المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april14.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد

وَأَنْتُمُ ٱجْعَلُوا هذَا الكَلامَ في مَسَامِعِكُم: فَٱبْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي النَّاس 

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/اصلاح وتعتير وصفقات خطايا وكل شيء معروض للبيع مقابل الكراسي

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى 13 نيسان وحادثة بوسطة عين الرمانة

الياس بجاني/تأملات وعّبر في ذكرى 13 نيسان وحادثة بوسطة عين الرمانة

الياس بجاني/تونالية وصنمية زلم وهوبرجية أغنام شركات ووكالات الأحزاب اللبنانية

الياس بجاني/مقابلة د.جعجع أمس كانت مع حكواتي وليس مع صاحب شركة حزب كما كان فيها الكثير من ثقافة راجح الراحبنة.. وسامحونا

الياس بجاني/ذنوب وسقطات أصحاب الحزبين ال 14 آذاريين اللذين داكشا السيادة بالكراسي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

القدّيس زوسيمّا الصّوري/13 نيسان/18/من كتاب " قديسو لبنان "/قـدّيـسـو لـبـنــان لـروي عـريـجــي

أبو أرز- اتيان صقر في تعليق له على قانون عفوٍ قد يصدر قبيل الانتخابات وقد يستثني شباب جيش: الأبطال يَتهِمون ولا يُتهَمون

تغريدات لنوفل ضو

التحالف الاستراتيجي" مع "التيار العوني"/الياس الزغبي/فايسبوك

السبهان يغرد راً على نصرالله

نعمة الله أبي النصر يبوح "تحت الهواء" بحبّه لحزب الله/حازم الأمين/موقع دراج

"نعمة الله ابي النصر(نائب عوني) في مقابلة: حزب الله ولاؤه سوري ايراني

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 13 نيسان 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 13/4/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 181

متابعة الممانعة لموقف حايك

 مذكرة إلقاء قبض بحق ماريا المعلوف

 هؤلاء من أوقعوا بشارل أيوب!

13 نيسان: على هدير البوسطة مقاتلون يروون تجربتهم والمتاريس المُشيَّدة بين الجماعات التي تقاتلت لم تهدم كليّاً بعد

أنديرا مطر/موقع مدى الصوت

عين الرمانة قبل 43 سنة: اللغز الكبير لا يزال لغزاً/نبيل يوسف/موقع مدى الصوت

ملف مفقودي الحرب الأهلية اللبنانية على خط الانتخابات ويقدر عددهم بنحو 17500 معظمهم في السجون السورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أدرعي:الطائرة الإيرانية التي تسللت لأجوائنا بشباط كان تريد القيام بعملية تخريبية

الإدارة الأميركية تضع «خيارات» عسكرية وسياسية للرد على الكيماوي واجتماع لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض... وترمب يقول إن موعد الضربة لم يحدد

بريطانيا وفرنسا وألمانيا تواكب «خطط» الإدارة الأميركية

 الكرملين يراقب التحركات الأميركية ويتحدث عن اتصالات عسكرية وموسكو تريد منع الصدام بين الجيشين

قمة العرب في كنف «إثراء» المعرفة

 التدخلات الإيرانية والإرهاب على رأس الاجتماع الوزاري لقمة الظهران وأبو الغيط طالب بـ{أقصى درجات اليقظة}... والجبير اعتبر أن السوريين {يكتبون فصلاً جديداً من معاناتهم مع العدوان الغاشم}

زيارة محمد بن سلمان إلى إسبانيا تتوج بتوقيع 6 اتفاقيات عسكرية واقتصادية وثقافية والملك فيليبي أقام حفل غداء تكريماً لولي العهد السعودي

أوروبا تمدد عقوبات «حقوق الإنسان» على إيران والاتحاد يناقش العقوبات الصاروخية الاثنين المقبل

عباس يصر على عقد «الوطني» في رام الله... والفصائل تضغط للتأجيل ولقاءات في القاهرة من أجل «التوافق»... وتوقعات بتجاوز الخلافات

السيسي لرئيس البرتغال: مصر تكافح الإرهاب باستراتيجية أمنية وثقافية ودي سوزا دعا من الأزهر إلى العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط

طالبان} تجتاح مقاطعة في أفغانستان وتقتل أكثر من 12 شخصاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"تخبيص" تشريعي يُشرّع التوطين/شفيق نعمه/موقع مدى الصوت

إستطلاعات الحروب النفسيّة/أسعد بشارة/الجمهورية

مرشحون يخرجون عن صمتهم: القيادات تضحّي بنا/فادي عيد/الديار

بعد تهديد ترامب بـ"الضربة".. هل "ينتحر" الأسد؟/سميرة المسالمة/الحياة

لبنان على مفترق طرق/حنا صالح/الشرق الأوسط

هذا ما تكشفه إسرائيل عن طائرات إيران لحزب الله/سامي خليفة/المدن

جبران باسيل ليس منّا ولن يكون/فؤاد طربيه/الأنباء

«حريرية» تحكيها دبلوماسية «السيلفي»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

13 نيسان تاريخًا لا يُنسى.../لبنان الجديد

رأس المال لا يُرى، الناس مرئيون/فارس سعَيد/مدى الصوت

مفاوضات «تجنّب الضربة»: الثمن انتقال سياسي ورحيل الأسد!/رلى موفّق/اللواء

بشار الأسد مأزق العالم/حازم الأمين/الحرة

هل تجاوزت المنطقة قطوع الحرب؟/الهام فريحة/الأنوار

هل تكون الحرب مخرجاً من الانسدادات؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

دوما وكيماوي الأسد/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

نهاية إيران في سورية ... «الأطرش بالزفة»/ فهد الدغيثر/الحياة

 الإبهام يحيط باستخدام« الكيماوي» في سورية/ سليم نصار/الحياة

القمة العربية الـ29... الواقع والتحديات/خالد بن نايف الهباس/الشرق الأوسط/

أوروبا وترمب والاتفاق النووي الإيراني/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الفرحة الكبرى/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

العدو الأول/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

أكبر من محاكمة «فيسبوك»!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري من شبعا: استرداد المزارع وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة وكلنا صف واحد خلف الجيش لحماية الحدود ومواجهة أطماع إسرائيل

الراعي عرض مع وفد من الوطني الحر والتغيير والاصلاح الاستحقاق الانتخابي الخطيب: هناك فريق لا يريد ان يؤمن الكهرباء للمواطنين

عون التقى وفدا من خريجي الحقوق في هارفرد وسلامة والحجة: أولوية الحفاظ على الدستور والقوانين في صلب دور رئيس الجمهورية

القصر الجمهوري اختتم برنامج الفصح واكثر من الف طالب شاركوا فيه على مدى 3 ايام بمبادرة بيئية انسانية من عون واللبنانية الاولى

بري بحث مع زوار المصيلح في التطورات : لندرك في ذكرى 13 نيسان ان سلمنا الاهلي ووحدتنا الوطنية خط احمر يازجي: ندفع باتجاه حل سلمي في سوريا والمنطقة

كنعان: الاقامة ليست تجنيسا الا لمن يريدها قميصا

امن الدولة: ملتزمون بتنفيذ القوانين وتأمين أمن الوطن والمواطن خلال الانتخابات وعلى مسافة واحدة من كل المرشحين

الخطيب من بكركي: هناك من لا يريد ان يؤمن الكهرباء للمواطنين سامي الجميل: مشكلة المادة 50 هي الإقامة الدائمة

نص خطاب السيد نصرالله لليوم: نصر الله في مهرجان يوم الوفاء للوعد:التغريدات والتهديدات الترامبية الهوليودية لم ولن تخيف احدا والمصلحة الوطنية تقضي بتفاهم الناس مع بعضها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس09/ من05حتى15/"يا إخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ خِدمَةِ الإِعَانَاتِ لِلقِدِّيسِين، فقَد رَأَيْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُم، فَيُرَتِّبُوا تَقْدِمَاتِ بَرَكَتِكُمُ الَّتي وَعَدْتُم بِهَا، لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لا كَتَقْدِمَةِ بُخْلٍ بَلْ كَبَرَكَة! وٱعْلَمُوا هذَا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد. فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان. وٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكُم بِكُلِّ نِعْمَة، حَتَّى يَكُونَ لَكُم في كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ كُلُّ مَا يَكْفِيكُم، فَتَفِيضُوا بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد». والَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقُوتُهُ، هُوَ يَرزُقُكُم ويُكَثِّرُ زَرْعَكُم، ويَزِيدُ ثِمَارَ بِرِّكُم! فَتَغْتَنُونَ في كُلِّ شَيء، لِيَكُونَ سَخَاؤُكُم كَامِلاً ويُثْمِرَ عَلى يَدِنَا فِعْلَ شُكْرٍلله؛ لأَنَّ قِيَامَكُم بِهذِهِ الخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَسُدُّ عَوَزَ القِدِّيسِينَ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا يُفيضُ فيهِم أَفْعَالَ شُّكْرٍ لله. فإِنَّهُم سَيُقَدِّرُونَ خِدْمَتَكُم هذِهِ، فَيُمَجِّدُونَ ٱللهَ عَلى طَاعَتِكُم و ٱعْتِرَافِكُم بإِنْجِيلِ المَسِيح، وعَلى سَخَائِكُم في مُشَارَكَتِكُم لَهُم وَلِلْجَميع. وهُم يَتَشَوَّقُونَ إِلَيْكُم رَافِعِينَ الدُّعَاءَ مِنْ أَجْلِكُم، بِسَبَبِ نِعْمَةِ ٱللهِ الفائِقَةِ الَّتي

 

وَأَنْتُمُ ٱجْعَلُوا هذَا الكَلامَ في مَسَامِعِكُم: فَٱبْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي النَّاس 

إنجيل القدّيس لوقا09/37حتى45/وفيمَا يَسُؤعُ وتَلاميذُهُ نَازِلُونَ مِنَ الجَبَل، لاقَاهُ جَمْعٌ كَثِير. وإِذا رَجُلٌ مِنَ الجَمْعِ صَرَخَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، أَرْجُوك، أُنْظُرْ إِلَى ٱبْنِي، لأَنَّهُ وَحيدٌ لي! وهَا إِنَّ رُوحًا يُمْسِكُ بِهِ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً، وَيَهُزُّهُ بِعُنْفٍ فَيُزْبِد، وَبِجَهْدٍ يُفارِقُهُ وهُوَ يُرضِّضُهُ. وقَدْ رَجَوْتُ تَلامِيذَكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا!». فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «أَيُّهَا الجِيلُ المُلْتَوِي غَيرُ المُؤْمِن، إِلى مَتَى أَكُونُ مَعَكُم وَأَحْتَمِلُكُم؟ قَدِّمِ ٱبْنَكَ إِلى هُنَا». ومَا إِنِ ٱقْتَرَبَ الصَّبِيُّ حَتَّى صَرَعَهُ الشَّيْطَان، وَهَزَّهُ بِعُنْف. فَزَجَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِس، وأَبْرَأَ الصَّبِيّ، وَسَلَّمَهُ إِلى أَبِيه. فَبُهِتَ الجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ الله. وفِيمَا كَانُوا جَمِيعًا مُتَعَجِّبِينَ مِنَ كُلِّ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ يَسُوع، قالَ لِتَلامِيذِهِ: وَأَنْتُمُ ٱجْعَلُوا هذَا الكَلامَ في مَسَامِعِكُم: فَٱبْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي النَّاس. أَمَّا هُم فَمَا كَانُوا يَفْهَمُونَ هذَا الكَلام، وَقَد أُخْفِيَ عَلَيْهِم لِكَي لا يُدْرِكُوا مَعْنَاه، وَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ."

 

"تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

اصلاح وتعتير وصفقات خطايا وكل شيء معروض للبيع مقابل الكراسي

الياس بجاني/13 نيسان/18

اصلاح وتعتير، وصفقات خطايا، وحبال ربط نزاع مذلة، ومساكنة مع المحتل تحت هرطقة الإستقرار، ومداكشة كراسي بسيادة وواقعية خادعة، وكل شيء عند الثنائية المسيحية معروض للبيع .. في ورقة تفاهم مار مخايل قدسوا وأبدوا سلاح حزب الله، وفي تحفة قانون تملك الأجانب الطروادي والإقامة الدائمة جماعة الصفقة كلون يعرضون لبنان للبيع.. وبكرا شوا مع الشاردين والإسخريوتيين ؟

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات في ذكرى 13 نيسان وحادثة بوسطة عين الرمانة

http://eliasbejjaninews.com/archives/63844

بالصوت والنص/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات في عبر ذكرى 13 نيسان وحادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/18 (من الأرشيف)/اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20ain%20rumane%2013%20april.15.mp3

بالصوت والنصWMA/الياس بجاني: تأملات في عبر ذكرى 13 نيسان وحادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/18 (من الأرشيف) /اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20ain%20rumane%2013%20april.15.wma

 

تأملات وعّبر في ذكرى 13 نيسان وحادثة بوسطة عين الرمانة

الياس بجاني/13 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63844

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن وحر يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

لولا تضحيات الشهداء لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبعدم رهن قرارنا للغريب وبالشهادة للحق وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان. والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

الهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه وتفكيك دولته ومؤسساتها وتهميش هويته وتزوير تاريخه وإرهابه وسرقة ممتلكاته ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة “أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة” وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي بواسطة سلاحه ودويلته ومحور الشر الإيراني-السوري وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين طرواديين واسخريوتيين.

إن المواجهة مستمرة وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين وسيفشل الأبالسة ويلعن الله والملائكة كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

نختم مع رسول الأمم (رومية08/37-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا.وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا”.

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تونالية وصنمية زلم وهوبرجية أغنام شركات ووكالات الأحزاب اللبنانية

الياس بجاني/12 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63839

للأسف فإن التونالية TUNNEL VISION في الرؤية لدى غالبية التابعين والمستبعين لدى أصحاب ما يسمى زوراً وبهتاناً أحزاب لبنانية هي مرض سرطاني مدمر.

الأحزاب هذه هي بغالبيتها العظمى إما وكالات لقوى خارجية أو شركات تجارية عائلية تبغي الربح وفقط الربح دون أية ضوابط أخلاقية أو وطنية.

علمياً وممارسة فإن الرؤيا التونالية هي رؤية مرّضية ومنسلخة عن الواقع والمنطق،

هي رؤية غريبة ومغربة وعن كل ما هو عقل وحرية ومنطق واحترام للذات ولعقول وذكاء الآخرين..

هي رؤية كارثية تعمي بصر وبصيرة هؤلاء المستبعين والمتخلين طوعاً عن حريتهم..

وبالتالي فإن أي انتقاد لصاحب شركة من شركات الأحزاب يعتبر عند زلمه تعدي صارخ على الذات الإلهية وعلى قدسية معبودهم الذي بمفهومهم الموروب والمقزز والمرّضي بامتياز هو فوق البشر ولا يخطئ..

المنتقد يُنعت فوراً بمسميات ببغاوية من مثل الخيانة والجهل والغيرة والتبعية والإسئجار وتطول القائمة الإسقاطية المرّضية بكل ما في المفردة من معاني علمية.

هذا المرض التعموي التونالي منتشر بشكل شبه جماعي بين أهلنا المستبعين والزلم والمستعبدين في شركات الأحزاب..

إنها حقيقة مرة تعطل وتشل قدرات وعقول وفكر هؤلاء المغرر بهم..

هؤلاء كثر وينطبق عليهم مسمى الأغنام والهوبرجية والزقيفة.. لا أكثر ولا أقل..

ربي اشفي هؤلاء من توناليتهم Tunnel Vision واسقاطيتهم Projection وتبريراتهم  Rationalizationالمرّضية وردهم إلى عطايا ونّعم وهبات الحرية وصوابية الرؤية…

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

مقابلة د.جعجع

الياس بجاني/12 نيسان/18/مقابلة د.جعجع أمس كانت مع حكواتي وليس مع صاحب شركة حزب كما كان فيها الكثير من ثقافة راجح الراحبنة.. وسامحونا

 

ذنوب وسقطات أصحاب الحزبين ال 14 آذاريين اللذين داكشا السيادة بالكراسي

الياس بجاني/12 نيسان/18

هل أصحاب الحزبين التجاريين ال 14 آذاريين اللذين فرطا 14 آذار ودخلا بذل قفص الصفقة الخطيئة ويساكنان المحتل مقابل كراسي ومواقع.. هل يتذكران شهداء ثورة الأرز؟ لا نظن ذلك لأن ضمائرهما ماتت والوطنية بدواخلهم ومعها السيادة قتلت.. الويل لكما من حساب قاضي السماء يا من خنتما بوقاحة وجحود امانة شعب ثورة الأرز وفرطتما تجمع 14 آذار وتتاجران بالوطن والمواطنين خدمة لأطماعكما وفجعكما للسلطة. بؤس بزمن أوجدكما وبؤس بقطعان من الغنم تسير ورائكما...!!!

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

القدّيس زوسيمّا الصّوري

13 نيسان/18/من كتاب " قديسو لبنان "/قـدّيـسـو لـبـنــان لـروي عـريـجــي

تحتفل الكنيسة المارونية بعيده في 13 نيسان.  ولد زوسّيما قرب مدينة صور في القرن السادس. رغب منذ حداثته في الحياة النسكية. فترهّب وانعكف على ممارسة الفضائل. واستمرّ على هذه الحال 53 سنة. كان خيرَ مرشد للرهبان، يسيرون بحسب تعاليمه ويأخذون بنصائحه الأبَوية.

وفيما كان يفكر يومًا في طريقة أخرى تزيده رقيًّا في الفضيلة والقداسة، ويسأل الله أن يهديه إليها، سمع صوتا يُدوّي في داخله قائلا " يا زوسّيما، أترك ديرك واذهب إلى دير على ضفاف الاردن، حيث ترى من الفضائل والعظائم ما تصبو إليه نفسك". ولساعته توغّل في البراري حتى وصل الى الدير الذي أوحي له أن يقيم فيه، فوجده آهلا بعدد وافر من الرهبان، يدأبون في أعمال النسك والتقشف وعمل اليد، ويتناوبون الصلاة في كنيستهم ليلا ونهارا دون انقطاع، لا يقتاتون سوى الخبز والماء. فارتاح زوسّيما إلى تلك الحياة النظامية السعيدة وأخذ يواصل جهاده في ذلك الجو الصافي ويزداد كمالا يوما بعد يوم.

وعاش زوسّيما في ذلك الدير، مثابرا على أعمال النسك والقداسة، إلى أن نقله الله إليه في سنة 525.

 

أبو أرز- اتيان صقر في تعليق له على قانون عفوٍ قد يصدر قبيل الانتخابات وقد يستثني شباب جيش: الأبطال يَتهِمون ولا يُتهَمون

http://eliasbejjaninews.com/archives/63856

في معرض الحديث عن قانون عفوٍ قد يصدر قبيل الانتخابات وقد يستثني شباب جيش لبنان الجنوبي ، لا بد من توضيح النقاط التالية:

١- أن هؤلاء الشباب يرفضون اصلا العفو من دولةٍ تخلت عنهم أربعين عاما، وتركتهم يواجهون منفردين جحافل الاحتلال الفلسطيني- السوري- الايراني، ولا تزال حتى الساعة تنكل بهم، وتتنكر لتضحياتم السخية التي بذلوها على مذبح لبنان، إرضاءٌ لدويلة "حزب الله".

.٢- ويرفضون العفو من دولةٍ تتهمهم زوراٌ بالعمالة، فيما هي غارقة بالعمالة والتبعية الكاملة للمحور السوري- الايراني.

٣- ويرفضون أيضا مساواتهم في قانونٍ واحد مع تجار المخدرات وقطاع الطرق والسفاحين الذين اغتالوا عناصر الجيش ذبحاً في فراشهم في مخيم نهر البارد، بينما هم حلٌوا محل الدولة في حماية الأرض والشعب والوطن بكل شجاعة وكرامة عندما كانت هي غائبة كلياٌ عن الوجود.

الأبطال يَتهِمون(بفتح الياء وكسر الهاء) ولا يُتهَمون (بضم الياء وفتح الهاء).

فاقتضى التوضيح.

لبيك لبنان

أبو ارز.

 

تغريدات لنوفل ضو

13 نيسان/18

*أقر ابراهيم كنعان بأن الجنسية تمنح ل"الاجنبي الذي يؤدي للبنان خدمات ذات شأن. ويجب أن يكون قبوله بموجب قرار مفصل الاسباب. يمكن أن تعتبر خدمات مهمة الخدمات الفعلية في الجيوش الخاصة اذا بلغت او تجاوزت مدتها السنتين".

سعادتك: من هي الجيوش الخاصة هذه الايام؟ ومن هم الاجانب فيها؟

*ابراهيم كنعان:المتاجرة بالمادة ٤٩ من الموازنة (الاقامة لمن يتملك شقة) بضاعة فاسدة كفساد مروجيها. والصحيح ان المادة ٤٩ هي الفاسدة ولكن كفساد واضعيها ومعدليها والمدافعين عنها! ابراؤكم من هذه الجريمة الوطنية مستحيل! تراجعوا عنها لأن تحريك الإقتصاد لا يكون على حساب التوازنات الوطنية!

برسم ابراهيم كنعان والعونيين:ماذا اذا استغل الحرس الثوري الايراني شراء الشقق للحصول على اقامات شرعية واقامة مراكز له في كل الاراضي اللبنانية؟قامت قيامتكم من قبل لتملك المتمولين العرب الذين يخدمون الاقتصاد.ما يمنع هؤلاء من العودة هي مواقفكم ومواقف حلفائكم المعادية لهم لا الاقامات!

*يستمر ابراهيم كنعان ومناصروه في تحويل الانظار عن جريمة منح الاقامة لمتملكي الشقق العرب والاجانب طالما امتلكوها. ويسمون ذلك اقامة موقتة ولو انتقلت بالإرث اجيالا. لنسلم جدلا أن موقفنا من كنعان والعونيين سياسي. ماذا عن البطريرك الراعي والمطران عوده والمطران مظلوم؟ استحوا وتراجعوا!

*انزعج النائب ابراهيم كنعان ومناصروه من معارضتي لادائه في ادارة لجنة المال والموازنة وفي دفاعه عن منح الاقامة لغير اللبناني اذا تملك شقة مصورينه ضحية التصدي للفساد.هذا نموذج اول من الفاسدين الذين يصادرون ٢٩٩١ م٢ من الاملاك البحرية

*شكرا ابراهيم كنعان لأنك اعترفت بأن ما قمت به في مجلس النواب مع نواب التيار الوطني الحر وغيرهم لناحية منح الاقامة لغير اللبنانيين الذين يتملكون شقة جريمة في حق لبنان... اذا لم يكن ما قمتم به خطأ يوازي الجريمة لماذا سارعت الى الحديث عن تعديل قانون تملك الاجانب؟

*عودة التطاول على المملكة العربية السعودية وعلى مسؤوليها مسألة مرفوضة ومدانة وعلى الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية أن تضع حدا نهائيا لمهزلة الاتهامات الباطلة التي تهدف الى تحويل الانظار عما ترتكبه ايران وحزب الله في حق العرب من اليمن الى لبنان!إيران مصدر اللااستقرار في المنطقة.

 

التحالف الاستراتيجي" مع "التيار العوني"

الياس الزغبي/فايسبوك/13 نيسان/18

إصرار نصرالله، مرّة بعد مرة، على "التحالف الاستراتيجي" مع "التيار العوني"، يعني أمراً واحداً: عمق استفادته، وحيداً، من هذا التحالف، وتشبّثه به على ركام كل التناقصات والخلافات والمثير أن "التيار" ينزلق إلى هذه اللعبة ورمالها المتحركة، ويزايد أحياناً في البعد "الاستراتيجي" ... ويغفل عن حكاية المبرد والهرّ... ولعق دمائه!

*المضحك أن نصرالله زايد على بيروت بالعروبة وهو طالما تباهى بأنه "جندي في جيش الفقيه"!

*الياس الزغبي لكنعان: “سبحان الصدفة، ما أبلغها!”

علّق الناشط في قوى 14 آذار الياس الزغبي عبر حسابه على “تويتر”، على ما قاله النائب إبراهيم كنعان مؤخراً عن مادة التوطين والتجنيس قائلاً: “حاول ابراهيم كنعان عبثا تغطية ما ارتكبه مع تياره واكتفى بتغيير رقم مادة التوطين في الموازنة من 50 لـ49، لكن الصدفة أقوى من الميعاد، ففي المادة 49 دستور أن رئيس الجمهورية يحافظ على “استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه” بما ينقض المادة 49 المشبوهة في الموازنة”، مضيفاً: “سبحان الصدفة، ما أبلغها!”

 

السبهان يغرد راً على نصرالله

13 نيسان/18/غرّد وزير دولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان عبر حسابه على تويتر كاتبا : "عادت... لنباحها".

 

نعمة الله أبي النصر يبوح "تحت الهواء" بحبّه لحزب الله

حازم الأمين/موقع دراج/13 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63853

مذهل ما جرى للنائب في البرلمان اللبناني نعمة الله أبي النصر، وهو عضو في تكتل الإصلاح والتغيير، أكبر التكتلات النيابية القريبة من حزب الله. فالرجل وفي مقابلة اذاعية اعتقد أنه "تحت الهواء" وأن أحداً لا يسمعه قال للمذيعة أن ولاء حزب الله هو لسورية وإيران، وليس للبنان، وحين كررت مضيفته السؤال مذهولة من إجابته عاد وقال لها: "أنتي بتشكّي بهيدا الشي؟"، لكن النائب العوني وحين عرف أنه يتحدث لكل المستمعين أصيب بحالٍ من الذهول أفقدته دفة الحديث لبضع ثوانٍ. ما أصاب النائب العوني هو صورة عن علاقة حزب الله بمعظم حلفائه. معظم اللبنانيين يعرفون هذه الحقيقة، والأرجح أن حزب الله نفسه يعرفها، وهو إذ لا يتصرف بموجبها في علاقاته التحالفية، إنما يكررّ فعلة "حلفائه"، ذاك أن تحالفه معهم هو نوع من الانتظار، هم فيه أقرب لخاضعين ومستتبعين، وهو فيه أقرب إلى سيّد يدرك أن خادمه سيطعنه ما تلوح فرصة.

حال حزب الله مع حلفائه العونيين تشكل ذروة على هذا الصعيد، والعونية بوصفها باب استرزاق سياسي تُبحر كل يوم في مزيد من الوقائع المشابهة لواقعة أبي النصر. السياسة هنا هي فنّ القبول بالمهانة. فالقيمة التي تتقدم أي قيمة، هي حيازة مزيد من فرص الاستثمار والتوظيف والنفوذ. العلاقة غير المنطقية وغير الطبيعية مع حزب الله يُبررها أنها الطريق الوحيد لحجز مكان في السلطة. نعمة الله أبي النصر قال في هذه المقابلة حقيقة ما يشعر به حلفاء الحزب وحقيقة ما يتداولوه، والحزب لن يعاقب التيار على فعلة نائبه، فهو يعرف حقيقة ما يجري من حوله. فقد سبق أن فضحت وثائق ويكيليكس عشرات السياسيين من حلفاء الحزب ممن تحدثوا مع السفارة الأميركية في بيروت عن ضيقهم بحزب الله وبسلاحه، وهذا لم يرتب اجراءات عقابية. لا يريد الحزب ممن أخضعهم حباً له ولا ايماناً به، يريد خضوعاً وقبولاً ولا شيء آخر. نعمة الله أبي النصر سيكون نائب يصوت إلى جانب القرارات التي يمليها الحزب على حلفائه، وهذا ما يكفي الحزب. لا بل أن الذهول الذي أصاب النائب عندما علم أنه على الهواء سيكون تعويضاً مُرضياً للحزب، فالذهول يعني أن الحزب نجح في جعل الخوف جزءاً من علاقته بحلفائه، وهذا ما يسعى إليه الحزب أصلاً. الحزب محاط بانماط مختلفة من المنتفعين من سلطته، وهو يعرف مدى حاجته لهؤلاء، ويعرف في المقابل أن ما يضمرونه غير ما يقولونه، لا بل أنهم يجاهرون من على بعد خطوة واحدة عنه بحقيقة ما يكنونه له. وعلاقة الاسترزاق والاستتباع هذه ليست غريبة عن الحياة السياسية والعامة في لبنان، فخلال نفوذ النظام السوري في لبنان كانت هذه القاعدة، وكانت معظم الطبقة السياسية اللبنانية تعتاش على نمط مشابه من الاسترزاق والاستتباع، وكان غازي كنعان ومن بعده رستم غزالي يعرفان حقيقة ما يجري خلف ظهرهما، وكانا لا يقيما له وزناً طالما أنه لا يهدد سلطتهما. نعمة الله أبي النصر هو نائب عن التيار "السيادي" الذي نفى النظام السوري زعيمه ميشال عون. وقائع كثيرة تقول اليوم أن لا أحد في لبنان وفي طبقته السياسية خارج منطق الاسترزاق والاستتباع، وأن مشكلة نظام الوصاية مع السياديين لم تكن أكثر من أنه لم يختارهم ليكونوا ممثليه في السلطة.

 

نقلاً عن مواقع فايسبوك وتوتير

http://eliasbejjaninews.com/archives/63853

"نعمة الله ابي النصر(نائب عوني) في مقابلة: حزب الله ولاؤه سوري ايراني

المذيعة: ولائه مش وطني؟

ابي النصر: بتشكّي بها الشي

المذيعة : هيدا كلام مختلف عن كلام عون

ابي النصر: نحنا عالهوا؟

المذيعة: اي

ابي النصر (يصمت لثواني): عم تحكي عن جد؟"

الحلف العوني الحزب اللهي في أصدق تجلياته

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 13 نيسان 2018

النهار

رفضت رابطة المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية استقالة رئيسها روجيه نسناس ودعته الى إكمال مهمته الى حين انتهاء ولايته.

يلتزم موظفون الصمت الانتخابي لخوفهم من تفسير كلامهم بطريقة سيئة ونقله الى المرشّح صاحب المؤسسات التي يعملون بها كي لا يصار الى الانتقام منهم لاحقاً.

يشكو أهالي بيروت ممن قصدوا مرشحاً بارزاً في الدائرة الثانية أنه حوّلهم الى مخزن للحصص الغذائية عندما طلبوا إليه مساعدات مالية.

الجمهورية

تبيّن أن تخفيض وزير مرشح للإنتخابات عدد الموظفين في وزارته إنما كان لتعيين بديلاً عنهم من خطّه السياسي ولأغراض إنتخابية.

لاقى أحد النواب المسيحيّين الذي يرأس لجنة برلمانية هجوماً شرساً من القواعد الشعبية لأنه وافق على تمرّير مادة قانونية تضرب الوجود المسيحي في لبنان من دون أن يقوم بعمله.

لاحظت أوساط متابعة للماكينات الإنتخابية أن الصوت التفضيلي عند أحد التيارات بدأ بتسعيرة الألف دولار وهو مستمر صعوداً في بعض المناطق.

اللواء

تتغيّر اتجاهات القرار في البيت الأبيض في ضوء تقارير مجلس الأمن القومي، وحسابات المواجهة، في ضوء الإنذار الروسي، والابتعاد الأوروبي عن المواجهة؟!

يعتبر رؤساء اللوائح الكبرى مسألة الفوز والخسارة بمثابة مسألة شخصية تتعلق "بالضمائر السياسية" لكل منهم؟!

توقع قطب سياسي في مجلسه الخاص، ألّا تمر مسألة إعادة انتخاب الرئيس نبيه برّي رئيساً للمجلس النيابي بسهولة!

المستقبل

يقال إنّ مسؤولين أمميين وجّهوا جملة من الرسائل والنصائح إلى المعنيين في بيروت بضرورة تحييد لبنان عن "خط النار" السوري والنأي به عن أي مغامرة غير محسوبة العواقب في خضم احتدام الصراع بين الدول العظمى على الساحة الإقليمية.

البناء

ذكرت أوساط بقاعية أنّ مرشحين مناوئين للائحة "الأمل والوفاء" في دائرة بعلبك - الهرمل، ينفقون أموالاً طائلة في حملاتهم الانتخابية ويحاولون إغراء الناخبين بأمور عديدة من أجل الاقتراع لهم، لكنهم فوجئوا برفض شعبي واسع للإغراءات باعتبار أنّ معظم أبناء تلك الدائرة حسم خياره منذ سنوات طويلة بالوقوف إلى جانب المقاومة في الظروف والاستحقاقات كلها.

تحدث مواقع أميركية عائدة لكبريات وسائل الإعلام عن تراجع في حجم الضخ الإعلامي الآتي من المراكز القيادية في الدولة تحت عنوان التمهيد للضربة الأميركية على سورية وأنّ توجيها باستبدال التعبئة لصالح الضربة العسكرية بنفي اتخاذ القرار النهائي والعودة للحديث عن أولوية التحقق من الحادث الكيميائي والمسؤوليات فيه من جهة واهتمام الرئيس الأميركي بالشأن الداخلي كأولوية من جهة مقابلة ورفعت المواقع من تقدير حجم المخاطر الناجمة عن المواجهة مع روسيا كنتيجة متوقعة لأيّ عمل عسكري.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 13/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

دخل حزب الله على خط المرحلة الخطيرة في المنطقة فنفى أمينه العام السيد حسن نصرالله أن يكون هناك استعمال للأسلحة الكيماوية في دوما السورية، ووصف مواقف الرئيس الأميركي التي تحمل في طياتها تهديدات بالإستكبارية وخاطب العالم بأن القلق من ترامب حق للشعوب والحكومات.

وتناول السيد نصرالله الغارة الإسرائيلية على "تي فور" في سوريا فقال إن ما بعدها ليس كما قبلها وإن إسرائيل ارتكبت خطأ تاريخيا وأنها أصبحت وجها لوجه مع إيران.

في غضون ذلك حصلت مواجهة بين المندوب الروسي والمندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي الذي انعقد بطلب من روسيا التي حملتها الولايات المتحدة مسؤولية القصف الكيماوي على دوما السورية، مشيرة الى احتمال ضرب أهداف إيرانية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

التوتر الاقليمي الدولي على حاله لكنه لم يبلغ مرحلة الانفجار الكبير، في مجلس الامن ادانة غربية قوية وشجب لما حصل في دوما وتاكيد ان النظام السوري استخدم الاسلحة الكيماوية، في المقابل روسيا فجرت قنبلة ديبلوماسية في وجه بريطانيا عندما اكدت ان لديها ادلة على مشاركة بريطانيا في فبركة الهجوم الكيميائي في دوما.

لكن بمعزل عن كل التفاصيل فان السؤال المحوري يبقى هل هناك حقا ضربة اميركية غربية لسوريا ام ان الامر يندرج في اطار التهويل؟ وبالتالي هل تعتقد الولايات المتحدة انها قادرة بالترغيب والترهيب على الحصول على مكاسب ومطالب معينة من النظام السوري ومن خلفه ايران وروسيا؟

محليا، طبول المعارك الانتخابية ترتفع في كل مكان، السيد حسن نصر الله انتقد تيار المستقبل معتبرا ان معركة بيروت لا يجب ان تخاض بالتحريض المذهبي والطائفي وبتخويف الناخبين تحت شعار مصادرة قرار العاصمة.

في المقابل الرئيس الحريري جال في عدد من المناطق الحدودية جنوبا لشد العصب الانتخابي مشددا على ان الجيش هو وحده الحامي.

في هذا الوقت استكمل الوزير المشنوق جولاته على المناطق حيث اكد من سراي بعبدا حياد الاجهزة الرسمية والعمل على ان يكون للانتخابات مسار شفاف ومحايد. وهو موقف يطرح اسئلة لا سيما في ظل الكلام المتنامي عن استخدام المال السياسي بقوة في عدد كبير من المناطق اضافة الى الاسئلة المتعلقة باقتراع المغتربين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

اليوم 13 نيسان تاريخ ترك ندوبا في جسم الوطن وليس هناك من يريد العودة إليه.

13 نيسان هو عبرة وعبرة لكل اللبنانيين لكي يدركوا أن السلم الأهلي والوحدة الوطنية خط أحمر وفق ما عبر الرئيس نبيه بري فهل تعلمنا؟؟

من المنطق نفسه شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الحرص على عدم الإستماع الى أحد يريد أن يأخذ لبنان الى حرب أهلية.

هذا داخليا أما على مستوى المنطقة فدعا السيد حسن نصرالله العدو الإسرائيلي إلى ألا يخطئ التقدير لافتا إلى ان قصف مطار "تي فور" واستهداف الحرس الثوري بشكل متعمد يضع الإسرائيليين وجها لوجه مع الجمهورية الإسلامية في إيران.

وحول التهديدات الأميركي لسوريا رأى السيد نصرالله أنه مع هكذا رئيس كترامب وهكذا إدارة يجب القلق من أي شيء ويجب الأخذ بكل الإحتمالات والتحضر لها مشددا في المقابل أن كل هذه التهديدات عبر التويتر لم تخف ولا تخيف سوريا ولا ايران ولا روسيا ولا حركات المقاومة ولا شعوب المنطقة.

على أي حال فإن التغريدات الترامبية غابت لمصلحة البحث عن مخرج من المأزق الذي وضع ترامب نفسه فيه وكان واضحا إنخفاض اللجهة الأميركية والغربية مقابل كلام رئاسي حازم لموسكو حذر فيه فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي من أي عمل متهور وخطير في سوريا يؤدي الى عواقب وخيمة.

في فلسطين وضع المنتفضون الفلسطينيون خطوطهم الحمر في وجه قوات الاحتلال ليبقى العلم الفلسطيني مرفوعا مقابل علم إسرائيلي محروق في مسيرات العودة الكبرى للأسبوع الثالث على التوالي غير آبهين برصاص الاحتلال الحي وتعزيزاته العسكرية عند حدود غزة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

هنا الضاحية، عنوان المقاومة والسلم الاهلي، ارض التلاقي والحوار التي طوت بتفاهماتها سني الاقتتال.

هنا بيروت، قلب العروبة المبني على حقيقة تاريخية، لا زواريب انتخابية.. هنا بيروت توأم فلسطين، حاضنة قضايا العرب والمسلمين.. لن يخطفها احد الى اصطفاف، ولن يختصرها احد بلون خلاف.. فكان لها من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كل تحية وسلام..

ولاجل السلم والسلام في لبنان كان تحذير الامين العام لحزب الله ممن يريد اعادة الحرب الاهلية، كالخطة السبهانية التي كان البعض في لبنان جاهزا للذهاب بخياراتها.. ولان خيارنا السلم الاهلي لا الحرب الاهلية، اصررنا في بعبدا ان نكون معا مع حركة امل والتيار الوطني الحر والحلفاء بمعزل عن المصالح الانتخابية لتثبيت المصالح السياسية، ولان خيار بيروت العروبة الحقة، فانها لا تنأى بنفسها عن القضايا العربية، وتبقى عنوان المقاومة ورصاصاتها الاولى ضد العدو الاسرائيلي..

ومن بيروت العروبة الحق، لا عروبة صفقة القرن، ومن بيروت العروبة الحاملة لهموم الامة، لا العروبة التي تقتل اليمن وتدمر العراق وسوريا ولبنان، من بيروت هذه كان التحذير للعدو الصهيوني:

ما بعد القصف الاسرائيلي لمطار التيفور السوري واستشهاد سبعة ايرانيين ليس كما قبله، فما جرى حادثة مفصلية في وضع المنطقة قال السيد نصر الله، وبهذا القصف الفاضح ارتكبوا خطأ تاريخيا واقدموا على حماقة كبرى وادخلوا انفسهم في قتال مباشر مع ايران، وهي حادثة لا يمكن العبور عنها ببساطة..

اما للمعبر الافتراضي، دونالد ترامب، الغارق والمغرق ادارته في دوامة من الضياع، كان كلام الامين العام لحزب الله: تفكرون بالاعتداء على محور خارج من انتصارات، وانتم خارجون من مجموعة هزائم، لديكم اطماع مالية وخائفون من تقديم الدم، ونحن في مسار قدمنا فيه عشرات الآلاف من الشهداء، فحربكم على المنطقة لن تكون حربا مع الانظمة والجيوش وانما مع الشعوب قال السيد نصر الله، فنحن نتحمل مسؤولياتنا بكل ثقة ووعي، وحاضرون في كل ساح، ولن نترك السلاح..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ما قالته المندوبة الاميركية في مجلس الأمن من أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم يتخذ قرارا بعد بشأن الإجراءات المحتملة في سوريا إلى جانب ما تشهده اروقة المنظمة الدولية من لقاءات واتصالات بين قادة العالم، كل ذلك يلقي المزيد من الضبابية حول مشهد الرد الأميركي والدولي المرتقب على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في دوما.

محليا، البارز جولة جنوبية تاريخية لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بدأت من جديدة مرجعيون، مرورا بحاصبيا، وصولا الى شبعا وبلدات العرقوب، مؤكدا أن الدولة هي المسؤولة عن مواطنيها والجيش مسؤول عن حماية كل المواطنين. الرئيس الحريري كأول رئيس حكومة يزور شبعا والعرقوب، أكد أن مشروعنا هو الدولة والنهوض بها لخدمة كل اللبنانيين في كل لبنان لأن برنامجنا واحد وهو الوطن والدولة والعيش المشترك والاعتدال، مضيفا أن زمن الإهمال لمنطقة شبعا وقرى العرقوب قد انتهى، مشددا على أن الدولة بكل مؤسساتها ستكون موجودة لتقديم الخدمات وأن الجيش اللبناني هو العنوان الأهم لحماية الناس ولدور الدولة.

في التحركات الخارجية، يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري غدا الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية التي تعقد في الظهران على رأس وفد يضم عدد من الوزراء.

الرئيس عون يلقي كلمة لبنان في القمة يتناول فيها المستجدات في المنطقة إلى قضية النازحين السوريين وما يتحمله لبنان من أعباء مالية واقتصادية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

13 نيسان 1975، 13 نيسان 2018، 43 عاما على اندلاع الحرب اللبنانية التي انطلقت شرارتها من عين الرمانة، من جيل تلك الحقبة من ما زال يتذكر بدايتها؟ ومن من الاجيال اللاحقة يعرف عنها شيئا؟

اطلق عليها اولا حرب السنتين لانها امتدت من نيسان 1975 حتى تشرين 1976 اثر توقفها بعد دخول قوات الردع العربية بموجب قرارات قمتي الرياض والقاهرة، لكن تبين ان توقف الحرب كان هدنة سرعان ما سقطت في العام 1977 ثم في العام 78 وبعدها في العام 1981 ثم في العام 82 اثر الاجتياح الاسرائيلي الذي وصل الى بيروت، ثم بين عامي 1989 و1990 وصولا الى اتفاق الطائف الذي انهى الحرب لكنه لم يحقق السلام.

لم تخل سنة منذ 43 عاما الى اليوم من حرب او من مفاعيل الحرب ومضاعفاتها او من اثارها السلبية، اليوم يقف لبنان واللبنانيون على مشارف العام 44 على الحرب فهل تكون بداية الدخول في سلم حقيقي ام امتدادا للسنوات الـ 43 التي انقضت؟

يحل 13 نيسان هذه السنة والمنطقة على شفير حرب ولا تحتاج سوى الى تغريدة من اقوى رئيس دولة في العالم.

ويحل 13 نيسان ولبنان على عتبة استحقاق "ديمقراطي" هو استحقاق الانتخابات النيابية للمرة الاولى منذ العام 2009، وللمرة الاولى وفق القانون النسبي للمرة الاولى منذ عهد لبنان بالانتخابات النابية.

التعبئة الانتخابية تكاد تبلغ الذروة على الرغم من ان اكثر من ثلاثة اسابيع تفصلنا عن اليوم الكبير في السادس من ايار.

وفي اجواء الانتخابات كان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ومن جملة ما قاله اتهام ثامر السبهان بانه كان يخطط لحرب اهلية في لبنان، وما كاد السيد نصر الله ينهي خطابه حتى غرد السبهان فكتب: "عادت... لنباحها".

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

كما تحفظ الأدلة.. كذلك حفظت الصواريخ والمرحلة الآن هي للبحث عن مبررات التراجع وسحب الخيارات العسكرية من التدوال هذا ما أنتجته اجتماعات مجالس الأمن القومي كل في عاصمته.. وأبرزها لفيف العسكريين والخبراء في البيت الأبيض وبرئاسة دونالد ترامب أما داخل مجلس الأمن الفعلي في نيويورك فإن مندوبي الحرب لم يتمكنوا من تقديم أي دليل على استخدام الكيميائي في دوما حتى إن المندوبة الأمريكية نيكي هايلي اضطرت الى خفض مستوى كعبها العالي فدعت الى عدم الاستعجال في قرارات الحرب وعلى أرض دوما لم تعثرْ أي من البعثات الأممية منها والروسية على دليل للكيميائي فيما ذهبت وزارة الدفاع الى كشف أدلة على تورط بريطانيا في الاستفزاز الكيميائي في سوريا.. وقالت إنها توصلت إلى مصورين مشاركين في تصوير فيديو الكيميائي المزعوم واستجوابهم والسيد أصدق إنباء ممن كذبوا.. إذ أكد لجمهوره أن ما جرى مسرحية ويكفي أن يقول: إننا متأكدون من هذا الشيء حتى يصدقه الخصم والصديق وأضاف نصرالله إن المحشور يستخدم الكيميائي لكن المنتصر لماذا يريد أن يستخدمه؟ لا منطق ولا عقل ولا دليل وقال إن ترامب بنى تغريداته على مسرحية دوما من دون أن يناقش إدارته والبنتاغون.. ونحن أمام مشهد جديد من مشاهد الاستكبار عين فيها الأميركي نفسه محققا ومدعيا عاما وقاضيا وجلادا ورأى نصرالله أن ترامب يعامل القوات الأميركية على اعتبار أنها مجموعة من الجنود المرتزقة أسوأ من black water، وهو رئيس مأزوم بفضائحه إذ إنه وفي اليوم نفسه الذي هدد فيه بقصف سوريا هاجم المحقق مولير فهو رئيس مأزوم وتاجر وانفعالي وإدارة غير منسجمة.. وعلى هذا الأساس من حق العالم أن يقلق وقال نصرالله: هناك ادارة "محتارة" ومرتبكة ومتخاصمة وليس لها رؤية إستراتيجية.. ولدينا رئيس "لا نفهم كوعه من بوعه" لا كيف يفكر ولا كيف يأخذ القرارات؟ هو رئيس انفعالي يأخذ موقفا على "تويتر" من دون مجلس أمن قومي.. من يمكن أن يضبطه؟ على أساس يريد شن حرب على كوريا فجأة لا شيء ويريد التفاوض مع كوريا الشمالية.. قال سنسحب قواتنا من سوريا قريبا، وتخربط العالم وتبين أن لا أحد له علم بالموضوع إلا ترامب واستذكر نصرالله الثالث عشر من نيسان تاريخ الحرب الاهلية فراى ان ما كان يخططه السبهان هو ايضا مشروع حرب وفتنة داخلية. وقدم نصرالله طروحات عن تقارب سياسي في الداخل لاسيما بين التيار الوطني والمردة وفي اليوم المشوؤم في الذاكرة اللبنانية والذي اندلعت شرارته من القضية الفلسطينية كانت هذه القضية تعيش جمعة نار ودم جديدة بين ضفة وقطاع وتؤكد للعالم وللقمة العربية غدا انها ما تزال حية وان على مذبح الشهادة والمتطوعون العرب الى عزل فلسطين عن جدول اعمال القمة كانوا اكثر من جهة لكن الاردن وحدها فرضت القدس ملفا لا يقبل الحذف.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

أسهل ما يكون في 13 نيسان ان نردد الشعارات المعروفة: لا للحرب، لا للعنف، لا للطائفية، لا للتمييز وسواها، اما الاصعب في ذكرى اندلاع حرب لبنان فأن نبتعد عن التنظير ونقترب من الواقع، ان نطرح المشكلات بكل صراحة حتى نخرج بحلول تكون هي الكفيلة لمنع التكرار، فجميع اللبنانيين اليوم يرددون: لا للحرب، لكن هل حاولوا ولو لمرة ان يتخلصوا من احد اسبابها على الاقل؟ هل سعوا يوما الى التنصل من ارتباطاتهم الخارجية مثلا؟ هل متنوا انتماءهم الى الوطن على حيال انتماءات اصغر كالطائفة والمذهب والعائلة والعشيرة؟ هل شجعوا التفاهمات اللبنانية اللبنانية ام هاجموها؟ هل اثنوا على التواصل بين اللبنانيين ام استهدفوا رواده؟

الجميع يعلن لا للعنف لكنهم جميعا يبادلون الى امتشاق السلاح فورا عند اي ظرف، ومشاهد السنوات العشر الاخيرة على الاقل حافلة بأمثلة متنقلة بين المناطق لا مجال للعودة الى تفاصيلها الآن.

"لا للطائفية" عنوان لكثير من الادبيات والخطابات، اما خارطة الطريق فلا من يرسمها وفي حال رسمت تربويا واراحت للمكونات عبر المشاركة وتصحيح التمثيل فلا من يسلكها، واذا كان قانون الانتخاب الحالي شكل المحاولة الافعل منذ عقود في هذا السياق فالتهشيم به ووصفه بأقسى النعوت يطبع المواقف من دون ان يكلف احد نفسه عناء البناء على الايجابيات لمعالجة السلبيات.

وكذلك حال "لا للتمييز" فاللبنانيون اليوم ليسوا متساوين لا بالحقوق ولا بالواجبات في النص والتطبيق معا، فأين المساواة في الخدمات من كهرباء ومياه وطرق ونقل مشترك وتربية وسواها؟ وفي المقابل اين السماواة بالضرائب والرسوم؟ اما اذا تجرأ احدهم على طرح حل او مشروع حل او حتى مجرد فكرة حل فالتخوين مصيره والعرقلة الاكيدة تكمن له على المفرق.

تنذكر وما تنعاد طبعا، لازم تنذكر حتى ما تنعاد، اما الاهم من التذكر والذكريات والاجدى من الشعارات والاستشعار فأن نقرن القول بالفعل ان نضع الحلول ونطبقها، ان ننطلق مما جرى حتى لا نلدغ من جحر الاخطاء لا مرة ومرتين او ثلاث مرات بل 43 مرة على الاقل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 181

13 نيسان/18

في السياسة

لطالما اشتهر اللبنانيون بشطارتهم"!

يستفيدون من أحداث المنطقة ويستغلّون منعطفاتها الكبرى مناسبات إيجابية لهم ترتد بالخير عليهم!

هناك انعكاسات عديدة ظالمة بحقهم، إنما بشكلٍ عام هم قادرون على المبادرة والتكيّف مع المتغيرات!

في 3-9-1956، أي في عهد الرئيس كميل شمعون ومع وزير مال اسمه جورج كرم، نجح العميد ريمون أده في إصدار قانون السرية المصرفية!

المبدأ واضح!

يهرب رأس المال العربي، المسلم والمسيحي، من مصر وسوريا والعراق من التأميم..

يصدر قانون سرية المصارف في لبنان من اجل اجتذاب رأس المال إلى بيروت بدلاً من رحيله إلى الخارج!

تجربة ذكية أتت بفرص عمل وإنتاجية إقتصادية وسمعة مصرفية وصولاً إلى تسمية لبنان بـ "سويسرا الشرق"!

اليوم لا يهرب رأس المال من العالم العربي بل الانسان من خلال التهجير والـtransfert!

اليوم ابتكر اللبنانيون من خلال المادة 50 من قانون الموازنة، إمكانية جذب الإنسان المهجّر من العالم العربي إلى لبنان وإعطائه حق الإقامة المؤقتة في حال استثمر بقيمة 500 الف دولار في بيروت و300 ألف دولار خارج بيروت!

تقديرنا

اجتذاب المال لا يشكل مشكلة..

المال لا رائحة له ولا طائفة!

اجتذاب الإنسان له أبعاد مختلفة، ثقافية ودينية وحتى طائفية...

نتعايش في العالم مع الـdollars والـeuro و الـyen!

نتعايش بصعوبة مع بَعضِنَا البعض!

عدّلوا في القانون كي لا تستفيق الشياطين النائمة ونزيد على مشاكلنا مشاكل!

 

متابعة الممانعة لموقف حايك

الكلمة اونلاين/13 نيسان/18/أثار تعليق عضو المكتب السياسي في "التيار الوطني الحر" ناجي حايك، الذي عادة ما تتمّ إستضافته على قناة "المنار"، بلبلة وإستغرابا على مواقع التواصل الاجتماعي إذ نشر تعليقا له ربطاً بالأجواء التي توحي بضربة أميركية-أوروبية لسوريا جاء فيه "هلق بلش محور الممانعة يهدّد، إلو مدة بربّح جميلة إنو لولاه لكنا مهجّرين في الخيم. يا عناتر إنتوا وكل الحلفاء بتكلفوا يوم طيران اميركي إلا إذا تدخل بوتين يللي ممانع بس مننا. بركي بينخفض صوتكن شي نتفة". واعتبر ناشطون على فايسبوك ان موقع حايك الحزبي يجعل أي موقف يدلي به في الاعلام او على مواقع التواصل يعكس بشكل مباشر رأي القيادة الحزبية!

 

 مذكرة إلقاء قبض بحق ماريا المعلوف

"ليبانون ديبايت"/13 نيسان/18/أصدرت الهيئة الإتهامية في بيروت مذكرة إلقاء قبض بحق ماريا المعلوف بالدعوى المقامة عليها من المحامي اشرف الموسوي وآخرين على خلفية الشكوى بحقها بتحريض إسرائيل على اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله. وحثت الإعلامية اللبنانية في آذار 2017، إسرائيل على التخلص من نصرالله بتنفيذ غارة جوية تستهدفه. وكتبت ماريا معلوف في تغريدة على حسابها عبر تويتر: "إذا كانت إسرائيل تعتبر حسن نصرالله عدوا لها فلماذا لا تنفذ غارة جوية تخلصنا منه فنصدقها وتحمي نفسها؟"، مضيفةً: "إذا كانت إسرائيل تطمح إلى صنع السلام حقًا، فلا مفر أمامها من القضاء على نصر الله الذي يشن حربا ضدها".

 

 هؤلاء من أوقعوا بشارل أيوب!

"ليبانون ديبايت""/13 نيسان/18/أشارت مصادر مطلعة على التحقيقات القضائية التي أجريت مع ناشر جريدة "الديار" شارل أيوب إلى أنه أفاد عن وقوعه ضحية مكيدة نصبها له ثلاثة أشخاص هم: بشير سركيس، الفنان عامر زيان وابن شقيقته الإعلامي سيمون أبو فاضل من دون أن يقدّم أدلة أو أن يسرد تفاصيل تثبت تورط الثلاثة.

 

13 نيسان: على هدير البوسطة مقاتلون يروون تجربتهم والمتاريس المُشيَّدة بين الجماعات التي تقاتلت لم تهدم كليّاً بعد

أنديرا مطر/موقع مدى الصوت/13 نيسان/18

http://alsawt.org/13-%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%B7%D8%A9-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%88%D9%86/

ترافق الذكرى الـ 43 لاندلاع حرب لبنان في 13 نيسان 1975 كما درجت العادة حملات إعلامية تذكّر بويلات الحرب، إضافة الى استحضار شعار "تنذكر وما تنعاد". ثلاثة وأربعون عاماً على اندلاع حرب لم يتّفق اللبنانيون بعد على تسمية موحّدة لها، فهي حرب أهلية للبعض، وحروب الآخرين على أرضنا للبعض الآخر. وفي مطلق الأحوال، سواء أكانت حرباً بالوكالة أم بالأصالة، المؤكّد بالنسبة إلى اللبنانيين أنّهم وحدهم دفعوا أكلافها وتقاسموا نتائجها الكارثية: 250 ألف قتيل. 150 ألف معوَّق. دمار وهجرة وتهجير.

انتهى القتال عسكرياً. غير أنّ المتاريس المشيَّدة بين الجماعات التي تقاتلت في ما بينها لم تهدم كلياً بعد. تغيّرت العناوين الخلافية، تبدّلت التحالفات، تحالفَ خصوم الأمس وتخاصَم الحلفاء. لم يعرف اللبنانيون ما الذي حصل، من أطلق الشرارة الاولى، من قرّر إخمادها؟ يعرفون فحسب أنّهم نجوا من الحرب الماضية لكنّهم يستمرون وقوداً لحروب الآخرين.

لأن الحرب هي "ما علمتم وذقتم"، فمن أقدر على وصفها ممّن شارك فيها ورابض على جبهاتها؟ شركاء في الوطن، دافع كلّ منهم عن قضية رآها محقّة ليبقى السؤال: كم 13 نيسان سيمرّ على اللبنانيين؟ هل زالت أسباب الحرب؟ وأي عبر استخلصها اللبنانيون الناجون؟

الشاماتي: الهواجس التي كانت سائدة عام 1975 هي نفسها اليوم

فادي الشاماتي مقاتل ومسؤول عسكري سابق في القوات اللبنانية، حمل السلاح بعمر 13 سنة. يردّ انخراطه المبكر في القتال إلى عواطف تطوّرت إلى غرائز، "حاربت على كل الجبهات. وأنا كمسيحي لدي هواجس ذات خلفية دينية – اجتماعية".

سُحر فادي الشاماتي بالرحابنة في تخيلهم الوطن المثالي. يذكر أن أول صورة وضعها على بندقيته كانت للسيدة فيروز. الصدمة الأولى التي خدشت نقاء صورة الوطن كانت في العام 1973، إثر الأحداث التي وقعت بين الجيش اللبناني والمسلحين الفلسطينيين. "تأثّراً بتلك الأحداث بادرت ورفاقي من أولاد الحي الى إقامة ثكنة على سطح السوق العتيق في البترون وأطلقنا عليها إسم «ثكنة الدفاع الوطني». كنّا حوالي 35 صبياً تولّيت قيادتهم، وقلّدنا ما كنّا نشاهد عن الجنود، مارش عسكري، حراسة، مناورات".

يصف فادي يوم 13 نيسان 1975 بالكابوس. لبنان يسقط تحت أيدي الغرباء، ينزف، والحلم يتداعى. "حرائق، قتلى، قصف، مذابح، تهجير قرى بأكملها، غرباء يقتلون أبناء وطني. وكلام كثير يحكى عن لبنان بغير ما حلمت وسمعت وتعلّمت: عبد الناصر، عروبة، فدائيين، انعزاليين، أممية، شيوعية، طائفية، رمي في البحر…! أين فخر الدين ويوسف بك كرم، والأجداد الفنيقيون، والبطريرك الحويك؟.. وأين أبطال لبنان؟".

يذكر المقاتل السابق أن الفئات كافة كانت تتسلّح قبل اندلاع الحرب، وكانت تشتري الذخائر. "كان خوفنا من الغريب الفلسطيني الذي أضحت مساحته تتخطّى مساحتنا، فالتمدّد الفلسطيني أراد سلبنا لبنان، فدافعنا عن مناطقنا ووجودنا في وجه جسم تخطّى قضيّته. ثمّ دخل العامل السوري وتقدمت خطوط التماس، فنضجت لدينا فكرة تنظيم التسلّح، وأصبح الاحتراف العسكري أولوية، وتدربنا على أيدي ضباط كبار في الجيش اللبناني. قبل أن تتحوّل "القوات اللبنانية" جيشاً بكل معنى الكلمة".

يجزم فادي أنّه لم يقتل أحداً خارج المعركة. تعلّم من الحرب التي أودت بآلاف الشهداء من كلّ الأطراف، أن يقبل الآخر كما هو، شرط أن يقبله الآخر أيضاً. "حجم الواقع لا يوازي حجم التضحيات، والحرب لا تساهم في حلّ النزاعات بل تؤجّجها".

يرى فادي أن الهواجس التي كانت سائدة عام 1975 هي نفسها اليوم، لكن الوسائل تختلف. وقال إنّ الانسان يولد حرّاً في الغرب وعبداً في الشرق. وهناك أزمة قاعدة في الأحزاب التي لم تجرِ حتّى اليوم نقداً ذاتياً، فالأحزاب ما زالت تختزل بالقائد.

خرج الشاماتي من الحرب بعبر كثيرة أوّلها أن "البطولة تكمن في حلّ المشكلات وليس في إثارتها، ولا يمكن لأحد أن يلغي الآخر شرط ألا يلغي هذا الآخر نفسه".

 عواضة (الحزب الشيوعي): الحرب لا تستأهل التضحيات التي وقعت

دخل نبيه عواضة الحرب ليقاوم الغزو الإسرائيلي للبنان، كما حارب السلطة اللبنانية. في مفارقة لافتة، يلفت عواضة إلى أنّه كان يعارض السلطة حينذاك كما عارضها "القواتي" لاحقاً.

خرج عواضة من بيئة شيوعية، وكان محوطاً بـ"الفدائيين الأبطال"، و"كنّا ندافع عن لبنان وعروبته، وأنا حملت السلاح ضدّ إسرائيل، كما شاركت في الاقتتال الداخلي. كنّا نحارب نظام المحاصصة، وطرحنا نظاماً تمثيلياً صحيحاً وقانون انتخاب حقيقياً، ودعونا إلى الغاء الطائفية السياسية".

يعترف اليوم بأنّهم داخل الأحزاب لم يكونوا أسياد قرارهم "بل كنا ننفذ ولا نعترض". يلتقي الشيوعي السابق مع "القواتي" السابق في أنّ الحرب لا تستأهل التضحيات التي وقعت. "فكلّ إنسان يطرح برنامجه الخاص بلبنان، لكن بطريقة مختلفة. وأتساءل لماذا لم تلتقِ كل الأحزاب بعد؟".

لم يكن ثمة إمكانية للمراجعة تحت تأثير جوّ الحرب. لم تكن الحرب دائماً بين أطراف متخاصمين، بل كانت أحياناً ضمن الخندق الواحد. كلّ زاروب في لبنان كان ساحة قتال، وكان شبه مستحيل أن نقرّر الخروج من لعبة الموت. "كنّا دمويين ووحوشاً، والحرب أسقطت قيمنا الإنسانية. كانت الحرب اللبنانية قذرة، كنّا نفرح بالذين يسقطون من الجانب الآخر، ونفرح أيضاً بشهدائنا".

لم تؤسّس الحرب اللبنانية انتماء للوطن، بدليل أن قسماً كبيراً كان يضطرّ في سبيل الخروج من الحرب إلى مغادرة البلاد، "بخلاف الصراع مع إسرائيل الذي يجعلنا نتمسّك أكثر بالبندقية". بالنسبة إلى عواضة ما بقي في ذاكرته هو "المقاومة ضدّ إسرائيل"، أما الحرب الأهلية فيدير وجهه عنها.

وهو لأجل ذلك ليس مستعدّاً لإطلاق رصاصة واحدة من جديد. ممنوع أن يتحوّل أيّ خلاف في وجهات النظر إلى حالة صدام عسكري، ومن واجب الدولة تنظيم الخلاف بين أبنائها. لكنّه يقول: "أنا مستعدّ للدفاع عن وطني، لا غير".

أحمد عدوان (الحركة الوطنية): فقراء تقاتلنا في ما بيننا

انضمّ أحمد عدوان إلى "الحركة الوطنية"، وقاتل في صفوف حركة "فتح" وهو في  عمر الـ15 . ذلك أنه انتمى إلى بيئة لها جذورها وانتماءتها الوطنية. يقول إنّ قاعدة البيئة هي التي تحدّد الانتماء. قاتل حتّى نهاية الحرب ولا يزال يحمل القناعات نفسها. ولكن "إذا تكرّرت 13 نيسان أبقى في موقعي وأحاول التواصل مع الآخر الذي فهم قضيتي خطأ". لا يعني ذلك أنّه سيحمل البارودة من جديد وبالطريقة التي فرضت، ولكن سيناضل بالحوار.

بصعوبة استطاع أحمد أن يطرد من ذاكرته صور رفاقه الذين سقطوا، ودويّ القذائف، ومشاهد الخنادق والمتاريس. يتحدّث عن مشهد ما زال ماثلاً أمام ناظريه: "في إحدى جولات تبادل الأسرى بيننا وبين حزب الكتائب، وبعدما سلّمنا أسراهم، تبيّن أن أسرانا جثث. في هذه اللحظة أدركت أنّ مشروع الحرب أُريد له أن يستمرّ، وأن العمل جارٍ على خلق ذاكرة بأن الطرف الآخر يريد قتلي".

يتحدّث أحمد بأسى عن شركائه في الوطن الذين تقاتل معهم. "انتبهت أخيراً أن ابن المتن أو كسروان أو الجنوب هو مثلي. هؤلاء ينسحقّون كل يوم في لبنان وفي الدول التي هاجروا اليها. مَن قاتلوني وقاتلتهم ينتمون في معظمهم إلى الشريحة الطبقية التي أنتمي اليها. فقراء نتقاتل في ما بيننا". أتمنّى ألا تتكرر الحرب، وأن ننطلق من الإنسان إلى الإنسان. السبب الوحيد للحرب يجب أن يكون هذا الكيان المصطنع الذي أقامه العالم في جوارنا".

مرَّ أكثر من 13 نيسان بلبنان بدءاً من 1860، ذلك أن تركيبته الطائفية التي يستخدم الوجه المقلوب لها، لا تنتج إلا أوضاعاً مأزومة واصطفافات تتوزّع تبعاً لأهواء المشاريع المحلية والإقليمية. معضلة لبنان في تغييب الذاكرة، في إفلات القتلة من العقاب، بل الأدهى تمكينهم من السلطة، في عدم كشف المتسبّبين في كلّ هذا الخراب الذي لا يزال سارياً بمفاعيله. معظم مَن تقاتلوا أجروا مراجعة ذاتية، وأعلنوا التوبة. ومَن لم يجرّبوا القتال يعيشون حماسة من قاتلوا سابقاً، ويتشوّقون ربّما لصعود "البوسطة" مرّة أخرى.

 

عين الرمانة قبل 43 سنة: اللغز الكبير لا يزال لغزاً

نبيل يوسف/موقع مدى الصوت/13 نيسان/18

http://alsawt.org/%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%82%D8%A8%D9%84-43-%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B2/

الأحد 13 نيسان 1975 كانت محلة عين الرمانة في ضاحية بيروت الشرقية هي الحدث. ومن يومها ارتبط اسم عين الرمانة وبوسطتها بالحرب اللبنانية.

ما حدث ذلك اليوم في عين الرمانة، لم يكن مفاجأة، رغم فظاعته. كل الذين كانوا يتابعون عمليات التعبئة الطائفية، وشحن النفوس بالحقد والإثارة خلال الأسابيع السابقة، كانوا يتوقعون انفجاراً بصرف النظر عن حجمه وشكله وأسبابه. وعندما يكون المكان مليئاً بالزيت، يكفي أن تنطلق شرارة ولو من عقب سيجارة لتشتعل النار وتمتد إلى كل الأرجاء.

هذه استعادة لأحداث ذلك الأحد:

كان مقرراً أن يبدأ عند الساعة 11 قبل الظهر الاحتفال بتدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك في شارع مارون مارون المتفرع من شارع بيار الجميل، بمشاركة رئيس حزب الكتائب اللبنانية بيار الجميل.

في الوقت نفسه كان الفلسطينيون يحتفلون بمهرجان تأبيني أقيم في مخيم صبرا لـ"شهداء الثورة الفلسطينية"، اشتركت فيه كل الفصائل.

الساعة 10 تقريباً، وصلت إلى مكان احتفال أهالي عين الرمانة سيارة فولكسفاغن يقودها لبناني إسمه منتصر احمد ناصر. كانت لوحتها مكشوفة ومعروفة بأنها تابعة لـ"الكفاح المسلّح الفلسطيني".

حاول رجال السير منع ناصر من المرور، لكنه تجاوزهم، وأكمل طريقه بسرعة، فأطلقت عليه النار. توقف ونزل من سيارته بسرعة، وإذ به يسقط على الأرض ويجرح في كفه. على الفور نقله رجال الدرك إلى "مستشفى القدس" الذي تشرف عليه "المقاومة الفلسطينية. وتبين لاحقاً أنه اختفى من المستشفى بعد ساعات

الساعة 10.40 دقيقة تقريباً، أي قبل ثلث ساعة من بدء الاحتفال، وصلت الى الشارع سيارة فيات حمراء غطيت لوحتها بأوراق تحمل شعارات فلسطينية، وكان في داخلها أربعة مسلحين. تجاوزت السيارة حاجز الدرك الذي أقيم إثر عملية إطلاق النار السابقة، وأخذ المسلّحون في السيارة يطلقون النار على الناس المتجمعين عند مدخل الكنيسة. وسقط قتيلاً المسؤول الكتائبي جوزف كميل أبو عاصي، و3 شبان كانوا يقفون في الشارع هم: أنطوان ميشال الحسيني وديب يوسف عساف وإبراهيم حنا أبو خاطر. وأصيب 7  أيضاً بجروح. بعد الظهر كان موعد تقبل بشير جوزف أبو عاصي سرّ العماد.

ردّ شباب عين الرمانة بالرصاص على السيارة عندما حاولت الهرب، فقتل فدائي وأصيب اثنان نقلتهما قوى الدرك إلى "مستشفى القدس"، بينما نقل ضحايا عين الرمانة والجرحى إلى "مستشفى الحياة."

فور وقوع الحادث شاع خبر أن مسلّحين فلسطينيين استهدفوا الشيخ بيار الجميل في محاولة لإغتياله. أسرع كل شاب الى سلاحه، وانتشر المسلحون في الشوارع وعلى أسطح المباني.

في هذا الجو المشحون والمتوتر جداً، وقرابة الساعة 11.30 ظهراً، وفيما أهالي عين الرمانة ما زالوا تحت هول صدمة سقوط 4 قتلى من شبانهم و7 جرحى في المستشفيات، ويحاولون لملمة آثار ما حدث، والرجال المسلّحون يقفون على أعصابهم المشدودة، إقتحمت فجأة الشارع حيث قتل الشبان حافلة مزدحمة بالمسلّحين الفلسطينيين كانوا متوجهين إلى مخيم تل الزعتر، وبنادقهم وثيابهم المرقطة وأعلامهم ظاهرة من نوافذ الحافلة، وهم ينشدون أناشيد حماسية. اعتقد كل من كانوا في المكان أن عين الرمانة تتعرض لهجوم مفاجئ.

لحظات وانهال الرصاص على الحافلة، فقُتل 27 من ركابها ونجا السائق و2 من رجال "المقاومة" بمعجزة بعدما غطتهم الجثث.

من أطلق الرصاص على الحافلة؟

يقول الأستاذ جوزف أبو خليل: لم يكن بين مطلقي النار في عين الرمانة أي كتائبي ملتزم، بل كانوا مجموعة من الأهالي الذين ما أن رأوا الموكب الفلسطيني المسلح حتى هبّ كلٌّ إلى سلاحه، وقد ظنوا أنهم يتعرضون لهجومٍ، وأخذوا يطلقون النار في شكل لا يعبر عن شجاعة بقدر ما يعبر عن ذعر. لقد كانوا كلهم تقريباً لا يتبرأون من الكتائب ولا الكتائب تستطيع التبرؤ منهم. وعلى هذا النحو أصبح حزب الكتائب مسؤولاً عن حادث لم يشارك فيه ولا كانت له يد في أي واقعة من وقائعه.

على أثر حادث الأوتوبيس أقيمت حواجز في عين الرمانة وفرن الشباك، وأشعلت دواليب كاوتشوك لقطع الطرق، وانتشر المسلحون في الشوارع. خلال ساعات معدودة، امتلأت المناطق ذات الغالبية المسيحية من أقصى لبنان إلى أدناه بشائعات ترمي الصوت: بيار الجميل تعرض لمحاولة اغتيال على أيدي الفلسطينيين، وقُتل اثنان من مرافقيه . في المناطق الإسلامية والمخيمات كانت شائعات مناقضة تنتشر، فحواها تقول أن الكتائب هاجمت مخيم تل الزعتر. وفقد الناس عقولهم. عندما تبدأ أصوات الرصاص والديناميت والقنابل والصواريخ تملأ الأسماع في كل مكان، وتستفز الناس لحمل السلاح، لا يستطيع أحد أن يسمع صوت العقل.

لماذا حصل ما حصل في عين الرمانة ذلك اليوم؟

في تحليل هادئ للأحداث التي جرت في عين الرمانة ذاك الأحد، تبين أن السلطات الأمنية اللبنانية، تحسباً منها لما قد يحدث في ذلك النهار (الاحتفال الفلسطيني واحتفال عين الرمانة )، كانت اتفقت في 2 نيسان مع ممثلي المنظمات الفلسطينية (تمثلت "فتح" بأبو حسن سلامة )، على ألا يمر أي موكب فلسطيني بعين الرمانة في ذلك النهار، إضافة إلى أن الذاهب من مخيم صبرا حيث كان الاحتفال الفلسطيني إلى مخيم تل الزعتر حيث كانت متوجهة الحافلة، لم يكن بالضرورة ليمر في عين الرمانة.

من هذه النقطة يصبح السؤال ملحاً: لماذا سلك سائق الحافلة وهو لبناني يعرف طرق المنطقة جيداً الطريق التي تمر بعين الرمانة؟ والأهم لماذا لم تخطره القيادة الفلسطينية بتجنب المرور في عين الرمانة وفقاً للاتفاق قبل أيام؟

– خلال التحقيق معه  لدى السلطات اللبنانية أوضح سائق الحافلة أنه سلك تلك الطريق تحديداً بتوجيه من أحد رجال الشرطة البلدية حين وصل إلى مفترق شارع غنوم – مارون مارون وشارع سعيد الأسعد.

– يبدو أن المنظمات الفلسطينية حققت مع سائق الحافلة فأخبرهم عن طريقة وصوله الى الشارع، لكن التحقيق الفلسطيني لم يكن باحتراف التحقيق اللبناني، فاعتقد الفلسطينيون أن ذاك الشرطي تابع لمفرزة سير بعبدا، بينما تأكد للسلطات اللبنانية أنه كان يلبس لباس الشرطة البلدية.

– ليلاً خرج مسلحون فلسطينيون من مخيم المية ومية واقتحموا منزل أهل النقيب كليم واكيم آمر مفرزة سير بعبدا في المية ومية وقتلوا والده وشقيقه وأصابوا شقيقه الآخر بجروح خطرة، وفي اقتناعهم أن ذاك الشرطي وقف هناك بتكليف من النقيب واكيم، فكان والد النقيب واكيم وشقيقه من أوائل الشهداء الأبرياء في حرب لبنان.

– من هو ذاك الشرطي البلدي؟ رغم كل التحقيقات والعمل الاستخباراتي لم تعرف هويّته ولا أحد عرف كيف وُجد في تلك النقطة وكيف اختفى منها. وكما لو كان شبحاً، بقي سرّه لغزاً من ألغاز حرب لبنان من دون تفسير.

– في تحقيقات السلطات اللبنانية تبين أن منتصر أحمد ناصر راكب سيارة الفولكسفاغن، الذي افتعل المشكل الأول هو من الجنوب ومن مقاتلي "جبهة التحرير العربية" المدعومة من العراق، كذلك هم معظم ركاب الأوتوبيس. وأما سيارة الفيات، التي كانت تقل المسلحين الأربعة، والتي أطلقت النار على جوزف أبو عاصي ومن معه، فبقيت مجهولة الهوية، لأن الجريح الذي نقل منها إلى مستشفى القدس، اختفت آثاره، ولم يعرف من هو، وبالتالي إلى أي فصيل فلسطيني ينتمي، بل إذا كان ينتمي أصلاً إلى المقاومة الفلسطينية. اصطدم التحقيق بجدار تهريب الدليل، الذي ربما كان مفتاحاً لمعرفة منشأ الحادثة.

في النتيجة:

شكلت حادثة بوسطة عين الرمانة الشرارة المطلوبة لاندلاع الحرب في لبنان، بعدما فشلت المحاولة الأولى قبل أسابيع في صيدا.

وبدأت التفجيرات تشعل نار الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبين اللبنانيين وأخوتهم اللبنانيين أيضاً. وبدأ لبنان يحترق من جنوبه إلى عاصمته، ومن شماله إلى جبله فبقاعه، والضحايا تتساقط بعشرات الآلاف، في حوادث لم يشهدها تاريخه الحديث في التفنن في الإجرام، كالخطف على الهوية والقتل بعد تعذيب الضحية، فضلاً عن السلب والنهب والتدمير والتشريد، فيما خيراته ترحّل إلى البلاد المجاورة، وخيرة شبابه تحزم حقائبها وتتيه في جهات الأرض الأربع تبحث عن وطنٍ يؤويها. كانت الحصيلة مفجعة: مئات آلافٍ ضحايا، مئات آلاف أخرى هاجروا من دون عودة. آلاف المفقودين، ومثلهم من الشهداء الأحياء الذين لم يعد لهم غدٍ يحلمون به. إقتصاد منهار وخسائر بمليارات الدولارات. قرى وبلدات مدمرة . عائلات مفككة، شباب تائه في وطنه يبحث عن منزل وفرص عمل.

كانت حرباً أكثر من مفجعة.

نبيل يوسف/كاتب وباحث

 

ملف مفقودي الحرب الأهلية اللبنانية على خط الانتخابات ويقدر عددهم بنحو 17500 معظمهم في السجون السورية

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

في موسم الانتخابات النيابية وسباق الأحزاب والمسؤولين إلى مجلس النواب، تنطلق اليوم في الذكرى الـ43 للحرب الأهلية حملات من نوع آخر بلسان أهالي المفقودين والمخطوفين اللبنانيين الذين مضى على اختفائهم عشرات السنين... ومطلب «المرشحين المفقودين» (وهم الذين لا ينتمون إلى فئة أو منطقة معينة بل يتوزعون على كامل الأراضي اللبنانية) ليس أكثر من الكشف عن مصيرهم وإنهاء معاناة عائلاتهم، التي شاء القدر أن يغادر عدد كبير من أفرادها الحياة قبل معرفة مصير أبنائهم بانتظار تحرك الدولة اللبنانية، وتأليف لجنة وطنية لمتابعة القضية.

وضمن النشاطات التي تبدأها اليوم كل من لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين واللجنة الدولية للصليب الأحمر في الذكرى الـ43 للحرب، حملة انتخابية بأسماء المفقودين لتذكير المسؤولين بقضيتهم، خصوصاً أن أسماء هؤلاء لا تزال مدرجة على لوائح الشطب كما هي.

واختارت لجنة الأهالي لحملتها اسم «لائحة المفقودين في كل لبنان»، لدعم إقرار مشروع القانون الموجود حالياً في مجلس النواب، الذي يحمل اسم «حقوق ذوي المفقودين بالمعرفة»، مطالبة الأحزاب والمسؤولين بالحصول على تعهّد خطي منهم بتبني قضيتهم، بحسب ما تؤكد رئيسة لجنة الأهالي وداد حلواني التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «مَن يتعهّد لنا خطيّاً بالعمل على تشكيل الهيئة الوطنية المستقلة نمنحه أصواتنا في الانتخابات النيابية، لأن قضيتنا الأهم والأساس هي معرفة مصير إخوتنا وأبنائنا وأزواجنا، نريد أن نعرف مَن منهم لا يزال على قيد الحياة ومن بات في عداد الأموات لنحصل على الأقل على رفاته، عندها يمكن القول إن ملف الحرب الأهلية انطوى لننتقل بعده إلى مرحلة السلم». ومع التحرك الذي يقوم به الصليب الأحمر ولجنة الأهالي حول المخطوفين والمفقودين الذين يُقدَّر عددهم بنحو 17500 شخص معظمهم في السجون السورية، كان لرئيس الجمهورية ميشال عون، يوم أمس، موقف حيال الهيئة الوطنية، مذكراً في جلسة الحكومة بصدور قانون يقضي بتأليفها، طالباً من وزير العدل سليم جريصاتي تقديم اقتراح لتشكيلها من أجل جلاء هذا الموضوع ومعالجته من الناحية الإنسانية والوطنية. لكن هذا الموقف لاقى استياء أهالي الموقوفين الذين وجدوا فيه عودة إلى الوراء بدل إقرار القانون المقدم سابقاً، على حد تعبير رئيسة لجنة الأهالي وداد حلواني، بينما اكتفت المتحدثة باسم البعثة الدولية للصليب الأحمر يارا خواجة، بالتأكيد على الترحيب بأي خطوة من شأنها إنهاء معاناة الأهالي»، داعية في الوقت عينه إلى إقرار القانون الموجود في مجلس النواب لتشكيل اللجنة وآلية للكشف عن مصيرهم.

وقالت حلواني: «الحل الذي سلمناه إلى رئيس الجمهورية خلال لقائنا به قبل يومين محدد بطلبين أساسيين، هما اتخاذ الحكومة قراراً بجمع وحفظ العينات البيولوجية من الأهالي، وتشكيل هيئة مستقِلَّة بناء على اقتراح القانون الذي أقرته لجنة حقوق الإنسان». وأضافت: «وعدنا الرئيس عون بأنه سيتبنى الحل لكننا تفاجأنا اليوم بأنه يطلب من وزير العدل تقديم اقتراح جديد، وهو ما نرى فيه خطوة إلى الوراء بدل البدء بخطوات تنفيذية بعدما شبعنا من الوعود الفارغة». من جهتها، أكدت خواجة لـ«الشرق الأوسط»، أن مسؤولية الكشف عن آلاف المفقودين تقع على عاتق السلطات اللبنانية، في وقت تقوم فيه اللجنة بخطوات عملية لتوثيق الأسماء عبر آليات محددة كي تقدمها للهيئة الوطنية عند تشكيلها. وأوضحت: «بدأنا العمل على الملف في عام 2011، وفي عام 2012 أطلقنا مشروع جمع بيانات ما قبل الاختفاء يهدف إلى الحصول على أكبر قدر من المعلومات، حتى التفصيلية منها حول المفقودين. وفي عام 2015 بدأنا نجمع عينات بيولوجية وتحديداً من اللعاب تحفظ في بيروت وجنيف ليتم الحصول منها على فحص الـDNA، ونجحنا لغاية الآن في إعداد بيانات لنحو ثلاثة آلاف مفقود، ولا يزال هناك كثير من الطلبات التي يتم العمل عليها».وتشدّد خواجة على أهمية الإسراع في إقرار الهيئة بعدما بات الجميع أمام سباق مع الوقت. وأشارت إلى أن القضية أصبحت متوارثة لأجيال عدة وفارق عدد من الأهالي وغادرت عائلات بأكملها لبنان، وهنا تذكّر خواجة بتوصيات بعض الأمهات، التي قالت إحداهن لابنتها قبل وفاتها: «أنت تبحثين عن أخيك في الأرض وأنا أبحث عنه في السماء»، بينما أوصت أخرى بإخبارها في قبرها «عند الحصول على أي خبر عن ابنها».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أدرعي:الطائرة الإيرانية التي تسللت لأجوائنا بشباط كان تريد القيام بعملية تخريبية

وكالات/13 نيسان/18/أوضح المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تعليق عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أنّ "في أعقاب تحليل مسار الطيران، والبحث التشغيلي والإستخباري الّذي أُجري على أجزاء الطائرة الإيرانية بدون طيار، الّتي تسلّلت إلى الأجواء الإسرائيلية في تاريخ 10 شباط 2018، تبيّن أنّ الطائرة كانت محمّلة بمواد متفجرة، وكان هدفها القيام بعملية تخريبية في الأراضي الإسرائيلية".

 

الإدارة الأميركية تضع «خيارات» عسكرية وسياسية للرد على الكيماوي واجتماع لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض... وترمب يقول إن موعد الضربة لم يحدد

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/يجري في واشنطن إعداد الخطط العسكرية الأميركية والاستعداد لضربات «قوية وشاملة» لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه للأسلحة الكيماوية على دوما، إذ كان مقررا أن يجتمع فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض مساء الخميس لمناقشة الخيارات العسكرية المختلفة وغير العسكرية للرد على الهجوم الكيماوي في سوريا. وحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إضفاء بعض الغموض على توقيت الضربة العسكرية الأميركي بعد تغريدته صباح الأربعاء، محذرا روسيا من صواريخ ذكية وجديدة وهي التغريدة التي أثارت جدلا واسعا. وقال ترمب في تغريدة جديدة صباح الخميس: «لم أقل متى ستحدث الضربة ضد سوريا، هذا قد يكون سريعا جدا أو غير سريع على الإطلاق، وعلى أية حال فالولايات المتحدة تحت إدارتي قامت بعمل عظيم في التخلص من «داعش»، أين شكرا أميركا».

واكتفت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض بالتأكيد أن إدارة ترمب لم تقرر بعد كيفية الرد على أي هجوم بالأسلحة الكيماوية وأن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة.

وأثارت تغريدات ترمب الكثير من الجدل حول تحركات الإدارة حيث أظهرت تغريدة الخميس تراجعا عن تغريدة الأربعاء، وقد تشير إلى ضربة أميركية رمزية فقط، فيما يؤكد محللون آخرون ضربة أميركية موسعة وأن ترمب يحاول إضفاء نوع من الغموض على الخطط الأميركية. ويشير مسؤولون إلى محادثات تجري خلف الستار مع الجانب الروسي لتجنب أي صدامات أميركية روسية وبصفة خاصة سقوط أي ضحايا من الضباط الروس في أي هجوم محتمل.

وتمتلك البحرية الأميركية مدمرات لديها قدرات عالية على إطلاق صواريخ توماهوك والتي يبلغ مداها ألف ميل وتتسم هذه الصواريخ بتوجيهها عن طريق الأقمار الصناعية بما يجعل قدرتها على إصابة الأهداف دقيقة للغاية (وهي النوعية من الصواريخ عالية الذكاء التي أشار إليها الرئيس ترمب في تغريدته يوم الأربعاء). ووفقا للبنتاغون يتواجد حاليا بالبحر المتوسط المدمرة دونالد كوك التابعة للبحرية الأميركية محملة بصواريخ كروز وتوما هوك في مواقعها وجاهزة لتلقي الأوامر ويتواجد أيضا معدات عسكرية أميركية أخرى تشمل الطائرات والغواصات على وضع استعداد لأي أوامر يصدرها الرئيس الأميركي. ويتزامن ذلك مع تحركات لسفن حربية وغواصات ومعدات عسكرية وطائرات فرنسية وبريطانية في البحر المتوسط في الوقت الذي تستمر المشاورات بين الجانب الأميركي والجانبين الفرنسي والبريطاني. وقد انطلقت حاملة الطائرات هاري ترومان من قاعدتها بولاية فيرجينيا الأربعاء في طريقها إلى البحر المتوسط، وشدد الأدميرال البحري يوجين بلاك أن حاملة الطائرات التي تحمل 6500 من البحارة الأميركية على أهبة الاستعداد لأي أوامر تصدر من واشنطن. وتشير التسريبات أن المطارات السورية ومراكز القيادة وتدمير الطائرات الحربية السورية ومخازن الأسلحة هي الأهداف المؤكدة في الضربة الأميركية المحتملة إضافة إلى استهداف للقادة والطيارين الذين قاموا بتنفيذ الأوامر باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين في الدوما بهدف إرسال رسالة قوية للنظام السوري لكنه في الوقت نفسه يحمل مخاطر وقوع الكثير من الضحايا إضافة إلى زيادة فرص تصعيد الصراع. وأشار جون كيربي المسؤول العسكري السابق والمتحدث السابق باسم الخارجية لشبكة «سي إن إن» أن الأقمار الصناعية الأميركية وغيرها من طائرات الاستخبارات جمعت أدلة ودلائل تشير أن النظام السوري والوحدات العسكرية الروسية داخل سوريا تقوم بنقل وتحريك الطائرات والأسلحة والأفراد بعيدا عن الأهداف المحتملة لأي ضربة أميركية. وأوضح كيربي أنه بناء على مراقبة هذه التحركات الروسية والسورية يقوم القادة العسكريون في واشنطن بتعديل وتغيير الأهداف المحتملة. وأشار الكولونيل سكوت موراي مسؤول عسكري سابق أن إدارة ترمب تسعى لإشراك القوات البريطانية والفرنسية في الهجمة وربما يتم استخدام صواريخ من طراز S - 400 أرض - جو، يمكن إطلاقها من المدمرات الحربية الأميركية المتمركزة في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية واستهداف الدفاعات الجوية السورية وبعض المناطق الاستراتيجية في دمشق وأشار بعض الصحافيين مساء الأربعاء أن كلا من روسيا والولايات المتحدة حريصتان على عدم حدوث أي خطأ في التقديرات يؤدي إلى صدام. ويقول محللون بأن الروس سيحاولون تفادي أي سوء تقدير أو حدوث خطأ يؤدي إلى صدام أميركي روسي داخل سوريا وأن الروس سيكتفون باستخدام أنظمة الدفاع الصاروخية المختلفة لاعتراض أي صواريخ أميركية يتم إطلاقها وتدميرها في الجو قبل بلوغ أهدافها. ويقول مصدر مسؤول بأن الضربة الأميركية في أبريل (نيسان) 2017 ردا على استخدام الكيماوي على خان شيخون، سبقها تنسيق مع الروس لتفادي وقوع إصابات بين المستشارين العسكريين الروس المتواجدين في سوريا ومع هذا الإشعار المسبق لم تقم روسيا بأي جهد لإسقاط الصواريخ الأميركية، واعتبرت وقتها روسيا أن الرد الأميركي بضرب مطار الشعيرات يمكن استيعابه دون القيام بأي رد فعل انتقامي، وحث الروس نظام الأسد على ضبط النفس.

 

بريطانيا وفرنسا وألمانيا تواكب «خطط» الإدارة الأميركية

باريس - لندن – برلين/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/تحركت الدول الأوروبية الكبرى، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لبحث الخيارات العسكرية والسياسية لمواكبة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب توجيه ضربات لقوات النظام السوري على خلفية استخدام الكيماوي في دوما. وأكدت لندن وباريس وبرلين مسؤولية النظام عن استخدام الكيماوي. وعقدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماعاً عاجلاً لحكومتها الخميس وسط تكهنات بأنها ستدعم أي تحرك أميركي ضد سوريا رغم الانقسامات في البلد الذي لا يزال يخيم عليه تدخله في اجتياح العراق بقيادة الولايات المتحدة. ومع تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الصواريخ «قادمة» وتفكير فرنسا في شن غارات، ذكرت تقارير أن ماي ستسعي للحصول موافقة وزرائها للانضمام إلى الحلفاء في استهداف نظام الرئيس بشار الأسد. لكن بعض نوابها أعربوا عن قلقهم حيال الدخول في النزاع المعقد في سوريا في حين يضغطون لاستدعاء البرلمان من عطلة الفصح لمناقشة أي تحرك. وبينما حاولت ماي عدم توجيه اللوم بشأن الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية السبت في مدينة دوما قرب دمشق، قالت الأربعاء، إن «جميع المؤشرات تدل على أن النظام السوري هو المسؤول». وأضافت: «لا يمكن أن يمر استخدام الأسلحة الكيماوية دون عواقب. سنعمل مع حلفائنا المقربين للتوصل إلى الكيفية التي يمكننا من خلالها ضمان محاسبة المسؤولين». واستدعت ماي الوزراء لاجتماع حكومي عاجل بعد ظهر الخميس «لمناقشة الرد على الأحداث في سوريا». وذكرت صحف بريطانية، أن غواصات البحرية الملكية مسلحة بصواريخ من طراز «كروز» تتحرك لتصبح ضمن المدى الذي يمكنها من المشاركة في ضربة محتملة. وذكرت صحيفتا «ذي تايمز» و«ديلي تلغراف»، أنه من المتوقع أن تدعم الحكومة ماي في الانضمام إلى أي تحرك تقوده الولايات المتحدة. لكن لا يتوقع أن يتم استدعاء النواب الذين لن يعودوا إلى البرلمان قبل الاثنين للحصول على موافقتهم. وبريطانيا منضوية حالياً في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشنّ غارات جوية على مواقع عناصر تنظيم داعش في العراق وسوريا، حيث نفذ أكثر من 1700 ضربة من هذا النوع. ولم يُسمح بالمهمة إلا بعدما وافق عليها النواب، حيث دعموا التحرك عسكرياً في العراق في سبتمبر (أيلول) 2014، وفي سوريا بعد عام من ذلك، محددين بحزم الضربات لتشمل الأهداف التابعة لتنظيم داعش فقط. واستبعد التحرك ضد النظام السوري إثر جلسة تصويت عقدها البرلمان في 2013 في حين دعا الكثير من النواب إلى إجراء تصويت قبل اتخاذ أي تحرك.

وقال زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن لشبكة «بي بي سي» الإخبارية، إنه «يجب أن يكون للبرلمان رأي في أي تحرك عسكري». وأضاف: «ما لا نريده هو قصف يؤدي إلى تصعيد ما يؤدي بدوره إلى حرب ساخنة بين روسيا والولايات المتحدة في الأجواء السورية».

ورسمياً، لدى رئيسة الوزراء الحق في الدخول في حرب دون الحصول على موافقة البرلمان، لكن هناك اتفاقاً تم التوصل إليه في نزاعات سابقة يتيح للنواب التصويت، إما قبل التحرك العسكري أو بعده بوقت قصير. ودعا عدد من النواب في بريطانيا إلى التحرك ضد النظام في سوريا، محذرين من أن استخدام الأسلحة الكيماوية يعد خرقاً للقانون الدولي، ولا يمكن أن يمر دون عقاب. وأعادت الأزمة إلى الذاكرة حرب العراق التي وافق عليها البرلمان وخلفت 179 قتيلاً في صفوف الجنود البريطانيين وشرعت الأبواب أمام سنوات من العنف الطائفي. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة «يوغوف» هذا الأسبوع ونشرت صحيفة «ذي تايمز» نتائجه، أن 43 في المائة يعارضون ضرب سوريا، في حين 34 في المائة غير متأكدين، و22 في المائة فقط يؤيدون ذلك. ودعا بعض أعضاء حزب ماي المحافظ إلى الحذر إزاء التدخل في حرب معقدة للغاية ومتعددة الأطراف. وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم جوليان لويس لـ«بي بي سي»: «ما لدينا هنا في سوريا هو خيار بين وحوش من جهة ومجانين من جهة أخرى». وقال نائب محافظ آخر يدعى زاك غولدسميث عبر موقع «تويتر»: «نحتاج إلى رد واضح لحالة الغضب» بشأن استخدام السلاح الكيماوي المفترض في سوريا، «لكن يجب أن يتدخل البرلمان قبل الاتفاق على أي تحرك عسكري. على الحكومة تحديداً توضيح هوية الجهة التي ستزداد قوتها عندما يضعف الأسد. وماذا سيحدث بعد ذلك». من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الخميس، إنه يبدو «واضحاً» أن النظام السوري لا يزال يملك مخزوناً من الأسلحة الكيماوية، بعد الهجوم المفترض الذي اتهمت القوات السورية بشنه في دوما. وأوضحت: «علينا الآن أن نقرّ أنه من الواضح أن التدمير لم يكن تاماً» للأسلحة الكيماوية، في حين كان يفترض تدمير هذه الترسانة. لكن ميركل أشارت إلى أن برلين «لن تشارك في أعمال عسكرية» تستهدف نظام بشار الأسد، إلا أنها أكدت «دعم كل ما حصل للإعلان أن استخدام الأسلحة الكيماوية غير مقبول». ومن دون موافقة النواب، لا يمكن أن تحصل أي عملية للجيش الألماني في الخارج. وقد نشرت ألمانيا طائرات استطلاع وتزويد بالوقود فوق سوريا والعراق، فقط في إطار التحالف الدولي ضد «داعش». وكانت ألمانيا اضطلعت بدور مركزي في تدمير الترسانة التي أعلنت عنها دمشق بعد هجوم كيماوي أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في منطقة الغوطة الشرقية، شرق دمشق، في أغسطس (آب) 2013. في باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن لديه «الدليل» بأن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية في دوما، مشيراً إلى أن الرد على ذلك سيتم في «الوقت الذي نختاره». وقال ماكرون خلال مقابلة مع محطة «تي إف1» الفرنسية «لدينا الدليل بأن (...) الأسلحة الكيماوية استخدمت، على الأقل (غاز) الكلور، وأن نظام بشار الأسد هو الذي استخدمها». وقال، إنه على اتصال يومي مع الرئيس دونالد ترمب، وإنهما قد يقرران بشأن الرد «في الوقت الذي نختاره عندما نقرر بأنه الأنسب والأكثر فاعلية». وأضاف ماكرون، إن أحد أهدافه في سوريا «نزع قدرة النظام على شن هجمات كيماوية»، لكنه كرر أنه يريد كذلك تجنب «التصعيد». وأكد أن «فرنسا لن تسمح بأي حال بأي تصعيد، أو أي شيء من شأنه أن يخل باستقرار المنطقة، لكن لا يمكن أن نسمح لأنظمة تعتقد أن بوسعها التصرف دون عقاب أن تنتهك القانون الدولي بأبشع طريقة ممكنة».

 

 الكرملين يراقب التحركات الأميركية ويتحدث عن اتصالات عسكرية وموسكو تريد منع الصدام بين الجيشين

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/سيطر الترقب أمس على المواقف الروسية، والتزم الكرملين الهدوء في التصريحات الصادرة عنه، وسط تكهنات باحتمال تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تهديداته بتوجيه ضربة إلى سوريا، أو تأجيل اتخاذ القرار النهائي بشأنها. ووجهت موسكو إشارة إلى استعدادها لحوار مع واشنطن عبر تأكيد أن قنوات الاتصال العسكرية «ما زالت مفتوحة». وانشغلت الأوساط البرلمانية الروسية أمس بتحليل المواقف الصادرة عن الغرب، ورأت في إعلان ألمانيا أنها لن تشارك في توجيه أي ضربة إلى سوريا، وإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتظار مزيد من التفاصيل حول استخدام الكيماوي في الغوطة، مؤشرات إلى «تفكك الجبهة التي أراد ترمب حشدها لشن عمليته». قبل أن تأتي كلمات ترمب حول أنه لم يعلن موعدا محددا لعملية عسكرية لتعزز هذه الفرضية، واستبعد رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) فلاديمير شامانوف، أن تقوم الولايات المتحدة بأي هجوم عسكري على سوريا، وقال لصحافيين: «لن يحدث هذا، لا توجد مؤشرات لذلك». وأوضح شامانوف أن «الوضع ليس بسيطا، ولكنه مستقر»، لافتا إلى أن «هناك درجة معينة من التفاهم بين الأطراف، وأن كل شيء سيمر بطريقة حضارية». بينما قال النائب الأول لرئيس لجنة السياسة والدفاع في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) فلاديمير غاباروف، إن «الزوبعة التي أثارها ترمب سوف تهدأ سريعا، سيمر يومان في هذه النقاشات الساخنة، وبعد ذلك ستخفت اللهجة الساخنة وتبدأ الأمور بالانحسار». في المقابل، التزم المستوى الرسمي الحذر، وأكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن خط الاتصال بين موسكو وواشنطن لتفادي مواجهات غير مقصودة في سوريا لا يزال مفتوحا، و«الطرفان يستخدمانه بشكل متواصل». وتجنب بيسكوف الرد على سؤال حول توقعات موسكو بشأن الضربة المحتملة، وقال إنه يتحدث عن قناة للتواصل على المستوى العسكري.

وأضاف بيسكوف أن الكرملين «يتابع عن كثب كل ما يصدر عن واشنطن من تصريحات حول توجيه ضربة محتملة لسوريا»، محذرا من أن «اتخاذ خطوات غير مسؤولة سوف يعقد الوضع هناك».

وزاد أن موسكو ترى أنه «من الضروري تفادي أي خطوات قد تتسبب في تصعيد التوتر في سوريا، ومثل هذا الأمر قد يكون له تأثير مدمر لعملية التسوية السورية بأكملها». واستبعد بيسكوف في الوقت ذاته إجراء اتصالات مباشرة على المستوى الرئاسي في الوقت الراهن. لكن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، تركز على التطورات الأخيرة في سوريا، ولم يوضح الكرملين تفاصيل حول المناقشات. في غضون ذلك، دعت الخارجية الروسية المجتمع الدولي إلى «التفكير في عواقب الاتهامات والتهديدات التي توجهها الدول الغربية إلى دمشق، وفي تداعيات العمل العسكري المحتمل». وقالت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، إن «واشنطن مستمرة في إطلاق التصريحات بنبرة الحرب التي تهدد بتصعيد خطير للغاية، ولا توجه اتهاماتها لدمشق فحسب؛ بل تصدرها لروسيا أيضا التي تدعم نظام الأسد، وبالتالي تتقاسم المسؤولية معه عن جرائمه على حد الزعم الأميركي».

وانتقدت آلية «اتخاذ قرارات في غاية المسؤولية بشأن استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة، والتهديد باستخدام القوة على الساحة الدولية بناء على معلومات كاذبة، وفي غياب صورة حقيقية عن الحدث (الكيماوي)». إلى ذلك، أفاد مصدر قريب من الخارجية لـ«الشرق الأوسط» بأن «الشعور السائد هو أن الرئيس ترمب لم يتخذ قرارا نهائيا بعد، وأنه يواجه صعوبات داخلية وخارجية». ولفت إلى أن «ترمب يفتقد إلى وجود استراتيجية واضحة في سوريا والمنطقة، وهذا يضعف من احتمالات توجيه ضربة قوية؛ لأنه حتى لو اتخذ قرارا فليس مفهوما ما هو المغزى السياسي وماذا يريد منها، وبالإضافة إلى المعضلة المتعلقة بالحرص على تجنب مواجهة مع موسكو، فإن الأهم أنه لن يكون قادرا على توظيف نتائج أي ضربة سياسيا». في هذه الأجواء، جاء إعلان وزارة الدفاع الروسية عن اكتمال السيطرة على دوما، ورفع العلم السوري فيها، ليوجه «رسالة لها رمزية وأهمية كبرى» كما قال المصدر، لافتا إلى أن موسكو تقول بذلك للغرب إن «الوضع مستقر في المنطقة، ويمكن للمحققين الدوليين أن يأتوا ويفحصوا الأوضاع بأنفسهم». وكان رئيس المركز الروسي للمصالحة يوري يفتوشينكو، قد قال في إيجاز صحافي: «شهدنا اليوم حدثاً مهماً في تاريخ الجمهورية العربية السورية». وأكد انتشار وحدات الشرطة العسكرية الروسية في دوما، لـ«ضمان الأمن والنظام العام وصيانة القانون فيها، حتى يتم تسليم إدارتها للسلطات السورية المدنية». ولفت إلى أن مسلحي «جيش الإسلام» سلموا أكثر من 400 قطعة سلاح مع رحيلهم عن دوما، وأن 41213 شخصا غادروها منذ 28 فبراير (شباط)، ليصل بذلك إجمالي المدنيين الذين تم إجلاؤهم عن الغوطة الشرقية تحت إشراف الجانب الروسي إلى 165123 شخصا. وتبع ذلك بساعات إعلان مصدر عسكري – دبلوماسي روسي، أن المجموعة الأولى من خبراء منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية وصلت إلى بيروت، للانتقال منها إلى دمشق. وقال المصدر: «اليوم وصلت المجموعة الأولى من خبراء بعثة تقصي الحقائق، ومن المتوقع وصول المجموعة الأساسية من الخبراء إلى العاصمة اللبنانية غدا (اليوم)». وقال المصدر لوكالة «سبوتنيك»: «سوف يصلون إلى دمشق، وبعدها ستتضح خطة العمل».

 

قمة العرب في كنف «إثراء» المعرفة

الدمام: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/لأول مرة، يلتئم شمل القمة العربية داخل أيقونة للمعرفة، ومركز للإثراء الثقافي وحاضنة للفنون والعلوم والابتكار. ويمثل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، المعروف باسم «إثراء»، في الظهران الذي دُشّن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في ديسمبر (كانون الأول) 2016، صرحاً للتواصل الثقافي والحضاري مع العالم تماشياً مع «رؤية المملكة 2030» في التحوّل لمجتمع المعرفة. ومن المقرر أن تُعقَد القمة العربية الـ29 في قاعة «السعودية» بمركز «إثراء»، وتعتبر القاعة تحفة معمارية فريدة التصميم، تجمع بين الحداثة، والزخارف التاريخية، وتم صنع أرضيتها من خشب نبات البامبو المعاد تدويره، وتتمتّع بزوايا منحنية وإضاءة باهرة من الألواح النحاسية المثقوبة. ودأبت الدول المستضيفة للقمة العربية، على تنظيمها داخل قاعات اجتماعات رسمية، في قصر المؤتمرات، لكن ينظر إلى الخطوة السعودية باستضافة القمة في مركز مرموق للثقافة باعتبارها اعترافاً بدور المعرفة في صياغة مستقبل قائم على الإثراء الفكري وتشييد اقتصاد المعرفة، وتقديراً للعلم والثقافة في بناء التواصل بين الشعوب. يقع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بالقرب من البئر «رقم 7»، الذي بات يُعرف باسم «بئر الخير»، وهو الموقع الجيولوجي التاريخي الذي تم اكتشاف البترول فيه لأول مرة في المملكة بكميات تجارية عام 1938. وكانت البئر الأولى التي يتدفّق منها البترول بكميات تجارية، وترمز الصخور التي تسند بعضها، والتي صممت لتشكل الطراز المعماري الفريد للمبنى، إلى تعاضد الطاقة والمعرفة، ويجمع «إثراء» بين التصميم المعماري ذي الدلالات الرمزية القوية والتقنية الحديثة، كما يجمع بين أساليب التعليم الفريدة والبرامج الإثرائية، وهو منصة ملهمة للمستكشفين والمتعلمين والمبدعين والقادة. ومن منطلق كونه مركزاً حيوياً للمعرفة والابتكار والتفاعل عبر الثقافات سيساعد على التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

وقد صمم المركز من قبل شركة «سنوهيتا»، وهي شركة معمارية نرويجية عالمية شهيرة حصلت على مقاولة التصميم بعد فوزها بها من خلال مسابقة دولية شاركت فيها كبرى شركات التصميم السعودية والعالمية. الجدير بالذكر أن «(سنوهيتا) صممت صروحاً ثقافية مميزة كمكتبة الإسكندرية في مصر ودار الأوبرا في أوسلو بالنرويج». أهم مكونات المركز «برج المعرفة» الذي يتكون من 18 طابقاً من المرافق التعليمية، ويعرض أحدث الدورات التعليمية في عدد كبير من المواضيع الدراسية، كما يحتضن ورش العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بالإضافة إلى الفنون والوسائط المتعددة، وبرامج بناء المهارات، وسيتم تطوير المحتوى المقدم في هذه الورش بالشراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية العالمية التي ستعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات المحلية المتخصصة، ويدار التعلُّم وتبادل المعارف بشكل يعزِّز قيمة المواطنة، ويحترم التنوع ويحتفي به، ويعزِّز ثقافة التطوع، ويغذِّي الفضول وحب المعرفة في المجتمع». ولا يقتصر المركز على ما يقدمه في العالم الواقعي، بل سيمتدُّ حضوره إلكترونياً وذلك من خلال صفحاته ومدوناته الإلكترونية، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي ستمكّن من هم خارج المنطقة الشرقية من التفاعل مع المركز والاستفادة من معرفته وأنشطته الثقافية. ومن مكونات المركز، مختبر الأفكار، الذي يوفر مساحة للمخترعين والمبتكرين الشباب لتطوير أفكارهم وترجمتها إلى نماذج أولية ومنتجات يمكن تسويقها. ويمكن للمبتكرين وروّاد الأعمال والمخترعين صقل وتطوير أفكارهم وترجمتها إلى نماذج أو منتجات قابلة للتسويق في مختبر الأفكار. ويضم المركز، المتحف، الذي يوفّر رؤية بانورامية لأفضل ما في الثقافة السعودية والعالمية من خلال أربعة معارض، يركز كل منها على موضوع معيّن ويجهز العقول لاستقبال أفكار وأشكال جديدة من التعبير الثقافي. سينطلق الزوّار في رحلة اكتشاف عبر آلاف السنين تبدأ بالفن السعودي المعاصر يليه الهوية والتراث السعودي، والفن والتراث الإسلامي، ويختتم بالتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية. تصاحب المعارض الأربعة برامج ومحاضرات وورش عمل وجولات إرشادية تستعرض المواضيع المختلفة بترتيب زمني من المعاصر إلى القديم.

 

 التدخلات الإيرانية والإرهاب على رأس الاجتماع الوزاري لقمة الظهران وأبو الغيط طالب بـ{أقصى درجات اليقظة}... والجبير اعتبر أن السوريين {يكتبون فصلاً جديداً من معاناتهم مع العدوان الغاشم}

الرياض: عبد الهادي حبتور وسوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/أكدت الجامعة العربية أن ملفّ التدخلات الإيرانية يشغل العرب جميعاً، وهو من الأمور التي تتعامل معها المنظومة العربية بأعلى درجات اليقظة والانتباه، محذرةً الأطراف الإقليمية أنه «عندما يتعلق الأمر بتهديد الأراضي العربية أو العبث بسيادة الدول، فإن العرب يتحدثون بصوت واحد، ويتحركون انطلاقاً من فهم مشترك». وأوضح أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة 29 التي تعقد الأحد، أن «على العرب جميعاً مسؤولية معالجة الظروف التي أدت إلى إتاحة الفرصة لهذه التدخلات غير الحميدة عبر التوصل إلى تسويات سياسية مستدامة للأزمات الداخلية، وحالات الاحتراب الأهلي التي تجتاح بعض دولنا». من جانبه، شدد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة الحالية للقمة العربية 29، على أن المملكة لا تقبل ولا تتسامح مع الإرهاب والتدخلات الإيرانية في المنطقة، وقال في كلمته: «لا سلام ولا استقرار في المنطقة ما دامت إيران تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال إشعال الفتنة الطائفية وزرع ميليشيات إرهابية واحتضانها لقيادات تنظيم القاعدة الإرهابي».

وأضاف: «يشكل التطرف والإرهاب خطراً كبيراً على دولنا وشعوبنا ويجب التعامل معه بحزم، بما في ذلك مواجهة الفكر المتطرف وتجفيف منابع تمويله وعدم توفير الملاذ الآمن لمن يرتبط به»، وتابع: «إيران والإرهاب حليفان لا يفترقان؛ فهي تقف وراء إمداد ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لها في اليمن بالصواريخ الباليستية إيرانية الصنع التي تطلقها على المدن السعودية، والتي بلغت 117 صاروخاً أكدت بلا شك دموية أفكار مرجعيتها وتبنيها لجميع الأعمال الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار في اليمن».

ولفت الجبير إلى أن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى لا تزال تتصدر بنود جدول أعمال مجلس الجامعة على مستوى القمة، تعبيراً عن الموقف الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما نصت عليه القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأردف: «إننا إذ نعلن عن استنكارنا لاعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإننا نشيد بالإجماع الدولي الرافض لذلك، إذ إن من شأن هذه الخطوة إعاقة الجهود الدولية الرامية لتحقيق إنهاء الصراع العربي -الإسرائيلي». وبشأن القضية السورية، أفاد وزير الخارجية السعودي بأن الشعب السوري المظلوم يكتب فصلاً جديداً من فصول معاناته مع العدوان الغاشم الذي تغذيه قوى الشر والإرهاب. كما أكد الجبير لنظرائه العرب بأن إعادة إعمار العراق فرصة لا بد من استثمارها من أجل استثمار مساهمة العراق مع أشقائه في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، مبيناً أن السعودية خصصت ملياراً ونصف مليار دولار لإعادة الإعمار، ودعم الصادرات السعودية له خلال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عُقِد في دولة الكويت الشقيقة أخيراً. وأشار الوزير السعودي عن تطلع بلاده إلى أن تسهم الجهود الليبية في احتواء الأزمة من خلال دعم حكومة الوفاق الوطني ببذل الجهود الحثيثة للعمل، كما جاء في اتفاق الصخيرات من أجل حل الأزمة الليبية حفاظاً على أمنها ووحدة أراضيها. وأكد الجبير أهمية وضرورة توحيد الجهود سعياً لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية بما يخدم مصالح الدول الأعضاء ويعزز تعاونها لتنعم شعوبها بالأمن والرخاء والاستقرار. بالعودة لكلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فقد حذر من أن «القضية الفلسطينية في المرحلة الحالية تتعرض لمحاولة خطيرة لتقويض محدداتها الرئيسية، حيث شكَّل قرار الرئيس الأميركي الأُحادي وغير القانوني، بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، تحدياً غير مسبوق لمحددات التسوية النهائية المستقرة والمتفق عليها دولياً، منذ بدء العملية السياسية في مطلع التسعينات». وأشار أبو الغيط إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب عملاً متضافراً من أجل تعزيز المواقف الفلسطينية، ودعم صمود الفلسطينيين على الأرض خصوصاً في القدس، وحشد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الصعيد الدولي. وفي الشأن السوري، وما يشهده من تطورات متسارعة، أوضح أمين عام الجامعة العربية أن انحسار التأثير العربي في مجريات أحداث هذه الأزمة يتيح تدويلها بصورة لا تصب في مصلحة الشعب السوري. وتابع: «لقد شهدنا أخيراً عدداً من الاجتماعات التي تضم قوى دولية وإقليمية لتقرير مصير الوطن السوري بصورة أخشى أن تدفع بهذا البلد العربي إلى واقع تقسيم فعلي، وتفتح المجال أمام تفتيته إلى كيانات أصغر تهيمن عليها قوى خارجية، وهو أمر لا أتصور أن دولة عربية تقبل به». وطالب أبو الغيط النظام السوري بالاستماع لصوت العقل وأن يتخلى عن تصوراته بإمكانية الحسم العسكري، اعتماداً على قوى أجنبية لا تتوخى سوى تحقيق مصالحها الذاتية. من جانبها، أدانت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بتطورات الأزمة مع إيران استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واستنكرت في الوقت نفسه التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبل المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية. وأعربت اللجنة التي عقدت اجتماعها الثامن، أمس، في العاصمة السعودية الرياض والمكونة من (الإمارات، والسعودية، والبحرين، ومصر، وأمين عام الجامعة العربية)، عن قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة يهدد الأمن القومي العربي، الأمر الذي يعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية، وطالبَتْها بالكفِّ عن ذلك. كما أدانت اللجنة مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية في الدول العربية، بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل الأراضي اليمنية على السعودية، إلى جانب التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين. وأدانت اللجنة أيضاً استمرار إيران في تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية وتزويد الحوثيين بها، وأكدت على ضرورة التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن «2215» فيما يتعلق ببرنامجها الصاروخي.

 

زيارة محمد بن سلمان إلى إسبانيا تتوج بتوقيع 6 اتفاقيات عسكرية واقتصادية وثقافية والملك فيليبي أقام حفل غداء تكريماً لولي العهد السعودي

مدريد: «الشرق الأوسط/13 نيسان/18»/كرم العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، ضيف بلاده الكبير الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، وأقام له والوفد الرسمي المرافق مأدبة غداء في العاصمة مدريد بمناسبة زيارته الحالية لإسبانيا، وقبيل المأدبة صافح ولي العهد السعودي والملك فيليبي، الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين في البلدين. إلى ذلك، التقى الأمير محمد بن سلمان، يوم أمس، رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بحضور وفدي البلدين، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات السعودية - الإسبانية، والشراكة الثنائية في مختلف المجالات، وفرص تطويرها. بعد ذلك جرى التوقيع على 6 اتفاقيات ومذكرات وبرامج ثنائية في المجال الدفاعي والنقل الجوي والجانب التعليمي والثقافي والتقني والتنموي، حيث وقع الأمير محمد بن سلمان مع وزيرة الدفاع الإسبانية ماريا كوسبيدال على الملخص التنفيذي لتسهيل الإجراءات اللازمة لتوقيع وزاره الدفاع في السعودية على عقد توريد سفن من شركة نافانتيا الإسبانية تعزيزاً للتعاون في مجال الدفاع بين وزارتي الدفاع في البلدين. بعد ذلك شهد ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الإسباني التوقيع على اتفاقية تتعلق بالنقل الجوي، وقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ومن الجانب الإسباني وزير المواصلات إينيغو لاسيرنا، كما تم التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي وقعها من الجانب السعودي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد ومن الجانب الإسباني وزير التعليم والثقافة والرياضة إينيغو دي بيغو. كذلك تم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال العمل والتنمية الاجتماعية وقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ومن الجانب الإسباني وزيرة التوظيف والضمان الاجتماعي فاطمة غاريثيا، وتم التوقيع أيضاً على مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني وقعها من الجانب السعودي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، ومن الجانب الإسباني وزير الاقتصاد والصناعة والتنافسية رومان أوليباريس. كما تم التوقيع على اتفاقية إنشاء مشروع مشترك في مجال تطوير وصيانة البرمجيات بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية وشركة NAVANTIA، وقعها من الجانب السعودي رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية أحمد الخطيب، ومن الجانب الإسباني الرئيس التنفيذي لشركة NAVANTIA استيبان غارثيا. وفي وقت سابق من أمس، اجتمع ولي العهد السعودي في مقر قيادة الجيش بالعاصمة مدريد مع وزيرة الدفاع الإسبانية ماريا دولوس دي كوسبيدال، وفور وصوله إلى مقر قيادة الجيش عزف السلامان الوطنيان، واستعرضا حرس الشرف. واستعرضا العلاقات الثنائية ومجالات التعاون القائم بين البلدين، ومواصلة تطويره، في الجانب الدفاعي والعسكري، والفرص الواعدة لنقل التقنية وتوطينها وفق «رؤية السعودية 2030»، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة بشأنها بما فيها جهود محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف.

كما التقى ولي العهد السعودي أعضاء من البرلمان الإسباني واستعرض معهم علاقات الصداقة السعودية - الإسبانية. حضر الاجتماع الأمير منصور بن خالد بن فرحان سفير السعودية لدى إسبانيا، والوفد الرسمي لولي العهد، وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الإسبانية.

 

أوروبا تمدد عقوبات «حقوق الإنسان» على إيران والاتحاد يناقش العقوبات الصاروخية الاثنين المقبل

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/مدد الاتحاد الأوروبي أمس العقوبات المفروضة على إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان لمدة عام في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد لصدام، الاثنين، حول فرض مجموعة جديدة من العقوبات على أمل الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع طهران. وفرض الاتحاد الأوروبي العقوبات قبل ست سنوات على مسؤولين كبار في «الحرس الثوري» والقضاء الإيراني من بينهم قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري ورئيس القضاء صادق لاريجاني. وأعلن الاتحاد الأوروبي في بيان قرار تمديد القيود حتى 13 أبريل (نيسان) 2019 ضد 82 شخصا (....) في ضوء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران». والعقوبات المفروضة منذ عام 2011 تتضمن تجميد أصول 82 شخصا في الاتحاد الأوروبي وتمنع السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي. بينهم ضباط كبار وقضاة وقادة في الشرطة والاستخبارات وزعماء ميليشيات ومديرو سجون، كما تحظر عليهم زيارة الاتحاد الأوروبي. وفرضت هذه العقوبات بعد حملة قمع الاحتجاجات ضد إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بين يونيو (حزيران) وديسمبر (كانون الأول) 2009. وأسفرت عن عشرات القتلى وآلاف الاعتقالات. وهذه العقوبات منفصلة عن العقوبات الشديدة الاقتصادية والفردية التي فرضت على إيران بسبب أنشطتها النووية المثيرة للجدل لكن تم رفعها في يناير (كانون الثاني) 2016. بعد ستة أشهر من إبرام اتفاق بين طهران والقوى الكبرى بشأن هذا البرنامج النووي. وقالت الأمم المتحدة في مارس (آذار) إن إيران ألقت القبض على نشطاء ومعارضين سياسيين في حملة على حرية التعبير واستمرت في استخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات.

وكان الاتحاد ألغى العقوبات الاقتصادية والمالية الأشمل على إيران في 2016 بعد التوصل للاتفاق النووي. ويستبق قرار تمديد العقوبات اجتماع أعضاء الاتحاد الاثنين المقبل لمناقشة عقوبات ضد برنامج طهران للصواريخ الباليستية ودور طهران الإقليمي. وأمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحلفاء الأوروبيين حتى يوم 12 مايو (أيار) لإصلاح اتفاق عالمي موقع مع طهران في عام 2015 يتم بموجبه رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي. وزادت مخاوف الدول الأوروبية بعد اختيار ترمب في الأسابيع الأخيرة لجون بولتون مستشارا للأمن القومي ومايك بومبيو وزيرا للخارجية، وكلاهما من الشخصيات التي أبدت معارضة علنية لإيران، زاد بشكل كبير احتمالات انسحاب واشنطن من الاتفاق. ويسعى التكتل لحماية الاتفاق الذي وافقت طهران بمقتضاه على الحد من طموحاتها النووية لمدة لا تقل عن عشر سنوات لكن أعضاءه مختلفون حول كيفية تحقيق ذلك. وطالبت فرنسا بفرض عقوبات جديدة بسبب برنامج الصواريخ الإيراني ودورها في الصراعات في المنطقة بما في ذلك سوريا حيث تؤيد الرئيس بشار الأسد. وتأمل باريس أن تظهر لترمب أن الاتحاد يأخذ مخاوفه على محمل الجد. لكن إيطاليا رفضت بدعم من إسبانيا والنمسا خطط فرض حظر سفر وتجميد أصول 15 إيرانيا وشركات وجماعات مرتبطة ببرنامج إيران للصواريخ الباليستية ودور طهران في الحرب السورية. وقالت روما إن هذا لن يكون كافيا لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي وسيعرض العلاقات الاقتصادية مع إيران للخطر. وتشعر إسبانيا أيضا بالقلق من تداعيات هذا التحرك. وفي الشهر الماضي اقترحت باريس وبرلين ولندن استهداف «ميليشيات وقادة» إيرانيين في إطار تعزيز عقوبات الاتحاد الحالية فيما يتعلق بسوريا والتي تشمل قرارات حظر سفر مسؤولين وتجميد أصول وحظرا على إبرام تعاملات مع إيران. وتخشى الدول الثلاث نقل «تكنولوجيا الصواريخ والصواريخ» الإيرانية إلى سوريا وحلفاء طهران مثل جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان. وكانت الولايات المتحدة رحبت الثلاثاء بتوجه بعض دول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على إيران وحذرت الشركات التي تفكر في العمل مع إيران من أنها قد تمول بذلك جماعات متشددة وزعزعة استقرار المنطقة. وقالت سيجال ماندلكر وكيلة وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية في مستهل جولة تشمل الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق، في لندن إن العقوبات جزء مهم من جهد شامل لمواجهة «النشاط الخبيث» الذي تمارسه إيران في المنطقة. وقالت ماندلكر للصحافيين قبل لقاء مسؤولين بريطانيين «نفهم أن الاتحاد الأوروبي، مثلما ذكرت الصحافة، يدرس فرض عقوبات جديدة لها صلة بإيران. هذه خطوة جيدة ومهمة ونحن ندعمها». كما وجهت المسؤولة الأميركية تحذيرا للشركات الأوروبية قائلة إن «أي شركة تفكر في العمل مع إيران أو مع الشركات الإيرانية تواجه مخاطر كبيرة بأنها ستعمل مع جماعات مثل الحرس الثوري الإيراني وتدعم الإرهاب وعدم الاستقرار في العالم» وفق ما نقلت وكالة رويترز.

 

عباس يصر على عقد «الوطني» في رام الله... والفصائل تضغط للتأجيل ولقاءات في القاهرة من أجل «التوافق»... وتوقعات بتجاوز الخلافات

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/قال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس الوطني سيعقد نهاية هذا الشهر بـ«مَن حضر»، لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير، بغضِّ النظر عن استمرار مقاطعة بعض الفصائل الفلسطينية. وأكد المصدر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يريد الانتهاء سريعاً من عَقْد آخر وأهم خطوة في مسيرة «تجديد الشرعيات»، و«ضخ دماء جديدة» لمواجهة «التحديات الخارجية والداخلية». موضحا أن ثمة ثقةً عاليةً لدى قيادة حركة فتح بالتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاقات مع الفصائل الفلسطينية التي تعترض على عقد المجلس الوطني في رام الله، وأن الرئيس مصرّ على عقد المجلس وعدم تأجيله بسبب أهمية عقده في هذه المرحلة الصعبة والمعقَّدة. وإصرار عباس على عقد المجلس الوطني في رام الله نهاية الشهر الحالي يوازيه تصلُّب في موقف فصائل فلسطينية ترفض عقده بهذه الصورة. فقد أعلنت حركة حماس رفضها انعقاد المجلس الوطني بلا توافق، داعية إلى مؤتمر إنقاذ وطني بدلاً من ذلك، كما رفضت «الجهاد الإسلامي» عقد المؤتمر بشكله الحالي، وانضمت «الجبهة الشعبية»، ثاني أكبر فصيل في المنظمة، لهذه المواقف، وقالت إنها لن تشارك فيما سمته «مجلس رام الله» ولا في لجنته التحضيرية، كما أعلنت «الجبهة الديمقراطية» أنها ترفض التفرد في عملية عقد المجلس الوطني. وتريد فتح عقد المجلس الوطني في رام الله لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير، وهي أعلى هيئة قيادية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، كخطوة أخيرة على طريق تجديد الشرعيات، التي تهدف في النهاية إلى ترتيب «انتقال سلس» للسلطة في حال أي غياب قهري للرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويُفتَرَض أن تجري الانتخابات المرتقبة أثناء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، الذي حددته المنظمة في الـ30 من الشهر الحالي. وتأتي هذه الانتخابات بعد نحو عام على انتخابات جرت داخل حركة فتح، وانتهت بانتخاب لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري للحركة. وقد بدأ عباس هذه الخطوات بعد سنوات من الجدل حول ضرورة تجديد هذه الهيئات، ووضع نائب له في محاولة لتجنب أي فراغ، أو صراع سياسي وقانوني حول رئاسة السلطة. وأنهت اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني سلسلة من الاجتماعات، وأوصت بعقد المجلس في رام الله. لكن الفصائل الفلسطينية الأخرى تريد عقده في الخارج للسماح بأوسع مشاركة ممكنة، كما تريد المشاركة مع «حماس» و«الجهاد» في تحضيرية المجلس. وأمام هذه الخلافات بدأت حركة «فتح»، التي يقودها عباس، سلسلة لقاءات من أجل ضم فصائل منظمة التحرير إلى دورة المجلس الوطني، مستثنية حركتي «حماس» و«الجهاد» اللتين لن توجه لهما الدعوة، باعتبارهما خارج المنظمة.

ويُفتَرَض أن يلتقي مسؤولون من حركتي فتح والجبهة الشعبية في مصر على مدار أيام بغية التوصل إلى صيغة متفق عليها حول عقد المجلس الوطني. وقد أعلن مسؤولو الجبهة الشعبية أنهم سيطرحون تأجيل الدورة العادية إلى حين التوافق على عقد مجلس وطني توفيقي، على أساس اتفاقيات القاهرة 2011، ومخرجات اللجنة التحضيرية في بيروت، أي بما يضمن مشاركة حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» كذلك، لكن حركة فتح تصر على عقده في رام الله فوراً. ورد محمد اشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بالقول إن عقد المجلس الوطني ضروري لأنه يأتي في لحظة حاسمة من تاريخ الشعب الفلسطيني، وحفاظاً على الإطار الجامع للشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده ومظلته السياسية الشرعية. وأضاف اشتية موضحاً أن المجلس الوطني «سينتخب لجنة تنفيذية جديدة، إضافة إلى مراجعة الاستراتيجيات التي تبنتها الحركة الوطنية الفلسطينية خلال العقود السابقة، ووضع الاستراتيجيات المستقبلية، وكيفية مواجهة التحديات القادمة، خصوصاً ما يدعى بـ(صفقة القرن) التي تتجاوز الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتحاول شطب قضية القدس واللاجئين عن الطاولة»، مشدداً على ضرورة «مواجهة كل هذه التحديات بأسرع وقت، كما يجب فتح المجال أمام الكفاءات الحركية والوطنية، وتحديداً من فئة الشباب والمرأة».

وتسعى حركة فتح إلى الاتفاق مع الفصائل الفلسطينية في «منظمة التحرير» لعقد اجتماع للمجلس الوطني بمن حضر في رام الله، مع الاتفاق على تفاصيل بعض التفاصيل المتعلقة بنصاب الفصائل، وحصتها المالية وبعض المناصب. ويعد المجلس الوطني بمثابة برلمان المنظمة، التي تمثل جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج، ويضم الآن نحو 650 عضواً، ممثلين عن الفصائل والقوى والاتحادات الفلسطينية في كل مكان. وانعقد المجلس الوطني منذ تأسيسه 22 مرة، آخرها دورة استثنائية في رام الله عام 2009، انتهت بتعيين وانتخاب 6 أعضاء جدد في المنظمة ليصبح عدد أعضائها 18 عضواً. ويوجد في «التنفيذية» الحالية أعضاء متوفون، وآخرون كبار ومرضى وغير فاعلين. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس عباس يريد انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، بما يجعل أي انتقال للسلطة في المستقبل سلساً وآمناً. وبحسب المصادر، فإن انتخاب لجنة تنفيذية جديدة سيعني التخلص من أشخاص، والدفع بآخرين لتشكيل قيادة جديدة وقوية. وقد حددت حركة فتح ثلاثة من أعضاء لجنتها المركزية مرشحين لانتخابات اللجنة التنفيذية، هم الرئيس محمود عباس، وصائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية الحالية، وعزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في الحركة.

 

السيسي لرئيس البرتغال: مصر تكافح الإرهاب باستراتيجية أمنية وثقافية ودي سوزا دعا من الأزهر إلى العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مباحثاته مع نظيره البرتغالي مارسيلو دي سوزا، تناولت عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، كما تبادلا الرؤى حول تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا، فضلاً عن سبل تعزيز مكافحة الإرهاب، والعمل على تجفيف منابع تمويله، والتحذير من مخاطر الجماعات المتطرفة. وأكد السيسي في المؤتمر الصحافي الذي جمعه بنظيره البرتغالي، في قصر الاتحادية (شرق القاهرة) أمس، أن «مصر تنتهج استراتيجية شاملة لمكافحة ظاهرة الإرهاب البغيضة، تقوم على معالجة جذورها أمنياً وثقافياً واقتصادياً، ليس دفاعاً عن أمنها القومي فقط؛ لكن انطلاقاً من مسؤولياتها الإقليمية والدولية». وكان الرئيس البرتغالي قد وصل إلى مطار القاهرة الدولي الليلة قبل الماضية، على رأس وفد كبير، في زيارة رسمية لمصر تستغرق 3 أيام. ويشارك في افتتاح منتدى الأعمال المصري البرتغالي، مساء اليوم (الجمعة) الذي ينظمه الاتحاد المصري للغرف التجارية، بالتعاون مع الوكالة البرتغالية للتجارة والاستثمار. وأكد السيسي، أنه «اتفق مع نظيره البرتغالي على تعظيم الاستفادة من الإمكانات والفرص المتاحة، وسرعة تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، بما يؤدى لإحداث نقلة نوعية في مسار تطوير الشراكة بينهما، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة والتعاون في مختلف المجالات»، مشيداً بالجهود التي بُذلت والتطور الملموس الذي شهدته مختلف مجالات التعاون بين مصر والبرتغال خلال المرحلة الماضية، بما يسهم في تحقيق المصالح المتبادلة للشعبين، ويضمن استمرار التنسيق المستمر في مختلف المحافل الدولية. وشدد السيسي على ضرورة زيادة التنسيق والتعاون بين البلدين، لمعاجلة التحديات ومجابهة المخاطر والتهديدات التي تتسم بالتعقيد وصعوبة التعامل معها بصورة منفردة، خاصة مع التقارب الجغرافي والثقافي والتاريخي بين البلدين. من جهته، قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «الرئيس البرتغالي أعرب عن سعادته بزيارة مصر وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً عمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، وتطلع بلاده للعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والبحر المتوسط». وأوضح المتحدث الرسمي، أن المباحثات بين الرئيسين تناولت سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة بعد انعقاد الاجتماع الأول للجنة المشتركة بالقاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017، بمشاركة رجال الأعمال من الجانبين، وما أسفرت عنه من توقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم في كثير من المجالات، حيث أكد الرئيسان «أهمية العمل على سرعة تفعيل تلك الاتفاقيات، بهدف استمرار الارتقاء بأوجه التعاون بين البلدين، وتعزيز العلاقات المشتركة بينهما». وقد أعرب الرئيس البرتغالي في هذا السياق عن تثمينه للنجاحات التي تحققها مصر على صعيد الحرب على الإرهاب، مشيراً إلى دعم بلاده لجهود مصر في هذا الإطار. كما تناولت المباحثات تداعيات ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين، حيث أكد الجانبان أهمية التعامل مع تلك الموضوعات، من منظور شامل يتضمن معالجة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أدت إلى ازديادها خلال الفترة الماضية، بما في ذلك العمل على تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى تسويات للأزمات القائمة بدول المنطقة. وتم التأكيد أيضاً على أن التعاون المصري الأوروبي يُمثل مصلحة مشتركة تضيف لرصيد العلاقة المتميزة بين الجانبين؛ خاصة في ظل استضافة مصر لملايين من اللاجئين، فضلاً عن جهودها في ضبط سواحلها، مما أدى إلى عدم رصد أي حالة للهجرة غير الشرعية منذ سبتمبر (أيلول) 2016. في غضون ذلك، زار الرئيس البرتغالي مشيخة الأزهر، والتقى أحمد الطيب شيخ الأزهر، كما التقى شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعلي عبد العال رئيس مجلس النواب (البرلمان). وألقى رئيس البرتغال كلمة من جامعة الأزهر بالدَّرَّاسة، وسط العاصمة المصرية، بعنوان «رؤية مُعلم ورئيس»، وذلك بحضور قيادات وعلماء وطلاب الأزهر، وعدد من الوزراء والسفراء والشخصيات. وتعهد في كلمته بتقوية روابط الصداقة بين مصر والبرتغال على جميع الأصعدة؛ مشيراً إلى أن مستقبل العلاقة بين البلدين إيجابي للغاية. وأشاد الرئيس البرتغالي بدور مصر في المنطقة والعالم، قائلا: «إن مصر وطن عظيم ومهم وحيوي في المنطقة والعالم كله»، مشدداً على أن بلاده شهدت تأثيراً إسلامياً قوياً منذ نشأتها وحتى الآن. وطالب الرئيس البرتغالي بضرورة محاربة ظاهرة «الإسلاموفوبيا» أو الخوف من الإسلام، وأكد أنه ضد العزلة، وضد كل السبل التي تعمل على خلق انقسام فيما بين الجميع، بدلاً من خلق جسور للحوار.

كما دعا إلى العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط والأدنى، وفي كل القارات، قائلاً: «لا يجب أن نغلق الأبواب ونبني المعاقل القائمة على الصراعات، ولا بد من مقاومة الفكر أو العلم الذي يخلق نوعاً من الاضطهاد والفتنة الطائفية بدلاً من التحرر والتضامن الفعال». مضيفاً أن «التطرف يزداد في كثير من البلدان والمناطق الأوروبية وغيرها، والخطأ يقع من جانب أوروبا، ويجب أن نكافح بقدر أكبر لتحقيق السلام والمحبة، وخلق ظروف اقتصادية واجتماعية تتجنب التطرف؛ لكننا لا نفعل هذا في بعض الأحيان».

 

طالبان} تجتاح مقاطعة في أفغانستان وتقتل أكثر من 12 شخصاً

كابل: «»/الشرق الأوسط/13 نيسان/18/قال مسؤول بالشرطة الأفغانية، إن مسلحي حركة طالبان سيطروا على مقاطعة في إقليم غزنة، أمس، وقتلوا أكثر من 12 شخصاً، بينهم حاكم المنطقة ثم انسحبوا. وكانت مقاطعة خواجه عمري في غزنة تعد من أكثر المناطق أمناً بالإقليم. وقال رمضان علي محسني، نائب رئيس الشرطة في غزنة، إن المسلحين قتلوا حاكم المنطقة علي دوست شمس وحراسه الشخصيين وسبعة من رجال الشرطة وخمسة من عناصر المخابرات الحكومية. وأضاف: إن عدداً يتراوح بين 45 و50 مسلحاً قتلوا. وأضاف: إن مسلحي طالبان أحرقوا بعد ذلك مقر حاكم المنطقة. وفي وقت لاحق غادر مسلحو الحركة مقر الحاكم وعادت قوات الأمن الحكومية. وسُجيت جثث على الأرض في ساحة مقر الحاكم قبل ظهر أمس. وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، في بيان، إن 20 شرطياً قتلوا في الهجوم. وتقع مقاطعة خواجه عمري قرب مدينة غزنة عاصمة الإقليم التي يقطنها 150 ألفاً على بعد 150 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة الأفغانية كابول. وعادة ما يتصاعد القتال في أفغانستان في الربيع بعد أن يذيب الدفء الثلوج التي تسد الممرات الجبلية مما يزيد من حركة المسلحين. وتعلن طالبان بدء هجوم الربيع عادة في أبريل (نيسان). ونقلت قناة «طلوع نيوز» الأفغانية عن بيان للوزارة قوله «إن 8 مسلحين سقطوا جرحى أيضاً خلال العمليات التي نُفِذت في ولايات ننجرهار، وكونار، وكابيسا وغزنى، ولوجار، وباكتيكا، وقندهار، وأروزجان، وزابل، وفارياب، وفرح، وقندور، وهلمند لتطهير المناطق من المسلحين». وأوضح البيان، أن 10 مسلحين قُتِلوا في ولاية فرح وجُرِح 3 آخرين في حين قُتِل 8 مسلحين في مديرية أومانا بولاية باكتيكا، مضيفاً: إن 6 مسلحين قُتِلوا في كابيسا، وأصيب اثنان آخران في حين قُتِل 6 مسلحين في هلمند و3 في أورزجان. وكشف البيان عن سقوط قتيلين من عناصر تنظيم داعش وإصابة 2 آخرين في مديرية تشابادرا بولاية ننجرهار. ووفقاً لبيان وزارة والدفاع، فإن قوات الأمن نفذت العمليات بدعم من سلاح الطيران وأن بضعة ملاذات آمنة قد تم تدميرها خلال العملية كما تم ضبط أسلحة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"تخبيص" تشريعي يُشرّع التوطين

شفيق نعمه/موقع مدى الصوت/13 نيسان/18

انشدّت الأنظار الى إمرار المادة 50 من قانون الموازنة التي تمنح إقامة دائمة للأجنبي وعائلته اذا تملك وحدة سكنيّة في لبنان.

يُعتبر أساس الحياة الديموقراطية وجود مجلس نيابي منبثق من إرادة الشعب يعبّر عنه بانتخابات حرة ودورية.

ومجلس النواب الحالي الذي لم يجد بأساً في ذبح الديموقراطية عبر التمديد لذاته بذاته، والذي لم يخجل من ارتكابه للتمديد الأول فكرّر خطيئته ومدّد لذاته مرة ثانية، كيف له ان يستحي من ارتكاب "تهريب" تشريعي كقطّاع الطرق وسُراة الليل، فيحشر نصّ المادة 50 تهريباً في قانون الموازنة العامة وهو لا يمتّ للموازنة بأي صلة ولا يربطه بها رابطٌ منطقي ولا قانوني؟

كيف له أن يلتزم أصول، وآداب، واخلاقيات التشريع وسنّ القوانين بحيث تأتي نظماً متكاملة متناسقة لها فلسفتها الداخلية و"فذلكتها" المتماسكة التي تبرر، وتسند كل بند من بنودها بحيث تأتي هذه البنود متكاملة كأن واحدها يولد من الآخر بمنتهى الطبيعية والعفوية، فيتماهى كل بند ويتكامل مع البنود الاخرى في وحدة حسنة متّسقة متناغمة، كسيمفونية لا نشاز فيها بل كل ما فيها هو الحسن والحق والعدل والخير والجمال؟

كيف لمجلس تشريعيّ من هذا الصنف أن يتهيّب "التخبيص" التشريعي؟ كيف له ألا يجيز لنفسه الخلط العشوائي لنصوص لا يجمع بينها لا وحدة الموضوع ولا وحدة الهدف ولا المضمون فيحشر نصاً قانونيّاً يتعلّق بحقّ اقامة الاجانب في لبنان في قانون الميزانية العامة الذي ينحصر دوره بتنظيم ايرادات ومداخيل الدولة العامة بالتوازي مع نفقاتها ومصاريفها.

ما علاقة هذا بذاك؟

ما الذي يجمع بين إقامة الاجانب (والدائمة أيضاً) بمداخيل الدولة ونفقاتها؟

المشترع هو صانع القوانين ومن باب أولى حاميها، فكيف يعيث بها تخريباً ويعبث بالجسم الحقوقي والقانوني اللبناني ويطيح حتى بمباديء وطنية أسمى وأعلى منبثقة من قوانين دائمة واساسية لا بل ميثاقية ودستورية وليست مجرد تنظيمات ظرفية وتقنية بحتة كقوانين الموازنة التي تتكرر وتتغيّر كل سنة؟

ان القوانين والمبادئ الدستورية والميثاقية التي أرست قواعد النظام اللبناني والعيش المشترك، وبخاصة مبدأ الحفاظ على صيغة لبنان الفريدة وحماية المناصفة ليست شأنا طارئا، ولا هي مزحة عارضة، ليسمح مشترعون يشارف عهدهم على الانصرام خلال اقل من شهر على التلاعب بها بخفة ونزق وقلة مسؤولية فاضحة على طريقة "يا رايح كتّر القبايح".

فهل درس النواب الذين أعطوا موافقتهم على الموازنة منذ ايام قليلة تبعات نص المادة 50 منها على مبادئ الميثاق الوطني والحفاظ على التوازن داخل المجموعات الوطنية التي تتألف منها "الأمة" اللبنانية؟

وهل أخذوا في الاعتبار ما ستكون عليه ارتدادات هذا النص التشريعي على الوضع الديموغرافي في البلد؟ هل ورد الى اذهانهم الفذّة العميقة ان يربطوا بين هذا النص التشريعي وتصاعد الدعوات الى اقرار حقّ المرأة اللبنانية بمنح الجنسية لأولادها؟

هل فكّروا لحظة في أن من يتحمّس عادة للحصول على اقامة في بلد غير بلده يكون في اغلب الاحوال قادما من بلاد وضعها اسوأ واستقرارها مهتز واقتصادها متعثر وحالتها اتعس من البلد المطلوبة الاقامه الدائمة في رحابه؟

هل يتمتع لبنان اليوم فعلا بقدرات البلد الملاذ والملجأ لهؤلاء الوافدين وهو متخم بحاجات اهله وعاجز عن توفير ابسط شروط العيش وأدنى الخدمات العامة؟

هل رأى مشترعونا الافذاذ أن لبنان اليوم مؤهلٌ فعلا أو انه بحاجة لاجتذاب المزيد من المقيمين الدائمين اليه ليكتمل "نُقل" اللاجئين والنازحين الذي يقارب مليوني شخص "بزعرور" الاقامة الدائمة والمقيمين الدائمين؟

دولة تعجز عن إضاءة بيوت ساكنيها ومقيميها ولاجئيها ونازحيها الحاليين بالحد الادنى من الكهرباء وتعجز عن جمع نفاياتهم ومعالجتها وتعجز عن تأمين مسارب طرق لتنقلاتهم ومواصلاتهم، ومع ذلك يتنطح مشترعوها العباقرة الى جذب المزيد من المقيمين اليها ليربو العجز ويتأبد وليصبح الفشل هو المقيم الدائم فيها؟ امنحوا الدولة الفاشلة المارقة "اقامة دائمة" ايها السادة النواب… لا تستحوا…

امنحوا مرّة واحدة اليأس والقنوط والكفر بالوطن وبالمستقبل "اقامة دائمة" في قلوب ابنائنا يا "ممثلي الأمة جمعاء"…

فلن يكون ذلك اقبح ما جنته أيديكم وأياي المنظومات السياسية التي تنتمون اليها والتي تبشرنا كل يوم بأنه لم يعد في المستقبل متسع لسياسيين منفردين ومستقلين، بل لمنظومات جرّارة من المصالح، تجتمع علينا، وتتعاون على خطف الرمق الاخير من أنفَاسنا.

إن نَدَعْها…

شفيق نعمه/محامٍ ودكتور في القانون

 

إستطلاعات الحروب النفسيّة

أسعد بشارة/الجمهورية/13 نيسان 2018

 تتّصل جهة سياسية بمركز استطلاع للرأي قبل الانتخابات، وتطلب منه إجراءَ استطلاع لتحديد حجمها الانتخابي في هذه الدائرة أو تلك، فتبدأ القصصُ البوليسية المشوّقة.

يشمل الاتّفاق بنوداً عدة، منها ما هو خاص بطريقة إجراء الاستطلاع، وبنوعية المستطلعين وبعيّنة الأسئلة التي تُسأل ويمكن التلاعب بها لضمان الحصول على النتائج المرجوّة، كذلك يمكن أن يشمل الاتّفاق كلفة الترويج التلفزيوني في اعتبار أنّ نجوم شركات الاستطلاع يملأون الشاشات، ولكل خدمة كلفتها.

ماذا يمكن أن نسأل المواطن في هذه الدائرة أو تلك لكي ننال النتيجة المرجوّة؟ السؤال أحياناً يحدّد جواباً واحداً لا غير، وكيف يمكن أن نعود الى الجهة المستطلعة، بالأرقام المضخمة التي لا تتوافق إلّا مع قوس قزح من الألوان.

قد يكون العطب الأساسي في شركات استطلاع الرأي في لبنان انّ النتائج معدّة للنشر في وسائل الاعلام، وليس لكي تعرف الجهة المستطلعة حجمها الشعبي. وقد بدا من طريقة نشر الاستطلاعات أنّ الأرقام المضخّمة تهدف الى تيئيس خصوم الجهة طالبة الاستطلاع، وهذا بات يحصل في شكل ممنهج، بنحو بدا كأنّ هذا التواطؤ يهدف الى ضرب معركة الخصم في مهدها، وإحباط جمهوره، وهذا بالتأكيد يناقض حيادية المعركة الانتخابية، ويحمّل المسؤولية لهيئة الإشراف على الانتخابات، التي لم تجد الى الآن أيَّ تجاوز، وذلك على رغم أنّ حجم التجاوزات في بعض وسائل الإعلام وشركات الاستطلاع بات فاقعاً، الى درجة أنّ كثيراً من المحلّلين الاستطلاعيّين، يظهرون الى الرأي العام وكأنهم يتكلمون ليلَ السادس من أيار لإعلان النتائج. إنها استطلاعات الحروب النفسية. للمقارنة يمكن العودة الى ما يحصل في الدول الديموقراطية، ففي الانتخابات الفرنسية تتولّى شركات استطلاع متخصّصة إجراء الاستطلاعات حول الانتخابات النيابية، وكذلك في الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تشهد أيّ إخفاقات في توقّع اتّجاهات الرأي العام إلّا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، علماً أنّ أكثر استطلاعات الرأي صدقية، تجريها مجموعة مؤسسات وتقدّم للرأي العام نتائج لا تخضع لأسلوب «غُبّ الطلب». نماذج عدة حدثت في الايام والاسابيع الماضية، فقد روّجت مراكز استطلاع عبر معظم وسائل الإعلام توقعات حول نتائج الانتخابات في الساحة السنّية، وذهب البعض منها في دوائر كطرابلس الى إعطاء نتائج مسبقة، بطريقة غاب فيها الاحتراف.

التركيز كان مثلاً على أنّ ريفي يخوض معركته على مقعده، ولم ترجّح فوزه، وقد خالف الشارع نتائج هذه الاستطلاعات بنحوٍ نافر، حيث تأكّد بعد مهرجان إعلان لوائح ريفي في طرابلس وعكار أنّ معركة مفاجآت ستخاض في الدائرتين، وبعد هذين المهرجانين، ارتفعت حظوظ ريفي على لسان اصحاب الاستطلاع الى مقعدَين في طرابلس وثالث في عكار، وهذا يعطي مثالاً على تأرجح شركات الاستطلاع، وانخراطها في لعبة تسويق سياسية، ستقضي إن استمرّت على قطاع واعد وأساسي. مثل آخر من أمثلة كثيرة يتعلّق بالمتن الشمالي، حيث حسمت شركات الاستطلاع معظم المقاعد ووزّعتها تبعاً لسياسة موجّهة تتم ترجمتها في وسائل الإعلام، والمقصود هنا رفع حظوظ كتلة «التيار الوطني الحر» الى أقصى أمنيات الوزير جبران باسيل، ونسف حظوظ اللوائح الأخرى وأبرزها لائحة النائب ميشال المر الى مرتبة الخسارة، هذا فيما لا تدلّ الوقائع على اكتساح عوني، ولا في المقابل، على خسارة لائحة المر، التي يفترض أن تأتي بالحجم الحقيقي الذي يمثله المر في المتن.  الامثلة كثيرة ومنها في دائرة جبيل ـ كسروان، حيث غطت الصور المباني «بالطول وبالعرض»، واحتلّت استطلاعات الرأي الشاشات كأنها تحاول «تبليع» الناخب أنّ هؤلاء هم المرشحون الفائزون، وفي هذه المعمعة، لوحظ غياب صور مرشح أساسي هو الدكتور فارس سعيد والذي لم تُشفق عليه استطلاعات الرأي بأيّ التفاتة، ومع ذلك فإنّ معركته السياسية تقدّمت الى درجة فرضت على شركات الاستطلاع الاعتراف بأنّ المنافسة على المقعدَين المارونيين، لا يمكن أن يحسمها استطلاع غُب الطلب، أو المعدل المرتفع لـ«اللايك» على صفحات الفايسبوك، فالاستطلاع غُب الطلب ليس اصواتاً في الصناديق، وكذلك «اللايك».

 

مرشحون يخرجون عن صمتهم: القيادات تضحّي بنا

فادي عيد/الديار/13 نيسان 2018

تتوقع مصادر سياسية مطلعة، بأن يكون الإستحقاق الإنتخابي المقبل، منطلقاً نحو عملية إعادة فرز سياسي، قد تشهد تحوّلات كبيرة على مستوى تموضع القوى السياسية والحزبية على خلفية التحالفات الإنتخابية، وتحديداً ما سيؤدي إليه "الصوت التفضيلي" لجهة خلق توتّرات وانقسامات وخلافات في كل اللوائح، باستثناء قلّة منها. ولا تستبعد المصادر أن يصار في وقت لاحق، أي بعد الإستحقاق الإنتخابي، إلى تسجيل سلسلة استقالات من أحزاب عدة، باعتبار أن ما هو حاصل اليوم على صعيد المنافسة، ينذر بتحوّلات جذرية، وذلك في ضوء "التعليمة" التي بدأت تعطى من أجل منح "الصوت التفضيلي" لمرشح دون سواه، بناء على توجّهات رؤساء اللوائح والقيادات الحزبية، وهو ما يطرح خيار الإنسحاب لدى بعض المرشحين الذين لا يحظون بتأييد أحزابهم من خلال منع "الصوت التفضيلي" عنهم، نتيجة اعتبارات شخصية ومصلحية. ويكشف أكثر من مرشح في مجالسه الخاصة، عن تلقيهم معلومات تتمحور حول "التضحية بهم" من قبل مرجعيات أو رؤساء لوائح، وهو ما سيظهر في المرحلة المقبلة في الأوساط الحزبية في أكثر من دائرة، حيث يتنامى الحديث عن إخلال بالوعود الإنتخابية. أما بالنسبة لطبيعة الإصطفافات المرتقبة غداة الإستحقاق الإنتخابي، فتقول المصادر المطلعة، أن التناغم السياسي الراهن بين المكوّنات السياسية والحزبية، يؤشّر إلى المسار التحالفي المقبل لهذه القوى، حيث هناك تحالف سياسي ـ إنتخابي بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" سيبقى قائماً ما بعد الإنتخابات، وإن كان سيزداد مناعة في سياق التوافق التام على استمرار الرئيس سعد الحريري في رئاسة الحكومة، وذلك بدعم مطلق من قيادة "التيار الوطني" للعهد. وفي المقلب الآخر، ثمة حلف لا يبدو مستحيلاً، بل بات بمثابة أمر واقع يتمثّل بتحالف الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجية وبعض المستقلين، من دون أن يكون "حزب الله" من ضمن هذا الحلف، أو في التحالف الأول، مع العلم أن الفريقين يتماشيان مع إبقاء التواصل مع "حزب الله". وفي سياق متصل، تعتقد المصادر نفسها، أن الوضع المتدهور في المنطقة، قد يؤدي، وفي حال حصول تصعيد، إلى الإطاحة بكل التفاهمات والتحالفات الظرفية والسياسية والإنتخابية، إذ أن هذه الحرب من شأنها إعادة خلط الأوراق بين المكوّنات السياسية المحلية نظراً لارتباطاتها بالمحاور الإقليمية والدولية. وفي المقابل، ثمة مخاوف وقلق ينتاب الجميع من أن يتحول لبنان في هذه المرحلة بالذات إلى منصة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية على أرضه، وذلك ما حدث في محطات سابقة، وأتت نتائجه وخيمة على كافة الصعد.

لذلك، ترى المصادر ذاتها، أن "التحولات السياسية المحلية، كما الإصطفافات المقبلة، هي أمر واقع حتماً، ولكن تبقى مربوطة بالإنتخابات النيابية ونتائجها، بدءاً من التحالفات وعمليات تركيب اللوائح، وصولاً إلى ما سيؤول إليه "الصوت التفضيلي" وكيفية توزيعه على اللوائح".

يبقى أن القلق الأهم يتركّز على الوضع الإقليمي، في ضوء ما يتردّد من معلومات عن أن لبنان يعيش مرحلة مفصلية في ظل الغليان السائد في المنطقة، والإحتقان الداخلي نتيجة حملات "شدّ العصب" الإنتخابي وعملية تجييش الشارع، مما قد يؤدي إلى الإشكالات أمنية بدأت تظهر في بعض المناطق في موازاة أجواء حرب تعيشها المنطقة، وتهدّد لبنان ودول الجوار السوري.

 

بعد تهديد ترامب بـ"الضربة".. هل "ينتحر" الأسد؟

سميرة المسالمة/الحياة/13 نيسان 2018

ثمة الكثير مما يمكن نقاشه بعيداً من العصبيات السياسة والعصبيات الطائفية التي أنتجها نظام الحكم في سوريا خلال حربه الممتدة على الشعب السوري منذ سبع سنين، وبمناقشة لما تبقى لهذا النظام عملياً من إمكانات يستطيع من خلالها استعادة ذاته كنظام حاكم أولاً، ومن زاوية قراءة متحركة، بين مجموع مناطق النفوذ التي توزعت عليها سورية مآلاً، بعد استتباب خرائط اتفاقات "آستانة" بين الشركاء الثلاثة (روسيا، إيران، تركيا)، حيث يمكن وصفها بأنها أقل من احتلال مباشر، واكثر من وصاية دولية مرجعية، بينما يبقى شكل سوريا التي يتحدث عنها النظام حتماً على مسافة بعيدة جداً مما يمكن وصفه "دولة ذات سيادة". ولعل ذلك يجعل التساؤل اليوم بداهة، بين كل السوريين مؤيدين ومناهضين لهذا النظام، عن الناتج الحقيقي لما يسميه رئيس النظام بشار الأسد "انتصارات عسكرية" على الأرض، وضد مجموعات يسميها "إرهابية"، وهو الذي كان منذ حين قريب يجلس ممثلوه مقابلها "كشريك" على طاولة التفاوض في (آستانة والقاهرة وجنيف)، ثم عاد ليسحق أماكن نفوذها في المدن والمناطق السكنية بكل الأسلحة المتوفرة لديه، بما فيها المحظورة دولياً "كالكيماوي"، مبرراً ذلك بأنها حرب على الإرهابيين، رغم أن ما خرج من صور توثق ما حدث ويحدث في "الغوطة مثالاً" يؤكد أن المستهدفين، من قبل النظام ومن معه (إيران، روسيا)، هم من النساء والشيوخ والأطفال، وأيضاً من الشباب. والغريب بالأمر، أن هؤلاء الشباب الذين يصنفهم اليوم مع أهاليهم كإرهابيين، هم أنفسهم من يريد هذا النظام تجنيدهم في جيشه، لمتابعة حربه ضد ما تبقى من معارضيه، وكي يساعدوه في تثبيت أركان حكمه الواهية. فهل يتابع حربه على الإرهاب بجيش من "الإرهابيين"؟

إذا ذهبنا بعيداً في تصديق رواية النظام حول "انتصاراته"، وأنه فعلياً استطاع أن يعيد الغوطة ومحيطها إلى ما كانت عليه سابقاً تحت نفوذ قواته الأمنية والعسكرية، فهل هذا يعني أنه يستطيع استعادة نفوذه الدولتي والسياسي أيضاً؟ بمعنى آخر، ماذا عن النفوذ الإيراني والروسي الذي يعيق تبلور مظاهر السيادة السورية في المناطق التي يتجول فيها "الأسد" تحت الحراسة الروسية مرة والحماية الإيرانية ثانية؟ وما هو مصير النظام وسيادته حيث تتقاسم الولايات المتحدة وتركيا ما يقرب من 40 بالمئة من مساحة سوريا في الشمال والشرق والجنوب؟ وأين تقع محافظة حلب الآيلة للانزياح إلى حكم تركيا، بعد كل معارك "التحرير" الوحشية التي خاضها نظامه مع روسيا وإيران عام 2016، ضد الفصائل المحسوبة على المعارضة تارة، وعلى تركيا تارة أخرى؟

وربما السؤال الملح اليوم هو: ماذا عن ما بعد الإدانات الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية، هل درس الأسد خياراته قبل أن ينفذ استشارات إيران الكارثية في استخدام أقصى حدود العنف، وكل أنواع الأسلحة ومنها المحرمة، لكسب معركة محيط دمشق، على حساب تقويض صدقية موسكو، والتزاماتها تجاه المجتمع الدولي في ضمان تخلص النظام من أسلحته الكيماوية؟

يعرف النظام السوري أنه ليس استثناء "دائما" في النجاة من العقوبات، وأن الحماية التي يلقاها اليوم من روسيا مرهونة بتحقيق مصالحها، واستعادة أدوارها دولياً، ما يعني أنها حماية موقتة تنتهي مع انفتاح المجتمع الدولي عليها، وتحقيق رغباتها في استحضار الملفات الدولية التي ترهق اقتصادها، وتعيق تطوير صناعاتها التكنولوجية وحتى العسكرية. وما يمكن الانتباه إليه أن العلاقات الروسية الإيرانية ليست استراتيجية، وإنما آنية ووليدة ظروف دولية، راهنت موسكو على أن استخدامها كورقة تفاوض، من شأنه أن يمنحها أسهماً إضافية في بورصة التفاوض الدولي على تقويض نفوذ إيران، وهو الأمر الذي يجعل من إيران حذرة ومتوجسة باستمرار تجاه مخططات موسكو التفاوضية، ما أدى أكثر من مرة إلى تعطيل وخرق الهدن التي عملت عليها موسكو، ضمن ما سمي المصالحات المحلية، كما أنها من عطل تنفيذ اتفاقات خفض التصعيد في الغوطة التي أبرمتها موسكو منفردة مع الفصائل في القاهرة وجنيف، وتسعى باستمرار لاستدراج الجنوب لمعارك تقوض الاتفاق الروسي- الأميركي الذي جرى في عمان، وهو ما يجعل الشك قائماً بأن إيران قد تكون الفاعل الرئيسي بقضية قصف دوما بالسلاح الكيماوي المحظور دولياً لإحراج روسيا من جهة، ولمعرفة أقصى حدود التدخل الأميركي الذي دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التلويح به خلال الفترة الماضية. ووفقاً لما تقدم فإن النظام السوري الذي يعمل بخطة استرجاع هيمنته كقوة عسكرية، على المناطق التي تحيط بدمشق العاصمة أولاً، وصولاً إلى ما تبقى مما يمكن تسميته سورية المفيدة، عليه أن يتوقف عند حقيقة أن هذه المناطق بمجملها ليست ما كانت عليه قبل عام 2011، من حيث البنية المجتمعية التي عمل مع إيران على زعزعتها وتغيير أماكن تموضعاتها، بما يرضي إيران أولاً، لتشكل هذه التغييرات حزام أمان طائفي لإيران، وليس لكتلة النظام وخاصة في محيط دمشق، ما يؤجل المواجهة حالياً بين حاضنة النظام وحاضنة إيران، ولكنه في حقيقة الأمر لا يلغيها، على رغم وجود المصالح المشتركة بينهما الآن كمرحلة قابلة للانتهاء. ومن جهة ثانية، فإن هذا التغيير الديمغرافي القسري في ظل وجود حقوق ملكية لأصحاب الأرض الحاليين سيبقى مرهوناً بالوجود العسكري، أي بحالة حرب دائمة، لن تمكن النظام من تحقيق حلم العودة لممارسة سلطاته، والاستفادة من قطف ثمار قوانين استثماره،إلا بحدود المشاركة المتوقعة من إيران وموسكو، وهما الدولتان اللتان تنتظران التعويض عليهما من أموال إعادة الأعمار المحتملة وليس الانفاق من جيوبهما.

وخلاصة القول، نعم، بإمكان الأسد الآن ادعاء انتصاره على الفصائل المسلحة، وعلى المدنيين في محيط دمشق، ولكنه خلال مسيرة حربهالطويلة لم يترك فرصة لنجاته سياسياً، وأوغل في تسليم أمور دولته لكلا الشريكين غير النزيهين في التعامل معه، لجهة شراكتهما مع الجانب التركي الذي يحتسبه "عدواً"، ولجهة توريطه في استفزاز المجتمع الدولي، في لحظة يمكن تسميتها أنها "انتحار سياسي" مقابل نصر وهمي، ما يضع الأسد ونظامه أمام مراهنات كارثية، حيث بمسايرة شركائه يخسر نصف سوريا لتركيا والولايات المتحدة الأميركية، وتصبح أنقرة صاحبة القرار في كبرى مدنهالاقتصادية حلب عاصمة الصناعة والتجارة، وإدلب مركز الثروة الزراعية وصولاً إلى أطراف اللاذقية، بينما تتحكم الولايات المتحدة بحدوده وثرواته الباطنية، ويبقى له تقاسم سورية "المفيدة" مع إيران وروسيا، له منها الحكم شكلاً، وليس فعلاً، ما يجعل تلك الحاضنة التي واكبته هي الخاسر الآخر، بعد النظام، في واقع العداء الذي قسم سوريا إلى سوريات والسوريين، إلى أتباع وأعداء، وفي مواجهة بعضهم بعضاً.

 

لبنان على مفترق طرق

حنا صالح/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

ليس أمراً بسيطاً هذا الاحتضان الدولي للبنان. أكثر من خمسين دولة، ومعها أبرز المؤسسات المالية الدولية، التقت في «سيدر 1» حول لبنان، والتزمت بدعم مالي دولي (بحدود 11 مليار دولار خلال أقل من عقد)، في ما يمكن اعتباره رسالة مفادها أن موت لبنان ممنوع، رغم كل ما يعانيه من تراجع سياسي واقتصادي واجتماعي. فرنسا، البلد المضيف لهذا المؤتمر، أمِلت بلسان رئيسها، كما أكد كل المشاركين، أن لبنان قادر على تغيير الاتجاه الانحداري، وكل شروط النهوض ممكنة، وهي بيد أهل الحكم في لبنان، ويستحيل على المجتمع الدولي المتعاطف والداعم، لأسباب وخلفيات كثيرة، الحلول مكان الطبقة السياسية الممسكة بدفة الحكم منذ عقود. تأسيساً على ما تقدم، لم يمنح لبنان شيكاً على بياض، بل جاء الدعم مشروطاً بإنجاز إصلاحات جذرية، ما قد يبشر بأن الفرصة موجودة لبدء رحلة انتشال لبنان، البلد المتعثر في كل المجالات، المثقل بديون لا وجود لرقم رسمي لها، وتقدر بنحو 100 مليار دولار، أي ضعف إجمالي الناتج القومي للبلد. رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، قال إن عملية تحديث الاقتصاد اللبناني بدأت للتو، والهدف نمو مستدام وخلق فرص عمل، وغرّد على «تويتر» بأن «سيدر» أمن 9.9 مليار دولار من القروض الميسرة المشروطة، و860 مليون دولار من الهبات، بما فيها هبات لدعم القروض. بعبارة أخرى، فإن لبنان أمام حتمية ارتفاع كبير في الدين العام، وبالتالي الفوائد، يُضاف إلى التنامي المخيف في العجز السنوي للموازنة، وهو في الموازنة الراهنة لعام 2018 يلامس الـ6 مليارات دولار. وبالتالي، قياساً على ما حمله الوفد الرسمي إلى مؤتمر باريس، لم يعد من الجائز إطلاق العنان لرهانات كبيرة. ما حمله الوفد اللبناني مقلق ويثير الشفقة: موازنة عامة جرى تمنين اللبنانيين أنه تم إقرارها، بعد غياب الموازنات لأكثر من عقد، فيما هي أولى واجبات الحكم وجوهر دوره، وهي موازنة تفليسة، فيها 21 مليار دولار (من أصل 23) رواتب وخدمة دين وعجز كهرباء، وكل المطالبات الدولية بخفض العجز، ووضع ميزانية تحفز النمو، جرى الالتفاف عليها عندما التقت العبقريات على تأجيل أكثر مدفوعات الدولة عن عام 2018 إلى عام 2019، وأُرفقت الموازنة بقائمة من عناوين المشاريع التي رُتبت على عجل، وجرى نفخ أرقام تكلفتها!!

في خضم المعركة الانتخابية التي ستتم في السادس من مايو (أيار) المقبل، وفق قانون هجين أفرغ النسبية من مضمونها، وأطلق السعار الطائفي والتجييش المذهبي، تبدو الطريق معبدة أمام أكثرية القوى للعودة المظفرة إلى البرلمان، وإن كانت هناك إمكانية لخروقات موجعة ومعبرة، فإن هذا الأمر يطرح الأسئلة الحقيقية عمن سيحقق الإصلاح المطلوب، إذا كان 15 في المائة من اللبنانيين يستحوذون على نحو 60 في المائة من الناتج الوطني، وفق دراسة للبنك الدولي، وهذه النسبة هي الممسكة بمقاليد السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية، والقابضة على القرار، والمستفيدة من الوضع الحالي، وهي مَن فرمل الإصلاح المطلوب من مؤتمر «باريس 1» لتاريخه (باريس 2، وباريس 3)، وقد لا تتورع عن إبقاء العملية الإصلاحية مجرد حبر على الورق.

بهذا المعنى، يُخشى أن يكون هاجسُ تحالف المحاصصة الحاكم الاقتراضَ للاستمرار في سياسة الفساد وهدر المال العام نفسها، والرهان على تقطيع الوقت، بانتظار بدء استخراج النفط والغاز المكتشف في المياه الإقليمية اللبنانية، مع العلم أنه حتى تاريخه لا دراسات جدوى جدية، ولا معطيات موثوقة بعد، عن الكميات والقدرة على التسويق.

والأمر ليس جديداً. ففي لبنان، تتقدم «ميزة» ارتجال القرارات، ليتقدم الهدر والنهب وغياب المحاسبة وفقدان الشفافية وتجاوز القوانين والأنظمة. وهكذا منذ «باريس واحد»، يستدين لبنان من أجل البنى التحتية، والنتيجة: الطرقات مرائب، وضياع ساعات عمل، والمياه ملوثة، وثلث الدين العام أُنفق على كهرباء غير موجودة، والنفايات طمرت البلد، والتلوث يأكل الأخضر، ولدى اللبنانيين أبطأ خدمة إنترنت، لكنها الأغلى ثمناً. بعد «سيدر 1»، لبنان على مفترق قد لا يُتاح كثيراً، وهو الذي يكاد يكون دولة فاشلة عاجزة عن تسديد ديونها، وهذا المفترق يتطلب - كممر إلزامي - بسط سلطة الدولة على كل أراضيها، واستعادة السيادة كاملة، أي وضع شعار «النأي بلبنان» بالتطبيق الحقيقي، أي ضبط الحدود، والانسحاب الحقيقي من نزاعات المنطقة، وأولها مشاركة «حزب الله» في الحرب على الشعب السوري، والعودة إلى التزام قرارات الشرعية الدولية وتطبيقها دون اجتزاء، ولا سيما القرار 1701، لأنه بذلك فقط يتم تعبيد الطريق لاستقرار مستدام، يحفز الاستثمار والتوظيف وخلق فرص العمل، بما يكسر حصرية القطاعين المصرفي والعقاري، وما تسببا به من اقتصاد ريعي هو اليوم أمام حائط مسدود.

إنه ألف باء استعادة لبنان لعافيته، وهذا مسار يمر حتماً باعتماد سياسات جدية في مكافحة الفساد، والبداية تكون في رأس الهرم؛ عندما يتوقف الوزراء عن مخالفة القوانين، بوقف التلزيمات المشبوهة والعطاءات التي تُغذي جيوب الخاصة... وكذلك عندما تتم مواجهة الاقتصاد الموازي، أي التهريب والاستيلاء على أجزاء كبيرة من الواردات الجمركية والعائدات العامة المختلفة، التي تفوق سنوياً رقم 5 مليارات دولار، أي نحو 45 في المائة من وعود «سيدر 1». وهذا الاقتصاد الموازي لا يقتصر خطره على عمليات النهب، بل هو المقتل لكل نشاط اقتصادي يُعول عليه في بناء البلد وحمايته.

الأفق المسدود يمكن فتحه في السادس من مايو، إذا اختار المقترع من يمثل بشكل حقيقي وجعه، ويحمل همومه. ومجرد وصول حفنة من النواب من خارج لوائح المحاصصة المعلبة يُمكّن المجلس النيابي من استعادته لدوره في التشريع والمراقبة والمحاسبة، ومن هنا البداية.

 

هذا ما تكشفه إسرائيل عن طائرات إيران لحزب الله

سامي خليفة/المدن/الجمعة 13/04/2018

لا تقتصر أبعاد الهجوم الجوي الأخير الذي شنته إسرائيل على قاعدة تيفور العسكرية السورية على الأهداف والرسائل السياسية، بل تحمل كما تكشف صحيفة هآرتس الإسرائيلية أبعاداً عسكرية لم تصرح عنها إسرائيل من قبل.

استهدف الهجوم على القاعدة السورية، كما تكشف الصحيفة، نيات إيران إنشاء شبكة من الطائرات من دون طيار يستطيع حزب الله الاستفادة منها. ويشير مسؤول بارز سابق في الجيش الإسرائيلي إلى أن "إسرائيل لديها تفوق كبير في مجال قدرات الطائرات من دون طيار بكل المقاييس تقريباً. لكن، رغم عدم امتلاك إيران والحزب أحدث التقنيات، فإن طائراتهما من دون طيار قادرة على القيام بعمل جيد وفعال بالنسبة إليهما". في السنوات الماضية، كانت إيران تصدر الطائرات من دون طيار إلى حزب الله في لبنان. إحداها طائرة Hamaseh التي تزن 414 كيلوغراماً، ويمكن أن تحمل أجهزة الاستشعار والصواريخ وتحلق لمدة 11 ساعة، مع أقصى مسافة طيران تصل إلى 200 كيلومتر. لذلك، ترى هآرتس أن زيادة نقل الأعتدة والقوات الحربية إلى سوريا ولبنان يهدف إلى خلق جبهة واحدة تهدد إسرائيل، ويُعد مشروع الطائرات من دون طيار أحد الوسائل التي تمتلكها إيران لتحقيق هذا الهدف.

من المرجح، كما تكشف الصحيفة، أن من هاجم قاعدة تيفور كان يحاول إلحاق الضرر بأهداف أخرى موجهة إلى حزب الله. وهي مواد كان من شأنها أن تهدد تفوق إسرائيل الجوي وحريتها في العمل فوق لبنان. ونظراً إلى طبيعة الهجوم وعدد الضحايا، يمكن للمرء أن يفترض أن مَن قام بذلك كان يعلم بوجود الحرس الثوري الإيراني في الموقع، بمن في ذلك ضابط كبير في شبكة الطائرات من دون طيار.

تأثر المشروع الإيراني للطائرات من دون طيار بالعقوبات الدولية، التي فُرضت على إيران على مر السنوات. ما دفعها إلى شراء المحركات والأجزاء الأخرى المصنعة من الدول الغربية بطرق ملتوية، مع أسعار أعلى بثلاثة أضعاف. وقد بدأت في وقت لاحق تصنيع المحركات. ورغم التقدم الذي أحرزته، فإن المستوى التكنولوجي لمعظم طائراتها من دون طيار ما زال منخفضاً، وفق الصحيفة. تتمثل الصعوبة الرئيسية التي تواجه إيران، كما تحلل هآرتس، في افتقارها إلى قمر صناعي عسكري، إذ لا تستطيع معظم المركبات الجوية الإيرانية نقل المعلومات إلى مستخدميها في الوقت الفعلي، ويمكن لبعضها التواصل عبر الرادار. لكن هذا ينطبق على المدى القصير فحسب. لذلك، فإن إنشاء المجمع العسكري الكبير في القرب من حمص، الذي تم الهجوم عليه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أمر حيوي بالنسبة إلى إيران. فهو يوفر قاعدة لتشغيل الطائرات من دون طيار، مثل تلك التي هاجمتها إسرائيل بعدما دخلت طائرة إيرانية من دون طيار أراضيها قبل شهرين. تحاول إيران أيضاً، وفق الصحيفة، تقليد الطائرات الغربية. فقبل 6 سنوات، اختبرت شاهد 129، وهي مركبة غير مأهولة تُستخدم في مهمات بعيدة المدى. ووفقاً لطهران يمكن استخدام هذه الطائرات من دون طيار لجمع المعلومات وتنفيذ مهمات هجومية. وتعتقد المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية أنها نسخة من طائرة بريطانية من دون طيار تُسمى WK-450، الشبيهة بهيرميس 450 الإسرائيلية. تخطط إيران اليوم، وفق الصحيفة، لتطوير طائراتها بدون طيار ووضع محركات نفاثة فيها. ما يجعلها أسرع وأكثر انسيابة في التحليق. ورغم تشكيك إسرائيل اليوم بقدراتها، إلا أن قصفها والحرص على عدم وصولها إلى لبنان يشير إلى قلق تل أبيب من استخدامها من جانب حزب الله، وإن كانت لا تقارن بالطائرات من دون طيار الأميركية والإسرائيلية.

 

جبران باسيل ليس منّا ولن يكون

فؤاد طربيه/الأنباء/14 نيسان/18

قُبيْل إعلان اللوائح الإنتخابية، سعى زعيم المختارة وعَمِل جاهداً  لكي تضم لائحة المصالحة في دائرة جبل لبنان الرابعة في الشوف وعاليه، جميع مكونات الجبل لا سيما التيار الوطني الحر، وذلك من أجل تكريس وتدعيم المصالحة والعيش المشترك في الجبل.

أتىَ إصرار وليد جنبلاط على ضمّ التيار العوني الي اللائحة رغم أن رئيسه، جبران باسيل، وقبل اشهر قليلة عمد خلال زيارته الي رشميا على إنكار وجود المصالحة وحاول نسفها وطالب بنبش عظام ضحايا الحرب الأهلية الأليمة التي طوى صفحتها الوطنيين اللبنانيين الكبار وعلى رأسهم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والقوات اللبنانية ممثلة بنائب رئيسها، لوجود قائدها سمير جعجع بالسجن حسنها، وحزب الكتائب، بالاضافة الي العديد من الشخصيات المستقلة المؤمنة بوحدة لبنان وبالعيش المشترك أمثال سمير فرنجية وفارس سعيد وغيرهم…يومها كلام باسيل أحدث امتعاض وتوتر في الجبل، فكان لا بد من القائد وليد جنبلاط التدخل وتوجيه التحية الي بطاركة السلام والمحبة صفير والراعي، أراد منها التذكير بإنجازات الكبار وتَركْ الغراب ينعق فوق القبور على هواه، كون بك المختارة يدرك أن كلام باسيل التحريضي لن يؤثر على نفوس الكبار في الجبل، ولإدراكه أن كل إناء بما فيه ينضحُ!

بالعودة الي رفض رئيس التيار الوطني الحر الانضمام الي لائحة مصالحة الشجعان، فنضعها ضمن إطار اللعبة السياسية والانتخابية المشروعة، أما أن يطالعنا بالأمس جبران باسيل بقوله أن وليد جنبلاط عرض عليه الدخول باللائحة عبر شاشة التلفزيون،  فبذلك يكون جبران باسيل قد نكر زيارات موفد الحزب التقدمي الاشتراكي له ثم لسيزار ابي خليل وآلان عون ونكر أنه شخصياً وضع شروط مفصٌلة، جاءت تعجيزية، فلا يسعنا الا ان نقول له أنه ذكرنا بـ ”جحا” عندما اراد أن يكسر الملَلْ، فروى لجميع أبناء ضيعته ان أحد الوجهاء يقيم وليمة بعد أسبوع وأنه يدعوهم اليها، ولكثرة تكراره الدعوة الكاذبة، صدقها جحا وسبقهم اليها!

أما الى زعيم الجبل فأقول، يا بك لم يكن ليشرفنا لو وجِد التيار الوطني الحر الذي يرأسه شخص طائفي وصولي على لائحة يرأسها الرفيق تيمور، فهو والكثيرين من قادة تياره قد أثبتوا عدم صدقيتهم بما يقولون وأثبتوا بأفعالهم انهم وصوليين وإنتهازيين، هدفهم الوحيد هو الكرسي والمناصب غير آبهين لمصلحة لبنان السياديّة والإقتصادية ولا لمصلحة المواطن اللبناني، فهؤلاء يا بك ليسوا منٌا! فمن يجتمع مع وزير خارجية نظام الطاغية بشار الأسد، قاتل المعلم كمال جنبلاط والمارد رفيق الحريري وجبران التويني وبيار الجميل ومحمد شطح وغيرهم، بالاضافة لعشرات الآف اللبنانيين، عدا عن المخطوفين منهم، ثم يتفاخر بذلك، ليس منّا! ومن يقول أن لا خلاف ايديولوجي مع اسرائيل  وأن لها الحق بالعيش بأمان، ليس منّا!

ومن ‏يرشح معاونة الملياردير  بدل الدكتور غسان سلامة لرئاسة اليونيسكو، طمعاً بماله، ليس منٌا!

ومن يضم على لائحته في المتن ملياردير آخر، مقابل عشرون مليون دولار، ليس منٌا!

ومن يضم على لوائحه هجين من الأضاد كان يتخاصم معهم وهم أخصام فيما بينهم، ليس منٌا!

ومن لا خير فيه لأبناء جلدته، أعني هنا القوات اللبنانية، وتنكر لورقة تفاهم معراب التي أوصلت عمه الي كرسي الرئاسة، قبل جفاف حبرها، ليس منّا!

ومن يصول ويجول في بلدان العالم مروجاً لحملته الانتخابية على نفقة الخزينة اللبنانية، ليس منّا!

ومن رفض الانضمام والمشاركة بلائحة المصالحة، بل سعى الي تأليف لائحة بهدف التفرقة بين أبناء طائفة الموحدين الدروز  ورأّسَها

لمن حضنه وليد جنبلاط لعقود طويلة، تاركاً له مقعد نيابي شاغر ولا زال، ومتنازلاً له عن حقبة وزارية، ليس منٌا!

ومن يرفض توظيف الأساتذة الناجحين بإمتحانات مجلس الخدمة المدنية وحراس الأحراج على خلفية طائفية بحتة، مخالفاً بذلك الدستور، ليس منّا!

ومن يتطاول على قامة وطنية حامية وإياكم الدستور والطائف، أعني الرئيس نبيه بري، ليس منّا!….

لجميع هذه الاسباب، وغيرها أكثر منها يتعذر ذكرها هنا، جبران باسيل ليس منٌا ولن يكون يوماً، وسنرد عليه وعلى حلفائه الطارئين ديمقراطياً في السادس من أيار بصناديق الإقتراع وبالمشاركة الكثيفة، وإن غداً لناظره قريب!

 

«حريرية» تحكيها دبلوماسية «السيلفي»

نديم قطيش/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

أعاد مشهد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام في الإليزيه، خلال مباحثات ثلاثية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سبقت عشاء على شرف الضيف السعودي، حضره الحريري، صورة العلاقة التي جمعت بين الراحلين رفيق الحريري وجاك شيراك.

كان انضمام الحريري إلى عشاء الأمير محمد بن سلمان - ماكرون وقبلها محادثات مقتضبة معهما، بحد ذاته حدثاً، تلا الحدث الفرنسي - اللبناني الكبير الذي هو استضافة مؤتمر «سيدر» الاقتصادي لدعم لبنان، والمقتربة حصيلته من 12 مليار دولار.

ثمانٍ وأربعون ساعة فرنسية تضعنا بإزاء إشارات لا تخطئها العين بشأن مستوى الرعاية الفرنسية للبنان عامة والرابط الآخذ في التطور بين الحريري وماكرون. الجانب الآخر في تشابه الصورتين، رفيق الحريري - جاك شيراك، وسعد الحريري - إيمانويل ماكرون، هو الإدراك الفرنسي الدقيق للبعد الاستراتيجي في العلاقة السعودية اللبنانية، والاستعداد الفرنسي للتدخل التلقائي وقت اللزوم لتذليل أي شوائب قد تطرأ على هذه العلاقة بوصف أنها صمام أمان لاستقرار لبنان، وعمود فقري لديمومة محور الاعتدال وقوى الدولة في هذا الوطن الصغير.

لم يكن ينقص هذه المشهدية إلا «دبلوماسية السيلفي» التي باتت مدرسة اتصال وإعلام خاصة بالحريري، يستعيض بها عن الإعلام التقليدي البليد ونمطية المستشارين، لبعث الرسائل باتجاه الجميع. جاءت السيلفي الأولى جامعة للحريري مع الأمير محمد بن سلمان والعاهل المغربي الملك محمد السادس، مقرونة بعبارة «لا تعليق» ثم سيلفي ثانية بين الحريري والأمير محمد وماكرون، ليقول من خلالهما إنه دخل مرحلة سياسية جديدة على مستوى المنطقة، إن كان عبر استعادة حيوية علاقاته الدولية التي لطالما ميزت الحريرية السياسية، أو من خلال طي صفحة ضبابية في العلاقة السعودية اللبنانية والعودة بهذه العلاقة إلى سويتها التاريخية والتي هي الركن الأساسي في العمارة الحريرية. الصورة الكاملة إذن هي الأمير محمد بن سلمان - الحريري - ماكرون كما كانت الصورة سابقاً الملك فهد (لاحقاً الملك عبد الله) - الحريري الأب - شيراك.

لكنها ليست لعبة صور ومرايا فقط. وقائع مؤتمر «سيدر» الذي شهد تجديد السعودية خط ائتمان للبنان بقيمة مليار دولار لم يتم استخدامه سابقاً، دليل على عودة سعودية جدية إلى لبنان. دعك عن أن المؤتمر نفسه الذي وصفه الحريري بأنه شراكة بين لبنان والمجتمع الدولي لاستقرار لبنان ولتحقيق نمو مستدام، هو عودة حرفية إلى حريرية الأب، وسياساته الإعمارية الضخمة والرهان على دعم المجتمع الدولي بحكوماته ومؤسساته المالية.

الأهم ربما هي مخاطبة المجتمع الدولي للبنان من خلال شخص الحريري، والرهان عليه شخصياً كرافعة للمشروع الاقتصادي السياسي الذي ينطوي عليه مؤتمر «سيدر» وما سبقه من مؤتمرات وما سيليه، وهو ما كان واضحاً في كلمة الرئيس ماكرون وفي رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي قرأها ديفيد ساترفيلد، وفي النصين توجه إلى الحريري باعتباره العنوان الذي يتواصل المجتمع الدولي من خلاله مع لبنان. على خطى أبيه، أكد الحريري في أكثر من مناسبة أن التوافق السياسي كان السبب الرئيسي لنجاح مؤتمر «سيدر»، متجنباً تحويل المؤتمر إلى مادة اشتباك داخلية رغم محاولات حثيثة شهدها مجلس الوزراء وشهدتها التصريحات السياسية لفعل ذلك. وهو يعتبر أن الرهان على التسوية الرئاسية مع العماد ميشال عون نجح حتى الآن في تأكيد نفسه كحجر زاوية للاستقرار السياسي والاقتصادي للبنان، على نحو بدد الشكوك الإقليمية والدولية بهذه التسوية واستحصل على تجديد الفرصة لها في مرحلة ما بعد الانتخابات.

كان واضحاً في هذا السياق أن الرئيس الحريري عاد من زيارته السعودية، الأولى بعد الاستقالة، إلى بيروت نهاية فبراير (شباط)، مطلق اليدين في إدارة الانتخابات والتحالفات والترشيحات وفق ما يرى أنه يصب في مصلحة التسوية الرئاسية، وبالتالي في مصلحة دوام الاستقرار السياسي الذي يفتح الباب أمام محاولات جدية لتثبت الاقتصاد ومنع الانهيار، كمثل محاولة مؤتمر «سيدر» الناجحة حتى الآن بكل المقاييس الموضوعية. وما يعزز الانطباع عن نجاح الحريري في حماية التسوية الرئاسية، أن المملكة انتظرت حتى اكتمال عقد الترشيحات والتحالفات وتشكل اللوائح، لتظهر على المسرح اللبناني في مناسبة افتتاح جادة الملك سلمان بن عبد العزيز وسط بيروت، ولتجمع كلا من الدكتور سمير جعجع ووليد بك جنبلاط والحريري في لقاء على هامش المناسبة، كي لا يقال إنها تتدخل في الانتخابات. الحقيقة أن حزب الله أبرز جهة تنبهت لهذه الملامح الحريرية الجديدة. من هنا كان تموضعه في خانة «مكافحة الفساد» باعتبارها مشروعه في المرحلة المقبلة. والعارفون بتاريخ هذا المصطلح في لبنان وتاريخ استخداماته لا يفوتهم أنه عنوان لطالما ارتبط في لبنان بعمليات الشغب على الحريرية السياسية ومشاريعها ومحاولاتها للنهوض بلبنان، تماماً كما يحاول سعد الحريري اليوم. يعرف حزب الله أن المجتمع الدولي لا يقدم الهدايا مجاناً، وأن وراء الاقتصاد رهانات سياسية، مهما حاول الحريري طمأنة خصومه واللعب على ورقة التوافق. من مثل حزب الله لا تعميه الخطابات وهو يعرف أن مرحلة جديدة من معركة استعادة لبنان قد انطلقت وهو لن يبقى مكتوف اليدين.

 

13 نيسان تاريخًا لا يُنسى...

لبنان الجديد |  13 نيسان 2018

 الحرب الأهلية: 150 ألف قتيل، 300 ألف جريح ومعوق، 17 ألف مفقود، و13 نيسان 1975 تاريخًا لا يُنسى...  43 عامًا، مرت كأنها الأمس، 43 عامًا على إشتعال شرارة الموت، والقتال الحقيقي بين اللبنانيين، 43 عامًا على إندلاع الحرب الأهلية في لبنان، فظل تاريخ 13 نيسان 1975 تاريخًا لا يُنسى، مرسومًا في شيبة أبائنا وأجدادنا الذين دفعوا ثمن حرب تلطخت بالدماء، ففي مثل هذا اليوم ترك الأخ أخيه، والإبن أمه، ولم يعلموا أن هذا اليوم سيكون محطة لوداعهم، وأن "بوسطة عين الرمانة" ستحصد أرواحًا وجثامين تخطت ركابها، وتلتها أحداث حصدت الأرواح اللبنانية على الأرض، وغيّبت مفقودين عن أهالين مازال مصيرهم مجهول حتى الآن.

 بداية الحرب الأهلية

يتفق الكثيرون على أن الحرب الأهلية بدأت في 13 نيسان 1975، بعد محاولة اغتيال مؤسس ورئيس حزب الكتائب بيار الجميل، والتي قام بها مسلّحون، وأدت إلى مقتل مرافقه جوزيف أبو عاصي، وأنطوان ميشال الحسيني.

وردًا على محاولة الإغتيال، حصلت حادثة "عين الرمانة " التي هوجمت فيها إحدى الحافلات المدنية، وكان يتواجد فيها ركاب فلسطينيين ولبنانيين مما أدى إلى مصرع 27 شخص.

وبعدها اندلعت الإشتباكات، وإنقسم اللبنانيون حسب الطائفة، وراحوا يقتلون أنفسهم تبعًا لبطاقات الهوية (التي كانت آنذاك تُدّون مذهب حاملها)، خصوصًا بعد أن أقدمت القوى المسيحية في ذلك الوقت على قتل المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين بناء على بطاقات الهوية. وانقسمت العاصمة بيروت إلى منطقتين عُرفتا بـ"المنطقة الشرقية": وأغلب سكانها مسيحيون لكنها محاطة بمخيمات الفلسطينيين، و"المنطقة الغربية": التي كانت مختلطة لكن أكثرية أهلها مسلمون، وسُمي الخط الفاصل بين المنطقتين "الخط الأخضر".

تدخل الأطراف الخارجية

عدا عن الوجود الفلسطيني في لبنان، تدخلت أطراف خارجية لاسيما (سوريا) واسرائيل في الحرب الأهلية، وبعد أن نفذت المناضلة الفلسطينية دلال المغربي يوم 11 آذار 1978عملية على حافلتين إسرائيليتين قرب تل أبيب، مما أسفر عن مقتل 37 إسرائيليًا، غزت القوات الإسرائيلية في 14 آذار تحديدًا، ما يقارب 10% من جنوب لبنان حتى نهر الليطاني بحجة إزالة قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، وإنشاء منطقة عازلة بعرض عشرة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، وذلك في أعقاب العملية التي قامت بها المغربي.

إجتياح إسرائيل

في عام 1982، إجتاحت إسرائيل لبنان، بحجة قيام منظمة أبو نضال (المنشقة عن حركة فتح الفلسطينية) بمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، وبدأت بقصف مواقع تابعة لمنظمة التحرير في بيروت ما أدى إلى مقتل 100 فلسطيني، ثم ردت فتح بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل في 6 حزيران. وبعدها بدأت إسرائيل بالغزو البري للمناطق الجنوبية اللبنانية، إلى أن وصلت قوّاتها إلى بيروت في 15 حزيران.

وفي 23 آب انتُخِب بشير الجميل رئيسًا للجمهورية تحت الاحتلال الإسرائيلي، ثم اغتيل الجميل في 24 أيلول 1982، وانتخب أخيه أمين الجميل خلفًا له في 22 أيلول.

حرب المخيمات

ما بين 1985-1986، اشتعلت "حرب المخيمات"،  وسيطرت حركة أمل على بيروت الغربية، وفي نيسان 1985 هاجمت حركة أمل بالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي القوى السنية القريبة من الفلسطينيين.

وسياسيًا، وفي 22 أيلول 1988، انقسمت السلطة التنفيذية إلى حكومتين: أولى برئاسة سليم الحص (رئيس الوزراء)، وثانية برئاسة ميشال عون (قائد الجيش)، وتدهورت الأوضاع إثر إعلان عون بداية "حرب التحرير" ضد الوجود (السوري) في لبنان.

اتفاق الطائف ونهاية الحرب

في 30 أيلول، عُقد مؤتمر في مدينة الطائف السعودية لإعداد ومناقشة وثيقة الوفاق الوطني اللبناني، وذلك بحضور 62 نائبًا لبنانيًا يُمثلون الأحزاب الرئيسية المُتقاتلة: حركة أمل، والحزب التقدّمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب.

ووقّع المجتمعون على وثيقة "اتفاق الطائف" التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية، وانتخب مجلس النواب رينيه معوّض رئيسًا للجمهورية، وفي 22 تشرين الثاني اغتيل معوض، وخلفه إلياس الهراوي رئيسًا للجمهورية، وفي آذار 1991 صدر قانون العفو عن كل الجرائم التي حصلت منذ 1975.

أحداثٌ كثيرة طالتها الحرب الأهلية لم يتم ذكرها، إلا أن تلك الحرب حصدت أرواحًا، وهجّرت اللبنانيين، وفرّقت الكثير منهم عن أهاليهم، وخلّفت وراءها 150 ألف قتيل، و300 ألف جريح ومعوق، و17 ألف مفقود، وهجّرت 21.8% من مجموع السكان في لبنان، بعد أن دمّرت إقتصاده بخسارة بلغت بنحو 25 مليار دولار أميركي.

 

رأس المال لا يُرى، الناس مرئيون

فارس سعَيد/مدى الصوت/13 نيسان/18

عندما وُضِعَ  "قانون سرية المصارف"  في ظروف إقليمية  دقيقة، كانت الفكرة أن رأس المال العربي يهرب إلى الغرب، من التأميم ومن موجة الإشتراكية التي كان يقودها الرئيس جمال عبد الناصر في مصر وسوريا. بفضل عقل العميد ريمون إده مع وزير للمال اسمه جورج كرم خلال عهد الرئيس كميل شمعون، أقرّ مجلس النواب هذا القانون ونُشر في 3 أيلول 1956 ، وفلسفته السعي لجذب رأس المال العربي إلى لبنان واستثماره فيه، بدل أن يهرب إلى الخارج. أتاح قانون سرية المصارف أن تفتح هذه لزبائنها حسابات ودائع مرقمة لا يعرف أسماء أصحابها سوى مدير المصرف أو وكيله، ولا تُعلن هوية صاحب الحساب المرقم إلا بإذنه الخطي، أو في ظروف معيّنة، كالإفلاس أو تلقي طلب من جهة قضائية. اليوم في ظروف إقليمية أكثر تعقيداً، ليس ما يهرب رأس المال العربي وحده بل الإنسان العربي، بفعل أعمال التطهير الديني والتهجير في العراق وسوريا وسواهما. لذا، جاءت السلطة بفكرة لتطوير القطاع العقاري، فحواها بدل أن يشتري الناس الهاربون منازل في قبرص أو اليونان أو البرتغال، فلنعطِهم إمكانية الحصول على إقامة في لبنان، في مقابل أن يدفعوا ثمن منزل 500 ألف دولار في بيروت، أو 300 ألف خارج بيروت. فكرة سليمة، لكن انعكاساتها على لبنان غير سليمة. الفكرة هي نفسها التي دفعت إلى وضع قانون سرية المصارف عام 1956، سعياً إلى إفادة لبنان من أوضاع دول المنطقة وظروفها. الفارق أن لا أحد يعترض على تثبيت رأس المال في لبنان، وبشكل سرّي يكفله القانون، أكان هذا المال لمسلمين أم لمسيحيين. المهم أن يدخل الخزينة اللبنانية  أو الخزائن اللبنانية الخاصة.

أما تملك الأجنبي، المسيحي أو المسلم  في لبنان فيثير مشكلة، رغم أحقية الحصول على إقامة في مقابل التملك، لانعكاسه الهائل على الديموغرافيا وعلى السياسة والمجتمع اللبناني. رأس المال لا يُرى. الناس مرئيون. المال لا دين له . الإنسان له دين ومذهب وثقافة وهُويّة. والهواجس المُبرّرة تفرض إعادة نظر في ما تذهب إليه السلطة اليوم وتعديلاً في المادة 50 من قانون الموازنة العامة، والتي أثارت قلق الناس. لذلك علينا تحاشي الإقدام على خطوة تنسف معنى لبنان، رغم مبدئيتها وأحقيتها، حفاظاً وحرصاً على التوازن الاجتماعي والطائفي والسياسي في بلادنا. والسؤال الذي يطرح نفسه تلقاءً في هذه الحال: كيف يمكننا الإفادة من ظروف المنطقة، فنطوّر القطاع العقاري ولكن مع إلغاء الهواجس المبرّرة؟

 

مفاوضات «تجنّب الضربة»: الثمن انتقال سياسي ورحيل الأسد!

رلى موفّق/اللواء/13 نيسان/18

التحضيرات الأميركية رسالة إلى موسكو ولا تشبه غارة مطار الشعيرات على خلفية الكيماوي في خان شيخون

خبراء في الشأن الروسي: من المبكر الحديث عن حل في سوريا... وحرب الاستنزاف  هي لإنهاك الروس والإيرانيين

لا يتمحور النقاش راهناً حول إمكانية توجيه ضربة أميركية لأهداف محددة في سوريا على خلفية استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية المفترضة في دوما في الغوطة الشرقية، بل حول فرضية وجود مفاوضات دبلوماسية خلف الأبواب المغلقة لتجنّب الضربة بـ«ثمن ما»... وماهية هذا الثمن؟ يعود الحديث هنا مجدداً عن احتمال انتزاع الغرب «ضمانة قاطعة» من الروس برحيل الأسد عن السلطة. وإذا حصل هذا الأمر، تكون «الضربة» قد أدّت مفاعيلها من دون حصولها، غير أن لا أجواء قوية توحي بالذهاب إلى حل من دون عمل عسكري يدفع في اتجاه التحضير لعملية انتقال سياسي.

العودة إلى احتمال انتزاع موافقة روسية بشأن رحيل الأسد يعززها، وفق مراقبين أميركيين، وصف الرئيس الأميركي للأسد بـ«الحيوان»، ما يقطع أي إمكانية مستقبلية لتعامل إدارة ترامب معه، بعد ذهاب «سيد البيت الأبيض» إلى هذا الحد في توصيفه.

الضغط في حقيقة الأمر هو على موسكو. العملية العسكرية التي يتم التحضير لها، وترغب واشنطن أن يشارك فيها عدد من دول التحالف لن تكون خاطفة على غرار استهداف مطار الشعيرات العسكري في نيسان 2017 عقب استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في خان شيخون، بل إن ما تعمل عليه واشنطن هو ضربة عسكرية تستمر لعدة أيام، وتتناول أهدافاً محددة من شأنها أن تُخرج المطارات والقواعد والمنشآت العسكرية وأنظمة التحكّم بالصواريخ عن العمل، بما يُضعف الأسد وإمكانات نجاة سفينته هذه المرة على يد الحليف الروسي، الذي يُعمل على محاصرته أيضاً. اللافت في كلام منظري سياسة ترامب هو إدراجهم استخدام الأسد للسلاح الكيماوي في دوما ضمن عملية تفريغ «جوار دمشق» تمهيداً لتغيير واقعه الديموغرافي واستبدال سكانه بجماعات موالية لإيران. الكلام الأميركي يأتي بعد معطيات كانت نُسبت إلى أجواء القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش - القوة العسكرية الفعلية في دوما - عن ثقته الكاملة بالروس لجهة ضمان ألا يتم تفريغ الغوطة الشرقية، ولا سيما دوما، من سكانها المدنيين.

في قراءة منظّري ترامب، أن روسيا اليوم تبدو في أضعف مراحلها: من ورقة كوريا الشمالية، إلى التضامن الغربي حيال الخرق الأمني الروسي في بريطانيا، إلى تزويد أوكرانيا - الحديقة الخلفية لروسيا - بأسلحة نوعية كما بولندا. فبوتين الذي فاز بولاية رابعة لست سنوات مقبلة، يُدرك معنى حصول تذمر شعبي في بلاده على خلفية تدهور الوضع المعيشي الذي يتفاقم مع الضغوطات والعقوبات الغربية نتيجة العلاقات المتدهورة مع الغرب، ويُدرك أن رهانه على  «المارد الصيني» في وجه أميركا قد لا يكون في محله نتيجة للمصالح الاقتصادية بين البلدين، ذلك أن «شدّ الحبال» التجاري الذي تشهده العلاقة بين بكين وواشنطن لا يعني اصطداماً دائماً، وأن الجانبين لا بد من أن يصلا إلى حلول مقبولة.

سوريا هي الميدان الأوسع لما تبقى من النفوذ الروسي، وبالتالي هي أيضاً الميدان الأرحب لمحاولة تحجيم هذا النفوذ من دون الاحتكاك العسكري المباشر. فالمخاوف ضئيلة من حصول اشتباك بفعل قناة الاتصال المفتوحة بين العسكريين الروس والأميركيين بشأن العمليات في سوريا، إضافة إلى وجود رغبة أوروبية بعدم الانجرار إلى تصعيد عسكري في المنطقة. الهدف هو «تقليم أظافر موسكو» في ملعبها السوري، في ضوء طموحها للعب دور صاحبة الكلمة الفصل، لا الشريكة في حل الأزمة السورية، ومحاولتها القفز فوق الحل المتفق عليه في جنيف.

على أن الحذر هو من مفاجآت غير مُنتظرة على يد اللاعب الإيراني وأذرعه العسكرية باتجاه إسرائيل. بوتين حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم التصعيد، والأخير حذّر موسكو من مغبة استهداف إيران وميليشياتها لإسرائيل. الرسالة لا تتعلق بالجنوب السوري فقط، بل بلبنان أيضاً.

الحذر هو من توريط لبنان. أي كلام رسمي ليس ذا قيمة ما دام القرار في طهران وأداة التنفيذ في حارة حريك. المخاوف من أن يكون قد تمّ تهريب صواريخ  أرض - جو إلى لبنان، وأن يلجأ «حزب الله» إلى استخدامها انطلاقاً من الأراضي اللبنانية انتقاماً لاستهداف قواعد إيرانية في سوريا ليس مستبعداً أن تكون ضمن «بنك الأهداف» الأميركية. فأي استهداف للتحالف من لبنان بأسلحة «كاسرة للتوازن» موجودة في يد «حزب الله» لن يعطي فرصة لهجوم إسرائيلي فحسب، لكنه سيستدرج رد فعل دولياً ضد لبنان. فهذا السلاح موجود في يد منظمة مصنّفة إرهابية من قبل أميركا، وجناحها العسكري مصنف أوروبياً بالإرهابي، بمعزل عن تصنيف اللبنانيين له.

الورقة اللبنانية في القبضة الإيرانية، التي يشتدّ حولها الخناق كلما اقترب أيار. ترامب أودع الأوروبيين شروطه لعدم إلغاء الاتفاق النووي من جانب واشنطن، وأولها، تعديل الاتفاق لجهة منع إيران بالكامل من إنتاج قنبلة نووية والسماح للمفتشين الدوليين بزيارات مفاجئة للمواقع الإيرانية، وثاني الشروط يتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية، والذي يبرز خطره أكثر فأكثر مع استخدام الحوثيين لأنواع من المنظومة الصاروخية الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية، وثالثها يتعلق بوقف تمددها العسكري والأمني في المنطقة، حيث استفادت طهران من حقبة أوباما لتعزيزه.

وإذا كانت الأجواء من العاصمة الأميركية تشي بأن ترامب ذاهب نحو إلغاء الاتفاق، فإن مفاجآت اللحظة الأخيرة قد تحصل في هذا المجال أيضاً، إذا نال الموافقة على الشروط التي وضعها لا سيما لجهة منع إيران من الحصول نهائياً على قنبلة نووية، الأمر الذي يعتبر إنجازاً فعلياً له.

المشهد على الساحة السورية غير واضح المعالم بالتأكيد، وثمّة خبراء في الشأن الروسي يرون أنه لا يزال من المبكر الحديث عن قرب أَجَل الحل. فتلك الساحة تشكل استنزافاً حقيقياً للروس والإيرانيين، وليس من مصلحة واشنطن إراحة هذين النظامين، في وقت لا يزال حلفاء أميركا غير جاهزين للنزول إلى الأرض عسكرياً من أجل أن يأخذوا دورهم كقوات عربية في هذا البلد، وأن يتحمّلوا مسؤوليتهم فيه. حرب الاستنزاف في سوريا حقيقة باتت موسكو متيقنة منها، وتدرك أن لا مصلحة لها في التصعيد. وقد بدأت ترسل إشارات قوية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، غير أن الأنظار متجهة نحو إيران، وما إذا كان من الممكن أن تُقدم على خطوة انتحارية تأخذ معها لبنان إلى المجهول!.

 

بشار الأسد مأزق العالم

حازم الأمين/الحرة/13 نيسان/18

الضربة لن تكون قاضية وهذا يكفي لأن يشعر الرئيس السوري بشار الأسد أنه ناج، وسيعيد الكرة حال ما يشعر أن الظروف تتيح له تكرارها. هذه لعبة صار الرئيس يجيدها. وللمتسائلين عن جدوى قصفه السوريين بالكيمياوي طالما أن لا قيمة ميدانية لهذا السلاح، أن يعرفوا أن لهذا السلاح قيمة في علاقة الرئيس بالسوريين. فبشار الأسد لن يتمكن من حكمهم إلا إذا لقنهم درسا كيمياويا. هذا ما يعتقده الرئيس، والأرجح أن هذا ما يعتقده حلفاؤه. قبل الكيماوي الأخير بلحظات كانت مؤشرات كثيرة ذاهبة إلى أن ثمة فرصة تلوح للنظام. فتوحات ميدانية، وقمة الحلفاء في أنقرة، والكلام السعودي، وإعلان دونالد ترامب نيته الانسحاب من سورية. وفجأة سقط الكلور على رؤوس أهل دوما. والكلور مهمته القتل، ولا شيء غير القتل. "الانتصارات" مشتغلة أصلا، وخمسون قتيلا إضافيا لن يضاعفوا منها. إذا للكلور وظيفة أخرى طالما أن الرئيس في وضع غير سيئ!

سينجو الأسد ليس لأنه أدب السوريين، إنما لأن العالم عالق في مأزق أخلاقي هائل

على السوريين العائدين إلى "حضن الوطن" أن يعوا حقيقة إلى أين هم عائدون. أن يتذكروا أن العقاب الذي عاشوا في ظله على مدى خمسين عاما هو الآن مضاعف ومشحون برغبة في الانتقام. لا يمكن للنظام أن يستعيد "عافيته" من دون أن يكون حاكما في ظل هذه المعادلة.

الانتصارات الميدانية لا تعني شيئا من دون هذه الحقيقة، والنظام لن يتمكن من معاودة فرض سلطانه من دون شعب محكوم بحقيقة الكيمياوي. ليست هذه المعادلة ترميزا لعلاقة عنيفة بين نظام وبين مواطنيه. إنها الحقيقة كما هي. كل من يشعر بكرامته في ظل هذا النظام سيمثل تهديدا له. كل من يعتقد أن تسوية تقتضي عودته إلى "حضن الوطن" سيكون واهما وسيموت قريبا. هذه هي الوظيفة الفعلية لقصف دوما، المهزومة أصلا، بالكيمياوي. والنظام ليس مخطئا بسلوكه هذا الطريق، فهو يعرف تماما حجم اهترائه ويدرك حقيقة عجزه عن استئناف حكمه بعد أن أهداه الحلفاء انتصارا على شعبه. الآن جاء دوره لكي يديم الانتصار. المهمة ليست سهلة، والأرجح أنه بصدد تكرار تجربة حماه في العام 1982. ففي حينها وفي أعقاب نجاحه في انتزاع المدينة من مسلحي الإخوان المسلمين، قرر تأديب أهلها. أدرك في حينها أن حكم سورية يقتضي درسا يجب لا ينساه أحد.

أنجز انتصاره العسكري على المسلحين وأقدم بعدها على قتل ما يزيد عن عشرين ألفا من أهل المدينة. وساد صمت هائل تمكن خلاله من معاودة حكم سورية لأكثر من ثلاثين عاما. وفي حينها لم يسأل أحد أحدا لماذا فعلها طالما أنه انتصر!

كل سوري يشعر بكرامته في ظل هذا النظام سيمثل تهديدا له

اليوم أيضا تصلح هذه الإجابة عن سؤال الكلور في دوما. لقد فعلها في دوما لكي يشعر أهل دمشق أنه سيعاود حكم المدينة وفق المنطق الذي عاود فيه حكم حماه في العام 1982. وهو أجرى حساباته وخلص إلى أن العالم بعيد عن محاسبته، وهو إذا أقدم على هذه المحاسبة فلن يطيح به. فمهمة القضاء على النظام في سورية قد تتسبب بحرب عالمية. الأرجح أنه سأل حلفاءه الروس والإيرانيين، والأرجح أنهم لم يمانعوا. لكن القرار صادر عن علاقة بين هذا النظام وبين السوريين عموما. كيمياء العلاقة تفترض هذه الفعلة، ومستقبل النظام يستحق المغامرة بها. لكن المفجع في هذا المشهد، هو أن النظام غير مخطئ في تقديراته. الأرجح أن يدفع ثمن فعلته، لكن الأثمان ستكون أقل مما يعتقد أنها عائدات الفعلة. فالعالم يقول إنه سيؤدب النظام لكنه لن يقضي عليه! هذا يبدو كافيا ليشعر سيد قصر المهاجرين أنه لم يخطئ عندما أعطى الأمر بالقصف. الثمن في أقصى نتائجه مطارات عسكرية وقواعد للوحدات الخاصة ومراكز أبحاث، ومئات من الجنود والضباط. لا بأس. حكم سورية مهمة تقتضي أثمانا أكبر، والنظام لا يجيد إلا هذا النوع من العلاقة مع السوريين. لكن يبقى أن يفكر المرء بأن هذا لم يعد كافيا، وأن الزمن ليس صورا متناسلة، وربما حملت الأزمنة الجديدة مآسي أفظع، لكنها لا تتسع لأنماط متناسلة من العلاقات. حلفاء النظام يعرفون تماما أن لا مستقبل لربيبهم، وهم إذ يمعنون في التمسك به، يفعلون ذلك بصفته شرطا بائسا لوجهة في الصراعات والحروب. وما أن تأخذ هذه الحروب مساراتها، فإن الحاجة له ستنتفي. لم يعد النظام حاكما بشرطه الداخلي، وهو الشرط الكيمياوي. صار لسورية وظائف خارج ماكينة ضبطه. عليه أن يذهب مع طهران في حروبها الكثيرة، وعليه أن يلبي المهمة الروسية. الكيمياوي لم يعد شرطا لحكمه سورية. وهو سينجو ليس لأنه أدب السوريين، إنما لأن العالم عالق في مأزق أخلاقي هائل.

 

هل تجاوزت المنطقة قطوع الحرب؟

الهام فريحة/الأنوار/14 نيسان/18

في ما مضى كان رؤساء الولايات المتحدة الأميركية يحملون "الزر النووي"، اليوم كسر الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاعدة نسبياً، فبدلاً من أن يحمل الزر النووي فقط، صار يحمل أيضاً "زر التويتر" وكلما يضغط عليه تهتزُّ الكرة الأرضية.

الأربعاء الفائت، ضغط ترامب على "زر تويتر" عندما هدد "بصواريخ ذكية ولطيفة"، لكنَّ كلامه شابه شيئاً من عدم الوضوح فلم يحدد الساعة الصفر ولم يحدد نطاق المعركة، وجاءت تغريدته مفاجئة حتى لأقرب المقربين إليه، فلم تأتِ بعد اجتماعه مع وزير الدفاع مثلاً أو مع جنرالات الجيش الأميركي.

مع ذلك بقي العالم على أعصابه، إلى أن غرَّد ترامب ثانيةً فقال: "الضربة يمكن أن تكون في القريب العاجل أو لا تكون إطلاقاً".

وبين تغريدة الضربة وتغريدة اللاضربة، يقف العالم منتظراً، لكنه ليس انتظاراً في الفراغ، بل هناك جملة معطيات تجمَّعت تُرجِّح استبعاد الضربة، ومن هذه المعطيات: بدء وصول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى سوريا للتحقيق في احتمال إستخدامها. الخبراء وصلوا عبر مطار بيروت الدولي، وتوجَّهوا إلى سوريا من طريق المصنع. تأكيد الكرملين وجود قناة اتصال بين الجيشين الروسي والأميركي في شأن عمليات الجيشين في سوريا. طرح السويد مشروع قرار في الأمم المتحدة ينصُّ على إرسال بعثة دولية إلى سوريا، لإزالة جميع الأسلحة الكيماوية لدمشق "لمرة واحدة وأخيرة". دخول تركيا على خطِّ الوساطة بين واشنطن وموسكو. تقارير الوكالات العالمية تحدثت عن أنَّ محادثات تجري خلف الستار مع الجانب الروسي، لتجنّب أية صدامات أميركية – روسية، وبصفة خاصة لاستبعاد سقوط ضباط روس في أيِّ هجوم محتمل. في المحصِّلة، لم يتَّخذ الرئيس الأميركي بعد قراره النهائي في شأن طريقة الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وجاء هذا التريث بعد اجتماع عقده دونالد ترامب مع كبار مستشاريه للأمن القومي. المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز عبَّرت عن التريث، حين أشارت إلى أنَّ ترامب يتشاور مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في شأن الإجراء الذي قد يتخذه الحلفاء. صحيحٌ أنَّ الولايات المتحدة الأميركية تمتلك مدمِّرات لديها قدرات عالية على إطلاق صواريخ توماهوك، والتي يبلغ مداها ألف ميل، وتتسم هذه الصواريخ بتوجيهها عن طريق الأقمار الصناعية بما يجعل قدرتها على إصابة الأهداف بدقة فائقة للغاية، وهي النوعية من الصواريخ عالية الذكاء التي أشار إليها الرئيس ترامب في تغريدته يوم الأربعاء. لكن في المقابل، كان لافتاً ما أوردته صحيفة "الفايننشال تايمز" المؤثِّرة على صنَّاع القرار، من أنَّ "إطلاق الصواريخ لن يحلَّ الأزمة". هل تقف الأمور عند حد التهديدات من دون التنفيذ؟ لا أحد يعيش في عقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب: الحذر ضروري والإنتظار ثقيل، لكنَّ القاعدة تقول إنه كلما تأخَّر تنفيذ التهديد كلما صار تنفيذه مستبعداً.

 

هل تكون الحرب مخرجاً من الانسدادات؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

عندما يُنشَرُ هذا المقال قد تكون الضربة الأميركية لنظام الأسد بسبب كيماوي دوما قد وقعت. لكن تبقى هناك أمور غير مفهومة لدى سائر الأطراف وأولها النظام السوري. فمدينة دوما المنكوبة والمحاصرة منذ سنوات تُعتبر ساقطةً عسكرياً. والمفاوضات بين الروس وقيادات «جيش الإسلام» متواصلة، ووصلت إلى البدء بإخراج المسلحين وعائلاتهم من دوما إلى أقاصي شمال سوريا، إلى جرابلس التي تسيطر عليها تركيا بعد أن حررتها من «داعش».

والأتراك مسرورون بذلك، لأنهم يستقبلون قوةً قتاليةً معتبرة هم محتاجون إليها لمسْك الأرض في المناطق الشاسعة التي يسيطرون عليها، ولا تكفي فيها فصائل «الجيش الحر» التي ترافق الجيش التركي في توغلاته. فما الحاجة للبراميل المتفجرة والكيماوي، ما دام متاحاً لقوات النظام الدخول من دون قتالٍ أخيراً، وبضمانات الروس؟!

لا يستطيع المراقبون أن يفكّروا إلاّ في احتمالٍ واحدٍ ووحيد هو إرعاب المدنيين وإرغامهم على الهجرة من أرضهم من أجل التغيير الديموغرافي الجاري منذ سنوات من حلب وحمص وإلى القلمون والغوطة. ففي مناطق الغوطة الشرقية الأخرى التي دخلتْها قوات النظام ترافقها الميليشيات الإيرانية والمتأيرنة، وفيها بقية من المدنيين، يجري إرغام الباقين على المغادرة، ونهب بيوتهم وجرفها بحضورهم! ولا شكّ أنّ الإيرانيين موافقون، بل ربما كانوا هم صُنّاع هذه السياسة.

وقد أخبرني أحد السوريين الذين أتوا حديثاً إلى لبنان من القلمون أنّ واحداً من «حزب الله»، وآخر من ميليشيا عراقية أتوا إليهم ونصحوهم بالمغادرة لأن قراهم ستتعرض للقصف، مع أنّ بينها وبين النظام هدنة منذ أكثر من سنة. وإذا كان الأمر كذلك عند ميليشيات النظام، والميليشيات الإيرانية، فما هي دوافع الروس، أو لماذا يسمحون بذلك؟ فالروس هم الذين يقودون المفاوضات، ويريدون إدخال شرطة عسكرية روسية في الأيام الأولى لتأمين المدنيين وطمأنتهم؛ فهل فعل ذلك النظام رغماً عنهم؟ هذا غير مرجَّح. فهل فعلها من دون علمهم؟ هذا غير مرجَّحٍ أيضاً، لأنهم موجودون في كل أنحاء الغوطة، وقد زعم الناطق الروسي أنهم دخلوا إلى دوما، ولم يعثروا على أثرٍ للكيماوي! وقد تحمس الروس وردّوا على ترمب بأنّ ردة فعلهم ستكون قاسية إن وقع الهجوم. وكانوا يرفضون دخول مفتشين دوليين إلى دوما، وهم يقولون الآن إنهم موافقون تماماً على ذلك!

لماذا تحمس الأميركيون أو بالأحرى الرئيس ترمب للقيام بضربةٍ أو ضربات، وقد صرح من قبل أنه يريد الخروج من سوريا سريعاً جداً، ويترك للآخرين أمر متابعة الملف. لقد ظننا أنّ الآخرين هم الروس، لكنّ الأوروبيين وبخاصة فرنسا وبريطانيا والآن ألمانيا أيضاً أظهروا حماساً للضربة، وكان الفرنسيون قد قالوا إنهم يساعدون الأكراد في منبج في وجه تركيا. وهذا كله معناه أنهم جميعاً لا يريدون الخروج من سوريا مهما كلف الأمر. وما تدخلت إسرائيل بسوريا جواً من أكثر من شهر، لكنها الآن قصفت مطاراً عسكرياً بجوار دمشق. وأتت طائراتها من طريق لبنان. وكان استنتاج خبراء النظام الأفذاذ أنه لا بد من العودة لدخول لبنان وضرب إسرائيل منه: فلماذا أنتم مضطرون لضرب إسرائيل من لبنان وعندكم إسرائيل كلها في سوريا؟!

إنّ منطق الرئيس ترمب أننا ضربناكم بعد كيماوي خان شيخون، حتى لا تعودوا إلى ذلك، ولتعرفوا أننا لسنا مثل أوباما، وصحيح أن الضربة لم تؤثر عليكم كما يبدو، لكننا سنعود لضربكم ما دمتم قد استخدمتم الكيماوي من جديد، ولم تأبهوا لوعيدنا وتهديدنا. وكما يبدو الرئيس الأميركي جدياً، فإنّ الفرنسيين والإنجليز والألمان، يشاركونه حماسه وسخطه هذه المرة، وتقول وسائل إعلامهم إنهم قد يشاركون في الضربة! هل يعود ذلك إلى ضرورة الحفاظ على الصدقية، أم لأن النزاع مع الروس والإيرانيين يتزايد، وما عادت روسيا لتأبه لشيء، وهم يريدون تلقينها درساً لا ينبغي أن تنساه. هل قرروا فجأةً إسقاط النظام؟ إسرائيل تنفي ذلك، لكنها لا تريد أن تحلّ إيران على حدودها في سوريا أيضاً. ومع ذلك كله فإنّ الحماس الأميركي والأوروبي الزائد يظل غير مفهومٍ تماماً، لأن الضربة أو الضربات إن وقعت فلن تؤثر على مصائر النظام! إنما الواضح أن الجميع يريدون التأكيد على عدم الخروج الغربي من سوريا، ما دام الإيرانيون والأتراك موجودين فيها، وما دام الروس لا يُصغون إليهم ولا إلى دي ميستورا بشأن الحل السياسي في جنيف، ويتحدثون دائماً عن آستانة وسوتشي وأضرابهما!

كيف تكون سوريا والمنطقة بعد الضربة إن وقعت؟ هل يمكن أن تتحول الحرب الصغيرة إلى حربٍ كبيرة إذا ردت روسيا، أو إذا سارع نصر الله إلى ضرب إسرائيل بالصواريخ، كما هدد عشرات المرات؟ إذا حصل ذلك فإنّ الحرب الصغيرة ستتحول إلى حرب كبيرة، وبخاصة أنّ الموقف حتى الآن كان: أميركا تمنع إسرائيل، وروسيا تمنع إيران، خوفاً من الحرب الكبيرة المحرجة للجبارين بشدة، مع استحالة وقوع الصدام بينهما.

صارت سوريا إذن ساحةً لصراعٍ إقليمي وآخر دولي. وكان يمكن إنهاء النزاع منذ عام 2013، والذي أبقاه الدخول الإيراني، وقدرة النظام والحق يقال، على الاستمرار، وتجرؤه على ارتكاب كل المحرمات دونما خشيةٍ من حسابٍ أو عقاب. لقد كان بوسعه بعد ترجيح كفته بالتدخل الروسي، أن يُنهي معظم جهات الاضطراب بالتفاوُض والمصالحات. لكنه لم يفعل لأنه والإيرانيين أرادوا تغيير وجه سوريا إلى الأبد!

مرت قبل شهور ذكرى مرور مائة عام على اتفاقية «سايكس - بيكو» عام 1917 بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم المنطقة بعد خروج العثمانيين منها. وقد ألغى هذان الطرفان المنتصران في الحرب بطرائق التقسيم كل وجودٍ للانتماء العربي، ساعة لحساب الصهاينة، وساعة لحساب المسيحيين، وساعة لحساب المناطق الحاجزة مثل حالة العراق والأردن. وما وجدوا حيلةً في سوريا بعد الفشل في تقسيمها، وبعد اقتطاع أجزاء لصالح تركيا وإسرائيل المستقبلية ولبنان المسيحي منها. ظلت سوريا المتصاغرة هي حصة العرب من «طبخة البحص» كلها. ولأنّ الإقليميين وبعض الدوليين أرادوا الخلاص من عروبة سوريا لكي يصبح الشرق الأوسط كاسمه؛ وقد وجدوا ضالتهم في بشار الأسد، في فترة ضعفٍ عربي مشهود، فإنّ حرب سوريا طالت إلى سبع سنواتٍ ونيف، تهجر خلالها ثلث سكانها، و قُتل منهم أكثر من نصف مليون، وخربت نسبة 40 في المائة من عمرانها، لكنّ الباقين من العرب السنة ظل عددهم 60 في المائة من الموجودين على الأرض السورية، ولذلك صار لا بد من تكرار استعمال الكيماوي، لكي يمكن تحقيق: الحل النهائي (!). وقد لا يقبل كثيرون هذا الاستنتاج، لكن ليقل لنا أحد: إذا لم يكن ذلك صحيحاً، فلماذا الكيماوي والبراميل المتفجرة على دوما المستباحة؟! وهل تُوقف الحرب الصغيرة أو الكبيرة القتل والتهجير والانسدادات؟ لا تفعل الحروب ذلك عادةً، وكل الجمال بتعارك إلاّ جَملْنا بارِكَ!

 

دوما وكيماوي الأسد

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية، والتي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن العاصمة دمشق معقل الأسد صاحب الكيماوي. دوما تعتبر آخر معاقل المعارضة السورية تعرضت لهجوم كيماوي مروع وبشع، وبخاصة بعد أن أصبحت ظاهرة الكيماوي واستخدامه سائدة ضمن ترسانة النظام السوري دون أي خجل أو وجل من العقاب؛ لأن من أمن العقاب أساء الأدب، وبخاصة في ظل وجود فيتو روسي جاهز للاستخدام المتكرر لحماية النظام بعد مقتل نحو سبعين شخصاً على الأقل إثر هذا الهجوم الكيماوي المؤكد العلامات والضحايا على مدينة دوما السورية.

فيتو روسي جديد لحماية الجاني الحقيقي وفق شواهد وضوابط كثيرة وشهادة الشهود، حيث قال المركز الإعلامي للغوطة التابع للمعارضة السورية: «إن أكثر من 70 شخصاً قُتلوا جراء الاختناق، ويعاني نحو ألف آخرين من آثار الهجوم»، بينما ذكرت مصادر أخرى أن العدد تجاوز 150 قتيلاً.

كيماوي الأسد في دوما استفز العالم عبر عاصفة من الغضب الدولي على هجوم الأسد الكيماوي على المدينة المنكوبة، إذ قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة على حسابه على «تويتر»: إن الرئيس السوري «سيدفع ثمناً غالياً» على استخدام السلاح الكيماوي، مضيفاً: إن الكثير من السوريين قتلوا في الهجوم الكيماوي، ضمنهم نساء وأطفال، وقال أيضاً: «إن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين وإيران مسؤولان عن دعمه (الأسد)»، بينما قال الأمير خالد بن سلمان، سفير السعودية في واشنطن، في تغريدة له إن «هذا الهجوم الوحشي على الأبرياء والمدنيين هو امتداد لجرائم نظام الأسد وداعمه الأساسي النظام الإيراني وأدواته في المنطقة، يجب علينا أن نقف ضد عدوانهم في المنطقة في سوريا واليمن والدول الأخرى»، في حين قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان: إن «فرنسا تدين بقوة الهجمات والقصف الذي قامت به قوات النظام السوري خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في مدينة دوما»، وإنها تمثل «خرقاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي». عن كيماوي الأسد في دوما كان للسيناتور الأميركي جون ماكين قراءة مختلفة، حيث اتهم أميركا بإعطاء الضوء الأخضر للهجوم عبر رسائل سلبية، عبر الإعلان عن الانسحاب الأميركي المبكر من سوريا وترك شأنها للاعبين آخرين، فقال: إن «التقاعس الأميركي جرَّأ نظام الأسد على شن هجوم كيماوي على الشعب السوري»، وأن بشار الأسد وداعميه الروس والإيرانيين «سمعوا (الرئيس) ترمب عندما أشار إلى خطة انسحاب القوات الأميركية من سوريا، ومن ثم تجرأوا على ارتكاب هجوم كيماوي».

كيماوي الأسد في دوما يعتبر بالون اختبار للإرادة الدولية على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم في دوما وغيرها، وضرورة مثولهم أمام العدالة، وإلا سيتكرر الجُرم كما تكرر في دوما بعد التساهل أو التغاضي عن كيماوي الأسد في خان شيخون.

أيضاً أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أنها تحقق في التقارير المتعلقة بوقوع الهجوم الكيماوي على مدينة دوما؛ الأمر الذي لا يزال قيد التحقيق المتعثر بسبب الخلاف الروسي - الأميركي - الغربي، بعد دعوة 9 أعضاء في مجلس الأمن لعقد جلسة بمبادرة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ورغم وجود ضحايا حقيقيين وليسوا افتراضيين، فإن الفيتو الروسي جاء كصفعة دون استحياء، أو حتى تحسباً للعنات الضحايا وأقاربهم التي ستلاحق جميع من شارك وتقاعس عن ملاحقة الجاني الحقيقي.

 

نهاية إيران في سورية ... «الأطرش بالزفة»

 فهد الدغيثر/الحياة/14 نيسان/18

«لن نتدخل في موضوع معاقبة الدول الغربية لنظام الأسد بسبب استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، لكننا في الوقت ذاته لن نقبل بوجود إيراني (طويل الأجل) داخل سورية». هذا كان تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو قبل يومين في اتصال هاتفي بينه وبين الرئيس بوتين عشية إعلان الرئيس ترامب عبر حسابه في «تويتر» بقرب الضربة المرتقبة ضد نظام الأسد. ومع ذلك ومع تعدد الضربات الإسرائيلية للمعسكرات والتجمعات الإيرانية في السنوات الثلاث الأخيرة، يصر نظام طهران بأنه باقٍ في سورية. ليس ذلك فقط بل يستمر في تقديم الدعم المالي الكبير لنظام بشار الأسد وكأن مصارف العالم ومحافظه الاستثمارية تغرق من ضخامة الاحتياطات النقدية الإيرانية.

نعم، نجحت إيران نسبياً في لبنان عبر تأسيس ميليشيا «حزب الله» واعتقدوا أن بإمكانهم فعل ذلك في أي مكان، غير أن «حزب الله» حالة فريدة ومختلفة بسبب طبيعة لبنان ذاتها وتعدد الطوائف والانقسامات، إضافة إلى الحالة الاقتصادية المريضة على الدوام، ساعد نجاح «حزب الله» في لبنان أيضاً وجود الحروب المتكررة مع إسرائيل على رغم تفوق الأخيرة عسكرياً، إذ تمكن الحزب من الإسهام المباشرة في انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني قبل 20 عاماً. في كل الأحوال نجاح الحزب عموماً ولو كان موقتاً هو نجاح للبنانيين المنخرطين في قواته وليس لإيران.

من هنا نسأل؛ هل ستجد إيران في العراق أو سورية أو في اليمن وقطر والبحرين حزباً يملك صفات وهوية وعقيدة «حزب الله» في لبنان؟ بمعنى آخر هل يمكن تطبيق نموذج «حزب الله» في أي بلد عربي آخر؟ هنا تتضح سياسة حكومة طهران وطموحاتها المتهورة وابتعادها بسنوات ضوئية من فهم الواقع السياسي والجغرافي، نحن نرى ما يحدث لموكلهم في اليمن ونتذكر ما حدث في البحرين بل وحتى العراق ذو الأغلبية الشيعية، بدأ يتململ من إيران ويتمنى العودة إلى أحضان العرب، ثم حتى لو افترضنا عدم تدخل إسرائيل في تواجد إيران داخل سورية، هل سيقبل الشعب السوري العريق بالهيمنة الفارسية الدائمة بعد الوصول لحلول تنهي الحرب الأهلية القائمة؟ رهان إيران التي يغلب على سلوكها لون ونكهة التمدد الفارسي وليس الشيعي، على بعض المرتزقة العرب هنا أو هناك، هو رهان خاسر طال الزمن أم قصر. المثير للدهشة أن من بين كتاب الرأي والمحللين العرب من يعتقد بأن إيران تنتصر فعلاً وأنه لا بد من التعامل معها بما يشبه التحالف والتعاون من دون أن يتغير سلوكها، بدلاً من مواجهتها.

أول من أمس (الخميس)، وقبيل الضربة الصاروخية التي ستنطلق من البوارج الأميركية والبريطانية والفرنسية المتمركزة قرب سواحل سورية الغربية يتأمل الفرد منا الوضع في الداخل السوري ودور إيران ومصيرها في هذه الدولة العربية الأصيلة. إنها تذكرني بذلك الطالب المشاغب الغبي الذي يقف أمام بعض الطلبة الفتوة في صراع عنيف عند خروجهم من فناء المدرسة، لا هو قادر على تخفيف حدة التوتر بين الفرقاء لأن وجوده أصلاً جزء من المشكلة، ولا هو قادر على المشاركة في الدفاع أو الهجوم. سيصبح وجوده سواء أثناء القصف أم حتى بعد ذلك كما «الأطرش بالزفة».

أما في الداخل الإيراني فقد هوت بالأمس قيمة العملة الإيرانية إلى المزيد من الانحدار، وطالب بعض أعضاء البرلمان الإيراني باستقالة محافظ البنك المركزي وكأنه هو من يضع السياسات النقدية الإيرانية. قبل ذلك بيومين يخرج الدكتور مهدي ذاكريان وهو أستاذ العلوم في «الجامعة الإسلامية الحرة» وعبر وكالة «إيسنا» الطلابية، ليذكّر حكام بلاده بأن ولي العهد السعودي يقوم بخطوات عظيمة لإرساء مستقبل السعودية ونموها. هذا بالطبع خلاف ما تردد الحكومة هناك ومن يدافع عنها من العرب. يتمنى هذا الأستاذ بحسرة لو أن بلاده استثمرت اتفاقها النووي مع دول الغرب قبل ثلاث سنوات بذات الطريقة والوسائل التي تقوم بها السعودية بدلاً من هدر الأموال على ميليشيات ومرتزقة الخارج.

قد تستمر إيران قليلاً في إثارة النعرات ودعم من ينوب عنها هنا أو هناك، لكن هذا النموذج لم يعد مثمراً. نقول ذلك بسبب ضعف وتردي الحال داخل الجمهورية الإسلامية وقرب انفجار الملايين هناك ضد هذه السياسة غير المسبوقة في أي دولة منذ تأسيس منظومة الأمم المتحدة.

الحرب بالوكالة مصيرها الفشل ولا يمكن أن نتناسى ما حاولت الولايات المتحدة بقوتها وتفوقها أن تحققه في فيتنام عندما دعمت حكومة فيتنام الجنوبية. صحيح أنها اضطرت في ما بعد إلى خوض الحرب الفيتنامية بجيشها لكنها في النهاية فشلت.

أطماع خامنئي قد تكون أسوأ من أطماع هتلر كما نبه الأمير محمد بن سلمان عن ذلك في أكثر من لقاء صحافي، لكن ذلك لا يعني تشبيه هذا الرجل بذاك، فهتلر يقود الجيش الألماني بعظمته وصناعاته المتفوقة في ذلك الوقت ويحرك هذا الجيش في كل اتجاه، بخلاف خامنئي الذي لا يجرؤ على وضع جندي إيراني واحد للمشاركة في أي من مغامراته الآنفة الذكر. لهذا السبب وغيره لا يرى ولي العهد السعودي أن إيران تشكل خطراً حقيقياً ومباشراً على بلاده، على رغم تعاون بعض المرتزقة معها. الأمير كان واضحاً في ذلك عندما استبعدها من قائمة الدول القوية عسكرياً في المنطقة.

قل لي من تصاحب أقول لك من أنت، من هم أصدقاء خامنئي وحلفاؤه هذه الأيام. لا أحد سوى بدر الدين الحوثي وحكومة تميم بن حمد آل ثاني والسيد حسن نصر الله في لبنان. هل أخطأت في العدد؟ لا يوجد خطأ، هم هؤلاء فقط من يرتبط بإيران وكأننا نتحدث عن فرقة «سوبرانوز» مع الأسف. تركيا تتلاعب بهم وروسيا لا تريدهم في سورية بل حتى بقية دول الاتفاق النووي الأوروبية ضاقت بهم ذرعاً على رغم بعض المصالح المشتركة بعد توقيع ذلك الاتفاق. إذاً، عن أي دولة نتحدث هنا، بل هل بإمكان عاقل أن يسمي إيران التي نعرفها اليوم دولة؟ إن لم تحدث ثورة في الداخل فسيتم شطب كل هذه الطموحات بالقوة عندما يتضح للعالم أن هذه الحكومة لا يمكن الوثوق بها وأن تركها تتدخل هنا وهناك لا بد أن يتوقف. قد تأتي هذه القوة من المصدر ذاته الذي يدمر ما يخيل لقاسم سليماني بأنها قواعد عسكرية في سورية كل شهر أو شهرين بضربات صاروخية فتاكة، وقد تأتي من جهة أخرى.

 

 الإبهام يحيط باستخدام« الكيماوي» في سورية

 سليم نصار/الحياة/14 نيسان/18

بعدما خرج من البيت الأبيض عقب انتهاء ولاية الرئيس الأميركي رونالد ريغان، قام أصدقاء جون بولتون بإهدائه قنبلة يدوية فارغة من البارود كرمز للسلاح الذي هدد بإلقائه على خصومه في كل مكان. وظلت تلك القنبلة موضوعة فوق مكتبه الخاص إلى أن اختاره الرئيس رونالد ترامب مستشاراً للأمن القومي خلفاً للجنرال ماك ماستر. في التاسع من نيسان (أبريل) الجاري، باشر بولتون مهمته كمهندس لاستراتيجية الأمن القومي الأميركي. واستناداً إلى مواقفه السابقة، يتوقّع المراقبون موافقته على تهديد ترامب بضرورة إلغاء الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمه سلفه باراك أوباما عام 2015. أي الاتفاق الذي وصفه ترامب «بالعيب الجسيم» الذي يسمح لإيران بإكمال برنامجها الصاروخي وتدخّلاتها الإقليمية. في المقابل، توعّد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي برد صاعق ضد كل من يعمل على تقويض الاتفاق، ووصف ترامب بأنه رجل أعمال يسعى إلى إدخال علم التجارة في علم السياسة. وعليه، ناشد مواطنيه بضرورة دعم الوحدة الوطنية، خصوصاً خلال الأشهر الأربعة المقبلة لأنها تعتبر أشهر الامتحان العسير. ويتبين في هذا السياق أن ترامب يمر أيضاً خلال هذه الأشهر بأسوأ الظروف حرجاً وتعقيداً. والسبب، كما ذكره المحللون، يعود إلى ورطته مع زعيم كوريا الشمالية «كيم جونغ أون» الذي وعد بلقائه بعد سلسلة ملاسنات علنية لم يسبق لأي رئيس أميركي أن انحدر إلى مستواها. وكان من المتوقع أن تقود حملة التصعيد التي افتتحها الرئيس الأميركي، إلى مزيد من التوتر والحرج، خصوصاً بعدما وصف كيم في خطاب ألقاه من فوق منبر الأمم المتحدة «بالمجنون... ورجل الصواريخ». ثم هدده في مناسبة أخرى بتدمير بلاده ومحوها عن وجه الأرض؟

وردّ عليه الزعيم الكوري بلهجة تحمل جميع معاني التهديد والوعيد، واصفاً إياه «بالكلب المسعور».

وعلى الرغم من حدة التلاسن، فقد أعرب كيم عن استعداده للقاء ترامب بغرض إقناعه برفع العقوبات وسحب قواته من كوريا الجنوبية، والتعهُّد بعدم التآمر ضد نظامه. ويتوقع المراقبون الفشل لقمة ليس للفريقين مصلحة في تطبيق شروطها الصعبة. وفي الولايات المتحدة، يدّعي زعماء الحزب الديموقراطي أن الحملات السياسية والإعلامية التي تحاصر سيد البيت الأبيض، لن تحصّنه بالدفاعات المحلية اللازمة. وهي دفاعات مطلوبة لمواجهة زعيم شاب (35 سنة) يملك ترسانة رهيبة من الأسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات.

وبين تلك الحملات، ما يركّز على الفضائح الجنسية التي ارتكبها ترامب قبل حملته الانتخابية. وكانت بطلة الفضيحة ممثلة إباحية تدعى ستورمي دانيلز، ادعت أنها كانت على علاقة غرامية مع الرئيس الأميركي عام 2006. كذلك ظهرت على شاشات التلفزيونات لتؤكد أنها تلقت 130 ألف دولار ثمن سكوتها. وذكرت في شهادتها أن محامي ترامب هو الذي دفع المبلغ باسم شركة وهمية.

ولما سئلت عما إذا كان المحامي مايكل كوهين قد هددها، أجابت بأنه «سألني مرة ما إذا كانت الطفلة التي أحملها هي ابنتي. ولما أجبته بالإيجاب، رأيته يهز رأسه، ويقول: أليس من المؤسف أن تفقد هذه الطفلة والدتها؟!». المرأة الأخرى التي تحدثت عن علاقتها الجنسية بترامب على صفحات مجلة «بلاي بوي»، كانت كارين ماكدوغال. وهي الأخرى تعرّضت للتهديد والوعيد بعد ظهورها على قناة «سي أن أن» لتجيب عن أسئلة مقدّم البرنامج أندرسون كوبر حول علاقتها بالرئيس الأميركي.

قبل أسبوعين، صدر في فرنسا وبلجيكا كتاب ساخر يتضمن أشهر مئة تغريدة للرئيس دونالد ترامب. ويقدّم الكتاب صوراً كاريكاتورية اشترك في رسمها مؤلف القصص المصوّرة فرنسوا بوك والكاتبة فانيسا دوامل. وفي المقدمة، كتب فرنسوا يقول أن ترامب يملك بحسه الفكاهي ومظهره الشبيه بمظهر مهرّجي السيرك جميع خصائص شخصيات القصص المصوّرة.

مجلة «بلاي بوي» ادعت أن مبيعاتها ارتفعت بعدما نشرت نصاً يتعلق بالأداء المضحك الذي قدّمه ترامب خلال حملته الانتخابية. واختارت المجلة حلقة ضمت شخصيات من الحزب الجمهوري التي تنافست على الزعامة مثل تيد كروز وماركو روبيو وجون كابسيك ودونالد ترامب.

وذكرت المجلة نقلاً عن «محطة فوكس» واحدة من المناظرات القذرة التي فاخر فيها ترامب بسلامة أعضاء جسده، وبحجم عضوه الذكري. والمؤسف أن زوجته ميلانيا ردت على منتقديه بالادعاء أن كل ما قاله كان أمراً عظيماً ورائعاً. قبل اجتماعه بزعيم كوريا الشمالية، فاجأ ترامب جنرالات جيشه بالإعلان عن انسحاب وشيك لقواته من سورية. وقال في مؤتمر صحافي أن أميركا قررت التخلي عن حضورها في سورية، مع التنازل عن مشكلاتها ومتاعبها إلى روسيا وإيران.

ولقد اضطر «البنتاغون» لتصحيح الموقف المرتجل الذي تلقّفه مدير هيئة الأركان المشتركة الجنرال كينيث مكينزي، وعرضه بطريقة مختلفة. قال أن بقاء قواته مرتبط باستمرار المواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ويستنتج من هذه الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد تعدل رأيها ما دامت الدولة السورية لم تُحكم سيطرتها على البلاد.

وردت القوات النظامية السورية على هذا التشكيك بالادعاء أنها نظفت الغوطة الشرقية من آخر الجيوب التي تسيطر عليها المعارضة، وأجبرت مقاتلي «جيش الإسلام» على إخراج مسلحيه إلى مدينة جرابلس شمال سورية، وكانت هذه التسوية جزءاً من تسوية واسعة شملت تسليم الأسلحة الثقيلة مقابل إطلاق سراح المختطفين. كذلك اتبعت القوات النظامية التي زارها بشار الأسد مهنئاً، هذه التسوية، بإعطاء المغادرين من «دوما» مهلة ستة أشهر قبل استدعائهم لأداء خدمة التجنيد الإجباري.

ونزولاً عند رغبة القيادة الروسية، يمكن للجيش النظام السوري أن يعيد تنظيم صفوفه على شكل التنظيم الذي اتبع لإعادة تشكيل الجيش اللبناني. أي من الميليشيات التي أطلقها رامي مخلوف، زائد الميليشيات المعارضة التي اعترفت بهزيمتها وقررت الالتحاق بالقوات النظامية.

وسط الاحتفالات التي أحياها مقاتلو النظام بفرصة السيطرة على 95 في من المئة من الغوطة التي شكّلت لسنوات معقلاً لفصائل المعارضة... فوجئ المجتمع الدولي باتهام دمشق باستخدام أسلحة كيماوية في «دوما».

وقبل أن ينبري الوكيل الروسي للدفاع عن بشار الأسد، دعت تسع دول إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن تحدث خلاله سفراء الدول الأوروبية الكبرى حول الأسلحة المحرّمة التي يستعملها النظام ضد خصومه. وكانت شاشات التلفزيونات على مختلف المستويات تبث صور الأطفال وهم يختنقون من تنفس الهواء المشبع بسموم الكيماوي. قبل انعقاد مجلس الأمن، أعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن العسكريين حذّروا مسبقاً من استفزاز كبير يحضّر له في سورية باستعمال أسلحة كيماوية بهدف اتهام سورية في ما بعد. وبما أن موسكو تعهّدت للأسرة الدولية بمنع نظام الأسد من استخدام هذه المادة السامة والمحظورة دولياً، فإن واشنطن سارعت إلى اتهامها بنقض وعدها. كما قادت في الوقت ذاته، تحرّكاً دولياً ضد سورية وروسيا، مطالبة بمحاكمة الأسد وضباطه.

الرئيس فلاديمير بوتين سارع إلى الاتصال بالمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، مطالباً بتحقيق عادل تقوم به منظمات محايدة كالصليب الأحمر الدولي. وأبلغها أنه أرسل عسكريين إلى مكان الحادث، فلم يعثروا على أي مادة كيماوية استُعملت ضد المدنيين.

وطلب بوتين من مركل استعمال المنطق لتتأكد أن بشار الأسد المنتصر على خصومه، ليست له مصلحة في الإساءة إلى انتصاره. وفي تصور الوزير الروسي لافروف، فإن الدول الغربية حريصة على تشويه سمعة الأسد قبل استعادة كامل الأراضي، بغرض إقصائه عن الحكم بحجّة استخدام السلاح الكيماوي لمرات عدة. وفي حال حققت هذا الهدف، تكون قد نجحت في كسر الحلقة المركزية التي تستخدمها روسيا وإيران من أجل لملمة شظايا السيادة السورية بوساطة بشار الأسد. وإذا قيّض لها النجاح في هذه الخطة، تكون قد عبّدت الطريق لتمديد الحرب الأهلية السورية بضع سنوات إضافية!

 

القمة العربية الـ29... الواقع والتحديات

د. خالد بن نايف الهباس/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

تستضيف المملكة العربية السعودية في مدينة الدمام، يوم الأحد المقبل، القمة العربية التاسعة والعشرين في وقت تستمر فيه الاضطرابات السياسية الإقليمية، حيث لا يزال هناك عدد من القضايا والأزمات العالقة من دون حلول فعلية، الأمر الذي يجعل القادة العرب مطالبين باتخاذ قرارات جريئة حيالها، من أجل تجاوز الخلافات حول بعض الملفات، وتعزيز التنسيق ودفع عجلة التضامن العربي إلى مستويات أكبر، أخذاً بعين الاعتبار جسامة التحديات وتعددها، إضافة إلى تعزيز آليات العمل العربي المشترك في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. ويأتي احتضان المملكة لهذه القمة ليشكل بحد ذاته بارقة أمل للخروج بنتائج تلامس طموحات المواطن العربي عطفاً على الثقل السياسي والاقتصادي والروحي الذي تتمتع به، والدور القيادي الفعال الذي تضطلع به السياسة الخارجية السعودية، وما أبدته من «مواقف حازمة» تجاه ما يواجه الأمن القومي العربي من تحديات في الآونة الأخيرة.

من هذا المنطلق فإن أجندة القمة حافلة بالكثير من الملفات التي تعكس صعوبة الواقع السياسي العربي، وخاصة في الجانب السياسي والأمني منه. ولعلنا نشير إلى ما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات جمة تزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، بدت معها آفاق السلام مسدودة، ما يشي بضرورة اتخاذ موقف عربي موحد يأتي استمراراً للقرارات العربية التي اتخذت مؤخراً لمساندة الإخوة الفلسطينيين فيما يواجهون من تحديات وصعوبات، حيال مسيرة السلام وكذلك الوضع القانوني والتاريخي للقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، والدعم اللازم لكافة جوانب العمل الفلسطيني تجاه ما يتعرضون له من تجاوزات من قبل إسرائيل ومن يناصرها من الدول الأجنبية. كما أن الأزمات الأخرى لا تقل تعقيداً وخطورة بعد مضي سنوات عدة على اندلاعها سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، وتزايد تكلفتها المادية والبشرية دون حلول سياسية تذكر، في ظل تخاذل واضح من المجتمع الدولي وعجز غير مسبوق من مجلس الأمن، الجهاز الأممي المسؤول عن حفظ السلم والأمن الدوليين. فالأزمة السورية دخلت عامها الثامن ولا تزال وتيرة العنف مستمرة، ولا تزال القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة حبيسة داخل أروقة المنظمة الأممية، دون تنفيذ ولو بسيط لمضمونها، سواء لوقف القتال والعنف ضد السوريين أو لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة وفقاً لمخرجات بيان جنيف 1 لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأهمها القرار 2254 (2015).

الوضع في اليمن أيضاً يتطلب المزيد من العمل، في ظل ما تقوم به ميليشيا الحوثي الانقلابية من تجاوزات وما آلت إليه الأمور بسبب انقلابها على الحكومة الشرعية، بالتالي انحراف البوصلة السياسية في اليمن بعد أن شكلت مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومخرجات الحوار الوطني طريقاً سياسية ناجحة لحل الأزمة ومساعدة اليمن للخروج من عنق الزجاجة. ولا يفوتنا القول إن الدعم الخارجي لقوى الانقلاب، وخاصة من قبل إيران، وما يشكله ذلك من تهديد لأمن اليمن وللأمن القومي العربي برمته يستوجب المزيد من التضامن، ويظل الأمل معقوداً على ما يقوم به التحالف من جهود لتهيئة الأرضية لحل سياسي في إطار ما تضمنه قرار مجلس الأمن 2216 (2015) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، ومن خلال ما يبذله المبعوث الأممي إلى اليمن من جهود. من ناحية أخرى، يظل الوضع في ليبيا يواجه صعوبات يبدو أنها بدت أكبر مما كان يتوقع المبعوث الأممي إلى ليبيا، ولا يزال الفرقاء الليبيون غير قادرين على تجاوز خلافاتهم، وإجراء التعديلات الضرورية والمطلوبة لتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي الموقع في 2015 في مدينة الصخيرات المغربية. لا نشك في أن مزيداً من الجهد العربي يبدو مطلوباً لمساعدة الإخوة في ليبيا للخروج من أزمتهم، وعليهم أيضاً العمل على توحيد الكلمة وتجاوز خلافاتهم وإعلاء مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات مصلحية أو سياسية ضيقة. لا بد أيضاً من الإشارة إلى آفة الإرهاب والجهد المستمر والدؤوب الذي تبذله الدول العربية، بالتنسيق مع الدول الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب والإرهابيين وتعرية ما يقومون به وما لحق جراء ذلك بالإسلام من تشويه، وما لحق بالمكونات الوطنية في بعض الدول العربية من دمار وخراب بسبب الأعمال الإرهابية. وغني عن القول أن «الفراغ الأمني والسياسي» الذي تعيشه بعض دول المنطقة أوجد الأرضية المناسبة للجماعات الإرهابية لتعزيز وجودها والانتشار في منطقة أو أخرى، وكلما تمت محاصرتها بحثت عن مكان بديل لتجميع صفوفها وبث الخراب والدمار في المنطقة. ويتوجب هنا القول إن هناك الكثير من النجاح تحقق في الحرب على الإرهاب سواء في العراق أو سوريا وبقية الدول العربية، وكذلك خارج العالم العربي، كما في منطقة الساحل الأفريقي، وما تقدمه بعض الدول العربية من جهود ودعم في هذا الشأن. ويظل موضوع التدخلات الخارجية، خاصة الإقليمية، في الشؤون الداخلية للدول العربية مصدر خطر يتوجب مواجهته بكل فاعلية نظراً لما نتج عن هذه التدخلات من نتائج سلبية، ولما تشكله هذه التدخلات من خطر حقيقي وداهم على الأمن القومي العربي. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى التدخلات الإيرانية في بعض أرجاء العالم العربي، ومحاولتها الاصطياد في الماء العكر من خلال خلق الميليشيات العسكرية ودعمها وتسليحها، ودعم الإرهاب، واستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث ورفضها تسوية الخلاف بالطرق الدبلوماسية والقانونية، وتطوير صناعتها من الأسلحة الباليستية في خرق واضح لقرار مجلس الأمن 2231 (2015)، بل وتزويد الانقلابيين الحوثيين بالصواريخ، إذ يتم إطلاقها على السعودية، حيث تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ على مدن المملكة خلال السنتين الماضيتين، بما في ذلك مكة المكرمة والعاصمة الرياض. ولا بد من القول هنا إن ذلك يشكل عدواناً صريحاً على أمن المملكة والأمن القومي العربي يستوجب موقفاً عربياً موحداً وحشداً للجهود الدولية للتصدي له. أخيراً، وفي ظل ما تقدم ذكره، تبدو الحاجة واضحة إلى تبني «خريطة طريق» أو وقفة تضامن لمواجهة الأزمات القائمة والحد من التدخلات في الشؤون الإقليمية، والقضاء على الانقسامات المذهبية والطائفية، ومواجهة من يدعمها، لخلق بيئة إقليمية آمنة ومستقرة.

* الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بجامعة الدول العربية

 

أوروبا وترمب والاتفاق النووي الإيراني

أمير طاهري/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

جدد ما يسمى بالاتفاق النووي الإيراني، وهو الوصفة السحرية التي أشرف على إعدادها أكثر الحائزين جائزة نوبل للسلام استحقاقاً، ونعني الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، حالة الجدل الغريبة للغاية، والتي احتوى على الكثير من التحولات والالتفافات الدبلوماسية العجيبة. وآخر هذه التحولات كانت محاولة بعض من دول الاتحاد الأوروبي البارزة إثناء الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب عن الالتزام بالوعد الذي قطعه على نفسه في حملته الانتخابية الرئاسية، إما بتحسين ذلك الاتفاق أو تمزيقه. وعلى مدار العام الماضي، كانت مديرة ملف السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، تقطع الأميال الجوية الطويلة بين مختلف عواصم العالم، بما في ذلك واشنطن ورانغون، للمطالبة بـ«الالتزام» ببنود «الاتفاق» المبرم كما لو كان نصاً مقدساً لديانة مبهمة يُحظر المساس بنصوصها أو تحريف تعاليمها!

وأجرى السفير البريطاني الأسبق لدى الولايات المتحدة، السير بيتر وستماكوت، الكثير من المقابلات الإعلامية مع وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، ساعياً للشهرة والظهور؛ لأنه قد استهلك الكثير ثم الكثير من الوقت والطاقة في محاولات إقناع الولايات المتحدة للالتزام بالاتفاق المبرم مع الجمهورية الإسلامية.

كما تفاخر وزير الخارجية الألماني الأسبق، زيغمار غابرييل، بالجهود المضنية التي بذلها خلال الأشهر الأخيرة من منصبه الرفيع «مدافعاً عن الاتفاق النووي» كما لو كان فارساً من فرسان الحملات الصليبية الذي انطلق يدافع عن ويحمي الأطلال العتيقة.

والآن جاء دور السفير الفرنسي إلى واشنطن، غيرارد أراود، ليطلق حملة مكبرة عبر منصة «تويتر» تهدف إلى إقناع الإدارة الأميركية بتكريم والمحافظة على «الإرث» المتبقي، والأكثر إثارة للجدل والتساؤلات، من إدارة الرئيس أوباما.

في واقع الأمر، يقدم الجانب الأوروبي أربع حجج مختلفة.

الحجة الأولى، التي طرحها السير وستماكوت، تقول إن التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران سيلحق الضرر البالغ بمصداقية القوى الكبرى في العالم، ويعني بذلك بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة، تلك التي وقّعت على الاتفاق إلى جانب الصين وروسيا.

وهناك مشكلتان تتعلقان بهذه الحجة؛ الأولى تفترض أن أي صفقة أو اتفاق دبلوماسي لا بد أن يُعامل معاملة الزواج الكاثوليكي الذي لا طلاق فيه، أي التزام الأطراف المشاركة بالاتفاق «حتى الموت».

وإن كان لزاماً علينا «الالتزام» التام بالاتفاق النووي الإيراني، على منهج موغيريني ووستماكوت، فمن باب أولى كان جديراً ببريطانيا وفرنسا مواصلة الالتزام المطلق بـ«اتفاقية السلام» التي وقّع عليها تشامبرلين، وزير الخارجية البريطاني، في ميونيخ عام 1939. ومع ذلك، فإن الحجة الأوروبية بشأن «احترام التوقيعات» تمثل مشكلة أخرى تكمن في أنه لم يوقع أحد على أي شيء في المقام الأول.

إن ما يُعرف إعلامياً بـ«خطة العمل الشاملة المشتركة»، ليست أكثر من مجرد بيان صحافي يذكر مجموعة من الخطوات المنشودة من قبل إيران ومجموعة دول (5+1) والتي، بالمناسبة، لم تتضمن الاتحاد الأوروبي على النحو المذكور. وعلاوة على ذلك، هناك اختلافات كبيرة بين النسخة الإنجليزية والنسخة الفارسية من «خطة العمل الشاملة المشتركة». ولا تستطيع السيدة موغيريني المطالبة باحترام «التوقيعات» التي لم تُمهر على الاتفاق من الأساس، وهي التوقيعات التي وإن كانت موجودة، فهي لم تأتِ على ذكر الاتحاد الأوروبي من قريب أو بعيد.

الحجة الأخرى، تدور حول أن «الاتفاق النووي» دخل حيز التنفيذ والعمل، وبالتالي، فإنه ينسحب عليه القول المأثور: «ما الداعي لعلاج الجسد غير المريض»؟!

بيد أن هذا الافتراض يفتقر إلى الحقائق التي تؤيده. فلقد حاولت إيران ومجموعة دول (5+1) إما الالتفاف على أو النكث بالوعود التي قطعوها على أنفسهم.

فمن المؤكد أن السير بيتر وستماكوت، يعلم على وجه اليقين أن حكومة بلاده، وفي انتهاك واضح لبنود «الاتفاق النووي»، لا تزال ترفض تماماً السماح للسفارة الإيرانية بفتح حساب مصرفي في العاصمة لندن. كما لم تصدر حكومة المملكة المتحدة أمرها بتجميد أكثر من 600 مليون دولار من الأصول الإيرانية على التراب البريطاني. كما لا تزال كل من ألمانيا وفرنسا ترفضان إصدار ضمانات التصدير للشركات الوطنية التي تسعى لإقامة علاقات تجارية مع إيران.

أما بالنسبة إلى روسيا، وخلال الزيارة الرسمية إلى إيران أثناء الأسبوع الماضي، استمع رئيس البرلمان الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إلى كم هائل من الشكاوى من الجانب الإيراني. لقد أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موقفه الحقيقي حيال جمهورية إيران الإسلامية، وهي حليفه المفترض في الأزمة السورية، وبدا ذلك واضحاً من خلال معاملته للرئيس الإيراني حسن روحاني في قمة أنقرة الأخيرة. ففي نهاية القمة التي جمعته بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، طالب الرئيس روحاني بعقد اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي. ووافق الجانب الروسي على لقاء موجز وقصير، الذي لم يستغرق أكثر من ثماني دقائق بالكاد.

أما الصين، فإنها تقول إنه يمكن لإيران الاستفادة من أصولها المجمدة لديها، والتي تراكمت إثر الصادرات النفطية إلى جمهورية الصين الشعبية، لكن عن طريق شراء السلع والبضائع الصينية فقط.

ولقد رفضت بكين مجرد الموافقة على حصول ما يقارب 3 آلاف طالب إيراني، ممن يدرسون في الصين، على رواتبهم الشهرية من خلال المصارف الصينية؛ الأمر الذي دفع السفارة الإيرانية في بكين إلى إرسال عشرات الموظفين في مختلف أنحاء البلاد لتوزيع الرواتب «نقداً» على الدارسين والباحثين هناك. ومن المفارقات في السياق ذاته، أن الدولة الوحيدة من بين مجموعة دول (5+1) تلك التي امتثلت، على نحو جزئي، لبنود الاتفاق النووي كانت الولايات المتحدة، وكان ذلك من خلال تهريب مبلغ نقدي وقدره 1.7 مليار دولار، على غرار عصابات المافيا، إلى طهران وتحويل مبلغ 700 مليون دولار آخر على أساس شهري اعتباراً من أغسطس (آب) منذ عام 2015 الماضي. أما إيران، من جانبها، فتؤكد أنه ما من تغيير طرأ على مشروعها النووي الوطني.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، صرح الناطق الرسمي باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالفاند، في مؤتمر صحافي، بأن المشروع النووي للجمهورية الإسلامية يسير ويتقدم بوتيرة سريعة وكاملة في ظل الخطط الجديدة والطموحة قيد الإعداد. والأهم من ذلك، أن إيران تمكنت من حظر التفتيش الدولي على مراكز البحث والتطوير الوطنية الرئيسية من خلال الزعم بأنها تعتبر مواقع عسكرية محظورة، وبالتالي فهي خارج نطاق التفتيش الدولي تماماً. ولقد تم شحن أقل من نصف المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب إلى الخارج، إلى جانب نسبة لا تتجاوز 10 في المائة فقط من البلوتونيوم المتراكم في مجمع آراك النووي. وفي الأسبوع الماضي، الذي يناسب ذكرى اليوم النووي الوطني في إيران، أماط الرئيس روحاني اللثام عما أطلق عليه مسمى «83 مشروعاً نووياً جديداً»، واصفاً إياها بالصفعات الجديدة القوية على وجه الولايات المتحدة. فلماذا تضيق موغيريني أو السفير الفرنسي أراود ذرعاً على هذا النحو بالاتفاق الذي لا يحترمه أي طرف من الأطراف المعنية بشأنه؟ ويقدم السفير الفرنسي في واشنطن حجة أخيرة في هذا السياق: إذا ما تم إلغاء الاتفاق النووي فكيف سوف يتسنى لنا التأكد من أن إيران لن تتحرك من أجل تحقيق طموحاتها النووية؟

ويا لها من حجة بالية: وهي القبول بما هو سيئ خشية وقوع ما هو أسوأ. ومنذ كشف النقاب عن «خطة العمل الشاملة المشتركة» انخفضت قيمة العملة الوطنية الإيرانية بنحو 40 % إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل العملات الأجنبية الأخرى، بما في ذلك الدينار العراقي والدرهم الإماراتي.

ولا تستطيع الحكومة الإيرانية دفع رواتب الموظفين بانتظام. ولولا الأموال التي تم تهريبها وتحويلها من قبل إدارة أوباما، لما استطاع الملالي سداد رواتب الجيش أيضاً. وفي الآونة الراهنة، تواجه طهران الصعوبات الكبيرة في مواصلة دعم «حزب الله» اللبناني، وسداد رواتب جيش بشار الأسد.

ووفقاً لما تقدم، فإن اتفاق أوباما النووي، وما وصفه الرئيس ترمب خلال حملته الانتخابية لعام 2016، هو اتفاق سيئ بكل المقاييس.

لكن ما لم يعرب عنه الرئيس ترمب، هو أن الاتفاق النووي كان سيئاً لإيران وللعالم أجمع. كان جديراً بالسفير الفرنسي أراود أن يعيد قراءة ما قاله لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، أثناء التفاوض على الاتفاق النووي في عام 2015: «لن تقبل فرنسا بالاتفاق إن لم يكن من الواضح أن عمليات التفتيش سوف تتم في المنشآت الإيرانية المعنية كافة... قد نقبل باتفاق ما، لكن ليس أي اتفاق». ويرجع ذلك في جزء منه إلى الرفض الفرنسي لمنح الصفة القانونية إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة» بالتوقيع على اعتبار «اتفاق باراك أوباما» بمثابة مبادرة دولية غير رسمية. ومن المثير للاهتمام، أن السفير أراود، الذي يدافع الآن عن الاتفاق النووي الإيراني، كان مُعيناً من قبل رئيسه الوزير فابيوس الذي كان حريصاً كل الحرص على الاهتمام بأدق تفاصيل الاتفاق المذكور.

 

الفرحة الكبرى

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

عندما أكتب بين حين وآخر عن انعدام أي علاقة لي بالرياضة، على جميع طقوسها ومتعها وفوائدها، أرجو أن يُفهم أنني أفعل ذلك بعقدة ذنب تزداد عمقاً مع الأيام. لكن الندم أيضاً يزداد، لا جدوى ولا ليتَ. غير أن هذا لا يعني أنني ألاحظ يوماً تلو آخر مدى أهمية الرياضة، وبالأخص كرة القدم، للناس حول العالم.

في الآونة الأخيرة، اضطرت «النهار» إلى خفض الصفحات في نسختها الورقية. ولا بد أن رئيسة التحرير نايلة تويني، أمضت وقتاً طويلاً مع هيئة التحرير في دراسة ما يمكن الاستغناء عنه: إلا الرياضة! وفي بعض طبعات «الشرق الأوسط» حول العالم يلفت انتباهي أن التخفيض قد طاول شؤون الصفحات الدولية، أو العربية، والعصمة للرياضة وحدها. وفي نشرات الأخبار التلفزيونية، أرى وجوه المذيعين والمذيعات متجهمة تحت نقل الأنباء، فإذا حل موعد الزاوية الرياضية، هل الوعد وحل السعد، وهات يا جماهير ترقص في الملاعب وكأنه احتفال بنهاية الحرب العالمية. لا يهم رقمها التسلسلي. هل هناك ما هو أهم من الأمور بحلول السلام على العالم أجمع؟ أجل. ولكن رجاء إمهالي إنهاء المقدمة، أو التمهيد، لأنه في المطالعات في أهمية الختام. أنا لا أتابع الرياضة كالمتابعين، ولكن كالمقصّرين والمذنبين. ومع ذلك، ورغم العبور العابر بالعناوين، تكوَّن لدي انطباع بأن نجوم هذا العمر لم يعودوا كما في عصرنا نجوم السينما والطرب ومسرح الأزبكية، وإنما ميسي ورونالدو ومرتضى منصور. وكلما باشرت بقراءة «المصري اليوم»، أو «الأهرام»، باحثاً عن أخبار مصر تطالعني أولاً أخبار السيد منصور: ماذا قال ولماذا غضب ومن توعَّد. وفي البداية ظننت أن الرجل هو الزعيم الجديد الذي سوف يعيد إحياء حزب «الوفد» بعد سعد زغلول ومصطفى النحاس باشا. لكن تبين لهذا الجاهل بأمور الدنيا والحروب العالمية، أن سيادته راعي الزمالك. أو الأهلي. وتأكدت أن الصحف التي تريد الحفاظ على مواليها، يجب أن تحوِّل أخبار مرتضى منصور إلى زاوية من الزوايا اليومية مثل الطقس وارتفاع الجنيه وآخر تصريحات الزميل عمرو أديب. كان الدكتور بطرس غالي على مودة شديدة مع الرئيس حسني مبارك، يتبادلان دائماً آخر النكات وأخبار الأناقة في «سافيل رو». وعندما رشحت مصر غالي لأمانة الأمم المتحدة وفاز، اتصل به مبارك مهنئاً: «ليتك ترى فرحة المصريين في الشوارع. كأن مصر قد ربحت مباراة في الكرة»!

وهذا هو الجواب عما إذا كانت هناك فرحة أكبر من نهاية الحرب العالمية.

 

العدو الأول

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

إذا عرفنا أن الفساد يكلف العالم سنوياً نحو 2.6 تريليون دولار يذهب منها تريليون دولار للرشاوى، حسب تقارير وتقديرات البنك الدولي، فسنفهم الاهتمام الذي تلقاه الحروب التي تشن على الفساد في عدد من الدول حول العالم. فتكلفة الفساد ليست مادية فحسب، وإنما اجتماعية وسياسية واقتصادية أيضاً، وتصل إلى حد اعتباره مهدداً للأمن القومي وللاستقرار والسلم الاجتماعي. كثير من الدول التي شهدت اضطرابات سياسية خصوصاً في العالم النامي، كان للفساد دور في الأمر، خصوصاً مع انتشار مشاعر الغبن. وأحداث الربيع العربي ليست بعيدة عن الأذهان، إذ إنه ضمن العوامل المتعددة وراء إشعال فتيل الغضب كان موضوع الفساد حاضراً في تعبئة الناس. الفساد بالتأكيد ليس ظاهرة متعلقة بالدول النامية، إذ تعاني منه بدرجات متفاوتة معظم دول العالم. وهذا يعود إلى أن الفساد يعرف بأنه استغلال المنصب أو الموقع لأغراض المنفعة الشخصية، ويشمل ذلك الرشوة والاختلاس والمحسوبية والتلاعب بالعقود والمناقصات وغسل الأموال. فقد أشار تقرير منظمة الشفافية العالمية للعام الماضي إلى أن ثلثي دول العالم أحرزت أقل من نسبة 50 في المائة في سلم الشفافية وتدني الفساد.

فبينما كانت أفضل الدول هي دول مثل نيوزيلندا والدنمارك وفنلندا والنرويج وسويسرا، حلت دول مثل سوريا وليبيا والسودان والعراق واليمن والصومال وأفغانستان ودولة جنوب السودان في ذيل القائمة، مما يعني أن الدول التي تعاني من عدم الاستقرار والحروب تكون أكثر عرضة للفساد الذي يجد بيئة صالحة للانتشار. لكن هذا ليس معياراً ثابتاً لأن هناك دولاً مستقرة مثل كوريا الجنوبية تعاني من هذه الآفة، إذ حوكم فيها بتهم الفساد عدد من كبار المسؤولين بينهم خمسة رؤساء سابقين، آخرهم السيدة بارك غيون هاي التي بدأت يوم الجمعة الماضي حكماً بالسجن لمدة 24 عاماً، مع تغريمها ما يعادل 17 مليون دولار بعد إدانتها باستغلال النفوذ والرشوة، وهي الاتهامات التي كانت قد تسببت في الإطاحة بها من منصب الرئاسة العام الماضي.

وفي الوقت ذاته تقريباً تناقلت وسائل الإعلام خبر اقتياد الرئيس البرازيلي السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا إلى السجن بعد رفض المحكمة استئنافه، وقرارها بتنفيذ الحكم الصادر ضده بالسجن 12 عاماً، علماً بأن القضية تثير انقساماً واسعاً في البرازيل، حيث كان دا سيلفا متقدماً في استطلاعات الرأي ومرشحاً للفوز في الانتخابات المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. جهات الاختصاص تحدد أبرز مخاطر الفساد في أنه يعد معرقلاً خطيراً لجهود التنمية وتبديد موارد تذهب إلى غير وجهتها الصحيحة، وتضيع بسببه أموال طائلة تذهب إلى جيوب المنتفعين بدلاً من توجيهها في خدمة البلد ومصالح الناس، كما أنه يقضي على روح المنافسة النزيهة ويشجع على الرشوة، وبسببه تضيع المعايير الصحيحة في إرساء العطاءات، واختيار الكفاءات مما ينشر الإحساس بالغبن وعدم العدالة. الأخطر من ذلك أنه يردع المستثمرين الخارجيين الذين يتخوفون من ضياع الأموال وتبديد الجهود، كما يجعل بعض الدول المانحة تتردد في تقديم الدعم لبعض الدول لإدراكها أن الأموال أو قسماً كبيراً منها يذهب لجيوب النافذين، بدلاً من المشروعات التي من أجلها خصصت المساعدات. وفي هذا الصدد أشارت دراسة لصندوق النقد الدولي إلى أن معدلات الاستثمار الخارجي في الدول التي تعاني من الفساد تكون أقل بنسبة 5 في المائة مقارنة بالدول الأقل فساداً.

أفريقيا دفعت ثمناً باهظاً في هذا المجال الذي عرض ثرواتها للنهب، وعصف باستقرارها السياسي ردحاً طويلاً من الزمن. واستناداً إلى الاتحاد الأفريقي، فإن الفساد يكلف دول القارة ما لا يقل عن 148 مليار دولار سنوياً كان يمكن أن تذهب لمشروعات التنمية أو لتحسين خدمات ضرورية يحتاج إليها الناس. كذلك قدرت منظمة الشفافية العالمية أن هناك نحو 75 مليون مواطن في أفريقيا على سبيل المثال يضطرون لدفع رشاوى إما لتسيير أعمالهم وقضاء حوائجهم في المؤسسات الرسمية، أو لتفادي غرامات وعقوبات يفرضها عليهم شرطي أو محصل جمارك.

هناك جهود جادة مقدرة تبذل في كثير من الدول لمواجهة الفساد، وهي جهود تستحق المؤازرة. فالخطوة الأولى تبدأ من توفر الإرادة السياسية القوية والقادرة على مواجهة أصحاب المصالح والمنتفعين الذين عادة ما يكونون أقوياء، وبينهم من هو في مواقع نفوذ. هذه الإرادة السياسية هي التي توفر الغطاء والحافز لعمل هيئات مكافحة الفساد الرسمية، ولتنفيذ القرارات التي تصدر في هذا الشأن. هناك أيضاً دور للمؤسسات سواء التنفيذية أو التشريعية، وأيضاً للإعلام في المراقبة والمساءلة، إذا كان لجهود مكافحة الفساد أن تتكامل. فالحكومات قد تصدر القرارات وتحدد إجراءات الرقابة والإصلاحات المالية، وقنوات مكافحة غسل الأموال، وغيرها من الخطوات المطلوبة، لكنها تبقى في حاجة إلى دور المؤسسات الأخرى التي عليها واجب الرقابة لضمان التنفيذ والمساءلة. الفساد عدو لا يمكن الاستهانة به، ومحاربته ليست واجباً أخلاقياً فحسب، بل ضرورة اقتصادية وسياسية واجتماعية... وأمنية.

 

أكبر من محاكمة «فيسبوك»!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/13 نيسان/18

جلسة الاستماع، أو التحقيق التي تعرض لها، مارك زوكربيرغ، رمز شركة «فيسبوك» العالمية، أشهر تطبيق للسوشيال ميديا في الدنيا، هي في الحقيقة أول جلسة مكاشفة لمجمل هذا النشاط: السوشيال ميديا. الشاب الملياردير مارك، مواطن أميركي، وشركته الهائلة، «فيسبوك»، أميركية، كما الحال مع «تويتر» و«غوغل» وبقية القادة لهذه الدنيا الجديدة تتحكم في عواطف الناس وقضاياهم وحماستهم: منصات السوشيال ميديا. كنت، وما زلت، على يقين من أن وضع منصات السوشيال ميديا، هكذا «سبهللا» بحجة حرية تدفق المعلومات وتوفير التواصل بين «كل» بني البشر، وحماية معلومات المشتركين - زعموا - هو أمر شاذ وخطير ومدمر. لكن الذهنية الغربية، كانت تجنح دوماً إلى أن ذلك من شنشنات العالم الثالث، خاصة العربي الإسلامي، المعتادة، فهم شعوب ودول ليست متشبعة بالقيم والنظم الديمقراطية.

حسنا... وماذا عن صيحات النكير الغربية، من قلاع الديمقراطية الغربية نفسها، ضد خطر السوشيال ميديا، على استقرار الدول الغربية وأمنها بل وهويتها؟ استدعي الملياردير «الديجتال» مارك زوكربيرغ، للكونغرس الأميركي، وتحدثت التقارير عن أنه أكثر من الاعتذار، وكان «ضجراً» من الأسئلة السياسية لأعضاء الكونغرس، وربما أبطن سخرية مرة في داخله، من جهل هؤلاء «العواجيز» بعالم الديجتال وتطبيقاته الحديثة وتلاعبه بالبشر. التهمة التي كانت موجهة لـ«فيسبوك»، من أميركا والدول الأوروبية أيضا، هي بيع الشركة بيانات المشتركين، منتهكة خصوصيتهم، التي يدعي قادة الشركات هذه أنهم يحمونها ضد الحكومات، لـ«عملاء» آخرين، جهات سياسية وغير سياسية. بدأت الشهادة بسؤال حول ما إذا كان زوكربيرغ يود أن يخبر الجلسة باسم الفندق الذي أمضى به ليلة البارحة، وهو ما أجاب عنه بالنفي، واستخدم عضو الكونغرس السؤال للدلالة على أهمية احتفاظ الناس بخصوصيتهم وعدم رغبتهم في الكشف عنها لآخرين.

بين قوسين، كان لافتاً ظهور مارك ببدلة كاملة وربطة عنق، وهو من النادر أن يفعل، أما السيناتور هاريس فعلق على أجوبته المتهربة: «خلال جلسة الاستماع هذه (...) طرحت عليك أسئلة تتعلق بقضايا أساسية، لكنك لم تقدم أي جواب عنها».

أيضا كان لافتاً كثرة اعتذاراته، وهو ما علق عليه السيناتور جون ثون مشيراً لتقرير مجلة «وايرد» بأن رئيس «فيسبوك» اعتذر 14 مرة سابقاً. وتساءل ثون: «ما الفرق بين كل تلك الاعتذارات واعتذارك اليوم؟». اليوم فتح كشف الحساب، وهذه هي البداية، لأن عمل هذه المنصات الكبرى المليارية الأعضاء، بلا ضوابط، خارج كل قانون، حصاده دم وخراب وتفاهة. للمرة الثلاثين أقول، الغرب هو من أنتج لنا عفريت السوشيال ميديا، والمثل يقول: اللي حضّر العفريت... يصرفه!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري من شبعا: استرداد المزارع وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة وكلنا صف واحد خلف الجيش لحماية الحدود ومواجهة أطماع إسرائيل

الجمعة 13 نيسان 2018

وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان "زمن غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها في حماية منطقة الشريط الحدودي والدفاع عنها انتهى، وزمن الشعور بأن هذه المنطقة خارج حدود الشرعية اللبنانية انتهى ايضا"، وقال: "استرداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة، لا شيء يمكن أن يلغي حق لبنان بأرضه، وكل اللبنانيين صف واحد خلف الجيش اللبناني في حماية الحدود، وجميعنا صف واحد في مواجهة أطماع إسرائيل بأرضنا وثروتنا النفطية".

كلام الحريري جاء خلال احتفال شعبي حاشد نظمه المرشح عن المقعد السني في دائرة مرجعيون وحاصبيا عماد الخطيب في بلدة شبعا، في حضور كبار شخصيات ووجهاء البلدة.

وقال الحريري: "عندما كنا صغارا، كان الوالد الشهيد يخبرنا عن القرى الحدودية الأمامية في الجنوب، وكانت أسماء العرقوب وشبعا وكفرشوبا وكفرحمام والهبارية وكوكبا وحولا والفرديس والماري وراشيا الفخار وغيرها قرى كثيرة، تتردد على مسمعنا، قرى مواجهة مع إسرائيل، وقرى كفاح مسلح ضد العدو. هذه منطقة، جميلها كبير على البلد، وعلى كرامته. وهذه القرى والبلدات هي أول من قدم شهداء في البلد، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. الرئيس الشهيد رفيق الحريري زرع فينا محبة هذه المنطقة، والتي فيها هؤلاء الأناس الطيبون".

أضاف: "ربما غابت الدولة عن هذه المنطقة، ولكني أتيت لأقول لكم إنني لست هنا فقط من أجل الانتخابات، بل سنبقى معا، لأنها منطقة عزيزة علينا. ربما كانت هذه المنطقة متروكة في مرحلة من المراحل، لكنها حافظت على العيش المشترك والاعتدال، وبذلك يقوم البلد وليس بالخطابات العالية. ونحن سنكمل - بإذن الله - المشوار الذي بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعهد مني لكم، أن ألتزم بكل ما ذكره مرشحكم عماد الخطيب. أنا رئيس الحكومة، وإن شاء الله بعد هذه الانتخابات، إذا قدر الله لنا أن نعود إلى الحكومة بفضلكم وفضل جهودكم، فإننا سنكون معكم ونحقق كل أحلامكم".

وتابع: "اليوم، أنا معكم لأقول، إن سعد رفيق الحريري، من موقعه في رئاسة الحكومة، ومن موقعه في رئاسة تيار المستقبل، مؤتمن على سلامة الشريط الحدودي في الجنوب وكرامته وحقوقه، من الناقورة إلى أعالي جبل الشيخ".

وأكد الحريري: "زمن غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها في حماية المنطقة والدفاع عنها انتهى. وزمن الشعور بأن هذه المنطقة خارج حدود الشرعية اللبنانية انتهى. اليوم الدولة حاضرة بكل مؤسساتها الأمنية والاجتماعية والتربوية والخدماتية. والجيش اللبناني، العنوان الأول والأهم لدور الدولة ووجودها. الجيش اللبناني رمز الدفاع عن السيادة الوطنية وعن كل الجنوب وأهله، وهو الرمز الحقيقي لوحدة اللبنانيين في مواجهة التحديات الإسرائيلية".

وجزم أن "استرداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة، لا شيء يمكن أن يلغي حق لبنان بأرضه. كل اللبنانيين صف واحد خلف الجيش اللبناني في حماية الحدود، وجميعنا صف واحد في مواجهة أطماع إسرائيل بأرضنا وثروتنا النفطية. وأنا أؤكد هذا الكلام، لأن البعض يمكن أن يرى في زيارتي اليوم نوعا من تخطي الخطوط الحمر، أو من التحدي. وأنا لا أعترف بأي خط أحمر، أمام أي مواطن لبناني يريد أن يزور الجنوب أو أي منطقة في لبنان. إضافة إلى ذلك، أنا لا آتي إلى الجنوب برسالة تحد لأحد. الكل في الجنوب أهلنا، وأنا في النهاية ابن الجنوب أبا عن جد، ولو كان الوقت يسمح لي، لكنتم رأيتموني في كل قرية في الجنوب". واردف: "اليوم 13 نيسان، أي ذكرى الحرب الأهلية، التي تذكر وحتما لا تعاد، لأن شعب لبنان ذاق الحريق قبل أن تراه كل المنطقة، وهو ليس مستعدا لأن يكون الضحية من جديد. أقول هذا الكلام في المنطقة التي حمت التنوع ولم تتعرَّض للاهتزاز في أصعب الظروف والأزمات. معروف عنكم أنكم حافظتم على المنطقة واعتدالها والتزامها بالقضايا الوطنية والهوية العربية. وإن كانت لي وصية لديكم، فهي وصية التمسك بالاعتدال والحفاظ على النموذج المشرف للعيش الواحد، الذي هو أقوى سلاح في وجه الاحتلال".

وقال: "جولة اليوم، بالتأكيد لها علاقة بالانتخابات، وتيار المستقبل قرر، للمرة الأولى، أن يشارك في انتخابات المنطقة، وأنا هنا لإعلان دعم ترشيح الأخ عماد الخطيب واللائحة التي انضم إليها. ومشاركتنا موقف سياسي بالدرجة الأولى، وتأكيد حق كل واحد منكم في اختيار الشخص المناسب لتمثيله في البرلمان. هذه المرة، قانون الانتخاب وترشيح تيار المستقبل عماد الخطيب يعطيكم حق أن تقرروا أنتم تمثيلكم، وتسمعوا أنتم صوتكم للدائرة الصغيرة والكبيرة، ولكل لبنان.هذا حق لا تخسروه إلا إن لم تستخدموه. هذا حق لا يستطيع أحد أن يأخذه منكم إلا بغيابكم في 6 أيار عن صندوق الاقتراع، وعن الاقتراع للائحتكم، اللائحة الحمراء، لائحة "الجنوب يستحق".

اضاف: "رهاني كبير عليكم بأن تشاركوا بكثافة، لتتمكنوا من أن تحدثوا فرقا حقيقيا بالنتائج. وتأكدوا تماما، أن وجودي معكم لن يتوقف على الانتخابات. أعلم جيدا أن منطقة العرقوب تنتظر من سعد الحريري دعم مطالبها، وأنا عند وعدي لكم بالنسبة إلى حماية إنتاج الزيت والزيتون، والتشجيع على الاستثمار في المنطقة وتوفير فرص عمل للشباب". وتابع: "أنتم احتضنتم آلاف النازحين السوريين في بيوتكم، وليست لديكم خيمة واحدة لأي نازح، هذه صفحة من صفحات الكرم والشرف بتاريخ أهل العرقوب. لكن هذه الصفحة يجب أن تشارك فيها الدولة، عن طريق تعزيز الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وتأهيل طرق. والوفد الذي زارني في بيت الوسط طرح معي قضايا كثيرة، بينها إقامة فرع لكليات تطبيقية للجامعة اللبنانية، وتفعيل مستشفى الشيخ خليفة بن زايد، وتنفيذ طريق شبعا - كفرشوبا، ومشروع الصرف الصحي الممول من الكويت. هذه حقوق للمنطقة، وهذه مطالب ستكون في عهدة سعد الحريري، والمسؤولية عليكم، على عماد والبلدية وكل الشباب والمخاتير أن تتابعوا معي، وأنا سأكون في التصرف بإذن الله". وختم: "رهاني كبير أن لبنان بعد مؤتمر سيدر، سيكون أمام انطلاقة اقتصادية وإنمائية جديدة. لكن مسؤولية الجميع أن يشارك في الانطلاقة، والمشاركة لا تكون بسياسة التشكيك والكلام العشوائي. البلد أمام فرصة، عملنا نحن عليها، والمجتمع العربي والدولي سار معنا. الطابة باتت في ملعبنا، هكذا نحمي اقتصاد البلد، وهكذا نحمي حق جميع اللبنانيين في كل المناطق بحياة كريمة، وحق الشباب والشابات بفرص عمل توقف نزيف الهجرة.العالم وقف معنا في 6 نيسان في باريس، ونحن يجب أن نقف مع أنفسنا في 6 أيار، في الانتخابات. شكرا لكل أهالي المنطقة على الاستقبال، وإلى لقاء آخر إن شاء الله.

عشتم. عاش لبنان".

الخطيب

وكان اللقاء استهل بكلمة للمرشح الخطيب الذي قال: "هل شهدتم بأن ابن شبعا يعد ويفي؟ هذا اليوم التاريخي لمنطقتنا يشهد على ذلك، والآتي أجمل بإذن الله. وجودكم اليوم يطمئنني، ترحابكم وحفاوة استقبالكم أمر ليس جديدا عليكم، على أهل هذه الأرض التي أنبتت رجالا لا ينحنون إلا لرب العباد. أهل الأرض الذين حافظوا عليها بالاعتدال والعيش الواحد في أصعب الظروف. لا شيء يفرقنا لأن اجتماعنا دائما هو على قضية واحدة، فقضيتنا الأكبر هي الأرض، هي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وكل حبة من تراب جنوبنا الغالي". أضاف: "مستمرون في وحدتنا ونضالنا وقضيتنا. أملكم فينا كبير وأملي فيكم أكبر، ومن اليوم سيبدأ العمل، وهذا وعد من ابن شبعا والعرقوب، وعد من عماد الخطيب. لكني أريد منكم أيضا وعدا بأن تضعوا في 6 أيار يدكم في يدي وتصوتوا لعماد الخطيب ولائحة الجنوب يستحق. عندها يبدأ الفعل والعمل، يبدأ مشروعنا بأن نفتح فرعا للجامعة اللبنانية في العرقوب ونرفع مستوى التعليم الرسمي في المنطقة، وأن نؤسس مبنى مركز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وجعل المرأة الجنوبية شريكا أساسيا في الإعداد والنجاح". وختم: "اليوم هو يوم تاريخي لزيارة تاريخية، ووجود دولة الرئيس سعد الحريري بيننا في هذا النهار هو أكبر دليل على أنه راع وداعم ومشارك في تحقيق كل مشاريعنا. ثقته بعماد الخطيب هي ثقته بكل واحد منكم وبأصواتكم التي تصنع التغيير. نحن لدينا النية والقدرة، ومعنا رجل المستقبل، الذي يزورنا في شبعا والعرقوب كرئيس حكومة لبنان، لأن الجنوب يستحق. فشكرا دولة الرئيس على زيارتك الغالية علينا وشكرا على ثقتك فينا جميعا وشكرا لتشريفك، شكرا لك ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

رئيس بلدية شبعا

كما كانت كلمة لرئيس بلدية شبعا محمد صعب قال فيها: "إنها المرة الأولى التي يزورنا فيها رئيس للحكومة، واليوم شرفنا الشيخ سعد، فأهلا وسهلا به". ختم: "كان حلم الرئيس الشهيد زيارة العرقوب، وقد تحقق الحلم اليوم بتشريف أفرح العقول وأسعد العقول. وشبعا اليوم تزهو بحضوركم وتزف لكم ألف تحية براقة".

بعد ذلك، زار الحريري منزل صعب حيث أقيم له استقبال شعبي حاشد ونحرت له الخراف.

بركة النقار

ومن ثم انتقل الحريري إلى بركة النقار المحاذية للسياج الشائك الذي يفصل مزارع شبعا المحتلة عن المنطقة المحررة.

 

الراعي عرض مع وفد من الوطني الحر والتغيير والاصلاح الاستحقاق الانتخابي الخطيب: هناك فريق لا يريد ان يؤمن الكهرباء للمواطنين

الجمعة 13 نيسان 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على رأس وفد من المجلس السياسي للتيار و"تكتل التغيير والاصلاح" ضم وزراء الطاقة سيزار ابي خليل، الاقتصاد رائد خوري والبيئة طارق الخطيب، وكلا من: نقولا الصحناوي، رومل صابر، خليل حمادة، ناجي حايك، شامل موزايا، نعمة الله ابي نصر، فادي عبود، مارتين نجم كفيلي وغابي ليون، وكان عرض للاوضاع الراهنة.

وقال الوزير الخطيب بعد اللقاء:" تشرفنا بزيارة البطريرك الراعي لتقديم التهاني بالفصح المجيد، وكانت مناسبة لتبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الوطنية التي تهم المواطن اللبناني، كما بحثنا في قانون الانتخابات والاصلاحات التي كنا في التيار الوطني الحر قد طرحناها وسعينا وناضلنا لاقرارها الا انه مع الاسف لم يتم اقرارها في سياق قانون الانتخابات، وثبت الهدف من عدم اقرارها هو عدم اتاحة الفرصة للمشاركة في المناطق التي تبلغ نسبة المشاركة فيها ضعيفة، وهذا الموضوع سيبقى محطة نضالية لاقرار الاصلاحات التي طرحناها، وسنتابع هذا النضال بعد الانتخابات".

أضاف: "أكدنا وتوافقنا مع البطريرك الراعي على تثبيت الشراكة الوطنية الحقيقية على قاعدة الندية وعلى عدم تغييب اي مكون من مكونات الشعب اللبناني حرصا على الوحدة الوطنية لكي تكون هذه الوحدة فعل وممارسة وليس كلاما شكليا".

وختم: "لقد طرح غبطته موضوع الكهرباء، وقد اوضح الوزير ابي خليل لغبطته كافة حيثيات ملف الكهرباء. وهناك فريق في البلد مع الاسف لا يريد ان يؤمن الكهرباء للمواطنين. نحن في التيار الوطني الحر المشهود له في الشفافية والنزاهة ونظافة الكف لا يستطيع احد اطلاقا ان يزايد علينا او يشير لنا على ارتكابات او فساد او رشاوى او هدر، وتاريخنا هو خلاف ذلك كليا، ويبدو انه في السياسة لا يريدون الاتاحة لاي فرصة لخدمة الشعب اللبناني قبل الانتخابات مع الاسف، لأن كل من يراجع هذه المرحلة يرى انهم لا يتكلمون سوى بموضوع وحيد الذي نهدف الى تحقيق انجاز فيه للمواطن اللبناني. وكررنا معايدتنا وسوف يبقى التواصل مستمر من اجل حماية الاهداف الوطنية".

 

عون التقى وفدا من خريجي الحقوق في هارفرد وسلامة والحجة: أولوية الحفاظ على الدستور والقوانين في صلب دور رئيس الجمهورية

الجمعة 13 نيسان 2018 /وطنية - إعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، انه "في صلب دور رئيس الجمهورية، تأتي أولوية الحفاظ على الدستور والقوانين، كونها الاساس الحقيقي لممارسة السلطة من خلالها"، وقال: "حيثما لا يتم احترام الدستور والقوانين تعم الفوضى وتندلع الثورات".

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الرابطة العربية لخريجي كلية الحقوق في جامعة "هارفرد" المحامي كريم قبيسي، مع وفد من خريجي الكلية وعدد من المحامين المشاركين في الندوة التي تنظمها الرابطة في بيروت اليوم وغدا، وبين الاعضاء، رئيس الرابطة العالمية بيتر كراوس ووزير العدل السابق في الاردن صلاح الدين البشير.

قبيسي

والقى قبيسي كلمة، فقال: "تحتفل كلية الحقوق في جامعة هارفرد هذا العام بالمئوية الثانية لتأسيسها، ونحن نقوم في هذه المناسبة بتنظيم لقاءات واجتماعات في مناطق مختلفة في العالم. وقد قررت الهيئة التنفيذية للرابطة العالمية لكلية الحقوق في الجامعة، عقد مؤتمر المنطقة العربية لهذا العام في لبنان، تحت عنوان "سيادة القانون في الدول العربية"، ويشرفنا اليوم ان ندشن فعاليات هذا المؤتمر بلقاء فخامتكم، لما تجسدونه من رمز لاحترام الدستور، وصيانة القانون الذي في ظله فقط تتحقق دولة المؤسسات وتصان الحقوق وتؤمن فرص التقدم والنهوض بالمجتمعات". اضاف: "اليوم وبعد انتخابكم في سدة الرئاسة، نجد ان لبنان بدأ يسترد عافيته، بعد ان انتصر اللبنانيون، متحدين خلفكم على الارهاب وقضوا عليه، وبدأ عمل المؤسسات الدستورية بالانتظام، وتم اقرار الموازنة، وبدأ السير قدما بتطوير واستثمار الموارد النفطية والغازية في المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة للبنان، كما تم اقرار قانون جديد للانتخابات على اساس التمثيل النسبي، ما سوف يسمح للبنانيين بتمثيل اكثر عدالة في الانتخابات التي ستجري بعد ثلاثة اسابيع. وبيننا اليوم مرشحان اثنان، هما الزميلان غسان مخيبر واديب طعمه، اللذان نتمنى لهما التوفيق في هذه الانتخابات". وختم: "نحن نؤمن بأن تحقيق سيادة القانون قد بدأت مفاعيلها تتضح في ظل قيادتكم، ونحن كرابطة عربية لخريجي احدى ارقى كليات الحقوق في العالم، نضع انفسنا بتصرفكم في ما تحتاجونه من خبرات لتحقيق الغاية التي تنشدون، كما نضع، في هذه اللحظة العربية الصعبة والدقيقة، امكانياتنا المهنية وخبراتنا الحقوقية كافة في خدمة بلداننا العربية، سعيا منا للمساهمة معكم ومع المسؤولين في منطقتنا العربية في تطوير انظمتنا القانونية، بهدف تعزيز سيادة القانون وترسيخ حقوق المواطنين العرب المدنية والاقتصادية والسياسية كاملة وتحقيق مواطنيتهم".

كراوس

بدوره، شكر كراوس الرئيس عون "باسم عميد الكلية والجسم التعليمي والاداري فيها على حفاوة الاستقبال وحرارة اللقاء"، كاشفا ان "لهذه الكلية العريقة نحو 39000 خريج منتشرين في مختلف دول العالم"، معربا عن سعادة الوفد "للمشاركة في احتفالات يوبيل المئتين لتأسيس الكلية في العاصمة اللبنانية بيروت في نهاية هذا الاسبوع"، عارضا للبرامج التي اعدت للمناسبة. واشار الى ان "هدف الجمعية، ان تستمر الكلية في تخريج المحامين ورجال الحقوق حول العالم". وقدم في ختام كلمته لرئيس الجمهورية "وقد اصبحتم عضو شرف في رابطتنا"، كتابا وقلما يحملان شعار كلية الحقوق، آملا ان "يجسدا معا عنوانها المحفور على الشعار: "البقاء على تواصل".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون بكلمة، رحب فيها بالحضور، معربا عن سعادته "للقاء وفد من نخبة محامين تخرجوا من احدى ارقى الجامعات في العالم"، وقال: "انتم تسهرون على صون المجتمع وتساهمون في تطويره، من خلال المحافظة على القوانين والدفاع عنها كما على تطوير هذه القوانين للتتلاءم مع التطور العصري".

اضاف: "إن في صلب رسالتكم، ايصال كل فرد الى حقوقه، ما يساهم في صنع السلام والعمل على تخفيض نسبة الخلافات والصراعات، لذلك واصلوا رسالتكم في العالم، ونحن سعداء لأنكم اجتمعتم في لبنان وهذا فخر للبنانيين جميعا".

حاكم مصرف لبنان

على صعيد آخر، عرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الاجواء التي رافقت انعقاد مؤتمر "سيدر" وانعكاساته على الاسواق المالية اللبنانية، لا سيما لجهة توفير تمويل خارجي للمشاريع، ما يخفف الضغط على الموازنة وتتعزز في الوقت نفسه الثقة بلبنان". واوضح سلامة انه اطلع الرئيس عون على "استقرار الاوضاع النقدية"، لافتا الى ان "المصرف المركزي متعاون في ما يمكن ان يطلب منه في سياق متابعة نتائج مؤتمر "سيدر"، لافتا الى أن "المشاريع التي تمت الموافقة عليها خلال المؤتمر، تساعد على تعزيز النمو الاقتصادي والحركة في المصارف اللبنانية".

الحجة

واستقبل الرئيس عون، المرشحة اللبنانية لمنصب المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لاقليم الشرق الاوسط الدكتورة رنا الحجة، التي شكرت رئيس الجمهورية على "قرار الدولة اللبنانية بترشيحها لهذا المنصب"، عارضة الخطوط العريضة لبرنامجها في حال انتخابها في المؤتمر الذي سيعقده وزراء الصحة في الدول العربية وايران وافغانستان وباكستان في جنيف في 19 ايار المقبل. وتمنى الرئيس عون للدكتورة الحجة "النجاح والتوفيق"، منوها بكفاءاتها العلمية والادارية ونجاحها في المهام التي تولت القيام بها منذ سنوات. واكد انه سيعمل على "توفير دعم الدول العربية للمرشحة اللبنانية، استكمالا لما قامت به وزارة الخارجية والمغتربين في هذا المجال". بعد اللقاء، شكرت الدكتورة الحجة الرئيس عون على دعمه، وقالت: "احلم بمنطقة اكثر صحة وامانا. وانا واثقة من اننا معا نستطيع تحقيق هذا الحلم. رؤيتي هي لمنطقتنا حيث يمكننا ان نعمل معا ونثق في مهاراتنا ومواردنا. رؤيتي للمنطقة ان يصبح لكل فرد فيها الحق في ان تكون له حياة صحية ومنتجة، حيث يتم بناء انظمة صحية قوية ومهيأة للتعامل مع الازمات، وحيث يفهم الناس ويتبنون الممارسات الصحية. يجب ان نعمل معا من اجل التغطية الصحية الشاملة التي تضمن حصول الناس على الخدمات الصحية الجيدة". ولفتت الى أن "أولويات رؤيتي، هي ضمان الحصول العادل للجميع على خدمات الرعاية الصحية والنهوض بالحياة الصحية في المنطقة، من خلال مكافحة الامراض غير المعدية، وتحسين الوصول الى الخدمات الوقائية، والتميز والمرونة في الانظمة الصحية بشكل افضل والاستجابة بسرعة وفعالية اكبر لحالات الطوارىء".

 

القصر الجمهوري اختتم برنامج الفصح واكثر من الف طالب شاركوا فيه على مدى 3 ايام بمبادرة بيئية انسانية من عون واللبنانية الاولى

الجمعة 13 نيسان 2018 /وطنية - إختتم القصر الجمهوري اليوم، برنامج عيد الفصح الذي استقبل فيه على مدى ثلاثة ايام، اكثر من الف طالب من مدارس وجمعيات من مختلف المناطق اللبنانية، في مبادرة بيئية انسانية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، للتوعية على الصم وتأمين سماعة اذن خاصة بهم، من خلال ما توفره عملية اعادة التدوير من امكانات مادية، باطلاقه نشاطا تستكمله المدارس والجمعيات من خلال حث الطلاب الذين زاروه على استخدام لوازم يمكن اعادة تدويرها، وزعت عليهم في صناعة ما يمكن ان يبتكروه من قطع فنية، على ان يصوروها وينشروها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع ذكر هاشتاغ #لتحكي_الطبيعة_ونسمعها@lbpresidency. وعلى غرار اليومين السابقين، شارك الطلاب في نشاطات تثقيفية وترفيهية، تعرفوا في خلالها على كيفية فرز وتكبيس وتصنيع النفايات وفنون تدويرها، بالاضافة الى صناعة العسل والمراحل التي تمر بها وكيفية تدوير الادوات التي تستخدم فيها. كما تعلموا النشيد الوطني بالاشارات، وحضروا عرضا مسرحيا غنائيا، وشاركوا في نشاطات من وحي عيد الفصح، هدفت الى تجميع 500 الف غطاء عبوة مياه بهدف شراء سماعة لطفل اصم.

الصورة التذكارية

وقد حرص الرئيس عون على اللقاء بالطلاب والترحيب بهم، والتقاط الصور التذكارية معهم على انغام النشيد الوطني اللبناني، حيث عبروا عن عميق امتنانهم للقاء رئيس الجمهورية وشعورهم بان قصر بعبدا هو لكل الناس، رافعين الدعاء لله لحماية الرئيس عون ومباركة لبنان وابعاده عن كل مكروه.

وقد ضمت المدارس والجمعيات التي زارت القصر الجمهوري اليوم، كلا من مدرسة امهز التربوية - الشويفات، مدرسة هريبسيميانتيس - الفنار، مدرسة مزرعة الشوف الرسمية المتوسطة المختلطة، مدرسة جزين الابتدائية الرسمية، مدرسة مار سمعان لراهبات العائلة المقدسة - عكار، مدرسة جل الديب الرسمية، مدرسة القلبين الاقدسين - بكفيا، المدرسة الاسقفية الاولى دون بوسكو - ادما، مدرسة سيدة اللويزة - زوق مصبح ومدرسة الطفل يسوع - راهبات البيزنسون - بعبدات. يشار الى ان برنامج الفصح لهذا العام الذي اقيم بالتعاون مع "جمعية الاصغاء" و"l'atelier du miel"، يشكل حلقة من النشاطات التي يفتح فيها القصر الجمهوري ابوابه امام وفود طلابية باهداف تعليمية وتثقيفية.

 

بري بحث مع زوار المصيلح في التطورات : لندرك في ذكرى 13 نيسان ان سلمنا الاهلي ووحدتنا الوطنية خط احمر يازجي: ندفع باتجاه حل سلمي في سوريا والمنطقة

الجمعة 13 نيسان 2018 /وطنية - اكتفى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ذكرى الحرب الاهلية بالقول:"13 نيسان عبرة وعبرة لنا ولكل اللبنانيين كي ندرك ان سلمنا الاهلي ووحدتنا الوطنية خط أحمر.

يوحنا العاشر

وكان الرئيس بري، استقبل في دارته في المصيلح بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي الذي قال بعد اللقاء:"يوم عظيم وفرح كبير بلقاء دولة الرئيس بري الشخصية اللبنانية التي نعتز ونفتخر به وهو قدم واعطى الكثير للبنان والمنطقة. وكان حديثنا عن القضايا المتعلقة بلبنان والمنطقة والانتخابات التي نرجو ان توصل اشخاصا يخدمون لبنان وشعبه ونموه ورقيه بما يخدمنا جميعا كطوائف واطياف وطنية في لبنان وكل المنطقة". اضاف:"بالطبع ما يجري في المنطقة وسوريا كان محطة أساسية في لقائنا، ونحن نستنكر بأسف شديد التصريحات الاخيرة للرئيس الاميركي في ما يتعلق بتوجيه ضربة لسوريا نتيجه اتهامات بالطبع هي مختلقة وغير صحيحة من الكيماوي وغيره فهذا نستنكره وندينه بشدة ونحن نرجو وندفع باتجاه حل سلمي في سوريا ولبنان والمنطقة بأسرها، من دون ان ننسى القدس التي عرجنا على موضوعها وهي مدينة السلام ومرجعنا جميعا مسيحيين ومسلمين ولكل الديانات السماوية ونستنكر القرار الاميركي القاضي بنقل السفارة الى القدس". وتابع يازجي:" كل القضايا التي تجري على مستوى المنطقة كانت محور بحثنا وأكدنا وجوب تمتين اللحمة الوطنية في لبنان وسوريا والمنطقة ونتمنى ان تمر الانتخابات في لبنان بسلام ونجاح". وسئل يازجي: هل أنت قلق على سوريا جراء قرع طبول الحرب عليها؟أجاب:"لست قلقا واعتقد انه لن يحدث شيئ. نحن اصحاب رجاء ونحن حتى اثناء التهديدات كنت في دمشق واول من امس جئت منها، واحيينا الفصح هناك والجمعة العظيمة وتنقلنا من كنيسة ومن حي الى حي ومن رعية الى رعية فالناس هناك موجودون ويتحركون بحرية خاصة بعد الانتصارات الاخيرة للجيش السوري في تحرير الغوطة وان شاء الله بتحرير كامل سوريا".

واستبقى الرئيس بري البطريرك يازجي على مأدبة الغداء، في حضور النائبين علي عسيران وميشال موسى .

ناصر قنديل

كما استقبل الرئيس بري النائب السابق ناصر قنديل، الذي قال بعد اللقاء:"في الاستحقاقات المصيرية على مستوى لبنان والمنطقة يشكل دولة الرئيس دائما البوصلة التي لا بد ان تسترشد من خلالها برؤية الاتجاهات ومعرفة المهمات حول طبيعة الاستحقاقات ،فدولة الرئيس بري قلق من التطورات التي تشهدها المنطقة وللتحشيد السياسي والاعلامي والعسكري تحت عنوان العدوان على سوريا وقلق من ان لا يستشعر بعض اللبنانيين مثل هذا الخطر من استخدام لبنان منصة سواء في اجوائه او في مياهه الاقليمية. اعتقد ان كلام دولة الرئيس بري شكل سقفا وطنيا تلقفه مجلس الوزراء ولو بصيغة نسبية ونأمل ان يتحول الى اجماع وطني في ترجمة موقف لبناني جامع. وعن الانتخابات النيابية، قال قنديل:"على المستوى السياسي الداخلي يبقى استحقاق الانتخابات النيابية هو المحطة الفاصلة التي رغم تطلع كثيرين بان تكون مجرد حق في التمثيل استنادا الى قانون النسبية الذي يعتمد للمرة الاولى في لبنان فطبيعة التحديات في لبنان والمنطقة حولت هذا الاستحقاق الى استفتاء وهذا البعد نأمل ان يتلقفه شعبنا وناسنا لجهة هل نجحت المؤامرات في اضعاف ايماننا بالخيارات الكبرى؟ وهل باتت ساحتنا مستباحة ؟ هل أصبح في الامكان القول ان لعبة المال والتعصبيات الطائفية هي التي تقرر ؟

وختم :"ان كل ما بذل من أجل تفتيت هذه الساحة الحامية لخيارات لبنان الكبرى، الآن يريد صاحب هذه المشاريع ان يختبر مدى فاعليتها، لذلك نحن نتوجه الى كل اهلنا في الجنوب والبقاع وكل لبنان ليتعاطوا مع هذا الاستحقاق كإستفتاء عل هذه الخيارات، سنذهب الى صناديق الاقتراع لندلي باصواتنا جميعا في السادس من ايار لنقول : هذه المقاومة هي تاريخنا وكرامتنا وعزتنا ودولة الرئيس هو من اوائل مؤسسي هذه المقاومة وقادتها وهذا التحالف الذي يجمع حركة امل وحزب الله وسائر القوى الوطنية سواء في الجنوب او البقاع وسائر المناطق سنذهب لنمنحه اصواتنا وتفويضنا مرة اخرى لأننا نحكم على الافعال وهي كافية لتقول من اين ننعم بالامن ومن اين ننعم بالعزة والكرامة".

 

كنعان: الاقامة ليست تجنيسا الا لمن يريدها قميصا

الجمعة 13 نيسان 2018

وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للنائب إبراهيم كنعان البيان التالي:

"أولاً: إن النص الذي يرعى اكتساب الجنسية اللبنانية بالتجنس هو القرار رقم 15 الصادر عن المفوض السامي الفرنسي بتاريخ 19 كانون الثاني 1925 وتعديلاته بالقرار رقم 160 الصادر عن المفوض السامي الفرنسي بتاريخ 16 تموز 1934، والقرار رقم 122/ل.ر. الصادر عن المفوض السامي الفرنسي أيضاً بتاريخ 19 حزيران 1939، والمرسوم الاشتراعي رقم 48 الصادر بتاريخ 31 أيار 1940. وكل قول عن وجود نص آخر لا يعدو كونه من قبيل ذر الرماد في العيون لطمس الحقيقة، إن لم نقل أكثر.

ثانيا: حددت المادة الثالثة من القرار رقم 15/1925 وتعديلاته شروط التجنس بالجنسية اللبنانية، فنصت على ما يلي:

"يجوز ان يتخذ التابعية اللبنانية وبموجب قرار من رئيس الدولة بعد التحقيق وبناء على طلب يقدمه:

1- الاجنبي الذي يثبت اقامته سحابة خمس سنوات غير منقطعة في لبنان.

2- الاجنبي الذي يقترن بلبنانية ويثبت أنه أقام مدة سنة في لبنان اقامة غير منقطعة منذ اقترانه.

3-الاجنبي الذي يؤدي للبنان خدمات ذات شأن. ويجب أن يكون قبوله بموجب قرار مفصل الاسباب.

يمكن أن تعتبر خدمات مهمة الخدمات الفعلية في الجيوش الخاصة اذا بلغت او تجاوزت مدتها السنتين".

وعليه، فكل قول بحتمية اكتساب الجنسية اللبنانية من قبل من يقيم في لبنان إقامة دائمة لمدة معينة من الزمن يفتقر إلى السند القانوني، وهو مجرد إشاعات مغرضة.

ثالثا: إن الإقامة الدائمة في لبنان لمدة معينة من الزمن لا تستوجب تملكاً عقارياً، فقد يقيم الأجنبي بالإيجار ويثبت مدة إقامته بموجب عقود الإيجار المسجلة لدى الدوائر الرسمية من بلدية ومالية.

رابعا: لا تكفي الإقامة الدائمة، مهما طالت، لاكتساب الجنسية اللبنانية، وإنما يجب أن يصدر قرار عن رئيس الدولة بمنحها. وهنا نشدد على ضرورة عدم انتخاب رئيس للدولة ممن اعتادوا على بيع الوطن، لا على بيع الجنسية اللبنانية فقط.

وأخيرا، يكفي متاجرة بقميص عثمان المادة 49 من قانون موازنة العام 2018، لأنها بضاعة فاسدة كفساد مروجيها.

 

امن الدولة: ملتزمون بتنفيذ القوانين وتأمين أمن الوطن والمواطن خلال الانتخابات وعلى مسافة واحدة من كل المرشحين

الجمعة 13 نيسان 2018 /وطنية - صدر عن المديرية العامة لأمن الدولة - قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة البيان التالي: "بعد أن نشرت احدى الصحف بتاريخ 13/4/2018 مقالا بعنوان "أين عون والحريري من تجاوزات أمن الدولة"، يهم المديرية العامة أن توضح التالي:

أولا: أورد المقال عبارتين هما "عودة النظام الأمني" و"تحويل لبنان إلى جمهورية الموز" في إشارة منه إلى أمن الدولة. بينما في الواقع أن الحالتين لم يتعزز وجودهما في الشارع اللبناني إلا عندما تبوأ مالك الصحيفة المناصب السياسية قبل سنوات، وتم قمع شباب لبنان في 7 آب 2001 أمام قصر العدل، وضربهم بسبب انتماءاتهم وأفكارهم التغييرية.

ثانيا: تخضع المديرية العامة لأمن الدولة لسلطة رئيس المجلس الأعلى للدفاع (رئيس الجمهورية)، ونائبه (رئيس الحكومة)، بحسب ما نص عليه المرسوم الاشتراعي رقم 39 الصادر بتاريخ 25/3/1985، مما يعني أن مرجع أمن الدولة هو بعبدا والسراي الحكومي على حد سواء، بغض النظر عن التحالفات السياسية والانتخابية التي يلمح إليها المقال.

ثالثا: إن المديرية العامة لأمن الدولة بضباطها ورتبائها وأفرادها كانت وستبقى ملتزمة بتنفيذ القوانين المرعية الإجراء، لتأمين أمن الوطن والمواطن خلال الانتخابات النيابية، وهي على مسافة واحدة من جميع المرشحين.

رابعا: خلافا لما يزعمه المقال من تهم ينسبها الى أمن الدولة بممارسات ترهيبية بحق أبناء المتن الشرفاء، يهمنا أن نشير إلى أن بعض الموظفين في إتحاد بلديات المتن هم من يلجأون إلى ممارسة أساليب الترهيب والترغيب على المواطنين غير المنضوين الى خط الإقطاع السياسي، وتهديدهم بعدم إنجاز معاملاتهم.

خامسا: إرتأى المديرالعام أن يستقبل أهله وأبناء بلدته في دارته في بتغرين بدلا من مكتبه في المقر العام، حفاظا على الحيادية وحرصا منه على الاحتفال بأعياد الفصح المجيد التي تغيب عنها قسريا بسبب تواجده في الولايات المتحدة الاميركية لمتابعة تطوير المديرية وتزويدها بالتقنيات الحديثة لتنفيذ المهام الموكلة اليها.

سادسا: بالنسبة الى قضية زياد عيتاني، تركت المديرية حيثيات التحقيق وتفاصيله بعهدة القضاء اللبناني الذي نجل ونحترم، واثقين من حكمه الفاصل في هذه القضية وفي كامل الإجراءات التي قام بها. وكان الأجدى بمالك الصحيفة أن يقلق بشأن التحقيقات الشهيرة بقضية بنك المدينة، وفضيحة ملف أراضي بلدة المتين المسلوبة والتي أعيدت إلى أصحابها لاحقا في زمن العدالة.

سابعا: من حق الصحيفة الترويج لمرشحها، ولكن لا يحق لها أن تضلل الرأي العام بوقائع مغلوطة في سبيل تلميع صورة بعض القلقين على زعزعة زعاماتهم الإقطاعية. هذا ومن حق اللبنانيين اختيار المرشح الأنسب لهم ليمثلهم في الندوة البرلمانية".

 

الخطيب من بكركي: هناك من لا يريد ان يؤمن الكهرباء للمواطنين سامي الجميل: مشكلة المادة 50 هي الإقامة الدائمة

الجمعة 13 نيسان 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على رأس وفد من المجلس السياسي للتيار و"تكتل التغيير والاصلاح" ضم وزراء الطاقة سيزار ابي خليل، الاقتصاد رائد خوري والبيئة طارق الخطيب، وكلا من: نقولا الصحناوي، رومل صابر، خليل حمادة، ناجي حايك، شامل موزايا، نعمة الله ابي نصر، فادي عبود، مارتين نجم كفيلي وغابي ليون، وكان عرض للاوضاع الراهنة.

وقال الوزير الخطيب بعد اللقاء:" تشرفنا بزيارة البطريرك الراعي لتقديم التهاني بالفصح المجيد، وكانت مناسبة لتبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الوطنية التي تهم المواطن اللبناني، كما بحثنا في قانون الانتخابات والاصلاحات التي كنا في التيار الوطني الحر قد طرحناها وسعينا وناضلنا لاقرارها الا انه مع الاسف لم يتم اقرارها في سياق قانون الانتخابات، وثبت الهدف من عدم اقرارها هو عدم اتاحة الفرصة للمشاركة في المناطق التي تبلغ نسبة المشاركة فيها ضعيفة، وهذا الموضوع سيبقى محطة نضالية لاقرار الاصلاحات التي طرحناها، وسنتابع هذا النضال بعد الانتخابات".

أضاف: "أكدنا وتوافقنا مع البطريرك الراعي على تثبيت الشراكة الوطنية الحقيقية على قاعدة الندية وعلى عدم تغييب اي مكون من مكونات الشعب اللبناني حرصا على الوحدة الوطنية لكي تكون هذه الوحدة فعل وممارسة وليس كلاما شكليا".

وختم: "لقد طرح غبطته موضوع الكهرباء، وقد اوضح الوزير ابي خليل لغبطته كافة حيثيات ملف الكهرباء. وهناك فريق في البلد مع الاسف لا يريد ان يؤمن الكهرباء للمواطنين. نحن في التيار الوطني الحر المشهود له في الشفافية والنزاهة ونظافة الكف لا يستطيع احد اطلاقا ان يزايد علينا او يشير لنا على ارتكابات او فساد او رشاوى او هدر، وتاريخنا هو خلاف ذلك كليا، ويبدو انه في السياسة لا يريدون الاتاحة لاي فرصة لخدمة الشعب اللبناني قبل الانتخابات مع الاسف، لأن كل من يراجع هذه المرحلة يرى انهم لا يتكلمون سوى بموضوع وحيد الذي نهدف الى تحقيق انجاز فيه للمواطن اللبناني. وكررنا معايدتنا وسوف يبقى التواصل مستمر من اجل حماية الاهداف الوطنية".

الجميل

ثم استقبل الراعي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل يرافقه نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ والدكتور فرج كرباج، وجرى عرض التطورات. وقال الجميل بعد اللقاء: "الزيارة اليوم للتهنئة بالفصح المجيد ولنؤكد لغبطته موقفه الوطني الكبير الرافض للمادة 50 الخطيرة جدا على مستقبل اللبنانيين. ونحن شرحنا له ملابسات كل هذا الموضوع، وفي الوقت نفسه أكدنا ان المشكلة في المادة 50، وبعد سحبها من الهيئة العامة أصبحت المادة 49، ولكن المادة هي نفسها والمشكلة فيها ليست بتملك الاجانب بشكل خاص، انما المشكلة الاكبر هي الاقامة الدائمة، لان هذه الاقامة تعطي بعد فترة 10 سنوات حق المطالبة بالجنسية، ويمكن أن يتعرض لبنان بعد فترة لضغط من أجل إعطاء هذه الجنسية إذا كانت الاقامة لمدة طويلة، وبالتالي ما شرحناه انه اذا تم تغيير العبارة من اقامة دائمة الى اقامة موقتة فإن المضمون لا تغير، والإقامة مرتبطة بالملكية، وبالتالي إذا كانت الملكية دائمة فستكون الاقامة دائمة، ونكون بذلك نشرع وجود اللاجئين السوريين في لبنان الى أمد غير محدد". أضاف: "نحن مشكلتنا انه بعد فترة معينة لا احد يستطيع القول لأي لاجئ سوري انه يجب ان يعود الى بلده، لأن وجوده أصبح مشرعا ودائما، ولا أحد بعد ذلك يستطيع القول إن عليهم العودة الى بلادهم أو توزيعهم على بلدان أخرى، لأنهم يكونون قد اكتسبوا حقا شرعيا بالبقاء في لبنان. إذا مشكلتنا ليست مع موضوع الجنسية، بل الاقامة، واذا كان البعض لا مشكلة لديه ببقاء اللاجئين السوريين في لبنان الى أمد غير محدد وحتى ان لم يكن معهم جنسية، فهذا حقه وهو حر، انما نحن نعتبر انه بمجرد بقاء هؤلاء اللاجئين على ارض لبنان فهذه مشكلة قائمة بذاتها، بمعزل عما إذا كان اللاجئون على ارض لبنان مشكلة قائمة بذاتها، وبمعزل عما اذا كان معهم جنسية او لا".

وتابع: "يحكى ان اللاجئين ليس لديهم القدرة على شراء شقة في لبنان، ونحن نؤكد ان هناك طرقا عدة من اجل تملك شقة وأخذ الاقامة دون دفع الكثير من المال:

- أولا: عبر تقسيط هذه الشقة على فترة طويلة، والاكيد أن هناك جهات ستساعد في هذا الاتجاه عبر إعطاء اللاجئين قروضا ميسرة.

- ثانيا: يمكن شراء هذه الشقة وتأجيرها، ومن خلال رسم التأجير يقوم بعملية تقسيط بدل الشقة، او بشكل آخر يقوم بشراء الشقة وبيعها عبر وكالة، وهكذا تبقى الشقة باسمه ويكتسب من خلالها الملكية التي ستبقى رسميا قائمة تجاه الدولة اللبنانية. وهناك طرق عدة للالتفاف على هذا القانون. ونحن بالنسبة الينا لدينا حذر كبير في هذه المادة، ومن هذا الصرح نطالب فخامة الرئيس برد هذا القانون بأكمله لأنه يتضمن مخالفات دستورية كبيرة جدا وعديدة، تجنبا للمشكلة الكبيرة التي يمكن ان تترتب على إقرار هذا القانون ونشره في الجريدة الرسمية".

وردا على سؤال، قال: "نحن لا نقول كلاما انما نقرأ مادة مضمونها يتحدث عنها، وهي تعطي كل من يشتري شقة في لبنان اقامة دائمة. وبالتالي هذا يشمل اللاجئين الذين يمكن أن يشرعوا إقامتهم في لبنان الى أمد غير محدد، بما يمنع الدولة من مطالبتهم بالعودة الى بلادهم، لأنهم يكونون بذلك يكتسبون حقا شرعيا بوجودهم في لبنان. نحن اعترضنا على هذا الموضوع في المجلس وكان يمكن تعديل هذه المادة او الغاؤها والانتهاء من هذا الموضوع في حينه".

وأكد "أننا كنا وحدنا نعترض على هذه المادة في المجلس، وبقية الكتل صوتت وأصرت عليها، وهي التي تتحمل مسؤولية الوضع الذي وصلنا اليه اليوم".

سئل: ألا تعتبر ان "التيار الوطني الحر" لديه الحرص نفسه في هذا الموضوع؟

اجاب: "انا اليوم لم آت لأتكلم عن التيار الوطني الحر، كل واحد يتكلم باسمه، هذه المادة واضحة ، وهناك أناس معها وآخرون ضدها، هم معها ونحن ضدها، والناس يحكمون اذا كان هذا الموضوع خطيرا او لا".

 

نص خطاب السيد نصرالله لليوم

نصر الله في مهرجان يوم الوفاء للوعد:التغريدات والتهديدات الترامبية الهوليودية لم ولن تخيف احدا والمصلحة الوطنية تقضي بتفاهم الناس مع بعضها

الجمعة 13 نيسان 2018

وطنية - القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في مهرجان يوم الوفاء للوعد في ساحة عاشوراء - السان تيريز قال فيها:"برنامجي للكلام، كلمة عن بيروت والدائرة الثانية فيها خصوصا، كلمة عن دائرة بعبدا والضاحية خصوصا، كلمة في التطورات، يعني آخر شيء لا يمكننا ان نبقى نتكلم في الانتخابات ولبنان.

من الواضح ان المنطقة في هذه الايام تعيش مرحلة حساسة جدا ومهمة جدا، امام الاحداث والتطورات التي تستهدف سورية وحصلت فيها ويمكن ان يكون لها انعكاسها على كل المنطقة، هذا الموضوع ايضا سيكون جزءا من الكلمة وسأتركه للفصل الاخير لنعطيه بعضا من حقه ان شاء الله.

اولا في هدف هذا الاحتفال كما احتفال الاحد الماضي في النبطية، هو اعلان التأييد لحزب الله، لأن هذا المهرجان دعا اليه حزب الله، والتأييد الشعبي والسياسي والجماهيري للائحتي، لكل من لائحة وحدة بيروت، في الدائرة الثانية من محافظة بيروت والمتشكلة من تحالف حركة امل وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية والتيار الوطني الحر وحزب الله وشخصيات سياسية محترمة ومرموقة من اهل بيروت، وايضا التأييد والدعم للائحة الوفاق الوطني في دائرة بعبدا والمتشكلة من تحالف حركة امل والتيار الوطني الحر والحزب الديموقراطي اللبناني وحزب الله.

ابدأ من بيروت الكلمة وان كان بعض مضمون بيروت له علاقة بكل البلد، وبعض بضمون بعبدا له علاقة بكل البلد. من بيروت بطبيعة الحال هناك فئات شعبية واسعة وكبيرة، تشعر انها من حقها الطبيعي ان تتمثل في المجلس النيابي، ان يكون لها نواب في المجلس النيابي تنتخبهم ليعبروا عن ارادتها، عن حقوقها، عن صوتها، عن مصالحها، وعن حقوق ومصالح وصوت كل مدينة بيروت، وأهل بيروت. في القانون الاكثري هذه الفرصة كانت ضعيفة، لكن من مميزات القانون النسبي انه فتح المجال في كل المناطق وفي كل الدوائر وهذا ما يجب ان تعترف به القوى السياسية الكبيرة، ان تسلم بهذه الحقيقة.

الان عندما يتكلم الكثير عن بعلبك الهرمل، "ما نحن مسلمين" لما قلنا قانونا نسبيا، ان هناك فئات شعبية سيكون لها حاصل انتخابي ويكون لها نواب في المجلس النيابي من خارج لائحتنا. النقاش هو في العدد، كذلك في بيروت وفي غير بيروت، هدف هذه اللائحة اذا هو ان تحقق لهذه الفئات الشعبية، هذا التمثيل المرتجى وليس الهدف اي شيء آخر، لذلك لا تخوض هذه اللائحة " لائحة وحدة بيروت" الانتخابات النيابية، من اجل مصادرة قرار بيروت كما تدعي لائحة المستقبل، وهي تتهم هذه اللائحة بالتحديد، لأن تقييمهم هو ان هذه اللائحة تشكل قوة انتخابية معينة".

اضاف نصرالله:"لا اريد ان اعود الى ادبياتهم غير المناسبة، على كل هم يعتبرون ان كل اللوائح الاخرى هي لمصادرة قرار بيروت، بشكل مباشر او غير مباشر، هذا غير صحيح، الهدف ليس مصادرة قرار بيروت انما الهدف هو أن هناك أناسا من أهل بيروت أبا عن جد، ينتخبون في بيروت، هم على لوائح النفوس في بيروت، حقهم الطبيعي ان يكون لهم نواب يمثلونهم في المجلس النيابي، ونقطة على اول السطر. هذا هو حجم الموضوع، اضافة الى ان هؤلاء الذين ينتخبون لائحة وحدة بيروت او ينتخبون غيرها من اللوائح هم أهل بيروت، هم ليسوا كأنهم يقيمون احتفالا في بيروت ويأتون بالناس من بقية المحافظات. الذين سينتخبون مسجلون على لوائح الشطب.

ثانيا، يجب التنبيه في دائرة بيروت وفي كل الحملات الانتخابية ان بيروت تختلف عن كل الدوائر الاخرى، في دائرتيها، انها عاصمة لبنان، عاصمة لبنان يجب الا تفقد هذه الميزة، وبيروت التي هي عاصمة لبنان يعني هي تحتضن كل اللبنانيين وتختصر بتركيبتها الشعبية والديموغرافية كل اللبنانيين، فيها المسلمون من كل المذاهب الاسلامية وفيها المسيحيون من كل المذاهب المسيحية، ويجب ان تكون مدينة بيروت خلاصة لبنان، وعنوان لبنان ورمز لبنان والتعبير الصادق والصحيح والكامل عن التكوين اللبناني وعن التركيب اللبناني.

هذه الخصوصية وهذه الميزة لبيروت تعني انه لا يجوز لأي تيار او حزب او حركة او جماعة او جمعية او زعامة ان تختصر بيروت بلونها الخاص, يجب ان يبقى لون بيروت لون لبنان ولون الشعب اللبناني، ومن المنطقي ان يشعر الجميع في بيروت من كل المذاهب ومن كل الطوائف ومن كل التيارات والخطوط السياسية انهم امام فرصة حقيقية ليتمثلوا، وهذا من ايجابيات القانون النسبي.

ثالثا، من العناوين المطروحة بقوة ونحن نوافق على طرح هذا العنوان ونريد ان نناقشه باختصار، ممكن ان يخرج من يقول ان السيد "رايقة معه زيادة عن اللزوم"، الان سنتكلم، هوية بيروت، الحفاظ على هوية بيروت، نعم، هناك معركة حول هوية بيروت. البعض تجاوز مرحلة ماذا قدم لبيروت خلال سنوات طويلة من تمثيلها، يعني تيار المستقبل بالتحديد، تمثيلها النيابي ووجوده في الحكومة وفي رئاسة الحكومة، تجربة طويلة لبيروت مع هذا الفريق السياسي، تجاوز كل ذلك ليذهب الى عنوان مختلف الى عنوان لشد العصب،ماذا اصبح عنوان المعركة في بيروت؟ اصبح الهوية العربية، الانتماء العربي، العروبة، المشروع العربي، في مواجهة من؟ المشروع الفارسي. الان كل الموجودين في لائحة بيروت ومن يؤيدها من اهل بيروت اصبحوا من اهل واتباع المشروع الفارسي، وهذه التهمة تلحق ايضا ببقية اللوائح غير لائحة المستقبل.

حسنا دعونا نأتي قليلا الى هذا الموضوع، ما هو المقصود بالهوية العربية؟ لا بأس "قالها مع قهقهة وابتسامة" ممكن ان يقول احد "السيد رايقة معه"؟ ما هو المقصود بالهوية العربية، قد يكون المقصود كما يقول بعض المفكرين انه موضوع الهوية العربية هي اللغة العربية وان العرب والعربية ليست عرقا، ليست قومية شبيهة بالقوميات الاخرى، انه والله يوجد العرق العربي، مثلا الاكراد عرق، الفرس، الترك، مثلا، يقول هؤلاء ان العربية او العرب هم من يتكلم باللغة العربية، وانا سمعت قبل أيام في محاضرة لأحد العلماء في منطقة الخليج، تعرفون انه الان القيامة قائمة على موضوع العرب والعروبة، يقول وينسب حديثا الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وطبعا انا لم يتح لي فرصة التفتيش في المجاميع الحديثة ان كان هذا الحديث موجودا او ليس موجودا، لكن سمعته يقول، ينقل هذا الحديث ويقول: "العربية اللسان"، يعني هي ليست الدم وليست العرق، العربية اللسان، فمن تكلم بها فهو عربي، واذا كان هذا الرأي صحيح وهو المعتمد مثلا فهذا يعني ان العربية والعروبة عنوان واسع، عنوان انساني عنوان حضاري لا يمكن ان تحصره في عرق او دم او نسب. الان لا نريد ان نطيل في هذا البحث، لأن الاميركيين قادمون الينا، نريد ان نتكلم قليلا فيهم. اذا افترضنا ان العربية والهوية العربية هي اللغة العربية، فانا اقترح على هيئة الاشراف على الانتخابات، نحن نمزح الان، ان تشكل لجنة متخصصة في اللغة العربية وان تقيم الامتحانات وتأتي باللوائح، لائحة المستقبل ولائحة وحدة بيروت وبقية اللوائح، وان تجري لهم امتحانا لنرى من هو عربي اكثر من الآخر. وان كانوا يريدون ان يأتوا بقيادات الاحزاب والتيارات، ايضا نحن جاهزون لأي امتحان باللغة العربية، لنرى من هو عربي ومن هو غير عربي، هذا اذا كانت العربية والهوية العربية هي اللغة؟

ثانيا، اذا كانت العربية والهوية العربية والانتماء العربي، أنساب، فأيضا على سبيل المزاح، انا اقترح على هيئات الاشراف ان تشكل لجنة وتطلب من قيادات هذه الاحزاب والقوى السياسية او اللوائح، ان تأتي بأنسابها، لنرى من هو عربي "قح" ومن هو عربي أصيل ومن هو عربي أكثر بحسب موازينهم.

لكن وهو الاهم، الآن الجد وليس المزاح، اذا كانت الهوية العربية والانتماء العربي والعروبة، فلنختصرها بكلمة اذا كانت العروبة تعني ان هناك اناسا لديهم هذه الهوية وهذا الانتماء، فمن هم ؟ هم من يحملون القضايا العربية، قضايا الامة العربية، قضايا الشعوب العربية، هموم الشعوب العربية، آمال وطموحات الشعوب العربية، في الحرية، في الاستقلال، في عدم التبعية للمستكبرين، في عدم الخضوع للمحتلين، في الكرامة، في العزة، في الشرف، في الشهامة، وكل هذه القيم تعني للعربي الكثير الكثير من موقعه وانتمائه الانساني: عدم الخضوع، عدم القبول بالذل، عدم القبول بالمهانة، "ياما خاض العرب حروبا بين بعضهم البعض بسبب اهانة كرامة شخصية".

للاسف اليوم دول تدمر ومقدسات تستباح ولا يتحرك ساكن في الكثير من العالم العربي. اذا كانت العروبة بهذا المعنى، انا لا أريد أن أحول الى هيئة الاشراف، أريد أن اسأل الناس والطرف الاخر وكل من يتناول هذا الموضوع: عن اي عروبة تريدون ان تدعونا اليها وان تكون هي هوية بيروت؟ هل العروبة هي في الخضوع الى الارادة الاستكبارية الاميركية والتبعية لها وتحقيق مشاريعها واطماعها وطموحاتها في العالمين العربي والاسلامي؟ وخوص معاركها بالوكالة والنيابة؟ هل العروبة هي التخلي عن الشعب الفلسطيني وعن فلسطين وعن المقدسات وعن هذا الشعب الذي يعاني منذ عشرات السنين قتلا واعتقالات وحصارا وتجويعا وفقرا وتهجيرا وتشتيتا وظلما وقهرا، واستلابا لخيراته وارضه وممتلكاته ومستقبله ومقدساته التي هي مقدسات الامة؟ هل العروبة ان يسكت هذا العالم العربي وهذه الدول العربية وهذه القوى العربية التي تدعي انها عربية عما يجري في كل يوم جمعة الان في غزة، عشرات الشهداء، الاف الجرحى، شعب يواجه بصدره الاعزل، بيده العزلاء وبصدره العاري؟ هذه هي العروبة؟! هل العروبة هي الموافقة على صفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية والتسويق لصفقة القرن؟ هل العروبة في السكوت عن اعتراف الادارة الاميركية بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل؟ هل العروبة في الاعتراف، الان كنا مدى السنوات الماضية نسمع بعض القادة العرب يقولون كلا، فلسطين حق للشعب الفلسطيني، لكن يا اخي ماذا نقدر ان نفعل؟ هذه اسرائيل امر واقع ودولة قوية ومدعومة من دول العالم ولا نستطيع ان نفعل شيئا، فالواقعية والبراغماتية تقتضي أن نقبل بدولة إسرائيلية، لكن تطور الموقف اليوم مع ولي العهد السعودي إلى حد الاعتراف بأن لآباء وأجداد هؤلاء الصهاينة المحتلين حقا في أرض فلسطين، ولهؤلاء الغزاة لهذه العصابات الإرهابية حق في أن تقيم في أرض فلسطين دولة، هل هذه هي العروبة التي تدعوننا إليها؟ هل العروبة في تقديم الانتماء العربي والهوية العربية في تقديم مئات المليارات من الدولارات التي هي ملك العرب والمسلمين لأمريكا وفرنسا وبريطانيا والآن إسبانيا ولا اعرف من أيضا؟ لكن دعونا بأمريكا، من أجل إنعاش اقتصادها وتأمين فرص العمل لملايين من أفرادها، بينما في العالم العربي وليس فقط في السعودية ظواهر عشرات الملايين من الشباب العاطل عن العمل، بطالة، فقر، عوز، لجوء، هجرة، نزوح، جوع، مجاعة، الأمراض التي تجتاح الملايين في أكثر من بلد عربي، النسبة المرتفعة من الأمية في العالم العربي، الحرمان والأزمات المعيشية الخانقة. هذه الأموال تنفق في أمريكا من أجل استدراج رضا السيد الأمريكي ولا تنفق على الشعوب العربية هل هذه العروبة"؟

وتابع:"هل العروبة أسوأ من ذلك، "في تنظيف الدين الإسلامي" وإيجاد نسخة معينة وبصراحة نسخة مظلمة عن الإسلام وتوظيفها وتشغيلها وإنفاق مليارات الدولارات فيها في مواجهة الاتحاد السوفياتي، فقط لأن أمريكا والغرب طلبوا ذلك كما اعترف ولي العهد السعودي قبل أيام في أمريكا؟ هل العروبة في شن حرب مدمرة على اليمن وشعب اليمن مضى لها ثلاث سنوات ؟

إذا كانت السعودية هي الأخ الأكبر والقائد في العالم العربي وهي خادم الحرمين الشريفين حتى لو أخطأوا معه، هم لم يخطئوا، الأخ الأكبر والوالد الأكبر يبقى يحضن أولاده ويتحاور معهم ويعالج مسائلهم، يضربون على يدهم، لا يقطع رأسهم، لا يسحقهم في كل يوم في المجازر الرهيبة. هل هذه هي العروبة؟

هل العروبة في تدمير العراق وسورية ولبنان، البعض في بيروت قبل أيام قال لأهل بيروت لا تنتخبوا من دمر العراق وسورية أنا أؤيده واقول له نعم، لا تنتخبوا يا أهل بيروت من دمر العراق وسورية.

من دمر العراق، العراق كان فيه حكومة ومجلس نيابي ووضع مستقر.. الخ.

في السنوات الأخيرة، من الذي دعم ومول ودفع داعش لتفعل ما فعلت في العراق وقبل ذلك من 2003 من الذي أرسل ألاف الانتحاريين إلى العراق، لو أرسلهم إلى فلسطين لزالت إسرائيل من الوجود، 4000 انتحاري، هل تبقى إسرائيل؟ لا تبقى. من الذي جاء بعشرات آلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم، جاء بهم ودعمهم ماليا وتسليحيا إلى سورية لتدميرها، هل هذه هي العروبة؟

هل العروبة في تحريض إسرائيل على شن حرب تموز 2006؟ هل العروبة في تحريض إسرائيل على مسح قطاع غزة، وهذا سمعتموه على الشاشات يا جماعة حتى في الحرب الأخيرة على غزة.

هل العروبة؟ وهل العروبة؟؟ اكتفي بهذا المقدار، لأقول ليست هذه عروبة بيروت. بيروت عاصمة لبنان، بيروت تاريخها، ماذا كان تاريخ أهلها بكل طوائفهم مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة ودروزا، بيروت هذه كانت تحمل القضايا العربية والهموم العربية في صحفها، في مقالاتها، في ندواتها، في مؤتمراتها، في مسارحها، في أغانيها، في أناشيدها، في أشعارها، في أدبها.

بيروت هذه لطالما كانت تتظاهر من أجل القضايا العربية، من فلسطين وغير فلسطين عندما كان يتعرض أي بلد عربي للغزو كان أهل بيروت، أهل بيروت يتظاهرون ويعبرون عن تضامنهم.

لم تكن بيروت وأهل بيروت في يوم من الأيام في ما مضى تنأى بنفسها عن القضايا العربية والهموم العربية أبدا، هذا أمر جديد من سنوات، بيروت عنوانها الحقيقي هو هذه العروبة، عنوانها الحقيقي احتضان القضية الفلسطينية منذ الأيام الأولى للصراع والمشروع الصهيوني وعنوان بيروت هو عنوان المقاومة التي قاتلت الإحتلال عام 1982 والرصاصات الأولى للمقاومة اللبنانية انطلقت في شوارع بيروت، وأهل بيروت ومقاومو بيروت بالرصاص بالسلاح بالقنابل فرضوا على جنود الإحتلال أن يخرجوا من مدينة بيروت سريعا وهم مذلولين مهزومين، والشعار معروف يتذكره الناس في ذاك الوقت بمكبرات الصوت كانوا يقولون لا تطلقوا النار يا شباب أو يا أهل بيروت، الإسرائيليون كانوا يقولون لا تطلقوا علينا النار نحن ننسحب.

إسرائيل التي احتلت العاصمة العربية، عاصمة لبنان، خرجت تحت النار، لا بمفاوضات ولا بشروط مذلة ولا بمكاسب ولا باعتراف ولا بأي شيء. هوية بيروت الحقيقية هي هذه الهوية العربية، هذه الهوية المقاومة.

نعم تعالوا لنتنافس على من يحفظ هوية بيروت، أنا لا أدعي أن لائحة وحدة بيروت فقط هي التي تحفظ هذه الهوية. في اللوائح الأخرى أيضا حتى نحترم المنافسين الآخرين ولكن بالتأكيد نوع العروبة الذي تحدثت عنه بداية هو غريب وأجنبي عن عروبة بيروت.

ثالثا، أيضا في بيروت من أولى الواجبات هو الحفاظ على النسيج الاجتماعي المتنوع لبيروت، بين أهل بيروت هناك علاقات اجتماعية واقتصادية وتجارية وجيرة وأحياء مختلطة وعشرات الألاف من الزيجات المختلطة، أيضا هذا الأمر من أوجب الواجبات الحفاظ عليه. لا يجوز لأحد من أجل مكسب سياسي أو مكسب انتخابي أن يذهب إلى خطاب مذهبي أو خطاب طائفي أو تحريض طائفي ومذهبي، من أهم المناطق التي يجب الحفاظ على نسيجها الاجتماعي هي مدينة بيروت.

رابعا: فلتكن المنافسة في بيروت على خدمة العاصمة وخدمة أهلها ومن يريد أن يجهد لتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم.

المرشحون يتحدثون عن برامجهم الانتخابية ووعودهم الانتخابية وعادة أنا لا ادخل إلى تفصيل كل دائرة، هناك هموم كثيرة وقضايا في بيروت وأهل بيروت يعرفونها والمرشحون على اللوائح يعرفونها والقوى السياسية تعرفها، لكن أود أن أذكر مثلا وحيدا كلنا نعاني منه وأنا أعرف أن كل أهالي بيروت يعانون منه، مثلا هو مشكلة السكن قبل الحديث بالمشروع العربي والمشروع الفارسي، الآن جزء كبير من أهل بيروت يسكنون خارجها لأن ليس لديهم إمكانية لشراء أو إستئجار شقة في بيروت نتيجة جشع التجار ونتيجة اعتبارات مالية واقتصادية وحسابات أخرى.

اليوم، يمكن أن يأتي يوم الأغلبية الساحقة من أهل بيروت لا يستطيعون، جيل الأبناء وجيل الأحفاد، قد لا يجدون فرصة للبقاء في بيروت، يبقون فقط على لوائح الشطب، هذه من أهم قضايا بيروت التي يجب أن يفكر في البحث عن حلول لها.

انتقل إلى دائرة بعبدا، دائرة بعبدا عنوانها لائحة الوفاق الوطني، بالتأكيد نحن في لبنان كنا سابقا وما زلنا وسنبقى، هذا اللبناني يحتاج إلى الوفاق الوطني، إلى حقيقة الوفاق الوطني، إلى معناه، إلى ثقافته، إلى إرادته، وهذا إنما يتحقق ليس بتقاطع المصالح فقط ، وإنما أيضا بالتواصل الدائم، التلاقي الدائم بين مختلف مكونات الشعب اللبناني، عدم القطيعة بين بعضنا البعض، الحوار الدائم، التركيز على المشتركات، التفهم لبعضنا البعض، التفاهم، احترام الآخر والأعتراف به وبوجوده وبخصوصياته الثقافية والدينية وبحقوقه الطبيعية أيضا على المستوى السياسي هذه كلها عناصر للوفاق الوطني، الوفاق الوطني ليس مجرد شعار.

هناك أناس حتى اسم الضاحية الجنوبية لا يتحملونه، لا، عليكم أن تقبلوه، بالنهاية أسماء الأماكن يصنعها أهلها وتصنعها الأحداث ويصنعها التاريخ وتغطى من خلال مفاصل تاريخية معينة. الضاحية الجنوبية طبعا نحن مع اسم ساحل المتن الجنوبي والتحية لأهل ساحل المتن الجنوبي ولاسم ساحل المتن الجنوبي لكن هذا لا يعني التغافل أو الإساءة او استنكار اسم الضاحية الجنوبية الذي أصبح اليوم، ليس فقط في لبنان بل في كل العالم العربي والإسلامي بل في كل العالم أصبح اسم الضاحية الجنوبية معادلاً وموازياً لكل ما هو مقاومة وشرف وكرامة وعزة وإباء وصمود ورفض للمذلة والذل.

ولذلك هذا الاسم عليكم أن تتحملوه وتتقبلوه، وعليكم احترامه أيضا. هذه كلها أساسيات لتثبيت العيش الواحد أو العيش المشترك ليس مجرد شعارات. اليوم 13 نيسان، الذكرى المؤلمة للحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975، الحرب الأهلية اللبنانية التي انطلقت من حافلة عين الرمانة التابعة لقضاء بعبدا.

يجب دائما أن ينطلق الوفاق الوطني والإصرار على الوحدة الوطنية والإصرار على التلاقي، طبعا يجب الإضاءة على تلك التجربة، على الحرب الأهلية ليس من أجل نبش القبور ولا إثارة الحساسيات ولا نريد أن نحاكم أحدا ولكن للتنبيه على أن الحرب الأهلية اللبنانية أيا تكن خلفياتها وأهدافها ونتائجها كانت مدمرة، وكانت مؤلمة، وكانت محزنة، وتركت جراحا وجروحا بليغة في الجسد اللبناني مازالت موجودة حتى الآن.

وهذا وحده كاف لأن يدفع اللبنانيين دائما عندما تأتي هذه الذكرى ليتمسكوا أكثر بالسلم الأهلي، بالعيش الواحد، بالعيش المشترك، ولأن يعالجوا خلافاتهم السياسية وحساسيتهم الحزبية بعيدا عن منطق الشارع أو القتال أو الصدام او المواجهة أو ما يؤدي بلبنان إلى الحرب الأهلية.

في تلك الأيام الكل يعود ويتذكر الصديق والعدو، فقط أود التذكير بالاستراتيجية الأمريكية في ذلك الوقت التي كانت تفكر جديا وطرحت جديا إرسال البواخر والسفن إلى موانىء لبنان لنقل المسيحيين اللبنانيين إلى أوروبا واعتماد لبنان وطنا بديلاً لحل القضية الفلسطينية. هؤلاء الأمريكان الذين يعتبرهم البعض صديقا وهم من أيام زمان كانوا متواطئين ومتآمرين على المسيحيين كما على المسلمين.

اليوم نحن بحاجة إلى هذا الوفاق، نحن في عام 2006 وعلى مقربة من شارع عين الرمانة وفي كنيسة مار مخايل التقيت أنا وفخامة الرئيس العماد ميشال عون عندما كان زعيما للتيار الوطني الحر في ذلك الوقت وفي حضور قيادتي الحزب والتيار، وأبرمنا تفاهما ووقعنا تفاهما، وهذا التفاهم بني عليه وقدم انجازات كبيرة في حرب تموز، في طاولة الحوار، في حرب تموز وما بعد حرب تموز في مواجهة الاستحقاقات السياسية، في مؤتمر الدوحة، وفي انتخابات 2009، وصولا إلى استحقاق الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية".

وقال نصرالله:"الأهم من كل الانجازات السياسية كان هذا التلاقي والتواصل الشعبي والاجتماعي.الأهم هو الاحتضان الذي حصل في حرب تموز وبعد حرب تموز بين الناس في ما بينها، الأهم هو ما يسميه فخامة الرئيس ميشال عون السلام الداخلي، السلام النفسي، وهذا ما يجب ان نحافظ عليه، هذه الامانة اغلى من كل الخصومات السياسية.

بني هذا التحالف على مواد صلبة، من المعروف ان الكيمياء الفيزياء في بعض الاماكن ليست على ما يرام، يوجد خلافات سياسية حتى في فريقنا السياسي، لذلك كانت هذه المواد تشكل قاعدة لما يسمونه في الصحافة اللبنانية، حليف الحليف، ومع ذلك مشينا لسنوات بصيغة حليف وحليف الحليف، اليوم نحن احوج ما نكون كلبنانيين، هذه ليست حاجة حزب او تيار او حركة معينة او جماعة معينة، هذه حاجة لبنانية وطنية حقيقية، نحتاج الى هذا التلاقي، خصوصا بين القوى السياسية التي تتفق استراتيجيا، لا يوجد خلاف استراتيجي بين حزب الله والتيار أو حركة امل والتيار الوطني الحر، بين الحزب الديمقراطي وبين كل القوى السياسية الاخرى التي تتواجد في هذا الفريق الواسع الذي اسمه اكبر من 8 آذار. بعد الانتخابات، هذه الخصومة السياسية بين حركة امل والتيار الوطني وتيار المردة والتيار الوطني الحر يجب ان نسعى جميعا لنجد حلا لها.

المصلحة الوطنية والمصلحة الاستراتيجية تقضي ان تتفاهم الناس مع بعضها وتتواصل مع بعضها البعض، واقول لكم بصراحة لكل القوى السياسية، هناك قوى سياسية حقيقية وازنة في لبنان ليس من المنطقي ان يفكر احد بتجاهلها او الغفلة عنها. نحن عندما نفكر حتى بالحوار والتلاقي مع الخصوم السياسيين مع من نختلف معهم في القضايا الاستراتيجية ولكن قد نتفق معهم في قضايا مرحلية من أجل مصلحة البلد فكيف بالمتفقين في القضايا الاستراتيجية؟.

من هذه التجربة في بعبدا، ومن هذه التجربة في التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، يجب ان نفهم وتفهم القيادات والقواعد لدى حزب الله والتيار الوطني الحر ولدى بقية القوى السياسية، عندما تتفاهم ونتخالف، ان التفاهم والتحالف لا يعني على الاطلاق اننا اصبحنا في حزب واحد، ابدا. وهذا يجب ان يكون مفهوما، لم نصبح حزبا واحدا لكي نتفق بجميع الامور ونأخذ قرارا موحدا بكل شيء. التحالف والتفاهم لا يعني هذا. بين حزب الله والتيار الوطني الحر هناك تفاهم على القضايا الاستراتيجية ويوجد تفاهم على مبادئ اساسية تعني الوضع اللبناني، ولكن يوجد العديد من القضايا السياسية يمكن ان نتفق ومن الممكن ان نختلف، من الممكن في الانتخابات ان نتفق ومن الممكن ان نختلف. اليوم مثلا الاتفاق الانتخابي في بعبدا وفي بيروت الدائرة الثانية هو في الحقيقة، في عمقه، حرص على التوافق السياسي اكثر مما هو اتفاق انتخابي. من الممكن في بعض الماكينات الانتخابية واذا كنتم تتابعون الوسائل الاعلامية انهم يقولوا ان مصلحة التيار ومصلحة الحركة وحزب الله في بعبدا كان ان يشكل كل طرف لائحة منفردة لكن نحن كنا مصرين في بعبدا انه يجب ان نكون سويا بمعزل عن المصالح الانتخابية، من أجل تثبيت المصلحة السياسية لأننا افترقنا لحسابات انتخابية في دوائر اخرى، الذي يجب ان نتعلمه لأنه دائما في التجربة عندما نختلف بموقف، سريعا تقول الوسائل الاعلامية وبعض النخب وبعض السياسيين يقولون ما هو مصير التفاهم؟ هذا التفاهم صمد 12 سنة، مع العلم انه في لبنان عادة التفاهمات والاتفاقات تنهار بسرعة وتتبدل بسرعة، دليل ثبات هذا التفاهم على مستوى قيادتي الحزب والتيار الوطني الحر هو بقاؤه راسخا رغم الاختلافات في العديد من الملفات السياسية ورغم الاختلاف الانتخابي ، وهذا ما يجب ان نتثقف عليه وان نتعود عليه لبنانيا، ان التحالف لا يعني التحول الى حزب واحد، وعندما نختلف لا يعني ان يطير التحالف او يطير التفاهم بل يجب ان نبقى حريصين.

النقطة الاساسية التي اريد ان أركز عليها انطلاقا من بعبدا قبل ان انتقل الى الوضع في المنطقة ايضا في كلمتين هو ما يلي : اليوم احرص ما يجب ان نحرص عليه هو الى جانب التعاون بين كل القوى السياسية، اليوم الكل يتكلم عن محاربة الفساد وهذا امر عظيم وهناك الكثير من المشتركات في البرامج الانتخابية بالموضوع المالي والموضوع الاقتصادي والاصلاح الاداري و فرص العمل وبناء الدولة واستقلالية القضاء.... هذا يحتاج لتعاون قوى سياسية وتعاون كتل لتحقيقه، ولذلك بعد الانتخابات نحن معنيون في هذا، لكن الاهم الذي أريد ان اشدد عليه في ذكرى 13 نيسان ومن خصوصية انني اتكلم من بعبدا هو ان يكون لدى اللبنانيين حرص شديد على عدم الاستماع الى احد او اي خيار او اي لغة او اي مشروع يريد ان يأخذ لبنان الى حرب اهلية، لا احد يقول يا سيد انت تقوم بتهبيط حيطان ، هذا الموضوع قائم وموجود، هذا كان مطروحا على الطاولة في 2006 ومطروحا في العديد من المناسبات، واريد ان اذكركم في آخر مناسبة لكي لا اطيل واتكلم على تاريخ، اخرها من اشهر في ما اسميه المحاولة السبهانية نسبة للسبهان، انا اقول لكم واللينانييون يعلمون ان ما كان يحضره السبهان للبنان وكان جزء منه احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية في الرياض، ما كان يحضر له في لبنان هو حرب اهلية والبعض كان جاهز أن يذهب في هذا الخيار وهذا الامر يحتاج الى تنبه.

الحرب الاهلية خيار خاسر للبلد بمعزل عن موازين القوى العسكرية، من اكبر الجرائم ان يذهب احد في لبنان الى حرب اهلية. في السابق عندما بدأت الاحداث في سوريا وانقسمنا كلبنانيين، يوجد العديد من الناس كان لهم مصلحة ان تصل الحرب الى لبنان وأن يتواجه اللبنانيون في ما بينهم.

بطبيعة الحال كنا وما زلنا واريد ان اصف الواقع، القوة العسكرية الاهم، كان من الممكن ان يصفي حساباته ويقول يوجد معركة محاور في المنطقة، في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي البحرين وفي افغانستان فليكن جزءا من معركة المحاور لبنان، لكن لم نفعل ذلك، بل عندما خطبت يومها واعلنت ذهابنا الى سوريا قلت جملة في بعض الناس توقف عندها سلبا ويوجد بعض الناس توقف عندها ايجابا عندما قلت: يا اخي نحن اللبنانيين بعضنا يؤيد هذا الاتجاه والبعض يؤيد الاتجاه الآخر اذا كنا نريد ان نكون شركاء في هذه المعركة فلنذهب الى سوريا ولنتقاتل هناك. ما هي خلفية هذا الكلام؟ خلفية هذا الكلام اننا لا نريد حربا اهلية في لبنان، نريد سلما اهليا في لبنان، وهكذا نعزل لبنان عن حروب المنطقة، وهذه الطريقة الصحيحة لعزل لبنان عن حروب المنطقة، لكن هناك من كان يصر على الدفع بلبنان الى هذا الاتجاه ، الذين جاؤوا بالجماعات المسلحة الى السلسلة الشرقية ودعموها في الحدود من منطقة القصير الهرمل وكانوا يدفعون الى حرب اهلية في لبنان، السيارات المفخخة التي كانت تنفجر في الضاحية الجنوبية وفي بئر حسن وفي بيروت والهرمل وفي النبي عثمان، هؤلاء كانوا يدفعون باتجاه حرب اهلية، اعترافاتهم وتحقيقاتهم وبيناتهم تؤكد ذلك، وكانوا يستدرجون ردود فعل، واذكر اول سيارة انتحارية انفجرت في الضاحية الجنوبية الكثير من اللبنانيين وضعوا ايديهم على قلوبهم، وفكروا بأن اهل الضاحية سيبعثون بسيارة مفخخة للانتقام. هناك من كان يستدرج حربا اهلية لبنانية - لبنانية في العمليات الانتحارية، وهناك من كان يستدرج قتالا لبنانيا فلسطينيا من خلال العمليات الانتحارية، الم يكن يستطيع ان يرسل عراقيا او يمنيا او سعوديا لتنفيذ عمليات انتحارية، لماذا الاصرار على ارسال فلسطينيين لتنفيذ عمليات انتحارية في الضاحية الجنوبية؟

اذا نحن اللبنانيين لا نريد حربا اهلية لكن في الخارج هناك من خطط لتدمير العراق وتدمير سوريا، ومن يخطط ولا يزال يخطط لتدمير اليمن ما زال يخطط لحرب اهلية في لبنان وهذا يحتاج الى موقف صلب وحاسم وقاطع. تلاقينا وتحالفنا والوعي هو الذي يحول دون ذلك ، وعي اهل الضاحية الجنوبية، الضاحية الجنوبية بعد ملحمة حرب تموز 2006 كان لديها ملحمة ثانية واسطورة ثانية في الصبر والتحمل والوعي وكظم الغيظ في فهم الاولويات، في العقل الاستراتيجي، في الانضباط، في الالتزام الديني والاخلاقي والسياسي والانساني والوطني، عندما رفعوا شهداءهم وجرحاهم ورمموا منازلهم وقالوا الانتقام ليس في لبنان وانما في مكان آخر والمعركة في مكان آخر، هذا ما نحتاج اليه وهذا ما يجب ان يتعزز، وتحالفنا في بعبدا يعزز هذا المعنى ان شاء الله.

اسمحو لي ان نتكلم عن مستجدات المنطقة ونختم.

اليوم، المنطقة تعيش وضعا قلقا، وذلك لأن كثيرا من القيادات والحكومات والمحللين والنخب والناس عموما في البيوت والعاديين الذي من الممكن احيانا لا يهتمون كثيرا بالقضايا السياسية، كلهم اليوم يتابعون ويقولون الى اين وماذا سيحدث؟ نتيجة بعض الاحداث التي حصلت في سوريا.

في الاسبوع الماضي حصل حدثان مهمان ولا زال الوضع قائما.

الحدث الاول :العدوان الاسرائيلي السافر والواضح على قاعدة التيفور في ريف حمص والذي استهدف قوات ايرانية موجودة هناك من حرس الثورة الايرانية وادى هذا القصف بعدد كبير من الصواريخ، أدى الى استشهاد 7 من ضباط الحرس وجنوده وجرح آخرين، هذا كان حدثا جديدا وكبيرا ومهما.

كان يوجد تعمد اسرائيلي بالقتل وليس له سابقة، في السابق قصفتنا اسرائيل في القنيطرة وبالصدفة اعتبروا انه كان معنا احد الضباط . في القنيطرة، صعد الاسرائيلي ليقول انه لم يكن لدينا علم ونحن كنا نعتقد ان كل الناس كانوا من حزب الله، هذا امر ليس له سابقة منذ سبع سنوات، ان تقوم اسرائيل وبشكل واضح باستهداف قوات الحرس الثوري الاسلامي الموجودين في سوريا مما ادى الى استشهاد عدد وجرح آخرين، طبعا المسؤولون الايرانييون هم الذين سيقررون ماذا سيفعلون، وهم سيقولون ماذا سيفعلون، وانا الان لست في مكان من يريد ان يتحدث عنهم او ينطق باسمهم ولكن كحزب الله الموجود في المنطقة ومعني بما يجري في المنطقة اريد ان اقول للاسرائيليين ما يلي:

عليكم ان تعرفو انكم بهذا القصف الفاضح، للاسف انظروا الى اي حد هم دجالون، وزير الحرب الاسرائيلي ليبرمان يقول ان لا اعلم من الذي قصف التيفور ولبنان يعلم، واميركا اعلنت أن إسرائيل هي التي قصفت، وروسيا أعلنت أن إسرائيل هي التي قصفت، ووزير الحرب لا يعلم من الذي قصف.

اقول للاسرائيليين عليهم أن يعرفوا أنهم ارتكبوا خطأ تاريخيا، ليس خطأ عاديا، وأقدموا على حماقة كبرى وأنهم أدخلوا أنفسهم في قتال مباشر مع إيران، مع الجمهورية الإسلامية في إيران - بهذا الإعتداء - وإيران أيها الصهاينة ليست دولة صغيرة وليست دولة ضعيفة وليست دولة جبانة، وأنتم تعرفون ذلك.

أقول تعليقا على هذه الحادثة، أنها حادثة مفصلية في وضع المنطقة، ما قبلها شيء وما بعدها شيء آخر، هذه حادثة لا يمكن العبور عنها ببساطة كما يحصل مع كثير من الأحداث هنا، هي مفصل تاريخي، وعندما أقدم الإسرائيليون على ارتكاب هذه الحماقة كان لديهم تقدير، وأنا أقول لهم تقديركم خاطئ، وللأمام أيضا طالما أنكم فتحتم مسارا جديدا في المواجهة لا تخطئوا التقدير، في المسار الجديد الذي بدأتموه والذي فتحتموه لا تخطئوا التقدير وأنتم وجها لوجه ومباشرة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، نقطة على أول السطر. أكتفي بهذا المقدار.

يجب - شكرا يا إخوان - طبعا يجب أن نسجل هنا للايرانيين شهادة أيضا كتبوها بالدم، الشهادة هي التالية، الإسرائيلي يقول أنا لا أتحمل وجود إيراني في سوريا لأنه يضيق علي الخناق، لأنه يشكل بالنسبة الي تهديدا استراتيجيا ووجوديا.عدد قليل، طبعا لا يوجد أعداد كبيرة من الإيرانيين في سوريا، عدد معين من الإيرانيين في سوريا تنظر إليهم إسرائيل بهذه النظرة، أما عشرات الآلاف من الجماعات المسلحة في القنيطرة وفي درعا وعلى الحدود مع الجولان السوري المحتل، عشرات الآلاف من جبهة النصرة ومن داعش ومن بقية مسميات الجماعات الإسلامية والتي تملك أشكالا وأنواعا مختلفة من السلاح، صواريخ وكاتيوشا وضد الدروع وأسلحة نوعية، كل هؤلاء لا يشغلون بال إسرائيل، بالها لا يشغلوه، ليس خطرا إستراتيجيا، لا تنظر إليهم كخطر، لا يشغلون بالها، بل تتعاون معهم وتدعمهم وتعالج جرحاهم وتقدم لهم المعلومات وتساندهم في القتال. حسنا، هؤلاء الذين تسموهم الثورة السورية هؤلاء الكذا والكذا تنظر إليهم إسرائيل كحلفاء، كأصدقاء، مع أنهم عشرات الآلاف، وتنظر إلى عدد قليل من حرس الثورة الإسلامية في إيران مع إمكانيات متواضعة موجودة في سوريا على أنه تهديد استراتيجي، هذه شهادة للايرانيين، وعلى حقيقة العداء، من هو العدو ومن هو الصديق، من هو الذي يدافع عن قضية فلسطين ويواجه هذا الكيان وهذا المشروع الصهيوني ومن هو الحليف الذي يتعاون فوق الطاولة وتحت الطاولة مع هذا الكيان ومع هذا المشروع الصهيوني.

الحادثة الثانية، تهديدات ترامب، حسنا، ترامب خرج يقول بعد مسرحية دوما، تعرفون كلكم، كنتم متابعين أن الغوطة تقريبا انتهت، بقية دوما كان هناك مفاوضات لإنهائها، بعد قليل عملت مسرحية الكيماوي، كلنا ندين استخدام الكمياوي في أي معركة ونعتبره جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية ومن المعاصي الكبرى، لا يوجد نقاش، لكن أحب أن أؤكد لكم، وخصوصا لجمهورنا، لأنه نحن جزء من المعركة، أن ما جرى في دوما مسرحية، لا يوجد كيماوي ولا شيء، هذه معلوماتنا، نحن متأكدون من ذلك، وأصلا لا يوجد منطق لاستخدام الكيماوي. يا أخي المحروق يستخدم الكيماوي، المنتصر لماذا يستخدم الكيماوي، الحكاية منتهية، والجماعة مستسلمون والنقاش كان على بعض التفاصيل، تعطونا المخطوفين، لا تعطونا المخطوفين، السلاح الثقيل تسلموه، لا تدمروه، على تفاصيل، الموضوع كان منتهيا. إذا لا يوجد منطق، لا يوجد عقل، لا يوجد دليل، لا يوجد أي شيء على الإطلاق أن يقول أحد يذهب ويعمل كيماوي في دوما، هناك مسرحية دوما وعملت. وقبل أسابيع كان يقال سوف يعملون مسرحية، ومع كل انتصار كبير في سوريا تقام هذه المسرحيات.

حسنا، بنى ترامب على هذه المسرحية وبدأ بتغريداته، قبل أن يناقش البنتاغون، وزارة الدفاع، قبل أن يناقش المخابرات، قبل أن يناقش - الله أعلم - وتعرفون هذه مشكلة تويتر، غرد وبدأ يهدد ويرعد ويزبد ويريد أن يقصف ويضرب ويدمر ويدفع أثمانا باهظة.

أولا نحن أمام مشهد جديد من مشاهد الاستكبار الأميركي، الأميركي وحده عين حاله محققا من دون تحقيق، يعني محققا لكن لا يحقق، وثانيا مدعيا عاما، وثالثا قاضيا يصدر الأحكام. ورابعا جلادا ينفذ الأحكام. يا أخي لم يأخذ وقتا، لم يعط ترامب وقتا لأحد، لا لمنظمة مواجهة الأسلحة الكيميائية ولا لمجلس الأمن الدولي ولا لأحد يأتي ويحقق وينظر هل هناك عملية كيميائية أو لا يوجد، لا، فقط شاهد على التلفاز، بنى على الموضوع، إذا لم نقل أن هذا جزء من تواطؤ ومؤامرة وخطة، وأعلن وهدد وأرعد. هذا استكبار، هذا استعلاء، هذا استغباء لكل الرأي العام الدولي والعالمي، انه احد الذين اراد أن يفرض نفسه جباراعلى كل العالم ويخضعه لخياراته، هذه أول نقطة.

النقطة الثانية، من حق الناس وشعوب المنطقة جميعا أن يقلقوا، ليس فقط في هذه الحادثة، طالما هناك شخص اسمه ترامب موجود برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، أنا أقول لجميع الحكومات والدول والجيوش، الدول في العالم ليس فقط عندنا، والشعوب والناس كلها، لا، من حقكم أن تكونوا قلقين، لماذا؟ لأنه اليوم نحن في واشنطن، هناك أهم قوى عظمى في العالم تقودها إدارة ورئيس، أولاً الإدارة إدارة غير منسجمة، متنازعة، متخاصمة، تعيش حيرة استراتيجية، أحد إخواننا قبل يومين كنا نناقش، قال عبارة جميلة، قال الآن نحن نناقش ترامب ماذا سيفعل، الأميركان ماذا سيفعلون؟ يضربون، لا يضربون، حدود الضربة، أهداف الضربة، إلى آخره، يمكن يكون الأميركان هم أنفسهم غير عارفين ماذا يفعلون، هم من الممكن أن يكونوا لا يعرفون ما يفعلون، هم عندهم حيرة استراتيجية في المنطقة، هناك إدارة محتارة، هناك إدارة يوم يستقيل وزير وثاني يوم يعزل وزير، وزير خارجية ومستشار أمن قومي ومستشار أمن داخلي ووزير عدل وو.. إدارة مرتبكة، إدارة متخاصمة، إدارة ليس لديها رؤية استراتيجية لأي شيء.

ولدينا رئيس - الإدارة لوحدها شيء والرئيس ترامب وحده قصة - ولدينا رئيس لا نستطيع أن نفهم "كوعه من بوعه"، كيف يفكر؟ كيف يأخذ القرارات؟ أمام رئيس لديه بشخصيته مجموعة من المواصفات، أولاً رئيس انفعالي، "بيطلع خلقو"، يأخذ موقف وعلى تويتر، يعني لا يوجد داع أن يعقد مجلس أمن قومي ويدرس ويخرج الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض ويصدر الموقف، لا، التويتر معه في جيبه، "بطلع تك تك تك.." أخذ موقف، صح أو لا؟ من يستطيع أن يضبط ترامب؟! ويأخذ مواقف انفعالية ومواقف غير محسوبة وغير مدروسة. على أساس أنه ذاهب لحرب مع كوريا شمالية، وأرسل المدمرات وأرسل حاملات الطائرات وكل العالم أصبح جالسا على فوهة بركان، بلحظة من اللحظات لم يعد هنالك شيء، والآن أصبحنا نريد أن نتفاوض مع كوريا الشمالية. يا أخي قبل جمعة، كان يخطب، لا الخارجية الأميركية لديها علم ولا وزارة الدفاع ولا أحد، قال نحن سنسحب قواتنا من سوريا قريبا وقريبا جدا وضاعوا الأميركان وضاعت المنطقة كلها، لأن انسحاب القوات الأميركية من سوريا له الكثير من المعاني والدلالات الاستراتيجية والسياسية والأمنية وضاع العالم كله، لم يكن أحد لديه علم إلا ترامب، لديك شخص انفعالي. يا أخي قبل اسبوع كان يريد أن ينسحب من سوريا، بعد اسبوع يريد أن يشن حربا على سوريا، كيف يأخذ هذه القرارات؟! رئيس انفعالي.

ثانيا، رئيس تاجر، عقليته فلوس، أموال، تجارة، يأخذ فلوسا أو لا يأخذ، لذلك مثلاً أيام أوباما، حتى أيام جورج بوش، كنتم تسمعون في الخطابات بعض المصطلحات، الحرية، الديمقراطية، نقل الديمقراطية إلى العالم، السلام العالمي، السلام الدولي، عندما جاء ترامب منذ سنة وسنة الانتخابات، حملته الانتخابية، اقرأوا خطاباته، كلها ملايين ومليارات وشغل وعمل ووظائف ويجب أن يدفعوا وهؤلاء لم يدفعوا، وهؤلاء لديهم أموال كثيرة، كله أموال، في عندنا رئيس يحلم S وعليها خطين، ماذا نفعل بأنفسنا؟! أتكلم عن شعوب العالم ماذا ستفعل وليس نحن، نحن نعلم ماذا سنفعل بأنفسنا.

يوجد رئيس تاجر، قبل عدة أشهر عندما ذهب إلى السعودية وعاد ماذا تكلم في أميركا؟ تكلم عن السياسة؟ تكلم عن العلاقات في المنطقة؟ تكلم عن مستقبل المنطقة؟ لم يتكلم شيئا من هذا، قال ذهبنا وجلبنا عدد من مليارات الدولارات وهذا يعني عشرات الالاف الوظائف والوظائف والوظائف.

قبل عدة أيام عندما إستقبل ولي العهد السعودي عنده في البيت الأبيض ـ والله انه تاجر عادي يستحي أن يفعلها ـ حمل هذه الأوراق وجمعها وبدأ بالقول له هذه 200 مليون دولار وهذه مليار دولار وهذه مليار ونصف دولار وهذه 500 مليون دولار، وسند عليه الورقة الثانية، هذه بهذا القدر وهذه بهذا القدر، واضحة يريد أن يجعله يشتري كل شيء ، وعندما وصل إلى مبلغ ربما ملياران أو 500 مليون قال له هذا عندكم ليس له قيمة، هذا لا شيء بالنسبة لكم.

هذا ترامب هكذا، عقليته هكذا، ثاني يوم عندما أصدر تصريحا وقال انه يريد أن يسحب القوات الأميركية من سوريا، في ثاني يوم أو ثالث يوم عقد مؤتمرا صحفيا وبجانبه ثلاثة مستشارين، تكلم وقال اذا كانت المملكة العربية السعودية مهتمة ببقاء قواتنا في سوريا فعليها أن تدفع، يجب أن تدفع ويفعل في يده هكذا (مشيرا إلى حركة المال) ما هذا الرئيس؟ ماذا يعني هذا؟ يعني أن الجيش الأميركي مجموعة من المرتزقة، تدفع الفلوس نقاتل، لا تدفع الفلوس نغادر، يعني أي تعبير آخر ليس له مكان، في حال انت قادم من أجل الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان والسلام في المنطقة ومحاربة الإرهاب، ما علاقة السعودية بدفع الأموال من عدمها؟

ترامب يتعامل وكأن القوات الاميركية مجموعة من الجنود المرتزقة وليست "black water" فقط، أسوأ من "black water"، أسوأ من اي شركة أمنية أميركية، إدفع الفلوس وانا أقاتل من أجلك، أشن حروب بالوكالة عنك.

لدينا إذا رئيس تاجر، عقل تجاري، ولدينا ايضا رئيس مأزوم، مأزوم بمشاكله الداخلية، بفضائحه، بالتحقيقات التي تجرى، التي يجريها المحقق مولير، تتذكرون في اليوم نفسه الذي هدد فيه بقصف سوريا ـ يوم الأحد ـ بعد ساعة أو ساعتين كتب تغريدة هاجم المحقق مولير على تحقيقاته وعلى سخافاته بتعبيره هو.

لدينا رئيس مأزوم ولدينا رئيس تاجر ولدينا رئيس إنفعالي ولدينا ادارة غير منسجمة وفاقدة للرؤية الإستراتيجية. أليس من حق العالم أن يخاف وأن يقلق؟ لأنه يوجد غموض، لا أحد يفهم شيئا من شيء.

بناء عليه، سؤالكم يعني ماذا سيحصل في سوريا؟ هو قال أمس، ربما يحصل شيء قريبا جداً، وربما ليس قريبا على الإطلاق، هذا ما يقوله هو وليس ما أقوله انا، مع هكذا رئيس ومع هكذا إدارة تستطيعون أن تفترضوا كل شيء، وانا لا أريد اليوم أن أرجح فرضية على فرضية.

في لبنان نحن الذين نتابع، اخواننا في سوريا، شعوب المنطقة، تستطيع أن تجلس وتقول في اي لحظة من اللحظات ربما يخرج أمامك على التلفاز "خلص" لا يوجد شيء، إنتهى الموضوع، سحب تهديداته، الحياة ستكمل على طبيعتها في سوريا وفي المنطقة. وتستطيع أن تأخذ فرضية ضربة محدودة لحفظ ماء الوجه. وتستطيع أن تأخذ إحتمال حرب. كل شيء وارد مع رئيس بهذه المواصفات ومع إدارة بهذه المواصفات.

رابعا: وهو ما يجب أن نؤكد عليه أن هذا الذي يحصل الأن ويجب أن يعلمه ترامب والإدارة الأميركية وكل أجهزة المخابرات التي تراقب وضع المنطقة الأن، هذه النقطة المهمة التي سأقولها الأن.

النقطة الأولى: عادة الأميركي عندما يهدد ويرعد ماذا يفترض؟ العالم مرعوبة، العالم خائفة، سوريا خائفة ومرعوبة ـ يفترض ـ إيران، روسيا، حركات المقاومة وبالتالي تركض الناس لكي تخضع وتتنازل وتركع وتستسلم "ودخيلك يا أخي" لا تفعل شيئا، ماذا تريد نحن في خدمة عيونك.

اليوم نحن في 13 نيسان، ليعلم العالم كله أن كل هذه التغريدات والتهديدات الترامبية الهوليودية الأميركية لم تخف ولن تخيف لا سوريا ولا إيران ولا روسيا ولا حركات المقاومة في المنطقة ولا شعوب المنطقة. لا يوجد أحد خائف. هذا اولا، فلا ينتظر هو أن يخضع احدهم ولا أن يأتي أحد ليتنازل.

اليوم هناك قوة كبيرة في المنطقة تأسست على قاعدة إنتصارات وخاضت معارك كبرى وأسقطت مشاريع كبرى وتملك من القدرة والعقل والفهم والمعنويات والإرادة والإمتداد البشري ما يجعلها تواجه أعتى أعاصير هذا العالم، ليكن هناك ثقة بهذا الكلام، لا يوجد أحد قلق ولا أحد مرعوب ولا أحد خائف ولا أحد ذاهب ليستسلم، وليهول مثلما يريد وايضا ليفعل ما يريد وليس فقط يهول "يعمل يلي بدو اياه".

النقطة الثانية المهمة جدا، هو الان يهدد ويغرد ويفكر بالعدوان على محور خارج من إنتصارات باميركا الخارجة من مجموعة كبيرة من الهزائم، أميركا التي هزمت في العراق ـ طبعا هزمت بمشاريعها ـ هزم مشروعها في سوريا، هزم مشروعها في لبنان، ما زالت عاجزة في اليمن، ما زالت عاجزة أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكانت تراهن على إخضاعها وإذلالها، وايضا تاريخ أميركا من الحروب في المنطقة، تذكروا من الفيتنام الى لبنان ببداية الثمانينات الى العراق الى الصومال الى افغانستان، هم يأتون برصيد كبير من الهزائم ونحن ذاهبون برصيد كبير من الانتصارات، هم يأتون باطماع كبيرة بالفلوس وخائفون من تقديم الدم ونحن ذاهبون بمسار قدمنا فيه عشرات آلاف الشهداء لتبقى لهذه الامة كرامتها وعزتها وقدسها وقرارها.

النقطة الأهم هنا أن تعرف الادارة الاميركية أن حربها على المنطقة لن تكون على الانظمة ولن تكون معركتها مع الجيوش، بقدر ما ستكون معركتها مع شعوب المنطقة.

وفي كل المعارك التي خاضتها أميركا مع الجيوش كانت تنتصر أو تهزم، ولكن في كل المعارك التي خاضتها مع الشعوب كانت تُهزم. النتيجة الحقيقية هي الهزيمة هي مشهد القوات الاميركية تخرج مهزومة ذليلة من اي بلد تفكر بالقدوم اليه او الاعتداء عليه، لا ينبغي أن نخاف لا ينبغي أن نقلق، مثلما يقول "أبو حسن" حاضرون في كل ساح، لن نترك السلاح.

ونحن أمام اي مرحلة جديدة نتحمل مسؤولياتنا بالكامل، بثقة، بوعي، بفهم، بعقل، بحكمة، بمسؤولية، وبإرادة، وعزم، وشجاعة.

ايها الإخوة والأخوات، اطلنا عليكم، موعدنا في 6 ايار، مرجوعنا على الانتخابات، موعدنا في 6 أيار مع الحضور والمشاركة الكثيفة في كل الدوائر، بيروت الثانية، بعبدا، في كل الدوائر يجب أن يكون لدينا الحضور الكبير، هناك أناس ـ شمال يمين ـ يمكن أن يطرحوا شبهات في مكان ما، يوجد اناس يحاولون ان يطرحوا شبهات ولا اريد ان اقول ما هي هذا الشبهات حتى لا اروج لها، لكن أعلق بكلمة واحدة اقول لكل من قد تصل اليه الشبهات الدينية أو الفقهية أو السياسية، اقول لكم من موقعنا الديني كما من موقعنا السياسي اذهبوا واقترعوا وانتخبوا وكونوا نصيرا حقيقيا واحضروا بقوة ولكن بهدوء.

الصوت العالي في الإنتخابات طبيعي، ولكن نريد حضورا هادئا لا نريد اشكالا مع احد، نريد انتخابات هادئة، انتخابات امنة، نريد انتخابات تعزز السلم الأهلي كل شخص يعبّر عن رأيه وينتخب كما يريد، لكن نحن ننتظركم في السادس من ايار من اجل اي شيء؟ من اجل وفائكم وانتم أهل الوفاء. من اجل وفائكم للوعد، ووفائكم للنصر، ووفائكم لدماء الشهداء، ووفائكم للمقاومة، ووفائكم لمستقبل هذا البلد. لشعب حر، آبي، سيد، كريم، عزيز، ولدولة سيدة، قوية، عزيزة.

ننتظركم يوم السادس من أيار مع أصواتكم التي يجب أن تحضر في كل الصناديق.