المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 آب/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.august04.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم الحزبي والسياسي الذمي

الياس بجاني/صلحة الجبل تمت ومستمرة ولن يؤثر عليها مزاج أو غرائزية هذا السياسي أو ذلك

الياس بجاني/حزب الله الإحتلال هو الفساد ولا محاربة للفساد قبل عودة الدولة وانتهاء الدويلة

الياس بجاني/رغم كل تهديدات ترامب ونتاياهو إيران باقية في كل الدول التي تحتلها

الياس بجاني/مواقف الممانعة الأسدية-الملاوية لا تمت لتاريخ الأرسلانيين بصلة

الياس بجاني/الدكتور عصام خليفة السيادي والأكاديمي صوت صارخ لا تخيفه كل وسائل الترهيب

الياس بجاني/داعش هي فرق إرهابية إيرانية وسورية وتركية والغرب شريك متضامن

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 3/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 3 آب 2018

الطاغية حسن نصر الله يملك ويملك ويملك/الشيخ حسن سعيد مشيمش

لا مسودة حكومية قريبا.. والتيار الحرّ لمزيد من التصلّب

صواريخ حزب الله:إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً لحماية منصات الغاز

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جنبلاط يخوض الثورة ولو وحيداً: لا لعودة النظام السوري

اخلاء سبيل رشيد جنبلاط!

هل أطاح الإحتدام السياسي بالتسوية؟

لبنان بين فريقين مجدداً.. والمواعيد سقطت

هذا هو نجم "كلام الناس" عبر الـ"LBCI"

حزب الله» يضغط لفكّ دعم برّي لجنبلاط وحليفيه جعجع والحريري

الناشطون في لبنان: استنسابية في القمع وفي تطبيق القوانين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ظاهرات في ايران تندد بتدخلاتها الخارجية في سوريا ولبنان

إحباط تهريب مكونات صواريخ إلى إيران بمطار هيثرو

مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين الإيرانيين في ثالث أيام الاحتجاجات وأجواء أمنية مشددة في مراكز المحافظات وناشطون تداولوا مقاطع نقلت تفاصيل المظاهرات

أميركا تتوقع مناورات كبرى لإيران في مياه الخليج والبنتاغون في وضع تأهب رداً على العمليات البحرية الإيرانية في مضيق هرمز

4 أسباب تجعل من إيران الخاسر الأكبر بإغلاق مضيق هرمز

5 ليرات بدولار... مستوى صاعق للعملة التركية بعد اجراءات أميركية وقيود جديدة على قروض بطاقات الائتمان للحفاظ على استقرار الاقتصاد

أنقرة تجدد رفضها للتهديدات والعقوبات الأميركية في «أزمة القس»

مخاوف من عقوبات على روسيا قد ترسل الروبل إلى الهاوية

مخاوف من عقوبات على روسيا قد ترسل الروبل إلى الهاوية

بنك إنجلترا يتحدى الـ«بريكست» ويرفع الفائدة بالإجماع

تحرك أممي لتخفيف القيود على دخول المساعدات لكوريا الشمالية

مقتل 20 شخصاً بهجوم انتحاري على مسجد شرق أفغانستان

الصين تهدد بفرض رسوم جديدة على بضائع أميركية بقيمة 60 مليار دولار

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«مصالحة الجبل»... أين الموارنة والدروز/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

ماذا قال باسيل عن برِّي/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

النواب الجدد في المدرسة/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

إحتساب جديد للأحجام والمعايير/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عن «وزنات» دار الفتوى... مع الحريري/كلير شكر/جريدة الجمهورية

ردم شاطئ صور يثير عاصفة:حزب الله ليس على الحياد/صفاء عيّاد/المدن

تشكيل الحكومة: المواطن والدستور في أزمة/باسكال بطرس/المدن

في ظل التعقيدات المتمادية من أزمة حكومة إلى أزمة حكم/الهام فريحة/ الأنوار

برّي: حكومة أكثرية أضحت من الماضي/نقولا ناصيف/الأخبار

 عون: يفتحون المعركة الرئاسية لأن جبران في رأس السبق/داود رمال/الأخبار

روسيا في مقعد القيادة… وإسرائيل من خلف/خيرالله خيرالله/العرب

سوريا: الانتداب الروسي وورقة اللاجئين/د. خطار أبودياب/العرب

ترامب يسعى لنزع السلاح النووي بالكامل وإعادة إيران إلى داخل حدودها/رلي موفق/اللواء

بداية الحريق من العراق...ونهايته منه/أسعد حيدر/المستقبل

من احتل الكويت صيف 1990/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ما يمكن أن يفعله ترمب لإيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الزعيم والإنسان: ابنته ومحزنته/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل يحتاج الطاغية العنيف إلى تأهلٍ مختلف/رضوان السيد/الشرق الأوسط

تشييع الثورة السورية في سوتشي/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

ترمب ـ إيران واللقاء غير المشروط/إميل أمين/الشرق الأوسط

ترمب وإيران وأسلحة جديدة/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

قطر والعبث بالديموغرافيا الليبية/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المكتب الاعلامي للحريري: المعلومات المنسوبة لمصادر بيت الوسط وأوساط الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة غير صحيحة

تيمور جنبلاط وصل إلى موسكو والتقي عددا من المسؤولين

الراعي استقبل سفير المانيا واطلع من اسحق على جهود القوات للاسراع في تأليف الحكومة

الاحرار جدد مطالبته بتقديم التنازلات لولادة الحكومة: لحل مشاكل النفايات والمدارس والقروض السكنية

سمير وستريدا جعجع الى الخارج في زيارة خاصة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من01حتى08/"قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا. أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق. إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم. بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم الحزبي والسياسي الذمي

الياس بجاني/02 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66479/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84/

(الفيلسوف والمؤرخ كمال الحاج: لقد جئت لأقول وبرصانة إن إلغاء الطائفية جريمة ترتكبها حيال لبنان، بل حيال العروبة. جئت لأقول بصراحة وبصوت عالٍ وباقتناع مسؤول: أنا طائفي.)

عملياً ودستورياً وحضارياً فإن نظام لبنان قائم على الطائفية السياسية، أي مبني على تقاسم السلطة بين الطوائف كافة (المعترف بها عددها 18) علماً أن لا دين رسمي للدولة اللبنانية.

وهذا أمر تفتقد إليه كل أنظمة الدول الإسلامية والعربية.

ومؤخراً التحقت إسرائيل بكل هذه الدولة بعد إقرار قانون يهودية الدولة العبرية.

النظام اللبناني الطائفي هو تعايشي وحضاري بامتياز عملاً بالمعايير الحقوقية والإنسانية كافة.

النظام اللبناني الطائفي هو متفوق على أنظمة الحكم في كل الدول العربية والإسلامية وكذلك على نظام الحكم في إسرائيل.

نظام لبنان الطائفي يميز لبنان إيجابياً عن كل أنظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية والعسكرية والملكية والإماراتية.

في لبنان فقط هناك وجود سياسي ومشاركة سياسية فاعلة ومنظمة وواضحة للمذهب الدرزي وللمذاهب المسيحية كافة.

وفي لبنان فقط في ما عدا الجمهورية الأرمينية للأرمن كقومية وكمذاهب مشاركة فاعلة في حكم لبنان.

في كل دول الشرق الأوسط وكذلك في كل الدول العربية والإسلامية للدولة دين فيما عدا لبنان.

من هنا فإن كل السياسيين الذميين والجاحدين ومنهم كثر من الموارنة الذين ينتقدون النظام اللبناني الطائفي هم جماعة من المنافقين والذميين والحربائيين وما كان ليكن لهم وجود في الحياة السياسية لولا النظام هذا.

وفي نفس السياق فإن كل من يدعي بأن المارونية السياسة كانت عنصرية أو قمعية هو غير صادق لأنه أولاً لا وجود لمارونية سياسية، بل لحكم دستوري 100%.

ويوم بدأ ضرب الدستور أي التوافق بين المذاهب على احترام النظام الطوائفي راحت تحل الكوارث على لبنان ولا تزال تتولى وتتكاثر.

وفي هذا الإطار فإن اتفاقية الطائف كانت ضرباً ونقضاً واضحا للاتفاق الاستقلالي الدستوري التي عقد بين اللبنانيين يوم نال استقلاله من الانتداب الفرنسي.

وكذلك فرض الهوية العربية (من خلال اتفاقية الطائف) على لبنان واللبنانيين كان عملاً قمعياً لأن الشرائح اللبنانية في غالبيتها العظمى ليست عربية.

يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الجاهل والفريسي وخصوصاً الفريق المسيحي منه هو منافق وذمي ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة.

والمضحك المبكي أن من يطالب في لبنان بإلغاء النظام الطائفي (حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي) هم الطائفيون مليون بالمائة فكراً وثقافة وأهدافاً وممارسات..

وما يطالب به هؤلاء ويسعون إليه هو عملياً هو قمع كل الأقليات كما هو الحال في كل الدول العربية والإسلامية ومعاملتها كأهل ذمة.

في الخلاصة فإن العلة ليست في النظام اللبناني الطائفي، ولا في الدستور الذي تم التوافق عليه يوم نال البلد استقلاله، بل هي في نوعية وخامة وفكر وثقافة الطاقم السياسي العفن من سياسيين تجار وأحزاب شركات مافياوية.

يبقى إنه من المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام في ممارساتها السياسية وتسير خلف السياسيين الطرواديين وأصحاب شركات الأحزاب المافياوية بغباء وجهل وقلة إيمان..

واخطر هذه القطعان هم أولئك المنطوون داخل الأحزاب الشركات وهنا لا استثناء واحد لا مسيحي ولا مسلم.. كلهم سواسية في العهر والنفاق والذمية والكذب والنفاق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

صلحة الجبل تمت ومستمرة ولن يؤثر عليها مزاج أو غرائزية هذا السياسي أو ذلك

الياس بجاني/03 آب/18

الملاحظ أن التهديدات والخزعبلات المتعلقة بصلحة الجبل كلما انزعج خاطر سياسي فاجر أو تاجر أو فتنوي ما هي محصورة بين السياسيين المتناحرين انفسهم ومعهم بعض المواطنين من أغنامهم بينما غالبية اللبنانيين تهزأ منهم وتحتقرهم ولا ترى فيهم غير أوبة تجار هيكل وحربائيين بإمتياز. صلحة الجبل تمت ومستمرة ولن يؤثر عليها مزاج أو غرائزية هذا السياسي أو ذلك.. شو فهمنا

 

حزب الله الإحتلال هو الفساد ولا محاربة للفساد قبل عودة الدولة وانتهاء الدويلة

الياس بجاني/02 آب/18

كلام شركة جعجع والأبواق التابعة لها عن توافق مع حزب الله على محاربة الفساد ووضع الملفات الإستراتجية في الثلاجة هو خطاب نفاق مفضوح وفاضح لأن حزب الله الإحتلال هو الفساد بلحمه وشحمه وفاقد الشيء لا يعطيه.

 

رغم كل تهديدات ترامب ونتاياهو إيران باقية في كل الدول التي تحتلها

الياس بجاني/02 آب/18

قبول إيران الإبتعاد مسافة 85 كلم عن حدود إسرائيل هو انتصار لها ويشرعن احتلالها لسوريا وللبنان والعراق ولكل اماكن وجود اذرعتها ويبين أن العداء الإعلامي بينها وبين الغرب وإسرائيل هو مسرحية لا أكثر ولا أقل.

 

مواقف الممانعة الأسدية-الملاوية لا تمت لتاريخ الأرسلانيين بصلة

الياس بجاني/01 آب/18

مع احترامنا لتاريخ ونضال الأرسلانيين لم نرى أي رابط لهذا التاريخ بمواقف المير طلال السورية مع وليد عبود بل هي نقيضاً كاملاً لها.

 

الدكتور عصام خليفة السيادي والأكاديمي صوت صارخ لا تخيفه كل وسائل الترهيب

الياس بجاني/01 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66445/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%AE/

ما تواجهه وما تمر به الجامعة اللبنانية من صعاب ومنزلقات ومحاولات ارهابية وتخريبية لإبعادها عن واجباتها الأكاديمية والتربوية في ظل الاحتلال الإيراني ليس مختلفاً بشيء عن واقع وحقيقة ما تتعرض له وتعاني منه كل المؤسسات اللبنانية الرسمية والخاصة على حد سواء.

وكما هو حال لبنان كبلد محتل في ظل الاحتلال فكذلك حال الجامعة.

وفي هذا السياق الإحتلالي يأتي دور الشرفاء من الأكاديميين والنقابيين من أمثال الدكتور عصام خليفة ليقول لا مدوية لكل التعديات التي تستهدف الجامعة، وكيف لا وهو أبن الجامعة هذه ومن رعيلها الأول ومن الذين قضوا حياتهم في خدمة التعليم والتثقيف في لبنان.

ولأن الحر هو حر في فكره وممارساته وثقافته ويرفض بقوة وعناد الاستسلام لكل ما هو مخالف للقانون ولشرعة حقوق الإنسان ولكل ما هو إرهاب وتخويف ومحسوبيات وسمسرات، فإن الدكتور خليفة الحر والسيادي والاستقلالي بامتياز يواجه بشجاعة وصدق وشفافية الإعوجاجات والشواذات التي تتعرض لها الجامعة اللبنانية من قبل رئيسها الدكتور فؤاد أيوب المقامة بحقه دعاوى قضائية منذ العام 2010 تتهمه بتزوير شهاداته، كما أن الوثائق التي بحوزة د.خليفة تؤكد أن د.أيوب عملياً لم يحترم رزمة من القوانين الخاصة بالخامة والمتعلقة بأمور إدارية ومالية كثيرة.

إن اتهام الدكتور خليفة من قبل رئيس الجامعة بالقدح والذم أمر خلفيته تخويفية ويهدف لإسكاته وإسكات كل الأحرار من أصحاب الأصوات الصارخة بالحق والتي تشهد له دون خوف أو خلفيات شخصية أو نفعية.

الدكتور خليفة في مقابلته اليوم عبر تلفزيون المر يشهد للجامعة بصوت صارخ وشجاع ومؤمن ومشرحاً بدقة وعدل وإنصاف رزم المخالفات ودالاً عليها بوضوح وصدق.

يبقى أن لبنان المحتل ورغم كل الإرهاب الذي يستهدف الأحرار فيه في كل المجالات وعلى كل المستويات فإنه باق ولم تتمكن أي قوة من ضرب ثقافته والقضاء على رسالته لأنه هو وطن الرسالة.

تحية إكبار للدكتور عصام خليفة من الاغتراب، وتحية مماثلة لكل من هم في داخل لبنان الحبيب من خامته وقماشته وثقافته وصدقه وشجاعته ووطنيته.

وفي الخلاصة لا يموت حق ووراءه مطالب، والجامعة اللبنانية هي قضية حق، ومن حق، بل من واجب كل اللبنانيين الوطنيين حمايتها والدفاع عنها... وهذا بالتحديد ما يقوم به د.خليفة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

داعش هي فرق إرهابية إيرانية وسورية وتركية والغرب شريك متضامن

الياس بجاني/01 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66438/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%87%D9%8A-%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A/

ببساطة متناهية لا وجود لكيان مستقل وقائم بحد ذاته يسمى داعش، بل مجموعات مخابراتية ارهابية وأصولية وجاهلية ومسلحة تابعة إما للمخابرات السورية أو الإيرانية أو التركية تعمل تحت أمرة وبإشراف رعاتها هؤلاء وتنفذ أوامرهم..

وما تم في منطقة السويداء السورية من مجازر وحشية بحق سكانها الدروز بهدف إخضاعهم كان عمالاً خسيساً وإرهابياً مخططاً له ومنظم وممول من نظام الأسد ومخابراته وقد نفذه جماعة من المسلحين التابعين للأسد سموهم داعش..

والمهزلة هنا تكمن في أن دول الغرب ومعها إسرائيل وخصوصاً روسيا تماشي هذه المسرحيات الشيطانية والدموية وغالباً ما تشارك فيها وتغطيها وتبررها…

كما أن إسرائيل ليست بعيدة عن كل ما يخطط وينفذ مباشرة أو مواربة..

والضحية دائما هي الشعوب في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج ومصر وغزة واليمن بشكل خاص.

جدير ذكره هنا أن حزب الله والحوثيون هم دواعش 100% ولكن بمسميات مختلفة ليس إلا وهم يؤدون نفس المهمات الإيرانية والسورية والتركية وحتى الإسرائيلية.

ومن المؤكد طبقاً لكل التقارير والشهادات الموثقة التي تناولت المجزرة التي تعرض لها دروز السويداء أن النظام السوري هو الذي يقف وراء كل ما جرى تحضيراً وتنسيقاً وادارة وهذا أمر يبين أن داعش هي في تلك الواقعة كانت النظام الأسدي.

كما أن هناك اتهامات وتقارير جدية بأن بعض الدول العربية والخليجية منها تحديداً هي مولت ولا تزال تمول المجموعات الدواعشية من خلال رعاتها مباشرة.

في الخلاصة فإن المراد غربياً وإسرائيلياً هو إبقاء دول الشرق الأوسط كافة في حالة من الفوضى والاضطراب والتقاتل..

والمحزن هنا أن القيمين من سياسيين ومسؤولين ورجال دين في معظم هذه الدول يماشون المخططات ويعملون برضاهم كأدوات تنفيذية لها في حين أن الشعوب مقموعة ومضطهدة ومغلوب على أمرها وفي حالة من الضياع على عدة مستويات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 3/7/2018

وطنية - مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

بعد مرور سبعة عشر عاما على عقده، بردت ذكرى مصالحة الجبل من حماوة الاشتباك السياسي بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر والذي تفاقم عشية الانتخابات الأخيرة، وبلغ ذروته ليل أمس مع توقيف الكاتب رشيد جنبلاط على خلفية تناوله رئيس التيار البرتقالي، فأتى التنديد الجنبلاطي بتوقيف الكاتب، مرفقا بمؤازرة من الوزير السابق وئام وهاب، مع ما تحمله هذه المؤازرة من رسائل في المضمون والتوقيت.

إلا أن صباح الثالث من آب 2018 طوى ما فجره مساء الثاني منه، ولم يقتصر على إطلاق رشيد جنبلاط، بل أطلقت مواقف من التيار والاشتراكي معا، تلاقت على تجاوز الماضي والدعوة للتأمل بنظرة موحدة لمستقبل الوطن كما قال جنبلاط وأيده بالدعوة كل من باسيل وروكز، وكان أصدر عضو المكتب السياسي في التيار الوطني ناجي حايك بيان اعتذار من طائفة الموحدين الدروز عن إساءة إبان الحملة الانتخابية.

والسؤال ماذا بعد؟

هل ستبقي مطبات التأليف الحكومي، على الهدنة الطارئة بين التيار والأشتراكي، وتاليا بين مختلف المكونات، وهل سيطرأ ما يحل المشكلة برمتها، فتخرج حكومة وحدة وطنية من غياهب التعقيدات الداخلية والاقليمية، الجواب: ربما تحمله أيام تطبيق اتفاق سوتشي حول سوريا في الفترة الفاصلة عن بدء موعد تطبيق العقوبات الاميركية على كل من إيران وروسيا.

في سوريا إذن، وفيما ينقاش تيمور جنبلاط تطورات أزمة السويداء في العاصمة الروسية مع القادة الروس، تمكن شباب من جبل العرب من أسر عناصر من تنظيم داعش، في إطار الرد على مجزرة السويداء واختطاف نسائها.

وأردوغان يميز بين خارطة الطريق الخاصة بمنبج وإدلب السورية، وبين قضايا أخرى مع واشنطن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

ما ينتجه البعض من شائعات يوزعها عبر شبكات التواصل الإجتماعي ويربطها على خطوط توتره بحركة أمل استدعى بيانا توضيحيا من الحركة للرأي العام لما يشاع حول باخرة الكهرباء ومعمل الزهراني والتغذية في الجنوب.

على الخط الأول ظاهرها مجاني لثلاث اشهر وباطنها كلفة باهظة لثلاث سنوات، وعلى الخط الثاني ستعطل الباخرة انشاء معمل كهربائي جديد في الزهراني يشكل فرصة واعدة للعمل وحل جذري لأزمة الكهرباء في لبنان والجنوب، وعلى الخط الثالث فإنه من الناحية التقنية سيحول عدم تأهيل خطوط التوزيع والنقل في معمل الزهراني دون استفادة الجنوب سوى من 50 ميغاواط فقط من أصل 220 تنتجها الباخرة وبالتالي فإن مقولة كهرباء 24 على 24 تصبح ساقطة، وقبل كل شيء اذا كانت الباخرة تحل المشكلة لتقوم شركة كهرباء لبنان بتخصيص معمل الزهراني لتغذية الجنوب وهو يفيض عن حاجته لكونه 450 ميغاواط عندها ينعم أهل الجنوب بكهرباء على مدار الساعة ويوزعون باقي انتاج الفائض على المناطق اللبنانية ولا يعود هناك من حاجة للباخرة.

في الشأن السوري، يبدو أن ملف حل أزمة النزوح عاد الى الواجهة مجددا مع اعلان وزارة الدفاع الروسية ان العمل على تشكيل مقر وزاري سوري مشترك لعودة النازحين انتهى، والى العودة سر بانتظار مساهمة المنظمات الدولية والدول المشتركة لتسهيل هذه العملية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

بغض النظر عن المبادر إلى الاستفزاز والتحريض- وهويته معروفة لدى جميع اللبنانيين- كما تغريداته وتعليقاته الموثقة لديهم... ومع التشديد على أن الشتيمة ليست حرية رأي، وأن تطبيق القانون واجب، وأن تنفيذ القرارات القضائية يسمو على أي تحريض أو تسييس أو سعي لاستقطاب شعبية مفقودة من هنا أو ضائعة من هناك... الثابت لدى جميع اللبنانيين، بجميع مكوناتهم المجتمعية وقواهم السياسية، وعلى رأسهم رئيس البلاد، "بي الكل"، أن الوحدة الوطنية خط أحمر، وأن العيش المشترك أعلى من أن تطاله السهام، وأن مصالحة الجبل أمتن من أن تمس... وأول من لمس هذا الجو، النائب السابق وليد جنبلاط نفسه، الذي صرح حرفيا بعيد لقائه الأخير بالرئيس العماد ميشال عون في بعبدا بتاريخ 4 تموز 2018، بالتالي: "في كل جلسة أجتمع فيها مع الرئيس عون ألمس حرصه الشديد على وحدة الجبل ووحدة لبنان".

المصالحة في الجبل أغلى من ان تؤثر فيها عبارات من الماضي الذي تخطيناه. كلام لرئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل اليوم، دعا فيه إلى العودة الى لغة العقل مهما اختلفنا في السياسة. فلا للعودة لا للاحادية ولا للماضي ونبش الاحقاد، بل تمسك بالشراكة الكاملة المبنية على التآخي... تحية الى كل اهلنا في الجبل ورحم الله جميع شهداء الوطن، غرد باسيل.

وفي المقابل، فلتكن ذكرى المصالحة لحظة تأمل في كيفية اعتماد لغة حوار عقلانية بعيدا عن لغة الغرائز التي تجرفنا جميعا من دون استثناء. تغريدة جنبلاطية بنفس جديد، ختمت بالقول: التحية لكل شهداء الوطن من دون تمييز. كفانا تفويت الفرص. آن الاوان لنظرة موحدة الى المستقبل تحفظ الوطن وتصونه في هذا العالم الذي تتحكم فيه شريعة الفوضى، ختم جنبلاط.

هذا على الجبهة الافتراضية. أما في الواقع، وفي انتظار ترجمة الأقوال إلى أفعال، وفي خضم ليل التحريض الأسود، والعتمة المفروضة على بعض لبنان بفعل الكيد والنكد، بشرى كهربائية سارة لأبناء كسروان وبعض المتن، على أمل أن تعم في الآتي من الأيام كل لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انها العتمة المركبة التي تسيطر على لبنان، من السياسة وزواريبها المعطلة للحكومة، الى الحكومات المتعاقبة العاجزة او الحاجبة لنور الكهرباء..

في تموز يتقلب اللبناني بين ملف عالق وآخر معلق، من الكهرباء والمياه الى النفايات المفروزة حينا والمركبة في كثير من الاحيان..

والى حين يبصر اللبناني نورا في آخر العتمة، فان المتراكم اليوم بات يلامس حد الانذار الاخير للسياسيين العالقين من دون حكومة الى الآن، عند اطراف الحقائب وتوزعها ، لانتفاخ المطالب والاحجام ..

عتمة مضنية يقاسيها اللبناني في بلد كلفه القطاع المثقوب عشرات مليارات الدولارات، ولم ترس سفنه على بر امان يؤمن ابسط حقوق المواطن المحاصر بالمشكلات الى حد الاختناق ..

فمتى تتحمل الحكومة مسؤولياتها لاعطاء المواطن الف باء الحياة ؟ ومتى تكون وقفة حقيقية مسؤولة لانقاذ القطاعات الحيوية من زواريب الضياع وتقاذف المسؤوليات؟ ومتى تحكم عدالة التوازن بين مختلف المناطق اللبنانية ولو على قاعدة: الظلم في السوية عدل بالرعية؟ بل متى تزال العتمة من العقول والقلوب لكي تضاء الدروب؟

ووسط هذه العتمة، انوار تموزية من ذاك الزمن الجميل، لا زالت تؤرق العدو، وتحرك رعبه المسكون بين جبهات الشمال والجنوب.. طائرات مسيرة من انتاج المقاومة أدت قسطها للعلا، حطت على مدارج معلم مليتا السياحي، تاركة علامة قوية على صفحات المحللين الصهاينة الذين قرأوا من رسائلها عناوين جديدة للهاجس الساكن كل خياراتهم..

في اليمن خيار اهل العدوان الامعان بالقتل وارتكاب جرائم الحرب التي طالت مستشفيات الحديدة موقعة العشرات من الشهداء، فيما رفعت الامم المتحدة الصوت عاليا محذرة من تدحرج الامور الانسانية نحو اسوأ كارثة انسانية ، مع استهداف السعودية والامارات للمستشفيات اليمنية..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

من يحضر البلاد لمواجهات كثيرة؟ ومن يحرض مذهبيا ومناطقيا؟ من له مصلحة في هز الإستقرار اللبناني، ليعود ويلعب دور المصلح؟ هل يريد نظام بشار الأسد أن يعود إلى لبنان من نافذة الفتن بعد أن أخرج من باب الإجماع الوطني؟ وهل نسي اللبنانيون أي طريق يدخل منها، غير الخلافات والفتنة؟ وآخر المحاولات مخطط سماحة – المملوك الذي شاهدناه بالصوت والصورة. من يريد ضرب التسوية الرئاسية التي حمت لبنان؟ من يعيد تغذية الإنقسامات ويريد إشاعة أجواء الرعب؟ هو نفسه من يؤخر تشكيل الحكومة..

فالمتابع لمسار عملية التأليف يلاحظ محاولات مستميتة من قبل النظام السوري لضرب التسوية القائمة منذ سنتين، وذلك من خلال سلسلة شروط تبدأ بفرض توزير طلال أرسلان، ومطالبة بحصة سنية تابعة مباشرة لبشار الأسد، مرورا بمحاولة فرض التطبيع على الحكومة مع النظام السوري، وصولا إلى إعادة سياسة هذا النظام القائمة على التفرقة من خلال إعادة الإنقسام في لبنان إلى فريقين 8 و14 آذار، لعل ذلك يسهل على النظام إختراق لبنان من جديد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

أسبوع آخر يمضي ، وأسبوع جديد سيطل ، وتشكيل الحكومة كأنه في الأسبوع الأول : العقد هي إياها والمطالب هي إياها ، ولا أحد من الأفرقاء يتراجع قيد أنملة عن مطالبه وشروطه ، ما يطرح السؤال الكبير : ما هو الحدث المنتظر او التطور المطلوب لكي ينقلب الوضع من التمسك بالشروط إلى قرار بتسهيل التشكيل ؟

لا أحد حتى اليوم يملك الجواب ، كل ما في الأمر أن الأطراف المعنية بالتشكيل تتصرف وكأن فترة السماح مازالت قائمة, وأن هناك متسعا من الوقت من أجل " ترف العقد .

لكن عداد الوقت يمر والأستحقاقات تدهم الجميع ، فماذا لو حل عيد الأضحى المبارك من دون حكومة ؟ فهل يرحل استحقاق التشكيل إلى أيلول ؟ وماذا عن استحقاقات شهر الاستحقاقات من مدارس وأقساط وفتح باب الملفات المعيشية على مصراعيه, من قضية الاساتذة وغيرها.

إنها تساؤلات مشروعة, لكن الأجوبة عنها غير متوافرة ، فكل ما هو متوافر ان العراقيل والتعقيدات والعقد أقوى من التسهيلات وتدوير الزوايا . وهكذا يكون البلد قد دخل على المستوى الحكومي في نفق ليس واضحا كيف يخرج منه ...

في الوقت الضائع تتوالد المشاكل والأزمات: الرسو الثالث لباخرة التوليد التركية الثالثة ، سيكون ثابتا, وفي الذوق بعد الجية والزهراني. بالتأكيد هو رسو سياسي قبل ان يكون رسوا كهربائيا ، إنه الكباش الذي يمتد من الزهراني إلى الذوق مرورا بالجيه ، اما المستفيدون في منطقة الزهراني فأصحاب المولدات الذين أبعدوا عن مولداتهم " شر الباخرة وغنوا لها " وغدا خطوة تصعيدية أمام معمل الزهراني احتجاجا على ما وصف بأنه حرمان بعض مناطق الجنوب من الكهرباء . ...

مشكلة الكهرباء امتدت إلى زحلة ولكن من زاوية أخرى من خلال الأصوات المتصاعدة والمعترضة على الفواتير الباهظة لكهرباء زحلة .

وسط هذه الأجواء يبقى هناك بصيص تفاؤل ولو في آخر نفق السياحة ... أرقام واعدة ولو في الشهر الأخير من الموسم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

لا مهلة محددة لتشكيل الحكومة، والأزمة السياسية مرشحة لأن تطول، انه الانطباع الذي يتكون بعد دخول عملية التأليف أسبوعها العاشر، صحيح أن العقدة المسيحية حلت جزئيا، لكن العقدة الدرزية تراوح مكانها، فالوزير ملحم رياشي تمكن من تثبيت موافقة الرئيسين عون والحريري على حصول القوات اللبنانية على أربع حقائب وزارية من بينها واحدة سيادية، هي أما الدفاع أو الخارجية، لكن ثمة خشية من أن تبرز عقبات في اللحظات الأخيرة، في المقابل العقدة الدرزية لا تزال على حالها مع إصرار الحزب التقدمي الاشتراكي على أن يكون الوزراء الدروز الثلاثة من حصته، في مقابل إصرار الأمير طلال ارسلان على أن يوزر شخصيا او يسمى شخصية درزية من قبله للحكومة العتيدة.

توازيا، المعارك الكلامية مستمرة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، فبعد التشديد الدائم لمسؤولي التيار على وجوب اعتماد معايير محددة لتشكيل الحكومةأكد النائب سامي فتفت في حديث الى المركزية أن تحديد معايير للرئيس المكلف بدعة ومس بصلاحيته، واللافت ايضا موقف للمفتي دريان إعتبر فيه أن الرئيس المكلف هو صاحب القرار والخيار في عملية التشكيل بالتشاور مع رئيس الجمهورية، في هذا الوقت الضجة الكبيرة التي اثيرت درزيا ولبنانيا نتيجة توقيف الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي رشيد جنبلاط ونتيجة التغيردة التي كتبها المسؤول في التيار الوطني الحر ناجي الحايك بدأت بالانحسار، وذلك بعد اطلاق سراح جنبلاط وبعد اعتذار الحايك ودخول جبران باسيل ووليد جنبلاط تويتريا على خط التهدئة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حسنا فعلت أمل بإبعاد إسراء عن الزهراني جارة الليطاني بالتلوث فالنهر الهادر من أعالي القرعون بقاعا إلى مصب البحر جنوبا ما عادت الأوساخ تأكل مياهه والسياسيون المنتشرون على طول مجراه إن لم ينظفوه من أوساخهم فباستطاعتهم تبليطه بملايين الدولارات المرصودة له أما الزهراني فلا حاجة بها الى باخرة تمد الجنوب ولو بساعتين إضافيتين من الكهرباء ما دامت وكالة النور حصرية في قطر لا يتعدى شعاعه شعاع المصيلح هذا إذا ما يممنا الوجهة شطر الحدود مرورا بكل القرى حيث تراصفت مكبات النفايات حتى اعتلت أكتاف وادي الحجير وأيضا حسنا فعلت أمل عندما بررت قرار منع الباخرة بنت السلطان من الرسو جنوبا بأن ظاهرها مجاني لثلاثة أشهر والحقيقة هي تكلفة باهظة على اللبنانيين لثلاث سنوات ولأنها ستعمل لتعطيل إنشاء معمل جديد في الزهراني هي تهمة لم تنكرْها أمل وشرف تدعيه وهو كلام حق ومحق لو أن وزراء الحركة وقفوا في مجلس الوزراء ضد إمرار صفْقة البواخر بمحضر مزور لم يتجرأْ غير وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني على الوقوف في وجهه أما إذا كان قرار الإبعاد إلى حدود كسروان البحرية لغاية في نفس حماية أصحاب مافيا مولدات الكهرباء فمسألة ليس فيها بعد نظر.

بين الترحال الكهربائي الذي رسا أمام داخوني الذوق وشد الحبال السياسي المعلق على خط التأليف الحكومي كاد جبران باسيل يقول لسعد الحريري كن منصفا يا سيدي القاضي في الصيغ الحكومية التي تطرحها وهي صيغ ترمي بكرة تعطيل التأليف في ملعب رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني عبر الإيحاء بأنهما من يمنع القوات من الاستحصال على حقيبة سيادية وفي عملية حسابية يسيرة فإن الحقائب السيادية الأربع يتوزعها ائتلاف القوى السياسية الكبرى الدفاع حكما لرئيس الجمهورية ونيابة رئاسة مجلس الوزراء عرفا له أيضا المالية من حصة الثنائي الشيعي الخارجية للتيار الوطني الحر والداخلية لتيار المستقبل وعليه فإن الحل بيد الرئيس المكلف التنازل عن حقيبته لحليفه القواتي لا أن يعده بحقيبة من كيس غيره. وإذا كانت الانتخابات قد أفرزت تمثيل الأحجام فإن الانتخابات نفسها وضعت الإعلام في خانة المتهم بخرق قانون الإعلام والإعلان الانتخابي فكان للإعلام موقف برتبة وزير حصن رعاياه من ظلم هيئة الإشراف على الانتخابات التي تنازلت عن دورها فكانت رقيبا بحاجة الى رقيب وحل الإشكال لا يكون بتسوية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب بل بدور منوط بوزير العدل والقضاء في تحكيم القانون والدستور لا في وضع القضاء وجها لوجه مع الإعلام. وإلى أن يقضي العدل أمرا كان مفعولا لم يضع حق وراءه مطالب فإلى مسيرات العودة التي تقودها غزة بضريبة الدم منذ أربعة أشهر فإن "صفقة القرن" يبدو أنها لن تؤجل بل سقطت وانتهت الى غير رجعة لاسيما بعد الرفض العربي لها وتسلم الملك سلمان بن عبد العزيز للملف معطوفا على قوله للرئيس الفلسطيني محمود عباس: (لن نتخلى عنك. . . إننا نقبل ما تقبله ونرفض ما ترفضه).

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 3 آب 2018

النهار

يؤكد وزير سابق أن هاجس الاغتيالات يبقى ماثلاً وأن التحذير منه ليس في غير محله وليس نتاج معلومات بل مقارنة بظروف مشابهة.

لدى "القوات اللبنانية" شعور بأن ثمة رغبة سورية في احراج الحزب لإخراجه وهو الهدف الذي يعمل له سياسيون وينادون به في الداخل.

توقع وزير سابق أن تزداد الضغوط السورية على لبنان بعدما خف الضغط العسكري على دمشق وبدأت تحول اهتماماتها الى ملفات أخرى.

الجمهورية

تستعدّ شخصية قريبة من مرجع كبير للدخول بفاعلية أكثر في الشأن العام فيما كان عملها حالياً في الظل.

شهد إجتماع روحي نقاشاً كبيراً حول موقف من ملف زراعي دقيق إنتهى الى التحذير من خطورة هذا الأمر.

يلاحَظ أن مرجعاً بارزاً إستقبل في المدة الأخيرة أكثر من مرة وزيراً سيادياً على رغم الخلاف مع فريق الوزير.

اللواء

ما يزال يدور اللغط حول موعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت وارتباطها باستحقاقات مفيدة للبلدين.

وضعت أطراف معنية مباشرة بتأليف الحكومة في أجواء إمكان المبادرة لقضاء عطلة آب خارج البلاد؟!

لا يُخفي أحد النواب وجود تداخل مصالح إقليمية مباشرة ذات تأثير على تأخير ولادة الحكومة.

المستقبل

يقال إنّ ديبلوماسيين غربيين لاحظوا أن الإدارة الفرنسية باتت أقلّ تشدداً في الموقف بالنسبة إلى ملف عودة النازحين السوريين في ضوء المبادرة الروسية التي ظهرت أخيراً بالتعاون مع الأمم المتحدة المتحدة والمجتمع الدولي.

البناء

قالت مصادر على صلة بالمفاوضات اليمنية ّإن ارتباكاً يسيطر على الموقف السعودي تجاه الاختيار بين مواصلة الحرب أو ارتضاء الدخول في مفاوضات جدية، ومصدر هذا الارتباك هو العجز عن التسليم بالفشل العسكري عبر فتح باب التفاوض من جهة، ومن جهة أخرى العجز عن تحمّل التبعات التي يرتبها العمل العسكري على الملاحة في البحر الأحمر وسوق النفط بعد الهجمات التي طاولت ناقلة نفط سعودية، ووضعت المصادر حركة المبعوث الأممي في هذه المرحلة في دائرة تشجيع السعودية على النزول عن شجرة الحرب.

 

الطاغية حسن نصر الله يملك ويملك ويملك !

الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا/موقع ضفاف/03 آب/18

تلفزيونات، وراديو، وصُحُف، ومجلات، ومواقع الكترونية إعلامية، وقاعات، ومساجد، ومكتبات عامة، وملاعب رياضية، ومستوصفات طبية، ومستشفيات، وصيدليات، ومراكز جمعيات ونوادي ثقافية واجتماعية، وبنوك لقرض الناس، واستراحات سياحية، وكشافا؛

[ و100 مليون دولار شهريا يتقاضاها من إيران]

يستلمها من اللص الطاغوت خامنئي الذي يعيش شعبه تحت الفقر!!.

وحسن نصر الله يملك أكثر من 1500 رجل دين شيعي يتقاضون رواتب مالية شهريا منه مقابل صياحهم على منابر المساجد والحسينيات، ويملك ويملك ويملك.

معنى ذلك أنه من الطبيعي أن يؤثر ويُدَجِّنَ ويحتوي على 40 بالمئة من أصوات الشيعة في لبنان ويجعلها كتلة سياسية متماسكة فهل تنتظرون من المجموعة الشيعية المعارضة الفاقدة لكل أسباب القوة أن تؤثر بالستين % المتبقية من الشيعة اللبنانيين وأن تنجح بتكوين كتلة سياسية متماسكة من الستين % من دون إمكانيات ووسائل كالتي يملكها حسن نصر الله ؟!.

{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } والمال من أبرز أسباب القوة والمعارضون لا يريدون المال لكي يشتروا به ذِمَم الشيعة وضمائرهم حتى يعارضوا حزب الطاغوت حزب ولاية الفقيه السفيه بل يريدون المال لكي يوفر لهم ما وفره لحسن نصر الله للوصول إلى بيوت الشيعة لكي يكشفوا لهم مخاطر عقيدة ولاية الفقيه ومشروعها السياسي الإجرامي الذي أعاد لبنان 100 سنة إلى الوراء والذي دمر بلدان العرب في العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان وله باع وليس إصبع في كل فتنة وحرب داخلية في دول العرب والمسلمين.

 

لا مسودة حكومية قريبا.. والتيار الحرّ لمزيد من التصلّب

 إعداد جنوبية 3 أغسطس، 2018

لا تزال عملية تشكيل الحكومة غارقة في العقد ولا تزال تدور في حلقة مفرغة من دون بروز اي ملامح لاحداث خرق ما، في ظل تصلب التيار الوطني الحر ومساعيه بدعم من حزب الله، لعزل القوات اللبنانية واضعاف جنبلاط درزيا. الواقع ان الآمال التي كانت معلقة على نتائج اللقاء الرئاسي الاخير لتجاوز االعراقيل، تلاشت الى درجة الانعدام وسط اصطدام الجهود كافة بجدران الممانعة السياسية. نقل زوار بعبدا عن رئيس الجمهورية ميشال عون ان الرئيس المكلف  سعد الحريري غير جاهز بعد لتسليم رئيس الجمهورية مسودة حكومية وفق الأسس المحددة لتمثيل جميع المكونات لتكون حكومة  جامعة وحدة وطنية بالفعل، كما أكد عون في كلمته في عيد الجيش. وفي هذا السياق، رفض الوزير جبران باسيل في حديث “النهار” إتهامه بالعرقلة، ماداً يده الى الرئيس المكلف قائلاً: “نحن بتصرفه، ما عليه إلّا ان يطلب ونحن نلبي، عندما يطلبني يجدني”. وأؤكد ان الحلف مع “تيار المستقبل” لا يزال قائماً ” طالما أن  دولة الرئيس ضمن هامش المهل المقبولة ولم يخرج عن الميثاق والاعراف والاتفاق بيننا ونحن لا نطلب الا تطبيقه”، نافياً بذلك كل كلام عن سقوط التسوية الرئاسية. وقالت مصادر متابعة لـ”الجمهورية” انّ ” لا إيجابيات على خط التأليف ولا صحة لكل الاجواء المتفائلة التي تشاع بين فينة وأخرى فلا احد يستعجل التأليف، بل الجميع مقتنعن أن تأخره لمزيد من الوقت سيكون لمصلحتهم في ضوء حساباتهم السياسية والاقليمية. ففريق 8 آذار يرى ان الانتظار لفترة شهر او شهرين قد يكون مفيد له، حتى إتضاح الصورة الاقليمية بطبعتها النهائية، وكذلك الأوضاع السورية، وبالمقابل، فإنّ فريق 14 آذار لا يضيره الإنتظار لمزيد من الوقت لكي لا يقدّم تنازلات “.

ولفتت المصادر نفسها الى “انّ كل فريق سياسي يحاول  تحصيل ما هو لمصلحته ولحساباته الشخصية، وتعزيز رصيده لخوض معاركه المستقبلية على أن المعركة الأسياسية هي الرئاسية”. وقالت: “انّ الاولوية لم تعد لتأليف الحكومة إنما لتحصين الجبهات”. ولم تسجّل حركة المشاورات الخاصة بالتاليف أمس أي جديد، على رغم تنقلّها بين “بيت الوسط” الذي زاره جعجع امس الاول وقصر بعبدا الذي قصده الوزير “القواتي” ملحم الرياشي أمس، ناقلاً الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة من جعجع حول “موقف “القوات اللبنانية” من الحكومة واستعدادها لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، ولكن ضمن الحد الأدنى المقبول للحجم الانتخابي والوزن السياسي”. وأبلغ عون إلى الرياشي انّ “موضوع منح حقيبة سيادية لـ”القوات اللبنانية” يتم البحث فيه مع الرئيس المكلف”.

وقال متابعون لـ”الجمهورية” انّ الرياشي “نقل الى عون طرح  لـ”القوات” الجديد والنهائي حول حصته الوزارية، وهي تقع بين خيارين أو الإبقاءاعلى 4 حقائب، وأولها ان يكون من بينها موقع نيابة رئاسة الحكومة”. وإذ ابلغ عون الى الرياشي انّ موقع نائب رئيس الحكومة سيكون من حصة رئيس الجمهورية ، طرح الرياشي الخيار الثاني، قائلاً: “نريد حقيبة سيادية بدلاً من نيابة رئاسة الحكومة”. فردّ عون باختصار مفيد: “راجعوا الرئيس المكلف تأليف الحكومة”. وبعد اللقاء إتصل الرياشي بالحريري وأطلعه على حصيلة اللقاء والمعادلة التي تم تبادل الآراء في شأنها. وعلى هذا الصعيد،  قالت مصادر مقربة من الرئاسة الأولى لـ”اللواء” ان “القوات” قبلت بأربع حقائب، وليس خمساً، على ان تكون احداها سيادية.  وهذا يعني ان النقطة ما تزال حيث هي، منذ البدء بمشاورات التأليف.  في مقالب التيار الوطني الحر” لا يطالب الا بحصة (بحسب أبو صعب)، وتلبية المطالب هي من صلاحية الرئيس الحريري. وما لم يقله أبو صعب، قالته الـO.T.V الناطقة بلسان التيار الوطني من ان لقاء الحريري – جعجع دليل إضافي على ان العقدة في موضوع التمثيل المسيحي في الحكومة هي لدى “القوات” ويجب حلها مع رئيسها جعجع.. وأضافت الـO.T.V نقلاً عن مصدر وصفته بالمتابع، ان الاجتماع بين الرئيس الحريري والوزير باسيل لم يكن له لزوم، لأن لا مشكلة ولا عقدة في ما يطلبه التيار. وانتهى المصدر وفقاً للمحطة نفسها، التيار يطالب بأقل من حقه، وغيره (في إشارة للقوات)، يطلب أكثر مما يحق له، بناء على نتائج الانتخابات، وهنا جوهر تعطيل التشكيل.

 

صواريخ حزب الله:إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً لحماية منصات الغاز

سامي خليفة/المدن/السبت 04/08/2018

تحاول إسرائيل جاهدةً التمكن من ردع صواريخ حزب الله البحرية لحماية منصات إنتاج الغاز الطبيعي. ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي جهوزيته التامة لاعتراض صواريخ حزب الله في البحر، فإن صحيفة "هآرتس" تكشف عن الخطط العسكرية الجديدة في البحر وتحاول تحليلها. تقوم البحرية الإسرائيلية، وفق "هآرتس"، بطلب سفن مصممة لحماية منصات حفر الغاز بعيداً من الساحل، رغم أنها ستكون على بعد 10 كيلومترات من شاطئ حيفا. والجدل الدائر حالياً يتمحور، وفق الصحيفة، حول مدى ابتعاد منصات إنتاج الغاز الطبيعي عن سطح البحر. ما يثير سؤالاً آخر عن سبب إنفاق البحرية الإسرائيلية 430 مليون يورو (502 مليون دولار) لشراء 4 فرقاطات من ألمانيا. إذا كانت خطط تحديد موقع منصة الغاز التابعة لحقل لفياتان العملاق، التي يتم بناؤها في ولاية تكساس ومن المتوقع أن تصل إلى إسرائيل في غضون 6 أشهر، على بعد 10 كيلومترات من ساحل فلسطين المحتلة تمضي كما هو مخطط لها، فإن أسطول إسرائيل البحري، كما تكشف "هآرتس"، سيتم تجهيزه بقوة نيران باهظة الثمن بشكل لا يتناسب تماماً مع التهديدات التي سيواجهها. عندما تم الإعلان عن الصفقة مع مجموعة "تيسين" الألمانية قبل 3 سنوات، كانت النقاشات حول الدفاع عن المنشآت، وتحديداً التهديدات المحمولة جواً أو بالصواريخ لمنشآت الغاز من مقاتلي حزب الله في لبنان ومقاتلي حماس في غزة، وكانت تتعلق باستخراج الغاز بواسطة سفينة كبيرة في القرب من الحقل الذي يبعد 120 كيلومتراً من الشاطئ. ومن الناحية الدفاعية، هناك فرق كبير في تلك 110 كيلومترات. فعندما تكون السفن على مسافة أبعد، تكون المياه أعمق، وتحتاج إلى كثير من الوقت في البحر للعودة من المكان الذي يفترض أنها تدافع عنه. وتقول المصادر المشاركة في النقاشات بشأن الخطط الدفاعية، للصحيفة، إنه عندما بدأ مسؤولو الدفاع الإسرائيليون تقييم الحاجات الدفاعية للمنصة في العام 2012، كان الاستنتاج هو أن قارباً صغيراً وأخف وزناً، صُنع في كوريا الجنوبية، سيؤمن جميع الحاجات الدفاعية. لكن فجأة في العام 2014، منحت إسرائيل العقد للشركة الألمانية التي يجري التحقيق معها الآن بشأن مخالفات محتملة تتعلق بالمحامي الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو والممثل الإسرائيلي لشركات بناء السفن الألمانية. وعلى عكس ما تفترضه "هآرتس"، فإن وزارة الدفاع الإسرائيلية تؤكد أنها ستستطيع مع الخطط الجديدة أن توفر الحماية لمحيط المياه الاقتصادية بأكمله، حتى من أكبر التهديدات كصواريخ الحزب، وأن الخطط الجديدة ستحسن مستوى الدفاع عن منصات الغاز أيضاً. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد نشرت، في آواخر تموز 2018، توصيات سلاح البحرية بخصوص حقل لفياتان، تتعلق ببناء منصة للغاز بالقرب من الشاطئ. ما سيوفر حماية أفضل للحقل بواسطة منظومات الدفاع الجوي. ولفتت الصحيفة في التقرير إلى أن وزارة الطاقة هي التي قررت أن تكون المنصة على بعد 10 كيلومترات، وذلك لاعتبارات تتصل بعمق قعر البحر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جنبلاط يخوض الثورة ولو وحيداً: لا لعودة النظام السوري

منير الربيع/المدن/الجمعة 03/08/2018

ما يقوله جنبلاط يبدو أبعد من السويداء ومسألة تشكيل الحكومة

 هل يقود رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ثورة جديدة؟ السؤال يردده بعض المتابعين، لدى مراقبتهم مسار المواقف السياسية المتدرجة لدى وليد جنبلاط. إعادة استحضار خطابه في ساحة الشهداء في 14 شباط 2007، الذي وصف فيه رئيس النظام السوري بشار الأسد بالقرد، هو رسالة بالغة الدلالة ويستحق التوقف عندها. جمع جنبلاط الأسد وداعش في سلّة واحدة. وهذا كان أعلنه أيضاً لدى تعليقه على مجرزة السويداء، التي يشير جنبلاط فيها إلى أصابع النظام السوري، لتحقيق أهداف عديدة منها استعادة السيطرة على المحافظة بكاملها، واستدراج أبنائها إلى صفوفه ودفعهم للذهاب إلى الخدمة الإلزامية والتورط بمعركة إدلب. وحيداً يبدو جنبلاط في موقفه التصعيدي إلى هذا الحدّ. المواقف المعارضة للنظام السوري بهذا الشكل كانت غائبة منذ أكثر من سنتين عن الساحة اللبنانية، واختفت كلياً بعد الانتخابات الرئاسية. موقف يتيم أطلقه الرئيس سعد الحريري قبل أيام بأنه لن يزور سوريا ولو انقلبت المعادلة بكاملها في المنطقة، وإذا اقتضت مصلحة لبنان مثل تلك الزيارة، فليبحثوا عن أحد غير الحريري، على حدّ قوله. لكن موقف الحريري كان رداّ على سؤال مباشر طرح عليه بأن هناك ضغوطاً كثيرة عليه لدفعه إلى إعادة علاقاته مع النظام. وضع جنبلاط مختلف، كذلك مواقفه. فهي لا تنفصل في لبنان عن رسائله السورية. المعادلة واضحة، تخويف دروز السويداء بداعش للاحتماء بالنظام والعودة إلى كنفه. وبذلك تتوجه رسالة الانتقام من النظام إلى جنبلاط في لبنان، من تشكيل الحكومة إلى ما بعدها. في المقابل، فإن محاصرة جنبلاط وتهديده وتطويقه، رسالة هادفة موجهة إلى أبناء السويداء بعدم الالتزام بما يقوله أو عدم التوافق معه على مواقفه السياسية. لكن ما يقوله جنبلاط يبدو أبعد من السويداء ومسألة تشكيل الحكومة. ليس صدفة أن يستحضر الرجل معركة سوق الغرب، التي أشار فيها عمداً، إلى أن جيش التحرير الشعبي التابع للحزب التقدمي الاشتراكي خاض تلك المعركة بمفرده، وهي التي أسست إلى التسوية فيما بعد، وأسست لإتفاق الطائف ومصالحة الجبل. وهنا، يتابع جنبلاط رسائله بشكل مبطّن ولكن ذات سقف مرتفع. استعادة سوق الغرب، هي للرد على المحاولات اللبنانية لتطويقه، وكل محاولات ما يعتبره التعدّي عليه وعلى بيئته وخياراتها في مسألة تشكيل الحكومة. والأهم، أنه يقول: الحرب للحرب، والسلم للسلم. وهذا يعني أن لا مجال للتنازل بالنسبة إليه. مطالبه الحكومية أصبحت في مرتبة المقدسات، ومن المحرم المس بها. ثلاثة وزراء دروز، هي أم معاركه حالياً، لأن أي تراجع أو انكسار أو تنازل، يعني إنكسار للمختارة وتيمور والمسيرة المتجددة. وهذا ما لن يسمح به جنبلاط. ولا يمانع أن يبقى وحيداً على موقفه، رافضاً الذهاب إلى التنسيق مع النظام السوري، على قاعدة "المجد لمن قال لا، وحافظ على ثوابته". صحيح أنه يسير عكس الرياح الإقليمية، لكنه يسجّل موقفاً للتاريخ. وهو بذلك يستعيد تجربة والده كمال جنبلاط، يوم تلقى عشرات الرسائل الدولية والإقليمية، بضرورة التهدئة مع نظام حافظ الأسد وعدم تصعيد اللهجة السياسية ضده. لكن كمال جنبلاط رفض ذلك، وبقي على موقفه، فدفع حياته ثمناً لذلك. في حقبة ما بين العامين 2004 و2005، كان وليد جنبلاط طرفاً رئيسياً من الاطراف التي تلقت تهديدات من النظام، وحينها قيل إنه حلقة من اثنين يريد النظام كسرهما، هو ورفيق الحريري. وبعد عملية اغتيال الحريري، رفع جنبلاط لواء الثورة الشعبية، وتجمّعت عوامل عدة دفعت بالنظام إلى الخروج من لبنان. اليوم، يستشرف جنبلاط محاولات لإعادة نفوذ النظام إلى اللعبة اللبنانية، ويقف معارضاً، ويبدو أنه مستعد للذهاب إلى النهاية في موقفه رافضاً التنازل. ومنذ فترة يرى جنبلاط تحولات سياسية خارجية ومحلية انعكست في نتائج الانتخابات النيابية، وليس تنامي الكلام عن إعادة العلاقات مع النظام السوري إلا أحد أوجه تلك التحولات التي يريد البعض السير فيها إلى النهاية للعودة إلى حقبة ما قبل العام 2005. ولا شك أن ثمن ذلك سيكون كبيراً، والمواجهة أكبر.

 

اخلاء سبيل رشيد جنبلاط!

صحف لبنانية/الجمعة 03 آب 2018 /وافقت القاضية زينب فقيه على طلب إخلاء سبيل رشيد جنبلاط، بعد توقيفه امس بموجب مذكرة توقيف غيابية صدرت بحقّه. واشار في حديث لقناة "الجديد" بعد إخلاء سبيله: انّ ما نشره موقف سياسي له علاقة بحرية الرأي.

من جهة اخرى لفت لقناة الـ"ام تي في" انذ المذكرة بحقه صدرت في 28 كانون الثاني 2018 بعد طلبه من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الإعتذار على خلفية وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"البلطجي".

 

هل أطاح الإحتدام السياسي بالتسوية؟

"الأنباء الكويتية" - 3 آب 2018/أعربت مصادر سياسية مطلعة، لـ"الأنباء"، عن "خشيتها من أن يطيح الصراع الخفي حول مصالحة الجبل بـ "التسوية السياسية" التي أتت بالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وسعد الحريري لرئاسة مجلس الوزراء، وأن يتحول العهد كما الحكومة الى عهد تصريف اعمال حيث لا انتصار في معركة ضاع فيها الهدف، كما يقول الرئيس عون نفسه".

 

لبنان بين فريقين مجدداً.. والمواعيد سقطت

"الأنباء الكويتية" - 3 آب 2018/يبدو، وفق الأنباء"، أنّ الأمل بتشكيل الحكومة سريعاً تبدد، وسقطت المواعيد التي ضربت لذلك، الواحد تلو الاخر، ولم يبق في الميدان سوى تبادل الاتهامات بالمسؤولية، فريق العهد يتهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" د. سمير جعجع بالتحضير منذ اليوم لانتخابات الرئاسة المقبلة عبر تكبير حجم قواها وزاريا، وهذا الفريق يتهم فريق العهد أو الممانعة بمحاولة السيطرة على الحكومة لاعادة التطبيع مع النظام السوري، من خلال رفض اعطاء فريق الحريري ـ جنبلاط ـ جعجع 13 وزيراً".

 

هذا هو نجم "كلام الناس" عبر الـ"LBCI"

كواليس -ليبانون فايلز الجمعة 03 آب 2018 /بقي البرنامج السياسي في الـ"ال بي سي آي" من دون مصير محدّد بعد، ولم تَحسُم إدارة القناة هويّة المذيع الذي سيطل مكان الإعلامي مارسيل غانم، إلا أنّ مصادر رجّحت أنْ يكون المسؤول في حزب "الكتائب اللبنانيّة" ألبير كوستانيان هو النجم المتوقّع.

 

حزب الله» يضغط لفكّ دعم برّي لجنبلاط وحليفيه جعجع والحريري

سهى جفّال/جنوبية/02 أغسطس، 2018

هل أنهى"حزب الله" غطاء بري لثلاثي محور "الحريري ـ جنبلاط ـ جعجع"؟

طيلة المناكفات والتجاذبات السياسية حول تشكيل الحكومة المقبلة وما يتضمنه من توزيع الحصص والأحجام للقوى السياسية، كان اللافت خلط الأوراق على صعيد الإصطفافات السياسية  خصوصا مع منح الرئيس نبيه بري الغطاء والدعم الكامل لتكتل “الحريري – جنبلاط – جعجع” بوجه تكتل لبنان القوي – حزب الله” وإن كان بشكل سري. دعم الرئيس بري لهذا المحور شكل إزعاجا كبيرا لـ “حزب الله” خصوصا في ظلّ تمترس جنبلاط بمطالبه وإصراره على كافة الحصة الدرزية  في الحكومة وعدم الموافقة على فرض شراكة النائب طلال ارسلان عليه من قبل “التيار الوطني الحرّ” وفتحه بالتالي النار داخليا على العهد،  وخارجيا بفتح جبهات شرسة على النظام السوري التي فجرتها أحداث السويداء، وبالتالي موقف بري هذا ومساندته جنبلاط سبب إنزعاجا كبيرا لدى “حزب الله” ولعل هذا ما يفسر الحملة في مواقع التواصل على برّي من قبل أنصار الحزب.  خصوصا في ظلّ ما ينقل عن الرئيس المكلف بأنه لن يقبل أن يُهزم وليد جنبلاط، وليس بمفرده في هذا الإتجاه، في اشارة الى الرئيس بري، وهو ما تؤكده مصادر نيابية اشتراكية.  ومن الطبيعي أن لا يتقبل “حزب الله” في “حرب الأحجام” خروج برّي من كنفه وهو ليس بأمر جديد، ويرى المراقبون أن عدم مساندة الرئيس بري لحليفه الشيعي في معركته السياسية لمسه منذ البداية وكان أحد الأسباب لدفع النائب جميل السيد لشن حملة عليه وإتهامه بالإهمال وسوء الأوضاع في البقاع، ومن ثم “ليّ ذراع” بري من خلال  فرض إستقبال باسيل في عين التينة بعد إنقطاع دام أشهر بعد فيديو “محمرش” الذي نعت فيه باسيل بري بـ “البلطجي”.

مصدر مطلع خاص بـ “جنوبية” أكّد أن موقف برّي كـ «شريك خفي» لثلاثي “الحريري ـ جنبلاط ـ جعجع”  تغيّر بعد لقائه باسيل منذ يومين بضغط سوري وهو ما ترجم عبر اللقاء نفسه، وبنفي باسيل عبر الـ “او تي في” ما ورد في جريدة “الأنباء الكويتية” في العدد الصادر اليوم (الخميس)  من معلومات عن ابلاغ بري لباسيل أثناء لقائهما عن دعمه مطالب رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وبحسب الصحيفة بري ابلغ زواره بأنه “ليس وسيطا، ولكنه أحب أن يبادر بنقل الايجابيات التي يمكن ان تقرب بين المواقف”. إلا أن باسيل أكّد أن البحث مع بري لم يتم التطرق فيه الى الحصص الوزارية، إنما كان محصوراً بما تم الاتّفاق عليه حول مبدأ وحدة المعيار في التشكيل“.

وأشار المصدر إلى أن “عودة الإصطفافات في البلاد إلى ما كانت عليه فريق ضدّ النظام السوري وآخر يؤيدّه، كما لفت إلى “الهجوم على الرئيس برّي بدأ من قبل النائب جميل السيد بإشارة سورية إنتقاما من بري على خلفية عدم مشاركة “حركة أمل” بالحرب السورية، وعلى عبارة كان قد قالها بري سابقا عام 2011 عن أن النظام السوري سوف يسقط، لذا يعتبر النظام أن بري تخلّف عن مساعدة سوري وبالتالي بدأت الرسالة من السيد وسبقه على ذلك باسيل، وكان واضحا هذا الإستهداف أيضا في الإستحقاق النيابي حيث  تم إضعاف بري بخروج “أمل” بأرقام ضئيلة جدا مقارنة بأرقام “حزب الله”. لافتا إلى أن “النظام  السوري إستشرس أكثر إلى حدّ دفع الفرزلي إلى القيام بوساطة كي يستقبل بري باسيل علما أن الرئيس بري كان رافضا لهذا اللقاء، وهنا يبدو واضحا أين مكامن الخلل الحكومي”.

وختم المصدر “مع احياء الإنقسام السياسي لمعسكري  8 و 14 أذار، تنتظر الساحة الداخلية  تطورات خارجية تؤدي إلى تشكيل الحكومة، وحتى الآن الحريري يصرّ على موقفه بعدم إضعاف وهزيمة جنبلاط”.

من جهة ثانية،  أكّد المحلل السياسي نوفل ضوّ لـ “جنوبية” أنه “ليس من المراهنين على التباينات بوجهات النظر بين بري و”حزب الله”، مشيرا إلى أنها “عملية توزيع أدوار،  فعندما كان بري يقول ما يقول عن دعمه للحريري وجنبلاط كان ذلك في إطار تفاهم مع الحزب واليوم عندما يقول عكس ذلك يكون أيضا بتفاهم بين الإثنين”. كما رأى أنه  “عمليا لدى “حزب الله” مصلحة بتأخير تشكيل الحكومة، وهو ما يتوقف على الظروف الإقليمية وتحديدا موقف إيران والحزب من التطورات السورية ومحاولة ربطها بالتطورات في الداخل اللبناني من خلال معادلة واضحة هي “في حال ربحنا في الإقليم يترجم هذا الربح في لبنان وفي حال العكس يجري تعويض هذه الخسارة في الداخل اللبناني أيضًا”. ختاما، أكّد ضوّ أن ” ما يسعى إليه “حزب الله” من خلال بري هو عبر إستخدامه كمخرج دستوري وقانوني للمشروع السياسي للحزب وبالتالي الذهاب بعيدا على التباينات بينهما بالرغم من وجودها بين أي فريقين أو شخصين، لكن إستراتيجيا بري و الحزب يلتقيان على الأقل في هذه المرحلة على لعبة “تينيس” لكن في النهاية هناك مشروع واحد ينفذ هو ما يريده حزب الله”.

 

الناشطون في لبنان: استنسابية في القمع وفي تطبيق القوانين

 سهى جفّال/جنوبية/03 أغسطس، 2018 قمع الحرية

"العهد القوي" على الحريات وكمّ الأفواه أين هو من تغريدة قيادي"التيار الوطني" ناجي حايك؟ في “عهد لبنان القوي” إرتفعت في لبنان استدعاءات الناشطين والصحفيين إلى مراكز التحقيق الأمني في عهد يمتاز بقمع الحريات وكمّ الأفواه وقطع الطريق على أي ناقد للعهد أو لصهر العهد، وآخر هذه الظواهر مداهمة القوى الأمنية منزل الناشط رشيد جنبلاط بموجب مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة بحقّه في وقت سابق بتهمة القدح والذم والتحقير بحق رئيس “التيار الوطني الحرّ” الوزير جبران باسيل على مواقع التواصل الإجتماعي.

التعرض لصهر العهد كانت نتيجته إصدار القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا كارما حسيكي ” حكماً، بحبس جنبلاط ستة أشهر وإلزامه دفع مبلغ عشرة ملايين ليرة كعطل وضرر على خلفية تعرضه لباسيل.

وهو ما إستدعى تدخلا على مستوى القيادات الدرزية جميعها التي توحدت بوجه ما وضع تحت “خانة” قمع الحريات والإستنسابية بتنفيذ القوانين وليلاً غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع تويتر قائلا: يا له من مستوى يساوي الحضيض عندما يعتقل فرد ايا كان لانه تهجم على صهر الدولة. وجاء في تغريدة  الوزير السابق وئام وهاب: اذا لم يتم إطلاق سراح رشيد جنبلاط صباحاً لا أعتقد أن أحداً يستطيع ضبط ردود الشارع أنصحكم بحل الأمر بسرعة وإذا كان أحد يعتقد أنه يستطيع تحريك المؤسسات ضد الدروز فقط، فهذا يعني أنه يريد إسقاطها.

ولعلّ هذه الحساسية المسيحية – الدرزية التي أثيرت على خلفية توقيف جنبلاط تمّ بعد ظهر اليوم إطلاق سراحه وأوضح في حديث صحفي بعد إخلاء سبيله أن  المذكرة بحقه صدرت في 28 كانون الثاني 2018 بعد طلبي من باسيل الإعتذار على خلفية وصفه بري بـ”البلطجي”.

كما إستغرب سبب توقيفه بعد أشهر ، مؤكدا أنه لا يمكن أن يعتذر من مسؤول يتكلّم باسم الجمهورية اللبنانية ويقول “لا عداء لدينا مع إسرائيل”، مضيفا “عندما يعتذر باسيل من الشعب اللبناني فأنا مستعد أن أتراجع عن كلّ شيء”.

وقد حفلت مواقع التواصل الإجتماعي أمس بمطالبات ناشطين من خصوم “التيار الوطني الحر” بمحاكمة قيادي في “التيار الوطني الحر” ناجي حايك “كان تعرض لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إذ توجه له  بالقول: «بعد ١٠ أيام سوف نتذكر نحن وانت القرود الذين أرسلتهم الى سوق الغرب في ١٣ أغسطس ١٩٨٩ وقد أعادهم ميشال عون لعندك باكياس الجنفيص»، وإذ إستذكر حايك الحرب بين الموحدين الدروز والمسيحيين خلال فترة الحرب الأهلية مثيرا بذلك النعرات الطائفية والحساسيات المذهبية، وعلى الرغم من إعتذاره ، خرجت بعض الاصوات التي تطالب بمحاكمته إسوة بالناشط جنبلاط مع العلم أنها ليست المرّة الأولى التي يتعرض فيها لزعيم المختارة إذ سرب الحايك فيديو يتوعد فيه جنبلاط بتكسير رأسه في الإنتخابات النيابية، إلا أن الاخير بقي بعيدا عن المحاسبة والمساءلة علما أنه قيادي يفترض أن يكون كلامه مسؤول.

المسؤول الإعلامي في”مؤسسة سمير قصير” جاد شحرور، وفي حديث لـ”جنوبية”، رأى أن ” المشكلة لا تكمن فقط بموضوع قمع الحريات إنما ايضا في الإستنسابية بتطبيق القانون، وهو ما نشهده على عدّة مستويات”، مشيرا إلى أن “المثال على ذلك هو في القرار الذي صدر عن وزير العدل سليم جريصاتي في شباط 2017 بعدم التعرض لأي كان لأن القضاء لا يستطيع ان يطال الجميع، وكي لا يقع بالتالي بهذه الإستنسابية بإستدعاء ناشط دون آخر، إلا أن هذا القرار لم يدخل حيّز التنفيذ”، لافتا إلى أنهم “كانوا مدركين لهذا الأمر إلا انهم إستمروا في هذه السياسية القمعية”.

وحول الإستنسابية في ملاحقة وتوقيف الناشطين، رأى أن هذا الامر”يتعلّق بآلية تطبيق القانون إلا أنه الواضح أن إستخدامه لجهة القمع أكثر من جهة الحريات وحقوق المواطنين”.

كم أشار شحرور أن “أغلب الإنتقادات التي تستدعي تحرك قضائي والتي ترصدها المؤسسات الأهلية التي تراقب التعرض للمؤسسات الإعلامية والثقافية أصبح واضحا لها أغلبية الإستدعاءات تأتي من جهة “التيار الوطني” إما تتعلق بشخص رئيس الجمهورية ميشال عون أو تتعلق برئيس التيار جبران باسيل كذلك توجيه أي إنتقاد السياسي “للتيار”. وعلّق الناشط على مواقع التواصل الإجتماعي فراس بو حاطوم وهو من الناشطين الذين تمّ إستدعاؤهم ايضا على خلفية التعرّض للعهد وللوزير باسيل في حديث لـ “جنوبية” أن “القانون لا يجيز ملاحقة الناشطين على موقع “فايسبوك” ولا وجود لمادة قانونية تنص على ذلك”، مشيرا إلى أن “رشيد جنبلاط عبّر عن رأيه ولكن في الوقت نفسه هناك أشخاص آخرين على خلاف جنبلاط إنتقدوا الحزب التقدمي من جمهور التيار أو غيره إلا أن الملاحقة القضائية لا تكون إلا بحق الذين يتعرضون للرئيس عون وباسيل وحاشيتهما “.

ولفت بو حاطوم أن “عدد الملاحقات القضائية للأشخاص ضخم يصل إلى إستدعاء 400 إلى 600 شخص، بغض النظر عن نوعية الإنتقادات، كاشفا أنه ملاحق “بــست دعاوى من قبل باسيل وكل دعوى يطلب فيها مبلغ مادي قدره 100 مليون تعويض عطل وضرر”.

وفي الختام، إنتقد بو حاطوم “محاسبة الناشطين الذي يتناولون الصفقات المالية المشبوهة وفساد المسؤولين في وقت يدعون “الإصلاح والتغيير”، مع العلم أن الناشطين يعتمدون على المعلومات التي يكشفها الفريق السياسي المناهض لهم إلا أنهم  لا يلاحقون سوى الحلقة الأضعف”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تظاهرات في ايران تندد بتدخلاتها الخارجية في سوريا ولبنان

 سلوى فاضل/جنوبية/03 غسطس، 2018

على وقع تصاعد وتمدّد الإحتجاجات في إيران في مختلف المحافظات نتيجة الأوضاع الاقتصادية الخانقة، تسعى طهران لإشاحة النظر عن الداخل بتنظيم مناورات عسكرية ضخمة في الخليج، كعرض قوة في خضم التوتر مع واشنطن. فبعد تهديده باغلاق مضيق هرمز، جهّز الحرس الثوري أكثر من 100 سفينة للتدريب، اضافة الى القوات البرية، وسلاح الجو والصواريخ الأرضية. وقد تزامن ذلك مع ارتفاع وتيرة الإحتجاجات حيث خرجت التظاهرات المناهضة للنظام في أنحاء مختلفة من ايران، وسط هتافات منددة. وفي اتصال مع الصحفي والمحلل السياسي، مصطفى فحص، ردا على سؤال حول مدى نجاعة المناورات رغم الفروقات العسكرية مقارنة بواشنطن، قال “هي رسالة للداخل بفرعيه: الأول، أي الطرف المؤدلج الذي يؤمن بالنظام. والطرف الثاني، الآخر، الذي يقول ان النظام ضعيف وغير قادر على المواجهة في الداخل والخارج”.

ويتابع، فحص “اما النظام، فيريد ان يوحيّ بقوته للخارج من أجل الجلوس مرتاحا على طاولة المفاوضات، التي تطغى على الواقع. لكن التسوية تختلف ما بين باراك أوباما ودونالد ترامب. وهناك نوع من الرهان، فهل نستطيع ان نراهن على نظام ذو طبيعتين، طبيعة ناسوتية وطبيعة لاهوتية، فهو نظام ذو وجهين. والصراع داخل النظام هو ضد روحاني من أجل البحث عن مرشد بديل. كونه أول رئيس يشكّل حالة من القوة في دورته الثانية، وهو رئيس قويّ وفي الوقت نفسه يوضع ضمن قائمة “الورثاء” الاقوياء” للمرشد من قبل الاصلاحيين، والا ستتحول ايران الى العسكريتاريا المباشرة التي ستحكم ايران بسبب وصول مرشد ضعيف. واذا لم يكن روحاني، الأهل للوراثة، هو المرشد، فسيتم ترتيب الوريث في بين المحافظين. لان علي خامنئي هو آخر مرشد قوي”.

ويتابع، فحص، ردا على سؤال، “ليست إيران في موقع من يضع الشروط، لإنه لا يمكن لإيران ان تقوم بما قامت به عام 2016 عندما اعتقلت مجموعة أميركية بحرية  فترامب يختلف عن أوباما. فايران تملك 1500 زورق سريع فقط،كما ان البحرية الإيرانية باسطولها البحري القديم بل تم تحديثه عام 1981. لذا أقول ان المناورات هي رسالة للداخل، وكل هذه المناورات ليس لها أي علاقة بواشنطن، فإيران هذه المرة ستشرب من كأس سم مختلف، وترامب سيحدد لها نوع السمّ الذي ستشربه”.

من جهة مقابلة، يرى المحلل السياسي والصحفي، غسان جواد، ان “المناورات الإيرانية تأتي بوتيرة لا يمكن فصلها عن المشهد الدولي والاقليمي، لانها منذ خروج ترامب من الاتفاق النووي تعاني من ضغوطات وتهويل بالحرب، لذلك نعنبر المناورات جزء من اظهار الاقتدار”.

ويتابع “ايران لديها امكانيات لمواجهة العدوان عليها، وبهذا المعنى نحن بلحظة كباش واشتباك سيفضي اما الى الاعتراف بإيران كدولة اقليمية فاعلة تمارس دورها في المنطقة، واما سيؤدي ذلك الى مواجهة بمعنى ان سلاح المناورات هو الصوت المسموع للسياسة لانه عندما يبدأ سماع صوت السلاح فهذا يعني انسداد الأفق”. ويشير غسان جواد الى ان “إيران تعتبر ان واشنطن تسعى لجرّها الى المفاوضات دون شروط للاخضاع مما يترتب على ايران، اذا وافقت على الاخضاع، وموقفا جديدا خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية، علما ان ذلك يتناقض تماما مع السياسة الاسلامية الايرانية. لذا ستبقى ايران رأس حربة بمواجهة أميركا في المنطقة، كونها تعكس مواقف قوى كبرى انها هي غير متروكة، لا من روسيا ولا الصين، فهناك موقف صيني وموقف روسي لاحتواء العقوبات الآن. وبرأيي انه اذا خيّرت ايران بين الحرب والموت الاقتصادي البطيء، فانها ستختار المواجهة والحرب”.

ويختم الصحافي غسان جواد قائلا “ولآن الخيار الآخر هو نوع من الوحدة حيث تتجدد شرعية الدولة، وتعود اللحمة الداخلية، ستكون في كباش قد يفاجئنا بخيارات او بمواقف. فأمام العقوبات الان لا يوجد وسط في الداخل الايراني. فالتحركات جزء من المواجهة، وهي تحركات طبيعية، والدولة قادرة على التعامل مع الاحتجاجات، التي هي مفهومة. وهي محاولة لتقليم أظافر طهران، وتفجير التناقضات من الداخل، بسبب الدور الاقليمي ولمنع ايران من استثمار ثرواتها حيث تمنعهم واشنطن”. رأيان متناقضان، كل يرى التحركات الشعبية والتحركات الخارجية من منظاره، فكيف ستبدو اوضاع ايران في حال تطورت الاحداث نحو الاسوأ.. هذا ما ستنتظره الدول المحيطة في ظل انعدام وجود وريث للمرشد العام، وذهاب دولة ولاية الفقيه نحو المجهول…

 

إحباط تهريب مكونات صواريخ إلى إيران بمطار هيثرو

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين/03 آب/18/أحبطت السلطات البريطانية ما يشتبه أنه محاولة لتهريب مكونات صواريخ كانت في طريقها إلى إيران عبر مطار هيثرو في لندن. وبحسب صحيفة «إيفينينغ ستاندارد»، فإن «حلقتين دائرتين» على الأقل، يتم استخدامهما لتشكيل عازل لمنع التسرب في الصواريخ، جرى ضبطهما خلال عملية تفتيش لشحنة بالمطار. ويفترض أنه تم إرسال الحلقتين لاستخدامهما في صناعة النفط الإيرانية، لكن سلطات المطار أوقفت عملية الشحن بعد اشتباهها بالغرض الحقيقي منها، عبر استخدامها في صناعة الصواريخ. وأفادت الصحيفة بأن تحقيقا يجري في الوقت الحالي، قد يقود إلى توجيه الاتهام إلى المسؤولين عن إرسال هذه القطع. ونقلت عن مونيك رينش نائبة مدير قوة حرس الحدود البريطاني بمطار هيثرو قولها: «حصلنا على اثنتين من الحلقات التي حددناها، وهي عبارة عن قطع من المطاط توضع بين الأنابيب لإيقاف التسرب، لكنه يمكن استخدامها أيضا للرؤوس الحربية وما شابه، ولذا منع موظفونا إرسالها إلى إيران». ورفضت رينش الإفصاح عما إذا كانت هناك عمليات اعتقال جرت، مضيفا أن هناك تحقيقا يجري في الوقت الحالي. ويحظر بيع أو توريد أو نقل السلع أو التكنولوجيا المتعلقة بالصواريخ إلى إيران بموجب العقوبات التي تفرضها بريطانيا ودول أخرى، بهدف منع طهران من تطوير قدراتها لزعزعة استقرار الشرق الأوسط. وتضيف الصحيفة أن من يخرقون هذه القواعد يواجهون غرامات ضخمة وأحكاما بالسجن.

 

مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين الإيرانيين في ثالث أيام الاحتجاجات وأجواء أمنية مشددة في مراكز المحافظات وناشطون تداولوا مقاطع نقلت تفاصيل المظاهرات

لندن: «الشرق الأوسط»/03 آب/18/اجتاحت موجة الاحتجاجات كبريات المدن الإيرانية لليوم الثالث على التوالي أمس في وقت شهدت العاصمة طهران أجواء أمنية مشددة ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» عن مسؤولين أمنيين أن انتشار قوات الأمن جاء ردا على دعوات للتظاهر في مراكز المحافظات وبينما أشارت الرواية الرسمية إلى فرض الهدوء في المناطق المتوترة أظهرت مقاطع تداولها ناشطون مناوشات في عدة مناطق بين قوات الشرطة والمتظاهرين. وتجددت الاحتجاجات في أصفهان وشيراز والأحواز وأراك ومشهد وساري وكرج وشاهين شهر وهي من بين أكبر عشر مدن إيرانية تلبية لنداء التظاهر في شبكات التواصل الاجتماعي. وردد المتظاهرون شعارات تندد بسوء الوضع الاقتصادي وسوء الإدارة وتناقلت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» تقارير تضمنت تحذيرات كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية من «التظاهر غير المرخص وغير القانوني» كما أكدت الوكالة حدوث مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين في عدة مناطق لكنها قالت بأن المعلومات حول الاعتقالات غير متوفرة. ولوحظ في مقاطع الناشطين انتشار أمني مشدد في طهران ومراكز المحافظات لقوات الشرطة الخاصة. أتت الاحتجاجات بعد موجة غلاء وارتفاع في أسعار العملة والذهب على بعد أيام قليلة من العقوبات الأميركية. وتعهدت الحكومة الأسبوع الماضي، بتوفير السلع الأساسية للطبقة الفقيرة، لكن كثيرون يشيرون إلى فزع بين الإيرانيين نتيجة المخاوف من تصاعد التوتر الأميركي الإيراني.

ووصفت مساعدة الرئيس الإيراني معصومة ابتكار الاحتجاجات بأنها «مثيرة للشكوك» واستخدمت هاشتاق «الحرب النفسية» وقالت بأن «الحكومة تعمل على هندسة برنامج للعملة سيعلن السبت». وقال شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع واشتبكت مع متظاهرين في وسط أصفهان وتبادلت عناصر الأمن إطلاق الحجارة مع محتجين كما أوضحت مقاطع مسجلة تصاعد الدخان في منطقة سابور وسط أصفهان. وفي شاهين شهر خرجت مسيرة نسائية للتنديد بالأوضاع الاقتصادية. وكان أمس اليوم الثاني التي تشهد فيها أصفهان المعقل السياحي والصناعي في البلاد، مناوشات بين قوات الأمن والمتظاهرين. وأفادت وكالة أسوشييتد برس إن مقاطع الفيديو التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي يزعم أنها تم اتخاذها في مدينة كرج، يمكن مشاهدة عشرات المتظاهرين في الشوارع، وإشعال النار في سيارات الشرطة، وهتاف «الموت للديكتاتور». وإطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع.

وفي شيراز توجه المتظاهرون من مختلف المناطق إلى مفترق زند وفقا لشهود عيان، مرددين شعارات تطالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بترك منصبه.

لكن الشعارات في شيراز تحولت من المطالب الاقتصادية إلى السياسية. وردد متظاهرون في شيراز مركز محافظة فارس شعارات تطالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بتقديم استقالته كما رددوا هتافات تندد بسياسات النظام وتدهور الوضع الاقتصادي وبحسب وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» كان ثقل التجمهر في الوسط التجاري للمدينة وأشارت إلى مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن ولفتت إلى مهاجمة المتظاهرين من قبل قوات ترتدي ملابس مدنية. أول من أمس، قالت «إرنا» بأن انتشار عدد كبير من قوات الشرطة منع التجمهر وسط شيراز وعدد من مناطق المدينة لكن مقاطع نشرها ناشطون أظهرت خلاف ذلك. في مشهد مركز محافظة خراسان، خرج المحتجون إلى ميدان شهداء وسط المدينة. وقالت وكالة «إرنا» بأن الشرطة أنهت التجمهر «بهدوء» لكن مقاطع تناقلت أن الشرطة استخدمت طلقات هوائية إضافة إلى اعتقال عدد من المحتجين. وكان مشهد نقطة انطلاق الاحتجاجات التي شهدتها إيران في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي وشملت أكثر من ثمانين مدينة إيرانية. وأوضحت الوكالة أن قائد «الحرس الثوري» في مدينة مشهد تحدث إلى المتظاهرين ونقلت عن مسؤول أمني في منتصف النهار أن «الأوضاع تحت السيطرة». في نفس السياق، أعلن المساعد الأمني لمحافظ خراسان، محمد رحیم نوروزیان، منع التجمهر في مدينة مشهد والمدن الأخرى في المحافظة، نافيا أن تكون السلطات أصدرت ترخيصا للتجمعات الاحتجاجية في المحافظة معتبرا إياها «غير قانونية».كذلك، أشارت «إرنا» إلى انتشار لقوات الشرطة وأجهزة الأمن في أراك محافظة مركزي نتيجة دعوات للتظاهر و«حفاظا على الهدوء» لكن مقاطع فيديو لناشطين أظهرت نزول المتظاهرين إلى ميادين المدينة. كما أشارت وكالة «إرنا» إلى تجمعات احتجاجية ضد تدهور الوضع الاقتصادي في مدينة كرج غرب طهران. وأفاد تقرير الوكالة بعض الأشخاص الذین يقولون هدفهم الاحتجاج ضد الأوضاع الاقتصادية اجتمعوا منذ لحظات في مدينة كرج. وفي تقرير منفصل، كشفت الوكالة عن إجراءات أمنية مشددة الأحواز وإغلاق شارع نادري الذي يربط الجهات الأربع وسط المدينة وحذرت قوات الأمن من التجمهر «غير المرخص».

 

أميركا تتوقع مناورات كبرى لإيران في مياه الخليج والبنتاغون في وضع تأهب رداً على العمليات البحرية الإيرانية في مضيق هرمز

واشنطن: هبة القدسي- لندن: «الشرق الأوسط»/03 آب/18/تراقب القوات الأميركية تحركا جديدا للقوات العسكرية الإيرانية، يمهد للقيام بمناورات كبرى في الخليج وسط توتر مع واشنطن، وقالت القيادة المركزية الأميركية إنها رصدت زيادة في الأنشطة الإيرانية في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك بعد أيام من تهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني وقادة عسكريين بإغلاق المضيق، في مؤشر على تفاقم التوتر بين طهران والدول المستفيدة من الممرات الدولية. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أمس إن القوات الأميركية تراقب عن كثب التحركات والعمليات البحرية الإيرانية في الخليج العربي ومضيق هرمز حيث من المتوقع أن تقوم إيران بعمليات تدريب عسكرية ضخمة في محاولة لإظهار القدرة على تنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الذي يعد من أهم الممرات البحرية الرئيسية لنقالات النفط في منطقة الشرق الأوسط. ووفقا لمسؤولين أميركيين فإن تقييم حركات قوات «الحرس الثوري» الإيراني تشير إلى أن تلك التدريبات يمكن أن تبدأ في غضون يوم أو يومين. وقال الكابتن وليان أوروبان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية للصحافيين: «إن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها على حماية وضمان التدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الدولية».

وفي السياق نفسه، أفادت وكالة «رويترز» نقلا عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تعتقد قرب قيام إيران بمناورات كبرى في مياه الخليج. وتقوم إيران سنويا بتدريبات عسكرية في الخليج، لكن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن المناورات لا توافق الجدول السنوي للتدريبات. ورفعت طهران نبرة التهديد ضد الخطوة المرتقبة بتصفير النفط الإيراني مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، في ثاني حزم عقوبات تعدها الإدارة الأميركية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، وحذر روحاني نظيره الأميركي الأسبوع الماضي من «التلاعب بذيل الأسد»، وقال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني إن قواته جاهزة لخوض حرب «غير متكافئة» ضد الولايات المتحدة، وكان ترمب حذر روحاني بعبارات شديدة اللهجة من تهديد الولايات المتحدة. وكان روحاني قد قال الثلاثاء لدى استقباله السفير البريطاني إن بلاده «لا تنوي إثارة مشكلات في الممرات الدولية لكنها لن تتنازل عن حقها في تصدير النفط».

وبعد أيام من التلاسن، تقول القيادة المركزية الأميركية إن إيران زادت من نشاطها في مضيق هرمز الاستراتيجي. وقال روحاني ضمن تهديداته قبل نحو 10 أيام إن «إيران يمكن أن تغلق مضايق كثيرة أحدها مضيق هرمز». وفي ذلك الوقت قلل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من تلك التهديدات الإيرانية، مشيرا إلى أن طهران هددت في السنوات الماضية بإغلاق المضيق وقد شاهدوا كيف رفض المجتمع الدولي هذه التهديدات ووقف بصرامة ووضعت عشرات الدول قواتها البحرية لوقف أي إعاقة للتدفق التجاري عبر مضيق هرمز. وأوضح أنه «إذا كان هناك أي إعاقة للنقل البحري الدولي فإنه من الواضح أنه ستكون هناك استجابة دولية لإعادة فتح ممرات الشحن لأن الاقتصاد العالمي يعتمد على تلك الطاقة التي تتدفق من تلك المنطقة». وفي الأسبوع الماضي علقت السعودية مرور ناقلات النفط عبر المضيق بعدما هاجم المسلحون الحوثيون المتحالفون مع إيران ناقلتين في الممر المائي. وقال الحوثيون، الذين هددوا في السابق بإغلاق المضيق، الأسبوع الماضي، إنهم يملكون القدرة على ضرب مواني سعودية وأهداف أخرى في البحر الأحمر. وقال الكابتن بيل إيربان، المتحدث باسم القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط: «نحن على علم بزيادة العمليات البحرية في الخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان» مضيفا: «نتابع الوضع عن كثب وسنواصل العمل مع شركائنا لضمان حرية الملاحة وتدفق التجارة في الممرات المائية الدولية». ولم يذكر معلومات إضافية أو يعلق على أسئلة عن المناورات الإيرانية المتوقعة، لكن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم قالوا إن الحرس الثوري الإيراني يجهز على ما يبدو أكثر من 100 سفينة للتدريبات. وربما يشارك مئات من أفراد القوات البرية. وأضافوا أن المناورات قد تبدأ في الساعات الـ48 القادمة، لكنه ليس واضحا متى سيكون ذلك تحديدا. وقال مسؤولون أميركيون إن توقيت المناورات يهدف على ما يبدو إلى توصيل رسالة إلى واشنطن التي تكثف الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على طهران، لكنها حتى الآن لم تصل إلى حد الاستعانة بالجيش الأميركي للتصدي لإيران ووكلائها. وتضع سياسات ترمب ضغوطا كبيرة على الاقتصاد الإيراني وإن كانت معلومات المخابرات الأميركية تشير إلى أنها قد تحشد الإيرانيين في نهاية المطاف ضد الولايات المتحدة وتعزز وضع حكام إيران المتشددين. وهبطت العملة الإيرانية إلى مستويات جديدة هذا الأسبوع بينما يستعد الإيرانيون ليوم 7 أغسطس (آب)، وهو الموعد المقرر لتعيد واشنطن فرض أول دفعة من العقوبات الاقتصادية بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي.

 

4 أسباب تجعل من إيران الخاسر الأكبر بإغلاق مضيق هرمز

الخبير القانوني عبد اللطيف الصيادي/دبي: مساعد الزياني/03 آب/18/على الرغم من ازدياد التهديدات الإيرانية خلال الفترة الماضية في ما يتعلق بتهديد الملاحة في مضيق هرمز إذا ما مضت واشنطن في إجبار الدول على وقف شراء النفط الإيراني في إطار الضغط الذي تمارسه على طهران منذ الانسحاب من اتفاقها النووي، فإن 4 أسباب تجعل من إغلاقه أمراً صعباً. وقال الخبير القانوني عبد اللطيف الصيادي إن السبب الأول يكمن في أن إيران لا يمكنها من وجهة نظر القانون الدولي إغلاق مضيق هرمز، حيث إن هذا الأمر سيعد خرقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982 التي تتيح ما يعرف بـ«حق المرور العابر» لكل الدول حتى في المياه الإقليمية للدول الأخرى. ويتمثل السبب الثاني، بحسب ما ذكره خبير البحوث والمحاضر في «الأرشيف الوطني» بوزارة شؤون الرئاسة بالإمارات، في أن الإغلاق سيمثل اعتداءً على سيادة بعض الدول التي تقع خطوطه الملاحية ضمن مجالها.

وجاء حديث الصيادي خلال محاضرة نظمت أول من أمس في «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» بعنوان: «تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز في ميزان القانون الدولي»، أشار فيها إلى أن السبب الثالث في عدم قدرة طهران على إغلاق المضيق يتمحور حول أن «معظم موانئها تقع داخل حوض الخليج العربي وليس خارجه، وبالتالي إن أقدمت على مثل هذه الخطوة، فإنها تطعن نفسها، وهي أول المتضررين» بحسب وصفه؛ وقد يؤدي إغلاق هذا المضيق إلى تدمير النظام الإيراني. وقال الصيادي إن السبب الرابع الذي يدفع إيران إلى عدم إغلاق المضيق هو أنها هي الخاسر الوحيد في ذلك، لأن دول الخليج تملك بدائل لتصدير النفط في حال إغلاق المضيق، مثل مقترح شق قناة مائية عبر دولة الإمارات تربط بين الفجيرة ودبي وتتجاوز مضيق هرمز. وأشار إلى أن إيران قد تلجأ إلى سياسة تلغيم المضيق، عبر إرسال غواصات وزوارق انتحارية أو صواريخ باليستية، أو صواريخ مضادة للسفن. وأضاف: «كل هذه السيناريوهات ستخسر فيها إيران، لأنها لا تستطيع مواجهة القوى الدولية». ومضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، ويقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً بين مياه الخليج من جهة؛ ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، ويعد المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر. ويبلغ عرضه 50 كيلومترا (كلم)؛ 34 كلم عند أضيق نقطة، وعمقه 60 مترا فقط، فيما يصل عرض ممري الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (نحو 10.5 كلم)، وتمر عبره ما بين 20 و30 ناقلة نفط يوميا؛ بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة، محمّلة بنحو 40 في المائة من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم، وهو الممر البحري الذي يربط الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية في مناطق آسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأميركا الشمالية... وغيرها. وكان وزیر النفط الكویتي المهندس بخیت الرشیدي قال أول من أمس إن دول مجلس التعاون الخلیجي لديها خطط جاهزة للتنفیذ في حال إغلاق مضیق هرمز أمام صادراتها النفطية، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا).

 

5 ليرات بدولار... مستوى صاعق للعملة التركية بعد اجراءات أميركية وقيود جديدة على قروض بطاقات الائتمان للحفاظ على استقرار الاقتصاد

أنقرة: سعيد عبد الرازق/03 آب/18/تراجع سعر الليرة التركية إلى أدنى مستوى في تعاملات أمس (الخميس) عقب إعلان الإدارة الأميركية عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، على خلفية قضية القس الأميركي أندرو برانسون المعتقل بتهم الإرهاب والتجسس.

وبلغ سعر صرف الليرة في تعاملات الأمس أكثر من 5 ليرات للدولار الواحد، وبحلول الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت غرينيتش هبطت الليرة أمام الدولار بنحو 1.8 في المائة إلى 5.0859 ليرة، وذلك بعد أن سجلت 5.0924 ليرة في وقت سابق من التعاملات وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق. وخسرت الليرة التركية منذ بداية العام الجاري نسبة 27 في المائة من قيمتها أمام الدولار وسط مخاوف المستثمرين من إحكام الرئيس رجب طيب إردوغان قبضته على السياسة الاقتصادية وفقدان البنك المركزي استقلاليته. وأعلنت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية عزمها تنفيذ عقوبات على وزيري العدل والداخلية في تركيا لدورهما في احتجاز القس برانسون، الذي اتهمه المدعون الأتراك بمساعدة انقلاب عسكري فاشل ضد الرئيس إردوغان في العام 2016. وإلى جانب المشاكل الدبلوماسية تعاني تركيا من مشاكل داخلية اقتصادية، حيث إن معدل التضخم يرتفع بشكل كبير وسط تمسك البنك المركزي بتثبيت معدل الفائدة.

ومنذ أيام رفع المركزي التركي تقديراته للتضخم للعام الجاري عند مستوى 13.4 في المائة مقابل التوقعات السابقة عند 8.4 في المائة. في الوقت نفسه، تخطط الوكالة التركية للرقابة على المصارف للحد من القروض الاستهلاكية والاقتراض على بطاقات الائتمان من أجل دعم الاستقرار المالي وعملية التوازن في الاقتصاد الكلي. وفي هذا الإطار، أعدت هيئة التنظيم والإشراف على المصارف مسودة اللوائح وفتحتها للمراجعة أمس. وقال رئيس الهيئة محمد علي أكبان إن المسودة «تهدف بشكل رئيسي إلى تخفيض معدل التضخم».

وارتفع معدل التضخم السنوي في البلاد في يونيو (حزيران) الماضي إلى 15.4 في المائة، وفقا للبيانات الرسمية. ويتوخى مشروع الهيئة تخفيض الحد الأقصى لسداد المستحقات للقروض الاستهلاكية من 48 شهراً إلى 36 شهراً باستثناء بعض الحالات. كما سيتم السماح بسداد مستحقات قروض السيارات لمدة 48 شهرا كحد أقصى.وبحسب المشروع الجديد، فإن الدفع بالتقسيط عن طريق بطاقة الائتمان لشراء الهواتف الجوالة وأجهزة الحاسوب لن يتجاوز 12 شهرا. ومن المزمع أيضا حظر استخدام البطاقات الائتمانية في شراء المجوهرات. ومن المقرر أيضاً تخفيض هذه المخططات المتعلقة بمشتريات السلع الإلكترونية من ستة أشهر إلى ثلاثة أشهر. وأعلنت هيئة الرقابة عن تشديد القواعد على مدفوعات بطاقات الائتمان والقروض كجزء من خطة الحكومة لتنظيم الخدمات المصرفية والحد من عبء ديون الأسر. على صعيد آخر، نفذ المقاولون الأتراك، مشاريع خارج بلادهم بقيمة 9.2 مليار دولار حتى منتصف العام الجاري، ويهدفون إلى رفعها لـ20 مليار دولار حتى نهاية العام الجاري. وذكر اتحاد المقاولين الأتراك، في تحليل نشره أمس، أن المقاولين الأتراك نفذوا منذ عام 1972 وحتى شهر يونيو الماضي نحو 9 آلاف و375 مشروعا في 120 دولة، بقيمة 367 مليار دولار. وبحسب التحليل، فإن المقاولين نفذوا مشاريع في 2012 - 2013 خارج تركيا بقيمة 30 مليار دولار، موضحا أن المشاريع الخارجية تراجعت خلال عام 2016 بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة، وتراجع أسعار البترول إلى 14 مليار دولار.

وأضاف التحليل، أن المشاريع التي تم تنفيذها خلال العام الماضي، وصلت إلى 15 مليار دولار، ووصلت خلال الأشهر الستة من العام الجاري إلى 9.2 مليار دولار. في سياق آخر، أعربت جمعية المصدرين التركية عن تفاؤلها بأن تصل المعاملات التجارية بين تركيا ونيجيريا إلى نحو 3.5 مليار دولار على المدى قصير الأجل بحلول عام 2020. وقال مدير التجارة الدولية في الجمعية، عبد الله كيشكين، إن تركيا ستعزز خلال تلك الفترة، علاقاتها التجارية مع نيجيريا. وأضاف كيشكين، الذي رأس وفداً تجارياً تركياً إلى مدينة لاغوس، أن زيارة الوفد تهدف لتعزيز العلاقات الاقتصادية القوية مع نيجيريا، فضلاً عن تنويع استثماراتها فيها. وأشار إلى أن نيجيريا تعد واحدا من الشركاء التجاريين المهمين لتركيا في غرب أفريقيا، وأن حجم تجارة تركيا معها حاليا يصل إلى نحو 25 في المائة من إجمالي تجارة تركيا مع بلدان منطقة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس». وتابع قائلا إن تركيا تريد المزيد من المعاملات التجارية مع نيجيريا، وتأمل في أن يصل حجم التجارة إلى 3.5 مليار دولار على المدى القصير بحلول عام 2020. وقال إنه سيتم توقيع مذكرة تفاهم بين جمعية المصدرين الأتراك وغرفة التجارة والصناعة في ولاية لاغوس لتعزيز العلاقات التجارية القائمة بين نيجيريا وتركيا. يذكر أن الحجم الإجمالي للمبادلات التجارية المسجل عام 2016 بلغ 5.2 مليار دولار، ثم تراجع في عام 2017 ليسجل 2.1 مليار دولار، وهو ما فسره خبراء اقتصاديون بأن تركيا أصبحت تدفع مبالغ أقل بسبب انخفاض أسعار الغاز والنفط في تلك المدة. وينشط نحو 70 شركة تركية في نيجيريا. وتشمل واردات تركيا من نيجيريا النفط الخام وزيت النخيل وزيت السمسم. وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للعاصمة أبوجا قبل عامين وقع البلدان مذكرة تفاهم للتعاون في المجالين الصناعي والتجاري.

 

أنقرة تجدد رفضها للتهديدات والعقوبات الأميركية في «أزمة القس»

سنغافورة: «الشرق الأوسط أونلاين/03 آب/18/أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم (الجمعة)، أنه أبلغ نظيره الأميركي مايك بومبيو أن التهديدات والعقوبات لن تجدي مع أنقرة، وذلك بعدما فرضت واشنطن عقوبات على وزيرين تركيين على خلفية احتجاز قس أميركي في تركيا. وصرح جاويش أوغلو أمام الصحافيين في سنغافورة عقب لقائه بومبيو: «نقول منذ البداية إن لهجة التهديد والعقوبات لن تحقق نتيجة. وكررنا ذلك اليوم». وتابع وزير الخارجية التركي أن أنقرة «ترغب دائماً في حل المشكلات عبر السبل الدبلوماسية والحوار والتفاهم المشترك والاتفاقات». وعُقد اللقاء بين بومبيو وجاويش أوغلو على هامش قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في سنغافورة. وجاء بعدما فرضت واشنطن، أول من أمس (الأربعاء)، عقوبات على وزيرين في حكومة رجب طيب إردوغان، ما حمل الحكومة التركية على التوعد بإجراءات «مماثلة». وتُطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن القس أندرو برانسون، الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي في تركيا بعد اعتقاله عاماً ونصف العام لاتهامه بـ«الإرهاب» و«التجسس». وينفي برانسون المقيم منذ نحو عشرين عاماً في تركيا حيث يشرف على كنيسة صغيرة، كل الاتهامات الموجهة إليه. وهو يواجه حكماً بالسجن مدة تصل إلى 35 عاماً في إطار المحاكمة التي بدأت في أبريل (نيسان) الماضي.وتابع جاويش أوغلو: «بحثنا مع بومبيو كيفية حل مشكلاتنا» عبر التعاون والحوار، مضيفاً: «كان لقاءً بناءً على أعلى مستوى». لكنه قال: «لا يمكن أن نتوقع حل كل المشكلات من لقاء واحد». وكان بومبيو قد صرح في وقت سابق بأن العقوبات الأميركية على الوزيرين التركيين «دليل» على «التصميم الكبير» للولايات المتحدة على إطلاق سراح القس أندرو برانسون.

 

مخاوف من عقوبات على روسيا قد ترسل الروبل إلى الهاوية

موسكو: طه عبد الواحد/03 آب/18/على الرغم من ظهور مؤشرات يبدو معها وكأن الاقتصاد الروسي تجاوز مرحلة الأزمة وبدأ «يستعيد عافيته»، وربما ينتقل إلى النمو، فإنه يبقى رهينة العوامل الجيوسياسية، وتعقيدات العلاقات الأميركية - الروسية بصورة خاصة. وبعد الانطباعات الإيجابية التي خلفتها القمة المتكاملة الأولى، التي لم تكن مجرد «لقاء على هامش» فعاليات ما، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في هلسنكي منتصف الشهر الماضي، وحالة الارتياح التي خلفتها تلك القمة في السوق الروسية، تجددت أمس التحذيرات من خطورة عقوبات أميركية جديدة ضد قطاعات محددة غاية في الحساسية من الاقتصاد الروسي، قد ترسل الروبل مجدداً نحو الهاوية، وتكون تداعياتها أكثر إيلاماً من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كبار رجال الأعمال الروس في أبريل (نيسان) الماضي، وتسببت لهم في خسائر زادت على 16 مليار دولار خلال يوم واحد.

وحذرت مجموعة «سيتي غروب» الائتمانية من تعرض الروبل الروسي لضربة موجعة جداً، وخسائر كبيرة بحال قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد سندات الدين الروسي العام. وقالت المجموعة في تقرير، أمس، إن سعر صرف الروبل الروسي قد يتراجع نحو 15 في المائة، أي حتى مستوى 72 إلى 73 روبلاً أمام الدولار، إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد الدين العام الروسي.وأشار خبراء إلى أن مثل هذا التطور ممكن بحال تم اعتماد «السيناريو الأسوأ» للعقوبات، أي فرض حظر يمنع الشركات والمؤسسات والمستثمرين الأجانب من شراء سندات الدين الفيدرالي الروسي، أو الاحتفاظ بها. أما إذا اقتصرت العقوبات على الإصدار الجديد من السندات فقط، فإن خسائر الروبل ستكون أقل، وسيفقد من قيمته نحو 5 في المائة فقط. ونقلت «بلومبيرغ» عن خبراء من ممثلية «سيتي غروب» في موسكو، ساهموا في صياغة التقرير، تحذيرهم من أنه «على الرغم من أن أعضاء الكونغرس الأميركي في عطلة حالياً، ويستبعد أن يتمكنوا من فرض عقوبات جديدة، فإن المخاطر تبقى قائمة بأن تقر الولايات المتحدة مثل تلك القيود (على السندات الفيدرالية الروسية) في وقت لاحق». وأوضح الخبراء، أن «هرب رؤوس الأموال على خلفية فرض مثل تلك القيود، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف الروبل». وإذ لم توضح المجموعة الأسباب التي دفعتها إلى الاعتقاد بتوجه الولايات المتحدة نحو فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، فإن المواقف التي أكد عليها ترمب مؤخراً تشير إلى عزم البيت الأبيض مواصلة الضغط على الكرملين عبر الاقتصاد. وعقب محادثاته نهاية الشهر الماضي مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الذي عبّر عن رفضه تمديد العقوبات تلقائياً ضد روسيا، أكد ترمب أن العقوبات الأميركية ضد روسيا ستبقى دون أي تغيير. الحديث عن احتمال استهداف العقوبات الأميركية مجالاً غاية في الحساسية بالنسبة لروسيا، مثل سندات الدين الفيدرالي العام، ليس بالأمر الجديد؛ إذ اقترح مشرعون أميركيون مطلع العام الحالي فرض عقوبات على الإصدار الجديد من سندات الدين العام الروسية؛ إلا أن وزارة الخزانة الأميركية رفضت حينها الاقتراح، وحذّرت من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تداعيات سلبية تتجاوز روسيا وتطال سوق المال العالمية. وكررت الوزارة موقفها هذا في مطلع أبريل الماضي، وأكد الوزير ستيفين منوتشين في أعقاب جلسة في الكونغرس تمسكه بما جاء في التقرير مطلع العام حول عدم توسيع العقوبات الأميركية لتشمل سندات الدين العام الروسي. وحسب تقرير عن وزارة الخزانة الأميركية، فإن سوق سندات الدين العام الروسية، وهي واحدة من أضخم أسواق الدول الناشئة، تجذب المستثمرين الأجانب. وحسب معطيات نهاية الربع الثالث من عام 2017، فإن إجمالي سندات الدين العام الفيدرالي الروسي بلغت قيمتها 160 مليار دولار، تزيد حصة المستثمرين الأجانب فيها عن الثلث. ويتوقع أن تزيد قيمة السندات الفيدرالية الروسية خلال العام الجاري. وبموجب قانون الميزانية، يحق لوزارة المالية الروسية إصدار سندات دين عام خلال 2018، بالعملة الوطنية، بما لا يزيد على 1.485 تريليون روبل، وبالعملة الأجنبية ما لا يزيد على 7 مليارات دولار أميركي.

 

صادرات أوبك من منطقة الخليج تتراجع في يوليو وإنتاج روسيا اليومي يتجاوز تعهداتها

الكويت: وائل مهدي/03 آب/18/تراجع حجم صادرات النفط من الدول الست من منطقة الخليج العربي الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في شهر يوليو (تموز) مقارنة بشهر يونيو (حزيران) بحسب ما أظهرته بيانات تتبع ناقلات النفط التي تقوم وكالة بلومبيرغ بجمعها وتحليلها شهرياً. وأظهرت أرقام بلومبيرغ أن صادرات النفط من منطقة الخليج، والتي تشمل ست دول أعضاء في أوبك، وهي السعودية والكويت والإمارات وقطر وإيران والعراق، انخفضت بشكل واضح في يوليو. وصدرت منطقة الخليج 18.39 مليون برميل يومياً في يوليو، هبوطاً من 19.68 مليون برميل يومياً في يونيو. وكان معدل تصدير يوليو هو الأقل منذ يناير (كانون الثاني) هذا العام. وانخفضت الصادرات من كل الدول في منطقة الخليج ما عدا العراق الذي تمكن من زيادة صادراته في يوليو إلى مستوى قياسي بعد أن اتفقت دول أوبك وحلفائها في شهر يونيو على زيادة إنتاجهم بنحو مليون برميل يومياً ابتداء من أول يوم في شهر يوليو. ويبدو أن إيران بدأت تحس بأثر العقوبات الأميركية المرتقبة عليها، حيث انخفضت شحناتها النفطية إلى زبائنها في أوروبا، فيما هبطت صادراتها من المكثفات (نوع خفيف جداً من النفط) بنحو النصف مقارنة بشهر يونيو. وصدرت إيران الشهر الماضي بشكل عام نحو 2.39 مليون برميل يومياً من النفط، مقارنة بنحو 2.58 مليون برميل يوميا في يونيو. وبحسب تحليلات بلومبيرغ لحركة الناقلات، فقد انخفضت الصادرات من منطقة الخليج إلى الصين، إلى مستوى 2.92 مليون برميل يومياً، من 3.08 مليون برميل يومياً في يونيو. فيما انخفضت بشكل طفيف إلى الولايات المتحدة لتصل إلى 1.26 مليون برميل يومياً، هبوطاً من 1.27 مليون برميل يومياً في يونيو. وشهدت كوريا الجنوبية أكبر تراجع في الصادرات، حيث تم تصدير 1.75 مليون برميل يومياً إليها من الخليج في يوليو، مقارنة بنحو 2.59 مليون برميل يومياً في يونيو. ولا تزال الهند تستورد النفط بشكل كبير هذا العام، حيث ارتفعت الصادرات من منطقة الخليج إليها إلى 2.91 مليون برميل يومياً، مقارنة بنحو 2.8 مليون برميل يومياً في يونيو. وانخفضت صادرات السعودية في يوليو إلى 6.88 مليون برميل يومياً نزولاً من 7.48 مليون برميل يومياً في يونيو، فيما زاد العراق صادراته إلى رقم قياسي بلغ 3.55 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 3.5 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي.

إنتاج روسيا يزداد

من جهة أخرى، أظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أمس الخميس أن إنتاج روسيا اليومي من النفط ارتفع 150 ألف برميل يوميا في يوليو عن الشهر السابق، ليتجاوز بذلك الكمية التي تعهدت روسيا بزيادتها بعد اجتماع منتجي النفط العالميين في فيينا في يونيو الماضي. وبموجب اتفاق مبدئي بين أوبك ومنتجين مستقلين، وافقت موسكو على خفض الإنتاج 300 ألف برميل يوميا من مستوى 11.247 مليون برميل يوميا المسجل في أكتوبر (تشرين الأول) 2016. وبعدما ارتفعت أسعار النفط إثر تطبيق تخفيضات الإنتاج، قررت أوبك والمنتجون المستقلون في 22 يونيو في فيينا زيادة الإنتاج مليون برميل يوميا، تبلغ حصة روسيا فيها 200 ألف برميل يوميا اعتبارا من أول يوليو. وكشفت بيانات وزارة الطاقة أن إنتاج روسيا النفطي ارتفع إلى 47.429 مليون طن في يوليو، مقارنة مع 45.276 مليون في يونيو. ويعادل هذا 11.21 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من 11.06 مليون برميل يوميا في يونيو. وبهذا تصل الزيادة في إنتاج روسيا إلى 263 ألف برميل يوميا مقارنة مع التخفيضات المتفق عليها قبل عامين. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الأربعاء إن زيادة موسكو للإنتاج يهدف إلى «الحفاظ على استقرار سوق النفط (العالمية) في إطار التحركات المشتركة للدول الأعضاء في أوبك وغير الأعضاء». وصرح نوفاك الأسبوع الماضي بأن روسيا تعتزم زيادة الإنتاج ما بين 200 و250 ألف برميل يوميا، وأن أوبك والمنتجين المستقلين بقيادة السعودية وروسيا سيجتمعون مجددا في سبتمبر (أيلول) المقبل لمناقشة الاتفاق الراهن.

 

بنك إنجلترا يتحدى الـ«بريكست» ويرفع الفائدة بالإجماع

لندن: «الشرق الأوسط»/03 آب/18/رفع بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) أسعار الفائدة للمرة الثانية منذ الأزمة المالية العالمية، على الرغم من المخاوف من أن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي «بريكست» قد يضر بالاقتصاد. ويأتي رفع سعر الفائدة أمس من المستويات المتدنية التي ظل عندها أثناء الأزمة المالية، ولكن البنك لمح إلى أنه لن يسارع برفعها مجددا في ظل الضبابية المحيطة بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وعلى غير المتوقع، أجمع صناع السياسات الـ9 بالبنك المركزي على رفع الفائدة إلى 0.75 في المائة، من 0.50 في المائة، وهو المستوى الذي ظلت الفائدة راكدة عنده على مدى السنوات الـ10 الأخيرة، باستثناء 15 شهرا بعد التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ حيث جرى خفضها بدرجة أكبر. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا أن يصوت 7 لصالح رفع سعر الفائدة وأن يعارض اثنان. وقال بنك إنجلترا، إن الاقتصاد البريطاني، الذي ينمو بوتيرة أبطا مما كان عليها قبل استفتاء الانفصال، يعمل تقريبا بطاقته القصوى، ما يثير التكهنات بمزيد من ضغوط التضخم المحلية مستقبلا. لكن الرسالة فيما يتعلق بأسعار الفائدة ظلت تشير إلى زيادات تدريجية ومحدودة، حيث يتوقع البنك المركزي أن يسجل التضخم 2.09 في المائة خلال عامين، وهو ما يتجاوز بقليل فقط هدفه لتضخم يبلغ 2 في المائة. ويتوقع بنك إنجلترا أن ينمو الاقتصاد البريطاني 1.4 في المائة في العام الحالي، دون تغير عن المتوقع في مايو (أيار)... لكنه عدل توقعاته للنمو في 2019 إلى 1.8 في المائة، مقارنة مع 1.7 في المائة في توقعات سابقة. ويتوقع البنك أن تنمو الأجور 2.5 في المائة سنويا في نهاية العام الحالي، بما يقل قليلا عن المتوقع في مايو، وأن تزيد 3.25 في المائة في 2019 دون تغير عن المتوقع من قبل. وصوّتت لجنة السياسة النقدية للبنك بالإجماع على رفع تكاليف الاقتراض، معتبرة أن هناك حاجة إلى زيادة متواضعة للحفاظ على التضخم على الهدف. ودافع مارك كارني محافظ المركزي البريطاني عن هذه الخطورة، وقال للصحافيين إن الاقتصاد في وضع أكثر صحة من أغسطس (آب) 2016، عندما خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة من 0.5 في المائة إلى 0.25 في المائة. ويرى كارني أن الأسر البريطانية على استعداد جيد لهذا الارتفاع، في حين ستعاني الأسر الأكثر فقرا بشكل أكبر من غيرها إذا كان البنك سيسمح للتضخم بالارتفاع. وكان البنك مستعدا لجميع النتائج المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق، فالسياسة النقدية بحاجة إلى «السير وعدم الركض» لإبقاء التضخم على الهدف والاقتصاد ينمو. وعقب الإعلان عن قرارات «المركزي»، واصل الجنيه الإسترليني خسائره أمس، حيث أبدى كارني حذرا بشأن مزيد من تشديد السياسة النقدية والمخاطر المحيطة بالخروج الوشيك لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأثر ارتفاع الدولار بصفة عامة سلبا على الإسترليني، في الوقت الذي كان فيه كارني يدلي بتصريحاته الصحافية. واستسلم الإسترليني لضغوط البيع وهبط 0.8 في المائة إلى 1.3017 دولار انخفاضا من نحو 1.31 دولار، قبل أن يبدأ كارني مؤتمره الصحافي. وتراجعت العملة أيضا مقابل اليورو بعد أن كانت مستقرة أمام العملة الموحدة في وقت سابق. وهبط الإسترليني 0.4 في المائة إلى 89.150 بنس لليورو في غضون مؤتمر كارني.

 

ماكرون يستقبل ماي بمقره الصيفي لبحث «بريكست» والرئاسة الفرنسية أكدت أن اللقاء لن يسفر عن إعلان

الشرق الأوسط»/03 آب/18/يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الجمعة) رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في مقره الصيفي على الريفييرا الفرنسية حيث سيتناولان مفاوضات «بريكست» التي تراوح مكانها مع دنو موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وماي هي الضيف الأول الرفيع المستوى الذي يستقبله ماكرون في المقر الصيفي للرؤساء الفرنسيين في بريغانسون (جنوب شرقي فرنسا). يبدأ اللقاء قرابة الساعة 18:15 (16:15 بتوقيت غرينتش) باجتماع عمل بين المسؤولين قبل أن ينضم إليهما زوجاهما بريغيت وفيليب على عشاء «وِديّ» مطل على البحر المتوسط.

ومن المتوقع أن تشرح ماي التي أمضت إجازة في إيطاليا لماكرون «موقف لندن في المفاوضات حول (بريكست) ومستقبل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي»، بحسب ما أورده الإليزيه. وأضافت الرئاسة الفرنسية أن اللقاء لن يسفر عن إعلان «لأن باريس لا تريد أن تحل محل العملية التي يقودها ميشال بارنييه» المفوض الأوروبي لـ«بريكست» مع لندن. ولم تحقق مفاوضات «بريكست» سوى تقدم محدود في الأسابيع الأخيرة، بينما يفترض أن تتوصل لندن وبروكسل إلى اتفاق بحلول قمة أوروبية مقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من أجل تنظيم «شؤون الطلاق» المقرر ليل 29 إلى 30 مارس (آذار) 2019. وأوضح بارنييه في مقال نشرته صحيفة «لوفيغارو» الخميس، قائلا إننا «متفقون حول 80 في المائة من اتفاق الانسحاب»، مضيفا: «لكن لا يزال يتعين علينا الاتفاق حل نقاط مهمة»، مشيرا خصوصا إلى مسألة الحدود الشائكة بين إيرلندا الشمالية المعنية بـ«بريكست» وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي. وستعرض ماي أيضا على ماكرون الكتاب الأبيض الذي نشرته لندن في يوليو (تموز) مع مقترحات لتحديد العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولو أن الرئيس الفرنسي سيلتزم في هذه النقطة أيضا الموقف الأوروبي المشترك القائم على التفاوض أولا حول اتفاق الخروج ثم التباحث في العلاقة بعده.

وأطلقت لندن قبل استئناف المفاوضات، المقرر في أواخر أغسطس (آب) الحالي، حملة دبلوماسية لعرض موقفها إزاء كبرى العواصم الأوروبية. وفي هذا الإطار توجه إلى باريس هذا الأسبوع وزيرا الخارجية جيريمي هانت وبريكست دومينيك راب، اللذان عُينا أواخر يوليو (تموز) الماضي بعد استقالتي بوريس جونسون وديفيد ديفيس المؤيدين لـ«بريكست» متشدد. في باريس، أعرب هانت عن «قلقه» الاثنين إزاء «مخاطر فعلية لـ(بريكست) دون التوصل إلى اتفاق». وتمثل فرنسا بالنسبة إلى المملكة المتحدة إحدى العقبات الأساسية أمام تليين موقف الاتحاد الأوروبي في المفاوضات وهو ما تنفيه باريس. وشدد الإليزيه على أن «عدم التوصل إلى اتفاق حول (بريكست) ليس أمرا نأمل حصوله بصفتنا شركاء». وتطغى مسألة «بريكست» على كل الموضوعات الأخرى، من بينها مسألة الهجرة، التي كانت الموضوع الرئيسي على جدول أعمال القمة الفرنسية البريطانية الأخيرة في يناير (كانون الثاني) في ساندهورست بالقرب من لندن. وبعدها هدأت الأوضاع في كاليه، نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين إلى إنجلترا، وأشارت باريس إلى «حصيلة إيجابية» للاتفاق الموقع خلال القمة، بحسب الإليزيه. بعد ماي، يمكن أن يدعو ماكرون ضيوفا آخرين إلى المقر الذي يريد أن يجعل منه مكانا أيضا للقاءات الدبلوماسية، في إطار أقل رسمية من الإليزيه. ولم يستخدم مقر بريغانسون المخصص للرئاسة منذ 50 عاما إلا نادرا لغايات دبلوماسية، باستثناء حفلات استقبال المستشار الألماني هلموت كول من قبل الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران في العام 1985 أو عند استقبال جاك شيراك لنظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في العام 2004.

 

تحرك أممي لتخفيف القيود على دخول المساعدات لكوريا الشمالية

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين الشرق الأوسط»/03 آب/18/يعتزم مجلس الأمن الدولي دعم اقتراح أميركي يهدف إلى إزالة بعض العقبات التي تسببت بها العقوبات المشددة في وجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى كوريا الشمالية، وفق وثائق حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.

وتسببت الأزمة الإنسانية في كوريا الشمالية بمعاناة نحو 10 ملايين شخص -أي ما يعادل نحو نصف عدد السكان- من نقص التغذية، وفق مسؤولي الأمم المتحدة الذين تحدثوا عن تراجع إنتاج الغذاء العام الماضي. وتنص قرارات الأمم المتحدة على أن العقوبات يجب ألا تؤثر على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات الإغاثة تشير إلى أن القيود على التجارة وقطاع المصارف تطرح عقبات بيروقراطية وتتسبب بإبطاء تدفق الإمدادات الحيوية. وبناءً على نص اطّلعت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه، سيوفر اقتراح أميركي طُرح الشهر الماضي تعليمات واضحة لمنظمات الإغاثة والحكومات من أجل تقديم طلبات للحصول على إعفاءات من العقوبات الأممية على كوريا الشمالية. وبعد أسابيع من المفاوضات، يُتوقع أن تعطي لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة موافقتها الأخيرة على الإرشادات الجديدة، الاثنين. وفور الموافقة، سترسل اللجنة إشعاراً إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 من أجل «تقديم تفسير واضح لآليتها الشاملة للإعفاء المتعلق بالشؤون الإنسانية» والذي «سيحسن ظروف إيصال المساعدات الإنسانية إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية». ويأتي التحرك في وقت تدعو الولايات المتحدة إلى المحافظة على أعلى درجة من الضغط على كوريا الشمالية لإجبار زعيمها كيم جونغ أون على تنفيذ تعهده بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. وبعدما حثت روسيا والصين مجلس الأمن على تخفيف العقوبات، قالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن على المنظمة الدولية عدم القيام «بأي شيء» قبل أن تقوم بيونغ يانغ بتحركات لتفكيك برامجها النووية والصاروخية.

وقال مسؤول أميركي إن الإرشادات ستضمن «استمرار الأنشطة الإنسانية المهمة للغاية والضرورية لإنقاذ الأرواح في كوريا الشمالية» موضحاً أن طلبات الحصول على إعفاءات ستخضع لدراسة مفصلة. وتابع المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «الولايات المتحدة أبلغت بوضوح أننا سنواصل تطبيق العقوبات الحالية حتى نحقق نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية بشكل نهائي يمكن التحقق منه». ولدى سؤاله عن الإرشادات الجديدة، أفاد مسؤول هولندي تحدث بصفته رئيس لجنة العقوبات: «نريد أن نوضح بأن الأمر يتعلق بتخفيف القيود على الإجراءات وليس تخفيف العقوبات».

وتبنى مجلس الأمن الدولي العام الماضي ثلاث حزم من العقوبات التي استهدفت اقتصاد كوريا الشمالية كرد على سادس اختبار نووي وسلسلة عمليات إطلاق صواريخ باليستية أجرتها بيونغ يانغ. وتمنع هذه العقوبات كوريا الشمالية من تصدير السلع الأساسية الخام بينما تضع قيوداً كبيرة على استيرادها لمجموعة من البضائع وموارد النفط التي تحمل أهمية بالغة لجيش البلاد. وكان للإجراءات أثر كبير، حيث عملت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة جاهدة للعثور على شركاء راغبين في التعامل مع العقوبات المشددة التي فُرضت على كوريا الشمالية. وقال مدير عمليات الإغاثة لدى الصليب الأحمر الدولي في آسيا سايمون سكورنو: «لا يجب أن تؤثر العقوبات الاقتصادية على العمل الإنساني المحايد. لكن ذلك يحصل. إنها تحمل تداعيات غير مقصودة». وأضاف: «لم نرَ الإرشادات بعد لكننا تلقينا وعوداً بأنها ستسرع الإجراءات والإعفاءات وتسهل العمليات بشكل عام. نأمل أن تسهل الإرشادات أداء عملنا».

وفي اجتماع أممي عقد الشهر الماضي، اشتكى نائب السفير الكوري الشمالي لدى الأمم المتحدة كيم إن – ريونغ، من أن تسليم المعدات الطبية على غرار آلات الأشعة ومبيدات الحشرات المضادة للملاريا والمعدات الصحية الخاصة بالإنجاب، مجمّد منذ أشهر. واعتبر أنه يتم «تسييس» ملف المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن حرمان الكوريين الشماليين من المساعدات يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان. وتواجه الأمم المتحدة كذلك نقصاً كبيراً في تمويل عملياتها الإغاثية في كوريا الشمالية. ولم تنجح دعوة للحصول على تمويل بقيمة 111 مليون دولار من أجل الغذاء والأدوية وغيرها من الأساسيات التي يحتاج إليها 6 ملايين كوري شمالي في جمع أكثر من 12 مليون دولار، أي ما يعادل 10,9 في المائة فقط من المبلغ. وقدمت أربع دول فقط تبرعات وهي سويسرا والسويد وكندا وفرنسا.

 

مقتل 20 شخصاً بهجوم انتحاري على مسجد شرق أفغانستان

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين/03 آب/18/أسفر هجوم انتحاري استهدف مسجدا ساعة صلاة الجمعة في غارديز، شرق أفغانستان، عن سقوط 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، حسبما أعلن مسؤولون محليون حذروا من إمكانية ارتفاع الحصيلة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد شرطة ولاية بكتيا القريبة من الحدود مع باكستان الجنرال راضي محمد مندوزاي، قوله «لدينا عشرون قتيلا ونحو خمسين جريحا". وتحدث مسؤول آخر عن مقتل وإصابة سبعين شخصا على الأقل في الاعتداء. وأوضح قائد الشرطة أن «الانفجار وقع ساعة الصلاة»، مشيرا إلى أنه «كان هناك انتحاريان فجّرا نفسيهما داخل المسجد». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بعد.

 

الصين تهدد بفرض رسوم جديدة على بضائع أميركية بقيمة 60 مليار دولار

بكين: «الشرق الأوسط أونلاين/03 آب/18/»أكدت الصين اليوم (الجمعة)، استعدادها لفرض رسوم جمركية جديدة على بضائع أميركيّة مستوردة بقيمة 60 مليار دولار في السنة، في وقت تشدد واشنطن الضغوط على بكين، ما يهدد بتصعيد الخلاف التجاري بين القوتين الاقتصاديتين. وأفادت وزارة التجارة الصينية، في بيان، بأن تطبيق هذه الرسوم الجمركية المشددة الجديدة «رهن بتحركات الولايات المتحدة»، مشيرة إلى تهديدات البيت الأبيض الأخيرة بزيادة الرسوم الجمركية على 200 مليار دولار من البضائع الصينية. ويرى مراقبون أن هذه التطورات تشير إلى إمكانية استمرار التوترات التجارية بين الجانبين دون نهاية لها في الأفق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«مصالحة الجبل»... أين الموارنة والدروز؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 04 آب 2018

5 آب 2001 يومٌ مِفصليّ في تاريخ لبنان، خصوصاً أنّ بلدَ الأرز قائمٌ على التنوّع ولا تستطيع أيُّ عائلة سياسية أو دينية إلغاءَ شركائها في الوطن. لا بدّ في هذا التوقيت بالذات من العودة الى جوهر مصالحة الجبل التي أرسى أسسَها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، تلك المصالحة التي أزالت ترسّبات «حرب الجبل». يحكم الموارنة والدروز تاريخٌ طويل من الحروب والألفة، فمن فتنة 1841 ونار الحقد التي غزّتها الدول الخارجية، الى فتنة 1860، وصولاً الى حرب الجبل عام 1983، كلها تواريخ كان الموارنة والدروز «أبطالها»، تواريخ حُفرت في ذاكرة الوطن المريض، ودمّرت كل جميل بُني، من إمارة الجبل التي وصلت حدودُها الى حلب مع الأمير فخر الدين الثاني المعني الكبير وحلفائه الموارنة، وصولاً الى لبنان «سويسرا الشرق» في خمسينات وستينات القرن الماضي، وأيام العزّ والبحبوحة.

لا شكّ أنّ الحروب والديموغرافيا والتغيّرات السياسية والصراعات الدولية أرجعت الموارنة والدروز من الصفوف الأمامية في اللعبة المحلّية الى الخلف، وذلك، لعوامل عدّة أبرزها، أنّ الصراعات الداخلية أنهكت الموارنة. فكرسي رئاسة الجمهورية أضعفتهم بدل أن تكون عاملَ قوّة لهم، كما أنّ حروب الأخوة مزّقتهم، وكان آخرها حرب «الإلغاء»، فيما العوامل الخارجية لعبت ضدهم. فمِن فورة العروبة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وثورة 1958، الى الاجتياح الفلسطيني للبنان، وصولاً الى الغزو السوري، كلها عوامل ساهمت في إضعاف المسيحيين.

أما الدروز، فقد لعبت الديموغرافيا ضدّهم، فهم لم يخسروا الحرب مثل المسيحيين، لكنّ الصعود السنّي والشيعي، وعودة المسيحيين بعد عام 2005 للعب دورهم، ساهم في تراجعهم، ولم يترك لهم هامشَ تحرّك كبير في الوطن الصغير. فدائماً ما كان الدروز يلعبون دوراً في الحرب أكبر من حجمهم. تطلّ الذكرى 17 لمصالحة الجبل، والدروز في لبنان والمنطقة في وضع حرج، لخّصته مأساةُ السويداء الأخيرة. فما من قوّة إقليمية قادرة على حمايتهم، حتى إنّ روسيا التي تُعتبر صديقة قديمة للبيت الجنبلاطي، لم يرحمها وليد جنبلاط من سهامه، وحمّلها جزءاً من مسؤولية الهجوم، وهدّد بقطع شعرة معاوية معها.

أمّا على المستوى الداخلي، فإنّ النسبية كشفت التراجع الدرزي، فحتى الحزب «التقدّمي الإشتراكي» الذي نال 6 نواب دروز من أصل 8، وترك مقعداً شاغراً للوزير طلال إرسلان، ويُعتبر النائب أنور الخليل حليفه، غير قادر على نيل كامل الحصة الدرزية الوزراية، نتيجة تقدّم قوى أخرى وتراجع دور الدروز. وبالنسبة الى المسيحيين، فكل المعارك التي خيضت سابقاً تحت عنوان «إسترجاع حقوق المسيحيين» لم تصل الى خواتيمها السعيدة، ولم تبنَ على أسس صلبة، فانتخابُ «الرئيس القوي»، وإقرارُ قانون انتخاب جديد، لم يُشعر المسيحيين بأنهم شركاءُ حقيقيون.

يأتي ذلك، وسط ما تعانيه البلاد من أزمات وحروب، وقد ثبت للجميع، وخصوصاً للأقليات، أنّ الدولة وحدها هي التي تحمي، وأنّ كل المشاريع الأخرى سيكون مصيرُها الفشل، وبالتالي، فإنّه لا ينفع الدروز أو الموارنة أو بقية المكوّنات اللبنانية، إذا كسبوا وزيراً بالزائد وانهارت أسس الدولة، لأنّ الانهيارَ سيشمل الجميع.

في الذكرى 17 لمصالحة الجبل التي أسّست لانتفاضة استقلال عام 2005، يعتبر قياديّون دروز وموارنة أنه لا بدّ من التعلّم من دروس الماضي، والتطلّع الى المستقبل، فأيُّ صدام في الجبل سيؤدّي حتماً الى النهاية السياسية للموارنة والدروز على حدٍّ سواء. وبالنسبة الى الصدام بين المختارة وبعبدا، فيجب أن يبقى ضمن أطره السياسية، ولا يترجَم توتراً على الأرض، لأنّ مراجعةً بسيطةً للتاريخ، تكشف أنّ العلاقات بين البيت الجنبلاطي ورئاسة الجمهورية تمرّ بفترات صعود وهبوط، كما أنّ الجنبلاطيين في طبعهم لا يحبّذون العسكر في السياسة وحكم الجنرالات.

في الأساس، لا يجب أن تكون هناك حروبٌ بين أهل البيت الوطني الواحد لتحصل المصالحات، لكنّ ذلك لا يلغي حقيقة الواقع السياسي في لبنان والمنطقة، حيث بات السؤالُ الأكبر الذي يُطرح: أين الموارنة والدروز في اللعبة الكبرى؟

 

ماذا قال باسيل عن برِّي؟

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/السبت 04 آب 2018

بينما كان الكثر ينتظرون حصول اجتماع حاسم بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، «هبط» باسيل بمظلة ايلي الفرزلي في عين التينة، حيث التقى الرئيس نبيه بري بعد قطيعة حادّة. هذا التطور بَعثر الأوراق لدى من بنى حساباته على فرضية أن الأزمة بين رئيس مجلس النواب ووزير الخارجية باقية وتتمدد، وأن الإستثمار السياسي فيها مربح. بصمتٍ وسرّية جرى تحضير جلسة «طرد الشياطين» وترميم الجسور، في انتظار أن تختبر التجارب الحيّة لاحقاً طبيعة المصالحة بين الرجلين، وما إذا كانت شكلية فقط أم أنها قابلة للتحول إلى «محطة توليد» للطاقة السياسية.

وحتى ذلك الحين، ماذا يقول باسيل عن لقاء المصالحة في عين التينة، وكيف يتوقع أن يكون مستقبل العلاقة مع «الشريك الإلزامي» نبيه بري؟ يؤكّد باسيل لـ«الجمهورية» أن اجتماعه بالرئيس بري «دشّن مرحلة جديدة في العلاقة بيننا وخربط حسابات البعض ممن كان يظن أنّ بإمكانه أن يستفيد من هذا الخلاف». ويضيف: «ستكون هناك بعد الآن فرص للتعاون المشترك في مساحات واسعة على مستوى مجلس النواب والحكومة المقبلة، ويمكن القول إننا كأكبر تكتل نيابي وبري كرئيس لمجلس النواب ولكتلة وازنة سنشكل معاً ما يشبه الـ»دينامو» في السلطتين التشريعية والتنفيذية».

ويتابع: «لا يعني ذلك أننا متفقون على كل شيء، إذ لكلٍ منّا خصوصيته، لكن المهم أن أي تمايز أو تباين، يجب أن يبقى محكوماً بقاعدة تنظيم الخلاف تحت سقف الاحترام المتبادل». ويلفت باسيل الى أنه حريص على الواقع الميثاقي في لبنان، «وما دام الشيعة يؤيّدون الرئيس بري فمن واجبي أن أحترم تلك الإرادة، وهذا ما عكسته من خلال طريقة مقاربتنا لجلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه». ويضيف: «في عز الإشتباك السياسي مع بري، كنت متأكداً من أننا سنلتقي مجدداً، وأن اللقاء بيننا حتمي عاجلاً أم آجلاً، لأنه وانطلاقاً مما يمثل ونمثل، لا بدّ لنا من أن نتعاون وأن نعرف كيف نتفق حتى نحقق إنجازات للبنان».

ويشير باسيل الى ان هناك أموراً استراتيجية في البلد والمنطقة نتفاهم عليها مع بري، «وتلاقينا يمهّد لمواكبة الآتي على هذا الصعيد». ويستطرد قائلاً: «كما اننا طرفان متضرران من عرقلة تأليف الحكومة، ونشعر بقلق مشترك على البلد من هذا التأخير، وكلانا يعتقد ان ما يجري هو أبعد وأخطر من قصة المطالبة بوزير إضافي هنا او هناك، وبالتالي نحن نتفق على ضرورة استعجال الولادة الحكومية». ويعتبر باسيل، في هذا الصدد، أن «هناك من يستسهل الهروب إلى الأمام وتحميلي مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة وكأن جسمي لبّيس، بينما العِقد موجودة في مكان آخر»، لافتاً إلى أن تكرار اللقاءات بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يؤشر بوضوح الى مكمن العقدة المسيحية. ويشدد باسيل على أهمية «ان نتشارك وبري في خوض معركة مكافحة الفساد الذي بات يشكل التحدّي الأكبر لنا جميعا»، منبهاً الى أنه «لم نعد نملك ترف الانتظار، واذا أظهرت القوى الاساسية جدّية في محاربة الفساد فإن الآخرين لن تكون لديهم القدرة على مواجهة هذا المسار».

                               

النواب الجدد في المدرسة

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/السبت 04 آب 2018

بالخدمات ينجح المرشّح، وبالخدمات تُجدّد نيابته... على أرض الواقع، الدور الخدماتي يتصدّر سُلّم أدوار النائب في لبنان، ما قبل نيابته وخلالها وما بعدها.

«نائب الخدمات» مفهوم مُتجذِّر في ثقافة اللبناني الذي يتوقّع من النائب أن «يبيّض وجهه بكمشة زفت» أمام منزله أو بوظيفة، أو حسمٍ في مشفى أو مدرسة أو جامعة، ولا يقصّر في واجباته في الأفراح والأتراح... بمعزل عن أسباب تجذُّر هذه الثقافة (الطائفية، العائلية، المناطقية، إهمال الدولة...). ينسى المواطن أنّ هذه من حقوقه البديهيّة التي على السلطة التنفيذيّة، أي الحكومة متابعتها وتأمينها له من دون منّة، وليس النائب المولج بتشريع القوانين ومراقبة عمل الحكومة. «عضو مجلس النواب يمثّل الأمة جمعاء، ولا يجوز أن تُربط وكالته بقيد أو شرط من قبل منتخبيه». هكذا يُعرّف الدستور اللبناني النائب. 75 نائباً جديداً حجز لهم ناخبوهم في 6 أيار 2018 مقاعد ومكاتب في مجلس النواب. 75 نائباً يكتشفون عالم التشريع. مهمة صعبة، تتطلب معرفة عميقة، إرادة إنجاز، هدف بناء الدولة، قراءة واطلاع ومتابعة... كُثر فشلوا في أداء هذه المهمة. كُثر خرجوا من المجلس، مثلما دخلوا إليه، غير ملمّين بعملية التشريع أو بدور النائب الرقابي... كُثر اكتفوا بـ«النمرة الزرقا». غيرهم، مُلمّ بالشؤون القانونية والدستورية والتشريعية، بعضهم مارس ما تعلَّم، وبعضهم لم يُطبّق ما حفظه ويردّده! بعد أن شُلّ عمل المجلس النيابي في السنوات الأخيرة، وأُغلقت أبوابه خلال أكثر من محطة دستورية، وبعد أن جُمِّد دوره الرقابي منذ أن وضعت القوى السياسية الكبرى رِجلاً في «بور» المجلس وأخرى في «فلاحة» الحكومة، يبدو وكأن هناك نيّة، حسب ما يؤكّد أكثر من نائب، بإعادة تفعيل عمل المجلس، ظهرت ملامحها من خلال عقد جلسات أسبوعية للجان، وإقرارها قوانين، لم تقرّ منذ أكثر من 20 عاماً. كذلك، عُقِدت للمرّة الأولى في المجلس النيابي ندوة حوارية للنواب الجدد حول عمل مجلس النواب ودور النائب والتعرّف الى هيكلية الإدارة والأجهزة في مجلس النواب.

روكز: محاربة الفساد بالتشريع

أكثر من نصف النواب الجُدد، ومن كلّ الكتل النيابية، حضروا هذه الندوة. الحضور، هنا، ليس إجبارياً، أو شكلياً أو «prestige» وإثبات وجود.

النائب العميد شامل روكز من نواب تكتل «لبنان القوي» الذين شاركوا في هذه الندوة. روكز يُفضِّل صفة «العميد» على «سعادة النائب»، وعلى غرار عمله العسكري يقوم بعمله النيابي بصمت، ويسعى إلى أن يتمكّن منه 100 في المئة. شارك روكز في كل جلسات الندوة على مدى يومين. ويؤكّد النائب الجديد، ذو الخلفية العسكرية لـ«الجمهورية»، أن «هذه الندوة تُشكِّل إضافة للنائب حتى وإن كان يملك معرفة قانونية ومُطلعاً على عمل المؤسسات». يحمل روكز شهادة جامعية في اختصاص العلوم السياسية، ودرس المالية والمؤسسات العامة، وعلى رغم ذلك، يقول إن «لمؤسسة مجلس النواب وككل المؤسسات نظامها الداخلي وتشريعاتها وخصوصيتها وحيثيتها، ويرتبط المجلس ببقية المؤسسات والسلطة التنفيذية وأجهزة الرقابة والدول الخارجية ولجان الارتباط والتعاون مع برلمانات دول أخرى... وعرّفتنا الندوة الى كلّ هذه الأمور». وإذ يرى أن الأهم أن «يكون النائب على اطلاع مُسبق ع لى المبادئ»، يجد أن لـ«التفاصيل والأنظمة خصوصيّتها». لن يحصر روكز عمله التشريعي بتكتل «لبنان القوي»، وقد استهلّ عمله النيابي بدراسة وتقديم اقتراح قانون لإصلاح القضاء العدلي، وعمل عليه مع المفكرة القانونية وعدد من النواب من خارج التكتل. كذلك، أعدّ اقتراح قانون حول الإسكان المدني والعسكري، وأطلع التكتل عليه ونال موافقته ودعمه، وسيقدّمه إلى المجلس. إضافةً إلى فريق عمل تكتل «لبنان القوي»، يعاون روكز فريق خاص من المُختصين في أكثر من مجال، ويقول إن «لكل قانون مراجع وحسابات خاصة. فمثلاً إقتراح قانون حول مسألة الإسكان يتطلّب دراسة من فريق مصرفي وآخر قانوني وثالث اقتصادي. فريق عمل «طويل عريض» عمل على هذا الاقتراح». وأكثر ما لفت روكز خلال الندوة هو عمل اللجان النيابية وعلاقة المجلس النيابي مع ديوان المحاسبة وأجهزة الرقابة بشكل عام». يُشدّد روكز على دور النائب الرقابي، وقد يُسمّى وزيراً، ومن المُؤكّد أن التكتل الذي ينتمي إليه سيتمثّل في الحكومة. وعن تمثيل غالبية التكتلات النيابية في الحكومة، ما يشلّ دور المجلس الرقابي، يقول: «لهذه الممارسة تأثير على عمل المجلس، ويُفضّل أن يكون هناك سلطة ومعارضة لإيجاد لعبة برلمانية صحيحة وديموقراطية، وأن تعمل المعارضة بكل قدراتها لمواجهة السلطة وأن تحلّ محلها من خلال الإرادة الشعبية، وأن تقوم السلطة بمشاريع وإنجازات أكثر كي تثبت نفسها. فمردود نزاع السلطة والمعارضة يكون إيجابيّاً دائماً». وهل سينتقد روكز أداء الوزراء المحسوبين على التكتل؟ يجيب: «سأحاول مراعاة قناعاتي في هذا الموضوع والتشريع أساسي في محاربة الفساد، فيُمكن وضع استراتيجية لمحاربة الفساد من خلال قانون أو عشرات القوانين التي تضبط وضع الفساد في البلد. وهذا الأمر أساسي، ومن خلاله تتم مواجهة جميع الوزراء أو المسؤولين عن إدارات ينخرها الفساد».

سعد: القراءة أولاً

النائب القواتي الدكتور فادي سعد، شارك أيضاً في كلّ جلسات الندوة التي استمرّت يومين (من العاشرة قبل الظهر حتى الثانية بعد الظهر). وكطبيب جرّاح منذ 30 عاماً يُشارك سعد في كثير من الندوات العلمية، ويعتبر أن الندوة التي أقيمت في مجلس النواب أساسية لتطوير القدرات، ولتآلف النائب مع كلّ ما يتعلّق بالتشريع. بعد انتخاب المجلس النيابي الجديد، وُزِّعت على النواب الجدد مجموعة كتب ومنشورات مُتعلقة بعملهم التشريعي، ومن بينها الدستور اللبناني. وقد اطّلع سعد عليها، ويرى أن هذه القراءات ضرورية. ومن قرأ هذه المطبوعات يجد في هذه الندوة تفسيراً لما قرأه وضبطاً لمعلوماته، لا معلومات جديدة».

يُلخّص سعد الندوة لـ«الجمهورية» بالقول إنها «تساعد النائب على التآلف مع المصطلحات القانونية، والتعرّف الى إدارات المجلس وأجهزته، وكيف يُمكن أن يطلب المساعدة ومِمّن؟ تعرّفه إلى الأشخاص المسؤولين مثلاً عن مركز الدراسات الذي يُمكن الطلب منهم إجراء بحث عن أي موضوع، وإلى الذين يهتمون بالإعلام البرلماني... هذه الندوة مفيدة ومُكمّلة لمعلومات النائب، لكنها لا تغني عن القراءات. على النائب أن يقرأ كثيراً تحضيراً لدوره التشريعي والرقابي». عمل سعد التشريعي المُستقبلي سيتمّ عبر تكتل «الجمهورية القوية». ويوضح: «كما على مستوى الوزارات، كذلك على مستوى التكتل النيابي، هناك أمانة سر للتكتل، ومكتب قانوني داخل حزب «القوات اللبنانية يُشكّل «backup» للتشريع».

فتفت: حاسبوني على عملي التشريعي

النائب الأصغر في مجلس 2018 - 2022، عضو كتلة «المستقبل» سامي فتفت، شارك في اليوم الأول من الندوة، وتعذّر عليه حضور جلسات اليوم الثاني، لظرفٍ خاص، على رغم أنه كان يود المشاركة، إذ أن الندوة مهمة ومُشّوقة، (كتير Interesting)، على ما يقول لـ«الجمهورية». ويبدو من استفاضته بشرح ما تعلّم من الندوة، أنه «حفظ الدرس الأوّل جيداً»، ولكن تبقى العبرة في التطبيق. شكّلت الندوة إضافة كبيرة لفتفت من ناحية سير العملية التشريعية، ودور النائب، وأصول المراجعة ودراسة المشاريع واقتراحات القوانين وكل مسار العمل التشريعي، «إضافةً إلى دورنا في عملية مراقبة عمل الحكومة». ويقول: «لم أكن «في الجو» ككثُر من النواب الجُدد»، لكن «مع الوقت نقوى كثيراً». ويعتبر أن «بدنا أكتر»، مشيراً إلى أنه كان يرغب في أن يكون عضواً في لجنة الإدارة والعدل. ماذا عن دوره الرقابي؟ وهل سينتقد أداء وزراء فريقه السياسي؟ يجيب: «سأراقب عمل جميع الوزراء، لن أتمكّن من انتقاد عمل وزير ينتمي إلى كتلتي النيابية أو تياري السياسي على الملأ، ولكنني سأضيء على أخطائه «بيني وبينه» أو خلال اجتماع الكتلة». على رغم صغر سنّه، واستمرار عمل والده النائب السابق أحمد فتفت السياسي، يقوم سامي بدور «النائب الخدماتي»، هاتفه لا يتوقف عن الرنين، ويحاول أن يجيب على اتصالات الجميع، فضلاًَ عن مداومته يومين من كل أسبوع في منطقته الشماليّة لاستقبال الناس والوقوف عند حاجاتهم ومطالبهم! ويرى أن «شق الخدمات في لبنان مهم، إلا أن دور النائب الأساسي هو الدور التشريعي». ويوضح: «موجودون لخدمة الناس بقدر المستطاع، ولكن عملنا يجب أن يتركّز على التشريع، وعلى هذا العمل يجب أن يحاسبنا الناس لا على الخدمات». ويضيف ضاحكاً: «من لا يقوم بخدمات للناس يسقط في الانتخابات».

 

إحتساب جديد للأحجام والمعايير

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 04 آب 2018

في مواجهة معادلة المعايير، تحرص أوساط مطّلعة على سير تشكيل الحكومة، على وضع الأمور في نصابها أمام الوزير جبران باسيل الذي يتمسّك بمعيار «أربعة واحد» ويستند اليه لمحاولة تقليص حصص ورفع عدد وزرائه ووزراء رئيس الجمهورية.

تشير الأوساط الى ما رشح عن الرئيس نبيه بري الذي فنّد أمام زواره خريطة المجلس النيابي والكتل من أكبرها الى أصغرها كالآتي: الكتلة الأكبر في المجلس هي كتلة تيار المستقبل (20 نائباً) تليها كتلة التيار الوطني الحر (18 نائباً) فكتلة حركة التنمية والتحرير (17 نائباً) فكتلة القوات اللبنانية (15 نائباً) فكتلة المقاومة (13 نائباً) فكتلة النائب جنبلاط (تسعة نواب). خلاصة هذا «التفنيد البري المحترف» حسب الاوساط أنّ كتلة الرئيس ميشال عون أي كتلة العهد المدموجة بكتلة التيار الوطني، هي عشرة نواب، وأنّ رقم 28 نائباً ليس رقماً صافياً للتيار الوطني الحر، بل هو عدد كتلة الرئيس عون والتيار، وقِس على ذلك تستحق هذه الكتلة وفق معايير الوزير باسيل سبعة مقاعد وزارية، أو ثمانية على أبعد تقدير، وبالتالي لا يحق لباسيل أن يطالب بحصة أكبر للكتلة، ولا يحق له أن يطالب بحصة منفصلة لرئيس الجمهورية لأنّ نوابَ العهد العشرة الذين أُضيفوا الى كتلة التيار، هم نواب الرئيس عون، فاقتضى بالتالي تصحيح الحسابات.

هل تعني هذه الحسابات النيابية أنّ الرئيس بري يؤيّد مطالب القوات اللبنانية، والنائب جنبلاط، وهل سيلعب دوراً في تسهيل عملية التشكيل؟ الأرجح أنّ بري، وعلى الرغم من زيارة باسيل له، ما زال يمسك العصا من وسطها، مع أرجحيّةٍ لتأييد مطلب النائب جنبلاط في نيل المقاعد الدرزية الثلاثة. أما على خط عقدة توزير القوات اللبنانية فلا يبدو انّ الانفراج قد حصل على الرغم من المبادرة القواتية التي قدّمت الى الرئيس عون في اليومين الماضيين، والتي أعقبها موقف لافت للوزير الياس بوصعب الذي أقرّ للقوات بحقيبة سيادية، وهذا تطوّر لم يُعرف بعد إذا ما كان ضمن مسعى من بوصعب لتسهيل الاتّفاق مع القوات على نيل وزارة سيادية، على أن يترك موقع نيابة رئاسة الحكومة للرئيس عون، على أن يتولّاه بوصعب الذي يسعى لحجز هذا الموقع الاورثوذكسي.

وفي المعلومات أنّ الرئيس سعد الحريري طلب من الدكتور جعجع تقديم مبادرة حسن نيّة، فكان التواصل القواتي مع بعبدا، حيث أعلنت القوات قبولها بأربع وزارات وتخلّيها عن موقع نيابة رئاسة الحكومة، وتركها الامر للرئيس الملّكف لإعطائها واحدة من حقيبتين سياديّتين، الخارجية أو الداخلية، وقد أبلغ الرئيس الحريري القوات باعتماد هذا الحلّ، الذي لا يزال الوزير باسيل يعارضه ويعطّله، على وقع توجيهٍ أصدره لكل نوابه بقطع التواصل مع معراب، فبدا هؤلاء غير قادرين على اللعب بالهوامش الصغيرة المتبقّية للعلاقة بين التيار والقوات التي تنحدر نزولاً وبسرعة قياسية.

وتضيف المعلومات أنّ الرئيس الحريري بات في موقع غير القادر على تقديم أيّ تنازل ولو بسيط بما يتعلّق بحصة النائب جنبلاط وبحصة القوات اللبنانية، وقد طلب من وزير مقرَّب منه أن يبلغ التيار الوطني الحر عبر نائب عوني بارز (التواصل شبه مقطوع بين الحريري وباسيل) أنّ اشتراك القوات اللبنانية في الحكومة ليس مطلباً سعودياً فقط، بل هو ضرورة تعطي للمجتمع الدولي صورةً عن الحكومة بأنها ليست حكومة «حزب الله»، وأبلغ الوزير المقرَّب منه التيار، بأنّ تشكيل الحكومة من دون القوات وجنبلاط، مرفوض، وأنّ على باسيل أن يقرأ الأمور بواقعية.

ما طرأ في اليومين الماضيَين مواقف للرئيس عون أزال فيها شعرة معاوية مع الوزير باسيل، فبات من الصعب على الرئيس الحريري والقوات اللبنانية والنائب جنبلاط التعامل مع باسيل على أنه المتصلّب أو المعرقل، والبارز في مواقف عون الإقرار بأنّ الأزمة الحكومية هي أزمة معركة رئاسية مسبقة، تُشنّ على باسيل، وليست بالتالي مجرد أزمة حكومية، وهذا ما يضيف عبئاً جديداً على ولادة الحكومة، التي باتت ترتبط بالتوريث، كما ترتبط بأجندتها السياسية الخلافية بما يتعلّق بالتطبيع مع النظام السوري والاقتراب من إيران وسياستها في المنطقة.

 

عن «وزنات» دار الفتوى... مع الحريري

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 04 آب 2018

لا تُقاس «وزنة» الدعم التي تقدّمها دار الفتوى برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، لرئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري، بـ«وزنة» وقوفها إلى جانبه عشية الانتخابات النيابية، لا بل انحيازها بالكامل لمصلحته، ومن تجليّاتها تنظيم لقاء موسّع له مع حشد من العلماء والمشايخ والأئمّة.

ولا تُقاس أيضاً بتصدّيها للحملة التي تستهدف رئيس الحكومة المكلف واتّهامه بعرقلة التأليف، متبنيّة وجهة نظره. إذ أكد دريان أمس، خلال تدشينه مسجداً في الجيّه، أنّ رئيس الحكومة المكلف «هو صاحب القرار والخيار في عملية التأليف، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وأنّ التأخير في التأليف، لا يتحمّله الحريري وحده».... والأهم من كل هذا، تحوّل دار الفتوى، خلال «أزمة الاستقالة» في تشرين الثاني الماضي، محجّاً لـ«الشاكين» من «أهل السنّة»، و»مرجعية وكيلة» في غياب «الأصيل»، رافضةً التسليم بمنطق «الاستسلام».

وأكّد دريان، بعد استقباله القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري في الخامس من تشرين الثاني الماضي، أنّ «استقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة شكّلت صدمةً ولم تأتِ من فراغ”، لافتاً إلى «أننا نؤيّده وندعمه ونتفهّم هذه الاستقالة وينبغي أن نعالجها بالرويّة والحوار».

بهذا المعنى، تُسجّل لدار الفتوى «حمايتها» زعامة الطائفة «المدنية» في مفترق مصيريّ كان يمكن أن يكون مدخلاً لمتغيّرات كبيرة فيما لو أومأ المفتي برأسه باتّجاه أيّ شخصية سنّية بديلة. لكنه لم يفعل.

ولهذا يقول أحد المعنيين، إنّ مواقف مفتي الجمهورية من أزمة التأليف ليست غريبة عنه أو استثناء في مساره. وإنما القاعدة التي يحافظ عليها منذ انتخابه.

الجديد هو عودة الحريري إلى قواعده السابقة في التشدّد، بعد مرحلة من «التسليم» امام العهد، كما يقول خصومه، حيث قدّم على طبق من فضة كل ما يلزم لانطلاقة قوية لرئاسة العماد ميشال عون، من تعيينات إدارية ودبوماسية وقضائية، ثم دفع ثمن قانون الانتخابات من «لحمه الحيّ».

اليوم، يدرك الرجل أنه لن يخسر شيئاً إذا رفض منطق التساهل والتنازل، لا بل هو مضطر إلى مراجعة أدائه بعد كل الخسائر التي تكبّدها. وهذه فرصته الأخيرة لتشكيل حكومة لا تتحوّل «مقصلته» عشية الانتخابات النيابية عام 2022.

وبعدما استعادت العلاقة مع «القوات» بعضاً من مجاريها، يتحصّن الحريري بهذا التفاهم الذي ترعاه السعودية، في محاولة لإعادة إحياء الاصطفاف العتيق ولكن تحت بيارق جديدة.

قيامة 14 آذار من «موتها»، ضربٌ من الخيال. تغيّرت الظروف وأحوال المنطقة، وتبدّلت الاهتمامات ومن خلفها الاصطفافات. لكنّ التناغم بين بيت الوسط ومعراب، وملاقاة المختارة لهما في الأجندة الحكومية، وأحياناً عين التينة، قد يشكّل نوعاً من تفاهم ثلاثي قابل للتوسّع في قضاياه واهتماماته. وليس أكثر من ذلك، وفق تأكيد وزير من هذا المحور.

ويشدّد الوزير على أنّ الحريري متساهل على عكس ما يحاول الفريق العوني الإيحاء به. فهو لا يضع شروطاً تعجيزية، بل يقف موقف الدفاع عن مصالحه ولا يعتدي على مصالح الآخرين. لذا لا يجوز وصف أدائه بالمتشدّد. هو بكل بساطة يحاول حماية ما بفي له من «امتيازات».

بنظره، الحريري لا يحاول إعادة عقارب الساعة إلى العام 2005، ولا إلى 2009. ولا هو يستطيع. هو يتعامل بواقعية مع الزمن السياسي ومقتضياته. بمعنى التصلّب في الحفاظ على مصالحه وصلاحياته بلا أوهام أو رهانات كبيرة: فقواعده مرتاحة أكثر للتفاعل مع القواعد القواتية وتلك التي تشبهها، كما أبلغ ضيفه رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، خلال لقائهما الأخير، بعد تسوية الخلاف مع معراب وترميم الجسور. لكنه في المقابل لم ينقلب على الثوابت السياسية التي كرّسها منذ قرّر ربط نزاعه مع «حزب الله»، وهو قال أمام ضيفه إنّ التجربة الوزارية مع «الحزب» كانت جيدة، ولا مشكلة في تكرارها، مؤكّداً أن لا شروط تعجيزية للضاحية عليه. بالإضافة الى كل ما سبق، لا يتردّد وزير سابق مطّلع على أداء رئيس الحكومة المكلّف، في القول إنه لا يستبعد أن يرفع الحريري يديه في أيّ لحظة. في الحكومة الماضية وقف جعجع إلى جانبه، وكذلك جنبلاط، لكنه آثر الارتماء في حضن العهد. فما الذي يمنع تكرارَ المشهد؟

 

ردم شاطئ صور يثير عاصفة:حزب الله ليس على الحياد

صفاء عيّاد/المدن/الجمعة 03/08/2018

مشروع استحداث رصيف للدراجات الهوائية على الشاطئ الجنوبي لمدينة صور، الممتدد من الجامعة الإسلامية وصولاً إلى استراحة صور، أثار موجة رفض وغضب عارمة في المدينة، من فعالياتها النيابية والبيئية والاجتماعية. فما قصة استحداث رصيف وردم أجزاء من البحر، ومن يقف خلف المشروع؟ وما حقيقة تلزيم منطقة شاطئ الجمل إلى شركة بهدف الاستثمار الخاص؟ وفق عضو بلدية صور الدكتور غسان فران، أطلع رئيس بلدية صور حسن دبوق المجلس البلدي على طلبه الموجه إلى مجلس الانماء والاعمار للعمل بمشروع ردم البحر على الكورنيش الجنوبي بمحاذاة جادة الرئيس نبيه بري، بمساحة تقدر بين 5 و7 أمتار. وذلك بحجة إقامة ممر للدراجات الهوائية. ويشير فران إلى أن أعمال الردم ستشمل امتداد الصخور الحالية وزيادة أمتار عدة إليها، مضافاً إليها صخور الدعم. أما إلى جانب استراحة صور، حيث لا توجد صخور، فسيتم ردم 7 أمتار من الشاطئ الرملي.

الاعتراض الحاصل يفنده فران في حديث إلى "المدن" في 4 نقاط:

أولاً، المشروع الذي فوجئ به الجميع، يبرره دبوق بأنه قائم منذ المجلس البلدي السابق. علماً أن 40% من أعضاء المجلس الحالي كانوا موجودين في المجلس السابق، ولا علم لديهم بالمشروع.

ثانياً، أعمال الردم ستشمل الشاطئ التاريخي للمدينة، الذي تآكل سابقاً بفعل سرقة الرمول والبناء في فترة الفوضى. علماً أن الرمول التي بدأت بالتجمع على الشاطئ أصبحت ملاذاً لرواد المنطقة، الذين لا يترددون إلى منطقة الخيم البحرية (أي الشاطئ المحاذي لاستراحة صور).

ثالثاً، المنطقة الممتدة من الجامعة الإسلامية حتى رأس الجمل في الناحية الجنوبية الغربية للمدينة هي منطقة أثرية، لأنها تحتوي على بقايا مدينة صور البحرية الغارقة تحت الماء. بالتالي، أي ردم للشاطئ الجنوبي من شأنه أن يؤثر سلباً على هذه الكنوز الأثرية والتاريخية.

رابعاً، لا توجد أي دراسة للأثر البيئي أو المسح الأثري للمشروع. ولم يناقش المشروع في المجلس البلدي بشكل جدي، "كأنه ممنوع إبداء الرأي". علماً أن المجلس البلدي طلب من مجلس الإنماء والإعمار تنفيذه، في حين كلف الإنماء والإعمار مكتب المهندس رفيق خوري تقديم الدراسات.

الموسوي يقود الاعتراض

حملة الاعتراض هذه قادها نائب مدينة صور نواف الموسوي، الذي يرفض أن يحاول البعض تمرير أي مشروع لا يخدم أهل المدينة ومصالحهم. ويؤكد، لـ"المدن"، أن حزب الله اتخذ قرراً بأن يكون شريكاً في القرارات المصيرية التي تتعلق بحاضر المدينة ومستقبلها. ويستغرب الموسوي "حصر المشاريع الانمائية والسياحية في شارع واحد في المدينة، وترك الشوارع الأخرى من دون اهتمام. فهل تنشيط السياحة يقوم على تغيير معالم المدينة؟"، مشيراً إلى أن صور ستشهد تحركات احتجاجية "وسأكون في مقدمتها للوقوف ضد المشروع".

هذه الاتهامات يرد عليها نائب رئيس المجلس البلدي صلاح صبراوي، بعد تعذر التواصل مع دبوق. يقول صبراوي إن الردم محصور بتوسعة الرصيف بمساحة تراوح بين 2 إلى 5 أمتار، لاستيعاب أكبر قدر من المتنزهين في المدينة. وأعمال الردم ستشمل رص الصخور، ولن يتم العبث أو التأثير على المدينة التاريخية الغارقة في المياه. ويؤكد أن المشروع في طور الدراسة في مجلس الانماء والاعمار.

أما في ما يخصّ تلزيم منطقة الجمل لشركة خاصة بهدف الاستثمار، فيقول صبرواي إن المشروع هو استكمال لمشروع الارث الثقافي، بعدما قدمت وكالة التنمية الفرنسية مبلغاً إضافياً للمشروع من أجل إنشاء مصافٍ صحية لتكرير المياه المبتذلة في الخيم الموجودة في المكان.

وقد تناقلت أوساط في المدينة أن حزب الله سيتصدى لأي مشروع تمرره حليفته حركة أمل، وسط غمز بدور رئيس اتحاد بلديات صور ورئيسها حسن دبوق، المحسوب على حركة أمل، في تمرير العديد من المشاريع من دون عرضها على المجلس البلدي.

ماذا عن قانون حماية المحمية؟ يشرح رئيس جمعية الجنوبيون الخضر هشام يونس أن الردم هو استمرار لانتهاك هوية المدينة الطبيعية والثقافية، وتغيير معالمها الطبيعية. ذلك أن إضافة أي عنصر إلى محيطها الحيوي ستكون له تداعيات بيئية واسعة. فالأشغال تستوجب إعداد تقريرين لتقييم الأثر البيئي، الذي نص عليه قانون حماية البيئة 444، خصوصاً أن الشاطئ هو امتداد لشاطئ محمية صور الطبيعية من جهة، ومنطقة رأس الجمل الطبيعية من جهة أخرى. أي أنه يقع في الوسط، حيث تنشط السلاحف البحرية المهددة بالانقراض وأنواع بحرية عديدة أخرى.

ويؤكد يونس ضرورة إعداد تقييم للأثر التراثي لموقع الارث الثقافي العالمي، وفق اتفاقية حماية مواقع الارث الثقافي والطبيعي العالمي، خصوصاً أن لجنة آثار صور أدرجت الشاطئ ضمن قائمة مواقعها منذ العام 1979، وأوصت بإقامة منطقة حماية بحرية حوله.

بالتالي، فإن المشروع يُخالف كل القوانين البيئية التي صادقت عليها بلدية صور. فكيف لها أن تسمح بتمرير مشروع يغير معالم المدينة الطبيعية الفريدة من نوعها؟ وكيف تطالب بلدية صور بإدراج مدينتها كمدينة سياحية وهي تعمد إلى تخريب محتوياتها الأثرية وطمر معالمها البحرية؟

ترجمت موجة الاعتراض على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ برز هاشتاغ #لا_لردم_شط_صور، وسط دعوات لزائري المدينة وقاطنيها بالمشاركة في الدفاع عن حقهم بالشاطئ وعدم تحويله إلى مشاريع سياحية مع نشر صور تظهر جمال الشاطئ.

 

تشكيل الحكومة: المواطن والدستور في أزمة

باسكال بطرس/المدن/السبت 04/08/2018

"بحكومة وبلا حكومة، لا فرق!"، يقول المواطن طوني، معتبراً أنه "سواء تألفت الحكومة اليوم أو بعد شهر أو بعد عام، لا شيء سيتغير في حياة الناس، التي لا تنفك تصاب بخيبات أمل متواصلة، وآخرها بعد الانتخابات النيابية، التي علقّ عليها كثيرون آمالاً عريضة، لتأتي بنسخة مطابقة لما كانت عليه صورة المجلس القديم، مع تغيير بسيط في بعض الوجوه والأسماء".ثلاثة أشهر مرت منذ إنجاز الانتخابات النيابية وتكليف رئيس الحكومة سعد الحريري تأليف حكومة جديدة، ولا تزال الحكومة الحالية تصرف الأعمال، ولا يزال الغموض يلفّ مصير الحكومة المرتقبة وموعدها. لا شك أن عدم القدرة على تشكيل حكومة هو نظير أزمة في الانظمة الديمُقراطية. قبل اتفاق الطائف، وعندما كان الرئيس المُكلف بالتأليف يتأخر عن انجاز مهمته لمدة طويلة، غالباً ما كان رئيس الجمهورية يلجأ الى إجراء انتخابات نيابية مُبكرة تفرزُ كتلاً نيابية جديدة، ولكن بعد الطائف لم يَعُد ذلك من صلاحية رئيس الجمهورية.

فالمادة 64 من الدستور اللبناني، المعدّلة بالقانون الدستوري الصادر في 21/9/1990، تنص على أنّه "ينبغي على المكلّف تأليف الحكومة أن يجري استشارات نيابية لتأليفها، ويوقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم التأليف". يضيف البند الثاني من المادة المذكورة أنه بعد ذلك "على الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها. ولا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة، ولا بعد استقالتها أو اعتبارها مستقيلة، إلا بالمعنى الضيّق لتصريف الأعمال". ويشير النص الدستوري إلى مهلة 30 يوماً لتتقدم الحكومة المؤلفة ببيانها الوزاري إلى مجلس النواب، وسط غياب إشارة واضحة إلى أي مهلة تقيّد بموجبها الاستشارات النيابية لتأليف الحكومة. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل يجوز استمرار التعطيل الحكومي؟ وهل من مفرَّ من وجود سلطة تؤمن استمرار الحياة الوطنية وديمومتها؟

لا وجود في الدستور لنص واضح يجيب عن هذه التساؤلات. لكن، من الواضح أن "الدلائل التي تُستنتج من عملية التأخير في تشكيل الحكومات، ومن عدم الالتزام بمواعيد الاستحقاقات الدستورية، ليست طبيعية على الاطلاق"، وفق ما يؤكد النائب السابق المحامي بطرس حرب لـ"المدن". فقد تكون إطالة فترة تصريف الاعمال مُريحة للوزراء في لبنان لكنها ليست مُريحة للبلاد. فالوزراء يُصرفون اعمال الدولة التي تدير المرافق العامة، بينما الاعمال الخاصة التي تعتمدُ عليها استمرارية الدولة، شبه متوقفة، أو بالكاد تعمل بحدها الادنى، ومؤشرات التراجع في النمو والحركة الاقتصادية والمالية بدأت تتضح يوماً بعد يوم.

ويؤكد حرب أنه "اذا كان البعد السياسي لهذا التعطيل الحكومي يحتمل المدّ والجزر، فإن البعد القانوني لا يحتمل المراوحة. فالدستور وضع على أساس إدارة الحياة الدستورية العادية"، مشدداً على أنه "لا يجوز أن يستغرق تأليف حكومة شهوراً، بل يجب أن تشكل في وقت معقول لا يؤثر على حقوق الناس ومصالحهم. في وقت تصطدم هذه العملية للأسف، بعراقيل، بفعل الطريقة الجديدة في التعامل معها، والقائمة على المحاصصة".

واذ يلفت إلى أنه "من المتوقع أن يتعطل البلد، خلال هذه المرحلة حيث الحكومة مستقيلة، وغير قادرة على الاجتماع لاتخاذ القرارات، إلا في الحالات الاستثنائية"، يرى حرب أنه "من الطبيعي، في ظل غياب الحكومة، واستناداً إلى المادة الدستورية 69 التي تعتبر مجلس النواب في دورة انعقاد استثنائية فور استقالة الحكومة، ألا يتصرف وكأن لا مشكلة في البلد. لكن هذا لا يحد من سلطة البرلمان في الاقدام على العملية التشريعية، ضمن إطار يحدده المجلس وفقاً للمصلحة الوطنية من دون التوسع في هذا المفهوم. فلا شيء يمنع البرلمان من الاجتماع كهيئة تشريعية في جلسة يصدر فيها قوانين ويناقشها في غياب الحكومة، إلا في ما يخص ما نص الدستور على عدم جوازه في غياب الحكومة، كإضافة الاعتمادات إلى الموازنة، أو إلزام الدولة باعتمادات مالية لأنها قضايا مرتبطة بعوامل اقتصادية ومالية عدة. إذ يخشى أن يرتكب المجلس أخطاء في شأنها إن لم يطلع على رأي الحكومة. وباستثناء ذلك تكون جلسات المجلس دستورية. لذلك من الأفضل ألا يفقد سلطته التشريعية، من دون أن يتمادى في ممارستها، أي أن يقر القوانين المستعجلة والاتفاقات الدولية المستعجلة التي أرسلتها". من جهته، يشدد وزير الداخلية والبلديات السابق مروان شربل، في حديث إلى "المدن"، على ضرورة المسارعة إلى توضيح المواد الغامضة في الدستور، كي لا نقول تعديلها. وذلك في أقرب فرصة ممكنة درءاً لأي اجتهاد قانوني "مسيّس"، داعياً إلى تأليف لجنة نيابية تضم بعض الدستوريين والحقوقيين، لإعادة شرح وتوضيح بعض مواد الدستور اللبناني. والأهم من ذلك، إعادة تحديث القوانين التي أنجزت في ظروف وأسباب معينة، ومن ثم انتفت أو تغيرت هذه الظروف، وانتهت الأسباب أو حتى كبرت. فلسوء الحظ، يتابع شربل، لا نزال نستعمل قوانين وضعت في عهد العثمانيين وعهد الانتداب الفرنسي، في وقت يحتاج قانون العقوبات إلى نفضة.

واذ يرى أن "فترة تصريف الأعمال لا يمكن أن تطول، بل إن ضغطاً خارجياً سيدفع إلى تسريع تشكيل الحكومة الجديدة، يشدد شربل على "ضرورة أن نسارع إلى تشكيل حكومة اليوم قبل الغد، لأن الوضع الاقليمي يتغير، وقريباً يسستقر الوضع الأمني في سوريا فيتفرغ النظام لنا ويحاسب سياسياً كل من كان ضده، وتتعقد الأمور أكثر". وتعليقاً على من يبكون على أطلال الدستور اللبناني قبل تعديله في اتفاق الطائف، يقول شربل: "صحيح أن نص دستور العام 1926 أعطى صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية، ولم يلحظ في المقابل أي صلاحية لرئيس الحكومة في تأليف الحكومة، لكن إذا عدنا إلى التاريخ، نرى أنه في اوائل السبعينات وقبل الطائف، عندما عين رئيس الجمهورية سليمان فرنجية أمين الحافظ رئيساً للحكومة، ووجه بمعارضة شديدة من قبل ما يعرف باسم القوى الوطنية والإسلامية، وحصل اجتماع في عرمون برئاسة المفتي حسن خالد، مطالبين باستقالته، بذريعة أنهم هم من يعينون رئيس الحكومة السني، اضطر الحافظ إلى الاستقالة حتى قبل أن تضع حكومته بيانها الوزاري". ويشير حرب إلى أن "التهويل بأن عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية يعرّض استقرار البلد للخطر، عملية يمارسها فريق يرفض قيام موالاة ومعارضة في البلاد، وقد مورست عندما لم تكن الأكثرية في يد هذا الفريق وأعني تحديداً حزب الله. وهذا انحراف خطير عن مبادئ الديموقراطية". في المحصلة، يرى حرب أن "السبب الرئيس الذي يحول دون تشكيل الحكومة حالياً، هو النهج الذي اعتمده الرئيس ميشال عون وتكتله قبل انتخابه، والذي فرض وصوله إلى سدة الرئاسة تحت طائلة تعريض البلد للخطر، والذي لا يزال سائداً".

 

في ظل التعقيدات المتمادية من أزمة حكومة إلى أزمة حكم

الهام فريحة/ الأنوار/04 آب/18

سبعون يوماً مرّوا على التكليف، وكأننا في اليوم الأول، وكأنَّ الأطراف المعنيون يعرفون أنَّ العقد ستواجههم وأنهم ربما يراهنون على الوقت علَّه يحل المشاكل، ليكتشفوا لاحقاً أنَّ الوقت فاقم هذه المشاكل وأنَّه لم يعد هناك زوايا لتدويرها، وأنَّ كل فريق متمترس وراء مطالبه من دون أن يتوانى عن القول:

العقدة ليست عندي، التشكيل عند رئيس الحكومة المكلَّف. وهذا تناقض في حد ذاته إذ كيف يقول مَن يقول إن العقدة ليست عنده، فيما هو يتمسك بمطالب لا يحيد عنها؟ رئيس الجمهورية يتمسَّك بموقع نيابة رئيس الحكومة ويعتبره من حصته، وفي آخر مراجعة له من قبل القوات الذين طالبوا بأربعة حقائب بينها نيابة رئاسة الحكومة أو حقيبة سيادية، كان جواب رئيس الجمهورية أنَّ نيابة الرئاسة من حصته وأنَّ الحقيبة السيادية تُبحَث مع الرئيس المكلَّف. واضحٌ أنَّ العقدة المسيحية ما زالت على حالها، على رغم كل المحاولات التي جرت سابقاً لحلحلتها. وبعد هذه المطالب المتبادلة بات التفتيش ضرورياً عن مخارج جديدة. فمشكلة الأَحجام عبَّر عنها مصدر في التيار الوطني الحر، من خلال اعتباره أنَّ "التيار يطالب بأقل من حقه، وغيره يطلب أكثر مما يحق له بناء على نتائج الإنتخابات وهنا جوهر تعطيل التشكيل"، لكن وجهة النظر هذه تُقابل بوجهة نظر أخرى تقول:

إذا كان يحقُّ للتيار الوطني الحر بعشرة وزراء (مع حصة الرئيس) لأنّه نال خمسين في المئة من أصوات المسيحيين، فإنَّ القوات يحقُّ لها خمسة وزراء لأنَّها نالت أكثر من ثلاثين في المئة من أصوات المسيحيين، بأرقام التيار نفسه.

عند هذا الحد، وفي ظلِّ استمرار العد، فإنَّ هذه العقدة ما زالت عند حالها. الدوامة نفسها بالنسبة إلى العقدة الدرزية، لكن المعضلة اليوم أنَّ هذه العقدة أصبحت "تنفيذ كلام لا عودة عنه": فرئيس الجمهورية ورئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل متمسكان بتوزير النائب طلال ارسلان أو مَن يسميه، فيما النائب السابق وليد جنبلاط متمسك بنيل الحصة الدرزية كاملة. لا الرئيس ولا رئيس التيار يتراجعان، ولا النائب السابق وليد جنبلاط يتراجع، والواضح من شد الحبال القائم أنَّ الرئيس المكلف هو أقرب إلى النائب السابق جنبلاط منه إلى النائب ارسلان.

العقدة السنية ليست أفضل حالاً وإن كان الإعلام لا يعطيها الأولوية، هناك محاولات لجعل هذه العقدة في موازاة العقدتين المسيحية والدرزية، لكنَّ الجميع متفقون أنَّه في حال حلِّ العقدتين المسيحية والدرزية، فإنَّ العقدة السنية لا تعود مستعصية على الحل.

عند هذا الحد يمكن اعتبار أنَّ تشكيل الحكومة دخل في أزمة شبه مستعصية، فهل ننتقل من أزمة حكومة إلى أزمة حكم؟ إنَّ هذا البلد مفتوح على كل احتمالات الأزمات.

 

برّي: حكومة أكثرية أضحت من الماضي

نقولا ناصيف/الأخبار/الجمعة 3 آب 2018

يبدو الرئيس نبيه برّي قليل التفاؤل بالمسار الذي يسلكه تأليف الحكومة. لا أحد بين الطرفين المتنازعين يريد كسر جدار القطيعة، وكلاهما يوجّه اتهاماً إلى الآخر يسمعه رئيس المجلس من كليهما، بعضهما ضد بعض: هو المعرقل

تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، على تأليف حكومة وحدة وطنية أسقط واحداً من الخيارات السلبية المتداولة في ظل تعثر تأليف الأولى. في ما مضى، رجّح عون حكومة الأكثرية قبل أن يتخلى عنها نهائياً في عيد الجيش الأربعاء الفائت، كي يجزم بتمسكه بتمثيل المكونات اللبنانية جميعها وعدم تغييب أي منها. بدوره، سمع برّي الثلثاء الماضي، في عين التينة لدى اجتماعه بنائب رئيس المجلس ايلي فرزلي والوزير جبران باسيل خيار حكومة الأكثرية، سرعان ما أمسك أمامهما بحجة البابا فرنسيس ــــ وكان وصل إليه خطابه قبل وقت قصير ـــــ يؤكد التمسك بالحوار. قرأ على مسمعهما عبارة البابا: اللقاء والحوار يجب أن يكونا بعيدين من الاختلاف.

بانتهاء اجتماع عين التينة، اعتبر رئيس المجلس أن الخوض في حكومة أكثرية أضحى من الماضي. تبعاً لموقف رئيس المجلس، وفي حصيلة ما ناقشه مع فرزلي وباسيل، تتضح المعطيات الآتية:

أولا، ليس بين يديه أي تفويض حتى الآن للدخول على خط العقبات التي تحول دون تأليف الحكومة. لا يمانع في التوسّط إذا طلب منه طرفا الاشتباك. لكن الأهم في ذلك الإصغاء إلى اقتراحاته لإيجاد مخارج يصير إلى الاحتكام إليها. إلى اللحظة، يعتقد رئيس المجلس أن الأفرقاء المعنيين بالعقبات يتشبثون بشروطهم، ولا أحد يتقدّم خطوة نحو الآخر. الأسوأ أن بعضهم لا يتحدث مع البعض الآخر، وهو أمر لا يجد له تفسيراً أو تبريراً.

ثانياً، على رغم تمسكه بحكومة وحدة وطنية، واعتقاده بأنه ورئيس الجمهورية حسما نهائياً هذا الخيار ما يجعله ملزماً للجميع، ناهيك بمناداة الرئيس المكلف سعد الحريري بهذا الخيار أيضاً، يجد برّي في تمثيل «كل المكونات اللبنانية» العقبة الفعلية التي عطلت تأليف الحكومة. يلاحظ ــــ بحسب زواره ــــ أن سقف حكومة الوحدة الوطنية يقتضي أن يشكل دافعاً لاستعجال التأليف، كونها تستوعب الأفرقاء جميعاً. لكن ذلك يقتضي جلوس الأفرقاء المعنيين بعضهم مع بعض. ما يسمعه زواره منه أنه لا يرى سبباً لعدم حصول لقاء في ما بينهم، في إشارة مباشرة إلى الرئيس المكلف ورئيس التيار الحر. حمله ذلك على القول لباسيل بعدما أصغى إلى دفاعه عن وجهة نظره، أنه سيطلع الحريري عليها، في محاولة فتح كوة في الحوار بين رجلين يتبادلان القطيعة.

ثالثاً، لم يتردّد برّي في القول لباسيل إن الانطباع الشائع أنه هو الذي يقف في طريق تأليف الحكومة، وهو ما يردّده الحريري أيضاً. إلا أن وزير الخارجية عزا عدم ذهابه إلى مقابلة الرئيس المكلف كي لا يجد نفسه أمام خيارين لا يريد أياً منهما: أن يقبل بما يصر عليه الحريري لفرضه، أو يصير إلى اتهامه هو بالعرقلة. وأضاف في إجابته أن جل ما يلح عليه هو حصته ككتلة نيابية، نافياً أن يكون وضع فيتو على أي أحد.

رابعاً، يربط رئيس المجلس استعجاله تأليف الحكومة الذي دخل شهره الثالث بلا طائل، بإعادة تحريك دورة الحياة الاشتراعية. يسارع إلى القول إن المادة 69 من الدستور كفلت التئام البرلمان في عقد استثنائي طيلة فترة تصريف الأعمال، ما يتيح له مباشرة الاشتراع. على رغم الصلاحية الدستورية هذه، يقول إنه فضّل التريث بعض الوقت، قبل أن يجزم أنه لا يستطيع الانتظار طويلاً.

رئيس المجلس: أسوأ ما يحصل أن أحداً لا يتحدّث مع الآخر

خامساً، بحسب ما يلمسه المطلعون على موقف رئيس المجلس، يلاحظ أن ثمة عقبة رئيسية تضاف إلى العقد الدرزية والمسيحية والسنّية ــــ وهذه في نظره قابلة للحل بطريقة الاستيعاب ــــ تكمن في التسابق على مقعد نائب رئيس الحكومة، من دون أن يستحق الوصول إلى هذا المنصب مثل هذا العناء والضجيج، نظراً إلى افتقاره إلى صلاحيات دستورية، وإجرائية حتى، في النص والممارسة. بل يكاد يبدو منصباً معنوياً ولقباً ليس إلا. الواقع أن ما يصح على منصب نائب رئيس مجلس النواب لا يتطابق البتة مع منصب نائب رئيس الحكومة.

قبل سنوات، فوتح برّي بخلاف مشابه على هذا المنصب في معرض المقارنة بين موقعي نائبي رئيسي البرلمان والحكومة. حينذاك أجاب السائلين أنه بنى عمارة لمكاتب النواب جميعاً مجاورة للمبنى الرئيسي لمجلس النواب الذي استقر فيه فقط مكتبا رئيس المجلس ونائبه. تلك دلالة على أهمية منصب نائب رئيس المجلس الذي يحل محل رئيس المجلس عند غيابه، وهو بحسب الدستور والنظام الداخلي يمتلك صلاحيات رئيس المجلس عند الحلول محله. في ذلك الوقت، ذكّر برّي بأنه ناط بفرزلي أولاً في برلمانات ما قبل عام 2005 بالجلوس مكانه في ترؤس اللجان النيابية المشتركة كلها بلا استثناء. فعل ذلك أيضاً في ما بعد مع نائبه فريد مكاري عندما ترأس جلسة عامة وكان رئيس المجلس في سفر. في المقابل، ما لا يقوله رئيس المجلس، أنه لا يسع نائب رئيس الحكومة الحصول على مكتب أو كرسي حتى في السرايا.

 

 عون: يفتحون المعركة الرئاسية لأن جبران في رأس السبق

داود رمال/الأخبار/الجمعة 3 آب 2018

هي مواجهة صامتة يخوضها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ضد كل من يحاولون عرقلة معركة إعادة بناء الدولة على أسس العدالة والكفاية. دعوته مفتوحة إلى كل القوى والكتل السياسية للتلاقي من أجل بناء وطن، «ورثناه عارياً بلا شيء يستره»

لا يتردد رئيس الجمهورية ميشال عون في إطلاق موقف واضح من أزمة تأليف الحكومة. «وفقاً لنتائج الانتخابات النيابية، يجب أن تتشكل الحكومة بذات المعيار، لا أكثر ولا أقل. نحن اعتمدنا قانوناً انتخابياً وفق القاعدة النسبية حتى تتمثل الأكثريات والأقليات. هناك أفرقاء لم يرُقهم الأمر واعتبروه كارثة، لأنهم خسروا نفوذاً كبيراً، وتقلصت أحجام الكتل الى ما يجب أن يكون عليه التمثيل الحقيقي، ولم يعد بالإمكان مد اليد إلى حقوق الآخرين واستباحة تمثيل احد، وهؤلاء الذين خسروا حجمهم المنفوخ لم يتقبّلوا الحقيقة بعد، والبعض ذهب الى التهكم والعناد والتمترس خلف حصرية تمثيل الطائفة لامتلاك الفيتو الميثاقي، وتجربتنا مع هؤلاء في مجلس الوزراء غير مشجعة على الإطلاق، فهم يوافقون على ما يخصّهم ويتحفظون على كل ما عدا ذلك». لا يخفي رئيس الجمهورية أمام زواره عتباً على الرئيس المكلف سعد الحريري، ولكن من باب المحبة، «فهو سار بالقانون الانتخابي على القاعدة النسبية، والذي أدى الى خسارته 15 نائباً من كتلته. إنهم يطوّقونه بالعقبات والمطالب التي لا تنسجم مع نتائج الانتخابات، وفجأة وجدنا الخارج أصبح داخل اللعبة، بعدما فعلنا المستحيل لإبعاد الخارج وتكريس الاستقلالية بعد الذي جرى مع رئيس مجلس الوزراء في 4 تشرين الثاني، ولكن ليس على أساس أن ندخل في متلازمة ستوكهولم».

كثيرة هي الإنجازات المحققة والتي يورد بعضها الرئيس عون في خلال سنة ونصف سنة «على صعيد القوانين والمراسيم وقرارات مجلس الوزراء، وتلزيم النفط والغاز الذي كان شرطاً لدي أن يدرج أول بند على جدول أعمال أول جلسة مجلس وزراء في عهدي. أوقفنا المناقصات بالتراضي. أنجزنا التشكيلات القضائية بعد سنوات من الانتظار، وكذلك التشكيلات الديبلوماسية.. ولكن البشع هو الهجوم على العهد استناداً الى أمور وهمية غير موجودة، ووصل بهم الأمر الى التحريض على قريبين من العهد وتهديدهم في مصالحهم وأشغالهم في دول العالم، من خلال بثّ أكاذيب عن أن فلاناً أو فلاناً تبرّع لحزب الله، وهذا الأمر سنواجهه قضائياً».

أين أصبحنا في عملية تأليف الحكومة؟

الجواب الرئاسي واضح، «العقد على حالها، فالقوات اللبنانية تريد خمسة وزراء، وهذا ليس من حقها، والحزب التقدمي الاشتراكي يريد الوزراء الدروز الثلاثة لكي يمسك بالميثاقية داخل مجلس الوزراء، وأي قانون لا يعجبه يستخدم الفيتو الميثاقي. وليس صحيحاً أن رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي يريدان الثلث الضامن. أنا في موقعي الدستوري لا أحتاج الى ثلث ضامن، والسؤال لماذا يجمعون رئيس الجمهورية مع تكتل لبنان القوي؟ وليس صحيحا أن هناك مطالبة بالحصة المشتركة لكي يكون لنا 11 وزيراً. شخصان يستطيعان وقف عمل مجلس الوزراء هما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في حال حصل خلاف بينهما، وهذا لن يحصل. ورغم التحريض والتمسك بالسقوف العالية، أرى أن تأليف الحكومة سيكون قريباً». وعندما يسأل الرئيس عون عن سبب فتح البعض معركة الرئاسة مبكراً ومنذ الآن؟ لا يتردّد في القول مبتسماً «ربما لوجود شخص في رأس السبق اسمه جبران باسيل يطلقون عليه كل أنواع الحروب، وهذه الحروب لا تزعجه ولا تزعجني، وكلما رموا شائعة يواجههم بالحقيقة، من قصة الحسابات المالية يوم ردّ عليهم برفع السرية المصرفية عن كل حساباته والتي نشرت في الاعلام. نعم، هم يستطيعون أن يجدوا خطأ في خلال عملنا السياسي، لأن من لا يعمل لا يخطئ ومن يعمل يخطئ ويتعلم من خطأه، أما في موضوع المال «منفقي الحصرمة بعيون كل الناس»، ونتحدى الجميع وكل الأجهزة المحلية والخارجية ومن يريدون أن يثبتوا شيئاً من هذا القبيل».

ينظر عون بارتياح الى لقاء عين التينة الذي جمع الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل بحضور نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي، «كانت هناك مرحلة حصلت فيها أخطاء بالسياسة وعبرت، وهذا يحصل دائماً. ففي المجالس النيابية لعدد من الدول يحصل تعارك بين ممثلي القوى السياسية، ولكن عندنا لا تصل الأمور الى هذا الحد، وأنا مرتاح لهذا اللقاء، وأرتاح لتلاقي كل القوى والكتل السياسية لبناء وطن ورثناه عارياً بلا شيء يستره».

وعما إذا كان لقاء عين التينة سينسحب على المصالحة بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وباسيل على مائدة بعبدا، لا يمانع رئيس الجمهورية ذلك، «فأبواب بعبدا مفتوحة للجميع، ومن يُرِد زيارتنا نستقبله، المهم أن يعرف الضيف ما يريد وأن نعلم ما يريد، لأن اللقاء من دون معرفة النتائج المتوقعة لمصالحة رجلين قد يفاقم المشكلة». عن مستقبل العلاقة مع سوريا، يسمع الزوار من عون كلاماً واضحاً: «في سوريا الأمور انتهت، والمشكلة أن الناس في لبنان ما زالت تعيش الحرب. نحن أنهينا الحرب منذ بدأت، وقلت سوريا لن تقع ولن تهزم. في الثالث من آب 2012 كانت لي إطلالة تلفزيونية في ذروة التنبؤات بسقوط الرئيس الأسد، وتم تحديد مهل بالأشهر والأسابيع والأيام لسقوط النظام، ويومها قلت إن الرئيس بشار الأسد لن يسقط، وإذا شارف على السقوط فستندلع حرب إقليمية، وإذا الحرب الإقليمية لم تكن كافية، فستندلع حرب دولية. وعندما سئلت من سيساعد الأسد، قلت يومها روسيا والصين. دخلت إيران في عام 2012 وحزب الله في الـ 2013، وفي أيلول 2015 دخلت روسيا الحرب، ولم يسقط الأسد، بل ربح الحرب».

عندما يلحّ الزوار في السؤال عن إمكان عقد قمة لبنانية سورية قريباً، يفضّل رئيس الجمهورية الصمت، ويكتفي بالإشارة الى أن رئيس الجمهورية هو الذي يحسم في المعاهدات والاتفاقات والعلاقات الدولية، مستشهداً برفضه لما صدر عن مؤتمر بروكسل: «بصفتي رئيس الجمهورية أقسمت اليمين على الدستور والحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله، رفضت قرارات مؤتمر بروكسل، وأنا أعرف كيف ومتى أرفض وكيف ومتى أوافق. عندما وقّعت تفاهم مار مخايل مع حزب الله قامت عليّ القيامة. قالوا لي خسرت 20 في المئة من جمهورك، كان جوابي عندما يكتشفون أهمية هذا التفاهم على المستوى الوطني اللبناني سيرضون، وعندما تكون القضايا أساسية ومصيرية لا أراعي أحداً وحتى لا أراعي أي اعتبار شخصي يمسّني مباشرة، وهذا ينطبق على العلاقة مع سوريا وغيرها من الدول. أنا عندما اختلفت مع سوريا عندما كانت في لبنان، ويومها في ذروة المعارك بيننا وبينهم، قلت عندما تخرج سوريا من لبنان ينتهي الخلاف ونعود أصحاباً، وأنا أقول الجغرافيا هي التي تنتج السياسة، والتاريخ يخبرنا ماذا حصل، ولكن الجغرافيا تنتج السياسة، لماذا؟ لأننا نختلف مع جيراننا ومع أهلنا، أي مع القريب الذي تعيش معه، وهؤلاء الذين ينتجون السياسة. وحتى إذا حصل تحالف مع البعيد، يبقى أساس السياسة وسببها هنا، وسوريا أساسية بالنسبة إلى لبنان. عندما أقفل معبر نصيب (بين الأردن وسوريا)، تكبّد المزارعون والصناعيون والتجار خسائر ضخمة. الآن فتح المعبر، ماذا نحن فاعلون في لبنان؟ أنا أنتظر ماذا سيفعلون، ويكفي الاستماع الى الصناعيين والتجار لتعرف حجم حاجة ومعاناة هؤلاء».

 لا فيتو ميثاقياً في مجلس الوزراء وأنا والحريري لسنا بحاجة إلى ثلث ضامن

لدى السؤال عن موعد زيارته لإيران، يؤكد رئيس الجمهورية «انها قائمة وفي الوقت المناسب، بما يخدم مصالح لبنان وبما يعود بالفائدة على البلدين».

وإذ يؤكد عون أن «مقاربته لعلاقات لبنان الخارجية وللتوازنات الداخلية لا تقاس وفق ما كانت عليه يوم كان في الرابية، بل وفق موقعه الدستوري الاول»، يؤكد «أن ملف عودة النازحين السوريين وضع من قبلنا على السكة الصحيحة، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم هو الموفد من قبلي لمتابعة هذا الملف مع السوريين، والجميع رضخ لإرادة لبنان بعودتهم، لأن من يمانع عودتهم يريد استخدامهم من لبنان ورقة ضغط ضد النظام في سوريا وفي لبنان، ولبنان يستطيع أن يعطي في هذا الملف ما قد أعطاه حتى الآن، أي الاستقرار الداخلي وهدنة على الحدود، وأكثر من ذلك لا يمكنه أن يعطي».

من يلتقِ الرئيس عون يسمع منه عتباً على الدور الأساسي للإعلام في معركة بناء الدولة، «لأن الصحافي هو الأكثر اطلاعاً على أوضاع الناس ووجعهم ومطالبهم ومخاوفهم، ولكن للأسف، ما هو جيّد يُعتّم عليه وما يخترع من سلبيات، هي ليست موجودة، يبرّز، حيث تكثر الادعاءات والتعرّض الشخصي للعهد ولكل من هو قريب من العهد، وتزداد الافتراءات بشكل بشع، وهي زادت كثيراً مؤخراً، وتركزت الحملات على رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل».

العلاقة مع نصرالله روحانية متبادلة: ووجدت فيه كل الصفات التي أحبها

يشدّد العماد ميشال عون على علاقته الجيدة والممتازة مع كل القوى السياسية. وعندما يُسأل عن العلاقة مع حزب الله يصفها «بالعلاقة الراقية التي لا تستدعي الكلام الدائم، والحزب يحسن جداً احترام المواقع الدستورية». أما عن سرّ علاقته مع السيد حسن نصرالله، فيقول «إنها علاقة روحانية، فقد وجدت فيه كل الصفات التي أحبها، وهو وجد الأمر ذاته، وأهمها الصدق، وهذا من الله». يضيف «أضحك طويلاً عندما أُتّهم بأنني أتلقّى الأوامر من حزب الله. هؤلاء يبدو أنهم لا يعرفون من هو ميشال عون الذي كان وسيبقى قراره ملء إرادته، ولذلك يحترمه الحزب الذي يعرف حدوده». الحديث مع عون يتناول ذكرى حرب تموز التي نعيش في ظلها حالياً، وعندما يُسأل عمّا إذا كان يخشى حرباً إسرائيلية جديدة يسارع الى القول «أبداً، وهذا أعلنته في محاضرة في عام 2008 عندما قلت لن تكتب الغلبة لإسرائيل بعد حرب تموز... والمهم أن نرتاح نحن في الداخل».

 

روسيا في مقعد القيادة… وإسرائيل من خلف

خيرالله خيرالله/العرب/04 آب/18

لم يعد من مجال للشكّ في أنّ روسيا موجودة في مقعد القيادة في سوريا. لكنّ الملفت في الأمر أن من يدير اللعبة السورية، من خلف الجانب الروسي وبالتفاهم معه هو إسرائيل. يؤكد ذلك الكلام الصادر عن السفير الروسي في تل أبيب عن بدء انسحاب القوات الإيرانية الموجودة في سوريا إلى مناطق تبعد خمسة وثمانين كيلومترا عن خط وقف النار بين سوريا وإسرائيل. إذا كان من عبارة تختصر نتائج القمة التي انعقدت في هلسنكي يوم السادس عشر من تمّوز – يوليو الماضي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، فإن هذه العبارة تتمثّل في الاتفاق الأميركي – الروسي على “حماية أمن إسرائيل”. من الواضح بالنسبة إلى الجانبين، الأميركي والروسي، أن الأولوية هي لأمن إسرائيل من جهة، وضرورة خروج إيران من سوريا من جهة أخرى. هذا لا يعني أن إيران ستخرج غدا. هناك تفهّم إسرائيلي لعدم قدرة روسيا على تنفيذ المطلوب منها لجهة الانسحاب الإيراني من سوريا. في نهاية المطاف، لا وجود لقوات روسية على الأرض السورية، فيما تلعب إيران وميليشياتها دورا كان مفترضا أن تلعبه مثل هذه القوّات في ظل تغطية من سلاح الجو الروسي. تحوّلت عملية إخراج الإيرانيين من سوريا إلى قضيّة في غاية التعقيد، خصوصا في ظلّ النقص في العديد البشري لدى الألوية التابعة للنظام. كان أفضل تعبير عن هذا النقص استخدام النظام لـتنظيم “داعش” في تأديب الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، وذلك من أجل إجبارها على المشاركة في الحرب التي يشنّها النظام مع إيران وروسيا على الشعب السوري.

كان محزنا ذلك الصمت الدولي والإقليمي حيال المجزرة التي تعرّض لها أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء. لم يعد هناك من يريد أن يدرك أن الدروز في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ليسوا طائفة هامشية، بمقدار ما أنّهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي، أينما كان لديهم وجود. ليس الصمت العربي والدولي سوى دليل على وجود تواطؤ معيّن يستهدف تعويم شخص لا مجال لتعويمه اسمه بشّار الأسد، شخص مستعدّ لعمل أيّ شيء من أجل البقاء في دمشق، وذلك في وقت بات واضحا أن لا أمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سوريا في غياب مرحلة انتقالية حقيقية، تنتهي بقيام سلطة جديدة تشرف في المستقبل على إيجاد صيغة جديدة لسوريا ما بعد رحيل النظام الأقلّوي الذي يحكمها منذ العام 1966، وليس منذ العام 1970، تاريخ تفرّد حافظ الأسد بالسلطة تمهيدا لتوريث ابنه صيف العام 2000.

سيتوجب في القريب العاجل الإجابة عن سؤالين في غاية الأهمّية. أولهما ما الذي تريده إسرائيل التي باتت تمتلك الكثير من الأوراق السورية بعدما تبيّن أنّها من يتحكّم بالقرار الأميركي؟ السؤال الآخر هل في استطاعة روسيا قيادة المرحلة الانتقالية في سوريا؟

من الواضح بالنسبة إلى الجانبين، الأميركي والروسي، أن الأولوية هي لأمن إسرائيل من جهة، وضرورة خروج إيران من سوريا من جهة أخرى سيتوقف الكثير على ما إذا كان بشّار الأسد قادرا على الذهاب إلى النهاية في تنفيذ المطلوب منه إسرائيليا بعد إيصاله سوريا إلى ما وصلت إليه بسبب عمق العلاقة بينه وبين إيران من جهة، وجهله في التوازنات الإقليمية والدولية من جهة أخرى، في ظلّ اعتقاده أن ابتزاز الآخرين عبر الأدوات الإرهابية مثل “داعش” سيضمن مستقبلا لنظامه.

سيتوقف الكثير أيضا على ما إذا كانت روسيا تمتلك ما يسمح لها بقيادة مرحلة انتقالية في سوريا. حسنا طرحت موسكو مسألة صياغة دستور جديد، وهي صادقة في إنشاء جيش سوري مختلف نواته الفيلق الخامس الذي تشرف على تأسيسه. وهي في صدد الإعداد لقيام مجلس عسكري يتولّى السلطة عمليا في انتظار انتخابات رئاسية في السنة 2021 بموجب الدستور الجديد. فوق ذلك كلّه، تخطط روسيا لعودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن. تفعل ذلك تحت عنوان عريض هو قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين. هذه تبدو خريطة الطريق الروسية التي لم تأخذ في الاعتبار أن الوضع السوري ليس بالبساطة التي تعتقدها، خصوصا لجهة بقاء بشّار الأسد في دمشق حتّى السنة 2021 حين يفترض إجراء انتخابات رئاسية. كشفت مجزرة السويداء غياب المنطق في كلّ ما تقوم به روسيا في سوريا. لا يمكن للمجزرة التي ارتكبت في حقّ الدروز أن تساهم بأي شكل في نجاح المرحلة الانتقالية في سوريا. دروز سوريا ليسوا مثل أيزيديي العراق، الذين ذهبوا ضحية “داعش” في العام 2014. حتّى لو كان الدروز أقلّية في سوريا، ما لا يمكن تجاهله أنهم ليسوا طائفة ثانوية. يشكل الدروز طائفة مؤسسة للكيان السوري في شكله الحالي مثلما أنّهم طائفة مؤسسة للكيان اللبناني. أكثر من ذلك، هناك عصبية درزية تجمع بين كلّ الدروز أكانوا في فلسطين أو سوريا أو لبنان أو الأردن أو الجولان. أن تستهين روسيا بالدروز يعني أنّها لا تعرف سوريا جيدا، ولا تريد الاعتراف بأنّ لا مكان لبشّار الأسد في أي مرحلة انتقالية بغض النظر عن القدرة على تهميش دوره في تلك المرحلة. الأهم من ذلك كله كيف سيكون التعاطي مع إيران؟ وهل صحيح أنّها تنسحب تدريجيا من سوريا وباتت على مسافة خمسة وثمانين كيلومترا من خط وقف النار في الجولان؟

عاجلا أم آجلا، سيتبين هل تستطيع روسيا ممارسة الدور الذي رسمته لنفسها في سوريا؟ ما سيتبين خصوصا هل تستطيع فهم مدى عمق العلاقة بين بشّار الأسد وإيران وأن لا مجال لديها في فكّه عن طهران، فضلا عن توفير كلّ الضمانات المطلوبة إسرائيليا؟

لا خلاف على أن الحلف الروسي – الإسرائيلي هو الحلف الأكثر عمقا في المنطقة. لا خلاف أيضا على أن أميركا تخلت عن دورها في سوريا لمصلحة إسرائيل وذلك على الرغم من وجودها العسكري البالغ الأهمّية شرق الفرات. لا يُغني كلّ هذا الكلام عن الاعتراف بأن ساعة الحقيقة آتية. ما الذي يمكن عمله ببشار الأسد الذي تلوثت يداه بدماء ما يزيد على نصف مليون سوري، وما الذي يمكن عمله بالوجود العسكري الإيراني في سوريا؟ تزداد التعقيدات السورية، حتّى لو بدا أنّ الأمور بدأت تتحلحل وأنّ الدروز تلقوا ضربة قويّة قد تحملهم على إعادة النظر في موقفهم من مشاركة أبناء الطائفة في الحرب على الشعب السوري.

 بعيدا اليوم الذي سيظهر فيه بشكل جلي أن الانتصار على الشعب السوري لن يوفّر أيّ حل في سوريا. التسوية الوحيدة الممكنة تقوم على انتصار الشعب السوري بكلّ مقوماته، بدل الرهان على حلف الأقلّيات الذي هو رهان إيراني، كما هو إسرائيلي قبل أيّ شيء آخر. هل يكفي الرهان المشترك بين هذين الطرفين كي يتمكن الجانب الروسي من إيجاد صيغة تعايش بينهما في سوريا، وتفادي صدام ذي أبعاد في غاية الخطورة على المنطقة كلّها وعلى خرائط الدول التي تتشكّل منها؟

 

سوريا: الانتداب الروسي وورقة اللاجئين

د. خطار أبودياب/العرب/04 آب/18

كرست قمة هلسنكي في 16 يوليو المكاسب الروسية في سوريا من دون بلورة توافق شامل بين موسكو وواشنطن، وأسفرت محادثات أستانة 10، في مدينة سوتشي آخر يوليو عن توافق الثلاثي الروسي – التركي – الإيراني على تفعيل ملفي اللجنة الدستورية وعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم. في هذه الأثناء ركز الجانب الروسي على الترويج لما سمي مبادرة إعادة اللاجئين كأسلوب تمهيدي لتأهيل النظام والدفع إلى التطبيع معه واستدراج التمويل الخارجي لإعادة الإعمار وبدء قطف ثمار التدخل الواسع وفرض التصور الروسي للحل السياسي.

لم تكن معاناة السوريين والجانب الإنساني من المأساة الدائرة فصولا منذ 2011 ضمن جدول الأعمال الروسي أو الأولويات بالنسبة لموسكو. لكن بعد النجاح في إدارة التقاطعات والسحق العسكري لمعارضي النظام تحت غطاء تركيب مناطق “خفض التصعيد” وبنوع من التسليم الأميركي والدولي، يتضح أن ورقة اللاجئين يمكن أن تكون المفتاح لتحصين السيطرة واستمرار التحكم بالملف السوري في انتداب ليس على الشاكلة التي أقرتها عصبة الأمم منذ قرن من الزمن، لكن وفق معايير استخدمتها القيادة الروسية من الشيشان وأبخازيا وأوكرانيا وتفرضها في سوريا مع منظومة سلطوية مارست القتل الجماعي وتصفية المعتقلين بالألوف والترانسفير الجماعي الداخلي والخارجي في تجاوز لأرقام التغريبة الفلسطينية.

إذ تشير التقديرات إلى حوالي سبعة ملايين لاجئ في الجوار السوري والخارج، وحوالي ستة ملايين نازح أو مهجر في الداخل، وهذا يدل على أن نحو نصف الشعب السوري معني بهذه المعضلة، وتم أخيرا تسريب كلام منسوب لمسؤول أمني سوري كبير يقول فيه إن “العدد الهائل للمطلوبين (ثلاثة ملايين) لن يشكل صعوبة لإتمام الخطة المستقبلية، لأن سوريا بـ10 ملايين صادق مطيع للقيادة أفضل من سوريا بـ30 مليون مخرب”. وتكلم هذا الضابط عن استئصال الخلايا السرطانية تماما كما رئيسه الذي شدد على أهمية “تنقية المجتمع السوري”.

ولذا مع هكذا ذهنية وممارسة ومع إبلاغ أهالي آلاف المعتقلين عن وفاة بالطبع غير طبيعية في المعتقلات، يصعب الاعتقاد بإذعان النظام بتطبيق الاقتراحات الروسية مهما كان التمويه والضحالة فيها واستنادا إلى القانون رقم 10 الذي يكرس التغيير الديموغرافي، ومن المهازل أن يتلهى المنخرطون في مسار أستانة في آخر اجتماع لهم في سوتشي بالكلام عن مشروع تجريبي لإطلاق المعتقلين في وقت انكشاف فضيحة “العار الجماعي” في اعتراف النظام السوري بتسليم السجل المدني قوائم تضم أسماء 1000 شخص من مدينة داريا بدمشق قُتلوا في سجونه خلال فترة اعتقالهم على مدى سنوات الحراك الثوري السوري.

وتلا ذلك تسليم لوائح مماثلة من حلب وحمص وريف دمشق والجنوب، ويقدر عدد الذين تم الإبلاغ عن تصفيتهم مؤخرا بحوالي 16 ألفا في مسعى للإيهام بإغلاق ملف المعتقلين الذين يعدون حوالي ستمئة ألف شخص حسب تقديرات متقاطعة. وانطلاقا من ذلك يخشى اللاجئ والنازح السوري من عمليات الاعتقال التي لا يزال النظام ينفذها انتقاما من المعارضين له، فضلا عن أن أجزاء كبيرة من البنية التحتية في سوريا لا تزال مدمرة وغير صالحة للسكن. في البداية جرى تسويق المبادرة الروسية مع إغراق بالتفاؤل، حيث صرحت وزارة الدفاع الروسية عن إمكان 1.7 مليون لاجئ سوري العودة في وقت قريب: نحو 890 ألف لاجئ من لبنان، نحو 300 ألف لاجئ من تركيا، نحو 200 ألف لاجئ من الدول الأوروبية، نحو 150 ألف لاجئ من الأردن، نحو 100 ألف لاجئ من العراق ونحو 100 ألف لاجئ من مصر.

الجهد الروسي لإدخال ورقة اللاجئين في سياق ترسيخ الانتداب على سوريا دونه معوقات تتصل بأدوار القوى الإقليمية ومصالحها المتضاربة وطبيعة النظام بحد ذاته

لكن حقيقة الأرقام الفعلية تنكشف عبر وثيقة قدمتها موسكو إلى السفارات الأوروبية العاملة في دمشق أو بيروت، وورد فيها أنه يمكن الآن استقبال 336.5 ألف لاجئ في 76 مركزا سكنيا على الأراضي السورية، في المناطق الأقل تضررا جراء الحرب.

ومع إعادة إعمار البنية التحتية في محافظة دمشق، بما فيها منطقة الغوطة الشرقية، والمدن الكبرى مثل حماة وحمص وحلب، سيصبح من الممكن استقبال ما بين 550 و600 ألف لاجئ خلال فترة من 3 إلى 6 أشهر.

وهذا الاستدراك يدل على أهمية استدراج الدعم الخارجي وقد أقر وزير الخارجية الروسية، سيرجي لافروف، الخميس الماضي، بالصعوبات التي تواجه موسكو لأن “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مستعدان حاليا فقط لتقديم المساعدات الإنسانية لسوريا، على أن يشاركا في إعادة الإعمار بعد الانتهاء من عملية الانتقال السياسي”، وفِي غمز من قناة الأوروبيين استغرب لافروف موقف الاتحاد الأوروبي حيال إعادة الإعمار، وقال إنه “لو تطلع الاتحاد إلى مصلحته لكان مهتما بتأمين الظروف اللازمة لعودة اللاجئين من أراضيه إلى سوريا”. وهكذا يحاول ثعلب الدبلوماسية الروسية مقايضة إعادة اللاجئين من ألمانيا خصوصا، في مسعى لانخراط برلين في إعادة الإعمار والتطبيع مع النظام.

ويصل الأمر بخبير أوروبي متابع للشأن السوري إلى القول “ليس هناك من مبادرة أو خطة روسية متكاملة بل مجرد اقتراحات تتضمن أرقاما أقل بكثير من المتداولة وهي أقرب إلى المسح الطوبوغرافي والحاجات اللوجستية من أجل استدراج التمويل، ولا يوجد فيها أي بند عن الضمانات الأمنية والسياسية”، والأدهى من ذلك أن هذه الأفكار التي جرى نقلها إلى واشنطن خلال قمة هلسنكي لم تحظَ بموافقة وانخراط أميركيين، وكلام لافروف عن الموقف الأوروبي يزيده تفاقما وجود غطاء فعلي من منظمة الأمم المتحدة لتنظيم العودة وفق معايير المفوضية العليا للاجئين.

بالطبع تستفيد موسكو من الفراغ ومن عدم تقديم منظمة الأمم المتحدة والجانب الأوروبي اقتراحات ملموسة لتحريك معضلة اللجوء السوري التي تلقي بثقلها على المجتمعات والدول المجاورة المضيفة، وخاصة لبنان وربط ذلك بالانقسام فيه حيال التطبيع مع النظام السوري، لا تبدو العروض الروسية مغرية في كل من ألمانيا وتركيا والأردن ويتم التعامل معها بحذر وحيطة، أما في لبنان فيوجد رهان على تحريك الملف لكنه يمكن أن يشكل عامل ضغط على فريق الرئيس سعد الحريري لكي لا يقتصر التطبيع مع دمشق على الجانب الأمني.

في رؤية مخالفة لأي تشكيك بالمبادرة الروسية والغطاء الدولي والإقليمي الذي تتمتع به، تراهن الأوساط المقربة من موسكو على صفقة متكاملة روسية غربية مع مباركة إيرانية تركية (يلاحظ غياب البعد العربي) تقضي بالتسليم ببقاء المنظومة الحاكمة مقابل تسهيل عودة النازحين. ويتمثل العنصر الآخر للمقايضة في إغراء كعكة إعادة الإعمار ومشاريعها الضخمة. يتضح أن رهانات موسكو لا تقتصر على ترتيب إنهاء النظام سيطرته على الشمال بعد معركتي الغوطة والجنوب، ولهذا يتم ربط أفكار عودة اللاجئين باللجنة الدستورية وإعادة الإعمار في استعجال لتحويل الإنجاز العسكري إلى إنجاز سياسي، مع عدم وجود سياسة متماسكة في حدها الأدنى لإدارة الرئيس دونالد ترامب واختلال ميزان القوى الإقليمي. بيد أن هذا الجهد الروسي لإدخال ورقة اللاجئين في سياق ترسيخ الانتداب على سوريا دونه معوقات كثيرة تتصل بأدوار القوى الإقليمية ومصالحها المتضاربة وطبيعة النظام السوري بحد ذاته. ولذلك يستغل فريق الرئيس فلاديمير بوتين كل فرصة لتحريك الأحجار على رقعة الركام السوري وسط صمت العالم ومباركته.

 

ترامب يسعى لنزع السلاح النووي بالكامل وإعادة إيران إلى داخل حدودها

رلي موفق/اللواء/03 آب/18

4 تشرين الثاني موعد مفصلي في المواجهة الأميركية - الإيرانية... والحلحلة اللبنانية بعد جلاء تطورات الإقليم!

لصيقون بمحور الممانعة: الأشهر المقبلة صعبة وطهران تُدرك أن التحدّي الراهن  مَن يصرخ أوّلاً

 تضيق الهوامش في لعبة عض الأصابع بين أميركا وإيران. طهران تُدرك أن الخناق يشتدّ على عنق نظامها، وسيشتدّ أكثر مع بدء موعد إعادة فرض العقوبات عليها بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 8 أيار الماضي. يومها أعلن  وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين أن العقوبات سيُعاد فرضها خلال فترة تتراوح بين 90 و180 يوماً. مع السادس من آب الحالي تنقضي مهلة الـ90 يوماً على إلغاء الاتفاق، ليبدأ سريان العقوبات على إيران عبر حظر بيعها الدولار والذهب والمعادن والصلب والألومنيوم والاستثمار في السندات الإيرانية، وحظر آخر على التعامل مع شركات صناعة السيارات الإيرانية، وعلى استيراد السجاد والمواد الغذائية من إيران، وسحب تراخيص التصدير من شركات الطيران المدني، على أن تصل تلك العقوبات إلى حدها الأقصى، بعد 90 يوماً جديداً، أي في الرابع من تشرين الثاني المقبل، مع وقف صادرات النفط وحظر استخدام الموانئ والسفن الإيرانية، وفرض قيود على التحويلات المالية بين المؤسسات المالية الأجنبية والبنك المركزي الإيراني وخدمات التأمين.

ستزداد الضغوط الداخلية على إيران بفعل الانهيار الحاد لعملتها وانكماش اقتصادها والضائقة التي يعيشها شعبها. رهان ترامب هو على أن تفعل العقوبات فعلها بغية دفع النظام الحالي إلى تغيير سلوكه. عبّر وزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره للأمن القومي جون بولتون عن الرغبة في تغيير النظام، لكن ليس جلياً أنه هدف «سيد البيت الأبيض». يصح أكثر اعتبارها ورقة ضغط، بحيث يجد النظام أن أمر إنقاذه يستحق التضحية بكثير من «أوراقه المنفلشة» في الساحات الملتهبة.

يقول منظرو الرئيس الأميركي «إن ما يهم الرجل هو الوصول إلى مبتغاه». عَرْضَه الجلوس إلى الطاولة مع الإيرانيين من دون شروط مسبقة ليس تعبيراً عن ضعف أو تراجع. من الأجدى النظر إلى المسألة على أنها رسالة حسن نيّة. فيوم التقى زعيم كوريا الشمالية في قمة تاريخية أفضت إلى تعهّد كيم جونغ أون بنزع  السلاح النووي من الجزيرة الكورية، أمل ترامب أن يصل إلى اتفاق مع إيران. طريقه إلى ذلك تُعبّدها العقوبات والضغوط المتزايدة على قادة طهران من أجل جلبهم إلى الطاولة لصوغ اتفاق جديد يتعدّى مسألة النووي.

سبق أن نقل ترامب إلى شركائه الأوروبيين بنود الاتفاق الجديد الذي يتضمن نزع السلاح النووي الإيراني بالكامل، وليس وقف التخصيب لفترة زمنية: تقييد برنامجها للصواريخ البالستية، الموافقة على عمليات التفتيش من دون قيود، ووقف تدخلها في شؤون الجوار بما يعني عودتها إلى داخل حدودها.

تدرك إيران أنّ حزمة المطالب الأميركية تساوي نهاية نظامها القائم على مفهوم «تصدير الثورة» ومدّ نفوذها إلى المنطقة بالاتكاء على الأذرع العسكرية في غير مكان، وفي مقدمها «حزب الله» والميليشيات العراقية والحوثيين وغيرها من الميليشيات، مستفيدة من البعد العقائدي الديني، ومن الاتكاء على استخدام إسرائيل كورقة ضغط في وجه أميركا مستغلة الصراع العربي - الإسرائيلي ورمزية فلسطين التي كانت لأجيال عديدة القضية المركزية للعرب والمسلمين.

في رأي لصيقين بـ«محور الممانعة» أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة بالتأكيد. وإيران تُدرك أن التحدّي الراهن يتجلى بمَن سيصرخ أولاً في لعبة «عض الأصابع». لذلك تتحسّب لمزيد من الضغوط مُبقية عينها على الداخل. يقول هؤلاء إن طهران خَبرَت كيفية التعامل مع الاحتجاجات في الداخل،  سواء في طهران في العام 2009 أو في مشهد نهاية العام الماضي. تراهن على قدرتها في ضبط الوضع ولو قمعاً. ويذهب بعضهم إلى الحديث عن إمكان تكرار «سيناريو سوريا 2011» في إيران، لكنهم يستبعدون أن يهزّ الواقع الإيراني، ويعتبرون أن عنوان الضغوط عليها سيكون اقتصادياً ومالياً وأمنياً، إنما لن يصل إلى المواجهة العسكرية المباشرة. تؤشر قراءة منظري المحور الإيراني إلى أن هناك خطين متوازيين يسيران في آن، هما «العصا والجزرة». ما يجري من ضغوط على الوجود الإيراني وأذرعها العسكرية في سوريا، ومشهد تعقيدات تأليف الحكومة في العراق، والضغط على الحُديدة في اليمن، كلها أوراق في «خانة العصا»، حتى أن هؤلاء باتوا يميلون إلى أن تعقيدات تأليف حكومة سعد الحريري تندرج في سياق تسابق أزمات الإقليم، أكثر من تعلقها بعقد حصص الأطراف وحسابات تحصين كل فريق لموقعه في المعادلة الداخلية.

تلك القناعة، في ما خص لبنان، تؤشّر إلى انسداد الأفق حيال التوصل إلى حلحلة ما على مستوى التشكيل الوزاري لبنانياً قبل جلاء التطورات في الإقليم، ورسو المواجهة الأميركية - الإيرانية على وقائع محددة، وإن كانت قراءة متابعين لمسار التشكيل تشير إلى أن تعثر التأليف يرتبط في جوهره بحسابات الإمساك بقرار الحكومة تحضيراً للاستحقاقات التي قد تواجهها. المدى الزمني الذي يتم وضعه لتبلور معالم المواجهة الأميركية - الإيرانية يصل في حقيقة الأمر إلى الرابع من تشرين الثاني، موعد وقف صادرات إيران النفطية بما يشكله من محك أساسي ومفترق طرق. مسار «الجزرة» تجسّده الوساطات الأوروبية، وارتفاع التوقعات عن دور لسلطنة عُمان بعد زيارة وزيرها للشؤون الخارجية يوسف بن علوي إلى واشنطن، والتحرّك الحثيث للمبعوث الأممي في اليمن، وتُتوّجه ليونة ترامب من خلال دعوته إيران للتفاوض من دون شروط مسبقة. يطيب لكثير من المراقبين الجزم بأن مفاوضات «خلف الستارة» قد بدأت بين الجانبين في مسقط. عارفو ترامب يقولون إن الرجل لا يحبّذ كثيراً سياسة الخفاء، وإذا كانت هناك من مفاوضات فعلية فستظهر على الملأ، وسيكون الرئيس الأميركي أول مَن يُعلن عنها! ولكن هل يعني ذلك أن اتفاقاً أميركياً - إيرانياً يمكن أن يُبصر النور في المدى المنظور، وأن أوان التسوية الكبرى في المنطقة قد اقترب؟ قد يكون من المبكر جداً توقع ذلك، فحروب الاستنزاف لا تشي بأنها قاربت النهاية!.

 

بداية الحريق من العراق...ونهايته منه!

أسعد حيدر/المستقبل/03 آب/18

العراق هو المركز للشرق الاوسط. منه بدأ الانهيار، ومنه تدحرجت "كرة النار" الى أنحاء المنطقة، منها ما اشتعلت فيها النار وما زالت مثل سوريا، ومنها ما استطاعت في توقيت مناسب محاصرة النار وإطفاءها وإن استمرت بعض الشظايا تقتل وتجرح وتؤلم مثل مصر، ومنها ما تحترق وتستنزف نفسها وآخرين مثل اليمن... من العراق ايضاً يمكن تلمّس النهاية. وإن كان العراق ما زال جريحاً ومريضاً ومستنزفاً، ولا يبدو أن خروجه من دائرة النار قريباً، وإن كانت بعض الإشارات توحي بأن محاولات جدية تجري لمحاصرة النار. بداية الانهيار كانت في الحرب الايرانية ـ العراقية، استنزفت تلك الحرب العراق وايران وزرعت أحقاداً مهما جرى وأدها بكلمات الإخوة في الدين وحتى المذهب، فإن هذا لا يحول دون رغبة ايرانية بالثأر وباسترجاع إنفاقات الحرب الطويلة بأي طريقة من الطرق، تماماً كما يحصل بين الكويت والعراق (تصادف اليوم ذكرى جريمة الغزو الصدامي للكويت وما استتبعها من جرائم متصلة) وتعويضات الحرب، وصولاً الى الحرب الاميركية الاولى والثانية وما نتج عن ذلك من تمزيق جغرافي وشعبي ومذهبي وغزو ارهابي، مما انتج وضع العراق كله تحت احتلالَين أميركي وايراني، وإن بتسميات مختلفة ونتائج مكمّلة الواحدة مع الاخرى.

العراق اليوم هو الحلقة الضعيفة في المنطقة، ولذلك الجميع ضعفاء او في خانة الاستنزاف. مهما زايدت واشنطن في إعلانات الانسحاب فانها لن تنسحب. كل من يخالفها او يجابهها يدفع الثمن غالياً. يكفي متابعة ما حصل ويحصل للاكراد. المساكين كانوا على عتبة الاستقلال فاذا بهم يلملمون بقايا ما كانوا يأملونه، لذلك يبكي الآن مسعود برازاني علناً وأمام شعبه وان غطى على سبب بكائه بتقبيل ابن شهيد. ونزولاً نحو بغداد وصولاً الى البصرة مروراً بالنجف وكربلاء تبدو الكارثة اكبر، حيث الايراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني يفرض ما يعتقده حقاً له وتكون النتيجة المزيد من التمزيق والخضوع وانهيار الدولة وضياع ثروات النفط والغاز والاموال الضخمة التي كانت في الخزائن والمصارف، وبالتالي تشكل طبقة من الأغنياء قبلوا بالفتات ولكنه بالمليارات، بحيث ان نوري المالكي الذي كان يعتاش من بيع المسابح او الادعية امام مقام السيدة زينب في دمشق، يقال ان ثروته تتجاوز أربعين مليار دولار، ولذلك وبدعم من الجنرال سليماني ما زال الرجل القوي المرشح لخلافة العبادي... معركة رئاسة الوزراء في العراق صعبة جداً لان الحل ليس عراقياً رغم كل الطموحات العراقية. الحل ايراني ـ اميركي، او نتيجة لمواجهة اميركية ـ ايرانية. لكن وسط هذه العقدة المعقدة، يوجد دور لموقف العراقيين. موقف السيد مقتدى الصدر من تسمية رئيس الوزراء مهم جداً ولكنه لا يكفي ما لم تجتمع قوى عراقية فاعلة وقادرة على القفز فوق عقد صاغتها عقود طويلة من التعاملات والتنافس على أحقية المواقع. السؤال الطبيعي اين الجوار العربي في كل ذلك؟ لا شك ان عودة اهتمام السعودية بالعراق شكّل تحوّلاً مهماً جداً، وهو يحتاج الى تكثيف وتعميق لان كل خطوة ناجحة هي خطوة نحو الامام لإبعاد ايران او على الأقل لتخفيف سطوتها باسم العمق الجغرافي وترابط الأمن القومي، تماماً كما كان الخطاب السوري الذي كان شعاره "شعب واحد في دولتين"، فإذا به يصبح بعد سنوات من الممارسة "شعبان في دولة واحدة".

الوقت حالياً اكثر من مناسب للضغط على ايران. ليس الامل معلّقاً على الرئيس دونالد ترامب واستعراضاته الخارجة من مهنته الاساسية بالتجارة في العقارات وانما أساساً لان العالم استوعب مخاطر السياسة الايرانية. حتى فرنسا المتمسكة بالاتفاق النووي وسعيها مع شركائها الأوروبيين الى تعطيل العقوبات الايرانية، لم تعد مستعدة للتساهل مع السياسة التوسعية الايرانية، لذلك وصف وزير خارجيتها جان ايف لودريان ايران بأنها " قوة خطيرة" وأن التعامل معها لا يختصره الملف النووي فقط "بل هناك ابعاد اخرى مثل البرامج الصاروخية وزعزعة استقرار المنطقة والدور الذي تلعبه في دول المنطقة مباشرة او عبر ميليشياتها كما في لبنان". مهم جداً دعم عودة السلام والتوازن الى العراق... إنقاذ العراق هو الخطوة الاولى الضرورية لإنقاذ المنطقة.

 

من احتل الكويت صيف 1990؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/03 آب/18

نحن أمام الذكرى الـ28 للغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس (آب) 1990، وهي بلا ريب ذكرى طريّة الجرح في الوجدان الكويتي بل السعودي بل الخليجي بل العربي.

برهان حياة هذا الجرح نازّاً بالألم، الجدل الصاخب الذي تسبب به تعليق السفير العراقي في الكويت، الذي دعا فيه الحكومة الكويتية لاعتماد مسمى «الغزو الصدَّامي»، نسبة إلى صدَّام حسين، بديلاً عن «الغزو العراقي» في المناهج الدراسية في البلاد.

هذا التعليق يراد منه حصر واقعة – هي من وقائع الدهور- احتلال الكويت من قبل الجيش العراقي الذي يقوده صدام حسين، بشخص وربما عائلة أو عشيرة أو حتى حزب البعثي العتيد صدام حسين المجيد.

حتى إن المتحدث باسم الحكومة العراقية، الحالية، سعد الحديثي قال، حسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في سياق تقرير استذكاري جمع بين حفظ الذكرى والرغبة في العمل مع عراق اليوم، قال: «الوضع الطبيعي للبلدين هو ما قبل عام 1990 قبل أن يلوّثه غزو النظام السابق للكويت».

لكن التاريخ الحديث يخبرنا أن النظام السابق، النظام المقبور، حسب أدبيات الإعلام العراقي الحالي، نظام صدام حسين، ليس هو الأول في مداعبة حلم العراق الكبير، باستعادة الفرع للأصل، من أيام الملك غازي إلى أيام «الرفيق» عبد الكريم قاسم، لكن إصرار الكويت وأهلها، واحتضان السعودية أولاً، والدرع الدولي، صان الكويت من هذه النزوات السياسية، ويفترض به أن يستمر على ذلك عند استيقاظ هذا النزوات مرة أخرى.

بل إن اليقظة اليوم يجب أن تكون أضعاف الماضي، لأن الثقافة التي تحكم بعض الأحزاب والميليشيات والقوى «المؤثرة» اليوم بالعراق، لديها من الرثاثة الفكرية والمراهقة السياسية والخرافات السليمانية (نسبة لقاسم سليماني) الآيديولوجية ما يزيد على خرافات صدام حسين وتنظيراته عن العروبة!

الغرض من إبقاء الذكرى مشتعلة، ليس تغذية الحقد، بل قراءة الذي جرى بدقة وأناة، لأن التاريخ كما نعلم هو كتاب مفتوح دوماً قابل للمزيد من الكشف والفتح، وغرض هذه القراء هو الاعتبار، كما هو عنوان (المواعظ والاعتبار) للمؤرخ المصري العظيم المقريزي (ت 1442م) صاحب الخطط.

طمس التاريخ يعني تكرار الخطأ، ويعني تضليل الأجيال اللاحقة، عن تحديد المصالح الحقيقية للشعوب عند لحظات الخطر الماحق.

غزو الكويت من قبل سلطات العراق 1990 أمر يجب على الكويت والسعودية بوجه خاص، تقليب النظر وإثراء الفكر حوله، ليس من أجل إشباع جمر الغضب، بل من أجل إرواء ماء العقل.

التذكر الرشيد، يحوّل الجرح القديم، لشاهد تاريخي حي. كل ما سلف هو حديث عن حكام العراق وليس عن أهله وشعبه.

 

ما يمكن أن يفعله ترمب لإيران

أمير طاهري/الشرق الأوسط/03 آب/18

«المقاومة أم عدم المقاومة؟» هذا هو السؤال الشائع هذه الأيام في أوساط طهران السياسية. ولقد ساهم احتمال فرض العقوبات الاقتصادية الجديدة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، في تكثيف حالة النقاش الذي ميز المحيط السياسي الإيراني، منذ استيلاء الملالي على السلطة في البلاد عام 1979.

وللوهلة الأولى، يبدو أن الرد الأكثر شيوعاً على هذا التساؤل هو تأييد خط «المقاومة»، بصرف النظر تماماً عن الشكل الذي قد تتخذه تلك المقاومة في الواقع. وعبر العقود الأربعة المنصرمة، انقسمت النخبة الخمينية الحاكمة بين أولئك المدعوين بـ«المتأقلمين» الذين كانوا دوماً على استعداد للوصول إلى اتفاق وحلول وسط مع الولايات المتحدة، وغيرهم من «الممانعين» الذين يرفضون مجرد الحديث إلى أو التواصل مع «الشيطان الأكبر».  وكانت الحكومة الأولى للملالي بعد الثورة، برئاسة مهدي بازاركان، تضم خمسة مواطنين أميركيين من أصول إيرانية، وبالتالي كان يغلب عليها طابع «التأقلم». ونظرت تلك الحكومة في صياغة استراتيجية للشراكة مع الولايات المتحدة، بغية مواجهة تهديدات الاتحاد السوفياتي في سياق الحرب الباردة آنذاك. ولم يُقدر لمثل هذه الاستراتيجية أن ترى النور؛ لأنه سرعان ما تمت الإطاحة بالسيد بازاركان وجوقته الموالية للولايات المتحدة، في غمرة بركان سياسي عارم أشعل نيرانه الاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران. ثم بدأت في أعقاب ذلك السنوات العشر من الحرب والتوتر والاضطراب، التي أدار الثوريون الخالصون خلالها كافة مظاهر العرض السياسي الداخلي والخارجي في إيران، تأكيداً على تهميش دور «المتأقلمين» في كافة مناحي المشهد السياسي في البلاد.

وجاء إغراق البحرية الأميركية للسفينة التابعة للحرس الثوري الإيراني، وما تبع ذلك من التراجع البائس للخميني، ثم وفاته لاحقاً، كإغلاق نهائي لملف «الممانعة» أو «المقاومة» التي ثبت عدم جدواها واقعياً.

ثم تلا ذلك ما يقرب من عشر سنوات أخرى، من هيمنة زمرة «المتأقلمين» الذين بلغوا أقصى حدود الطيف السياسي، سعياً لمصادقة «الشيطان الأكبر» في سرية وهدوء. ومع ذلك، أثبتت السنوات العشر من الحوار، السري ثم العلني، مع الشيطان الأكبر، عدم جدواها على حد سواء، مما أسفر عن ردة فعل عنيفة تجاه خط «المقاومة»، تميز برمزية ظهور محمود أحمدي نجاد على رأس البلاد. وكما نعرف جميعاً، فقد فشلت محاولة «المقاومة» تلك أيضاً، مما أدى إلى إلحاق الأضرار طويلة الأمد بالاقتصاد الإيراني الوطني، فضلاً عن انتهاك النسيج الاجتماعي في البلاد.

ومنحت النهاية الكارثية لفترة رئاسة أحمدي نجاد للبلاد «المتأقلمين» الفرصة الجديدة لمعاودة تجربة حيلهم القديمة، الثابت فشلها مراراً وتكراراً. ولقد أشاد كثيرون بالجهود المشتركة المبذولة من قبل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، والإيراني الحالي حسن روحاني، لاستمالة شعوب البلدين إلى تأييد ما يسمى بـ«الاتفاق النووي»، واعتبروها نهاية أكيدة للحلقة المفرغة من «مقاومة التأقلم». والآن، ورغم كل شيء، نعلم أن هذا الفصل قد أُغلق هو الآخر. لدرجة أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بات مقراً بهذا الأمر. وفي حديث أخير له في طهران الأحد الماضي، زعم ظريف أن الرئيس أوباما «الرجل المهذب الودود» كما وصفه، لم يبلغ حد الصراحة المعقولة مع شركائه الخمينيين في مخادعة العالم. واليوم، تبدو إيران كمثل الحصان مزدوج الحيلة، والذي أثبت عجزه وقلة كفاءته بدرجة مخجلة ومثيرة للشفقة.

وبطبيعة الحال، ليس من بين مواهب الصحافي القدرة على التنبؤ بالمستقبل. ولكن يبدو الأمر لي كما لو أن النظام الخميني لم يعد قادراً على الاعتماد كثيراً على أي من حيله المزدوجة الزائفة في معرض استراتيجية المخادعة والمخاتلة والتقهقر المعتاد، لإنقاذ الذات وحفظ ماء الوجه المهراق حتى ولو لفترة أطول من الزمن. والسبب الحقيقي وراء هذا الفشل، هو عجز النظام الإيراني الواضح في الإعراب عن قضيته وتوضيح معالمها للشعب، وللعالم الخارجي من ورائه، وأسباب إدمان اعتماد السياسات التي لم تسفر إلا عن المظالم والأحزان لكافة الأطراف المعنية.

كان من الجدير بالمرشد الإيراني علي خامنئي، أن يظهر على شاشات التلفاز الوطني الإيراني، محدثاً الشعب بكل صراحة عن مصلحة البلاد الحقيقية من وراء دعم وتأييد بشار الأسد في قتل الشعب السوري الذي يرأسه، أو المكاسب العائدة على البلاد والعباد من دعم الجماعة المتمردة، وإطالة أمد الحرب الأهلية المزرية في اليمن. وحتى وقت قريب، كانت إحدى الحجج التي طرحها الخمينيون تتعلق بأنه رغم السياسات المعتمدة راهناً، بما في ذلك العداوة الحقيقية أو المتوهمة للولايات المتحدة، والتي قد تُلحق الأضرار الكبيرة بمصالح الأمة الإيرانية، فإنها لا تزال تخدم مصالح الثورة الإسلامية الإيرانية، أي بعبارة أخرى التضحية بالمصالح الوطنية الإيرانية حفاظاً على الخطاب الآيديولوجي الثوري السائد، واعتبار ذلك من قبيل التفسيرات المنطقية المقنعة.

ورغم ذلك، حتى هذه الحجة لم تعد تجد أركاناً ترتكز عليها. الآلاف الذين لقوا حتفهم والمليارات التي ضاعت في مستنقع سوريا، لم تلحق الضرر الفادح بالمصالح الوطنية الإيرانية فحسب، وإنما فشلت فشلاً ذريعاً في تأمين أي تقدم يُذكر على صعيد الدعوى الخمينية الثورية في الخارج.

وبعد اطمئنانه لوجود حماية جديدة وقوية في شخص فلاديمير بوتين وبلاده، بات بشار الأسد وحاشيته يعتبرون العلاقة مع إيران من أكثر بواعث الحرج على الصعيد الإقليمي. وليس مستغرباً أن الأسد رفض وبشدة الخطة الإيرانية الهادفة لإنشاء المراكز الثقافية، فيما يُعرف بالمناطق المحررة حديثاً من الأراضي السورية. ولم يعد ملالي إيران وحلفاؤهم العسكريون يتدفقون إلى سوريا متى أرادوا، وعندما يصلون إلى هناك فإنهم لا يلقون المعاملة نفسها والاحترام الذي كانوا يحظون به قبل خمس سنوات.

حتى في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لم تعد إيران تحتل ما كانت تحتله من أهمية ونفوذ.

وفي لبنان كذلك، وكما أشار محرر إحدى الصحف اللبنانية البارزة الناطقة بلسان طهران مؤخراً، تجازف الجمهورية الإسلامية بفقدان نفوذها الكبير هناك، بسبب الصعوبات المتزايدة التي تواجهها في سداد مستحقات الحلفاء ورواتب المرتزقة.

غير أن الكارثة التي باتت تلوح في أفق الأحداث، ربما تتحول لفرصة ذهبية سانحة بالنسبة للإيرانيين، على صعيد النظام الحاكم ومن يعارضونه سواء بسواء، من حيث اتخاذ القرار، ما إذا كانوا راغبين حقاً في أن تواصل إيران التصرف كمحرك للآيديولوجيات الثورية المفلسة، أو التعامل كدولة قومية ذات شرعية، ومقدرات القياس الكمي والعقلاني، وحسابات المصالح القابلة للتحليل، كما تصنع الدول القومية في كل مكان. أنا لست من هواة عقد المقارنات التاريخية بين الماضي والحاضر؛ لكن المعضلة التي تقف في مواجهة إيران اليوم واجهتها كثير من الدول الأخرى التي خاضت تجربة الثورة من قبل. ولقد عاون الرئيس ريتشارد نيكسون جمهورية الصين الشعبية على مجابهة هذه المعضلة، واختيار تحويل ذاتها إلى دولة قومية تحظى بالاحترام. ولعب الرئيس رونالد ريغان دوراً مماثلاً في حالة الاتحاد السوفياتي، إذ ساعد على إعادة بعث روسيا من جديد، و14 من الجمهوريات السوفياتية القديمة، في صورة دولة قومية موحدة. واليوم، أمام الرئيس دونالد ترمب فرصة مشابهة مع إيران من خلال تشجيع تحولها من مجرد محرك للآيديولوجيات الثورية الفارغة إلى عضو تقليدي في مجتمع الأمم. ولا يُعنى هذا الأمر باستراتيجية العقوبات الاقتصادية، و - أو - كونها غاية منشودة في حد ذاتها. ولا يتعلق الأمر أيضاً بممارسة حيلة جديدة من حيل وألاعيب دبلوماسية المخاتلة التي برع فيها باراك أوباما. لا بد أن يُظهر الرئيس ترمب للقيادة في طهران أنه من غير المقبول أن تستمر في ممارسة الألاعيب والحيل القديمة نفسها، سواء من المخادعة والتراجع أو المقاومة المصطنعة.

والهدف هو مساعدة إيران على «شفاء الذات» من علة «الخمينية»، وتعافي صحتها السياسية كدولة قومية تحظى باحترام الجميع وتقديرهم.

 

الزعيم والإنسان: ابنته ومحزنته

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/03 آب/18

بالنسبة إليَّ، كان الجنرال شارل ديغول، أفضل زعيم في الغرب، والسبب تميزه الأخلاقي، والسياسي والشخصي. وبالنسبة إلينا كعرب، لا ننسى وقوفه ضد المتطرفين في الجزائر، وضد إسرائيل عام 67، ومع القضية الفلسطينية. أما بالنسبة إلينا في لبنان، فقد حال دوره دون هدر الدماء في طلب الاستقلال، وظل مؤيداً لنا ضد الاعتداءات الإسرائيلية. كان ديغول، قبل كل شيء، رجلاً عائلياً، أباً وجداً. وأجمل صفحة كانت علاقته بابنته آن، التي ولدت معاقة عام 1928. في تلك المرحلة، كان شائعاً في فرنسا أن يُرسَل الأطفال المختلفون إلى المستشفيات المؤهلة للعناية بهم. لكن ديغول رفض «إرسالها إلى العيش مع الغرباء. لقد أعطانا الله إياها وحمّلنا مسؤوليتها، أينما كانت ومهما كانت». ثم راح ديغول وزوجته يتعلمان كيفية العناية بالطفلة، محاولَين بالدرجة الأولى، ألا تشعر بأي فرق بينها وبين أخويها. لذلك، كان الضابط العملاق يُشاهَد داباً على الأرض لإضحاكها. بل ترك لها أن تلعب بقبعته، رمز الشرف العسكري. وقبل النوم كان يعلمها كيف تردد من بعده الدعوات. ورغم أن العائلة حرصت كثيراً على عدم الظهور اجتماعياً، ففي المناسبات كانت تأخذ آن معها دائماً. وشمل ذلك الأماكن التي كانت فيها النظرة إلى الأطفال المختلفين، متخلفة وهمجية مثل سوريا ولبنان، إلى حيث أبعد ديغول عام 1929، بسبب غيرة الضباط الكبار وحسدهم من ألمعيّته ورؤيته. كان يصرّ على أن حرباً عالمية ثانية على الأبواب، وكانوا يصرّون على الجهل. كان راتب ديغول محدوداً. لكن قسماً منه كان يُصرف للعناية بالابنة آن. وبعد الاحتلال النازي، بدأ الألمان في فصل الأبناء المختلفين عن والديهم. ودافع ديغول عن ابنته كما دافع عن فرنسا. توفيت آن عام 1949 عن عمر مبكر ودُفنت في حديقة المنزل القروي. لكن ديغول كان قد جمع عام 1945 من التبرعات ما يكفي لشراء قصر «فيركور» قرب باريس، لإقامة «مؤسسة آن ديغول» للمختلفين، التي لا تزال قائمة إلى الآن من خلال مداخيل ديغول ومؤلفاته. وكتب جان لاكوتور، أشهر مؤرخي ديغول، أن ابنته كانت الحافز وراء كل أعماله. بسببها عمل على إنقاذ فرنسا، لكنه لم يستطع أن يفعل من أجلها سوى حفظ كرامتها الإنسانية.

* أتمنى استخدام مصطلح «المختلفين» بدل «المعاقين» و«ذوي الحاجات الخاصة».

إلى اللقاء..

 

هل يحتاج الطاغية العنيف إلى تأهلٍ مختلف؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/03 آب/18

يختلف اللبنانيون من أنصار النظام السوري في طرائق الاقتراح عليه من أجل العودة إلى لبنان من الباب الواسع. فذوو الأصول السورية من رجال الأعمال والمهنيين كالأطباء والمهندسين، ممن اكتسبوا الجنسية اللبنانية عبر العقود الماضية، ومعظمهم ذوو علاقات حسنة بنظام الأسد؛ يقترحون سراً وجهراً أن يكون الأسد ونظامه بشوشَين ومتعاونين بشأن إعادة المهجَّرين، وبشأن فتح المعابر لكي يستفيد اللبنانيون والسوريون والأردنيون. ويقول هؤلاء إن لذلك فائدتين: أن ينسى اللبنانيون ماضي الثلاثين عاماً وأكثر من الهيمنة والقمع والاستغلال والاغتيالات من جهة. والفائدة الأُخرى: أن شركات الأعمال اللبنانية والأردنية يمكن أن تُسهم إسهاماً بارزاً في إعادة الإعمار بسوريا، وبخاصة أن في لبنان والأردن رؤوس أموال هائلة سورية وفلسطينية وعربية، وهي تبحث عن فُرص للاستثمار وسط القيود الكثيرة المستجدة والكساد الذي تُعاني منه الأسواق!

لكن أنصار الأسد (المخلصين)، كما يسمون أنفسهم، والذين لم ينقطعوا عن دمشق في السنوات الماضية، لا يقبلون أساليب التودد والمحاسنة. فقد تعوّد اللبنانيون على اليد الباطشة لآل الأسد فخافوا وخضعوا، فلا ينبغي محاولة أساليب أُخرى غير عنيفة بما في ذلك ضرورة استجلاب الأموال اللبنانية إلى سوريا بالقوة. يقول سياسي سوري عجوز يعيش في لبنان: «لا أحد الآن عنده وقت أو صبر لكسْب الولاء، وإنما هو التخويف والابتزاز. وعلى أي حال، فإن الأسد لا يتهيب أحداً في لبنان غير نصر الله والحزب». ومن هذه الفرقة التي لا تختشي، كما يقول المصريون، اللواء المتقاعد جميل السيد وقد تهدد الرئيس بري الذي لم يتحمس كثيراً في السنوات الماضية لمذابح الأسد. وبالفعل، فإن بري سارع لدعوة الجميع للذهاب إلى سوريا بعد طول صمت! ثم إن اللواء عينه هدد قائد الجيش لأنه زار الولايات المتحدة (الأميركيون يساعدون الجيش اللبناني)، بحجة أنه يهمل صون الأمن في منطقة بعلبك! وهدَّد طلال أرسلان وليد جنبلاط لأنه عادى الأسد خلال الثورة، وقال إن الدروز كانوا دائماً مع الدولة السورية ورئيسها! لكن الضيف الجديد على صداقة سوريا: وزير الخارجية جبران باسيل. فهو منذ عامٍ لا يكف عن مغازلة الأسد ووزير خارجيته، وهو يرسل وزراء ونواباً من حزبه للاجتماع بمدير المخابرات السورية. وقد كان مطمئناً في الأصل إلى أنه هو الرئيس بعد الجنرال، وكان مكتفياً في ذلك بإرضاء الحزب. لكنه اختلف مع بري، وظهر أن سليمان فرنجية صديقٌ للأسد وسوريا أيضاً، وكما أن جعجع «عم يكبِّر رأس»، فهبَّ للمنافسة، وإلزام الحريري بالعلاقات من أجل المهجرين، ولأنه يرجو مساعدة الأسد في الرئاسة التي بدأ خوض معركتها منذ شهور، رغم أن عون لا يزال عنده أربع سنوات رئاسية! وباسيل يظن أنه يستطيع الضغط على الحريري وجنبلاط وجعجع على حدٍ سواء لأنهم خاصموا الأسد ولا يزالون.

كيف يؤهل الديكتاتور نفسه بعد حربٍ مهولة كالحرب السورية؟ خلال أقلّ من شهر أُبلغت أُسَرٌ من بلدة داريا بضواحي دمشق والتي جرت محاصرتها سنوات، ثم رُحِّل مقاتلوها، وجرى القبض على آلاف ممن اختاروا البقاء، أُبلغت الأُسَر من طريق «السجلّ المدني» عن موت نحو الألف من أولادها وأصولها وفروعها في المعتقلات، وبعضهم منذ عام 2013 أو 2016. وفي الغالب سيكون ذلك مصير ما لا يقلّ عن مائة ألف من أكثر من مليون معتقل في الجحيم السوري. وهذا يعني أن النظام يشعر بظهور عضلات جديدة لديه، فيُبلغ عن القتل، ويرجو من وراء ذلك استمرار الخوف والتخويف، تحت ستار تنظيف السجل المدني للمواطنين! ولا شكَّ أن مقتل مئات الدروز في السويداء وقراها قبل أسبوع هو من ضمن هذا الأسلوب في التأهل المخيف. فدروز السويداء أرغموا النظام منذ عام 2013 على الاعتراف بحيادهم، فما انحازوا في أكثرهم إلى الثوار، ولا رضوا أن يخضعوا للتجنيد الإجباري لمقاتلة الثوار مع النظام. ومنذ ظهور «داعش» في عام 2014 كان هو العدو الثالث أو الرابع للنظام والإيرانيين والروس. وكانوا جميعاً (وغالباً معاً أو بالتوازي) يقاتلون الفصائل المسماة بالجيش الحر، وينسحب أحدهم للآخر عند الضرورة مثلما حصل في تدمر قبل عامين، وفي حوض اليرموك قبل أيام. المهم أن جيش «داعش» هذا هجم على السويداء وقتل وخطف، ثم سُمح له بالانسحاب من قرى حوض اليرموك نحو الصحراء مع خطائفه وأسلحته، فأعلن النظام السوري عن الاستيلاء على القرى في الحوض بعد قصفٍ عنيفٍ لم يمت فيه أحد بالطبع! مثلما قصف الجيش اللبناني الدواعش في جرود بعلبك والقاع أربعة أيام براً وجواً، لكنْ لم يمت منهم أحد؛ لأن الحزب كان قد اصطحبهم بالحافلات لعند أصدقائه في سوريا بعد أن انتهت مهمتهم الجهادية!

ليس المقصود من هذا القصص زيادة المرارة أو زيادة التوعية بما يسمى «المؤامرة». وإنما المقصود أن الديكتاتوريات الجديدة في القرن الحادي والعشرين بالذات، لا تخشى أحداً ولا شيئاً، ولا خوف إلا من القتل أو السقوط. ولذلك؛ فإن الأكثر تأهلاً للبقاء هو الأقوى أو الذي يموت آخِراً أو يعيش أخيراً بعد فناء جميع معارضيه وأعدائه!

كان الكاتب الأميركي بول جونسون مثقفاً كبيراً، لكنه ما كان يحب المثقفين. ولذلك؛ كتب دراسة في تتبع عثراتهم الأخلاقية، لكنها لم تشتهر، وإنما اشتهرت الدراسة التحقيقية بعنوان: «من الذي نفخ في المزمار؟ الحرب الباردة الثقافية». وهي تدور حول المثقفين الأميركيين والأوروبيين الكبار ذوي الميول الليبرالية واليسارية، والذين كانت المخابرات الأميركية وأجهزتها الثقافية تجهد في كسبهم إلى جانب زعيمة العالم الحر، ليعملوا دعاية ضد الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة، فيما بين الخمسينات والسبعينات من القرن العشرين. ويعتقد الكاتب أن القصد كان الحيلولة دون «تأهُّل» روسيا الستالينية من طريق كتابات هؤلاء في الغرب. لكنه يتعجب لأن الروس ما كانوا مهتمين حقاً بأعمال هؤلاء المعادية في الأصل للرأسمالية وللحرب النووية (بعد هيروشيما وناجازاكي)، وهو الأمر الذي شكا منه عددٌ منهم متحدثين عن المفارقة بين اهتمام الـCIA بهم واستخفاف الـKGB! ولا مبرر للتعجب. فالأميركيون والأوروبيون كانوا يخشون من تأثير العلماء والأدباء اليساريين على شبانهم وأجيالهم الجديدة، أما المسؤولون الروس فإن «تأهلهم» لدى شعوبهم كان حاصلاً بالغولاغ وغير الغولاغ، وكانوا حريصين جداً على استقطاب جواسيس وعملاء من الغرب، أما المثقفون حتى لو كانوا معارضين للنظام الرأسمالي فقد كانت لهم اشتراطاتٌ كثيرة مزعجة للسوفيات أكثر مما هي مزعجة للأميركان! يتحدث الدوليون بإعجاب عن بول كيغامي رئيس راوندا، التي جرت فيها مذابح بين الهوتو والتوتسي بلغت حدود المليون خلال أقل من سنتين. ثم هدأت حالة الذعر والتهجير، واهتم الغربيون حقاً بإعادة السلام إلى راوندا وبوروندي. وكان من حظ راوندا أن انتخب لرئاستها رجل يشبه ما حصل في جنوب أفريقيا مع مانديلا بعد عهود الفصل العنصري. فخلال عشر سنوات أو أقل صار هناك عفو عام وعدالة انتقالية ومصالحة وطنية كبرى، وراوندا الآن في طليعة الدول الأفريقية التي تحقق التنمية المستدامة! وبالطبع ما حقق كيغامي ذلك بمفرده، بل ظهرت نخبة وطنية سهرت وناضلت وكرهت سفك الدم كراهية مطلقة. بشار الأسد حقّق تأهُّله للتأبيد في السلطة بتهجير عشرة ملايين، وقتل أكثر من نصف مليون. عاونه على القيام بالمهمات الجليلة هذه الإيرانيون والمتأيرنون والروس والميليشيات العراقية والباكستانية والأفغانية، والدواعش أيضاً! فما حاجته إلى التأهل الناعم بالداخل أو مع داخل الداخل اللبناني والأردني والفلسطيني؟! هؤلاء جميعاً مستضعَفون، والمطلوب خضوعهم وليس حبهم الذي لا مطمع فيه! قبل عشرين عاماً أو أكثر سمعتُ في برنامج تلفزيوني الدكتور عبد السلام العجيلي، المثقف والروائي السوري الراحل (وأظنه من دير الزور)، يقول إنه خاضع مثله مثل سائر السوريين والعرب الآخرين، لكنه لن يمتدح الطاغية أو يغنّي له؛ لأن الممدوح لن يصدِّق، والمادح لا يكون إنساناً سوياً: يريدون مني أن أغني باسمهم وأي قتيلٍ باسم قاتله غَنّى ليالي الندم ما أقساها من ليالٍ! خالد القشطيني

ماذا تقولون في الرجل الذي قضى حياته يدرس الماركسية اللينينية الستالينية، وحفظ جل ما سطره ستالين عن المسألة الوطنية وسواها من المسائل، وكتب القصائد الطوال في مدحه ثم قضى عشرين سنة في السجن لتأييده قرار ستالين بتقسيم فلسطين وإقامة الدولة اليهودية، وأخيراً جلس يستمع لما قاله خروشوف وغورباتشوف وسواهما من زعماء الاتحاد السوفياتي يتكلمون ويعترفون بكل الجرائم التي اقترفها ستالين وكل المشكلات التي أوقع فيها بلاده وكل بلدان أوروبا الشرقية؟ انصرف ذهني للتفكير في ذلك الرجل وما يشعر به من ندم وخيبة. قلت لنفسي يا لشقاء الليالي التي بات يقضيها بالندم المر. وعندنا الكثيرون من أمثاله. وماذا تقولون في المرأة التي كرست جل حياتها في محبة زوجها وأنجبت له خير الأولاد وأنفقت كل ما عندها على مواصلة دراسته وإكمال تحصيله العلمي ودخلت السجن رهينة بسبب تفكيره ونشاطه، وبعد أن تبددت الغيوم وأشرقت الحياة لهما، بعث لها بورقة الطلاق لبلوغها سن اليأس والتقائه بفتاة بسن الصبا؟ قلت لنفسي يا لشقاوة الليالي التي تقضيها مثل هذه المرأة الخائبة! ولدينا من أمثالها كثيرات.

وماذا تقولون في الأستاذ الذي درس القانون والشريعة وحقوق الإنسان وأهلك نفسه جوعاً ليذهب إلى السوربون ويحصل على الدكتوراه في القانون، ويعود لبلده ليجد انقلاباً عسكرياً حدث فيه وألغى الانقلابيون كل ما درسه من قوانين وعطلوا حكم الشريعة وحولوا المرافعات إلى سيرك وشكليات كوميدية وجعلوا من المحاماة مهنة بائرة وحقوق الإنسان إلى جريمة منكرة؟ قلت لنفسي يا لشقاء الليالي التي بات يقضيها هذا الأستاذ الدكتور. وعرفنا من أمثاله الكثيرين في بلداننا العربية.

نعم. وماذا تقولون في العالم التكنوقراط الأميركي الذي يحبس نفسه في مختبره ويقضي عمره ليصنع سلكاً نحاسياً دقيقاً لا يرى بالعين المجردة ويبعث به إلى اتحاد صناعات الساعات السويسرية معتزاً بإنجازه، وبعد يومين يتسلم ذات السلك ثانية ليرى تحت المجهر أن تكنوقراطاً سويسرياً قد عمل ثقباً يمتد على طول امتداد السلك من الداخل. قلت لنفسي، يا لشقاء الليالي التي قضاها ذلك التكنوقراط الأميركي، وعندنا من أمثاله... ولا واحد!

ولكن الليالي تتفاوت في شقائها وظلمتها ونجومها. خذوا ذلك الرجل الذي قضى حياته في دراسة الفقه والشرع ثم أفتى في أواخر أيامه أن الشرع يحثه على تجنيد الصبيان باسم الدين ليقوموا بعمليات انتحارية تفتك بعشرات المسلمين وغير المسلمين وتقضي على الزرع والضرع، وعلى فراش موته يجد أن كل ذلك إنما كان إثماً وكفراً بالله، وأن كل أولئك الانتحاريين مصيرهم النار وليس أحضان سبعين حورية في الجنة. قلت لنفسي ليلة ذلك الرجل وهو على فراش الموت أشقى الليالي التي مر بها في حياته، ليالي ندم لا يوازيها إثماً وألماً غير الليالي التي لا بد أن يقضيها بشار الأسد، الآن أو بعد آن.

 

تشييع الثورة السورية في سوتشي

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/03 آب/18

لم تكن هذه النهاية التعيسة مستغرَبة ولا مفاجئة بعد نهر الخيانات الذي لم يتوقف بحق الثورة السورية. خيانات من كل مكان، بعد الوعود التي أُطلقت لدعم المعارضة السورية من كل القوى الكبرى والصغرى. والذين ذهبوا إلى سوتشي الروسية هذا الأسبوع للتفاهم على مستقبل سوريا، تحت يافطة «مسار آستانة»، كانوا يعرفون أن الطريق الذي بقي أمامهم لإكمال مراسم التشييع لم يعد طويلاً. روسيا وإيران كانتا في الصف الأول في سوتشي. روسيا التي أنقذت نظام بشار الأسد بحجة الحرص على «وحدة سوريا»، حسب المزاعم التي لم يتوقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تكرارها، وإيران التي لم تجد في دمشق سوى نظام طائفي يماثل هويتها، ولا بد بالتالي من دفع كل ما أمكنها من قوة لنجدته. وتركيا، الطرف الثالث في هذه المعادلة، التي لم يبقَ لها سوى الرهان على منع قيام جيب كردي على حدودها الجنوبية، وهو ما تتكفل به موسكو ونظام الأسد بعناية.

أما إسرائيل التي لم تكن حاضرة اسمياً في سوتشي، فقد كان ظلها مخيِّماً على الاجتماعات من خلال الاهتمام الروسي بمصالحها. حصلت إسرائيل على التزام واضح تمت ترجمته على الأرض من خلال انسحاب العناصر الإيرانيين وأسلحتهم إلى مسافة 85 كيلومتراً بعيداً عن هضبة الجولان، ثم من خلال تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي أن أفضل حماية لمصالح إسرائيل يمكن أن تتأمّن على يد بشار الأسد. هكذا صار بإمكان رأس النظام السوري أن يؤمّن بقاءه سعيداً وحاكماً في دمشق وضامناً في الوقت ذاته للإشراف على موسم الهدوء على جبهة الجولان التي لم تعكرها رصاصة واحدة منذ عام 1974. يقول مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف: «سألنا الإيرانيين هل هناك حاجة إلى وجودهم قرب الحدود الإسرائيلية فأجابوا بالنفي». جواب برسم المصفقين لـ«الممانعة» الذين لا يخجلون من تكرار معزوفة أن الوجود الإيراني في سوريا هو لحماية المكاسب القومية التي أنجزها بشار الأسد في وجه إسرائيل!

التمهيد لمراسم تشييع الثورة السورية في سوتشي بدأ مع الإعلان عن الاتفاق الذي حدد مناطق «خفض التصعيد»، والذي تم التوصل إليه في آستانة في مايو (أيار) من العام الماضي. الاتفاق حدد هذه المناطق: دمشق وريفها، حلب وحمص وحماة واللاذقية ودرعا والقنيطرة وإدلب. لم تكن عبارة «خفض التصعيد» سوى ضوء أخضر للنظام للقضاء على المعارضة بعد تخلي الداعمين عنها وتركها تواجه مصيرها معزولة سياسياً وعسكرياً. حصل ذلك في كل تلك المناطق وكان آخرها ما حصل في درعا والقنيطرة، ولم يبقَ الآن سوى إدلب التي تم تحويلها، من خلال مخطط سوري - روسي، إلى تجمع كبير لقوات المعارضة.

قرأ المعارضون جيداً ما حصل في درعا وكيف تم التمهيد لاستعادة النظام لهذه المدينة التي انطلقت منها شرارة الثورة، بعدما كتب أطفالها على الجدران ذات يوم من ربيع عام 2011 «جاي عليك الدور يا دكتور». المدافعون عن درعا استخلصوا النتائج، ولم يكن بسيطاً أن تتلقى وحدات المعارضة المدافعة عن المدينة موقفاً شديد الوضوح من السفارة الأميركية في عمان: «لا تبنوا قراراتكم على أساس توقع تدخل عسكري أميركي إلى جانبكم». دعوة واضحة إلى الاستسلام، في ظل تفاهم أميركي - روسي، ترفع واشنطن بموجبه الغطاء عن المعارضين، بينما تتولى موسكو رعاية «المصالحات»، تلك التي يحبها بشار الأسد، صاحب الشعار الشهير «أحكمكم أو أقتلكم»، وها هي «المصالحات» تعيدهم إلى حظيرة حكمه، فلا يبقى من داعٍ لقتلهم، في الوقت الحاضر على الأقل، أما الباقون من غير «المتصالحين»، فمصيرهم إلى إدلب.

الحديث عن إدلب يعيدنا إلى سوتشي وإلى «التفاهمات». فإذا كان النظام السوري وحليفتاه موسكو وطهران يعرفون ماذا يريدون وما الخطوة التالية، فماذا عن وفد المعارضة السورية الذي كان حاضراً في اجتماعات المدينة الروسية الساحلية؟ طبعاً لا يُحسد قادة ما بقي من المعارضة السورية على وضعهم وعلى ما آلت إليه أمورهم. ولا يُلامون إذا كانوا يلعبون آخر الأوراق التي في أيديهم. وفيما غابت إدلب عن البيان الختامي لاجتماع سوتشي، قال رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة إن الوفود ناقشت وضع المدينة، وأكد استمرار اتفاق «خفض التصعيد» فيها، مضيفاً أن العمل يجري على ضمان استقرار إدلب من خلال «الجيش السوري الحر». أما المتحدث باسم وفد المعارضة أيمن العاسمي، فقال إنه إذا جرت معركة في إدلب فإنها ستنسف الحل السياسي «ولن تكون نزهة للميليشيات الموالية للنظام».

طبعاً لم يتأخر رد بشار الأسد على توقعات المعارضة المبالغة في تفاؤلها بشأن الحل السياسي ومستقبل إدلب، فقد هدد في كلمة بمناسبة عيد الجيش السوري أن موعد إدلب مع «النصر» سيكون قريباً: «هدفنا الآن هي إدلب مع أنها ليست الهدف الوحيد».

هل تتوقع المعارضة السورية فعلاً أن يكون مصير إدلب مختلفاً عن مصير المدن والمناطق الأخرى التي كانت مشمولة بـ«خفض التصعيد»؟ وماذا تنتظر من الاجتماع المنتظر في جنيف في الشهر المقبل لبحث ما أطلق عليه «الحل السياسي» والبحث في مشروع دستور جديد لسوريا؟

إذا كان توازن القوى على الأرض هو المؤشر لما يمكن التوصل إليه من حلول، فقد بات الخلل في هذا التوازن واضحاً لمصلحة النظام وأعوانه. حتى تركيا، التي تَكرّر زعمها دعم مواقف المعارضة، تجاهلت في البيان الذي أصدرته عن اجتماع سوتشي أي إشارة إلى تسوية سياسية يمكن أن تحفظ ماء وجه المعارضة. وجاء في بيان وزارة الخارجية التركية أن الاجتماع ركز على: الوقوف في وجه المجموعات الإرهابية - جهود تشكيل اللجنة الدستورية - تهيئة الظروف لعودة النازحين إلى بلداتهم.

صفقة متكاملة روسية - غربية - إيرانية - تركية، أركانها الأساسية: مقايضة بين روسيا والدول الغربية تقضي بالسكوت عن بقاء النظام، مقابل تسهيله شروط عودة النازحين، وبالتالي تخفيف هذا العبء عن الدول المجاورة (تركيا ولبنان والأردن) وكذلك عن الدول الغربية التي تضع قيوداً لاستضافتهم. وفي مقابل تسهيل النظام عودة اللاجئين، تضمن روسيا لتركيا وللدول الغربية مساهمات في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، وهي مشاريع مغرية وضخمة، إذ يقدر أن تصل كلفة إعادة الإعمار إلى 500 مليار دولار.

بعد كل هذا، ماذا يبقى أمام اللجنة الدستورية لتفعله عندما تجتمع في جنيف في الشهر المقبل؟

قدمت هيئة التفاوض إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لائحة بخمسين اسماً للمشاركة في هذه اللجنة الدستورية، من بين 150 هم مجموع الأعضاء. أكثر الأسماء على اللائحة أعرفها وأعرف صدق قناعاتها السياسية من خلال متابعة نشاطها طوال السنوات السبع الماضية. لكن أي مشروع سياسي ستعرضه هذه اللجنة سيبقى مصيره معلقاً على النتائج التي انتهت إليها خريطة القوى على الأرض. فالنظام الذي رفض التجاوب مع مطالب المعارضين عندما كان في أصعب ظروف ضعفه، لن يفاوض الآن على ما يعتبرها تنازلات لهم وهو في أوج قوته.

وهذه هي نقطة الضعف الأساسية التي ستواجه المعارضة عندما تذهب إلى جنيف، في غياب غطاء سياسي يحمي مواقفها ويضمن لها الحصول على الحد الأدنى، بعد الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها. والنتيجة أن بشار الأسد انتصر فعلاً على شعبه، لكنه انتصر «بفضل» الصمت الدولي على المجزرة الكبرى التي تعرض لها هذا الشعب.

 

ترمب ـ إيران واللقاء غير المشروط

إميل أمين/الشرق الأوسط/03 آب/18

ما الذي يجعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقدم على تقديم عرض لاستقبال مفاوضين إيرانيين دون قيد أو شرط؟ هل نحن أمام مفاجأة جديدة من مفاجآت «الرئيس غير المتوقع» كما يطلق عليه في واشنطن؟ قد يكون من المبكر الحديث عن أبعاد هذا العرض الذي ينافي ويجافي سيرة ترمب ومسيرته مع إيران، منذ أن كان مرشحاً للرئاسة وصولاً إلى سدة الحكم، لكن في كل الأحوال ليس هناك ما يمنع التفكير ومحاولة تحليل المشهد، وهل في الأمر مناورة تكتيكية من ترمب أم مدخل جديد لتحقيق أهدافه الاستراتيجية بشأن إيران؟ تعلمنا دروس التاريخ أن أصحاب الرؤى الواضحة لا تهمهم الأدوات؛ بل المدركات أو المنجزات، وفي سبيل تحقيقها يمكن لهم أن يمضوا في خط مستقيم، وفي أحايين أخر يعنّ لهم أن يلتفّوا حول التضاريس. شهد الأسبوع الماضي أعلى درجات الوعيد والتهديد من قاسم سليماني، قائد «الحرس الثوري» الإيراني، ضد الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي لم يغب بلا شك عن أعين الأميركيين، وعليه؛ فكيف يستقيم أن تواجه واشنطن الخطر الإيراني الجامح بتصريحات تتناول إمكانية اللقاء دون قيد أو شرط؟ يبدو المشهد في العلن مليئاً بالتضاد ومحفوفاً بالتناقضات، لكن يبدو أن خلف الأكمة أحاجي لا علم للإعلام بها حتى الساعة إلا النزر اليسير الذي تسرب عن وساطة دولة خليجية بعينها التقى وزير خارجيتها بوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس يوم الجمعة الماضي؛ أي غداة تهديدات سليماني، مما يدفعنا للتساؤل: هل كانت أراجيف رجل «الحرس الثوري» نوعاً من إثارة الغبار المتعمد على المشهد الذي تجري به المقادير في الكواليس؟

يقول الرواة إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قصد الأسبوع قبل الماضي عاصمة تلك الدولة الوسيطة من أجل إيجاد مخرج للأزمة الإيرانية التي تدخل في الأيام القليلة المقبلة؛ وتحديداً في 7 أغسطس (آب) الحالي، بداية سريان بعض العقوبات الاقتصادية الأميركية، فيما بقية العقوبات الكبرى واقفة خلف الباب، وفي مقدمتها ما هو مقدر ومحتوم لقطاع النفط، والذي سيبدأ في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إن لم يطرأ على المشهد تحول بعينه.

هل قدم الوسيط الخليجي أفكاراً عن تنازلات معينة من قبل الجانب الإيراني كانت هي الدافع لتصريحات ترمب غداة لقائه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قبل ساعات؟

ليس من السذاجة أن يؤمن المرء بأن ترمب أطلق مثل هذه التصريحات بصورة عشوائية، سيما وهو يعلم تمام العلم العقلية الدوغمائية الإيرانية، والجميع يعتقد أن ترمب هو الرأس المنظور للفعلة الحقيقيين في كرم السياسة الأميركية الداخلية والخارجية، وعليه؛ فليس من اليسير أن يحدث انقلاب بزاوية مائة وثمانين درجة على هذا النحو في المشهد الأميركي.

محاولة فهم الموقف الأميركي الجديد من إيران بعد تصريحات ترمب تأخذنا إلى الداخل الإيراني الذي بات بلا شك مأزوماً إلى أبعد حدّ ومدّ، سيما بعد تدهور العملة الإيرانية ونقص السلع الأولية وسوء الخدمات، وقد كانت الانتفاضات الشعبوية الأخيرة ناقوس خطر للملالي، أولئك الذين أدركوا أن الطوفان على هذا النحو قريب، والغرق هو المصير المنتظر، وعليه، فإنه لا قبَل لإيران، رغم الأصوات الزاعقة والرايات الفاقعة، بال مواجهة مع أميركا، ومن هنا تبدو فرضية البحث عن حلول سريعة الهدفَ الرئيسي.

لم تعد إيران تثق كثيراً في تحالفاتها الخارجية؛ سيما مع الروس أو الصينيين، فهي تدرك إدراكاً جامعاً مانعاً أن لعبة الشطرنج الإدراكية هذه لا مجال فيها للعواطف أو المشاعر، بل هي مصالح؛ تتصالح تارة وتتصادم أخرى، والروس من قبيل البراغماتية المستنيرة على أتم استعداد للتضحية بإيران على مذبح العلاقات مع واشنطن لرفع العقوبات الاقتصادية، وإنهاء تدخلات الناتو بالقرب من الجوار الروسي وكثير من القضايا العالقة.

أما الصينيون الذين يرى فيهم الأميركيون؛ وعلى رأسهم ترمب، اليوم العدو الأكبر والأخطر، فهم بدورهم وإن بدوا في الصورة أصدقاء ومنفذاً لإيران أمام العقوبات الأميركية، إلا إنهم، وعند المقايضات الكبرى، على استعداد لإبرام صفقات مع واشنطن؛ صفقات قد تعود فيها إدارة ترمب عن الضرائب الباهظة المفروضة على الواردات الصينية، وقد تكون المقايضة جيوسياسية، بمعنى عدم إزعاج الصينيين في بحر الصين الجنوبي. هنا نستدعي التساؤل: «هل تصريحات ترمب بمثابة فرصة للإيرانيين لحفظ ماء الوجه والبحث عن منطلقات ومرتكزات جديدة لاتفاقية أخرى؟».

رسمياً ودعائياً يلوح الإيرانيون بأنهم لن يقبلوا حواراً تحت التهديد، غير أن تصريحات الجنرال ماتيس قد تعزز من فكرة الباب الموارب للدخول منه، فقد أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام الإيراني، وإنما دفعه إلى تغيير أسلوبه، ومن ضمن ذلك تهديداته في المنطقة وتغيير أسلوب وكلائه، وهو ما قد يهدئ من المخاوف في إيران من تلميحات ترمب بالرد القوي وغير المتوقع. الرد الإيراني المباشر على تصريحات ترمب جاء باللسان الفوقي الامبريالي الإيراني المعتاد نفسه؛ إذ أشار حميد أبو طالبي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى أنه يتحتم على أميركا - ترمب «احترام حقوق الأمة الإيرانية، وخفض الأعمال العدائية، والعودة للاتفاق النووي، ضمن خطوات يتعين اتخاذها لتمهيد طريق المحادثات» التي يصفها بالصعبة.

ما الذي يمكن للمرء أن يتوقعه في هذه الأجواء المثيرة بين واشنطن وطهران؟ ينقسم الراسخون في العلم إلى فريقين؛ أحدهما يرى أننا أمام حلقة جديدة من حلقات مسلسل «حلف المصالح المشتركة» الذي يمضي من طهران ويمر بتل أبيب ويصل إلى واشنطن.

في حين يذهب الفريق الآخر إلى التأكيد على أن إيران تحاول أن تفلت من الحبل الذي يشده ترمب على عنقها، وهي دولة تاريخياً تجيد فنون التفاوض وتدمن ألاعيب التقية، ولهذا تقول في العلن بخلاف ما تفعل في السر.

فقط يبقى التساؤل المثير للحيرة: «أين تمضي شروط بومبيو الاثنا عشر تجاه إيران إذا كان ترمب مستعداً للقاء الإيرانيين من دون شروط»؟

 

ترمب وإيران وأسلحة جديدة

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/03 آب/18

في صيف عام 1987 الحارق، كنت ضابطاً صغيراً في الأسطول أبحر في طريقي إلى داخل الخليج العربي عن طريق مضيق هرمز، وذلك على متن الطراد «فالي فورج» الذي كان جديداً تماماً وشديد التسليح، لحمايتنا من تهديد الصواريخ والهجمات الجوية الإيرانية.

كان ذلك في خضم الحرب الإيرانية - العراقية التي استغرقت 8 سنوات وراح ضحيتها أكثر من نصف مليون إنسان. وكانت مهمتنا الإبقاء على خطوط الملاحة العالمية مفتوحة في وقت سعت فيه إيران لبسط سيطرتها على هذا المضيق الحيوي الذي تتدفق من خلاله نحو 35 في المائة من شحنات النفط العالمية المحمولة بحراً. بدت المهمة مثيرة وخطيرة. وعلى مدار العام التالي، شن الأسطول الأميركي أخيراً هجوماً ضد الأسطول الإيراني، انتقاماً لإحدى فرقاطاتنا التي كادت تغرق بسبب تفجير لغم إيراني بها. في نهاية الأمر، سوّى العراق وإيران خلافاتهما، وأبرم اتفاق سلام مقلقل بين العرب والفرس على ضفاف مياه الخليج الحارة والضحلة، استمر على امتداد العقود الثلاثة التالية، رغم حدوث موجات تصعيد من حين لآخر.

اليوم، تتصاعد التوترات في منطقة الخليج مجدداً، خصوصاً في مضيق هرمز، ويوماً بعد آخر تعلو أصداء تلك الصراعات التي اشتعلت منذ 30 عاماً مضت. من ناحيتها، كشفت إسرائيل عن مجموعة جديدة من الوثائق الإيرانية المسروقة التي تكشف الغش الذي تمارسه إيران بخصوص برنامجها النووي وعزمها على استكماله. والآن؛ كيف يمكن أن يبدو الصراع في مضيق هرمز؟ وإلى متى قد يستمر؟ وقبل كل شيء، ما الاستراتيجية المثلى التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها تجاه إيران؟

من جانبها، تضغط إيران بقوة، دبلوماسياً وعسكرياً، لتمديد نفوذها إلى داخل كثير من الدول العربية بأرجاء المنطقة: العراق وسوريا وقطر ولبنان واليمن.

أما السعودية، تحت القيادة الديناميكية للأمير الشاب والقدير محمد بن سلمان، فعاقدة العزم على وقف أي زحف فارسي جديد إلى داخل العالم العربي.

لا شك أن النقطة المحورية بالنسبة للمنطقة بأسرها فتكمن في المدخل البحري الضيق المسمى «مضيق هرمز» والذي لا يتجاوز عرضه 30 ميلاً. ونعلم أن لدى إيران خططاً تفصيلية لإغلاق المضيق. وتنوي من أجل تنفيذ ذلك استخدام مجموعة متنوعة من السبل؛ منها استخدام الألغام على نطاق واسع، وحشود من القوارب الصغيرة فائقة السرعة، وصواريخ مثبتة على الساحل، وطائرات يقودها طيارون، وغواصات ديزل.

بطبيعة الحال، يعد كل هذا غير قانوني وفقاً للقانون الدولي، وستترتب عليه العواقب المقصودة والمتمثلة في تحدي الولايات المتحدة والدول العربية الخليجية مع دفع أسعار النفط نحو الارتفاع.

حول ما يخص الاستجابة، من المؤكد أن استجابة الولايات المتحدة وحلفائها ستأتي قوية. وسيهاجم أسطولنا أي سفن إيرانية تحاول زرع ألغام، وسيتم توجيه ضربات لأي مواقع صواريخ في نطاق المضيق، وإغراق أي غواصات ديزل إيرانية، وقد تشن هجمات عقابية ضد أهداف حدودية داخل إيران (وإن كانت الاستجابة الأولى من المحتمل أن تستهدف فقط الأسلحة والأنظمة المستخدمة في إغلاق المضيق من أجل الحفاظ على قواعد الحرب المرتبطة بالتناسب).

بمعنى آخر، فإنه في الوقت الذي توجد فيه لدى إيران خطط تفصيلية لإغلاق المضيق، لدى الولايات المتحدة خطط طوارئ للاستجابة وإعادة فتح المضيق. إلا أن هذه ستكون عملية أطول مما تظنه الغالبية، خصوصاً إذا حظيت إيران بفرصة زرع عدد كبير من الألغام في المياه. المعروف أن التخلص من الألغام عملية مرهقة ومكلفة وتستغرق أسابيع، إن لم يكن شهراً، لإنجازها. الملاحظ أن الرئيس دونالد ترمب، الذي لطالما أبدى كراهيته لإيران ومقته للاتفاق النووي الذي أبرمته معها إدارة أوباما، جاء رد فعله حاداً إزاء إشارة خامنئي المبطنة للعب بورقة مضيق هرمز حال فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية ضد بلاده. ومن خلال ذلك، يحاكي ترمب أسلوب التعامل الأميركي مع كوريا الشمالية، وذلك برهانه على أن خامنئي والمتشددين في طهران سيتراجعون ويختارون المسار الدبلوماسي، بدلاً من الحرب.

بيد أنه للأسف الشديد يتسم الإيرانيون بطابع آيديولوجي أعمق كثيراً من كيم يونغ أون. الحقيقة أن كيم أشبه بزعيم عصابة من السهل أن يستجيب لحوافز مالية. في المقابل، نجد أن آيات الله يحملون بداخلهم حماساً دينياً، ويبدي كثير منهم استعدادهم للموت من أجل الوقوف بوجه «الشيطان الأكبر».

وعليه، فإن الاستراتيجية الفضلى بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من التغريدات الغاضبة، صياغة استراتيجية شاملة قوية ولكنها عقلانية في الوقت ذاته تجاه إيران. وينبغي أن تتضمن العناصر الأساسية لهذه الاستراتيجية تعزيز جهود المراقبة وجمع المعلومات (خصوصاً بالتنسيق مع إسرائيل)، وبناء دفاعات صاروخية أقوى للقواعد الأميركية المحورية بالمنطقة، واستخدام مزيد من الهجمات السيبرية لتقويض الخيارات الإيرانية، والدفع بقوات بحرية أكبر إلى المنطقة، خصوصاً بحر العرب الشمالي، وقبل كل شيء ضمان وقوف الحلفاء الأوروبيين إلى جانبنا فيما يخص فرض عقوبات أشد صرامة ضد النظام الإيراني.

المؤكد أن العنصر الأخير سينطوي على صعوبة هائلة في أعقاب الانتكاسات التي شهدتها قمتي مجموعة الدول الـ7 و«الناتو»، حيث أثار ترمب سخط قيادات الدول الحليفة. وستبقى هذه المشاعر السلبية داخل أوروبا سبباً في فجوة كبيرة بين الإدارة الأميركية وأفضل شركائنا في أوروبا.

ولا يسع المرء سوى الأمل في أن يتمكن وزيرا الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس من العمل على إعادة توحيد الصف مع حلفائنا، مع صياغة استراتيجية ذكية للتعامل مع التهديد الإيراني.

لقد سبق أن عايشنا مثل هذه اللحظات من قبل، ونجحنا في إبقاء مضيق هرمز مفتوحاً وعجلة الاقتصاد العالمي مستمرة في الحركة. إلا أن تكرار هذا الإنجاز هذه المرة يتطلب مزيجاً دقيقاً من القوتين الصلبة والناعمة، واستراتيجية متناغمة للتعامل مع التهديد الإيراني القائم على الأرض.

- أميرال بحري متقاعد بالبحرية الأميركية وقائد عسكري سابق لحلف الناتو

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

قطر والعبث بالديموغرافيا الليبية

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/03 آب/18

سعى النظام القطري من خلال سلسلة متتالية من الدعم للتنظيمات العابرة للحدود، ممن ترفع شعارات إسلامية كتنظيم «الإخوان» وشقيقيه «داعش» و«القاعدة»، للعبث بالديموغرافيا الليبية، خصوصاً أن هذه التنظيمات لا تؤمن بالدولة الوطنية ولا بالجغرافيا والحدود الوطنية، مما يجعل الغاية والهدف والوسيلة المشتركة بينهم متوفرة. لقد سعى النظام القطري إلى العبث بالتركيبة السكانية للدول المستهدفة بالفوضى «الخلاقة»، وليبيا هي إحدى تلك الدول، حيث سعت قطر إلى تحريك النعرات الإثنية في الجنوب الليبي بين قبائل التبو والطوارق والعرب، ودفعت الأموال والسلاح لتنظيمات «الإسلام السياسي» لصنع صراع عرقي في الجنوب الليبي لزعزعة الأمن الديموغرافي، وضرب السلم المجتمعي، حيث استخدمت قطر «الحرب الديموغرافية demographic war» من خلال إذكاء الاحتراب والتخندق الإثني من خلال تصدير الفوضى وضخ الأموال والسلاح لتغذية الصراع المفتعل، خاصة بين التبو والطوارق والعرب شاركت فيها الميليشيات ذات الدفع المسبق، بالإضافة إلى المرتزقة التشادية التي يقودها تيمان أرديمي رجل الدوحة في تشاد المختبئ في الجنوب الليبي، والذي عاد إلى الواجهة عندما استهدف سلاح الجو الليبي معسكراً يؤوي عناصره في منطقة أم الأرانب جنوب ليبيا وتموله قطر، المتمرد التشادي والمقيم في قطر ويقود إحدى أكبر الميليشيات التشادية تسليحاً وعدداً وتعرف بفصيل (UFR) تستخدمه قطر عبثاً في محاولة للسيطرة على الجنوب الليبي الغني بالثروات، رغم الزعم القطري برعاية اتفاقات هشة وغير جدية في الدوحة لعقد الصلح بين القبيلتين، لوقف إطلاق النار بين التبو والطوارق، في الوقت الذي نفت فيه قبائل التبو والطوارق رسمياً مشاركتها في أية اجتماعات خارج البلاد، مؤكدة في بيان مشترك أن أي شخص أو مجموعة حضرت اجتماعات خارجية، لا تمثل إلا نفسها، الأمر الذي يعكس حالة العبث الذي يمارسه النظام القطري والتزييف والتدليس للخروج بمظهر راعي السلام، ولو في مشهد مسرحي هزيل لمخرج غائب، كانت قطر فيه كمن يتقاسم ويأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي. ما يفعله النظام القطري من شيطنة وشر يحاك لليبيا سينقلب عليه بؤساً وشراً، وسيندم هذا النظام البائس الذي تقوده جحافل الإخوان من الدوحة، أن إرادة الليبيين، رغم انهيار دولتهم، تقف لكل مخططاته الإجرامية بالمرصاد، ويعاضد هذه الإرادة تصميم الجيش الوطني على قطع دابر هذا الشر المستطير الذي ابتليت به ليبيا.

حقد النظام القطري على الليبيين بيّنه مراراً الناطق باسم الجيش الليبي الذي قال مؤخراً إن الجيش الليبي تتوفر لديه وثائق عن تورط قيادات قطرية في تمويل عمليات إرهابية في ليبيا بالتنسيق مع سودانيين، وقال أيضاً إن هناك في السودان من «يدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا ويوفر لهم التدريب والسلاح الذي تحصلت عليه من قطر وإيران عبر ممرات (معروفة)»، وأكد أن «قطر وتركيا خالفتا قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا وجعلتا ليبيا ساحة لمعسكرات تدريب التنظيمات الإرهابية».

فنظام الحمدين وواجهته تميم كان ولا يزال يستخدم من قبل تنظيم الإخوان المسيطر على الدولة العميقة في قطر منذ زمن طويل، حتى أصبح النظام القطري مجرد واجهة دولة في تنظيم الإخوان ومشاريعه، وخصوصاً أن الجنوب الليبي تستخدمه ميليشيات الإسلام السياسي ملاذاً آمناً لها مع بقية الفارين والهاربين والمطاردين من دول الجوار الليبي، فالجنوب الليبي يمثل جزءاً من الصحراء الكبرى الشاسعة الأطراف ويصعب مراقبته وملاحقة الفارين والهاربين فيه، خاصة في ظل استمرار حظر السلاح على الجيش الوطني، ففي هذا الجزء من ليبيا ما زالت تنشط بقايا تنظيم بقيادة المجرم الجزائري مختار بن مختار وجماعته الموقعين بالدم، والحسناوي الليبي القيادي في تنظيم القاعدة، وجميعهم شاركوا في الهجوم الأخير على الهلال النفطي المدعوم قطرياً بالسلاح والمال.

الجنوب الليبي الذي يعاني نزاعاً قبلياً متجدداً ومتعدد الأسباب والدوافع، وانعدام الأمن وضنك العيش منذ زمن، يعبر عن إرثٍ كبير من الفوضى وغياب الدولة والفراغ، وكونه بوابة الهجرة غير القانونية ومعبراً مهماً لها بسبب الحدود سهلة الاختراق، ووجود ميليشيات «الإسلام السياسي»، هذا المناخ استخدمه النظام القطري للعبث بالديموغرافيا في الجنوب الليبي للسيطرة والتحكم ونهب الثروات الطبيعية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المكتب الاعلامي للحريري: المعلومات المنسوبة لمصادر بيت الوسط وأوساط الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة غير صحيحة

الجمعة 03 آب 2018 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري الآتي: "يتداول بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية معلومات منسوبة لمصادر بيت الوسط ولأوساط مقربة من الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة. يهم المكتب الاعلامي التأكيد على عدم صحة ما يتم يتداوله، خلاف ما صدر ويصدر عن الرئيس الحريري وفريق العمل المكلف متابعة الشأن الحكومي".

 

تيمور جنبلاط وصل إلى موسكو والتقي عددا من المسؤولين

الجمعة 03 آب 2018 /وطنية - وصل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط إلى موسكو، يرافقه النائب وائل أبو فاعور والدكتور حليم أبو فخر الدين في زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين.

 

الراعي استقبل سفير المانيا واطلع من اسحق على جهود القوات للاسراع في تأليف الحكومة

الجمعة 03 آب 2018/وطنية - الديمان - إستهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لقاءاته في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان بإستقباله صباح اليوم عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جوزف إسحق، وعرض معه الاوضاع الاقتصادية والتأخير في تشكيل الحكومة والاوضاع العامة في منطقة بشري. وقال النائب اسحق بعد اللقاء: "إن الزيارة كانت مناسبة لتقديم التعزية بوفاة شقيقته بسبب غيابه بداعي السفر. وكانت فرصة لاطلاع البطريرك على أجواء الإجتماع الذي عقده البارحة تكتل "الجمهورية القوية" مع المجلس الإقتصادي بحيث تم البحث في الأمور الإقتصادية العامة في البلاد وضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت.  وأطلعت غبطته على الأجواء التي تعمل لأجلها "القوات" للاسراع في تأليف الحكومة. ومع الأسف، هناك العديد من الأفرقاء الذين لم يبادروا بالأسلوب نفسه. ونحن كقوات نتمنى تشكيل الحكومة سريعا وأن تنجز كل الأمور شرط ألا نتنازل عن الحق الذي أعطانا إياه الشعب كممثلين له من خلال الإنتخابات النيابية التي جرت أخيرا". ولفت الى أن "البطريرك الراعي نوه بمهرجانات الارز الدولية والعمل الذي قامت به النائبة ستريدا جعجع، وأثنى على التكريم الذي خصص لخمسة مواقع أثرية من ضمنها أرز الرب والوادي المقدس. وقد شكرته على حضوره المميز الذي أضفى على العمل المعنويات الكبيرة".

سفير المانيا

ثم إستقبل السفير الألماني مارتن هوت وعقيلته وعرض معه الأوضاع العامة والمشاريع التي تساهم فيها الحكومة الألمانية في لبنان.

 

الاحرار جدد مطالبته بتقديم التنازلات لولادة الحكومة: لحل مشاكل النفايات والمدارس والقروض السكنية

الجمعة 03 آب 2018 /وطنية - رأى حزب الوطنيين الأحرار، في بيان اصدره اثر اجتماع مجلسه السياسي الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، ان "عقبات تشكيل الحكومة أصبحت أكثر تعقيدا، والتباعد في المواقف أصبح أكثر وضوحا، وهذا ما يظهر عمق الأزمة وصعوبة التوصل الى الحل المنشود. إنه أمر مؤسف كونه ينعكس سلبا على الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية. ولم تفد كل المناشدات التي تطلقها الفاعليات والمرجعيات في تغيير المسار التصاعدي لتبادل الاتهامات وفي تضييق الهوة التي تفصل بين المعنيين. وبدورنا نجدد مطالبتهم بتقديم التنازلات من أجل الإلتقاء في منتصف الطريق وتفادي المزيد من التوتر وصولا الى التفاهم على المبادئ التي تؤدي الى ولادة الحكومة العتيدة. علما انه مطلب ملح للدول الداعمة خصوصا التي عقدت المؤتمرات الثلاثة من أجل مساعدة لبنان والتي تستغرب العجز عن تشكيل الحكومة للبدء في تطبيق القرارات المتخذة".

وحذر من "المحاولات التي تبذل لجر لبنان الى علاقات يصفونها بالدافئة مع سوريا على هامش البحث بعودة النازحين الى بلادهم"، وأعلن "في هذا الصدد ان عودتهم هي حق من حقوقهم ويفترض ان تتم وفق خطة دولية بإشراف الأمم المتحدة وكنتيجة لتفاهم روسي ـ اميركي. فلا مجال إذا للتذرع بهذا الموضوع لفك العزلة العربية والدولية عن نظام دمشق ناهيك عن موضوع المعتقلين في سجونه والمخفيين قسرا من سنوات. لذا نرفض محاولات تلميع صورته وتصويره منتصرا ويقتضي التعاطي معه على هذا الأساس، واستطرادا انتصار الهلال الفارسي". وطالب "بإلحاح بالعمل على حل المشكلات على الساحة اللبنانية، وخصوصا مشكلة النفايات التي طرحت بقوة بعد قرار بلدية بيروت شراء محارق وقد قوبلت بحركة رافضة"، مكررا "ما سبق لنا ان أعلناه عن ضرورة أخذ كل الآراء بالاعتبار وخصوصا ما يتعلق بالبيئة والصحة العامة". وتساءل عن "سبب الفشل في التوافق بين الخبراء في موضوع علمي مثل التخلص من النفايات والاستفادة من تجارب الدول في هذا المضمار". وذكر بمشكلة المدارس الخاصة التي أدت الى خلاف بين الإدارات والمعلمين والأهالي والتي تنتظر حلا تشارك الدولة في تحمل أعبائه"، مشيرا الى "مشكلة القروض السكنية المدعومة التي لا تحتمل مزيدا من التأجيل والمماطلة".

 

سمير وستريدا جعجع الى الخارج في زيارة خاصة

الجمعة 03 آب 2018/وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي: "غادر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، صباح اليوم، عبر مطار رفيق الحريري الدولي برفقة زوجته النائب ستريدا جعجع في زيارة خاصة إلى الخارج".