اوليه اهتمامي بشكل كبير لما  يترتب عنه من نتائج  وخيمة على البلاد".

وجدد الرئيس عون  تأكيد العمل لتحويل الاقتصاد الوطني من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج.

وكان السيد بحصلي القى كلمة في مستهل اللقاء، اعرب فيها عن دعم النقابة لجهود رئيس الجمهورية وسعيه للنهوض باوضاع لبنان لا سيما منها الاقتصادية والاجتماعية، مناشدا رئيس الجمهورية الاسهام في توفير المناخ الملائم لحل العقد التي تحول دون تأليف الحكومة.

وقال: "اننا نرغب ان تتحقق في عهدكم النقلة النوعية التي طالما انتظرناها لارساء الشراكة الوطنية الفعلية في مختلف مواقع الدولة واطلاق نهضة اقتصادية"، ولفت  الى صعوبة المهمات الملقاة على  عاتق رئيس الجمهورية "واهمها ضبط عمل المؤسسات العامة وهيكلتها والقضاء على الفساد المستشري، وانماء الاقتصاد بكل قطاعاته ما يمهد لقيام دولة المواطنة، واضعا امكانات النقابة بتصرف الرئيس عون للمساهمة في دعم مواقفه الوطنية واعلاء شأن لبنان".

وسلم بحصلي الرئيس عون موجزا عن النقابة والاهداف الثابتة التي تعمل لتحقيقها وهي: المحافظة على منظومة الاقتصاد الحر، اهمية القطاع التجاري والاستيراد في المعادلة الاقتصادية، محاربة الفساد التجاري المتمثل بالتهريب والتزوير، والدعوة لاعادة العمل بالحصرية التجارية للمواد الغذائية التي الغيت العام 1992.

البستاني: الى ذلك كانت لرئيس الجمهورية لقاءات سياسية وديبلوماسية وثقافية، فاستقبل في هذا الاطار، الوزير السابق ناجي البستاني واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد والاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة. كما تطرق البحث الى الحاجات الانمائية لمنطقة الشوف والمراحل التي قطعتها عملية تجهيز مستشفى دير القمر الحكومي.

بعد اللقاء، اوضح الوزير لبستاني انه لمس من رئيس الجمهورية حرصًا على الاسراع في انجاز المشاريع الانمائية الخاصة بمنطقة الجبل انطلاقًا من حرصه على مصالحة الجبل.

الخوري: وعرض عون مع الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري الدكتور نصري الخوري، عمل المجلس واوضاع النازحين السوريين وعودتهم التدريجية الى المناطق السورية الامنة لاسيما بعد موقف المسؤولين السوريين لجهة تسهيل هذه العودة.

"تجمّع الفرنسيين من اجل المستقبل": واستقبل رئيس الجمهورية رئيس تجمع الفرنسيين من اجل المستقبل RFPA))  السفير خليل حديفه مع اعضاء في التجمع، وتم خلال اللقاء عرض العلاقات اللبنانية- الفرنسية وسبل تطويرها في المجالات كافة. وقدم الوفد للرئيس عون درع التجمع عربون تقدير ووفاء.

الممثلة تقلا شمعون: وفي قصر بعبدا، الممثلة تقلا شمعون وزوجها الكاتب والمخرج طوني فرج الله اللذان عرضا لرئيس الجمهورية الانشطة ذات الطابع الثقافي والروحي اللذين يقومان بها في سبيل ايصال رسالة الحضور المشرقي الى العالمية، وباكورتها الفيلم التاريخي "مورين" الذي يروي سيرة حياة القديسة مارينا التي عاشت في قنوبين في العصر البيزنطي.  كما عرضا للرئيس عون التحضيرات الجارية لاستقبال جثمان القديسة مارينا من مدينة البندقية الايطالية الى لبنان، والذي سيمكث فيه من 17 الى 23 الجاري، بعد 800 سنة من غيابها. وللمناسبة، يحتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالذبيحة الإلهية في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، الخامسة بعد ظهر يوم الوصول.

ونوّه رئيس الجمهورية بالجهد المبذول من اجل اعطاء هذه الصورة الحقيقية للبنان، وطن القداسة والرسالة، مشددا على اهمية العودة الى اصالة الجذور من اجل مواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق مشرقة للمستقبل.

 

بري عرض الاوضاع وتشكيل الحكومة مع ميقاتي ومخزومي واستقبل نجاد فارس

الخميس 12 تموز 2018/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، الرئيس نجيب ميقاتي، وعرض معه الاوضاع الراهنة وموضوع الحكومة خصوصا.

وقال ميقاتي بعد اللقاء: "سعدت بلقاء دولة الرئيس، وجرى البحث في المواضيع على الساحة اللبنانية وخصوصا ما يتعلق بتشكيل الحكومة. وكانت الآراء متفقة مع دولته ان الوقت الراهن ليس للترف السياسي، وعلينا جميعا أن نضحي من اجل تشكيل الحكومة. وأعتقد أن الحكومة ستتألف، واتمنى ان تكون على المستوى المطلوب من الوزراء الذين يملكون رؤية واحدة نحو الخروج من الازمات العديدة القائمة. لدينا اليوم ازمات في المنطقة، وهناك ايضا كلام الجميع عن الوضع الاقتصادي، والاوضاع السائدة والاسكان، والكهرباء، والفساد، والنفايات وغيرها. هناك امور على المستويين: على المستوى الاقليمي حيث يجب ان تكون العلاقة متينة مع الجميع لكي نستطيع ان نخرج من هذه الازمة، وعلى المستوى الداخلي ايضا. كذلك تحدثت مع الرئيس بري عن الجهد المشكور الذي يقوم به الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة، وان شاءالله ينجح في اسرع وقت ليؤلف هذه الحكومة التي نتمنى ان تكون على مستوى طموحاته لكي تواجه المرحلة المقبلة"

ثم استقبل رئيس "حزب الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي، وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة.

واستقبل بري بعد الظهر السيد نجاد عصام فارس وعرض معه الاوضاع العامة.

 

الحريري في حفل تخريج طلاب AUST: الطائفية أسوأ لعنة في نظامنا السياسي

الخميس 12 تموز 2018/وطنية - رأى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أنه "من حق أي مواطن أن يستغرب عدم الاتفاق على تأليف الحكومة، في الوقت الذي يرى الكل فيه سلبيات التأخير في التأليف"، وقال: "الكل يتساءل، متى يتم تخريج التشكيلة الحكومية وإطلاق ورشة العمل لإنقاذ البلد؟ متى يتم تخريج الدولة من وعود الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي؟ متى يمكن للخريجين والخريجات أن يحتفلوا بوجود فرص عمل، ولا تنتهي فرحتهم عند استلام شهادة التخرج من الجامعة؟. لقد تبين من كل التجارب في البلد أن الطائفية هي أسوأ لعنة في نظامنا السياسي".

وشدد على "وجوب أن ينجح لبنان في امتحان العبور من دولة الطوائف إلى دولة المؤسسات". كلام الرئيس الحريري جاء خلال رعايته، عصر اليوم، حفل تخريج طلاب الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST في "سي سايد"، وقال: "ليس غريبا على جامعة AUST، أن يسمونها جامعة الصقور في لبنان، فهذه الجامعة حلقت في سماء التعليم منذ ثلاثين سنة، وتمكنت بجهود المؤسسين والمعلمين والخريجين أن تحتل مقعدا رئيسيا في الصفوف الأمامية للجامعات. نحتفل اليوم بتخريج دفعة جديدة من أفواج الصقور، ونرى الفرحة في عيون الشباب والشابات، وفي عيون السيدة هيام وكل الأساتذة، وقبل كل شيء في عيون الأهالي، الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ سنين". أضاف: "شهر تموز عادة هو شهر الخريجين والخريجات في كل جامعات لبنان ومدارسه. ودفعة اليوم، تشبه بقية الدفعات، التي فيها آلاف الخريجين والخريجات من مختلف الاختصاصات، والتي أقرأ في وجوه كل واحد وكل واحدة منهم، أسئلة موجهة إلى أهل الحل والربط في لبنان. متى يا ترى يتم تخريج التشكيلة الحكومية وإطلاق ورشة العمل لإنقاذ البلد؟ متى يتم تخريج الدولة من وعود الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي؟ متى يمكن للخريجين والخريجات أن يحتفلوا بوجود فرص عمل، ولا تنتهي فرحتهم عند استلام شهادة التخرج من الجامعة؟ أنا أريد أن أقول لكم بكل صراحة، كل هذه الأسئلة مشروعة أمام ما ترونه وتسمعونه في البلد. قد تكون هذه الأسئلة موجودة منذ خمسين سنة، وأهلكم طرحوها، كما تطرحونها أنتم اليوم، ولكن في هذه الأيام لم يعد ممكنا أن تكون هناك أعذار، ولم يعد ممكنا للشباب أن يغطوا أي تقصير أو يقبلوا بأي تبرير".

وتابع: "نعم هذه الأسئلة مشروعة، لأن من حق أي مواطن أن يستغرب عدم الاتفاق على تأليف الحكومة، في الوقت الذي يرى الكل فيه سلبيات التأخير في التأليف. هذه الأسئلة مشروعة، لأن من حق كل واحد يأخذ شهادته أن يعرف نفسه إلى أين يتجه؟ وفي أي دولة سيعمل؟ وأين هي مسؤولية الدولة في تأمين فرص العمل؟ من حق كل واحد أن يعرف لماذا يجب أن تتقدم حقوق الطوائف على حقوق الدولة؟ ولماذا يجب أن تتقدم سياسة المحاصصة على الأصول والدستور؟ لهذا السبب، لا أرى احتفال اليوم مناسبة لتقديم النصائح إلى الخريجين والخريجات. وأنا لست راغبا في القيام بهذا الدور ولا أريد أن أقدم إليكم لائحة وعود اعتدنا أن نسمعها في احتفالات التخريج. لكني أود أن أقول لكم، بكل صدق وأمانة، إن كنتم تبحثون عن وسائل لكسر القيد الطائفي في لبنان، فمهمتي أن أبحث معكم، لأنه تبين من كل التجارب في البلد أن الطائفية هي أسوأ لعنة في نظامنا السياسي".

وأردف: "أمنيتي أن أكون واحدا منكم، أفكر مثلكم وأعمل معكم وأقف أمامكم. أمنيتي أن أحلم بلبنان الذي تحلمون به، لبنان الذي تعلمتم لتعملوا فيه وتعيشوا فيه وترونه أجمل بلد في الشرق. دائما أقول: ثقتي بالبلد، بعد إيماني برب العالمين، لا شيء يهزها. ولبنان معكم يجب أن يتقدم بإذن الله، ويجب أن ينجح في امتحان العبور من دولة الطوائف إلى دولة المؤسسات". وختم الرئيس الحريري: "ألف مبروك لكم شهادات التخرج، وأحر التهاني لكل الأهالي الذين نتشارك معهم فرحة الاحتفال. وفي الختام، أود أن أخبركم بأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، كان والده فلاحا لا يملك شيئا، عمل في الأرض وعلم أولاده، وكل واحد منكم قادر على القيام بالأمر نفسه. ذهب رفيق الحريري وغامر ودرس وعمل وأقام مؤسسة الحريري، هذا لأنه كان يريد أن يرى في كل شخص، كان بحاجة للمساعدة وساعده وعلمه، رفيق الحريري آخر. وكل واحد فيكم، إن شاء الله، سيكون رفيق الحريري. من هنا، أشكركم وأشكر السيدة هيام على وجودي معكم، وأدعو الله من أجل أن يوفق الشباب والشابات والهيئة الإدارية والمعلمين والمعلمات، وأنا لن أكون إلا خادما لهذا البلد ومصلحته".

وفي ختام الحفل، قدمت رئيسة الجامعة إلى الرئيس الحريري درعا تكريمية. كما قدم إليه طلاب تصميم الأزياء عباءة صمموها له خصيصا.

 

الوفاء للمقاومة : لبنان سجل في 12 تموز نصرا على العدو الصهيوني ونستغرب التباطؤ غير المبرر في الجهود المفترضة الآيلة الى تشكيل الحكومة

الخميس 12 تموز 2018 /وطنية - عقدت كتلة الوفاء للمقاومة، إجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. واثر الاجتماع صدر البيان الآتي: "لا يزال يوم الثاني عشر من تموز عام 2006 يحفر عميقا في ذاكرة ووجدان شعبنا اللبناني وشعوب عالمنا العربي والاسلامي وينضح عزا وعنفوانا ونصرا، حيث نجحت المقاومة الاسلامية في تنفيذ عملية "الوعد الصادق" النوعية وتحرير الاسرى والمعتقلين اللبنانيين من سجون العدو الاسرائيلي بعدما فرضت عليه الاذعان لمنطقها والاستجابة لمطلبها رغم شراسة الحرب العدوانية الاسرائيلية التي استهدفت لبنان وشعبه آنذاك بهدف إخضاعهما وسحق مقاومتهما والاجهاز على ارادة الصمود والسيادة في هذا البلد الذي يتوهم الصهاينة الغزاة والأعداء الطامعون انه بلد ضعيف ويشكل خاصرة رخوة لبلدان المنطقة العربية ودولها.

ورغم ان العدوان الاسرائيلي المدعوم من الادارة الاميركية لا يزال مستمرا ويشكل عاملا ضاغطا على الاستقرار الوطني, وعنصر ترهيب مباشر نتيجة الخروق الجوية والبرية والبحرية المتكررة، ونتيجة الحقول والمساحات التي لا تزال محظورة امام المواطنين بسبب القنابل العنقودية التي يعمل الجيش اللبناني وجهات الاختصاص على إزالتها حتى الآن.. ورغم أن الحكومات اللبنانية لم تضطلع بعد بمسؤوليتها في دفع كامل التعويضات عن المتضررين من هذه الحرب واقفال هذا الملف بشكل نهائي, إلا أن معادلة الردع التي فرضتها ثلاثية المقاومة والجيش والشعب اللبناني.. لا تزال تسلط الضوء على الهزيمة الاستراتيجية التي مني بها الصهاينة المعتدون وأسيادهم وتعبر عن اخفاقهم الكامل في تحقيق الاهداف السياسية لحربهم العدوانية الظالمة.

واذا كان لبنان باستراتيجيته الدفاعية الثلاثية الأبعاد قد سجل نصرا تاريخيا مذهلا على العدو الصهيوني وداعميه الاقليميين والدوليين, فإن القوى السياسية المحلية معنية بوعي هذه الحقيقة وبالعمل الوطني الجاد لتعزيز مواقع القوة في وطنهم صونا للإنتصار وتطويرا للأوضاع من خلال بناء دولة تعكس وفاقهم الوطني وتحفظ وحدة اللبنانيين وتصون حقوقهم وترعى مصالحهم بحرص وانصاف سواء في التشريع ام في التزام القوانين عند الاجراء والتنفيذ بعيدا عن الاستنساب والفئوية وتغليب المصالح الضيقة على مصلحة الشعب والوطن.

في هذا السياق ناقشت الكتلة خلال جلستها اليوم جملة قضايا راهنة وآخر مستجدات الوضع المحلي والاقليمي وخلصت الى ما يأتي :

1 - تستغرب الكتلة التباطؤ غير المبرر في الجهود المفترضة الآيلة الى تشكيل الحكومة في البلاد, وهي تؤكد على وجوب مراعاة الاولوية لهذا الامر وتدعو الجميع الى ضرورة ابداء المرونة الكافية وعدم الانغلاق داخل حسابات المكاسب التكتيكية الفئوية او الخاصة التي تخل بالتوازن الوطني المطلوب وتستجيب لمطالب متضخمة لدى بعض الجهات على حساب المشاركة الضرورية لجهات اخرى لها حجمها التمثيلي كَبُرَ أو صغر.

ان اعتماد نتائج الانتخابات النيابية معيارا لحجم تمثيل القوى في الحكومة يخفف الكثير من العقد ويبرر التوازن المطلوب داخل الحكومة.

2 - ترحب الكتلة بدعوة دولة الرئيس نبيه بري المجلس النيابي الى الانعقاد مطلع الاسبوع المقبل من أجل انتخاب أعضاء اللجان النيابية ورؤسائها ومقرريها, وترى ان انطلاقة اللجان النيابية في عملها لدرس اقتراحات ومشاريع القوانين تسهم في ملاقاة الاحتياجات والمقدمات الضرورية للحياة السياسية في البلاد وللحياة الاجتماعية والاقتصادية والادارية للمواطنين كافة.

3 - توقفت الكتلة عند نتائج المرشحين لرتبة مأمور في جهاز أمن الدولة, وواكبت ردود فعل المواطنين وتعليقاتهم على اختلاف اتجاهاتهم ومناطقهم, وهي لا تريد اثارة مواجع اللبنانيين المزمنة من جراء تجاوز معايير النزاهة والكفاءة في امتحانات مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية وغيرها, أو بسبب شيوع التدخلات السياسية والاستنسابية والتجاوزات التي تفقد اللبنانيين ثقتهم بموضوعية النتائج وتحيلهم الى زبائن عند ذوي النفوذ السياسي فيما تهدر حقوق اصحاب الكفاءة والأهلية.

إلا أن الكتلة تنطلق اليوم من هذه المحطة لتناشد الرؤساء الثلاثة والوزراء والنواب، وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة وتطالبهم بوجوب اعتماد المنهجية النزيهة المتمثلة بالمباريات التي تفضي الى فوز واختيار اصحاب الاهلية والكفاءة، والتوقف عن كل أشكال المحاصصة السياسية في التوظيف، ووضع هذا الامر سريعا قيد الدرس والتنفيذ واصدار القرار الواضح واعتماد آلية للمتابعة الدقيقة والصارمة.

إننا أمام دورات توظيف جديدة في الايام القادمة ستباشرها بعض الاجهزة الامنية والعسكرية، ولذا نؤكد على ضرورة اعتماد النزاهة والتنافس الشريف فيها عبر آلية تضمن ذلك وتبعث الثقة في نفوس اللبنانيين.

4 - إزاء الازمة الاجتماعية الناجمة عن ايقاف القروض السكنية لذوي الدخل المحدود، تدارست الكتلة تداعيات هذه القضية والاسباب الحقيقية التي ادت اليها, فأكدت مطالبتها الحكومة بتحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات اللازمة، ودعت الى توفير الاعتماد المقرر لدعم القروض الاسكانية لصرفها عبر المؤسسة العامة للاسكان التي ينبغي لها التدقيق في مطابقتها للشروط والضوابط المرعية الاجراء.

5 - تابعت الكتلة انجازات الجيش العربي السوري واستعادته للجنوب السوري من أيدي الارهابيين وصولا الى معبر نصيب عند الحدود الاردنية - السورية، وهي ترى في هذه الانجازات خطوة نوعية لضمان الاستقرار في سوريا وعاصمتها دمشق، وتفتح امام لبنان فرصة لاعتماد السياسات والقرارات المناسبة التي تخدم مصالح اللبنانيين ومصالح البلدين الشقيقين.

ان تجاهل الدولة اللبنانية للتطورات الجارية في سوريا سوف يضيع الكثير من المصالح الوطنية ويهدر الوقت دون مبرر.

ان الكتلة تدعو بوضوح مجددا للاسراع في اعادة الحرارة للعلاقات اللبنانية - السورية وفق منطوق وثيقة الوفاق الوطني ووفق الضرورات الاستراتيجية للبنان في اكثر من اتجاه, والاستفادة من هذه المناخات الجديدة لوضع خطة مشتركة بين البلدين من أجل عودة النازحين".

 

قاسم: المقاومة هي البديل والحل في مواجهة الحلول السياسية الاستسلامية وصفقة القرن

الخميس 12 تموز 2018 /وطنية - أقامت مدارس المصطفى حفل تكريم للطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية، ألقى خلاله نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، كلمة قال فيها: "في مثل هذه الأيام كانت حرب تموز التي خاضها الإسرائيلي ضد حزب الله وشعب لبنان وكل هذا الإتجاه الذي أراد أن يرفع رأس الأمة عاليا وأن يحرر الإنسان. حرب تموز ليست حربا عادية كحروب كثيرة وليست حربا عبثية مرت وانتهت، حرب تموز شكلت مفصلا تاريخيا مهما في لبنان والمنطقة، ولذا نستطيع أن نؤرخ ما قبل تموز 2006 وما بعد تموز 2006 لأن ما بعد هذه المواجهة مع العدو الإسرائيلي أصبحنا أمام نتائج وأسس مختلفة تماما". أضاف: "هناك أربع نتائج حققت تحولا حقيقيا في ساحتنا: النتيجة الأولى: سقطت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأصبح الطفل عندنا يعلم أن الجيش الإسرائيلي هو وهم في قوته وقدرته وبالإمكان أن يسقط عندما يقف في مواجهته المقاومون الشرفاء.

النتيجة الثانية: ثبتت المقاومة معادلة أن تكون المعركة مؤلمة داخل الكيان الإسرائيلي في الوقت الذي كانت فيه كل الحروب السابقة مبنية على أن تكون المعركة عند الآخر وفي أرض العدو بعيدا عن الكيان، ولكن في هذه المعركة كانت في داخل الكيان وتألموا أكثر بكثير مما كانوا يتوقعون، وما زالت آثار الألم تحكم خياراتهم السياسية فيرتدعون ويمتنعون عن العدوان متى شاؤوا. النتيجة الثالثة: أدى نجاح المقاومة إلى إحياء الأمل عند الأمة بإمكان التحرير الكامل والشامل لكل الارض وهذا من ثمار تضحية المجاهدين والشرفاء. النتيجة الرابعة: أصبح بإمكان شعوب المنطقة أن تحقق خياراتها في الإستقلال ولا تكون تابعة للاستعمار والاستكبار، مهما كان لونه في الشرق أو الغرب، لأن أصالة المقاومة في بلداننا قادرة على صنع هذا المستقبل". وأكد أن "المقاومة هي البديل والحل في مواجهة الحلول السياسية الاستسلامية، وهي الحل في مواجهة صفقة القرن، فلا تتعبوا أنفسكم. ما لم تكن هناك مقاومة لا يمكن أن يكون هناك تحرير، ومع المقاومة لا يمكن صفقة القرن أن تمر حتى لو اجتمع العالم عليها، فقد اجتمعوا علينا وانتصرنا بثلاثي الشعب والجيش والمقاومة". وقال: "ما أروع أن تحصل المباراة بين تلامذة لبنان، ثم ينجحوا في مباريات واحدة ويتفوق البعض بجدارتهم، ويسلم الجميع بالتراتبية والتفوق لأنها مباراة. لم تصلوا إلى هذا الموقع من النجاح والتفوق بسبب عائلتكم أو منطقتكم أو طائفتكم أو مذهبكم وإنما وصلتم بسبب كفاءتكم. نحن نطالب أن يكون التوظيف في لبنان مبنيا على المباريات بدل المحاصصة السياسية المنبوذة والمقيتة، والتي تجعل اليأس في عقول وقلوب الناس. نحن ندعو إلى محاربة المحاصصة السياسية في التوظيف لأنها شكل من أشكال الفساد، وندعو إلى أن تكون المباريات في كل الوظائف المقبلة، سواء في المجالات الأمنية والعسكرية أو المجالات المختلفة، فالقوانين في لبنان تدعو إلى المباريات من أجل الدخول إلى ملاك الدولة، فلماذا لا تكون المباريات هي الأساس من أجل أن ننصف الناس، ومن أجل إعطاء فرصة لدخول الأكفأ إلى الإدارات".

 

باسيل اطلق اللجنة المركزية لعودة النازحين:التحدي الكبير في تحويل المشروع من حزبي الى اهلي شعبي وطني يساهم فيه كل اللبنانيين

الخميس 12 تموز 2018 /وطنية - اطلق رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل اللجنة المركزية لعودة النازحين في مركز المؤتمرات والاجتماعات في سنتر طيار - سن الفيل، في حضور وزير الدفاع يعقوب الصراف، وزير البيئة طارق الخطيب، النواب: ادي معلوف، أنطوان بانو، ادكار طرابلسي، جورج عطالله، سليم الخوري، اسعد درغام، الوزير السابق غابي ليون، النواب السابقين: نبيل نقولا، ناجي غاريوس، أمل ابو زيد، نائب رئيس التيار للشؤون السياسية النائب نقولا الصحناوي، نائب رئيس التيار للشؤون الادارية رومل صابر ومنسقي اللجان المركزية ومنسقي هيئات أقضية وأهل التيار.

د. علا بطرس

وتحدثت منسقة لجنة النازحين السوريين في التيار الوطني الحر الدكتورة علا بطرس عن

"واقع النزوح السوري في لبنان" وقالت :

-في العام 2011، حصل تدفق جماعي من النازحين السوريين بلغ مليون ونصف المليون نسمة في بلد تبلغ مساحته 10452 كلم مربع يفتقر الى المدى الحيوي والموارد حيث يبلغ عدد القاطنين فيه 4 ملايين نسمة مقابل 14 مليونا منتشرين في العالم. شكل النازحون 35% من تعداد السكان وهي النسبة الأعلى قياسا الى عدد السكان في العالم. وقد بلغت نسبة الكثافة السكانية في الكيلومتر الواحد 574%.

-تبلغ مساحة سوريا 185,180 كلم مربع بتقسيم إداري كناية عن 14 محافظة، 13 منها بات آمنا باستثناء بعض الجيوب الصغيرة ومحافظة واحدة غير آمنة وهي إدلب والتي تبعد عن الحدود اللبنانية في العريضة 148 كلم. إن المحافظات الحدودية للبنان باتت آمنة ومنها حمص التي تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة لبنان 42,220 كلم مربع وتشكل 22,8 % من مساحة سوريا.

-دخل الى لبنان نازحون لأسباب اقتصادية قدموا من المناطق الحدودية لسوريا مع العراق وتركيا والأردن بمسافات عبور تصل الى 500 كلم وليس لدوافع اللجوء المعروفة أي هربا من الإضطهاد والخوف على الحياة، إذ أن أغلبهم من الأجراء والعمال والفلاحين والحرفيين.

- سجلت نسبة ولادات مرتفعة بلغت 130 الف مولود سوري حيث أصبح لدينا طفل من ثلاثة هو نازح، 83% لم يتم تسجيلهم في سجل الأجانب في المديرية العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية اللبنانية الا في بداية العام 2018 ما يعني أن هناك كتلة بشرية من "عديمي الجنسية" أو مكتومي القيد، بالإضافة الى وجود 216 الف طالب في المدارس الرسمية اللبنانية لدوامين قبل الظهر وبعد الظهر بكلفة 365 مليون دولار سنويا.

-إن الكتلة الأكبر من النازحين تتركز في جبل لبنان حيث فرص العمل ثم بيروت تليها البقاع بانتشار على كامل مساحة لبنان بنسبة 82% مع وجود 18% منهم في مخيمات غير رسمية 50% في بعلبك الهرمل و37% في البقاع. يتقاضى النازح السوري من المنظمات الدولية 27 دولارا شهريا فقط وبلغت نسبة الفقر 76%.

-في القانون الدولي، لبنان لم يوقع على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951 ولا بروتوكول 1967 لذلك هو بلد عبور وهجرة وليس بلد لجوء واستيطان.

-بلغت الكلفة على الخزينة العامة 19 مليار و496 مليون دولار، ارتفع عجز المالية العامة من 5,7% الى 8%. انخفض النمو من 8% عام 2011 الى 1% عام 2017 والى 0,08% عام 2018.

-الكهرباء: استهلاك 425 ميغاواط من الطاقة وهي كناية عن 5 ساعات يوميا، بكلفة 220 مليون دولار على كهرباء لبنان و110 مليون دولار تكلفة على المواطن اللبناني بسبب استعمال المولدات الخاصة. 54% يستهلكون الكهرباء بشكل غير شرعي منهم 85% في بيروت وجبل لبنان والشمال.

- زيادة الاستهلاك على السلع ما يعني زيادة الإستيراد وانخفاض التصدير ونقص في العملات الصعبة والاستفادة من السلع المدعومة من الحكومة باستهلاك 6 ملايين رغيف خبز يوميا.

- بلغت نسبة البطالة 35% وازدادت هجرة الشباب اللبناني بعد انتشار المؤسسات غير الشرعية (150 مؤسسة) بشكل مخالف للقانون وبعد مزاحمة اليد العاملة للنازحين (384 الفا) اليد العاملة اللبنانية نظرا لأجورها المنخفضة بنسبة 50 % عن الحد الأدنى للأجور (معدل الراتب للنازح السوري 278$) ما أدى الى خروج 270 الف لبناني من سوق العمل 150 الف منهم في قطاع الخدمات المحظور على غير اللبنانيين وأدى الى انخفاض الجودة.

-40% ازدياد في أزمات السير، 40% زيادة الإنفاق في الصرف الصحي، 40% على الطبابة، 40% نسبة المساجين السوريين (16 الف جريمة بين جنحة، جناية وأعمال إرهابية خاصة للمتسللين بشكل غير شرعي).

خلاصة: إن الدستور اللبناني يحظر التوطين فهو واضح في مقدمته: "أرض لبنان أرض واحدة لجميع اللبنانيين لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين"، كما أن لبنان منسجم مع مبادىء القانون الدولي بعدم الإعادة القسرية. ويبقى الحل المستدام لهذه الأزمة هو في العودة الآمنة والكريمة والمستدامة الى المناطق المستقرة في سوريا بعدما عبر 96% عن رغبتهم بالعودة، وعلى المجتمع الدولي انطلاقا من مبدأ التعاون الدولي مسؤولية تسهيل العودة والتمكين الإقتصادي للنازحين داخل سوريا صونا لكرامتهم.

لذلك كفى مماطلة بعدم وجود سياسة موحدة لأن لبنان ينزف وعلى الحكومة الجديدة إقرار العودة الآمنة في البيان الوزاري.

الشدراوي

ثم القى منسق اللجنة المركزية لعودة النازحين نقولا الشدراوي كلمة قال فيها:"نجتمع اليوم لإطلاق "اللجنة المركزية لعودة النازحين"، باختصار لقد آن الأوان لعودة كريمة وآمنة ومطمئنة لكل عائلة نازحة، فالأخوة النازحون لا يريدون سوى الأمان والاطمئنان وهذا ما نسعى لتأمينه لهم بالتعاون مع جميع الأفرقاء ذوي النوايا الحسنة.

وأقول للأخوة النازحين من يعود أولا ليس كمن يعود متأخرا، الوطن لا نتأخر عليه فكونوا أول العائدين، إن الوطن ليس من الكماليات إنه من الأساسيات لوجود كل إنسان ولكرامة كل إنسان ولاكتمال إنسانية كل إنسان، من لا يصدق فليسأل إخوتنا الفلسطينيين.

لماذا العودة الآن؟ لأن سوريا وطنكم تعود إلى الإستقرار وقد بدأت بورشة إعادة الإعمار، حتى نحن اللبنانيين سوف نعود إلى سوريا كي نزورها ونعمل فيها ونسهم بإعادة إعمارها. لا نبتغي سرعة أو تسرعا بل نريدها عودة تدريجية منظمة ومتعاطفة مع مأساة النزوح وستكون هذه اللجنة سندا لكل عائلة نازحة ترغب بالعودة، سنكون إلى جانب إخوتنا النازحين في كل منطقة من لبنان، إذا طلبونا وجدونا، كما سنقوم بالتعاون مع كل لبناني كل جمعية وكل بلدية تتصل بنا او نتصل بها، كل اتحاد بلديات كل مختار كل الفعاليات المجتمعية وكل الجمعيات المحلية لتشكيل اللجان الأهلية للعودة أنا شخصيا تكلمت مع النازحين وأعلم أن كل نازح عن وطنه يحلم بالعودة إلى أرضه ولو سكن في خيمة، هدفه فقط الشعور بالأمان والعيش بطمأنينة، ونحن في عهد فخامة رئيس جمهوريتنا العماد ميشال عون، وعهد معالي وزير خارجيتنا المهندس جبران باسيل سنحقق لهم هذا الهدف، بالتضامن والتعاون مع المخلصين، من اللبنانيين والسوريين. سوريا عائدة إلى استقرارها، والسوريون عائدون لإعادة إعمارها. فلتقرع أجراس العودة .

باسيل

ثم تحدث الوزير باسيل وقال: "نحن اليوم في 12 تموز 2018 نعلن إنشاء اللجنة المركزية لعودة النازحين السوريين الى بلدهم سوريا. كنا سابقا أنشأنا اللجنة الإستشارية في التيار لموضوع النزوح التي كانت لجنة سياسية تقوم بدراسات وتقدم وتسوق وجهة نظر التيار السياسية في هذا الشأن. نحن اليوم في صدد إعلان أمر آخر وهو لجنة تنفيذية للنازحين، طبيعة عملها عمل ميداني تنفيذي لتسهيل العودة ولتأمينها".

وعن تكوين اللجنة قال:"هي لجنة مركزية ومناطقية في آن.المنسق هو نقولا الشدراوي ومعه مجموعة من المعاونين المركزيين ولكن مجموعة العمل الأكبر التي سوف نعلن عنها لاحقا، والتي عقدنا اجتماعا أوليا لها للتو، وتضم شخصا أو أكثر من كل منطقة من المناطق التي تشهد وجودا للنازحين السوريين".

وعن هدف اللجنة أشار الى أنه تسهيل وتشجيع العودة وبمعنى آخر منع أي احتكاك بين الشعبين اللبناني والسوري، لا بل تعميق الأخوة بين الشعبين وعملها هو الإتصال بالنازحين السوريين حيث يمكن، المسح حيث يمكن وليس كل الأراضي اللبنانية، تسجيل الرغبة بالعودة، الإتصال بالبلديات والمخاتير وهو العمل الأساسي وفي مرحلة ثانية مع إدارات الدولة المعنية وعلى رأسها الأمن العام اللبناني".

وعن توقيت إنشاء اللجنة المركزية قال الوزير باسيل: "أولا لأننا اليوم في 12 تموز ذكرى حرب تموز التي سطرت إنتصارا للشعب اللبناني أولا بعودته الى أرضه، بعد أعنف حرب شنت عليه وعلى شعبه، الإنتصار الأساسي هو أن اللبنانيين عادوا فورا الى أرضهم وأعادوا إعمارها، وأعادوا بناء بيوتهم، وبقوا في بيوتهم وأرضهم وترسخوا فيها أكثر".

وقال: "نحن الشعب اللبناني الذي أعطى المثال على كيفية عيش الإنسان حرا على أرضه، ونحن الذين نفهم تماما إرتباط الأرض والهوية الواحد بالآخر. 12 تموز ربما كان بداية حرب على لبنان ولكن كان أول انتصار يسجله بلد عربي ليس فقط بتحرير أرضه، وإنما بالإنتصار في حرب غير متوازنة بالقوى، إنتصر فيها الشعب اللبناني على آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة، والإنتصار الحقيقي هو هذه العودة التي نريدها اليوم أن تكون الإنتصار الفعلي للشعب السوري بعودته الى أرضه.

وتابع الوزير باسيل: "لماذا اليوم؟ لأن ظروف العودة تأمنت.لأن الهدوء بات يعم المناطق السورية تباعا والمحافظات السورية تعم فيها أجواء المصالحة الشعبية بين السوريين، ولأننا نحن في لبنان لم يعد بوسعنا الإنتظار أكثر، لما باتت العودة ممكنة، لأننا نحن التيار الوطني الحر لم يعد بوسعنا الإنتظار أكثر".

وأردف: "لقد استغرقت حكومتنا ودولتنا أكثر من أربع سنوات لإقرار ورقة سياسة وطنية تتعاطى بموضوع النزوح بشكل موحد حتى تؤمن هذه السياسة عودة السوريين الى بلدهم وليس بقاءهم في بلدنا لبنان، لأن هذه العودة بدأت تتحول الى مطلب شعبي أكثر منها سياسية وأمنية، لقد أصبحت إرادة شعبية، نراها تتترجم كل يوم".

أضاف: "ولم اليوم؟ لأننا اليوم على مشارف تأليف حكومة لبنانية نرى أن مهمتها الأساسية هي تأمين هذه العودة الكريمة والآمنة والمستدامة، والتي أعتقد أن التحدي الأساسي لهذه الحكومة، قبل أن يكون وزير من هذه الجهة أو وزير من تلك الجهة، وقبل أن تكون حقيبة من هنا أو حقيبة من هناك، هو الإتفاق على ملف استراتيجي بحجم العودة، ولا يخفى على أحد أن قوى خارجية ولبنانية تتجمع لتمنع هذه العودة من أن تتم".

وتابع الوزير باسيل: "من هذه القوى من أعلن عن نفسه، ومنها من هو مستتر ويضمر النوايا حتى اليوم ولكنها تابعة بسياستها، السياسات الخارجية في هذا الشأن، لهذا اليوم أكثر وأكثر سنتطرق في كلامنا الى هذه العودة، ونحن داخلون الى حكومة، بالحد الأدنى في بيانها الوزاري وبسياستها، نؤمن الحد الأدنى من التوافق الوطني على تأمين العودة".

وقال: "لماذا يقوم التيار بهذا؟ أولا لأن التيار هو إبن كل هذه القضايا الكبرى التي تهم الإنسان، هو يحمل الى اليوم قضية فلسطين، قضية عودة الفلسطينيين الى أرضهم، قضية القدس، لأن التيار سنة 2006 عاش مرارة النزوح، وشكل لجانا أهلية آنذاك، من أهل التيار، من أهل البلدات، للاهتمام بالنازحين، وواكب عودتهم وتذوق طعم العودة الحلو وعاش في هذا الإنتصار الحقيقي، لأن التيار هو إبن المفهوم الذي يربط الهوية بالأرض".

أضاف: "ليس هناك هوية من دون أرض، فهي تصبح هوية مشتتة مثل شعوب كثيرة انقرضت أو فقدت عناصر تماسكها الوطني. والأرض من دون هوية تصبح مشاعا، بإرتباط الهوية مع الإرض يشكلان وطنا ويصنعان شعبا مؤمنا بوطنه وباق فيه، ونحن أيضا شعبنا الذي انتشر في كل أصقاع العالم يعرف معنى هذا الأمر تماما، لهذا فإن قضيتنا الأساسية هي الحفاظ على الهوية".

وأردف الوزير باسيل:"لا نريد أن يصيب الشعب السوري ما أصاب الشعب الفلسطيني أو جزء مما أصابنا لأنه عندها يفقد هويته ويفقد انتماءه لأرضه، ونحن كتيار وطني حر سنعمل كل ما بوسعنا أن نقوم به، كي لا تتكرر تجربة الفلسطينيين مع السوريين وتصبح قضية نزوحهم الى لينان قضية تبدأ بسنة وتصل الى سبع سنوات وقد تصل الى سبعين سنة كما حصل مع قضية فلسطين.مع التيار الوطني الحر سنقوم بكل ما يمكننا كي لا تتكرر المأساة الفلسطينية على شعب جار وشقيق كالشعب السوري . والتيار هو اول من حمل هذه القضية عام 2011 عندما كان عدد النازحين 3000 وسيستمر في حمل هذه القضية وهذه مسؤوليته ولأن التيار هو اول من قدم ورقة سياسة الحكومة التي اقرت في حكومة الرئيس تمام سلام والذي قدم ورقة ثانية منذ اربع سنوات ولم تقر حتى اليوم، ولأن التيار بطبيعته سيادي وقراره حر ولا يمكن اتهامه بالتبعية فهو يملك الاستقلالية اللازمة ليكون خارج اي سياسة خارجية تعاكسه في هذا الموضوع ، ولأن التيار لا ينصب العداء لسوريا ولا للنظام ولا للحكومة السورية ويمكنه ان يتعاطى في هذا الموضوع من دون خلفية عدائية، لا بل بخلفية اخوية تجاه سوريا الدولة وتجاه سوريا الشعب، ولأن التيار يستطيع ان يتواصل مع الجميع في هذا الموضوع ومقاربته انسانية وليست عنصرية ومقاربته وطنية وليست فئوية وهي طبعا سيادية وليست استسلامية".

اضاف باسيل :"يضع التيار هذا الموضوع كأولوية وطنية لأنها اولا قضية وجودية ميثاقية دستورية كيانية وحتمية ولأنها مرتبطة مباشرة بالاقتصاد الوطني وبحياة الناس ولا يمكن الفصل بينهما، ولا يمكن ان نتنكر لوجود ازمة اقتصادية عميقة جدا في لبنان ولن نستطيع الخروج منها اذا بقي وضع النزوح السوري على ما هو عليه وهذا لا يعني ان خروج النازحين السوريين شرط كاف لينهض الاقتصاد ولكن هذا شرط ضروري ولكن غير كاف ولان هذه المسألة لا تحتمل اي انتظار في ظل وجود امرين: الاول بدء المصالحة الشعبية السورية ونرى كيف تعمم مع المقاتلين وحملة السلاح والمعارضين الذين يتقاتلون بالرصاص واليوم فهم يتصالحون والسبب الثاني، انه عمليا دخلت سوريا تدريجيا بمرحلة اعادة الاعمار ولو بالرغم عن ارادات دولية اخرى، انما هذا واقع حتمي ستدخل فيه سوريا فمع انتشار الهدوء سينتشر الاعمار ولأن الدولة اللبنانية بدأت من خلال رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية بالقيام بتعاط مباشر مع السوريين شعبا ونظاما بهذا الامر، وكذلك لان هذه القضية مرتبطة بتأليف الحكومة ولا تحتمل اي مزاح كما نشهد في عملية التأليف".

واجاب الوزير باسيل على سلسلة اسئلة مشروعة تطرح فورا عند طرح مبادرة من هذا النوع : اولا هذه خطوة من الطبيعي ان تصدر عن التيار بتوقيتها ومضمونها وهي غير منسقة بالتوقيت مع احد ولكنها منسقة بالمضمون مع الغير وتحديدا مع اللبنانيين، وثانيا هذا العمل يتم اليوم في ما بيننا كلبنانيين، فالتيار الوطني الحر لا يحل محل الدولة اللبنانية ولا اي ادارة رسمية او جهاز في الدولة اللبنانية، كل ما يمكن ان نقوم به ان نكون عنصرا مساعدا مسوقا ومشجعا لهذه العودة لتصبح عاملا شعبيا يكبر وينمو وتصبح قدرة قبوله وتسويقه عند الناس اكثر من قدرة ايقافه لاننا نرى الصوت العالي والامكانات الكبيرة للجهات العاملة على التخويف وعلى التوقيف وكذلك حركتها على الارض قائمة".

وتابع :" نحن كشعب لبناني نستعين اليوم بالتيار الوطني الحر الذي لديه هيكليته ووجوده على الارض ليشكل لجان اهلية ويشجع سائر اللبنانيين ويتعاون معهم لتنتشر بقعة العودة وتكبر على بقعة منع العودة التي نشهدها".

ورأى باسيل ان " التحدي الكبير هو في تحويل هذا المشروع من مشروع حزبي الى مشروع اهلي شعبي وطني يساهم فيه كل اللبنانيين بالكلمة الطيبة مع السوريين ولكن بالتصميم تجاه دولتهم، لأن مشكلتنا الاساسية اليوم هي ان الدولة اللبنانية تمتنع عن تطبيق القانون اللبناني على الارض اللبنانية".

وقال :"من دون ان نكون موقعين على اتفاقية جينيف ال 51 او من دون التوقيع على اتفاقية مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، نحن اكثر بلد في العالم نطبق القانون الدولي ونعامل النازح معاملة انسانية لا مثيل لها في كل العالم حتى في ارقى الدول الاوروبية التي تتغنى بحقوق الانسان ولديها الامكانات لتطبيق سياسات مساعدة لاي نازح، لا يستطيع احد ان يتمثل بنا بمعاملة النازحين واكرامهم وهذا بفعل الشعور الاخوي الذي نملكه تجاه السوريين، انما الدولة اللبنانية فهي تقصر تجاه مواطنيها اللبنانيين عندما لا تعمل على حمايتهم بسوق العمل وبالاقتصاد الذي له شروطه وقوانينه في كيفية ممارسة العمل الاقتصادي في اي قطاع وبالتالي الخطوات التي سنقوم بها ليست سرية ولكنها ليست معلنة بانتظار القيام بأي عمل نرى مناسبا الاعلان عنه ليكون عاملا تشجيعيا لتكرار اي تجربة ناجحة مع بلدية او تجمع نازحين، انما علينا ان نجد اية حالة مجتمعة من النازحين للاتصال بها ونشجعها ونعمل على مساعدتها لتأمين ظروف العودة لها".

وتابع :" عملنا هو عمل وطني لبناني لا يقوم على اي اتصال بالجانب السوري او مع اي جانب خارجي لأن الاتصال تقوم به الدولة اللبنانية ونحن لا نؤمن بعلاقة بين حزب ودولة ولكن ما من شيء يمنع ان نقوم بأي نوع من الاتصال مساعد استفساري ولكن من دون ان نحل بعملنا محل الدولة اللبنانية التي من مسؤوليتها ان تقوم بهذا العمل واي احد يقوم به لا يعفي الدولة من القيام بمسؤوليتها ولكن لا يمكن ان نبقى متفرجين على دولة لا نريد ان تعمل ولا تدع الآخرين يعملون، فهي لا تريد القيام بواجباتها وتطبق قوانينها ولا تريد ان يتحرك احد ولو بالكلمة، كما حصل اثناء احتلال اراض لبنانية من قبل الجماعات التكفيرية في آب 2014، عندما طالبنا الجيش اللبناني ان يحرر الارض تقاعست القيادة السياسية وتلكأت ولم يقم الجيش بمهماته واتى حزب لبناني ليقوم بهذه المهمة، وعندما عادت الدولة في عهد العماد عون وامسكت بزمام الامور واتخذت القرار السيادي بأن الجيش اللبناني هو الذي يحرر الارض حرر الجيش اللبناني الارض

وختم الوزير باسيل :" اليوم عندما تتنازل الدولة عن القيام بواجباتها تقوم الناس مقام الدولة وهذا ابشع واخطر شيء، لذلك بالرغم من ذلك نحن نقول اننا لا نحل محل الدولة ولكننا سنخلق الاجواء التي تجبر الدولة اللبنانية بأجهزتها على ان تقوم بهذا العمل وتساعد السوريين وتشجعهم على العودة وهذا الاعلان اليوم بذاته لن يؤدي الى العودة ولكنه يخلق دينامية تساعد على العودة ونحن كتيار وطني حر لن نوفر اي وسيلة مهما كان طابعها لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلدهم سوريا".