المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december15.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، وٱلمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا ٱلنَّوْح، ولا ٱلصُّرَاخ، ولا ٱلوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ ٱلأَشيَاءَ ٱلأُولى قَدْ زَالَتْ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قادة وطن الأرز وكأنهم من زمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/شاعر لبنان الكبير موريس عواد في ذمة الله/الكلمة هي القداسة وهي سلاح القديسين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة من تلفزيون المستقبل: حزب الله حارس أمين للحدود اللبنانية الفلسطينية وبعد الإنتخابات زادت سطوته على القرار اللبناني

بعض عناوين مقابلة الصحافي علي حمادة مع تلفزيون المستقبل

تفريغ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتين

ماذا كشفت "The Economist" عن القديس شربل والعجائب في لبنان؟

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/شهداء_زغرتا_كانون_الاول_١٩٧٥

استشهاد جندي في أحداث حي الشراونة أمس...و الجيش يلاحق مطلوبا من آل جعفر ومجموعته.

السلاح الذي استهدف الجيش هو غير شرعي ومخالف للقانون وللدستور/خليل حلو/فايسبوك

حزب الله هو ربيب ايران وحليفها فكيف تكون عقدة تأليف الحكومة محلية؟/خليل حلو/فايسبوك

مجلس الأمن يبحث الأربعاء المقبل "أنفاق حزب الله"

"التجمع اللبناني": اللبنانيون ينتظرون الانهيار و"حزب الله" يفرض تأليف الحكومة مثلما فرض تعيين رئيس الجمهورية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 14/12/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 14 كانون الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ألفرد رياشي طالب الرئيس عون بانهاء الجزر الامنية الشاذة

هذه شروط حزب الله الرباعية للافراج عن الحكومة!

30 و32 و18.. هل يكون الحل بـ24 وزيراً؟

الأحرار ثمن مبادرة رئيس الجمهورية وحيا تويني في ذكرى استشهاده

بعض أرانب التعطيل المخبأة في جبة حزب الله

حي الشراونة يتحدى الجيش: جندي قتيل واستنفار عشائري/لوسي بارسخيان/المدن

أنفاق حزب الله "ليست بهدف التسوق في إسرائيل"/وليد حسين/المدن

حزب الله يشخّص المعضلة: "سلبطة" باسيل وضعف الحريري/منير الربيع/المدن

على ماذا يراهن جبران باسيل؟/عماد قميحة/لبنان الجديد

حكومات لبنان الموسّعة... تقاسم السلطة تحت عنوان «الميثاقية»احتوت الأزمات السياسية وفشلت في الإصلاحات الاقتصادية

الحريري: أزمة الحكومة داخلية وليست إقليمية وأكد استعداداً سعودياً لدعم الاقتصاد اللبناني فور تشكيلها

عون: لبنان ملتزم القرار 1701 بحرفيته

لبنان: 70 % من الودائع بالدولار رغم ارتفاع فوائد الليرة ومؤشرات النمو المصرفية تنحدر دون المتوقع

موسم سياحي واعد في الأعياد ومليون و800 ألف زاروا لبنان هذا العام

تراجع التفاؤل بتشكيل الحكومة اللبنانية نتيجة تصلّب نواب «سنّة 8 آذار»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مشاورات السويد {تقتنص} 3 ملفات بعد ثمانية أيام يمنية

ترحيل الملف الاقتصادي ومطار صنعاء والإطار العام إلى الجولة المقبلة... وترحيب سعودي بالنتائج

إردوغان يهدد بدخول منبج إذا لم تخرج أميركا المقاتلين الأكراد

بالإجماع.. قرار تاريخي لمجلس الشيوخ: محمد بن سلمان مسؤول عن قـتل خاشقجي.

برلمان كوسوفو يقرّ إنشاء جيش رغم مخاوف «الناتو»

قائد البحرية الأميركية يبحث مع نظيره الأوكراني التوتر بالبحر الأسود

ماي تُجري محاولة جديدة لانتزاع ضمانات أوروبية قبل «بريكست»

إصابة 3 نساء بجروح خطيرة باعتداءات طعن في ألمانيا

وفاة جريح ترفع إلى 4 عدد ضحايا هجوم ستراسبورغ وفرنسا تستعدّ لمزيد من تظاهرات «السترات الصفراء» غداَ

الادعاء التركي يأمر باعتقال 219 جندياً للاشتباه في صلتهم بغولن

فيتنام ترغب في استضافة القمة الثانية بين ترمب كيم

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"يونيفيل" تحققت من وجود نفقين وتتفحص الثالث: امتدادها يخرق "الخط الأزرق" ولا مخارج لها في إسرائيل/وليد شقير/الحياة

المشروع الصفوي الإيراني وأوهام الوحدة الإسلامية/القاضي الشيخ خلدون عريمط/جريدة الجمهورية

«داعش» راجع/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هل «طار البلد»...؟/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

هل تنجح إسرائيل بتدويــل «حرب الأنفاق»؟!/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

حزب الله: الأعراف والدستور/محمد قواص/العرب

البطريرك صفير:"أين يقع قصر المهاجرين؟ إن البعوضة تُدمي جبهة الاسد"/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

خلاف نديم وسامي يذكّر بخلاف بشير وأمين الجميل فمَن يُبعِد «الكتائب» عن شبح الانهيار؟/سعد الياس/القدس العربي

هل تأخر ظهور الإمام المهدي مليون سنة ؟/الشيخ حسن سعيد مشيمش

الرابطة المارونية: من نُخب الى مجموعة من الناخبين.. هـــــل تؤجــــل الانتخابات؟! وكالة "أخبار اليوم

الأنفاق ومعادلة انتقال «حزب الله» من الدفاع إلى الهجوم: أي أثمان؟!/رلى موفّق/اللواء

إيران واستحقاقات مواجهة البركان/إميل أمين/الشرق الأوسط

رجل الضمير/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

اتفاق الحديدة... نهاية أم بداية؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

قمة مجلس التعاون والمشكلات العربية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

أمام قبر نابليون/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

فرنسا وزحف «السترات الصفر»/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل الراعي وتلقى رسالة من رئيس البرازيل: ملتزمون الدفاع عن القدس وفلسطين ومن غير المقبول أن يموت حق شعب ويهجر

بري استقبل لازاريني والائتلاف النقابي العالمي للتضامن مع فلسطين ووفدا من مستشفى الزهراء

السرياني العالمي: كل يد تمتد على الجيش هي داعشية

بخاري كرم الإعلاميات المبدعات العربيات: المرأة العربية أسهمت في إنجازات علمية وعملية محليا ودوليا

افرام في مؤتمر باريس لدعم مسيحيي الشرق: المسيحية المشرقية تتعرض لابادة وقتل مبرمج وهضم حقوق وعار على البشرية ان تسكت

الرئيس سليمان افتتح حلقات الحوار في اليسوعية: التعطيل في لبنان مصيبة يجب الخروج منها وهناك من يستسهل الفراغ المدمر

مطران سبسطية للروم الارثوذكس وجه كتابا ميلاديا الى رئيس الجمهورية: أناشدكم لتجعلوا من مسألة الوجود المسيحي في فلسطين والمشرق قضيتكم الأولى

الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: مشروع قانون إلغاء مقاعد للنواب في الاغتراب خطوة قانونية في الاتجاه الصحيح

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، وٱلمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا ٱلنَّوْح، ولا ٱلصُّرَاخ، ولا ٱلوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ ٱلأَشيَاءَ ٱلأُولى قَدْ زَالَتْ

رؤيا القدّيس يوحنّا14/14.12-1:21/”يا إِخوَتِي، رأَيتُ سَمَاءً جَدِيدةً وأَرْضًا جَدِيدَة، فَٱلسَّمَاءُ ٱلأُولَى وٱلأَرْضُ ٱلأُولَى قَدْ زَالَتَا، وٱلبَحْرُ لا يَكُونُ مِنْ بَعْد. وٱلمَدينَةُ ٱلمُقَدَّسَةُ ٱلجَدِيدَةُ رأَيْتُهَا نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاء، مِنْ عِنْدِ ٱلله، مُهَيَّأَةً كَعَرُوُسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظيمًا مِنَ ٱلعَرْشِ يَقُول: «هُوَذَا مَسْكِنُ ٱللهِ مَعَ ٱلبَشَر، فَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُم، وَهُم يَكُونُونَ شُعُوبًا لَهُ، وٱللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُم، إِلهًا لَهُم. وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، وٱلمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا ٱلنَّوْح، ولا ٱلصُّرَاخ، ولا ٱلوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ ٱلأَشيَاءَ ٱلأُولى قَدْ زَالَتْ!». وقالَ ٱلجَالِسُ عَلَى ٱلعَرْش: «هَاءَنَذا أَجْعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَدِيدًا». وقال: «أُكْتُبْ! لأَنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ عَدْلٌ وَحقّ!». وقالَ لي: «لَقَد تَمَّت! أَنَا ٱلأَلِفُ وٱليَاء، ٱلبِدَايَةُ وٱلنِّهَايَة. أَنا أُعْطِي ٱلعَطْشَانَ مِن يَنْبُوعِ مَاءِ ٱلحَيَاةِ مَّجَانًا. أَلظَّافِرُ يَرِثُ كُلَّ هذَا، وسَأَكُونُ لَهُ إِلهًا، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ٱبْنًا. أَمَّا ٱلجُبَنَاءُ وٱلكُفَّار، وٱلأَرْجَاسُ وٱلقَتَلَة، وٱلفُجَّارُ وٱلسَّحَرَة، وعَابِدُو ٱلأَوْثَانِ وٱلكَذَّابُونَ جَمِيعًا، فَنَصِيبُهُم في ٱلبُحَيْرَةِ ٱلمُتَّقِدَةِ بِٱلنَّارِ وٱلكِبْرِيت، وهذَا هُوَ ٱلمَوتُ ٱلثَّاني!». وأَتَى واحِدٌ مِنَ ٱلمَلائِكَةِ ٱلسَّبعَةِ ٱلحَامِلينَ ٱلكُؤُوسَ ٱلسَّبْعَ ٱلمَلأَى مِنَ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلسَّبْعِ ٱلأَخيرَة، وكَلَّمَنِي قائِلاً: «تَعَالَ فَأُرِيكَ ٱلمَرْأَةَ عَرُوسَةَ ٱلحَمَل!». وَنَقَلَنِي بِٱلرُّوحِ إلى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، فأَرَانِي ٱلمَدِينَةَ ٱلمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ، مِنَ عِنْدِ ٱلله، وَلَهَا مَجْدُ ٱلله، ولَمَعَانُهَا أَشْبَهُ بِحَجَرٍ كَرِيم، كَحَجَرِ ٱليشْبِ ٱلبِلَّورِيّ. وَلَها سُورٌ عَظِيمٌ عالٍ، وَلَهَا ٱثْنَا عَشَرَ بَابا، وعَلى الأَبْوَابِ ٱثْنَا عَشَرَ مَلاكًا وأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَة، هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرائِيلَ ٱلٱثْنَي عَشَر: وسُورُ ٱلمَدِينَةِ لَهُ ٱثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وعَلَيْهَا ٱثْنَا عَشَر ٱسْمًا، هيَ أَسْمَاءُ رُسُلِ ٱلحَمَلِ ٱلٱثْنَي عَشَر”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نحن لا نشبه قادتنا، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر وضعتهم حيث هم رغماً عنا.

قادة وطن الأرز وكأنهم من زمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/11 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69849/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%88%d9%83%d8%a3%d9%86%d9%87%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%b2%d9%85/

يقال: كيف يكون الشعب يولى عليه.. إلا أن حال وطن الأرز في أيامنا الحالية، أيام المِّحل والبؤس "والتعتير" التي يعيشها شعبنا على كل المستويات والصعد تخالف القول هذا كون القيادات في سوادها العظم لا تشبه الشعب اللبناني بشيء ولا هي من خامته.

هي قيادات غريبة ومغربة بالكامل عن أوجاع ومعانات وآمال وتطلعات الناس.

فهناك غربة قاتلة بين القيادات والشعب وكأن القيادات في معظمها تعيش في زمن أشبه ما يكون بزمن سادوم وعامورة بفكرها وثقافتها وممارساتها وفجورها وفجعها والنرسيسية.

ولأن لكل شيء نهاية، فإن الخالق جل جلاله لا بد وإنه في الوقت المناسب سوف يحاسب هذه القيادات التي مجاناً وهبها وزنات القيادة كونه يُمهل ولا يُهمل.

فيوم عصاه ناس وقادة مدينتي سادوم وعامورة حاسبهم الرب بالنار والكبريت.

ترى كيف سيكون حسابه لقيادات تُفقر ناسها وتحرمهم من كل مقومات الحياة الكريمة فيما هي تعيش حياة البطر والبذخ والفجور؟

إن المؤمن لا ييأس من رحمة خالقه، ولهذا فإن لبنان القداسة والقديسين لن تقوى عليه كل هرطقات قادته مهما على شانهم الأرضي والسلطوي الزائل.

كما أن الشدائد والصعاب مهما اشتدت لن تحبط اللبناني ولن تفقده لا إيمانه ولا رجائه.

نعم نحن لا نشبه قادتنا، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر وضعتهم حيث هم رغماً عنا.

ولأن جلد الذات عقيم في وضعنا الصعب ولن يكون الحل،

فإن واجبنا أن نرذل كل قادتنا الروحيين والزمنيين العابدين تراب الأرض والمتخلين عن واجباتهم والمسؤوليات.

نحن بحاجة إلى قادة ومفكرين ورجال دين شرفاء وضميرهم حي.

قادة خامتهم من خامتنا ويخافون الله ويوم حسابه الأخير.

إن الحرية لا تعطى بل تؤخذ، كما صون الكرامة له أثمان ويتطلب تضحيات وقرابين.

في الخلاصة، فإن وطن الأرز بحاجة لقيادات ورعاة يبذلون أنفسهم بفرح من أجل شعبهم وليس العكس.

ونختم مع ما قاله يَسُوعُ المسيح لتلاميذ (متّى02/من20حتى28): ("تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين»).

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

قادة وطن الأرز كأنهم من زمن سادوم وعامورة/الياس بجاني/11 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%83%d8%a3%d9%86%d9%87%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%a7%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88/

 

شاعر لبنان الكبير موريس عواد في ذمة الله/الكلمة هي القداسة وهي سلاح القديسين

الياس بجاني/09 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69799/%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%a7%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84/

غيب الموت اليوم الشاعر اللبناني السيادي والوطني والمؤمن بامتياز موريس عواد الذي آمن بلبنان القداسة والوطن والأمة والهوية والتاريخ والإنسان والحضارة والرسالة وحمل مشعله الإنساني والحضاري وخلده بشعره.. آمن بالكلمة وبقوتها وبقدسيتها وبتأثيرها الفاعل والكبير ومن خلالها عبر عن حبه وعلمه وإيمانه بوطنه وبحق إنسانه بالحياة الكريمة. كتب بشجاعة وبضمير حي ونشر عشرات الكتب القيمة والتي تم ترجمة العديد منها للغات كثيرة. اليوم رحل هذا العملاق إلى جوار ربه بالجسد إلا أن انتاجه باق طالما بقي لبنان ولطالما بقيت قضية وطن الأرز حية ومتأججة نوراً ومحبة وسلام ورسالة تعايش.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة من تلفزيون المستقبل: حزب الله حارس أمين للحدود اللبنانية الفلسطينية وبعد الإنتخابات زادت سطوته على القرار اللبناني

14 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69970/https-www-youtube-com-watchvoijoj20iom4/

اضغط هنا لمشاهدة مقابلة علي حمادة من موقع تلفزيون المستقبل/14 كانون الأول/18

http://futuretvnetwork.com/future-replay-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA/?vid=9887

رابط المقابلة يوتيوب في أسفل مقسمة على جزئين

رابط الجزء الأول

https://www.youtube.com/watch?v=OIJoJ20IOm4

رابط الجزء الثاني

https://www.youtube.com/watch?v=DSM0bD4Xwrk&t=60s

 

بعض عناوين مقابلة الصحافي علي حمادة مع تلفزيون المستقبل

تفريغ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتين/14 كانون الأول/18

*حزب الله في طور السيطرة الكاملة على لبنان وبعد الإنتخابات زادت سطوته على القرار اللبناني

*إسرائيل مرتاحة لوجود حزب الله في الجنوب

حزب الله هو حارس للحدود اللبنانية الفلسطينية كما كان حافظ الأسد على الحدود في الجولان

*حزب الله يستعمل إسرائيل شماعة لتغطية مشروعة الإيراني

*حزب الله غير المعادلة اللبنانية وجاء بعون رئسياً وهو من فرض القانون الإنتخابي النسبي

*عون هو خيار حزب الله وجعجع والحريري وجنبلاط رضخوا لمشيئة الحزب خوفاً من الإنهيار في البلد

*لا شيء اسمه مقاومة وحزب الله قراره في إيران

*الأنفاق على الحدود مع إسرائيل كانت معروفة لإسرائيل منذ سنتين

*حزب الله موجود في الجنوب في انفاق تحت القرى والمدن

*حزب الله وإسرائيل ينتهكان القرار الدولي 1701

*القوات الدولية ممنوع عليها دخول مناطق تواجد حزب الله في الجنوب وإن فعلت يضع الحزب في وجهها الأهالي

*الجيش اللبناني ومخابراته وقيادته ينسقون مع حزب الله في الجنوب.

*لا شيء اسمة سوريا التي كانت قائمة قبل العام 2011..النظام السوري هو الأضعف بين كل القوى الموجودة حالياً على الساحة السورية

*إيران غير قادرة على اعادة اعمار سوريا وهي بالكاد قادرة على اطعام شعبها وتمويل ميليشياتها

*المؤشرات الإقتصادية كانت افضل قبل انتخاب عون وقبل اقرار القانون الانتخابي والإنتخابات

*الأمل الوحيد بإنقاذ البلد هو ما يقوم به سعد الحريري من خلال سيدر

*لا بددل للحريري لأنه يمثل الوجدان السني الحقيقي واي بديل له في رئاسة الحكومة سيكون كارثي على الإقتصاد

*لم يعد سعد الحريري قادراً على تقديم أي تنازل..هو قدم الكثير وتنازل عن الكثير.

*هناك اعتداء موصوف على الحريري والسنة والسيادة والدستور

*مبادرات الرئيس عون تعتمد على التقديم من كيس الغير وليس من كيسه وهو متمسك بما يسمى حصته من الوزراء

*الحصة الرئاسية الوزارية سابقة خطيرة ونلوم من يماشيها وسوف تتحول لعرف كما تحول العرف بشأن وزارة المالية حيث أصبحب هويتها شيعية وهي كان يجب ان تكون مداورة بين الطوائف

*الرئيس عون وحزبه ونوابه هم جزء من منظومة إيران في لبنان وهناك حوالي 80 نائباً من هذه المنظومة

*عون وباسيل يريدان الثلث المعطل لأهداف لها علاقة بموقع الرئاسة وبالإنتخابات الرئاسية في حين حزب الله لا مشكلة عنده في هذا الأمر

*أي وزير ملك سيكون بأمرة حزب الله ووديعة عند من يكون من حصته.

 

ماذا كشفت "The Economist" عن القديس شربل والعجائب في لبنان؟

"ليبانون ديبايت"/14 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69984/the-economist-st-charbel-to-the-rescue-miracles-are-on-the-rise-in-lebanon-heavenly-help-for-the-hard-up-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

نشرت مجلة "The Economist"، في عدد الخميس 13 كانون الأوّل، مقالاً بعنوان "العجائب الى تزايد في لبنان"، تطرّقت فيه الى عجائب القديس شربل.

وأتى المقال، على ذكر قصّة السّيدة نهاد الشامي عام 1993، وأعجوبة شفائها من الشلل النصفي، وكيف بدأت صورة القديس شربل ترشح زيتاً في منزلها، وتراه في حلمها. قبل أن تشفى نهائياً من المرض. الى أن بات المصلّون من لبنان ومختلف انحاء العالم يقصدون دير عنّايا يوم 22 من كلّ شهر احتفالاً بالمعجزة.

ولفتت المجلة، الى أنّ "العجائب الى تزايد في لبنان، وذلك بحسب ما أعلن عنه الأب لويس مطر وهو الكاهن الماروني الذي يوثّق معجزات القديس شربل. إذ حقّق منذ وفاته عام 1898، 26000 معجزة".

وإذ أكّد الأب لويس مطر، أنّ "عدد العجائب ارتفع في العامين الماضيين مقارنة مع العقود السّابقة". أشار الى أنّ "المعجزات لم تفرّق مسلم عن مسيحي او من اي دين كان، اذ أنّ واحدة من بين كلّ عشرة منها تشفي مسلماً او يهوديّاً".

وكشفت، أنّ "استطلاعات الرأي، أظهرت تراجع الإيمان في لبنان، وخصوصاً بين جيل الشباب، ومع ذلك فإنّ الكثيرين يقصدون الأديرة وأماكن الصلاة والروحيّين عندما يمرضون، ولطرد الأرواح الشريرة".

وأشارت الى أنّ "معظم العجائب سجّلت خلال الحرب الأهليّة في لبنان أي بين سنة 1975 الى العام 1990، بالإضافة الى الحرب الإسرائيليّة على لبنان عام 2006".

المقال كاملاً بالإنكليزية في الإيكونومست/اضغط على الرابط في أسفل

https://econ.st/2QWPtbC

 

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/شهداء_زغرتا_كانون_الاول_١٩٧٥

 بعد اشتداد المعارك في لبنان زاد الخطر على زغرتا ما استدعى لواء المرده الى تعزيز دفاعه عن حدود زغرتا الزاوية بالهجوم ومن هذه المعارك التي جرت على الحدود الشرقيّة لزغرتا أي من جهة مرياطة والقرى المحاذية لها، هذه القرى التي وقعت تحت سيطرة مرتزقة القوى العربيّة والتي باتت تشكّل تهديدًا لزغرتا وللمناطق المحيطة بها. هذا الأمر دفع قوّات المرده إلى شنّ هجوم عليها وتمّ إبعاد الغزاة عن المواقع الأماميّة وتخفيف الخطر عن جبهة زغرتا الشرقيّة، كما تمّ تحصين الجبهة من ناحيتي طرابلس والكورة بعد معارك ضارية.

ونتذكر في شهر كانون الاول من العام ١٩٧٥ الشهداء والضحايا الذين سقطوا دفاعا عن زغرتا الزاوية وزودا عن كرامتها.

الشهداء: بطرس جرجس يمين و انضيرة طنوس نمنوم وجورج خوام ورستم بطرس رستم طنوس يوسف نعمه و انطانيوس نعيم فضل الله والياس نجيب بولس والياس أيوب والجندي ابراهيم جبور

 الضحايا: جوزيف حميد لطفي وجورج بطرس المعراوي أنطونيوس بو عبدالله وميخائيل بو عبدالله وسيدة صافي ومسعد فريحة وجرجس فريحة ويمنى جبور وسلفانا راشد جبور وانطونيوس حاماتي وبسام فؤاد الهرشاوي وانطونيوس بو ملحم ويوسف شديد وريا عبدو وجاكلين حصني ودميا عبدو وروزيت بو فرنسيس نهاد ميخائيل الزلوعا معوض ارملة جورج توما صادر (استشهدت في بيروت)

وقتل نتيجة فوضى الحرب توفيق الشامي.

• ملاحظة: احتاج للمساعدة للتواصل مع عائلة الشهيد الياس ايوب من مزيارة والجندي ابراهيم جبور من زحلة، مع الشكر.

شهداء وضحايا ومصابو جبهة زغرتا الزاوية خلال حرب السنتين

 الباحث روي عريجي - Researcher Roy Araygi

 

استشهاد جندي في أحداث حي الشراونة أمس...و الجيش يلاحق مطلوبا من آل جعفر ومجموعته.

LBC/14 كانون الأول/18/استشهد الجندي رؤوف يزبك متاثرا بالجروح التي اصيب بها اثر الاشتباكات واستهداف دورية عسكرية ليلا من قبل مسلحين من آل جعفر في حي الشراونة في بعلبك. والشهيد من بلدة نحلة في بعلبك. أفادت معلومات أمنية لقناة الـ"ال بي سي" ان الجيش اللبناني يعمل على ملاحقة محمد جعفر الملقب بـ"محمد دورة" ومجموعته وهو أحد أبرز المتهمين باستهداف دورية الجيش أمس في حي الشراونة ما أدى الى استشهاد جندي واصابة 3 آخرين. وكان الجيش اللبناني قد اعلن ببيان فجرا أن دورية تابعة له ومركزين له تعرضا لاطلاق نار في الشروانة ومحيطها.

 

السلاح الذي استهدف الجيش هو غير شرعي ومخالف للقانون وللدستور

خليل حلو/فايسبوك/14 كانون الأول/18

اشتباكات بين الجيش ومسلحين في حي الشراونة في بعلبك واصابة آلية عسكرية بقذيفة توقع 3 جرحى عسكريين ... هذا السلاح الذي استهدف الجيش هو غير شرعي ومخالف للقانون وللدستور ولا أحد من السلطة التنفيذية يتحدث عن هذا الأمر بوضوح. هل يستطيع ان يشرح لنا أحد إذا كان هذا السلاح لمقاومة اسرائيل؟ وإذا لا لماذا ما يزال فلتاناً ويقتل عسكريين ومدنيين؟ هل هو سلاح يتسلط على رقاب اللبنانيين أم لا؟ ... ليتفضل معالي وزيري الدفاع والداخلية ويشرحا لنا! وليتفضل دولة الرئيس المكلف ومعالي وزير الخارجية اللذين تحدثا عن نموذجية لبنان في لندن أمس ويشرحا لنا عن سلاح حي الشراونة ودوره في هذه النموذجية حيث هناك مواطنون عزل وآخرين لهم اجنحة عسكرية فوق القانون والدستور والناس!

 

حزب الله هو ربيب ايران وحليفها فكيف تكون عقدة تأليف الحكومة محلية؟

خليل حلو/فايسبوك/14 كانون الأول/18

يقول الرئيس الحريري أن عرقلة تأليف الحكومة ليست اقليمية انما محلية ويبدي تفاؤلاً في تأليفها! هنا يتسائل المراقبون عن مدى جدّية هذا التصريح في بريطانيا يوم أمس؟ هل العقدة فعلاً محلـّية؟ اللبنانيون الذين يتابعون عن كثب تأليف الحكومة يعرفون أنه كل ما ذللت عقبة تظهر عقبة أخرى فمن العقدة الدرزية الى عقدة القوات الى عقدة اللقاء التشاوري، أي سنـّة سوريا وحزب الله ... وهذا الأخير منع تأليف الحكومة من دون سنـّة 8 آذار الذين كانوا ينتمون الى كتل نيابية مختلفة وفجأة صاروا كتلة واحدة؟ حزب الله حليف إيران المعلن فلا هو ينكر ذلك وإيران كررت مرات ومرات لا بل مئات المرات أن حزب الله هو ربيبها وحليفها فكيف تكون العقدة محلية؟ أما عن التفاؤل في التأليف فنحن نتمنى أن يكون كلام الحريري صحيحاً ... وإذا صح فيكون التأليف نتيجة لحلحلة إقليمية و/أو دولية.

 

مجلس الأمن يبحث الأربعاء المقبل "أنفاق حزب الله"

روسيا اليوم/الجمعة 14 كانون الأول 2018 /أفادت تل أبيب بأن مجلس الأمن الدولي سيبحث الأسبوع القادم مسألة "الأنفاق الهجومية" التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشافها عند الحدود مع لبنان، واتهم حزب الله بحفرها.

وأكد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن الجلسة العلنية الخاصة بـ"أنفاق حزب الله الهجومية العابرة للحدود" ستعقد الأربعاء المقبل بطلب من الولايات المتحدة، حيث "ستقدم الدولة العبرية حقائق ومعلومات تثبت انتهاك سيادتها ومخالفة قرار مجلس الأمن رقم 1701" الصادر في نهاية حرب عام 2006". ومن المتوقع أن يشارك لبنان الذي قدم شكوى على تصرفات إسرائيل إلى الأمم المتحدة أيضا في الجلسة المقبلة. وكان موضوع "أنفاق حزب الله" بين المسائل المطروحة على أجندة الجلسة المغلقة التي عقدها الأعضاء الـ15 لمجلس الأمن الخميس الماضي.

في غضون ذلك، ستقدّم إسرائيل وواشنطن مشروع قرار في الأمم المتحدة يصنف "حزب الله" منظمة إرهابية، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية واسعة الانتشار. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد بحث الأربعاء الماضي عملية "درع الشمال" التي أطلقتها تل أبيب بهدف اكتشاف "أنفاق حزب الله" عند حدود لبنان مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحثه على إدانة "ما وصفه انتهاكات حزب الله بحق سيادة إسرائيل".

 

"التجمع اللبناني": اللبنانيون ينتظرون الانهيار و"حزب الله" يفرض تأليف الحكومة مثلما فرض تعيين رئيس الجمهورية

النهار/04 كانون الأول 2018

قال "التجمع اللبناني" إن "اللبنانيين يتابعون بحسرة أوضاع بلدهم وهي تتدهور يوماً بعد يوم في انتظار الانهيار، فيما تتابع الطبقة الحاكمة إعادة إنتاج خطابها السياسي المأزوم الذي يتقاذف التهم المصطنعة منتظرةً تعليمات الخارج الذي يمسك بيده خيوط الأزمات وحلولها، حيث يريد "حزب الله" أن يؤكد للجميع، في لبنان وخارجه، أن من يستطيع تعيين رئيس الجمهورية يستطيع أن يفرض معاييره في تشكيل الحكومة ويحجم صلاحيات رئسها، ومن هنا تبدأ الأزمة وتستمر في انتظار استجابة شروطه، بل تزداد تعقيداً هذه الأزمة لأن هناك من يربطها بمعركة الإنتخابات الرئاسية من دون أن تكون لديه القدرة على التحكم بمساراتها".

ورأى "التجمع اللبناني" في بيانٍ أصدره اليوم إن "الحكم تحوّل منذ بداية العهد إلى نوع من الإدارة الذاتية للمتحاصصين فيما يمسك "حزب الله"، وما يمثله، بالسلطة الفعلية في البلد، وقد أنتج نظام الادارة الذاتية هذا نمطاً جديداً من التنافس السياسي القائم على زقاقية الخطاب الذي يستخدم الشتم والسباب والتحريض والتعبئة الشخصية ضد الخصم"، ولفت إلى أن "المصيبة أن غالبية الاعلام قد انزلق إلى هذا الدرك من الشعبوية ففتح أبوابه مشرّعة للمهرجين من مخلّفات عنجر يطلقهم "حزب الله" على من يعترض على قراراته التي تحدد مسار الدولة وسياساتها"، واعتبر أن "أخطر ما في أمر هذا النظام، العاجز عن حلِّ أزماته الداخلية، أنه يقف عاجزاً أمام الأزمات التي يواجهها البلد كل يوم ومنها أزمة الأنفاق الأخيرة، وهي إعتداء موصوف على لبنان أولاً من جانب النظام الإيراني"، وقد "جاءت هذه الأزمة لتثبت للخارج أن الحكومة اللبنانية لا تمتلك قراراتها السيادية وأنها مكتوفة الأيدي أمام سياسة النظام الإيراني في المنطقة"، ذلك أن "كشف أنفاق "حزب الله" التي وضعت أمن لبنان وخصوصاً الجنوب المستقر والمزدهر أمام الخطر الشديد، عرّى نِفاق السياسة الخارجية اللبنانية حيال القرارات الدولية المتعلقة بلبنان التي لطالما أعلنت الحكومات المتعاقبة تمسكها بها"، والواقع أن "الأنفاق والصواريخ وتدخل "حزب الله" في سوريا واستقدام ميليشيات سليماني من الخارج لن تستطيع كلها إفادة قادة إيران في صراعهم مع الادارة الأميركية، لكنها في المقابل ستلحق الأذى بمصالح لبنان وبوحدته الوطنية المهدد".

وشدد البيان على ان "الأوضاع الإقتصادية والمالية تشهد تدهوراً غير مسبوق في تاريخ لبنان المعاصر لأنها تطال القطاع المصرفي الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد، في وقت نشاهد فيه تراجعاً للاهتمام العربي بلبنان لأسباب متعددة أهمها جنوحه، منذ بداية العهد، نحو التخلي عن صداقاته العربية التي كانت تشكل الداعم الأساسي لأوضاعه المالية وازدهاره الاقتصادي"، وقال إن "ارتفاع الفوائد على العملة اللبنانية وحاجة المصارف الملحة للعملة الأجنبية مؤشر خطير إلى الخطوط الحمر التي وصل إليها البلد. وبالرغم من كل هذا فإن سياسة الإنفاق والتبذير والسرقات مستمرة وما زلنا نرفض حل أزمة الكهرباء لأنها تشكل مصدراً أساسياً لثروات عصابة جنة الحكم وما زلنا نتفرج على تضخم كتلة الدين وكلفته التصاعدية وكأن الأمر لا يعنينا"، باعتبار أن "كل ما يعني أهل الحكم هو استرضاء "حزب الله" الذي ينفذ الأجندة الايرانية التي تجد في انتصارها على الدولة اللبنانية بديلاً من انتصارها في المواجهة مع إسرائيل".

وختم أن اللبنانيين "يتطلعون اليوم إلى تجربة الشارع الشارع الفرنسي التي أجبرت السلطات الفرنسية على التراجع عن سياساتها بزيادة الضرائب وزيادة الأجور وتقديم الحوافز في العمل مما يؤشر إلى دور الدولة الإجتماعي وسلطتها في هذا المجال. إن نظرة سريعة إلى العالم حولنا تجعلنا ندرك أن الدولة في لبنان هي في طور التلاشي بعدما تخلت عن دورها السياسي والاجتماعي لهيكليات طوائفية متناحرة تتنازع حصصها من ثروات الوطن المنهوبة، وقد غاب عن بال الجميع أنه لا أقليات محكومة ولا أكثرية حاكمة ولا غالب ولا مغلوب بين اللبنانيين وان الدولة العادلة هي ملاذهم الوحيد في نهاية المطاف".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 14/12/2018

الجمعة 14 كانون الأول 2018

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "لبنان"

الكيان الاسرائيلي يبحث عن سيادته، ولبنان يبحث عن حكومته.

الحكومة الاسرائيلية توزع اعتداءاتها في الضفة الغربية خوفا من تسونامي المقاومة كما تدعي، وتخطط للإيقاع بين اليونيفيل والجيش اللبناني في الجنوب، وتنجح في استجلاب دعم دولي في مسألة أنفاق حزب الله.

ويديعوت أحرونوت تحدثت عن جلسة لمجلس الامن الدولي يوم الاربعاء المقبل حول الأنفاق في ظل شكوى لبنانية من التهديدات الاسرائيلية.

هذا سيتم في مجلس الامن الاربعاء المقبل، فماذا عن الثلاثاء المقبل؟

أوساط سياسية لم تستبعد التوصل الى إعلان عن تأليف الحكومة ،وصدور المراسيم يوم الثلاثاء عشية عيد الميلاد المجيد.

وينتظر ان يجتمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لجوجلة المشاورات بصدد التشكيلة الممكنة للحكومة.

وفي هذه الأوقات كل يوم مشكلة، وجديد المشاكل الاعتداء على الجيش في حي الشراونة في بعلبك.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

لم يهدأ نبض الضفة على امتدادها من تل كرم الى الخليل ونابلس يتصدى الفلسطينيون الى اعتداءات جيش الاحتلال على المشاركين في التظاهرات المنددة بالاعتقالات العشوائية ورفضا لاوامر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بتوسيع المستوطنات وبناء سبعين وحدة استيطانية جديدة. جن جنون الاحتلال واطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز باتجاه الشبان الفلسطينيين العزل وارتفع الشهيد تلو الشهيد فيما عم الاضراب العام مجالس المستوطنات في محيط الضفة نتيجة الوضع الامني. التظاهرات عبرت الضفة الى غزة التي شهدت تحركات شعبية في اطار مسيرات العودة تحت مسمى المقاومة حق مشروع.

لبنان ينتظر نتائج المشاورات التي اجراها رئيس الجمهورية ميشال عون الذي سيلتقي الرئيس المكلف سعد الحريري عند عودته من الخارج لجوجلة الافكار في ضوء لقاءاته واتصالاته المعلنة منها وغير المعلنة.

ومن القصر الجمهورية شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على ان مسؤولية الجمهورية لا تقع على عاتق الرئيس عون وحده لافتا الى ان التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحا.الوضع الحكومي فرض نفسه ماليا في تقرير موديز الذي حافظ على تصنيف لبنان مع تغيير النظرة الى سلبية. وفي هذا الاطار أكد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل للnbn ان هذا الواقع ليس حتميا لان هناك متابعة للملف والامور تحت السيطرة. ولفت الخليل الى ان لبنان لديه القدرة على تجاوز هذا التحدي لانه مر بظروف اصعب بكثير وهذا يتطلب ايرادة سياسية وتسريع قدر الامكان بتشكيل الحكومة. وكان الوزر خليل غرد في هذا الشأن وشدد على ان تغيير النظرة الى سلبية يفرض على الجميع الانتباه الى المضمون الصحيح الذي يؤكد على اهمية تشكيل الحكومة والبدء بالاصلاحات لاعادة الثقة وتخفيف معدل المخاطر والعجز.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

الجيش يقدم شهيدا جديدا على مذبح الوطن، وبعض السياسيين عاجزون عن تقديم ولو تنازل واحد لتخرج البلاد من الأزمة، ويتم تشكيل الحكومة.

بإختصار، هكذا بدا المشهد اللبناني اليوم، على تناقضه العميق بين قمة الشرف والتضحية والوفاء من جهة، وقعر الأنانية والانحطاط وتقديم المصلحة الفئوية على العامة من جهة أخرى.

ففيما يواصل رئيس الجمهورية بذل المساعي لبلوغ الحل، يتمترس البعض خلف مواقف محددة، رافضا حتى اللحظة ولوج باب الحوار من منطلق البحث عن حلول، لا تثبيت المماطلة والعرقلة.

لكن، اذا كانت ممارسات بعض السياسيين لا ترتقي إلى مستوى تضحيات الجيش، فنهج بعض الوزارات لا يزال يشكل علامة مضيئة، وفي هذا الاطار، يسجل لوزارة الاقتصاد والتجارة، تصميمها على متابعة ملف العدادات حتى النهاية، حيث تمت اليوم مصادرة عدد من المولدات في صيدا، بعد الحدت وبلونة والليلكي وبعلبك وطرابلس وعشرات المدن والبلدات والقرى، حيث استشرت المخالفات، بعيدا من أي تردد أو تمييز.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

على نبض الضفة مشت مسيرات غزة، وبعد الحجر الملتهب والاطار المشتعل فهمت الرصاصة بل الرسالة القاتلة التي بعث بها الفلسطيني الى قلب المنظومة الامنية والسياسية الصهيونية، بأن ما جرى فاتحة عهد جديد…

لم يقلها الفلسطيني فحسب ببأس رجاله ومقاوميه او بدماء ابنائه الذين نزفوا اليوم من شوارع الضفة واحيائها الى حدود غزة وساحاتها، بل قالها الاسرائيلي مسميا واقعه بالكابوس، بحسب عضو الكنيست (ايالت نحميس)، فعندما يكون الجيش منشغلا مع لبنان وغزة والضفة، فتل ابيب امام اعقد التحديات كما قال، ومن الواجب تعزيز الشعور بالامن بدل تعزيز الاستيطان.

هي العزة التي صنعتها المقاومة بكل اشكالها، والنتيجة لن تكون سوى بشكل واحد:النصر لفلسطين كل فلسطين.

فلسطين هذه ملتزمون بالدفاع عن قدسها وارضها وشعبها كما قال رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، فقضيتها قضيتنا، ولشعبها الحق أن يكون له وطن.

في وطننا الواقف مجددا على سلم تصنيف ائتماني صعب بحسب وكالة (MOODYS) العالمية، دعوات للجميع للانتباه إلى المضمون الصحيح للتقرير بحسب وزير المال علي حسن خليل، الذي يؤكد أهمية تشكيل الحكومة والبدء بالاصلاحات لإعادة الثقة وتخفيف معدل المخاطر وتخفيف العجز. وبعيدا عن بعض الصخب السياسي فإن الواقع المالي في اصعب حال، ولا حول للبنان ولا قوة الآن سوى بحكومة سريعة وفاعلة علها تنقذ البلاد قبل فوات الاوان.

الا ان المشاورات الآنية حول الواقعة الحكومية لم تنتج جديدا، والجديد المرجو هو من لقاء رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف بعد عودته غدا الى لبنان .

اما الرئيس المكبل في البيت الابيض فزادت أزمته مع تطويق مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية له بقراري وقف دعم حرب اليمن وتحميل محمد بن سلمان مسؤولية مقتل الخاشقجي، ما يزيد السؤال حول واقع دونالد ترامب نفسه الذي يخوض حربا شرسة على كل الجبهات السياسية الداخلية منها والخارجية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"

اختراق الازمة الحكومية ينتظر والبلاد مشدودة الى نتائج الاتصالات واللقاءات التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون تمهيدا للاجتماع المرتقب مع الرئيس المكلف سعد الحريري.

غير ان ما لفت اليه المراقبون الاقتصاديون اليوم في عز حال الانتظار تحذير وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية والتي اعلنت عن تعديلها النظرة المستقبلية لتصنيف لبنان من مستقرة إلى سلبية محذرة من ازدياد المخاطر على السيولة الحكومية والاستقرار.

تقرير موديز اتبعه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل بتغريدة اكد فيها ان التقرير يفرض على الجميع الانتباه إلى المضمون الصحيح الذي يؤكد على أهمية تشكيل الحكومة والبدء بالإصلاحات لإعادة الثقة وتخفيف معدل المخاطر و العجز.

اضاف: إذا كان هذا الأمر ممكنا الآن فربما سنخسر فرصته بعد أشهر إذا ما بقيت النظرة السلبية نفسها.

اما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومن بعبدا فاكد ان التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحا وكأن كل احد بات متشبثا بموقفه ومتمسكا بمطلبه. وتساءل ماذا سيحل بالشعب وبالدولة والمؤسسات والاقتصاد المنهار والاخطار المالية.

اقليميا صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من اعتداءاتها واشعلت مدن الضفة الغربية حاصدة شهيدا وعشرات الاصابات على خلفية مقتل الجنديين الاسرائيليين الخميس.

يمنيا أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ان تطبيق اتفاق ستوكهولم يمثل خطوة مهمة في الوصول إلى حل سياسي في اليمن يضمن استعادة الدولة وأمن واستقرار وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

عندما يسقط شهيد للجيش، يكون سقط في ساحات الشرف، أي في ساحات التصدي للعدو الاسرائيلي، أو للارهاب، اما ان يسقط الشهيد في ساحات تجار المخدرات والمطلوبين، وغدرا، حينها تكون الحسابات قد تغيرت.

قال قائد الجيش العماد جوزيف عون يوما: لا لن اسمح لا لارهابي، ولا لصهيوني، ولا لواحد أزعر أن يهدد البلد، ولكن ما حصل ليل أمس هو ان مجموعة زعران هددت أمن منطقة بكاملها.

لهذه المنطقة إسم، هو حي الشراونة في بعلبك، فيه الكثير من "الاوادم" الذين يطالبون بالدولة وبالقضاء العادل، وفيه مجموعات "الزعران" التي تتخفى خلف ستار الفقر والحرمان، فتتخطى كل الخطوط الحمر، وتربط اسم المنطقة وعشائرها واهلها بتجارة المخدرات، وسرقة السيارات، وحتى الخطف والإبتزاز.

حصل ما حصل أمس في الشراونة ومطربا، واستهدف الجيش بثلاث هجمات متلاحقة اسقطت شهيدا وثلاثة جرحى، وهو اليوم بات يعلم هويات مطلقي النار، ويؤكد انهم سيلاحقون ويساقون الى العدالة، وان لا تراجع ولو خطوة في قرار منع التفلت الامني في البقاع مهما كلف الثمن، لا سيما ان عشائر المنطقة تعرف ان الجيش يلاحق تحديدا الرؤوس المدبرة للمجموعات الخارجة عن القانون.

وحتى يساق المجرمون الى العدالة، عودة بالذاكرة الى ما قبل الانتخابات النيابية في آيار الماضي، عندما كان السياسيون يتنافسون في ابتكار الحلول لمطلوبي المنطقة، ويعدون اهلها بالعفو العام عن أبنائهم.

انتهت الانتخابات ووضع المطلوبون واهلهم في دهاليز النسيان، لكن اكثر من خمسة وثلاثين الفا من اولاد المنطقة الملاحقين بمذكرات توقيف معظمها يتعلق بالحق العام، ويحتاج الى اجراءات سريعة بسيطة يتخذها القضاء تحل قضاياهم، ما زالوا "طفارا" اي ملاحقين، ينتظرون حلولا قد تنتظر بدورها الانتخابات النيابية المقبلة، حين يبدأ عد الاصوات.

في المحصلة، في لبنان، اكثر من شراونة واحدة، والكل في حاجة الى دولة، والدولة متلهية، تبحث عن وزير واحد، يضعها على خط تأليف حكومة قد تنتشلها من فشلها.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

دار الاسبوع دورته وعادت الأمور إلى انطلاقتها الأولى، المشاورات الحكومية لرئيس الجمهورية ظهرت نظريا الحل المنتظر لكن ولادة الحكومة لا تزال بعيدة طالما ان صيغة الحل المتداولة لم تأخذ طريقها الى التحقق، وتقضي الصيغة المطروحة بأن يلتقي رئيس الحكومة النواب السنة الستة وأن يرضى هؤلاء بان يمثلوا بشخصية من خارج لقائهم يرضى عنها رئيس الحكومة المكلف وأن تحتسب من حصة رئيس الجمهورية، والغريب حتى الآن أن الاطراف الثلاثة التي يفترض ان تشارك في الحل غير راضية به ما يطرح أكثر من سؤال عن إمكانية تسويقه.

فرئيس الحكومة لا يزال يرفض استقبال النواب الستة جماعيا لأنه لا يعترف بكتلتهم، والنواب الستة لا يزالون مصرين على ان يمثلوا في الحكومة بواحد منهم، كما أن اي موقف لم يصدر عن رئيس الجمهورية يشير الى قبوله بالتخلي عن مقعد وزاري لمصلحة النواب الستة، في هذا الوقت الضغط الإقتصادي على لبنان يزداد واخر تجلياته اعلان وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية تعديلها النظرة المستقبلية للبنان من مستقرة الى سلبية، ما يؤكد مرة جديدة دقة الوضع الإقتصادي الإجتماعي، فهل يستفيق المسؤولون اللبنانيون قبل انهيار الهيكل على رؤوس الجميع؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

هو صمت ما قبل العاصفة الحكومية الأخيرة حيث ينتظر هبوب رياح التأليف مجددا بعد عودة الرئيس سعد الحريري لكن وبالاستناد إلى ابن العمة فان الرياح عاتية على الآتي.

حيث رفع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري سقف المنازلة وقال إن المطلوب من الرئيس المكلف الخضوع لارادة حزب الله، ولمجموعة نيابية تمثله وهذا الأمر لن يحصل، لا اليوم ولا غدا، ولا بعد مئة عام واتهم النواب السنة بأنهم فبركوا مشكلة وعليهم أن يحلوها ووفقا للمتحدث الرسمي باسم المستقبل فإن حكومة الحريري جاهزة وهو لن يسير بمواصفات حزب الله وأي كلام آخر لا فائدة منه نقطة انتهى.

فعلام إذن المبادرات والطروحات والاقتراحات والأفكار المسافرة من لندن الى بيروت وأي لزوم " لتعب القلب" وحرق الأعصاب ما دامت الحكومة منتهية وأي كلام لا يفيد ثمة من يضلل الناس ورئيس الجمهورية معا.

فإذا كان رئيس الحكومة غير مستعد للتفاوض وتشكيلته جاهزة فلم الانتظار وحرق الوقت.

وكيف يجري التلاعب برئيس البلاد وتحميله مسؤولية اقتراح الحلول وتسويقها واستدعاء الرؤساء والنواب الستة وحزب الله ثمة من يتسلى .. يتلاعب.. يحرق المرحلة فيما الاتفاق معقود بين طرفين على حكومة اليوم.. وجمهورية الغد وطرفا الاتفاق هما الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل.. الذي كلف نفسه تجهيز عقد استثماري طويل الأمد على رئاسة الجمهورية وفي بنود التوافق.

الصفْقة أن باسيل وعد الحريري بحكومة دائمة في عهده لاحقا وبعد طول عمر.. ولما استوت مسيحيا وشيعيا ودرزيا ولما بقيت العقدة السنية فقد تدخل باسيل لحلها على طريقة تحصيل الثلث المعطل.. ستظل العقدة محلها من دون حل لكن مع وعد بالبيع ببندين اثنين: انا الرئيس.. وأنت رئيس حكومة لكن ما لم يحتسب له كل من "دولته وفخامته".

أن حزب الله الذي يقف اليوم خلف النواب السنة المعارضين سبق له أن وقف خلف وأمام وإلى جانب العماد ميشال عون. وظلت البلاد بلا رئيس للجمهورية سنتين ونصف سنة حار الجميع ولامس المستحيل. حتى إن المستقبل لجأ الى ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة. معتقدا أنه سيحرج حزب الله لكون زعيم تيار المردة هو حبيب الله.. ونور عين الأمانة العامة.. وروح المقاومة وفاديها.. ومع ذلك بقي الحزب على كلمة وفاء أعطاها لميشال عون الى أن بلغ كرسي بعبدا فعلى أي طريق سوف تسلك الحكومة اليوم.. هي لا عقدة خارجية ولا تخطت الحدود.. بل إن معطليها اثنان لا ثالث لهما.. يقف الحريري شرقا وباسيل غربا.. اما الاخرون فإلى الإلغاء وتتفاوض هاتان الجبهتان من دون اعتراف بشرعية من انبثق عن انتخابات نسبية يفترض انها نزيهه وشهد لها العالم وهي الانتخابات التي أفرزت قوى أخرى الى جانب تيار المستقبل وفي الاعادة اكثر من إفادة: فعدد المقترعين السنة في لبنان هم مليون ومئة ألف منتخب.. عدد الذين اقترعوا نصف مليون وقد نال تيار المستقبل منهم نحو مئة وسبعين ألفا لإيصال سبعة عشر نائبا وبتبسيط للرقْم فإن المستقبل نال ثلاثة وثلاثين في المئة من الذين شاركوا في الانتخابات على الصندوق.. هؤلاء نزلوا وأدلوا بأصواتهم لكن المستقبل لم يشكل سوى خمسة عشر في المئة من نسبة كل السنة.

هذه النسبة تقول اليوم ان الرئيس سعد الحريري هو "ابو حسام " وليس ابا لطائفة باكملها والصور الرائعة التي نشرها اليوم على انستغرام خلال تخرج نجله البكر تتحدث عن نفسها وعن تلك العائلة الجميلة وقد ارفقها بالقول: "بعيدا عن عملي في السياسة، أنا اليوم فخور بعملي كأب"

تضل فوق رأس عيلتك" سيدا حرا ومستقلا ". لكن العائلة اللبنانية والسنية ضمنا .. لها من يشاركك في ابوبتها ولو من أم ثانية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 14 كانون الأول 2018

النهار

نفّذت عائلة الشاعر موريس عواد وصيته فامتنعت عن قبول الوسام الرسمي الذي قدّمه اليه رئيس الجمهورية واعتذرت من الوزير غطاس خوري بعد الطلب اليه عدم تعليق الوسام وعدم إلقاء كلمة في مراسم الجنازة.

يقول مصدر وزاري بارز إن اعتقاد الوزير باسيل بأن الثلث المعطل في الحكومة يجعله الآمر الناهي فيها هو خطأ عميق لأنه يؤكد أنه لم يفهم الصيغة اللبنانية بعد.

الحضور اللافت للمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل في قصر بعبدا سببه أنه مسؤول عن التنسيق مع "اللقاء التشاوري" للنواب السنة ومعني بالملف الحكومي من هذه الزاوية.

الجمهورية

أشادت مصادر دبلوماسية بارزة باداء مرجع قضائي بارز وتعامله مع قضايا حساسة جداً.

يأبى نائب منتخب للمرة الأولى التجاوب مع أي طلب لإجراء ّ مقابلة إعلامية مفضلا، كما يقول، الإبتعاد من الأضواء ضمن سياسة مقرّرة سلفاً ومعترفاً أنه "لا يحب الظهور الإعلامي أبداً".

نُقل عن مسؤول كبير قوله أنه تلقى إشارات من بعض الدول العربية وصفها بأنها غير مشجعة وجعلته يخشى من تأجيل حدث إقتصادي مُقررّ إنعقاده في لبنان الشهر المقبل.

اللواء

يثني مرجع كبير على أداء نائب ورئيس حزب في ما خصَّ اقتراحات القوانين التي يقدّمها، إن في المضمون أو التوقيت.

تبيَّن ان تكتلاً مسيحياً، مخاصماً لفريق موالٍ، أبلغ مَنْ يعنيه الأمر أنه لن يُشارك في جلسة الرسالة.

توقف دبلوماسي أجنبي عند خطابين في مؤتمر استثماري، أحدهما لمسؤول كبير، والثاني لوزير سيادي.

المستقبل

يقال إن ديبلوماسيين غربيين يلفتون إلى أنه بعد قضية الأنفاق سيكون هناك تشدد دولي في مراقبة تنفيذ القرار 1701، مع الإشارة الى أن الاتصالات أكدت عدم وجود أي تصعيد أمني.

البناء

قالت مصادر خليجية إنّ الأوساط الحاكمة في السعودية والإمارات تستشعر تدهوراً قادماً في العلاقة مع واشنطن وتشك بقدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وقف المسارات الغاضبة في الكونغرس ومنع ترجمتها بتشريعات تدفع العلاقات الأميركية الخليجية إلى التدهور، وهي علاقات قامت على معادلة التزام خليجي بشراء السلاح الأميركي بسخاء ومنع ارتفاع أسعار النفط مقابل حماية الحكومات الخليجية من مسارات العقوبات في المجالات التقليدية لحقوق الإنسان والديمقراطية، وتوقعت المصادر أن تسود الفوضى هذه العلاقات ومنها أسواق النفط وانفلاتها تدريجياً من الانضباط بالرغبات الأميركية وربما بطلب من ترامب نفسه كرسالة تحذير للكونغرس..…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ألفرد رياشي طالب الرئيس عون بانهاء الجزر الامنية الشاذة

١٤ كانون الأول ٢٠١٨ /شدد الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الفرد رياشي على وجوب قيام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بواجبه الوطني وبتحمل مسؤوليته تجاه كرامة جيشنا البطل وعنفوانه لكونه القائد الاعلى للقوات المسلحة وابن المؤسسة العسكرية عبر حسم وانهاء الحالات الشاذة من جزر امنية هنا وهناك فوراً ومن دون اي تردد وحفاظاً على ما تبقى من هذه الجمهورية.

 

هذه شروط حزب الله الرباعية للافراج عن الحكومة!

المركزية/الجمعة 14 كانون الأول 2018 

وفي اطلالته لمناسبة "يوم الشهيد"، رمى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كرة نار تمثيل النواب السنّة الستة في الملعب التشكيلي مفرملاً اندفاعة ولادة الحكومة اثر حل العقدتين الدرزية والقواتية، من خلال ربط مصير الحصة الشيعية في الحكومة الحريرية بحصة سنّة المعارضة، "فإذا تمّت معالجة مشكلتهم نعطي أسماء وزرائنا، أمّا إذا مُنِع سنّة 8 أذار من التمثيل في الحكومة، فلنبدأ الحديث منذ البداية عن التشكيل لأنه لم يعد هناك معايير." انذاك، كان نواب سنّة 8 اذار، ومن خلفهم حزب الله، مفتعلي العقبة ومتحملي مسؤولية منع التشكيل علنا. بعد نحو شهر على العقدة المستجدة، واثر تصاعد الكباش وبلوغه نقطة الذروة، انحرفت ابرة بوصلة المسؤولية دفعة واحدة في اتجاه رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ملقية تبعات العرقلة على تمسكه بالثلث المعطّل الحائل دون منح النواب الستة وزيرا من الحصة الرئاسية لمصلحة فريق 8 اذار وتحديدا حزب الله، الذي اطل اعلامه اليوم بنغمة قديمة متجددة بوتيرة اعلى، تلقي تبعات العرقلة على التيار الوطني الحر، فماذا في خلفية ما يجري وتحديدا على مسرح العلاقات بين حليفي تفاهم مار مخايل وهل ان قيمة الثلث المعطل الذي يحرص عليه الوزير جبران باسيل يفوق اهمية تشكيل حكومة العهد الاولى ويقف حجر عثرة في درب ولادتها؟

في قراءة اجرتها اوساط سياسية متابعة لتطورات الملف الحكومي عبر "المركزية" تبين ان التيار الحر والرئيس عون يستغربان بشدّة محاولة تحميلهما سلبيات التشكيل، فيما رئيس الجمهورية يطلق مبادرته الانقاذية لاخراج الحكومة من براثن العقد المتناسلة التي لا ناقة لهما فيها ولا جمل، وعوض ان تقدّر جهودهما، يلجأ من يتوخون طمر الحقيقة والتعمية على اسباب العرقلة الفعلية، الى وضعهما في قفص الاتهام. وقالت كان يمكن للرئيس عون ان يقف متفرجا على صراع الآخرين (حزب الله وتيار المستقبل) المفترض ان يتحملا مسؤوليته ويقدمان تنازلات متبادلة لمصلحة التشكيل، الا انه ومن منطلق حرصه على المصلحة الوطنية فتح نافذة حل في جدار التأزم، من خلال قبوله بتوزير سني للنواب الستة من حصته. وعوض ان تلقى مبادرته الثناء والترحيب، جوبِهت بتصلب ومطالبة بمزيد من التنازلات، بحيث رفض هؤلاء ان يكون الوزير السني في تكتل "لبنان القوي" كما اعلن اليوم النائب جهاد الصمد. فماذا في خلفيات تصعيد الحزب؟

تعرب الاوساط عن اعتقادها بأن رئيس التيار الوطني الحر يتمسك بورقة الثلث المعطّل لاستخدامها في اللعبة الدستورية الداخلية حينما تدعو الحاجة منطلقا من تجربته مع الحكومة السابقة وساعيا إلى تثبيت عرف حصول رئيس الجمهورية وفريقه السياسي على الثلث المعطل في أي حكومة مقبلة، من دون اسقاط ورقة الرئاسة من حساباته، غير ان بلوغ سدة الرئاسة، لا يتحكم به ثلث حكومي معطل بل معادلات سياسية داخلية وخارجية وموازين قوى تفرض نفسها، وتبعا لذلك، فإن التمسك بهذا الثلث لا يستحق خوض معركة حكومية لاجله خصوصا ان شركاء التيار الوطني الحر في الحكم ليسوا في صراع معه لرفع هذه الورقة في وجههم.

وتكشف الاوساط ان الايجابية التي تم تعميمها في اليومين الاخيرين ازاء قرب الولادة تستند الى موافقة حزب الله على توزير سنة 8 اذار بشخصية يختارونها، لكن تبين لاحقا ان الموافقة جاءت مشروطة بحزمة شروط من العيار الثقيل لا يمكن للتيار ولا للعهد ولا للرئيس المكلف تحمل وزرها، فكان الرفض وكانت الهجمة الاعلامية.

اما دفترالشروط المشار اليه فتضمن:

-اعادة العلاقات الى طبيعتها مع النظام السوري بمعزل عن قرارات الجامعة العربية.

-توجيه الدعوة الى سوريا للمشاركة في القمة الاقتصادية التنموية في بيروت في كانون الثاني المقبل.

- تحديد موقف رسمي حكومي واضح من العقوبات المفروضة على حزب الله.

وضع استراتيجية دفاعية تشرعن المقاومة ودورها المستمر ما دامت اسرائيل في الوجود، على غرار الحشد الشعبي في العراق.

ازاء هذا الواقع، اعتبرت الاوساط ان موجة التفاؤل المعممة ستتلاشى تدريجيا، ذلك ان الثمن الذي يسعى حزب الله الى قبضه ببيع ورقة تشكيل الحكومة لا يمكن ان يدفعه العهد في اي حال.

 

30 و32 و18.. هل يكون الحل بـ24 وزيراً؟

الشرق الاوسط/14 كانون الأول 2018/تقاسم السلطة تحت عنوان "الميثاقية" كتبت صحيفة "الشرق الأوسط": "منذ "اتفاق الطائف" إلى اليوم اعتاد لبنان على حكومات موسّعة معظمها من 30 وزيراً، تجمع بين مختلف الأطراف السياسية وفق منطق "المحاصصة" وتحت عنوان "الميثاقية". لكن هذه الميثاقية التي انعكست إلى حد ما استقراراً أمنياً وسياسياً بعد الحرب، أثبتت فشلها اقتصادياً واجتماعياً، وهو ما تثبته الشعارات نفسها التي لم تتحقق منذ عشرات السنين، والتي تتمحور حول الإصلاحات ومحاربة الفساد.

ويبدو واضحاً من سياق الأحداث والمشاورات التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة، أن مجلس الوزراء المقبل لن يكون مختلفا عن سابقيه للأسباب نفسها، رغم رفع بعض الأصوات المطالبة بحكومة مصغّرة تجمع اختصاصيين أو تكنوقراط أو الذهاب إلى حكومة أقطاب. وفشل طرح رئيس الجمهورية ميشال عون الأخير بتأليف حكومة من 18 وزيرا يؤكّد هذا الواقع، ويزيد الأمور تعقيدا، في ظل تمترس كل الأطراف خلف مواقفها، في ظل المعلومات التي تشير إلى أن الرفض الأساسي لهذه الصيغة أتى من قبل الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" إضافة إلى أطراف أخرى لأسباب مرتبطة بعدم القدرة على تمثيل الأقليات وتقليص حصص معظم الأطراف وهو ما سيؤدي إلى خلط أوراق الخريطة الوزارية التي باتت جاهزة.

وفي هذا الإطار، يتفق النائب في "حزب الكتائب" إلياس حنكش، والقيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، ومدير "معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية" سامي نادر، على أن التوازنات السياسية الحالية في لبنان تمنع تشكيل حكومة مصغّرة رغم إثبات حكومة الوحدة الوطنية فشلها. ومع دعوة "حزب الكتائب" لتأليف حكومة إنقاذ مصغّرة تضم اختصاصيين، وهو الاقتراح الذي قدّمته كتلته النيابية إلى عون والحريري، يرى حنكش في تصريح أن الهدف الأساسي الذي يحول دون الذهاب إلى حكومة مصغّرة هو سعي الجميع إلى تقاسم السلطة واعتماد معيار واحد هو تقاسم المغانم بعد الانتخابات النيابية بغض النظر عن اختلاف البرامج والسياسات فيما بينها. وفي حين يلفت إلى أن الحريري لم يكن بعيدا عن خيار اقتراح "حكومة متخصّصين" تتوافق مع التوزيع الطائفي، عند لقائه وفد "الكتائب" قبل أيام، عدّ أن طرح الرئيس عون تشكيل حكومة من 18 وزيرا بداية التفكير الصحيح، خصوصاً في ظل ما يفترض أن تكون "سياسة تقشف" في ظل الوضع الاقتصادي المتردّي، عادّاً أن المشكلة تكمن في عدم قبول الفرقاء الآخرين بها بعدما لم يعد تأليف الحكومة مقتصرا على الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية؛ بل على موافقة أفرقاء آخرين، لا سيّما "حزب الله" الذي بات يلعب دورا أساسيا في هذا الإطار، وهو ما يعكسه أخيرا مطلب تمثيل "سنّة 8 آذار". وتابعت: "ومع إقراره بأنه لا جهة تقبل بها، يرى علوش أن المخرج من الأزمة اليوم هو تشكيل حكومة مصغرة من أقطاب أو تقنيين. ويعد أن "نجاح حكومة مصغّرة يتطلّب وجود دولة قابضة على مفاصل الحكم، وهو ما ليس متوفّرا في لبنان؛ حيث الدولة ممزّقة على مختلف المستويات وبين الزعامات السياسية والطائفية، لا سيّما على المستويين الأمني والعسكري، بحيث يجعلها فاقدة القدرة على اتخاذ القرارات، بل الاتجاه للأسف إلى سياسة قوننة الفساد". وبعدما فشل خيار الحلّ بتأليف حكومة من 30 وزيرا ومن ثم 32 و18 وزيرا، يرى علوش أن الحلّ قد يكون بتشكيلها من 24 وزيرا إذا لاقى هذا الطرح قبول الأطراف السياسية، مضيفا أن "التوازنات القائمة بين القوى السياسية وداخلها يجعل الفرقاء يرفضون خيار الحكومة المصغّرة التي ستجعلهم يغيّرون حساباتهم وخريطة توزيع الوزارات".

 

الأحرار ثمن مبادرة رئيس الجمهورية وحيا تويني في ذكرى استشهاده

الجمعة 14 كانون الأول 2018/وطنية - ثمن المجلس الاعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الأعضاء، "مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بإجراء استشارات مع المرجعيات والقيادات المؤثرة في كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها تشكيل الحكومة، ونتفهم الاسباب التي حدت به الى اتخاذها، خصوصا تفاقم الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية". ودعا "كل الافرقاء الى التجاوب معه والاستعداد للتضحية في سبيل نجاح المبادرة والتوصل الى حكومة تتولى التصدي للازمات والتحديات التي يواجهها الوطن. اما اذا لم تنجح بسبب التعنت والتشبث بالمواقف، فنهيب برئيس الجمهورية تسمية المعرقلين من جهة والانتقال الى خيار الحكومة المصغرة او حكومة تكنوقراط غير مسيسة من جهة اخرى، المهم في المحصلة وجود حكومة تسمح باكتمال المؤسسات وحسن سيرها، علما انها ضرورة ايضا لتأخذ قرارات المؤتمرات التي عقدت لدعم لبنان، واولها مؤتمر "سادر"، طريقها الى التطبيق".

كما دعا الى "احترام القرار 701 بكامل مندرجاته وعدم اعطاء اسرائيل ذريعة للاعتداء على امننا القومي. هذا مع تنديدنا بخرقها السيادة الوطنية بحرا وبرا وجوا وتأييدنا الشكاوى عليها امام مجلس الامن الدولي. وبالمناسبة نعتبر من الواجب الالتفاف حول الدولة لتقويتها، ومن هنا مطالبتنا الدائمة بالتوصل الى استراتيجية دفاعية تقوم على شقين، النأي بالنفس عن النزاعات والمحاور الاقليمية وحصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة. وهذا يقتضي الاقلاع عن ادعاء عجزها للمحافظة على السلاح غيرالشرعي واقامة دويلة تؤدي الى ضرب الوحدة الوطنية خدمة لاهداف اقليمية". واعتبر ان "حزب الله مطالب بالانسحاب من ساحات نشاطاته الخارجية والعودة الى كنف الدولة والى شراكة صحيحة مع كل مكوناتها، ويشكل هذا الهدف شرطا اساسيا لانطلاقة وطنية جامعة لتحقيق الانماء المتوازن ومحاربة الفساد واقامة دولة قوية وعادلة تحافظ على الوحدة الوطنية والمسلمات التي تنص عليها مقدمة الدستور". وختم: "في ذكرى الشهيد جبران تويني، ننحني امام استشهاده متذكرين نضاله ودفاعه عن استقلال لبنان وحريته وسيادته. ونؤكد انه اسوة برفاقه الشهداء الاحياء في ضمير الوطن، يشكل دعامة اساسية لبنائه ومنارة للعمل في سبيله، كما ان قسمه باق مصدر الهام للاجيال الصاعدة".

بعض أرانب التعطيل المخبأة في جبة حزب الله

جنوبية/الجمعة 14 كانون الأول 2018

الأرانب المخبأة في أكمام معرقلي تشكيل الحكومة ستخرج واحداً تلو الآخر، فكلما جرى حلّ عقدة سيخرج أرنب جديد مفتتحا فصلا جديدا من العرقلة، هذا ما تؤكده مصادر سياسية متابعة للمشهد الحكومي. فكما خرج أرنب سنة 8 آذار بعدما بدا أن الحكومة وصلت إلى صيغتها النهائية مع حل مشكلتي التمثيل الدرزي والقوات اللبنانية، فإن تمثيل أحد النواب الستة في الحكومة المقبلة من حصة رئيس الجمهورية أو حتى رئيس الحكومة، فيما لو حصل ونزولا عند مطلبهم، فإن أرنباً جديداً سيخرج من خلال خلق معضلة الحقيبة الوزارية التي سيتولاها هؤلاء، فقد قال النائب جهاد الصمد باسم زملائه الستة، إنهم يفكرون بتولي إحدى وزارتي الداخلية أو الاتصالات، وكرر النائب فيصل كرامي ذلك بأن مسألة الحقيبة الوزارية وطبيعتها لم يحسما بعد، ملمحاً الى نقاش وجدل مقبلين حولهما بعد حسم قضية تمثيلهم في الحكومة ومن النواب الستة أنفسهم. ولا ريب أن جدل الحقيبة الوزارية يجري التحضير له من خلال مقولة يقوم حزب الله بترويجها منذ مدة، ومن خلال ما يرشح من الاتصالات والمشاورات الجارية حول هذه المعضلة، أن المطلوب اليوم الإقرار بحق هؤلاء النواب بالتمثيل الوزاري، وهي إشارة تنطوي على عدم حسم هوية الحقيبة الوزارية اليوم، وانتزاع اعتراف الرئيس المكلف وإقراره بحقهم بالتمثيل، علماً أنّ أربعة من النواب الستة ينتمون إلى كتل نيابية جرى تمثيلها في الحكومة المفترضة، وانتزاع إقرار تمثيلهم مجدداً، يؤسس لسابقة سوف يبنى عليها في محطات لاحقة على مستوى تشكيل الحكومات. وفي معزل عن خطورة التأسيس لهذه السابقة، فان ما هو ظاهر وفاضح للعلن هو أننا مقبلون على معضلة جديدة هي الحقيبة التي سيصر هؤلاء على توليها. أرنب ثالث ينتظر مسيرة العرقلة فيما لو تمّ التسليم بمطالب النواب الستة، أيّ لو نالوا ما يريدون من تسمية الوزير ثم أخذوا الحقيبة الوزارية التي يريدون، فبعد ذلك سيبدأ فصل البيان الوزاري، وهو مرشح لأن يكون مثار جدل فيما يتصل بكيفية التعامل مع سلاح حزب الله، وكيف سيرد في البيان الوزاري، قد تكون هناك صيغ جاهزة تلبي حاجة حزب الله لتغطية سلاحه، لكن إذا كانت الرغبة لدى حزب الله في إدامة التعطيل، فان افتعال المشكلة سهل،ولا يحتاج سوى لكلمة إضافية ستكون كفيلة بإحكام عقدة التعطيل. الخلاصة أن تعطيل عملية تشكيل الحكومة هو قرار سياسي ليس للدستور ولا للقانون صلة به، ولا هي أزمة نظام أو بسبب خلل دستوري، ثمة ما هو فوق الدستور والقانون، قالها الأمين العام لحزب الله بصريح العبارة، نواب سنة 8 آذار أو نواب سنة حزب الله ومهما كانت التسمية سيمثلون طالما هم يريدون ذلك، ويمكن أن ننتظر طويلاً.. ما يعني أن كلمة نصرالله هي الدستور والقانون الفعليين، وأما صلاحية رئيس الحكومة في عملية التأليف وتوقيع رئيس الجمهورية على مرسوم تشكيلها فلا قيمة لهما طالما كان رأي “السيد” في مكان آخر. الأرانب كثيرة والتعطيل ثابت.

 

حي الشراونة يتحدى الجيش: جندي قتيل واستنفار عشائري

لوسي بارسخيان/المدن/الجمعة 14/12/2018 /لم تنته العملية العسكرية، التي نفذها الجيش اللبناني في منطقة عدوس، قبل أسبوعين، وأودت بحياة ثلاثة من آل جعفر ورابع من آل زعيتر، من دون إصابات في صفوف الجيش، كما اعتقد عند إنتهاء العملية حينها. بل ترجمت تداعياتها المستمرة، عملية انتقامية من الجيش، استشهد على أثرها الجندي رؤوف يزبك، وجُرح اثنان من رفاقه، في كمين مسلح استهدف دورية للجيش، كانت تعبر حي الجعافرة بمحلة الشراونة، ما رفع نسبة التوتر الأمني إلى درجات لم تشهد لها الشراونة مثيلاً سابقاً، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها صبيحة اليوم التالي.

آل يزبك وآل جعفر

الإعتداء الذي سارع بيان صادر من آل جعفر إلى لصقه بـ"طابور خامس"، أحرج العشيرة كما بدا، خصوصا أن ضحية الجيش اللبناني هو ابن بلدة نحلة الملاصقة، وهو الشهيد الثاني من آل يزبك، الذي يقتل على يد مسلحين من آل جعفر.

وعليه فإن الحادثة وترت الأجواء في بلدة نحلة التي اجتمع أعيانها لدى شيوع استشهاد رؤوف يزبك وقرروا في ردة فعل أولى ان لا يتسلموا جثمانه حتى يتم توقيف المعتدين، والذين وصفهم بيان صادر عنهم بـ"الوحوش البشرية الخالية من أي أخلاق ومبادئ ومن أبسط المشاعر الإنسانية والوطنية". مضيفا "إننا لغاية الآن نعتبر أن لهذا الشهيد حقاً مقدساً لدى هذه الدولة، ونحتسبه شهيداً إن قامت الدولة بدورها كاملاً، ليعود الأمن والطمأنينة إلى هذه المنطقة العزيزة، ولكن إن تخاذلت عن هذا الدور، فنحن أولياء الدم، ونحن أصحاب الحق، ولا نقبل بموت رخيص لزهرة من شبابنا".

الجيش والشراونة

وكان القرار جازماً في صباح اليوم التالي، بأن لا مراسم دفن للشهيد، قبل أن تسلم عشيرة جعفر مطلقي النار على دورية الجندي المغدور. إلا أن زيارة قام بها ضباط عسكريين للعائلة، ساهمت بتهدئة النفوس، بعدما نقلوا عن قائد الجيش بأن الشهيد هو ابن المؤسسة العسكرية أولا، وأنها المسؤولة عن دمه، الذي لن يذهب هدرا. فتقرر دفن يزبك عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد السبت. وفي الموازاة، عادت الحياة إلى طبيعتها بحي الشراونة صبيحة الإعتداء على الجيش، بعد أن ذكرت المعلومات استقدامه تعزيزات كبيرة ليلا لتطويق المعتدين، الذين يبدو أنهم لجأوا الى تأمين غطاء ناري ليفروا، قبل أن يصدر بيان اول عن آل جعفر يستنكر الإعتداء على الجيش، ويحمل مسؤوليته لـ"طابور خامس". علما أن الاعتداء، الذي تم تناقل أجزاء منه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جاء ترجمة لتهديدات مباشرة للجيش اللبناني، خلال الأيام الأخيرة، كان أبرزها إقدام مجموعة من الشبان على حرق حاجز للجيش بعد إخلائه، وهو ما دفع إلى رفع حالة الجهوزية على مختلف الحواجز الموجودة في البلدة، بإستثاء الحاجز الأكبر بينها، والذي أُخلي نهائيا من عناصره، في مشهد أظهر أن كفة ميزان القوة ليست لمصلحة السلطة الأمنية الشرعية في هذا الحي.

 

أنفاق حزب الله "ليست بهدف التسوق في إسرائيل"

وليد حسين/المدن/الجمعة 14/12/2018

لم تمرّ تصريحات وزير الداخلية الإيطالي ماتّيو سالفيني، حول اتهامه حزب الله بالإرهابي، مرور الكرام في إيطاليا. فخلال زيارته إلى إسرائيل، في اليومين الفائتين، قال سالفيني: "الأمور في المنطقة بحاجة إلى سلام وإلى دعم حق إسرائيل بالأمن والوجود. لقد كنت في جولة على الحدود الشمالية المحاذية للبنان، حيث يقوم الإسلاميون المتطرّفون التابعون لحزب الله بحفر الأنفاق، وتكديس الصواريخ، كي يعتدوا على معقل الديموقراطية (إسرائيل) في هذه المنطقة".

ضعضعة الحكومة

لم يكن الإئتلاف الحكومي بين "عصبة الشمال" وحركة "خمس نجوم" يحتاج إلى المزيد من تصريحات زعيم "العصبة" اليمينية المتطرّفة، كي يتضعضع، خصوصاً في ظلّ الشائعات عن عزم سالفيني الذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكّرة. فقد أطلق كلام سالفيني في إسرائيل صفّارة الإنذار في إيطاليا. إذ نقلت الصحف عن مقربين من وزيرة الدفاع إليزابيتّا ترينتا، في حركة "خمس نجوم"، وقائد اليونيفيل في لبنان ستيفانو دل الكول، قلقهما من تلك التصريحات. وإذ أكّدت المصادر بأنّ وزيرة الدفاع لا تريد فتح جدال مع سالفيني، إلّا أنّها اعتبرت أنّ تلك التصريحات تضع الجنود الإيطاليين في قوات اليونيفيل، العاملة في لبنان، أمام مخاطر هم بالغنى عنها، خصوصاً أن الدور الإيطالي هو فوق الجميع ولا ينحاز لأي طرف، وعلاقة إيطاليا طيبة مع اسرائيل ومع الشعب اللبناني، وهذا أمر معروف في المنطقة. لم يكتفِ سالفيني بوصف حزب الله بالإرهاب والتطرّف، بل أعرب عن دعمه التام لإسرائيل "في حقها في الدفاع عن نفسها"، وبأن على الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي إعادة النظر بمواقفهما المنحازة ضد اسرائيل، معلنا عن محادثات مع عدد من الوزراء الإسرائيليين لتكثيف التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني بين البلدين.

الأنفاق

الانتقادات الموجّهة لتصريحات سالفيني من قبل "حركة خمس نجوم"، رأى فيها البعض إمكانية نشوء خلافات من شأنها الإطاحة بالحكومة الائتلافية بينهما. حتى أن البعض أعتبر أن الأمر ليس مجرّد زلة لسان. إذ لم يأخذ بعين الإعتبار تواجد الجنود الإيطاليين في لبنان، والمخاطر التي قد تضعهم فيها تصريحاته. فرغم الإنتقادات المبطنة التي أدلى بها نائب رئيس الوزراء لودجي دي مايو، من "خمس نجوم"، بأنه ينتظر توضيحات من سالفيني، هو الذي لطالما قال إنه لا يحب تصغير الأمور، متمنياً عليه ألا يقلل من شأن تصريحاته، عاد سالفيني واستغرب الانتقادات، في المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع الوزير الأمن العام الاسرائيلي جلعاد أردان: "إذا كانوا يحفرون الأنفاق تحت الأرض من لبنان إلى اسرائيل، لا أعتقد أنهم (حزب الله) يقومون بذلك بهدف القدوم للتسوق في إسرائيل.. أنا متفاجئ من الذهول الصادر عن وزارة الدفاع واليونيفيل". وتابع بالقول "أنا فخور جداً بجنودنا الذين يضحّون في لبنان، ولكن في بيتي تقال الأشياء بإسمائها، فالإرهابي هو إرهابي". وأصرّ على اتهاماته مضيفاً "خصوصاً أن هناك أحكام صادرة عن المحاكمة الأوروبية (بحق حزب الله)".

 

حزب الله يشخّص المعضلة: "سلبطة" باسيل وضعف الحريري

منير الربيع/المدن/السبت 15/12/2018

خُلعت كل القفازات. ولا مجال للمجاملات أو المواربات بعد اليوم. الرسائل السياسية التي يتم إرسالها عبر الكواليس، وبعضها تسرب للعلنية، ترمي مسألة عرقلة تشكيل الحكومة على رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. حتى حزب الله لم يعد قادراً على الصمت، إزاء التعطيل المتمادي والمتعمّد. وقد أوصل الرسالة المطلوبة سراً وعلناً إلى المعنيين: الثلث المعطّل الذي يطالب به الوزير باسيل هو الذي يعرقل تشكيل الحكومة. وباسيل كان واضحاً حين قال إنه لن يدخل الحكومة من دون أحد عشر وزيراً، رافضاً تسميتهم بالثلث المعطل، معتبراً أن هذه الحصة من حقه مقارنة مع نتائج الإنتخابات.

صلاحيات ما قبل الطائف

يستغرب حزب الله، كما غيره من القوى السياسية، كيفية تساهل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع مطالب باسيل، لا سيما فيما يتعلق بصلاحياته، وحجم تحديد الحصص في الحكومة. وفيما لا يمانع حزب الله بحصول باسيل على 11 وزيراً أو حتى أكثر، كونه حليفاً.. وما يكسبه الحلفاء ويحققونه هو أمر جيد للحلف ككل، إلا أن ما يتوقف عنده حزب الله، هو أن باسيل يبحث عن الثلث المعطل منفرداً دون الحلفاء فهو لا يريد تمثيل سنّة 8 آذار ضمن هذا الثلث الحكومي. وهذا ما يدعو للإستغراب أولاً، ويدفع إلى تهميش هؤلاء الحلفاء السنّة (بالغي الأهمية للحزب). وبالتالي، لا يمكن القبول بهذه الهندسة الباسيلية للحكومة، طالما أن الحريري يرفض بحزم التنازل لصالحهم حتى الآن. النقطة الثالثة والأساسية، هي أن باسيل من خلال إصراره على الثلث المعطل، يهدف إلى تحقيق مكسبين كبيرين (على حساب الجميع طبعاً). الأول، أن يكرّس منطق حصول رئيس الجمهورية "القوي" مع فريقه، على ثلث معطّل في الحكومات المتعاقبة. وهذا يوحي بتكريس عودة شطر مهم من الصلاحيات الرئاسية التي كانت قد انتُزعت، وفق "اتفاق الطائف". استعادة لصلاحيات رئاسية واسعة عملانياً وليس معنوياً فقط. فيكون الرئيس حينها، قادراً على فرض شروطه حول تحديد جدول الأعمال، وتسيير الشؤون الحكومية. المكسب الثاني، هو التأسيس للمرحلة المقبلة، أي الاستعداد للإنتخابات الرئاسية الآتية، والتي يريد باسيل لهذه الحكومة أن تهيئ الأرضية اللازمة لمعركته فيها، مقابل تحجيم الآخرين، وتطويقهم في الثلث الذي يستند إليه.

توجس حزب الله

لا يبدو حزب الله مهتماً بكل هذه التفاصيل. لكن، أيضاً عند البحث في موجبات معارضة هذا الثلث من دون الحلفاء، فإن حزب الله يوحي بأنه يرفض مبدأ الإستفراد أو الإستقواء. وهنا، ثمّة من يعود بالإستذكار إلى أيام التفاهم العميق بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل، وبين رئيسي الجمهورية والحكومة، منذ ما بعد التسوية الرئاسية. حينها أكد حزب الله، بأكثر من طريقة، بأنه لن يسمح بعودة زمن الثنائية المارونية - السنية، ومن يعارض هذه، فبالتأكيد لن يسمح لمنطق الفردية بدلاً من الثنائية. كل الأجواء الإيجابية، التي يجري بثّها إعلامياً، ليست إلا نوع من زوابع جديدة في فنجان الأزمة. فلا الفنجان سينكسر ولا الزوبعة ستخرج منه. طريقة الخروج من المأزق واضحة، ولم يعد من لبس فيها: أن يتنازل رئيس الجمهورية عن وزير من حصته لصالح توزير سنّة اللقاء التشاوري، أو أن يتنازل رئيس الحكومة المكلّف. ولدى توجيه السؤال إلى حزب الله، بأنه هو من يفسح المجال أمام هذا التعطيل، ولو أراد الحل للجأ إلى الضغط على باسيل ورئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة، لكنه يفضّل عدم تشكيلها حالياً، في ظل الظروف الإقليمية والعقوبات وتداعياتها.. فإن حزب الله لا يقيم أهمية لهذا الكلام، ويعتبر أن من يرى ذلك، فهو لا يعرف الحزب ولا طريقة تفكيره. وهنا ثمّة من يذكّر بالمواقف العنصرية التي أطلقها باسيل، وتصريحاته الأخرى التي اعتبر فيها انه يريد العيش بسلام الجيرة مع إسرائيل، وبأن لا خلاف أيديولوجياً معها، فيقول مقربون من الحزب: "هل كان حزب الله يوافق على مثل هذه التصريحات؟". والأمر نفسه بالنسبة إلى سلوك باسيل الإنتخابي، والهجوم على حركة أمل ورئيسها، أو السعي قدر الإمكان لإسقاط الشيخ حسن زعيتر في جبيل، فهل هذه حصلت بناء على صمت حزب الله؟ يرى الحزب أن باسيل يستند إلى بعض نقاط القوة لديه، ولدى رئيس الجمهورية من جهة، ولكنه أيضاً يستند على ضعف الحريري وعدم صموده دفاعاً عن صلاحياته.

التعطيل والتلميح

تصرّفات باسيل تدفع إلى تآكل العهد، وتآكل الإقتصاد معاً، حسب ما تشير مصادر متابعة، معتبرة أن كل الكلام الذي يحمّل حزب الله مسؤولية العرقلة، هو ذرّ للرماد في العيون، وينطلق من حسابات سياسية. وهنا تكشف المصادر أن خلال اللقاء بين رئيس الجمهورية ووفد حزب الله، كان التوافق الإستراتيجي متجلّ، ولكن هذا مفصول عن الوضع مع باسيل، الذي أيضاً يحاول تحميل الحزب مسؤولية تدهور الإقتصاد وعرقلة المؤسسات. وترمي المصادر إلى ما لمّح إليه ربما وفد الحزب في بعبدا لرئيس الجمهورية، حول تعطيل البلد لثلاث سنوات ونصف، سنتان منهم لانتخابه رئيساً، و11 عشر شهراً لتوزير باسيل، وشهر لتحقيق مطلب باسيل في حكومة الرئيس تمام سلام. كل هذا التعطيل لم يأت أحد على ذكره وذكر آثاره السلبية على الإقتصاد والمؤسسات، وفقط المطالبة بعدم الإحتكار وتمثيل النواب الستة هي التي ستؤدي إلى الإنهيار؟

 

على ماذا يراهن جبران باسيل؟

عماد قميحة/لبنان الجديد/14 كانون الأوّل 2018

هل ينجح هذا الرهان أم أن مصير قادة 14 اذار ينتطره هو الآخر

الجميع بات يعرف أن  حل ما يسمى بالعقدة السنية هو بيد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية وكل الوزارات معالي  المهندس صهر العهد القوي جبران جرجي باسيل، وأن المطلوب "حزباللهيا" منه هو التخلي عن الثلث المعطل، وتسمية الوزير السني من حصته.   حتى لحظة كتابة هذه الكلمات ولا يزال معاليه متمسكا بما يدعي أنها  حصة التيار وحصة الرئيس، من دون أن يبدي أي  تنازل، كنا اعتقدنا أن جولة المفاوضات الجديدة التي أطلقها ساكن قصر بعبدا، ما هي إلا تمهيد لبلورة مخرج ما يحقق رغبة الحزب مع الحفاظ على ما تبقى من "قوى" عند الرئيس.

خروج اللقاء التشاوري بعد اللقاء مع الرئيس وما أدلى  به النائب وليد سكرية، بالاضافة إلى ما تسرب من من فحوى الحوار وما دار بينهما، ينبيء بأن الأمور لا تزال على حالها، وهذا ما أكده باسيل من لندن.    الرئيس ميشال عون، وصهره وتياره هم أكثر  من يعرف بأن  حزب الله يذهب بما طلبه والوقوف مع حلفائه وما يريده حتى آخر الخط ولا يردعه رادع، مما يسمح لنا بالتساؤل عن جدوى هذا التعنت وإضاعة الوقت وعلى ماذا يراهن جبران باسيل في إصراره بالحفاظ على ما ثلثه؟

خاصة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن جبران باسيل بخلافة عمه لرئاسة الجمهورية يدرك أن حزب الله يشكل المرر الاجباري والوحيد لوصوله إلى هذا الحلم، الجواب على هذا التساؤل، لا يمكن أن يكون إلا أن جبران باسيل يراهن على متغيرات كبرى قادمة على المنطقة، بحيث لن يكون بعدها حزب الله هو اللاعب الاكبر كما هي الحال الآن، وأن اشتداد العقوبات على ايران وتحريك جبهة الجنوب وما توصلت إليه مفاوضات السويد حول اليمن وفرض انسحاب الحوثيين من الحديدة هي ارهاصات المرحلة القادمة برأي جبران.    هذا يعني أن باسيل يراهن على المرحلة القادمة بحيث يخفت فيها نجم حزب الله ويضعف تأثيره على الساحة اللبنانية، ويقول مطلعون أن هذا التحول هو نتاج وعود أميركية أعطيت له، فهل ينجح هذا الرهان أم أن مصير قادة 14 اذار ينتطره هو الآخر، الايام القادمة كفيلة وحدها بالاجابة .

 

حكومات لبنان الموسّعة... تقاسم السلطة تحت عنوان «الميثاقية»احتوت الأزمات السياسية وفشلت في الإصلاحات الاقتصادية

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18/منذ «اتفاق الطائف» إلى اليوم اعتاد لبنان على حكومات موسّعة معظمها من 30 وزيراً، تجمع بين مختلف الأطراف السياسية وفق منطق «المحاصصة» وتحت عنوان «الميثاقية». لكن هذه الميثاقية التي انعكست إلى حد ما استقراراً أمنياً وسياسياً بعد الحرب، أثبتت فشلها اقتصادياً واجتماعياً، وهو ما تثبته الشعارات نفسها التي لم تتحقق منذ عشرات السنين، والتي تتمحور حول الإصلاحات ومحاربة الفساد. ويبدو واضحاً من سياق الأحداث والمشاورات التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة، أن مجلس الوزراء المقبل لن يكون مختلفا عن سابقيه للأسباب نفسها، رغم رفع بعض الأصوات المطالبة بحكومة مصغّرة تجمع اختصاصيين أو تكنوقراط أو الذهاب إلى حكومة أقطاب.  وفشل طرح رئيس الجمهورية ميشال عون الأخير بتأليف حكومة من 18 وزيرا يؤكّد هذا الواقع، ويزيد الأمور تعقيدا، في ظل تمترس كل الأطراف خلف مواقفها، في ظل المعلومات التي تشير إلى أن الرفض الأساسي لهذه الصيغة أتى من قبل الثنائي الشيعي «حزب الله» و«حركة أمل» إضافة إلى أطراف أخرى لأسباب مرتبطة بعدم القدرة على تمثيل الأقليات وتقليص حصص معظم الأطراف وهو ما سيؤدي إلى خلط أوراق الخريطة الوزارية التي باتت جاهزة. وفي هذا الإطار، يتفق النائب في «حزب الكتائب» إلياس حنكش، والقيادي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش، ومدير «معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» سامي نادر، على أن التوازنات السياسية الحالية في لبنان تمنع تشكيل حكومة مصغّرة رغم إثبات حكومة الوحدة الوطنية فشلها.

ومع دعوة «حزب الكتائب» لتأليف حكومة إنقاذ مصغّرة تضم اختصاصيين، وهو الاقتراح الذي قدّمته كتلته النيابية إلى عون والحريري، يرى حنكش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف الأساسي الذي يحول دون الذهاب إلى حكومة مصغّرة هو سعي الجميع إلى تقاسم السلطة واعتماد معيار واحد هو تقاسم المغانم بعد الانتخابات النيابية بغض النظر عن اختلاف البرامج والسياسات فيما بينها. وفي ظل ما يرى أنه سباق نحو التوزير حيث بات كل من لا يحصل على مطلبه يعطّل الحكومة، يسأل حنكش: «لماذا لا يكون لدينا منطق الموالاة والمعارضة؟»، عادّاً أن الحكومات المتعاقبة التي تشكّلت تحت عنوان الوحدة الوطنية جامعة في معظمها بين أفرقاء مختلفين في السياسات، أثبتت فشلها. وفي حين يلفت إلى أن الحريري لم يكن بعيدا عن خيار اقتراح «حكومة متخصّصين» تتوافق مع التوزيع الطائفي، عند لقائه وفد «الكتائب» قبل أيام، عدّ أن طرح الرئيس عون تشكيل حكومة من 18 وزيرا بداية التفكير الصحيح، خصوصاً في ظل ما يفترض أن تكون «سياسة تقشف» في ظل الوضع الاقتصادي المتردّي، عادّاً أن المشكلة تكمن في عدم قبول الفرقاء الآخرين بها بعدما لم يعد تأليف الحكومة مقتصرا على الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية؛ بل على موافقة أفرقاء آخرين، لا سيّما «حزب الله» الذي بات يلعب دورا أساسيا في هذا الإطار، وهو ما يعكسه أخيرا مطلب تمثيل «سنّة 8 آذار».

ومع إقراره بأنه لا جهة تقبل بها، يرى علوش أن المخرج من الأزمة اليوم هو تشكيل حكومة مصغرة من أقطاب أو تقنيين. ويعد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «نجاح حكومة مصغّرة يتطلّب وجود دولة قابضة على مفاصل الحكم، وهو ما ليس متوفّرا في لبنان؛ حيث الدولة ممزّقة على مختلف المستويات وبين الزعامات السياسية والطائفية، لا سيّما على المستويين الأمني والعسكري، بحيث يجعلها فاقدة القدرة على اتخاذ القرارات، بل الاتجاه للأسف إلى سياسة قوننة الفساد». وبعدما فشل خيار الحلّ بتأليف حكومة من 30 وزيرا ومن ثم 32 و18 وزيرا، يرى علوش أن الحلّ قد يكون بتشكيلها من 24 وزيرا إذا لاقى هذا الطرح قبول الأطراف السياسية، مضيفا أن «التوازنات القائمة بين القوى السياسية وداخلها يجعل الفرقاء يرفضون خيار الحكومة المصغّرة التي ستجعلهم يغيّرون حساباتهم وخريطة توزيع الوزارات».

ومع تبدّل شكل الحكومات على امتداد تاريخ لبنان، التي كانت في معظمها ثلاثينية، منذ اتفاق الطائف، يعدّ الدكتور سامي نادر أن التحوّل الأساسي كان باتجاه الانتقال شيئا فشيئا من منطق السلطة التنفيذية المنتجة إلى المحاصصة تحت عنوان «الميثاقية»، بحيث تكاد تتحوّل إلى مجلس نواب مصغّر يمثل كل الأطراف بدل أن ينصب اهتمامها على الإصلاح وتلافي الأزمات. ولا ينفي نادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن حكومة الوحدة الوطنية التي اتسمت بها حكومات ما بعد «اتفاق الطائف»، نجحت في احتواء الأزمات السياسية وتنفيس الاحتقان في الشارع، مؤكدا أنها أثبتت فشلها اقتصاديا واجتماعيا. ويصف المحاصصة التي باتت تطغى على ما عداها في لبنان، بـ«الوجه الآخر للفساد الذي بات يعطّل المؤسسات ودور البرلمان وأجهزة الرقابة في ظل سياسة اتخاذ القرارات التوافقية بين الأطراف بما يتوافق مع مصالحها الخاصة»، بينما يعدّ أن «الميثاقية جعلت (حزب الله) قادرا على الإمساك بقرارات الدولة عبر (الفيتو) الذي أعطاه لنفسه حيناً في مواجهة القرارات، وأحيانا في تعطيل تأليف الحكومة... وغيرها، كما يحدث في الوقت الحالي».

 

الحريري: أزمة الحكومة داخلية وليست إقليمية وأكد استعداداً سعودياً لدعم الاقتصاد اللبناني فور تشكيلها

لندن: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18/أعرب رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف سعد الحريري عن أمله في تشكيل الحكومة قبل نهاية العام. وقال خلال ندوة نظّمها «المعهد الملكي للشؤون الدولية» (تشاتهام هاوس) في لندن أمس، إن المفاوضات «في المائة متر الأخيرة».

وذكر الحريري أنّه «بعد الانتخابات (البرلمانية) الأخيرة، تغيّرت المعادلة داخل مجلس النواب ويجب أن نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، حيث زادت مطالب بعض الفرقاء وتغيّرت بعض الوجوه». وأكد أن العقبات التي تمنع تشكيل الحكومة «ليست إقليمية، وإنما داخلية، المعادلة تغيرت في البرلمان والبعض يريد المزيد. تخطينا عوائق عدة، ولا يزال هناك عائق واحد، وأنا متأكد أننا سنتمكن من حله». وأضاف: «لبنان لا يستطيع الاستمرار من دون حكومة، ونأمل أن تتشكل قريبا لأن الجميع يعلم أن الاستقرار الاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية». كما لفت إلى أن «لبنان يعيش في منطقة صعبة ومعقدة، لذلك علينا أن نعمل جاهدين لتفادي توسع النزاعات في سوريا إلى لبنان، وأن نتفادى التصعيد الذي يبدو أن نتنياهو مصر عليه». واعتبر الحريري أن تجاوز الخلافات بين مختلف المكونات السياسية اللبنانية أساسي، وقال إنه لن يغير رأي «حزب الله» بإيران، كما «لا يستطيع الحزب أن يغير رأيي بالسعودية مثلاً، ولذلك وضعنا هذه الخلافات جانبا». وأكّد الحريري أن الرياض ستدعم لبنان اقتصاديا باتفاقيات سيُعلن عنها فور تشكيل الحكومة، لافتا إلى تعهد السعودية كذلك بتقديم خطة ائتمان بقيمة مليار دولار في إطار التزامات مؤتمر «سيدر». وجدّد تمسّكه بتنفيذ الإصلاحات التي التزمت بها الحكومة في هذا المؤتمر، ولو كانت حكومة تصريف أعمال. وأوضح أن «استراتيجيتنا هي أن نُحضّر البنى التحتية في لبنان كي تكون محطة الانطلاق للشركات الأجنبية من أجل المشاركة في إعمار سوريا والعراق وكذلك ليبيا». وسلط الحريري الضوء على التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان، خاصة مع وجود نحو مليوني لاجئ سوري وفلسطيني على أراضيه. وشدد الحريري على أهمية سياسة «النأي عن النفس» التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية، مؤكدا أن الحكومة المقبلة «ستستمر في تطبيقها لأن لبنان بلد صغير لا يستطيع تحمل تداعيات التوترات الإقليمية». وبرر اللجوء إلى هذه السياسة بالقول إنه لا يستطيع مطالبة دول الخليج بالاستثمار وتعزيز السياحة في لبنان، فيما تهاجمها أحزاب سياسية في الداخل اللبناني، كما أنه لا يستطيع مهاجمة إيران دون انتظار ردّ فعل منها.

وفيما يتعلق بمزاعم إسرائيل عثورها على أنفاق تابعة لـ«حزب الله»، شدّد الحريري على «ضرورة تطبيق القرار 1701 بحذافيره»، مشيراً إلى أنّ «مسألة الأنفاق يعالجها الجيش اللبناني». واستنكر انتهاك إسرائيل لهذا القرار، لافتا إلى أن لبنان قدم عددا لا يحصى من الشكاوى إلى الأمم المتحدة بشأن هذه الانتهاكات. وردا على سؤال حول ما إذا قررت إسرائيل شن حرب على لبنان، رأى الحريري أن الحرب «لم تجد نفعاً من قبل، والطريق الوحيد نحو الأمان هو الحوار، لكن نتنياهو لا يريد السلام». كما اعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يريد حل الأزمة مع فلسطين، مذكّراً برفض نتنياهو حل الدولتين الذي يضمن عاصمة فلسطينية في القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

 

عون: لبنان ملتزم القرار 1701 بحرفيته

بيروت/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18/جدد الرئيس اللبناني ميشال عون «التزام لبنان بالقرار 1701 بحرفيته»، لافتاً إلى أن «إسرائيل تواصل انتهاك السيادة اللبنانية برّاً وبحراً وجواً بمعدل 150 خرقاً كلّ شهر». وأكد خلال استقباله منسقة الأمم المتحدة في لبنان برنيلد اليركارديل، أن «لبنان ينتظر التقارير الميدانية التي تعدها قيادة القوات الدولية في الجنوب (اليونيفيل) حول الأنفاق قبالة الحدود الجنوبية، للتثبت ما إذا تجاوزت الخط الأزرق»، مشيراً إلى أن الدولة «تتابع هذه المسألة بعناية لئلا تستغلها إسرائيل لتضرب الاستقرار الذي يعيشه الجنوب». وقال: «سوف يعمل لبنان ما في وسعه للتعاون مع المجتمع الدولي في النقاط التي أثارها مجلس الأمن خلال اجتماعه الأخير الذي تطرق فيه إلى الوضع في لبنان». وكانت كارديل أطلعت عون على التطورات في الجنوب، وعمل القوات الدولية، والنقاش الذي حصل في مجلس الأمن الدولي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حول التقرير عن تطبيق القرار 1701، وشددت على استمرار دعم الأمم المتحدة للبنان في كافة المجالات. والتقى عون وفد المجلس الاستشاري لـ«الشرق الأوسط» التابع لمؤسسة RAND - مركز السياسات العامة لـ«الشرق الأوسط» في الولايات المتحدة الأميركية، الذي عرض معه الأوضاع العامة في لبنان وانعكاسات الحرب السورية عليه سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وانعكاسات النزوح السوري. وتحدث باسم الوفد السفير الأميركي السابق في لبنان ريان كروكر، الذي أوضح أنه يزور لبنان بصفته رئيسا للمجلس الاستشاري للمركز، بعد أن كان سفيرا للولايات المتحدة لدى لبنان بين عامي 1990 و1993، وعبّر عن ارتياحه لـ«الجهد الذي يقوده الرئيس عون من أجل إنهاء تشكيل الحكومة الجديدة». ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: «لبنان يتميز بتعدديته الدينية والسياسية، وأيضا بديمقراطيته». وقال إن «الوضع الاقتصادي صعب، لكنّ الأمور ليست مستحيلة وسنتخذ التدابير المناسبة ونقيم إصلاحات بنيوية في إطار النظام الاقتصادي، كما سنطلق مشاريع إنمائية بمساعدة أوروبية كي نبدأ إعمار لبنان من جديد، إلى جانب تطبيق الخطة الاقتصادية الجديدة»، لافتا إلى تسبب ريعية الاقتصاد منذ العام 1990 بالإرث الثقيل الذي يعاني منه لبنان اليوم. ولفت عون إلى أن لبنان «مر بمرحلة صعبة لا سيما منذ العام 2011 وحتى وقف إطلاق النار في سوريا، مع دخول الإرهابيين إلى جباله ومنطقته الشمالية، وقد استطاع تحرير أرضه عسكريا من الإرهابيين، إلا أنه لا يزال يتحمل النتائج الاقتصادية للحرب في سوريا والمنطقة بعدما تراكمت عليه أزمات ثلاث، بدءا من الأزمة الاقتصادية العالمية، مرورا بحروب المنطقة وصولا إلى أزمة النازحين التي لا تزال تلقي بثقلها عليه». وشكر عون الولايات المتحدة على مساعداتها العسكرية للجيش اللبناني، ما يساعد على تجهيزه وتدريبه. كما أبرق عون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معزياً بضحايا الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، واصفاً إياه بالعمل «البغيض والجبان». وأكد عون في رسالته على تضامنه مع الدولة الفرنسية وعائلات الضحايا، لافتاً إلى أن «لبنان الذي عانى لسنوات من مثل هذه الأنواع من البربرية، يشاطر الشعب الفرنسي ألمه، ويحيي تصميم الرئيس ماكرون على القضاء على هذا الوباء من التوحش الذي يطال مدننا». وشدد الرئيس عون على أن «قيم الحرية والشجاعة والتضامن التي يتشاركها لبنان مع فرنسا، تبقى السد المنيع في مواجهة هجمات الحقد والانعزال».

 

لبنان: 70 % من الودائع بالدولار رغم ارتفاع فوائد الليرة ومؤشرات النمو المصرفية تنحدر دون المتوقع

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18/انحدرت مؤشرات القطاع المصرفي دون أدنى ترقبات النمو للعام الحالي، متجاوزة فعالية حوافز رفع الفوائد بمعدل الضعفين وأكثر، على متوسطات الفوائد المعتمدة على التوظيفات الادخارية بالليرة اللبنانية وبالدولار الأميركي، والتي شملت ودائع المقيمين وغير المقيمين على السواء، ورافقتها جولات جذب تنافسية في عرض عوائد مرتفعة في أوساط رجال الأعمال والمستثمرين الخليجيين، وبالأخص من خلال شبكة العلاقات الوطيدة في السعودية والإمارات. ولا يعكس ارتفاع إجمالي الأصول المجمعة للمصارف بنسبة 10.4 في المائة خلال 10 أشهر من بداية العام الحالي، وبنسبة 12.4 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى نحو 242 مليار دولار، تقدماً مماثلاً في المؤشرات الرئيسية، نظراً لارتكازه بشكل رئيسي على احتساب وإعادة تبويب وتحرير شرائح من حصيلة عمليات الهندسة المالية التي أجراها البنك المركزي اللبناني مع المصارف، بدءاً من منتصف عام 2016، بهدف جذب توظيفاتها وودائعها من الأسواق الخارجية، مع تقديم إغراءات مرتفعة على العوائد، بغية إعادة ضخها ضمن احتياطي العملات الصعبة، دفاعاً عن الاستقرار النقدي.

فقد زاد إجمالي ودائع الزبائن (قطاع خاصّ وقطاع عامّ) في القطاع المصرفي اللبناني بنسبة 2.3 في المائة على أساس سنوي، ليصل إلى 177.5 مليار دولار في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وبات صعباً الوصول إلى نسبة نمو إجمالية بين 4 و5 في المائة خلال الشهرين الأخيرين، وفقاً للترقبات السابقة. وهذا المؤشر مرجعي في قياس قدرة الموارد المصرفية على تمويل الاحتياجات المالية للدولة، عبر سندات الخزينة بالليرة وسندات الدين الدولية بالدولار، وذلك بمعزل عن مقياس المردود، والذي استجابت له وزارة المال اللبنانية أخيراً، من خلال رفع عوائد سندات الخزينة لتماثل الفوائد السوقية عند مستوى 10.5 في المائة للآجال الطويلة، مقابل 7.5 في المائة كمتوسط معتمد سابقاً لهذه الفئة.

وجاءت هذه الزيادة نتيجة ارتفاع ودائع القطاع الخاصّ المقيم بنسبة 1.68 في المائة، لتصل إلى 135.76 مليار دولار، توازياً مع نموّ ودائع القطاع الخاصّ غير المقيم بنسبة 6.64 في المائة، ليصل إجماليها إلى 37.49 مليار دولار، الأمر الذي يظهر فعالية الودائع الوافدة من اللبنانيين في الخارج ومن أسواق عربية، في حفظ النمو الإيجابي لمؤشر الودائع رغم ضآلته. كذلك أمكن ملاحظة زيادة شكلية، تقل كثيراً عن متوسطات مردود الفوائد، في بند ودائع الزبائن المحررة بالليرة اللبنانيّة بنسبة 0.15 في المائة خلال الأشهُر العشرة الأولى من العام الحالي، ليصل مجموعها الموازي إلى 57.15 مليار دولار، بينما نَمَت الودائع المحررة بالعملات الأجنبيّة بنسبة 3.91 في المائة، لتبلغ 120.43 مليار دولار. كما لوحظ استمرار وتيرة التحويل من الليرة إلى الدولار، بخلاف ما تبرزه بعض التقارير المصرفية. فرغم رفع الفوائد على الإيداعات بالليرة إلى مستويات مغرية تتراوح بين 10 و15 وحتى 20 في المائة لعروض محددة الشروط والحوافز، وبحسب فترة تجميد الوديعة من سنة واحدة إلى 5 سنوات ثم إلى 10 سنوات، إضافة إلى عروض بفوائد أقل للثلاثة والستة أشهر، لفت في البيانات المجمعة للمصارف ارتفاع نسبة الدولرة (نسبة للدولار) في ودائع القطاع الخاصّ إلى 69.5 في المائة في نهاية الفصل الثالث من العام الحالي، مقابل 66.9 في المائة للعام الماضي، وذلك انطلاقاً من نسبة 68.72 في المائة في مطلع السنة.

كما كان لافتاً تخطي حسابات الرساميل المجمّعة للمصارف عتبة 20 مليار دولار في 10 أشهر، بزيادة سنوية نسبتها نحو 7.4 في المائة، عن مستواها المسجل في الفترة ذاتها من العام الماضي. ويعود ذلك بالأخصّ إلى لجوء المصارف إلى تعزيز رساميلها الخاصة لتبقى ملتزمة بمعايير لجنة بازل ومصرف لبنان، المتعلّقة بنسب كفاية رأس المال. في الضفة المقابلة، برزت بوادر انكماش سلبي في حصيلة عمليات التمويل الموجهة للأفراد والشركات في القطاع الخاص. فقد تراجعت تسليفات المصارف اللبنانيّة إلى القطاع الخاصّ (المقيمين وغير المقيمين) بنسبة 0.89 في المائة، أي ما يوازي نحو نصف مليار دولار، ليستقر إجمالي محفظة التسليفات المجمعة عند 50 مليار دولار. وهذا المؤشر يعكس جانباً من مأزق انسياب التمويل بسبب ارتفاع الفوائد من جهة، وبسبب وقف برامج التمويل المدعومة من قبل البنك المركزي، من جهة أخرى، نظراً لتوجيه موارده إلى حماية الاستقرار النقدي وتمويل حاجات الدولة، وخصوصاً لجهة تغطية استحقاقات السندات الدولارية، والتي ستبلغ 2.65 مليار دولار في العام المقبل. ومن المهم الإشارة إلى توفر وفورات مالية لدى الجهاز المصرفي؛ حيث يصل معدّل التسليفات إلى 33.31 في المائة حالياً للقطاع الخاص، وأقل من 30 في المائة للقطاع العام من إجمالي ودائع الزبائن.

 

موسم سياحي واعد في الأعياد ومليون و800 ألف زاروا لبنان هذا العام

الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18/لا تشكل الأوضاع السياسية المتأزمة، وبالتحديد على الجبهة الحكومية، والفشل في وضع حد للفراغ الحكومي المستمر منذ نحو 7 أشهر قبل عطلة الأعياد المقبلة، كما التطورات على الحدود الجنوبية مع إطلاق إسرائيل عملية «درع الشمال» التي تقول: إنها تهدف إلى تدمير أنفاق لـ«حزب الله»، عوامل مساعدة لحث السياح على قضاء الأعياد في لبنان. ورغم كل ذلك، تبدو الأرقام التي تسجلها وزارة السياحة والمعنيون بهذا القطاع مشجعة إلى حد كبير مع تعويلهم على تكدس الثلوج في الأيام القليلة المقبلة؛ ما سيتيح عندها فتح مراكز التزلج واستقطاب السياح محبي هذه الرياضة. ويشير وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أفيديس كيدانيان، إلى أن حجوزات الفنادق ممتازة وإن كان تم تسجيل إلغاء بعضها في فنادق الـ5 نجوم نتيجة التطورات على الحدود الجنوبية. ويتحدث كيدانيان عن تسجيل دخول مليون و800 ألف سائح لبنان خلال العام الحالي، مرجحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يبلغ هذا العدد المليونين مع نهاية العام. ويضيف: «العدد الأكبر من السياح هم من الأوروبيين، يليهم الأميركيون والكنديون والبرازيليون، ومن ثم العرب من العراق ومصر ومن دول الخليج».

ويلفت كيدانيان إلى أن الوزارة تعول على وصول أعداد كبيرة من الأردنيين خلال فترة الأعياد عبر البر بعد فتح معبر نصيب، وبخاصة أن الاستقرار الأمني في لبنان من المفترض أن يشكل حافزاً أساسياً لأي سائح يرغب في قضاء الأعياد خارج بلده، مضيفا: «النسب المعتمدة بحسب منظمة السياحة العالمية للنمو في هذا القطاع تتراوح بين 5 و6 في المائة، ونحن سجلنا عام 2010 نسبة نمو بلغت الـ11 في المائة، وها نحن نسجل هذا العام نسبة 6 في المائة».

وبحسب أرقام وزارة السياحة، فإن 7.6 مليار دولار صُرفت على القطاع السياحي عام 2017، في حين تم تسجيل صرف 8 مليارات دولار عام 2010، «حين كان معظم السياح من العرب والخليجيين الذين يصرفون أكثر من سواهم من السياح، وبالتحديد إذا قارناهم بالأوروبيين والأميركيين، باعتبار أن معدل اقامتهم في لبنان يتراوح ما بين 30 و40 يوماً، كما أنهم يصرفون الأموال في المطاعم ومن خلال التبضع»، على حد تعبير الوزير كيدانيان. ويُرجح الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق في لبنان وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي وديع كنعان أن يكون الموسم السياحي الشتوي هذا العام مشابهاً للموسم الماضي، مؤكداً أن نسبة الحجوزات في الفنادق إلى تحسن، قائلاً: «نتوقع أن تصل نسبة الأشغال في فنادق بيروت إلى 80 في المائة وفي المدن السياحية كجونية وجبيل إلى 70 في المائة، أما المناطق الجبلية المتوسطة فنسبة أشغال الفنادق فيها ستتراوح ما بين 35 و50 في المائة». ويشير كنعان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه إذا كان هناك كثافة في تساقط الثلوج، فإن فتح مراكز التزلج أبوابها سيجعل إشغال الفنادق القريبة من هذه المراكز ما بين 90 و100 في المائة. ويضيف: «70 في المائة من شاغلي الفنادق هم من اللبنانيين، وأغلبيتهم من المغتربين، أما نسبة الأوروبيين والعرب وأولئك الذين من جنسيات أخرى فهي نحو 30 في المائة». ويتوقع كنعان أن تكون رحلات الطيران مكتملة خلال فترة الأعياد، وأن تسير خطوط «الميدل إيست» كالعادة 70 رحلة إضافية.

 

تراجع التفاؤل بتشكيل الحكومة اللبنانية نتيجة تصلّب نواب «سنّة 8 آذار»

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18/تراجع منسوب التفاؤل بإمكانية الخروج من أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية في وقت قريب، بعد تعثّر مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، واصطدامها بتشبّث الأطراف بشروطها، وأهمها رفض نواب «اللقاء التشاوري» السنّة المدعومين من «حزب الله»، كلّ الحلول الوسط التي قدّمت إليهم، ومنها توزير شخصية سنيّة من خارجهم، لكن هذا التراجع لم يوقف حركة المشاورات التي يتولاها عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، الذي أكد أن «الحكومة ستشكّل قريباً، لأن الاستقرار الاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية».

وفي اعتراف ضمني بعمق المشكلة، أعلن الرئيس ميشال عون أن «الاختلافات بين الأطراف السياسيين، هي السبب الرئيسي لأزمة تشكيل الحكومة». وقال: «أسعى لوضع حدّ لهذه الأزمة من خلال اللقاءات مع الأفرقاء، على أن أتخذ بعدها القرار المناسب». في وقت أوضحت مصادر القصر الجمهوري لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس عون «سيستكمل اتصالاته ومشاوراته مع الأطراف المؤثرة بعيداً عن الأضواء، للتوصل إلى حلّ سريع لأزمة الحكومة». واعترفت أن «الموقف الذي صدر عن نواب (اللقاء التشاوري) بعد لقائهم رئيس الجمهورية (أول من أمس) أثّر سلباً على الاندفاعة الحكومية، لأنهم لم يبدلوا موقفهم، ولم يتقدموا خطوة واحدة إلى الأمام، رغم أنهم سمعوا موقف الرئيس من كلّ القضايا، والمخاطر التي تهدد البلد». وأشارت مصادر قصر بعبدا إلى أن عون «سيجري مع الرئيس المكلّف تقييما لنتائج المشاورات، بعد عودة الحريري من لندن، خصوصاً أن الأخير أجرى لقاءات في العاصمة البريطانية، وفي ضوء هذا التقييم يتبلور الموقف». وعن الانطباع الذي تركته زيارة وفد «حزب الله» لرئيس الجمهورية، الذي زاد من غموض الوضع، أشارت المصادر إلى أن «(حزب الله) أيّد مسعى الرئيس عون، لكنه لا يقبل بأقل ما يقبل به النواب الستة، وهو مستمر بدعم مطلبهم في التوزير». ورغم انشغال الحريري في مؤتمر الاستثمار اللبناني - البريطاني المستمرّ في لندن منذ يوم الثلاثاء الماضي، فقد قال في كلمة ألقاها أمس «أنا رجل صبور ومستعد للانتظار لإيجاد الحل من أجل تأليف الحكومة، ومتأكد أننا سنصل إلى تشكيل حكومة قريبا»، مشددا على أن «الحكومة ستشكل لأن الجميع يعلم أن الاستقرار الاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية». ولم يوقف الحريري اتصالاته الحكومية رغم انشغاله بأعمال المؤتمر في لندن، حيث عقد لقاء مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ناقشا خلاله سلسلة من الاقتراحات للحدّ من الخلافات، وسحب الذرائع التي تعطل عملية التأليف. وكشفت مصادر مواكبة لحركة المشاورات لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الحريري «وافق على اقتراح يقضي بأن يسلمه النواب السنة المستقلون، ثلاثة أو ستّة أسماء لشخصيات قريبة منهم، ليختار الرئيس المكلّف أحدهم ليمثلهم في الحكومة»، مشيرة إلى أن «الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي كانا قريبين من هذا الاقتراح، لكنّ نواب (اللقاء التشاوري) رفضوا هذا المقترح». ولفتت إلى أن الحريري أبلغ عون وبري أنه «لن يوقّع مرسوم حكومة تضمّ أي شخصية استفزازية».

وبدا الحريري أكثر تفاؤلاً من فريقه السياسي، الذي يرى أن الوضع الحكومي لا يزال في دائرة المراوحة، وأفادت مصادر تيّار «المستقبل» بأنه «لم يطرأ أي جديد في الساعات الماضية، يغيّر معادلة التعطيل القائمة، والأمور ما زالت في حال الانتظار». وأشارت لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأجواء التفاؤلية لم تبلغ مرحلة الترجمة، لأن الأزمة تدور في الدوامة نفسها، والرئيس الحريري ثابت عند موقفه النهائي برفضه توزير أي من النواب الستّة». ولم تلقَ الطروحات التي قدّمت مؤخراً عن إعادة النظر في حجم الحكومة، وتقليص عدد أعضائها إلى 14 أو 18 وزيراً، المواقفة من قبل غالبية الأطراف الساعية إلى المشاركة الوازنة في الحكومة. وقالت مصادر تيّار «المستقبل» الذي يرأسه الحريري إن «الأفكار المطروحة لا تزال تدور حول حكومة من ثلاثين وزيراً، لأن الحكومة المصغّرة لن تلبي رغبة كل الأطراف بالشراكة في السلطة، وحكومة الـ32 وزيراً، التي يضاف إليها وزيران واحد علوي وآخر من الطائفة السريانية تكرّس عرفاً جديداً، وتشكل تلاعباً بموازين اتفاق الطائف الدقيقة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مشاورات السويد {تقتنص} 3 ملفات بعد ثمانية أيام يمنية

ترحيل الملف الاقتصادي ومطار صنعاء والإطار العام إلى الجولة المقبلة... وترحيب سعودي بالنتائج

الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18

اليماني (يسار) ومحمد عبد السلام فليتة رئيس وفد الحوثيين لدى تصافحهما مع نهاية مشاورات السويد أمس (أ.ف.ب)

استوكهولم: بدر القحطاني - القاهرة: علي ربيع - الرياض/ أبوظبي: «الشرق الأوسط»

تطفأ اليوم أنوار القصر الملكي الذي استضاف مشاورات السلام اليمنية طيلة ثمانية أيام. لقد عاش هذا القصر أكثر أيامه صخبا وضجيجا. وسيبدأ الفريق داخله في التجهيز لأعياد الميلاد بعد أن احتفل الحاضرون أمس بما أنجزوه.

قبلت الميليشيات الحوثية في ختام مشاورات السويد التي ترعاها الأمم المتحدة بين والحكومة اليمنية والجماعة للموافقة الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها بإشراف أممي، وذلك في أبرز اختراق حققته المشاورات التي استمرت ثمانية أيام بحضور وإسناد دولي.

وجاءت موافقة الجماعة على الانسحاب من الحديدة بعد اتفاق مع الجانب الحكومي على آلية تنفيذية لتبادل الأسرى والمحتجزين وفق لوائح قدمها كل طرف تضم أكثر من 15 ألف أسير ومحتجز ومفقود.

وفي حين أخفقت المشاورات في التوصل إلى اتفاق في شأن الجانب الاقتصادي وملف مطار صنعاء والإطار العام المشاورات توصلت إلى تفاهم مبدئي لفك الحصار عن مدينة تعز، عبر تشكيل لجنة مشتركة مهمتها وقف إطلاق النار وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، فيما تم ترحيل التوافق على الإطار العام للحل السياسي المقترح من قبل المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى جلسة المشاورات المقبلة.

واتهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في تصريحات رسمية خلال الجلسة الختامية للمشاورات الجماعة الحوثية بأنها حالت دون التوصل إلى اتفاق حول بقية الملفات بخاصة فيما يخص الشأن الاقتصادي والبنك المركزي ودفع رواتب الموظفين، وفيما يخص فتح مطار صنعاء.

واختتمت المشاورات أمس بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه إلى اليمن مارتن غريفيث وسفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، كما شهدت حضور وزير الخارجية البريطاني.

وأعلن غوتيريش التوصل إلى حل بشأن الحديدة ووقف القتال، وانسحاب القوات وفتح ممر لمدينة تعز وترحيل ملف مطار صنعاء والملف الاقتصادي والاتفاق الإطاري للحل الشامل.

وقال السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان في تغريدة على «تويتر» إن الاتفاق يمثل «خطوة كبيرة نحو إعادة الأمن لليمن الشقيق والمنطقة، بما في ذلك أمن البحر الأحمر، الممر الحيوي للتجارة الدولية»، متمنيا «أن يترك الحوثي العمل من أجل إيران وأن يعمل من أجل اليمن ويقبل بسلام شامل مبني على المرجعيات الثلاث».

من جهته أكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر «أن جهود التحالف الداعم للشرعية في اليمن أثمرت عن إرغام الحوثيين على الجلوس على الطاولة مع الحكومة اليمنية في مشاورات السويد، والتوصل إلى اتفاقات برعاية الأمم المتحدة تهدف إلى معالجة الوضع الإنساني من خلال الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة، وكذلك تعز وإطلاق آلاف المحتجزين والأسرى.

ورحبت الإمارات بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية في ختام المشاورات السياسية التي عقدت في السويد. وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه جاء نتيجة للضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف العربي والقوات اليمنية على الحوثيين في الحديدة.

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أن الحكومة الشرعية لن تذهب إلى أي جولة أخرى من المشاورات قبل أن تنفذ الجماعة الحوثية ما تم الاتفاق عليه بشأن الحديدة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وقال اليماني «إن أي تلكؤ في إطلاق سراح المعتقلين سنحمل مسؤوليته للأمم المتحدة» مضيفا أنه تم «الاتفاق على فتح ممرات آمنة لإنهاء آخر مظاهر الانقلاب في تعز».

وكانت وزيرة خارجية السويد مارجوت فالستروم قالت أمس الخميس في مؤتمر صحافي بمقر مشاورات السلام بقلعة يوهاتسبرغ باستوكهولم إنه سيتم تقديم نتائج المشاورات إلى مجلس الأمن اليوم الجمعة. مشيرة إلى وجود اتفاق على الخطوة المقبلة من المفاوضات.

وأضافت «نحن سعداء بالعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة في هذه القضية وعلى استعداد لاستضافة المشاورات مرة أخرى إذا ما تحقق شيء إيجابي كما سنسهل أي مفاوضات في المستقبل».

- تفاهمات تعز

وفقا لمكتب المبعوث الأممي، اتفق الطرفان على التالي:

1 - تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين تضم ممثلين من المجتمع المدني وبمشاركة الأمم المتحدة.

2 - يسمي الطرفان ممثليهما في اللجنة المشتركة ويتم تسليم الأسماء إلى مكتب المبعوث الأممي للأمم المتحدة في موعد لا يتعدى أسبوعا من تاريخ انتهاء مشاورات السويد.

3 - تحدد الأمم المتحدة موعد ومكان الاجتماع الأول للجنة المشتركة.

4 - تقوم اللجنة المشتركة بتحديد صلاحياتها وآلية عملها.

5 - تقدم اللجنة المشتركة تقريرا عن سير أعمالها إلى الاجتماع التشاوري القادم.

- اتفاق استوكهولم

صدرت عن مكتب المبعوث الأممي لدى اليمن ثلاث أوراق تضمنت التسمية الرسمية للمخرجات بـ«اتفاقية استوكهولم». وفيما يلي نصها:

إن الأطراف، بعد أن اجتمعت برعاية الأمم المتحدة في الفترة ما بين 6-12-2018 و13-12-2018 في مملكة السويد، وإذ تعبّر عن امتنانها لحكومة مملكة السويد على استضافتها للمشاورات وعلى حسن الضيافة والدعم الذي قدمته لهذه المشاورات، وإذ تعبّر أيضاً عن امتنانها لكافّة الدول والمنظمات التي ساهمت في توفير الدعم لإنجاح هذه المشاورات، وإدراكاً منها للحاجة الملحّة لمواجهة الظروف المعيشية والإنسانية والأمنية الصعبة التي يعاني منها الشعب اليمني. اتفقت الأطراف على ما يلي:

1. اتفاق حول مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

2. آلية تنفيذية حول تفعيل اتفاقية تبادل الأسرى.

3. إعلان تفاهمات حول تعز.

نتعهد:

تنفيذ أحكام هذا الاتفاق تنفيذاً كاملاً والعمل على إزالة أي عوائق تحول دون تنفيذه.

الالتزام بالامتناع عن أي فعل أو تصعيد أو اتخاذ أي قرارات من شأنها أن تقوّض فرص التطبيق الكامل لهذا الاتفاق.

الالتزام بمواصلة المشاورات دون قيد أو شرط، في غضون شهر يناير (كانون الثاني) 2019 في مكان يتفق عليه لاحقاً.

- بنود «الحديدة»

> وقف فوري لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى يدخل حيّز التنفيذ فور توقيع الاتفاق.

> إعادة انتشار مشترك للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ.

> الالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية من قبل الطرفين إلى محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

> إزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في المدينة.

> إنشاء لجنة تنسيق إعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدة وتضم، على سبيل المثال لا الحصر، أعضاء من الطرفين لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار.

> يقدم رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار تقارير أسبوعية من خلال الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي حول امتثال الأطراف لالتزاماتها في هذا الاتفاق.

> ستشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة. وستشرف أيضاً على عملية إزالة الألغام من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

> دور قيادي للأمم المتحدة في دعم الإدارة وعمليات التفتيش للمؤسسة العامة لموانئ البحر الأحمر اليمنية في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ويشمل ذلك تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

> تعزيز وجود الأمم المتحدة في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

> يلتزم الأطراف بتسهيل وتمكين عمل الأمم المتحدة في الحديدة.

> تلتزم جميع الأطراف بتسهيل حرية الحركة للمدنيين والبضائع من وإلى مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وتلتزم أيضاً بعدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

> تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في محافظة الحديدة وجميع أنحاء اليمن.

> تقع مسؤولية أمن مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى على عاتق قوات الأمن المحلية وفقاً للقانون اليمني، ويجب احترام المسارات القانونية للسلطة وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها، بما فيها المشرفون.

>لا تعتبر هذه الاتفاقية سابقة يعتد بها في أي مشاورات أو مفاوضات لاحقة. > سيتم تنفيذ هذه الاتفاقية على مراحل يتم تحديدها من قبل لجنة تنسيق إعادة الانتشار، على أن تشكل عملية إعادة الانتشار من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والأجزاء الحرجة من المدينة المرتبطة بالمرافق الإنسانية المهمة في المرحلة الأولى ويتم استكمالها في غضون أسبوعين من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. يتم استكمال إعادة الانتشار المشترك الكامل لكافّة القوات من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى خلال مدة أقصاها 21 يوماً من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

 

إردوغان يهدد بدخول منبج إذا لم تخرج أميركا المقاتلين الأكراد

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين/الجمعة 14 كانون الأول 2018/قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الجمعة)، إن القوات التركية ستدخل مدينة منبج السورية إذا لم تُخرج الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب الكردية» من المنطقة، كما ستستهدف المناطق التي يسيطر عليها الأكراد إلى الشرق. وكان إردوغان قد قال، هذا الأسبوع، إن أنقرة ستشنّ عملية جديدة خلال أيام تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مساحات من المنطقة الحدودية في شمال سوريا. وستكون هذه ثالث عملية عسكرية تشنها داخل سوريا خلال عامين. وهناك خلاف بين أنقرة وواشنطن بشأن سوريا، إذ قدمت الولايات المتحدة الدعم لـ«وحدات حماية الشعب» في المعركة ضد تنظيم «داعش»، في حين تعتبر تركيا الوحدات منظمة «إرهابية» وامتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور.

وشكت تركيا من بطء وتيرة تنفيذ اتفاق مع واشنطن لانسحاب مقاتلي الوحدات من منبج، التي تقع في مناطق عربية بالأساس غربيَّ الفرات، إلى الضفة الشرقية من النهر. وقال إردوغان لأعضاء منظمة التعاون الإسلامي في كلمة بإسطنبول: «منبج مكان يعيش فيه العرب، لكنهم سلَّموا المنطقة للمنظمة الإرهابية، ما نقوله الآن هو أن عليكم تطهير المنطقة وإخراجهم منها وإلا فسندخل منبج. أنا أتكلم بوضوح». وأضاف أن تركيا عازمة على إحلال «السلام والأمن» في المناطق الواقعة شرقي الفرات حيث تسيطر الوحدات على مساحة من الأرض تمتد لأكثر من 400 كيلومتر على الحدود مع العراق. وقارن إردوغان العملية العسكرية المتوقعة بالتوغل في شمال سوريا في 2016، وبعملية شنَّتها هذا العام القوات التركية وحلفاؤها من مقاتلي المعارضة السورية الذين لا يزالون يسيطرون على أراضٍ انتزعوها من «وحدات حماية الشعب» و«داعش». وذكر متحدث باسم مقاتلي المعارضة، أمس (الخميس)، أن ما يصل إلى 15 ألف مقاتل على استعداد لدعم العملية التركية المرتقبة. وحذرت الولايات المتحدة، التي أقامت مواقع مراقبة على الجانب السوري من الحدود، تركيا من التوغل الجديد وقالت إن المواقع التي شيدت حديثا ستساعد في ردع أي خطر على تركيا من سوريا.  لكن إردوغان قال إن تركيا انتظرت بما فيه الكفاية للتحرك ضد «وحدات حماية الشعب». وقال «نحن لا نوفر الأمن لبلادنا فحسب عندما نتحرك في سوريا لكننا نحمي شرف الشعب أيضاً».

وقال القيادي الكردي مظلوم كوباني، أمس، إن قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب «سترد بقوة» على أي هجوم.

 

بالإجماع.. قرار تاريخي لمجلس الشيوخ: محمد بن سلمان مسؤول عن قـتل خاشقجي.

عربي بوست/الجمعة 14 كانون الأول 2018 /أقر مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، مشروع قانون يحمِّل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسؤولية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وذلك في تصويت تاريخي يعكس غضب المشرعين من جريمة مقتل الصحفي السعودي والكاتب في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية. وقدَّم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور بوب كوركر، مشروع قرار لمجلس الشيوخ الأميركي، يحمل ولي العهد السعودي مسؤولية قتل خاشقجي. وذكر كوركر أن مشروع القانون -الذي أسهم فيه 8 جمهوريين آخرين- يشدد على محاسبة المتورطين في جريمة تصفية خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول بداية أكتوبر/تشرين الأول 2018. ولا يزال من الضروري إقرار مشروع القانون في مجلس النواب، وتوقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عليه قبل أن يصبح نافذاً. وأقر مجلس الشيوخ الأميركي أيضاً مشروع قانون ثانياً، يدعو لإنهاء المشاركة العسكرية الأميركية في حملة التحالف بقيادة السعودية في اليمن، في تحدٍّ كبير لترامب

ورغم أن هذا الإجراء سيكون عليه اجتياز عقبات أخرى حتى يصبح قانونا إلا أن التصويت بموافقة 56 واعتراض 41 عضوا يعد أول إجراء من نوعه يؤيد فيه أي من مجلسي الكونجرس خطوة لسحب قوات أمريكية من المشاركة في عمل عسكري أجنبي وفقا لقانون سلطات الحرب. وحد هذا القانون، الذي سن في فترة حرب فيتنام، من قدرة الرئيس على إبقاء قوات أمريكية أمام أعمال عدائية محتملة دون موافقة الكونجرس. وفي سياق متصل، وجَّه مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء 12 ديسمبر/كانون الأول 2018، تحذيراً جديداً إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب والحكومة السعودية، بموافقته على إجراء تصويت نهائي على مشروع قانون يمنع واشنطن من الاستمرار في تقديم دعم عسكري للتحالف السعودي-الإماراتي باليمن. ووافق مجلس الشيوخ بأكثرية 60 صوتاً -بينهم 11 جمهورياً- مقابل 39 على الانتقال إلى مرحلة التصويت النهائي على مشروع قانون يمنع إدارة ترامب من تقديم دعم عسكري للرياض في حرب اليمن. وتعد هذه الخطوة بمثابة رسالة سياسية قوية إلى الرياض، وتوبيخ للبيت الأبيض بعدما رفض ترامب تقييم وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، الذي خلص إلى أن محمد بن سلمان متورط في جريمة مقتل خاشقجي.

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                

برلمان كوسوفو يقرّ إنشاء جيش رغم مخاوف «الناتو»

بريشتينا/الشرق الأوسط أونلاين/14 كانون الأول/18/وافق برلمان كوسوفو اليوم (الجمعة) على تشكيل جيش قوامه 5000 جندي، وذلك بعد مرور أسبوع على إشارة رئيس وزراء صربيا إلى أن تلك الخطوة يمكن أن تدفع بلاده إلى تدخل عسكري. ووافق 105 نواب في البرلمان المكون من 120 مقعداً، على تشريع إقامة الجيش الذي يقضي بتحويل قوة الأمن خفيفة التسليح التي تشكلت أساساً لمواجهة الأزمات والدفاع المدني، وإزالة مخلفات حرب التسعينات، إلى جيش. وقاطع التصويت 11 نائباً يمثلون الأقلية الصربية في كوسوفو. ويسمح دستور كوسوفو بتشكيل جيش وطني؛ لكن لم يكن هناك أي إجراء في هذا الاتجاه لسنوات، بينما كانت البلاد تسعى دون جدوى للحصول على موافقة الأقلية الصربية فيها. وأشادت الولايات المتحدة بهذه الخطوة، التي جاءت بعد 20 عاماً من انتفاضة ألبان كوسوفو على الحكم الصربي، وبعد 10 سنوات من الاستقلال، ووصفتها بأنها «تاريخية»؛ لكن حلف شمال الأطلسي (ناتو) انتقدها بشدة. وقال أمين عام الـ«ناتو» ينس ستولتنبرغ، إن هذا القرار سيجعل الحلف يعيد التفكير في مستوى تعاونه مع بريشتينا. وأضاف: «يؤسفني أنه جرى اتخاذ هذا القرار رغم المخاوف التي أعرب عنها الـ(ناتو). يدعم الـ(ناتو) تطور قوة أمن كوسوفو بموجب التفويض الحالي. وفي ظل تغيير التفويض، سيعيد مجلس شمال الأطلسي (الهيئة الرئيسية لصنع القرار السياسي في الـ«ناتو») النظر في مستوى انخراط الحلف مع قوة أمن كوسوفو». وشدد ستولتنبرغ على أن الـ«ناتو»، «لا يزال ملتزماً عبر (كفور) (قوات حفظ السلام التي يقودها الحلف)، من أجل تهيئة بيئة سالمة وآمنة في كوسوفو». من جانبه، علق رئيس كوسوفو هاشم تاجي على فيسبوك «بعد عقدين من العمل الشاق، ننجز أخيرا عملية بناء دولة». وكان تاجي ارتدى أمس زيه العسكري ليؤكد أن الجيش الجديد سيكون في خدمة جميع المواطنين مهما كان انتماؤهم الإتني. وقال إن «الصرب هم مواطنون في كوسوفو، إنهم في وطنهم». ولا يزال نحو 120 ألف صربي من سكان كوسوفو يدينون بالولاء لبلغراد ويثير قرار إنشاء الجيش قلقهم وغضبهم. وانتقد الاتحاد الأوروبي قرار تحويل قوات الأمن في كوسوفو إلى جيش نظامي. وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية إنه «لا يزال الاتحاد الأوروبي مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، يؤمن بوجهة النظر القائلة بأنه يجب تغيير سلطة (قوات أمن كوسوفو) من خلال عملية شاملة وتدريجية وفقا لدستور كوسوفو».

 

قائد البحرية الأميركية يبحث مع نظيره الأوكراني التوتر بالبحر الأسود

واشنطن/الشرق الأوسط أونلاين/14 كانون الأول/18/التقى قائد البحرية الأميركية أمس (الخميس)، نظيره الأوكراني في واشنطن لمناقشة احتجاز روسيا مؤخراً 3 سفن عسكرية أوكرانية قبالة القرم، حسب ما أعلن البنتاغون، مشيراً إلى أن محادثاتهما ستتواصل اليوم (الجمعة).

وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه خلال هذه اللقاءات مع الأميرال إيغور فورونتشينكو، سيؤكد قائد العمليات البحرية جون نيكولسون «دعم الولايات المتحدة لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دولياً، وحتى في مياهها الإقليمية، وكذلك حق سفنها في عبور المياه الإقليمية». وأطلقت سفن روسية النار في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) على 3 سفن أوكرانية حاولت الدخول إلى مضيق كيرتش الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف، وتم احتجاز السفن وحبس 24 بحاراً أوكرانياً. وصرّح باهون أن الإدارة الأميركية تدعم أوكرانيا في «سعيها لإيجاد حلّ دبلوماسي وسلمي للعدوان المتواصل من جانب روسيا، بما في ذلك هجومها الحديث غير المبرر على سفن أوكرانية في البحر الأسود». ودعا وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكن الخميس إلى ردّ «سر                                                                                                                        يع وقوي» من جانب المجتمع الدولي على «العمل العدواني» الذي ارتكبته روسيا.

وهذه هي المواجهة العسكرية المفتوحة الأولى بين موسكو وكييف منذ ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 واندلاع النزاع المسلح في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا الذي أوقع منذ ذلك الحين أكثر من 10 آلاف قتيل.

ودفعت هذه الحادثة بالرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إلغاء لقائه المقرر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في بوينوس آيرس مطلع ديسمبر (كانون الأول).

 

ماي تُجري محاولة جديدة لانتزاع ضمانات أوروبية قبل «بريكست»

بروكسل/الشرق الأوسط أونلاين/14 كانون الأول/18/تلتقي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم (الجمعة) مجددا قادة الاتحاد الاوروبي الـ 27 في بروكسل بعد رفضهم أمس (الخميس) تقديم أي تنازل جديد في شأن اتفاق "بريكست" مما يزيد احتمالات خروج بريطانيا من التكتل بلا اتفاق.

واعتبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال اليوم أن "المؤشرات" التي عبّرت عنها ماي أمس "ليست مطمئنة بشكلٍ كافٍ" حول قدرة لندن على الوفاء بالتزاماتها الواردة في اتفاق "بريكست". وقال: " سنحضّر أنفسنا إذاً لكلّ الفرضيات" ومن بينها احتمال خروج بريطانيا "بدون اتفاق".

وحضرت ماي إلى بروكسل بهدف الحصول على ضمانات إضافية من نظرائها الأوروبيين لتعزيز فرص موافقة أكثرية النواب البريطانيين على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد، لكن الأوروبيين رفضوا إعادة التفاوض على بنود النص مبدين انزعاجهم من المطالب المبهمة لرئيسة الوزراء البريطانية. وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمام الصحافة ليل الخميس- الجمعة، أن على "زملائنا البريطانيين أن يقولوا لنا ما يريدون بدل أن يطلبوا منا نحن قول ما نريد". غير أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت، في المقابل، توافر الإرادة من أجل التوصل إلى حل مع بريطانيا معلنة في الوقت نفسه رفضها لإعادة التفاوض حول الاتفاق. وقالت: "نريد شراكة وثيقة مع بريطانيا، لأننا نشعر بالارتباط الودي معها". وأكدت ميركل ضرورة وضع قاعدة غير محددة المدة للطوارئ في حال عدم التوصل إلى حل في مشكلة الحدود بين آيرلندا الشمالية وجمهورية آيرلندا عقب خروج بريطانيا من الاتحاد في نهاية مارس (آذار) المقبل. وأورد موقع صحيفة "الغارديان" البريطانية أن ماي شوهدت اليوم قبيل بدء اللقاء الثاني تخوض نقاشاً حامياً مع يونكر الذي بدا كأنه يحاول تهدئتها، ووضع المراسلون ذلك في إطار رفض الاتحاد تزويد رئيسة الوزراء عناصر تريح النواب البريطانيين المعارضين للاتفاق قبل تصويتهم عليه في 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. وبسؤال رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن عن الوضع المستجد أجاب أن الاتحاد الأوروبي "يتسم بأكبر مقدار ممكن من المرونة. أعتقد أن الأمر متروك الآن للبريطانيين للالتقاء وإيجاد نوع من الإجماع الوطني من أجل إخبارنا بالضبط ما يجب فعله للحصول على موافقة البرلمان البريطاني".

 

إصابة 3 نساء بجروح خطيرة باعتداءات طعن في ألمانيا

برلين: /الشرق الأوسط أونلاين/14 كانون الأول/18/أصيبت 3 نساء في مدينة نورنبرغ الألمانية بإصابات بالغة جراء تعرضهن لاعتداءات طعن مساء أمس (الخميس). وقالت الشرطة اليوم (الجمعة) إنه ليس من المستبعد أن الاعتداءات التي وقعت في شوارع قريبة من بعضها البعض في حي سانت يوهانيس بالمدينة ارتكبها شخص واحد. وبدأت لجنة تحقيقات مختصة بجرائم القتل التحقيق في الوقائع. وشنت الشرطة حملة للبحث عن الجاني أو الجناة بالاستعانة بكلاب بوليسية ومروحيات، إلا أنها لم تتوصل إلى شيء حتى الآن.

وبحسب بيانات الشرطة، لا توجد حتى الآن أدلة على وجود خلفية إرهابية وراء الاعتداءات. ولم يتم حتى الآن التعرف على نوعية السلاح الذي استخدم في الطعن. ووفقاً للبيانات، سدد رجل طعنة لامرأة (56 عاماً) في الجزء العلوي لجسدها في نحو الساعة 20:‏7 مساء (بالتوقيت المحلي). وخضعت المرأة لعملية طارئة في المستشفى جراء ذلك. وفي نحو الساعة 45:‏10 مساء، طعن رجل على بعد شوارع قليلة من مكان الاعتداء الأول امرأة (26 عاما) كانت متوجهة إلى منزلها. وبعد ذلك بفترة قصيرة، طعن رجل امرأة أخرى (34 عاماً) وأصيبت الضحيتان الأخيرتان بجروح خطيرة على الحياة، وخضعتا لجراحات طارئة. وقالت متحدثة باسم الشرطة، صباح اليوم، إن هاتين المرأتين ما زالتا في حالة حرجة.

 

وفاة جريح ترفع إلى 4 عدد ضحايا هجوم ستراسبورغ وفرنسا تستعدّ لمزيد من تظاهرات «السترات الصفراء» غداَ

باريس/الشرق الأوسط أونلاين/14 كانون الأول/18/أعلن مكتب الادعاء العام في باريس اليوم (الجمعة) أن شخصا رابعا توفي متأثرا بجروح أصيب بها في الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة ستراسبورغ الثلاثاء. وفيما أعيد فتح وسط المدينة الواقعة في شرق فرنسا، أعلن الادعاء العام أيضاً أن الشرطة تبحث عن متورطين آخرين محتملين في الهجوم الدامي، عقب مقتل منفّذه شريف شيكات ليل أمس (الخميس). وقال المدعي العام الفرنسي المختص بقضايا الإرهاب ريمي هيتز إن المحققين يريدون معرفة ما إذا كان منفذ الهجوم تلقى مساعدة خلال فراره. وأضاف أن السلطات ألقت القبض حتى الآن على سبعة مشتبه بهم، وهم أربعة من عائلة شيكات وثلاثة آخرون من معارف هذه العائلة. يذكر أن منفذ الهجوم شيكات - 29 عاماً - قُتل خلال تبادل إطلاق النار مع دورية للشرطة في ستراسبورغ، وذلك بعد عملية بحث تخطت الحدود إلى مناطق ألمانية مجاورة واستمرت نحو 50 ساعة لتنتهي في نودورف، الحيّ الواقع في جنوب ستراسبورغ والذي ترعرع فيه ولجأ إليه بعد أن نفّذ اعتداءه. وقد تلقت الشرطة نحو 800 اتصال لإعطاء معلومات عن المشتبه به بعدما نشرت صورته وأوصافه. ويشتبه في أن الفرنسي المنحدر من أصول شمال أفريقية فتح النار على المارة وسط ستراسبورغ مساء الثلاثاء الماضي، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين بعضهم في حال خطرة. وما أن أُردي شيكات حتى تبنّى تنظيم "داعش" الهجوم، وقالت وكالة "أعماق" التابعة له إن "منفّذ هجوم مدينة ستراسبورغ شرقي فرنسا مساء الثلاثاء هو من جنود" التنظيم، و"نفّذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف" الدولي الذي يقاتل التنظيم في العراق وسوريا خصوصاً. إلا أن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير اعتبر اليوم أن تبني "داعش" للهجوم "انتهازي تماماً". وأتى مقتل المتطرّف الفرنسي في ختام يوم ناشدت خلاله الحكومة الفرنسية متظاهري "السترات الصفراء" عدم التظاهر غداً (السبت) نظراً إلى حالة الاستنفار الأمني. ومع ذلك، توقع قائد شرط باريس ميشال ديلبويك اليوم وقوع احتجاجات عنيفة. وأكد أن الشرطة ستنشر في "الفصل الخامس" من عمليات التظاهر نحو 8000 عنصر و14 مصفّحة في العاصمة، كما حصل الأسبوع الماضي حين أوقف في أنحاء فرنسا نحو 1800 شخص. وتستمر الاحتجاجات على الرغم من سلسلة من التدابير الرامية إلى تحسين الدخل التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون قبل أيام.

 

الادعاء التركي يأمر باعتقال 219 جندياً للاشتباه في صلتهم بغولن

أنقرة/الشرق الأوسط أونلاين/14 كانون الأول/18/أفادت وكالة «الأناضول» التركية اليوم (الجمعة)، بأن ممثلي الادعاء التركي أمروا بالقبض على 219 جندياً للاشتباه في صلتهم بالداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة انقلاب في عام 2016.

ونفذت الشرطة سلسلة مداهمات تستهدف من يشتبه في أنهم أنصار غولن منذ محاولة الانقلاب في يوليو (تموز) عام 2016 التي قُتل خلالها 250 شخصاً. وينفي غولن تورطه في الأمر. وذكرت وسائل إعلام تركية أن عملية بدأت في الواحدة صباحاً (22:00 بتوقيت غرينتش) للقبض على المشتبه فيهم، وجميعهم جنود في الخدمة، وبينهم 4 ضباط برتبة كولونيل، بموجب أمر من مكتب المدعي العام في إسطنبول. وقال الرئيس رجب طيب إردوغان أمس (الخميس) إن تركيا ستبدأ مساعي جديدة في الخارج لاستهداف تمويل أنصار غولن.

 

فيتنام ترغب في استضافة القمة الثانية بين ترمب كيم

هانوي/الشرق الأوسط أونلاين/14 كانون الأول/18/ذكرت تقارير إخبارية أمس (الخميس) أن فيتنام أبدت رغبتها في استضافة القمة الثانية المتوقعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية ووكالة «أنباء يونهاب» الكورية الجنوبية، فقد أبدى مسؤولون فيتناميون رفيعو المستوى تلك الرغبة لحكومة كوريا الجنوبية. وأشارت وسائل إعلام، في وقت سابق، إلى فيتنام كموقع محتمل للقمة المقبلة، إلى جانب منغوليا وإندونيسيا، علما بأن كوريا الشمالية، لديها سفارات في جميع الدول الثلاث، حسب «يونهاب». وقال ترمب، في بداية هذا الشهر، إنه يتوقع أن تنعقد القمة الثانية في يناير (كانون الثاني) أو فبراير (شباط) 2019.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تل أبيب تنقل المواجهة إلى مجلس الأمن ولبنان أمام امتحان الجدية على أرضه

"يونيفيل" تحققت من وجود نفقين وتتفحص الثالث: امتدادها يخرق "الخط الأزرق" ولا مخارج لها في إسرائيل

بيروت - وليد شقير/الحياة/14 كانون الأول/18

تنقل إسرائيل مسألة الأنفاق على الحدود مع لبنان إلى مجلس الأمن الأربعاء المقبل في سياق حملة ديبلوماسية وإعلامية مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية التي طلبت عقد الاجتماع، تهدف إلى تحميل السلطات اللبنانية المسؤولية عن قيام "حزب الله" بحفرها بالاستناد إلى زعمها أنها اكتشفت ثلاثة منها نتيجة قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات حفر في الأراضي المحتلة، وأنها انطلقت من الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود. وعلمت "الحياة" أن لبنان ينتظر تقرير قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) العاملة في الجنوب اللبناني، حول التحقق من وجود هذه الأنفاق، لاتخاذ الموقف المناسب استنادا إلى التزامه بالقرار الدولي الرقم 1701 ، في الجلسة التي ستشارك بعثته الديبلوماسية فيها، خصوصا أنه قدم شكوى بالخروقات الإسرائيلية المتواصلة لسيادته برا وبحرا وجوا. ويترقب المتابعون لتفاعلات القضية أن يتمكن لبنان من أن يأخذ موقفا حازما يؤشر إلى التزامه العملي بالقرار الدولي 1701 عبر التدابير التي سيتخذها إزاءها، خصوصا أن الجوانب التقنية من القضية تختلط مع الجانب السياسي والعسكري فيها.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس أن الجلسة العلنية التي طلبت واشنطن عقدها ستناقش قضية "أنفاق "حزب الله" العابرة للحدود". وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن الدولة العبرية ""ستقدم حقائق ومعلومات تثبت انتهاك سيادتها ومخالفة القرار 1701 " .

وكان الموضوع بين المسائل التي طرحت على أجندة الجلسة المغلقة التي عقدها الأعضاء الـ15 لمجلس الأمن الخميس الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل وواشنطن ستقدّمان مشروع قرار في لمجلس الأمن يصنف "حزب الله" منظمة إرهابية. وهو أمر لا تقره دول أخرى في المجلس.

وبينما قام الجيش الإسرائيلي في الأيام الماضية بعمليات حفر بحثا عن الأنفاق، ذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام" اللبنانية الرسمية أنه "لم يسجل أي أعمال للعدو الاسرائيلي في الجهة المقابلة لبوابة فاطمة ولجهة العبارة مقابل طريق عام كفركلا، وأن كافة الآليات متوقفة عن العمل ولا تزال في مكانها". كما لم يسجل خرق من آليات للسياج في محلة كروم الشراقي في خراج بلدة ميس الجبل، "مع وجود لعدد من عناصر جيش العدو في خراج السياج متمركزين في المحلة المذكورة منذ أيام". وأشارت إلى متابعة الجيش الإسرائيلي أعماله برفع الساتر ونقل الاتربة في في المنطقة المقابلة لمنتزهات نهر الوزاني إضافة إلى أعمال جرف إسرائيلية ونقل أتربة وصخور نحو بلدة الغجر بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع معادية نوع mk.

كما واصل الجيش الاسرائيلي اعمال الحفر في ميس الجبل وبليدا وكفركلا بحثا عن انفاق مزعومة.

التحقق عبر الكاميرا

وعلمت "الحياة" أن "يونيفيل" قامت حتى الأمس بالتحقق من وجود نفقين، وأنها تواصل التحقق من وجود نفق ثالث، لكن البحث والتدقيق لم يفض إلى وجود مخارج لهذه الأنفاق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يعني أن حفرها من الجانب اللبناني لم يكتمل بحيث يتم التأكد بأنه يمكن النفاذ عبرها من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة أم لا. وبينما ادعى الإعلام الإسرائيلي أن جيشه شاهد شخصا يعبر أحد الأنفاق، قالت مصادر مواكبة لعملية التحقق التي تقوم بها "يونيفيل" إستنادا إلى عمليات الحفر التي يقوم بها الإسرائيليون، ل"الحياة" إن عمليات الحفر التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وتتابعها قوات الأمم المتحدة، تتم عن طريق إحداث حفرة في الأرض في المنطقة التي يعتقد بوجود نفق تحتها، بلغ عمقها 30 لإلى 40 مترا تحت سطح الأرض. وأوضحت المعلومات التي حصلت عليها "الحياة" في هذا المجال أنه حين تصل ريشة الحفارة إلى منطقة فارغة يعتقد أنها النفق يتم إنزال كاميرا للتأكد من وجوده. وذكرت المصادر المواكبة لعملية التحقق، أن الإسرائيليين ادعوا أن هناك أشرطة كهربائية ممدودة في أحد الأنفاق، ما ترك مجالا للاعتقاد بأن هدفها تأمين الإنارة.

إلا أن المصادر المواكبة إياها تشير إلى أن أحد أهداف التحقق من الأنفاق هو التأكد من أنها خرقت الخط الأزرق الذي كانت رسمته الأمم المتحدة عام 2000 وأنها اجتازته من الأراضي اللبنانية إلى المنطقة التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية. وترجح المصادر أن يكون هذا الخرق قد حصل وأنه حين يعلن عن ذلك رسميا فإن أمام لبنان تحدي اتخاذ موقف حازم وواضح برفضه حصول هذا الخرق انطلاقا من أراضيه.

ويعلق مصدر ديبلوماسي على هذه المعطيات بالقول ل"الحياة" إن لبنان أكد أكثر من مرة سواء على لسان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أو على لسان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أنه ملتزم القرار 1701 بما يعني أنه ضد أي خرق للخط الأزرق، وأن الرئيس عون يترقب نتيجة التحقق الذي تقوم به "يونيفيل" للتأكيد على رفضه أي خرق للقرار. وإذ استبق عون والحريري جلسة مجلس الأمن المنتظرة الأربعاء بهذا التأكيد، وبتجديد إثارة الخروق الإسرائيلية المتمادية التي توثقها تقارير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإنه يحضّر بذلك لطرح مسألة الخروق الإسرائيلية أيضا، وبدعوة مجلس الأمن إلى أن يأخذ إجراءات في صددها، وعدم اقتصار الأمر على بحث خرق الأنفاق، إذا تثبتت "يونيفيل" من حصوله.

الضغط الإسرائيلي على لبنان و"يونيفيل"

ويسجل المصدر الديبلوماسي أن المعنيين بهذه المسألة، الإسرائيلي واللبناني و"حزب الله"، لا يريدون المواجهة العسكرية بسببها، كما سبق للرئيس عون أن أعلن حين قال أن الولايات المتحدة الأميركية نقلت إلى لبنان رسالة من الإسرائيليين بهذا المعنى، وأنه قال هو بوضوح أن لبنان لا نية لديه للمواجهة العسكرية. وهذا يفترض أيضا أن الحزب لا يريدها. وفي رأي المصدر الديبلوماسي أن الجانب الإسرائيلي سيمارس ضغطا على "يونيفيل" والجانب اللبناني في شأن طريقة التعاطي مع هذه المسألة. ويشير المصدر ل"الحياة" إلى أن "يونيفيل" تقوم بالتحقق من وجود الخرق للخط الأزرق انطلاقا من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل وأن على السلطات اللبنانية أن تتحقق بدورها من وجود خرق انطلاقا من الأراضي اللبنانية. وهذا يعطي لبنان موقعا قويا أكثر في مجلس الأمن لأنه يكون برهن أنه يتعاطى بجدية حيال هذا الخرق ويرفضه، إزاء احتمال عودة الجانب الأميركي إلى نغمة الطلب من "يونيفيل" أن تكون أكثر حزما حيال ما تعتبره نشاطات "حزب الله" في الجنوب.

إلا أن المصادر المواكبة لعملية التحقق حول الأنفاق تقول ل"الحياة" إن "حزب الله" لم ينف حتى الآن وجودها، وأنه سُرّب من الجانب الإسرائيلي بأن حفرها بدأ منذ عام 2013، بينما قال أحد كبار ضباط الجيش اللبناني السابقين أنها قديمة منذ عام 2006. ومع صعوبة معرفة متى جرى حفرها، وطالما هي قديمة، على رغم أنها ليست حجة مقبولة لدى مجلس الأمن، فإن قِدمها، يسهل على الجانب اللبناني إزالتها لأن لا حاجة إليها، خصوصا إذا ثبت أن لا مخارج مكتشفة لها في الجهة الإسرائيلية وأن لا نية لمواجهة عسكرية عند المعنيين بوضع الحدود. وهو الأمر الذي يبرهن قوة الموقف اللبناني، ويعطي دفعا للجيش اللبناني كي يثبت تعامله الجدي مع هذا الخرق للقرار 1701، بناء لتغطية حاسمة من السلطة السياسية، ولا سيما الرئيس عون الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلى للدفاع، فضلا عن أن له علاقة جيدة مع "حزب الله" تمكنه من إدارة الموقف بحزم. وهذا مهم في ظل وجود حكومة تصريف الأعمال. وترى المصادر المواكبة لعملية الحفر الإسرائيلي للوصول إلى الأنفاق أن التحقق حول الموقع الذي انطلق منه حفرها في الجانب اللبناني ليس متاحا ل"يونيفيل" وأنها كل ما يمكن أن تفعله هو إبلاغ الجيش بمعلومات لديها، إذ ليس لديها صلاحية الدخول إلى أملاك خاصة مثل المنزل الذي قال الإسرائيليون أن النفق الأول الذي جرى اكتشافه بمواجهة بلدة كفركلا، انطلق منه، لأن هذا من صلاحية الجيش اللبناني. وتابعت المصادر: لو كانت الأنفاق حفرت داخل الأراضي اللبنانية ولم تبلغ الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل لكان الأمر مختلفا، لكن اجتيازها الخط الأزرق يفرض التعامل معها في شكل واضح على الأرض اللبنانية.

 

المشروع الصفوي الإيراني وأوهام الوحدة الإسلامية 

القاضي الشيخ خلدون عريمط/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 كانون الأول 2018

منذ ايام معدودة اختُتمت أعمال المؤتمر الـ32 للوحدة الاسلامية الّذي انعقد في طهران لمّدة ثلاثة ايّام انتهى بلقاء للمشاركين مع مرشد الثورة الايرانيّة علي خامنئي. وهذا المؤتمر ينظّمه سنوياً نظام الحكم في ايران من خلال «المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية»، ويحضره العشرات، بل المئات من مفكّري ومنظّري المشروع الصفوي الايراني من بعض الدول العربية والاسلامية التي اخترقتها ايران بشعارات التقريب بين المذاهب الاسلامية أو أوهام الوحدة الاسلامية من منظور صفوي ايراني أو شعار تحرير فلسطين وقدسها.

ويؤكد المؤتمر بكل أدبيّاته وطروحاته وعلى مدى 32 عاماً من انعقاده أنّ من اهدافه المعلنة تحرير فلسطين وإزالة اسرائيل من الوجود، وإرساء الوحدة والتضامن في العالم الاسلامي، وتضافر الأفكار بين العلماء من أجل تقريب وجهات النظر العلمية في مجالات الفقه والأصول وعلم الكلام والتفسير، ودرس قضايا المسلمين ومشكلاتهم لحلّها واتّخاذ المواقف المشتركة من اجلها، وهذا يعني أنّ النظام الإيراني يعمل منذ 32 عاماً على إنجاز أوهام تحرير فلسطين من العدوّ الصهيوني وأوهام الوحدة الإسلامية من منظور مشروعه المذهبي الصفوي الفارسي إنطلاقاً من أهداف الثورة الخمينيّة والتي أشارت اليها «صحيفة الامام» في الجزء 21 ص 297 بالقول:

«إنّ ثورتنا غير محدودة بحدود ايران، بل إنّ ثورة الشعب الايراني هي نقطة انطلاقة ثورة العالم الاسلامي الكبرى التي يحمل لواءَها الامام الحجة لإقامة حكومة الاسلام العالمية»، طبعاً من وجهة نظر المشروع الصفوي الايراني.

والسؤال الكبير: عن أيّ فلسطين يتحدثون؟ وعن أيّ وحدة إسلامية ينظّرون؟ والمشروع الصفوي الذي يحمل هذا العنوان لا يعترف ولا يريد أن يعترف بالخلفاء الراشدين الذين حرّروا العراق وبلاد الشام من الفرس والروم، ولا بما قدمته الدولة العربية الاسلامية الاموية التي بلغت مساحتها 15 مليون كيلومتر مربع، ولا بجهاد الخلافة العباسية وكفاحها وهي تواجه المغول والحملات الصليبية على مدى 200 عام، ولا حتى بالسلطنة أو الخلافة العثمانية التي امتدت سلطتها 600 عام وبلغت مساحتها 25 مليون كيلومتر مربع؟

وأيّ وحدة إسلامية يريدها المشروع الصفوي الايراني وهو الذي احتلّ اقليم الاحواز العربي عام 1925 ومسح هويّته وهجّر شعبه واستغلّ ثرواته وأفقر أبناءَه المضطهدين والمحرومين من عقيدتهم ولغتهم، وحتى من ثقافتهم ولباسهم العربي، ويصرّ على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، وهو الذي يحتلّ الجزر العربية «ابو موسى» و«طنب الصغرى» و»طنب الكبرى» منذ عام 1971 بالتواطؤ مع الانكليز، ويسيطر على العراق منذ عام 2003 بالتوافق مع شيطانه الأكبر اميركا؟

وهل أوهام وحدته الإسلامية تبيح له إنجاز مشروعه الصفوي بتدخّله في النسيج المذهبي في لبنان والكويت والعراق والبحرين واليمن وسوريا وموريتانيا وحتى بلاد المغرب العربي؟ وهل مشروع الوحدة الاسلامية الذي يوهم الرأي العام الاسلامي به يبيح له إنشاء أذرع عسكرية مذهبية رديفة في عدد من الاقطار العربية والاسلامية للعبث بالوحدة الوطنية؟

ولفرض مشروعها بقوة السلاح الخارج عن الدولة، لتتمكّن إيران بذلك من فرض النسخة الفارسية من مشروعها تارة باختراق المجتمعات الإسلامية والمسيحية بالترغيب وبأوهام الوحدة الإسلامية، واحياناً برفع شعار تجميع الأقلّيات لاستخدامها حين الحاجة.

والمشروع الصفوي الإيراني من خلال مؤتمراته الوحدوية وغير الوحدوية لا يسعى الى تحرير فلسطين وقدسها من العصابات الصهيونية، وإنما يسعى منذ عام 1979 الى استهداف المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي مثلما استهدف العراق قبلاً ويعمل لاستهداف قلعة العرب والإسلام مصر وأزهرها وشعبها من خلال التغلغل في بعض الدول الافريقية تحت شعار «حُب أهل البيت». وقد أشار الأكاديمي في جامعة صنعاء الدكتور عبد الرحمن الولي الى 3 اهداف دائمة للثورة الخمينية وهي:

-1 نشر التشيع الفارسي في المناطق العربية والإسلامية.

-2 الحصول على السلاح النووي وإقامة الهلال الفارسي من طهران الى بيروت.

-3 السيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة ليتحقق بذلك مشروعها بقيادة العرب والمسلمين وإقامة الامبراطورية الثانية لقورش الكبير.

فهل يمكن لإيران أن تحقق مشروعها؟ أم أنّ هذا المشروع بدأ يتقهقر في اليمن من خلال التحالف العربي الّذي تقوده المملكة العربيّة السعوديّة وبعض أشقائها العرب؟ والّذي بدأ ينكفئ في سوريا العربيّة لمصلحة النفوذ الروسي المتزايد سياسياً وعسكرياً، ويترنّح في العراق نتيجة الوعي المتأخر للشعب العراقي بشيعته وسنّته عرباً وكرداً، وبذلك تتحقق نبوءة الرسول العربي محمد عليه الصلاة والسلام: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله».

 

«داعش» راجع؟  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 كانون الأول2018

في الأسابيع الأخيرة، تداول عدد من المسؤولين والباحثين تحذيرات من أنّ «داعش» راجع إلى العراق. فهذا التنظيم الذي اعتقد الجميع أنه انتهى في العراق ولبنان وأنه على وشك الانتهاء في سوريا، ربما يظهر مجدّداً على الشاشة معتمداً استراتيجيةً جديدة. وفي هذه الحال، سيكون فيلم «داعش» من فصيلة أفلام الرعب التي يموت فيها الوحش في الفصل الأخير... لكنه، قبل انتهاء المشهد الأخير، ينتفض ويعود! عندما يطلق الرئيس التركي العنان لحملته العسكرية ضد «قوات سوريا الديموقراطية» في الشمال السوري، أي ضد الأكراد تحديداً، فإنّ الأكثر ارتياحاً في سوريا لن يكون النظام ولا «الجيش السوري الحرّ» بل «داعش».

فصحيح أنّ هذا التنظيم لم يعُد يسيطر إلّا على 2.4% من مجمل الخريطة السورية، تحت وطأة الضربات التي وجّهها إليه التحالف الدولي، بعدما وصل هو وحلفاؤه إلى نحو 50% في بعض المراحل، إلّا أنّ كثيراً من التقارير تحدّث أخيراً عن حراك جديد بدأه «داعش»، يستفيد من حال الانقسام والتضعضع التي يعيشها خصومه.

أساساً، المعارك الكبرى خاضها التنظيم في سوريا لم تكن في مواجهة النظام بل في مواجهة معارضيه. وتردّد كثيراً في أوساط «الجيش الحرّ» أنّ النظام يستثمر جيداً في حراك «داعش». والدليل أنّ الطرفين لم يتقاتلا إلّا في مناطق محدودة. واستند أصحاب هذا الرأي إلى اعتقادهم بأنّ النظام ربما تَمكَّن من خرق التنظيم أمنياً والتحكّم ببعض كوادره وحركتها. طبعاً، الانطلاقة الغامضة للتنظيم وطريقة توسّعه غير المبرّرة- والتي بقيت مضبوطة في بعض جوانبها- كانتا تدعمان هذه الظنون من دون أن تكون لأحد القدرة على تأكيدها. فالتنظيم إستطاع خلال 3 سنوات من نشوئه، بين 2013 و2016، أن يوسِّع سيطرته بين العراق وسوريا بنحوٍ يثير الاستغراب.

وفي العراق، حيث كانت انطلاقته، استفاد التنظيم من نفوذ إيران والحكم المتحالف معها ليكسب المزاج السنّي القلق، في ظل الظروف التي واكبت إسقاط صدام حسين وإعدامه. فقد كان سُنّة العراق يحتاجون إلى بديل من جيش حزب البعث. وبالأحرى، عمد كثير من البعثيين السابقين، عسكريين ومدنيين، إلى الالتحاق بالموجة «الداعشية» لعلّها توفّر لهم الحماية أو استمرار النفوذ. لذلك، خلال 6 ساعات فقط، إبتلع تنظيم «داعش» الموصل في صيف 2014. وقد كان مثيراً سقوط كل ثُكَن الجيش العراقي دراماتيكياً بين يديه، لأنّ معظم الضباط لم يقاتلوا بل سلّموه كل شيء. وفي 2015، تمّ تقدير أنّ ثلث مساحة العراق واقعة تحت سيطرة التنظيم، وخصوصاً في المناطق الصحراوية الغربية حيث تصبح الحدود هشّة مع سوريا.

وفي لحظة معيّنة، كان التنظيم مُمسكاً فعلاً برقعة تجمع أجزاء شاسعة من العراق وسوريا معاً، حيث أُلغيت الحدود في بعض النقاط في المناطق الصحراوية شرق الفرات. وبدا لكثير من المتابعين أنّ ولاية هذا التنظيم ستتكرّس وتدوم وتتَّسع.

لقد حصل التنظيم على دعمٍ ماليّ مختلف المصادر يتيح له الاستمرار: الاستيلاء على المصارف والمؤسسات، المتاجرة بالبشر، السيطرة على احتياطات النفط والغاز، فرض الخوّات والإبتزاز واحتجاز حرّية الأشخاص للحصول على فدية، والتبرّعات عبر العالم والدعم الخارجي غير المنظور، بالمال والعتاد. لكنّ سرعة سقوط «داعش»، بدءاً من 2016، وخصوصاً في النصف الثاني من 2017، كانت مثيرة أكثر من سرعة نشوئها وتوسّعها. وهذا ما يدفع إلى التساؤل مجدداً: مَن هو «داعش»؟ أيّ لغز ينطوي عليه؟ وأيّ هيكلية تنظيمية تقوده؟

ربما يكون من المبكر اكتشاف لغز «داعش». لكنّ الواضح هو أنّ التنظيم نفسه كان مؤلّفاً من ثلاث طبقات:

-1 طبقة الأنصار العاديين المؤمنين فعلاً أنّ التنظيم يريد إحياءَ الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا.

-2 طبقة الكوادر الذين وجدوا مصالحهم في الانضمام إلى «داعش» إما لحماية أنفسهم من الانتقام، لأنهم سبق لهم أن ارتكبوا التجاوزات في مراحل سابقة، وإما لبناء النفوذ والثروة.

-3 طبقة القادة الأساسيين الذين يديرون اللعبة، وهم مرتبطون بجهات وأجهزة خارجية، إقليمية ودولية على الأرجح، توفّر للتنظيم الدعم والتغطية، لتحقيق غايات معينة.

وهناك كثير من التحليلات والتكهّنات حول لغز «داعش». فالبعض قال إنّ قوى دولية أو تركيا ودولاً عربية معيّنة دعمت التنظيم في بعض المراحل، فيما أخرى تحدثت عن دور لإيران، وفقاً لحسابات ومصالح ظرفية. لكنّ أيّاً منها لم يتمكن أحدٌ من إثباته حتى الآن. ويرى كثير من الخبراء أنّ من البديهي استنتاج ما يأتي: إنّ «داعش» إنتهى عندما أنجز الدور الذي أُنشِئ من أجل أدائه.

فمن المعروف أنّ التنظيم الذي يعتمد نهجاً يتنافى مع شرعة حقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة ليس مهيّأً أساساً ليكون في أيّ يوم دولةً معترَفاً بها، ولها مكانتها في الحوار على طاولة القوى التي ستتحاور على مستقبل العراق وسوريا وسائر دول الشرق الأوسط.

ولذلك، يُصبح منطقياً الاعتقاد أنّ هناك خطة مدبَّرة وراء ولادة التنظيم واتّساع نفوذه ثمّ إنحساره في عقر داره، أي العراق وبلاد الشام، ولو بقيت مستمرة حتى اليوم، ضمن حدود، في مناطق من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فالتنظيم بدا من العلامات البارزة في مسار «الربيع العربي» وعاملاً أساسياً في تسعير النار وإذكاء روح التطرّف والإرهاب تحت عناوين دينية، وهو اضطلع بدور أساسي في نزاع المحاور الإقليمية والدولية التي ربما استفاد بعضها منه.

ويمكن هنا طرح سؤال: هل كان اتّفاق فيينا بين الولايات المتحدة والقوى الدولية الكبرى مع إيران، حول البرنامج النووي في 2015، عاملاً مساعداً للقضاء على «داعش»؟ وتالياً، هل كان التنظيم يستفيد من النزاع الإيراني- الأميركي لكي ينطلق وينمو؟ وهذا ما يستدعي الاستنتاج: هل هناك ارتباط حالياً بين عودة التوتر إلى العلاقات الأميركية - الإيرانية والحديث المستجدّ عن عودة «داعش» إلى الساحة، بدءاً من العراق؟

في الأسابيع الأخيرة، نفَّذ «داعش» عمليات إرهابية في الموصل وعدد من المدن العراقية التي كان يزرع الرعب فيها خلال سنوات خلت. وقد ينفّذ التنظيم عمليات أخرى، في أماكن أخرى، بالتوازي، إذ يعود إلى استراتيجية «حرب العصابات» التي بدأ بها أساساً. ولهذه العمليات مغزى عميق، لأنه يعيد تسليط الضوء على السؤال: أين ذهب الآلاف من عناصر التنظيم وأنصاره بعد القضاء عليه عسكرياً؟ البعض يقول أيضاً: «قد يكون هناك بديل من «داعش»، أو خَلَف له، كما كان هو بديل «القاعدة». فالإرهاب الإسلامي سلاح أثبت فاعليته التدميرية لشعوب الشرق الأوسط والعالم العربي، وقد يجرى التجديد له، وإن بأشكال أكثر ملاءمة للمراحل المقبلة.

 

هل «طار البلد»...؟  

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 كانون الأول 2018

«طار البلد»... أو كاد يطيـر، وقبل أن يلتحق بالطيور المهاجرة إرفعوا عنه بنادقكم...

في مذكرات بشارة الخوري «أنه كان يسعى الى إدخال عبد الحميد كرامي في السلطة بعدما ظلّ متَّهماً بطلب الوحدة مع سوريا، ورئاسة الحكمة تعني دخول طرابلس في مشروع الدولة التي كانت تُعرف بطرابلس الشام»(1)...

إذا كانت عقدة تأليف الحكومة بتوزير أحد النواب السنّة الستّة تصبُّ في هذا الإتجاه، فقد تصبح ضرورة وطنية مبرّرة...

وإذا كانت العقدة الوزارية تتعلّق بالثلث الحكومي المعطِّل لأن الحكومة التي سُمِّيتْ قبل أن تولد حكومة العهد الأولى والأخيرة، ستتولى هي إدارة الفراغ الرئاسي، فليس ما يبـرّر الحصول على ثلث حكومي معطلِّ وتعطيل الثلثين المتبقِّيَيْن مِنْ ولايـة العهد... مع أن الوصول الى رئاسة الجمهورية لا يؤمِّنُـهُ الثلث الحكومي المعطِّل، فهناك الثلث المعطِّل السعودي، والثلث المعطِّل الإيراني، والثلث المعطِّل الأميركي، «والقمصان السود» تشكِّل وحدها الأثلاث الثلاثة المعطِّلة.

وما يقال: عن شعارٍ صُنع في لبنان، ما هو إلا شعارٌ تسويقي لمخادعةِ العواطف البريئة بدليل، أن الرئيس ميشال عون ما كان ليتربّع في بعبدا على الكرسي المرصَّع، إلا بعد موافقة الثلثين: الإيراني والسعودي، ومباركة الثلث الأميركي، المتربِّص في الظلّ.

أما إذا كانت العقدة الحكومية معلّقة على ذلك الوزير المُنْـتَظَر الذي قد يخرج كالمارد من القُمْقُم لإنقاذ لبنان من أشباح الجنّ، فإنَّ ما يُخيّبُ الرهان هو هذا الزمان العاقر الذي لا تتمخّض فيه القماقم إلاَّ بالأقزام.

من الأشرف والأكرم الإعتراف بأنّ التعطيل المستورد إلينا من عندِهم هو وراء العقدة الحكومية التي عندنا، من أن نتباهى بأن تأليف الحكومة هو أسيـرُ لعبـةِ عضِّ الأصابع بين هذا الفريق وذاك، مع أن هؤلاء العضّاضين يعضّون أصابعنا لا أصابعهم، ولم يتركوا لنا من خيار المفاضلة في العضّ إلا بين السُمِّ والسُمِّ عملاً بقول الشاعر:

إلَيْكَ فإِنّي لَسْتُ مِـمَّنْ إذا اتَّـقَى     عُضَاضَ الأَفاعي نامَ فوقَ العقاربِ.

على أنَّ العقدة الكبرى تكْمنُ في أولئك الذين يصنّفون أنفسهم آبـاء لنا مطوَّبين... ستَّـةُ آبـاء أو سبعةٌ هم الذين أنْجبـوا الأربعة ملايين لبناني، وكلُّ مَـنْ عداهُمْ أولادٌ قاصرون...

هذا أبٌ للسنّة، وذاك أبٌ للشيعة، وللمسيحيين آباءٌ بالتبنّي، وأمُّ الصبي أمٌ طالق، وكلّهم أربابُ البيت يضربون بالطبل... ونحن الأبناء تتلاعب بنـا شهوة الآباء، والآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون.

نحن ضحية صراع الآبـاء والأبنـاء الذين يتوالون على السلطة وهم يختلسون الإرث، والحق يضيع وليس وراءه مطالب لأنهم خدّروا الشعب بالتنويم المغناطيسي، والحق الشعبي لم ينتصر في التاريخ إلا بعد أن تتدحرج التيجان عن الرؤوس وتتدحرج الرؤوس عن الأكتاف.

قد تكون الحكومة هي الرهان الأخير أو لا تكون.. ولكن الأهم ألاَّ يظل الشعب المخدَّر ضحيةَ الإستغلال على غرار ما شبّه عمرو بن العاص الشعب المصري: «بأنّه كالنحلة التي يستغلّها الإنسان لتجْنِـيَ العسل من أجله».

-1 (كتاب بشارة الخوري: وليد عوض: ج2 - ص. 24)

 

هل تنجح إسرائيل بتدويــل «حرب الأنفاق»؟!  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 كانون الأول 2018

يوحي الحراك العسكري والديبلوماسي الإسرائيلي بوجود نية واضحة لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإعطاء عملية «درع الشمال» أبعادها الدولية. فبعد أن حظي بالدعم الأميركي لهذه العملية يسعى الى دعم مماثل لها من موسكو التي زارها وفد عسكري إسرائيلي يقوده رئيس العمليات في الجيش الجنرال أهارون هاليفا بهدف تسويقها، وسط مصاعب جمّة لا توحي بسهولة المهمة. فما هي العوامل التي تعوق تدويل هذه العملية؟

يتفق مراقبون عسكريون وديبلوماسيون على أنّ السعي الإسرائيلي الى تدويل «حرب الأنفاق» ليس مشواراً سهلاً على الحكومة الإسرائيلية بسبب كثير من العوائق التي تحول دون هذا التدويل لأسباب إقليمية ودولية متعددة.

فالظروف التي كانت تتيح لإسرائيل تسويق مواقفها وقراءتها للتطورات تغيّرت في كثير من جوانبها ولم تعد عملية بسيطة، فالإهتمامات الدولية بالأزمة السورية تتجاوز القبول بشنّ أيِّ حرب أو مواجهة جانبية لأسباب وجيهة تتوزّع بين الشكل والنوعية من جهة، والأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة من جهة ثانية. ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

في الشكل والنوعية يمكن الإشارة الى الملاحظات الآتية:

- لا يكفي إسرائيل أن تقول إنها «أنفاق هجومية» ليكون لها ما أرادت من هذه العملية. فالتوصيف لا معنى دولياً له ولا مفاعيل تغيّر من واقع الأمور طالما أنها لم تبلغ بعد لبنان بالإحداثيات الخاصة بها ولا جرى كشف يؤدي الى تحديد تاريخ إنشائها. فالخبراء الجيولوجيون يستطيعون إجراء مثل هذه الدراسة على عيّنات من أنواع وطبيعة التربة والصخور الموجودة داخل الأنفاق التي تدّعي اكتشافها.

- يدرك المسؤولون الإسرائيليون، ومعهم لبنانيون، من ضباط وديبلوماسيين أنّ هذه الأنفاق أو البعض منها كان مدار بحث وجدل ومدار مداولات سابقة إبان المفاوضات التي أنتجت القرار 425 الصادر في 19 آذار 1978 والذي دعا إسرائيل الى سحب قواتها الى ما «وراء الحدود الدولية اللبنانية المعترَف بها» وهو ما ترجم جزئياً في 25 أيار العام 2000.

كذلك تجدّد الحديث عنها في مفاوضات القرار 1701 الصادر في 12 آب 2006 عقب حرب تموز من العام نفسه ولم يُجرَ أيُّ كشف عليها ولا على طبيعتها.

- إنّ كل ما يجري على الأراضي اللبنانية وتحتها لا علاقة له بما هو قائم في أراضي ايّ دولة مجاورة، عدوّةً كانت أم صديقة. وطالما أنّ غسرائيل التي تسعى الى محاكمة لبنان من خلال هذه الأنفاق - التي تزعم اكتشافها - لم تثبت بعد امتداداتها من الجهة اللبنانية، فإنّ الموضوع ما زال قيد البحث والقوات الدولية (اليونيفيل) شريك أساسي فيه.

أما في الظروف العسكرية والسياسية المحيطة بالملف فيمكن التوقف عند الملاحظلات الآتية:

- ليس في الأفق ما يوحي بإمكان إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بأيّ عمل عسكري ضد لبنان طالما أنها لم تعالج الأسباب السالفة الذكر في شكل هذه الأنفاق ونوعيّتها، وقبل تحديد ماهيّتها والحصول على الإعتراف الدولي المطلوب من الأمم المتحدة المتمثلة بالقوات الدولية المنتشرة على الحدود مع فلسطين المحتلة.

- على رغم دعم الولايات المتحدة الأميركية للعملية الإسرائيلية «درع الشمال»، فإنها ورغم تأييدها الموقف الإسرائيلي، لم تُحمّل الجانب اللبناني أيّ مسؤولية الى اليوم. لا بل فهي حذّرت لبنان من ارتكاب أيّ خطأ يؤدي الى توتير الوضع على الحدود الجنوبية.

وإذ اكتفت بالتحذير الموجَّه الى لبنان فهي نصحت إسرائيل في المقابل بعدم القيام بأيِّ مغامرة قبل التنسيق معها ونيل موافقة المجتمع الدولي، وصولاً الى القول إنّ الخطر المتأتي من الوجود الإيراني في سوريا أدهى من الحديث الجديد عن الأنفاق وله الأولوية في الوقت الراهن لا بل فهو أولوية لا تعلو عليها أيُّ أولوية أخرى.

- قبل أن يتوجّه الوفد الإسرائيلي الى موسكو لشرح الموقف أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً نبّهت فيه تل أبيب بقساوة من أيِّ خيار عسكري تجاه لبنان، فالمسألة لا يمكن أن تنال موافقتها قبل التثبّت من وجود هذه الأنفاق وطبيعتها والغايات منها وحجم تورّط اللبنانيين فيها وما يمكن أن تعكسه على الوضع المتفجّر في سوريا والعراق ودول الجوار.

- الوضع القائم في سوريا والمنطقة لا يتحمّل أيَّ خطأ يمكن أن تقود اليه أيّ عملية إسرائيلية قبل المعالجات الديبلوماسية وتلك الموكلة الى قوات «اليونيفل»، فالوضع في الجانب اللبناني حساس جداً ولا يتحمّل أيَّ خطأ.

- لا تخرج المواقف الروسية والأميركية في شكلها ومضمونها ودقتها والغايات منها عن الإجماع الدولي الذي عبّرت عنه بالطرق الديبلوماسية قوى دولية وحكومات أُخرى وخصوصا تلك التي تشارك في قوات اليونيفيل. فالمواقف الإيطالية والإسبانية والألمانية والفرنسية التي تشكل عصب هذه القوات لم تخرج في مواقفها وملاحظاتها عن أطر الموقفين الروسي والأميركي.

وبناءً على هذه الوقائع تعتقد مراجع ديبلوماسية محلية ودولية أنّ إسرائيل، وكما فشلت في التسويق لوجود مصانع الصواريخ الإيرانية في محيط مطار بيروت الدولي ومناطق أخرى من لبنان، لن تنجح في تسويق أيّ عملية عسكرية جراء اكتشاف الأنفاق، وإنّ الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد على ذلك.

فإسرائيل تحاول أن تلعب في الوقت الضائع لتبرّر عملياتها العسكرية لضرب القواعد الإيرانية وتلك التابعة للمجموعات الموالية لها في سوريا. وإنّ أيَّ تهديد بعملية مماثلة في لبنان لن تجد لها ما يبرّرها. فالبلد متخم بالنازحين السوريين والعالم أجمع يسعى الى مساعدتهم على أرض لبنان طالما أنّ أيّ قرار لم يُتخذ بعد بنقل الدعم والمساعدة هذين الى أيِّ بقعة أخرى في الداخل السوري أو خارجه في اعتبار أنّ أيَّ قرار من هذا النوع يجب أن يكون مسبوقاً ببرامج دولية لإعادتهم اليها، وهو أمر مستحيل في المرحلة الراهنة.

ويستنتج المتتبعون أنّ ما تقوم به إسرائيل سيبقى في إطار «البروباغندا» الديبلوماسية والسياسية والإعلامية لحرف الأنظار عن العمليات التي تنوي تزخيمها في سوريا، وربما وصلت في عملياتها الى الأراضي العراقية إذا ثبت لديها أنّ إيران زوّدت «الحشد الشعبي» صواريخ بعيدة المدى تصل الى ما بين 500 و700 كيلومتر. فهناك مصادر الخطر الحقيقية على أمنها القومي وهو ما تبرّره لها القوى الدولية الكبرى وليست في الأنفاق التي لم يظهر بعد أنها تشكّل خطراً داهماً على أمنها.

 

حزب الله: الأعراف والدستور

محمد قواص/العرب/14 كانون الأول/18

تعيد الأزمة الحكومية في لبنان تسليط المجهر على صلاحية النظام السياسي اللبناني الذي أعاد اتفاق الطائف “إصلاحه” عام 1989. مثّل الاتفاق الشهير، الذي بات من صلب الدستور اللبناني، موازين القوى التي خرج بها اللبنانيون من احترابهم الأهلي على مدى 15 عاما. ولئن تأسست روحية التوازن الداخلي على الزعم المستمر بالتمسك بنظرية “لا غالب ولا مغلوب”، فإن اتفاق الطائف كان نتاج مخاض دموي أنتج في نهايته غالبا ومغلوبا.

مثّل رفض الجنرال ميشال عون  للاتفاق عند ولادته، وموافقة سمير جعجع عليه، واجهة ملتبسة للموقف المسيحي الحقيقي مما انتهت إليه المداولات في المدينة السعودية. بدا أن المسيحيين في وعيهم الجمعي أدركوا هزيمة راكم من حدّتها اعتقال جعجع، المبارك للاتفاق، وزجه في السجن لمدة 11 عاما، واضطرار عون، الرافض للاتفاق، إلى اللجوء إلى فرنسا لمدة 15 عاما. وعلى هذا، تقاطع المسيحيون على التظلم من اتفاق أطاح بما كان يعرف بامتيازاتهم على رأس السلطة منذ الاستقلال.

غير أن الممارسة الحقيقية لاتفاق الطائف لم تعتمد على قوة بنوده القانونية ولا على مفاعيله الإيجابية في إنهاء الحرب الداخلية وإعادة الاستقرار إلى لبنان. تأسس الطائف منذ العمل به على قهرية الواقع السوري في لبنان ووصايته الكاملة على النظام السياسي للبلد. بات للطائف ما يعمل به وما يهمل ذكره، كما بات له رجالاته وموالوه وأجهزته. لم يعرف اللبنانيون الطائف دستورا واضح المواد والبنود، بل أعرافا تتراكم على أعراف، وفق مزاج سلطة الوصاية الدمشقية وأدواتها المحلية.

صادر اتفاق الطائف بعضا من صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي الماروني، ومنحها لمجلس الوزراء الذي يرأسه مسلم سني، مما راكم خطأ، خصوصا لدى الجمهور المسيحي، شعورا بأن الموارنة خسروا نفوذا لصالح السنة. وعلى الرغم من أن صلاحيات مجلس الوزراء لا تعظّم نفوذ رئيسه، الذي يبقى محكوما بإرادة كل الطبقة السياسية، فإن تواكب الطائف مع ظهور رفيق الحريري، رفع من منسوب اللغط، الذي نما داخل الطائفة الشيعية هذه المرة، حول السلطة التي يمتلكها رئيس الحكومة السني في حكم البلد.

مثّل رفيق الحريري ظاهرة استثنائية لم يشهدها السنّة، كما لم يشهدها لبنان قبل ذلك. توزع ولاء السنّة في لبنان منذ الاستقلال على زعامات محلية، ولم يدينوا يوما بولاء واحد لزعيم واحد. كان السنّة ينظرون خلف حدود البلد يستدرجون قوة من الخارج تعوضهم ما اعتبروه ظلما حلّ بهم جراء حشرهم داخل دولة لم يصفقوا لولادتها. فاقم من تلك المظلومية نظام سياسي جعل من المسلمين متعايشين مع سلطة المارونية السياسية وليسوا شركاء داخلها. وعلى هذا جاء رفيق الحريري ليصالح السنّة مع لبنان، حاملا مشروعا لبنانيا عابرا للطوائف، متكئا على حزمة علاقات إقليمية ودولية جعلت منه رجل المرحلة، رجل الطائف بامتياز.

عمل رفيق الحريري تحت سقف الوصاية السورية وبالتحالف مع دمشق. بات رقما صعبا داخل منظومة سياسية بدا أن الشيعية السياسية باتت قاعدتها وأداتها الغليظة. وعلى هذا ترعرع لدى الثنائية الشيعية، المتمثلة في حزب الله وحركة أمل، نزوع نحو تعزيز نفوذها، بالقوة والحيلة، داخل الإدارات اللبنانية، وتوق، لا سيما بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، إلى إثارة موضوع الدستور وانتهاء صلاحية العمل به، واعتباره متقادماً لا يأخذ بالاعتبار تبدل موازين القوى الداخلية بعد عقود على إبرام اتفاق الطائف.

أزاح اغتيال رفيق الحريري عقبة رئيسية من أمام إجراء انقلاب دستوري باتجاه إعادة تسجيل النفوذ الشيعي داخل التركيبة السياسية الرسمية اللبنانية. ولا شك أن تورط حزب الله مباشرة في عملية الاغتيال، حمل ماء إلى طاحونة من يراقبون حراك حزب الله الاستراتيجي للهيمنة على لبنان ونظامه. والظاهر أن عُرف الترويكا، الذي بات عرفا يحكم لبنان منذ رئاسة إلياس الهراوي للجمهورية اللبنانية عام 1989، أسس لفكرة المثالثة التي لطالما تم التلويح بها لتكون بديلا عن المناصفة التي عززها اتفاق الطائف لاقتسام السلطة بين المسلمين والمسيحيين.

وفيما اشتهر الحريري الأب بمقولته “أوقفنا العدّ”، في معرض تأكيده على المناصفة أيا كان الحجم الديمغرافي للمسيحيين في لبنان، فإن منابر حزب الله لطالما ذكّرت بطرق ملتوية، وأحيانا مباشرة، المسيحيين بتراجع حجمهم الديمغرافي عنه في بداية تشكّل الكيان اللبناني، على نحو يهدد مفهوم المناصفة، وبالتالي يهدد مستقبل الموقع المسيحي داخل النظام السياسي اللبناني.

على أن تمسك الحريرية السياسية بمبدأ المناصفة ينطوي، من جهة، على تمسك مبدئي بالحقوق المسيحية التاريخية داخل تاريخ لبنان كما حاجة لبنان إلى رفع شأن الوجه المسيحي المميز للبلد داخل المحيطين العربي والإسلامي، لكنه، من جهة أخرى، يستبطن اللجوء إلى الحصن المسيحي وامتداداته الدولية المحتملة من أجل حماية لبنان ونظامه من هيمنة شيعية مطلة تنهل ديناميتها من “فائض قوة” استثنائي لم يشهد لبنان له مثيلا من قبل، حتى في فترة الحضور العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي بقي دون تأثير مباشر على المنظومة السياسية اللبنانية الداخلية وتفاصيلها.

والمثالثة في لبنان، والتي تعني أن يُحكم البلد وفق أضلاع ثلاثة متساوية من السنة والشيعة والمسيحيين، لا تعتبر كابوسا لأنها تعيد توازنا ما إلى حصة طائفة لبنانية داخل منظومة الطوائف في البلد، بل لأن أعراف المثالثة تهدد المناصفة، وبالتالي تهدد الحصة المسيحية والوجود المسيحي وربما تميز لبنان داخل المشهد الإقليمي العام. لكن الأدهى من ذلك أن المثالثة في السياق الإقليمي الحالي تعني أن إيران باتت وصيّة نهائية من على بعد آلاف الكيلومترات على لبنان، فيما (وعدا الحالة السورية الاستثنائية من عام 1975 وحتى عام 2005) لم يسبق لدول أجنبية أن هيمنت على النظام السياسي اللبناني من خلال طوائفه.

على هذا يكفي النظر إلى موقف حزب الله من مسألة تمثيل “سنة 8 آذار” ليس بصفته موقفا شهما لدعم سنّته ورفد معارضتهم لزعامة سعد الحريري، بل بصفته إعلانا “سلطانيا” يطلق فرمانات توزيع السلطة وفق المزاج الذي يحدده الحاكم الفعلي للبلد. كما أن تدخل حزب الله الشيعي في مسألة تمثيل وزراء للطائفة السنية، يُعدّ سابقة لم ترتكبها إلا سلطات الوصاية السورية السابقة التي مارست ذلك داخل كافة الطوائف.

وعلى هذا أيضا لا يتقدم حزب الله بصفته شريكا يزاحم الآخرين لتحسين شراكة الشيعة في الثروة والسلطة، بل بصفته ممثل الولي الفقيه في لبنان بصفته جزءا من نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

يحتاج حزب الله إلى تحويل سلوكه من طابع الاستثناء وهرطقات الأعراف، إلى نصّ دستوري يحظى بغطاء محلي وإقليمي واعتراف دولي. توقف الحزب عن التلميح بمؤتمر تأسيسي يعيد صياغة دستور جديد، لكنه، ومن خلال ما يجاهر به من نفوذ على رئاسة الجمهورية ومن قدرة أثبتها على شلّ البرلمان، ومن تذكيره بالإمساك بمفاتيح الحكومة وهوية رئيسها، يودّ أن يجعل مما اعتبر دائما عرضيا، قاعدة بنيوية دائمة هي أساس لبنان المستقبل.

يبقى أن حزب الله ينطلق مما يعتقد أنه لحظة إقليمية دولية يعتبرها مواتية لفرض “دولته”، لكنه بالمقابل لا يلحظ أن رفض الحريري وتشدده بالرفض ينطلق أيضا من نفس اللحظة التي يعتبرها خصوم حزب الله مواتية إقليميا ودوليا لرفض “دولة حزب الله”.

 

البطريرك صفير:"أين يقع قصر المهاجرين؟ إن البعوضة تُدمي جبهة الاسد"

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الجمعة 14 كانون الأول 2018 

http://eliasbejjaninews.com/archives/69982/%D9%83%D9%84%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D9%8A%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%82/

للبطريرك صفير حِكم كثيرة وكبيرة كان يوردها مع طرفة من حين الى آخر ما يُبقيها في الأذهان والعقول والقلوب.

إليكم بعض الحكم الطريفة من البطريرك صفير الذي سرت إشاعات قبل يومين عن سوء وضعه الصحي وهو ناهز الـ 98 عاماً.

اشتهرت عبارة البطريرك صفير التي كان يقول فيها إنه لن يعيد حديثه وليفسروه كما يريدون وهي "لقد قلنا ما قلناه."

- عندما زار البابا القديس يوحنا بولس الثاني سوريا في شهر أيار العام 2001 وبما أن سوريا تُعتبر ضمن رعية بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق، اعتبر الكثير من سياسيي لبنان وعدد من رجال الدين من مختلف الطوائف المسيحية أن هذه هي الفرصة المناسبة التاريخية والضاغطة على البطريرك صفير ليزور سوريا بحجة مواكبة رأس الكنيسة الكاثوليكية، وكان عنوان الزيارة يومها "على خطى بولس". كان البطريرك جازماً وحاسماً وقال لكل من طلب منه مرافقة البابا إلى سوريا "زيارتي لن تكون رعوية وستأخذ الطابع السياسي، ولا أزور سوريا إلا ورعيتي معي."

كان البطريرك صفير صرّح سابقاً بأنه لن يزور سوريا وجيشها يحتلّ لبنان، وعندما سألوه في المطار وهو يغادر إلى روما متى ستزور قصر المهاجرين؟ أجاب بسؤال ذكي جداً مع بسمة لا تخلو من الجدية: "وأين يقع قصر المهاجرين؟"

وفي الداخل اللبناني لم يكن البطريرك يساوم أو يتنازل ولو حتى في الشكل، وعندما سألوه في مطار بيروت متى ستلتقي السيد حسن نصرالله؟ أجاب بذكائه المعهود وباقتضاب كلي: "أبواب بكركي مفتوحة للجميع."

وبعض حكمه المحببة كان يقولها للشباب الذين كانوا يزورونه كثيراً بعدما تحوّل المرجع الأساسي في غياب باقي المراجع إبان الوصاية السورية.

وفي إحدى المرّات زاره الشهيد رمزي عيراني على رأس وفد من المهندسين ومعه المهندس روني عبد الحي ليخبره عمّا يجري في الانتخابات النقابية من ضغوطات من السلطة ومنع لحرية التعبير، وكان الشهيد رمزي يتوجّه الى البطريرك بالقول: سِيدنا (بكسر السين)، فضحك البطريرك وقال له: "يا إبني هون سَيدنا (بفتح السين) هونيك عندن سِيدنا.."

وفي أوائل التسعينات زاره وفد طلابي ليخبره عن أن التعيينات في الجامعة اللبنانية تتمّ من طرف سياسي واحد وتستبعد باقي الأطراف، فأجابهم بلهجته الكسروانية: "اش بدكن ياهن كلن كتائب وقوات؟ في ناس مناح وين ما كان"،

وفي مرة ثانية وأمام وفد طلابي جاء يشكو له سيطرة سوريا على لبنان وعدم إمكانية التظاهر ويسأله ما هو الحل تجاه هذا الواقع نصحهم قائلا: "إلتفتوا لدروسكن وما تفكروش إنو الدرس مش مهم وما بيجيب نتيجة، وما تفكروش حالكن ضعاف.. إن البعوضة تُدمي جبهة الأسد".

 

خلاف نديم وسامي يذكّر بخلاف بشير وأمين الجميل فمَن يُبعِد «الكتائب» عن شبح الانهيار؟

سعد الياس/القدس العربي/14 كانون الأول/18

بيروت- «القدس العربي»: على الرغم من التكتم على مداولات الاجتماع الأخير للمكتب السياسي في حزب الكتائب وإنذار المجتمعين بعدم تسريب أي معلومة خارج جدران البيت المركزي الكتائبي ، فقد علمت «القدس العربي» أن هذا الاجتماع وخلافاً لما عكسه بعض الاعلام كان عاصفاً في حضور النائب نديم الجميّل الذي اتخذ قراره بالمشاركة في الاجتماع بعد إنسحابه قبلاً من إحدى الجلسات احتجاجاً على تحالف الكتائب مع الحزب السوري القومي الاجتماعي في انتخابات نقابة الصيادلة للفوز بمقعدين في النقابة.

وقد أصرّ نديم الجميّل في خلال الاجتماع الأخير على موقفه الداعي «إلى وقف النزيف وعدم الهروب نحو مستنقع آخر كسلق المؤتمر العام للحزب الذي جرى تقريب موعده من شهر حزيران 2019 إلى شهر شباط المقبل والذي لا هدف له – كما قال- سوى تجديد البيعة لمجموعة ضيّقة وإخراج الاصوات الحرة من القرار». ودعا «لانقاذ الحزب عبر إنشاء هيئة طوارئ تكون مهمتها وقف مسلسل الخسائر وإبعاد شبح الانهيار عن الحزب ومحاسبة الذين غشّوا الحزب من تاريخ الانتخابات النيابية وصولاً إلى بعض التحالفات المميتة التي أضرّت بسمعة الكتائب».

استقالات وانسحابات في الحزب وأسئلة عن مصير المحاسبة بعد نتائج الانتخابات

وفي المعلومات أن أعضاء في المكتب السياسي تحدثوا عن التغريدة التي نشرها نديم الجميّل على « تويتر « وكانت بمثابة نداء إلى الكتائبيين لانقاذ الكتائب من الانهيار»، منتقداً القرارات التي إتخذتها القيادة في جو من التسرّع والتهوّر والتي بدأت تعرّض وحدة الحزب لاهتزازات قد لا نتحمّل نتائجها». وطلبوا من نديم حذف هذا التويت لكنه رفض.

والواقع أن «الشيخ نديم»، الذي على خلاف القيادة الكتائبية يقيم علاقة جيدة بالقوات اللبنانية التي أسّسها والده الرئيس بشير الجميّل، يبدو منزعجاً من فشل الكتائب في ادارة المعركة الانتخابية التي إنتهت إلى تصغير كتلة نواب الكتائب من 5 إلى 3 بدل زيادتها وبالتالي عدم محاسبة المسؤولين. وهذه المحاسبة لم يدعُ اليها نديم الجميّل ولا الاعضاء الثلاثة الذين استقالوا من المكتب السياسي وهم عبد الله ريشا واسعد عميرة وشادي معربس بل إن الخلوة التي دعا اليها المكتب السياسي بعد الانتخابات النيابية هي من قررت تأليف لجان لتقصّي الحقائق على أن تُعرَض النتائج لاحقاً على المكتب لجهة كيف ومن أجرى المفاوضات من قبل الكتائب مع المجتمع المدني في أحد فنادق بدارو ؟ ولماذا لم تتم هذه التحالفات مع رموز المجتمع المدني ؟ وكيف أديرت المعركة وكيف تعاطى معها الاعلام وخصوصاً اذاعة صوت لبنان وأين وضعت الاستراتيجية الإعلامية ؟ وكيف صرفت الاموال ومن اي مصدر وكيف كانت طريقة الصرف ؟ ولماذا ظهر في نتائج الانتخابات أن أكثر من ثلث الكتائبيين لم يلتزموا بإعطاء الصوت التفضيلي للمرشحين الحزبيين؟ ومن هـم المسؤولون الحـزبيون الذين لم يـلتزموا؟

كل هذه الاسئلة وردت في كتاب استقالة ريشا وعميرة ومعربس الذين انتقدوا بقاء القرارات الحزبية بتشكيل لجنة تقصي حقائق وتقديم تقرير مفصل عن تفاصيل الانتخابات حبراً على ورق، والذين برّروا الاستقالة» بالاصرار على عدم سماع أصواتنا وبأننا فوجئنا بأن توقيت الدعوة إلى المؤتمر العام بدا وكأنه الرد على ما كنا ننتظره فجاءت كتغطية للتهرب والمماطلة».

وفي المعلومات أن الدعوة إلى المؤتمر العام جاءت بعد انسحاب الشيخ نديم من اجتماع المكتب السياسي الاثنين وبعد اجتماع ناري بينه وبين رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل يوم الاربعاء حيث سأل نديم رئيس الحزب «اين اصبحت التقارير؟» فلم يجب أحد عليه.

وما هي ايام حتى تمّ الاعلان في اجتماع المكتب السياسي يوم الاثنين اللاحق عن موعد المؤتمر حتى أن الامين العام للحزب نزار نجاريان لم يكن على علم به إلا قبل يومين.وكان من المنتظر في ذلك الاجتماع أن يأتي رئيس الحزب بجدول اعمال سياسي وبشرح للخطاب السياسي بعد انقطاع 7 أشهر غير أن ذلك لم يحصل.

والواقع أن خلاف نديم وسامي يذكّر بخلاف والدهما بشير وأمين ، غير أن رئيس الحزب الحالي لا يمكن له أن يتصرّف مع ابن عمّه نديم كما فعل مع الوزير السابق سجعان قزي عندما دخلت الكتائب إلى الحكومة بثلاثة وزراء وخرجت منها بوزير واحد هو آلان حكيم حيث بقي في الحكومة الوزيران سجعان قزي ورمزي جريج فما كان من الحزب إلا فصل قزي فيما جريج لم يكن كتائبياً ملتزماً. فنديم الجميّل هو إبن بشير وحفيد مؤسس الحزب بيار الجميّل وليس من السهولة التصرّف معه كسواه من المسؤولين، حتى أن الاعضاء الثلاثة الذين استقالوا لهم حضورهم القوي سواء في البترون أو في عكار أو بيروت.

وكان عدد من الكوادر الكتائبية إما فُصلوا من الحزب كمستشار الوزير بيار الجميّل السابق طوني بو ملهب أو استقالوا كالدكتور فريد كرم أو إعتكفوا كالوزير والنائب السابق ايلي ماروني الذي كان راغباً بالتحالف مع القوات اللبنانية في زحلة ، وهو ما فعلته القيادة الكتائبية بعد إلحاح في عدد من الدوائر كالاشرفية والبترون والكورة وزغرتا وبشري ولم تفعله في المتن وبعبدا وكسروان وجبيل وعاليه والشوف ما أدى إلى خسارة في كسروان وبعبدا والى عدم ترشح النائب السابق فادي الهبر في عاليه.

يبقى أن الكتائب ستكون على موعد مع تصعيد قريب ومع إلقاء الضوء على عدد من المخالفات التي جرت وتجري، فكيف سيتعاطى معها الحزب الذي يفتخر بأن عمره بات 82 سنة؟

 

هل تأخر ظهور الإمام المهدي مليون سنة ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/14 كانون الأول/18

1 - قائد حزب أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي أقنعه خامنئي ورجال ولاية الفقيه في الأجهزة الأمنية الإيرانية بأنه هو اليماني الذي سَيُمَهِّد لخروج الإمام المهدي لتحرير مكة من حكم آل سعود بعدما منحوه مئات الملايين من الدولارات الأميركية مسلوبة من أفواه الفقراء الإيرانيين.

والحوثي هو اليماني الذي ستكون رايته بجانب راية الإمام المهدي الذي سيحكم الأرض كلها ودول العالم كافة أميركا، وروسيا، والصين، وأوروبا، واليابان، وأوستراليا، وكندا، والهند، وسائر بقاع الدنيا بعد إتمام إزالة إسرائيل من الوجود كما ورد في كتب الروايات الدينية عند الشيعة.

" يا طائفة ضحكت من جهلها الأمم "

2 - وقائد حزب الله في لبنان حسن نصر الله أقنعه خامنئي وقاسم سليماني ورجال ولاية الفقيه في الأجهزة الأمنية الإيرانية بأنه هو الحسني النفس الزكية الذي سيستشهد في مكة المكرمة أثناء تحريرها على يد الحوثي قبل ظهور الإمام المهدي بأيام معدودات كذلك بعدما جعلوا له 100 مليون دولار شهريا مسلوبة من أفواه الفقراء الإيرانيين ليصنع بها زعامته ولقد صنعها.

فاقتنع الحوثي ونصر الله بأنهما يعيشان في زمن ظهور المهدي بين يوم وآخر.

واقتناع حسن نصر الله بهذه العقيدة هو الذي دفعه للذهاب إلى قرية في بعلبك ادعى فيها رجل بأنه رأى الإمام المهدي باليقظة وجها لوجه في عقد التسعينات وكان نصر الله يومها أمينا عاما للحزب ليستخبر منه عن أحوال المهدي.

وبعدها فتح فرعا في مكتب خامنئي في حارة حريك متخصصاً بتفسير منامات الناس التي تتصل بالمكتب يوميا عسى ولعل يكتشفون زمن ظهور المهدي من خلالها بتحديد الساعة واليوم !!!!

وأعرف قيادات شريكة في صناعة القرار السياسي داخل الحزب صَدَّقَت شابا يملك قوة خارقة بالدهاء زعم أنه المهدي فتبين لها لاحقا بأنه كاذب.

لقد تأخر ظهور الإمام المهدي نحو مليون سنة بعدما أبرم الحوثي اتفاق صلح مع السعودية تنازل به عن مدينة الحديدة وعن سيطرته على مينائها الذي هو الشريان الوحيد لليمن تنازل عنه للأمم المتحدة التي وصفها الحوثي مرارا وتكرارا بأن الأمم المتحدة هي مؤسسة من مؤسسات أميركا والموت لأميركا!

وغدا سيتنازل عن مطار صنعاء للسيدة الجليلة أميركا!

أنا على قناعة بأن حسن نصر الله والحوثي ليسا من المنافقين بل هما ضحية ألاعيب منافقين وأرباب بالنفاق هم رجال ولاية الفقيه الإيراني.

ملاحظة : إن حسن نصر الله يكذب كثيرا لكنه يكذب بخلفية التقية التي أباحت له ذلك حسب معتقده وذلك لصالح الإسلام المحمدي الأصيل ومذهب التشيع الحق والطائفة الشيعية الناجية وحدها من النار !!!!!!

 

الرابطة المارونية: من نُخب الى مجموعة من الناخبين.. هـــــل تؤجــــل الانتخابات؟!

وكالة "أخبار اليوم"/14 كانون الأول/18

3 مرشحين يتنافسون على رئاسة المجلس التنفيذي على القاعدة "قم لأجلس مكانك"/لا برامج ولا امكانية لتنفيذها اذا وجدت في ظل نظام مقفل والقوانيــــن فيه جامــــدة

(أ.ي) - تتجه الرابطة المارونية في مطلع آذار المقبل الى انتخاب مجلس تنفيذي لها، وسط التساؤل هل ما زالت تمثّل النُخب او تحولت الى مجموعة من الناخبين، نتيجة المسارات التي سلكتها على مدى السنوات الأخيرة التي اتت مغايرة تماما للمبدأ الذي تأسست عليه في العام 1952، كتجمع نخبوي ماروني، وتضم في صفوفها رؤساء جمهورية سابقين، ونواب، ووزراء، وموظفي الدولة من الفئتين الأولى والثانية، وضباطاً كباراً متقاعدين، وقضاة، ورؤساء هيئات اقتصادية واجتماعية، ورؤساء مؤسسات، ورجال فكر في كل الاختصاصات، حيث شكلت الوجه المدني الذي يتعاطى -بدلاً من بكركي-  مع القضايا التي تُطرح على الساحة اللبنانية. فتعمل – بشكل او بآخر- بتوجيهات بكركي، لكن بصفة علمانية. فكان الدور المناط بها غالباً له علاقة بالأمور التي لا تتدخل بها بكركي، إنما تباركها، كملفات التجنيس، العقارات، القضايا الدستورية والتشريعية، والمصالحات المسيحية....

ولكن في السنوات الأخيرة يسجل شبه غياب للرابطة عن هذه الملفات، ليقتصر دورها على اطلالات محصورة فقط بانتخاباتها الداخلية.

تدخّل بكركي

وفي حين يبدو ان التنافس على أشدّه بين ثلاثة مرشحين للفوز بمنصب رئاسة الرابطة المارونية، وهم الرئيس الحالي النقيب انطوان قليموس، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، ورجل الاعمال غسان خوري، تحدثت مصادر مطلعة عن امكانية تأجيل الاستحقاق وتأليف لجنة موقتة بدعم من "حكماء" الرابطة وبتنسيق مع البطريركية المارونية، من اجل وضع رؤية انقاذية تعيد الرابطة الى دورها السامي، قبل اجراء الانتخابات، وذلك عبر زيادة فاعليتها وتطوير أنظمتها بما يتناسب ومتطلّبات المرحلة، وتوثيق العلاقة مع بكركي كونها مرجعية الرابطة الأم.

كـ"اتفاق الطائف"

وفي هذا الاطار ايضا، لفت مرجع ماروني الى انه خلال السنوات الثلاثة الماضية لم يسجل اي تطور يذكر على مستوى الرابطة، مشيرا الى ان الانتخابات السابقة والمقبلة تُجرى على قاعدة "قم لأجلس مكانك"، في ظل غياب تام للبرامج، على رغم بعض الشعارات التي لا تجدي نفعا.

وهنا انتقد المرجع نظام الرابطة بحد ذاته الذي لا يسمح بالبرامج ولا حتى بتنفيذها، وكأن مَن وضع نظامها الداخلي، استوحى البنود من اتفاق الطائف، قائلا: انه نظام مقفل، القوانين فيه جامدة، واي تعديل عليها لا يتم الا من خلال الجمعية العمومية حيث يصعب توفير النصاب.

واوضح ان عدد المنتسبين الى الرابطة يصل الى 1250 عضوا، ولا يحضر منهم الجمعية العمومية الا 70 او 80 عضوا، فكيف اذا ستعدّل القوانين التي يحتاج اقرارها تصويت اكثر من نصف المنتسبين، ومضيفا: جرت العادة ان تفتتح الجمعية العمومية، بحضور قليل جدا، فتؤجل لساعتين لعدم إكتمال النصاب، وبعد ذلك تعقد بمن حضر.

الانتخابات!

وعن الانتخابات، قال المرجع: من يحقّ لهم الإشتراك في الترشح والإنتخاب هم أعضاء الجمعية العموميّة الّذين سدّدوا اشتراكاتهم، متابعا: للاسف ما نشهده هو لجوء المرشحين الى دفع الاشتراكات عمن لم يسددوها منذ اكثر من سنتين او ثلاثة، وذلك فقط من اجل المشاركة في الانتخابات، هذا الى جانب الانتساب خلافا لما ينص عليه النظام الداخلي الذي يشير في هذا الاطار الى اصحاب مكاتب المحاماة او الهندسة او الضباط من رتبة عميد وما فوق... فنجد بين المنتسبين محامين متدرجين، ومهندسين متخرجين حديثا ضباط من رتب متدنية.... كما ان النظام الداخلي يشترط الانتساب لمن تجاوزوا سن الاربعين، نجد ايضا اعضاء ممن هم في سن الـ25 وربما اقل!... وهذا ما يشير على التفاف البعض على النظام الداخلي، من اجل ان تكون الانتخابات مفصّلة على قياس البعض.

التمويل!

واذا كانت الرابطة المارونية لا تتوخى الربح بل تموّل عن طريق رسوم الإشتراك السنوية التي يسددها المنتسبون إليها بالإضافة إلى الهبات، سأل المرجع كيف ستقوم الرابطة بالمهام الملقاة على عاتقها، اذا كان الاشتراك السنوي لا يتجاوز الـ 400 دولار، مشيرا الى اقتراح برفع المبلغ الى الـ 1200 دولار لم يلق اي تجاوب، في حين على سبيل المثال الاشتراك السنوي في المؤسسة المارونية للانتشار  30 الف دولار، وفي مؤسسة الانماء الشامل يصل الاشتراك السنوي الى  50 الف دولار!

هذا وتحدث المرجع ايضا عن الخلل الكبير في التوازن بين المناطق، ففي حين يصل عدد المنتسبين من كسروان الى 500، هناك من البقاع اقل من 20، ومن عكار 8 منتسبين فقط... مشيرا الى ان تسجيل اعضاء من مناطق محددة دون الأخرى هو بهدف خلق قوة ناخبة لصالح مرشح دون الآخرين  ليس الا.

مجلس ومصالح

وختم المرجع آسفا للدرك الذي اصاب الرابطة المارونية التي تحول المجلس التنفيذي فيها المؤلف من 17 عضوا - مع الاشارة الى ان هناك ثلاثة اعضاء قدموا استقالاتهم بمن فيهم نائب الرئيس توفيق معوض - الى مجلس شكلي من اصحاب المصالح، هذا الى جانب تدخل الأحزاب فيها على غرار الانتخابات الاخيرة حيث في ضوء اتفاق معراب الذي سبق الانتخابات بأشهر معدودة، حصل تفاهم بين القوات والتيار الوطني الحر وآخرين من المنتسبين الى الرابطة ادى الى فوز المجلس الحالي.

 

تصعيد نتنياهو يتزامن مع القلق من اهتزاز المساكنة الإيرانية - الأميركية

الأنفاق ومعادلة انتقال «حزب الله» من الدفاع إلى الهجوم: أي أثمان؟!

رلى موفّق/اللواء/14 كانون الأول/18 

ينص القرار 1701، مِن ضمن بنوده، على إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من الوجود المسلح غير الشرعي، بحيث أن حرب تموز  2006 آلت إلى انسحاب «حزب الله» من الحدود إلى شمال الليطاني، ومنعت عليه التواجد أو العمل في منطقة جنوب الليطاني باستثناء القوات المسلحة الشرعية و«اليونيفيل» الذي رفع عديده إلى 15 ألف جندي. بالطبع هذه المساحة المعزولة، وفقاً للقرار, هي ضمن الأراضي اللبنانية، ولا يشتمل، أي القرار، على خلق أي منطقة معزولة مقابلة للخط الأزرق على الحدود شمال إسرائيل.

آنذاك مع بداية تطبيق بنود القرار، عملت القوات الدولية على مسح جزء كبير من المنطقة بحثاً عن أنفاق حفرها «حزب الله»، وقد تمّ اكتشاف مئات منها تُوصل قرى ومواقع لـ«الحزب» ببعضها البعض، ومجهزة بأفضل التجهيزات، وحُفظت صورٌ لها وحُددت إحداثياتها بدقة من ضمن مهمة القوات الدولية التي كان يعمل برفقتها ضباط ارتباط عسكريون لبنانيون للتنسيق بين القيادتين.

ليس من شك بأن نتائج مسح «اليونيفيل» مُدرجة في تقارير موثقة وفي عهدة الأمين العام للأمم المتحدة، كما في عهدة الجيش اللبناني، وأغلب الظن في عهدة الجيش الإسرائيلي. بمعنى أن النقاش لا يدور حول وجود الأنفاق من عدمه تحت الأرض جنوب الليطاني لأنها مسألة ثابتة وموثقة. قد لا تكون عملية المسح طاولت كل الأنفاق، لكنها كشفت جزءاً كبيراً منها. المسألة اليوم تدور حول اختراق بعضها الحدود اللبنانية إلى الأراضي الإسرائيلية في فترة ما بعد الـ2006، أي ما بعد صدور القرار 1701 الذي يَضع أمن تلك المنطقة تحت سيطرة الجيش اللبناني والقوات الدولية. هذه الوقائع تُدرِج كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه ينتظر الإحداثيات كي يُبنى على الشيء مقتضاه، في إطار المماحكة السياسية التي لا تؤدي إلى مكان، ولا يمكن الركون إليها في أي تقرير صلب يمكن أن يرفعه لبنان إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، وإن تضمّن حجم الخروقات الجويّة والبحريّة والبريّة الإسرائيلية للبنان.

امتداد الأنفاق إلى داخل إسرائيل التي وصفتها تل أبيب بـ«الأنفاق الهجومية» يُشكّل دليلاً قوياً على أن «حزب الله» موجود داخل المنطقة المفترض أن لا يكون فيها، لا بل إنه يُطوّر منظومته من دفاعية إلى هجومية. وهنا تقع المسؤولية على القوات النظامية اللبنانية المعنية بضمان خلو جنوب الليطاني من قوى غير شرعية، كما هي مسؤولية القوات الدولية التي اتُهمت أميركياً، أكثر من مرة، بأنها مقصّرة أو عاجزة عن القيام بمهامها، لا سيما بعدما اصطف «الحزب» خلف الأهالي الذين عملوا في كثير من المرّات على التصدي لتحركات وحدات اليونيفيل في القرى التي كانت تصل معلومات عن وجود تحركات أو أعمال تخالف مضامين القرار الدولي فيها.

نجح «حزب الله»، بعدما التقط أنفاسه بعد «حرب تموز»، بتجويف القرار 1701، وساعده في ذلك ارتداده إلى الداخل واستخدامه فائض قوته لاختراق المؤسسات بما يخدم خطته البعيدة المدى. كان الحديث الدائر في المجالس الضيّقة عن المدى الذي ذهب إليه «الحزب» في الإمساك بمفاصل الدولة، والكلام كان يطال أيضاً قيادات عسكرية رسمية في الجنوب كانت على تماهٍ تام مع القيادة العسكرية لـ«الحزب»، حتى أن الكلام كان يطال اختراقه لـ«اليونيفيل» عبر كثير من الموظفين المدنيين. وقد ساهمت التحوّلات،  التي طرأت على موازين القوى في المنطقة أيام إدارة باراك أوباما، في تعزيز موقع إيران وأذرعها العسكرية، ولا سيما «حزب الله»، في المعادلة الإقليمية، الذي راكَمَ تجربة وخبرة واسعتين، سواء في العراق أو اليمن أو سوريا، بفعل مشاركته الميدانية في العمليات الحربية الدائرة فيها.

على أن التطوّر المُهم الذي حصل لدى «الحزب» بعد حرب العام 2006 وبعد انخراطه في الجبهات القتالية، ولا سيما في سوريا وتمرّسه على أساليب قتالية جديدة وأسلحة متطورة، هو انتقاله من عقيدة القتال الدفاعية إلى العقيدة الهجومية، أو المزج بالحد الأدنى بين العقيدتين. وهو ما بدا الأمين العام السيد حسن نصرالله يؤشر إليه في خطاباته منذ مدّة.

السؤال المطروح اليوم يتمحور حول إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على القيام بعملية «درع الشمال»، المتعلقة بإثارة موضوع الأنفاق، في هذا التوقيت، رغم أن التقارير الإسرائيلية تتحدّث عن انكشاف اختراق «حزب الله» الحدود منذ نحو سنتين على الأقل. ورغم أن الإجابات لم تصل إلى استنباط الأهداف، فإن قراءة سياسة نتنياهو تنحو في سياق بناء تراكمي من الخطوات، ليس فقط ضد «حزب الله» بل أيضاً ضد الدولة اللبنانية، بدءاً من الحديث عن مواقع تخزين صواريخ في محيط مطار بيروت إلى الحديث عن مصانع إيرانية متطوّرة تعمل على الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى موضوع الأنفاق الهجومية. وهي وقائع تسعى إسرائيل من خلالها للضغط على الدولة بمؤسساتها السياسية والعسكرية، وتقليص حدود القدرة على المناورة والتملص من التزاماتها أمام المجتمع الدولي، بالتوازي مع سعيها لانتزاع ما أمكنها من مفاعيل وأدوات قوة «الحزب»، سواء في لبنان أو في سوريا، ومن خلفه إيران الواقعة تحت مقصلة العقوبات الأميركية كجزء من استراتيجية المواجهة التي رسمتها إدارة دونالد ترامب لتطويع نظام طهران.

غير الواضح هو ما إذا كانت الحركة الإسرائيلية تعبيراً عن قلق  بأن حال التعايش والمساكنة الإيرانية - الأميركية التي توطدت في زمن أوباما، وأنتجت الهدوء على حدود إسرائيل الشمالية لما  يزيد على عقدٍ من الزمن، قد أصبحت هشة بفعل  المواجهة المفتوحة مع إيران، واحتمالات استخدام طهران ورقة الجنوب اللبناني، كما الجنوب السوري، في خيارات الردّ الممكنة على المسرح الإسرائيلي، أم أنها تأتي في إطار التحضير الإسرائيلي لما يُطلق عليه «الحرب الأخيرة» مع لبنان غير الواضح زمانها وحجمها ومساحتها وحتى مآلاتها، أم أنها جزء من تهيئة نتنياهو أوراقه التفاوضية وشروطه التي تضمن له حلاً أمنياً دائماً يُجنّبه الحرب المحتومة من خلال تعديل القرار 1701 لجهة إدراجه تحت الفصل السابع بما يعطي القوات الدولية صلاحيات أوسع تضع حكومة لبنان أمام مسؤوليتها بشكل أكبر، في انتظار التوصل إلى مرحلة التسويات النهائية التي من شأنها عندها أن تشمل حلاً لسلاح «حزب الله» والأثمان المترتبة عليه!.

 

إيران واستحقاقات مواجهة البركان

إميل أمين/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18

يبدو أن المجتمع الدولي إلا قليلاً قد سئم من الممارسات الإيرانية والتلاعب بالمواقف والاتفاقيات، ولهذا جاءت الجلسة العاصفة لمجلس الأمن الأخيرة والتي وضعت إيران أمام استحقاقات البركان قولاً وفعلاً.

لم يكن أمر البرنامج الصاروخي الإيراني جديداً أو مثيراً، لكن الإصرار على المضي فيه يعني مزيداً من التحدي، وإشاعة الفوضى خليجياً وشرق أوسطياً وأممياً، ولهذا بات الحسم والحزم مطلوبين وعلى وجه العجل.

تبدو إيران وكأنها تسعى إلى الصدام الدولي من منطلق فكرة الهروب إلى الأمام ومحاولة إلهاء الجميع في إشكالية صواريخها، ما يمكن أن يصرف النظر عن خطواتها المتسارعة الخفية والعلنية في إطار برنامجها النووي، وقد كادت تنجح في ذلك، إلا أن الموقف الأميركي الصارم الذي قاده وزير الخارجية مايك بومبيو قد وضع الملالي أمام حقيقة المشهد، وفضح أوراقهم بعد تجربتهم الصاروخية الأخيرة منذ نحو أسبوعين.

باختصارٍ غير مخل نحن أمام مرحلة جديدة من مراحل التهديدات الإيرانية الصاروخية، سيما أن الحديث هذه المرة يتناول صاروخاً باليستياً جديداً يطال الإقليم، ويصل إلى عددٍ من دول جنوب أوروبا، وتقول مصادر استخباراتية أخرى غرب القارة العجوز كذلك.

ما تقوم به إيران منفصل عن أزمة برنامجها النووي، والاتفاقية مع دول (خمسة زائد واحد)، لكنها تسعى في مكر دؤوب إلى خلط الأوراق علها تحصل على اتفاقية بشروط أفضل وهكذا تستمر في تسويف الوقت إلى أن يقدر لها الخروج على العالم بسلاحها النووي المحمل على صواريخها بعيدة المدى، وساعتها سيقف العالم صامتاً أو في أفضل الأحوال تفرض إيران نفسها كقوة ذات حضور ولها مطالب واستحقاقات ضمن رؤاها لتقسيم السيادة على المنطقة.

ما تقوم به إيران انتهاك للاتفاق الدولي الخاص بالبرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015 والذي يطالبها بالإحجام عن القيام بأي عمل يتعلق بالصواريخ الباليستية التي تحمل أسلحة نووية لمدة تصل إلى ثمانية أعوام، وهذه بدورها ثغرة أخرى وفرها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لأسباب في بطن الشاعر تتيح للإيرانيين معاودة الكرة تالياً.

يجاهر أمير علي حاجي زاده قائد قوات الجو الفضائية الإيرانية بأن بلاده تقوم بـ40 إلى 50 تجربة صاروخية سنوياً، الأمر الذي يبين وبجلاء زيف الادعاء الإيراني بأنها صواريخ للدفاع، في حين يعلم القاصي والداني أنها أدوات تجهز للقارعة القادمة لا محالة مع الغرب.

مثير جداً شأن كثير من الحواضن الغربية وفي المقدمة منها أوروبا، والتي يبدو أن المكايدة السياسية مع الرئيس ترمب تأخذها في طريق غير مأمون العواقب، سيما بعد أن أعلنت الأيام القليلة الماضية عن أن الأوروبيين قد توصلوا إلى صيغة توافقية بشأن الآلية الخاصة بالتعاطي تجارياً مع إيران، والتي تقترب من فكرة المقاصة التاريخية، وأن يكون مقرها فرنسا الدولة التي تختلف كثيراً مع العم سام، وأن يكون المسؤول عنه ألماني الجنسية، ومشاعر الألمان لا توارى ولا تدارى ناحية الرئيس دونالد ترمب.

غير أن ما شهدناه في جلسة مجلس الأمن قد يفيد بأن الأوروبيين في طريقهم لمراجعة جديدة وجدية لما تقوم به إيران، ولهذا دعا ممثل الاتحاد الأوروبي في الجلسة المشار إليها إيران «لوقف كل تجاربها الصاروخية المزعزعة للاستقرار في المنطقة».

ذاكرة الأوروبيين مؤخراً تكاد تشبه ذاكرة الأسماك لا الأفيال، وأقرب ما ذهب إليه الإيرانيون بشأن برنامجهم النووي هو ما أخبروا به الوزير الفرنسي جان إيف لودريان في مارس (آذار) الماضي من أنهم مستعدون للتخلي عن برنامجهم الصاروخي بشرط واحد، وهو أن تتخلص أميركا وأوروبا من صواريخهما دفعة واحدة، مما يبين عبثية الموقف الإيراني في الحال والاستقبال. إرهاب إيران يخرج عن السيطرة يوماً تلو الآخر، فهي تنشط في قارة أميركا اللاتينية، وتنصب شباكها الاستخباراتية واللوجيستية في دول البلقان، وتطال صواريخها المملوكة للحوثي دول الخليج، وغداً البحر الأحمر، وبعد غد ستضحى أوروبا برمتها مهددة، والطريق مفتوح لرؤوس إيرانية تصب جام غضبها على المدن الأميركية... إيران في مواجهة البركان... والطريق إلى الانفجار أقرب ما يظنون.

 

رجل الضمير

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18

أقام «المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة»، أمس، حفلاً تكريمياً لرجل استثنائي في الحكم وفي القانون وفي النزاهة هو الدكتور سليم الحص. وفي مثل هذه المناسبات، يبالغ المكرِّمون في وصف مكرَّمهم، ويتعبون في البحث عن خصاله، ويجدّون في تذكّر فضائله.

على رغم كثرة عدد المتحدثين، لم يفوا، منفردين أو مجتمعين، هذا السياسي النادر والناصع والنزيه. ولا يجمع اللبنانيون على أحد أو على شيء، لكن الإجماع على نزاهة سليم الحص المطلقة، كان سهلاً ومن دون اعتراض. فهو ليس فقط إجماع الخطباء، بل إجماع الناس في مدنهم وقراهم، خصوصاً بهذه المرحلة البائسة من فوح روائح الفساد والصفقات الرديئة ومظاهر الجريمة في حق البيئة، والخوف الشديد على الاقتصاد، وانتشار البطالة على نحو لا سابقة له. سليم الحص كان علامة الاطمئنان والضمان في السراي الحكومي. لا يخالف قانوناً، ولا يقبل رشوة، ولا يتساهل في موازنة. ولم يدخل في مناقصة أو مشروع أو شركة، لا هو ولا أقرباؤه ولا أنسباؤه ولا أصدقاؤه. كم يجب أن تكون إرادة الرجل صلبة في بلد مثل لبنان، كي يتمكن من الصمود في وجه الإغراء والتهديد والكمائن والنفوس الرخوة. قد ظل وحيداً، أو شبه وحيد، في هذا البحر المتلاطم من فشل الدولة. وظل يتصرف رغم كل شيء وكأنه رئيس حكومة في السويد أو في الدنمارك، وليس في هذا البلد العاجز عن تشكيل حكومة أو تنفيذ حكم قضائي. قال رئيس المركز، الدكتور وسيم حرب: إن الحفل يمكن أن ينتهي ولم ننتهِ بعد من تعداد خصائل وفضائل هذا الرجل. ويجب ألا ننسى في كل ذلك كفاءته العلمية، وأنه جاء إلى السياسة من الجامعة الأميركية، حيث كان أستاذاً للاقتصاد، وبهذه الخبرة كان يضبط في حكومته تواصل وتوازن الحركة المالية والسلامة النقدية، ويتصرف في مسألة النقد وكأنه حارس شخصي لهذا الرمز الجامع بين أهل الصراعات المستديمة في لبنان. كتبت مرة في هذه الزاوية كيف أن سيارة رئيس الحكومة استوقفت في زحمة السير. وصدف وقوفها أمام بائع العصير. فما كان منه إلا أن حمل كوباً من البرتقال وقدّمه لرئيس الوزراء الجالس في المقعد الخلفي. وربما كانت تلك الرشوة الوحيدة التي قبلها سليم الحص. وكان من الصعب عليك أن تقنع الحص بأي مظهر من مظاهر الأمن والحراسة. أو أن تُقنعه بتغيير منزله الفائق البساطة في منطقة عائشة بكّار، القائم في مبنى على مدخله كاراج للسيارات ودكان للسجاد. ذلك كان قراره منذ اللحظة الأولى للخروج من التدريس إلى السياسة، وهو أن يدخل إليها ناصعاً ويخرج منها أشد نقاءً. كتبت مرة أنه «ضمير العرب» فعاتبني زميل على المبادرة قائلاً: «ربما هو ضمير لبنان، لكن من أين له ضمير العرب؟» قلت له الرجل الذي يتمكن من أن يصبح ضمير لبنان يصير تلقائياً ضمير العرب.

 

اتفاق الحديدة... نهاية أم بداية؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18

الحديدة، المدينة بمرافئها البحرية الثلاثة؛ الصيلف ورأس عيسى والحديدة نفسها، تحررت من سطوة الحوثي. هذه خلاصة اتفاق السويد، الذي أعلن عنه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس (الخميس)، وعلق بالقول: «الاتفاق بشأن الحديدة كان واحداً من أصعب الأمور التي واجهتنا»، مضيفاً: «إننا نشهد بداية النهاية لأزمة اليمن». ربما كان رجل الدبلوماسية الأول في العالم، البرتغالي غوتيريش، مبالغاً في التفاؤل، لكن لا ريب أن ما جرى من تفاهم في مفاوضات السويد، يحسب للمبعوث الدولي البريطاني مارتن غريفيث، ولأعضاء وفد الشرعية اليمنية، وإن شئت فقل للجانب الحوثي! لكن، مهلاً، هل كان ليتم تحرير ميناء الحديدة الرئيس، وأخويه الصليف ورأس عيسى، ثم المدينة نفسها، هكذا في لحظة «عقلانية وطنية حوثية مفاجئة»؟

لقد تراجع الحوثي عن عناده المعهود، ومماطلات مؤتمر الكويت مشهورة معلومة، تحت وطأة السلاح، سلاح الشرعية والتحالف العربي الإسلامي، الذين كانوا على مرمى حجر من الميناء. يعني، لولا سرعة غريفيث والأمم المتحدة، ومن خلفهما الغرب، لفتح حوار السويد، لكنا ربما نحكي الآن عن تحرير عسكري كامل للحديدة. صحيح أن التكلفة الإنسانية والمادية ستكون عظيمة، لكن هذه هي الحروب في نهاية المطاف، خاصة الحروب مع جماعات عدمية مثل الحوثية.

الأمين العام للمنظمة الدولية غوتيريش، قال للصحافيين، وهو جذل بتوقيع الاتفاق بين الطرفين، والتقاط الصور والمصافحات بين الحوثي محمد عبد السلام فليتة، والشرعية ممثلة بوزير الخارجية خالد اليماني، قال إن منظمته ستتولى «دور مراقب رئيسي».

هناك مهلة وقتية مسقوفة بمواعيد محدودة للانسحاب، ومراقبة يقظة للتنفيذ، بما في ذلك عدم وجود «مشرفين ثوريين» أي حوثيين، داخل الإدارات الحكومية في الحديدة، والوزير اليماني قال صراحة إنه لن يشرع بمفاوضات أخرى حتى ينجز اتفاق الحديدة. بالنسبة لمعسكر التحالف من أجل الشرعية، الصورة واضحة، فـ«ما كانت هذه الموافقة لتتم اليوم لولا استمرار الضغط العسكري»، كما قال الأمير خالد بن سلمان سفير السعودية في واشنطن على «تويتر»، وكذا وزير الدولة الإماراتي د. أنور قرقاش.

السؤال هل يعني هذا نهاية الحرب في اليمن؟ أظن ذلك مبالغة، فلا نغفل أن الاتفاق على استخدام مطار صنعاء، أخفق في مفاوضات السويد، وكذا الملفات الاقتصادية الأخرى.

لذلك فرضت الحالة الأمنية والضغط العسكري أنفسهما على طاولة المفاوضات، وهذا بالضبط هو جوهر المقاربة اليمنية الشرعية، ومعها التحالف؛ فالحوثي لن يخضع إلا بالقوة العسكرية، من هنا فإن اتفاق الحديدة أثبت صحة هذه المقاربة، وبقيت في حرب اليمن قصص أخرى ومناورات ومفاوضات وكرّ وفرّ، عسكري وسياسي وإعلامي. لكن من غير شك، اشتعلت شمعة أمس (الخميس) في ظلام اليمن.

 

قمة مجلس التعاون والمشكلات العربية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18

كان اجتماع القمة في مجلس التعاون الخليجي شديد الجدية، وقد تمكن الملك سلمان بن عبد العزيز من إنجاز ثلاثة أمور: عقد الاجتماع، وعرض سائر الملفات الخليجية والعربية، والاستناد في ذلك كله، إلى المصالح والمرجعيات. فموقف المملكة ما تغير في سائر الملفات ومنها ضرورة مجلس التعاون، وضرورة إقامة القوة العسكرية المشتركة للدفاع عن الجميع، وتحديد الأخطار التي تتهدد الخليجيين والعرب الآخرين. بيد أنّ هذه الجدية بسائر منافذها ومرتكزاتها، والتي لم يعترض عليها أحد من المشاركين، ما أمكن الذهاب معها، إلى أن القرارات التي وافق عليها الجميع، ستذهب إلى التنفيذ أو تتخذ مساراً مستقبلياً واعداً. فعلى سبيل المثال: كيف ستكون الاستجابة لمبادرة إقامة الجيش الخليجي، والتي جرى الحديث كثيراً فيها من قبل ومن الذي سيتجاوب مع القضايا التي كانت أساس قيام مجلس التعاون مثل الوحدة الجمركية، ووحدة النقد، والتنسيق في السياسة الخارجية. إذ المعروف أنّ هذه الموضوعات طُرحت من قبل، وظلّت المملكة في طليعة المبادرين والموافقين عندما كان الآخرون يطرحونها. وصحيح أنّ دولة قطر هي التي تقف بالفعل خارج السرب، لكنّ هناك عدم تقدم في إنفاذ القرارات أو السعي لذلك. وحجة الجميع في هذا الجمود التمسك بالسيادة وبالقرار الحر. وهذه ليست حجةً كافيةً إلا إذا كانوا لا يعتبرون القوة المشتركة ضرورية، ولا تنظيم أو صُنع السوق الخليجية ضرورية.

فالحقيقة أنّ الأمر يتجاوز الجمود أو التريث أو التردد، إلى تفصيل التعطيل أو الاستغناء أو السير في مساراتٍ أخرى. هناك حالةٌ من الانقباض وسوء المزاج أو حتى الإحساس بالعجز، ثم التذمر من أنهم لا يرون في هذه الخطوة أو تلك ضرورةً أو فائدة رغم وضع تواقيعهم على بنود البيان الختامي. وهذا الأمر لا يشمل مجلس التعاون الخليجي وحسْب. بل إنّ المجلس بسبب عزم المملكة لا يزال يستطيع الاجتماع على الأقلّ، والتحدث علناً على الأقلّ، وبلغةٍ واحدة. وهو الأمر الذي لا يحصل مع الجامعة العربية، ولا المفوضيات الفرعية واللجان التابعة لها. ولا على مستوى العلاقات الثنائية بين الدول، أو على مستوى معالجة مشكلات الحروب الداخلية المندلعة علناً أو سراً في مشارق العرب ومغاربهم. وعلى سبيل المثال فإنّ العاهل المغربي الملك محمد السادس وجّه دعوةً إلى الجزائر لمعاودة الحوار وليس بشأن الصحراء فقط؛ بل في سائر الملفات. لكنّ الجزائريين لم يكلفوا أنفسهم الإجابة على هذا الانفتاح بالقبول أو الرفض أو طلب الاستمهال والتريُّث!

ولنذهب إلى العراق الذي احتفل منذ أيام بالانتصار على «داعش». وهذا يعني أن استقراراً من نوعٍ ما قد تحقق. لكنّ رئيس الوزراء عبد المهدي الذي تولّى المنصب بالتوافُق، يبدو الآن عاجزاً وحكومته غير مكتملة، ووزيرا الداخلية والدفاع اللذان اقترحهما، أدّى ترشيحهما إلى اتهامه بالتحيز لأنصار إيران. ويمكن أن يقال هنا إنها يمكن أن تكون أزمة سياسيةً عادية تحدث في أحسن الديمقراطيات. لكنها لو كانت كذلك لما قال العبادي رئيس الحكومة العراقية السابق، الذي انتصر على «داعش»، إنّ إيران أقْصتْهُ عن تولي رئاسة الحكومة مرةً أخرى. وهذا يعني أن فالح الفياض المرشح من المالكي لتولي الداخلية، والذي انشقّ عن كتلة العبادي بعد الانتخابات، إنما قام بذلك لإضعاف العبادي لأن إيران لا تريده. ويعني أيضاً أنه لا تزال لإيران يدٌ طُولى ليس في القوى الأمنية والعسكرية والحشد الشعبي فقط؛ بل وفي طريقة تشكيل الحكومة وأشخاص الوزراء. فالأزمة هي من صنعٍ إيراني: إمّا الاستيلاء على الحكومة مثلما حصل في مؤسساتٍ أخرى، أو لا حكومة.

وما يحصل بالعراق، حصل ويحصل مثله في لبنان، والذي يستولي «حزب الله» الإيراني الهوى والقيادة على القرارين السياسي والعسكري فيه. فسعد الحريري يحاول منذ قرابة السبعة أشهر تشكيل الحكومة، وكلما انحلّت عقدة، ظهرت عُقدةٌ أخرى، وآخِرها ظاهراً عقدة الوزير السني الذي يريده الحزب، ولا يريده الحريري زعيم السُنة، حتى الآن. وكل يوم تقوم الصحف والقنوات بقياس لأمزجة الأطراف الثلاثة: رئيس الجمهورية، وسعد الحريري، وحسن نصر الله. الرئيس ساعة مع الحريري، وساعة مع نصر الله. أما نصر الله فهو في نظر الصحف: زعلان جداً؟ من الحريري، لكنه حتى الآن لا يريد الاستغناء عنه! ولا أحد يعرف إلى متى يستمر مزاج السيد على هذا التفكُّر! وكُتّاب الصحف من أنصاره يقولون إنّ المشكلة سخيفة، والسيد لا يهتم لأنه منصرفٌ لمناضلة العدو الصهيوني على الحدود. وطريقة نضاله بعد الصواريخ التي يكدّسها استعداداً للمواجهة: حفر أنفاق على الحدود لإزعاج الصهاينة، ولكن هل الجيش اللبناني على الحدود لم يشعر بها، بينما القوات الدولية شعرت، والجدال مشتعل، ولبنان بلا حكومة لأن الإيرانيين لا يريدون إلا إذا كانت الأكثرية الحكومية من سائر الطوائف تحت يدهم!

ولدينا إلى جانب دولتَي «استقرار الغلبة» في العراق ولبنان، ثلاث حروب مشتعلة، لإيران في اثنتين منها اليد الطولى: سوريا واليمن وليبيا. وليبيا محيِّرةٌ بالفعل. إذ كيف يقبل زعيم الحكومة الشرعية التي صنعها الدوليون، أن تظلّ النواحي الليبية، ومن بينها العاصمة، محكومة من الميليشيات؟! وتتوسط إيطاليا المتضررة من الهجرة إلى أراضيها من خلال الفوضى الليبية، نعم تتوسط بين المشير حفتر المسيطر في شرق ليبيا، ورئيس الحكومة العتيد، دونما نتيجةٍ حتى الآن.

ودي ميستورا مبعوث الأزمة السورية والذي يغادر منصبه الآن أيضاً، يقول إن الصفحة طُويت، وهناك صفحة جديدة! ما الذي طُوي ما دامت 40 في المائة من الأراضي السورية تحت سيطرة الأكراد والمعارضة السورية المسلحة وتركيا وأميركا. وفي مناطق سيطرة النظام الاسمية، يسود الروس والإيرانيون! وقد حصل الانفراج في نظر الأسد لأنه استطاع كما قال تسريح بعض القوات التي قاتلت لخمس سنوات تحت لوائه، لأن الذين خضعوا أخيراً لسيطرته يمكن تجنيدهم بدلاً من الذاهبين!

ولا يزال اليمنيون المحاصرون من كل جانب بالحرب وبالمجاعة، يترجَّون الوصول في مفاوضات السويد إلى إطلاق سراح بعض منكوبيهم من معتقلات ميليشيا الحوثي. وعلى ذلك، يقول غريفيث المبعوث الدولي إلى اليمن، إنّ مشكلتي تعز - ثاني أكبر المدن اليمنية - والحديدة شديدتا التعقيد. والأولى محاصرة من أربع سنوات من الميليشيا والثانية لا تزال في قبضة الحوثي! أما دولة قطر فتفتخر بأنها تمكنت من إيصال أموال إلى حماس من طريق مطار بن غوريون، وتتوسط مع نتنياهو من أجل فتح مطار في غزة لإراحة السكان من الاضطرار للذهاب إلى مصر!

كيف لا يكون الملك السعودي كبير العرب جاداً ومهموماً؟ وكيف سنتمكن من استقبال الجديد، وسط هذه الأجواء الخانقة لحكمة الشيوخ وعزائم الشباب وآمالهم؟ يقول المؤرخون إنه في زمن الحروب الصليبية كان المتنافسون على السلطة يتنافسون أيضاً على استدعاء الصليبيين لنصرتهم على بعضهم. فبشرى لكم يا ناس أنّ الإيرانيين جاءوا دونما استدعاءٍ ولا رجاء. فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.

 

أمام قبر نابليون

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18

بعد كل هذه القرون من المنازعات التي جرت إلى حروب دامية بين فرنسا وبريطانيا في أوروبا والعالم الجديد، وصل الطرفان إلى فتح صفحة جديدة بعد معركة واترلو التي أنهت الحروب النابليونية بهذه النهاية الموجعة للإمبراطور. قبض الإنجليز عليه ونفوه إلى جزيرة سان هيلينا، حيث قضى نحبه بصورة منكرة. تسلم سليله، الإمبراطور نابليون الثالث العرش الفرنسي في القرن التاسع عشر وتربعت الملكة فيكتوريا على العرش البريطاني. وبقيام نظامين ملكيين في كلتا الدولتين انفتح المسرح السياسي للدخول في فصل جديد بين الطرفين يقوم على الود والتفاهم. انعكس ذلك على علاقات خاصة ومراسلات ودية بين العرشين. أفضت هذه العلاقات الحارة إلى دعوة الملكة فيكتوريا لزيارة العاصمة الفرنسية والحلول ضيفاً خاصاً للإمبراطور نابليون الثالث، عام 1855.

تمخضت هذه العلاقات الحارة عن سعي الحكومة الفرنسية لجلب أشلاء نابليون من قبره الذليل في جزيرة سان هيلينا. وتوسطت الملكة فيكتوريا للسماح للفرنسيين بنقل رفات الإمبراطور نابليون ودفنها في مراسم ملكية بكنيسة الإنفاليد، وسط مدينة باريس وإلى الضفة الجنوبية من نهر السين.

في حين كان العمل جارياً في تشييد القبر المهيب بما يتناسب مع مكانة نابليون، خطر للملكة فيكتوريا أن تقوم بزيارة الضريح في كنيسة الإنفاليد. بيد أن الفرنسيين لم يدخلوا هذه الزيارة ضمن برنامج الاحتفاء بالملكة. وقد بذلوا كل جهودهم ضد زيارة الملكة فيكتوريا بصحبة وليدها الأمير إدوارد، ولي العهد البريطاني للضريح. وكانت مشاعر الفرنسيين ما زالت مجروحة في صدد ما جرى لنابليون، دحره في معركة واترلو، ثم سوقه مكبلاً إلى منفاه، حيث لقي معاملة ذليلة لا تليق بإمبراطور. ومات معذباً بمرض السرطان.

وجد الفرنسيون أن ذهاب الملكة فيكتوريا لتقف أمام، أو بالأحرى فوق، مثوى الرجل الذي دحرته وأذلته حكومتها، بمثابة صبّ الملح على الجرح. حاول الفرنسيون ثنيها عن القيام بهذه الزيارة واحتجوا بأن بناء الضريح لم يكتمل بعد. بيد أن الملكة فيكتوريا أصرت على هذه الزيارة، وربما اعتبرتها فاتحة لعلاقة جديدة بين الدولتين والعرشين الإمبراطوريين. لم يجد الفرنسيون سبيلاً عن ثنيها فضموا هذه الزيارة للبرنامج. رتبوا لها موعداً تصادف مع يوم تعيس وسماء مكثفة بالغيوم والأمطار. دخلت الإنفاليد. اقتادوها مع ابنها إلى الضريح. وضعت بيديها إكليل الزهور على القبر، بيد أن ابنها الأمير إدوارد شعر بارتباك فيما عليه أن يفعل. أسعفته والدته بأن همست في أذنه: «انحنِ برأسك احتراماً يا ولدي للإمبراطور العظيم». فعل ذلك، لكنه وهو يحني برأسه نحو الضريح، إذا بالسماء تعربد وتزبد برعد وبرق رهيب. نابليون يزمجر في حفرته امتعاضاً!

 

فرنسا وزحف «السترات الصفر»

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/18

باريس تشتعل، و«فرنسا ماكرون» تتذوق طعم «ربيع ساركوزي العربي» من خلال «حركة السترات الصفر»، التي اختارت السترة الصفراء رمزاً لها، وهي حركة شعبيّة، ينسبها البعض إلى السيدة بريسيليا لودوسكي، عبر صفحات «فيسبوك»... كانت مطالبها اقتصادية في البداية للاعتراض على ارتفاع الأسعار، خصوصاً أسعار الوقود، وسياسة الحكومة الاقتصادية، ولكنها تحوّلت إلى مطالب سياسية بعد صدامات مع بوليه ماكرون، التي تتفاخر بنجاحها عقب كل سبت في قمع المعارضة، وكبت حرية التعبير، وشن حملة اعتقالات بين المتظاهرين؛ بل ووصفهم بالمخربين واللصوص، إذ استخدمت قوات الأمن الفرنسية وسائل قمع عديدة، فأمطرت المتظاهرين بسيل من الغازات المسيلة للدموع، وأعملت الهراوات على أجسادهم، وعملت على تفريق جموعهم بالعربات المصفحة، التي لا تختلف عن الدبابات سوى في غياب أنبوب المدفع. فالقوة المفرطة كانت حاضرة في جادة الشانزليزيه ومحيط قوس النصر، في ظل اعتقالات بالجملة، وغياب وصمت لإعلام ومنظمات وجمعيات التباكي على «حقوق» الإنسان وحرية التعبير، التي تباكت بدموع الغضب زمن «الربيع الفرنسي في بلاد العرب».

ماكرون الذي راهن عليه الفرنسيون بديلاً لليمين المتطرف، تحول من مصرفي بسيط إلى «رئيس الإليزيه»، ليتحول في بضعة أشهر إلى «رئيس الأغنياء» بتخفيف الضرائب على الثروات الكبرى، ويواجه أسوأ امتحان منذ انتخابه، بسبب محاباته الأغنياء على حساب الفقراء.

معالجة الأزمة من خلال معادلة العنف بالعنف المضاد، سيكون مردودها خطيراً جداً، فدماء ثورة 1789 لا تزال حاضرة في الذاكرة الفرنسية، وبين من يرتدون «السترات الصفر». كما أن استجابات ومعالجات ماكرون الخجولة والمترفعة والمتأخرة، لمطالب المتظاهرين، جلبت عليه كثيراً من المشكلات؛ فالمظاهرات لم تقف عند سقف المطالب المعيشية، بل تخطت الحواجز، بمطلب إقالة ماكرون، والحفلات الباريسية المترفة، كما يصفها الشارع الفرنسي الغاضب، الذي طالب حتى بحل الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، لفشلها في حلحلة الأزمة. استجابة الحكومة بتأجيل سياسة رفع الضرائب وأسعار الوقود، جاءت بعد أن خرجت الحركة عن إطار المطالب الاقتصادية إلى السياسية، في ظل غياب جسم ممثل لأصحاب «السترات الصفر»، وفي وجود محاولات لاختراقها والركوب على ظهرها، والظهور بمظهر الزعامة لها، والقدرة على استخدامها، وهذا سيجعل الحكومة الفرنسية في أزمة أخرى غير التي تنظر إليها من ثقب نوافذ الإليزيه.

أزمة ماكرون مع «السترات الصفر» تناولها قادة العالم بتعليقات متنوعة، بدءاً من دونالد ترمب، الذي علق على احتجاجات «السترات الصفر» بالقول: «إنهم يغنّون: نريد ترمب» وإن كان عبّر عن شعوره بالحزن على باريس بالقول: «يوم حزين وليلة حزينة للغاية في باريس، ربما حان الوقت لإنهاء (اتفاقية باريس) السخيفة والمكلفة للغاية، وإعادة الأموال إلى الناس على شكل خفض الضرائب». بينما إردوغان وجد فيها فرصة لتبرير اعتقالاته المشابهة للمناهضين لسياسته في بلاده، عادّاً أن فرنسا استخدمت القمع المفرط حيال أصحاب «السترات الصفر»، وأن شرطته كانت أكثر رأفة من شرطة ماكرون. الاحتجاجات تحولت إلى كرة ثلج منحدرة من علٍ؛ دفعت برئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إلى الدعوة لإجراء حوار جديد مع ممثلي حركة «السترات الصفر»، متعهداً بمعالجة المطالب الاقتصادية.

وفي خضم حالة الأزمة التي تجتاح فرنسا، فإن «الجمعية الوطنية» تكتفي بالصمت، لتؤكد شيخوخة هذه المؤسسة الديمقراطية، كيف وهي في حالة مشابهة لم تسجل أي اعتراض على سياسة ساركوزي زمن «الربيع» العربي، ومكنت له عبر التشريع «الديمقراطي» استخدام القوات الفرنسية خارج الأراضي الفرنسية، لضرب قوات ليبية نظامية في دولة ذات سيادة... ضربات جوية وتسليح جماعات مجهولة الهوية، التي كان لها الدور الأبرز في إسقاط الدولة في ليبيا، وليس فقط النظام، ودعم جماعات على أنها جماعات «ثوار معتدلين» من خلال عرّاب «الربيع» العربي برنارد ليفي، وواقعها جماعات وتنظيمات إرهابية، كانت تحمل علناً شعار تنظيم «القاعدة» وأفكاره التدميرية، بل كانت بقيادة أمراء بارزين في التنظيم؛ منهم من كان سجيناً في غوانتانامو مثل سفيان بن قمو، والحصادي؟!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل الراعي وتلقى رسالة من رئيس البرازيل: ملتزمون الدفاع عن القدس وفلسطين ومن غير المقبول أن يموت حق شعب ويهجر

الجمعة 14 كانون الأول 2018/وطنية - اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن "مسؤولية الجمهورية لا تقع على عاتق رئيس الجمهورية وحده، بل على عاتق كل مواطن لبناني كل من موقعه، وكلنا إذا مسؤولون". وقال: "نحن إلى جانب الرئيس عون دائما، لأن رئيس الجمهورية بحاجة إلى شعبه، لا سيما وأننا وصلنا إلى مرحلة لا يمكننا فيها إلا القول أن هذا التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحا". وشدد على أنه "لا يمكننا القيام بأي عمل سياسي ونهمل الأمور كافة من أجل مواقف شخصية. وعلى كل من اراد أن يتعاطى السياسة، سواء أكان فردا أم حزبا، أن يضع نصب عينيه الخير العام". وكان الرئيس عون استقبل البطريرك الراعي وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة والأوضاع العامة في البلاد، ونتائج الزيارة التي قام بها الراعي إلى روما واللقاء مع البابا فرنسيس.

الراعي

بعد اللقاء، ادلى البطريرك الراعي بتصريح الى الصحافيين، فقال: "تشرفت اليوم بزيارة فخامة رئيس الجمهورية لدعوته الى حضور قداس عيد الميلاد، الذي درجت العادة ان يحضره كل عام، وكذلك لتبادل الرأي بخصوص القضايا والاخطار التي نعيشها جميعا. وما يمكنني التأكيد عليه ان فخامة الرئيس يتحمل هذه المسؤولية مع كل الفئات اللبنانية، كون مسؤولية الجمهورية لا تقع على عاتق رئيس الجمهورية فحسب، بل على عاتق كل مواطن لبناني، كل من موقعه. كلنا اذا مسؤولون، ولا سيما من بيننا من هو معني بشؤون تأليف الحكومة".

اضاف: "نحن الى جانب الرئيس دائما، لأن رئيس الجمهورية بحاجة الى شعبه والى مكونات وطنه لكي يتمكن من الحكم. وهذا ما سمعته من فخامته. وقد اسمعته من جهتي القلق الذي لدى شعبنا، وهو يعرفه تماما. ونحن وصلنا الى مرحلة لا يمكننا فيها الا القول ان هذا التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحا، وكأن كل واحد بات متشبثا بموقفه ومتمسكا بمطلبه وانتهى الامر. فماذا يحل إذاك بالشعب، وبالدولة والمؤسسات والاقتصاد المنهار والاخطار المالية؟، بمعنى ان من هو المسؤول تاليا عن كل ذلك؟".

وتابع: "لا يمكننا القيام بأي عمل سياسي، ونهمل كل هذه الامور من اجل مواقف شخصية. علينا قبل اي شيء ان نفكر بالمسؤولية المشتركة، فغاية السياسة هي الخير العام، وعلى كل من اراد ان يتعاطى السياسة، سواء أكان فردا ام حزبا، ان يضع نصب عينيه الخير العام، بذلك يصبح من الممكن بلوغ النتيجة المرجوة. وبكل تأكيد فإن فخامة الرئيس يصغي الى الجميع. لكن لا يكفي ان يأتي احدهم الى هنا ويقول له: هذا ما اريده. هذا ليس بحوار حيث كل احد يحمل فقط ما يريده ويتمسك به. ففي الحوار، على كل احد ان يخرج من ذاته ومصالحه ويضع نصب عينيه مصلحة الوطن، مقتنعا ان هذه المصلحة تقتضي التباحث في كيفية انقاذ البلد والمحافظة على الخير العام فيه."

واردف: "لقد تكلمت بهذه الامور مع فخامة الرئيس المسؤول الاول في لبنان والذي يحمل صليب الوطن. لكن ليس بامكاننا ان نكتفي بالتفرج عليه، كما لا يمكن لأحد ان يكتفي بالتعنت في موقفه، فهكذا لا يمكن للبلد ان يسير بشكل صحيح".

وسئل الراعي عما اذا كان البحث تطرق الى المبادرة التي يقوم بها الرئيس عون راهنا، اجاب: "لا. ففخامة الرئيس حاليا بانتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري لمتابعة الحديث معه في الشؤون المطروحة. فلا يمكن لرئيس الجمهورية بلوغ الحلول من دون وجود الرئيس المكلف، واذ لم تتحمل جميع الجهات والمكونات السياسية في لبنان مسؤولياتها".

ممثل رئيس البرازيل

ثم استقبل الرئيس عون، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في البرازيل كارلوس ادواردو كزافييه مارون، على رأس وفد يمثل رئيس جمهورية البرازيل ميشال تامر، وحضور سفير البرازيل باولو كورديرو دو اندراد بينتو.

وحمل الوزير مارون الى الرئيس عون، رسالة من رئيس جمهورية بلاده المنتهية ولايته ميشال تامر، شكره في مستهلها على "التعاون المثمر بينهما خلال ولايته الرئاسية، على رأس جمهورية البرازيل الاتحادية". وقال: "لقد كانت هذه المرحلة حافلة بمحطات مهمة على طريق توطيد العلاقات الثنائية بين البرازيل ولبنان، حيث استضافت في خلالها مدينة ساو باولو قمة دول اميركا اللاتينية تحت عنوان "الطاقات الاغترابية اللبنانية"، التي نظمتها الحكومة اللبنانية، وكان لي شرف المشاركة فيها. كما عملنا على توطيد علاقاتنا الثنائية في مجال السلام والأمن، من خلال الوحدة البرازيلية العاملة في قوات "اليونيفيل"، اضافة الى الدفع الذي اعطيناه معا للمفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين دول "مركوسور" ولبنان".

وختم الرئيس البرازيلي رسالته، بتوجيه "اطيب التحيات الى الشعب اللبناني"، مؤكدا "عمق العلاقات الانسانية القوية التي تجمع البرازيل بلبنان، ارض اجدادي".

مارون

وفي بداية اللقاء، لفت الوزير مارون إلى أصوله اللبنانية، حيث ينتمي جده الى بلدة غزير، وقال: "هذا يجعلني سعيدا جدا اليوم بلقاء رئيس جمهورية لبنان، الذي هو البلد الأم لعدد كبير من البرازيليين من أصل لبناني". وتطرق إلى "العلاقات التاريخية والمهمة بين لبنان والبرازيل، التي تعود الى القرن التاسع عشر، حين زار الامبراطور دون بيدرو الثاني لبنان، مؤسسا بذلك العلاقات بين البلدين". واشار الى "وجود نائب من اصل لبناني في عداد الوفد وهو جورج مودالين، المقرب جدا من الرئيس البرازيلي المنتخب، وسيكون سندا لنا عند تسلمه السلطة"، متمنيا أن "يتمكن الرئيس عون شخصيا من حضور حفل التسلم برفقة وفد يمثل لبنان". واكد دعم بلاده "لاتفاقية التجارة الحرة بين دول اميركا الجنوبية ولبنان، والتي سيتم التوقيع عليها في شهر آذار المقبل في خلال اجتماع دول اميركا الجنوبية". وتناول ايضا "موضوع التعاون العسكري بين البرازيل ولبنان"، فأشار الى "وجود اتفاقية دفاعية بين البلدين، تم التوقيع عليها من قبل وزير الدفاع البرازيلي". واعلن "سنتوجه مباشرة بعد زيارتكم الى وزارة الدفاع للحصول على توقيع وزير الدفاع اللبناني عليها"، لافتا الى "وجود فرقاطة برازيلية ضمن عداد قوات الطوارىء الدولية في الجنوب "اليونيفيل". وتطرق اخيرا الى "قضية توقيف كارلوس غصن في اليابان"، فأكد ان "القنصلية البرازيلية في طوكيو تحاول تقديم المساعدة والدعم له".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، "خصوصا انكم تمثلون رئيس الجمهورية الذي هو من اصل لبناني، والذي التقيت به في خلال زيارته للبنان، وكنت اتمنى ان يقوم بزيارة اخرى للقاء به مجددا"، وشدد على "وفاء البرازيليين من أصل لبناني للبلد الذي استقبلهم بعدما باتوا جزءا من شعبه"، ولفت الى "نجاحهم وتبؤهم مراكز مهمة، وصولا الى رئاسة الجمهورية"، واكد انه سيكلف احد الوزراء لتمثيله "في حفل توقيع الاتفاقية مع دول اميركا الجنوبية". وعن مشكلة توقيف كارلوس غصن، اكد الرئيس عون اهتمامه ومتابعته الشخصية للموضوع، كاشفا عن اتصاله "بالرئيس الفرنسي في هذا الخصوص، كون غصن يحمل الجنسية الفرنسية اضافة الى الجنسيتين اللبنانية والبرازيلية"، حيث اوضح له الرئيس ماكرون أنه "كلف ثلاثة محامين للدفاع عنه عند صدور القرار الاتهامي".

الائتلاف العالمي لنصرة القدس

واستقبل رئيس الجمهورية، وفدا من الائتلاف العالمي لنقابات نصرة القدس وفلسطين والنقابات والاتحادات المهنية" برئاسة رئيس الائتلاف محمد ارسلان، الذي القى كلمة شكر فيها الرئيس عون على "مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وللائتلاف العالمي لنقابات نصرة القدس وفلسطين والنقابات والاتحادات المهنية"، مقدرا "حضور رئيس الجمهورية الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الاسلامي الذي انعقد في اسطنبول لدعم قضية القدس، وتنديده بنقل السفارة الاميركية الى القدس". ولفت الى أن "الائتلاف يمثل زهاء 860 منظمة نقابية عالمية، ويبذل جهده لتحريك القضية الفلسطينية عند هؤلاء المنظمات"، "دعم النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني في لبنان للحقوق الفلسطينية".

رئيس الجمهورية

من جهته، رحب الرئيس عون بالوفد، وقال: "إن قضية فلسطين هي قضيتنا. وفي القدس توجد المعالم الدينية المسيحية والاسلامية، ولا يجوز أن تهود، وللشعب الفلسطيني الحق بأن يكون له وطنا. ومن غير المقبول أن ينام الفلسطيني ومن ثم يصحو ليجد نفسه من دون هوية ووطن وأن يموت حق شعب ويهجر". واشار الرئيس عون الى أن "الفلسطينيين الباقون اليوم في فلسطين يهجرون، ولا تريد اسرائيل عودة هؤلاء الى بلادهم، وتحاول أن تجعل من البقية سكانا وليس مواطنين، مؤكدا أنه "من غير المقبول في مطلع الالف الثالث أن تحدث هذه الوقائع وأن يوافق عليها العالم، لأن الاعلان العالمي لحقوق الانسان لم يعد له معنى. لذلك نحن ملتزمون بالدفاع عن القدس وعن الارض الفلسطينية والشعب الفلسطيني".

وفد الاعلاميات العربيات

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال أواديس كيدانيان، وفدا من الإعلاميات العربيات اللواتي شاركن في إطلاق "مركز الإعلاميات العربيات في لبنان" الذي ترأسه الإعلامية زينة فياض، ضم إعلاميات من الأردن والسعودية ومصر والعراق والمغرب.

كيدانيان

في مستهل اللقاء، شكر الوزير كيدانيان رئيس الجمهورية على استقباله الوفد، عارضا له "اهمية العمل من اجل التذكير بلبنان ودوره، خصوصا لدى الدول العربية التي كان وعد من قبل المسؤولين فيها بالمجيء الى لبنان وباعداد وافرة، اضافة الى اهمية تنظيم وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الاعلام لمشروع اطلاق "مركز الاعلاميات العربيات في لبنان"، مشددا على "اهمية ان تصبح كبار الاعلاميات العربيات المدعوات الى لبنان لهذه الغاية، بمثابة سفيرات للبنان، كل منهن في دولتها، لدعم هذا التوجه".

فياض

بعد ذلك، تحدثت رئيسة المركز الاعلامية زينة فياض، فأشارت الى "اهمية الايمان بدور السيدات العربيات في المجال الاعلامي"، شاكرة للرئيس عون "العناية التي يوليها لهذا الدور". وعرضت "دور المركز منذ تأسيسه في الاردن في العام 1999"، مشيرة الى "ما يمكن للبنان ان يلعبه في جمع شمل الاعلاميات العربيات من المحيط الى الخليج".  وعرضت فياض بعض نشاطات المركز، معرفة رئيس الجمهورية على "عضوات الوفد المرافق، وعمل كل منهن في المجال المكتوب والمرئي والمسموع".

ثم تحدثت الإعلاميات المشاركات في المناسبة، وعبرن عن سعادتهن لوجودهن في لبنان، ولإنشاء المركز في بيروت، كما شكرن الرئيس عون على "دعمه لنشاطات المركز".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون بكلمة، رحب فيها باعضاء الوفد في لبنان، معربا عن سعادته باللقاء مع الاعلاميات العربيات، وقال: "اعرف جيدا معاناة المرأة في الدول العربية وفي لبنان، ولذلك فإننا نقوم في هذه السنة بنشاطات خاصة بهدف الغاء الفروقات بين المرأة والرجل، وحماية المرأة من العنف الاسري وصون كافة حقوقها"، مؤكدا ان "لبنان لم ينسى ايا من اشقائه العرب، ولا اشقاؤه العرب نسوه، الا ان الحروب القائمة وبعض الخلافات السياسية حالت دون التلاقي الدائم في ما بيننا"، آملا ان "تتحسن الامور نحو الخير، فتعود الدول العربية الى بعضها البعض قريبا، بعدما كانت الامثولة قاسية للجميع".

 

بري استقبل لازاريني والائتلاف النقابي العالمي للتضامن مع فلسطين ووفدا من مستشفى الزهراء

الجمعة 14 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة وفد الإئتلاف النقابي العالمي للتضامن مع القدس وفلسطين برئاسة رئيسه محمود إرسلان (تركيا)، وضم ممثلين نقابيين من كل من: تركيا، الأردن، لبنان، الجزائر، المغرب، تونس، السودان، موريتانيا، فلسطين والسنغال. وأشاد رئيس الوفد بمواقف بري "الداعمة دائما للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، مؤكدا "ضرورة تضافر كل الجهود في سبيل نصرة القدس وفلسطين في مواجهة الإعتداءات والإنتهاكات اليومية للإحتلال الإسرائيلي للمقدسات والجبهات الوحشية على الشعب الفلسطيني". وقال ارسلان بعد الزيارة: "عرضنا لدولة الرئيس نبذة عن الائتلاف ودوره ومركزه في إسطنبول. وهدفنا إعادة الأراضي الفلسطينية المغتصبة الى الشعب الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ونحن نتصدى لجميع الإنتهاكات والإغتصابات التي يقوم بها الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين، ونندد بقرار ترامب نقل السفارة الأميركية الى القدس، ونسعى الى إلغاء هذا القرار ورفع الحصار عن غزة وجذب الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية". واستقبل بري بعد الظهر الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي في لبنان فيليب لازاريني وعرض معه قضايا إقتصادية وإنمائية. ثم إستقبل وفدا من أساتذة كلية الطب ومجلس إدارة مستشفى الزهراء الجامعية برئاسة رئيس مجلس الإدارة الدكتور يوسف فارس.

وشكر له الوفد اهتمامه ورعايته الدائمين للمستشفى وقدم له درعا تقديرية.

 

السرياني العالمي: كل يد تمتد على الجيش هي داعشية

الجمعة 14 كانون الأول 2018 /وطنية - أسف رئيس "حزب الإتحاد السرياني العالمي" إبراهيم مراد، في تصريح، "على الوضع الشاذ المستمر في مناطق عدة وخصوصا في قضاء بعلبك ولا سيما في حي الشراونة، هذا الحي الذي أصبح للأسف يختصر تاريخ منطقة وشعب ويصبغها بصبغة ملوثة بعيدة كل البعد عن طبيعة المنطقة وأهلها الطيبين عبر مجموعات خارجة عن سلطة الدولة وكأنها جزيرة مغلقة الأحكام لغايات وأهداف معلومة للجميع. ودعا مراد قائد الجيش العماد جوزاف عون للضرب بيد من حديد كل من تمتد يده على الجيش اللبناني لأنها يد داعشية تحاول عبر شتى الوسائل تعكير الأمن والسلام الذي ينعم به لبنان إلى حد ما، معتبرا ان ما "يحصل لم يعد مقبولا وخصوصا الاعتداءات المتكررة على القوى الأمنية"، مطالبا "قيادة الجيش حسم الأمور وسوق المطلوبين كافة إلى المحاكمة وفرض الأمن والسلام عبر انتشار كثيف في المناطق والأماكن الخارجة عن سلطة القانون". وأكد أن الحل الأمثل بأن تقوم الدولة وبأسرع وقت، بوضع خطة إنمائية واقتصادية شاملة للمنطقة، فواجبها الإهتمام بأبنائها وعدم تركهم لمصير مجهول. وختم مراد معزيا قائد الجيش بالشهداء، متمنيا "الشفاء العاجل للجرحى".

 

بخاري كرم الإعلاميات المبدعات العربيات: المرأة العربية أسهمت في إنجازات علمية وعملية محليا ودوليا

الجمعة 14 كانون الأول 2018 /وطنية - كرم سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري الإعلاميات المبدعات العربيات في احتفال أقيم في مقر السفارة بعد ظهر اليوم، وشارك فيه وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اواديس كيدانيان، مديرة "الوكالة الوطنية للإعلام" لور سليمان ممثلة وزير الإعلام ملحم الرياشي، سفيرا العراق علي العامري والمغرب محمد كرين، المستشار الاول في السفارة الكويتية عبدالله شاهين ممثلا سفير الكويت عبد العال القناعي، القائم بالأعمال محمد مصلح ممثلا سفير مصر نزيه النجاري، المستشارة في السفارة الاردنية وفاء الأثيم ممثلة السفير الاردني زياد المجالي، نقيب الصحافة عوني الكعكي، رئيسة مركز الاعلاميات العربيات في لبنان زينة فياض، رئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام، مدير تحرير جريدة "المستقبل" جورج بكاسيني، وعدد من الإعلاميين.

بخاري

وألقى بخاري كلمة توجه فيها بالشكر لكيدانيان "لحضوره ومشاركته ولممثلة وزير الإعلام ولاصحاب السعادة السفراء ولكل الحاضرين من المؤسسات الإعلامية". وقال: "إن حضوركم للإحتفاء اليوم بهذا الدور، دور الإعلاميات الرائدات اللواتي حملن الرسالة الإعلامية التي تركز على ايجابيات العالم العربي وعلى ما نمر به من تحديات، اهلا وسهلا بكم في السفارة، وأؤكد دور المملكة العربية السعودية في تمكين المرأة واعطائها ودعمها في جميع المجالات، سواء اكان في المشاركة السياسية ام في الواقع الإعلامي والتعليمي والطبي والهندسي. اليوم نحن نحتفل بتكريم الإعلاميات العربيات، واشكر السيدة زينة فياض على حضورها ومشاركتها. إن المملكة اتاحت الفرصة وفقا لرؤية المملكة 20-30 وبدعم مباشر من خادم الحرمين الشرفين وبمتابعة مباشرة من سمو الأمير الملكي محمد بن سلمان ولي العهد لتمكين المرأة في جميع المجالات. على سبيل المثال لدينا الآن في مجلس الشورى ثلاثون سيدة بما يمثل 20 بالمئة من اعضاء مجلس الشورى السعودي، وهذه سابقة على مستوى العالم في مجالس الشورى والبرلمانات، وهذا كله من قناعة المملكة ورؤيتها أن المرأة هي طموح بلا حدود، والمرأة العربية اسهمت في انجازات علمية وعملية على المستويين المحلي والدولي، وما نراه اليوم هو تأكيد لهذه الرؤية، ولدينا اليوم اعلاميات واديبات من كل الدول العربية، من دولة المغرب والكويت والعراق والأردن والسعودية ومصر، اشكركم جميعا واشكر كل من حضر".

كيدانيان

أما كيدانيان فشكر السفير السعودي على الدعوة ورحب بالحضور، وقال: "هذه الدعوة هي دلالة واضحة على تقدير المملكة العربية السعودية بشخصكم لعمل المرأة في كل الميادين، وخصوصا في الإعلام، وحضور سعادتكم مع السفراء في اطلاق مركز الإعلاميات العربيات يدل ايضا على اهتمامكم الخاص بالإعلام وبالإعلاميات. وقلت بالأمس في كلمتي اننا نريد ان نعود ونضع لبنان في أذهان العرب، وما نقوم به هو تنشيط للذاكرة، وانكم بهذا التكريم أعطيتم رونقا لزيارة السيدات الإعلاميات للبنان".

فياض

وعبرت فياض عن "الشكر والإمتنان والتقدير للمملكة العربية السعودية الممثلة بشخص سعادة السفير وعبره ومن خلاله للمملكة العربية السعودية ملكا ووليا للعهد وحكومة وشعبا"، وقالت: "نحن نكن للمملكة ولكل الدول العربية الشقيقة كل الحب والإحترام والتقدير، كلنا أمل في لبنان ان نرقى فوق كل ما جرى في السنوات الماضية وما يجري في وطننا العربي الكبير، وان نعمل يدا واحدة للنهضة والتقدم. صحيح ان مركز الإعلاميات العربيات هو مركز للإعلاميات ولكن هذا لا يعني اننا نلغي دور الرجل ودور الإعلامي، انما نعمل لتضافر الجهود سويا للتركيز على الخطاب الإعلامي ولنرقى به ونركز بخبرتنا للتوجه نحو المرأة الإعلامية ولكن ابوابنا مفتوحة لكل الإعلاميين والطامحين للعمل بالإعلام، فالإعلام وصل الى درك خطير يعكس ما جرى في الوطن العربي في السنوات الأخيرة". ورأت ان "المحبة والتسامح هما الإنطلاق لبناء الجسور وللمصالحة وللمستقبل".

وقالت: "نشد على أيادي المملكة برؤيتها، ونحن جاهزات للتعاون بين الإعلاميات القديرات والمرأة في المملكة. وشكرت "السفراء والسيدة لور سليمان التي هي شخصية رائدة في لبنان لها تجربة تحتذى ونقدرها جدا"، كما شكرت رؤساء التحرير الحاضرين وقالت "نمد يدنا لكم لأي تعاون".

الأمام

ووصفت الإعلامية الأردنية محاسن الأمام رئيسة مركز الإعلاميات العربيات في الأردن، زينة فياض، ب"الاعلامية الاستثنائية". وقالت: "سعدت أمس بافتتاح المركز في لبنان برئاسة وريادة زينة فياض التي شاركت السنة الماضية في منتدى الإعلاميات العربيات 14، ووعدت بأنها ستفتح فرعا في لبنان، وكنت بالأمس جد سعيدة بهذا المركز الذي هو المركز السادس لنا، بالإضافة الى مصر والسودان واليمن والعراق وفلسطين، والمسيرة لن تتوقف. ففي شهر آذار المقبل سنفتتح فرعنا في المغرب، وفي تموز سنفتتح فرعنا في الامارات العربية المتحدة".

وقالت: "زرنا صباحا رئيس الجمهورية وأحسسنا بدفء العلاقات اللبنانية العربية، وهذا ما نتمناه دائما".

وشكرت وزير السياحة "على لطفه وأخلاقه".

الركابي

وقالت الإعلامية السعودية هناء الركابي: "هذا الاجتماع هو من أجمل ما يمكن أن يحدث، ليس فقط للإعلاميات انما لكل نساء العرب. المفروض ان يكون هناك وحدة وتكاتف لأننا في النهاية كلنا اخوان واشقاء، وهذا ما لمسناه من خلال الحفاوة والتكريم".

وشكرت كيدانيان، ودعت الحضور الى زيارة المملكة العربية السعودية، "فمع رؤية 20-30 سترون المملكة العربية الجديدة والرائعة بعيدا عن الصورة النمطية القديمة. فبفضل الله وبفضل سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وبرؤية وبطموح الأمير محمد بن سلمان قدرنا ان نحقق قفزات واحتفلنا بالبيعة منذ ايام قليلة، والأربع سنوات هي كأنها أربعون سنة من الإنجاز، اصبح لدينا دور سينما ومسرح وتمكنت المرأة من قيادة السيارات ولدينا مدن سياحية مثل مدينة نيوم". بعد ذلك قدمت دروع لكل من الإعلاميات العربيات: هناء الركابي من السعودية، محاسن الإمام من الإردن، نبراس المعموري من العراق، سميرة العبدالله من الكويت ولمياء محمود من مصر.

 

افرام في مؤتمر باريس لدعم مسيحيي الشرق: المسيحية المشرقية تتعرض لابادة وقتل مبرمج وهضم حقوق وعار على البشرية ان تسكت

الجمعة 14 كانون الأول 2018 /وطنية - ألقى رئيس الرابطة السريانية الأمين العام لـ"اللقاء المشرقي" حبيب افرام كلمة في "مؤتمر باريس 11 لدعم مسيحيي الشرق"، في فندق "إيل دو فرانس"، قال فيها:

"عار على البشرية أن تسكت عن الابادة، أخطر ما يصيب المسيحية المشرقية أنها تتعرض لابادة، لالغاء، لتطهير عرقي، لقتل مبرمج، لهضم حقوق، ولا أحد يريد تسمية الأمور بأسمائها، بل يحاول الكثيرون اللعب على الالفاظ والكلمات في هروب مشين من مواجهة الحقيقة.

أسوأ ما يصيب المسيحية المشرقية أنها صارت "عالموضة"، تكثر المؤتمرات في الغرب والشرق، نتغرغر في مداخلات محشوة في أوصاف العيش المشترك واحترام الآخر ونصدر بيانا ختاميا ونعود ادراجنا لنعدَّ الزيف اليومي ولا حلول.

وأضاف: "أجبن ما يصيب المسيحية المشرقية، أننا نحن مسيحيي الشرق، بشعوبنا بكنائسنا، بتنظيماتنا، بتاريخنا، بهوياتنا، فقدنا الأمل والرجاء والنضال، استسهلنا الهجرة وشوارع.

استوكهولم وفرانكفورت وبروكسيل ونيوجرسي ومونتريال وسيدني، وصارت الخابور

ونينوى والقوش والمينا وأورميا ومذياد ذكريات في البال وأسماء مواقع الأرض لنا فيها القبور ولغيرنا المنازل".

وتابع: "نحن في عقلنا جوازات سفر. لا نعرف أن في الشرق لا مكان لك من دون قوة ومقاومة وصمود ودور.

إن القضية المسيحية المشرقية ليست نسبا مئوية، ولا دراسات حول كم كنا قبل

"سيفو" في الدولة العثمانية، أو في ايران قبل الثورة الاسلامية، أو في سوريا ومصر والعراق.

قبل الثورات العسكرية ثم بعد ما سمي الربيع ثم مع "داعش"، قضيتنا مهما كان عددنا، مهما كانت نسبنا، حقنا، كما حق كل مواطن وكل جماعة، في حياة حرة كريمة مع مساواة".

وقال: "المشكلة أن لا نظام أكرر ولا أي نظام. يعترف بعمق بصراحة بالتنوع والتعدد حقيقة. اذا لم يكن هناك تغيير خطير في العالم العربي والاسلامي في معنى الوطن والحريات والانسان عند الرؤساء والملوك والأحزاب والتنظيمات والمؤسسات

الدينية، فلا حل لنا ابدا. ان نهضة فكرية هي خلاص الشرق. وإلا فسنبقى نغرق في دمائنا".

وأضاف: "المشكلة في غياب القيادة والرؤية والضمير في العالم الغربي. إنه عالم لاه

أضاع القيم والمبادرة. هل تعنيه حقوق انسان وجماعات أو فقط نفط وأمن اسرائيل؟

هل مستعد هو للدفاع عن مبادئ لكل شعوب الشرق. نحن لا نطلب لا حماية ولا تدخلا

غربيا مع مسيحيي الشرق. لا نحن نريد ولا هم حتى في هذا الوارد. لكننا نريد أن يرفضوا الابادات والقتل وخطف المطرانين الارثوذكسيين الروم والسريان اليازجي وابراهيم.

ان يرفضوا دساتير وممارسات لا تعطي المساواة لكل أبنائها".

وسأل: "كيف لا يعتبر الفاتيكان أن إفراغ الشرق من مسيحييه هو أقسى جريمة ترتكب ضد المسيحية على الاطلاق؟

ولماذا لا يثور ويقيم الدنيا؟ شرق من دون مسيحيين؟ والمسيحية نبعها هنا وتاريخها

بدأ هنا ونورها شع من هنا.

كيف نتصدى لهذه الابادة؟".

وتابع: "مسيحيو الشرق مدعوون الى انتفاضة على الذات للعودة الى جذورهم الى نضال

مشرقي وتشبث بالارض. وإلا أنهم ينحرون كل ما يؤمنون به وما يمثلون.

العرب والمسلمون أمام تحد حضاري في طريقة علاقتهم مع مبادئ الحريات وكرامة الانسان والتنوع. هم مسؤولون أمام الله والتاريخ عن بقاء المسيحية وكل المكونات في الشرق على قاعدة المساواة.

الغرب مدعو الى مشروع "مارشال" متكامل سياسي اقتصادي اجتماعي لدعم

بقاء وصمود المسيحيين والمكونات ولضغط ديبلوماسي سياسي لتغيير أداء الحكام والأنظمة".

وختم: "التاريخ يكتب بالموقف أولا. بالكلمة. عار على البشرية أن تسكت. أن تتواطأ.

أن تغمض العين. وعار علينا أن يكتب أن في زماننا انتهت المسيحية المشرقية".

 

الرئيس سليمان افتتح حلقات الحوار في اليسوعية: التعطيل في لبنان مصيبة يجب الخروج منها وهناك من يستسهل الفراغ المدمر

الجمعة 14 كانون الأول 2018 /وطنية - اكد الرئيس العماد ميشال سليمان ان "لبنان وطن الرسالة بامتياز"، داعيا الشباب "لكي يكون لديهم الامل بهذا الوطن لان شعبنا ملتزم بالعقد الاجتماعي والحياة المشتركة والعيش معا، ولكن الطبقة السياسية هي التي افسدت الحياة السياسية"، مجددا التأكيد ان "الدستور يحتاج الى سد الثغرات التي ظهرت من خلال الممارسة، ولكن عندما يقول رئيس الجمهورية كلمته لا يستطيع احد ان يردها وموقف الرئيس يسمع في كل العالم عندما يتكلم من منطلق سيادي"، معتبرا ان "اول من يجب ان يدخل الى السجن هو من يعطل الدستور ومن يحمل سلاحا غير شرعي ويعتدي على سيادة الدولة والسلم الاهلي"، مبديا الاسف الشديد لان "هناك من يستسهل الفراغ حتى اصبح التعطيل في لبنان مصيبة يجب الخروج منها كونها تدمر كل شيء".

مواقف الرئيس سليمان جاءت مساء امس في خلال اللقاء الذي جمعه في كلية الاداب والعلوم الانسانية في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) بدعوة من قسم التاريخ والعلاقات الدولية مفتتحا الحلقات الحوارية تحت عنوان "24 ساعة بحياة الرئيس"، في حضور النواب: نديم الجميل، عماد واكيم، ايدي ابي اللمع وجان طالوزيان، والوزراء السابقين : اليس شبطيني، ناظم الخوري وسجعان قزي، وسفراء وشخصيات اكاديمية وثقافية وتربوية وعسكرية ورئيس الجامعة اليسوعية البروفسور الاب سليم دكاش ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وطلاب قسم التاريخ والعلاقة الدولية في الجامعة وحشد من المهتمين.

وقائع اللقاء

افتتح اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة ترحيبية من رئيس قسم التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة اليسوعية الدكتور كريستيان توتل، شاكرا الرئيس سليمان الذي لم يتردد للحظة في الموافقة على أن يكون اول من يفتتح سلسلة الحلقات لا بل ابدى استعدادا كبيرا ورغبة عالية بمقابلة ولقاء الطلاب، وقال: "نحن ندرس عن الحرية والاحترام المتبادل مع الاخر، ونعلم الطلاب تاريخ لبنان بايجابية، وقد اخترنا 15 طالبا لمحاورة الرئيس العماد ميشال سليمان وهم من حضروا الاسئلة والرئيس لم يطلع على اي سؤال لا بل رفض الاطلاع حتى على المحاور"، وتوقف أمام "ذكرى جبران تويني شهيد الكلمة والحرية وكل الشهداء الذين قضوا في ذات الطريق". ثم كان عرض فيلم وثائقي قصير يؤرخ لابرز المحطات في حياة الرئيس سليمان لا سيما في المؤسسة العسكرية وصولا الى سدة الرئاسة الاولى، بما يسهل على الطلاب أن يلتفتوا إلى أمور قد تكون غابت عن تفكيرهم خلال اعدادهم لمحاور الاسئلة في اللقاء.

الرئيس سليمان

وتحدث الرئيس سليمان، طالبا الوقوف دقيقة صمت لأجل كل الشهداء، ثم قدم بصورة مباشرة عرضا عن سيرته الذاتية ومراحل حياته، من ولادته الى ابويه وشقيقته واشقائه وزوجته واولاده الى المدراس التي تتلمذ فيها وخياراته العلمية والمهنية، كاشفا أنه كان أكثر ميلا لدراسة الهندسة ولكن الظروف دفعتني للذهاب الى المدرسة الحربية. وبعد تخرجي، أكملت دراستي في العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وحزت الاجازة، وصولا الى تسلمه قيادة الجيش وهو اكثر ضابط خدم في الجيش اذ استمرت خدمتي ل 41 عاما وانتهاء بانتخابه رئيسا للجمهورية وهو اول رئيس بعد الطائف ينتخب بعد خروج الوصاية السورية". وفي عرضه عن مسار مسؤولياته، قال: "لقد جعلت من الجيش اللبناني جيشا للوطن والشعب لا جيشا للنظام، وكانت لي محطات اساسية في قيادة الجيش ابرزها مكافحة الارهاب والمحافظة على حرية التعبير في 14 آذار والقيم الانسانية والعودة الى الجنوب وكرست الكفاءة في الجيش". وعن مرحلة الرئاسة، قال: "أول ما عمدت الى تكريسه هو ارساء العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، وأعدت لبنان إلى الخارطة الدولية، لأنه إبان الوصاية كانت هي من تملي علينا بطريقة غير مباشرة علاقاتنا الدولية وما هو مسموح وما هو ممنوع، وهذه العلاقات التي أقيمت أثمرت أمرا مهما جدا إذ ان الميثاق الوطني الذي عقد في العام 1943 تحول عبر اعلان بعبدا الى وثيقة دولية، وتمكنت من اقناع دول القرار بانشاء مجموعة الدعم الدولية للبنان لدعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وطرحت الاستراتيجية الوطنية للدفاع، وأسارع إلى القول إن أمرين مطلوب من لبنان اعتمادهما سريعا وهما: تحييد لبنان عن صراعات المحاور والحروب الخارجية، وإقرار الاستراتيجية الوطنية للدفاع، كما قبلنا التحدي وانتخبنا عضوا غير دائم في مجلس الامن لسنتين وخاض لبنان هذه التجربة التي كانت محل ابهار دول العالم اذا كان الاداء ممتازا". وأضاف: "ان وضع لبنان على الخارطة الدولية عزز الاقتصاد بشكل كبير جدا ووصلنا في العام 2010 الى نسبة نمو بلغت 9،5 في المئة اين نحن منها اليوم؟ وعملت على دعم الجيش لان الثقة الدولية دفعت الى وضع زيادة الدعم للجيش على السكة الصحيحة، كما استصدرت قانون برنامج لتسليح الجيش من خلال خطة خمسة لا زالت مستمرة. كما عززنا القوى الامنية ما أدى الى كشف شبكات التجسس والارهاب، وصدرت قوانين مهمة كما عزز دور القضاء من خلال المحاسبة الذاتية وتم صرف أكثر من قاض وأنجزنا أول تشكيلات قضائية، من دون أي تدخل سياسي بحيث وقع المرسوم كما ورد من مجلس القضاء الاعلى، كما أنجزنا خطوة تسجيل الزواج المدني ولكن بعد ذلك توقف التسجيل، وكرسنا شطب الطائفة عن الهوية".

وتابع: "كان لدي دائما هاجس الشباب، وأول خطاب في ذكرى الاستقلال توجهت فيه الى اللبنانيين كان في حضور طلاب الجامعات اللبنانية، وأجريت معهم حوارا بعد الخطاب وتكرر هذا الامر، وأطلقنا وثيقة السياسة الشبابية وهي مهمة جدا وعمل عليها لسنوات من قبل الوزارات المعنية، لا سيما الشباب والرياضة والثقافة والجمعيات الشبابية. وكنت دائما أحرص على عقد لقاءات مع الشباب والطلاب الذين كانوا أوفياء عندما تعرضت للهجوم فسجلوا المواقف المناسبة في جامعاتهم وأماكن نشاطاتهم، ولم اتلكأ عن رعاية ودعم النشاطات الرياضية والثقافية وتخريج الطلاب وكان لليسوعية نصيب لاربع سنوات من رعايتي لحفل التخريج". وتوجه الى الطلاب بالقول "عليكم التمرد على رياح التشرذم والتفرقة والاحباط، والانخراط في الحياة السياسية، وهدم الحصون الطائفية والمذهبية، والانخراط اكثر في صفوف المجتمع المدني، وانا من المطالبين بقوة بالسماح لمن هم في سن الثامنة عشرة بالاقتراع وايضا مشاركة المرأة بفعالية في الحياة السياسية على مستوى الوزارة والنيابية والوظائف من الفئة الاولى وكان لي شرف أنني اخترت نساء لتولي حقائب وزارية، وبدل التقدم أكثر في موضوع الكوتا النسائية التي طرحتها للاسف وجدنا أنهم تراجعوا خطوات الى الوراء".

حوار

ثم دار حوار حيث رد الرئيس سليمان على اسئلة الطلاب التي تمحورت حول الجانب الشخصي والحياة العسكرية ومرحلة الرئاسة الى المواقف والقرارات التي اتخذها، فاكد ان "اللقب الاحب على قلبه هو عماد، بالاضافة الى ما سمعته في الآونة الأخيرة في أحد المناسبات حين خاطبوني ب"فخامة التواضع" وأنه لا يشتاق الى قصر بعبدا"، مسجلا الدور المحوري لزوجته السيدة وفاء سليمان التي ساعدته كثيرا "كونها تحب الحياة العسكرية"، مشيرا الى أنه "بنى صداقات واسعة محلية وعربية ودولية وهي مستمرة حتى اليوم ولكن بعد الرئاسة لا أحب أن أزعجهم إنما أحافظ على تواصلي معهم".

وقال ردا على سؤال: "الاصعب كانت رئاسة الجمهورية لأنه في قيادة الجيش أعمل مع فريق عمل متجانس في تربيته وتنشئته العسكرية، بينما في السياسة لا دين ولا يقين، كان هناك أمر أريد إنجازه منعت من تحقيقه لعدم وجود أكثرية نيابية، وللاسف التعطيل في لبنان مصيبة يجب الخروج منها، وتمنيت لو استطعت أن أضع القوانين والمراسيم المراسيم التطبيقية للوثيقة الشبابية وأن أضع حدا نهائيا للفساد السياسي الاخطر الذي يعطل انتخاب رئيس جمهورية ويمدد لمجلس النواب ويمنع تشكيل الحكومة، وقوننة الزامية حضور النائب جلسات مجلس النواب في الاستحقاقات الدستورية". أضاف ردا على سؤال: "لقد نجحنا في إعادة لبنان الى الخارطة الدولية ومن دون إذن من أي وصاية، واحتضنا قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) التي لم يسأل عنها اي مسؤول لبناني فكنت اول رئيس جمهورية يزور مقر (اليونيفيل) في الناقورة بعد 30 عاما من وجودهم في لبنان، ولم أكتف بذلك إنما عمدت الى زيارات رسمية الى كل الدول التي تشارك في عداد ال (يونيفيل)".

واعتبر ردا على سؤال أن "إعلان بعبدا هو أهم وثيقة وفاقية صدرت منذ العام 1943، ولا يمكن التحلل منها لأنها أصبحت وثيقة دولية وتبعها تشكيل مجموعة الدعم الدولية للبنان، وكرست الانفتاح على الدول من دون تبعية وفرضت احترام رئيس لبنان لأن كلامه واضح وحاسم، ويعتمد على سيادة لبنان ومصلحته وتحييده من الصراعات ما عدا القضية الفلسطينية". وقال ردا على سؤال: "نحن تربينا على فكرة الله يساعد لبنان، إذا خرج السوري من لبنان، لقد خرج السوري ولم تحصل ضربة كف واحدة ولم ينقسم الجيش كما كان يتم التهويل من قبل البعض، ومع الربيع العربي اندلعت الحرب في سوريا ولم يحصل شيء في لبنان، لأن لبنان رسالة ولكن السياسيين يشوهون هذه الرسالة، وأملي كبير بأن لبنان سيعود ليلعب دوره والرهان على الشباب وعليكم ألا تفعلوا مثلنا، لأنه كان مكتوبا أن يبدأ الربيع الدموي من لبنان عند استشهاد الرئيس رفيق الحريري ولكن الجيش في حينه منع ذلك وحوله الى ربيع ديمقراطي، ونحن أول من استطاع ضرب الارهاب في لبنان قبل أن تفرخ داعش في دول أخرى".

وعن محاربة الفساد، قال:"أكبر فاسد دخل السجن في عهدي كان ميشال سماحة وكلفني ذلك عداوات مستمرة الى اليوم، وأيضا بدأنا بالقضاء الذي طلبت منه ألا يخضع للتهديد والترهيب، كما تم إقالة بعض القضاة ومعاقبة وطرد بعض الموظفين من قبل هيئة التأديب، لكن مكنة التعطيل الموجودة في البلد تجعل الامور بطيئة". ولدى سؤاله عن القرارات الصعبة في حياته أكد أن "أصعب هذه القرارات في حياتي العسكرية رفض طلب السلطة السياسية قمع مظاهرات 14 آذار وهذا القرار أصعب من قرار خوض معركة نهر البارد الذي كان واجبا وفاء لشهداء الغدر، اما في حياتي السياسية فهو قرار الدخول الى عضوية مجلس الامن الدولي واتخاذ المواقف الصحيحة".

وعن مصير الارهابي شاكر العبسي كشف الرئيس سليمان لاول مرة "ان شاكر العبسي استطاع الهرب عبر نقاط الوصل بين وحدات الطوق على المخيم حيث انتقل الى مخيم البداوي ومن ثم الى سوريا وعندما التقيت الرئيس السوري بشار الاسد في باريس طلبت منه ان تسلم السلطات السورية العبسي الى السلطات اللبنانية فأجابني بالقول: ألم يخبروك انه قتل منذ ثلاثة أشهر على حاجز للمخابرات السورية؟"، أما ما حصل في عرسال كان يجب ألا يخرج من ذبح العسكريين وقاتل الجيش عبر البوسطات المكيفة وكان يجب ان يفرضوا عليهم تسليم من قتل العسكريين". مذكرا انه "لم يكن رئيسا لدى مهاجمة عرسال من قبل داعش بل كان الفراغ سائدا على قاعدة التعطيل المتكرر".

وعن العلاقة مع "حزب الله"، قال: "حزب الله يترأس تحالف 8 آذار وأنا دافعت عن المقاومة في المنتديات الدولية، ولكنني منذ أن كنت قائدا للجيش والى الرئاسة قلت وفي العلن، ان يصب التحرير ويستثمر في بناء الدولة، ولكن حزب الله سرعان ما انخرط في حروب المنطقة من دون ان يقف على رأي طرفي الثلاثية الجيش والشعب اي الدولة وما يرتبه ذلك من تبعات على لبنان".

وعن مصير وسيط الجمهورية، قال: "ما عطل وسيط الجمهورية هو الخلاف بين القوى السياسية الوازنة في مجلس الوزراء وللاسف على طائفة وسيط الجمهورية".

وردا على سؤال ان كان تعرض لتهديد مباشر وهو في الرئاسة قال: "هناك الكثير من التهديدات المحفوظة وهي من الأسرار التي اطلعت عليها قيادة الجيش، انما يمكنني الحديث عما حصل عقب عيد الجيش في الاول من اب 2013 يوم القيت خطابا في تخريج التلامذة الضباط التي حملت دورتهم اسم ضابط شهيد عزيز جدا على قلبي يومها تحدثت عن هذا الضابط ومعنى شهادته الحقيقية وهو الذي استشهد في معركة نهر البارد ودمه روى التراب اللبناني وفي ذات الليلة استهدف القصر الجمهوري بصاروخين سقطا في محيطه والأجهزة الامنية رجحت الجهة أنها من الاسلاميين المتطرفين". وكشف أنه "في أحد اللقاءات مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بادرني الى القول ما رأيك لو نخرج سويا بعد اللقاء وتعلن الاستعداد للتفاوض مع اسرائيل، فقلت له على الفور لبنان آخر بلد يفاوض واسرائيل وآخر بلد يعقد معها سلام".

وبعد اللقاء، أخذت الصور التذكارية وتم الاتفاق على استكمال اللقاءات في الايام المقبلة، حول أمور لم يسمح الوقت في تناولها بالتفصيل والايضاح.

 

مطران سبسطية للروم الارثوذكس وجه كتابا ميلاديا الى رئيس الجمهورية: أناشدكم لتجعلوا من مسألة الوجود المسيحي في فلسطين والمشرق قضيتكم الأولى

الجمعة 14 كانون الأول 2018 /وطنية - وجه مطران سبسطية للروم الأرثوذكس - القدس الشريف المطران عطالله حنا كتابا ميلاديا مفتوحا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، جاء فيه:

"في بهاء الميلاد وبركاته، من وطن مسلوب إلى صفقة القرن المشبوهة، من أرض تفجرت عليها بالتجسد الإلهي ينابيع السماء الأزلية فتدفقت عل الأرض ضياء، من مغارة بيت لحم حيث "الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان"، كما أنشدت السيدة العظيمة فيروز، أصلي، وأرفع من أجلكم أطيب الدعاء، لكي تحل بركات العيد المطل عليكم وعلى عائلتكم الكريمة وعلى شعب لبنان الحبيب والعظيم، مصليا من أجل أن ينهض لبنان من كبوته، وينتصر على محنته، ويتجلى بإرثه، ويرنو إلى مستقبله بخطى ثابتة لا تلين ولا تستكين. فنهضة لبنان برئاستكم رجاء لنا ولشعوبنا وللإنسانية جمعاء، كما نصلي معكم يا فخامة الرئيس من أجل إحلال السلام في سوريا والعراق وفلسطين، من أجل المشرق كله لكي يستقر في السلام وتنتهي المآسي فيه وتعيش الشعوب بإخاء.

فخامة الرئيس، أتوجه إليكم في ذروة اللحظات الأليمة التي نشهدها في فلسطين، ليس فقط كرئيس لجمهورية لبنان، بل كزعيم لمسيحيي المشرق العربي، ونحن نفتخر بأن تكونوا أنتم بالذات على تلك الصفة، بما حباكم المولى الكريم من صفات حميدة راقية وعقل استراتيجي بليغ، لأناشدكم بالتدخل السريع لدى المحافل الدولية والعربية والإقليمية، من أجل حماية ما تبقى من مسيحيي القدس وفلسطين، والتفاعل في الوقت عينه مع مسألة المسيحيين المشارقة، وقد محق المسيحيون محقا تراجيديا في العراق، وكادوا يسحقون سحقا كاملا في سوريا، لولا قدرة الجيش العربي السوري بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد متحالفا مع المقاومة وروسيا وكافة أصدقاء سوريا في العالم في الصمود والبقاء ومن دون نسيان دعمكم لحربه على الإرهاب بمواقفكم العالية المستوى ورفضكم بالمطلق الحرب على سوريا وتشريعكم للقتال الاستباقي على أرضها، فيما ولا يزال مطرانا حلب الحبيبان بولس يازجي ويوحنا إبراهيم مخطوفين، وفيما وجودنا نحن في فلسطين قد تدنى إلى ما دون الواحد في المئة. فهل يعقل أن يتدنى وجودنا إلى هذا الدرك الرهيب في أرض الميلاد والجلجلة والقيامة، في أرض كانت الرحم لانبلاج الخلاص، وفيها انطلقت المسيحية إلى الأمم؟ ماذا يبقى لنا وماذا يبقى للمسيحية المشرقية وماذا يبقى للإنسانية كلها إذا انتهى هذا الوجود الجوهري والتكويني في فلسطين المحتلة بشقيه الإلهي والتاريخي، هل نتخيل كنيسة المهد وكنيسة القيامة مجرد لوحتين متحفيتين باهتتين مسلوبتين؟

في فرح الميلاد يا فخامة الرئيس يعتصرني الألم، ويوجعني أن تبقى فلسطين الجرح غير المندمل بسبب بقائها تحت الحراب الإسرائيلية تطعنها من كل حدب وصوب، تطرد الناس من بيوتهم وتشردهم في الليل الحالك. كيف لي أن أحتفل بالميلاد في بيت لحم، وهيرودوس الغاشم لا يزال يطارد صبيتها ويقتلهم حتى يقتل المسيح الطفل المولود في المغارة؟ كيف لي يا فخامة الرئيس أن أفرح بالعيد، وإسرائيل لا تزال تصلب صاحب العيد وتعلقه على خشبة الظلم، والأمم تقايض على حساب وجودنا؟ وما صفقة القرن سوى المثل على لعبة المقايضات على حساب فلسطين. هودوا مدينة السلام، وهم يجعلون إسرائيل وطنا يهوديا قوميا، سابين تراب فلسطين المحتلة ومقدساتها المسيحية والإسلامية وسالبين هويتها العربية والوطنية، وضاربين بعرض الحائط كل تنوع بهي يعزز السلام. إسمح لي يا فخامة الرئيس بالقول، إن من تآمر على فلسطين تآمر على سوريا والعراق ويتآمر على الأردن مثلما تآمر على لبنان، ويشاؤونه أرض لجوء ونزوح وليس وطنا لبنيه مسيحيين ومسلمين توحدهم الشراكة الوطنية ببهاء كبير وعرى وثيقة محافظين على حدوده وسيادته وكرامة شعبه وفرادة دوره ونوعية حضوره، وفعالية مؤسساته وعلى رأسها الجيش اللبناني الباسل الذي أظهر بطولة فائقة بوجه الإرهاب التكفيري. وعلى هذا نتمنى لكم النجاح سريعا بتأليف الحكومة سريعا حتى لا يستهلك عدم التأليف بصورة سلبية ويستثمر باتجاه خطير ومقيت. لبنان، سيدي الرئيس، رسالة فريدة في محيطه، وقبلة الإنسانية جمعاء".

أضاف: "وعلى هذا، يطيب لي من موقعي الروحي، التنويه بمواقفكم النبيلة والمعبرة عن مسؤولية عالية تجاه شعبنا، لا سيما في مواقفكم من على منبر الأمم المتحدة، أو القمة الإسلامية في تركيا، وفي معظم القمم العربية وقد رفضتم الظلم الحال بنا وتكلمتم باسمنا جميعا بصلابة ووطنية عظيمة. لقد حملتم على كاهلكم لبنان وسوريا وفلسطين، ورأينا إخلاصكم وتعزينا بوفائكم لهذه القضية حيث دعيتم العرب إلى مصالحة تاريخية تمنع استمرار التدحرج والانهيار والتمزق، وتعيد الاعتبار للوحدة العربية التي من المفترض أن تجسدها جامعة الدول العربية بحكمة وعدل، وتتيح بإيجاد حل عربي شريف لسوريا بوجه الاعتداءات عليها من قبل الحركات التكفيرية وللقضية الفلسطينية، وعلى هذا، أنتم، وبهذا المعنى، عنوان للوطنية والنبل والشرف. كيف لا، وقد أعدتم للمشرقية روحها، والعروبة نفسها والوطنية إحساسها؟ كيف لا يا فخامة الرئيس وأنتم من كسر انعزال المسيحيين وبنوع خاص الموارنة وهي طائفة كريمة وكنيسة حبيبة وشقيقة تعبر بدورها عن تراثنا، ولبطريركها بشارة الراعي وأساقفتها سلام من القدس، وأعدتهم إلى جذوريتهم الحقيقية النابضة في جبال قورش وأنطاكية وصولا إلى وادي النصارى وجبال لبنان، كما كتب صديقي الحبيب المفكر والكاتب الأستاذ جورج عبيد. واسمح لي يا فخامة الرئيس ومن هذه الزاوية بالتنويه بمواقف وزير خارجية لبنان المهندس جبران باسيل تجاه قضية فلسطين لا سيما في الكلمتين اللتين ألقاهما في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية في القاهرة السنة الماضية، رافضا الانغماس في صراع يستبد بهذا المدى، حيث يترجم بثلاث صراعات، صراع عربي-عربي، (مشرقي-خليجي)، مذهبي (سني-شيعي)، قومي (عربي-فارسي)، فهو صراع قد مزق العرب أربا إربا. ونتمنى على معاليه البقاء بثبات على مواقفه الصلبة والرائية. فإسرائيل تشاء استمرار الصراع بتلك النوعية والطريقة المشار إليها بقوة وشدة لتستطيع إنجاز صفقة القرن، وأنا على ثقة سيدي الرئيس من أنكم ستتصدون بدوركم لتلك المؤامرة الدنيئة، ونحن معكم في التصدي من أجل الكرامة والحق وإنسانية طهور.

من هنا يا فخامة الرئيس أرغب بأن أطلعكم وبكل اسف بأن الوجود المسيحي في فلسطين المحتلة قد أمسى أدنى من الواحد بالمئة. وبرأيي، لم يعد ينفع قرع جرس الإنذار من أي موقع كان، بل ما ينفع هو القيام بالخطوات الضرورية لحماية ما تبقى من وجود. المسيحية المشرقية، فخامة الرئيس، مستهدفة من الغرب كما من بعض العرب، مثلما الإسلام الحقيقي السمح بدوره مستهدف من الغرب وبعض العرب. تعلمون، سيدي، أن المسيحيين في فلسطين بنخبهم كانوا مناضلين ووطنيين باتجاه العروبة إلى جانب مسيحيي سوريا ولبنان. وقفوا بصلابة بوجه الاستعمار العثماني، ومن ثم بوجه مخطط سايكس-بيكو والانتداب البريطاني، كما المسيحيون العرب وقفوا بوجه الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان، وقاوموا سلخ فلسطين من جذورها واحتلال إسرائيل بسعي غربي لها، ولا نزال إلى الآن واقفين بوجه تلك الحراب الغاشمة إلى جانب إخوتنا المسلمين مدافعين عن حقنا في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

إنني، سيدي الرئيس، أضع بين يديكم ذلك الكتاب كزعيم مسيحي مشرقي ووطني ميثاقي وعربي كبير، لأناشدكم كي تجعلوا من مسألة الوجود المسيحي في فلسطين والمشرق عموما قضيتكم الأولى، ونحن نعلم أنكم لم تبخلوا يوما بدعمنا بسخاء وكرم. غير أن المسألة لم تعد تحتمل الانتظار، فمسيحيو العراق قد محقوا وهجروا فمن يعيدهم إلى ديارهم؟ وكاد مسيحيو سوريا أن ينالهم بدورهم ما نال مسيحيي العراق، وخطف منهم مطرانان، حتى الآن، لا يزال مصيرهما غامضا ومخيفا، وبقوا صامدين بفضل صمود سوريا وانتصارها النوعي على الإرهاب، وها نحن ننتهي دراماتيكيا في فلسطين، فلسطين رحم الوجود المسيحي، المكان الذي أسس عليه المسيح كنيسته الأولى، وقال على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. يبقى لنا الأمل بمسيحيي لبنان.

نعم يا فخامة الرئيس، فأنتم الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، والمسيحيون في لبنان تنفسوا الصعداء من بعد انتخابكم رئيسا للجمهورية في لبنان وقد مضت سنتان على توليكم الرئاسة، كما انتعش مسيحيو المشرق ورجوا من وجودكم رئيسا للبنان الكثير الكثير. آمالنا معقودة عليكم وعلى المسيحيين وعلى المسلمين في لبنان، لكي نرسخ وجودنا رويدا رويدا من جديد. من هنا سيدي الرئيس، نناشدكم بأن تبطلوا لعنة الخلافات التي مزقت مسيحيي لبنان وشتتتهم وكادت أن تحطم وجودهم الكريم. لا يمكن سيدي فصل المسيحية في لبنان عن المسيحية المشرقية، كما لا يمكن فصل المسيحيين اللبنانين عن المسيحيين المشارقة، فوحدتهم وكما كتب أيضا جورج عبيد ضرورة استراتيجية لبقائنا وصمودنا وديمومة وجودنا، وأي خلل آخر سيقودنا من جديد إلى التبعثر. لقد قال المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم، القدس ولبنان معراجنا إلى السماء، وأقول من بعده القدس وبيروت ودمشق معراجنا إلى السماء. لقد كانت حوران ودمشق طريق المسيحيين الأول إلى أنطاكية، وكانت طريق فينيقية الساحلية من فلسطين إلى اللاذقية ورأس شمرا طريق الرسل إلى أنطاكية واليونان ورومية. واليوم سيدي، فإن وحدة مسيحيي لبنان طريقنا إلى الخلاص، ولبنان واحد موحد طريقنا لاستعادة فلسطين، طالما يسود الجميع فهم كبير بأن إسرائيل عدو شرس، وهي عدو شرس بنوع خاص للمسيحيين، لأننا نذكرها بأنها أمة مجرمة قتلت المسيح، وفصحنا يذكرها بإثمها.

أرجو من مسيحيي لبنان أن يفهموا أن لهم إخوة يعانون ويتألمون، وأن لا يتجه بعضهم نحو رهانات خاطئة وقاتلة في حمأة التغييرات الجيو-استراتيجية والجذرية. بل، فليعودوا إلى الينابيع المشرقية وليتوحدوا بها، فهي وحدها قادرة أن تقتدر بفعلها. فالمسيح أتى مشرقا للمشارق، والمحافظة على ذاتنا هي المحافظة على استمرار وجود المسيح مشرقا ومشرقا في التاريخ".

وختم المطران حنا كتابه قائلا: "في الختام فخامة الرئيس، إسمحوا لي بالإضاءة على مسألة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لأعلن أمامكم بأنهم ضيوف في هذا البلد الحبيب لبنان حتى يعودوا إلى وطنهم، وهؤلاء سيدي لم ولن يتخلوا عن حق عودتهم إلى فلسطين، ونتمنى على فخامتكم بأن تلتفتوا إلى هؤلاء بعين المحبة والأبوة التي تعودنا عليها منكم، ذلك أنهم ضحية التشريد، وضحية النكبة والمظالم التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني ويستحقون عنايتكم واهتمامكم بمسائلهم وقضاياهم الإنسانية، ونحن على يقين بأنكم لم ولن تبخلوا يوما بذلك.

أكرر معايدتي لكم فخامة الرئيس في عيد الميلاد المحيد، وأرجو من الطفل الإلهي المولود في المغارة أن يوشحكم بنوره، وأصلي له من أجلكم لكي يعضدكم ويحفظكم ويسدد خطاكم نحو كل بر وخير وحق، ويمنحكم القدرة على احتمال الصعوبات والصبر على المشقات، حتى يبقى لبنان برئاستكم واحدا موحدا ومظفرا، منارة المشرق ولؤلؤة المتوسط بأرزه الخالد وجباله الشماء وجمال روابيه وعمق معانيه، وننطلق معكم إلى مشرق جديد يتجدد بالنعمة والحق.

حفظكم الله بموفور الصحة والعافية وكل سنة وأنتم وكل لبنان بألف خير".

 

الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: مشروع قانون إلغاء مقاعد للنواب في الاغتراب خطوة قانونية في الاتجاه الصحيح

الجمعة 14 كانون الأول 2018 /وطنية - اعلنت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في بيان اليوم، انه "بعد الخطوة التي قام بها نواب حزب الكتائب اللبنانية بتقديمهم مشروع قانون لإلغاء المقاعد الستة المقترحة للنواب في الاغتراب يهم الجامعة أن تعلن ان " مشروع القانون هذا يعتبر خطوة قانونية لا بد منها في الاتجاه الصحيح، ويأتي متطابقا مع موقف الجامعة المستمر والمعترض على تصويت المغتربين لنواب في الاغتراب، والذي أعلنته في مؤتمراتها، وبياناتها العديدة، وعليه نتوجه بالشكر لحزب الكتائب ورئيسه على هذه المبادرة".

اضافت: "نحن نثمن أيضا موقف القوات اللبنانية الذي أعلنت عنه الأمينة العامة للقوات الدكتورة شانتال سركيس في احتفال كليفلاند في أواخر الشهر الماضي، والذي يصب أيضا في هذا الاتجاه. إن الجامعة تستمر بالحوار المباشر والمسؤول مع كل الأحزاب والكتل البرلمانية اللبنانية، وهي تستطيع أن تؤكد أن أحزابا وكتلا أخرى تشاطر الجامعة أيضا مواقفها بهذا الصدد، ونحن نتمنى أن يصدر عنها مواقف علنية بهذا الخصوص، فقد آن أوان حشد الطاقات لتصحيح هذا الخطأ التاريخي في قانون الانتخاب اللبناني".

وتابعت: "إن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تهيب بفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبدولة الرئيس نبيه بري، وبدولة الرئيس سعد الحريري، إيلاء هذا الموضوع الأهمية القصوى، والعمل على إلغاء المواد المتعلقة بنواب في الاغتراب، ونحن على يقين بأن المشرع، حين أقر القانون، لم يبغ إلا نوايا طيبة بالاستجابة لمطالب المغتربين المزمنة بالحصول على حقهم بالاقتراع، ونحن بالمناسبة نشكر الجميع إعطاءنا حق التصويت بالرغم من كل ملاحظاتنا حول القانون".

واردف البيان: "إن الجامعة تؤكد أنها ستستمر بالدور الريادي في هذا الموضوع، وبطرح إغترابي متجرد، وطنيٍ بحت، وغير سياسي، لما فيه مصلحة المغتربين ولبنان، وهي تؤكد مجددا "رفض تسجيل المغتربين حاملي الجنسية اللبنانية في الخارج، لأنه يناقض الدستور الذي لا يميز بين اللبنانيين، ونعتبر أن الهوية اللبنانية، أو جواز السفر اللبناني، أو البطاقة الممغنطة الموحدة للمقيمين والمغتربين، كافية للاقتراع في القنصليات والسفارات، ومكننة الإدارة والتقنيات الحديثة كفيلة بأن يكون الاقتراع سليما. إن التسجيل في الخارج يجب أن يطلب فقط من المتحدرين الذين استعادوا الجنسية اللبنانية". وتابع: "إننا، كمغتربين، نريد أن تصب أصواتنا في قرانا وبلداتنا ومدننا في لبنان، لكي نؤثر بالحياة السياسية اللبنانية، ولكي نحسن حاضر لبنان، ولكي نبني مع المقيمين مستقبله، خاصة وأن صوت المغترب صوت منزه بعيد عن الترغيب والترهيب، وقد تمرس بالديمقراطية في بلدان الإقامة".  وابدت الجامعة استعدادها "للمشاركة في إبداء الرأي، والنقاش، والتعاون حول هذا الموضوع مع كل ذوي الشأن، لنقل الواقع والموقف الاغترابيين الحقيقيين".

وختم البيان: "أخيرا، وإذ نأمل من كل القوى السياسية في لبنان تأييدنا في هذه المطالب، نرجو أن يجتاز لبنان أزمته الحكومية، لأنه من غير المعقول أن تستمر هذه الأزمة دون طائل، ولبنان يرزح تحت ثقل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ويتخبط في ظل الصراعات الإقليمية التي بدأت تهدد الأمن والسلام والاستقرار، وهذا ما ينعكس سلبا على رغبة المغتربين في الاستثمار مجددا في وطنهم الأم".

 

جديد موقعي الألكتروني لليوم

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

The Economist/St Charbel to the rescue..Miracles are on the rise in Lebanon…Heavenly help for the hard-up

تقرير من مجلة الإيكونومست يحكي عجائب القديس شربل

الجمعة 14 كانون الأول 2018 

http://eliasbejjaninews.com/archives/69984/the-economist-st-charbel-to-the-rescue-miracles-are-on-the-rise-in-lebanon-heavenly-help-for-the-hard-up-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

 

البطريرك صفير:"أين يقع قصر المهاجرين؟ إن البعوضة تُدمي جبهة الاسد"

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الجمعة 14 كانون الأول 2018 

http://eliasbejjaninews.com/archives/69982/%D9%83%D9%84%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D9%8A%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%82/

 

فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة من تلفزيون المستقبل: حزب الله حارس أمين للحدود اللبنانية الفلسطينية وبعد الإنتخابات زادت سطوته على القرار اللبناني

14 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69970/https-www-youtube-com-watchvoijoj20iom4/

 

Egypt: Muslim Policeman Murders Two Christians While Guarding Their Church
 
ريموند إبراهيم: ضابط مصري مسلم يقتل اثنين من المسيحيين فيما كانا يحرسان كنيستهم
 Raymond Ibrahim/December 14/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/69990/raymond-ibrahim-egypt-muslim-policeman-murders-two-christians-while-guarding-their-church-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%b6%d8%a7%d8%a8%d8%b7/

 

Destroying Hezbollah’s tunnels: an operation years in the making
 
تقرير من صحيفة يديعوت أحرونوت بقلم أليكس فيشمان: تدمير انفاق حزب الله عملية مستمرة منذ سنوات
 Alex Fishman/Ynetnews/December 14/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/69994/alex-fishman-ynetnews-destroying-hezbollahs-tunnels-an-operation-years-in-the-making-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%b9/

 

Trump Should Cut Hezbollah’s Lifeline in the Americas
 
على ترامب أن يقطع شريان حياة حزب الله (التمويل) من الأميركيتين
 A crackdown is long overdue.
 Emanuele Ottolenghi & Jose Luis Stein/Foreign Policy/December 13/18

 http://eliasbejjaninews.com/archives/69966/emanuele-ottolenghi-jose-luis-stein-foreign-policy-trump-should-cut-hezbollahs-lifeline-in-the-americas-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D9%82%D8%B7/