المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july11.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/زجليات تافهة هدفها التعمية على واقع احتلال إيران للبنان

الياس بجاني/في أسفل مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/اتفاق معراب الخطيئة … تنازل عن كل شيء

الياس بجاني/تفاهم معراب:خطيئة وخيانة ل 14 آذار

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية/مؤامرة دولية أدواتها إيران وأذرعتها الإرهابية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/مداخلة من قناة الحدث للكاتب السياسي مكرم رباح تتناول تمدد حزب الله في نيجيريا وتدريبه نيجيرين اصوليين في لبنان

من أرشيف المقاومة اللبنانية المؤرّخ جواد بولس: حراس_الأرز ردة فعل على الحرب الظالمة

ثلاث عقد : مارونية، درزية، سنية. اين الاورثوذكس/غبريال المر/فايسبوك

محاذير لتسلّم “حزب الله” وزارات خدماتية

بالأسماء: الأشغال الشاقة 15 سنة لمتهمين بالتعامل مع إسرائيل

حزب الله يضغط عبر برّي على الحريري لتحقيق انقلاب على اتفاق الطائف ومصادر سياسية لبنانية تؤكد أنه لا توجد أي مادة دستورية تسمح بمحاسبة سعد الحريري بسبب التأخير في تشكيل الحكومة.

هذا رأي ولاية الفقيه بفلسطين/الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 10/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 10 تموز 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الرئيس سليمان يقاضي الأخبار والأمين وخليل بجرم القدح والذم ونشر الأخبار الكاذبة

قواسم مشتركة بين تفاهمي معراب ومار مخايل وتعارض استراتيجي

بعد خطفهم... تحرير 11 سورياً في مجدل عنجر!

نديم الجميل: الحكومة "مطولة" بسبب تقاسم الجبنة وحكومة من دون الاشتراكي والقوات لن تنال دعما دوليا

دوائر القرار الغربي تستغرب المماطلة في التشكيل رغم التحديات وتنفيذ اصلاحات "سادر" ضرورة والوقت الضائع ليس لمصلحة لبنان

معركة رئاسة الجمهورية فُتحت: المرشحون ومعطياتهم

القرصنة والاتصالات: مقتضيات الصفقة تلملم الفضيحة

الوقاحة من الماء الى الكهرباء.. فالقضاء/علي الأمين/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

سوريا واسرائيل يتفقان على العودة لهدنة 1974 مع حق الإغارة على المواقع الإيرانية

قوات النظام تنتشر على كامل حدود درعا مع الأردن ووافقت على إدخال المساعدات إلى الجنوب

أميركا تجدد التزامها حماية نفط المنطقة والتصدي لإيران “الشريرة” وواشنطن فرضت عقوبات على شركة الطيران المفضلة لـ "فيلق القدس" وألمانيا تحقق في نقل ملايين الدولارات

واشنطن: نبحث مع السعودية بدائل لنفط إيران ومعلومات الطاقة: الإنتاج الأميركي سيفوق 12 مليون برميل للمرة الأولى

تحالف دعم الشرعية في اليمن يؤكد وجود خبراء أجانب في اليمن لتدريب الحوثيين وأكد إن إيران تستعين بأصحاب الجريمة المنظمة لنقل الأسلحة إلى الانقلابيين

مصر: لامفاوضات مع قطر ولا انفراجة لأزمتها قبل التوقف عن دعم الإرهاب

الناتو”: صواريخ إيران تقلقنا وسنواصل تطوير قدراتنا لحماية حلفائنا

الناتو» قلق من برنامج إيران الصاروخي

قمة الأطلسي تنطلق وسط مخاوف أوروبية من «مفاجآت» ترمب والمساهمات المالية ومواجهة السلوك الروسي والتجارة أبرز القضايا الخلافية

من هو القاضي بريت كافانو الذي عينه ترمب في المحكمة العليا؟ وفي حال موافقة مجلس الشيوخ عليه... سيصبح أصغر المنضمين للمؤسسة

انتهاء عملية إنقاذ «فتية الكهف»

أحكام بالسجن بحق 17 عنصراً من «بوكو حرام» في النيجر

تركيا تدخل رسمياً عهد «الجمهورية الثانية» برئاسة إردوغان وتركيز الصلاحيات في يد الرئيس... وخيط رفيع يفصل السلطتين التشريعية والتنفيذية

بريطانيا: استقالة 3 وزراء في 24 ساعة... وماي تواجه تمرداً محتملاً من حزبها وجونسون شبّه علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي بـ«المستعمرة» في ظل خطط {بريكست} الحالية

تركيا تغازل إيران بتظاهرة مؤيدة للحوثيين وتفجر غضباً واسعاً والمغردون دعوا إلى مواجهة "الصلف العثمنلي"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هدنة «التيار» و«القوات» تُبقي التأليف في المربّع الأول/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

«حزب الله» و«القوات»... «ديو» مُقنَّع/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

لمَن سيكون «الفيتو الطائفي» في الحكومة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الحَرَج الحريري و«الجدار الباسيلي»/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

أسعار الفوائد تُسقط الحلول المُقترحة لأزمة الإسكان/رنى سعرتي/جريدة الجمهورية

جريمة تلوث البحر في لبنان/رندة تقي الدين/الحياة

البلد بين "أخبار صغيرة" تتوالد لتتحوَّل إلى أزمات كبيرة/الهام فريحة/الأنوار

نَحرُ السُنَّة وانتحَارُهم في لبنان/الأوقاف الإسلامية هي الأغنى وتصل إلى مطار اللدّ/أحمد عدنان /نقلاً عن موقع الصوت

لما لا يمول 'أصدقاء الفلسطينيين' الأونروا/حسين عبد الحسين/الحرة

أين «الائتلاف» من الهزيمة في درعا/حازم الأمين/الحياة

إخراج إيران من سوريا... بلا تبسيط/نديم قطيش/الشرق الأوسط

لا يستطيع ترامب لعب لعبة بوتين في سوريا/ ترجمة وفاء العريضي. بقلم بايلي ليك نقلًا عن بلومبرغ/لبنان الجديد

ترامب يكسب حروبه مع أوروبا وبكين وموسكو/جورج سمعان/الحياة

 صفقة العصر السورية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إعلاما النظام الإيراني والحمدين... الأجندة المشتركة/د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط

نزار قباني... شاغل الناس حياً وميتاً/حمد الماجد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض والبطريرك الماروني الوضع الحكومي ونتائج سيدر الراعي: نأمل من الكتل النظر الى لبنان بعيدا عن مصالحها الشخصية

عون عرض والمشنوق الاوضاع الامنية ووهاب شؤونا إنمائية الشامسي:الامارات لا تزال تدعم استقرار لبنان ومسيرة النهوض فيه

الحريري بعد زيارته عين التينة: انا والرئيس بري على الموجة نفسها للاسراع في تأليف الحكومة

الحريري عرض مع حاصباني شؤونا تتعلق بتصريف أعمال وزارة الصحة

الراعي ينتقل الى المقر البطريركي الصيفي في الديمان

التيار المستقل دعا الى حكومة اقطاب مصغرة او نصفها من التكنوقراط: الأوضاع تتطلب الحكمة لا القوة

كتلة المستقبل: لتغليب التواضع السياسي على خطاب التصعيد واعتماد الخيارات المساعدة على الإسراع في ولادة فريق عمل وزاري

تكتل لبنان القوي زار المجلس الاقتصادي والاجتماعي باسيل: الحكومة ستؤلف والتحدي اقتصادي ونحن محكومون بأن ننجح فيه

النواب السنة المستقلون:اذا تعذر الاتفاق على اصدار مرسوم التأليف فعلى الرئيس المكلف تحمل مسؤولياته اذ لا يجوز وضع البلاد امام حائط مسدود

قبلان استقبل رئيس بلدية اليمونة على رأس وفد وطلب منه زيارة رئيس الجمهورية لاطلاعه على قضية النزاع العقاري مع العاقورة

بيان النائب اللواء الركن جميل السيد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من01حتى18/:"في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله. كانَ الكَلِمَةُ هذَا في البَدْءِ معَ الله. كُلُّ شَيءٍ بِهِ كُوِّن، وبِغَيْرِهِ مَا كُوِّنَ أَيُّ شَيء. كُلُّ مَا كُوِّنَ بِهِ كَانَ حَيَاة، والحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاس، والنُّورُ في الظُّلْمَةِ يَسْطَع، والظُّلْمَةُ لَمْ تَقْوَ عَلَيْه. كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ الله، إِسْمُهُ يُوحَنَّا. جَاءَ يُوحَنَّا هذَا لِلشَّهَادَة، لِيَشْهَدَ لِلنُّور، فَيُؤْمِنَ الجَمِيعُ عَلى يَدِهِ. مَا كَانَ هُوَ النُّور، بَلْ جَاءَ يَشْهَدُ لِلنُّور، لأَنَّ النُّورَ الحَقيقيّ، الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، كانَ آتِيًا إِلى العَالَم. في العَالَمِ كَانَ الكَلِمَة، والعَالَمُ بِهِ كُوِّن، والعَالَمُ مَا عَرَفَهُ. إِلى بَيْتِهِ جَاء، وأَهْلُ بَيْتِهِ مَا قبِلُوه. أَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبِلُوه، وَهُمُ المُؤمِنُونَ بِٱسْمِهِ، فَقَدْ أَعْطَاهُم سُلْطَانًا أَنْ يَصيرُوا أَولادَ الله، هُمُ الَّذين، لا مِنْ دَمٍ، ولا مِنْ رَغْبَةِ جَسَد، ولا مِنْ مَشيئةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ وُلِدُوا. والكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وسَكَنَ بَيْنَنَا، ورَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدَ ٱبْنٍ وَحيد، آتٍ مِنَ الآب، مَلآنَ نِعْمَةً وحَقًا. لَهُ يَشْهَدُ يُوحَنَّا، وقَدْ هَتَفَ قَائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: إِنَّ الآتي ورَائِي قَدْ صَارَ قُدَّامي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي». أَجَل، مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ كُلُّنَا أَخَذْنَا نِعْمَةً تِلْوَ نِعْمَة. عَلى يَدِ مُوسَى أُعْطِيَتِ التَّوْرَاة، وعَلى يَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ صَارَتِ النِّعْمَةُ والحَقّ. أَللهُ مَا رَآهُ أَحَدٌ البَتَّة: أَلٱبْنُ الوَحِيدُ الله، الكَائِنُ في حِضْنِ الآب، هُوَ الَّذي أَخْبَرَ عَنْهُ"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

زجليات تافهة هدفها التعمية على واقع احتلال إيران للبنان

الياس بجاني/10 تموز/18

السرطان الذي يفتك بلبنان هو إحتلال ايران أما زجليات جعجع وباسيل وجنبلاط وأبواقهم والصنوج فهي من أعراض هذا الإحتلال وللتعمية عليه..معارك طواحين الهواء لا أكثر ولا أقل.

 

الياس بجاني/في أسفل مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

اتفاق معراب الخطيئة … تنازل عن كل شيء/الياس بجاني/10 تموز/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D8%B9%D9%86-%D9%83%D9%84-%D8%B4%D9%8A%D8%A1/

 

تفاهم معراب:خطيئة وخيانة ل 14 آذار

الياس بجاني/09 تموز/18

تفاهم معراب خطيئة وغراب وجاء بالخراب. المعرابي خان ثورة الأرز ووقعه على خلفية مصلحية 100% بعد ضرب وفرط 14 آذار. يبلوا ويشرب زوموا

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

مؤامرة دولية أدواتها إيران وأذرعتها الإرهابية/الياس بجاني/09 تموز/18/أضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%A4%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A3%D8%B0%D8%B1%D8%B9%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/مداخلة من قناة الحدث للكاتب السياسي مكرم رباح تتناول تمدد حزب الله في نيجيريا وتدريبه نيجيرين اصوليين في لبنان/10 تموز/18/اضغط على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.facebook.com/makram.rabah/videos/2296141277067625/?notif_id=1531224361465898&notif_t=notify_me

 

من أرشيف المقاومة اللبنانية المؤرّخ جواد بولس: حراس_الأرز ردة فعل على الحرب الظالمة

http://eliasbejjaninews.com/archives/65944/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B1%D9%91%D8%AE-%D8%AC/

جرت العادة، منذ أقدم العصور، وفي غالبية الدول، أن يعيّن كل بلد، يوماً في ألسنة، يتمّ فيه الإحتفال بذكرى حدث هام، حصل في مثل هذا اليوم من السنة أو السنين السابقة، سواء كانت هذه الذكرى مفرحة أو محزنة.

ففي الثالث عشر من نيسان، من كل سنة، يعيد لبنان ذكرى حدث كئيب في تاريخه المعاصر، هو بدء الحرب التي إنفجرت فيه سنة ١٩٧٥، نتيجة إستهتار حكّامه وقصر نظرهم، تلك الحرب التي هدمت الدولة اللبنانية والتي لم تنته فصولها بعد.

وفي التاريخ نفسه، وكردّة فعل على الحرب الظالمة، ظهرت مراكز مقاومة سياسية وعسكرية، نابعة من الشعب اللبناني للدفاع عن لبنان، ومنها حزب حراس الأرز.

وقد تميّز هذا الحزب بالمبادئ النبيلة التي بُني على أساسها والتي عمل ولا يزال يعمل بموجبها، نذكر منها:

١- بناء حركة الحزب على أسس عقائدية فكرية وتركيزها على مبادئ لها الأولوية على أي شأن آخر.

٢- تحديد المشاكل التي يتخبّط فيها الوطن وتشخيص أمراضه تشخيصاً صحيحاً.

٣- إعتاد دراسات علمية لكل الحلول التي من شأنها أن تُخْرِجْ الوطن من الدوامة التي يعيش فيها.

٤- تحلّي المسؤولين في الحزب والمقاتلين بأخلاق عالية وبالإنضباط الذي هو الأساس في المحافظة على البيئة الحزبية.

٥- الإقتناع بأن الدولة الجديدة يجب أن تقوم على أساس العنفوان الوطني المتجسّد في رجولة المسؤولين وفي صلابة مواقفهم، وعلى أساس الطموح، في إعتبار أن الأوطان الصغيرة لا تبنى بالأحلام الكبيرة، وأن الوطن الصغير لا يستمرّ إلا بالدور الكبير.

وان حزب حراس الأرز بقيادة القائد أبو أرز، لا يزال منذ نشوئه، متمسّكاً بهذه المبادئ وعاملاً بوحيها. وهو قام منذ بدء الحرب على لبنان، ولا يزال يقوم بما عليه من موجبات، بنشاط وفعالية وبطرق رزينة وبعيدة عن التبجّح.

 

ثلاث عقد : مارونية، درزية، سنية. اين الاورثوذكس؟

غبريال المر/فايسبوك/10 تموز/18

لم يعد للاورثوذكس وجود سياسي فاعل ومستقل. كل الحاليين تابعين لفئة او حزب او رئيس او او. اين شارل دباس وحبيب ابو شهلا ونسيم مجدلاني وشارل مالك وكبريال المر (الوزير في الاربعينات والخمسينات) والبير مخيبر وفؤاد بطرس وغسان تويني وميشال ساسين....

لم يبقى الا ميشال المر الذي اثبت لهم تمثيله الشعبي، لكنه مبتعد عن السياسية. وبقي عصام او نجاد عصام فارس "من حصة الرئيس" اي لا يشكل قيمة اورثوذكسية بحد ذاته، بل تبعية. يا حرام على الاورثوذكس!!!

 

محاذير لتسلّم “حزب الله” وزارات خدماتية

بيروت/السياسة/10 تموز/18/كشفت مصادر موثوقة أن مسؤولين دوليين، أبلغوا قيادات لبنانية بضرورة عدم تسليم “حزب الله” وزارات خدماتية على تماس مع منظمات إقليمية ودولية، لأن ذلك سيرتب مضاعفات على لبنان، لن يكون من السهل تحملها، باعتبار أن المجتمع الدولي يحاذر من التعامل مع ممثلي “حزب الله”، بعد اتهام الأخير بالإرهاب، وتالياً فإن هناك العديد من الهيئات الدولية التي لن تكون مستعدة للتعامل مع ممثلي الحزب الذين قد يصبحون وزراء على رأس هذه الوزارات. وأكدت لـ “السياسة”، أن على الرئيس المكلف سعد الحريري أن يأخذ هذا الأمر بالاعتبار ولا يتسرّع في تسليم الحزب وزارات خدماتية كما يطالب الأخير، لأن لذلك انعكاسات سلبية على لبنان الذي التزم أمام مؤتمر “سيدر” بتنفيذ مجموعة كبيرة من الخطوات الإصلاحية لتحسين اقتصاده، وهذا الأمر بالتأكيد يفرض مراعاة الدول المانحة التي وضعت شروطاً على لبنان لا يمكن تجاهلها من أجل إيفاء تعهداتها في هذا المؤتمر، وما سيليه من مؤتمرات تصب في إطار دعم لبنان ونهوضه.

 

بالأسماء: الأشغال الشاقة 15 سنة لمتهمين بالتعامل مع إسرائيل

ليبانون فايلز/الثلاثاء 10 تموز 2018/أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين عبد الله، حكما غيابيا قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة في حق أربعة لبنانيين، هم: فادي هاشم، شربل هاشم، مارون هاشم ولينا عنيد، بعدما أدانتهم بجرم دخول بلاد العدو الإسرائيلي والتعامل معه واستحصالهم على الجنسية الإسرائيلية، وقررت إنفاذ مذكرات القاء القبض الصادرة بحقهم وتجريدهم من حقوقهم المدنية، فيما أدانت الفتاة القاصر "ن. ه" بدخول بلاد العدو وأحالت ملفها على محكمة الناظرة في قضايا الأحداث.

 

حزب الله يضغط عبر برّي على الحريري لتحقيق انقلاب على اتفاق الطائف ومصادر سياسية لبنانية تؤكد أنه لا توجد أي مادة دستورية تسمح بمحاسبة سعد الحريري بسبب التأخير في تشكيل الحكومة.

العرب/11 تموز/18

نريد صورة لحكومة وفق مقاييس حزب الله

بيروت - اعتبرت مصادر سياسية لبنانية أنّ كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن دعوة مجلس النوّاب إلى الانعقاد لمناقشة التأخير في تشكيل سعد الحريري حكومة جديدة يندرج في سياق الضغوط التي يمارسها حزب الله على رئيس الوزراء المكلف. وتستهدف هذه الضغوط، التي تعني في حال نجاحها انقلابا على اتفاق الطائف، أن يعتذر الحريري عن عدم تشكيل الحكومة أو القبول بالصيغة التي يريد خصومه فرضها عليه. لكن هذه المصادر استبعدت نجاح هذه الضغوط في تحقيق أهدافها نظرا إلى أنه ليس في الدستور اللبناني، المبني على اتفاق الطائف، مهلة محددة وضعت لرئيس مجلس الوزراء المكلف لتشكيل حكومته.

وقالت في تصريح لـ”العرب” إنّه لا توجد أيّ مادة دستورية تسمح بمحاسبة سعد الحريري بسبب التأخير في تشكيل الحكومة في وقت يرى الأخير أنّه قام بكل ما يستطيع القيام به من أجل أن تكون الحكومة الجديدة متوازنة و”وفاقية” على حد تعبير الأوساط القريبة منه. وكشفت المصادر أن الحريري قدّم لرئيس الجمهورية ميشال عون صيغا عدة لتشكيل الحكومة، لكنّ هذه الصيغ لم تحظ بموافقة عون المصرّ على حكومة ذات طابع معيّن يتحكّم بها مع حزب الله بمجلس الوزراء، على أن يسميها “حكومة العهد الأولى”.

أهداف حزب الله

تمثيل سنّي معارض للحريري

تقليص حجم القوات اللبنانية

جنبلاط لا يمثل كل دروز لبنان

وشدد الحريري، الثلاثاء، وفق بيان لمكتبه الإعلامي، على رفضه المساس بصلاحياته في تشكيل الحكومة، وذلك عقب لقائه رئيس مجلس النواب.

وقالت المصادر إنّ هدف الحزب من استخدام برّي ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في الضغط على الحريري هو التعجيل في تشكيل حكومة وفق مقاييس وضعها الحزب أصلا. وأوضحت أن هذه المقاييس متفق عليها بين حزب الله من جهة وكلّ من رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل من جهة أخرى وتتلخص بتحويل سعد الحريري رئيسا لحكومة يسيطر عليها حزب الله عمليا ولا كلمة ذات وزن له فيها. وكان ملفتا أن باسيل ذهب أخيرا في إحدى المقابلات التلفزيونية إلى اعتبار أن رئيس مجلس الوزراء “يدير” جلسات المجلس، أي أنّه مجرد وزير مثله مثل أي وزير آخر، وليس الرئيس الفعلي للسلطة التنفيذية كما نصّ على ذلك اتفاق الطائف والدستور الذي انبثق عنه. وشرحت المصادر أنّ هذه المقاييس، التي وضعها حزب الله ويسعى إلى فرضها، تقوم على ألّا تتجاوز حصة الحريري وكلّ من القوات اللبنانية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط عشرة وزراء في حكومة من ثلاثين وزيرا.

وهذا يفضي إلى عدم امتلاك رئيس مجلس الوزراء ما يسمّى “الثلث المعطل” داخل الحكومة، أي ثلث الوزراء زائدا واحدا. ويستهدف ذلك منعه من الاعتراض على قرارات كبيرة يمكن أن تتخذها الحكومة من نوع إقامة علاقات طبيعية مع النظام في سوريا أو إقرار إجراءات تسهل على إيران استخدام لبنان، خصوصا القطاع المصرفي فيه، للتحايل على العقوبات الأميركية والدولية وتجاوزها. وترى الأوساط السياسية أنّ حزب الله، الذي يتظاهر حاليا بأنه بعيد عن الضغوط التي تمارس على الحريري، يريد في الواقع تحقيق ثلاثة أهداف أخرى، إلى جانب الهدف الكبير المتمثل في منع رئيس الحكومة من أن يكون لديه “الثلث المعطل”.

وقالت إن هذه الأهداف الثلاثة هي الآتية:

إيجاد تمثيل سنّي معارض بقوّة لسعد الحريري داخل الحكومة من منطلق أن نتائج الانتخابات كشفت أنّه لا يمثل أكثر من نسبة ستين في المئة من أصوات السنّة في لبنان.

تقليص حجم القوات اللبنانية إلى الحد الأدنى، أي إلى ثلاثة وزراء في حكومة من ثلاثين وزيرا، وأربعة وزراء في حكومة من اثنين وثلاثين وزيرا.

التأكيد لوليد جنبلاط أنه لا يمثل كلّ دروز لبنان وأن عليه مراعاة وجود جناح آخر في الطائفة وهو ما يسمّى الجناح الأرسلاني. والهدف من ذلك إجبار جنبلاط على أن يكون له وزيران في الحكومة وليس ثلاثة، فيما يكون الوزير الدرزي الثالث طلال أرسلان نفسه الذي يرمز إلى وجود دروز غير موالين لجنبلاط، بل على خلاف عميق معه. وذكرت المصادر السياسية أن السؤال الذي يفرض نفسه في نهاية المطاف هو الآتي: من يشكل الحكومة اللبنانية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف؟

وأشارت في هذا المجال إلى أنّ الهدف غير المعلن من فرض ما سمّاه حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله بـ”معايير” معينة في تشكيل الحكومة هو الانقلاب على الطائف. وهذا يعني أن رئيس الوزراء المكلف ليس الشخص الأساسي والمحوري في عملية تشكيل الحكومة، بل هناك عودة إلى جمهورية ما قبل الطائف حين كان رئيس الجمهورية هو من يشكل الحكومة تاركا لرئيس الوزراء حرية الإتيان بعدد من الوزراء يعملون تحت جناحه. وذكرت أن الضغوط التي تمارس على الحريري من أجل الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة بدأت بتغريدة للنائب جميل السيّد المحسوب على النظام السوري وعلى بشّار الأسد شخصيا. فقد سبق للسيّد، وهو من بين الضباط الأربعة الذين سجنوا للاشتباه بدورهم في تغطية عملية اغتيال رفيق الحريري في العام 2005، أن طالب بعريضة يوقعها 65 نائبا (المجلس يضم 128 نائبا) تطالب بسحب تكليف تشكيل الحكومة من سعد الحريري. وترافق طلب جميل السيّد بمثل هذه العريضة مع إعلان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني أن إيران تمتلك أكثرية 74 نائبا في مجلس النواب اللبناني الجديد الذي انتخب في السادس من مايو الماضي.

 

هذا رأي ولاية الفقيه بفلسطين ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك/09 تموز/18

ملايين القتلى والجرحى والدمار الهائل في حروب المنطقة في دول العالم العربي سببها شهوة ولاية الفقيه في حب التوسع والسيطرة على بلدان العرب. وإن ولاية الفقيه الفاجرة وضعت يدها على العراق بالتنسيق جهرا وعلانية مع أميركا ولا يجهل ذلك إلا أحمق غبي عنيد.

بهيمة بهيئة إنسان من لا يريد رؤية ولاية الفقيه وهي تتحالف مع بوتين روسيا صديق اسرائيل وحليفها لكي تضع يدها على سوريا. بهيمة بهيئة إنسان من لا يعلم بأن إيران ولاية الفقيه الفاجرة جاهزة لكي تستعين بأميركا وروسيا والصين وكوريا والجن الأزرق والعفريت الأحمر لكي تضع يدها على بلدان العرب وتسرق ثرواتهم ولقد سرقت من العراق 800 مليار دولار خلال 10 سنوات. ولاية الفقيه الفاجرة جعلت الله سبحانه موظفا عندها حيث ما ترغب بشيء تقول ان الله يرغب بذلك !? إنها قذرة العقل ونجسة الروح مع حسن نصر الله ربيبها وعميلها الوسواس الخناس. ولاية الفقيه الفاجرة تريد تحرير مكة، والمدينة ، والسعودية، والعراق، واليمن ، وسوريا ، ودول الخليج ، قبل تحرير فلسطين، وحينما تنجح في تحرير بلدان العرب والسيطرة عليها [لا سمح الله] تقول لنا: أنا عاجزة من تحرير فلسطين لأن المعركة مع إسرائيل معركة مع مجلس الأمن الدولي ومع حماتها روسيا وأميركا والصين واوروبا وإن الله لا يكلف نفسا إلا بقدر طاقتها، فلن نغامر، ولن نجازف ، ولن نقامر بشعوب المنطقة بحرب خاسرة مسبقا !! إنها جمجمة ولاية الفقيه جمجمة الدهاء العالمي.

*الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 10/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا جمعنا تفاؤل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورؤية البطريرك الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية بأننا لا نحبذ الثنائيات بل فقط بالتنوع يمكننا بناء الوحدة ولا إقصاء لأحد مع كلام الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حيث لفت الحريري الى وجوب ترفع الجميع عن الخلافات والسجالات والتضحية من أجل اقتصاد لبنان وأن المشكلة ليست في الأحجام بل بالحصص الوزارية إذا جمعنا كل هذه المعطيات واللقاءات والإتصالات في الساعات الأربع والعشرين الماضية ومساء الإثنين اتصال الرئيس الحريري بالرئيس عون واتصاله بالرئيس بري نصل الى مشهد واضح في ارتفاع مؤشر السرعة لدوران المحركات على مسار التأليف الحكومي من جهة ومن جهة ثانية إلى التبصر بين السطور لما يمكن أن يبلغه بالإيجاب النسبي مسار التأليف في الأيام القليلة المقبلة خصوصا أن معظم الأفرقاء المعنيين مقتنعون بوجوب الإسراع في تأليف الحكومة الجديدة ولا بد من الوصول إلى حلول معقولة لما بات يعرف بالعقد الثلاث: قوات - تيار... التمثيل الدرزي... تمثيل النواب من خارج المستقبل...

الحريري سيلتقي الرئيس عون قريبا... وأكثر من أي وقت مضى برز في عوامل الضغط في اتجاه رفع مستوى سرعة الاتصالات هاجس المسار الإقتصادي العام في البلاد إضافة الى التحديات الإقليمية ولا سيما منها قمةُ ترامب-بوتن المرتقبة وتطورات اليمن والجنوب السوري ومسألة النازحين المستمرة.

وقد دخل أيضا في عوامل الضغط الإيجابي ما نقل عن تلويح الرئيس بري بجلسة برلمانية لمناقشة الأوضاع كما لانتخاب اللجان وهو ما ما حرص الرئيس الحريري على تفسيره بأنه يرمي الى تأكيد الرئيس بري على أن المؤسسات في الدولة تعمل...

في أي حال كانت قد سبقت التحركات واللقاءات آنفة الذكر سجالات متجددة بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني على خلفية تغريدة جنبلاط حول الوضع الاقتصادي الأمر الذي خفف من حدة وقعه نسبيا كلام الرئيس الحريري من عين التينة وكلام البطريرك الراعي من قصر بعبدا...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

اشتدت الازمة، فهل تنفرج؟ الكل يحذر من الضيق، وحافة الهاوية وصعوبة الطريق، فهل من يطرق باب الحل؟ وكيف؟

على خط عين التينة مشى رئيس الحكومة المكلف بآماله دون وقائع جديدة، سوى الرهان على الوقت بتهدئة النفوس ونصيحة الترفع عن الخلافات، والتضحية لما فيه صالح البلد.. لكن العقد لا زالت على حالها قال الرئيس الحريري، ووضع المنطقة والاقليم وكذلك الوضع الاقتصادي يجب ان يحثوا الجميع للمضي نحو حل سريع.. اما الايجابية الوحيدة التي رصدها فهي قرار المشتبكين سياسيا التخفيف من السجال الاعلامي ..

على خط بعبدا لم يسجل اي جديد، سوى زيارة للبطريرك الراعي تناول خلالها مع الرئيس ميشال عون الاوضاع من الالف الى الياء.. اما ما تؤول اليه الازمة فمزيد من الاختناق، من الاسكان وقروضه الممنوعة بقرارات تمس الامن الاجتماعي، تسبب بها العجز الحكومي والتعنت المصرفي الحاضر بقوة على مفترق هذا الملف.. الى النفايات العائدة بروائح سياسية الى الشوارع والطرقات، فالكهرباء التي لا يعرفها المواطن في بعض المناطق الا من سجال السياسيين حولها..

اما حولنا فالاقليم على اكف المتغيرات من الجنوب السوري وانتصاراته على المسلحين، الى ارباك الصهاينة وبعض العرب المستثمرين في مشاريع المسلحين..

وفيما يستعد رئيس الوزراء العبري لزيارة موسكو غدا متأبطا الملف السوري كأولوية، فان رسالة سيحملها مستشار الامام السيد علي الخامنئي الى الرئيس الروسي غدا على ما اعلن التلفزيون الايراني.. رسالة على مرمى ايام من لقاء الرئيس فلاديمير بوتن ونظيره دونالد ترامب في هلسنكي الذي سيستحضر ملفات العالم الملتهبة..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اشتدي يا ازمة تنفرجي، فبعد التصعيد الكلامي غير المسبوق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية عادت الحرارة الى خط رياشي كنعان، ما انتج اتفاقا ابرم عند منتصف الليل نص على التهدئة ووقف التقاصف الكلامي والحملات الاعلامية، وهكذا كان، وسيستكمل الجو الايجابي بلقاء الخميس في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان يجمع الوزير ملحم رياشي بالنائب ابراهيم كنعان برعاية البطريرك الراعي والهدف محاولة وصل ما انقطع بين التيار والقوات، لكن هذا لا يعني ان الامور سهلة، فكل طرف من الطرفين على موقفه وبالتالي فإن المفاوضات والاتصالات واللقاءات ستتواصل بهدف التوصل الى حل للعقدة المسيحية التي تشكل ابرز عقبة امام التشكيلة الحكومية.

التهدئة في الجانب المسيحي لم تقابل بالمثل على محور التقدمي الاشتراكي التيار الوطني الحر، فالتغريدات والتغريدات المضادة اشتعلت بعد تغريدة صباحية اطلقها رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، توازيا كان الرئيس الحريري يستأنف نشاطه لتشكيل الحكومة بعد عودته من الخارج بزيارة الى الرئيس بري، والواضح ان بدأ الحريري مشاوراته الحكومية بعين التينة جاء بعد المواقف اللافتة للرئيس بري الذي لوح امس بأنه سيدعو الى جلسة لانتخاب اللجان، كما لوح بعقد جلسة علنية لمناقشة اسباب التأخر في انجاز الملف الحكومي، اقليميا هجوم اميركي قاس من وزير الخارجية الاميركي على ايران وصف فيه سلوكها بالشرير واكد ان اميركا ملتزمة تحجيم الحوثيين في اليمن وحزب الله في سوريا ولبنان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

دبت الروح مجددا في محركات عملية تشكيل الحكومة باعتبار ان الاسراع في ذلك هو اولوية الاولويات في ظل اوضاع ضاغطة على المستويين الداخلي والخارجي. فاتحة اللقاءات الرئيس المكلف بعد عودته من رحلته الخاصة كانت في عين التينة، الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري تشاركا على مدى ساعتين خبز وملح التأليف وقاربا بهارات الخلافات الحارة جدا بين بعض الاحزاب. الحريري كشف من عين التينة عن لقاءات اخرى على اجندته خلال الايام الثلاثة المقبلة في سبيل التسريع واذ لفت ان المشكلة القائمة قابلة للحل رغم ان العقد على حالها، اعلن النظر بايجابية الى قرار الافرقاء تخفيف وطأة السجال بين بعضهم البعض والتي تمثلت بطلب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر من قيادات الطرفين ومناصريهم وقف التراشق الحاصل. وعلى نية "اوعى خيك" تحرك رأس الكنيسة المارونية ممهدا للقاء مرتقب الخميس المقبل في الديمان بين عرابي تفاهم معراب ملحم رياشي وابراهيم كنعان، بزيارة قام بها من بعبدا ومن هناك اعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي ان الثنائيات غير مستحبة والا اقصاء او تفردا كاشفا عن عدم وجود موعد للقاء يجمع بين سمير جعجع وجبران باسيل بل عمل بشكل يومي للوصول الى الوحدتين المسيحية والداخلية. واقع اشتباك القواتي العوني خمد راهنا فيما تم شحن السجالات الى العالم الافتراضي بين التيار والاشتراكي واستخدمت فيه مختلف الاسلحة التويترية من البوارج التركية الى النزوح السوري وعجز الموازنة مرورا بالطاقة وصندوق المهجرين ونعيق الضفاضع وصولا الى العهد المتناقص رصيده وهكذا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

محركات الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة تعمل باقصى طاقتها لتامين ولادة طبيعية للحكومة العتيدة وفي اسرع وقت ممكن، إذ شكلت عين التينة محطة بارزة عقد خلالها اجتماع مطول بين الرئيس الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري استغرق ساعتين.

مصادر شاركت في الاجتماع ابلغت تلفزيون المستقبل ان الاجتماع كان جيدا ويعول عليه في اعطاء دفع سياسي لجهود الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة. واشارت الى وجود توافق في وجهات النظر حيال المواضيع الاساسية سواء بالنسبة للاسراع في تشكيل الحكومة، او التحديات الاقتصادية والاستحقاقات المقبلة مثل مؤتمر سيدر وسواه.

المصادر نفسها كشفت للمستقبل ان رئيس المجلس سيدعو اوائل الاسبوع المقبل الى جلسة لانتخاب اللجان النيابية بهدف تحريك عجلة التشريع وحث الجهات السياسية للتوافق على تشكيل الحكومة. ووفق المصادر فان الرئيس الحريري سيجري في الساعات الثماني والاربعين المقبلة جولة مشاورات جديدة تشمل عددا من القيادات المعنية بالوضع الحكومي هدفها تدوير الزوايا وصولا الى صيغة حكومة ائتلاف وطني قادرة على مقاربة الملفات الاساسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية.

الرئيس الحريري قال في تصريحاته: انه والرئيس بري على نفس الموجة. وردا على سوال اكد ان صلاحيات رئيس مجلس الوزراء منصوص عليها في الدستور وغير مسموح المس بها. واشار الى ان وقف السجالات يساهم في تسريع تشكيل الحكومة.

وفي محاولة سحب فتيل السجالات لا سيما بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر برز اجتماع رئيس الجمهورية ميشال عون الى البطريك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في القصر الجمهوري.اجتماع سبقه تعميمان صادران عن طرفي تفاهم معراب، يدعوان وزراءهما ونوابهما ومناصريهما لضبط النفس وعدم الدخول في السجالات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

قبل الحكومة والتشكيل والحصص والأحجام والنسب والتوازن والثلث المعطل... وقبل اجتماعات ما بعد الإجازات والمشاورات في الوقت الضائع...

قبل كل ذلك، إفتحوا الطريق أمام سيارة الإسعاف، واسحبوا العسكري المرافق من أن يكون حاملا لكيس سيدة من علية القوم...

اليوم فيديو فضيحة وأمس فيديو ذل... وبين الفيديوهين لا قيمة لحكومة ولا جدوى من بلد إذا كان موكب سياسي يتقدم على سيارة إسعاف قد يكون من فيها بين الحياة والموت بمسافة ثوان معدودة...

وأمس فيديو ذل حيث يتقدم عسكري حاملا كيسا لسيدة ويفتح لها باب أحد المحال في وسط بيروت...

من أعطى الإذن لمرافق ليقفل الطريق على الناس وعلى سيارة إسعاف بالتحديد، لكي يمر وزير أو أكثر أو اقل؟ هل يتحمل هذا المسؤول ان يموت من يكون في سيارة الإسعاف لأنه تأخر لثوان على تصريف الأعمال؟

متى ينتهي التمادي في إذلال العسكريين بأن يكونوا مرافقي الست في أن يحملوا لها كيسا او ان يرافقونها إلى صالون التجميل أو إلى النادي الرياضي...

هؤلاء لم تلدهم أمهاتهن ليكونوا مرافقين للست، لو كانوا يريدون هذه المهنة لما انتسبوا الى السلك وخضعوا لدورات وتخصصوا ليحملوا كيس الست...

قد لا تنفع المناشدة هنا لأن من سنناشدهم لديهم مرافقون لزوجاتهم ولأبنائهم، فهل سيتم وضع حد لهذا العار؟

المكلف اللبناني هو الذي يدفع راتب هذا العسكري، ومن حقه ان يعترض على تكليف هذا العسكري بغير المهام التي من أجلها دخل السلك، أما إذا أرادت الست مرافقا أو حاملا لكيسها فلتوظف مرافقا "من كيسها" لا من كيس المكلف اللبناني... هل من يسمع؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

وكأن معطلي تشكيل الحكومة، ومعها حياة الناس، يتوزعون الأدوار... أو كأن المايسترو الذي يوزع الأدوار، يحسن إدارة الجوقة.

اليوم، دعوة إلى التهدئة. وأمس، تصعيد بلغ حد التلميح إلى وجوب استقالة الرئيس.

هذا بالنسبة إلى طرف.

أما عند طرف آخر، فاليوم موعد لتصعيد جديد. تغريدة ليلية من هنا، وأخرى صباحية من هناك، ومعها سلسلة بيانات كتبها أحدهم في الليل، ونشرها آخرون في النهار. أما المشترك بين الإثنين، فرمي فشل السنوات الأربع والثلاثين الماضية التي أمضوها في السلطة، أي منذ عام 1984 تحديدا، في وجه رئيس، لم تمض على وجوده في رأس الدولة سنتان.

وإذا كان الطرف الأول قوبل بعدم الرد منذ اليوم الأول، وهو قرار ذكر فيه الوزير جبران باسيل ، قبل أن يلتحق به الآخرون اليوم، فالتسلية التويترية للفريق الثاني يبدو أنها لم تعد تمر مرور الكرام: لا عند الطرف المستهدف، ولا عند شعب صار بأكمله في مرمى التغريد.

هذا على مستوى الشكل. أما في المضمون، فلقاءات مرتقبة في الأيام المقبلة، أولها اليوم زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتعويل متجدد على تهدئة النفوس، والتواضع في المطالب، للتسريع في التشكيل.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

وإن كانت الحركة بلا بركة وجاءت لتكمل مشهد المراوحة فإنها مستحبة وسبحان الله فالوقت كفيل أن يهدئ النفوس ويغيرها إذا أوقفنا السجالات الإعلامية هو دعاء استسقاء السكوت أطلقه الرئيس المكلف سعد الحريري من عين التينة حيث قال إنه والرئيس بري على الموجة نفسها في موضوع تأليف الحكومة ولا يجب تفويت الفرصة الذهبية المعلقة على المؤتمرات الدوليةالحريري لم يضفْ جديدا حين قال إن العقد لا تزال كما هي وإن الحصص هي المشكلة الأساس وطالب جميع الأطراف بالترفع عن الخلافات وبالتضحية لمصلحة الاقتصاد من دون أن يقدم على المبادرة ويخطو الخطوة الأولى على طريق ألف ميل التأليف. دعاء وقف السجالات لم يتخط منبر عين التينة والسجالات باتت كقصة مزراب العين ما إن هدأت بين التيار والقوات حتى اشتعلت بين الاشتراكي والتيار. مساعي الأيام القليلة الماضية التي كان رئيس الجمهورية عرابها ذهبت اليوم أدراج الرياح، وفي معلومات الجديد فإن رئيس التيار جبران باسيل قبيل سفره إلى روسيا لمشاهدة مبارة الديك والبلجيك أوعز إلى كنعان الاتصال بالرياشي لكن لا ابراهيم اتصل ولا رن هاتف ملحم بعدها أصدرت القوات تعميما طلبت بموجبه الى وزرائها ونوابها الحاليين والسابقين والمسؤولين على المستويات كافة عدم الرد على أي تهجم على القوات. وفي لحظة تغريد انتقلت الدفة وتساءل رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط لماذا لا يأتي فريق السلطة على ذكر القانون رقم عشرة الذي يضع شروطا تعجيزية لعودة اللاجئين السوريين، فتكتفي السلطة برسالة وزير الخارجية السورية (وليد المعلم)، وما أدرانا بأدواره السابقة قبيل اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. أين الخطوات الإصلاحية الجادة لتخفيف العجز والحفاظ على النقد بدلا من التبشير بالانهيار؟"

وبكامل طاقته المقطوعة رد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل قائلا إن هناك خطوتين إصلاحيتين سوف تساهمان في خفض العجز ما زال يرفضهما وليد جنبلاط عودة النازحين السوريين الذين قوضوا الاقتصاد الوطني وإقفال صندوق المهجرين الذي فاقت تكلفته ثلاثة آلاف مليار ليرة لبنانية من دون تحقيق العودة المطلوبة.

العين كانت على عين التينة لكن الآذان الصاغية رصدت في بعبدا حيث رمى البطريرك الراعي الحرم الكنسي على الثنائية وبضربة رام برمية مباشرة صوب على طرفي الخصام وقال إننا لا نحب الثنائيات لأنه بالتنوع فقط يمكننا بناء الوحدة . ولكن كف الراعي للثنائية المنشطرة بدا أنه بحاجة الى صفعة أكبر تهدم الهيكل ليس فوق رؤوس المتخاصمين وحسْب بل فوق رؤوس السياسيين الذين تعرقل مواكبهم سيارات الإسعاف وفوق رؤؤس من يسخر رجل الأمن لخدمة الست في مشهد ذل ما بعده إذلال.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 10 تموز 2018

النهار

نصَّ مشروع الموازنة الأخير على إعادة النظر في 84 مؤسّسة عامة إلغاء ودمجاً وتفعيلاً، لكن أحداً لم يتحدّث في ‏الملف بعد إقرار الموازنة.

دخل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على خط الوساطة المسيحيّة رغم تخوّفه من حرق ‏الأصابع في ظلّ تعاظم الخلاف.

يقول نائب عائد إلى البرلمان إن ثمّة فتاوى قانونيّة لسحب التكليف الحكومي إذا طال الأمر.

البناء

خفايا

تمنّى سياسي بارز أن تحمل الأيام المقبلة مفاجآت سارّة للبنانيين، وقال أمام زوّاره خلال عطلة نهاية الأسبوع إنه أبلغ ‏هذا التمنّي إلى أكثر من مسؤول طالباً منهم التخفيف قدر الإمكان من المواقف السياسية الحادّة والصدامية، والعمل جدّياً ‏على تسريع تشكيل الحكومة الجديدة، حتى لو اضطرهم الأمر لتقديم بعض التنازلات، وذلك من أجل تعزيز المناخ ‏الإيجابي الذي يرافق موسم الاصطياف الواعد، وهو ما يحتاجه فعلاً لبنان واللبنانيون في هذا الزمن الاقتصادي ‏الصعب...

كواليس

قالت مصادر متخصصة بمتابعة الإعلام الإسرائيلي إن تعليمات صارمة صدرت للصحف والقنوات التلفزيونية ‏والمواقع الإلكترونية من المراجع الأمنية والعسكرية، بعدم تناول موضوع العودة لاتفاق فك الاشتباك المعمول به منذ ‏العام 1974 على حدود الجولان وعدم الخوض في تحليلات تتصل بالتجاهل السوري للعرض الإسرائيلي الذي أطلقه ‏رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بهذا الخصوص.

الجمهورية

قال حزب بارز إن الجو الإيجابي لتأليف الحكومة كان مُصطنعاً والمسؤولون سافروا لأنهم كانوا يعلمون أن لا حكومة ‏قريبة في الأفق.

تُردِّد أوساط حزبية بارزة عندما تُسأل عن خلاف رئيس تيار ورئيس حزب فتقول:"لم يسألنا قبل الإتفاق والآن لا ‏نتدخّل".

تدخّل مرجع كبير في خلاف إستفحل أخيراً بين نائب حالي ونائب سابق ينتميان إلى الفريق السياسي نفسه.

اللواء

بعيداً عن الأنظار، بدأت مؤسسات مصرفية ومالية الاستغناء عن عدد من الموظفين، وأخذ الحيطة من الخروج إلى ‏الإعلام!

يحمّل تكتل نافذ في الشوف أحد نوابه الذين أعيد انتخابهم مسؤولية رسوب أحد النواب، الذين كان يرغب في إنجاحهم.

أعطى رئيس تيّار موالٍ تعليماته بعدم الرد على حليف افتراضي سابق قبل عودته إلى بيروت.

المستقبل

يقال إنّ تشكيل الحكومة العتيدة يواجه مخاضاً تجاذبياً لأن القوى السياسية تتعامل معها بوصفها حكومة "ثلاثية ‏الأبعاد" ستواكب ثلاثة استحقاقات رئاسية ونيابية وبلدية.:

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الرئيس سليمان يقاضي الأخبار والأمين وخليل بجرم القدح والذم ونشر الأخبار الكاذبة

وكالات/الثلاثاء 10 تموز 2018 /صدر عن المحامي مارك حبقة بوكالته عن الرئيس العماد ميشال سليمان البيان الآتي: "بتاريخ 5 تموز 2018 أصدرت محكمة المطبوعات في بيروت برئاسة القاضي رفول بستاني، وعضوية المستشارتين هبة عبدالله وناديا جدايل، أحكامها بعدد من الدعاوى، ودانت جريدة "الأخبار" وإبراهيم الأمين وأمال خليل، في الدعوى المقامة ضدهم من الرئيس ميشال سليمان بجرم القدح والذم ونشر أخبار كاذبة، وقضت بتغريم كل منهم مبلغ مليوني ليرة لبنانية، وألزمتهم بالتكافل والتضامن دفع عشرة ملايين ليرة لبنانية كعطل وضرر للجهة المدعية. هذا وكان ورد في جريدة الأخبار الورقية وعلى موقعها الالكتروني بتاريخ 17 اذار 2016 مقال تحت عنوان "المستشار الأمني الرئاسي: سارق سيارات ووجاهات" بقلم الصحافية امال خليل، تناول الرئيس ميشال سليمان بشكل مغلوط وفيه الكثير من الافتراء والإهانة والتعرض لشخصه، وهي ليست المرة الأولى، محاولين مرة جديدة النيل من سمعته وكرامته عبر محاولةالزج باسمه وصورته الشخصية من خلال المقال المذكور آنفا".

 

قواسم مشتركة بين تفاهمي معراب ومار مخايل وتعارض استراتيجي

المركزية/الثلاثاء 10 تموز 2018 /لم تقتصر تداعيات نشر وثيقة "تفاهم معراب" بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بهدف وضع النقاط على الحروف، كما تؤكد اوساط معراب، على الحزبين لناحية اظهار من يخل بالاتفاق وفضح الجهة التي خرجت عن تعهدها فحسب، بل اصابت شظاياها الحزبين معا من خلال ما تكشفت عنه النصوص من مضامين شكلت مادة دسمة لسائر القوى المسيحية لاستثمارها وفتح نيران الاتهام باحتكار التمثيل المسيحي واقصاء وعزل الاخرين.

وبعد الانتقادات التي وجهت من اكثر من طرف "للثنائي الشيعي" على خلفية اختزاله الطائفة الشيعية بحزب الله وحركة امل وقمع اي صوت اخر في شارعه وكمّ افواه كل من يخالف توجهاته السياسية، يتعرض تفاهم معراب الى الحملة ذاتها في الشارع المسيحي، وحتى على المستوى الوطني، باعتبار "انه اتفاق حصصي يقوم على المناصفة في الحصة المسيحية في الحكومة والادارة. فالتيار والقوات يمثلان ما يزيد على 80% من الشارع المسيحي بمعزل عن القوى المسيحية السياسية الاخرى، وهذا ما عكسته السجالات القائمة بين قيادتي الحزبين. في هذا المجال، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" ان تفاهم معراب قام على مسلمات ثلاث: المصالحة المسيحية التي تحققت ورحبت بها المرجعيات الوطنية والروحية وتحديدا بكركي التي ستعمل على تحصينها وتعويمها، دعم ترشيح العماد ميشال عون وفي حال وصوله دعم العهد، الشراكة السياسية في الحكومة وفي الادارة. وتضيف: ان ما ايدته القوى السياسية والوطنية في الاتفاقين هو شق المصالحة لمنع اقتتال الاخوة في الطائفة ووضع حد للمواجهات سواء في الشارع المسيحي اوالشيعي. وقد كان لهذا الشق بالذات اثر بالغ الايجابية على المستوى الوطني عموما والمسيحي خصوصا، وفي الداخل كما في الخارج الذي لم يتوان عن الترحيب بطي صفحة النزاع المسيحي المزمن، وقد بذلت بكركي حهودا كثيرة في اتجاه وضع حد له ولعب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي منذ وصوله دورا لتحقيق المصالحة من خلال مبادرات جمعت القادة الموارنة لتكريس المصالحة في الشارع المسيحي ووقف المواجهات وارساء هدنة سياسية اعلامية. وستعيد الكرّة راهنا لترميم التفاهم في شق المصالحة ومنع عودة الامور الى ما كانت عليه قبل التفاهم. وكما على الساحة المسيحية كذلك اسلاميا، فاتفاق امل -حزب الله اوقف الاقتتال داخل الشارع الشيعي ليحل محله جو من التعاون والتنسيق والعمل المشترك في الحكومة والادارة. من هذا المنطلق، تعتبر المصادر، ان الرفض السياسي للاتفاقين مرده انهما يختزلان صوت الاخر ويكرسان احاديات في الطوائف. ففي المقلب المسيحي، ثمة اصوات تعتبر ان التفاهم يرفض الاعتراف بأحزاب كالكتائب والمرده والاحرار والكتلة الوطنية والقوى المستقلة وفاعليات وشخصيات مسيحية سياسية كانت من ضمن 14 اذار تأطرت في تجمعات سياسية، ما يحوّل الحكم الى كونفديرالية طوائف. وفي معرض تعليقها على مضمون اتفاق معراب، تسأل اوساط كتائبية كيف يمكن لحزبين يختلفان في النظرة الاستراتيجية ان يتفقا سياسيا، فالتيار وقع مع حزب الله على ورقة تفاهم مار مخايل التي تدعم تبني خيارالحزب في المقاومة تشريع السلاح خارج حصريته بيد الدولة. اما في البند الرابع من الاتفاق "بناء الدولة"، فيكشف الوزير جبران باسيل ان هناك خلافا بين التيار والحزب الذي لم ينفذه، كما لم يلتزم بالبنود المتعلقة بالمسألة الامنية. ورغم الخلاف لا يزال الحزبان يتمسكان بالاتفاق ويرفضان اعتباره لاغيا. وتبعا لذلك، ترى اوساط الكتائب، انه لم يكن ممكنا الالتزام الكامل بتفاهم معراب لتعارضه استراتيجيا مع اتفاق مار مخايل، وهذا ما سبق لمعارضيه ان اشاروا اليه عند توقيعه، لافتين الى انه تفاهم مصلحي قائم على "باطل" وليس وطنيا بدليل انه خال من اي موقف قواتي من بناء الدولة واعتراضها ورفضها اي سلاح خارج الشرعية تحت اي عنوان.

 

بعد خطفهم... تحرير 11 سورياً في مجدل عنجر!

لبنان الجديد/10 تموز/18/ تمكنت استخبارات الجيش من تحرير 11 سورياً في بلدة مجدل عنجر، كانت مجموعة قد خطفتهم لقاء فدية مالية للافراج عنهم، بعدما كانوا متوجهين إلى سوريا عبر طريق التهريب، فتم احتجازهم في غرفة لحين دفع الفدية. وأوقفت المجموعة المؤلّفة من كل من اللبناني علي ع. ح. يُعاونه أحمد ع. ش.، محمد ع. ا. وحسن خ. ق، وهم من الجنسية السورية. وتم تحرير السوريين الـ 11 ، الذين دفعوا مبلغ 100 الف ليرة ليسلكوا طريق التهريب من لبنان إلى سوريا، وتم تسليمهم بعد تحريرهم إلى أمن عام المصنع، فيما نقل أفراد العصابة الخاطفة إلى ثكنة ابلح لاستكمال التحقيقات معهم.

 

نديم الجميل: الحكومة "مطولة" بسبب تقاسم الجبنة وحكومة من دون الاشتراكي والقوات لن تنال دعما دوليا

المركزية/10 تموز/18»/أشار عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميّل الى ان الحكومة "مطوّلة" لاسباب عديدة، معتبرا ان "ما نراه اليوم تقسيم الحصص والجبنة على الجميع في حين لا احد يعمل لتكبير هذه الجبنة وتحسينها. ونبه الجميل، في حديث إذاعي إلى "ملفات كبيرة يواجهها لبنان ولكن الطريقة التي يتجه إليها البلد  تدل الى انه سيكون من الصعب جدا على حكومة الحصص ان تعالج هذه الملفات". واعلن ان "الحكومة من دون الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية لن تنال اي دعم دولي مؤكدا وجود ضغط دولي لتشكيل الحكومة وضغط آخر داخلي، وعلى رغم كل ذلك، لا احد يتطلع إلى حكم ذي رؤية وحلول للخروج من الازمات"، لافتا إلى ان "اهم الملفات التي يعاني منها لبنان وتحتاج إلى معالجة مستعجلة هي تلك الاقتصادية والمالية والاجتماعية، لكن هذا الامر غائب كليا عن اهتمام الرؤساء". وأسف الجميل لاكتشاف ان السياسة السكنية كانت مرتكزة إلى شخص واحد ولم تكن حقيقية بل مرتكزة إلى هدف مالي".

وختم: "عندما كان القطاع المصرفي في خطر قاموا بكل ما يلزم لتحصيل ارباح تتخطى الـ 5 مليار دولار في حين عندما يحتاج الشعب للقروض الاسكانية فإن الاهتمام ينصب على كيفية تحصيل الاموال، وعلى الحكومة ان تضع يدها على هذا الملف وترسم سياسة اسكانية واضحة، واذا حلت هذه المشكلة بتحمل الدولة اللبنانية 100 مليار ليرة لبنانية لفرق الفوائد تكون افضل طريقة لحل هذه المشكلة واعطاء القروض ضمن حدّ حقيقي".

 

دوائر القرار الغربي تستغرب المماطلة في التشكيل رغم التحديات وتنفيذ اصلاحات "سادر" ضرورة والوقت الضائع ليس لمصلحة لبنان

المركزية/10 تموز/18»/فيما الخلافات السياسية الداخلية في ذروتها وكبار المسؤولين في الدولة في اجازاتهم الخاصة في الخارج وعملية تشكيل الحكومة في الثلاجة تنتظر مبادرة انقاذية من مكان ما او عصا سحرية تخرجها من مربع العقم العالقة فيه منذ 24 ايار الفائت، ينظر الغرب الى ما يدور على المسرح السياسي اللبناني  من "مسرحيات" يصفها بعض الدبلوماسيين بـ"الهزلية" الا انها في الواقع " دراماتيكية مبكية"، كما يؤكد مصدر دبلوماسي لـ"المركزية" من دون ان يتوانى عن القول ان استمرار الامور على ما هي عليه ستقود لبنان الى الانهيار. ويستغرب المصدر المشار اليه كيفية التعاطي بملف التشكيل، وكأن لا مرجعية محددة له ولا رئيس مكلفا بالمهمة دستوريا، بحيث باتت العملية موزعة على كل القوى السياسية التي تعتبر نفسها في موقع المسؤولية والاشراف وفرض الشروط للتشكيل والا فلا حكومة. ويقول: في دول العالم المتحضرة لا معايير في تأليف الحكومات سوى المنصوص عليها دستوريا والتي يحددها الرئيس المكلف، فلا احجام سياسية ولا افرازات انتخابية ومجمل الموضوع يتوقف على اختيار الاشخاص الأكفاء واصحاب الخبرة القادرين على ادارة الوزارات بالطريقة الافعل والاكثر انتاجية في حين ان في لبنان يسعى بعض القوى السياسية الى استنساخ المجلس النيابي حكوميا لانتاج "ميني برلمان" على قاعدة حسابية بعيدة من الهدف الفعلي للحكومات في المنطق المؤسساتي. ويعقّب المصدر: والاكثر استغرابا في هذا المجال ان المسؤولين الممسكين بزمام الامور هم انفسهم الاكثر ادراكا لمدى الخطر المحدق ببلادهم اذا لم يبادروا الى الاتفاق على تشكيل الحكومة سريعا، لكنهم يتعاطون مع الملف وفق سياسة النعامة، فيطمرون رؤوسهم في الرمال من جهة ويشنون من جهة ثانية حروبا سجالية على بعضهم البعض تنحدر في بعض الاحيان الى درك غير مقبول في قاموس التعاطي السياسي المفترض الا ينحدر الى مستوى معين في ادبيات التخاطب.

كل ذلك، يضيف المصدر، لا ينعكس سلبا على ملف التشكيل فحسب، بل تصيب سهامه مباشرة الوضع اللبناني برمته لا سيما ما يتصل منه بالمساعدات الدولية وبرامج الدعم، ذلك ان الدول الصديقة للبنان التي بذلت وتبذل جهودا جبارة من اجل مساعدته، واعادته الى دوره الطليعي كنموذج في المنطقة، لن تبقى مكتوفة الايدي ازاء ما يجري ولن تستمر في الدعم اذا لم تتشكل الحكومة، مذكرا في هذا المجال بالاصلاحات الهيكيلية في الادارة المطلوب من لبنان تنفيذها في موازاة وقف شلالات الهدر والفساد، في مقابل تنفيذ مقررات مؤتمر "سادر" الذي يقدم ما يناهز 12 مليار دولار عبر مشاريع واستثمارات من بينها وضع حلول جذرية لملفات الكهرباء حيث تقدمت شركات اجنبية بمشاريع لانتاج الكهرباء وانهاء الازمة خلال عشرة اشهر كحد اقصى، بيد ان كل ذلك رهن تأليف الحكومة وتنفيذ الاصلاحات. واذ اسف للوقت الضائع الذي يهدر على مذبح الصفقات، اوضح ان مؤتمر "سادر" ليس "باريس 1 ولا 2 ولا 3" فزمن الفرص الضائعة ولّى، وعلى اللبنانيين ان يعوا ان تشكيل الحكومة ضرورة قصوى وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة دوليا حاجة ملحّة قبل فوات الاوان.

 

معركة رئاسة الجمهورية فُتحت: المرشحون ومعطياتهم

منير الربيع/المدن/الأربعاء 11/07/2018

ليس ما تشهده الساحة المسيحية صراعاً عادياً. وهو ليس وجهاً من أوجه الاختلاف على الحصص والأحجام. ما يمر به الأفرقاء المسيحيون والزعماء الموارنة تحديداً، هو حلقة جديدة من حلقات الصراع على الزعامة. ليست استعادة حزب الكتائب وجوهاً قيادية فيه كانت قد توارت عن الانظار في الفترة الماضية، منفصلة عن هذه التحولات، واحتياجات المرحلة. تاريخياً، كان الزعماء المسيحيون يفتحون الحروب ويعززون الجبهات السياسية ضد خصومهم أو شركائهم في الوطن، لتعزيز وضعياتهم الداخلية. وحين تغيب عوامل الطرف الطائفي الآخر يلجؤون إلى التناحر في ما بينهم. المقولة التاريخية الثابتة في لبنان، هي أن كل مولود ماروني ينمو وينمو فيه حلم رئاسة الجمهورية. في السنوات القليلة الماضية، تعزز توارد الحلم والفكرة وتطورا، فأصبح كل مولود ماروني يحلم بأن يدخل المدرسة الحربية، يصعد سلّم الترقيات ليصبح قائداً للجيش وبعدها يكون مؤهلاً أو صاحب حظ للوصول إلى سدّة الرئاسة الأولى. إنها متلازمة الموارنة مع الرئاسة. وفي سبيلها لا موانع أمام النوازع. ما تشهده الساحة المسيحية اليوم من خلافات متجذّرة بين الأفرقاء، تتخطى الحصص والتفاهمات والتوافقات. هنا، لا مجال للترف، ولا للتساوي. براغماتية مغلّفة بخطابات شعبوية وسقوف مرتفعة، لأن الضرورات تبيح المحظورات. طرف يستند إلى السلطة وتعزيز العهد ويبني نفسه بمنظومة سياسية وخدماتية. وآخر يطرح تغييراً بنوياً في البنية الإدارية والسياسية في الدولة، يسير بهدوء لتعزيز حضوره. وثالث لجأ إلى صيغة المجتمع المدني في مواجهة الطبقة السياسية والوقوف في صفوف المعارضة، والارتكاز على مواجهة مشكلات اجتماعية وبيئية. أما الطرف الرابع، فلا يزال ثابتاً عند زاويته السياسية. يلتقي الطرفان الثالث والرابع على رفض اتفاق ثنائي جمع الطرفين الأولين، ويصفانه بأنه محاولة اختزال المسيحيين وإلغائهم.

في أي حال، هذا التفاهم سقط. الزعامة أكبر من أن يحصرها مثله. القصّة أصبحت في مكان آخر، لذلك فإن كل الاستحقاقات مؤجلة. لا الوضع الاقتصادي، ولا ملف اللاجئين، ولا الأوضاع المعيشية ولا غيرها، تحتل سلّم الأولويات. مبحثها ينطلق من تكريس الزعامة وتعزيزها. وهذه المعركة فتحت بعد الانتخابات النيابية، وفي ضوء النتائج التي أفرزتها. إنها معركة رئاسة الجمهورية التي فتحت باكراً، وهي بدأت داخل قوى الثامن من آذار، بين جبران باسيل وسليمان فرنجية. يعتبر فرنجية أنه وريث العهد الطبيعي، بناء على معطيات إقليمية، وبناء على عهد أو وعد قطعه له حزب الله، بالإضافة إلى علاقته الجيدة بالنظام السوري، الذي تجري عملية إعادة تعويمه وتسييده على سوريا، وبعدها على لبنان. هذه الظروف ستخدم فرنجية وتعبّد طريقه. لذلك، يبدو الأكثر هدوءاً حالياً. أما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فكان أول من فتح هذه المعركة، يستند فيها على منطق الرئيس القوي، والزعيم المسيحي صاحب الكتلة النيابية الأكبر، وطالما عرف إيصال الرئيس القوي إلى سدة الرئاسة الأولى، فهو الأحق في ذلك، نظراً لحجمه. يعزز حظوظه وظروفه بالاستناد إلى قوة العهد، وإلى كم هائل من المقترحات والمشاريع، ومن بوابة الإدارات والمؤسسات، التي حقق فيها غزواً لا مثيل له، بحيث يتهمه المسيحيون الآخرون بأنه احتكر التمثيل المسيحي في المؤسسات والإدارات في التعيينات التي حصلت، وهو استند على مبدأ غزو الإدارة بعنصر الشباب، في رؤية بعيدة المدى، تبقي سيطرته وتأثيراته فيها لسنوات مديدة. في المقابل، يفتح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع معركتين. الأولى سياسية بعناوينها وتشعباتها وتقاطعاتها الإقليمية، وثانية محلية، سياسية وإدارية عنوانها مكافحة الفساد وتصويب عمل المؤسسات، بالإضافة إلى تعزيز حضور القوات في الساحة المسيحية، وخصوصاً في عنصر الشباب، بعد أخطاء كثيرة ارتكبها التيار الوطني الحر في ذهابه باتجاه رجال الأعمال. رهان جعجع الخارجي ينطلق من امكانية حصول تحولات معينة، يستند عليها فتقلّه إلى بعبدا، بحيث يكون حلّاً وسط لتقاطعات معينة، ويستند إلى معركة داخل الشارع المسيحي، على الصعيد الشبابي. وهو ما أظهرته الانتخابات. يعمل جعجع بهدوء لتكريس زعامة القوات، التي تبدو متحققة بالنسبة إليه في الاستحقاق الانتخابي المقبل. وتصل إليه مواقف إيجابية حتى من أعتى خصومه، كالثابت على مواقفه، وغير المتلوّن أو المتغير تحت أي ظرف من الظروف. بالتالي، فإن أي تفاهم معه قابل للاستمرار لا النقض أو التقلب. لكن هذه تحتاج إلى تفاهمات أو تسويات سياسية، لتسهّل له ما يريد تحقيقه. وهذا يوجب تقارباً، أو على الأقل نوعاً من الحوار مع حزب الله. الدور هنا سيكون للرئيس نبيه بري، الذي يقول بجعجع في أوساطه كثيراً من الكلام الإيجابي.

 

القرصنة والاتصالات: مقتضيات الصفقة تلملم الفضيحة

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 10/07/2018

منذ أيام يضج لبنان بفضيحة الكترونية جديدة. لم تعد تفاصيل القضايا في لبنان ذات أهمية. في هذه التفاصيل، تكمن شياطين كثيرة. أصبح في الامكان الاستناد إلى عناوين معّينة، لقراءة المضمون. لا تتفجر فضيحة ولا تظهر إلى العلن إلا بعد خلاف بين القوى السياسية. من ملف البواخر التركية والكهرباء، إلى ملف اللاجئين السوريين، وملفات الاتصالات الكثيرة. الفضيحة الالكترونية الأخيرة، التي تشير المعلومات إلى أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أوقف فيها عدداً من الأشخاص بتهمة قرصة مواقع وحسابات لشركات كبرى ومصارف، ليست وليدة لحظتها. هي نتاج صراع على أوجيرو وفيها، وعلى وزارة الاتصالات وما حولها، وما يمكن أن يتحول في شركات الاتصالات في لبنان. لا يمكن الدخول إلى ملفات القرصنة والاحتيال الالكتروني، بدون الرجوع إلى اللحظة الأولى. لحظة التسوية الرئاسية، ومضامينها التي التقت على عنوان واحد وهو وجوب إقالة عبد المنعم يوسف من منصبه. اتهامات كثيرة وجهت إلى يوسف بدون أدنى دليل. أثبت القضاء فيما بعد براءة الرجل ومنع المحاكمة عنه، ليتبين أن عملية إقصاء يوسف كانت نتاج مؤامرة بعد محاولات عديدة لتطويعه ودفعه إلى السير في مشروع لم يوافق عليه. بعض الذين هاجموا يوسف في فترة ما قبل التسوية عادوا وندموا لما فعلوه نتيجة ما حصل في قطاع الاتصالات في لبنان. قضية الفبركات التي حصلت من قبل مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية، التي طاولت الممثل زياد عيتاني، لم تكن بريئة أو منفصلة. عيتاني كان تفصيلاً، وسط حجم الفبكرات والقرصنات التي تعرّض لها كثيرون من المواقع وحساباتمؤسسات رسمية ووزارات وشركات كبرى، بغية الابتزاز.

القصة أبعد من ذلك، تعود إلى فترة فضيحة الإنترنت غير الشرعي وغوغل كاش، وفيها أيضاً اتهم عبد المنعم يوسف بأنه أحد أبرز الضالعين بهذا المجال الخارج عن القانون، ليتبين بعد أن مواجهة يوسف انطلقت من معارضته المشاركة في هذه الشبكات غير الشرعية، والتي تطورت بها مؤسسات أمنية وعسكرية. رفض يوسف الإنخراط فيها، فأجمعت التقارير السياسية والأمنية على إقالته. في تلك الفترة، ذهبت مؤسسات رسمية عديدة إلى الاشتراك بهذه الخدمات غير الشرعية، فيما يوسف حجب ذلك عن مؤسساته ومن هو محسوب عليهم سياسياً في تلك الفترة، إذ نصح بعدم اشتراك السراي الحكومي حينها بهذه الشبكات.

كلها حلقات من سلسلة طويلة، راحت تتكشف فيما بعد، وفي محاولات خصخصة القطاع، أو نقله من مؤسسة إلى أخرى. وتشير بعض المعلومات إلى أن ما يجري في وزارة الاتصالات والقطاع ككل، هو عبارة عن اتفاقات على عقد صفقات بين طرفين سياسيين بارزين، لأجل الاستحواذ على القطاع. وهذا يتم من خلال الضغط على أوجيرو وتطويعها، بالإضافة إلى الضغط وعمليات التطويق التي تحصل لمسؤولين وأصحاب شركتي الاتصالات الخلوية. الضالعون في هذه العمليات هم من المحسوبين على التسوية الرئاسية.

بعد إقالة المقدم سوزان الحاج من منصبها رئيسة لمكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، لجأت الحاج إلى التعامل مع مقرصنين، لاختراق مواقع وحسابات لمؤسسات رسمية ووزارات وشركات كبرى، كانت تريد الايحاء بأن الأمن الإلكتروني في البلد اهتز بعد كف يدها عن هذا "الصرح". واليوم، من يريد القضاء على أوجيرو والاستحواذ على قطاع الاتصالات الرسمي والخاص، الثابت والخلوي، ربما يلجأ إلى إعداد كثير من التقارير حول حجم الاخترقات، وضعف الخدمات، بهدف التصويب على الشركات، ليس من باب مكافحة الفساد، بل إمعاناً في الفساد، لتبرير تغيير الإدارات والهيكليات في المؤسسات. وهذا يشير إلى الفضيحة الالكترونية التي تستمر الأجهزة الأمنية التدقيق بها وبتفاصيلها، إذ ألقي القبض على عدد من الأشخاص المتهمين بالقرصنة. لكن حتى الآن لم يتبين السبب الحقيق لخلفية هذه القرصنة، سوى أن يكون هناك نوايا نفعية لبعض الجهات. بمعنى أن لا نية جرمية لهذه الاختراقات، ولا خلفية أمنية أو سياسية عدائية لها. المسألة تتعلق بالمصلحة المالية فحسب. وتؤكد المصادر أنه لولا وجود الخلافات بين بعض القوى المتوافقة والمتنازعة في آن على إدارة القطاع وكيفية تسيير تلك الإدارة، لما تحققت الثغرات الأمنية التي سمحت للأجهزة الإيقاع بالمقرصنين وتوقيفهم. كيفية معالجة الموضوع في مرحلة لاحقة، تبرز أن القضية تذهب في اتجاه التسوية السياسية، بحيث أطلق سراح أحد الموقوفين وهو قريب ونسيب لشخصية نافذة. وهذا أرفق ببيان لوزير العدل سليم جريصاتي ينفي فيه كل ما حكي عن هذا الموضوع من لفلفة وضبضبة. فيما رد وزير الداخلية نهاد المشنوق معتبراً أن إطلاق سراح الموقوف حصلت بناء على تدخلات سياسية، على الرغم من إيجاد مسوغات قانونية لعدم الاستمرار بتوقيفه.

 

الوقاحة من الماء الى الكهرباء.. فالقضاء؟

علي الأمين/جنوبية/10 يوليو، 2018 

المواطن اللبناني يواجه منظومة الفساد التي باتت تسيطر على كل ما يحيط به..

كيف يمكن إذا ما اعترضت على فاتورة صاحب مولد الكهرباء في الحي الذي تقيم به أن تجد جهة رسمية محايدة تلزمه أو تلزمني بما تفترضه شروط طبيعية بين صاحب المولد والمشترك؟ لا يغيب عن بال القارىء أنّ إمكانية الاستفادة من خيار آخر مستحيلة، باعتبار أنّ أصحاب المولدات يتقاسمون الأحياء ولا خيار امام المواطن إلاّ القبول بشروط صاحب المولد للحصول على الطاقة الكهربائية أو العيش من دون كهرباء. كيف يمكن لك أن تتعامل مع بائع المياه الذي يتفرد في حيّك ببيع المياه، ويمنع أي بائع آخر من نقل المياه إليك أو لغيرك في هذا الحيّ، باعتبار أنّ أصحاب “الستيرنات” يتقاسمون أيضاً الأحياء في ما بينهم ويمنعون عنك أي خيار آخر لشراء المياه من مصدر آخر، وإذا لم يعجبك الأمر فعش إن استطعت بلا مياه. مشكلتان من مشاكل عديدة يعاني منها المواطن في الضاحية الجنوبية وفي مختلف المناطق اللبنانية، المشكلة ويا للمفارقة، أنّنا نسينا ربما حقنا الطبيعي والقانوني في الحصول على المياه من مصالح المياه التابعة للدولة، ملزمون بدفع الاشتراك لمصلحة مياه عين الدلبة مقابل حقنا في الماء، وإذا تمنعت عن دفع الرسم بسبب عدم حصولك على حقك فيكون الجواب هو منعك من الحصول على ما تيسر من مياه تصلك من شبكة مياه “المصلحة”. حال شركة كهرباء ليس أقل سوءًا، مشكلة مزمنة ومتمادية في التأزم، ستة أشهر لم تصلني أيّ فاتورة، والسبب غير معروف رسمياً، عملياً السبب هو الانتخابات النيابية، أي التحايل على المشتركين عبر إيهامهم بأنّ عدم وصول الفاتورة الشهرية هو نوع من المسايرة للمشتركين أي تأجيل عملية دفع البدل. وأكثر لقد اكتشفت قبل أشهر أنّ الجابي لا يكلف نفسه الاطلاع على مصروفات الكهرباء المسجلة على عداد الطاقة الرسمي، يكرر الفاتورة نفسها كل شهر، ولأننا لم نكن لمدة شهر في المنزل، فوجئنا بأنّ قيمة الفاتورة في هذا الشهر هي نفسها، لنكتشف اثر ذلك أنّ رقم المصروفات بالكيلوواط على الفاتورة قد تجاوز بالالاف ما هو على العداد، المسؤول في مؤسسة الكهرباء قالها بلا أيّ خجل أنّ الجابي كان يسجل على الفاتورة كل شهر بناء على ما صرفتموه في احد الأشهر… “بسيطة بتصير” لم يتفاجأ ولم يقل أنّ الجابي يجب أن يعاقب، ما اعتبره مكرمة منه لي هو أنّ المبلغ الذي سرقته الشركة مني يمكن أن يتم تقسيطه على الفواتير اللاحقة. إنّها الوقاحة وأكثر.

أن تعين لك جلسة في إحدى المحاكم بسبب دعوى مقدمة ضدك من احد المتنفذين داخل السلطة، تذهب إلى موعد الجلسة لتفاجأ بأنّه يوم اضراب للقضاة، لا مشكلة فتنتظر كي يصلك موعد الجلسة الجديد، لكن الوقاحة هو أن يصلك حكم غيابي صادر عن القاضي الذي هو من أضرب وتخلف عن حضور الجلسة، أنّه يدينك من دون أن يستمع لافادتك. الوقاحة وصلت إلى القضاء فماذا تنتظر بعد؟ أن يتحول بعض القضاة إلى موظفين عند أحد اشهر شبيحة الشوارع والبلد، يأتمرون بأمره وبهذه الطريقة المتجاوزة لأدنى شروط المحاكمة، لا بل التصرف بطريقة غير قانونية من دون أن يشعر هذا القاضي بأنّ أحداً يمكن أن يحاسبه، نقول ذلك حتى لا نتحدث عن الضمير أو الأخلاق والعدل. لا نريد أن نزيد فكيفما التفت ستجد هذه السلطة وأدواتها ينهشون في جسد الدولة المتداعي ويعيثون في المجتمع والمؤسسات الفساد، المواطن بات قاب قوسين أو أدنى من الاختناق، وإنّي على يقين بأن كارثة تنتظرنا في وقت قريب، كارثة هي مولود طبيعي ليس لهذا الانهيار الأخلاقي والقيّمي فحسب، بل للسهولة التي يتم فيها استباحة القوانين التي اقرت لحماية المجتمع من نفسه ومن مجرمي السلطة ومافياتها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

سوريا واسرائيل يتفقان على العودة لهدنة 1974 مع حق الإغارة على المواقع الإيرانية

 نسرين مرعب/جنوبية/ 10 يوليو، 2018 /ما هي اتفاقية فض الاشتباك بين اسرائيل وسوريا عام 1974 التي يؤكد المسؤولون الاسرائيليون ضرورة الالتزام بها؟ لم يعد خافياً أنّ رئيس النظام السوري بشار الأسد والمحور الموالي له، هم في خدمة أمن اسرائيل في الجنوب السوري، وهذا ما ترجمته الوقائع الأخيرة في درعا، إضافة إلى ما أعلنته صحيفة هآرتس الإسرائيلية في الرابع من تموز، حيث أكدت أنّ الأسد هو شريك استراتيجي. الصحيفة التي أشارت أيضاً إلى التمسك باتفاقية فصل القوات التي وقعها الطرفان الإسرائيلي والسوري في العام 1974، تقاطعت وتصريحات الصحافي والمحلل السياسي الإسرائيلي ايدي كوهين الذي أكّد في حديث لقناة “الحرة”، أنّ جنود الأسد يقومون بحماية الحدود الإسرائيلية، مشدداً على انسحاب الميليشيات الإيرانية إلى إيران وكذلك الشيعية (في إشارة إلى حزب الله اللبناني). وأوضح كوهين للقناة أنّ لا عدواة بين اسرائيل وبين رئيس النظام السوري، وأنّهم لا يمانعون بقاءه وأن يعمل على حماية حدودهم كما في السابق جازماً في هذا السياق أنّ اسرائيل لن تتنازل عن الجولان! في المقابل حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قوات الأسد من الاقتراب من المنطقة العازلة على الحدود، بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلي، مشدداً على الالتزام باتفاقية العام 1974 المتعلقة بفصل القوات ومعلناً أنّ “كل جندي سوري موجود في المنطقة العازلة يعرض حياته للخطر”. المواقف الإسرائيلية التي تتعامل مع الأسد كحامي للحدود، وتخاطبه بلهجة “السيد”، تدأب بالتالي على استباحة مواقع إيران وحزب الله بالصواريخ، وذلك في ترجمة لتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي سبق وأكّد أنّ “اسرائيل لن تسمح بتمركز عسكري ايراني في سوريا ضدها”، موضحاً أنّ “الرد على ذلك لن يقتصر على القوات الايرانية بل سيشمل نظام الاسد ايضا”.

فيما إيران التي ما زالت متمسكة حتى اللحظة بحصتها من الكعكة السورية، باتت هي وحزب الله في مأزق الصمت والإنكار أمام الغارات الإسرائيلية، فتعمل على لملمة خسائرها دون أيّ تعليق أو رد يعتدّ به، وهذا ما ترجمته الغارات التي استهدفتها وميليشياتها في شهور مضت، والتي كانت وجهتها ليل أمس الإثنين 9 تموز مطار “تي فور” العسكري في ريف حمص، حيث أعلن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، أنّ “القصف من المرجح أن يكون إسرائيلياً”، لافتاً إلى أنه قد استهدف “مقاتلين إيرانيين في حرم المطار”.

بيد أنّ الصمت الإيراني على الغارات يقابله “بروباغندا سياسية”، على نسق نكتة السبع دقائق ونصف التي تستلزم الجانب الإيراني لمحو اسرائيل عن الخارطة، إذ تداولت وسائل الإعلام مؤخراً تصريحاً لنائب رئيس الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي يقول به أنّ “الجيش الإيراني في مرتفعات الجولان ينتظر التعليمات لإزالة إسرائيل من الوجود”، وأنّ “الاف الصواريخ في لبنان مستعدة لمحو تل ابيب”. إلى ذلك فإنّ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو والتي تمّ تحديد موعد لها يوم غد الأربعا 11 تموز، تطرح تساؤلات كثيرة، لاسيما وأنّ الأوضاع في سوريا هي على قائمة المباحثات بين الطرفين بحسب بيان الكرملين الصادر اليوم! فما هي أبعاد هذه الزيارة؟ وما هي اتفاقية فض الاشتباك بين اسرائيل وسوريا عام 1974 التي يؤكد المسؤولون الاسرائيليون ضرورة الالتزام بها؟ وهل يمكن الحديث عن تفاهم ضمني بين اسرائيل وإيران؟!

الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله، أكّد أنّ “اتفاق فك الارتباط في الجولان يريح اسرائيل، لذلك تريد العودة إليه نظراً إلى أنّه يوفر لها كل الضمانات المطلوبة التي تعني الهدوء على تلك الجبهة، فيما صار القسم الذي تريده من الجولان في جيبها”.

وشدد خيرالله في حديث لـ”جنوبية” أنّ “النظام السوري لم يسعَ يوماً إلى استعادة الجولان، بمقدار ما أنّه اعتبره ورقة في لعبة يستفيد منها تقوم على استمرار حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة”، موضحاً أنّ “اتفاق فك الارتباط، الذي كان الوسيط فيه هنري كيسينجر قد أمّن لاسرائيل كل الضمانات التي تريدها وكل الوقت الذي يسمح لها بوضع اليد على الجولان نهائياً في مرحلة كان فيها النظام السوري يريد دائما استغلال الهدوء في الجولان للتدخل في لبنان ووضعه تحت جناحيه. وهذا أمر لم تكن اسرائيل تعترض عليه بأيّ شكل”. وعند سؤاله عن لقاء نتنياهو – بوتين وأبعاده لفت خيرالله إلى أنّ هذا اللقاء “سيكرس وجود حلف اسرائيلي – روسي”، متسائلاً “هل تستطيع روسيا توفير الضمانات التي تريدها اسرائيل في الجولان والتي تعني أوّل ما تعني أنّ هذا الحلف قابل للاستمرار وصار جزءاً من الخريطة السياسية للشرق الأوسط؟”.وفيما يتعلق بالضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قاعدة تيفور T4 العسكرية قرب حمص، أشار خيرالله إلى أنّه “لا يمكن الحديث عن تطور او تغيير في الموقف الإسرائيلي، هناك انتظار لما ستسفر عنه قمة بوتين – نتنياهو ثم قمة بوتين – ترامب. المغزى من الضربة هو التأكيد أنّ اسرائيل مصرة على ممارسة ما تعتبره حقّا مشروعا في ضرب الوجود الايراني في سوريا”.

وفي الختام رأى الكاتب والمحلل السياسي خير الله خيرالله أنّه “في المدى الطويل، تريد اسرائيل من روسيا وأميركا ضمان خروج إيران من سوريا بطريقة ما، ولا اعتقد أنّ في استطاعتها التراجع عن ذلك. فإذا كان بقاء بشار الأسد هو الثمن الذي يجب دفعه للخروج الإيراني من سوريا، لا مانع لدى اسرائيل في ذلك.”.

 

قوات النظام تنتشر على كامل حدود درعا مع الأردن ووافقت على إدخال المساعدات إلى الجنوب

بيروت: «الشرق الأوسط/10 تموز/18»/انتشرت قوات النظام على كامل حدود درعا مع الأردن، وباتت تقترب من السيطرة على المدينة، في وقت وصل فيه عدد النازحين العائدين من المنطقة إلى الداخل السوري إلى أكثر من 200 ألف مدني. وأعلنت الأمم المتحدة عن موافقة النظام على إيصال المساعدات للمدنيين في درعا والقنيطرة والسويداء، جنوب سوريا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن قوات النظام واصلت انتشارها أمس على كامل الحدود السورية – الأردنية، حيث تمكنت مع الموالين لها من التقدم في ريف درعا الغربي، وفرض سيطرتها على مناطق تل شهاب وزيزون وحيط، ما جعلها وللمرة الأولى على تماس مع «جيش خالد بن الوليد» المبايع لـ«داعش» منذ أكثر من 5 سنوات. وانتشرت قوات النظام بآليات وعربات مدرعة وقوات عسكرية على كامل الشريط الحدودي، بحيث بات هذا الشريط من محافظة السويداء وصولاً إلى مناطق سيطرة «جيش خالد بن الوليد»، تحت سيطرة قوات النظام، ومن ضمنها معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وقال «أبو شيماء»، المتحدث باسم مقاتلي المعارضة في درعا، إن عدة آلاف محاصرون الآن بعد أن دخلت قوات النظام قاعدة رئيسية غربي المدينة دون قتال. وأكد لوكالة «رويترز» أن قوات النظام والمقاتلين المتحالفين معه طوقوا درعا بالكامل. وقالت وسائل إعلام حكومية إن الجيش ينتشر في منطقة الحدود مع الأردن، ويشدد قبضته على من يطلق عليهم «الإرهابيين»؛ لكنها لم تذكر حصار درعا. وتوجه استعادة النظام لدرعا بالكامل صفعة معنوية كبيرة للمعارضة، إذ إن المدينة كانت رمزا للاحتجاجات السلمية ضد حكمه، امتدت إلى مختلف أرجاء سوريا. وكان ممثلو المعارضة وضباط روس قد توصلوا إلى اتفاق يوم الجمعة، يقضي بتسليم درعا وبلدات أخرى في محافظة درعا الجنوبية على الحدود مع الأردن. وقبل الاتفاق، أجبرت كثير من القرى والبلدات في محافظة درعا على الخضوع للمصالحة، بعد حملة قصف جوي روسي عنيف على مراكز حضرية، مما أدى إلى أكبر موجة نزوح للمدنيين، منذ بدء الصراع قبل أكثر من سبع سنوات. وقالت مصادر من المعارضة، إن التقدم في درعا سيسمح لقوات النظام وللمرة الأولى، بالسيطرة على الخطوط الأمامية، فيما يسيطر مقاتلو تنظيم داعش على جيب وادي اليرموك جنوب غربي درعا، على امتداد الحدود مع الأردن وإسرائيل.

وقال ضابط مخابرات من المنطقة، إن الشرطة العسكرية الروسية والقوات السورية، دخلت بلدة طفس، وأمنت ممرا عبر أراض تسيطر عليها المعارضة إلى خط أمامي للقتال مع التنظيم. ومن المفترض أن يسمح الاتفاق للمقاتلين الذين يرفضون المصالحة بالمغادرة أولا لمناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد، قبل تسليم الأسلحة ودخول قوات النظام. وقال «أبو شيماء» إن هناك مقاتلين كانوا يرغبون في الذهاب إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة؛ لكن هذا الطلب قوبل بالرفض بعد الحصار، مشيرا إلى اجتماع عقد أول من أمس الأحد. وقال إن وسيطا من قوات النظام رفض فيه بوضوح طلبهم المغادرة.

في المقابل، ذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء، نقلا عن مركز المصالحة الروسي في سوريا، أن الجيش الروسي يعتزم إجلاء ما يصل إلى 1000 شخص، من منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا، عبر ممر إنساني قرب مدينة درعا. وأضافت الوكالة نقلا عن المركز، أن المغادرين سيتوجهون إلى محافظة إدلب في شمال سوريا، مشيرة إلى أن عدد القرى والبلدات التي انضمت لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، ارتفع إلى 90. ويقول المعارضون إن الاتفاق لا يسمح لقوات النظام بدخول معاقلهم، وينص على تشكيل قوات محلية من المقاتلين السابقين تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية. وقال «أبو شيماء» إن هناك كثيرا من المخاوف وإنهم لا يثقون في الروس، ولا في «النظام»، مشيرا إلى أن المعارضين الباقين في مدينة درعا ما زالوا متحصنين في مواقعهم على الخطوط الأمامية للقتال. وذكر مفاوض آخر للمعارضة، أن جولة جديدة من المحادثات مع ضباط روس مقررة اليوم (أمس) وستتناول مصير المدينة والترتيبات الأمنية بعد استعادة النظام لها. وقال المفاوض، ويدعى «أبو جهاد»، إنهم سيعملون مع الروس على تشكيل قوة محلية من السكان، لمنع دخول قوات النظام إلى درعا بضمانات روسية. وأمس أعلن منسق أنشطة الأمم المتحدة الإنمائية والإنسانية في سوريا، علي الزعتري، موافقة الحكومة السورية على تسيير قوافل مساعدات لتأمين الاحتياجات الأساسية للمدنيين، في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوب سوريا. وقال الزعتري، في بيان صدر عن مكتب الأمم المتحدة: «نتطلع إلى عودة الخدمات الحكومية الضرورية بأسرع وقت ممكن، لتلبية احتياجات السكان، لاستعادتهم الشعور بالاستقرار والأمان، وعودتهم بأسرع وقت ممكن لحياتهم الطبيعية». وأكد البيان على استعداد الأمم المتحدة لتوسيع نطاق المساعدات، داعية جميع أطراف النزاع إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتقديم الحماية للأشخاص المحتاجين، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.

 

أميركا تجدد التزامها حماية نفط المنطقة والتصدي لإيران “الشريرة” وواشنطن فرضت عقوبات على شركة الطيران المفضلة لـ "فيلق القدس" وألمانيا تحقق في نقل ملايين الدولارات

طهران وعواصم – وكالاتالسياسة/10 تموز/18/  أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الإدارة الأميركية تعمل على تحجيم ميليشيات طهران في اليمن والعراق ولبنان، بالإضافة لسورية، حيث تسعى واشنطن للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع المستمر منذ 2011. وقال بومبيو في متلفزة مع شبكة “سكاي نيوز”، أمس، “إن إيران تطلق الصواريخ من اليمن وتستهدف كل دول الخليج، لذا، فإن السياسة الأميركية تهدف إلى ردع مثل هذه الأمور، لافتا إلى أنه ينبغي على العالم أجمع أن يعي بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالمحافظة على خطوط الملاحة البحرية وتدفق النفط إلى أنحاء العالم كافة، هذا هو التزام الولايات المتحدة منذ عقود، وسنستمر في هذا الالتزام”. وأضاف أن الولايات المتحدة تحظى بشراكة مع الإمارات والسعودية، والعديد من الدول الأخرى لتحجيم الحوثيين في اليمن، و”حزب الله” في سورية ولبنان، مشيرا إلى أن “الميليشيات في العراق وسورية تعمد إلى إلحاق ضرر حقيقي بالمواطنين العاديين، لذا، فإننا ننتوي حرمان إيران من القدرات المالية التي تمكنها من الاستمرار في سلوكها السيئ”. وقال “هي سلسلة واسعة من العقوبات التي لا تستهدف الشعب الإيراني، بل تهدف إلى إقناع النظام الإيراني بأن سلوكياته الشريرة غير مقبولة، وسيترتب عليها كلفة باهظة”. إلى ذلك، وفي ظل ترقب طهران لبدء دخول العقوبات حيز التنفيذ، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على وكيل مبيعات مقره ماليزيا لشركة “ماهان إير”، وهي شركة طيران إيرانية تخضع لعقوبات أميركية؛ بسبب “دعم إيران للإرهاب الدولي”. وذكرت الوزارة في بيان، أنه “نتيجة للإجراء الذي اتخذ، يتم تجميد كل ممتلكات ماهان للسفر والسياحة الموجودة تحت الولاية القضائية الأميركية”. وذكرت أن “ماهان هي شركة الطيران المفضلة لقوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري، لتسهيل دعمها للإرهاب عبر الشرق الأوسط”. وأوردت أن “رحلات ماهان المنتظمة إلى سورية تستخدم لدعم نظام الأسد وتوصيل الأسلحة والمقاتلين الأجانب والمقاتلين الإيرانيين الذين يزرعون العنف والاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة”، وفق تعبيرها. وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين “لقد كانت حكومة الولايات المتحدة واضحة للغاية بشأن الدور الذي لعبته شركة طيران ماهان”. وتابع إن عملنا ضد “ماهان” يوضح للجميع في مجال صناعة الطيران أنهم بحاجة ماسة لقطع كل العلاقات معها، وأن ينأوا بأنفسهم على الفور عن التعامل مع شركة الطيران هذه”. وشدد أن “الشركات التي تواصل تقديم خدمات لماهان سواء في مطارات أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، ترتكب مجازفة مالية كبيرة”. من جانبها، أكدت الحكومة الألمانية أن السلطات الألمانية تجري تحقيقا بشأن خطة للحكومة الإيرانية لتحويل 300 مليون يورو نقدا من ألمانيا إلى طهران. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية، إن التحقيق يهدف إلى تحديد ما إذا كان هذا الترتيب يشكل انتهاكا للعقوبات الحالية، وأنه من أجل التدخل، يجب أن يكون هناك دليل ملموس على وجود نشاط غير قانوني، فيما قالت متحدثة باسم وزارة المالية إن ذلك من شأنه أن يكون “واحدا من أكبر التحويلات النقدية على الإطلاق في التاريخ الألماني”. بدوره، قال السفير الأميركي لدى ألمانيا ريتشارد جرينيل، إن حكومة الرئيس دونالد ترامب قلقة للغاية، ودعا برلين إلى التدخل وإيقاف خطة نقل الأموال. إلى ذلك، اعتبر نائب الرئيس الايراني اسحق جهانكيري، ان من الخطأ الاعتقاد بأن العقوبات الاميركية الجديدة على طهران لن تؤثر على اقتصادها، وذلك بعد أن بدأت واشنطن حربا تجارية مع حلفائها الاوروبيين والصين. وقال “سنبيع أكبر قدر ممكن من النفط، رغم الجهود الاميركية لوقف صادرات ايران النفطية”. على صعيد آخر، أعلن مساعد محافظ سیستان وبلوجستان الإيرانية لشؤون الامن والشرطة، محمد هادي مرعشی، ضبط كمیات من الاسلحة والاعتدة مع إرهابیین بعد اشتباك معهم بعد تسللهم عبر الحدود.

 

واشنطن: نبحث مع السعودية بدائل لنفط إيران ومعلومات الطاقة: الإنتاج الأميركي سيفوق 12 مليون برميل للمرة الأولى

 نيويورك - رويترزالسياسة/10 تموز/18/ قال مسؤول بالخارجية الأميركية، إن بلاده بحثت مع السعودية الحفاظ على إمدادات جيدة في سوق النفط، موضحاً أن المباحثات تأتي للمساعدة في إيجاد بدائل لنفط إيران. وذكر المسؤول بالخارجية الأميركية أن الوزير مايك بومبيو قد وصل، الثلاثاء، إلى بروكسل، حيث يعتزم عقد لقاءات على هامش قمة حلف شمال الأطلسي بهدف زيادة الضغط على إيران وطمأنة الحلفاء بشأن إمدادات النفط البديلة. وكان بومبيو قد وصل إلى بروكسل قادما من أبوظبي التي بحث فيها القضايا المتعلقة بإيران مع المسؤولين في الإمارات. وأبلغ مسؤول بوزارة الخارجية الصحافيين المسافرين مع بومبيو على نفس الطائرة بأن مسؤولين كبارا بالوزارة انتهوا كذلك من محادثات استمرت 3 أيام في السعودية بشأن إيران، و"بحثوا سبلا جديدة لحرمان النظام من الإيرادات". وقالت إدارة_معلومات_الطاقة_الأميركية في تقرير شهري صدر الثلاثاء، إن إنتاج النفط الخام في الولايات_المتحدة من المتوقع أن يزيد في المتوسط عن 12 مليون برميل يوميا أواخر عام 2019 للمرة الأولى على الإطلاق. وارتفع إنتاج النفط_الأميركي بدعم من التقدم الذي تحقق في تكنولوجيا استخراج الخام من التكوينات الصخرية. وزاد الإنتاج 5.6 بالمئة العام الماضي، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 15.4 بالمئة هذا العام. وإذا تحققت التوقعات، فسيجعل هذا الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم متفوقة بذلك على روسيا. وقالت ليندا كابوانو، مديرة إدارة معلومات الطاقة في بيان عقب نشر التقرير، إن "نمو الإنتاج في الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وروسيا سيشكل أغلبية النمو الإجمالي في الإمدادات العالمية خلال 2019". ورفعت الإدارة توقعاتها لمتوسط النمو في عام 2019 بمقدار 40 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة إلى 11.80 مليون برميل يوميا، وزادت توقعاتها للربع الأخير من ذلك العام بمقدار 50 ألف برميل يوميا إلى 12.02 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع أن يصل حجم إنتاج الخام_الأميركي هذا العام إلى 10.79 مليون برميل يوميا دون تغير يذكر عن توقعات الشهر الماضي، وفقا لما ذكرته الإدارة. وتتوقع الإدارة أن يبلغ متوسط حجم الإنتاج خلال الربع الحالي إلى 10.91 مليون برميل يوميا، و11.29 مليون برميل يوميا في الربع الأخير. ومن المتوقع أن يصل إجمالي حجم الطلب على الخام في الولايات المتحدة إلى 20.35 مليون برميل يوميا هذا العام بانخفاض قدره 60 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة. في الوقت ذاته، رفعت الإدارة توقعاتها للطلب في عام 2019 بمقدار 10 آلاف برميل يوميا إلى 20.68 مليون برميل يوميا. وإذا تحققت توقعات الإدارة، فسيكون حجم استهلاك البنزين في عام 2019 هو الأعلى على أساس سنوي على الإطلاق، متجاوزا المستوى القياسي الذي سجله في عام 2019 بحسب ما قالته كابوانو.

 

تحالف دعم الشرعية في اليمن يؤكد وجود خبراء أجانب في اليمن لتدريب الحوثيين وأكد إن إيران تستعين بأصحاب الجريمة المنظمة لنقل الأسلحة إلى الانقلابيين

الرياض: نايف الرشيد/الشرق الأوسط/10 تموز/18/أكد العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن قوات التحالف تملك أدلة على وجود خبراء عسكريين أجانب لتدريب الميليشيات الحوثية عسكرياً، وتزويدها بمنظومة اتصالات متكاملة، مشيراً إلى تورط تنظيم «حزب الله» الإرهابي في هذا الأمر، وإسهامه في تشغيل مواقع مختلفة للقيادة والسيطرة بمحافظة صعدة، دمرت قوات التحالف 5 مواقع منها في جبال مشطب ومران ورازح والمقلق والنوعة، وأضاف أن الميليشيات الحوثية وضعت مضادات جوية في تلك المنظومة زودهم بها خبراء أجانب.

وعرض المالكي لقطات تظهر تدمير قوات تحالف دعم الشرعية مواقع اتصالات في جبل الوشحة، بمحافظة حجة، والقدرات التي تمت السيطرة عليها بصعدة، وتدمير مولدات وغرف القيادة والسيطرة، وكهف القيادة والسيطرة، وموقع اتصالات وغرفة تحكم في جبل النوعة، بمحافظة صعدة، ومواقع اتصالات في رأس جبل رازح، بمحافظة صعدة، لافتاً إلى أن منظومة الاتصالات كانت تسعى إلى محاولة إرسال المعلومات إلى الخطوط الأمامية في الجبهات، ومن ذلك جبهة منومة وجبل مشطب الغربي، بمحافظة صعدة. وأوضح المالكي، خلال مؤتمر صحافي بالرياض أمس، أن الميليشيات الحوثية فقدت السيطرة على اتصالاتها بعد تدمير منظومة الاتصالات، مشيراً إلى أن محافظة صعدة لا تزال منصة لإطلاق الصواريخ الباليستية، وبين أن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن رصدت قيام الميليشيات الحوثية التابعة لإيران بتجنيد نساء في اليمن للقتال في صفوفهم، وإقامة معسكرات خاصة بهن.

وشدد المالكي على أن الأدلة كافة لدى التحالف تبين أن النظام الإيراني هو مصدر تزويد الميليشيات الحوثية بالأسلحة التي يتم تهريها من الضاحية الجنوبية في لبنان إلى سوريا، ومنها إلى بندر عباس، وتنقل عبر منظمات الجريمة المنظمة إلى الميليشيات الحوثية، مؤكداً أن «حزب الله» اللبناني هو الممول لميليشيات الحوثي بالسلاح، وأشار إلى أن الميليشيات الانقلابية تجند أطفالاً بشكل كبير، وتعمل على استغلال حاجتهم، إضافة إلى وجود مرتزقة تعمل دول من الخارج على تجنيدهم، بما يخدم الميليشيات الانقلابية.

وأوضح المالكي أن جميع المنافذ الإغاثية في اليمن تعمل بطاقتها الاستيعابية، كاشفاً عن منح 26997 تصريحاً جوياً، بما فيها أوامر عدم استهداف، وفسح 4 رحلات بحرية، و42 رحلة جوية، والتصريح لـ14 قافلة برية، منوهاً بأن الميليشيات الانقلابية عطلت وصول بعض السفن أكثر من شهرين. وذكر المالكي أن نحو 4.9 مليون شخص في اليمن استفادوا من برنامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، محملاً المنظمات الأممية مسؤولية قانونية في إبراز الاختراقات التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية من إعاقة وصول المساعدات، التي لا تنسجم مع الأعراف القانونية ولا القرارات الأممية، ومن بينها القرار 2216. وكشف المتحدث باسم قوات التحالف أن عدد الصواريخ والمقذوفات التي أطلقت على السعودية حتى أمس بلغت 158 صاروخاً و42924 مقذوفاً، في حين أن إجمالي الخسائر التي كبدتها قوات التحالف للميليشيات الانقلابية الحوثية في 285 موقعاً 716 قتيلاً. من جهة أخرى، جدد المالكي دعم التحالف للحلول السياسية التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، التي تصطدم بتعنت الميليشيات الحوثية، ورفضها الحلول المطروحة كافة للخروج من الأزمة، وفقاً للمرجعيات المتفق عليها والقرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. كذلك، ذكر المالكي أن التحالف أصدر تصاريح بحرية للدخول إلى ميناء الحديدة، كما أقر خطة شاملة عند تحرير المحافظة بالكامل، مشدداً على أن تدفق الحركة البحرية بميناء الحديدة لن يتوقف، وأشار إلى اتجاه قوات تحالف دعم الشرعية لإعادة تأهيل مطار الحديدة، منوهاً بأن الجيش اليمني الوطني، بدعم من التحالف، سيطر على المحاور كافة في تلك المنطقة، في حين تسعى بعض الجيوب إلى محاولة اختراق المدنيين، مبيناً أن أولوية قوات التحالف تطهير تلك الجيوب وإزالة الألغام. ولفت إلى أن الألغام التي زرعها الحوثيون من أكبر المشكلات التي يعاني منها اليمنيون، كاشفاً عن وجود نحو 600 ألف في اليمن، مع وجود دلائل واضحة على تزويد النظام الإيراني للميليشيات الحوثية بأسلحة نوعية وألغام.

 

مصر: لامفاوضات مع قطر ولا انفراجة لأزمتها قبل التوقف عن دعم الإرهاب

الدوحة وعواصم – وكالات/السياسة/10 تموز/18/ أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن “سياسات قطر أصابت المنطقة وشعوبها بكثير من الأضرار وأسالت دماء الأبرياء، من خلال رعايتها للتنظيمات الإرهابية وتوفير فرصة لهم لترويج فكرهم المتطرف من خلال وسائل الإعلام القطرية، فضلا عن احتضان عناصر إرهابية على أراضيها”.وأوضح شكري في لقاء متلفز على هامش زيارته للصين، تمسك رباعي مكافحة الإرهاب الذي يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين بموقفه تجاه قطر، منوها إلى أن الرباعي العربي وضع 13 بندا حتى تراجعها قطر وتزيل أسباب هذه الشواغل، إذا أرادت عودة تطبيع العلاقات مع محيطها، ومع الدول التي تأثرت بانتشار الإرهاب على أراضيها بفضل الدعم القطري.وشدد على “أنه في حالة تغير السياسة القطرية وتوقفت الدوحة عن دعم الإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية، فإن انفراجة ستحدث وستعود الأمور إلى طبيعتها، وأنه في حالة استمرار قطر في سياستها، فإن الدول الأربع ستستمر في موقفها”. ولفت إلى عدم وجود مفاوضات مباشرة مع قطر، أو توقع بأن تعلن عن استعدادها للتعاون مع الدول الأربع وتبدي إرادة سياسية جديدة للتحول. في غضون ذلك، نفت فرنسا إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية فرنسية في قطر. وقال السفير الفرنسي لدى قطر إيريك شوفالييه: “إن ما يتردد عن امكانية إنشاء قاعدة عسكرية فرنسية في قطر محض شائعات لا ينبغي تصديقها”، مؤكدا في الوقت ذاته استلام الدوحة الدفعة الأولى من طائرات الرافال العام المقبل، من إجمالي 36 طائرة رافال، على أن تستلم الدوحة جميع الطائرات والأطقم المؤهلة لتشغيلها قبل حلول عام 2022. ونقلت صحيفة “الشرق” القطرية، عن شوفالييه القول، إن “زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الأخيرة لفرنسا اكتسبت أهمية كبيرة في حد ذاتها لأنها جاءت بعد نحو عام على زيارة سابقة للشيخ تميم إلى فرنسا، وتلتها زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للدوحة”، مضيفا أن “الزيارة اكتسبت أهمية خاصة لأهدافها المتعددة في مكافحة الإرهاب، ومحاولة إيجاد حلول للأزمة الخليجية الراهنة وكذلك التعاون الاقتصادي”.

 

الناتو”: صواريخ إيران تقلقنا وسنواصل تطوير قدراتنا لحماية حلفائنا

السياسة/10 تموز/18/ أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، عن قلق الحلف إزاء برنامج إيران الصاروخي، مؤكدا أن “الناتو” سيواصل تطوير قدراته الدفاعية الصاروخية لحماية حلفائه. وقال ستولتنبرغ لـ “إنترفاكس” الروسية عشية قمة الناتو في بروكسل: “لا تزال الصواريخ الباليستية الإيرانية تشكل مصدر قلق للحلف. طهران ما زالت تواصل تطوير واختبار صواريخ باليستية أكثر قوة، يمكنها أن تصل إلى حلفاء الناتو الأوروبيين”. وتابع: “الحلف سيواصل تطوير قدراته الدفاعية الصاروخية لحماية حلفائه من التهديد المتزايد لتلك الصواريخ”. وأكد التزام الحلف بمعاهدة التخلي عن الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، ودعا روسيا للرد على المخاوف الأميركية من الانتهاكات الروسية للمعاهدة. كما أشار إلى أن “الناتو” ينتظر من روسيا أن تستجيب لمخاوف الدول الأعضاء في الحلف في ما يتعلق بأعمالها السيبرانية، موضحا أن هذا “من شأنه أن يبرهن على التزام موسكو بالحوار البناء”. وحول شراء تركيا منظومة “إس 400” من الجانب الروسي، عبّر ستولتنبرغ عن معرضته للصفقة، وقال إنه “من المهم أن تكون أسلحة الحلفاء موحدة”.

 

الناتو» قلق من برنامج إيران الصاروخي

لندن: «الشرق الأوسط/10 تموز/18»/نال برنامج إيران الصاروخي اهتمام وقلق حلف شمال الأطلسي، وذلك عشية القمة المرتقبة في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث أعرب ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف، عن قلق «الناتو» إزاء برنامج طهران الصاروخي، مؤكدا أن الحلف سيواصل تطوير قدراته الدفاعية الصاروخية لحماية حلفائه. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن ستولتنبرغ قوله: «لا تزال الصواريخ الباليستية الإيرانية تشكل مصدر قلق للحلف. طهران ما زالت تواصل تطوير واختبار صواريخ باليستية أكثر قوة، يمكنها أن تصل إلى حلفاء الناتو الأوروبيين». وأضاف أن «الحلف سيواصل تطوير قدراته الدفاعية الصاروخية لحماية حلفائه من التهديد المتزايد لتلك الصواريخ».

 

قمة الأطلسي تنطلق وسط مخاوف أوروبية من «مفاجآت» ترمب والمساهمات المالية ومواجهة السلوك الروسي والتجارة أبرز القضايا الخلافية

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/10 تموز/18/تنطلق قمة الحلف الأطلسي غدا في بروكسل، وسط مخاوف أوروبية من «مفاجآت» قد يقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتزيد من ثقلها الأجواء الملبدة بين ضفتي الأطلسي، بسبب ما أصبح يعرف بـ«الحرب التجارية» بين الحلفاء.

وما يزيد من قلق الطرف الأوروبي أن القمة تأتي قبل أربعة أيام فقط من قمة ترمب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين التي ستستضيفها هلسنكي في 16 من الشهر الجاري، وخاصة «التنازلات» التي قد يقدمها ترمب للرئيس الروسي «من وراء ظهر» الحلفاء. كذلك لا يريد الأوروبيون أن تسود القمة الأطلسية أجواء شبيهة بما عرفته قمة مجموعة السبع الشهر الماضي في كندا، التي شهدت مشادات عنيفة بين ترمب وحلفائه وانتهت بأن سحب الأخير توقيعه عن البيان الختامي حال مغادرته الأراضي الكندية. ولذا، فإن ترمب سيكون «محور» القمة، حيث سترصد كل تحركاته وأقواله.

وأمس، قالت مصادر رئاسية فرنسية في معرض تقديمها للقمة، إن مسألة المفاجآت «واردة»، وإنه «يصعب على الأوروبيين استشرافها»، وبالتالي «لا يمكن استبعادها رغم أن التحضير لقمة تم وفق القنوات العادية». وما تريده باريس ومعها العواصم الأوروبية هو «إظهار وحدة الحلف الأطلسي وفعاليته في التعاطي مع البؤر الساخنة وتحديث التزام كل طرف بتنفيذ الالتزامات التي تعهد بها». ومن الناحية العملية، سيتم الإعلان في قمة بروكسل عن إطلاق الأطلسي لبرنامج تدريبي وتأهيلي لموظفي وزارة الدفاع العراقية المدنيين لمرحلة مع بعد الحرب على «داعش»، بناء على طلب رسمي من الحكومة العراقية. إلا أن البدء بالبرنامج مرهون، وفق الإليزيه، بتشكيل الحكومة العراقية لما بعد الانتخابات. يضاف إلى ذلك أن الحلف سوف يعلن عن «سلة من المبادرات» لجنوب الأطلسي، أي لأفريقيا والشرق الأوسط، وسيعهد لمقر الحلف في مدينة نابولي الإيطالية بقيادته وبناء الشراكات وتنسيق النشاطات مع بلدان الجنوب». وأبعد من جنوب الأطلسي، سيلتقي زعماء الأطلسي الرئيس الأفغاني من أجل مناقشات حول دور الحلف في هذا البلد، كذلك رئيسي أوكرانيا وجورجيا اللذين تربطهما «شراكة» معه. وما يجمع بينهما هو أنهما على نزاع مع روسيا إما مباشرة أو بالواسطة.

تتوقع باريس أن يكون ملف «توزيع الأعباء المالية» أحد أبرز الملفات المطروحة في القمة، بسبب مواقف الرئيس ترمب الذي يأخذ على الأوروبيين تهربهم من الوفاء بالتزاماتهم المالية. ويريد ترمب من الشركاء الأوروبيين أن يرفعوا مصاريفهم العسكرية إلى 2 في المائة. وقد استبقت واشنطن قمة الغد برسائل وجهت إلى تسعة أعضاء في الحلف، أبرزهم ألمانيا، لمطالبتهم بزيادة إنفاقهم الدفاعي للوصل إلى 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام بحلول العام 2024، ويرد الإليزيه على ذلك بتأكيد أن الأوروبيين قاموا بجهود حقيقية للاقتراب من هذا الهدف، وبينهم فرنسا التي وعدت بأن تصل إلى سقف الـ2 في المائة في العام 2025، وهي اليوم بحدود 1.8 في المائة. وثمة ورقة ضغط «إضافية» يستطيع الرئيس الأميركي اللجوء إليها بعد غد، وهي قرار تخفيف الحضور العسكري الأميركي في أوروبا. وتنشر واشنطن 35 ألف جندي في ألمانيا، و65 ألف جندي في مجمل أوروبا. وتتركز الانتقادات الأميركية بالدرجة الأولى على ألمانيا لأسباب تجارية (فائض 60 مليار دولار لصالح برلين وعلى حساب واشنطن)، ولسياستها تجاه إشكالية اللجوء والهجرات، وأخيرا بسبب ضعف المساهمة الألمانية في ميزانية الحلف. وفي 5 من الشهر الجاري، توجه ترمب بالحديث مباشرة للمستشارة الألمانية في خطاب له قائلا: «أنت تعرفين يا أنجيلا أننا نوفر لكم الحماية، وهذا يعني الكثير بالنسبة إليكم، ولكن لا أعي ما هي الحماية التي نحصل عليها نحن عن طريق حمايتكم». وخلص ترمب إلى القول: «سأقول لقادة الحلف: عليكم أن تبدأوا بدفع فواتيركم، لأن الولايات المتحدة لن تستمر في التكفل بكل شيء».

ليست اتهامات ترمب للأوروبيين بالتهرب من دفع المتوجب عليهم للحلف جديدة، إذ إنه أثار الموضوع في قمة العام الماضي. لكن الجديد هو أجواء التوتر السائدة مع الأوروبيين بسبب قضايا المناخ والتجارة وإيران والعلاقة مع روسيا، وكلها مواضيع خلافية. وأبرز دليل على ذلك فشل قمة مجموعة السبع. وبالنظر لاتساع الهوة مع واشنطن، فإن الأوروبيين بدفع من فرنسا يسعون لبناء «قوة ذاتية» مع الاستمرار بالقول إنها تعمل «بالتكامل» مع الحلف الأطلسي وليس بديلا عنه. وآخر ما حققه الأوروبيون هو الاتفاق على إطلاق «المبادرة الأوروبية للتدخل» المشترك التي ضمت تسع دول بينه الثلاث الكبار (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا). وهدف المبادرة تشكيل قوة تستطيع التدخل العسكري في الأزمات الناشئة ومحاربة الإرهاب والمساعدة لدى وقوع الكوارث الطبيعية. لكن هذه القوة ليست إلا في بداية الطريق، وتحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تتحول إلى واقع. كل هذه الخلافات الكامنة والبينة لن تمنع الأطلسيين من معالجة الملفات المدرجة على جدول أعمالهم، وأحدها تحديا «الشراكة الأطلسية - الأوروبية» التي سيصدر بشأنها بيان مسهب. كذلك، ستتم مناقشة ملف العلاقة مع روسيا التي يمكن تلخيصها بكلمتين: تشدد وحوار. وثمة قناعة أن ترمب لن يقبل أن يصدر عن القمة ما من شأنه «إفساد» لقائه بالرئيس الروسي بالنظر لأهمية هذه القمة، وما لها من انعكاسات على العلاقات الثنائية الأميركية - الروسية، وخصوصا على الملفات الإقليمية مثل الملف النووي الإيراني ومستقبل سوريا والحرب في شرق أوكرانيا. كذلك، ستتناول القمة ملف «الدفاع الجماعي والردع»، والرد على التحديدات الاستراتيجية وما تتطلبه من تعديلات على «هندسة» الحلف. وأخيرا، ستعالج القمة موضع «سياسة الباب المفتوح» التي تعني ضم أعضاء جدد إلى الحلف، وأبرز الموجودين على اللائحة جمهورية مقدونيا التي نجحت أخيرا بالتوصل إلى تفاهم مع اليونان حول اسمها الرسمي.

 

من هو القاضي بريت كافانو الذي عينه ترمب في المحكمة العليا؟ وفي حال موافقة مجلس الشيوخ عليه... سيصبح أصغر المنضمين للمؤسسة

واشنطن: «الشرق الأوسط/10 تموز/18»/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الاثنين)، تعيين القاضي المحافظ جداً بريت كافانو عضواً في المحكمة العليا، في خطوة من شأنها أن تكرّس هيمنة المحافظين على أعلى هيئة قضائية في البلاد تفصل خصوصاً في المسائل الأساسية التي ينقسم حولها المجتمع الأميركي. وقال ترمب في تصريح بالبيت الأبيض: «يسرني ويشرّفني هذا المساء أن أعلن أنني أعيّن في المحكمة العليا بريت كافانو»، القاضي الذي «يتمتع بمؤهلات لا تشوبها شائبة، وبمميزات لا نظير لها، وبالتزام مُثبت بالمساواة في العدالة بحسب ما يمليه القانون».

وأضاف الرئيس: «ليس هناك أحد في أميركا مؤهل أكثر منه لتولي هذا المنصب وليس هناك أيضاً أحد يستحقه أكثر منه»، مناشداً مجلس الشيوخ الموافقة على هذا التعيين بسرعة. وكافانو الذي كان مستشاراً قانونياً للرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن، بدأ مسيرته في السلك القضائي مساعداً لأنطوني كينيدي الذي فاجأ الجميع في يونيو (حزيران) الماضي بقراره التقاعد من منصبه في المحكمة العليا، علماً أن أعضاء هذه الهيئة يمكنهم أن يظلوا في مناصبهم مدى الحياة. وكان القاضي كينيدي يمثل في المحكمة العليا بيضة القبان، إذ يصوّت حيناً مع المحافظين وحيناً آخر مع الليبراليين فيرجح بصوته كفة أحد الطرفين المتساويين في عدد الأصوات في هذه الهيئة. وبقراره التقاعد من منصبه، منح كينيدي الرئيس الجمهوري فرصة لترجيح كفة المحافظين في أعلى هيئة قضائية في البلاد. وأصبح كافانو منذ نحو عقد من الزمن قاضياً في محكمة الاستئناف في واشنطن، الهيئة التي تنظر في ملفات مهمة للغاية، وتعتبر بالتالي في نظر كثيرين جسراً للعبور إلى عضوية المحكمة العليا. وبين القاضيين بريت كافانو وأنطوني كينيدي فارق في السن يناهز 30 عاماً، وفي حال وافق مجلس الشيوخ على قرار ترمب تعيينه في المحكمة العليا سيصبح كافانو عندها في سن 53 عاماً أحد أصغر القضاة الذين ينضمون إلى المؤسسة المولجة السهر على دستورية القوانين في الولايات المتحدة. وكافانو الذي تخرّج من جامعة يال المرموقة هو كاثوليكي يمارس معتقداته الدينية بانتظام، وينشط كذلك في كثير من المنظمات الدينية.

 

انتهاء عملية إنقاذ «فتية الكهف»

بانكوك: «الشرق الأوسط/10 تموز/18»/أعلنت البحرية التايلاندية اليوم (الثلاثاء) انتهاء عملية إنقاذ فريق كرة القدم الذي ظل محاصرا في كهف بشمال البلاد لأكثر من أسبوعين، بإخراج الفتية الاثني عشر ومدربهم. وبدأت عملية الإنقاذ (الأحد) حيث جرى نقل أربعة فتية إلى خارج الكهف. وقال مسؤولون إنهم بصحة جيدة في المستشفى. وحوصر فريق (وايلد بورز) لكرة القدم مع مدربهم في 23 يونيو (حزيران) أثناء استكشافهم لمجمع الكهوف بعد تدريب على كرة القدم، إذ غمرت مياه الأمطار الغزيرة الأنفاق. ووصل غواصان بريطانيان إلى الفتية ومدربهم يوم الاثنين الماضي على ضفة موحلة داخل غرفة امتلأت بالمياه تقريبا على عمق عدة كيلومترات داخل المجمع. واستؤنفت عملية الإنقاذ المحفوفة بالمخاطر اليوم (الاثنين) بعد استراحة لسد النقص في إمدادات الأكسجين واتخاذ استعدادات أخرى داخل الكهف. من جانبهم، حذر الأطباء المشرفون على علاج الأطفال الذين كانوا عالقين داخل أحد الكهوف في تايلاند وتم إنقاذهم ومدربهم من خطورة سفر هؤلاء الأطفال إلى روسيا لمشاهدة المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2018. وجذبت قصة الأطفال الـ12، خلال الأسابيع الأخيرة انتباه واهتمام العالم أجمع، حتى إن السويسري غياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» دعا هؤلاء الفتيان إلى حضور نهائي المونديال يوم الأحد المقبل إذا ما تمكنوا من الخروج من الكهف قبل موعد إقامة المباراة. وأكد الأطباء أنه من الضروري أن يمكث الأطفال المذكورون فترة من الوقت داخل أحد المستشفيات تحت الملاحظة والمتابعة للاطمئنان على حالتهم الصحية. وقال الأطباء إن الأطفال سيتابعون عبر شاشات التلفزيون داخل غرفهم بالمستشفى نهائي المونديال إذا كانوا لا يزالون مستيقظين حتى موعد بث المباراة، التي تنطلق في العاشرة مساء بتوقيت تايلاند. من جهته، نشر الملياردير الأميركي إيلون ماسك مؤسس شركة «سبيس إكس» فيديو عبر حسابه على «إنستغرام» يوضح جزءا من عملية إنقاذ الصبية المحاصرين. وكتب ماسك: «عائد للتو من الكهف».

 

أحكام بالسجن بحق 17 عنصراً من «بوكو حرام» في النيجر

نيامي: «الشرق الأوسط/10 تموز/18»/أصدرت محكمة في النيجر أحكاماً بالسجن بين سنتين و7 سنوات بحق 17 عنصراً من جماعة «بوكو حرام» المتطرفة، حسب ما أفاد مسؤول كبير في النيابة العامة، الاثنين، لوكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأت «بوكو حرام» تمردها أساساً في نيجيريا في العام 2009، لكنها نفذت أيضاً العديد من الاعتداءات في الدول المجاورة مثل النيجر والكاميرون. وقال شايبو سامنا المدعي العام في المحكمة العليا في العاصمة نيامي، «من أصل 42 مشتبهاً به خلال هذه المحاكمة، صدرت بحق 17 متهماً أحكام بالسجن تراوحت بين سنتين وسبع سنوات، فيما برأت المحكمة 21 آخرين». وأوضح سامنا أن محاكمة أربعة مشتبه بهم آخرين تأجلت إلى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأدين المتهمون، من بينهم نيجيريون وماليون، بـ«الارتباط بمشروع إرهابي»، حسب ما قال مصدر قضائي آخر.

وقال مصدر في قوات الأمن إن بعض المتهمين «أوقفوا أثناء القتال»، أو خلال الدوريات الأمنية التي تسيرها القوات الأمنية بموجب حالة الطوارئ المفروضة في إقليم ديفا، على الحدود مع نيجيريا. وأجريت أولى المحاكمات لمسلحي «بوكو حرام» في النيجر في نيامي مارس (آذار) 2017. وقد صدرت أحكام بالسجن حتى تسع سنوات بحق بعض المتهمين، فيما برأ القضاء البعض الآخر لنقص في الأدلة. وتشهد منطقة ديفا اعتداءات من «بوكو حرام» منذ فبراير (شباط) 2015. ولا تتمتع «بوكو حرام» بنقاط ارتكاز في النيجر، لكن الجماعة الإرهابية استقطبت بعض الشبان في هذه المنطقة عبر إغراءات مالية. لكن منذ ديسمبر (كانون الأول) 2016 سلّم 200 شاب نيجيري أنفسهم للسلطات المحلية في ديفا، وهم محتجزون حالياً في معسكر يخضعون فيه للتأهيل قبل إعادتهم لذويهم بموجب عفو عام.

 

تركيا تدخل رسمياً عهد «الجمهورية الثانية» برئاسة إردوغان وتركيز الصلاحيات في يد الرئيس... وخيط رفيع يفصل السلطتين التشريعية والتنفيذية

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/10 تموز/18/شهدت تركيا أمس انطلاق عهد جديد مع أداء الرئيس رجب طيب إردوغان اليمين الدستورية رئيسا للبلاد بصلاحيات شبه مطلقة، في ظل النظام الرئاسي الجديد لتنطلق عمليا الجمهورية الثانية في تركيا بقيادة إردوغان. وأدى الرئيس التركي اليمين الدستورية أمام البرلمان أمس، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أجريت مع الانتخابات البرلمانية في 24 يونيو (حزيران) الماضي، وحصل فيها على نسبة نحو 52.6 في المائة من أصوات الناخبين. وخلال خروجه من البرلمان، عقب أداء اليمين الدستورية متوجها لزيارة قبر مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك كما جرى عليه البرتوكول، أدلى إردوغان بتصريح مقتضب للصحافيين وعد فيه الشعب التركي بمستقبل أفضل. وفي الأثناء، نشرت الجريدة الرسمية مرسوما بحكم القانون يقضي بدمج بعض الوزارات، وإلغاء وتعديل مهام عدد من مؤسسات الدولة. وبحسب المرسوم، تم دمج وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي، تحت اسم وزارة العمل والخدمات الاجتماعية والأسرية. كما نص المرسوم على تغيير اسم وزارة المالية إلى «وزارة المالية والخزانة»، ودمج وزارتي «الزراعة والثروة الحيوانية» و«الغابات والمياه». ووفقا للمرسوم ذاته، تم تغيير اسم وزارة المواصلات والاتصالات والنقل البحري، إلى وزارة المواصلات والبنية التحتية، فيما أصبح اسم وزارة العلوم والصناعة والتكنولوجيا «وزارة الصناعة والتكنولوجيا»، وتغير اسم وزارة الجمارك والتجارة، إلى وزارة التجارة.

كما تمّ بموجب المرسوم الرئاسي إلغاء عمل المديرية العامة للصحافة والإعلام، وإلحاقها بإدارة الإعلام برئاسة الجمهورية، وكانت المديرية تتبع مجلس الوزراء من قبل، وقد صدر الأسبوع الماضي مرسوم بإلغاء مجلس الوزراء. ولاحقا، أقيم في المساء بالقصر الجمهوري حفل تنصيب لإردوغان بحضور قادة 22 بلدا ورؤساء حكومات وبرلمانات 28 دولة، فضلا عن رؤساء 6 منظمات دولية، من بينهم رؤساء السودان وغينيا الاستوائية وفنزويلا وكوسوفو ورؤساء وزراء أذربيجان والجزائر وفلسطين ورئيسا برلماني الكونغو والعراق. وتعهد إردوغان في خطاب خلال حفل التنصيب بالاستمرار في مكافحة الإرهاب في داخل تركيا وخارج حدودها، وتعزيز قوة تركيا السياسية والاقتصادية وإنهاء عهود الوصاية السابقة. وأكد أن تركيا تملك جميع الإمكانيات لتحقيق كل ما تطمح إليه. وقال: «إننا أغلقنا الصفحات القديمة وأغلقنا أبواب السياسة الخاطئة في تاريخ تركيا، وسنبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق مصالح المواطنين بالتركيز على القوة البشرية وتسريع عجلة اقتصاد البلاد، وتعزيز الصناعات الدفاعية، والعمل على أن تكون تركيا بين أكبر 10 اقتصادات في العالم». وأشار إلى أنه سيعلن تشكيل الحكومة في وقت لاحق، واعتبارا من الغد (اليوم) وكما درجت عليه التقاليد والبرتوكولات في تركيا سيقوم بزيارته الأولى لأذربيجان و«جمهورية شمال قبرص التركية»، ثم سيشارك في اجتماع قادة دول «الناتو» في بروكسل غدا الأربعاء، ويوم الجمعة ستعقد الحكومة أول اجتماعاتها برئاسته في أنقرة. وبموجب النظام الرئاسي الجديد انتقلت جميع الصلاحيات التنفيذية إلى يد إردوغان، حيث ألغي منصب رئيس الوزراء الذي ظل موجودا في تركيا منذ نحو ألف عام من الحقبة السلجوقية إلى العصر العثماني وعهد الجمهورية الحديثة التي أعلنت عام 1923. وعلق الكاتب يتكين في صحيفة «حرييت» التركية قائلا إن الفرق بين ما يسمونه «نظام الحكم الرئاسي» والنظام البرلماني هو أن الرئيس سيكون قادراً على البقاء كرئيس للحزب أيضاً، فوق جمعه كل السلطات التنفيذية في يديه. لذا فإن إردوغان ستكون له الكلمة في البرلمان وكرئيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو وضع يجعل الخط الفاصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية خطا رفيعا جدا.

ويقول إردوغان إن النظام الجديد سيعزز الفصل بين السلطات لأنه لن يعين وزراء في حكومته من داخل البرلمان، وإذا ما فعل ذلك، فسيضطر النائب إلى الاستقالة من البرلمان. لكن هذا يبدو وكأنه مبرر شكلي، حيث أعلن إردوغان أول من أمس أنه قد يختار وزراء من داخل البرلمان أيضا.

وبحسب مراقبين، يمكن اعتبار قدرة الرئيس على تعيين قضاة كبار في المحكمة الدستورية عاملا يضعف الضوابط والتوازنات غير القوية في تركيا، وهو توازن على الورق فقط. ولفت يتكين إلى أن التحول الجديد في تركيا لم يكن سهلاً بالنسبة لإردوغان، واستغرق الأمر 11 عاما، منذ تسلم رئاسة حزب العدالة والتنمية السلطة عام 2002 حيث كان إردوغان ضد النظام الرئاسي ويجد أنه غير ديمقراطي، لكن سلسلة أحداث مؤسفة بدأت في عام 2007 غيرت رأيه بشكل جذري. فأولا كان هناك بيان الجيش ضد انتخاب مرشح حزب العدالة والتنمية عبد الله غل رئيسا للجمهورية، إلى أن تمكن العدالة والتنمية بدعم من حزب الحركة القومية في البرلمان من انتخاب غل في الجولة الثالثة. ثم ظهرت تحديات أخرى، منها قضية إغلاق حزب العدالة والتنمية التي ربحها الحزب في المحكمة الدستورية مع تغريمه نصف الدعم المقدم من الدولة لاتهامه بالخروج على مبادئ العلمانية، فضلا عن قضايا محاولات الانقلاب على الحكومة.

وأجرى إردوغان تعديلا دستوريا تمت الموافقة عليه في استفتاء شعبي في عام 2010 لزيادة نفوذ السلطة التنفيذية على حساب السلطة القضائية، ووقتها طلب الداعية فتح الله غولن، حليف إردوغان، من أنصاره إحضار «الأموات» إن أمكن للإدلاء بأصواتهم لصالح إردوغان لكي ينجح في الاستفتاء. لكن وقع الشقاق بينهما في عام 2012 عندما بدأ أنصار غولن في الشرطة والقضاء محاولات لتحدي سلطة إردوغان، ونما الخلاف مع تحقيقات الفساد والرشوة الكبرى في أواخر عام 2013 مع تفاقم الحرب السورية واعتبر إردوغان التحقيقات محاولة لأنصار غولن للإطاحة بحكومته.

وفي أغسطس (آب) من عام 2014 انتخب إردوغان رئيسا للجمهورية واضطر إلى ترك منصب رئيس الحزب، لكنه لم يكن راضياً عن موقف أحمد داود أوغلو الذي اختاره رئيسا للحزب والحكومة لكنه أراد العمل بشكل مستقل وأخذ جميع صلاحيات منصبه، فاضطر لاستبداله بعد فترة قصيرة برئيس الوزراء بن على يلدريم، ثم واجهت تركيا محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) 2016 واتهمت السلطات حركة غولن بتدبيرها للإطاحة بإردوغان اعتمادا على عناصرها المتغلغلة داخل مؤسسات ومفاصل الدولة. وتابع يتكين أن حالة الطوارئ التي فرضت عقب محاولة الانقلاب، سمحت لحكومة إردوغان ويلدريم بتجاوز البرلمان في القضايا الرئيسية وبات واضحا أن فكرة التخلص من النظام القديم قد اختمرت في ذهن إردوغان وبدأ يرى في النظام البرلماني عائقا يبطئ من عمل الحكومة. ومرة أخرى، حصل العدالة والتنمية وإردوغان على دعم حزب الحركة القومية ورئيسه دولت بهشلي لإجراء استفتاء على تعديل الدستور للانتقال إلى النظام الرئاسي أجرى في 16 أبريل (نيسان) 2017 لتفتح صفحة جديدة في تاريخ تركيا يمكن تسميتها بـ«الجمهورية الثانية»، حيث ستكون السلطة التنفيذية في يد شخص واحد، هو رئيس الجمهورية، والتي تتوافق، بحسب الكاتب التركي، مع الواقع السائد في السياسة العالمية بوجود «الرجل القوي» على رأس الحكم، لكنه اعتبر أن الوقت وحده هو الذي سيكشف عما إذا كان النظام الجديد في صالح تركيا وشعبها أم لا.

 

بريطانيا: استقالة 3 وزراء في 24 ساعة... وماي تواجه تمرداً محتملاً من حزبها وجونسون شبّه علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي بـ«المستعمرة» في ظل خطط {بريكست} الحالية

لندن: «الشرق الأوسط/10 تموز/18»/بدت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، في موقع قوة الجمعة، بعد أن نجحت في توحيد أعضاء حكومتها المنقسمة وراء خطتها لـ«بريكست»، عقب جولة مفاوضات ماراثونية. ولكن لم تمر 48 ساعة على احتفاء أنصارها بانتهاء فترة الجدل حول استراتيجية حكومة ماي حول «بريكست»، حتى توالت الاستقالات في صفوف وزرائها. وفي ظرف 24 ساعة، قبل مكتب ماي في «داونينغ ستريت» استقالات 3 وزراء، كان وزير شؤون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفس أولهم، ورافقه وزير دولة في وزارته ستيف بايكر، فيما شكلت استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون الضربة الأقوى لماي. كما تداولت وسائل الإعلام البريطانية أنباء متضاربة حول استقالة وسويلا برايفرمان، وزيرة الدولة في وزارة «بريكست». وفي حين سارعت ماي بتعيين خليفة لديفيس، هو وزير الإسكان السابق دومينيك راب، ذو الـ44 عاماً، وتأكيدها أن استقالة جونسون لن تضعف موقف حكومتها من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن مصادر في حزب المحافظين حذروا من تحرك لعزل رئيسة الحكومة عبر تصويت في البرلمان لسحب الثقة. غير أن أنصار ماي يرون أنها ستفوز في هذا التصويت، حيث لا يبدو أن هناك حالياً من بإمكانه جمع المحافظين حول موقف مشترك. لكن إذا خسرت التصويت، فإن بوريس جونسون سيكون أحد المرشحين لخلافتها. وفي هذه الأثناء، أعلنت رئاسة الحكومة أنه سيتم سريعاً إعلان اسم خليفة جونسون في الخارجية. وهاجم وزير الخارجية المستقيل، الذي كثيراً ما انتقد ماي علانية، خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، وأعرب عن مخاوفه من أن حلم خروج بلاده من الكتلة «يموت». وغرد جونسون على موقع «تويتر»، قائلاً إنه «يشعر بالفخر لأنه عمل وزيراً للخارجية»، وإنه تنحى من منصبه «وهو يشعر بالحزن»، كما نشر نسخة من خطاب استقالته.

وكتب جونسون في خطاب الاستقالة أن «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا بد أن يتعلق بالفرص والأمل»، وأضاف أنه «لابد أن تكون هناك فرصة لإنجاز الأمور بشكل مختلف، وأن نكون أكثر سرعة وديناميكية، وأن نعظم الامتيازات الخاصة لبريطانيا، في ظل اقتصاد عالمي منفتح ويتطلع للخارج»، وذكر أن «حلم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يموت ويختنق بسبب شكوك في الذات ليس لها داع»، مضيفاً أنه في ظل خطة ماي، فإن بريطانيا «تتجه إلى وضعية مستعمرة». ومباشرة بعد إعلان استقالة جونسون، توجهت ماي إلى مجلس النواب لعرض خطتها التي تم اعتمادها مساء الجمعة في مقر الإقامة الريفي للحكومة، الواقع على بعد 70 كلم شمال غربي لندن، وقالت: «نحن على خلاف بشأن الطريقة الفضلى لتنفيذ تعهدنا المشترك بتفعيل نتيجة استفتاء» يونيو (حزيران) 2016، الذي أيد فيه 52 في المائة من البريطانيين خروج المملكة من الاتحاد، ودافعت عن استراتيجيتها التي قالت إنها «الأفضل لمستقبل البلاد».

وبعد أشهر من الانقسامات في صفوف الأغلبية المحافظة بشأن مستقبل العلاقات بين لندن وبروكسل، كانت ماي تعتقد أنها توصلت إلى توافق، وبات بإمكانها أن تدافع بحرية عن خطتها في بروكسل «لكن وهم الوحدة لم يدم سوى 48 ساعة»، بحسب تصريحات زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن أمام البرلمان. وانتقد كوربن عامين من المماطلة و«الفرص الضائعة»، وحذر من أن «مستقبل الوظائف والاستثمارات في خطر»، داعياً الحكومة إلى التحرك أو «الرحيل»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وفي حين طرح متابعو الشأن البريطاني أسماء المرشحين المحتملين لخلافة جونسون، لم تتأخر ماي في تعيين خليفة لديفيس. وستحمل دومينيك راب، النائب المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي، عبء تمثيل المملكة المتحدة في مفاوضات خروجها من التكتل، ومواجهة القادة الأوروبيين الذين ملوا من مماطلة الحكومة البريطانية حول توجهات «بريكست» لتسعة أشهر. وأكدت المفوضية الأوروبية أمس أن هذه الاستقالة لا تشكل بالنسبة إليها مشكلة للمفاوضات. وصرّح المتحدث باسم المفوضية، مرغريتيس سخيناس، قبل استقالة جونسون: «سنواصل التفاوض بنية حسنة مع رئيسة الوزراء (تيريزا) ماي والمفاوضين البريطانيين». كما استقال وزير الدولة لـ«بريكست»، ستيف بايكر، احتجاجاً على خطة ماي التي أعلن عنها مساء الجمعة، والتي تنص على إقامة منطقة تبادل حر، واتحاد جمركي جديد مع باقي الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف استمرار التجارة مع القارة الأوروبية من دون مشكلات. ورحبت أوساط الاقتصاد والمال من جهتها بمشروع ماي، ورأت أنه يتضمن منعطفاً طفيفاً نحو «بريكست ناعم» يلبي رغباتهم، لكن الأسواق البريطانية بدت قلقة إثر استقالة جونسون خشية سقوط الحكومة، ما يؤدي إلى تراجع الجنيه الإسترليني.

 

تركيا تغازل إيران بتظاهرة مؤيدة للحوثيين وتفجر غضباً واسعاً والمغردون دعوا إلى مواجهة "الصلف العثمنلي"

السياسة/10 تموز/18/أثارت تظاهرة في تركيا مؤيدة للمتمردين الحوثيين ومعادية للسعودية، حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، من هذا التحرك الذي رأى كثيرون أنه ما كان ليحدث إلا بموافقة السلطات التركية. وذكرت مواقع الكترونية عدة، إن هذا أول تحرك من نوعه على الأراضي التركية، بعد أن كانت أنقرة دفعت بإعلامها الرسمي لتعزيز حملات الأذرع الإعلامية المناهضة للسعودية وحلفائها في المنطقة. وتحكم السلطات في تركيا بقبضة أمنية صارمة لا تدع للمتابعين مجالًا للشك في أن أي تحرك أو احتجاج لا يمكن أن يحدث على الأراضي التركية دون ضوء أخضر سياسي من أنقرة. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو وصورًا من التظاهرة، التي ذكرت وسائل إعلام محلية، إنها أقيمت أمام القنصلية السعودية في إسطنبول. وكتب الأمير السعودي سطام بن خالد: “أتراك يدعمون الحوثي في م ظاهرة أمام سفارة المملكة بأنقرة”، مؤكدا أن “إيران وقطر وتركيا وجماعة “الاخوان” و”حزب الله” و”الحشد الشعبي” والنظام السوري والمتمردون الحوثيون، عملة واحدة”. وغرد حساب باسم “منشق عن أنصار الله” قائلاً: “التظاهرة في تركيا لصالح مليشيات الحوثي ذات رسالة واضحة، تتبلور عن تغيير السياسة التركية نحو إيران ومليشياتها وتغازلهم مغازلة علنية بعد ان كانت متعة”. وقال الكاتب الصحافي وأستاذ العلاقات الدولية عبدالله المدني: “تظاهرة مؤيدة للحوثي في تركيا الأردوغانية تساوي بين إسرائيل والسعودية، فإلى متى صمت دول الحزم تجاه هذا الصلف العثمنلي؟”. ورأى حساب باسم “الوطني، أن “تركيا تشن حربًا كيدية ضد السعودية، بدعم تظاهرات دعمًا لقطر وإيران، اليوم اخواني السعوديين نبي نقلق راحتهم، اوقفوا ارهاب اردوغان بحق الكرد، ادعموا الحق الكردي ضد الطاغيه قرذوقان، سجون تركيا تحتضن الاف الاطفال والنساء والعجزة، لاتنسوا ابادة الارمن، تركيا دولة ارهاب”. واعتبر حساب باسم “لبنان حر”، أن التظاهرات تؤكد التحالف التركي الإيراني ضد العرب، وغرد قائلاً: “أن يتم رفع صور الارهابيين المجرمين قتلة المسلمين في اسطنبول، وبتصريح من السلطات التركية، يؤكد التحالف التركي – الإيراني الإرهابي ضد العرب”، وأضاف “قردوغان تركي مع إيران يداً بيد ضد العرب”. واستهجن المغرد عيسى اليزيدي التظاهرة، قائلاً: “إلى الإخوان، إلى مطبلي أردوغان أليس الحوثي شاتم صحابة الرسول،أليس الحوثي قاذف زوجات النبي، أليس الحوثي هادمإ للمساجد، اقرأوا ملازم الهالك حسين الحوثي، وتركيا رخصت تظاهرة تأييد للحوثي، أنا على يقين انكم شاهدتوها او اخبرتم بها بحكم اقامتكم في تركيا فلا تبعد عنكم الا خطوات”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هدنة «التيار» و«القوات» تُبقي التأليف في المربّع الأول

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 11 تموز 2018

ليس من المتوقع أن تترجم استراحة المحارب بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» الى اتّفاق الحل الوسط على تأليف الحكومة، فالمواقف من التأليف لا تزال على حالها، وهي لا تؤشر الى إمكان ولادة حكومة سريعاً. من زاوية «القوات اللبنانية»، سرت الهدنة الإعلامية لكن ليست هناك أوهام كبيرة بإمكان إحياء «تفاهم معراب»، وذلك على رغم إحياء قنوات التواصل. وتؤكد مصادر «القوات» ابداء الايجابية بخصوص الهدنة والالتزام بها، لكنها تشير الى انّ الموقف من تأليف الحكومة لا يزال على حاله، وموقف «القوات» ثابت في المطالبة بالحجم الذي تستحق، والذي ستناله مهما طال امد التأليف، لأن لا حكومة من دون مشاركة «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، لأسباب داخلية اولاً وعربية ودولية تتقاطع مع الأسباب الداخلية وتصبّ في خانة دعم الرئيس المكلف لإقامة توازن داخل الحكومة، يمنع جنوح الكفّة لمصلحة «حزب الله» وحلفائه. وفي الوقت الذي تبدي المصادر كل الإيجابية في الاستمرار بالهدنة وإعادة اطلاق الحوار حول الاسباب التي أدّت الى ما ادّت اليه في العلاقة بين «القوات» و«التيار»، تشدّد على متانة موقف الرئيس سعد الحريري الذي لن يقدّم أيّ تنازل في ما يتعلق بحصته. وتشير المصادر الى انّ الحريري رفض طلب باسيل تقديم تشكيلة أمر واقع، تُمثَّل «القوات» فيها بثلاثة وزراء، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بوزيرين، وهو لن يقدّم هذه التشكيلة أو أيّ صيغة أخرى تحقق مطلب باسيل في تحجيم حصة «القوات»، وفي الدخول على التمثيل الدرزي وضرب تمثيل جنبلاط، وبالتالي لن تؤلّف حكومة من دون «القوات» و«الاشتراكي» ولو طال أمدُ التأليف.

في المقلب الآخر، تشير اوساط قريبة من «التيار الوطني الحر» الى بقاء الامور على ما هي عليه، وتكرّر تحييد الحريري عن النزاع الدائر حول تأليف الحكومة، وترمي كرة التعطيل عند «القوات» وجنبلاط، اللذين يستندان الى دعم سعودي واضح، والى ضمانات أُعطيت لهما بأنّ الحريري لن يؤلف الحكومة الّا بشروطهما. وتتساءل اوساط التيار عن سرّ هذه الثقة بالنفس التي يبديها الطرفان بأن لا حكومة من دونهما، وتقول: «أيام كانا يمتلكان السلاح لم يكونا على هذه الثقة المفرطة بالنفس، وبالتالي نحن على اقتناع بأنّ هذا التعطيل الذي يمارَس في تأليف الحكومة تدعمه السعودية كلياً، وهي التي ترعى عملية التأليف من بعيد، لكنّ الأمر بات ظاهراً ولا يحتاج الى أدلّة». وتعتقد اوساط التيار أنّ الحريري «لن يتمكّن السير الى ما لا نهاية في مراعاة مطالب «القوات» و«الاشتراكي»، وتكشف انه «قطع وعداً» لرئيس الجمهورية بأن لا تطول عملية التأليف، وتقول إنّ اللقاء الأخير بين الحريري والوزير جبران باسيل في باريس «كان اكثر من جيد»، وانّ باسيل قبل سفره وبعد عودته ما زال يؤكد «أنّ الحريري من موقعه كرئيس مكلف لن يكون في النهاية في مواجهة رئيس الجمهورية، ولن يلتزم الى النهاية مطالب «القوات» و»الاشتراكي»، وذلك على رغم كل الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرّض لها، خصوصاً انّ «القوات» اصبحت بالنسبة الى العهد قوة سياسية معارضة، وهو يقارنها في مفاوضاته مع الرئيس المكلف بالمعارضة السنّية التي يرفض الحريري تمثيلها». في كل الحالات تسير عملية التأليف في حقل ألغام العقدتين الواضحتين، فيما لا شيء مؤكداً أنّ العقدة الكامنة المتعلقة بالتمثيل السنّي، او تمثيل ما يُسمّى المعارضة السنّية لن تظهر بعد ايجاد حلّ للعقدتين، فالمعلومات تشير الى أنّ «حزب الله» مصمّم على أن يتمثل حلفاؤه السنّة سواءٌ من حصة رئيس الجمهورية، أو بنحو مستقل، وهذا التمثيل لن يكون إلّا في اللحظات الأخيرة إذا ما نضجت التشكيلة الوزارية، وهنا يجب تتبّع عملية إسقاط الأسماء على الحقائب والحصص لمعرفة ما يخطّط الحزب للتمثيل السنّي في اللحظة الاخيرة.

 

«حزب الله» و«القوات»... «ديو» مُقنَّع!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الأربعاء 11 تموز 2018

مرّتان فقط بلغت التكهّنات في شأن مآل العلاقة بين «القوات اللبنانية» و»حزب الله» ذروتها، يوم قرّر الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في كانون الأول من العام المنصرم ذكر «القوات» بالإسم عبر الإشارة الى «أنها قوة سياسية وأساسية في البلد لها تمثيلها وناسها وقواعدها».

كان العماد ميشال عون قد انتخب رئيساً للجمهورية بدفع مصالحة قواتية - عونية وتقارب مسيحي «باركه» «حزب الله» وأّيّده، فيما العدّ العكسي للانتخابات النيابية كان قد بدأ. الاشارة الثانية الملفتة تأكيد نصرالله خلال إحياء ذكرى «عيد المقاومة والتحرير» في 25 أيار الماضي تصميمه على «خوض معركة وطنية شاملة في مواجهة الفساد وليس مواجهة حزبية فقط أو مذهبية»، قائلاً «قد نختلف مع بعض الأفرقاء إستراتيجياً، لكن لا شيء يمنع من التعاون معهم في مكافحة الفساد». سريعاً رُصدت رسالة واضحة من «الحزب» في اتّجاه «القوات» وحزب الكتائب الفريقين المسيحيين اللذين يختلفان إستراتيجياً معه، لكنهما يضعان شعارات مكافحة الفساد ضمن أولوياتهما. قبل ذلك وبعده، لم يطرأ على العلاقة الثنائية بين «القوات» و«حزب الله» ما يغيّر من «كلاسيكيّتها». حتّى في عزّ الحديث عن تقارب «الأمر الواقع» الذي فرضته مفاوضات تأليف الحكومة لجهة عدم ممانعة الحزب في أن تأخذ «القوات» حصتها «المنطقية» في حكومة العهد الثانية، ورفض عزلها، والإيحاء بعدم وجود أيّ «فيتو» على تسلّم وزير قواتي حقيبة سيادية، بما في ذلك وزارة الدفاع، أو تسلّم موقع نائب رئيس الحكومة، لم يطرأ تطوّر، ولو «شكلي»، على العلاقة يؤشّر الى تغيير سلبي أو إيجابي. الأدق القول، ومقارنةً بالحقبات السابقة، هي مرحلة المهادنة والاستيعاب المتبادل بإمتياز، ربما لمصلحة «حزب الله» نفسه في المرحلة الراهنة بوجود فريق مسيحي يتعاطى بندّية مع «فريق العهد» المسيحي. حين طَالب نصرالله بـ«وحدة المعايير» في التمثيل بالحكومة قَصَد تحديداً الرئيس سعد الحريري، «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» معاً. لم يتبنَ الحرب «الباسيلية» المعلنة على مَن يحاول «نيل حصة أكبر من حجمه والتلاعب بالمعايير». أخذ مسافة من العقد الوزارية مفضِّلاً التحذير من «الإدارة» الحالية لعملية التأليف، ولم يطرح نفسه طرفاً لمصلحة «التيار» في مواجهة «القوات».

جعجع، كان ولا يزال، يمنّي النفس بتقارب مع الحزب يعمل من أجله بصمتٍ وتأنٍ كمَن يحوك سجادة إيرانية. «حزب الله»، بنوابه ووزرائه، تفاعَل مع «الحالة القواتية» في السلطة بالحدّ المطلوب والمسموح من دون إشتباك مباشر.

كادت الأمور فعلاً أن تصل الى حالة تصالحية، أقلّه في الشكل، تجعل من الفريقين أقرب بعضهما الى بعض في ظلّ إستياء «حزب الله» من بعض ممارسات وزراء «التيار الوطني الحر» في الحكومة الحالية، وعلامات إستفهام حول أداء الوزير جبران باسيل وإجتهاداته، في مقابل ثناء على «بروفيل» وإنتاجيّة وزراء «القوات». لا شيءَ في السياسة على شاكلة «ما في نوى». حتى بعد محنة إستقالة الحريري من الرياض، والتي أعادت عقاربَ علاقة «الحزب» و«القوات» الى الوراء لجهة إحياء معراب سياسة المحاور بتبنيها «المشهد» السعودي للاستقالة، بقي خيطُ التواصل الرفيع قائماً و«منتجاً» في كثير من الأحيان، ومداولات جلسات مجلس الوزراء شاهدة على ذلك. تجربة التعاون تحت سقف حكومة الحريري الثانية ساهمت بالتأكيد في كسر مزيد من الجدران بين الحزبين، لكن ليس الى حدّ الحديث عن «تفاهم» سبق لجعجع أن لمّح الى رغبته في حصوله بعد خروجه من لقاء مع رئيس الجمهورية في كانون الأول الماضي.

تحدّث جعجع دوماً عن «عدم صدقيّة السيد حسن نصرالله في تبنّي ترشيح «الجنرال» وإلّا لكان ضغط على سليمان فرنجية للانسحاب»! رهان آخر خاسر لرئيس حزب «القوات»، لكن في تقدير قواتيّين «دعم الحزب للعهد، بما في ذلك أداء الفريق السياسي التابع له، لن يطول إذا إستمرت الممارساتُ نفسها. نحن رفعنا الصوت، و«حزب الله» قد لا يتردّد في فعل ذلك، خصوصاً أنّ الشعار الاول له في الحكومة المقبلة هو محاربة الفساد».

في الأشهر الأولى للحكومة لحقَ جعجع الحريري في تبنّي نظرية فصل المسارات بين المسائل الخلافية مع «حزب الله» في شأن سلاحه والقتال في سوريا و«الجرود» عن مسار الملفات الداخلية. أُعجِب «الحكيم» بالتجربة لكنها إنتهت عملياً بكباش مباشر بين الوزراء «العونيّين» و«القواتيّين» وجد فيه الحزب نفسه أقرب الى تبنّي وجهة نظر معراب في أكثر من ملف بينها التعيينات وآليتها وقضية إستئجار البواخر العائمة. في آلية التعيينات التي دار في شأنها جدل بيزنطي داخل الحكومة لم يتردّد الوزيران حسين الحاج حسن ومحمد فنيش في تذكير كل من الحريري وباسيل «أنها إحدى أدوات التغيير والإصلاح»، بعد ظهور ميل الأخيرين الى الاستغناء عنها في التوظيف! في سياق آخر، ووسط «التحرير» التدريجي لجرود عرسال وبعلبك والقاع صيف العام الفائت، ومساهمة «حزب الله» المباشرة فيه (لجهة عرسال) لم يكن أمراً عادياً إعتكافُ جعجع عن عقد أيِّ مؤتمر صحافي لمهاجمة «تهوّر» «حزب الله». عملياً، أثنى «الحكيم» على «الغاية» متغاضياً عن «الوسيلة»: جرود عرسال إرتاحت وهذا المهمّ!

في إنتخابات بعلبك - الهرمل تفهّم «حزب الله» تماماً دواعي معركة المقعد المسيحي لـ«القوات». ما لم يتفهّمه تأليف لائحة عونيّة أخذت من درب لائحة حركة «أمل» - «حزب الله»، وكان يمكن عدم وجودها أن يرفع حاصل اللائحة الى 9، خصوصاً أنه لم يكن هناك أيُّ أمل في الفوز بأيِّ مقعد. الحزب أصلاً من المباركين الاوائل لقانون «كسر الاحتكارات» وتحويل «المحادل» دراجاتٍ هوائية! الملفت أخذ الحزب بجدّية وبنوع من التقدير نسبة التصويت المسيحي التي بلغت 14 الفاً (التصويت الماروني تخطى 60%)، من بينها نحو 900 صوت شيعي لمصلحة المرشح طوني حبشي الذي تمكّن أيضاً من جذب «البلوك» الكاثوليكي للتصويت لمرشح ماروني. شهادة «التقدير» الأهم هي تجنّب «القوات» إعتماد الخطاب الطائفي والتحريضي في معاركها ضمن الدوائر المعنيّة بها، بعكس باسيل تماماً. تقاطع آخر ملفت جداً ترجم من خلال الصمت المعبّر لـ«القوات» حتى الان من دخول «حزب الله» ميدانياً على خط المساهمة في تأمين العودة الطوعية للنازحين السوريين وتشكيل لجان حزبية لهذه الغاية. لا بيانات إستنكار ولا هجوم مركّز على الحزب الذي يبدو كمن يقول للحكومة الرافضة للتنسيق مع النظام السوي «الامر لي». قنبلة النازحين تشكّل عملياً نقطة إلتقاء نادرة بين «التيار» و«القوات» و«حزب الله» تحت عنوان العودة الفورية.

 

لمَن سيكون «الفيتو الطائفي» في الحكومة؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 11 تموز 2018

لا يمكن أحدٌ أن يتجاهل الواقع: في التأليف الحكومي هناك أقوياء قادرون على فرض القرار في الحكومة المنتظرة، وضعفاء يحاولون أن يكون لهم الحدّ الأدنى من الشراكة في القرار. وفي عبارة أكثر دقّة، يحاول الضعفاء تعويض عجزهم عن فرض القرار بأن يكون لهم حقّ «الفيتو»، أي القدرة على التعطيل.

هناك 4 بيئات طائفية ومذهبية تتنازع للإمساك بالقرار أو للتعويض بتعطيل القرار أو تعطيل الحكومة بأسرها.

1 - الثنائي الشيعي الذي يمتلك كل مقومات القوة والضغط. فهو قادرعلى فرض القرار من خلال امتلاكه الغالبية سياسياً، هو والحلفاء. وهو قادر على ممارسة «الفيتو» التعطيلي السياسي من خلال امتلاكه «الثلث المعطّل» مع الحلفاء. وهو قادر على ممارسة «الفيتو التعطيلي المذهبي» من خلال سيطرته على كل التمثيل الشيعي في الحكومة، من دون خرق.

فإذا انسحب الوزراء الشيعة جميعاً من الحكومة ستصبح حكومة غير ميثاقية، من زاوية العِرف، وتالياً ستصبح في حُكم المعطَّلة. ولذلك، يشعر «الثنائي» بأنه يمتلك في آن معاً القدرة على: فرض القرار الذي يريده وتعطيل القرار الذي يرفضه وتعطيل الحكومة.

2 - الرئيس سعد الحريري لا يطمح إلى أن تكون له غالبية سياسية في مجلس الوزراء. لكنّ وزراءه، مع وزراء «التيار الوطني الحرّ» والرئيس ميشال عون، أي «وزراء تسوية 2016» يصبحون أكثر من «الثلث المعطّل».

ومن الناحية النظرية، يمكن لهؤلاء معاً أن يعطّلوا الحكومة بتطيير ثلثها زائداً واحداً، إذا شاءت الظروف ذلك. لكن هذا الأمر يبدو صعباً من الناحية السياسية، إذ ليس للحريري أن يُسقِط حكومة يريدها لاستمرار زعامته، وليس لعون والوزير جبران باسيل أن يُسقِطا الحكومة إذا كان «حزب الله» يتمسّك بها في اعتبارها حاجة استراتيجية له.

لكنّ الحريري يستطيع أن يخلق «فيتو مذهبياً سنّياً» على غرار «الفيتو» الشيعي إذا سمّى وحده وزراء الطائفة جميعاً، بحيث يمون عليهم بالانسحاب من الحكومة وتعطيلها عند الحاجة، تحت عنوان «فقدانها الميثاقية».

ولذلك، هو يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يتجنّب حصول خرقٍ في تسمية الوزراء السنّة.

3 - «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» كانا سيستطيعان خلق «فيتو» طائفياً مسيحياً، لو استطاعا تطبيق ما نصّت عليه «وثيقة معراب» (تقاسم الوزراء المسيحيين مناصفة). كما أنّ ذلك كان سيمنحهما أكثر من «الثلث المعطّل».

وفي ضوء الخلافات الحادة بين الطرفين، لا يبدو أنهما مستعدان أساساً للتلاقي حول غالبية الملفات الساخنة داخل مجلس الوزراء. كما أنهما لا يضمنان (ولو مع عون) تسمية الوزراء المسيحيين جميعاً (15 وزيراً) لضمان امتلاكهما «الفيتو الطائفي» إذا تلاقت المصالح بينهما حول ملفات معيّنة.

ولذلك، «القوات» و»التيار» وعون يمتلكون غالبية الثلث الطائفي المعطّل، ولكن افتراضياً. وربما يمتلكون القدرة على ممارسة الفيتو الطائفي إذا تمكّنوا من فرض احتكارهم للوزراء المسيحيين جميعاً... ولكن هل يتوافقون على الملفات ذات المنحى السياسي أو الطائفي؟

4 - النائب السابق وليد جنبلاط لا يمتلك أيَّ غالبية سياسية في داخل مجلس الوزراء، وهو يحاول التعويض بالوقوف في منتصف المسافة بين المتنازعين جميعاً، مذهبياً وطائفياً وسياسياً، بحيث يصبح جزءاً من الغالبية في ملفًّ معيّن وجزءاً من غالبية أخرى في ملف آخر.

لكنّ جنبلاط يعمل بقوة لامتلاك القدرة على ممارسة «الفيتو» المذهبي من خلال تسميته الوزراء الدروز الثلاثة. ولذلك، بالنسبة إليه، لا يبدو بسيطاً أن يقوم النائب طلال إرسلان بتسمية أحد هؤلاء، بالتحالف مع عون. فذلك سيؤدّي إلى خرق «السيادة الجنبلاطية» على التمثيل الدرزي في الحكومة، وسيمنع الطائفة من ممارسة الحق في «الفيتو»، أي إمكان انسحاب الوزراء الدروز جميعاً من الحكومة بهدف تعطيلها، اعتراضاً من جنبلاط على قرارات معيّنة.

إذاً، نزاع السيطرة على قرار الحكومة المنتظرة يدور بين هذه البيئات السياسية والطائفية والمذهبية الأربع. وباستثناء البيئة الشيعية التي وحَّدت تماماً خياراتها في المجلس النيابي والحكومة، تدور نزاعات شرسة داخل كل من البيئات المسيحية والسنّية والدرزية، ويستفيد منها الثنائي الشيعي لتقوية مواقعه سياسياً.

وفي معنى آخر، «الثنائي» قويٌّ بقوته الطائفية أولاً، كما أنه ينتزع قوته من داخل الطوائف الأخرى المتنازعة ثانياً. ولذلك، هو يتفرّج هادئاً على المنازعات الإنتر- طوائفية والإنتر- مذهبية في عملية تأليف الحكومة، ويترك لملائكته في الطوائف والمذاهب الأخرى أن تتكفّل بخوض المعارك بالوكالة عنه.

فالفريق الشيعي مرتاح في آن معاً إلى قدرته على امتلاك القرار واستخدام «الفيتو» الطائفي للتعطيل. واليوم، تُواجِهُ الجميع الاتهامات بالوقوف حجارة عثرة أمام تأليف الحكومة… إلّا «الثنائي». وعلى العكس، هو بدأ يعبِّر عن استيائه من مماطلة الآخرين وحساباتهم ويلوِّح بخيارات معيّنة، من داخل المجلس النيابي، إذا استمرّ التعثّر. وواضح أنه هو الذي سيكسب الرهان في النهاية.

 

الحَرَج الحريري و«الجدار الباسيلي»

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الأربعاء 11 تموز 2018

خلافاً لأيّ نصّ آخر، لا تزال العوامل الداخلية والخارجية تطغى على الاستحقاق الحكومي مؤخِّرةً إنجازَه، على رغم اعتبار البعض أنّ عملية تأليف الحكومة ما تزال في بدايتها ولم تدخل في «الوقت القاتل». إلّا أنّ العوامل الاقتصادية والمالية قد تغلب كلَّ العوامل وتفرض التأليفَ الحكومي، لأنّ البعض بدأ يدقّ ناقوس الخطر محذِّراً من أزمة ماليّة خطِرة تتهدّد لبنان بين الآن ومطلع السنة المقبلة. العوامل الخارجية، في رأي قطبٍ سياسي، لا تبدو ملموسةً وظاهرة إلى الحدّ الذي يُظهر طبيعتها، بما يُسهّل التعاملَ معها لتذليها، ولكن بعض المعنيين بالتأليف يرون أنّ هذه العوامل متأتّية من التنازع السائد بين بعض الأفرقاء الإقليميين الذين يقفون خلف الأفرقاء الداخليين الذين يستعجل بعضُهم التأليف الحكومي لِما فيه مصلحتُه السياسية ومصلحة البلد، فيما البعض الآخر لا يرى ضيراً في تأخُّرِ التأليف الى أن تسود حالٌ تمكّنه من المشاركة في الحكومة بشروط أفضل من الآن. والواقع أنّ العقَد الداخلية التي تحول دون ولادة الحكومة متعدّدة ومتنوّعة:

ـ العقدة الأولى تتمظهر في الخلاف السائد حول الحصة الوزارية المسيحية عدداً ونوعية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، إذ إنّ التيار يبالغ في الحصّة التي يريدها ويُحرج بها حلفاءَه من جهة ويَصطدم مع «القوات اللبنانية» خارجاً على «تفاهم معراب» المعقود بينهما والذي يقضي بأن تكون الحصة الوزارية المسيحية مناصَفةً بينهما. وينجم من هذا الصدام حتى الآن خسارةُ «التيار الوطني الحر» سياسياً ومعنوياً من رصيده، في مقابل ربحيةِِ تحقّقها «القوات» وناتجة من مظلومية تحيق بها من جرّاءِ إنكار «التيار الحر» حقَّها بنِصف المقاعد الوزارية المنصوص عنه في «تفاهم معراب» السرّي.

ـ العقدة الثانية أنّ «التيار الحر» يريد الاستحواز على كتلة وزارية من 11 وزيراً من ضِمنها ما سُمّي «حصة» رئيس الجمهورية، فيمتلك بذلك «الثلث المعطل» (أي الثلث زائداً واحداً) بمفرده، الأمر الذي يرفضه حلفاء التيار قبل خصومه، حتى لا يكون مصير الحكومة «تحت رحمته». والرفض نفسُه سيكون بالحدّة ذاتها إذا حاوَل أيّ فريق آخر الاستحواز على هذا «الثلث المعطل» بمفرده. ـ العقدة الثالثة، تتمثّل في رغبةِ الرئيس المكلّف سعد الحريري الاستحواز على الحصّة الوزارية السنّية (6 وزراء) كاملةً تحت عنوان أنه يمثّل الغالبية السنّية الساحقة، مع انفتاحه على أن يسمّي رئيس الجمهورية أحدَ الوزراء السنّة في مقابل أن يسمّي الحريري وزيراً مسيحياً يكون ضِمن حصته في المقابل. في حين أنّ الوزراء السنّة العشرة الذين لا ينتمون الى تيار «المستقبل»، وليسوا جميعاً من المنتمين الى فريق 8 آذار، يطالبون بتمثيلهم بوزيرَين أو وزير واحد على الأقل، الأمر الذي لم يقبل به الحريري حتى الآن.

ـ العقدة الرابعة تتمثّل بحصّة رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حيث إنّ كثيرين يؤيّدون مطلبَه بأن تكون له الحصّة الدرزية كاملة (3 وزراء) وأنه لا يحقّ للنائب طلال ارسلان بوزيرٍ من هؤلاء لأنّ نتيجة الانتخابات النيابية لا تعطيه هذا الحق. في حين يصرّ «التيار الوطني الحر» على توزير ارسلان أو من يمثّله، فيكون عملياً من حصّة تكتل «لبنان القوي».

ويواجه الحريري حراجةً في التعاطي مع العقدتين المسيحية والدرزية، فهو ليس بقادرٍ بعد على إحداث اختراق في «الجدار الباسيلي»، لتمكينِ حليفته «القوات اللبنانية» من حصّتها التي تطالب بها. كما أنه ليس بقادرٍ بعد على تمكين حليفه جنبلاط من المقاعد الوزارية الدرزية الثلاثة. مع العلم أنّ ثمّة من اقترَح على باسيل أن يتمّ تمثيل أرسلان بوزير مسيحي يسمّيه هو، ولكنّ هذا الأمر لم يبتّ به بعد. ويقول البعض إنّ «القوات» المتمسّكة بأن تكون حصّتها نصفَ الوزراء المسيحيين حسب «اتفاق معراب» تُبدي ليونةً إزاء إمكان القبول بأربعة وزراء فقط من دون أن يكون لها منصبُ نائب رئيس مجلس الوزراء وحقيبة سيادية، وتردّد في هذا الصدد أنّها تلقّت عرضاً بإعطائها وزاراتِ الإعلام والشؤون الاجتماعية والعمل والمهجّرين، فاحتفظت به ولم تبدِ إزاءَه قبولاً أو رفضاً بعد، في انتظار معرفة التركيبة التي سترسو عليها التشكيلة الوزارية. يُجمع كثيرون على أنّ العقَد الداخلية تتفوّق على العقَد الخارجية في تعطيل التأليف الحكومي، الى درجة أنّ الحريري خرج من زيارته رئيسَ مجلس النواب نبيه بري ليضعَ مصيرَ تأليف الحكومة في يد الأفرقاء السياسيين، فمن يؤلّف الحكومة يا ترى؟

 

أسعار الفوائد تُسقط الحلول المُقترحة لأزمة الإسكان

رنى سعرتي/جريدة الجمهورية/الأربعاء 11 تموز 2018

كان اقتراح القانون المعجل المكرّر الذي تم تقديمه الى المجلس النيابي كحلّ لأزمة الاسكان، سيكون مجدياً أكثر، لو تمّ اقراره وتطبيقه قبل أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري في تشرين الثاني الماضي، وهو التاريخ الذي أطلق شرارة ارتفاع اسعار الفوائد في لبنان.

اختلف الوضع اليوم عما كان عليه قبل 9 أشهر. إذ واصلت أسعار الفوائد الارتفاع ولو بشكل غير رسمي. هذا الوضع المستجد، يجعل الحلّ المقترح لأزمة القروض السكنية من خلال اقتراح القانون الذي قدمته كتلة المستقبل، غير مجدٍ كثيرا بالنسبة الى ذوي الدخل المتوسط والمحدود.

يحدّد اقتراح القانون المذكور، سقفاً لنسبة دعم فوائد القروض التي ستمنحها المؤسسة العامة للاسكان عبر المصارف، يبلغ 5% من مقدار هذه الفوائد. وبالتالي، وفي لغة الارقام، فان الفوائد التي قد تعتمدها المصارف في حال أطلقت قروضا سكنية مدعومة بالليرة اللبنانية، لن تقلّ عن 13 في المئة كحدّ ادنى. علما ان المصارف تعطي قروضا سكنية حاليا بالدولار فقط بفوائد لا تقلّ عن 8,5%.

من المفترض ان تعمد المصارف الى تحديد نسبة 13% كحدّ ادنى لفوائد القروض السكنية، لأنها ستربط تسعير الفائدة بسعر الفائدة المرجعية على الليرة اللبنانية BRR والمحددة اليوم بحوالي 11 في المئة + نسبة 2% ربح المصارف، لتصل الفائدة الى 13%. ولكن فعلياً، لا تملك المصارف حافزاً لاعطاء قروض سكنية بفائدة 13 في المئة، لأن حرب جذب الودائع القائمة بين المصارف اليوم، دفعت بعضها الى اعطاء فوائد تصل الى 15 و 16% على الودائع بالليرة اللبنانية، وبالتالي، فان المصارف لن تمنح قروضا سكنية بفوائد اقل من اسعار الفوائد التي تدفعها لأصحاب الودائع.

واذا ما قررت المصارف منح قروض سكنية بالليرة، فان اسعار الفوائد ستتراوح بين 13 و15%، وستستردّ دعماً من الدولة يبلغ 5%، لتصبح الفائدة النهائية على المواطن، صاحب القرض السكني، 8 في المئة بالحد الأدنى ويمكن ان تصل الى 10 في المئة او اكثر. وفي النتيجة، ستبقى هذه الفائدة بعيدة جدّا من سعر الفائدة التي كان يؤمّنها مصرف لبنان من أجل دعم القروض السكنية والتي لم تتجاوز يوماً الـ 4%!

لحود

في هذا الاطار، اوضح مدير عام المؤسسة العامة للاسكان روني لحود لـ»الجمهورية» ان المصارف تتعاطى بايجابية مع اقتراح قانون حلّ أزمة الاسكان، ولم تبدِ أي اعتراضات كما لم ترفع أي مطالب في هذا الخصوص. وقال ان الاطراف المعنيّة بآلية الحلّ المقترحة، (الدولة، مؤسسة الاسكان والمصارف) تنتظر إقرار القانون في المجلس النيابي للبدء في تطبيقه. وشرح ان تحديد سقف للدعم المحدد بنسبة 5 في المئة، يجزم بأن الدولة لن تدعم سوى 5 في المئة من الفائدة التي ستفرضها المصارف على القروض السكنية، مما قد يحث الاخيرة على عدم رفع الفوائد كثيراً وابقائها ضمن نطاقات مقبولة. كما اوضح ان تحديد سقف لنسبة الدعم يأتي في اطار الضوابط التي وضعتها الدولة وهي:

- منح القروض عبر المؤسسة العامة للاسكان لضمان توجهها لذوي الطبقة المتوسطة والفقيرة.

- تحديد نسبة الدعم لعدم فتح المجال امام التلاعب باسعار الفوائد.

وقف القروض

من جهة اخرى وحول اعلان المؤسسة العامة للإسكان مؤخرا عن وقف قبول أي طلب قرض سكني جديد حتى إشعار آخر على الرغم من ان القروض السكنية متوقفة منذ فترة، اوضح لحود: «اصدرنا هذا التعميم لحماية المواطن وتنبيهه من عدم امكانية تقديمه لطلب قرض سكني، بالاضافة الى منع اي امكانية لتلاعب بعض المصارف بطلبات القروض السابقة، عبر الغاء عدد منها واستبدالها بطلبات جديدة تلبية لمصالح زبائنها من مطورين عقاريين وغيرهم. كما اشار الى ان الاعلان عن وقف قبول أي طلب قرض سكني جديد، مقصود منه تسليط الضوء أكثر على الأزمة وقطع الشك باليقين بأن القروض السكنية المدعومة متوقفة بشكل نهائي.

بوعاصي

وفي اطار السعي للتوصل الى حل مستدام لأزمة قروض الاسكان، زار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال النائب بيار بو عاصي امس، رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه يرافقه مدير عام المؤسسة العامة للاسكان روني لحود. وأكد بو عاصي «ان هذا الاجتماع يهدف الى النظر سويا كقطاع رسمي، بصفته الوزير الوصي على المؤسسة العامة للاسكان، وكقطاع خاص متمثل برئيس جمعية المصارف في كيفية مقاربة القروض السكنية المدعومة». قال: «اتفقنا انه موضوع اجتماعي وانساني ولكن هو ايضا موضوع اقتصادي، فالركود الذي حصل منذ توقف دعم القروض الاسكانية واضح وكذلك انعكاساته على القطاعات كافة. انا كوزير وصاية من واجبي ان اطرح كل فكرة قد تساهم بالحل. فقد طلبت حصر القروض المصرفية بشروط المؤسسة العامة للاسكان كي يكون لدينا سياسة اسكانية واضحة تستهدف الشباب ذوي الدخل المحدود ونخرج من القروض المدعومة بقيمة كبيرة وقد لامس بعضها 800 الف دولار والتي ادّت الى تدهور القدرة على تمويل القروض». اضاف: «هناك شركاء يجب المرور بهم من بينهم المصارف، لذا جاءت هذه الزيارة كي تكون المصارف مساهمة معنا باعادة اطلاق عمل الاسكان والقروض المدعومة. من الاساس آمنت بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، ومنذ بداية الأزمة ركّزت على أهمية هذه الشراكة وتحديدا بين المواطن والمصرف والدولة التي يمكن بشكل او بآخر ان تدعم هذه القروض. وكان من اقتراحاتنا الاعفاء من الضرائب او خلق حوافز للمصارف». وكشف بو عاصي انه ستكون له محطات اخرى ضمن جولته المستمرة مع شركاء آخرين في مجال الاسكان «للخروج بأفضل تصوّر يكون مستداما يستمر للسنوات المقبلة، ويسمح للشباب من ذوي الدخل المحدود بتملّك منزل، كما يعزّز ثقة المصارف بهذه العملية فتكون شريكة كاملة فيها وتسمح للمهندسين وتجار البناء والقطاعات المعنية باعادة اطلاق هذه العجلة للاقتصاد اللبناني». وردا على سؤال، اشار بو عاصي الى انه لم يتم البحث باقتراح القانون المعجل المكرر التي تقدمت به كتلة المستقبل «بل بالنقاط التي نتحدث عنها منذ حصول الأزمة لدرس عناصرها بشكل جدي ومستدام وطرحها بالشكل الانسب لدعم القروض». تابع: «نحن في طور دراسة الاعفاء الضريبي للمصارف لذا اجتمعنا مع رئيس جمعيتها للأخذ برأيها، فهي مؤسسات تجارية ناجحة في لبنان واي شراكة معها تتطلب بحثا جديا. وبعد استطلاع رأيها سنواصل جولتنا على كل قطاعات الدولة المعنية كي نبني تصورا واضحا وشراكة حقيقية». ختم بو عاصي: «يهمنا النتيجة وليس من قدم اولا اقتراح قانون او حل، فهدفنا الاساسي حصول المواطن على قرض لشراء شقة سكنية وقيام سياسة اجتماعية واسكانية صلبة ومستدامة وناجحة في لبنان».

 

جريمة تلوث البحر في لبنان

رندة تقي الدين/الحياة/11 تموز/18

صيف لبنان مناسبة لاختبار مأساة مصير بحره من التلوث. تعوّد الشعب اللبناني على إلقاء اللوم على المسوؤلين السياسيين وفشلهم وفسادهم، ولكن كارثة البحر البيئية في لبنان ليست وحدها مسوؤلية السياسيين. صحيح أن معالجة النفايات وإنشاء مصانع لهذه المعالجة هي أساسية ومن مسوؤلية طبقة سياسية فشلت حتى الآن في القيام بأدنى جهد لحل هذه المشكلة، ولكن الشعب اللبناني مسوؤل أيضاً عن الكارثة البيئية التي تجعل من شاطئه من الشمال إلى الجنوب بحراً ملوثاً يقتل السياحة وصيد السمك وكل ما يفيد مدن شاطئ المتوسط . فكم هو محزن أن يرى زائر لبنان مواطنين يلقون في البحر بزجاجات المياه الفارغة، وكم هو مثير للتقزز مشهد المتنزهين على شاطئ البحر الذين يلقون بنفاياتهم في بحر هو كنز تجب حمايته والحفاظ عليه. اللبنانيون الذين لديهم إمكانات مالية يذهبون إلى شواطىء مجاورة في قبرص واليونان وتركيا حيث يحافظ الشعب والدولة على شواطئهم. فما ينقص أن يكون بحر لبنان جاذباً؟ كما هي الشواطئ التركية أو الجزر اليونانية حيث مياه البحر تمثل ثروة سياحية لا مثيل لها. ولكن لبنان أضاع هذه الفرصة ليس فقط بسبب أوضاع سياسية غير مستقرة وطبقة سياسية فاشلة، بل لأن جزءاً من الشعب اللبناني لا يعي أنه مسوؤل عن هدر كنز سياحي وحيوي وأن المساهمة في تلوث البحر جريمة بحق الشعب اللبناني. إن الأخبار عن وجود مواشٍ من بقر أو غيرها في مياه البحر مزرية. وكم هو مؤلم أن أصحاب المطاعم على شاطئ البحر يلقون بنفايات مطاعمهم في البحر. حتى أن سيدة لبنانية تسبح في البحر أمام منزلها اضطرت يوماً إلى جمع أصحاب هؤلاء المطاعم لتنبيههم إلى ما يرتكبون من جريمة بيئية في تلويث مياه يقال عنها إنها أنظف ما يوجد في لبنان حتى إشعار آخر.

لا شك في أن خطر البحر الملوث هو كبير على صحة من يسبح في مياهه. وعلى رغم هذا التلوث وكل الأخبار عن خطورة السباحة في لبنان على الصحة، فالمنتجعات والنوادي البحرية مليئة بمواطنين متعطشين للسباحة في البحر على رغم التحذيرات، لأنهم تعوّدوا على المجازفة. وعلى الحكومة الجديدة أن تضع في أولوياتها معالجة النفايات وعدم السماح برميها في البحر، وعليها أيضاً أن تضع برامج تعليمية إجبارية في المدارس منذ الصفوف الابتدائية، لتعليم الأولاد حماية بحرهم والحفاظ عليه، على ألا يكون مكباً لنفاياتهم. حماية البحر في لبنان يجب أن تكون أولوية أولاً للبنانيين ثم للشواطئ المجاورة التي قد تنتقل إليها نفايات لبنان. ولكن من سوء حظ البحر المــــتوسط، الذي يعتبر مهداً لحضارات عديدة، أنه يحتاج وفق عدد من علماء البيئة إلى ٨٠ عاماً لتجديد مياهه. ويقول أحدهم إن طبيعته الجغرافية تلعب دوراً أساسياً في استمرار التلوث إذ إنه يكاد يكون مغلقاً، حيث يتصل من خاصرته الشرقية بالبحر الأحمر الذي هو أكثر انغلاقاً وغرباً بالمحيط الأطلسي من مضيق جبل طارق. وتقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة تشير إلى عبور أكثر من ٢٠٠٠ سفينة منها ٣٠٠ ناقلة نفط في مياهه، وقد رمت فيها أكثر من مليون طن من النفط الخام وأيضاً مئة طن من المــبيدات العضـــوية. البحر المتوسط مريض بيــــئياً ولكن ذروة تلوثه في شواطئ لبنان حيث لا يــــبالي سكان المدن على الشاطئ بحماية البحر. إن مسوؤلية الشعب اللبناني أن يعي مسوؤليته في مكافحة تلويث شاطئه، كما أن على الحكومة والمسؤولين أن يجعلوا أولويتهم تنظيف البحر ومعالجة النفايات ليس في مكبات تذهب إلى البحر بل بمصانع تحويلية لهذه النفايات. فهذا التحدي البيئي هــو في خضم حياة كل لبنان.

 

البلد بين "أخبار صغيرة" تتوالد لتتحوَّل إلى أزمات كبيرة

الهام فريحة/الأنوار/11 تموز/18

مجرَّد "أخبار صغيرة" بدأت تحلُّ محلَّ "الأخبار الكبيرة" لكنَّها تكبر ككرة الثلج ويُخشى أن تتسبب بأزمة لا تُحمَد عقباها. فإذا كانت الأزمة السياسية تشغل طبقة من السياسيين، فإنَّ الأزمات الإقتصادية والإجتماعية، التي هي "أخبار صغيرة" بدأت تكبر لتشكل مخاطر حقيقية.

من هذه الأخبار: باشر عدد من المصارف والمؤسسات المالية صرف عدد من الموظفين لديه، وقد تجاوز العدد المئتي موظف. حددت وزارة الطاقة تسعيرة الـ 5 "أمبير" عن شهر حزيران بمئة ألف ليرة، لكن الفاتورة جاءت 150 ألف ليرة بتواطؤ بين أصحاب المولدات وبعض رؤساء البلديات (وبعضهم هم أصحاب المولدات أو شركاء لأصحاب المولدات)، من دون أن تحرك وزارة الإقتصاد أو مصلحة حماية المستهلك ساكناً، وفي غياب لوزارة الداخلية، إلا إذا كانت البيانات الصحافية هي الإجراءات. 30 في المئة من اللبنانيين الذين كانوا يخططون للزواج هذا الصيف، أرجأوا المواعيد وألغوا حفلات الزفاف بعد قرار وقف القروض العقارية السكنية المدعومة من المؤسسة العامة للإسكان والتي تساهم في تخفيض نسبة الفوائد على القروض. أساتذة أصبحوا خارج مدارسهم بعدما تخلت عنهم إداراتهم، وطلاب قد يصبحون خارج صفوفهم لأن أهلهم غير قادرين على تحمل الزيادات في الأقساط المدرسية. هذه "الأخبار الصغيرة" لم تعد صغيرة، لأنَّها تكبر ككرة الثلج وتصيب شريحة واسعة من اللبنانيين ولا سيما جيل الشباب منهم، وهذه الأخبار تكبر وتتوسع لتشكِّل معاناة حقيقية سواء للأبناء أو للأهل، ما يجعل القول منطقياً إنَّ البلد دخل في "أزمة مجتمع"، فتصير الأزمة الحكومية "خبراً صغيراً" حيال ما يعانيه المواطن، لكن الأزمة الحقيقية أنَّ لا معالجات قبل معالجة الأزمة الحكومية. وقد بدأ المسؤولون يرفعون الصوت رويداً، ولكن مَن يكلِّمون؟ أليسوا هم المسؤولين؟ الرئيس نبيه بري يعتبر أنَّ البلد يسير على حافة الكارثة، والوضع الإقتصادي يزداد سوءاً، وصار أشبَه بقنبلة موقوتة، إن لم يتم تداركه سريعاً سيسقط، وانفجار هذه القنبلة سيكون مُكلفاً جداً. السؤال: هل يُقدِم رئيس السلطة التشريعية على تحريك مجلس النواب بالدعوة إلى جلسة عامة لانتخاب اللجان النيابية ثم لتحريك العمل التشريعي؟ وهل يُقدم على جلسة ثانية تكون للمناقشة العامة وتُنقل مباشرة وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم؟ إذا دعا إلى جلسة انتخاب اللجان يكون قد نفَّذ ما أرجأه منذ خمسين يوماً، وإذا دعا إلى جلسة مناقشة، تكون سابقة في الحياة البرلمانية في لبنان، فهل يدخل البلد في هذا النفق، من ضمن الأنفاق التي هو فيها؟

التطورات في البلد مفتوحة على كل الإحتمالات.

 

نَحرُ السُنَّة وانتحَارُهم في لبنان/الأوقاف الإسلامية هي الأغنى وتصل إلى مطار اللدّ!

أحمد عدنان /نقلاً عن موقع الصوت/10 تموز/18

https://alsawt.org/%D9%86%D9%8E%D8%AD%D8%B1%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8F%D9%86%D9%91%D9%8E%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D9%8E%D8%A7%D8%B1%D9%8F%D9%87%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A3/

في آب/ أغسطس ٦٣٥، فتح المسلمون بيروت في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، وكانت أطلالا، فرممها وحصنها بالقلاع قائد الجيش ووالي دمشق معاوية بن أبي سفيان، وحولها قاعدة عسكرية تصد هجمات الروم، وتنطلق منها حملات المسلمين البحرية، ونضرب المثل بفتح قبرص الذي انطلق من قاعدة بيروت، ولا يدري أحد لولا رؤية معاوية وقراراته ما كان مصير بيروت.

في عهد المسلمين الأوائل كانت بيروت ملحقة بدمشق، وحين جاء الصليبيون ألحقوها بمملكة بيت المقدس، وكان الدور التجاري والسياسي الذي أدته لاحقا في الأساس لمدينة عكا ثم حيفا.

بيروت الفسيفسائية المتمسكة بعُمقها السُنّي

ورغم تركيبتها الفسيفسائية، تمسكت بيروت تاريخياً بالعمق السُنّي هويةً وثقافةً، فكما أن مصر هبة النيل، يمكن القول إن بيروت هبة السُنَّة، إذ ارتبط صعودها وإحياؤها بمبادرات سُنية أهمها تأسيس الصحف وإطلاق جمعيات المجتمع المدني، حتى منطقة الأوزاعي ذات الغالبية الشيعية اليوم، تعود تسميتها إلى فقيه سني كبير، ولا يُنسى فضل تأسيس الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية في قيامة بيروت، بحيث شكلت الجامعتان نقطة استقطاب للشباب الصاعد في لبنان وبلاد الشام وبعض العرب.

ويمكن تقسيم حقبة الدولة العثمانية مرحلتين، الأولى مرحلة الدولة الجامعة، حين كانت الخلافة أو السلطنة لكل رعاياها أو مواطنيها، والثانية مرحلة الدولة التركية العنصرية، والتي تحولت فيها الدولة للترك دون غيرهم. وفي كتاب سمير قصير "تاريخ بيروت" نلمس عرفانا ظاهرا منه للعثمانيين في مرحلتهم الأولى، موثقا إنجازاتهم في بيروت وفضلهم عليها.

تاريخان كَتبا لبيروت ريادة متوسطية، الأول تأسيس نظام المتصرفية عام ١٨٦٠ نتيجة الحروب الأهلية في جبل لبنان، ونجم عن ذلك لجوء نخبة الجبل – الذي كان أكثر تمدناً بحكم الرعايات الأجنبية – إلى بيروت كمدينة عثمانية آمنة ومنفتحة، وشهدت تلك المرحلة احتضان بيروت للقنصليات والسفارات، وتبعت ذلك نهضة سياسية بيروتية تتويجا لنهضتين اقتصادية وثقافية، وكان العنوان العريض لتلك المرحلة إنشاء العثمانيين ولاية بيروت التي ضمت أجزاء من شمال لبنان امتدادا إلى الساحل السوري وجبال العلويين، وضمت كذلك صيدا وجنوب لبنان الراهن والجليل الفلسطيني – ومن ضمنه عكا – مع لسان جغرافي يصل إلى نابلس.

أما التاريخ او الحدث الثاني، فيكمن في نهاية الحرب العالمية الأولى، التي تلت إعلان وعد بلفور عام 1917، وقد أشار إلى أن ارض فلسطين ستشهد مآسي وكوارث، ومن نتائج ذلك هجرة النخب التجارية الفلسطينية إلى بيروت، وأيضا أفول الأثر التجاري لميناء حيفا لمصلحة بيروت.

تميّز سُنّة بيروت ولبنان

أخذت بيروت من السُنّة مجدها وأعطتهم تميزهم، وبما أن بيروت هي قلب لبنان قولا وفعلا، فقد ضخت الدماء المتوسطية والمدينية إلى الأطراف، شمالا وجنوبا وبقاعا، وهذا ما ميز بيروت عن وجاهة طرابلس ووجاهة صيدا. وفرادة بيروت أضفت طابعا خاصا على سُنة لبنان، فلم يقعوا في فخاخ الإسلام السياسي أو العسكرتارية، كما جرى في عواصم سنية مثل دمشق وبغداد والقاهرة إلى أقاصي المغرب العربي، وهذه الفرادة لا بد من صونها وتوسعتها.

الهوية السنية الأصيلة لبيروت تتكامل مع هوية عروبية راسخة، ونضرب المثل بحادثتين، الأولى إقدام جمال باشا السفاح على إعدام الشباب القوميين العرب في ساحة المرجة بدمشق، وساحة البرج في بيروت، في 6 أيار 1916، وحضر رجال بيروت في قائمة الشرف: الشهيد الشيخ أحمد طبارة، الشهيد عمر حمد، الشهيد عبدالغني العريسي، وقبلهم الشهيدان محمود ومحمد المحمصاني. والحادثة الثانية تمثلت في إعلان فيصل الأول لمملكته العربية في سوريا عام 1920، انتفضت بيروت تضامنا مع الفيصل كرمز عربي، لكن هذا التضامن تم قمعه سريعاً.

في تاريخ السُنّة ولبنان وبيروت، مثّل رفيق الحريري حقيقة أن الاعتدالات السنية واللبنانية والإسلامية متلازمة ومتسلسلة، وحين قال سعد الحريري "لبنان أولا" صالح نهائيا بين السُنة اللبنانيين وبين مفهوم الدولة الوطنية مستكملا نهج والده، ليشكل "تيار المستقبل" رمزية لانسجام لبنان مع الشرعية الدولية، وتمسك السُنة بالاعتدال العابر للهويات المتناغمة، وارتباط لبنان بمحيطه العربي الكبير والدائم.

ويُلزم الحديث عن بيروت والسُنة تناول أوضاع مؤسستين رئيستين، الأولى هي جمعية المقاصد الإسلامية المعنية بالتربية والاستشفاء (تأسست عام 1878)، والثانية هي دار الفتوى التي يتصدرها مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان.

طوابع بريدية بصور أصحاب أيدي بيضاء على المقاصد: الرئيس الراحل صائب سلام، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ورئيس الجمعية الراحل الراحل عمر الداعوق.

طوابع بريدية بصور أصحاب أيدٍ بيضاء على المقاصد: الرئيس الراحل صائب سلام، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والراحل عمر الداعوق.

المقاصد التي استدعاها الملك فاروق لتزاول نشاطها التربوي في مصر، واقتبست النظام العلماني في التعليم من المؤسسات الأجنبية في ريادة نادرة، وامتد نشاطها ليشمل الأطراف السُنية الفقيرة، تناقلت أخيراً وسائل الإعلام أخبارا مؤسفة عنها، منها ما يتعلق بغلق بعض مدارسها وصرف بعض موظفيها، وتقصير مستشفى المقاصد في تقديم المنح العلاجية المجانية، في مشاهد تشير إلى أجواء إفلاس. وليست هذه المرة الأولى، فقد حام شبح الإفلاس والغلق فوقها سنة 2012، كما حام قبلها أواخر التسعينيات.

مقاصد الأزمات… والمسؤوليات المتعددة

أصبح اسم المقاصد مرتبطا بالأزمات بعدما ارتبط بالإنجاز، أزمة 2012 أمكن تجاوزها ببيع عقار قيمته 10 ملايين  دولار، وتولى الرئيس رفيق الحريري تسديد ديون الجمعية (نحو 30 مليون دولار) قبيل استشهاده. وفي إحدى أزماتها المتكررة باعت الأسهم التي تملكها في شركة "سوليدير".

منذ توقف الحرب الأهلية، قدمت دول الخليج دعماً سنوياً للجمعية توقف سنة 2009 تقريبا، وسبب التوقف انعدام الثقة وليس التخلي وفق مصادر غير رسمية. فالعجز أصبح دوريا، وانتظمت الديون بدل انتظام المشاريع، والدليل على حسن النية الخليجي تقديم السعودية دعماً مالياً العام الماضي تجاوز المليون دولار، وفي عام 2016 سلمت دولة الإمارات المقاصد مستشفى شبعا (مستشفى خليفة)، كما قدمت الإمارات أخيراً دعماً سخياً إلى مستشفى المقاصد في بيروت.

ويبدو أن تضعضع الثقة امتد إلى اللبنانيين أنفسهم، ففي شهر رمضان الماضي أقامت الجمعية حفل إفطار قيل أنه كلف 200 ألف دولار – وهذا مبلغ مريع – فعاد للجمعية 230 ألف دولار ! وهذه إشارة صريحة إلى انسحاب المتبرع اللبناني.

لكن للمقاصد رأياً آخر في أزماتها المتكررة، تلخصه في تراكم الديون الناجمة عن عدم سداد الدولة اللبنانية إيجارات العقارات ودعم المدارس منذ سنة 2013، وهذا أدى إلى عجز فادح في مدارس البقاع والشمال يراوح من ٤٠%  إلى٨٧%. أما تقصير المستشفى في تقديم المنح العلاجية فتحيله المقاصد على تعنت الضمان الاجتماعي ووزارة الصحة في تقديم الموافقات على العلاج في المقاصد، فضلا عن تعرض قسم الطوارئ لاعتداءات متكررة من "الزعران". وترى المقاصد أن الحل الجذري لمشكلاتها يتلخص في خطوتي

ن: دفع مستحقاتها المتراكمة لدى الدولة، ثم تأسيس مشاريع ربحية تدعم الجمعية. والحقيقة أن للحرصاء على المقاصد مآخذ على رؤية الجمعية وإداراتها يمكنهم أن يفصحوا عنها، ومن بينها غياب الشفافية.

عقارات دائرة أوقاف طرابلس

تبلغ قيمتها مليار دولار! ولكن…

والحديث عن المقاصد يقود حتما إلى الحديث عن دار الفتوى، التي يترأسها مفتي الجمهورية "الرئيس الديني للمسلمين اللبنانيين" كما نص النظام، والحديث تحديدا عن ملف الأوقاف النائم والساخن، ولا أذكر أن أحداً غير الرئيس فؤاد السنيورة حاول الاقتراب الإيجابي منه، علنا على الأقل.

وأتوقف الآن أمام أرقام مذهلة وصادمة، منها على سبيل المثال، أن دائرة اوقاف طرابلس تمتلك من العقارات الوقفية ما يزيد على خمسة آلاف عقار – زراعي و غير زراعي – يفوق ثمنها بالأسعار الرائجة مليار دولار أميركي. و تتوزع هذه العقارات على كل أقضية محافظة لبنان الشمالي بل خارجها أيضاً، كوقف أرزونا في سوريا. وتبلغ نسبة الواردات المالية المقدرة والمحققة في الموازنة 0.02% تقريبا من قيمة الاملاك الوقفية.ورغم هذه النسبة الضئيلة جداً فإن نسبة الواردات النقدية الفعلية (التحصيلات) هي في حدود 0.01%.

هناك عقارات وقفية في دمشق تتبع لدائرة اوقاف صيدا التي تملك أيضاً عقارات شاسعة في المدينة وشرقها وجزين وفي جنوب لبنان، وتصل أملاك أوقاف صيدا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها على سبيل المثال أرض مطار اللد، وأملاك أوقاف جبل لبنان تمتد من إقليم الخروب إلى جبيل، ومن أملاك أوقاف البقاع 120 دونماً من الأراضي والمباني المحيطة بأزهر البقاع. ومن الأرقام المذهلة أن احد العقارات الوقفية يحقق أرباحا سنوية تراوح بين 300 ألف- 400 ألف دولار، فيما إيجاره السنوي ١٠ آلاف دولار فقط!، وهناك أرقام أخرى أكثر إدهاشا لا داعي لذكرها.

مستشفى الشيخ خليفة التخصصي التابع للمقاصد في شبعا.

لكن الملاءة النظرية لدار الفتوى لم تقف عائقا أمام التفاف دول الخليج حولها، ونضرب المثل بمنحتين من المملكة العربية السعودية، منها منحة بمليون دولار أواخر التسعينيات، ومنها بـ10 ملايين دولار عام 2007 ، وصاحب المنحتين هو عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد ثم ملكاً.

والحقيقة، أن هناك التفافاً لبنانياً وعربياً ودولياً حول دار الفتوى نظير اعتدالها الصلب، ودورها المشكور في رفض التطرف والإرهاب. لذلك، ومن باب الحرص والمحبة، المأمول أوضاع أفضل لهذه الدار المحترمة، وهنا من الواجب تعجيل إطلاق المشاريع الذي ارتبط اسمها بالدار ولم تر النور، ومنها على سبيل المثال: مشروع المكننة الذي أُعلن عنه قبل نحو  10 سنوات، ومشروع الموقع الإلكتروني الذي تكفلت به منحة غربية.

مشروعان خبيثان يتنازعان سُنّة لبنان: إيراني وتركي

بتحويل منطق الأرقام إلى لغة سياسية، نقول إن السُنة في لبنان يتنازعهم مشروعان خبيثان. الأول مشروع إيراني يستهدف في جوهره السُنة من أجل توسيع النفوذ الفارسي سياسيا وطائفيا، والمشروع الثاني تقوده تركيا وتتعلق بأذيالها دويلة قطر، ويتبنى هذا المشروع شعار الإسلام السياسي لاغتيال العروبة والتنوع.

يفترض مواجهة المشروعين بمشروع عربي جامع. لكن هذا المشروع لم يخرج من دائرة الأفكار وحسن النوايا أولا، والمشكلة الأكبر ثانيا أننا نشهد منذ أكثر من عقد عملاً ممنهجاً لتدمير الدول العربية، وبما أن الدولة العربية من ناحية عضوية، دولة سُنية، يتم توجيه الضربة تلو الضربة إلى رموز السنة ومدنهم، من اغتيال رفيق الحريري إلى تدمير الموصل وحلب وتهجير حزام بغداد السني والاحتلال الحوثي – الإيراني لصنعاء، وأحداث 7 أيار 2008 ليست بعيدة عنا، حين أقدمت ميليشيا "حزب الله"، الإرهابية والإيرانية، على احتلال بيروت وترويع الجبل. وبطبيعة الحال يفيد التذكير هنا بأن  من احتل بيروت لا يمكن أن يحرر القدس.

بالنظر إلى الخريطة العربية تستولي  الوحشة. فمصر مشغولة بنفسها، والأردن يصارع قدره الجغرافي وأزماته الاقتصادية الضاغطة، ولم تبق عمليا إلا السعودية والإمارات اللتان تتحملان مسؤولية المنطقة بأسرها.

السُنّة اللبنانيون هم المسؤولون أولاً عن أحوالهم

من السهولة بمكان، ترداد "أدبيات" مواقع التواصل الاجتماعي، وتحميل السعودية المسؤولية عن أحوال السُنة في لبنان، لكن الحقيقة في مكان آخر، السُنّة اللبنانيون هم المسؤولون أولا عن أحوالهم، وعلى الجميع أن يدركوا، لبنانيين وعرباً، أن الظروف في غاية الصعوبة، وإذا كانت هناك مشاريع خارجية تستهدف نحر الدولة العربية، فعلى سنة لبنان ألا يقعوا في فخ الانتحار. فأقصر طرق الهلاك عنوانها انتظار الآخرين، والتواكل هو أسرع أسباب التخلي، ولا يقبل المنطق أن يحجم سُنة لبنان عن المبادرة إلى ترتيب أمورهم ومعالجة أوضاعهم ورص الصفوف حول الحدود الدنيا من القواسم المشتركة والمصلحة العامة. وكما قصَّر العرب في فترات – بسبب اليأس او تبدل الأولويات- فقد قدموا الكثير في فترات أخرى دعماً وتضامناً، والمؤكد أن لا أحد يريد ترك سُنة لبنان، ولكن لابد من اللقاء في منتصف الطريق.

أزمة إدارة في المقاصد والأوقاف الإسلامية

ليست أزمة تمويل

في جمعية المقاصد ودار الفتوى رمزية سُنية جامعة، ونحن نتحدث بوضوح عن أزمة إدارة وليست أزمة تمويل. فالأوقاف الإسلامية "السنية" كافية ليقترب سُنة لبنان من الاكتفاء الذاتي إن لم يصلوا إليه، وهذا الاكتفاء يجب أن يشمل المقاصد حكماً وحتماً، لكن المقاصد بحاجة إلى تغيير النهج مثل تغيير الأشخاص، واعتماد الشفافية والإصلاح المالي الصارم. وتُحسب للرئيس سعد الحريري مبادرته في توجيه وزارة المال لسداد مستحقات المقاصد، لكن المطلوب هو  حل جذري.

هناك عناوين عريضة لمعالجة ملف الأوقاف، أهمها مراجعة الإيجارات، وتعيين الوظائف الشاغرة، ومتابعة أملاك الأوقاف خارج لبنان وعدم التفريط في حقوقها مهما يكن السبب، وإزالة التعديات، والعمل بجدية لتحصيل الإيرادات، وفصل إدارة الأوقاف عن المفتين وتسليمها إلى شركة عقارية خاصة او مكتب اقتصادي مختص، وليس مطلوبا من دار الفتوى أي دور سياسي، لكن دورها الاجتماعي في المجتمع السُني واجب وفرض.

صرخة استغاثة إلى 4 جهات

هذه صرخة استغاثة – بدافع الغيرة والحرص – إلى 4 جهات لا يمكن مراجعة الملف السني في لبنان من دون المرور بها. أولا: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المرجع السياسي للعرب وللمسلمين وللسُنة في العالم. ثانيا: شيخ الأزهر أحمد الطيب المرجع الديني للمسلمين وللسُنة في العالم. ثالثا: رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الزعيم السُني الأول والأكبر حجما في لبنان. رابعاً: مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان المرجع الديني للمسلمين وللسُنة في لبنان. يجب أن يحافظ العرب والمسلمون على سُنة لبنان، لكن قبل ذلك على سُنة لبنان المحافظة على أنفسهم. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، والعاقبة للمتقين.

أحمد عدنان/كاتب صحافي سعودي مقيم في لبنان

 

لما لا يمول 'أصدقاء الفلسطينيين' الأونروا؟

 حسين عبد الحسين/الحرة/10 تموز/18

يبدو أن كل الحديث عن القوى العظمى البديلة، التي يفترض أنها ستملأ الفراغ الأميركي حول العالم ـ من الصين الصاعدة إلى روسيا الواعدة، فدول "بريكس" و"محور المقاومة" ـ كلام فارغ.

خفضت الولايات المتحدة مساهمتها في الميزانية السنوية لـ"وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) من 364 مليون دولار إلى 60 مليونا، فقلصت الوكالة من تقديماتها إلى اللاجئين الفلسطينيين بشكل جذري صار يثير تظاهرات دورية في صفوف عاملي الوكالة واللاجئين. ثم التقت قوى العالم لسد الفراغ الأميركي، فقدمت مجتمعة 54 مليون دولار وبقيت الوكالة بحاجة إلى 250 مليونا إضافية. لا شك أن منظمة الأمم المتحدة هي فكرة رائدة وطليعية، لكن تجربتها لم ترتق إلى الطموحات التي انعقدت عليها

الظريف في الأمر أنه حتى بالنسبة للعاملين في حقل الإعلام والسياسة، لم تكن غالبية هؤلاء على دراية بحجم المساهمة الأميركية السنوية في ميزانية الأونروا، فلا واشنطن كانت تعلن هذه الأرقام لمحاولة الإفادة منها سياسيا ولا غالبية الفلسطينيين أبدت يوما أي شكر أو تقدير للأميركيين وأموالهم، بل قد يكون الفلسطينيون من أكثر من يكيلون الشتائم للولايات المتحدة. جزء من شتائم الفلسطينيين لأميركا سببه تحالف أميركا مع إسرائيل، وجزء آخر سببه خطاب معاداة الإمبريالية السائد خارج الغرب.

من الخطوة الأميركية تجاه الأونروا ونتائجها يمكن استخلاص بعض الدروس؛ أولها أن الزعامة الأميركية للعالم لا تزال من دون منازع وأن الحديث عن قوى بديلة، مثل الصين أو روسيا أو غيرها، هو من باب الترفيه والدردشة فحسب، فإما أن هذه القوى البديلة غير قادرة على سد الفراغ الأميركي أو أن هذه القوى قادرة ولا تكترث بالفلسطينيين والعرب ولا مصالحهم على الرغم من علاقة الود بين هذه القوى البديلة والعرب والفلسطينيين.  ثاني الدروس أن أميركا لم تكن غافلة عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين يوما منذ اندلاع أزمتهم قبل نحو 70 عاما، والدليل هو السخاء الأميركي الذي لا تضاهيه أي من تبرعات الشعوب الأخرى تجاه اللاجئين الفلسطينيين وشؤونهم واستشفائهم وتعليمهم، وهو ما يعني أن كل هذه العقود من الحديث عن التآمر الأميركي ضد الفلسطينيين هو ثرثرة سياسية.

ثالث الدروس هو أن على العالم أن يعي أن أميركا كفلت النظام العالمي على مدى عقود ومولته ودافعت عنه اعتقادا منها أن هذا النظام يصب في مصالحها الاستراتيجية. لكن عندما تصبح مؤسسات الأمم المتحدة ألعوبة في أيدي الدول المعادية لأميركا وعندما يصبح من يثيرون السخرية أعضاء في لجان المنظمة الدولية، مثل ترؤس "سورية الأسد" للجنة مكافحة الأسلحة الكيماوية والنووية، أو عندما تكون الدول الأعضاء في "مجلس حقوق الإنسان"، مثل الصين وكوبا، هي في طليعة الدول التي تمعن في تجاوز هذه الحقوق، وقتذاك يعني أن أميركا تنفق أموال دافعي ضرائبها هباء والأجدى إعادة النظر في المنظومة العالمية ومنظمتها.

أميركا لم تكن غافلة عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين يوما منذ اندلاع أزمتهم قبل نحو 70 عاما

لا شك أن منظمة الأمم المتحدة هي فكرة رائدة وطليعية، لكن تجربتها لم ترتق إلى الطموحات التي انعقدت عليها وهو ما يتطلب إصلاحها وإصلاح النظام الدولي العالمي المريض بأسره، فإما أن تتكاتف دول العالم وتمتثل للقوانين الدولية وفي طليعتها تسديد ما عليها لتأمين حسن سير المنظمة، أو لا مصلحة لأميركا في الاستمرار في تمويل مؤسسة جل ما تفعله هو محاولة إدانة الولايات المتحدة وتصويرها كوحش عالمي كاسر. أما اللاجئون الفلسطينيون، فقد لا يضيرهم كلمة لطيفة تجاه الدول المانحة للأونروا، وفي طليعتها أميركا، فهذه هي الآداب التي تحكم العلاقة بين المانحين ومتلقي المنح إذ لا يعقل أن يستمر الشعب الأميركي بالتمويل، وبسخاء، عمل مدارس تنجب طلبة متمرسين في معاداة الولايات المتحدة. في الفترة القصيرة التي ترأس فيها محمد مرسي مصر، أنفق جل وقته وتصريحاته في الحديث عن نية حكومته نقل مصر من معسكر الولايات المتحدة إلى معسكر القوى البديلة، وكرر أن مصر تنوي الانضمام إلى "بريكس". وتلا مرسي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يزور موسكو بين الحين والآخر لاعتقاده أنه يمكنه بذلك إثارة غيرة واشنطن، وسط حديث عن إمكانية منحه روسيا حقوق إقامة قواعد عسكرية في مصر. المسألة هنا سهلة، إذا أراد السيد السيسي الانتقال إلى معسكر روسيا فلتقدم روسيا له ملياري دولار سنويا كمساعدة.

يمكن للسيد السيسي، أو لأي من العرب ممن يستخفون بصداقتهم مع أميركا، النظر إلى الأونروا والحكم بأنفسهم: أين هي القوى البديلة التي ستسندهم في حال تخليهم عن الولايات المتحدة؟ ولما لا يمول "أصدقاء الفلسطينيين" الأونروا للتعويض عن تخفيضات (لا وقف) أميركا مساهمتها؟

 

أين «الائتلاف» من الهزيمة في درعا؟

حازم الأمين/الحياة/11 تموز/18

ثمة غائب عما يجري في جنوب سورية، غائب عن استسلام الفصائل المسلحة للمعارضة السورية وعن النصر الذي حققه النظام في تلك المناطق. إنه «الإئتلاف الوطني السوري»، الهيئة التي اقترحت على السوريين أن تكون الممثل السياسي لحركة اعتراضهم وثورتهم على النظام، والتي تولت تمثيلهم في مؤتمرات جنيف وسوتشي وغيرها. لا أثر اليوم لهذا الإئتلاف في حدث أساسي بحجم عودة النظام إلى كامل الجنوب السوري! أليـــس هذا مُفـــجعاً؟ ألا يقتضي إعلان الائتلاف فشله وحل نفسه وذهاب أعضائه إلى منازلهم التي خصصتها لهم دول راعية وجهات جعلتهم واجهة لطموحاتها في سورية. في جنوب سورية «تراجيديا الثورة السورية». نهايتها، وبداية زمن آخر. فشل هائل، يغيب عنه أبطاله الحقيقيون. يسعى المهزوم إلى لصق هزيمته في وجوه مقاتلين متعثرين بأسلحتهم الرثة، فيما الوجوه الحقيقية التي تقف وراء الهزيمة متوارية هناك في إسطنبول. رجال متعبون تقلهم باصات خضرٌ إلى إدلب، حيث ينتظرهم هناك شقاء مختلف، بينما يُشيح رجال الهزيمة بوجوههم عن حقيقة ما ارتكبوه. لا أحد يريد أن يقول شيئاً لذلك المقاتل الذي فشل في الحرب. لا أحد يريد أن يطلب منه البقاء أو المغادرة. مأساة حقيقية. فالمقاتلون هُزموا في حرب لم يكونوا فيها مُدافعين عن مستقبل وعن أمل وعن أفق. لم يقاتلوا بانتظار تسوية، بل بانتظار هزيمة واستسلام. لم يكن خلف الحدود من يرشدهم إلى وجهة. بين ليلة وضحاها، نفض الأميركيون يدهم من الحرب، وتقدم الروس بعرضٍ لهزيمة غير مشرفة، ووافق الجميع، فيما رجال الائتلاف مشيحون بوجوههم نحو عفرين التي احتلها سيدهم، وها هي فصائلهم تستقطع إتاوات من أهلها ومن النازحين إليها.

الهزيمة شطبت وجوه المقاتلين في درعا، ولم تشطب وجوه رجال الائتلاف، ذاك أن الأخيرين بلا وجوه. هل يذكر أحدٌ منا وجه لرجلٍ من هذا الائتلاف؟ أين هي جماعة الإخوان المسلمين السوريين مثلاً مما يجري في درعا؟ هل بكى أحد قادتها على أهلها؟ هل أعلن أحدٌ من هذه الجماعة هزيمته وانسحابه واعتذاره؟ هل فسر لنا أسباب صمت سيده، السلطان الجديد، والرئيس مطلق الصلاحيات، عما يجري لأهل الجنوب السوري، وعن الثمن الذي تقاضاه؟ هل يتجرأ أحد من هذه الجماعة ومن الائتلاف على الكشف عن من باع قضية السوريين؟

ثمة صفقة تُوجت بهزيمة يسعى الجميع إلى إلصاقها بوجوه مقاتلين متعثرين، لطالما قاتلوا بـ «القطعة» عن دولٍ وأحلاف، إلى أن حانت ساعة النهاية، فأخفى الجميع وجوههم، وألصقت الهزيمة بمن لم يكن يوماً يملك زمام الحرب التي يخوضها. لا بد من البحث عن مهزومٍ آخر لكي تستقيم النهاية، ذاك أن الحرب كانت هائلة، ولا يصح أن يقتصر الفشل فيها على ضعفائها. يجب البحث عن مهزوم أكبر. إسرائيل انتصرت في هذه الحرب وكذلك روسيا وإيران والنظام السوري، وتركيا احتفظت بحصتها، وأميركا ما زالت في قواعدها. فهل يصح أن كل هؤلاء انتصروا على مقاتلين ضعفاء راكموا من الأخطاء ما يفوق عدد الأيام التي حكموا خلالها؟ وهل يصح أن تتوج حرب هائلة برحلة حزينة لمئات المقاتلين تقلهم الباصات الخضر إلى إدلب؟ المشهد ينطوي على مراوغة كبرى، وعلى حربٍ لم تكن يوماً سوى قناعاً يخفي ابتسامات ترتسم على وجوه مريقي الدم السوري. الإستقالة من الائتلاف بصفته قناع المأساة لم تعد تكفي. في حوزة سوريي الائتلاف الكثير مما يجب أن يقال قبل أن يعلنوا فشلهم النهائي وأن يتوجهوا إلى درعا لكي يسلموا أنفسهم إلى النظام في محاولة اعتذار من الضحايا الحقيقيين. هذه الخطوة وحدها ما يمكن أن يساعد من تبقى من السوريين على قيد الحياة لكي يغفروا لهؤلاء تخاذلهم.

 

إخراج إيران من سوريا... بلا تبسيط

نديم قطيش/الشرق الأوسط/10 تموز/18

أثارت وتثير الكثير من النقاش، القمة المرتقبة في 16 يوليو (تموز) في هلسنكي الفنلندية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين.

فلا العلاقات الروسية - الأميركية في أحسن أحوالها منذ طرح مسألة تدخل الكرملين في الانتخابات الأميركية عبر حرب تدخلية إلكترونية لصالح ترمب، ولا تطويرها وتزخيمها مسألة بسيطة في ظل التردي الطارئ على علاقات واشنطن بحلفائها الأوروبيين... فمن غير المفهوم لدى «الاستابلشمنت» الأميركي اندفاع الرئيس نحو علاقات دافئة من روسيا بالتوازي مع حربه التجارية مع أوروبا وتصريحاته الراديكالية المستخفة بمرتكزات الأمن الأوروبي الأميركي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لا سيما حلف الناتو، والتمسك بوحدة أوروبا!

ثمة انطباع في واشنطن الكلاسيكية، عابر للانقسام الحزبي الديمقراطي الجمهوري، أن ترمب لا يدرك في الواقع الرهانات الحقيقية لفلاديمير بوتين.

ما أسلفت الإشارة إليه يغشي بالتالي، جل ما يصدر عن القمة وحولها، لا سيما ما يعني منطقتنا. فحين يؤكد مستشار ترمب للأمن القومي جون بولتون في لقاء تلفزيوني إلى أن الرئيس ترمب سيبحث مع بوتين التعاون لإخراج إيران من سوريا، مؤكداً ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» في هذا الشأن، تصير تصريحات بولتون دليلاً إضافياً على خطأ سياسات إدارة ترمب. دانييل شابيرو مثلاً، السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل والموظف الرفيع السابق في مجلس الأمن القومي في إدارة باراك أوباما، كتب في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مطالعة مطولة مضادة لفكرة أن يطلب ترمب من بوتين التعاون لإخراج إيران من سوريا. يرى شابيرو، وهو بالمناسبة من أعلى الأصوات دفاعاً عن الاتفاق النووي مع إيران، أن رهانات ترمب على القمة لن تخدم في المحصلة إلا المصالح الروسية. ويحدد شابيرو هذه المصالح بأربع؛ هي: أولاً، تخفيف العقوبات على روسيا المفروضة ما بعد العدوان الروسي على أوكرانيا. ثانياً، استدراج ترمب إلى تناغم حول فكرة إضعاف أوروبا الموحدة، ويستشهد بتصريحات لترمب مؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومشجعة لأوروبيين آخرين على الخروج أيضاً. ثالثاً، يراهن بوتين على استخدام قمته مع ترمب لتبييض صفحة موسكو فيما خص الاتهامات لها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية. رابعاً، القبول ببقاء بشار الأسد رئيساً لسوريا. ثم يتوسع شابيرو في النقطة الأخيرة لتأكيد أن الرهان عليها لإخراج إيران من سوريا مجرد وهم، أولاً بسبب تكلفتها وثانياً لاعتمادها على «كلمة شرف من بوتين» وهو مما لا تبنى عليه استراتيجيات.

افتراض محق لو كان صحيحاً. فشابيرو لا يقدم لنا دليلاً على أن ثمن التعاون لإخراج إيران من سوريا هو كل ما حذر منه. كما أن تقليصه لضوابط الاتفاق إلى ضابط واحد هو «كلمة شرف من بوتين» لا يأخذ بعين الاعتبار العامل الإسرائيلي المقرر في سوريا حول مصير وحدود الدور الإيراني. فروسيا تعمل بالفعل على احتواء النفوذ الإيراني في جنوب سوريا قبل قمة بوتين - ترمب وذلك بفعل التفاهمات الإسرائيلية - الروسية وليس الروسية - الأميركية، ما يعني أن ترمب لن يدفع أثماناً لما تقوم به روسيا أصلاً مجاناً حتى الآن، أو تقوم به بفعل مقاصة حسابات استراتيجية روسية إسرائيلية أو حتى حسابات روسية خالصة تريد تخفيض حصة شركائها في الكعكة السورية وعلى رأسهم النظام الإيراني. في المقابل، تعاونت روسيا مع سياسة ترمب المضادة لإيران حين تفاهمت مع منظمة «أوبك» الأسبوع الفائت، بقيادة السعودية، على حماية المعروض في السوق النفطية وزيادته في الأشهر المقبلة لضبط أسعار النفط حين تبدأ في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل العقوبات النفطية على إيران، وإخراج النفط الإيراني من الأسواق. سيحرم هذا الإجراء إيران من الدولارات التي باتت تبحث عنها في كل زاوية من زوايا أنشطتها كدولة، إلى حد دفع برئيسها حسن روحاني لدعوة المسؤولين الإيرانيين للسفر على الدرجة السياحية وتقليص عدد الوفود الإيرانية إلى الخارج!!

من الواضح أن التعاون الروسي مع واشنطن أغضب الإيرانيين، إلى حد وصف أحد المسؤولين في طهران له بالطعنة لإيران. كل ذلك حدث قبل القمة المنتظرة. بولتون قال كلاماً يتسم بأعلى درجات الوضوح الاستراتيجي منذ عقود، وهو أن إيران هي المشكلة وليس مصير بشار الأسد، بمعنى أن المواجهة تكون مع إيران وسياساتها وليس مع أعراض هذه السياسات. فبشار الأسد انتهى وإن بقي في قصر المهاجرين، وهو مجرد موظف صغير في الماكينة الروسية، كما أظهرت يوماً صور استدعائه إلى قاعدة حميميم للقاء بوتين! إيران في مواجهة ضغط سياسي وعسكري ودبلوماسي إسرائيلي في سوريا لا تقوى روسيا على تجاهله، وفي مواجهة حرب اقتصادية تشنها واشنطن وروسيا لا تستطيع إلا أن تكون جزءاً منها. إنه زواج عوامل عدة في لحظة قاتلة، لا سيما إذا ما أضيف إليها غليان الداخل الإيراني الذي يذكر بخريف الشاه. أما تبسيط المواجهة مع إيران وجعلها طلباً أميركياً من بوتين فهو تجاهل للحقائق ونكد سياسي ليس إلا.

 

لا يستطيع ترامب لعب لعبة بوتين في سوريا

 ترجمة وفاء العريضي. بقلم بايلي ليك نقلًا عن بلومبرغ/لبنان الجديد/10 تمّوز 2018

لا يمكن أن يكون ثمن التعاون الروسي في سوريا هو الاستسلام الأمريكي في شبه جزيرة القرم

 في عالم منطقي، يجتمع رئيس الولايات المتحدة مع نظيره الروسي للتفاوض على إنهاء القتال في سوريا. سيكون هذا هو الوضع الطبيعي لو لم يكن الاوروبيين حلفاء الرئيس الأمريكي يشون فيه دائمًا ، ولو لم يكن الرئيس الروسي يكذب على نحو متكرر حول مختلف تطلعات بلاده.

يظل كلا الجانبين غامضين بشأن ما هو مدرج على جدول الأعمال للقمة التي ستعقد الأسبوع المقبل في هلسنكي بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. لكنّ آفاق التعاون الأوسع بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا هي بالفعل موضوع نقاش.

وكما قال مستشار الأمن القومي، جون بولتون ، لشبكة "سي بي إس" الأسبوع الماضي: "هناك إمكانيات لإجراء مفاوضات أكبر بشأن المساعدة على إخراج القوات الإيرانية من سوريا والعودة إلى إيران، الأمر الذي سيكون خطوة مهمة إلى الأمام".

تمت مناقشة هذا النوع من المساومة خلال إدارة أوباما. قضى وزير الخارجية السابق جون كيري عامه الأخير في منصبه بعد لافروف في جميع أنحاء العالم في محاولة لإنشاء إطار أمريكي - روسي لحل الحرب الأهلية السورية، لكنّه فشل.

عندما وصل ترامب إلى السلطة في عام 2017، قال اثنان من مساعدي الإدارة السابقين، أنه سعى في البداية إلى صفقة أمريكية روسية لمحاربة الدولة الإسلامية حيث تابع مايكل فلين في فترة عمله القصيرة كمستشار للأمن القومي هذه الصفقة. لكنّ اتفاق استراتيجي، في مقابل وقف إطلاق النار الإقليمي الأصغر في سوريا، تمّ إسقاطه عقب زيارة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون لموسكو في أبريل عام 2017. وكانت تلك زيارة مضنية أفسد خلالها تيليرسون وكبار المسؤولين الآخرين فرصة التوصل إلى اتفاق أوسع. والآن بعد أن رحل تيلرسون (مع استبدال فلين)، تم تحرير ترامب ويريد أن يعرف بوتين بشكل أفضل - وقياس استعداده للمساعدة في عزل إيران.

هذه مناورة خطيرة. أولاً ، بإعلانه عن نيته سحب القوات الأمريكية من البلاد "قريباً جداً" ، فقد منح ترامب الكثير من النفوذ داخل سوريا. من الناحية المثالية، يريد ترامب وضع خطة على مراحل مع بوتين، حيث ستقوم الولايات المتحدة ببعض عمليات الانسحاب بعد الانسحابات الإيرانية من سوريا. لكن ترامب أوضح بالفعل أن الأهداف الأمريكية السابقة لسوريا ، مثل إزالة الدكتاتور بشار الأسد، لم تعد أهدافًا للولايات المتحدة. كما امتنعت الولايات المتحدة عن تقديم التزامات لإعطاء الأموال لإعادة الإعمار في سوريا. وبدون أي رافعة، سيتعين على ترامب الاعتماد أكثر على كلمة بوتين. ينفي بوتين حتى الآن أي دور للحكومة الروسية في التدخل في انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة. في الشهر الماضي فقط ، ذهب بوتين إلى التلفزيون النمساوي وكذب حول دور حكومته في إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق أوكرانيا. لماذا يثق أي شخص بوتين في الحفاظ على كلمته للمساعدة في إزالة إيران ووكالاتها من سوريا؟

اذًا هناك خطر من النتائج المحتملة للقمة القادمة. الشيء الوحيد الذي لم يفعله كيري أبداً هو محاولة تقديم التنازلات على سوريا مقابل تقديم تنازلات على شبه جزيرة القرم ، وهي الأراضي الأوكرانية التي غزتها روسيا وضمتها في عام 2014. كان هناك سبب وجيه لذلك: حتى إذا ما جادل المرء بأن مستقبل أوكرانيا ليس أولوية عالية بالنسبة للولايات المتحدة ، إنها سابقة كارثية للسماح لأمة واحدة بتغيير حدود قوة أخرى، لا سيما تلك التي وقعت اتفاقية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا للحفاظ على سلامتها الإقليمية في مقابل التخلي عن حقبة الحرب الباردة النووية الأسلحة.

 

ترامب يكسب حروبه مع أوروبا وبكين وموسكو؟

  جورج سمعان/الحياة/10 تمّوز 2018

 قمة هلسنكي يوم الاثنين المقبل، هي الأولى رسمياً بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. التقيا قبل نحو عام في هامبورغ على هامش اجتماع مجموعة العشرين، ثم على هامش «قمة أبيك» في فيتنام بعد أشهر. أهميتها أنها تجمع زعيمين يسعى كل منهما إلى تكريس شعاره في استعادة قوة بلاده وجعلها في الصف الأول، وأنها تنعقد في ظل حروب يخوضها الرجلان كل على طريقته، وآخرها الحرب التجارية التي أشعلها البيت الأبيض مع الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك. ما يسعيان إليه هو البحث في استعادة علاقات طبيعية بين البلدين تساهم في تبريد بعض الجبهات. يستبعد أن يبرم الزعيمان صفقة كبرى تشمل كل الملفات العالقة، من توسّع حلف شمال الأطلسي وقضية أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، إلى العقوبات الاقتصادية على روسيا، ومستقبل الوضع في سورية. لذا تخشى الدول الأوروبية أن يتغاضى الرئيس الأميركي الذي لا يزال يواجه التحقيقات في تدخّل موسكو في الانتخابات الرئاسية، عن البحث في بعض هذه القضايا. وتخشى أكثر أن يقدم تنازلات أو تعهدات إلى نظيره الذي يتهم بأنه يطمح إلى تقويض الاتحاد الأوروبي. وهو ما يخشاه أيضاً بعض رجال الإدارة الذين يصرون على أن الهدف من القمة هو الاستماع إلى سياسات الكرملين في الشرق الأوسط وأوروبا.

تكتسب هذه القمة أهميتها أيضاً من كونها تأتي في سياق لقاءات مفصلية سبقتها أو تليها. الرئيس ترامب يحضر اليوم القمة الثامنة والعشرين لحلف شمال الأطلسي في بروكسيل. وهو المنادي منذ اليوم الأول لوصوله إلى البيت الأبيض بأن لا أمن بالمجان. لذلك، لا يزال القادة الرئيسيون في الاتحاد الأوروبي يبحثون عن صيغة ذاتية لا تعتمد كلياً على الولايات المتحدة لتوفير الأمن والحماية لدول القارة العجوز. وينتقل بعد غد إلى بريطانيا لمحادثات مع تريزا ماي رئيسة الوزراء. ويسعى إلى إبرام اتفاق تجاري مع حكومتها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي الذي كان رحّب به. وتأمل لندن باتفاق طموح فيما لا تزال محادثاتها مع بروكسيل تتعثر حتى الآن ولم ترس على صيغة متفق عليها للعلاقات الاقتصادية والتجارية بينها وبين دول الاتحاد. وتنظر الإدارة الأميركية إلى المملكة «حليفاً أساسياً في مجال الأمن كما في الاقتصاد»، كما عبر السفير الأميركي في لندن، على رغم أن واشنطن عارضت وتعارض انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

لا تتوقع أوروبا أن تثمر قمة بروكسيل في معالجة الخلافات بين ضفتي الأطلسي، أو في تليين مواقف الرئيس ترامب وتغيير سياساته، وآخرها الحمائية التجارية وفرض رسوم على سلع ومنتجات، والتهديد بفرض رسوم على السيارات الأوروبية في الولايات المتحدة، بعد الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ ثم الانسحاب من الاتفاق النووي. فقمة مجموعة الدول الصناعية السبع قبل شهر في كندا فاقمت الخلافات وعمقت الهوة بين ترامب وحلفائها الستة الآخرين. ولا ترغب أوروبا في أن تجد نفسها في موقع واحد مع الصين وروسيا بمواجهة حليفها التاريخي والطبيعي التي تحتاج إلى مظلته الأمنية لحماية مصالحها واستقرارها وحتى استقلال بعض دولها. فهي تهجس بالأخطار الأمنية التي تهب عليها من الشرق وتذكرها بأيام الحرب الباردة. مثلما تخاف مواصلة الكرملين سياسة تقويض دعائم اتحادها الذي يعاني من مصاعب جمة وتحديات كبيرة. علماً أنها تعرف أكثر من غيرها أن الظروف مختلفة تماماً، وأن لا قدرة لموسكو على استعادة ما كان لها أيام الحقبة السوفياتية. وأن ما تسعى إليه هو علاقات طيبة مع واشنطن تبعد منها كأس سباق جديد للتسلح، وتعيد إليها بعض دورها المفقود. ولا تفضل بالتأكيد أن تكون «تابعة» لبكين، القوة الاقتصادية الثانية في العالم، والتي تتقدم لبناء قوة عسكرية ضاربة، وتهدد بخوض حرب تجارية متكافئة مع أميركا.

كذلك، تراقب أوروبا بحذر تحركات الصين على جبهة دول البلقان و11 دولة في الاتحاد الأوروبي (من شرق القارة ووسطها). وكانت حاضرة في قمة الـ16 زائداً واحداً في صوفيا قبل أيام. بالطبع، لا ترغب في هذه الظروف إغضاب الاتحاد بمنافسته في عقر داره. لكنها لن تتخلى عن طموحها في إنشاء بنية تحتية في عدد من دول القارة، خصوصاً في ظل ما أطلقت عليه» أكبر حرب تجارية» مع الولايات المتحدة. وكانت بكين رصدت في قمة العام الماضي اعتمادات لبناء طرق ومرافئ ومجمعات صناعية ومحطات كهرباء... في إطار مشروع «طرق الحرير الجديدة» الذي سيسهل حركة البضائع بين أوروبا والشرق الأقصى. وستعقد قمة صينية - أوروبية مهمة بعد أيام. وتأمل القيادة الصينية بأن تقف القارة العجوز معها في مواجهة الرئيس ترامب الذي قرر فرض رسوم على صادرات بلاده من الصلب والألومنيوم من كندا وأوروبا والصين، كما فرض رسوماً على بعض الصادرات من روسيا. وقد رد كلّ من موسكو وبكين سريعاً بفرض رسوم مماثلة. وهو أمر يهدد بانهيار جهود بذلها المجتمع الدولي في إطار منظمة التجارة العالمية لإلغاء الحدود أمام انتقال البضائع.

ولا يستبعد أن يمارس الرئيس ترامب «فوقيته» على شركائه الأوروبيين، عشية لقائه مع سيد الكرملين، تماماً كما تصرف قبل نحو شهر مع قادة مجموعة الدول السبع في كندا. حتى أنه لم يوقع على البيان الختامي بعدما كان أعلن موافقته عليه. كان منتشياً بالاختراق التاريخي الذي سيحققه في قمته بسنغافورة مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وقد يتحدث، بعد قمة الاثنين، عن صداقته وإعجابه بالزعيم الروسي، متناسياً كل العقوبات التي تفرضها إدارته والحكومات الأوروبية على موسكو بسبب تدخلها في أوكرانيا وضمّها شبه جزيرة القرم، وسياسة التهديد والترهيب التي تمارسها على جيرانها في البلطيق وأوروبا الشرقية. ومتناسياً أيضاً أن قوات أميركية وأوروبية ترابط في دول البلطيق وبولندا ودول أخرى في شرق القارة، بسبب مخاوف من جارتها الشرقية وتحركاتها ومناوراتها العسكرية وتكرار تجربة أوكرانيا وقبلها جورجيا قبل نحو عقد. ومتناسياً كذلك جهودها في تشجيع صعود اليمين المتشدد وانبعاث النزعات القومية في دول القارة العجوز لتقويض اتحادها.

يعتقد الرئيس ترامب أن الحرب التجارية التي يخوضها مع الصين والاتحاد الأوروبي وجارتيه كندا والمكسيك، ستؤدي إلى طواعية هذه الدول ورضوخها لشروطه. وهو واثق بأن هذه الحرب يسهل كسبها. وينظر إلى كل الاتفاقات التجارية السارية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى في غير مصلحة بلاده. وهو يؤمن بأن استخدام سياسة التهديد والضغط تثمر نتائج أفضل بكثير من الديبلوماسية الطويلة النفس والمهادنة والمراعاة. وهو نهج يختلف تماماً عن نهج أسلافه، وآخرهم باراك أوباما الذي أرسى سياسة تقوم على الانفتاح وإشراك كل القوى الكبرى الدولية والإقليمية في إدارة شؤون العالم. بالطبع، يستند ترامب في التمسك بأسلوبه إلى فشل كل الاتفاقات السابقة مع نظام بيونغ يانغ. وكذلك إلى فشل الاتفاق النووي في دفع إيران إلى تغيير سياساتها وسلوكها في الداخل، وفي الخارج خصوصاً، حيث تمد نفوذها في أكثر من دولة عربية. لذلك، يرى أركان إدارته أن سياسة التلويح بالقوة دفعت الزعيم الكوري كيم جونغ أون إلى الإعلان عن فكفكة برنامج بلاده النووي. ثم الجلوس إلى الطاولة مع سيد البيت الأبيض. وهم يدفعون باتجاه السياسة نفسها مع طهران. لذلك، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي. واستأنفت سياسة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وتركز خصوصاً على منعها من تصدير النفط لتعميق متاعبها الداخلية وإرغامها على التفاوض مجدداً في مستقبل ملفها النووي وبرنامجها الصاروخي ووقف مشروعها التوسعي.

أوروبا قلقة من وتيرة التصعيد الأميركي، وتخشى اندلاع حرب نفطية بعد تهديد إيران بإقفال مضيق هرمز إذا نجحت واشنطن في وقفها عن تصدير نفطها. لكنها تخشى أيضاً أن تكرس هذه السياسة حيال طهران إطلاق يد موسكو في سورية، وإعادة تأهيل النظام، إذا التزم الكرملين تعهداته بإخراج «الحرس الثوري» والميليشيات التي يرعاها من بلاد الشام. وهي راقبت بقلق التفاهم بين إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة والأردن على عودة «الجبهة الجنوبية» إلى سلطة الحكومة في دمشق. ولا يستبعد أن يؤكد الزعيمان في لقائهما هذا التفاهم الذي لن ينتهي، كما ينص على ذلك، بخروج القوات الأميركية نهائياً وفوراً من سورية. إذ لا يعقل أن تغادر هذه القوات كل قواعدها في مناطق انتشار «قوات سورية الديموقراطية». إذ لا ينطلي على واشنطن واقع مشاركة ميليشيات موالية لطهران في الحملة على درعا. وهي تدرك أن الجيش السوري لا قدرة لديه عدة وعديداً على الاحتفاظ بكل المناطق التي ساعده حليفاه في استعادتها. لذلك، لن تنتفي الحاجة إلى مساهمة قوات موالية لإيران، ما دام أن روسيا لا ترغب في دفع المزيد من جيشها للحفاظ على النظام مخافة الغرق في المستنقع السوري.

يخوض الرئيس ترامب كل هذه الحروب من دون أن يضمن سبل الانتصار فيها كما يتوقع أو يبشر. وحتى أوساطه تأخذ عليه عدم طرح إدارته استراتيجية واضحة على جبهات هذه الحروب. وحتى المحادثات التي أجراها وزير خارجيته مايك بومبيو أخيراً في بيونغ يانغ، لم تؤشر إلى بلورة خطة زمنية لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي. ويبقى إعلان كيم مجرد بيان نيات، ورهناً بالعلاقات السياسية بين البلدين، وبين واشنطن وبكين أيضاً التي كانت لها ولا تزال اليد الطولى في دفع جارها الكوري الشمالي إلى قمة سنغافورة. وقد نددت بيونغ يانغ بعد محادثات بومبيو، بـ»المطالب المبالغ فيها» لواشنطن. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية أن «أسرع طريق» لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي سيكون «من خلال نهج مرحلي يلزم الجانبين اتخاذ خطوات متزامنة». ويخشى بعد هذه المحادثات أن تتراجع بيونغ يانغ عن التزامها، خصوصاً إذا ارتأت الصين أن تصعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. فهل تسقط الآمال التي علقت على قمة سنغافورة؟ وهل تتهاوى السياسة الأميركية القائمة على التلويح بالضغوط والحروب الاقتصادية والنفطية؟

 

 صفقة العصر السورية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 تموز/18

لماذا بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل «مهتم جداً بقمة ترمب – بوتين»؟ لأنه «يأمل أن يتوصلا إلى صفقة القرن الحقيقية»، صفقة لا علاقة لها بحل القضية الفلسطينية أو صفقة القرن المزعومة، وهي لا تهم إسرائيل. وما هي صفقة القرن التي يحلم بها نتنياهو؟ أن يقايض ترمب الروس، فيقبل باحتلالهم شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، ويرفع العقوبات المفروضة عليهم، ويسمح لبوتين بالسيطرة على سوريا، وفي المقابل يتولى بوتين طرد الإيرانيين وأتباعهم من سوريا ويمنح نتنياهو انتصاراً تاريخياً. هذا ما يقوله محرر الشؤون السياسية ناحوم برنياع في صحيفة «يديعوت أحرونوت». لكن، ورغم هذه التحولات الكبرى إقليمياً ودولياً، يقول متشككاً: «في إسرائيل يعتمدون على بوتين. وأنا لست واثقاً من أنهم يعتمدون على الرجل الصحيح. بطاقة إسرائيل الحقيقية في سوريا ربما هي الأسد. الآن هو بحاجة إلى المقاتلات الروسية والميليشيات التي تأتمر من إيران، لكن بعد أن يسيطر الأسد على سوريا كلها، ويصبح المنتصر الأكبر في الحرب الأهلية، سيرغب في أن يعود الحاكم الوحيد. فقد قام الإيراني بدوره، وعليه الرحيل، هكذا كان والده سيتصرف. الراحل حافظ الأسد هو العدو الوحيد الذي تشتاق إسرائيل إليه». هذا رأي برنياع، لكن نزاع القرم وشرق أوكرانيا مسألة استراتيجية للولايات المتحدة، ومن المستبعد أن يتنازل عنهما ترمب فقط من أجل سوريا ما لم تكن هناك تفاهمات أخرى أهم، وإلا فلماذا يتنازل الأميركيون لموسكو عن القرم وشرق أوكرانيا وفوق هذا يكافئونها بسوريا؟ هذه التنازلات الأميركية مقابل استمالة موسكو ضد إيران تبدو «صفقة قرن» كريمة جداً لروسيا، ما لم نرَ ثمناً أفضل!

وطبيعة التزامات روسيا في سوريا أيضاً غير واضحة. رأينا تطوراً مهماً في الأيام الماضية عندما مُنع الإيرانيون، وميليشياتهم، من المشاركة في حرب محافظة درعا والجولان استجابة لاشتراطات إسرائيل. وحلّت الشرطة العسكرية الروسية محل الحرس الثوري الإيراني. هذا التعاون نادر من نوعه (الأميركي الإسرائيلي الروسي السوري بإقصاء إيران من الجنوب)، وماذا بعد؟ هل سيوافق الروس على المرحلة الثانية، بمقاتلة الإيرانيين و«حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية إن رفضوا مغادرة سوريا طوعاً؟ طبعاً، قبل ذلك علينا أن نسمعها من فم الأسد، أن يأمر الإيرانيين بالخروج. الإسرائيليون يقولون إنه لا يريد، أو لا يستطيع. وسبق لواشنطن واختبرته، عرضت حلاً بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي السورية، بما فيها الأميركية والتركية والإيرانية، دمشق أيدت فكرة إخراج الأتراك والأميركيين فقط. إذن، ما الذي يراه نتنياهو ولا نراه؟ ربما يرى أمامه فرصة نادرة، إنهاء نزاع الجولان مقابل دعم نظام الأسد ليعود حاكماً على كل سوريا.

صحيح أننا أمام وضع جديد تماماً، فسوريا اليوم غير سوريا ما قبل 2011. يمكن إعادة بناء البلاد مع بناء محاور سياسية تقوم على إخراج إيران من الشام وإضعافها في المنطقة، بما في ذلك في لبنان. لهذا يشكك الكاتب الإسرائيلي في إمكانية الحل، ويقول إنهم يشتاقون إلى الأسد الأب لأنه قادر على اللعب على كل الحبال. فهو من مهّد لنقل وتوطين المقاتلين الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان، ثم أدخل قواته السورية لبنان بدعوى وقف الاقتتال اللبناني اللبناني الفلسطيني، ولاحقاً ساهم في التخلص من المقاتلين الفلسطينيين بعد خلافه معهم، وبعد إصرار إسرائيل على طرد منظمة التحرير ورئيسها عرفات. الأسد الأب أبعد الفلسطينيين وأدخل الإيرانيين إلى لبنان، الذي كان تحت حمايته، ثم سيطر على تنظيمهم الوليد، «حزب الله»، واستخدمهم لحفظ التوازن مع إسرائيل. نتنياهو يعتقد أنه صار بالإمكان الآن صيد العديد من العصافير، الوجود الإيراني، ولبنان، والجولان، وإنهاء حالة الحرب بصفقة عصر حقيقية.

 

إعلاما النظام الإيراني والحمدين... الأجندة المشتركة

د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط/10 تموز/18

تغريدة لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، سهلة في طرحها، غزيرة في دلالاتها. ما حلقة الوصل بين هذه التغريدة وعنوان المقال؟ يتساءل القارئ الكريم وتأتي الإجابة خلال السطور التالية. تقول التغريدة «لقد أصبحت قناة الجزيرة كقناة المنار وقناة العالم لا تميزها إلا من شعارها».

لا شك أن هناك من يجد في هذه التغريدة تحاملاً ومبالغة، ولكن ندعوه إلى أن يؤجل الحكم على ذلك، ونذهب معه إلى أبعد منها، ونستعرض بعض المعطيات سواء من إعلام الحمدين أو إعلام النظام الإيراني ومن يسير في أثره. بداية لا شك أن الإعلام المسيّس يسير وفق أجندة معينة تسعى إلى تفعيلها عبر وسائل عدة ومنها الإعلام، الذي يتلون بلون تلك الأجندة. النظام الإيراني ومنذ بداية ثورة عام 1979، ظل على الدوام ينظر إلى المملكة العربية السعودية نظرة المنافس الإقليمي والمنافس على ريادة العالم الإسلامي، وبالتالي السعي إلى التأثير سلباً على هذا المنافس بشتى الطرق.

الأجندة ركزت على محاولة زعزعة الاستقرار ومناكفة السعودية في الملفات الإقليمية ومنها اليمن، ليأتي الحوثي بوصفه رأس حربة النظام الإيراني في تلك الدولة. فأصبح دعم النظام الإيراني للحوثي جلياً في شتى المجالات ولا سيما الإعلامي منها، من قبيل تدريب عناصر من الحوثيين إعلامياً ودعم قنوات لخدمة رأس الحربة الإيراني في اليمن، ومنها قناة «المسيرة» التي تبث إرسالها من لبنان، ولنكن أكثر تحديداً من عند «حزب الله»، رأس الحربة الآخر للنظام الإيراني في لبنان. يلتفت القارئ لكاتب هذه السطور بالقول: جاء التحالف العربي ليشكل مقتلاً لدى النظام الإيراني وإفشال محاولات تغلغله في اليمن، ليستكمل عندها النظام الإيراني هجومه على المنافس الإقليمي من النافذة اليمنية. يتساءل قارئ آخر: هل من أدلة واضحة تبرز هذا الأمر؟ سيأتي ذلك من خلال عقد مقارنة بين إعلام تنظيم الحمدين والنظام الإيراني، ونرى مع القارئ ما إذا كان هناك تماهٍ بينهما أم لا، لنصل إلى الحكم على تغريدة الوزير الدكتور أنور قرقاش.

بالانتقال إلى نظام الحمدين تجلّت الأجندة السياسية تجاه السعودية واتضحت معالمها من خلال انكشاف تلك الأجندة في المحادثات التي سُربت بين القذافي والحمدين. فقد تبناها نظام الحمدين بأنه أكثر مَن تسبب في إزعاج للسعودية. هذه الأجندة لم تستثنِ الحد الجنوبي للمملكة، وبالتالي دعم الحوثيين، وهناك شواهد سابقة على ذلك. مع تزامن توريط نظام الحمدين لقطر وأهلنا في قطر وإبعادهم عن امتدادهم الطبيعي وبدء المقاطعة، انكشفت حقيقة إعلام الحمدين حتى بات يتبلور أمر ما. يتساءل القارئ عن ذلك الأمر، وكاتب هذه السطور يدعوه ليكتشفه بنفسه، بعد عرض نماذج من إعلام النظام الإيراني ونظام الحمدين في الحالة اليمنية. مع بداية عاصفة الحزم، تَعَنون إعلام النظام الإيراني ممثَّلاً في «وكالة أنباء فارس» بـ«أين توجد قوات الاحتلال السعودي، الإماراتي، البحريني في اليمن؟». يلاحظ القارئ الكريم أن إعلام النظام الإيراني يتجنب استخدام مصطلح «التحالف العربي».

«لا يمكن لإعلام نظام الحمدين أن يستبعد هذا المصطلح، فقد كان في يوم جزءاً من التحالف العربي»، يقول أحد القراء لتجيبه عن ذلك صحيفة «الراية» القطرية والتي عُنونت بعد المقاطعة بـ«نكبة اليمن تفضح أطماع تحالف السعودية». الأعين تعقد مقارنة بين إعلام الحمدين والنظام الإيراني.

مع بدء عملية تحرير الحديدة من ميليشيات الحوثي، استمر النظام الإيراني وإعلامه في ذات النهج. قناة «الميادين» ذات الهوى الإيراني الخالص تقول: «هل يستطيع التحالف السعودي احتلال الحديدة؟»، وتردف «وكالة أنباء فارس» بالقول: «حرب عالمية صغرى في ميناء الحديدة».

إعلام نظام الحمدين مضافاً إلى توصيفه للتحالف العربي على أنه تحالف سعودي، إذا به يعطي بُعداً جديداً في التوصيف. صحيفة «العرب» القطرية التابعة لنظام الحمدين تقول: «تحرك أممي لمواجهة العدوان الظبياني على الحديدة»، وتضيف هذه الصحيفة: «أبوظبي تحصد أرواح عشرات الضحايا في الحديدة».

وأين قناة «الجزيرة» من هذا؟ يتساءل أحد القراء. ليست عن ذلك ببعيد، فنتيجة حساسية الموقف الإنساني الذي تجلى بوضوح اهتمام التحالف العربي به وتجنب التعرض للمدنيين ووضع خطة استراتيجية إنسانية متزامنة مع تلك العمليات، تسير قناة «الجزيرة» لقلب الحقائق. تقول: «صدى الاشتباكات يتردد في الأحياء السكنية والمدنيون أول الضحايا». على الجانب الآخر يسلط إعلام النظام الإيراني، وكذلك إعلام الحمدين الضوء على أن طرد ميليشيا الحوثي سيؤدي إلى كارثة إنسانية.  صحيفة «العرب» المذكور آنفاً تعنون بـ«أبوظبي تحاصر الحديدة والأهالي بلا ماء ولا طعام». قناة «الجزيرة» تبحث عن أي شاردة أو واردة للنَّيل من التحالف العربي لتبرزه في إعلامها، تقول في عنوان لها عن لجنة دولية: «خطة إغاثة الحديدة تبرير لهجوم كارثي». ما تقدم لا يعدو كونه غيضاً من فيض، ومن هذا الغيض نترك للقارئ الكريم الحكم ما إذا كانت تغريدة الوزير الدكتور أنور قرقاش تجنياً أم مرآة واقع.

 

نزار قباني... شاغل الناس حياً وميتاً

حمد الماجد/الشرق الأوسط/10 تموز/18

أنا مضطر للمرة الثالثة إلى أن أواصل الحديث عن ملابسات صلاة الجنازة على جثمان الشاعر المثير نزار قباني، فكمية التزوير التي طارت بها الركبان وشرّقت بها الـ«سوشيال ميديا» وغرّبت، وكمية التساؤلات التي تلاحقني أينما حللت وارتحلت بعد مضي عشرين عاماً على وفاته، تفرض عليَّ إيضاح ملابساتها، وهذا ما فعلت جزءاً منه في مقال الثلاثاء الماضي. لقد قلت فيه مختصراً إن هذا الإفك يتحمل وزره صحافي لندني فاقد للمصداقية كتب عن حدث لم يشهده، وصلاة جنازة لم يؤدها، وإن الجنازة صلى عليها آلاف المصلين وشهدها عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية يتقدمهم السفير السعودي حينها الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، فمن الغباء المفرط أن يكون التزوير والإفك حول حدث شهوده ألوف البشر، ولقد همستُ حينها في أذن غازي القصيبي شاكياً من دعوى الصحافي اللندني بحدوث هرج ومرج وفوضى، ومحادثات مزعومة بيني وبين متطرفين لم تقع أبداً، فاستغرب رحمه الله وقال لي: لم يكن ثمة فوضى، فقد صليتُ في القاعة الرئيسية للمسجد، وحتى الذي حمل ميكرفوناً في القاعة الرئيسية للمسجد، وأعلن فيه عن اعتراضه على الصلاة على من تنسب له ما وصفها بالطوام في عطائه الشعري والنثري، اعترض بأدب وأبدى وجهة نظره، ولم يسب ولم يشتم.

وحتى غازي لم يسلم من رشق هذا التزوير والكذب، فقيل إنه تدخل للتسوية بين المركز والمتطرفين حتى لا تتصاعد المشكلة، وهذا أيضاً كذب جملةً وتفصيلاً. هنا ترسخت قناعتي بأن تزوير التاريخ تحول في زمننا هذا إلى تزوير للواقع؛ الواقع الذي ما برح شهوده أحياء يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، وهذا ما نلمسه مؤخراً، واشتدت وتيرة هذا التزوير والإفك في المنازلات الفكرية والسياسية والدينية والمذهبية... لم يسلم من التزوير طرف ولا جهة، وأصبح للمصداقية صوت خافت مبحوح يتوارى خجلاً بين ضجيج المزورين والأفاكين. وحين بزغ نجم وسائل التواصل الاجتماعي ظننا أن هذا التواصل السريع سيُمسي أشبه بالدورة المكثفة في المصداقية والتحقق من الإشاعات والتزوير والكذب، لكنه للأسف تحول إلى مطية سهلة لترويج هذا التزوير والإفك وتبادل مفردات السباب والشتائم، ولم يسلم من أعراض هذه الأمراض حتى بعض المنتمين للنخب العربية من كتّاب ومثقفين وإعلاميين يستحلون ترويج الإشاعات الكاذبة، ويتلذذون بإلصاقها بالخصوم، ويستهلكون أسوأ ما في قاموس الشتائم والسباب من مفردات مخجلة. وأصبح العدل في القول والمصداقية في الشهادة؛ سواء كانت لصديق أو خصم، من النصائح التي تتزين بها جدران البيوت والمكاتب والمعرفات دون وجودها على الأرض... حتى إن أحدهم وصف بدقة التناقض بين ما يتناقله الناس في الـ«سوشيال ميديا» وممارساتهم الواقعية، فقال ما معناه: «حين تقرأ ما يتداوله الناس في (التواصل الاجتماعي) من حكم ونصائح ومواعظ، تظن أنك في مجتمع الصحابة، وإذا نزلت لواقعهم أدركت أنك أقرب ما تكون لحياة صناديد مكة».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض والبطريرك الماروني الوضع الحكومي ونتائج سيدر الراعي: نأمل من الكتل النظر الى لبنان بعيدا عن مصالحها الشخصية

الثلاثاء 10 تموز 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعرض معه التطورات على الساحة المحلية عموما والوضع الحكومي خصوصا، بالاضافة الى نتائج مؤتمر "سيدر".

ووضع البطريرك الراعي الرئيس عون في اجواء لقائه بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ولقاء الصلاة مع البابا فرانسيس والبطاركة في باري.

الراعي

بعد اللقاء، صرح البطريرك للصحافيين، فقال: "تشرفت بزيارة فخامة رئيس الجمهورية لعدة اهداف، وقد وضعته في اجواء الزيارة التي قمت بها الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، ثم في اجواء لقاء الصلاة في باري مع البابا والبطاركة، ولتوديعه قبل انتقالنا الى الديمان، ونأمل ان يتمكن الرئيس بدوره من زيارة الجبل يوما ما لينعم بالهدوء بعيدا عن هذه الاجواء. كما تناولنا الكثير من القضايا التي ينتظرها كل الشعب اللبناني، وخصوصا تأليف الحكومة كي تسلك الامور طريقها، لا سيما في ضوء المؤتمرات التي انعقدت في حزيران وآذار ونيسان، لا سيما مؤتمر "سيدر" الذي اقر مبلغ 11 مليار ونصف المليار دولار من المساعدات الميسرة او الهبات، لقاء اصلاحات في الهيكليات والقطاعات، بالاضافة الى تداعيات التأخير في تأليف الحكومة ومواضيع اخرى على صلة بها".

اضاف: "كل هذه الامور في قلب فخامة الرئيس وعقله وهو مثال في التفاؤل والصمود، لا سيما وانه عسكري، فضلا عن انه لا يخاف من انهيار الوضع رغم الصعوبات التي نعاني منها". ولفت الى أن "الموضوع الذي يعنينا بنوع خاص، هو الوحدة اللبنانية الداخلية. فكلنا يعلم ان لبنان مكون من مكونات متنوعة، وقيمته في كل هذه المنطقة تتمثل في التنوع الثقافي والديني والحزبي والفكري، ولكن قيمة التنوع تكمن في الوحدة. وما يهمنا ان يكون جميع اللبنانيين متفاهمين، متصالحين من اجل الوحدة اللبنانية ومن اجل لبنان وشعبه. وقد تناولنا الامر مع الرئيس عون، لا سيما وانه يعنينا من الالف الى الياء ونعمل من اجله. فنحن لا نحب الثنائيات ابدا، بل التنوع الكامل، كي نبني هذه الوحدة، لاننا عندما نقول بالتنوع نكون نتحدث عن قوى فكرية وقدرات وفسيفساء. تحدثنا بكل ذلك مع فخامة الرئيس، الا ان الحديث معه يعطي الامل والقوة".

اسئلة واجوبة

سئل: هل سترعى بكركي لقاء بين الدكتور سمير جعجع ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بعد الخلاف القائم بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية؟

اجاب: "لا يوجد لقاء من هذا النوع الان، لكن هناك عملا يوميا مع كل الممثلين كي نصل الى هذه الوحدة الداخلية ولا شيء قريبا".

سئل: هل تطرقتم الى الخلاف المسيحي؟

اجاب: "انا لا احب كلمة الخلاف السياسي. وكما تذكرون اجتمعنا بعد شهر من انتخابي بطريركا العام 2011 مع الاقطاب الاربعة، وغضب الاخرون لانه لم يشملهم اللقاء، وكنت اردد دائما امامهم اننا نجتمع معكم كي نصل من خلالكم الى جميع المسيحيين والمسلمين، واننا لا نفعل في بكركي شيئا سريا، بل نعمل من اجل لبنان. لذلك، لم نستعمل اي من المرات مع الاقطاب الاربعة كلمة خلاف او مصالحة، بل استخدمنا لبنان ووحدته. من هنا لا احب كلمة خلافات ومصالحات لان الموضوع ليس كذلك. فنحن نختلف في الرأي وهذا شيء طبيعي، فلبنان متعدد وفيه افكار واحزاب ورؤى متعددة. وفي ذلك الحين قلنا في بكركي، بانه يمكن للمرء الاتيان اليها من طريق حاريصا، او جونية، او سيرا على الاقدام من طريق عينطورة، بمعنى ان كل الطرق توصل الى الهدف، اي بامكاننا ان نكون مختلفين. فلدينا امران اساسيان: الاول، اننا ننطلق جميعا من المبادىء والثوابت ونختلف عليها، لكننا لا نختلف على النظرة، اي اننا ننطلق من هنا لنحدد الهدف، فما هو هذا الهدف؟ خدمة لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين، ويمكننا الاختلاف ليس في المسار، بل في ما اذا كنا لا نخدم الشعب اللبناني ولا نساعد لبنان ولا المواطن. وهذا ما لم نصل اليه". واعتبر أن "التنوع في الافكار والتطلعات امر طبيعي، لكننا لا نقبل ان نصل الى خلافات او ان تؤثر بدورها على الشعب اللبناني ككل. من هنا اقول لا اقصاء لاحد ولا تفرد مع احد ولا احد فوق احد، بل كلنا من اجل لبنان".

سئل: هل سيكون هناك لقاء بينكم والوزير ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان؟

اجاب: "سيكون هناك لقاء في اليومين المقبلين".

سئل: هل ستطرحون افكارا معينة؟

اجاب: "اكرر ما قلته ان حديثي، سنركز على بناء الوحدة الداخلية للجميع، فنحن لسنا مع الثنائيات".

سئل: ماذا عن الملف الحكومي؟

اجاب: "ان فخامة الرئيس يطمئن الى ان الحكومة ستتشكل، وهذا ما يتم العمل عليه، لكننا نتأمل من الكتل ان تنظر الى لبنان بعيدا عن مصالحها الشخصية، وهذا ليس كلام الرئيس، بل كلامي انا، لان عند التأخير يتشبث كل فريق بمطالبه. وبالنسبة الينا لبنان هو المطلب الاول وحياة لبنان واللبنانيين، وهنا نعود الى فكرة مبادىء وثوابت واهداف، اما اذا اردنا الوقوف في منتصف الطريق فسنختلف بالطبع".

سئل: هل حملتم رسالة من قداسة البابا الى فخامة الرئيس تتعلق بلبنان ومسيحيي المشرق؟

اجاب: "سمعتم حديث قداسة البابا، ونحن اتينا الى الرئيس عون بالنص الكامل لخطابه الذي اتخذ فيه مواقف كبيرة ازاء قضايا الشرق الاوسط ككل، وكلما نلتقي بالبابا نلمس ان لبنان في طليعة اهتماماته، والفاتيكان يطالبنا دائما بالوحدة الداخلية".

سئل: هل حملكم الرئيس الفرنسي رسالة ما؟

اجاب: "اكيد، وقد ابلغت الرئيس عون ان الرئيس الفرنسي مهتم بانطلاق لبنان، وكما تعلمون فهو كان في اساس المؤتمرات الثلاثة وهو يحب لبنان لانه يمثل قيمة كبيرة. وقد كرر امامنا، وهذا ما نقلته لرئيس الجمهورية، بانه يتطلع الى عهده والى الحكومة لتحقيق الاصلاحات التي اوصى بها مؤتمر "سيدر"، كي تأخذ الامور والاموال الموعودين بها مسارها".

 

عون عرض والمشنوق الاوضاع الامنية ووهاب شؤونا إنمائية الشامسي:الامارات لا تزال تدعم استقرار لبنان ومسيرة النهوض فيه

الثلاثاء 10 تموز 2018/وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم لقاءات وزارية وديبلوماسية وسياسية، تناولت الاوضاع الراهنة والتطورات المتعلقة بمسار تأليف الحكومة الجديدة.

المشنوق

وزاريا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، واطلع منه على الاوضاع الامنية في ضوء التقارير التي رفعتها الاجهزة المختصة. وتطرق البحث الى مختلف وحدات الوزارة وحاجاتها، كما تم التداول في الشأن الحكومي والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة.

الشامسي

ديبلوماسيا، عرض الرئيس عون مع سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد الشامسي خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، العلاقات اللبنانية - الاماراتية وسبل تطويرها وتفعيلها في المجالات كافة.

واكد الشامسي بعد اللقاء، أن "دولة الامارات العربية المتحدة وقفت دائما الى جانب لبنان قيادة وشعبا، وهي لا تزال تدعم استقراره وسيادته ومسيرة النهوض فيه، وتتطلع الى مزيد من التعاون في كل الميادين". وأشار الى ان "لبنان حقق انجازات كثيرة خلال الاشهر الماضية، عززت امنه وسلامة ابنائه وهذا ما يسعد اخوانهم الاماراتيين الذين يريدون كل الخير والسعادة لهم، وهم يتطلعون دائما الى رؤية لبنان الشقيق سيدا حرا مستقلا ومتعافيا. وحملني فخامة الرئيس تحياته الى القيادة الاماراتية الرشيدة، مستذكرا بالخير والوفاء الراحل الكبير صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة ورائد وحدتها، الذي كانت لوقفاته الى جانب لبنان الشقيق الاصداء الايجابية التي لا تزال ترسم أسس العلاقات بين البلدين الشقيقين".

وهاب

سياسيا، استقبل الرئيس عون، رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، الذي وصف اللقاء مع رئيس الجمهورية ب"جلسة عميقة وصريحة، لمست في خلالها من فخامة الرئيس تفهما كبيرا لواقع الجبل وحرصا على رعاية كل الاطراف فيه. كما لمست اهتماما خاصا بمنطقتي الشوف وعاليه ودعما لمشاريع إنمائية فيهما".

 

الحريري بعد زيارته عين التينة: انا والرئيس بري على الموجة نفسها للاسراع في تأليف الحكومة

الثلاثاء 10 تموز 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يرافقه وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور غطاس الخوري والنائب السابق باسم السبع، في حضور وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل.

وبعد اللقاء الذي استمر ساعتين وتخللته مأدبة غداء، قال الحريري: "التقيت دولة الرئيس وناقشنا الوضع في البلد وموضوع تشكيل الحكومة، وانا والرئيس بري على الموجة نفسها، وعلينا الإسراع في تشكيل الحكومة بأسرع وقت، فوضع المنطقة يحضنا على ان نقوم بذلك، والوضع الإقتصادي يحتم علينا ان نحرك العجلة الاقتصادية. البعض اليوم يقول ان الوضع الإقتصادي ليس جيدا، وقد يكون محقا في مكان ما، لكن في الوقت نفسه لدينا فرصة ذهبية لنتمكن من تطبيق مؤتمر سيدر، فكل المجتمع الدولي حريص على استقرارنا، وقد اعطانا ما اعطانا في باريس في المؤتمر، وعلينا نحن ايضا ان نقوم بالإصلاحات اللازمة. كما ناقشنا بعض القوانين في مجلس النواب، والرئيس بري حريص على الإسراع فيها، وعلى الجميع ان يدرك ان تشكيل الحكومة هو اولوية الاولويات. اعرف ان هناك بعض الخلافات بين بعض الاحزاب، ولكن علينا جميعا ان نترفع عن هذه الخلافات وان ننظر الى مصلحة البلد، وفي رأيي ان التضحية لمصلحة اقتصاد البلد والبلد هي تضحية يجب القيام بها. كما اتفقنا على حض الجميع على الإسراع في تشكيل الحكومة، وسيكون لي لقاءات عديدة خلال اليومين او الثلاثة المقبلة لكي نسرع في تشكيلها".

سئل: هل ما زالت العقد هي نفسها؟.

اجاب: "في رأيي أن العقد ما زالت كما هي، والامر الإيجابي الذي حصل اليوم ان الافرقاء قرروا ان يخففوا السجال بين بعضهم البعض، وإن شاءالله هذا يسرع في تشكيل الحكومة".

سئل: متى تزور بعبدا؟

اجاب: "لدي سلسلة لقاءات، وان شاءالله قريبا جدا".

سئل: الرئيس بري تكلم عن نيته الدعوة الى جلسة لانتخاب اللجان النيابية واخرى للمناقشة العامة، هل هذا موجه لك ام لأفرقاء آخرين؟

اجاب: "لا ابدا، الرئيس بري حريص على أن يبين ان مؤسسات الدولة تعمل، خصوصا اننا خارجون من حكومة كان فيها وفاق وطني وقد انجزت الكثير، قد يكون قد حصلت خلافات في امكنة معينة بين بعض الافرقاء، ولكن لا نستطيع ان نقول ان الحكومة التي استمرت سنة ونصف سنة لم تنجز موازنات او انتخابات او مؤتمر سيدر او مؤتمر روما او لم تقم بمشاريع مثل الإنتهاء من موضوع دير عمار، كل هذه الامور كانت إيجابية. وعلينا ان نكمل على هذا المنوال وان يكون في الحكومة الجديدة اكبر جزء من الاحزاب السياسية. الرئيس بري في موضوع جلسة اللجان او الجلسة العامة لم يوجه هذا الامر نحوي، وكان صريحا وواضحا بأنه يركز على الإسراع في تشكيل الحكومة".

سئل: أليس هذا ضغطا عليكم؟

اجاب: "لا، هو ضغط على الجميع".

سئل: يقال انك لن تعتذر، وستستمر مهما طال الوقت؟

اجاب: "اظن ان المشكلة التي لدينا قابلة للحل، وعلى الافرقاء السياسيين الاخرين ان يكون التركيز الاساسي لديهم ليس على الحصص بل على البلد. فبالنسبة الي، البلد اهم من حصصهم واهم من حصص اي فريق سياسي. اذا ركزنا على ما سيحصل عليه كل فريق فإننا لن ننتهي. يجب التركيز على ان ننجز هذه الحكومة ونشكلها، والباقي كله تفاصيل".

سئل: سبق ان التقيت قبل سفرك الافرقاء، ما الذي سيتغير في اللقاءات التي ستجريها مجددا؟

اجاب: "سبحان الله. احيانا الوقت يغير النفوس ويهدئها، فإذا اوقفنا كل السجالات الإعلامية سيصبح الجو افضل بكثير".

سئل: هل المشكلة هي مشكلة حصص ام تحجيم البعض؟

اجاب: "في رأيي أنها مشكلة حصص، هذه هي المشكلة الاساسية، واريد ان اقول في هذا البلد لا احد يلغي الاخر، وقد جربنا جميعا خلال 13 عاما ان يقوم كل منا بالامور كما يريدها، وفشلنا نحن وغيرنا، فلذلك امام ما حصل في السابق فلنتعقل ونر ان مصلحة البلد في جمع كل الناس حتى نستطيع ان ننهض، لان التحديات التي تواجهنا ان كانت داخلية او اقليمية او اقتصادية او بالنسبة الى محاربة الفساد والإصلاح البنيوي للدولة وللعاملين فيها. هناك مشكلة. لا نستطيع ان نكمل في الإستمرار في توظيف الناس، ويجب ان يكون التوظيف الاساسي في القطاع الخاص. اذا لم يكن لدينا اقتصاد هل علينا ان نضع اللوم كله على موضوع النازحين؟ لا، المشكلة عندنا بطريقة عملنا، كان هناك خلاف والان لم يعد هناك خلاف حتى المشاكل في موضوع الكهرباء انتهت وصار لدينا خطة كهرباء وخطة نفايات وخطة انماء، كل الخطط موضوعة، ويجب ان ننفذها، لكن التنفيذ يجب أن يكون بشفافية كاملة، لذلك فإن محاربة الفساد او الإصلاحات هي تحديات كبيرة، ويجب الا يقول احد انه يريد ان يحارب الفساد ونقطة على السطر. الفساد مصالح والمطلوب كسر هذه المصالح".

سئل: أنت الرئيس المكلف، لماذا تساير الجميع ولا تتخذ موقف حازم؟

اجاب: "لدي ايمان بأن هذا البلد يدار بين كل الاطراف، فإذا كنا نعتقد ان فريقا سيلغي فريقا اخر او يدوس على اخر فلن يمشي البلد. برأيي اننا اذا نظرنا الى التجربة التي خضناها خلال السنة ونصف السنة رغم بعض المشاكل التي اعترتها نرى انها نجحت بشكل كبير جدا. كان هناك خلافات اساسية وقلنا علينا ان نضعها جانبا ولنجرب، وركزنا كيف ننهض بالبلد، ولدينا تجربة جيدة قد يكون فيها بعض الشوائب، فهل نرميها ونعود الى تجربة فشلنا بها، ام نأخذ بتجربة نجحت في البلد وقمنا بأشياء كثيرة وأقررنا موازنات وسط الخلافات ونجحنا؟. انا مقتنع وقلتها في السابق، ان التوافق الذي وصلنا اليه يجب ان نضحي من اجله، وعلى الجميع ان يضحى من اجله. وهذه التضحية ليست لفريق دون اخر بل هي للبلد. أنا قمت بتضحية وارسينا تسوية بإنتخاب رئيس الجمهورية، ولكن لم اعتبر ان هذه التسوية لي بل هي للبلد، لذلك يجب علينا ان نفكر بهذا الاسلوب وبالمواطن اللبناني ومصلحته وماذا يريد".

سئل: جرى الكلام الكثير عن صلاحيات رئيس الحكومة؟

اجاب: "صلاحيات رئيس الوزراء موجودة في الدستور، وانا لا اقبل ان يتعدى احد على صلاحيات رئيس الوزراء، كما لا اقبل ان يتعدى احد على صلاحيات رئيس المجلس النيابي او رئيس الجمهورية. هذا امر محسوم ولا احد يزايد علينا به او يمس بهذه الصلاحيات، لان الذي سيمسها سيجد ان هناك "بلوك" في وجهه وانا جزء من هذا "البلوك"، فإذا اراد احد ان يمس صلاحيات رئيس مجلس النواب سيجدني اول من يقف في وجهه، او اذا اراد ان يمس بصلاحيات رئيس الجمهورية سأقف في وجهه ايضا، كما انني سأقف بوجه اي واحد يريد ان يتعدى على صلاحيات رئيس الوزراء. هذا موضوع محسوم ولا احد يلعب به او يضعه كمادة اعلامية".

وكان بري استقبل قبل الظهر سفيرة سري لانكا همرك وجرانتي منديس، وعرض معها العلاقات الثنائية.

كذلك استقبل سفير اسبانيا خوسيه ماريا فيري ديلابينا، وعرض معه الاوضاع والتعاون بين البلدين.

 

الحريري عرض مع حاصباني شؤونا تتعلق بتصريف أعمال وزارة الصحة

الثلاثاء 10 تموز 2018/وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اليوم، في "بيت الوسط"، نائب رئيس مجلس وزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، وعرض معه شؤونا تتعلق بتصريف اعمال وزارة الصحة.

والتقى الرئيس الحريري السيدة رباب الصدر مع وفد من العائلة، شكرته على مواساته وتعزيته بوفاة شقيقها السيد علي الصدر.

 

الراعي ينتقل الى المقر البطريركي الصيفي في الديمان

الثلاثاء 10 تموز 2018/وطنية - إنتقل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا الى المقر البطريركي الصيفي في الديمان يرافقه المطران مطانيوس الخوري وأمين سره الأب بول مطر ومدير المكتب الاعلامي في الصرح المحامي وليد غياض. وكان في إستقباله عضو تكتل الجمهورية القوية نائب بشري جوزيف إسحق ونائب الكورة في كتلة لبنان القوي جورج عطا لله، النائب البطريركي العام على نيابتي الجبة وزغرتا المطران جوزيف نفاع ، مدير عام وزارة الأشغال المهندس مطانيوس بولس، قائمقام بشري ربى الشفشق، رئيس إتحاد بلديات بشري إيلي مخلوف، قنصل لبنان في ولاية هليفاكس الكندية المهندس وديع فارس، رئيس نادي الإتحاد الديماني أنطوان فرنسيس، الوكيل البطريركي في الديمان الخوري طوني آغا، الى حشد من أخويات نيابة الجبة. وفور وصوله وعلى وقع قرع الأجراس توجه البطريرك الراعي مع الحاضرين الى كنيسة الصرح، حيث أدى صلاة الشكر. وبعدها إنتقل الجميع الى صالون الصرح.

 

التيار المستقل دعا الى حكومة اقطاب مصغرة او نصفها من التكنوقراط: الأوضاع تتطلب الحكمة لا القوة

الثلاثاء 10 تموز 2018 /وطنية - أعلن المكتب السياسي في "التيار المستقل" في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة رئيسه اللواء عصام ابو جمرة في مقره ببعبدا، أنه "بدأ الاجتماع بالاطلاع على مقالات جرى تداولها في الاعلام عن العهد القوي، وقد مر عامان تقريبا على العهد ولم تنته خلالها أزمة الكهرباء بل زاد التقنين وارتفعت تعرفة المولدات حتى بات المواطن يتحسر على ايام الشمعة والقنديل، كما زادت رقعة النفايات وارتفت جبال النفايات مقابل كل جبل أو تلة، وبالرغم من كل الوعود بمحاربة الفساد زاد الفساد الى حد تم تصنيفنا في طليعة الدول التي يعمها الفساد عالميا فلم يسمع عن محاسبة فاسد اللهم ان كان سارق رغيف بسبب الجوع. كما تجاوزت البطالة الخطوط الحمر بعدما بلغت نسبتها 40 في المئة وباتت الخشية من انهيار اقتصادي مريب ووشيك". وبحث المجتمعون في "ظاهرة التحالفات التي سرعان ما تأكد أنها بنيت على مكاسب سياية آنية ومحاصصات وتقاسم للقرار التنفيذي بعيدا عن الجوهر الوطني مما جعلها غير قابلة للاستمرار والتطبيق. أما الانتخابات النيابية فقد كشف أن أكثرية الشعب اللبناني لم تشارك فيها وخاصة الاكثرية المطلقة من النخبة، أما الذين قرروا تقاسم البيت المسيحي لكونهم يمثلون ثمانين في المئة، فهم في الحقيقة لا يمتلكون فعليا أكثر من ثلاثين في المئة. وبما أننا نسير بسرعة نحو الهاوية فقد ارتأى المجتمعون أن الحل الامثل يكمن في تشكيل حكومة اقطاب مصغرة ام حكومة يكون نصفها على الاقل من التكنوقراط غير حزبيين. وختم المجتمعون بالدعوة الى الحكمة والتروي والتنازل والتضحية في سبيل لبنان النازف لان الحالة الحاضرة تتطلب الحكمة لا القوة".

 

كتلة المستقبل: لتغليب التواضع السياسي على خطاب التصعيد واعتماد الخيارات المساعدة على الإسراع في ولادة فريق عمل وزاري

الثلاثاء 10 تموز 2018 /وطنية - ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند الخامسة والنصف عصر اليوم، في "بيت الوسط"، اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، تم خلاله استعراض الأوضاع العامة. وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلته النائبة رولا الطبش، استهلته بالقول: "عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعا عصر اليوم في بيت الوسط برئاسة الرئيس سعد الحريري، ناقشت خلاله مستجدات الوضع السياسي والبنود الواردة في جدول الأعمال، ورأت أن ما من شيء يجب أن يتقدم في هذه المرحلة على تشكيل الحكومة وانطلاق عجلة العمل في السلطتين التنفيذية والتشريعية، الأمر الذي يرتب على القيادات والأطراف المعنية كافة، التزام التهدئة وتجنب المساجلات السياسية والإعلامية والمشادات المؤسفة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتماد الخيارات التي تساعد على الإسراع في ولادة فريق عمل وزاري، يرتقي الى مستوى آمال اللبنانيين وتطلعاتهم".

أضافت: "إن الاشتباك القائم على الحصص والأدوار والأحجام، لن يبدل من واقع الأمور في شيء، وقد آن الأوان لأن يدرك الجميع أن ما سنتوصل إليه بعد شهر أو شهرين، يمكننا إنجازه في يوم واحد أو في يومين، وأن المطلوب تغليب التواضع السياسي على خطاب التصعيد، وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية. فلا مجال للترف السياسي أمام ما يواجه لبنان من تحديات اقتصادية ومتغيرات ومخاطر إقليمية، ولا فرصة أمام أحد لمزيد من هدر الوقت، خصوصا وان البلاد أمام استحقاقات معروفة تجاه المجتمع الدولي والعربي، الذي محضنا ثقته، وأوكل لنا مهمة إنقاذ أنفسنا من التخبط الاقتصادي والإداري، عبر مجموعة من المؤتمرات الدولية، يستحيل ان تأخذ سبيلها الى النجاح ووضعها موضع التنفيذ في غياب الحكومة وتجميد عمل الدولة ومؤسساتها الشرعية". واذ جددت الكتلة ثقتها بتكليف الرئيس سعد الحريري، نوهت ب"دوره وسعة صدره في مقاربة المواقف والأوضاع السياسية، تراهن على حكمة سائر القيادات في الخروج من دوامة العقد والعقد المضادة، وهي تؤكد في هذا المجال على الدور المحوري الذي يتولاه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى التعاون المستمر بينه وبين الرئيس المكلف لتخطي مصاعب التأليف، كما تشيد بالتعاون الذي يبديه دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وحرصه على ولادة الحكومة بأسرع وقت". وتوقفت عند "بعض الدعوات الخاصة بموضوع النازحين السوريين، وأكدت على أن أي إجراء أو عمل خارج نطاق الدولة ومؤسساتها الرسمية، يقع في نطاق تجاوز الأصول والقنوات المولجة بمعالجة هذه القضية على المستويين اللبناني والدولي. إن عودة النازحين السوريين الى بلادهم، مسألة لا تخضع لأي شكل من أشكال الجدل والنقاش، وهي مسألة باتت ملحة حتما في ضوء ما ينشأ عن الانتشار الواسع وغير المنظم للنازحين من تداعيات اقتصادية وأمنية واجتماعية، غير أن هذه العودة وتنظيمها وتحديد الخطوط الآمنة لها تبقى من مسؤولية الدولة اللبنانية حصرا بالتعاون والتنسيق مع الجهات الدولية المختصة".

وأكدت الكتلة "تضامنها الكامل مع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، التي تواجه أزمة متعددة الجوانب ترمي بنتائجها السلبية على دورها التاريخي في المجالين التربوي والاجتماعي وتهدد مصير آلاف التلامذة والمعلمين والإداريين، في بيروت وسائر المناطق اللبنانية. إن جمعية المقاصد هي أمانة في وجدان كل لبناني، لا يجوز التفريط بها لأي سبب من الأسباب، وهي الى ذلك علامة فارقة من علامات العمل الاجتماعي والإنساني والحضاري، التي ستبقى راسخة في ذاكرة الذين نهلوا من خيرها وعلمها ودورها في المجالين الوطني والإسلامي".

وعبرت الكتلة "في هذا الشأن عن تقديرها لمبادرة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، برفع الضيم عن المقاصد وأهلها، كما تشيد بمسارعة الرئيس سعد الحريري لتأمين المستحقات العائدة للجمعية من الدولة، والتزامه نهج والده الرئيس الشهيد بدعم المقاصد والوقوف الى جانبها".

واكدت الكتلة "اهمية اقتراح القانون المعجل الذي تقدمت به لمعالجة أزمة الإسكان في البلاد، وهو اقتراح يقضي بدعم فوائد القروض الممنوحة عبر المؤسسة العامة للاسكان، ويفسح في المجال أمام حلول عملية لمشكلة الآلاف من الشباب اللبناني".

 

تكتل لبنان القوي زار المجلس الاقتصادي والاجتماعي باسيل: الحكومة ستؤلف والتحدي اقتصادي ونحن محكومون بأن ننجح فيه

الثلاثاء 10 تموز 2018/وطنية - زار "تكتل لبنان القوي" برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، ترافقه اللجنة الاستشارية الاقتصادية في "التيار الوطني الحر"، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وكان في استقباله رئيس المجلس شارل عربيد واعضاء هيئة المكتب المجلس.

وعقد المجتمعون على مدى ساعتين ونصف ساعة، جلسة عمل وحوار عن "الواقع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان". إثر اللقاء قال عربيد: "استضفنا اليوم كتلة لبنان القوي، وكان اجتماعتا دسما تطرقنا فيه الى كثير من الأمور والهموم. ويحمل التكتل اليوم الهم الإقتصادي والإجتماعي، وهذا الإجتماع نتمنى ان ينسحب على كل الكتل النيابية لنتمكن في المجلس من ان نهتم أكثر بعملنا"، معتبرا ان "هذه الزيارة زيارة دعم للمجلس الإقتصادي والإجتماعي".

باسيل

وصرح باسيل بدوره: "قمنا في تكتل لبنان القوي مع اللجنة الاستشارية الاقتصادية للتيار الوطني الحر بزيارة المجلس الاقتصادي الاجتماعي، والهدف اعطاء اولوية مطلقة للاقتصاد اللبناني، وهذه الزيارة ليست فقط رسالة دعم للمجلس الذي هو مستقل واستشاري وميثاقي وتمثيلي لقطاعات الإقتصاد بكل فئاته، فنحن لم نأت فقط برسالة دعم له من اجل ان يقوم بدوره، بل اتينا لنطالبه بأن يكون من ادوات الضغط لمصلحة الاقتصاد اللبناني". وقال: "لدينا مشكلة اساسية نغرق فيها منذ 2010، هي التمييز بين الاقتصاد والسياسة، فلا يمكن بناء المواقف في الاقتصاد على أساس السياسة. موقفنا يجب ان يكون من الفكرة وليس من الجهة الطارحة، لئلا يغرق الاقتصاد في اوحال السياسة من دون التمييز بشكل موضوعي وعلمي لمصلحة البلد الإقتصادية".

اضاف: "للمجلس دور اساسي في ان يكون الحاضن لكل الأفكار والنقاشات الموضوعية والعلمية التي هي كثيرة، ونتفق عليها، والتي نقدم من خلالها قدراتنا الإقتصادية. لقد تحدثت بالأمس في وزارة الخارجية عن اقتناعي بأن اقتصادنا هو على طريق الاستنهاض، ونحن نتجه نحو الإزدهار الإقتصادي رغم الصورة المرسومة اليوم، والحكومة هي جزء من هذه الاندفاعة، ولكن لا تكفي وحدها، فخلال السنة ونصف السنة المنصرمة قدمنا جرعات سياسية ايجابية، ولكن الوضع الإقتصادي لم يقلع، وهذا يعني انه تلزمنا معالجة اقتصادية جدية. فما نحتاج اليه هو المعالجة الإقتصادية وليست فقط السياسية".

واعتبر باسيل ان "النقاش السياسي لا يعني الانحدار الى اماكن لا تليق بنا. ورغم كل ما نتعرض له من اساءة وتركيب صور مشوهة للحقيقة، نضحي لأن قدرنا التضحية، فنحن ضنينون بالاقتصاد وبالوضع في البلد وبالمصالحة، أكان اسمها مسيحية أم وطنية، وعممنا على جميع مسؤولينا السياسيين وعلى نوابنا عدم الرد على اي اهانة او على ما نتعرض له على المستوى الشخصي والعام، ونكرر على وسائل التواصل الإجتماعي وحتى على الناشطين في التيار الوطني الحر عدم الذهاب الى اماكن لا تليق بنا. يجب ان نعرف ان تختلف سياسيا من دون ان نضع البلد في تشنج".

وأكد أنه "لن يحصل شيء يمكنه ان يهدد تماسكنا الوطني ووحدتنا الوطنية وقدرتنا على النهوض بالإقتصاد، ولكن هذا لا يمنعنا من قول الحقائق الإقتصادية والسياسية والوقائع عن الأثر السلبي الكبير والحمل الذي لا يمكن لاقتصادنا ولشعبنا ولأرضنا حمله من النزوح السوري".

وأشار الى أن "البنك الدولي نبهنا الى أننا سنخسر كل سنة 150 الف وظيفة، ولقد ترجم هذا التنبيه في تقرير بلوم بضياع 287 الف وظيفة، لا يمكن انكار واقع ان السوريين يستهلكون الكهرباء بحجم 330 مليون دولار في السنة، دون ان تجني الدولة اللبنانية شئيا. هذا رقم لا يمكن تجاهله والأرقام لا تنتهي".

وأضاف: "لم نقل ان عودة السوريين تعني حكما نهوض الاقتصاد، لكن ما نقوله هو ان العبء بسبب النزوح لا يسمح للاقتصاد بالنهوض. تصميمنا هو ان نتعامل مع الملف الإقتصادي بشكل علمي وموضوعي لمصلحة كل اللبنانيين. نحن سنلتزم ما نحمله في حقائبنا او ما ننوي حمله انطلاقا من هذه الخلفية".

ورأى أن "التحدي الأكبر للحكومة المقبلة هو ان تكرس الاستقرار السياسي عبر التوازنات السياسية، ومهما قيل في الإعلام ومهما كانت التهجمات لن يستطيع احد ان يغير نتائج الإنتخابات النيابية لأنها تعني احترام ارادة الناس، ولا يمكن لضغط سياسي او اعلامي ان يغير هذا الواقع الذي هو حقنا بأن نتمثل كما ارادت الناس، وهذا المبدأ سيكرس مهما طال الوقت، وسنعود الى معادلة حكومية تحترم التمثيل الشعبي والنيابي، انما التحدي الأكبر هو كيفية اعطاء الحكومة الثقة. هناك شيء يجب ان يتغير في الوزارات والملفات، والمطلوب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، والمطلوب أناس يأتون للعمل ولإحداث الفرق، فمحاربة الفساد وتأمين الكهرباء وتخفيف العبء عن القطاع العام وعن الإقتصاد وتحسين انناجية الدولة وايقاف مسارب الهدر، هذه امور يمكننا ان نقوم بها وأن نتخطى التحديات التي تواجهنا".

وقال: "تفكيرنا إيجابي، ونحن نرى أن المرحلة مع كل مصاعبها فيها ايجابيات كبيرة، أولا النزوح السوري سيبدأ بالإنخفاض تدريجا، وسيبدأ السوريون بسلوك طريق العودة، وسنكون مساهمين سياسيا وشعبيا في تحقيق هذا الأمر. الإقتصاد اللبناني سيعطى العناية اللازمة مع تأليف الحكومة، ويجب أن ننظر بايجابية الى وضعنا، لأن هذه النظرة ترفع المناخ العام والمعنويات ولها مؤشرات حقيقية في الإقتصاد".

وتابع: "نحن مقتنعون بأن لبنان تخطى الكثير من الصعوبات، ولن ينهار. نحن شعب لا ينهار. هذا ماضينا وتاريخنا وقدرتنا، ولكن لنتكاتف مع بعضنا اكثر لأن من مصلحتنا جميعا ان ننهض بهذا الإقتصاد وننقذ الوضع في البلد".

وسئل من المسؤول عن تأخير تأليف الحكومة، فأجاب: "القصة ليست فقط التفتيش عن المسؤول لرمي التهم، هناك قواعد ديموقراطية تمثيلية يجب احترامها، واي تلاعب بها يحدث خللا. كان هناك خلل سياسي في الماضي كلفنا اكثر من 11 شهرا للتأليف، الآن نحن خرجنا من انتخابات، ولا استقرار امنيا من دون استقرار سياسي، ولا استقرار اقتصاديا من دون استقرار سياسي، حجر الزاوية هو الإستقرار السياسي بالتمثيل الصحيح، وهذا سيتم، ولن تكون حكومة تتجاهل هذه القواعد التمثيلية، عندما نسلم بهذا الشيء تمشي الأمور، حرام ان نخسر الوقت، لبنان لن يخضع مرة جديدة للتأثيرات الخارجية. لقد اصبحت لدينا مناعة من الإستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار السياسي الوطني، والخروقات من الخارج اصبحت اقل، واصبحنا محميين اكثر، ولا يمكن لأحد ان يوقف مسارنا بتحديد مصيرنا، فالحكومة ستؤلف والتحدي اليوم هو التحدي الإقتصادي الذي نحن محكومون بأن ننجح فيه".

وعن الخطط الاقتصادية قال: "الحقيقة مكلفة ان نقولها. نحن بلد يعيش من دون خطة اقتصادية منذ مدة طويلة. وقمنا بمحاولات وقلنا إن هذه الحكومة نجحت بكثير من الأمور، لكنها فشلت في الملف الاقتصادي وملف النزوح، ولا يمكننا أن نقول إننا نريد ان نكرر الحكومة نفسها، لأن السابقة نجحت. يجب أن نرى أين فشلت الحكومة الحالية لنتمكن من أن نحسن أكثر، ويجب ان ننظر نحن اولا اين فشلنا كتيار وكتكتل بوزرائنا لنحسن اكثر، هذه هي المراجعة الذاتية التي تجعلنا نقول إننا نريد حكومة افضل من السابقة، وهذا حقنا للنهوض بالإقتصاد ولإعطاء جدية بالمعالجات، هنا بيت القصيد. لقد وضعت للمرة الأولى بداية رؤية اقتصادية وضعتها شركة عالمية ووقعتها ولكن من قام بالدراسة هم اللبنانيون، والشركة جمعت الأفكار ووضعت خارطة طريق. ويجب ان يكون لدينا خطة اقتصادية ومجلس اقتصادي وزاري وآلية اقتصادية للمتابعة. هناك مؤتمر سيدر الذي ينص على الإصلاحات وعلى اللبنانيين ان يضعوا شروطهم لإصلاح دولتهم، وان خطة ماكينزي هي طريق نتلمسها للقيام بالاجراءات الإقتصادية الإصلاحية اللازمة". وعما قصده بحديثه عن التأثيرات الخارجية على التشكيل، قال باسيل: "نحن بلد تعودنا، يا للاسف، ان نحكم من الخارج، بدأنا نستعيد قرارنا الوطني تدريجا بشكل اوضح من 2005 وبشكل ملموس اكثر من 2016، مع انتخاب رئيس جمهورية بارادة اللبنانيين، ومع تأليف حكومة بارادة اللبنانيين ووضع قانون انتخاب. طبعا هناك الكثير من الجهات التي تريد ان تتدخل في شؤوننا الداخلية، لهذا نحن مع السياسة التي تقول بتحييد لبنان عن المشاكل والا نتدخل في أمور غيرنا ولا نسمح لغيرنا ان يتدخل في امورنا، وعندما نكرس هذه القناعة وهذه الذهنية السياسية نتمكن من الخروج من هذه التأثيرات ونؤلف حكومات ومجالس نيابية تشبهنا وبإرادتنا".

 

النواب السنة المستقلون:اذا تعذر الاتفاق على اصدار مرسوم التأليف فعلى الرئيس المكلف تحمل مسؤولياته اذ لا يجوز وضع البلاد امام حائط مسدود

الثلاثاء 10 تموز 2018/وطنية - عقد "النواب السنة المستقلون" اجتماعا، في مجلس النواب، ضم: عبد الرحيم مراد، فيصل كرامي، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي، قاسم هاشم والوليد سكرية.

وناقش المجتمعون الاوضاع العامة المحلية. وبعد الاجتماع، تلا الصمد بيانا استهله بالقول: "لا يملك أي مسؤول سياسي في لبنان ترف تأخير تشكيل الحكومة. فالوضع المالي والنقدي والاقتصادي والمعيشي لم يعد يحتمل التأجيل والمراوحة، الفساد يستشري وينتشر كاللهيب والقضاء يزداد تبعية، البطالة تتفشى، الشباب يهاجر وميزان المدفوعات الى مزيد من العجز. لذا، على دولة الرئيس المكلف الاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي على اساسها نال شبه اجماع بالتسمية". وأضاف: "ان الدستور حصر بدولة الرئيس المكلف آلية تشكيل الحكومة، وعليه وحده تقع مسؤولية التأليف والتأخير. فاذا تعذر عليه الاتفاق مع فخامة الرئيس على اصدار مرسوم التأليف، فعليه تحمل مسؤولياته الوطنية اذ لا يجوز وضع البلاد امام حائط مسدود". وقال: "لم يعد في الامكان السكوت عن تصرفات المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، فهو يتصرف بذهنية ميليشيوية فيصدر الى ضباط مخافر قوى الامن الداخلي ومسؤوليها لوائح تخص تيارا سياسيا معينا يطلب منهم غض النظر عن مخالفات للقانون يقوم بها انصار هذا التيار. كما ان استمرار سياسة المحاصصة وتوزيع مغانم في الوظائف المدنية والاسلاك الامنية قد تجاوز كل محظور، وما جرى أخيرا في جهاز امن الدولة خير دليل على ذلك. والمؤسف ان ما يسمى تفاهمات هو، في واقع الحال، تقاسم حصص ومغانم، وما يحصل في قاديشا و"اوجيرو" والهيئة العليا للاغاثة والمؤسسات العامة اكبر دليل على ذلك". وأضاف: "عهدنا ان الامور ستتغير في هذا العهد ولا نزال، وبرغم كل ما أدلينا به، نثق بأن فخامة الرئيس لن يقبل باستمرار انهيار الدولة وقحل المؤسسات واجهزة الرقابة والقضاء".

وتابع: "اننا ندعو الى العودة الى مفهوم المؤسسات واعتماد مجلس الخدمة المدنية ومعاييره القانونية معبرا وحيدا لتوظيف المستحقين من اصحاب الكفاية وضمن التوازنات الطائفية الممكنة".

اسئلة واجوبة

سئل عن اهداف اللقاء الذي يفترض ان يكون معارضا من خارج الحكومة ورئيسها وليس من الداخل، فأجاب: " هذا اللقاء لم يأت من عدم انما جاء نتيجة للانتخابات النيابية. فالحصرية والاستئثار بالطائفة السنية أمر يحصل من 2005 الى 2018. ونحن بعد الانتخابات النيابية، هذه المجموعة من النواب ما جمعها انها كانت كلها في مواجهة مع "تيار المستقبل" في الانتخابات النيابية الاخيرة، والتي فاز كل منهم بحيثيته واصواته وخصوصا ان قانون الانتخابات لم يعد من مجال القول انني انا صنعت فلانا. فالصوت التفضيلي حدد الاحجام، وبعد الانتخابات ارتأينا ان الحصرية التي كان "تيار المستقبل" يمارسها في السلطة التي هي نظام طائفي مركب، ارتأينا اننا نمثل اكثر من 40 في المئة من اصوات الناخبين السنة، لذا، يجب ان يكون لنا صوت ودور في الحياة السياسية في البلد، هذا هو المبرر الذي جعلنا نكون موجودين".

قيل له: الرئيس الحريري ما زال يرفض حتى اليوم ان تكون لكم حصة، فأجاب:" هذا ليس رفض بل مكابرة. الرفض شيء والمكابرة شيء آخر. وعندما تتشكل الحكومة، واذا فعلا يقصدون انها ستكون حكومة وحدة وطنية، فنحن مكون اساسي في مجلس النواب ولنا حيثيتنا. فاذا ارادوا تطبيق معيار حكومة الوحدة الوطنية فستشمل الجميع، إن شاء الله سنكون ممثلين واذا تغير المعيار فلا مشكلة. فاذا كنا في السلطة او المعارضة ونحن انتخبنا لنمارس دورنا في حماية حقوق الناس في التشريع والمحاسبة وأداء الادوار المطلوبة منا. فنحن لسنا في كوكب ثان. نحن نواب لنا حيثيتنا وشعبيتنا، انتخبنا بناء على قانون انتحاب الكل شارك فيه ووصلنا الى مجلس النواب. وهناك اناس انتخبونا نحن امناء عليهم وعلى مصالحهم وسنمارس حقنا اكنا في السلطة او المعارضة". وهل النائب فيصل كرامي هو الاوفر حظا ليكون ممثلا في الحكومة حسبما يتردد، اجاب: "نحن اتفقنا عندما التقينا كمجموعة، انطلاقا من مبدأ رفض ان يكون هناك فرض على رئيس الحكومة لأنه "لو دامت لغيرك لما آليت إليك"، فرئيس الحكومة ليس مستهدفا منا، ويجب ألا يقال منذ اللقاء الاول فرضنا على رئيس الحكومة اننا نريد فلانا. اصدرنا بيانا، ونكرر ان أي شخص من هذه المجموعة يختاره رئيس الحكومة نعتبر انفسنا ممثلين به".

 

قبلان استقبل رئيس بلدية اليمونة على رأس وفد وطلب منه زيارة رئيس الجمهورية لاطلاعه على قضية النزاع العقاري مع العاقورة

الثلاثاء 10 تموز 2018/وطنية - استقبل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في مقر المجلس ظهر اليوم، رئيس بلدية اليمونة طلال شريف على رأس وفد من البلدة، في حضور نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب والامين العام للاوقاف الشيخ حسن شريفة.

واطلع الوفد الشيخ قبلان على موضوع الخلافات العقارية بين بلدتي اليمونة والعاقورة. وصرح شريف بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة ودية لسماحة رئيس الجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان لتداول موضوع النزاع بين بلدية العاقورة وبلدية اليمونة حول مشكلة المشاعات الجردية الموجودة بين الطرفين. وكان رأي سماحته تشكيل لجنة لزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاطلاعه في هذا الواقع، ولا يكون هناك أي تجاوز للرئيس وليكون فخامته هو المسؤول والمعني الاول بهذا الخصوص".

 

بيان النائب اللواء الركن جميل السيد

10 تموز/18/إعتبر النائب اللواء الركن جميل السيد أن موقف دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في عدم إنتظار تأليف الحكومة الجديدة ودعوة المجلس إلى جلسة عامة لانتخاب اللجان النيابية بحسب الأصول الدستورية، هو موقف ملحّ وضروري على ضوء المعطيات التي تُشير الى وجود عملية تعطيل متعمّد لهذا التأليف مما جعل دور المجلس النيابي معطلاً أيضاً بفعل غياب اللجان النيابية. **وأضاف اللواء السيد بأنه من الأسباب الجوهرية للتعجيل بانتخاب اللجان النيابية هو أن الحكومة الحالية التي تُعتبر مستقيلة حكماً وفي مرحلة تصريف الأعمال، فإن الكثير من وزرائها يتخذون قرارات واجراءات تتجاوز حدود تصريف الأعمال إلى درجة هدر المال العام والاستهتار بمقدرات الدولة في غياب أي دور رقابي للمجلس النيابي ولجانه، وحيث يكفي قراءة بعض ما تكتبه الصحف وما تنشره وسائل الاعلام من تجاوزات لبعض الوزراء في وزاراتهم وإداراتهم، ولا سيما في وزارة الإتصالات وغيرها، للتَيَقُّن بأنه لم يعد من الجائز إستمرار الوضع الحكومي على حاله دون حسيب أو رقيب، سيّما وأن البلد لا يحتمل المزيد من التجاوزات والفراغ، وحيث الأوْلى بالمجلس النيابي أن يستعيد دوره الرقابي، وصولاً إلى مواجهة التمادي بالتعطيل الحكومي من خلال عريضة بأغلبية نيابيّة تُسْقِط التكليف معنوياً وتُفْرِغُه من مضمونه حتى ولو تعذَّر إسقاطه دستورياً. بيروت في9/7/2018 المكتب الإعلامي للنائب اللواء الركن جميل السيّد