المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم21 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april21.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا، لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا

نوصي أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا، ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ المُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لا وجود لمرشحين سياديين 100% في الانتخابات اللبنانية

الياس بجاني/مسرحية الإنتخابات والكومبارس المحلي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز: لكي يبقى لنا بيت وأرض ووطن

مسلحو الجرود يتبعون للأسد.. و”حزب الله” تفاجأ بقدرة الجيش فتواطأ معهم

حزب الله مرشح للهيمنة على نتائج الانتخابات اللبنانية حتى لو تراجعت نتائجه

مشروع اميركي جديد يستهدف نزع سلاح حزب الله: من الكونغرس الى مجلس الامن؟ 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 20/4/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 20 نيسان 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن تقدير موقف رقم 186

إنجازات كنعان: بلى "التيار العوني" هو السلطة

كنعان يسقط حقّه الشخصي في قضية المناشير الموزعة ضدّه

اشكالية "الورقة البيضاء" ومفعولها العكسي في الاقتراع

الأحدب: اللوائح في طرابلس مرتبطة بمحورين خليجي وسوري فيما قرار لائحتنا محلي

طوق ردًا على جعجع: "صار بدّا" تغيير ببشري

أزمة المادة 49 تتفاقم!

رواية "قوّاتيّة" عن قرداحي... و"طار الحريري"

هل يتحوّل حزب الله الى حزبين؟

قائد الجيش عرض ووفدا أميركيا لاحتياجات الجيش والتقى سفيرة كندا

نديم الجميل: يستخدمون كل الوسائل لقمع رأي المواطن الحر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يعرب عن تفاؤل حذر قبل لقاء كيم وقال إنه سيغادر اللقاء إن لم يكن مثمراً

ضربات جوية عراقية على مواقع «داعش» داخل العمق السوري بتنسيق مع دمشق... والتحالف قدم معلومات استخباراتية... عشية اجتماع رباعي يضم إيران وروسيا

غزة.. مقتل 4 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي

ترمب وماكرون يبحثان الاتفاق النووي الإيراني الأسبوع القادم

البحرين: إصدار أحكام بحق 34 مداناً بالإرهاب وإسقاط الجنسية عن 26 منهم تراوحت الأحكام بين 3 سنوات والمؤبد

رئيس أركان الجيش الليبي: جيشنا سيحرر درنة دون مساعدة خارجية وفرنسا تؤكد تحسن صحة حفتر... والناظوري يتوقع عودته لحضور احتفالات {عملية الكرامة}

العراق: تجاوزات في «الدعاية الانتخابية» و«المفوضية» تهدد بإجراءات وتمزيق صور ومحاولات اغتيال وفيديوهات فضائح أخلاقية تثير التحفظات

إسلام آباد تؤكد عدم وجود «داعش» بشكل منظم على الأراضي الباكستانية ومسلحون قادمون عبر الحدود... والتنظيم الإرهابي يزداد قوة في إقليمي كونار ونورستان

 إدانة 3 أميركيين خططوا لنسف مجمع صومالي في ولاية كنساس/حكم نادر في تاريخ مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة

ألمانيا: السجن ست سنوات لمراهقة متشددة طعنت شرطياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا عفا الله عمّا مضى/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

المادة 49»: نيال» المعارضة بـ «مثل» هذه الموالاة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

قاضٍ كبير يفضح خفايا الفساد: نعم.. طقّ شرش الحياء/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

الحريري - جنبلاط: لم يعد للصُلح مطرح/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

انتخابات 2018... تحالفات اصطناعية وخلافات حقيقية... ولغز الكتل النيابية/الهام سعيد فريحه/الأنوار

جنبلاط قرّر إلغاء مهرجاناته الإنتخابية.. والسبب/عماد مرمل/الجمهورية

حلفاء "حزب الله" في كسروان - جبيل يتوعدون: هناك مفاجأة/ليا القزي/الأخبار

إنتخابات الغرب ولبنان/منى جهمي/موقع صدى الصوت

الحرب مع إيران أمر جيد/نديم قطيش/الشرق الأوسط

إيران ليست مستعدّة لحرب مفتوحة مع إسرائيل/أسعد حيدر/المستقبل

محادثات كوريا الشمالية وأكثر ما يأمل فيه السياسي البراغماتي/تيلر كوين/الشرق الأوسط

حقائق كرستها الضربة العسكرية الغربية للنظام السوري/أكرم البني/الشرق الأوسط

السفير الروسي والقرضاوي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

سوريا... قضية الجيل المصيرية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

غسان الإمام/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الموروث الديني والتقليد الفقهي في مواجهة الانشقاقات/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لبنان لن يكون بلدا معتديا لكنه يرفض أي اعتداء على اراضيه واسرائيل تواصل انتهاكاتها والاتصالات لانهاء التعديات على الحدود الشهر المقبل

بري عرض الوضع المعيشي مع الاسمر واستقبل وفدا علمائيا من صيدا

الحريري استقبل لاسن ولازاريني وقائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي

الخارجية تابعت مسألة النازحين السوريين مع مفوضية شؤون اللاجئين

الراعي ناشد من الدوحة وقف الحروب العبثية: لبنان يحتاج إلى رجالات يحاربون الفساد ويلتزمون القرارات القضائية ويضعون خطة للنهوض الاقتصادي

قاسم: الانتخابات تعبير شعبي عن الأوزان السياسية والنسبية تمنع الانتفاخ وتضرب المحادل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا، لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا

إنجيل القدّيس مرقس06/من47حتى56/"لَمَّا كانَ المَسَاء، كانَتِ السَّفِينَةُ في وَسَطِ البُحَيْرَة، ويَسُوعُ وَحْدَهُ عَلى اليَابِسَة. ورَأَى التَّلامِيذَ مَنْهُوكِينَ مِنَ التَّجْذِيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُخَالِفةً لَهُم، فجَاءَ إِلَيْهِم في آخِرِ اللَّيْلِ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، وكانَ يُريدُ أَنْ يَتخَطَّاهُم. ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا، لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!». وصَعِدَ إِلَيْهِم، إِلى السَّفِينَة، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشُوا في أَنْفُسِهِم غَايَةَ الدَّهَش، لأَنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مُعْجِزَةَ الأَرْغِفَةِ لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم. ولَمَّا عَبَرُوا جَاؤُوا إِلى أَرْضِ جِنَّاشَر، وأَرْسَوا هُنَاك. ولَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ عَرَفَهُ النَّاسُ حَالاً. وطَافُوا تِلْكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأُوا يَحْمِلُونَ مَنْ بِهِم سُوءٌ إِلى حَيْثُ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّهُ مَوْجُود. وحَيْثُما كانَ يَدْخُلُ قُرًى أَوْ مُدُنًا أَو ضِياعًا، كَانُوا يَضَعُونَ المَرْضَى في السَّاحَات، ويَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَو طَرَفَ رِدَائِهِ. وجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشْفَون".

 

نوصي أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا، ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ المُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس01/من01حتى08/يا إخوَتِي، مِنْ بولُسَ رَسُولِ المَسِيحِ يَسُوع، بِأَمْرِ اللهِ مُخَلِّصِنَا، والمَسِيحِ يَسُوعَ رَجَائِنَا، إِلى طِيمُوتَاوُسَ ٱلٱبْنِ الحَقِيقِيِّ في الإِيْمَان: أَلنِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآب، والمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا‍‍! نَاشَدْتُكَ، وأَنَا مُنْطَلِقٌ إِلى مَقْدُونِيَة، أَنْ تُقِيمَ في أَفَسُس، لِتُوصِيَ بَعضًا مِنَ النَّاس أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا، ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ المُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان. أَمَّا غَايَةُ هذِهِ الوَصِيَّةِ فإِنَّمَا هِيَ المَحَبَّةُ بقَلْبٍ طَاهِر، وضَمِيرٍ صَالِح، وإِيْمَانٍ لا رِيَاءَ فيه. وقَد زَاغَ عَنْهَا بَعضُهُم، فَٱنْحَرَفُوا إِلى الكَلامِ البَاطِل، وأَرادُوا أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي الشَّرِيعَة، وهُم لا يُدْرِكُونَ ما يَقُولُونَ ولا مَا يُؤَكِّدُون. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ صَالِحَةٌ لِمَنْ يَعْمَلُ بِمُقْتَضَاهَا،."

 

"تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

لا وجود لمرشحين سياديين 100% في الانتخابات اللبنانية

الياس بجاني/21 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64024

من بقي من السياديين في الساحة كمرشحين في الانتخابات النيابية اللبنانية هم قلة قليلة، وحتى معظم هؤلاء للأسف قد ساوموا بغباء ونرسيسية على المبادئ وتخلوا عنها.

وبالتالي لا يوجد عملياً وفعلاً مرشحين سياديين 100% في هذه الانتخابات المسرحية بامتياز.

فمن هو شريك في صفقة التسوية وعضو في الحكومة هو هجر السيادة مقابل الكرسي ولا يمكن وضعه في خانة السياديين لأن من يتلون ويتاجر بدماء الشهداء تحت شعارات التسوية والاستقرار والتعايش مع المحتل هو تاجر منافق وليس سيادياً..

وفي نفس السياق التحايلي والمصلحي فإن من يدعي المعارضة ومن يتحالف مع رموز الاحتلال فهو متلون ولا يجب الوثوق به..

أما الفريق المدعي زوراً السيادية والذي يتلحف بعباءة حزب الله ويتاجر بشعارات المقاومة والممانعة فهو بجحود وباكراً جداً ترك كل ما هو واقع تحت خانتي الاستقلال السيادة ومنذ العام 2005 فضل "الأنا" القاتلة على الوطن والمواطن وهمه كان ولا يزال لوثة السلطة والفجع المالي ولا شيء غير ذلك.

ودون لف ودوران فإن كل مرشح للانتخابات لا يتبنى علناً تنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701، ويعتبر أن حزب الله هو من النسيج اللبناني، وأن احتلاله وسلاحه شأن داخلي، ومقاربتهما تتم من خلال الحوار معه تحت أي مسمى أو مضمون هو عدو للسيادة والاستقلال والهوية والكيان.

كما أن حلفاء حزب الله وحلفاء هؤلاء من فوق الطاولة ومن تحتها ومنهم ال 14 آذاريين الإسخريوتيين الشاردين أصبحوا في الانتخابات وعلى المكشوف تجاراً بضاعتهم المواطن ولقمة عيشه وأمنه والسيادة والكيان والقرارات الدولية ودماء الشهداء.

وفي ظل الاحتلال الإيراني للبنان وخنوع أصحاب شركات أحزاب تجار السيادة ال 14 آذاريين ومداكشتهم الكراسي بالسيادة طغت الطفيليات السياسية على الانتخابات وعهرتها وسفهتها، علماً أن العهر السياسي والسلطوي اخطر بمليون مرة من عهر الجسد الغرائزي..

ومما هو مؤكد فإن العاهر السياسي هو أخطر من رئيس الشياطين لوسيفورس نفسه بمائة مليون مرة.

وطني الحبيب يعيش للأسف زمن عهر وبؤس ومحل ويهيمن على قراره تجار وكتبة وفريسيين.

يبقى انه ليت ربع السياسة والمتمولين والمسؤولين ورجال الدين الذين يسرقون شعبنا ويرهنون بلدنا ويبيعونه للغرباء،

ليتهم يدركون أن الأغنياء والأباطرة يموتون أيضاً كباقي البشر وأنهم لا يأخذون معهم أي شيء من ثروات الأرض عندما يسترد الخالق نعمة ووديعة الحياة منهم..

لأن الإنسان جبل من التراب وإلى التراب يعود..

نحن فعلاً نشفق على هؤلاء المنافقين والكتبة والفريسيين والإسخريوتيين الذين باعوا لبنان وتنكروا لدماء الشهداء وينافقون ويغشون شعبنا بعد أن أدمنوا تغيير وتبديل الأقنعة..

ونسأل هل هؤلاء الجاحدين واعين ومدركين كيف سيواجهون قاضي السماء في حساب اليوم الأخير؟

نذكرهم بأن نار جهنم ودودها سيكونون بانتظارهم حيث البكاء وصرير الأسنان.

وحيث لا ينفع الندم.

وحيث لا قيمة ولا وجود لكل ثروات الأرض الترابية من سلطة ومال ونفوذ وعزوة.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مسرحية الإنتخابات والكومبارس المحلي

الياس بجاني/20 نيسان/18

الانتخابات ومن خلال معظم المرشحين هي مسرحية خداع من تأليف وإخراج إيراني وتمثيل كومبارس محلي وسوف تنتهي بهيمنة فارسية على المجلس.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز: لكي يبقى لنا بيت وأرض ووطن

20 نيسان/18

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

http://eliasbejjaninews.com/archives/64017

يتخوّف اللبنانيون من أن يكون البند ٤٩ ـ ٥٠ من الموازنة مدخلاً لتوطين اللاجئين، إذا ما قرّرت العواصم الكبرى توطينهم بصورة غير مباشرة، أي عِبرَ منحهم بالإشتراك مع بعض دول النفط العربية، الأموال اللازمة لتمكينهم من شراء عقارات سكنية بالمواصفات المطلوبة تخوّلهم الحصول على إقامات دائمة في لبنان!!! لذلك:

ـ ولأن أعداد اللاجئين على أرضنا تجاوز بأشواط كبيرة الخطوط الحمر المسموح بها دولياً، وباتت تشكّل خطراً وجودياً على لبنان كياناً ووطناً ومصيراً، وعلى قاعدة أن يكون أو لا يكون.

ـ ولأن أرضنا مقدّسة منذ تكوينها، وقداستها المدوّنة مراراً في الكتب السماوية تجعلها محرّمة على الغرباء وعصيّة على الطامعين.

ـ ولأن مساحة لبنان محدودة جداً، ولا تستوعب توطين لاجىءٍ واحد أو نازح أو مهجّر.

ـ ولأن الحقيقة السابعة من الحقائق ال ١٤ الصادرة في ٢٩ أيلول ١٩٧٥تقول: بعد أن أصبح اللبناني ثاني مواطني الفقر في امتلاك الأرض، لا يباع شبرٌ من أرض لبنان لغريب.

لهذه الأسباب نضمّ صوتنا إلى الأصوات الخيّرة التي تنادي بإلغاء البند المذكور أعلاه من دون تأخير أو إبطاء، كإجراء أولي، ثم المباشرة فوراً بإعداد خطة عمل تقضي بترحيل جميع الأغراب المقيمين في لبنان إلى دولهم أولاً، وإلّا إلى دول الإستيعاب بدءاً بالدول العربية الشاسعة المساحات والفاحشة الثراء سيّما وان معظمهم من جنسيات عربية، وصولاً إلى قارّات شبه فارغة مثل أوستراليا وكندا ونيوزيلندا... إلخ.

إذا أردنا أن يبقى لنا بيت وأرض ووطن، علينا أن نرفع جميعاً شعاراً واحد عنوانه: لن يبقى غريب على أرض لبنان، وأن نسعى إلى تحقيقه ولو على مراحل.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

مسلحو الجرود يتبعون للأسد.. و”حزب الله” تفاجأ بقدرة الجيش فتواطأ معهم

القناة الثالثة والعشرون/20 نيسان/18/أكدت مصادر استخباراتية صحة المعلومات الخاصة التي كشف عنها أخيراً، ويتم تداولها نقلاً عن مصادر إستخبارات غربية ، أن المسلحين الذين كانوا يتمركزون في جرود عرسال منذ العام 2015، هم من المحسوبين على جيش النظام السوري ، وأن وجودهم في المنطقة، كان لغايات معينة لم يكشف النقاب عنها حتى تاريخه، عندما قرر الجيش اللبناني القضاء عليهم، بعد الجرائم التي ارتكبوها بحق عناصره والأهالي في المنطقة. ولفتت إلى الصفقة المشبوهة التي قام بها “حزب الله”، وإصراره على نقل المسلحين في باصات مكيفة عائدة له، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول تواطؤ “حزب الله” مع هؤلاء المسلحين، وعرقلة ما سُمِّي بعملية “فجر الجرود”، التي قام بها الجيش واستحالة القضاء عليهم، بعدما أمنّ لهم الحزب الإنسحاب من جهة القصير، وتكفّل بنقلهم إلى مناطق خاضعة لنفوذ الجيش السوري، ولم تُعرف الأسباب التي أدت إلى فتح هذا الملف في هذا الوقت، طالما لم تعرف بعد الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب في مخيم “نهر البارد”، ومن هي الجهة التي تقف وراء تهريب شاكر العبسي من المخيم. وتفيد المعلومات المتعلقة بالمواجهات التي قادها الجيش على طول السلسلة الشرقية، من رأس بعلبك إلى جرود عرسال والقاع ، أن “حزب الله” تفاجأ بردة فعل الجيش اللبناني لجهة الدقة والحرفية والمناورة التي قام بها، ولذلك سرّع بالتفاوض معهم منفرداً، بعد أن كان يوهم اللبنانيين أنه يقاتل الإرهابيين من الأراضي السورية.

 

حزب الله مرشح للهيمنة على نتائج الانتخابات اللبنانية حتى لو تراجعت نتائجه

العرب،21 نيسان/18

المعارضة الشيعية ترى أن هناك لعبة دولية تمنع تحجيم حزب الله، والسعودية تنأى بنفسها والمجتمع الدولي قلق من الانفجار الداخلي.

لبنان يتأثر ولا يؤثر بعد تحجيم النفوذ الإيراني

بيروت - كشف مرجع سياسي لبناني عن أن أوساط المعارضة الشيعية التي تخوض معركة الانتخابات ضد لوائح حزب الله تعتقد أن هناك قرارا دوليا يمنع أي دعم إقليمي لها وأن هناك التزاما تاما بهذا التوجه بحيث لا تحدث الانتخابات أي تغيرات كبرى داخل المشهد الانتخابي، لا سيما في ما يتعلق بموقع حزب الله داخل البرلمان. وقال المرجع إن المعارضة الشيعية كانت تعتبر قبل أشهر، ووفق حسابات دقيقة تتعلق بتغير المزاج العام داخل البيئة الشيعية، أن توفّر الإمكانات المالية لخوض هذا التحدي ضد حزب الله كان سوف يؤدي إلى مزاحمة الحزب في دائرة بعلبك الهرمل وإلى اختراق ولو محدود في بعض دوائر الجنوب.

وتؤكد أوساط سياسية أخرى هذا الاعتقاد معتبرة أن الانتخابات تخاض ضمن لعبة متفق عليها ومحسوبة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر وحزب الله، مشيرة إلى أن الهجمات المتبادلة بين “المستقبل” و”الحزب” من لوازم الحملة الانتخابية وأن التنافس بين تحالف المستقبل والقوات اللبنانية في بعلبك الهرمل يندرج ضمن المسموح به في هذه المعركة. وتقول هذه الأوساط إنه مقابل معركة بعلبك الهرمل بين المستقبل وحزب الله، يخوض تيار رئيس الحكومة سعد الحريري الانتخابات في دائرة الجنوب الثالثة متحالفا مع التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني بزعامة طلال أرسلان (خصم وليد جنبلاط) وشخصيات شيعية محسوبة على حزب الله بما يؤكد تماهي “أحزاب السلطة” وعدم تنافرها داخل هذه الانتخابات. ويعتقد بعض الخبراء في شؤون السياسة اللبنانية أن هذا التوجه الداخلي للتسوية يأتي ضمن اتفاق يحضر البلد لإعادة إنتاج السلطة وفق معايير وشروط تؤمن استقرارا داخليا بات مطلوبا من المجتمع الدولي، وأن إشارات دولية عديدة واضحة وصلت إلى الطبقة السياسية اللبنانية تحثها على العمل على رسم خارطة طريق ما قبل وما بعد الانتخابات للحفاظ على الاستقرار الداخلي. هجمات متبادلة بين المستقبل وحزب الله تدخل في لوازم الحملة الانتخابيةهجمات متبادلة بين المستقبل وحزب الله تدخل في لوازم الحملة الانتخابية

وقالت مصادر دبلوماسية غربية “إن الجهد الدولي الذي تقوده فرنسا لعقد مؤتمرات باريس وبروكسل وروما لدعم لبنان، كما التصريحات الداعمة لحكومة الحريري يهدفان إلى حماية (الصفقة الرئاسية) التي قادت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية”. وأضافت هذه المصادر “أن المجتمع الدولي قلق من أي انفجار داخلي لبناني سيدفع بمئات الآلاف من اللاجئين السوريين في لبنان والمقدر عددهم بحوالي 1.5 مليون إلى العبور باتجاه أوروبا وهو أمر لن تحتمله البنى الاجتماعية والسياسية والأمنية للدول الأوروبية”.

وتقر أوساط دبلوماسية عربية في العاصمة اللبنانية بأن الدول العربية المعنية بالشأن اللبناني قررت عدم التدخل في شؤون الانتخابات اللبنانية بما يتسق تماما مع التوجه الدولي لعدم إحداث اختلالات كبرى داخل المشهد السياسي الراهن. وتضيف هذه الأوساط أن الجهد السعودي لترتيب العلاقة مع لبنان منذ الزيارة الأولى للمستشار الملكي نزار العلولا مرورا بالزيارة التي قام بها الحريري إثر ذلك إلى الرياض، يهدف إلى دعم الاستقرار اللبناني. وتلفت هذه الأوساط إلى غياب أي مسعى سعودي أو خليجي لدعم تيار أو مرشح أو حزب من ضمن رؤية عربية دولية لعدم المساس بالستاتيكو السياسي الحالي في لبنان.

ويلفت بعض المراقبين للشؤون العربية إلى أن مسألة مواجهة إيران في المنطقة تتم هذه المرة من خلال الانتخابات التشريعية في العراق والمزمع إجراؤها في 12 مايو وليس في لبنان. ويقولون إن لتحجيم النفوذ الإيراني في العراق وقعا أهم من ذلك الممكن تحقيقه في لبنان، ناهيك عن أن الجهد الدولي المقبل منصب على كيفية تحجيم التأثير الإيراني في سوريا. ويضيف هؤلاء أن لبنان يتأثر ولا يؤثر في هذا الصدد إلا إذا كانت طهران ستستخدمه للدفاع عن مواقعها في بلدان أخرى، ولهذا الاحتمال حسابات دولية أخرى.

 

مشروع اميركي جديد يستهدف نزع سلاح حزب الله: من الكونغرس الى مجلس الامن؟ 

المركزية/ شفّاف اليوم /20 أبريل 2018 /المركزية:  تقدم عضوان في الكونغرس الاميركي يمثلان الحزبين الديمقراطي  السيناتور توم سيوزي والجمهوري ادم كينزينغر، بمشروع قانون جديد حمل الرقم 115 يدعى “قانون نزع سلاح حزب الله” تنشر “المركزية” نصه، أبرز ما يركز عليه: إصدار تحقيق استخباري مفصل عن قدرات حزب الله العسكرية والمالية والطرق التي يستخدمها لاستلام السلاح والأموال،  تقييم عمل قوات حفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل) ووضع استراتيجية مشتركة وخطة زمنية بين الحكومة اللبنانية وقواتها المسلحة والأمم المتحدة والولايات المتحدة لنزع سلاح الحزب تطبيقا للقرارات الدولية واتفاق الطائف. والى اهمية القانون وما تضمنه، بدت لافته اشارته في اكثر من بند الى قرارات مجلس الامن الدولي: 1701، 1559، 2373 ، وهي خطوة لا يقدم عليها عادة اعضاء الكونغرس في مشاريعهم في هذا المجال الا نادرا، وقد استعانوا بها ابان تقديم مشروع قانون محاسبة سوريا الذي انطلق من الكونغرس وانتهى قرارا في مجلس الامن حمل الرقم 1559. فهل ينتهي المشروع 115 حيث انتهى “محاسبة سوريا”؟ …ودعم للجيش: في مقابل هذا التشدد، دعمٌ أميركي متجدد للقوى العسكرية المسلحة الشرعية. فقد أبلغ قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل، رئيس الجمهورية، لدى زيارته في بعبدا في حضور السفيرة اليزابيت ريتشارد والوفد المرافق، “دعمَ بلاده للجيش والقوى المسلّحة وضرورة تعزيز التعاون القائم بين الطرفين”. كما نقل فوتيل الى الرئيس عون، تحيّات وزير الدفاع الاميركي ديفيد ماتيس، ثم قدّم عرضا للاوضاع العسكرية في المنطقة.

لن نعتدي: من جهته، وبعد عرض التعاون القائم بين الجيش اللبناني والجيش الاميركي والمساعدات التي قدّمتها الولايات المتحدة للمؤسسات الأمنية اللبنانية لا سيّما منها الجيش، شكر الرئيس عون الجنرال فوتيل على دور بلاده في مؤتمر “روما 2” الذي خصّص لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، مشيرا الى ان اسرائيل لا تزال تواصل انتهاكاتها البرية والبحرية، لا سيّما على طول الحدود الجنوبية، لافتا الى انّ الاتصالات ستستأنف عبر اللجنة الثلاثية العسكرية في النصف الأول من الشهر المقبل لأنهاء التعديات الاسرائيلية على الحدود الدولية للبنان. وجدّد امام المسؤول العسكري الاميركي التأكيد على ان لبنان لن يكون بلدا معتدياً لكنّه يرفض أيّ اعتداء على اراضيه. مناورة عسكرية: وليس بعيدا، أفادت مصادر مطلعة “المركزية” بأن الزيارة  الأولى للمسؤول الاميركي الى بيروت بعد مؤتمر “روما 2، تندرج في اطار زياراته الدورية العادية لاستطلاع الاوضاع موضحة ان جديدها، حضوره مناورة عسكرية بالاسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني ومن بينها مروحيات سوبر توكانو  ودبابات من نوع “برادلي”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 20/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

زادت الماكينات الإنتخابية من دورانها لدى الأوساط الشعبية فيما صدر المزيد من المواقف عن المرشحين.

وفي موازاة ذلك برز موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام قائد الجيوش الاميركية في المنطقة الوسطى حين أكد أن لبنان لن يعتدي على أحد لكنه سيرد على أي اعتداء.

وتحدثت تقارير أمنية عن حشود عسكرية اسرائيلية على الحدود مع لبنان وكذلك مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة.

الأزمة السورية موضوع جولة الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا على روسيا وتركيا اللتين أعربتا عن الخشية من تقسيم سوريا.

وفي سوريا الغوطة الغربية بعد الشرقية تشهد قتالا بين الجيش السوري ومسلحي داعش. وقد أفيد عن إصابات في مخيم اليرموك والجوار.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

على طريق الانتخاب سقطت ورقة عدت تضييقا على الحريات العامة واستقدمت اسم غازي الى كنعان وذكرت اللبنانينن بزمن الأجهزة والوصاية والمكتب الثاني والملاحقة بتهمة توزيع منشور حدث ذلك بين الكتائب والدولة بعدما أوقف ناشط كتائبي مضبوطا بمحضر اتهام لا مكان له في عهد الحريات والدائرة الإعلامية المفتوحة على العالم فليوم وليلة احتجز الكتائبي الياس حداد للتحقيق في المنشور الذي تضمن إنجازات ساخرة قام بها النائب إبراهيم كنعان من مكب النفايات إلى ضرائب الموازنة لكن نائب المتن.. متن حقه بداية بالإيعاز في التحقيق مع الموزع قبل أن يعاود ويتنازل ويجري عملية إبراء لم تكن مستحيلة ويستقبل عائلة الحداد وأبعد من حق كنعان فإن الدولة تبني ما صنعه الحداد مع ناسها.. فتارة يتبرع القضاء بلعب دور محامي السياسة وطورا ينبري الأمن لتقديم خدمات الى العهد وما بينهما تتقدم هيئة الإشراف بتقارير للوشاية بالإعلاميين حرصا على نزاهة السلطة التي يترشح منها نصف وزرائها وفي صرخة من داخل الهيئة أعلنت رئيسة اتحاد المقعدين سليفانا اللقيس استقالتها معللة السبب بأنها لا تريد أن تكون شاهدة زور على عجز هيئة الإشراف عن أداء مهماتها أما الهيئة السياسية المشرفة على الانتخابات فليست بأفضل حال مع تصدعات تصيب التحالفات والمكونات من حزب الله والتيار إلى التيار ورئيس مجلس النواب وصولا اليوم الى التيار والحزب الاشتراكي حيث رأى النائب وائل أبو فاعور أن الاشتراكي لا يريد نشوب نزاع بين رئيسي الجمهورية والحكومة ولكن لا يمكن لنا أن نكون في موقع الحليف مع المستقبل وفي الوقت نفسه يشن التيار الوطني والعهد ما يشن من حرب التضييق علينا والمحاصرة ومحاولة الاستهداف لوليد جنبلاط وقال أبو فاعور: من الواضح أن هناك استهدافا سياسيا وهناك من يعتقد واهما أن بإمكانه اعادة صياغة الحياة السياسية وفق مزاجه وأهوائه من دون النظر الى التجارب التاريخية التي باءت بالفشل والفشل الاداري يكاد يطغى على موسم انتخابي ستنتهي صلاحياته في السابع من ايار.. عندئذ تعود دورة الحياة السياسية والادارية ويصطدم لبنان بأن مؤتمر سيدر واحد محكوم بحزمة شروط لا يمكن تجاوزها أهم هذه الشروط ستكون صفقة البواخر وحيالها تساءلت مصادر فرنسة للصحافية رندة تقي الدين في الحياة عن فشل كل المشاريع لإصلاح ملف الكهرباء منذ عشرين سنة ورأت أن البواخر مكلفة وهي حل قصير المدى وقد سبق لباريس أن نبهت المسؤولين اللبنانيين الى أن موضوع البواخر ملف مسموم لأن الحكومة ارتكزت إلى عرض واحد ما يضعه موضع شك في الفساد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

على مسافة اسبوعين ترتفع وتيرة الماراتون الانتخابي حشدا وتحشيدا، ولغة ورسائل متبادلة، من تحت الطاولة وفوقها وفي جميع الاتجاهات، وحده النائب وليد جنبلاط قرر الغاء كل المهرجانات الانتخابية التي لا تسبب سوى الفوضى العبثية، وارفق قراره بدبوس واعتذر عن عدم المشاركة في زيارة الرئيس سعد الحريري الى اقليم الخروب معتبرا ان مضمون الدعوة اليها حمل طابعا فئويا وتفضيليا، وقال "لا يمكن ان نقبل ان نكون ملحقين". الاشتراكي رفض فكرة الملحقين، اما القوات فرفضت فكرة المستحيين في صور- الزهراني، واعلنت مقاطعة الانتخابات في هذه الدائرة وفق قاعدة "من يستحي بها تستحي به واللبق يفهم".

ابعد من ذلك كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يؤكد ان الانتخابات يجب ان يقدم فيها اللبنانيون معادلة تقوم على انها اقصر الطرق لرسم معالم مستقبل الشعوب وزيادة مساحات الديمقراطية وليس اي شيء آخر، ولان دور المجلس النيابي يحصن لبنان بكل سلطاته راى رئيس المجلس ان الحدود اللبنانية محددة اصلا في الدستور وبالتالي لا يمكن لاي سلطة تنفيذية تجاوزها او الانتقاص منها ربطا بمسألة دور السلطة التشريعية في تثبيت حدود لبنان البحرية والبرية، التي يحاول العدو الاسرائيلي الاعتداء عليها.

في فلسطين المحتلة كانت جمعة العودة الرابعة تعود على متن اسراب طائرات ورقية أغارت على رصاص وقذائف الاحتلال الاسرائيلي وحولت قنابله الغازية الى سراب بفعل ارادة.

اما في مخيم اليرموك فان ساعات قليلة من العمليات العسكرية للجيش السوري في الحجر الاسود جعلت التنظيم الاسود ومن معه يستسلم فخرج الدواعش من المخيم باتجاه البادية السورية وادلب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

استقالة سيلفانا اللقيس من هيئة الاشراف على الانتخابات مؤشر خطر والاخطر يتعلق بالاسباب التي اوردتها اللقيس في معرض تبرير استقالتها فالممثلة الوحيدة للمجتمع المدني في هيئة الاشراف على الانتخابات ذكرت في مؤتمرها الصحفي انها استقالت لانها ترفض ان تكون شاهدة زور على عجز الهيئة عن أداء مهامها، مشيرة الى مس مباشر باستقلالية الهيئات وصلاحياتها وتحولها أداة لتعميق التمييز بين المرشحين بدلا من ان تكون أداة لالغائه او التخفيف منه.

الاستقالة المفاجئة للقيس لم تمنع استمرار الشحن الانتخابي في مختلف المناطق علما ان اليوم شهد نهاية هادئة لمسألة توقيف الناشط الكتائبي الياس حداد على خلفية توزيعه مناشير تنتقد آداء النائب ابراهيم كنعان اذ اطلق سراحه بعدما اسقط النائب كنعان حقه الشخصي في القضية.

على صعيد آخر ذكرت وكالة الانباء المركزية ان الرئيس ميشال عون يتريث في توجيه رسالة الى مجلس النواب لتعديل المادة 49 من قانون الموازنة وذلك لاقتناع الرئاسة الاولى باستحالة التئام المجلس في جلسة عامة في الفترة المتبقية من ولايته.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

سبقتهم طائراتهم الورقية المحملة بالنيران لاحراق المحتل، وهم لاحقون بها حتما الى عمق فلسطين، ولن تطول السنين.. هم الفلسطينيون في جمعة غضب جديدة على طريق العودة، حشد لها الغزيون عند الجدار مع الاحتلال، ولاقاهم اهل الضفة مسيرات ومواجهات..

اربعة شهداء وعشرات الجرحى حصيلة جمعة الشهداء والجرحى كما سماها المجاهدون، والعهد بالحراك المستمر على طريق العودة الى فلسطين كل فلسطين.. وباسلوبها المعهود عادت المقاومة الفلسطينية لترعب المحتل بشتى الاساليب، وآخرها الفيلم الذي عرضته سرايا القدس، ويظهر كبار الضباط الصهاينة عند الحدود مع غزة تحت مرمى قناصة مجاهديها، في رسالة تحذيرية انهم تحت عين المقاومة وقرارها..

في سوريا القرار بتحرير دمشق وكامل ريفها من التكفيريين قيد التنفيذ، فبعد دوما الجيش الى الحجر الاسود ومحيطه، حيث المعلومات عن انجاز قريب في تلك المنطقة..

في لبنان وبمنطق السيادة اسمع رئيس الجمهورية وفدا من قيادة الجيوش الاميركية ان لبنان يرفض اي اعتداء على اراضيه، وان على العدو الصهيوني انهاء التعديات عند الحدود الدولية..

اما انتخابيا فلا حدود للخطاب والممارسات التحريضة التي يعتمدها البعض عنوانا وحيدا في برامجه الانتخابية، واعتراضا على هيمنة وزارة الداخلية كانت اولى الاستقالات من لجنة الاشراف على الانتخابات.. ممثلة المجتمع المدني سيلفانا اللقيس استقالت اعتراضا على عدم العمل بالمساواة بين المرشحين، وبسبب تقليص صلاحيات الهيئة غير القادرة على اصدار اي قرار إلا بموافقة وزير الوصاية اي وزير الداخلية، بحسب اللقيس.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

التركيز في هذه المعركة الانتخابية على تيار المستقبل وكيف سيكسرون تيار المستقبل، معركة بدات العام 2000 قال الرئيس سعد الحريري عبر قانون استهدف رفيق الحريري وربح.

وفي الـ2005 اغتالوا رفيق الحريري وانتفض اللبنانيون وربحنا الانتخابات. وفي العام 2009 أقروا قانون الـ60 الذي كان هدفه الوحيد جعل تيار المستقبل يخسر وربحنا. والآن نحن في العام 2018، وقد شاركنا في إنجاز القانون الانتخابي الحالي، لكن هل هو القانون الذي كنا نريده؟ بالتأكيد كلا.

“أنتن تعرفن” مخاطبا حشدا نسائيا أن كل اللوائح التي تشكل في كل لبنان، في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع وعكار والمنية والضنية والجنوب، كل اللوائح تستهدف تيار المستقبل وسعد الحريري. هذا الاستهداف من لوائح نظام الوصاية مستمر سواء في حملات الافتراء او في دفع الاموال الطائلة وهذا ما كشفه المواطن راسم عيش عن استدعائه الى مكتب الرئيس نجيب ميقاتي الى بيروت واغرائه بدفع مبالغ مالية طائلة مقابل انشقاقه مع آخرين عن تيار المستقبل.

واليوم وصلت قضية الموقوفين الاسلاميين الى خواتيمها عبر اعلان الاهالي فك خيمهم في مختلف المناطق بعد مبادرة من الرئيس سعد الحريري بالعمل على اقرار قانون العفو العام في اقرب فرصة ممكنة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

إنها السلطة، والسلطة لا تتغير في تعاطيها مع الحريات والديموقراطية... حينا تخاف من زمور، وحينا تخاف من منشور...

السلطة عام 1992 كانت تخاف من الزمور، فلاحقت من يطلقه، وكم من شاب أوقف بسبب إطلاقه "زمور الجنرال"! وكم من نواب ووزراء وزعماء بنوا شعبياتهم على توقيفات على خلفية "زمور الجنرال"... إنها السلطة في 7 آب التي اعتقلت شبانا في ساحة قصر العدل لأنهم وزعوا مناشير ورفعوا أعلاما وعلقوا صورا... وكم من نواب ووزراء وزعماء بنوا زعاماتهم لاحقا لأنهم اعترضوا على التوقيفات أو لأنهم اقتيدوا إلى دوائر التحقيق...

إنها السلطة، بعد ربع قرن على منع الزمور، تحاول منع المنشور، وكأنها سلطة لا تتعلم ولا تستخلص العبر... وحتى لو كان منع المنشور متاحا وإحراق الصور ممنوعا، فلماذا ازدواجية المعايير؟

بين أمس واليوم تحركت السلطة وكلفت الأجهزة التي نفذت ما طلب منها، ولكن لماذا تقاعست هذه السلطة نفسها حين مزقت صور وشعارات في البقاع والجنوب والشمال؟ أين كانت السلطة حين طوق أحد المرشحين في الطريق الجديدة ومرشح آخر في كاراكاس؟ ماذا فعلت السلطة بما أدلى به الرئيس نجيب ميقاتي عن انتهاكات وتدخلات لأجهزة السلطة الذي بلغ حدا قال فيه: "نخاطب سيد العهد بأن يتابع ما يجري من تدخلات أمنية وقضائية وإدارية"...

لعل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو أكثر من يعرف معنى تدخل السلطة في موضوع الحريات.. ألم تلاحق مناشيره التي كان مناصروه يوزعونها على الطرق وفي الجامعات حين كان في المنفى؟ ألم تلاحق مقابلاته وتصريحاته؟ إنها السلطة آنذاك التي كانت تتدخل لقمع مناصريه... بعد ربع قرن، إنها السلطة التي تلاحق موزع مناشير لا تهدد السلم الأهلي ولا تدعو إلى الفتنة ولا تزعزع الإستقرار ولا تسبب إرجاء الانتخابات النيابية؟

حتى عضو هيئة الإشراف على الانتخابات سيلفانا اللقيس ضاقت ذرعا بممارسات السلطة فقدمت استقالتها وعزتها إلى جملة أسباب من بينها تجريد الهيئة من امكانية معالجة مخالفات جسيمة قامت بها لوائح تمثل قوى نافذة في الدولة، كذلك انحصرت صلاحياتها في مراقبة اللوائح الصغيرة. فبماذا سترد السلطة على هذه الإتهامات التي جاءت من "بيت أبيها"، غير النفي الذي رد به وزير الداخلية؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

"تلات دقات". من منكم لم يسمع هذه الأغنية؟ هي نغمة جديدة جميلة يرددها الملايين منذ أشهر. احتلت القلوب قبل مواقع التواصل، وأسرت الكبار قبل الصغار.

أما "حماية مصالحة الجبل التاريخية"، والترشح تحت هذا العنوان، فنغمة قديمة مملة، يجترها البعض قبيل كل استحقاق نيابي، وحتى بلدي.

شعار لا يدخل القلب، ولا "يخرط" في عقل، ولا سيما عند أهل الجبل، الذين لا يزالون ينتظرون منذ عقود، انجاز العودة الفعلية، سياسيا واداريا واقتصاديا، وانهاء الحاجة الى وزارة مهجرين، بعدما صارت المصالحة واقعا حيا، بعيدا من الكلام الفارغ الذي يردده اليوم من أحرقوا بتخاصمهم أرض الجبل، وأهملوا بتقاربهم أبناءه، وهمشوا مكوناته، وأنهكوا شبابه، فأبقوهم مهجرين في الوطن، ومهاجرين إلى الأصقاع...

حتى اليوم، لم نعرف لماذا تحاربوا. وحتى اليوم أيضا، لم نفهم كيف تقاربوا.

أمس، جلبوا الويلات إلى الشوف وعاليه. وعلى مدى ثلاثة عقود وأكثر، رفعوا لواء العودة، ولم يحققوها، وجعلوا من المصالحة شعارا سياسيا وانتخابيا، وحتى عنوانا للابتزاز. إذا كنتم فعليا مع العودة، فلماذا لا تزال في لبنان 2018 وزارة مهجرين؟ ألم تنته الحرب في عرفكم عام 1990؟ وإذا كانت ظروف الوصاية تخفيفية بالنسبة إليكم، فماذا عن مرحلة ما بعد الوصاية وماذا فعلتم منذ عام 2005 إلى اليوم؟

أسئلة مطروحة على الرأي العام اللبناني، ولا سيما على أبناء الجبل، فيما هم يتأملون صور المرشحين النواب، الذين يغدقون الأموال على حملات انتخابية، مكررين الشعارات والوعود، التي ينسونها في اليوم التالي للانتخاب، على أمل اللقاء في الاستحقاق المقبل.

مرشحون نواب، لم يخجلوا يوما من الطعن في قانون استعادة الجنسية... فهل يتورعون عن إهمال العودة؟

أسئلة، يمكن هذه المرة أن يكون لها جواب. جواب واضح صريح، وبكل محبة. الزمان: الأحد في السادس من أيار. المكان: الشوف وعاليه وكل لبنان. أما المدعوون: فأبناء الجبل... والدعوة عامة لفتح صفحة جديدة، وتدوين تاريخ جديد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 20 نيسان 2018

النهار

أبلغ وزراء إلى المعنيّين أنّهم يُعارضون التصويت في الحكومة حسماً للخلاف في موضوع الكهرباء

تُواجه عمليّة استرداد مليار و800 مليون دولار من العراق لتجّار لبنانيّين صعوبات وعراقيل رغم المساعي الرسميّة الجديّة في هذا المجال.

تُعيد وزارة الصحّة العامة جدولة توزيع الاعتمادات على المستشفيات الخاصة المُتعاقدة معها وسط استنفار سياسي من أحزاب تتخوّف من مُعاقبة مؤسّسات تابعة لها.

الجمهورية

إتصلت شخصية روحية بمسؤول كبير معربة عن رفضها لكل ما بدرَ من رئيس تيار سياسي من كلام يمسّ العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في بعض المناطق الحدودية.

تلقّى وزير حالي عتباً شديداً من شخصية سياسية رفيعة على تحالفه مع تيار سياسي تجمعه به خصومة شديدة فردّ الوزير: أنتم دفعتموني إلى هذا التحالف.

شكا مناصرو أحد المرشحين في إحدى لوائح بيروت من تعرُّضه لمحاولة حرمانه من الصوت التفضيلي ففاجأهم مسؤول الماكينة الإنتخابية لهذه اللائحة بالقول:" مش مهمّ شو عمتقولو المهم تصب الأصوات التفضيلية لرئيس اللائحة".

اللواء

تتخوف جهات دبلوماسية من نتائج غير محسوبة للانتخابات، تفرض خيارات كانت استبعدت في الأشهر الخمسة الماضية.

يؤخذ على وزراء مرشحين انهم يمارسون "التقية" عندما يواجهون بأية "قضايا" مطلبية وحياتية.

يعاني اتحاد محلي من خطر الانقسام تحت تأثير انحيازات مسبقة لمرشحين على الرغم من أنه إطار جامع للكل.

البناء

يقوم نائبان حاليان لم يتمّ ترشيحهما من قبل رئيس كتلتهما لهذه الدورة في دائرة جبلية كبيرة، بنشاط لافت في الحملة الانتخابية للائحة التي كان يُفترض أن يكونا عضوين فيها، وذلك للمساعدة في سدّ الثغرتين الكبيرتين اللتين نتجتا عن عدم ترشيحهما، ما أدّى إلى تغييب تمثيل مدينتيهما الكبيرتين، فيما حرصت اللوائح الأخرى على إعطاء المدينتين المُشار إليهما حصة وازنة من المقاعد…!

رأت مصادر في المعارضة التركية أنّ قرار الرئيس التركي رجب أردوغان السير بانتخابات مبكرة رئاسية وبرلمانية يضمن نتائجها الآن، وفي موعدها الطبيعي يعني التضحية بعام من توليه الرئاسة بلا مقابل. وهذا مستحيل، ولذلك فالمنطقي أنّ أردوغان ارتضى هذه الخسارة تجنّباً لانتخابات غير مضمونة في موعدها. وهذا غير واقعي إلا إذا كان في نية أردوغان اتخاذ خطوات خلال هذا العام يخشى أن تؤثر على شعبيته وشعبية حزبه ولا يستطيع تأجيلها، وربما يكون الانسحاب من سورية تفادياً لمواجهات لا يريدها هو القرار الذي يتحضّر له أردوغان.

المستقبل

قيل إن أوساطاً مطّلعة على أجواء زيارة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني الأخيرة إلى الضاحية الجنوبية وضعت اجتماعه مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في سياق التباحث بسبل "إعادة ترميم صورة إيران" بعدما ظهرت عاجزة أمام الهجمات المباشرة عليها في سوريا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن تقدير موقف رقم 186

20 نيسان/18

في السياسة

* تعتزم رومانيا نقل سفارتها إلى القدس بعد قرار الولايات المتحدة، يأتي ذلك بعد ان أعلنت اسرائيل انها تبذل جهوداً مكثفة لاقناع دول عديدة بنقل سفاراتها إلى القدس!

* خبر سيّء لأنه بداية "كرّ مسبحة" دول العالم بالسير على طريق الدولة العظمى!

* وفي نفس الوقت خبر "مفرح"، لأنه يعيدنا إلى صلب الواقع السياسي الداخلي بعد أن حجبته صور المرشحين وشعاراتهم بطول لبنان وعرضه!

* خبر يؤكد على خطورة المرحلة القادمة بعد انتخابات لبنان والعراق ونقل السفارات!

* خبر يؤكّد ان مشكلتنا تتجاوز ناشط كتائبي أوقفته السلطات الأمنية بطلب من قضاءٍ تحرك بناءً على شكوى قدمها نائب مشرّع متين!!!!!

* "الدنيا فين واحنا فين"؟؟؟؟؟

* ما هي جريمته؟

* لقد وزّع منشورات انتقد فيها "جهبوذ" من "جهابذة السلطة"!

تقديرنا

* هكذا طبقة سياسية لا تستطيع مواكبة خطورة الأحداث القادمة!

* أولها نقل السفارات وما ندري ما هو آخرها!

* إستفيقوا وانتخبوا صحّ!

 

إنجازات كنعان: بلى "التيار العوني" هو السلطة

موقع صدى الصوت/20 نيسان/18

يحمل دلالات كثيرة إقدام نائب المتن ابرهيم كنعان على تقديم شكوى ضد من وزع منشورات تتناول إنجازاته في القضاء- الدائرة على أبواب الانتخابات. دلالات بعضها سلبي وبعضها إيجابي. في الشكل جيّد أن يلجأ نائب إلى الأجهزة القضائية والأمنية للاحتجاج على أمر يعنيه شخصياً، ولافت في بلد – أو "حارة كل مين إيدو إلو"- رأينا فيه نواباً ووزراء يرسلون أتباعهم للاقتصاص ممن يزعجوهم ولا مجال هنا لتعداد حوادث من هذا النوع. في الشكل ايضا يبدو ان النائب كنعان تعلم من أخطائه الماضية عندما أقدم مرافقوه على "تهذيب" شابين في المتن واتهامهما بمحاولة اغتياله، ولسوء حظه أظهرت كاميرات المراقبة ان "جماعة" كنعان هم الذين أطلقوا اطلق النار،  فطلب النائب على الأثر من شقيقه بول سحب الدعوة القضائية على الشابين لتجنب الملاحقات القانونية. والخبر موثق في الإعلام. في المضمون لا يستدعي توزيع منشور يعدد إنجازات النائب كنعان فإن رفع دعوى قضائية. فالمنشور تضمن العبارات الآتية:

"أهم انجازاتي

مكب الموت في برج حمود

مد خطوط التوتر العالي في المنصورية

فرض ضرائب إضافية".

ولا مجال لتهرب من النقاط الثلاث، فالنائب كنعان وخلفه  وزراء تياره في مجلس الوزراء وافقوا على خطة رمي النفايات في البحر في منطقتي برج حمود والكوستابرافا، ووزارة الطاقة والمياه الممثلة بالوزير سيزار ابي خليل (وزير عوني) أصرت على مد شبكة التوتر العالي في المنصورية، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب أرفق بإقرار زيادة الضرائب، والنقاط الثلاث المذكورة في المنشور الموزع مردها الى وقوف "التيار" خلفها سواء في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب. ولم نسمع أحد اعتراض النائب كنعان عليها حيث يجب ان يعترض. أما أن يحتج على اعتراض البعض فموقف لافت وغريب. بعد خروج العماد ميشال عون من السفارة الفرنسية الى منفاه الباريسي، انطلقت حركة شبابية طالبية توزع المنشورات وصور العماد عون في الجامعات والمدارس، واعتبر بعض الناس أن "التيار الوطني الحر" هو المعارض الوحيد لسلطة الطائف. واستمرت الاحتجاجات وتطورت الى تظاهرات ومسيرات سلمية قبل ان تقتنع قيادة "التيار" بأن التغيير يتحقق عبر المؤسسات الدستورية، فشارك العونيون في الانتخابات الفرعية في بعبدا والمتن حتى عودة الجنرال من منفاه وانغماسه في الحياة السياسية التقليدية. واستمر في موقع معارضة السلطة  وخاضوا انتخاباتهم النيابية عام 2005 تحت شعار "استعادة حقوق المسيحيين"، وحتى بعد دخول "التيار" السلطة في حكومة الرئيس سعد الحريري بعد انتخابات عام 2009 استمر معارضا للسلطة، لكن الغريب بعد انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية أن "التيار" يحاول إظهار نفسه معارضا للسلطة، بينما يحكم بقبضته على السلطة ( وليس قرار الدولة الذي يبقى في يد "حزب الله") من خلال الرئيس وعدد الوزراء المحسوبين عليه في الحكومة. قد يعتبر البعض ان "التيار العوني" لم ينسجم بعد مع فكرة انه السلطة في لبنان، والرئيس عون اليوم في موقع قلة من رؤساء الجمهورية تمتعوا بالدعم الشعبي والنيابي الذي يتمتع به، بينما البعض الآخر يؤكد أن "التيار" لا يمكنه ان يتحمل معارضة منظمة تدرس ملفاته في وجهه، لأن هذا "التيار" الذي انطلق من توزيع المنشورات والصور يدرك تماما  مدى تأثيرها في عامة الشعب ويفضح ممارساتهم البعيدة كل البعد عن وعودهم التي اطلقوها منذ العام 1989 . و"التيار" في شكل أو آخر لا يفي بما وعد به الشعب اللبناني طيلة عقدين، لا بل يزايد في ممارسته للسلطة على الحكومات المتعاقبة منذ "الطائف". في الشكل تبدل المشهد السياسي في لبنان، وبات "التيار العوني" يتحكم في مفاصل الحكم بعدد النواب والوزراء ورئيس الجمهورية وبدعم السلاح غير الشرعي، وجميع الوعود التي اطلقها في السابق صارت في مهب الريح، وهنا  مكمن خوف "التيار الوطني الحر" من انقلاب الرأي العام الذي دعمه، أقله منذ العام 2005 ، والاقتراع تالياً ضده، وما كان يحلله "التيار الوطني الحر" على نفسه يوم كان معارضا يحرمه على معارضيه. لا يمكن فهم تصرفات النائب كنعان الا من هذه الزاوية الضيقة، وفي اي رد من "التيار" على المعارضة يستذكر أركانه عهد الرئيس امين الجميل وتجاوزات الميليشيات في الحرب، متناسين ان الزمن تبدل والشعب ينتظر منهم اكثر من مجرد تذكيره بتصرفات وممارسات مضى عليها الزمن. وبعد كل ما سبق، لا يستدعي  توزيع منشور يعدد انجازات النائب كنعان، ومن خلفه تياره،  توقيف الفاعل، لأن لا قدح وذم ولا اتهامات باطلة في هذه الانجازات، وقيادة "التيار الوطني الحر" مدعوة إلى إعادة نظر في رفضها لبوس لباس السلطة، في حين انها السلطة اليوم،  والمواطن اللبناني ينتظر منها الكثير ولا يتوقع منها استعادة النظام الأمني السابق وقمع المعترضين. ولا يمكن مَن يمسك بمفاصل الحكم ان يظن نفسه المعارضة. انتم السلطة الحاكمة بالقول والفعل وهناك معارضة لعهدكم فكفى فُصام رجاءً، هذه الخزعبلات لم تعد تمرّ.

 

كنعان يسقط حقّه الشخصي في قضية المناشير الموزعة ضدّه

موقع ليبانون ديبايت/20 نيسان/18/أعلن النائب ابراهيم كنعان اسقاط حقّه الشخصي في قضية المناشير الموزعة ضده، وقال: "الحقيقة ظهرت كما هوية المحرضين وبالتالي حقّي وصلني واطالب القضاء بالافراج عن الشاب الياس الحداد." وأضاف: "أضع ممارسات حزب الكتائب برسم الرأي العام المتني". وأخلت القوى الأمنية لاحقًا سبيل الحداد.

 

اشكالية "الورقة البيضاء" ومفعولها العكسي في الاقتراع

المركزية 20 نيسان/18/بعد عملية قيصرية طويلة، ولد قانون الانتخاب الجديد الذي أدخل النسبية إلى الحياة السياسية اللبنانية، وإن كان القائمون عليه لم يفوتوا على أنفسهم فرصة تطعيمه بنكهة أكثرية يتيحها الصوت التفضيلي الذي له اليد الطولى في تحديد هوية شاغلي مقاعد مجلس النواب المقبل.

وإذا كان المقربون من العهد وعدد من حلفائهم سارعوا إلى إعلان أبوّتهم للقانون الحديث الولادة، والذي ستكون صناديق اقتراع 6 أيار أول اختبار فعلي لتطبيقه، لا سيما اعتماد النسبية للمرة الأولى، غير أن هذا لا يلغي عددا من الثغرات  تعتري القانون الانتخابي الجديد، بما يجعل كثيرا من علامات الاستفهام تواجه الاستحقاق النيابي والنتائج التي سيفرزها. ففيما بدا من الصعوبة بمكان اقناع الناس بعدم إمكان "تشطيب" مرشحين من اللائحة التي يقترعون لصالحها، وهو أمر توجبه النسبية القائمة أصلا على مبدأ الاقتراع للوائح، لا للأشخاض (المرشحين)، فإن أصواتا كثيرة علت في أعقاب إقرار الصيغة الجديدة احتجاجا على ما قد يعتبره البعض "تقييدا" لحرية الناخبين، لأن عدم جواز التشطيب، معطوفا على ضرورة الاقتراع للائحة، وحصر الصوت التقضيلي بهذه اللائحة قد يجعل بعض المقترعين "مجبرين" على إعطاء أصواتهم للائحة قد تضم مرشحين من غير خطهم السياسي، لايصال شخص معين يحبذون وجوده في مجلس النواب.

على أن الاشكالية الأكبر في القانون الجديد تكمن في الورقة البيضاء. وفي هذا الاطار، لا تخفى على أحد حال النقمة والغضب اللذين أصابا الناس، نتيجة الأداء الذي قدمه نواب الأمة ووزراؤها المتعاقبون، وهو ما يؤشر إلى أن الناس قد يستفيدون من فرصة 6 أيار ليعبروا عن غضبهم عبر الركون إلى سلاح الورقة البيضاء. غير أن ما قد يغيب عن بال كثيرين يكمن في أن القانون الجديد يعطي الورقة البيضاء مفعولا عكسيا، خصوصا أن في مفهومها الجديد، تعني الورقة البيضاء"، الورقة المطبوعة سلفا التي تضم كل اللوائح (يتسلمها الناخب من رئيس القلم عند دخوله مركز الاقتراع)، والتي لا يضع الناخب أي إشارة إلى جانب أي من اللوائح التي تضمها. وتجدر الاشارة في هذا السياق إلى أن الحاصل الانتخابي الذي يجب أن تناله اللوائح لدخول مكوناتها حلبة "المنافسة" على الأصوات التفضيلية، هو الرقم الناتج عن قسمة عدد المقترعين (بمن فيهم أصحاب الأوراق البيضاء) على عدد المقاعد المخصصة للدائرة. وهذا المفهوم يعني ان المقترعين بأوراق بيض، في محاولة منهم للاعتراض على أداء بعض المرشحين، يساهمون في رفع حظوظ أعضاء اللوائح المتأهلة (التي غالبا ما تؤلفها الأحزاب الكبيرة)  في كسب المنازلات الانتخابية، والعودة إلى الجنة البرلمانية. ويتحدث مطلعون على القانون الجديد عن أهمية وجود ظرف توضع فيه الأوراق المطبوعة سلفا قبل اسقاطها في صناديق الاقتراع، لضمان سرية التصويت وحرية الاختيار، بوصفه حقا أساسيا يصونه الدستور في نظام يعتبر ديموقراطيا. كل هذه الثغرات المرتبطة بالشكل، لا تنفي أن في جوهر القانون إشكالات كبيرة أحس الأفرقاء السياسيون بمفاعيلها السلبية متأخرين، بدليل أن النسبية المعطوفة على نظام أكثري تفضيلي دفعهم إلى نسج تحالفات هجينة ستنتهي صلاحيتها اعتبارا من 7 أيار المقبل، وإن كانت النسبية ستتيح من دون أدنى شك إدخال بعض التغيير إلى القاعة العامة في ساحة النجمة.

 

الأحدب: اللوائح في طرابلس مرتبطة بمحورين خليجي وسوري فيما قرار لائحتنا محلي

المركزية 20 نيسان/18/أكد رئيس "لقاء الاعتدال المدني" مصباح الأحدب خلال لقاء شعبي في مدينة الميناء أن "هناك محورا تابعا للأخوة في الخليج يتمثل بلائحتين في طرابلس، الأولى للرئيس سعد الحريري والثانية للوزير السابق أشرف الريفي، وهناك محور تابع للنظام السوري يتمثل بلائحتين أيضا، واحدة للرئيس نجيب ميقاتي والثانية للوزير فيصل كرامي، وما يجري هو ان السياسات تطبخ وتمول من الخارج فيما ساستنا يتقاضون عمولتهم لتنفيذها". وقال: "القرارات والاجندات الخارجية لا تناسبنا، ويجب ان يكون قرارنا محليا، فالأموال التي دفعت في مناطقنا على مدى السنوات العشر الماضية لم تصرف الا على عمليات التسليح، وهنا نسأل: بعدما أثبت القضاء براءة شباب طرابلس، من يحاسب المسؤولين عن فبركة ملفاتهم وزجهم في السجون؟". وأضاف: "كل الذين كانوا يقاتلون مع النائب وليد جنبلاط ومع القوات اللبنانية ومع العونيين وكان بحقهم أحكام عدلية، تم توظيفهم في الدولة، ومن كان يقاتل مع حركة امل وبحقه أحكام عدلية تم توظيفه في شرطة المجلس النيابي، اما في طرابلس فقد افتعلوا المشاكل فيها وركبوا ملفات لشبابنا، مما يمنعهم من التوظف. إن هذا الامر مرفوض ويجب معالجته فورا، فنحن نعرف من ورط وسلح شبابنا، ومن واجبه بالتالي ان يحل مشاكلهم، لكنه لا يفعل ذلك".

ورأى أن "هناك اناسا يتحدثون باسمنا معتقدين ان بامكانهم ان يبيعوا ويشتروا بنا، وان يعطوا وظائفنا لغيرنا وان يفبركوا الملفات لشبابنا ويرموهم في السجون، وان يشتروا اصواتنا لينجحوا في الانتخابات، وقد خسئوا". وذكر "بأنني واجهت المخابرات السورية عندما كانت هنا ووقعت على خروجهم من بلدنا دون ان اطلق الشتائم. لكن، وبعدما خرج النظام السوري من لبنان، بدأوا باطلاق السباب عليه لايهام الناس ان سقفهم عال، فيما هم، من تحت الطاولة، يسلمون البلد للنظام السوري، إلا أن الناس كشفتهم، ولم تعد تثق بهم". وختم: "يسألون الناس كم تريدون من المال مقابل اصواتكم. فإياكم والتجديد لهم لانهم نهبوكم وسجنوا اولادكم ويعتبرونكم وسيلة لتأمين مصالحهم الخاصة".

 

طوق ردًا على جعجع: "صار بدّا" تغيير ببشري

20 نيسان 2018/رد المرشّح عن المقعد الماروني في دائرة الشمال الثالثة سعيد طوق على ما تعرّض له المرشّحون في بشرّي من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وقال في بيان: "انسجاما مع قناعاتنا الراسخة بتطوير العمل الانمائي في منطقة جبة بشري بعيدا عن "صخب المهرجانات والمنابر"، يهمنا توضيح بعض الامور التي صوب في خلالها رئيس حزب القوات اللبنانية باتجاهنا كمرشحين في هذه المنطقة الغالية على قلوبنا.

أوّلاً- لا بد من التأكيد اننا والمرشحين الآخرين على لائحة "الشمال القوي" داعمين العهد فعلا لا قولا، خصوصا بعد محاولات ضربه مرات عدّة باساليب ترتدي طابعا "خبيثا" اعتدنا عليه، وهو الامر الذي بات واضحا للعلن.

ثانياً- حلفاؤنا على اللائحة هم حلفاؤكم سابقا ، وما يجمعنا بهم اليوم أقوى مما جمعكم بهم. وانطلاقا من مسؤولياتنا وثقتنا بتحالفاتنا لم ولن نخلف عنها ولو قيد أنملة.

ثالثاً- إن كنت تجهل فبشري اليوم تشهد على "إقطاعية حزبية" لم يشهدها تاريخها، أما نحن فعلى رأس أولوياتنا تحريرها من كلّ اقطاعية كانت حزبية أم عائلية.

رابعاً- ان الخطابات الرنانة والوعود التي تغدقها علينا لم تفلح بنقل بشري الى ما نطمح اليه، والكلام المفيد لاهلنا في المنطقة وينسجم مع تطلعاتهم يكمن في الافكار والمشاريع التي تخدهم، بعيدا عن لغة المؤامرات واللعب على الغرائز والتي باتت من الماضي بالنسبة لجبة بشري التي تريد مواكبة التطورات الحاصلة والمستوى المعرفي المتراكم على مدار سنوات فبشري صار بدها حرية، صار بدها ببشري استقلالية، وصار بدها نواب تخدم أهلها دون تمييز وتفريق.رد المرشّح عن المقعد الماروني في دائرة الشمال الثالثة سعيد طوق على ما تعرّض له المرشّحون في بشرّي من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وقال في بيان: "انسجاما مع قناعاتنا الراسخة بتطوير العمل الانمائي في منطقة جبة بشري بعيدا عن "صخب المهرجانات والمنابر"، يهمنا توضيح بعض الامور التي صوب في خلالها رئيس حزب القوات اللبنانية باتجاهنا كمرشحين في هذه المنطقة الغالية على قلوبنا.

أوّلاً- لا بد من التأكيد اننا والمرشحين الآخرين على لائحة "الشمال القوي" داعمين العهد فعلا لا قولا، خصوصا بعد محاولات ضربه مرات عدّة باساليب ترتدي طابعا "خبيثا" اعتدنا عليه، وهو الامر الذي بات واضحا للعلن.

ثانياً- حلفاؤنا على اللائحة هم حلفاؤكم سابقا ، وما يجمعنا بهم اليوم أقوى مما جمعكم بهم. وانطلاقا من مسؤولياتنا وثقتنا بتحالفاتنا لم ولن نخلف عنها ولو قيد أنملة.

ثالثاً- إن كنت تجهل فبشري اليوم تشهد على "إقطاعية حزبية" لم يشهدها تاريخها، أما نحن فعلى رأس أولوياتنا تحريرها من كلّ اقطاعية كانت حزبية أم عائلية.

رابعاً- ان الخطابات الرنانة والوعود التي تغدقها علينا لم تفلح بنقل بشري الى ما نطمح اليه، والكلام المفيد لاهلنا في المنطقة وينسجم مع تطلعاتهم يكمن في الافكار والمشاريع التي تخدهم، بعيدا عن لغة المؤامرات واللعب على الغرائز والتي باتت من الماضي بالنسبة لجبة بشري التي تريد مواكبة التطورات الحاصلة والمستوى المعرفي المتراكم على مدار سنوات فبشري صار بدها حرية، صار بدها ببشري استقلالية، وصار بدها نواب تخدم أهلها دون تمييز وتفريق.

 

أزمة المادة 49 تتفاقم!

لبنان الجديد/20 نيسان 2018

 تفاقم أزمة المادة 49 من قانون الموازنة العامة، والمشنوق يرد: كفى مزايدة في هذا الموضوع

 ظلّت المادة 49 من قانون الموازنة العامة 2018، والمتعلقة "بتملك الأجانب في البلاد"، محورَ انشغال السياسيين، خصوصًا بعد توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون، وإعلانه أنه سيُرسل كتابًا إلى مجلس النواب متحفظًا على هذه المادة، طالبًا إعادة النظر بها، نظرًا لما جلبته من مخاوف، باعتبارها مقدمة "لتوطين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين وغيرهم من الأجانب في لبنان" حسب آراء البعض. وفي تفاصيل هذه المادة فإنها أُدرجت ضمن الموازنة "بشأن منح إقامة في لبنان لكل عربي وأجنبي يشتري شقّة، وضمن شروط، ويستفيد من هذه الإقامة هو وزوجته وأولاده القصّر، مع ما يستتبع هذه الإقامة من حقوق".

وفي هذا السياق، قالت مصادر وزارية نقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، إنّ "خطوة عون خجولة أمام العاصفة التي أحدثتها هذه المادة التي أُدخلت للمرّة الأولى إلى موازنة 2018". وسألت المصادر "توقيعُ الموازنة يعني نشرَها في الجريدة الرسمية، فمَن يَضمن أن يتجاوب مجلس النواب مع طلبِ رئيس الجمهورية؟ وهل المجلس الحالي أم الجديد؟". وأضافت، "المجلس الحالي سيكون من الصعب، لا بل من المستحيل، إعادة جمعِه في جلسة، خصوصًا بعد نتائج الانتخابات النيابية، والمجلس المقبل لا أحد يَعلم كيف ستكون خريطة توازناته السياسية، وبالتالي مَن ضَرب ضَرب ومَن هرَب هرَب".

وبدوره، أوضح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق للصحيفة، قائلاً: "الكلام في هذا الموضوع هو كلام سياسي انتخابي، فليقولوا لنا من هو الفلسطيني الذي اشترى بيتًا أو أرضًا أو مبنى أو عقارًا له علاقة بفكرة التوطين". مضيفًا، "الفلسطينيون عام 2002 منِعوا من التملّكِ لكن قبل ذلك كان مسموحًا لهم، فلو شاؤوا ذلك لفَعلوا واشتروا من خلدة إلى صيدا وهي مناطق كان يمكن أن تكون مناطقَ توطينٍ لهم، كذلك السوري اليوم، فمَن أراد منهم أن يشتري اشترى وانتهى، والسوريون الذين يعَدّون أثرياء اشتروا في دبَي وقبرص وتركيا، لماذا لا نذهب إلى الدوائر العقارية في بيروت وجبل لبنان والجنوب لنطّلعَ على نسبة السوريين والفلسطينيين الذين اشتروا يبوتاً منذ العام 1943 وحتى اليوم؟ هناك قانون أصدرَه الرئيس رفيق الحريري عام 2002 يَمنع تملّكَ الفلسطينيين تحت شعار "منع التوطين"، فكفى مزايدةً في هذا الموضوع".

 

رواية "قوّاتيّة" عن قرداحي... و"طار الحريري"

موقع تلفزيون المر/20 نيسان/18/يتداول مؤيّدون لحزب القوات اللبنانيّة، على خلفيّة تحالف الوزير السابق جان لوي قرداحي مع حزب الله، رواية قديمة مفادها ان مسؤولين في "القوات" في منطقة جبيل زاروا في 24 كانون الثاني 2004 قرداحي الذي كان حينها وزيراً للاتصالات، في إطار المساعي التي كانت تقام للتخفيف عن رئيس "القوات" الدكتور سمير جعجع في سجنه. ويروي من زار قرداحي حينها أنّه اكتفى بالسماع، قبل أن يختم اللقاء بتحذير مباشر وجّهه الى ستريدا جعجع بضرورة الابتعاد عن الرئيس رفيق الحريري لأنّ "السوريّين سيكسرون رأس الحريري". وخرج المجتمعون من اللقاء بخلاصة قالها أحدهم حينها "طار الحريري".

 

هل يتحوّل حزب الله الى حزبين؟

القناة الثالثة والعشرون/20 نيسان/18/تساءلت مصادر فرنسية متابعة مؤتمر «سيدر» الذي انعقد في باريس قبل أسبوعين لتقديم الدعم الدولي للبنان، عن سبب فشل كل المشاريع لإصلاح ملف الكهرباء وكيف لم تكن ممكنة زيادة الجباية حتى هامشياً منذ ٢٠ سنة. واعتبرت أن الرد يكمن في تهديد مالكي مولدات الكهرباء الذين يسيطرون على ٥٠ في المئة من السوق اللبنانية ويمثلون مجموعة ضغط نافذة داخل البرلمان. مضيفة أن المستثمرين في «سيدر» يصرون على إصلاح الكهرباء لأنها ضرورية لتقليص المصاريف العامة والعجز العام ، وأيضا لأن إصلاح قطاع الكهرباء لن يكون سلبياً على المستهلك بل على مجموعة ضغط (لوبي) مالكي المولدات، إضافة إلى ذلك فإن زيادة إنتاج شركة كهرباء لبنان يمكنها تزويد ١٨ إلى ٢٤ ساعة من الكهرباء للمستهلك أينما كان. ورأت المصادر أن البواخر مكلفة وهي حل قصير المدى إذا اعتبرت حلاً، وكانت باريس نبهت المسؤولين اللبنانيين إلى أن موضوع البواخر ملف مسموم لأن الحكومة ارتكزت إلى عرض واحد فكيف لا يصبح ذلك موضع شك بفساد بما أن هناك طرفاً واحداً فقط تقدم بعرض. وقالت المصادر الفرنسية المتابعة لمؤتمر «سيدر»: «إذا تم فرض هذا الموضوع بقوة سيسبب أزمة سياسية، نظراً لما أثار من انتقادات وشكوك بفساد وباستطاعة باريس أن تقدم للسلطات اللبنانية حلاً دائماً يوفر زيادة إنتاج الكهرباء خلال 10 أشهر عبر مصنعين للكهرباء وبأقل كلفة من البواخر وباريس لم تثر الموضوع بعد لأن «التيار الوطني الحر» لا يزال متمسكاً بحل البواخر. ولكن باريس تعتبر أن حل البواخر لم يعد قابلاً للعيش سياسياً كونه أثار الجدل والشكوك والمماطلة في الحل.

إلى ذلك، توقفت مصادر فرنسية متابعة لمؤتمر «سيدر» عند معارضة «حزب الله» وبعض اللبنانيين مشاريع «سيدر» لأن تنظر بالشك إزاء خصخصة المشاريع وتسليم خدمات الدولة إلى القطاع الخاص. وقالت إن «حزب الله» يعتقد أن الإصلاح يعني إصلاح المالية العامة وتقليص عدد موظفي الدولة، إذ كان القطاع العام في لبنان قبل الحرب الأهلية يمثل ١٧ في المئة من الناتج الداخلي الخام وأصبح يشكل بعدها نسبة ٣٤ في المئة واستفاد الحزب بشكل كبير من زيادة هذه النسبة وكل ما سيؤدي إلى إصلاح الدولة باتجاه فاعلية أكبر وإعادة توزيع الأوراق يقلق الحزب. وباريس مدركة لذلك وتأخذه في الاعتبار.

وترى الأوساط الفرنسية أن أفضل طريقة لدفعهم إلى تأييد «سيدر» أن يتم تبني مشاريع منذ البداية على كل الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أنه «على رغم عدم تأييد «حزب الله» لـ «سيدر» فإن رئيس المجلس النيابي نبيه بري رحب بـ «سيدر» ولعب دوراً ناشطاً وبناء عبر تبني قانون موازنة 2018 قبل المؤتمر».

وتوقعت المصادر أن تكون إيران حذرة جداً إزاء افتعال أي تصعيد عبر «حزب الله» في لبنان لأنها مدركة أنها مستهدفة من الولايات المتحدة وربحت الكثير في سورية ولا تريد خسارة ذلك، لذا ترى أن «حزب الله» يتخذ مواقف متعقلة في اكثر من موضوع مثل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بإشراف «يونيفيل» حول الخط الأزرق وبناء الجدار، إذ قال الحزب إنه سيتبنى موقف الحكومة. كما أنه اتخذ موقفاً متعقلاً إزاء الحوار حول الاستراتيجية العسكرية الذي أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أنه ينوي إطلاقه في حين أن الحزب رفض ذلك من قبل الرئيس السابق ميشال سليمان. وباريس لديها حوار عبر سفارتها في لبنان مع أعضاء الحزب وهم يستمعون إلى ما تقوله الأوساط الفرنسية ليس حباً بالدولة الفرنسية ولكنهم مدركون خطورة الوضع ولا يتمنون أزمة مع إسرائيل وهم في حرب بسورية. وتتوقع الأوساط أن يتحول «حزب الله» إلى «حزب الله» لبناني و «حزب الله» سوري، لأنهم يتوطنون في سورية حالياً مع الإيرانيين، وهناك عائلات قتلى للحزب في سورية كانت تتقاضى مالاً تحصل الآن على شقق سكن في حمص وغيرها، وهذا يجري تدريجياً. وقالت المصادر إن «سيدر» عبارة عن مشاريع استثمار يتابعها من قرب الممولون، وعندما تمول مثلاً «وكالة التنمية الفرنسية» مشروعاً لا يمكن أن يكون هناك فساد لأنه ملاحق بدقة، والمشاريع كثيرة على هذا النمط ، ولكن هناك إصلاحات وإجراءات ينبغي أن تتخذها الحكومة لتبديد انطباع الفساد السائد وهي إجراءات قــصيرة المــدى بالنسبة إلى الأسواق العامة والإجراءات المتعلقة بها، وهي موجودة في برنامج رئيس الحكومة سعد الحريري. وقالت المصادر الفرنسية إن هناك إجراءات يمكن اتخاذها مثل القيام بالتحقيق والملاحقة ولكن المشكلة أن ليس هناك قضاء يعاقب. فإذا أراد لبنان أن يوجد بيئة مرحبة بالأعمال والاستثمار وجذب شركات ينبغي تحسين البيئة. ونجاح «سيدر» ينبغي أن يرتكز إلى ملفات أساسية تمس حياة المواطن اليومية ومنها الكهرــباء. وقــــدمت شركة «جنرال إلكتريك» مع شركاء فرنسيين مشروعاً جيداً بإمكانه إلغاء مشروع البواخر الذي أصبح مرتبطاً بالفساد، والحكومة اللبنانية تدرك أنه يمكن التقدم بسرعة في هذا الملف.

 

قائد الجيش عرض ووفدا أميركيا لاحتياجات الجيش والتقى سفيرة كندا

الجمعة 20 نيسان 2018 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتل على رأس وفد عسكري، في حضور السفيرة اليزابيث ريتشارد والملحق الدفاعي الأميركي العقيد دانيال موتون ، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ومتابعة احتياجات الجيش في ضوء برنامج المساعدات الأميركية. كما استقبل عون السفيرة الكندية في لبنان إيمانويل لامورو، وعرضا لظروف المرحلة الراهنة وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين

 

نديم الجميل: يستخدمون كل الوسائل لقمع رأي المواطن الحر

الجمعة 20 نيسان 2018 /وطنية - علق النائب نديم الجميل على توقيف "الكتائبي الياس حداد بعد إدعاء النائب ابراهيم كنعان عليه"، فرأى أن "الحكم، ومنذ وصوله، يستخدم كل الوسائل لقمع رأي المواطن الحر، وهذا اسلوب ديكتاتوري تمارسه بعض الأجهزة، ولا نستبعد منهم التصعيد مستقبلا"

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يعرب عن تفاؤل حذر قبل لقاء كيم وقال إنه سيغادر اللقاء إن لم يكن مثمراً

الشرق الأوسط/20 نيسان/18/بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء أول من أمس، واثقاً جداً من بدء حوار مع كوريا الشمالية، لكنه حذر من أنه لن يتردد في التخلي عن اللقاء المنتظر وغير المسبوق مع كيم جونغ - أون «إذا لم يكن مثمراً».

وقال ترمب، إن «طريق واعدة مفتوحة أمام كوريا الشمالية إذا قامت بنزع للسلاح النووي بشكل كامل، ويمكن التحقق منه، ولا رجعة فيه». وأضاف: «إذا وجدت أن هذا اللقاء لن يكون مثمراً، فلن نحضره. وإذا حصل اللقاء ووجدت أنه ليس مثمراً، فسأغادره بكل احترام».

وكان ترمب يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في منزله بمارا لاغو بولاية فلوريدا. وآبي الذي يعد طرفاً أساسياً في الملف الكوري الشمالي بدا مستبعداً إلى حد ما، مع بدء الانفراج بين سيول وبيونغ يانغ، ثم إعلان ترمب قبوله دعوة للقاء كيم. وقال آبي، إن «الوضع حول كوريا الشمالية بعد قرار الرئيس ترمب الحاسم بشأن أول قمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، أصبح أمام منعطف تاريخي»، حسب ترجمة البيت الأبيض. وأضاف: إن «أخطاء الماضي يجب ألا تتكرر أبداً. وحول هذه النقطة، أنا والرئيس ترمب متفقان تماماً». وأمضى «الصديقان» ترمب وآبي يومين في مارا لاغو ببرنامج عمل يشكل محادثات سياسية، لكن أوقات ترفيه أيضا مارسا خلالها رياضة الغولف الهواية التي تجمعهما، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقبل ذلك، عبّر ترمب عن ارتياحه الأربعاء للقاء سري عقده مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مع كيم جونغ - أون في بيونغ يانغ.

وزار مايك بومبيو، أحد المسؤولين الأكثر قرباً من الرئيس الأميركي والمرشح لتسلم حقيبة الخارجية، العاصمة الكورية الشمالية، حيث عقد لقاء مع كيم جونغ - أون. وقال ترمب، إن بومبيو «غادر للتو كوريا الشمالية. عقد لقاءً جيداً مع كيم جونغ - أون وتفاهم معه». وأضاف: «كان اللقاء سلساً جداً وبُنيت علاقة جيدة. يجري العمل على تفاصيل القمة. نزع السلاح النووي سيكون أمراً عظيماً للعالم، وكذلك لكوريا الشمالية». وتعكس زيارة بومبيو تسارعاً في الاستعدادات لعقد القمة التاريخية بين ترمب وكيم، التي قال الرئيس الأميركي، إنها ستجرى مطلع يونيو (حزيران).

وسيتابع بومبيو هذا الملف في منصبه الجديد، إذا وافق مجلس الشيوخ على تعيينه في الأيام المقبلة. وتأتي المهمة السرية لبومبيو، التي أوردت صحيفة «واشنطن بوست»، أنها تمت خلال عيد الفصح، على وقع انفراج في العلاقات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية جاء ثمرة مبادرات دبلوماسية عدة خلال الأشهر الأخيرة. في هذا السياق، أعلنت سيول، الأربعاء، أنها تدرس إمكانية توقيع معاهدة سلام مع الشمال. وكانت المعارك في شبه الجزيرة الكورية انتهت في عام 1953 إثر اتفاق هدنة من دون توقيع أي معاهدة سلام؛ ما يعني أن الكوريتين لا تزالان رسمياً في حالة حرب. من جانبه، عبّر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - إن عن رغبته في التوصل إلى معاهدة سلام تنهي رسميا الحرب الكورية مع اقتراب قمته مع الزعيم الكوري الشمالي. وصرح مون لعدد من ممثلي الإعلام في القصر الرئاسي، أمس، بأن «الهدنة التي امتدت 65 عاماً يجب أن تنتهي»، مضيفا: «يجب السعي للتوقيع على معاهدة سلام بعد إعلان انتهاء الحرب». إلا أن مون شدد على أن المعاهدة يجب أن تشترط تخلي الشمال عن برامجه النووية والباليستية. وأضاف: «إذا أدت القمة بين الكوريتين، أو بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى إزالة الأسلحة النووية (...)، فلا أعتقد أنه سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاقيات عملية بالمعنى الأشمل حول نظام للسلام وتطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، أو توفير المساعدات الإنسانية لتحسين اقتصاد كوريا الشمالية». وقال مسؤولون كوريون جنوبيون وصينيون إن كيم أبدى استعدادا لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة. وهي صيغة للإشارة إلى انسحاب القوات الأميركية ووقف العمل بالمظلة الصاروخية الأميركية. واعتبر روبرت وود، السفير الأميركي لدى مؤتمر نزع الأسلحة التابع للأمم المتحدة، أمس، أن «مواهب» ترمب التفاوضية ستكون حاسمة من أجل أن تفضي القمة المرتقبة إلى نتائج «ملموسة».

وتابع وود في مؤتمر صحافي في جنيف: «لا نريد العملية التقليدية التي شهدناها طيلة سنوات والتي تقوم على تبني مقاربة تدريجية تنتهي بتراجع الشمال عن مواقفه». ومضى يقول: «الرئيس (ترمب) مفاوض لا يستهان به ويجب إلا يستخف به الناس»، مضيفا أنها «محادثات تنطوي على تحديات هامة في حال تحققت». ويمكن أن تشكّل القمة الثالثة بين الكوريتين منذ انتهاء الحرب المقرر عقدها في 27 أبريل (نيسان) فرصة للبحث في إعلان رسمي لانتهاء الحرب في شبه الجزيرة. وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية: «ندرس إمكانية استبدال نظام الهدنة في شبه الجزيرة الكورية وإقامة نظام سلام». وتؤكد كل من بيونغ يانغ وسيول حقها في السيادة على كل شبه الجزيرة، ويمكن لاتفاق سلام أن يعني أن الكوريتين تبادلتا الاعتراف ببعضهما. وقد يطلب الشمال سحب الجنود الأميركيين المنتشرين في شبه الجزيرة. وقال مستشار شؤون الأمن القومي الكوري الجنوبي، شونغ ايوي يونغ، أول من أمس، إن سيول وواشنطن تريدان من بيونغ يانغ التخلي عن طموحاتها الذرية. وبعد اجتماع عمل بين الكوريتين الأربعاء، أعلنت سيول أن المحطات الأساسية في القمة بينهما وبينها مصافحة بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - إن، ستبث مباشرة على التلفزيون. لكن العالم ينتظر بفارغ الصبر القمة بين كيم وترمب.

وتحدث الرئيس الأميركي عن «خمسة أماكن» ممكنة لعقد القمة، من دون أن يذكر أي تفاصيل. وبين هذه الفرضيات تطرح دائماً قرية بانمونجوم الواقعة في المنطقة الفاصلة، أو كوريا الجنوبية، أو كوريا الشمالية، أو الصين، أو السويد. وفي كل الأحوال، فإن عقد القمة الأميركية - الكورية الشمالية «سيكون يوماً رائعاً لهم، ويوماً رائعاً للعالم»، كما أكد ترمب.

 

ضربات جوية عراقية على مواقع «داعش» داخل العمق السوري بتنسيق مع دمشق... والتحالف قدم معلومات استخباراتية... عشية اجتماع رباعي يضم إيران وروسيا

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/20 نيسان/18/في تحرك نادر الحدوث، شنت القوات العراقية، أمس، ضربات جوية، وصفت بـ«المميتة»، على مواقع تنظيم داعش، شرق سوريا، بتنسيق مع النظام السوري، حسب ما أعلن متحدث باسم الجيش العراقي. وأعلن التحالف ضد الإرهاب، الذي تقوده الولايات المتحدة، أنه على علم بالهجمات، وأنه قدم معلومات استخباراتية للجيش العراقي. ويأتي التحرك العراقي، عشية اجتماعي رباعي في بغداد يضم إيران، وروسيا، وتركيا، والعراق، وبعد أيام من قول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن بلاده ستدافع عن نفسها في مواجهة أي تهديدات للمتشددين من «داعش» عبر الحدود.

وقال متحدث باسم الجيش العراقي، إن «القوات الجوية العراقية استخدمت مقاتلات إف16 الأميركية، للعبور إلى سوريا وتنفيذ الضربات بعد التنسيق مع النظام السوري». وأضاف في بيان «إن تنفيذ ضربات ضد عصابات (داعش) في الأراضي السورية هو لوجود خطر من هذه العصابات على الأراضي العراقية، ويدل على زيادة قدرات قواتنا المسلحة في ملاحقة الإرهاب والقضاء عليه». وفي وقت سابق هذا الشهر، قال العبادي «(داعش) موجود في شرق سوريا على الحدود العراقية، والموجود منهم إذا كان يهدد أمن العراق سأتخذ كل الإجراءات الضرورية لمنعه» في إشارة إلى التنظيم المتشدد الذي اجتاح قبل ثلاثة أعوام فقط ثلث العراق. وكان رئيس الوزراء العراقي قد أعلن النصر على تنظيم داعش، في العراق في ديسمبر (كانون الأول)، لكن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً من خلال جيوب على الحدود مع سوريا، كما ينصب أكمنة وينفذ عمليات اغتيال وتفجيرات في أنحاء البلاد.

ويرتبط العراق حالياً بعلاقات مع إيران وروسيا، الداعمتين الرئيسيتين للأسد في الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثامن، كما تتلقى بغداد دعماً قوياً في الوقت نفسه من التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقال المتحدث العسكري باسم وزارة الدفاع والناطق باسم العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، أمس، إن العراق سيستمر في استهداف تنظيم داعش في مناطق الفرات الحدودية داخل الأراضي السورية. وقال رسول في بيان صحافي، إن «العراق لن يتوقف عن شن هذه الضربات؛ وذلك لجهة استهداف هذا التنظيم ما دام كان هناك تهديد يمس أمن العراق».

وأوضح رسول، أن «الضربة جاءت بعد المتابعة الاستخباراتية من قبل الأجهزة الأمنية العراقية؛ إذ كان التنظيم يخطط ومن داخل مواقع في الأراضي السورية للقيام بشن عمليات أو هجمات إرهابية ضد قطعاتنا على الحدود». وتابع: إن «سلاح الجو العراقي قام باستهداف عدد من هذه المواقع، وكانت ضربات موفقة بعد توجيه القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة». إلى ذلك، أكد الخبير الأمني المتخصص، فاضل أبو رغيف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه ليست هي الضربة الأولى التي توجهها القوات الجوية العراقية إلى (داعش) داخل سوريا، بل كانت الضربة الأولى نفذت خلال شهر فبراير (شباط) من عام 2017 وبالتنسيق مع الحكومة السورية». وبشأن الأهداف التي شملتها الضربة، قال أبو رغيف، إنها «شملت معسكرات تفخيخ ومراكز سيطرة وقيادة»، مبيناً أن «المواقع هذه تقع على بعد 30 ـ 50 كم قرب الحدود العراقية، حيث تتواجد في هذه المنطقة معسكرات ومضافات لـ(داعش) تشمل الموجودين في سوريا، ومن تسلل إليهم من داخل الأراضي العراقية». من جهته، أكد رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، الدكتور عدنان السراج، والمقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهدف من هذه الضربات الجوية هو العمل على منع تنظيم داعش من إعادة تنظيم نفسه من جديد في هذه المناطق»، مشيراً إلى «وجود معلومات بأن التنظيم يحاول أن يستعيد قواه ويبدأ شن هجمات على العراق». وأضاف السراج: إن «الحكومة العراقية سبق أن أبلغت الجانب الأميركي بذلك، وطلبت منهم أن تتولى مسؤولية حماية الحدود مع قوات النظام السوري، لكنهم لم يوافقوا؛ لأنهم يرون أن وجود القوات السورية على الحدود يعني تسهيل امتداد النفوذ الإيراني من العراق عبر سوريا إلى لبنان، وبالتالي فإن العراق يدفع ثمن ذلك». في هذه الأثناء، عقد مسؤولون عسكريون وأمنيون، من إيران، والعراق، وسوريا، وروسيا، اجتماعاً، أمس، في بغداد. وقال وزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي، إن «الرؤية المشتركة التي تحملها هذه البلدان إزاء التهديدات، قادمة». وزار وزير الدفاع الإيراني مركز تبادل المعلومات الدولي في بغداد. وقال بيان لوزارة الدفاع إنه «خلال الزيارة تم تقديم إيجاز عن مركز تبادل المعلومات الرباعي من قبل مدير الاستخبارات العسكرية».

 

غزة.. مقتل 4 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي

آخر تحديث: الجمعة 4 شعبان 1439 هـ - 20 أبريل 2018م/المصدر: العربية.نت – وكالات/أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، عن ارتفاع حصيلة قتلى مظاهرات مسيرة العودة إلى 4. وكانت الحصيلة الأولية أعلنت مقتل شابان فلسطينيان، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية وجرح نحو 100، بحسب ما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، الذي توافد آلاف الفلسطينيين على طول حدوده، في إطار حركتهم الاحتجاجية "مسيرة العودة". وقال الطبيب أشرف القدرة إن الشاب أحمد نبيل أبو عقل (25 عاماً) قتل إثر إصابته برصاصة في الرأس في شرق جباليا، أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأحمد رشاد العثامنه (24 عاما) قتل إثر إصابته برصاص  جنود الاحتلال الإسرائيلي،  موضحاً أن هناك أكثر من خمسين جريحا بينهم اثنان إصابتهما خطيرة. وهكذا ارتفع عدد الذين قتلوا منذ اندلاع هذه موجة الاحتجاجات، في 30 مارس (آذار) الماضي، إلى 36 فلسطينياً. كما أصيب نحو 4 آلاف آخرين بالرصاص والغاز المسيل للدموع الإسرائيلي. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 83 فلسطينيا أصيبوا في احتجاجات على الحدود بين غزة وإسرائيل، من بينهم 26 فلسطينيا أصيبوا بنيران الجيش الإسرائيلي. وأوضحت الوزارة أن 33 شخصاً من المصابين الجمعة نقلوا إلى مستشفيات، ويعالج الباقون في عيادات ميدانية. وأضافت أن بعض المصابين كانوا يعانون من آثار قنابل الغاز المسيل للدموع. هذا ووصل آلاف الفلسطينيين إلى المناطق الحدودية للتظاهر والاحتجاج، وأن مئات الشبان يشاركون في مواجهات بالقرب من الحدود، ويشعلون الإطارات، ويلقون الحجارة، بينما يرد الجيش عليهم بقنابل الغاز المسيلة للدموع. فيما أسقطت طائرات عسكرية إسرائيلية، الجمعة، منشورات تحث الفلسطينيين على الابتعاد عن السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل، وتحذرهم من تعريض حياتهم للخطر إذا اتبعوا توجيهات #حماس التي تنظم الاحتجاجات الأسبوعية هناك. وتم إسقاط المنشورات قبل جمعة رابعة من الاحتجاجات التي يطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى"، منذ 30 مارس/آذار، التي ينظمها سكان غزة لتحدي الحصار المفروض على القطاع منذ عقد من الزمن. وواجهت إسرائيل انتقادات دولية لردها على المسيرات الجماهيرية. ووصفت جماعات حقوق الإنسان أوامر فتح النار بأنها غير قانونية، قائلة إنها تسمح فعليا للجنود باستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين العزل. ومن المقرر أن يواصل الفلسطينيون احتجاجاتهم حتى 15 مايو/ أيار، ذكرى النكبة.

 

ترمب وماكرون يبحثان الاتفاق النووي الإيراني الأسبوع القادم

آخر تحديث: السبت 5 شعبان 1439 هـ - 21 أبريل 2018م/المصدر: واشنطن – رويترز/أعلن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية، الجمعة، إن الرئيس دونالد ترمب ونظيره الفرنسي إيمانويل_ماكرون سيبحثان الاتفاق_النووي_الإيراني في البيت الأبيض، الثلاثاء، على الرغم من أن المباحثات مع الدول الأوروبية بشأن معالجة المخاوف الأميركية من الاتفاق المبرم عام 2015 "لم تنته تماما بعد". وقال المسؤول للصحافيين إن ترمب سيناقش أيضا قضايا أخرى مع ماكرون من بينها الضربة العسكرية المشتركة التي تم توجيهها لسورياهذا الشهر بعد هجوم للنظام السووري بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق. وإلى ذلك، أكد السيناتور الجمهوري ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر، إن الرئيس ترمب سيترك الاتفاق_النووي_الإيراني الشهر المقبل إذا لم تحدث تغيرات كبيرة. وقال كوركر في مقابلة مع قناة "سي.ان.بي.سي"، الخميس، إنه "ربما سيكون هناك انفراج قبل 12 مايو/أيار وهو الموعد النهائي للولايات المتحدة لإعادة التصديق على الاتفاق". وأضاف: "إذا لم يكن هناك تصديق، فأنا أعتقد أنه سيترك الاتفاق". وتأمل الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق مع #بريطانيا وفرنسا وألمانيا للتعامل مع مخاوف ترمب بشأن الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. وانتقد ترمب الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس السابق باراك #أوباما، مطالباً بإصلاح الاتفاق أو انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادة فرض العقوبات. ويعارض ترمب شروطاً تسمح لإيران بإعادة نشاطها النووي تدريجياً، كما يتهم #طهران بانتهاك الاتفاق، خاصة باستمرارها إنتاج وتطوير واختبار الصواريخ الباليستية ودعمها للإرهاب والحروب الإقليمية.

 

البحرين: إصدار أحكام بحق 34 مداناً بالإرهاب وإسقاط الجنسية عن 26 منهم تراوحت الأحكام بين 3 سنوات والمؤبد

المنامة: عبيد السهيمي/الشرق الأوسط/20 نيسان/18/أصدر القضاء البحريني، يوم أمس، عدداً من الأحكام في عدة قضايا إرهابية، حيث قضت المحكمة الجنائية الكبرى بالمؤبد بحقّ 13 بحرينياً وتجريد 26 مداناً في قضايا إرهابية من الجنسية البحرينية، وذلك في قضيتين إرهابيتين منفصلتين.

وبلغ عدد المدانين في قضايا الإرهاب التي نظرها القضاء البحريني، يوم أمس، 34، مثّلوا 3 تشكيلات إرهابية استهدفت أفراد الشرطة محاولين زعزعة الأمن والاستقرار. وأصدرت المحكمة الجنائية، يوم أمس، أحكاماً بالسجن وإسقاط الجنسية عن 24 مداناً بالإرهاب في قضية تشكيل إرهابي يتبع لتنظيم «سرايا الأشتر» المصنّف دولياً على قوائم الإرهاب، حيث نفذ عملية إرهابية على شارع الدرة، 14 منهم تم القبض عليهم، في حين ما زالت الأجهزة الأمنية تلاحق 10 آخرين، حيث تلقى عدد منهم تدريبات على استخدام الأسلحة وصنع القنابل والمتفجرات في معسكرات الحرس الثوري في إيران أو لدى ميليشيات طائفية في العراق.

وأدان القضاء البحريني المتهمين الـ24 بتشكيل خلية إرهابية والتدرب في العراق وإيران ومحاولة قتل عناصر في الشرطة، وكشف المحامي العام أحمد الحمادي رئيس نيابة الجرائم الإرهابية عن تلقي النيابة بلاغاً من الإدارة العامة للمباحث الجنائية عن تشكيل خلية إرهابية داخل مملكة البحرين بعد قيام بعض قيادات ما يُسمى بـ«تنظيم سرايا الأشتر» الإرهابي والهاربين والموجودين خارج مملكة البحرين بمواصلة نشاط ومخططات التنظيم الإرهابي داخل مملكة البحرين من خلال تجنيد عدد من العناصر لتشكيل خلية إرهابية جديدة بالبلاد، وتأهيلهم وتدريبهم عسكرياً في كل من إيران والعراق. كذلك تدريبهم على كيفية رصد تحركات مركبات قوات الأمن وشخصيات قيادية وأماكن حيوية بمملكة البحرين وإعداد المخازن والمستودعات بمختلف مناطق البحرين لإخفاء الأسلحة والمتفجرات التي سيتم تهريبها من خارج البلاد إلى البحرين لاستخدامها في مخططات التنظيم الإرهابي.  فيما قضت الكبرى الجنائية البحرينية بالسجن المؤبد على 10 من المدانين، والسجن 10 سنوات على 10 آخرين، بالإضافة إلى السجن لخمس سنوات لثلاثة متهمين آخرين، وعلى متهم واحد بالسجن لثلاثة أعوام، كما قضت المحكمة بإسقاط الجنسية البحرينية عن المدانين جميعاً. كما قضت المحكمة الجنائية الكبرى يوم أمس بالسجن المؤبد على 3 متهمين، قاموا بتفجير عبوة محلية الصنع، تسببت في إصابة أحد رجال الشرطة، وأحدث التفجير أضراراً في دورية أمنية وسيارة مدنية، كما طالت أضراره مسجداً في منطقة أبو صيبع، وتضمن الحكم إسقاط الجنسية عن اثنين من المدانين ومصادرة المضبوطات. وفي قضية ثالثة قضت المحكمة الجنائية الكبرى بحبس 7 متهمين سنتين، وذلك بعد إدانتهم في حادثة إلقاء عبوات مولوتوف على مدرعة أمنية في منطقة سترة، مما تسبب في إصابة أحد رجال الشرطة بإصابات متوسطة. وقد اعتمدت النيابة في تحقيقاتها على شهادة المجني عليهم ومجري التحريات والقائمين على القبض وضبط المضبوطات واعترافات المتهمين وكذلك نتائج التقارير الفنية والطبية وإجراء الدلالة التصويرية مع عدد من المتهمين في كيفية ارتكاب الوقائع المسندة إليهم، التي تتفق مع اعترافاتهم.

 

رئيس أركان الجيش الليبي: جيشنا سيحرر درنة دون مساعدة خارجية وفرنسا تؤكد تحسن صحة حفتر... والناظوري يتوقع عودته لحضور احتفالات {عملية الكرامة}

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/20 نيسان/18/بعد ساعات من نجاته من محاولة اغتيال فاشلة، قال الفريق الناظوري، رئيس أركان الجيش الوطني الليبي، إنه «من المتوقع أن يعود المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، إلى البلاد بعد يومين أو ثلاثة أيام»، لحضور ما وصفه باحتفالات شعبية ورسمية وعسكرية بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق (عملية الكرامة)، التي أطلقها حفتر عام 2014 لتحرير ليبيا، وخاصة المنطقة الشرقية، من «الجماعات الإرهابية والمتطرفة». وأوضح الناظوري لـ«الشرق الأوسط» أن «المشير حفتر سيعود بإذن الله إلى أرض الوطن خلال يومين أو ثلاثة أيام»، مبرزا أنه تلقى من المشير اتصالا هاتفيا اطمأن فيه على صحته بعد محاولة الاغتيال، وسأل عن الحادث وتفاصيله. واتهم الناظوري، الذي يعتبر الرجل الثاني في الجيش الوطني الليبي، من وصفهم بالإرهابيين والمتطرفين بمحاولة اغتياله، معتبرا أن محاولة الاغتيال الفاشلة لن تثنيه عن ممارسة مهام عمله كجندي يقارع الإرهاب في بلاده، وأكد أن فلول الإرهابيين من تنظيم القاعدة والـ«دواعش» هم من يقف وراء هذه العملية، لافتا إلى أن رد فعل الشارع في شرق ليبيا على هذه المحاولة كان كبيرا، وقال في هذا السياق: «انتاب الناس هنا فرحة عارمة بعد نجاتي، وتلقيت مئات الاتصالات الهاتفية من داخل وخارج البلاد، واستقبلت ربما آلاف المهنئين من هذه المحاولة الإرهابية الآثمة». وحول مدى استعداد الجيش الوطني لتحرير مدينة درنة، التي تعد آخر معاقل الجماعات الإرهابية في منطقة ساحل شرق ليبيا، قال الناظوري إن «جاهزية قوات الجيش مائة في المائة. نحن نعرف أن هناك تقريبا نحو 500 إرهابي من مختلف جنسيات دول العالم ما زالوا يوجدون في المدينة، لكننا سندخلها قريبا جدا»، معتبرا أن المهلة التي منحها الجيش لاستسلام المتطرفين داخل المدينة قد انتهت، وبالتالي لا مفاوضات ولا وساطات. وتوقع الناظوري أن تحسم قوات الجيش الوطني الحرب لصالحها في وقت قريب، موضحا أنه توجد خطة لاجتياحها.

وبخصوص تمكن قوات الجيش من القضاء على الإرهاب في ليبيا، وخاصة المنطقة الشرقية، قال الناظوري إنه «رغم الإمكانيات المحدودة التي تمتلكها، فقد استطاعت قواتنا المسلحة القضاء على الإرهاب في المنطقة الشرقية بنسبة 95 في المائة»، معتبرا أن «نسبة الخمسة في المائة الأخرى تمثل البؤرة الباقية، وهي درنة». كما أكد الناظوري أن قوات الجيش الوطني هي وحدها من سيقوم بعملية تحرير درنة، نافيا بذلك تقارير إعلامية زعمت وجود قوات مصرية وروسية تستعد لدخول المدينة إلى جانب قوات الجيش الوطني. كما نفى رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي ما يشاع عن وجود قاعدة عسكرية روسية في المنطقة الشرقية في ليبيا، مؤكدا في المقابل أن «الأمر عار تماما عن الصحة ولا أساس له». وتأكيدا على صحة المعلومات التي نشرتها «الشرق الأوسط» مؤخرا بشأن رفض حفتر الموافقة على طلب قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا، والمعروفة باسم «أفريكوم»، مشاركة قوات أميركية في تحرير درنة، قال الناظوري باقتضاب: «نعم صحيح ما قاله المشير». ورأى أن الحظر الدولي الذي يفرضه مجلس الأمن على تسليح الجيش الليبي، سينتهي بعد ما يتم تحرير البلاد من الإرهابيين وتوحيد الجيش بالكامل، مؤكدا أن ليبيا تسعى للحفاظ على استقرارها والقضاء على الإرهاب لكي تكون دولة على علاقات طيبة بالجميع، حبيبة لكل الجيران. وكان الناظوري، الذي يشغل أيضا منصب الحاكم العسكري (درنة - بن جواد) قد اتهم الخلايا الإرهابية بالوقوف وراء محاولة اغتياله في منطقة سيدي خليفة بالمدخل الشرقي لمدينة بنغازي، واعتبر في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس أن هذا العمل الجبان يأتي بعد هزيمة هذه الجماعات الإرهابية عسكريا في الميدان، ودليلا على إفلاسها.

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، مساء أول من أمس، إن صحة حفتر، الذي يتلقى العلاج بمستشفى عسكري في باريس، قد تحسنت إلى الأفضل، لكن دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، وذلك في أول تصريحات بخصوص المشير حفتر نقلتها إذاعة فرنسا الدولية (إر إف إي).

من جانبها، أعلنت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، أن المشير حفتر «يتمتع بصحة ممتازة، وسيعود قريبا إلى أرض الوطن بعد إنجاز ما سافر من أجله»، وقالت في بيان لها أمس إنها «تفند كل الأكاذيب والشائعات المروجة عن صحة المشير حفتر من قبل جماعة الإخوان المسلمين وذيولهم»، في وقت أدان فيه مجلس النواب في طبرق، والمجلس الرئاسي في طرابلس، محاولة اغتيال الناظوري. إلى ذلك، أصيبت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الليبية جزئيا، إثر سقوط مفاجئ لقذيفة على مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس مساء أول من أمس. وقال مسؤول أمني إن القذيفة أصابت طائرة من طراز 320 إيرباص، كما ألحقت أضرارا مادية بقاعة الوصول، أظهرتها صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وشكت بلدية سوق الجمعة في بيان رسمي لها من تكرار سقوط القذائف العشوائية على منطقة الجلاء والمطار طوال اليومين الماضيين، من دون تحديد الجهة المسؤولة.

 

العراق: تجاوزات في «الدعاية الانتخابية» و«المفوضية» تهدد بإجراءات وتمزيق صور ومحاولات اغتيال وفيديوهات فضائح أخلاقية تثير التحفظات

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/20 نيسان/18/دخلت الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العراق في الثاني عشر من مايو (أيار)، القادم أخطر مراحل التنافس الذي تعدى التسقيط السياسي عبر الجيوش الإلكترونية إلى ما هو معلن عبر تمزيق صور المرشحين أو التعرض إلى محاولات اغتيال أو نشر فيديوهات تتضمن فضائح أخلاقية لمرشحات إحداهن عن كتلة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء حيدر العبادي. أعلنت مفوضية الانتخابات في العراق أنها سوف تتخذ إجراءات من أجل المحافظة على سلامة ونزاهة الانتخابات. ومع أن الحملة الدعائية لنحو 7000 آلاف مرشح ومرشحة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بدأت منذ نحو 5 أيام وتستمر لمدة شهر تقريبا، لكنها شهدت أكبر عملية تسقيط متبادل بين القوائم والمرشحين. وبينما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات بدت منظمة بتمزيق صور عدد كبير من المرشحين وفي مقدمتهم سياسيون كبار مثل نوري المالكي وإياد علاوي وهادي العامري وعمار الحكيم وحيدر العبادي، فقد ضجت تلك المواقع بانتشار فيديو يمثل فضيحة أخلاقية مع إحدى المرشحات ضمن قائمة العبادي عدتها الكتلة بمثابة عملية تسقيط ممنهجة لمشروع العبادي، مثلما أبلغ «الشرق الأوسط» المتحدث الرسمي باسم ائتلاف النصر حسين درويش العادلي الذي عد أن «ما يجري هو استهداف حاقدين وفاشلين معا، وهو استهداف سياسي بامتياز يعبر عن خوف مثل هذه الجهات التي تقف خلف هذا الأمر من مشروع العبادي». وأضاف العادلي أن «العبادي ومثلما يعرف الجميع يمثل قصة نجاح، فقد حقق الأمن وأنتصر على الإرهاب ووحد الدولة والمجتمع، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يكون لهذا المشروع أعداء كثيرين في الداخل والخارج لن يروق لهم ذلك بأي حال من الأحوال». وتابع العادلي بأن «الهدف من هذه العمليات هي قطع الطريق أمام مشروع العبادي للسنوات الأربع المقبلة (في إشارة إلى مساعي العبادي الحصول على ولاية ثانية)، بينما يفترض أن يكون التنافس شريفا»، موضحا أن «مثل هذه الأساليب وسواها لن تثنينا عن المضي فيما عاهدنا عليه شعبنا... ولن ينال من يقوم بذلك إلا الخسران والخيبة».

في السياق نفسه أعلنت كتلة «سائرون» التي يدعمها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن تعرض بعض مرشحيها إلى البرلمان إلى محاولات اغتيال طالت اثنين منهم في بغداد والبصرة. وقال الناطق الرسمي باسم الكتلة الدكتور قحطان الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «اثنين من مرشحي تحالفنا تعرضا إلى محاولتي اغتيال طالتا إحدى مرشحاتنا في محافظة البصرة والأخرى طالت مرشحا آخر في محافظة بغداد، الأمر الذي يدل على مدى ما وصلت إليه الأمور على صعيد التنافس الانتخابي الذي ابتعد بكل أسف عن أساليب العمل الديمقراطي السليم والتنافس الشريف». وأضاف الجبوري أن «الحملة المنظمة التي تستهدف سائرون سواء باستهدافه تعد تصعيدا خطيرا يتعين على الجهات الحكومية المسؤولة ألا تكتفي بالتنديد بل باتخاذ الإجراءات العاجلة من خلال فتح تحقيق سريع بمثل هذه الحوادث ومعرفة الجهات التي تقف خلفها وتقديمهم إلى العدالة، لكي يبقى التنافس شريفا وضمن قواعد اللعبة الديمقراطية». وأوضح الجبوري أن «تحالف سائرون يتعرض إلى حملة استهداف أخرى تتمثل في تمزيق صور مرشحيه، الأمر الذي يؤشر لدينا مخاوف من جهات معينة اكتشفت أنها لم تعد قادرة على المنافسة الشريفة، فبدأت باللجوء إلى مثل هذه الأساليب التي تعكس فشلها وهزيمتها، وتبين للناس مدى القوة والفاعلية لتحالف سائرون من حيث التفاف الجماهير حوله وسعيه للتغيير الحقيقي». في السياق نفسه عد أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية الدكتور فاضل البدراني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا النمط من السلوك إنما ينم عن غياب الوعي الاجتماعي والسياسي وطغيان التخلف في العراق حيال قضية التجاوز على الدعاية الانتخابية للمرشحين، والتخلف سمته على ما يتضح لنا سياسية حزبية، أو ما ينطبق عليه بأشباه السياسيين المحرضين على التسقيط». وأضاف البدراني أن «المطلوب التحلي بالوعي الاجتماعي الحقيقي الذي يتكفل بكنس ترسبات التخلف وتحرير العقل وأن ندع الدعاية الانتخابية تقدم لنا فرصة التمعن وإجراء المقارنة بين الإيجابي والفاسد والفاشل من المرشحين وأحزابهم». وكانت قائمة «النصر» التي يتزعمها العبادي استبعدت مرشحة للانتخابات بعد انتشار فيديو تم تداوله على نطاق واسع في غضون اليومين الماضيين يظهرها في وضع مخل بالآداب العامة. من جهتها أعلنت مفوضية الانتخابات في العراق أنها سوف تتخذ إجراءات من أجل المحافظة على سلامة ونزاهة الانتخابات وذلك في بيان لها حددت فيه عقوبات تصل لحد الاستبعاد من الانتخابات لبعض أنواع الخروقات بالإضافة إلى السجن والغرامة.

 

 إسلام آباد تؤكد عدم وجود «داعش» بشكل منظم على الأراضي الباكستانية ومسلحون قادمون عبر الحدود... والتنظيم الإرهابي يزداد قوة في إقليمي كونار ونورستان

إسلام آباد: عمر فاروق/الشرق الأوسط/20 نيسان/18/أكد مسؤولون في الجيش الباكستاني عدم وجود تنظيم داعش بشكل منظم في المجتمع الباكستاني، لكن انضمت بعض الجماعات المتطرفة المجهولة المتفرقة إلى موجة «داعش» خلال السنوات القليلة الماضية. وصرح مسؤول رفيع المستوى في الجيش لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «لقد انضمت بعض الجماعات المحظورة المتفرقة إلى موجة وأنشطة (داعش)، لكن لا وجود للتنظيم نفسه بشكل منظّم هنا». كذلك أشار مسؤولون في الجيش الباكستاني إلى أن «داعش» تزداد «قوة في كل من إقليمي كونار ونورستان»، مؤكداً أن أولئك المسلحين القادمين عبر الحدود كانوا يحاولون افتعال انقسامات طائفية في باكستان. وأوضح أنه قد تم طرد أولئك المسلحين خلال عملية عسكرية ناجحة، لكنهم اختبأوا في مناطق على الحدود بالقرب من منطقة خيبر وكورام، وأن تركز (الإرهابيين) بالقرب من الحدود قد مكّنهم من جعل منطقة باراتشينار هدفاً سهلاً نتيجة وجود صراع طائفي بالفعل في ذلك المكان.

على الجانب الآخر، يقول الخبراء إن منطقة جنوب آسيا هي الأقل تأثراً بأنشطة تنظيم داعش. وكان متحدث باسم التنظيم قد أعلن في 26 يناير (كانون الثاني) 2015 إقامة ولاية خراسان، التي تشمل باكستان، وأفغانستان، ومناطق مجاورة، وتم قتل قادة تلك الولاية المزعومة، الذين كانوا موجودين في أفغانستان، خلال هجمات جوية أميركية، أو في مواجهات مع القوات الأفغانية في غضون أشهر أعقبت اختيار قادة «داعش» في سوريا لهم. كذلك لم يكن هناك تأثير يذكر لدعوة البغدادي، زعيم تنظيم داعش، للأشخاص الأكفاء والمهنيين للانضمام إلى صفوف التنظيم، في باكستان وأفغانستان. وقلّل بعض المسؤولين الهنود البارزين من شأن تنظيم داعش كخطر يهدد الهند من خلال تصريح لأجيت دوفال، مستشار الأمن القومي الهندي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، الذي تم التأكيد فيه على عدم وجود أكثر من عشرة هنود راغبين في الانضمام إلى تنظيم داعش، وأن أربعة هنود فقط هم من انضموا بالفعل إلى التنظيم، ومنهم عريب ماجد، البالغ من العمر 23 عاماً، والذي يقال إنه قد قضى جلّ وقته في إحضار الماء وتنظيف الحمامات لا القتال.

كذلك تشير مصادر مستقلة إلى أن الاستجابة إلى دعوة البغدادي كانت هي الأضعف في جنوب آسيا؛ فبحسب البيانات الصادرة عن «المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي»، وهو مركز بحثي مقرّه لندن، لا يزيد عدد المقاتلين الذين انضموا إلى صفوف «داعش» من باكستان عن 300 شخص؛ أما من أفغانستان، فلم ينضم سوى عشرات إلى التنظيم على حد علم الجهات المعنية. ووصفت وسائل الإعلام الهندية الاستجابة لتلك الدعوة في الهند بأنها ضعيفة للغاية.

في نهاية أغسطس (آب) تصدرت الصحف الهندية تقارير عن مقتل عارف ماجد، الطالب الذي كان يدرس الهندسة المدنية، ومن إحدى ضواحي مومباي، أثناء القتال في صفوف «داعش» في العراق، حيث يقال إنه كان من بين مجموعة من الحجاج إلى العراق قبل اختفائه، وتم اكتشاف وجوده في الموصل قبيل مقتله الذي كان على الأرجح بسبب هجوم جوي. كذلك لحق به اثنان آخران من مومباي، وأصبح ماجد هو أول من تم اكتشاف أنه من أصل هندي من صفوف «داعش» في العراق.

ونشر تنظيم داعش في يوليو (تموز) 2014 مقطعاً مصوراً لخطاب البغدادي الذي ذكر فيه أن الهند كانت من المناطق التي ينشط بها التنظيم. كذلك ذكر البغدادي في مقطع صوتي مدته 20 دقيقة تم نشره في يوليو 2014 أنه يتم انتهاك حقوق المسلمين في الهند، والصين، وفلسطين، والصومال، وشبه الجزيرة العربية، والقوقاز، والشام، والفلبين، والأهواز، وإيران، وباكستان، ومصر، والعراق، وإندونيسيا، وأفغانستان، وتونس، وليبيا، والجزائر، والمغرب. ورأت وسائل الإعلام الهندية هذا التسجيل مؤشراً على أن الهنود، الذين لا يزالون عالقين في مدن عراقية تخضع لسيطرة «داعش»، يواجهون خطر.

بالمثل قللت الحكومة الباكستانية ومسؤولون باكستانيون في نهاية عام 2014 من دور «داعش» في باكستان، لكن بدأت الأمور تتغير في ديسمبر (كانون الأول) 2014 عندما أوضح بعض المسؤولين الحكوميين المعنيين أن تنظيم داعش يمثل خطراً وتهديداً محتملا. في 10 ديسمبر 2014 ذكرت صحيفة الـ«دايلي دون» أن الحكومة قد باتت تدرك أن تنظيم داعش يمثل خطراً محتملاً يمكنه استغلال تغير المشهد العسكري هنا، وتأجيج الانقسام الطائفي من خلال استقطاب أفراد جدد إلى التنظيم. من جهته، قال محمد صادق، أمين لجنة الأمن القومي، خلال الجلسة الختامية من المؤتمر الذي امتد ليومين بعنوان «المواقع المتأججة في أمن جنوب آسيا - مراجعة المشهد السياسي والأمني في شبه القارة»، والذي نظمّه «معهد الرؤية الاستراتيجية» الذي يوجد في إسلام آباد: «لن يكون من الأمانة القول إن (داعش) لا يمثل تهديداً أو خطراً بعد معرفة الاتصالات بينه وبين حركة طالبان باكستان وطالبان أفغانستان». على الجانب الآخر، بدأت العبارات المؤيدة لتنظيم داعش وقياداته تظهر على الجدران في مدن مختلفة في باكستان، مما يشير إلى وجود نشاط لدعم هذا التنظيم الإرهابي المقيت. مع ذلك لا ينبع الخوف الحقيقي المتعلق بتنامي نفوذ «داعش» المحتمل في باكستان والهند من حجم وجوده، بل من التوجيه نحو التطرف المنتشر بالفعل في المجتمع الباكستاني، وكذلك توجيه الشباب نحو النهج المتطرف في الهند. وعلّق محمد أمير رانا، المحلل البارز في الشؤون الأمنية من «المعهد الباكستاني لدراسات السلام»، على وجود تنظيم داعش في باكستان لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «هناك جماعات عنيفة تنشط في المدن، ويعد هذا مكمن الخطر الحقيقي، فعلى المدى القصير يمكن لتلك الجماعات إثارة أعمال العنف الطائفية». كذلك وصفت التعليقات الواردة في وسائل الإعلام الهندية فرص «داعش» في تجنيد أفراد داخل المجتمع الهندي بالحقيقية، بل وكثيراً ما كانت توضح أنه قد بات جلياً من التحقيقات في الهجمات الإرهابية بمومباي حصول منفذي الهجوم على الدعم اللوجيستي من الشباب المسلم المتطرف في المجتمع الهندي؛ مما يعني أن هذا الشباب المتطرف يمكنه تزويد تنظيم داعش بالمزيد من العناصر الموالية.

 

 إدانة 3 أميركيين خططوا لنسف مجمع صومالي في ولاية كنساس/حكم نادر في تاريخ مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة

واشنطن: محمد علي صالح/الشرق الأوسط/20 نيسان/18/في حكم نادر من محكمة أميركية يدين إرهابيين أميركيين وضعوا خطة لقتل مسلمين، أدانت محكمة اتحادية أول من أمس، 3 رجال أميركيين بيض، كانوا خططوا لنسف مجمع سكني في غاردن سيتي (ولاية كانساس)، يسكن فيه مهاجرون صوماليون، ويضم مسجدا. ونقلت وكالة «رويترز» وصف الاتهام للجريمة بأنها «عمل من أعمال الإرهاب في الداخل». وقال الاتهام إن الثلاثة أعضاء في جماعة مسلحة يمينية «وتآمروا لانتهاك الحقوق المدنية لضحاياهم المستهدفين». ويواجه الثلاثة (كيرتس ألين، وجافين رايت، وباتريك ستاين) عقوبات قد تصل إلى السجن مدى الحياة، وذلك عند صدور الحكم عليهم يوم 27 يونيو (حزيران). وحسب وثائق المحكمة، بدأت المؤامرة عام 2016، عندما خطط الثلاثة «لقتل أكبر عدد من المقيمين في المجمع، وتوجيه رسالة بأن المهاجرين الصوماليين ليسوا محل ترحيب في الولايات المتحدة». بدأت الخطة برجلين، ثم انضم إليهما ثالث؛ لكن تردد الرابع، وهو الذي أبلغ الشرطة التي بدأت في متابعة المجموعة، وجمع الأدلة القانونية عنها. وحسب «رويترز»، قال المدعي ستيفن مكاليستر للصحافيين، بعد نهاية جلسات المحكمة التي انعقدت في ويشيتا (ولاية كنساس): «لا بد من إيقاف الإرهابيين، سواء كانوا أجانب أو أميركيين. ولا بد من معاقبتهم وفقا للقانون».

وحسب صحيفة «كنساس سيتي ستار»، خلال جلسات المحكمة، استمع المحلفون إلى تسجيل سري لاجتماع للرجال الثلاثة، تحدثوا فيه عن «الحرب الصليبية الجديدة»، و«المسلمين الصراصير». ووصف ستاين، زعيم العصابة، نفسه بأنه «أوركين مان» (إشارة إلى إعلان في التلفزيون لشركة «أوركين» لقتل الحشرات، زعيمها اسمه «أوركين مان»). وقالت الصحيفة إن واحدا من الرجال الذين لم يقتنعوا بالخطة، اندهش لمثل هذه العبارات العدائية التي استعملتها المجموعة، وسألهم إذا كانوا جادين، أو أن «هذا مجرد كلام حماسي». وحسب صحيفة «هافنغتون بوست»، بالإضافة إلى تدمير مجمع الصوماليين، خطط الرجال لقتل المسؤول الأميركي عن المجمع، واغتصاب زوجته الأميركية، وبنتهما، وذلك بهدف «منع الآخرين من تأجير أي مكان لمسلمين». وشهد في المحكمة دان داي، مخبر مع مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، وكان قد تابع سرا نشاطات الرجال. وقال إنهم كانوا يأملون في «حمام دم» بتفجير 4 سيارات في أركان المجمع الأربعة. وكانوا قد حددوا يوم الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبدأوا خطتهم بعد مذبحة النادي الليلي في أورلاندو (ولاية فلوريدا)، عندما قتل أميركي أفغاني 49 شخصا، في يونيو عام 2016. وأوضحت التسجيلات السرية أن ستاين، زعيم الجماعة، قال: «المسلم الصالح الوحيد هو مسلم ميت»، تحريفا لمثل أميركي عن موضوع آخر. في الجانب الآخر، قال محامي الدفاع رتش فيديريكو، وهو محام عينته المحكمة لأن المتهمين لم يقدروا على دفع تكاليف محام خاص بهم: «الكراهية ليست جريمة في الولايات المتحدة». وأضاف: «هذا لم يكن غير حديث رجال يبالغون في أنفسهم، وفي أفكارهم، وفي قدراتهم على تحقيق ما يريدون». من بين شهود الاتهام الذين استمعت إليهم المحكمة، برودي بنسون، عضو سابق في الميليشيا اليمينية التي كان ينتمي لها الرجال. وكان قد كتب في وسائل التواصل الاجتماعي أوصافا بذيئة عن الإسلام والمسلمين؛ لكنه خلال الاستجواب في المحكمة، قال إنه كان «ينفِّس» عن غضبه بعد مذبحة أورلاندو. وأنه بعد أن شعر بأن الرجال الثلاثة «متطرفون ويريدون حمام دم لمسلمين»، شعر بالقلق، وقرر ترك الميليشيا.

 

ألمانيا: السجن ست سنوات لمراهقة متشددة طعنت شرطياً

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب/الشرق الأوسط/20 نيسان/18/رفضت المحكمة الاتحادية الألمانية طعناً تقدم به ممثلو الدفاع عن المراهقة صافية س. (17 سنة) ضد حكم بالسجن أصدرته محكمة سيلله في ولاية سكسونيا السفلى. وأكدت المحكمة الاتحادية بقرارها، الذي صدر أمس (الخميس)، الحكم الصادر عن محكمة سيلله بحبس القاصرة المغربية الأصل صافية س. بالسجن لمدة ست سنوات بعد أن دانتها بمحاولة القتل وإلحاق أضرار جسدية بالغة والتعاطف مع «داعش». واعتبرت المحكمة حينها الحكم مخففاً بسبب انطباق قانون أحكام الشباب في قضية المتهمة الشابة. وسبق للمتهمة أن اعترفت بجنايتها، لكنها نفت نية القتل، كما وجهت رسالة اعتذار إلى الشرطي عما اقترفته يداها بحقه. كما حكمت محكمة سيلله في العام الماضي على زميل لصافية اسمه محمد حسن ك. (20 سنة) بالسجن لمدة سنتين ونصف بسبب عدم التبليغ عن نواياها رغم معرفته المسبقة بخططها. كما أوصت المحكمة بتصنيف محمد حسن ك.، وهو ألماني من أصل سوري، في خانة «الخطرين» من قبل قوات الأمن وفرض الرقابة عليه. وكانت صافية بعمر 15 سنة حينما طعنت شرطياً (34 سنة) في عنقه يوم 26 فبراير (شباط) 2016 في محطة قطارات مدينة هانوفر. واستخدمت القاصرة سكين مطبخ طويلة، كانت قد خبأتها في كم جاكيتة ترتديها في طعن الشرطي (جرح زاد عمقه عن 5 سنتمترات)، بينما كان يدقق في أوراقها الثبوتية. واستخدمت النيابة العامة في إدانتها شريط فيديو، صورته المتهمة بنفسها، وتتحدث فيه عن عملية انتحارية، وأرسلته إلى رجال اتصال من «داعش»، وسألتهم المشورة حول كيفية تنفيذ العمل. والمعتقد أنها أقامت هذه الصلات خلال زيارتها إلى تركيا في محاولة للتسلل إلى سوريا والالتحاق بمقاتلي التنظيم الإرهابي. وظهرت صافية وهي بعمر 7 سنوات في أفلام فيديو على الإنترنت في ضيافة المتطرف بيير فوغل، الذي تصنفه دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة) في قائمة دعاة الكراهية بين الشعوب والأديان. قبل شهر من طعنها الشرطي في هانوفر، سافرت صافية س. إلى تركيا مستخدمة «ترخيصاً مزوراً» من والديها بغرض الانضمام إلى «داعش» والسفر إلى سوريا. وكان من المفترض أن يساعد التنظيم في تهريبها إلى سوريا، إلا أن الخطة فشلت لأن أمها سافرت إلى إسطنبول وأعادتها إلى ألمانيا. وصافية ليست المتطرفة الوحيدة في العائلة المغربية الأصل التي تسجن في محيط هانوفر. وسبق لرجال الأمن أن ألقوا القبض على أخيها صالح س. (18 سنة) بتهمة إلقاء قنبلة مولوتوف على مركز تجاري في هانوفر. وعثر رجال التحقيق في الكومبيوتر الخاص به، بعد اعتقاله، على صلات له مع متشددين إسلاميين. ثبت أيضاً أنه حاول، قبل تنفيذ العملية، أكثر من مرة الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا بعد سفرات مكوكية إلى إسطنبول. اتضح أيضاً من مجرى التحقيق أن صافية س. كانت من المترددين على «حلقة الإسلاميين الناطقين بالألمانية»، التي أسسها المتهم بالإرهاب العراقي أحمد عبد العزيز عبد الله «أبو ولاء»، والتي تخضع لمراقبة دائرة حماية الدستور الاتحادية (مديرية الأمن العامة) بتهمة الحض على الكراهية وجمع التبرعات للمنظمات الإرهابية وكسب الشباب للالتحاق بتنظيم داعش في العراق وسوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا عفا الله عمّا مضى!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/السبت 21 نيسان 2018

أغربُ ما في الزمن الانتخابي الحالي، أنّ غالبية القوى السياسية، وعلى وجه الخصوص، القوى المصنَّفة كبرى سياسياً وطائفياً، تغطّي علاقاتها «المتملِّعة» ببعضِها البعض، بإيهام الناس بأنّ افتراقَها عن بعضها البعض، واصطفافَها في جبهات متقاتلة على المقاعد النيابية، ما هو إلّا افتراق انتخابي مؤقّت، حدودُه السادس من أيار المقبل، وبعد الانتخابات تعود المياه إلى مجاريها، على قاعدة عفا الله عمّا مضى! هذه القوى، وبلا مبالغة، لا تصدّق هي ما تقوله، فكيف للناس أن يصدّقوا؟ ومع ذلك تريد أن تزرع في أذهانهم هذه «الكذبة»، والقول بأنّ اختلافاتها العميقة، وصراعاتها المستميتة على المقاعد، هي أمرٌ طبيعي في زمن الانتخابات، وجزء من عناصر وأدوات المعركة الانتخابية، يحصل أينما كان؛ سواء في لبنان أو في أيّ دولة أخرى. هذا التبرير، ساقط سَلفاً، لأنّ مجرّد مقارنة، ولو بسيطة بين لبنان وسائر الدول، والخطاب المستخدَم من قبَل هذه القوى السياسية، ما هو إلّا نموذج لا يُقارن مع أيّ كان، إذ إنّ له خصوصيته بالسبِّ والشتمِ والشحنِ والتحريض، والخطاب الطائفي والمذهبي، ولم يترك القيّمون عليه مصطلحاً إلّا واستخدموه، ولم يتركوا موبقةً على طريق الانتخابات إلّا ولمّوها عن الأرض ووضعوها في السياق الانتخابي.

مع ذلك، يريدون للناس أن يصدّقوا أنّ هذه القوى بعد السادس من أيار، ستطوي صفحة ما قبل الانتخابات بكلّ موبقاتها وتتخلّص من سيئاتها وإساءاتها للبلد ولعبِها بالناس وتهديدها لاستقرارهم وأمنِهم الاجتماعي وسِلمهم الأهلي، ولتعايشِهم، أو بالأحرى لعيشهم الواحد معاً، وتعود إلى التموضع في نقطة إعادةِ جمعِ البلد من جديد والتشاركِ مع كلّ الآخرين في إدارة الدولة وتوجيه دفّتِها إلى برّ الأمان!

عن أيّ برّ أمان تتحدّث هذه القوى، بعدما تجرّأت على المسّ بالمحظور، وبكلّ الحرمات والمحرّمات من أجل مقعدٍ نيابي؟

وكيف سيصدّق الجمهور ما تقوله عن طيّ صفحة ما قبل الانتخابات وعزمِها على الصعود مجدداً في سفينة الأمان، فيما هي، علناً وبلا خجل أو حياء، لم تحترم هذا الجمهور، ولم تتعاطَ معه على أنه يمتلك العقلَ والوعي والإدراك وحسنَ التقدير، ولا على أساس برنامج انتخابي صادق يحاكي أولويات هذا الجمهور وطموحاته وحقّه الطبيعي في وطنٍ يَطمئن إلى غده ومستقبل أبنائه، بل تعاطَت معه بانتهازية موصوفة، وباستعلاءٍ كريه نظرَ إلى هذا الجمهور كـ«آلة جامدة» لا حياة فيها، ولا إرادة لها، أو بشكل أدقّ كـ«حالة إسفنجية» لها وظيفتُها المحددة بامتصاص منطق الشحن والتحريض، والتفاعل معه، حتى تصبحَ جاهزةً لأن تُساقَ كقطيع من الأغنام إلى صناديق الاقتراع. ومع ذلك ما زالت تقول إنّها ستطوي الصفحة وتضع نقطةً على سطر المرحلة التحضيرية للانتخابات، وتدخل في التأسيس لمرحلة جديدة؟!

على أنّ المسؤولية عن هذا الواقع، أو بالأحرى هذا الانحدار الأخلاقي والسياسي، لا تقع على تلك القوى وحدها، بل إنّ المسؤولية الكبرى تقع على النسبة الكبيرة من هذا الجمهور، التي لم تخيّب نظرةَ هذه القوى إليهم، بل إنّها ثبتت أنّها قابلة بأن تُساقَ بهذه الطريقة، حتى إنّ البعض منهم تسابقوا وما يزالون يتسابقون على لفِّ الحبالِ حول رقابِهم، قبل أن يبادر السياسيون إلى لفِّ هذه الحبال على الرقاب نفسِها ويَجرّونها الى حيث يشاؤون وفي الاتّجاه الذي يريدونه!

من السذاجة افتراض أنّ مرحلة ما بعد الانتخابات، هي مرحلة أمانٍ سياسي، وعودةٍ للعقل من إجازته الانتخابية. ذلك أنّ الافتراق والتباين بين القوى السياسية، هو افتراق وتبايُن مزمِن، يعود لسنوات طويلة، وما حصَل في مرحلة ما قبل الانتخابات، هو أنّ هذه القوى قدّمت عناصرَ جديدة فاقمت الافتراق والتباين أكثر، وصعّبت أكثر أيَّ محاولة مستقبلية لتنفيسِه وتضييق الهوّةِ التي صارت عميقةً جدا بينها. والمتتبع لأدائها يتأكّد له تصميمُها على المضيّ في هذا المنحى دون أيّ اعتبار أو تقدير للتبعات والتداعيات على البلد.

القول عفا الله عمّا مضى، لا يستقيم مع الافتراق الكلّي وانقطاع الجسور نهائياً بين التيار الوطني الحر وحركة «أمل»، ذلك أنّ لحم العلاقة بينهما لا يحتاج فقط إلى طبيب مغربي، بل إلى جراحة استثنائية، ومع ذلك يبقى شفاء هذه العلاقة غيرَ مضمون. إلّا إذا نزل أحدهم عن الشجرة التي صَعد إليها وبدأ برشقِ الحجارة في اتّجاه عين التينة وكلّ الاتجاهات. والقول عفا الله عمّا مضى، لا يستقيم مع ما هو أكثر في فتور في العلاقة بين التيار و»حزب الله». وعلى الرغم من التأكيد العلني من الطرفين بتمسّكِهما بالتفاهم بينهما، إلّا أنّهما على أرض الواقع يَعلمان أنّ هذا التفاهم ما زال يعاني الاهتزاز، وأنّ جمهور الحليفين منكفئ بغالبيته الساحقة كلٌّ إلى زاويته، وآثارُ استهدافِ الرئيس نبيه بري (الفيديو المسرّب لجبران باسيل)، لم تُمحَ بعد.

وزاد هذا الفتورُ والانكفاء أكثر في زمن الانتخابات والطريقة التي تَعاملَ فيها التيار مع الحزب، سواء باستبعاد مرشّحيه في بعض الدوائر، أو بالترشّح ضد لوائح الحزب في بعض الدوائر التي يَعتبرها «حزب الله» حسّاسة، أو دعم لوائح ضدّ الحزب.

والقول عفا الله عمّا مضى لا ينسجم، مع العلاقة المتداعية بين التيار و»القوات اللبنانية»، وثمّة مسارٌ طويل عبَرت فيه هذه العلاقة؛ مِن سوء التفاهم إلى التباين، إلى الافتراق على الأولويات، وعلى التعيينات، وعلى الأداء الاستئثاري والمنطق الفوقي، والنتيجة الموضوعية لهذا المسار أنّه هزَّ تفاهمَ معراب، إلى حدٍّ بدا فيه أنه أصبح مجرّد حبرٍ على ورق. والقول عفا الله عمّا مضى، لا ينسجم مع الافتراق والثقة المهتزّة بين سعد الحريري ووليد جنبلاط، ولا مع ما هو أكثر من افتراق بين الحريري و«حزب الكتائب»، وبين الحزب وكلّ الآخرين، ولا مع عدمِ الانسجام بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، ولا مع الخصومة الشديدة، التي تشبه «العداوة» بين التيار الحر وتيار المرَدة. ولا مع الافتراق النهائي بين «حزب الله» وتيار المستقبل، ولا مع الاشتباك السياسي المحتدم بين الحريري والقوى التي برَزت في الميدان السنّي وأخَذت من طريق تيار المستقبل.

هذه هي الخريطة السياسية، التي كانت سائدةً، قبل الانتخابات، وما قبل قبل الانتخابات، هي نفسُها ستنتقل بكلّ تعقيداتها و«تشَلّخاتها» الى ما بَعدها، بتغييراتٍ شكلية ستُحدثها الانتخابات في لوحة مجلس النواب؛ القوى السياسية هي نفسُها، إنّما بأحجام متفاوتة، زيادة نائبٍ هنا، ناقص نائب هناك، المهمّ لا تغييرات جوهرية تمنَح لأيّ طرفٍ سياسي قدرةَ الغلبة والتحكّم وفرضَ كلمتِه. ما يعني أنّ ما كان في مجلس النواب الراحل، هو الذي سيكون في المجلس الجديد. الرئاسة محسومة للرئيس بري برغم أنّ هناك من يفكّر بفتحِ معركةٍ حولها، فقط من باب «الزكزكة» و»التشويش»، رئاسة الحكومة لسعد الحريري، وأمّا الحكومة فتشارُكية وبحسب الخريطة النيابية الجديدة، إلّا أنّ ولادتَها ستستعصي حتماً في ظلّ توجّهِ بعضِ القوى، لفتح معركةٍ حول وزارة المالية لانتزاعها من بري، وحول بعضِ الوزارات الخدماتية المهمّة، خصوصاً تلك التي تسمّى بـ«الوزارات المدهنة»، وهذا معناه أنّ البلد مقبل على اشتباك ربّما أكثر وقعاً وحدّةً ممّا هو حاصل اليوم، ونتيجتُه الحتمية تعميقُ الانقسام السياسي أكثر فأكثر.

 

المادة 49»: نيال» المعارضة بـ «مثل» هذه الموالاة!؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 21 نيسان 2018«

فتحت نيّة رئيس الجمهورية بتوجيه رسالة الى مجلس النواب النقاش الدائر حول المادة 49 من قانون موازنة 2018 على أفقٍ دستوري جديد. فالمادة كرّست حقاً للأجنبي، أيّاً كانت هويّته، عند منحه الإقامة الموقتة، معمولاً به منذ سنوات وبشروط أدنى. وبمعزل عن جهل الموالاة والمعارضة للأمر، راحت الموالاة تهزأ عند الرد على المعارضة بأنّ المادة المشكو منها رقمها 49 وليس 50. فما هو الدافع الى هذه المعادلة؟ من حظّ المعارضة أنها تتلقّى عند كل استحقاق دستوري أو سياسي الهدايا من أهل السلطة والموالين لها على أطباق من ذهب، وهو أمر مثير للسخرية، فلم يتعلّم اهل السلطة من التجارب السابقة التي دفع فيها الموالون القريبون من سادة العهد اثماناً باهظة. وإن ظُلم منهم كثر، فقد استحق بعضُهم جزاء ما ارتكبوا من الأخطاء عن قصد أو غير قصد والأمثلة ليست بعيدة في التاريخ المعاصر فهي تعود الى ولايتين أو ثلاث قبل بدء العهد الحالي.

وعلى هذه الخلفيات، يتطلّع المراقبون الى مسلسل الأخطاء التي ارتُكبت حتى الآن في السياسة والإدارة والديبلوماسية والأمن والدستور والتي، وإن ارتقى بعضُها الى حدِّ الجريمة، فليس هناك مَن يحاسب. فالهيئاتُ التي شكّلت للرقابة المالية والمحاسبة شُلّت بقرارات سياسية.

وطالما أنّ الزمن زمنُ انتخابات فمَن كُلّفوا إدارة العملية الإنتخابية وفي مقدّمهم «هيئة الإشراف على الإنتخابات» يدركون حجمَ قدراتها طالما أنّ أحداً من أهل الربط والحلّ لم يسمح لها بـ»الصفّارة» التي يحتاجُها الحَكَم. واكتفوا بتسليمها ما يشبه «الكارت الأصفر» الذي في حوزة هذا الحَكَم، ولم ترقَ مهمّاتُها وسلطاتُها الى حدود امتلاكها «الكارت الأحمر». ليس في كل ما سبق أيُّ جديد، فالقاصي والداني يعرف كثيراً من الحقائق التي توحي بهذه الصورة على دقتها، لكن ما يتوقف عنده المراقبون هو استمرار أهل السلطة على تعدّد وجوهها وحساباتها المتناقضة في تقديم الهدايا للمعارضة على أطباق من ذهب، فلا يخالفون إلّا «فوق السطوح» ولا يخافون حجمَ التجاوزات المرتكبة. لا بل هناك مَن يتبنّاها ويجاهر بها علناً الى درجة الإعتقاد أنّ التاريخ بدأ معهم. فقبلهم لم يكن هناك ما يشبه الدولة والمؤسسات، ولم تكن هناك أنهر وسواق ولا محاكم ولا مجلس عدلياً، ولم تكن هناك مؤسسات عسكرية وأمنية أدارت البلد وحصّنته طوال فترة الشغور الرئاسي على مدى 29 شهراً. فشكّلت القياداتُ العسكرية والأمنية بإنجازاتها غطاءً للسلطة السياسية التي عجزت عن ملء الشغور بدلاً من أن تعمل برعايتها وتحت جناحيها.

وما عزّز هذه النظرية أنّ هذه القيادات العسكرية والأمنية هي التي استدرجت الدعمَ الدولي الذي لم ينله أحدٌ قبلاً. علماً أنّ ما أنجزته السلطة الى الآن لا يساوي ما دمّره أبطالها سابقاً، وأحداث تاريخ لبنان المعاصر التي لا تُنسى ولا تُفارق عقولَ وأذهان كثير من اللبنانيين.

ومن هذه الزاوية بالذات، يتطلّع المراقبون السياسيون والدستوريون الى الجدل القائم حول المادة 49 من قانون الموازنة العامة، والتي شكّلت علامةً فارقة ليس لسبب سوى أنها أُدرجت في الموازنة كـ»تهريبة» أو «تسريبة» بأصابع مجهولة الى الآن لدى كثيرين على رغم ما تنّضح به من مخالفات دستورية ليس أقلّها القول إنّ تعديلاً من هذا النوع يفرض البتّ به بوجود قانون أو مرسوم تنظيمي يقول بما قالت به.

فالموازنة لا تتّسع سوى للمواد التي تُنفّذ أو تُحتسب لسنة واحدة وليس على مدى أطول من 12 شهراً، وإنّ أيَّ تعديل على قانون قائم كقانون التملّك لا يعدَّل ولا يلغى سوى بقانون مماثل.

وما زاد في الطين بلة، أنّ التعديل المقترَح على قانون تملّك الأجانب الذي نصّ على أسس الحصول على حقّ الإقامة الموقتة أو الدائمة بالنسبة اليهم قد طُرح في مرحلة تواجه فيها البلاد مخاطر وجود أكثر من مليون نازح ولاجئ سوري وأكثر من 400 الف لاجئ فلسطيني، عدا عن 70 الفاً آخرين نزحوا من مخيمات سوريا، فضلاً عن العراقيين الذين شرّدتهم الحرب من بلادهم، بالإضافة الى ما تستضيفه الأراضي اللبنانية من أجانب من أصول أفريقية وآسيوية.

وعليه، لا يختلف اثنان عند تصنيف الأداء السياسي للمعارضة والموالاة في لبنان على أن يشهدا لتفوّق المعارضة في مقاربة القضايا والملفات الحيوية التي تعني اللبنانيين وتشكل مخاطر آنية ودائمة في آن. سواءٌ على مستوى الملفات الإقتصادية والإدارية والبيئية أو الصحية والتربوية وصولاً الى تلك التي تعني مستقبل البلاد وتحاكي التوازنات الديموغرافية الحساسة والهشة. فجاء تفوّقُ المعارضين على الموالين منسجماً مع ما حقّقوه مِن انتصارات تُرجمت بخطوات دستورية وقانونية. وإن وُجد مَن يعتقد أنّ المعارضة اسهل من الموالاة، فلا تختلف الآراء عند اعتبار أنّ الموالاة العمياء هي مرض من الأمراض المزمنة للسلطة. فكيف والبلد يعيش اجواءَ الإنتخابات النيابية تأسيساً على قانون لم يُبقِ أخاً مع أخيه أو حليفاً مع حليفه في السباق الى ساحة النجمة.

اما وقد بلغ النقاش ما بلغه من حدة حول شكل المادة 49 ومضمونها وتوقيت طرحها فقد جاءت خطوة رئيس الجمهورية بطلبه من مجلس النواب إعادة النظر فيها لتنقل الحوار حولها الى مسارات أخرى إدارية وقانونية ودستورية. ولما لم يردّ رئيس الجمهورية قانون الموازنة بشرط تعديل أو إعادة النظر في المادة عينها فقد توسّعت السيناريوهات الممكنة ومن أبرزها ما تجهله أو تجاهلته الموالاة والمعارضة معاً. فالموالاة التي آلمها نجاحُ المعارضة في إلقاء الضوء على هذه المادة ونتائجها السلبيّة المحتمَلة على اللبنانيين بلا استثناء برعت في ردودها «الشكليّة» لئلّا يُقال إنها «سخيفة» بأنّ النقاش يدور حول المادة 49 وليس المادة 50، عدا عن تجاهلها اعتراف رئيس الجمهورية بوجود علّةٍ ما وخطأ أيّاً كان حجمه في هذه المادة. فهم ماضون في الدفاع عمّا قالت به هذه المادة كتعبير يتناقض وموقف رئيس الجمهورية الذي يدافعون عنه وعن عهده بلا رادع ولو كان أخلاقياً أو سياسياً.

وعليه يقول أحد الخبراء الدستوريين: «ماذا لو اكتشف اللبنانيون أنّ هذه المادة 49 وبمعزل عن المخالفة - التي لا نقاش فيها - لمجرد إدراجها ضمن قانون الموازنة المعتمَدة لسنة واحدة تكرّس حقاً للأجنبي متوافر له منذ سنوات بشروط أقلّ أهمية بكثير ممّا قالت به.

فأيُّ أجنبي يمكنه، وفي أيّ وقت، الحصول على إقامة لسنة واحدة إن جمد مبلغ 100 مليون ليرة لبنانية في أحد المصارف وأبرَز عقد غيجار لمنزل في لبنان أو إفادة عقارية بتملّكه، ويمكنه الحصول على إقامة لثلاث سنوات إن جمّد بالإضافة الى المستندات العقارية عينها مبلغ 300 مليون ليرة في أيّ مصرف.

وإنّ أيّ خلل في هذه العملية رهنٌ بقدرة جهاز المديرية العامة للأمن العام على التثبّت والاستقصاء من جدّية وصحّة المستندات المعتمَدة التي تمنحه مثل هذا الحق».

 

قاضٍ كبير يفضح خفايا الفساد: نعم.. طقّ شرش الحياء!

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/السبت 21 نيسان/2018

يكاد لا يخلو برنامج انتخابي أو خطاب سياسي في هذه الأيام من «لازمة» الدعوة إلى مكافحة الفساد وملاحقته، لِما ينطوي عليه هذا الشعار البرّاق من جاذبية يحتاج إليها مرشحون كُثر، يفتقرون إلى «الوسامة» السياسية. لكنّ المفارقة المستمرّة في لبنان هي أنّ هناك الكثير من الفساد والقليلَ مِن الفاسدين.

تضجّ الساحة الداخلية بالكلام حول الصفقات المشبوهة والهدر الفاضح، على وقعِ اتهامات متبادلة، وثقيلة الوزن، بين الاطراف الممسكة بزمام السلطة ومقدّراتها، إلّا أنّ الحصانات الطائفية والسياسية تحمي المرتكبين الذين يصبحون فجأةً بلا أسماء وملامح، حرصاً على التوازنات اللبنانية والسِلم الأهلي!

إزاء هذه الحقيقة المؤلمة، خرَج قاضٍ كبير عن صمته المزمِن، و«أفرج» عن بعض مكنوناته التي كانت مسجونة خلف قضبان «التكتّم القضائي»، ليبوح في مجلسٍ خاص بما يدور في باله وما يخفيه في جعبته.

يقول القاضي المتحسّر على الواقع المرير، إنّ الفساد منتشر في كثير من أنحاء العالم، وهو يشكّل ظاهرة قديمة، لكنّه في لبنان متميّز وله خصائص إضافية تحوّله «فساد إكسترا»، ملاحظاً أنّ في الماضي كان يوجد بعض الحياء، أمّا حالياً فقد طقّ شرش الحياء وصار كلّ شيء مباحاً ومستباحاً. ويشير إلى أنه كان يعوّل على قانون الانتخاب لإنتاج طبقة سياسية جديدة تكون قادرةً على خوض تحدّي الإصلاح ومكافحة الفساد، لكنْ تبيّن أنّ القانون الذي تمّ اعتماده لا يَسمح بإحداث تغيير حقيقي.

ويروي القاضي تجربةً شخصية تؤشّر إلى حجم تجاهلِ السياسيين لدور السلطة القضائية، موضحاً أنّ هناك وزيراً متّهَما بارتكاب مخالفات معيّنة في وزارته، أصَرّ ولا يزال على رفض المثولِ أمامه للإدلاء بإفادته، على رغم الإلحاح عليه للحضور مراراً، و»قد حصَل أن التقيتُ به مرّةً، فبادرتُه إلى القول: «أنا أعرف أنك لم تحضر إلى العدلية وقد لا تأتي بتاتاً، وأنّ طائفتك ومنطقتك ستهبّان ضدّنا إذا حاولتُ استدعاءَك قسراً، أمّا إذا كان المستدعى أو المُلاحَق هو مواطن عادي فإنّ دوريةً أمنية تقتاده فوراً إلى القضاء».

ويضيف القاضي الرفيع المستوى: «أقول بكلّ مرارة وحرقة إنّ أسوأ الفاسدين وأكبرَهم يحتمون بالطائفة والمذهب، وأنا أستغرب أن يتطوّع الناس لحماية هؤلاء الذين يسيئون إلى طوائفهم ومذاهبهم بالدرجة الأولى». ويلفت هذا القاضي «المنتفض» الانتباه إلى «أنّ هذه السلبية حيال القضاء لا تقتصر على كبار القوم في الدولة، بل تشمل أيضاً موظفين عاديين»، ويقول: «تصوّر أنّ موظفا في إحدى الوزارات، وهو بصفة رئيس دائرة، امتنَع بدوره عن المثول أمامي للبتّ بملف معيّن، مع أنني طلبتُ الاستماع إليه شاهداً وليس متّهَماً، ويبدو أنّ الوزير المسؤول عنه يغطّيه...».

ويتابع القاضي سرد معاناته قائلاً: «مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية لاحظتُ أنّ المخالفات كثرَت في المشاعات، وأنّ الناس «فلتانة»، والأرجح أنّ هناك «قبِة باط» أو حماية لهم من مرشّحين إلى الانتخابات يفترضون أنّ كلّ مخالفة يغطّونها تساوي مجموعةً مِن الأصوات».

ويؤكّد القاضي الذي أنيطَت به ملفّات حسّاسة، «أنّ هناك نظاماً قانونياً فاسداً يَحمي الفاسدين والمفسِدين الكبار في لبنان، بينما يقتصر العقاب على الصغار ممّن ليس لهم «ظهر» يَستندون إليه». ويتساءل: «أين هي هيئة محاكمة الوزراء والنواب؟ وأين هو قانون الإثراء غير المشروع أو مِن أين لك هذا؟ هل تعلم أنّ هذا القانون لم يطبَّق مرّةً واحدة منذ إقراره، لأنّ المشرّع وضَع فيه عقباتٍ تُعرقل تنفيذه، من نوعِ اشتراط تسديدِ كفالة مقدارُها 25 مليون ليرة على كلّ من يريد أن يرفع دعوى إثراء غير مشروع، بحيث إنّ المدّعي لا يمكنه أن يستعيد هذا المبلغ إذا خسر الدعوى، وهذا ما يفسّر أنّ أحداً لا يتقدّم بادّعاء في هذا المجال خشيةً مِن خسارة الكفالة».

ويشير القاضي «الغاضب» إلى أنّ كتبَ «التربية المدنية» في لبنان لا تتضمّن أيَّ نصّ يتعلق بمكافحة الفساد، معتبراً أنّ «هذه الثغرة تحمل دلالات سلبية تعكس نمط التعاطي الرسمي مع هذا الملف». ويشدّد على ضرورة «وضعِ استراتيجية متكاملة لمكافحة الفساد، بمشاركة الجميع، لأنّ مِثل هذه المهمّة ليست من اختصاص جهة واحدة فقط في الدولة، بل هي تتطلب تضافرَ الجهود وتكامل الأدوار، ولكن يبدو أنه لا يوجد بعدُ قرارٌ سياسي شامل بإنجاز تلك الاستراتيجية وتنفيذِها».

ويَعتبر هذا القاضي الرفيع المستوى «أنّ الإطار السياسي المطلوب لمعالجة ظاهرة الفساد يتمثّل في إلغاء الطائفية السياسية، وإجراء الانتخابات النيابية وفق النسبية خارج القيد الطائفي وعلى أساس لبنان دائرة واحدة، إلّا أنه يجب الإقرار بأنّ هذا الطموح غير قابل للتحقّق قريباً».

وأمام الانسداد في «شرايين الإصلاح»، يذهب القاضي بعيداً في جرأته، قائلاً: «بصراحة، البلد أصبح يحتاج إلى «فرّامة».. يجب هدمُ ما بُنيَ على فسادٍ وباطل، وإعادةُ بنائه من جديد على قواعد سليمة». ويشدّد على «أنّ القاضي يستطيع أن يكون مستقلاً ونزيهاً، مهما اشتدّت الضغوط السياسية عليه، وهذا الأمر يتوقّف في نهاية المطاف على شخصية القاضي، وهو بالتأكيد يستطيع أن يضيء شمعةً حيث يكون، وفي إمكانه أن يتصدّى لكلّ المداخلات، إلى أن يقطعوا الأملَ منه». ويتابع: «كلّما استلمتُ قضية يَكثر المتّصلون بي من أصحاب النفوذ، لكنّني لا أعطيهم مجالاً، وأبلِغ إليهم أنّني سأتصرّف ضِمن حيّزِ القانون».

 

الحريري - جنبلاط: لم يعد للصُلح مطرح!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 21 نيسان 2018

مع انتهاء المهلة القانونية للترويج الانتخابي والدعائي للمرشحين الى الانتخابات النيابية، سيكون رئيسُ الحكومة سعد الحريري قد أجرى مسحاً شاملاً لمناطق نفوذ تيار «المستقبل» شمالاً وجنوباً وبقاعاً، إضافة الى العاصمة بيروت. هذا ما لم يفعله في إستحقاقين سابقين في 2005 و2009. موجباتُ قانون الانتخاب أوّلاً ثمّ الوهن الذي أصاب جسمَ «المستقبل» على مدى ثمانية أعوام دفعا الحريري الى إعلان «حال طوارئ» إنتخابية أولى ضحاياها النائب وليد جنبلاط!

«ويك أند» الحريري لن يكون عادياً. بعد حاصبيا وقرى العرقوب، ثمّ إقليم الخروب، يُمضي رئيسُ الحكومة نهاية الأسبوع في البقاعين الغربي والأوسط. ثلاثُ محطات تشكّل تقاطعاً انتخابياً مع «صديقه» وليد جنبلاط، لكنها كانت كفيلةً بتظهير عمق الخلاف بين الرجلين.

في برجا، التي شهدت إستنفاراً «مستقبلياً» لحشد العدد الأكبر من المناصرين، لمّح الحريري ممازِحاً الى الإشكال الذي يعتري علاقته مع زعيم المختارة. لكنّ القصة أكبرُ من «نكعة» أثارت الضحك لدى جمهور «المستقبل» في بقعة تشكّل إحدى مناطق النفوذ المشترَكة مع «الحزب التقدمي الاشتراكي». صار الكلامُ الهجومي مباشراً بين «الشيخ» و»البيك» بعد أن كان بالواسطة!

لم يكد الحريري يدير ظهرَه عائداً الى «بيت الوسط»، بعد زيارته الصاخبة الأولى من نوعها الى إقليم الخروب، حتّى تلقّى شباب وأهالي الإقليم دعوةً الى «لقاء دار المختارة وقائد المسيرة تيمور وليد جنبلاط»، مع طلب «أوسع مشارَكة في يوم الوفاء لأهل الوفاء، اليوم السبت، لنجدّد العهد مع صاحب العهد والوفاء».

أحدُ الداعين الى لقاء المختارة بلال عبدالله الذي فاقم ترشيحه الخلاف بين الحريري وجنبلاط، ما أدّى الى أزمة تمثيل برجا وغيابها عن لائحة التحالف الجنبلاطي-»المستقبلي» الأمر الذي دفع رئيس الحكومة الخميس الماضي الى مخاطبة جمهور البلدة، قائلاً:»سأكون ممثلَ برجا في مجلس النواب».

من حاصبيا الى الإقليم كانت «ملائكة» جنبلاط الغائب الأكبر. في جولته على قرى حاصبيا والعرقوب سمع «درساً» من النائب وائل أبو فاعور عن «اتيكيت» الدخول الى البيوت «التي لها أبوابها وباب حاصبيا هو وليد جنبلاط»، غامزاً من قناة النائب طلال إرسلان واصفاً إياه بـ»المدخل الضيّق»، فيما عَاجله جنبلاط «على كعب» زيارته للإقليم مغرِّداً «أنّ الندوات الانتخابية أفضل بكثير من المهرجانات الانتخابية، وما يرافقها من مسيرات ومظاهر تشكّل إزعاجاً»، معلِناً تأجيلَ مهرجانين مركزيّين في الإقليم والمختارة «وأنّ الترتيبات تجري لتحضير لقاء مع الفاعليات». أما «مهرجان المختارة» الحاشد اليوم فسيقتصر على لقاءٍ مع أهالي الاقليم.

ومع زيارة الحريري الى البقاع الغربي - راشيا اليوم يكتمل مشهدُ رفع المتاريس. الحليفان في الشوف - عاليه وبعبدا وفي البقاع الغربي لا يلتقيان في مهرجانٍ انتخابي واحد، ولا في صورة جامعة، ولا حتى على مائدة عشاءٍ إنتخابي. ملامحُ الحلف القائم على خطّ «التيار الوطني الحر»-»المستقبل»- أرسلان زادت في طين التباعد بلّة. بات زوّار المختارة يسمعون في انتظام معزوفة «يريدون محاصرتي».

وقبل فترة قصيرة رفع جنبلاط سقف الخلاف الى حدّه الأقصى حين لوّح بمؤامرة قد تطيح أبو فاعور، شريك «الشيخ سعد»، على لائحة «المستقبل» في البقاع الغربي-راشيا. هنا لم يراعِ الحريري أيضاً طلب جنبلاط بضمّ النائب أنطوان سعد عن المقعد الأرثوذكسي مستبدِلاً إياه بغسان سكاف، فلم يعد للصلح مَطرح.

وثمّة معلومات تشير الى أنّ الحريري وفي بدايات التفاوض حول التحالفات أوصل رسالة الى جنبلاط طالِباً إستبدالَ أبو فاعور بأيّ مرشح درزي آخر. مَن استمع الى خطاب النائب الاشتراكي في نهاية آذار الماضي خلال إعلان لائحة «المستقبل»، في حضور رئيس الحكومة، ظنّ أنّ أبو فاعور يلقي خطاباً تصعيدياً في مواجهة «لائحة الحريري»!

عام 2009 حلّ أبو فاعور في المرتبة الثانية (35053 صوتاً) بعد النائب روبير غانم (35329 صوتاً) في عدد الأصوات، فيما نال كل من زياد القادري 34886 صوتاً وجمال الجراح 33389 صوتاً. في ظلّ القانون الحالي يخشى جنبلاط فعلياً من إمكانية توجيه رسالة قاسية له تُقصي «كاتمَ إسراره» ومساعدَه الأبرز عن المسرح النيابي، مع العلم أنّ منافسَه الأوحد هو فيصل الداوود (نال في الانتخابات الماضية 28026 صوتاً)على لائحة عبد الرحيم مراد و»حركة أمل».

أوساط «الحزب التقدمي الاشتراكي» تؤكّد أنّ أبو فاعور غيرُ معنيّ بجولة الحريري الى البقاع، طالما أنّ رئيس الحكومة يعتمد برنامجاً مستقلّاً في جولاته الانتخابية، لكنها تشير الى أنّ مأدبة غداء قد تجمعهما حيث يقام غداء تكريمي على شرف الحريري وقد تمّ توجيهُ دعوة لأبو فاعور للمشاركة فيه. على جبهة «المستقبل» ثمّة مَن يؤكّد أنّ أبو فاعور إنضمّ الى لائحة «المغضوب عليهم» حريرياً بعد محنة إستقالة رئيس الحكومة من الرياض، نظراً لدوره «المشبوه» قبل الأزمة وبعدها.

وفي عزّ جولات التفاوض حول أسماء المرشحين لم يتوانَ أبو فاعور عن التأكيد «أنّ استهدافَ جنبلاط تقوم به جهات محلّية بإيحاءات خارجية»، معتبراً أنّ «إقصاءَ أنطوان سعد هو جزءٌ من هذه المحاولات»، واصفاً مَن يفرض الحصار بـ»العقل المريض».

وفي كافة لقاءاته الانتخابية لا يخفي أبو فاعور «وجود أزمة ثقة مع الحريري تحتاج الى حوار»، لكن لا يبدو أنّ أوانه قد حان بعد. آخر لقاء بين الحريري وجنبلاط، في حضور أبو فاعور، حصل عشيّة ذكرى 14 شباط، بعدها ترك للمناقشات في شأن التحالفات الانتخابية والأسماء أن تُباعد أكثر بين الحليفين المفترضين. في مقابل ما يقول جنبلاط أنه حصار يُفرض عليه، يبدو مرتاحاً الى حلفه الحديدي مع الرئيس نبيه بري الكفيل، في رأيه، بإسقاط كل أنواع «المؤامرات» ضده.

 

انتخابات 2018... تحالفات اصطناعية وخلافات حقيقية... ولغز الكتل النيابية

الهام سعيد فريحه/الأنوار/21 نيسان/18

لم يبقَ أحد مع أحد في هذه الإنتخابات، الجميع يخاصم الجميع، والجميع في مواجهة الجميع، إنها أكبر عملية خلط أوراق سياسية، ولن يكون ما بعد 6 أيار كما هو قبله.

على مسافة 15 يوماً من يوم السادس من أيار، موعد هذه الإنتخابات الهجينة، تبدو الخارطة الإنتخابية على الشكل التالي:

بقي في الميدان 77 لائحة انتخابية مشكَّلة من حوالى 580 مرشحاً نجحوا في دخول جنَّة اللوائح، أما مَن لم يحالفهم الحظ فكانوا 320 مرشحاً لم يجدوا لائحة ينتمون إليها ولم ينجحوا في تركيب لوائح لهم، فخرجوا من السباق.

* * *

اللوائح الـ77 توزعوا على الدوائر الـ15 وفق القانون النسبي الجديد:

في بعض الدوائر كانت هناك كثافة لوائح كدائرة بيروت الثانية حيث هناك تسع لوائح، وهناك دوائر "مريحة" حيث لم تشهد سوى لائحتين كدائرة الزهراني - صور، فهناك لائحة الرئيس بري وهناك لائحة أخرى.

* * *

أما عن التحالفات والخصومات، فحدِّث ولا حرج، فهي أدت إلى الوقائع التالية:

تباعد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حيث لم تشهد أية لائحة من اللوائح الـ77 أسماء مشتركة بينهما، على رغم ورقة التفاهم الموقَّعة بين الطرفين في معراب.

تباعد بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي في أكثر من دائرة، ولا سيما في البقاع الغربي وحاصبيا والشوف وعاليه.

تباعد نسبي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، على رغم ورقة التفاهم بينهما، فالتيار لم يأخذ في لائحته في دائرة كسروان - جبيل مرشح حزب الله.

تباعد بين الطاشناق والنائب ميشال المر في المتن الشمالي.

تباعد بين القوات اللبنانية والنائب السابق فارس سعيد في كسروان -جبيل.

تباعد بين تيار المستقبل والوزير ميشال فرعون في دائرة بيروت الأولى.

* * *

حتى داخل الحزب الواحد هناك اختلافات ومنافسات، ومن الحزب الواحد والتيار الواحد، هناك مرشَّحون خرجوا ليدخلوا في لوائح منافسة:

في دائرة كسروان - جبيل، إثنان ممن كانا في تكتل التغيير والإصلاح انتقلا إلى لوائح الخصوم.

في جبيل أحد قياديي التيار الوطني الحر يخوض الإنتخابات مع مرشح حزب الله بعدما استقال من التيار.

في زحلة، هناك أحد البارزين في الكتلة الشعبية انشق عنها ودخل في لائحة ثانية منافسة للائحة الشعبية.

* * *

هذا غيض من فيض، إنَّها انتخابات لا حليفاً مع حليفه، لكن على رغم ذلك فقد تكون هناك منفعة من وراء كل ما يحدث، ففي سياسة خلط الأوراق قد تكون هناك شفافية متجددة تحلُّ محلَّ التحالفات الإصطناعية أو المصطنعة، لقد كشف هذا القانون النسبي أنَّ معظم التحالفات هي تحالفات مؤقتة ومصلحية لا مكان فيها لا للمبادئ ولا للإعتبارات، كلُّ مرشَّح يريد نفسه.

إنطلاقاً من كلِّ هذه الإعتبارات، فإنَّ اللغز الأكبر يكمن في معرفة كيف ستكون الكتل في مجلس الـ2018، لأنَّ التحالفات في اللوائح لا تعكس بالضرورة صورة الكتل.

* * *

إنها النسبية.

 

جنبلاط قرّر إلغاء مهرجاناته الإنتخابية.. والسبب؟

عماد مرمل/الجمهورية/20 نيسان 2018

اختار النائب وليد جنبلاط خوضَ الانتخابات النيابية على طريقته، محاوِلاً، بالمقدار الممكن تجنّبَ الانزلاق الى الصخب الذي يطبع سلوكَ أطرافٍ كثر، وتفادي المظاهر الاستعراضية التي تواكب في العادة مثل هذه المناسبات. يعتبر جنبلاط أنّ القانون الانتخابي الجديد يفرض تكتيكاتٍ تختلف عن تلك التي كان يتمّ اعتمادُها في حقبة القانون الأكثري، ولذلك فهو يكتفي في معظم الأحيان بمراقبة ما يفعله الآخرون من بعيد، حتى عندما يتمدّدون الى "ملعبه"، بل هو غالباً ما يقارب الواقعَ السائد بطريقة كاريكاتورية تتسرّب منها ابتساماتٌ ساخرة. وبينما تزدحم المناطق اللبنانية هذه الأيام بالمهرجانات الانتخابية، المتعدّدة الأهواء والهويّات، ذهب جنبلاط في الاتّجاه المعاكس، وقرّر إلغاءَ مهرجانَين حزبيَّين في الجبل، مفضّلاً استبدالَهما بـ"جلساتِ تأمُّل" في تعقيداتِ القانون الجديد ومفاتيحِه، بغيةَ تحسينِ شروطِ تطبيقه على الأرض في لحظة الحقيقة، وبالتالي التخفيف من سيّئاتِه وأفخاخِه. أما زيارةُ رئيس الحكومة سعد الحريري "التعبويّة" أمس الى إقليم الخروب في الشوف، من دون حضور جنبلاط الأب أو الإبن، فقد شكّلت مادةً دسمةً لـ"لطشات" رئيس "اللقاء الديموقراطي" المتخصّص في "فنّ النكتة السياسية". وعندما سألت "الجمهورية" جنبلاط عن رأيه في جولة الحريري، أجاب مبتسماً: "من الواضح أن الرئيس سعد الحريري أراد ضمناً ان يذهب منفرداً الى اقليم الخروب، وبالتالي لم تكن توجد ضرورة لوجودنا الى جانبه هناك". وأضاف: لقد دعاني أمس (أمس الأول) الى المشاركة في لقاءاتِ الإقليم، لكنني اعتذرتُ لأنني لمستُ أنّ مضمون الدعوة يحمل طابعاً فئوياً و"تفضيلياً"، يُستنتج منه أنّ الاحتفال هو لتيار "المستقبل" فقط، وكأنّ المطلوب أن نكون ملحَقين به أو ضيوفاً عليه، وهذا الأمر لا يمكن أن نقبلَ به". ويلفت جنبلاط الانتباه الى أنّ "غرائبَ القانون الانتخابي العجيب لا تنحصر فقط في النزاع على الصوت التفضيلي في داخل الصف الواحد، بل تتعدّاه الى السلوكيات العامة للمرشحين، إذ حتى الحلفاء في اللائحة الواحدة، يختار كلٌ منهم الطريقة الفضلى لدعايته الانتخابية بمعزل عن شركائه في التحالف، وهذا ما يفعله الرئيس الحريري". ويكشف جنبلاط عن أنه اتّخذ من جهته قراراً بإلغاء كل المهرجانات الانتخابية العائدة للحزب التقدّمي الاشتراكي في الجبل، "لأنني أعتقد أن ليس لها معنى أو جدوى في ظلّ القانون الجديد الذي يستوجب نمطاً آخر من التعاطي".

ويضيف: "لقد ألغيتُ المهرجانَ الذي كان مقرّراً في المختارة، وكذلك الأمر بالنسبة الى مهرجان عاليه.. هذه المهرجاناتُ لا تسبّب سوى الفوضى العبثية والحماسة الزائدة ما يشتّت الاهتمامَ والطاقات في اتّجاهاتٍ لا طائلَ منها، بينما أهمّ شيء الآن هو التعامل ببرودة أعصاب مع قواعد اللعبة التي فرضها القانون الانتخابي، وبالتالي التركيز في المدة الفاصلة عن استحقاق 6 أيار على تعلّم طريقة التصويت وتوزيع الصوت التفضيلي". وتعليقاً على زيارة الحريري لحاصبيا واستقباله بحفاوة لدى حليف "المستقبل" في الدائرة الوزير طلال أرسلان، يقول جنبلاط: "في السياسة لا يستطيع المرءُ أن يتحالف مع كل الجهات في وقت واحد.. أنا اخترتُ التحالفَ مع تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" والمستقلّين حيث يكون هناك وجودٌ مشترَك وبقيتُ منسجماً مع هذا المعيار في كل الأماكن المعني بها، أما التحالف مع أطراف متعارِضة فهو شأنُ رئيس تيار "المستقبل". وعمّا إذا كان الافتراقُ الانتخابي عن أرسلان قد ولّد حساسية أو نفوراً بينهما على مستوى الساحة الدرزية، يجيب جنبلاط: "لكلٍّ منا خياراته وحساباته، ونحن كحزبٍ تقدّميٍّ اشتراكي لا يمكن أن نلتقيَ مع تحالفاتِ المير أرسلان، سواءٌ تلك اللبنانية أو الخارجية".

 

حلفاء "حزب الله" في كسروان - جبيل يتوعدون: هناك مفاجأة

ليا القزي/الأخبار/20 نيسان/18

أطلقت لائحة التضامن الوطني في دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان الفتوح وجبيل) النفير العام تحضيراً للانتخابات النيابية. وصلت متأخرة إلى السباق الانتخابي، الأمر الذي يتطلب مضاعفة العمل. هناك ماكينتان انتخابيتان للائحة، تؤكدان أنّ الحاصل أصبح مؤمناً، في وقت ما زال المُتابعون للشأن الانتخابي يُشككون في ذلك. منذ أن قرّر التيار الوطني الحرّ، فكّ التحالف الانتخابي مع حزب الله في كسروان الفتوح ــ جبيل، وعناصر وكوادر "الحزب" مُستنفرون من أجل تأمين الحاصل الانتخابي. "كلّ شخص هو ماكينة انتخابية قائمة بذاتها"، تقول مصادر حزبية. كوادر جبيل في حزب الله، الذين يتواجد معظمهم في بيروت، انتقلوا إلى دائرة جبل لبنان الأولى. التواصل مع الناخبين في المنطقة، يتمّ عبر طرق الأبواب. بيت ثم بيت... ولا يقتصر الأمر على أبناء الطائفة الشيعية. يُعتبر "الحشد التنظيمي"، بحسب المصادر، "أمراً طبيعياً لأنّ حزب الله لا يخوض الانتخابات هذه المرّة مع أحزاب كبيرة، بل مع أفراد مُستقلين".

تُحاول لائحة "الفدائيين" في كسروان الفتوح ــ جبيل (كما وصفها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله)، المؤلفة من تحالف حركة التضامن الوطني وحزب الله، كسر الجدران. هو جدار طائفي، بالدرجة الأولى، "وأوهام تجري محاولات تبديدها من خلال التواصل المُباشر مع الناس". أهمية الحوار أنّه "يتم هذه المرّة بالأصالة وليس بالوكالة". لسنواتٍ خلت، كان حزب الله يتلطى تحت مظلّة التيار الوطني الحر في المنطقة، مُختصراً عمله داخل "بيئته" فقط.

بعد إعلان اللائحة من مُجمع الـ"إدّه ساندس" في جبيل (يملكه رجل الأعمال روجيه إدّه، المُعارض لسياسة حزب الله، ولكنّه وعد بتجيير الأصوات التي يمون عليها إلى لائحة التضامن الوطني، على حدّ قول الوزير السابق جان لوي قرداحي)، اجتمع أعضاء اللائحة أمس في "البلاتيا" (مالكه رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، الذي شكره قرداحي على الاستضافة)، في لقاء "نخبوي وليس شعبياً" مع أبناء المنطقة. اختير هذا الوصف لتبرير، ربّما، غياب المُشاركة الكبيرة في الحدث، بعد أن تعهّد أعضاء اللائحة (باستثناء حسين زعيتر) أنّهم سيهتمون بالدعوات. تكلّم خلال اللقاء كلّ من زينة الكلاب وميشال كيروز وكارلوس أبي ناضر وبسّام الهاشم وجان لوي قرداحي الذي استذكر ذكرى مجزرة قانا، مُتحدثاً عن "لبنان القوي" الذي لا يكون إلّا من خلال الوحدة الوطنية.

الموعد الثالث، حُدد يوم الاثنين في ٢٣ نيسان، في الضاحية الجنوبية لبيروت (مجمع سيد الشهداء) حيث ستكون هناك كلمة للسيد نصرالله. كان من المُفترض أن يُنظم الاحتفال في جبيل، ولكنّ أسباباً عدّة حالت دون ذلك. يقول قرداحي إنّه "بالمضمون لا يوجد مانع من إقامة احتفال في جبيل، ولكن هناك ملاحظات في الشكل". نصح قرداحي أن يكون الاحتفال في جمعية المبرات الخيرية في جبيل وليس في واحدة من بلدات القضاء، "وكان من المُقرّر أن يُنظم هناك"، قبل أن يتبين أنّ "أغلب مناصري الحزب في جبيل يسكنون في بيروت، لذلك هناك مشقة تأمين وصولهم إلى جبيل. وثانياً، الوضع الأمني دقيق، لا نعرف من قد يتسلل إلى الاحتفال ويخترع خلافاً".

نقاط الضعف التي تُعاني منها "التضامن الوطني" تنقسم إلى شقين. أولاً، الاعتراض على ترشيح الشيخ حسين زعيتر، وتركيز خصومه على كونه من البقاع. يتفرّع من هذه النقطة، وفرة عدد المُرشحين عن المقعد الشيعي في جبيل. ثانياً، غياب الأسماء اللامعة عن لائحة التضامن، وصعوبة تسويقها في الشارع الكسرواني ــ الجُبيلي، لا سيّما مع ارتفاع حدّة الانتقادات إلى المُرشحين بأنّهم "كمالة عدد للائحة حزب الله". لقاء "البلاتيا" أمس، كان الامتحان الأول غير الموفق نسبياً. كما أنّ أخباراً عدّة، تنتشر في الشارع عن أنّ "حزب الله يدفع المال مُقابل تأمين الأصوات اللازمة... عُرض على إحدى عائلات العشائر في الجرد الجُبيلي مبلغ ٨٠٠ دولار مقابل الصوت الواحد... وقد دُفع لكلّ مُرشح مبلغاً من المال من أجل القيام بحملته". تنفي مصادر لائحة التضامن ذلك، "موازنتنا تشغيلية فقط". أما قرداحي فيؤكد أنّه يتولّى "قسماً أساسياً من التمويل، وكلّ مُرشح قدّم ما يقدر عليه، ووُضعت الأموال في صندوق مُشترك. التمويل هو ضمن سقف القانون". للائحة ماكينتان انتخابيتان. ماكينة "التضامن الوطني" التي تعمل في شكل أساسي "على الناخبين من الطائفة المسيحية. جبيل هو المركز الرسمي، ومنه تتفرع مكاتب في ذوق مكايل وغزير وجونية وحراجل. في كلّ واحد من هذه المكاتب هناك مراكز إحصاء وعدد من المندوبين"، يقول قرداحي. أما الماكينة الثانية، فهي التابعة لحزب الله، "والتي تُنسّق في شكل يومي مع بقية المراكز الانتخابية"، بحسب مصادر في اللائحة. معركة هذه الماكينة الأساسية هي على مقعد حسين زعيتر، أما "خصم اللائحة الوحيد في الدائرة، فهو الحاصل الانتخابي". معظم المعطيات تُشير إلى أنّ "التضامن الوطني" تُنافس من أجل ضمان الحاصل، ولكن ما زال الخطر ماثلاً. أما من وجهة نظر "الفدائيين"، فالحاصل "شبه مؤمّن مع العمل على رفع نسبة اقتراع الناخبين الشيعة إلى ما بين الـ١٠٥٠٠ صوت و١١ ألف صوت"، إضافةً إلى الحصول على "تعهّد من الحزب القومي، والناخبين الأرمن، وبعض أطياف اليسار، بأنّهم سيقترعون للائحة".

ماذا عن الجمهور الناقم على سياسة التيار العوني؟ تؤكد مصادر لائحة التضامن أنّنا "لا نعمل على سحب الناخبين المؤيدين للتيار، ولكن هناك من كان إلى جانبه في الماضي أو مُتضرر من سياسته قرر التصويت لنا. نتائج صناديق الاقتراع في البلدات ذات الطابع المسيحي ستُفاجئ الجميع".

لا يعمل المُرشحون كلائحة، "بسبب قانون الانتخابات الذي فرض أن يقوم كلّ شخص بمعركته وحده"، تقول المصادر. جان لوي قرداحي يُضيف بأنّ هذه اللائحة "لديها عنوان وقضية، وعلى هذا الأساس سيتم الاقتراع". كل واحد من المُرشحين لديه هدفه: قسمٌ يبني للمرحلة المقبلة، وآخر يُريد أن يُثبّت موقفاً بأنه موجود... "ولكن كلّنا نُناضل من أجل هدف مُشترك، ولا يهمّ من يصل منّا. هذا المُهم وما يُميزنا عن بقية اللوائح". ويؤكد قرداحي أنّ حركة التضامن الوطني "ناد سياسي سيستمر في النضال بالشأن العام، ما بعد ٦ أيار... مهما كانت النتيجة".

 

إنتخابات الغرب ولبنان

منى جهمي/موقع صدى الصوت/20 نيسان/18

ليست الانتخابات الأولى التي تجري في لبنان بعد اتفاق الطائف، ولا هي الأخيرة. لكن الحملات الانتخابية التي نشهدها، بما سبقها وبما سيتبعها، عرّت أنانية المرشح وغروره، وكشفت للأسف ضعة الناخب ونفعيته واستزلامه وغباءه. حدث ويحدث أن كثيرين منا شهدوا او تابعوا حملات انتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، أو  في بلدان أوروبية تنعم بشعوب وأحزاب ونقابات راقية همّها الأوحد مصلحة الوطن، بمعزل عن أية غايات ذاتية او اعتبارات خارجية. هم لديهم «قادة»، لا مجرد أشخاص ولا شخصانيات. لن ترى في باريس أو لندن أو شيكاغو زعيما مرفوعاً على الأعناق، ولن تقرأ شعارات تنمّ عن وعود كاذبة للشعب، أو عن حقد دفين لخصم، ولا حتى تنكيل بمُعارض. قد ترى صوراً ولافتات معلّقة بانتظام، بما لا يسبب تلوثاً بصريا ولا فوضى حركية. أما على صعيد البرامج والمناظرات الإذاعية والتلفزيونية، ففي النادر أن تسمع إهانة أو شتيمة. إنهم باختصار يحترمون شعوبهم، ويقدسون حقوقهم، يقينا منهم أنهم إذا ما أخلّوا بواجباتهم، أو تراجعوا عن تعهّداتهم وبرامجهم، فسيتعرضون للمساءلة الصارمة، والمحاسبة العادلة، حدّ عدم الثقة بهم ولا انتخابهم في دورات لاحقة. بعبارة أخرى، لن يسقطوا في صناديق الاقتراع وحسب، بل سيهبطون الى الدرك الأسفل في عيون مواطنيهم. أما في بلدان العالم «المتخلف» المستميت في تفانيه لنزعته الجاهلية القبلية العشائرية- ومن بين تلك البلدان لا يشكل لبنان استثناءً- فالمشهد متباين جذريا. مشين. بل مخيف، إذ هو يؤسس لأجيال تشهد، وتنشأ على التبعية العمياء لـ «الزعيم»، وهو مشهد يعيد بالتالي إفراز الحالة ذاتها، والأشخاص أنفسهم، من دون أي تطور ينهض بالبلد على كل المستويات: سياسياً، وأمنياً، واقتصادياً، وسياحياً وثقافياً… ومن دون أية حلول للأزمات المتراكمة- وبعضها محجوب عن الرأي العام- التي يعيها «الأتباع»، بحيث قد يدركون مدى الكذب الذي تجرّعوه وهم مطأطأو الرؤوس، والذي سيورثونه كالمرض إلى أبنائهم. لو أن الزعيم يمتلك ذرة من الكرامة والاعتبار تجاه نفسه، وتجاه شعبه، لن يرضى بأن يحملوه على الأكتاف، ولا أن يبجّلوه كالقديس، بل كان ليدعوهم إلى التخلي عن تلك السلوكيات المتخلفة والمهينة بحق الوطن. كان ليتعامل معهم على أنه خادمهم وراعي مصالحهم العامة. أيها المواطن اللبناني، هل تساءلت مرة عن ملفّين خطيرين يفتكان بك مالياً وصحياً: الكهرباء والنفايات؟ تأمل جيدا قبل أن تقرر من تنتخب.

*منى جهمي/مُدرّسة

 

الحرب مع إيران أمر جيد

نديم قطيش/الشرق الأوسط/20 نيسان/18

قد يكون مقال توماس فريدمان الأحد الفائت في «نيويورك تايمز»، عن المواجهة المحتملة بين إيران وإسرائيل، من أكثر المقالات التي تم تداولها في الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة الماضية. ببساطة شديدة وضع الكاتب الأميركي الوقائع في مواجهة بعضها البعض ليخلص إلى أن المواجهة الإسرائيلية الإيرانية دخلت حقبة الاشتباك المباشر وليس الاشتباك عبر الأدوات. في العاشر من فبراير (شباط) الفائت، أسقطت مروحية أباتشي إسرائيلية طائرة من دون طيار إيرانية، انطلقت من قاعدة «تي - فور» الجوية في سوريا، حيث تتمركز قوات للحرس الثوري الإيراني، وبالتحديد وحدة تشغيل «الدرونز» الإيرانية. لم تجزم أي جهة بشأن طبيعة الدرون الإيرانية، وما إذا كانت مجهزة بمتفجرات أم تنفذ مهمة استطلاع واختراق! بعد شهر بالتمام من حادثة «الدرون» الإيرانية، أغارت طائرات إسرائيلية على قاعدة «تي - فور» نفسها ما أدى إلى مقتل سبعة عسكريين إيرانيين بينهم الكولونيل مهدي دهقان، رئيس وحدة تشغيل «الدرونز».

ما تنبه له فريدمان، لم يفت الإيرانيين وحلفاءهم وكان الأوضح في التعبير عن ذلك الأمين العام لميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله الذي اعتبر أن «الإسرائيليين ارتكبوا خطأ تاريخياً... وحماقة كبرى وأدخلوا أنفسهم في قتال مباشر مع إيران»، مضيفاً أنها «حادثة مفصلية في وضع المنطقة، ما قبلها شيء، وما بعدها شيء آخر، هذه حادثة لا يمكن تجاوزها ببساطة». نحن أمام هجوم إيراني مباشر على إسرائيل يقابله رد إسرائيلي مباشر على أهداف إيرانية، في سوريا، بشكل غير مسبوق في تاريخ العداء بين البلدين، وهو مسار مرشح لسخونة أكثر. ما يعزز قناعتي باتخاذ الأمور هذا المنحى هو ضعف الضربة الثلاثية الأميركية الفرنسية البريطانية في سوريا والتي تلت الغارة الإسرائيلية المحكمة، وأنها جاءت من باب حفظ ماء الوجه بعد أن استخدم نظام الأسد السلاح الكيماوي في دوما. الضربة الثلاثية استهدفت الغرور الروسي وليس التمدد الإيراني في سوريا والمثابرة الإيرانية على تحويل أكبر قدر ممكن من سوريا إلى ما يشبه «كانتون الضاحية» جنوب العاصمة بيروت. وهي بهذا المعنى ضربة ناجحة.

فروسيا لم ترد على الضربة بمثل ما هدد سفيرها في بيروت، ودفاعاتها الجوية لم تعمل، وأحسن الكرملين ابتلاع الإهانة. بل إن موسكو عممت على دبلوماسييها ومسؤوليها، بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، أن يتراجعوا عن لهجة العداء لواشنطن. وقام مشرعون روس الاثنين الفائت بسحب مشاريع قوانين كان كُشف عنها سابقاً وكانت تهدف لفرض عقوبات على شركات أميركية، على الرغم من قسوة العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو وأدت إلى تدهور العملة وإفلاس صناعات روسية كبرى ورجال أعمال أبرزهم أوليغ ديريباسكا، أكبر ملّاك لعملاق الألمنيوم الروسي «روسال».

غير أن إسرائيل غير معنية بالنتائج الروسية لضربة الثلاثي الغربي. فبنيامين نتنياهو يعد من أكثر قادة العالم تواصلاً مع فلاديمير بوتين، وإسرائيل ليست طرفاً في الحرب بين موسكو والغرب، وهي نأت بنفسها عن إدانة الدور الروسي في سوريا على خلفية ما اعتبره الغرب تغطية روسية لمذبحة دوما الكيماوية، ولم تنخرط تل أبيب في لعبة طرد الدبلوماسيين الروس بعد حادثة تسميم الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، الذي عمل لصالح الاستخبارات البريطانية وابنته يوليا، في مدينة سالزبيري البريطانية في 4 مارس (آذار) الماضي. وفي الوقت نفسه ما عادت تل أبيب تثق بأن روسيا قادرة على لجم التمدد الإيراني في سوريا على نحو حاسم. إسرائيل بهذا المعنى لا يبهجها تأديب روسيا ولا تطمئنها العلاقة المميزة معها، وهي تراقب التردد الغربي في سوريا لا سيما تردد إدارة ترمب وتعتبره مؤشراً للرغبة الأميركية العميقة في الانسحاب أكثر من الشرق الأوسط... كل هذا يؤكد لصانع القرار الإسرائيلي، وفي مكان خفي ومعتم، لصانع القرار العربي أيضاً، أن ضربات مثل ضربة قاعدة «تي - فور» وليس ضربات الثلاثي الغربي هو ما يتناسب مع الخطر الإيراني. وضربات مثل هذه لا بد أن تشعل حرباً في المنطقة، لأن قدرة إيران على ابتلاع الإهانات محدودة في ضوء عنجهية نظامها والمخاطر التي تتهدده في الداخل.

لا أحد يحب الحرب، لكنني لا أرى أن حرباً إسرائيلية إيرانية في سوريا في هذا التوقيت وفي ضوء هذه المعطيات ليس أمراً سيئاً لأمن المنطقة. فإيران منهكة وضعيفة، وعملتها تعاني من انهيار لا سابق له ولا أفق لوقفه، والصراعات التي تعصف بنظامها السياسي تبشر بخريف الثورة ونظامها وشرعيتها.

سمى الأمير محمد بن سلمان الأشياء بأسمائها حين قال لبرنامج «60 دقيقة» على محطة «سي بي إس» إن طهران ليست منافسة لبلاده. «فجيشها ليس من بين الجيوش الخمسة الأوائل في العالم الإسلامي، كما أن الاقتصاد السعودي أكبر من الاقتصاد الإيراني وبالتالي فهي بعيدة عن أن تكون مساوية للسعودية، وهي ليست نداً لها». آن الأوان لتوضع الادعاءات الإيرانية أمام الامتحان بدل تركها تتسلى بالمنطقة وأمنها عبر ميليشيات ومرتزقة وعملاء. لتقاتل إيران مباشرة، بلحمها الحي وبدم الإيرانيين ومقدراتهم ومستقبلهم ومدنهم ومنشآتهم... وبعدها لكل حادث حديث.

 

إيران ليست مستعدّة لحرب مفتوحة مع إسرائيل!

أسعد حيدر/المستقبل/20 نيسان/18

تنحو المواجهات في سوريا، إلى مواجهات بين القوى الكبرى مباشرة وليس بالوكالة. الغارة على مطار T.4 أحالت المستور معلوماً. إسرائيل كشفت عملياً أنّها ضربت المطار لأنّ إيران تستخدمه في تخزين وإطلاق طائرات بلا طيار، في حين كانت قبلاً لا تعترف مطلقاً حتى ولو ثبت أنّها هي التي اعتدت. بدورها إيران أكدت عبر علي ولايتي أقرب المستشارين للمرشد آية الله علي خامنئي «أنّ بلاده ستردّ»، وتولّى بهرام قاسمي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التأكيد بأنّ «الردّ الضروري سيكون عاجلاً أو آجلاً». التهديدات المُتبادلة بين طهران وتل أبيب تؤشر إلى أن المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية واقعة اليوم قبل الغد. لكن سواء كانت إيران البادئة لأنها يجب أن تردّ، أو إسرائيل لأنها لم تتعوّد السكوت على هجوم عليها، فالسؤال الواقعي: من يمكنه ضبط تدحرج «كرة النار» عند نقطة تحول دون وصولها إلى حيث لا يجب أن تصل أي الحرب الشاملة، التي حكماً ستغيّر كل المعادلات خصوصاً بين موسكو وواشنطن، لأنهما ستُحشران في كيفية حماية كل واحدة منهما لحليفتها؟ لا شك أن مسؤولية موسكو ستكون الأكبر. وستكون هي الأكثر إحراجاً، لأنّها متحالفة مع طهران ولا يمكنها التفريط بها من جهة، ومن جهة أخرى لا تستطيع ولا تريد فك علاقاتها المتينة مع إسرائيل، خصوصاً على الصعيد العسكري في سوريا. لذلك لا بد من أن تكون العاصمتان على تواصل مستمر لوضع حدّ لتبريد الأجواء وعدم تدهورها، لأنها إذا بدأت في سوريا فمن يضمن عدم تمدّدها إلى لبنان أولاً ومن ثمَّ إلى إيران ثانياً؟

الغارة الإسرائيلية على الموقع الإيراني في مطار T.4 دفعت حكماً بالمواجهة الإيرانية – الإسرائيلية إلى الواجهة. إسرائيل أكدت بالغارة ومن خلال الصور التي نشرتها بعد ذلك حول المواقع الإيرانية في سوريا، أن «النشاطات الإيرانية في سوريا مكشوفة أمامها»، وأن هدف هذا النشاط تحويل سوريا إلى «جبهة أمامية». انتهى زمن السكون والمساكنة السورية – الإسرائيلية ومعها الإيرانية، والاكتفاء بإشعال جبهة الجنوب اللبناني. لذلك فإن أي رد إيراني على الغارة لا بد أن يطال إسرائيل مباشرة وإلا لا معنى للرد الذي تبقى مسؤوليته محجوبة في «حرب الظلال».

إسرائيل أكدت عبر صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «الجنرال قاسم سليماني موجود في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأنّه يخطّط لعملية انتقامية». إذا صحّ هذا التوجه الإيراني فإنه يعني حكماً أن إيران التي احتفلت بعيد الجيش ليست حذرة فقط وإنما قلقة وخائفة، فهي لا يمكنها الصمت ولا ضمان عدم تحوّل أي عملية محدودة ومحدّدة إلى «حرب صواريخ» شاملة في وقت لا تبدو فيه إيران مستعدة لخوض مثل هذه الحرب، وهي الغارقة في «حروب» سوريا مباشرة، والعراق واليمن بطريقة غير مباشرة حتى الآن.

السؤال الكبير، لو وقعت عملية إيرانية ضدّ إسرائيل، فهل تكون في دفع «حزب الله» إلى الدخول في حرب مهما قيل عن إمكاناته واستعداداته، غير قادر عليها ولا على مواجهة جمهوره في الجنوب اللبناني الذي سيدفع الثمن غالياً وأكثر مما حصل بكثير في الحرب السابقة؟ وماذا سيقول لقواعده الشعبية والمسلّحة لتبرير إشعال هذه الحرب التي من الواضح للجميع أنها ستكون بأمر إيراني مباشر وليس لتحرير الأرض اللبنانية؟ أمام إيران وإسرائيل مواعيد لا يمكن القفز فوقها، خصوصاً أن الولايات المتحدة الأميركية شريكة في بعضها. «نصف الإسرائيليين خائفون من الحرب القريبة». اعتادت إسرائيل على تسويق وبيع خوفها دائماً. المأزق أن إسرائيل تحتفل بالذكرى السبعين لقيامها والفلسطينيين بالذكرى السبعين للنكبة، وكل ذلك على وقع «الموعد الترامبي» حول الاتفاق النووي مع إيران في الفترة نفسها تقريباً.

أبعد من ذلك، إنَّ إيران لا يمكنها إلا العمل لتفادي حرب واسعة والاكتفاء بعمليات محدودة، لأنها «ترقص» في الداخل على وقع خلافات مُعلنة، إلى درجة أن المرشد خامنئي أصبح مضطراً للطلب من أجهزة الاستخبارات الإيرانية «النأي بنفسها عن الانقسامات الداخلية». وذلك بعد أن أصبح التنافس بين مختلف الأجهزة علنياً. ويبدو أن إسرائيل وجدت أخيراً في نظام بشار الأسد، «عقدة أخيل» الإيرانية. لذلك هددت بالرد على أي هجوم إيراني بشكل «يقوّض سيطرة نظام الأسد». معنى ذلك أن إسرائيل ستركّز في ردّها العسكري على قصف مواقع للجيش الأسدي كما «الحرس الثوري» سواء في حلب أو دير الزور أو دمشق.

الخطر الظاهر والكامن في الوقت نفسه في سوريا، أنّها تحوّلت برأيي الخبراء إلى «مختبر لحروب القرن الواحد والعشرين». أي أنها «حروب تتناسل ولا يمكن وقف تناسلها إلا عندما تستنفد القوى الكبرى المُشاركة فيها وسائلها بعد حصولها على ما خططت له منذ البداية». الحرب في سوريا برأي هؤلاء الخبراء تبدو كأنها تماثل حرب إسبانيا التي شكلت مختبراً للحرب العالمية الثانية والحرب الكورية في القرن العشرين مختبراً للحرب الباردة. ترجمة هذا التحوّل، أنَّ روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة الأميركية، لن تُوقف الحرب في سوريا حتى تحصل كل واحدة منها على «حصتها» حتى ولو اقتضى الأمر الدخول في مواجهة مباشرة مع أحد الأطراف أو أكثر. من الواضح أنّ إيران في قلب هذه المواجهة لأنها هدّفت على هدف ولم تأخذ في حساباتها موضع «أقدامها» الغارقة في وحول خارجية وداخلية معاً، وأنّ إسرائيل ليست وحدها من ستكون سعيدة في «ليّ يدها إن لم يكن كسرها». فروسيا أيضاً يهمّها تخفيض «الشهية الإيرانية». أما الولايات المتحدة الأميركية فسيسعدها «كسر يدها» والأقسى أنّ محيطها الجغرافي سيكون متأهباً ومغتبطاً إذا ما حُجّمت طموحاتها وأُجبرت على الانكفاء إلى الداخل.

 

محادثات كوريا الشمالية وأكثر ما يأمل فيه السياسي البراغماتي

تيلر كوين/الشرق الأوسط/20 نيسان/18

تأكدت الأنباء أن مايك بومبيو، المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، قد أجرى محادثات مباشرة مع كيم جونغ أون في كوريا الشمالية، ويبدو أن المفاوضات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الكوري الشمالي باتت تلوح في أفق المستقبل القريب، ولذلك فإننا في حاجة لأن نطرح سؤالاً حول كيفية نجاح هذه المفاوضات على نحو فعلي. هناك بالفعل أسباب تدعو إلى التفاؤل، ولكن ليس لأنني أرى احتمالات كبيرة في إبرام صفقة قابلة للتنفيذ مع نظام كوريا الشمالية الشمولي تقضي بالتخلي عن طموحاته النووية تماماً. بدلاً من ذلك، فإن أفضل السيناريوهات العملية تقول بأن يحاول قادة كوريا الشمالية تأمين الوجود الطبيعي لبلادهم على خريطة العالم. ومن شأن المحادثات، المساعدة على خلق أو التسريع من الوصول إلى هذه النتيجة. وحالة التشاؤم ليست عصية على المشاهدة. فمن المعروف عن نظام كوريا الشمالية أنه كثيراً ما يدخل في المفاوضات ثم يتحول إلى الجمود المفاجئ - ثم ينتقل إلى خرق الاتفاقيات وانتهاكها - باعتباره تكتيكاً لشراء شيء من الوقت الذي يبني فيه بعض أسلحة الدمار الشامل. وهناك مخاطر حقيقية بالفعل في أنه خلال عامين من الآن، سوف يكون هناك كثير من الكلام، تكون كوريا الشمالية قد عملت على تطوير الصواريخ الباليستية فائقة الجودة والقادرة على ضرب أوروبا أو أميركا الشمالية بكل دقة.

ولذلك، إن بدأ الوقت وهو في صالح كوريا الشمالية، ولم تكن الولايات المتحدة على شفا شن الهجوم الوقائي (وأنا لا أوصي بمثل هذا الإجراء)، فما هو السبب الداعي للتفاؤل بشأن نتائج المحادثات المرتقبة؟

أولاً: لم يخضع نظام كوريا الشمالية قط للبيروقراطية بالمعنى الحديث لهذا المصطلح. وفي حين أننا لا نمتلك المعلومات الشاملة، يبدو أنه حتى وقت قريب لم يكن زعيم كوريا الشمالية قد زار العالم الخارجي ولم يستقبل كثيرا من الزيارات من رؤساء دول أخرى كذلك. وكان موقفه، وربما مزاجه، يميل إلى العزلة الشديدة. كما أنه غير محاط أيضاً بأي شيء يشبه وزارة خارجية الولايات المتحدة، أو حتى الإدارات البيروقراطية من طراز الاتحاد السوفياتي العتيق التي أشرفت على توجيه دفة السياسة الخارجية للاتحاد البائد. ومن الأرجح أن بقية أركان نظامه الحاكم على غير علم ودراية بمدى التفوق العسكري الذي حققته الولايات المتحدة، في حالة نشوب الصراع بين البلدين. ومن خلال الاجتماع مع الزعماء الأجانب الآخرين، سوف يضطر نظام كوريا الشمالية إلى بناء العمليات الأساسية للتعامل مع بقية دول العالم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى خلق جماعات المصالح، وتدفق سيل من المعلومات. ويستجيب الشعب الكوري الشمالي بالتفكير الشديد حول العالم الخارجي، الأمر الذي يزيد من صعوبة السيطرة عليه بوسائل الدعاية. وفي المقابل، فقد تقرر القيادة في كوريا الشمالية مواصلة جهود التحرر الاقتصادي.

ولا يحتاج المرء إلى التعويل على «فرضية نهاية التاريخ» التي بلغت ذروتها في الليبرالية والديمقراطية. والأمل الأكثر تواضعاً في هذا السياق هو أن تتحول القيادة في كوريا الشمالية إلى اللامركزية، واعتماد الأساليب الأكثر بيروقراطية، وأكثر دراسة واطلاعاً، وبالتالي أكثر صعوبة في الاندفاع وراء الإجراءات العسكرية الرعناء. ويكمن هدف التفاعل غير المعلن عنه في تشجيع كوريا الشمالية على التطور إلى نموذج أكثر اعتيادية وأكثر قابلية للتنبؤ بردود فعله. وهذا هو التدفق الطبيعي لأغلب المؤسسات البيروقراطية، ولذلك وفي هذا الصدد، يملك المفاوض الأميركي ميزة «الوقت» في صالحه. ولسوف يتغير الكوريون الشماليون بأكثر مما تتوقع الولايات المتحدة منهم. ثانيا: كيم جونغ أون هو من بني البشر، وعليه أن يفكر ملياً في حياته الخاصة. فهل يرغب في 40 عاماً أخرى من تصفيق المسؤولين ثم إعدامهم؟ تتلقف عناوين الأخبار في الآونة الأخيرة تيمة (كيه - بوب) في كوريا الشمالية على غرار قيام مجموعة من الفتيات (ريد فيلفيت) بأداء شخصية كيم وزوجته في عمل استعراضي أوائل أبريل (نيسان) الحالي. واتضح أن كيم من أشد المعجبين بالثقافة الشعبية في كوريا الجنوبية التي كانت محظورة تماماً ولفترة طويلة على شعبه، مع إنفاذ وحشي الطابع لمنع هذه المحظورات في البلاد.

ومن الإشارات الجيدة الأخرى أن الرئيس الصيني قد تعهد بزيارة بيونغ يانغ لإجراء المزيد من المحادثات مع الرئيس كيم. وبالإضافة إلى هذه الاتصالات السياسية المباشرة، قام كيم بزيارة مركز (تشونغ غوان كون) للتكنولوجيا الصينية، حيث حاز كثيرا من الاهتمام وحاول تجربة بعض أدوات الواقع الافتراضي بنفسه.

ربما يفضل هذا الزعيم على نحو شخصي المزيد من التبادل الثقافي والاقتصادي مع كوريا الجنوبية والصين والغرب. ومع اعتبار أن الرئيس كيم تلقى تعليمه في سويسرا (وربما عبر بعض الحدود الأخرى مختفياً)، فإنه ليس غريباً تماماً على السفر والعلاقات الخارجية، ولكنها المرة الأولى التي يستمتع فيها بامتيازات القادة في الخارج أو في استقبال الزعماء الآخرين في بلاده. ألا يعد ذلك أمراً ممتازاً وأكثر مدعاة للاستقرار من ذلك البلد المنعزل الذي يحكمه؟ دعونا نأمل في أن يعتبره كيم كذلك. ولنفكر في أي محادثات دبلوماسية مع كوريا الشمالية كمثل العرض المسرحي الكبير، غير المصمم لخداع الرجل وإنما لتعليمه أن المسرح الدولي في حد ذاته قد يكون ممتعا.

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

حقائق كرستها الضربة العسكرية الغربية للنظام السوري

أكرم البني/الشرق الأوسط/20 نيسان/18

يصح القول بأن الضربة العسكرية التي نفذتها واشنطن بمشاركة باريس ولندن وطالت مواقع للنظام السوري، كرست مجموعة من الحقائق المؤلمة والمفجعة التي وسمت المحنة السورية طيلة سنوات، وذلك بدل أن تحدث تحولاً في مسار الصراع القائم، كما توهم البعض، أو تغيراً في توازنات القوى.

أولاً، تشريع المباح من أسلحة السلطة السورية كي تفتك بشعبها، حيث اقتصرت الضربة، كما صرح أصحابها، على تدمير ما سمي الركائز اللوجستية لإنتاج السلاح الكيماوي وليس أي شيء آخر، ما يعني الاستمرار في إطلاق يد النظام وحلفائه لاستخدام كل ما عدا ذلك من وسائل القتل والتدمير، كالقصف بالصواريخ والقنابل الفراغية والبراميل المتفجرة، ولا ضير حينئذٍ إن طال القصف العشوائي والكثيف مروحة واسعة من المدنيين المحاصرين، وإكراههم على الانتقال إلى الشمال السوري، كما حال أكثر من نصف مليون هجّروا مؤخراً من بيوتهم وأراضيهم في الغوطة الشرقية، حيث تنتظرهم، تحت سمع وبصر الغرب ذاته، مقتلة ومجازر جديدة! والأنكى حين يتذاكى بعض المسؤولين الغربيين ويقرنون شدة الرد بطابع السلاح الكيماوي المستخدم في «مجزرة دوما»، وهل هو غاز السارين أم غاز الكلور؟ وهل الأخير مصنع محلياً بوسائل بدائية ومتخلفة، أم مستورد خصيصاً للأغراض العسكرية؟ وذلك كمحاولة لتمييع الحدث والتهرب من واجبهم الإنساني في ردع هذا الفتك المقزز بالمدنيين العزل.

ثانياً، مكنت هذه الضربة المحدودة وغير الموجعة، نظاماً ضعيفاً ومرتهناً، من تفعيل كفاءته الديماغوجية كي يعلن نجاعته في الصمود والتصدي، وانتصاره على خصومه، وبالأحرى على شعبه! وأظهرت قدرة إعلامه المتمرس بالأضاليل في استثمار ما حصل لتنشيط شعارات التعبئة الوطنية ضد «العدوان الثلاثي الغاشم»، وللطعن بشعارات الحرية والكرامة وبسمعة المعارضة «التي تقف مع الأجنبي ضد بلادها»، كما يتهمها النظام! وأساساً لتحويل الأنظار عن المأساة الداخلية وما خلفه عنف السلطة المفرط من ضحايا وخراب، ما يحررها من المسؤولية ويحمّل مسؤولية ما جرى ويجري للآخر المتواطئ، بما في ذلك إعادة شحن المشهد بالمؤامرة «الكونية» التي تتعرض لها البلاد بسبب موقفها المقاوم والممانع، وبأولوية فضح ومواجهة دول استعمارية لفقت قضية الكيماوي كي تسوّغ مشاركتها المباشرة في الصراع حين استشعرت تحول ميزان القوى لمصلحة النظام وحلفائه!

ثالثاً، وضوح استباحة غير مسبوقة للوطن السوري تستخف بدماء أبنائه ومصيرهم ومستقبلهم، ويمكن النظر من هذه القناة إلى الحضور المتنامي عسكرياً لروسيا والميليشيا الإيرانية، وإلى الاجتياح التركي لمدينة عفرين، ثم تمدد التحالف الغربي في شرق البلاد، وتواتر الغارات الإسرائيلية ضد مواقع إيران و«حزب الله» في الأراضي السورية، وأيضاً إلى ما يصح اعتباره، وبعيداً عن النظرة التآمرية، تناغماً أو تواطؤاً دولياً وإقليمياً للتلاعب بالحرب السورية وإطالة أمدها وليس إخمادها، متوسلاً استمرار نهج خاص لإدارة البيت الأبيض تجاه سوريا، يتقصد السلبية وعدم الاكتراث واعتماد مواقف مبهمة ومتناقضة، لترك ساحة الصراع مفتوحة لتصفية الحسابات ولاستنزاف الآخر وكورقة لتحسين الموقع والنفوذ، والعنوان، النيل من الجماعات الجهادية، كـ«داعش» وتنظيم «القاعدة». والحال، فإن التصعيد اللفظي الغربي والسقف المرتفع لتصريحات الرئيس الأميركي عشية الضربة العسكرية، لم يخدع إلا قلة أخذتها أوهامها ورغباتها بعيداً في الرهان على دور عسكري خارجي يقلب توازنات القوى في سوريا رأساً على عقب، بينما تدرك الغالبية أن لغة التهديد والوعيد الأميركية لم تكن في أصعب محطات المحنة السورية وأشدها إيلاماً، سوى زوبعة في فنجان، وأنها كانت ترتفع عادة لامتصاص الضغط الأخلاقي الناجم عن صور مروعة لضحايا مجزرة أو سلاح كيماوي سبق واعتبر خطاً أحمر. لكن ما سبق لا يعني أبداً التقليل من الدور الأميركي والاستهتار به، بل يؤكد، على العكس، أهميته وحيويته، ويشجع على استخلاص نتيجة تقول إنه ما لم تتجاوز واشنطن حالة الإحجام والتردد وتتخذ موقفاً فاعلاً وحاسماً من الحدث السوري بما وصل إليه، فلن يحصل أي تحول نوعي في مسار الصراع واتجاهات تطوره. رابعاً، عمقت الضربة العسكرية الغربية، على تواضعها، حالة تخندق واصطفاف السوريين، بين من زاد التحامه بنظام الفتك والتنكيل، وبين من أعلن بوضوح تأييده الضربة العسكرية وطالب بأن تكون أكثر شدة وتأثيراً، يحدوه صراع مدمر طال، ومعاناة إنسانية شديدة، وانسداد الأفق أمام أي خيار يمكن أن يردع آلة القمع السلطوية ويضع حداً لعنفها المنفلت. والحال، عندما يستعصي حل الصراع السوري سياسياً وتتوغل أطرافه عميقاً في الدم والخراب، وعندما تصبح لغة السلاح هي الفيصل من دون اعتبار لأرواح الناس وحقوقهم وممتلكاتهم، وعندما يواجه المجتمع فئة حاكمة لا تهمها سوى سلطتها وامتيازاتها وتوظف كل ما يقع تحت يدها للاستمرار حتى آخر الشوط، وعندما يتراجع كل شيء في البلاد نحو الأسوأ، الدولة والنظام والمعارضة، الأمن وعافية المجتمع، الاحتقانات الأهلية والطائفية، الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، عندها يمكن تفسير وتفهم حالة التسليم والرضا لدى كتلة مهمة من السوريين بأي دور خارجي، حتى عسكرياً، يمكنه أن يحد من تدهور أوضاعهم.

صحيح أنه ليس من بلد نضجت فيه الدوافع الأخلاقية والقانونية لدور خارجي ناجع يوقف العنف المفرط وينقذ أرواح المدنيين واجتماعهم الوطني، كما سوريا، وصحيح أن الضربة العسكرية الغربية لم تغير من جوهر الأمور شيئاً، لكن الصحيح أيضاً أنها شكلت عند المتضررين من عنف النظام رجاء طال انتظاره كي ترد عنهم بعض القهر والظلم، ليس فقط عند أولئك الموجودين في المدن المحاصرة والمناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة أو النازحين واللاجئين في بلدان الجوار، وإنما أيضاً عند كثير من السوريين الذين بدأوا يستشعرون خطورة القادم وأنه أكثر سوءاً وإذلالاً وفتكاً، ونذيره المظاهر التشبيحية المهينة والمنفرة والثأرية التي بدأت تمارسها قوات النظام في الغوطة الشرقية، احتفاءً بما تعتبره انتصاراً!

 

السفير الروسي والقرضاوي

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/20 نيسان/18

في حديثه عن ذكرياته الدبلوماسية، عرّج السفير الروسي السابق لدى قطر، فلاديمير تيتورينكو، على تجربته في قطر، وروى حواراً مثيراً جرى بينه وبين زعيم «الإخوان» يوسف القرضاوي. يروي السفير في أحد برامج قناة «روسيا اليوم»: «قال لي القرضاوي: (على روسيا أن تقبل بحقيقة أن الأنظمة الدموية، والفاسدة، في البلدان العربية يجب أن تزول، وأن الشعوب سئِمَت من حكوماتها القديمة، ويجب أن تحل محلها قوة المجتمع. وعندما تتخلص هذه البلدان من حكامها المنتهين، فستتمكن من بناء مجتمعات مزدهرة مبنية على تقاليدنا الأصيلة). عندها سألته: (أرجو المعذرة، أنت تردد باستمرار كلمة الديمقراطية؛ فهل تعتقد أن النظام في البلد الذي تعيش فيه ديمقراطي؟ أقصد قطر، والبلدان المجاورة الأخرى التي لا توجد فيها أحزاب سياسية، ولا برلمان، بل أنظمة ملكية مطلقة، فهل هذا ديمقراطي؟) فأجاب: (لا، ولكن دورها سيأتي أيضاً)». ويستطرد السفير في حديثه، في برنامج «رحلة في الذاكرة»: «أعدت سؤالي: (هل تقصد أنه من الضروري الإطاحة بحكام قطر وأمرائها أيضاً؟)، فأجاب: (على الأمراء في البداية أن يقوموا بدورهم، والشعب فيما بعد سيطيح بهم)». ويعتقد السفير أن للقرضاوي نفوذاً في قطر، حيث كان يتصل مثلاً بالديوان الأميري... لتعرض المحطة المزيد من اللقطات الفظيعة، قالها أمامي... قال: (اعرضوا المزيد من اللقطات التي فيها كثير من الدماء وقتل الأطفال أكثر ما يمكن)». ويعلق المذيع: «حقاً...؟! إنه أمر مريع!». فيرد السفير: «بالفعل، أبلغت موسكو بذلك، وكتبتُ لهم انطباعي بأن القرضاوي يعطي تعليمات إلى قيادة قطر حول كيفية التصرف دعائياً، ويطلب أن يظهروا مذابح الأطفال والنساء على محطات التلفزيون». رواية السفير تيتورينكو، وانطباعاته لا تدهشنا، ولا تضيف جديداً، لكنها شهادة من دبلوماسي تقاعَد ليس طرفاً في الخلاف، بل العكس؛ روسيا على وفاق مع بعض حلفائهم، مثل إيران و«حزب الله».

والذي يسمع ما تحدث به القرضاوي، وشهد به السفير الروسي، وهو ما يقوله في العلن آخرون من أتباع القرضاوي، قد يجد فيه شهادة لـ«الإخوان»، وليس شهادة عليهم. وهي أن رؤيتهم، ومنهجهم لنظام الحكم حداثي يؤمِن بنظام المشاركة السياسية من خلال الديمقراطية.

ولا يتسع المجال هنا لنقاش ذلك، سوى بأن أوضح أن العبارات والخطب السياسية للجماعات الإسلامية، خصوصاً «الإخوان»، تتميز بمفردات سياسية متطورة، لكنها في الحقيقة مضلِّلة لا تعكس منهجهم الثيولوجي الديني الإقصائي.

خلال «الربيع العربي» في عام 2011، حاولوا القبض على تلك اللحظة التاريخية، فتخلوا عن الحديث عن المشروع الديني السياسي «الإسلام هو الحل»، وتماهوا مع الوضع الجديد، وركزوا في خطابهم على ثلاث كلمات: «حرية... وحقوق... وانتخابات»، لينسجم مع انتخابات مصر وتونس.

إنما الحقيقة ناقصة؛ الديمقراطية مصطلح نسخته الجماعة وربطته بمفاهيم دينية قاسية فاشية تضمن الحكم لجماعة بعينها من حيث الترشح والحكم إلى الأبد، تماماً كما هو حال ديمقراطية إيران الخمينية التي تتغنى بالانتخابات الفارغة حتى هذا اليوم، وقد أعدمت عشرات الآلاف من شركائها في الثورة المنتمين لتجمعات قومية ويسارية. كما أن حديث القرضاوي، وفق رواية السفير، عن قطر وبقية ممالك الخليج ليس غريباً، أيضاً؛ فالجماعة الدينية استخدمت الشاه في فترة عصيبة من حكمه، و«الإخوان المسلمون» ركبوا حصان الديمقراطية في غزة، ولم ينزلوا عن الحكم إلى اليوم، وحوَّلوا القطاع إلى حامية إيرانية، وهو ما فعله «الإخوان» عندما مُنِحوا الفرصة في السودان؛ استولوا على الحكم وأسقطوا حكومة الصادق المهدي المنتخبة. لهذا لن توهمنا الجماعات الفكرية المتطرفة بأنها حقاً تريد التغيير الشعبي، وتريد المشاركة السياسية، وتؤمن بالحقوق والانتخابات، لأنها ليست كذلك. الشيوعيون، أيضاً، كانوا يستخدمون الخطاب نفسه.

لكن لا أرى ما يراه السفير السابق من أن القرضاوي يدير قطر... الأرجح له دالّة في البلاط مستغلاً تقريب «الإخوان» وبعض القوميين العرب. ونحن مثل السفير لا نفهم كيف لساسة قطر أن يغفلوا عمن يتآمر عليهم، فهي مسألة لا يوجد لها تفسير علمي، ولا منطق تاريخي.

 

سوريا... قضية الجيل المصيرية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/20 نيسان/18

«نحن هنا للاحتجاج على القصف السوري من جانب دونالد ترمب وتيريزا ماي»، قالها الشاب الذي يحمل لافتة ما، وتغطي وجهه لحية كثة غريبة. وقالت شابة في منتصف عمرها ترتدي السواد، بطريقة أقرب للغناء: «لا بد من إيقاف قتل المسلمين على الفور».

وكان هذان الشابان من بين عشرات النشطاء من ائتلاف مناهضة الحرب، الذين كانوا يقضون وقتاً من عطلة نهاية الأسبوع، يعبرون فيه عن غضبهم وسخطهم تجاه ترمب والولايات المتحدة، وربما ضد الرأسمالية والإمبريالية بصفة عامة، في مواجهة السفارة الأميركية الخاوية من موظفيها في لندن. وسألنا إن كانوا سوف يتجهون للتظاهر والاحتجاج أيضاً قبالة السفارة الروسية، في حي بيزواتر الراقي في العاصمة البريطانية؟ وكان الجواب عبارة عن نظرة متجهمة ومخيفة من جانب الجميع! ولكن، كيف تسنى لنا ألا ندرك أنه في عالمهم المتوحد المنعزل، يلعب الشر دوره الحقيقي في الديمقراطيات الغربية فحسب!

عبر العقد الماضي أو نحوه، شنت روسيا حرباً ضد جورجيا، وأوسيتيا، وأبخازيا، وهاجمت أوكرانيا، وضمت شبه جزيرة القرم عسكرياً، وحولت الشيشان إلى كومة من الأنقاض والحطام، ودفعت الآلاف هرباً وفراراً من قراهم وبلداتهم في إنغوشيا وداغستان، ولم نجد للائتلاف المناهض للحروب لافتة واحدة تدين تلك الجرائم. وعندما وصلنا إلى سوريا، كان الائتلاف المناهض للحروب، ومن أبرز زعمائه جيريمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني، لا تسعفه ذاكرته للاعتراف بأن الطائرات الروسية لا تزال تقصف المدنيين العزل في سوريا، وتقتل أعداداً منهم، منذ عام 2015 حتى الآن.

وتحت القصف الروسي المتواصل جواً وبراً، شهدت مدينة حلب الأكثر اكتظاظاً بالسكان في سوريا، قدراً من الدمار لم يسبق له مثيل في التاريخ، منذ الغزو التتري المغولي في العصور الوسطى. ورغم ذلك، لم يرفع متعصبو الائتلاف المناهض للحروب - وليس أقلهم تعصباً جيريمي كوربن - طلباً واحداً بإيقاف عاصفة الموت والدمار التي أطلقتها روسيا.

وحقيقة أن القصف الصاروخي الأميركي البريطاني الفرنسي «المعتدل للغاية» على مواقع الأسلحة الكيماوية المزعومة لنظام بشار الأسد، لا يرقى بحال إلى مستوى مصطلح «قصف سوريا»، فهي حقيقة لا يعيرها من أحد الانتباه بحال. ولا يهتم النشطاء المحتجون أبداً بحقيقة أنه لم يسقط قتيل واحد قط في الغارة الجوية الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة ضد سوريا، وأن زعمهم المطالبة بإيقاف قتل المسلمين مبالغ فيه للغاية، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك 1.5 مليار مسلم يعيشون على وجه الأرض. وفي بعض الحالات، قد تنبع الكراهية الشديدة ضد الديمقراطيات الغربية من المقت الذاتي تجاههم، وهو المرض الشائع لدى كثير من المجتمعات الأخرى، بما في ذلك روسيا ذاتها. والفارق الوحيد الواضح في هذا السياق أن التعبير عن المقت الذاتي داخل المجتمعات الغربية بشتى الوسائل المعتادة هو أمر يخلو تماماً من أي مخاطر كانت؛ بل إنه من المظاهر الأنيقة للحرية الغربية في بعض الأحيان، في حين أن عواقبه وتداعياته شديدة الخطورة، في دولة مثل روسيا. وفي واشنطن أو لندن أو باريس، يمكنك الإعراب عن الاستياء أو المعارضة؛ بل وتجاوز الحدود المسموح بها في ذلك، من دون التعرض للعقاب. ومع ذلك، يمكن إطلاق النار على رأسك إن صنعت ذلك في موسكو؛ بل وفي الميدان الأحمر الشهير في وسط العاصمة، وإن تمكنت من الفرار خارج روسيا، فإنك تخاطر بالتعرض للاغتيال باستخدام المواد الكيميائية، في مدينة هادئة مثل غلوستر البريطانية بجنوب غربي البلاد. وفي حالات أخرى، فإن الموقف الموالي المتخذ من قبل بعض العناصر في الغرب، كان منشؤه الحنين للأيام الخوالي الجميلة، عندما كانت الآيديولوجيا السوفياتية، ممثلة في روسيا الأم، تتحدى الوضع الراهن العالمي، وتتعهد بمستقبل ذهبي واعد يلتهم الإمبريالية المهيمنة على سطح الأرض التهاماً!

وكل ذلك يمنح روسيا ميزة واضحة في بعض الأحيان. وهي ميزة خاطئة حسبما أعتقد، وتحمل اسم «الحرب الباردة الجديدة». ومن حيث مقاييس القوة، فإن روسيا ليست في وضع يسمح لها بتحدي الوضع الراهن العالمي. فالناتج المحلي الإجمالي الروسي البالغ 1.5 تريليون دولار، يتخلف كثيراً عن مثيله الأميركي البالغ 20 تريليون دولار. وتتجاوز الميزانية الدفاعية الأميركية بأضعاف مضاعفة مثيلتها الروسية. وعلى صعيد القوة الناعمة، بما في ذلك المجالات العلمية، والثقافية، والفنية، فإن الشيطان الأميركي الأكبر لا يزال أكثر جاذبية بكثير من الشيطان الروسي القميء. ويصطف الناس في طوابير طويلة في مدينة فلاديفوستوك الروسية للحصول على إحدى وجبات «ماكدونالدز» الأميركية، التي لا يطيق ابتلاعها أحد، في حين أنه لا يكاد أحد في واشنطن أو لندن أو باريس يسمع عن حساء «البورشت» الروسي اللذيذ!

ومن المؤكد أن روسيا من القوى النووية العظمى العالمية؛ ولكن ترسانتها النووية الحالية - حسبما أشار الرئيس فلاديمير بوتين بنفسه في غير مناسبة - هي ترسانة قديمة، ولا داعي لوصفها بأنها أثرية وعتيقة. أما الجيل الجديد من الرؤوس الحربية النووية الروسية التي لا يمكن الكشف عنها، والتي تعهد بها السيد بوتين عشية إعادة انتخابه رئيساً للبلاد، فلا تزال قيد التخطيط والدراسة والتطوير. وعلى أي حال، لا يأخذ من أحد على محمل الجد نشوب حرب نووية حارقة، أو حتى مجرد قيام سباق تسلح جديد، فقط لأن روسيا تفتقر وبشدة إلى الموارد اللازمة لمواكبة الوثبات الفلكية الغربية في هذا المضمار.

إذن، كل ما لدينا الآن عبارة عن حرب فاترة باهتة، تتألف العناصر الروسية فيها بالأساس من الائتلافات المناهضة للديمقراطيات الغربية، بالإضافة إلى قوة حق النقض (الفيتو) الذي تحظى به روسيا داخل مجلس الأمن الدولي بمبنى الأمم المتحدة. أما بالنسبة إلى سوريا، فلقد صارت القوتان مترابطتين تماماً. ولهذا السبب يصر كل من البريطاني جيريمي كوربن، ونظيره الفرنسي جان لوك ميلانشون، وغيرهما من الزعماء الأوروبيين المناهضين للغرب، على أن يحصل أي تدخل عسكري غربي في سوريا على المصادقة الأولى من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

ومن المثير للاهتمام، أن هذه الفئة لا تطالب التدخل العسكري الروسي في سوريا بالإذعان للمصادقة من مجلس الأمن والأمم المتحدة. وهذا بسبب أن روسيا لن تُفلح أبداً في تأمين الأغلبية المطلوبة لمثل هذا القرار داخل أروقة المنظمة الدولية. (والقرار الأخير المقدم خلال الأسبوع الماضي، الذي يسعى إلى إدانة الهجمات الصاروخية الأميركية على المواقع الكيماوية التابعة لنظام بشار الأسد، لم يحصل إلا على أصوات الصين وبوليفيا!). وبعبارة أخرى، فإن الدوائر الموالية لروسيا في الغرب، ترغب من الديمقراطيات الغربية منح روسيا حق النقض (الفيتو)، من دون أن تحصل لنفسها على الحق نفسه.

ويهدف المخطط الدعائي الروسي في تلك الحرب الفاترة إلى زرع الارتباك والبلبلة داخل الديمقراطيات الغربية، وتدمير الثقة في الزعماء والمؤسسات الديمقراطية، بما في ذلك وسائل الإعلام، والحيلولة دون تشكيل إجماع الآراء بشأن أي قضية كبيرة وذات أهمية.

وهكذا، وفي حين أن الديمقراطيات الغربية تملك من القوة ما هو أكثر بكثير مما تملكه روسيا للتأثير على الأحداث والوقائع العالمية، فإنهم غير قادرين على استخدام جزء يسير من هذه القوة الهائلة من دون موافقة موسكو. وروسيا، رغم كل شيء، تستطيع استخدام كافة ما لديها من قوة صغيرة.

وكما هو الحال، فإن بوتين، وبمعاونة الدوائر المناهضة للغرب داخل الديمقراطيات الغربية، يحاول الاستفادة القصوى من لعبة الأيدي المرتعشة لصالحه. وفي غالب الظروف والحالات الأخرى يمكن للمرء أن يقول: «حسناً، لماذا لا؟ لماذا لا تحاول القوة الضعيفة استغلال نقاط ضعف الخصوم؟».

غير أن المشكلة - مع ما تقدم - هي أن سوريا ليست مجرد لعبة بين مختلف القوى العالمية؛ بل إنها مأساة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. فلقد سقط أكثر من نصف مليون قتيل حتى الآن، إلى جانب إصابة 3 ملايين آخرين. ونزح أكثر من نصف سكان البلاد فارين بحياتهم خارجها. ولقد تجاوز هذا الصراع كافة مستويات ما كان يعرف بالانتفاضة الشعبية الأولى، أو الحرب الأهلية، أو حتى الحروب الإقليمية بالوكالة، لكي يصبح المأساة التي لا تنجب سوى الخاسرين. لقد صارت سوريا القضية الجوهرية المصيرية للجيل الحالي. واستخدام هذه المأساة في دعم بوتين أو عرائسه من ملالي طهران في لعبة القوة الإقليمية الخبيثة، ليس إلا قمة الحماقة. ومن خلال دعم أوهام بوتين بالانتصار المزعوم في الحرب السورية، باعتبارها النسخة الأكبر حجماً من مأساة الشيشان السابقة، فإن الدوائر الموالية لروسيا في الغرب لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد المأساة لما لا نهاية.

 

غسان الإمام

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/20 نيسان/18

بعد 8 مارس (آذار) 1963 لم يعد في سوريا صحافة مستقلة. أغلق «البعث» الصحف الكبرى، مثل «الرأي العام» و«النصر»، وأرسل كبار رجالها، مثل الأستاذ وديع الصيداوي إلى السجون، واستبدل بكل شيء صحف الدولة على الطريقة السوفياتية: رأي واحد. الجيل الأول قرر التقاعد والانعزال. والجيل التالي توزع في معظمه على صحف العالم العربي في الكويت ولبنان ومصر. غسان الإمام كان من أبرز هؤلاء. بدأ أولاً في بيروت، وعندما اشتعلت الحرب وانتقلت الصحافة إلى باريس، انتقل معها، ركناً من أركانها وعَلماً من أعلامها وشجاعاً من شجعانها. عندما أغلقت «الوطن العربي» في باريس، كانت «الشرق الأوسط» تنتظر قلمه في لندن. ومن باريس موطن وحدته ومنفاه السياسي، راح يرسل المادة التي تميَّز بها على الدوام: المقال الثري بالمعلومات والاستعادات والثقافة. وقد أضافت باريس إلى ثقافته العربية المهنية بُعداً جديداً، إذ أخذ يهتم بشؤون أوروبا وآدابها. حاولت الحكومة السورية إقناعه بالعودة إلى دمشق متناسية كتاباته المعارضة، لكنه فضل البقاء في الخارج. ولا أستطيع القول كيف كان نمط حياته لأنني لم ألتقه مرة واحدة في أي مكان. فقد أدركتُ أنه يعيش بلا حياة اجتماعية، ولم أشأ أن أتطفل على وحدته. كما أنه كان لا يحضر أي مؤتمر أو أي منتدى، متابعاً شؤون الوطن والأمة من برجه المغلق. حتى صورته بالأبيض والأسود في الجريدة لم يغيرها، فظلت الصورة الوحيدة التي لا تعترف بعصر الألوان، لكنه كان مطلعاً على آخر ما في العلوم والأفكار. وكان عندما لا يجد موضوعاً أسبوعياً سياسياً مناسباً، يلجأ إلى مخزونه الثقافي والعلمي، مخافة أن يكرر، أو يبتذل. وطوال ثلاثين عاماً لم ألحظ أنه استخدم عبارة مبتذلة برغم التشدد في مواقفه. ولم يثقل على قرائه بالنوافل والرخويات. بغيابه تخسر الصحافة العربية كاتباً عريقاً ومحترماً، وليس فقط الصحافة السورية، مع أن بلده سوف يظل يذكره كما يتذكر تلك الأقلام التي صنعت صحافته المستقلة بعيد الاستقلال.

 

الموروث الديني والتقليد الفقهي في مواجهة الانشقاقات

رضوان السيد/الشرق الأوسط/20 نيسان/18

في مناسبة بباكستان، احتفاءً بوكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، تجاوز وكيل الأزهر في محاضرته التوصيفات المعتادة لـ«القاعدة» و«داعش» باعتبارهما «خوارج العصر» إلى اعتبارهما «أهلَ الفساد في الأرض»، الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعَون في الأرض فساداً أن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقَطَّعَ أيديهم وأرجلهُم من خلافٍ أو يُنفَوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخِرة عذابٌ عظيم». والفقهاء المسلمون القدامى يُسمُّون ارتكابات قطّاع الطرق والعصابات المسلَّحة: جرائم الحِرابة، الذين تنفّذ السلطات والقضاء بحقّهم العقوبات المتنوعة الواردة بالآية، بحسب الجريمة أو الجرائم التي ارتكبوها. وتابع وكيل الأزهر مقاربته بالتمييز بين هؤلاء، وأولئك الذين تنطبقُ عليهم «أحكام أهل البغي»، وهم بحسب الفقهاء: المتمردون الذين يكون لتمردهم «تأويلٌ سائغ»، بأن تكون لهم مطالب اجتماعية أو اقتصادية أو مظالم يمكن النظر فيها من جانب السلطات، مثلما سلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع الثائرين عليه. فالبغاة، أي أصحاب البغْية أو المطلب الذي تكون فيه شبهة صحة أو تسويغ، ليس من حقهم حمل السلاح، لكنهم إن حملوه ثم هزمتهم السلطات، لا يتعرضون للقتل أو مصادرة الممتلكات، ويظل السعي جارياً لاستيعاب بقيتهم ما داموا قد ألقوا السلاح. أما مجرمو الانشقاقات؛ فهم مثل القرامطة وأهل الاستعراض، الذين ليست لهم مطالب يتقدمون بها مما يمكن الاستماع إليها. ثم إنهم يهاجمون السلطات والمجتمعات على حدٍ سواء، ويمارسون في مناطق استيلائهم أفعالاً مشينة في قتل الناس واستعبادهم... وقد ذكر الدكتور فالح عبد الجبار في كتابه عن «دولة» داعش، أنه في مدينة الموصل بالذات، أمر قضاء التنظيم بإعدام نحو الخمسمائة، ثم تبين بعد شهور أنّ الأحكام كانت خطأ في معظمها، فاكتفت شرطة أُخرى هي شرطة الحسبة بالتعويض على أهالي المقتولين، أما القضاة - وهم من شبان الشوارع - فإنهم لم يفقدوا مناصبهم!

يرى وكيل الأزهر إذن أنّ البُغاة أو المعارضين، تنطبق عليهم ولو من بعيد شروط المعارضة السياسية في الأزمنة الحديثة والمعاصرة. أما العصابات المسلحة من أهل الاستعراض فهم محاربون من دون قضية، ولا هدف لهم غير الإرعاب بالإبادة، لتسهيل خضوع المعذَّبين تحت حكمهم. ولذلك تنطبق عليهم السِمات التي ذكرها القرآن الكريم للمفسدين في الأرض. وقد رأيت بعد تأمل أنه بالنظر لارتكابات «إدارة التوحش» هذه؛ فإنّ تسمية المفسدين في الأرض ليست بعيدة عنهم، ولا بد من مكافحتهم واستئصالهم بشتى السُبُل. وبالطبع فإنه لا ينطبق عليهم وصف البغاة، الذين تتحقق عودتهم إلى «الجماعة» بقضاء المطلب الذي خرجوا من أجله. إنما ليس هنا مربط الفرس، كما يقول المثل. بل المشكلة كل الوقت في الوصول إلى تشخيص لهذا الهول الهائل، ثم البحث عن آية أو حدثٍ تاريخي يمكن القياس عليه، لإصدار الحكم في هذه الجريمة أو تلك. ولأنّ ارتكابات الانشقاقيين باسم الإسلام غريبة ومتوحشة وفريدة من نوعها، والنماذج التاريخية التي يمكن القياس عليها ضئيلة بل نادرة، استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى توصلنا إلى تشخيصٍ فيها، نجد إرشادات بصدده من النصوص أو الموروث. وهكذا تخلصنا من الربط بين الجريمة والكفر مثلما كان الدواعش الذين استحلوا دماءنا بالتكفير، يريدوننا أن نفعل: أن نتقاذف معهم بقذائف التكفير واستحلال الدماء والأعراض والأموال مثلما فعلوا ويفعلون. لكننا ونحن ننجو من هذا المهلك، وقعنا في أمرٍ آخر شديد الإشكال، للخروج منه صعوباته. وهو اللجوء إلى الموروث التفسيري، والموروث الفقهي، بل والموروث العَقدي!

منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وعندما قتل أسلاف «القاعدة» والدواعش الرئيس المصري أنور السادات باسم الدين، بنيتُ فرضية صارعْتُ بها اليساريين وليس الجهاديين فقط. قلتُ إنّ هؤلاء، ومنذ أكثر من قرن انصبّ جهدهم على الخروج على تقاليد الفقه والعقيدة، وما اعتبروه جموداً وابتداعاً، إمّا من أجل التأصيل وفتح باب الاجتهاد بالعودة إلى الكتاب والسنة مباشرة، أو من أجل التأصيل أيضاً، لكن لقراءة الكتاب والسنة من جديد رجاءَ الدخول على النموذج الأوروبي (من جانب الإصلاحيين). ونتيجة هذا الجهد المشترك من جانب الأصاليين والتحديثيين تصدع التقليد الذي تعطلت قدراته على الحركة بالفعل، وظهر من بين تصدعاته الصحويون والجهاديون الذين أرادوا لأنفسهم ولنا ثوراناً بالدواخل، وثوراناً على العالم، وصراعات في كل مكان لضرب التغريب، ولإقامة النظام الإسلامي الكامل!

لقد كنتُ أجادل الماركسيين واليساريين بأنّ حملتهم على الموروث لها سببان: أنه يمنع الدخول في العصر والحداثة، وأنّ الأصوليين يستندون في عنفهم إلى هذا الموروث، ولا صحة لشيء من ذلك، إذ نحن منذ مطالع القرن التاسع عشر نمارس عمليات التحديث دونما عقبات دينية كبيرة، أما الأصوليون الأصاليون فهم ضد الموروث والتقليد مثلكم تماماً. وكنتُ قد جادلتُ محمد أركون في الأمر ذاته في أواسط ثمانينات القرن الماضي، فغيّر رأْيه، وأصدر كتابه: استحالة التأصيل، لكنه عاد في التسعينات وما بعد لمنافسة الأصاليين على القرآن بحجة أنّ الكثرة الإسلامية الهائلة قعدت على النص وكتمت أنفاسه، وهو يريد تحريره منها! الجديد الجديد فيما حصل في السنوات القليلة الماضية، أنّ المتطرفين، وبعد استنزاف الكتاب (بالإنفاذ الحرفي لبعض نصوصه متجاهلين تقاليد الجماعة في الفهم والتفسير)، والسنة (في جوانبها الملحمية وأمارات يوم القيامة)، رجعوا متجاهلين كل الإنكار السابق، إلى الموروث الفقهي، والموروث السياسي، فاستخدموا عنوان الخلافة وشاراتها المنقضية، وممارسات وحشية زعموا أنها من تقاليدها. وعمدوا إلى كثيرٍ من الآراء الفقهية من مذاهب مختلفة، فطبّقوها في محاكمهم، متجاوزين السلفيات والاجتهاديات معاً! إنّ الصراع اليوم يجري على الإسلام كلّه في نصوصه، وفي عقائده، وفي موروثه الفقهي والسياسي. وهو صراعٌ تتعدد فيه الجبهات، لأنّ الأصاليين الخامنئيين مثل القاعديين والداعشيين قاتلونا على النصوص، وهم الآن يقاتلوننا على الموروث. فالأمر كما قال الإمام علي: بالأمس قاتلناكم على تنزيله، واليوم نقاتلكم على تأويله! هم يصيرون لاستخدام الموروث بأشكالٍ انتقائية، مثلما استخدموا النصوص بأشكالٍ انتقائية. وكما رددنا عليهم بآياتٍ أُخرى، وهاجمنا تحريفاتهم للمفاهيم القرآنية والنبوية، فنحن مضطرون الآن للذهاب إلى ما ترددنا سابقاً في الذهاب إليه وهو أنّ الخلافة ليست من الدين، وأنّ رأْي الإمام الشافعي أنه يجوز القتال بعلة الكفر، ليس من الدين في شيء أيضاً. لا بد من استراتيجية أُخرى، ولا بد من سردية أُخرى للدين ولنَسَب الدولة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لبنان لن يكون بلدا معتديا لكنه يرفض أي اعتداء على اراضيه واسرائيل تواصل انتهاكاتها والاتصالات لانهاء التعديات على الحدود الشهر المقبل

الجمعة 20 نيسان 2018 /وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزف فوتيل، التعاون القائم بين الجيشين اللبناني والاميركي والمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للمؤسسات الأمنية اللبنانية، لا سيما منها الجيش. وخلال اللقاء الذي حضرته السفيرة الاميركية اليزابت ريتشارد والوفد الاميركي المرافق، شكر الرئيس عون الجنرال فوتيل على "دور بلاده في مؤتمر "روما 2" الذي خصص لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية"، مشيرا الى ان "اسرائيل لا تزال تواصل انتهاكاتها البرية والبحرية، لا سيما على طول الحدود الجنوبية"، لافتا الى ان "الاتصالات ستستأنف عبر اللجنة الثلاثية العسكرية في النصف الأول من الشهر المقبل لأنهاء التعديات الاسرائيلية على الحدود الدولية للبنان". وجدد الرئيس عون امام المسؤول العسكري الاميركي، التأكيد على ان "لبنان لن يكون بلدا معتديا لكنه يرفض أي اعتداء على اراضيه".

وكان الجنرال فوتيل نقل الى الرئيس عون، في مستهل اللقاء، تحيات وزير الدفاع الاميركي ديفيد ماتيس، ثم قدم عرضا للاوضاع العسكرية الراهنة في المنطقة"، مجددا دعم بلاده "للجيش والقوى المسلحة اللبنانية وضرورة تعزيز التعاون القائم بين الطرفين".

بقرادوني

وفي قصر بعبدا، الوزير السابق كريم بقرادوني، الذي اجرى مع الرئيس عون جولة افق تناولت التطورات الراهنة محليا واقليميا ودوليا.

 

بري عرض الوضع المعيشي مع الاسمر واستقبل وفدا علمائيا من صيدا

الجمعة 20 نيسان 2018/وطنية - عرض رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري اليوم، في دارته في المصيلح مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الاوضاع النقابية والعمالية والمعيشية، بحضور المسؤول العمالي المركزي في حركة "أمل" علي حمدان. وقال الاسمر بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس نبيه بري الراعي الاول للحركة العمالية في لبنان، وعرضنا شؤونا وشجونا نقابية تختص بالاتحاد العمالي العام، وتمنينا ان تنتج الانتخابات النيابية المقبلة سلطة وطنية فعالة تسهم في تحسين الواقع العمالي في لبنان". واضاف: "طبعا ومع اعادة انتاج السلطة بعد نتائح الانتخابات سيكون هناك حكومة جديدة امامها مشاكل كثيرة، ويجب ان تعالجها وفي مقدمها العمالة الاجنبية، والصرف التعسفي، وحد ادنى جديد للاجور، واكمال مفاعيل سلسلة الرتب والرواتب، وغيرها من الامور النقابية. ودولته اكثر من ايجابي باعتباره يمثل طليعة للحركة العمالية". كما استقبل بري وفدا علمائيا من مدينة صيدا ضم الشيخ غازي حنينة، الشيخ صهيب حبلي، الشيخ سعيد قاسم، الشيخ محمد فريد قدورة والشيخ شادي خليف. واشاد الوفد بمواقف الرئيس بري "الوطنية الجامعة على المستوى الاسلامي - الاسلامي وعلى المستوى الوطني العام".

 

الحريري استقبل لاسن ولازاريني وقائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي

الجمعة 20 نيسان 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اليوم في "بيت الوسط"، قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزف فوتيل على رأس وفد عسكري، والسفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، في حضور مستشار الرئيس الحريري العميد المتقاعد مارون حتي. وتناول البحث المستجدات وسبل التعاون العسكري بين لبنان والولايات المتحدة.

لاسن ولازارين

وكان الحريري استقبل سفيرة الاتحاد الاوروبي كرستينا لاسن ومنسق برنامج الامم المتحدة الانمائي فيليب لازاريني، في حضور مستشار الحريري نديم المنلا، وجرى عرض للاوضاع العامة والتحضيرات لانعقاد مؤتمر بروكسل 2 في 25 من الجاري.

معرض لوحات

وزار الحريري مساء امس معرض لوحات جورج موراتون كلارك في منطقة "ستاركو"، وجال في انحائه واطلع على اللوحات المعروضة.

 

الخارجية تابعت مسألة النازحين السوريين مع مفوضية شؤون اللاجئين

الجمعة 20 نيسان 2018 /وطنية - استدعى مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية السفير غادي الخوري، بناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثلة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، على خلفية البيان الصادر عن المفوضية عن عودة نحو 500 نازح سوري من منطقة شبعا إلى بيت جن السورية. وأثار الخوري، وفق بيان للخارجية، مسألة سلوك المفوضية لجهة اصدارها بيانا مخالفا للسياسة العامة اللبنانية المنسجمة بالكامل مع المبادىء الانسانية والقانون الدولي، والتي تقضي بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين الى بلدهم، مشيرا الى ان "مضمون البيان يزرع الخوف والتردد في نفوس النازحين السوريين الذين قرروا طوعا وبملء إرادتهم العودة إلى بلدهم، لكون الوضع الأمني في معظم مناطق سوريا بات يسمح بالعودة". وتم التشديد على "وجوب أن تتماهى البيانات الصادرة عن المفوضية مع مستجدات الوضع السوري وأولويات الحكومة اللبنانية، وعلى وجوب الامتثال للاصول الديبلوماسية، وتحفظ المفوضية عن إصدار بيانات تعرقل عملية العودة".

وكانت الوزارة أصدرت مساء أمس البيان الآتي:

"تبدي وزارة الخارجية والمغتربين أسفها لمضمون البيان الذي صدر عن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن عودة نحو 500 نازح سوري من شبعا إلى بيت جن السورية، والذي لا يشجع حتى على نموذج صغير للعودة الطوعية، الآمنة والكريمة التي تتوافق مع جميع المبادىء الانسانية والأعراف الدولية، لا بل تخوف النازحين من أي عودة في هذه المرحلة بسبب ما تذكره من وضع أمني غير مستقر. وقد لفتنا إصرار المفوضية مرة جديدة على رفض أي مؤشر إيجابي للعودة وعلى اخافة السوريين منها على الرغم من استقرار الحالة الأمنية في كثير من المدن السورية، وعودة الحياة الطبيعية إليها. إن هذا الأمر يؤكد مخاوفنا من وجود سعي جدي للتوطين عبر زرع الخوف والتردد في قلوبهم وتعمد عرقلة أي جهود جدية لعودتهم والتخفيف من معاناتهم وحل مشكلة من يستطيع الرجوع سياسيا وامنيا إلى سوريا لكون العودة الآمنة والكريمة هي الحل الوحيد لأزمة النزوح. إن هذا الأداء الدولي المحبط يدفع الخارجية اللبنانية الى إعادة تقييم عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في هذا الخصوص وفي هذه المرحلة بالذات، ويدفعنا لمساءلتها بحسب الأصول الديبلوماسية المتبعة خصوصا في ظل الوضع الملتبس الذي يحيط بها".

 

الراعي ناشد من الدوحة وقف الحروب العبثية: لبنان يحتاج إلى رجالات يحاربون الفساد ويلتزمون القرارات القضائية ويضعون خطة للنهوض الاقتصادي

الجمعة 20 نيسان 2018/وطنية - الدوحة - وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حجر الاساس لكنيسة مار شربل في الدوحة، في حضور حشد من أبناء الجالية. وألقى جهاد ابي صالح كلمة شكر فيها البطريرك الراعي على "حضوره وتبريك حجر الاساس للكنيسة باسم الجالية اللبنانية قطر"، وقال: "أبناؤكم في قطر تهمهم الفرصة الكبيرة لوجودكم بينهم، وباركوا هذا المشروع الحلم الذي يتجسد اليوم بوضع حجر الاساس لبناء كنيسة القديس شربل الذي فاض بنعمه على العالم اجمعين من دون تمييز". بدوره، رحب البطريرك الماروني بالحضور وشكر الله على "عنايته ورحمته الذي رفع على مذابح الكنيسة القديس شربل المسافر الكبير الذي وصل الى العالم والى قطر ودخل قلب الجميع". وشدد على ان "الله يخاطب كل انسان وما على الانسان سوى الاستماع الى صوته"، شاكرا للاب شربل مهنا الراهب المريمي على "الجهود الذي بذلها مع لجنة الكنيسة للعمل وتلبية الدعوة والمجىء الى قطر والعمل مع لجنة بناء الكنيسة لانهم بايمانهم وبجهودهم وضعوا يدهم بيد الاب شربل بتوجيهات المطران لبناء الكنيسة على رغم كل المشاكل الاقتصادية الكبيرة في الشرق وقبلوا التحدي لبناء هذه الكنيسة، ومار شربل سيكافئهم". بعد ذلك، كان عرض لصور تجسد مختلف اقسام الكنيسة والمجمع الراعوي التابع لها، وهي تضم مدرسة تتسع لزهاء 600 طالب وكذلك ديرا، اضافة الى الكنيسة ومكاتب تابعة لها.

النائب الرسولي

وقبل بدء القداس، ألقى النائب الرسولي لشبه الجزيرة العربية المطران كاميلو بالين كلمة، قال: "بحضوركم معنا، يا صاحب الغبطة، يوضع حجر الاساس لكنيسة مار شربل المارونية فتجسد نعمة من الله الذي يرعى ابناءه اينما كانوا. وتشريفكم لنا بالحضور يرمز الى وحدة الكنيسة التي صلى لاجلها يسوع".

وأضاف: "ها نحن نحتفل اليوم بوضع حجر الاساس في اول كنيسة مارونية في الخليج. ونحمد الله الذي امدنا بمكان نجتمع فيه للقائه لكي نقدم اليه افراحنا ومشكلاتنا. الحق ان الهدف من الكنيسة هو ان يكون هناك مكان يمكننا فيه ان نجدد علاقتنا بالرب من خلال يسوع المسيح وننعشها ونعمقها. ونتقدم بأسمى آيات الشكر لدولة قطر، اميرا وشعبا، لانفتاحه على الاديان الاخرى وهو موقف يشترك مع بعض بلاد منطقة الخليج. وكلما كنا اكثر انفتاحا على الاخر كلما كان الله كريما معنا. وهذه الكنيسة هي بمثابة صورة الام التي تستقبل اولادها وترحب بهم، ولا شك في ان هذه الكنيسة المارونية في قطر ستكمل مهمتها اذا ما قبلت طوائف اخرى صغيرة، ولا سيما تلك الطوائف الناطقة بالعربية. هذه الكنيسة سوف تكون علامة على هويتها الجوهرية اي لكونها كاثوليكية تلك التي تعني عالميا، وللكنيسة المارونية علاقة خاصة مع الحبر الاعظم وظلت متحدة معه برغم الاضطهادات وشتى المتاعب التي وقعت عبر التاريخ".

وشكر "الآب على رؤية هذه الوحدة والمحبة من جانب الكنيسة المارونية تجاه الكنيسة الكاثوليكية في العالم". وتابع: "نبدأ بناء هذه الكنيسة الملموسة، لكن الهدف هو اقامة كنيسة روحانية هي، في الحقيقة، كل فرد منا، وكل واحد منا يسكنه الروح القدس منذ لحظة معموديتنا. وفي الوقت عينه، علينا ان نشبك ايدينا سوية لكي نكون قادرين على بناء الكنيسة الملموسة. وعلينا ان نجدد قلوبنا وعلاقتنا بالرب وبجيراننا. وهكذا تكون الكنيسة الروحانية جميلة تنشر الوحدة والمحبة والمشاركة للكل". وقال: "ان وضع حجر الاسس هو مناسبة خاصة لكي نجدد امانتنا واخلاصنا ليسوع وللرسالة التي اعطانا اياها ان نكون تلاميذه اخوة واخوات لبعضنا البعض بصرف النظر عن الجنسية او اللغة او الدين".

الراعي

وبعد الانجيل، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" (متى 16: 18) قال فيها: "عندما سأل الرب يسوع تلاميذه: "وأنتم من تقولون اني أنا هو؟" أجاب سمعان بن يونا: "أنت المسيح ابن الله الحي". فامتدح يسوع إيمانه وبدل اسمه إلى بطرس أي الصخرة، ويعني بها "صخرة الإيمان التي عليها يبني كنيسته" (راجع متى 16: 15-18). هذه الكنيسة هي "بيت الله" المكون من المؤمنين بالمسيح كحجارة إيمانية حية، على ما كتب بطرس الرسول: "كونوا أنتم أيضا مبنيِين كحجارة حية بيتا روحيا" (1 بط 2: 5). هذا هو المعنى اللاهوتي والروحي للاحتفال بوضع حجر الأساس لكنيسة مار شربل الذي قمنا به. هذا الحجر المعروف "برأس الزاوية" هو المسيح، كما قال بطرس الرسول (راجع أعمال 4: 11)، وشرح معنى هذا الحجر بقوله: "لا خلاص إلا بيسوع المسيح. فما من اسم آخر تحت السماء وهبه الله للناس نقدر به أن نخلص" (أعمال 4: 12)".

وأضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مع سيادة السفير البابوي المطران فرنسيسكو باديلا francisco Padilla وسيادة النائب الرسولي في شمال الجزيرة العربية المطران Camillo Ballin الذي قبل هبة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بتخصيص عقار لبناء كنيسة مارونية على اسم القديس شربل، تكون مفتوحة لحاجات سائر المؤمنين، وفقا لتوجيهات سيادته، ومع الأب شربل مهنا، من الرهبانية المارونية المريمية العزيزة، خادم جماعتنا المارونية والمعاون في خدمة الجماعات الأخرى، فاننا نحييه مع لجنة بناء كنيسة مار شربل وكل المعاونين فيها ولا سيما المهندسين والمقاولين. بارك الله اعمالهم وكللها بالنجاح. لقد أتينا من لبنان مع سيادة أخوينا المطرانين سمير مظلوم وبولس الصياح والمكتب الإعلامي في الكرسي البطريركي والوفد الاعلامي الآتي من لبنان ولا سيما محطة lbc وmtv ونورسات ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام و"الوكالة الوطنية للاعلام"، لنشارككم فرحة هذا الاحتفال، ونشكر معكم سمو الأمير على مبادرته الكريمة، وعلى تسهيل جميع المعاملات اللازمة. نسأل الله أن يكافئه بالصحة والخير، ويفيض على دولة قطر رحمته وبركاته، شاكرين لها استضافة الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون فيها بإخلاص، ويكسبون لقمة عيشهم لهم ولعيالهم ويساهمون في نمو هذه الدولة المضيافة وازدهارها. وقد فتحت الدولة القطرية ابوابها لعشرات الالاف من بلدان الشرق الاوسط والبلدان الآسيوية وسواها".

وتابع: "أنتم أيها المؤمنون والمؤمنات، نحييكم ونقدم هذه الذبيحة المقدسة على نيتكم، فيما أنتم تتعبون وتجاهدون، والآن تتعاونون في بناء كنيسة مار شربل ومجمعها الراعوي. نحن نؤمن بأن يده معكم، وهو يعرف كيف يكثر ما تقدمون من مال وتضحيات. فهو رب هذا البيت. كما نصلي في المزمور: "إن لم يبنِ الرب البيت، عبثا يتعب البناؤون؟" (مز127: 1). فلا تخافوا من حجم الكلفة فلا أحد يعلم من أين يرسل الله محسنين لبناء بيته. ومعلوم أن الله لا يسكن بيوتا صنعتها أيدي البشر. "فالسماء عرشه، والأرض موطئ قدميه. لقد صنعت يداه هذا كله" (أعمال 7: 48-49؛ أشعيا 66: 1-2). بل يريد الله أن يسكن في قلب الإنسان، وفي منسحقي الروح المرتعدين من كلمته (أش 66: 2). هذا ما أكده الرب يسوع بقوله: "من يحبني يحفظ كلمتي، وأبي يحبه وإليه نأتي، وعنده نجعل لنا منزلا؟" (يو 14: 21 و23).

وقال: "أنت المسيح ابن الله الحي" (متى 16: 16). هذه هي صخرة الإيمان التي عليها تبنون كنيستكم الرعائية، ايها المسيحيون المشرقيون، على اسم القديس شربل هنا في الدوحة الزاهرة. وهذا هو إيماننا الذي نعلنه اليوم. ربنا يسوع هو المسيح الذي انتظرته أجيال وأجيال من الأمم والشعوب. وعنه تكلم الانبياء وجميع الكتب المقدسة في العهد القديم، وظهر في ملء الزمن، واعتلن في كتب العهد الجديد. وهو ابن الله الذي صار إنسانا ليكلمنا عن الله ويكشف لنا وجهه وسره. وقد اتخذ طبيعة الإنسان وعلم كل واحد وواحدة منا كيف يكون إنسانا. فقد فكر بعقل إنسان، وقال الحقيقة بلسان إنسان، أحب بقلب إنسان، واشتغل وأعطى بيد إنسان، ولم يصنع إلا الخير بإرادة إنسان، وهو الإله الحي، الذي سماه النبي أشعيا "عمانوئيل" أي الله معنا. فهو رفيق درب كل إنسان ليصل به إلى معرفة الحق ونيل الخلاص".

أضاف: "إننا نلتمس اليوم هبة الإيمان الذي ملأ قلب سمعان بطرس. أجل الإيمان عطية من الله ونعمة، وهو نور الروح القدس الذي ينير عقولنا، ويحرك قلوبنا نحو الله، فنفهم الحقيقة ونقبلها في عقلنا مقتنعين بها، وفي قلوبنا فنحبها، وفي إراداتنا فنخضع لها ونجسدها في الأفعال والمبادرات. لا ينحصر الإيمان في الإطار الروحي والديني فقط، بل يتخطاه ليشمل حياتنا الزمنية بكل أبعادها. نحن نعيش في لبنان وبلدان الشرق الأوسط أوضاعا صعبة للغاية، وظروفا قاسية، من جراء الحروب الدائرة والنزاعات والأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية في عدد من بلداننا. فلا بد من مواجهة هذه الاوضاع الصعبة بإيمان، صامدين في القيم الروحية والاخلاقية وإيمان نترجمه في الأفعال والمبادرات والمواقف. يحتاج لبنان إلى رجالات دولة غير عاديين يعملون من أجل إعادة بناء الوحدة الوطنية. لبنان في حاجة إلى سياسيين متجردين يحاربون الفساد المتفشي في الوزارات والإدارات العامة ومؤسسات الدولة، ويضعون الخطة اللازمة للنهوض الاقتصادي والمالي، ولإجراء الإصلاحات المطلوبة من مؤتمري روما وباريس الأخيرين. وهي إصلاحات تشمل الكهرباء والماء والمال والبنى التحتية. ويحتاج لبنان إلى مسؤولين سياسيين يحترمون الدستور والقانون، ويلتزمون القرارات القضائية ويعملون على تنفيذها.

وفيما تفصلنا ثلاثة اسابيع عن اجراء الانتخابات النيابية، فإننا ندعو جميع اللبنانيين للادلاء بصوتهم المسؤول من اجل اختيار مثل هؤلاء المسؤولين. وفيما تقدر مبادرة فخامة رئيس الجمهورية برد المادة 49 المضافة الى موازنة 2018 الى المجلس النيابي لاعادة النظر فيها، فانا نرجو من هذا المجلس ازالة منح الاقامة لأي اجنبي او عربي لقاء شرائه شقة في لبنان، بل ايجاد شروط وتسهيلات اخرى لحل مشكلة السوق العقارية. ونناشد الحكومة وضع سياسة سكنية من اجل تأمين منازل للشباب اللبناني كي يتمكن من تأسيس عائلة والبقاء على ارض الوطن، ومن اجل ايواء عائلاتنا اللبنانية المحرومة من منزل لائق بسيط".

وتابع: "إننا نناشد الاسرة العربية الدولية إيقاف الحروب العبثية الدائرة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، وتوطيد السلام العادل والشامل والدائم، وإعادة جميع النازحين واللاجئين إلى ممتلكاتهم وأوطانهم. فمن حقهم المقدس استعادتها مع ثقافاتهم وحضاراتهم وتاريخهم. فكم هو معيب على هاتين الأسرتين الاستمرار في الحرب والقتل والدمار، والتنكر لواجب بناء السلام. اليس من العار ان تصرف المليارات التي باتت لا تحصى من الاموال على السلاح والتسلح من اجل الدمير والقتل وتشريد المواطنين الآمنين؟ وفي المقابل، ملايين وملايين من البشر يموتون جوعا، فضلا عن الفقراء والمحرومين ابسط حقوقهم الاساسية؟ لكن إيماننا كبير بأن المسيح الإله القائم من الموت قادر على مس العقول والإرادات والقلوب، على تحريكها نحو السلام والخير والبناء. وبهذا الرجاء الثابت نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

مهنا

وفي ختام القداس، القى الراهب شربل مهنا كلمة وجه فيها "تحية شكر وتقدير الى غبطته"، مرحبا به "بين ابناء الجالية المسيحية مع ما تحتضنه من حركات رسولية وحركات شبيبة واخويات ساهمت من خلال خدمتها وصلواتها ومحبتها بالوصول الى يوم وضع حجر الاساس للكنيسة". ووجه تحية شكر الى النائب الرسولي والسفير البابوي في قطر والآباء "الذين تعاونت معهم منذ تولي مهمتي في قطر منذ 4 أعوام ومدوا الي يد المساعدة لكي نبني كنيسة مار شربل". وشكر "لغبطته ثقته التي منحني اياها لتعييني خادما لبناء كنيسة القديس شربل حتى تحقق هذا الامر ببركته". وخص بالذكر "الرهبنة المارونية المريمية التي رافقته طوال وجوده في هذه الخدمة والمسؤولية. ثم توجه المؤمنون يتقدمهم البطريرك الراعي الى ساحة الكنيسة حيث بارك تمثالا للقديس شربل وازاح الستار عن لوحة للمناسبة.

ثم توجه الراعي الى قاعة الرعية حيث التقى ابناء الكنيسة والجالية اللبنانية في قطر.

 

قاسم: الانتخابات تعبير شعبي عن الأوزان السياسية والنسبية تمنع الانتفاخ وتضرب المحادل

الجمعة 20 نيسان 2018 /وطنية - ألقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في احتفال تكليف فتيات الكشاف في "مدرسة شاهد"، قال فيها: "عندما قررنا أن نخوض الانتخابات النيابية، اعتبرنا أنها تعبير شعبي عن الأوزان السياسية، وهذا القانون النسبي يعطي كل جهة تمثيلها الواقعي، وأنا مسرور بأن الكثيرين يلعنون القانون النسبي، لأنهم منزعجون منه. هذا القانون يمنع الانتفاخ ويضرب المحادل ويعطي كل ذي حق حقه، وهم لا يريدون حقوقهم كما هي، الحمد الله أن جاء هذا القانون الذي هو أفضل من كل القوانين السابقة، وإن شاء الله نطوره أكثر فأكثر حتى يكون أكثر عدالة".

واضاف: "عرضنا أمام الرأي العام برنامجا انتخابيا قابلا للتطبيق خلال السنوات الأربع المقبلة، نحن ننافس الآخرين بالبرنامج الانتخابي، والبعض ينافسنا بالشتائم على قاعدة أن هذا هو برنامجه الانتخابي. نحن برنامجنا الانتخابي "نحمي ونبني"، برنامجنا الانتخابي نحرر ونقيم أسس الدولة، برنامجنا الانتخابي نعمل من أجل أن نكون كتلة متراصة لعدم التبعية في لبنان، هذا هو برنامجنا الانتخابي، بينما أولئك الذين يبحثون عن شد العصب وعن إيذاء الآخرين فهم لن يفلحوا لا الآن ولا في المستقبل". وتابع: "عندما يختار الناس نوابنا يختارونهم على أساس الخيار السياسي وعلى أساس "نحمي ونبني" هو خيار الاستقلال وعدم التبعية، خيار نظافة الكف وخدمة الناس، لأننا لو لم نحم لبنان لكان مكسر عصا، واليوم إسرائيل مردوعة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ولأننا نبني ساهمنا في الاستقرار وعودة المؤسسات، والناس تشهد على دورنا المفصلي في انتخاب رئيس الجمهورية، وفي عودة المؤسسات وانطلاقها، وفي إنجاز قانون الانتخابات، الآن نحن نعمل على إعادة إنتاج السلطة من خلال الانتخابات، هذه كلها على طريق البناء". وقال: "حتى عندما رفعنا شعار مكافحة الفساد أول عمل قمنا به هو أننا وافقنا مع الحكومة اللبنانية على مشروع مؤتمر "سيدر" كموافقة أولية، قلنا لهم: أحضروا الأموال لا مانع من ذلك، وقلنا لهم: قدموا فكرة إجمالية لا مانع من ذلك، ولكن عندما تأتي الأموال ويبدأ درس كل مشروع على حدة في مجلس الوزراء ليوافق على تفاصيله قبل أن يطبق وبشفافية كاملة لنمنع الهدر والفساد". واضاف: "اليوم نحن في مواجهة معسكر معاد وهو معسكر أميركا وإسرائيل، هؤلاء يخربون المنطقة ويعتدون عليها، ويفجرونها في مواقع مختلفة، هؤلاء يعملون لمصالحهم ولا يهتمون لا لشعوب المنطقة ولا لحقوق الإنسان ولا للاستقلال، يكذبون علينا عندما يقولون إنهم يريدون الديموقراطية في العالم، يكذبون علينا عندما يقولون إنهم يريدون حقوق الإنسان، يكذبون علينا عندما يدعون أنهم حرصاء على عدم استعمال الكيميائي لإيذاء عدد من الأشخاص وهو يدمرون سوريا ودمروا لبنان في السابق، ودمروا العراق، ويدمرون الآن اليمن ويخربون كل المنطقة من أجل إسرائيل". وختم: "هؤلاء لا أمان لهم ولا حل معهم إلا أن نبقى واقفين في الميدان بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، فإذا بقينا كذلك لن يتمكنوا من تمرير مؤامراتهم، ولن يتمكنوا من إرغامنا على شيء، نحن الذين نصنع مستقبلنا بأيدينا وبدماء شهدائنا، وببركة مجاهدينا ومجاهداتنا، وإن شاء الله سنستمر على هذا الطريق حتى النصر والتوفيق الكامل".