المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 25 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february25.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

في ذلِكَ اليومِ يَجعَلُ الرّبُّ كُلَ نَبتَةٍ في الأرضِ جميلةً زاهيَةً وكُلَ ثَمرَةٍ فيها بَهجةً وفَخرًا للنَّاجينَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/وهل انتم يا ربع الصفقة الخطيئة افضل من اللواء جميل السيد؟

الياس بجاني/صلاة من أجل "الملاك" مايا بشير الجميل واستنكار للضغط على ادارة فندق مونرو لتعطيل انعقاد مؤتمر حركة المبادرة الوطنية

الياس بجاني/البدائل غير موجودة ولهذا حزب الله يحكم لبنان ويتحكم بحكامه وبطاقمه السياسي

الياس بجاني/لا ثقة ولا احترام ولا اعتبار لجاحد لا يعرف معنى العرفان بالجميل ويبدل اقنعته غب مصالحه والمنافع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/24 شباط/18/الدكتور فارس سعيد ورضوان السيد يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد منع انعقاد مؤتمر حركة المبادرة الوطنية

حركة المبادرة اللبناينة/مؤتمر صحفي للدكتور فارس سعيد: يا فخامة الرئيس ويا دولة الرئيس،أنتما مؤتمنان على لبنان لكن تسيآن للأمانة عندما تتصرفان بصبغة أمنية وليس سياسية.

رئاسة الجمهورية تنفي

ادارة "مونرو": تدابيرنا تعود لأسباب داخلية وننفي كل الإشاعات

رئاسة الحكومة توضح

حركة الشعب: فندق مونرو أبلغنا قرار إلغاء حفل إطلاق ماكينتنا الانتخابية

فعن أيّ وسطيّة أو بيضة قبّان يتحدّثون/الياس الزغبي

الموفد السعودي نزار العلولا في بيروت الإثنين.. والحريري قد يؤجّل إعلان “اللوائح”

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 24/2/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مصادر ديبلوماسية لـ«السياسة»: الكرة بملعب الأمم المتحدة لحل الأزمة النفطية

هذا ما قاله نديم الجميّل عن معركة الأشرفية/رلى ابراهيم/الأخبار

ما خُفي عن زيارة بهية الحريري إلى عين التينة

هتلر 52 مليون قتيلاً.. ماذا عن نصرالله؟/الشيخ حسن مشيمش

بيروت الثانية: الشارع السني يستفتي الحريري

نديم الجميّل: نرفض محاولات خنق الحريات وثابتون في المواجهة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس الأمن الدولي يصوت لصالح هدنة إنسانية لمدة 30 يوماً في سورية

ترمب يصف العلاقات مع الصين بـ«الأفضل» لكن يعكرها ملف التجارة

مفاوضات شاقة لتذليل خلافات مجلس الأمن حول هدنة الغوطة وموسكو طالبت بإزالة الجدول الزمني واستثناء «داعش» و«النصرة» من وقف النار

الجامعة العربية: قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس خطير ومستفز وأنقرة اعتبرته «مقلقاً للغاية»

بعد وفاة أكاديمي معتقل... توقيف 3 علماء بيئة آخرين في إيران

ارتفاع حصيلة تفجيري مقديشو إلى 38 قتيلاً  وحركة «الشباب» أعلنت مسؤوليتها عن الهجومين

وزير قطري يعترف: نزور إسرائيل بشكل مستمر وسري منذ 2014

500 قتيل مدني حصيلة سبعة أيام من القصف على الغوطة الشرقية والمحرقة مستمرة والقصف الهستيري لا يهدأ لفترة تسمح بإحصاء الجثث الجديدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوجه المشوه والأذرعة المبتورة/الدكتورة رندا ماروني

الموفد السعودي علولا الى بيروت لتحضير قوى 14 آذار «المتناقضة» للتحالف/سيمون أبو فاضل/الكلمة اون لاين

طموح باسيل الجديد: نحن بيضة القبان/ليا القزي/الأخبار

مَن يستهدف فارس سعيد/أسعد بشارة/الجمهورية

جزّين: معركة برّي الأولى/نقولا ناصيف/الأخبار

خارطة طريق الإنتخابات والموازنة/الهام فريحة/الأنوار

جوهر الإنسان... عَبَدة الموت وعشاق الحياة/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

في «بطولات» الممانعة/علي نون/المستقبل

حماة 1982… وسوريا الجديدة/خيرالله خيرالله/العرب

إنهم يلعبون بنار الجحيم السوري/راجح الخوري/الشرق الأوسط

ثلاث طلقات في جسد عملية السلام/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

درس في السيجار/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المجلس الوطني لثورة الأرز: على كل الشرفاء الوقوف وقفة عز تفعل فعلها في الإنتخابات المقبلة

جعجع من الكورة: الكورة لبنانية ولن نقبل أن يحولوها إلى سورية ونترشح للانتخابات لنخلص الناس من الجحيم الذي يعيشونه

الراعي يلتقي السعد ومجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصــة ويغادر غدا الى فيينا للمشاركة في مؤتمر عن الحوار بين الاديان

نص خطاب حسن نصرالله ليوم 24 شباط/18

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

في ذلِكَ اليومِ يَجعَلُ الرّبُّ كُلَ نَبتَةٍ في الأرضِ جميلةً زاهيَةً وكُلَ ثَمرَةٍ فيها بَهجةً وفَخرًا للنَّاجينَ

إشعيا04/من01حتى06/"في ذلِكَ اليومِ تتمَسَّكُ سَبعُ نِساءٍ برجلٍ واحدٍ وتُعلِنُ لهُ: نحنُ نُطعِمُ ونَكسو أنفُسَنا. دَعنا نَحمِلُ اَسمَكَ فتنزعَ عنَّا عارَنا. وفي ذلِكَ اليومِ يَجعَلُ الرّبُّ كُلَ نَبتَةٍ في الأرضِ جميلةً زاهيَةً وكُلَ ثَمرَةٍ فيها بَهجةً وفَخرًا للنَّاجينَ مِنْ بَني إِسرائيلَ. ومَنْ بقيَ في صِهيَونَ وتُرِكَ في أُورُشليمَ يُقالُ لَه قِدِّيسٌ فتُكتَبُ لَه الحياةُ. وحينَ يَغسِلُ السَّيِّدُ الرّبُّ قَذارةَ بَناتِ صِهيَونَ يَمحو الدِّماءَ مِنْ أُورُشليمَ بريحِ العِقابِ وريحِ الحريقِويُرسِلُ الرّبُّ على جبَلِ صِهيَونَ كُلِّهِ وعلى المُحتَفِلينَ هُناكَ سَحابةً ودُخانًا في النَّهارِ وضياءَ نارٍ مُلتَهِبةٍ في اللَّيلِ، فيكونُ مجدُ الرّبِّ غِطاءً علَيها كُلِّها، وخيمةً تُظَلِّلُها في النَّهارِ مِنَ الحَرِّ وتَقيها وتستُرُها مِنَ السَّيلِ والمطَرِ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

وهل انتم يا ربع الصفقة الخطيئة افضل من اللواء جميل السيد؟

الياس بجاني/24 شباط/18

السياسيون التعتير من ربع التلون والنفاق وعشاق الأبواب الواسعة والغدر، ومعهم كل أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية الفاشلين والفاسدين والمفسدين الذين دخلوا صفقة التسوية الخطيئة وداكشوا السيادة بالكراسي وفرطوا تجمع 14 آذار وقفزوا فوق دماء الشهداء..هؤلاء جميعاً ليس من حق أي منهم انتقاد ترشيح حزب الله اللواء جميل السيد للنيابة أو ترشيح غيره من جماعة الممانعة.. وصحيح يلي ما استحوا بعدون ما ماتوا..

 

صلاة من أجل "الملاك" مايا بشير الجميل واستنكار للضغط على ادارة فندق مونرو لتعطيل انعقاد مؤتمر حركة المبادرة الوطنية

الياس بجاني/23 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62789

في الذكرى 38 لإستشهاد الطفلة والملاك مايا بشير الجميل نرفع الاصلاة إلى الله جل جلاله من أجل راحة نفسها ومن أجل راحة أنفس كل شهداء وطن الأرز الذين هم ملائكة وايقونات.وبفضل دمائهم الطاهرة والتضحيات بقي لبنان رغم كل الشدائد والصعاب والتجارب وهم في السماء يحرسونه...

اليوم وبعد 38 سنة نتذكر الطفلة مايا بشير الجميل ابنة ال 18 شهراً التي اغتالها الأشراء في مثل هذا اليوم من سنة 1980، كما هم أنفسهم يغتالون بوحشية أطفال الغوطة الشرقية باجرام بشع وغير مسبوق.

وفي نفس الوقت نستنكر الضغوطات الأمنية وغير الأمنية التي تعرضت لها إدارة فندق "مونرو" بيروت لعدم الإلتزام بالأتفاق المسبق الذي كانت عقدته مع حركة المبادرة الوطنية لإقامة مؤتمرها يوم غد بتاريخ 24 شباط/18.

 

في اسفل بيان صادر عن حركة المبادرة الوطنية

23 شباط/18/صدر عن حركة المبادرة الوطنية البيان التالي: كنّا قد اتفقنا مع إدارة فندق "مونرو" – بيروت لعقد اجتماع "المؤتمر العام" لحركة المبادرة الوطنية يوم 24 شباط 2018 بمشاركة حوالى 1000 مدعو من كل المناطق اللبنانية. تبلّغنا اليوم من إدارة الفندق، وبشكلٍ مستغرب، رفضها عقد المؤتمر. وفهمنا بوضوح أن هذا الرفض، رغم القبول المسبق، أتى نتيجة ضغوطات سياسية استخدمت جهات أمنية تمنّت على إدارة الفندق إلغاء الإحتفال. لذلك، يعقد الدكتور فارس سعيد والدكتور رضوان السيد مؤتمراً صحفياً في مكتب د. سعيد يوم غد السبت في 24-2-2018

عند الساعة الثانية عشر ظهراً في الأشرفية، شارع البير خياط بناية نجيم Ach 366،

 

البدائل غير موجودة ولهذا حزب الله يحكم لبنان ويتحكم بحكامه وبطاقمه السياسي

الياس بجاني/22 شباط/18

طبعاً طبعاً، وأكيد أكيد ومليون أكيد وطبعاً فإن حزب الله ليس قوياً ولا هو سوبرمان ليحكم لبنان دون مقاومة، بل لأن من يدعون معارضته هم في سوادهم الأعظم منافقون واذلاء وضعفاء وذميون وتجار وقليلو إيمان وخائبو رجاء ويعشقون الأبواب الواسعة ويعبدون المال وكل ما هو تروات ترابية. كفاكم ذل وعبودية

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

لا ثقة ولا احترام ولا اعتبار لجاحد لا يعرف معنى العرفان بالجميل ويبدل اقنعته غب مصالحه والمنافع

الياس بجاني/22 شباط/18

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

تجنب هؤلاء وابتعد عنهم.. فلا ثقة بمتلون، ولا آمان لوصولي، ولا احترام لجاحد لا يعرف معنى الإعتراف بالجميل، ولا قيمة لمتزلف ومنافق، ولا اعتبار لمن لا يصون المبادئ والقيم ويلزم بهما في وقت الشدائد.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/24 شباط/18/الدكتور فارس سعيد ورضوان السيد يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد منع انعقاد مؤتمر حركة المبادرة الوطنية/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.facebook.com/souaidfares/videos/10154991879082581/

 

حركة المبادرة اللبناينة/مؤتمر صحفي للدكتور فارس سعيد: يا فخامة الرئيس ويا دولة الرئيس،أنتما مؤتمنان على لبنان لكن تسيآن للأمانة عندما تتصرفان بصبغة أمنية وليس سياسية.

بيروت 24 شباط 2017

http://eliasbejjaninews.com/archives/62804

أهلاً وسهلاً بكم جميعاً،

أخص بالشكر وسائل الاعلام اللبنانية والعربية.

1. في الوقائع.

موضوع حديثنا اليوم حول الحريات العامة في لبنان وبالتحديد حرية التعبير وحرية العمل السياسي.

منذ آب 2017، نقوم مع رفاقٍ لنا من كل مناطق لبنان في التحضير لإنشاء وإطلاق إطار سياسي يعارض الحكم والحكومة معاً، خاصةً بعد "التسوية" التي أُبرِمت مع "حزب الله" وأدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً وتشكيل الحكومة وإنتاج قانون الانتخابات.

ومن الخطوات التحضيرية، قمنا بعقد إجتماعات عديدة في المدينة وفي الريف.

ومن هذه الاجتماعات التحضيرية، عقدنا إجتماعين في أوتيل مونرو بتاريخ 4 و26 تشرين الأول 2017 في ظل الإدارة الحالية، التي قدّمت لنا كل وسائل الراحة من أجل عملنا المشترك وهي بالتأكيد مشكورة على ذلك.

ولأن تجربتنا مع هذا الفندق كانت ناجحة، قررنا عقد المؤتمر العام بمشاركة أعضاء من كل لبنان في المونرو بتاريخ 24-2-2018 أي اليوم، ظنّاً منا، ووفقاً للتجربة السابقة، أن لا مانع لدى إدارة الفندق الاستمرار في التعامل معنا. وفعلاً اتصلنا بالإدارة وقمنا بالخطوات الإدارية اللازمة وفقاً للشروط.

فوجئنا بتاريخ 23-2-2018 أي البارحة، وبعد أن أطلقنا الدعوات للأعضاء المشاركين وللإعلام، بإبلاغنا من قبل إدارة الفندق أنه ولأسباب أمنية لا يمكن الاستمرار في عقد المؤتمر، أي في احترام العقد بيننا وبين الإدارة.

2. في المعاني.

يندرج هذا المنع في سياق سلسلة من الخطوات التي قامت بها السلطة منذ بداية عهد العماد عون.

فهذا العهد "القوي"، قويٌّ على مرسال غانم وهشام حداد وحنين غدار وأحمد الايوبي وزياد عيتاني وجيسيكا عازار ومي شدياق والمخرج زياد الدويري. واليوم يحاول الإستقواء على "المبادرة الوطنية".

كلّ هذا في غياب أي إجراء تتخذه الحكومة من أجل وضع حدّ لـ"قوة العهد"!

تبيّن لنا من الذي فهمناه، أن هذه المرة تدخّلت الحكومة من أجل منع عقد مؤتمر لمجموعة معارضة سلمية. لماذا؟

لأنها أصبحت، أي الحكومة، مثل الحكم – صدرها ضيّق أمام أي مطلب من طبيعة وطنية يحمله مسلمون ومسيحيون ومدنيون من كل لبنان، ولأن الحكم والحكومة يريدان لبنان وفقاً لمصالحهما الخاصة غير مهتمَين بخصوصية هذا البلد وخاصةً جوهر وجوده أي الحريات.

يا فخامة الرئيس ويا دولة الرئيس،أنتما مؤتمنان على لبنان لكن تسيآن للأمانة عندما تتصرفان بصبغة أمنية وليس سياسية.

يا فخامة الرئيس ويا دولة الرئيس، دعوتم إلى انتخابات نيابية بعد أقل من عشرة أسابيع، وما تقومان به إشارة واضحة أنكما لا تصلحان، بسبب انحيازكما، أن تشرفا على إنتخابات نزيهة وشفافة.

 

رئاسة الجمهورية تنفي

24 شباط/128

أصدر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيانًا نفى فيه "تدخّل العهد لمنع فارس سعيد ورضوان السيد من عقد مؤتمر في أحد الفنادق".  وجاء في البيان:  "عقد النائب السابق الدكتور فارس سعيد والدكتور رضوان السيد مؤتمرا صحافيا قبل ظهر اليوم، ادعيا خلاله ان "العهد" تدخل لمنع احد الفنادق من استضافة مؤتمر يعقدانه تحت اسم "المبادرة الوطنية".  إن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، إذ ينفي نفيا قاطعا ادعاءات الدكتورين سعيد والسيد، يدعو وسائل الاعلام الى عدم الأخذ بمثل هذه الادعاءات التي يهدف مطلقوها الى تضليل الرأي العام واختلاق روايات لا اساس لها من الصحة، لا سيما وانها تندرج في اطار الافتراءات المبرمجة التي يضخها البعض لاستغلالها في معاركه الانتخابية لأهداف لم تعد خافية على احد".

 

ادارة "مونرو": تدابيرنا تعود لأسباب داخلية وننفي كل الإشاعات

المستقبل/24 شباط/18/أصدرت إدارة فندق “مونرو” بيانا جاء فيه: “استمعنا منذ قليل إلى مؤتمر صحفي للسيدين فارس سعيد ورصوان السيد، انّ إدارة فندق مونرو تنفي جملة وتفصيلا جميع الإتهامات والإدعاءات التي صدرت عن السيدين الكريمين المذكورين، والتي لا أساس لها من الصحة.

ان التدابير التي اتخذناها تعود إلى قرار إدارة الفندق فقط لأسباب إدارية وداخلية ومنها أمنية، وننفي كل الإشاعات الأخرى التي وردت في هذا المؤتمر”.

 

رئاسة الحكومة توضح

المستقبل/24 شباط/18/تعليقا على تصريح النائب السابق فارس سعيد بشأن رفض فندق مونرو استقبال نشاط له، ومحاولته توريط رئاسة الحكومة بالوقوف وراء الامر، يهم المكتب الاعلامي للرئيس الحريري ان يوضح ما يلي: "ان رئاسة الحكومة لم تتدخل في هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد، وهي غير معنية بأي مزاعم تساق في هذا الشأن لأغراض سياسية واضحة"

 

حركة الشعب: فندق مونرو أبلغنا قرار إلغاء حفل إطلاق ماكينتنا الانتخابية

المركزية//24 شباط/18/قالت “حركة الشعب” ان إدارة فندق مونرو أبلغتها قرار إلغاء حفل إطلاق الماكينة الانتخابية الذي كان مقرّراً غداً الأحد 11 صباحاً بناء على طلب من جهاز أمني وتم نقل الحفل إلى فندق موفنبيك.

 

فعن أيّ وسطيّة أو بيضة قبّان يتحدّثون؟!...

الياس الزغبي/24 شباط/18/

أشدّ ما يُثير السخرية سعي العونيّين إلى تشكيل "كتلة وسطيّة" في مجلس ٢٠١٨ هم الذين شنّعوا ب"الوسطيّة" ووصفوها بالشرّ الأكبر!  ولكن... حتّى هذا "الطموح" المضحك ليس في متناولهم لسبب بسيط: خلافاً لكلّ الحسابات والتهويلات، لن يتعدّى مجموع عدد نوّابهم مع كلّ تجمّع "٨ آذار" ٦٣ كحدّ أقصى

فعن أيّ وسطيّة أو بيضة قبّان يتحدّثون؟!... وإنّ غداً لناظره قريب.

 

الموفد السعودي نزار العلولا في بيروت الإثنين.. والحريري قد يؤجّل إعلان “اللوائح”

الأنباء الكويتية24 شباط/18/يصل الديبلوماسي السعودي نزار العلولا إلى بيروت غدا الاثنين لإجراء جولة مباحثات سياسية واسعة، ويغادر الأربعاء. وفي معلومات لصحيفة “الأنباء” الكويتية، ان العلولا الذي يتابع الملف اللبناني في الخارجية السعودية ، سيلتقي الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ، إضافة الى قيادات سياسية ودينية. وفي المعلومات ايضا ان اعلان الحريري للوائح تيار “المستقبل” الإنتخابية ، قد يتأجل من الخميس الى الاثنين في ضوء المستجدات. صحيفة “الراي” الكويتية، اشارت من جهتها إلى توقعات بأن الحريري سيتسلّم دعوة لزيارة الرياض من السفير العلولا ، الأمر الذي سيعني بحال حصوله رسالة من المملكة بأنها أعادت لبنان إلى “أجنْدتها”، كما سيشكّل إشارة علنية إلى عودة المياه لمجاريها بينها وبين الحريري الذي كان قدّم إستقالة ملتبسة منها في 4 ت2 الماضي وتراجع عنها بعد رجوعه الى بيروت في 22 من الشهر نفسه، مع تَفاهُم “ورقي” داخل الحكومة على نأي كل مكوّناتها عن صراعات المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وإذا تمّتْ زيارة العلولا وتلقى الحريري دعوة إلى السعودية ، فإن من شأن ذلك أن يعطي دفعاً للآمال بأن تحقّق المؤتمرات الدولية المخصصة للبنان نتائج إيجابية، من دون أن يتّضح إذا كان بالإمكان تفسير مثل هذه الزيارة على أنها مبارَكةٌ للمسار الذي يسلكه رئيس الحكومة في الإنتخابات النيابية أو أنها قد تترك تداعيات على “الأشواط الأخيرة” من الاتصالات التي يُجْريها لحسْم التحالفات. بدورها، أكدت مصادر متابعة لصحيفة “الجريدة” الكويتية، أن “العلولا سينقل دعوة رسمية إلى الحريري لزيارة المملكة العربية السعودية”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 24/2/2018

السبت 24 شباط 2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحرب في الغوطة ومنها وعليها متواصلة، ومجلس الأمن الدولي يعمل لليوم الثالث على هدنة إنسانية، وسط صراع ديبلوماسي أميركي- روسي.

وفي فلسطين المحتلة، تحدثت أنباء إسرائيلية عن الرابع عشر من أيار المقبل، موعدا لفتح الولايات المتحدة سفارتها في القدس.

أما لبنانيا، سجل الآتي:

- معلومات عن مجيء ديبلوماسي سعودي رفيع المستوى إلى لبنان بعد غد الاثنين.

- كلام على جولة خليجية للرئيس سعد الحريري تبدأ من الرياض.

- تأكيد الرئيس نبيه بري، في حوار مع الطلاب، أهمية النسبية في قانون الإنتخابات الجديد، مع الإشارة إلى سلبية كثرة الدوائر.

- تشديد الدكتور سمير جعجع، على استمرار قوى الرابع عشر من آذار.

-إعلان السيد حسن نصرالله عن ضرورة إبراز الوجه الديمقراطي للانتخابات النيابية، والدور الوطني لمجلس النواب.

- دعوة وزير الاعلام ملحم الرياشي المرشحين الراغبين في الحديث عن ترشيحاتهم وبرامجهم، أن بإمكانهم استعمال قاعة الإجتماعات في مكتبه أو شاشة "تلفزيون لبنان".

- اتهام الدكتور فارس سعيد والدكتور رضوان السيد، رئاستي الجمهورية والحكومة، بعرقلة عقد مؤتمر لما يسميانه المبادرة الوطنية، ونفي الرئاستين لذلك.

- عودة اللجنة الوزارية لمشروع قانون الموازنة العامة، إلى الإنعقاد بعد غد الاثنين، لإستكمال درس ما تبقى من بنود في المشروع.

- التحضير الحكومي لمؤتمرات روما وباريس وبروكسل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هو نبيه بري الذي خبر نكهة الانتفاضة، وتذوق معنى أن ينتصر للبنان ذات شباط، من بيروت إلى "معركة".

وفي شباط الراهن، كانت الدعوة إلى نسخة جديدة، عنوانها انتفاضة دستورية، بطرق ووسائل ديمقراطية، مع تطوير قانون الإنتخابات بعد الإستحقاق الحالي، والموافقة على خفض سن الإقتراع وتمثيل المرأة ضمن كوتا يكون عدد النساء فيها متقاربا مع عدد الرجال، وتجديد الحياة السياسية وتداول السلطة مع الأجيال الشابة.

وفي جلسة حوار مع طلاب الجامعة اللبنانية- الأميركية، قال من قضى على الإقطاع في جنوب لبنان وبفم ملآن: لست إبن بيك، ولا أنا بيك، ولا ابني سيكون بيكا، نبيه بري لا يورث في السياسة، بل في خط الإمام موسى الصدر وهو ليس خطا وراثيا.

وقبل أن يرفع الجلسة، تلا بمحضر طلاب الغد، أن الطوائف في لبنان نعمة والطائفية هي النقمة، داعيا إلى تمثيل المزيد من الفئات في ضوء قانون النسبية لكي لا تبقى فئة واحدة تشكو من التهميش.

وشدد رئيس المجلس على ضرورة دراسة لبنان كنموذج يستدعي الإنتباه إلى التهديد الذي تمثله اسرائيل وأطماعها على مختلف أشكالها.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن التاريخ سيذكر دوما قرية صغيرة بين قرى الجنوب تدعى "معركة"، دافعت بصدرها عن شرف الأرض، فبدأت حكاية النصر على العدو الإسرائيلي.

ومن هنا تكتسب الإنتخابات التشريعية العامة، الأهمية في هذه الدورة تحديدا، بحيث أن صوت الناخب سينتج مجلسا نيابيا سينتخب رئيسا للجمهورية وسيعطي الثقة لحكومة سيترتب عليها، من ضمن ما يترتب، مواجهة العدو الإسرائيلي على مستوى ترسيم الحدود، كما عبر اليوم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي دعا جمهور المقاومة إلى إعطاء صوته لحماية المقاومة في زمن يتم التآمر فيه على المقاومة أكثر من أي وقت مضى.

في الشأن الفلسطيني، أثار قرار واشنطن فتح سفارتها بالقدس في أيار المقبل، عاصفة من ردود الفعل. لكن مهلا، فلا يمكن استبعاد أي شيء عمن يفكر بتسليح طلاب المدارس، فعلا يا له من عالم مجنون، كما عبر وليد جنبلاط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الحراك الانتخابي سيتصاعد الأسبوع المقبل، في سياق إعلان أسماء المرشحين وتبلور صورة التحالفات، قبل اقفال باب الترشيحات المنتظر في السادس من اذار المقبل.

وفي الأسبوع نفسه، حسم حكومي لدراسة أرقام موازنة العام الحالي، بما ستتضمنه من اصلاحات تمهيدا لمؤتمرات الدعم للبنان في باريس وروما وبروكسل.

واليوم، أكدت مصادر عليمة لتلفزيون "المستقبل"، ان موفدا من قبل المملكة العربية السعودية سيزور بيروت بداية الاسبوع المقبل، للبحث مع كبار المسؤولين في التطورات في لبنان والمنطقة.

سوريا، ولليوم السابع، حملة الإبادة مستمرة على الغوطة الشرقية، والضحايا حتى اللحظة اكثر من 500 قتيل من بينهم مئة وعشرون طفلا وقرابة الالفين وخمسمئة جريح، في وقت تحاول قوات الاسد اقتحامها من محور حوش الضواهرة، تحت وابل كثيف من القصف الجوي والمدفعي، فضلا عن استخدام قنابل النابالم. أما مجلس الأمن فيحاول مجددا، التصويت على مشروع قرار للهدنة بعدما تسبب الموقف الروسي، بتأجيل التصويت، مرتين.

وفي وقفات التضامن مع أهالي الغوطة، نظم قطاع الشباب في تيار "المستقبل" وقفة في ساحة سمير قصير في وسط بيروت، تم خلالها التنديد بالإبادة التي يمارسها نظام الأسد بحق الشعب السوري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من عميق الصحوة، وفجر بعلبك الساطع مع أعمدتها ورجالاتها وتاريخ نضالها، أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله على مدينة الشمس، ومعه تاريخ عن توأمة بين المنطقة والمقاومة، وحوزة بنيت بالايمان والارادة، انتظرها البقاعيون من بعد أمل بفتية آمنوا بربهم فزادهم هدى، فكانت بحق صرحا للعلم والجهاد سمي حوزة المنتظر.

أربعون عاما وبعلبك ومنطقتها على الهدي، لم تنتظر لتقدم أغلى العطاءات: الدم لحفظ الكرامات.

ومن معرفته ببعلبك الهرمل وأهلها، قارب السيد نصر الله ملف الانتخابات، بكل شفافية ومسؤولية، ورحابة حددت الأولويات، في معركة وطنية لن تضيعها زواريب التأويلات والافتراءات.

في الزمن الذي يتعاظم فيه التآمر على المقاومة أكثر من أي وقت مضى، ويحضر فيه الأميركي مباشرة عن كل وكيل، تتعاظم المسؤولية مع الخيار الانتخابي، كما قال السيد نصرالله، ويصبح التصويت لمشروع فضلا عن الأشخاص، بل يصبح التصويت وطنيا لا مناطقيا، حيث ينتظر النواب التشريع والقرارات المصيرية.

ولأن بعلبك الهرمل تعني ل"حزب الله" ما تعنيه، فإن العين الأميركية والسعودية وبعض المحلية، على هذه المنطقة. سيضعون جهودهم في هذه الدائرة، كما لفت السيد نصرالله، بل يتحدثون في السفارة الأميركية والسفارة السعودية عن اللوائح التي تركب في هذه المنطقة.

وبمنطق الحساب والمحاسبة الممتد من العام 1982 إلى يومنا هذا، دعا السيد نصرالله البقاعيين إلى ان يحصوا ما قدمه "حزب الله" لهذه المنطقة أمنيا واجتماعيا وثقافيا وخدماتيا، وأين وضعها في المعادلات الوطنية والاقليمية. وإذا سقطنا في الامتحان فلا تنتخبونا، قال السيد نصرالله. ولتحموا دماء أبنائكم وانجازاتهم، فالأولى ان تعطوا صوتكم لحماية المقاومة.

مقاومة شكلت في الربع الأخير من القرن، انموذجا للتصدي للعدوان والاحتلال، كما قال الرئيس نبيه بري، الذي دعا في ندوة طلابية تحت قبة البرلمان، إلى وجوب ان نحرص في النشاط الديبلوماسي على تظهير هذا الانموذج، واظهار الفارق بين ارهاب الدولة الصهيونية، وحقنا في المقاومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع الطالع سيكون حافلا على كل الصعد. في بدايته سيشهد زيارة منتظرة للموفد السعودي نزار العلولا، الذي تسلم الملف اللبناني من الوزير السبهان. الزيارة التي تشمل لقاءات واجتماعات، تؤشر إلى أمرين الأول: عودة السعودية إلى الساحة اللبنانية، وتعافي العلاقات الثنائية بعد الانتكاسة التي تعرضت لها. والثاني اهتمام المملكة بترتيب البيت الداخلي لحلفائها، قبل شهرين وأسبوع من انجاز الاستحقاق الانتخابي.

كذلك يشهد الأسبوع الطالع، متابعة حثيثة وشبه يومية لملف الموازنة، عبر اللجنة الوزارية المكلفة دراستها. وهدف التسريع انجاز الموازنة حكوميا، قبل مؤتمرات الدعم للبنان، وقبل ان يداهم الاستحقاق الانتخابي الجميع.

في المقابل، يتوقع ان تكون الجلسة الحكومية المرتقبة حامية جدا، على خلفية عودة الحديث وبقوة عن بواخر الطاقة، وهو ما ترفضه قوى سياسية كثيرة، ما سينعكس سلبا على التضامن الحكومي.

لكن الانتخابات بتفاصيلها الكثيرة، تبقى الشغل الشاغل، وخصوصا ان ديناميتها انطلقت بقوة، وكل القوى تجري اتصالات ولقاءات فوق الطاولة وتحتها، لتحديد خياراتها وتحالفاتها، علما ان لا شيء محسوما حتى الآن، فيما ينتظر ان تبدأ الصورة بالتبلور بدءا من الأسبوع المقبل.

في هذا الوقت، لا تزال الحملة التي تشن ضد الزميلة جيسكا عازار من اللواء جميل السيد وابنه، تتفاعل وتثير المزيد من ردود الفعل الشاجبة، ما يؤكد رفض الرأي العام العودة إلى ذهنية ولغة وممارسات تحكمت باللبنانيين في مرحلة سوداء من تاريخهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إنه زمن الانتخابات النيابية نعم، ولكن الحماوة تنتظر حسم التحالفات واعلان اللوائح. وفي زمن الانتخابات هذه الأيام، القليل من المعلن، والكثير من الاتصالات واللقاءات البعيدة من الاعلام لحسم المواقف في الأسبوعين المقبلين.

السيد حسن نصرالله أطل اليوم على مشهد بعلبك الهرمل وفق معادلة: بتعرفونا انتخبونا، على أساس اختيار النهج لا الأشخاص. أما رئيس المجلس النيابي، فجلس اليوم تحت قبة البرلمان محاورا طلابا جامعيين، واعدا باصلاحات ما بعد الانتخابات.

وإذا كان الانتظار سيد الموقف في بعض الملفات، فالحلول تنطلق من الحاجة في ملف ذوي الاحتياجات الخاصة. الotv جالت في حضانة لهم، لاسيما انهم مختلفون نعم، لكنهم ليسوا بمتخلفين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هناك أمور في هذا البلد لا يستطيع العقل فهمها، ولا ينطبق عليها أي منطق: تنجح شعبة المعلومات في تحرير طفلة من يد خاطفيها بعد ساعات على جريمة الخطف. وتنجح شعبة المعلومات في كشف ملابسات التفجير الإرهابي الذي استهدف مسؤول حركة "حماس" في صيدا. ينجح الأمن العام في توقيف الشيخ أحمد الأسير بعدما حاول الفرار، سفرا، على الرغم من تغيير ملامح وجهه. وينجح الجيش اللبناني في عملية فجر الجرود. مؤسسات عسكرية وأمنية تسجل الإنجاز تلو الإنجاز، لكن مؤتمرا لسياسيين وحزبيين وأكاديميين يجري وقفه بذريعة أمنية، وكأن ليست هناك قدرة على توفير حماية له.

بأي عقل "تركب" هذه الذريعة؟.

هناك حركة جديدة اسمها "مؤتمر المبادرة اللبنانية"، وصودف ان القيمين عليها هما الدكتور فارس سعيد والدكتور رضوان السيد، يعلق مؤتمرهما الذي كان مقررا اليوم، لدواع إدارية وأمنية تبلغاها من إدارة الفندق، حيث كان يفترض ان ينعقد المؤتمر. الفندق يبعد مسافة رمية حجر عن السرايا الحكومية وعن مجلس النواب وفي منطقة الفنادق بامتياز، وحيث في كل يوم مؤتمر أو احتفال.

فمن يصدق ان هناك اعتبارات أمنية وإدارية، تحول دون عقد مؤتمر سياسي- حزبي- فكري، في هذه المنطقة المتخمة بالإجراءات والتدابير الأمنية الاستثنائية جدا والدائمة.

ما سبق من تساؤلات وهواجس، يدفع إلى الاستنتاج أو الخشية من ألا تكون الحرية بخير.

ولنفترض أن المؤتمر لا يناسب السلطة، فهل هكذا يكون الرد عليه؟، هل يدرك المانعون أن منع مؤتمر عادي يحوله إلى حدث استثنائي لاحقا؟، وقد أعلن الدكتور سعيد ان المؤتمر سيعقد لاحقا، وكتب: إن سلطة غير قادرة على حماية مؤتمر، كيف ستكون قادرة على تنظيم إجراء الانتخابات النيابية في كل لبنان في يوم واحد؟.

لا نريد ان نقارن بين ما يجري، وبين ما كان يحدث سابقا، لكن المخاوف تتصاعد، خصوصا أن المرحلة مرحلة انتخابات، مع كل ما يعني ذلك من توقع حماوة يومية.

تتزامن هذه الحماوة مع تطورات سياسية كبيرة، أبرزها وصول موفد سعودي رفيع إلى بيروت بعد غد الاثنين هو نزار العلولا. في برنامجه لقاءات بالرؤساء الثلاثة، وتوجيه دعوة رسمية الى الرئيس الحريري لزيارة المملكة. تأتي هذه الخطوة بعد الأزمة الحادة التي سادت بين المملكة والحريري، وقبل أسبوع من إعلان رئيس الحكومة مرشحيه في كل لبنان، في احتفال يقيمه في "بيت الوسط".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا صوت يعلو على الصوت الانتخابي، في مرحلة تم تجنيدها لنسج التحالفات، وترميم العلاقات السياسية، واختيار الشريك في الدوائر. وفيما انطلقت اليوم أولى اللوائح المدنية من الشوف، عرين الاقطاع السياسي، كانت الخيارات في الدوائر الأخرى غير منجزة بعد، ولاسيما على صعيد تحالف "التيار الوطني الحر" مع "المستقبل".

وفي الحالات الانتخابية الضيقة، تهجر النائب السابق فارس سعيد من أعالي الجرد إلى فندق مونرو، لكن الفندق ذي الطابع العسكري رفض إستضافة أي من النشاطات الانتخابية، فاندلعت حرب البيانات.

أما "حزب الله" فقد آثر ضخ عوامل الثقة في بعلبك الهرمل، عبر إطلالة للأمين العام السيد حسن نصرالله، أعقبت طرح أسئلة شعبية عن مدى مطابقة المرشحين للمواصفات التمثيلية المناسبة. وقد أضفى نصرالله بعدا وجوديا على معركة الانتخاب ووصول نواب "حزب الله" إلى البرلمان، وصنف الاقتراع من زاويتين هما: الدائرة المحلية والدائرة الوطنية الأوسع، إذ إن هؤلاء النواب سيمثلون لبنان بموازنته ومعاهداته وقراره السياسي ونفطه وأرضه. وقال: نحن لا نشتري الأصوات بالمال بل نحرم شراءها، والناخب الذي يبيع صوته قد يوصل نائبا يراكم الديون عليه وعلى أولاده.

ورأى نصرالله أن دائرة بعلبك الهرمل ستكون محط أنظار، بسبب هويتها المقاومة، وعيون أميركا والسعودية وبعض القوى المحلية ستكون على "حزب الله". وقارب نصرالله المعركة من باب تزايد حملات التآمر على المقاومة وأكثر من أي وقت مضى. ووضع زيارة كل من تيلرسون وساترفيلد للبنان تحت عنوان "مشكلة حزب الله"، متسائلا بسخرية: "ساترفيلد قاعد جمعتين تلاثة هون منشان سواد عيون اللبنانيين؟".

وإذا كان الأميركيون يبعثرون في أوراق أيار الانتخابية لبنانيا، فإنهم اختاروا الأيار نفسه لإعادة إذلال العرب ونقل السفارة الاميركية إلى القدس على تاريخ النكبة، بهدف استحضار نكبة جديدة لن يقوى العرب على رفع صوت حيالها، كالانتكاسة الأولى عام 1948.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مصادر ديبلوماسية لـ«السياسة»: الكرة بملعب الأمم المتحدة لحل الأزمة النفطية

بيروت – «السياسة/24 شباط 2018/في ضوء فشل مهمة المبعوث الأميركي دايفيد ساترفيلد، بشأن الأزمة بين لبنان وإسرائيل حول البلوك النفطي رقم 9، اعتبرت مصادر ديبلوماسية أن الكرة أصبحت في ملعب الأمم المتحدة، التي يتوجب عليها القيام بدورها على هذا الصعيد، انطلاقاً من كونها تمتلك خرائط تحدد الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وهي بذلك قادرة على فض النزاع بين البلدين ومنع تطوره الذي قد يأخذ الأمور إلى المجهول. وأشارت المصادر في تصريحات لـ «السياسة»، إلى أن كلام رئيس الجمهورية ميشال عون بشأن اللجوء إلى التحكيم الدولي في ملف النفط، جدير بالتوقف عنده، وهو ما قد يشكل مخرجاً للأزمة، في حال قبلت به إسرائيل. وأشارت إلى أن الأميركيين اقتنعوا أن لبنان لا يمكن أن يتنازل عن حقوقه النفطية، وبالتالي فإن مطالب إسرائيل لا يمكن القبول بها، وهذا ما يفرض عليها إعادة حساباتها، بشأن هذا الملف، الذي يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دوراً فيه لإيجاد حل للأزمة.

واعتبرت أن هناك تفهماً دولياً لموقف لبنان والشركات النفطية، وهذا ما سيمنحه وضعاً قوياً في أي مفاوضات قد تجريها الأمم المتحدة.

 

هذا ما قاله نديم الجميّل عن معركة الأشرفية

رلى ابراهيم/الأخبار/24 شباط 2018

يمكن اختصار المشهد الانتخابي في دائرة بيروت الأولى، كما يأتي: لائحة لقوى 14 آذار تخوض معركتها في وجه "سلاح حزب الله" بغياب عنصر أساسي فيها هو تيار المستقبل، ولائحة مقابلة تجمع التيار الوطني الحر والمستقبل وحزب الطاشناق تحت سقف واحد، في انتظار ولادة لائحة ثالثة تجمع ناشطين سياسيين أو آخرين يتحركون باسم "المجتمع المدني". حسمت الأحزاب والشخصيات السياسية الأساسية خياراتها في دائرة بيروت الأولى. في الأشرفية وجاراتها، يُبرم أول تفاهم بين الكتائب والقوات، بعد اتفاقهما على لائحة موحدة، من دون أن يعرف ما إذا كان هذا التفاهم سينسحب على باقي الدوائر. ويشمل التحالف النائب ميشال فرعون (المرشح عن المقعد الكاثوليكي) ورجل الأعمال أنطون صحناوي (داعم)؛ في أوضح دليل على تبديد الحساسيات الشخصية لمصلحة "مواجهة تشريع سلاح حزب الله"، وهو شعار يعتقد هؤلاء أنه سيكون كافياً لشد عصب الشارع المسيحي المناهض للسلاح غير الشرعي، على حد تعبير أحد المرشحين. وانطلاقاً من معادلة "الضرورات تبيح المحظورات"، استظل المختلفون العنوان الكبير (السلاح) سعياً إلى صب الأصوات الآذارية في سلة واحدة عوضاً عن تشتيتها وخسارتها، وخصوصاً أن كل صوت له قيمته في القانون النسبي. هكذا هرول حزب القوات اللبنانية إلى التحالف مع النائب نديم الجميل بعد تهويل استمر أشهراً بعدم تبني ترشيحه أو دعمه انتخابياً، إلا إذا قرر الانتساب الى كتلة القوات، وهكذا عضّ أنطون صحناوي على جرح خلافه الشخصي مع فرعون بعد تيقنه من أن "الفيتو" عليه سيصل إلى حائط مسدود. في المحصلة، ستولد، على الأرجح، لائحة تضم: نديم الجميل (كتائب) عن المقعد الماروني، ميشال فرعون (مستقل) عن المقعد الكاثوليكي، عماد واكيم (قوات) عن المقعد الأرثوذكسي وجان تالوزيان (مرشح الصحناوي) عن مقعد الأرمن الكاثوليك. يبقى أن مقعد الأقليات كان متأرجحاً بين مرشحين هما: توفيق الهندي وكمال سيوفي، لكن مصادر القوات تؤكد أن الهندي ليس مرشحاً ضمن هذه اللائحة. فيما لا يزال المرشح عن مقعد الأرمن الأرثوذكس مدير مكتب فرعون سيبوه مخجيان ينتظر قرار رئيسه، وخصوصاً أن ترشيحه سيؤدي الى سحب أصوات تفضيلية من فرعون كونهما سيغرفان من صحن تفضيلي واحد.

ورغم تأكيد الماكينة القواتية والكتائبية وصحناوي أن الاتفاق النهائي حول خوض معركة الأشرفية بهذه اللائحة تبلور بصورة شبه نهائية، يقول الوزير ميشال فرعون لـ"الأخبار" إن "احتمال تبلور هذه اللائحة بات مرتفعاً جداً، لكنه غير منجز، إلا أن اللوائح لن تكون بعيدة عن ثوابت الأشرفية". وعما إذا كان تيار المستقبل قد قرر خوضه الانتخابات في بيروت الأولى الى جانب التيار الوطني الحر، يشير فرعون الى أن "التفاوض بينه وبين المستقبل لا يزال قائماً، ونحن نتمنى أن يكون تيار الاعتدال معنا".

أما ماكينة القوات، فتؤكد أن رئيس الحكومة سعد الحريري "حسم أمره بتأييد لائحة التيار الوطني الحر في بيروت". بدوره، يقول النائب نديم الجميل، لـ"الأخبار"، إن "عوائق صغيرة تحول دون الإعلان عن إتمام الاتفاق في الأشرفية". هل العقدة تتمثل في عدم رغبة حزب الكتائب في التحالف مع أي مكون من مكونات السلطة السياسية (الحكومة) كما يقول النائب سامي الجميل؟ يجيب نديم الجميل: "لحزب الكتائب خيارات سياسية تدفعه إلى التروي قبل التحالف مع أي جهة، علماً بأن الحزب لن يتعاطى بالملف الانتخابي على القطعة، بل يتجه الى اعتماد سياسة واحدة في كل الدوائر". لكن هذا لا يعني، وفقاً للجميل، أن الكتائب تعرقل اللائحة، فالعوائق بسيطة وموجودة بين جميع الأطراف، لكنها سهلة التذليل إذا ما توافرت الإرادة. وبرأيه الشخصي، "خيار الوحدة هو الأنسب للجميع لأن هؤلاء الأفرقاء يمثلون نبض الأشرفية السياسي ويجسدون أفكارها وثوابتها".

تقنياً، من المفترض أن يكون خيار تجمع كل قوى 14 آذار هو الخيار الأنسب للأحزاب والمستقلين المنضوين تحت هذه الراية، وخصوصاً في ظل تداخل قواعدهم، الأمر الذي يعني أن تعدد اللوائح سيرتد سلباً عليهم. وبهذه الطريقة، ستتمكن هذه القوى من إعادة لمّ شملها وزيادة حاصلها الانتخابي ولو أن الصراع الضمني سيكون على استقطاب الأصوات التفضيلية.  في المقابل، تبلورت إلى حد كبير ملامح اللائحة التي تضم التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحزب الطاشناق وتضم الوجوه الآتية: نقولا صحناوي (تيار وطني حر) عن المقعد الكاثوليكي، مسعود الأشقر (مستقل) عن المقعد الماروني، نقولا شماس عن المقعد الأرثوذكسي (يشكل تقاطعاً بين العونيين والمستقبل، ولكن يقول العونيون إنه سينضم الى التكتل في حال فوزه)، العميد المتقاعد طوني بانو عن مقعد الأقليات، جان أوغاسبيان (مستقبل) عن مقعد الأرمن الكاثوليك وثلاثة مرشحين أرمن أرثوذكس يسميهم حزب الطاشناق.

 

ما خُفي عن زيارة بهية الحريري إلى عين التينة

"الأنباء الكويتية" - 24 شباط 2018/الزيارة غير المرتقبة التي قامت بها النائب بهية الحريري إلى الرئيس نبيه بري في عين التينة الاربعاء الماضي، شكلت صدمة فتحت المجال أمام كل الاحتمالات في دائرة صيدا ـ جزين التي تطغى عليها الحسابات الدقيقة. وجرى التطرق إلى الواقع الانتخابي.

وجاءت زيارة النائب الحريري بعد أيام من لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في بيت الوسط، الذي جرى خلاله التطرق إلى الواقع الانتخابي، حيث ذكرت مصادر مطلعة أنه جرى بحث موضوع الانتخابات في دائرة صيدا جزين، والاستماع إلى وجهات النظر التي لم تتطابق في الكثير من النقاط، وفي طليعتها الترشيح عن المقعد الماروني في عكار، الذي يتمسك به "المستقبل" لإعادة ترشيح النائب هادي حبيش، فيما يصر الوطني الحر على ترشيح أحد مناصريه. الزيارة اللافتة للنائب بهية الحريري التي تقود "تيار المستقبل" في مدينة صيدا والجنوب، الى عين التينة ولقاء الدقائق العشر مع الرئيس نبيه بري، ما كانت لتتم لولا التحول في المسار الانتخابي لـ "المستقبل"، وعليه، فإن "المستقبل" سيكون أمام إعادة قراءة الواقع الانتخابي، لاسيما أنه يجد مناخا انتخابيا مريحا مع جمهوره، فيما هو لا يتحالف مع الوطني الحر الذي فرض عليه شروطا قاسية، جعلته لا يطمح الى أكثر من مقعد سني واحد في صيدا، والاستئثار بالمقاعد المسيحية في جزين، في حين أن حجم تيار المستقبل وقوته التجييرية في صيدا تؤهله ليكون شريكا حقيقيا للوطني الحر في تركيبة لائحة صيدا جزين. وتشير المعلومات التي يتداولها مقربون من "تيار المستقبل"، الى أن النائب بهية الحريري باتت مقتنعة باستحالة خوض المعركة بمرشحين عن المقعدين السنيين في صيدا، بالاستناد الى حقائق ومعطيات وأرقام، غير مشجعة لخوض مثل هذه المعركة، في حين أن خوضه المعركة بمرشح سني وآخر ماروني وثالث كاثوليكي، سيعطي نتائج لن تعطيها حسابات خوض المعركة بلائحة مقفلة.

وأفضت دراسات أجريت، إلى أن النائب الحريري بإمكانها بسهولة تأمين الحاصل الانتخابي للائحة ورفدها بأصوات فائضة، ما يرجح كفة مرشح آخر من اللائحة (يتداول باسم رئيس "جمعية المعارض" إيلي رزق). وطرحت تساؤلات: هل ستطرح النائب الحريري في لقاء آخر إمكانية التحالف مع الرئيس بري، الذي أكد منذ البداية على ثوابته "دعم تحالف أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" د.أسامة سعد (عن أحد المقعدين السنيين في صيدا) وإبراهيم سمير عازار (عن أحد المقعدين المارونيين في جزين)، وأنه رفض المفاضلة بين اختيار واحد منهما".

 

هتلر 52 مليون قتيلاً.. ماذا عن نصرالله؟

الشيخ حسن مشيمش/24 شباط/18

النازيون الألمان اعتقدوا أن عرقهم أقدس عرق في البشرية وجمجتهم أفضل جمجمة في الأرض فقام هتلر بدغدغة عواطفهم وشلِّ عقولهم وتهييج غرائزهم العاطفية بخطاباته الثورية الرنانة وبلاغته الطنانة وألحان صوته المنبري المثير لشهوة الكبرياء والعظمة والجبروت في نفوس مستمعيه حتى ورطهم بحرب عدوانية على جيرانه فتسببت بحرب عالمية بشعار: [ إغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غُزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذلوا]. فانتهت الحرب ولم يستيقظ النازيون الألمان من غرور الكبرياء والجبروت والشعور بالعظمة إلا بسقوط نحو 52 مليون قتيلا ناهيك عن الجرحى والمعاقين ونسبة الدمار المأساوية؟

ونازيو ولاية الفقيه تورطوا بالمرض نفسه والداء ذاته والسرطان عينه حينما باتوا يعتقدون بأنهم هم أفضل خلق الله على وجه البسيطة !! وأشرف الناس وأطهرهم !!! وجماجمهم أفضل الجماجم وأقدسها!! وقام من بينهم وفيهم خطيب ساحر ببيانه خطف عقولهم بنبرته الثورية وأسر قلوبهم بألحان صوته الجهادية حتى أورثهم الشعور بالعظمة والكبرياء والجبروت وورطهم بحرب عدوانية على جيرانهم في سوريا بشعار هتلر نفسه وذاته: [إغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غُزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذلوا]. وورطهم بحرب اليمن والعراق وبتفخيخات البحرين والكويت فلم يستيقظوا من حرب تموز المدمرة المأساوية ويبدو أنهم لن يستيقظوا إلا بحرب أخرى آتية لا مناص منها ستكون مزلزلة تجعل الحليم فيهم حيرانا ولن ينفع حينها ندم ولا عتب ولا عذل؟! وهذا جزاء كل جماعة تعرف حدودها لكنها لا تقف عندها ورحم الله جماعة عرفت حدودها فوقفت عندها.

 

بيروت الثانية: الشارع السني يستفتي الحريري

المركزية/24 شباط/18/إذا كان لـ "تيار المستقبل" دور كبير في تحديد هوية الفائزين بالمقاعد النيابية في المجلس النيابي، في عدد من الدوائر، على رأسها بيروت الأولى (الأشرفية- الرميل- الصيفي- المدور)، والشمال الثالثة (بشري- الكورة- زغرتا البترون)، فإن ما شك أن أكبر معاركه وأهمها ستخاض في عرينه، الشمال الثانية (طرابلس- المنية- الضنية)، وبيروت الثانية (المزرعة- الباشورة- المصيطبة- عين المريسة المرفأ- زقاق البلاط- المينة الحصن). وفي وقت يعتبر كثير من مراقبي المشهد الانتخابي وتقلباته أن منازلة طرابلس تعد أول غيث معركة رئاسة حكومة ما بعد الانتخابات، خصوصا أن الرئيس سعد الحريري سيقف فيها في مواجهة خصومه من الأقطاب السنة، فإن معركة بيروت الثانية، معقل تيار المستقبل التقليدي، هي تلك التي سيضطر فيها رئيس الحكومة إلى حشد تأييد أنصاره، الذين يكثر الكلام عن أن تسوية 2016 الرئاسية لم تنزل بردا وسلاما عليهم. وإن كانوا لم يتأخروا في مده بجرعة دعم لم تخل من الرسائل السياسية في  خلال أزمة استقالته في تشرين الثاني الفائت. وهو موقف شعبي اعتبر بمثابة إعادة تكريس الحريري زعيما سنيا أول. إلا أن مصادر مطلعة على كواليس المطابخ الانتخابية في دائرة بيروت الثانية لا تبدو بهذا التفاؤل. اذ تعتبر عبر "المركزية" أن المعركة المنتظرة للفوز بالمقاعد الـ 11 في هذه الدائرة (6 سنة، 2 شيعة، 1 انجيلي، 1 روم أرثوذكس، 1 درزي)، قد لا تكون مجرد نزهة بالنسبة إلى "التيار الأزرق". وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أن بيت الوسط حسم بعض الترشيحات في هذه الدائرة، عرف منها الرئيس الحريري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق والرئيس تمام سلام.

وفيما لا تزال الضبابية تغلف الخيارات والتحالفات "الزرقاء" في الدائرة، تلفت المصادر إلى أن في مقابل اللائحة الحريرية، التي يعتبرها البعض "لائحة السلطة  التي تشكل الأسماء الآنفة الذكر نواتها) ، يبرز إختلاف "في تحديد مفهوم المعارضة"، بما يفسر تعدد اللوائح الدائرة في هذا الفلك. ذلك أن المصادر تشير إلى لائحة في طور التشكيل تضم حتى الآن الوزير السابق خالد قباني، والزميل صلاح سلام، وعلي عساف المقرب من الرئيس نجيب ميقاتي، إضافة إلى عدد من الأسماء والقوى المصنفة في خانة "المجتمع المدني" التي تستعد لمنازلة 6 أيار كـ "حزب 7".

غير أن المصادر تنبه إلى أن خصم تيار المستقبل" في بيروت، سيكون حليفه السابق اللواء أشرف ريفي، في استعادة للمشهد الطرابلسي. وتشير إلى ان وزير العدل السابق قد يعمد إلى تشكيل لائحة في بيروت الثانية، طبقا لما كان أعلنه في مرحلة سابقة. وفي السياق، تلفت إلى أن بعض التململ الشعبي قد يترجم عمليا في صناديق الاقتراع بأصوات معارضي الخيارات السياسية الحريرية. وفي محاولة لتشريح هذا المشهد، تشير المصادر إلى أن لموعد الانتخابات (6 أيار)، أي عشية الذكرى العاشرة لحوادث 7 أيار 2008 التي اعتبرها الشارع السني يوما أسود اضطر فيه إلى مواجهة حزب الله في الشارع، وبالسلاح، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية، رمزية كبيرة، حيث من المتوقع أن يقفوا بالمرصاد، عبر صناديق الاقتراع، لربط النزاع الذي يعلله المستقبل بضرورة صون استقرار البلد.

 

نديم الجميّل: نرفض محاولات خنق الحريات وثابتون في المواجهة

المركزية/24 شباط/18/غرّد عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميّل عبر تويتر، فقال: "بعد سلسلة الاعتداءات التي طالت الحريات مؤخرا في لبنان سجّل اليوم فصل جديد من هذه الحملة من خلال منع حركة المبادرة اللبنانية من عقد مؤتمرها في فندق مونرو".

وأضاف الجميل: "في هذا الاطار نؤكد رفضنا لمحاولات خنق الحريات وثابتون في المواجهة التي تنتظرنا وكما لم نستسلم في الماضي لن نرضخ اليوم".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس الأمن الدولي يصوت لصالح هدنة إنسانية لمدة 30 يوماً في سورية

الشرق الأوسط/24 شباط/18/صوت مجلس الأمن الدولي مساء أمس (السبت)، لصالح قرار يطالب بهدنة إنسانية لمدة 30 يوما في سورية. وصوت جميع أعضاء مجلس الأمن الـ 15 بالإجماع لصالح وقف الأعمال القتالية. وقال أولوف سكوج سفير السويد لدى الأمم المتحدة، إن «القوافل الإنسانية وفرق الإخلاء مستعدة للذهاب». ويأتي التصويت بعد موجة من الاعتراضات الروسية، ومفاوضات اللحظة الأخيرة حول نص القرار الذى صاغته الكويت والسويد. وكانت روسيا قالت إنه لا يوجد ما يضمن التزام المسلحين بأي وقف لإطلاق النار وطالبت بتعديلات على نص مشروع القرار. ومن جهتها، انتقدت نيكي هايلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، روسيا نظراً لتسببها فى تأجيل التصويت، قائلة إنها «قررت في وقت متأخر الانضمام إلى التوافق الدولي، ليكون ذلك علامة على لحظة لوحدة المجلس يتعين أن نحتفظ بها لما هو أبعد من الإطار الزمني ومدته 30 يوماً»، مشيرة إلى أنه لم يتغير أي شيء في القرار سوى بضع كلمات وفواصل ترقيم. وأعربت هايلي عن شكوكها بأن تسمح الحكومة السورية بوصول المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاجون إليها. وقتل أكثر من 500 مدني بينهم 127 طفلاً في المنطقة منذ أن بدأت الحكومة السورية هجوما قبل نحو ثلاثة أسابيع، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

ترمب يصف العلاقات مع الصين بـ«الأفضل» لكن يعكرها ملف التجارة

الشرق الأوسط/24 شباط/18/قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) إن العلاقات مع الصين في وضع هو «الأفضل على الإطلاق» لا يعكره سوى ملف التجارة «غير المتوازنة» الذي اعتبر أنه يشكل أزمة كبرى. وصرح ترمب: «لا أعتقد أنه كانت لدينا علاقات أفضل مع الصين عما هي عليه الآن».

وتابع: «لا ننكر حقيقة أنهم يسحقوننا بمجال التجارة في الفترة الأخيرة». ويزعم ترمب باستمرار أن فترة رئاسته أدت إلى إقامة العلاقات «الأفضل على الإطلاق» مع عدة دول من أستراليا إلى الصين مرورا ببريطانيا. وأكد مصوبا السهام نحو الرؤساء السابقين أن «الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقف في طريقها (العلاقات) هو التجارة. إنها أحادية الجانب وغير متوازنة إلى حد كبير». وأشار إلى أن «الأشخاص الذين شغلوا منصبي الحالي لسنوات سمحوا لهذا بالحدوث، وهو أمر غير عادل إلى حد كبير للولايات المتحدة». وتباهى ترمب بعلاقته بالرئيس الصيني شي جينبينغ قائلا «علاقتي الشخصية مع الرئيس شي استثنائية للغاية. إنه شخص أستلطفه، وأعتقد أنه يستلطفني أيضا». وأوصت وزارة التجارة الأميركية مؤخرا بفرض رسوم باهظة على الصين ودول أخرى لمواجهة الوفرة الدولية في الصلب والألمنيوم. لكن بكين حذرت من أنها ستأخذ إجراءات انتقامية إذا ما استدعى الأمر ذلك.

 

مفاوضات شاقة لتذليل خلافات مجلس الأمن حول هدنة الغوطة وموسكو طالبت بإزالة الجدول الزمني واستثناء «داعش» و«النصرة» من وقف النار

الشرق الأوسط/24 شباط/18/نيويورك: علي بردى/سعت الدبلوماسية المضنية التي بذلتها الكويت والسويد خلال اليومين الماضيين لتذليل غالبية العقبات من أمام تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار يطالب بـ«وقف الأعمال العدائية فوراً» في كل أنحاء سوريا لمدة لا تقل عن 30 يوماً من أجل السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين إليها في كل أنحاء البلاد، وخصوصاً إلى المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها، وفي مقدمتها الغوطة الشرقية. ووفقاً لمعلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات المعقدة والعصيبة خلف أبواب موصدة، فإن التقارب حصل بعدما أبدت الدولتان اللتان أعدتا مشروع القرار، الكويت والسويد، انفتاحاً نسبياً على تعديلات عميقة طلبتها روسيا، وتتعلق خصوصاً بإزالة الجدول الزمني المحددة بـ72 ساعة للبدء بتنفيذ القرار من الفقرة الأولى، فضلاً عن استثناء تنظيمي «داعش» و«هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) الإرهابيين، ومن يرتبط بهما من أفراد وجماعات وكيانات وهيئات. وكذلك استجاب المفاوضون الكويتيون والسويديون لـ«تحفظ» أميركي يتعلق بربط الوضع الإنساني في الرقة بـ«العمليات العسكرية» التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتخلل ذلك أيضاً إجماع الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن على اتخاذ موقف واحد داعم للقرار الكويتي - السويدي. وأتاحت هذه التنازلات المتبادلة والتوافقات الجانبية الوصول إلى «نتائج مشجعة» بحسب ما قال دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط». وبقيت الكلمة النهائية للعاصمتين الأميركية والروسية بعدما استنفدت كل السبل الدبلوماسية على مستوى المندوبين الدائمين في مجلس الأمن. ويطالب القرار الذي أعطي الرقم 2401 «كل الأطراف بوقف الأعمال العدائية فوراً لفترة مبدئية تصل إلى 30 يوما متوالية في جميع أنحاء سوريا، للسماح بتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات والإجلاء الطبي للحالات الحرجة من المرضى والجرحى، وفقاً للقانون الدولي المرعي». ويؤكد أن «وقف الأعمال العدائية لا ينطبق على العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، والقاعدة، وجبهة النصرة، وجميع الأفراد والجماعات والهيئات والكيانات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة أو تنظيم داعش، والجماعات الإرهابية الأخرى، على النحو الذي يصنفه مجلس الأمن». ويناشد كل الأطراف أن «تحترم التزاماتها وتفي باتفاقات وقف النار القائمة، بما في ذلك التنفيذ الكامل للقرار 2268، ويطالب كل الدول الأعضاء بأن «تستخدم نفوذها لدى الطرفين لضمان تنفيذ وقف الأعمال القتالية، والوفاء بالالتزامات القائمة ودعم الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف الكفيلة بتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، ويشدد على الحاجة إلى ضمانات ذات صلة من تلك الدول الأعضاء». ويحض كل الدول الأعضاء المعنية على أن «تنسق الجهود الرامية إلى رصد وقف الأعمال القتالية، استنادا إلى الترتيبات القائمة». ويطالب كذلك بأن «تسمح كل الأطراف، فور بدء وقف الأعمال القتالية، بالوصول الآمن والمستدام من دون عوائق أسبوعياً لقوافل الأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين الإنسانيين، بما في ذلك الإمدادات الطبية والجراحية، إلى كل المناطق والمجموعات السكانية المحتاجة وفقاً لتقييم الأمم المتحدة في كل أنحاء سوريا، وخصوصاً إلى أولئك الذين يبلغ عددهم 5.6 ملايين نسمة في 1.244 مجتمع محلي هم في حاجة ماسة، بما في ذلك 2.9 مليوني شخص في المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها، رهنا بالتقييم الأمني الموحد للأمم المتحدة». ويطالب كذلك بأن «تسمح كل الأطراف، فور بدء وقف الأعمال العدائية، للأمم المتحدة وشركائها المنفذين بإجراء عمليات إجلاء طبي آمنة وغير مشروطة، استنادا إلى الحاجات الطبية وحالات الطوارئ، رهنا بالتقييم الأمني الموحد للأمم المتحدة». ويكرر طلبه «مذكراً السلطات السورية على وجه الخصوص بأن تمتثل كل الأطراف فوراً لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، بحسب مقتضى الحال، والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين، وكفالة احترامها وحماية جميع العاملين في المجال الطبي وموظفي المساعدة الإنسانية الذين يشاركون حصراً في الواجبات الطبية ووسائل نقلهم ومعداتهم، فضلاً عن المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى، والتنفيذ الكامل والفوري لكل الأحكام في كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة». ويطالب بأن «تسهل كل الأطراف المرور الآمن ومن دون عوائق للموظفين الطبيين وموظفي المساعدة الإنسانية الذين يشاركون حصرا في الواجبات الطبية ومعداتهم ونقلهم ولوازمهم، بما في ذلك المواد الجراحية، إلى جميع المحتاجين، بما يتمشى والقانون الإنساني الدولي ويكرر طلبه تقوم كل الأطراف بنزع السلاح من المرافق الطبية والمدارس والمرافق المدنية الأخرى وتجنب إنشاء مواقع عسكرية في المناطق المأهولة بالسكان والكف عن الهجمات الموجهة ضد المنشآت المدنية». ويأخذ علماً «مع التقدير بالطلبات الخمسة التي حددها منسق المعونة الطارئة (مارك لوكوك) في 11 يناير (كانون الثاني) 2018 أثناء مهمته في سوريا، ويدعو كل الأطراف إلى تيسير تنفيذ هذه الطلبات الخمسة وغيرها لضمان تقديم المساعدة الإنسانية المبدئية والمستدامة والمحسنة إلى سوريا في عام 2018». ويطالب كل الأطراف بأن «ترفع فوراً الحصار عن المناطق المأهولة بالسكان، بما في ذلك الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا، ويطالب كل الأطراف بأن تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدة الطبية، وأن توقف حرمان المدنيين من الأغذية والأدوية التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة، وتمكين الإجلاء السريع والآمن وغير المعوق لكل المدنيين الراغبين في المغادرة، ويؤكد ضرورة أن يتفق الطرفان على فترات التوقف الإنسانية وأيام الهدوء ووقف إطلاق النار والهدنة المحلية للسماح للوكالات الإنسانية بالوصول الآمن ومن دون إعاقة إلى الجميع، ويذكر بأن تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل القتال محظور بموجب القانون الإنساني الدولي». ويدعو إلى «التعجيل بالإجراءات الإنسانية المتعلقة بالألغام على سبيل الاستعجال في جميع أنحاء سوريا». ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يقدم إلى المجلس «تقريراً عن تنفيذ هذا القرار وعن امتثال كل الأطراف المعنية في سوريا، في غضون 15 يوماً من اتخاذ هذا القرار، وبعد ذلك في إطار تقريره عن القرارات 2139 و2165 و2191 و2258 و2332 و2393».

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعم مشروع القرار. وقالت دوائر حكومية ألمانية على هامش القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل إن ميركل وماكرون وجّها خطاباً أمس (الجمعة)، إلى بوتين يطالبان فيه بإقرار هدنة في بلدة الغوطة الشرقية المحاصرة والتي يتمركز فيها المعارضون. وأضافت الدوائر أن الزعيمين طلبا من روسيا أن تلحّ أيضاً من أجل تخفيف الحصار عن المنطقة لمدة ما، وأن تمارس نفوذها على الحكومة السورية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين.

وقبل التصويت أمس، الذي أرجئ مرات عدة، وجهت موسكو انتقادات إلى مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو: «إن مجلس الأمن يحاول اعتماد قرار يقترح العمل على الفور بهدنة إنسانية لمدة 30 يوماً على الأقل. إلا أن أحداً لا يستطيع الإجابة عن سؤال يتعلق بمدى عزم المقاتلين على احترام هذه الهدنة (....) لا أحد يقدم ضمانات». وتقدمت الكويت والسويد بمشروع القرار في التاسع من الشهر الجاري، إلا أن المشاورات بشأنه تعقدت. وخلال هذا الوقت تكثف القصف الجوي للنظام السوري على منطقة الغوطة الشرقية موقعاً أكثر من 400 قتيل خلال 5 أيام.

وأضاف لافروف: «لكي يكون هذا القرار فعالاً - ونحن مستعدون للموافقة على نص يكون كذلك - نقترح صيغة تتيح جعل الهدنة فعلية وقائمة على ضمانات من قبل جميع الذين هم داخل وخارج الغوطة الشرقية». وتابع الوزير الروسي: «بالطبع أن هذه الضمانات يجب أن تكون مدعومة من جميع الفاعلين الخارجيين قبل كل شيء، الذين لهم تأثير على المجموعات المتطرفة التي لا تزال في هذه الضاحية من دمشق». وأضاف لافروف: «في هذه الحالة إذا كان الأميركيون وحلفاؤهم حريصين فعلاً على الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية وعلى السكان المدنيين، فهناك احتمال كبير أن نتوصل إلى اتفاق».

وتدارك: «إلا أنهم حتى الآن يرفضون تعديلاً يجعلهم مسؤولين عن الحصول من المقاتلين على ضمانات واضحة بالتوقف عن إطلاق النار».

 

الجامعة العربية: قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس خطير ومستفز وأنقرة اعتبرته «مقلقاً للغاية»

الشرق الأوسط/24 شباط/18 /استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم (السبت)، «بأشد العبارات» إعلان واشنطن اعتزامها نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس في مايو (أيار) المقبل. واعتبر أبو الغيط في بيان أن قرار الإدارة الأميركية «يُمثل حلقة جديدة وخطيرة في مسلسل الاستفزاز والقرارات الخاطئة المستمر منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي يوشك أن يقضي على آخر أمل في سلام وتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأضاف: «القرار الأميركي بنقل السفارة في ذات تاريخ النكبة يكشف عن انحياز كامل للطرف الإسرائيلي وغياب أي قراءة رشيدة لطبيعة وتاريخ الصراع القائم في المنطقة منذ ما يزيد عن سبعين عاماً». وقال أبو الغيط أن هذا القرار «يفقد الطرف الأميركي فعلياً الأهلية المطلوبة لرعاية عملية سلمية تُفضي إلى حل عادل ودائم للنزاع». من جانبها، اعتبرت تركيا أن قرار نقل السفارة إلى القدس «مقلقاً للغاية»، متهمةً واشنطن بـ«القضاء» على آمال السلام. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان السبت إن هذا القرار الذي أعلنته واشنطن أمس «مقلق للغاية»، و«يظهر إصرار (الإدارة الأميركية) على القضاء على الظروف المواتية للسلام». وأكدت الخارجية في بيانها، أن الإعلان يظهر إصرار الولايات المتحدة على تخريب أرضية السلام بانتهاك القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن بشأن القدس، وثوابت الأمم المتحدة. وأعربت عن أسفها لعدم إنصات إدارة الرئيس دونالد ترمب، من خلال هذا القرار، لـ«صوت ضمير المجتمع الدولي»، الذي عبرت عنه منظمة التعاون الإسلامي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، عقب إصدار قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأشار البيان إلى أن أنقرة ستواصل بذل الجهود مع المجتمع الدولي ضد القرار، بهدف حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأمس الجمعة، كشف مسؤولان في إدارة ترمب، أن عملية نقل سفارة واشنطن لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ستجري منتصف مايو (أيار) المقبل، بالتزامن مع حلول الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل. وعقبها بساعات، أعربت الخارجية الأميركية عن «حماستها» تجاه نقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في مايو المقبل، تزامناً مع الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل، ونكبة الشعب الفلسطيني. ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من مايو كل عام، ذكرى النكبة التي وقعت أحداثها في 1948، وجرى خلالها تهجيرهم من أراضيهم، فيما يحتفل الإسرائيليون بما يسمونه بـ«عيد الاستقلال الـ70» هذا العام.

 

بعد وفاة أكاديمي معتقل... توقيف 3 علماء بيئة آخرين في إيران

الشرق الأوسط/24 شباط/18 /أوقفت السلطات الإيرانية ثلاثة آخرين من علماء البيئة، ما يرفع عدد الناشطين الموقوفين إلى عشرة حسب ما أعلن موقع «تابناك» المقرب من المحافظين في وقت متأخر يوم أمس (الجمعة). وقال تابناك «أوقف ثلاثة علماء بيئة في إحدى مدن مقاطعة هرمزغان في جنوب البلاد»، من دون أن يحدّد سبب توقيفهم أو اليوم الذي تمت فيه هذه العملية. وكان العلماء أعضاء في جمعية حماية البيئة في لوردين المنطقة الواقعة على مقربة من الخليج. وأوقف في يناير (كانون الثاني) ثمانية أعضاء في جمعية حماية الحيوانات البرية، إحدى أهم المنظمات الناشطة في حماية البيئة، بتهمة التجسس.

وتوفي أحد الموقوفين ويدعى كاووس سيد إمامي في السجن قبل نحو أسبوعين. وقالت السلطات الإيرانية بأنه انتحر، وهو ما شكّكت به عائلته وأكدت أنه سبق أن تلقى تهديدات. وكان نائب رئيس جمعية حماية البيئة، كاوه مدني اعتقل لفترة وجيزة في فبراير (شباط). وكان إعلان السلطات الإيرانية انتحار أستاذ علم الاجتماع بجامعات طهران والناشط البيئي كاووس سيد إمامي بعد أيام قليلة من اعتقاله ونقله إلى سجن إيفين، قد أثار صدمة كبيرة في الشارع الإيراني. وبينما قال مسؤولون في القضاء إنه متورط بقضية تجسس، شكك مسؤولون داخل الحكومة ونواب في البرلمان في الرواية الرسمية، مطالبين المسؤولين عن الأجهزة الأمنية بالشفافية حول مقتله. ويأتي إعلان انتحار سيد إمامي بعدما أثارت حالات وفاة مشابهة الشهر الماضي في صفوف معتقلي الاحتجاجات، جدلا في البرلمان والشارع الإيراني. إلى ذلك، أعربت منظمات حقوق إنسان دولية عن بالغ قلقها على مصير المحتجين في إيران، مطالبة المقررة الدولية الخاصة بحقوق الإنسان في إيران، أسماء جهانغير، بمتابعة جدية للمعتقلين بأي طريقة ممكنة. وطالبت كل من منظمتي «هيومن رايتس ووتش» ومنظمة العفو الدولية، السلطات الإيرانية بإطلاق سراح المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة.

 

ارتفاع حصيلة تفجيري مقديشو إلى 38 قتيلاً  وحركة «الشباب» أعلنت مسؤوليتها عن الهجومين

الشرق الأوسط/24 شباط/18/ارتفعت حصيلة الاعتداءين بسيارتين مفخختين استهدفا القصر الرئاسي وفندقا في مقديشو أمس (الجمعة) إلى 38 قتيلا على الأقل، على ما أفادت أجهزة الإغاثة الصومالية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال عبد القادر عبد الرحمن أدن من جهاز سيارات الإسعاف (امين) «لدينا ما لا يقل عن 38 قتيلا»، بعدما كان أفاد الجمعة عن حصيلة مؤقتة من 18 قتيلا. واستهدف التفجير الأول الذي أعقبه اطلاق نار بأسلحة آلية، نقطة مراقبة قرب مقر الحكومة، وبعد وقت قليل استهدف تفجير ثان فندق «دوربين» القريب. وقال الضابط في الشرطة الصومالية إبراهيم محمد «أؤكد أن هجوما وقع قرب القصر الرئاسي» مضيفا ان «سيارة مفخخة اخرى انفجرت قرب فندق افتتح أخيرا». وأورد ضابط آخر يدعى عبد الله أحمد أن قوات الامن قتلت خمسة من المهاجمين و«الوضع عاد إلى طبيعته».وتبنت حركة الشباب الصومالية المتشددة والمرتبطة بالقاعدة التفجيرين في بيان على الانترنت مؤكدة انها استهدفت مقرين حكوميين. ويحاول المتمردون الشباب منذ 2007 اسقاط الحكومة المركزية الصومالية التي تحظى بدعم المجتمع الدولي وقوة الاتحاد الافريقي المنتشرة في الصومال والتي تضم اكثر من عشرين الف جندي من اوغندا وبوروندي وجيبوتي وكينيا واثيوبيا. ورغم طردهم من مقديشو في أغسطس (آب) 2011 وخسارتهم غالبية معاقلهم، لا يزال المتمردون يسيطرون على مناطق نائية يشنون منها هجمات واعتداءات انتحارية وصولا الى العاصمة مقديشو. ونسب إلى متشددي «الشباب» اعتداء بشاحنة مفخخة في 14 أكتوبر (تشرين الأول) في وسط مقديشو هو الأكثر دموية في تاريخ الصومال إذ أوقع 512 قتيلا على الأقل.

 

وزير قطري يعترف: نزور إسرائيل بشكل مستمر وسري منذ 2014

الدوحة – رويترز/24 شباط 2018/ اعترف ديبلوماسي قطري بقيامه بزيارات رسمية سرية لإسرائيل منذ العام 2014، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً قطرياً – إسرائيلياً مستمراً. وقال السفير محمد العمادي بعد اجتماعه بالقدس مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي ومسؤولين في الأمن، إن “قطر تساعد إسرائيل على تجنب حرب أخرى في غزة بتحويل أموال إغاثة للفلسطينيين الفقراء بمباركة من واشنطن”، واصفاً التعاون بأنه دليل على نأي الدوحة بنفسها عن حركة “حماس”. وأضاف إنه زار إسرائيل 20 مرة منذ العام 2014، وكانت الزيارات سرية في السابق، لكنها لم تعد على هذا النحو حالياً. في المقابل، رفض مسؤولون إسرائيليون التعقيب على زيارات العمادي، وهو تحفظ نسبه مصدر ديبلوماسي لعدم رغبتهم في إثارة استياء قوى عربية أخرى.

 

500 قتيل مدني حصيلة سبعة أيام من القصف على الغوطة الشرقية والمحرقة مستمرة والقصف الهستيري لا يهدأ لفترة تسمح بإحصاء الجثث الجديدة

عواصم – وكالات/24 شباط 2018/ جددت قوات النظام السوري لليوم السابع على التوالي غاراتها على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق موقعة مزيداً من الضحايا، لتتجاوز حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد 500 مدني، وسط توقعات بتصويت مجلس الأمن مساء أمس، على مشروع قرار لوقف إطلاق النار بعد تأجيل التصويت لمرات عدة آخرها الجمعة الماضي جراء تعذر التوصل الى اتفاق مع روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “محرقة الغوطة الشرقية مستمرة، ويكاد القصف الهستيري لا يتوقف”. وأحصى المرصد، أمس، ارتفاع حصيلة القتلى الاجمالية منذ بدء قوات النظام تصعيد عملياتها في الغوطة الشرقية مساء الاحد الماضي الى 505 مدنيين بينهم 123 طفلاً، مشيراً إلى أن طائرات روسية تشارك الى جانب طائرات قوات النظام في عمليات القصف، الأمر الذي نفته موسكو. ولفت إلى مقتل “29 مدنياً بينهم أربعة أطفال على الأقل جراء الغارات، أمس، قضى أكثر من نصفهم في مدينة دوما” أكبر مدن الغوطة الشرقية ومعقل “جيش الاسلام”، الفصيل المعارض الأكثر نفوذاً في المنطقة، كما تم انتشال جثث خمسة مدنيين آخرين، أمس، من تحت الانقاض، تبين أنها تعود لأم وأطفالها الأربعة قتلوا قبل أربعة أيام في بلدة عين ترما. وأوضح المرصد أن الغارات جاءت أمس، بعدما شنت طائرات حربية سورية وأخرى روسية، “غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى الى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية”. في سياق متصل، قال مسعفون بالغوطة الشرقية إن القصف لا يهدأ لفترة من الوقت تسمح لهم باحصاء الجثث، فيما ندد سكان تحصنوا بالادوار السفلى في مبان وجمعيات خيرية طبية بالهجوم على 12 مستشفى. وتجدد أمس، سقوط قذائف على أحياء في دمشق، غداة مقتل مدنيين هما طبيب وطفل، واصابة 58 اخرين جراء استهداف حي ركن الدين ومناطق أخرى وسط دمشق وضواحيها. وليل أول من أمس، أرجأ مجلس الأمن، التصويت على مشروع قرار بشأن سورية حتى أمس. وينص القرار على رفع كل شكل من اشكال الحصار عن مناطق عدة أبرزها الغوطة الشرقية ويطلب من كل الأطراف “وقف حرمان المدنيين من المواد الغذائية والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”. ولا تزال المفاوضات مستمرة مع موسكو حول صيغة المشروع برغم تعديله سابقاً ليتضمن لهجة مخففة، في محاولة لتجنب استخدام روسيا حق النقض “الفيتو”، بعدما لجأت اليه 11 مرة لتعطيل مشاريع قرار تدين سورية. وكتبت السفيرة الأميركية نيكي هايلي على موقع “تويتر” “من غير المعقول ان تعطل روسيا التصويت على وقف لاطلاق النار يسمح بادخال مساعدات انسانية في سورية، كم عدد الاشخاص الذين سيموتون قبل ان يوافق مجلس الأمن على التصويت؟ لنقم بذلك الليلة. الشعب السوري لا يستطيع الانتظار”. من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول، مساء أول من أمس، إن “ما تقوم به روسيا وإيران وسورية، عار على الإنسانية”. من جهته، اعتبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في تغريدة على “تويتر” أن ما يجري في الغوطة من قبل قوات النظام السوري “جرائم ضد الإنسانية”، مضيفاً إن حماية المدنيين، “مسؤولية المجتمع الدولي، ولا يجوز أن يتملص منها”، فيما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن نظام الأسد يرتكب مجازر، داعيا العالم لاتخاذ موقف موحد ضدها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوجه المشوه والأذرعة المبتورة

الدكتورة رندا ماروني/24 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62813

عنوانين سياسيين كبيرين خيضت بهما المعارك الإنتخابية للعام 2009، الأول سيادي إستقلالي والثاني ملتزم بالشكر لسوريا الأسد، وبالرغم من النجاح الساحق التي حققته الحركة الإستقلالية في النتائج الإنتخابية إلا أن هيمنة السلاح الغير شرعي إستطاعت التحكم باللعبة السياسية وتجميدها والإطاحة بالإنجاز المحقق، ليس هذا فحسب بل إستطاعت أيضا أن تخلخل تدريجيا التركيبة الزعماتية لقوى 14 آذار وتفرض وجهة سياسية تتناغم مع مصالحها تعاظمت وكبرت ككرة الثلج ليس لأنها قوة قادرة لا تقهر، إنما ضعفا وتخاذلا ممن إدعى المواجهة والمنازلة، ولتفرض قانون إنتخابي قد يعيد تركيب نموذج الدولة اللبنانية على أسس جديدة تتلاءم مع تطلعات فارضه في الهيمنة النهائية على القرار السياسي والسيطرة الكاملة من خلال المؤسسات، وبالمقارنة مع إنتخابات 2009 فإن إنتخابات 2018 التي يتم التحضير لها هي ذو وجه سياسي مشوه وأذرعة مبتورة إرتضت الإستسلام عمليا أما خطابيا ما زالت تستحضر ماضيها.

إن الوجه السياسي المشوه لإنتخابات 2018 لا يشمل فقط الأحزاب التقليدية لقوى الرابع عشر من آذار، إنما أيضا الحركات والأحزاب المستجدة على الساحة السياسية التي هي كما تصف نفسها اليوم وفي زمن الإحتلال، بأنها ليست بموالاة ولا بمعارضة، أي لا رأي سياسي لها ولا سيادة تعنيها، إضافة إلى طرح مشاريع سياسية لا تتوافق مع المعطيات الواقعية الحالية لطبيعة المجتمع اللبناني.

أمام هذا الواقع المبهم يتم إستدعاء المواطن اللبناني للقيام بواجبه الإنتخابي في ظل غياب العناوين السياسية إلا شكلا خاصة للقوى السابقة للرابع عشر من آذار، فيما العناوين السياسية لقوى الثامن من آذار واضحة تمام الوضوح ولا تزال على حالها، إلا ما إستجد حاليا في خطاب السيد حسن نصرالله من رفع لشعار السيادة إنما على طريقته الخاصة والمعهودة، سيادة على مقاس المشروع الإيراني للبنان، وليعلنه مشروع وطني على الناخب أن يصوت له، ليتكلل بالشرعية اللازمة من داخل مجلس النواب وليعلن الفضل مسبقا لهذا التغيير الذي سينعكس على نموذج الدولة اللبنانية، لحوزة الإمام المنتظر الذي سعى للوصول إلى نقطة تحول في تاريخ البقاع ولبنان.

وأمام هذا المشروع المذهبي العظيم والذي قدر له أن ينجز بفضل مسعى الإمام المنتظر، فعلى الناخب أن ينظر عند الإختيار قبل الاقتصاد والسياسة والخدمات والبنية القانونية حتى، إن ينظر إلى حماية دم أبنائه وإنجاز شهدائه، بالمختصر عليه أن يموت حيا كرمة لمشروع مذهبي غريب بإنتظار الموت الفعلي نتيجة الانخراط في حروب الغير وبكل الأحوال موت محتم فلا تنتظروا أكثر.

عمليا وبين هاذين الخيارين المطروحين بقوة، أي بين الوجه السياسي المشوه، وبين الموت المحتم إذا قابلتم خيارا ثالثا فأسلكوه علكم تنجون.

وجه مشوه

وأذرعة مبتورة

سادت فسادا

تبعثرت منثورة

خلعت عباءة

رمت الزهور

أنكرت تاريخا

محت السطور

تزينت بالدجل

والأقنعة المسحورة

تكحلت سوادا

أخافت الحضورا

وموت محتم

يروي قصصه

بأبهى صورة

يحيك تاريخا

يتبصر المبصور

يعطر إنجازاته

بعبق العطورا

يصول يجول

عمرة المعموره

يقول أنا

بعدي الطوفان

مالك الدهورا

ليأتي الخيار

وجه مشوه

وأذرعة مبتورة

وموت محتم

مصور لنا

بأبهى صورة.

 

الموفد السعودي علولا الى بيروت لتحضير قوى 14 آذار «المتناقضة» للتحالف

سيمون أبو فاضل/الكلمة اون لاين/24 شباط/18

رغم التنسيق غير المعلن مع كل من وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج تامر السبهان الذي علق تغريدته حاليا ومع القيادي السعودي نزار علولا المعني في الجانب الانتخابي ، يستمر التباعد في المواقف السياسية حيال النظرة الى دور حزب الله وسلاحه بين السعودية وبين رئيس الحكومة سعد الحريري الى حد بات من الصعب استنادا الى هذ الحد من المواقف ان يتحول الحريري في خطابه الى موقع مواجه للممانعة بعدما أسقطت نظرته الى حزب الله ربط النزاع الذي كان قاعدة التواجد معا في الحكومة السابقة، فرئىس المستقبل يتكئ على دعم فرنسي يمكنه من اتخاذ هذه المواقف رغم اعتراض الرياض عليها

ويدرج معارضو سياسة الحريري مواقفه في خانة التوافق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبينه على تظهير حزب الله للمجتمع الدولي على انه عامل استقرار والتعرض له من شأنه ان يعمر الواقع السياسي المحصن بالتسوية الرئاسية التي باتت تمتلك عدة دول خليجية تحفظا عليها وفي مقدمها السعودية ثم عمد كل من رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ومدير مكتب رئيس الحكومة السيد نادر الحريري الى تحصينها بملاحق بينها التفاهم على التحالفات الانتخابية النيابية المقبلة بما يزيد من حصة الزعيم السني لاستدراك تقليص كتلته كنتيجة لصيغة قانون الانتخاب التي لن تمكن« فتات » القوى الحزبية ل 14 اذار من زيادة عديدهم النيابي

ثم ان الحريري في منطق المعارضين له قد تعب من السياسة السعودية التي لم تحقق مكاسب على مدى الاقليم العربي على ما يسمعون من فريق عمله ،ولذلك لا نريد الانتحار السياسي لا سيما بعد انزلاقها في الرمال المتحركة اليمنية وما تبعها من مقتل للرئيس علي عبد الله صالح ،اذ هو يجد بان ما يقدم عليه من خطوات سياسية يصب لصالح استقرار لبنان بالتعاون مع رئيس الجمهورية

ويصل معارضو الحريري في كلامهم الى ان لبنان سيكون حكما في الفلك الإيراني طالما ان زعيم السنة غير معترض على اداء ايران وحزب الله ولذلك من غير الطبيعي ان تعود القوى المسيحية والدرزية رغم تواضع حجم كل منهما ان يتقدما تيار المستقبل في خياره هذا على غرار ما حصل ابان حقبة الوصاية السورية ،في حين ان الطائفة السنية هي محورية في هذا الصراع الهادف للحفاظ على وجه لبنان العربيوفي موازاة كلام الحريري المدافع عن دور حزب الله فان ثمة معطيات بان هذا الموقف أتى في خانة رفع سقفه التفاوضي مع السعودية لعدم التغاضي عنه ودعمه وحده انتخابيا دون اي من المتقلبين على موقفه داخل الطائفة او تيار المستقبل او خارجها ليكون هو المتقدم الدائم ودون منازع ومن اجل لجم هؤلاء وفي مقدمهم اللواء اشرف ريفي ، عدا انه لا يريد ان تظهر مصالحته مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ومع رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل والمستقلين المسيحيين انكسارا نتيجة الضغط الذي يمارس عليه لخوض الانتخابات على قاعدة التحالف لتحصيل افضل نتيجة نيابية ممكنة.

وفي ظل تحفظ الرياض على سياسة الحريري وغير وزراء حيال مهادنتهم لدور حزب الله وسلاحه وقتاله في سوريا على ما تبلغوا مباشرة ،فان الرياض تجاوزت وفق المعطيات هذا الامر ولم تريد استهلاك الوقت حيال كيفية ترجمة لبنان لسياسة «النأي بالنفس» التي لا يمكن ترجمتها، فاتجهت نحو اداء ميداني من خلال تحركها لإعادة لم الشمل بين حلفائها لتنظيم صفوفهم على ما كان الواقع في العام 2009 ،ومن المرتقب ان تحصل لقاءات ومصالحات بين هولاء ابان زيارة القيادي السعودي علولا الى لبنان في غضون أسبوعين من اليوم ،وينتج عنها بداية رسم التحالفات رغم الشروط العالية السقف داخل الجانب المسيحي على خط القوات ،الكتائب ،الأحرار والمستقلين

لكن مقابلة الحريري «المستغربة » وما رافقها من قراءات لا تعكس الإستراتيجية التي قرر اعتمادها منذ ازمة الاستقالة وفق وزير بارز، لان رئيس المستقبل قرر التمسك بالثوابت والدفاع عنها بقوة في ظل تفهم سعودي لخياراته وطبيعة الواقع اللبناني ،سيما ان الانتخابات النيابية باتت على قاب قوسين من موعد إجرائها وسيتبعها طاولة حوار يرأسها عون لمناقشة استراتيجية دفاعية وسلاح حزب الله

ومنذ اليوم يرسم الوزير صورة التحالفات بانها ستكون بين بقايا 8 و 14 اذار وستخلص النتيجة الى كتلتين لهذه القوى وتكون عندها كتلة التيار الوطني الحر هي المرجحة لأي فريق ،مخرجا إياها من كونها في محور 8اذار استنادا الى الاهتمام الدولي تجاه لبنان الذي يترجم بالمؤتمرات الثلاث التي ستعقد قريبا ،ناهيك عن العقوبات والقرارات الاميركية ذات التأثير ولذلك من غير الممكن ان تقدم القوى اللبنانية ورئيس الجمهورية لمواجهة المجتمع الدولي بمواقف وقرارات من شأنها ان تستجلب ردة فعل سلبية لا يمكن تحملها.

 

طموح باسيل الجديد: نحن بيضة القبان

ليا القزي/الأخبار/24 شباط 2018

ينتظر التيار الوطني الحرّ نتائج الانتخابات النيابية في أيار المقبل، من أجل أن يُعلن رسمياً "انفصاله" عن تحالفه مع فريق 8 آذار. الهدف في المرحلة المقبلة، هو لعب دور "وسطي"، تحضيراً لمعركة جبران باسيل الرئاسية. يجري التعامل مع استحقاق أيار 2018، بوصفه محطة مفصلية. هناك من يردد أن أقصى طموح حزب الله وباقي حلفائه أن يمتلكوا الثلث النيابي المعطل في برلمان 2018. هذا في الحد الأدنى، أما أقصى طموحهم، فهو امتلاك الأكثرية النيابية (65 نائباً). البعض الآخر يجزم بأن حزب الله هو من فصّل القانون الانتخابي النسبي على قياسه وحليفته حركة أمل، وبما يسمح لهما ولحلفائهما، في كل الطوائف، بالإمساك بمفاصل البلد وكل الاستحقاقات المقبلة. وإذا كان حزب الله لا يعير أهمية لكل هذه "النظريات"، انطلاقاً من معادلة لطالما نادى بها منذ الرابع عشر من شباط 2005، بأن البلد محكوم بالتوافق أولاً وأخيراً، بمعزل عن معادلة الأكثرية أو الأقلية في السلطتين التشريعية والتنفيذية، فمن الواضح أن "المتضررين" من التسوية الرئاسية، ومن إعادة التموضع التي قام بها تيار المستقبل، خصوصاً بعد أزمة إحتجاز رئيسه سعد الحريري في السعودية، هم الأكثر ترويجاً لنظرية "المؤامرة".

انطلاقاً من المعطى الأخير، جرى الحديث عن أنّ "دولتين (الولايات المتحدة والسعودية) على الأقلّ"، تسعيان إلى تأجيل الانتخابات النيابية، قطعاً للطريق أمام "انتصار" حزب الله وحلفائه. ولكن، هل هذا فعلاً ما يريده التيار الوطني الحرّ؟ أم أنّه مع الانتهاء من فرز صناديق الاقتراع وإعلان النتائج في السابع من أيار، ستُسدل الستارة على تحالف التيار العوني مع فريق 8 آذار؟  يأتي الجواب من أحد أعضاء تكتل التغيير والاصلاح، مؤكداً أنّه في المجلس النيابي المُقبل، "ستكون كتلة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحرّ هي بيضة القبّان، وليس كتلة النائب وليد جنبلاط أو نجيب ميقاتي، حتى ولو حصلنا على 15 نائباً فقط". هي "الوسطية" التي حاربها العونيون كثيراً أيام ما كان يتغنّى بها الرئيس السابق ميشال سليمان وميقاتي.

لا يبدو أن هذا "التنظير" محصور بحلقة القرار الضيقة في "التيار"، بل يمتد على نطاقٍ واسع حزبياً مع ما يسمونه "الأسباب الموجبة". يرى العونيون أنّ ما بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لا يُشبه ما قبله. رغم أنّهم يُدركون و"يعترفون" أنّ هدفهم "الأسمى" ما كان ليتحقق، لولا أنّ حزب الله عطّل المجلس النيابي طوال سنتين ونصف سنة، ما أدّى إلى أن تتساقط قطع الدومينو المحلية والإقليمية والدولية، ويُسلّم الجميع في النهاية بانتخاب عون. رئيس الجمهورية «كان حليف 8 آذار، وعاد إلى موقعه في الوسط بعد انتخابه، وبات يُمثل تقاطعاً بين حزب الله وتيار المستقبل، أي الضامن الأول لمعادلة الاستقرار، وهذا هو المسار الطبيعي للأمور، الذي نسير وفقه منذ 31 تشرين الأول 2016". يريد الوزير جبران باسيل من الانتخابات النيابية أن تُساعده على تحديد حجم تياره، من خلال حصد أكبر عددٍ ممكن من المقاعد النيابية. فأن يتمكن رئيس التيار الوطني الحرّ من فَرْض نفسه المُمثل الأول لـ"الشرعية المسيحية"، يعني أنّه "الأقوى" داخل البيئة التي يُمثلها، و"الأحق" بالجلوس على كرسي بعبدا، بعد انتهاء ولاية العماد عون. بهذا المعنى، يمكن تفسير صعوبة تحالفه الانتخابي مع القوات اللبنانية، وعدم قبوله تقاسم المقاعد النيابية معها، لقطع الطريق على مُزاحمة رئيس "القوات" سمير جعجع له على الرئاسة الأولى.

تسعى كلّ القوى "المسيحية" إلى "السيطرة" على مجلس 2018، لاعتقادها أنّه هو الذي يمكن أن يختار رئيس الجمهورية المقبل. ولكنّ جبران باسيل "الجديد"، لا يُريد أن يُمارس السياسة وفق تعاليم ميشال عون، ولا أن يبقى سنتين ونصف سنة بانتظار التقاء مصالح القوى المحلية والخارجية، ليُفك أسر البرلمان قبل أن يُنتخب. فوجد أنّ من الأفضل له أن يرتدي ثوب "الوسطية"، عبر مُسايرة "الغرب"، والحفاظ في الوقت نفسه على "الحلف الاستراتيجي" مع حزب الله. ولن تُزعج تحالفات ما قبل الانتخابات مراكز القرار الغربية والإقليمية، فالأهم بالنسبة إليها هي التحالفات التي ستُنسج ما بعد 6 أيار. وهنا "الاتكال" على المُرشح عن المقعد النيابي في البترون لعدم تغليب كفّة على أخرى. المعادلة "الغريبة" التي تتحدّث عنها أوساط نيابية في "التغيير والإصلاح"، تقوم على "أننا إقليمياً وفي ما خصّ سلاح حزب الله ودوره كمقاومة، نكون أقرب إلى 8 آذار. أما في ما يتعلّق بالملفات الداخلية، وتحديداً ملف بناء الدولة، فنحن نميل إلى تيار المستقبل". صحيح أنّ القانون النسبي سيُعزّز "التمثيل النيابي لكل أركان 8 آذار، وقد يتمكنون من التقدّم قليلاً"، والقوى المعارضة لسياسة حزب الله، "ستُحافظ أيضاً على تمثيلها". لكنّ التيار الوطني الحرّ "لن يكون طرفاً، ولن يسمح بتشكيل أكثرية داخل المجلس النيابي. أصبح حزب الله يُدرك أنّه لم يعد يحتكرنا، بمعنى أنّنا لسنا حلفاء له فقط". على أي أساس إذاً تقولون إنكم تبحثون مصلحتكم الانتخابيّة في التحالف مع حزب الله أو عدمه، بغية تأمين أكبر عدد ممكن من النواب لمصلحة "الفريق الواحد"؟ يجيب النائب في تكتل التغيير والإصلاح بأنّ "كلّ حزب يبحث عن سُبل تعزيز كتلته. هي حسابات مصلحة، لا حلف ولا أصدقاء. ونحن لن نُساعد حزب الله، ليكون أكثرية بوجه تيار المستقبل، أو العكس".  يبستم قيادي في قوى 8 آذار وهو يستعيد ظروف انتخاب عون، "كان خياراً عكس إرادة داخلية فُرضت على الخارج، خلافاً لمعظم الانتخابات الرئاسية السابقة". يومها، لم يكن حزب الله والمحور الذي ينتمي إليه قد حقّق تقدّماً ميدانياً في سوريا، وانتصر على التنظيمات الإرهابية في بلاد الشام والعراق ودحرها بعيداً عن الحدود اللبنانية. حالياً، بعد أن بات حزب الله جزءاً من المعادلة الإقليمية، "هل يعتقد أحد أنّ بإمكانه فعلاً المراهنة على الغرب من دون إقامة اعتبارٍ للمحور الذي يتقدم في المنطقة من لبنان إلى اليمن مروراً بسوريا والعراق؟".

 

مَن يستهدف فارس سعيد؟

أسعد بشارة/الجمهورية/24 شباط 2018

كان الدكتور فارس سعيد ظهر أمس في مكتبه يستكمل التحضيرات لانعقاد مؤتمر "المبادرة الوطنية" التي كانت ستضمّ 1000 مشارك، واذا بالهاتف يرنّ ويتم إبلاغه أنّ ادارة فندق "مونرو" اعتذرت عن استضافة المؤتمر بسبب ضغوط تعرّضت لها. الضغوط مصدرها جهة سياسية طلبت من جهة أمنية منع انعقاد المؤتمر فإضطرّ الفندق الى الامتثال، وحَدّد سعيد بعد التشاور مع رضوان السيّد موعداً اليوم لعقد مؤتمره الصحافي. البيان الذي صدر عن "المبادرة" حمّل المسؤولية لجهة سياسية لم يسمّها، لكن سعيد يعرفها، وربما يعلن عنها اليوم، لكن ما جرى استعاد أيام النظام الامني حين كان سمير قصير يُلاحَق، كذلك استعاد مشهد التحضير في العام 2001 لمؤتمر "دعم الشعب السوري" الذي لم يقبل أيّ فندق في بيروت استضافته، فعُقِد داخل "هنغار" في منطقة سن الفيل.

العِبرة ممّا جرى واضحة ولا تتحمّل التأويل: هذه الأطراف التي ما زالت خارج التسوية لا تهدد أطراف السلطة لجهة عدد النواب الذي ستناله في الانتخابات المقبلة، لكنّ صوتها العالي يؤرق أركان التسوية ويُعرّي كل ما جرى منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، والأهم أنه يوجِّه رسالة الى الداخل بعدم الاستسلام لتسوية كانت استسلاماً، والى الخارج العربي، والدولي الأميركي والأوروبي، بأنّ لبنان لم يرزح بكامله تحت وصاية مشروع إيران، وأنّ نواة سياسية تمتلك امتداداً شعبياً، قادرة على أن تكون صوتاً يمنع هذا الاطباق الكامل على القرار اللبناني.

لم يكن ما تعرّضت له المبادرة، الأوّل في مسلسل الإطباق على الحياة السياسية، فالممارسة تدل الى أنّ كل اجهزة السلطة واداراتها، تتحول ادوات للضغط الانتخابي، وما قاله سعيد في بيانه واضح، فالمنع مصدره سياسي والتنفيذ عُهِدَ به الى قوى امنية، اما الجهة السياسية، أو الجهات، فهي متحالفة وتوزِّع المهمات بالتكافل والتضامن، وهذا يشمل استعمال الوزارات والادارات والاجهزة، وكل ما تَوافر من أدوات. في استعراض لخريطة القوى المعارضة لعهد عون وحكومة الرئيس سعد الحريري، يمكن التوقف عند قوى لا تزال مبعثرة، على رغم التقائها على الأهداف.

الدكتور فارس سعيد رجل "الأمانة" متّهم حريرياً بإساءة الامانة، وهو قال: "طويت الصفحة في العلاقة مع الرئيس الحريري"، وتنتظره معركة وجود في كسروان وجبيل يتعرّض فيها للتطويق من الأقربين قبل الخصوم. ومع ذلك فهو لا يستثمر ما كان بارعاً في استثماره في محطات تاريخية كـ"قرنة شهوان" و"14 شباط" و"14 آذار" ومؤتمرات البريستول. حزب الكتائب الذي واجه بشجاعة تهويلاً مورس عليه بأنه ضد المصالحة المسيحية، يتقدّم الى ترتيب شراكة في المعركة الانتخابية، فيما هو يعاني بعض الحسابات الداخلية التي إن نجحت ستؤدي الى تقزيم معركته.

اللواء أشرف ريفي الذي استقال من حكومة الرئيس تمام سلام، وانتصر في الانتخابات البلدية، يستعد لخوض الانتخابات ترجمة لمسار أراده التزاماً بخط سياسي مستقيم، تَجاوزاً لما قد يتعرّض له من خسائر تكتيكية. هذا المسار الذي ينتظر شجاعة الشركاء في منتصف الطريق.

حزب "الاحرار" الذي وضِع رئيسه دوري شمعون في اختبار الانتخابات البلدية في دير القمر، يُراد له ان يتعرض لاختبار يرفضه وهو استجداء مقعد لكميل دوري شمعون على لائحة النائب وليد جنبلاط.

مجموعات "المجتمع المدني السيادي"، وهؤلاء يشكّلون نواة غنيّة من الوجوه الطامحة الى التغيير التي تتقاطع مع قوى سياسية، لم تتلوّث بلوثة استثمار السلطة ولوثة الواقعية التي هي الوجه الآخر للتسليم بما لم يكن أحد قادراً على التسليم به في 14 شباط 2005.

تعرضت مبادرة سعيد والسيد للحجب أمس، فهل سيقوم هؤلاء جميعاً بمبادرة لإنقاذ ذاتي قبل أن تصبح السياسة في لبنان فعلاً موسمياً لا يليق بحجم ما تطرحه المرحلة من تحديات؟

 

جزّين: معركة برّي الأولى

 نقولا ناصيف/الأخبار/24 شباط/18

يتعامل برّي مع جزين على أنها المعركة الوحيدة التي يخوضها في انتخابات 2018

لكلّ من الرؤساء الثلاثة عينٌ على منطقة. عين الرئيس ميشال عون على كسروان، عين الرئيس نبيه برّي على جزين، عين الرئيس سعد الحريري على طرابلس. لكل منهم أسباب تجعله يتطلع اليها منفصلة عن القضاء الآخر الذي يرتبط بها

عين رئيس الجمهورية على كسروان لأنه حلّ نائباً عنها عامي 2005 و2009 الى أن أخلاها بعد انتخابه. كانت البوابة التي كرّست زعامته المارونية في جبل لبنان الشمالي، وهو يريد انتقال مقعده الى صهره العميد المتقاعد شامل روكز. عين رئيس المجلس على جزين مرتبطة بثأر مؤجّل بينه والتيار الوطني الحرّ بسبب ما رافق انتخابات 2009 ونُظر الى انتزاع التيار مقاعدها الثلاثة من برّي على أنه «تحريرها».

عين الحريري على طرابلس ليست أكثر من تصفية حساب مع خصم مستجد هو الوزير السابق اللواء أشرف ريفي.

ما يأخذه الرؤساء الثلاثة في الحسبان في استحقاق 2018، في ظل قانون جديد يعتمد النسبية في منح المقاعد وصوت تفضيلي يسمّي الفائز، ان لا فوزاً كاملاً ولا خسارة كاملة. وهذا يدل على التعامل بواقعية مع توقّع الاحجام المقبلة. لا المقاعد الكسروانية الخمسة سيربحها حزب رئيس الجمهورية، ولا المقاعد السنّية الخمسة في طرابلس والضنية والمنية سيربحها الحريري مجدّداً، ولا المقاعد المسيحية الثلاثة في جزين سيخسرها رئيس المجلس كلها ايضاً. وإذ يبدو رئيس الجمهورية يتفادى وضع صورته في صدارة الاستحقاق كمعني مباشر ــ إلا أنه كذلك عندما يكون خلفه على مقعده صهره ــ تاركاً الدور لحزبه، يخوض رئيسا المجلس والحكومة الانتخابات على نحو مباشر.

التيار الوطني الحرّ في جزين يتقلّب على جانبي مبرد

بيد أن مقاربة كل منهما دائرته مغايرة عن الآخر. في طرابلس والضنية والمنية التي حاز فيها الحريري في انتخابات 2009 خمسة من المقاعد السنّية الثمانية، الى مقعدين أرثوذكسي وعلوي، يسلّم كما من قبل أنه ليس وحيداً فيها. منافسوه التقليديون الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي وآل كرامي الموزّعون على الوزيرين السابقين أحمد وفيصل. الخصم المستجد هو ريفي. الهدف المباشر للحريري كي لا يخسر على الاقل مقعداً بعد إدخال طرابلس في دائرة التناحر بين الرجلين. في الواقع لفوز ريفي بمقعد سنّي دلالة سياسية اكثر منها حسابية. لم تعد للحريري طموحات فائضة، وبالتأكيد لا يسعه انتزاع طرابلس من قواها التقليدية. بذلك ينظر الى المدينة بعين نصفها مغمض على مقدرته في الاحتفاظ بحصة 2009 وربما اقل بقليل.

ليست كذلك عين رئيس المجلس على جزين. في 6 أيار، ستكون على موعد مع استحقاقين: أولهما تصفية حساب مؤجل لبرّي مع التيار الوطني الحر، وثانيهما دخول تيار المستقبل اليها للمرة الاولى. بذلك تصبح جزين عند تقاطع شيعي ــ سنّي للمرة الاولى يتغلغل سياسياً فيها ويتقاسم مقاعدها الثلاثة. في تجارب ماضيها حتى اندلاع الحرب، وحدها العائلات تقلّبت على مقاعدها، الى أن استطاع حزب الكتائب وحيداً الحصول على أحدها أعوام 1959 و1960 و1968 و1972. ما بين عامي 1992 و2009 كانت في حصة رئيس المجلس بمقاعدها الثلاثة، الى أن انتزعها منه التيار الوطني الحرّ، في أولى علامات انهيار العلاقة بين برّي وعون وهو لما يزل رئيساً للتيار. في الايام الاخيرة أضحت علاقة التيار وحركة امل في القعر تماماً.

وإذ تبدو جزين ــ كجزء لا يتجزأ من الدائرة التي تجمعها بصيدا ــ وحدها دون سواها من دوائر الجنوب برسم التحدي، استعجل أفرقاؤها الرئيسيون وضع خطوط حمر سلفاً من حول انتخاباتها. في المقابل يتعامل معها رئيس المجلس على انها المعركة الوحيدة التي يخوضها في انتخابات 2018:

أولها، ان حزب الله يقف الى جانب رئيس المجلس في الخيار الذي يريده للاصوات التفضيلية، نظراً الى عدم وجود مقعد شيعي في الدائرة. على طرف نقيض مما فعل في انتخابات 2009، عندما مال الى الاقتراع للائحة التيار الوطني الحرّ.

ثانيها، النائبة بهية الحريري لا تتحالف مع النائب السابق اسامة سعد الذي يقول بدوره إنه لا يتحالف معها، في دلالة ليس الى استمرار التنافس بين البيتين فحسب منذ انتخابات 1992، بل ايضاً الى استبعاد اي مرشّح سنّي صيداوي بارز.

ثالثها، أن سعد لا يتخلى عن المرشح ابراهيم سمير عازار الذي يمثّل رأس حربة رئيس المجلس، إذ يضع ايضاً من حوله خطاً احمر، ويتشبّث بأن يكون شريك سعد في اللائحة.

رابعها، رفض التيار الوطني الحرّ التخلي عن أي من المقاعد المسيحية الثلاثة في القضاء، سواء بالانتزاع في المواجهة مع رئيس المجلس، أو بالتفاوض مع نائبة صيدا حليفته المتوقعة، متيقّناً كذلك من عدم قدرته على الاحتفاظ بمقاعد 2009.

ليست بالخطوط الحمر وحدها تُدار انتخابات جزين، وقد باتت مقاربة مقاعدها وتوزيعها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصيدا، الواثقة من فقدان تيار المستقبل احد مقعديها السنّيين. بل تبدو المشكلة التي يواجهها التيار الوطني الحرّ انه يتقلّب على جانبي مبرد:

1 ـ فقدانه الحتمي مقعداً مارونياً يذهب الى لائحة يدعمها برّي، ومقعداً كاثوليكياً يتنازل عنه لحليفته نائبة صيدا.

2 ـ تعتقد الحريري جازمة أن حاصلها الانتخابي يمنحها مقعداً ثانياً الى مقعد سنّي. طلبت المقعد الكاثوليكي دونما إبداء أي اتجاه الى التنازل عنه. لم تتخلَّ عن الرغبة في التحالف مع التيار الوطني الحرّ، الا انها قرنته اخيراً بهذا الشرط يعوّض انتقال مقعد الرئيس فؤاد السنيورة الى سعد. في حسبانها وتيار المستقبل، وجود مرشحين سنّيين بالاصوات التفضيلية لتيار المستقبل يتسبّب في خسارة أحدهما جراء تشتتها، فاستقرت المفاضلة على عمة رئيس الحكومة.

3 ـ لا خيار للتيار الوطني الحرّ للتحالف سوى مع الحريري، وتالياً الرضوخ لشرطها بتخليه عن المقعد الكاثوليكي، خصوصاً وان نائبة صيدا نجحت في التلاعب على وتر الانتماء لإحراج حليفها. سمّت ما لم يفعله هو: اختيار مرشح من جزين هو عصام حداد في مقابل مرشحين للتيار من خارج القضاء هما جاد صوايا من صربا في كسروان وسليم الخوري نجل النائب السابق انطوان الخوري من صيدا. المرشحان المعلنان للتيار هما زياد اسود وامل أبوزيد يتنافسان على مقعد ماروني واحد هو ما سيكون له فحسب.

4 ـ اطمئنان رئيس المجلس الى مقدرة اللائحة التي يدعمها وحزب الله على الحصول على مقعدين احدهما سنّي (سعد) والآخر ماروني (عازار المرشح لأن يكون أول الفائزين).

 

خارطة طريق الإنتخابات والموازنة

الهام فريحة/الأنوار/24 شباط/18

إذا احتسبنا أيام العمل في الإدارات الرسمية، وحسمنا منها أيام العطلات، فإنَّ ما تبقَّى أمام المرشَّحين للإنتخابات النيابية لتقديم ترشيحاتهم لا يتجاوز السبعة أيام، فمنتصف ليل السادس من آذار المقبل تنتهي مهلة تقديم الترشيحات فتتوضح المعركة الأولى من المعارك، بعد أن يكون قد خرج منها المرشَّحون المحتملون الذين لم يُكملوا الدرب. الترشيحات، على رغم كل الحماوة والحماسة، ما زالت باردة، فحتى أمس كانت الترشيحات تجاوزت المئة مرشح بقليل، علماً أنَّ بعض الترشيحات الكبرى، كمرشَّحي تيار المستقبل، لم تتقدّم بعد، في انتظار تبلور الأسماء النهائية وكذلك التحالفات. وبعد إنجاز هذه الخطوة سيُقدم تيار المستقبل على الحدث الكبير من خلال إطلاق المرشحين في حفلٍ في بيت الوسط، يتضمَّن كلمة للرئيس الحريري تحمل البرنامج الإنتخابي لكتلته التي ستكون للمرشحين الذين سيكونون في معظمهم من الوجوه الجديدة والشابة، كما ستكون هناك وجوه نسائية للتعويض عن النقص في القانون الذي لم يلحظ أية كوتا نسائية. آخر عقود الكشف عن المرشحين واللوائح سيكون الترشيحات الرسمية واللوائح للتيار الوطني الحر، ويتوقَّع أن يتمَّ ذلك في الأحد ما قبل الأخير من آذار المقبل في مهرجان يتحدث فيه رئيس التيار الوزير جبران باسيل، وفي المعلومات المتداولة أنَّ بورصة ترشيحات التيار الوطني الحر سترسو على نحو ثلاثين مرشحاً أو أقل بقليل، كما أنَّ الوزير جبران باسيل سيعلن مرشحي "التيار الوطني الحر"، وقد حدد الرابع والعشرين من آذار المقبل موعداً نهائياً للإفصاح عن أسماء مرشحيه في مختلف المناطق اللبنانية.

الإنشغال بالإنتخابات النيابية لم يحجب الإهتمام بما هو ملح، وهو الموازنة العامة للعام 2018. وفي هذا المجال قطع الرئيس الحريري عهداً للبنانيين من خلال الإعلان أنَّه سيعمل على إنجاز الموازنة خلال الأسبوع المقبل، أي أنَّه سينجزها قبل إعلان ترشيحات تيار المستقبل.

ما تمَّ إنجازه حتى أول من أمس من بنود الموازنة يظهر أنَّ العمل جدي: 21 بنداً من بنودها البالغة 55 بنداً تمَّ الإنتهاء منها، ولم يبقَ فيها سوى 34 بنداً، تأخر إنجازها لأنها تتضمن ملفات إصلاحية تستدعي أن يجتمع مجلس الوزراء للبت فيها. ومن أبرز الإصلاحات التي تتضمنها البنود المتبقية، تعديلات في بعض القوانين من أجل تخفيف الروتين الإداري لإنجاز المعاملات، وهذا الأمر هو أكثر ما تعانيه الإدارة اللبنانية. وفي حال أُنجزت هذه الخطوات الإصلاحية الصغيرة، فإنَّ من شأنها أن تكون إشارات لمؤتمر باريس – 4 مفادها أنَّ لبنان جادٌ في الخطوات الإصلاحية.

 

جوهر الإنسان... عَبَدة الموت وعشاق الحياة

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/24 شباط/18

والنساء والأطفال ينتحرون جماعياً في دقائق قليلة.

في مزرعة في غويانا، تجمّع المئات من الأميركيين تحت قيادة شخص يُدعى جيم جونز. شخصية مضطربة التكوين والتطور والسلوك. أسس سنة 1956 ما سماه «معبد الشعب». تنقل بين المسيحية والشيوعية. دعا إلى التحرر وانعتاق الإنسان من كل شيء بما في ذلك الأديان. رفع شعارات ضد التمييز العنصري وللدعوة إلى المساواة بين الناس. بدأ بترويج أفكاره بين الفقراء والمحبطين من السود والبيض. منذ البداية، جعل من ذاته محور أفكاره التي حوّلها إلى معتقد يذوب فيه الجميع. عمل بكثافة سحرية وسط مريديه، حتى تمكن من تحقيق الولاء الكامل له. يقول فيصدّقون، يأمر فيطيعون. كتلة قطيع تتحرك وراء جونز الطاغية الروحي العجيب. نجح في أن يبطل قدرة التفكير والنقاش عند جميع التابعين له. ادّعى في البداية أنه المسيح، وأحياناً يقول: إنه لينين الثاني، وصل إلى أن قال لأتباعه إنه (الله). رحل بهم إلى «غويانا»، حيث أقام قرية أطلق عليها اسمه، وفي وسطها بنى ما سماه «معبد الشعب». تجمع في القرية شيوخ وعجائز وأطفال. يحدّثهم عبر مكبرات الصوت ليلاً ونهاراً، وعلى الجميع الاستماع له في صمت. كانت حياة الجميع مستنقعاً حقيقياً للبؤس والمرض والجوع والرهبة. الخوف المتعدد الألوان، مما هم فيه ومن ذاك المخلوق المرعب الذي يقودهم من وهم إلى مجهول لا يعرفون ما هو. انتشرت أخبار القرية المرعبة في أرجاء الولايات المتحدة. غامر السيناتور ليو ريان وسافر إلى غويانا، دخل قرية جونز في محاولة لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الأشخاص التابعين لدائرته الانتخابية، لكنه عندما حاول مغادرة القرية صحبة مَن قرر المغادرة معه قُتل قبل إقلاع الطائرة. خطب جونز في حشد التابعين قائلاً إن القوات الأميركية قادمة وستقتل الجميع. قدم لهم براميل ملأها بسم السيانيد وأمرهم بشربها، كانت أكبر عرس انتحار جماعي. طرحت تلك الحادثة مئات من الأسئلة، حاول علماء النفس ورجال الدين والساسة الإجابة عنها. السؤال العام كان: كيف استطاع شخص مشوّه مخبول أن يحوّل المئات من البشر إلى قطيع مخدَّر، يتحرك وراءه مستسلماً طائعاً إلى حد قتل أنفسهم جماعياً طوعاً؟!

كانت الأسئلة والدراسات متعددة بحجم الكارثة. عاد الدارسون إلى عدد من الأبحاث القديمة والحديثة التي غاصت في أعماق النفس البشرية، وحللت جوهر الإنسان في تمظهر قوته وضعفه. معادلة الموت والحياة.

الفيلسوف الألماني إيريك فروم، من رموز مدرسة فراكفورت، قدم العديد من الدراسات والأبحاث في الفلسفة وعلم النفس. خاض في جيولوجيا النفس البشرية وتعمق في مسيرة التاريخ، ملاحقاً أفعال الأشخاص والجماعات. كتابه «جوهر الإنسان»، محطة دراسية تلقي حِزَماً من الأضواء على الداخل البشري، العنف بكل ألوانه وعلى نقيضه الحب والحياة وعشقها. لماذا يتحول الإنسان إلى أداة للقتل والعنف إلى حدّ يقوم بقتل ذاته من أجل أن يقتل الآخرين؟ أو أن يتحول الموت إلى لذة طاغية يمارسها إنسان ضد نفسه منتحراً كما حدث مراراً عبر التاريخ في مشاهد فردية أو جماعية؟

إيريك فروم يقول: إن البيوفيليا هي حب الحياة تقابلها النكروفيليا وهي حب الموت. يحفر في المركّب الكيميائي النفسي للذات البشرية عبر التاريخ والفلسفة والدراسات السريرية.

حب الحياة هو أساس الوجود والتطور البشري، وتعايش الناس في مجموعات بشرية متنوعة متعددة الأعراق والثقافات والسلوك. يقول فروم في كتابه المشار إليه: «يعد الميل للحفاظ على الحياة والقتال ضد الموت، الشكل الأكثر أساسية للميل البيوفيلي، وهو شائع في كل المادة الحية. وبقدرٍ ما هو ميل للحفاظ على الحياة، وصراع ضد الموت». حب الحياة متجذر في تكوين البشر. البناء المتواصل الذي يشيده الإنسان كل يوم في جميع أنحاء العالم. العقول التي تفكر وتبحث وتقدم الاختراعات العلمية في الطب والفيزياء والكيمياء. المبدعون في الفن والأدب. الزواج بين الذكر والأنثى الذي يعطي قوة التكاثر للحياة البشرية، كل ذلك يؤكد أن حب الحياة هو القاعدة الأساسية السوية لجوهر الإنسان وسلوكه.

النكروفيليا... حب الموت وعبادة الفناء والعنف والتدمير، نتوء في البنية النفسية الإنسانية، يفعل فعله أحياناً على المستوى الفردي، وقد يتجاوز ذلك إلى ساحات الجماعة، لكن الفرد هو القداحة النفسية المشوهة التي تشعل نار الخلل في الذات الشخصية وتتسع دائرة ثأثيرها في آخرين. يقول فروم: «إن الشخص ذا التوجه النكروفيلي هو شخص منجذب نحو كل ما ليس حياً، كل ما هو ميت، الجثث، التحلل، البراز، القذارة، ومفتون به». النكروفيليون هم من يحبون التحدث عن المرض، عن الدفن، وعن الموت.

ويعد هتلر مثالاً واضحاً للنمط النكروفيلي. لقد كان مفتوناً بالتدمير، ورائحة الموت كانت عذبة بالنسبة إليه. وفي حين بدا في سنوات نجاحه أنه يريد فقط تدمير مَن اعتبرهم أعداءه، فقد بينت أيام غوتر داميرونغ في النهاية أن رضاه الأعمق هو في أن يشهد التدمير الكامل والكلي: تدمير الشعب الألماني، وتدمير من حوله، وتدمير نفسه. وقد جاء في تقرير من الحرب العالمية الأولى، وإن لم يتم إثباته، أن «جندياً رأى هتلر واقفاً في حالة نشوة، محدقاً في جثة متعفنة وغير راغب في الابتعاد عنها».

العنف الفردي والجماعي كتب صفحات في مجلد التاريخ البشري، ولكن يبقى السؤال اليوم: لماذا انتشرت ظاهرة أن يقتل إنسان نفسه منتحراً من أجل أن يقتل أكبر عدد من أناس لا يعرف أحداً منهم، لا عداوة بينه وبينهم؟

وكيف استسلم مئات الناس، بينهم متعلمون، أساتذة وطلبة ومهندسون، إلى شخصية مريضة مثل جيم جونز، يسيرون وراءه كالقطيع المروَّض التابع. ينقلهم من مكان إلى آخر دون اعتراض. ينفّذون أوامره دون همس، وصل بهم الاستسلام المريض أن يشربوا السم طائعين، يرحلون إلى الموت ويُرضعون أطفالهم من مائه قبل أن يدفعوه إلى أفواههم؟ طالب شاب يشتري بندقية آلية، ويتوجه إلى مدرسته ليقتل أكبر عدد من زملائه. هناك من يقول إنه يعاني من حالة جنون أو اضطرابات نفسية. هناك مجانين يعبّرون عن جنونهم بالرقص أو الغناء أو الركض.

النكروفيليا أو عبادة الموت، يبدو أنها نتوء مرضي كامن تحت تربة التكوين النفسي البشري، تعرّيه رياح التغيير والقفزات المتنوعة التي يشهدها العالم، تجعل أفراداً وجماعات يتلذذون بقتل الآخر، ولو كانت الأداة قتل أنفسهم.

 

في «بطولات» الممانعة..

علي نون/المستقبل/24 شباط/18/

المعادلة المكسورة في سوريا ستبقى مكسورة إلى أن يغيّر الأميركيون سياساتهم فيها ومنها!... وفي دنيا الضواري والكواسر والذئاب الفالتة على الغوطة الدمشقية الشرقية، من دون أي ضوابط ذات صلة بالبشر وطباعهم وطبائعهم، لا مجال لأي أمر مضاد مؤثر وجدّي إذا ظلّ في سياقاته الراهنة: مناشدات! وإدانات! وبيانات أممية! وتسابق في الإنشاء واللغو والعدّ والحساب...! القانون الراسخ الذي ثبتت جدواه في كل حين ومكان، وخصوصاً غداة الحرب العالمية الثانية، هو أنّ توازن الرعب (أو القوة) يبقى أقصر الطرق للردع المتبادل. وتجنّب حروب الإبادة! ودوام أسباب الاستقرار. واكتشاف فضائل «السلام» وإيجابياته الأكيدة!

وفي بعض مواد ذلك القانون، أنّه كلّما اشتدّت آليات الردع، تراخت في المقابل أسباب النِزال والنزاع ولُجِمَت شهوة القتل والفتك وتسجيل «الانتصارات» السهلة! والعكس صحيح!

في المشهد النكبوي السوري، ومنذ بداياته القتالية الفعلية، أي بعد نحو تسعة أشهر على انطلاق أولى بوادر الثورة في آذار 2011، هناك سيبة غير مستوية القياس، على المستوى «الأهلي» بداية، ثم على المستوى الأشمل الإقليمي والدولي. ومعنى ذلك، أنّ الأكثرية السورية التي خرجت على حكم الطغمة الأسدية، لم تكن تملك (ولا تزال!) أكثر من هدير الصوت! ووقع الأقدام! ثمّ الأسلحة التقليدية البدائية وشبه البدائية. وكانت قواها المسلّحة مبعثرة ومخترقة! في مقابل أجهزة السلطة المتراكمة فوق بعضها البعض! وجيشها المدجّج بالطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ والكيماوي.. والتعبئة الفتنوية الصارخة، وفوقها أوامر «حاسمة» بالتعامل مع السوريين (العرب والمسلمين!) باعتبارهم أعداء مكتملي أسباب العداء! وكان منطقياً وطبيعياً، أن تنفتح المقابر على وسعها! ويعم البلاء في كل بيئة المعارضة، بغضّ النظر عن تلاوينها السياسية والتنظيمية! ثم أن تأخذ المذبحة بين المدنيين مداها تبعاً لانكسار التوازن بين الرصاصة والصوت! والصاروخ والتظاهرة! والطائرة الحربية والأناشيد الحماسية!

وزاد في انكسار «ميزان الردع» ذاك، أنّ داعمي الطغمة الأسدية نزلوا إلى الحرب باعتبارها قضية «موت أو حياة»! وليس أقل من ذلك: جاء الإيرانيون وميليشياتهم المذهبية من كل ركن ومقام ولم يبخلوا بشيء! ولحقهم الروس على الوتيرة «النضالية» ذاتها، وإن اختلفت حساباتهم! في حين أنّ «الآخرين»، الذين دعموا المعارضة الثائرة والذين ادّعوا دعم تلك المعارضة (وخصوصاً إدارة السيّئ الذكر باراك أوباما) آثروا عدم التورّط في الحضور الميداني المباشر! وإن كان بعضهم أبدى في مراحل عدة، كل استعداد ممكن لتلك الفرضية، قبل أن تحجبها الإرادة السوداء للساكن في البيت الأبيض! وقبل أن تفرض الحسابات الانتهازية الكبرى والصغرى، أن يمشي الجميع في أوروبا الغربية بعد واشنطن وتل أبيب، خلف نظرية «محاربة الإرهاب»! وعدم وجود «بديل معقول» عن الطاغية الدمشقي!

استشرست جماعة «المحور» الروسي – الإيراني وحواشيه الأسدية، في حرب إلغاء المعارضة! وزاد في الشراسة أمران كبيران: الأول هو عدم وجود رادع موازٍ، لا في الحضور الميداني ولا في التسليح ولا في انعدام الأخلاق! والثاني هو دخول الإرهاب الداعشي بكل زخمه على المشهد ليتكفل من الداخل بكسر ما عجزت قوى «المحور» عن كسره من الخارج!

.. جاء الأميركيون أخيراً. لكنّ «سياستهم» على ما يبدو، لم تتغيّر كثيراً عما كانت عليه أيام أوباما: لا يريدون التورّط في حرب كبيرة أخرى، وفي الوقت نفسه لا يريدون للإيرانيين أن يرسّخوا «حضورهم»! ولا للروس أن يفرضوا أحاديّتهم! وخصوصاً.. في الجوانب والنواحي ذات المردود الإيجابي عليهم، كحقول النفط والغاز في شرق الفرات وعند الحدود الغربية للعراق! وتلك أحجية مركّبة، سوى أنّ تفسير بعض أبوابها موجود عند الآخرين وليس عند الأميركيين: لا الإيراني يقترب منهم، بل العكس، تراه يبحث عن «منصّة مشتركة» معهم، مثلما حصل في العراق تحت لافتة «محاربة الإرهاب» الأثيرة، برغم كل التنتيع الذي يتولاه بين الفينة والأخرى علي أكبر ولايتي مستشار «الولي الفقيه»، في حين تغيب صور قاسم سليماني تماماً! ولا الروسي يضع قدماً واحدة في مناطق «قواعدهم» المستحدثة، ولا يجرؤ حتى على المسّ بالقوى الكردية المحمية من قبلهم!

المعضلة المتحكّمة بالحالة الراهنة (في الغوطة) هي أنّ الأميركيين يتصرفون بوضوح تام، وكأنّهم غير معنيين على الإطلاق بما يحصل خارج نطاق انتشارهم مع حلفائهم الأكراد! في حين أنّ الروس يعتبرون أنّ العودة إلى البطش بالبيئة المعارضة، هو «ردٌّ» غير مباشر على الأميركيين! وعلى سياستهم التي أفشلت صورة «الوسيط» في سوتشي! وخرّبت عليهم ادعاءاتهم الانتصارية.. ولم تتورّع أو تتردّد في الفتك بميليشياتهم «غير النظامية» عندما حاولت التقدم باتجاه دير الزور وحقول النفط! أي أنّ السوريين في الغوطة يدفعون مجدّداً وغصباً عنهم أثمان سياسة أميركية قاصرة وشديدة الأنانية! مثلما يدفعون أثمان أداء حيواني من قوى متجبّرة وخسيسة، تستقوي على الضعيف وتركع أمام القوي! ولم تكن «الرسالة» المخزية التي وجّهها نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى إسرائيل والتي يُطَمْئِنُها فيها إلى أنّ «وجود» بلاده في سوريا ليس الهدف منه فتح جبهة معها، إلاّ إحدى علامات ذلك الأداء المكلّل بالعار والشنار! والدّال في الخلاصة، على «جديّة» استبدال إيران، العداء للمكوّن العربي والإسلامي الأكثري، بالعداء لـِ«الصهاينة»! ما لم يتحرك عصب ما، إنساني أو أخلاقي (أو حتى سياسي؟!) عند صاحب القرار في البيت الأبيض، فإن «المحور» الروسي – الإيراني سيبقى على أدائه: يسجّل «بطولاته» على أطفال الغوطة الدمشقية! ويترجم «مقاومته» و«ممانعته» على أشلاء أهلها ودمار عمرانها!

 

حماة 1982… وسوريا الجديدة

خيرالله خيرالله/العرب/25 شباط/18

كل ما يفعله العلويون حاليا بدعم إيراني وروسي هو الخروج بسوريا جديدة من منطلق طائفي ومذهبي ليس لإيران غيره لتبرير تحولها إلى دولة متوسطية تستخدم فيها سوريا جسرا إلى لبنان الذي لم تعد تحتاج فيه إلى الكثير من أجل الإمساك به.

ماذا تبقى في البلاد

تكشف مأساة الغوطة الشرقية حيث يقتل النظام السوري يوميا بدم بارد العشرات من مواطنيه، بدعم إيراني وروسي، أنّ هناك إصرارا على تكريس التغييرات الديموغرافية في سوريا.

من الواضح أن المطلوب انطلاقا من هذه التغييرات إعادة تشكيل سوريا. هل يمكن أن ينجح النظام في البناء على ذلك مع الذين يقفون خلفه ويوفرون لبشّار الأسد الحماية التي يحتاجها للبقاء في دمشق حاكما صوريا؟ هل سوريا الجديدة ستكوّن نتيجة التحولات التي جرت على الأرض، بما في ذلك تدمير المدن السنّية الكبرى وتدجين دمشق وتغيير طبيعة تركيبتها وتركيبة المنطقة التي تحيط بها؟ ما يتبيّن كلّ يوم أكثر من أيّ وقت أنّ النظام، الذي ليس سوى بيدق يحرّكه الإيراني والروسي، ماض في حربه على شعبه. لا يدرك النظام، على الرغم من أنّه صار في مزبلة التاريخ، سوى أن الحلّ الذي اعتمده في حماة في العام 1982 سيبقيه في السلطة. هذا منتهى اللاواقعية لا أكثر. كيف يمكن للنظام والذين يفاخرون بأنّه لا يزال قائما بعد مضي سبع سنوات على بدء الثورة الشعبية تصوّر أن بشّار الأسد يمكن أن يعود رئيسا في يوم من الأيّام؟ لا يمكن لتجربة حماة في 1982 أن تتكرّر في 2018 على نطاق سوريا كلّها. كلّ ما تدلّ عليه المجزرة التي يرتكبها النظام مع الإيراني والروسي هو تمهيد لقيام سوريا الجديدة.

في سوريا الجديدة، يبدو أنّ أسس التسوية لن تتبلور قبل أن يقرّر الأميركي ما الذي يريده، بما في ذلك هل سيكون هناك وجود إيراني في الجنوب السوري، وهو وجود تعترض عليه إسرائيل شكلا ومضمونا. كان متوقّعا أن تكون السنة 2018 سنة التسوية في سوريا. يبدو أنّها ستكون سنة بداية مرحلة جديدة من الحرب التي يخوضها النظام مع الإيراني والروسي على الشعب السوري. ما يمكن قوله الآن إنّ شمال شرق سوريا، الذي يشكّل “سوريا المفيدة” صار تحت السيطرة الأميركية. معظم الثروات السورية في تلك المنطقة التي أفهمت واشنطن كلّ من يعنيه الأمر أن لا مجال للاقتراب منها.

تبدو أميركا، على الرغم من عدم امتلاكها استراتيجية واضحة بالنسبة إلى مصير سوريا في المدى الطويل، جدّية في الاحتفاظ بشمال شرق سوريا، أي بالمنطقة الواقعة شرق الفرات.

بات ثابتا الآن أن الأميركيين حصدوا قبل أسابيع قليلة بواسطة طائرات هليكوبتر من نوع “أباتشي” مجموعة من المرتزقة جنّدتهم شركات نفطية روسية. حاول أفراد المجموعة وكان عددهم نحو 300 الاقتراب من أحد حقول الغاز في منطقة دير الزور. كانت النتيجة، استنادا إلى وسائل إعلام أميركية محترمة، مقتل ما لا يقلّ عن مئة من هؤلاء. يعطي التصرف الأميركي فكرة عن مدى الإصرار على البقاء في تلك المنطقة التي فيها عرب وأكراد بحجة أن الانسحاب منها قد يسمح بعودة “داعش” إليها. يستطيع الأميركيون الانتظار طويلا في منطقة شرق الفرات حيث معظم الثروة الزراعية والمائية ومعظم حقول النفط والغاز. لذلك، سيتوجب على من يريد التوصّل إلى تسوية نهائية الدخول في مفاوضات مع إدارة ترامب التي لا تبدو مستعجلة على شيء في سوريا. يشير إلى ذلك وقوفها موقف المتفرّج من المجزرة اليومية التي تدور في الغوطة، وهي مجزرة تذكّر بحماة 1982 مع فارق كبير يمكن في أنّ مجزرة حماة التي راح ضحيتها ما لا يقلّ عن عشرين ألف سوري نفّذت في الخفاء في غياب الإنترنت. ما كان سرّا في سوريا منذ تولّي حزب البعث السلطة في العام 1963، صار أكثر من حقيقة في السنة 2018. ما تشهده سوريا هو حرب طائفية لم تعد شعارات البعث، بكلّ تخلّفه، قادرة على تغطيتها

حصيلة الأمر أنّ كلّ ما يقال عن حرب الغوطة ليس سوى غطاء لحقيقة ما يدور في سوريا. كان لا بدّ من انتظار السنة 2018 للتأكّد من أن الحرب على الشعب السوري لن تنتهي غدا. مازالت هذه الحرب طويلة وذات طابع طائفي ومذهبي أوّلا وأخيرا. كانت ندوة نظمها في بيروت في العشرين من شباط – فبراير “بيت المستقبل” الذي أسسه الرئيس أمين الجميّل مع “مؤسسة كونراد أديناور” الألمانية تحت عنوان “حقيقة ديموغرافية جديدة في سوريا” مناسبة لسماع آراء خبراء دوليين وسوريين ولبنانيين في ما يدور في سوريا انطلاقا من الواقع الذي فرضته التغييرات التي حصلت على الأرض. من بين ما قيل في الندوة إن العلويين هم الأكثر تعلّقا بالدولة المركزية في سوريا من منطلق أنّهم كانوا الحكام الفعليين لهذه الدولة منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة واحتكاره لها في العام 1970. في الواقع، كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع منذ العام 1966. ما لم يشر إليه أيّ من المشاركين هو دوره في تسليم الجولان إلى إسرائيل في حرب العام 1967. ما لم يفت المشاركين أنّ إخراج أهل الغوطة الشرقية من أراضيهم يخدم مشروع إبعاد أكبر عدد من السنة عن دمشق. أشار مشارك إلى أن هناك مليون علوي في دمشق حاليا وأنّ تغييرات حصلت داخل المدينة ومحيطها عن طريق شراء الأراضي والممتلكات. ذكر آخر أن معظم أهل حمص هجروا منها وهناك هجمة علوية عليها. تشمل هذه الهجمة الاستيلاء على أملاك أهل حمص.

ذهب مشارك إلى حد القول إنّه إذا كانت هناك من دولة علوية ستقوم في سوريا، ستكون دمشق عاصمة هذه الدولة التي سيكون لها امتداد في اتجاه المناطق التي يسيطر عليها “حزب الله” في لبنان. ستضم الدولة العلوية دمشق وحمص وحماة والقسم الأكبر من الساحل السوري حيث اللاذقية وطرطوس وبانياس. ستبقى حلب خارج هذه الدولة. كان ملفتا ما ذكره مشارك آخر في الندوة عن احتمالات المواجهة بين الأكراد والعرب في شمال شرق سوريا وعن زوال الوجود المسيحي في تلك المنطقة. لم يعد في دير الزور كلّها سوى مسيحي واحد! كشفت الندوة حقيقة لم يتحدث عنها أحد في الماضي عن الوجود المسيحي في سوريا عموما. تتمثل هذه الحقيقة أنّ نسبة المسيحيين في بداية العام 2011، أي قبل اندلاع الثورة في شهر آذار – مارس من تلك السنة كانت 4.6 في المئة من عدد السكان وليس 10 في المئة كما هو شائع. هجّر حافظ الأسد ثمّ بشّار الأسد المسيحيين من سوريا على دفعات وذلك قبل اندلاع الثورة الشعبية التي كانت ثورة على نظام حرم المواطن السوري من كرامته.

ما كان سرّا في سوريا منذ تولّي حزب البعث السلطة في العام 1963، صار أكثر من حقيقة في السنة 2018. ما تشهده سوريا هو حرب طائفية لم تعد شعارات البعث، بكلّ تخلّفه، قادرة على تغطيتها.

كلّ ما يفعله العلويون حاليا بدعم إيراني وروسي هو الخروج بسوريا جديدة من منطلق طائفي ومذهبي ليس لإيران غيره لتبرير تحولّها إلى دولة متوسطية تستخدم فيها سوريا جسرا إلى لبنان الذي لم تعد تحتاج فيه إلى الكثير من أجل الإمساك به.

تبقى علامة استفهام تتعلّق بالموقف الأميركي وما إذا كانت هناك استراتيجية أميركية تتجاوز الاكتفاء بالاحتفاظ بـ”سوريا المفيدة” والتفرّج على إحدى أفظع الجرائم منذ بداية هذا القرن، أي جريمة الغوطة الشرقية… هذه الجريمة المرتبطة بالحقيقة الديموغرافية الجديدة في سوريا.

 

إنهم يلعبون بنار الجحيم السوري

راجح الخوري/الشرق الأوسط/24 شباط/18

عندما افتتح سيرغي لافروف «منتدى فالداي» يوم الاثنين الماضي، بتوجيه تحذير جديد إلى الولايات المتحدة من اللعب بالنار في سوريا، في إشارة إلى دعمها للوحدات الكردية شرق الفرات، كانت المقاتلات الروسية تشارك النظام وحلفاءه في القصف المدمر الذي تتعرض له ضاحية دمشق الشرقية، والذي يذكّر بمعركة تدمير حلب، وكانت تركيا التي تتوعد بالسيطرة على عفرين، تقصف رتلاً من المقاتلين الشيعة، الذين دفعتهم إيران والنظام للتوجه إلى دعم عفرين، للوصول إلى الحدود الشمالية السورية. «أدعو زملاءنا الأميركيين مرة أخرى إلى عدم اللعب بالنار في سوريا...». ولكن من الذي لا يلعب بالنار أيها الرفيق لافروف في هذه المحرقة السورية المتأججة، التي تكتب فصولها الدموية الأخيرة في الغوطة الشرقية وفي عفرين، والتي كانت قد شهدت فصلاً قاتلاً آخر على ضفة نهر الفرات، عندما قصف الطيران الأميركي يوم 7 (فبراير) شباط الحالي، رتلاً هاجم قاعدة تابعة لـ«جيش سوريا الديمقراطية» يوجد فيها عسكريون أميركيون، وجاء ذلك موازياً تقريباً للغارات الإسرائيلية على مواقع الإيرانيين، بعد قصة طائرة «الدرون» الإيرانية التي أسقطت فوق إسرائيل، وتلاها سقوط مقاتلة «إف 16» إسرائيلية بصواريخ سوريا؟ التذكير بكل هذا لمجرد طرح السؤال: ومن الذي لا يلعب فعلاً بالنار في سوريا؟ كلهم يؤججون هذا الجحيم الذي يبدو أنه لن يخبو قريباً، فقد تهاوت كل الحلول تباعاً من جنيف واجتماعاتها الثمانية، إلى آستانة واجتماعاتها السبعة، إلى سوتشي التي لفظت أنفاسها سريعاً، رغم الرهان الروسي على أنها ستضع حلاً للأزمة السورية! نعم كلهم يلعبون بالنار السورية، وهو ما يذكرني بقول وزير الخارجية الأميركي الأسبق جورج شولتز، عام 1988، بعد جولة يائسة قابل خلالها حافظ الأسد، وعبد الحليم خدام، والرئيس أمين الجميل: «إن الأزمة اللبنانية باتت أشبه بمفاعل يعمل بطاقته الذاتية»!

كان هذا بمثابة إعلان لليأس من الحلول، واستمرت الحروب في لبنان وعلى لبنان 17 عاماً، وهناك خوف مبرر من أن تستمر الحروب في سوريا وعلى سوريا زمناً طويلاً، خصوصاً في ظل تقاطع المصالح والحسابات والأطماع المعلنة بالحصول على أكبر حصة من «الجبنة السورية». وفي هذا المجال تحديداً يجدر التوقف عند تصريحات مستشار علي خامنئي، اللواء يحيي صفوي، يوم 17 فبراير الحالي، بأن مساعدة طهران للنظام ليست عملاً خيرياً، وبأن على إيران أن تعوض ما أنفقته في الحرب من النفط والغاز والفوسفات السوري، ذلك أن «الروس عقدوا اتفاقات لمدة 49 عاماً في سوريا، ونالوا عبرها قاعدة عسكرية وامتيازات سياسية، وإيران بدأت تصدّر (لاحظ «تصدّر» لا تستورد) الفوسفات من سوريا حالياً.

هل سيقف الأميركيون ورفاقهم في «التحالف الدولي» متفرجين على الروس والإيرانيين وهم يأكلون «الجبنة السورية»؟ وهل «المائدة السورية» هي مجرد فوسفات وغاز ونفط ومصالح اقتصادية وسياسية؟ وأين حسابات إسرائيل العسكرية التي تنسّق على خطين مع الروس والأميركيين، لضمان تثبيت الحزام الأمني بعمق 50 كيلومتراً في جبهة الجولان الممتدة إلى الحدود الأردنية؟ ثم أين حسابات تركيا الأمنية، التي شنّت حملتين عسكريتين، آخرهما «غصن الزيتون»، لتأمين شريط أمني في الشمال في وجه الأكراد؟ وأين طموحات الأكراد الذين كانوا قد أعلنوا حكماً ذاتياً في منبج وعفرين، والذين خاضوا بدعم وتدريب وتسليح من واشنطن معركة شرسة وطويلة من كوباني إلى تحرير الرقة؟

واضح أنه دون تسوية هذه الرهانات والحسابات المتقاطعة، مراحل طويلة من المواجهات التي لن تتوقف على ما يجري الآن من تدمير ممنهج لضاحية دمشق الشرقية، حيث سقط أكثر من 300 قتيل في الأيام الأخيرة، وسط عجز دولي معيب عبّرت عنه تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكذلك المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إضافة إلى الخارجية الأميركية التي تتحدث عن القلق مما يجري، في حين يحاول الروس التنصل من مسؤولية التدمير والقتل الذي تشارك فيه مقاتلاتهم، بالدعوة إلى عقد مجلس الأمن لوقف النار!

السؤال الأكثر إلحاحاً الذي يطرح على الروس: أين ذهبت الوعود المتفائلة عن مناطق خفض التوتر الأربع، التي كانت موسكو قد رتبتها مع إيران وتركيا في آستانة في 7 مايو (أيار) من العام الماضي؟ وأين صار المراقبون الروس الذين قيل إنهم وصلوا وتمركزوا في نقاط على مداخل الغوطة الشرقية لضبط الوضع؟ وماذا يحصل في محافظة إدلب التي حجبتها معركة عفرين؟

كل هذا قد تهاوى؛ لكن الأخطر هو ما حصل على ضفاف نهر الفرات قرب دير الزور، ليل السابع من فبراير الحالي عندما قصفت المقاتلات الأميركية رتلاً من المسلحين، الذين كانوا قد عبروا النهر لمهاجمة أحد مواقع «جيش سوريا الديمقراطية»؛ حيث كان يوجد عسكريون أميركيون، وأسفر القصف الأميركي عن سقوط ما يقرب من 296 بين قتيل وجريح، بينهم عدد كبير من المرتزقة الصرب والأوكرانيين، الذين يعملون مع شركة «واغنر» الروسية، التي تشبه شركة «بلاك ووتر» الأميركية، التي ذاع صيتها في العراق بعد عام 2003.

كان من الواضح في الأيام الماضية أن الروس والأميركيين حرصوا على إحاطة هذه العملية بجو متعمّد من الغموض والالتباس، تلافياً لتدهور عسكري كبير بين الدولتين، والدليل أن سيرغي لافروف قال في «منتدى فالداي»، إن التقارير التي أفادت بمقتل مئات من المتعاقدين الروس في سوريا هي محاولة لاستغلال الحرب السورية، وكانت ثلاثة مصادر مطلعة قد أبلغت «رويترز» بأن نحواً من 300 عسكري سابق متعاقدين لصالح شركة عسكرية روسية خاصة (واغنر) على صلة عملانية بالكرملين، سقطوا بين قتيل وجريح في قصف جوي أميركي، رداً على محاولة الهجوم على موقع في دير الزور!

جاء الهجوم بعدما كان عدد من المقاتلين الأكراد قد انتقلوا لمساندة رفاقهم في عفرين. كانت محاولة روسية لقرع أبواب الأميركيين الذين جاء جوابهم صاعقاً، لكن الضباط الروس سارعوا إلى القول للأميركيين إن موسكو ليست ضالعة في الهجوم، وهنا تلقف وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الأمر محاولاً تجاوز التصعيد والصدام بالقول: «لست قادراً على تقديم معلومات بأن المهاجمين حصلوا على توجيهات من أحد... لكنني أشك في أن يكون 297 شخصاً قرروا من أنفسهم عبور النهر فجأة إلى أراضي الخصم، وبدأوا قصف موقع له، وحركوا دبابات ضده!».

كان هذا كافياً لتجاوز مواجهة بين أميركا وروسيا؛ لكن المعارك مستمرة بينهما في أماكن أخرى عبر الوكلاء، وآخرها عفرين، في حين ينهمك الروس في تدمير الغوطة على طريقة حلب، ويموهون على ذلك بدعوة مجلس الأمن إلى البحث في وقف للنار... لكنها فصول النار في الجحيم السوري!

 

ثلاث طلقات في جسد عملية السلام

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/24 شباط/18

تابع العالم من على شاشات التلفزيون ثلاثة خطابات/ طلقات، لم يحمل أي منها ولو خيطاً رفيعاً من أمل بإمكانية وقف الانهيار المتسارع لعملية السلام على مسارها الفلسطيني الإسرائيلي. الأولى أطلقها الرئيس محمود عباس، وأصابت في الصميم كل ما كان بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ إعلان أوسلو وحتى أيامنا هذه، فقد حسم عباس أمره ونعى في خطابه مرحلة بكاملها، فكل شيء تم خلال حقبة ما بعد أوسلو انقلب إلى عكسه، وكل أمل في سلام ولو غير عادل، تحول إلى يأس، وتجدد وإن بصورة أسخن وأعمق الصراع المزمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الطلقة الثانية جاءت من مسدس المندوب الإسرائيلي، الذي ألف تاريخاً غير حقيقي لمبادرات إسرائيلية حول السلام رفضها الفلسطينيون، وأكثر ما يلفت النظر في طلقة المندوب الإسرائيلي قوله «إن عباس لم يعد الحل بل هو المشكلة».. وطلقة لفظية كهذه تشي باحتمالات طلقة من نوع آخر، وحكاية قتل عرفات لا تزال ماثلة في الأذهان وفي الواقع. الطلقة الثالثة جاءت من السيدة نيكي هيلي، التي لم تؤكد انحياز الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل واستيطانها وديمومة احتلالها، بل أكدت الانحياز بأثر رجعي حين اعتبرت مرور قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان خطيئة ارتكبتها الإدارة السابقة. وهذا الذي حدث في مجلس الأمن لا بد وأن يضع إدارة ترمب أمام مفترق يتعلق بصفقة القرن، فإما أن تؤجل بعد كل هذه الانهيارات المروعة للعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، والفلسطينية الأميركية، وإما أن تعرض في هذه الأجواء ومعجزة بالكاد تمنع احتراقها. بعد الذي حدث بالأمس في مجلس الأمن من الذي سيتحدث عن عملية سلام تفاوضي، ومن هو ذلك الساحر الذي يقوى على إعادة البيت الذي انهار وصار كومة من ركام؟! ثلاث معجزات يفترض أن تتحقق كي يصبح لكلمة عملية السلام بعض المصداقية والواقعية. تغيير الإدارة الأميركية، وتغيير القيادة الإسرائيلية، وتغيير القيادة الفلسطينية، وكل واحدة من الثلاثة أصعب من الأخرى، وحتى لو حدث أن تكفل الزمن بتغيير الإدارات والقيادات، فكم سنة نحتاج لإنجاح محاولة جديدة. لقد واكبت عملية السلام منذ أن كانت ثمرة لحرب الخليج والتي ولدت في مدريد واندمجت فيها بحكم الموقع منذ أن بُدئ بتطبيق اتفاقات أوسلو، وما زلت أتعرض للوم المعارضين على ما اعتبروه دوراً فعالاً في الترويج لاتفاقات محكوم عليها بالفشل، وحين استمعت إلى خطاب الرئيس محمود عباس وشكواه المريرة حول مآلات أوسلو، والمحاولة التي كانت جسورة في حينه، أيقنت أن سلاماً من أي نوع ومهما تساهل الفلسطينيون، فلن يتحقق. وكما قال بنيامين نتنياهو مطلوب من الشعب الإسرائيلي أن يظل حاملاً السلاح إلى ما لا نهاية، فإن كل فلسطيني الآن يقول سنظل حاملين مأساتنا إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

 

درس في السيجار

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/24 شباط/18

قام الزميل شكري نصر الله خلال عمله في باريس بأدوار سياسية ومساعٍ كثيرة بين السياسيين اللبنانيين. وخلال تلك المرحلة أيضاً، أمضى سنوات من العمل مع الرئيس صائب سلام على مذكراته. غير أن الرئيس الراحل عاد فقرر عدم نشر المذكرات في حياته تاركاً القرار لنجله تمام. ويبدو أن تمام أشد حرصاً على المشاعر من والده، ولذا، لا تزال المذكرات مطوية في بيت المصيطبة. غير أن شكري نصر الله خرج من العمل الطويل مع صائب بك، بمذكرات عن المذكرات، ضمها إلى أوراق سياسية كثيرة في «مذكرات قبل أوانها» (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر)، رسم فيها صوراً عميقة حميمة لشخصيات كبرى مثل الرؤساء إلياس سركيس وأمين الجميل وميشال عون والعميد ريمون إده وغيرهم. تحول نصر الله خلال العمل مع الرئيس سلام في جنيف إلى «ابن لأب لم يلدني». وأدركت السيدة تميمة سلام مدى ثقة زوجها بالكاتب، فطلبت منه المشاركة في الضغط عليه لوقف تدخين السيجار. وخطرت للكاتب أنه لكي يقنع صائب بك، يجب أن يتعلم هو أولاً كيفية التدخين. كان يمكن أن أنقل من «مذكرات قبل أوانها» عشرات الصفحات السياسية المهمة، لكن ما أدهشني دهشة كبرى، كيف أعطى سياسي من طبقة صائب بك الدرس في السيجار، وكيف خطر لمهني محترف، ليس فقط أن يصغي، بل أن يدون.

إليكم درساً لا يمكن أن تقرأوه حتى في مجلة «ديفيدوف»: «تأخذ الكبريته وتشعل عود الثقاب، ثم تمرر السيجار فوق النار لبضع ثوان حتى يسوّد. وعندما تشعر أنه جف تماماً من الرطوبة تبدأ بتحميره، فتشرق منه قليلاً فيما أنت تدوِّر بشعلة النار حول عجزه من تحت بحيث تتناول النار جميع جنباته.

ولكي لا يميل الاحتراق يمنة أو يسرة، لا تمسك بالسيجار كما تمسك بالسيجارة. فحشره بين أصبعين، كما نحشر السيجارة، سوف يؤدي حتماً إلى انطفاء جانب منه بسبب ضغط الأصبع التي يكون السيجار فوقها. وكي تتحاشى ذلك، يجب أن تمسك السيجار بعناية، فتمدده فوق الأصابع الثلاث: السبابة والوسطى والبنصر، وتضع الإبهام فوقه. ثم تبدأ تدويره بين هذه الأصابع الأربع، ولا تضغط عليه من أي جهة». هل تريدون معرفة بقية القصة؟ لم يقلع صائب بك عن التدخين، وأدمن الزميل العزيز على السيجار الكوبي. لكن بعد نهاية عمله مع الرئيس سلام، اكتشف أنه لا يملك ثمن الهواية الجديدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المجلس الوطني لثورة الأرز: على كل الشرفاء الوقوف وقفة عز تفعل فعلها في الإنتخابات المقبلة

السبت 24 شباط 2018 /وطنية - رأى "المجلس الوطني لثورة الأرز- الجبهة اللبنانية"، في بيان أصدره بعد إجتماعه الأسبوعي، أن "السياسيين يتحدثون جهارا عن الواقع الفاسد الذي يتطلب علميا إعتماد أصول النزاهة والتغيير الحقيقي، فيما اللبنانيون في هذه الأيام في جو الإنتخابات، والملاحظ أن وجهاء اللوائح أي أمراء السلطة يطالبون في السر بالمال من المتقدم بالترشح بحجة الحاجة إلى تلبية نفقات الإنتخابات ومن ضمنها الرشاوى التي ستدفع يمينا وشمالا، وهذا أمر يخالف مواد القانون المعمول به للإنتخابات".

وأسف المجتمعون "لهذا الواقع السياسي الأليم الذي إتسعت فيه الهوة بين جماعة المليارات وجماعة الفقراء"، معتبرين ان "الفساد وأسراره من أسرار وجود هذه الطبقة السياسية، بينما الكثير من اللبنانيين يعيش في قلق"، ومطالبين "كل الغيارى والشرفاء" ب"وقفة عز تفعل فعلها في الإنتخابات المقبلة، وكفى حوارات تقف عند المصالح الشخصية المحدودة، وحان الآوان لكي يؤمن الجميع فعلا بأن الخلاص هو في الحوار البناء الذي ينقذ الوطن من المخاطر التي تتهدده". واستهجن المجتمعون "الأداء السياسي القذر الذي ينتهج مرحليا والذي لن يوصل إلى أي مكان، على رغم الإستعجال السياسي في موضوع الموازنة تمهيدا لربطها بالإعداد لمؤتمر سيدر1، والذي يطالب بإلحاح بإنجاز الموازنة سريعا". وأعربوا عن شكوك تساورهم "إزاء إمكان النجاح في الحصول على الدعم اللازم نتيجة عوامل متعددة، البعض منها تقني يتصل بطريقة عمل الإدارة اللبنانية الرسمية القائمة على المحاصصة". كما لاحظوا "غياب أي إصلاحات جدية وعميقة يتم التحضير لها بهدوء في ضوء تأكيدات مسبقة أن أكثرية نيابية مختلفة ستفرض سيطرتها على المجلس النيابي". واعتبروا أن "المنظومات السياسية التي ينتهجها حكام لبنان مرحليا وعلى عتبة الإستحقاق الإنتخابي النيابي، مضمونها فارغ لإعتبارات عدة، فهناك ثروة مائية قبل النفط أهدروها بحساباتهم الشخصية، وثروة مناخية بيئية سليمة لوثوها، وثروة سياحية شوهوها بحروبهم، وثروة حضارية مذهبوها للأسف وثروة ثقافية جهلوها، وثروة مالية نهبوها. وإزاء تلك التصرفات أصبح لبنان بلدا بدائيا مفرط التخلف". وأمل المجتمعون "ان يتنبه الرأي العام اللبناني لما يحاك له وليقف وقفة عز رافضة لكل هؤلاء الذين كانوا في صغائر الدور وأصبحوا في المراتب الأولى ينهبون ثروتهم ولبنانهم ودولتهم".

 

جعجع من الكورة: الكورة لبنانية ولن نقبل أن يحولوها إلى سورية ونترشح للانتخابات لنخلص الناس من الجحيم الذي يعيشونه

السبت 24 شباط 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "القوات اللبنانية تخوض الانتخابات النيابية لتخلص الناس من الجحيم الذي يعيشونه والدولة من الفساد الذي يتهددها، والفضل الكبير لنواب القوات منذ ثماني سنوات ولوزرائها منذ عام حتى اليوم، هو أنهم قلبوا المعادلة التي كانت قائمة". وشدد على أن "14 آذار مستمرة بالرغم مما يزعمه بعض الناس لأنها مشروع وطالما هناك من يستمر في النضال من أجل تحقيقه طالما أنها باقية". كلام جعجع جاء في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لمسنقية "القوات اللبنانية" في الكورة، في حضور النائبين ستريدا جعجع وفادي كرم، ممثل النائب فريد مكاري المهندس نبيل موسى، نجاة نقولا غصن، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بوكريم، نائب رئيس جامعة سيدة البلمند الدكتور ميشال نجار، منسق "تيار المستقبل" في الكورة ربيع الايوبي، ممثل "اليسار الديمقراطي" في الشمال عزير كرم وعدد من السفراء من ابناء الكورة وفاعليات ومسؤولين في الحزب.

وقال جعجع: "رفيقي فادي كرم، إن أهالي الكورة يحبونني لسبب أبسط من كل الذي طرحته أنت، وهو أنني أنا أحبهم، فبداية مسيرتي الفعلية كانت من الكورة، من قراها وشوارعها، الكورة هي كورة شارل مالك بالفعل وليس فقط بالقول، وهي كورة بيار اسحاق وفريد حبيب، إنها الكورة الخضراء والقوات اللبنانية هي خطها الأحمر. إن الكورة لبنانية وستبقى كذلك ولن نقبل بأي حال من الأحوال أن يحولوها إلى سورية".

ورأى أن "البعض يخوض الإنتخابات من أجل الوصول إلى الندوة البرلمانية فقط، وهذه هي البداية والنهاية بالنسبة لهم. أما نحن فنخوضها من أجل الوصول إلى الندوة البرلمانية أيضا، ولكن ليس لمجرد أن يكون لنا عدد من النواب، وإنما بغية إخراجكم وإخراج أنفسنا من الجحيم الذي نعيشه يوميا، نحو الوضع الذي نحلم به. نحن نسعى للوصول إلى البرلمان من أجل أن نخلص المواطنين من الجحيم الذي يعانون منه بشكل يومي، على الطرقات أو قلة فرص العمل أو الإقتصاد البائس أو المدارس الضائعة أو هجرة أولادهم أو الزراعة الغائبة التي لا يمكننا تصريف إنتاجها، نحن نخوض الإنتخابات من أجل أن نخلص الدولة من الخطر الأكبر الذي يتهددها في الوقت الحاضر ألا وهو الفساد"، مذكرا أن "القوات اللبنانية تمكنت بثمانية نواب وثلاثة وزراء من كسر المقولة التي كان الكثير من اللبنانيين قد بدأوا بتصديقها، وهي أنه لا إمكان لأحد القيام بالإصلاح في لبنان، فالقاصي والداني والقريب والبعيد والصديق والخصم يتمثل وينوه بنواب القوات ووزرائها، والخصم قبل الصديق، لأن الخصم لا مصلحة لديه فيما الصديق في بعض الأحيان لديه مصلحة في ألا يكبر حجمنا أكثر مما نحن عليه حاليا".

وتابع: "إن الفضل الكبير لنواب القوات منذ ثماني سنوات، ولوزرائها منذ عام حتى اليوم، هو أنهم قلبوا المعادلة التي كانت قائمة. صحيح أنهم لم يستطيعوا القيام بكل شيء وذلك لأن لا أحد ينتظر من 8 نواب من أصل 128 نائبا و3 وزراء من ضمن 30 وزيرا القيام بكل شيء ولكن في حال تحولوا إلى 80 نائبا و30 وزيرا، فبالطبع عندها يمكنهم القيام بكل ما يريدون، وهذا الأمر بين أيديكم أنتم وفي عهدة كل مواطن يعيش على الأراضي اللبنانية أو مغترب يعيش في الخارج وقلبه في لبنان".

واستطرد: "نحن نقوم بالترشح للإنتخابات النيابية من أجل أن نحاول الإنتهاء من كل هذا الواقع، ولا يعتقدن أحد ألا خلاص من الفساد باعتبار ذلك ممكن إن وجد من يحاربه، إلا أن خلاف ذلك يكون عندما يكتفي الجميع فقط بالكلام عن الفساد من دون العمل على التصدي له. معظم الناس يعتقد أنه من المستحيل تأمين الكهرباء في لبنان، إلا ان ذلك غير صحيح لأنه يمكن القيام بذلك عندما يكون هناك من يسعى ويعمل جاهدا من أجل حل مشكلة الكهرباء وليس من أجل تأمين أمور أخرى نحن لسنا بحاحة لها ونرفضها. بعض اللبنانيين يعتقد ألا مياه في لبنان إلا أن ذلك غير صحيح إذ إنها متوافرة على الأراضي اللبنانية كافة والمشكلة تكمن في أن يتم استجرارها إلى المنازل بدلا من أن تهدر على الطرقات".

وأردف: "إن الفضل الأساسي لنواب القوات ووزرائها هو في أنهم سمحوا للناس أن ترى الضوء في نهاية النفق الذي، إذا ما اردنا اجتيازه، علينا توسيع رقعة هذا الضوء، ونحن نترشح للإنتخاب من أجل إخراج الشعب اللبناني من هذا النفق المظلم ومن أجل أن يصبح لدينا دولة فعلية".

من جهة أخرى، قال جعجع: "سمعنا في الآونة الأخيرة أنه إذا ما قام العدو الإسرائيلي بتهديد لبنان سنستقدم مئات آلاف المقاتلين المجاهدين من مختلف أنحاء العالم للدفاع عن أرضنا، وهذا الكلام هو بمثابة من يقوم برش المازوت والبانزين حول منزله لحمايته من أي حريق محتمل".

وأكد أن "14 آذار مستمرة رغم ما يزعمه بعض الناس، باعتبار أنها مشروع وطالما أن هناك من يستمر في النضال من أجل تحقيقه طالما أنها باقية، ومن المؤكد أننا لا نزال نحمل هذا المشروع إذا فهي باقية"، مشددا على ان "المواطنين يعيشون في ظل انطباع وكأن لا دولة فعلية في لبنان، فكيف يمكن لهؤلاء تشجيع أولادهم على البقاء هنا إذا كانوا غير واثقين من وجود دولة فعلية؟ هل هناك أي مواطن غير مدرك أن القرار الإستراتيجي ليس بيد الدولة اللبنانية؟ هل هناك من دولة قائمة يكون لا علاقة لها بالقرارات الإستراتيجية وبقرار الحرب والسلم على أرضها؟ هذه ليست بدولة وإنما بلدية كبيرة، ونحن نترشح للانتخابات بهدف قيام دولة فعلية في لبنان تمسك بالقرار الإستراتيجي، وبالتالي لكي نعود نفخر بوطننا وبجواز سفره ونتمكن من السير على طرقاتنا ويصبح لدينا كهرباء وماء ويتوقف الفساد".

وتابع: "لا يفكرن أحد أن التغيير مستحيل في لبنان اللهم إذا اعطيناه لأصحاب التغيير على قول المثل عطي خبزك للخباز لو أكل نصو، كيف بالحري إن كان هذا الخباز لا يأكل أي قطعة من هذا الخبز. 6 أيار سيكون يوما كبيرا لأننا قمنا بالتحضيرات على أكمل وجه ولأن الشعب اللبناني يتمتع بالوعي الكافي أيضا. وفي هذا اليوم عليكم ككورانيين القيام بأمر واحد، وهو التصويت بكثافة والذهاب إلى صناديق الإقتراع للحصول على اللوائح الإنتخابية حيث ستقومون بالبحث عن صورة فادي كرم عليها وستضعون إلى جانبها علامة ومن ثم الإقتراع باعتبار أن صوتكم سيزيد الكورة اخضرارا إلا أنه سيزيد أيضا، مع هذا القانون الجديد، بشري صمودا والبترون زيتونا وزغرتا تغييرا وإصلاحا باعتبار أن كل صوت في الكورة مهم جدا لمنطقتكم بداية والأقضية الأخرى أيضا". أضاف: "على كل فرد منكم أن يكون منخبا لا مجرد ناخب، وعليه أن يتواصل مع جميع معارفه وأصدقائه والعمل على إقناعهم والإتفاق معهم ومن ثم القيام بتفقدهم في كل أسبوع، وإن اقتضى الأمر في كل يوم، كما أن الأهم من هذا كله أن يتصل كل فرد منكم بمن يعرفهم من المغتربين والتشديد على أنه لا يكفي مجرد التسجيل فقط، فالأهمية تكمن باقتراعهم، كما على كل فرد منكم دعوة من لم يقم بالتسجيل من أجل المجيء إلى لبنان للاقتراع، فالنق لا يفيد فإمكانية التغيير الفعلية موجودة بين يدي كل فرد منا وفي الورقة التي سنقترعها لذلك لا تتأخروا في 6 أيار لأنه إن لم يحصل التغيير المنشود فالملامة ستكون علينا فقط، لأنه من غير الممكن أن يصل أي فرد إلى الندوة البرلمانية إن لم يصوت له الناس، لذلك علينا أن نتحمل مسؤولياتنا هذه المرة وأن نقترع على النحو الذي يجب أن نقترع به من أجل تحقيق الحلم الذي نريد". وختم جعجع: "إن رفيقنا فادي كرم نائب ناجح لسبب بسيط جدا، وهو أنه يعيش مع شعبه في السراء والضراء، فالناس تحتاج لمن يكون إلى جانبها ويشعر معها، وهذا ما يقوم به كرم والقوات اللبنانية في كل لبنان".

كرم

من جهته، أكد كرم ان "القوات اللبنانية لن تتهاون في معركتها ضد الفساد لأن حلف الفساد مع الدويلة هو أخبث الأحلاف، فبقاء الفساد في الدولة اللبنانية ليس إلا خط الدفاع الأول عن الدويلة وعن التفلت السلاحي وعن الإنصياع للخارج. وان الكورة الخضراء كورة الحرية تحررت عندما تحررت القوات وبحبها للدولة والحضارة والتطور تؤيد القوات اللبنانية"، داعيا ابناء الكورة الى "ان يترجموا صلابتهم في الإنتخابات وفي الصناديق لانه آن الاوان ليكون عندنا بلد ودولة مؤسسات يطمح لها كل لبناني مؤمن بالحضارة والإزدهار". وقال: "كم تشبه القوات اللبنانية الكورة، فكورة الزيتون والعلم والإيمان، هي كورة الكرامة، وكورة الحرية، الكورة اللبنانية. حاولوا تشويه هويتها في حقبة سيئة الذكر، فرفضت وإنتفضت، فتحررت عندما تحررت القوات، وأعلنت الكورة هويتها السياسية الحقيقية عندما أعلنت القوات مسارها السياسي السيادي. الكورة اللبنانية شعارنا الدائم، هي الأمانة التي سنحملها دوما وأبدا. والقوات اللبنانية تعشق الكورة الخضراء وتشبه شجرة الزيتون، بسيرتها الحسنة التي لا تنمو سريعا بل تعيش طويلا. الكورة بشعبها ونسيجها وتقاليدها وفكرها الحر، وحبها للدولة وللحضارة وللتطور، تؤيد القوات اللبنانية الداعمة لبناء المؤسسات الحضارية، المناضلة للكفاءات وليس للمحاصصات، الصامدة للشفافية وليس للتمريرات، القادرة على بناء الدولة القوية والرافضة للمشاركة في حرب السلطات. فقوة الدولة كرامة للشعب، أما قوة السلطات فتآكل للشعب وللدولة". وتابع: "الدولة القوية تعني المؤسسات القوية، والإقتصاد القوي والمجتمع القوي، أي الشعب القوي، قوي بكرامته وحريته وإستقلاليته، وبإحترامه لنفسه بعدم إضطراره للتسكع أمام أبواب بعض السياسيين الذين يحاولون إستغلاله من جيبة الدولة أي من جيبته الذاتية، فهؤلاء يعتبرون خاطئين أن مؤسسات الدولة ملكهم هم، ولكن لا، فهي ملك الشعب. خطير ما يحدث في وطننا الحبيب في هذه الأيام، من محاولة هؤلاء البعض من السياسيين قلب الحقائق بإيهام الشعب الطيب بأن حرب السلطات ليست إلا لصالحه، ولكن بالحقيقة، لا ثم لا، لأن حرب السلطات ليست إلا إمعانا بالتسلط عليه. من يؤمن ببناء الدولة يعمل لإنهاء الفساد فيها، ويسعى للشفافية في ملفاتها، ويوقف الهدر في موازنتها".

واكد أن "معركتنا ضد الفساد لن نتهاون بها، فهي بأهمية معاركنا السيادية، لأن حلف الفساد مع الدويلة هو أخبث الأحلاف، فبقاء الفساد في الدولة اللبنانية ليس إلا خط الدفاع الأول عن الدويلة وعن التفلت السلاحي وعن الإنصياع للخارج. فتاريخنا تاريخ باهر بنضالاتنا، وشهدائنا وبطولاتنا، لن نفرط به من أجل حفنة من المراكز والمناصب والتعيينات". وقال: "مؤسسنا البشير أرهب المعتدين والفاسدين، وقائدنا الحكيم أعطى دروسا في مفهوم الدولة، فلم تبهره يوما السلطة ولا الزعامات، بل كان دائما القائد الذي يبني، فمن بناء مؤسسة الحزب لبناء مؤسسة الدولة، دولة المؤسسات التي يطمح لها كل لبناني مؤمن بالحضارة والإزدهار، أكان قواتيا أو حليفا صادقا، أو حتى خصما شريفا. فبتحقيقنا للسيادة وللدولة وللشفافية، نؤكد أننا حزب المجتمع، حزب الحراس، ولأنو الحراس ما بناموا، فلن ننام حتى يصير عنا دولة حقيقية، مش مزرعة لكل متعاظم على الشعب. صار وقت ننتفض لنفسنا، صار وقت نترجم صلابتنا بالإنتخابات، صار وقت نكون قوات بالصناديق، هلق مش وقت بس الإيد يللي بتعمر ومش وقت بس القوات يللي بتدافع، هلق وقت القوات يللي بتصوت وبتدعي الناس تصوت قوات، صار وقت يكون عنا بلد، ومين قادر يحققلنا بلد أكتر من القوات".

وختم كرم: "حكيم، أهل الكورة بحبوك لأنك ما بتساوم بالغلط بس بتفاوض للصح، بحبوك لأنك لين حتى تستمر المسيرة بس صلب حتى تحافظ على القضية، بحبوك لأنك مبدئي، بحبوك مش بس لأنك شجاع بس كمان لأنك حكيم".

وكان حفل العشاء قد استهل بالنشيد الوطني ونشيد "القوات اللبنانية، فكلمة لمنسق الكورة رشاد نقولا أكد فيها أن "الكورة في 6 أيار ستكون وفية وستبقى لبنانية ومؤمنة بالقضية قضية الشعب الحر، قضية القوات اللبنانية". واعتبر أن "حريتنا تكمن في حقنا الطبيعي بالدمقراطية، ونحن على أبواب أسمى الصور الديمقراطية، الإنتخابات النيابية في 6 ايار. نعم، ربيع لبنان بخيره يطل، والحصاد السياسي آت، وسيأخذ كل ذي حق حقه. بدك تفضيلي ايه. وبدك تحط الدكتور فادي كرم تفضيلي ايه".

وختم: "ايها الرفاق رفعتم رؤوسنا الى حيث النجوم تعلو، ورفعتم شأن حزبكم ومجتمعكم. سكتنا معروفة وواضحة. نمشي عليها رافعين الرؤوس ولا نضل الطريق أبدا فالقبطان حكيم ورايتنا بالأرزة تعلو سماء الوطن. إيماننا بواجباتنا فريد، إلتزامنا بقضيتنا مقدس ومستقبلنا في الكورة أكيد أكيد. وتعلو الجبال في أعين ناظريها وتصغر تحت نعال متسلقيها. وما الجبال الا تحد لهمة تأبى الإستسلام والخنوع".

 

الراعي يلتقي السعد ومجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصــة ويغادر غدا الى فيينا للمشاركة في مؤتمر عن الحوار بين الاديان

المركزية/24 شباط 2018 /عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، مع سفير لبنان السابق في دولة الإمارات حسن السعد الأوضاع العامة.

ثم التقى وفدا من فرسان مالطا ضم مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في زيارة التماس بركة قبيل مغادرتهم لبنان للمشاركة في القداس السنوي الذي تنظمه الجمعية في لورد في فرنسا. وبعد رفع الصلاة في كنيسة الصرح البطريركي، رحب البطريرك الراعي بالمؤمنين لافتا الى "ان اصحاب الاحتياجات الخاصة هم اخوتنا الذين يحملون جراحات المسيح الذي يواصل فداء العالم من خلال المتألمين،  وهم من خلال السيد يسوع المسيح يحوّلون المرارة الى حلاوة". اضاف " ربنا وحده يعرف كيف يعزي اخوتنا المتألمين، فمن يحمل مشكلة في جسده لا ينظر اليها على انها مشكلة وانما كما قال القديس بولس "انا اتمم في جسدي ما نقص من آلام المسيح من اجل الكنيسة." هناك من يتألمون بأجسادهم او بفقرهم او بفشلهم وكبريائهم. كل واحد يتألم بشكل من الأشكال ولكن انتم من تحملون اجسادكم كعلامة لجراحات المسيح نحملكم دائما بصلاتنا لكي تقدموا آلامكم من اجل الكنيسة".

وقال " نرفع الصلاة على نية اعضاء فرسان مالطا الذين يساعدونكم روحيا ومعنويا ويدعمونكم. انتم دائما في قلبنا وصلاتنا وتعرفون انني يوم انتخبت وفي قداسي الأول قلت انني اتكل في خدمتي البطريركية على آلام المتألمين لأنهم يشكلون ركائز للكنيسة فالمسيح تألم من اجل الكنيسة وانتم ايضا تتألمون من اجل الكنيسة. تماما كما كانت القديسة تريزيا الطفل يسوع تفعل، وهي التي اصيبت بداء السل عن عمر 24 عاما وكانت كلما تألمت تقول يا رب من اجل الكنيسة، ومن اجل المرسلين". وختم " الشر كبير في العالم. واليوم نحن نراه في هذا الشرق مع الحرب والقتل والدمار. الإنسان بات من دون قيمة، وهذا يعني ان العالم بحاجة لكم، لأنكم بآلامكم وتحملكم تستحقون ان تتوقف الحرب لأجلكم. ونحن على يقين انه كلما كثر الشر كلما ازدادت نعم ربنا. نصلي ليمدكم الرب بالقوة الجسدية والمعنوية والروحية".

ومن زوار الصرح البطريركي حاكم ولاية التوكومان الأرجنتينية خوان لويس منصور اللبناني الأصل وعائلته يرافقهم سفير الأرجنتين في لبنان ريكاردو لارييرا ورئيس رسالة مار مارون – التوكومان التابع للرهبانية اللبنانية المارونية  الاب شربل شاهين والاب جوني مارون. الراعي الى فيينا: من جهة اخرى، يغادر البطريرك الراعي قبل ظهر غد الأحد الى فيينا للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات والذي يحمل عنوان "الحوار بين اتباع الأديان من اجل السلام: تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة".

 

نص خطاب حسن نصرالله ليوم 24 شباط/18

نصرالله: قبل الاقتصاد والسياسة والخدمات وكل ما سنتكلم عنه خلال شهرين أقول لكم: لنحمي دم أبنائنا وإنجاز شهدائنا أعطوا أصواتكم للمقاومة

السبت 24 شباط 2018 /وطنية - أحيا "حزب الله" الذكرى الأربعين لتأسيس حوزة "الإمام المنتظر للدراسات الاسلامية" في مدينة بعلبك، باحتفال أقامه في مركز الإمام الخميني الثقافي في المدينة، وشارك فيه: السفير الإيراني محمد فتحعلي، ممثل المرجع آية الله علي السيستاني الدكتور حامد الخفان، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي الشيخ علي خاتمي، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، النائبان علي المقداد ونوار الساحلي ، الوزير السابق طراد حمادة، مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" النائب السابق محمد ياغي، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب النائب السابق عمار الموسوي، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى القاضي الشيخ علي المكحل، وحشد من الشخصيات.

نصرالله

وألقى رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك كلمة من وحي المناسبة، أطل بعدها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عبر شاشة، ملقيا كلمة استهلها بالحديث عن مؤسس الحوزة "أستاذنا وقائدنا وأبينا سماحة السيد عباس الموسوي سيد شهداء المقاومة الإسلامية. ولعل طبيعة الاحتفال وطبيعة المناسبة تتيح الفرصة للاضاءة على هذا الجانب من جهاد وعمل السيد عباس، لا تتاح عادة في مهرجانات القادة الشهداء، لأنه عادة في مهرجانات القادة الشهداء نتكلم عن المقاومة وعن السياسة وعن التطورات. لذلك القسم الأول من الحديث سيتركز على طبيعة المناسبة، أي عن الحوزة، عن السيد (رحمه الله)، وسأركز على مرحلة التأسيس وصولا الى شهادة سماحة سيدنا سماحة السيد عباس الموسوي، وانتقال الأمانة إلى سماحة الشيخ يزبك".

وقال: "هذه الفترة أنا عايشتها بشكل مباشر، وطالما هو احتفال بهذه المناسبة فهذا سيكون جزءا من وثائق تاريخ هذه المؤسسة المهمة، والتي برأيي ـ والوقائع تؤيد هذا الرأي ـ أنها كانت نقطة تحول في تاريخ منطقة بعلبك ـ الهرمل وتاريخ البقاع بل في تاريخ لبنان بمستوى من المستويات.

أولا: هذه المدرسة التي أصبحت بفضل الله حوزة أسسها السيد عباس وحيدا فريدا، هو المشرف والمدير والأستاذ والمربي في شباط 1978 م. بعد العودة من النجف الأشرف وتهجير وطرد مجموعة كبيرة من الطلاب اللبنانيين من العراق، من قبل النظام العراقي في ذلك الوقت، وكانت هناك ظروف وأوضاع وأحداث لكن السيد عباس ـ كما دائما نقول في المناسبات ـ حول التهديد إلى فرصة. طرد الطلاب اللبنانيون من حوزة النجف الأشرف عام 78، وحصلت اعتقالات واسعة للطلاب اللبنانيين، وسجن عدد كبير منهم وطرد عدد كبير منهم، واضطروا للمغادرة كرها، وذلك من أجل ضرب الحوزة وضرب التشكيل الديني، ضرب إقبال هذا الجيل من الشباب الواعد على الدراسة الدينية، ولكن هذا شكل تهديدا. الاستفادة من فرصة عودة بعض الأستاذة والطلاب إلى لبنان في ظل هذه الظروف لتشكيل حوزات في بعلبك والعديد من المناطق اللبنانية حول التهديد إلى فرصة، فالسيد عباس أيضا في هذا الإطار هو أول من حول التهديد الى فرصة.

هنا أتكلم عن السيد عباس المؤسس في شخصيته والإبداع والبحث عن جديد، أي لا نبقى حيث نحن، فمثلا إذا ذكرت عناوين تأسيس مدرسة الإمام المنتظر التي الآن نحتفل بذكرى أربعين عاما على تأسيسها.

ثانيا: تأسيس مدرسة السيدة الزهراء الدينية للأخوات، ولعلها أول مدرسة حوزوية للأخوات في البقاع منذ مئات السنين، ولا زالت هذه الحوزة مستمرة برعاية الأخوات اللواتي كن تلميذات السيد عباس، وبمشاركة الشهيدة أم ياسر (رحمها الله). فعندما نتحدث عن السيدة أم ياسر نقول عنها العالمة، الفاضلة، الجليلة. من الممكن أن بعض الأشخاص الذين لا يعرفون من هي أم ياسر يظنون أننا نقول هذا لأنها زوجة السيد عباس، ولكن في الحقيقة نحن نقول هذا لأنها كانت بالفعل عالمة وفاضلة وجليلة، درست الدراسة الحوزوية وفي مراحل متقدمة وكانت أستاذة في مدرسة السيد الزهراء عليها السلام الدينية.

ثالثا: تأسيس العمل التبليغي المنظم في البقاع انطلاقا من الحوزة، أول عمل تبليغي منظم بهذه المساحة في تاريخ البقاع قام بتاسيسه السيد عباس. في السابق كان الموضوع يرتبط بالجهد الشخصي، فمثلا سماحة آية الله الشيخ حبيب آل ابراهيم بذل جهدا شخصيا. هذا العالم وذاك أصبحوا مجموعة منظمة، ومن بعدها كبرت هذه المجموعة، عدد كبير من المشايخ والمبلغين تم توزيعهم على البلدات والقرى ويتم إرشادهم وتوجيههم ويتم اختيار الموضوعات وطريقة النقاش وطريقة التبليغ. العمل التبليغي النافع والمنظم أسسه السيد عباس. وبما أننا نتكلم في التاريخ، من باب الإنصاف يجب أن نقول في عام 78 وما بعدها (بعد تشكيل حزب الله أصبح الحزب يشكل الرافعة)، الذي أتاح فرصة هذا النشاط التبليغي الديني الواسع في منطقة البقاع وفتح أبواب القرى والبلدات والناس وأيضا، والتنظيم كان في إطار حركة أمل وخاصة إقليم البقاع في حركة أمل وبعناية خاصة وجهد شخصي أيضا، ودعم كبير من السيد أبو هشام (السيد حسين الموسوي) الذي كان المشرف الأساسي على التنظيم في البقاع بحكم موقعه القيادي في حركة أمل. إذا هذا التكامل أعطى نتائج كبيرة جدا في تلك المرحلة، تأسيس العمل التبليغي المنظم.

رابعا: المشاركة في تأسيس تجمع علماء البقاع، والذي كان له دور كبير في النشاط الديني والتبليغي والاستنهاض الجهادي والشعبي عام 82 وأيضا المشاركة في تأسيس حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان.

خامسا: المشاركة في تأسيس حزب الله عام 82، في العديد من المناسبات، أنا قلت من أجل أن لا يدعي أحد ما ليس حقا له، وذلك من باب عدم تزوير التاريخ، لا أحد في حزب الله يستطيع أن يدعي أنه هو مؤسس حزب الله، وأيضا نحن لا نقول إن السيد عباس هو مؤسس حزب الله، بل نقول إنه يوجد مجموعة من علمائنا وأساتذتنا وقياديين وكبار وضمن آليات معينة هم الذين أسسوا حزب الله. السيد عباس كان واحدا منهم وكان مؤسس فاعلا نشيطا وحاضرا بقوة وحاملا لهذا الهم، وموضوع حزب الله كان عنوانا تأسيسيا. ولاحقا تأسيس صلاة الجمعة، ففي الحد الأدنى لم تكن معهودة في البقاع على ما أذكر، في الجنوب سماحة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب كان يقيم صلاة الجمعة في جبشيت، ولكن في البقاع لم يكن هذا الأمر معهودا عند الشيعة. تأسيس صلاة الجمعة في بعلبك وفي النبي شيت وفي أماكن أخرى.

إذا هذه شخصية كان طابعها طابعا تأسيسيا وإبداعيا وتبحث عن الجديد والتطور وعن الدفع بالعمل الإسلامي والجهادي دائما إلى الأمام".

أضاف: "نعود إلى الحوزة، بعد العودة من النجف (هذا الجزء من التاريخ مفيد قوله) السيد عباس شاب يبلغ من العمر 28 سنة على ما اذكر، كان لديه خيارات وعرض عليه خيارات، يعني هنا يجب أن نبدأ من سؤال لماذا ببعلبك؟ ما هي طبيعة العلاقة؟ وكان لديه خيار، وقتها بالأدبيات كنا نقول بقاع بيروت جنوب، كان استعمال كلمة الضاحية قليلا يمكن، حيث كانت لا تستخدم إلا قليلا، فكنا نقول إنه لديه فرصة في بيروت، بيروت يعني الضاحية، كان يقدر أن يكون إمام مسجد، إمام حي، إمام منطقة، كان يستطيع أن يكون فاعلا ومبلغا ووسيطا ولديه حضور كبير، هو أصلا أهل السيد ساكنون في الشياح، وعائلته ساكنة في بيروت. صحيح هو من بلدة النبي شيت، ولكن هو ساكن هناك، هو ابن بيروت، ابن الضاحية، ابن الشياح. لكن السيد عباس لم يختر هذا الخيار، السيد عباس كان خياره الذهاب إلى البقاع، والعمل في البقاع، وتحمل مسؤولية العمل الديني والإسلامي في البقاع".

وتابع: "حسنا، هذا المكان، الخيار الآخر، نوع العمل تأسيس حوزة مدرسة دينية، السيد عباس عندما أتى إلى البقاع، طبيعي كان يستطيع أن يكون أمام بلدة النبي شيت، لم يأخذ هذا الخيار، حتى عندما أتى إلى بعلبك ليس تحت عنوان أنه يريد أن يكون أمام مدينة بعلبك، أو عالم المنطقة، إنما خياره الأساسي هو كان تأسيس مدرسة دينية وحوزة علمية، لأنه كان يعتبر أن التحول يبدأ من هنا، وهذا كان صحيحا. مرة ببعلبك الهرمل، بالبقاع يأتي شخص أو اثنان أو ثلاثة يقومون بمجهود فردي، مرة تتأسس مدرسة يكون فيها مجموعة كبيرة من الأساتذة تحتضن وتستقطب مجموعة كبيرة من الطلاب، يستطيعون أن يحدثوا تحولا وهذا الذي حصل بالفعل، نحن لا نتكلم فرضيات أو نظريات".

وأردف: "أنا أذكر في ذلك الوقت لأنه لي الشرف أنني كنت لصيقا جدا بالسيد ـ حتى عندما كان يذهب من بيروت إلى النبي شيت في الأيام لم يكن هناك من مكان ليذهب إليه في بعلبك فيذهب إلى النبي شيت ـ كل الجلسات كانت تحصل في منزل عمه المرحوم السيد أبو أحمد الموسوي، فكنت أنا آتي معه، دائما كنا نناقش، عرض على السيد عباس أنه أنشئ مدرستك في بيروت، في البداية عرض عليه من قبل آية الله المرحوم سماحة السيد محمد حسين فضل الله، انه تفضل يا أخي أنت استلم الحوزة، لدينا مدرسة فلتتفضل وتستلمها. أيضا سماحة آية الله المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين عرض عليه أنه نحن لدينا مدرسة فلتتفضل وتستلمها، هذه المدارس كانت موجودة في ال 1978 في الضاحية الجنوبية. لكن السيد عباس أصر على أن يؤسس مدرسة في بعلبك.

كان يستطيع أن يستلم في الضاحية ـ وهو مرتاح ـ مدرسة ومبنى وموازنات ورواتب وأساتذة وطلاب ومناهج وكل شيء، ويدير ما هو قائم، لكنه اختار أن يؤسس مدرسة، وسأتكلم بعد قليل عن الصعوبات وشظف العيش والفقر والصبر والتعب والعناء، الذي عاناه السيد عباس في هذا السياق، أنا لا أتكلم بهذا فقط للتاريخ وإنما أيضا للاستفادة منه كعبرة".

واستطرد: "حسنا، كل الطروحات الأخرى رفضها السيد وأصر أنه لا، نقيم دراسة في بعلبك ولو بدأنا بأستاذ ومجموعة صغيرة من الطلاب وغرفة واحدة. أتينا إلى بعلبك، أتذكر أنه أول مرة في حياتي آتي إلى بعلبك، أتيت مع السيد عباس، أتينا إلى بعلبك مجموعة من الطلاب العزابية كنا. والملفت أنه أيضا هنا يوجد شيء، ما الذي جذب هؤلاء الطلاب إلى مدرسة بعلبك؟ يعني مثلا أنا والمجموعة الأولى من طلاب المدرسة، كنت من المجموعة الأولى من الطلاب مع السيد عباس، أهلنا يسكنون في بيروت، ويسكنون في الجنوب، وبحسب التقسيم المناطقي هؤلاء الطلاب جنوبيون، ويوجد مدارس في بيروت ويوجد مدارس في الجنوب، ما الذي أتى بهم إلى بعلبك؟ سنمزح معكم قليلا: وشو مطلعنا بشباط في الثلج؟ وبحياتنا لم نر الثلج؟. أستاذ من البقاع، وطلابه الخمسة أو الأربعة أو الستة من الجنوب، جاء وأسس هذه الحوزة".

وقال: "أول مبنى استأجره السيد عباس، سأدلكم عليه وأنتم جالسون في مركز الامام الخميني، مثلما أنتم جالسون تتجهون نزولا باتجاه رأس العين على إيدكم الشمال جنب مكتب البريد كان هناك غرفتان وحمام، حتى مطبخ لم يكن هناك، الآن أخونا الشيخ أحمد الذي يقوم بالتعريف، الشيخ احمد الشيخ، وكان بهذه المجموعة الأولى، هو يعرف هذه التفاصيل أكثر مني، حافظها، أنا أسميه الشيخ الأقدم في هذه الحوزة يعني، فحتى الممر الصغير للغرفتين كان مطبخ الطلاب، أربعة أو خمسة طلاب في غرفتين، ينامون ويسكنون ويدرسون، ومديرهم وأستاذهم ومشرفهم وأبوهم الوحيد هو السيد عباس الموسوي. هكذا بدأت هذه المدرسة، طبعا كان المنزل إيجارا".

أضاف: "السيد رحمة الله عليه ورضوان الله عليه، كان حريصا من البداية طبعا أن تحظى هذه المدرسة برعاية علمائية، لأنه هنا يوجد شيء ملفت يعني، أنه هنا يوجد طالب علم، يعني هنا أنا أتمنى الانتباه لهذه التفاصيل، طالب علم جاء من النجف، حتى في بعلبك لم يكونوا يعرفونه ـ لأنه في النبي شيت ومحيط النبي شيت، كانوا يعرفونه لأنه كان يأتي بمواسم التبليغ ـ لأنه يفترض انه والله التجار، اذا كان هناك من يدفع حقوق شرعية، لا يعرف السيد عباس، فهو شاب. عادة الذي يأتي ليؤسس حوزة دينية يكون أقل شيء يعني لحيته بيضاء عمره 50 سنة أو 60 سنة، عادة هكذا في حوزاتنا ومعاهدنا، أما أن يأتي شاب عمره 27 سنة 28 سنة وليس لديه أي إمكانات مالية وجاء إلى منطقة هو جديد عليها بالمعنى المباشر، ومصر أن يقيم مدرسة دينية في بعلبك".

وتابع: "حسنا، هذه ما قصتها ما حكايتها، أنا شخصيا حسب فهمي، لا يوجد شيء اسمه صدفة، حسب فهمي وهذا ظهر قبل قليل في التقرير، أنا مقتنع أن هذه هي مشيئة الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى الذي يريد في يوم من الأيام لهذه المنطقة أن تتحول إيمانيا ودينيا، أن يكون لبعلبك وللبقاع هذا الدور التأسيسي في هذه المقاومة وفي هذه المسيرة وفي هذا التحول في لبنان وفي هذا التحول في المنطقة هو الذي هدى وسدد وأيد وأرشد وأخذ بيد السيد عباس وأوجد لديه كل هذا الإصرار والعناد، طبعا هو بالمناسبة عنيد، يعني وهذا العناد الخاص، أنه لا، أريد أن أؤسس مدرسة في بعلبك. حسنا، كان يحتاج بطبيعة الحال إلى غطاء علمائي ومرجعي وما شاكل.

كان لدى السيد عباس علاقة جيدة بكبارنا في تلك المرحلة، مثلا مع سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله بخير، السيد عباس ذهب والتقى مع سماحة الإمام، حكى معه وأخذ بركته وأيضا قدم دعما متواضعا، في ذلك الوقت لم يكن لدى أحد إمكانات، كذلك اتصل بآية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله والسيد بارك وأيد ودعم وقدم دعما ماليا. وأيضا للانصاف أنه لمدى لسنوات طويلة بقي سماحة السيد فضل الله رحمه الله يقدم دعما ماليا شهريا لهذه الحوزة في مدينة بعلبك. هذا كله أقوله اليوم إنصافا. أيضا اتصل بسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، سماحة الشيخ أيد معنويا و(قال) نحن معكم. وبالتالي كان السيد عباس يتصرف أن هذه الحوزة مغطاة من كبار علماء لبنان".

واستطرد: "أيضا على المستوى المرجعي، وبطبيعة الحال لأن السيد عباس كان تلميذ الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه، كان يسعى إلى أن يحظى بمباركته وتأييده ورعايته، وهذا ما حصل بالفعل في ذلك الوقت من خلال سماحة السيد محمد الغروي (حفظه الله)، الذي كان يتاح له السفر إلى النجف الأشرف، نقل رسالة من السيد عباس إلى السيد الإمام الشهيد الصدر، وأيضا الشهيد الصدر كان سعيدا جدا لخبر تأسيس هذه المدرسة في بعلبك وحظيت بموافقته ومباركته ودعمه، حتى دعمه المالي بالرغم من أن إمكاناته كانت متواضعة جدا، وأيضا أرسل إجازة في صرف الحقوق الشرعية من السهمين المباركين للسيد عباس على شؤون الحوزة. إذا أمن الغطاء العلمائي والغطاء المرجعي، كان لدينا مشكلة المكان: غرفتين ومطبخ ولا تتسع لشيء، وبدأت المدرسة تستقطب طلابا، وأساتذة جددا".

وأردف: "أيضا يجب أن نسجل في المناسبة، وللتاريخ، أنه حصلت مبادرة مباركة من سماحة العلامة المرحوم الشيخ سليمان اليحفوفي (رحمه الله)، تتذكرون أنه كان لديه مبرة، الآن اسمها مبرة الإمام المهدي على ما أظن، في منطقة الشراونة، كنا وقتها نقول عنها "مبرة الأيتام"، وهي مبنى كبير وخال.

اتصل السيد عباس مع المرحوم الشيخ سليمان، والشيخ (رحمه الله) أبدى كل إيجابية وقال تفضلوا، أهلا وسهلا بكم، والآن أكثر من هذا ولكن على سبيل التلطيف أنه وقتها انه كان هناك خلاف بين المرحوم الشيخ سليمان وبين الإمام موسى الصدر، ونحن طلاب كنا نحب السيد موسى، ففي مبرة الشيخ سليمان رفعنا صور السيد موسى، فكان يمر من أمامنا ويضحك ويقول لا بأس، أنا أسامحكم، لا بأس بذلك، هذه هي اللطافة والمحبة والمودة التي كانت سائدة".

وقال: "ثم انتقلنا من مكان إلى آخر، وفي هذا السياق يجب أيضا أن نسجل، للتاريخ، جهدا مباركا وخاصا ومميزا لسماحة العلامة السيد عيسى الطبطبائي (حفظه الله)، الذي أخذ على عاتقه بناء حوزة كبيرة جدا، هذه الآن موجودة أمامكم في عين بورضاي، وإلى أن انتهى المطاف وبجهود مباشرة من سماحة الشيخ يزبك (حفظه الله) والإخوة الآخرين، والسيد عيسى ومكتب سماحة السيد القائد إلى المبنى الحالي. على كل، مسيرة الانتقال من مبنى إلى مبنى خلال سنوات قليلة نحن الطلاب في حوزة الإمام المنتظر عليه السلام، كنا نحمل بيوتنا على ظهورنا، طبعا لم يكن لدينا بيوت، لم يكن هناك شيء الحمد لله، "كم كتاب وكم صوبيا وكم صوفاية"، هذه هي حاجياتنا، لكن عدم الاستقرار في المكان كان مؤشرا على حالة الفقر، في كل الأحوال مع الوقت خصوصا بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، حظيت هذه الحوزة فيما حظيت برعاية سماحة الإمام الخميني، وبعد ذلك برعاية سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي ودعم مكتب سماحة السيد القائد والإخوة في الجمهورية الإسلامية، إلى أن وصلت إلى المرحلة الحالية".

أضاف: "أيضا مما يجب ان يذكر هو التطور البشري في الحوزة، بعد ما كنا أستاذا ومجموعة قليلة من الطلاب، هناك إخوان من السادة العلماء كانوا موجودين في لبنان أو بعضهم عاد إلى لبنان من النجف الاشرف، وبعضهم عاد إلى لبنان من قم، والشهيد السيد عباس رحمة الله عليه، كان يسارع للاتصال له، كل من يأتي ولديه فضل وقدرة على التدريس وتحمل المسؤولية الحوزوية، لأن الحوزة كانت تكبر، ولذلك منذ البدايات المبكرة توفر في هذه الحوزة مجموعة من العلماء والأساتذة الأفاضل، الذين أنا أذكر منهم أسماء تلك المرحلة، لأنه أيضا أنا كطالب في هذه الحوزة كان لي شرف الاستفادة منهم والجلوس بين أيديهم في الدراسة، وقتها أتى سماحة الشيخ محمد يزبك من العراق، سماحة الشيخ علي العفي، سماحة السيد عباس الموسوي (السيد أبو علي)، سماحة الشيخ حسين كوراني، في بعلبك كان موجودا السيد منير مرتضى، هذا المستوى من العلماء كان موجودا في المرحلة الأولى.

بعد ذلك بحمد الله عز وجل جاء أساتذة أيضا، والكثر من الطلاب أصبحوا أساتذة، ونمت الحوزة وكبرت بالرغم من كل الصعاب. هذه المدرسة أيها الإخوة والأخوات، سأختصر أنا الآن إن شاء الله لكي أترك كلمتين للمستجدات أو للوضع السياسي، وسأتكلم قليلا عن الانتخابات. هذه المدرسة كانت لله عز وجل، السيد عباس لله عز وجل، لم يكن لديه اي حسابات شخصية، بالعكس كان هناك تعب وشقاء".

وتابع: "عندما كنا في مبرة الأيتام مبرة الامام المهدي في الشراونة السيد عباس كان يسكن في قلب مدينة بعلبك، على ما أذكر كان بيته في حي الشيخ حبيب، الآن إخواننا الذين يسكنون في بعلبك يعلمون، تصوروا شخصا كل يوم يمشي صباحا باكرا قبل طلوع الشمس من حي الشيخ حبيب إلى مبرة الإمام المهدي في الشراونة مشيا على قدميه، إنه السيد عباس. لأنه ليس لدينا سيارة تجلب الأساتذة إلى الحوزة. يجب أن يأتوا سيرا على الأقدام أو يستأجروا، السيد من جهة لم يكن معه الأموال ومن جهة ليس لديه سيارة ومن جهة يقول لك أقوم بالرياضة، ما هذه الرياضة من حي الشيخ حبيب إلى الشراونة كل يوم سيرا على الاقدام ذهابا وإيابا؟ ولكن هذا يعبر عن الظروف التي نشأت فيها هذه الحوزة وهذه المدرسة، هذا كله من علامات الإخلاص".

وأردف: "عندما تكلمت أنا عن كل هذا التفصيل فهذا أولا للتثبيت كسند تاريخي، وثانيا لأقول كلا. كان يوجد اصرار وكان يوجد عناد وكان يوجد إخلاص، كان السيد عباس يستطيع أن ينشئ الحوزة في النبي شيت. أنا واحد من الناس لم أكن أعرف المنطقة جيدا، ابن الثامنة عشر وقادم من النجف و"طالع" على النبي شيت مع السيد عباس، أنا قلت له سيدنا لماذا لا تنشئ الحوزة في النبي شيت، لماذا في بعلبك؟ هنا يوجد مقام وتعلمون عادة الحوزات الشيعية يفضلون أن يكون هناك مقام، مقام نبي، مقام ولي، مقام معصوم، يوجد مقام ويوجد غرف بجانب المقام ـ الآن لا أعلم ماذا فعلوا بها، أزالوها أو ما زالت أو غيروها ـ الغرف جاهزة والمكان جاهز والمقام موجود وهنا بالقرب من أهلك وأقاربك والحماية والدعم والناس تعرفك. فقال كلا نذهب إلى بعلبك، مصلحة المنطقة أن تكون المدرسة في بعلبك، السيد عباس لم يكن ابن عائلته ولا ابن قريته ولا ابن منطقته ولا ابن لبنانه في أي يوم من الأيام فضلا عن ابن نفسه، السيد عباس كان حقيقة ـ في حال أردت أن أعطيه القليل من الانصاف ـ كان ملكا للاسلام، ملكا للانسانية، ملكا للناس، هذا السيد".

واستطرد: "من الأمور المهمة التي يجب أيضا أن ألفت لها في هذا السياق احتضان أهل المنطقة وأهل بعلبك للحوزة، من بعلبك لعلي النهري لرياق للهرمل للجرود لفوق. التبليغ، الحركة، النشاط، استقطاب الطلاب، عناية الناس، حماية الناس، واقعا كان من الممكن أن يأخذ الناس موقفا سلبيا لجهة أننا لا نريد مدرسة دينية في بعلبك، نريد شيئا آخر مثلا، أو يكون موقفهم سلبيا أو يكون موقفهم حياديا. كلا، أهل بعلبك الهرمل، أهل البقاع أيضا كان لهم دور أساسي في حماية هذه الحوزة وتبنيها ودعمها وإكرامها واحترامها واحترام السيد واحترام الأساتذة والطلاب. ولذلك كان يوجد الكثير من الطلاب، خصوصا في السنة الأولى والثانية ليسوا من البقاع، وأنا واحد منهم، ولكن حظينا باحترام الناس ومحبة الناس وإكرام الناس، وشعرنا بشكل كامل أننا بين أهلنا الطيبين المحبين الصادقين المخلصين. هذا كان واقع الحال. هذا أيضا يجب أن يسجل عندما نريد أن نتكلم عن عوامل التوفيق: البيئة الشعبية، الاحتضان الشعبي، الاحترام، الإكرام الذي حصل".

وقال: "بقي السيد يحمل هذه المسؤولية حتى بعد تأسيس حزب الله، وأنا أتذكر لأنني أنا بقيت حتى عام 1985 بالمدرسة، وفيما بعد كلفوني ونزلت إلى بيروت، مع ذلك السيد عباس حتى عندما كان يأتي إلى بيروت أو في الفترة التي تحمل فيها مسؤولية الجنوب أو عندما أصبح أمينا عاما لحزب الله، كان يعتبر أنه ما زال مسؤول الحوزة ويتابع شؤونها مع سماحة الشيخ محمد يزبك ومع بقية الإخوان. وواقعا ـ الإخوان قالوا قبل قليل إنها ثمرة فؤاده ـ كنا نشعر أنها جزء من حياته، جزء من روحه، هذه مسألة حقيقية بالنسبة للسيد عباس. يعني هذا ما كانت تعني له الحوزة، وعندما نقول إنها كانت تعني له هكذا ليعرف الأساتذة والطلاب الحاليين في حوزة الإمام المنتظر حجم الأمانة الموجودة بين أيديهم".

أضاف: "بعد شهادته، هذه الامانة الغالية انتقلت إلى أستاذنا سماحة الشيخ محمد يزبك والذي تحمل المسؤولية كاملة وعلى عاتقه. نحن الباقون "خلص" غادرنا، بتنا في مكان آخر، لكن سماحة الشيخ يزبك حفظه الله، وبشكل كامل، تحمل المسؤولية كاملة منذ شهادة السيد عباس وصانها ورعاها وأعطاها عمره الشريف حتى الآن، وإن شاء الله سيفعل ذلك فيما بقي من عمره وأطال الله في عمره. الإخوة أيضا، بقية الأساتذة والمدراء والطلاب والمشايخ، هم أيضا حملوا هذه المسؤولية وأعانوا سماحة الشيخ وما زالوا يعينونه. منذ التأسيس إلى اليوم قدمت هذه الحوزة أجيالا من العلماء والقادة والمبلغين والمجاهدين والشهداء. كانت ركيزة الاستنهاض في عام 1982 في معسكرات التدريب من مشايخها وعلمائها وطلابها وتلامذتها، الصوت القوي في المنطقة، الذي يستنهض الهمم لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي.

اذا كانت قاعدة التبليغ والعمل التبليغي والثقافي والتحول الديني في منطقة البقاع بالحد الأدنى وكانت قاعدة الانطلاق في العمل الجهادي وتحريك العمل الجهادي وتأسيس حزب الله. وينبغي أن يعلم بأن أكثر جلسات الداخلية لتأسيس حزب الله ووضع وثيقته الأساسية وخطوطه العريضة حصلت في مبنى حوزة الإمام المنتظر الدينية، وكان للسيد عباس ولأساتذة وطلاب هذه الحوزة الدور الكبير والأساسي في تأسيس هذه الحركة الجهادية المباركة".

وختم الشق المتعلق بالمدرسة والحوزة، بالقول: "أنا أعتبر أنها أدت دورا كبيرا ومفصليا منذ تأسيسها إلى اليوم، وما زالت تقوم بهذا الدور ويجب أن تستمر بالقيام بهذا الدور، أقول إن الميزة الرئيسية، التي يجب أن لا تفتقدها أي حوزة دينية وأي مدرسة دينية من خلال تجربة مدرسة الإمام المنتظر وحوزة الإمام المنتظر في بعلبك التي أسسها السيد عباس، التجربة مع السيد عباس، أنا أتكلم بشيء شخصي، بالتجربة الشخصية، هناك فارق كبير بين هذه التجربة وبين الجامعات والكليات والمدارس الأكاديمية. يوجد فارق كبير، وما نتمناه والآن أنا على المستوى الشخصي أريد أن أتدخل بعد غياب طويل، أنا منصرف إلى العمل السياسي والجهادي، اسمحوا لي أيها المشايخ أن أتدخل في شأن الحوزة قليلا لأقول يجب أن لا تذهب هذه الروح الخاصة في الحوزة العلمية الدينية، ما هي؟

أنا ببداية الحديث كنت أقول: ما الذي أتى بهؤلاء الطلاب الذين أهلهم في الجنوب وأهلهم في بيروت إلى بعلبك لعند السيد عباس؟ لا يعرفون شيئا عن المنطقة، لا يعرفون شيئا عن أهل المنطقة، غرباء بالكامل، لم يكن يعرفوا كيف يمشون في الطريق، وثلج وبرد وغيره؟.

أتى بهم جاذبية السيد عباس، شخصية السيد عباس، فضلوه كأستاذ على كل الأساتذة في لبنان وعلى كل العلماء في لبنان، ولم يكونوا يدعون أن السيد عباس هو أعلم العلماء في لبنان. يعني لم يأتوا اليه لأنه أعلم العلماء في لبنان، لم نكن نعتقد بالسيد عباس هكذا، ولم يكن هو يعتقد بنفسه هكذا، كان يوجد علماء في البقاع، في بيروت، في الجنوب، ربما وأكيد كان يوجد أناس أعلم من السيد عباس، نقول لكم سيد شاب عمره 27 او 28 عاما.

الذي جاء بهؤلاء الطلاب إلى بعلبك هو تجربتهم مع السيد عباس في النجف الاشرف. عندما تصبح ـ بلا طول سيرة لأن هذا بحث يطول وأنا أريد أن أترك القليل من الوقت ـ عندما تصبح العلاقة بين الأستاذ والطلاب علاقة الأب مع أبنائه، نحن بالنسبة للسيد عباس بالنجف الأشرف كنا أولاده، كنا مثل أولاده، وقتها بالنجف كان لديه ياسر وسمية. نحن كنا فلان وفلان وفلان عند السيد عباس مثل ياسر وسمية، يربينا ويتفقدنا ويسأل عن صحتنا في حال مرض أحد منا، في حال كان أحد ليس معه مال، في حال أحد نام بلا أكل، في حال أحد لم يدرس جيدا عندما نأتي إلى الحصة. أنا أعرف في النجف يوجد أساتذة يعطون الدرس ويمشون، السيد عباس يأتي بنا ويسمع لنا، واكشف لكم سر: كنا نخاف منه. يعني في حال جئنا إلى الدرس ولم نكن حافظين. إلى هذه الدرجة. كيف العلاقة بين الأبن مع والده؟ تماما، يوجد علاقة أب وأبناء، ولذلك نحن مع السيد عباس لم نكن نشعر بأننا طلاب عند أستاذ، كنا نشعر بأننا عائلة ويوجد أب يرعاها ويهتم بها ويحن عليها ويحمل همها، أكلها وشربها وثيابها وصحتها ودرسها وعافيتها، وحتى فيما بعد زواجها وعائلتها وغيره".

أضاف: "هذه العلاقة هي سر حوزاتنا طوال التاريخ، العلاقة بين أساتذتنا والطلاب طوال التاريخ، لذلك ترون تعلق الطلاب والتلامذة في الحوزات العلمية بأساتذتهم، تعلق عاطفي ومعنوي ووجداني وليس فقط تعلقا علميا وفكريا وثقافيا، كلا هذا التعلق العاطفي والوجداني والأخلاقي والإحساس بالفضل الكبير. إنه هذه العلاقة الأبوية التي تكون ناشئة.

عادة بالنموذج الأكاديمي الأمور تختلف، يأتي الأستاذ أو الدكتور، الآن أصبح لدينا الشيخ الدكتور، يأتي ويجلس أمام الطلاب ويعطي الدرس ويذهب، وربما لا يحفظ أسماء الطلاب ولا يعلم مما يعانون وما هي مشكلتهم؟ وفي حال يوجد شخص واضح على وجهه علامات التعب ما هي قصته؟ ليس له علاقة، هو دكتور في الجامعة، يأتي ويعطي الدرس ويمشي.

بالحوزة مع السيد عباس، وبالحوزة تاريخيا كلا، الاستاذ يقعد أمام طلابه وفي حال رأى أنه يوجد شخص مزعوج أو شخص مريض أو غير مرتاح يسأله ويتأكد منه ويعتني به ويهتم به ويراعي حاله. هذا النوع من العلاقة هو الذي قامت عليها هذه الحوزة. هذه روح الجذب هنا كانت، لا العنوان ولا المال ولم يكن هناك مال ولا شيء آخر، الذي جاء بهؤلاء الطلاب لعند السيد عباس فأمكن للسيد عباس الاستاذ مع هؤلاء الطلاب بأن ينشئ حوزة تصل إلى ما وصلت إليه اليوم هذا النوع من العلاقة".

وأنهى الكلام عن الحوزة: "أنا كأحد طلبة العلوم الدينية أعتز وأفتخر أنني كنت أحد طلاب هذه المدرسة الشريفة، وأعترف وأقر بفضلها وفضل أساتذتها علي، وأيضا بفضل أهل هذه المنطقة في بعلبك الهرمل وفي البقاع الطيبين الصادقين الذين احتضنوا مدرستنا الفتية وحموها وأكرموها وأحبوها وأعزوها وواصلوا كل الطريق الطويل معها. والآن ليس لأنه في مناسبة الحوزة، هذا الكلام يعرفه شبابنا وإخواننا المسؤولون في بعض الأحيان نمزح قليلا: في حال أنا لم أعد أمينا عاما ولم أعد مسؤولا ماذا أفعل وأين أذهب؟ في حال أردتم أجلب لكم شهودا، إنني دائما أقول لهم: في حال أتى يوم أكون فيه حرا طليقا وأستطيع أن أختار المكان الذي أذهب إليه، الإخوان يعلمون دائما، أقول إنني أنا أمنيتي أن أعود إلى بعلبك، إلى حوزة الإمام المنتظر، وأن يقبلني سماحة الشيخ إن شاء الله طالبا في هذه الحوزة.

أسأل الله تعالى أن يحفظ هذه المؤسسة المباركة وأساتذتها وطلابها، وكل من يخدم فيها، وكل من خدم فيها، في ظل رعاية وعناية وإشراف أستاذنا سماحة الشيخ محمد يزبك، وأن يوفقهم جميعا لمواصلة هذا الطريق الإلهي وأن يرحم سيدنا المؤسس السيد عباس وسيدتنا أم ياسر والشهداء جميعا، وخصوصا شهداء هذه الحوزة، مثل الشهيد الشيخ علي كريم وشهداء المقاومة الذين رأيتم صورهم وأسماءهم في بداية التقرير، وأن يجعلها صدقة جارية عن روح سيدنا السيد عباس، وكل من ساهم في دعمها وتأييدها وإقامتها واستمرارها إن شاء الله".

وفي الشق الانتخابي قال: "لم يعد هناك الكثير من الوقت، كنت أريد أن أتكلم عن المنطقة، عن المستجدات في الموضوع الإسرائيلي، لكن الوقت قليل، وبالذي بقي، أتكلم فيه عن الانتخابات.

ليس هناك شك بأن اللبنانيين جميعا الآن دخلوا فعلا في مرحلة الانتخابات وباتت شغلهم اليومي تقريبا. القوى السياسية تنهي الترشيحات. بعد أسبوع أو أسبوعين تركب اللوائح، والناس تذهب إلى معاركها الانتخابية.

لدينا مدة شهرين أو شهرين ونصف، الناس تستطيع أن تأخذ وقتها وتقارب موضوع الانتخابات بأشكال مختلفة، وتناقش وتحكي، ومن لديه رأي يعبر عنه، ومن لديه جواب يقول جوابه، ومن لديه طرح يقدم طرحه، ويجب أن تكون الأمور هكذا. لا مشكلة على الإطلاق. البعض قد يضيق صدره أنه خلال هذه الفترة ربما يكون لدى بعض الناس وجهات نظر، وربما لدى بعض الناس نوع من الاعتراضات أو الانتقادات أو النقاشات أو التقييمات الإيجابية أو التقييمات السلبية. هذا طبيعي وهذا جيد، ويجب أن يكون، ولا مشكلة على الإطلاق".

أضاف: "النقطة الأساسية التي أريد الانطلاق منها أن الشعب اللبناني والناس في لبنان يجب أن يقارب استحقاق الانتخاب بمسؤولية عالية، لأنه حقيقة هذا مصيرهم، هذا مصيرهم سواء على المستوى الوطني عندما ينتخبون مجلس النواب أو على المستوى المحلي عندما ينتخبون من يمثل منطقتهم أو دائرتهم الانتخابية في المجلس النيابي. التصرف بمسؤولية أولا فيه هو منطلق الانتخاب أنه أنا عندما آتي لأقترع أو كنت انتخب أو لاحقا سأنتخب، أنه العصبية هي تأخذني إلى الانتخاب، العصبية الشخصية، العصبية العائلية، العصبية العشائرية، العصبية المناطقية، أو لماذا أنا انتخب فلانا؟ لأنه ابن عائلتي، لماذا انتخبه لأنه ابن قريتي لماذا انتخبه، لأنه ابن مدينتي مثلا. هذا هو المنطلق، أو المنطلق هو العصبية الحزبية، أنه فقط لأنه أنا أنتمي إلى حزب فقط. هذا لا يكفي لا العصبية العائلية ولا الجغرافية ولا العشائرية ولا الحزبية ولا هذا النوع من العصبيات. يمكن أن يقول أحد ما: هكذا أنت سيد تضعف قليلا من الموقف، لا أنا لا أضعف، نتحدث حديثا مسؤولا:

الناس يجب أن ينطلقوا من مسؤولية، نحن عندما نأتي لنقول للناس تعالوا ونطلب منكم ونقترح عليكم أن تؤيدوا هذه اللائحة أو تلك اللائحة يجب أن نشرح للناس لماذا؟.

ليس أننا نحن حزب الله ونحن الحزب الفلاني أو الحركة الفلانية أو التيار الفلاني واخترنا هؤلاء الأسماء ونريد انتخابهم بمجلس النواب وفي أمان الله وإلى اللقاء في ستة أيار. هذا خطأ، هذا نقص. الواجب أنه نأتي ونرشح للناس والناس أيضا تسمع وتقيم وتناقش وتسأل، لأنه بالنهاية عليها أن تتحمل المسؤولية.

النقطة التي تليها هذا الموضوع الذي سأتحدث به، أن الناس عندما تأتي لتناقش أو تريد مقاربة موضوع الانتخابات أو لاحقا تريد أن تنتخب يجب أن يروا الموضوع من زاويتين وليس من زاوية واحدة:

- الزاوية الأولى: هي زاوية دائرتهم الانتخابية. الآن افترضنا بالتقسيم الحالي بعلبك الهرمل دائرة حتى مش عاملينها قضائين بالصوت التفضيلي كأنها قضاء واحد، زحلة دائرة، البقاع الغربي دائرة، وهكذا بقية الدوائر. يأتي واحد يقول أنا في هذه الدائرة اريد انتخاب نواب ليمثلوا هذه الدائرة، أنا أرى وأفكر بهؤلاء النواب وهذه اللوائح ومن أي منطلق سأدعمها وكيف أنظر لها. هذا نقاش، هذا مستوى أعود إليه بكلمتين.

- المستوى الثاني: هو الدائرة الوطنية، لأنه أنتم عندما تنتخبون نوابا في دائرتكم بأي دائرة في البقاع بالجنوب بالشمال بالجبل بلبنان، ترسلون نوابا إلى مجلس النواب، يصبح هؤلاء النواب إضافة لنواب الدائرة الثانية والثالثة والرابعة والعاشرة هم نواب لبنان. هم من يقررون للبنان وليس لدائرتهم. هنا علينا أن ننتبه جيدا. هذه نقطة حساسة جدا. هم ينتخبون رئيس لبنان وليس رئيس بعلبك الهرمل أو رئيس قضاء المتن أو رئيس بنت جبيل مثلا. هم يمنحون الثقة لرئيس حكومة لبنان، هم يعطون الثقة لحكومة لبنان بتركيبتها الوزارية، هم من عليهم الموافقة على الموازنة العامة، هم من عليهم الموافقة على الضرائب التي ستوضع على الناس، على كل الناس، وليس على هذه الدائرة دون تلك الدائرة.

هم عليهم الموافقة على المعاهدات الدولية، هم لهم علاقة بترسيم الحدود، هم لهم علاقة بأن أرضنا تبقى للبنان أو تحدث مساومة عليها، ومياهنا تبقى للبنان أو تحصل مساومة عليها، ونفطنا نأخذ كامل حقنا به أو نعطي نصف حقنا للاسرائيلي. النواب عندما يصبحون أعضاء بالمجلس النيابي باتت مسؤوليتهم على مستوى الوطن ككل".

وتابع:"الآن مثلا نحن معروفون، نحن حزب الله، من العام 92 إلى اليوم لا نشتري الأصوات بالمال ونحرم شراء الأصوات بالمال، عندنا حرام، نعتبره رشوة، لكن أنت عندما تبيع صوتك ب 200 دولار أو ب 500 دولار هذا النائب الذي أوصلته إلى مجلس النواب الذي رشاك يمكن ان يركب عليك ديونا تبقى أنت وأولادك وأحفادك وأحفاد أحفادك تدفع فوائدها. صح أم لا؟ لأنك لم تنتق على قاعدة المسؤولية. في انتخابات العام 2009 هذا حدث. هناك ناس انتخبوا مقابل مئتي دولار وبعضهم بخمسمئة دولار. في إحدى الدوائر بلغ ثمن الصوت بعد الظهر بعد الثانية عشرة إلى 5000 دولار، في بعض الدوائر كان يأتون ويقولون أنت لا تصوت لي اعطني بطاقتك وخذ 500 دولار، حجب الصوت عن اللائحة السياسية الأخرى.

عندما نريد المقاربة بالعنوان الوطني يجب أن يعلم كل ناخب أنه لا ينتخب نائبا فقط لمنطقته، بل أنتخب أيضا نائبا للبنان معنيا مع بقية النواب عن مستقبل لبنان، عن مصير لبنان، عن سيادة لبنان، عن حقوق لبنان، عن أمن لبنان، عن استقرار لبنان، عن سيادته، من نود أن نوصل إلى المجلس النيابي؟".

واستطرد: "هذا بالدائرة الوطنية، هذا أمر مهم جدا هل نوصل أناسا يسلمون البلد للأمريكان، ويسلمون مثلا آبار النفط للاسرائيلي، ويتسامحون بحدودنا ويتآمرون على مقاومتنا مثلا ويردوننا لزمن قوة لبنان في ضعفه، ويراكمون علينا ديونا بلا أفق على سبيل المثال، ولا يجرون أي معالجات على المستوى الاقتصادي؟ هذا سؤال على المستوى الوطني. هنا لم نعد نتحدث عن الدائرة المباشرة والقرية وعن الخدمات المباشرة وبالعلاقات المباشرة بين النواب والمرشحين والناس. إذا، يجب أن نقارب التقييم. الناس عندما تريد أن تقيم على أساس الدائرة الوطنية، أنتم تشكلون مجلس نواب لبنانيا كاملا. نوابكم، ممثلوكم هم صاروا جزءا من مجلس، من مؤسسة كاملة، في لبنان هي أهم مؤسسة، لأنه في لبنان ليس لدينا استفتاء شعبي ولا شيء آخر: رئيس الجمهورية ينتخبه مجلس النواب، الحكومة عبر مجلس النواب، القوانين عبر مجلس النواب، بالنسبة لتعديل الدستور في كل العالم يجرون استفتاءات على تعديل الدستور وعندنا عبر مجلس النواب. مجلس النواب يملك صلاحيات كبرى ومصيرية فيما يعني مصير البلد".

وأردف: "عندما نريد التعاطي مع الانتخابات علينا إيصال أشخاص إلى مؤسسة هذه مسؤولياتها وهذه خطورتها وهذه أهميتها، هذا من جهة. من جهة ثانية عندما نأتي للدائرة التي نعنى بها مباشرة أيضا من حقنا أن نقارب الأمور بما يعني مصلحة الناس في هذه الدائرة. هذا الكلام العام وتصادف أننا نتحدث عن بعلبك عن دائرة بعلبك الهرمل. ليس هناك شك أنه بالانتخابات المقبلة بأيار هذه الدائرة، هي موضع اهتمام كبير من بين الكثير من الدوائر، وأنا لا أقول إنها هي الدائرة الوحيدة، لكن هي من بين الدوائر القليلة، التي ستكون محط الانظار. لماذا؟ لعدة أسباب، ومن بين الأسباب أن هذه الدائرة هي دائرة واحدة، وكأنها قضاء واحد، ويوجد فيها عشرة مقاعد، وهذا العدد ليس صغيرا، لكن السبب الحقيقي هو هوية هذه المنطقة، وانتماؤها، وتاريخ هذه المنطقة مع المقاومة ومع حزب الله بالتحديد".

واعتبر أن "كل عنوان المعركة الانتخابية المقبلة عند الاميركان والسعوديين وعند بعض القوى السياسية وعند آخرين، أن العين هي بالتجديد على حزب الله بهذه الانتخابات، إلى أين؟ وبالتالي لأن دائرة بعلبك الهرمل تعني لحزب الله ما تعني وحزب الله يعني لها ما يعني، يريدون أن يعطوا جهدا خاصا لهذه الدائرة. في مكان ما لا يحتاج الأمر إلى اختراع بطولات وهمية، يوجد بعض الناس يقولون نحن سنخرق ببعلبك الهرمل. ولكن في القانون النسبي أي لائحة تحصل على الحاصل الانتخابي ستأخذ نائبا وهذا الأمر طبيعي وهذا ليس خرقا ومن الآن أنا أقولها. نعم، تصبح معركة اللائحة هي معركة الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد، وهذا هو المنطق لأننا لسنا بقانون أكثري بل نحن بقانون نسبي، وعندما ذهبنا ووافقنا، بل بذلنا جهودا من أجل القانون النسبي كنا نعلم أن في بعلبك الهرمل ستوجد فرصة لذهاب مقعد أو أكثر من المقاعد العشرة، التي كان حزب الله يحصل عليها بفعل الأكثرية الموجودة في دائرة بعلبك الهرمل. وهذا الأمر قمنا به من أجل المصلحة الوطنية الكبرى".

ولفت إلى أنه "يوجد بعض الناس يشكون من الأحزاب والقوى السياسية لأن القانون النسبي يتيح للناس أن تأخذ أحجامها الطبيعية. في القانون الأكثري تتضخم الأحجام، ولكن في القانون النسبي يعطى الحجم الطبيعي، لذلك عندما يخف وزن شخص ما سيعاني من العرق وتغيير اللون، وعلينا أن نتحملهم في الشهرين المقبلين. القانون النسبي سيعطي للناس تمثيلا طبيعيا، وفي المنطقة أيضا تتشكل لائحة ثانية في بعلبك الهرمل وثالثة ورابعة لا يوجد مشكلة. اللائحة التي تحظى بثقة العدد الكافي للحصول على حاصل انتخابي حقها الطبيعي أن تحصل على مقعد نيابي وبمعزل عن أي مذهب، وهذا الحق طبيعي. لكن بطبيعة الحال هذا لا يعني أننا ليس لدينا معركة انتخابية في بعلبك الهرمل كما في بقية الدوائر، لكن كما قلنا هذه المعركة الانتخابية ليست مع أحد، بل هي معركة عنوانها أن من حقنا الطبيعي أن نعمل وأن نجهد نحن وأنتم وكل الإخوان والأخوات في دائرة بعلبك الهرمل للحصول على أعلى حاصل انتخابي ونوصل إلى المجلس النيابي أكبر عدد من النواب. وهذا الهدف مشروع وجميع القوى السياسية اللبنانية ستعمل على هذا الهدف".

وأشار إلى انه "سيكون هناك لوائح ومتنافسون، وستطرح أسئلة وملاحظات وبيانات وهذا جيد، ويجب أن نتابع الشهرين المقبلين ماذا سيقال، ونحن سنتكلم أيضا، وأنا أريد أن أشير الى الملاحظة التالية: وهي انه لا ينبغي أن يضيق صدرنا من أي شيء أبدا، الذي لديه كلام فليتكلم، ولكن طبعا الشتائم والاتهامات الظالمة والإهانات الشخصية، هذا أمر ممنوع وحرام وغير أخلاقي ولا يمت للأخلاق بصلة، لكن أنت لديك ملاحظات وتقييم وأفكار، نناقش ونتكلم ولدينا شهرين نسمع خلالها ونتكلم ونوضح".

وقال: "اليوم مثلا من أهم المسائل، التي أدعو إلى النقاش فيها والتساؤل عنها مثلا: ماذا قدم لنا نواب حزب الله، لنرى خلال هذه الفترة الماضية ماذا قدم نواب حزب الله؟ هذه الدائرة هي موضع اهتمام كبير من بين الكثير من الدوائر، وأنا لا أقول إنها هي الدائرة الوحيدة، لكن هي من بين الدوائر القليلة، التي ستكون محط الانظار. لماذا؟ لعدة أسباب، ومن بين الأسباب أن هذه الدائرة هي دائرة واحدة، وكأنها قضاء واحد، ويوجد فيها عشرة مقاعد، وهذا العدد ليس صغيرا، لكن السبب الحقيقي هو هوية هذه المنطقة، وانتماؤها، وتاريخ هذه المنطقة مع المقاومة ومع حزب الله بالتحديد. وكل عنوان المعركة الانتخابية المقبلة عند الاميركان والسعوديين وعند بعض القوى السياسية وعند آخرين أن العين هي بالتجديد على حزب الله بهذه الانتخابات، إلى أين؟ وبالتالي لأن دائرة بعلبك الهرمل تعني لحزب الله ما تعني وحزب الله يعني لها ما يعني، يريدون أن يعطوا جهدا خاصا لهذه الدائرة".

أضاف: "في مكان ما، لا يحتاج الأمر إلى اختراع بطولات وهمية، يوجد بعض الناس يقولون نحن سنخرق ببعلبك الهرمل. ولكن في القانون النسبي أي لائحة تحصل على الحاصل الانتخابي ستأخذ نائبا وهذا الأمر طبيعي وهذا ليس خرقا ومن الآن أنا أقولها. نعم، تصبح معركة اللائحة هي معركة الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد، وهذا هو المنطق لأننا لسنا بقانون أكثري بل نحن قانون نسبي، وعندما ذهبنا ووافقنا، بل بذلنا جهودا من أجل القانون النسبي كنا نعلم أن في بعلبك الهرمل ستوجد فرصة لذهاب مقعد أو أكثر من المقاعد العشرة، التي كان حزب الله يحصل عليها بفعل الأكثرية الموجودة في دائرة بعلبك الهرمل. وهذا الأمر قمنا به من أجل المصلحة الوطنية الكبرى".

وتابع: "اليوم مثلا من أهم المسائل التي أدعو إلى النقاش فيها والتساؤل عنها مثلا: ماذا قدم لنا نواب حزب الله؟ لنرى خلال هذه الفترة الماضية ماذا قدم نواب حزب الله. لأن هذا السؤال من الطبيعي أن يطرح، طبيعي جدا في كل بيت وليس في مواقع التواصل الاجتماعي، أنا أريد أن أصحح السؤال، بناء على المقدمة التي قلتها في الترشيحات، اليوم في حقيقة الحال الناس عندما تنتخب هي تنتخب القوى السياسية عندما يكون المرشحون من القوى السياسية، فعندما يكونون من مرشحي حزب الله فيكون الناس ينتخبون حزب الله، أو ينتخبون حركة أمل أو ينتخبون التيار الوطني الحر أو ينتخبون الحزب القومي أو ينتخبون مثلا الحزب الاشتراكي أو الحزب الفلاني، غير الترشيحات الشخصية، الناس ترى الحزب أو الحركة أو التيار أو الجهة السياسية التي رشحت هؤلاء الأشخاص".

وأردف: "السؤال الصحيح في كل الدوائر، وهنا أقول بالتحديد في بعلبك - الهرمل إن أهل بعلبك - الهرمل الذين سوف يكونون طبعا موضع شغل كبير خلال الشهرين المقبلين من اللوائح المنافسة، وأرجع وأقول حقهم الطبيعي طالما في الدائرة القانونية والمشروعة، كل واحد يقعد بينه وبين نفسه وحتى مع عياله ويجري نقاشا، ليس نواب حزب الله ماذا قدموا لنا، الصحيح أن نسأل: حزب الله ماذا قدم لنا، لأن النواب هم جزء من ماكينة حزب الله ومن آلية حزب الله ومن جهاز حزب الله، لا يوجد نائب يشتغل لحاله ولا يوجد نائب يعمل إنجازا لحاله، توجد أمور يجب الموافقة عليها من الحزب، تقول نعم وتقول لا، توجد أمور تمنع منها وتوجد أمور تشجع عليها، وتوجد أمور تحمله فيها المسؤولية، إذا يوجد حزب الله مجتمعا، حزب الله مجتمعا، قيادة حزب الله وتشكيلات حزب الله وقيادات حزب الله وتنظيم حزب الله، شباب حزب الله ونواب حزب الله ووزراء حزب الله وبلديات حزب الله ومشايخ حزب الله، هؤلاء الذين أسمهم حزب الله يا أخي منذ ال82 إلى ال2018 ماذا قدموا إلى بعلبك - الهرمل، لنر، إذا سقطنا في الامتحان لا ينتخبوننا، لا أحد سوف يأتي إلى بعلبك - الهرمل ويقول لهم والله على غير بعلبك الهرمل، لكن أنا أتكلم عن بعلبك الهرمل لخصوصية المناسبة، لا أحد سوف يأتي من الآن وفيما بعد ولاية الفقيه مثلما الآن يتهموننا، ولاية الفقيه والتكليف الشرعي لا.. لا.. لا.. ولا يوم عملنا نحن هكذا".

وقال: "نعم، فليجتمع الناس ويجروا مراجعة كاملة ويروا منطقة بعلبك الهرمل ومنطقة البقاع، وابدأوا فيها بالجغرافيا من المكان الذي تريدونه، الآن يمكن تأثير حزب الله ونفوذه ضمن جزء من هذه المنطقة، تستطيع أن تقف هنا أو هناك وتأخذ سيارتك وتمشي فيها شمالا، وترى وتفكر هذه المنطقة حول حزب الله ومن مع حزب الله في هذه اللائحة، باعتبار أن التركيز كله سوف يكون في بعلبك الهرمل على حزب الله يعني بشكل أساسي، ماذا قدم حزب الله لهذه المنطقة منذ 82 إلى اليوم معنويا وأمنيا وجهاديا وموقعها في المعادلة الوطنية وموقعها في المعادلة الإقليمية وسلامتها واستقرارها وكرامتها؟ ماذا قدم لها على المستوى الثقافي وعلى المستوى الاجتماعي وعلى مستوى الخدمات وعلى مستوى التنمية وعلى كل صعيد؟"، موضحا "وليس شرطا في كل شيء أن نحصل على علامات عالية، أليس هكذا في الامتحان يعملوا، شيء تأخذ عليه 19 من عشرين وشيء 15 من عشرين وشيء 10 وشيء 8 على عشرين، لكن آخر شيء يجمعون كل العلامات ويبين إما ناجحا وإما راسبا. جيد أن نعمل هذه الحسبة ونرى بمجموع العلامات، ولا أحد من إخواننا أو أخواتنا أو ناسنا يصغي إلى ما سوف يحصل، أو بدأ يحصل من أكلة الرؤوس، يعني الذي يأتي ليأكلوا رأسنا، يعني ماذا عملتم وماذا سويتم؟".

أضاف: "على مهلكم، نحن عملنا وسوينا ما شاء الله، اليوم لن أتكلم عن الموضوع لكنني أطرح العنوان، ومعنا شهران وسوف نتكلم، سوف نتكلم ونقول بالملموس: ليس المطلوب أن يكذب أحد على الناس ولا يجوز أن يكذب على الناس: نحن حزب الله ماذا تعني له بعلبك الهرمل؟ وماذا كانت تعني له وما زالت تعني له؟ ما هي طبيعة العلاقة القائمة بين المقاومة بكل فصائلها وخصوصا حزب الله مع أهل بعلبك الهرمل؟ هذه العلاقة التبادلية وهذه العلاقة الروحية وهذه علاقة الوفاء وهذه علاقة الاندماج، علاقة المسؤولية خلال كل المراحل التي سبقت، والمراحل الآتية. هذا كله إن شاء الله يجب أن يكون معرض حديثنا وبحثنا نحن وإياكم وكلنا بيننا وبين بعضنا، لكن بشكل طبيعي جدا باعتبار أنه الآن الماكينات تشكلت واللوائح تكاد أن تعلن، ونقول نعم منذ اليوم كلنا معنيون أن نحمل هذه المسؤولية.

اليوم، أهل بعلبك الهرمل، وبالتحديد أهل المقاومة في بعلبك الهرمل يجب أن يتحملوا المسؤولية، مسؤولية العمل ومسؤولية التفكير ومسؤولية الدفاع ومسؤولية التوضيح ومسؤولية التبيين، وحتى إذا كانت توجد لديهم ملاحظات يجب أن يقولوها لنا، مسؤولونا موجودون ونوابنا موجودون الطريق مفتوح، وبالتالي اليوم في هذه الدائرة التي قلت إنها سوف تكون العين عليها، ومنذ الآن بدأت العين عليها".

وتابع: "اليوم عندما يأتون في السفارة الأمريكية ليجتمعوا وعندما يأتون في السفارة السعودية ويجتمعون، يبدأون بالتكلم عن تشكيل لوائح، أنا أتكلم عن معلومات، يبدأون بالتكلم عن تشكيل لوائح وعن الدعم المالي وعن جمع الناس ليركبوا في لائحة معينة، من أهم المناطق العين مفتوحة عليها بشكل أساسي هي بعلبك الهرمل.

نحن في هذا السياق، ما هي مسؤوليتنا؟ مسؤوليتنا واضحة، نحن وإياكم إن شاء الله بدأنا سويا منذ زمن مع السيد عباس رضوان الله تعالى عليه، السيد عباس كان واسطة الخير لي ولإخوان آخرين من إخواننا بعضهم ما زال على قيد الحياة وبعضهم توفاهم الله، مثل الشيخ محمد خاتون (الله يرحمه) ومثل الشيخ علي خاتون (الله يرحمه) ومثل السيد علي الحسيني (الله يرحمه)، ومثل الشيخ أيمن همدر (الله يرحمه).

إخوان كانوا واسطة الخير أنه أتينا إلى هذه المنطقة وتعرفنا على أهلها وعلى طيبتهم وعلى كرمهم وعلى إخلاصهم وعلى صدقهم وعلى شهامتهم وعلى شجاعتهم، وهذا شهدناه في كل المراحل الصعبة، في الحد الأدنى نتكلم منذ 78 عندما كنت أنا عندكم وبينكم وشاب صغير كبرت عندكم، واليوم نحن في ال2018 عندما نأخذ حصاد الأربعين سنة منذ 78 أو نأخذ الحصاد منذ 82 بشكل مباشر تحت عنوان حزب الله، نرى أن لدينا حصادا كبيرا جدا للبنان وللمنطقة وللاسلام ولمشروع المقاومة وللمشروع الوطني، هذا الذي دفع ثمنه دماء غالية من علمائنا وشهدائنا ورجالنا ونسائنا وأبنائنا وفلذات أكبادنا وأحبائنا، وما زالوا في كل يوم يدفعون هذه الدماء الغالية، بالتأكيد هو من مسؤوليتنا أن نحافظ عليه بقوة وأن نحميه بقوة، في المجلس النيابي".

وأردف: "لو تذكرون، في 1992 السيد عباس كان مؤيدا بشدة عندما كان أمينا عاما، كنا نناقش أنه نريد أن نشارك في الانتخابات، نحن فيما بعد نفذنا وصية السيد عباس، العنوان الأساسي كان في المجلس أهم هدف لوجود نوابنا في المجلس النيابي ولاحقا لوجود وزرائنا في الحكومة هو حماية المقاومة، واحد منكم ممكن أن يقول ماذا يعني حماية المقاومة؟ نعم حماية المقاومة من التآمر عليها، حماية المقاومة من التآمر الداخلي عليها، هذا الأمر كان قائما بقوة وما زال قائما، في حرب تموز كان التآمر من داخل مؤسسات الدولة على المقاومة، وبالتالي أهم إنجاز تحقق حتى الآن وأهم إنجاز مطلوب من جمهور المقاومة أن يسأل عنه أنه نحن نريد من نوابنا ومن وزرائنا ونريد من حضورنا نحن وحلفاؤنا في حركة أمل وبقية القوى السياسية، أهم إنجاز هو أن نحافظ على المقاومة وأن نحميها في مواجهة المؤامرات، تيلرسون ماذا أتى ليعمل يا إخواننا قبل كم يوم؟ ماذا أتى ليعمل؟ لم يناقش التفصيل لبلوك 9 والحدود البرية، هذا تركه لساترفيلد، أتى ليقول للمسؤولين اللبنانيين توجد مشكلة في لبنان اسمها حزب الله يجب أن تحلوها، اسمها سلاح حزب الله وسلاح المقاومة يجب أن تحلوها".

واستطرد: "طيب في كل هذه المنطقة اللبنانيون اليوم يشعرون أكثر من أي زمن مضى، توجد بعض القوى السياسية ويوجد بعض الأشخاص، هؤلاء لا يوجد مجال لإقناعهم لا يوجد مجال، وأنا سابقا قلت تعبيرا، قلت لو يرجع السيد المسيح عليه السلام إلى الحياة الدنيا ويقول لهم أنا السيد المسيح الذي تعتقدون بي ما تعتقدون، وأنا أؤمن بالمقاومة وبسلاح المقاومة وأؤيد بقاءها فلن يقبلوا منه ذلك، ويوجد مسلمون إذا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول لهم نفس الكلام فلن يقبلوا منه ذلك، هذه المجموعة هذه خالصة".

ولفت إلى ان "اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعد التجربة مع الإسرائيلي وبعد التجربة مع التكفيري، بعد التحرير الأول وبعد التحرير الثاني، أعتقد حقيقة أنه توجد أكثرية شعبية حقيقية لبنانية تؤمن بعنصر المقاومة كأحد عناصر القوة في المعادلة الذهبية، طيب هذا أتى تيلرسون والأمريكان ليضغطوا لبنان كي ينزعوا منا السلاح، أنا تلك المرة التي تكلمت فيها عن البلوك 9 والنفط والغاز، حقيقة الآن إسرائيل إذا ما عندها شيء تخافه هل تنتظر أحد؟ أم نراها مدت الأنابيب وقربت على البلوك 9 والبلوك 8 والبلوك 10 وعملت منشآت ولا أحد قادر أن يفعل شيئا، حتى إذا كانت لديه النية ليعمل شيئا لا أحد قادر على عمل شيء، القدرة اليوم لسبب أو لآخر متاحة بين يدي المقاومة، وقلت هذا ليس انتقاصا من الجيش اللبناني أبدا، الجيش لا يتم تسليحه ولا يتم إعطاؤه السلاح، يأتون له ب "وليس" ويأتون له بملالة ويأتون له ب "أم سكستين" وهكذا شيء يعني. لكن صواريخ أرض ـ جو وأرض ـ أرض وأرض ـ بحر هذا غير مسموح به، هذا ليس مسموحا به، هذه المقاومة التي يتآمر عليها الأمريكي اليوم جمهورها وناسها في رأس أولوياتهم مثلما جمهورها وناسها يقولون نحن جاهزون لنقدم الدم".

وأشار "مثلا الآن على سبيل وإن كانت حالة جزئية، ويمكن بعض الإخوان يقولون إنه لا يوجد داع للوقوف عندها يا سيد، لكن دعوني أقف عندها "معليش" لأنني أنا أحترم كل الآراء ولو كانت حالة جزئية، حتى ولو كان رأيا واحدا وسلوكا فرديا "معليش خليني أنا ناقشه"، أنه يا سيد لو خضت بنا البحر لخضناه معك، دم أولادنا نعطي دم أولادنا، لكن بالأصوات نريد أن نقعد لنناقش قليلا، "معليش" لنناقش لا توجد مشكلة، لكن أنا أحب أن أقول لك قبل الاقتصاد والسياسة والخدمات والبنية القانونية وكل الذي سوف نتكلم فيه على مدى شهرين دعوني منذ اليوم أن أقول لكم هذا الوضع لتفكروا فيه جيدا: لتحمي دم إبنك وإنجاز دماء أبنائنا وشهدائنا التي هي المقاومة واستمرارية المقاومة وقوة المقاومة أيضا، أنت أولى أن تعطي صوتك لتحميها.

إذا كنت غير مقتنع بأنه يوجد تآمر على المقاومة دعني أوضح لك وأقول لك: يوجد تآمر كبير على المقاومة أكثر من أي زمن مضى، أكثر من أي زمن مضى، اليوم الأمريكان هم أتوا بالمباشر حيث فشلت الأدوات وداعش فشلت وجبهة النصرة فشلت وأدوات أميركا في المنطقة فشلت، وأداة أميركا الكبرى في المنطقة التي هي إسرائيل باتت تبني جدرانا لتحمي نفسها، اليوم الأمريكيون هم أنفسهم أتوا، هم في سوريا أتوا ليثبتوا مواقعهم في العراق، الآن هذا يصير موقف الإخوة في العراق، وأتوا "ليطحشوا" على إيران و"طاحشين" على المنطقة ويتدخلون في التفاصيل اللبنانية، ساترفيلد مساعد وزير الخارجية أو نائب وزير الخارجية لا أعرف قاعد جمعتين وثلاثة هنا من أجل سواد عيون اللبنانيين، لماذا قاعد عندنا ورايح جاي ورايح جاي؟ إذا يوجد تحد كبير، لبنان والمنطقة كلها ذاهبة عليه، وهذا جزء من التآمر، هل نحمي إنجازاتنا؟ هذا جزء من المسؤولية الذي تعبر عنه الانتخابات".

وختم "على كل، نحن إن شاء الله نحن وإياكم، إخوة السيد عباس وتلامذة السيد عباس ورفاق السيد عباس وأبناء السيد عباس وإخوة وأخوات السيدة أم ياسر، هذه القافلة المباركة من الشهداء والمجاهدين سنكمل الطريق ونحفظ الأمانة ونحفظ الوصية كما حفظناها حتى الآن، وكل عام وأنتم بخير إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".