المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 آب/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.august11.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالمَلائِكَة، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فإِنَّمَا أَنَا نُحَاسٌ يَطِنّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/انظمة شيطانية تبيع ناسها الأوهام وتجرها إلى حقبات القرون الحجرية

الياس بجاني/عبيد وعمى بصر وبصيرة حزبية

الياس بجاني/الإعلام في لبنان بغالبيته إما ذمي أو صنجي وبوقي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

خليفة عن الجامعة اللبنانية: أزلام يُرقّون ودكتوراه لغير المستحقين

صونيا رزق/موقع الكتائب

واشنطن تحذّر: هكذا سنتعامل مع أي وزارة مؤثرة يتسلمها حزب الله

الرئيس المكلّف طلب مساعدة من بري في تأليف الحكومة

عون: ثقة قوية تربطنا بالحريري ولا شائبة في علاقتنا بالسعودية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/8/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 آب 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اتفاق بري والحريري: لمصلحة من سيتدخّل حزب الله؟

«جرائم المعلوماتية» في لبنان تخرق الإتفاقات الدولية وتستمر باعتقال الناشطين!

الاصطدام مع «الأهالي» عشية التمديد لليونيفل: لبنان منصة أم دولة؟

إسرائيل: حزب الله يملك صواريخ سكود بي وسي

لمن تكتب ومن تُخاطب يا شيخ/الشيخ حسن سعيد مشيمش

إبن شهيد في حزب الله يروي ما جرى معه مع قضاء الحزب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أردوغان تعليقا على أسعار الليرة: لنا ربنا ولهم دولاراتهم!

أربعة قتلى في إطلاق نار في فردريكتون في شرق كندا

ماكرون وبوتين يناقشان الأوضاع في سورية

مقتل 14 مدنيا في غارات جوية في شمال سوريا

العراق.. تجدد التظاهرات ببغداد رغم انتهاء الفرز اليدوي

لماذا انهارت الليرة التركية بعد خطاب أردوغان؟

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التشكيلة الحكومية «على قاب قوسين» الإنفجار أو الإنفراج؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

من يحلّ أحجية حقيبة «القوات» السيادية؟/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عون الضاغط على الحريري: «الأب... والحازم»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

بكركي تستنفر.. إيّاكم وردم الحوض الرابع/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

قلوب الحلفاء والخصوم... خفقت في طرابلس/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

لماذا صمد «مار مخايل» وسقط «معراب»/طوني فرنسيس/الحياة

إيران تغرق، ماذا سيفعل حزب الله؟/عماد قميحة/لبنان الجديد

شهادة الجامعة اللبنانية.. مهددة عالميّاً؟/باسكال بطرس/المدن

تشكيل الحكومة يتأرجح بين تفاؤل اللقاءات والحذر من "الوقائع"/الهام فريحة/الأنوار

المخرَج السحري: عندما يتخلّى باسيل عن «الثلث المعطل» تصبح الحكومة ممكنة/رلى موفّق/اللواء

مهزلة شعار محاربة الفساد في لبنان/خالد غزال/الحياة

الاقتصاد التركي يدفع ثمن تحدي اردوغان لسياسة اميركا/هيلدا المعدراني/جنوبية

الأنبا إبيفانيوس راهب إصلاحي يقدم نفسه أضحية لشرارة التغيير/شيرين الديداموني/العرب

إيران: غليان داخلي وتصعيد أميركي وعجز أوروبي/د. خطار أبودياب/العرب

إعمار سورية والعقوبات/وليد شقير/الحياة

عن نشوء «مسألة درزية»/مرزوق الحلبي/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: خطة عملية وشاملة وضعت لمكافحة الفساد ومسيرةالاصلاح ستحقق اهدافها بالطرق السلمية والقانونية

عون لوفد الانتشار: لبنان ينتظركم ومستقبله ومستقبلكم سيكونان مزدهرين

الحريري عرض الأوضاع مع حاصباني وخليل والقصار

الراعي استقبل سفير قطر وترأس اجتماع لجنة إدارة وادي قاديشا: لبنان سيبقى واحة حوار ولقاء بين الجميع

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالمَلائِكَة، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فإِنَّمَا أَنَا نُحَاسٌ يَطِنّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/من28حتى31/13/من10حتى07/"يا إِخْوَتِي، لَقَدْ وَضَعَ اللهُ في الكَنِيسَةِ الرُّسُلَ أَوَّلاً، والأَنْبِيَاءَ ثَانِيًا، والمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، ثُمَّ مَوَاهِبَ الشِّفَاء، وَإِعَانَةَ الآخَرِين، وحُسْنَ التَّدْبِير، وأَنْوَاعَ الأَلْسُن. أَلَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُل؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ أَنْبِيَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُون؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ صَانِعُو أَعْمَالٍ قَدِيرَة؟ أَلَعَلَّ لِلجَمِيعِ موَاهِبَ الشِّفَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِالأَلْسُن؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ الأَلْسُن؟ إِطْمَحُوا إِلَى المَواهِبِ العُظْمَى. وأَنَا أُرِيكُم طَرِيقًا أَفْضَل. لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالمَلائِكَة، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فإِنَّمَا أَنَا نُحَاسٌ يَطِنّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ. ولَوْ كَانَتْ لِيَ النُّبُوءَة، وَكُنْتُ أَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَالعِلْمَ كُلَّهُ، ولَو كَانَ لِيَ الإِيْمَانُ كُلُّهُ حَتَّى أَنْقُلَ الجِبَال، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فَلَسْتُ بِشَيء. ولَوْ بَذَلْتُ جَمِيعَ أَمْوَالِي لإِطْعَامِ المَسَاكِين، وأَسْلَمْتُ جَسَدِي لأُحْرَق، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فلا أَنْتَفِعُ شَيْئًا. المَحَبَّةُ تتَأَنَّى وتَرْفُق. المَحَبَّةُ لا تَحْسُد، ولا تَتَبَاهَى، ولا تَنْتَفِخ، ولا تَأْتِي قَبَاحَة، ولا تَلْتَمِسُ مَا هوَ لَهَا، ولا تَحْتَدُّ، ولا تَظُنُّ السُّوء، ولا تَفْرَحُ بِالظُّلْم، بَلْ تَفْرَحُ بِالحَقّ، وتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيء، وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيء، وتَرْجُو كُلَّ شَيء، وتَصْبِرُ عَلى كُلِّ شَيء."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

انظمة شيطانية تبيع ناسها الأوهام وتجرها إلى حقبات القرون الحجرية

الياس بجاني/10 آب/18

تعرية أوهام وخزعبلات وكذب القمومجيين الثوار ومنافقي الممانعة والإخوان الدجالين: خلال اشهر انخفضت قيمة الريال الفارسي 70% والليرة التركية 40%.

 

عبيد وعمى بصر وبصيرة حزبية

الياس بجاني/09 آب/19

نحزن على كل من هو في شركة حزب لبنانية ويمتهن عاهة الهوبرة وتأليه صاحب الشركة. نصلي من اجل شفائه وتحرره من اغلال عبودية التبعية.

 

الإعلام في لبنان بغالبيته إما ذمي أو صنجي وبوقي

الياس بجاني/07 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66589/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA%D9%87-2/

يتبين يوماً بعد يوم لأصحاب البصر والبصيرة، ولأصحاب الإيمان والرجاء والكرامات من الأحرار والسياديين، أن الإعلام في لبنان بغالبيته إما جاحد 100% بحق لبنان وسيادته وإنسانه وكيانه ودستوره وتاريخه وهويته وتعايش بنيه، ويعمل كبوق ببغائي رخيص ووقح لقوى الأمر الواقع الإحتلالي...

أو ذمي وجبان وملجمي وطروادي...

قال لنا السيد المسيح: من ليس معي فهو ضدي ومن لا يجمع فهو يبدد"..

وهو قال أيضاً:" لأنك لست بارداً ولا ساخناً سوف أبصقك من فمي"

عملياً ووجداناً وضميراً ووطنياً وكرامة وعنفواناً وشهادة للحق والحقيقة فإن لا فرق بين الاثنين..

كون الساكت عن الحق هو شيطان أخرس...

كما أن الطروادي والإسخريوتي هما أعداء للحق والحقيقة.

أما ما يعرضه هذا الإعلام ويسوّق فهو تشويه الحقائق وتزوير التاريخ وتأليه أصحاب شركات الأحزاب الطروادية والتجارية وهو يضع المواطن اللبناني المغلوب على أمره بين خيارين غير لبنانيين وغير سياديين..

إما مع محور الممانعة أو مع السعودية.. ولا مكان للبنان في هذه المعادلة الإبليسية والاحتيالية!!

وهذا بالتحديد ما كان يمارسه الاحتلال السوري من خلال أدواته من الطرواديين اللبنانيين خلال حقبة احتلاله واستعباده للبنان حيث كانت المعادلة الأسدية والإبليسية يومها: من ليس مع الجيش السوري هو مع إسرائيل وخائن وعميل..

لا يا سادة يا رعاة دينيين،

ولا يا رسميين وسياسيين ترابيين،

ولا يا أبواق الذمية، ولا يا حناجر وألسنة مأجورة،

ولا يا جماعات والإسخريوتيين،

ولا يا كتبة وفريسيين،

ولا يا رابطات مربوطة بحبال الذل،

ولا يا ربع "ربط النزاع" الراكعين،

ولا يا حاملي رايات "الواقعية" الاستسلامية والانهزامية،

ولا يا أصحاب الأجندات الرئاسية والنيابية،

ولا لكل الزلم والهوبرجية من ربع عبدة أصحاب شركات الأحزاب..

بالصوت العالي نقول وكما قالها "البشير" ورددها ويرددها بقوة وعنفوان كل مقاوم حر وشريف..

لا وألف لا لغير الخيار اللبناني السيادي والاستقلالي..

ولا لكل مشاريع وأطماع جماعات الإرهاب..ونعم فقط وفقط للبنان وللخيارات اللبنانية ... ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

الرابط الألكتروني لموقع الكاتب LCCC

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

خليفة عن الجامعة اللبنانية: أزلام يُرقّون ودكتوراه لغير المستحقين

صونيا رزق/موقع الكتائب/10 آب/18

الأخبار والروايات كثيرة حول الجامعة اللبنانية والنتيجة واحدة، الجامعة الوطنية اليوم على كل لسان وفي الواجهة جرّاء ما قيل عن عدم  اعتراف جامعات أوروبية بالشهادات التي تمنحها، مع ورود أخبار عن أنّ الجامعتين الأميركية واليسوعية علّقتا عضويتيهما في" رابطة جامعات لبنان"، إضافة الى أن الاتحاد الاوروبي هدّد لبنان بعدم الاعتراف بشهادة جامعته في حال لم تعمل على إصلاح مناهجها خلال 3 سنوات، والى ما هنالك من روايات عملت على إحباط الطلاب المتخرّجين والحاليّين والذين ينوون الدراسة في الجامعة الوطنية.

للإضاءة على هذا الملف أجرى موقعنا اتصالاً بالرئيس السابق لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة، الذي شدّد على ضرورة أن يفهم الجميع بأن ما يقال في هذا الإطار ليس سوى تحويل عن الموضوع الاساسي، أي عن الدعوى المقامة من الدكتور عماد محمد الحسيني على الدكتور فؤاد أيوب والتي تشكّك في صحة شهادته، والمطلوب من القضاء دراسة هذه القضية والبتّ فيها على ضوء الوثائق المقدمة . ويتابع خليفة: "في سياق مناقشة ممارسات الدكتور أيوب وغيره في إدارة الجامعة طرحنا قضية تقييم الجودة، لافتا الى أن هذه المسألة أصبحت جوهرية بعد إقرار الشرعة العالمية للتعليم العالي في العام 1997 التي أبرمت في باريس، مذكّرًا بأنّ المادة 11 من هذه الشرعة تنصّ على أن للجودة في التعليم العالي مفهوماً متعدّد الأبعاد،  ينبغي أن يشمل جميع وظائف التعليم وأنشطته،  أي البرامج التعليمية والأكاديمية والبحوث والمنح الدراسية والمدرّسين والطلاب والمباني والمعدات وتوفير الخدمات في البيئة الاكاديمية .

وأشار خليفة الى ان التعليم الداخلي على يد خبراء متخصصين هو عامل أساسي لتعزيز الجودة، كما ينبغي تحديد معايير لها مع ضرورة التقييم الداخلي والخارجي في مؤسسات التعليم العالي التي وافق عليها لبنان، لافتا الى أن خبراء وصلوا من أوروبا وبصورة خاصة من فرنسا لتقييم الجودة  في الجامعة اللبنانية، فشُكّلت لجان عدة منها: الموازنة والترقيات والترفيع والبحث العلمي وتقييم الأساتذة ووضع الطلاب  والمباني، وجرى نقاش مطوّل بين أساتذة من الجامعة اللبنانية واللجان المذكورة، وفي سياق المناقشات حول تقييم التعليم في الجامعة اللبنانية،  أفاد بعض أعضاء اللجان بأنه في حال بقيت الاوضاع في الجامعة اللبنانية على ما هي عليه اليوم فهنالك خطر بعدم الاعتراف بشهاداتها، لكن لم يصدر أي تقرير خطّي من قبل هؤلاء الخبراء بعدم الاعتراف بشهادات الجامعة اللبنانية .

ولفت خليفة الى أنه سبق  ان طرح كل هذا في مؤتمر صحافي، وحذر مما وصلنا اليه اليوم من وضع خطير بحيث طالبنا بضرورة الاصلاحات، لأن الترقيات تعطى لأزلام معيّنين وهنالك خلل في هذا الاطار، إضافة الى إعطاء شهادة الدكتوراه لبعض مَن لا يستحقها مع  ترفيع البعض بحسب اللوائح الحزبية، أي هنالك خطر كبير على الوضع الاكاديمي . وسأل خليفة: كيف توضع موازنة الجامعة وكيف يتم توزيعها؟ وهل يصار الى تدريب الاساتذة على التعليم؟ وإذ لفت الى انه سيُصدر قريباَ بياناً تفصيلياً ردّاً على بيان المكتب الاعلامي للجامعة اللبنانية يفنّد خلاله كل ما ورد فيه، قال: "سنؤكد مدى إخلاصنا للجامعة على عكس مَن يُشوّه سمعتها ويتهرّب من تطبيق القانون ولا يُبرز الشهادات المزورة امام القضاء لكي يحكم في هذا الملف، مطالباً بالمساءلة وبالشفافية". وختم مذكّراً بنص المادة 13 الفقرة ب من الشرعة العالمية للتعليم العالي والتي تشير الى ضرورة إعطاء مؤسسات التعليم العالي استقلالاً ذاتياً في تدبير شؤونها الداخلية، مع ضرورة ان يقترن هذا الاستقلال الذاتي بالاستجابة الواضحة والصريحة أمام الحكومة والمجلس النيابي والطلاب والمجتمع بوجه عام".

 

واشنطن تحذّر: هكذا سنتعامل مع أي وزارة مؤثرة يتسلمها حزب الله

الأنباء الكويتية/10 آب/18/الحقائب الخدماتية مازالت موضع أخذ ورد وبلا توافق على بعض الحقائب «الدسمة» كوزراة الاشغال تحديدا، إضافة الى أن الحديث مستمر همسا عن إسناد حقيبة وزارة الصحة الى حزب الله. وفي هذا السياق، كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن مراجع لبنانية سمعت من ديبلوماسيين أميركيين تحفظا مبدئيا عن إسناد هذه الحقيبة الى الحزب. لكنها لفتت الى أن الأميركيين أكدوا، خلافا لما يقوله بعض الأوساط اللبنانية، أن واشنطن لا تتدخل ابدا في تأليف الحكومة لكنها تقارب هذا الملف من موقع المراقب لا أكثر، وهمها هو استقرار لبنان حتى ولو كان الحزب داخل الحكومة. وفي هذا الإطار، تروي مصادر أنه بعد أيام قليلة من تكليف رئيس الجمهورية الحريري تشكيل الحكومة، استضاف جنبلاط السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد إلى عشاء بحضور أصدقاء. سأل جنبلاط الديبلوماسية الأميركية عن شروط أميركية على الحكومة الجديدة. جواب السفيرة الأميركية أنها وعدت بالاستفسار من إدارتها. لاحقا حملت ريتشارد الجواب اليقين: «نحن (الإدارة الاميركية) نتمنى أن يكون جنبلاط والقوات اللبنانية ضمن الحكومة من أجل التوازن، ونرغب في المقابل ألا يتمثل حزب الله في الحكومة من ضمن مسارنا الطبيعي في التعامل مع الحزب، لكن وجوده داخل الحكومة، إذا شكل عاملا للاستقرار، فليكن».

الأهم فيما قالته ريتشارد، ورددته لاحقا في مجالسها، أننا «لا نتدخل بالحصص والوزارات، لكن إذا تسلم حزب الله حقيبة مؤثرة ولنا تعاط مباشر معها فسنقاطع هذه الوزارة ونطلب بالمقابل من المنظمات الدولية مقاطعتها». لاحقا، وخلال تقدم المفاوضات حول تأليف الحكومة، وبعدما برز مطلب الحزب بتسلم حقيبة الصحة، أشارت ريتشارد الى بروتوكول تعاون مع وزارة الصحة بقيمة ٤٠ مليون دولار سيتم إيقاف العمل به، إضافة الى مقاطعة أميركية ودولية تامة لهذه الوزارة. عمليا، لم يعط الرئيس المكلف كلمته بعد بشأن مطلب حقيبة الصحة لحزب الله. وفق المعلومات، الحريري، وبعكس ما تروج له بعض القوى السياسية، لم يعد أيا من منتظري توزيعة الحقائب بكلمة أو التزام.

 

الرئيس المكلّف طلب مساعدة من بري في تأليف الحكومة

عون: ثقة قوية تربطنا بالحريري ولا شائبة في علاقتنا بالسعودية

بيروت - وليد شقير وأمندا برادعي/الحياة/10 آب/18/ لم يستبعد الرئيس اللبناني ميشال عون أن تحصل مفاجأة في تشكيل الحكومة على رغم قلق الناس من العُقد التي تعترض تأليفها بسبب اقتران هذه العقد بالأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد منذ زمن، مصحوبة بأزمة مالية. وأعلن الرئيس المكلّف سعد الحريري أمس أنه طلب مساعدة من رئيس البرلمان نبيه بري لتذليل العقبات من أمام ولادة الحكومة، مشدداً على أن لا تدخل خارجياً في تأليفها «والمشكلة داخلية تتعلق بالحصص». وعلمت «الحياة» أنه كان أوفد أول من أمس الوزير غطاس خوري الى القصر الرئاسي.

ونقل زوار الرئيس عون لـ «الحياة» عنه قوله إن «الحكومة تأخذ وقتاً عادة ولكن ربما تتشكل قريباً ولا أحد يعرف. الحكومة السابقة اجتمعنا بعد ظهر يوم أحد واتفقنا وفوجئ الناس. وهذا يمكن أن يتكرر». ويرد الرئيس عون، وفق الزوار، على الانطباع بأن ما يقلق الناس هو أن كل الفرقاء يتحدثون عن نية محاصرتهم والحد من دورهم أو إلغائهم ، بمن فيهم هو، بالقول إن «المحاصرة (للرئاسة) واضحة». كما يعتبر أنه وضع مبادئ لتتشكل الحكومة على أساسها، لأن هناك من يريد احتكار طائفته، وهناك من يضخمون حجمهم، وبعضهم يريد تهميش آخرين. ويضيف أن التعنت بين مَن يؤلفون الحكومة يسبّب تضارباً في المواقف، وأن التنازلات مطلوبة من الذين يأخذون أكثر من حجمهم. وأوضح الرئيس اللبناني لزواره أن «الجميع يلجأ إلي للمساعدة في التأليف، لكنني لا يمكن أن أمون على رؤساء الكتل، وإذا ضغطت على أحدهم لماذا لا أفعل ذلك على الآخرين؟ أنا وضعت مبادئ للتأليف لأن لي توقيعاً عليه». ويقول الزوار إن عون مع موافقته على اعتبار الحريري أن تشكيل الحكومة يجب أن يتحقق بالتوافق لأنها ائتلافية وأن على الفرقاء التواضع بمطالبهم، فإنه يرى وجوب «أن نصل إلى مرحلة علينا الحسم فيها وأَلا نبقى عالقين فقط بمبدأ الوحدة الوطنية والتوافق، والميثاقية التي ننادي بها تعني تمثيل كل الطوائف، خصوصاً أن هناك أكثرية ساحقة تتشكل في الحكومة، فأصغر حكومة يمكن أن تشكل 80 في المئة من تركيبة البرلمان». وحين سأل زوار عون عن رهن لقاء الحريري رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بالشكليات ومَن يتصل بمن، أجابهم: «تحدث أحدهما إلى الآخر ووجدا أن لا جديد وربما يجتمعان الليلة (أمس). الأمر لا يحتاج وساطة». ويحرص عون على تأكيد أن «العلاقة بيننا وبين الرئيس الحريري هي علاقة ثقة قوية كثيراً، لأسباب أبرزها التفاهم الذي حصل على الرئاسة. وإذا اختلفنا في الرأي فهذا طبيعي، وفي الديموقرطية يحصل ذلك. والذين يعتقدون بأننا متخاصمون يخطئون. فحين كان هناك خلاف بيننا وحملات لم نقاطع وذهبت إلى روما واجتمعت معه واستغرق الأمر بين 2014 و2016 لنصل إلى حل... ومَن عمل توافقاً بين «حزب الله» و»المستقبل» قادر على أن يوفق بين الباقين، وطبعاً ضمن شروط، فلا أحد يقبل بأن يكون مغبوناً. فقانون الانتخاب صدر من أجل أن يتمثل الجميع ويعكس الإرادة الوطنية». ويضيف: «أننا متعاونون».

ويشير زوار عون إلى أن ما عقّد الأمور على هذا الصعيد هو الإعلام العشوائي، حيث بات كل واحد يحلل وينشر ذلك كخبر. باتت الإشاعة خبراً وليست تقديراً. مثلاً يتحدثون عن دور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات (في شأن الحكومة) وإذا صدق صاحب العلاقة ما ينشر بسرعة تحصل مشكلة، في وقت ليس هناك أي مشكلة. وعن إعلان الجانب السعودي نيته دعم مشاريع اقتصادية في لبنان بعد تأليف الحكومة قال الرئيس عون لزواره إنه لم يتبلغ ذلك. لكنه شدد على أن «العلاقة بيننا وبين السعودية طبيعية. لدينا سفير عندهم وعندهم سفير هنا، وليست هناك شائبة في العلاقة معها». وعن ربط التعقيدات في تأليف الحكومة بمعركة رئاسة الجمهورية نقل زوارعون عنه قوله إن «لا أهمية لهذا الحديث. عندما سئلت عن ذلك وفسر بعضهم كلامي عن أن جبران في رأس السبق، وأنا قلت ذلك في معرض التساؤل والمزاح، فراحوا يعلقون عليه ويحلّلون. الحمد لله صحتي مليحة وأنا في بداية عهدي».

ويقول الزوار إن عون يرى أنه حتى خيار حكومة الأكثرية يقضي بأن تتألف وفق المعايير، ومَن لا يشترك هو الذي يتركها بحيث لا يكون هناك احتكار أو تهميش.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/8/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حروب أميركية إقتصادية على ايران التي تشهد إحتجاجات شعبية وتركيا التي دعا رئيسها شعبه الى ترك الدولار والتركيز على الليرة وموسكو التي هددت بإجراءات انتقامية ضد واشنطن والصين التي تهتز بضرائب على وارداتها الاميركية بقوة.

وفي الحروب الاميركية الاقتصادية عرقلة للحلول السياسية في سوريا التي تمسك بها روسيا والتي تحتاج الى أربعمائة مليار دولار للإعمار.

ووسط كل هذا يتلمس اللبنانيون في العتمة الاقتصادية طريق النجاة من الأزمات اليومية التي تشتد بالضغط عليهم يوميا. ولولا الإجراءات التي ينفذها مصرف لبنان في سياق السياسة النقدية التي أرساها الحاكم رياض سلامة لكان الوضع محفوفا بالمخاطر في ظل حملات مغرضة تستهدف الوضع المالي.

وبعد جمود عملية التشكيل الحكومي طرأت أجواء جديدة يؤمل ان يتم إرساؤها وفق سلم أولى درجاته حجم الحكومة وعدد الوزراء وتوزيع الحصص لإسقاط أسماء الوزراء على الحقائب وكل ذلك مرتقب عبر الخطوات المستمر درسها والتشاور بها في عطلة الاسبوع ومطلع الاسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

"لا تقول فول حتى يصير بالمكيول"... لعلها المرة الأكثر ملاءمة لمطابقة هذا المثل على أرض الواقع بالنسبة الى التشكيلة الحكومية. فبعد الحركة المكوكية بين بيت الوسط وعين التينة، وحركة الاتصالات بين الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر ثم زيارة المعاون السياسي للرئيس بري بيت الوسط، يستشف أن محركات التأليف تم إشعالها بأقصى قوتها في محاولة لاستيلاد الحكومة قبل عيد السيدة العذراء حيث هناك سياسيون يبتعدون في عطلاتهم، أو كحد أقصى قبل عيد الأضحى المبارك وعطلته غير القصيرة...

نتائج الاتصالات أوحت ان هناك تقدما ما من دون الكشف عن كل تفاصيله، ولكن تبقى العبرة في زيارة الرئيس المكلف قصر بعبدا وتقديم تشكيلة حكومته الى رئيس الجمهورية، فإذا حازت موافقته يصار إلى إعداد المراسيم للتوقيع عليها... ويمكن القول إنها المرة الأولى التي يرتفع فيها منسوب التفاؤل بالتأليف منذ شهرين ونصف الشهر، أي منذ التكليف، لكن المغزى يبقى في تسييل هذا التفاؤل خصوصا ان استحقاقات كثيرة باتت مرتبطة بعملية تأليف الحكومة، ويأتي في مقدمة هذه الاستحقاقات ترجمة مقررات مؤتمر "سيدر".

في الإنتظار، تتوالى الأزمات التي تأخذ الطابع اليومي، منها ما هو قديم جديد ومنها ما هو مستجد... في القديم الجديد العودة الى مشروع ردم الحوض الرابع وهو المشروع الذي يلقى اعتراضات كثيرة وكبيرة... وفي الأزمات المستجدة التأخير في صرف الاعتمادات لمحروقات توليد الكهرباء، ما يطرح سؤالا عن احتمال ان يكون هذا التأخير سياسيا ومرتبطا ببواخر التوليد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الأجواء ايجابية وأفضل بكثير مما كانت عليه على صعيد تأليف الحكومة، لكن اي تقدم نهائي لم يتحقق حتى الان. الاجتماع الذي انعقد ليل أمس بين الرئيس الحريري والوزير باسيل عاد وصل ما انقطع بين الرجلين وأسس لمرحلة جديدة، كما تم التوافق على ان لا يكون لأي فريق الثلث المعطل وحده، وهذا يعني ان التيار الوطني الحر لن يحصل على 11 وزيرا، في المقابل العقدتان المسيحية والدرزية لم تحلا في العمق، ففي بعض المعلومات ان توافقا تم على اعطاء القوات اللبنانية 4 حقائب من بينها واحدة سيادية لكن معلومات اخرى ذكرت ان الوزارة السيادية لم تبت وان البديل منها قد يكون اعطاء القوات 4 وزارات اساسية وخدماتية ومهمة، فهل القوات في وارد القبول بذلك؟

واذا كانت العقدة المسيحية قد شهدت بعض الحلحلة فإن العقدة الدرزية لا تزال تراوح مكانها، ووفق بعض المعلومات فإن المخرج الذي تم التوصل اليه لم يلق موافقة نهائية حتى الان، ويقضي المخرج بإعطاء الحزب التقدمي الاشتراكي الوزراء الدروز الثلاثة على ان يكون الوزير الثالث نتيجة خيار يشارك فيه رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، وهذا المخرج هو لطمأنة الفريق الرئاسي المتخوف من فيتو طائفي ميثاقي قد يصبح في جيب سيد المختارة، واللافت ان الطرح المذكور رغم تداوله اعلاميا لم يطرح بعد على جنبلاط الذي أكدت مصادره انها لا تعرف مدى جدية الطرح فهل النفي هو مقدمة للرفض أم لرفع سقف المطالب عبر تعزيز نوعية الوزارات؟

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

البلد سارحة والفساد راعيها وصندوق الفرجة مفتوح و" تفرج يلا" وإذا كان شر البلية ما يضحك فإن البلية ههنا قنبلة موقوتة على شكل معمل دواء غير مطابق للمواصفات الإنسانية والمهنية معمل الموت هذا يقامر بحياة الناس ويتاجر بأدوية منتهية الصلاحية ينزع عنها تواريخها القديمة ويجدد صلاحيتها بتمديد التواريخ قبل أن يوزعها على المستشفيات. الأخطر من ختم التزوير أن الأدوية التي تقدر قيمتها بمئات الملايين من الليرات هي أدوية مخدرة تستخدم في العمليات الجراحية وقد جرى طرح جزء منها في السوق المحلي وفي المستشفيات المتعاقدة مع هذا المستودع. في جولة بسيطة على موقع المعمل الإلكتروني يتبين أنه لم يكن يعمل في الخفاء بشهادة زيارات تفقدية لأكثر من وزير فهل من يغطي أصحابه سياسيا؟ أم إن أصحابه استغلوا المناصب لتحقيق المكاسب؟ وزارة المال كشفت المستور ببيان فتبين أنه نتيجة التحريات التي أجرتها الأجهزة المختصة في المديرية العامة للجمارك جرى دهم المستودع ومصادرة الأدوية المزورة وبناء عليه تحركت النيابة العامة الاستئنافية فأشارت إلى ضبط المستودع وأحالت الملف إلى الجرائم المالية للتوسع في التحقيق.

ووزارة الصحة المعنية بالأمر ردت على إقصاء دورها ببيان صدر عن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني قال إن الوزارة لم تتبلغ عملية الدهم وكان الأجدى طلب مؤازرة من دائرة التفتيش الصيدلي في الوزارة للتأكد مما إذا كانت الأدوية المضبوطة هي مخزون للتلف. وما بين البيانين قرار قضائي بعدم كشف هوية الشركة ومالكها على قاعدة المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وإلى أن يكشف القضاء قدر الأدوية المزورة والتي يبدو أنها ستتحول الى مادة خلاف بين وزارتين ومن يدري قد تتمدد إلى أبعد منهما فإن مفعول المخدر الذي حقنت به عملية التأليف بدأ يتلاشى فاستعاد المعنيون وعيهم ونشطت حركة اللقاءات ومعها الأجواء الإيجابية التي خيمت على تطورات الساعات الماضية من أن الاتفاق جرى على الأعداد وحسمت الحصص ويبقى توزيع الحقائب وهنا مربط الخلاف والتباين خصوصا أن كلام اليوم مردود على أمس ليس بقريب حين قال الرئيس المكلف من بعبدا إنه جرى الاتفاق على الحصص وتبقى العقدة في الحقائب وعليه فإن كل ما يشاع عن توافق وقرب تأليف ما هو إلا لقاءات سرية وهلوسات ما بعد التخدير. وإلى أن يستعيد المعنيون وعيهم كاملا لبنان الواقع على فالق المصائب الدولية لن يكون في منأى من حرب العملة الخضراء التي يقودها البيت الأبيض على نصف العالم بسلة عقوبات اقتصادية وتجارية فرضها الرئيس الأميركي خبط عشواء على غير دولة دول حصنت نفسها للمواجهة ودول كتركيا شهدت اليوم أكبر انهيار في تاريخ ليرتها والجار أقرب إلى الدار فاعقلوا وتوكلوا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

ما بين الغداء والعشاء لم يتضح ما إذا كان خبر الحكومة سيقدم الى اللبنانيين وأزماتهم التي تنتظر أن يكتمل عقد الدولة ومؤسساتها لتقول حي على خير العمل. لا شيء ملموسا حتى الساعة، تؤكد مصادر مطلعة على الحراك الجديد لمشاورات التأليف، وتوضح للـ NBN ان جولة اللقاءات الأخيرة لا تعدو كونها حجرا رمي في المياه الراكدة، بانتظار الترجمة العملانية، مستبعدة خرقا حقيقيا يجعل الحكومة على مرمى حجر فالأمور تحتاج الى وقت لأكتمال التشاور ودورة الاتصالات حول مقترحات متطورة قدمها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

على ضوء النتائج سيحمل الحريري ملفا جديدا الى قصر بعبدا يناقشه مع رئيس الجمهورية مطلع الأسبوع المقبل أو منتصفه على أبعد تقدير، وعلمت ان "الحريري يقارب الأزمة القواتية لكن لم يقرب بعد من العقدة الاشتراكية، وان الطرح القديم الجديد حول إعطاء القوات أربع حقائب لا يزال مطروحا مع تطوير بالحصة من دون أن تبلغ مستوى السيادية أو نيابة رئاسة مجلس الوزراء لكن السؤال: هل يقبل جعجع بها؟

مصادر القوات اللبنانية أكدت للقناة ان الكرة اليوم في ملعب التيار الوطني الحر الذي يتوجب عليه إعطاؤنا حقنا والاعتراف به، وأكدت أنه لم يعرض عليها شيء محدد بعد في حركة المشاورات الجديدة فهناك عدة صيغ مطروحة من الرئيس المكلف، وكلها قيد البحث وثمة اتجاه لتركيبة توازنات حكومية شبيهة بالحكومة الحالية مع بعض التعديلات وأستبعدت المصادر ان تحل الأمور بسهولة وبسرعة فهي تحتاج الى اسبوع على الأقل لكي تظهر ملامح حل اذا وجدت.

ان مونديال الحكومة كرته يتقاذفها اللاعبون ولا نهائيات في الأفق وحده الانتظار ثم الانتظار سيد الموقف، من الحكومة الى الكهرباء، ارتياح واضح في الجنوب رصد لدى المواطنيين بعد نجاح كتلة التنمية والتحرير في الاستحصال على قرار يقضي بزيادة التغذية بالتيار بمعدل ست ساعات يوميا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

الطبخة الحكومية على نار قوية. وإذا كان عدم إحراقها يتوقف على وليد جنبلاط وسمير جعجع، فإنضاجها يتوقف على الجميع، إلا جبران باسيل، على عكس ما ذهبت إليه بعض الأخبار التي تم تداولها نهارا، والتي سرعان ما نفتها مصادر التيار الوطني الحر.

وفيما كان علي حسن خليل يتحدث من بيت الوسط عن حراك جدي، آملا في إحراز تقدم، تبين أن لقاء الحريري-باسيل الذي عقد أمس إثر تلقي رئيس تكتل لبنان القوي اتصالا من رئيس الحكومة المكلف لدعوته إلى العشاء، تناول بالتحديد تمثيل التكتل النيابي الأكبر في الحكومة، ذلك أن باسيل وفق مصادر التيار، ليس من يحدد حصص غيره وحقائبهم، بل يتعاطى حصرا بما يتعلق بالتكتل، لتبقى الصيغة الحكومية النهائية من اختصاص رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وفق صلاحياتهما الدستورية.

أما بالنسبة إلى ما روجه البعض في الساعات الماضية عن موافقة باسيل على حقيبة سيادية للقوات، فقد نفته مصادر التيار، مؤكدة أن البحث في بيت الوسط لم يتطرق إلى هذا الموضوع، مع الاشارة إلى ان رئيس التيار كان واضحا إزاء هذه النقطة من اليوم الأول، ولم يتبدل الموقف، وعنوانه وحدة المعايير، واحترام نتائج الانتخابات الأخيرة.

لقاء أمس كرس التحالف بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ودحض التأويلات والتحليلات، لا بل التمنيات السابقة، مع التشديد على أن الاختلاف بالرأي أحيانا لا يفسد في الود قضية، لتعود الكرة اليوم بشكل جلي إلى ملعب صاحبي العقدتين الأساسيتين، أي جنبلاط وجعجع، اللذين أخرت مطالبهما غير المحقة، التي أصبح اللبنانيون على بينة منها، تشكيل الحكومة حتى الآن.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

إنها ايام قانا، حلت في ضحيان اليمن.. لكم تتشابه الجراح، وصدى الالام المجبولة بالغضب، فهل من سمع بقانا الاولى والثانية يسمع بضحيان؟

المشهد نفسه، الضحية واحدة في الانسانية وطراوة العود ونضارة الحلم .. والعدوان واحد بالحقد والاجرام تحت اعين الامم المتحدة ومؤسساتها، وان كانت المسافات الفاصلة زمنا طويلا، وجغرافيا بعيدة.

قانا احرجت جزارها مرتين فرسمت التحرير والانتصار، وضحيان كما حجة وصنعاء والحديدة لن ترحم الجلاد، شهداؤها اطفال صغار ولكنهم كبار واشد تاديبا ومحاسبة للجزار العابث في عالم اعمته المليارات فامعن في تغطية الجريمة.

العدوان مطلق اليدين ضد اليمنيين، لكن يدي شريكه الصهيوني غلتها غزة في آخر المواجهات وعلى حدودها حيث تصمد مسيرات العودة رغم التهديد في جمعة الحرية والحياة مترجمة موقفا مقاوما ثابتا احرج نتياهو واخرج قبته الحديدية من حيز التاثير والحماية الفعلية.

في لبنان، المشهد السياسي يستثمر ايجابيات لقاءي عين التينة وبيت الوسط بالامس، بانتظار ان يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري ما وعد به من اتصالات تترجم قوله حول جديد مرتقب في الايام المقبلة. وبحسب مصادر التيار الوطني الحر فان لقاء باسيل – الحريري جاء بهدف التوصل الى الصيغة الفضلى لولادة حكومة متوازنة وفاعلة، وتضيف المصادر ان باسيل ليس هو من يحدد الحصص والحقائب في الحكومة لانه معني فقط بحقائب تكتل لبنان القوي.

في جميع الاحوال، الملفات التي تنتظر حكومة الحريري – ان تشكلت – كثيرة ، ومنها خطة مكافحة الفساد التي اعلن رئيس الجمهورية عن اكتمالها واضعا اياها الى جانب ملفات اخرى متقدمة في الاولوية ومنها الخطة الاقتصادية والمشاريع التي جمدت او واجهت عراقيل ، كما قال الرئيس عون امام وفد من الاتحاد العمالي العام.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

الرؤية باتت واضحة بشأن الحصص الوزارية غير أن توزيع الحقائب لا يزال ينتظر نتائج مروحة الاتصالات واللقاءات التي بدأها الرئيس المكلف سعد الحريري والتي أطلقت رياحا ايجابية في المسار السياسي الداخلي.

هذا ما اكدت عليه مصادر معنية بعملية التاليف، لافتة الى ان ما يجري أعاد بناء الثقة بين الاطراف المعنية، بعيدا عن محاولات التشويش أوالحديث عن اصطفافات سياسية، فيما البلاد تحتاج الى حكومة وحدة وطنية وبأسرع وقت ممكن لمواجهة التحديات على المستويات السياسية والاقتصادية.

وبانتظار أن تثمر التحركات التي ستشمل باقي الأطراف المعنية تأليفا للحكومة فإن القضايا الحياتية لا تزال هاجس اللبنانيين وفي مقدمها فاتورة الكهرباء المرهقة ومقتل الابرياء نتيجة عدم الالتزام بقانون السير والتلوث البيئي المميت عند مجرى الليطاني.

اقليميا؛ التوتر في العلاقات الاميركية التركية انعكس سلبا على الليرة التركية التي فقدت نحو عشرين بالمئة من قيمتها أمام الدولار، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم على ورادات الصلب والألمنيوم التركية، وبعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تعرض تركيا لحرب اقتصادية، ودعوته الاتراك لتحويل مدخراتهم لليرة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 آب 2018

النهار

بدأ نواب "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" يتنافسون على المشاركة في لقاء الأربعاء مع الرئيس نبيه بري في عين التينة.

يشكو مسؤولون من أن المعامل والمصانع في البقاع ترمي نفاياتها في الليطاني من دون أن يتخذ هؤلاء اجراءات ضبط ومنع في حق أصحاب تلك المؤسسات.

في ظل صراع الأجنحة ضمن عائلة الرئيس عون، أعادت مستشارته الى المحطة البرتقالية مسؤولاً تم إبعاده في وقت سابق

الجمهورية

إنتقد مرجع سياسي ما سمّاه الجرعات الخجولة في عودة النازحين، والتي تأتي بنتائج عكسية بحيث أنّ عدد المغادرين لا يتجاوز الـ2000 نازح. إلّا أنّ هذا العدد عَوّضته ولادات النازحين وزادت عن 3 آلاف.

إعتبر قيادي في تيار بارز أنّ لبنان هو فعلياً أسير رئيس تيار آخر.

لا يخفي سفير دولة أوروبية في مجالسه الخاصة امتعاضه من واشنطن التي تُعتبر حليفتهم، وذلك لأنها لم تضع بلاده في أجواء اتفاق هلسنكي.

اللواء

لا يكترث لبنان كثيراً للعقوبات الأميركية على دولة إقليمية، من زاوية ارتباط اقتصاده أصلاً بالدولار على كل المستويات.

تتحدث مصادر اقتصادية مقيمة في الخارج ان مشروع خصخصة الكهرباء، هو الذي يقف وراء تهريب "اسراء سلطان" من الجية والزهراني.

طلب من نواب كتلة وازنة "النأي بالنفس" عن سجالات حياتية مع حليف.

المستقبل

يقال إن دبلوماسيّين عرباً يلفتون إلى أنه يجب انتظار صدور جدول أعمال الدورة الـ 150 للجامعة العربية لتبيان ما إذا سيكون هناك موقف عربي محدّد بالنسبة الى التطورات السورية.

البناء

كشفت أوساط سياسية عن تحضير بعض القوى السياسية والحزبية لتحركات تُزمع تنفيذها في الشارع خلال فترة وجيزة احتجاجاً على تردي الأوضاع من كل النواحي ولا سيما الاقتصادية والمعيشية التي باتت تشكل عبئاً كبيراً على لبنان واللبنانيين، في مقابل استهتار بعض أهل السلطة بهذه الأوضاع وعدم السعي الجدي لمعالجتها.

توقعت مصادر عراقية أن يعود للواجهة كمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة مستشار الأمن القومي فالح الفياض الذي سحب ترشيحه لحساب رئيس الحكومة حيدر العبادي بعدما ترتّب على إعلان العبادي التزامه بالعقوبات الأميركية على إيران إلى رفض العديد من الكتل النيابية التداول باسمه كمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة. واعتبرت أنّ الفياض يلقى قبولاً في كتل الفتح والنصر وسائرون. وهي الكتل التي يجري التداول بينها بملف رئاسة الحكومة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اتفاق بري والحريري: لمصلحة من سيتدخّل حزب الله؟

منير الربيع/المدن/الجمعة 10/08/2018

لم يكن اللقاء الذي عقد بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، مخصصاً للبحث في تشكيل الحكومة. وبالحدّ الأدنى، لم يحدد موعد الحريري في عين التينة لأجل البحث في تذليل العقبات لولادة الحكومة العتيدة، إنما لهدف آخر، هو عقد جلسة تشريعية تحت عنوان تشريع الضرورة. لطالما لوّح بري بضرورة إطلاق عمل مجلس النواب في جلسة عامة تشريعية، بعد جلسات اللجان النيابية المشتركة. ومنذ جلسة انتخاب رؤساء اللجان ومقرريها، وبري يسعى إلى عقد الجلسة التشريعية، على الرغم من أن هذا لا يحصل قبل تشكيل الحكومة.

أراد بري لقاء الحريري للتنسيق على عقد هذه الجلسة، لأن هناك كثيراً من القوانين الواجب إقرارها ولم يعد في الإمكان تأخيرها. لذلك، يندرج اللقاء في سياق التفاهم على عقد هذه الجلسة، وأن يختار بري الوقت الذي يراه مناسباً لعقدها. بالتالي، أراد التفاهم مع الحريري حرصاً على التوازنات والحساسيات في البلد، لجهة عقد جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف أعمال. إذ إنه، وفق النائب سمير الجسر، لا مانع قانونياً لذلك، ولكن تحرم الحكومة في هذه الجلسات حقها في إبداء الرأي في أي قانون سيقره البرلمان. والأهم من ذلك، هو أن التوافق بين الرجلين على حصر الجلسة بتشريع الضرورة، بعد الكلام الذي طرحه البعض بشأن عقد جلسة لمناقشة تأخير التأليف. الأمر الذي يعتبره الحريري استهدافاً له ولصلاحياته، ولا يمكن أن يوافق عليه.

ملف الحكومة كان الحاضر الأبرز، إلى جانب عقد الجلسة التشريعية. وقد ظهر تفاهم وإنسجام بين بري والحريري من حيث العناوين العامة، خصوصاً أن الرجلين أبديا الحرص على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تلغي أي طرف ولا تسجّل أعرافاً أو مفاهيم جديدة. والأهم، وفق مصادر متابعة، أن بري أبدى تمسّكه بالحريري رئيساً للحكومة، رافضاً القفز فوق اتفاق الطائف والدستور، من خلال تكبيل الرئيس المكلف بشروط ومهل زمنية. ويأتي ذلك في سياق الردّ على الاقتراحات التي يختلقها البعض لجهة تحديد مهل زمنية أو الذهاب إلى توقيع عريضة من 65 نائباً لاسقاط تكليف الحريري. هذه كلها اعتبرها بري بحكم الساقطة ولا قيمة قانونية لها.

وقد أكد بري للحريري أنه وحزب الله لا يزالان على موقفهما الثابت، بضرورة الاسراع في تأليف الحكومة، مع امكانية مطالبة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بتقديم بعض التسهيلات لإنجاز التشكيلة سريعاً. وتشير مصادر متابعة إلى أن حزب الله حتى الآن لا يزال على الحياد، ولا يتدخل في عملية التشكيل ولا في المشاورات الجارية. لكن المصادر لا تفصح إذا ما كان الحزب سيتدخل في الفترة المقبلة أم لا. وهناك جملة تساؤلات تطرحها المصادر إذا ما قرر الحزب التدخل، ولمصلحة من سيتدخل؟ الأكيد، أنه لا يريد للتيار الوطني الحر أن ينكسر، ولا يريد عزل النائب طلال ارسلان. بالتالي، ماذا سيكون موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إذا ما تدخل الحزب مطالباً بتوزير ارسلان، لا من موقع استفزاز جنبلاط، بل من موقع مقتضيات المرحلة الحالية وتعزيز حضور الحلفاء ضمن المحور الواحد داخل الحكومة. فهل سيتنازل جنبلاط أم سيبقى على موقفه؟ والأمر نفسه ينطبق على الحريري الذي سيتعرض لمزيد من الضغط من التيار وحزب الله وحلفائه، فهل هو قادر على الصمود على موقفه؟ لا أحد يملك إجابة، لكن الأكيد أن الوضع أصبح في مكان آخر، وتشكيل الحكومة يتعلّق باللحظة التي سيختارها حزب الله للتدخل وانجاز التشكيلة. وهذه، بلا شك، ستكون مرتبطة بجملة تطورات خارجية ومحلية.

في المقابل، يصرّ الحريري على عدم وجود أي عامل خارجي يعرقل تشكيل الحكومة، معتبراً أن ما يعرقلها هو الخلاف على الحصص. وأمل الحريري أن "تتبلور أمور إيجابية في اتجاه تشكيل الحكومة خلال الايام المقبلة"، لافتاً إلى أن "الجميع حريص على البلد. وهذا الحرص يجب أن يتبلور بالنتائج". واعتبر أنه سيزور عون عندما يصبح لديه شيء جديد، فيما وجه الحريري دعوة إلى باسيل لزيارته، وهذه لبّاها الأخير سريعاً. ووفق المعلومات فإن بري وحزب الله هما من عمل على إنجاز لقاء الحريري وباسيل، بعد نصائح عديدة تلقاها وزير الخارجية لزيارة الرئيس المكلف، بهدف تمهيد الطريق أمام اعادة التواصل، وعقد لقاء بين الحريري وعون. وتكشف مصادر متابعة أن لقاء الحريري باسيل، لم يصل إلى أي حلول تفصيلية بشأن الحصص، إذ جرى التركيز على ضرورة استمرار التواصل والحفاظ على التسوية الرئاسية، وعدم وضع عرقلة تشكيل الحكومة في خانة الأزمة بين التيارين، بل حصرها في مكانها. وهذا ما رمى إليه باسيل، وفهم على أنه فخّ ينصبه للحريري، لينتزع منه موقفاً بأن العرقلة تتعلق بحصتي القوات والاشتراكي، ووضعهما في خانة معرقلي التشكيل. إلى جانب هذه الملاحظة، ثمة ملاحظة أخرى سجّلها متابعون، وهي ما طلبه باسيل من الحريري بأن يكون اللقاء بينهما على إنفراد وبدون أي شخص من مساعدي الحريري أو مستشاريه. وهذه قد تعتبر سابقة، ولا بد أنها تخفي أمراً معيناً أراد باسيل إبلاغه لرئيس الحكومة المكلف.

 

«جرائم المعلوماتية» في لبنان تخرق الإتفاقات الدولية وتستمر باعتقال الناشطين!

نسرين مرعب/جنوبية/10 أغسطس، 2018

استدعاءات الناشطين ما زالت مستمرة وموقع "جنوبية" يتواصل مع مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية.

حملة ضد_القمع التي أطلقها مواطنون لبنانيون، لم تمنع السلطات اللبنانية، من المضي في ممارسة “القمع”، فالاستدعاءات ما زالت تتوالى، واتصالات مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية باتت مرتقبة من كل ناشط يعبر عن رأيه على مواقع التواصل، ناهيك عن مخابرات الجيش التي لم تعد توفر جهداً في هذا المجال فتعاون المعلوماتية على كم الأفواه! ولأنّ السلطة في لبنان لا تسمع صوت الشعب، فهي لم تتوقف بالتالي عند صرخة “ضد القمع”، فتابعت في تعقب من ينتقدها  في محاولة لترسيخ الدولة البوليسية واستعادة حقبة الوصاية!

في الأيام القليلة الماضية، مثل عدد من الناشطين أمام جهازي مكافحة جرائم المعلوماتية والمخابرات على خلفية صورة أو ستاتس انتقدوا بها أحد الجهات السياسية. هذا الوضع تفاقم سوءاً  إذ تمّ استدعاء والد أحد الناشطين والتحقيق معه، بعدما تبين أنّ ابنه -الذي ادعى عليه أحد الوزراء بسبب بوست فيسبوك – لا يتواجد ضمن الأراضي اللبنانية! جديد هذا المسلسل “البوليسي”، هو ما حصل صباح اليوم الجمعة 10 آب، إذ تمّ استدعاء الأستاذ المحاضر في التسويق الالكتروني في جامعة الـ AUST، طالب كبارة، والغريب في هذا الاستدعاء أنّ كبارة ليس بـ”ناشط سياسي”، ولا حزبي”، ولا يوجد على صفحاته أي إساءة أو تعرض أو حتى “ذكر” لأي من النواب أو الوزراء! كبارة الذي يعمل كمدرب في الإعلام الاجتماعي ووسائل التواصل، والمواكب لقضايا البيئة وقضايا حقوق الحيوان الخ…، أوضح في حديث لـ”جنوبية” أنّه تلقى صباح اليوم اتصالاً من أحد عناصر مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، يطلب منه الحضور يوم الثلاثاء المقبل 14 آب، عند الساعة الثامنة صباحاً. استدعاء كبارة جاء على خلفية تغريدة تويترية، هذا ما قاله له المتصل، رافضاً الإفصاح عن مضمونها قبل يوم الثلاثاء، أما باقي المكالمة فاقتصرت على بعض التفاصيل التي سأل عنها المكتب للتأكد من هوية لمستدعى وأنّه لا تشابه أسماء مثل “الاسم الثلاثي، اسم الوالدة، اسم الحساب، رقم الهاتف، العنوان”. وفيما لم يستطع كبارة أن يعرف التغريدة المقصودة، نظراً لكونه لا يتحدث بالسياسة، ولا ينتمي لأي جهة حزبية، وليس لديه أعداء، ناهيك عن كونه هو نفسه يحاضر بهذه المسائل وينبه الطلاب على للنقاط التي عليهم أن يلحظوها حتى لا يتم الادعاء عليهم، يؤكد بالتالي أن جلّ ما على صفحته مجموعة من المنشورات الساخرة والتي لا يوجد أي أهداف من ورائها إضافة لكونها لا تتضمن أيّ تعرض لأي طرف كان.

كبارة الذي يدرك جيداً محظورات هذا العالم الرقمي، نظراً لكونه المتخصص والمحاضر بهذا المجال، يؤكد أنّ صفحته “تويتر” بعيدة عن أجواء الحملات التي تشهدها مواقع التواصل، رافضاً أن يتم توصيفه بالناشط.

ماذا يقول مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية؟ لا قدح ولا ذم ولا تشهير ولا تعريض على صفحة “كبارة” لا بالتويت و لا حتى الريتويت، هذا الواقع دفع موقع “جنوبية” للاتصال بمكتب جرائم المعلوماتية، بهدف السؤال عن بعض التفاصيل المتعلقة بعملية الاستدعاء، ومدى قانونية عدم إخبار المدعى عليه بالمنشور موضوع الدعوى لدى الاتصال به، وعدم السماح لمحاميه بالحضور معه!

العنصر الذي أجاب على الاتصال من مكتب المعلوماتية كان “رتيب دوام”، وقد علمنا منه أنّ العديد من الاستدعاءات تجري يومياً وأنّ لا معلومات لديه عن التفاصيل المتعلقة باستدعاء كبارة. غير أنّ اللافت هو تأكيد العنصر لنا أنّ المتصل يُعلم الشخص المدعى عليه بالمنشور موضوع الدعوى عند التواصل معه، وهذا لم يحصل لا في حالة كبارة ولا في حالة العديد من الناشطين الذين سبقوه! هذا النقاش، دفعنا لسؤال عنصر مكتب جرائم المعلوماتية عن مبررات عدم السماح لمحامي المدعى عليه بحضور التحقيق معه، ليقول لنا بالحرف الواحد “أنت صحافية وبتعرفي إنّه المدعى عليه ما بيجي معه محامي”، ولدى استنكار هذا الكلام، أردف العنصر قائلاً أنّه يحق للمدعى عليه إجراء اتصالاً بعد قدومه إلى مكتبهم وتوقيفه وطلب محامي أو طبيب أو …هذه الحقوق التي سمعناها، شكلت حافزاً لأن نذكر العنصر بما يعاني به المدعي عليه  من ضغوطات نفسية، واحتجاز لساعات قبل أن ينال حقاً من حقوقه، فما كان منه إلا أنّ طلب منّا و”بعصبية” زيارة المقدم رئيس مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في مكتبه يوم الإثنين كي نقول له هذا الكلام!!! مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي أكّد في هذا السياق لـ”جنوبية” أنّ منع محامي المدعى عليه من حضور التحقيق  مخالف لأبسط معايير حقوق الإنسان وللاتفاقيات الدولية التي وقع عليها لبنان  التي تفرض الحماية وحق الدفاع لكل فرد أثناء المثول أمام القضاء أو عند التحقيق الابتدائي.

 

الاصطدام مع «الأهالي» عشية التمديد لليونيفل: لبنان منصة أم دولة؟

نسرين مرعب/جنوبية/10 أغسطس، 2018

الاعتداء على اليونيفل في الجنوب ومخاوف حزب الله من تعديل القرار 1701.

لا يشكل الاعتداء الذي استهدف قوات اليونيفيل في بلدة مجدل زون الجنوبية (4 آب)، حدثاً عادياً، لاسيما وأنّ تاريخ 31 آب هو موعد التجديد لهذه القوات الدولية، هذا الموعد الذي يترافق مع تعديلات طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية ورفضها لبنان! الاعتداء على قوات اليونيفيل وإلحاق الضرر بآلياتها، ليس الأوّل من نوعه، بل وأكثر، فإنّ المسرح الدائم هو بلدة مجدل زون الجنوبية، ففي شباط الـ2017، سُجّل اشكالاً بين الأهالي وبين دورية تابعة للكتيبة الايطالية، إستدعى تدخل الجيش اللبناني، ومع المحاولات لوضع الحادثة في سياق عفوي، إلى أنّ ما تردد في ذلك الوقت أنّ الاعتداء ليس إلا رسالة وجهها حزب الله لقوات اليونيفيل، على خلفية قيام إحدى الدوريات التابعة لها بعمل ميداني في مناطق عسكرية تابعة للحزب.

فما هي الرسالة من حادثة 4 آب؟

يأتي الاعتداء الذي تعرضت له دورية اليونيفيل يوم السبت 4 آب، بحسب ما أكدّت مصادر لـ”جنوبية” بمثابة الرد على المحاولات الأمريكية التي تسعى لإدخال تعديلات جوهرية على مهام هذه القوات، ولنقل القرار 1701 إلى الفصل السابع بدلاً من “الفصل ستّة ونصف”.

وتلفت المصادر إلى أنّ “الجانب الأمريكي الذي يهدف من خطوته هذه إلى منح اليونيفيل صلاحيات أوسع على كمال الحدود اللبنانية (براً وجواً وبحراً)، بما في ذلك الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، وتمكينه من التدخل والردع والمحاسبة وحق مصادرة السلاح والاعتقال، اصطدم بموقف الدولة اللبنانية الذي أعلنه الرئيس ميشال عون والذي طالب بتجديد ولاية اليونيفيل من دون أي تعديل في مهامها”. هذا وتوضح المصادر في الختام”أنّ الجانب الأمريكي الذي سبق وخفض المساهمة في تمويل هذه القوات، يتجه اليوم إلى رفع هذه الورقة ثانية، مهدداً ومتوعداً، وذلك للضغط على سائر الدول المساهمة في هذه القوات وفي طليعتها فرنسا الرافضة لمبدأ التعديل، ولإحراج الدولة اللبنانية أيضاً!”. في سياق كل هذه التداعيات كيف يمكن قراءة الحادثة التي شهدتها بلدة مجدل زون الجنوبية، وخلفية الرسالة التي أراد حزب الله إيصالها؟ الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله يؤكد لـ”جنوبية” أنّه “لم يعد سرّا أنّ ايران تعتبر أنّ لبنان (ساحة) يمكن ان توجه منها رسائل إلى المجتمع الدولي في ضوء إعادة العقوبات الأميركية عليها.”. لافتاً إلى أنّه “ليس التحرش بالقوات الدولية في جنوب لبنان، في هذا التوقيت بالذات، سوى رسالة ايرانية أخرى فحواها أنّ ايران قادرة على إعادة فتح جبهة جنوب لبنان في حال كان ذلك يخدم مصلحتها”. خير الذي أشار إلى أنّ “هناك سؤالاً يطرح نفسه بحدة مع اقتراب موعد التمديد للقوة الدولية (المعززة) بموجب القرار 1701 الذي صدر في مثل هذه الأيّام من صيف 2006، ألا وهو، ما موقف المواطنين في جنوب لبنان من التصرفات الإيرانية؟ هل لدى المواطن مصلحة في ان تتسبب ايران بحرب جديدة يكون هو ضحيتها”. معتبراً أنّ “السؤال الأهمّ – ربما – ما موقف السلطة اللبنانية حيال ما يجري، هل لديها موقف واضح من السياسة الإيرانية التي تعتبر لبنان مجرّد (ساحة) تُستخدم لتحقيق أهداف لا علاقة له بها من قريب او بعيد”.

 

إسرائيل: حزب الله يملك صواريخ سكود بي وسي

سامي خليفة/المدن/الجمعة 10/08/2018

تختلف نظرة إسرائيل إلى الوضع في سوريا عن رؤية روسيا والولايات المتحدة. إذ ترى، وفق ما يكشفة موقع "ستراتفور" الاستخباراتي الأميركي، أن حزب الله في موقع جيد لاستغلال نقاط الضعف الإسرائيلية من خلال ترسانته الصاروخية. بالتالي، فإن أي حريق جديد يشمل الجهات الفاعلة من المرجح أن يتسبب في أضرار بالغة، وليس من الناحية العسكرية فحسب. في حالة الصراع المفتوح بين إسرائيل وإيران، يمكن أن تسعى الأخيرة إلى ضرب إسرائيل بطرق عدة. لكن التهديد الأكبر، وفق الموقع، يأتي من ترسانة الصواريخ الباليستية والمدفعية الإيرانية وحليفها اللبناني، حزب الله. ومن خلال ترسيخ نفسها في سوريا، يرى الموقع أن طهران تعزز ترسانة الحزب الكبيرة في لبنان، بينما تقوم بنشر مدفعية الصواريخ والقذائف الخاصة بها في سوريا. أظهر حزب الله، وفق الموقع، خطورة تهديده لإسرائيل في الماضي، عندما ألحق أضراراً اقتصادية فادحة بإسرائيل من خلال الهجمات اليومية بالصواريخ خلال حرب تموز 2006. في ذلك الوقت، كانت ترسانة الحزب تتكون من نحو 10 آلاف صاروخ، غالبيتها الساحقة صواريخ مدفعية قصيرة المدى نسبياً. ورغم أن إسرائيل تمكنت من تدمير معظم مخابئ الحزب للصواريخ بعيدة المدى في أول هجماتها خلال الحرب، إلا أن حزب الله نجح في إطلاق ما متوسطه 120 صاروخاً يومياً على إسرائيل أثناء النزاع. وهذا ما كلف الاقتصاد الإسرائيلي 3.5 مليار دولار. بعد 12 عاماً، يملك الحزب، وفق الموقع، ترسانة أكثر قوة تُقدر بأكثر من 130 ألف صاروخ وقذيفة. وقد قام الحزب بتحسين نوعية أسلحته بشكل كبير، وحشد العديد من المقذوفات الكبيرة التي تتميز بمدى أطول ودقة محسنة، بما في ذلك صواريخ فجر 5، وفاتح -110. ووفقاً لتقارير موثوقة حصل عليها الموقع، هناك احتمال أن يكون الحزب قد تلقى شحنات من صواريخ سكود بي وسي.

امتلاك الحزب هذه الصواريخ يعني التسبب بدمار هائل على الجبهة الإسرائيلية. إذ يبلغ مدى صاروخ سكود بي 300 كيلومتر مع رأس حربي يزن 1000 كيلوغرام، بينما يبلغ مدى صواريخ سكود سي ما بين 575 إلى 600 كيلومتر وتحمل رأساً حربياً يزن 600 إلى 700 كيلوغرام. ورغم عدم دقة هذه الصواريخ، إلا أن الرأس الحربي شديد الانفجار وقادر على إلحاق أضرار كبيرة جداً، والسبيل الوحيد لضمان النجاح هو إطلاقها بشكل جماعي. قد يتباهى الجيش الإسرائيلي، وفق الموقع، بموارده الضخمة. لكن إسرائيل تشعر بالقلق من شن هجوم مباشر على الحزب في لبنان، ويرجع ذلك أساساً إلى الرادع الذي قدمته ترسانة صواريخ حزب الله. وتشير المعلومات التي وصلت إلى الموقع أن طهران تنوي تعزيز قوتها الصاروخية في المنطقة، سواء أكان في المواقع التي يسيطر عليها الحزب في لبنان، أو في سوريا. وإدراكاً منها لمدى تأثرها بإيران وأسلحة الحزب، تبنت إسرائيل وفق الموقع استراتيجية للتخفيف من حدة التهديد. على الصعيد الدبلوماسي، ركّزت إسرائيل نهجها على الولايات المتحدة وروسيا، سعياً إلى إقناع الدولتين العظميين بالاستجابة لمصالحها في سوريا من خلال احتواء وتقييد نفوذ إيران وحضورها. ومع إدراكها لقيود هجومها الدبلوماسي، بدأت إسرائيل الاعتماد على ضربات لتخريب وتعطيل تعزيز القوات الإيرانية في سوريا، فضلاً عن عرقلة جهود طهران لتزويد حزب الله بالأسلحة في لبنان. على مدار العام الماضي، ازدادت الضربات الإسرائيلية حدة وتسببت الغارات في إلحاق أضرار بالغة بالأهداف الإيرانية وحزب الله، لكنها لم تمنع إيران من الحفاظ على وجودها في سوريا، بل وحتى تعزيزه. وما يثير مزيداً من القلق بالنسبة إلى الاستقرار الإقليمي، أن الضربات يمكن أن تثير في النهاية انتقاماً إيرانياً قد يؤدي إلى سيناريو حرب مدمر. ويقول الموقع إن إسرائيل تبنت استراتيجية عسكرية تؤكد العمليات الهجومية في ظل أي صدام جدي مع الحزب أو إيران في الشمال. وتنطوي هذه الاستراتيجية على شن هجوم بري على لبنان وربما سوريا لتدمير منصات إطلاق الصواريخ. ما يقلل من الوقت الذي قد يستمر فيه الهجوم. ويخلص الموقع إلى القول إن حرب سوريا التي طال أمدها تنحسر على بعض الجبهات، لكن القتال قد يشتعل قريباً في أماكن أخرى من النزاع. وأن الحزب وإيران قد عملا بجد لبناء قدراتهما القتالية في محاولة لاستغلال بعض نقاط الضعف الإسرائيلية. ما دفع الأخيرة إلى صياغة استراتيجية دفاعية قوية ضد أعظم خصومها. وإجمالاً، يضمن الوضع الموصوف أعلاه أن الحرب المقبلة بين الجانبين قد تكون أكثر ضرراً بكثير من معركتهما في العام 2006.

 

لمن تكتب ومن تُخاطب يا شيخ/10 آب/18

الشيخ حسن سعيد مشيمش/10 آب/18

لم يسألني هذا السؤال سوى الموجوعين من لساني والمتألمين من قلمي أولئك الذين يتظاهرون بالحيادية والإستقلال وهم بالخفاء يُضْمِرون في قلوبهم حباً لقبيلتهم وعشيرتهم الشيعية - (لقد صار التشيع قبيلة وليس فكراً ومبادىء) - وعشقاً لصنمهم حزب ولاية الفقيه السفيه الطاغية فهم معه سواء كان ظالما أم مظلوما، على حق أم على باطل ، وسواء كان حزباً مجرما أم بريئاً ، ظالماً أم مظلوماً، وغايتهم من وراء ذلك واضحة حيث يريدون تثبيط عزيمتي وتوهين إرادتي لأنصرف عن فضح مجازره وعن كشف غدره ومكره ونفاقه وأمتنع عن كشف مخاطره على وطننا لبنان وعلى دول العالم العربي وشعوبه ثقافيا واقتصاديا وأمنيا وسياسيا.

1 - : أنا أكتب لأن الكتابة بالقلم بما رأيته بعيني وسمعته بأذني وما اقتنعت به بالدين والسياسة والثقافة أمر طبيعي فطري وجداني هو كأمر الطعام والشراب وكل إنسان يترك ممارسة أمر طبيعي بالحياة سوف يُعَرِّض نفسه للجلطات القلبية والسكتات الدماغية وسيعيش ساعاته قلقاً مضطرباً مسلوب الراحة وعديم الإستقرار الروحي والجسدي .

2 - : أنا أكتب بقلمي ما رأيته بعيني وسمعته بأذني لإرضاء ضميري ولكي أُعبر عن وجودي وكينونتي قال الفيلسوف ديكارت: [أنت تفكر وتحكي بما تفكر فيه فأنت موجود وكل من يمنعك من الكلام بما تفكر فيه فهذا قاتل مجرم يريد أن يجعلك في عالم العدم]

3 - : أنا أكتب إلى 250 مليون عربي ولو اقتنع واحد منهم بصدق ما أكتب وبخاصة عن مخاطر ولاية الفقيه وعن أحزابها وميليشياتها في العراق، واليمن، ولبنان، وسوريا، وأفغانستان، عن مخاطرها على أوطاننا وشعوبنا وثرواتنا وتقاليدنا وثقافتنا العربية فذلك أمر يشرح صدري، ويُفْرِح قلبي، ويُنْعِش روحي، وأعتقد بأن لي ثوابا عظيما عند ربي.

4 - : أنا أكتب لأولادي وأحفادي وللأجيال الآتية بعد موتي لكي تذكرني بالخير في دعواتها وتضرعاتها ومناجاتها بعدما تُدرك بأن قلمي ساهم بإضاءات أنارت لها الطريق حتى خرجت من ظلمات أخطر عقيدة وُجِدَت في القرن العشرين والواحد والعشرين عقيدة ولاية الفقيه ودولتها وحزبها بأفكارها ومعادلاتها وفتاواها الساحقة للعقول والأرواح والأنفس والقيم الأخلاقية التي أرجعت إيران ودول العالم العربي عشرات السنين الى الوراء وأورثت شعوبنا الفقر والجهل والعصبيات المذهبية العمياء والطائفية البكماء والحروب المدمرة الهوجاء

5 - : أنا أكتب وعلى رأس أولوياتي دينيا وفكريا وسياسيا مواجهة إسلام ولاية الفقيه بوصفه منبع الشر الأعظم على دولنا العربية.

6 - : أنا أكتب لأنني مؤمن بالله إيمانا راسخاً ومؤمن بواجباته ومحرماته المحدودة القليلة العدد جدا جدا جدا ومؤمن بعظمة الدولة الديمقراطية العلمانية العصرية الحديثة دولة القانون والدستور والمُوَاطنة لا دولة الدين أو المذهب أو الطائفة، مؤمن بوجوب إقامتها في كل بقعة من بقاع الأرض لأنها الأعظم لصالح حقوق الإنسان والأعظم لبقاء دين الله صافيا نقيا من كل رجس تلوث به على يد إسلام ولاية الفقيه، وإن إسلام ولاية الفقيه هو أخطر حاجز يقف أمامنا يمنعنا من إقامة هذه الدولة العظيمة في العالم العربي وحينما يسقط هذا النظام وسيسقط بإذن الله ستنفتح الطريق أمامنا للتغيير نحو الأفضل.

{وسبحانه من رب لا يُغْلَب وذي أناة لا يعجل}

 

إبن شهيد في حزب الله يروي ما جرى معه مع قضاء الحزب

 لبنان الجديد/10 آب 2018/ كتب علي مظلوم نجل الشهيد في حزب الله ولاء مظلوم على صفحته في الفايسبوك، ما جرى معه مع قضاء حزب الله.

وجاء في منشور مظلوم التالي: "بعد أن تلقيت نصيحة من بعض المجاهدين المخلصين من أصدقاء والدي الشهيد بالتوجه الى قضاء حزب الله للمطالبة بحقي في رفع المظلومية التي تعرضت لها حين مكثت لعدة اشهر في سجون الحزب من دون اذن القضاء الشرعي، وواجهت أنا وعائلتي كل انواع الاذلال، ورغم قناعتي التامة بفساد هذا القضاء، الا انني قررت أن القي عليهم الحجة لعلهم يغيرون موقفي منهم. ومنذ اسابيع ذهبت من منزلي في البقاع الى مركز قضاء حزب الله في بيروت، وطلبت مقابلة القاضي السيد يوسف ارزوني بعد أن عرفت عن نفسي بأنني ابن الشهيد القائد ولاء مظلوم، وعرضت قضيتي على الشخص الذي قابلني لكي ينقلها للقاضي، الا ان الاخير رفض مقابلتي متذرعا بأنه مشغول، وحين طلبت منهم تحديد موعد لاحق للحضور قالوا ان هذا الامر غير متاح. عدت الى منزلي في بعلبك أجر اذيال خيبة كنت اتوقعها. ولمن لا يعلم فإن القاضي ارزوني هو نسخة عن "شريح" القاضي ذائع الصيت، وهو معروف في اوساط الحزب بفساده وتواطئه في كل القضايا مع أصحاب النفوذ، وان اصدقاءه معظمهم من الحزبيين الفاسدين خصوصا الذين يفرضون الخوات على الناس مقابل حمايتهم ممن يعملون ضمن وحدة الحماية، وأنه متورط في قضايا نسائية كثيرة. وارزوني معروف أيضا بأنه بارع في انجاز قضايا المطلقات والارامل اضافة الى قضايا المتعة. الاخوة في الحزب لم يخيبوا ظني بقضائهم، وطالما أن شريحا يتربع على رأس جهاز قضائي فليبشروا بسقوط الهيكل قريبا!!!".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أردوغان تعليقا على أسعار الليرة: لنا ربنا ولهم دولاراتهم!

وكالات/10 آب/18/دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المواطنين الأتراك لعدم الالتفات للحملات التي تستهدف الاقتصاد التركي بعد تراجع أسعار الليرة إلى مستويات غير مسبوقة. وخاطب أردوغان جمعا من المواطنين احتشد لاستقباله في مسقط رأسه مدينة ريزة شمالي تركيا وقال إن: "لا تلتفتوا لها، ولا تنسوا إذا كان لديهم دولاراتهم فنحن لنا ربنا وشعبنا".

 

أربعة قتلى في إطلاق نار في فردريكتون في شرق كندا

مونتريال - أ ف ب/ 10 أغسطس 2018 /قتل أربعة أشخاص اليوم (الجمعة)، في إطلاق نار في مدينة فردريكتون في شرق كندا وفق الشرطة التي دعت الناس في المكان إلى البقاء في منازلهم. ولم تعرف بعد ظروف اطلاق النار في عاصمة مقاطعة برونزفيك.

وذكرت محطة «سي بي سي» الكندية أن اطلاق النار جرى في مطقة سكنية من المدنية وأن سيارات الإسعاف والإطفاء وصلت إلى المكان.

 

ماكرون وبوتين يناقشان الأوضاع في سورية

موسكو، باريس – أ ف ب، رويترز/ 10 أغسطس 2018 /قال قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الجمعة)، قضية مخرج الأفلام الأوكراني المسجون أوليغ سنتسوف الذي بدأ إضراباً عن الطعام في أيار (مايو) الماضي، بالاضافة الى مستجدات الأوضاع في السورية. وقال بيان صادر عن مكتب ماكرون: «عبر رئيس الجمهورية عن مخاوفه للرئيس بوتين في ظل تدهور صحة السيد سنتسوف بشكل خطر على ما يبدو وضرورة أن تجد روسيا بشكل عاجل حلاً إنسانياً للوضع». وبدأ سنتسوف، المسجون بسبب ما يقول إنها اتهامات سياسية، إضرابه عن الطعام قبيل بدء بطولة كأس العالم لكرة القدم ليلقي الضوء على سجل حقوق الإنسان في روسيا. الى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم لنظيره الأميركي مايك بومبيو في محادثة هاتفية أن روسيا «ترفض رفضاً قاطعاً» العقوبات الأميركية الجديدة ضد بلاده، بحسب الخارجية الروسية.

وخلال المحادثة التي «تمت بمبادرة أميركية»، قال لافروف إن روسيا «ترفض رفضاً قاطعاً العقوبات التي أعلنتها واشنطن اخيراً وهي على صلة بالمعلومات المفترضة حول تورط موسكو في قضية سكريبال المزعومة»، بحس ما ذكرت الوزارة في بيان. وذكر البيان ان المحادثة تطرقت ايضا الى مستجدات الأوضاع في سورية. وكانت الخارجية الأميركية أعلنت جولة جديدة من العقوبات ضد روسيا مما دفع الروبل للهبوط إلى أدنى مستوى في عامين بسبب مخاوف من انزلاق موسكو إلى دائرة لا تنتهي من العقوبات.

 

مقتل 14 مدنيا في غارات جوية في شمال سوريا

بيروت - فرانس برس/عربية/10 آب/18/قُتل 14 مدنيا على الاقل واصيب العشرات الجمعة في غارات جوية استهدفت بلدة تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. واستهدفت الغارات بلدة اورم الكبرى الواقعة غرب محافظة حلب من دون ان يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كانت الضربات قد شنها الطيران السوري ام الروسي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "أسفرت سلسلة غارات جوية على هذه البلدة عن مقتل 14 مدنيا بينهم ثلاثة اطفال اضافة الى عشرات الجرحى". وتزامنت هذه الضربات الجوية مع تعرض محافظة ادلب المجاورة التي تسيطر عليها فصائل معارضة لقصف عنيف الجمعة شنته قوات النظام وحلفاؤها، ما اسفر عن مقتل تسعة مدنيين على الاقل وفق آخر حصيلة للمرصد.

 

العراق.. تجدد التظاهرات ببغداد رغم انتهاء الفرز اليدوي

المصدر: دبي - قناة العربية/10 آب/18/تتجدد التظاهرات الموحدة، اليوم الجمعة، في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، احتجاجاً على غياب الخدمات وفرص العمل، والمطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة. يأتي هذا بعد ساعات من اعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أن نتائج العد والفرز اليدويين متطابقة مع النتائج الأولية حيث احتفظ تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر بصدارة الانتخابات البرلمانية. هذا واتخذت محافظات البصرة وذي قار والنجف والديوانية وكربلاء وبابل إلى جانب العاصمة بغداد، من يوم الجمعة موعداً للخروج في تظاهرات أمام مقار الحكومات المحلية وفي الساحات العامة، إلى جانب استمرار الاعتصام في بعض أقضية ونواحي الجنوب العراقي. شعارات المتظاهرين التي تركزت منذ أكثر من شهر على توفير الخدمات، صارت تطالب أيضاً بحل مجالس المحافظات (الحكومات المحلية) ومحاسبة الفاسدين وتعديل الدستور. هذا وتشهد المدن المحتجة إجراءات أمنية مشددة، تقطع على إثرها الطرق المؤدية إلى مكان التظاهرة.

 

لماذا انهارت الليرة التركية بعد خطاب أردوغان؟

دبي – علاء المنشاوي/عربية/10 آب/18/نداءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمواطنين التي لا تنقطع بتحويل العملات الأجنبية إلى العملة المحلية، إلا أنها تبقى حلا غير ناجع، إذ تكررت مؤخرا، وقد تكون عديمة الفائدة إن لم تكن مقرونة باستراتجية اقتصادية محددة. خسرت العملة التركية أكثر من ثلث قيمتها مقابل الدولار هذا العام، ويتم تداولها عند مستوى قياسي منخفض، وفِي مسارها ترقى إلى الانتحار الاقتصادي. المستثمرون كانوا يأملون في حديث من أردوغان يلملم جراحهم التي تكبدوها جراء السقوط الحر لليرة التركية، وإعلان بدء خطوات تبث الطمأنينه في نفوسهم، إذ لم يتطرق لأي من ذلك، وقال إن بلاده "ستنتصر في الحرب الاقتصادية"، ولكن الانتصارات الاقتصادية لا تكون عبر الخطابات السياسية وحدها.

سبب الهبوط

الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر الأميركية لدراسات أسواق المال، عمرو عبده قال لـ"العربية.نت"، إن التدخل السياسي في إدارة الملفات الاقتصادية يعتبر أحد أسباب هبوط الليرة، حيث يوجد صراع خفي بين القادة السياسيين ومسؤولي السياسات النقدية والبنك المركزي التركي، من بينها ما يتعلق بأسعار الفائدة. ويبدو ولسوء الحظ جاءت تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتزيد متاعب الليرة وتعمق الانهيار، حيث أعلن فرض رسوم على صادرات تركيا لبلاده من الفولاذ والألمنيوم. وقال ترمب عبر حسابه على تويتر، "لقد وافقت للتو على مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، في حين تنزلق عملتهم، الليرة التركية، متراجعة بسرعة مقابل دولارنا القوي جدا، ستصبح رسوم الألمنيوم على تركيا 20% ورسوم الصلب 50%". عقب هذه التصريحات تفاعلت الليرة على نحو جديد وفاقمت خسائرها ليصل الدولار إلى 6.61 ليرة، لترفع من خسائرها إلى أكثر من 25%، في جلستي الخميس والجمعة وحدهما، ونحو 19% اليوم الجمعة. وفقدت الليرة التركية نحو ربع قيمتها مقابل الدولار خلال الشهر الماضي.

مخاوف التمسك بالأصول التركية

مارك جيلبرت الذي يغطي إدارة الأصول في وكالة بلومبيرغ، يقول إن هبوط الليرة التركية يدفع المستثمرين للنظر بعين القلق للاقتصاد، ويزكي مخاوف التمسك بالأصول التركية، خاصة في ظل الصراع الدائر حول السياسة النقدية للبلاد، وتمسك أردوغان بأسعار فائدة منخفضة، والتي تثير مخاوف المستثمرين وتقوض جهود البنك المركزي الذي من المفترض أنه يحظى بالاستقلالية الكاملة في مكافحة مستويات التضخم المرتفعة. وأبقى البنك المركزي التركي في اجتماعه الشهر الماضي أسعار الفائدة دون تغيير عند 17.25%، فيما كان تدور توقعات الاقتصاديين حول رفع مستويات الفائدة إلى 18.75%.

ومع ارتفاع معدل التضخم إلى 15.85% إن هذا يجعل سعر الفائدة الحقيقي أقل من 2%. وتعاني المؤسسات المحلية التركية من وضع متأزم، إذ لديها أكثر من 40 مليار دولار من السندات والقروض المقومة بالدولار واليور والتي تستحق في عام 2020، وفقاً للبيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ.

وكل هبوط في الليرة التركية يفاقم أوجاع ومتاعب هذه المؤسسات، لأنه يجعل خدمة هذه الديون أكثر تكلفة. بالتوازي مع ذلك تقدر ديون البنوك الأجنبية لتركيا بنحو 224 مليار دولار، وفقا لبيانات البنك الدولي للتسويات. وبحسب الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر الأميركية لدراسات أسواق المال، عمرو عبده فإن بيانات البنك المركزي_التركي، كشفت بلوغ العجز مستوى قياسيا في الربع الأول من العام الحالي بلغت 96% على أساس سنوي، وخلال مارس الماضي فقط بلغ مستوى العجز 54%، وهذا يعتبر من بين أسباب هبوط الليرة، حيث لم تنجح الحكومة في السيطرة على مستويات العجز المتفاقمة.

المشكلة تتفاقم

ومع فرض الولايات المتحدة عقوبات تطال أنقرة بسبب احتجاز القس الأميركي بتهم تتعلق بالإرهاب، والتي تقول واشنطن إنه بريء منها فإن المشاكل الاقتصادية تتفاقم في تركيا. ودفعت بنوك استثمار عالمية غرامات تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار تقريبا إلى المنظمين الأميركيين لممارسةالأعمال التجارية بالدولار مع دول مثل إيران، ومن غير المحتمل أن تخاطر المؤسسات والبنوك العالمية بتكرار ذلك مع تركيا، ما يعني ضعف التمويل من البنوك والمؤسسات العالمية لتركيا الحكومة أو المؤسسات المحلية، وفي حال قبلت بعض مؤسسات وبنوك عالمية خوض هذه المغامرة فإن تكلفة التمويل ستكون مرتفعة جدا.

خطاب الرئيس التركي أردوغان اليوم يقلل من احتمالات تقليل أنقرة أية تنازلات تقود لاحتواء الوضع المتأزم، إذ من الممكن إدخال بعض الضوابط أو البحث عن خطة لدى صندوق النقد الدولي، إذ سيعتبر ذلك استسلاما ضد ما سمّاه "الحرب الاقتصاديةظك ضد تركيا، بحسب وكالة بلومبيرغ.

لذا تتجه كل العيون مرة أخرى إلى البنك المركزي التركي لمعرفة ما إذا كان بإمكانه العثور على بصيص نور ورفع أسعار الفائدة ما يوقف من سلسلة الهزائم المتوالية لليرة. وقال وزير المالية والخزانة التركي؛ وهو أيضا صهر أردوغان برات آلبيراق اليوم الجمعة إن "استقلال البنك المركزي ذو أهمية حاسمة لاقتصاد تركيا". وهو على حق تماما. ولكن ما لم يمارس صانعو السياسة ضغوطاتهم التي تسلب هذه الحلول نجاعتها في تقديم مخرج مناسب من هذا المأزق، وقد يفعل البنك المركزي ذلك في اجتماعه المرتقب في 13 سبتمبر المقبل، ورغم ذلك فإن هناك احتمالا ضئيلا بأن تتعافى الليرة. وكغيرها من الدول، تعتبر العملة التركية مرآة للأداء الاقتصادي والاستقرار السياسي والأمني، ومسلسل الهبوط المتوالي جعلها تتربع على عرش العملات الأسوأ أداء منذ مطلع العام الجاري. وبدأت قصة هبوط الليرة التركية طيلة الـ10 سنوات الماضية، وهي تشهد تراجعات قياسية، حيث كان الدولار يساوي 1.16 ليرة في 2007، وهو من أعلى المستويات للعملة التركية أمام الدولار، وقد انخفضت العملة إلى 2 ليرة لكل دولار للمرة الأولى في سبتمبر 2013، ثم واصلت تراجعها لتكسر حاجز الـ3 ليرات لكل دولار، في سبتمبر من العام الماضي، قبل أن تعود وتهبط إلى مستوى 4.7 ليرة مقابل الدولار، ثم تهوي اليوم إلى 6.5 ليرة مقابل الدولار.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التشكيلة الحكومية «على قاب قوسين» الإنفجار أو الإنفراج؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 11 آب 2018

لم يكن أحدٌ يتوقع أن يرتفع «الدخان الأبيض» من بيت الوسط أمس الاول. فالجديد المطروح حول الحصص والأحجام لم يكن يؤشّر الى إمكان التوافق. فالعقد ما زالت مستعصية على الحل، وهو ما جعل نتائجها «على قاب قوسين» من الإنفراج او الإنفجار على السواء. فما الذي يقود الى هذه المعادلة؟

على وقع ما بدأ يتسرّب من مساعٍ لفكفكة العقد الحكومية، لم يجرؤ أحد بعد على تقدير النتائج التي يمكن أن تفضي إليها. فالبحث عن «إبرة الحل» في «كومة القش» التي كوّنتها المطالب التعجيزية ليس مهمّة سهلة، رغم أنّ الحاجة ماسّة إلى مثل هذه «الإبرة» لنسج تفاهمات جديدة على أنقاض ما تمزّق منها وأظهر عورات المتستّرين بها. فأمام الباحثين عن مخارج، مطبّات وحواجز لا يُستهان بها. وباعتراف أحدهم، أنّهم لا يواجهون جبالاً وحواجز طبيعية عالية بقدر ما تقود المساعي الى صحراء قاحلة تتراءى لنا بؤر الماء فيها عن قرب من وقت لآخر، قبل ان نكتشف أنّها سراب.

ويعترف أحد كبار المفاوضين، بأنّ كل المحاولات التي جرت إلى اليوم لإنزال الأطراف من علياء سقوفها باءت بالفشل. ليس لأنّ لكل منهم ما يبرّر الإحتفاظ بسلّة شروطه فحسب او الإحتكام الى قوى خارجية، بل بسبب المعلومات والتسريبات الوهمية التي تقودنا أحياناً الى الأمل بإمكان إحداث خرق في جدار هذا المأزق الكبير الذي وصل إليه الجميع ولو على مراحل.

وأضاف: «توحي لنا بعض «المصادر الخفية» التي تتحكّم بمسار المفاوضات من وقت لآخر، أنّ هناك صيغة جديدة يمكن البناء عليها للتقدّم خطوة إلى الأمام، فإذا بنا نتراجع خطوات إلى الوراء».

وقال: «قبل أيام قليلة قصد مساعد الرئيس الحريري الوزير غطاس خوري قصر بعبدا ناقلاً صيغة حكومية ثلاثينية بُنيت على ما أنجزته الإتصالات، ومنها تلك التي تحدثت عن دور خفي للضاحية الجنوبية يمكن أن يحلحل العقدة الدرزية كما عقدة إسناد وزارة الصحة الى «حزب الله»، وعلى الحريري عندها أن يقود مهمّة ترطيب أجواء القوات اللبنانية و»استدراجها» إلى صيغة جديدة لتوزيع مقاعدها الأربعة بما يرضيها. وقبل الدخول في تفاصيل هذه المعطيات الجديدة، لا بدّ من الوقوف عند ما أوحى به رئيس الجمهورية أمام زواره قبل أيام، عندما أبلغ بعضاً منهم أنّه سيتكفّل بحل عقدة تمثيل القوات اللبنانية متى توفّر حل العقدة الدرزية وتمثيل «سنّة 8 آذار»، وهو ما دفع بالحريري إلى استعجال الزيارة إلى عين التينة، بعدما مهّد لها بالتأكيد أنّه هو ومعه «حزب الله» يريدان تسهيل الولادة الحكومية.

وعليه، فقد جاءت زيارة الحريري إلى الرئيس بري طلباً للدعم، للمساهمة في تذليل إحدى العقبات التي تحدّثت عن فيتو أميركي بشأن تولّي «حزب الله» حقيبة الصحة منعاً لوقف المساعدات لهذا القطاع.

وبشأن العقدة الدرزية، قالت الرواية إنّ بإمكان بري ومعه «حزب الله» إقناع وليد جنبلاط بالتخلّي عن الوزير الدرزي الثالث، وليس ضرورياً أن يكون بديله الأمير طلال ارسلان أو من يسمّيه منعاً لإحراج جنبلاط، ولكن الطائفة الدرزية مليئة بالشخصيات المعتدلة التي تُرضي الجميع.

وجاء في أحد السيناريوهات- على الرغم من صعوبة تصديقه- أنّه يمكن حل عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» بإعطائها حقيبتين خدماتيتين مهمتين بدلاً من الحقيبة السيادية، بعد توقّف الحديث عن نيابة رئاسة الحكومة، وثالثة عادية ورابعة وزارة دولة، وإن تعذّر ذلك يمكن لرئيس الجمهورية ان يجترح صيغة أخرى كما فعل عند تشكيل الحكومة السابقة. وبانتظار ان تتوضّح نتائج اللقاء المطوّل في بيت الوسط مع الوزير باسيل، يتجّه الحريري الى إجراء مزيد من الإتصالات، وسيكون من زوار بيت الوسط قريباً موفدون من الاشتراكي و«القوات اللبنانية» لاستقصاء ردود الأفعال على ما هو مطروح.

لا يستطيع أي مفاوض حسم الخطوات المقبلة، لكن ما يجري اليوم يمكن اختصاره بأننا ربما نكون على قاب قوسين أو أدنى من الانفراج أو الانفجار الذي لا نعرف من اليوم ما ستكون تردداته.

 

من يحلّ أحجية حقيبة «القوات» السيادية؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 11 آب 2018

تنتقل أحجية الحقيبة السيادية للقوات من قصر بعبدا إلى السراي ثم تعود الى بعبدا، ولا تكشف الأحجية أسرارها حتى في لقاء بيت الوسط بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل الذي أغرق إعلامياً بتفاؤل قد يكون من المبكر تصديقه.

المبادرة القواتية تجاه بعبدا انتجت موافقة الرئيس ميشال عون على إعطاء القوات حقيبة سيادية، لكن من كيس الرئيس الحريري، أي عملياً رفض إعطائها هذه الحقيبة، ولقاء بيت الوسط صدر عنه الأمر نفسه، واذا كان من المستحيل ان يعطي الرئيس الحريري وزارة الداخلية للقوات اللبنانية، واذا كان من رابع المستحيلات أن يعطي الرئيس بري القوات وزارة المالية، فإنه يمكن ببساطة القول انّ العقد لا تزال في مكانها، وانّ لقاء بيت الوسط أملته ضرورات تحريك الجمود وحاجة كل طرف لرفع مسؤولية التعطيل عن نفسه، والحاجة الماسة الى إعطاء صورة للمجتمع الدولي بأنّ البلد المأزوم باحتمالات اقتصادية ونقدية خطرة، لم يدخل في جمود الأزمة. حسب مصادر متقاطعة يمكن تلخيص نتائج لقاء بيت الوسط بالآتي:

أبلغ الوزير جبران باسيل الرئيس سعد الحريري أنه ملتزم بنَيل حجمه الوزاري الكامل وأنّ حجم الآخرين المنتفخ هو سبب الأزمة، وأصرّ على نيل وزارتين سياديتين الاولى من حصة رئيس الجمهورية (3 وزراء) والثانية من حصة التيار، وترك أمر نيل وزارة سيادية للقوات على عاتق من يتبرّع بها من الأطراف الأخرى.

أبلغ الرئيس سعد الحريري الوزير باسيل أن لا أثلاث معطلة لأي طرف، وانّ حصة التيار مضافة الى حصة رئيس الجمهورية سقفها 10 وزراء، كما أبلغه التزامه بإعطاء القوات اللبنانية حقيبة سيادية، وبإعطاء النائب وليد جنبلاط الوزراء الدروز الثلاثة أو إيجاد مخرج شرط أن يحظى بقبول جنبلاط.

في قراءة المصادر انّ اللقاء بين الحريري وباسيل نتج عن حاجة متبادلة لتنفيس الاحتقان، فبعد الشحن الاعلامي والسياسي الكثيف الذي شهدته الايام الماضية كان لا بد من وضع قاطرة التأليف على سكة التبريد، فالطرفان يحتاجان لهذا التبريد، خصوصاً «التيار الوطني» الذي ذهب الى منطقة اشتباك مع الحريري بعد ان أوصل له رسائل بتحركات شعبية وبانتهاء فترة السماح، بحيث بَدا انه يتحمّل مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، وهو ما لا يريده، فكان اللقاء الذي أعاد قنوات التواصل من دون ان يحدث تغييراً جوهرياً في المواقف.

أوساط «التيار الوطني الحر» أكدت أنّ «المعايير الواحدة» هي الطرح المقبول لحل العقد، وشددت على أنّ اتهام التيار بالسعي للثلث المعطّل لا اساس له، لأنّ حضور رئيس الجمهورية يُغني عنه. واشارت الى أنّ ادعاء القوات اللبنانية بأنها ضحّت بالتنازل عن نيابة رئاسة الحكومة مجرد مزايدة تفاوضية، لأنّ هذا الموقع هو في العرف لرئيس الجمهورية، ولأنّ التيار هو من ضَحّى به للقوات في الحكومة المستقيلة، إنسجاماً مع تحالف معراب الذي خرقته القوات والذي أصبحنا في حلّ منه.

ولم تستبعد الاوساط ان يكون لدى الرئيس نبيه بري قطبة مخفية في العقدة الدرزية لا يريد كشفها الآن، بانتظار حل العقدة المسيحية، وهذا ما يدفع بـ «القوات اللبنانية» للتشدد اكثر، لكن هذا التشدد يمكن ان يصبح معزولاً اذا ما فتحت حلول العقدة الدرزية.

في المقابل تُبدي أوساط «القوات اللبنانية» اطمئنانها الكامل لموقف الرئيس الحريري الذي أبلغ «القوات» بعد لقائه باسيل تعهّده بمنحها 4 حقائب من ضمنها حقيبة سيادية، وتنتقد الاوساط باسيل سائلة: من كَلّفه تحديد الاحجام؟ وكيف يسمح لنفسه ان ينتهك صلاحية الرئيس المكلف؟ وتضيف: الأرجح انّ باسيل سلّم بنَيل القوات 4 وزارات (من دون وزارة سيادية)، كي ينفّس الاحتقان الذي سببه أداؤه، وهو يريد ان يأتي رفض هذا العرض من «القوات» كي تتّهم بتعطيل تشكيل الحكومة، لكنّ «القوات» ترد على ذلك بالمزيد من التنسيق مع الرئيس الحريري الذي تعرف أنه وضع خطوطاً حمراً في عملية التشكيل لا يمكن لأحد تجاوزها.

وتختم الاوساط: يريد باسيل على الارجح تحقيق هدفين: إمّا إقصاء القوات عن الحكومة عبر إحراجها فإخراجها، أو أن تستسلم لشروطه. ولن يحصل اي شيء من هذا، فالقوات ستدخل الحكومة بحجمها الذي تستحق، ولا يعتقدنّ أحد بأنه يعيش وَهم الأحادية المسيحية، فهناك ثنائية توازناتها لا تحتاج الى تفسير.

 

عون الضاغط على الحريري: «الأب... والحازم»

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/السبت 11 آب 2018

يخضع التأخير المريب الذي حصل في تشكيل الحكومة لتفسيرات متضاربة، حتى من قبل الطبّاخين أنفسهم، تبعاً لموقع كل منهم وطبيعة مقاربته للواقع، بحيث انهم يلتقون على وجود «عوارض» مقلقة لكنهم يختلفون على تشخيص أسباب المرض.

وبينما يربط البعض التعثّر طيلة الفترة الماضية باعتبارات داخلية، يعيده البعض الآخر الى عوامل خارجية طاغية، في حين يذهب آخرون ومنهم الرئيس نبيه بري الى تفسير مُغاير ومركّب قوامه أنّ الداخل هو الذي يتحمل مسؤولية اي استدعاء للخارج، «مع العلم انّ تشكيل الحكومة يمكن أن يكون صناعة محلية من «اليد العاملة «الى «المواد الاولية» اذا توافرت الإرادة الحقيقية». أما رئيس الجمهورية ميشال عون فلديه، وفق المطّلعين على موقفه، شعور يلامس حد القناعة بأنّ العقد الحكومية الاساسية هي محلية في ظاهرها لكنها خارجية في باطنها، وبالتالي فهو يفترض أنّ الولادة الحكومية يمكن أن تتم بين ليلة وضحاها متى أتت التسهيلات من الخارج. ويستعيد مؤيّدو هذا الرأي تجربة الرئيس تمام سلام الذي بقي لأشهر طويلة يدور في حلقة مفرغة حين كُلّف بتشكيل الحكومة، ضارباً رقماً قياسياً في الصبر على الشروط والشروط المضادة، إلى أن تحلحلت العقد المستعصية بسحر ساحر وانخفضت فجاة السقوف المرتفعة، ما سمح بولادة الحكومة بعد طول احتباس، ليتبيّن لاحقاً أنّ هذا التحول حصل بضوء أخضر خارجي وفق ما أكده الرئيس سلام نفسه في مناسبات لاحقة.

وفي هذا السياق، قال أحد السياسيين الظرفاء لصديق له: ربما تكون مستغرقاً في مشاهدة فيلم عبر التلفزيون، حين يظهر خبر عاجل على الشاشة يفيد بأن الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري توجّها إلى قصر بعبدا تمهيداً للإعلان عن مراسيم تأليف الحكومة.

والمقصود هنا أنّ الولادة قد تتم بشكل مباغت في أي لحظة، وقد تتطلب المزيد من العبث بالوقت واللعب بالأعصاب، إلى أن تختمر لحظة «الوضع».

ولئن كان عون قد اكتفى حتى الآن بالتنبيه إلى محاذير الاستمرار في هدر الوقت والفرص، من باب حثّ الرئيس المكلف والقوى السياسية المعنية على تفعيل جهود معالجة العقد القائمة، إلّا أنّ العارفين يؤكدون أنّ الخطة «ب» باتت جاهزة في جعبة الرئيس الذي سيلجأ إلى تنفيذها اذا طال أمد التعثّر، آملين في أن يفتح اجتماعا بري- الحريري، والحريري- باسيل أمس الأول كوّة في الجدار. ويؤكد هؤلاء أنّ عون وضع هامشاً زمنياً ضمنياً للأخذ والرد، وأنه ربما يضطر الى اعتماد «مخرج الطوارئ» في اللحظة المناسبة بعد تجاوز المهل المشروعة للانتظار واستهلاك فترة السماح.

وتشير أوساط سياسية مواكبة للمخاض الحكومي إلى أنّ من بين الأفكار الأوليّة التي كانت قد طرحت سابقا في بعض الغرف المغلقة، هو أن يطلب عون من الحريري تقديم تشكيلة وزارية «من الموجود» فيقبلها، ثم تذهب الحكومة إلى مجلس النواب فيحجب عنها الثقة، ليُعاد بعد ذلك إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف.لكنّ هذا السيناريو يبدو صعب التطبيق، أولاً لأنّ عون لا يقبل بأن يضع توقيعه على تركيبة حكومية غير مقتنع بها ولو من زاوية المناورة، وثانياً لأنّ أي استشارات أخرى ستفضي إلى إعادة تسمية الحريري في ظل الظروف الحالية. ويلفت العارفون الى أنّ عون لا يريد أن يخسر الحريري، مشيرين إلى أنه لا يزال يتعامل معه بنوع من الأبوّة، «وحتى عندما يمتعض عون من تأخر الرئيس المكلف في إنجاز التشكيلة الحكومية ويلومه، فمن موقع الأب الحاضن والحازم في آن، بحيث انه يعتب ويقدّم النصيحة من باب الحرص بالدرجة الأولى»، كما يستنتج المطّلعون على مسار العلاقة بين الرجلين. ويكشف هؤلاء عن عون الذي يتمنى على الرئيس المكلّف أن يواجه اي ضغوط خارجية ويتحرر من الحسابات العابرة للحدود حتى يتمكن من تشكيل الحكومة، ويحرص في الوقت ذاته على «السلامة السياسية» للحريري وعدم تكرار تجربته السابقة والمعروفة مع «الحاضنة الاقليمية».

 

بكركي تستنفر.. إيّاكم وردم الحوض الرابع

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 11 آب 2018

عادت نغمة ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت الى الظهور مجدّداً بعد 3 سنوات على ختم هذا الملف، بعد تصدّي بكركي والأحزاب المسيحية لهذا الأمر.

لا شكّ في أنّ رفض البطريركية المارونية في ذلك الوقت ووقوف جميع الأحزاب المسيحية، بما فيها حزب «الطاشناق»، لمنع الردم ساهم في معالجة الموضوع، مع العلم أنّ الجدل حول الجدوى الاقتصاديّة لهذا العمل ما زال مستمرّاً، ولا أحد يملك حجّة مقنعة تشرح المفاعيل الإيجابية للردم.

ويُعتبر الحوض الرابع في مرفأ بيروت من أعمق الأحواض الموجودة، وقد قيل وقتها إنّ أحدَ أهمّ الأسباب التي ساهمت في منع الردم هو استخدام السفن الحربية الكبيرة التابعة لـ»اليونيفيل» ولدول غربيّة هذا الحوض، لأنّ بقية الأحواض لا يمكنها استقبال السفن الكبرى.

وبما أنّ كل شيء في لبنان وارد، فإنّ عودة الحديث عن إمكانية ردم الحوض مجدّداً، استدعى استنفارَ بكركي، خصوصاً أنّ النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح هو مَن تابع الملفّ سابقاً وجمع الأحزاب المسيحيّة ووحّد موقفها، وهو الآن عاود اهتمامَه في هذا الموضوع لكي لا يقع المحظور.

وتؤكّد بكركي رفضَها الجازم والقاطع لردم الحوض، وتؤكّد لـ»الجمهوريّة» أنّ «أيَّ محاولة لتمرير هذا المشروع تحت جنح الظلام لن يمرّ، فنحن في المرصاد وسنتصدّى له». وتشدّد بكركي على أنّ الموضوع ليس طائفياً أو مذهبياً، بل إنه وطني، فهذا الحوض يستقبل البواخر الكبرى، وردمه من أجل استعماله موقفاً للحاويات هو جريمة، فهناك حلول بديلة للحاويات، فعلى سبيل المثال، بعض الحاويات يرقد في المرفأ أكثر من 12 يوماً، لذلك يجب حلّ هذا الأمر قبل المباشرة بردم حوض حيويّ.

لا يستطيع أحد إنكار أنّ المسيحيين رفعوا الصوت لأنّ معظم العاملين في هذا الحوض وأصحاب الشاحنات ستتوقّف أعمالهم، وهذا الأمر يرفضه الجميع لأنّ أكثر من 2000 عائلة ستبقى بلا عمل وليس هناك بديل.

وتسعى بكركي الى معالجة الملفّ ضمن أطره الصحيحة ومن دون تسييس الملفّ أوّ تطييفه. وعلى رغم كل تلك المحاذير، إلّا أنها ستجمع الأحزاب المسيحيّة ومن ضمنها حزب «الطاشناق» من أجل وضع النقاط على الحروف وعدم التساهل مع هذا الأمر.

لكنّ هذا الأمر لن يتمّ قبل تشكيل الحكومة، لانّ مشروع الردم لن يأخذ الضوءَ الأخضر إلّا من الحكومة الجديدة ولا تستطيع حكومة تصريف الأعمال الموافَقة على مثل هكذا مشروع.

وتشدّد بكركي على أنها تنتظر ولادة الحكومة الجديدة لأنّ المسؤولية لا تقع على عاتق وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس، بل إنّ المتابعة ستتمّ مع وزير الأشغال الجديد، ولذلك لن تُقدِم على خطوات سريعة غير مدروسة قبل «وضوح الخيط الأبيض من الخيط الأسود».

عندما أُثير ملفّ ردم الحوض الرابع عام 2015، كانت البلاد تعيش الفراغ الرئاسي، وصلاحيات رئيس الجمهورية مناطة بمجلس الوزراء مجتمعاً، لكنّ الوضع الحالي يختلف كلياً، فرئيس الجمهورية موجود ويمكنه معالجة الملفّ ضمن أطره القانونية، والأحزاب المسيحية ممثلة أو ستتمثّل في الحكومة المقبلة، وبالتالي فإنّ هذا الأمر يقع على عاتق الجميع دون استثناء، ودون أخذه الى منحى طائفي. وفي هذه الأثناء، تستمرّ المشاورات لمعرفة الطريقة الأسلم لمواجهة هذا الاستحقاق، مع العلم أنّ حجم الرفض الذي بدأ بمجرّد طرح الموضوع قدّ يضع الجميع امام الأمر الواقع، ويساهم في طيّ الملفّ مجدّداً، لكن في الوقت نفسه فإنّ القرار بالمواجهة متّخَذ، وسط تأكيد المعنيين أنّهم لن يسمحوا بإقفال باب رزقهم وسط ما يعانيه الاقتصاد، ولغايات ليست مدروسة وواضحة.

 

قلوب الحلفاء والخصوم... خفقت في طرابلس

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 11 آب 2018

برهنت طرابلس أنها رقم صعب في المعادلة السياحية وليس الامنية فقط، وفي الوقت الذي راهن البعض على إمكانية فشلها في إقامة مهرجاناتها الصيفية لهذا العام، فاجأت الجميع بقيامها وبإصرار القيّمين على هذه المهرجانات لاسيّما رئيسة جمعية «طرابلس مدينة حياة» السيدة سليمة ريفي على إقامتها وإتمامها بأحلى صورة، وذلك بدعم من اللواء أشرف ريفي الذي، على رغم سقوطه في الانتخابات النيابية وغيابه عن الساحة السياسية والاعلامية في الآونة الاخيرة، حثّ فريق العمل لاسيما زوجته وفق تعبيرها «على الإجتهاد والمثابرة لإتمام مهرجانات طرابلس خصوصاً هذا العام»، فجاءت النتيجة معاكسة لنتائج الانتخابات النيابية وكسب الرهان. إلّا أنَّ المعركة الرابحة جاءت مزدوجة بل شاملة هذه المرة، بعدما استمتع بها الخصوم والحلفاء ومعظم المواطنين من أبناء مدينة طرابلس الذين تهافتوا للاستمتاع بحفلة افتتاحية ناجحة في جميع المقاييس واستمتعوا بها.

في المشهد الشعبي

مشهدان مثيران للجدل برزا أمس في معرض رشيد كرامي الدولي عند انطلاق مهرجان طرابلس للعام 2018.

مشهد شعبي فنّي ملوّن وجامع، ومشهد سياسي مفاجئ ويبدو أنه كان متوقعاً.

المشهد الحضاري تمثّل بصورة عجيبة غريبة للمدينة وأهلها، هذه المدينة التي كانت في الماضي القريب ساحةً لمعارك ضارية شتَّتَت شمل المدينة وهجّرت الآلاف فبَدت أمس بأحلى حُلّة أصرَّ الطرابلسيون على اعتبارها حُلّتها الحقيقية. إذ انهم أثبتوا انهم متعطشون للسمر والسهر وللتناغم مع الصوت واللحن لا مع اصوات طلقات البارود.

أمس، تمايَل الطرابلسيون وبشغف على نغمات الفنان المبدع غي مانوكيان، الذي قدّم وصلات موسيقية رائعة، ومن على المنصة الرئيسية اعترف بأنها ليلة من ليالي العمر، لم يحدث اعتلاء «أبو» المطرب المصري المسرح «ثلاث دقات قلب» فقط في قلوب الحاضرين، بل أحدث غناءه دقات قلوب بالآلاف فلم يتوقف مجمل الساهرين عن الرقص والغناء مستمتعين بالنغمة والأداء الفني الشعبي المُحبّب للمطرب المصري، الذي أنشد أيضاً باللهجة اللبنانية اروع الاغاني إكراماً للبنانيين.

أمّا غي مانوكيان فاعترف انّ طرابلس المشرقة هكذا عرفها وهكذا ستبقى في نظره، وإكراماً لإشراقها عاجلها بـ»طلعِت يا محلا نورها».

المشهد السياسي

نور طرابلس أنار أمس قلوب الساهرين، فأنسى السياسيين الحاضرين هَمّ التشكيلة الحكومية وضراوة الخصام والتموضع السياسي، فحضر الخصوم ولعل أبرزهم حضور مفاجئ للوزير السابق والنائب الحالي فيصل كرامي وجلوسه بالقرب من خصمه السياسي اللواء أشرف ريفي الذي أحدث حضوره استقبالاً مؤثراً، وراح يتبادل الأحاديث معه.اللقاء الأخير الذي جمع الرجلين كان منذ اكثر من 3 سنوات، عندما زار ريفي منزل الراحل عمر كرامي للاطمئنان الى صحته، تبعتها زيارة للواء الى منزل كرامي في عام 2016 للتباحث بمشروع «نور طرابلس» المشروع الذي ما يزال حتى الساعة في أدراج مغلقة سياسياً، فيما «القفل» السياسي لا يبدو بحوزة الزعماء الطرابلسيين راهناً... كذلك حضر الرئيس ميقاتي مُمثلاً بمستشاره الدكتور خلدون الشريف الذي جلس هو الآخر عن يمين اللواء وزوجته، كذلك حضر النائب علي درويش من كتلة العزم، بالاضافة الى حضور ملفت لشخصيات سنية طرابلسية ودينية. مَن حضرَ حفل افتتاح مهرجانات طرابلس شَهد بأمّ العين أنّ طرابلس وأهلها متعطّشون للفرح ويستحقونه لأنه يليق بهم. رقصوا وتمايلوا ولم يملّوا، وبرهنوا أنّهم في السلم وليس في الحرب... يُبدعون. يقول العارفون من أبناء المدينة انه لا يمكن لأحد ان يتكهّن «خلاصة» عن لقاء طرابلسيّين، فلا أحد يمكنه معرفة أو فهم مدى تلاقيهما الشخصي أو السياسي. فالعائلات متداخلة اجتماعياً بالرغم من خلافاتها السياسية، وقد تكون هذه ميزة تتفرّد بها مدينة طرابلس اذ انّ عائلاتها، لاسيما العريقة منها، تسعى دائماً للارتباط العائلي فيما بينها. قد تكون أمنية الساهرين الوحيدة في الليلة الصيفية الشمالية الصافية، أن تبقى أنغام الموسيقى في طرابلس ويبقى اللحن العذب نورها على أن يصيب قلوباً سياسية متباعدة كتلك التي جمعتهما بالصدفة مهرجاناتها الصيفية، الّا انها تعلم جيداً انّ لغة الأماني الصيفية مختلفة عن لغة الشتاء الباردة... ولأنّ الجميع سيعاود التمترس في موقعه، كما يدرك أهل المدينة أنّ الخصومة السياسية مع من التقوا في أمسية صيفية ستفصلها حتماً برودة ليالي الشتاء الباردة القادمة، على أمل الّا تكون «قارسة».

 

لماذا صمد «مار مخايل» وسقط «معراب»

طوني فرنسيس/الحياة/10 آب/18

ثبت أن تفاهم مار مخايل بين «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» بتوقيع السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون (شباط- فبراير 2006) هو أقوى بكثير من كل التفاهمات الأخرى التي كان التيار طرفاً فيها، خصوصاً تفاهم معراب بينه وبين حزب القوات اللبنانية ممثلاً برئيسه الدكتور سمير جعجع.

خيل للبعض أن تفاهم معراب أقرّ ليشكل مدخلاً جديداً إلى صنع حالة مسيحية تلعب دوراً وطنياً، يطمح إليه المسيحيون وينتظره اللبنانيون عموماً. هذا الدور بات ضرورة بعد سنوات الحرب والانقسام الداخلي، بين مسلمين ومسيحيين وداخل كل مذهب وطائفة، وبعد انهيار شامل في بلدان مجاورة دفعت ثمنه شعوب بكاملها، بمسلميها ومسيحييها، وأثار بشكل لم يسبق له مثيل تطاحناً طائفياً ومذهبياً بين سنة وشيعة، مهدداً مصير أوطان عربية في وحدتها ومستقبلها. كان المنتظر من تفاهم أكبر حزبين مسيحيين في لبنان أن ينظر إلى هذه الوقائع ويعي أخطارها، فيؤسس لرؤية مسيحية لبنانية لدور لبنان ومتطلبات نظامه السياسي، كمنطلق لمساهمة لبنانية شاملة في وضع الحلول للمشكلات الإقليمية المحيطة التي أشرنا إليها. إلا أن الوقائع جاءت لتدحض الآمال فسقط اتفاق معراب فور انتخاب عون رئيساً، وتبين أن بنوده الأخرى ليست سوى محاولة متجددة، تحيل إلى ما قبل مصالحتهما.

أسس تفاهم مار مخايل للإتيان بعون رئيساً مع أنه لم يأت على ذكر هذا البند في حيثياته. ومنذ أعلانه لم يتحدث أحد من طرفيه عن مضمونه، ولم يحاسب أحدهما الآخر على فقرة أو جملة أو بند سري. ونسي الناس ما جاء في ذلك التفاهم من تفاصيل، وبقي في أذهانهم أمران : حزب الله تمسك بعون رئيساً حتى النهاية، والتيار وقف إلى جانب حزب الله ظالماً أو مظلوماً على طول الخط، فيما تعمقت «العلاقة الروحية» التي تربط زعيمي الطرفين إلى حد اللافكاك.

الفارق بين اتفاقي معراب ومار مخايل أن الأول حاجة ظرفية لتأمين أصوات في «معركة الرئاسة»، مفاعيله تنتهي بانتفاء الحاجة تلك، فيما «مار مخايل» يحمل بعداً آخر، هو حاجة حزب الله إلى ولاء شريك مسيحي في رؤيته مستقبله السياسي والعسكري... ولذلك يصمد «مار مخايل» من دون الحاجة إلى تذكير ببنوده، ويتلاشى «معراب» مع كل تصريح جديد عن تاريخيته.

 

إيران تغرق، ماذا سيفعل حزب الله؟

عماد قميحة/لبنان الجديد/10 آب 2018

الأمور في إيران تسير باتجاه المواجهة مع الولايات المتحدة، وأن خيار التصدّي والوقوف في وجه الهجمة هو الخيار الأرجح

 من يعتقد أن حزب الله سيقف مكتوف الأيدي وهو يشاهد الجمهورية الإسلامية في إيران  تغرق في مشاكلها السياسية والاقتصادية فهو متوهم حتماً، فاذا كان نظام الأسد البعيد كل البعد عن معتقدات الحزب وفكره الديني والمذهبي، ومع ذلك الحزب لم يبخل في سبيل حمايته واستمراره على تقديم الغالي والنفيس، وقدّم لذلك آلاف الشهداء بينهم قادة ميدانيين وشباب بعمر الورد تحت مسمى واحد هو أن هذا النظام يشكّل حلقة الربط والممر الإجباري بينه وبين إيران، فما بالك الآن وإيران نفسها تتعرّض لما تتعرّض إليه من هجمة أميركية شرسة وضعت النظام فيها على مشارف التهديد الوجودي.

فالحديث في مثل هذه الحالة، ليس هو إن كان حزب الله في وارد لعب دور دفاعي أو لاء، وانما هو عن طبيعة الدور المطلوب من الحزب، كيفيته، ميدانه، حجمه، والكثير من هذه التفاصيل، التي قد تبدأ بالسياسة وتشكيل الحكومة بلبنان ولا تتوقف عند إستعمال قوته العسكرية والأمنية وإفراغ كل ما في جعبته من إمكانيات هي أصلاً أُسّست لهذا الدور وهذه الوظيفة.

واضح أن الأمور في إيران تسير باتجاه المواجهة مع الولايات المتحدة، وأن خيار التصدّي والوقوف في وجه الهجمة هو الخيار الأرجح، وهذا ما كان عبّر عنه علاء الدين بروجردي، أحد قادة المحافظين وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني ورئيسها السابق، بالرد على مقترح روحاني، قائلاً: "إنه لا حاجة إلى إجراء استفتاء عام حول موضوع حدّد خامنئي سياسة البلاد لكيفية التعاطي معه، وإن سياسة الجمهورية الإسلامية تجاه الولايات المتحدة واضحة ومعلنة، وإنها لا تحتاج أي تغيير. وأوضح أن سياسة بلاده تجاه أمريكا هي منطقية لأن واشنطن هي العدو اللدود لطهران".

قد يكون من المبكر الكلام في هذا السياق عن فتح جبهة الجنوب اللبناني مع العدو الإسرائيلي، وإن كان غير مستبعد بالخصوص بعد إقفال جبهة الجنوب السوري بقرار روسي حاسم، ونجاح المبادرة المصرية على خط حماس بالتوصل إلى تهدئة طويلة المدى بين الطرفين، إلا أن هذا لا يعني بأن هكذا خيار غير مطروح أو غير وارد في أي لحظة إذا ما إرتأى  الولي الفقيه ذلك. حمى الله لبنان.

 

شهادة الجامعة اللبنانية.. مهددة عالميّاً؟

باسكال بطرس/المدن/الجمعة 10/08/2018

بعد أيام على اتهام المؤرخ والأكاديمي عصام خليفة رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب بتزوير شهادته، فجّر رئيس جمعية أصدقاء الجامعة اللبنانية الدكتور أنطوان الصيّاح قنبلة جديدة، كاشفاً عن "تهديد الاتحاد الأوروبي بعدم الاعتراف بشهادة الجامعة الوطنيّة إذا لم تقم بإصلاح مناهجها خلال ثلاث سنوات". ما أثار حالة من الاستغراب والاستياء وطرح العديد من التساؤلات عن خلفية هذا التهديد، وعمّا  إذا كان تسريب الخبر يندرج في إطار الحرب المعلنة والمستمرة ضد رئيس الجامعة؟

"لا علاقة لهذا الموضوع بخلافنا مع رئيس الجامعة على الإطلاق"، يقول الصيّاح لـ"المدن". فـ"نحن نميّز بين الجامعة ورئيسها، فهذا الأخير سيتغيّر عاجلاً أم آجلاً، فيما الجامعة باقية". ويؤكد أنّ "الهدف من تسريب الخبر يكمن في حرصنا على الحفاظ على قيمة شهادة الجامعة اللبنانية، وخوفنا من تجريدها من أهميّتها". ويروي الصيّاح كيف "بادرت إدارة الجامعة إلى الطلب من المجلس العالي للتقييم والاعتماد للتعليم العالي HCERES، الذي هو سلطة إدارية فرنسية مستقلة مسؤولة عن تقييم التعليم العالي والبحث العام في فرنسا، دراسةَ معايير الجودة في الجامعة اللبنانية وتقييمها، وذلك بدعم مالي من المعهد الفرنسي في السفارة الفرنسية في لبنان". يضيف: "في شهر حزيران 2018، أوفدت المؤسسة الفرنسية لجنةً إلى الجامعة لدراسة أوضاعها خلال مهلة ثلاثة أيام، وعقدت لقاءات عدة على مختلف المستويات في الجامعة، في سبيل تحديد التغييرات التي يمكن إنجازها لتحسين أدائها في سبيل الحصول على اعتماد الجودة من مؤسسات دولية مهمة تأكيداً على أهمية شهادة الجامعة اللبنانية دولياً"، لافتاً إلى أنّ "الجامعة دخلت هذا المسار، بالتالي يتوجّب عليها القيام ببعض التغييرات في بعض الكليات وعلى مستويات عدة. أبرزها: المناهج، الادارة الادارية، الادارة المالية، الموازنة، سبل إدارة مرفق عام كالجامعة، وعلى المستوى الطلابي وكيفية التعاطي معهم، وغيرها".

وإذ لا ينفي أنّ "اللجنة لم تعط تقريرها بعد، لأنّ دراسة الاعتماد مسألة لا تتم بأيام أو أشهر بل تحتاج لسنوات"، يكشف الصيّاح أنّ "بعض المسؤولين في الجامعة ممّن التقوا اللجنة الفرنسية، قالوا إن اللجنة أوحت لهم بطريقة غير مباشرة عدم رضاها عما رأته ولمسته، وأنه إذا لم يتم تحقيق اصلاحات بنيوية أساسية خلال ثلاث سنوات، فإنّ شهادة الجامعة ستصبح بلا قيمة". ويؤكد أنّه "لو كان التهديد أو التحذير قد صدر مباشرة عن الاتحاد الاوروبي، لكانت صرختنا بطبيعة الحال أقوى بكثير". ويرى الصيّاح أنّ "مؤسسة فرنسية بهذه الأهمية لا شكّ أنها تمثّل الاتحاد الأوروبي، بالتالي لن نقبل بأن تصل الأمور إلى هذا الحد. ولأننا حريصون على الجامعة وعلى أن تبقى شهادتها تعادل شهادة كل الجامعات المهمة في العالم، أطلقنا جرس انذار ودعوة إلى ادارة الجامعة على كل المستويات، وهنا لا نتحدث عن رئيس أو مدير في الجامعة تحديداً، لتحسين أداء الجامعة اللبنانية واجراء كل التغييرات والتحسينات الضرورية المطلوبة".

في المقابل، تشدّد مصادر مقرّبة من رئيس الجامعة اللبنانية، في حديث إلى "المدن"، على أن "لا أساس لهذا الخبر المسرّب من الصحة، بل يأتي في إطار الحملة التي يشنّها الطرف الآخر ضدّ أيّوب"، مؤكدة أنّ "الجامعة اللبنانية تبقى الجامعة الرسمية والمرجعية في لبنان. بالتالي، فإنّ جميع الجامعات في لبنان تعادل شهاداتها على أساس شهادة الجامعة اللبنانية".

وإذ تلفت المصادر إلى أن "لا علاقة للاتحاد الاوروبي بالشهادة الجامعية"، توضح أن "مجلس الجامعة اللبنانية برئاسة أيوب، هو من جاهد وسعى إلى التعاون مع المجلس العالي للتقييم والاعتماد للتعليم العالي المعتمد في فرنسا والذي يتمتّع بصدقية دولية. وقد بدأ هذا التعاون منذ سنة ونصف السنة ولا يزال مستمراً". وتكشف أنه "منذ لحظة تبوّئه رئاسة الجامعة، بعدما كان عميداً سابقاً، أدرك أيوب أهمية أن تتجه الجامعة اللبنانية نحو العالمية، فشكّل ذلك أول المشاريع الأساسية التي عمل عليها والتي لا تزال تحارَب جميعها بشكل غير اعتيادي. ومن هنا، برزت الحاجة إلى اعتماد دولي، فلجأ إلى السفارة الفرنسية التي تهتم دائماً بحاجات الجامعة الوطنية وتحرص على دعمها، مطالباً بتقييم دولي. فما كان من السفارة إلا أن قدمت كل التقدير والدعم للجامعة، وموّلتها بشكل غير مسبوق بمبلغ قُدِّر بنحو 63 ألف يورو".

وتؤكد المصادر أنّ "ادارة الجامعة كانت شفافة جداً في تعاملها مع اللجنة الفرنسية التي زارت الجامعة وأجرت دراستها، شارحةً لها نقاط الضعف ونقاط القوة، لأن هدف الادارة الأساس هو التحسين والتطوير والانتقال إلى العالمية".

وتجدد المصادر التأكيد أن "ما يحصل هو اساءة بالغة للجامعة اللبنانية ولسمعتها. علماً أننا قد كنّا العام الماضي قد أحرزنا تقدّماً ملحوظاً بثماني نقاط"، مشيرة إلى أنّ "ادارة الجامعة تدرك جيّداً أهمية أن تحافظ على طريقة عمل محددة وعلى أسلوب عمل تطويري، لكي تستمر الجامعة بالتقدّم إلى الأمام. وهو ما تعمل جاهدة لتحقيقه، فهي تشكل جلسة عمل لا تتعب". تتابع: "لكن من الضروري أيضاً أن تكون سمعة الجامعة جيدة، خصوصاً عندما تنتقل من مرتبة إلى أخرى. فهذه مؤسسة عريقة عمرها 67 سنة، ولا يجوز لأي كان أن يدّعي أنها تتقاعس عن واجباتها وعن تطوير المناهج، فهذا ظلم وتجنّ". وتشير إلى أن "لا علاقة للاعتماد بالشهادات، بل بآلية تطوير أساليب العمل. وفي جميع الأحوال لا تنكر الادارة وجود نقاط ضعف عدة لديها، ولا تمانع تحسينها. وطالما أن الجامعة تتحسّن، فهذا يعني أن الاعتماد لمصلحتها، لأن الاعتماد ليس بالكمال بل بأن تنجح في تحويل نقاط الضعف إلى قوة لكي تستمر وتتطور. فمفهموم الاعتماد ينطلق من الواقع الحالي إلى الغايات المرجوة ووجهة المسار للوصول إلى الغاية. بالتالي، لا علاقة لمؤسسات الاعتماد بالشهادات لا من قريب ولا من بعيد".

وتختم المصادر: "تتّخذ ادارة الجامعة حالياً خطوات جريئة على مستوى كل كلية على حِدة. ففي وقت تسعى إلى الحصول على اعتماد عام للجامعة اللبنانية قد يحتاج إلى بعض الوقت، تدعو ادارة الجامعة كل كلية الى أن تبادر، وبشكل مستقل، إلى اختيار مؤسسة الاعتماد التي تراها مناسبة لها، لكي تسير بمسار اعتماد خاص بها: وهذه كلها خطوات إصلاحية لتطوير الجامعة وفي سبيل إعطائها الطابع العالمي".

 

تشكيل الحكومة يتأرجح بين تفاؤل اللقاءات والحذر من "الوقائع"

الهام فريحة/الأنوار/11 آب/18

بداية هذا الأسبوع كانت بداية سيئة على مستوى تشكيل الحكومة، إلى درجة أنَّ البعض سمى يوم الثلاثاء الماضي "بالثلاثاء الأسود"، لِما تضمنه من مواقف تصعيدية متشنجة على مستوى عملية التشكيل، وقد بلغت السوداوية حدَّ التهويل والتهديد بالشارع.

فجأة انقلب كلُّ شيء على مستوى مساعي التشكيل، رأساً على عقب: الرئيس المكلَّف سعد الحريري يزور الرئيس نبيه بري، وبعد "الخبز والملح بينهما"، يسارع الرئيس الحريري إلى الرد على التهويل بتحريك الشارع فيقول:

"إن أرادوا تحميلي المسؤولية فليحملوني، وإن رأى أحدهم أنَّ تحريك الشارع هو الحل فليكن". جاء هذا الموقف الحاد للرئيس المكلَّف إثر لقائه المطوَّل مع الرئيس بري، وهو اللقاء الثالث بين الرجلين منذ استقالة الرئيس الحريري وإعادة تكليفه تشكيل الحكومة. وقد طُرِحت فيه مسألة التأخّر في بتِّ الأمور والتي يأتي في طليعتها تضعضع الوضع الإقتصادي، خصوصاً تعثر القطاع التجاري وتحديداً قطاع الملبوسات والأدوات الكهربائية والعقارات وكل ما له علاقة بالإستهلاك، وكان توافق على أنَّ التأخّر يهدد استقرار لبنان وأنَّ المطلوب خطة عملية وعاجلة لمواجهة الوضع الإقتصادي الهش، كذلك لمواجهة الإهتراء الذي ينخر الإدارة اللبنانية ويستفيد السيئون من هذا الجو المتراخي ليعيثوا فساداً بما تبقى من إدارة لبنانية. حتى بعد هذه اللقاءات، بدا شيء ما يعكس روح التفاؤل، فأوساط الوزير جبران باسيل وصفت اللقاء بأنه جيد وبأنَّ العلاقة ممتازة بين الجانبين. فالعشاء في بيت الوسط أفضى إلى أنَّ حصة رئيس الجمهورية مع حصة تكتل لبنان القوي، أي التيار الوطني الحر، هي عشرة وزراء، هذا يفضي إلى استبعاد الثلث المعطل عن هذا الفريق، كما يفضي إلى استبعاد الثلث المعطِّل عن أي فريق آخر.

في أي حال، وعلى قاعدة: تفاءلوا بالخير تجدوه، فإنَّ ما يُنقَل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يُبقي باب الإنفراج مفتوحاً، فهو يذكِّر بأنَّ تشكيل الحكومات عادة ما يأخذ وقتاً لكن ربما يحدث التشكيل بأسرع مما يتوقع البعض، ففي الحكومة السابقة تمَّ الإجتماع بعد ظهر يوم أحد وتم الإتفاق وفوجئ الجميع بالأمر، وهذا يمكن أن يحدث مرة ثانية. هذا التفاؤل من شأنه أن يتحول إلى "تفاؤل إلزامي" لا يمكن ولا يجوز الخروج منه، فالإلزامية هنا تعني أنه لم يعد هناك من مجال إلا لإيجاد المخارج والحلول، لأنَّ الوضع بات أكثر من سيئ على مستوى الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية:

فالعوز والحاجة وضيق سبل العيش باتوا يهددون الأغلبية العظمى من الشعب اللبناني، ولم يعد من الجائز إخفاء "غابة الحاجة" وراء "إصبع الوعود".

 

المخرَج السحري: عندما يتخلّى باسيل عن «الثلث المعطل» تصبح الحكومة ممكنة

رلى موفّق/اللواء/10 آب/18

احتمال تحقيق اختراق جدّي وإن كان الاتجاه يميل إلى البقاء في الوضع الراهن بانتظار المواجهة الأميركية - الإيرانية

«الصيغة المقبولة صيغة الثلاث عشرات: 10 للرئيس وتياره و10 للحريري وجعجع و10 لـ«الثنائي» مع جنبلاط والمردة»

ثمة اقتناع شبه راسخ في الكواليس السياسية لدى «حزب الله» أن الرئيس المكلف  تأليف الحكومة سعد الحريري لا يزال هو رجل المرحلة، ولا يمكن تحمّل الذهاب إلى خيارات أخرى في الواقع الحالي، ويتم تالياً التعامل مع استحقاق تأليف الحكومة من هذا المنظار. في قراءتهم أن عملية التأليف تراوح مكانها نتيجة غياب قوة دفع لولادتها، والحريري غير قادر على خلق دينامية لإنجاز مهمته. تدخل مفردة «مُكَبَّل» على المشهد، والتكبيل يتم ربطه بالعوامل الإقليمية وتحديداً بالمملكة العربية السعودية تحت مسمى العُقد الداخلية، ولا سيما العقدتين المسيحية والدرزية. التوقعات  تذهب إلى ما بعد أيلول المقبل لاحتمال حصول خرق ما، على الرغم من ارتفاع منسوب التفاؤل مع حركة الحريري التي سُجّلت خلال الساعات الماضية، والكلام المُسرَّب عن مسودة صيغة حكومية قد تكون مقبولة من الجميع.

ولا يُخفي «حزب الله» ظنونه من أن تكون العقد الداخلية  تحمل في طياتها محاولة للالتفاف على النتائج السياسية للانتخابات النيابية، ولمنع ترجمة النتائج داخل مجلس الوزراء، وقد عبّر عن هذا القلق الشيخ نبيل قاووق من خلال هجومه المباشر على المملكة، واتهامها أنها بتدخلها أوقفت مسار تشكيل الحكومة.

الكلام عن أن ضوضاء الخلافات على الحصص والأحجام  تتوارى خلفها أسباب إقليمية، لا يتوافق مع المعطيات المتوافرة لدى جهة وزارية معنية بالمفاوضات الجارية حول التأليف. في رأي تلك الجهة، أن العقدة الحقيقية لا تزال تكمن في «الثلث المعطل» الذي يطالب به رئيس «التيار العوني» جبران باسيل. حين يتخلى عن مطلب الحصول على حصة صافية قوامها 11 وزيراً للتيار ورئيس الجمهورية، تصبح الحكومة في متناول اليد، ذلك أن مطلب «الثلث المعطل» الصافي هو العقبة الفعلية رغم محاولة باسيل وفريقه عدم تظهيره بشكل مباشر، وعدم خوض معركته الإعلامية تحت هذا العنوان.

ويبدي متابعون لعملية التأليف كثيراً من اليقين بأن الآلية التي وُضعت لحل العقدة الدرزية تُرضي الأطراف المُعترضة، وهي آلية تنطلق من أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يسمّي وزيرين بالإضافة إلى موافقته على تسمية الوزير الثالث الذي سيكون مقبولاً من قبل النائب طلال أرسلان من دون أن يكون الأخير وزيراً في الحكومة. كما أنه على الرغم من تأكيد «القوات اللبنانية» على حقها في حقائب وازنة ومنها حقيبة سيادية، فإن إمكانية التعويض عليها بحقيبتين أساسيتين وحقيبتين دون الأساسيتين مطروحة في أذهان مَن يتولى التشكيل، ويُراهن على قبولهم في النهاية بعد انتهاء لعبة «شدّ الحبال». هذا في وقت تجزم فيه أوساط لصيقة بـ«حزب الله» بأن «الحزب» لن يذهب إلى تعقيد الأمور عبر تمسكه بحقيبة معينة، خصوصاً إذا كانت تلك الحقيبة ستضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي. ويأتي هذا الجزم بعدما تسرّب أن «حزب الله» يريد حقيبة الصحة. وفهم من تلك الأوساط اللصيقة أن عين «الحزب» على وزارة الأشغال!

وفي المعلومات أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو مَن تولى، بعيداً عن الأنظار، مسعى حثيثاً لتذليل العقبات أمام التأليف، وأوساطه تصف حركة الحريري بالجدّية من دون أن تكون حاسمة لجهة نجاح الرجل في المهمة. هناك مَن ينقل عن أوساط «التيار الوطني الحر» أنه بات مُقتنعاً ومُدركاً بأن حظوظه في الحصول لوحده على «الثلث المعطل» في الحكومة هي حظوظ معدومة، وليس الحريري هو الجهة الوحيدة الرافضة، بل أيضاً «الثنائي الشيعي»، وبلغة أدق «حزب الله».

الصيغة المقبولة التي من شأنها أن تشق طريقها هي صيغة «الثلاث عشرات»، الموزعة بين الرئيس وتياره، وبين الحريري وجعجع، وبين «الثنائي الشيعي» ومعه الاشتراكي والمردة، بحيث لا يكون أي فريق سياسي يملك لوحده حق الإطاحة بالحكومة عن طريق استقالة أكثر من ثلث أعضائها، كما حصل مع الحريري في حكومة عام 2011 التي أطيح بها من الرابية وهو يجتمع في «البيت الأبيض» مع الرئيس الأميركي.

لكن رغم أجواء التفاؤل التي طبعت مشهد يوم أمس، فإن الاتجاه يميل أكثر إلى أن لبنان سيبقى على وضعه الراهن: الحريري رئيساً مكلفاً ورئيساً لحكومة تصريف الأعمال. وجلّ ما هو مطلوب أن تترافق حال المراوحة مع انضباط نسبي للصراع الداخلي حول الحكومة العتيدة، ما دامت الأشهر المقبلة ليست سوى مرحلة تقطيع وقت، في ظل المواجهة المحتدمة بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من العرب من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى.

غير أن حسابات جديدة ربما تكون وراء احتمال تحقيق الاختراق الكبير، وهي حسابات تنطلق من شعور رئيس الجمهورية بأن عهده أصيب بنكسة فعلية وأنه أصبح عهداً معلقاً، وإدراكه بأنه ارتكب خطاً قاتلاً حين روّج لأحقية باسيل في السباق الرئاسي، وفي أن يكون وريثه بالعهد مخالفاً كل القواعد السياسية والدستورية في البلاد، ما خلق أجواءً بأن عهده شارف على الانتهاء فيما لم يتجاوز السنتين من العمر. ويمكن النظر تالياً إلى البيان التوضيحي الصادر عن مكتب باسيل، أمس الأول، على أنه خطوة استدراكية وتراجع تكتيكي لإعادة بث الروح في جسم العهد المتآكل.

تلك الحسابات قد تؤول إلى اختراق لإخراج التشكيلة الوزارية، من دون أن  يعني ذلك أن الحكومة أضحت خارج المطبّات، لأن «الكباش» عندها سينتقل إلى البيان الوزاري، إذا تمّ استبعاد «سيناريوهات قاتلة» يروّج لها بعض منظري المحور السوري - الإيراني عن محاولة نصب فخ للحريري للإطاحة به من بوابة جلسة الثقة بحكومته، رغم أن الظروف الإقليمية والدولية لا تسمح بمثل هذه «السيناريوهات القاتلة»، بمعزل عن الأكثرية العددية لحلفاء إيران في لبنان والاختلال السياسي الذي أفرزته الانتخابات النيابية، ذلك أن هؤلاء الحلفاء على وعي تام بأن «عرّابهم» قد بدأ مساراً انحدارياً، وأن  حبل الخلاص له لن يكون من دون المقايضة على كثير من الأوراق التي حرص منذ قيام جمهوريته الإسلامية على تجميعها خارج حدوده الجغرافية.

 

مهزلة شعار محاربة الفساد في لبنان

خالد غزال/الحياة/10 آب/18

منذ تسلمه مهمات رئاسة الجمهورية، طرح الرئيس ميشال عون شعار محاربة الفساد، واعتبر تحقيقه أهم إنجازات العهد. وعلى المنوال نفسه، تسلسلت التصريحات من سائر المسؤولين المنددين بالفساد، والمشمرين عن سواعدهم لمحاربته. تصاعد الحديث حول هذا الموضوع بعد إجراء الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث اعتبرها الرئيس البداية الحقيقية لعهده، وأعاد التشديد عليها. إذا كان الداعون إلى محاربة الفساد يقفون في رأس القائمة المشبوهة، فإن مناقشة هذا الموضوع يتجاوز الأشخاص، كما يتجاوز النظر إليه أخلاقياً.

فالفساد في لبنان الذي ينتشر في جميع القطاعات، وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والإدارية، من أعلى الهرم إلى أسفله، له أساس في طبيعة النظام السياسي الطائفي. يقوم هذا النظام على محاصصة طائفية ومذهبية دقيقة، بين الطوائف والمذاهب. تكرّست هذه المحاصصة في اتفاق الطائف لعام 1989، وتحولت قيداً على أي إصلاح للنظام السياسي في البلد. جرت ترجمة المحاصصة عبر تحول البلد إلى مجموعة إقطاعات تابعة لكل طائفة، ترفض خلالها التدخل في شؤونها من الطوائف الأخرى، وتستبيح البلد لمصلحة المتنفذين فيها. وصل البلد إلى حالة من انحلال الدولة، التي تمثل المساحة المشتركة للمواطنين، لأن الطوائف والمذاهب زحفت على هذا المشترك وألحقته بها. لم تعد قرارات الدولة نافذة بمجرد اتخاذها، ولا بات بديهياً تنفيذ الأجهزة القضائية والأمنية هذه القرارات. فالتنفيذ يجب أن يكون بالتوافق مع قوى الطوائف والمذاهب، التي تقرر ما هو مسموح وما هو ممنوع. من الطبيعي في هذه الحال من انحلال الدولة، أن تسود المحسوبيات والزبائنية، والالتصاق بزعماء الطوائف والمذاهب الذين يشكلون الضمانة والحصانة لأبناء طوائفهم وليس الدولة. والأهم من كل ذلك، سيادة منطق النهب والإفادة من الفرص التي قد لا تأتي مجدداً، إذ يصبح المواطن أسير هذا الفساد، ولا مانع من المشاركة فيه إذا ما استطاع لذلك سبيلاً. باتت قيم النزاهة والمصلحة العامة موضع سخرية لمن لا يزال يؤمن بها أو يدعو إليها. إنه الانحطاط اللبناني في أعلى مراحله.

إن تعداد فضائح الفساد في هذا العهد وفي سابقه يمكن لها أن تملأ المجلدات. يمكن التوقف عند بعضها ولا سيما ملف الكهرباء. يعاني البلد من انقطاع في الكهرباء يعود إلى زمن الحرب الأهلية. لكن الحرب توقفت منذ ثلاثة عقود، فيما معضلة التقنين لاتزال قائمة. على امتداد السنوات الماضية، أدرك أهل الطوائف أهمية قطاع الكهرباء وما يمكن أن يشكل من مصدر مالي لجيوبهم. كانت شركة الكهرباء من القطاعات التي تؤمّن وفراً كبيراً لمصلحة الدولة، فإذا بهذا القطاع يتحول إلى العبء الأساسي التي تنوء تحته مالية الدولة، بحيث بات القطاع المصدر الرئيسي لزيادة الدين العام. فشلت كل الحكومات المتعاقبة في حل معضلة انقطاع الكهرباء، لأنها جميعها كانت غارقة في نهب القطاع، ومنع إيصال الكهرباء. تنازعت حول بناء المعامل، فكل طائفة تريدها في مناطقها، ولا مانع من تعطيلها إذا لم يتحقق مطلبها. وكل طائفة تريد حصتها وفرض الخوات على المستثمرين الذين يريدون البناء. هكذا تعطلت مشاريع البناء تحت جشع القوى النافذة في كل منطقة.

تفتقت مخيلة القوى السياسية عن حل يقوم على استحضار البواخر من تركيا لتأمين قسم من الكهرباء. اندلع الصراع حول هذه البواخر منذ سنوات ولم يتوقف حتى الآن. ليس خافياً أن الصراع بين القوى الطائفية لا يعود إلى مسألة من يريد تأمين الكهرباء لمنطقته أكثر من الآخر. الصراع مندلع حول أن هذه البواخر أتت نتيجة صفقات، لم يكن العهد الحالي بعيداً عنها، خصوصاً في بنود التسوية الرئاسية غير المعلنة. الصراع هنا على الحصة التي يأخذها هذا الطرف، فيما الآخر محروم منها. وهذه صفقات ضالعت فيها قوى سياسية من أعلى الهرم. إلى جانب البواخر، انتشرت في البلد المولدات الكهربائية التي تغطي النقص من كهرباء الدولة. يدفع المواطن مبالغ باهظة لأصحاب المولدات. تقول إحدى الصحف الأميركية إن الاستثمار في المولدات يصل إلى حدود بليوني دولار، وهو رقم له دلالته إذا ما حاولت الدولة تأمين الكهرباء في شكل كامل. ظهر مؤخراً أن كل طائفة لها مولداتها وحماتها من النواب والوزراء، إذ ستشكل هذه القضية معضلة، يصعب على القوى الطائفية التساهل في إنهائها. من الأمور المسخرة التي برزت في الأيام القليلة الماضية، أن الحكومة أتت بباخرة تركية اسمها «عائشة» لوضعها في منطقة الزهراني الجنوبية لتغطية نقص في الكهرباء. فجأة اندلعت «انتفاضة» شعبية ضد اسم الباخرة، فبات اسمها «إسراء» بدلاً من «عائشة». لكن «الانتفاضة» كان وراءها أصحاب المولدات في المنطقة، لأن تأمين الكهرباء منها سيؤثر سلباً في مداخيلهم، فرفضوا رسوّها في المنطقة. لم يكن أصحاب المولدات هم المنتفضين ضد الباخرة فقط، بل قاد هذه الانتفاضة نواب من الذين انتخبهم الشعب مؤخراً. هكذا اضطرت الحكومة إلى نقل الباخرة إلى منطقة كسروان. لقد ظهر من هذه الحادثة البسيطة أن الطوائف لها مولداتها التي لا تتهاون في الدفاع عن وجودها، ضد أبنائها المعوزين. هذا غيض من فيض، فالفساد يضرب جميع المؤسسات والقطاعات، قضائية وأمنية واقتصادية وخدماتية. والفاسدون والمفسدون هم القوى الحاكمة راهناً وسابقاً. ورافعو شعار محاربة الفساد يقفون في رأس سلم الفاسدين، على قول مثل لبناني «حاميها حراميها». فلا ينخدعنّ أحد بهذا الشعار، فالقوى التي ستتولى تنفيذه هي نفسها الكفيلة بإجهاضه.

*كاتب لبناني

 

الاقتصاد التركي يدفع ثمن تحدي اردوغان لسياسة اميركا

هيلدا المعدراني/جنوبية/10 أغسطس، 2018

انخفاض حاد سُجل لليرة التركية يوم امس بنسبة 3،6 % عن مستوى الاغلاق في الجلسة السابقة، مسجلة 5.48 أمام الدولار الاميركي، كيف يرى الخبير في الشأن التركي محمد نور الدين هذا الهبوط للعملة التركية، وما هو رأي الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة حول امكانية انهيار الاقتصاد التركي؟

لماذا تتدرج الليرة التركية في الانخفاض منذ مطلع العام الحالي لتسجل امس ادنى مستوى من الهبوط، وخسارتها 30 % من قيمتها؟ هل هي السياسة الخارجية التي يعتمدها اردوغان، سيما بعد جملة تطورات في المواقف التركية فيما خص ملفات اقليمية تضع الرئيس التركي في مواجهة وتحد مباشر مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، منها قضية القدس واكراد سوريا الى ابرامها صفقة الصواريخ مع روسيا، اما قضية رجل الدين التركي المعارض فتح الله غولن فهي تشكل نقطة افتراق مفصلية في العلاقة بين واشنطن وانقرة يقابلها مسألة احتجاز القس الاميركي اندرو برانسون الذي تحاكمه انقرة بتهمة القيام بأنشطة ارهابية، وصولا الى الموقف التركي الاخير ورفضه الالتزام بالعقوبات الاميركية المفروضة على ايران. لكن المفارقة تكمن في تحقيق الاقتصاد التركي نقلة نوعية خلال العام الماضي حيث سجل ثاني اسرع نمو في العالم بقيمة 7،4%، في حين يرى خبراء اقتصاديون ان الاقتصاد التركي يحمل عوامل ضعف كثيرة فحجم الواردات التركية يفوق الصادرات، ما ادى الى عجز في الميزان التجاري التركي. الخبير في الشأن التركي الدكتور محمد نور الدين اكد ان” تغيير النظام السياسي في تركيا من برلماني الى رئاسي وحصر كل الصلاحيات بيد رئيس الجمهورية ساعد على حصر مركزية القرار السياسي والاقتصادي بيد اردوغان، الا ان ذلك لا يشكل وحده عاملا للضغط على الليرة التركية لذا يجب البحث عن العوامل الداخلية التي اسهمت في ذلك”.

واعتبر نور الدين ان “المسألة ترتبط بالعلاقات التركية ـ الاميركية، الا انها لاتتعلق بقضية احتجاز تركيا للقس الاميركي اندرو برانسون لأنه حصل منذ محاولة الانقلاب منذ سنتين وبالتالي من المستغرب ان تفيق الادارة الاميركية متأخرة، وهناك امور اخرى ابعد من ذلك ترتبط بملفين اخرين الاول هو اصرار اردوغان على المضي بصفقة S400 مع روسيا وهو يشكل خرقا لمنظومة الدفاع الاطلسية لانه بذلك يتجاوز الخطوط الحمراء، اما الملف الاخر المؤثر فهو مسألة العقوبات الاميركية على ايران بخاصة الشق الثاني منها المتعلق بمحاولة منع ايران تصديرها للغاز والنفط، خاصة وان تركيا تستورد ما قيمته 9 مليون دولار من ايران كمشتقات نفطية، وبالتالي اعلان تركيا عدم التزامها بالعقوبات الاميركية يشكل اخفاقا لترامب في سياسته الخارجية ضد ايران”.

واردف نور الدين “العقوبات الاميركية هي عقوبات آحادية من جانب الولايات المتحدة وليست عقوبات صادرة عن الامم المتحدة، وبالتالي هناك ضغوط على اردوغان كي يلتزم بالقرار الاميركي، وخاصة بالعقوبات الاميركية النفطية المقبلة في تشرين الثاني المقبل”.

وختم نور الدين متسائلا ” ماذا ستفعل اميركا في حال لم تلتزم تركيا بالقرار؟ وهل ستبدل تركيا بمواقفها في ظل تلك الضغوطات؟” مشيرا الى ان “لا شيء واضح حتى الان الا ان التوتر القائم بين البلدين يرتبط حاليا بمسألة العقوبات على ايران”.

من جهته الخبير الاقتصادي الدكتور جاسم عجاقة، اعتبر ان ” تركيا تتعرض لنوعين من الضغوطات احدهما سياسي واخر اقتصادي، فمن الناحية السياسية تتخذ تركيا جملة مواقف تتعارض مع العديد من الدول اقليميا وعالميا، كما ان واشنطن ليست راضية على آدائها السياسي، كما تتعرض الليرة التركية للكثير من المضاربات تساهم في انحدارها وهبوطها، ولكن المفارقة ان تركيا ناجحة سياسيا”.

ورأى عجاقة ان” الليرة التركية مدعومة بالدرجة الاولى بتوافد العملات الاجنبية عليها من خلال الاستثمارات الاجنبية والسياحة، الامر الذي كان يعطي قيمة لليرة التركية بشكل اكبر سابقا، ولكن من الناحية السياسية فقد بات معلوما ان اردوغان يتخذ مواقفا تتعارض مع الادارة الاميركية، وايضا موقفها العلني من دولة قطر والذي ربما يزعج ايضا دول الخليج” مضيفا” لعل الموقف الاكثر حساسية مؤخرا هو عدم التزام تركيا بالعقوبات على ايران، ففي العام 2013 ايضا لم تلتزم في العقوبات في اشد المراحل تشددا على ايران”. واشار عجاقة الى ان “الوسائل الاشد تأثيرا للضغط على الليرة التركية، تكون اما من خلال سحب الاستثمارات الاجنبية او تحويل السياحة الى وجهة اخرى، ما يؤدي الى تزعزع الليرة التركية”. واستبعد عجاقة ” امكانية انهيار الليرة التركية، فالاقتصاد التركي صلب، خاصة انه بمفهوم الاقتصادي فإن الليرة تعكس الثروة الوطنية، والاقتصاد التركي يصنف على مستوى الاقليم، لذلك يمكن القول ان ما يجري هو عملية تصحيحية مع انخفاض للقيمة الفعلية لليرة التركية نتيجة العوامل السياسية”. وختم عجاقة مستنتجا ان” اساتذة السياسة وقادة العالم يدركون ان اكثر قوة واداة فعالة لـ”تركيع” دولة هي الحرب الاقتصادية والعقوبات الاقتصادية”.

 

الأنبا إبيفانيوس راهب إصلاحي يقدم نفسه أضحية لشرارة التغيير

شيرين الديداموني/العرب/11 آب/18

يحفظ المتدينون المسيحيون قولا مأثورا للرسول بولس ورد في أحد الأسفار القديمة يقول فيه “بالإيمان سقطت أسوار أريحا بعدما طيف حولها سبعة أيام”، وبعد قرون عديدة يتناقل عدد من أقباط مصر نفس القول بالقليل من التحريف والمزيد من الخوف. هم يتابعون تداعيات حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير أبومقار بوادي النطرون في محافظة البحيرة شمال مصر. على مدار قرون طويلة، حافظت الأديرة المصرية على عزلتها عن العامة، لها قواعد ومنهج خاص حتى في استقبالها للزائرين، يلمحه عابر السبيل من بعيد وينسج بخياله صورة عما في داخلها دون أن تتاح لأي شخص فرصة مقاربة الخيال بالواقع.

جاء اغتيال الأنبا إبيفانيوس مؤخرا، في ظروف غامضة ليفتح باب دير أبومقار على مصراعيه أمام رجال الشرطة والنيابة، وربما يفتح الباب لكسر عزلة الأديرة. كشف الحادث عن صراع محتدم بين تيارين، أحدها محافظ والآخر إصلاحي، صراع ظل مخبأ بين جدران الكنيسة لعقود طويلة. لكن فتحت الواقعة الباب على مصراعيه أمام اتخاذ خطوات تنويرية شاملة طالما حلم بها إبيفانيوس، لكنه لم يكن يدري أن موته سوف يتحول إلى شرارة قد تحقق الإصلاح.

تداعيات خطيرة

بدأ الصراع حول خلافات فكرية وعقائدية ولاهوتية وروحية، وسرعان ما تحول إلى سجالات حامية خارج الكنيسة عبر ممثلين متشددينبدأ الصراع حول خلافات فكرية وعقائدية ولاهوتية وروحية، وسرعان ما تحول إلى سجالات حامية خارج الكنيسة عبر ممثلين متشددين

لم يمثل الحادث صدمة كبيرة لكونه الأول من نوعه فقط، لكن أيضا لأن تبعاته حملت الكثير من الجدل خاصة مع موقف بابا الكنيسة الأرثوذكسية تحت قيادة البابا تواضروس الثاني الذي اتخذ قرارات حازمة ضد الرهبان. وقدم في عظته الأخيرة رسالة شديدة اللهجة اتهم فيها رهبانا يدعون الإيمان بأنهم لا يختلفون عن يهوذا الذي تسبب في مقتل المسيح بعد الإبلاغ عن مكانه، بحسب الرواية المسيحية. تلك العظة الأخيرة ومحاولات تواضروس طمأنة الأقباط تفصحان عن الفزع الذي أصاب الكثير من الأسر المسيحية بعدما فوجئوا بأن قضية مقتل الأنبا إبيفانيوس خرجت من رحاب القتل العادي لترخي بظلالها على ما تعيشه الكنيسة من صدع بين تيارين بلغ الخلاف بينهما درجة إراقة الدماء. منذ أن تولى تواضروس الثاني مقاليد منصبه بابا للأقباط الأرثوذكس قبل خمس سنوات، بات هناك صراع يلاحظه المتابعون للشأن الكنسي في مصر بين تيارين رئيسيين؛ أولهما تيار البابا الراحل شنودة الثالث، ممثلا للتيار التقليدي المحافظ في الكنيسة، مقابل تيار الأب “متى المسكين” الذي يعد الجناح الإصلاحي ويتبناه البابا تواضروس. بدأ الصراع حول خلافات فكرية وعقائدية ولاهوتية وروحية، وسرعان ما تحول إلى سجالات حامية خارج الكنيسة عبر ممثلين متشددين، تجلى في محاولات مستميتة للاستقطاب وفرض وصاية كل تيار على الكنيسة والاستئثار بالحقيقة المطلقة. يرى الكثير من الأقباط هذا الخلاف امتدادا لصراع قديم بين الراحلين الأب متى المسكين الأب الروحي للراهب إبيفانيوس المغدور، وشنودة الثالث بابا الأقباط الراحل. يمثل متى المسكين، الذي توفى في يونيو عام 2006 وتلاميذه من بعده، نمطا مغايرا يؤمن بأن دور الكنيسة يجب أن ينحصر في الشق الديني الذي ينظر إلى روح النص لا شكله، وهدم السائد وفتح آفاق للتفكير، ومحاولة التقريب بين المسيحي والسماء، بينما كان شنودة يميل أكثر إلى فكرة الدولة ويؤمن بسلطة الكنيسة بمعناها الأوسع. اختلفت نظرة الرجلين تجاه الكنائس الأخرى، فكان متى أكثر انفتاحاً وميلاً إلى التقارب، في حين كان شنودة، على عكسه يخالف الغرب وكنيسته. ولذلك يمكن قراءة مقتل إبيفانيوس على أنه انعكاس لصراع محتدم بين التيارين انتقل من داخل الكنيسة إلى خارجها، وتحديدا في دير متى المسكين نفسه الذي كان مسؤولا عنه الراهب القتيل.

حرب المتاويين والشنوديين

قتل الأنبا إبيفانيوس يتشابه مع حوادث كنسية لافتة، مثل واقعة الإسكندرية الشهيرة في عام 414 م بعد صراع محتدم بين تيارين؛ أحدهما تنويري بقيادة الفيلسوفة هيباتيا، وآخر بقيادة الأسقف كيرلس الأول الذي اتهمها بالهرطقةقتل الأنبا إبيفانيوس يتشابه مع حوادث كنسية لافتة، مثل واقعة الإسكندرية الشهيرة في عام 414 م بعد صراع محتدم بين تيارين؛ أحدهما تنويري بقيادة الفيلسوفة هيباتيا، وآخر بقيادة الأسقف كيرلس الأول الذي اتهمها بالهرطقة تجلت مظاهر متعددة للخلاف بين رهبان الدير الذين كان بعضهم من أتباع التيار المتاوي، نسبة إلى متى المسكين، وكان الآخرون ملتزمين حرفيا بتعاليم التيار الشنودي، نسبة إلى البابا شنودة، لتتحول الحياة داخل الدير المفترض أن يكون ملاذا للمؤمنين الباحثين عن الخلاص والزاهدين في الدنيا إلى حرب بالوكالة بين الرهبان المتشاحنين، حتى أن البابا تواضروس نفسه وجه نصيحة للأنبا إبيفانيوس بعد اختياره رئيسا للدير في مارس عام 2013 برأب الصدع داخله ولم شمل الرهبان، وفشلت المهمة وراح ضحيتها. لا يخلو التاريخ المسيحي منذ القرن الثاني الميلادي من صراعات عقائدية مستميتة بين تيارات مختلفة لفرض سطوتها الدينية والسياسية. وتحولت مع الزمن إلى حروب دموية ودعوات قتال وصراع مع فئات وصف بعضها بالكافر. يتشابه حادث اغتيال الأنبا إبيفانيوس مع واقعة الإسكندرية الشهيرة في عام 414 م بعد صراع محتدم بين تيارين؛ أحدهما تنويري بقيادة الفيلسوفة الشهيرة هيباتيا التي أرادت تفسير المناهج المسيحية الشرقية مع الفلسفة اليونانية لفهم النص فهما أوسع، وآخر بقيادة الأسقف كيرلس الأول بابا الكنيسة الذي اتهم الفيلسوفة وتابعيها بالهرطقة، لينتهي الصراع بمقتل هيباتيا في قلب الإسكندرية وعلى يد تلاميذ كيرلس. يبدو أن التاريخ يعيد نفسه مع نشأة الخلاف بين الراحلين شنودة الثالث ومتى المسكين، والذي يرجعه البعض إلى بداية تنافس متى وشنودة على كرسي البابوية، عقب وفاة البابا كيرلس في بداية سبعينات القرن الماضي.في ذلك الوقت كان منافسه البابا شنودة الذي تم ترسيمه للمنصب الأكبر عند الأقباط الأرثوذكس، لكن التنافس ترك مرارة بين الرجلين، بقيت معالمها مكتومة في الصدور حتى وقع الخلاف بين البابا شنودة والرئيس المصري الراحل أنور السادات خلال أحداث سبتمبر 1981 وانتهى بقرار السادات عزل البابا وتعيين لجنة بابوية من خمسة قساوسة.

يتناقل البعض أن الأب متى المسكين تحدث مع السادات وقتها وعبر عن رفضه لسياسة البابا شنودة، وأكد أنه نصحه بتهدئة الأجواء، واعتبر البعض الواقعة المسمار الأخير في علاقة الراهبين. بعد عودة البابا شنودة إلى منصبه عقب اغتيال السادات، ابتعد متى المسكين عن الظهور في المناسبات العامة وبات لا يغادر دير “أبومقار” تقريبا، وقيل إن ذلك تمّ بضغوط من البابا. ولاحظ كثيرون أن الكتب التي يصدرها الدير لم تكن تحمل اسم البابا، عكس ما اعتادت كل الأديرة عمله، في إشارة لا تخطئها الأعين تشي باستقلال الدير ورئيسه متى المسكين عن سلطة البابوية في مصر.

الإرث الثقيل

المشهد الرئيسي في قصة الخلاف حدث بعد وفاة متى المسكين عام 2009 حين زار البابا شنودة دير الأنبا مقار، وقد ارتدى الرهبان القلنسوة السريانية، وهي غطاء للرأس يرتديه كل رهبان الكنيسة الأرثوذكسية، ما عدا رهبان هذا الدير فقط، الذين كانوا يرتدون القلنسوة القبطية، التي عرف بها الأب متى، ومنهم من ارتدى قلنسوة شنودة فصار تابعًا له ومنهم من رفض وظل تابعا للمسكين، وكان إبيفانيوس أحد الذين التزموا بالولاء لمتى. كان الأنبا إبيفانيوس تلميذًا مخلصًا لمتى المسكين، يؤمن بالرهبنة الجادة والمتقشفة، وكان الدير لا يستقبل زوارًا إلا فيما ندر بالشكل الذي حفظ له خصوصيته وأبعده عن ضجيج العالم الخارجي فتحول رهبانه إلى علماء يكتبون الأبحاث ويترجمون عن اللغات القديمة وينتجون الأفكار، وخلفهم مساحات شاسعة من الأراضي والمزارع ينفقون بها على حياتهم الرهبانية ويتبرعون بما يزيد عن حاجتهم للفقراء. عقب وصول البابا تواضروس إلى منصبه وميله الواضح إلى أفكار متى المسكين، اختار الأنبا إبيفانيوس ومعه اثنان من تلاميذ المسكين للتنافس في انتخابات عام 2013 لاختيار رئيس الدير، لكن الرهبان “الشنوديين” لم يصوتوا في الانتخابات، وفضل عدد منهم الإقامة بمزرعة الدير، وليس في “القلاية” وهي الخلوة المخصصة للراهب. لم يهنأ الراهب الراحل ببداية هادئة منذ يومه الأول في رئاسة الدير، وتطورت الأمور عام 2015 حين قرر راهب يدعى يعقوب المقاري تأسيس دير جديد باسم “السيدة العذراء والأنبا كاراس” بوادي النطرون، ما جعل رئيس الدير يصدر بيانا رسميا يتبرأ فيه من هذا الراهب. لكن ذلك لم ينه المشكلة، وزاد من حدتها أن الخلافات مع رهبان الدير من الشنوديين علانية. وظهر ذلك جليا عندما رغب الأسقف في نقل الراهب “إشعياء المقاري” الذي تم تجريده من الرهبنة عقب وفاة إبيفانيوس، فما كان من الأخير إلا أن جمع توقيعات من زملائه للبقاء في الدير. لم يرث الأسقف الراحل الذي تخرج من كلية الطب فقط أزمات أستاذه، بل ورث علمه أيضا، وكانت رسالته لتلاميذه “اقرأوا، ترجموا، تعلموا”، فكان من أبرز تلاميذ متى المسكين. آمن بأن الوحدة المسيحية يمكن أن تتحقق، وظل ينادي بالوحدة بين الكنائس سيرًا على درب معلمه، وكان الأب متى المسكين يرى أن الخلافات اللاهوتية لا تنفي حقيقة إيمان الجميع بالمسيح، وأول من اطلع على أقوال وآراء قديسي الكنائس غير القبطية أي من الكنيسة الجامعة، الذين لم تكن تعرفهم الكنيسة القبطيـة.

كان التيار التقليدي الشنودي يغلق الباب أمام محاولات للتقارب مع الكنائس الأخرى المختلفة، ودائما ينظر بشك إلى تقاربات إبيفانيوس وأبناء متى المسكين مع بقية الكنائس الأخرى. ولم يسلم الراهب المستنير من عمليات تشهير واسعة، بسبب مساره التصالحي مع الكنائس غير الأرثوذكسية، وتعرض لحملة ضارية من قبَل الحرس القديم لاغتياله معنوياً، بنفس التهمة التي أدين بها أستاذه الراحل الأب متى وهي الهرطقة. ما زاد الصراع احتداما أن البابا تواضروس اتخذ قرارا مفاجئا، في مايو الماضي، حين عقد اجتماعا للمجمع المقدس الأخير للكنيسة القبطية، بتعيين الأنبا إبيفانيوس مراقبًا للجنة الباباوية للحوار ومسؤولا عن ملف الحوار بين الكنائس. وهي المهمة التي كانت من مسؤولية لجنة الحوار اللاهوتي التي يجلس على مقعدها الأنبا بيشوى منذ سنوات طويلة، أستاذ اللاهوت التقليدي في الكنيسة الأرثوذكسية، وزادت مخاوف خصومه من تعاظم وجوده في الكنيسة وتمدد نفوذه خارجها.

نقطة اللاعودة

التوجه الأخطر اليوم يتمثل في المساس بمستقبل الرهبنة، من خلال لجوء البابا تواضروس إلى اتخاذ إجراءات وصفت بـ”الإصلاحية” تستهدف ضبط أمور الرهبنة وجعلها تحت سلطة الكنيسةالتوجه الأخطر اليوم يتمثل في المساس بمستقبل الرهبنة، من خلال لجوء البابا تواضروس إلى اتخاذ إجراءات وصفت بـ”الإصلاحية” تستهدف ضبط أمور الرهبنة وجعلها تحت سلطة الكنيسة . آمن تواضروس بقدرات إبيفانيوس ومدرسة متى المسكين الرهبانية في التقارب مع الكنائس الأخرى، وكان المسكين أول من قرأ كتابات آباء الكنائس الأخرى وعلى يده بدأت حركة ترجمة بعض كتاباتهم، ما فتح للأقباط نافذة جديدة على المسيحية العالمية، وغير نظرة الأقباط لتلك الكنائس من العداء إلى القبول والمحبة، وهو حائط الصد بين البابا ومن يحاربون فكره المتجدد، ودعمه بالإجابات الكتابية التي لم يستطع أحد التشكيك فيها. تفجر الوضع وانقسم المجتمع القبطي على نفسه، بين مَن يعتبر أن مصرع إبيفانيوس أتى على خلفية الصدام بين قوى التجديد والقوة المحافظة، باعتبار القتيل من أهم رجال تواضروس حتى يمكن وصفه بأنه رأس حربة التيار المجدد، ومَن يرون أن الرهبان لا يمكن أن يتورطوا في جرائم الدم، وأن الصراع رغم وجوده إلا أنه لا يعدو أن يكون إشكالية لاهوتية بين رجال الدين وليس صداماً دامياً بين حفنة من القتلة. بات التخوف الذي يسود قطاعا كبيرا من المثقفين المسيحيين أن تكون الخلافات بلغت نقطة اللاعودة، وهو ما بدأت ملامحه بتعامل الكنيسة مع الحدث، بقرار البابا تواضروس القفز على جدران العزلة المقدسة على الأديرة والاتصال بالشرطة لتحري أسباب الجريمة ليصبح الشأن الداخلي القبطي لأول مرة شأنا عاما.

ثم حرصت الكنيسة المصرية تاليا على التعامل مع الحادث بوضوح من خلال نشر بيانات متعاقبة خاصة بالقضية على صفحتها الرئيسية بمواقع التواصل مترجمة إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية في تقليد جديد على الكنيسة، بغرض وصول القرارات إلى أقباط المهجر. يبقى التوجه الأخطر باعتباره يمس مستقبل الرهبنة، في لجوء البابا تواضروس إلى اتخاذ إجراءات وصفت بـ”الإصلاحية” تستهدف ضبط أمور الرهبنة وجعلها تحت سلطة الكنيسة لينهي استقلالا تاريخيا يعود إلى القرن الرابع الميلادي.

*شيرين الديداموني/صحافية مصرية

 

إيران: غليان داخلي وتصعيد أميركي وعجز أوروبي

د. خطار أبودياب/العرب/11 آب/18

من يكسب حرب الإرادات ولعبة ليّ الأذرع ما بين واشنطن وطهران؟ هل يبدأ التفاوض بين الطرفين وفق المقاربة الأميركية؟ هل تحصل صفقة شاملة ضمن المسعى الأميركي لإعادة تركيب الإقليم المستمر فصولاً منذ حرب العراق في عام 2003، وهل يحصل تغيير داخل بيت الحكم الإيراني لاحتواء الغضب الداخلي؟ وما هي انعكاسات اختبار القوة الجديد على موازين القوى الإقليمية والدولية؟ تتسارع التساؤلات وسط صيف إيراني ساخن وفِي سياق مخاض الفوضى التدميرية إقليمياً، وترتبط الإجابات بجملة متغيرات داخلية وميزان قوى تتحكم واشنطن بمفاصله وسط مشهد الاضطراب الاستراتيجي عالميا.

يستمر الغليان الشعبي في إيران وطال في الأسبوع الماضي حوزة دينية في غرب البلاد مما يشكل عملاً رمزياً له دلالته ضد النظام القائم منذ سقوط الشاه في عام 1979، وتواجه حكومة الرئيس حسن روحاني الاعتراض من داخل المؤسسات إلى حد إطاحة البرلمان بوزير العمل والشؤون الاجتماعية، وطلب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد رحيل روحاني.

وهذا التأزم الداخلي مرشح للتفاقم مع بدء تنفيذ الدفعة الأولى من العقوبات الأميركية، وأشار ترامب يوم الثلاثاء الماضي في إحدى تغريداته الشهيرة، إلى أن “أي شخص يتعامل مع إيران لن يتعامل مع الولايات المتحدة”. وفيما يبدو الاتحاد الأوروبي مقيد اليدين وغير قادر على مواجهة تداعيات العقوبات وتنفيذ وعوده، لا يبدو أن روسيا والصين بإمكانهما طمأنة طهران حول البدائل، ويتضح أن إيران هي وحيدة فعلياً في وجه قرارات الإدارة الأميركية على عكس ما يقوله وزير الخارجية محمد جواد ظريف عن أن “أميركا التي تناور وتتحول باستمرار، لا يمكن لأحد أن يثق بها”، وخلافاً لتطمينات المرشد علي خامنئي بأنه “لا يوجد ما يثير القلق حول مستقبل النظام. لا تقلقوا حول أوضاع (الإيرانيين). لا أحد يستطيع فعل شيء، وأبلغوا الجميع ذلك”. بيد أن الثقة الزائدة بالنفس عند أرباب النظام الإيراني تخالفها الوقائع الداخلية والمواقف الملموسة للأطراف الخارجية.

وفِي الأسابيع الأخيرة تواصلت الاحتجاجات في المدن الكبرى في عدة أنحاء من إيران- بما في ذلك طهران وأصفهان وشيراز ومشهد- وسط تصاعد الغضب على الحالة الاقتصادية والنظام السياسي.

 بالطبع لا تزال الطبقة الوسطى هي العنصر الأهم في هذا الحراك لكن دخول البازار على الخط وكذلك سائقي الشاحنات وحصول إضرابات في قطاع النفط والهجمة على حوزة دينية، يدلل على مدى الغليان الشعبي وعن انتفاضة لم تنجح السلطات في إخمادها لأنه في مقابل إمكانية التنازل أمام الخارج وإبداء بعض المرونة في رسائل متعددة وصلت من طهران إلى مراكز القرار العالمي، يبدو أن هناك توجهاً للتشدد في الداخل والامتناع عن تقديم أي تنازل أو القيام بإصلاحات جوهرية.  ويقود ذلك أحد الخبراء في الشأن الإيراني للتحذير من هذا المنحى لأنه “لم يعد بإمكان الإيرانيين تحمل كل البؤس الذي لحق بهم على مدى الأربعين سنة الماضية والمعاناة من عنف كبير قد يلجأ إليه النظام مما سيولد انفجاراً أكبر وأشمل”. واستنادا إلى تجربة الانتفاضة الخضراء في عام 2009 سيشكل العامل الخارجي عنصرا هاما في مستقبل الحراك الداخلي الإيراني، لكن العنصر الحاسم والتقريري سيكون بيد شعوب إيران وسط عدم قدرة النظام على ضبط موجة الفساد وتهاوي سعر العملة والاختلال الموجود في البنية التحتية والأفق المسدود لشبيبة تحتج على الإنفاق الخارجي بدل تكريس موارد الدولة للتنمية.

ويزداد منسوب التحدي مع بدء تداعيات العقوبات الأميركية، وقال مسؤول إداري كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن “نحو 100 شركة دولية أعلنت نيتها مغادرة السوق الإيرانية وذلك استجابة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الإدارة الأميركية على إيران والمتعاونين معها”، وشمل ذلك الشركات في قطاعي الطاقة والتمويل ولا سيما الشركات التي أعلنت نيتها مغادرة السوق الإيرانية أو وقف توسعها، “بيجو” و”رونو” الفرنسيتين، و”دايملر” الألمانية لصناعة السيارات، و”توتال” الفرنسية للمحروقات، و”سيمنس” الألمانية للتكنولوجيا. وهكذا فإن حزمة العقوبات الأولى التي طالت النظام المصرفي الإيراني ظهرت آثارها بسرعة وستكون الآثار أقسى عندما يبدأ فرض حزمة عقوبات ثانية أوائل نوفمبر المقبل تستهدف قطاع الطاقة. إزاء كل ذلك ثبت أن الولايات المتحدة تمسك بخيوط اللعبة الدولية، وأنها لا تزال القوة العظمى الوحيدة في بداية القرن الحادي والعشرين، وأن العالم متعدد الأقطاب الذي ظن البعض أنه ظهر بعد التعثر الأميركي في أفغانستان والعراق وعودة روسيا وصعود الاتحاد الأوروبي والصين، والهند والبرازيل، لم يتبلور حتى الآن ولا يزال سراباً. إذ بالرغم من انتقادات الكثير من الدول لإدارة ترامب يظهر أن أميركا ستبقى لفترة طويلة، القوة التي يدور حولها العالم.

تبعاً لهذه المعطيات وبالرغم من الضجيج الإعلامي والتهويلات الإيرانية حول إغلاق المضائق والردود العسكرية، يتبين وفق مصادر متقاطعة أن الاتجاه السائد في طهران هو الذهاب إلى التفاوض من جديد مع واشنطن ومحاولة إنجاز اتفاق جديد مع إدارة الرئيس دونالد ترامب. وفق نفس هذه المصادر فإن ذلك سيمثل صفقة شاملة تتضمن التخلي النهائي عن كل طموح إيراني نووي عسكري، ومراعاة المصالح الإسرائيلية في سوريا تحت الرعاية الروسية، والانسحاب من الصراع في اليمن، والاندماج في التصور الأميركي للمستقبل الإقليمي.

يبدو ذلك نوعا من التسهيل أو الإغراق في التفاؤل في حلحلة ملفات عالقة بين واشنطن وطهران منذ أكثر من أربعة عقود، ويستند إلى نوع من التسليم الإيراني بشروط الرئيس ترامب، ويقودنا ذلك إلى الحذر إزاء سيناريوهات حاسمة ويميل الاعتقاد بعدم بلورة الصورة قبل الخريف القادم. ولقد عودنا تاريخ هذه المنطقة أن يكون دائما نتاج ما هو غير متوقع.

*د. خطار أبودياب/أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

إعمار سورية والعقوبات

وليد شقير/الحياة/10 آب/18

يجري الحديث عن إعادة إعمار سورية في بعض الأوساط، لا سيما اللبنانية، بطريقة أشبه بالترداد الببغائي أو الفولكلوري الذي يخفي وراءه أهدافاً أخرى أكثر من هدف إعادة الإعمار نفسه.

ولعل ما أعطى دفعاً لهذا الحديث المبادرة الروسية من أجل إعادة النازحين، إذ شملت الخطة التي أعدتها وزارة الدفاع الروسية في هذا الشأن الطلب إلى الأوروبيين والأميركيين المشاركة في إعادة إعمار البنى التحتية المهدمة في المناطق التي يفترض أن يعود إليها النازحون، انطلاقاً من مصلحة دول الغرب في إنهاء مأساة هؤلاء وتجنب المزيد من الأعباء على اقتصادات هذه الدول نتيجة استمرار تسرب اللاجئين إليها، وعلى نسيجها السياسي والاجتماعي، نظراً إلى تحولها قضية سياسية داخلية في بعضها.

إلا أن الهدف الإنساني من وراء المبادرة سرعان ما كشف عن صعوبات سياسية في إقناع دول الغرب بالإقبال على تمويل إعادة الإعمار. وإذا كانت النتيجة السياسية التي ترتكز إليها الدعوة إلى إعادة الإعمار في سورية، هي استتباب الوضع في بلاد الشام بسيطرة نظام بشار الأسد بمساعدة روسية رئيسية وإيرانية، بحيث أنه باق في الحكم وقضي الأمر، فإن قادة الدول الغربية على رغم أنهم يسلمون بهذه الوقائع التي فرضها ميزان القوى الميداني، لكنهم يطرحون الكثير من الأسئلة والموانع. لسان حال الأميركيين هو "أن علينا أن نتعايش مع فكرة بقاء الأسد في السلطة على ما يبدو في هذه المرحلة، لكننا نستغرب كيف سيقدر أن يحكم في ظل تقاسم النفوذ في سورية بين الروس والإيرانيين والأتراك، ووسط هذا الكم من التشكيلات العسكرية الموجودة على الأرض في معظم المناطق، إضافة إلى الأحقاد التي تركتها الحرب"... ولا يرى الجانب الأميركي موجباً للحماسة من أجل إعادة الإعمار. أما الأوروبيون فإنهم يختزلون الموقف بالقول إنه إذا كانت بعض الأجهزة الأمنية الأوروبية تبقي على خيط تواصل مع قيادات أمنية سورية، فهذا لا يعني أن الدول الأوروبية تسلم بشرعية الأسد قبل حصول حل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن 2254 بقيام حكم انتقالي.

سيل الأسئلة التي يطرحها الغربيون، سواء كانوا من الديبلوماسيين في لبنان أو في دول أخرى، أم حتى بعض قادة دول الجوار، حول ضمانات عودة النازحين، ينطبق على إعادة الإعمار: هل ستدفع الأموال من أجل أن تستفيد منها إيران بنفوذها الواسع في سورية؟ هل ستنفق كلفة الإعمار من أجل أن يستثمرها الأسد في تثبيت حكمه على حساب سائر الشرائح الاجتماعية التي ثارت ضده ليستعيد القدرة على المزيد من القمع؟ وهل أن المستثمرين الذين يفترض أن يقبلوا على المساهمة في إنهاض سورية سينجون من مشاركة أمراء الحرب النافذين لهم إذا افترضنا أنها ستنتهي، وهل ستتيح مافيات ومواقع النفوذ المستفيدة من النظام لهؤلاء أن يوظفوا أموالاً من دون فرض "الخوات" عليهم؟ وهل أن الدول الغربية مجبرة على دفع كلفة الدمار الذي ألحقته موسكو بالبنى التحتية والسكنية السورية، لتستفيد هي بدورها من استثمارات ببلايين الدولارات؟ هذا كله، إذا جرى تخطي الهواجس الغربية حيال الوضع القانوني والإنساني للنازحين العائدين ومدى تلاؤمه مع القانون الدولي. فبعض الحكومات قد يتعرض للمساءلة من أفراد ومجموعات عائدة، إذا جرى ترحيلها في شكل مخالف لهذا القانون.

في الاجتماع الأخير الذي نظمته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (الأسكوا) لنقاش تقرير "مشروع الأجندة الوطنية لمستقبل سورية"، بحث 50 خبيراً سورياً ودولياً، تحت عنوان "سياسات إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الاتفاق السياسي"، كل جوانب العملية ومنها تذليل الصعوبات التي تعترض إعمار ما هدمته الحرب. الأرقام هائلة: كلفة الدمار بلغت حجماً فلكياً تجاوز 388 بليون دولار أميركي، في حين قاربت كلفة الدمار الفعلي الـ120 بليون دولار أميركي. والأرقام لا تشمل الخسائر على الصعيد البشري الناتجة من موت وهروب العقول والقدرات البشرية واليد العاملة الماهرة التي كانت تعتبر أحد أهم ركائز الاقتصاد السوري، كما يقول التقرير نفسه. هذا فضلاً عن أن القدرات البشرية للنازحين وأبنائهم في سن التعليم تراجعت نظراً إلى أن كثراً منهم لم يتسنّ لهم دخول المدارس والمعاهد التقنية والجامعات.

ما لم يتعمق فيه الخبراء بعد هو أثر العقوبات في النظام، وتلك التي تفرضها وتنويها واشنطن على إيران، وعلى الإعمار في سورية. في الانتظار، قد تكون المحاولات التي يقوم بها لبنان من طريق المديرية العامة للأمن العام لإعادة أعداد متواضعة من النازحين هي الأمر الوحيد المتاح.

 

عن نشوء «مسألة درزية»

مرزوق الحلبي/الحياة/10 آب/18

هذا الشرق شديد الولع بإنتاج المسائل ـ مسألة الأرمن مرة والمسألة الكردية ومسألة الأقباط والإزيديين ومسألة الفلسطينيين. وأخشى أننا في سبيلنا إلى مسألة جديدة هي «المسألة الدرزية». وهي مسألة ملتهبة في موقعين متجاوريْن، في إسرائيل وفي جبل الدروز جنوب سورية. والقضية في الموقعين متشابهة من حيث جوهرها على رغم الاختلاف في التفاصيل والحيثيات. ففي جبل العرب يقف الدروز أمام نظام متوحّش يخيّرهم بين الاندماج في توحّشه كفاعلين أو التحوّل إلى ضحية لتوحّشه. وفي إسرائيل، يقف الدروز بعد قانون القومية الذي سنّه الكنيست أمام خياريْن: إما أن ينخرطوا في نظام الأبرتهايد الذي أسسه القانون كمرتزقة وكقوة ضاربة أو الانحياز لمصلحة قوى في المجتمع اليهودي تُريد الحفاظ على الوضع القائم لجهة دولة يهودية ـ ديموقراطية تتوصّل إلى تسوية ما مع الفلسطينيين. أما دروز لبنان فمحنتهم مستمرّة منذ اغتال نظام الأسد الأب كمال جنبلاط واحتلّ لبنان ومنذ انقلب «حزب الله» على اتفاق الطائف ووضع البلد وبيروت تحت رحمته. في العقيدة الدرزية، رواية تتحدث عن «المِحنة» التي ستُحيق بهم في الآخرة! وعليه سنجد الكثيرين من أتباع المذهب الدرزي يتحدثون بعد مجزرة السويداء قبل أسبوعين عن أن «المِحنة» هنا. ويقولونها بتركيب لغوي مجازي طريف وهو أنه سـ «تضيق حلقة الميم على أعناق الموحّدين»! ففي سورية يُفاوض ضباط روس دروز الجبل طالبين عودة المتخلفين الخمسين ألفاً للخدمة وملء الفراغ الناشئ عن قلة عدد المجندين واضطرار الإيرانيين وميليشياتهم إلى الانسحاب من محافظة درعا وفق الطلب الإسرائيلي. والمطلب الأساس في المفاوضات تجريد «شيوخ الكرامة» الذين يحمون المتخلفين عن الخدمة من السلاح وإخضاعهم للنظام المتمدّد جنوباً. المفاوضات التي يُشرف عليها الروس هي غطاء لسلسة من الضغوطات والتهديدات بدأت من سنوات مفادها الخضوع أو أنكم أنتم لقمة سائغة في فم داعش أو الفصائل التي لا حسب لها ولا نسب المؤتْمَتة في ورشة مخابرات النظام. وهي ليست مجرّد تهديدات فحسب، بل مجزرة بالفعل وبالاحتمال مسلّطة فوق رقاب الدروز كما رأينا في السويداء وباديتها.

أما في إسرائيل التي بدت أوضاع الدروز فيها مستقرّة بعض الشيء ـ بمعنى انعدام أي خطر وجودي عليها ـ فقد ألفى الدروز أنفسهم أمام قانون القومية الذي يُسقط عنهم مواطنتهم الكاملة ويجعلها مشروطة تماماً ورهينة مزاج المجتمع اليهودي الذي أعلن أنه يمتلك كل الأرض بين بحر ونهر حصرياً من حيث السيادة وتقرير المصير والملكية، للشعب اليهودي الذي فيها والذي لم يأتِ إليها بعد. القانون في نصّه ودلالته يتنكّر لمسيرة ستة عقود كان الدروز فيها جزءاً من المشروع الصهيوني ـ الإسرائيلي في موقعهم السياسي وتجنيدهم القسري. وعندما احتجوا مدعومين بشرائح واسعة من المجتمع اليهودي خيّرهم رئيس الحكومة في جلسات المفاوضات الماراثونية بين أن يكونوا مرتزقة مسلوخين عن انتمائهم العربي المشرقي مرهونين للسيد اليهودي وبين أن يذهبوا إلى سورية ـ جبل العرب! أما احتجاجهم الذي قضّ مضجع نتانياهو لأنه حرّك الشارع اليهودي ضده، فأتى حتى الآن بخطاب المواطنة/ الهويّة الإسرائيلية التي يُصادرها قانون القومية الجديد ويُلغيها لمصلحة مواطنة يهودية حصرية.

مع هذا، كان هذا الاحتجاج الخجول كافيا لأن يُحرّك النزعات اليهودية اليمينية العنصرية المُستعلية ضدهم واتهامهم بأنهم «غير مخلصين ولا يقدّرون معروف الشعب اليهودي معهم وحمايته لهم»، وعرّضهم لموجة تحريض مسمومة من نتانياهو وأوساطه! فوضعهم هذا مجدداً في خانة الدفاع عن صورتهم كمُحبّين لإسرائيل الدولة والعلم ومُخلصين لهما أيّما إخلاص. الدروز في سورية رفضوا إلى الآن الإملاءات الروسية ومشروعات النظام، مُصرّين على أنهم لن يكونوا أداة لتقتيل الشعب السوري ولا لتدمير حاضرته، وهو الموقف الوطني الذي رسّخه «شيوخ الكرامة» ورئيسهم وحيد البلعوس الذي اغتالته مخابرات النظام مع 50 من رجاله في 2015. لكن في الوقت ذاته زاد الشحن والتوتّر الداخلي بين قلّة مؤيّدة للنظام بحجة أن لا خيار آخر، وبين كثرة تريد الوطن بغير النظام وتوحّشه لكنها تعرف الثمن الباهظ لذلك.

أما الدروز في إسرائيل الذين سلختهم المؤسسة الإسرائيلية عن مجموعة انتمائهم العربية فيجدون أنفسهم في وضع يُدافعون فيه عن إسرائيليتهم التي تترك لهم وللفلسطينيين عموماً في إسرائيل هامشاً من الحريات والمكانة في مواجهة تهويد المواطنة وخفض مكانتهم كجماعة في خريطة الجماعات داخل إسرائيل. من هنا، تأكيدهم المطالبة بمكانة متساوية كجزء من وضع سياسي ـ دستوري يضمن المساواة والمواطنة المعترف بها لكل الجماعات في الدولة. ورفضوا إلى الآن خطة الحكومة أن تكون لهم مكانة خاصة ـ ليست كاليهود ـ لكن أفضل من الفلسطينيين داخل إسرائيل. وقد أفشلت قياداتهم هذا المشروع الذي اعتبروه تطويباً لهم للمرة الثانية كمرتزقة. وهذه المرّة ليس في إسرائيل الدولة «اليهودية ـ الديموقراطية» التي تحتلّ الفلسطينيين بل إلى جانب نظام أبرتهايد إسرائيلي آخذ بالتنامي والظهور إلى العلن.

أما الدروز في لبنان فيقفون غير قادرين على الحركة لا في حدود الوطن المأزوم ـ لبنان ـ ولا تجاه الأخوة في إسرائيل أو سورية. وكل ما استطاعوا القيام به حيال الوضع في سورية هو التبرّع بالموارد وطلب التروي والتسلّح بالحكمة. أرجّح أن الأوضاع في الموقعين ـ دروز إسرائيل ودروز سورية ـ مرشحة للتطور باتجاه التصعيد مع الاختلاف في طبيعة التصعيد في الحالتين. ففي إسرائيل لا يزال الأمر يحصل في الحيز السياسي الذي يوفّر هامشاً من الحريّات، أما في سورية فقد يذهب في مسار عنيف يفرضه النظام مدعوماً من الروس المعروفين بتوحّشهم في الشيشان.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: خطة عملية وشاملة وضعت لمكافحة الفساد ومسيرةالاصلاح ستحقق اهدافها بالطرق السلمية والقانونية

الجمعة 10 آب 2018/وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر، الذي استقبله مع وفد من الاتحاد قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "خطة عملية وشاملة تم وضعها لمكافحة الفساد تنتظر تشكيل الحكومة للمباشرة بتنفيذها، وهي تشمل اصلاحات جذرية ادارية ووظيفية وهيكلية اساسية". وقال: "ان تحقيق هذه الخطة سيكون من اولويات عمل الحكومة العتيدة، وهي ستضع الذين يعلنون دعمهم لمكافحة الفساد امام مسؤولياتهم ليقرنوا القول بالفعل، لاننا نسمع اصواتا تدعم وتؤيد وتزايد احيانا، وعند التطبيق يحصل العكس، واحيانا تتعرقل العملية الاصلاحية من بعض اصحاب هذه الاصوات". ودعا رئيس الجمهورية الاتحاد العمالي الى "المساهمة المباشرة بالعملية الاصلاحية"، واكد أن "عقارب ساعة مسيرة الاصلاح لن تعود الى الوراء، وستحقق المسيرة اهدافها بالطرق السلمية والقانونية"، واشار الى ان "مطالب الاتحاد العمالي العام وغيرها من القطاعات هي في طليعة اهتمامات الدولة، لكن ثمة قوانين وضعت لمعالجة بعض هذه المطالب لم تنفذ حتى الان، ومنها قوانين الرعاية الاجتماعية وضمان الشيخوخة، فيما مشاريع عدة تم تجميدها او واجهت عراقيل من المستفيدين من استمرار الاوضاع على حالها، لا سيما في موضوع الكهرباء والسدود وغيرها". وأكد أن "الخطة الاقتصادية الوطنية التي انجزت، ستعرض على مجلس الوزراء بعد تشكيل الحكومة الجديدة لدرسها واقرارها والمباشرة بتنفيذها، والتي من شأنها ان تنقل الاقتصاد اللبناني من الاقتصاد الريعي الذي اعتمد لسنوات خلت، الى اقتصاد يشمل كل قطاعات الانتاج".

الاسمر

وكان رئيس الاتحاد العمالي الدكتور الاسمر استهل اللقاء، بكلمة شكر فيها الرئيس عون على "اصدار مراسيم سلسلة الرتب والرواتب لعدد من المؤسسات العامة والمستشفيات والمياه، ما ترك حالة ارتياح في نفوس العاملين في هذه المؤسسات"، ونوه ب"الجهود التي بذلها الرئيس عون في ارساء اسس الامن والاستقرار والثقة، ما جعل الشعب اللبناني يرتاح الى مستقبله ودوره في محيطه والعالم". وطالب ب"الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة لمواجهة التحديات الكثيرة، لا سيما الازمة الاقتصادية الضاغطة والازمات الطارئة، مثل القروض السكنية واوضاع الكهرباء وارتفاع عدد العاطلين عن العمل نتيجة النزوح السوري"، وأشاد ب"دور الرئيس عون في التعاطي الوطني بقضية النازحين وضرورة عودتهم الى المناطق السورية الامنة". وطرح الاسمر سلسلة مطالب ابرزها "ضرورة تصحيح الاجور في القطاع الخاص واقرار قوانين للضمان الاجتماعي والمشاريع البيئية والمياه الجوفية وقانون الايجارات ومكافحة الفساد وتصحيح النظام الضريبي غير العادل"، وشدد على "اهمية دعم القطاعات الانتاجية مثل الصناعة والزراعة"، ولفت الى "الاضرار الناتجة عن اعتماد سياسة اغراق السوق وتأثيرها على الصناعة الوطنية". وأثار الاسمر مطالب قطاع النقل، متمنيا على الرئيس عون "اخذ هذا الملف بين يديه ومعالجته بشكل نهائي"، ثم سلم رئيس الجمهورية مذكرة مطلبية للاتحاد العمالي تناولت تفاصيل النقاط التي اثارها في مداخلته وتناولت 16 مطلبا.

منتجو العرق

اقتصاديا ايضا، استقبل الرئيس عون وفدا ضم المدير العام للزراعة المهندس لويس لحود، مدير الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية السفير بلال قبلان، رئيس "جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية" فادي جريصاتي، مع منتجي العرق في لبنان الذين عرضوا عليه "واقع قطاع العرق والخطط الموضوعة لتسويقه في الداخل والخارج".

لحود

بداية، تحدث المهندس لحود شاكرا الرئيس عون على استقباله للوفد ورعايته ل"يوم العرق اللبناني" الذي شهدته زحلة، ولهذا القطاع بشكل عام، وقال: "بدأنا بعد قرار مجلس الوزراء بالاهتمام بقطاعي العرق والنبيذ، عبر حملة وطنية ستستكمل بحملة عالمية"، واشار الى ان "الحملة الوطنية بدأت بيوم العرق في زحلة في 13 تموز، وسيكون هناك يوم آخر مماثل في عبرين البترونية في اواخر ايلول المقبل، ومنها الى مختلف المناطق اللبنانية. اما في الخارج، فنتحضر للبدء مع بداية العام الجديد، على غرار تسويقنا للنبيذ اللبناني عبر وزارتي الزراعة والخارجية، من خلال مؤتمر الطاقة الاغترابي، اضافة الى 16 منتجا لبنانيا، والمساعدة التي يوفرها لنا وزير الخارجية والمغتربين من خلال الدبلوماسية الاقتصادية". اضاف: "لقد وضعنا استراتيجية مع مديرية الشؤون الاقتصادية للحضور في ثلاثة اسواق: الاسواق القريبة من لبنان، سوق الاغتراب اللبناني والاسواق الاوروبية بعد اعادة النظر ببعض الاتفاقات المجحفة بحق لبنان. ويمكننا القول ان اهتمام فخامتكم بتسويق العرق والنبيذ اللبناني في العالم، بدأ يعطي ثماره، حيث انه في عهدكم وصل النبيذ الى اميركا واوروبا والصين، وها ان العرق اللبناني يسير على الطريق نفسه. ونتوقع ان يكون منتج العرق اكثر سهولة للتسويق، لان لا منافس للبنان في هذا المجال، وهو منتج تراثي، ونشجع المنتجين على التقيد بالمعايير الموضوعة للحفاظ على النوعية".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مثنيا على "الجهود التي يقوم بها اعضاء الوفد من اجل التسويق لهذين المنتجين اللبنانيين"، ودعا الى "التسويق المحلي لهما في المطاعم اللبنانية لجذب السياح وتعريفهم، خصوصا على العرق، لانه منتج لبناني تراثي واعد يجب الاهتمام به"، وتمنى للوفد "التوفيق والنجاح في الاهداف التي وضعها من اجل رفع نسبة الانتاج والتصريف للمنتجين في الاسواق المحلية والخارجية الى نحو 14 مليون قنينة".

ثم قدم الوفد للرئيس عون قنينة عرق كهدية تذكارية.

 

عون لوفد الانتشار: لبنان ينتظركم ومستقبله ومستقبلكم سيكونان مزدهرين

الجمعة 10 آب 2018/وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، "الحرص على اخراج لبنان من الازمة الاقتصادية الراهنة وتوفير فرص عمل جديدة تمكن الشباب اللبناني المنتشر من العودة الى ربوع الوطن والبقاء فيه"، وشدد على ان "لبنان ينتظركم"، وطمأنهم ان "مستقبل لبنان ومستقبلكم سيكونان مزدهرين". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله وفدا من اللبنانيين المنتشرين في فرنسا واوروبا، اعرب عن تصميمه على "العمل من اجل انجاح عهد رئيس الجمهورية"، مجددا "الوفاء لمبادىء الرئيس عون الذي سيبقى مثالا للمثابرة ونظافة الكف والرؤية الصائبة".

ووضع الوفد رئيس الجمهورية في اجواء التحرك الذي يقوم به في اوروبا مع "احزاب وهيئات سياسية دعما لخطة رئيس الجمهورية المتعلقة بعودة النازحين الى سوريا".

طويلة

في مستهل اللقاء، تحدث وائل طويلة، فقال: "اتينا من كل اصقاع اوروبا لكي نجدد ثباتنا في العمل لأنجاح عهدكم. هذا الثبات واضح برهاناته ونتائجه منذ عام 1988، عندما شكك كثيرون، اما نحن فآمنا وها انتم اليوم في سدة الرئاسة ولم يستطع العالم اخذ توقيعكم". واكد "نحن المنتشرين اللبنانيين فخورين بانتمائنا وبهويتنا اللبنانية. ويهمنا ان نحيطكم علما اننا، وانسجاما مع سياستكم وتحرككم، قد باشرنا اجتماعات مع احزاب وهيئات سياسية اوروبية، دعما لخطتكم المتعلقة بعودة النازحين الى سوريا".

الشيخ

وقال ممثل اوروبا في المجلس الوطني فادي الشيخ: "يضم وفدنا هذه السنة، ممثلين عن غالبية البلدان الاوروبية التي يتواجد فيها "التيار الوطني الحر"، وتمتاز زيارتنا اليكم بأنها تأتي بعد اول انتخابات نيابية يشارك فيها الاغتراب اللبناني، تسجيلا واقتراعا. وقد اتت نتائجها خير دليل على دعم المقترعين في الخارج للعهد، على رغم الصعوبات التي رافقت هذه التجربة الاولى". واكد "سيسجل التاريخ ان عهد الرئيس العماد ميشال عون اعاد احياء صوت المغتربين ومتن الاوصال بين لبنان واحد، أهم نقاط قوته هو الانتشار اللبناني في كل اقطار العالم"، ولفت الى "اننا نشهد حربا ضروسا على العهد، تارة في الاقتصاد والبيانات المالية، وطورا بمحاولات الفلتان، ويوميا بالسياسة. ونحن نقول للمعرقلين الجدد والقدامى ولداعميهم ماديا ومعنويا واقليميا: وفروا جهودكم واموالكم وطاقاتكم، فبين العماد وشعبه عهد قوي ابدي سرمدي لا ينكسر".كما اكد ان "اوروبا الانتشار ستبقى دوما وفية لمبادئكم وستبقون لنا مثالا للمثابرة ونظافة الكف والرؤية الصائبة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معربا عن سعادته بعدد الاشخاص الكبير الذي ضمه، وقال: "من موقعي الشخصي سعيد كما هو لبنان عموما، واهلكم سعداء بعودتكم الى ربوع الوطن، لا سيما الشباب منكم الذين يهاجرون بنسبة كبيرة بسبب المصائب التي حلت بالشرق الاوسط، بالاضافة الى الازمة الاقتصادية العالمية التي اثرت سلبا على لبنان". واوضح أن "هذه الظروف معطوفة على السياسة غير الرشيدة التي اتبعت سابقا، اضعفت اقتصاد لبنان، وهو ما جعلنا نوليه الاهتمام لاخراجه من الازمة الراهنة وخلق فرص عمل تتيح لكم البقاء في ربوع الوطن". واكد رئيس الجمهورية حرصه على "تمسك الشباب اللبناني بارضه رغم ما يوفره الخارج من فرص عمل له"، لافتا الى "ما بات الاقتصاد الرقمي يتيحه امامه، بحيث يخوله العمل وهو في بلده، لا سيما وان غالبية الشباب يدرسون اختصاصات جديدة"، وشدد على أن "لبنان ينتظرهم"، وطمأنهم ان "مستقبل الوطن ومستقبلهم سيكونان مزدهرين"، كما اكد ان "انتشار اللبنانيين في دول العالم جعله يستحق اسم الوطن الكوني، في ظل نجاح العدد الكبير من اللبنانيين او المتحدرين من اصل لبناني في العديد من دول الانتشار وتبوئهم المناصب، ان في اميركا اللاتينية او جنوب افريقيا على سبيل المثال لا الحصر"، وركز على "نجاح المؤتمرات الاغترابية التي نظمها لبنان في تشكيل ملتقى مهما بين اللبنانيين واتاحتها تنظيم الجاليات اللبنانية، ما سمح باعادة جمع ابنائها كي لا يخسروا ثقافتهم وحضارتهم التي هي من اعرق حضارات العالم". وتوجه الرئيس عون للوفد قائلا: "أنتم تحملون إرثا كبيرا جعلكم تعيشون في كل بلدان العالم وتتأقلمون اينما حللتم، وقدرة على اتقان اللغات المختلفة كما مواطني الدول انفسهم"، وتمنى لهم "النجاح في كل ما تقومون به".

الصفدي

واستقبل الرئيس عون، الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة والتطورات السياسية الراهنة، لا سيما مسار تشكيل الحكومة. وتطرق البحث الى مواضيع انمائية تهم منطقة الشمال عموما وطرابلس خصوصا.

بت كليا

واستقبل الرئيس عون، ممثل الطائفة الاشورية في البرلمان الايراني رئيس "الاتحاد الاشوري العالمي" النائب يوناتن بت كليا، في حضور القائم بالاعمال الايراني احمد حسيني، وعرض معه اوضاع الطائفة الاشورية في الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوصا وفي العالم عموما، لا سيما "الاوضاع المأساوية التي مر بها الاشوريون بعد دخول "داعش" الى العراق وسوريا، والهجرة القسرية التي تسببت بالجرائم التي ارتكبت في البلدين".

ونقل بت كليا الى الرئيس عون تحيات المسؤولين الايرانيين، واطلعه على التحضيرات الجارية لعقد "المؤتمر العالمي الاشوري التاسع والعشرين" في بيروت، من 20 ايلول المقبل الى 23 منه.

وحمل الرئيس عون النائب الايراني تحياته الى "ابناء الطائفة الاشورية"، واكد "الاهتمام الذي أوليه بمسيحيي المشرق"، مرحبا ب"انعقاد المؤتمر في بيروت".

شربل

وفي قصر بعبدا، سفيرة لبنان لدى بولندا رينا شربل لمناسبة التحاقها بمركز عملها، حيث تمنى لها الرئيس عون التوفيق وزودها بتوجياته.

بعاصيري

كذلك استقبل الرئيس عون، مندوبة لبنان لدى منظمة "الاونيسكو" السفيرة سحر بعاصيري، التي عرضت معه عمل البعثة اللبنانية والتحضيرات الجارية للقمة الفرانكوفونية في ارمينيا مطلع تشرين الاول المقبل.

 

الحريري عرض الأوضاع مع حاصباني وخليل والقصار

الجمعة 10 آب 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط"، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني الذي أوضح على الأثر أن البحث تركز على متابعة ملفات وزارة الصحة. كذلك استقبل الحريري وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات وشؤون وزارته. وكان الحريري قد التقى الوزير السابق عدنان القصار الذي أكد على الأثر دعمه "لجهود الحريري من أجل تشكيل الحكومة في أقرب فرصة ممكنة، ورفض العراقيل الموضوعة في وجهه". ونوه "بحرص دولته على تشكيل حكومة وفاق وطني"، وقال: "نقف إلى جانب الرئيس المكلف ونؤيد الخطوات التي يقوم بها في عملية التأليف، والتي تدخل في صلب صلاحياته الدستورية. ونرفض في المقابل التعدي على هذه الصلاحيات، الامر الذي يتطلب من كل الأطراف التعاون مع دولته وتسهيل مهمته في تشكيل الحكومة لانتظام عمل المؤسسات الدستورية". وأضاف: "نؤكد أن تشكيل حكومة جديدة أمر حيوي وضروري من أجل تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والقطاعية التي تعهدت بها الحكومة اللبنانية في مؤتمر "سيدر"، بحيث يستفيد معها لبنان من المساعدات المالية الدولية المقررة بأكثر من 11 مليار دولار في تطوير بنيته التحتية وتحسين ماليته العامة ودعم قطاعاته الاقتصادية".

 

الراعي استقبل سفير قطر وترأس اجتماع لجنة إدارة وادي قاديشا: لبنان سيبقى واحة حوار ولقاء بين الجميع

الجمعة 10 آب 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، الإجتماع الدوري للجنة إدارة وادي قاديشا، في حضور النائب البطريركي على الجبة وإهدن - زغرتا المطران جوزف نفاع، رئيس اتحاد بلديات الجبة إيلي مخلوف، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني الخير، الوكيل البطريرك الأب طوني الآغا، الأب كميل كيروز ممثلا رئيس دير مار انطونيوس قزحيا مخايل فنيانوس، ومدير اللجنة المهندس رولان حداد. وقال نفاع بعد اللقاء: "كما جرت العادة نلتقي مع صاحب الغبطة لأخذ التوجيهات اللازمة للوادي، فهو يتابعنا خطوة خطوة، واليوم مشروعنا الأساسي هو تعبيد طريق الوادي بالصخور، ونأمل أن يبدأ العمل به في تشرين بعد انتهاء الدراسات، كذلك وضعنا اللمسات الأخيرة على تشكيل اللجنة المشرفة على المواقع وترميم ستة أديار في حدشيت". وختم شاكرا اتحادي بلديات الجبة وإهدن على دعمهما الكامل لتنفيذ المشاريع.

وتلاه مخلوف شاكرا البطريرك لاستضافة هذا اللقاء السنوي، وقال: "إن الاتحاد حريص على أن يبقى الوادي ضمن لائحة التراث العالمي. ومن خلال رصف الطريق الموافق عليه من مديرية الآثار والأونيسكو فنحن نحرص على تنفيذها ونأمل كما أشار سيادة المطران نفاع بدء تنفيذ رصف الطريق، هذا المطلب الذي راود أبناء المنطقة والوادي منذ سنوات". وعن التنسيق الذي يتم بين لجنة إدارة الوادي ورابطة قنوبين قال: "نحن نشد على أيدي كل من يهتم بشؤون الوادي ضمن الضوابط والقوانين المرعية الإجراء وضمن التنسيق مع مديرية الآثار والأونيسكو. فالوادي هو تاريخنا وتاريخ المسيحيين والموارنة، هو تاريخ وطني مهم، ونحن نرحب بكل من يعمل، ومن خلال المطران نفاع ننسق مع الجميع، فهو يمثلنا جميعا". من جهته قال حداد: "نحن نتابع كل المواصفات التقنية الموافق عليها من الأونيسكو ومديرية الآثار، وببركة صاحب الغبطة وسيادة المطران نكمل الأعمال بشكل متكامل يحافظ على تصنيف الوادي ضمن لائحة التراث العالمي، ونعمل منذ فترة طويلة، وهناك أعمال عديدة تم تنفيذها. وأهالي الوادي باتوا يشعرون بالإنجازات التي يريدونها للوادي وبخاصة الرخص القانونية لترميم منازلهم الأثرية وإقامة مشاريع تشجع السياحة في الوادي".

وأكد أن الإجتماع كان مثمرا جدا، "إن لجهة الطريق أو ترميم الأماكن الأثرية بشكل علمي ومنظم لجهة الدخول والخروج من الوادي. وقد بدأ هذا التنظيم مع إقامة محطة عند دير مار ليشاع مدخل الوادي لإرشاد السياح وتنظيم حركة السياحة الى الوادي. وسنواصل العمل من أجل إتمام كل ما يسعد أهالي المنطقة وببركة صاحب الغبطة".

المري

وظهرا، استقبل الراعي سفير قطر علي بن حمد المري في زيارة وداعية جرى خلالها عرض الاوضاع في المنطقة، وكانت مناسبة شكر فيها المري للبطريرك زيارته الاخيرة لقطر حين وضع حجر الاساس لكنيسة القديس شربل في الدوحة، لافتا الى ان هذه الزيارة ساهمت في تعزيز العلاقة بين البلدين.

بدوره أثنى الراعي على الدور الذي قام به السفير في لبنان على مدى خمس سنوات، مؤكدا ان "لبنان سيبقى واحة حوار ولقاء بين الجميع"، ومشيرا الى حسن علاقة لبنان مع كل الدول العربية.