المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 23 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february23.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حُكَّامُكِ قومٌ مُتَمرِّدونَ وشُرَكاءُ لقُطَّاعِ الطُّرُق. كلُّهُم يُحِبُّ الرَّشوَةَ ويسعى وراءَ الرِّبحِ. لا يُنصِفونَ اليتيمَ بشيءٍ، ولا تصِلُ إليهِم دَعوى الأرملَةِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/البدائل غير موجودة ولهذا حزب الله يحكم لبنان ويتحكم بحكامه وبطاقمه السياسي

الياس بجاني/لا ثقة ولا احترام ولا اعتبار لجاحد لا يعرف معنى العرفان بالجميل ويبدل اقنعته غب مصالحه والمنافع

الياس بجاني/ربع الصفقة الخطيئة في لبنان هم شركاء حزب الله في مجزرة الغوطا

الياس بجاني/جحود وخبث ونرسيسية الذين ذبحوا 14 آذار وفرطوها

الياس بجاني/الإعتراف باحتلال حزب الله هو معيار صدق أو نفاق اللبناني

الياس بجاني/زمن عاطل واطقم من السياسيين التجار الأقزام

 

عناوين الأخبار اللبنانية

زمن العمالقة/المواقف المصيرية لا يتخذها سوى الكبار والأحرار والمؤمنين

بيان "تقدير موقف" رقم 148/الفساد ليس إختصاص مهنة السياسية بل هو معمم على المهن الحرّة والحرفيين وحتى العمال البسطاء!

الجيش: لبنان جدد في الاجتماع الثلاثي تمسكه بسيادته ومياهه البحرية وثرواته النفطية ورفض محاولات العدو المس بها

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 22 شباط 2018

مفاوضات ساترفيلد العائد إلى لبنان «في اتجاه معقول براً وبحراً»

هل رشح “حزب الله” جميل السيِّد لتأمين الحصانة له خوفاً من ملاحقته؟

تمرين للجيش الإسرائيلي يحاكي إمكانية نشوب حرب مع لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مرشح «البارشوت» عن «حزب الله» يثير النقمة في جبيل: من يهمّشنا هم الثنائية الشيعية

السفارة البريطانية: زيارة رود للبنان شكلت فرصة للاطلاع على مساهمة مساعدات بلادها

المشنوق تابع قضية خطف الطفلة السورية حتى تحريرها: نفتخر واللبنانيين بالانجاز النوعي لقوى الأمن وشعبة المعلومات

شعبة المعلومات تحرر طفلة بر الياس وتوقف الخاطفَين في عملية نوعية

أبناء القرى الشيعية في كسروان - الفتوح وجبيل يرفضون مرشح حزب الله

بالأسماء: 35 مرشحاً لـ"الوطني الحر" قيد التفاوض

ماذا يجري في الشوف وعاليه؟

الوطنيون الأحرار: للتحرك تجاه الأمم المتحدة حفظا لحق لبنان بثرواته والوقت حان لإقفال ملف الكهرباء

لقاء بري – ساترفيلد: لا جديد

استراتيجية ساترفيلد للحل: توفيق بين المطالب لضمان الاستقرار "المستقبل" يعلن ترشيحاته في 1 آذار والحريري يزور السعودية الموازنة خلال اسبوع... والجبير: حزب الله اكبر منظمة ارهابية

 

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تضارب حول دخول النظام إلى منطقة خاضعة للأكراد في حلب

«إبادة» في الغوطة ودعوات دولية إلى هدنة

الجبير يدعو دول الأوروبي الى التعاون لوقف تدخل إيران بالمنطقة و,جدّد اتهام الدوحة بالإرهاب وقلل من تأثير الأزمة معها على "الخليجي"

بغداد رداً على مسؤول إيراني: لاتوجد دولة تهيمن على العراق

الأردن: لا استئناف للعلاقات الديبلوماسية مع قطر قريباً

السيسي يلمح إلى تفوّق على تركيا: سنصبح مركزاً إقليمياً للطاقة

الجيش المصري يعلن حصيلة أسبوعين من عملية سيناء ومقتل 7 عسكريين و71 «تكفيرياً»... ومناورات مع البحرية الفرنسية

وزير  الخارجية السعودي: نقول لإيران كفى «الثورة انتهت» وأكد أن بلاده لم تسع إلى الحرب في اليمن وأنما فرضت عليها

تباين بين المسؤولين الإيرانيين حول احتجاجات طهران/وزير الداخلية يعلن براءة جماعة دينية والمتحدث باسم القضاء يطالب بـ«عقوبات عاجلة» للموقوفين

نتانياهو يترنح سياسياً وأقرب مقربيه «شاهد ملك» ضده

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«الضّامنون» لوقف النار في لهيب انهياره/راغدة درغام/جريدة الجمهورية

إيران ستقاتل وحيدة: عَليَّ وعلى أعدائي/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

حاكموهم/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

هذا ما يَحدُث في كواليس «مؤتمر روما»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

يُحذّرون من الربيع الساخن/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

توافق "القوات" - "الكتائب" يقلب المشهد... إن حصل/هيام القصيفي/الأخبار

الغوطة وعفرين والتطمين الإيراني لإسرائيل/وليد شقير/الحياة

المجزرة: حصة سورية من العالم/حسام عيتاني/الحياة

على حافة الهاوية/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

مشكلة الأكراد مع تركيا وإيران وليست مع العرب والعراق وسوريا/صالح القلاب/الشرق الأوسط

السادة المحترمون/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الوطن وحوارات الوطنية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

باكستان تراجع حساباتها الأفغانية لإعادة المساعدات الأميركية/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

من ورد مارديني في الغوطة الشرقية

النُعاس الذي يرافق ارتكاب الجريمة في الغوطة/حازم الأمين/الحرة

ماذا يريد «المجتمع المدني» في لبنان/الياس خوري

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون اختتم زيارته لارمينيا بعشاء اقامه سركيسيان على شرفه: عدم الاعتراف بمجازر الماضي والمحاسبة عليها شجعا على ارتكاب مجازر الحاضر

الحريري ترأس اجتماعا للجنة درس الموازنة خليل: لم نناقش أي ضريبة جديدة خلافا لما تم تداوله

الراعي استقبل سفير المكسيك وكاردل ووفدا من منتدى الشرق للتعددية

لاسن زارت البقاع للاطلاع على احتياجات اللاجئين السوريين وأعادت تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي بدعمهم ومضيفيهم

وفد ايراني جال في النبطية عبد الحسين: مؤازرة ايران للمقاومة وضعت لبنان في موقع القوة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

حُكَّامُكِ قومٌ مُتَمرِّدونَ وشُرَكاءُ لقُطَّاعِ الطُّرُق. كلُّهُم يُحِبُّ الرَّشوَةَ ويسعى وراءَ الرِّبحِ. لا يُنصِفونَ اليتيمَ بشيءٍ، ولا تصِلُ إليهِم دَعوى الأرملَةِ.

اشعيا 01/من01حتى31/إسمعي أيَّتها السَّماواتُ واَصغي أيَّتها الأرضُ، لأنَّ الرّبَّ يتكلَّمُ: البنونَ الذينَ رَبَّيتُهُم ورفعتُهُم تمَرَّدوا عليَ. الثَّورُ يعرفُ مُقتَنيهِ والحمارُ مَعلَفَ صاحبِهِ، أمَّا بَنو إِسرائيلَ فلا يعرِفونَ، شعبي لا يفهَمُ شيئًا. ويلٌ للأُمَّةِ الخاطئةِ، للشَّعبِ المُثقَلِ بالإثْمِ، لنسلِ الأشرارِ والبنينَ المُفسِدينَ! تركوا الرّبَّ اَستَهانوا باللهِ قُدُّوسِ إِسرائيلَ، وإليهِ أداروا ظُهورَهُم. أينَ تَضرِبونَ بعدُ أنتُم تُمعنونَ في التَّمرُّدِ عليَ، أعلى الرَّأسِ وكُلُّهُ مريضٌ؟ أم على القلبِ وهوَ بأكمَلِه سقيمٌ؟ مِنْ أسفَلِ القَدمَينِ إلى قِمَّةِ الرَّأسِ لا صِحَّةَ فيكُم، بل جروحٌ ورُضوضٌ لا تُضَمَّدُ، وقُروحٌ طَريئةٌ لا تُفقَأُ ولا تُليَّنُ بزَيتٍ. أرضُكُم خرابٌ ومُدُنكُم مَحروقَةٌ بالنَّارِ. حُقولُكُم يأكُلُ غِلالَها الغُرباءُ أمامَ عُيونِكُم. خرابُها كخرابِ سَدومَ. إبنَةُ صِهيَونَ بَقيَت وحدَها، كخيمةٍ في كَرمِ، ككوخ في مَزرَعةٍ، كمدينةٍ تَحتَ الحِصارِ. ولَولا أنَّ الرّبَّ القديرَ ترَكَ لنا بَقيَّةً مِنَ النَّاجينَ، لَصِرنا مِثلَ سَدومَ وأشبَهْنا عَمورَةَ. إسمَعوا كلامَ الرّبِّ يا حُكَّامَ سَدومَ! أصغوا إلى شريعَةِ إلَهِنا يا شعبَ عَمورةَ. يقولُ الرّبُّ: ما فائدَتي مِنْ كثرةِ ذبائحِكُم؟ شَبِعتُ مِنْ مُحرَقاتِ الكِباشِ وشَحْمِ المُسَمَّناتِ. دمُ العُجولِ والكِباشِ والتُّيوسِ ما عادَ يُرضيني. حينَ تَجيئونَ لتَعبُدوني، مَنْ يطلُبُ ذلِكَ مِنكُم؟ لا تَدوسوا بيتي بعدَ اليومِ وبتَقدِماتِكُمُ الباطِلَةِ لا تَجيئوا إليَ، فرائحَةُ ذبائحِكُم مَعيبةٌ عِندي. شعائِرُ رأسِ الشَّهرِ والسَّبتِ، والدَّعوَةُ إلى الصَّلاةِ لا أُطيقُها، ولا أُطيقُ مَواسِمَكُم واَحتِفالاتِكُم. رُؤوسُ شُهورِكُم وأعيادُكُم كَرِهَتْها نفْسي. صارَت ثقْلاً عليَ وسَئمْتُ اَحتِمالَها. إذا بَسَطْتُم أيديَكُم للصَّلاةِ أحجبُ عينَيَ عَنكُم، وإنْ أكثَرتُم مِنَ الدُّعاءِ لا أستَمِعُ لكُم، لأنَّ أيديَكُم مَملوءَةٌ مِنَ الدِّماءِ. فاَغتَسِلوا وتَطهَّروا وأزيلوا شرَ أعمالِكُم مِنْ أمامِ عينَيَ وكُفُّوا عَنِ الإساءةِ. تعَلَّموا الإحسانَ واَطلُبوا العَدلَ. أغيثوا المَظلومَ وأنصِفوا اليتيمَ وحاموا عَنِ الأرملَةِ. ويقولُ الرّبُّ: تَعالَوا الآنَ نتَعاتَبُ. إنْ كانَت خطاياكُم بِلَونِ القِرمِزِ، فهيَ تَبيَضُّ كالثَّلج؟ وإنْ كانَت حمراءَ غامِقَةً، فهيَ تصيرُ بيضاءَ كالصُّوفِ؟ لو كُنتُم سَمِعْتُم لي، لأكَلتُم خيراتِ الأرضِ ولكِنَّكُم رفَضتُم وتمَرَّدتُم عليَ فكنتُم طَعامًا للسَّيفِ. أنا الرّبُّ تكلَّمَ. كيفَ صارَتِ المدينةُ الأمينَةُ زانيةً. كانَت عامِرةً بالعَدلِ وفيها يَسكُنُ الحَقُّ. أمَّا الآنَ ففيها يسكُنُ القَتلَةُ. فضَّتُكِ صارَت زَغَلاً وخمرُكِ مَغشوشةٌ بماءٍ. حُكَّامُكِ قومٌ مُتَمرِّدونَ وشُرَكاءُ لقُطَّاعِ الطُّرُق. كلُّهُم يُحِبُّ الرَّشوَةَ ويسعى وراءَ الرِّبحِ. لا يُنصِفونَ اليتيمَ بشيءٍ، ولا تصِلُ إليهِم دَعوى الأرملَةِ. لذلِكَ قالَ الرّبُّ القديرُ جبَّارُ إِسرائيلَ: سأُريحُ نفْسي مِنْ خصومي وأنتَقِمُ مِنْ أعدائي فأرفَعُ يَدي علَيكِ يا أورُشليمَ، أُنَقِّي زَغَلَكِ بالنَّطرُونِ وأُزيلُ كُلَ أقذارِكِ. وأُعيدُ قُضاتَكِ إليكِ كما في الأوَّلِ، ومُرشِديكِ كما في البَداءَةِ، فتُدعَينَ مدينةَ العَدلِ، المدينةَ الأمينة. بالعَدلِ تُفتَدى صِهيَونُ، وبالحَقِّ أهلُها التَّائبونَ. أمَّا المُتَمرِّدونَ والخاطِئونَ جميعًا فيَهلِكونَ، والذينَ ترَكوا الرّبَّ يَفنَونَ. ستَخجلونَ مِنْ عِبادةِ أشجارِ البُطْمِ، وتَستَحونَ مِنْ تقديسِ جنائنِ الأوثانِ، فتَصيرونَ كبُطمَةٍ ذَوَت أوراقُها، وكجنَينَةٍ لا ماءَ فيها. ويصيرُ الجبَّارُ فيكُم كالقُشورِ وعمَلُهُ كالشَّرارةِ، فيَحترِقانِ كِلاهُما معًا ولا مَنْ يُطفئْ. 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

البدائل غير موجودة ولهذا حزب الله يحكم لبنان ويتحكم بحكامه وبطاقمه السياسي

الياس بجاني/22 شباط/18

طبعاً طبعاً، وأكيد أكيد ومليون أكيد وطبعاً فإن حزب الله ليس قوياً ولا هو سوبرمان ليحكم لبنان دون مقاومة، بل لأن من يدعون معارضته هم في سوادهم الأعظم منافقون واذلاء وضعفاء وذميون وتجار وقليلو إيمان وخائبو رجاء ويعشقون الأبواب الواسعة ويعبدون المال وكل ما هو تروات ترابية. كفاكم ذل وعبودية

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

لا ثقة ولا احترام ولا اعتبار لجاحد لا يعرف معنى العرفان بالجميل ويبدل اقنعته غب مصالحه والمنافع

الياس بجاني/22 شباط/18

تجنب هؤلاء وابتعد عنهم.. فلا ثقة بمتلون، ولا آمان لوصولي، ولا احترام لجاحد لا يعرف معنى الإعتراف بالجميل، ولا قيمة لمتزلف ومنافق، ولا اعتبار لمن لا يصون المبادئ والقيم ويلزم بهما في وقت الشدائد.

 

ربع الصفقة الخطيئة في لبنان هم شركاء حزب الله في مجزرة الغوطا

الياس بجاني/21 شباط/18

كل حليف لحزب الله وكل حليف لحلفاء حزب الله في لبنان هو شريك كامل الأوصاف في مجزرة الغوطا الشرقية وفي مجازر قتل وتهجير واذلال الشعب السوري.. والشريك الأخطر في لبنان لإجرام حزب الله هم ربع الصفقة الخطيئة الذين داكشوا الكراسي بالسيادة وربطوا رقابهم بحبال ذل ما سموه ربط النزاع

 

صاحبنا ما غيرو بيقتل القتيل وبيمشي بجنازتو وبيبكي عليه كمان

الياس بجاني/21 شباط/18

فعلاً نحن نعيش في زمن مّحل وبؤس وقادة وسياسيين وحكام اسخريوتيين، وربي كم هو شاذ ذاك المتذاكي والواهم والمتشاطر والجاحد.. فبعد فرطه 14 آذار والقفز فوق دماء شهدائها وربط رقبته بحبال ذل واقعيته ومساكنة المحتل والقبول بكسرات خبز موائده السلطوية ها هو يدعي ملكيته لثورة الأرز ويرفع شعاراتها ويتاجر بها من جديد! صحيح يلي ما استحو وقاطعين شرش الحياء بعدون ما ماتو!؟ ع الأكيد الأكيد هيدا صاحبنا وما غيرو!!

 

جحود وخبث ونرسيسية الذين ذبحوا 14 آذار وفرطوها

الياس بجاني/20 شباط/18

على الأكيد الأكيد فإن الذين داكشوا الكراسي بالسيادة وكفروا بدماء الشهداء وتلحفوا بالواقعية وربطوا رقابهم بحبال ربط النزاع وفرطو 14 آذار هم عملياً أخطر بمليون مرة من حزب الله وأكثر إرهاباً منه.. التاريخ لن يرحم هؤلاء ولا نار جهنم ولا دودها!!

 

الإعتراف باحتلال حزب الله هو معيار صدق أو نفاق اللبناني

الياس بجاني/19 شباط/18

كل مسؤول وسياسي ونافذ ومواطن لبناني لا يقر علناً ودون خجل بأن حزب الله يحتل لبنان ويتحكم بحكامه وبمركز قراره ومؤسساته كافة هو يخدع نفسه قبل خداعه  المواطنين اللبنانيين. عملياً فإن الإعتراف بالمرض أهم هو عنصر في علاجه.

 

زمن عاطل واطقم من السياسيين التجار الأقزام

الياس بجاني/18 شباط/18

كم صعب في أيامنا التعتير هذه أن تجد سياسي في لبنان ضميره حي ولا يفكر بعقلية التاجر ومن غير فصيلة الحربائيين والأكرباتيين والمنافقين. وكم صعب أن تجد سياسي يحترم نفسه وثابت على مواقفه ويشهد للحق ولا يغلب مصالحه الخاصة على مصالح الوطن والمواطن. إنه فعلا زمن محّل وأقزام واستسلام.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

زمن العمالقة

فيديو/المواقف المصيرية لا يتخذها سوى الكبار والأحرار والمؤمنين.. اسمع ماذا ماذا قال الرئيس الراحل  سليمان فرنجية للموفد الاميريكي دين براون عام 1975! بحضور الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل ..رحم لله الكبار والشرفاء ويا ليت قادتنا الحاليين يتعلمون منهم ويغرفون من خوابيهم!!

اضغط على الرابط في أسفل

https://www.facebook.com/100010063352518/videos/111725662506212/

 

بيان "تقدير موقف" رقم 148/الفساد ليس إختصاص مهنة السياسية بل هو معمم على المهن الحرّة والحرفيين وحتى العمال البسطاء!

22 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62765

في السياسة

نسمع جميعاً وتحديداً ضمن البرامج الإنتخابية الحالية أن المرشح والمواطن وحتى المسؤول يريد "محاسبة الفاسدين" وإنهاء الفساد في لبنان!

· ويظنّ هؤلاء ان الفساد حالة أو مرض خاص يطال فقط أهل السياسة!

· وسرعان ما يصنّف هؤلاء المجتمع بين طبقة سياسية فاسدة ومواطنين صالحين!

· يغيب عن بال هؤلاء "الأوادم" أن الفساد حلقة متكاملة يشارك في رسمها سياسيون وغير سياسيين!

· الشجعان ينتفضون في مرحلة أولى من أجل محاولة كسر الحلقة رافعين شعار "محاربة الفساد"!

· وعند ظهور علامات العجز والإرهاق يسعى "الأوادم" للدخول إلى الحلقة أو الالتحاق بها ويتحولون من "أوادم" إلى فاسدين!

· قلائل هم من ينجون من هذه الهندسة!

· والفساد ليس إختصاص مهنة السياسية بل هو معمم على المهن الحرّة والحرفيين وحتى العمال البسطاء!

تقديرنا

· خيطوا بغير مسلّة!

· في لبنان لا نحاسب الفاسد..

· في لبنان نحاسب الفاشل!

 

الجيش: لبنان جدد في الاجتماع الثلاثي تمسكه بسيادته ومياهه البحرية وثرواته النفطية ورفض محاولات العدو المس بها

الخميس 22 شباط 2018 /وطنية - صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "عقد صباح اليوم اجتماع ثلاثي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء مايكل بيري، في حضور وفد من ضباط الجيش برئاسة العميد الركن مالك شمص، تمت خلاله مناقشة المواضيع المتعلقة بالحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ومسائل تتعلق بتطبيق القرار 1701. وقد عبر الجانب اللبناني مجددا عن موقف الحكومة اللبنانية المتمسك بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية، ورفض جميع محاولات العدو الإسرائيلي المس بها أو الإنتقاص منها، سواء لجهة إمكان مرور الجدار العازل في نقاط لبنانية أو لجهة وضع اليد على جزء من البلوك 9. وأكد موقف الجيش الحازم في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي على هذه الحقوق. كذلك عرض الجانب اللبناني خروقات العدو الجوية والبحرية والبرية للبنان وطالب بوقفها فورا. من جهته، ركز اللواء بيري على ضرورة الإلتزام الدقيق لمندرجات القرار1701 وترتيبات التنسيق والارتباط، مؤكدا أن المحافظة على الاستقرار هي مسؤولية الجميع، وأن القوات الدولية جاهزة للمساعدة على حل المشكلات المتعلقة بالحدود".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 22 شباط 2018

النهار

يزداد عدد النوّاب السابقين مع ترشيح جدد ومعه ترتفع كلفة التعويضات المخصّصة لهم ومعها الأعباء على الخزينة

عدم الاتّفاق على المشمولين بقانون العفو المتوقّع يحول دون الاتّفاق على إصداره قبيل موعد الانتخابات

يقول وزير سابق إن ضعف التمثيل الماروني في عاصمة الشمال منذ مدة يدفع باتّجاه خيار وحيد اليوم للتعويض عما سبق.

يقوم خلاف بين رئيس مجلس إدارة ومدير عام في إحدى المديريّات العامّة الحسّاسة ما يعوّق اتّخاذ الإجراءات اللّازمة والنافعة للمواطنين

البناء

تتعثّر المفاوضات الانتخابية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وكذلك بين تيار المستقبل والقوات، فيما يتأكد يوماً بعد يوم التحالف بين تيار المستقبل ونظيره البرتقالي في معظم الدوائر، على أن يكون الحزب التقدمي الاشتراكي ثالثهما في الجبل، وعليه لم تستبعد مصادر متابعة احتمال ترشيح الوزير غطاس خوري مكان النائب جورج عدوان في الشوف...

قالت مصادر دبلوماسية روسية إنّ صرف النظر عن التفكير بفرضية استقلالية أوروبا سياسياً وعملياً عن أميركا وفقاً لحسابات المصالح الأوروبية صارت سائدة في الكرملين بعدما كانت مواقف الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون تجاه الملف النووي الإيراني والوضع في سورية والملف الفلسطيني تبشر بشيء من الاستقلال مع مواقف متميّزة نسبياً لألمانيا، لكن الوقائع تثبت أنّ هذا لم يكن سوى كلام، فالمواقف في مجلس الأمن والسلوك العملي يثبتان أنّ أوروبا لا تزال تحت القيادة الأميركية، وأنّ الوقوع في وهم الاستقلال الأوروبي يدفع صاحبه لارتكاب الأخطاء

الجمهورية

قال مصدر إقتصادي إن أسعار الفوائد قد ترتفع أكثر بينما تُطالب أطراف سياسية بخفضها لخفض كلفة خدمة الدين العام.

تبيّن لمرجع نقابي أن قطاعاً خاصاً تتحكّم به قوى حوّلته إلى كارتيلات يصعب خرقها أو التوصل معها إلى حلّ.

يقول أحد النواب إنه باقٍ على موقفه لجهة عدم الترشّح للإنتخابات ولا شيء سيثنيه عن عزمه.

اللواء

ما يزال وزراء يتبادلون في مجالس ضيّقة، انتقادات حادّة تتعلق بالملفات والأداء أيضاً.

أمضى وزير وقتاً طويلاً لدى مسؤول كبير، في محاولة لمراجعة العلاقة، ومعرفة مسار التعاون بين تيارين في السلطة.

لم تؤدِ المشاورات بين حزبين وسطي ويميني إلى ترتيب قاعدة تحالف، بل استطلاع إيجابي للموقف.

المستقبل

قيل ان اكثر من أربع عائلات وازنة في تعداد أبناء الطائفة الشيعية في قضاء جبيل أبلغت مسؤولي "حزب الله" اعتراضها على ترشيح الحزب حسين زعيتر لتولي المقعد الشيعي النيابي عن القضاء.

 

مفاوضات ساترفيلد العائد إلى لبنان «في اتجاه معقول براً وبحراً»

الحياة/22 شباط/18/استأنف السفير دايفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركية بالإنابة امس، مسعاه لمعالجة الخلاف اللبناني- الإسرائيلي على الحدود البحرية وفي شأن مباشرة إسرائيل بناء الجدار الإسمنتي على الخط الأزرق البري في الجنوب، والذي يعترض لبنان على شموله 13 نقطة يعتبرها ضمن أراضيه. وقال مصدر لبناني بارز معني بالمفاوضات لـ «الحياة» مساء أمس بعد لقاءات ساترفيلد في بيروت، إن «الأمور تسير بالاتجاه المعقول، سواء على صعيد الحدود البحرية أو البرية». وقال السفير بيار دوكين المكلف من الرئاسة الفرنسية التحضير لمؤتمر «سيدر» لدعم لبنان اقتصادياً في باريس في 6 نيسان (أبريل) بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، إن «لا شروط على لبنان لعقد المؤتمر بل مؤشرات يجب إعطاؤها قبل الانتخابات النيابية وهي ليست معقدة». وبدأ ساترفيلد لقاءاته في بيروت، بعد عودته من إسرائيل حيث اجتمع إلى وزير الطاقة الإسرائيلي ومسؤولين آخرين، باجتماع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والسفيرة الأميركية لدى لبنان إليزابيت ريتشارد، «وتناول البحث التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية، وموقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية»، وفق بيان صادر عن قيادة الجيش. وقالت مصادر مطلعة إن قيادة الجيش استمعت إلى الوسيط الأميركي على أن يستكمل جولته على سائر المسؤولين. كما اجتمع إلى وزير الخارجية جبران باسيل في حضور السفيرة ريتشارد «وتناول البحث الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة»، كما أفادت الخارجية اللبنانية. والتقى ساترفيلد مساءً الحريري. ولم يدل الوسيط الأميركي بأي تصريح، فيما تكتمت الخارجية وأوساط رئاسة الحكومة على الأفكار التي حملها من إسرائيل، واكتفت مصادر الخارجية بالقول إن البحث «تم على أساس الحفاظ على حقوق لبنان ولم يطرح على وزارة الخارجية أي تنازل خلال اللقاء». وأضافت المصادر: «بالنسبة إلى الحدود البرية، المطروح هو أن يتم حل الخلاف لمصلحة وجهة نظر لبنان. وتناول الحديث ما يحفظ حقوق لبنان وحرصه بألا تتأثر عمليات التنقيب». وفيما ترددت معلومات بأن إسرائيل عادت فطالبت بحصة من البلوك 9 وهو ما يرفضه لبنان، أوضحت مصادر الخارجية أنه في ما خص البلوك 9، أكد لبنان موقفه الثابت بألا تنازل أو إعادة نظر فيه وأن لا نقاش على هذا البلوك، بل إن البحث يتناول المنطقة التي سبق أن حصل عليها الخلاف (المقصود بها مساحة الـ860 كلم مربع التي لا يقع البلوك 9 ضمنها وفق الخرائط اللبنانية). وأوضحت المصادر أن لبنان لا يريد أن يتأثر التنقيب في «البلوك 9» بالخلاف، مشيرة إلى أن إسرائيل ستتضرر أيضاً في حال تضرر لبنان. وقالت مصادر أخرى لـ «الحياة» ان بالنسبة إلى المنطقة المتنازع عليها سيحاول لبنان تحصيل أكبر قدر من المكتسبات مع التمسك بالإحداثيات التي قدمها والتي تؤكد ملكيته لمساحة الـ860 كيلومتراً مربعاً في المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر. وعلمت «الحياة» أن «خط هوف» الذي كان رسمه الوسيط الأميركي فريدريك هوف عام 2012 كان أعطى لبنان الحق في استثمار 500 كلم مربع وترك الـ360 كلم الباقية للتفاوض عليها، ولم يسلّم بأنها تعود لإسرائيل. ويفترض أن يدور التفاوض على المساحة المتبقية التي اعتبر لبنان أنها تعود إليه بكاملها. وكان ساترفيلد اقترح قبل زيارته تل أبيب إعطاء إسرائيل جزءاً من مساحة الـ360 كلم المتبقية، إلا أن لبنان رفض التنازل عن جزء من هذه المساحة. وفي السياق ذاته، اجتمع اللواء إبراهيم أمس إلى رئيس البرلمان نبيه بري ونقل إليه آخر المعطيات حول جهود ساترفيلد، وتلك التي تبذلها قيادة قوات الأمم المتحدة في الجنوب (يونيفيل) مع الجانب الإسرائيلي لئلا يشمل بناء الكتل الإسمنتية التي يقيمها الجيش الإسرائيلي النقاط التي تعود ملكيتها إلى لبنان، خصوصاً أنه كان اجتمع أول من أمس إلى قائد «يونيفيل» اللواء مايكل بيري. وينتظر أن يواصل ساترفيلد جولته فيلتقي الرئيس بري اليوم.

 

هل رشح “حزب الله” جميل السيِّد لتأمين الحصانة له خوفاً من ملاحقته؟

بيروت – “السياسة” /22 شباط/18/لم تستبعد أوساط سياسية متابعة لملف الانتخابات، أن يكون ترشيح “حزب الله” للمدير العام الأسبق للأمن العام اللواء جميل السيِّد للانتخابات النيابية المقبلة، الغاية منه تأمين حصانة للسيد خشية تعرضه للملاحقة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أو في ملفات أخرى، سيما وأن السيِّد اعتقل لما يقارب ثلاث سنوات، باعتبار أنه كان مشتبهاً به في جريمة اغتيال الحريري، ومن ثم عمدت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إلى إطلاق سراحه مع رفاقه الضباط الذين كانوا موقوفين للغاية نفسها، بعدما لم يثبت تورطهم. وأشارت المعومات إلى أن “حزب الله” ورغم عدم اعترافه بالمحكمة، فإنه يخشى من خلال المحاكمات التي تقوم بها وما يمكن أن يتكشف عنها في مرحلة لاحقة، أن يتم استدعاء أشخاص للاستماع إليهم، ومن ثم يصار إلى توقيف بعضهم إذا ثبت تورطهم في جريمة اغتيال الحريري، وفي الجرائم الأخرى التي حصلت بعد 14 فبراير 2005. وفي السياق عينه، كشفت المعلومات أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة “أمل” لم يكونا مرتاحين لقرار “حزب الله” ترشيح السيِّد عن أحد المقاعد الشيعية في دائرة بعلبك الهرمل، بالنظر إلى التباعد في العلاقة والمواقف بين بري والسيِّد.

 

تمرين للجيش الإسرائيلي يحاكي إمكانية نشوب حرب مع لبنان

القدس – الأناضول/22 شباط/18/أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أمس، أن “الجيش أجرى الأسبوع الجاري، تدريباً يحاكي إمكانية نشوب حرب مع لبنان”. وقال أدرعي “جرت خلال الأسبوع سلسلة تمارين على مستوى الألوية في القيادة الشمالية العسكرية، في إطار الجهود لرفع حالة الجاهزية في القيادة العسكرية الشمالية”. وأضاف “شاركت في التمارين قوات في الخدمة الإلزامية والاحتياط وتدربت على التجند بشكل سريع، وعلى القدرات بتفعيل النيران والاستعداد للحرب في منطقة لبنان”. وأوضح أنه “في إطار التمرين جرى تعاون واسع النطاق بين قوات المدرعات والهندسة والمشاة والمدفعية، حيث حاكت القوات سيناريوهات متنوعة في القتال المتواصل، بالإضافة الى تجريب القدرات والعمق اللوجستي”. وأشار إلى أن رئيس أركان الجيش غادي أيزنكوت تفقد “ساحة التمارين، حيث تم استعراض القدرات الميدانية وأهم نشاطات الألوية القتالية”. وأضاف “تأتي هذه التمارين في إطار خطة التدريبات المكثفة التي يجريها جيش الدفاع في العام الجاري، بهدف تأهيل المقاتلين والقادة لمختلف سيناريوهات القيادة الشمالية بهدف رفع جاهزية القوات لحالة الحرب”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مرشح «البارشوت» عن «حزب الله» يثير النقمة في جبيل: من يهمّشنا هم الثنائية الشيعية

 سهى جفّال/جنوبية/22 فبراير، 2018

كثيرة هي نقاط الضعف في أسماء مرشحي "الثنائي الشيعي" للإنتخابات النيابية، خصوصا في دائرة جبيل – كسروان التي كان المقعد الشيعي الوحيد فيها من حصة كتلة الوفاء للمقاومة والتي وقع خيارها على إبن البقاع الشيخ حسين زعيتر وهو الخيار الذي كان وقعه مدويا على القوى السياسية والأهالي في المنطقة الذين كانوا يفضلون ترشيح أحد أبناء عائلاتهم. الشيخ حسين زعيتر أو مرشح “البارشوت” عن حزب الله كما اطلق عليه أهالي جبيل، أثار إمتعاض كبير لدى مناصري “حزب الله” في المنطقة، أوّلا لجهة أن الشيخ زعيتر هو ابن بلدة القصر البقاعية، وليس إبن جبيل، عدا أنّه رجل دين ومسؤول المنطقة الخامسة (جبل لبنان والشمال) في “حزب الله”، وقد ظهر ان هذا الخيار كأن المقصود منه إستفزاز هذه المنطقة ذات الأغلبية المسيحية. ترجح مصادر خاصة لـ “جنوبية” من داخل البلدة أن ينعكس هذا الأمر على الحزب في المنطقة، وخصوصا في صفوف مناصريه الذين يجاهرون برفضهم ترشيح زعيتر كما سينعكس عليه أيضا برص الصفوف لدى الاحزاب المسيحية المنافسة. وبحسب معلومات أسرّها مصدر جبيلي لـ”جنوبية”، فإن ما يجعل الأمر أكثر حساسية لدى مؤيدي الحزب أن زعيتر لم يكن ضمن «بورصة» الأسماء التي جرى التداول في إمكان ترشحها خصوصا في هذه الدائرة، بل على العكس إجتمع زعيتر مرار مع جميع الشخصيات المؤيّدة للحزب في منطقة جبيل والتي كانت لديها طموح نيابي كممثل عن حزب الله من خارج المنطقة، ليتبيّن فجأة ولاحقا أنّ زعيتر أصبح مرشح الحزب عن المقعد الشيعي، الأمر الذي أعتبر من قبل أعيان المنطقة انه أقرب إلى الخيانة”.

وأشار المصدر أن ” المعروف ان هذه المنطقة هي الوحيدة التي لها خاصية متعلّقة مباشرة بالأمين العام لـ”حزب الله” نظرا لتنوّعها الطائفي، وهو ما يشير إلى مدى أهميّة وقوّة المرشح زعيتر المسؤول عن المنطقة الخامسة التي تأتي من ضمنها مدينة جبيل، بحيث تمّ وضع جميع أبناء المنطقة جانبا وتمّ إختيار إبن البقاع بديلا عنهم “.

ولفت المصدر إلى أن “الأمر السيّء كون اللاعبين الأساسيّين في المنطقة للحزب والذين لديهم علاقة بالشأن العام ليسا من أبناء المنطقة، وهما: الشيخ حسين زعيتر مسؤول المنطقة الخامسة من البقاع، وحسن المقداد الملقب بـ (حسن البلدي) وهو المسؤول عن العمل البلدي في هذه المنطقة وهو من بلدة مقني. وتابع ” فعلى ما يبدو هناك عملية فساد كبيرة لدرجة إقتناع قيادة الحزب بوضع جميع أبناء جبيل – كسروان جانبا وإختيار إبن بعلبك – الهرمل“. وقارب المصدر أهمية هذا الأمر عبر هذا التساؤل “ماذا لو تمّ ترشيح أحد البعلبكيين عن قضاء النبطية؟ ماذا كان ليحدث؟ وأكّد “ليس الشريك الآخر في الوطن مَن يهمش شيعة جبيل – كسروان، بل من يهمشهم هم شيعة لبنان”. وفيما يتعلّق بتخلّي “حزب الله” عن النائب عباس هاشم يتابع المصدر حديثه لـ “جنوبية” أن سبب ذلك يعود إلى أنه “تم الإتفاق على أن “حزب الله” هو من سوف يسمي مرشحيه الشيعة كما أن التيار الوطني سوف يسمي مرشحيه الموارنة أي لن يستطيع بذلك التيار تسمية شيعي ضمن لائحته . وهو ما يعني الذهاب نحو مذهبة المرشحين وإلحاق كل واحد بقطيعه”.

وأكّد المصدر أن “الترند الأساسي اليوم في جبيل حتى لدى أشدّ مؤيدي “حزب الله” هو أن من يحارب شيعة جبيل هم شيعة الجنوب وبعلبك”. مشيرا إلى أن “المشكلة الأكبر أن شيعة كسروان وهم عدد لا يستهان به غير ممثلين”. وأشار المصدر عن وجود “نقمة كبيرة لدى أبناء القرى الشيعية في هذه المنطقة ما سيؤدي بالتالي إلى حساسية لدى الشيعة الغير المتحزبين ويعطي حظوظا بالتالي للائحة الأخرى التي قد تكون لصالح المرشح النائب السابق محمود عواد”. في هذا السياق، كان لـ جنوبية” حديث مع النائب السابق والمرشح الحالي عن المقعد الشيعي في دائرة جبيل-كسروان محمود عواد أوضح فيه أنه “أصدر بيان قبل أيام خاطب فيه حزب الله وحركة أمل وطالبهم بإبقاء هذا المقعد الشيعي الوحيد في هذه المنطقة المتميزة من حصة أبناء المنطقة إلا أنّ الثنائي لم يتجاوب مع هذا المطلب وكأن شيئا لم يكن”. لافتا إلى أنه “على الرغم من ذلك، القانون يضمن للمرشح أن يترشح أينما كان في لبنان”.

وأكّد عواد أن “هذا الخيار أحدث رفضا وخوفا لدى أبناء المنطقة وتساؤلات عن سبب إختيار رجل دين وملتزم حزبيا في منطقة متنوّعة ذات اكثرية مسيحية دون مراعاة مصالح الناس هناك. متسائلا “أليس لدى “حزب الله” أصدقاء وحلفاء في جبيل – كسروان وهل يوجد في المنطقة من هو قادر على خدمة المنطقة؟”. متوعدا “في النهاية الصندوق يفصل “. كما شدّد أنه “هذا خيارهم وهم أحرار، وأنا مرشّح للنهاية وأنا قبلت المنافسة”. وأضاف ” بهذا الترشيح يكون قد إختاروا المعركة معنا فأنا منزلي مفتوح في جبيل منذ 26 عاما للعمل السياسي، وهم بذلك كأنّما يدخلون إلى منزلي ، ولن أسمح لهم بالدخول إلى غرفة نومي”.

وفيما يتعلّق بترشّحه قال “حتى الساعة اللائحة لم تكتمل نهائيا، مبدئيا أنا مرشح مع رئيس بلدية جبيل زياد حوّاط إضافة إلى مرشح ثالث من الجرد”، لافتا إلى أنه قريبا سيتم التوافق حول مرشحي كسروان . وأشار إلى أنّه يعتبر نفسه مستقلا لكن لا مانع لديه في التعاون إنتخابيا فقط مع أحد الأحزاب وبعد الإنتخابات كل طرف يعود لقواعده”. وأضاف أن “في هذه الدائرة هناك ثلاث لوائح، لائحة الثنائي الشيعي، ولائحة فارس سعيد إضافة إلى لائحته”. وفي الختام، أكّد أنّه ” سوف يهنئ الرابح في الإنتخابات حتى لو كان الشيخ حسين زعيتر، فهذه المعركة عملية يحكمها صندوق الإقتراع والناس، ومبارك للفائز “. مشددا على أن “السيد حسن والرئيس برّي والمقاومة على راسنا لكن في هذا الموضوع سأسير به ديمقراطيا”. وفي سؤالنا في الختام عما إذا أصبح هناك نفور بينه وبين الثنائي أمل وحزب الله ” أشار الدكتور عواد إلى أنه ” إجتمع معهم ما يقارب الخمس مرات وكانت لقاءات جدا ناجحة وحميمة لكن كان لديهم خيار آخر “. مؤكدا أن “لا نفور بيني وبينهم ونحن في النهاية مع الديمقراطية ومع الناس”.

 

السفارة البريطانية: زيارة رود للبنان شكلت فرصة للاطلاع على مساهمة مساعدات بلادها

الخميس 22 شباط 2018/وطنية - أعلنت السفارة البريطانية في بيان، أن "بعد زيارتها الأولى للبنان في 19 شباط منذ توليها منصبها عام 2016، أصدرت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود بيانا عن الزيارة. وكانت رود قد اجتمعت بوزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق وناقشت معه العلاقات الثنائية القوية بين البلدين. وكان الوزير المشنوق قد التقى وزيرة الداخلية السابقة تيريزا ماي، خلال زيارته المملكة المتحدة في العام 2016". وأشار البيان إلى أن "زيارة الوزيرة رود للبنان، التي استغرقت يوما واحدا، شكلت فرصة للاطلاع على مساهمة المساعدات البريطانية، التي بلغت 628 مليون جنيه استرليني، في الحفاظ على الأمن والاستقرار وفي دعم المجتمعات المحلية في لبنان لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين. وتأتي هذه الزيارة أيضا عقب زيارات سابقة للبنان قام بها وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط أليستير بيرت ووزير الأمن بن والاس ووزيرة الدولة السابقة للتنمية الدولية".

ولفت إلى أن "الوزيرة رود زارت مخيما للاجئين في البقاع، حيث التقت عائلات لاجئة وتحدثت مع وكالات تابعة للأمم المتحدة التي تدعم عمل المملكة المتحدة لإعادة توطين 20,000 من اللاجئين الأكثر ضعفا نتيجة النزاع في سوريا، الى المملكة المتحدة بحلول عام 2020. تقدم برامج إعادة التوطين التابعة للمملكة المتحدة ممرا آمنا بالطرق القانونية إلى اللاجئين الأكثر ضعفا، ومن هم أكثر حاجة للمساعدة، ومن هم بحاجة طارئة الى معالجة طبية، وناجون من العنف والتعذيب، ونساء وأطفال مهددين بالخطر. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف من تمت إعادة توطينهم الى المملكة المتحدة هم من الأطفال".

وقالت رود لدى عودتها الى لندن: "سرتني زيارة لبنان للمرة الأولى، هذا البلد الذي أبدى سخاء كبيرا في استضافة اللاجئين السوريين منذ بداية الأزمة في عام 2011. أمن لبنان واستقراره هو إلى حد كبير من أمن المملكة المتحدة واستقرارها، ودعمنا له بما يفوق 600 مليون جنيه استرليني منذ عام 2011 هو خير دليل على ذلك. إن شراكة المملكة المتحدة وصداقتها والتزامها مع لبنان أقوى من أي وقت مضى، وأنا فخورة بأن حكومتي تقف جنبا إلى جنب معه في هذا الوقت. عقدت اجتماعا بناء مع وزير الداخلية نهاد المشنوق حيث ناقشنا مجموعة من القضايا وكيفية تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا. وناقشنا مشاركة لبنان في مؤتمر روما الثاني في 15 آذار والدورالمهم لقوى الأمن الداخلي. وأنا فخورة بكون المملكة المتحدة من أبرز شركاء لبنان في مجال الأمن، حيث ساهمت بأكثر من 84 مليون جنيه إسترليني لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني منذ عام 2011 وعملنا المشترك لتحسين حقوق الانسان. واستعرضنا علاقاتنا القوية في مجال مكافحة الإرهاب. كما اطلعت على عمل الوزير في التحضير للانتخابات المقبلة، التي ستعيد التأكيد على حقوق المواطنين اللبنانيين الديمقراطية، على أمل أن يزداد عدد النساء في البرلمان اللبناني".

 

المشنوق تابع قضية خطف الطفلة السورية حتى تحريرها: نفتخر واللبنانيين بالانجاز النوعي لقوى الأمن وشعبة المعلومات

الخميس 22 شباط 2018 /وطنية - تابع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من يريفان ، حيث يرافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في زيارته الرسمية، قضية خطف الطفلة السورية المريضة صالحة علي كتوع (7 سنوات) في بلدة بر الياس البقاعية، حتى تحرير الطفلة من الخاطفين والقبص عليهم وإعادتها إلى أهلها سالمة. وقال المشنوق:" نفتخر، كما كل اللبنانيين، بالإنجاز النوعي الذي قامت به قوى الأمن الداخلي، وعلى رأسها المدير العام اللواء عماد عثمان، وجهود شعبة المعلومات، ورئيسها العقيد خالد حمود، بالوصول إلى الخاطفين خلال 9 ساعات واستعادة حرية الطفلة ودون دفع فدية".

 

شعبة المعلومات تحرر طفلة بر الياس وتوقف الخاطفَين في عملية نوعية

المركزية 22 شباط/18/اعلنت قوى الامن أن "شعبة المعلومات حررت الطفلة ص.ك التي خطفت صباح اليوم في بر الياس البقاعية واوقفت الخاطفَين بعملية نوعية وخاطفة من دون دفع فدية". وافادت معلومات ان خاطفي الطفلة  من التابعية السورية.

 

أبناء القرى الشيعية في كسروان - الفتوح وجبيل يرفضون مرشح حزب الله

22 شباط/18/أفادت مصادر مطلعة، لـ"السياسة"، أن أبناء القرى الشيعية في كسروان - الفتوح وجبيل، بصدد تصعيد موقفهم الرافض لترشيح "حزب الله" الشيخ حسين زعيتر من بلدة القصر البقاعية، عن المقعد الشيعي في دائرة كسروان - جبيل، حيث أشارت المعلومات إلى أن أبناء القرى الشيعية في هذه المنطقة، سيعمدون في الأيام المقبلة إلى تنظيم اعتصامات وتظاهرات، رفضاً لترشيح زعيتر، بعدما ضرب "حزب الله" عرض الحائط بموقف العائلات الشيعية، التي تريد مرشحاً من أبناء منطقتها.

 

بالأسماء: 35 مرشحاً لـ"الوطني الحر" قيد التفاوض

"ليبانون ديبايت/22 شباط/18/بدأت تتبلور تباعاً الأسماء المطروحة في قائمة المفاوضات من قبل التيار الوطني الحر، لاعتمادها في خوض الانتخابات النيابية المقبلة على لوائحه في مختلف الدوائر. وحدد رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يمسك بالملف الانتخابي بمعاونة المكتب السياسي للتيار تاريخ 24 آذار المقبل كسقف نهائي لإعلان لوائحه وتحالفاته.

وعلم "ليبانون ديبايت" ان المرشحين بحسب الدوائر هم:

دائرة عكار:

جيمي جبور - عن المقعد الماروني

أسعد درغام - عن المقعد الأرثوذكسي

دائرة طرابلس - المنية - الضنية:

طوني ماروني - عن المقعد الماروني

أنطوان حبيب - عن المقعد الأرثوذكسي

دائرة البترون- بشري- الكورة- زغرتا:

جبران باسيل - عن المقعد الماروني (قضاء البترون)

جورج عطالله - عن المقعد الأرثوذكسي (قضاء الكورة)

بيار رفول - عن المقعد الماروني (قضاء زغرتا)

دائرة جبيل - كسروان:

سيمون أبي رميا - عن المقعد الماروني ( قضاء جبيل)

وليد خوري - عن المقعد الماروني (قضاء جبيل)

شامل روكز - عن المقعد الماروني (قضاء كسروان)

نعمة افرام - عن المقعد الماروني(قضاء كسروان)

منصور البون - عن المقعد الماروني (قضاء كسروان)

يتم العمل في كسروان على ضم ناشطين من التيار الوطني الى اللائحة, ومن أبرز الأسماء المطروحة أنطوان عطالله ونعمان مراد.

دائرة المتن:

ابراهيم كنعان - عن المقعد الماروني

ادي معلوف - عن المقعد الكاثوليكي

الياس ابو صعب - عن المقعد الأرثوذكسي

دائرة بعبدا:

آلان عون - عن المقعد الماروني

ناجي غاريوس - عن المقعد الماروني

حكمة ديب - عن المقعد الماروني

ويذكر ان الأسماء الثلاث هم نفسهم نواب التيار الحاليين.

دائرة الشوف - عاليه:

ماريو عون - عن المقعد الماروني (في قضاء الشوف)

غسان عطالله - المقعد الكاثوليكي (في قضاء الشوف)

سيزار أبي خليل - عن المقعد الماروني (في قضاء عاليه)

ايلي حنا - عن المقعد الأرثوذكسي (في قضاء عاليه)

دائرة صيدا - جزين:

زياد أسود - عن المقعد الماروني (في قضاء جزين)

أمل أبو زيد - عن المقعد الماروني (في قضاء جزين)

دائرة البقاع الغربي - راشيا:

ايلي الفرزلي - عن المقعد الأرثوذكسي

دائرة البقاع الثانية - زحلة:

سليم عون - عن المقعد الماروني

ميشال ضاهر - عن المقعد الكاثوليكي

أسعد نكد - عن المقعد الارثوذكسي

دائرة بيروت الأولى:

نقولا صحناوي - عن المقعد الكاثوليكي

مسعود الأشقر - عن المقعد الماروني

نقولا شماس - عن المقعد الأرثوذكسي

أنطوان بانو - عن مقعد الأقليات

دائرة بيروت الثانية:

إدغار طرابلسي - عن المقعد الإنجيلي

 

ماذا يجري في الشوف وعاليه؟

22 شباط/18/علمت «الأخبار» أنه بعد اللقاء الذي جمع الوزير جبران باسيل والنائب طلال أرسلان، بات التيار الوطني الحر أقرب إلى الاقتناع بالتحالف الكامل مع أرسلان وتشكيل لائحة واحدة في الشوف وعاليه إلى جانب الحزب السوري القومي الاجتماعي. ولم يوافق أرسلان على اقتراح عوني بانضمام القوات اللبنانية إلى اللائحة، علماً بأن المفاوضات بين القوات والنائب وليد جنبلاط عادت لتتحرّك إيجاباً بعد رفض باسيل عرض جنبلاط بالتحالف وحصول التيار على عدد من المقاعد في الشوف وعاليه يمكنه الفوز بها من دون تحالف مع أحد. وتؤشر هذه الأجواء إلى أنه لن يكون هنالك مكان للوزير السابق وئام وهاب على لائحة التيار ــ أرسلان ــ القومي. كما التقى أمس في البيت المركزي لحزب الكتائب النائب سامي الجميّل مع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي لمناقشة الوضع الانتخابي في دائرة الشوف ــ عاليه. تقول مصادر كتائبية إنّه كان واضحاً أنّ الحزب الاشتراكي «يهمه الحفاظ على التوافق في منطقة الجبل، وعلى مقعد الكتائب (فادي الهبر في عاليه)، ويدعو إلى تشكيل لائحة تضم الأحزاب كافة». وتضيف مصادر الكتائب أنّ «في المبدأ، هناك مشكلة أن يتحالف الجميّل مع أحد مكوّنات السلطة الحالية. ولكن، حين يأتيه أحدٌ ويطرح عليه الحفاظ على خصوصية منطقة الشوف ــ عاليه، والتعايش المسيحي ــ الدرزي، فلا يُمكنه إلا أن يستمع». إلى ذلك، زار وفد من بلدة برجا وزير الخارجية جبران باسيل، وعرض معه أزمة تمثيل برجا في الانتخابات النيابية المقبلة. وبحسب المعلومات، فإن الوفد طرح مع باسيل إمكانية التعاون في الانتخابات، في ظلّ امتناع الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل عن تبنّي مرشح من البلدة التي تعدّ كبرى بلدات إقليم الخروب (الشوف) وتضم نحو ربع عدد ناخبي الإقليم.

 

الوطنيون الأحرار: للتحرك تجاه الأمم المتحدة حفظا لحق لبنان بثرواته والوقت حان لإقفال ملف الكهرباء

الخميس 22 شباط 2018 /وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي، برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. ودعا المجلس الحكومة، في بيان بعد الاجتماع، الى "التحرك باتجاه الأمم المتحدة لحفظ حق لبنان بثرواته الطبيعية وتحديدا النفط والغاز".

وقال في البيان:"من الثابت ان ادعاء إسرائيل المشاركة في ملكية البلوك رقم 9 ومطالبتها بحصة منه تراجعت من 40% الى 25% على ما تناقلته وسائل الإعلام يعد تسلطا مرفوضا، اذ ان كل البلوكات وخصوصا الثامن والتاسع والعاشر تقع ضمن الحدود اللبنانية البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة. ونؤكد على اهمية الموقف اللبناني الموحد الذي ظهر في محادثات نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السفير ساترفيلد والذي من المفترض ان يكون قد نقله الى الجانب الإسرائيلي. علما انه يجب على الوساطة الأميركية ان تكون محايدة وان تغلب القانون على الاعتبارات الخاصة بها. ومن هنا دعوتنا الى مراجعة الأمم المتحدة آملين في موقف حاسم منها بدعم من أصدقاء لبنان ومن الدول الساعية الى تغليب الحق". وأكد المجلس أنه ينظر "بإيجابية الى إقرار الموازنة في أسرع وقت ممكن لما له من تأثير على المؤتمرات التي ستعقد تباعا لدعم لبنان في مختلف الميادين". وقال: "نتفهم تقليص النفقات بنسبة 20% لخفض العجز رغم أننا كنا نفضل استثناء الوزارات التي ستتأثر خدماتها للمواطنين. ونطالب بإنجاز قطع الحساب مترافقا مع موازنة 2018 لطي صفحة الانفاق على القاعدة الإثني عشرية آملين في ألا تتكرر هذه الممارسات في المستقبل". أضاف: "نرى ان الوقت قد حان لإقفال ملف الكهرباء الذي يتسبب بنزف مالي كبير والذي يرهق المواطنين في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة. إلا ان التصدي لمشكلة الكهرباء يجب ان يلتزم القانون ومبدأ الشفافية مع التأكيد ان المعالجة الجذرية تمر ببناء معامل انتاج جديدة ووقف هدر الطاقة بسبب التعديات وتفعيل الجباية وتعميمها بحيث تزول الفوارق بين المناطق. من هذه الزاوية ننظر الى استئجار بواخر انتاج لتأمين التيار 24 ساعة انطلاقا من استدراج العروض وفق الشروط المنصوص عليها في قانون المحاسبة العمومية ودائرة المناقصات. لذا نهيب بالمسؤولين تغليب التوافق على هذه البديهيات وعدم إضاعة فرصة معالجة مشكلة الكهرباء المزمنة".  وحذر المجلس من "الاسترخاء في موضوع النفايات بفعل إحجام الإعلام عن مقاربته رغم غياب المعالجات ورغم الوضع السيء في مطمري برج حمود والكوستابرافا"،.لافتا الى ان "ما هو مطروح على هذا الصعيد يقتصر على توسيع المطمرين المذكورين مما يشكل حلا آنيا لا بل هروبا الى الأمام بعيدا عن الحلول المستدامة". وختم: "المطلوب فهو ايجاد المصانع المتخصصة المعتمدة في الدول التي لا تعاني أزمة في هذا المجال والتي حولت النفايات الى مصدر ثروة بدل ان تكون سبب نقمة. أخيرا يمكن اعتماد اللامركزية في المعالجة على ان تعمل الحكومة في هذا الاتجاه دون المزيد من الإبطاء".

 

لقاء بري – ساترفيلد: لا جديد

المركزية/22 شباط/18/استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة مساعد وزير الخارجية الاميركي السفير دايفيد ساترفيلد والسفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد، وجرى البحث في موضوع المنطقة الخالصة والحدود البحرية . وقالت مصادر بري ان لا جديد في لقاء اليوم، وموقف الرئيس بري هو نفسه الذي ابلغه للسفير ساترفيلد سابقاً ولا ينقص حرفاً واحداً. وكان بري استقبل ظهراً الرئيسة السابقة لجمهورية فنلندا تارجا هالونين Tarja Halonen والسفير الفلندي ماني لاسيلا ، ودار الحديث حول العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة . كما استقبل سفير هولندا الجديد يان والتمانس في زيارة بروتوكولية

 

استراتيجية ساترفيلد للحل: توفيق بين المطالب لضمان الاستقرار "المستقبل" يعلن ترشيحاته في 1 آذار والحريري يزور السعودية الموازنة خلال اسبوع... والجبير: حزب الله اكبر منظمة ارهابية

المركزية/22 شباط/18/بات واضحًا من خلال "خارطة" المعطيات والمواقف أن قرارا داخليا كبيرا اتخذ لاقرار الموازنة سريعت، كما وعد رئيس الحكومة سعد الحريري، لولوج مؤتمرات الدعم الدولي للبنان بخطوات ثابتة تتيح تحصيل القدر الاكبر من المساعدات. في الموازاة، تستمر الجهود الاميركية على الخط اللبناني- الاسرائيلي للجم اي تدهور امني يطيح بالاستقرار الذي تعتبره الادارة الاميركية ركيزة اساسية في استراتيجيتها المرسومة للمنطقة. ساترفيلد عند بري: وعلى هذا الاساس، واصل نائب وزير الخارجية الاميركية دافيد ساترفيلد مباحثاته "النفطية" مع المسؤولين اللبنانيين قبل ان يغادر الى جنيف، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التنية، وكان بحث في موضوع المنطقة الخاصة والحدود البحرية. وفي وقت ذكر المكتب الاعلامي لبري أن لا جديد في اللقاء اليوم، وان موقف رئيس المجلس هو نفسه الذي ابلغه للسفير ساترفيلد سابقا ولا ينقص حرفا واحدا، أشارت مصادر عين التينة الى "أن لبنان متمسك بحقوقه النفطية ولا تراجع عنها"، مشيرة الى ان "الاميركيين ليس لديهم من طرح سوى اقتراح هوف، وأن الاسرائيليين يحاولون التحايل بشتى الطرق".

الاستقرار اساس الوساطة: وافاد مصدر ديبلوماسي لبناني "المركزية" ان الجولة الثالثة لساترفيلد على المسؤولين في بيروت بعد جولتين له في اسرائيل للتفاوض في شأن الجدار والترسيم البحري والمناطق المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل ليست كسابقتيها. ذلك أنه حمل عرضا جديدا. حيث أن الوسيط لم يعد يسوق "خط هوف" القائل بأن تؤول٤٠ بالمئة من المنطقة المتنازع عليها البالغة مساحتها  ٨٦٠ كلم مربعا ، لتل أبيب. اذ ان الأخيرة باتت تطالب ب ٢٥في المئة من البلوك النفطي ٩ الذي لا يقبل لبنان اي جدل حول ملكيته. وأفاد مصدر ديبلوماسي لبناني "المركزية" ان ساترفيلد يعرض الوساطة من منطلق سياسة الادارة الاميركية حيال لبنان، والمرسومة بناء على نظرة استراتيجية تقوم على تلافي المخاطرة بأي عمل يزعزع استقرار المنطقة . وعلى هذا الأساس، يبني الاميركيون حراكهم ويسعون الى التوفيق بين مطالب الاسرائيليين والمواقف اللبنانية من دون وضع شروط مسبقة ، لذا قد يتغير الطرح الاميركي بحسب خلاصة المفاوضات التي يخوضها ساترفيلد.

وشدد المصدر على ان الاستقرار في لبنان  وبينه وبين واسرائيل يشكل أحد ركائز النظرة الاستراتيجية الأميركية لذا فإن المأمول من وساطة ساترفيلد يكمن في إرساء نقاط مشتركة بين الجانبين يعتمد عليها في مقاربته الى الامور قيد التفاوض.

اجتماع ثلاثي: في الموازاة، عقد اليوم اجتماع ثلاثي لبناني – اممي – اسرائيلي في الناقورة، خصص للبحث في ملفي الجدار الاسمنتي والحدود البحرية الا انه لم ينته الى اي مقررات وتم الاكتفاء بعرض الموضوعين من الزاوية التقنية، وفق معلومات "المركزية" التي اشارت الى ان الوفد اللبناني حضر الاجتماع وفي جعبته خرائط ووثائق لاثبات حق لبنان في البلوك 9 مع التمسّك "بخط الهدنة" المُتّفق عليه منذ العام 1949 وهو الخط الذي يفصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، وقد كرر موقف لبنان الرافض إقامة الجدار الاسرائيلي على النقاط الـ13 المتنازع عليها". وأفيد ان مستوى الحضور في الاجتماع لم يكن من الصف الاول بل على مستوى المعاونين. اعلان ترشيحات "المستقبل": انتخابيا، وفي سياق سبحة الترشيحات التي تكر تباعاً كلما اقترب موعد اقفال بابها في 6 آذار، علمت "المركزية" "ان تيار المستقبل" سيُعلن اسماء مرشحيه لخوض المعركة الانتخابية في 1 آذار المقبل في احتفال يُقيمه في بيت الوسط، يُلقي في خلاله الرئيس سعد الحريري كلمة انتخابية يرسم فيها خريطة الطريق السياسية للمرشحين الذين سيكونون في معظمهم من الوجوه الجديدة والشابة. 

القوات والتيار: وغداة اللقاء العوني – القواتي امس في دارة امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، قالت مصادر تسنى لها الاطلاع على بعض ما دار في المباحثات لـ"المركزية"، إن الطرفين غاصا عميقا في تفاصيل المشهد الانتخابي، وفي المحصّلة، توصّلا الى شبه "قناعة" بأن خيار عدم التحالف بينهما قد يكون الانسب في معظم الدوائر، حيث تبين ان كلا منهما يسعى الى ايصال أكبر عدد من مرشحيه هو، الى الندوة البرلمانية. وبالتالي، يمكن القول انهما حسما الموقف في شكل شبه تام، لصالح أن ينزل كلٌ منهما الى "حلبة" المنافسة بمفرده، و"ليفُز الأقوى" ومن يتمكن من تأمين الحواصل الانتخابية، على ألا يُفسد هذا الواقع في "ودّ" التفاهم السياسي المبرم بين الطرفين، "قضية". الا ان طرفي "ورقة النيات" في المقابل، يبدو انهما سيكسران هذه القاعدة في المناطق التي يشكل فيها المسيحيون أقلية، أي حيث تقتضي المصلحة المسيحية ذلك، وهذه هي الحال في بعض دوائر الجنوب (ليس في صيدا – جزين) وفي الشوف وعاليه وبعبدا حيث التحالف وارد وقيد الدرس. في الموازاة، اشارت اوساط قواتية لـ"المركزية" الى ان الى ان معراب لا تزال تنتظر أجوبة من "تيار المستقبل" حيال الملف الانتخابي، متوقّعة ان تصلها في الساعات الثماني والاربعين المقبلة. وكشفت أيضا ان القوات في صدد التواصل مع "حزب الكتائب"، حيث يفترض ان ينعقد في اليومين المقبلين اجتماع كتائبي – قواتي، يحسم طبيعة العلاقة التي ستربطهما في المناطق حيث لهما نفوذ مشترك.

لجنة الموازنة: في الاثناء، وفيما واصلت اللجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع قانون الموازنة عملها وانهت مناقشة المواد على ان تستكمل البحث في اجتماع يعقد الاثنين المقبل، اكد رئيس الحكومة انه سيعمل على انجاز الموازنة خلال الاسبوع المقبل.

... ولجان التحديث والسلسلة: الى ذلك وعلى وقع اضرابات موظفي البلديات و"اوجيرو" وتعاونية موظفي الدولة احتجاجا على عدم تقاضي سلسلة الرتب والرواتب رأس الرئيس الحريري اجتماعا للجنة الوزارية لدراسة كيفية دفع السلسلة في المؤسسات العامة واوضح وزير المال علي حسن خليل، ان البحث تناول كيفية دفع السلسلة في المؤسسات العامة الخاضعة وغير الخاضعة لقانون العمل.

كما رأس الحريري اجتماع لجنة تحديث القوانين الذي خصص لتحديث عدد من القوانين تحضيرا للمؤتمرات الدولية وتحسينا للوضعين الاقتصادي والمالي.

الحريري الى السعودية: في غضون ذلك، اكدت مصادر عليمة لـ"المركزية" ان جولة الرئيس الحريري الخارجية تحضيرا لمؤتمرات الدعم الدولي للبنان، ستبدأ من المملكة العربية السعودية، في زيارة هي الاولى له بعد ازمة الاستقالة.

الجبير وايران: على صعيد آخر، عاد الكباش الايراني – السعودي الى الواجهة من بوابة اتهامات ساقها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى الجمهورية الاسلامية حيث اتهمها "بدعم  أكبر منظمة إرهابية وهي حزب الله"، داعيا الى تعاون كي نلزم طهران بعدم التدخل في دول المنطقة، متوجها اليها بالقول "كفى والثورة انتهت". واعتبر الجبير في كلمة أمام البرلمان الأوروبي من بروكسل، أن الاتفاق النووي الحالي لا يكفي لتعديل سلوك إيران. أما سوريًّا، فلفت الى "اننا نسعى لتسوية سياسية في سوريا"، مضيفاً "يجب الضغط على الأسد كي يبدي جدية تجاه الحل السياسي".

مجلس الامن: اقليميا، وفيما تتوالى ردود الفعل الدولية المنددة والتي تُجمع كلها على الاعراب عن القلق مما تشهده الغوطة الشرقية، وسط عجز فاضح عن الارتقاء بالموقف من الشجب الكلامي الى اجراءت ردعية عملية توقف حمام الدم "المفتوح"، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تلوح بارقة أمل يتيمة من بوابة مجلس الامن الدولي الذي من المفترض ان يصوت اليوم على الارجح على مشروع قرار يطالب بوقف لاطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا لافساح المجال امام وصول المساعدات الانسانية واجلاء المرضى والمصابين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تضارب حول دخول النظام إلى منطقة خاضعة للأكراد في حلب

الشرق الأوسط/22 شباط/18/صرح «شاهد» و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الخميس) إن قوات النظام السوري دخلت منطقة خاضعة لسيطرة مقاتلين أكراد في مدينة حلب، وهو ما نفته «وحدات حماية الشعب» الكردية. وذكر المرصد أن قوات النظام بدأت في دخول المناطق بشمال مدينة حلب الخاضع لسيطرة القوات الكردية.وأفاد الشاهد أن النظام دخل أحياء الهلك وبني زيد وبستان الباشا الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. وأوضح المرصد أن «قوات النظام دخلت أحياء الشيخ مقصود وبستان الباشا والإنذارات والهلك والحيدرية والشقيف وبني زيد والسكن الشبابي، على أن تتسلم الحواجز المحيطة بهذه الأحياء». كما أشار إلى «رفع أعلام النظام السوري على المباني والمؤسسات داخل هذه الأحياء، والتي كانت القوات الكردية تسيطر على أجزاء منها، كالشيخ مقصود ومحيطها وأجزاء من الشقيف». إلى ذلك، قالت وحدات حماية الشعب إن مئات المقاتلين الموالين للنظام السوري انتشروا على الخطوط الأمامية في عفرين للمساعدة في صد الهجوم التركي. وقال نوري محمود المتحدث باسم الجماعة لوكالة «رويترز» إن مجموعات تابعة للنظام جاءت إلى عفرين، لكن «ليس بالقدر الكافي» لإيقاف ما وصفه بـ«الاحتلال» التركي. في الوقت ذاته، نفى محمود دخول أي قوات للنظام إلى أحياء خاضعة لسيطرة الأكراد في مدينة حلب.

 

«إبادة» في الغوطة ودعوات دولية إلى هدنة

الحياة/22 شباط/18/أكّدت تركيا عزمها على مواصلة عملية «غصن الزيتون» في عفرين شمال غربي سورية، على رغم إصرار قوات رديفة تابعة للنظام على الانتشار في المنطقة. وألمحت أنقرة إلى تواصل غير مباشر مع استخبارات النظام السوري، نظراً إلى «الوضع الاستثنائي» في عفرين. أما في غوطة دمشق الشرقية، فتواصلت حملة القصف العنيف، ما أدّى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 300 شخص على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، واصفاً الهجوم الذي تشنّه القوات النظامية بـ «الإبادة». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف الضربات التي حوّلت الغوطة «جحيماً على الأرض» بالنسبة إلى المدنيين. وقال أمام مجلس الأمن أمس: «أوجه نداء إلى كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري للأعمال الحربية كافة في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها». كما دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسن إلى وقف «حملة الإبادة الوحشية» في الغوطة الشرقية، فيما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدنة في المنطقة التي تعتبر المعقل الأخير للفصائل المعارضة قرب دمشق، وندد بشدة بهجوم النظام على المدنيين. ودخلت القاهرة على خط الوساطة، وأعلنت الخارجية المصرية بذل مساعيها واتصالاتها مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية من أجل إيجاد مخرج للوضع الإنساني المتأزم في الغوطة الشرقية. وأعربت الخارجية المصرية في بيان عن «قلق مصر العميق من التطورات الأخيرة في منطقة الغوطة، وتداعياتها الخطرة على الأوضاع الإنسانية وأوضاع المدنيين». ولفت البيان إلى إدانة مصر أي قصف للمناطق المدنية في الغوطة ودمشق وسائر أنحاء سورية. وأجرى رمزي عز الدين نائب المبعوث الدولي إلى سورية محادثات أمس مع ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي. ونقلت وكالة «تاس» عن وزارة الدفاع الروسية، أن «الجانبين بحثا خطوات إضافية لتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار السوري في سوتشي»، وأكدا ضرورة تفعيل الجهود لتشكيل اللجنة الدستورية. غير أنّ مصادر في موسكو ذكرت أن المسؤول الأممي نقل إلى العاصمة الروسية قلق الأمم المتحدة على العملية السياسية نتيجة التصعيد في الغوطة الشرقية المدرجة ضمن مناطق «خفض التوتر»، وفق مسار آستانة. ووجه سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي انتقادات إلى الدور الأميركي في سورية، متهماً واشنطن بـ «ازدواجية المعايير» في القضايا الإنسانية. ورداً على سؤال حول إمكان التوصل إلى هدنة في الغوطة، أشار إلى بحث مسألة الهدنة الإنسانية في الأمم المتحدة، وذلك «في إطار العمل على مشروع قرار دولي في هذا الشأن».

وأعلنت وسائل إعلام رسمية سورية دخول «دفعة ثانية» من «القوات الشعبية» إلى منطقة عفرين أمس، فيما توعّد إبراهيم قالن الناطق باسم الرئاسة التركية، بأن هذه القوات «ستكون هدفاً مشروعاً» لقوات بلاده في حال دعمت الأكراد في المعركة التي يقودها الجيش التركي بدعم من «الجيش السوري الحر».

وأكّد قالن أن بلاده ليست لديها اتصالات رسمية مباشرة مع النظام السوري، لكنه أضاف: «يمكن مؤسساتنا المعنية، وأقصد هنا أجهزتنا الاستخباراتية، الاتصال مباشرة أو في شكل غير مباشر معه في ظروف استثنائية لحل مشكلات معينة عند الضرورة»، وفق ما نقلت عنه وكالة «الأناضول».

وفي وقت أصرّت تركيا على أن «طلقاتها التحذيرية» أجبرت قافلة «القوات الشعبية» على الانسحاب خارج عفرين الثلثاء، أكّد الأكراد و «المرصد»، إضافة إلى قيادي في التحالف الداعم للنظام، انتشار عدد من هذه القوات في عفرين أمس. وشدّد ريزان حدو الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية، على أن «القوات الشعبية دخلت عفرين بنجاح، على رغم قصف المدفعية التركية». ولفت «المرصد» إلى أن القوات الرديفة للنظام السوري بدأت انتشارها منذ ليل الثلثاء- الأربعاء، على «خطوط التماس» مع قوات عملية «غصن الزيتون». وقال قائد في التحالف العسكري المؤيد لدمشق لم يكشف عن هويته، إن القوات تراجعت بعد تعرّضها لإطلاق النار ثم استأنفت تقدمها وهي الآن في عفرين. وحضّت روسيا دمشق على بدء حوار مع الأكراد. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن على «الحكومة السورية أن تسترشد بمبدأ السيادة على كامل أراضيها. وهذا ما يعني ضرورة الحوار مع كل ممثلي المجموعات العرقية والدينية، بمن فيهم الأكراد». كما جدّد في شكل غير مباشر دعوة تركيا إلى الحوار مع النظام السوري، قائلاً: «لا بد لجميع اللاعبين الخارجيين، من دون استثناء، خصوصاً أولئك الموجودين في سورية، من الاعتراف بالحاجة إلى بدء الحوار مع الحكومة السورية».

 

الجبير يدعو دول الأوروبي الى التعاون لوقف تدخل إيران بالمنطقة و,جدّد اتهام الدوحة بالإرهاب وقلل من تأثير الأزمة معها على "الخليجي"

عواصم – وكالات/22 شباط/18/دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي ببروكسل، أمس، إلى “التعاون كي نلزم إيران بعدم التدخل في دول المنطقة”، مضيفا “نقول لإيران كفى، والثورة انتهت”. واعتبر الجبير، أن الاتفاق النووي الحالي لا يكفي لتعديل سلوك إيران، مضيفاً “نعمل على دعم العراق بكل السبل لضمان عدم عودة داعش”. وعن الملف السوري، قال الجبير “نسعى لتسوية سياسية في سورية، ويجب الضغط على (الرئيس السوري بشار) الأسد كي يبدي جدية تجاه الحل السياسي”. وفي ملف اليمن، قال الجبير إن الحوثيين المدعومين من إيران انقضوا على الجميع في اليمن، وتسببوا بمجاعة، وزرعوا الألغام في كل مكان، ومنعوا وصول الغذاء والماء إلى مدن وقرى تحت سيطرتهم. وأكد أن الحوثيين يحصلون من إيران على صواريخ باليستية، وسيعودون إلى طريق المفاوضات لأنها الحل الوحيد، مؤكداً أنه لا يحق للحوثيين التحكم باليمن والسيطرة على الدولة، لافتاً إلى أن السعودية استقبلت نحو مليون لاجئ ووفرت لهم الوظائف. وأشار إلى أن الأزمة مع قطر “تعود إلى العام 1995 عندما سيطر والد الأمير الحالي (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) على البلاد وبدأ بعلاقة تآلف مع جماعة الإخوان، وحاولنا على مدار 15 عاما إقناعه بوقف هذه التصرفات ولكن لم يجد نفعا، وسحبنا سفراءنا في 2014، ووقعت قطر اتفاقا بوقف تدخلها في دولنا ولم تنفذ الاتفاق”. وجدد اتهامه لقطر بالتعاون مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في محالة اغتيال الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد، مشيرا إلى “أنهم كانوا يتعاونون معه لإنهاء الملكية السعودية وهذا غير مقبول”. ودعا لوقف “دعم وتمويل الإرهاب ونشر الكراهية والتطرف والتدخل بشؤون الآخرين”، قائلاً “في الغرب ينظرون لقطر أنها دولة صغيرة بها جامعات أجنبية ومتاحف ودولة مزدهرة ولديهم نادي باريس سان جيرمان ويحاولون تطوير الدولة، لكنهم لا يرون الجانب المظلم، من منصات إعلامية تحض على الكراهية والتحريض وتقويض دول الجوار ودعم الإرهاب، عليهم أن يوقفوا كل هذا لكي نستعيد العلاقات سويا”. وأضاف الجبير إن القطريين “أوقفوا تمويلهم للنصرة (في وسورية)، وحركة حماس، مما سمح للحكومة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة”، معتبراً أن “هذه تطورات إيجابية ونأمل أن يعملوا المزيد لكي نتمكن من استعادة العلاقات الطبيعية”. وقلل من تأثير الأزمة على مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن المجلس الوزاري الخليجي مازال يعمل حتى مع المشاركة القطرية، كما تحدث عن مخاوف كبيرة من تمدد تنظيم “داعش” من ليبيا باتجاه دول الساحل.

 

بغداد رداً على مسؤول إيراني: لاتوجد دولة تهيمن على العراق

بغداد – الأناضول/22 شباط/18/رفضت الخارجية العراقية، التصريحات التي ادلى بها عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران رحيم بور أزغدي، والتي اكد فيها ان بلاده تسيطر على خمس دول بالمنطقة من ضمنها العراق. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية أحمد محجوب، إنه “في الوقت الذي يثمن العراق مساعدة العالم ودول المنطقة له ضد الارهاب ومن ضمنها الجارة إيران، نرفض اي تدخل في الشؤون الداخلية العراقية”. واضاف أن “العراق ليس ضمن محور في المنطقة ضد محور اخر، وليس تحت هيمنة أي دولة”، مؤكدا ان العراق تربطه مع ايران علاقة مصالح مشتركة اقتصادية وسياسية.

وكان أزغدي، قال إن طهران هي من اعدمت صدام حسين، مشيرا إلى أن خمس دول تحت سيطرة نظام المرشد الأعلى علي خامنئي من ضمنها العراق.

 

الأردن: لا استئناف للعلاقات الديبلوماسية مع قطر قريباً

عمان – د ب أ: نفت مصادر رسمية أردنية، ما تردد بشأن “ترجيحات قطرية لعودة العلاقات الديبلوماسية بين عمان والدوحة، إلى ما كانت عليه سابقا”. ونقلت صحيفة “الغد” الأردنية أمس عن المصادر، أنه “لا مساعي أو توجهات بهذا الصدد الآن، كما لم يبحث هذا الموضوع في الأوساط الرسمية الأردنية”.

وكانت مصادر ديبلوماسية في الدوحة، رجحت في تصريحات صحافية أول من أمس، “أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة، عودة العلاقات الديبلوماسية كاملة مع كل من جيبوتي والأردن”. وكانت الحكومة الأردنية قررت تخفيض التمثيل الديبلوماسي مع قطر منتصف العام الماضي.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني حينها، إنه “بعد دراسة أسباب الأزمة التي تشهدها العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين مع قطر، قررت الحكومة تخفيض مستوى التمثيل الديبلوماسي مع قطر، وإلغاء تراخيص مكتب قناة الجزيرة في المملكة”.

 

السيسي يلمح إلى تفوّق على تركيا: سنصبح مركزاً إقليمياً للطاقة

الحياة/22 شباط/18/حسم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جدلاً دار في اليومين الماضيين حول صفقة تصدير غاز إسرائيلي إلى مصر، معتبراً أنها «حققت هدفاً كبيراً جداً» وأتت ضمن خطة كُبرى لتحويل بلاده مركزاً إقليمياً للطاقة. وفي إشارة إلى سحب مصر البساط من تحت أقدام تركيا التي كانت تطمح إلى أن تكون مركزاً للطاقة في شرق المتوسط، قال السيسي إن عمليات تهيئة الغاز وإعادة ضخه للتصدير كانت ستتم إما في مصر أو تركيا أو من طريق الدول المنتجة نفسها. أتى ذلك غداة توقيع الشركاء في حقلي الغاز الطبيعي الإسرائيليين: «تمار» و «لوثيان»، اتفاقات مدتها عشر سنوات لتصدير ما قيمته 15 بليون دولار من الغاز الطبيعي إلى شركة «دولفينوس» المصرية الخاصة. ويدرس الشركاء خيارات نقل الغاز إلى مصر، ومن بينها استخدام خط أنابيب غاز شرق المتوسط، وفقاً لمفاوضات ستُجرى مع شركة «غاز شرق المتوسط» لاستخدام خط الأنابيب التابع لها، لتصدير الكمية البالغة 64 بليون متر مكعب.

وأتى الاتفاق بعد أيام من إعلان الحكومة أن مصر على أعتاب تحقيق اكتفاء ذاتي من الغاز في نهاية العام الحالي، في ظل الاكتشافات الجديدة في حقل «ظهر» الذي بدأ الإنتاج قبل أسابيع، فضلاً عن الإعلان عن مناقصات لبيع الغاز المصري لشركات دولية في السنوات المُقبلة. وقال السيسي خلال افتتاحه أمس، مركز خدمات المستثمرين في حضور قيادات الدولة، إن «الحكومة ليست طرفاً في اتفاق استيراد الغاز من إسرائيل، فهو اتفاق مع القطاع الخاص». لكنه أشاد بالاتفاق، لافتاً إلى أن «مصر تريد أن تكون مركزاً إقليمياً للطاقة في منطقة شرق المتوسط». وأوضح أنه بعد استخراج الغاز، هناك عمليات يجب أن تتم لتهيئته للاستهلاك أو التصدير، «وتلك العمليات إما أن تُقدم في دول اكتشف فيها الغاز في قبرص وإسرائيل ولبنان أو في مصر أو دولة أخرى قريبة». وأشار إلى أن مصر تملك بنية تحتية تؤهلها لأن تُصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، إذ يمكنها استقبال الغاز من قبرص وإسرائيل وفي المستقبل من لبنان، لتهيئته إما للدخول في الشبكة المحلية أو التصدير. ولفت إلى أن مصر أصدرت قانوناً لتنظيم تجارة الغاز، منحت الحكومة بمقتضاه الفرصة إلى القطاع الخاص لاستيراد الغاز بعد تحرير سوق تداول الطاقة، في شكل يحق معه للقطاع الخاص استيراد الغاز وضخه في الشبكة المحلية أو إعادة تصديره، لتستفيد الحكومة من المقابل المادي لتشغيل البنية التحتية الخاصة بعمليات تهيئة الغاز وشبكات النقل. وأشار إلى أن القطاع الخاص المصري تعاقد على شراء الغاز في الصفقة الأخيرة بأسعار منافسة. وأكد باللهجة المصرية العامية: «جبنا جون كبير (حققنا هدفاً كبيراً) في موضوع استيراد الغاز»، مضيفاً: «مصر وضعت قدمها على (طريق) أن تكون المركز الإقليمي للطاقة في شرق المتوسط. نستهدف أن يأتي كل الغاز المكتشف في الدول والمناطق القريبة إلى مصر لتهيئته ثم يصدَّر إلى دول أخرى. هذا هدف كبير جداً تحقق في اتجاهات عدة، لأن هذا الأمر كان سيتحقق إما من طريق مصر أو دولة أخرى».

 

الجيش المصري يعلن حصيلة أسبوعين من عملية سيناء ومقتل 7 عسكريين و71 «تكفيرياً»... ومناورات مع البحرية الفرنسية

الشرق الأوسط/22 شباط/18/أعلن الجيش المصري اليوم (الخميس) حصيلة أسبوعين من العملية العسكرية الشاملة لمحاربة الإرهاب «سيناء 2018»، والتي تشمل مناطق سيناء والدلتا والظهير الصحراوي غرب النيل. وقال العقيد أركان حرب تامر الرفاعي في مؤتمر صحافي لعرض نتائج العملية أذاعه التلفزيون المصري إن العملية التي تنفذ بمشاركة الشرطة، إن 7 من أفراد الجيش و71 «تكفيريا» قتلوا في العملية حتى الآن. كما أسفرت العملية بحسب المتحدث عن تدمير 158 هدفا للمتشددين في ضربات جوية و413 هدفا بقصف مدفعي، مضيفا أن العملية مستمرة حتى يتم تحقيق أهدافها بتطهير مناطق شمال ووسط سيناء من الإرهاب. وقال المتحدث: «مستمرون في دك معاقل الإرهاب بكافة ربوع مصر ومواصلة أعمال القتال والتمشيط وتنفيذ المداهمات للبؤر الإرهابية وملاحقة العناصر التكفيرية والإجرامية بشمال ووسط سيناء، وذلك بالتأكيد بالتوازي مع استمرار قوات حرس الحدود بالتعاون مع القوات الجوية في مكافحة عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والذخائر والبضائع على الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى لمنع تسرب العناصر الإرهابية من وإلى البلاد». وتابع أن خمسة متشددين ألقي القبض عليهم في العملية التي بدأت قبل شهر من انتهاء مهلة حددها الرئيس عبد الفتاح السيسي للجيش ووزارة الداخلية لتأمين شمال سيناء، حيث ينشط المتشددون الموالون لتنظيم داعش، الذين قتلوا مئات من أفراد الجيش والشرطة خلال السنوات الماضية. وقال الرفاعي إن من بين نتائج العملية «اكتشاف وتدمير عدد 393 عبوة ناسفة وكميات كبيرة من مادتي (سي. فور) و(تي إن تي) الناسفتين». وأضاف أنه تم «اكتشاف وتدمير وضبط عدد 14 عربة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر على الحدود الغربية» مع ليبيا التي ينشط فيها متشددون شنوا أكثر من هجوم في مصر. وأوضح أنه تم القبض على 1852 فردا ما بين عناصر إجرامية ومطلوبة جنائياً أو مشتبه في دعمهم العناصر «التكفيرية» وتم الإفراج عن عدد كبير منهم بعد اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وثبوت عدم تورطهم في أي قضايا، مع تسليمهم متعلقاتهم الشخصية كافة. إلى ذلك، أوضح المتحدث العسكري إجراء التدريبات والمناورات العسكرية للأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية حيث تقوم وحدات من القوات البحرية المصرية والفرنسية بتنفيذ التدريب البحري المشترك «كليوباترا 2018» في الفترة من 20 – 23 فبراير (شباط) الحالي بنطاق الأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر بمشاركة تشكيل من الوحدات البحرية التابعة للأسطول الجنوبي من بينها حاملة المروحيات المصرية من طراز ميسترال، وعدد من الفرقاطات ولنشات الصواريخ وعناصر من الوحدات الخاصة البحرية وعناصر من القوات البرية للمنطقة الجنوبية العسكرية وعدد من طلبة الكلية البحرية، وبالتعاون مع وحدات من البحرية الفرنسية ممثلة في حاملة المروحيات من طراز ميسترال، بالإضافة إلى عدد من الفرقاطات وزوارق الصواريخ وعناصر من القوات الخاصة الفرنسية. وأوضح أنه يجري تنفيذ القوات البحرية تدريبا مشتركا مع الجانب الفرنسي بإحدى الوحدات البحرية في البحر المتوسط للتدريب على تأمين الأهداف الحيوية والاستراتيجية في أعالي البحار والتدريب على سيناريوهات مجابهة العدائيات فوق وتحت السطح واستخدام الوسائل غير النمطية للحفاظ على حرية الملاحة الدولية وتعزيز الأمن البحري بالمنطقة، بالتزامن مع قيام القوات البحرية بتنفيذ مهامها المخططة ضمن العملية الشاملة (سيناء 2018) لتعزيز إجراءات تأمين المسرح البحري وحماية الثروات المعدنية والنفطية داخل المياه الإقليمية والاقتصادية بالبحرين المتوسط والأحمر، ومنع أعمال التسلل والتهريب عبر السواحل المصرية.

 

وزير الخارجية السعودي: نقول لإيران كفى «الثورة انتهت» وأكد أن بلاده لم تسع إلى الحرب في اليمن وأنما فرضت عليها

الشرق الأوسط/22 شباط/18/طالب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي، إيران بالكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة، وقال : "نقول لإيران كفى والثورة انتهت". كما دعا الوزير الجبير إلى تعديل الاتفاق النووي الإيراني، كونه ضعيفا ويجب أن يشمل مواقع غير معلنة، كما أنه يسمح لإيران بانتاج قنبلة نووية، معتبراً أن الاتفاق لا يكفي لتعديل سلوك طهران. وأكد وزير الخارجية السعودي في كلمته أن الشعب الإيراني معتدل، ولا توجد معه أي مشكلة لكن المشكلة هو نظام الملالي، الذي يصرف الاموال على التدخلات في الخارج ، ولا يبالي بالتنمية الداخلية.

وبخصوص الملف اليمني، أكد الجبير أن بلاده لم تسع الى الحرب لكن فرضت عليها، وقال: "سعينا لوقف للنار 3 مرات في اليمن ولم يقبل الحوثيون بذلك، وأطلقوا الصواريخ على السعودية، التي تزودهم بها طهران"، مؤكداً بالقول: "لن نقبل بسيطرة الحوثيين المتعاملين مع إيران وحزب الله على اليمن".

وأكد الجبير أنه لا يحق للحوثيين التحكم باليمن والسيطرة على الدولة، هناك من يمنع إعادة الإعمار في اليمن، واضاف أن "الحوثيين المدعومين من إيران انقضوا على الجميع في اليمن، وتسببوا بالمجاعة في اليمن وزرعوا الألغام في كل مكان ومنعوا وصول الغذاء والماء إلى مدن وقرى تحت سيطرتهم". موضحا أن الحوثيين سيعودون إلى طريق المفاوضات لأنها الحل الوحيد. وفي الشأن العراقي اكد الوزير السعودي دعم بلاده للعراق بكل السبل، لضمان عدم عودة تنظيم "داعش" الإرهابي، كما تمت تنمية العلاقات بين البلدين وتسيير رحلات جوية مباشرة. وبخصوص الأزمة السورية، قال الجبير إن بلاده استقبلت أكثر من مليون لاجئ سوري وأمنت لهم الوظائف، ولا يوجد أي منهم في خيمة، و"نسعى لتسوية سياسية في سوريا"، مضيفاً "يجب الضغط على (رئيس النظام السوري بشار) الأسد كي يبدي جدية تجاه الحل السياسي". ودعا وزير الخارجية السعودي قطر إلى وقف تمويل الإرهاب، حيث أكد أن عودة العلاقة مع الدوحة لن تكون قبل وقفها تمويل ودعم الارهاب، وأن هناك تغيرات في قطر ونأمل أن تستمر. وعن النظام القضائي في السعودية، أكد الجبير أنه لا يوجد تدخل بقرارات المحكمة التي تنظر قضايا الإرهاب، وأن النظام القضائي في السعودية شأن سيادي كما هو في دول أوروبا، مؤكداً أن بلاده تمر بتغيير كبير على جميع المستويات في إطار رؤية المملكة 2030 بما فيها حقوق الإنسان.

 

تباين بين المسؤولين الإيرانيين حول احتجاجات طهران/وزير الداخلية يعلن براءة جماعة دينية والمتحدث باسم القضاء يطالب بـ«عقوبات عاجلة» للموقوفين

الشرق الأوسط/22 شباط/18/عاد شبح الاحتجاجات إلى العاصمة طهران، بعد أقل من شهرين من نزول آلاف الإيرانيين ضد سوء الأحوال المعيشية، على خلفية التوتر بين أنصار جماعة «غناباد» الصوفية وقوات الأمن، وسقوط قتلى وعشرات الجرحى بين الطرفين. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الحكومة لا تطيق مهاجمة قوات الأمن، في وقت برّأ وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي الجماعة من أن تكون وراء أعمال العنف. وكانت المواجهات بدأت، مساء الاثنين، بعد تدفق عشرات من أنصار طريقة «غناباد» إلى مقر كبيرهم في شارع باسداران شمال طهران، وتزامن مع ذلك وقوف العشرات منهم أمام مخفر للشرطة، وسقط ثلاثة قتلى من الشرطة بعد تعرضهم لحادث دهس. وبثَّ التلفزيون الإيراني اعترافات لسائق الحافلة، وكان منتفخ الوجه نتيجة شدة الضربات. وقال إنه ركب الحافلة بعد تعرضه لضرب شديد، نافياً أن يكون في وعيه لحظة الحادث. ويشير السائق إلى أنه يعرف أن مصيره الإعدام. وفي أول موقف بعد الاحتجاجات «الصوفية»، قال روحاني خلال ترؤسه الاجتماع الوزاري أمس إن حكومته «لا تطيق على الإطلاق المواجهات العنيفة والمسيئة للشرطة». وبحسب وكالات أنباء الحكومة، جاء موقف روحاني عندما كان يستمع إلى تقرير وزيري الاستخبارات والداخلية حول الأحداث الأخيرة التي أدت إلى مقتل على الأقل خمسة من قوات الشرطة. ونشر موقع «مجذوبان نور» الناطق باسم الجماعة صوراً لأتباع الطريقة، وتُظهِر الصور جروحاً في الرأس وجروحاً بالغة في الوجه، معلناً وفاة عدد منهم نتيجة سوء الجروح وسط غموض عن عدد القتلى والجرحى في صفوف الجماعة. وقال روحاني إنه «يحترم كل العقائد والأفكار ويتقبل التعددية الفكرية والثقافية لكنه يدين أي سلوك عنيف من أي مجموعة كانت». وطالب الرئيس الإيراني الأجهزة المسؤولة بحفظ جاهزيتها ووحدتها وزيادة التنسيق والبحث عن جذور الأحداث المشابهة، وذلك في إشارة إلى مخاوف إيرانية جدية من تعمُّق الأزمات الاجتماعية وعودة الاحتجاجات بأشكال أخرى. وكان تقرير استراتيجي صادر من مكتب الرئيس الإيراني حول نتائج استطلاع رأي، توقع خروج احتجاجات جديدة في إيران، في حال لم تتخذ السلطات سياسات عاجلة لتحسين الأوضاع الداخلية. لكن الأبرز حول احتجاجات الأيام الأخيرة ورد على لسان وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، الذي قال إن الحكومة لا تنسب أعمال العنف إلى اتباع طريقة «غناباد». وذهب أبعد من ذلك عندما وصف الطريقة بـ«العقلانية والمنطقية والمعتدلة».

وفي الوقت ذاته، توعَّد فضلي بمواجهة حازمة مع المخلِّين بالأمن، من دون أن يقدم تفاصيل حول الجهات، إلا أنه طالب بألا تسحب تصرفات بعض أنصار الطريقة على كل الطريقة. وعمَّق فضلي بتصريحاته الشكوكَ والغموض حول الرواية الرسمية وسط تباين بين وسائل الإعلام المقربة من «الحرس الثوري» ووسائل الإعلام المؤيدة لحكومة روحاني. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 300 من أتباع طريقة «غناباد»، إلا أن النائب علي رضا رحيمي قال لوكالة «إيسنا» الحكومية إن عدد المعتقلين تجاوز 360 شخصاً حتى أمس. وتعددت الروايات حول الساعات المتشنِّجة التي عاشتها منطقة باسداران. وكان ممثل السينما والتلفزيون الإيراني حميد فرخ نجاد كتب عن مشاهداته في شبكات التواصل الاجتماعي، وقال إنه تابع من نافذة بيته المطلّة على مكان الحادث. وقال في هذا الصدد: «لولا تدخل قوات الشرطة لمنع مغامرات أصحاب الملابس المدنية (قوات الباسيج والاستخبارات) وأنصار الطريقة الغاضبين لكنا أمام كارثة بخسائر بشرية كبيرة».

ليلة أول من أمس، قالت الشرطة الإيرانية إنها أحبطت نواة تجمع جديدة لجماعة «غناباد» في شارع باسداران. وعلى خلاف محاولات التهدئة من قبل الحكومة خرج المدعي العام الإيراني غلام حسين أجئي في مؤتمر صحافي للمطالبة بالإسراع بمحاسبة الموقوفين، مشدداً على «معاقبة الجناة بأسرع وقت»، مشبِّهاً الجماعة بتنظيم داعش. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن أجئي قوله: «يجب الوقوف بشكل جدي بوجه مَن يخرقون القانون ومن يزعزعون الأمن». وقال إن أحداث باسداران «تزيد حدة العقوبات ضد الموقوفين في الاحتجاجات». واتهم جماعة «غناباد» بخرق القانون وتهديد الأمن والسعي وراء مشكلات جدية للداخل الإيراني بضغوط داخلية وخارجية. وأجرى أجئي اتصال هاتفي بقائد الشرطة الإيرانية اللواء حسين اشتري للإشادة بموقف الشرطة في مواجهة احتجاجات منطقة باسداران.

وتابع أجئي أن «أحداث شارع باسداران لا يمكن تجاوزها بسهولة». ووجه المسؤول الإيراني أصابع الاتهام إلى تيارات خارجية وقال إنها «كانت ملهمة ومحرضة للاحتجاجات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية»، متهماً الجماعة بـ«الإخلال بالنظام العام وقطع الطرقات». وأشار المسؤول القضائي إلى توظيف جميع الإمكانيات من الادعاء العام الإيراني لمتابعة قضية الاحتجاجات. وقال: «وجهت أوامر للادعاء العام أن يتابع ملاحقة المخربين بمساعدة قوات الشرطة والاستخبارات»، كما طالب بعدم الإفراج عن المحتجزين «حتى التعرف على هوية العوامل الأساسية ودارسة القضية». ودافع أجئي عن أداء الشرطة في الاحتجاجات قائلاً إن «الشرطة تدخلت في الوقت المناسب لمنع أضرار الاحتجاجات، ولو تأخرت ملاحقة هؤلاء المخربين لكانت الخسائر أكبر». بموازاة ذلك، أعلنت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أمس، عن عقد اجتماع طارئ لبحث الاحتجاجات بحضور ممثلين عن وزارت الاستخبارات والداخلية واستخبارات «الحرس الثوري». ونفى رئيس اللجنة علاء الدين بروجري في تصريح لوكالة «إيسنا» أن تكون هناك «مشكلة بين النظام والطريقة (الغنابادية)»، وردّاً على مخاوف حول سلامة زعيم الجماعة قال إن «ضمان أمن زعيم الجماعة على عاتق المسؤولين عن أمن المجتمع».

وتناقضت تصريحات بروجردي مع تصريحاته أول من أمس. وكانت وكالة «مهر» نقلت عن بروجردي أنه وصف الأحداث في شارع باسداران بـ«الإرهابية» مطالباً القضاء بملاحقة أنصار الجماعة. في غضون ذلك، نقل موقع «آمد نيوز» المعارض نقلاً عن مصادر مطلعة في البرلمان أن الاجتماع «ناقش للمرة الأولى إمكانية السماح لقوات الأمن بإعلان حظر التجول في المناطق المضطربة».

 

نتانياهو يترنح سياسياً وأقرب مقربيه «شاهد ملك» ضده

الحياة/22 شباط/18/«هزة أرضية»، «أيامه الأخيرة»، «سقوط الجدار»، «القصة انتهت»، «كفى، سئمناك»، «الصندوق الأسود»... غيضٌ من فيض عناوين وسائل الإعلام العبرية أمس بعد ساعات من «القنبلة» التي ألقتها الشرطة بالتوقيع على اتفاق مع وكيل وزارة الاتصال سابقاً شلومو فيلبر، المقرّب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ليكون «شاهد ملك» في ملف التحقيق الجنائي المعروف بـ «ملف 4000» والشبهات بتورط نتانياهو بصفقة رشاوى مع رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش نفذها من طريق فيلبر إيّاه. ورد نتانياهو الذي يصارع من أجل البقاء سياسياً في ضوء تزايد شبهات الفساد ضده، وكتب على «فايسبوك» مستشهداً بسفر الخروج: «ولكن، بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا»، مضيفاً أنه ضحية «مطاردة ساحرات» سياسية. كما وصف بـ «الهذيان» إعلان الشرطة أن الناطق السابق باسمه حاول رشوة قاضية لإسقاط قضية احتيال ضد زوجته سارة. واعتبر مراقبون أن الاتفاق بين الشرطة وفيلبر شكل ضربة قوية لنتانياهو، وسيسهّل عمل الأولى في إعداد توصيات باتهامه وعدد من مقربيه وألوفيتش بعقد صفقة رشاوى، إذ شرَعت الشرطة أمس بالاستماع إلى إفادات فيلبر وسط توقعات بأنها ستجرّم نتانياهو. واستذكر معلقون كيف أوقعت شولا زاكين مديرة مكتب رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت به، عندما وافقت على أن تكون شاهد ملك، فأُرسل إلى السجن لعام ونصف العام، مع التذكير أيضاً بأن مقرباً آخر هو رئيس طاقم مكتب نتانياهو سابقاً آري هارو، سيكون شاهد ملك في الملفين السابقين اللذين أوصت الشرطة بمحاكمة نتانياهو بالرشوة بناء على مضمونهما. وكان نتانياهو استقدم، بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة قبل ثلاث سنوات، الناشط في حزبه «ليكود»، رئيس طاقم الانتخابات فيلبر ليكون وكيلاً لوزارة الاتصال التي احتفظ بها نتانياهو لنفسه. واعتُبر ألوفيتش خلال العقدين الأخيرين «أمين سر نتانياهو»، و «خزنته الحديد» و «بئر الأسرار» و «الصندوق الأسود». وطبقاً لتحقيقات صحافية وتقرير «مراقب الدولة»، فإن فيلبر، ويبدو بإيعاز من نتانياهو، وفّر لألوفيتش، رجل الأعمال ومالك شركة «بيزك للاتصالات»، منافع مالية وامتيازات غير قانونية بأكثر من مئة مليون دولار، في مقابل أن ينحاز موقع «واللّا» الإخباري، وهو الأول على شبكة الإنترنت ويملكه ألوفيتش، إلى جانب نتانياهو وعائلته، وهو ما تم فعلاً، وفق اعترافات المدير العام للموقع ومحرره السابقين بأنهما تلقيا تعليمات من ألوفيتش وزوجته بأن تكون التقارير إيجابية في موازاة شطب أي خبر ينتقد عائلة نتانياهو. وتعتبر الشرطة هذا الاتفاق «صفقة هات وخذ»، أو في القاموس القانوني رشوة ممنوعة. وكانت الشرطة اعتقلت الأحد الماضي ألوفيتش وزوجته وابنه وفيلبر والمستشار الإعلامي لعائلة نتانياهو نير حيفتس، خمسة أيام على ذمة التحقيق، ونجحت خلال يومين في إقناع فيلبر بأن يكون «شاهد ملك»، ما أحدث مفاجأة مدوية في أوساط «ليكود»، ودفع بقادة المعارضة وكبار المعلقين إلى اعتبار هذا الاتفاق أشبه بـ «الصندوق الأسود» في الطائرة الذي سيدلي بكل التفاصيل من الداخل.

واعتبر محرر صحيفة «هآرتس» آلوف بن، موافقة فيلبر على أن يكون شاهد ملك «ضربة قاتلة» لنتانياهو، وإن بقي على كرسيه بضعة أشهر أخرى. وأشار إلى حقيقة تورط أقرب مقربي نتانياهو في ملفات التحقيق المختلفة، آخرها تورط حيفتس في عرض رشوة على قاضية متقاعدة لتغلق ملفاً ضد زوجة نتانياهو في مقابل تعيينها مستشارة قضائية للحكومة، وهو ما أكدته رئيسة المحكمة العليا في إفادتها للشرطة. وتوقع معلقون أن لا تكون هذه الفضيحة الأخيرة، وأن تكشف الأيام المقبلة محاولات مماثلة للرشوة قام بها مقربون من نتانياهو. وكتب معلق الشؤون الحزبية يوسي فيرطر أن إفادة فيلبر ستُحكِم الخناق حول عنق نتانياهو في ملف الرشوة مع ألوفيتش، و «عليه، يمكن القول إن نتانياهو انتهى، وإنه فوّت فرصة الخروج من البئر القانونية التي وقع فيها بثمن بسيط يتمثل باعتزال الحياة السياسية، والتوصل مع النيابة العامة إلى صفقة ادعاء». وخلافاً لما حصل مع تقديم الشرطة توصياتها بمحاكمة نتانياهو في الملفين السابقين من وقوف جميع شركائه في الائتلاف الحكومي إلى جانبه، فإن مراقبين يتوقعون أن يعيد بعضهم، خصوصاً زعيم حزب «كلنا» وزير المال موشيه كحلون، حساباته في أعقاب التطورات المتسارعة في الأيام الأخيرة، من دون استبعاد أن تؤدي التطورات إلى تبكير الانتخابات العامة المقررة أواخر العام المقبل، في حال اشتد الخناق على نتانياهو أو انسحب أحد الأحزاب من الائتلاف الحكومي، أو أن يُقْدم نتانياهو على الذهاب إلى انتخابات معتمداً على استطلاعات جديدة للرأي تفيد بأن «ليكود» سيرفع عدد مقاعده في الكنيست الجديدة من 30 إلى 34 مقعداً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«الضّامنون» لوقف النار في لهيب انهياره

راغدة درغام/جريدة الجمهورية/الجمعة 23 شباط 2018

تتقلَّص الدول «الضّامنة» لوقف النار في سوريا الى متورِّطة حتى أذنيها كشاهدٍ صامت أو كشريكٍ فاعل في مجزرة إبادة في الغوطة الشرقية في جنوب البلاد، وكغاطسٍ في معركةٍ ظنَّ أنه قادر على حسمها سريعاً «فوقع» ضحيّة غطرسته في عفرين شمال سوريا. روسيا فقدَت السّيطرة التي كانت تبدو قادرة عليها قبل فترة وهي الآن تفقد أعصابها على تعثّر الانطباع الذي حاولت صقله بأنّها هي مالك المفاتيح الأساسية في سوريا. إيران تتعرَّى في مجزرة الغوطة مهما حاولت الادّعاء بأن لا حول لها ولا قوّة أمام عزم القوات النظامية السورية على قَصف الغوطة حتى الإبادة. تركيا تُكابر وتُزايد وهي تبرم صفقة غض النظر عن الغوطة التي تُلاقي مصيراً أسوأ ممّا حدَث في حلب نتيجة صفقة تركية - روسيّة عام 2016، وذلك مقابل إعانتها في «الانتصار» في عفرين. هذه الدول الثلاث «الضامنة» باتَت موقع اتّهامات دوليّة سلَخَت عنها سُمعة السّعي وراء الحلول السياسيّة لسوريا، بعدما ازدادَت غرقاً في دم السوريّين الذي يُستنزَف على أيادي النظام والإرهابيّين على السّواء. مرّت أربعة أيام قبل إطلاق أوصاف «الجحيم» و«حمام الدم» عندما بدأ العالم بالاستفاقة الى إبادة المدنيّين وصور أطفالٍ في جثث متراكمة بعضها وكأنّها في لوحة من العصور الماضية. ففي اليوم الرابع دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس الى وقف الجنون الذي حوَّل الغوطة «جحيماً على الأرض» موجّهاً «نداءً الى كل الأطراف المعنيّين من أجل تعليقٍ فوري للأعمال الحربية كافة في الغوطة الشرقية لإفساح المجال إلى جميع مَن يحتاجون اليها». مبعوثه الخاص الى سوريا ستيفان ديماستورا اعتبر الغوطة الشرقية «حلباً ثانية» إشارة إلى محاصرة وتدمير حلب قبل سقوطها عام 2016. زيد بن رعد، مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان دعا إلى وقف «حملة الإبادة الوحشيّة» في الغوطة الشرقيّة. المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطّفولة (يونيسف) خيّرت كابالار قال «ليس هناك من كلمات بإمكانها أن تُنصف الأطفال القتلى وأمّهاتهم وأباءَهم وأحبّاءَهم».

ألمانيا كانت واضحة عبر تصريح للناطق باسم المستشارية الألمانية في اعقاب سقوط أكثر من 300 قتيل بينهم 71 طفلاً في غضون ثلاثة أيام. حمَّل روسيا وإيران المسؤوليّة عن مجزرة الغوطة وقال «نتساءل عن وعود روسيا وإيران خلال محادثات أستانا بضمان وقف النار في الغوطة الشرقية (المحاصرة منذ 2013) إذ نُدرك أنّه بلا دَعمهما لما استطاع نظام الرئيس السوري بشار الأسد التواجد في موقفه الحالي». طالب «نظام الأسد بوقف المجزرة في الغوطة فوراً والسّماح بوصول المساعدات الإنسانية» وحضّ «موسكو وطهران على الضغط على دمشق لتحقيق هذا الهدف».

فرنسا أيضاً طالبت روسيا وإيران بفرض احترام وقف النار في الغوطة الشرقية محذّرة على لسان وزير خارجيتها من «فاجعةٍ إنسانيّة». أمّا الولايات المتّحدة، فإنّها طالبت غبر الناطقة باسم وزارة الخارجية بوقف القصف وقالت إنّ «روسيا ونظام الأسد مسؤولان عن هذه الهجمات والوضع الإنساني الرهيب في الغوطة الشرقية». ردود الفعل الروسية كانت فعلاً لافتة بعدما نفَت الاتهامات الاميركية و«نعتبرها بلا اساس ولا نوافق عليها» كما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. فلقد سارعت موسكو الى تطويق تحرّك السويد والكويت في مجلس الأمن الداعي إلى قرارٍ لوقف النار لمدة شهر، وطلبت عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن «للسّماح بعرض كلّ الأطراف أسلوب رؤيتها وفهمها للوضع السائد وإيجاد سبل لمعالجته» كما جاء على لسان السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا.

هذه «القوطبة» الروسيّة كان هدفها منع انجرار مجلس الأمن الى إدانة ما يقوم به النظام السوري في الغوطة الشرقية وإلقاء اللوم على روسيا وإيران، الى جانب منع إصدار قرار يُوقف الزخم العسكري في الغوطة الشرقية والهادف إلى حسمٍ عسكري تُريده دمشق وطهران ولا تُعارضه موسكو.

ما حدَث عملياً هو سقوط الثلاثي «الضامن» لوقف النار في الغوطة الشرقية والتي هي إحدى مناطق «خفض التوتر» التي أقرَّها الضامنون الثلاثة روسيا وإيران وتركيا. نائب ديماستورا رمزي عز الدين رمزي الذي شارك في مؤتمر «نادي فالداي» في موسكو نقل إلى المسؤولين الروس قلق الأمم المتحدة على العملية السياسيّة التي يتمّ تنسيقها مع الروس. ذلك أنّ التصعيد في الغوطة الشرقية المُدرجة في مناطق خفض التوتر هدَّد مسار أستانا برمّته.

روسيا أرفقت غضبها من «ازدواجيّة المعايير» الأميركية في القضايا الإنسانية وقلقها من انعكاسات التّصعيد على رعاياتها السياسيّة بمحاولة التوصّل الى مخرجٍ بالتعاون مع أطراف إقليمية، في طليعتها مصر. فمصر باتَت تقريباً شبه الضامن الرابع في الغوطة الشرقية نفسها إذ إنّها ساعدت روسيا في التوصّل الى هدنة سابعة هناك، وموسكو احتاجتها الآن.

وزارة الخارجية المصرية المتكتّمة تقليدياً على أدوارها في المسألة السورية أصدرت بياناً دعا إلى «هدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمصابين لتجنّب كارثة إنسانية حقيقيّة». وكان لافتاً تضمّن البيان إدانة مصر «أيّ قصف للمناطق المدنية في الغوطة ودمشق وكافة أنحاء سوريا» في إشارة غير مباشرة ليس للقوات النظامية للغوطة الشرقية فحسب وإنّما أيضاً لقوّات الفصائل المسلّحة التي تقصف من الغوطة الشرقية أحياء دمشق ولقوّات تركية تقصف في عفرين.

فمصر تنظر الى التصعيد العنيف في الغوطة الشرقية بأنّه ضربة ضدّ الجهد المصري الذي نجَحَ في التوصّل إلى اتّفاق هدنة كان ضامنها مصر وروسيا. إنّها ترى دوراً مميّزاً لها عن تركيا التي تخوض حربها ضدّ العناصر الكرديّة في أراضي عفرين السورية. وهي لا تُمانع أن تكون روسيا في حاجة الى الوساطة المصرية في سوريا، وأن تساهم القاهرة في إيجاد مخرجٍ لموسكو أمام تعاظم الضغوط الدوليّة على روسيا. لذلك الكلام عن تنسيقٍ دقيق عالي المستوى بين مصر وروسيا يرتكز جزئياً الى استخدام النفوذ الروسي مع النظام وإيران مقابل استخدام النفوذ المصري مع ما يُسمّى «مجموعة القاهرة» من المعارضة السورية والتي لبعض أو أحد رموزها وصول الى الفصائل المسلّحة المتواجدة في الغوطة الشرقية.

الإخراج لن يكون سهلاً. فموسكو في صميمها تريد الانتهاء كلياً من الفصائل المسلّحة في الغوطة الشرقية التي كانت طالبتها «بوقف المقاومة وإلقاء السلاح» طوعاً بلا نتيجة وهي تعتبر اليوم أنّ «عملية التفاوض من أجل الوصول الى تسوية سلميّة في الغوطة أجهضت» كما جاء عن «مركز المصالحة» الروسي في قاعدة حميميم. وبالتالي إنّ موسكو، ضمناً، قد تعتبر أن لا مناص من مصير كمصير حلب للغوطة الشرقية.

تُدرك موسكو أنّ انهيار مسار أستانة بات وارداً جداً، وأنّ هذا يقع في المصلحة الأميركية في الوقت الذي يزداد فيه التشنّج في العلاقات الروسية- الاميركية. الديبلوماسية الروسية تُحاول اللعب على الحبال المشدودة. إنّها في حاجة الى مصر في جنوب سوريا كضامنٍ معها، وهي تعقد الصفقات مع تركيا في شمال سوريا بصفتها ضامن أستانة، مع أنّ مصر وتركيا في حال عداء. إنّها تدافع عن الضامن الإيراني كيفما كان وأينما كان لأنّها لا تخشاه في سوريا بقدر ما تخشاه في القوقاز.

بالأمس كانت روسيا تبدو واثقة، تمتلك جميع المفاتيح في سوريا، السياسية والعسكرية والاقتصادية، وتستعدّ لتوزيع الحصص وإعادة الإعمار على أساس أنّ الحرب انتهت وأنّ روسيا وحلفاءها ضمنوا الانتصار. اليوم، إنّ روسيا قلقة في حيرة وتبعثر. فلقد اعتقد الروس أنّ العدو المشترك لهم وللأميركيّين كان قاعدة «كافية» لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، لذلك كان «داعش» مفيداً. اليوم، وكما قال أحد الروس، «اكتشفنا خطأ افتراضنا أساساً. ثمّ إنّ العدو المشترك لم يعد هناك».

 

إيران ستقاتل وحيدة: عَليَّ وعلى أعدائي!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 23 شباط2018 

ينبغي التعمّق في جولة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون على عواصم إقليمية محدّدة، والجولات المكوكية التي يجريها مساعده ديفيد ساترفيلد بين بيروت وتل أبيب. فالرجلان يستعيدان زخم الخارجية الأميركية، بعد مرحلة طغى فيها دور الموفد الرئاسي جاريد كوشنر، ومعهما مفاتيح أميركية للدخول إلى نزاعات وتسويات آتية إلى الشرق الأوسط. السياق الذي يتحرّك فيه ساترفيلد لمعالجة الخلاف اللبناني - الإسرائيلي حول خط النفط والغاز دقيق جداً، لأنه يتزامن مع تَحوُّلات مصيرية في ملفات الشرق الأوسط، لا بدّ من أن تكون قد استحوذت على جانب مُهمّ من محادثات تيلرسون:

- في القاهرة، دور مصر الحيوي في الملف الفلسطيني، سواءٌ في المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية أو في الرقعة الجغرافية التي ستنشأ عليها منطقة الحكم الذاتي، والتي يتردّد أنّ مركزها غزة، وربما جزء من سيناء.

- في الكويت، حيث انعقد مؤتمر دعم العراق، تمّ إرضاء الحكومة العراقية لإقناعها بالمخارج المرتقبة للتسوية في سوريا، بعد إرضائها بإحباط المسعى إلى استقلال كردستان العراق.

- في عَمّان، محادثات حول الدور الأردني في الملف الفلسطيني وفي سوريا على حدّ سواء. - في أنقرة، إقناع الأتراك بمقايضةٍ في الموضوع السوري شبيهة بالمقايضة مع العراق، مع إرضائهم باستمرار نفوذهم على بعضٍ من سوريا.

- وفي بيروت، جسّ نبض لمستقبل دور «حزب الله»، خصوصاً بعد الانتخابات، ولموقع لبنان الإقليمي: في أيّ محور إقليمي سيكون لبنان، ومَن سيضبط حدوده مع إسرائيل؟

وفي خضم كل هذه المحادثات، يأخذ ملف النازحين السوريين والفلسطينيين مكانةً أساسية، نظراً إلى ما يمثّله في المعادلة الديموغرافية والجغرافيّة التي سيُبنى عليها الشرق الأوسط في المراحل المقبلة.

في سوريا، يدفع الأميركيون إلى خلق مواجهة روسية - إيرانية إجبارية. وهذا ما يستفيد منه الإسرائيليون والأتراك أيضاً. والمواجهة، عندما تقع، لا يمكن أن تنتهي بتسوية وسطية، بل بالحسم: إما موسكو وإما طهران. وفي عبارة أخرى: هل سيكون الرئيس بشّار الأسد، على منطقة نفوذه، حليفاً لروسيا أم لإيران؟

هذه المعادلة بدأ يدركها الإيرانيون، المعروفون ببُعْد النظر في المسائل الاستراتيجية. ولذلك، سارعوا إلى التصعيد لفرض الحضور، من خلال التذكير بقدراتهم على مواجهة إسرائيل. فعمدوا إلى إسقاط المقاتلة الإسرائيلية للمرة الأولى، ولوَّحوا بخرق الحدود وضرب الداخل الإسرائيلي من سوريا ولبنان، وأظهروا أنهم يستطيعون السيطرة تماماً على القرار في لبنان.

وتتكامل الصورة لدى إيران وروسيا بأنّ الولايات المتحدة عازمة على منح الأكراد كياناً في الشمال الشرقي لسوريا، مدعوماً بنحو 30 ألف مقاتل، في ظلّ حماية أميركية برّية وجوّية، وسيطرة أميركية كاملة على المناطق الكردية والعربية التي تمّت هزيمة «داعش» فيها، والواقعة شرق الفرات حتى الحدود العراقية والأردنية.

وثمّة مَن يعتقد أنّ وضع عِفرين، التي تشكّل جزيرة كردية في الغرب، على الحدود مع تركيا، يبقى موضع مساومة. فإذا كانت أنقرة تستفزّها إقامة منطقة نفوذٍ كردي على حدودها شرق الفرات، فإنّ توسيع هذه المنطقة، عبر منبج، وإقامة تواصل كردي على امتداد الحدود غرباً، حتى البحر، تعتبرهما تركيا مسألة حياة أو موت. وكان لافتاً دخول القوات الشعبية التابعة للنظام إلى عِفرين ما يعوق مساعي تركيا للسيطرة على المدينة.

ويُفترض أن تحظى منطقة النفوذ الأميركي شرقاً وشمالاً بدعم مالي ورعاية لإطلاق حياة سياسية على أسس لامركزية. ويتمّ التفاهم مع العراق والأردن لتسهيل النشاط الاقتصادي في هذه المنطقة من خلال المعابر الحدودية.

وفي هذه الحال، وبعد إرضاء الأتراك شمالاً، والإسرائيليين جنوباً، سيجد الروس والإيرانيون أنفسهم في مواجهة حتمية داخل بقعة نفوذهم الواحدة والوحيدة، أي منطقة سيطرة الأسد. وعلى الأرجح، هناك ضوء أخضر ضمني لإخضاع الغوطة الشرقية وتأمين دمشق، في مقابل الموافقة على منطقة النفوذ الأميركية.

وفي الموازاة، هناك ضوءٌ أخضرلإنهاء حالة «جبهة النصرة»، من خلال استنزافها في مواجهات طارئة مع حركتي «نور الدين زنكي» و»أحرار الشام» في أدلب وحلب، في موازاة استهدافها في الغوطة الشرقية. وكانت موسكو أعلنت مطلع السنة الجارية أنها ستكون، سنة القضاء على «النصرة» في سوريا، بعدما كان العام 2017 عام القضاء على «داعش». ويتحدث بعض الخبراء عن تسوية محتمَلة في الغوطة تُجنِّب المدنيين خسائر لا يمكن تقديرُها. وتقوم هذه التسوية على اعتماد نماذج تسويات سابقة في حلب وإدلب والزبداني، حيث يتمّ إعلان هدنة عسكرية تتيح إفراغ أعداد كبيرة من السكان. وهنا يبدو صائباً تحذير الوزير مروان حمادة من انعكاسات سلبية إضافية في ملف النازحين بتأثير من معركة الغوطة الشرقية.

بعد استتباب الأمر للأسد في بقعة نفوذه، والأميركيين شرقاً وشمالاً، وتحت الضغط الأميركي - الإسرائيلي لإضعاف نفوذ إيران الإقليمي، سينشأ نزاع روسي - إيراني في منطقة الأسد، بل هو نزاعٌ على الأسد. والأرجح أنّ اللاعب الروسي سيكون الأقدر على عقد الصفقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

لكنّ طهران ستقاتل بشراسة دفاعاً عمّا حقّقته حتى اليوم، وما تكبّدت في سبيله أكلافاً باهظة. وستستخدم كل أوراقها في العراق وسوريا ولبنان، وربما في اليمن ودول عربية أخرى. وهنا، يمكن أن تدخل دول، وبينها لبنان، في أتون مغامرات غير محسوبة النتائج، ومكلفة جداً. فأيٌّ من القوى الدولية أو الإقليمية ستتدخّل لضبط الموقف، وما هي الأثمان المطلوبة مقابل ذلك؟ في المرحلة المقبلة، سترفع الديبلوماسية الأميركية مستوى استنفارها الشرق الأوسطي بحراك لتيلرسون ومساعديه وربما من خلال موفد رئاسي خبير في شؤون المنطقة، يكون قادراً على خوض مفاوضات صعبة ومعقّدة في الملف السوري.

ويبدو أنّ الخطوط ترتسم على الأرض، يوماً بعد يوم، في سوريا. لكنها، عاجلاً أو آجلاً، ستصبح خطوطاً على الورق في جنيف. وعندما تتغيّر سوريا لا يمكن الشرق الأوسط كلّه إلّا أن يتغيّر!

 

حاكموهم...

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 23 شباط 2018

في كلام مسجّل بصوته، تناقلته أخيراً مواقع التواصل الإجتماعي قال النائب وليد جنبلاط: «أطالب بمحاكمتي ومحاكمة الآخرين، لا يستطيع أيّ زعيم أن يقول إنه بريء من دم الأبرياء، كلّهم مجرمون، وللوصول الى حلّ سياسي عادل لا بدَّ من الإقتصاص من الجميع...»

وليد جنبلاط يتّصف بجرأة صاعقة حيال ما لَهُ وما عليه، ومرّة قال: «كنتُ «مزنوقاً» فارتشيت...» هي جرأة لو استخدمها أيُّ زعيم آخر لسقط بالضربة السياسية القاضية. مثلما أنّ أيَّ زعيم لا يستطيع أن يقول إنه بريء من دم الأبرياء فلا يستطيع أيُّ زعيم أن يقول إنه بريء من جرم الرشوة، سواءٌ كان بالإدانة المشهودة أو بالإدانة الصامتة. لعلَّ وليد جنبلاط يحاول بهذا الإعتراف العلني أن يصدر حكماً على نفسه أمام محكمة الشعب ليبرِّئ ذمَّتَهُ بتسديد عقوبة الإقتصاص. ولكن، ماذا عن الآخرين الذين امتصَّتْ جلودُهم دمَ الأبرياء فانتفخت به كالورم...؟

وماذا عن الذين كانوا «مزنوقين» فارتشوا... وكانوا مُعدمَينَ فاغتنوا، وكانوا مغمورين فأصبحوا زعماء: بثياب ميليشياوية مرقطة بالدم، أو بعباءة إقطاعية ملطّخة بالإثم، كأنما الثوب هو الذي يصنع الراهب. المجالس النيابية حسب الدكتور أنطوان مسرّة تناوبت عليها 26 عائلة منذ سنة 1920... سبعون في المئة من أفرادها وصلوا بالوراثة...هكذا يتسلسل السلطويون عندنا، كما يتسلسل الخلَفُ عن السلَفِ في التاريخ السياسي القديم، حيث كان الملك شبهَ إله، ثم كان الحاكم وكان الخليفة وكان الأمير والإمام والزعيم والوزير... الخَلف متورِّطٌ كالسلف، إِما بالجرم المباشر، وإِما بالوراثة الجرمية والمالية الحرام.

وهكذا يتسلّط الزعماء الكبار وهُمْ قلَّةٌ معروفة وموصوفة تخضع الرعية لسلطانهم كأنهم طبقة إجتماعية جاثمةٌ على طبقة أخرى، والملحقون بهم من أعضاء الحاشية أو أعضاء الحزب أبواقٌ تسبِّح الأسياد وتردّد الأصوات كالقطيع الذي ينسِّق خطاه على وقع الجرس الذي في عُـنُقِ الكرّاز.

باسم الأربعة ملايين لبناني الذين أصبحوا يعيشون تحت سقف الذُلِّ وخطِّ الفقر.. وباسم المليون ونصف المليون لبناني الذين هاجروا هرباً من سقف الذل والفقر... هل يتكرّم الذين يدبّجون الإستنابات واستطلاعات الرأي لإبراز الحجم الإنتخابي المنفوخ للزعماء الكبار... هل يتكرمون بأن يطرحوا سؤالاً ساذجاً على الذين

تسلموا الحكم منهم، والذين حكموا باسمهم، كيف كانت أحوالهم وأموالهم وعيالهم قبل أن ينتفخوا على كراسي السلطة...؟ وكيف أصبحت الأحوال والأموال والعيال والثروات والممتلكات من بعد...؟ وقد أُغدِقت المناصب والمكاسب على كلِّ مَنْ يشملهم حصرُ الإرث وصكُّ الملكية الوراثي، وعلى كلِّ مَنْ هُمْ مِنَ الأسماء الخمسة والأفعال الناقصة وجمع المؤنث السالم وغير السالم؟ هؤلاء، هم أسياد المعركة الإنتخابية الذين عناهم وليد جنبلاط، والذين لن يكون معهم حلٌ سياسي عادل إلَّا بالإقتصاص. وفي غياب محكمة عدل السلطة تبرز محكمة عدل الشعب، لعلّ العقاب يكون في محكمة الإنتخاب..

«ولكُمْ في القصاصِ حياةٌ يا أوْلي الألبابِ لعَّلكُمْ تتَّقون..» (سورة البقرة – «178»)

 

هذا ما يَحدُث في كواليس «مؤتمر روما»

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الجمعة 23 شباط 2018

 تشهد قضية تحديد موعد لانعقاد مؤتمر روما نوعاً من التجاذبات بين الشريكين الأوروبيَّين المعنيَّين به، أي إيطاليا البلد المستضيف، وفرنسا البلد الداعي اليه. حسب المداولات التي جرت في كواليس التحضير لمؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني، فإنّ الخلفية التي تتحكّم برؤية ايطاليا لتحديد موعده تبدو تقنية، بمعنى انّ روما الذاهبة الى انتخابات تشريعية في 4 آذار المقبل، ترغب بتأخير عقد المؤتمر الذي ستستضيفه في بلدها خلال حزيران المقبل، ليكون في وسعها الإهتمام بالجانبين اللوجستي والسياسي المتعلّقين بمسار إنعقاده وبنتائجه السياسية.

لكنّ فرنسا مارست ضغطاً لعقده في أقرب فرصة، ومبدئياً نجحت في تحديد موعد النصف الأول من آذار، وتحديداً في 15 منه، ولكنّ هذا الموعد على رغم موافقة إيطاليا المبدئية عليه، يظلّ عرضة لاحتمال أن يطاوله تأجيل في اللحظة الأخيرة.

ومبدئياً يمكن القول مع شيء من الحذر إنّ التجاذب الإيطالي - الفرنسي حول تحديد موعد مؤتمر روما قد تجاوز عنق الزجاجة، علماً أنّ إنشغال الواقع السياسي الإيطالي بعقد إنتخاباته التشريعية في آذار المقبل، ينعكس شيئاً من الوهن على فعالية التنسيق بين المؤسسات الرسمية الايطالية المعنيّة بإنجاح هذا المؤتمر، وخصوصاً التنسيق المطلوب بين وزارتي الخارجية والدفاع، وكلتاهما على صلة مباشرة بأنشطة التحضير للمؤتمر الهادف الى تنسيق دعم سياسي، ومن ثمّ مالي دولي وإقليمي لدعم قدرات الجيش اللبناني وتلبية خطة قيادته الاستراتيجية عبر تزويده بالمعدات العسكرية والإمكانات والمنح التي تطلبها..

وثمّة خشية من أن يؤدّي ذهاب إيطاليا الى موعدي مؤتمر دعم الجيش اللبناني وانتخاباتها في وقت واحد الى التأثير سلباً في الإستعدادات اللوجستية للمؤتمر، غير أنّ باريس تتبرّع بالتكفّل بسدّ هذا النقص في حال بروزه، وذلك عبر نشاط يتّسم بالحماسة تبديه لإنجاح مؤتمر روما.

وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ قصر الايليزيه ومعه وزارة الدفاع الفرنسية يعملان على اتّجاهات عدة لإيصال مؤتمر روما الى خواتيم تؤدّي الى تزخيم الدعم الدولي، وضمنه الاوروبي، للجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية الاخرى. ولكنّ هذه المساعي الفرنسية تصطدم بنوع من العقبات الأساسية الناتجة عن عوامل بعضها إسرائيلية، وأخرى أميركية، وثالثة إقليمية تتصل بحدة النزاع الدائر حالياً في المنطقة، وفي أساسه تعاظم التوتر على الجبهة الإسرائيلية ـ الإيرانية، وأيضاً على جبهة الخلافات الإقليمية الأخرى.

وأبرز جديد في الأفكار الفرنسية المطروحة للتصدي لتوجّهات دولية وإقليمية تحاول التحفّظ عن برنامج أعمال مؤتمر روما الهادف الى دعم الجيش اللبناني، تبرز محاولة الايليزيه لتوسيع دائرة الدول والجهات المانحة لمشروع تطوير قدرات المؤسسة العسكرية اللبنانية. وعلى هذا الصعيد تُدرَس فكرة أن ينضمّ الاتّحاد الاوروبي كمشارك في مؤتمر روما، وأن يتكفّل بالمساهمة عبر صناديقه المالية في تمويل مشاريع تسليح الجيش اللبناني.

وضمن هذا الاطار تبرز ملاحظة اساسية هي أنّ نوعية التحدّيات الامنية والعسكرية التي تشهدها المنطقة حالياً أرخت بظلالها على نوعية النقاش الدولي والإقليمي الدائر في مناسبة عقد مؤتمر روما، حول دعم الجيش اللبناني.

ويتبيّن حسبما تشير المعلومات المستقاة من داخل اروقة الكونغرس الاميركي، أنّ اللوبي الاسرائيلي نجح في إثارة اعتراضات على توجّهات باريس لجعل مؤتمر روما محطة مهمة في مسار الدعم الدولي لتطوير إمكانات الجيش اللبناني التسليحية.

وجرت غالبية هذه الاعتراضات تحت مبرّر أنّ تعاظم التكامل العسكري لكل من ايران و»حزب الله» في المنطقة، يحتّم التنبّه لإمكانية أن تصل الاسلحة المرسلة للجيش اللبناني الى «ايدٍ خاطئة»، والمقصود هنا «حزب الله». واضح أنّ اسرائيل لا تريد لمؤتمر روما أن يدشّن مساراً أوروبياً لتسليح الجيش يكون موازياً للمسار الاميركي الذي يساهم حالياً في الجزء الأكبر من تسليحه، وتفضل تل ابيب أن يبقى المصدر الاميركي المورد الوحيد للسلاح لمصلحة المؤسسة العسكرية اللبنانية. وخلال الأسبوعين الماضيين، بدا واضحاً أنّ إسرائيل تبالغ في افتعال المشكلات انطلاقاً من نفوذ لها داخل الكونغرس الاميركي، للتشويش على مؤتمر روما. ووصل هذا الأمر الى درجة أنّ إسرائيل عبر مناصرين لها في الكونغرس، حاولت استغلال وقائع تفصيلية داخلية جرت في لبنان، بغية تظهيرها على أنها تنمّ عن وجود ممارسات غير ديموقراطية ومنحازة لـ»حزب الله» تقوم بها داخل لبنان مؤسسات تابعة للجيش!!.

ورغم أنّ الإستجابة لهذا النوع من «الإفتعالات» ظلّت محدودة التأثير داخل الكونغرس، إلّا أنها اشارت للمرة الاولى الى وجود توجّه لدى بيئة متشاركة مع إسرائيل في الكونغرس للاضرار بمسار التأييد التقليدي المستمر الذي يمنحه الأخير كالعادة للمساعدات الأميركية للجيش اللبناني.

وفي مقابل الموقف الإسرائيلي، فإنّ باريس تتّجه لتمكين مؤتمر روما من إنشاء صلة بين التوجّه الدولي، وخصوصاً الأوروبي، لدعم الجيش اللبناني وبين تحدّيات حلّ النزاعات الدائرة حول الغاز في المتوسط، وبينها النزاع اللبناني ـ الإسرائيلي.

ومن الاقتراحات التي هي موضع درس الآن والمتصلة بهذا الملف، يبرز مقترح «إشراك الصندوق الأوروبي لدعم نشاط الدول في البحار»، كجهة مانحة لمشروع التسليح البحري للجيش اللبناني، وذلك انطلاقاً من حقّ لبنان في الدفاع عن سيادته على مياهه.

والواقع أنّ مجمل المعطيات الآنفة المحيطة بأجواء التشاورالدولي لعقد مؤتمر روما، تجعل من هذا المؤتمر الأخير محطة داخل المسار الدولي لدعم الجيش اللبناني، مختلفة عن المؤتمرات السابقة التي انعقدت للغاية نفسها. ويعود سبب تمايز مؤتمر روما الى عاملين اثنين أساسيّين، أولهما: أنّ إسرائيل تريد أن تربط أيّ اجندة دولية لدعم الجيش بمقايضات تلبّي ما تعتبره أنه يخصّ ضمانات لحاجاتها الامنية العليا على جبهتها الشمالية التي تشمل نشاط إيران و»حزب الله» في اقليم المشرق وليس فقط في لبنان. وثانيهما، كون أوروبا ذات المصالح المتّصلة بمستقبل توريد غاز المتوسط المشرقي والمصري والقبرصي اليها، تعتبر أنه في حال حصل في مؤتمر روما ربط برنامج تسليح الجيش اللبناني بدوره في حماية اتّفاقات ترسيم حصص الغاز في المتوسط، فإنّ ذلك سيمنح اوروبا، وفي مقدّمها فرنسا، دوراً مهماً في هذه الحلول.

 

يُحذّرون من الربيع الساخن!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 23 شباط 2018.

هل المنطقة مقبلة على ربيع ساخن؟ سؤال صاغه أحد المراجع بناء على ما سمّاها مجموعة تطورات مقلقة ومتلاحقة منذ مدة من لبنان الى إسرائيل، وصولاً إلى الميدان السوري والجبهات العسكرية المفتوحة على مصراعيها فيه. في لبنان الذي يتحضّر لإجراء الانتخابات النيابية بعد نحو سبعين يوما، يلاحظ المرجع عودة المجموعات والخلايا الارهابية الى التحرك في الداخل. والأجهزة الأمنية، والعسكرية تحديداً، أحبطت مجموعة كبيرة من العمليات الإرهابية الخطيرة، وآخرها لم يمض عليها زمن طويل، وألقت القبض في فترة زمنية قصيرة نسبياً على مئات من الإرهابيين الخطيرين. بالتأكيد يقول المرجع، انّ هذه المجموعات لا تتحرك من تلقاء نفسها. وهنا يصبح الحذر أكثر من واجب. وفي لبنان، ايضاً، إفتعل الإسرائيليون أزمة الجدار الإسمنتي على الحدود، من خلال محاولة بنائه في المنطقة المتنازَع عليها مع لبنان. المريب في الأمر أنّ الإسرائيليين ما زالوا مصرّين على البناء في هذه النقطة. ولبنان أوصلَ الى الاميركيين كلاماً مباشراً عبر مراجع رسمية وعسكرية بأنّ هذه المسألة تُشعل حرباً. الاميركيون كما يقول المرجع المذكور حاولوا طمأنة لبنان، الّا انّ الاسرائيليين ماضون في الجدار وطبعاً بتناغم كامل مع الأميركيين. وهذا التناغم نفسه تجلّى في إثارتهم لأزمة النفط البحري ومحاولة السطو الاسرائيلي على النفط اللبناني ومساحات واسعة من المياه الاقليمية والحدود المائية اللبنانية. بالتضامن والتكافل مع الأميركيين. انهم يتحايلون عليها، يقول المرجع، ويعتقدون أنّ لبنان هو الحلقة الاضعف، هَوّلوا علينا، وقالوا انّ لبنان لا يستطيع ان يحتمل حرباً على النفط، فقلنا لهم أنتم والاوروبيون قلتم لنا إنّ إسرائيل ستكون الخاسر الأكبر من وضع النفط البحري على برميل بارود. وفي الخلاصة نحن نشعر انهم سيزيدون من الضغط علينا، وما علينا إلّا أن نواجه.

- وعلى الجانب الإسرائيلي المقابل للبنان وسوريا، مناورات عسكرية إسرائيلية، في سياق إعداداتها الدائمة للحرب. وآخرها قبل أيام في الجولان. التقديرات الغربية بالإضافة إلى ما يقوله الأميركيون تقلّل من احتمالات الحرب الإسرائيلية على لبنان أو غيره. لكن اذا تعمّقنا في الداخل الاسرائيلي نجد انه تحت تأثير عاصفتين، عاصفة نتنياهو واتهامه بالفساد وتلقّي الرشوة، وعاصفة إسقاط الـ«اف ١٦»، والخشية هنا ان يغامر العقل الاسرائيلي في اتجاه نقل المشكلة الى الخارج عبر افتعال توتر او مواجهة او حرب ما في مكان ما، فمن جهة تصرف النظر عن أزمة نتنياهو وفساده، ومن جهة ثانية لتعويض شيء من ماء الوجه لسلاح الطيران الإسرائيلي بعدما انكسرت هيبته بإسقاط الـ«اف ١٦».

- وفي سوريا، يبدو الميدان العسكري يسير نحو مزيد من التصعيد والمتغيرات.

وفي السياق التمهيدي لذلك يمكن إدراج:

• الإنفجارات الأخيرة التي شهدتها الجبهات السورية على امتداد رقعة الصراع الممتدة من حدود الجولان جنوباً إلى عفرين شمالاً، ومن وادي الفرات شرقاً إلى غوطة دمشق غرباً.

• إسقاط الـ«اف ١٦» وقواعد الاشتباك الجديدة التي فرضها في الجنوب السوري.

• الكمين الأخطر، الذي شهدته منطقة دير الزور الذي أوقع «العشرات» من «مواطني» روسيا ودول الكومنولث السوفياتي السابق بين «قتلى وجرحى». الجانب الروسي لم يكشف حتى الآن عن الخسائر البشرية، سوى الاعتراف بخمسة قتلى - مع العلم بأنّ معلومات ميدانية تشير إلى أنّ غالبية القتلى ينتمون إلى إحدى الفرق الخاصة في الجيش الروسي.

وبالتأكيد انّ المسألة لا تقف هنا عند الروس. وبالتالي يجب مراقبة الميدان السوري. حيث بَدا أنّ الروس يحاولون تحويل ما تعرّضوا له إلى قاعدة اشتباك جديدة في الصراع السوري، ومن هنا يأتي الجهد الروسي لتبريد جبهة عفرين بتسوية غير معلنة مع الأتراك. وعلى نحو موازٍ، تسعى روسيا إلى فرض أمر واقع على الأميركيين، من خلال تغيير المعادلة الميدانية في غوطة دمشق، سواء من خلال الحسم العسكري المباشر على غرار ما حدثَ في حلب، أو من خلال التوصّل إلى تفاهمات مع شركاء إقليميين للتوصّل إلى تسوية ميدانية، تسهّل بدورها التسوية السياسية. وعلى هذا الأساس، فتح الجيش السوري جبهة الغوطة على نحو يمهّد إلى الحسم العسكري.

• الإشتباكات الجارية، منذ أيام في المخيم الفلسطيني بين المجموعات الارهابية التي تَشي بتكرار سيناريو جرود القلمون، وعلى نحو مُشابه، وإنما أكثر خطورة، تستمر الاشتباكات العنيفة بين الفصائل السورية المسلحة في محافظة إدلب، وسط حالات كر وفر وقصف متبادل.

هذان التطوران، قد يشكّلان الاضافة الى ما تقدّم من تطورات في الميدان، انتصاراً مجانياً لسوريا و«الحلفاء»، يُحرج جهات دولية وإقليمية أخرى، ويؤدي بطبيعة الحال إلى فرض أجندات مختلفة على الجبهات، وكذلك على جداول أعمال المفاوضات السياسية. هنا يبرز السؤال: هل يمكن أن يحصل ذلك بسهولة، وهل يمكن ان يسلّم الاميركيون بأجندات وقواعد جديدة يفرضها الروس؟. في النهاية الكلمة للميدان.

 

توافق "القوات" - "الكتائب" يقلب المشهد... إن حصل

هيام القصيفي/الأخبار/22 شباط 2018 /حسابات الاجتماعات الانتخابية الحالية تصبّ في خانة تختلف عن الغاية الاساسية منها. سقف التفاوض لا يتعلق بالتحالف السياسي الصرف، بل في كيفية تجميع كل فريق مقاعده، لأنه في القانون النسبي لا هدايا ولا مجانية"

أيهما أهم الدخول الى المجلس النيابي أم بناء تحالفات سياسية متجانسة؟ قد يكون أحد رؤساء الاحزاب التقليدية واضحاً حين يقول "الاولوية لبناء تحالفات واضحة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، لكن الأهم هو الوصول الى المجلس النيابي، وعلى هذا الاساس، سنضطر الى التخلي عن تحالفات مبدئية ومنطقية من أجل الوصول الى ساحة النجمة. وبعدها لكل حادث حديث". لا ينفرد رئيس الحزب بقوله هذا. فالأجواء الانتخابية لدى معظم القوى السياسية الاساسية تبدو مماثلة. وبحسب مصادر نيابية وسياسية تشارك في لقاءات انتخابية مفتوحة للكتل الرئيسية، فإن القوى السياسية لمست، بعدما فهمت قانون الانتخاب جيداً، واستوعبت حيثياته، أن التحالفات اليوم ليست في سلم الاولويات، "فلا أحد يريد تقديم هدايا انتخابية لأي طرف مهما كان مستوى تحالفهما". لذلك تدور الاجتماعات التشاورية، حالياً، بناءً على رغبة كل طرف في تأمين وصوله الى المجلس النيابي بأكبر كتلة نيابية. أما التحالفات السياسية بالمعنى العريض، فمتروكة إلى ما بعد الانتخابات، لا سيما أن السقف المرسوم خلال عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أصبح معروفاً، بعودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى تشكيل الحكومة. وعلى هذه القاعدة، باتت النقاشات تقنية بحتة، ولم تعد سياسية...

وبما أنه لا عناوين سياسية للحملات الانتخابية، فإن ثمة عناصر أساسية تتقدم المشهد الانتخابي:

أولاً، لم تخلُ مبادرة حركة "أمل" و"حزب الله" الى تقديم مرشحيهما من ملاحظات بديهية، لا سيما في ما يتعلق بموقف الطرفين من "التيار الوطني الحر"، إعطاء مقعد شيعي في بعبدا لحركة "أمل" في عزّ الخلاف بينها وبين التيار، وسحب مقعد شيعي من "تكتل التغيير والاصلاح" لمصلحة "حزب الله" في كسروان ــ جبيل. وأي مبادلة بمقاعد أخرى لا تقلل من أهمية هذين المقعدين وحيثيتهما، ولا تلغي كلام سياسيين أن ما حصل قد يكون مؤشراً لتحجيم التيار الوطني من جانب حلفائه، بسبب كثرة الاخطاء التي ارتكبها رئيسه في الفترة الاخيرة وأحرجت حزب الله. وهذا يؤدي تلقائياً الى أن يسعى الحزب الى تجميع حلفاء له في أكثر من دائرة، في شكل يتقدم على تفاهمه مع التيار.

ثانياً، طموح "التيار الحر" اليوم أن يستعيد حصته النيابية الحالية. لكن هناك من يتعامل بواقعية، مدركاً أنه لن يستطيع الوصول الى الرقم الحالي، وأقصى ما قد يحققه تقليص الهوة بينه وبين القوى المسيحية الأخرى التي تنافسه. هناك كلام عن تحصيل 18 مقعداً للتيار الوطني. لكن 18 مقعداً من أصل 64 نائباً مسيحياً، يعني أن التيار سيبقى حزب العهد، لكنه لن يبقى الاول عند المسيحيين. وهذا يضع تحديات كبيرة أمامه، على الاقل للوصول الى هذا الرقم الطموح، مقابل القوى المسيحية الاخرى، إضافة الى أن هذه القوى مجتمعة، اعترفت منذ إقرار القانون بأنها لم تعد قادرة على استعادة المقاعد المسيحية من الكتل النيابية الأخرى. الرئيس سعد الحريري كان واضحاً في خطابه في 14 شباط بأنه سيخوض المعركة بمرشحين عن كل الطوائف. لكنه كان أوضح لاحقاً حين طالب بحصص مسيحية في الشوف وبيروت الاولى وجزين وزحلة والشمال الثانية والثالثة، وبمقاعد مسيحية، لن يوفر جهداً للحصول عليها. وتبعاً لذلك، فإن سقف التفاوض الاساسي، أن لا مصلحة في التحالف مع التيار الوطني بالدرجة الاولى ومع القوات بالدرجة الثانية إلا بمقدار ما يحقق ربحاً صافياً في الحصص المسيحية. فالحريري يدرك سلفاً أنه، وإن تحكم في كتلة سنيّة متينة، فلن يبقى في المستقبل زعيماً متفرداً بالشارع السنّي، إذ ستكرس انتخابات 2018 تقاسم هذا الشارع من صيدا الى الشمال والبقاع، بينه وبين زعامات سنيّة من الصف الاول وقيادات من الصف الثاني.

ثالثاً، يعطي التيار الوطني لنفسه مجالاً واسعاً لإعلان التحالفات والمرشحين، وكذلك تفعل القوات اللبنانية. والأخيرة تتعامل مع الانتخابات على افتراض أنها ستعزز حصتها الحالية وتقترب من حصة التيار الوطني الحر، وثمة رهان على تحقيق رقم يوازي ضعف عدد النواب الحاليين. وهناك من يرى أن القوات تزيد فرصها كونها صبّت ثقلها على مرشح أساسي في كل دائرة انتخابية حساسة ومهمة، بحيث تستطيع تأمين وصوله. أما الباقي، فمتروك للتحالفات الموسعة. حتى الآن، يبدو المشهد الانتخابي موزعاً بين التيار والقوات، لكنه قد يتبدل وينتفي كلياً. فهل يمكن لأي طرف سياسي أن يتخيل المشهد الانتخابي فيما لو نجحت المفاوضات الجارية حالياً بين القوات والكتائب لخوض الانتخابات معاً؟ وهذا يعني أن اللا حصرية في الشارع السنّي ستتحكم أيضاً في الشارع المسيحي.

رابعاً، فرض القانون الانتخابي تحديات حتى على مستوى الاحزاب السياسية نفسها ومرشحيها. لا يمكن إلا التوقف عند أداء المرشحين الذين يتعاملون مع الانتخابات على أنها استحقاق فردي، لأن على كل مرشح، ولا سيما النواب الحاليين منهم، بذل جهود مضاعفة لا تشبه تلك التي سادت زمن النظام الاكثري واللوائح الحزبية الصافية. لكل نائب ومرشح اليوم استحقاقه الخاص، وهذه ليست مهمة سهلة، لا سيما أن عناصر القوة الاساسية تبدو محصورة في كيفية تأمين المال الانتخابي، ووجود متمولين كبار على اللوائح، لتغطية كلفة الحملات الاعلامية والاعلانية المرتفعة الثمن، وباتت مطروحة في التداول، بعدما حجزت قوى سياسية مكاناً لها في هذه الحملات.

 

الغوطة وعفرين والتطمين الإيراني لإسرائيل

وليد شقير/الحياة/22 شباط/18

لا يقتصر تشبيه المجزرة المرتكبة في الغوطة الشرقية لدمشق بتلك التي ارتكبت في شرق حلب وأدت إلى دخول قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية ووحدات روسية من الشرطة العسكرية إليها، على وجه واحد هو حملة الإبادة التي يرتكبها المثلث الجهنمي النظام- إيران- روسيا فقط. الأسلوب نفسه يعتمد: قصف وحشي من الجو يطال المدنيين، إخراج المستشفيات من الخدمة، منع وصول مواد الإغاثة تمهيداً لإتعاب مئات الآلاف واستسلامهم أو نقل المقاتلين إلى منطقة أخرى، هي على الأرجح إدلب. النتيجة واحدة وهي أن الشعب السوري باق تحت المقصلة نتيجة السلوك الجهنمي للمثلث، فيما المجتمع الدولي يتفرج أو يتواطأ، وبينما تأخذ هواجس رجب طيب أردوغان أنقرة نحو الانخراط في المقصلة مع دفن الرأس بالرمال. ومع فارق الزمن بين كانون الأول (ديسمبر) 2016 تاريخ سقوط حلب الذي أنتج وقائع جديدة، وبين ما يجري في الغوطة اليوم، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يكرر الدعوة إلى الهدنة لعل اتفاقاً يقود إلى دخول الشرطة العسكرية الروسية الغوطة كما فعلت في حلب، ويكرر استخدام حجة القضاء على الإرهاب فيها بحجة وجود «جبهة النصرة»، في وقت تتألف القوى العسكرية المعارضة التي تتحصن في الغوطة من «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام» إضافة إلى مئات آلاف المدنيين.

مثل حلب، حيث سحب الجانب التركي فصائل من «الجيش السوري الحر»، تقع تحت نفوذه، من المدينة، كي يسهل دخول القوات السورية- الإيرانية إليها، لأن موسكو قررت مراعاة تنفيذ الجيش التركي عملية «درع الفرات» لإبعاد القوات الكردية عن حدوده، تسكت تركيا عن مجزرة الغوطة مقابل غض النظر الروسي عن خوضها المعركة في عفرين ضد قوات «سورية الديموقراطية» لأن مصلحتها تقضي بتشجيع تصاعد الخلاف بين تركيا وأميركا التي تدعم الأكراد. ولا يهتز السلطان العثماني لإهانة صورة بلاده كقوة سياسية- عسكرية كبرى في الإقليم، بظهورها متواطئة، نتيجة قبولها إسقاط الاتفاق على شمول الغوطة ضمن مناطق خفض التصعيد، أنجزه اتفاق روسي- إيراني- تركي في أيار (مايو) الماضي. سبق له أن «بلع» الإهانة في إدلب قبل أسابيع، حين صعّدت قوات النظام قصفها للمنطقة. فطهران وموسكو (شريكتا أنقرة في أستانا وسوتشي)، بدلاً من إدارتهما خفض التصعيد في الغوطة تديران التصعيد الوحشي الذي وصفته «الغارديان» بأنه «ليس حرباً بل إبادة». وبلغ التخبط لدى أنقرة أنها تركض الآن وراء نظام دمشق للتفاهم معه على وقف مساعدته الأكراد في عفرين، عن طريق السماح لمقاتليهم في حلب بالانتقال إليها لمقاتلة الجيش التركي، مقابل استعادة «القوات الشعبية» التابعة للنظام المواقع التي يسيطرون عليها. فمعركة عفرين جعلت النظام في موقع يدفع تركيا والأكراد إلى التنافس على التفاهم معه.

وعلى رغم الأنباء عن التعارض بين النظام وروسيا في شأن الاندفاعة الوحشية لقوات بشار الأسد نحو الغوطة، فإن النكوث بالتعهدات الروسية بإنجاح مناطق خفض التصعيد لا يزيد سوى توريط موسكو أكثر فأكثر في وحول الحرب إلى جانب النظام الذي يتصرف على أنه منتصر، إلى درجة التنصل حتى من نتائج مؤتمر سوتشي الذي جهدت موسكو لعقده، وإعلانه أن الاتفاق فيه على لجنة صوغ الدستور غير ملزم له. فالكرملين يسعى لتكريس شرعية قيادته للحل السياسي المزعوم في سورية، بعد إعلان انتصاره في الحرب على «داعش» وسحب جزء من قواته، لكن تحالف إيران- النظام يجبره على العودة إلى الانغماس في القتال، سواء عبر التشكيلات العسكرية غير الرسمية التي تكبدت خسائر بشرية ضخمة مطلع هذا الشهر في دير الزور على يد الأميركيين، أم عبر الاشتراك في القصف الجوي، لعجزه عن الانسحاب من المواجهات العسكرية، طالما لم يحصد بعد أي نتيجة سياسية من دخوله الحرب منذ عام 2015، لا في المفاوضات مع واشنطن ومع الاتحاد الأوروبي حول رفع العقوبات ولا حول الدرع الصاروخية للناتو في أوروبا الشرقية، ولا حول أوكرانيا... مع معركة النظام وإيران للسيطرة على الغوطة بحجة حماية دمشق، فإن التخبط والفوضى لدى الدول المتورطة في الآتون السوري دفعا طهران إلى طمأنة إسرائيل أمس، بلسان نائب وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، بأن هدف إيران من دخولها سورية لم يكن فتح جبهة مع إسرائيل، بل مواجهة الإرهاب. هذا من مستجدات الميدان السوري.

 

المجزرة: حصة سورية من العالم

حسام عيتاني/الحياة/22 شباط/18

بضع مقالات منحازة إلى ضحايا الهمجية في الغوطة ينشرها عدد متضائل من الصحف الغربية، هي كل ما تبقى من شعارات أرادت لنفسها أن تكون عالمية. يقول لنا الأطفال المقطّعة أطرافهم والقابعة جثثهم تحت الجدران المنهارة عليهم بفعل قذائف التحالف الروسي - الإيراني - الأسدي، إن العالم ليس «قرية صغيرة» وأن قيماً مثل حقوق الإنسان وأولوية الحياة البشرية، ليست كونية بل محصورة ويخضع إشهارها أو طيها إلى الاستنساب والتمييز وآليات السوق السياسية. التأمل في الأرقام والصور الآتية من الغوطة في هدوء المكاتب، يرفع حاجزاً عالياً بين حقيقة ما يجري في الواقع وبين القدرة على التأثير فيه. لقد بلغ العالم من الانقسام حداً لم يعد معه من الممكن الانتقال من حيز التضامن العاطفي مع قتلى الغوطة وسراقب (قبلهم بأسابيع) أو حلب أو أي مدينة سورية منكوبة، إلى حيز التغيير الملموس والسعي إلى وقف المذبحة الشاملة الجارية بموافقة العالم، الضمنية أو العلنية لا فرق. لم يعد ذاك الانتقال ممكناً من دون إعادة نظر بكل المقولات التي اعتُبرت مسلمات أو بداهات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي حاول كتّاب على مدى التسعينات إقناعنا أنها انقلبت إلى حقائق كونية. أعادت أزمات الغرب وسياساته تظهير ضحالة الديموقراطية الليبرالية عندما تواجه اختبارات قاسية. تراجعت الحكومات الغربية إلى قلاعها الحصينة وأغلقت أبوابها أمام موجات اللاجئين واكتفت بشن غارات على من اعتبرتهم إرهابيين في الموصل والرقة. رفضت هذه الحكومات مواجهة الهمجية العالمية التي ساهمت في إطلاقها وامتنعت عن رؤية خطر المشاريع الإمبراطورية المنبعثة من موسكو وطهران، خطرها على كامل منظومة الحداثة الغربية التي بلغت أزمتها مستوى جعل من شخص مثل دونالد ترامب وأفراد عائلته، على رأس أقوى دولة في العالم. هذه الأزمة تسبق تغول فلاديمير بوتين على سورية وعلي خامنئي على أهالي حلب والغوطة، وتعلن انهيار البناء المقام من أوراق اللعب بمجرد أن ظهر من يملك العزم الكافي على إسقاطه.

وقعت الكارثة السورية بالضبط في الهوة الفاصلة بين عالمين. بين عالم الحداثة والديموقراطية التي زال الطلاء عن وجهها وبانت كواجهة للحصرية الغربية ولتمييز عميق لم تنجُ منه إلا حكومات تعد على أصابع اليد الواحدة، وبين عالم الهمجية الفالتة من أي عقاب والتمدد الإمبراطوري والحسابات الجيوسياسية والتطهير الطائفي الذي لم يعد يخجل من الظهور بكل عريه وبشاعته. ليس هذا الكلام لتغطية المأساة الملموسة بكلام مجرد ومتعالٍ. فلا شيء سيغسل عار البشرية التي ضجرت من قدرة الضحايا على هذا الموت الكثير ومن العناد في رفض «العودة إلى حضن الوطن» - المقبرة. لكن البشرية اعتادت على العيش مع العار بل أدمنت عليه، وليس أيضاً لتحذير من غضب وثأر مقبلين قد يخرجان من بين صفوف ضحايا اليوم ومن تحت أنقاض بيوتهم ومدارسهم. بل للقول إن الحروب السورية هي حصة المشرق العربي من انهيار صورة للعالم جرى الترويج لها كطوبى قابلة للتحقيق في أحضان التعدُّد والديموقراطية وحكم القانون والعدالة، طوبى تستطيع فيها الأمم المتحدة أن توقف العدوان وأن تمنع الحروب وأن تنقذ الضعفاء. الديموقراطية الليبرالية التي نعاها كتاب وباحثون مرات عدة، أخفقت في كل اختبار يتعلق بتلازم الشعار مع الفعل في كل مرة لم تكن المصالح المادية المباشرة على المحك. وسورية ليست استثناء في هذا الإخفاق. حصة سورية من هذا الإخفاق لم تكن غير مجزرة مجنونة بأيدي قتلة باردي الدماء.

 

على حافة الهاوية!

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/22 شباط/18

من الأزمات السياسية إلى التوترات العسكرية، مروراً باضطرابات أسواق المال ومخاطر التقلبات المناخية، وانتهاء بتهديدات الإرهاب وظاهرة الهجرة، يواجه العالم تحديات متشابكة تزداد تعقيداً، بينما تقل القدرة على مواجهتها بشكل جماعي في ظل الانقسامات السياسية والآيديولوجية، وتباينات المصالح والحسابات، والتحدي الروسي والصيني المتزايد للنفوذ الأميركي. هذه الصورة القاتمة ظهرت جلياً خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الذي اختتم قبل أيام بتحذيرات من أن العالم يعيش اليوم أكثر مرحلة مضطربة منذ انتهاء الحرب الباردة، والأوضاع السائدة تجعل مخاطر اندلاع حروب كبرى، الأعلى منذ عقود، ومنطقتنا لن تكون بمنأى عنها بالتأكيد. العالم يقف باختصار على شفير هاوية، وفقاً لتقرير وأجواء وشعار مؤتمر ميونيخ. حتى الكثير من الكلمات والنقاشات عكست هذه الصورة الكئيبة والمتشائمة، حيث عرضت المشكلات والأزمات، ولم تقدم أي حلول للخروج من الحالة الراهنة. صحيح أنه لم يكن متوقعاً أن يصبح مؤتمر ميونيخ منصة لحل كل المشكلات القائمة، لكن كان هناك من يأمل في أن يوفر على الأقل فرصة لحوارات تردم الهوة بين الأطراف في بعض القضايا، وتنشر أجواء من التفاؤل تساعد في بناء وتعزيز الثقة دولياً. الذي حدث كان العكس تماماً؛ إذ أظهر المؤتمر تباعد المواقف والتصورات، وعمق الأزمات والتحديات، وعدم وجود رؤيا واضحة لكيفية عبور هذه المرحلة بسلام. رئيس المؤتمر، الدبلوماسي الألماني فولفانغ إيشنغر، لاحظ تراجع الدبلوماسية الدولية وتعالي لهجة التصعيد والحروب، مشيراً إلى الحرب الكلامية وأجواء التحدي النووي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والتوترات بين الغرب وروسيا، وأزمة أوكرانيا، ومخاطر مواجهات كبرى في الشرق الأوسط في ظل الصراع الإقليمي المتنامي، والوضع المعقد في سوريا، حيث تتقاطع مصالح أطراف دولية وإقليمية عدة، وتتواجه قوات أطراف قوية. لكن أقوى تحذير سمعه المشاركون جاء على لسان السيناتور الجمهوري الأميركي جيم ريتش الذي قال: إن العالم يقف على شفا حرب نووية مع كوريا الشمالية يمكن أن تصبح أسوأ كارثة في تاريخ الحضارة الإنسانية.

اللافت أن المؤتمر بدا أحياناً وكأنه محاكمة لسياسات إدارة ترمب التي وُضعت تحت المجهر وتعرضت إلى كثير من التساؤلات والانتقادات، مع إشارات إلى أنها بدأت تتخلى عن الدبلوماسية وتميل إلى تعزيز قوتها العسكرية وفرد عضلاتها، وتخرب بتوجهاتها الراهنة النظام العالمي الذي لعبت دوراً كبيراً في بنائه بعد الحرب العالمية الثانية. الأوروبيون عبّروا عن قلقهم من الانكفاء الأميركي في ظل شعار ترمب «أميركا أولاً»، بينما أبدى بعضهم، مثل وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، امتعاضه من عدم القدرة على فهم المواقف الأميركية، متسائلاً: «هل ننظر إلى الأفعال، أم إلى الكلمات، أم إلى تغريدات (تويتر)؟». أما الروس، فقد حذروا على لسان وزير خارجيتهم سيرغي لافروف من أن إعلان إدارة ترمب تحديث الترسانة النووية الأميركية وتعزيزها لن يترك لروسيا أي خيار سوى تعزيز ترسانتها أيضاً؛ مما يعني إشعال سباق نووي جديد يشمل بالضرورة دولاً أخرى لن تقف متفرجة.

الوفد الأميركي إلى مؤتمر ميونيخ الذي قاده مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر بذل جهوداً كبيرة لطمأنة العالم وإقناع الحلفاء الأوروبيين بأن سياسات واشنطن وتحالفاتها لم تتغير على الرغم من تغريدات الرئيس. وفي الوقت ذاته تبنى ماكماستر لهجة حازمة ضد روسيا وتدخلها في الانتخابات الأميركية، وكذلك إزاء إيران التي لوّح بأنه «حان الوقت للرد على نشاطاتها المزعزعة للاستقرار». لكن الوفد الأميركي لم يهنأ طويلاً بجهوده؛ إذ خرج عليه ترمب بتغريدة وبّخ فيها مستشاره للأمن القومي قائلاً إنه «نسي» أن يقول إن انتخابات 2016 لم تتأثر أو تتغير بالتدخل الروسي.

ماذا يعني كل ذلك للعالم؟ المتوقع أن الإدارة الأميركية ستبقى عرضة للتقلبات والاضطراب بسبب تغريدات الرئيس وخروجه المتواصل عن النص، إضافة إلى الضغوط المتزايدة مع اقتراب تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات من مراحلها الحاسمة. هذا الأمر ستكون له انعكاساته على أميركا داخلياً وخارجياً، في وقت يبدو فيه العالم في حاجة إلى شيء من التوازن، وكثير من الدبلوماسية لمواجهة التحديات والأخطار المتراكمة. فمعظم المشكلات الدولية الراهنة، من حرب الإرهاب إلى تهديدات المناخ، ومن قضايا الهجرة إلى الحروب الإلكترونية الجديدة، ومن ملف التسلح النووي إلى قضايا المياه والتجارة الدولية، تحتاج إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهتها. أميركا منذ تولي إدارة ترمب تبنت مواقف انعزالية، وانسحبت من معاهدات دولية مثل اتفاقية باريس للمناخ، واتفاقية الشراكة عبر الباسفيك، واتخذت قرارات أحادية الجانب من دون التشاور مع حلفائها مثل موقفها في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. كل ذلك أسهم في إرباك العالم وإشعال توترات جديدة، وأجج أجواء التشاؤم التي كانت ظاهرة في مؤتمر ميونيخ. العالم في لحظة تحتاج فيها أميركا إلى تذكر دروس الحرب الباردة، ودور القوة الناعمة والدبلوماسية الخلاقة في إعادة النظام العالمي من حافة الهاوية وخطر حرب كونية جديدة.

 

مشكلة الأكراد مع تركيا وإيران وليست مع العرب والعراق وسوريا!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/22 شباط/18

كان متوقعاً أن يصبح الكرد، أو «الأكراد»، مشكلة إقليمية، على ما هو عليه الوضع الآن؛ فاقتسام غنائم ما بعد الحرب العالمية الأولى بين الدول المنتصرة؛ بريطانيا العظمى وفرنسا، وبالتالي الولايات المتحدة لاحقاً، بعد حرب السويس في عام 1956، جعلهم موزعين بين عدد من دول المنطقة الشرق أوسطية الرئيسية؛ التي هي تركيا أولاً، وإيران ثانياً، والعراق ثالثاً... وسوريا رابعاً، هذا بالإضافة إلى أن بعضهم بات يشكل أقليات ليس لها أي حضور سياسي فاعل في لبنان والأردن، وهناك من يقول وفي مصر وأذربيجان وأرمينيا وربما روسيا الاتحادية.

ولعل ما يميز العرب عن الأكراد، أن عددهم الآن بات يتجاوز ثلاثمائة مليون وربما أكثر، وأنهم أقاموا دولتين رئيسيتين (إمبراطوريتين)؛ هما الدولة الأموية والدولة العباسية، وأنهم شكلوا فيما تسمى دولة الخلافة العثمانية رقماً رئيسياً وكتلة أساسية إنْ لم تكن شريكاً في النظام العثماني، فإن حضورها لم يغب على مدى الأربعمائة سنة وأكثر، التي هي عمر العثمانيين الذين كانت عاصمتهم إسطنبول (القسطنطينية)، لكن كانت لهم مراكز «عواصم» ملحقة في دمشق - الشام وفي القاهرة وفي بغداد، وأيضاً في مكة المكرمة والمدينة المنورة لاعتبارات دينية، ونظراً لأن الخليفة التركي كان يحمل صفة أمير المؤمنين.

ولهذا، وعندما جرى توزيع الغنائم على المنتصرين بعد الحرب العالمية الأولى، والحصة الأكبر في شرق المتوسط ووادي النيل كانت لبريطانيا العظمى، كان لا بد من أن تقوم دولة عربية في العراق بما فيه كردستان العراقية، وأخرى في سوريا شاركت فيها رموز كردية أساسية وحتى على مستوى رئاسة الجمهورية، وذلك في حين أن هؤلاء في إيران بقي وجودهم ثانوياً في العهود الإيرانية المبكرة وفي اللاحقة وحتى الآن؛ إنْ في عهد الشاه الأول رضا بهلوي، وإنْ في عهد ابنه محمد الذي أزاحته الثورة الخمينية في عام 1979 واستكملت قمع التطلعات الكردية الاستقلالية منذ أيامها الأولى كما حصل في كرمنشاه عندما حول «المعممون» أعمدة الكهرباء إلى أعواد مشانق لهؤلاء، بحجة أنهم يشكلون جيباً عميلاً، وأنهم عملاء لأميركا و«الاستكبار العالمي»، وهذا في حقيقة الأمر غير صحيح على الإطلاق.

وإنّ ما تجب الإشارة إليه هو أن أول محاولة لإقامة دولة كردية فعلية كانت في «مهاباد» في عام 1946 حيث أقام القاضي محمد، الذي تم إعدامه بعد فشل تلك المحاولة، ومعه الملا مصطفى بارزاني والد مسعود بارزاني، ما سميت جمهورية «مهاباد» بدعم من الاتحاد السوفياتي وموافقة الولايات المتحدة، لكن ما لبث هؤلاء الداعمون أن تراجعوا عن دعمهم بـ«التآمر» مع الشاه رضا بهلوي، فحصل ما حصل، وانتهت تلك المحاولة «الانتحارية» بعد نحو سبعة أشهر، لكنها بقيت حافزاً لهذا الشعب ولهذه الأمة حتى الآن... حتى هذه اللحظة التاريخية.

وهنا، فإن هناك من يشبِّه خطوة الاستفتاء الأخيرة التي أقدم عليها «الرئيس» مسعود بارزاني بما كان أقدم عليه والده مصطفى بارزاني ومعه القاضي محمد في مهاباد في عام 1946؛ فاللعبة الدولية - الإقليمية التي أفشلت تلك المحاولة المبكرة قد أفشلت محاولة «أبو مسرور» الأخيرة هذه التي يبدو أنها لن تتكرر قريباً ما دامت معادلات هذه المنطقة هي هذه المعادلات، وما دام حتى أكراد العراق بينهم كل هذه الاختلافات والخلافات، وأن بعضهم «يتآمر» مع إيران للتخلص من رئيس إقليم كردستان السابق ومن تراثه العائلي والأبوي بصورة نهائية.

والحقيقة أن ما يضعف الأكراد بصورة عامة هو أن «تقسيمات» ما بعد الحرب العالمية الأولى قد باعدت بين التوجهات السياسية لمكوناتهم الرئيسية، فتطلعات «حزب العمال الكردستاني» - التركي وارتباطاته تختلف عن تطلعات وارتباطات «الحزب الديمقراطي الكردي»؛ حزب مسعود بارزاني، وهذا ينطبق على ما تبقى من حزب جلال طالباني «حزب الاتحاد الوطني»، وعلى الكيان السياسي الذي أنشأه برهم صالح، وعلى بعض التشكيلات الهامشية الأخرى؛ إنْ كانت ذات اتجاهات إسلامية أو علمانية و«ماركسية - لينينية» أو أيضاً «نقشبندية». إنه لا مشكلة للأكراد مع العرب بصورة عامة؛ فالتعايش بين هذين المكونين أو هاتين الأمتين قديم جداً، إنْ في العراق أو في سوريا، وكان الكرد دائماً، وأبداً، شركاء رئيسيين في المسيرة الحضارية العربية الطويلة، فخيرة من كانوا يُعدّون كفاءات عربية كانوا من هذا الشعب الشقيق العريق، وهذا يختلف اختلافاً كبيراً عمّا هو في إيران وفي تركيا سابقاً ولاحقاً... وحتى الآن.

والمشكلة؛ إنْ بالنسبة لتركيا وإنْ بالنسبة لإيران، هي أن الأكراد في هاتين الدولتين يشكلون ثقلاً رئيسياً؛ إذ يقال إن عددهم في تركيا يصل إلى أكثر من 20 مليوناً، بينما عددهم في إيران يقترب من 15 مليوناً، وهذا يعني أنَّ حصول أي من هذين المكونين على حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، سيعني كارثة محققة؛ إنْ للإيرانيين الفرس، وإنْ للأتراك العثمانيين، مما يعني أن هذا الهدف سيبقى بعيد المنال، إن لم تستجد أوضاع شرق أوسطية ودولية غير هذه الأوضاع الحالية. وعلى نحو أوضح؛ فإن الإيرانيين - الفرس يعرفون، وهم متأكدون من هذا، أنه إذا قامت لـ«أكرادهم»!! دولة مستقلة، فإن العدوى الانفصالية ستنتقل حتماً حتى إلى الأذريين، وبالطبع إلى البلوش، وإلى العرب... وإلى كثير من القوميات الأخرى، مما سيعني، وبالتأكيد، أن إيران الحالية ستنكمش حتى حدود التلاشي، وأنه لن يعود لها أي دور إقليمي، وأنها ستفقد وظيفتها التاريخية بصفتها «شرطياً» في هذه المنطقة، وهذا ينطبق بالتأكيد على تركيا التي يشكل فيها الكرد مكوناً رئيسياً إلى جانب المكونات القومية الأخرى ومن بينها عرب لواء الإسكندرون الذي بعد إلحاقه بتركيا «الأتاتوركية» في عام 1939 أعطي اسماً تركياً جديداً هو: «هاطاي».

لن تسمح تركيا للأكراد أو لغيرهم بالانفصال عنها وحتى إنْ اضطرت لخوض عشرات الحروب الطاحنة المتلاحقة؛ إذْ إنها من وجهة نظرها تدافع عن كيانها وعن وجودها، وهذا بالتأكيد ينطبق على إيران التي كانت «أقلياتها» العرقية قد بدأت الكفاح مبكراً أولاً خلال المرحلة الشاهنشاهية، وثانياً ضد هذه الدولة الخمينية الاستبدادية. وهكذا؛ فإنه يبقى على أكراد العراق أن يتخلوا عن سياسات التلاعب على محاور المنطقة التي كانوا مارسوها مبكراً وخلال فترة طويلة... إذْ إن العرب في العراق من حيث المبدأ ليسوا ضد حصولهم على حقوقهم المشروعة، التي إذا كان هناك تفاهم؛ بعيداً عن العنف، قد تصل إلى حدود إقامة الدولة المستقلة.

وعليه، وفي النهاية، فإنه ظلم ما بعده ظلم أن يحرم هذا الشعب العريق مما حصلت عليه شعوب هذه المنطقة الأخرى، ولعل ما يجب أن يفهمه ويدركه الذين ينكرون أن للأكراد نفس حقوق العرب والإيرانيين والأتراك، أن هؤلاء سيبقون يشكلون قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت في الدول التي يوجدون فيها؛ في تركيا وإيران على وجه التحديد، وأيضاً في العراق الذي حققوا في إقليمه الشمالي حكماً ذاتياً اقترب في السنوات الأخيرة، قبل معركة «الاستفتاء» المعروفة، من أن يكون دولة مستقلة. لا يجوز وقد قطع العالم ومعه هذه المنطقة الشرق أوسطية كل هذه المسافة الزمنية من الألفية الثالثة، أن يبقى هذا الشعب محروماً مما حصل عليه الآخرون، فهذا سيبقى يؤدي إلى خَضّات أمنية وسياسية في الدول المعنية، وهذا سيسهل عمليات اختراق الدول الكبرى للشرق الأوسط ودوله؛ خصوصاً تركيا وإيران... والعراق وسوريا.

 

السادة المحترمون

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 شباط/18

احتفلت «المصري اليوم» بصدور خمسة آلاف عدد منها خلال ما يزيد على 13 عاماً. وبينما تبدو دلائل التعب على الصحافة الورقية، لا تزال هي تزداد ازدهاراً. ما هي قواعد النجاح في الصحافة؟ كثيرة، أهمها بالنسبة إليّ، الاحترام والثقة. لا أستطيع أن ألمس صحيفة لا أحترمها، ولا أن أقرأ سطراً ملوثاً.

تزداد أهمية الجريدة عندما تتمتع بالثقة والاحترام ومعهما سعة الانتشار. عندما أنشأ الراحل نبيل خوري مجلة «المستقبل» في باريس في السبعينات، كان شعارها «نخبة الكتّاب، نخبة القراء». انتقى من استطاع من أبرز الكتّاب العرب، وقدمهم في مزهرية واحدة. قبله كان محمد حسنين هيكل قد جمع في «الأهرام» كبار أدباء مصر، بحيث بدت وكأنها «جمعية أهل القلم» بكامل أعضائها. تروي فاطمة اليوسف في مذكراتها أنها اقترضت موازنة إضافية لكي تستطيع أن تؤمن انضمام عباس محمود العقاد إلى «روزاليوسف» من العدد الأول. وقيل لها إنه لن يقبل العرض. فقالت إنه عندما يعلم أنه 80 جنيهاً في الشهر، سوف يقدم سلسلة مقالات مسبقاً. مشكلة مصر - وأهميتها - أنها مكتفية ذاتياً. لذلك عندما توزع الصحيفة مليون نسخة في اليوم، فلماذا تتكبد تكاليف التوسع بلا جدوى اقتصادية. وعندما حدث وتوسعت في طبعات خارجية، ظل هدفها الأول القارئ المصري. ولا يزال هذا الوضع قائماً. فلا فسحة كافية في صحف مصر لغير مصر وشؤونها وكتّاب هذه الشؤون. فالقاعدة أن كل قضية مصرية قضية عربية، بينما ليست كل قضية عربية قضية مصرية. ومن نتائج هذا الواقع، أن كتّاب مصر لم ينصرفوا إلى الشؤون العربية إلا قليلهم، بينما كتب العرب الآخرون في جميع الشؤون. وتضم «المصري اليوم» أكبر لائحة من الكتّاب، يركز معظمهم على مصر غير ملومين. غير أنها لائحة مهنية نادرة في أي بلد آخر. وصفة هذه المجموعة الالتزام بأكبر قسط ممكن من المهنية والجد. وتضاف إليهم كل يوم زاوية مليئة بالتأمل العلمي والصراحة الوطنية، موقعة عن حق بإمضاء «نيوتن». وقد يمنعني سبب ما من قراءة كاتب ما في «المصري» أو في «الأهرام» أو في «الشروق»، لكنني أعود إلى «نيوتن» ولو بعد وقت. وكذلك إلى بريده المليء عادة برسائل من شخصيات مصرية معتبرة وذات خبرة عالية في مناقشة قضايا الناس والبلاد. من أبرز أخلاقيات «المصري اليوم» تعاملها مع الصحافة والصحافيين الآخرين. ويطالب الزميل محمد أمين بعودة الكاتب الكبير إبراهيم سعدة بعد «نفي» استمر سبع سنين. وأضم صوتي إلى صوته وأصوات جميع الزملاء الذين يناشدون الرئيس السيسي اتخاذ هذا القرار. المسألة ليست حكماً قضائياً، بل حكمة مصر.

 

الوطن وحوارات الوطنية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/22 شباط/18

كان من بين القادة الذين قاتلوا تحت إمرة قيادة الملك فيصل، رحمه الله، عندما انتصر في استعادة المناطق السعودية الجنوبية، ووصلت القوات السعودية إلى مدينة الحديدة، التي ما لبثت أن تركتها بعد 3 أشهر بعد توجيه من الملك عبد العزيز لتعود إلى حدود الدولة السعودية. وشارك في عدد من حروب التوحيد لاحقاً.

هذه سيرة اخترتها لأنها تختصر معاني كثيرة. اللواء سعيد جودت، كان في البداية ضابطاً في الحامية التركية، وهُزم أمام قوات الملك عبد العزيز، رحمه الله. وعندما مثل أمام الملك أمر بفك قيوده وبقية أسرى الحرب، وخيَّره بين أن يعود إلى تركيا أو أن يلتحق بقواته، فاختار اللواء جودت أن يلتحق بهذا القائد العظيم. ومن رفاقه من التحق به ومنهم من عادوا إلى بلادهم. جودت عمل في صفوف قوات السعودية الجديدة ولاحقاً وثق به الملك المؤسس وكلّفه بواحدة من أعلى الوظائف مرتبةً وأهميةً، قائداً للحرس الملكي. الملك عبد العزيز كان شخصية استثنائية، لم يكن ضيق الأفق، ولا متعصباً. حمل رؤية متقدمة على زمنه، وعلى بقية زعماء المنطقة ببناء دولة ذات طموحات كبيرة، وكل من حاربهم وانتصر عليهم ضمهم إلى مؤسسات دولته. الملك عبد العزيز أسس مملكة حديثة تتسع للجميع، وضم في حكومته ومجلسه قادة القبائل ووجهاء المجتمع، أيضاً ضم مصريين وسوريين وفلسطينيين وعراقيين وليبيين وغيرهم. منحهم جنسية دولته وكانوا من رجاله، منهم من حارب خلفه ومنهم من خدم دولته الحديثة. كانت السعودية دولة فقيرة، بلا بترول، وترك هؤلاء بلدانهم إيماناً به وبمشروعه. هذه القصة ربما تختصر ما لم يستطع فهمه بعض الذين ينظرون اليوم إلى مجتمعهم بعين ضيقة، يرون بلداً صغيراً، وموارد محدودة، ويحلمون بطموحات متواضعة. دبَّ فيهم الفزع خشية أن يتم تجنيس غير السعوديين، مع أن هذا ليس صحيحاً، سواء من يستحق وفق النظام أو من دونه. الخوف من هجمة الأجانب، وتذويب المجتمع، هواجس عامة نراها تجتاح كثيراً من الدول التي صارت تظهر فيها دعوات الإقصاء بحجة المواطنة الخالصة، في الأردن ولبنان والكويت وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها. عنصرية ليست مقتصرة على السعوديين، بل من إفرازات التنافس في السوق، وطوابير البطالة، وجعلت التعبير عنها سهلاً، عبر وسائل التواصل السهلة والسريعة والحرة، فدبّ خلاف بين المتقوقعين والمنفتحين، بين القلقين والواثقين، بين قصيري النظر وأصحاب الطموحات الكبيرة والبعيدة. معظمهم، على الطرفين، من حملة النوايا الحسنة يريدون حماية أنفسهم وأولادهم ومصالحهم، لكن قد يقودهم أصحاب نوايا سيئة. للتوّ أفلتنا من قيود جماعة كانت تسمي نفسها الصحوة الدينية نجحت لعقدين من الزمن في نشر فكر إقصاء مَن يختلف معها، بعد أن جعلت الإسلام حكراً عليها. والآن يظهر مَن يريد أن يختصر الوطن على نفسه وأهله ويلغي غيرهم. هناك حقائق ثابتة مهما عبّر البعض وتمنى، الدولة للجميع لا لبعض الناس، مهما علت أصولهم أو امتدت جذورهم. وقوانين الدولة ودستورها هي المرجع وليست بالمفاخرة أو المنابزة. والذي حصل على الجنسية البارحة مواطن كامل، له نفس الحقوق التي لغيره ممن سبقوه.

سعيد جودت كان كردياً عراقياً، من عسكر الأتراك، جعله عبد العزيز من مواطنيه. وكذلك فعل مع الدكتور عبد الله الديملوجي، أيضاً عراقي من عسكر تركيا، خيَّره واختار العمل مع الملك عبد العزيز وأصبح سعودياً. وهناك يوسف ياسين ورشاد فرعون من سوريا، والمصري حافظ وهبة، والليبي خالد القرقني وغيرهم الكثير. وعندما تسلم الحكم الملك سعود أيضاً أبقاهم. وأَلِفنا في عهد الملك فيصل أن نرى في اجتماعاته ومجلسه شخصيات مثل د. رشاد فرعون. وبالتالي ليس صحيحاً أن التجنيس بدعة، ولا أن الدولة قامت على البعض وللبعض دون غيرهم. السعودية مشروع دولة حديث متقدم منذ نحو تسعين عاماً، ضمت بين أهلها من سكانها مَن هم من الصين وروسيا وإلى الهند وبريطانيا. هذه ميزة كبيرة ومصدر فخر لنا ولهم، والانسياق وراء التقسيم والفرز يخدم فقط الذين يتمنون زرع أفكار إضعاف المجتمع وشرذمته. ولا أحد يريد تقديم الأجانب على المواطنين، فالمواطنة أولوية سياسة كل الدول تقريباً، لا يفترض أن تخلط بين مفاهيم مثل التوظيف والتجنيس وتشوش عليها. أمامنا بلد كبير وفرص عظيمة وقيادة بطموحات أكبر من أن نختصرها في تجاذبات من القرون الماضية.

 

باكستان تراجع حساباتها الأفغانية لإعادة المساعدات الأميركية!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/22 شباط/18

هل ستصبح أفغانستان مثل سوريا تتقاتل فيها دول كبرى وإقليمية وتنظيمات ومجموعات متطرفة؟ هناك الآن الولايات المتحدة، وباكستان، وإيران، والهند، والصين، وحكومة ضعيفة في كابل، ورسالة من «طالبان» أرسلت في 14 من الحالي إلى الشعب الأميركي تطالب بانسحاب أميركا والغرب من أفغانستان شرطاً للسلام؛ لأنها تعتبر نفسها، وليس حكومة كابل، الممثل الشرعي للشعب الأفغاني. ويوم السبت الماضي اتفقت إيران والهند على التعاون معاً في محاربة المتطرفين والإرهاب، وتجارة المخدرات في أفغانستان، ووعدت الهند بتطوير مرفأ شاباهار الإيراني على خليج عُمان لتأمين الوصول إلى أفغانستان بتجاوز باكستان التي كانت رفضت إعطاء الهند ممراً برياً عبرها. تبقى باكستان هي العنصر الأهم. الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الأسبوع الماضي أن إدارته سترفض الحوار مع «طالبان» الأفغانية؛ ما يعني أن أميركا ستضغط عسكرياً على هذه الحركة. جاءت تصريحاته عقب موجة من الهجمات الإرهابية التي شنتها «طالبان» على الأجانب والمدنيين في كابل. واشنطن اتهمت «شبكة حقاني» المدعومة من باكستان (وهي تتبع «طالبان» ومعروفة بإجرامها) بأنها وراء هذه العمليات. منذ زمن تتهم واشنطن وكابل إسلام آباد بأنها تقدم لحركة «طالبان» والتابعين لها الملاذ الآمن لتخطيط مثل هذه الهجمات. وتدهورت العلاقات الأميركية - الباكستانية في ظل إدارة ترمب، حيث قطع الرئيس الأميركي كل المساعدات العسكرية، وباكستان بدورها تتهم واشنطن وكابل بعدم القيام بما فيه الكفاية للقضاء على ملاذات آمنة لـ«طالبان» الباكستانية في شرق أفغانستان.

منذ انسحاب معظم القوات الدولية في نهاية عام 2014، لم تتمكن حكومة كابل وقوات الأمن الأفغانية من منع عمليات «طالبان» ومن منع توسيع وجودها في جميع أنحاء البلاد تقريباً، وما فتئت الحركة تحقق مكاسب بطيئة وثابتة، كما أن عدداً كبيراً من الجماعات المسلحة الأخرى عطلت الخدمات الحكومية ونشرت البؤس بين المدنيين. وذكرت دراسة مؤخراً أن «طالبان» تحتفظ بنحو 4 في المائة من الأراضي الأفغانية، وتحافظ على وجود مادي نشط ومفتوح في جميع مقاطعات البلاد. ثم إنها تتقدم أحياناً وتتراجع في حملتها الواسعة لنزع الشرعية عن الحكومة، ولكسب أتباع جدد. وتظهر أحدث أرقام الأمم المتحدة أن أكثر من 8500 مدني أفغاني قتلوا، أو جرحوا، خلال الثلاثة أرباع الأولى من عام 2017، ورداً على أمر الرئيس ترمب بزيادة القوات الأميركية، والضربات الجوية وغيرها من المساعدات للقوات الأفغانية في العام الماضي، نفذت حركة «طالبان» سلسلة من الهجمات الإرهابية، ضد «سياسة العدوان الأميركية»، إلا أن واشنطن تؤكد أن سياستها ستبقى عسكرية حازمة حتى تقنع «طالبان» أو عناصر مهمة فيها، بعدم وجود حل عسكري للحرب الأهلية في أفغانستان.

وكان رئيس جهاز الاستخبارات الأفغانية زار باكستان لتبادل المعلومات حول ما تزعم كابل أنه دليل وثائقي وتسجيلات هاتفية تربط ما بين الأفراد والجماعات في باكستان بالهجمات الأخيرة على العاصمة الأفغانية، لكن من غير المرجح أن يغير ذلك ما يدور في عقول أفراد المؤسسة الباكستانية، لكنه سوف يساعد على بناء حالة أفغانية دولياً، ويزيد من فكرة أن باكستان تدعم الجماعات الإرهابية. ومع تدهور الوضع الدبلوماسي لا يمكن استبعاد شن ضربات جوية أميركية على الجانب الباكستاني من الحدود الأفغانية.

من بين أوائل تغريدات ترمب هذه السنة، قال: «إن أميركا قدمت وبحماسة إلى باكستان أكثر من 33 مليار دولار مساعدات على مدى 15 سنة ماضية، ولم تقدم لنا شيئاً سوى الكذب والخداع». وكانت واشنطن اشتكت سابقاً من إسلام آباد، لكن ترمب أقدم على تجميد كامل للمعونات الأميركية، وهذه الخطوة فاجأت باكستان التي احتجت، وذكّرت بالتضحيات التي قدمتها بصفتها واجهةً في الحرب ضد الإرهاب.

إن تخفيض المساعدات الأميركية له تأثير كبير على باكستان؛ فالجيش الباكستاني يتطلب التدريب الأميركي والمعدات والشراكة، وتتطلب القيادة السياسية المدنية من واشنطن ضمان بقائها في السلطة ضد جيش قوي؛ لهذا هناك حديث بأن باكستان سوف تبحث عن طرق لإعادة العلاقات إلى طبيعتها في أقرب وقت. وعلى الرغم من التصريحات النارية للقادة السياسيين في البلدين، فإن العداء المتنامي بين واشنطن وإسلام آباد لم ينعكس حتى الآن على أي تجميد في العلاقات؛ إذ يواصل المسؤولون الأميركيون والباكستانيون الاجتماع والتعاون على جميع المستويات الحكومية على الرغم من تعليق الرئيس ترمب مبلغ 1.1 مليار دولار في يناير (كانون الثاني) الماضي.

بعض المحللين السياسيين في جنوب آسيا لا يعتقدون بأنه سيكون هناك أي تغيير في سياسة باكستان المتمثلة في دعم الجماعات المسلحة سراً، مثل «شبكة حقاني» أو حركة «طالبان» الأفغانية بسبب توقف المساعدات، فلا تزال القوات العسكرية القوية تسيطر على السياسة الخارجية الباكستانية، ولا يزال الجيش الباكستاني، أو عناصر منه، يرى فائدة ضرورية من الحفاظ على علاقات وثيقة بينه وبين حركة «طالبان» الأفغانية وحلفائها المسلحين لأن هذه الجماعات معادية للهند.

لكن من جهة أخرى، ونقلاً عن مسؤول سابق كبير في وكالة الاستخبارات الباكستانية، قال إن باكستان لا تملك السيطرة على «شبكة حقاني» منذ البداية، بل إنها خلقت تصوراً بأنها هي التي تسيطر على الوضع الأمني في أفغانستان، وهذا خلق رهبة وهاجساً لدى الأميركيين، في حين الحقيقة أن الاستخبارات الباكستانية ضعيفة وتعاني من قلة الموارد مثل أي إدارة حكومية باكستانية أخرى. ونقل عن المسؤول الأمني السابق أن بلاده أصبحت ضحية لشبكة من الأكاذيب التي لا تستطيع أن تعترف بها ولا أن تنكرها: «ملعونة إذا فعلت وملعونة إذا لم تفعل». ويضيف: إن النخبة السياسية والعسكرية الباكستانية ترى أن العلاقات مع واشنطن أفضل من كل شيء آخر؛ لذلك وعلى الرغم من التوتر فلا بد للأمور من أن تستقر إلى وضعها الطبيعي، كما يحدث دائماً. من جهة أخرى، هناك إيران؛ ففي 8 سبتمبر (أيلول) الماضي قال رئيس الأركان الأفغاني الفريق محمد يافتالي إن إيران تقدم المعدات العسكرية وغيرها من أشكال الدعم إلى «طالبان» أفغانستان، لكن سارع رؤساؤه في وزارة الدفاع إلى القول: إنه تم تحريف تصريحاته. بيد أن المسؤولين الأميركيين والأفغان يعتقدون أن إيران تعمل بهدوء على تكثيف جهودها السرية في أفغانستان من أجل زعزعة الاستقرار وإبقاء أميركا متعثرة في أطول حروبها.

تتقاسم إيران حدوداً برية كبيرة مع أفغانستان وتتمتع بعلاقات تجارية مع الكثير من أقاليمها الغربية التي تقع على بعد مئات الأميال من العاصمة كابل، حيث تتمتع الحكومة المركزية بأكبر قدر من السلطة. ويقول أحد المراقبين الآسيويين إن إيران من خلال تقديم دعم محدود لـ«طالبان» تضرب عصفورين بحجر واحد: خلق حاجز ضد «داعش»، ومنع أميركا من استخدام أفغانستان قاعدةً ضد إيران. وكان مقاتل من «طالبان» قال لصحيفة «وول ستريت جورنال» عام 2015: إن إيران تزودنا بكل ما نحتاج إليه. في النهاية: ستواصل «طالبان» عملياتها باستهداف كابل والمناطق الحضرية في عام 2018، ويقول لي سياسي بريطاني إنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن معظم الحروب الأهلية العالمية مثل أفغانستان كانت تنتهي بعد 7 أو 12 سنة، لكن التدخل الأجنبي يميل إلى إطالة أمد القتال. لقد تعرضت أفغانستان لتدخل أميركي وسوفياتي، وهندي وباكستاني، وصيني منذ اندلاع القتال فيها عام 1978، لكن العنصر العسكري فقط أو السلام المتفاوض عليه يمكن أن ينهي العنف هناك. المشكلة أن كلا الجانبين يعتقد أن النصر العسكري ممكن، خصوصاً بعدما غيّر الرئيس ترمب رأيه حول أفغانستان، وقد عبّرت «طالبان» في رسالتها إلى الشعب الأميركي أنها الحكومة الشرعية لأفغانستان؛ لذلك لا مفر من أن يزداد الصراع والعمليات الإرهابية خلال ما تبقى من فترة ترمب الأولى، وهي تأمل أن الرئيس الأميركي المقبل، لا بد أن يسحب عندها القوات الأميركية المقاتلة، فتتمكن «طالبان» من تكرار مسيرتها المميتة التي أقدمت عليها عام 1996، إلى كابل.

لكن، ماذا إذا حكم الرئيس ترمب فترة رئاسية ثانية؟

 

من ورد مارديني في الغوطة الشرقية:

السلام عليكم

ارجو نشر الرسالة على صفحاتكم

الشبكة عندي سيئة جدا

ولا استطيع نشرها على صفحتي

رسالة من الناشطة الإعلامية ورد مارديني..

أصدقائي.. الحمد والشكر لله.. لقد نجوت من الموت مع عائلتي بفضل الله.. لقد نجونا بأعجوبة ..

البراميل المتفجرة تساقطت علينا كالمطر.. ودمرت شارعنا بأكمله..

الغوطة كلها مدمرة.. وأصوات بكاء الأطفال لا تهدأ..

أكثر من ٢٠٠ شخص في كل قبو..

الأقبية غير مجهزة للسكن.. الظلام يسيطر عليها..

والبرد يتغلغل في عظامنا..

أغلب المرضعات نشف الحليب في أثدائهن من الخوف الرعب..

وهناك حوامل أسقطن الأجنة من هول القصف..

أجسادنا تعبت من الجوع.. لا طعام منذ ثلاثة أيام..

لا شراب لا دواء..

أطفالنا جاعوا ونحن عاجزون عن إطعامهم..

فلينعم القادة بأقبيتهم المجهزة..

تباً لكم أيها القادة.. لن أسامحكم وكل سكان الغوطة لن يسامحوكم..

الطاغية بشار.. أسأل الله أن ينتقم منك شر انتقام.. أسأل الله أن يرينا فيك عجائب قدرته.. لكَ يوم..

البويضاني وشمير.. ستسألون يوم القيامة عن شعبكم الذي ضاع بين خلافاتكم.. ستسألون..

كل شهيد وكل جريح وكل دموع الأطفال والنساء برقبتكم أنتم..

وائل علوان وحمزة بيرقدار ومحمد علوش.. هللوا لقاداتكم واقبضوا الأموال مع كل تهليلة.. اقبضوا الأموال المغمسة بدمنا..

اعلموا جميعاً أن الله يمهل ولا يهمل..

أصدقائي.. هذه رسالتي الأخيرة لكم..

نحن لم نعد نريد شيئاً إلا إيقاف هذه المذبحة..

حتى لو كان الثمن خروجنا من الغوطة..

نحن بشر.. من حقنا الحياة بأمان..

خمس سنوات من الحصار والقصف والظلم كافية..

لماذا أحارب وكل الشعوب متكالبة ضدي؟؟

من أجل من أحارب؟؟

من أجل الغوطة!!! عليها السلام فقد أ

صبحت بأكملها "ركام".

من أجل أطفالي!!! لست مستعدة لأرى دموعهم أكثر من ذلك..

دموع أطفالي وأطفال الغوطة أغلى من كل ثورات العالم..

يكفينا ما حلّ بنا وبأطفالنا..

نحن نموت ببطء.. صدقوني نحن نعدّ أنفسنا أمواتاً حتى ننجو من هذه المذبحة..

وإن نجونا فستكون نجاتنا معجزة إلهية..

وإن وصلكم خبر استشهادي يوماً .. لا تحزنوا عليّ..

ادعوا لي بالرحمة.. وسامحوني..

أختكم : ورد مارديني

22/02/2018

 

النُعاس الذي يرافق ارتكاب الجريمة في الغوطة

حازم الأمين/الحرة/22 شباط/18

إنها الغوطة نفسها التي قصفها النظام السوري بالسلاح الكيميائي في 21 آب/أغسطس من العام 2013، ثم أعفى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما النظام السوري من عقاب تجاوزه "الخط الأحمر" فيها.

ذلك التاريخ هو ما يجب استعادته في محاولتنا تفسير ما يجري اليوم في تلك المدينة من فظائع، ذاك أن النظام السوري انتزع في حينها تفويضا دوليا يخوله قتل ما يشاء ومن يشاء من السوريين. كل ارتكاب لا تبلغ أرقام الضحايا فيه ما بلغته في الغوطة يوم الواحد والعشرين من آب/أغسطس 2013، مسموح به، ذاك أن رقم قتلى القصف الكيميائي انعقد كسقف، وصار هو الخط الأحمر.

ومنذ ذلك التاريخ والنظام يمارس رياضته هذه، أي قتل عدد أقل من قتلى الغوطة في الغارة الواحدة. السقف هو 500 قتيل، وكل شيء دونه مباح بحكم عفو أوباما عن الأسد في يوم تجاوز الأخير الـ"خط الأحمر". مستهولو قصف الغوطة اليوم عليهم أن يتذكروا أن عدد القتلى لم يتجاوز بعد الـ 250 قتيلا، وبحسبة صغيرة، وبقدر من الخيال غير البعيد عن الواقع، علينا أن نقبل بـ 249 قتيلا آخر لنبدأ بحثّ المجتمع الدولي على التدخل.

النظام الذي يمارس تمارينه في قتل السوريين تم إمداده بمزيد من جرعات الحياة

العالم كله ضد السوريين. السوريون أنفسهم ضد أنفسهم. لا شيء يسعف المستجيرين في الغوطة. لا أحد يعطيهم بالا أو انتباها. مراسلة صحيفة نيويورك تايمز في بيروت آن برنار أشارت في تغريدة لها إلى أن قصفا استهدف أحياء في العاصمة السورية أودى بحياة 8 سوريين سبق القصف على الغوطة! المراسلة نفسها، سبق لها أن شاركت مع وفد "صحفي" غربي في زيارة لدمشق بدعوة من الحكومة السورية، واستيقظت في الصباح والتقطت من هاتفها صورة لدمشق تتوسطها صورة بشار الأسد، وعلقت على الصورة في تغريدة على موقع تويتر: "good morning Mr. president". لا بأس، فالمراسلة محت تغريدتها في حينها واعتذرت. آن برنار ليست مؤيدة للنظام السوري، وهي سبق أن وثقت انتهاكاته، كذلك فعلت نيويورك تايمز على مدى تغطيتها الحرب في سورية، لكننا جميعنا نخضع لما يشبه تنويما لحواس يهدف إلى قبول مواز للقبول الكبير الذي أطلقه أوباما في ذلك اليوم.

حين يتقدم الحساب "الموضوعي" على الحساب الإنساني، تصبح الصحافة أمام معضلة لا تقف عندها الشروط المهنية. فنحن أمام رقمين، أكثر من 250 قتيلا في مقابل 8 قتلى، والمفارقة المؤلمة أن على طرفي المأساة سوريين، ووضعهما في مقابل بعضهما بعضا ينطوي مفاضلة تراجيدية فعلا. لكن المفاضلة تحضر، ولا يمكن تفاديها. العالم خضع لعملية تخدير جماعية، بحيث صار كل واحد منا عرضة لنعاس يرافق ارتكاب الجريمة. الموت السوري صار رقميا، ومفارقاته وفجائعه دخلت إلى منطقة "العادي" في وجداناتنا المخدرة.

العالم خضع لعملية تخدير جماعية، بحيث صار كل واحد منا عرضة لنعاس يرافق ارتكاب الجريمة

علينا كل يوم أن نستعيد حقائق من نوع أن من يقاتلهم النظام في الغوطة، أو من يقاتلونه فيها ليسوا أيضا ملائكة. إنهم "جيش الإسلام" و"جبهة النصرة"، وجماعات أخرى مشابهة لا تبعد خطوة عن "داعش". 250 قتيلا قضوا هناك. قتلهم النظام هناك، في تلك المساحة التي تحكمها هذه الجماعات القبيحة. علينا أن نعترف أننا تخففنا من هول المجزرة بحكم رسمنا هذه المعادلة، وبحكم عدم تمييزنا بين وجهي القاتلين. الجريمة هنا مضاعفة. الأطفال الخمسة الذين شاهدنا صورة جثثهم في صبيحة ذلك اليوم، أشحنا أنظارنا عن صورتهم قبل أن تشطب وجوهنا. لم يكن هذا ما أقدمت عليه مراسلة نيويورك تايمز، هذا اعتراف شخصي كان لا بد من ارتكابه قبل أن يباشر المرء محاسبة نفسه عما جرى لأهل الغوطة هذا الأسبوع. النظام الذي يمارس تمارينه في قتل السوريين تم إمداده بمزيد من جرعات الحياة. هذا في مقابل عجز عن مقاومة رغبة العالم في بقاء بشار الأسد رئيسا لسورية. الصراخ لن يفيد، طالما أن "الخط الأحمر"، صار "خط القتل" الذي لا يتجاوزه طيارو النظام. ولن يجد واحدنا نفسه إلا أمام نفسه قبل أن يختنق. وربما علينا أن نقف أمام المرآة ونسائل أنفسنا عن مقدار مسؤولياتنا الخاصة والشخصية عما يجري في الغوطة. عن مقال ارتكبه المرء مثلا، ولم يساعد أحدا على النجاة، أو عن صمت مارسه أو سقط فيه، وعن حجم مسؤوليته عن بقاء الرئيس في قصره. لا شك أن كل واحد منا سيجد ما يحاسب نفسه عليه جراء فشلنا في حماية الغوطة. وبعد ذلك، وطالما أن العالم ليس في وارد الوقوف أمام المرآة، فلا بأس من أن نكشف له وجوهنا وأن نبكي، وأن نطلب مزيدا من حقن البنج.

 

ماذا يريد «المجتمع المدني» في لبنان

الياس خوري/22 شباط/18

الانتخابات البرلمانية اللبنانية على الأبواب، ولقد استعدت الطبقة الحاكمة لها بالوسائل التي تتقنها، والتي تتلخص بعبارة واحدة: الحرب الأهلية الدائمة. فنظام الحرب الأهلية الذي يرسو على توازنات إقليمية هشة ومؤقتة، لا يمتلك من أجل تجديد هيمنته سوى سلاح التلويح بالحرب. هذا هو حصاد التوتر الذي ساد في لبنان بعد التصريح المسرّب لجبران باسيل. رئيس التيار البرتقالي أشعل حرب الألوان عبر اتهامه رئيس المجلس النيابي بالبلطجة. لكن رد فعل التيار الأخضر لم يتوقف عند الرد على كلام بذيء بكلام أشد بذاءة، فإلى جانب الردود الكلامية واليافطات نزل الأمليون إلى الشارع وأقاموا عراضات بالدواليب المشتعلة والدراجات النارية والرصاص. هكذا نجح باسيل وبري في الإيحاء بأن لبنان على مشارف حرب طائفية شيعية ـ مارونية. ونجحت حملة شدّ العصب الطائفي أو هكذا يظن الأغنياء الجدد الذين يحكمون لبنان ويتحكمون بخرابه.

حفلة الشتائم والتخويف هي جزء أساسي من تركيبة نظام ائتلاف المافيات الطائفية المتعددة، شرط الائتلاف الذي يسمح بنهب المال العام هو الاختلاف الذي يغطي النهب. هذا لا يعني أن الخلافات ليست حقيقية، إنها حقيقية لأنها قائمة على مبدأ الحصص، كل فريق يريد أن يلتهم جزءا من حصة الأفرقاء الآخرين. أما السياسة فمتروكة لقرارات الحزب القائد، وأما قضايا الناس الاجتماعية والاقتصادية والتربوية فهي مؤجلة ومغطاة بالنفايات المتراكمة.

ومع ذلك يعتقد أكثرية اللبنانيين أنهم محظوظون إذا ما قارنوا أوضاعهم بالأوضاع الكارثية التي يعيشها السوريون أو اليمنيون او الليبيون، في ظل المذابح المفتوحة والمستمرة في البلدان المجاورة.

غير أن ما يفوت الصابرين على الأوضاع اللبنانية الراهنة هو أن الحرب تتخذ أشكالا متنوعة، وأن الانتقال من شكل إلى آخر بالغ السهولة. فنعيم المزبلة اللبنانية مؤقت وهو مؤهل للانفجار في أي لحظة، كما أن الطبيعة الطائفية المافيوية لنظام الحرب الأهلية تجعل من الديمقراطية ممسحة تحت أقدام زعماء القبائل الطائفية. ولعل بدعة الصوت التفضيلي التي تفتقت عنها عبقرية جبران باسيل وتبناها الجميع من حزب الله إلى القوات اللبنانية إلى تيار المستقبل إلى آخره، قامت بإفراغ فكرة النسبية من مضمونها. هدف النسبية هو الاقتراع للبرامج السياسية والاجتماعية لا للأفراد. لكن الصوت التفضيلي كفل بتحويل اللوائح الى أضحوكة، مفسحا في المجال أمام ائتلافات لا تمت إلى البرامج بصلة، ومعيدا انتاج نظام المقاطعجية الانتخابي. وخير دليل على ذلك هو ارتباك قوى الطبقة الحاكمة في تشكيل لوائحها وصوغ تحالفاتها.

ما يعنينا ليس هذه الطبقة المستبدة بل قوى الاعتراض والمعارضة الديمقراطية والعلمانية، التي يسعى بعض أطرافها إلى البناء على تجربة النضال التي خاضها المجتمع المدني من أزمة النفايات الشهيرة الى الانتخابات البلدية إلى آخره. الخوف هو السقوط في اللعبة بهدف إيصال مجموعة صغيرة من النواب او نائب واحد على الأقل إلى المجلس النيابي.

غير أن ما يفوت هذه المجموعات هو أنها اليوم في صدد الانتقال من نضال مطلبي محدود إلى العمل السياسي، ومن أطر الجمعيات الأهلية التي أطلق عليها اسم المجتمع المدني إلى أطر سياسية، ومن منطق الحملات الظرفية المتعلقة بمسألة اجتماعية كالنفايات او العنف ضد النساء إلى مشروع سياسي مستمر يقدم للناس خيارا آخر.

ما تم حتى الآن هو إنشاء تجمع عام أطلق عليه اسم «وطني»، وهو تجمع يضم لفيفا من جمعيات المجتمع المدني وعناصر من الحملات المختلفة، من حزب «سبعة» الذي يملك الكثير من الامكانيات المالية إلى أفراد من «بيروت مدينتي» الى عناصر من حملتي «طلعت ريحتكم» و«بدنا نحاسب» إلى آخره…

اعلن هذا التجمع عن وجوده من خلال ورقة سياسية تقول كل شيء كي لا تقول شيئا. أي أن هذا الورقة جاءت نتيجة تسويات مضنية بين أفرقاء لا يمتلكون رؤية سياسية موحدة، وهدفها تركيب إطار مستعجل بهدف ايصال بعض أفرادها الى المجلس النيابي.

البلبة وسوء التقدير والتعامل مع السياسة وكأنها حملة مؤقتة وعقلية الكشافة الممزوجة بطموحات بعض رجال الأعمال، هي السائدة اليوم، عبر البحث عن تحالفات مركبة بشكل سريع، تتجنب الغوص في المسائل الشائكة على المستويات السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية.

واللعبة هي مجرد تحايل، بدل الدولة العلمانية يرتفع شعار الدولة المدنية، وبدل سحب سلاح المليشيات كلها (وكلنا يعلم ان المليشيات المسلحة موجودة في كل مكان) وعلى رأسها حزب الله الذي صار ذراعا عسكرية لقوة إقليمية هي إيران، تجري غمغمة المسألة باعتبارها مسألة أكبر من لبنان، وبدل الكلام عن العدالة الاجتماعية ووضع حد لهيمنة المصارف على الاقتصاد اللبناني يتم استخدام كلمة نظام ضريبي عادل، وبدل معالجة أزمة التعليم العام واجتياح الطوائف للتعليم وتدمير الجامعة اللبنانية يجري الكلام بلغة عمومية لا تزعج الطائفيات المهيمنة، وبدل الكلام عن فصل الدين عن الدولة والحريات الفردية وحرية المرأة وحقها في إعطاء الجنسية لأولادها، وبدل الكلام الواضح عن العنصرية ضد اللاجئين السوريين والفلسطينيين والعاملات والعمال الأجانب التي هي نتاج عنصرية النظام الطائفي، يجري الكلام عاما بحيث لا يزعج احدا. أما الحرية في اختيار الهوية الجنسية فلا ترد لأنها تزعج الأخلاق المسيطرة.

ميزة الورقة السياسية هي أنها ورقة غير سياسية، إنها مجرد تأجيل لكل القضايا الشائكة والتركيز على مسألة واحدة هي الفساد وكأن الفساد ليس نتيجة بنية نظام الحرب الأهلية الطائفية الدائمة.

ليس معيبا أن يطمح جيل جديد من الطبقة الوسطى إلى العمل العام، لكن مهلا أيها الرفيقات والرفاق، فإذا كان من هدف لخوض الانتخابات فهو بناء حركة شعبية سياسية، لأن الوصول إلى السلطة او المشاركة فيها اليوم، وفي ظل موازين القوى الراهنة، هو الوهم بعينه.

نحن في مرحلة بناء المجتمع السياسي اللبناني الذي حطمته الحروب، وهذا لا يتم الا عبر الوضوح ومن خلال فكر متماسك ليس أسير الماضي ولا يكرر أخطاءه، بل يسعى إلى بناء الوطن من خلال فكرة المواطنة، ويقطع مع بقايا نظام الوصاية السورية، ويعلن خروجه عن منطق الطوائف ويحمل موقفا واضحا ضد الدولة الصهيونية العنصرية ويعلن بوضوح رفضه للاستبداد في المشرق العربي ويقاوم كل اشكال الفاشية والعنصرية والطائفية.

خطأ هذه الدوامة من الحماسة للمشاركة في الانتخابات بمن حضر وبما تيسر من كلام، هو أنها ستكون طريقا ذا اتجاه واحد نحو الاحباط والشعور باللاجدوى، فهل من وسيلة لتصويب المعركة الانتخابية ام أن الأوان قد فات؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون اختتم زيارته لارمينيا بعشاء اقامه سركيسيان على شرفه: عدم الاعتراف بمجازر الماضي والمحاسبة عليها شجعا على ارتكاب مجازر الحاضر

الخميس 22 شباط 2018 /وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "الفكر الالغائي الذي عم المشرق اوائل القرن الماضي، عاد ليظهر من جديد خلال السنوات الأخيرة، حاصدا مئات الاف الضحايا. ومن المؤكد أن عدم الاعتراف بمجازر الماضي وعدم المحاسبة عليها، شجعا على ارتكاب مجازر الحاضر". ولفت الى ان "ما يجمع الشعبين الارمني واللبناني كبير وجذوره عميقة في تاريخنا. فالأرمن في لبنان ليسوا جالية، هم جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني، اندمجوا فيه، وأثروا إيجابا في اقتصاده وسياسته وثقافته، وحملوا هويته مع احتفاظهم بتقاليدهم وثقافتهم. ومزيج الثقافات هذا، هو دائما مصدر غنى للمجتمع اللبناني الذي يتميز بتعدديته وبكونه أرض لقاء لمختلف الطوائف ومساحة حوار يحتاج العالم لمثيلها اليوم".

سركيسيان

من جهته، رأى الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، "انها ليست صدفة أن مصير الشعبين اللبناني والارمني متشابك بنسيج تاريخ مشترك، وصعوبات تغلبنا عليها معا بإلفة روحية - ثقافية"، وقال: "هذا يجعلني أفتخر بأن ابناء أمتي تمكنوا من اثبات وجودهم بشكل جيد كمواطنين لبنانيين جديرين".

ولفت الى أن "الجالية الأرمنية في لبنان ليست حلقة وصل متينة في علاقاتنا الثنائية فحسب، بل هي بمثابة النبض الروحي والثقافي والتعليمي للأرمن في جميع أنحاء العالم"، معربا عن امتنانه "للبنان الشقيق لوقفته بجانبنا في اللحظات المأساوية من تاريخنا واحتضان ابناء الأمة الارمنية الذين نجوا من الإبادة الجماعية". كلام الرئيسين عون وسركيسيان، جاء في خلال حفل العشاء الرسمي الذي اقامه الرئيس الأرميني على شرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق، في حضور رئيسي مجلسي النواب والوزراء في أرمينيا وكبار اركان الدولة وعدد من سفراء الدول.

الرئيس الارميني

وفي مستهل العشاء، القى الرئيس سركيسيان كلمة، فقال: "فخامة الرئيس، سيداتي وسادتي، إنه لشرف كبير وسعادة عظمى ان أستضيف فخامتكم واعضاء الوفد المرافق لكم في ربوع أرمينيا. فالعلاقات بين أرمينيا ولبنان لا تنحصر بالمجال العملي فقط، وإنما هي اكثر شمولا وتتسم بروح الصداقة الحميمة. ليست من الصدفة أن مصير شعبينا متشابك بنسيج تاريخ مشترك وصعوبات تغلبنا عليها معا وألفة روحية - ثقافية". اضاف: "حين يسير المرء في شوارع بيروت، يلمس الروح الأرمينية المنثورة في كل مكان. إن هذا يجعلني أفتخر بأن ابناء أمتي تمكنوا من اثبات وجودهم بشكل جيد كمواطنين لبنانيين جديرين، يساهمون في شتى مجالات الحياة الاجتماعية لاجل تنمية لبنان وازدهاره. كما أنني أقدر عاليا الشعب اللبناني والسلطات اللبنانية لاتاحة الفرصة أمام الجالية الأرمنية للتعبير عن أنفسهم. ويعود بالفضل أيضا، أن اليوم الجالية الأرمنية في لبنان ليست حلقة وصل متينة في علاقاتنا الثنائية فحسب، بل هي بمثابة النبض الروحي والثقافي والتعليمي للأرمن في جميع أنحاء العالم. ولعل أفضل مثال على ذلك وجود المؤسسات التعليمية والروحية والثقافية العديدة في لبنان، وأخيرا، مؤسسة التعليم العالي الوحيدة في الشتات الأرمني جامعة هيكازيان، التي يواصل طلابها مساهمتهم في حيوية الجاليات الأرمنية في المنطقة والعالم أجمع".

وتابع: "وبعد الإشارة إلى ما ذكر، أود أن أعرب مجددا عن خالص امتناني للبنان الشقيق لوقفته بجانبنا في اللحظات المأساوية من تاريخنا واحتضان ابناء الأمة الارمنية الذين نجوا من الإبادة الجماعية. اليوم وللأسف لا يزال الشرق الأوسط يعيش مآسي جديدة تؤكد مجددا أن العقلية المسيطرة في سنوات الإبادة الجماعية للأرمن لا تزال مستمرة في القرن الحادي والعشرين، وأن كفاحنا في سبيل منعها لم ينته بعد. وبهذا الصدد أود التأكيد وبشكل خاص استعداد أرمينيا دعم لبنان، واعرب عن أملي في أن الشعب اللبناني القدير ذي الحكمة والقيم الوطنية سيواجه بكرامة وتلاحم فريد جميع التحديات".

واردف: "استنادا لهذه الأسس الصلبة، ومنذ استقلال جمهورية أرمينيا، اتخذت العلاقات الحكومية الأرمنية - اللبنانية مسارا مستطابا دون على صفحات تاريخ بلدينا أواصر الصداقة والتعاون. واليوم، حقيقة، يمكننا أن نثبت أنه بفضل جهودنا المتبادلة، تمكنا من زيادة إثراء وتقوية الروابط بين بلدينا وشعبينا، مما يعطيها طبيعة أعمق وأكثر موضوعية. وأخص بذلك الإنجازات في المجالات السياسية والبرلمانية والتجارية -الاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية. وإنني واثق أن المسائل التي ناقشناها والاتفاقات التي توصلنا إليها في هذه الأيام ستتحقق في المستقبل القريب، وتثري مجددا جدول أعمال التعاون المتبادل الأرمني - اللبناني المتعدد الأوجه". وقال: "أعزائي الحضور، الحكمة العربية المعروفة تقول أن الصديق الحقيقي هو روح واحدة في جسدين. وأعتقد أن هذا أفضل ما تتميز به العلاقات الأرمنية - اللبنانية، حيث لا توجد قضايا غير قابلة للحل، وأن التفاهم المتبادل بين الجانبين يخدم على أفضل وجه الرفاه والتنمية المستدامة للشعبين. واسمحوا لي بأن أرفع الكأس لنشرب نخب فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، ومن أجل خلود الصداقة الأرمنية - اللبنانية، ومن أجل سلام وازدهار مستقبل منطقتنا. عاش لبنان وعاشت الصداقة الأرمنية - اللبنانية، وشكرا".

رئيس الجمهورية

ثم رد الرئيس عون بكلمة شكر، وقال: "فخامة الرئيس، ايها الحضور الكرام. هي زيارتي الأولى لدولة أرمينيا، وإن كانت زيارة سياسية رسمية، إلا أنها تحمل طابعا خاصا ومميزا؛ فهذه الأرض المثقلة تاريخيا بالإيمان والشهادة، لا يمكن أن يكون المرور فيها عابرا وتقليديا. لقد اخترنا معلمين يشهدان على هذا التاريخ، زرناهما بالأمس، الأول كاتدرائية إتشميادزين، أقدم الكنائس في العالم، حيث يستشعر المرء في رهبة جدرانها وخشعة روحها صلابة إيمان، جعلت الشعب الأرمني سباقا بين الشعوب والأمم في الإعلان رسميا عن هويته وإيمانه في القرون الأولى، مع ما يحتاج ذلك من شجاعة وتضحية وسط الاضطهاد الروماني الذي كان في ذروته آنذاك". اضاف: "المعلم الثاني كان النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية، هناك حيث تتسارع نبضات القلب أمام الشعلة التي لا تنطفئ، وأمام الصور القاسية لأطفال ونساء ورجال، تسطر ملاحم بطولة وتخبر عن عذابات شعب وجرح أمة. تلك المشاهد الموجعة تفضح فكرا إلغائيا عم مشرقنا أوائل القرن الماضي، رأى في الآخر المختلف عدوا يجب قتله وتدمير ثقافته وحضارته، فارتكب أبشع المجازر وخلف ملايين الشهداء، وكان شعبانا من ضحاياه، الشعب الأرمني قتل بالسيف والشعب اللبناني قتل بالجوع، وللأسف فإن هذا الفكر عاد ليظهر من جديد خلال السنوات الأخيرة، حاصدا مئات الاف الضحايا. ومن المؤكد أن عدم الاعتراف بمجازر الماضي وعدم المحاسبة عليها، شجعا على ارتكاب مجازر الحاضر". ولفت الى أن "ما يجمع شعبينا كبير وجذوره عميقة في تاريخنا، فالأرمن في لبنان ليسوا جالية، هم جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني، اندمجوا فيه وأثروا إيجابا في اقتصاده وسياسته وثقافته، وحملوا هويته مع احتفاظهم بتقاليدهم وثقافتهم. ومزيج الثقافات هذا هو دائما مصدر غنى للمجتمع اللبناني الذي يتميز بتعدديته وبكونه أرض لقاء لمختلف الطوائف ومساحة حوار يحتاج العالم لمثيلها اليوم". وتابع: "فخامة الرئيس، أشكر لكم حفاوة استقبالكم وأشكر كل من عمل لإنجاح هذه الزيارة، وأرفع الكأس لنشرب نخب بلدينا وشعبينا ونخب السلام الحقيقي الذي يقوم على قبول الآخر واحترام وجوده وحقه في حياة حرة وكريمة". وبعد انتهاء العشاء، صافح رئيس الجمهورية مضيفه مودعا، شاكرا له "حسن الضيافة والحفاوة التي لقيها والوفد المرافق في خلال زيارته الرسمية الى ارمينيا"، ثم توجه الى مطار "Zvartnots" في يريفان، حيث قدمت له التشريفات الرسمية، واقلعت الطائرة الرئاسية بعدها الى بيروت.

 

الحريري ترأس اجتماعا للجنة درس الموازنة خليل: لم نناقش أي ضريبة جديدة خلافا لما تم تداوله

الخميس 22 شباط 2018 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة درس مشروع الموازنة، حضره نائب رئيس الوزراء غسان حاصباني والوزراء علي حسن خليل، ميشال فرعون، محمد فنيش، جمال الجراح، رائد خوري، ايمن شقير ويوسف فنيانوس، والامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، وخصص لمتابعة درس بنود مشروع قانون موازنة عام 2018. بعد الاجتماع قال الوزير خليل: "تم انجاز معظم بنود مشروع قانون الموازنة بما فيها بعض البنود الاصلاحية، وسيستمكل النقاش يوم الاثنين المقبل بالارقام".

اضاف: "اذا تحملت القوى السياسية وممثلو اللجنة مسؤولياتهم وعملنا على خفض ارقام الموازنة حتى نخفض قليلا نسبة العجز، فسيكون الامر مهما جدا". واوضح انه "لم تتم مناقشة اي ضريبة جديدة، خلافا لما تم تداوله اليوم، وما طرح في الجلسة مسألة لها علاقة بزيادة تعرفة الكهرباء عندما تؤمن التغذية 24/24 ساعة. فلا ارقام من خارج المشروع، وكل النفقات يجب ان تكون من ضمن الموازنة".

 

الراعي استقبل سفير المكسيك وكاردل ووفدا من منتدى الشرق للتعددية

الخميس 22 شباط 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا اداريا من منتدى الشرق للتعددية، برئاسة كميل الفريد شمعون، الذي عرض لرسالة المنتدى، لافتا الى انها "تنبع وتلتقي وتقاد في ما بعد ضمن الإرشادات التي نقرأها ونسمعها من صاحب الغبطة، مع ما يمثله كشخص ومع ما يمثله الصرح البطريركي تاريخا ومستقبلا كقاعدة ايمانية لكل مشرقي دون تمييز". وقال شمعون: "من ضمن هذه الثوابت التمسك بفكرة الميثاق الوطني الذي يشكل الركيزة الأساسية لاستقرار الوطن والمواطن على السواء، وتثبيت الأجيال الصاعدة على ما بناه السلف انطلاقا من هذه الفكرة الميثاقية". وختم: "لا بد لنجاح رسالة المنتدى ان تحظى دائما بارشادات بطريركية، وهي عازمة على هذا الأمر". ثم التقى الراعي سفير المكسيك خوسيه اغناسيو مادرازو الذي اشار بعد اللقاء الى ان الزيارة بروتوكولية وهي "اتاحت لي فرصة التعرف الى البطريرك الماروني والاستماع منه الى قراءة ولو موجزة عن الوضع في لبنان، والوقوف عند اهمية الكنيسة المارونية في لبنان وايضا في مكسيكو". وأضاف مادرازو: هناك نحو نصف مليون لبناني في مكسيكو معظمهم من المسيحيين الموارنة، ويشكلون جماعة مهمة ساهمت في تطوير البلد بشكل ايجابي، كما اننا نقدر ونحترم كثيرا الكنيسة المارونية، ولقد عبرنا عن هذا لغبطته، ونحن هنا اليوم لالتماس بركته قبيل تسلمنا مهمتنا الديبلوماسية الجديدة في لبنان". واستقبل الراعي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بالإنابة في لبنان برنيلا دايلر كاردل في زيارة هي الأولى لها للصرح البطريركي بعد تعيينها في منصبها، وكان عرض للأوضاع.

وسلم الراعي كاردل مذكرة عن الوضع في الشرق الاوسط وعن وضع النازحين السوريين في لبنان.

 

لاسن زارت البقاع للاطلاع على احتياجات اللاجئين السوريين وأعادت تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي بدعمهم ومضيفيهم

الخميس 22 شباط 2018 /وطني - زارت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن اليوم البقاع، حيث التقت أسر لاجئين سوريين تستفيد من المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي. وأوضح بيان للبعثة، أن "الزيارة نظمتها مديرية المساعدات الإنسانية والحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوروبية (إيكو) بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي ولجنة الإنقاذ الدولية". وأشار بيان للبعثة الاعلامية للاتحاد الاوروبي الى أنه "في قب الياس، عرضت أسر لاجئين سوريين أمام السفيرة لاسن شكاويها واحتياجاتها وتحدياتها اليومية. وسلطت شهاداتهم الضوء على الاختلال القاسي والحاد في حياتهم نتيجة نزوحهم من سوريا. وقال علي: "في سوريا، عانينا كثيرا عند اندلاع الحرب. لقد تهجرنا داخليا وانتقلنا من قرية إلى أخرى لمدة ستة أشهر قبل أن نصل إلى لبنان. وتعيلنا المساعدات التي نحصل عليها حتى منتصف الشهر، ومن ثم نغطي الباقي من أموالنا الخاصة عبر الاستدانة". ووصفت العديد من الأسر كيف ساهمت مساعدات الاتحاد الأوروبي في تحسين ظروفها المعيشية بشكل كبير. وقالت إحدى الأسر إنه "بفضل الأموال النقدية المتعددة الوظيفة، يمكننا شراء المزيد من المواد الغذائية وكذلك دفع مصاريف الكهرباء وغاز التدفئة وتغطية جزء يسير من الإيجار. ويمكننا الآن شراء المنتجات الطازجة من السوق التي يقيمها المزارعون أسبوعيا بأسعار أقل من السوبرماركت". ولفت البيان الى أن "المساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي طاولت من خلال إيكو، حوالي 750,000 لاجىء سوري في لبنان. ويقدم الاتحاد الأوروبي المساعدات النقدية ويدعم التعليم غير النظامي وتأمين المساكن، بما في ذلك خدمات توفير المياه والصرف الصحي وتعزيز النظافة الصحية، لتحسين ظروف الأسر الأكثر تأثرا بالنزوح. وتشارك الاتحاد الأوروبي مع برنامج الغذاء العالمي لتقديم مساعدات نقدية للاجئين السوريين المعوزين في لبنان. وتتيح المساعدات النقدية للأسر خيار إنفاقها على الغذاء والصحة والتعليم والمساكن والاحتياجات الأخرى. كما يعمل الاتحاد الأوروبي مع لجنة الإنقاذ الدولية على مساعدة اللاجئين السوريين من خلال تقديم المشورة والمساعدة القانونية عبر برنامج الحماية الخاص بها، على سبيل المثال لضحايا العنف". وقالت لاسن: "إن ما رأيته اليوم يذكرني بالوضع البالغ الصعوبة الذي يواجهه اللاجئون منذ سبع سنوات وخصوصا في منتصف فصل الشتاء". أضافت: "نحن هنا اليوم لنقول إن هناك أشخاصا لجأوا إلى لبنان بعدما فقدوا كل شيء تقريبا وإن هناك اللبنانيين الذين يستضيفونهم ويظهرون حسن وفادة وكرما لا مثيل لهما". وأعادت تأكيد "التزام الاتحاد الأوروبي بدعم اللاجئين ولبنان"، مشيرة إلى أن "الاتحاد الأوروبي قد قدم منذ عام 2012 أكثر من 1.3 مليار يورو لتلبية احتياجات المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين المتضررين من الأزمة. ويقدم الاتحاد الأوروبي، في إطار الاستجابة لمواجهة تداعيات الأزمة، دعما طويل الأجل للشعب اللبناني وكذلك للبنية التحتية للبنان مثل المدارس والمستشفيات والمياه والنفايات".

 

وفد ايراني جال في النبطية عبد الحسين: مؤازرة ايران للمقاومة وضعت لبنان في موقع القوة

الخميس 22 شباط 2018/وطنية - استقبلت مدينة النبطية، إمام جمعة زنجان في إيران علي خاتمي، والمستشار الثقافي الايراني في لبنان الدكتور محمد علي شريعتمدار والوفد المرافق، في حضور علماء الدين والمخاتير ومدراء العمل البلدي في "حزب الله" وحركة "أمل" والفاعليات واعضاء لجنة مركز الامام الخميني. وجال الوفد في المدينة والجوار للتعرف على أهم المرافق الاساسية في منطقة النبطية. وتخلل الجولة لقاءات عدة.

عبد الحسين/وأكد إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين خلال استقباله الوفد، في حضور رئيس المجلس البلدي للمدينة الدكتور أحمد كحيل والمخاتير والفاعليات وعلماء الدين، أن "علاقة جبل عامل بإيران ليست علاقة ظرفية أو مصلحية عابرة، بل هي علاقة صلبة تضرب جذورها عميقا الى أيام الدولة الصفوية التي استعانت برجالات جبل عامل في بناء دولتها ليس في علوم الدين وحسب، بل في مختلف أنواع العلوم والفنون. وهي استمرت مع قوافل طلاب العلوم الدينية الذين قصدوا حاضرتها العلمية في قم المقدسة، وكذلك في الرحلات المستمرة لزوار المشهد المقدس للإمام الرضا. وهذه الرابطة العميقة تتجلى اليوم في مؤازرة الجمهورية الايرانية لمقاومتنا البطلة التي حققت بفعل هذه المؤازرة الانتصارات ووضعت كل لبنان في موقع القوة صائنا أمنه وشعبه وثرواته". وشكر لخاتمي زيارته، وقال: "إن مدينة النبطية تتشارك ومدينتكم ضخامة إحياء ذكرى عاشوراء المباركة. ومن هنا فهي تتطلع بمحبة الى التعاون معكم في تنظيم وتطوير الأنشطة العاشورائية لنطل بمعانيها السامية على الأسرة الإنسانية. والنبطية عبر ناديها الحسيني تنظر الى مختلف مراسم الاحياء العاشورائية كمظاهر متنوعة في حب سيد الشهداء عليه السلام. وتنفتح عليها جميعها وتحترم اختلاف الآراء الفقهية بخصوصها. وترى أن احتضانها جميعها يعزز مساحة التلاقي وثقافة احترام التنوع".