المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april24.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضاً. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/من لم يسلم من أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية نسخة من مفاتيح سيادة لبنان لحزب الله ولنظام الأسد فليرمي خوان حبيش بانتقاد

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/الإعتداء بالضرب على الصحافي علي الأمين هو اعتداء على كل احرار لبنان

الياس بجاني/لا وجود لمرشحين سياديين 100% في الانتخابات اللبنانية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

النيابة العامة تستدعي7 من عناصر الحزب المعتدين على علي الأمين

تغريات لنوفل ضو

العميد المتقاعد شامل روكز ل"الأخبار

عائلة نزار زكا إلتقت الحريري: هو يعيش في تابوت وعلى الحكومة الإدانة

علي الأمين لـ”السياسة”: “حزب الله” يرفض وجود رأي مختلف ,الدولة غائبة في بيروت والجنوب ومؤسساتها في خدمة من يخالف القانون

استنكار واسع لسياسة كم الأفواه وخنق الصوت المعارض في لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 23/4/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 23 نيسان 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل

 تقدير موقف رقم 187

قضية "المفتاح" تتفاعل: إستدعاء جوان حبيش

نصرالله: مفتاح كسروان- جبيل يبقى عند عون وسيّد بكركي

لسان نصرالله "آخد ع لحود"

مملوك يتبلغ دعوة المحكمة العسكرية ويضع شرط لحضوره

وفيق صفا يضغط للإفراج عن المعتدين على الصحافي علي الأمين

أسمع كلامك يعجبني.. أشوف أفعالك أتعجب/د.فادي شامية/جنوبية

رجل دين يحرض ضدّ علي الأمين بعد الاعتداء عليه…فما هو موقف «المجلس الشيعي»؟

سلوى فاضل/جنوبيةعذراً يا علي/حارث سليمان/جنوبية

تضامن اعلامي وسياسي مع علي_الامين بعد تعرضة لاعتداء وحشي من عناصر «حزب الله»

بيان استنكار لـ«اليسار الديموقراطي» لما تعرّض له الأمين

علي الأمين…ضحية جديدة لفائض قوة «حزب الله»/وسام الأمين/جنوبية

عبد المجيد صالح لـ {الشرق الأوسط} : الحلف السياسي بينهما «أمر محسوم» وتوجه لانضواء بري وجنبلاط في تكتل نيابي واحد بعد الانتخابات

المرعبي: 95 % من النازحين يرغبون في العودة إلى سوريا عند انتهاء المعارك عشية مشاركة لبنان في مؤتمر بروكسل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

شرطة تورونتو: 9 قتلى و 16 جريحا الحصيلة الجديدة لحادثة الدهس بالشاحنة

إسرائيل ستغتال الأسد إذا سمح لإيران بشن حرب من سورية وأكدت الاستعداد لأي مواجهة واستهدفت مدفعية بعد سقوط قذيفة هاون في الجولان

الأسد التقى كبير مساعدي ظريف وصحيفة روسية كشفت عن قرب إمداد دمشق بمنظومات “إس-300”

ظريف يعرض تبادل سجناء مقابل تغيير موقف الإدارة الأميركية

خامنئي يشيد بمواقف قائد الجيش بعد انتقادات لروحاني والرئيس الإيراني يعلن معارضته حظر تطبيق «تلغرام»

خلوة باكاكرا» لمجلس الأمن تحدد «خريطة طريق» دولية في سوريا تشمل المسارات السياسية والإنسانية والكيماوية... ودينامية جديدة في المفاوضات

6 آلاف مدني في اليرموك عالقون بين القصف والقتال ومعارضو القلمون الشرقي يُنقَلون إلى عفرين

زعيم كوريا الشمالية لن ينتظر مصير صدام حسين والقذافي ويستعد لهذا السيناريو

قطر تتهم الإمارات بالتلاعب بالحقائق بشأن طائرتها المدنية

٣ 'إغراءات' غربية لبوتين مقابل التخلي عن الأسد... روسيا باقية بسوريا

ترمب ينفي تقديم تنازلات لكوريا الشمالية وسيول تستعد لقمتها مع بيونغ يانغ وسط تشكيك في نية كيم نزع السلاح النووي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العونيون غائبون عن لوائح العونيين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

من عِبّ «الكتائب» الى جَيبة «القوات»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

لهذه الخصال سيغلبهم أبو الياس/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/

بيروت الأولى... مَن الخاسِرُ الأوّل/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

هل يُعطِّلُ "قورُش" المواجَهةَ بين إيران وإسرائيل/سجعان قزي/جريدةُ الجُمهوريّة

الجنوب السائب: لا شرعية لأي انتخابات في إمارة "حزب الله"/جاد يتيم/موقع مدى الصوت

برج حمود برج بابل الانتخابات/باسكال فرنجية/مدى الصوت

قانون الإنتخابات وشركة الأحاديات المذهبية المتكافلة والمتضامنة ش. م. ل./شارل سابا/مدى الصوت

أسطورة العدوان الثلاثي وخرافة النصر/د. منى فياض/النهار

الأمين.. و «الكمين» الميليشيوي/علي الحسيني (المستقبل)

بين تحدي الإنتخابات والتحدي الأكبر ما بعد الإنتخابات/الهام فريحة/الأنوار

ما خُفي عن الصور الإنتخابية لمرشحي حزب الله/حازم الأمين/الحياة

رسالة من جونية إلى الضاحية: "تستحقّ المفتاح يا سيّد"/ليا القزي/الأخبار

حرب سورية ثانية آخذة في التشكل وماكرون في واشنطن يروّج لـ«حل سوري» مقبول لدى الولايات المتحدة وروسيا/أمير طاهري/الشرق الأوسط

هل يوقف بومبيو نشر إيران الفوضى في المنطقة؟/إيلي ليك/الشرق الأوسط

كيف يمكن لترمب إنجاز المهمة في سوريا؟/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

إجازات الحكام/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ترامب - ماكرون: إيران التحدّي الرئــيسي/رينود جيرار - لو فيغارو/جريدة الجمهورية

المواجهة مع المجتمع الدولي «مكلفة» لكنّ الصمت «مريب»/ شاهين/جريدة الجمهورية

حين يعتذر الكاتب/غسان شربل/الشرق الأوسط

الفتح النوري بين العراقي والسوري/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ذرائع الاستبداد/فايز سارة/الشرق الأوسط

كوريا الشمالية... مناورة أم توجه استراتيجي/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع فوشيه نتائج مؤتمر سيدر والتقى زوارا وتلقى من نظيره اليمني رسالة تعزية بالشهيد حنا لحود

بري لخطاب انتخابي هادئ وعاقل: "لا قيمة لأي مقعد نيابي إذا ما خسر اللبنانيون نعمة وحدتهم

متحدون تقدم بدعوى قضائية ضد وزير مكافحة الفساد بجرم هدر اموال عامة

الكتائب: نحذر من المخالفات المشينة الحاصلة في مسار الاستعداد للانتخابات

 نصر الله: مفتاح كسروان وجبيل يبقى لدى عون والراعي وما قام به جوان حبيش أمس خطوة رمزية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضاً. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ
من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/06/من01حتى14/"فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ.لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضاً بِقِيَامَتِهِ.عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ. لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضاً. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا لِلَّهِ. كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. إِذاً لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ لِلَّهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرٍّ لِلَّهِ. فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ."

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة
من لم يسلم من أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية نسخة من مفاتيح سيادة لبنان لحزب الله ولنظام الأسد فليرمي خوان حبيش بانتقاد
الياس بجاني/23 نيسان/18
http://eliasbejjaninews.com/archives/64079
بداية لا بد من التأكيد وطبقاً للمعايير السيادية والاستقلالية والوجودية والإيمانية كافة على لا لبنانية ولا مارونية ولا دستورية التصرف الوقح والمستنكر الذي ما قام به رئيس بلدية جونية السيد خوان حبيش لجهة تسليمه علناً وفي احتفال شعبي مفتاح اتحاد بلديات كسروان والفتوح كهدية للسيد حسن نصرالله من خلال مرشح حزب الله في كسروان-جبيل الشيخ حسن زعيتر.. ولكن في لبنان المحتل لم تترك الطبقة السياسية ومنذ العام 1976 شائنة أو معصية وطنية وأخلاقية ودستورية إلا واقترفتها بوقاحة وجحود ونرسيسية فاقعة...وهنا لا استثناءات وإن كانت الخطايا تتفاوت بأحجامها والأساليب.
*ألم يكن اتفاق القاهرة تسليماً لكل مفاتيح لبنان للفلسطينيين؟
*ألم يكن الاستسلام من خلال اتفاق الطائف تسليماً لكل مفاتيح اتفاقات وعهود ومواثيق الاستقلال التي على قواعدها انتهي الانتداب الفرنسي؟
*ألم يكن قانون التجنيس الظالم والمذهبي سنة 1994 كسراً لكل مفاتيح التوازن والتعايش؟
*ألم تكن ولا تزال هرطقة الثلاثية الملالوية: "الجيش والشعب والمقاومة" هي تسليماً لكل مفاتيح السيادة والاستقلال للمحتل الإيراني؟
*وأليس الخضوع لكذبة تحرير الجنوب سنة 2000 ونفاق ملف مزارع شبعا تسليماً لمفاتيح الحق والحقيقة لحزب الله والرضوخ لإرهابه؟
*وماذا عن أوهام وخزعبلات انتصارات حزب الله في الحرب مع إسرائيل سنة 2006؟ أفلم تكن تسليماً لمفاتيح الدولة كلها لحزب الله؟
*وماذا عن تخلي أصحاب شركات أحزاب 14 آذار عن دماء شهداء ثورة الأرز وقبولهم المهين بمساكنة سلاح ودويلة وحروب وهيمنة وإرهاب الاحتلال الملالوي ورفعهم شعارات دجل وخداع الواقعية والاستقرار وأوليات الملفات المعيشية والاعتراف بعجزهم مواجهة المحتل الإيراني ومداكشتهم السيادة بالكراسي ودخولهم المذل في صفقة التسوية الخطيئة..ألم تكن كل هذه الأخطاء والخطايا تسليماً لمفاتيح لبنان كافة للمحتل الإيراني؟
*وهل يا ترى ألم يسلم لبنان وكل مفاتيحه للمحتل الإيراني كل من يتجابن عن المطالبة الواضحة والصريحة والعلنية بتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 ويتلطي خلف ما يسمى زوراً ونفاقاً الإستراتجية الدفاعية، والحوار الودي والمحلي مع حزب الله، والحلول والأطروحات الأخرى الترقيعية والذمية من مثل أن حزب الله لبناني ومن النسيج اللبناني.
*ألم يسلم مفاتيح لبنان الدستور وكل القرارات الدولية الخاصة بلبنان كل من يتحالف في الانتخابات النيابية المسرحية أكان
في كسروان-جبيل أو في غيرهما من الدوائر الانتخابية مع قتلة الرئيس بشير الجميل ورموز النظام الأسدي ومع التابعين غنمياً لحزب الله والمهللين لثلاثيته المدمرة والمؤيدين لحروبه والمباركين لاحتلاله للبنان؟
*وماذا عن السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الذين تخلوا عن أهلنا الفارين قسراً إلى إسرائيل وقبلوا حفاظاً على مصالحهم السلطوية بوسمهم بالعمالة والخيانة؟ أليست مواقفهم تسليماً لمفاتيح العدل والحق والقيم لحزب الله؟
*وماذا نسمي مواقف جحود وكفر الذين نكروا وتنكروا لوجود مغيبين ومعتقلين ومخطوفين في السجون السورية؟ وهل ممارساتهم الشيطانية هذه ليست تسليماً لرزم من المفاتيح لحزب الله ولنظام الأسد.
*وألم تكن قمة تسليم المفاتيح، كل المفاتيح في ورقة "تفاهم مار مخايل"؟
وتطول القائمة وتطول...

باختصار أكثر من مفيد فإن الطبقة السياسية وتحديداً كل أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية الذين فرطوا 14 آذار وداكشوا الكراسي بالسيادة ومعهم كوكبة السياسيين النرسيسيين التجار اللذين يدعون أنهم هم من حماة السيادية والدستور والاستقلال.. فإن هؤلاء كلهم سبقوا بأشواط خوان حبيش في تسليم المفتاح الكسرواني للسيد نصرالله..

فيديو هرطقة تسليم السيد خوان حبيش مفتاح اتحاد بلديات كسروان – الفتوح لممثل السيد نصرالله الشيخ حسين زعيتر
اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة الفيديو
https://youtu.be/vUXUnQKb0Ss
في أسفل مقتطفات من أقوال وتصاريح للسيد حسن نصرالله، وهي من مصادر مختلفة. هي موثقة وتحكي مشروعه ورؤيته للبنان وكلها لم تتغير ولم تتبدل في جوهرها كون كل ممارسات حزب الله وخطاب قادته يؤكدون صحتها.

*السيد حسن نصرالله: "إن المشروع التوحيدي الأول والوحيد في هذا الكون هو مشروع الدولة الدولة الإسلامية. مشروع الدولة الإسلامية توحيدي أكثر مما يتصور هؤلاء الناس، وليس مشروعاً تقسيمياً. نعم، لو كنا نتحدث عن كانتون شيعي في الضاحية الجنوبية لكان مشروعاً تقسيمياً. أما نحن فنتحدث عن دولة إسلامية. ونحن حتى لو أقام بعض الناس كانتونات فإننا لن نسامح من سيقيم كانتوناً مسيحياً في المنطقة الشرقية، وفي جبيل وكسروان، لأن هذه مناطق المسلمين وقد جاءها المسيحيون غزاة. جاءت بهم الإمبراطورية البيزنطية ليكونوا شوكة في خاصرة الأمة".

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع لكلام السيد نصرالله كما هو وارد في النص في أعلى
https://www.youtube.com/watch?v=-R4rUd2EoVM

1- "لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير." (النهار/أيلول 1986).
2- "إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون." (السفير/12 تموز 1987).
3- "دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وان نفهمه تكليفاً شرعياً واضحاً، وأن نعمل له في لبنان وفي غير لبنان، لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم." (العهد/23 حزيران 1989).
4- "الدنيا، في فكر الحزب فانية محدودة . نحن قوم ينمو ويكبر بالدمار، ودماؤنا نقدمها قرباناً، وهدفنا تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود". (السفير3 تموز عام 1991).
5- "إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العمر والزمان (السفير/16 أيلول 1986 )
6- "قتال إسرائيل ليس هدفا بل وسيلة للوصول إلى الله، والأفق السياسي والمبدأ الاستراتيجي يقوم على إزالة إسرائيل من الوجود... لهذا علينا أن نبني مجتمع المقاومة ونهيئ أنفسنا للحرب الحقيقية وأن نبني الجيش العظيم الذي دعا إليه الإمام الخميني (النهار/6 أيار 1989).
7- "سيصل منهج ياسر عرفات السياسي إلى حائط مسدود، وسيأتي يوم يصبح فيه قتال إسرائيل وإبادتها الثابت الوحيد، وعلى أساس هذا التطور فإن المنطقة لا تسير نحو التسوية (مجلة "الوحدة الإسلامية/شباط 1989) ".
8- "نحن لا نطمح إلى تدمير المجتمع المسيحي بل إلى تدمير المؤسسات التي تحكمنا باسم أميركا وإسرائيل." (النهار/نيسان 1989 )
9- "سنستمر في المقاومة من أجل العزة والكرامة ومن أجل الإسلام." (الديار/شباط 1989).
10- "القتال تكليف شرعي في مقاومة إسرائيل" (السفير1987)
11- "القتال هو طريق الأمة، فلا يجوز أن يحسب حساب لعديد الشهداء، وبذلك نصنع المستقبل." (النهار/1987).
12- "كلنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة." (النهار/9 آذار 1987).
13- "نحن نعيش في كربلاء مستمرة". (النهار 14 تشرين الأول 1987).
14- "تعلمنا من شهدائنا أن لا ننتظر الحلول والاتفاقات بل أن نسعى للتحرك بحمل البندقية وأخذ القرار من قيادتنا الشرعية المتمثلة بالإمام الخميني." الذي لولاه لما كان السادس من شباط (الانتفاضة على السلطة اللبنانية على عهد الرئيس الأسبق أمين الجميّل." (الحقيقة/10 شباط 1986)، و(السفير/9 شباط 1986).
15- "الأولوية في صراع حزب الله محكومة بأساسين: تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود، وحفظ الثورة الإسلامية في إيران." (السفير/16 حزيران 1986).
16- "إن من لا يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية... لأن الإمام الخميني جسّد في شخصه أمة واستطاع أن يجعل من كل رجل أمة وهذا ما لا يستطيعه إلا الأنبياء." (السفير/تموز 1986).
17- "إن الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤوليتنا جميعا وليست مسؤولية الشعب الإيراني المسلم وحده، وعلى المسلمين أن يخدموها ويساعدوها لأنها قلب الإسلام النابض وقرآن الله الناطق." (العهد/ 23 حزيران 1989).
18- "القدس هي قضية كل مسلم، تحريرها واجب شرعي، ومن يتخلف عن هذا الخط ليس بمسلم. إنها واجب شرعي كالصلاة والصوم، تاركها تارك للصلاة والصوم." (النهار/ أيار1989).
19- "يجب أن نبقي جبهة الجنوب مفتوحة للمقاومة حتى لو سدّت كل الجبهات العربية." (السفير/آب 1987).
20- "مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان. (السفير/تشرين الثاني 1987).
21- "نحن لسنا قادرين الآن على إقامة حكم الإسلام، لكن هذا لا يعني تأجيل فكرنا ومشروعنا إلى المستقبل. نحن نطرح هذا الشعار لكي يخرج المسلمون من مرحلة الخجل ... ونحن لا نملك اليوم مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان مجتمع حرب." (السفير/نيسان 1986).
22- "على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي." (النهار/ نيسان 1988)".
في الخلاصة، ترى هل بعد كل هذا الكلام الواضح للسيد نصرالله يعود هناك أي شك في مشروع حزب الله الإيراني الهادف إلى ضرب الكيان اللبناني وعدم الاعتراف بنهائيته وإقامة دولة ولاية الفقيه مكانه!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://eliasbejjaninews.com

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

لا وجود لمرشحين سياديين في الانتخابات اللبنانية/23 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d9%84%d8%a7-%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%af-%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%b4%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa/

 

الإعتداء بالضرب على الصحافي علي الأمين هو اعتداء على كل احرار لبنان

الياس بجاني/22 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64057

للأسف هذا هو لبنان المحتل، ولبنان اللاحرية، ولبنان انتهاك كرامات الأشراف والسياديين،

لبنان الإرهاب والفوضى والبلطجة واللاحقوق،

نعم هذا هو اللبنان الذي لا يشبه السواد الأعظم من اللبنانيين لا بثقافتهم ولا بحضارتهم ولا بتاريخهم ولا بتطلعاتهم، ولا بتوقهم للإستقلال والإنفتاح والمحبة والسلم الأهلي ..

من المحزن والمخيف أن هذا اللبنان تمظهر اليوم بأبشع صوره في جريمة الإعتداء بالضرب بالمبرح على الصحافي علي الأمين في بلدته الجنوبية، شقرا،.

لن نسأل أين هي الدولة لحماية أمن المرشحين للإنتخابات المعارضين لإحتلال حزب الله والهيمنة الإيرانية على وطن الأرز لأننا نعرف كما يعرف كل اللبنانيين بأن حزب الله هو الدولة في الجنوب وفي العديد من المناطق اللبنانية حيث يفرض هيمنته ويطبق قوانينه اللالبنانية بالقوة والإرهاب وبمختلف اشكالهما البغيضة فيما الدولة غائبة ومغيبة.

إن الإعتداء اليوم على الصحافي علي الأمين المرشح للإنتخابات بمواجهة الثنائية الشيعية التي تصادر كل ما هو دولة في الجنوب تحديداً هو جريمة موصوفة واعتداء ارهابي صارخ على كل الأحرار والسياديين في لبنان.

نستنكر الإعتداء الهمجي ونتمنى للصحافي السيادي والشريف والشجاع علي الأمين الشفاء العاجل من أصاباته..

ونحن متأكدين أن هذا التصرف البربري سوف يقوي عزيمة وشجاعة ونضال علي الأمين وليس العكس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لا وجود لمرشحين سياديين 100% في الانتخابات اللبنانية

الياس بجاني/21 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64024

من بقي من السياديين في الساحة كمرشحين في الانتخابات النيابية اللبنانية هم قلة قليلة، وحتى معظم هؤلاء للأسف قد ساوموا بغباء ونرسيسية على المبادئ وتخلوا عنها.

وبالتالي لا يوجد عملياً وفعلاً مرشحين سياديين 100% في هذه الانتخابات المسرحية بامتياز.

فمن هو شريك في صفقة التسوية وعضو في الحكومة هو هجر السيادة مقابل الكرسي ولا يمكن وضعه في خانة السياديين لأن من يتلون ويتاجر بدماء الشهداء تحت شعارات التسوية والاستقرار والتعايش مع المحتل هو تاجر منافق وليس سيادياً..

وفي نفس السياق التحايلي والمصلحي فإن من يدعي المعارضة ومن يتحالف مع رموز الاحتلال فهو متلون ولا يجب الوثوق به..

أما الفريق المدعي زوراً السيادية والذي يتلحف بعباءة حزب الله ويتاجر بشعارات المقاومة والممانعة فهو بجحود وباكراً جداً ترك كل ما هو واقع تحت خانتي الاستقلال السيادة ومنذ العام 2005 فضل "الأنا" القاتلة على الوطن والمواطن وهمه كان ولا يزال لوثة السلطة والفجع المالي ولا شيء غير ذلك.

ودون لف ودوران فإن كل مرشح للانتخابات لا يتبنى علناً تنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701، ويعتبر أن حزب الله هو من النسيج اللبناني، وأن احتلاله وسلاحه شأن داخلي، ومقاربتهما تتم من خلال الحوار معه تحت أي مسمى أو مضمون هو عدو للسيادة والاستقلال والهوية والكيان.

كما أن حلفاء حزب الله وحلفاء هؤلاء من فوق الطاولة ومن تحتها ومنهم ال 14 آذاريين الإسخريوتيين الشاردين أصبحوا في الانتخابات وعلى المكشوف تجاراً بضاعتهم المواطن ولقمة عيشه وأمنه والسيادة والكيان والقرارات الدولية ودماء الشهداء.

وفي ظل الاحتلال الإيراني للبنان وخنوع أصحاب شركات أحزاب تجار السيادة ال 14 آذاريين ومداكشتهم الكراسي بالسيادة طغت الطفيليات السياسية على الانتخابات وعهرتها وسفهتها، علماً أن العهر السياسي والسلطوي اخطر بمليون مرة من عهر الجسد الغرائزي..

ومما هو مؤكد فإن العاهر السياسي هو أخطر من رئيس الشياطين لوسيفورس نفسه بمائة مليون مرة.

وطني الحبيب يعيش للأسف زمن عهر وبؤس ومحل ويهيمن على قراره تجار وكتبة وفريسيين.

يبقى انه ليت ربع السياسة والمتمولين والمسؤولين ورجال الدين الذين يسرقون شعبنا ويرهنون بلدنا ويبيعونه للغرباء،

ليتهم يدركون أن الأغنياء والأباطرة يموتون أيضاً كباقي البشر وأنهم لا يأخذون معهم أي شيء من ثروات الأرض عندما يسترد الخالق نعمة ووديعة الحياة منهم..

لأن الإنسان جبل من التراب وإلى التراب يعود..

نحن فعلاً نشفق على هؤلاء المنافقين والكتبة والفريسيين والإسخريوتيين الذين باعوا لبنان وتنكروا لدماء الشهداء وينافقون ويغشون شعبنا بعد أن أدمنوا تغيير وتبديل الأقنعة..

ونسأل هل هؤلاء الجاحدين واعين ومدركين كيف سيواجهون قاضي السماء في حساب اليوم الأخير؟

نذكرهم بأن نار جهنم ودودها سيكونون بانتظارهم حيث البكاء وصرير الأسنان.

وحيث لا ينفع الندم.

وحيث لا قيمة ولا وجود لكل ثروات الأرض الترابية من سلطة ومال ونفوذ وعزوة.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

النيابة العامة تستدعي7 من عناصر الحزب المعتدين على علي الأمين

23 نيسان/18/علم موقع “جنوبية” أنّه وبناء على الشكوى المقدمة من قبل الصحافي علي الامين ضد من ارتكبوا بحقه فعل الاعتداء عليه بالضرب أمس الأحد، فقد تم استدعاء سبعة اشخاص ظهر اليوم من بلدة شقرا ينتمون ل "حزب الله" الى مخفر تبنين للتحقيق معهم بناء على اشارة من النائب العام في النبطية غادة ابو علوان. والمتهمون هم:

حسن مسلم (الاسم العسكري ابو مهدي)

شادي عبد الرحيم العلي

محمد زين العابدين ابراهيم خلف

محمد سامي ابراهيم (ابو حيدر خلف)

محمود مصطفى ابراهيم خلف

(الموظف في بلدية شقرا)

جعفر رضا ابراهيم خلف

قاسم رضا ابراهيم خلف

وبعد التحقيق معهم وتقديم المتهمين لرواية مخالفة، تقرر اطلاق سراحهم قيد التحقيق. وعلمت “جنوبية” ان تدخلات وضغوطات مورست من قبل قيادة الحزب  وبالتحديد مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في الحزب  وفيق صفا للافراج عن المتهمين السبعة.

 

تغريدة لنوفل ضو

تويتر/23 نيسان/18لا يحق لمن سلم لبنان كله، بقراره وأرضه ومؤسساته وسيادته، الى حزب الله من خلال التسوية الرئاسية والحكومية أن يدعي اليوم الدفاع عن كسروان برفضه تسليم مفتاح كسروان - الفتوح الى السيد حسن نصرالله! الدفاع الحقيقي عن كسروان ولبنان يكون بالاعلان صراحة عن ضرورة نزع سلاح حزب الله!

 

العميد المتقاعد شامل روكز ل"الأخبار

3 نيسان/18/القصة بسيطة وعادية. السيّد حسن نصر الله شخصية وطنية، ما العيب في تقديم درعٍ له؟».

 

عائلة نزار زكا إلتقت الحريري: هو يعيش في تابوت وعلى الحكومة الإدانة

الإثنين 23 نيسان 2018 /وزعت عائلة نزار زكا نص الرسالة التي سلمتها الى رئيس الحكومة سعد الحريري في أثناء اللقاء الذي جمعها فيه في بيت الوسط. وجاء في نص الرسالة أن "نزار في وصع صحي سيّء جداً و هو مرمي في سجن اڤين ولم يقترف اي ذنب، وفي حال عدم اصدار بيان استنكار رسمي لدعوته رسميا الى إيران ومن ثم اخذه رهينة، يصبح لبنان كأنه مشارك في هذه الجريمة". وأشارت الى أنه "يمضي نزار عامه الثالث في السجن وهو لم يقترف اي جريمة ولا حتى مخالفة، ولو مخالفة سير"، لافتةً الى أنه "يستطيع السفير اللبناني في طهران ان يؤكد ان الايرانيين يخالفون كل القوانين الدولية بعدم السماح له بمقابلة نزار". وأكدت أنه "أصدر كل من الامم المتحدة والكونغرس الاميركي ومجلس الشيوخ بيانات واتخذت قرارات ضد ايران بينما احدٌ من النواب الـ ١٢٨ او أحد من الوزراء الثلاثين لم يكلف نفسه عناء بيان إستنكار يتيم، في حين صوّت الكونغرس الأميركي على سبيل لامثال بكامل الأصوات لتمرير القرار بحق إيران ولم يتردد أي من الأعضاء في تسجيل دعمه لهذه القضية". وأكدت العائلة أنه "أنتم، دولة الرئيس، تشغلون منصب رئيس الوزراء منذ حوالى سنة ولم تتخذوا أي إجراء في قضية نزار، المواطن اللبناني كامل الصفات والحقوق. ماذا تنتظرون إذاً، أن يلقى نزار حتفه؟"، مشيرةً الى "اننا نحمّل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية القانونية والمعنوية فيما لو حدث أي مكروه لنزار، مع العلم أنّ وضع نزار الصحي غير مستقر وقد يفارق الحياة في أي لحظة". وطالبت "بضرورة إلغاء الإنتخابات النيابية طالما أنّ مواطنا لبنانيا واحدا لا يزال يعاني القهر والظلم في حين أن الحكومة لا تحرك ساكناً. كيف يمكن لنا أن نثق بهذه الحكومة التي تسهل عمليات خطف اللبنانيين واحتجازهم كرهائن، وكيف لنا أن نصدق بأنّها ستعمل على مراقبة العملية الإنتخابية وإدارتها بشفافية مطلقة؟".

ودعت رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء إتخاذ التدابير التالية والتعهد منذ الآن "بإعلان الحكومة اللبنانية إدانتها إيران رسمياً لإختطافها نزار والاحتفاظ به كرهينة، وإستدعاء السفير الإيراني للإفراج عن زكّا، وإعلان "تيار المستقبل" إدانته الرسمية بموجب بيان رسمي مشترك صادر عن كل نوابه.

ولفتت العائلة الى "اننا نطلب منكم الإتصال بالأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ليس لأنّكم تحبونه بل لأنّ حياة مواطن لبناني بخطر وهو رهينة الخطف. إنّها مسألة إنسانية بحتة"، داعيةً الى "الإنضمام إلينا خلال المظاهرة التي ستنتطلق يوم الجمعة لدعمنا في المطالبة بإطلاق سراح مواطن مقهور ومعذب، حتى بحضوركم لدقائق قليلة فتظهرون للعالم بأنّ رئيس الوزراء اللبناني يهتمّ فعلاً بمواطنيه". وشددت على "أننا نرغب بحضور نزار معنا خلال فترة الإنتخابات، وتاليا إطلاق سراحه. وفي هذه الأيام، لن ترفض القيادة الإيرانية طلبكم. كما أنّ أي دولة في العالم ستدعم طلبكم هذا وتنظر بإعجاب إلى قيادتكم الحكيمة عبر إطلاق سراح مواطن لبنان بريء". وطالبت بـ"التوجه بكتاب إلى السيد علي الخامنئي لمطالبته بإطلاق سراح نزار"، مشيرةً الى أن "كلّ ما هو خلاف ذلك هو مجرد إنتظار أن تدّق ساعة نزار ويلقى حتفه في دهاليز سجن إيفين". وأكدت "أننا لو أننا ذهبنا الى السيد نصرالله، لكان إستطاع مساعدتنا على الأرجح، لكن نزار يرفض بشدّة أن نطالب بحريته من أي جهة غير الحكومة اللبنانية. فهو لبناني، ومسؤولية وواجب الحكومة اللبنانية المطالبة بإطلاق السراح الفوري لرهينة لبنانية، سبق ودعيّ رسمياً الى حضور مؤتمر رسمي كان قد عقد في إيران". وأوضحت العائلة أن "زكا يعيش في شبه تابوت. هل تتخيلون أنّه يسكن غرفة بمقياس 95 × 195 سنتيمترا مربعا وإرتفاع 75 سنتيمترا، وهو ينزف على مدار الـ 24 ساعة. الإيرانيون حتى يريدون الإنتهاء من هذا الخطأ ولكن على ما يبدو فإنّ الحكومة اللبنانية لا ترغب في ذلك".

 

علي الأمين لـ”السياسة”: “حزب الله” يرفض وجود رأي مختلف ,الدولة غائبة في بيروت والجنوب ومؤسساتها في خدمة من يخالف القانون

استنكار واسع لسياسة كم الأفواه وخنق الصوت المعارض في لبنان

بيروت – “السياسة/23 نيسان/18/أثار الاعتداء الوحشي الذي تعرض له المرشح للانتخابات النيابية في دائرة الجنوب الثالثة الإعلامي علي الأمين من قبل عناصر من “حزب الله” في بلدته شقرا، استياءً عارماً في الأوساط السياسية والإعلامية، وفي صفوف المرشحين للاستحقاق النيابي، بما تضمنه من رسائل إلى بعض المرشحين، من أنه لا مكان للصوت الآخر في بيئة “حزب الله”، وأن كل من يخالف توجهات الحزب ويعترض على سياسته، سيكون مصيره كمصير الأمين، وسط غياب تام لكل مؤسسات الدولة التي عليها تأمين الحماية التامة لكل المرشحين، لإنجاح العملية الانتخابية.

وأكد الأمين لـ”السياسة”، أن ما تعرض له “يدل على أن المعتدين عليه ومن يقف خلفهم يرفضون فكرة وجود رأي مختلف، وهم لا يريدون استيعابها، ولذلك يحاولون دائماً أن يقمعوا هذا الرأي ويريدون إعطاء درس لكل من يفكر أن يعبر عن موقف مختلف، وأنه يمكن أن يتعرض إلى ما تعرض إليه أو أكثر”.

وأشار إلى أن ما حصل معه، يؤكد “أنهم يرفضون من لا يوافقهم الرأي، لكن في الوقت نفسه ورغم قوة المعتدين، فإنه يعكس شعوراً بالضعف، باعتبار أنهم غير قادرين، حتى على تحمل صورة، فهذا بحد ذاته مؤشر ضعف وليس قوة”.

وقال إنه “إذا كانت الدولة وأجهزتها غائبة في بعض المناطق في بيروت، فهي غائبة تماماً على طول مساحة الجنوب، لا بل أن مؤسسات الدولة في خدمة من يخالف الدولة، ومن يقف ضدها، ولا غرابة أن تكون كل مؤسسات الدولة في خدمتهم، وبالتالي فإن الدولة لا يمكن أن تستمر على هذا النحو وهي مطالبة بأن تستعيد حضورها، خصوصاً على أبواب الانتخابات، وعلى الأقل لحماية المرشحين الذين لهم رأي مختلف عن قوى الأمر الواقع”.

في سياق متصل، أجرى رئيس كتلة “المستقبل” النيابية فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً بالأمين للاطمئنان إلى صحته بعد الاعتداء السافر عليه، مبدياً استنكاره الشديد لما تعرض له من اعتداء على يد مناصرين حزبين لـ”حزب الله” أثناء تعليقه لصورته في بلدته شقرا.

واعتبر السنيورة أن هذا النموذج من الإرهاب، لا يمكن القبول به أو السكوت عنه، بل يجب التصدي له من قبل جميع الأحرار في كل لبنان، مشيراً إلى أن الحادثة تعبر عن مدى ضيق الصدر لدى البعض من كل رأي آخر وهي تكشف زيف الادعاء القائل، إن النظام الديمقراطي يمكن أن يتعايش مع سلاح الميليشيات غير الشرعي، وفي مقدمها سلاح “حزب الله”. ودعا الأجهزة الأمنية إلى التحقيق في الجريمة وإحالة المعتدين إلى القضاء، مطالباً “حزب الله” بتسليم المرتكبين إلى العدالة فوراً.

وفي هذا الإطار، استنكر مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز” في بيان، “الاعتداء السافر والهمجي على المرشح الأمين”، مديناً “كل أشكال الاعتداء والترهيب المتبعة من بعض الأطراف وقوى الأمر الواقع المهيمنة على بعض المناطق بحق الأطراف الأخرى والمناهضة لها سياسياً وفكرياً واجتماعياً.

وطالب “السلطات الرسمية المعنية والقوى الأمنية الشرعية في الدولة اللبنانية بحزم أمرها وتأمين الحماية اللازمة للجميع”.

كما استنكرت منظمة العمل الشيوعي بشدة الاعتداء، مشيرة إلى أن “هذا الاعتداء يأتي في سياق حملات الترهيب والقمع والتخوين الذي تمارسه قوى الطوائف والسلطة في مواجهة القوى السياسية”.

إلى ذلك، وبعد الإشكالات الأمنية التي حصلت بين مناصري “الحزب التقدمي الاشتراكي” ومؤيدي “الحزب الديمقراطي اللبناني” في بلدة الشويفات، غرد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط قائلاً، “مع اقتراب الاستحقاق النيابي إلى خواتيمه، من الضروري لكل الأحزاب من دون استثناء ضبط الحماس العشوائي لعناصرها في التظاهر والمسيرات والمواكب، منعاً لحدوث أي تجاوز أو اعتداء، كما حدث مع الصحافي علي الأمين”. ودعت مفوضية الشباب في “الحزب التقدمي الاشتراكي” ومنظمة “الشباب التقدمي” المناصرين إلى وضع جهودهم في المكان الصحيح لإتمام الاستحقاق الانتخابي بطريقة حضارية راقية، وطالبتا عدم تنظيم أي مواكب سيارة وعدم المشاركة في أي تحركات غير مدروسة، والالتزام بالمشاركة في الندوات واللقاءات الهادفة وبالحملات التي تنظمها اللجان الانتخابية. وكان الاحتقان المتصاعد بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”الحزب الديمقراطي اللبناني”، على خلفية الانتخابات، قد انفجر إشكالاً مسلحاً بين مناصري الطرفين في بلدة الشويفات، تخلله إطلاق نار، مواكب سيارة للطرفين، رافقتها استفزازات، حيث اضطر الجيش للتدخل وأعاد الأمور إلى طبيعتها، بعد اتصالات متسارعة لقيادتي الحزبين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 23/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تواصلت المواقف الانتخابية وبرز فيها توجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى أهالي كسروان وجبيل مطمئنا بأن لا تغيير ديموغرافيا في لبنان.

وفي المواقف تأكيد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على النهوض بالاقتصاد متوجها في حوار مع الهيئات الاقتصادية بأن هناك ضرورة لخطط واستعادة لبنان دوره.

في الخارج إتفاق رئاسي فرنسي-روسي على ضرورة استمرار العمل بالاتفاق النووي وهو ما يبحثه ماكرون مع الرئيس الاميركي.

وثمة مصادر أميركية تتحدث عن الاستعاضة عن الوجود العسكري على الارض السورية بقوات قبالة الشاطئ السوري. وفي سوريا إخلاء مسلحين من محيط دمشق مع أسلحتهم الخفيفة بموجب إتفاقات.

عودة الى الشأن الانتخابي، هيئة الاشراف شددت على قيامها بمهماتها وفق الصلاحيات التي يمنحها إليها القانون.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الهم الانتخابي الضاغط على الحراك السياسي الداخلي لم يخرج القضايا الاقتصادية من الاهتمامات. فبعد الاصداء الايجابية لمؤتمر “سيدر” والتي لا تزال تتردد في اللقاءات والاتصالات متابعة لالية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ينعقد الاربعاء في بروكسل مؤتمر دعم الدول المضيفة للنازحين السوريين في وقت وصل اليها الوفد الوزاري اللبناني على ان يغادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى بروكسل في الساعات المقبلة.

انتخابيا، هيئة الاشراف على الانتخابات تحدثت عن دورها، واكد رئيسها ان لا رقابة للهيئة على السياسيين المرشحين. وقال نحن نرى المخالفات ونوثقها لكن لا نملك اي وسيلة لتوجيه الانذار مشددا على ان الرشوى جرم جزائي ومن صلاحية النيابية العامة أن تتحرك إذا تقدم أحدهم بشكوى.

واليوم تحدث الرئيس الحريري عن الانتخابات فجدد دعوته الى الاقتراع بكثافة لمواجهة مخططات استهداف تيار المستقبل. وقال ان العمل متواصل لانجاز قانون العفو، مؤكدا ان هذا الامر يحتاج الى توافق سياسي على ان يشمل الذين يستحقون بالفعل هذا العفو.

وفي حوار مع الاقتصاديين منذ قليل اكد الرئيس الحريري ان الاستقرار السياسي هو اهم الركائز التي يجب المحافظة عليها للوصول إلى الاستقرار الامني والاقتصادي. واشار الرئيس الحريري الى ما تحقق من انجازات خصوصا مؤتمر “سيدر” وما سينتج عنه من فرص عمل للبنانيين. وقال ان لجنة المتابعة الناتجة عن مؤتمر “سيدر” تهدف الى متابعة الية التنفيذ ومنع الفساد وعدم التأثير على السيادة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في ميزان الوطن لا قيمة لاي مقعد نيابي خصوصا إذا ما وضع في كفة تقابل كفة الوحدة اللبنانية التي يجب أن تكون دائما هي الراجحة. وانطلاقا من هذه المعادلة دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري كل القوى السياسية إلى تقديم خطاب سياسي إنتخابي هادئ وعاقل يطمئن الناخب وليس العكس لافتا إلى أنه من الجريمة بمكان الوصول إلى يوم الإستحقاق النيابي وإلى مجلس نيابي جديد على أنقاض الوحدة والعيش المشترك والسلم الأهلي.

ولأن الإنتخابات هي إستحقاق وطني بامتياز شدد رئيس المجلس على مقاربته بوسائل وطنية وليس بإسقاط المحرمات الوطنية عبر استهدافها على مذبح أهواء وشهوات البعض.

حديث الرئيس بري تكامل مع ما شدد عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول أن أي كلام عن تغيير ديموغرافي في أي منطقة لبنانية هو كلام ظالم وتافه وتحريضي لا اساس له. وراى السيد نصرالله أن بعض القوى السياسية تعتاش على الفتنة الطائفية وتلجأ إلى شد العصب طائفيا بدلا من جمع الناس مع بعضها لكون مشروعها لا يسير إلا بالعصبية الطائفية والمناطقية. ومن هذا الباب دخل السيد نصرالله ليقفل موضوع تسليمه مفتاح جبيل وكسروان وما أثاره من ردود فعل بالتأكيد أن ما قام به حبيش يمثل خطوة رمزية تدل على إحترام الناس بين بعضها البعض لافتا إلى أن هذا المفتاح يبقى عند رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني.

على موجة ليست ببعيدة كان الحزب التقدمي الإشتراكي يطلب من مناصريه وضع الجهود في المكان الصحيح لإتمام الإستحقاق بطريقة حضارية راقية مشددا على عدم تنظيم مواكب سيارة وعدم المشاركة في اي تحركات غير مدروسة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

حول كسروان - الفتوح وجبيل، سور عظيم "يا محلا" سور الصين. أما الدخول والخروج، فلا يكون إلا عبر بوابة حديدية واحدة ضخمة، لها مفتاح واحد، فقط لا غير. هذا المفتاح، كان مخبأا في مكان آمن. فما كان برئيس اتحاد بلديات كسروان أمس، إلا أن سلمه لحزب الله.

فور انتشار الخبر، "دق الخطر عالبواب". صارت القوات "ناطورة المفاتيح". أما "فتى الكتائب"، فتأهب. استنفر الشباب. خرطشوا البيانات الانتخابية، وأطلقوا رصاصها الطائش. غابت عن ذاكرتهم صورة مرشح القوات اللبنانية إدمون نعيم يرفع يد النائب علي عمار في دائرة بعبدا-عاليه عام 2005، إبان التحالف الرباعي. نسوا تصريح الرئيس أمين الجميل الذي شبَّه حينها السيد حسن نصرالله بوالده الشيخ بيار. سقط سهوا عند القوات، التحالف الحكومي بينها وبين حزب الله. أما شيخا الكتائب، سامي ونديم، فتناسيا أن تسليم مفتاح رمزي هو خطوة تقليدية طبيعية، أما تسليم المفتاح السياسي لعرين الموارنة إلى مرجعية معروفة، عبر مرشح حليف، فهو الخطر الكبير.

على كل حال، حفلة التحريض انتهت. بكلام العميد شامل روكز امس، وتعبير السيد حسن نصرالله اليوم.

والخوف أصلا، سقط الى غير رجعة، منذ ذاك التفاهم الموقع في مار مخايل، والمكرس في كل لبنان...

حول كسروان- الفتوح وجبيل، ثمة سور عظيم. الكلام صحيح ودقيق. لكن السور سور كرامة. فجبيل، التي أبحر الحرف منها الى العالم لا تضيع وقتها بسخافة، والعاصية التي تكسرت عند أقدامها جيوش المحتلين، قبل أن يلفظها نهر الكلب، لا تشغلها شائعة.

سخافة وشائعة، على شاكلة ما يتعرض له ابناء المتن في شكل يومي، على يد من لا يزال يتوهم النفوذ، ويعيش عصر قوة ولى منذ زمن بعيد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

عشية مؤتمر بروكسل المخصص للدول المضيفة للنازحين السوريين يتعين على اركان الدولة وقف النار الانتخابية وجمع شتاتهم قصرا للظهور في المؤتمر في مظهر الدولة الواحدة. كيف لا والحكومة تعول كثيرا على ان يأتيها من بروكسل مبالغ ومساعدات تعينها على التخفيف من أعباء النزوح لكن الاهم من المساعدات هو كيفية الوصول الى حل شامل لمسألة النازحين يكون عنوانه "عودتهم الى سوريا" ما يفرض على الوفد اللبناني ان يكون حاملا لمشروع موحد واضح وعلمي للحل. في السياق تعرف الدولة انها تواجه مجتمعا دوليا لا يشاطرها رؤية نفسها لحل ازمة النزوح وقد لمست ذلك في سيدر وما تضمنته مساعداته المفترضة من توجيهات يقرأ منها بوضوح ان عودة النازحين ليست اولويتها.

في الانتظار الخطوات تتسارع نحو الانتخابات بعد ثلاثة عشر يوما على طريقة الاشتباك بين فريقين "رغبي". كل الاسلحة المتاحة مسموحة من اليافطة الشتامة الى تكسير اسنان الخصم الى الضرب تحت الزنار وصولا الى التخوين والابلسة. والسلاح الجديد مفاتيح المدن وهي على ما يبدو ابعد مدى من المفاتيح الانتخابيين.

وسط هذه المعمة كان مؤتمر صحفي لرئيس هيئة الاشراف على الانتخابات اقل ما يقال فيه ان الهيئة لا تحمل من المهمة الا العنوان واذا كانت لها من صلاحيات فهي المرجلة على الصحفيين ووسائل الاعلام من دون السياسيين طبعا وقد ترك رئيسها انطباعا بأن الانتخابات فالتة يراقبها حكم اعمى.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

انه اسبوع اقتراع المغتربين ولكن الانظار على اقتراع المقيمين حتى ولو كان دورهم يوم الاحد الذي يلي. لا حديث بالبلد سوى الانتخابات وكلما اقترب السادس من أيار كلما زادت الحماوة الانتخابية بشكل غير مسبوق لدرجة ان كل القادة والزعماء سواء الرسميون منهم او غير الرسميين انخرطوا في آتون الانتخابات وكلهم في نطاق منطقته ومنطقه. المعركة كلها اصبحت في السياسة والمرشحون بالنيابة عن قادتهم يخوضون معارك الاحجام اكثر من ما يخوضون معارك التمثيل. فالانتخابات تنتهي مساء السادس من أيار لكن التحدي الكبير سيكون بعد ذلك التاريخ حيث الاحجام ستحدد صورة الحكومة التي ستكون حكومة العهد الاولى المنبثقة من مجلس نواب جديد غير ممدد له وفق ما كان يردد الرئيس عون.

ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ ستزداد الحرارة الانتخابية وسيرتفع منسوب الاشكالات والمزايدات تماما مثل ما جرى في بلدة شقرا الجنوبية من اعتداء على المرشح علي الامين او من خلال قضية مفتاح كسروان التي بلغت مداها منذ لحظة اندلاعها قبل 24 ساعة. قضية المفتاح وضع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حدا لها فاعلن ان المفتاح يبقى عند رئيس الجمهورية وعند الكاردينال الراعي.

تأتي هذه التطورات في وقت عقدت هيئة الاشراف على الانتخابات مؤتمرا صحفيا عن خلفية الاستقالة الني تقدمت بها عضو الهيئة سيلفانا اللقيس ولكن يبدو ان كل ما طرحته الهيئة لم يقنع العضوة المستقيلة فاستمرت على موقفها في الاستقالة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

سحب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله البند الخلافي من بوابات كسروان جبيل وأعاد المفتاح الى حراسه الموارنة: رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك مار نصرالله بطرس الراعي معتبرا أن كل ما يثير الحساسية يجب معالجته ومقدرا ما قام به جوان حبيش من خطوة رمزية تعبر عن احترام الناس لبعضها وقال هذا هو حجم الموضوع وهناك من دخل في مزايدات انتخابية وأكد نصرالله الحرص على العيش الواحد خصوصا في كسروان وجبيل وعلى أن يبقى النسيج الاجتماعي متوافقا مع بعضه وهو دعا إلى الكف عن اللجوء الى التخويف الدائم من المقاومة مؤكدا أن المقاومة عامل أساسي لاستقرار الأمن في لبنان وعلى ضفة واهب المفتاح قال رئيس اتحاد بلديات كسروان-الفتوح جوان حبيش للجديد: إذا هيدي تهمة .. فحزب الله منو اسرائيلي معتبرا أن السيد حسن نصرالله" بيستاهل أكتر من هيك بكتير" إنما مفتاح كسروان لا أنا أعطيه ولا أحد يحمله مستغربا الضرب على التوتر الطائفي مع حبيش بالذات ونفى رئيس اتحاد البلديات أن تكون وزارة الداخلية قد استدعته أو أن تكون بكركي قد راجعته في هذا الملف وبكلام جوان حبيش الذي يضع الأمور عند حدودها وبمبادرة نصرالله في وضع قفل ماروني على المفتاح الأزمة تنتهي قضية استثمرت انتخابيا لتستكمل المعركة بأدوات أخرى وبأسلحة تبدو مشروعة طالما أن لا رقابة عليها من قبل هيئة الاشراف فرئيس الهيئة القاضي نديم عبد الملك تنصل من مسؤولياته التي نص عليها القانون وأعلن في لقاء مع الإعلاميين حصر دور الهيئة في مراقبة الإعلام لا المرشحين وقال: لا سلطة لنا على المرشحين السياسيين ونقطة على السطر علما أن المواد القانونية تنص على: مراقبة تقيد اللوائحِ والمرشحين ووسائل الإعلام على اختلافها بالقوانين والأنظمة التي ترعى المنافسة الانتخابية وأن من مهمات الهيئة تلقي الشكاوى في القضايا المتعلقة بمهماتها، ويعود لها أن تتحرك عفوا عند تثبتها من أي مخالفة وتجري المقتضى بشأنها أما اذا كان الرئيس عبد الملك سيشغل باله وهيئته بمراقبة الإعلام من دون المرشحين فهذا عمل يمكن أن يضطلع به المجلس الوطني للإعلام الذي من وظائفه الاستشارية "الصلصة" على المحطات الإعلامية وتقديم ما يروق السياسيين من مخالفات.. وعليه فإن كلا من الهيئة والمجلس الوطني سيكون وجها لعملة سياسية واحدة فعلام التبذير وصرف الأموال فمشكلة اللبنانين والمرشحين والناخبين على حد سواء هي المخالفات السياسية وخرق القانون وليست في مدى تناول وسائل الاعلام هذه المادة او تلك والمشكلة تكمن في وضع السياسين مقدرات الدولة في تصرف حملاتهم الانتخابية وليس في نقد محطات التلفزة لهذا الأداء. وضمن الشكوى تلك تقدم اليوم اللواء جميل السيد بكتاب عاجل إلى وزير الدفاع يطلب فيه توفير طوافة عسكرية لنقله ثلاث مرات بين بيروت والدائرة الانتخابية المرشح فيها وذلك احتراما لمبدأ حيادية الدولة في الحملات الانتخابية والمساواة بين المرشحين وذلك أسوة بالمرشح للانتخابات الرئيس سعد الحريري فبماذا سترد عليه وِزارة الدفاع وما موقف هيئة الإشراف من الأمر؟ فغدا ستكون كل هذه التجاوزات عرضة للطعن .. ومن الاشرف للهيئة أن تعلن تنحيها واستقالتها تأمينا للعدالة بين المرشحين .. لأن بقاءها هيئة للاشراف على حسن سير العملية لدى السياسيين سيضع نزاهتها على المحك وقد تتعرض للطعن بالذات.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

على متن سفنها المصنوعة من أرز الجرد الكسرواني، ابحر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى بلاد جبيل، حاملا ابجديتها العصية على كل تفرقة، الحافظة لغة الوطن الواحد، المنبعث بعد كل استحقاقٍ كطائر الفينيق الذي لا يضام..

باسم جبيل كسروان، بلاد العز الوفية لاهل الوفاء، تحدث الامين العام لحزب الله بمفتاح العقل والقلب، فكانت الصراحة المعهودة الحافظة للتاريخ، كشاهدٍ على واقعنا، ومرتكزٍ لبناء مستقبلنا..

لجبيل كسروان وما قدمته ولا تزال لاجل لبنان، كل التقدير من السيد نصر الله، ولمساحتها الديمقراطية التي تحمل التنوع تحت سقف الوحدة الوطنية..

وبكل اصرار على التضامن والتكاتف والوحدة، اعلن السيد نصر الله الشكر للائحة التضامن ورئيسها الوزير السابق جون لوي قرداحي لضم مرشح حزب الله وحركة الامل الوحيد في بلاد جبيل كسروان الشيخ حسين زعيتر، مؤكدا ما اعلنه رئيس اللائحة الوزير قرداحي من انها لائحة العهد اي لائحة الرئيس ميشال عون..

في اليمن، الى لائحة الشهداء انضم الرئيس صالح الصماد موفيا عهده بالجهاد حتى الاستشهاد. رئيس المجلس السياسي الاعلى قضى شهيدا بعد اصابته بغارة للعدوان السعودي الاميركي على الحديدة الخميس الماضي، فمضى كما مضى العشرات من ابناء شعبه واطفالهم في غارة مماثلة للعدوان على حفل زفاف في قرية الراقة بمحافظة حجة..

فكان شهداء الحفل من اطفال ونساء حجة على العالم الصامت، وستكون دماء الرئيس الصماد حاجة النصر الاكيد الذي سيسطره اليمنيون على اهل العدوان..

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 23 نيسان 2018

النهار

على رغم توقّع "حزب الله" إمكان اختراق لائحته في بعلبك -; الهرمل بمقعدين سنّي وماروني، إلّا أن أحد نوّابه يؤكّد ‏أن المفاجأة ستكون عكس المتوقّع.

يقول خبير سياسي إن الإقلاعة الحقيقيّة للرئيس سعد الحريري ستكون بعد الانتخابات المقبلة لأنّه ازداد خبرة وتمكّناً ‏من إدارة شؤونه بنفسه.

حصل أحد المديرين العامين على 150 مليون ليرة بدل عمل إضافي في موسم الامتحانات للعام الماضي في حين أن ‏مديريّته تعاني من ضعف الموازنة للتجهيزات والتعاقد.

البناء

كواليس

تتابع مصادر أوروبية غربية تفاصيل الليل الطويل الذي عاشته الرياض وتخلله إطلاق نار حول القصر الملكي ‏وداخله من دون صدور توضيحات رسمية سوى ما يتصل بالحديث عن طائرة لاسلكية، تفادياً للاعتراف بأنّ القصد ‏هو طائرة بدون طيار، ولم تُعرف مهمة هذه الطائرة ولمن تعود وكيف تمّ إسقاطها، وهل كانت مزوّدة بكاميرات ‏تصوير أو بتسليح معيّن؟ ولا عُرف سبب إطلاق نار كثيف متواصل خلال الليل من مواقع متعدّدة، وهل القضية هي ‏شأن عابر أم تتصل بالخلافات في العائلة الحاكمة بين الأمراء وولي العهد…؟

الجمهورية

سُمِع أحد المسؤولين وهو يُبلِغ أعضاء ماكينته الإنتخابية:" هذه الإنتخابات هي الأسوأ التي يشهدها لبنان وأحد ‏عناوينها السيّئة أنها شرّعت الغدر وقلّة الوفاء.

يتندّر أحد السياسيين في مجالسه الخاصة على زيارة مسؤول كبير إلى دارة وزير حالي خارج بيروت ويقول: ‏يحضرني المثل الشعبي الذي يقول"راح المستوي لعند المهتري".

تجري محاولات لثني وزير حالي عن تجيير أصوات الفئة التي يتزعّمها لمصلحة أحد التيارات السياسية في منطقة ‏نائية.

اللواء

فوجئ سكان بعض الاحياء البيروتية بمهرجان للتيار الوطني الحر تحت شعار "التيار القوي"، تأييداً لمرشحه الوحيد ‏عن المقعد الإنجيلي في لائحة الثنائي الشيعي في بيروت الثانية!

تفيد معلومات موثوقة أن السلطة شجعت وساعدت على تشكيل ثلاث لوائح في دائرة بيروت الثانية، في إطار خطة ‏لتشتيت أصوات الحالة الاعتراضية في العاصمة، والحؤول دون وصول لائحة رئيسية منافسة إلى الحاصل ‏الانتخابي!

لاحظت هيئة رقابية أوروبية أن حوادث عنف تزايدت في الآونة الأخيرة، وهي غالباً من أطراف تؤيّد لوائح السلطة!

المستقبل

قيل إنّ ديبلوماسياً رفيعاً من المساهمين في إنشاء مجموعة الدعم الدولية للبنان يشدد على أهمية مؤتمر "بروكسيل 2" ‏باعتباره لن يتطرق فقط إلى مسألة دعم وتمويل احتياجات المجتمعات المضيفة للنازحين بل سيتطرق كذلك إلى دور ‏المجتمع الدولي في دعم المسار الهادف إلى إيجاد حل يتيح عودتهم إلى وطنهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل

23 نيسان 2018/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مقره في الأشرفية، بحضور السيدات والسادة أسعد بشارة، إيلي الحاج، بهجت سلامه، توفيق كسبار، ربى كبارة، ريمون معلوف، سامي شمعون، سمير عبد الملك، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر وأصدر البيان الآتي:

أولاً- يُقدّر "اللقاء" زيارة الكاردينال جان لوي توران للمملكة العربية السعودية، لما لهذه الزيارة من أهمية في بناء الثقة وكسر جدران الخوف بين الأديان واكتشاف المساحات المشتركة بين المسيحية والإسلام بما يخدم السلام العالمي.

إن حاضرة الفاتيكان والمملكة العربية السعودية مدعوتان إلى توطيد العلاقات الأمر الذي لا يمكن إلا أن ينعكس إيجاباً على العيش المشترك في لبنان والمنطقة والعالم.

ثانياً- توقّف "اللقاء" عند تقديم مفتاح كسروان - الفتوح إلى السيد حسن نصرالله من إتحاد بلديات كسروان، واعتبرهذه الخطوة مرفوضة شكلاً ومضموناً، لأن الموارنة الذين ناضلوا من أجل قيام لبنان الدولة والمواطنة لا يمكن أن يعودوا إلى مرتبة "رعايا" يحميهم فريق أو جماعة أو حزب.

ثالثاً- يستنكر "لقاء سيدة الجبل" الإعتداء على المرشّح للإنتخابات الصحافي علي الأمين، ويضع كل الاعتداءات المشابهة في خانة الفلتان في غيابٍ تام لدولة القانون أو لأي إطار محاسبة.

 

 تقدير موقف رقم 187

23 نيسان/18

في السياسة

* إنتخابات غريبة عجيبة!

* بعد الإعتداء على رجا الزهيري في طريق الجديدة وعلى نبيل بدر في بيروت، إعتداءٌ جديد على علي الأمين في شقرا - أرض "السيّاد" والأمناء!

* إشكالٌ في القلمون نتج عنه "استياء" الرئيس ميقاتي!

* مفاتيح مارونية بعهدة "مشيخة" عريقة تـسلّم لـ"حزب الله"!

* ماذا يجري في لبنان؟!

* في لبنان إنتخابات ومزايدات واعتداءات ومالٌ سياسي وصور مرشحين وشعارات وشعارات!

* في لبنان محاولة جادة ويائسة لـ"حزب الله" من أجل إقناع:

1. الشيعة، بأنه درعهم الأساسي وأي اعتراض هو خيانة!

2. المسيحيين، بأنه صديقهم وقادهم إلى قصر بعبدا وليس إلى دهاليز وزارة الدفاع أو إلى المنفى!

3. السنّة، بأنهم والحمد لله ليسوا مهجّرين أو إرهابيين!

* هل نجح الحزب؟

* سنلتقي في 6 أيار...!

 

قضية "المفتاح" تتفاعل: إستدعاء جوان حبيش

المركزية/23 أبريل، 2018/علمت "المركزية" أن وزير الداخلية نهاد المشنوق طلب من محافظ جبل لبنان استدعاء رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش للاستماع اليه في قضية تسليمه مفتاح كسروان -جبيل الى مرشح "حزب الله" حسين زعيتر. ويأتي الاستدعاء على خلفية اتخاذه خطوة من شأنها ان تثير النعرات الطائفية وتؤدي الى فتنة.

 

نصرالله: مفتاح كسروان- جبيل يبقى عند عون وسيّد بكركي

 موقع ليبانون ديبايت/23 أبريل، 2018/أكّد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في "مهرجان الوفا للعز" لدائرة جبيل ـ كسروان أن "دائرة جبيل وكسروان باب للحديث عن التعايش الاسلامي المسيحي والعيش المشترك في لبنان". وقال: "قناعتنا أنه لا بد من التضامن والشراكة الحقيقية وهذا ما نقوم به ونفعله ومن المفترض أننا في لبنان انتهينا من فكرة الطائفة القائدة "، مضيفًا أنّ "في جبيل هناك قسم متفقون معه سياسياً ولكن اختلفنا انتخابياً وهناك قسم مختلفون معه سياسياً وانتخابياً وهناك قسم نتفق معه وحالياً نخوض الانتخابات سوياً". وأوضح نصرالله أن "الطائفة الشيعية في لبنان لا تسعى لكي تكون الطائفة القائدة بل نحن مع التضامن والتعايش والشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين"،مشيرًا إلى أننا "بعد دخولنا في العملية السياسية وإنشاء صداقات وتحالفات كان أول تحدي هو العودة للشراكة وكانت البوابة قانون الانتخاب". وأكّد أنّ "اي كلام عن تغيير ديمغرافي في اي منطقة لبنانية هو كلام ظالم وتافه وتحريضي لا اساس له اما بسبب التراكم السكاني من الطبيعي ان تسكن الناس في مناطق أخرى وهذا لا علاقة له بالتغيير الديمغرافي"، لافتًا إلى أنّ "بعض القوى السياسية تعتاش على الفتنة الطائفية وتلجأ الى شد العصب كون مشروعها لا يسير الا بالعصبية المناطقية والطائفية". وقال: " أؤكد للبنانيين وخصوصاً المسيحيين أن المقاومة عامل أساسي في استقرار الامن والحماية في لبنان وأي تفريط بأي عنصر من عناصر القوة سواء الجيش أو المقاومة هو تضييع لهذه النتيجة"، مضيفًا أنّ "كلّ سلاح حمله المسيحي في المناطق الحدودية هو سلاح مقاومة والمقاومة هي عامل استقرار وقوة للبنان". على صعيد آخر في ما يتعلق بمفتاح كسروان جبيل، أكّد نصر الله أنّ "ما قام به جوان حبيش خطوة رمزية وتدل على احترام الناس بين بعضها البعض ومفتاح جبيل وكسروان يبقى عند رئيس الجمهورية ميشال عون وعند سيّد بكركي الراعي".

ووعن قانون الانتخاب، اشار السيد نصرالله الى ان النسبية ستوفر افضل انتخابات، وقال: "كنا نفضل قانون نسبي على اساس لبنان دائرة واحدة او دوائر كبرى ووافقنا على انتخاب المغتربين من خلفية وطنية". وشدد على ان المقاومة هي المكمّل للجيش اللبناني وهي عامل استقرار وقوة للبنان وليست تهديدا له.

 

لسان نصرالله "آخد ع لحود"

"ليبانون ديبايت"/23 أبريل، 2018/اعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ضاحكاً، بعدما أخطأ في اسم الرئيس ميشال عون قائلاً الرئيس اميل لحود، بأن لسانه "آخد ع اميل لحود أكتر".وأثار خطأ نصرالله خلال خطابه، اليوم الاثنين، سخرية عبر مواقع التواصل، اذ اعتبر البعض أن الأمين العام لم ولن ينسى أيام لحود الذي جاء بأمر من الوصاية السورية. الأمر الذي استدعى رداً من مناصريه بالقول، "جلّ من لا يخطئ، والسيد اعترف وضحك، في الوقت الذي يخطئ فيه كثيرون بمصير البلد، ولا يأبهون".

 

مملوك يتبلغ دعوة المحكمة العسكرية ويضع شرط لحضوره

ال بي سي/23 نيسان/18/رفض رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك المثول أمام المحكمة العسكرية في لبنان بتهمة محاولات اغتيال شخصيات وحيازة متفجرات مشترطاً تشكيل محكمة من ضباط برتبة لواء، وفق ما اعلن مصدر مطلع لوكالة فرانس برس الاثنين. وذكر المصدر أنه "تبين خلال جلسة عقدتها المحكمة العسكرية الإثنين أن ورقة تبليغ علي مملوك عادت من دمشق، ومدوّن عليها أنه تم إبلاغ المتهم أصولاً، لكنه طلب تشكيل هيئة محكمة من ضباط برتبة لواء ليوافق على المثول أمامها". وأجلت المحكمة الجلسة الى 29 تشرين الأول المقبل، وأعادت تبليغه بوجوب حضوره امامها. وأوضح مصدر قانوني لبناني أنه من المستحيل تشكيل هيئة محكمة وفق طلب مملوك "لأن الأمر يتطلب اصدار قانون خاص، كما يتعذّر توفر سبعة ضباط برتبة لواء، لأن هذه الرتبة لا يحوز عليها الاّ رؤساء الأجهزة الأمنية في لبنان". وكان القضاء اللبناني أصدر مذكرة توقيف غيابية في حق مملوك الذي صدر القرار الاتهامي بحقه مع سماحة في العام 2013 وطلب اصدار عقوبة الاعدام بحقهما.

 

وفيق صفا يضغط للإفراج عن المعتدين على الصحافي علي الأمين

جنوبية/ 23 أبريل، 2018/علم موقع “جنوبية”  أنّ مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في حزب الله وفيق صفا يضغط على القضاء اللبناني للإفراج عن المعتدين على الصحافي علي الأمين. وكان القضاء قد أوقف 7 أشخاص بعد ادعاء الصحافي علي الأمين عليهم، إثر تعرضه للضرب في بلدته شقرا.

 

أسمع كلامك يعجبني.. أشوف أفعالك أتعجب

د.فادي شامية/جنوبية/ 23 أبريل، 2018

وفقاً لأقوال السيد حسن نصر الله: “في القانون النسبي كل شخص يأخذ حصته، ويأخذ حجمه، ويأخذ وضعه الطبيعي، ولا يستطيع أحد أن يكسر الثاني، وهذا مفترض أن يأخذنا على انتخابات هادئة، انتخابات لا تثير فتنة في البلد” (16/2/2018). ووفقاً لأفعال حزب السيد نصر الله: يُمنع مرشحون من العمل بحرية، ويُخون ويُهدد آخرون، ويُعتدى على الزميل الإعلامي علي الأمين (ابن السيد محمد حسن الأمين) بالضرب (بالآلات الحادة) من قبل مسؤول الحزب في شقرا ومجموعته لمجرد تعليقه بنفسه صوره الانتخابية..(22/4/2018)لم يوقف أحد، ولم تحقق الدولة مع أحد، والفاعلون معروفون وما زالوا يفاخرون بتخوين الآخر وتمجيد الذات..

 

رجل دين يحرض ضدّ علي الأمين بعد الاعتداء عليه…فما هو موقف «المجلس الشيعي»؟

سلوى فاضل/جنوبية/ 23 أبريل، 2018/ما هي مهمة رجل الدين في الاسلام؟ هل هي الدعوة الى السلام والوئام ام الى القتل والاجرام؟ وكيف يرى العلماء ذلك؟ كتب الشيخ علي بيضون على صفحته على “الفايسبوك” تحريضا بشكل غير مسبوق ضد المرشّح علي الأمين، رئيس تحرير موقع “جنوبية”، رغم انه رجل دين معمم وينشر صورته بعمامته البيضاء. ومما كتبه الشيخ بيضون التالي: “مع انه يستحق اكثر من الضرب بكثير…”. فهل ان الشريعة الاسلامية هي شريعة التحريض على القتل ام شريعة التسامح والتصالح؟ في هذا الاطار، قال الناشط حسين عزالدين، ردا على سؤال “جنوبية” أن “الشيخ علي بيضون يعتبر نفسه شيخا منفتحا، ولكنه اليوم يحرض على القتل، ويبرر للآخر فعلته، وعندما يقدم 30 شابا على مهاجمة شخص فهو يشارك بتبرير ذلك الفعل. وبالصورة يقول انه يشرع هذا الفعل، وهذا برسم المعنيين، وبرسم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ويجب ان يطالبه القضاء، وهو كلام لم يسبقه إليه الا من اجتمع لقتل رسول الله حتى يضيع دمه بين القبائل. فلو مد كل شخص يده بضربة كف لكانوا قتلوه ولضاعت الطاسة بينهم، وهذه هو الهدف”.. الشيخ علي مظلوم، يقول ردا على سؤال “جنوبية” أن “في الحقيقة ليس لدى أدنى فكرة عن كلام الشيخ بيضون، ولكن ليس لرجل الدين ان يكون قاضيا ضد كل من يتعارض مع خطه السياسي. وليس له الحق كرجل دين التحريض ضد أي كان من معارضيه السياسيين. فليس كل شخص قاض، والا فتتحول الساحة الى غابة والوحش القوي يأكل الوحش الصغير. علما ان القانون فوق كل شيء حتى العمائم”.

وكان الشيخ محمد النقري من دار الفتوى، قد علق في احد “البوستات” على صفحته على “الفايسبوك”، بتاريخ 21 نيسان الجاري، حول تدّخل رجال الدين بالانتخابات، فكتب ما يلي “كنت أتمنى ان يصدر عن دار الفتوى تعميما يطلب فيه من علماء الدين عدم حضور المهرجانات الانتخابية ولا إقامتها ولا تأييد احد المرشحين لا في مجالسهم العامة ولا في خطبهم”. وفي رأي، العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، رئيس المجمع الثقافي الجعفري، انه “بغضّ النظر عن موقفي من كلام السيد علي الأمين الذي لا اشجع عليه فنحن من دعاة فك التشنجات، واذا عملنا على التحريض فلن نجد مساحات للتحادث مع الآخر. فهناك من هو جاهل بما يعمل وعلينا توعية الناس نحو العمل الاحسن، أما أن يكون التحريض والتعرض للاخرين فهو تعنيف غير مقبول ضدّ ما يقول الآخر”. وختم سماحته “هذا العمل غير خاضع للميزان السياسي، ان نحاول كرجال دين لمّ الصف  بغض النظر عن رأينا في اي كلام يقال، خاصة اننا لا نؤيد كلام الأمين، كما لا نقبل مطلق رجل دين ان يصدر عنه عنف لفظي او غيره، وندعو الى التفاهم، وعدم بث الطائفية”. وكان الشيخ حسين كوراني، قد نشر فيديو خاص منذ فترة وجيزة، بمحاضرة له في “حسينية الصدّيقة فاطمة” يروّج فيها لانتخاب مرشحي حزب الله. هذا التدخل في الشأن السياسي لرجال الدين اللبنانيين، اصبح مبالغا فيه، ما يؤدي الى الخلط بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية.

 

عذراً يا علي…

حارث سليمان/جنوبية/ 23 أبريل، 2018

الدكتور حارث سليمان يكتب للصحافي علي الأمين بعد تعرضه للاعتداء. عذرا يا علي…فانا لم استطع الكتابة عنك..لم استطع رواية قصتك..أعزلا الا من ضميرك… ملتزما بالجنوب حتى في سريرة نومك…مسالما في كل حين حتى تثير غضبي… هادئا كنهر وصل البحر واستكان جريانه… لم استطع الكتابة عنك لانني لم اخرج من ذهولي ….عذرا… فقد كنت ساذجا… وظننت بعض خير بالمعتدين عليك… ظننتهم اقل وقاحة… فخاب ظني…حسبتهم قد يخافون الله الذي يتلبسون اسمه… واخطأت… فبعد ان استباحوا اسم الله!!! هاهم اليوم يستبيحون بسمتك…عذرا ياعلي… افترضت انهم يتدثرون احتراما ظاهرا يخفي همجيتهم فخدعتني الفرضية…لم استطع الكتابة عنك فانا تحت تأثير صلافة لم تحك عنها او ترويها سير كل الطغاة والفراعنة…عذرا يا علي … اعترف امام جراحاتك ان معرفتي ومخيلتي قصرت عن ادراك حجم وحشيتهم وقباحة طويتهم… عذرا… تسكنني دهشة قاتلة وغضب ينفجر يلعثم لساني ويشل لغتي…عذرا… من كل لبناني…لمن نشتكي ياعلي

من ينصفك ويسترد حقك…؟ مثل اي مواطن!… حقك في الترشيح والانتخاب واطلاق حملاتك الانتخابية… فنحن في بلد الموتى تستغيث فلا تجاب… الامن في القبور فما زال البلطجية طلقاء…القضاء في القبور وضمائر رجاله تستجدي رضا الزعماء وبركتهم ! فاي استنابة صدرت عن قضاء! وأي قضاء؟…

وزارة داخلية في القبور موتى تحكم موتى.لجنة اشراف على الانتخابات في القبور…موتى تراقب موتى… نقابات في القبور… لا فارق ان كانت صحافة او محاماة او صيادلة او مصارف ورجال اعمال …قبور… قبور… وحده الباسيج حي وازلام الباسيج احياء. والخيار لجميعنا مفاضلة مرة بين النيام والموتى

باسيج… باسيج من السهل الى البحر. من البقاع الى الجنوب، ومن فرعون الى فرعون.

 

تضامن اعلامي وسياسي مع علي_الامين بعد تعرضة لاعتداء وحشي من عناصر «حزب الله»

خاصّ جنوبية 23 أبريل، 2018/إحدى الاساليب الهمجية والقمعية التي يعتدمها "حزب الله" بوجه معارضيه، سلّط يوم أمس (محازبيه) على صاحب الكلمة الحرّة المرشح على المقعد الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة على لائحة "شبعنا حكي" الصحافي علي الأمين.

فلم يحتمل “حزب الله” الأجواء التعددية والصوت المعارض له في الجنوب بعدما كرّس الأحادية بقوّة السلاح في البيئة الشيعية. فبعد إعتداءات عدّة على اللافتات والبانويات للائحة”شبعنا حكي” المرفوعة في عدة قرى وبلدات جنوبية ، سجّل أمس الإعتداء الأسفر على الصحافي علي الأمين من قبل مجموعة من الشباب في بلدته شقرا في قضاء بنت جبيل، أثناء تعليقه صور له مع ثلاثة من معاونيه، نقل على اثرها إلى مستشفى تبنين الحكومي.  وقد أصيب الأمين بجروح كثيرة، وحوصر في ‏منزل قريبه زين الأمين بانتظار الصليب الأحمر والقوى الأمنية لإجلائه إلى المستشفى. وسبب ما حصل ان الأمين كان يشرف شخصياً ‏على تعليق صور ترشيحه في بلدته، كي لا يتعرض أحد من أعضاء حملته للإعتداء،  بعد حوادث تمزيق صور المرشحين المنافسين للثنائي الشيعي في دائرتي ‏الجنوب الثانية والثالثة. وقال الأمين بعد الحادثة أنه ومعاونيه ” تعرضوا للضرب بالعصي وآلات حديدية، وان المعتدين حطموا سيارتهم وأجهزة هواتفهم وانتزعوا منهم صور ولافتات، واصفا ما حصل بأنه “شكل من اشكال سطوة قوى الأمر الواقع، متهماً عناصر من “حزب الله” بالاعتداء بغية “تعطيل العملية الانتخابية لمنع مساحة الحرية المتاحة لكل مرشّح منافس أو معارض”، واضعاً ذلك “برسم هيئة الاشراف على الانتخابات وبرسم رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور”. وعلى الإثر تقدّم الأمين بشكوى قضائية ضدّ المعتدين عليه.

هذا وقد ذكر العضو على اللائحة نفسها  المرشح احمد اسماعيل، نقلا عن الصحافي علي الأمين قوله “في البداية منعت البلدية تعليق الصور واللافتات، وبعد الاتصال بالجهات المختصة سمحوا لنا، ولكن فوجئنا بهذا الهجوم من بعض شباب حزب الله وكأن الأمر محضر له، وباغتونا بالعصي والشواكيش واعتدوا علينا بالضرب العشوائي وصادروا الصور وكسروا الموبايلات”. وعلى مقولة “ضربني وبكى سبقني وإشتكى” أصدر “حزب الله” بيان رفع عتب يشير إلى إعتداءات في مناطق أخرى لتبرير الإعتداء على علي الأمين من قبل محازبيه ، ولرفع المسؤولية عنه. وجاء في البيان  أن الحادثة جزءاً من الحوادث التي ترافق الانتخابات في القرى والبلدات”، معلناً رفضه الحادث ‏ومستنكراً “اللجوء إلى العنف”. وخلافا لأصوات النشاز، حصد الأمين دعم وتضامن من شخصيات سياسية وحزبية إستنكرت ما حدث معه. إذ تلقى الأمين إتصالا هاتفيا من رئيس الحكومة سعد الحريري إستنكر فيه الإعتداء . مؤكداعلى أنّ الجهات الامنية ستعمل على كشف الفاعلين وعلى تطبيق القانون بأسرع وقت ممكن وعلى ضمان حرية المرشحين. كذلك النائبة السيدة بهية الحريري التي اتصلت به مطمئنة ومستنكرة. هذا وإستنكر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال مقابلة تلفزيونية ما حدث مع الامين مؤكدا أنّه لا يمكن أن يكون مبنيًّا على مشكلة فردية، مطالبا وزير العدل سليم جريصاتي “بإعطاء تعليماتهما ‏الفورية للمرجعيات القضائية والأمنية المختصة، للتحرّك فوراً من أجل التحقيق في الحادثة وتوقيف الفاعلين

وأصدر  رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ، بيانا قال ‏فيه، إن “هذه الحادثة تشوّش إن لم نقل تعطّل العملية الانتخابية التي نحن في صددها؛ لذلك أتمنى على فخامة ‏رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، التدخل فوراً لتوقيف الفاعلين. كما تضامن النائب وليد جبلاط، كذلك النائب سامي الجميل، والنائب السابق فارس سعيد والوزير السابق اللواء اشرف ريفي.. وغيرهم مع الأمين بوجه هذا الإعتداء الهمجي. وأعلن “تيار المستقبل” في الجنوب أن الاعتداء ‏‏”يشكل حلقة من حلقات الاستقواء على المواطنين الشرفاء الذي يرفضون الخضوع لقوى الأمر الواقع في الكثير ‏من المناطق اللبنانية”. ووضع الحادث في “سياق حملات الترهيب التي تواجه حملة الأقلام الحرة، وكل من ينادي ‏بوقف مسلسل التسلط على الحريات العامة”. إلى ذلك صدر عن لائحة “شبعنا حكي” البيان التالي: إن لائحة “شبعنا حكي” الممثلة بالمرشحين علي الأمين، فادي سلامة، أحمد اسماعيل، رامي عليق وعماد قميحة، إذ تستنكر هذا التصرف الذي لا يشبه أهل الجنوب ولا يمثل إلا الجهة التي قامت به، تؤكد استمرارها في المسيرة التي بدأتها منذ اعلان نيتها خوض الانتخابات النيابية، وتشدد على ان هذه التصرفات والاعتداءات لن تزيدها إلا إيماناً وتمسكاً بنهجها الذي يهدف لتغيير الواقع المرير والترهيبي الذي تمارسه قوى الأمر الواقع في الجنوب. ومن المفيد التذكير بأن ما حصل مع السيد علي الأمين في شقرا كاد ان يحصل في بلدة عربصاليم لولا تدخل بعض الخيرين من البلدة الذين حالوا دون حصول اعتداء على الماكينة الانتخابية للائحة.

 

بيان استنكار لـ«اليسار الديموقراطي» لما تعرّض له الأمين

23 أبريل، 2018/جنوبية/حركة اليسار الديموقراطي تستنكر ما حصل على علي الأمين..في بيان استنكاري لـ«اليسار الديموقراطي» يدين الاعتداء على الزميل علي الأمين، جاء فيه: “ان الإعتداء الآثم على المرشح علي الأمين من قبل قبل جهات حزبية، يحمل دلالات واضحة. أولا: ان هذه الإنتخابات ان تتم بحرية وديمقراطية، بل هي معرضه لممارسة ضغوطات من قبل القوى الحزبيه المهيمنة في الجنوب، بدءا”من التضييق على حرية الإقتراع، وصولا” الى التزوير في غرف الأقلام. ثانيا: ان كل التصريحات من قيادات حزبية عن حرية الإقتراع وإحترام الرأي الآخر مطعون بصدقيتها. ثالثا: ان تصريحات المسؤولين وفي مقدمهم وزير الداخلية، بصون حرية التعبير والإقتراع باتت على المحك، اذا لم يجر توقيف المعتدين وإحالتهم الى القضاء. ان حركة “اليسار الديمقراطي” في الجنوب، إذ تستنكر بشده ما تعرّض له المرشح علي الأمين، تعلن تضامنها معه، كما وتدين الجهة السياسية التي ينتمي إليها المعتدون. تدعو الرأي العام والمؤسسات الديمقراطية المعنية بسلامة العملية الانتخاببة، وهيئة الإشراف على الانتخابات، الى اتخاذ الإجراءات اللازمة كي لا تتكرر مثل هذه الأفعال”.

 

علي الأمين…ضحية جديدة لفائض قوة «حزب الله»

وسام الأمين/جنوبية/23 أبريل، 2018

موضوع الاعتداء على صحافيين يُثار عالميا ويُحاسب عليه المعتدون، فمن سوف يجرؤ على حساب من تعرضوا أمس بالضرب للصحافي علي الأمين؟

عندما يستقلّ عددا من شبان حزب الله سيارة البلدية في بلدة شقرا ويهرعون لمساندة عشرات من رفاقهم الحزبيين تحلّقوا حول المرشح الصحافي علي الامين كي يشاركوا بالاعتداء عليه وضربه بوحشية وهمجية نادرة، لانه يحاول تعليق صورته على مفرق منزله، فانه لا بد من ملاحظة الأمور التالية:

أولا: ان حزب الله هو القوة والسلطة الوحيدة في البلدة والمنطقة، وان لا سلطة ثانية شرعية كانت أو غير شرعية قادرة على محاسبة عناصره، بدليل ان المعتدين (المعروفين بالأسماء) عادوا الى منازلهم ومراكزهم دون خشية من مساءلة أمنية أو قضائية .

ثانيا: مشاركة عناصر حزبية تابعة لبلدية شقرا واستغلالهم لسيارة عليها شارة البلدية في عملية الاعتداء ما هو الّا دليل على فساد البلدية الاداري بعد الأخلاقي، وهو برسم رئيسها الذي ظهر ليبرّر الاعتداء ويتبرّأ منه ويضعه في اطاره الفردي، ولنا ان نتخيّل المشروع الوهمي لمحاربة الفساد الذي بدأ حزب الله بالترويج له انه سيقوم به بعد الانتخابات، مع العلم ان البلديات التي يهيمن عليها أصبحت مراكز حزبية تابعة له، ميزانياتها تصرف لحساب احتفالاته الانتخابية، وسياراتها تُرسل لمهامات حزبية خاصة، منها الاعتداء على المرشحين المنافسين. ثالثا: ان الانتخابات البرلمانية التي سوف تجري في الجنوب بحراسة فعلية من سلاح “المقاومة” المفترض انها موجهة للعدو، ما هي في الواقع سوى انتخابات شكليّة لتثبيت الوضع القائم، فالاعتراض الحقيقي يُقمع (كما جرى للمرشّح علي الأمين) وذلك لحساب معارضة صوريّة ضعيفة غبّ الطلب من الحلفاء الطائفيين الشيوعيين والقوميين وغيرهم. وأخيرا في الاستنتاج مما حصل ويحصل، فإن فائض القوّة المتعاظم لحزب الله من المال والسلاح وعشرات آلاف العناصر العسكرية والمدنية أصبح يصرف في الداخل اللبناني مستهدفا الخصوم السياسيين، حتى لو كانوا من المعارضين في الطائفة الشيعية، وهي البيئة الحاضنة للمقاومة وحزب الله.

 

عبد المجيد صالح لـ {الشرق الأوسط} : الحلف السياسي بينهما «أمر محسوم» وتوجه لانضواء بري وجنبلاط في تكتل نيابي واحد بعد الانتخابات

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

رغم كل التحولات السياسية التي شهدها لبنان في السنوات الماضية، ورغم تفكك معظم التحالفات مؤخرا تبعا لمصالح انتخابية، ظل الحلف السياسي الذي يجمع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط صامدا ومتماسكا، مع ترجيح تشكيلهما بعد الاستحقاق النيابي تكتلا نيابيا واحدا لم تتبلور حتى الساعة معالمه كما الفرقاء الآخرين الذين قد ينضمون إليه. ولطالما كان حلف بري - جنبلاط عابراً للاصطفافات السياسية أبرزها اصطفافي 8 آذار و14 آذار، باعتبار أنّه فيما ظل رئيس البرلمان أحد الأركان الأساسية لـ8 آذار، كان جنبلاط أحد رموز ما يسمى «ثورة الأرز» وفريق 14 آذار، إلا أن ذلك لم يُفسد للود قضية، فبقيا على تنسيق وتعاون دائم ومستمر منذ أيام الحرب الأهلية وفي كل المراحل حتى حين كان الانقسام في ذروته. وبعد تفكك الحلف الذي جمع ولسنوات النائب وليد جنبلاط برئيس الحكومة وتيار «المستقبل» سعد الحريري كما حلف الحريري - بري نتيجة التفاهم السياسي الذي عقده «المستقبل» مع «التيار الوطني الحر»، وهو ما ظهر جلياً في الأشهر الماضية، بدأ الحديث الجدي عن الاصطفافات السياسية التي ستنتج عن الانتخابات النيابية، مع ترجيح قيام تحالفات وتكتلات جديدة لا تشبه بشيء ما كان عليه اصطفاف 8 آذار و14 آذار.

ويرى النائب في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، عبد المجيد صالح، أن «التحولات سمة أساسية في السياسة، فمجمل التحالفات متحركة وغير ثابتة خاصة تلك التي تقوم في زمن الانتخابات، وهو ما نعايشه حاليا من خلال انقلابات جذرية»، لافتاً إلى أن «ما يجمع الرئيس بري بالنائب جنبلاط مختلف تماما وهو (حلف وطني)، كان وسيبقى مستمرا باعتبار أن الرجلين من قامات وأعمدة هذا البلد ومن قياداته التاريخية التي تكبر بالإجماع الوطني حولها». وأضاف: «الزعيمان استخدما الخرزة الزرقاء، التي يتحدث عنها تيار (المستقبل) اليوم، من زمن بعيد لإبعاد العين، ولعل ذلك ما أبقى حلفهما صامدا في وجه كل التحديات والرياح». ويعتبر صالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الحلف بين جنبلاط وبري بعد الانتخابات النيابية «أمر محسوم»، مؤكدا أنهما سيكونان سويا تحت قبة البرلمان. وعما إذا كان الحلف سيضم جنبلاط إلى بري و{حزب الله}، قال: «هذا أمر يُسأل عنه الحزب وجنبلاط، وإن كان يمكن اعتماد معادلة (حليف الحليف)، حتى ولو كانت تجربتنا معها غير ناجحة وبالتحديد بيننا وبين (التيار الوطني الحر)». وبعد تدهور العلاقة بين جنبلاط والحريري، أعلن الأول، أنه «لا حليف له سوى نبيه بري»، متحدثاً عن «حلف تاريخي، عاطفي، سياسي نضالي قديم» بينهما. وقد أسس اللقاء الذي جمع منتصف الأسبوع الماضي بري بالمرشح عن المقعد الدرزي في دائرة الشوف - عاليه تيمور، وليد جنبلاط لمرحلة جديدة في علاقة رئيس البرلمان بالزعيم الدرزي الذي قرر قبل فترة التخلي عن مقعده النيابي لمصلحة نجله، تمهيداً لتسليمه كل مهامه السياسية والاجتماعية. ووصف تيمور بري بعد اللقاء الذي جمعهما بـ«الحليف والضمانة وطنية حقيقية للمحافظة على الاستقرار في البلد وعلى التوازن واتفاق الطائف». وقال: «كنا سويا ومررنا في ظروف صعبة وحققنا الكثير، وفي المستقبل إن شاء الله سنحقق أكثر». واعتبر مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس، أن زيارة تيمور جنبلاط إلى دارة الرئيس بري في جنوب لبنان، تأتي للتأكيد على متانة العلاقة بين الزعمين بري وجنبلاط والسعي المشترك لتطويرها، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التوجه بعد الانتخابات النيابية هو لتعميق هذه العلاقة وتعزيزها سياسيا وبرلمانيا». وأضاف: «حتى الساعة لم تتبلور الرؤية بشكل مكتمل وننتظر انتهاء الانتخابات كي يتبين الفرز السياسي الذي سينتج عنها، لكن بكل الأحوال هناك اتجاه لتعزيز العلاقة وتعميقها».

 

المرعبي: 95 % من النازحين يرغبون في العودة إلى سوريا عند انتهاء المعارك عشية مشاركة لبنان في مؤتمر بروكسل

بيروت: «الشرق الأوسط/23 نيسان/18»/طالب وزير الدولة لشؤون النازحين، معين المرعبي، «حزب الله» اللبناني بالانسحاب من سوريا وتسليم المناطق للأمم المتحدة كي يعود النازحون إليها، مشيراً إلى استطلاع رأي نفذته الوزارة يظهر، أن «95 في المائة من النازحين السوريين في لبنان يرغبون في العودة إلى بلادهم عندما تنتهي المعارك هناك». وعشية مشاركة لبنان في مؤتمر بروكسل الذي ينطلق اليوم في العاصمة البلجيكية ويستمر حتى 26 أبريل (نيسان) الحالي، أكد المرعبي «أن الحكومة لم تفلح في وضع سياسة موحدة تجاه أزمة النازحين؛ ما انعكس سلباً علينا وعلى تأمين الدعم الدولي». وقال: «لكننا نقوم بكل ما يمكننا القيام به، وسنذهب إلى مؤتمر بروكسل الذي سينعقد من 23 الحالي إلى 26 منه لمساعدة الدول المضيفة للنازحين على أراضيها؛ لأنه مناسبة على مستوى عالٍ للاستماع إلى مطالبنا حول حاجيات الإخوان النازحين ومطالب لبنان». وذكر المرعبي في حديث إذاعي، أن «الوفد الذاهب إلى مؤتمر بروكسل سيطلب أن يقوم المجتمع الدولي بواجباته تجاه أزمة ستترك أثرها على كل العالم، سواء لجهة المساعدات الإنسانية»، من دون أن يوضح إن كانت ستتم عبر الدولة، مكرراً القول إن «الحكومة لم تقم بخطة نتيجة عدم وجود اتفاق حول سياسة عامة للدولة». وأكد المرعبي «وجود تجاذب سياسي محلي حول موضوع النازحين»، رافضاً «بشدة أن يحصل أي تنسيق مع النظام السوري الذي يقتل شعبه، ويتسبب في هجرة السوريين إلى لبنان»، واصفاً التنسيق إن حصل كأنه «تسليم الضحية إلى الجلاد». ونفى المرعبي «وجود مساحات آمنة في سوريا تقارب الـ70 في المائة كما يقال»، مؤكداً أن «الحكومة غير مستعدة لتحمل دماء بريئة»، محملاً «المجتمع الدولي مسؤولية التنسيق معنا لتحمل مسؤولية النازحين». وتوقع عودة موجات من النازحين مطلع الصيف المقبل إلى سوريا، موضحاً أنه «لا يتحمل مسؤولية تشجيع أحد على العودة؛ لأن لا ثقة عنده في النظام ولا في المنظمات الإرهابية؛ لأن كلا الطرفين يقتل الشعب السوري». واستدرك قائلاً: «أنا أشجع من يريد من النازحين السوريين على العودة إلى مناطق آمنة للحفاظ على عروبة سوريا من الاحتلالين الإيراني والروسي»، مؤكداً أنه بصفته مسؤولاً له حرية أن يعلن الموقف الذي يريد.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

شرطة تورونتو: 9 قتلى و 16 جريحا الحصيلة الجديدة لحادثة الدهس بالشاحنة

http://eliasbejjaninews.com/archives/64090

وكالات/كندا/تورنتو//23 نيسان/18»/في حادث غامض ومميت لم تتوضح خلفياته حتى الآن فقد قام سائق (تم القبض عليه) فان/شاحنة، بصدم المارة في مدينة تورنتو بشارع مزدحم مما تسبب حسب التقارير الأولية إلى مقتل تسعة وجرح عشرون من المارة الذن صادف وجودهم في الشارح المستهدف. لم تؤكد الشرطة الكندية حتى الآن أن كان للحادث خلفيات ارهابية أم لا. رئيس وزراء كندا استنكر الحادث وتقدم بالتعازي من ذوي القتلى وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

 

إسرائيل ستغتال الأسد إذا سمح لإيران بشن حرب من سورية وأكدت الاستعداد لأي مواجهة واستهدفت مدفعية بعد سقوط قذيفة هاون في الجولان

الأسد التقى كبير مساعدي ظريف وصحيفة روسية كشفت عن قرب إمداد دمشق بمنظومات “إس-300”

عواصم – وكالات/23 نيسان/18/حذر وزير مقرب من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، أمس، من أن حياة الرئيس السوري بشار الاسد ستكون مهددة اذا سمح لايران بشن حرب على اسرائيل انطلاقا من سورية.

وقال وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتز من حزب “الليكود” في شريط فيديو على موقع “وانيت”، “اذا سمح الاسد لايران او اي جهة اخرى باعلان الحرب على اسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية ، فانه يتحمل المسؤولية الكاملة وكافة المخاطر المترتبة على ذلك”.

وأضاف شتاينتز وهو أيضا عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر الذي يتعامل مع القضايا الستراتيجية “من غير الوارد بالنسبة لنا ان يسمح الاسد بطريقة أو باخرى باعلان حرب من بلاده وان يبقى هو أو نظامه موجودا، اذ لن يبقى جالسا في قصره بهدوء، وستكون حياته نفسها مهددة”.

وأعرب عن اعتقاده أن “ما يحدث في سورية قد يكون حاسما لمستقبلنا وامننا وآمل الا تتدهور الامور لتتطور الى حرب شاملة”، مضيفا “مصممون على منع التواجد الإيراني العسكري على حدودنا الشمالية وآمل أن يكون ذلك واضحا للايرانيين ولبشار الأسد، والا يأخذ على عاتقه المخاطر التي سيندم عليها في المستقبل”.

ومساء أول من أمس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتانياهو، أن إيران تسعى إلى تدمير إسرائيل، مؤكداً الإستعداد لأي مواجهة. وقال نتانياهو خلال لقاء لأعضاء هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بمشاركة وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، ورئيس هيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت، “سمعت الأقوال التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظؤيف) الذي يتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي، هذا هو وزير خارجية دولة ترسل الطائرات المسيرة المسلحة إلى إسرائيل وتطلق الصواريخ على السعودية”.

وأضاف “سمعت أيضا أقواله المعتدلة وهناك فجوة هائلة بين هذه الكلمات وبين أفعال الحرس الثوري الذي يرسل جيشا ضد إسرائيل وهدفه المعلن هو تدمير دولة إسرائيل، هذه الكلمات لا تؤثر عليّ. أثق بهذا المنتدى وبجيش الدفاع الإسرائيلي المستعد لأي احتمالية ولأي سيناريو كان”.

إلى ذلك، قصف الجيش الإسرائيلي قطعة مدفعية سورية ردا على سقوط قذيفة هاون في هضبة الجولان، المحتلة من قبل إسرائيل. ورجح الجيش الاسرائيلي أنت تكون النيران خاطئة، محملا النظام السوري المسؤولية مؤكداً أنه “لن يتسامح مع أي محاولة للمساس بسيادة إسرائيل”.

من جهة أخرى، قال الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقبال أمس، كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري، “إن عدوان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سورية لن ينجح في وقف الحرب على الإرهاب الذي ستتواصل حتى استعادة السيطرة على أراضي السورية”، متهما الدول الثلاث بدعم “الارهابيين”، فيما هددت بريطانيا بهجوم جديد في حال استخدم الأسد السلاح الكيماوي مرة أخرى.

على صعيد متصل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إنه “سيكون من السذاجة” الاعتقاد بأن الأمم المتحدة ستحل بشكل سحري الأزمة السورية. وأضاف غوتيريس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين بستوكهولم، إن “أحداث سورية مؤشر على عودة الحرب الباردة”.

إلى ذلك، بحث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الازمة السورية داعياً إلى توحيد الجهود لوضع حد للبرنامج الكيماوي السوري وانتهاكات النظام ضد شعبه.

من جهة أخرى، كشفت صحيفة “كوميرسانت” الروسية نقلاً عن مصدرين عسكرين، عن قرب توريد روسيا منظومات الدفاع الجوي الصاروخية “إس-300” مجانا إلى سورية. وأوضحت أن دمشق تعاقدت العام 2010 مع شركة “روسوأبورونإكسبورت” الروسية على توريد أربع منظومات “إس -300 بي ام او -2” وتم نقل محطات الرادار فقط إلى الطرف السوري في إطار هذه الصفقة، إلا أن الحرب الأهلية والتحذيرات الإسرائيلية من أن حيازة الجيش السوري لهذه الأسلحة ستسمح له بالسيطرة على الأجواء الإسرائيلية حالا دون تنفيذ الاتفاق كاملا.

ومن المتوقع أن تتمكن القوات الحكومية السورية بإسناد المنظومات المذكورة من إنشاء نظام أمني متعدد المستويات خلال فترة قصيرة، سيحمي دمشق والقواعد العسكرية السورية من الغارات الصاروخية المحتملة. كما يستغرق تدريب الجيش السوري على استخدام “إس-300” حوالي ثلاث أشهر. ورفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، التعليق، مؤكداً أن الهجوم الصاروخي للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أدى إلى تفاقم الأجواء المحيطة بالتسوية، فيما أعلنت أعلنت وزارة الخارجية أن موسكو لن تشارك في التحقيق في الاستخدام الأسلحة الكيماوية بدوما. ميدانياً، دارت معارك عنيفة في جنوب دمشق مع استمرار العملية العسكرية لقوات النظام ضد تنظيم “داعش” ما أسفر خلال خمسة أيام عن مقتل نحو 30 عنصراً من الطرفين، فيما أكد العراق مقتل الرجل الثاني في “داعش” أبو لقمان السوري خلال قصف جوي بسورية.

 

ظريف يعرض تبادل سجناء مقابل تغيير موقف الإدارة الأميركية

نيويورك: «الشرق الأوسط»/23 نيسان/18/عرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على الإدارة الأميركية إجراء مفاوضات لمبادلة سجناء مع الولايات المتحدة إذا ما أظهرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب «تغييراً في موقفها» من الاتفاق النووي. وأضاف ظريف في حوار مع قناة شبكة «سي بي إس» أمس، أن المفاوضات «ممكنة بالتأكيد من منظور إنساني، لكنها تتطلب تغييراً في الموقف». وهناك 5 أميركيين مسجونين في إيران بينهم باقر نمازي البالغ الحادية والثمانين والذي يواجه تدهوراً في حالته الصحية. وانتقد ظريف الإدارة الأميركية بسبب «عدم احترامها» لإيران. وقال، حسب مقتطفات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية من المقابلة: «أنت لا تدخُل في مفاوضات من خلال إظهار عدم احترام لدولة ولشعبها وحكومتها عبر إطلاق ادعاءات علنية من بينها هذا الوهم المتعلق بتغيير النظام». وحسب ظريف، هناك «عدد كبير» من السجناء الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة أو في مكان آخر بناءً على طلب واشنطن «بمن فيهم امرأة اضطرت إلى الولادة داخل سجن أسترالي بسبب طلب تسليم أميركي». وحذّر ظريف، في تصريحات للصحافيين من نيويورك، من أنّ إيران مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم بـ«قوة» إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي المبرم في 2015، مشيراً إلى أن هناك «إجراءات صارمة» أخرى يجري بحثها إذا ما حصل ذلك. وصرح ظريف بأنّ إيران لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية لكنّ رد طهران «المحتمل» على تخلي واشنطن عن الاتفاق هو إعادة إنتاج اليورانيوم المخصب الذي يشكل عنصراً أساسياً في صنع قنبلة ذرية. وقال الوزير الإيراني الموجود في نيويورك لحضور اجتماع للأمم المتحدة حول السلام المستدام، إن «أميركا ما كان يجب أن تخشى أن تقوم إيران بإنتاج قنبلة نووية، لكننا سنواصل بقوة نشاط التخصيب».

 

خامنئي يشيد بمواقف قائد الجيش بعد انتقادات لروحاني والرئيس الإيراني يعلن معارضته حظر تطبيق «تلغرام»

الشرق الأوسط»/23 نيسان/18/دخل المرشد الإيراني علي خامنئي أمس على خط الجدل الدائر حول تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الأخيرة حول إشادة بالجيش حملت في طياتها انتقادات لاذعة إلى «الحرس الثوري»، وهو ما أثار غضب تلك القوات. واجتمع خامنئي أمس بقادة الجيش الإيراني، وأشاد خلال اللقاء بمواقف قائد الجيش عبد الرحيم موسوي بعدما رد أول من أمس على تصريحات روحاني من دون أن يذكر اسمه. وطفا التوتر بين «الحرس الثوري» وروحاني إلى سطح المشهد السياسي، بعدما قال الأخير، الأربعاء الماضي، إن «الجيش على الرغم من أنه يفهم السياسة لكنه لم يدخل الألاعيب السياسية»، وأضاف أيضا أن «اسم قادة الجيش لم يتلوث بملفات الفساد مثل قادة الجيش في النظام السابق». ولم يترك موقف روحاني مجالا للشك بأنه استهداف لـ«الحرس الثوري»، ورد الحرس عبر بيان رسمي وعلى لسان اثنين من قادته البارزين بأشد العبارات على روحاني. في السياق نفسه، تهكم، أول من أمس، قائد الجيش من مواقف تنتقد تدخل الحرس في المجالات المختلفة. ووصف من يدلون بتلك التصريحات بأنهم مغفلون أو يجهلون الأمور. ووصف خامنئي رد قائد الجيش الضمني على روحاني بـ«المواقف الثورية والوحدويّة»، مشيرا إلى أنها «تثبت امتلاكه عقلاً إدارياً ونقاء روحياً وتزيد من قيمة الجيش في أعين الناس أكثر فأكثر». وجدد خامنئي مطالبه بتطوير قدرات الجيش وقال: «يجب أن يتواصل التقدّم حتى يكون جيش الغد ثورياً أكثر من جيش اليوم وأفضل منه وأقوى وأكثر كفاءة» وفق ما نقل موقعه الرسمي.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أنه يعارض حظر مواقع التواصل الاجتماعي في إيران. ويطالب ممثلو خامنئي في خطب الجمعة بفرض قيود على الإنترنت. وكان خامنئي حذر من قبل بإغلاق ما اعتبره «منافذ النفوذ» في البلاد. ويزداد سخط السلطات على تطبيق «تلغرام» كل يوم بسبب انتشار الاحتجاجات المتقطعة في إيران بعدما كانت البلاد قد شهدت أكبر موجة احتجاجات منذ 2009 بخروج أكثر من 80 مدينة إيرانية ضد تدهور الوضع المعيشي. وخلال الشهر الأخير شهدت مدينة الأحواز احتجاجات العرب، فيما شهد الأسبوع الماضي احتجاجات مختلفة في محافظة أصفهان ويزد ضد سياسة نقل المياه، ومدينة كازرون ضد تقسيمات إدارية أقرتها الحكومة في المدينة. وزادت إضرابات أسواق كردستان ضد منع الأكراد من فتح أسواق حدودية ونقل البضائع من كردستان العراق. هذه الخطوة من روحاني تتباين مع مواقف خامنئي الذي أغلق قبل أيام حسابه الرسمي عبر شبكة «تلغرام»، وهو ما اعتبر خطوة رمزية تسبق ما أعلن سابقا عن نوايا بحظر شبكة «تلغرام». وكان خامنئي قبل أسبوع طالب بكسر احتكار بعض شبكات التواصل الأجنبية عبر ترويج شبكات داخلية. وتبع خطوة خامنئي، نائب الرئيس إسحاق جهانغيري بإغلاق صفحته عبر شبكة «تلغرام»، وهو ما اعتبر مؤشرا على إعلان الحكومة وقف تطبيق «تلغرام».

في هذا الصدد، نفى روحاني أمس أي نوايا لحكومته بحظر شبكة «تلغرام» في إيران. وقال إن «رفع الاحتكار ودعم شبكات التراسل الداخلية لا يعني فرض القيود على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى».وتباين موقف روحاني مع رسائل وجهت عبر الهاتف إلى أصحاب قنوات «تلغرام» وخاصة المواقع المسجلة في وزارة الثقافة الإيرانية، التي تدعو إلى التوقف عن استخدام تطبيق «تلغرام». وزعم روحاني أنه مع «حرية اختيار الناس». وأضاف: «يمكن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة بالتزامن».وقال روحاني إن «الحكومة ستحرس مجال الإنترنت وإمكانية وصول الناس (للمعلومة) والتواصل بينهم».

وکان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي قد أعلن عن حظر تطبيق تلغرام قبل نهاية أبريل (نيسان). ونفت الحكومة بدورها أن تكون قررت حظر تلغرام لكن وسائل إعلام إيرانية لمحت إلى أن القرار اتخذ من أعلى السلطات، في إشارة إلى خامنئي. ويستخدم «تلغرام» أكثر من 40 مليون إيراني منذ بداية نشاطه في إيران قبل ثلاث سنوات. ولعب التطبيق دورا أساسيا في فوز القائمة المدعومة من روحاني في انتخابات البرلمان 2016 في العاصمة طهران، قبل أن يصبح ورقته الرابحة لقيادة التيار «المعتدل والإصلاحي» للفوز بالانتخابات الرئاسية ومجالس البلدية.

ويتخوف الناشطون من أن تتجه السلطات إلى حظر شبكة «انستغرام» إذا ما حظرت خدمة «تلغرام». وتحجب السلطات الإيرانية تطبيقي «تويتر» و«فيسبوك».

 

خلوة باكاكرا» لمجلس الأمن تحدد «خريطة طريق» دولية في سوريا تشمل المسارات السياسية والإنسانية والكيماوية... ودينامية جديدة في المفاوضات

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

وضع أعضاء مجلس الأمن اجتماعات «خلوة باكاكرا» بجنوب السويد ما اعتبره دبلوماسيون «خريطة طريق» في المسارات الثلاثة الرئيسية للأزمة في سوريا، بدءاً من إنعاش العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة، مروراً بإيصال المساعدات الإنسانية، ووصولاً إلى إنشاء «آلية مستقلة» لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية. وكشف دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»، أن «التوافق المبدئي جاء بعد يوم من المشاورات المكثفة» التي أجراها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بدعم من المسؤولين السويديين الكبار، موضحاً أن الاتصالات «شملت أعضاء مجلس الأمن وأيضاً العواصم»، فضلاً عن الجلسات الخاصة التي عقدت بين أعضاء مجلس الأمن أنفسهم، وبينهم المندوبون الدائمون للدول الخمس الدائمة العضوية الأميركية نيكي هيلي والروسي فاسيلي نيبينزيا والفرنسي فرنسوا دولاتر والبريطانية كارين بيرس والصيني ما جاوتشو. وأفاد أن «خلوة باكاكرا» التي انعقدت في المنزل الريفي المطل على بحر البلطيق للأمين العام الثاني للأمم المتحدة داغ همرشولد «سعت إلى إيجاد روح جديدة من التعاون» الدولي، انطلاقاً من «غرس أمل ودينامية وروحية جديدة في العملية السياسية في سوريا».

وعلى أثر هذه الجهود، عقد أعضاء مجلس الأمن اجتماعاً مع غوتيريش والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دو ميستورا، وتبادلوا «وجهات النظر بشكل عميق ومنفتح» حول سوريا، وتوافقوا على نقاط بيان جاء فيه، أنه «اتفقنا على أن الوقت حان من أجل إحياء الحوار وتعزيزه، وإيجاد دينامية بناءة» في مجلس الأمن، معتبرين أن ما حصل خلال الاجتماع «خطوة في ذلك الاتجاه». وشددوا على أن «هناك حاجة إلى إعادة تنشيط العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة»، مؤكدين «التزامنا جهود الأمم المتحدة»، لأن «لديها وحدها المشروعية والصدقية الضروريتين لحل سياسي ثابت وقابل للحياة». ونبهوا إلى أن «الحل السياسي يجب أن يكون متمشياً مع القرار 2254». وكذلك اتفقوا على «الحاجة إلى التطبيق الكامل للقرار 2401 الذي صدر في فبراير (شباط) الماضي لمعالجة الوضع الإنساني»، مع «تكثيف الجهود» على هذا المسار. وكذلك أنجزت «خلوة باكاكرا» توافقاً على أن «استخدام الأسلحة الكيماوية ينتهك القرار 2118 وغير مقبول»، مؤكدين «التزامنا إنشاء آلية نزيهة ومستقلة لتحديد المسؤولية، واتفقوا في هذا الصدد على الانخراط في حوار بدعم من الأمين العام».

ورحبوا بالتزام الأمين العام «الانخراط مع مجلس الأمن حيال سوريا»، مشددين على «دعمه وتمكينه من استخدام مساعيه الحميدة»، علما بأن «المشاورات مع الجهات الفاعلة الرئيسية ستكون ضرورية». وفيما يعكس أهمية الجهود التي بذلت في باكاكرا، قال المندوب السويدي الدائم لدى الأمم المتحدة أولوف سكوغ في ختام هذه المحادثات، إن «هناك اتفاقاً على العودة بشكل جدي إلى الحل السياسي في إطار عملية جنيف التابعة للأمم المتحدة». وأضاف: «سنعمل جاهدين الآن وخلال الأيام القادمة، للاتفاق على آلية جدية تحدد ما إذا كانت هذه الأسلحة (الكيماوية) استخدمت، ومن هو المسؤول عن هذا الأمر». وأفاد: «كنا قلقين للغاية حيال تفاقم النزاع في المنطقة»، لافتاً إلى أنه «بمجرد أن جلس زميلي الروسي فاسيلي (نيبينزيا) والسفيرة الأميركي نيكي (هيلي) حول طاولة واحدة طيلة يوم ونصف يوم (...) نشأت ثقة يحتاج إليها مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته».

وقال دولاتر إن الخلوة «أتاحت لأعضاء مجلس الأمن التخلي عن عملية التسيير الآلية والدخول في نقاش فعلي ومعمق»، مضيفاً أنه «حاولنا البدء في تحديد مناطق التلاقي الممكنة».

وكان غوتيريش أكد في منزل همرشولد، الذي قتل بشكل مأساوي في تحطم طائرة عام 1961، أن أعضاء مجلس الأمن يحتاجون إلى إيجاد طريقة كي يتحدوا من أجل معاقبة أي شخص يتبين أنه استخدم أسلحة كيماوية في سوريا، بما يتمشى والقانون الدولي، لافتاً إلى أنه بعد الادعاءات عن استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما والحالات السابقة التي جرى التحقق منها من الأمم المتحدة منذ بدء النزاع، أكد أنه يجب إيجاد طريقة لإنهاء استخدامها. وقال: «لا يمكننا الاستمرار في العيش مع الإفلات من العقاب فيما يتعلق بما كان يحدث مع الأسلحة التي كان ينبغي أن تختفي من على وجه العالم». وردد ما قاله الأمين العام السابق همرشولد أنه «أكثر من أي وقت مضى، العالم عالم واحد»، مضيفاً أنه ليس للبشرية «الحق» في السماح للانقسامات الجديدة والقديمة أن تسبب الكثير من المعاناة والألم. ودعا إلى «التغلب على التناقضات والتغلب على الخلافات وفهم أننا جميعاً يجب أن نعمل حقاً من أجل ما هو بحق عالم واحد». وقال: «عندما ننظر إلى ما يحدث اليوم، وعندما نرى الكثير من الانقسامات، وعودة انقسامات قديمة، وتضاعف الانقسامات الجديدة، والصراعات التي تتسبب في معاناة هائلة في جميع أنحاء العالم، وسوريا التي تعد أكبر مثال مأساوي، فيكون الوقت ملائماً لنتذكر كلمات داغ همرشولد تلك. هذا العالم واحد ولا يحق لنا تدميره، كما لا يحق لنا السماح لهذه الانقسامات بأن تستمر لتسبب الكثير من المعاناة، وكثيرا من الألم، وتمنعنا من الاستفادة الكاملة من الفوائد التي تهبنا إياها الحضارة».

 

6 آلاف مدني في اليرموك عالقون بين القصف والقتال ومعارضو القلمون الشرقي يُنقَلون إلى عفرين

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/23 نيسان/18/أعلنت مصادر فلسطينية مطلعة على القتال في مخيم اليرموك في جنوب دمشق، أن 6 آلاف مدني «عالقون وسط القصف والقتال بين قوات النظام السوري وتنظيم داعش» في المخيم، ولم تسمح لهم وتيرة القصف العنيفة من النزوح إلى مناطق سيطرة قوات المعارضة في ببيلا ويلدا وبيت سحم، وذلك وسط استمرار القتال لليوم الرابع على التوالي إثر هجوم ينفذه النظام لطرد التنظيم المتطرف من جنوب العاصمة، في حين تواصل نقل المعارضين من القلمون الشرقي إلى ريف عفرين في إطار اتفاق مع النظام والروس لإجلائهم من المنطقة. وقال المنسق العام لتجمع «مصير» الفلسطيني في المخيم أيمن أبو هاشم لـ«الشرق الأوسط»، إن 6000 مدني من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، يتوزعون على الحارات غير المدمرة والتي لا تتخطى نسبتها الـ30 في المائة من حارات المخيم، باتوا عالقين وسط القصف الذي لم ينقطع منذ 18 أبريل (نيسان) الماضي. وأضاف: «النظام يكمل تدمير باقي أحياء المخيم غير المدمرة والتي تحتضن المدنيين»، لافتاً إلى أن القصف «قضى على آخر المستشفيات (مشفى فلسطين) في المخيم قبل يومين، إضافة إلى تدمير المركز الثقافي الفلسطيني، ويواصل استهداف أحياء يقطنها المدنيون بينها المغاربة وحي الثلاثين وحي العروبة».

وقال: «المدنيون اليوم يطالبون بالخروج من المخيم إلى يلدا وببيلا وبيت سحم المجاورة، لكن النظام يكمل القصف ولا يمنحهم فرصة للنزوح، وهي عملية تحتاج إلى هدنة لساعات»، مشيرا إلى أن تلك المناطق «تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة التي تربطها بالنظام اتفاقيات هدن ومصالحات». وأشار إلى أن النظام «استخدم أخيراً الخراطيم المتفجرة في عملية القصف على المخيم».

وتشن قوات النظام السوري حملة قصف عنيف على مخيم اليرموك الفلسطيني للاجئين الواقع على أطراف دمشق وعلى الأحياء القريبة التي يسيطر عليها تنظيم داعش. ويؤكد ناشطون أن الهجوم «مختلف عن الهجمات السابقة كونه الأعنف، ويسعى لاستعادة السيطرة على المنطقة، حيث لم يتوقف القصف الجوي والصاروخي عن المخيم منذ مساء الأربعاء». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن امرأة وزوجها وطفلهما قتلوا في القصف على اليرموك مساء السبت «ليرتفع إلى تسعة على الأقل، عدد الشهداء الذين قضوا منذ التصعيد على المنطقة يوم الخميس». وأشار عبد الرحمن إلى تواصل القصف الجوي والصاروخي والاشتباكات في الحي. وكان اليرموك حيا مكتظا بالسكان في العاصمة لكن العنف مزقه منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. وفرض النظام السوري حصارا عليه عام 2012، فيما أنهك القتال بين الفصائل المعارضة والمتشددين السكان.

وفي 2015، سيطر تنظيم داعش على معظم أجزاء الحي، فيما وافق مقاتلون من المعارضة ومتشددون من خارج تنظيم داعش كانوا متواجدين بأعداد أقل في اليرموك على الانسحاب قبل أسابيع. وتحدثت مصادر في مخيم اليرموك عن أن «داعش» يسيطر على نحو 95 في المائة من المنطقة الخاضعة لسيطرته وسيطرة «جبهة النصرة» في مخيم اليرموك ومناطق التضامن والعسالي والحجر الأسود، بينما ينحصر وجود «النصرة» في مخيم اليرموك في المنطقة الشمالية من المخيم في منطقتي الريجي والثلاثين، وهي محاصرة من «النظام» من جانب، ومن «داعش» من جانب آخر، وتعرضت لهجوم من النظام أول من أمس. وأشارت المصادر إلى أن مناطق أخرى للنصرة في محيط اليرموك «تعرضت للقصف» قبل يومين، كما تعرض مركز تابع لـ«جيش الإسلام» للقصف أيضاً في منطقة خاضعة لاتفاقية هدنة مع النظام.

وتأتي العملية العسكرية على اليرموك في إطار سعي القوات الحكومية لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق. لكن تصعيد القصف على اليرموك أثار قلق المنظمات الإنسانية. وأبدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في دمشق في بيان الجمعة «قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين» مع استمرار «القصف وإطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه». ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصفاً من قبل الطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة على مناطق في حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك، وسط قصف من قبل الطائرات الحربية على مناطق في القسم الجنوبي من العاصمة، فيما تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في محيط مخيم اليرموك وأطراف القدم ومحيط الحجر الأسود وأطراف التضامن في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، وسط استهدافات مكثفة ومتبادلة على محاور القتال بين الجانبين. كذلك تواصلت الاشتباكات على الأطراف الشمالية لمخيم اليرموك بين قوات النظام و«هيئة تحرير الشام».

في سياق آخر، بدأ مقاتلو المعارضة أمس الأحد، الانسحاب من جيب كانوا يسيطرون عليه يقع شمال شرقي دمشق في منطقة القلمون الشرقي بموجب اتفاق استسلام مع النظام. ويجري نقلهم لمنطقة تسيطر عليها المعارضة على الحدود مع تركيا. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن قافلة المهجرين من القلمون الشرقي التي تضم نحو 44 حافلة، وصلت إلى تخوم منطقة جنديرس التي جرى نقلهم إليها، بعد دخولهم إلى مناطق سيطرة قوات عملية «درع الفرات»، حيث جرى نقلهم بعد اختيار عفرين كوجهة للمهجرين من القلمون الشرقي، في حين جاءت العملية بعد نقل المئات من منطقة الضمير الواقعة في القلمون الشرقي إلى منطقة جنديرس الواقعة في ريف عفرين الجنوبي الغربي.

 

زعيم كوريا الشمالية لن ينتظر مصير صدام حسين والقذافي ويستعد لهذا السيناريو

موقع القناة الثالثة والعشرون/23 نيسان/18/يرى خبراء أمريكيون أن الهدف من "الضربة الثلاثية" ضد سوريا، يوم 14 أبريل / نيسان الجاري، هو تجربة عملية لضرب دولة أخرى، بحسب مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية. ذكرت المجلة في تقرير لها، الأحد 22 أبريل / نيسان، أن الضربة التي شاركت فيها أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، لم يكن الهدف منها فقط هو استهداف المنشآت السورية، ومعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على مزاعم استخدام السلاح الكيميائي، وإنما توجيه رسالة قوية إلى دول أخرى مثل كوريا الشمالية، حتى تأخذ تهديدات البيت الأبيض على محمل الجد. ولفتت المجلة إلى قول الكاتب الأمريكي مارك ثيسن، في صحيفة "واشنطن بوست"، أن حزم ترامب مع سوريا يوجه رسالة إلى الصين أيضا، مفادها أن التهديدات التي يتم توجيهها إلى بيونغ يانغ ليست خداعا. لكن المجلة الأمريكية أوضحت أنه رغم الرسالة القوية التي تضمنتها "الضربة الثلاثية"، إلا أنها ربما تسبب نتيجة عكسية فيما يخص قدرات كوريا الشمالية النووية، مشيرة إلى أنها ستدفع كيم جونغ أون إلى الاعتقاد بصورة كبيرة أن صواريخ أمريكا ستضرب بلاده مثلما ضربت سوريا، إذا تخلى عن قنابله النووية. وأضافت: "في هذه الحالة، لن يكون التفاوض على التخلي عن سلاحه النووي، ووسائل إطلاقه أمرا سهلا". وقالت المجلة إن تلك الضربات ستجعل زعيم كوريا الشمالية أكثر تمسكا بترسانته النووية والصاروخية، وأنه لن يقبل بالتفاوض على التخلص من أسلحته، لينتظر مصير صدام حسين، أو معمر القذافي، أو أن يكون مستهدفا بالضربات الصاروخية مثل يحدث في سوريا. ونفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة صاروخية ضد سوريا شملت إطلاق أكثر من 100 صاروخ على مواقع، زعمت إنها استخدمت في تنفيذ هجمات كيميائية ضد مدنيين في مدينة دوما السورية، وهي الاتهامات التي تنفيها دمشق، وروسيا.

 

قطر تتهم الإمارات بالتلاعب بالحقائق بشأن طائرتها المدنية

موقع القناة الثالثة والعشرون/23 نيسان/18/استنكرت الهيئة العامة للطيران المدني القطرية، الأحد، اتهام الإمارات لقطر "بتهديد الأمن والسلامة الجوية"، مؤكدةً أن الدوحة "ملتزمة بأعلى معايير الجودة للمحافظة على أمن وسلامة الطيران المدني". جاء هذا في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "قنا"، بعد ساعات من بيان لهيئة الطيران المدني الإماراتية (حكومية)، اتهمت فيه مقاتلات قطرية بـ"ملاحقة" إحدى طائراتها المدنية في أجواء تديرها البحرين والاقتراب منها بشكل خطير وتهديد سلامة ركابها. واتهمت الدوحة، أبوظبي، بأنها "تتلاعب بالحقائق بقصد تأجيج وتضليل المجتمع الدولي". وأوضحت "الحقيقة هي أن الطائرة العسكرية القطرية كانت محلقة باتجاه شمال شرقي دولة قطر في مهمة معروفة لدى مقدم الخدمات الملاحية في البحرين، إثر دخول طائرة عسكرية إماراتية المياه القطرية دون أخذ إذن مسبق من قطر وفي خط سير مقارب لخط سير الطائرة المدنية الإماراتية المشار إليها في بيان هيئة الطيران الإماراتية". وأشار البيان أن "هذه ليست المرة الأولى التي تتعمد فيها الإمارات إرسال طائرات عسكرية للمرور في الأجواء بالتزامن مع مرور طائرات مدنية إماراتية دون أخذ الإذن من الجهات المعنية في دولة قطر". وبيّنت الهيئة القطرية أن ذلك يأتي "رغم النداءات المتكررة لمقدم الخدمات الملاحية في البحرين للتنسيق بهذا الصدد"، معتبرة أن ذلك "عمل غير مسؤول من الإمارات والبحرين". واعتبرت الهيئة "أن تتالي الشكاوى المفتعلة التي تصدر عن هيئة الطيران المدني بدولة الإمارات مصحوبة بزخم إعلامي ما هي إلا محاولات غير موفقة للفت الأنظار بعيداً عن اختراقات طائراتها العسكرية المتعددة للأجواء القطرية منذ بداية الأزمة في يونيو 2017".

واعتبرت أن "استمرار مقدم خدمات الملاحة الجوية في البحرين في عدم المهنية وعدم التجاوب والانحياز في الوقت الذي يفترض فيه الحياد في تقديم خدماته كونه المكلف بإدارة عملية الملاحة في هذه المنطقة، لهو مدعاة للقلق والاستنكار". اتهمت الإمارات، الأحد، مقاتلات قطرية بالاقتراب "بشكل خطير" من طائرة إماراتية مدنية على متنها 86 راكبا في الأجواء البحرينية. وقالت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية إن هذه "المقاتلات قامت بملاحقة الطائرة المدنية الإماراتية والاقتراب منها (...) تاركة ثواني قليلة قبل اصطدام الطائرتين". وأوضح البيان أن هذا يعد "اقترابا خطيرا وغير آمن يعرض حياة الركاب للخطر" مشيرة إلى أن قائد الطائرة أجبر "على إجراء مناورة سريعة للابتعاد وتفادي الاصطدام". وقالت الهيئة إنها سترفع شكوى لدى المنظمة الدولية للطيران المدني

 

٣ 'إغراءات' غربية لبوتين مقابل التخلي عن الأسد... روسيا باقية بسوريا!

"حرية"/موقع القناة الثالثة والعشرون/23 نيسان/18/كشفت صحيفة “فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ” نقلاً عن دوائر نافذة بصناعة السياسة الخارجية بحكومة مستشارة ألمانيا “أنجيلا ميركل” أن مباحثات صناع القرار الغربيين خلف الأبواب المغلقة حالياً مع موسكو تتمحور حول ثلاثة عروض أميركية وألمانية وأوروبية، لإغراء الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بالتخلي عن “بشار الأسد”، ودعمه مفاوضات سلام حقيقية لإعادة الاستقرار إلى سوريا. ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين بارزين بحزبي الائتلاف الألماني الحاكم “المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه المستشارة ميركل، والاشتراكي الديمقراطي” إشارتهم إلى أن التواصل الغربي مع روسيا بشأن تخليها عن الأسد مبني على قاعدة “الأخذ والعطاء”. وأوضح هؤلاء المسؤولون أن العروض الغربية المقترحة تشمل ضماناً غربياً ببقاء روسيا في قواعدها العسكرية بشواطئ سوريا المطلة على البحر المتوسط، والدعم المالي، واعتراف الغرب بها قوة لا يمكن حل مشكلة بالعالم بدونها.

ضمان واعتراف

ولفتت الصحيفة إلى أن الجميع في برلين يعرفون أهمية القاعدتين العسكريتين الروسيتين بميناء طرطوس ومطاراللاذقية، باعتبارهما “يمثلان كل شيء لروسيا في جنوبي البوسفور، ولتحول بدونهما المتوسط لبحر خالص لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ولدورهما كحجر الأساس لتنظيم حركة وعمليات الغواصات وحاملات الطائرات الروسية بالمنطقة بين مضيق الدردنيل وقناة السويس ومضيق جبل طارق” ونقلت “فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ” عن “يورغن هاردت ورودريش كيزافيتر” ممثل الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم بلجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني “البوندستاغ”، تقديرهما أن بقاء الأسد يضمن لروسيا استمرار وجودها بهاتين القاعدتين الممثلتين لأهم مصالحها واهتماماتها بسوريا. ورأى “هاردت وكيزافيتر” أن المخاوف الروسية من احتمال تشكيل أي حكومة سورية ديمقراطية في شرعية هذا الوجود تعطى أولوية لتركيز الغرب على موضوع القاعدتين، وإعطاء ضمانات للروس بالبقاء فيهما بعد رحيل الأسد، عبر اتفاق سلام يضمن خروجاً منظماً للأسد من الحكم، واعتبر السياسيان الألمانيان أن هذا من شأنه إقناع بوتين بدعم حل سياسي ومفاوضات سلام حقيقية بسوريا. وفي ما يتعلق بالعرض الثاني المتعلق بالأموال، أوضحت الصحيفة الألمانية، نقلاً عن خبراء السياسة الخارجية بحكومة “ميركل” أن سوريا دولة فاشلة بحالة اضطراب وتحرق فيها روسيا عقود جنودها وأموالها، وتتورط فيها بشكل ميؤوس منه، مثل ورطة الولايات المتحدة بالعراق، وهي آخر ما يريده بوتين. واعتبر مسؤولو السياسة الخارجية بالائتلاف الألماني الحاكم أن هذا الجانب يمثل مدخلاً للغرب لتحفيز الروس على التوصل لحل سلمي يتم في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة، ويضمن ضخ مليارات لإعادة الإعمار من الغرب ودول الخليج الثرية، المتطلعين لدعم عملية تحول حقيقي على غرار ما جرى لإنهاء الحرب الفيتنامية.

نفوذ دولي

ونوهت “فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ” إلى أن العرض الثالث يعتبر الأهم بمقترحات الغرب، ويتمثل في القبول بتطلعات الرئيس الروسي لتمكين موسكو من نفوذ عالمي، وبإعطاء بلده دور القوة العظمى، ونقلت عن أحد المرتبطين بصناعة السياسة الخارجية بالحكومة الألمانية، ممن فضلوا عدم ذكر اسمهم، قوله “كل طرق ألمانيا وحلفائها لإنهاء الحرب التي استمرت سبع سنوات وقضت على نصف مليون إنسان بسوريا، تمر للأسف عبر إعطائهم لبوتين ما يريده من نفوذ عالمي”. واعتبر صناع السياسة الخارجية الألمان الذين تحدثت إليهم الصحيفة أن هذا العرض الغربي يعد اعترافاً بالواقع وليس استسلاماً، وحاجة فرضها عدم وجود بدائل أخرى لإنهاء الكارثة السورية، بسبب حماية روسيا للأسد.

 

ترمب ينفي تقديم تنازلات لكوريا الشمالية وسيول تستعد لقمتها مع بيونغ يانغ وسط تشكيك في نية كيم نزع السلاح النووي

واشنطن - سيول: «الشرق الأوسط/23 نيسان/18»/أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، أن بلاده لم تتنازل حتى الآن عن «أي شيء»، مقابل موافقة كوريا الشمالية على وقف التجارب النووية والباليستية.

وأعلنت بيونغ يانغ، هذا الأسبوع، وقف التجارب النووية وإطلاق الصواريخ الباليستية، وإغلاق موقع للتجارب النووية، في وقت يستعد فيه البلدان لعقد قمة على أعلى مستوى، بين كيم جونغ أون وترمب، إلا أنها لم تلتزم بالتخلي عن أسلحتها النووية التي تعتبرها ضمانة لها بوجه أية محاولة للغرب للإطاحة بنظامها. وكتب ترمب على «تويتر»: «لم نتخل عن أي شيء، لقد وافقوا على السير باتجاه نزع السلاح النووي (وذلك عظيم للعالم)، وإغلاق موقع للتجارب النووية، ووقف التجارب!». وتابع الرئيس الأميركي: «نحن بعيدون جداً عن إغلاق الملف الكوري الشمالي، قد تنجح الأمور، وقد لا تنجح، الوقت وحده كفيل بكشف ما سيحصل... لكن ما أقوم به الآن كان يجب القيام به منذ وقت طويل». وأعلن كيم، السبت، أن كوريا الشمالية أوقفت التجارب النووية والباليستية، وأغلقت موقعاً للتجارب النووية، في تطور سارع ترمب، وزعماء الصين وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي، إلى الترحيب به، في تغريدة على «تويتر»، كتب فيها: «تقدم كبير! نتطلع إلى قمتنا.». إلا أن مراقبين حذروا من أن هذه التنازلات قد يتم التراجع عنها بسهولة، في حال قرر كيم ذلك. ويعتبر محللون أن القمة المقررة، لا سيما الاجتماع مع رئيس أميركي حالي، تضفي شرعية على كيم وحكومته، وتعتبر بمثابة انتصار لبيونغ يانغ، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبهذا الصدد، قال السيناتور بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية: «إن هذا جهد كبير في مجال العلاقات العامة بذله كيم جونغ أون، وأعتقد أن الناس تدرك ذلك. أعتقد أن الجميع في الإدارة والكونغرس يقاربون هذا بتشكيك وحذر».

وأضاف: «يمكن التراجع عن ذلك بسهولة، وجميعنا يعلم ذلك»، مشيراً إلى أن كيم بدأ «الاجتماعات بطريقة تضع الولايات المتحدة تقريباً في موقف دفاعي». وفيما تبحث إدارة الرئيس الأميركي مع مسؤولين كوريين جنوبيين تفاصيل القمة المرتقبة بين الزعيمين، تستعد كوريا الجنوبية لقمة استثنائية، الجمعة المقبلة، تجمع هذه المرة بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - إن. وقال مسؤولون في سيول، أمس، وفق وكالة «رويترز»، إن تحضيرات كوريا الجنوبية لأول قمة لها مع الشمال منذ أكثر من 10 سنوات بلغت أوجها هذا الأسبوع، بعد يوم من تعهد بيونغ يانغ بتعليق تجاربها النووية، مما عزز الآمال، لكنه أثار شكوك الكوريين الجنوبيين كذلك.وقال نام سونغ - ووك، أستاذ دراسات كوريا الشمالية بالجامعة الكورية في سيول، إن «كوريا الشمالية لها باع طويل في إثارة مسألة نزع السلاح النووي، وقد تعهدت في السابق بتجميد برامجها النووية. نذكر جميعاً كيف تبددت هذه التعهدات والالتزامات في العقود الماضية»، وفق ما نقلته عنه «رويترز». وأضاف: «يبدو إعلان الشمال مؤثراً للغاية، لكن من الطبيعي أن يتعامل العالم بحذر مع كل كلمة ينطق بها كيم». وقال كيم عند تعهده بوقف التجارب النووية والباليستية إن بلاده لم تعد بحاجة إلى إجراء هذه التجارب، بعد أن امتلكت الأسلحة بالفعل، وإنه سيوجه جهوده للتنمية الاقتصادية. ورأى مسؤول من القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية، أمس، أن مون، الذي رحب بإعلان كيم قائلاً إنه خطوة «كبيرة» باتجاه نزع السلاح النووي، يركز اهتمامه بشكل كامل هذا الأسبوع على القمة، ويبقى في القصر الرئاسي للتحضير لها، ولا يرتبط بأي التزامات خارجية.

وقال المسؤول إن جهاز الأمن الرئاسي اجتمع مع أفراد من الجيش، وقيادة قوات الأمم المتحدة، أول من أمس، لبحث تأمين بلدة بانمونجوم التي ستعقد فيها القمة بين الكوريتين.

وكانت كوريا الجنوبية تعمل على مدى الأسابيع القليلة الماضية على تجديد مبنى «بيت السلام»، على جانبها من الحدود في بانمونجوم، للتحضير للقمة مع كيم الذي سيصبح أول زعيم كوري شمالي تطأ قدمه أراضي الجنوب منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953. ومن المتوقع أن تجري الكوريتان اليوم جولة أخرى من المحادثات على مستوى مجموعات العمل في تونجيل، الواقعة على الجانب الكوري الشمالي من قرية بانمونجوم الحدودية، لمناقشة شؤون متعلقة بالمراسم والتجهيزات الأمنية والتغطية الإعلامية للقمة.

ويضع مون على مكتبه حالياً خط اتصال هاتفي مباشر مع كيم، بدلاً من الاعتماد في التواصل على خط ساخن داخل المنطقة الأمنية المشتركة في بانمونجوم، الذي كان وسيلة التواصل الرئيسية بين الجانبين خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية، في فبراير (شباط). وقالت كوريا الجنوبية، الجمعة، إنه من المتوقع أن يعقد الزعيمان محادثات عبر خط الهاتف الجديد لأول مرة هذا الأسبوع، قبل القمة. وفي بداية زيارة لها إلى سيول، أمس، وصفت سوزان ثورنتون، وهي دبلوماسية أميركية كبيرة معنية بشؤون شرق آسيا، إعلان كوريا الشمالية الأخير بأنه «خطوة إيجابية للغاية». وستتضمن اجتماعات ثورنتون، خلال زيارتها التي تستمر 3 أيام، اجتماعين مع وزير خارجية كوريا الجنوبية وكبير مفاوضيها النوويين.ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن ثورنتون قولها: «سنعمل على تعزيز التنسيق الوثيق مع كوريا الجنوبية والحلفاء والشركاء هذا الأسبوع». ووصف ترمب عرض كوريا الشمالية بتعليق تجاربها بأنه «نبأ جيد جداً» و«تقدم كبير»، بينما قالت كوريا الجنوبية إنه قرار يمثل تقدماً «مهماً»، وسيعمل على تهيئة ظروف مواتية لاجتماعات قمة ناجحة معها ومع الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يجتمع كيم مع ترمب، أواخر شهر مايو (أيار) أو أوائل يونيو (حزيران)، في أول اجتماع من نوعه. ويقول خبراء إن العرض الكوري الشمالي، بعدم اختبار أو نقل أسلحة نووية، بدا وكأنه إعلان عن أنها دولة «تتحلى بالمسؤولية»، في ما يتعلق بالأسلحة النووية، لا عن عزمها نزع السلاح النووي. ويرى تشيونجغ سيونغ تشانغ، وهو كبير باحثين وزميل في معهد «سيغونغ» للبحوث، أنه من غير المتوقع أن تبدي كوريا الشمالية التزاماً صارماً بنزع سلاحها النووي قبل بدء مفاوضاتها مع الولايات المتحدة. وقال إنه «لا يمكن لكيم أن يتنازل عن كل شيء مرة واحدة. ومن الواضح أنه يظهر استعداده الجاد لتمهيد الطريق لمفاوضات سلسة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العونيون غائبون عن لوائح العونيين

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 24 نيسان 2018

يبدو أنّ الرحلاتِ الاستكشافية لم تنتهِ باكتشاف العالم الجديد الذي بات يحكم العالم، بل إنّ هناك رحلةَ بحثٍ جديدة عن آثارٍ للعونيين في لوائح تكتل «التغيير والإصلاح» في الدوائر عموماً، وفي دوائر جبل لبنان خصوصاً.

وتبدو هذه المهمّة أشبه بمَن يفتّش عن «إبرة في كومة قشّ»، فالقضية لا تتعلّق بمَن ناضل منذ التسعينات ضد الوجود السوري فقط، فهؤلاء المناضلون أصبحوا في غالبيتهم خارج تركيبة «ألتيار الوطني الحرّ»، لكنّ القصة بمَن انتسب الى «التيار» بعد عام 2005 على اعتبارِ أنّ الأحزاب والتيارات قادرة على إيصال مَن لديه طموح بتبوُّءِ منصبٍ سياسيّ وخدمةِ مشروعه. وكلما إقترب موعد الإنتخابات النيابية في 6 أيار يكتشف مَن آمن بمبادئ «التيار الوطني الحرّ» وارتضى أن يطلَق عليه لقبُ عوني نسبةً الى الجنرال ميشال عون، مؤسس التيار، أنه لن ينتخب مَن يمثّله، بل تمّت الاستعاضةُ عن الكوادر الحزبية بمرشحين من أندية المال والأعمال والتقليد والعائلية. لم يستوعب معظمُ العونيين حتى اللحظة تحالفَ «التيار الوطني الحرّ» التي دارت من أقسى اليمين الى أقسى اليسار، لكنهم في الوقت نفسه سينتخبون مرشحين ربما غيرَ مقتنعين بهم. فهذا الشحّ الكبير في المرشحين الحزبيين دفع بعض المنتسبين الى «التيار» بالتشكيك بمدى قوّة تيارهم. وبالنظر الى دوائر جبل لبنان، فإنّ «التيار الوطني الحرّ» يخوض الانتخاباتِ بلوائحَ مكتملة، ففي دائرة كسروان- جبيل هناك فقط مرشحان لـ«التيار» هما النائب سيمون أبي رميا وروجيه عازار، بينما النائب وليد خوري والمرشح الشيعي ربيع عوّاد، والمرشحون نعمة افرام، منصور البون وزياد بارود ليسوا منتسبين الى «التيار»، وحتى العميد شامل روكز ليس حزبيّاً. وما ينطبق على كسروان ينطبق على المتن، فهناك فقط مرشحان للتيار هما إدغار معلوف، وإبراهيم كنعان، فيما المرشحون الستة الآخرون ليسوا حزبيّين، ويطغى اللونُ «السوري القومي» على معظمهم. وبالانتقال الى عاليه والشوف وبعبدا، فإنّ الترشيحات العونية الأساسية التي قد يحالفها الحظ هي للنواب آلان عون وحكمت ديب في بعبدا، سيزار أبي خليل في عاليه، فيما ترشيح الوزير السابق ماريو عون يُضرَب من الداخل وسط منافسته بضراوة من قبل شريكه في اللائحة المرشح عن المقعد الماروني في الشوف فريد البستاني.

أما زحلة التي أعطت عون بالتحالف مع الوزير الراحل الياس سكاف 6 نواب في انتخابات 2005، فإنّ مرشّح «التيار» سليم عون يواجه احتمالاتِ السقوط، خصوصاً أنّ شريكيه في اللائحة ميشال ضاهر وأسعد نكد يملكان قوة مالية ضخمة، ما يجعلهما قادرَين على التفوّق على مرشح «التيار». وإذا كانت مشكلة ترشيحات العونيّين تغيب عن الشمال والجنوب، فإنها تحضر بقوة في بيروت الأولى التي تقتصر على المرشح نقولا الصحناوي الذي يواجه خطرَ الرسوب لأنّ المرشح في وجهه هو الوزير ميشال فرعون الذي يملك حيثية كبيرة في الأشرفية، فيما المرشحان مسعود الأشقر ونقولا الشماس لم يكونا يوماً مناضلين في صفوف «التيار»، في حين أنّ العوني السابق زياد عبس سيأخذ أصواتاً كثيرة من درب لائحة «التيار الوطني الحرّ». وأمام هذه الوقائع، يبدو أنّ «التيار الوطني الحرّ» سيواجه مرحلة صعبة بعد الانتخابات النيابية، خصوصاً أنّ المفاخرة بإبرام مثل هكذا تحالف سياسي عريض مع قوى عدّة ليس إنتصاراً، لأنّ جميع مَن تحالفوا مع «التيار» تحالفوا معه على أساس أنه في السلطة والعهد معه، وهؤلاء أنفسُهم سيستديرون بعد نحو 4 سنوات ونصف ويتحالفون مع رئيس الجمهورية الجديد ومع التيار أو الحزب الذي يملك السلطة، ولن يسألوا عن «التيار الوطني الحرّ». ينتظر الجميع كيف سيترجَم الإمتعاضُ العوني من التحالفات وتغييب المناضلين داخل صناديق الإقتراع في وقت يسأل الجميع أين العونيون في لوائح العونيين؟

 

من عِبّ «الكتائب» الى جَيبة «القوات»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 24 نيسان 2018

قد تكون المرّة الأولى التي تخوض فيها «القوات» الاستحقاق النيابي في دائرة المتن الشمالي بقلب قوي. تكاد ملعقة الفوز تقترب من حلقها. لا يهمّ من هو صاحب الحظ السعيد أو من هي صاحبة «الحظ الأنيق»، أو كيف سيتحقق الفوز أو على يد من سيتحقق. المهم إيجاد موطىء قدم في قلب المتن الشمالي، ومن خلفه العمق المسيحي بما تمثّله هذه الدائرة من تنوع سياسي لطالما عبّر عن وجدان المسيحيين. تحاول معراب إقناع جمهورها أنّ الحاصل الانتخابي لم يعد بعيد المتناول، وصار في إمكانها التصرّف على أساس أنّ نائباً متنياً سينضمّ الى التكتل «القواتي» بعد السابع من أيار. العين على مربّع جبل لبنان الذي تسعى «القوات» بكل ما أوتيت من أصوات تفضيلية قادرة على تأمينها من مخزونها الذاتي أو بتدخّل الأصدقاء، الى الوقوف على أرضه لتثبّت زعامة سمير جعجع المسيحية. من دون الجبل، ستبقى الزعامة مشوبة بالنقص. هو العمود الفقري ومنه ينطلق الى كل لبنان. لهذا، فتحت معراب أبوابها لمستقلّين غرقوا في متاهة قانون الانتخابات وقواعده الجديدة، فاستعانت بهم لكي يسدّوا النقص في حاصلها، إعتقاداً منهم أنّهم يملكون فرصاً متساوية ليكون أحدهم «فلتة الشوط» ولو كان في رصيده صوتان تفضيليان لا أكثر، اذا ما تقاتل «موارنة» الدائرة وشَنّوا حروب إلغاء في حق بعضهم البعض، كما يحصل راهناً.

ماجد ادي أبي اللمع هو المرشّح الحزبي الوحيد على اللائحة، ولكن هذا لا يعني أبداً أنّ تأمين الحاصل سيحمله، أخيراً، الى مجلس النواب. ميشال مكتف يعتقد الأمر نفسه، وبأنّ المقعد الكاثوليكي في المتن هو الحلقة الأضعف، لذا سيؤول إليه نتيجة «حروب الموارنة».

الأكيد أنّ معراب «ضحكت في عبّها» حين هجرت الى لوائحها «طيور» الترشيحات الكتائبية هرباً من «الوحدة» والسقوط المحتّم على متن «لوائح المخاطرة». هي تعرف جيداً أنّ التقاء مرشحي الصيفي ومعراب يزيد من حاصلها لا العكس، الأمر الذي يخشاه النائب سامي الجميّل وقد حاول كثيراً مقاومة هذه الكأس المرة، لكنه في النهاية استسلم لضغط النواب الذين جرّوه الى لوائح معراب أمراً واقعاً لا مفر منه، بعدما سُدّت أمامهم الطرق والمنافذ بفعل سياسة الحزب «الرفضية». لا داعي للإشارة إلى أنّ الحزبيْن - التوأمين، يقضمان من الطبق ذاته. مدرسة سياسية واحدة وألف باء مشتركة. مهما باعدت بينهما مصالح القيادتين، فهما يتقاطعان في كثير من القواعد الشعبية، فيما التقارب بينهما يعطي «الأقوى» فرصة جديدة للقضم أكثر من أمام شريكه المُضارِب. وعادة ما يظهر سمير جعجع نفسه بالأقوى والأكثر تنظيماً والأكثر قدرة على جذب المُريدين.

قد تصحّ هذه المعادلة في كل لبنان، إلّا في المتن حيث العمق الكتائبي. كان الاعتقاد سائداً أنّ الصيفي حَصّنت نفسها من أيّ اختراق من جانب الحلفاء قبل الخصوم، ولذا رفضت كل مشاريع التفاهمات التي تأتي بـ»الدببة الى كرمها»، فتمسّكت بخيار لائحة وحده سامي الجميّل نجمها فيما البقية تتنافس على «فتات» الأصوات التفضيلية مُتّكلة على لعبة الحظ التي اذا دارت لمصلحة اللائحة، قد تعطيها حاصلاً ثانياً، لن يعرف مصيره إلّا عند إقفال صناديق الاقتراع.

ولكن على مشارف يوم الاستحقاق، يقول أحد المتابيعن إنّ المشهدية تزيد من ثقة «القوات» بنفسها، على حساب الحاصل الكتائبي لا غيره. إذ انّ ثبات معراب على موقفها السياسي، كما الانتخابي، مقارنة بتقلّب الصيفي بين معارضة القوى السلطوية ومن ثمّ التحالف مع أحد أركانها، عَزّز من حضور اللائحة «القواتية» على حساب اللائحة الكتائبية لا غيرها. أضف الى أنّ «القوات» تتمتع بقدرات خدماتية يؤمّنها حضورها الحكومي، الأمر غير المُتاح كتائبياً، فيما ميشال مكتف يشكّل خرقاً «عائلياً» في صفوف الصيفي نظراً لشبكة العلاقات التي يتمتع بها بين قواعد الشهيد بيار الجميّل. حتى الخطاب الشبابي الذي اعتقد النائب الجميّل أنه يملك حصريّته، حَرص جعجع على أن تكون سِمة لائحته المتنية شبابية أيضاً. في النتيجة، يواجه سامي الجميّل خصومه التقليديين في المتن، وخصومة ذوي القربى السياسية، وكلما تمكنت معراب من جمع صوت تفضيلي جديد، كانت الصيفي هي التي تدفع الثمن من جيبها. أكثر من ذلك، تمنح الإحصاءات حزب الكتائب في المتن، أكثر من حاصل. ليس بمقدوره أو بمقدور غيره تحديد كمية الأصوات التي ستفيض عن الحاصل. في تقديرات سامي الجميّل أنه سينال الكسر الأكبر فيضمّ النائب الثاني الى كتلته، فيما «التيار الوطني الحر» يتصرّف أيضاً على هذا الأساس، وبأنّ الكسر الأكبر سيكون من حصته، وبالتالي سينال نائباً بمثابة هدية لدى الفرز. وإذا ما فعلها العونيون سيكون الجميّل في صَدد رَمي آلاف الأصوات في سلة المهملات، وسيُجيّر الفوز حكماً لمصلحة السلطة التي يدّعي محاربتها!

 

لهذه الخصال سيغلبهم أبو الياس...

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 24 نيسان 2018

قبل بضعة أشهر تلقّى مكتب دولة الرئيس ميشال المر فاتورةً من إحدى المستشفيات المجاورة لمكتبه في مبنى العمارة بقيمة بضعة آلاف من الدولارات، وعندما سأل معاونيه عمّا ترتّبت هذه الفاتورة، أجابوه بأنّ امرأةً دخلت إلى المستشفى وتلقّت علاجاً وطلبَت «إرسالَ الفاتورة إلى مكتب دولة الرئيس ميشال المر». وعلى الفور طلبَ أبو الياس دفعَ قيمةِ هذه الفاتورة للمستشفى، من دون أن يسأل عن اسمِ السيّدة التي تلقّت العلاج. هذه واحدة من آلاف خصال أبو الياس وفضائله تجاه المتنيين وغيرهم من اللبنانيين، يعطي من دون أن يسأل، ويخدم من دون انتظار مقابل، وهذه هي سيرتُه مع المتنيين الذين يحبّهم ويحبّونه منذ عشرات السنين. ولأنه بهذه الخصال الآسِرة والتي تجعله ملتصقاً اكثر فأكثر بقاعدته الشعبية، يحاول خصومه اليوم شطبَه من المعادلة بطرقٍ ملتوية بغية إفقادِ المتن قامةً تحفظ استقرارَه والتآخي بين ابنائه، حِفظها للاستقرار والتآخي بين جميع اللبنانيين، فضلاً عن دعوته الدائمة الى الاعتدال والحوار في التعاطي مع القضايا الوطنية. السابع من أيار سيكون يوماً آخر، حيث يحصد فيه الافرقاء السياسيون ما فعلت ايديهم، وفي ذلك النهار ستبيضُّ وجوه وتسودّ اخرى، والمرجّح انّ النتائج لن تكون سارّةً لأكثر من فريق، خصوصاً الافرقاء الذين ستضمُر احجامهم بفعل النظام الانتخابي النسبي الذي على رغم احتيالهم عليه سينال منهم تقليصاً لعدد المقاعد النيابية التي سيفوزون بها. أوّل الضامرين سيكون اولئك الذين ظنّوا انّهم بتفخيخهم قانونَ الانتخاب لتحويله قانوناً اكثرياً مقنّعاً عبر اعتماد بدعتَي «الصوت التفضيلي» و«الحواصل الانتخابية» انّهم سيَهزمون الآخرين حيث أرادوا من هاتين البدعتين، إذا جاز التعبير، إقصاء الآخرين والاستحواز على غالبية المقاعد النيابية ضِمن الصف الواحد وداخل الطوائف وحتى الاحزاب، فضلاً عن القيادات السياسية المشهود لها استقلاليتها واعتدالها.

ومن المنتظر، في رأي المتابعين للإستحقاق النيابي، ان يفاجَأ اصحاب هاتين البدعتين بأنّ ما خططوا له لن يحصلوا عليه، وأنّ محاولاتهم لإلغاء الآخر قد فشلت لأنّ هذا الآخر عصيّ عليهم لتجذّرِه في الارض التي حاربوه عليها كونه ملتصقاً بها وبأهلها منذ عشرات السنين ولن يغيّر فيها لا مال ولا بنون من حديثي النعمة في العمل السياسي وفي تعاطي الشأن العام الذين لا يفهمون انّ السلطة هي مشاركة وليست استئثارا وإلغاءً للآخر، خصوصاً اذا كان هذا الآخر هو الاصل وليس الفصل، وهو الراسخ في الوجدان الشعبي واللصيق بالبنية الاجتماعية للبلاد منذ دخلَ المعترك السياسي.

وهذا الواقع ينطبق على دولة النائب ميشال المر وكلّ مَن يشبهه ممّن تعاطوا الشأن العام والتصقوا دوماً بقضايا الناس في المتن ولبنان عموماً، إذ يواجه ابو الياس اليوم محازبين حديثي النعمة في السياسة، بل طارئين على العمل السياسي فاتَهم أنه كان قد بدأ حملته الانتخابية من حيث انتهت الانتخابات عام 2009، لأن الانتخابات بالنسبة اليه كرَجل دولة هي صلاة يومية يؤديها مع الناس الذين اعطوه وكالتهم لتمثيلهم في الندوة النيابية وسَنّ التشريعات التي تخدم مصالحهم والقضايا الوطنية، ولذلك لا تخلو مكاتبه يومياً في العمارة وغيرها، وكذلك منازله، من المتنيين واللبنانيين طالبي الخدمة والمساعدة، ولا يعود ايّ منهم الى حيث اتى خائباً. فالمر يعرف المتن بأهله وكلّ مدنه وقراه عن ظهرِ قلب، فلا يستقبل متنياً الّا ويبادره بأبوّة الى الاطمئنان عن عائلته فرداً فرداً، ويسأله عن اوضاعهم واعمالهم. بل انّ له في بقية المناطق من المؤيدين ما يوازي أهلَ المتن إن لم يكن اكثر، لأنّ تعاطيه الشأنَ العام وتولّيه النيابة والوزارة تِلو الوزارة على مدى اكثر من خمسين عاماً جعله يلتصق باللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وأحزابهم وشرائحهم السياسية.

ولذلك، يجد خصومُ ابو الياس فيه جبلاً ينبغي إزاحته حتى يعيثوا في المتن وغيره فساداً سياسيا وتزويراً لإرادة الناس، ولذلك يحاولون ان يَكمنوا له لإبعاده عن مؤيديه ومحبّيه، معتمدين اساليبَ البلطجية حيناً والترهيب والترغيب احياناً، مستخدِمين بعض غِيلان المال الفارغين من كلّ شيء إلّا من المال، بل انّ بعض خصوم ابو الياس يدركون انّهم لن يقووا عليه مهما صرَفوا من مال، ولكنّ طمعَهم بالمال دفعَهم الى استغلال بعض المليئين عبر إغرائهم بمقعد نيابي ربّما لن ينالوه، وذلك مقابل الحصول منهم على الملايين من الدولارات.

ولكن في السابع من ايار ستقع الواقعة عندما سيكتشف هؤلاء المموّلون الخديعة الكبرى وكيف انّ الصوت التفضيلي اطاحهم نتيجة استئثار رئيس اللائحة به لنفسِه، وإنّ الملايين من الدولارات التي أنفقوها قد ذهبت هباءً منثوراً، بل ربّما الى جيوب رئيس اللائحة علّها تفيده في استحقاقات لاحقة يَستعجل أوانَها من الآن، غيرَ مدركٍ أنّ كلّ ما يفعله ليس سوى نسيج في الهواء، على حد متابعين لمجريات الاستحقاق النيابي. ولذا على مسافة اقلّ من اسبوعين من موعد الاستحقاق النيابي يتّجه المر الى ملاقاته ثابتَ الخطوات واثقاً بوفاء المتنيين وإخلاصهم للعهد القائم بينه وبينهم منذ عشرات السنين، على رغم محاولات الخصوم الدؤوبة للنيل من هذا العهد، فحربُ الإلغاء التي يشنّونها ضده باءت بالفشل. ولكن في دائرة المتن الشمالي، كما في كثير من الدوائر الانتخابية تستمر عمليات تزوير قانون الانتخابات على يد ممتهِني حروب الإلغاء ضد الآخرين، ولكنّ باب المفاجآت ينتظرهم، على حدّ قول متابعين للاستحقاق النيابي، لأنّ كل الذرائع والمبرّرات التي يعتمدها هؤلاء الإلغائيون والناكثون بالعهود في حروبهم، أقلّ ما يمكن ان يقال فيها انّها محاولات لتنفيذ اغتيالات سياسية لزعامات وبيوتات سياسية ترقى في بعض وجوهها الى مستوى الاغتيال الجسدي لهذه القيادات التي يرَون فيها حجر عثرة امام المشاريع المشبوهة التي يعتمدها هؤلاء سواء في السياسة او في الاقتصاد والمال والبيئة والطاقة وغيرها.

 

بيروت الأولى... مَن الخاسِرُ الأوّل؟

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 24 نيسان 2018

على رغم تفضيل قوى سياسية تشكيلَ تحالفاتها الانتخابية وتلوين لوائحها ومعاييرها، وَجد المعيارُ السياسي في هذه الانتخابات مكاناً له في لوائح ومعارك قوى معدودة. ويتجلّى هذا المعيارُ في دوائر معيّنة لأسبابٍ عدّة تشابهت أو اختلفت، ومن هذه الدوائر «بيروت الأولى»، حيث تجتمع قوى مسيحية في لائحة واحدة وفق شعارات 14 آذار، إنما من دون الشريك السنّي تيار «المستقبل». تبدّلت الرياح وحوّلت مسارَ النزاع بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» الحاد في 2005 و2009 زواجَ مصلحة ليصبحَ التياران «تياراً» واحداً في وجه الحلفاء السابقين (ربما الحاليين أيضاً والمستقبليين). لكن يظهر أنّ هذا الزواج تنقصه «المحبة»، وأنّ الفسحاتِ في ما بين الطرفين ترقص فيها رياحٌ كثيرة، فيُقال إنّ بسبب أحد أعضاء اللائحة تعذّر التقاطُ صورة لعقد القران، أو التُقطت صورة يتيمة في أحد المهرجانات الانتخابية لحفظ ماء الوجه.

معركةُ قوى كُبرى

على رغم أنّ القانونَ الانتخابي الجديد والصوت التفضيلي يفسحان في المجال لمفاجآتٍ انتخابية، يبدو أنّ بعض المقاعد النيابية حُسم في عدد من الدوائر قبل السادس من أيار، إلّا أنّ هناك دوائر تتنافس فيها لوائحُ قوية متنوّعة تتنافس عمودياً وأفقياً، ما يُكثّف احتمالاتِ الفوز والخسارة.

وتتشكّل هذه المشهديةُ في دائرة «بيروت الأولى»، التي تضمّ الأشرفية ـ الرميل ـ المدوّر ـ الصيفي. ففي هذه الدائرة محطّ أقدام لكلّ من «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» و«الطاشناق»، إضافةً إلى حيثيةٍ لتيار «المستقبل» وأحزاب أرمنية أخرى، ناهيك عن الوجود القوي لشخصيات في حدِّ ذاتها، تمثّل رمزية وطنية أو سياسية أو عائلية، مثل النائب نديم الجميل، الوزير ميشال فرعون، رجل الأعمال انطون الصحناوي، كذلك مسعود الأشقر الذي يعتبر نفسَه «رفيق الشيخ بشير الجميل». وتُعدّ هذه الدائرة موطنَ «المجتمع المدني»، الذي حقّق خرقاً لافتاً في الانتخابات البلدية الأخيرة، وكاد يفوز على القوى الحزبية مجتمعةً، وينافس بلائحة «كلنا وطني» القوى الحزبية «غير المجتمعة» هذه المرة.

يشكّل الناخبون المسيحيون النسبة الأكبر في دائرة «بيروت الأولى»، أي نحو 90 في المئة، من أصل 134 ألف ناخب.

وتتوزّع مقاعدُ الدائرة الثمانية على طوائف مسيحية كالآتي: 3 أرمن أرثوذكس، 1 أرمن كاثوليك، 1 روم أرثوذكس، 1 ماروني، 1 روم كاثوليك، 1 أقليات.

وعلى هذه المقاعد الثمانية يتنافس 33 مرشحاً في 5 لوائح، ثلاث منها مُكتملة، واثنتان غير مُكتملتين.

خسارةٌ مريرة

على مقعدٍ واحد يتنافس فرعون ونائب رئيس «التيار الوطني الحر» نقولا صحناوي، الذي تتسرّب من أمامه أصواتٌ الى المنشقّ عن «التيار» زياد عبس المُرشح على لائحة «كلنا وطني» والذي يلقى تعاطفاً عونياً في الأشرفية.

يسعى فرعون المرشح على لائحة «بيروت الأولى»، ضمن تحالف مع «القوات»- «الكتائب»- «الرامغفار»- انطون الصحناوي، الى الفوز بمقعد الروم الكاثوليك. فيما يحاول نقولا صحناوي، المرشح على لائحة «بيروت الأولى القوية» ضمن تحالف «التيار الوطني الحر»- حزب «الطاشناق»- حزب «الهانشاك» ـ «المستقبل»، سحبَ هذا المقعد من فرعون. يبدو أنّ خوفَ كلّ مِن فرعون ونقولا صحناوي مِن عدم الفوز بمقعد «تمثيل» الأشرفية الكاثوليكي، الذي يحتلّه الأول منذ 1996، يتصاعد تدريجاً مع اقتراب يوم الحسم. فبعد نزعِ صورٍ لفرعون في الأشرفية اتّهم الأخير صحناوي بصفقات تفوق الـ100 مليون دولار وفي تسهيل الاغتيالات التي حصلت منذ سنوات، ومنها الانفجارُ الذي أودى باللواء وسام الحسن. أما صحناوي فاعتبر أنّ «كلامَ فرعون مشبوه وتوقيتُه مرتبطٌ بالعملية الانتخابية». لمعركة فرعون رمزياتٌ عدة، إذ إنه يخوضها هذه المرة من دون حليفه تيار «المستقبل» و»صديقه» الرئيس سعد الحريري، ولأنّ عائلته فازت بهذا المقعد في مواسم إنتخابية عدة، فضلاً عن أنه أحد وجوه فريق 14 آذار، على ما يُشدّد. أما صحناوي فيمثّل «حزب العهد» («التيار الوطني الحر») وهو نائب رئيس هذا الحزب، ويخوض معركةً موازية لامتصاص أيّ امتعاضٍ عوني تجلّى مراراً في هذه الدائرة، ومنها في الانتخابات البلدية الأخيرة.

احتدمت المعركة أخيراً بين الرجلين، وتبادلا الاتّهام وفَتح الملفات والدفاتر القديمة والجديدة. ويعترف فرعون أنّ «البلد مبنيٌّ على التسويات»، إلاّ أنه يرى أنّ «مرحلة الانتخابات ليست مرحلة تسويات بل تأكيد على الثوابت».

وعن الانفصال الانتخابي عن تيار «المستقبل» يشير في حديثٍ لـ«الجمهورية» إلى «أنّ مكان «المستقبل» الطبيعي معنا، إلّا أنّ المصالحَ الانتخابية غلبت هذه المرة، واتّفق «المستقبل» وحزب «الهنشاك» مع «التيار الوطني الحر» على»Deal» يشمل الأشرفية وزحلة. ويعتبر أنّ «ما بين التيارين أقلُّ من تحالف».

منافسة داخلية وخارجية

على الخط الانتخابي السياسي نفسه، يساهم التداخل بين قواعد عدد من المرشحين في سعي كلٍّ منهم الى تأمين أكبر عدد ممكن من الحواصل الانتخابية في مرحلة أولى ومن ثمّ أصوات تفضيلية، في مرحلة ثانية. يتشارك المرشحون على لائحة «بيروت الأولى» النائب نديم الجميل عن المقعد الماروني، ومرشحا «القوات اللبنانية» عماد واكيم عن مقعد الروم الأرثوذكس ورياض عاقل عن مقعد الأقلّيات، القاعدة الشعبية نفسها تقريباً. أصوات «الكتائب اللبنانية» ستصبّ للجميل إضافةً إلى أصوات الذين يعتبرون أنّ الأشرفية تعني بشير الجميل وبشير يعني نديم الجميل، وبالتالي سيمنحون أصواتهم التفضيلية لإبن رئيس الجمهورية الشهيد ومؤسس «القوات اللبنانية»، مهما كان انتماؤُهم الحزبي. وبين الجميل وواكيم وعاقل يشدّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على الحزبيّين ومناصري «القوات» لمنح صوتهم التفضيلي لواكيم مرشح الحزب الرسمي.

وعلى صعيد المنافسة خارج اللائحة، ينافس الجميل على هذا المقعد المرشح على لائحة «بيروت الأولى القوية» مسعود الأشقر، الذي لديه حيثيّة خصوصاً في الأشرفية نظراً لتاريخه «الزيتي النضالي المقاوم»، والمُرشح اليوم على لائحة تحالف التيارَين «الأزرق» و«البرتقالي».

وتعيد مصادر «القوات اللبنانية» التأكيدَ أنّ المرشح الرسمي لـ«القوات»، هو واكيم، أما عاقل فيملك مخزوناً من شريحة معيّنة مقاوِمة غير ملتزمة بـ«القوات»، ستصبّ أصواتها له. وبالنسبة الى نديم الجميل، فتوضح المصادر أن له «حالة خاصة» يمثلها في الأشرفية، إضافةً إلى حزب «الكتائب»، وبالتالي لا خوفَ من توزيع الأصوات التفضيلية في هذه الدائرة.

وحول معركة اللائحة الداخلية، يؤكّد الجميل لـ«الجمهورية» أنّ «معركتي ليست داخل اللائحة، بل معركتي هي معركة اللائحة، ومعركة خيار سياسي في البلد بكامله». وألا يُعتبر تحالف «الكتائب» و«القوات» في هذه الدائرة ودوائر أخرى معدودة وليس على صعيد لبنان بكامله، تحالف مصلحة أيضاً؟ يجيب الجميل: «لو كان الهدف تحالف مصلحة، لتحالفتُ مع «الطاشناق» ومع «التيار الوطني الحر» والآخرين، الذين يُمكن أن يؤمّنوا لي حاصلاً أكبر من بقية الأفرقاء». وفق أرقام وتقديرات غير رسمية ستؤمّن لائحة «بيروت الأولى» ثلاثة حواصل انتخابية وبالتالي ثلاثة مقاعد من 8 في هذه الدائرة، وتعمل على رفع الحواصل الانتخابية لتفوز بمقعد رابع. أما في ظلّ تعدّد المرشحين والقوى والعوامل الانتخابية السياسية فلا يُمكن حسمُ هوية المرشحين الفائزين.  وتقول أوساط متابعة، إنّ فوزَ مرشحين على لائحة «بيروت الأولى» او على لوائح «المجتمع المدني» سيكون فوزاً لهوية سياسية واضحة، أما الالتباس في هذه الدائرة فيَكمُن، وكما في دوائر عدة في لائحة «التيارَيْن»، فأيُّ هوية سياسية ستفوز؟

 

هل يُعطِّلُ "قورُش" المواجَهةَ بين إيران وإسرائيل

سجعان قزي/جريدةُ الجُمهوريّة/23 نيسان 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/64077

العداوةُ بين إيران وإسرائيل جِدّيةٌ، وتَلاقي المصالحِ بينهُما استراتيجيٌّ أيضًا. يَصعُب أنْ تكونَ إيرانُ الشاه حليفةَ إسرائيل، وأنْ تُصبحَ إيرانُ الخمينيّ عدوةً لها حتى الموت. التاريخُ والجغرافيةُ يَظلّان أقوى من الأنظمةِ. فإذا كان "سَنْحاريب" ملكُ آشور (العِراقُ اليوم) سَبى يهودَ السامِرة نحوَ سنةِ 697 ق.م، ونَبوخَذْنَصَّر" ملكُ بابل (العِراقُ اليوم) سَبى يهودَ أورشليم نحوَ سنةِ 586ق.م، فملِكُ فارس "قورش" أعادَهم جميعًا إلى أرضِ إسرائيل نحوَ سنةِ 538 ق.م. ومنذُ تلك العودةِ، وأصولُ المَودّةِ محترَمةٌ بين الشعبَين حتّى بعدَ نشوءِ دولة ِإسرائيل.

مهما رَفعَت الخمينيّةُ الشعورَ الإسلاميَّ، تبقى الحالةُ الفارسيّةُ هويّةَ إيران. تستطيعُ إيرانُ اليومَ أنْ تَبتعِدَ عن إسرائيل وتُـخاصِمَها مرحليًّا لأسبابٍ تعودُ إلى مشروعِ تصديرِ الثورة، لكنّها ليست مُقنِعةً بمشروعِ تدميرِ إسرائيل. وأصلاً، إيرانُ تَطرحُ هذا المشروعَ لأنّه مستحيلٌ ووَعدٌ لا يَربُطها بـمُهلةٍ زمنيّة. أَهونُ على الحكّامِ أنْ يَعِدوا الشعبَ بالمستحيلِ مِن أنْ يَعِدوه بالممكِن. فالشعبُ يحاسِبُ على الممكنِ ويُسامِح على المستحيل.

تركيا مِثالٌ على محدوديّةِ التغييرِ الـمُـــطلَقِ في المصالحِ الاستراتيجيّة: فالرئيسُ رَجب طيِّب أردوغان جَـمَّد علاقاتِ تركيا الاستراتيجيّةَ مع إسرائيل نحوَ خمسِ سنواتٍ (2011/2015) ليلعَبَ على الوترِ الدينيِّ والشعبيِّ ويَتسلّلَ ـــ بموازاة إيران ـــ إلى العالمِ العربيِّ. لكنَّه اضْطُرَّ إلى إعادتِها إلى سابقِ تألُّقِها سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا لأنَّ مصلحةَ تركيا الاستراتيجيّةَ تَفرِض ذلك.

ولولا وجودُ مرجِعيّةِ مُرشِدِ الثورةِ لكانت الجُمهوريّةُ الإيرانيّةُ خَفّفَت من نسبةِ عداوتِـها لإسرائيل. إسرائيلُ باتت جُزءًا من السياسةِ الداخليّةِ الإيرانيّةِ بين الدولةِ التي تُعطي الأولويّةَ للمصالحِ الفارسيّةِ وبين الثورةِ التي تُبدّي المشروعَ الشيعيَّ. المجتمعُ المدنيُّ الإيرانيُّ والبازار يَـميلان إلى الدولةِ، والـمُرشديّةُ والحرسُ الثوريُّ والباسيجُ يَنصُرون الثورة. ومصيرُ الدورِ الإيرانيِّ في سوريا، وبالتالي في لبنان، رهنُ تطوّرِ موازينِ القِوى في الداخلِ الإيرانيّ.

هذه الخلفيةُ التاريخيّةُ، وإنْ ليست بارزةً في اليوميّات، تُفسِّرُ التنافسَ الرابحَ بين إسرائيل وإيران في العالم العربيِّ، والتنافسَ الخاسرَ بينهما في سوريا تحديدًا. كلُّ ما أصابَ العالمَ العربيَّ منذ الثمانيناتِ إلى اليوم (تدميرُ المفاعِلِ النوويِّ العراقيِّ، احتلالُ الكويت، حربُ الخليجِ الأولى، إسقاطُ صدّامِ حسين، حلُّ الجيشِ العراقيِّ، الثوراتُ العربيّةُ، سقوطُ الأنظمةِ، إضعافُ مِصر، الإرهابُ التكفيريُّ، الحربُ اليمنيّةُ/الخليجيّةُ) صَبَّ في مصلحةِ إسرائيل.

وإيران المشترَكةِ من دونِ أنْ تَتشاورا في الأمر. فكل ما يُضعِفُ العربَ يُفيد إيران وإسرائيل، وتركيا استطرادًا. بالمقابل، إنَّ الصِراعَ الإسرائيليَّ/الإيرانيّ في سوريا، الـمُشَرَّعَ على كلِّ الاحتمالاتِ قريبًا، سيُفيدُ العربَ، ولو لمرَّةٍ، وسيُضِرُّ بمصالحِ إيرانَ وإسرائيل.

خَرجت العلاقاتُ الإيرانيّةُ/الإسرائيليّةُ عن مسارِها التاريخيِّ حين خَرجَت إيرانُ، بعد الثورةِ، عن مسارِها الجغرافيّ. كانت إسرائيلُ مُطمَئنّةً تجاه إيران طالما كانت الأخيرةُ تتحرّكُ في المحيطَين الخليجيِّ والآسيويِّ، وتتنافسُ مع العربِ وتركيا وروسيا. لكنَّ إسرائيلَ توجَّسَت عندَ رؤيتِها إيرانَ تُعدِّلُ وِجهَةَ تَـمدُّدِها وتَتوسّعُ في المشرقِ (العراق، سوريا، لبنان وغزّة) وتُزاحِمها وتَنجَحُ حيث هي فَشِلَت. وزادَ قَلقُها مع تحالفِ إيران وروسيا وسْطَ ميوعةٍ أميركيّة.

إنَّ إيرانَ اليومَ، برغمِ فارسيَّتِها، تُسيطر على غالِبيةِ دول المشرِق، بينما إسرائيلُ اضطُرَّت، برغمِ الدعمِ الأميركيِّ والأوروبيِّ، إلى الانسحابِ من سيناءَ والضِفّةِ الغربيّةِ سلميًّا ومن جنوبِ لبنان عسكريًّا، كما لم تُوقِّعْ رسميًّا اتفاقاتِ سلامٍ جديدةً فيما الاتّفاقاتُ القديمةُ باردة. إنّنا نَشهَدُ تقدُّمَ مشروعِ إيران الكبرى وانكفاءَ إسرائيل إلى مشروعِ إسرائيل الصُغرى. ودُقَّ جرسُ الإنذار.

قبلَ الوصولِ إلى مرحلةِ "الخِيارِ العسكريِّ"، حاوَلَت أميركا والغربُ عمومًا، احتواءَ تمدُّدِ إيران بفَرضِ عقوباتٍ قاسيّةٍ عليها، وراهنوا على تغييرِ النظامِ بانتفاضةٍ داخليّةٍ أو تغييرِ سياستِه بانتصارِ الإصلاحيّين. الانتفاضاتُ قُمِعَت، الإصلاحيّون دُجِّنوا والتوسُّعُ ازداد. ولـمَّا فشِلَت التدابيرُ السلبيّةُ، جَـرّبوا المسلَكَ الإيجابيَّ، فتساهَل الغربُ ووقَّع مع إيران الاتفاقَ النوويَّ الملتبِس، ورَفعَ عنها العقوباتِ الاقتصاديّةَ، وأفرجَ عن ملياراتِـها الـمُجَمَّدةِ في المصارفِ الدوليّةِ، وغَضَّ الطَرْفَ عن دورِ إيران في العراق...

على تدابيرِ الغربِ السلبيّةِ ردَّت إيرانُ بالعنفوانِ الفارسيِّ، وعلى خَطواتِه الإيجابيّةِ ردّت باللامبالاةِ إذ اعتبرَتها حقًّا سليبًا تَسترِدُّه لا مِنَّةً تُعطى لها. وعِوضَ أنْ تَستفيدَ من اتّفاقاتِـها مع الغربِ للانخراطِ في المجتمعِ الدوليّ ووقفِ سباقِ التسلُّحِ، استغلَّتها للتوغُّلِ أكثرَ فأكثرَ في العالمِ العربيّ ومضاعفةِ برامِـجِها العسكريّةِ والبالستيّة. وجاءَ تَدخُّلها الواسعُ في سوريا بمثابةِ نُقطةِ الماءِ التي أفاضَت الإناء.

تغاضَت إسرائيلُ وأميركا عن الوجودِ العسكريِّ الإيرانيِّ في سوريا طالما كانت مُهمَّتُه منعَ سقوطِ نظامِ الأسد والمساهمةَ في محاربةِ "داعش" والتنظيماتِ التكفيريّة. لكنْ، حينَ بَدأت إيرانُ تُحوِّلُ وجودَها انتشارًا ثابِتًا وتَبْني قواعدَ عسكريّةً في سوريا وتَتمركزُ بمحاذاةِ الحدودِ الإسرائيليّةِ وتَتحضَّرُ لفتحِ جَبهةِ الجولان، تَبدَّلَ موقِفُ إسرائيل وقرّرت التدخّلَ المباشِر لتغييرِ الواقعِ الإيرانيِّ في سوريا.

ولأن انفجارَ الصراعِ الإسرائيليّ/الإيرانيّ يَقترب، يَبرُز في طهران فريقٌ، معارضٌ طموحاتِ قاسم سُليْماني، يدعو إلى منعِ المُواجهةِ وتَذَكُّرِ الملك "قورُش" لئلا تَـخسَرَ إيرانُ في سوريا ما راكَمتْهُ من مكاسبَ في العراق واليمن ولبنان وغيرِها، لاسيَّما أنَّ "حزبَ الله" يَستعدُّ ليتحوّلَ من حزبٍ مقاوِمٍ إلى حزبٍ حاكمٍ أيضًا، بعد فوزِه المرتقَبِ في الانتخاباتِ النيابيّة اللبنانيّة.

إنَّ إيرانَ أمامَ استحقاقين متلازِمَين: الأوّلُ قرارٌ إسرائيليٌّ بإعادةِ النظرِ بالتمدُّدِ العسكريِّ الإيرانيِّ في سوريا ولبنان، والآخَرُ قرارٌ أميركيٌّ بإعادةِ النظرِ بالاتفاقِ النوويّ. وبالمقابل، تَسعى روسيا إلى استباقِ الأحداثِ بإقناعِ قادةِ طهران بعدمِ تحويلِ سوريا جَبهةً ضِدَّ إسرائيل لأنَّ بوتين مُصمِّمٌ على تَوظيفِ انتصارِه في سوريا بتثبيتِ النظامِ وإرساءِ الاستقرارِ وإغلاقِ الساحةِ السوريّة خَشيةَ الغرقِ في رمالِها.

وفي انتظارِ أن يَتصاعدَ الدُخانُ من إحدى مداخنِ إيران، تدورُ مفاوضاتٌ مزدَوجةٌ: الأولى بين روسيا وإسرائيل تحدِّدُ النطاقَ الجُغرافيَّ لأيِّ عمليّةٍ إسرائيليّةٍ مُحتمَلةٍ داخلَ سوريا، والأخرى بين واشنطن وموسكو تُحدِّدُ الدورين الأميركيَّ والروسيَّ في حالِ انفجَر الصراعُ لئلا تَتحوّلَ المواجهةُ الإيرانيّةُ/الإسرائيليّةُ مواجَهةً أميركيّةً/روسيّة.

 

الجنوب السائب: لا شرعية لأي انتخابات في إمارة "حزب الله"

جاد يتيم/موقع مدى الصوت/23 نيسان/18

وقح بالفعل هو علي الأمين وأمثاله ممن يريدون بكل صفاقة أن يخوضوا معركة انتخابية ضد "حزب الله" في جنوب لبنان.

والأكثر وقاحة من إقدامه على جريمة مخالفة الرأي المفروض– بما يجعله سائداً – هو تضخيمه ما جرى لا بل وفبركة الاعتداء بأكمله من اجل غايات انتخابية. فما جرى هو "جزء من الحوادث التي ترافق الانتخابات في القرى والبلدات"، بحسب ما علق مصدر في "حزب الله".

نعم يا علي، إنه أمر عادي وطبيعي في الجنوب السائب الخاضع لترهيب السلاح المباشر وغير المباشر. الإعتداء عليك – بل وعلينا – في معاقل الحزب في لبنان جزء من العاديات السياسية اللبنانية لدرجة أن وزير الداخلية تابع جولاته الانتخابية كأن شيئا لم يكن، وعلى المنوال نفسه نسجت القوى الامنية فلم تفتح تحقيقا ولم توقف أحداً.

يتنصل "حزب الله" من المسؤولية ويحيلنا الى وجوب البحث في ما اذا كان من اعتدوا على الحريات في شقرا الجنوبية يحملون بطاقات حزبية ام لا، وكأن علينا أن ننسى اتهام "شيعة السفارة" (للتوضيح: المقصود السفارة الأميركية وليس الإيرانية) وأن المحرك الاساسي لهؤلاء الشبيحة هو خطابات الحقد والكراهية والتخوين وأبرزها اتهام أمين عام الحزب حسن نصرالله للمعارضين بأنهم ليسوا سوى "داعش ونصرة"، وصولا الى النائب نواف الموسوي الذي وصف المعارضين جنوبا بأنهم "خط محمد بن سلمان".

تواطأت القوى السياسية اللبنانية في هذه الانتخابات بطريقة جعلت كل منها تغض النظر عن مخالفات القوى الاخرى في تركيع وترهيب طائفتها. صار كل ديك منهم صيّاحاً على طائفته ومنطقته قمعا من دون استثناء احد. الصوت التفضيلي حصده شبيحة الأحزاب الحاكمة في كل طائفة، ومن دون منازع.

في هذا السياق، أعتقد ان على الصديق علي الأمين أن يبعث برسالة اعتذار عما جرى لقيادة الحزب شاكرا لطفهم بأنه لم يلقَ مصير الشهيد هاشم السلمان الذي اغتيل بدم بارد امام رفاقه والقوى الامنية في محاولتهم الاعتصام سلماً امام سفارة ايران في بيروت اعتراضا على مشاركة "حزب الله" في الجريمة التي يرتكبها حكم الأسد في سوريا.

هل تجدون الأمر ساخرا؟ نعم إنه ساخر ومرّ إلى درجة الحقيقة. ومضحكة أكثر  طائفة الخبثاء الذين ينفضون الجريمة عن الحزب لكونه الأقوى ولا يحتاج إلى القمع لضمان فوزه الكامل والساحق في الانتخابات.

لكن هؤلاء وبدهاء يريدون حجب الحقيقة التي لا تتعلق بوجود منافس جدي للحزب من عدمه، بل هي برفض وجود اي آخر، وهذا تصرف أي نظام ديكتاتوري آخر في هذا الشرق.

لنبسّط الشرح الى المبتدئين في السياسة: تصوروا مثلاً وجود أحزاب لا بل حتى شخصيات معارضة في دولة الخلافة الداعشية؟ حسناً… لا تكتموا ضحكاتكم!

ليس لنا إلا تمني السلامة لعلي الأمين ومن يشبهه، والشفاء لمن يبيعهم الحزب الخوف من الآخر ليشتري منهم الولاء المطلق.

إنه الجنوب السائب، المثال الأبرز، على ان لا شرعية لاي انتخابات او نواب في أراضي امارة "حزب الله".

*جاد يتيم/صحافي

 

برج حمود برج بابل الانتخابات

باسكال فرنجية/مدى الصوت/23 نيسان/18

حديث الإنتخابات في أزقة وشوارع النبعة وبرج حمود، حديث "مشكل"!

هذه المنطقة التي يسكنها لبنانيون من مناطق مختلفة، ويقصدها يوميا المئات للعمل، تعيش اليوم ككل المناطق اللبنانية أجواء الإنتخابات. يلفت فيها تنوع الأحاديث بتنوع الأحياء. في شارع ضيق، يجلس ثلاثة رجال، مختلفي اللهجة، يروي أحدهم قصته في المستشفى، واضطراره إلى دفع كل ما ادخر  لإجراء جراحة طارئة ، ويتحسر الآخر على ما أصاب صديقه، ويلعن هذه الأيام، فيغتنم الثالث الفرصة لينتفض قائلا : "وبكرا بـ ٦أيار، سوف ننتخبهم هم أنفسهم". يفتح الردة هكذا، وتكرج من الأفواه أخبار مضحكة عن المرشحين وهفواتهم . يخبرهم ابن البقاع كما توحي لهجته أنه يتلقى يوميا اتصالات من مرشحين لم يسمع باسمهم، ويكمل متسائلا كيف حصل هؤلاء على رقم هاتفه. ويبدي ابن الشمال إعجابه بتنظيم الماكينة الإنتخابية لحزب معين من خلال مشاركته في مهرجان انتخابي، متداركا بأنه غير محبذ لهذا الحزب. ويتوقع الأخير أن يفاجأ الجميع بالنتائج المحققة، ويلعن القانون الذي يفرض عليك أن نتتخب اللائحة "زي ما هيي"، بدون مراعاة اعتبارات شخصية أو خدماتية.

أكمل طريقي ويستوقفني صاحب" ميني ماركت" وهو يشرح لرجلين طريقة الإنتخاب، وما هي اللوائح التي تحتسب أو تلغى. ويستعين بكرتونة تعرض عليها أنواع البوظة كلوح لتسهيل الشرح والفهم. ويعلو جدل بين المشاركين في الحديث عن عدد اللوائح المتنافسة في المتن، فيعتبر أحدهم أن عددها ثلاث، ويقاطعه آخر لأنه نسي لائحة "دولته". ويذكرهم شاب وصل للتو بلائحة المجتمع المدني. وبالقرب من شارع مكتظ بالسكان، يوقفني شرطي بلدي ليسهل مرور أحد المرشحين "الأرمن" سيرا على الأقدام، قاصدا لقاءً انتخابيا، فأتعرف عليه من صورة انتخابية كبيرة رفعت في المكان. وأمام معمل للحلويات يتجمهر رجال الحي في جلسة انتخابية بامتياز ويحاولون الإيحاء أنهم يملكون مفاتيح الربط والحل في منطقة معينة، وأن الاتكال عليهم لتحقيق الفوز.

وأكمل طريقي وفي بالي أسئلة كبيرة ومقلقة عن مصيرنا ما بعد  6 أيار في ظل طبقة سياسية "رشرشت" صورها وشعاراتها الفارغة وشعب محبط لكثرة الخيبات!

باسكال فرنجية/متخصصة في الصحافة والعلوم المصرفية

 

قانون الإنتخابات وشركة الأحاديات المذهبية المتكافلة والمتضامنة ش. م. ل.

شارل سابا/مدى الصوت/23 نيسان/18

أحدث قانون الإنتخابات الحالي الذي يتبنى النظام النسبي مع الصوت التفضيلي للمرة الأولى في لبنان، نقلة جذرية في الثقافة الإنتخابية للمواطن اللبناني.

فاللبنانيون اقترعوا وفق النظام الأكثري منذ مجالس المندوبين في قائمقاميتي جبل لبنان عام 1841، ولا سيّما بعد ترتيبات شكيب أفندي عام 1843، مع كل ما يحمله النظام الأكثري من فكر إقصائي للأقليات السياسية عن التمثل في سلطة الشورى ثم السلطة الاشتراعية بعد ولادة الجمهورية اللبنانية. وفي النقلة النوعية هذه إلى النسبية، عبور إلى "تضمينية" inclusiveness معمول بها عادة في المجتمعات التعددية من أجل تمثيل كل المجموعات الطائفية والقوى السياسية الفاعلة وحصر الصراعات السياسية داخل المؤسسات الدستورية.

غير أن تفحص واقع النظام السياسي اللبناني يرشدنا إلى ثغرتين بنيويتين يعجز القانون الجديد عن حلّها كلياً أو جزئياً، بالرغم من هذا الإنتقال الجبّار إلى النسبية: أولاً، نعاني في لبنان فُصاماً مقونناً في دور النائب. فهو أولاً "ممثل الأمة جمعاء" وفق المادة 27 من الدستور، وهو ممثل الطائفة والمذهب والمنطقة وفق المفعول العملي للمادة 24 منه. وثانياً، إن تركيبة السلطة الناتجة في جزء منها ربما من النظام الإنتخابي الأكثري السابق، هي عبارة عن شركة أحاديات تمثيلية، أو ثنائيات متكافلة ومتضامنة، (باستثناء واقع التمثيل النيابي التعددي لدى المسيحيين، الذي حاول البعض أيضاً تحويله ثنائية متاكفلة ومتضامنة). ومشكلة هذه التركيبة "الأوليغارشية" أنها، عندما تختلف على المحاصصة تتقاتل حتى حدود الحرب، وعندما تتفق تعطل النظام الديموقراطي البرلماني الصحيح، والذي تشكل المعارضة الوازنة والقادرة على المساءلة والمحاسبة الفاعلة أحد أبرز أركانه، وتذهب بالبلد إلى الإفلاس بفعل الفساد المتلفت من أي رادع.

وبمقارنة الثغرتين المذكورتين آنفاً بالمفاعيل المتوقعة لهذا القانون، نرى تحسناً جزئياً في احترام المندرجات الميثاقية للمادة 24 من الدستور، من دون أي تقدّم يذكر على صعيد احترام المساواة بين المواطنين وحل معضلة الفُصام في دور النائب.

وبدل أن تنتج من النسبية أكثرية حاكمة وأقلية معارضة وفق برامج واضحة، حوّرت "الهندسات" الإنتخابية المعتمدة في هذا القانون لغايات سياسية بحتة النسبية (كالصوت التفضيلي في القضاء المعطوف على الكوتا المذهبية، والحاصل المرتفع مقارنة بالدول الأخرى، واحتساب النتائج بناء على النسبة التي حصلها المرشح من الأصوات التفضيلية في قضائه، وعدم حصر الإعلان المدفوع). وبذلك، عدنا إلى احتمال قيام الأحاديات المذهبية في بعض المناطق مع ما يترتب على ذلك من إضعاف لقيام معارضة ميثاقية جامعة، واستبدال تنافس اللوائح – البرامج بمعارك شخصية بين رجال أعمال وحيثيات "زبائنية" لن تؤدي سوى إلى تحويل النظام إلى أكثرية مهيمنة محاطة بتشكيلة "نيو- وجهاء" يتقاتلون طمعاً بفتات تلك الأكثرية، من أجل إرضاء محيطهم الزبائني الذي تزداد حاجته بفعل معاصي واضعي هذا القانون.

وللخروج من هذه الدوامة، لا بدّ من مشروع سياسي إصلاحي متكامل يفصل النائب ببعده التشريعي عن "زجليات" إنماء المناطق و"حميّات" الدفاع عن الأعراض المذهبية والطائفية التي يمتهنها المرشحون هذه الأيام. ويكون ذلك عبر مجلس نواب يعتمد الدائرة الفردية على دورتين خارج القيد الطائفي، ومجلس شيوخ لتمثيل المذاهب، ولامركزية بصلاحيات موسّعة لإحقاق الإنماء المتوازن من دون منّة من بعبدا أو السرايا أو عين التينة أو ساحة النجمة، وقانون أحزاب يلحظ طريقة تمويل الأحزاب وتحريم تمويلها من الخارج أو من الفساد الإداري.

وليتحقق ذلك، لا بدّ من مناضلين يحملون هذا المشروع في مجلس النواب، غير آبهين للفتات المتبقي من شركة الأحاديات المذهبية المتكافلة والمتضامنة (ش. م. ل) التي تدير التفليسة.

*شارل سابا/مستشار النائب سامي الجميّل لشؤون الإدارة العامة ومنسق المرصد اللبناني للفساد

 

أسطورة العدوان الثلاثي وخرافة النصر

د. منى فياض/النهار/22 نيسان 2018

هناك نكتة متداولة على وسائل التواصل تقول: "ضربة أميركا مثل مداهمات الدولة اللبنانية: اميركا أخبرت روسيا روسيا أخبرت سوريا

سد فجوة البنية التحتية في لبنان: استخدام تمويل "سيدر" دون اقتراض الدولة

سوريا اخلت المطار..

أهرب يا نوح زعيتر وصلوا التحرية"

لكن هذا لا يمنع انها كانت ضربة ضرورية؛ على الاقل من اجل صحة الجميع النفسية. فلقد خرجوا جميعا منتصرين وراضين مرضيين.

جماعة الممانعة لم ينتصروا فقط او يبرهنوا صمودهم وبطولاتهم، بل هم اضافوا الى سجل انجازاتهم مأثرة جديدة فلقد انضموا الى قافلة الابطال الملحميين، إذ تبيّن ان العدوان الاخير هو صنو العدوان الثلاثي الشهير. وهكذا ارتفعوا الى مرتبة الابطال من صنف عبد الناصر نفسه.

حتى تعليق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما برر محدودية الضربة، بمعنى عدم فاعليتها الكبيرة، قائلاً : انا لم اعلن الحرب على بشار الاسد. عدت مديحا لهذا الأخير واعترافاً بسلطانه.

ومن مآخذهم على الضربة المعلن عنها في جميع انحاء الكوكب: انها حصلت تحت جنح الظلام. طبعا فضربات النظام لا تحصل الا في وضح النهار ، وفي اوقات الازدحام الشديد امام الافران وفي المدارس والمستشفيات والاسواق كي يلاقي المزيد من الشهداء وجه ربهم.

كذلك الامر مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي برهن عن بطولة تخاذل عنها سلفه، فهو إذ يقرن الاقوال بالأفعال، ولو ان هذه الاخيرة كانت محدودة في الزمان والمكان والفاعلية، إلا انه فعلها وشعر بالاكتفاء والنصر؛ إذ مجرد تغريدة بسيطة من هاتفه الذكي تتحول مهمة تهز العالم. ولو ان فاعليتها كانت قبل حصولها أكثر مما هي بعدها؛ بل ان حصولها جعل منها لزوم ما لا يلزم طالما ان كل شيء سيظل على حاله اذا لم يكن اسوأ.

الا اذا اعتبرنا ان التمرين المقصود كان في معاينة المدة المطلوبة للقفز من العالم الافتراضي الى عالم ترامب الواقعي.

لكن المدهش يكمن في هذه القدرة العجيبة على الامتصاص لدى جماعة الممانعة، وكيف ان في استطاعة قياداتهم الديكتاتورية قلب الحقائق رأساً على عقب او بالأحرى تصنيع الحقائق بمجرد نطقها وتوزيعها على الجمهور المتعطش لهطول مطر الحقيقة المنعش عليه.

وهكذا امام اي ضربة يلحسون بطولاتهم ويبتلعون تهديداتهم بالردود المزلزلة وينتصرون بمجرد بقائهم يتفرجون كيف صارت البلاد ملعبا فالتا من دون سياج او حام. وكيف ان الغربي أرحم بالشعب السوري من حكامه وممانعيهم.

واذا كانت الضربة "المدروسة بعناية" لم تغيّر في الواقع شيئاً! فما بال دول "العدوان الثلاثي" الذي ذهب مثلاً، تحرك اساطيلها وطائراتها وصواريخها الجميلة الذكية كي تقصف أبنية مهجورة ؟ هل هي تمارين لحسن التنسيق بينها؟

لكن يبدو، على الاقل من الجانب الفرنسي كما تكتب النوفيل اوبسرفاتور، انهم ارادوا التأكيد على ما يلي:

"منع الاسد من استخدام الاسلحة الكيميائية.

الحرص على احترام الاتفاقيات الدولية.

محو عار آب 2013.

إعادة تأكيد التحالف الغربي".

المسألة اذن متمحورة حول التجاذب الغربي الروسي وتتعلق باحترام اتفاقية منع استخدام السلاح الكيميائي حصراً لأن في ذلك تهديداً لإسرائيل بشكل أساسي؛ كما انها تذكّر بوتين انه لم يف ما وعد به من القضاء على ترسانة الاسد الكيميائية.

لا يتعلق الامر لا بإنهاء الحرب في سوريا ولا بصحوة ضمير من أجل إيقاف المقتلة السورية ولا من يحزنون.

واذا تساءل مواطن بريء: ماذا بعد الضربة؟ الجواب كما قبلها على الارجح.

اما من ينتظر الحلول القريبة للحرب في سوريا فعليه ان ينتظر طويلا بعد.

فالعداوات التي ستعيش طويلا كفيلة بإطالتها وتغذيتها.

والأمرة الآن لترامب الرئيس الذي يبيع الوهم ويجعله واقعاً مقابل شعوب تعيش الواقع وتجعله وهما.

اما نحن فلنضحك على مسرح انتخاباتنا التي أنجزت مهمة مستحيلة بخلطها الاعداء والاصدقاء والعملاء والوطنيين ومن هم ضد السلاح مع مناصريه وعملاء النظام السوري مع أعدائهم على لائحة واحدة.

انها المعجزة اللبنانية في زمن المهازل.

 

الأمين.. و «الكمين» الميليشيوي

علي الحسيني (المستقبل) 23 أبريل، 2018

لم يعد “الصراع” أو التنافس الإنتخابي ضمن مناطق محددة في لبنان، ينطوي فقط على خطابات تصعيدية من شأنها تأجيج الحماسة لدى الناخب بهدف التصويت أو على بيانات ولقاءات، تكشف أخطاء هذا الفريق أو ذاك، ولا حتّى على تمزيق صورة ناخب من هنا أو حرق يافطة أو سيارة في أسوأ الأحوال كما جرت العادة خلال الفترات السابقة، بل أن الأمر وصل اليوم إلى حد الإعتداء على المرشح نفسه وضربه على باب منزله وأمام أعين الناس وصولاً إلى محاولة قتله ربما وذلك ضمن سياق “التكليفات” التي أمتهنتها بعض الأحزاب وخصوصاً في الأمور التي تهدد وجودهم السياسي قبل العسكري.

الصحافي علي الأمين المرشح ضمن لائحة “شبعنا حكي” المنافسة للائحة “الأمل والوفاء” في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية، بنت جبيل، حاصبيا – شبعا)، كان بالأمس ضحية لهذه الإعتداءات من خلال تعرضه للضرب المُبرح مع مجموعة من الشبان أثناء تعليقهم صوراً ويافطات إنتخابية للائحة “شبعنا حكي” في بلدته شقرا الجنوبية وذلك بعدما تهجم عليهم أكثر من 40 شاباً ينتمون إلى “حزب الله”، في ما يُشبه “الكمين” الميليشيوي المطبق، مما أدى إلى نقل بعض منهم إلى مستشفى تبنين الحكومي بينهم الأمين الذي تعرض لكسر في أسنانه وشج رأسه بآلة حادة إضافة إلى رضوض في أنحاء من جسمه. وقد تواصلت “المستقبل” مع أحد الأطباء الذين يُعالجون الأمين، فأوضح أن حالة الأخير مستقرة حالياً وبأنه بدأ يتعافى، مؤكداً أن الأمين كان بحالة صعبة أثناء وصوله إلى المستشفى اليوم (أمس).

بدوره يقول الأمين لـ “المستقبل”: ” إن حالات الإعتداء ضد لائحة “شبعنا حكي”، لم تبدأ بهذا التهجم الهمجي الذي يدل على مدى إرتباك “حزب الله” السياسي والإحراج الذي نمثله له سواء نحن أو غيرنا داخل بيئته وبين جمهوره. هذه الهمجية بدأت بتمزيق الصور وإحراق اليافطات الإنتخابية التابعة لنا وصولاً إلى حد التهديدات سواء المباشرة أو غير المباشرة، لكن طبعاً وبما أننا في بلد تحكمه القوانين، لم نكن نتوقع أن يصل هذا الفريق إلى درجة لا يعود يحتمل فيها وجود طرف منافس له في السياسة”. وأكثر من ذلك، فقد لمس “حزب الله” حجم الجدية التي يتمتع بها المرشحون على لائحة “شبعنا حكي” وان الترشح بحد ذاته، جاء بقرار وطني جنوبي، الهدف منه رفض الأمر الواقع المفروض على أهالي الجنوب منذ عشرات السنين وبالتالي سعينا إلى تكريس حالة صحية بين الناس، وفعلاً فقد بدأنا نلمس حجم التأييد الشعبي، وما كان مرفوضاً ومُحرّماً بالأمس، أصبح اليوم مطروحاً للنقاش وللأخذ والرد، حتّى في المسائل التي كان “يُحرّم” الحزب، التطرق اليها أو حتّى المرور عليها”.

ويُضيف الأمين: “منذ أيّام ولدى التعرّض لصور مُرشحين على لائحة “شبعنا حكي” في العديد من القرى وتحديداً في بنت جبيل، اعتبرنا أن هذا التصرف قد لا يكون حصل بقرار حزبي ووضعناه برسم المعنيين. كما تمنينا على القوى الحزبية في المنطقة أن تكون متشدّدة تجاه الأفراد الذين يقومون بمثل هذه التصرفات، ولعدم وجود أدلة واضحة في حينه، لم نذهب لا إلى لعبة توجيه أصابع الإتهام إلى أي جهة، ولا حتّى استغلينا الحادثة لأسباب إنتخابية. لكن بعد الذي تعرضنا له بالأمس، أصبح واضحاً لنا وللجميع، من هي الجهة التي تقف وراء كل هذه الإعتداءات، وعلى “حزب الله” تحديداً الذي نُحمّله مسؤولية ما جرى، أن يتنازل ويتواضع، وأن يعترف بأن الساحة تتسع للجميع وأنه لا مجال بعد اليوم، لقمع الناس واسكاتها ولو عبر الطرق التي يبرع فيها”.

وإذ أكد أن “المعتدين حطموا سيارتهم وأجهزة هواتفهم وانتزعوا منهم صوراً ولافتات”، وصف ما حصل بأنه “شكل من أشكال سطوة قوى الأمر الواقع”، متّهماً “عناصر حزب الله بهذا الاعتداء، بغية تعطيل العملية الانتخابية لمنع مساحة الحرية المتاحة لكل مرشح منافس أو معارض”، واضعاً ذلك “برسم هيئة الاشراف على الانتخابات وبرسم رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور”.

يذهب “حزب الله” اليوم في سياسته الإنتخابية، إلى استخدام أساليب، لا تُعبّر عن روح الديموقراطية التي يُفترض أن تسود هذه المرحلة، ومعها يبدو أن إسكات الصوت الآخر على طريقة التعرض له جسديّاً وقمع الحريّات ونعت الآخرين بأبشع التوصيفات والوصول إلى حد إتهامهم، بـ “العمالة” أو “بـ “شيعة السفارات” أو حتّى “خونة”، هو المسار الذي سوف يسلكه الحزب خلال الأيّام المتبقية من عمر الإنتخابات. وعليه، يتوقع خصوم الحزب في العديد من القرى الجنوبية والبقاعية، أن يلجأ في الأيّام المقبلة إلى اعتماد سياسة التهويل والتخويف بحق اللوائح الأخرى، من أجل إدخال الرعب إلى قلوب الناس وبالتالي منعهم من التوجه إلى صناديق الاقتراع، خوفاً من النتائج المُعاكسة لإرادته، والتي يتوقع حصولها أصلاً في بعض الدوائر.

وعلى قاعدة الخوف والتهويل، أشار المرشح ضمن لائحة “شبعنا حكي” أحمد اسماعيل (مقاوم سابق وسجين لدى اسرائيل) لـ “المستقبل” إلى أن ما تعرّض له الأمين، هو برسم الدولة وبرسم هيئة الإشراف على الإنتخابات، وكل الجهات المعنية بالشأن الإنتخابي وتحديداً وزارة الداخلية”، مؤكداً أن “ثمة حالة متجددة في الجنوب، بدأت تشعر بحجم الثقل الذي يُرخيه “حزب الله” عليها، وبدأت تتذمّر من العديد من التصرفات التي تنتج عن عناصره في القرى. وهذا يبرز بشكل جلي، خلال لقاءاتنا مع الناس”. أضاف: “بصراحة، بعض الناس قد لا يحبوننا أو لا يتعاطفون معنا في السياسة، لكنهم يؤكدون لنا أن ما نطرحه صحيحاً وأن السياسة التي ينتهجها “حزب الله”، لا بد أن تخضع للنقاش وخصوصاً الشق المتعلق بالحرب في سوريا وصولاً إلى خلقه حالات استعداء للبنان”.

وتوجه إسماعيل إلى “حزب الله” بالقول: “هذه المرة اسمحلنا فيها يا سيد حسن نصرالله بعد أن طفح الكيل. نحن مقاومون وطنيون لا انتماء لنا طائفياً ولا دينياً ولا محرك من وراء الحدود، فقط كان المحرك ردة فعل على احتلال وظلمه لشعبنا. نحن لم نقاوم لأجل نائب أو لأجل سلطة ولا لأجل وظيفة هنا أو هناك، ولا لأجل أن ندخل ونتكيف مع الفساد ولنرفع شأن الفاسدين ونتحالف معهم ونؤمن لهم النيابة. نحن قاومنا من أجل عدم الهيمنة على إدارة الدولة بقرارها في السلم والحرب. نحن قاومنا حتى لا نهيمن ونسيطر وتتغير عاداتنا وحتى لا يبقى الحزن وحده يلفنا ويصبح الفرح عملاً مكروهاً والمسرح والفن عملاً شيطانياً والموسيقى كفراً. نحن قاومنا ليس من أجل سيطرة سطوة رجال الدين ولا لكي يصبح كل شيء حراماً، فيما الحلال فقط السرقة وانتشار الجريمة، وفيما أيضاً يمنع على القضاء معاقبتهم لأنهم محميون حتى من المقاومة”.

 

بين تحدي الإنتخابات والتحدي الأكبر ما بعد الإنتخابات

الهام فريحة/الأنوار/24 نيسان/18

الإثنين المقبل تكون صناديق اقتراع المغتربين في طريقها إلى لبنان، بعد أن يكون المغتربون قد اقترعوا في ست دول عربية، يوم الجمعة، وفي دول الإنتشار الأخرى يوم الأحد... يكون الجزء الأول من "قطوع الإنتخابات" قد مر، في انتظار الأحد الذي يلي، في السادس من أيار.

* * *

كلُّ الإستعدادات باتت جاهزة لدى الأحزاب والتيارات والمجموعات، سواء لوجستياً أو غير ذلك، والماكينات الإنتخابية باتت على أهبة الإستعداد لجهة احتساب الأصوات المقدَّرة للوائح، وكذلك بدء عملية الإحتساب التقديرية للأصوات التفضيلية. أما الجهد الأكبر فسيتركَّز على ما اصطلح على تسميته "المرشَّحين المترددين"، وهؤلاء يتجاوزون العشرين في المئة من الناخبين، وتتفاوت النسبة بين دائرة وأخرى، ومن شأن هؤلاء أن يُرجِّحوا النتائج في هذا الإتجاه أو ذاك.

* * *

الشق الثاني الذي لا يقلُّ أهمية، هو محاولات التقارب بين الذين كانوا حلفاء في ما مضى، ثم تباعدوا، ثم كانت هناك محاولات تقرب من جديد، وهذا ما تشهده العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط. وهذا التقارب تمَّ من خلال مشاركة النائب وائل أبو فاعور في بعض المهرجانات التي أقامها تيار المستقبل في منطقة البقاع، حيث زار الرئيس سعد الحريري ثلاث عشرة بلدة على مدى يومين، وأقام في فندق "بارك أوتيل" في شتورا، وفيه التقى الوزير أبو فاعور.

اللقاء نجح في كسر الجليد بين الطرفين، خصوصاً أنَّ الرئيس سعد الحريري حريصٌ على علاقات التواصل بين معظم الأفرقاء، ومن الذين يعملون على هذا الملف أيضاً وزير الداخلية نهاد المشنوق، وتم وضع لقاء "بارك أوتيل" في إطار ترطيب الأجواء، تمهيداً للبحث لاحقاً في تفاصيل معالجة الأمور العالقة.

* * *

يقوم الرئيس سعد الحريري بكل هذه الأمور، في الوقت الذي يتوجَّه فيه الخميس والجمعة المقبلين إلى بروكسيل للمشاركة في مؤتمر النازحين، وهذا الموضوع حيوي جداً بالنسبة إلى لبنان لأنَّ الأمور لا تتوقف عند السادس من أيار بل على العكس فإنَّ التحدي أكبر.

* * *

ما بعد 6 أيار تكون معركة الأحجام قد بدأت، فالمعارك الإنتخابية ستؤدي إلى حجم كل فريق، وهذا الموضوع أساسي عند تشكيل الحكومة، وهو في غاية الأهمية، لكن ملامحه بدأت تظهر تباعاً:

فتيار المستقبل سيحصل على أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، ثم تأتي كتلتا حركة أمل وحزب الله، ثم تأتي كتلة التيار الوطني الحر، ثم كتلة النائب وليد جنبلاط فكتلة القوات اللبنانية.

* * *

صحيحٌ أنَّ الإنتخابات النيابية هي التحدي الكبير، لكن التحدي الأكبر هو ما بعد الإنتخابات.

 

ما خُفي عن الصور الإنتخابية لمرشحي حزب الله

حازم الأمين/الحياة"/23 نيسان 2018

تفترض مهمة "حزب الله" المتمثلة بالقتال على جبهات كثيرة فتوة من المتوقع أن تكشفها صور الحزب ومشاهده التي يلتقطها لنفسه ولقادته ولمقاتليه ولقادته، لكن صور مرشحي الحزب للانتخابات النيابية اللبنانية لا تعكس هذا التصور عن الحزب، ذاك أن مرشحي الحزب، وهم مقدّموه وكوادره، شاخوا، وغزا الشيب شعرهم، ورسمت السمنة على وجوههم ملامح أخرى لا تشبه ما يفترضه المرء في جسم الحزب من فتوة وشباب. هذه المفارقة البصرية ترخي اليوم بثقلها على دور الحزب وعلى مهامه في وعي الناخب اللبناني. فالحزب صار حزبين، واحداً يقاتل على الجبهات غير المنظورة وغير المكشوفة للناخب اللبناني، وآخر صُوَرهُ منتشرة في الشوارع والساحات. الثاني أكثر خشبية من الأول وسُحبت منه الجاذبية التي يمكن أن تُمثلها مهمة القتال والشعارات التي تنطوي على "نخوة ومروءة" وعلى دفع للأخطار، على نحو ما دأب الحزب يُقدم نفسه طوال سنوات اشتغاله في الحروب.

مرشحو "حزب الله"، كما يظهرون في صورهم الانتخابية، قليلو الجاذبية. في وجوههم قدر من أهلية ومن دروشة لا تنسجم فعلاً مع صورة الحزب بصفته حزب فتوة وقتال. لا يصلحون لأن يكونوا حلقة وسيطة بين قائد الحزب وبين قواعده. هذه ليست مهمتهم، وهم، إذ تم اختيارهم لتمثيل الحزب في البرلمان، جرى بموازاة هذا الاختيار سحب ما تبقى من جاذبية في ملامحهم. فالمهمة في البرلمان تقتضي أن يكون أحدهم مثلاً قد قال ذات يومٍ أنه قَبل حذاء الأمين العام. صاحب هذا القول لا يطمح طبعاً لأن يخاطب ناخبيه بكاريزماه. والمرشح الآخر عن دائرة جبيل حرص الحزب على التعريف به بصفته "شيخاً"، وهو إذ يفتقد لشرعية أهلية في القضاء الذي ترشح فيه لكونه من منطقة أخرى، ويفتقد أيضاً ملامح تشعرك بكاريزما ما لصاحب الصورة، أبقى الحزب عبر ترشيحه له على صورة النائب الموظف والأمين على مهمة كلفه بها القائد.

نادرون هم نواب "حزب الله" ممن لا تعوزهم كاريزما الأمين العام لكي تكتمل فيهم ملامح القيادة. والملاحظ أن من تتوافر بهم هذه الشروط يشرعون بالتخلي عنها شيئاً فشيئاً ما إن يصيروا نواباً. الأرجح أن لإسلاميتهم دوراً في انتزاع الكاريزما من وجوههم، فهي تقصرها على مكلفٍ واحد. والحزب لا يُقدم مرشحيه بصورهم ولا يعطي بالاً لملامحهم. لا سيرة خاصة لأي منهم. السيرة هي سيرة الحزب ووجه المرشح، الذي تغيب الابتسامة عنه في الصورة، ليس وجهه بل استعاضة عن الوجه وعن وظيفة الوجه بالمهمة التي يحملها صاحبه. فبينما تطغى حزبية مرشح مقعد جبيل الشيعي على سيرته، يُصارح الأمين العام للحزب حسن نصرالله الناخبين في البقاع أنهم سيقترعون للحزب لا لمرشحيه، وأن هؤلاء ليسوا أكثر من ممثلين في البرلمان لـ "مقاتلين خلف الحدود يمنعون داعش من غزو البقاع". وبين صورة الحزب الهرِم التي يعكسها مرشحوه إلى الانتخابات النيابية وصورة الحزب الفتي التي يفترضها قتال الحزب المتواصل على معظم جبهات هذا الشرق، يبقى أننا أمام الظاهرة الشعبوية نفسها، فالحزب لا يشتغل على غير صورة أمينه العام. لا بطل غيره، ولا كاريزما إلا كاريزماه.

قد لا يصح ذلك على صور القادة العسكريين للحزب، إلا أن هؤلاء لا تظهر كاريزماهم إلا بعد أن يُقتلوا. عماد مغنية مثلاً لم يكن كوجه وكجسم وكصوت في صلب صورة الحزب إلا بعد مقتله. الأمر نفسه يصح على مصطفى بدر الدين. قد تكون مهمتهما هي ما أملى هذه الحقيقة، لكن ذلك لا ينفي أن في الحزب صورة واحدة لا صورة تنافسها ولا أحد يتجرأ على كشف طموح لمنافستها. وهي على كل حال صورة مشغولة وتكشف بأن الحزب يعي ماذا يفعل وماذا يُقدم، وأن محو ملامح النواب وإذابة الفروق بين وجوههم هو جزء من عملية اشتغال على صورة الرجل الواحد والقائد الواحد.

 

رسالة من جونية إلى الضاحية: "تستحقّ المفتاح يا سيّد"

ليا القزي/الأخبار/23 نيسان 2018

ثار حلفاء جوان حبيش وخصومه، أمس، ضدّه بعد انتشار خبر تقديمه مفتاح كسروان إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله. قسمٌ استغلّ الواقعة خدمةً لمعركته الانتخابية، وقسمٌ آخر "خاف" على ضياع أصوات انتخابية من دربه. في المحصلة، انصاع حبيش للضغوط ولردّات الفعل السلبية، فأصدر بياناً توضيحياً، سرعان ما لاقاه حزب الله مُتفهّماً موقفه.

حين قدّم رئيس اتحاد بلديات كسروان ـــ الفتوح، رئيس بلدية جونية جوان حبيش، مفتاح قضاء كسروان إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، لم يكن في باله "تسليم" المنطقة إلى "الحزب". أرادها خطوة "رمزية"، مع دلالات سياسية وانتخابية، ولا سيّما أنّ تقديم المفتاح ترافق مع "رسالة" موجهة من جونية إلى الضاحية الجنوبية، مفادها "وجود مساحة مشتركة لبناء دولة ومُكافحة الفساد... وأنت يا سيّد تستحق هذا المفتاح"، بحسب المصادر المُطلعة على مضمون الرسالة. هكذا كانت "النوايا" قبل ظهر أمس.

أوحى حبيش بأنّه مُتقدّم إلى مكان انكفأ عنه من كان سباقاً إليه، وخاصة التيار الوطني الحرّ. ليس "بسيطاً" ما قام به. قبل أسبوعين من الانتخابات النيابية، ومُقابل "شيطنة" لائحة التضامن الوطني وكلّ من يدعمها، وفي ظلّ "التهويل" الذي يُمارسه فريق ١٤ آذار ضدّ «غزو» حزب الله لكسروان الفتوح ــ جبيل... سُلّم مفتاح المنطقة "أمانةً" إلى المقاومة. "تقريش" هذه الخطوة انتخابياً، يعني تشكيل دائرة حماية سياسية لحزب الله في معقل الموارنة في دائرة جبل لبنان الأولى. ليس الهدف انتخابياً، إنما سياسياً بالدرجة الأولى، ويلتقي إلى حد كبير مع توجهات سيد العهد. لا بد من كسر حدة الشحن السياسي والطائفي ضد حزب الله وما يمثله. ولا مانع من مُساعدته في نيل حاصل انتخابي. غير أن ردّة الفعل الشعبية في كسروان الفتوح، المُنظمة من قبل ١٤ آذار، إضافةً إلى الضغوط التي مورست على حبيش، من أعلى المستويات، دفعت رئيس الاتحاد إلى "توضيح" ما حصل.

أصدر حبيش بياناً يُخبر فيه أنّه "بحضور عددٍ من رؤساء البلديات في كسروان الفتوح، وبمعرض وضع الحجر الأساس لمبنى بلدية المعيصرة... وعند انتهاء كلمة حبيش، طَلب منه رئيس بلدية المعيصرة زهير عمرو تقديم درعٍ باسم البلدية الى السيد حسن نصر الله. تبيّن أنّه مُجسّم مفتاح باسم قضاء كسروان الفتوح... وقد فوجئنا بذلك وتفادينا الردّ حرصاً على المقامات والمكان، وانتهى الأمر". وقد عبّر حبيش في البيان عن "احترامنا لمقام السيد حسن نصر الله بما يُمثّل من قيم ومن قناعات عبّر عنها أخيراً في العبور نحو الدولة. إنّ كسروان الفتوح هي لأبناء كسروان، وقلبها مفتوح لكل اللبنانيين الشرفاء".

البيان المتأخر فقط 24 ساعة لم يكن مُقنعاً. أولاً، لأنّ مفتاح القضاء عليه توقيع "الشيخ جوان حبيش"، ومُقدّم باسم اتحاد البلديات. وبالتالي، لن يجرؤ أي رئيس بلدية على "استغلال" اسم الاتحاد، وزجّه في أمرٍ كهذا، من دون اتفاق مُسبق معه. ثانياً، إذا سُلّم جدلاً بأنّ حبيش "فوجئ" بالمفتاح عوض الدرع التكريمية، فقد كان بمقدوره ببساطة أن يوضح ذلك علناً، ويمتنع عن تسليم المفتاح إلى مُرشح حزب الله عن المقعد الشيعي في جبيل، الشيخ حسين زعيتر. ثالثاً، حصول "خطأ" ما، كان يستوجب إصدار بيانٍ فور انتشار الخبر، وليس بعد "الهبّة" في الشارع، أي في اليوم التالي.

مصادر مُتابعة للملف، تؤكد تعرّض حبيش "لضغوط، وتهديدات". أُجبر رئيس الاتحاد على "التنصّل" من القصّة، "مع تفهّم حزب الله لوضع حبيش، وخصوصاً أن الحزب لم يطلب مفتاحاً ولا شيئاً من هذا القبيل". ومن المتوقع، أن يتناول السيد نصر الله في كلمته اليوم، خلال الاحتفال المُخصص لدائرة جبل لبنان الأولى، في مجمع سيد الشهداء في الضاحية، قضية "المفتاح" وتبعاتها، بطريقة "تُطمئن" أبناء المنطقة ولا تستفزهم، فضلاً عن إعادة تأكيده على ثبات تفاهم الحزب والتيار الوطني الحر.

ليست المرّة الأولى، التي يُضغط فيها على حبيش، بسبب موقفه من حزب الله. فخلال عمليّة تشكيل اللوائح، استُدعي الرجل أكثر من مرّة إلى قصر بعبدا، لـ"التمنّي" عليه عدم التحالف انتخابياً مع حزب الله، والتراجع عن ترشيح شقيقه (يوسف حبيش). التزم بالقرار، و"جنّد" أسلحته خدمةً للعميد المتقاعد شامل روكز. الصداقة بين الرجلين، أدت دوراً في تحديد خيار حبيش. ولكن، هناك أيضاً الرغبة في عدم السماح لنعمة افرام بتصدّر المشهد الانتخابي في كسروان ــ الفتوح. لأجل هذا الهدف، كان حبيش رأس حربة الرئيس ميشال عون خلال الانتخابات البلدية في جونية عام 2016. خاض معركةً شرسة، وانتصر. استفاد التيار الوطني الحرّ من الفوز، وتكرّست زعامة عون الكسروانية بلدياً. لا يزج حبيش نفسه في المعارك "عبثياً". يبحث عنها، ويُخطّط لها. هو ابن واحدة من عائلات المشايخ المارونية الثلاث (العائلات هي: دحداح، الخازن وحبيش)، الذي لا يُمكن أن يُزايد عليه أحدٌ بانتمائه الماروني والكسرواني. فمن امتيازات عائلته، حقّ المشورة في تثبيت البطريرك الماروني. وكان الحبر الأعظم لا يُثبته، من دون موافقة الحبيشيين، قبل أن ينتقل "الامتياز" إلى آل الخازن.

سريعاً، تلقّف خصوم التيار الوطني الحرّ في القضاء، قصة المفتاح. أرادوا من خلال الاعتداء النفسي على حبيش، استهداف رئيس الجمهورية و"التيار الحر". هي فرصة "القوات" و"الكتائب" و"بقايا 14 آذار" لتحقيق مكاسب انتخابية، في منطقة لا يتقنون مخاطبتها أو التعامل معها منذ سنوات طويلة. غرّد المُرشحان القواتيان شوقي الدكاش وزياد حواط، مُهاجمين جوان حبيش، داعيين إلى "المحاسبة" في ٦ أيار. حلفاء رئيس الاتحاد هاجموه أيضاً. زياد بارود استنكر الخطوة، والعونيون عبّروا عن رفضهم على وسائل التواصل الاجتماعي. "مع محبتنا للجميع، كسروان الفتوح سلمت المفتاح منذ عام ٢٠٠٥ لفخامة الرئيس العماد ميشال عون"، كتب مُنسّق القضاء في "التيار" جيلبير سلامة على "الفايسبوك". انزعج التيار العوني ممّا حصل، "لأنّ ضرر الخطوة مُباشر علينا وعلى شامل روكز. نحن نُشتم، والقوات شدّت العصب"، تقول المصادر. وقد انتشرت شائعات عن نيّة حبيش الاستقالة من منصبه، الأمر الذي نفاه.

يعتبر النائب السابق فارس سعيد أنّ تسليم مفتاح القضاء إلى نصر الله "خطأ كبير". لكن، الخطوة تأتي بعدما "تمكّن حزب الله من التحالف مع ٧ موارنة، وتشكيل لائحة في الدائرة. وفي ذلك، إشارتان كبيرتان في الساحة المسيحية". يوضح سعيد لـ"الأخبار" أنّ تشكيل حزب الله لائحة انتخابية، وتسليمه مفتاح القضاء، "يعني أنّ حزب الله نجح في إقناع المسيحيين بأنّ بندقيته صديقة". كلّ ذلك، "بغياب أي معارضة من قبل الأفرقاء الأساسيين في المنطقة".

في مقابل كلّ هذه "الانفعالية"، برز موقف "هادئ" لشامل روكز. يُعيد العميد المتقاعد سرد رواية البيان التوضيحي الصادر عن حبيش، قبل أن يقول لـ"الأخبار" إنّ القصة "بسيطة وعادية. السيّد حسن نصرالله شخصية وطنية، ما العيب في تقديم درعٍ له؟". يعتبر ردّة الفعل في الشارع "مُزايدات انتخابية رخيصة. يُنصّبون أنفسهم خطّ دفاع عن المسيحيين، فيما هم قتلوهم سابقاً".

وماذا عن تأثير الأمر على قدرتك الانتخابية؟ يجيب روكز "هي خطوة قام بها رئيس الاتحاد، ونحن غير معنيين بها. بأي حال، نحن نريد شدّ العصب الوطني وليس الطائفي".

 

حرب سورية ثانية آخذة في التشكل وماكرون في واشنطن يروّج لـ«حل سوري» مقبول لدى الولايات المتحدة وروسيا

أمير طاهري/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

في الوقت الحاضر، ثمة تساؤل يطرح نفسه: هل انتهت الحرب في سوريا مثلما تدعي روسيا والمتعاطفون معها داخل الغرب، أم أنها تتجه نحو حرب سورية ثانية تضم مزيداً من الأطراف، بحسب ما يرى بعض المحللين في الغرب؟ من المتوقع أن يأتي هذا التساؤل على رأس أجندة القمة المرتقَبة في واشنطن بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، هذا الأسبوع. ويُعتَبَر ماكرون أول رئيس أجنبي يدعوه ترمب لزيارة رسمية كاملة لواشنطن. والواضح أن الرئيس الفرنسي يرغب في الخروج من هذه الزيارة بما هو أكبر من المجاملات الدبلوماسية المعتادة. وتبعاً لما ذكرته مصادر في باريس، فإن ماكرون أحرز بالفعل نجاحاً فيما يتعلق بترمب، عبر نجاحه في إقناع الرئيس الأميركي بالتراجع عن تعهده السابق بسحب قوات أميركية من سوريا. وقد وافق ترمب على إرجاء هذه الخطوة، لأن ماكرون قال إن لديه «أفكاراً جديدة»، بخصوص سوريا. المؤكد أن هذا الإجراء حثَّت عليه كذلك «النصائح القوية» الصادرة عن كثير من الحلفاء العرب، وكذلك وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، ومستشار الأمن الوطني الأميركي الجديد جون بولتون. ويرى التحليل الفرنسي للأوضاع في سوريا أن المرحلة الأولى من الأزمة السورية، التي هدفت لتغيير الوضع القائم عام 2011، انتهت بالفعل بنجاح. يُذكر أنه في ظل ذلك الوضع الذي كان قائماً، كانت سوريا دولة شديدة المركزية تقبع داخل القبضة الحديدية لنظام ديكتاتوري مدعوم بائتلاف من أقليات.

اليوم، وبعد سبع سنوات، لم تعد قبضة ذلك النظام الديكتاتوري بالقوة التي كانت عليها من قبل بسبب فقدانه السيطرة الفعلية على ما يزيد على 70 في المائة من الأراضي السورية، وما يزيد على نصف سكان البلاد. كما أن نقص القوة البشرية الموالية، ونقص الموارد المالية والإدارية المناسبة، يعني أن الرئيس بشار الأسد لم يعد قادراً على تحديد المسار العام الذي تتخذه البلاد خارج الجيب الذي يسيطر عليه في دمشق. أما في باقي أرجاء البلاد، فقد تحوَّلت سوريا إلى مزيج من المناطق غير الخاضعة لأي سيطرة، وأخرى تسيطر عليها روسيا وإيران والجماعات المرتزقة التابعة لهما، وتركيا، والأكراد، ومسلحون من العرب السنّة، والولايات المتحدة، وحلفاؤها في «الناتو»، بل وحتى العراق في الفترة الأخيرة. ومع أنها غير موجودة بصورة مباشرة داخل سوريا، حاولت إسرائيل هي الأخرى رسم حدود لـ«منطقة أمنية» لها هناك، عبر قصف أي وجود تعتبره خطراً محتملاً عليها. وعليه، نجد أن الحرب السورية الثانية، في مراحلها الأولى على الأقل، ستدور رحاها حول ترسيخ الوضع القائم الجديد. وبذلك فإن ادعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بزهو، أن قواته تعاوِن في حماية «الشعب السوري وسلامة الأراضي السورية»، ذهب أدراج الرياح إلى الأبد، وكذلك حلم المسلحين المناهضين للأسد في إسقاط الطاغية أو قتله، ثم السيطرة على دمشق وإعادة بناء سوريا موحدة.من جانبه، يقترح ماكرون فكرة «إدارة الممكن»، بمعنى تخلي جميع الأطراف تكتيكياً عن السيناريو المثالي بالنسبة لها.

وفي هذا الإطار، عرضت روسيا بالفعل خطة لـ«التشارك» تضمن بمقتضاها جميع الأطراف المشاركة في الصراع السوري السيطرة على جزء من الكعكة المسممة التي أطلق عليها «مناطق خفض التصعيد». الواضح أن روسيا لم تعد تسعى لإقصاء الأطراف الأخرى، ما دامت لا تحاول حرمانها من نصيبها داخل سوريا. جدير بالذكر أن سيرغي ريباتكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، سبق أن صرح بأنه «ليس بمقدورنا إعلان أيّ توقعات بخصوص الحفاظ على سلامة الأراضي السورية. إننا حتى لا ندري كيف يمكن تسوية هذه الأزمة أو ما إذا كانت هناك احتمالية للإبقاء على سوريا دولة موحدة».

وقد أعادت الولايات المتحدة، من جانبها، ترديد أصداء هذا الشعور عبر إعلانها عن خطة لمعاونة الأكراد على إقرار «سلطة محلية» داخل الأراضي السورية التي يسيطرون عليها. من ناحية أخرى، فإن ما بدا أنه إجماع روسي - أميركي على إمكانية تقسيم سوريا أثار بعض القلق داخل طهران، حيث تشعر القيادة بسخط متزايد حيال التهميش الذي تتعرض له من قبل موسكو. وانعكس التشاؤم المتنامي داخل طهران فيما يخص سوريا على تحليل نشره، السبت، موقع إخباري يحمل اسم «تابناك»، يديره القائد السابق للحرس الثوري الإسلامي، الجنرال محسن رضائي. وذكر التقرير أن «ثمة مؤشرات توحي بحدوث تفكك داخل سوريا»، مضيفاً أن ما يهم روسيا والولايات المتحدة «تنسيق تحركاتهما»، والحيلولة دون وقوع «صدامات عنيفة بين مصالح متعارضة».  من ناحيته، طرح الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس الأركان الأميركية المشتركة في عهد الرئيس باراك أوباما، تحليلاً مشابهاً، عندما لمح إلى «الاحتمالات والتداعيات».

وأشار إلى أنه على سبيل المثال ثمة احتمالية مرتفعة لوقوع هجوم إرهابي ضد الولايات المتحدة أو أحد حلفائها الغربيين، لكن تداعيات ذلك تبقى في مستوى يمكن إدارته والتعامل معه.

على الجانب الآخر، فإن احتمالية وقوع صدام بين الغرب وروسيا منخفضة، لكن تداعيات ذلك حال حدوثه خارج حدود القدرة على التعامل والإدارة. وعليه، يبدو أن الوضع في سوريا أشبه بحرب باردة صغيرة يجب احتواؤها. وعليه، من الممكن إقرار نسخة مصغرة من «الستار الحديدي» داخل سوريا لضمان عدم وقوع صدامات مع روسيا، وبقائها داخل الحصة التي تهيمن عليها، والتي تعتبرها الأجزاء «المفيدة» من سوريا، في الوقت الذي تصول فيه القوى الغربية وتجول في باقي أرجاء البلاد. ومع هذا، أكّد ماكرون على أن ترسيخ الوضع القائم الجديد يستلزم من القوى الغربية إقرار وجود أقوى داخل سوريا. وتلقى هذه الفكرة تأييداً من جانب بعض الأصوات القوية داخل إدارة ترمب، لكنها في الوقت ذاته تلقى معارضة من جانب بعض كبار أنصار الرئيس في وسائل الإعلام والكونغرس والحزب الجمهوري.

وعليه، يدرس ترمب فكرة الاستعانة بدعم حلفائه العرب. وتبعاً لمصادر داخل واشنطن، فإنه جرت اتصالات بالفعل مع بعض هذه الدول مثل الأردن والخليج. ويجري كذلك العمل على بناء عدد من القواعد داخل سوريا، بحيث تتولى ميليشيات كردية محلية حمايتها.

وبمجرد ترسيخ حلفاء العرب السنّة لوجود عسكري قوي لهم وإقرار آلية للتعامل مع روسيا داخل سوريا، ستنطلق المرحلة الجديدة من الحرب على عجل على مختلف الجبهات السياسية والدبلوماسية والمعلوماتية والاقتصادية. ومن بين الخطوات التي تجري دراستها، بالفعل، إحياء التحقيق بشأن وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية داخل سوريا من جانب الرئيس بشار الأسد وأنصاره. كان التحقيق قد أطلقته بادئ الأمر وزارة الخارجية الأميركية عام 2013، لكنه أُغلق وأُلغيت ميزانيته في عهد الرئيس أوباما. ومع هذا، يفضّل المرشح لمنصب وزير الخارجية الجديد في إدارة ترمب، مايك بومبيو، إحياء التحقيق في إطار حملة للفوز على الصعيد الأخلاقي في مواجهة روسيا والأسد.داخل واشنطن هذا الأسبوع، يأمل ماكرون في تعزيز صورته كزعيم يروج لـ«حل سوري» مقبول لدى الولايات المتحدة وروسيا. ومع هذا، فإننا ربما في حقيقة الأمر نتجه نحو حرب سورية ثانية ستخلف تداعيات على المنطقة بأكملها.

 

هل يوقف بومبيو نشر إيران الفوضى في المنطقة؟

إيلي ليك/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، مايك بومبيو، التقى منذ أسبوعين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ - أون. وجاء هذا الكشف في وقت تتصاعد المعارضة داخل معسكر الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إزاء تعيينه وزيراً للخارجية.

وتدور الحجة التي يطرحها البيت الأبيض في الوقت الراهن حول أن التأكيد على تعيين بومبيو في المنصب الجديد سيأتي بمثابة تصويت لصالح التسوية السلمية للأزمة النووية القائمة مع بيونغ يانغ. وحسبما ذكرت المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض سارة ساندرز في «تغريدة» أطلقتها، الأربعاء، عبر موقع «تويتر»، فإن: «شيئاً ليس بمقدوره التأكيد على أهمية تعيين الدبلوماسي الأول على مستوى أميركا في الوقت الحالي مثل هذه القضية. وأمام الديمقراطيين فرصة لتنحية الخلافات السياسية جانباً، والاعتراف بأن أمننا الوطني بالغ الأهمية والتصديق على تعيين مايك بومبيو».

على الجانب الآخر، تتمثل العقبة السياسية الأولى على هذه الطريق في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ. وثمة احتمال كبير بأن تعيين بومبيو وزيراً للخارجية لن يجري تمريره من هذه اللجنة؛ ما يؤدي إلى عقد تصويت على مستوى مجلس الشيوخ. جدير بالذكر، أن أحد أعضاء اللجنة من الجمهوريين، راند بول، أعلن بالفعل أنه لن يصوّت لصالح بومبيو. في تلك الأثناء، أعلن اثنان من الديمقراطيين البارزين باللجنة ـ تيم كين وجين شاهين ـ معارضتهما قرار تعيين بومبيو. جدير بالذكر، أن كليهما صوّت لصالح بومبيو العام الماضي عندما رشحه ترمب لمنصب مدير الـ«سي آي إيه».

من جانبهم، يعترف بعض الديمقراطيين اليوم بأنه من الجيد أن يضطلع أحد المعاونين الموثوق بهم من قبل ترمب بالإعداد لمثل هذه القمة بالغة الأهمية. ومع هذا، لم يعلن أي ديمقراطي أنه يدعم المرشح.

ومن الصعب الجزم بما إذا كانت الحجة التي دفعت بها الإدارة بخصوص كوريا الشمالية ستفلح في اجتذاب أي أصوات لصالح بومبيو. ومع ذلك، يبقى ثمة سبب آخر أكثر وجاهة يفرض على الديمقراطيين التصويت لصالح بومبيو: ليس إمكانية إبرام اتفاق مع بيونغ يانغ، وإنما الاتفاق الذي أبرمه باراك أوباما بالفعل مع طهران.

يأتي ذلك رغم أن الأمر قد يبدو متناقضاً، بالنظر إلى أن بومبيو كان من أقوى منتقدي هذا الاتفاق عندما كان عضواً في الكونغرس. الصيف الماضي، وفي إطار «حوار أسبين الأمني»، طرح بومبيو حجة مفادها أن إيران غير ملتزمة بصورة كاملة ببنود الاتفاق المبرم. وقد تعرض لانتقادات حادة جراء ذلك من جانب منظمات تقدمية عاونت في الضغط لتمرير الاتفاق النووي في عهد إدارة أوباما عام 2015. إلا أن ذلك كان ينبغي أن يبث الطمأنينة في نفوس أعضاء الشيوخ عندما أعلن بومبيو، الأسبوع الماضي، أنه يميل نحو إصلاح الاتفاق النووي، بدلاً عن نسفه تماماً. كما أبدى تفضيله مسار المحادثات الأميركية ـ الأوروبية الجارية اليوم لتعزيز الاتفاق النووي عبر إزالة بنود انتهاء السريان، وتناول برنامج الصواريخ الإيراني وتعزيز بروتوكولات التفتيش على المواقع العسكرية المشتبه بها.

جدير بالذكر أنه بحلول 12 مايو (أيار)، سيتعين على ترمب اتخاذ قرار نهائي حيال إعادة فرض عقوبات مقيدة على طهران كان قد فرضها أوباما من قبل للضغط عليها للدخول في المفاوضات. وقد تحول هذا التاريخ إلى موعد نهائي أمام الجهود الدبلوماسية الأميركية ـ الأوروبية التي من المقرر أن يقودها بومبيو حال التصديق على تعيينه وزيراً للخارجية. ويحق لنا التساؤل هنا إذا ما كان التحول الذي طرأ على موقف بومبيو نابعاً عن حسابات سياسية أم قناعة؟ وكانت هذه تحديداً النقطة التي أثارها السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز الأسبوع الماضي، عندما تساءل أي وجه لبومبيو سيتولى قيادة وزارة الخارجية: الذي أدلى بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية، أم الذي كان معارضاً قوياً للاتفاق النووي مع إيران عندما كان عضواً بالكونغرس؟

تجدر الإشارة إلى أن مينينديز أعلن، الأربعاء، أنه يصوّت ضد المرشح.

بيد أن هذا الموقف يغفل النقطة المهمة في الأمر؛ ذلك أن السبب الذي ينبغي أن يجعل مينينديز راغباً في تولي بومبيو قيادة وزارة الخارجية أن ترمب بالفعل يوليه ثقته. ولم يكن ذلك الحال مع وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، الذي كان أقرب كثيراً إلى الديمقراطيين داخل مجلس الشيوخ بخصوص الاتفاق النووي عنه إلى ترمب. وقد تمكن تيلرسون من إرجاء قرار ترمب بخصوص عدم التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي. إلا أنه بمرور الوقت، فقد ثقة ترمب. ومن غير المحتمل أن ترمب كان لينصت له لو أن تيلرسون اقترح محاولة إصلاح الاتفاق النووي بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين.

أما تيلرسون، فلا تزال أمامه فرصة؛ ذلك أنه باعتباره أحد الصقور داخل إدارة ترمب الذين أيّدوا عدم التصديق على الاتفاق من قبل، يملك بومبيو مصداقية أكثر لدى ترمب حال التوصل لاتفاق، وبخاصة أن ترمب اختار بومبيو ليعاونه على التجهيز لقمة مع كوريا الشمالية.

كما أن هذا يضفي على بومبيو مصداقية أكبر أمام نظرائه الأوروبيين، فحتى الآن ساور القلق الأوروبيين، عن حق، بشأن أي مناقشات رفيعة المستوى يخوضونها مع الولايات المتحدة بخصوص إصلاح الاتفاق النووي مع إيران؛ نظراً لأن ترمب أظهر أنه بالفعل اتخذ قراره بهذا الشأن. مع وجود بومبيو، أصبح لديهم وسيط موثوق به بينهم وبين الرئيس الأميركي. وأخيراً، فإن بومبيو ذاته يعي أوجه القصور بالاتفاق الإيراني أفضل عن أي شخص آخر في واشنطن. وعندما كان عضواً بالكونغرس، التقى دبلوماسيين ومصرفيين أوروبيين لإخطارهم بالمخاطر الجمة المرتبطة بالاستثمار في اقتصاد إيران الفاسد. وإذا كان هناك من بمقدوره إقناع الأوروبيين بتعزيز الاتفاق النووي، فإنه رجل تعمّق في تفاصيل العقوبات الأميركية وعمليات غسل الأموال الإيرانية. ويعتبر ذلك أمراً في مصلحة الجميع. وحتى إذا لم يكن ترمب قد هدد قط بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما، تبقى الحقيقة أن هذا الاتفاق ظل قائماً على أساس غير ثابت. ولطالما ادعى الإيرانيون أن الاتفاق يعفي اقتصادهم تقريباً من جميع العقوبات الأميركية، حتى في وقت يطلق النظام الإيراني العنان لعملائه لنشر الفوضى في مختلف أرجاء الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، أصرت إدارة أوباما على أن الولايات المتحدة أمامها خيار معاقبة إيران عن سلوكها الرديء بعيداً عن الحقل النووي. ويعني ذلك، أنه عاجلاً أم آجلاً ستخضع طهران للحساب. واليوم، ثمة فرصة على الأقل تلوح في الأفق لبناء الاتفاق النووي على أسس أقوى وتناول عيوبه، التي يتمثل أخطرها في بنود انتهاء السريان المتعلقة بالقيود المفروضة على مخزونات إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب ومنشآت التخصيب الصناعية.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

كيف يمكن لترمب إنجاز المهمة في سوريا؟

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

أتفهم ما كان يحاول الرئيس دونالد ترمب قوله عندما أطلق تغريدته التي اكتسبت اليوم شهرة واسعة، السبت، وأعلن خلالها أن «المهمة أنجزت». ويقتضي الإنصاف توضيح أننا بالمجال العسكري غالباً ما نستخدم هذه العبارة للإشارة إلى الإنجاز الناجح لمهمة تكتيكية منفصلة.

ومع هذا، كان ينبغي للرئيس أن يعي أن عبارته هذه ستثير في أذهان الأميركيين صورة الرئيس جورج دبليو بوش الشهيرة بعد غزو العراق، وكان عنوانها الكبير العبارة ذاتها. وبمرور الوقت اتضح أن المهمة في العراق بعيدة كل البعد عن كونها قد أنجزت. وللأسف، فإن الضربات الجوية التي جرى شنها مؤخراً لم تقترب حتى من إنجاز المهمة الاستراتيجية الأوسع القائمة أمامنا داخل سوريا. إن ما حققته الضربات بالفعل (التي جرت بالتعاون مع اثنين من حلفائنا المقربين: فرنسا وبريطانيا) كان إلحاق الضرر بقدرات النظام السوري بمجالات البحث والإنتاج والتخزين فيما يخص الأسلحة الكيماوية. وبالفعل، جرى تنفيذ الضربات بدقة شديدة على المستوى التكتيكي. أما بالنسبة لما لم تفعله الضربات، فيمكن استعراضه على النحو التالي: التدمير الكامل لمخزونات الأسلحة الكيماوية لدى النظام السوري، وتدمير قدرة بشار الأسد على إنتاج مزيد من غاز الأعصاب، أو إعادة بناء قدراته على فعل ذلك، وتقليص قدرة النظام على نقل الأسلحة الكيماوية عبر الطرق أو السكك الحديدية أو جواً، وتدمير وسائل إيصال الأسلحة (القوات الجوية السورية التي تضم 250 طائرة) وتدمير منظومة القيادة والسيطرة التابعة للحكومة.

جدير بالذكر هنا أن جميع الإجراءات السابقة مسموح بها في ظل القانون الدولي، لكن الولايات المتحدة اتخذت قراراً حكيماً تمثل في شن هجوم أكثر تحفظاً (وإن كان ضعف حجم الضربة التي وجهتها العام الماضي باستخدام صواريخ توما هوك). ومن خلال اختيارهما شن هجوم أكثر تحفظاً، اتبع ماتيس والرئيس مساراً يسمح بمزيد من التصعيد إذا لزم الأمر، مع تعريض القوات الأميركية لأقل قدر ممكن من المخاطرة، وتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا أو إيران، والحد بأقصى صورة ممكنة من الخسائر غير المقصودة في صفوف القوات السورية.

ومع ذلك، يبقى ثمة تساؤل عالقاً حول ما جرى ذاك الصباح: ماذا لو أن الأسد لم يتوقف؟ كيف ستبدو الضربة التالية، وما المخاطر الإضافية؟

على صعيد العمليات، تتضمن الخطوة المنطقية التالية على سلم التصعيد العناصر التالية:

ـ حملة دبلوماسية لضم مزيد من الحلفاء (يتمثل حلف الناتو في المجموعة المحورية، مع احتمالات ضم دول عربية سنية، وربما أستراليا).

ـ الدفع بواحدة أو ربما اثنتين من حاملات الطائرات الأميركية إلى شرق البحر المتوسط أو الخليج العربي.

ـ شن هجوم سايبري ضخم لتعطيل أجزاء من الشبكة الكهربية السورية ومنظومة القيادة والسيطرة.

ـ شن هجمات صاروخية لتدمير الدفاعات الجوية السورية.

ـ انطلاق طائرات بطيارين من قواعد عبر أرجاء الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة لشن حملة قصف تمتد لعدة أيام ضد عشرات الأهداف.

ـ تركيز أصول استخباراتية كبرى ـ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والقوات الخاصة على الأرض ـ على المنطقة بهدف تقييم خسائر المعارك والمعاونة في الاستهداف الدقيق.

وبالتأكيد، ينطوي هذا السيناريو على مخاطرة أعلى بكثير عما شاهدناه خلال الضربة، وذلك لأسباب عدة: أولاً: أنه يدفع بأطقم جوية تابعة لدول حليفة في مرمى الدفاعات الجوية السورية والروسية، وربما يؤدي إلى سقوط أسرى وخسائر في الأرواح.

ثانياً: سيزيد عدد الدول المشاركة على الجانب الحليف للولايات المتحدة، ما يزيد من تعقيد العمليات على نحو بالغ. ثالثاً: من شأن ذلك توقف مفاوضات السلام الجارية بشكل كامل. رابعاً والأخطر: من المحتمل أن يسفر ذلك عن مواجهة عسكرية مباشرة بين واشنطن وموسكو.

من ناحية أخرى، أمام الولايات المتحدة عدد من الأهداف الاستراتيجية داخل سوريا، على رأسها الاستمرار في السيطرة على أراضٍ من قبضة تنظيم داعش وتقليص تهديدات الإرهابيين للولايات المتحدة. ثانياً: فرض الأعراف الدولية المهمة التي تحول دون استخدام أسلحة الدمار الشامل. ثالثاً: تواجه المنطقة تهديداً حقيقياً من جانب السياسات التوسعية الإيرانية، ومن شأن ابتعاد أميركا عن المنطقة تعريض شركائها للخطر. على الصعيد الإنساني، ينبغي أن نضطلع بأكبر مجهود ممكن للحد من المأساة الإنسانية القائمة في سوريا، التي خلفت 500 ألف قتيل، وأجبرت أكثر عن 10 ملايين شخص على الفرار من ديارهم. وتمثل هذه أهدافاً استراتيجية حقيقية، وعلى درجة كبيرة من الأهمية. ولا يملك المرء سوى أن يأمل في أن يكون الأسد قد استوعب الرسالة الموجهة إليه، ويمتنع عن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد أبناء شعبه. إلا أن الأمل ليس باستراتيجية يمكن الاعتماد عليها، وإنما تدعونا الاستراتيجية الحقيقية إلى مشاركة الولايات المتحدة داخل سوريا بالاعتماد على ما يصل إلى 5000 جندي أميركي (يبلغ عددهم فعلياً في الوقت الراهن قرابة 2000 ما يعتبر مستوى أقل كثيراً عن الـ150 ألف جندي الذين كانوا تحت قيادتي داخل أفغانستان منذ سنوات قليلة ماضية). ويتعين كذلك على الدول الحليفة لنا الضغط على المشكلات الاقتصادية التي تعانيها موسكو ـ التي لا تملك في الواقع المال الذي يمكنها من إعادة بناء سوريا تحت قيادة الأسد ـ لإجبارها على الدخول في مفاوضات حقيقية تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف فرض تسوية دبلوماسية. وتمثل البلقان منذ 20 عاماً نموذجاً جيداً يمكن الاعتماد عليه في هذا الأمر، وذلك عندما أصبحت روسيا نهاية الأمر جزءاً من الحل.

بوجه عام، يتعين على الولايات المتحدة إيجاد توازن بين القوة الخشنة المحدودة (أعداد صغيرة من القوات البرية والقوات الخاصة وهجمات سايبرية وهجمات بصواريخ طويلة المدى تصيب أهدافها بدقة)، والقوة الناعمة (الدبلوماسية والحوافز الاقتصادية وبناء التحالفات للتشارك في التكاليف والرسائل الاستراتيجية). ومما سبق يتضح أن شن بضعة ضربات جوية دقيقة بعيد تماماً عن كونه إنجازاً مناسباً لإطلاق عبارة «المهمة أنجزت»، وإنما لا يزال يتحتم علينا فعل ما هو أكبر بكثير داخل سوريا.

*أميرال بحري متقاعد بالبحرية الأميركية وقائد عسكري سابق لحلف الناتو وعميد كلية فلتشر للحقوق والدبلوماسية بجامعة تافتس

*بالاتفاق مع {بلومبيرغ}

 

إجازات الحكام

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

تتكاثر التوقعات والتحليلات حول حرب وشيكة بين إيران وإسرائيل في سوريا، ولقائياً في لبنان. وثمة فريق يعتبر أن التهويل لن يخرج عن نطاق التصعيد الكلامي. عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، لم يكن يريدها أحد. فقد ذهب جميع حكام أوروبا في إجازاتهم الصيفية في يوليو (تموز) 1914، وبعد عودتهم، وجدوا في انتظارهم أول حرب تشمل المسكونة. لن أغامر بالتحليل لأن ما أعرف هو ما يعرفه سواي. وكل ما نعرفه جميعاً مما هو معلن لا يشكّل شيئاً مما هو مقرر سراً. فالحروب لا تضرب مواعيد لأحد. لكن في إمكان المرء أن يعود إلى ما كُتب. على ما كُتب وما نُشر من وثائق بعد حروب المنطقة، وخصوصاً من الجانبين الأميركي والروسي. وخلاصة ذلك أن الدولتين الكبريين كانتا حاضرتين، عن بعد، حضوراً كلياً قد يؤدي في أي لحظة إلى نزاع مباشر بينهما، وبالتالي، إلى حرب عالمية. يومها كانت روسيا سوفياتية، والآن بوتينية، لكن شيئاً لم يتغير: لن يتحرك الإيرانيون من دون التشاور مع الروس، ولن تتحرك إسرائيل من دون أن تعرف مسبقاً ما هي استعدادات واشنطن لمشاركتها في أي مواجهة كبرى. وبعكس ما نظن جميعاً، لا هذا مضمون تلقائياً ولا ذاك. في جميع الحروب لم يتعدَ التأكيد السوفياتي للعرب الموقف السياسي مهما كان صادقاً وعالي اللهجة. وأما التأكيد الأميركي لإسرائيل في الحرب، فلم يكن يحصل إلا في آخر لحظة، وخوفاً من أن تستخدم إسرائيل السلاح النووي لكي تعوض عن الفارق الهائل بين الحجمين. أبرز وأدق مواجهة معبرة عن سلوك الدولتين كانت عام 1970 عندما دخلت نحو 500 دبابة سورية إلى الأردن، زاحفة نحو عمان لإسقاط الملك حسين، الذي كان يخوض في العاصمة حرباً طاحنة مع الفدائيين. في أوراق كيسنجر أن واشنطن كانت تفضل أن تتدخل إسرائيل لمنع التغيير، خوفاً من أن يؤدي تدخلها إلى صدام مباشر مع السوفيات. لكن الإسرائيليين رفضوا أي تحرك قبل أن يعرفوا مدى استعداد الأميركيين في هذه الحال. وتجنب الفريقان تلك اللحظة الخطرة عندما استطاع الجيش الأردني رد القوات السورية المهاجمة بقصفها جواً بطائرات «الهوكر هنتر» البريطانية القديمة. السيناريو اليوم أكثر كارثية بكثير. وعصر «الهوكر هنتر» أصبح ما قبل التاريخ. وإيران تهدد بتدمير إسرائيل، بينما يهدد رئيس الأركان الإسرائيلي بتدمير لبنان، كآخر عمل يقوم به قبل ذهابه إلى التقاعد. الكثير يتوقف على روسيا وأميركا. وإلا فإن جميع حكام العالم سوف يعودون سريعاً من إجازاتهم.

 

ترامب - ماكرون: إيران التحدّي الرئــيسي

رينود جيرار - لو فيغارو/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 24 نيسان 2018

إنّه موضوع تقنيّ جدّاً ولكنّه أيضاً تحدٍّ استراتيجي رئيسي. وخلال اجتماع إيمانويل ماكرون اليوم في 24 نيسان 2018 مع دونالد ترامب في البيت الأبيض، يجب على الرئيس الفرنسي أن يستخدم كنوز الإقناع لإنقاذ العمل الدبلوماسي العظيم الذي نفّذته إدارة أوباما، أي الاتفاق النووي مع إيران.

تمَّ التفاوض على هذا الاتفاق لسنوات عدّة بقيادة الاتحاد الأوروبي، ومع ممثّلي طهران وبمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وتمَّ التوقيع عليه في فيينا 14 تمّوز 2015. وتُجبر «خطة العمل المشتركة الشاملة» (الـJCPOA) الإيرانيين على وقفِ أنشطة تخصيب اليورانيوم وتصنيع البلوتونيوم حتى عام 2025، مقابل تعليق العقوبات التجارية التي أصدرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مرسوماً بها ضدّهم بسبب برنامجهم النووي. وكانت الفكرة بسيطة جدّاً: كان يَسمح المجتمع الدولي لبلاد فارس بالعودة إلى ما كانت عليه في السبعينيات، أي قوّة عظمى تجارية، وذلك مقابل تخلّيها عن أن تصبح قوّة نووية. أمّا المشكلة فهي، أنّه خلال حملته الانتخابية، تعهَّد دونالد ترامب بفسخِ هذه «الصفقة الرهيبة». وذكر مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرّية في كلّ تقاريرهم أنّ إيران تلتزم كاملَ الالتزام بموجباتها التي وافقت عليها في إطار «خطة العمل المشتركة الشاملة» (الـJCPOA). وتُطَبَّق اليوم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (الـNPT) لعام 1968 فعليّاً في الشرق الأوسط حيث وقّعت عليها جميع الدول (باستثناء إسرائيل التي صَنعت سرّاً السلاح النووي في أوائل 1960، وذلك بفضل فرنسا). ولكن، في إيران، لم تُحقّق بعد المكاسب التجارية للـJCPOA، وذلك على حساب الرئيس الإصلاحي روحاني الذي وضَع كلّ ثقلِه السياسي على الميزان لفرض الاتفاق النووي على «المتشدّدين» في النظام. تحلم كلّ الشركات الأوروبية بالتعامل مع إيران، التي يتمتّع سكّانها البالغ عددُهم 80 مليون نسمة بمستوى عالٍ من التعليم. ولكنّها لا تجد أيَّ مصرف كبير لتمويل صادراتها أو استثماراتها.

فالمؤسسات المالية الكبرى الواقعة في القارة القديمة في حال صدمةٍ بعد ما حدث للـBNP التي فُرضَ عليها في 1 أيار 2015، تسديدُ غرامة قيمتُها 9 مليارات دولار إلى العدالة الأميركية، بسبب تمويلها صادرات النفط الإيراني بالدولار (وهذا أمر قانوني بموجب القانون الفرنسي أو الأوروبي، ولكنّه يُعتبر غيرَ قانوني بموجب القانون الأميركي).

إلّا أنّ هذه الغرامة الضخمة لم تولّد ردود فِعل من المفوّضية الأوروبية، التي كان من الممكن أن تدينَ البنك الأميركي «غولدمان ساكس» بغرامة تعادلها على الأقلّ، وذلك لأنّها ساعدت عضواً في الاتحاد الأوروبي في إخفاء حساباته العامة. وبما أنّها لا يمكن أن تُخاطر بسبب احتمال نفيِها من السوق الأميركي، تتوخّى المصارف الأوروبية الكبيرة الحذر قبل قيامها بأيّ عملية في إيران، فتطلب الحصول على إذنٍ خاصّ من وزارة الخزانة الأميركية ... التي لا زالت ترفض اتّخاذ قرار مسبقاً ! وإلى هذا الانزعاج المالي يُضاف أيضاً مناخ ثقيل من الغموض السياسي. وبعد طلبٍ من الرئيس، رَفض الكونغرس تبنّي مسؤولية تدمير الـJCPOA، لأنّ العواقب المحتمل أن تنتج عن هذا التدمير ستكون هائلة: إستئنافُ تخصيب اليورانيوم من قبَل نظام الملالي وقصفُ الإسرائيليين المصانعَ النووية الإيرانية، وتجمُّع المحور الشيعي حول طهران (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء) واشتعالُ الشرق الأوسط. ولا تخطئ إيران عندما تقول إنّ الغربيين لا يحترمون إلّا القوّة، وهم ينكِرون جميلَ التلميذِ الذي يختار فجأةً الخضوع لقواعدهم. وقد انتهكت كوريا الشمالية معاهدةَ عدمِ انتشار الأسلحة النووية ومن ثمّ انسحَبت منها، لتكملَ التجارب النووية والباليستية التي تخالف قرارات الأمم المتحدة، ومع ذلك تُدلّلها أميركا التي تُحضّر حالياً لقمّة تَجمع ترامب وكيم في شهر حزيران 2018. وترَكت إيران الأعمالَ الإرهابية منذ نهاية القرن الماضي، وبرنامجَها النووي منذ عام 2015، ولكن لا تزال واشنطن تنبذها. لا يمكن لماكرون وحده الحصول على وقفِ ادّعاء الولايات المتحدة بتطبيق قوانينها على العالم بأجمعه. ولتحرير الأوروبيين من قبضة القانون الأميركي، سيتطلّب ذلك كباشاً، لن تكون مفوّضية بروكسل أهلاً له. ولكن، من خلال الالتزام بالحصول من الايرانيين على تعديل للـ JCPOA يَسمح بتمديد تواريخ تعليق أنشطتهم النووية لمدّة غير محدّدة، يمكن للرئيس الفرنسي أن ينجح بأن يعيد العقلانية للولايات المتحدة، أي يجلبها إلى نهاية نزاع دامَ أربعين عاماً مع بلد لا تفكّر نخبتُه من المحترفين إلّا بالانسجام مع الثقافة الأميركية.

 

المواجهة مع المجتمع الدولي «مكلفة» لكنّ الصمت «مريب»!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 24 نيسان 2018

عشية انعقاد مؤتمر «بروكسل 2» تتّجه الأنظار بقلق الى العاصمة البلجيكية مخافة التسبّب بمقاربة دولية جديدة لملف النازحين واللاجئين السوريين في لبنان ودول الجوار السوري. ومردّ هذا القلق الخوف من انشغال المؤتمر بالمواجهة الأميركية ـ الروسية القائمة والاشتباك الإسرائيلي ـ الإيراني المتوقّع لإنتاج صيغ أخرى لا توائم نظرة لبنان الى المؤتمر والنتائج المتوقّعة منه. فما الذي يقود الى هذه المراجعة؟ رغم اعتبار مؤتمر «بروكسل 2» الخاص بالنازحين واللاجئين السوريين واحداً من ثلاثية المؤتمرات الدولية والإقليمية الخاصة بلبنان والتي انطلقت من روما وباريس التي تعنيه، ومعه دول الجوار السوري، فإنّ كثيراً من التطوّرات على الساحة السورية قد تؤثر على أعمال المؤتمر ومناقشاته فتحرفه عن أهدافه الأساسية التي وُجد من أجلها. أو على الأقل المَسّ بالنتائج التي كان ينتظرها لبنان سعياً وراء الدعم الدولي لمواجهة آثار النزوح السوري على مختلف وجوه الحياة فيه، وتوفير ما يدعم المجتمعات المضيفة للتخفيف من الآثار السلبية على القطاعات المختلفة والتي تجاوزت 18 مليار دولار منذ نشوء الحرب في سوريا بأشكال مختلفة مباشرة أو غير مباشرة. على هذه الخلفيات يستعدّ لبنان للمواجهة المتوقعة مع المجتمع الدولي في «بروكسل 2» بقليل من الآمال مخافة أن يتغلّب الشقّ السياسي والديبلوماسي على المحاور الأخرى المرتبطة بقطاعاته الإقتصادية والإنسانية والتربوية والصحّية والإجتماعية، عدا عن تلك التي تعني المجتمعات المضيفة والتخفيف من الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية والخدمات الأساسية التي تقلّصت الى الحدود الدنيا وتردّت بفعل ما ألقاه هذا النزوح من أثقال أمنيّة واقتصادية وبيئية واجتماعية على مختلف نواحي الحياة اليومية للبنانيين في كثير من المناطق.

وفي الوقت الذي غادر اعضاء الوفد اللبناني بيروت الى بروكسل امس، بدا واضحاً لدى البعض منهم حجم الهواجس، مخافة أن تتغلّب السياسة على الجوانب التقنية والمالية المطلوبة من المؤتمر جراء التطورات على الساحة السورية والتي لا يمكن إزالتها بسهولة قبل التثبّت من مدى جدّيتها اثناء المؤتمر ويمكن أن تظهر بوادرها أو تنتفي من خلال الإجتماعات التحضيرية التي سيشاركون فيها تمهيداً للجلسات التي ستُعقد غداً على مستوى رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر للتقرير نهائياً في الملفات والقضايا المطروحة فيه. وعشيّة توجّه رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم الى بروكسل عدّدت مراجع معنيّة بالمؤتمر بعضاً من المخاوف اللبنانية والأسباب التي دفعت اليها ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

- الخوف الجدي من أن ينشغل المؤتمر بالمواجهة السورية ـ الأميركية التي ظهرت في الأيام الماضية عقب الضربة الأميركية ـ الفرنسية والبريطانية الأخيرة والجدل القائم بين واشنطن وموسكو على خلفية إصرار الأولى على العودة الى جنيف لعقد حلقته الرابعة بدلاً من آستانة التي يصرّ عليها الجانب الروسي مدعوماً بحليفيه إيران وتركيا.

- ما ألقته التهديدات الإسرائيلية ـ الإيرانية المتبادلة عبر الساحة السورية من ظلال كثيفة على الساحة اللبنانية - التي نأى بها العالم عن الأزمة السورية - من احتمال أن تطاول بتردّداتها السلبية -إن حصلت- هذه الساحة. فتل أبيب وبعض دول الحلف الدولي لا تنظر الى الساحة اللبنانية حيث ينتشر «حزب الله» إلّا كونها امتداداً طبيعياً للساحة السورية. ولذلك فهي بالنسبة اليها ساحة واحدة، وهي لا تتوانى عن الإشارة الى ما ينقله الحزبُ من أسلحة متطوّرة وأخرى متنوّعة الى لبنان وتعتقد ـ كما يشير قادة «حزب الله» يومياً- أنّ بعضها كاسر للتوازن القائم بين الطرفين منذ العام 2006 وحتى الآن.

- الحديث عن ورقة سياسية وديبلوماسية لممثل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوميستورا سيتقدّم بها أمام المؤتمر وتتناول في معظمها التطوّرات السياسية ودعوته الى إحياء لقاءات جنيف قبل أن تتفاهم موسكو وواشنطن وما بينهما من حلفاء و»حلفاء الحلفاء» على موقفٍ موحّد من خطوة الأمم المتحدة، وهو ما قد يؤدّي الى عرقلة القرارات التنفيذية الخاصة بتقديم الدعم للدول المستضيفة النازحين امثال لبنان والأردن وتركيا.

وعلى هامش النقاش في العوامل الثلاثة التي تثير القلق يبدو أنّ لبنان لم ينجِز ورقة واحدة الى المؤتمر، وهو يذهب بأوراق وافكار مبعثرة في ظلّ الخلافات الداخلية حول النظرة الى اوضاع النازحين وقضايا العودة الى سوريا وسط بوادر خلاف كبيرة بين لبنان والمنظمات الدولية التي لم تشارك قبل ايام في عملية ترحيل الـ 500 نازح سوري الى بيت جن ومزرعتها.

لا بل فإنّ المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شكّكت في نيّات العودة وهو ما قاد الى مواجهة محدودة مع وزارة الخارجية التي استدعت ممثلتها في لبنان ميراي جيرار الى مكتب مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير غادي الخوري لجهة سلوكها «المخالف للسياسة العامة اللبنانية المنسجمة كلياً مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي» والتي تقضي بـ«العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين الى بلدهم». واتّهمها بزرع «الخوف والتردّد في نفوس النازحين السوريين الذين قرّروا طوعياً وبملء إرادتهم العودة إلى بلدهم، كون الوضع الأمني في معظم مناطق سوريا بات يسمح بالعودة».

وما زاد في الطين بلة أنّ منظمة «هيومن رايتس ووتش» عندما اتّهمت بعض البلديات اللبنانية بطرد نازحين سوريين واعادة ترحيلهم لأسباب طائفية وسياسية تناست أنّ بعض الإجراءات التي اتُّخذت من هذا النوع مردّها الى سلسلة من الجرائم التي ارتكبها سوريون وانعكست رعباً لدى فئآت لبنانية واسعة من كل لبنان.

عدا عن أعمال السرقة والخطف التي قام بها سوريون في اكثر من منطقة لبنانية بعيداً عن أيّ منطق مذهبي وطائفي بعدما شملت قرارات الإبعاد بلديات من مختلف طوائف لبنان ومناطقه. وعليه تنتهي المراجع المعنية الى الإعتراف بأنّ المواجهة المحتملة مع المجتمع الدولي ليس أوانها، لا بل هي خطيرة ومكلفة... لكن وفي الوقت نفسه إنّ التغاضي عنها قد يفسّر سلوكاً مريباً او اعترافاً بذنب لم يقترفه لبنان الرسمي ولا أيُّ لبناني على الإطلاق.

 

حين يعتذر الكاتب

غسان شربل/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

كان ذلك في سبتمبر (أيلول) 2015 تدفقت أمواج من اللاجئين السوريين على ألمانيا فذهبت إليها في محاولة لجمع بعض روايات الوافدين خصوصاً منهم من جازفوا باستخدام «قوارب الموت» للوصول إلى الملجأ الأوروبي. كانت المشاهد مؤلمة والروايات موجعة.

لم أجد للحلقة الأولى من التحقيق عنواناً أفضل مما قاله لي شاب جاء في رحلة القوارب المحفوفة بالأخطار وبدا الارتياح واضحاً عليه لنجاحه في الاستقالة من وطنه وأهواله. سألته عن وضعه فأجاب: «ممتاز. ثلاث وجبات يومياً، ونوم بلا خوف، ولا بعث هنا ولا (داعش)». وكتبت أن السوريين الذين كانوا يعتقدون أن بلادهم لاعب أساسي في المنطقة يكتشفون اليوم أنها تحولت ملعباً للتدخلات والميليشيات. نشرت التحقيق وإذ بهاتفي يرن. قال المتصل: «أخي غسان. أنت لا تعرف حجم الألم الذي سببته لي اليوم، وأنت تدرك بالتأكيد صعوبة أن تكون سورياً في هذه الأيام، وأن تكون في الوقت نفسه صحافياً يحدس منذ سنوات أن سياسة القهر تراكم عوامل الانفجار». كان المتصل الصحافي والكاتب غسان الإمام. قال إن ابتهاج سوري بالعثور على ثلاث وجبات في مركز إيواء في ألمانيا كسر قلبه. واعتبر أن السوريين يتعرضون لإذلال غير مسبوق سواء على أرضهم أو في الخيام ومراكز الإيواء التي يلقون بأنفسهم وعائلاتهم فيها، رغم نبل مشاعر الدول التي تستضيفهم. أعرب عن خشيته من أن يكون ما تعيشه سوريا أكبر من قدرتها على الاحتمال وأن تنتهي الحروب التي تدور على أرضها ليس فقط بأفظع كارثة إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، بل أيضاً بتدمير وحدتها والتلاعب بهويتها.

وأضاف: «أنا لم أتصل بك فقط لأنني تألمت وأنا أقرأ روايات الهاربين من الجحيم السوري. اتصلت أيضاً لأسباب مهنية. أعجبني كسوري أن يبادر رئيس تحرير صحيفة بارزة إلى الذهاب شخصياً لمقابلة اللاجئين، في حين تقضي العقلية السائدة اليوم أن يوكل الأمر إلى أحد محرري الصحيفة. الصحف هي ذاكرة الشعوب. وأخبارها وتحقيقاتها تضع في تصرف المؤرخ لاحقاً معطيات يمكنه الانطلاق منها أو الاستناد إليها بعد التدقيق فيها ومقارنتها. لن تكون لدينا صحافة عربية متطورة إذا اقتصرت طموحات الصحافيين على نقل أجوبة معلبة لمسؤولين مهما كان حجم مواقعهم».

تأثرت باتصال غسان الإمام الذي ينتمي إلى جيل سابق للجيل الذي أنتمي إليه. جيل قرأناه في مستهل عملنا الصحافي واتفقنا معه واختلفنا لكننا تعلمنا منه.

تذكرت ذلك الاتصال حين بلغني قبل أيام خلال سفري أن قلب غسان الإمام قد خانه بعد شهور قليلة من توقف صاحب القلب عن الكتابة.

قبل سنة وحفنة شهور عدت إلى «الشرق الأوسط» وسارع غسان الإمام إلى الاتصال. لكن الأقدار شاءت أن تكون فترة تعميق الحوار والمودة هذه فترة مؤلمة للكاتب الذي أثرى صفحات الرأي في هذه الصحيفة على مدار عقود.

ثمة تفاصيل من حق قراء غسان الإمام أن يعرفوها. في الشهور الأخيرة من العام الماضي اتصل بي. قال إنه متعب ومصاب بالسرطان ويريد التوقف عن الكتابة. شعرت بالارتباك. لكنني خشيت أن أشجعه على التوقف خوفاً عليه. كنت أعرف أنه يقيم وحيداً مع الأوراق والأقلام والخيبات والذكريات. وحين يقول كاتب مريض إنه يريد التوقف عن الكتابة فهذا يعني أنه يريد التفرغ لانتظار النهاية. قلت له إنه ليس من حق الكاتب أن يستقيل. وإنني أطالبه بالاستمرار وأفعل ذلك بصفتي قارئاً قديماً لمقالاته لا بصفتي رئيس تحرير الصحيفة. وبعد نقاش وافق على الاستمرار.

في الأسبوع الأول من السنة الحالية أرسل مقاله الأخير. اتصل وقال: «صارت الكتابة بالنسبة إلي تعذيباً لا أقوى على احتماله. لا أخفي عليك أنني دخلت الفصل الأخير». قاطعته محاولاً حرف الحديث في اتجاه آخر. لكنه أصر. قال: «هذا مقالي الأخير لم تعد لدي القدرة. أتمنى عليك أن تتخذ الإجراءات الإدارية المناسبة لهذه الحالة». وكان ردي أن علاقة «الشرق الأوسط» بكتابها لم تكن يوماً أسيرة إجراءات إدارية. وأن الصحيفة تعتز بمن أضاءوا صفحاتها وبينها وبينهم عقد وفاء متبادل هو أهم من بنود عقد العمل.

لم يكن أمامي غير الموافقة على طلبه بالتوقف عن الكتابة. تمنيت عليه أن يطلّ على القراء حين تسمح ظروفه الصحية فأجاب: «يبدو أن ليس أمامي سوى بضعة أشهر. في أي حال كانت (الشرق الأوسط) دائماً بيتي ونافذتي وشرفتي. لم أكتب فيها إلا لقناعتي في معركتي الطويلة ضد الظلم والتسلط. ربما بالغت أحياناً. وربما جرحت أحداً من دون قصد. لم أتعمد إيذاء أحد لكن الظلم كان طويلاً وقاسياً». كان غسان الإمام من ذلك الجيل الذي ارتكب أحلاماً كبيرة. أحلاماً لبلاده وأمته ومهنته. أحلاماً بالعدالة والحرية معاً وما أصعبهما في جمهوريات الخوف والقلق والقسوة. وكسائر أبناء جيله رأى أحلامه تتهاوى وكلما حاول التحصن بقلعة اقتلعتها الريح. وكان يكتب ناقداً وناقماً. وكنا نتعرف عبر مقالاته على المخاض العربي الصعب خصوصاً في الخمسينات والستينات. وعلى العلاقات الشائكة بين البعثيين والناصريين. والعلاقات القاتلة بين البعثيين والبعثيين وبين الجنرالات والمدنيين. وكان في زاوية «أصداف ولآلئ» يحول البروفايل لوحة بالكلمة الملونة والجارحة وببراعة الصياد المتمكن من خفايا الطائر المستهدف ولغة الصيد والتوقيت. ما أصعب أن يعتذر كاتب عن إرسال مقاله لأن جنرال الظلام يفتك بأحشائه ويتقدم لقطع خيط الود والضوء الذي يربطه بقرائه.

 

الفتح النوري بين العراقي والسوري!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

في الغارات الأميركية - الفرنسية - البريطانية «المحدودة» جداً، على أهداف لها علاقة بالسلاح الكيماوي السوري، لم تجد من يوقفها، لا صواريخ الروس ولا مضادات الإيرانيين والأسديين، هذه حقيقة واضحة. لكن لحظة... نسينا بندقية مواطن سوري «أسطوري» أسقط الصاروخ الأميركي الذكي، ليست أدري كيف ميّز أنه أميركي وليس فرنسيا أو بريطانيا مثلا! ما علينا، القصة كما يسردها لنا الصحافي اللبناني حازم الأمين بجريدة «الحياة»، أتت على هذا النحو: «أحد الناطقين اللبنانيين بلسان النظام السوري على إحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية يروي كيف أسقط جندي سوري ببندقيته صاروخاً كانت أطلقته الطائرات الأميركية في الغارة التي نفذتها أواخر الأسبوع الفائت على قواعد النظام السوري في دمشق وحمص». يضيف حازم: «قال الناطق إن الجندي السوري تلقى أوامر بالتصدي ببندقيته للصواريخ فأصاب محرك الصاروخ، وسقط الأخير من دون أن ينفجر، وأهداه الجيش السوري للجيش الروسي لكشف (ذكاء) هذه الصواريخ التي تحدث عنها دونالد ترمب». يبدو هذا «البواردي» السوري، والبواردي باللهجة السعودية تعني «القناص الماهر»، أقول يبدو أن هذا البواردي السوري تفوق بمراحل على البواردي العراقي من قبل، الفلاح صاحب بندقية «البرنو» الذي أسقط مقاتلة الأباتشي الأميركية المخيفة عام 2003 في حرب إسقاط نظام صدام حسين.

حينها روّج إعلام البعث الصدّامي هذه البطولة النقية الطبيعية شبه الإلهية، - لاحقا صارت الحروب كلها إلهية صافية مع جماعة نصر الله - وتلقّف جملة من العرب وبقية المسلمين هذه «الخبرية» بكثير من الحماس الفوّار.

أتذكر وقتها أن خطيبا سعوديا شهيرا هو د. عائض القرني، دبّج قصيدة عصماء في الفلاح العراقي البواردي، المتكنّى بأبي منقاش، تشيد ببطولة صاحب بندقية «البرنو» الخارقة الحارقة، ومما جاء بقصيدته:

يا أبا منقاش أحسنت فزد / فعلكم يا ابن العلا فعل الأسد

الأباتشي أنت من أسقطها / برصاص مثل حبات البرد

اشحــن البندق بالنار ولا / تتقي الموت فإن الأمر جد

اذبـح العلج علـى خيبته / ثم رّتل: قل هـو الله أحد

قناصنا السوري، حسب إعلام البعث الأسدي، الممتزج ببخار الإعلام الخميني المقاوم، تفوق على نفسه، فالإصابة بلغت من الدقة استهداف محرك الصاروخ «الذكي» وليس جسمه أو رأسه المتفجر، أمر أذكى بكثير مما فعله أبو منقاش العراقي.

يجب الحفاظ على هذه النوادر البشرية، صائد «التوماهوك» الأميركية، سليما كاملا، مثله مثل الصاروخ الذي أسقطه سليما معافى، حتى لا تضمحل هذه القدرات ببحر الجحود العربي المعتاد! أمة عربية واحدة... ذات بندقية خالدة.

 

ذرائع الاستبداد

فايز سارة/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

لم يختر السوريون حافظ الأسد رئيساً لهم. ففي «الوقائع»، أن الأسد قاد انقلاباً عسكرياً في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970 على رفاقه في سلطة البعث، التي كانت هي الأخرى نتيجة حركة انقلابية في الثامن من مارس (آذار) عام 1963، جرت بعده صراعات دموية بين الانقلابيين، أبرزها انقلاب 23 فبراير (شباط) الذي جعل من حافظ الأسد ورفاقه الذين تمرد عليهم يمسكون بالسلطة، وقبلها لم يكن معظم من وصلوا إلى السلطة أشخاصاً معروفين، ولا كانوا يمثلون شيئاً بالنسبة للسوريين، إنما مجرد أشخاص أوصلتهم الدبابات إلى مركز السلطة والتحكم في مصير الدولة والمجتمع في سوريا.

عندما حدث «انقلاب آذار» 1963، كان حافظ الأسد مجرد ضابط صغير برتبة نقيب متقاعد، أعاده رفاقه الانقلابيون في اللجنة العسكرية «البعثية» إلى الجيش ورفّعوه إلى رتبة مقدم، وسموه آمراً لقاعدة ضمير الجوية بالقرب من دمشق، ثم رفّعوه مرة ثانية عقب «انقلاب شباط» 1966 إلى رتبة لواء، وجرى تسليمه منصب قائد القوة الجوية، ثم جرت تسميته وزيراً للدفاع في حكومة يوسف زعين، وعندما استقالت الحكومة بعد هزيمة 1967، رفض الاستقالة من وزارة الدفاع، وخاض صراعاً عنيفاً مع رفاقه قاد لانقلابه عليهم ووضعهم في الاعتقال لأكثر من عشرين عاماً.

بعد انقلابه عام 1970، جلب أحمد الخطيب نقيب المعلمين في حينها، وولاه منصب رئاسة الدولة، واحتفظ لنفسه برئاسة الحكومة ووزارة الدفاع وقيادة القوات الجوية، ممهداً لإقامة نظام رئاسي، يتم الصعود إليه بالاستفتاء المضبوط بقوة أجهزة المخابرات وسيطرتها، التي كان قد أحكم قبضته عليها، وبفعلها وصل إلى منصب رئاسة الجمهورية في مارس 1971 وأخذ يكرر استفتاءاته المحسوبة نتائجها مسبقاً، وآخرها عام 1999. طوال ثلاثين عاماً، لم يرَ الأسد الأب في السوريين شعباً، بل مجرد أداة لوجوده في سدة السلطة، وكان كلما أحس أو لمس مشكلة في تلك الأداة ووظيفتها، قمع حركتها السياسية والمدنية والشعبية، فكان عهده سلسلة متواصلة من القمع والإرهاب والديكتاتورية، ارتكبت فيه كل الجرائم؛ من القتل والاغتيال والاعتقال الطويل ضد معارضيه بمن فيهم رفاقه، إلى المجازر ضد الشعب في دمشق وحمص وحماة وحلب وجسر الشغور وتدمر وغيرها، ليضمن البقاء في سلطة الحكم الفردي – العائلي - الطائفي الذي سعى لتكريسه حكماً وراثياً لأبنائه، فكان لباسل، وعندما مات، استبدل ابنه الثاني بشار به. ومثلما لم يختر السوريون حافظ الأسد لرئاستهم، فإنهم لم يختاروا وريثه بشار، وقد حمله سدنة النظام من أشخاص وأجهزة وسط قبول إقليمي ودولي إلى كرسي الرئاسة بعد تعديل «الدستور» في جلسة واحدة بما يتوافق ووصوله إلى رأس السلطة، وفق آلية الاستفتاء المحسومة النتائج سلفاً، التي كرست أباه رئيساً حتى الممات في سوريا. ومثلما فعل الأسد الأب في بداية عهده في إسكات السوريين وتطويعهم بـ«إصلاح النظام» وذهابهم إلى عهد جديد، ساير الابن تطلعات الحراك الثقافي والاجتماعي لربيع دمشق، قبل أن ينقلب عليهم، اعتقالاً وسجناً وملاحقة، وقمعاً للحراك الوليد، وإغلاقاً لكل إمكانيات إصلاح النظام بطريقة تدرّجية وآمنة، واختار طريق أبيه، فجدد رئاسته الثانية بالاستفتاء، وقمع بالقوة الوحشية ثورة السوريين ومطالبهم بالحرية والديمقراطية وبمستقبل أفضل للسوريين وبلدهم، وفتح أبواب التطرف والإرهاب بإطلاق قواه من كل نوع وصنف، ثم استعان بالتدخلات الإقليمية والدولية للتغلب عليهم قبل أن يجدد رئاسته الثالثة وسط بحيرة من الدم والدمار وتهجير ملايين السوريين، مجسداً شعار شبيحته «الأسد أو نحرق البلد». وسط تلك المحصلة الجهنمية، التي أغرق فيها الأسد الابن سوريا والسوريين، ثمة نقطة تثير الاستغراب، جوهرها أن ثمة من لا يزال يؤيد بقاء الأسد ونظامه في سوريا تحت مبررات مختلفة في سلسلة متواصلة من المحلي إلى الإقليمي والدولي، تارة باسم السيادة الوطنية أو القومية أو معاداة إسرائيل، وبحجة أن لا بديل له، وكلها مبررات أسقطها نظام الأسد وداس عليها بالممارسة العملية طوال أكثر من سبع سنوات. ولعل الأغرب من الدفاع عن الأسد وتأييد بقائه ونظامه في سوريا، وصف السوريين بأنهم «شعبه» كما يرد في كلمات ومقالات مسؤولين سياسيين بينهم مؤيدون للثورة ومعارضون لنظامه، وفي تقارير دولية حقوقية، وأخرى إخبارية، يتناسى فيها الجميع، وصف الأسد للسوريين في خطابه الأول بعد الثورة عام 2011 بأنهم جراثيم، ثم حديثه عن المجتمع المتجانس الذي كرسه في خلال حربه ضد السوريين، وكلها تثبت أن السوريين ليسوا «شعبه». شعبه فقط، كل من ذهب معه في مسيرة الدم والدمار والتهجير، ومن يؤيد بقاءه في السلطة، والساكتون عن جرائمه.

 

كوريا الشمالية... مناورة أم توجه استراتيجي؟

إميل أمين/الشرق الأوسط/23 نيسان/18

شيء ما مثير للغاية في موقف كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، الرجل الذي كان وحتى وقت قريب يهدد الولايات المتحدة عبر صواريخه الباليستية، وربما قنابله النووية... ما الذي جرى حتى ينقلب كيم على نفسه 180 درجة، معلناً وقف الاختبارات النووية والصاروخية، ومتعهداً بإغلاق موقع للتجارب النووية، وهل نحن أمام تغير استراتيجي أم في مواجهة مغامرة تكتيكية؟ السر في العقوبات الاقتصادية والسياسية يقول البعض لا سيما أن من أوقع عقوبات شديدة الفاعلية على أون هي الصين، الحليف الاستراتيجي الأكبر، والداعم الأول للنظام في بيونغ يانغ، والتي تستحوذ على ما يقارب من 90 في المائة من إجمالي تجارة كوريا الشمالية في العالم الخارجي. الصين هي أكبر مورد للطاقة لكوريا الشمالية، وهي أكبر مستورد للفحم وبعض المعادن الثمينة، وقد فرضت عليه حظراً شبه شامل في كل ما يتعلق ببرنامج الأسلحة. يمكن القطع بأن هناك مخاوف حقيقية داخلية شملت أون تمثلت في الوضع الاقتصادي المزري، الذي تردت إليه بلاده، الأمر الذي شعرت معه القيادة السياسية في البلاد أنه بدأ يؤثر سلباً على النخبة المقربة، وأن سياسة القتل بالمدافع الثقيلة لن تجدي مع كافة قطاعات المجتمع، التي تضررت مصالحها الصناعية وإنتاجها الزراعي وتجارتها من جراء العقوبات الدولية المفروضة على عموم الدولة. كما أنه إذا صدقت الأنباء التي وردت على لسان رئيس كوريا الجنوبية بأن نظيره الشمالي أبلغه أنه لا يريد أن يلقى مصير صدام حسين أو معمر القذافي، فإن سياسة الردع الدولية تكون قد آتت أكلها، وإن كان الفارق كبيرا بين أوضاع بيونغ يانغ، التي تمتلك بالفعل أسلحة دمار شامل والآخرين اللذين كان أحدهما ظاهرة صوتية «صدام»، فيما الآخر لم يشفع له تفكيكه برنامجه النووي «القذافي». لا تزال الشكوك قائمة، والتساؤلات ماضية، فاليابان على سبيل المثال ترى أن القرار غير كاف لأنه لم يتضمن تعهداً بتخلي بيونغ يانغ عن الصواريخ القصيرة، والمتوسطة المدى، وهذه كفيلة بإحداث خسائر جسيمة في جيرانها الآسيويين.

على الجانب الأميركي وبعيداً عن الرئيس ترمب الذي يحاول تحقيق نصر سياسي يعزز حضوره وشرعيته، ويكفل لحزبه الجمهوري فوزاً مريحاً في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فإن هناك شكوكاً جدية لدى بعض المحللين السياسيين عطفاً على رؤى أصحاب مراكز التفكير.

يذهب بعضهم إلى أن قرار كيم قد يكون تحركاً تكتيكياً، يضع الولايات المتحدة في موقف دفاعي قبيل المحادثات المرتقبة، وأنه من خلال مد غصن زيتون لواشنطن، فإنه يضع عليها ضغوطاً لقبول اتفاق قبل أن يوافق على التخلي عن الأسلحة النووية التي يمتلكها.

معالم المشهد غير واضحة، فكيم يمكنه بالفعل استغلال المفاوضات من أجل كسب المزيد من الوقت، بهدف تخفيف العقوبات الدولية على بلاده، دون أدنى نية للتخلي عن أسلحته النووية.

وفي الوقت ذاته يمكن أن تكون لديه مصداقية ما إذا قدمت له ضمانات بإنهاء حالة الحرب التاريخية في شبه الجزيرة الكورية، ورفع كافة العقوبات المعلقة على بيونغ يانغ. ولعل الجميع الآن يتطلع إلى القمة التي ستجرى خلال الأيام القليلة القادمة بين الكوريتين، والتي تسبق قمة تاريخية مرتقبة في غضون أسابيع بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس ترمب، وفي ضوء نتائجها يمكن القطع بالمدى الذي ستمضي إليه قمة أون وترمب وفرص نجاحها أو مخاوف إخفاقها. وفي كل الأحوال يمكن القطع بأن الكثير من خفايا المشهد لا تزال في حوزة مايك بومبيو، بعد الحديث عن زيارته السرية الأخيرة إلى بيونغ يانغ، وحكماً أحاديثه مع أون، وإن كان ذلك لم يطمئن الأميركيين لجهة نوايا الأخير حول التخلص من سلاحه النووي والصاروخي بالمرة، وكل الخوف أن يكون أون قد حقق رغبته ورغبة والده وجده في أن يعامل نداً للرئيس الأميركي، وبخاصة أن كوريا الشمالية كانت تتطلع لانعقاد تلك القمة منذ عهد بيل كلينتون أي قبل أكثر من عشرين عاماً.

السؤال الجوهري: ما الذي يدفع ترمب دفعاً قوياً وسريعاً لمحاولة معالجة ملف كوريا الشمالية، رغم أن أون لم يعرض قط التخلي عن برامجه للأسلحة النووية، وهي حقيقة يتساءل البعض كيف لم يأخذها فريق ترمب في الحسبان؟

يبدو أن ترمب يأمل في إنهاء هذا الملف الحساس، الذي يتقاطع مع الاستراتيجية الأميركية «الاستدارة نحو آسيا»، والتي تبلورت العام 2010 بشأن وقف النمو الآسيوي، ليظل القرن الحادي والعشرون أميركياً بامتياز. أما السبب فهو التفرغ للملف الإيراني الذي تزداد سخونته، في ضوء التوقعات التي يراها البعض شبه يقينية بحرب بين إسرائيل وإيران، وعليه فإن تبريد ملف بيونغ يانغ، مؤكد سيقابله تسخين في ملف طهران. تقول «وول ستريت جورنال» الأميركية الأسبوع الماضي إن نجاح قمة «ترمب - كيم» سيجعل من إلغاء الإدارة الأميركية للاتفاق النووي الإيراني في مايو (أيار) المقبل الاحتمال الأكثر تحققاً والأقرب إلى الحقيقة، ما يجعل الملالي في طهران يأملون في فشله. وفي ضوء عملية صنع القرار المتقلبة في واشنطن، وتسارع الأحداث الدولية، لا يبدو أن هناك أحداً على يقين من أين ومتى الخطوة القادمة، ومن غير المصدق أن يتوقع ظهور بوتين في البيت الأبيض عما قريب، في عالم يمر بمخاض شديد ومؤلم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع فوشيه نتائج مؤتمر سيدر والتقى زوارا وتلقى من نظيره اليمني رسالة تعزية بالشهيد حنا لحود

الإثنين 23 نيسان 2018 /وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع السفير الفرنسي برونو فوشيه خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، نتائج مؤتمر "سيدر" الذي عقد في باريس والالية التي ستعتمد لمتابعة ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والدول والمؤسسات التي شاركت فيه".

وأوضح السفير الفرنسي ان "المؤتمر حقق نجاحا"، منوها ب"تصميم الدولة اللبنانية على اجراء اصلاحات تواكب مرحلة ما بعد "سيدر".

وخلال اللقاء، اجرى الرئيس عون مع السفير فوشيه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة داخليا واقليميا، والاستحقاق الانتخابي وما سيليه من خطوات سياسية واصلاحية. واعلم السفير الفرنسي الرئيس عون ان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان "ينوي القيام بزيارة للبنان بعد الانتخابات النيابية للاطلاع على الاوضاع فيه واجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة".

واشار فوشيه الى ان "زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون للبنان لا تزال قائمة، لكن موعدها النهائي لم يتحدد بعد".

القومي

واستقبل الرئيس عون، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف وعميد الشؤون السياسية في الحزب قيصر عبيد، وعرض معهما الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الراهنة على مختلف الصعد.

واوضح الناشف انه عبر لرئيس الجمهورية عن "التقدير للمواقف الوطنية والقومية التي يتخذها دفاعا عن سيادة لبنان وعن القضية الفلسطينية".

المشاريع

وفي قصر بعبدا، استقبل الرئيس عون في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول وفادي حنا، رئيس "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" الشيخ الدكتور حسام قراقيرة مع وفد من الجمعية، ضم، الدكتور بدر الطبش والدكتور احمد دباغ. وتم خلال اللقاء التداول في الاوضاع العامة والتطورات الداخلية والاقليمية.

تعزية الرئيس اليمني باستشهاد لحود

الى ذلك، تلقى الرئيس عون برقية تعزية من رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي، باستشهاد الموظف في الصليب الاحمر الدولي حنا لحود، الذي سقط في محافظة تعز في اليمن برصاص مسلحين خلال ادائه مهمته الانسانية، "في جريمة نكراء يرفضها كافة ابناء الشعب اليمني والمجردة من قيمنا الاخلاقية والانسانية وتعاليم ديننا الاسلامي".

واشاد الرئيس اليمني ب"الجهود الكبيرة التي يبذلها الصليب الاحمر وكافة العاملين فيه، من خلال ما يقدمونه من دعم اغاثي وانساني الى كافة ابناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات للتخفيف من اوضاعهم الانسانية التي يعانون منها".

وأكد أن "يد العدل ستطال مرتكبي هذه الجريمة وكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن والعاملين في المنظمات الدولية"، مؤكدا ان "مرتكبي ومخططي هذه الاعمال الاجرامية يحاولون اعاقة عمل المنظمات الانسانية والعاملين فيها".

وعبَّر الرئيس اليمني عن" صادق العزاء والمواساة لأسرة وذوي الشهيد بهذا المصاب الأليم".

 

بري لخطاب انتخابي هادئ وعاقل: "لا قيمة لأي مقعد نيابي إذا ما خسر اللبنانيون نعمة وحدتهم

الإثنين 23 نيسان 2018 / وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "المطلوب من كل القوى التي تخوض غمار الانتخابات النيابية تقديم خطاب سياسي انتخابي هادئ وعاقل يطمئن الناخب وليس العكس"، لافتا الى انه "من الجريمة بحق لبنان واللبنانيين الوصول الى يوم السادس من ايار والى مجلس نيابي جديد على انقاض الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الاهلي". وأكد امام الوفود الشعبية التي امت دارته في المصيلح ان "لا قيمة لأي مقعد نيابي بالزائد او بالناقص لهذا الطرف او ذاك، اذا ما خسر اللبنانيون نعمة وحدتهم لمصلحة نقمة ولعنة التشرذم".

وختم بري بالقول: "الانتخابات استحقاق وطني بامتياز يجب ان تقارب وتنجز بوسائل وطنية وليس باستهداف المحرمات الوطنية واسقاطها على مذبح اهواء وشهوات البعض".

وكان بري قد واصل متابعته للشأن الانتخابي، فالتقى في قاعة ادهم خنجر في دارته في المصيلح مزيدا من الوفود والفاعليات البلدية والاختيارية والروحية، كما استقبل وفدا من بلدة حاريص ضم رئيس المجلس البلدي عماد علي احمد واعضاء المجلس وفاعليات البلدة الروحية والاهلية.

واستقبل وفدا علمائيا برئاسة السيد ابراهيم سرور الذي قدم له عددا من مؤلفاته.

على صعيد آخر، أبرق رئيس المجلس الى الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل مهنئا بانتخابه رئيسا للجمهورية.

 

متحدون تقدم بدعوى قضائية ضد وزير مكافحة الفساد بجرم هدر اموال عامة

الإثنين 23 نيسان 2018 /وطنية - تقدم الفريق القانوني في تحالف "متحدون"، المحامون محمد رحيمي، رامي عليق، جورج كيروز اليوم، بدعوى قضائية ضد وزير مكافحة الفساد نقولا تويني، أمام النيابة العامة المالية، وذلك بجرم هدر وتبديد أموال عامة وصرف النفوذ وإساءة استعمال السلطة والإخلال بالواجبات الوظيفية. واستندت الدعوى القضائية، حسب بيان صدر، الى أن "الوزارة استحصلت على ميزانية مالية منذ انشائها عام 2017 لتمكينها من محاربة الفساد المتفشي في الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة بجميع صوره، ولكن في الواقع وكما تبين جليا أن هذه الوزارة هي شبه وهمية وان المدعى عليه، أي الوزير التويني، لم يقم حتى اليوم بأي إجراء فعلي لمكافحة الفساد وإحقاق الحق ومحاسبة المرتكبين وإحالتهم أمام المراجع القضائية المختصة وإعادة الأموال المنهوبة المسلوبة، وكذلك لم يتم الكشف الفعلي المؤدي الى المحاسبة الفعلية عن أي ملف من ملفات الفساد منذ تولي الوزير لهذه الحقيبة". اضاف البيان: "على الرغم من المراجعات العديدة والمتكررة للمدعى عليه لإعادة الأموال العامة التي تم هدرها، خصوصا بعد الفشل الكبير لوزارته في القيام بمهامها، لم يعر الأمر الاهتمام الكافي ولم يحرك ساكنا وكأن الامر لا يعنيه، واكتفى بتصاريح في عدة بيانات صحافية بوجود عجز مالي وعدم وجود آليات مناسبة لمكافحة الفساد، إضافة إلى أن مكافحة الفساد لا تتم من دون فريق عمل ومن دون أي صلاحية، فبحسب الوزير لا وجود لملاك في الوزارة وهي مؤلفة من الوزير المدعى عليه ومستشاره فقط، وهذا ما يثبته تصريحه لعدد من وسائل إعلام".

وختم: "وتفند الدعوى جرائم هدر وتبديد الاموال العمومية وصرف النفوذ وإساءة استعمال السلطة والإخلال بالواجبات الوظيفية، بحيث أن الأموال التي تم تسليمها من خزينة الدولة إلى وزارته لم يتم استخدامها لتطبيق أي مهام موكلة إليه ولم يقم بإعادتها إلى صندوق خزينة الدولة. وطلبت الدعوى من النيابة العامة المالية إجراء المقتضى القانوني وإحالة الشكوى الى وزارة العدل للاستحصال على إذن ملاحقة الوزير والتحقيق معه وإلزامه برد الأموال المهدورة والمبددة من قبله الى صندوق الخزينة".

 

الكتائب: نحذر من المخالفات المشينة الحاصلة في مسار الاستعداد للانتخابات

الإثنين 23 نيسان 2018 /وطنية - بحث المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية في اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب سامي الجميل في آخر التطورات المتعلقة بمسار العملية الانتخابية وأصدر في ختام مداولاته بيانا حذر فيه من "خطورة الوقوع في فخ الفلتان الأمني الحاصل في أكثر من منطقة على خلفية الاستحقاق الانتخابي"، محملا "السلطة السياسية تبعات منح الغطاء السياسي والأمني للمعتدين". وقال: "إن حزب الكتائب يتهم السلطة السياسية بالاستقواء في منطقة، حيث تسارع لاستنفار اجهزتها الامنية والقضائية، للضغط والاعتقال، كما حصل مع الناشط الكتائبي الياس الحداد بتهمة التعبير عن رأيه السياسي من خلال توزيع منشور، فيما تنكفئ في مناطق اخرى، عن ملاحقة المعتدين، كما حصل مع المرشح الاعلامي علي الامين، في استغلال اضافي للسلاح غير الشرعي، وذلك لضرب الديمقراطية والاعتداء على حرية الرأي والتعبير ومصادرتها".

ونبه من "المخالفات المشينة التي تحصل في مسار الاستعداد للانتخابات"، معتبرا ان "استقالة عضو هيئة الإشراف على الانتخابات سيلفانا اللقيس، وما يرافق عملية تصويت المغتربين، وما يكشف عنه يوميا في وسائل الإعلام من فضائح، تبدأ بتسخير مقدرات الدولة واستغلال الأملاك العامة ولا تنتهي باستخدام المال بطريقة تفوق الوصف، هذه وغيرها تشكل إنذارات مبكرة، يجب التوقف عندها قبل ان تتحول الانتخابات بابا من أبواب القهر والتشفي والتسلط والقمع والقضاء على المؤسسات". واعتبر الكتائب ان "الانتخابات فرصة اكيدة للتغيير المنشود، ويحث اللبنانيين على التشبث بهذا الاستحقاق والانخراط فيه، الاقبال بكثافة على صناديق الاقتراع يوم السادس من أيار، فالتغيير لا بد آت".

 

 نصر الله: مفتاح كسروان وجبيل يبقى لدى عون والراعي وما قام به جوان حبيش أمس خطوة رمزية

الإثنين 23 نيسان 2018 / وطنية - أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله خلال مهرجان انتخابي لدائرة كسروان - جبيل بعنوان "يوم الوفاء للعز" في مجمع سيد الشهداء، حضره اعضاء اللائحة المرشحون عن هذه الدائرة وحشد من المؤيدين، أن "هدف الاحتفال هو التعبير عن التأييد للائحة التضامن الوطني"، وقال: "سأتحدث عن الشأن الانتخابي، وسأستغل المناسبة، ولو لدقائف، لأعبر عن الحزن والأسى لما تعرض له الشعب الأفغاني في الأيام الماضية خلال الانتخابات".

أضاف: "لو كانت يد داعش وأخواتها مفتوحة في لبنان، لما استطاع أحد أن يجري انتخابات، ولا مهرجانات انتخابية لأن هذا الفكر الظلامي عدو لكل المظاهر الديموقراطية".

ودان "العدوان الذي تعرض له اليمن خلال حفل زفاف أمس وسقط عشرات الشهداء والجرحى"، مستنكرا أيضا "اغتيال الفلسطيني الاكاديمي في ماليزيا"، لافتا إلى أن "هذا يؤكد أن الاسرائيلي لا يتحمل عقلا عربيا".

وأكد أن "للمناسبة اليوم خصوصيتها"، وقال: "نحن وحركة أمل نؤمن بأن لبنان لا يقوم إلا على الشراكة الحقيقية بين كل مكونات الشعب اللبناني. ليس المهم الحديث عن الشراكة والتضامن، بل المهم الأفعال، ومن المفترض أننا انتهينا من فكرة الطائفة القائدة، وأؤكد أن لدى الشيعة لا أحد يفكر بأن نكون الطائفة القائدة".

أضاف: "في السنوات الأخيرة، أكد فعلنا أننا نسعى إلى شراكة حقيقية بين المسلمين والمسيحيين. لقد وافقنا على القانون الحالي لإعطاء أفضل فرصة للتمثيل، مع أننا كنا نطالب بقانون انتخابي نسبي على أساس لبنان دائرة واحدة، ونحن نصر على النسبية. قالوا لنا في البداية هناك موضوع المغتربين، ولم تكن لدينا مشكلة، وكان الحديث عن انتخاب نواب في الخارج. وهنا، أريد التحدث عن تضحية حزب الله، إذ اننا قبلنا بذلك من أجل المصلحة الوطنية، رغم أنه لا يمكننا خوض حملات في الخارج، ولا يمكن لأنصارنا التصويت".

وعن التغيير الديموغرافي، قال: "هناك جهات سياسية تحاول استخدام موضوع التغيير الديمغرافي ضدنا، وخصوصا في المناطق المسيحية. لقد أبعدت ظروف الحرب شيعة جبيل وكسروان عن قراهم، ومن الطبيعي أن يعود أهلها إليها، وإذا رجعنا إلى كتب العلوم السياسية، فالتغيير الديمغرافي يتم عبر الدولة أو عبر استغلال الحروب، ولو أننا نريد التغيير الديموغرافي، كنا نستطيع ان نفعل ذلك في عام 1999 بحجة الحرب". أضاف: "نشجع أهالي بيروت والضواحي على العودة إلى قراهم، لكن هذا الأمر يحتاج إلى مشروع كبير من خلال تأمين فرص العمل".

وتطرق إلى "التخويف الدائم من سلاح المقاومة"، وقال: "هذا الأمر موجود في كسروان - جبيل. ولقد أثبتت التجربة أن سلاح المقاومة، إلى جانب الجيش والشعب، يشكل أساس الامن في لبنان، في ظل منطقة ملتهبة، وهذا السلاح أنجز تحرير الارض وامن حماية البلد. هذه المقاومة حمت البلد في موضوع الجماعات الارهابية، وقاتلت في الجرود إلى جانب الجيش، وبقي المسيحي في قريته، وكل سلاح حمله المسيحي في البقاع هو سلاح مقاومة لأنه حمله للدفاع عن أرضه وعرضه".

أضاف: "لو أن فكر داعش سيطر على سوريا فأين كنا في لبنان اليوم؟ المقاومة ليست عامل تهديد، ولا يجوز تخويف اللبنانيين منها". ودعا أهالي كسروان وجبيل إلى "زيارة القرى المسيحية في الجنوب من أجل رؤية كيف يعيش المسيحيون هناك، وذلك ببركة معادلة الجيش والشعب والمقاومة".

وتطرق إلى الموضوع الاقتصادي، وقال: "لولا الأمن والاستقرار الذي توفره المقاومة، فأين كان الاقتصاد والخدمات والسياحة؟ هذه المقاومة هي جزء من أسباب نهوض البلد، والمكمل للجيش، والأصل أن تتحمل الدولة مسؤولية الدفاع، وهذا ما كنا نراهن عليه، لكن الدولة تركتنا منذ عام 1948".

وأكد أن "الجيش لا ينقصه شيء للدفاع عن لبنان سوى السلاح والامكانات".

وقال: "عندما يحصل إشكال بين شيعي ومسيحي في كسروان وجبيل، نعلن حالة الطوارئ مع انه حادث طبيعي لأن هناك من يريد الفتنة والتحريض. في كل لبنان، هناك مشاكل عقارات وأراض، ولكن في كسروان وجبيل يتم تكبير الموضوع بشكل تحريضي وطائفي، وهذا يعبر عن سوء في النية، وهذه الأمور يجب أن توضع في نصابها الحقيقي". أضاف: "كل ما يثير الحساسية يحب معالجته، وما قام به بالأمس جوان حبيش خطوة رمزية تعبر عن احترام الناس لبعضها، وهذا حجم الموضوع، وهناك من دخل في مزايدات انتخابية. وأقول اليوم لأهل جبيل وكسروان إن مفتاح كسروان وجبيل يبقى لدى الرئيس ميشال عون وفي بكركي لدى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. ونحن نؤكد حرصنا على هذه المنطقة وسكانها والاهتمام بشؤونهم الانمائية، ونسعى إلى أن نكون في خدمة الناس بهذه المنطقة".

وأشار إلى أن "نواب حزب الله كانوا أول من وقفوا بجانب المطالبة بأن تصبح كسروان وجبيل محافظة مستقلة". وثمن "القرار الشجاع لجان لوي قرداحي بتشكيل لائحة التضامن، وكذلك قرار اعضاء اللائحة بالانضمام"، وقال: "هذا في حد ذاته خطوة شجاعة. لقد حصل تعاط استثنائي واستنفار غير مفهوم، وكان هناك غزو لحزب الله. وبكل الأحوال، تجاوزت لائحة التضامن كل هذه المناخات، وستكمل وتنجز، وهذا له علاقة باختيار الناس". وأشار إلى أن "الشيخ حسين زعيتر هو مرشح أمل وحزب الله"، شاكرا "الاهالي وكل العائلات الجبيلية والكسروانية وكل من تقبل هذا الترشيح ودعمه وسانده"، وقال: "لحزب الله وأمل مرشح وحيد في كسروان وجبيل هو الشيخ زعيتر، وهو مرشح فوق الطاولة، وما يقال عن دعم مرشح آخر تحت الطاولة غير صحيح. لا شيء لدينا غير شفاف أو تحت الطاولة، وما أؤكده أن لائحة التضامن هي لائحة العهد، والعهد يعني فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يقول إن أكبر مشكلة له معنا تحل بكلمتين مع السيد نصر الله".