المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 05 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april04.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، وبقومه اللبناني المتعدد الاثنيات

الياس بجاني/ذكرى حصار مدينة زحلة والبطولة والاستشهاد

الياس بجاني/عبيد في وطن الأرز لنظام الملالي يفاخرون بعبوديتهم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي/فوضى التحالفات السياسية ستنجلي بعد السابع من ايار وستحسم الخيارات

تنفيذ الوعود الإنتخابية أمر آخر/خليل حلو/مدى الصوت

التجمع اللبناني": يستغلون مؤتمر باريس انتخابياً وينفقون الأموال الطائلة للترويج لمرشحيهم والشاشات مقفلة في وجوه المستقلين

قراءة خطرة للتاريخ وراء ترشيح "حزب الله" لزعيتر في جبيل – كسروان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 4/4/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 4 نيسان 2018

المرشح كميل شمعون: القانون والقضاء ركنان اساسيان للنهوض الاقتصادي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هكذا تُستغل المناصب السياسية إنتخابيًا

نقلا عن " تقدير موقف"

إعلام طهران يفتح النار على عون: أين مليارات الدولارات؟

إنه زمن "الحاصل".. هل تبلغه الأموال في لبنان؟

صفحة جديدة.. بين "المملكة" وجنبلاط

قائد الجيش استقبل قائد العمليات المشتركة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط

المطارنة الموارنة: ليتحمل الناخبون مسؤوليتهم الوطنية والضميرية ولا يجوز للدولة أن تضع المدارس في مهب الريح

كتلة المستقبل: إقرار الموازنة قبيل انعقاد سيدر يعطي صورة إيجابية عن عزم لبنان لاستعادة الانتظام والانضباط في أوضاعه المالية

حزب الله يريده نائبا... و"الغاية تبرر الوسيلة"؟

والد غبش: ايلي أرغم على تلفيق ملف عيتاني

تحضيرات "سـادر" تمتّص وهج الحماوة الانتخابيــة وتشكيك سياسي بنزاهة تصويت المغتربين وبري ممتعض

بن سلمان من واشنطن الى باريس: هل يشارك في سادر او يلتقي الحريري؟ قطار توطيد العلاقات بين بيروت والرياض انطلق بزخم..ولا تراجع في مساره

هذه السياسة الجديدة للسعودية في لبنان: الحلفاء والسياحة

الاعتراض العوني يكبر: ماذا فعل باسيل في التيار واللوائح؟

يجوز إبادة الشعب السوري/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

سياسي ألماني: الخطر الإيراني وراء التقارب بين السعودية وإسرائيل

ترامب يوافق على ابقاء قواته لفترة في سورية ثم سحبها قريباً

اتفاق تركي روسي إيراني على وقف دائم لاطلاق النار في سورية بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية.. وموسكو وأنقرة ستبنيان مستشفى بتل أبيض

سؤولون بريطانيون يزورون شمال سورية دعماً للأكراد

الأمم المتحدة دعت للسماح بالوصول إلى الغوطة ودول غربية تتوعد بمحاسبة الأسد بعد عام على هجوم كيماوي “خان شيخون”

مقتل اربعة مسيحيين في هجوم بالرصاص في باكستان

إسرائيل تعلن إحباطها هجوماً استهدف سفينة عسكرية

النمسا تعتزم حظر الحجاب في المدارس الابتدائية

مجلس النواب الأردني يحظر الموت الرحيم

وزير الطاقة السعودي: الهجوم الإرهابي على ناقلة النفط لن يعطل الإمدادات وأكد أنها محاولة يائسة من الحوثيين المدعومين من إيران للتأثير على الملاحة الدولية

مصر تؤكد دعمها لوحدة العراق

هل بدأت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أسـم لـبنـان عـبر الـعـصـور/من كتاب “اسم لبنان عبر العصور” للمؤرخ اللبناني انطوان أميل خوري حرب

حقائق تحت الدخان/الياس الزغبي/الصوت

العلولا لـ«الجمهورية»: مِن قلبي سلامٌ للبنان/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

المجلس الدستوري «صامد» وينتظر 100 طعن/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«القوات» و«الكتائب»: ومِن الحبّ ما قتل/كلير شكر/جريدة الجمهورية

خفايا الطريق الى «سيدر»: القصة الكاملة/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

التيار يوسّع "بيكار" المواجهة.. إليكم الأهداف/هيام القصيفي/الأخبار

أسابيع حاسمة لتحديد مسار البلد لسنوات إلى الأمام/الهام فريحة/الأنوار

كلمة السرّ/عقل العويط/النهار

ميشال المر: أسطورة «قبضاي» المال والسلطة/نقولا ناصيف/الأخبار

لهذه الأسباب لبنان يعيش أيّاماً مصيريّة/فؤاد ابو زيد/الديار

صِفْ الوردة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

قمة سعودية أميركية «للترفيه»/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

من أميركا... حديث ولي العهد السعودي للعالم/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

ما بعد العواصف العربية/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

الأيام الأخيرة لمحمد: هل صار نقد التراث ممكنا/الدكتورة منى فياض/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جلسة لمجلس الوزراء في السراي الكبير الرياشي: المجلس مصر على مراقبة العملية الانتخابية وحمايتها بشكل دقيق

عون أمام زواره: لإعادة نظر شاملة في قانون الضرائب ومكافحة الفساد مسؤولية مشتركة بين المواطن والدولة

الحريري استقبل ستليانيدس وبحثا في مساعدات الاتحاد الاوروبي للبنان

بري نبه من التصريحات العدوانية الإسرائيلية: ثغرات ظهرت في قانون الانتخاب وهناك حاجة لتطويره لاحقا

الكتلة الشعبية: الراعي هنأ سكاف لكونها أول امرأة تترأس لائحة إنتخابية

نواف الموسوي: مهمتنا إلزام أي صفقة أن تمر في ادارة المناقصات

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون

الرسالة إلى العبرانيّين12/من28حتى29/و13/من01حتى09/"يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّنَا حَصَلْنَا على مَلَكُوتٍ لا يَتَزَعزَع، فَلْنَتَمَسَّكْ بِهذِهِ النِّعْمَة، وَلْنَعْبُدْ بِهَا اللهَ عِبَادَةً مَرْضِيَّة، بتَقْوًى وخُشُوع. فَإِنَّ إِلهَنَا نَارٌ آكِلَة! فَلْتَثْبُتْ فيكُمُ المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّة. ولا تَنْسَوا ضِيَافَةَ الغُرَبَاء، فإِنَّ بِهَا أُنَاسًا أَضَافُوا المَلائِكَةَ وهُم لا يَدْرُون. أُذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون. لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكَرَّمًا عِندَ الجَمِيع، والفِرَاشُ الزَّوجِيُّ نَقِيًّا، لأَنَّ اللهَ سَيَدِينُ الفُجَّارَ والزُّنَاة. لِيَكُنْ تَصَرُّفُكُم مُنَزَّهًا عَنْ حُبِّ المَال، وٱكْتَفُوا بِمَا عِنْدَكُم، لأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ قَال: «لَنْ أُهْمِلَكَ، لَنْ أَتْرُكَكَ!». فَنَقُولُ واثِقِين: «أَلرَّبُّ عَونٌ لِي، لَنْ أَخَاف: مَاذا يَصْنَعُ بِيَ البَشَر؟». تَذَكَّرُوا مُدَبِّرِيكُمُ الَّذِينَ خَاطَبُوكُم بِكَلِمَةِ الله، وتأَمَّلُوا بِمَا ٱنْتَهَتْ إِلَيهِ سِيرَتُهُم، وٱقْتَدُوا بإِيْمَانِهِم. إِنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ هُوَ أَمْسِ واليَومَ وإِلى الأَبَد. لا تَنْقَادُوا لِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وغَرِيبَة، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُسْنَدَ القَلْبُ بِالنِّعْمَة، لا بِالأَطْعِمَةِ الَّتي لا تَنْفَعُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ أَحْكَامَهَا.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، وبقومه اللبناني المتعدد الاثنيات

الياس بجاني/04 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63658

لا مضرة في أن يفاخر أي لبناني باثنيته وأصوله، ولكن مستغرب جداً أن يفاخر اللبناني بغير قومية وبغير هوية بلده ويعطي لبيروت أو لغيرها من المدن اللبنانية هوية غير لبنانية.

للتذكير .. فلا الأرمني ولا السرياني ولا الكردي ولا القبطي ولا الماروني il عرباً وقوميون عرب.. . وبيروت أم الشرائع هي مدينة هويتها لبنانية منذ أن عرفها التاريخ.

صحيح أن الطائف قد فرًّضَ على الدولة اللبنانية الانتماء والهوية العربية، ولكن النصوص هي غير النفوس، وأسس التعايش في لبنان لا تقوم بين شرائحه على خلفية نصوص فرضتها بالقوة حرب أهلية نتج عنها غالب ومغلوب.

المطلوب وعي واقع البلد الديموغرافي والإثني في حال حقيقةً أرادت شرائحه المتعددة الاثنيات والحضارات والمذاهب أن تحي التعايش قولاً ونصوصاً، ممارسة واحتراماً للغير، ومحافظةً على تميز وطنها، وطن الأرز عن باقي دول الجوار.

ليت أهلنا الذين يفاخرون بغير هويتهم اللبنانية، وخصوصاً من مواقع المسؤولية، يلتفتون إلى لبنانهم ولبنانيتهم وشلوح الأرز، فهي وحدها تحمي وجودهم، وتحافظ على جذورهم، وتصون حضاراتهم، وتؤمِّن لهم ممارسة حرية شعائرهم المذهبية، وتضمن استمرارية تميزهم العرقي والكرامات.

يكفي الرعاة والقادة والسياسيين عندنا لحساً للمبارد وجلداً للذات، فلبنانهم هذا الذي عصى منذ سبعة آلاف سنة على قوى الشر والظلامية لا يمكن أن يتكنى إلا باسمه، وهو لا هوية له إلا هويته اللبنانية المميزة، وهو قائم بحد ذاته ومتكامل. كان منذ البدء وسيبقى حتى المنتهى.

جميلة هي الهوية العربية ولكن لأصحابها، ولا عقدة عندنا منها ولا مشكل لنا معها، تماماً كالفرنسية والإنكليزية واليابانية والكندية والأميركية وغيرها الكثير من الهويات التي هي أيضاً ممتازة وجميلة ولكن للشعوب التي تتكنى بها وتصونها عن قناعة وحب وإيمان.

حان الوقت يا سادة يا محترمين أن ترسي سفنكم على بر ما، وأن ترحموا أناسكم وتكفوا عن اللعب على التناقضات والقفز فوق التاريخ.

فخورون نحن بكل شرائح شعبنا الذين هم من أصول عربية وفينيقية ومردية وآرامية ويهودية وفارسية وأرمنية وسريانية وكردية وتركية وإفرنجية وشركسية، وغيرها الكثير، إلا أن فخرنا الأكبر هو أننا لبنانيون نعيش في كنف لبنان، نشرب من مائه، نتنفس من هوائه، ونحمل هويته اللبنانية التي هي أقدس ما نجل.

وطننا هو لبنان الإنسان والدولة والكيان والحقوق.

الوطن السيد المستقل بحدوده المعترف بها دولياً، وطن الـ10452 كلم مربع.

إننا قوم لبنانيون، أي أن قوميتنا لبنانية، ولكن نحن من أعراق واثنيات وحضارات وأصقاع متنوعة.

أما ولاؤنا فهو للبنان ولبنانيون نحن أولاً وكل شيء آخر يأتي في المراتب الثانوية. نحترم كل هويات الغير ونأمل من الغير احترام هويتنا.

لا نفرض هويتنا على غيرنا ولا نرضي أن يفرض غيرنا هويته علينا.

تاجر المغرضون عندنا وفي دول الجوار بما فيه الكفاية برايات العروبة.

قد أعيوها وأنهكوا قواها وأفرغوها من محتواها الانساني والحضاري والحقوقي.

يحاولون دائما تبديل جلودهم على حساب مصلحة لبنان وشعبه والهوية.

فليرحموا الإنسان اللبناني الذي أدهش العالم بلبنانيته والعلم وبتوقه للحرية والديمقراطية.

كفى استهانة بالمواطن وبذكائه والتعامل معه بفوقية واستغباء.

أن الثقافة في عصرنا هي انفتاح كوني والعلم أيضاً كما التكنولوجيا.

أما الحضارة الحالية في وطننا الأم، وفي بلاد الجوار، وغيرها من البلدان، فهي مزيج وعصارة لما سبقها من حضارات من ضمنها الحضارة العربية.

إن العالم اليوم قرية صغير بعد أن سقطت كل الحدود والسدود ومعها سقطت العصبيات القومية والطروحات الإيديولوجية ومبدأ الفوقية ورفض الآخر.

لم يعد يحتمل شعب لبنان طروحات ديماغوجية، واديولوجيات وهمية، وقادة ورعاة تحركهم عقليات ومفاهيم تعيش خارج عصرها في أقبية حقبات الأزمنة الغابرة.

لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، بقومه اللبناني المتعدد الاثنيات، ,بتميزه، ,برسالته الحضارية وخصوصيته الرائعة، ونقطة على السطر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

عبيد في وطن الأرز لنظام الملالي يفاخرون بعبوديتهم

الياس بجاني/03 نيسان/18

في ظل احتلال إيران للبنان بواسطة حزب الله الذي هو جيشها وذراعها العسكرية في كل الدول العربية يطل على اللبنانيين عبيد ومرتزقة يخوضون الانتخابات النيابية ليجاهرون بعبوديتهم للسيد نصرالله ولأسياده في إيران فيما المعبود هذا وحزبه وجماعة ما يسمى حلف الممانعة مستمرن في تفكيك الكيان اللبناني وفي تهجير اهلنا وفي إذلال وتدجين واستتباع الطبقة السياسية.

 

ذكرى حصار مدينة زحلة والبطولة والاستشهاد

الياس بجاني/02 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63610

الوطن الذي لا يكون أهله على استعداء دائم لتقديم أنفسهم قرابين على مذبحه يزول ويتحولوا هم إلى عبيد أذلاء.

أهل زحلة ومعهم كل أحرار لبنان تحت رايات المقاومة اللبنانية بقيادة شهيد وطن الأرز الشيخ بشير الجميل قالوا في 2 نيسان 1981 لا كبيرة صارخة ومدوية ومزلزلة للمحتل السوري ولم يخيفهم إرهابه وإجرامه وبربريته.

صمدوا ودافعوا عن زحلة بعنفوان وكبرياء وإيمان وقدموا مئات الشهداء.

ردوا الهجمة البعثية الهمجية ببطولة وبقيت زحلة ولا تزال حرة وأبية.

يقول القديس الرسول في رسالته إلى العبرانيين عن المسيح وموته الخلاصي: “كان عليه أن يذوق الموت بنعمة الله لخير الجميع”.

في التأمل بموت المسيح وغايته، يمكّننا قبوله وتجاوز أسبابه الظالمة، طمعا بغايته السامية، ويمكّننا على النحو نفسه أن نفهم موت شهدائنا في مدينة زحلة وفي كل لبناننا الغالي والحبيب ونقبله ونتخطى أسبابه الظالمة وصولا إلى غايته السامية، وهي غاية خلاصية”.

شهداء زحلة كالمسيح، كان عليهم أن يذوقوا الموت، وقد فعلوا ذلك لخيرنا جميعا،

استشهدوا من اجل أن نبقى وتبقى مدينة زحلة ويبقى لبنان،

فصحّ فيهم مثل حبة الحنطة الإنجيلي، والقيمة التي يموت من اجلها إنسان لا تموت بزوال جسده، بل تتضاعف”.

في مساء يوم 2 نيسان سنة 1981 توجه الشيخ بشير الجميل إلى المقاتلين في زحلة مفوضا إياهم الصلاحيات باستمرار المقاومة آو مغادرة المدينة، وقال:” لان الطريق لا تزال مفتوحة لبضع ساعات فقط، إذا غادرتم تحافظون على حياتكم ويصبح سقوط المدينة حقيقة محتمة وهذه تشكل نهاية ملحمة المقاومة، وإذا بقيتم ستجدون أنفسكم بلا ماء وبلا دواء وبلا طعام وبلا ذخيرة وستكون مهمتكم تنظيم المقاومة الداخلية والمحافظة على هوية البقاع اللبنانية وتعطون معنى لحربنا طيلة ست سنوات”. وأضاف:” إذا قررتم البقاء فاعلموا شيئا واحد، هو أن الأبطال يموتون ولا يستسلمون”، فرد الجميع سنبقى وولد الشعار وبقيت زحلة حرة وبقي لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي/فوضى التحالفات السياسية ستنجلي بعد السابع من ايار وستحسم الخيارات

04 نيسان/18

اعتبر الباحث والكاتب السياسي الياس الزغبي في حديث لمانشيت المساء، ان فوضى التحالفات السياسية ستنجلي بعد السابع من ايار وستحسم الخيارات وقال: ما بعد الانتخابات سترسم السياسة الصحيحة، ولا استبعد اعادة تكوين اجسام سياسية تشبه الاصطفاف العامودي الذي كان سائدا" بعد العام 2005. لافتا" الى ان القوى السياسية ما بعد الانتخابات لن تشكل قوى متماسكة وانما قوى هشة، وربما يعود النائب وليد جنبلاط الى لعب دور بيضة القبان في المجلس النيابي المقبل اذا حصل على 10 نواب، ولكن لا احد غيره سيتمكن من لعب هذا الدور.

وخلافا" لكل التوقعات، استبعد الزغبي ان تتعدى كتلة الثنائي الشيعي وحلفاؤه في المجلس المقبل 63 نائبا. وعن التحالفات اشار الى ان تيار المستقبل نسج تحالفات منطقية على اساس سيادي بنسبة 70% اما ال 30% فجاءت لمصلحة سلطوية. وراى الزغبي ان التيار الوطني الحر بنى كل تحالفاته على اساس المصلحة الشخصية الخاصة. اما حزب الله الذي نجح في تشكيل لائحته في قلب كسروان جبيل واسقط على الجبيليين مرشحا" حزبيا" من خارج المنطقة، فمؤشر على محاولاته تمرير مشروعه للسيطرة على لبنان، لافتا" الى ان المعركة الكبرى التي سيخوضها الحزب هي في بعلبك الهرمل لانها تتناول هيبته ، وهو سيبذل كل طاقاته ويسخر كل امكاناته لعدم خرقه بأي مرشح شيعي، حتى وان اقتضى الامر ان يخسر اربعة مقاعد سنية ومسيحية. وخلص الزغبي الى ان روحية الفريق السيادي لا تزال حية، لافتا" الى ان "الجمعة" السعودية امس في بيروت جزء من المسار الطبيعي في العلاقة مع لبنان ولا وظيفة انتخابية مباشرة لها.

 

تنفيذ الوعود الإنتخابية أمر آخر

خليل حلو/مدى الصوت/04 نيسان/18

المرشّحون بأكثريتهم يتحدّثون عن برامجهم الإنتخابية، وعندما كنت مرشّحاً كانت لي رؤية إلى عمل سياسي واضح. ولكن يا للأسف، لم تكن اللوائح المقترحة في دائرتي بقدر طموحاتي، ناهيك باللوائح التي تتناقض تماماً مع رؤيتي الوطنية إلى لبنان الحبيب.

أمّا الآن وقد عدت إلى مقاعد الناخبين، فهذه ملاحظاتي على البرامج الإنتخابية التي نسمعها من هنا وهناك:

أولاً- النائب يستطيع اقتراح مشاريع قوانين ولكن التنفيذ رهن بالحكومة ويعتمد اساساً على ما يتوافر من أموال في الموازنة العمومية Public Budget والجميع يعرفون أن لا أموال لتنفيذ مشاريع كبيرة ولتغطية النفقات الصحية وللأشغال العامة. وبالتالي لا أرى كيف سيكون ممكناً تنفيذ كل الوعود.

ثانياً- لم ألمس في المشاريع الإنتخابية، إلا في القليل منها، إشارة واضحة إلى الكرامة الوطنية والسيادة (أشدّد من جديد على "إلا في القليل منها"). أؤكّد أن استعادتنا سيادة الدولة على كل أراضيها وحصر السلاح في يد الجيش والمؤسسات الأمنية، يؤديان حكماً إلى تحسن الوضع الإقتصادي والمالي وإلى عودة القضاء إلى فاعليته وعودة ثقة المستثمرين بلبنان أيضاً.

ثالثاً- من مهمّات النائب الأساسية والتي لم نلحظها منذ ثلاثة عقود، مراقبة عمل الحكومة من طريق توجيه أسئلة إلى الحكومة وطرح الثقة بالوزراء المقصّرين. نلاحظ أنّ الثقة لم تطرح بوزير البيئة بعد كارثة نفايات شاطئ كسروان، ولم تطرح الثقة بوزيرَي الدفاع والعدل بعد ترحيل مسلحي "داعش" في حافلات مكيّفة بعد إجهاض النصر في معركة فجر الجرود. هل سيتجرّأ نوّاب الغد على طرح الثقة بالوزراء المقصرين؟ هذا يعتمد على شخصية كل منهم.

رابعاً- وجه لبنان الثقافي مبني على القيم. أين هي القيم في التحالفات التي بنيت؟ وهل هذه التحالفات توحي الثقة بالبرامج الإنتخابية؟

أيّها الناخب، في 6 أيار تذكّر كلّ ذلك لأنّ كرامتك على المحكّ. لا تغرّك الأموال والرشى والأكاذيب.

*خليل حلو/عميد متقاعد في الجيش اللبناني

 

"التجمع اللبناني": يستغلون مؤتمر باريس انتخابياً وينفقون الأموال الطائلة للترويج لمرشحيهم والشاشات مقفلة في وجوه المستقلين

النهار/04 نيسان/18

صدر عن "التجمع اللبناني" بيان قال فيه إن "مؤتمر باريس المقبل لا يزال في واجهة الانشغالات ويمثل جزءاً اساسياً من الخطاب السياسي للمسؤولين الذين يحاولون تصويره ، في عملية خداع للنفس، كأنه فرصة لإعادة الإعمار وتوفير فرص العمل والنهوض بالاقتصاد اللبناني وليس مناسبة لمصارحة الجميع بخطورة الاوضاع وضرورة معالجتها"، مشدداً على أن "الحكومة تفتقر الى ادنى حد من الجدية اللازمة لمصارحة اللبنانيين بالحقيقة المؤلمة وفتح نقاش واسع حول كيفية انقاذ الدولة من حافة الانهيار نتيجة الانكماش الاقتصادي الذي يقابله اسراف ونهب مستمر للمال العام. كما انها تخفي على اللبنانيين الحقيقة المرة بان المسؤول عن تردي الاوضاع هو ازدواجية المعايير السياسية والادارية والمالية نتيجة وجود دولتين وجيشين ونظامين على ارض وطن واحد". 

وقال البيان "ان اهل الحكم يستغلون انعقاد المؤتمر للترويج الانتخابي لا غير وهم يستخدمونه لاطلاق الوعود وقلب الحقائق"،لافتاً إلى ان النمو الوحيد الذي يتحقق منذ سنوات هو نمو الدين العام الذي يلتهم مدخراتنا المالية ويفوق اي نمو اقتصادي، وخدمته تساهم بقوة في الخلل الحاصل في موازنة الدولة، حيث لا يزال الهدر والفساد في قطاع الكهرباء سببا رئيسياً من اسباب تضخم الدين العام. ومع ذلك لا يخجل المسؤولون من تبادل الاتهامات والشتائم علناً عن المسؤولية في الهدر المتعمد الذي يحصل في هذا القطاع".

ولفت إلى ان "التعاطف العربي والدولي مع لبنان هو رأسمال سياسي ينبغي استثماره وبدلاً من ذلك نرى الدولة عاجزة عن تأمين التوازن مع نفوذ الدويلة مما يؤدي الى انكشافنا امام المتعاطفين معنا، كما حصل في مؤتمر روما حيث اعلن المشاركون انهم يراقبونبحذر شديد انزلاق لبنان نحو سياسة المحاور تحت قوة السلاح الخارج على الشرعية!".

من جهة ثانية رأى "التجمع اللبناني" أنه لمما يدعو إلى "القلق المضاعف من سياسات الحكومة وتراجع الدولة امام الدويلة ان النار لا تزال مشتعلة في سوريا، حيث دخلت عملية الاقتلاع السكاني والتطهير المذهبي مرحلة جديدة في الغوطة الشرقية بترحيل المقاتلين الى مناطق جديدة من اجل الحاق الدمار بها في ما بعد، على حساب تردي الاوضاع المعيشية والانسانية للسوريين الذين ليس لديهم اي خيار غير الموت او التهجير، في وقت يتابع فيه الخليفة العثماني الجديد توغله في الاراضي السورية بتواطؤ مكشوف مع القيصر الروسي وحلفائه بالتزامن مع سياسات ترامب الرعناء والمتقلبة التي تدق طبول الحرب في المنطقة".

 الجيش: الغام مموهة ومنتشرة عشوائيا في أراض شهدت أعمالا حربية

وفي الانتخابات رأى بيان "التجمع اللبناني" أن "الحملات الانتخابية وتحالفاتها صارت واضحة للعيان وظهر على الملأ ان المتحاصصين حرصاء على مكاسبهم المشتركة بالرغم من المزاحمة الشديدة في ما بينهم، حيث يتواصل خطاب شد العصب الطائفي بين طرفين في دائرة ما، يقابله تحالف بينهما في دائرة اخرى، وحيث يلعب المال دوراً اساسياً في العملية الانتخابية، وتظهر علامات الانفاق لدى جميع المرشحيين الرسميين فيما يعيش المعارضون حالة من الفاقة تظهر جلية في حملاتهم الاعلامية ووسائل تخاطبهم مع الناس وعدم إتاحة الفرصة لهم في وسائل الإعلام. واضح منذ البداية إن الموضوع المالي يفتقر الى الشفافية ولا شك في ان المال الانتخابي وعمليات شراء الاصوات ستكون هي البازار الاكبر في العملية الانتخابية المقبلة".

وقال البيان إن "اكثر من نصف الوزراء مرشحون وهم يسخرون ادارات الدولة وأموالها لمصالحهم، فضلاً عن عمليات الترهيب والترغيب التي تمارسها اجهزة الدولة-الدويلة على المرشحين المعارضين".

وختم البيان أن الفرصة متاحة امام المواطنين الطامحين الى إحداث تغيير على سطح الاحداث السياسية، لاستخدام صوتهم في صناديق الاقتراع واختيار الوجوه الجديدة الخيرة ممن يرفعون الصوت مطالبين بعودة سيادة الدولة"، وقال "بتصويتكم نعم للدولة لا للدويلة تنقذون الوطن من خطر الانهيار وتنقذون مستقبلكم".

 

قراءة خطرة للتاريخ وراء ترشيح "حزب الله" لزعيتر في جبيل – كسروان

الصوت/04 نيسان/18

تسير تحضيرات الأحزاب والمرشحين للانتخابات من اليوم حتى استحقاق 6 أيار المقبل على غرار طائرة تحلق بإدارة الطيّار الآلي حتى مكان هبوطها، ولكن يوماً بعد يوم تتظهّر معالم المواجهات ذات المعنى الأعماق من مجرّد الفوز أو الخسارة لهذا المرشح أو ذاك، كما في دائرة جبيل- كسروان مثلاً، حيث تُستخدم قراءة خاصة للتاريخ تحت وطأة "فائض من القوة"، في خدمة أهداف الحاضر والمستقبل، مما يمكن أن يتسبب بمشكلات جمة وخطيرة. فتاريخ الصدامات في لبنان في النهاية هو تاريخ خلافات على الأرض بين جماعاته وعائلاته.

من هذا المنظار، لم يكن خطأ مطبعياً اختيار قيادة "حزب الله" الشيخ حسن زعيتر، من بلدة القصر الحدودية مع سوريا في الهرمل، لترشيحه في قضاء جبيل، بل جاء بعد تبصر عميق، ويلبي حاجة إلى تثبيت فكرة تقول بأن كسروان وجبيل والبترون وسواها، كانت في ما مضى، قبل القرن التاسع عشر، تحت النفوذ الشيعي، ويجب تالياً في الحد الأدنى أن يكون الشيعة ممثلين بندية مع المسيحيين فيها. ندَية تتأمّن من خلال مرشح يكون متصلاً بقلب موقع القرار المركزي الشيعي، أي قيادة "حزب الله". أكثر من كتاب إعادة قراءة لتاريخ تلك المناطق، بهذا المعنى، ظهر في السنوات الماضية، وبعض هذه الكتب وضعها مؤرخون معتدلون مثل الدكتور سعدون حمادة ابن أخي الرئيس الراحل صبري حمادة، ملخصها سواء كان واضعوها معتدلون أو متشددون، أن شيعة تلك المناطق اضطروا في غفلات من الزمن خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر إلى التخلي عن حكمهم وأرضهم وأرزاقهم ولجأوا إلى بعلبك والهرمل.

ولم يتأخر التعبير عن هذه النظرة أن تمثّل في وضع اليد على أراضٍ وممتلكات للكنيسة المارونية في لاسا وسواها والمشاعات بين العاقورة وتنورين واليمونة وبيت مشيك، ولم يستطع "التيار الوطني الحر" رغم تحالفه الوثيق مع "حزب الله" إيجاد حلول للوضع الناشئ الجديد، أو حتى إزاحة التعديات سنتيمتراً واحداً.

في ما مضى كان شيعة جبيل يتمثلون بنواب من العائلات المقيمة معهم ، الحسيني وإسبر والهاشم. اختلف الأمر اليوم مع قرار ربطهم بمركز قرار الطائفة، ولا سيما من خلال قائد في "حزب الله" يُعتبر من الجيل الثاني المؤسس للحزب، وخريج المعاهد والمراجع الشيعية في إيران التي ساهمت في إنشاء "حزب الله". وكل يوم يدل الجهد الكبير الذي يبذله الحزب لإنجاحه على أنه لن يكون ممثلاً لشيعة جبيل بالمعنى الضيق للكلمة، بل نائباً محورياً في جبل لبنان. "سوبر نائب" توضع بين يديه قدرات الحزب وتحالفاته ونفوذه في الدولة أيضاً، ويتجاوز بقدراته كل قدرات نواب تلك المنطقة الذين لم يفعلوا الشيء الكثير لتطويرها وخدمة أبنائها. ويلفت المراقبين اعتبار الأمين العام لـ"حزب الله" أن اللائحة التي أعلنها الوزير السابق جان لوي قرداحي تضم "فدائيين" وقوله "لن ننسى لهم ذلك" ، باعتبار أنها تشكلت لإنجاح زعيتر وحده.

وقد كشف هذا الترشيح بطريقته ومراميه، مع رغبة الحزب في "الندّية" في قلب تلك المنطقة المسيحية بغالبيتها، عدم تيقظ لأهمية الموضوع في بيئة التشدد المسيحي سابقاً. فالقرداحي من عائلة جبيلية أدت أدواراً سياسية وغير سياسية في مرحلة ما، وقريبه السيد كمال قرداحي كان مسؤولاً في حزب الكتائب، والمرشح جوزف الزايك من كسروان كان مسؤولاً في "القوات" زمن الميليشيا، والمرشح بسام الهاشم كان المسؤول عن التثقيف في "التيار الوطني الحر" . التفسير الأقرب لهذا المنحى أن تحالف الرئيس ميشال عون مع "حزب الله" ووصوله من خلال هذا التحالف إلى رئاسة الجمهورية، أسقطا ما كان يعتبر من المحرمات في تلك البيئة، أي الإتيان بأحد رموز قوة مسلحة غير شرعية، من بلدة القصر في الهرمل، إلى جبيل لتمثيل أهلها الشيعة في البرلمان، حتى لو خالفوا بذلك مقومات التمثيل المناطقي الجبيلي الحقيقي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 4/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحدث اليوم خارجي وهو في حقيقته حدثان:

- الأول: إعلان رئيس الإستخبارات الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب سيوقع قرار الإنسحاب من سوريا في وقت نسبي وذلك غداة إقرار الإنسحاب في إجتماع لمجلس الأمن القومي.

- الثاني: تأكيد القمة الرئاسية الروسية الإيرانية التركية في أنقرة على وحدة سوريا وإنجاز حل سياسي لأزمتها عن طريق حوار شارك فيه جميع الأفرقاء السوريين، مشددة على تنفيذ الخطوات المتفق عليها في مؤتمر سوتشي.

محليا ترصد المحافل السياسية حركة المرشحين للإنتخابات النيابية وأجواء اللقاءات التي عقدها الموفد السعودي نزار العلولا في الأربع والعشرين ساعة الماضية ولا سيما تلك البعيدة عن الإعلام بعد الصورة الملتقطة له في فندق فينيسيا مع الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع بمؤازرة من رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في بيروت وليد البخاري.

وفيما يتواصل إعلان لوائح المرشحين للإنتخابات بدأت دوائر القصر الجمهوري التحضير لمشاركة الرئيس عون في القمة العربية في الرياض منتصف هذا الشهر في ضوء الرسالة التي نقلها البخاري إليه من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وعشية انطلاق أعمال مؤتمر سيدر في فرنسا ورشة تحضيرية في السراي الحكومي لمشاركة الرئيس الحريري والوفد المرافق الى المؤتمر في باريس يوم الجمعة والذي وصفه وزير الداخلية نهاد المشنوق بالمؤشر الى ثقة دولية بلبنان في الإقتصاد والسياسة والمؤسسات.

وبعيدا عن هذه الشؤون زف وزير الإعلام ملحم الرياشي الى اللبنانيين بشرى بنقل مباشر لمباريات كرة القدم في المونديال عبر شاشة تلفزيون لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

جادة الملك سلمان جمعت الاحبة الزعلانين وربطت بعضا مما فرقته استقالة الرئيس الحريري من السعودية او ما فرضه قانون الانتخاب من تباعد بين حلفاء الامس ممن يتشاطرون القيم العميقة للرابع عشر من اذار، صحيح ان ما كتب قد كتب انتخابيا على ضفة الثلاثي الحريري جعجع جنبلاط، لكن السابع من ايار صار موعدا منتظرا بينهم للتلاقي حول الشؤون السيادية الكبرى، عودة شيء من الحرارة برعاية سعودية على هذه الضفة كان سبقها على الضفة السياسية المقابلة رسائل ود من المستقبل الى الرئيس بري لجهة تأييد انتخابه لولاية جديدة على رأس المجلس النيابي المقبل رد عليها الرئيس بري بأحلى منها عبر نواب الاربعاء مؤكدا انه سيسمي الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة المقبلة.

في الانتخابي تعرضت الية مراقبة التصويت في دول الانتشار لموجة تشكيك في مجلس الوزراء بسلامتها لغياب وسائل الضوابط، الوزير المشنوق كان واقعيا في رده على المشككين اذ اكتفى بالاشارة الى انها مراقبة بكاميرات موصولة بالداخلية، لأن الوزارة غير قادرة على ارسال مراقبين الى الخارج، فيما بدا الوزير باسيل واثقا من الضوابط الموضوعة داعيا الى وقف ما وصفه بحفلة التشكيك، في السياق رفع الرئيس بري الصوت رافضا الرشاوى ودفع الاموال في العديد من الدوائر والمناطق متحدثا عن ثغر ظهرت في القانون تستدعي اصلاحه، وسط هذه الاجواء يغادر الرئيس سعد الحريري الى باريس للمشاركة في مؤتمر سيدر وقد خيمت غيمة تعقل على الوفد حولت الاماني العريضة الى توقعات منطقية لما سيجنيه لبنان من مساعدات وقروض.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بين أربعاء العتاب وإشكال سرايا الاغتراب بشرى خير كروية قد تكون خبر اللبنانيين الأهم اليوم بإعلان وزير الإعلام ملحم رياشي حصرية بث المونديال عبر شاشة تلفزيون لبنان في ظل الأشواط السياسية الانتخابية وركلاتها الترجيحية في الوقت الضائع حتى السادس من أيار. وإذا كانت عين التينة قد سجلت عتابا جويا على من عادته في البر فإن جلسة السرايا العادية خرقت بإغارة انتخابية نفذها وزير التربية مروان حمادة على وزير الخارجية جبران باسيل باسيل حل ضيفا وقاسما مشتركا بين لقاء الأربعاء ومجلس الوزراء فرئيس مجلس النواب نبيه بري أدى دور سفير نيات حسنة وأجرى سلسلة اتصالات داخلية وخارجية على قاعدة "ولا عيب" بحسب ما أسر أمام النواب وعبر عن استيائه من تقصير وزير الخارجية الفاضح لدى المحافل الدولية رفضا للتهديدات والاعتداءات الإسرائيلية وآخرها خرق الطائرة المزودة بالصواريخ التي سقطت أو أسقطت فوق بيت ياحون جنوب لبنان وهو ما سيحسمه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته المرتقبة نهاية الأسبوع وبمن حضر أبدى بري امتعاضه من الخروق التي تصيب قانون الانتخاب والخرق بالقانون يذكر إذ كادت جلسة مجلس الوزراء تمر مرور الرتابة لولا السجال الذي شهدته من خارج جدول الأعمال بين وزيري الخارجية والتربية الذي سرعان ما انتقل إلى العلن على خلفية سؤال مروان حمادة عن مدى شفافية عملية اقتراع المغتربين في مئة وأربعين قلما حول العالم وهو ما دفع باسيل إلى وصف ما يحدث بمحاولة تشويه لإنجاز وطني وهو اقتراع المغتربين.

من خارج المحاضر الرسمية عادت قضية المقرصن إيلي غبش إلى الواجهة مع خروج عائلته عن صمتها ليس لبراءة في نفسها وإنما للتأكيد بأن ابنها لم يقم بتركيب ملف زياد عيتاني من تلقاء نفسه بل بطلب من المقدم سوزان الحج وحصلت الجديد على نص رسالة الشروط والإغراءات المالية التي قدمها آل حبيش لآل غبش للتراجع عن الأقوال.

أما المحاضر التي ترسم خطوط المنطقة العريضة فدونت اليوم بحبر روسي تركي إيراني في قمة ثلاثية انعقدت على ضرورة تثبيت السيادة السورية على كامل أراضيها وتأكيد الحل السياسي سبيلا الى حل الأزمة من منطلق أستانة وما إن تناهت أخبار القمة إلى مسامع البيت الأبيض حتى تراجع الرئيس دونالد ترامب عن قرار الانسحاب من سوريا ووجد في اهتمام المملكة السعودية بقرار الانسحاب فاتورة جديدة على السعودية أن تدفعها قائلا لهم إذا كنتم تريدون أن نبقى يتعين عليكم أن تدفعوا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

“إذا كانت كل الجهات المحلية إنتخابات”، إنطلاقا من التصريحات والمواقف السياسية، فإن لبنان نفسه سيحتل بعد يومين حدثا خارجيا دوليا، يتمثل بمؤتمر سادر، والذي يأتي في سياق مؤتمرات الدعم للبنان.

المؤتمر المرتقب سيشارك فيه أكثر من خمسين دولة ومنظمة دولية إلى جانب عدد من الدول الخليجية والعربية. وفيما لبنان الرسمي يراهن على المؤتمر لتمويل عدد من المشاريع من كهرباء ومياه وأوتوسترادات، وإلى تأمين فرص عمل للشباب اللبناني، رأت كتلة المستقبل النيابية أن إنعقاد مؤتمر سادر من شأنه أن يقدم جرعة دعم كبيرة ومهمة للبنان، وسيحسن مستويات ونوعية عيش اللبنانيين بالتوازي مع الالتزام الكامل للبنان في تنفيذ البرامج الإصلاحية الضرورية.

وفيما يستعد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للمغادرة الى باريس على رأس وفد للمشاركة في مؤتمر سادر، فقد ترأس اليوم جلسة لمجلس الوزراء كان البارز فيها النقاش في الشأن الإنتخابي، عبر تصويت المغتربين.

الجلسة تخللها تخوف الوزير مروان حمادة من تزوير نتائج إنتخابات المغتربين، وتأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الانتخابات ستكون مضبوطة، وستكون مربوطة بوزارة الداخلية عبر كاميرات، فيما دعا وزير الخارجية جبران باسيل الى وقف حفلة التشكيك في إنتخاب المغتربين.

إنتخابيا أيضا، تحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ثغرات في قانون الانتخاب وقال إن هناك حاجة لتطويره. ونقل نواب لقاء الاربعاء عن الرئيس بري أنه سيصوت للحريري كرئيس للحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

بالصورة، نجحت السعودية بلملمة قيادات الرابع عشر من آذار، فجمعت على طاولة عشاء بيروتية، الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع، لتقول لهم: المملكة بدا ياكن مجموعين.

سمعت المملكة في زوايا العشاء، ولحوالى اربعين دقيقة، العتب الانتخابي بين حلفاء الامس، وفهمت ان ما كتب قد كتب على صعيد انتخابات الـ 2018، لكن المملكة ومعها دولة الامارات ادركتا ان الاهم من الانتخابات بحد ذاتها، لحظة فرز صناديق الاقتراع التي سترسم ليس فقط صورة السلطة التشريعية وانما ايضا السلطة التنفيذية.

تحت عنوان المحافظة على التوازن وبناء الدولة، مهدت الرياض وابو ظبي طريق التفاهمات، وبدأ العمل لايصال ثلاثي الحريري جنبلاط جعجع، الى ضفة تأمين التوازن داخل المجلس النيابي الجديد والسرايا الحكومية مع حزب الله اولا، ومن بعده حركة امل والتيار الوطني الحر.

فالحزب لا يوارب في اهدافه، هو من يعمل على توسعة مروحة ممثليه في البرلمان، لا سيما منهم من باتوا يعرفون بالنواب اصدقاء الحزب، المنتمين الى كل الطوائف، ليؤمن اكبر تمثيل له في الحكومة، واكبر مظلة للقوانين التي سيرفضها او يوافق عليها، بدءا من القوانين البسيطة وصولا حتى الى انتخابات رئاسة الجمهورية.

على هذا الاساس، استهل العمل، والموفد الملكي السعودي نزار العلولا باق في لبنان لاربع وعشرين ساعة، ومعه الديبلوماسية الهادئة التي يؤمنها القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري.

هذا على الصعيد السياسي، اما على الصعيد القضائي، فالقوات لم يعجبها قرار القاضية فاطمة جوني في قضية الـLBCI، والذي قضى باعادة فتح المحاكمة والمواجهة بين سمير جعجع وبيار الضاهر.

اصدرت القوات حكما تحت ستار المصادر، اكدت فيه ان التدخل السياسي بالقضاء ظهر مجددا من باب المؤسسة اللبنانية للارسال، متناسية كل ما حصل امام القاضي العنيسي، وكيف رفض العنيسي المواجهة، وكيف حول المدعي الى شاهد وغض النظر عن التناقضات في شهادة جعجع.

وقتها، وفقط للتذكير كان اسم وزير العدل: ابراهيم نجار.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

مع مواصلة التحضير للاستحقاق الانتخابي تتجه الانظار الى مؤتمر" سيدر" يوم الجمعة في متابعة تفصيلية لما سيطرحه لبنان من برنامج استثماري لاعمار وتأهيل البنية التحتية وما سيكسبه في المقابل من حاصل مالي بعدما وصل عدد المشاركين في المؤتمر الى عتبة ال50 دولة ومنظمة.

وبالرغم من ما تقدم "لا تقول فول حتى يصير بالمكيول" ويجب التعاطي مع المؤتمر على قاعدة لا افراط ولا تفريط وفق الرئيس نبيه بري الذي رأى ان انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة هو افضل من "بلاش"، كاشفا عن عدد من الضوابط لمنع استخدام المؤتمر ونتائجه على نحو يخالف مصلحة لبنان.

ضوابط من نوع الانتخابية دعا اليها رئيس المجلس في لقاء الاربعاء للتصدي للخروق التي تحصل وصرف الاموال التي تدفع في العديد من المناطق والدوائر، وبناء على ما هو متوقع ومرجح ومن دون استباق نتائج الانتخابات كشف الرئيس بري انه سيسمي الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة المقبلة.

ابعد من تفاصيل الداخل دعوة الى التنبه الى تصريحات رئيس اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي والاستفزازات والاعتداءات اطلقها رئيس المجلس الذي اجرى سلسلة اتصالات مع المراجع الدولية ومع رئيس الجمهورية لمواجهة المخاطر العدوانية الاسرائيلية.

على مستوى المنطقة قمة روسية ايرانية تركية اعلنت ان مسار "استانا" هو صيغة ناجحة ووحيدة للمفاوضات حول تسوية الازمة السورية ،وربما مشهد القمة الثلاثي جعل البيت الابيض يفكر مرتين او ثلاثة في موقف ترامب المتعلق بانسحاب الجيش الاميركي من سوريا.

فبعد ساعات قليلة من قمة انقرة كشف مسؤول رفيع في الادارة الاميركية ان ترامب وافق على تمديد بقاء القوات الاميركية لفترة اطول بقليل، بالفعل ما يحصل ليس بقليل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

قبل اثنين وثلاثين يوما من السادس من أيار، يبدو المشهد على الشكل الآتي:

الثنائي الشيعي يركز جهده في بعلبك-الهرمل، فضلا عن كسروان-جبيل. فالمعركة في دوائره الأخرى، سهلة من منظوره، ولو تشكلت فيها لوائح من الحلفاء الاستراتيجيين أو الخصوم.

تيار المستقبل يستعين بخرزته الزرقاء ليرد "صيبة عين" اللواء أشرف ريفي، ومناوئوه الآخرون في الوسط السني، الذين نجحوا في استقطاب شرائح وازنة، كانت تدين بالولاء للتيار الأزرق حتى أمس القريب.

التقدمي الاشتراكي حائر بين مسايرة الحريري من جهة، والتعبير عن امتعاض مكبوت من التحالف البرتقالي-الأزرق من جهة أخرى. أما "فشة الخلق"، فتارة مباشرة في صحيفة، وطورا مواربة في جلسة مجلس وزراء.

الوطني الحر مرشح في جميع الدوائر، ناسجا تحالفات عابرة للمناطق، وكاسرة لحواجز الطوائف والمذاهب، ومستثنيا فقط من أصر على استثناء نفسه، لغايات انتخابية حسابية وسياسية.

المردة يتحالف مع القومي في الشمال الثالثة، ويصوت للكتائب ضد القومي في المتن الشمالي، ويخوض المعركة جديا في قضاء وحيد ضمن دائرة وحيدة.

الكتائب الغارقة في بحر مزايداتها السابقة، على الأقربين قبل الأبعدين، تخوض منافسة جدية على ثلاثة مقاعد في دائرتين، وصوتية على عشرات المقاعد في دوائر أخرى.

أما القوات اللبنانية، التي توجه حملتها في اتجاه واحد، منذ يومها الأول في الحكومة الحالية، فيستنتج من شعاراتها الانتخابية، انها وحدها لم تخطئ. لا بالتحالفات، ولا بالممارسات. أقله في العهد الجديد. استنتاج غير صحيح قد يقول البعض. لكنه قد يكون في محله، يستخلص بعض آخر، فوحده الذي لا يعمل، هو الذي لا يخطئ، ولا يلام... فشو عملوا القوات؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

وعد بلفور جديد، هو اول السالكين على جادة بن سلمان التي تلامس بحر بيروت الموصول الى شواطئ حيفا وعذابات غزة.. انه التكريم اللبناني لنهج سلمان وابنه الذي قرأ الاسرائيلي بمواقفه الاخيرة اول اعتراف عربي بقومية الكيان العبري، فرفعه الصهاينة الى مصاف وعد بلفور جديد..

انه خطاب محمد بن سلمان الذي كرر بعد مئة عام حق اليهود بدولة قومية، وفتح الباب لتعاون بين السعودية واسرائيل حتى في غياب معاهدة سلام كما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، التي اشارت الى التعاون الامني المشترك بين الرياض وتل ابيب..

اما ما بين الرياض وواشنطن فغير مفهوم في العلاقات الدولية، بل حالة غريبة من الصفقات حيث يشتري الملك الفعلي للسعودية محمد بن سلمان امانيه واحلامه بمليارات الدولارات..

الامير المحاصر بابتزاز اميركي عاد ليدفع من جديد ثمن بقاء القوات الاميركية على الاراضي السورية، فبعد ساعات على اعلان دونالد ترامب انه يريد سحب قواته من سوريا، وان بقاءها يفرض على السعودية دفع التكاليف، كلف اليوم مسؤولا اميركيا التصريح عن قراره ابقاء قواته في سوريا فترة اضافية..

فكم اضاف بن سلمان لانتزاع هكذا قرار؟ وما نفعه وهو المحاصر بخياراته السورية بقمة ثلاثية روسية ايرانية تركية؟ وهل سيقف الابتزاز الاميركي عند هذا الحد؟ ام ان تطبيق المتفق عليه بين رؤساء الدول الثلاث من السير في خطة مشتركة لارساء الحل السياسي في سوريا ورفض تقسيمها، سيفرض على السعودي دفع المزيد للاميركي ليحفظ شيئا له في سوريا بعد ان خرجت كل امواله المصروفة هناك قوافل لمسلحين مهزومين محملين بالباصات..

ان الطريق السعودي المسدود في المنطقة لن يفتحه شارع في سوليدير، ولن يوصله الى ما يعوضه عن خيباته اليمنية والسورية والعراقية، ولن تكون شوارع بيروت الا لمن يرفض السير على الطرق الاسرائيلية..

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 4 نيسان 2018

النهار

لم تُثمر اللقاءات المُتكرّرة مع المرجعيّات في المدارس الخاصّة في دفع الأخيرة إلى التزام القانون ودفع الدرجات الست ‏للمعلّمين.

نائب من جزين يتدخّل خارج منطقته في وساطات ومخالفات بهدف كسب أصوات تفضيليّة من منتفعين من أبناء ‏دائرته الانتخابيّة.

تتكرّر الشكوى من إلزام القادمين بتاكسي المطار الذي يُبالغ في التسعيرات المعتمدة.

قال مسؤول في "حزب الله" إن مضي الأمين العام للحزب في حملة مكافحة الفساد سيجعله في مواجهة أقرب الحلفاء.

اللواء:

يؤكد دبلوماسي مطلع ان الصيف الحالي، سيشهد عودة اكيدة للمصطافين العرب..بعد رفع الحظر رسمياً..

رفعت "الحجوزات الانتخابية" إلى درجة غير مسبوقة نسبة الإشغال الفندقي، في مثل هذه الأيام من السنوات ‏السابقة..

تتوقع اوساط قيادية في تيار موال أن يخرج منه بعد الانتخابات النيابية كادرات توازي أو تزيد عدد النواب الذين ‏خرجوا بالترشيحات!

البناء:

خفايا

توقعت أوساط سياسية أن تشهد الساحة اللبنانية تصعيداً في الخطاب ضد فريق المقاومة من جانب شراذم "قوى 14 ‏آذار " مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية في السعودية منتصف شهر نيسان الحالي وأثناءها، بإيعاز من دولة ‏خليجية، وذلك لإظهار لبنان أمام الوفود العربية والدولية المشاركة، من دون الالتفات إلى التهديدات "الإسرائيلية " ‏الجديدة بشنّ عدوان جديد على لبنان.

المستقبل:

يقال إنّ مصادر غربية ترجح أن يمثّل واشنطن في مؤتمر "سيدر" الذي ينعقد في باريس الجمعة المقبل، نائب مساعد ‏بالوكالة لوزير الخارجية الأميركي، وهو المسؤول أيضاً عن كافة الملفات المرتبطة بالشرق الأوسط.

الجمهورية:

ـ علمت اوساط سياسية أن قطبا كبيراً كان الداعم الأول لترشيح أسم بارز في الشمال على إحدى اللوائح القوية.

ـ اكد مرجع سياسي أن " تشاطُر" وزير سابق مرشح للانتخابات سينكشف قريباً وسيحمل مسؤولية أفعاله.

ـ سأل مرشح بارز أين هي هيئة الإشراف على الانتخابات من ملاحقة "المنجمين الكاذبين" الذين يتلاعبون بالرأي العام ‏لدوافع مالية على شاشات التلفزة؟

 

المرشح كميل شمعون: القانون والقضاء ركنان اساسيان للنهوض الاقتصادي

الأربعاء 04 نيسان 2018/وطنية - أكد المرشح عن المقعد الماروني في دائرة الشوف عاليه كميل شمعون في بيان، ان "الخط الذي سار عليه الرئيس شمعون هو الوحيد الذي يمكن أن يوصل لبنان إلى العصر الذهبي الذي كان يعيشه رغم عدم وجود نفط ولا مناجم ذهب آنذاك، لكن كان هناك حسن إدارة".

وقال: "كل الموضوع هو موضوع إدارة مبنية على الكفاءات لا على المحسوبيات. كان خط كميل شمعون مبنيا على القانون والقضاء الذي يقود البلد، وهذا ما نفتقده اليوم. هذان الركنان هما الأساس للنهوض الاقتصادي في لبنان، كما يجنبان ارتفاع نسبة الفقر في لبنان إلى 30 في المئة والتي لم يشهدها في تاريخه". وسأل: "كيف تأتي الشركات للاستثمار ولا توجد إدارة ولا قوانين تنظم أعمالها وتطمئنها إلى سلامة استثماراتها وجدواها؟". وعن الانماء الاقتصادي، اقترح شمعون مجموعة من الإجراءات العملية مثل "النقل العام والسكك الحديد واستخدام النفايات في استخراج الكهرباء، ما يحل الأزمتين معا".

وأشار إلى أن "الكثير في القوانين اللبنانية مستمد من القوانين الفرنسية على بناء دولة القانون، فمن دون القانون لن تقوم قيامة دولة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هكذا تُستغل المناصب السياسية إنتخابيًا

لبنان الجديد |  4 نيسان 2018

لازالت السلطة السياسية تغرق في لبنان أكثر فأكثر في استعداداتها لخوض الاستحقاق الانتخابي في 6 ايار المقبل، إذ لم يبقَ لمسؤولي هذه الدولة أية وسيلة إلا واستخدموها في الإنتخابات النيابية من دفع أموال لشراء الأصوات التفضيلية، إلى التزوير، والتهويل الإعلامي والسياسي والأمني، وتهديد بقطع الأرزاق، وتراشق الكلام والتهديد فيما بينهم، وصولاً إلى أعمال خرق يتعرض لها القانون الانتخابي، خصوصًا أن مختلف الدوائر الانتخابية تستقبل شكاوى متواصلة في وقت لا تحرك فيه الإدارات والمرجعيات المختصة ساكنًا لمنع هذه المُخالفات، حيث تغيب الرقابة والإشراف.

واللافت أن كل مسؤول بات يستغل منصبه في الدولة لتحقيق غايات إنتخابية مهما كان هذا المنصب، فمنهم من يستعمل نفوذه السياسي ومعارفه الكثيرة، ومنهم من يستخدم خبرته السياسية الكبيرة في اللعبة السياسية، ومنهم من يستغل منصبه (كوالد) ونائب أو وزير سابق بهدف حشد أصوات جمهوره لإبنه المرشح تحت مبدأ (التوريث الإنتخابي)، ومنهم عبر قدرته على خرق القانون الإنتخابي وتحكمه في سير العملية الإنتخابية، ومنهم من يستغل منصبه الإعلامي التأثيري، وصولاً إلى إستغلال المؤتمرات الدولية ليجد فيها منبرًا وطريقًا لسير حملته الإنتخابية، على الرغم من أن تلك المؤتمرات تعد مؤتمرات دولية لا علاقة لها بالإنتخابات اللبنانية، إلا أن المرشحين يصرون على إستغلال مشاركتهم فيها للحديث عن الإنتخابات، وعلى سبيل المثال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يستغل مؤتمرات الطاقة الإغترابية في استراليا إنتخابيًا في ظل كثرة الإنتقادات التي طالت التيار الوطني الحر الأخيرة، حيث تحدث باسيل عن الإنتخابات والإقتراع حين توجه في خطابه إلى الجالية اللبنانية في مؤتمر الطاقة الإغترابية اللبنانية - أوقيانيا 2018 الذي عقد في سيدني في صالة "الدلتون هاوس بارك" قائلاً: "إن شغفكم بالشأن العام والرغبة بالتأثير فيه يثبته إنتماؤكم إلى العديد من الأحزاب اللبنانية حيث ترجم ذلك بتبوء أستراليا مركز الدولة الأولى في الإنتشار التي تسجل فيها اعلى عدد من اللبنانيين للإقتراع في الإنتخابات المقبلة"، داعيًا المغتربين إلى الإقتراع قائلاً: " يبقى عليكم أن تشاركوا بصنع قرار لبنان السياسي وتستفيدوا من قانونٍ وضعناه ليمثل كل شرائح مجتمعنا وحرصنا كل الحرص وعاندنا كل العناد لكي تكونوا جزء من هذا التمثيل في هذه الدورة ولكي يكون لكم نائبًا يمثل هذه القارة في الدورة المقبلة مع الإصرار على زيادته لاحقًا".

مضيفًا، "لقد قمنا بكل ما أمكننا، أخفقنا في بعض الأماكن ونجحنا في أكثرها وكان آخرها منحكم جواز سفر لتصوتوا به، يصل إلى عنوانكم بكلفة الف ليرة لبنانية فقط لا غير... أيها المنتشرون لم يعد من حجة لكم لعدم المشاركة والتغيير، فتعالوا إلى التصويت بكثافة..."

انطلاقًا مما تقدم، تبقى المؤتمرات الدولية برعاية دولية وليست لبنانية إنتخابية، ولكن تصر الأطراف اللبنانية على إستغلال تلك المنابر للحديث عن الإنتخابات، وهذا ما يشكل خرقًا جديدًا للقانون!

 

نقلا عن " تقدير موقف"

4/4/2018

عدد 175

في السياسة

ينطلق يوم الجمعة المقبل، بمبادرة من الرئيس الفرنسي، "مؤتمر سيدر" - من أجل "بقاء لبنان مستقرّاً، ومساعدته على تحمّل عبء اللجوء السوري إليه"!

شكراً للرئيس الفرنسي الشاب الذي يضع العلاقات اللبنانبة الفرنسية en marche أي "إلى الامام"!

شكراً بشار الاسد و"حزب الله"!

لقد قتلتم شعباً بكامله، وتسببتم بأكبر عملية transfert بَشَري منذ الحرب العالمية الثانية!

لكن الأهم،

ينتظر اللبنانيون 4 أو 5 مليار دولار من "سيدر "!

بينما الحقيقة أن بيار دوكان، السفير الفرنسي المنظِّم، يقول: "سيدر" هو "مسار وليس مؤتمر إستثمار أو مؤتمر مانحين"!

بمعنى أن أرقام الإستثمار تصبح فعلية إذا ما قامت الدولة اللبنانية بعد الإنتخابات بإصلاح فعلي في قطاعات الكهرباء و الماء والمشاريع الإنتاجية و...

تقديرنا

الطبقة السياسية التي لا تلتزم بوعودها أمام المواطن اللبناني ستكون عاجزة أمام التزاماتها الدولية!

عدنا إلى الدوامة نفسها!

عجزٌ في إدارة الشؤون في الداخل وأعباء نتيجة أحداث اقليمية تستدعي اهتمام العالم بنا!

نعِد ولا نوفي في التزاماتنا ونستعرض فشلنا أمام العالم !!

يستحق اللبنانيون اكثر من نواب "on line" يربطون أنفسهم إلكترونياً بزعمائهم وأكثر من وزراء "حرامية" وأكثر من زعماء طوائف يستغلون خوف طوائفهم!

لبنان en marche و أنتم stand by!

 

إعلام طهران يفتح النار على عون: أين مليارات الدولارات؟

لبنان الجديد/04 نيسان/18/انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية دعم النظام الإيراني للرئيس اللبناني ميشال عون، ووصفته بـ"الناكث"، بسبب مواقفه الحديثة، وتحديداً ما يتعلق بالانتخابات النيابية اللبنانية القادمة، وتعترف بتراجع موقع حزب الله بالمجتمع اللبناني. وكتبت الصحيفة في عددها الصادر، الأربعاء، أن عون "وصل إلى الرئاسة اللبنانية بدعم (حزب الله) ، ولكنه زار المملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له، ويتملص من زيارة إيران". وفي إشارة إلى الخلافات بين التيار الوطني الحر التابع لعون وحركة أمل بزعامة نبيه بري، كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي": "الحزب التابع لعون بزعامة صهره وزير خارجية  لبنان، يشن أشد الهجمات ضد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، حيث أكد علناً أن هدفه إضعاف الأخير. نبيه بري يمثل الشيعة في رأس هرم السلطة في لبنان، يأتي هذا في حين أن الساسة المسيحيين في لبنان يتحدثون كل يوم عن رئيس ماروني قوي".

وأشارت الصحيفة الإيرانية إلى الوضع الذي تمر به ميليشات (الحزب) في لبنان، وكتبت في مقالها: "مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان، أعلن الكثير من المرشحين من قوائم مختلفة أن برنامجهم هو مواجهة #حزب_الله. قبل أيام كان الوضع الاجتماعي في لبنان في قبضة (الحزب) ولكن اليوم يعلن (الأمين العام لحزب الله) حسن نصرالله بصراحة بأنه يخاطر بحياته ويذهب بنفسه إلى قرية في منطقة بعلبك -الهرمل ويدق كل الأبواب كي يقنع سكان القرية بالتصويت لصالح قائمته". وتساءلت الصحيفة عن مصير "مليارات الدولارات" التي أنفقها النظام الإيراني في لبنان، وكتبت: "ويطرح السؤال نفسه: ما هو مصير مليارات الدولارات التي أنفقت في لبنان؟ ما هو مصير النفقات السياسية للجمهورية الإسلامية في لبنان في السنوات الطويلة الماضية؟ وكيف آلت الأمور إلى ما هو عليه اليوم؟ ألم يحن الأوان كي تتم إعادة النظر بالإنفاقات المادية والمعنوية الكبيرة في لبنان كي لا تتقهقر القوى العملية لإيران كما يحدث اليوم".

 

إنه زمن "الحاصل".. هل تبلغه الأموال في لبنان؟

"الأنباء الكويتية" - 4 نيسان 2018/تعقد اليوم جلسة روتينية لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس سعد الحريري في السراي الحكومي، ويليها يومي الجمعة والسبت المقبلين انصراف كلي الى مؤتمر "سيدر" الباريسي لتنشيط الدورة الاقتصادية في لبنان، وبعد الاطمئنان الى الحاصل المالي لهذا المؤتمر تُيمم الوجوه شطر الانتخابات التشريعية الاكثر تعقيدا في تاريخ الجمهورية اللبنانية. "الحاصل" المالي المطلوب مرشح لرفع الدين العام من 80 الى 100 مليون دولار، لكن الرئيس سعد الحريري يرى ان ما تجود به دول "سيدر 1" على لبنان هو استثمار وليس دينا تقليديا، وانه سيوفر 900 الف فرصة عمل في لبنان وليس من يجزم بأن هذه الفرص للبنانيين فقط مادام ان خلفية الاريحية الاوروبية الآن اتقاء شرور الهجرات البحرية لآلاف النازحين السوريين المكدسين في مخيمات لبنانية مبعثرة. وتشكل الانذارات الاسرائيلية الساخنة عنصر ضغط اضافيا على الواقع اللبناني، وآخرها تهديد رئيس الاركان غابي ايزنكوت بالتدمير الشامل لجنوب لبنان وصولا الى بيروت، في معرض اعتزام اسرائيل اجتثاث حزب الله كقوة عسكرية تهدد عمقها من الحدود اللبنانية والسورية. واعطي اكثر من تفسير في بيروت لهذا التهديد المباشر، فالبعض وضعه في الاطار المكمل لما بدأته اسرائيل من محاولات دؤوبة لمنع لبنان من استغلال ثروته النفطية والغازية في الجنوب، وتستكمله الآن في محاولاتها منعه من الاستفادة من مؤتمر "سيدر 1" في باريس وما يمكن ان يؤمنه له من دعم اقتصادي، والبعض الآخر اضاف الى هذين المعطيين رغبة اسرائيلية ومصلحتها في شحن القوى التي ترفع العصا بوجهها، بالطاقة الشعبية، عشية الانتخابات التشريعية في 6 مايو المقبل للاستفادة من ديمومتها كمبرر لمواصلة اختراقاتها للسيادة اللبنانية في البحر والبر خصوصا، وتحت ذريعة المصالح الامنية للدولة العبرية. لكن التفسيرات الدولية التي اعطيت للبنان تشير الى ان التهويل الاسرائيلي هو للاستخدامات الداخلية في اسرائيل اكثر مما هو تعبير عن نوايا عسكرية حيال لبنان.

بيد ان أوساطا سياسية لبنانية أكدت، لـ "الأنباء"، أن "هذا ليس كافياً لتهدئة خواطر اللبنانيين الذين يعيشون تحت سقف التهديدات الاسرائيلية المدمرة، وينطلق هؤلاء القلقون من هذه النقطة لمطالبة الحكومة اللبنانية بالسعي الجدي والمباشر لمعالجة مسألة احادية السلاح الشرعي المضروبة باستقلالية وتفرد سلاح حزب الله، الامر الذي يراه القابضون على زمام الامور في لبنان الآن بمنزلة حلم ليلة صيف في الزمن الاقليمي الحاضر".

 

صفحة جديدة.. بين "المملكة" وجنبلاط

"السياسة الكويتية" - 4 نيسان 2018/أكدت مصادر قريبة من رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، لـ"السياسة"، ارتياحها لأجواء اللقاء الأخير الذي جمع جنبلاط برئيس البعثة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري، مشيرةً إلى أن هذا اللقاء جاء في سياقه الطبيعي، بالنظر إلى العلاقة الودّية التي تربط رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" بالسعودية التي قدمت الكثير للبنان وما زالت تقف إلى جانبه لتجاوز الأزمات التي تعترضه، مشددةً على العلاقة التاريخية بين النائب جنبلاط والقيادة السعودية والتي يحرص الطرفان على المحافظة عليها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

وعُلم أن لقاء جنبلاط والبخاري قد مهد الطريق لصفحة جديدة بين رئيس "اللقاء الديمقراطي" والمملكة، بعد فترة جفاء على خلفية مواقف لجنبلاط من التطورات اللبنانية والإقليمية، ظهرت معالمها بوضوح من خلال استثناء رئيس "الاشتراكي" من جولة الموفد السعودي نزار العلولا الأخيرة على القيادات اللبنانية.

 

قائد الجيش استقبل قائد العمليات المشتركة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط

الأربعاء 04 نيسان 2018 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، قائد العمليات المشتركة للقوات الخاصة الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال اوستن سكوت ميللر، وتناول البحث الأوضاع العامة في المنطقة وسبل تعزيز التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي.

 

المطارنة الموارنة: ليتحمل الناخبون مسؤوليتهم الوطنية والضميرية ولا يجوز للدولة أن تضع المدارس في مهب الريح

الأربعاء 04 نيسان 2018/وطنية - عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية، وفي ختام الإجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران رفيق الورشا، جاء فيه:

1. في غمرة الأعياد الفصحية المجيدة، يرفع الآباء آيات الشكر لله على حبه الخلاصي، ملتمسين منه أن يسكب في قلوب أبنائهم وجميع اللبنانيين بركاته الإلهية، ويغمر وطننا ومنطقتنا المعذبة والعالم بأنوار القيامة وسلامها الدائم.

2. رحب الآباء بمؤتمرات الدعم للبنان التي عقدت وستعقد في أوروبا، والتي تدل على الاهتمام بوطننا من قبل الدول الصديقة، وهي مشكورة على ذلك. لكن يطلب من الدولة اللبنانية صرف القروض المالية على مشاريع إنتاجية بكثير من المراقبة والسهر على تجنب الهدر، لئلا تصبح هذه القروض، ولو ميسرة، عبئا جديدا على لبنان تزيد من ديونه وعجزه. لذا، ينبغي التفكير بخطة اقتصادية تعمل على تحريك رساميل مالية تفعل اقتصادا منتجا.

3. توقف الآباء عند إقرار موازنة الدولة العامة، وهذا انجاز دستوري هام لانتظام عمل الدولة المالي، لكن هل يكتمل إتمام المطلب الدستوري في قطع الحساب عن كل السنوات الماضية، من دون خطة اقتصادية تترافق واصلاحات مالية واقتصادية ملحة، أمام الخطر المالي والاقتصادي الذي يواجهه لبنان؟

4. برزت في الآونة الأخيرة مجموعة من المواقف والإقتراحات لمشاريع قوانين، تثير أكثر من سؤال عن توقيت طرحها، وعن مراميها، وعن توافقها مع ما تعاهد عليه اللبنانيون وكرسوه في الدستور الحالي، حتى بات السؤال يطرح عن الجدوى منها، إذا كانت محصورة في إطار الحملات الانتخابية؟

5. بالرغم من أن تداعيات قانون الانتخابات لا تزال تلقي بظلها على مشهد التحالفات واللوائح، وعلى كيفية عقدها وتشكيلها، والتوفيق بين التناقضات فيها من منطقة إلى أخرى، يدعو الآباء الناخبين إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية والضميرية والمشاركة في الانتخابات النيابية بشكل كثيف محسنين الاختيار ومطالبة من سيمثلهم بتصحيح الخلل الحاصل في هذا القانون.

6. وفي هذا السياق أيضا، لا بد من لفت الإنتباه إلى مسألة برزت في الآونة الأخيرة، تتعلق بتحديد طبيعة أي من الأماكن تعتبر أماكن عبادة أو لا. يؤكد الآباء، في ما يتعلق بالكنائس وما يتصل بها من مراكز رعوية وسواها، يعود حق تحديد طبيعتها إلى السلطة الكنسية وحدها، بحسب ما تنص عليه القوانين الكنسية، لذا أي استعمال لهذه الأماكن لأي سبب غير رعوي هو خاضع لأحكام القوانين الكنيسة وما يقره سينودس الأساقفة والأسقف المحلي دون سواهم.

7. يجدد الآباء موقفهم الداعم لمواقف غبطة السيد البطريرك في ما يتعلق بالمحافظة على خير المعلمين وأهل الطلاب والمدرسة في إطار قضية سلسلة الرتب والرواتب والدرجات الست الإضافية، وبما يتوجب على الدولة حيال هذا الأمر، على أساس أن وحدة التشريع تستوجب وحدة التمويل. فلا يجوز أن تضع الدولة المدارس في مهب الريح، كما لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي في مسألة تمس خير المواطنين، وتناقض الدستور وشرعة حقوق الإنسان في حق الأهل في اختيار تربية أولادهم وشكل هذه التربية.

 

كتلة المستقبل: إقرار الموازنة قبيل انعقاد سيدر يعطي صورة إيجابية عن عزم لبنان لاستعادة الانتظام والانضباط في أوضاعه المالية

الأربعاء 04 نيسان 2018 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب الدكتور عمار حوري توجهت في بدايته "بالتهنئة الى اللبنانيين بشكل عام والمسيحيين على وجه الخصوص بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد للطوائف التي تتبع التقويم الغربي، وكذلك للطوائف التي تتبع التقويم الشرقي آملة ان تحمل الأيام المقبلة معها التقدم والازدهار والنمو مع استعادة الدولة اللبنانية لدورها وسلطتها الكاملة وهيبتها".

وعبرت الكتلة عن "تقديرها للاحتفال الوطني الجامع الذي شهدته الواجهة البحرية لمدينة بيروت بإطلاق اسم الملك سلمان بن عبد العزيز على أحد اهم وأبرز الشوارع في الواجهة البحرية للمدينة. ولقد ضم هذا الاحتفال الوطني مختلف رموز الاطياف والشخصيات السياسية والاجتماعية اللبنانية، مما يؤكد عمق ورمزية العلاقات العربية التاريخية والاخوية الوثيقة التي تربط بين المملكة العربية السعودية وبين لبنان. وهو يعبر كذلك عما يجول في وجدان الشعبين الشقيقين من محبة وتقدير وإدراك لأهمية تعزيز المصالح المشتركة التي تربط بينهما والذي يؤمل منها أن تسهم في تقوية الجهود نحو تعزيز التضامن العربي ونحو استعادة بناء التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية".

ونوهت "بإقرار الموازنة العامة للعام 2018 في المجلس النيابي في هذا التوقيت بالذات وقبيل انعقاد مؤتمر سيدر في باريس. إن من شأن هذا الإنجاز إعطاء صورة إيجابية عن عزم لبنان على استعادة الانتظام والانضباط في أوضاعه المالية، وأيضا توجيه رسالة جادة وقوية عن توجهه وعزمه على التقدم على مسار إقرار وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية الضرورية على مختلف الصعد المالية والإدارية من اجل تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي والنقدي والاجتماعي في لبنان".

واعتبرت الكتلة ان "انعقاد مؤتمر سيدر من شأنه ان يقدم جرعة دعم كبيرة ومهمة للبنان في هذه الظروف الدقيقة في لبنان والمنطقة، وعلى وجه الخصوص ان الحكومة تحمل معها الى المؤتمر حزمة من المشاريع الإنمائية من شأنها إذا ما جرى إقرارها وتم التقدم على مسارات تنفيذها ان تدفع بالعجلة الاقتصادية الى الامام وتساعد على تعزيز معدلات النمو الاقتصادي المستدام ومجالات التنمية المناطقية وزيادة التدفقات المالية الى لبنان. وكذلك في تحسين مستويات ونوعية عيش اللبنانيين، وذلك بالتوازي مع الالتزام الكامل للبنان للسير قدما في تنفيذ البرامج الإصلاحية الضرورية التي يحتاجها للاعداد والتلاؤم مع مقتضيات النمو والاستقرار والازدهار في المرحلة القادمة".واعربت الكتلة عن استنكارها بشدة "للقمع الوحشي الاجرامي الإسرائيلي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لقمع تعبيره السلمي والإنساني لمناسبة "يوم الأرض" والذي أسفر وحتى الآن عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى".

وتوجهت "بالتحية والاكبار والمساندة للشعب الفلسطيني البطل الذي يواجه ويتحدى يوميا الاجرام الإسرائيلي متمسكا بأرضه ومحافظا على عزيمته وإرادته من أجل استرجاع حقوقه المسلوبة في أرضه وفي حقه في العيش الكريم. إن هذه الجريمة الاسرائيلية المستمرة والمتمادية توجب تحركا عربيا ودوليا حاسما وفوريا على جميع المستويات يمنع اسرائيل من المضي والاستمرار في عدوانها وجرائمها". واستنكرت "الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري في الغوطة الشرقية وباقي المناطق السورية التي ما تزال تتعرض للتدمير والابادة وللتهجير بهدف التغيير الديمغرافي بشكل وحشي لم تشهده الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية".

 

حزب الله يريده نائبا... و"الغاية تبرر الوسيلة"؟

المركزية/04 نيسان/18/لا شك أن كثيرا من الأنظار الانتخابية ستتجه إلى دائرة كسروان- جبيل (8 مقاعد: 7 موارنة (5 في كسروان و2 في جبيل، 1 شيعي في جبيل)، لأسباب عدة، ليس أقلها كون هذه الدائرة واحدة من أهم المعاقل البرتقالية. وفي هذا الاطار، لا يغيب عن البال التذكير بأن المسيرة النيابية للعماد ميشال عون انطلقت من هذه الدائرة تحديدا، في تحقيق "التسونامي المسيحي" الذي توعد به خصومه السياسيين، بعيد عودته من منفاه الباريسي في 7 أيار 2005.

المركزية

على أن المعركة التي يخوضها التيار الذي أسسه العماد عون، بعد 13 سنة تماما على انطلاق المرحلة السياسية العونية الجديدة في قضاءي جبيل وكسروان تكتسب أهمية كبرى كونها تضع التيار البرتقالي في مواجهة خصومه وحلفائه المسيحيين أولا. ذلك أن التيار العوني فشل في مد جسور التقارب الانتخابي مع شريكه القواتي في الدائرة، ما دفع كلا من الحزبين إلى تأليف لائحة خاصة به، علما أن معراب تخوض المنازلات الجبيلية بدعم ترشيح رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط عن أحد المقعدين المارونيين المخصصين للقضاء، في وقت لا ينزل اسم الحواط بردا وسلاما على الأوساط البرتقالية، فيما يعترف له الجميع بحيثية شعبية واسعة نجح في تشكيلها خلال ترؤسه بلدية "مدينة الحرف". كذلك، يخوض التيار والقوات المواجهة الانتخابية في دائرة جبل لبنان الأولى في مواجهة المعارض الأول للسلطة السياسية، حزب الكتائب الذي بدا رئيسه النائب سامي الجميل حريصا على نسج تحالفات تعكس تموضعه المعارض، في هذه الدائرة تحديدا حيث تتمتع الكتائب بحضور وازن يجعل خيارات أنصارها عاملا مقررا في صناديق الاقتراع. فما كان منه إلا أن مد يده إلى المعارض الآخر، النائب السابق فارس سعيد والنائبين جيلبيرت زوين ويوسف خليل لضمهما إلى لائحة شكلها سعيد والكتائب بالتعاون مع النائب السابق فريد هيكل الخازن، في مواجهة اللائحة القواتية، وتلك العونية التي يرأسها العميد المتقاعد شامل روكز وتضم عددا من الشخصيات بينها النائبان وليد خوري وسيمون أبي رميا والنائب السابق منصور البون والوزير السابق زياد بارود، ورئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت افرام.

لكن، على رغم ضراوة المنافسات المسيحية الطابع في هذه الدائرة، إلا أن أهم عوامل المعركة الانتخابية فيها يبقى في كونها الساحة الانتخابية التي تكرس فيها الخلاف على خط الرابية- الضاحية، وهو ما يعتبره كثيرون أول تهديد فعلي لتفاهم مار مخايل، الذي هزه اشتباك أمل- التيار في كانون الثاني الماضي. وفي السياق، تذكر مصادر مطلعة على الشؤون الانتخابية عبر "المركزية" أن حزب الله حدد موقعه في المشهد الجبيلي باكرا، عبر تأييد ترشيح الشيخ حسين زعيتر عن المقعد الشيعي، وهو ما اعتبر رسالة قوية من الحزب في اتجاه بعبدا، وإن كان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لم يتأخر في رفع صوت الاحتجاج على هذا الخيار، موجها الرد من بلدة لاسا ذات الغالبية الشيعية. إلا أن المصادر تكشف لـ "المركزية" أن إذا كان حزب الله قد نجح في تأليف لائحة تؤمن وصول زعيتر إلى الندوة النيابية، فإن هذا لا ينفي خشيته من ألا يحقق مرشحه الأرقام المرجوة، على وقع الامتعاض الذي خلفه وقوع خيار السيد حسن نصرالله على شخص من خارج ما يعرف بالبيئة الجبيلية، معطوفا على نجاح كل اللوائح المتنافسة في ضم مرشحين شيعة إلى صفوفها، ما يعني تشتت ما كان يعتبر "بلوكا" شيعيا صلبا غير قابل للخرق.

وفي معرض شرح أساليب رد "الحزب" على هذا الانشقاق النادر في صفوف مؤيديه في جبيل تحديدا، لا تستبعد المصادر أن تبلغ الأمور بنصرالله حد دفع نائبه الشيخ نعيم قاسم إلى"النزول على الأرض" شخصيا في محاولة لشد عصب القاعدة الشيعية، مذكرة في هذا السياق، بكلام نصرالله عن استعداده لزيارة قرى بعلبك الهرمل لحث الناخبين على الاقتراع لصالح حزبه، في وقت تحفل الكواليس الانتخابية باحتمالات جدية بخرق هذه اللائحة في أحد أهم ومعاقل الحزب. ولا تفصل المصادر بين هذه المعلومات والكلام الذي سرى أخيرا في الأوساط الجبيلية عن استعداد الحزب، لممارسة كل أنواع الضغط لايصال المرشح زعيتر إلى ساحة النجمة. وتعرب المصادر صراحة عن خشيتها من أن يصار إلى منع مندوبي اللوائح من الدخول إلى أقلام الاقتراع الشيعية في يوم الاستحقاق، وهو أمر لجأ إليه الحزب في الانتخابات السابقة، في ظل الكلام عن منع المرشحين "المعارضين" للضاحية من تعليق صورهم على الطرقات، داعية وزارة الداخلية إلى اتخاذ الاجراءات المناسبة في هذا الصدد.

 

والد غبش: ايلي أرغم على تلفيق ملف عيتاني

المركزية/04 نيسان/18/في أول تعليق له، تحدث والد المقرصن إيلي غبش، المتهم بتلفيق ملف العمالة للممثل المسرحي زياد عيتاني، وقال: "إيلي كان يعلم أن زياد عيتاني بريء وهو كان مرغماً على تلفيق الملف له". وأضاف "نقول لزياد حبيش، زوج المقدم سوزان الحاج، إننا لسنا بحاجة إلى أمواله فهو يحاول شراء الغالي الذي لا يباع".  عقدت عائلة المقرصن ايلي غبش مؤتمرا صحافيا كشفت فيه ان غبش ترك ثغرات في ملف زياد عيتاني ليتم اكتشاف الخطأ الذي حدث في ملف تلفيق التهمة، بسبب شعوره بالذنب لما اقترفه بحق عيتاني، ولفت الناطق باسم العائلة الى ان غبش كان مضغوطا عليه من قبل المقدم سوزان الحاج التي هددته بالسجن في حال لم يركّب الملف لعيتاني، وأوضح انه ترك 4 ثغرات في ملف عيتاني عن قصد ليتم اكتشافها ولو دققت الاجهزة الامنية بهذه الثغرات لما كان اوقف ايلي غبش ولما كان الملف وصل الى القضاء لأن القضاء هو من اكتشف الثغرات مبديا ثقة العائلة بالقضاء وبالقاضي ابو غيدا. وأسف لمحاولات زياد حبيش زوج الحاج تضييع التحقيق وهو رجل قانون، كاشفا انه حاول شراء صمت غبش ولو كان واثقا ان زوجته بريئة لما كان عرض على غبش رشوة للاعتراف بذنب لم يرتكبه ولما كان عرض على زوجة غبش عشرة آلاف دولار شهريا طوال فترة توقيف زوجها، مؤكدا انه لو تكلم غبش وفضح كل ما يعرف لدخل حبيش الى السجن الى جانب زوجته.

 

تحضيرات "سـادر" تمتّص وهج الحماوة الانتخابيــة وتشكيك سياسي بنزاهة تصويت المغتربين وبري ممتعض

المركزية/04 نيسان/18/ثلاثية "استانا" في انقرة: تسريع جهود اعادة الاسـتقرارطمع ان الحماوة الانتخابية ترتفع تدريجا مع كل ورقة تسقط من روزنامة الايام الفاصلة عن استحقاق 6 ايار، فإن الساحة اللبنانية تترقب مفاعيل تهدوية مأمولة توفرها "مظلة" المؤتمرات الدولية الداعمة وابرزها في باريس بعد يومين، حيث ستكون على موعد مع مؤتمر "سادر" الخاص بدعم الاستثمارات والتنمية في لبنان.

سادر: وعلى مسافة يومين من انطلاق اعمال المؤتمر، وقبيل توجه الرئيس سعد الحريري على رأس وفد كبير الى فرنسا للغاية، افاد مندوب "المركزية" هناك ان المؤتمر الذي يرعاه الرئيس فرنسوا ماكرون ويلقي كلمة في الرابعة بعد ظهر الجمعة المقبل، سيدير جلساته وزير الخارجية جان ايف لو دريان وينقسم الى فريقين، فريق المشاركين من دول ومؤسسات وصناديق والبنك الدولي وفريق لبنان الذي سيقدم خطة عمله ويستعرض مشاريعه ويجيب على الاسئلة التي سيطرحها المشاركون لينقلوا الاجابات الى دولهم ويستشيروا حكوماتهم قبل ان يقرروا نسبة المشاركة في المشاريع التي يطرحها لبنان. وسيركز هؤلاء على مواضيع الامن والاصلاحات ومكافحة الفساد والشفافية ووقف الهدر ووجوب ان تفرز الانتخابات مجلسا نيابيا يتمكن من ادخال الاصلاح الى ادارات الدولة ويضع حدا لانهيارها. واشار الى ان ابرز المشاريع التي يطرحها لبنان تتمحور حول المياه والطاقة والنقل الى جانب الصناعة والزراعة، على ان يتعهد لبنان بالقبول بنسبة معينة من الشراكة الاجنبية الخاصة في كل مشروع. واكد ان المشاركين الخمسين سيؤكدون وجوب ان تتظهر مفاعيل مكافحة الفساد والشفافية ومعايير الاصلاح خلال عام. وفي الجانب السياسي ثمة تركيز في النقاش على ضرورة تطبيق سياسة الناي بالنفس فعلا لا قولا فقط ومكافحة الارهاب بكل انواعه.

...والبيان الختامي: اما البيان الختامي الذي نشرت "المركزية" نص مسودته منذ ايام، فيشير في ابرز بنوده الى ما تسبب به الصراع في سوريا وما نجم منه من تدفق كبير للنازحين السوريين إلى لبنان من أضرار لحقت بالاقتصاد والبنية التحتية في البلاد، والقطاعات الاجتماعية، فضلا عن النسيج المجتمعي. كما ارتفعت معدلات البطالة في البلاد ولا سيما في صفوف البالغين والشباب. وانتقل أكثر من 200 ألف مواطن لبناني إلى خط الفقر على مستوى البلاد. مما يعد من أبرز وأكبر التحديات التي تواجه لبنان، والتي، بالإضافة إلى استضافة النازحين واللاجئين السوريين، توفر قدرا معتبرا من المنافع العامة العالمية بالنيابة عن المجتمع الدولي. ومن شأن مؤتمر بروكسل الثاني في 24 - 25  الجاري أن يكون فرصة جيدة لمعالجة هذه القضية المهمة.

-مع الإقرار بأن الإدارة المالية السليمة من المرتكزات الأساسية في تحسين ثقة المستثمرين الدوليين، على المسارين الخاص والعام، أعلنت الحكومة اللبنانية، إثر الدعم الذي تحظى به من الجهات المانحة، عن التزامها بهدف ضبط الأوضاع المالية في البلاد عند خمس نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الخمس المقبلة، من خلال مزيج من تدابير الإيرادات، بما في ذلك تحسين وسائل تحصيل الضرائب، وتحسين تدابير الإنفاق، مثل تخفيض التحويلات إلى مؤسسة كهرباء لبنان العامة، الأمر الذي يسمح بتوفير فائض أساسي في الإيرادات. وتلك من الخطوات الحاسمة الرامية إلى دعم استقرار الاقتصاد الكلي، والتخفيض التدريجي للدين العام، وللحصول على أفضل النتائج من برنامج الاستثمار الرأسمالي، بما في ذلك التحفيز المستدام للنمو.

- فيما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية، اتفق المشاركون على أن مكافحة الفساد، وتعزيز الإدارة المالية العامة، وتحديث قواعد المشتريات التي عفى عليها الزمن، وإصلاح الجمارك، وتحسين إدارة الاستثمارات العامة هي من الأهمية القصوى بمكان. وبالنسبة إلى الإصلاحات القطاعية، هناك ثلاثة مجالات تحمل القدر الأعلى من الأهمية من زاوية نجاح برنامج الاستثمار الرأسمالي: فيما يتعلق بالكهرباء، يترافق الإصلاح الطموح للتعريفة مع زيادة التوليد الكهربائي؛ وعلى مسار إدارة المياه، فمن الأهمية إقرار قانون المياه؛ وفي مجال إدارة النفايات لا بد من صياغة استراتيجية جديدة تستند إلى اللامركزية في هذا القطاع.

- في ظل مستويات الديون المرتفعة في لبنان، فإن التمويل التساهلي (بالشروط الميسرة) مع الاستثمارات الخاصة، هي من أفضل الأدوات للاستثمار في البنية التحتية وخلق المزيد من الوظائف جنبا إلى جنب مع تنفيذ برنامج الاتساق في جوانب الميزانية والانضباط المالي. وتعهد المشاركون بمواصلة دعم برنامج الاستثمار والإصلاحات في لبنان خلال المرحلة الأولى (لمدة 6 سنوات) كما شجع المشاركون القطاع الخاص على المشاركة في تمويل برنامج الاستثمار الرأسمالي، على أساس المشروعات.

ولي العهد في سادر؟ في الاثناء، يصل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قبل نهاية الاسبوع الى فرنسا، آتيا من الولايات المتحدة الاميركية، في زيارة رسمية هي الاولى له كولي للعهد، الى باريس، حيث من المقرر ان يلتقي رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب، ووزيري الخارجية جان إيف لودريان والدفاع فلورانس بارلي، ثم يزور "معهد العالم العربي"، حيث يستقبله رئيس المعهد الوزير السابق جاك لانغ، قبل ان يتوّج محادثاته الفرنسية باجتماع موسّع يضمه، الثلثاء المقبل، الى الرئيس ايمانويل ماكرون في الإليزيه، يليه مؤتمر صحافي مشترك. وفيما يحضر الملف اللبناني في مشاورات الرجلين، فإن تساؤلات تطرح في بيروت عما اذا كان يمكن ان يشكّل وجود ولي العهد في باريس، في الوقت الذي يعقد فيه مؤتمر "سادر"، فرصة لتدعيم إضافي للعلاقات اللبنانية – السعودية، كما امكان اجتماعه مع الحريري، بعد اليوم السعودي في بيروت امس.

مجلس الوزراء: على خط آخر، طغى الصوت الانتخابي على جلسة مجلس الوزراء في السراي برئاسة الرئيس الحريري، من زاوية ملف تصويت المغتربين بعد ان شكك أكثر من طرف سياسي، ومنهم وزير التربية مروان حمادة، في القدرة على ضبطها ومراقبتها ومنع اي تزوير لنتائجها. وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن وزراة الداخلية ليست لها القدرة على ارسال فرق الى اقلام اقتراع المغتربين لكنها ستكون مضبوطة وستكون مربوطة بوزارة الداخلية عبر كاميرات. أما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، فأكد ان "كل وسائل المراقبة والشفافية متوفرة لاقتراع المغتربين"، داعيا الى "وقف حفلة التشكيك في انتخاب المغتربين"، موضحا الى ان "هناك عملا من اجل المزيد من الشفافية في الخارج". واشار الى ان "كل المؤتمرات في الخارج حصلت بتمويل خاص، ولم تدفع الدولة اي ليرة وهذه المؤتمرات ليست سياسية مثل كل المؤتمرات التي حصلت قبل وستحصل في ما بعد". وختاما أصر مجلس الوزراء على مراقبة العملية الانتخابية وحمايتها بشكل دقيق.

بري...ممتعض: الى ذلك، ابدى رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الاربعاء امتعاضه من الخروقات التي تحصل ومن صرف الاموال في العديد من الدوائر والمناطق، ودعا الى التصدي ومعالجة مثل هذه التصرفات. وجدد القول ان عدداً من الثغرات ظهر حتى الان في قانون الانتخاب، وهناك حاجة لتطويره وهذا سيكون برسم المرحلة المقبلة والمجلس النيابي المقبل. وقال النائب علي بزّي نقلا عن برّي ان "الأخير سيصوّت للحريري كرئيس للحكومة".

في المقلب الاقليمي: وقع رؤساء تركيا وإيران وروسيا، رجب طيب اردوغان وحسن روحاني وفلاديمير بوتين، بياناً حول سوريا، شددوا فيه على استمرار التعاون بينهم لتحقيق السلام فيها، واتفقوا على أن يعقدوا اجتماعهم الثلاثي المقبل في طهران. وفي حين رأوا ان "من المهم تهيئة الظروف لعودة السوريين النازحين بفعل القتال في بلدهم"، اتفقوا وفق ما جاء في البيان الصادر بعيد قمة عقدوها في أنقرة، على "تسريع جهود إعادة الاستقرار إلى سوريا وحماية المدنيين في مناطق خفض التصعيد"، وحثوا "المجتمع الدولي على زيادة المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها."واذ طالب روحاني بتسليم مدينة عفرين إلى قوات النظام السوري ، قال روحاني "ان لا حل عسكرياً للأزمة السورية ولا بد من إيجاد حل سياسي"، فيما اوضح بوتين ان "أولويتنا التركيز على الحل السياسي والحوار الشامل الذي يضم كل السوريين".

 

بن سلمان من واشنطن الى باريس: هل يشارك في سادر او يلتقي الحريري؟ قطار توطيد العلاقات بين بيروت والرياض انطلق بزخم..ولا تراجع في مساره

المركزية/04 نيسان/18/من المتوقع ان يصل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قبل نهاية الاسبوع الجاري الى فرنسا، آتيا من الولايات المتحدة الاميركية، في زيارة رسمية هي الاولى له كولي للعهد، الى باريس، حيث من المقرر ان يلتقي رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب، ووزيري الخارجية جان إيف لودريان والدفاع فلورانس بارلي، ثم يزور "معهد العالم العربي"، حيث يستقبله رئيس المعهد الوزير السابق جاك لانغ، قبل ان يتوّج محادثاته الفرنسية باجتماع موسّع يضمه، الثلثاء المقبل، الى الرئيس ايمانويل ماكرون في الإليزيه، يليه مؤتمر صحافي مشترك.

وفيما الملف اللبناني سيكون بلا شك حاضرا في مشاورات الرجلين، فإن أسئلة كثيرة بدأت تطرح في بيروت عما اذا كان يمكن ان يشكّل وجود ولي العهد في باريس، في الوقت الذي يعقد فيه مؤتمر "سادر" لدعم الاستثمار والاقتصاد اللبناني في قصر المؤتمرات الحكومي، في 6 و7 نيسان، فرصة لتدعيم إضافي للعلاقات اللبنانية – السعودية. فصحيح ان المملكة ستشارك في "التظاهرة" الدولية المنتظرة، الا ان حضور ولي العهد شخصيا المؤتمر اذا ما حصل، سيكون له وقعه ودلالاته اللافتة، تزامنا مع المناخات الايجابية القوية التي عادت تلفح اجواء بيروت – الرياض. فبالامس، افتتحت جادة الملك سلمان في بيروت في حضور حشد من الشخصيات والقيادات السياسية، في مشهدية مثقلة بالعبر، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". كما تسلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين للمشاركة في اعمال مؤتمر القمة العربية في 15 نيسان الجاري في المملكة، مع رسالة خطية أكد فيها العاهل السعودي ان مشاركة الرئيس عون شخصيا في هذه القمة "سيكون لها بالغ الاثر في انجاحها".

وتؤكد هاتان الخطوتان، بحسب المصادر، أن غيمة الصيف التي مرت في سماء العلاقات الثنائية، تبددت مفاعيلها في شكل شبه تام، ولم يبق سوى ان ترفع الرياض ومعها الدول الخليجية، الحظر الذي فرضته على زيارة رعاياها لبيروت، ليكتمل مسار اعادة المياه الى مجاريها بين الجانبين، ويبدو أن هذا القرار لم يعد بعيدا. وتسأل المصادر عما اذا كان وجود الرئيس سعد الحريري في العاصمة الفرنسية بالتزامن مع زيارة بن سلمان لفرنسا، قد يشكل مناسبة لاجتماع الرجلين، ربما بمسعى من الرئيس الفرنسي نفسه، نظرا الى العلاقة الوطيدة التي تربطه بهما من جهة، والى الدور المفصلي الذي لعبته دبلوماسيتنه لتطويق ذيول التوتر بين بيروت والرياض، من جهة ثانية، منذ لحظة استقالة الرئيس الحريري من الرياض، حتى تراجعه عن استقالته، وصولا الى لحظة اجتماع الحريري – بن سلمان في الرياض منذ أسابيع.

وفي وقت تشير الى ان "اي لقاء من هذا القبيل، سيكون عاملا مساعدا في تمتين أواصر التعاون اللبناني – الخليجي، ومناسبة لبحث قضايا كثيرة محلية واقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، تلفت المصادر الى ان عدم انعقاده تماما كما غياب بن سلمان عن سادر، لضيق الوقت او لأي أسباب أخرى، لن يفسدا في ود الدفء العائد بين المملكة ولبنان وبين المملكة والحريري، قضية. فقطار تعزيز الاواصر التاريخية بين الطرفين، وضع على السكة وانطلق بزخم، ولا عودة الى الوراء، تختم المصادر.

 

هذه السياسة الجديدة للسعودية في لبنان: الحلفاء والسياحة

منير الربيع/المدن/الأربعاء 04/04/2018

خطت العلاقات السعودية اللبنانية خطوة متقدّمة. المساعي لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها مستمّرة. فبعد تصريح القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري عن تحسّن العلاقات، استكمل رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في بيروت جولاته على المسؤولين، وأبرزها إلى قصر بعبدا حيث التقى الرئيس ميشال عون وسلّمه دعوة المملكة للمشاركة في القمة العربية في منتصف الشهر الجاري. مشاركة عون في القمّة ستكسر ما تبقى من الجليد بين البلدين على خلفية أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري، وستشكّل محطّة للبحث في أفق التعاون السعودي اللبناني في المرحلة المقبلة.

وقد تجلّت العودة السعودية بقوة إلى خطّ العلاقات مع لبنان، في الحضور الرسمي الحاشد لتدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز في واجهة بيروت البحرية، وفي اللقاءات التي أعقبت ذلك، لا سيما الخلوة التي جمعت البخاري والدبلوماسي السعودي نزار العلولا وهو المكلف بإدارة الملف اللبناني سعودياً، بكل من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وتكشف مصادر متابعة عن أن اللقاء جرى الإعداد له سعودياً لإجراء مصالحة بين حلفاء المملكة، ولتأكيد أن العلاقات يجب أن تستمر في ما بينهم، ومعها، خصوصاً في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، لأن السعودية ستعيد الاهتمام بشكل أساسي بالملف اللبناني، ولن تتخلى عنه كما لن تتخلى عن حلفائها.

وكان قد سبق ذلك، الزيارة التي أجراها البخاري إلى كليمنصو ولقاء جنبلاط، بعد قطيعة سعودية له على خلفية مواقف متعددة اتخذها، أولها النصائح التي وجهها إلى القيادة السعودية في خصوص حرب اليمن، وثانيها انتقاد تخصيص شركة أرامكو التي اعتبر جنبلاط أنها تخص كل العرب. ما اعتبرته السعودية تدخّلاً في شؤونها. ليست هذه المواقف وحدها هي ما فرض القطيعة السعودية تجاه جنبلاط، فالرجل رفض سابقاً تلبية دعوة وجهتها إليه المملكة معتبراً أن ذلك يسهم في إرساء اصطفافات تؤدي إلى اهتزاز الاستقرار السياسي في البلد. ولذلك فضّل البقاء في لبنان وعدم الدخول في لعبة التصعيد. كما أنه عمل على التأثير على خيار الحريري بهذا الشأن، وأقنعه بتأجيل زيارته التي كان من المفترض أن تتزامن مع زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل إلى المملكة.

يوضح المسار السعودي الجديد الاستعداد لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان. وهذا يتلاقى مع كلام كل من الحريري والبخاري اللذين اعتبرا أن دول الخليج سترفع الحظر عن مجيء مواطنيها إلى لبنان. بالتالي، إعادة رفد الحركة السياحية، بالإضافة إلى المشاركة في مؤتمرات الدعم الدولية. وعن العلاقة مع المملكة وتطورها الإيجابين يؤكد النائب غازي العريضي لـ"المدن" أن اللقاء جاء في سياق ودّي وإيجابي، ولا يخرج عن الثوابت الأساسية لعلاقة المملكة مع لبنان ومع المختارة تحديداً. ويؤكد العريضي أن الاتصالات ستبقى مفتوحة واللقاءات ستتوالى على هذا الصعيد. والأساس يبقى في إبعاد الغيمة التي ظلّلت العلاقة في مرحلة معينة.

لم يكن اللقاء فرصة للتباحث في الشؤون السياسية والانتخابية، وفق المصادر، بل كان فرصة لإعادة وصل ما انقطع، وتصحيح مسار العلاقة. وتشير مصادر متابعة إلى أن السعودية قد توجه دعوة لجنبلاط في المرحلة المقبلة لزيارتها، لتبادل وجهات النظر بشأن التطورات في المنطقة. ولم يتطرق اللقاء إلى العلاقة المتردية بعض الشيء بين جنبلاط والحريري على خلفية الحسابات الانتخابية، والتي دفعت رئيس التقدمي إلى توجيه انتقادات لرئيس الحكومة وبعض خياراته.

وتكشف المصادر عن مساع لتنشط خطّ كليمنصو بيت الوسط، لإزالة الآثار السلبية التي نجمت عما حصل في البقاع الغربي، وتحضّر لعقد لقاء بين الحريري وجنبلاط لمعالجة الأمر وعدم انعكاسه على الصعيد الانتخابي وتصويت المواطنين. وهنا يقول العريضي: "يجري العمل بشكل حثيث لتجنّب كل تلك الآثار السلبية التي نجمت منذ إقرار القانون وصولاً إلى البقاع الغربي". ويسجّل العريضي ملاحظات عدة على ما أنتجه القانون من تحالفات غريبة وتناقضات مفجعة انعكست في عملية تشكيل اللوائح، مشيراً إلى أنهم أول من كان يثير سلبية هذا القانون وآثاره. أبرزها فرض الصراع بين المرشحين داخل اللائحة الواحدة، والخروج عن الثوابت السياسية التي حتّمت خروج الأفرقاء عن مواقفهم المبدئية.

ويعتبر العريضي أن كل الأفرقاء، باستثناء حزب الله وحركة أمل، الذين اندفعوا إلى هذا القانون وصلوا إلى حالة صعبة جداً، إلى درجة أنهم شعروا بأن القانون انقلب عليهم أو دفعهم إلى الإنقلاب على أنفسهم. لكن هذا الكلام، يجب أن يكون قد أصبح في الخلفية، لأن الأساس الآن هو الإعداد للمعركة الانتخابية، التي يتعرّض فيها الحزب الاشتراكي لمحاولات حصار عديدة من قبل أفرقاء آخرين. وفي مواجهة كل هذه المساع يقول العريضي: "نتعاطى مع هذه المحاولات بهدوء وروية، وقادرون على امتصاص كل الصدمات، ولكن إذا ما كان هناك من يفكّر في استعادة نموذج 1958 فهذه لن تمرّ".

 

الاعتراض العوني يكبر: ماذا فعل باسيل في التيار واللوائح؟

منير الربيع/المدن/الأربعاء 04/04/2018

يقارن عونيون مسار 13 عاماً من رحلتهم السياسية بعد عودة العماد ميشال عون من منفاه الباريسي. أمور كثيرة تغيّرت، في الجوهر، في الرؤية، في التوجهات السياسية، وأخيراً في التحالفات، وفق القانون الانتخابي الجديد. ينتقد هؤلاء العونيين النسخة الجديدة من التيار والتي يفضّلون وسمها بـ"الباسيلية"، إذ تختلف كل الاختلاف عن عونيتهم، من ثبات على المبادئ، وتغليب الثوابت على البراغماتية والمصالح. وبين هؤلاء من غادر التيار احتجاجاً على بعض الممارسات، ومنهم من ما زال عاملاً في الحزب ولكنه يعترض على الأداء ويفصلون ما بين المرحلة السابقة والحالية.

الفارق كبير، بالنسبة إليهم، بين العام 2005 واليوم. سنة عودة عون من المنفى، مراكماً تجربة شخصية اعتراضية، وهالة سياسية سبّاقة في مواجهة الوجود السوري في لبنان، منحته تمثيلاً واسعاً عند غير العونيين، فـ"اجتاح" مجلس النواب بأكبر كتلة مسيحية. كان ذلك قبل ذهابه في خيارات سياسية متغيرة جذرياً. حتى في ذهابه إلى وثيقة التفاهم مع حزب الله، احتفظ عون بشعبيته وبما يمثّله، وعزز موقعه وقوته، مقدّماً نموذجاً جديداً يخرج من "تعليب" الماضي، وينفتح على الآخرين. حقق مجدداً انتصاراً مدوياً في العام 2009، وإن كان ذلك وفق حسابات مختلفة جذرياً عن حسابات العام 2005.

يعتزّ العونيون بتيارهم "القوي"، يوم كان قوياً بذاته ومرتكزاً على ثوابته، بخلاف التحول الذي حصل فيما بعد. وقد تغيّر جذرياً مجدداً مع انتقال رئاسته إلى الوزير جبران باسيل، الذي استبعد كثيرين من المناضلين لأسباب مختلفة، أولها حسابات داخلية إذ مثلو هؤلاء حالات اعتراض على ترؤسه التيار، وثانيها حسابات مصلحية، إذ يتهم هؤلاء تحويل باسيل التيار من تيار للمناضلين إلى تجمع لأصحاب رؤوس الأموال. وهذا ما يعتبرون أنه انعكس هشاشة في تشكيل اللوائح الانتخابية للتيار في هذه الانتخابات. ويعتبرون أن هناك ابتعاداً كبيراً عن الوضوح في مخاطبة الجمهور، وخروجاً عن مبدئية المواقف.

يجري الممتعضون جولة سريعة على التحالفات التي نسجها التيار، ويخلصون إلى أنها بنيت على حساب العونيين الأساسيين والأقوياء في دوائرهم. وأكثر من ذلك، يعتبرون أن الحزبيين تحولوا إلى درجة ثانية، في عملية تأليف اللوائح. ما أثار مزيداً من النقمة والاعتراض. ويعبرون عن خشيتهم من تفاقم هذه الحالات الاعتراضية وانعكاسها على الماكينات الانتخابية، لجهة عدم القدرة على ضبط توزيع الأصوات التفضيلية. ما سيؤدي إلى خلل في النتائج المرسومة أو المتوقعة.

ينتقد هؤلاء تشكيل اللوائح، واستعانة باسيل بقوى وازنة لها تأثير في مختلف الدوائر، لكنها بعيدة كل البعد عن الوئام السياسي مع الخطّ التاريخي للتيار. ويعتبرون أن باسيل ارتكز في تحالفاته على رجال الأعمال الذين لا قواسم مشتركة بينهم، وأن ذلك سينعكس في منافسات حادة ستظهر إلى العلن في الأيام المقبلة، وما سيكون على حساب مرشحي التيار الأصيلين.

للابتعاد عن الثوابت شواهد كثيرة، أبرزها التحالف مع "أعداء الأمس"، ومن شيطنهم التيار، كمنصور غانم البون ونعمة افرام في كسروان، سركيس سركيس في المتن، ميشال معوض في زغرتا، نقولا غصن في الكورة، رياض رحال في عكار، وغيرهم. والطامة الكبرى بالنسبة إلى هؤلاء، تكمن في التحالف مع الجماعة الإسلامية، لما بينها وبين التيار من صولات وجولات في استباحة الكرامات وتبادل الاتهامات، وخصوصاً بوجود رأس الحربة في هذه المواجهة على تماس مباشر مع الجماعة، وهو النائب زياد أسود.

يبدي هؤلاء أسفهم لما وصلت إليه الأمور، لكنهم يقولون: "هناك إمكانية للتغاضي عن كل الاحتجاجات لدى قواعد التيار، ويمكن تجاوز الخلافات بين المرشحين والمنافسة الحادة بينهم. كذلك بالامكان مجانبة التعليق على الاتجاهات المتعاكسة داخل اللوائح، لكن ما لا يمكن التغاضي عنه، هو تحوّل مرشحي التيار إلى الأضعف في هذه اللوائح، خصوصاً أن هناك تخوفاً من انفضاض بعض الحلفاء عن التيار أو التكتل بعد فوزهم، كميشال معوض مثلاً الذي قد ينتهز اللحظة المناسبة لفضّ هذا التحالف. المفارقة ستكون واضحة حينها، التيار سيعلن أنه أسهم في إيصال هؤلاء إلى البرلمان، لكن الحقيقة بالنسبة إلى المعترضين، هي أن هؤلاء كانوا قادرين على النجاح وفق هذا القانون، ولذلك ارتأى التيار التحالف معم كي لا يتعرّض لخروق، ولذلك تحوّل التيار إلى وسيلة نقل لهم من مناطقهم إلى ساحة النجمة.

 

يجوز إبادة الشعب السوري؟!

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/4 أبريل، 2018

أنا أعلم الناس بعقيدة خامنئي ، وحسن نصر الله ، وقادة دولة ولاية الفقيه ، أعلم علما يقينياً لا تَجَنٍ فيه ولا افتراء قسماً برب الأرض والسماء ، لأنني كنت منهم ومعهم من سنة / 1980 / إلى سنة/ 1998 / فعقيدتهم يؤمنون معها بأن الشعب السوري شعب مسلم سني طوال التاريخ كان مع الحكام الأمويين وخلفاء المسلمين الذين ذبحوا أهل البيت عليهم السلام وظلموهم ظلماً فادحاً وهذا الشعب السوري المسلم السني سوف يكون خزَّاناً بشرياً لِلْسُّفْياني الذي سيظهر لقتال الإمام المهدي وشيعته في المنطقة وبمقتضى ذلك يعتقدون بأن هذا الشعب السوري السُّنِّي يجوز قتله وقتل أطفاله وشيوخه ونسائه وارتكاب الفظائع بهم لِلْحَدِّ من قدرة السفياني الآتي لمحاربة الامام المهدي ! ! ! هذه ألافكار من معتقدات خامنئي ، وحسن نصر الله ، وقادة دولة ولاية الفقيه في ايران ، وقلت سنة 1998 وسأبقى أقول إلى آخر لحظة من عمري : إن عقيدة ولاية الفقيه عقيدة خرافية

عقيدة أسطورية

عقيدة جهنمية

عقيدة أخطر من 250 قنبلة ذرية نووية جرثومية على بلدان العرب تحديداً .

ولاية الفقيه شر مطلق وليس إسرائيل.

وإن الأميركيين والأوروبيين والإسرائيليين والصينيين والروس لم يصنعوا نظام ولاية الفقيه السفيه وليس عميلا لهم وإنما هو نظام غبي أحمق مستبد طاغوت إجرامي وحشي قمعي قهري لا شرعية دينية له ولا إنسانية هو نظام صناعة فقه إسلامي مذهبي متخشب وصناعة ثقافة دينية مذهبية خبيثة والأميركيون والإسرائيليون والأوروبيون والروس والصينيون يرقصون فرحاً وسروراً على إيقاع حروبه الجهنمية المُدمرة لبلدان العرب ، أينما حَلَّت ولاية الفقيه حَلَّت الحروب الكوارثية والفتن والإحَن وبخاصة الفتنة بين السنة والشيعة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

سياسي ألماني: الخطر الإيراني وراء التقارب بين السعودية وإسرائيل

برلين – د ب أ:/04 نيسان/18/أكد المتحدث باسم شؤون السياسة الخارجية بكتلة “الاتحاد المسيحي” في البرلمان الألماني “بوندستاغ” يورجن هارت أمس، أن السبب وراء حدوث التقارب بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل هو وجود الخصم المشترك بينهما وهو إيران. وقال “أعتقد أن التصور المشترك بأن إيران قد تتوسع في المنطقة سواء بالنسبة للسعودية وكذلك بالنسبة لإسرائيل وكثير من الدول الأخرى بالمنطقة، مثل الأردن، يعد تصوراً سيئاً”. وأشار إلى أن تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط يرتبط بحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، مؤكداً أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام، إلا إذا حصل الفلسطينيون على دولتهم، واعترف الفلسطينيون وكذلك الدول الأخرى بالمنطقة “بالدولة اليهودية إسرائيل”. وشدد على أنه لا يمكن حل قضية القدس إلا في إطار حل الدولتين، مضيفاً “لهذا السبب قلنا نحن الألمان أننا لن نتبع النموذج الأميركي وننقل السفارة من تل أبيب إلى القدس”.

 

سياسي ألماني: الخطر الإيراني وراء التقارب بين السعودية وإسرائيل

برلين – د ب أ:/04 نيسان/18/أكد المتحدث باسم شؤون السياسة الخارجية بكتلة “الاتحاد المسيحي” في البرلمان الألماني “بوندستاغ” يورجن هارت أمس، أن السبب وراء حدوث التقارب بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل هو وجود الخصم المشترك بينهما وهو إيران. وقال “أعتقد أن التصور المشترك بأن إيران قد تتوسع في المنطقة سواء بالنسبة للسعودية وكذلك بالنسبة لإسرائيل وكثير من الدول الأخرى بالمنطقة، مثل الأردن، يعد تصوراً سيئاً”. وأشار إلى أن تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط يرتبط بحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، مؤكداً أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام، إلا إذا حصل الفلسطينيون على دولتهم، واعترف الفلسطينيون وكذلك الدول الأخرى بالمنطقة “بالدولة اليهودية إسرائيل”. وشدد على أنه لا يمكن حل قضية القدس إلا في إطار حل الدولتين، مضيفاً “لهذا السبب قلنا نحن الألمان أننا لن نتبع النموذج الأميركي وننقل السفارة من تل أبيب إلى القدس”.

 

ترامب يوافق على ابقاء قواته لفترة في سورية ثم سحبها قريباً

واشنطن – الأناضول، رويترز:/04 نيسان/18/ أعلن البيت الأبيض، أمس، أن المهمة العسكرية “تقترب من نهايتها”، فيما قال مصدر في الإدارة الأميركية إن الرئيس دونالد ترامب وافق على بقاء تلك القوات لفترة أطول. وذكر البيت الأبيض، أن مهمة القوات الأميركية للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية “تقترب من نهايتها السريعة”، من دون تحديد مصير القوات، حسب وكالة “أسوشيتيد برس” الأميركية للأنباء. وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارا هاكبي، أن “الولايات المتحدة وشركاؤها ملتزمون بالقضاء على التواجد  المحدود المستمر لتنظيم داعش في سورية”، مضيفة إن الإدارة الأميركية “ستستمر في التشاور مع الحلفاء بشأن الخطط المستقبلية (دون تحديد ماهيتها)”. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن ترامب أمر قادة الجيش بالبدء في وضع خطة للانسحاب من سورية (دون تحديد تاريخ للانسحاب). وخلافا لهذا الموقف، نقل الموقع الإلكتروني لقناة “إن بي سي” الأميركية عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة أن ترامب وافق، خلال اجتماع فريق الأمن القومي، على بقاء القوات الأميركية في سورية لفترة أطول، بهدف ضمان هزيمة “داعش”. وأضاف المصدر، الذي لم تشكف القناة عن هويته، أن ترامب لم يقر جدولًا زمنيًا محددًا لسحب القوات، موضحاً أن ترامب يريد ضمان هزيمة “داعش”، ويريد من دول أخرى (لم يسمها) في المنطقة بذل مزيد من الجهود والمساعدة في تحقيق الاستقرار بسورية. وختم المسؤول الأميركي بقوله “لن نسحب القوات على الفور، لكن الرئيس ليس مستعدًا لدعم التزام طويل الأجل”. وفي الوقت الذي يردد فيه ترامب انه يريد “مغادرة” سورية، يؤكد المسؤولون عن الملف في الادارة الاميركية من جديد الستراتيجية الاميركية “لاحلال الاستقرار” في الاراضي التي طرد منها التنظيم المتطرف حتى التفاوض برعاية الامم المتحدة حول تسوية تفاوضية للحرب في سورية، وهي ستراتيجية يؤيدها الاوروبيون. وقال قائد القيادة الاميركية للشرق الادنى والاوسط “سنتكوم” الجنرال جو فوتيل، الذي يشرف على القوات الأميركية في سورية، في مؤتمر بمركز فكري في واشنطن “اعتقد أن الجزء الصعب ما زال امامنا وهو احلال الاستقرار في هذه المناطق وتعزيز مكاسبنا واعادة الناس الى بيوتها ومعالجة قضايا اعادة الاعمار الطويلة الامد وغيرها من الامور التي يجب القيام بها”.

وأضاف “هناك بالتأكيد دور يجب أن يقوم به العسكريون في هذه المرحلة من احلال الاستقرار”. وأكد الموفد الخاص للولايات المتحدة لدى التحالف الدولي ضد المتطرفين بريت ماكغورك في المؤتمر نفسه في معهد السلام الاميركي (يو اس انستيتيوت اوف بيس) “انها مهمتنا ومهمتنا لم تنجر بعد وسننجزها”.

 

اتفاق تركي روسي إيراني على وقف دائم لاطلاق النار في سورية بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية.. وموسكو وأنقرة ستبنيان مستشفى بتل أبيض

أنقرة – وكالات:/04 نيسان/18/تعهد الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، أمس، خلال قمة في أنقرة التعاون من اجل التوصل الى “وقف دائم لاطلاق النار” في سورية. وشدد الزعماء الثلاثة في بيان مشترك على مواصلة التعاون الفعال لاحراز تقدم في المسار السياسي الذي نص عليه القرار 2254 الصادر عن المجلس الدولي وتحقيق هدنة دائمة بين أطراف النزاع، وجددوا التزامهم بقوة سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وحدة ترابها وبنيتها غير القائمة على جزء معين، معربين عن إصرارهم على التصدي للأجندات الانفصالية التي تهدد سيادة ووحدة تراب سورية وتهدف لاضعاف الأمن القومي لدول الجوار. وتعهدوا بدعم عملية تأسيس لجنة الدستور التي ستبدأ عملها في أقرب وقت ممكن بمساعدة الأمم المتحدة وسيقدمون الدعم للسوريين لإعادة تأسيس وحدة بلادهم، مؤكدين “عزمهم على التعاون الكثيف في سورية بهدف التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار بين اطراف النزاع”، و”تسريع جهودهم لضمان الهدوء على الارض وحماية المدنيين في مناطق خفض التوتر وتسهيل الوصول السريع للمساعدات الانسانية الى هذه المناطق”. وأكدوا مواصلة العمل معا من أجل القضاء على تنظيمات “داعش” و”جبهة النصرة” و”القاعدة” الإرهابية وجميع الأفراد والمجموعات والكيانات المرتبطة بتنظيم “داعش، مشددين على أهمية التفريق بين التنظيمات الإرهابية المذكورة ومجموعات المعارضة التي انضمت وستنضم إلى الهدنة لمنع وقوع خسائر بين المدنيين خلال مكافحة الإرهاب. وتناولوا المناطق المحاصرة في سورية، مرحبين بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، الذي اُتخذ ردا على الوضع الإنساني الخطير في المناطق المحاصرة بسورية، ووجهوا دعوة قوية إلى أطراف النزاع للابتعاد عن انتهاك الهدنة، والالتزام ببنود قرار مجلس الأمن. وتطرقوا إلى موضوع تسريع الجهود الرامية لحماية المدنيين في مناطق خفض التوتر وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق بشكل سريع وأمن، داعين المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة لزيادة المساعدات إلى سورية عبر إرسال مزيد من المساعدات الإغاثية وتسهيل أنشطة إزالة الألغام، وإعادة البنى التحتية الرئيسية وفي مقدمها المنشآت الاجتماعية والاقتصادية وحماية الإرث الثقافي التاريخي. وختم البيان أن القمة الثلاثية الثالثة ستعقد في إيران بناءا على طلب الرئيس حسن روحاني. وخلال مؤتمر صحافي مشترك، أعلن أردوغان أن أنقرة وموسكو ستعملان معا لبناء مستشفى في تل أبيض السورية لعلاج الفارين من الغوطة الشرقية، مضيفاً إن وحدة الأراضي السورية تعتمد على البعد عن جميع المنظمات “الإرهابية”، في إشارة إلى وحدات الحماية الكردية التي تدعمها واشنطن وتعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.  وأضاف “سنسيطر على مناطق الإرهابيين في منبج”، مشيراً إلى أن نحو 160 ألف سوري عادوا إلى جرابلس والباب. من جانبه، قال بوتين إنه تم الاتفاق على تسوية الأزمة السورية، مشيراً إلى أن الدول الضامنة ساهمت في تخفيف التوتر وأن اللاجئين بدأوا بالعودة إلى منازلهم، مضيفاً “أجرينا عملية لا مثيل لها في الغوطة وأخرجنا المسلحين منها”. وأوضح بوتين أنه تم الاتفاق على تبادل المعلومات الاستخباراتية بين روسيا وتركيا وإيران، مشيرا إلى أن الدول الثلاث ستتعاون لإعادة بناء البنى التحتية في سورية. بدوره، قال روحاني إن “اليوم نعلن رسمياً نهاية الحرب في سورية”، مضيفاً إن بلاده “تعتقد بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية وتعتبر ضمان سورية أولوية لها”، داعياً إلى تسليم السيطرة على عفرين إلى النظام.

 

سؤولون بريطانيون يزورون شمال سورية دعماً للأكراد

دمشق – وكالات:/04 نيسان/18/ بدأ وفد بريطاني، يضم أعضاء في البرلمان عن حزب العمال، زيارة إلى شمال سورية، لتأكيد الموقف الداعم للأكراد الذين حاربوا تنظيم “داعش”، ويواجهون حالياً تهديدات تركية. وقال العضو في مجلس اللوردات البريطاني موريس غلاسمان في مؤتمر صحافي بمدينة القامشلي، أول من أمس،”نحن هنا من أجل علاقة طويلة الأمد معكم، لندعمكم ضد كل من يريد أن يدمر حريتكم وديمقراطيتكم”، مضيفاً “نحن هنا للتعبير عن تضامننا النابع من القلب معكم”. من جهته، قال مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية عبدالكريم عمر إن “سبب الزيارة هو الاطلاع على الوضع في روج افا”، مشيراً إلى أن عفرين “من المواضيع الأساسية التي ناقشناها” فضلاً عن قضية النازحين منها. على صعيد آخر، سمحت القوات التركية لأولى قوافل مهجري دوما بالغوطة الشرقية بدخول جرابلس بعد أن منعتها من دخولها في وقت سابق.

 

الأمم المتحدة دعت للسماح بالوصول إلى الغوطة ودول غربية تتوعد بمحاسبة الأسد بعد عام على هجوم كيماوي “خان شيخون”

عواصم – وكالات:/04 نيسان/18/ توعدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أمس، بمحاسبة “المسؤولين” بعد عام من الهجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون المنسوب إلى نظام بشار الأسد.وقال وزراء خارجية هذه البلدان في بيان مشترك، إنه “يجب محاسبة المسؤولين”، مشيرين إلى الهجوم “البغيض”، الذي خلف 83 قتيلاً، عندما استخدمت قوات الأسد غاز السارين. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اليستر بيرت في بيان، إن روسيا ما تزال تدعم النظام السوري المسؤول عن استخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه وتحمي نظامه. في سياق متصل، حملت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لهجوم خان شيخون، أمس، النظام السوري مسؤولية معظم الهجمات الكيماوية التي وقعت في البلاد منذ بدء الأزمة العام 2011. وأوضحت أن الجهود الدولية الرامية لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية، باءت بالفشل، ولم تسفر عن نتائج إيجابية في هذا الخصوص.

وذكرت “وقع في سورية خلال الأزمة المستمرة، 85 هجوماً بالأسلحة الكيماوية، واستناداً إلى معطيات مصادر موثوقة، يمكن القول إن النظام هو المسؤول عن معظم تلك الهجمات”، مؤكدة أن النظام مستمر في انتهاكه للمواثيق الدولية في هذا الإطار. من ناحية ثانية، دعا مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يان ايغلاند أمس، للسماح بوصول المساعدات إلى مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وقال إن ما بين 80 و150 ألف مدني هناك “على شفا الانهيار”، مؤكداً أن الأمم المتحدة ليست طرفاً فى المفاوضات الخاصة بأية عمليات لإجلاء المدنيين من الغوطة الشرقية.

وأشار إلى أن من بين نحو 400 ألف شخص تحت حصار النظام في الغوطة الشرقية منذ سنوات غادر 130 ألف شخص في الأسابيع الثلاثة الماضية. وأوضح أنه “من بين من جرى إجلاؤهم، 80 ألف شخص حالياً في مراكز بمناطق سيطر عليها النظام، والأوضاع مروعة، وغادر نحو 50 ألفاً إلى إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة”، وهو ما وصفه “بأكبر تجمع لمعسكرات النازحين في العالم” يشمل 1.5 مليون شخص. وقال “يجب علينا التعلم من معارك حمص وحلب والرقة ودير الزور والغوطة الشرقية، إدلب لا يمكن أن تصبح منطقة حرب إنها مليئة بالمدنيين وهم نازحون معرضون للخطر”. من جانبه، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، أن المنظمة الدولية لم تتمكن من تقديم مساعدت إنسانية إلي بلدة دوما، منذ وصول آخر قافلة مساعدات، في 15 مارس الماضي. وأضاف، أن المنظمة الدولية ما تزال قلقة للغاية على سلامة عشرات الآلاف من المدنيين في الغوطة الشرقية، الذين ما زالوا نازحين من مناطقهم الأصلية، إضافة إلى أولئك الذين ما زالوا في الجيب المحاصر. وتابع، أنه منذ 9 مارس الماضي، غادر نحو 133 ألف امرأة وطفل ورجل المنطقة المحاصرة بالغوطة الشرقية، مضيفا أنه في 3 أبريل الجاري ما يزال نحو 44 ألف شخص في ثمانية مواقع للنازحين بريف دمشق، ومعظم تلك المواقع تتجاوز طاقتها بدرجة كبيرة، محذرا من أن الأمم المتحدة وشركاؤها يواجهون فجوات تمويلية خطيرة بشأن تقديم خدمات المساعدة والحماية المنقذة للحياة. في غضون ذلك، تستعد الدفعة الثالثة من مسلحي “جيش الإسلام” وعائلاتهم للخروج من مدينة دوما، تمهيداً لنقلها إلى جرابلس بريف حلب. وقالت مصادر سورية إن “هناك مفاوضات تجري بشكل مستمر من أجل خروج المختطفين، مشيراً إلى أن تأخير خروج المسلحين وعائلاتهم حتى الآن السبب الرئيسي في عدم خروج المختطفين”. وأضافت أنه جاري إخراج ثمانية مختطفين مع الدفعة الثالثة التي من المفترض أن تغادر خلال الساعات القليلة المقبلة.من جانبه، أكد رئيس غرفة العمليات في هيئة أركان القوات الروسية سيرغي رودسكوي أن إجلاء المسلحين عن الغوطة سينتهي خلال أيام. في سياق متصل، ذكرت وكالة أنباء النظام “سانا” أمس، أن 24 حافلة تقل 1198 من مسلحي “جيش الإسلام” وعائلاتهم خرجت ليل أول من أمس، من مدينة دوما إلى جرابلس، مشيرة إلى أن هذه هي الدفعة الثانية, وفي دير الزور، استقدمت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الريف الشرقي بدير الزور بمساعدة قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”. وتمكنت “قسد” من استعادة بئرين نفطيين من “داعش”.

 

مقتل اربعة مسيحيين في هجوم بالرصاص في باكستان

المركزية/04 نيسان/18/قتل أربعة مسيحيين بالرصاص بايدي مسلحين مجهولين في جنوب غرب باكستان، في هجوم على الأقلية المسيحية في البلد ذي الغالبية المسلمة، على ما أفاد مسؤول أمني وكالة فرانس برس. وحصل الهجوم في حي غالبية سكانه من المسيحيين في مدينة كويتا عاصمة ولاية بلوشستان في جنوب غرب البلاد. وقال قائد الشرطة في الولاية معظم جاه انصاري لفرانس برس إن "ثلاثة اشخاص من أسرة واحدة بينهم امرأة قتلوا حين تعرضت عربة يستقلونها لهجوم" بالرصاص. وتابع أن "سائق العربة وهو سيحي أيضا قتل" في الهجوم. وأفاد انصاري أن "التحقيقات المبدئية تشير إلى أن الضحايا تعرضوا لهذا الكمين بسبب ديانتهم". وأصيبت طفلة في الهجوم وهي تتلقى العلاج في مستشفى المدينة، بحسب ما قال مسؤولون، لكن المسؤول المحلي غلام علي بلوش قال إن اصابتها لا تهدد حياتها.

 

إسرائيل تعلن إحباطها هجوماً استهدف سفينة عسكرية

الشرق الأوسط/04 نيسان/18/أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) اليوم (الأربعاء) أنه اعتقل عشرة فلسطينيين من مدينة رفح يشتبه بأنهم خططوا لشن هجمات على سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية وخطف جنود منها بهدف تبادلهم مع اسري فلسطينيين. وقال جهاز الأمن الإسرائيلي في بيان: «اعتقلت البحرية الإسرائيلية وجهاز الأمن عشرة فلسطينيين من رفح في 12 مارس (آذار) أثناء انحرافهم عن مسار الصيد». وأضاف أن هؤلاء الفلسطينيين «مشتبهون بجمع معلومات استخباراتية والتخطيط لهجوم على سفينة للبحرية الحربية الإسرائيلية». وقال جهاز الأمن: «اتضح خلال التحقيق أن أحد المعتقلين ويدعى أمين سعيد محمد جمعة ويعمل صيادا وهو من سكان مدينة رفح وينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي أعطى تعليمات من قيادة الحركة لجمع معلومات عن السفينة الحربية ومكان وجودها وطاقمها بهدف الهجوم عليها». وأضاف بيان الجهاز: «كان المخطط أن تقوم ثلاثة قوارب بالاشتراك بالعملية، إذ يقوم القارب الأول بالاقتراب من السفينة البحرية ككمين». وتابع: «في الوقت الذي تبدأ السفينة الإسرائيلية بتفريغ القارب الفلسطيني من الصيادين، يقوم القارب الثاني بقصفها بصاروخ من طراز (كورنيت) لإصابة جنود بينما يبدأ القارب الثالث بمهمة خطف الجنود من أجل عملية تبادل مع الأسرى الفلسطينيين».

وقدمت اليوم النيابة العسكرية للواء الجنوب لائحة اتهام ضد أمين سعيد جمعة في المحكمة المركزية في مدينة بئر السبع، بحسب المصدر نفسه. وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين تدفقوا الجمعة باتجاه السياج الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة في أول يوم من «مسيرة العودة». ويفترض أن تستمر هذه الحركة الاحتجاجية ستة أسابيع للتأكيد على «حق عودة» 700 ألف فلسطيني طردوا من أراضيهم في 1948.

 

النمسا تعتزم حظر الحجاب في المدارس الابتدائية

الشرق الأوسط/04 نيسان/18/أعلنت الحكومة النمساوية اليوم (الأربعاء) نيتها فرض حظر على حجاب الرأس للبنات في الروضات والمدارس الابتدائية. وقال وزير التربية هاينز فاسمان إن مسودة القانون ستكون جاهزة مع حلول الصيف، مضيفاً أن هذه الخطوة ستكون «رمزية» بغض النظر عن التلميذات اللواتي سيتأثرن بهذا القانون. وروّج لفكرة الحظر نهاية الأسبوع الماضي نائب المستشار النمساوي هاينز - كريستيان شتراخه من حزب الحرية اليميني المتطرف الذي قال إن الفتيات «تحت سن العاشرة يجب حمايتهن» ليكون بمقدورهن «الاندماج والتطور بحرية». المستشار سيباستيان كورتز من حزب الشعب (يمين الوسط) كان داعما للفكرة وقال لإذاعة محلية: «نريد أن تحظى كل الفتيات في النمسا بفرص متساوية»، مشيراً إلى أنه يريد تجنب نمو «مجتمعات متوازية». وأفادت صحيفة كوريير أن لا وزير التربية ولا خبراء متعددين كانوا قادرين على تقديم عدد محدد للفتيات اللواتي يرتدين الحجاب في الروضات والمدارس الابتدائية عندما سألتهم عن ذلك. ووصفت كارلا أمينة باغاجاتي الناطقة باسم الجالية الإسلامية في النمسا النقاش حول الحجاب بأنه «قضية هامشية» تم إعطاؤها اهتماماً غير متكافئ. وقالت إنه يجب إشراك المدارس التي ستتأثر بهذه القضية بـ«حوار». وكان النقاش حول مسألتي الهجرة والهوية محوريا في الحملات الانتخابية خلال انتخابات العام الماضي في النمسا التي أدت إلى فوز كورتز بالمستشارية بعد أن وافق على الدخول في ائتلاف مع حزب الحرية اليميني المتطرف. وتلقت النمسا بعد أزمة الهجرة عام 2015 أكثر من 150 ألفا من طلبات اللجوء، أي بنسبة 2 في المائة من عدد سكانها البالغ 8.7 مليون.

 

مجلس النواب الأردني يحظر الموت الرحيم

عمان: محمد الدعمة/الشرق الأوسط/04 نيسان/18/وافق مجلس النواب الأردني في جلسة له أمس الثلاثاء، على إضافة مادة في قانون المساءلة الطبية والصحية تقول: «لا يجوز إنهاء حياة متلقي الخدمة الطبية أو الصحية أيا كان السبب، ولو كان بناء على طلبه أو طلب وليه أو الوصي عليه».

كما لا يجوز رفع أجهزة الإنعاش عن متلقي الخدمة، إلا إذا توقف القلب أو التنفس توقفا تاما ونهائيا، أو توقفت جميع وظائف الدماغ توقفا كاملا ونهائيا وفقا للمعايير الطبية، وقرر الأطباء المعالجون أن هذا الوقف لا رجعة عنه. كما حدد مجلس النواب الحالات التي لا يجوز إخراج متلقي الخدمة الطبية من مكان تقديم الخدمة، مع مراعاة الأحكام الخاصة لمكافحة الأمراض السارية، إلا في الحالات التالية: إذا كانت حالته الصحية تسمح بذلك، أو نقله إلى مكان خدمة آخر لاستكمال علاجه، شريطة توفر مستلزمات النقل الصحي السليم، أو بناء على طلب متلقي الخدمة إذا كان كامل الأهلية، أو موافقة خطية من أحد الأطباء في مكان تقديم الخدمة. كما أقر مجلس النواب الحالات التي لا تقوم المسؤولية الطبية فيها، وهي: إذا لم يكن الضرر نتيجة خطأ طبي تحدده اللجنة الفنية المشكلة بموجب هذا قانون المسؤولية الطبية. إذا كان الضرر قد وقع بسبب فعل متلقي الخدمة نفسه أو رفضه العلاج أو عدم اتباعه للتعليمات الطبية الصادرة إليه من المسؤولين عن علاجه. إذا اتبع مقدم الخدمة أسلوبا طبيا معينا في العلاج مخالفا لغيره في ذات الاختصاص، ما دام أسلوب العلاج الذي اتبعه متفقا مع الأصول المتعارف عليها. وإذا حدثت الآثار والمضاعفات الطبية المتعارف عليها أو غير المتوقعة في مجال الممارسة الطبية وغير الناجمة عن الخطأ الطبي.

بدوره أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور إبراهيم البدور، أن القرار الذي تضمن إضافة، جاء للتفريق بين الخطأ الطبي والمضاعفات الطبية المتعارف عليها. كما وافق مجلس النواب على إنشاء صندوق في المجلس الصحي العالي، يسمى «صندوق التأمين ضد أخطاء المسؤولية الطبية والصحية»، وأن يلتزم مكان تقديم الخدمة بالتأمين على مقدمي الخدمة العاملين لديه في هذا الصندوق. ووافق المجلس على أن تحدد إدارة الصندوق وإدارة الشؤون المتعلقة به بمقتضى نظام يصدر لهذه الغاية. وكان المقترح الأول للجنة الصحية النيابية، أن يكون الصندوق في وزارة الصحة، إلا أن اللجنة عدلت مقترحها وحول إنشاء الصندوق في المجلس الصحي العالي. وكان وزير الصحة الأردني الدكتور محمود الشياب، طالب بأن يكون في المجلس الصحي العالي لأنه ممثل لجميع القطاعات الطبية. ووافق مجلس النواب على أن تنشئ وزارة الصحة سجلا وطنيا للأخطاء الطبية الصادرة بشأنها قرارات قطعية، وتحديد البيانات والقرارات والأحكام الواجب إدراجها فيه بمقتضى تعليمات يصدرها الوزير لهذه الغاية.

 

وزير الطاقة السعودي: الهجوم الإرهابي على ناقلة النفط لن يعطل الإمدادات وأكد أنها محاولة يائسة من الحوثيين المدعومين من إيران للتأثير على الملاحة الدولية

الشرق الأوسط/04 نيسان/18/أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح، أن الهجوم الإرهابي من قبل ميليشات الحوثي المدعومة من إيران على ناقلة النفط السعودية بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة، لن يؤثر على النشاط الاقتصادي أو إمدادات النفط. وقال الوزير السعودي على حسابة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): "ما تعرضت له ناقلة النفط السعودية غرب ميناء الحديدة من اعتداء إرهابي حوثي، ما هي إلا محاولة يائسة للتأثير على أمن الملاحة الدولية، باءت بالفشل ولن تؤثر على النشاط الاقتصادي أو تعطل إمدادات النفط، وكلنا ثقة بالله ثم بيقظة تحالف دعم الشرعية في اليمن في التصدي لمحاولاتهم الإرهابية". وكان المتحدث الرسمي بإسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي أعلن في بيان أمس عن تعرض إحدى ناقلات النفط السعودية لهجوم حوثي - إيراني بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية المسلحة المدعومة من إيران. وأكد العقيد المالكي فشل محاولة الهجوم بعد تدخل إحدى سفن القوات البحرية للتحالف وتنفيذ عملية التدخل السريع وقد نتج عن ذلك الهجوم تعرض الناقلة لإصابة طفيفة غير مؤثرة واستكملت خطها الملاحي والابحار شمالاً ترافقها إحدى سفن التحالف البحرية. وشدد العقيد المالكي على أن هذا الهجوم الإرهابي يشكل تهديداً خطيراً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الاحمر ما قد يتسبب أيضاً بأضرار بيئية واقتصادية، وان استمرار هذه المحاولات يبرز خطر هذه الميليشيات ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي، ويؤكد استمرار استخدام ميناء الحديدة كنقطة انطلاق للعمليات الارهابية وكذلك تهريب الصواريخ والأسلحة.

 

مصر تؤكد دعمها لوحدة العراق

الشرق الأوسط/04 نيسان/18/جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده الداعم لوحدة العراق، ومساندتها لجهود استعادة الأمن والاستقرار على كامل أراضيه، وتعزيز تماسك نسيجه المجتمعي في إطار موحد من المواطنة. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، أمس، الدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، ووفداً من أعضاء المجلس، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، فضلاً عن السفير العراقي في القاهرة. وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس السيسي شدد على انفتاح مصر للتعاون مع العراق في جميع المجالات الثنائية، فضلاً عن استمرار التشاور والتنسيق الثنائي بهدف تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية في ظل الأزمات الإقليمية التي تواجه الأمة في الوقت الراهن، والتي تفرض أهمية ترسيخ وحدة الصف ونزع فتيل الطائفية والمذهبية، وذلك في إطار المحددات والمبادئ الثابتة لسياسة مصر القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والالتزام بقيم الأمانة وعدم التآمر. وأضاف المتحدث أن السيسي رحب برئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي، مؤكداً قوة ومتانة العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين على مختلف المستويات، مشيداً بما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور إيجابي خلال الفترة الأخيرة.

وأوضح المتحدث أن الجبوري وجّه التهنئة إلى الرئيس السيسي بمناسبة إعلان فوزه بفترة رئاسية ثانية، مشيداً بما حققته مصر مؤخراً من نجاحات كبيرة في مواجهة الإرهاب والانتصار عليه. ولفت إلى أن الجبوري أعرب عن شكر وتقدير الشعب العراقي لمواقف مصر، واهتمام بلاده بتعزيز علاقاتها المتميزة مع مصر في المجالات المختلفة.

 

هل بدأت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة؟

الشرق الأوسط/04 نيسان/18/بعد نحو شهر من تحذير عالمي من نشوب «حرب تجارية»، تصاعدت وتيرة الخلاف بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، الولايات المتحدة والصين، إثر فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوما جمركية على واردات بلاده من الفولاذ والألمنيوم ردت عليها الصين بإجراء مماثل.

وفرضت بكين أول من أمس (الاثنين)، رسوما جمركية بقيمة ثلاثة مليارات دولار على 128 صنفا من المنتجات التي تستوردها من الولايات المتحدة، بما فيها الفواكه ولحم الخنزير، في أول رد لها على الضرائب التي فرضتها واشنطن على الصادرات الصينية من الصلب والألمنيوم، بحسب وكالة أنباء «شينخوا» الصينية. وعدّ البيت الأبيض الإجراءات التي اتخذتها الصين «تشويها للأسواق العالمية». وقالت لينزي والترز نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان نقلته وسائل إعلام أميركية: «بدلا من استهداف الصادرات الأميركية التي يتم تداولها بشكل عادل، يتعين على الصين أن توقف ممارساتها التجارية غير العادلة التي تضر بالأمن القومي الأميركي وتشوه الأسواق العالمية». وأدت الإجراءات الصينية إلى تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية في بورصة وول ستريت مع مخاوف المستثمرين من حرب تجارية محتملة بين العملاقين الاقتصاديين.

لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، حيث نشرت واشنطن أمس (الثلاثاء) قائمة بمنتجات صينية تستورد منها الولايات المتحدة سنويا «ما قيمته 50 مليار دولار تقريبا»، وتعتزم إدارة الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية عليها ردا على ما تقوم به بكين من «نقل بالقوة للتكنولوجيا الأميركية والملكية الفكرية».

وقال الممثل الأميركي للتجارة في بيان إن هذه اللائحة تشمل منتجات من قطاعات مختلفة بما فيها «تقنيات الطيران وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والروبوتات والآلات». وتسعى إدارة ترمب إلى مواجهة العجز التجاري الأميركي مع باقي العالم، معتبرة أن السلع المستوردة كثيرا ما تكون مدعومة بشكل غير قانوني. وبخصوص الصين، فقد طالب ترمب العملاق الآسيوي بتقليص فائضه التجاري مع واشنطن بما لا يقل عن مائة مليار دولار، علما أن الولايات المتحدة تعاني عجزا تجاريا هائلا مع بكين وصل في 2017 إلى 375.2 مليار دولار. بعد ساعات، وفي رد مماثل، أعلنت وزارة المالية الصينية اليوم (الأربعاء)، إن الصين ستفرض رسوما إضافية نسبتها 25 في المائة على 106 منتجات أميركية من بينها فول الصويا والسيارات والكيماويات وبعض أنواع الطائرات والذرة بالإضافة إلى منتجات زراعية أخرى. وبحسب بيان منفصل من وزارة التجارة، فإن حجم المنتجات المستهدفة بالرسوم الجمركية بلغ 50 مليار دولار في 2017.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد وصف في تغريدة له مطلع مارس (آذار) الماضي، الحروب التجارية بأنها «جيدة ومن السهل كسبها»، وذلك في معرض رده على الانتقادات الدولية ضد قراره بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من الفولاذ والألمنيوم.

وحذر الاتحاد الأوروبي والصين وأستراليا من نشوب «حرب تجارية» بين الولايات المتحدة وباقي دول العالم، ما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ورد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على ترمب بأن الحروب التجارية «سيئة ومن السهل خسارتها».

الأمر ذاته أكدته مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، حينما صرحت في مقابلة مع صحيفة أرجنتينية بأن «الحرب التجارية ليس فيها فائزون». من جانبها، كررت بكين الشهر الماضي تأكيدها أنها لا تريد حربا تجارية مع واشنطن، لافتة إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي و«ستتخذ ما يلزم من إجراءات»، وأن الحرب التجارية ليست الحل الأمثل لمعالجة مشكلة، حسبما أفاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي. وتابع الوزير خلال مؤتمر صحافي الشهر الماضي على هامش الجلسة السنوية للبرلمان إنه في ظل «عصر العولمة، فإن من يلجأون إلى حرب تجارية إنما يختارون العلاج الخاطئ لأن جلّ ما يفعلونه هو أنهم يعاقبون أنفسهم». وقال وزير التجارة الصيني تشونغ تشان إن بلاده ستواصل المحادثات مع الولايات المتحدة لتجنب الحرب التجارية. لكن سرعان ما تغيرت النبرة الصينية بعد تصريحات لترمب اتهم فيها العملاق الآسيوي بـ«ممارسات غير مشروعة وسرقة الملكية الفكرية»، وأشار إلى إجراءات عقابية يمكن أن تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار. وقالت السفارة الصينية في واشنطن إن الصين «تشعر بخيبة أمل قوية» إزاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إطلاق عقوبات تجارية ضد بكين لكنها لن تهرب من حرب تجارية مع الولايات المتحدة. وأضافت السفارة قائلة في بيان: «إذا بادرت الولايات المتحدة إلى حرب تجارية، فإن الصين ستقاتل إلى النهاية للدفاع عن مصالحها المشروعة باستخدام كل الإجراءات الضرورية». وبعد الإجراءات الصينية الأخيرة، غرد ترمب بأن بلاده ليست في حرب تجارية مع الصين، قائلا: «لسنا في حرب تجارية مع الصين، تلك الحرب خسرناها منذ سنوات طويلة عبر أشخاص حمقى وغير مؤهلين مثّلوا الولايات المتحدة»، حسب قوله. وتابع الرئيس الأميركي: «الآن لدينا عجز تجاري بقيمة 500 مليار دولار سنويا، مع سرقة ملكية فكرية بقيمة 300 مليار دولار. لا يمكننا أن نترك هذا يحدث». وتعليقا على التطورات الأخيرة، قال أنجيل جوريا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين «مقلق للغاية». وأوضح جوريا في معهد تشاتام هاوس الدولي البحثي في لندن: «هذا أمر مقلق للغاية. تتحدثون عن أكبر بلدين تجاريين في العالم». وأضاف: «هذا ليس في مصلحة أحد، إنه أمر سيئ... وضع يخسر فيه الجميع».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أسـم لـبنـان عـبر الـعـصـور

من كتاب “اسم لبنان عبر العصور” للمؤرخ اللبناني انطوان أميل خوري حرب

http://eliasbejjaninews.com/archives/63654

إذا كان صحيحا أنه يصعب على من يؤرخ للأشخاص عزلهم عن بيئتهم وموروثاتهم وخصائصهم الفردية المميزة، فالصحيح أيضا أنه يصعب على من يؤرخ للوطن أن يفصله عن غوره في الزمان وانطراحه في المخطوطات والآثار وتفاعله مع محيطه وبالتالي عن خصائصه التي عرف بها منذ بدء وجوده ا اليوم…وإذا كان يقينا ان الإيمان أساسه المعرفة وان أوّل مبادئ المعرفة هو معرفة النفس، فاليقين كذلك أن كثيرا من الأوّليات والبدهيّات والمسلمات تبدو لا أهمية لها لشدة بساطتها.

وإذا كان كثير من الأجوبة يبدو عاديا لكثرة ما ألف الناس تكراره، فليس من العادي ابدا ألا يعرف المجيب بعد جوابه وحقيقته ومدلوله.

فهل ابسط من أن يقول اللبناني حين يسأل عن هويته : أنا فلان وأنا “لبناني”؟ ولكن هل يدري هذا، معنى جوابه؟ هل يدرك أبعاد هذه النسبة وقدرها الحضاري؟

وقد يتساءل البعض: هل للتسمية من أهمية بحد ذاتها؟ فنجيب: أو ليست الأسماء تأكيدا لوجود المسميات؟ وهل من وجود ذي قيمة، لشيء لا اسم له؟ ألم تلازم الكلمة – الاسم بقيمتها، فكرة الإله والخلق؟ ألم تعتقد الشعوب الشرقية القديمة أن الاسم هو الوجود نفسه؟ لذلك لم يكن ممكنا أن تقبل الكلمة – الاسم أي اشكال. فهي وحدة منزهة كفيلة بذاتها لتحديد مدلولها. وقد لجأت بعض الشعوب الشرقية القديمة الى تحريف بعض الكلمات – الأسماء وأحيانا إلى تغييرها، انتقاصا من قدر أشخاص أو شعوب معادية لها، لاضعافها وتشويه قيمتها ورموزها تحقيرا لها.

هل يدرك اللبناني أن انتسابه الى “لبنان” يكسبه هوية أصيلة معينة ومكتفية كاملة بذاتها تختلف من حيث مدلولها اختلافا بيّنا عن هوية أي انسان آخر في أي بلد آخر؟

ان التراث اللبناني نفسه غني بمادة الجواب عن كل هذه الأسئلة. بل ان المخطوطات القديمة على انواعها – والكتاب المقدس نفسه – سطرت لاسم لبنان من النعوت والخصائص ما لم تسطره لغيره، حتى انها صانته من محاولات التشويه الكثيرة عبر العصور وحفظته في منزلته المنزهة التي لم تستطع أن تعبث بها الأحداث والنوائل.

أسم لبنان ومعناه

لبنان” لفظ مستمد من اللغات السامية القديمة، وقد بقي عبر العصور محافظا على أصله دون اختلاف يذكر.

فقد ورد باسم “لبنانا” و “لبان” عند الأكاديين.

و “لبلانا” و “لبلاني” و “نبلاني” و ” لبنانو” عند الأشوريين والبابليين.

و “رمنن” و “ربرن” في اللغات المصرية.

و “لبنون” في الآرامية.

وضبطه الفينيقيون والعبرانيون “لبنون” وعنهم اشتق اليونان والرومان الاسم “ليبانوس”.

اما العرب فقالوا “لبنان” بضم اللام وسكون الباء وفتح النون.

والاسم مشتق من جذر ثلاثي مشترك بين جميع اللغات السامية هو “لبن” ومعناه “أبيض”

وهناك ثلاثة تفسيرات تعلّل تسمية “لبنان”:

منذ العصور القديمة كان الاسم “لبنان” يستعمل للدلالة على الكتلة الجبلية الممتدة من النهر الكبير الجنوبي (نهر Eleutherus” نهر الحرية) في الشمال، حتى تخوم أرض الميعاد في الجنوب.

هذه الكتلة الجبلية تتألف من فرعين متوازيين: السلسلة الغربية والسلسلة الشرقية، تجمع بينهما هضبة البقاع التي يبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 950 مترا.

ولم يفرق أنبياء العهد القديم بين هذين الفرعين التوأمين، فاطلقوا الاسم “لبنان” على كليهما. ففي نشيد الأناشيد (4:7) نقرأ:

“عنقك كبرج من العاج وعيناك كبركتي حشبون عند باب الجماعة، وأنفك كبرج لبنان الناظر الى دمشق”. “وبرج لبنان” في هذا النص هو “جبل حرمون” في السلسلة الشرقية من جبال لبنان الذي يطّل على دمشق. والمؤرخ اليهودي يوسيفوس، الذي دوّن في القرن الأول بعد الميلاد وكتب باليونانية، اشار الى جبل الشيخ وما يحيط بدمشق من جبال وتلال ودعاها باسم “لبنان”. ثم انه يذكر “منابع نهر الاردن الذي يتدفق من جبل لبنان”

وشعراء العرب يثبتون هذا القول ويلقبون نهر الأردن الذي ينبع من سفوح جبل الشيخ (حرمون): “ابن لبنان البكر”.

أما اسقف صور، وليم الصوري (حوالي 1130 – 1186).  الذي أرخ للحملات الصليبية فهو بدوره يذكر أن نهر الأردن له منبعين في سفح جبل لبنان، احدهما اسمه “يور” أو “Jor” والآخر “دان” أو “Dain” ومن هذين الاسمين اشتق نهر الأردن “Jor-Dain” وبذلك يؤكد المؤرخ على ان اسم لبنان شمل السلسلة الشرقية أو جبل الشيخ (حرمون) بالإضافة الى السلسلة الغربية. لكن هناك من كتبة اليونان، من خصوا لبنان الغربي بالاسم “لبنان” وميزوه بالتسمية عن لبنان الشرقي الذي دعوه “لبنان القائم بازاء لبنان”= “Anti-Lebanos” والمعروف قديما ب “سيريون”.

يقول العالم De Vaumas: “من طوروس وأرمينيا الى سيناء واليمن والحبشة، من كريت حتى زغروس، يملك لبنان كسيد لا على صحاري سوريا والمتوسط الشاسعة فحسب بل على الجبال التي تحدّها وتفصل بينها أيضا”. وهو يؤكد بذلك أن “لبنان الجبل” هو عملاق جبال المتوسط الشرقي وهو في الوقت ذاته “الجبل الأبيض” للشرق الأدنى.

وتعود تسمية لبنان ب “الجبل الأبيض” لسببين :

اما لبياض ثلوجه التي تكسو قممه في أكثر فصول السنة واما لطبيعة صخوره الكلسية البيضاء.

فالعلاّمة روبنسون E. Robinson يتبنى التفسير الثاني: قرب البحر… كل هذا الجانب من الجبل يبدو مكّونا من كتل ضخمة من الصخور البيضاء العارية. ان ظاهرة بياض صخور الجبل هذه، عندما ينعكس نور الشمس عليها، توضح بشكل كاف التسمية القديمة للبنان : ” الجبل الأبيض”.

لكن الأب F-M. Abel يردّ هذا التفسير ويرجع بياض لبنان الى ثلوجه فيقول ” من الأفضل التسليم بأن هذا البياض هو بسبب الثلوج التي تدوم على القمم قسما من السنة “.

ويسهب الأب مارتن اليسوعي في التفسير فيقول: لا ريب في أن أعظم شيء أثر التأثير البالغ في من سكنوا لبنان أولا، انما هو تكلل هامته بثلج دائم، يشتعل بياضا فوق أعلى رؤوسه، على رغم ما للشمس من الحرارة في مثل العرض الذي هو فيه. فأوجب عليهم المنظر المذكور بالطبع أن يسموه باسم مشتق من بياض اكليله، فأطلقوا عليه اسم لبنان لأن معناه البياض”

ونجد في “معجم التوراة” تفسيرا آخرا يشابه نظرية الأب مارتن :

” يكفي أن يظل لبنان مكللا بالثلج وقتا طويلا من السنة حتى تلفت هذه الظاهرة نظر الشرقيين، فتعطي للبنان هذه التسمية” ويؤكد ارميا على وجود الثلج في لبنان : ” هل يخلو صخر الصحراء من ثلج لبنان”.

وفي شرحه لمؤلف النبي ارميا يثبت القديس ايرونيموس هذا التفسير بقوله : “ان لبنان معناه البياض”. كما أن بعض الجغرافيين والشعراء المسلمين سمّوا جبل الحرمون “جبل الثلج” ” وطور ثلجه” و ” بوفضة” (نسبة للونه الفضي).

وهناك غيرهم ممن يذكرون اللون الفضي لجبال لبنان المكللة بالثلج : ” ان سلسلة قمم لبنان تبدو من جهة البحر زرقاء في الصيف فضيّة مثلجة في الشتاء والربيع وذات منظر اخّاذ”.

“وجبل القوقاز” يعني أيضا “الجبل الأبيض” للسبب عينه. وكلمة “هملايا” تعني في السنسكريتية “موطن الثلج”. وفي جزيرة كريت بعض قمم جبال Idea تسمى Leuca أي “البيضاء” بسبب الثلوج التي تغمرها.

لبنان – جبل الطيوب

لاسم لبنان معنى آخر يرجعه البعض الى شجرة عطرية مشهورة هي شجرة “اللبان” أو “اللبنى”.

و“اللبان” يعني في العربية “البخور”. اما أوصاف هذه الشجرة فهي ان اوراقها كثيفة خضراء ولها زهر أبيض يشبه زهر الليمون واذا شقت قشرتها قطر منها صمغ بلسمي طيب الرائحة كالبخور، وكان القدماء يستعملون هذا الصمغ مكان البخور اذا لم يجدوا بخورا.

كانت شجرة “اللبان” أو “اللبنى” التي سمّاها اليونان “Styrax”، تكثر في لبنان حسب قول عالم الطبيعيات الروماني بلين Pline (القرن الأول ميلادي): فينيقيا كانت تنتج “اللبنى أو Styrax Officinale التي يستعملها الأطباء وخاصة العطّارين”

يقول الأب مارتن في ” تاريخ لبنان” ان الكلمة اليونانية “Styrax” تشير على الأرجح الى عشتروت، ربّة لبنان، اذ ان هذه الشجرة مكرسة لها.

والبخور يسمّى في اليونانية “ليبانوس” (Libanos) كذلك كلمة “ليبانومنسي “Libanomancie” تعني ” تبخير العبادة”.   (Divinisation par l ensens).   وفقد شجر”اللبنى أو “Syrax” شهرته وخصوصا تسميته، التي كانت تربطه بموطنه الأول لبنان، منذ أن نقل الى مواطن أخرى كايطاليا وفرنسا حيث أصبح يسمّى (Aliboufier) .

وفي نظرية التكوين الفينيقية للمؤرخ البيروتي سنخوني أتن، يظهر أن الأخوة العمالقة المدعوّين ” لبنان” و ” انتيلبنان” و” كاسيوس” و ” براثي” كانوا أول من ابتدع ذبائح البخور على شرف الآلهة.

ويقول العالم Gruppe استنادا الى المعطيات السابقة ان اسمي ” لبنان” و ” انتيلبنان” يدلاّن على أنواع من الرحيق.

انطلاقا من هذه النظرية الأخيرة، يبدو أنه من الأصح القول، ان اسم شجرة ” اللبنى” هو المشتق من اسم “لبنان” وليس العكس. فالبياض الذي هو الفكرة الأساسية في الجذر “لبن” والذي نجده في لون زهرة “اللبنى” لا يقدم دليلا كافيا لتسمية هذه الشجرة بلون زهرها الأبيض، فلا بد من أن يكون بياضها قد نسب الى بياض لبنان موطنها الأصلي ذي القمم العالية البيضاء، فنسبت اليه وتسمّت باسمه من باب تسمية الجزء باسم الكل. فلبنان قد اشتهر في العصور القديمة بغاباته الكثيفة النضرة التي كانت تعبق بأريج أشجارها وخاصة شجر الأرز العطر الذكي، الذي جعل من لبنان “جبل الطيوب” كما يسميه ديودورس الصقلي. وكان الاقدمون يحرقون خشب الأرز لتعطير الذبيحة. يقول شاعر الأوذيس’ هوميروس واصفا كهف الحورية كاليبسو: ” نار كبيرة كانت تتوهج فوق الموقد. في البعيد كانت تفوح رائحة الأرز وهو يخترق فتعطر الجزيرة كلها”. أما فيرجيل فيذكر في الأنياذة: ” وسيرسي Circe أيضا ابنة الشمس المترفة، كانت توقد في قصرها الفخم الأرز العطري لكي تنشر نورا دجويا”.

أما “الكتاب المقدس” قيتكلم بدوره عن الروائح التي تنبعث من غابات لبنان. فيقول العروس لعروسه في نشيد الأناشيد:” عرف أدهانك فوق جميع الأطايب! شفتاك تقطران شهدا ايتها العروس وتحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان”.

ويذكر النبي هوشع أيضا عطر لبنان : “تنتشر فروعه ويكون بهاؤه كالزيتون ورائحته كلبنان”.

لبنان – اسم بطل مؤله

ورد في كوسموغونية المؤرخ البيروتي سنخوني اتن الذي عاش في النصف الأول من القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكتب ” تاريخ فينيقيا” أنه :” من جيوش ابن أيون وبرتوغون ولد أبناء آخرون فانون وقد دعوا : فوس (Phos) و بير (Pyr) وفلوكس (phlox) (النور والنار واللهب). وهؤلاء هم الذين ابتكروا النار بحك قطع من الخشب الواحدة على الأخرى وعلّموا الآخرين هذه الطريقة وكان لهم أبناء ذوو عظمة وسيادة بارزة وقد أعطوا أسماءهم للجبال التي كانوا حكّاما لها. ومنهم جاءت أسماء ” كاسيوس” و ” لبنان”” و ” انتيلبنان” و ” براثي”.

يبدو من هذا النص أن جبالنا كانت تحمل منذ أزمنة سحيقة اسم حاكم ” ذي عظمة وسيادة بارزة” هو ” لبنان”. ولا بد من التذكير بأن الفينيقيين كانوا يكرمون أبطالهم وبعد موتهم يتم تقديسهم وتخليد ذكرهم بالتأليه واطلاق اسمائهم على بعض الأماكن وخصوصا على الجبال والأنهر. فعادة تكريم الجبال والمرتفعات كانت شائعة عند الكنعانيين – الفينيقيين. وكانوا يقيمون مزاراتهم ومعابدهم على رؤوس الجبال التي اتخذت اسم ” طور” أي ” الثور” وهو مرادف لاسم الاله ” ايل” الفينيقي : ” ثم رفع صوته الاله ثور – ايل، أبوه، وأجاب: اسرع وارفع هيكلا من ذهب في وسط أعالي جبل صافون…”

ويذكر أنبياء العهد القديم الأماكن المرتفعة في بلاد كنعان حيث تقدم الذبائح ويسكن الالهة: ” قد قلت في قلبك اني أصعد الى السماء. ارفع عرشي فوق كواكب الله واجلس على جبل الجماعة في أقاصي الشمال”. وتكاد لا تخلو قمة جبل من جبال لبنان في أيامنا الحاضرة من مذبح أو هيكل فينيقي قديم.

وإذا افترضنا أن النصوص الدينية الفينيقية ليست الا مجرد أساطير وحكايات فان هذه الحكايات كانت ” الممثل الوحيد لحالة العصور الأولى التي عقبت نسيان التقاليد الحقيقية. هذا فضلا عن انها كانت مقبولة في القديم ومعتبرة في كل مكان نظير تاريخ غير مشكوك في صحته بل كانت التاريخ الوحيد الذي كان يعتقده الفينيقيون والآراميون. ومن هذا الوجه تكون الحكايات صورة مشخصة بكل امانة لحالة العقول في لبنان في تلك المدد المتطاولة”. ولا بد من أن تنطوي الأسطورة على بعض الحقائق التاريخية وعلى المؤرخ والباحث أن يستشف من خلال رموزها، الحقيقة الواقعية استنادا الى المعطيات المادية الملموسة والبحث العلمي الموضوعي، وأسلوب المقارنة.

وفي هذا المجال، تجدر الاشارة الى أن ” لبنان” ذكر في عدة مراجع تاريخية على أنه ” مقام الآلهة” و ” الأرض الالهية” و ” جبل الله”…

ففي ” ملحمة جلجامش” السومرية ( منتصف الألف الثالث ق.م.) وفي القسم الذي يروي رحلة البطلين ” جلجامش” و ” انكيدو” الى “جبل لبنان” كي يجلبوا خشب الأرز الثمين، يصف الشاعر الملحمي السومري ” جبل الأرز” فيقول:

– رأوا جبل الأرز”

مقام الآلهة، قاعدة أرنيني ( أي عشتروت):

أمام الجبل ذاته، يحمل الأرز انتاجه الوفير

ظله لطيف، مفعم بالعطر…”

ونقرأ في أحد النصوص المصرية التي يعود تاريخها الى الأسرة الفرعونية السادسة، أي الى منتصف الألف الثالث ق.م. ما يأتي: ” يجلبون لي أجود منتوجات “نغاو” من الشربين والعرعر وخشب المر… أجمل أشجار الأرض الالهية.

وبلاد “نغاو” هي منطقة نهر ابراهيم، أو نهر أدونيس، قرب مدينة جبيل، استنادا الى دراسة للعلامة بيار مونتي.

وعلى نصاب ” نباتا” الذي أقامه الفرعون المصري تحوطمس الثالث (حوالي 1475 ق.م.) في جبل بركال، يذكر الفرعون: ” في سبيل الوصول الى ثغور آسيا والتغلب على ملك ميتاني بنيت مراكب كثيرة من خشب الأرز من ” أرض الله” في جوار سيدة جبيل”

وفي النصوص الأوغاريتية (رأس شمرا) يحمل لبنان اسم ” أرض ايل” و ” جبل ايل”: ” انكم تتجهون الى مجلس الجماعة قي ” جبل ايل” وعند قدميه تسقطون (علىوجوهكم) وتسجدون لمجلس الجماعة المنعقد…”

أما الاغريق فقد وصفوا فينيقيا ” بالمقدسة” وبأنها ” شاطىء الآلهة”.

ويقول فيكتور برار: : كان القدامسة مؤهلين كليا للابقاء على نمط منتوجات : النسل الالهي” كانوا يؤكدون انتماؤهم اليه: أو لا يزالون يستعملون ” لغة الآلهة” كما يقول شاعر الأوذيسة؟ بالتأكيد كانوا يتثقفون بالكتابات الفينيقية أو يستمتعون بمطالعتها”.

وتأتي شهادة الكتاب المقدّس لتؤكد أن لبنان هو ” جبل الله المقدس” حيث نقرأ في سفر حزقيال:

يا ابن البشر أشد برثاء على ملك صور وقل له هكذا قال

السيد الرب: أنت خاتم الجمال ممتلىء حكمة وكامل بهجة.

كنت في عدن جنّة الله… أنا أقمتك وقد كنت في جبل الله

المقدس …”.

وفي الاسلام، شهادة تكريم واكبار للبنان كما في هذه المتفرقات:

فقد جاء في الحديث الشريف أن النبي محمد قال: ” ثلاثة جبال من جبال الجنة”. قيل: ” يا رسول الله، فما الأجبل؟” قال: ” جبل أحد، يحبنا ونحبه، والطور من جبال الجنة، ولبنان من جبال الجنة”. ” بل لو ذكرت لنا أسماء الجبال السبعة التي تحمل العرش يوم القيامة الى جانب الجبل اللبناني”، وقد قال كعب الأحبار: ” جبل لبنان أحد الأجبل الثمانية التي تحمل العرش يوم القيامة” وأمسك عن ذكر السبعة الأخرى.

” بل لو ذكرت لنا من أي مقاطع الحجارة في لبنان اتخذ آدم للبيت اذ أوحى اليه الله أن يبنيه له في حرم بجبال العرش وأن يحفّ به”، وقد نقل الطبري في رواية يرفعها الى ابن عباس أن آدم بنى البيت (الكعبة) من خمسة أجبل: طور سيناء، وطور زيتا، ولبنان والجودي، وبنى قواعده من حرّاء.

بل لو ذكرت لنا أين تبلغ في المدّ، نظرة سيدنا إبراهيم، وهي التي عليها رواية الكلبيّ في قوله: ” صعد إبراهيم، عليه السلام، جبل لبنان، فقيل له، “أنظر، فما أدرك بصرك فهو مقدس”.

” بل لو ذكرت لنا من الخواص، في لبنان، قد رأى من جماعة سيدنا يونس أحدا، وهم الذين قال فيهم المنينيّ : انهم انفردوا للعبادة في ” لبنان المقدس” حتى يأتي وعد الله”.

أما المسيحية فقد رددت هذه الأقوال في صلوات الكتاب المقدّس، حتى أن الكنيسة تنشد دوما، يوم الجمعة العظيمة في الطقوس اللاتينية : ” سيأتي الله من لبنان” ، “Deus a Libano Veniet”.

وقد تكون النصوص والأقوال هي التي أوحت الى المفكر والشاعر اللبناني سعيد عقل تفسيرا آخر لاسم لبنان ورد في كتابه ” لبنان ان حكي” حيث يقول ان ” لبنان” = ” لب – انان” أي ” قلب الله”.

خاتمة البحث

– ان اسم لبنان يرتبط بمعطيات جغرافية طبيعية وليس بعرق أو عنصر أو سلالة أو شخص أو ما شابه ذلك. واجتهادا يمكن القول ان هذه المعطيات الجغرافية الطبيعية التي تتميز بوحدة في التنوّع، حققت كيانا لبنانيا قوميا سياسيا واقتصاديا هو حصيلة تطور تاريخي متكيّف مع الشروط البيئية.

وان أسم لبنان ظل خلال العصور وبثبات، متوافقا مع الوحدة الطبيعية الجغرافية لحدود لبنان المعاصرة. وان أي تغيير في هذه الحدود أو أية تجزئة في هذه الوحدة هو تشويه لكيان لبنان الطبيعي التاريخي وبالتالي تشويه لاسمه.

وان اسم لبنان قديم جدا بل أقدم من أسماء جميع البلدان القريبة منه كاسم سوريا وفلسطين والعراق ومصر..أو البعيدة كاسم الصين واليابان وفرنسا وكندا..

– انه بين الأسماء الحالية لبلدان العالم يبقى اسم بنان هو الأقدم.

– وان اسم لبنان مرتبط بالكتلة الجلية التي يتكون منها، ثبت من دون سائر الأسماء التي اطلقت عليه أو شملته في مراحل مختلفة مثل كنعان وأمورو وزاهي وآرام وفينيقيا وغيرها وفيما اضمحلت هذه التسميات ظل اسم لبنان معايشا العصور التاريخية منذ اربعة آلاف سنة الى اليوم.

وان لبنان طبع بطابع مقدس كما تشهد النصوص القديمة والكتاب المقدس نفسه.

– وان اسم لبنان كاف بذاته لتعريفه. فهو لا يحتاج في ذلك الى أية صفة أو اضافة من خارجه.

– وان اسم لبنان مدخل لمعرفة الذات اللبنانية, معرفة أساس وبداهة وهوية.

وإذا كان اسم لبنان يشيع في نفوس حامليه افتخارا واعتزازا ينبعان من تراث حضاري تاريخي ذي أبعاد عالمية، فان واقع جهل اللبنانيين وتجاهلهم للتراث اللبناني من جهة، وعملية التجهيل المتعمدّة لهذا التراث ومحاولة تشويهه من جهة أخرى، عوامل تؤدي كلها الى تمزيق الوحدة البشرية اللبنانية وبالتالي الى تفتيت الوحدة الجغرافية الطبيعية للبنان والى تغيير هويته.

ان ما يهب على لبنان من غربه حينا أو من شرقه حينا آخر، ومن جنوبه مرة ومن شماله مرة أخرى، ما استطاع يوما أن يمحو اسمه أو يطمسه.

لكأن هذا الاسم الذي خطتّه الأنامل فوق رمل الشاطئ، هو الاسم ذاته الذي نقشته الأيدي في صخور الجبل، فتناقلته الشعوب والأمصار والأجيال بتواصل دائم ضمن جغرافية طبيعية ثابتة وآجال تاريخية مستمرة.

**انطوان اميل خوري حرب

من مواليد تنورين سنة 1944.

تلقى علومه في مدارس الفرير.

نال اجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانية سنة 1969.

انتخب، سنة 1971، أمينا عاما لمؤسسة التراث اللبناني التي أنشأت سنة 1964 والتي تعمل على نبش كنوز التراث اللبناني ونشرها في لبنان والعالم.

نال ليسانس في علم الآثار من الجامعة اللبنانية سنة 1973.

حاز على جائزة سعيد عقل في تشرين الأول سنة 1974 على دراسة آثار لبنان. وقد ورد في براءة الجائزة:” ان أبحاث انطوان خوري حرب الأثرية جعلتنا نملك عن معظم الهياكل التي كانت ترصع لبنان، مجموعة صور – وثائق تحولنا كثرتها وجمالها تسمية وطننا “بلد الألفي هيكل”. ان المسح الاركيولوجي الرائع الذي قام به هذا الوارث للكلف بلبنان، ليشكل ثروة تزيد في تماسك المجد اللبناني الفريد”.

نال دبلوم في الدراسات العليا في التاريخ من جامعة الروح القدس الكسليك سنة 1979 على أطروحة “اسم لبنان عبر العصور”، وقد أشرف على البحث الدكتور فؤاد افرام البستاني والدكتور لويس خليفة والدكتور ادمون موسى.

ألقى سلسلة محاضرات عن تاريخ لبنان الحضاري في المدرسة الحربية وكلية التاريخ في جامعة الروح القدس – الكسليك والجامعة اللبنانية وفي أندية ثقافيّة عدّة في مختلف أنحاء لبنان.

 

حقائق تحت الدخان

 الياس الزغبي/الصوت/05 نيسان/18

قبل قرابة شهر من المنازلة الانتخابية المتخالطة والمتقاطعة، يجدر التوقف عند بعض التناقض بين ظواهرها وخفاياها، لمحاولة جلاء جانب من حقائقها، وفرز الواقعات عن التهويمات تحت دخانها الكثيف.

– في الواقعة الأولى، هناك فريقان متواجهان على أساس سياسي واضح ومحسوم هما: فريق "حزب الله" مع حلفائه من أحزاب ومستقلين من جهة، وفريق ينتمي في شكل أو آخر إلى أهداف "ثورة الأرز" ويمكن وضعه تحت العنوان السيادي، ويضم التقدمي الاشتراكي والقوات والكتائب والأحرار واليسار الديموقراطي واللواء ريفي وشخصيات مستقلة، برغم تلاقيهم في دائرة وتباعدهم في أخرى.

فكما أن فريق "حزب الله" يخوض الانتخابات تحت عنوان "المقاومة والممانعة" مع إضافة جديدة هي مكافحة الفساد، يخوض الفريق المواجه انتخاباته تحت عنوان "السيادة ومكافحة الفساد"، وقد نجح في المحافظة على ثوابته سواء في الشعار او في تشكيل لوائح منسجمة من الخط السيادي نفسه.

وبين هذين الفريقين هناك فريق ثالث يضم التيارين الأزرق والبرتقالي لم يعتمد مبدأ سياسياً حاسماً بل نسج تحالفاته على أساس براغماتي مصلحي عددي في كسب المقاعد. مع الإشارة الضرورية إلى أن الأزرق حافظ على نسبة مرتفعة من التحالفات السيادية وخرقها في عدد من الدوائر لمصلحة البرتقالي شريكه في السلطة، فيما اعتمد هذا الأخير خياراً مركنتيلياً منفعياً خالصاً في تحالفات متلاطمة ومثيرة بتناقضها، والثابت الوحيد فيها هو مواجهتها، بل عدائيتها الموصوفة، لكل الأحزاب والفاعليات المسيحية ذات الوزن، حتى أن المراقبين تساءلوا عن حقيقة ابتعاد "تيار العهد" عن القوى المسيحية والحزب التقدمي الاشتراكي فقط ما دام يرفع شعار الانفتاح والتلاقي مع جميع المكونات، ويطرح نفسه كطرف حريص على الشراكة الوطنية.

– في الواقعة الثانية، أن "التيار العوني"، وتحت دخان خلافه مع "حزب الله" في دائرة كسروان- جبيل، سعى ويسعى عملياً إلى تعزيز موقع "الحزب" في سائر الدوائر. ففي بعبدا عقد تحالفاً متيناً معه، وكذلك في بيروت الثانية، وفي عاليه الشوف. بينما عكف عن سابق تصور وتصميم على تشتيت الأصوات المعارضة لـ"حزب الله" في بعلبك الهرمل والبقاع الغربي ومرجعيون حاصبيا، وأراحه في زحله وجزين صيدا في مقابل ما لديه من أصوات ولو محدودة في المتن وعكار والكورة والبترون.

وحتى في دائرة جبيل – كسروان، سهّل وبرّر التيار العوني ل"شريكه الاستراتيجي" لعب دور قيادي وتغطية مرشحه الهابط بالمظلة لترؤس لائحة واستدراج مرشحين متهافتين إليها لتأمين الحاصل الانتخابي.

وإلى ذلك كله، يلاحظ المراقب أن هناك نوعاً من التواطؤ السلبي او الاتفاق الضمني على مستوى معين من التناقض في الخطاب السياسي وتبادل الانتقاد كوسيلة لشد عصب قواعدهما.

– في الواقعة الثالثة، ليس لالتزامات تيار المستقبل بدعم التيار العوني في بعض الدوائر، تحديداً في زحلة والأشرفية والكورة والبترون وزغرتا، أي تفسير في السياسة بمعناها كمبادىء وخط ونهج وأهداف وطنية، لأن توجيه أصواته لمصلحة اللوائح العونية يعني دعماً واضحاً لحليف "حزب الله" الذي لا ينفك يعلن عن متانة التحالف الاستراتيجي مع هذا الحليف الذي يغطي سلاحه في الداخل والخارج، تأسيساً على النص الثابت في "ورقة التفاهم" ببندها العاشر، رغم أن الرئيس الحريري يكرر دائماً تناقضه الاستراتيجي مع "الحزب" ووظائف سلاحه.

وفي هذه الثغرة ما يثير أكثر من علامة استفهام حول الدوافع التي لا يمكن وضعها إلّا في خانة المنافع.

إن براغماتية التيارين قد لا تأتي بما يتوقعانه من نتائج وحصاد مقاعد. لأن السياسة القائمة على الاستقامة ووضوح المواقف ونصاعة الأهداف لم تصبح من الماضي، بل لا يزال لها ناسها ومريدوها، وهم ليسوا قلّة.

وليس من السهل جر الناخبين إلى خيارات لا تشبههم، فلذلك يجب ألّا يفاجئهما عدم شهية القواعد لالتهام الأطباق الجاهزة.

وليس خافياً أن خلوة الثلاثي الحريري جعجع جنبلاط الأخيرة تركت ارتياحاً لدى القواعد الشعبية ل"انتفاضة الاستقلال"، فهذه القواعد لم تفترق بفراقهم، بل فرضت إرادتها على لقائهم وليس العكس.

يبقى أن الحسابات غير المريحة لدى بعض القوى، وأبرزها "حزب الله"، ستدفعها إلى اعتماد إجراءات وأساليب غير عادية وغير مشروعة، وقد باشرت تنفيذها فعلاً، منها توظيفات العجلة وتسخير السلطات وإمكانات الدولة وترك الأموال الانتخابية على غاربها، ومنها طلائع الضغوط الأمنية وممارسات الترهيب كما جرى للشيخ عباس الجوهري…

ومن يدري، ربما أن استشعار الخسارات يبدّل المسارات، بما فيها مسار الانتخابات!

 

العلولا لـ«الجمهورية»: مِن قلبي سلامٌ للبنان...

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الخميس 05 نيسان 2018

مرة جديدة يزور الموفد الملكي السعودي المسؤول عن الملف اللبناني في الادارة السعودية نزار العلولا لبنان، وبَدا أنّ ما يميّزه في هذه الزيارة عن زيارته السابقة هو أنه أدرك وتعمّق أكثر فأكثر في فهم «وطن الارز» بشؤونه وشجونه على كل المستويات، الى درجة انه عندما سئل عن انطباعاته ردّ قائلاً لـ«الجمهورية»: من قلبي سلام لبيروت... من قلبي سلام للبنان». فزيارة العلولا الثانية لبيروت التي سينهيها اليوم حَفلت بسَيل من اللقاءات على كل المستويات غاصَت في مختلف الشؤون اللبنانية وكيف يمكن المملكة العربية السعودية أن تساهم في معالجتها، من دون التدخل في شأنٍ للبنانيين وحدهم حقّ التقرير فيه، على حد قول بعض الذين اطّلعوا على اجواء هذه اللقاءات. واللافت انّ العلولا لم يتناول في لقاءاته ملف الاستحقاق النيابي الّا في العموميات، غير متوقّف عند التفاصيل لجهة من يفوز بأكثرية نيابية ومن لا يفوز، ما عكس لدى المطّلعين انطباعاً مفاده انّ المملكة مدركة انّ هذا البلد لا يُحكم إلّا بالتوافق، وأنّ ايّ فريق فيه مهما كبر حجمه لا يستطيع اخضاع الآخرين، بل انه مُجبر على التفاهم معهم على حكم البلاد وادارة شؤونها.

على انّ الفارق ايضاً بين زيارة العلولا السابقة وزيارته الراهنة هو انه يزور لبنان الآن، أولاً لتمثيل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الاحتفال بافتتاح جادة باسمه على الواجهة البحرية لبيروت، وثانياً لمتابعة المهمة التي كان جاء لأجلها في زيارته السابقة، ولكنّ اضطراره للسفر يومها الى الرياض ليكون في استقبال رئيس الحكومة سعد الحريري الذي لَبّى سريعاً دعوة السعودية التي نقلها اليه لزيارتها، ما حال دون استكماله لقاءاته مع مختلف الاطياف السياسية اللبنانية. ويبدي العلولا ارتياحاً الى زيارته الراهنة ويقول لـ«الجمهورية» عندما سئل عن انطباعاته التي كوّنها من لقاءاته وجولاته: «من قلبي سلام لبيروت... من قلبي سلام للبنان، هذا البلد الجميل الذي لطالما أحببته بطبيعته وثقافته وواقعه وناسه، فاللبنانيون اقوياء واذكياء ومبدعون ولا خوف على بلدهم ومستقبله». ويضيف: «إني أرى انّ مستقبل هذا البلد سيكون افضل».

ولا يغفل العلولا التنويه بدور اللبنانيين في نهضة المملكة العربية السعودية وعمرانها على مستويات كثيرة. ويقول: «بصمة اللبنانيين بارزة في مسيرة المملكة وتطورها ونموها، وهي بصمة لا يمكن ان تزول». وعندما يُسأل عن موضوع الإنتخابات النيابية يقول: «انّ المملكة لا تتدخل في الانتخابات التي هي شأن لبناني داخلي، ولكنها تراهن على وعي اللبنانيين وتصميمهم على بناء مستقبل أفضل لبلدهم انطلاقاً ممّا يتمتعون به من ارادة وتصميم وذكاء»... ويعتبر العلولا انّ المشكلات بين هذه الفئة اللبنانية وتلك، أو بين هذه القيادة السياسية او تلك، أو حتى بين من يعتبرون انفسهم أبناء صف واحد، «هي مشكلات تحلّ بالحوار، إذ بمجرد ان يلتقي المختلفون تهدأ النفوس وتنفتح الأبواب أمام حصول التفاهم».

المملكة الثانية والعلاقات الجديدة

لم يهدأ جناح العلولا في فندق فينيسيا منذ ان حلّ فيه إثر انتهاء الإحتفال الذي أقامته السفارة السعودية مساء امس الاول لمناسبة تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز على الواجهة البحرية لبيروت، فما ان يستقبل العلولا والقائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري هذا الوفد او هذه الشخصية او تلك، حتى يكون آخرون في الانتظار، إذ تحوّل هذا الجناح خلية نحل لم تعرف الهدوء منذ وصول العلولا الى فجر اليوم ومسلسل اللقاءات مستمرّ شاملاً غالبية ألوان الطيف اللبناني السياسي والطائفي. وكان الابرز في هذه اللقاءات الخلوة التي عقدها العلولا والبخاري على هامش القمة في «فينيسيا»، مع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، ويبدو انّ هذه الخطوة كسرت الجليد، وفتحت الباب امام تَوصّل هذا «الثلاثي» الى تفاهم وخصوصاً بين الحريري وجعجع اللذين لم يلتقيا منذ مدة طويلة لأسباب بعضها معروف وبعضها الآخر مجهول، علماً انّ الحريري كان قد اشار، إثر زيارته البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الثلثاء الماضي، الى انه سيلتقي جعجع قريباً، فهما تصافحا معاً ومع جنبلاط خلال الاحتفال بتدشين جادة الملك سلمان، الى جانب ما حصل من وشوشات بين بعضهم وكلام بين بعضهم والعلولا من فينة الى اخرى على وقع الكلمات التي ألقيت بالمناسبة، الى درجة انّ بعض هذه الوشوشات حصل إثر انتهاء الاحتفال أثناء انتظار الترتيبات الامنية لمغادرتهم مكان الاحتفال الى فندق فينيسيا.

ويؤكد العلولا انّ المهمة التي يضطلع بها في الشأن اللبناني وما يتحدث به في اللقاءات التي يعقدها هي التعبير عن طبيعة العلاقة اللبنانية ـ السعودية بطبعتها الجديدة. ذلك أنّ المملكة الجديدة التي يبنيها الآن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان، تستوجب، بل تفرض، نَسج علاقات جديدة للمملكة مع كل الدول العربية خصوصاً، ومع العالم عموماً، تحتفظ ببعض الثوابت التي تميزت بها العلاقات القديمة، وتتسِم بطابع الإنفتاح على الجميع دولاً وشعوباً. وفي هذا السياق فإنّ العلاقة التي بدأت المملكة تبنيها مع لبنان بدأت تشكل نموذجاً لهذه العلاقات الجديدة، إذ انّ الرياض تعمل الآن لتأكيد انفتاحها على جميع الاطياف اللبنانية وتركّز على مسألتين: الاولى الحفاظ على عروبة لبنان وعدم ربطه بأي محاور اقليمية او دولية، والثانية الحفاظ على مشروع الدولة ودعمه وعلى استقرار لبنان وصَون صيغة العيش الواحد بين اللبنانيين بكل انتماءاتهم.

ولا تخفي المملكة عطفها على بعض الافرقاء والشخصيات السياسية التي ترتبط بعلاقات تاريخية معها، ولكن المرجّح أنها في ضوء طبيعة العلاقات الجديدة التي تنسجها مع لبنان لن تتمسّك او تتعصّب لهؤلاء على حساب الآخرين، بل انها من الآن وصاعداً ستساوي بينهم وبين من تنفتح عليهم او ينفتحون عليها.

ستتكرر زيارات العلولا لبيروت قبل إنجاز الاستحقاق النيابي في 6 ايار المقبل وبعده، فمهمة الرجُل في لبنان تتخطى هذا الاستحقاق الى صوغ العلاقات اللبنانية ـ السعودية بطبعة جديدة لم تفرضها فقط الظروف التي تمر بها المنطقة والعرب جميعاً والعالم، وإنما فرضها ايضاً وبإلحاح مشروع بناء المملكة العربية السعودية الثانية الذي سيبلغ خواتيمه في 2030.

 

المجلس الدستوري «صامد» وينتظر 100 طعن؟ 

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 05 نيسان 2018ا

على قاعدة «لا يجوز تغيير الأحصنة في مجرى النهر» صمد المجلس الدستوري بهيئته الحالية. فعلى رغم الحملات التي تعرّض لها إبان قراره بإبطال قانون الضرائب بالإجماع، والى تأكيد تماسك أعضائه، استعاد المجلس هيبته واعتباره بعد هزات «قوانين التمديد»، الى أن بات التغييرُ مستحيلاً قبل الإنتخابات. وهو اليوم في ورشة صيانة لمبناه ستنجَز قبل 6 أيار، ويستعدّ لأخرى إذا تلقّى نحو 100 طعن. فما هو المنتظَر؟ يشهد مبنى المجلس الدستوري هذه الأيام ورشة صيانة وترميم داخلية لا بدّ منها، فالقصر المتهالك يحتاجها منذ فترة ليستعيد رونقه شكلاً ومظهراً، قبل أن يدخل بعد 6 أيار المقبل ورشة من نوع آخر تتصل بما يمكن أن يتلقاه من طعون إنتخابية متوقع أن تفيض على مئة طعن على الأقل قياساً على حجم المخالفات التي تُرتكب قبل الإنتخابات وفيها وبعدها.

وهذا التوقع له مبرراته حسب خبراء دستوريين اشاروا بداية الى منبعَين بارزَين للطعون، أولهما مرتبط بالقانون الجديد للإنتخاب في حدّ ذاته وما فيه من نتوءات تقود اليها لأسباب مختلفة وأخرى بما تشهده العملية الإنتخابية من مخالفات وصرف نفوذ وما هو متوقع من ضغوط تمارَس على أكثر من مستوى.

وبالنسبة الى ما سمح به القانون الجديد، يشير هؤلاء الخبراء الى عدد من المنافذ التي تقود الى الطعن لمجرد إعتماد النظام النسبي والصوت التفضيلي ومنها:

• على خلاف ما قال به القانون القديم بات يحقّ للمرشح الى الانتخابات المقبلة التقدّم بالطعن امام المجلس الدستوري ليس بموقع المرشح الخصم في مقعده النيابي المحدّد وفق دائرته الضيقة ومذهبه فحسب، بل بكل أعضاء اللائحة المنافسة بعدما بات توزيعُ مقاعد الفائزين قياساً على حجم الحواصل الإنتخابية وأرقام الصوت التفضيلي المحقّق فانتفت المواجهة المباشرة بينهما.

• سمح القانون الجديد ايضاً بأن يطعن المرشح الخاسر بمقاعد رفاقه على اللائحة عينها التي خاض الإنتخابات من ضمنها، وهو أمر فائق الخطورة برّر اللجوء الى المعارك البينية بين أعضائها سعياً الى «الصوت التفضيلي»؟

• لم يعد التنافس محصوراً وفق القانون الجديد بين المقعد الماروني من هذه اللائحة مثلاً والمقعد الماروني المقابل، وبات الطعن وارداً بمقاعد الفائزين من مذاهب أخرى من ضمن اللائحة الواحدة ومن خارجها على حدٍّ سواء. فالجميع باتوا في مواجهة الجميع.

• قادت كثافة اللوائح الـ 77 التي تتنافس في الإنتخابات المقبلة الى مزيد من إمكان البحث عن ثغرات تقود الى الطعون. فوجود تسعة لوائح في دائرة واحدة مثلاً يقود الى التنافس بين عشرات المرشحين وباب الإلتباسات الذي يقود الى الطعون واسع وممكن عند أيِّ خطأ يُرتكب ويمكن التثبّت منه لتعزيز أيّ طعن.

• عدم تحديد الضوابط الإدارية واللوجستية بالتفصيل الواضح في مراكز الإنتخابات في الخارج فتح الأبواب على مصارعها امام الطعون.

وما زاد في الطين بلة أنّ كثيراً ممّا يُروى عن مصير «داتا» المعلومات التي جمعتها وزارة الخارجية عن المغتربين قد وضعتها في تصرّف أطراف في السلطة من دون أخرى عدا عن المخالفات التي تُرتكب من خلال نشاط بعض المرشحين المقتدرين على استغلال هذه الداتا في تنظيم اللقاءات الخارجية كما هو حاصل في البرازيل وأوستراليا وفرنسا وغيرها من الدول التي ستستضيف أقلامَ الإقتراع.

أما على المستوى الذي يمكن أن تسمح به الممارسات الإنتخابية فيمكن الإشارة الى النقاط الآتية التي تستدرج المرشحين الى الطعون ومنها:

• أنّ وجود اكثر من 16 وزيراً في الحكومة الحالية ورئيسها على لائحة المرشحين سيفتح الباب واسعاً امام كثير من الخروقات التي يمكن استغلالها للتقدّم بالطعون امام المجلس الدستوري. فالأنباء عن التدخّل في مجريات العملية الإنتخابية لا تغيب عن بال اللبنانيين. فما بين ساعة وأخرى تبرز رواية وواقعة تنمّ عن حجم استغلال السلطة في القطاع العام وفرض النفوذ في المؤسسات الرسمية والتي يمكن توثيقها لدى هيئة الإشراف على الإنتخابات بالدرجة الأولى وصولاً الى مرحلة تكوين المستندات اللازمة لطعن متماسك وقوي أمام المجلس الدستوري.

وفي هذا المجال يؤتى على ذكر القيود التي وُضعت امام هيئة الإشراف على الإنتخابات، فيتلمّس البعض من خلالها إمكان تراكم المخالفات الى مرحلة البتّ بها امام المجلس الدستوري وليس امامها. ويروى في هذا المجال - على سبيل المثال - أنّ أحد المرشحين رفع أمام الهيئة شكوى في حق أحد الموظفين الكبار الذي يستخدم نفوذه في مؤسسة يرأسها لمصلحة مرجعية كبيرة مرشحة للإنتخابات فرفعت الهيئة شكواه للنظر بها أمام «الوزير الوصي» المختص الذي هو في الوقت نفسه «المستشار السياسي» للمرجعية العليا ورفيق المشكو من تصرّفه. فكيف ستكون عليه معالجة مثل هذه المخالفة؟

والى هذه الظروف التي يمكن أن تقود الى عشرات الطعون امام المجلس الدستوري تجدر الإشارة الى أنّ عدداً من الشكاوى امام هيئة الإشراف على الإنتخابات لن يُبتّ بها على رغم ما أعطاها قانون الإنتخاب من صلاحيات تحدّث عنها الفصل الثالث في اكثر من 16 مادة من الفصل عينه. وهي تمتدّ بالتفصيل من المادة 9 الى المادة 24 ما يخوّلها البتذ بكثير من الشكاوى قبل بلوغ المرحلة التي تلي إعلان النتائج وفتح المهلة الجديدة للطعون امام المجلس الدستوري للراغبين بها.

ثمّة مِن الخبراء الدستوريين مَن يعتقد أنّ جهد هيئة الإشراف لن يذهب سدى فهي، ومن أبرز واجباتها، رفع تقرير نهائي عن مجريات العملية الإنتخابية خلال فترة شهر تلي إعلان النتائج الى المجلس الدستوري ليكون من بين المستندات التي عليه النظر فيها وإصدار احكامه بالإستناد الى ما جاء فيها لمصلحة الطاعن او المطعون بنيابته على حدٍّ سواء.

وعليه، فإنّ تعليق المادة 84 من قانون الإنتخاب لتجميد العمل بالمراكز الإنتخابية العامة الكبرى (ميغا سنتر) أو بـ «البطاقة البيومترية» لم يكن كافياً لحجب الطعون المنتظرة امام المجلس الدستوري. فأعضاؤه يستعدون لورشة كبيرة تلي العملية الإنتخابية ويتوقعون أن تكون المهمة كبيرة وشاقة إذا ما تقدّم امامهم ما يقارب المئة طعن. ولكن المهم أن تبقى محصورة بالأراضي اللبنانية إذ عليها أن تستعد لمواجهة طعون أخرى تتصل بالإنتخابات في أيِّ دولة في العالم، فكيف ستتصرف امام طعون تلحظ مخالفات يمكن أن تُرتكب في كندا أو أوستراليا أو البرازيل وفرنسا مثلاً.

 

«القوات» و«الكتائب»: ومِن الحبّ ما قتل!

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الخميس 05 نيسان 2018

تفاءَل كُثُر بالخير حين زُفّت إليهم أخبار التفاهمات الموضعية بين «الكتائب» و»القوات»، بعدما استحلقت الصيفي نفسَها في دوائر انتخابية كانت تُراهن القيادة فيها على إقفال الأبواب أمام القوى السلطوية لتفتحها في المقابل لمجموعات الحراك المدني، وإذ بالأخيرة «تتكبّر» على الحزب العتيق بحجّة أنّ خطاباً معارضاً لأشهرٍ معدودة لا يكفي لنفضِ عباءةِ السلطة عن كتفيه... هكذا عادت الكتائب إلى مربّعها الأوّل، معراب، حيث يمكن للقواعد المشتركة أن تنسجم مع ذاتها وتُعبّر عن حالها فتشدّ عصبَ تلك المجموعات المتقاطعة بين الحزبين والتي ستجلس حكماً في البيت في صفوف المتفرّجين فيما لو تَواجَه مرشّحو «الكتائب» و»القوات» على لوائح متنافسة. إذاً ثمّة منفعة مشتركة ساهمت في تذليل العقبات ونشوء لوائح جامعة لمرشّحي الحزبَين، منحت أقلّه فرصةً للكتائبيين في حجز مكانٍ على مقاعد برلمان 2018، إذا ما اجتهدوا في حملاتهم ونجحوا في اقتناص الأصوات التفضيلية من أفواه «حلفائهم الجُدد»، مع العِلم أنّ سيناريو التفاهم مع الحراك المدني، الأرجح أنه كان كارثياً يُخرج الكتائبَ خالية الوفاض إلّا مِن المتن.

لا شكّ في أنّ تردُّد القيادة الكتائبية ورهانَها «الفاشل» على الحراك المدني قد صعّبَ على مرشّحيها المهمة وأسقط من أيديهم أوراقاً كان بالإمكان استخدامُها فيما لو بدأت المفاوضات قبل مدّة. ومع ذلك يحاول هؤلاء التقاطَ أنفسِهم لخوض معارك متكافئة تعطيهم من الفرصِ بقدر ما تعطي حلفاءَهم.

ولكنّ تفاهم «روما من فوق» غير «من تحت». للأرض قواعدُها وشروط لعبتِها. لم تقُم معراب بهذه الخطوة عن عبث ولا عن كرم. لها حساباتها التي دفعَت بها إلى احتضان نديم الجميّل في دائرة بيروت الأولى، وإيلي ماروني في زحلة، وسامر سعادة في البترون، كما جوزيف نهرا في جزين. تعرف أنّها أتت بـ«دبّ إلى كرمها»، لكنّها تستعدّ لـ«ترويضه» كي لا يأكلَ من صحن أصواتها التفضيلية. يدرك المعنيون بهذه اللوائح أنّ وجود مرشّح كتائبي على لائحة قوّاتية من شأنه أن يرفد اللائحة بأصوات المتحمّسين لهذا المناخ كانوا قبلاً متردّدين، فيرفع حاصلها الانتخابي ويزيد من فرص النجاح. ولكن ما ترفض معراب البَوح به هو أنّ هذه الفرصة ليست حِكراً على مرشّحيها ويمكن لحاملي البطاقة الكتائبية أن يستفيدوا منها أسوةً بحاملي البطاقة القواتية.

وهذا ما يفسّر الحملة التي تُشَنّ على النائب سامر سعادة في البترون من جانب الحلفاء وتصويرَه بصورة «المحروق» انتخابياً، بينما تُظهر الأرقام والإحصاءات أنّ ترتيبَه في الأصوات التفضيلية يكاد يكون متساوياً مع ترتيب فادي سعد، بمعنى أنّ حظوظ النائب الشاب ليست معدومةً ويمكن له أن ينافسَ خصومه بجدارة، إذا ما وُضِعت سكاكين الحلفاء جانباً. عملياً، تدرك معراب أنّها أتت بخصمٍ إلى لائحتها، تعملُ منذ اليوم، وفق العارفين، على تعريَته من الأصوات التفضيلية بعد أن تكون قد أخَذت منه أصواته للحاصل الانتخابي. ولهذا فإنّ صراع الأخوة على اللائحة الواحدة يكاد يكون مساوياً في حدّته لصراع اللوائح.

وفي زحلة أيضاً، لا تبدو حظوظ النائب إيلي ماروني معدومة، خصوصاً وأنّ المعارك الأساسية ستكون على المقعدين الكاثوليكيَين والمقعد الأرثوذكسي، وبالتالي يمكن للمرشّح الماروني في لائحة «القوات»- «الكتائب» أن يتسلّل إلى خانة المقاعد الفائزة في اللائحة. ما يعني أنّ التقاء الحليفين في لوائح مشتركة لم يكن خدمةً مجانية قدّمها الصيفي لمرشّحي «القوات» كما روّج البعض في محاولةٍ منهم للتخفيف من وهج التفاهمات المناطقية، والتي قدِّمت على أنّها «آخر الدواء». أمّا في بيروت، فلا حاجة للتذكير بأنّ النائب نديم الجميّل يتنافس والمرشّح عماد واكيم على الطبق ذاته، وكلاهما يبحثان عن الأصوات التفضيلية في مغرف «البشيريين القدامى» ولو كانت في الصين. الثابت في هذه الدائرة هو أنّ مَن يقفز إلى طليعة مجموع الأصوات التفضيلية، هو من سيَحظى بإمكانية حجز مقعدٍ له. وهذه المعادلة لن تتكرّس إلّا على حساب رفاق اللائحة ذاتها، والخشية ستكون من «ذوي القربى» قبل الخصوم.

 

خفايا الطريق الى «سيدر»: القصة الكاملة

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الخميس 05 نيسان 2018

لم يعد خافياً بالنسبة الى المطلعين على ما دار في كواليس الإعداد لمؤتمر سيدر، أنّ هناك مجموعة معطيات وأهداف محدّدة تقف وراء كل ما سيحصل يوم 6 نيسان في سيدر، وتوجّه الخلفيات الحقيقية له.

هذه المعطيات والأهداف تتمثل في التالي:

أولاً - لدى باريس أهدافها الخاصة من هذا المؤتمر، التي لا ترتبط اولوياتها بالضرورة بهدف نجاحه بتقديم مساعدات مالية للبنان، بل تعتبر باريس أنّ مجرد إنعقاد سيدر يحقق في ظروف طموحات فرنسا الدولية الراهنة، إنجازاً مطلوباً لدبلوماسيتها الذاهبة في عهد الرئيس ايمانويل ماكرون الى استعادة حيويتها الخارجية والمشرقية العربية.

أما هدف نجاح سيدر في تقديم مساعدات للبنان من عدمه، فهو أمر تتحمّل مسؤولية النجاح في تحقيقه أم الفشل، بيروت وحدها، مع التشديد على أنّ إمكانية النجاح مرتبطة حصراً بمدى قدرة الدولة اللبنانية على إقناع المجتمع الدولي بأنّ حكومة لبنان ستلبّي شروطه وأبرزها إعتماد إصلاحات هيكلية وعلى رأسها إصلاح قطاعي الكهرباء والماء وكيفية تشغيلهما، وتنفيذ «إجراءات مقنعة» لتخفيض العجز في بنود الإنفاق والدخل، واساس الإمتحان بهذا الخصوص يظهره مشروع موازنة 2018.

وضمن هذه الجزئية، يمكن الجزم بأنّ باريس لم تعد لبنان خلال التنسيق معه على التحضير لمؤتمر سيدر بالمن والسلوى، ولم تخف على بيروت إحتمال أن تكون حصيلة ما سيقدّمه المؤتمر من دعم مالي للبنان هو صفر دولار.

ثانياً - لقد مرّت نقاشات التحضير لسيدر، بعمليات «شدّ حبال» حتى داخل باريس ذاتها. فكون أبرز أهداف فرنسا من المؤتمر، هو تسجيل نجاح لحيوية باريس الخارجية، فإنّ كلّاً من وزارتي الخارجية والمالية الفرنسيّتين، تنافستا على أن يستضيف مقرّها مؤتمر سيدر، حيث رغبت كل منهما أن تحصل لنفسها على المستوى الإعلامي الفرنسي الداخلي على «حصة الأسد» في إدارته. ولكنّ تدخّلاً من جانب الرئيس الفرنسي ماكرون حسم التنافس لمصلحة أن تستضيفه وزارة الخارجية، رغم أنّ وزارة المالية إعتبرت أنّ الصفة المالية للمؤتمر تعطيها حقّ إعتبار نفسها الجهة المختصة بإستضافته في مقرّها.

وفيما يبدو قام ماكرون برعاية نوع من التسوية على هذا الصعيد، حيث تقرّر أن يحضر وزير الخارجية حفل افتتاح مؤتمر سيدر، ومن ثمّ مع بدء أعماله يترك كرسيه لوزير المالية، وفي جلسته الختامية تتمثل فرنسا بالرئيس ماكرون. وتؤشر كثافة الحضور العالي والنوعي الرسمي لباريس في سيدر، بدرجة أولى الى مدى إهتمام فرنسا بتحصيل اكبر قدر من المكاسب الدبلوماسية من رعايتها للمؤتمر.

ثالثاً - ثمّة ثلاثة عناوين جرى نقاش حولها خلال الاعداد لمؤتمر سيدر، سواءٌ بين باريس والدول المانحة المشاركة فيه، أو بين باريس وبيروت:

وخاضت باريس جدلاً بخصوص العنوان الأول مع دول مانحة مشاركة في المؤتمر، وتركّز على طرح سؤال عن أيّهما هو التوقيت الأنسب لعقد مؤتمر سيدر: قبل الإنتخابات اللبنانية أو بعدها.

رأت وجهة نظر بعض الدول المانحة، وبينها دول عربية، أنه قد يكون من الأنسب الانتظار الى ما بعد الانتخابات النيابية، حتى تتاح إمكانية رؤية طبيعة الوضع السياسي الجديد الذي سيدخله لبنان، ومن ثم يبنى على الشئ مقتضاه بخصوص كيفية دعم اقتصاده.

أما باريس فقد أصرّت على عقده في موعده في 6 نيسان، وعدم ربط موعده بالانتخابات النيابية. وعلّلت ذلك بأنه يجب على المجتمع الدولي أن يعطي رسالة قاطعة بأنه راغب بمساعدة الإستقرار الإقتصادي للبنان، بغض النظر عن طبيعة الوضع السياسي الداخلي الذي يسوده، وانّ الشرط الوحيد للمضي بهذه المساعدة يكمن في تحقيق لبنان للإصلاحات الاقتصادية المطلوبة منه دولياً.

العنوان الثاني يتعلّق بموقع ملف النازحين السوريين داخل أجندة عمل مؤتمر سيدر.

لقد اظهرت نقاشات كواليس الإعداد للمؤتمر عدم وجود حماسة لدى المجتمع الدولي ودوله المانحة المشاركة في المؤتمر، لفكرة أن يقوم لبنان بإدراج ملف النازحين السوريين ضمن مطالبه للحصول على مساعدات مالية واقتصادية.

وهناك اسباب عدة تكمن وراء هذا الموقف الدولي، أبرزها انّ هذا الملف له تعقيداته الدولية والإقليمية الخاصة به، وهو موضوع سيتمّ نقاشُه خلال مؤتمر بروكسل 2، والأفضل لبيروت أن تطرح ملف النازحين خلاله، ولا تقحمه على جدول اعمال مؤتمر سيدر غير المهيَّأ سياسياً ولا لوجستياً، لمقاربته بشكل جدّي.

ولكنّ خلاصة نقاش هذا الملف كما برزت في كواليس الإعداد لمؤتمر سيدر توضح وجود قناعة دولية بأنّ مشكلات لبنان الاقتصادية العميقة موجودة قبل بروز أزمة النازحين السوريين فيه، وهي تعود الى أخطاء لبنانية مستمرة منذ العام 1990، ومن ضمنها إستشراء الفساد وعدم القيام بخطوات جدّية لإتمام الاصلاحات الهيكلية الاقتصادية المركزية المطلوبة. وعليه، فإنّ كل المنتظر من «سيدر» أن يتضمّن بيانه الختامي اعترافاً بثقل ازمة النازحين على الاقتصاد اللبناني، مع إبرازه دعوة، تمثل تقدّماً إيجابياً في الموقف الدولي من وجهة نظر لبنان، وهي الموافقة على عودتهم تدريجاً واختيارياً الى مناطق سورية يسودها الهدوء.

العنوان الثالث يتصل بالجهات التي ستشارك في مؤتمر سيدر، وآليات تنفيذ قراراته فيما لو تمخّض عنه دعم مادي للبنان، وهو أمر غير مضمون بحسب خلاصات نقاشات كواليس الإعداد له.

وفي هذا المجال جرى التوقف عند ملاحظات اساسية، ابرزها أنّ الجهة الفرنسية المنظمة للمؤتمر اهتمّت بحضور حاكم مصرف لبنان فيه، وبجمعيات ممثلة للمجتمع المدني اللبناني، اضافة الى الوزارات اللبنانية المختصة ورئيس مجلس الإنماء والإعمار والأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة والشراكة. واهتمت ايضاً بأن تشارك فيه الدول التي توجد فيها جاليات كبيرة من اللبنانيين.

 

التيار يوسّع "بيكار" المواجهة.. إليكم الأهداف

هيام القصيفي/الأخبار/ 4 نيسان 2018

تطاول الانتقادات طريقة التيار الوطني الحر في تشكيل اللوائح الانتخابية. لكن ما يريده التيار هو تماماً ما يقوم به. تأسيس كتلة نيابية للعهدين، الحالي والمقبل، وتحجيم القوى المسيحية الأخرى إلى حدِّ إلغائها.

في خضمِّ إعلان التحالفات واللوائح في كافة الدوائر، تخضع تحالفات التيار الوطني الحر، أكثر من غيرها، للمراقبة، نظراً إلى أن التيار يخوض الانتخابات، للمرة الأولى منذ عام 2005، من موقع السلطة، وليس من موقعه المعارض للسلطة التي خاصمها، منذ أن غادر العماد ميشال عون لبنان. ومن الطبيعي أن يكون التيار تحت المجهر، وفقاً لآلية عمله وبناء تحالفاته، لأن ما يقوم به اليوم يهدف إلى وضع أسس متنية لمستقبل التيار ورئيسه جبران باسيل، كما للعهد الحالي والذي يليه.

ثمة ملاحظات تتبلور أكثر فأكثر، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية وانكشاف لغة الخطاب السياسي للتيار والشخصيات التي ترشحت معه.

يطمح التيار إلى أن يكون الحزب المسيحي الأقوى والأكثر تمثيلاً. تحت هذا السقف، يخوض معركته لتحجيم القوى السياسية الثلاث التي عرفها الشارع المسيحي منذ سنوات. هي بذلك حرب الإلغاء التي تعود بالمعنى السياسي، فالجلوس كأربع قوى مسيحية في بكركي، مرحلة انتهت إلى غير رجعة. والتيار يسعى دوماً إلى أن يكون لاعباً منفرداً، لا يريد مشاركة الآخرين في القرار والسلطة، تماماً كما حصل حين انسحب من لقاء قرنة شهوان، رغم التقاء الأفكار بينهما.

فالتيار يخطط لمستقبل مختلف عمّا عاشه المجتمع المسيحي قبل الحرب وبعدها، سواء عبر الثنائية أو الرباعية، فيطوق الكتائب والمردة، والقوات اللبنانية رغم ورقة التفاهم بينهما، لخفض عدد ممثليها. وهو، لأجل ذلك، يحاول توسيع قاعدة تحالفاته، التي تتعرض لانتقادات حادة، من أجل أن يكون له حصة تمثيلية كبيرة، بغض النظر عن هويات الشخصيات المرشحة والتي ستصل إلى المجلس النيابي، ما دام القرار السياسي مركزياً وفي يد واحدة.

يعرف التيار الحر تماماً الشخصيات التي اختارها للانتخابات، ويدرك أن معظمها ليست عونية ولا تلتزم توجهات التيار، وحتى إن تاريخها لا يمت بصلة إلى التيار، لا من قريب أو بعيد. ولأنه يعرف ذلك، يدرك أن مصالح هذه الشخصيات تلتقي مع مصالح التيار، وستكون حكماً موالية للعهد، وقد بدأ خطابها السياسي يعبّر عنها حتى قبل أن تصل إلى المجلس النيابي. وإحدى حسنات هذه الشخصيات أنها غير قادرة على تغيير موازين اللعبة الداخلية للتيار أو للشارع المسيحي، لأن مصلحتها الأولى الوصول إلى المجلس النيابي، وهو بذلك يضمن سكوتها، وأصواتها في أيّ كباش سياسي.

وكلما كبر حجم الكتل التي تضم هذا النوع من الشخصيات، صغُر حجم الكتل الحزبية المسيحية الأخرى، التي يمكن أن تشكل إزعاجاً مستمراً للعهد كما حصل منذ سنة ونصف حتى الآن.

وبين التيار والعهد، الأولوية للعهد، ولما يرسم له وما بعده. وبرغم أن هذا المجلس النيابي ليس المجلس الذي ينتخب رئيس الجمهورية المقبل، إلا أنّ التعاطي معه يجري وفق سيناريوهات عدة وكأنه سينتخب عملياً الرئيس المقبل. لذلك، يكمن سرّ التغاضي عن الانتقادات العونية الداخلية للشخصيات التي رشحها التيار، إذ إن الأولوية حالياً هي لكتلة التغيير والإصلاح وليس التيار، لأن هذه الكتلة هي التي أوصلت عون رئيساً، وهي التي ستوصل مرشحه إلى بعبدا مجدداً.

ثمة إشكاليتان على طريق هذا السيناريو، تكمنان في مقاربة الناخبين المسيحيين اليوم، لهذا المشروع. فالناخبون العونيون والحياديون، رغم كل الانتقادات التي يوجهونها إلى التيار ينحازون تلقائياً إلى حزب السلطة، وحزب السلطة يغري دوماً، بأن يجتذب إلى جانبه المناصرين. والأحزاب الثلاثة الأخرى، سواء عبر أخطاء ارتكبتها، أو بسبب عدم وجودها في السلطة، تخوض امتحاناً حقيقياً لقوتها، وهي تعلم حجم الضغط المقابل الذي تواجهه، في انتخابات خصمها الأساسي فيها هي السلطة نفسها.

لكن لا يمكن القفز فوق التاريخ، لأن ما حصل مع وصول أول عسكري إلى رئاسة الجمهورية، أي اللواء فؤاد شهاب، قابل لأن يتكرر اليوم وغداً. فالدعم الذي حصل عليه في الانتخابات النيابية التي سميت انتخابات المكتب الثاني عام 1964، هو نفسه الذي انقلب عليه عام 1968 وحقق فوز الحلف الثلاثي. فكلما بالغ المكتب الثاني في تصوير قوته وحضور فؤاد شهاب في المجتمع المسيحي، تراجعت شعبية الأخير، رغم الإنجازات التي قام بها عهده في الإدارة اللبنانية. فكل الإنجازات في كفة، والانقلاب عليه في الشارع المسيحي في كفة أخرى. وحين تمكن الحلف الثلاثي من الفوز، إنما تمكن بأصوات الناخبين أيضاً الذين بدأوا ينفكون عن العهد ورجاله.

صحيح أن طبيعة المعركة الانتخابية تختلف اليوم عن سابقاتها، وصحيح أيضاً أن الحلف الثلاثي يختلف بشخصياته عن الأحزاب الثلاثة التي تواجه اليوم حزب العهد، لكن الناخبين لا يزالون هم أنفسهم.

الإشكالية الثانية هي أن التيار في محاولته جرف القوى المسيحية المعادية له، لا يوفر جهداً للتصويب على قوى سياسية أخرى، كالرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط، معبِّراً بوضوح عن ضرورة تقليص حصصهما، مضاعفاً عدد خصومه، باستثناء تيار المستقبل. والمشكلة الدائمة مع بري وجنبلاط، نموذج عن محاولة استبعاد تأثيرات الطرفين على المستقبل السياسي للتيار والعهد. أليست مفارقة أن ينفي المستقبل رغبته في تغيير رئيس المجلس النيابي وردم بعض الهوة مع جنبلاط، فيما لا ينفي التيار ذلك؟ وإن كان اتجاهه للتصويت بورقة بيضاء في انتخابات رئاسة المجلس النيابي، كما فعل بري في انتخابات رئاسة الجمهورية.

 

أسابيع حاسمة لتحديد مسار البلد لسنوات إلى الأمام

الهام فريحة/الأنوار/05 نيسان/18

الثلاثاء كان "يوماً سعودياً لبنانياً بامتياز" إذا صحَّ التعبير:

بدأ بزيارة القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري لبعبدا، حيث سلَّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوةً إلى حضور القمة العربية التاسعة والعشرين في السعودية، التي ستنعقد في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية من المملكة، في 15 من هذا الشهر.

القمة مهمة في حد ذاتها، ومكان انعقادها (الظهران) مهمٌّ في حدِّ ذاته، وعلى المستوى اللبناني إنها أول إطلالة رئاسية لبنانية في المملكة، بعد الأزمة التي مرت بها العلاقات بين بيروت والرياض. كما أنَّ أهميتها تكمن في أنَّها تنعقد قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الإنتخابات النيابية اللبنانية.

الحدث الثاني السعودي في بيروت، يوم الثلاثاء، تمثَّل في تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز عند الواجهة البحرية للعاصمة.

الحدث كان فائق الأهمية وتمثَّل بالمعطيات التالية:

حضور المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا شخصياً إلى بيروت، لتمثيل خادم الحرمين الشريفين في هذه المناسبة، والمعروف أنَّ العلولا هو الذي يتولى الملف اللبناني في المملكة وملف العلاقات اللبنانية – السعودية.

مشاركة الشخصيات اللبنانية في الحفل كانت على جانب كبير من الأهمية والدراسة والعناية والدقة:

فمن النائب وليد جنبلاط، إلى الدكتور سمير جعجع، إلى الرؤساء فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي. وفي موازاة أهمية تدشين الجادة، كان هناك العشاء الذي أقامه القائم بالأعمال البخاري في فندق فينيسيا، والذي شهد سلسلة مصافحات ومصالحات وخلوات، لعلَّ أبرزها بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، وبين الثلاثة معاً في حضور المستشار العلولا والوزير البخاري وسفير الإمارات العربية المتحدة في بيروت.

هذه اللقاءات يمكن اعتبارها أنَّها أسست لتثبيت تحالفات ليوم السادس من أيار ولِما بعده. صحيحٌ أنَّ اللوائح أُنجزت، لكن يمكن القول إنَّ الإتفاقات على الأصوات التفضيلية وكيفية توزيعها بين اللوائح والتحالفات، من شأنها أن تعوِّض عن التحالفات، كما من شأنها توزيع الأصوات بشكلٍ يُعطي فرصاً لنجاح هذا أو ذاك من اللوائح، وهذه عملية حسابية دقيقة تتولاها الماكينات الإنتخابية للأحزاب والتيارات والقادة والزعماء.

هكذا أكثر من حدث كبير يتجمّع في عشرين يوماً:

القمة العربية البالغة الأهمية في الخامس عشر من هذا الشهر، أي بعد أقل من أسبوعين.

مؤتمر سيدر واحد في باريس غداً الجمعة.

والإنتخابات النيابية في السادس من الشهر المقبل.

إنَّها أحداث على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية، ويترقَّبها اللبنانيون، لأنَّ الجامع المشترك بينها أنَّ ما قبلها لن يكون على الإطلاق كما بعدها.

بهذا المعنى، يبدو لبنان أنَّه يعيش أياماً فاصلة بكل ما للكلمة من معنى، في ظلِّ لون وحجم ودقة الظروف التي يمرُّ فيها البلد

 

كلمة السرّ

عقل العويط/النهار/04 نيسان/18

صباح الخير. إنه يوم الأربعاء، الرابع من نيسان 2018. بعد 32 يوماً من الآن، أي في السادس من أيار 2018، الذي سيكون يوم أحد، يتوجّه الناخبات والناخبون في الجمهورية اللبنانية إلى أداء واجبهم الانتخابي، فيختارون ما يشاؤون من اللوائح المغلقة بمرشّحاتها ومرشّحيها، ويقرّرون بذلك مصير الحياة السياسية.

المعادلة الماثلة أعلاه، واضحة تماماً. وهي تتضمّن ثلاث نقط؛ الأولى أن الانتخاب واجب دستوري ووطني، الثانية أنه خيار، والثالث أنه يقرّر مصير حياة كلِّ فردٍ منا، ومصير الوطن برمّته خلال مدة الولاية الانتخابية. الانتخاب واجب. وعليه، فليعلم الممتنعون والمنكفئون والمحبطون ورافضو المشاركة في العملية الاقتراعية، للأسباب كلّها، أياً تكن هذه الأسباب، أن كلّ تقاعس عن أداء هذا الواجب، إنما يُحكم حبل الإحباط التي يشدّ الخناق على حياتهم، وهم بذلك يؤبّدون سلطان الطبقة الغاشمة التي تحكمهم وتسرق سعادتهم. الانتخاب خيار. وعليه، فليعلم الناخبات والناخبون أن أمامهم فرصةً تاريخية غير مسبوقة للاختيار بين الأسوَد والأبيض.  الأسوَد هو هذا "الطقم" الحاكم، بطبقته السياسية (قيل لي أن لا أعمّم)، بأحزابه، بتياراته، بملوك طوائفه ومذاهبه، بمستبدّيه، بأمرائه، برجال إقطاعه، بأصحاب أمواله، بمرتكبي فضائحه، برؤسائه، برؤساء رؤسائه، وبمهجّري شباب لبنان، وبملتهمي خيراته، وبسارقي كرامته وأحلامه. الأبيض، هو اللوائح المضادة لـ"الطقم" الحاكم. من هنا يبدأ مشروع التغيير، الذي يوجب الاقتناع بلزوم مباشرته. التغيير واجب. مثله مثل واجب الانتخاب. وهو حقّ. فلا يجوز التخلي عن هذا الحقّ، ولا عن هذا الواجب.  يمكن ترجمة ذلك، عملانياً، ابتداءً من هذا اليوم، الأربعاء، بإعلان الوقوف إلى جانب اللوائح المضادة للسلطة، بوجوهها الخلاّقة وبكفاءاتها، في مواجهة رموز السلطة الصنمية الماثلة أمامكم، والمتحكمة برقابكم، وبمصائركم. هذا يعني بداية الطريق نحو 6 أيار المقبل. يوم الاقتراع. لا بدّ من حصول ذلك، كتعبيرٍ جامح عن الرغبة في المصالحة مع الذات الحرّة، التائقة إلى الخروج من القمقم. هذا الخروج من قمقم الدائرة المقفلة، هو نفسه بابٌ إلى ولوج الحرية السياسية والوطنية، بخرق الدائرة المحكمة التي تنسجها الطبقة الحاكمة حول نفسها، والتي تعيد بها إنتاج نفسها بنفسها، ومن خلال ورثتها، وذلك برفضكم أن تكونوا مطيةً موضوعية لها.  بهذا الفهم التغيييري، تذهبون إلى التصويت، رافضين أوّلاً بأوّل، تأييد مرشحي هذه السلطة. بين الأسوَد والأبيض: عليكم أن تختاروا، لا أن تبقوا على الحياد. وفي الخيار، عليكم أن تختاروا التغيير. قلتُ إن المعادلة واضحة: واجب، وخيار، وتقرير مصير. واجبكم هو الانتخاب.  خياركم هو التغيير. وبهذين، تقرّران مصير لبنان ومصير حياته السياسية والوطنية. أذكّركم بأن المسألة بسيطة للغاية.  شوفوا النملة شو بتعمل. واعملوا مثل النملة. الجميع يعرف معنى هذا المَثَل، مثل النملة، ودلالته، ومغزاه. بهذا، بمَثَل النملة، التي تتسلق جبلاً، وتنقل مؤونتها إلى حيث تحفظها في منأى من الأعاصير والعواصف والملمات في الشتاء، لن يكون التغيير مستحيلاً. ابتداءً من هذا اليوم الأربعاء، وطوال 32 يوماً، إلى يوم 6 أيار، إذا فعلتم مثل النملة، فستتسلقون الجبل، لا محالة، وستفاجئون "الطقم" الحاكم، وتقلبون الطاولة. هكذا فقط، يتحقّق الخرق في بيروت، وفي كلّ لبنان. متل النملة. فقط لا غير. هكذا، بكل بساطة، يتحقّق الخرق.  هيدي هيي كلمة السرّ!

 

ميشال المر: أسطورة «قبضاي» المال والسلطة

نقولا ناصيف/الأخبار/الأربعاء 4 نيسان 2018

متجاوزاً منتصف العقد الثامن، يذهب ميشال المر الى انتخابات 2018 وحيداً. كأنه متروك. بلا حلفاء، بمَن فيهم رفاق الستينات. رجل أدمن الالعاب الصعبة: المال والسلطة، الناس والخدمات، القوة والوسيلة. لا يكاد يبقى معه من كل ما صنع سوى الكهولة

إقران ترشّح ميشال المر لانتخابات 2018 بالقول إن الافرقاء جميعاً يخوضون معركة ضده بغية إسقاطه، ينطوي على الكثير من المبالغة والاوهام. الرجل الذي اعتاد في انتخابات دائرة المتن ان تفوز لائحته بسبعة مقاعد (1996) وبخمسة مقاعد (2000) ــ وكان يفاخر بأن أرثوذكسي المتن يأتي بنوابه الموارنة وبالآخرين ــ اصبح منذ انتخابات 2005 بالكاد يدافع عن مقعده هو. مذ خرجت سوريا من لبنان، وخرج هو من وزارة الداخلية (ونجله الياس)، صار مديناً لحزب الطاشناق بمدّه بأصوات الفوز في ظل تسونامي ميشال عون. على نحو ما بدأ عام 1960، بالكاد يطلب مقعداً له من حزب الكتائب زعيم متن ذلك الزمان، ها هو يعود 60 عاماً الى الوراء. حزب الطاشناق لم يعد معه اليوم. سقوط زعيم أم سقوط حقبة؟ تلك هي المسألة الكامنة في ما بات عليه ميشال المر الذي أُوتي في الحقبة تلك ما يستكمل به ثروته، وما لم يُعطَ في السياسة لآخر. كرفيق الحريري توسّل المال للوصول الى السلطة. بيد ان ثمة كثيرين سواه، في الحقبة نفسها، زعماء وسياسيين، قادتهم السلطة الى الثروة. للرجل تجربة خاصة. لها مؤيدون حتى التهور، ومناوئون ينتظرون أوان الشماتة. له في عقد ونصف عقد من الحقبة السورية أنصار وأعداء. بمثل غطرسة لا نظير لها، كان مخلصاً لناخبيه ووفياً في استجابة خدمات كل بيت متني اقترع له. بيد أنه أغدق، على طريق السلطة، على أصدقائه السوريين، ما جعله أحد أكثر السخاة بعد رفيق الحريري.

له قصة مع تاريخه.

17 تشرين الأول 1970: النائب ميشال المر يرافق النائب موريس الجميل خلال نقله إلى المستشفى بعدما أغمي عليه من جراء إصابته بعارض صحي مفاجئ، نجم عن انفعاله في أثناء إلقائه كلمته في مناقشة مجلس النواب البيان الوزاري لحكومة الرئيس صائب سلام الأولى، في مطلع عهد الرئيس سليمان فرنجية. وقد توفي موريس الجميل بعد أيام قليلة في المستشفى

هو اليوم آخر رجال الارثوذكسية السياسية المستمرة من لبنان القديم الى لبنان ما بعد اتفاق الطائف. من طراز مختلف كلياً عن الارثوذكسيين الاوائل، كحبيب ابي شهلا الذي لم يعرفه، وكغسان تويني وشارل مالك وفؤاد بطرس وقد عاصرهم بأدوار متباينة لم تجعله في مقدم صفوفهم.

لم ينتمِ الى مدرسة هؤلاء الذين دُعوا الى الحكم كي يلجوا منه الى تاريخ لبنان، بل راح الى مدرسة مختلفة تماماً قد يكون هو أول آبائها في طائفته: الوصول الى السلطة أياً تكن الكلفة والوسيلة. طراز مختلف ايضاً عن الارثوذكسية الفقيرة لألبر مخيبر، أحد صانعي الديموقراطية اللبنانية، والارثوذكسية المتواضعة لفؤاد غصن ونسيم مجدلاني وميشال ساسين، أصحاب الابواب المفتوحة امام الناس. في ما بعد، في الحقبة السورية، خبر طرازين ارثوذكسيين جديدين: الاول عرفه عن كثب يضاهيه ابواباً مفتوحة دونما ان يُوزّر كي تكون الوزارة في خدمة البيت كإيلي الفرزلي، وآخر لم يتقاسما مقاعد اي من الحكومات هو عصام فارس، مكتفياً بنيابة رئاسة الحكومة، اذ فضّل ان يكون مرجعية دائمة في طائفته، لا زعيماً عابراً.

سعى ميشال المر على الدوام وراء سلطة يعثر على مكان له فيها، بدءاً بأول ترشّح للنيابة عام 1960، مروراً بعامي 1964 و1968، حتى عام 1972. لم يفز المهندس المتشعب الثقافة، رجل الاعمال الناجح في افريقيا ولبنان الثري، ذو النظارة السوداء السميكة كما كان آنذاك، بمقعد أرثوذكسي متني في الدورات الاربع سوى مرة واحدة هي الثالثة. منافسه الدائم الرابح البر مخيبر. بفضل وجوده في لائحة الحلف الثلاثي (1968)، أضحى نائباً لمرة واحدة حتى عشية اندلاع الحرب الأهلية.

منذ عام 1960، اقام عند تقاطع تحالف حزبي الكتائب والطاشناق في المتن، على انه مرشّح مستقل. اعطته انتخابات 1968 فرصة استثنائية كي يكون النائب العاشر في كتلة حزب الكتائب عندما دخل الى انتخابات رئاسة الجمهورية عام 1970، وامتثل لقرار الحزب التصويت في الدورتين الثانية والثالثة لسليمان فرنجيه، رغم تعيينه في الحكومة ما قبل الاخيرة (1969)، في الحقبة الشهابية، في عهد شارل حلو وزيراً للمرة الاولى في حقيبة البرق والبريد والهاتف. على مرّ عقد الستينات، نسج شبكة متشعبة من العلاقات السياسية احالته صديقاً لقوى سياسية متنافرة اشتبكت في الغالب على مقاعد المتن الشمالي، كأحزاب كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون اده ورجال الشهابية، الا انه تغلغل في عالم اقطاب آخرين في المرحلة تلك.

بانقضاء «حرب السنتين»، وجد ميشال المر مكاناً في محيط الياس سركيس رئيساً للجمهورية (1976)، هو الذي اقترع ضده قبل ست سنوات. بات في الحلقة الاوسع من المستشارين مع فاروق ابي اللمع وسامي الخطيب واحمد الحاج وميشال اده ورينه معوض. كفاروق ابي اللمع وفريد روفايل كان جليس الرئيس، العازب، الى طاولة البوكر نهاية الاسبوع. قادته صداقته به الى تعيينه وزيراً مرتين (1979 و1980)، في الحقيبة نفسها لعام 1969. عُدّ وقتذاك صلة وصل بين الياس سركيس وكميل شمعون.

لم يُخفِ رغبته ــ كما في كل عهد ــ في توزيره منذ الحكومة الاولى. بيد أن خيار الياس سركيس مغاير تماماً. أول رجال عهده الذي لا أحد يتقدّم عليه، رفيقه في الشهابية منذ عام 1959، هو فؤاد بطرس فحسب. رافق السنوات الست من الولاية، كأول المسموعي الكلمة عند رئيس الجمهورية، يليه رئيس الشعبة الثانية جوني عبده. ثم كان الرجل الثاني غسان تويني سفيراً لدى الامم المتحدة. في ظل فؤاد بطرس، لم يكن من السهولة بمكان الفسح في المجال لارثوذكسي آخر من دون موافقته. قَبِلَ على مضض بغسان تويني سفيراً فيما هو وزير الخارجية رئيسه، وبغية اجتذاب «النهار» الى موالاة العهد بعدما دعمت في الانتخابات الرئاسية منافسه ريمون اده. وكي يساعد في انطلاق عهد الرئيس الجديد، قايضه كميل شمعون بالمعادلة الآتية: في مقابل فؤاد بطرس نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً، ميشال ساسين هو المرشح الارثوذكسي في الاشرفية، ما يقتضي عزوف الوزير عن هذا الهدف. قَبِل الرئيس بالمقايضة، وفي ظن الجميع ان البلاد دخلت في طور السلام مقبلة على انتخابات نيابية عامة.

ميشال المر.. هاجس الرقم 1

مسكون بهاجس الرقم واحد. ان يكون الاول في كل عهد، مع الياس هراوي واميل لحود. ان يطلق على نفسه «صانع رؤساء». ذلك ما لم يسع كمال جنبلاط ادعاءه يوماً رغم اقتناعه به. كان التمديد للياس هراوي قرار حافظ الاسد، فعزا الى نفسه حصة فيه. قال عام 1995، في عزّ الانقسام بين التمديد للياس هراوي وانتخاب اميل لحود، «هذه عين وتلك عين». استدعاه هراوي وانتقده بسخريته والفاظه المعروفة. قَدَم في البور واخرى في الفلاحة كي يفوز في كل حال. عزا الى نفسه ايضاً وصول اميل لحود الى الرئاسة (1998) على أنه صانعه، مع ان القرار من صنع بشار الاسد، وإن في ظل والده الرئيس المريض.

بين النماذج الارثوذكسية الثلاثة تلك، لم يُعطَ ميشال المر مقعداً سياسياً متقدّماً في مطلع العهد. انتظر الحكومة الثانية، معوّلاً على وعد قطعه له الرئيس بتوزيره، دونما ان يحدّد الموعد. آنذاك أقام البر مخيبر في معارضة الحكم.

قبل انتهاء الولاية انضم الى انتخاب بشير الجميّل رئيساً، من دون ان يمسي مرة في فريق عمله ومعاونيه. حجة بشير آنذاك في تفادي تقريبه منه اثنتان: كثير الكلام، ويخشى ان ينقل اسرار الفريق الى شقيقه امين. مع ذلك، اصطدم بعهد الرئيس الخلف بعد اغتيال الرئيس المنتخب. بسبب علاقته المتردية بخليفة بشير، انضم ميشال المر الى انتفاضة القوات اللبنانية على امين الجميّل (آذار 1985)، ثم اقترب اكثر من الياس حبيقة ما ان غادر الخيار الاسرائيلي الى الخيار السوري.

وبانتقال قيادة القوات اللبنانية الى الياس حبيقة (ايار 1985)، اضحى الياس المر ــ النجل الوحيد لميشال المر ــ اقرب مساعديه، الى حد اتخاذه مكتباً له في «مجلس الامن»، مقر الياس حبيقة. من خلال دورين متكاملين رافقا مفاوضات الاتفاق الثلاثي ثم توقيعه في دمشق عامذاك ــ وكان ميشال المر الى شخصيات مسيحية بارزة اخرى في مقدّم الحضور ــ أنشأ الابن جريدة «الجمهورية» مؤيدة لإلياس حبيقة في مواجهة الجبهة اللبنانية. اغدق الاب على المسؤولين السوريين تعزيزاً للدور الجديد، العربي، لرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، معوّلاً على صداقة تنامت مع عبد الحليم خدّام.

بسقوط الاتفاق الثلاثي، كاد الياس المر يدفع حياته ثمن انتفاضة امين الجميّل وسمير جعجع عليه مطلع عام 1986. أنقذ قائد الجيش ميشال عون المر الابن والياس حبيقة، واخرجهما من المبنى المحترق في الكرنتينا الى وزارة الدفاع في اليرزة، ومنها الى خارج لبنان. كذلك فعل ميشال المر، فاقداً حتى اتفاق الطائف اي دور سياسي، موزّعاً ما بين بتغرين ودمشق وبيروت الغربية. يتصل بحلفاء سوريا، على طرف نقيض حاد من عهد امين الجميل في السنتين الاخيرتين، كما من سمير جعجع، اذ سيجرجر انهيار العلاقة بينهما ردحاً من الزمن الى حد اتهام ميشال المر إياه بتدبير محاولة اغتياله (آذار 1991).

بانتخاب الياس هراوي، بدأ الأب صعوداً جديداً يمضي فيه وزيراً طوال عشر سنوات. مذذاك ــ اكثر من اي وقت مضى ــ وضع ميشال المر ازدواجية لعبة المال والسلطة في صلب الدور السياسي الذي يعدّ نفسه له: نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً في حقيبة ذات إمرة. ليست مفارقة ان يُعيّن ما بين عامي 1990 و2000 في ست حكومات نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع (1990 و1992) وللداخلية (1994 و1995 و1996 و1998). في الحقيبتين عسكر يؤدون التحية للوزير عندما يمرّ، يواكبونه بسيارات عسكرية، يؤدون له مراسم الدخول والخروج. كان عليه ان يأمر فقط. ليس مصادفة ايضاً ان تنتقل العدوى الى الابن كي يُعيّن في الحقيبتين نفسيهما تباعاً في عهدي اميل لحود وميشال سليمان. كأنهما مفطوران على طلب الإمرة.

اغضب ميشال المر تعيينه في اولى حكومات رفيق الحريري (1992) نائباً لرئيس الحكومة بلا حقيبة، قبل ان تفصح الايام التالية عن سرّين، سابق ولاحق، ضمرهما التعيين: أولهما، شكوى قائد الجيش اميل لحود لدى رئيس الاركان السوري حكمت الشهابي من تدخل وزير الدفاع في شؤون الجيش ومحاولته التأثير في المناقلات والتعيينات والترقيات على نحو يدخل السياسة الى المؤسسة العسكرية، فضلاً عن حادثة ازعجت القائد حينما علم ان الوزير طلب عشية انتخابات 1992 لائحة بالضباط والعسكريين المتنيين بغية الاستفادة منهم في حملته الانتخابية، فحال دونه. إذذاك حل محسن دلول في وزارة الدفاع محله. ثانيهما، كان بمثابة تعويض سياسي. بعدما وقّع رئيسا الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية (بشارة مرهج) مرسوم تجنيس عشرات الآلاف من غير اللبنانيين، صدر على نحو مباغت مرسوم منتصف ليل 2 ايلول 1994 ينتزع الحقيبة من بشارة مرهج ويعطيها لميشال المر كي يحتفظ بها حتى عام 2000.

مسكون بهاجس الرقم 1. أن يكون الاول في كل عهد، مع هراوي ولحود وأن يطلق على نفسه «صانع رؤساء»

إذذاك بدأ يحلو له وصف نفسه بـ»الوزير القبضاي». سرعان ما ادرج اعرافاً غير مسبوقة: يجمّد معاملات النواب ومراجعاتهم في دوائر وزارته طوال ايام الاسبوع، كي يحصر استقبالهم في يوم واحد ملزم هو الخميس، فإذا مكتبه يضج بهم في هذا النهار، يستقبل على مرأى الاعلام اكثر من 70 نائباً، يعقّبون معاملاتهم. أدار كوزير للداخلية انتخابات 1996 و2000، وبينهما أول انتخابات بلدية (1998) بعد انتهاء الحرب، وكان يحلو له القول إنه يتقدّم رفاقه في لائحته بآلاف الاصوات تعبيراً عن شعبية استثنائية. للمفارقة ان ثمة رقماً موحّداً تقريباً هو تقدّمه بعشرة آلاف صوت على الفائز الثاني في لائحته: في انتخابات 1996 كان الاول بـ43160 صوتاً بينما الثاني في لائحته غسان الاشقر نال 34409 اصوات. في انتخابات 2000 هو الاول بـ47436 صوتاً بينما الثاني اميل لحود الابن بـ37413 صوتاً.

لم يكن سهلاً تفسير الفارق سوى ايعازه الى مفاتيح عشرات قرى القضاء شطب اسماء المرشحين الآخرين حلفائه.

على نحو غير مسبوق، قبل ان يتعادى الشقيقان ثم يتصالحان، تولى غبريال شقيق ميشال استقدام مجنسين متنيين في بوسطات، يقيمون في البقاع، وبينهم داخل الاراضي السورية، للاقتراع للائحته. سرعان ما باتا وجهاً لوجه في انتخاب فرعي (2002) خلفاً لألبر مخيبر، بترشّح الشقيق الاصغر ضد ابنة الشقيق الاكبر.

هكذا الرجل، يحمله تعلّقه بالسلطة الى الايغال فيها الى داخل البيت حتى.

لعل الحادثة الاكثر تعبيراً عن هذا التعلّق، قصّها اميل لحود على صديق في وقت لاحق على تأليف حكومة رفيق الحريري عام 2000. طلب المر الابن توزيره في حقيبة الداخلية، في عهد عمّه اميل لحود الذي رغب اليه في مفاتحة والده الوزير في أمر تخلّيه عنها. عاد بجواب ان المسألة سُوّيت. يوم شاع في الصحف ان الياس المر وزيراً للداخلية ــ وفق ما رواه الرئيس ـ دخل عليه ميشال المر بغضب دونما استئذان يستفسر عن هذا التصرّف: أيصحّ ان تفعل بي ذلك؟ تريد الياس؟ تريد ان تخلف بيننا في العائلة؟

ردّ: الياس اخبرني انه فاتحك، فوافقت.

بعدما اعتاد السيطرة على مقاعد المتن، بالكاد يدافع عن مقعده

قال ميشال المر: لم يفاتحني ولا أوافق.

وخرج بمثل دخوله. إذذاك عدّ الاب تصرّف العمّ والابن طعناً في الظهر. في حسبان ميشال المر ان يمكث وزيراً طوال عهد اميل لحود، شأن ما كان في عهد سلفه.

تمكّن الأب مع اول انتخابات بلدية عام 1998، بسطوة الحقيبة وتوقيعها وامكاناتها والسلطة والقدرات الشخصية، من الحصول على معظم بلديات قضاء المتن، كذلك في الاستحقاق البلدي التالي عام 2004، وكان ابنه الياس خلفه على رأس وزارة الداخلية.

هكذا صنع الرجل زعامته المتنية من خليط قلما توافر لسواه. الا انه الاقدر على تخييطها: السلطة والمال والوسيلة والشعبية.

بيد ان الايام جارت. في اول انتخابات نيابية تلت مغادرة الجيش السوري لبنان بدأ تحلل الزعامة بطيئاً. حلّ ميشال المر في المرتبة الثامنة في ترتيب اصوات الفائزين بمقاعد المتن عام 2005، بفارق يشبه الذي خبره هو مع لائحته في الزمن السوري. تقدّم عليه ابراهيم كنعان، الاول في لائحة ميشال عون، بـ8000 صوت. كذلك في انتخابات 2009 حل في المرتبة الرابعة بين المرشحين.  ها هي اللعبة تنقلب رأساً على عقب.  ما بين ستينات القرن الفائت و2018 تغيّر كل امر من حوله. لم يعد حزب الكتائب الذي عرف. حزب الطاشناق اتخذ لنفسه حليفاً جديداً منذ عام 2005 هو ميشال عون. في انتخابات 2005 و2009 تمكّن «زعيم المتن» الآخذ في الافول من إبقاء تحالفه مع الحزب الارمني الاقوى، فمثّل ــ في غياب سوريا وحقيبة الداخلية ــ دعامة رئيسية كي يفوز لا كي يكون الاول. في الاستحقاق الانتخابي الحالي يجد نفسه وحيداً. لا ميشال عون معه، ولا حزب الطاشناق. عالق على حبال حاصل انتخابي اذا بلغه يمنحه مقعداً واحداً للائحته، هو مقعده هو.

اسطورة «القبضاي» توشك على ان تهوي.

 

لهذه الأسباب لبنان يعيش أيّاماً مصيريّة؟!

فؤاد ابو زيد/الديار/04 نيسان/18

في خضم النشاط الانتخابي المحموم، مثل تشكيل اللوائح واطلاقها «بطبل وزمر» وخطاب عالي النبرة، واتهامات على الشمال واليمين، وتدهور العلاقات بين رموز وقيادات كانت سابقاً مثل «اللحم على الظفر». هناك ثابتة يتم تداولها في الوسطين السياسي والاعلامي تفيد بأن المرشح الوحيد للانتخابات في ظل نظام النسبية المعمول به اليوم، الذي ضمن نجاحه كنائب وضمن نجاحه كرئيس للمجلس النيابي، هو نبيه بري، الذي بدأ الجميع تقريباً يعلنون نيّتهم بتجديد ولايته رئيساً للمجلس لمدة اربع سنوات جديدة، ردّاً على تصريح للنائب وليد جنبلاط بأن التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل يعملان على تطويق برّي لاضعافه واسقاطه في معركة رئاسة المجلس، وفي حين نفى سعد الحريري هذه التهمة، الاّ انه اعترف بأن علاقته مع جنبلاط كانت دائماً «يا طالعة يا نازلة» وهي غير راسية على موقف محدد، الاّ انه وصف علاقته برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأنها «ممتازة» وسبق واتصل به مهنئاً بعيد الفصح، وان اللقاء بينهما سيتم قريباً. هذه الاوضاع المربكة والمرتبكة، تطبع في شكل نافر الوضع الانتخابي المحموم، الذي انتجه النظام النسبي الغريب العجيب، ودفع بجميع الاحزاب والتيارات والشخصيات الى التدافع والتزاحم على تأمين «المنّ والسلوى» عنيت بهما «الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي» وهما كانا السبب المباشر للاطاحة بالصداقات والتحالفات والمبادئ عند أكثرية المنغمسين بالمعركة الانتخابية، باستثناء قلّة قررت المحافظة على مبادئها وثوابتها، والتزمت بها ترشحاً وتحالفاً بمعزل عن الربح والخسارة، بعد 32 يوماً ستكون الحدّ الفاصل بين ما قبل السادس من أيار 2018، وما بعده، وبضوء نتائج هذا اليوم المفصلي، تظهر تباعاً صورة لبنان الغد في التحالفات والخصومات والمواقف التي يتفق الجميع بأنها سترسم صورة وهوية رئيس الجمهورية المقبل في العام 2022.

هناك وضعان مؤثران يواكبان هذه الانتخابات، الأول مدمّر إن تَنَفّذ والثاني كارثي إن فشل.

كان لافتاً قبل شهر من الانتخابات النيابية، ان يطلق رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غادي ايزلكوت، تهديده بأن الحرب واقعة لا محالة في العام 2018 بين اسرائيل وحزب الله، وان الآلة العسكرية الاسرائيلية ستدمّر جميع مواقع ومراكز الحزب من بيروت حتى الحدود الجنوبية مع اسرائيل، وأن مشاهد الدمار ستكون فوق الوصف، والسؤال لماذا التهديدات اليوم على أبواب انتخابات تطلبها جميع الدول، وعلى ابواب فصل الصيف الذي ينتظره اللبنانيون رافعة اكيدة لاقتصادهم، وهل هي للتهويل والتخويف، او قرار اتخذ وتبقى ساعة الصفر.

الوضع الثاني المترافق مع الانتخابات ومع التهديدات الاسرائيلية، هو مؤتمر «سيدر -1» الذي تعوّل عليه الدولة اللبنانية ان يكون خشبة الانقاذ للوضعين الاقتصادي والاجتماعي، حيث يؤكد رئيس الحكومة انه سيؤمّن 900 الف فرصة عمل توقف البطالة في لبنان، وتوقف هجرة الشباب، وتحوّل لبنان الى ورشة كبيرة في البنى التحتية وغيرها لسنوات عديدة مقبلة، وهل هي صدفة ان يترافق هذا المؤتمر مع تهديدات اسرائيل التي كانت دائماً تغتنم الفرص لتعميق مشاكله ونسف استقراره؟

باختصار في كلمات... لبنان يعيش أياماً مصيرية.

 

صِفْ الوردة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 نيسان/18

في يوم من أوائل الستينات قال الزميل ذو الفقار قبيسي أمامي إنه اكتشف كاتباً ساحراً في «الهيرالد تريبيون» يدعى آرت باكوالد. منذ اليوم التالي وحتى توقُّف زاويته في الثمانينات، أدمنتُ قراءة زاوية باكوالد، التي كانت تظهر ثلاث مرات في الأسبوع. في الأيام الثلاثة الأخرى كان يكتب زاوية الصفحة الأخيرة رجل يدعى راسل بيكر. لشدة ما كان باكوالد طاغياً، خيّل إلي أن بيكر موجود هناك فقط لملء الفراغ. لم أحاول مرة قراءته.

دخل باكوالد في غيبوبة إثر جلطة دموية، ثم خرج منها ليكتب «ها أنا قد عدت لأكتب». وفي هذه الأثناء بدأت أقرأ مؤلفات راسل بيكر وأتابعه على التلفزيون حين أكون في أميركا. واكتشفت أنني طوال تلك السنين كنت أقرأ الرجل الخطأ. أو على الأقل كنت لا أقرأ الكاتب الأفضل.

بقي هناك كتاب واحد لراسل بيكر لم أقرأه لأنه مفقود ولم تُعَد طباعته، هو سيرته الذاتية بعنوان «النشوء». عثرت على نسخة منه ليس في أميركا، ولا من خلال «أمازون»، بل في مكتبة الجامعة الأميركية. يا سيدي المستر بيكر، ما هذه الروعة، ما هذه التحفة، ما هذه البراعة في تشكيل المفردات، ما هذه الثروة اللغوية، ما هذا المهرجان، ما هذا العيد، أي سرد هو هذا السرد يا مستر بيكر، أي صراحة وصدق وكِبَر؟ حاولت أن أعرف من كان أستاذ راسل بيكر. حسناً، أول معلميه في الصحافة كانت أمه التي دفعته إلى بيع الصحف وهو في الثامنة. وأمه التي انتقلت للسكن به وبشقيقته إلى شقة فوق شركة لدفن الموتى. كان لا بد من بيع الصحف لأن راتب الأم المدرسة ضئيل. وظل يفعل ذلك ليدفع مصاريف الكلية. وبعد تخرجه عمل في صحيفة «بالتيمور صن» بأربعين دولاراً في الشهر، قسم الجنايات. وأحب فتاة يتيمة مفلسة كثيرة المساحيق. لكن والدته حذرته: هذا النوع من النساء لا يصلح للزواج. ابتعدت اليتيمة من الطريق خوفاً من الأم، لكن راسل ظل يواعدها إلى أن أصبحت رفيقة حياته. في جامعة جونز هوبكنز يعثر بيكر على أستاذه الثاني بعد أمه: ذات يوم يستدعيه في نهاية المحاضرة ويقول له: يا راسل، ما هذه الخشونة في حياتك؟ جميع أبطالك قساة وخشنون ومبالغون في الجدية. خصوصاً بطلك روبرت. ما رأيك لو أنك قبل الفصل الأخير تتركه يتوقف أمام حديقة وينحني ويقطف وردة؟ صِف الوردة.

 

قمة سعودية أميركية «للترفيه»!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/04 نيسان/18

اليوم، ضمن الجولة الكبرى لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الدولة «الأولى» بالعالم، الولايات المتحدة، تعقد قمة من نوع خاص، قمة سعودية أميركية عن «الترفيه»! في لوس أنجليس، حيث أرض الفنون والمستقبل، عقدت القمة السعودية - الأميركية بعنوان «مستقبل الترفيه في المملكة» بحضور عدد من الوزراء ورؤساء أهم الشركات المتخصصة بمسألة الترفيه في البلدين. الأمير محمد بن سلمان، كان قد التقى رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة (وارنر برذرز) للترفيه (كيفن تسوجيهارا) وكبار المسؤولين لعدد من الشركات التابعة للمجموعة. وهذه الشركة، كما هو معلوم، قطب عالمي من أقطاب صناعة الترفيه. هناك سؤالان، لماذا الاهتمام بالترفيه؟ ولماذا أميركا؟ بالنسبة للسؤال الأول، فلسنا بحاجة للتذكير بأهمية الترفيه في بثّ السكينة وتصريف الوقت في النافع، أو المباح بلغة الفقه، من العمل، ومعنى تزجية الساعات في نشاط معلوم، ومفيد أحياناً، عوض ذوبان قرص العمر الفوار في كأس الفراغ... وكوب التطرف والظلام. البحث عن الترفيه «غريزة» إنسانية، نجدها مع الطفل الرضيع، حين يشبع ويروى ويدفأ، يبحث عن المرح واللعب فوراً. أما لماذا أميركا، أيضاً لسنا بحاجة لأن نثبت ريادة أميركا في صناعة الترفيه، فهي معدن الخبرة الأولى عالمياً، وحسناً فعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالاتجاه نحو «أهل الصناعة» بأميركا. حسب صحيفة «عكاظ» السعودية فإن الجانب السعودي سيمنح شركة السينما الأميركية المتعددة (AMC)، أول رخصة لتشغيل دور السينما في البلاد.

AMC تمتلك أكبر سوق في تشغيل السينما في الولايات المتحدة، وتعد أكبر سلسلة لدور السينما في العالم وحدها. نحن أمام «ثورة ترفيه» في السعودية، تعرف تماماً حيوية تنشيط هذا المجال، وأثره الطيب اجتماعياً وأمنياً وثقافياً... واقتصاديا طبعاً. هيئة الترفيه السعودية أعلنت فبراير (شباط) الماضي عن روزنامة لعام 2018، تتضمن 5500 فعالية في 56 مدينة بمختلف المناطق. حسبما ذكر الباحث السعودي د. عبد الله الردادي بهذه الصحيفة فإن هيئة الترفيه بالسعودية أعلنت خطتها على مدى 10 سنوات باستثمار يقارب 64 مليار دولار، مضيفاً أن هذا الرقم رغم ضخامته يبدو صغيراً أمام الأرقام العالمية، فحجم صناعة الترفيه على مستوى العالم عام 2014 بلغ 6.1 تريليون دولار، يتوقع وصوله لما يزيد على 2.2 تريليون دولار عام 2019. وفي بحث آخر نجد هذا الرقم المعبر: أميركا وحدها تشغِل أكثر من 3 ملايين شخص بصناعة الترفيه! حصاد تاريخي سعودي بالجولة الأميركية، بأهمية الاتفاقات نفسها في السلاح والطاقة والسياسة والأمن. مرحباً بكم في السعودية الجديدة.

 

من أميركا... حديث ولي العهد السعودي للعالم

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/04 نيسان/18

أطلّ الأمير محمد بن سلمان من أميركا على العالم. منصّته هذه المرّة الدولة السحر، البلدة السينمائية، المعجزة، أرض الأحلام، إنها ذروة تناهي كل شيء، والنموذج الخارق، وفيها وعبرها ومنها تجلت أعلى سمات الحضارة الإنسانية عبر التاريخ. حواراتٌ ونقاشات، ولقاءات موسعة مع صناع القرار وأصحاب الشركات العملاقة، لهذا كانت الزيارة الحدَث هي محطّ الأحداث، وهي موضع الحديث على كل المستويات. أول من أمس، أجرى الصحافي الأميركي المعروف جيفري غولدبيرغ حواراً مهماً مع ولي العهد السعودي لصالح «أتلانتيك»، خاطب الأمير من خلاله المجتمع السعودي داخلياً، والدول العظمى والعالم خارجياً. والحوار بمضمونه الثري والموسع يمكن اعتباره خريطة طريق شاملة للمجتمع السعودي وللدولة، فهو تضمن الأسس التي سيبنى عليها الوضع داخلياً، وطبيعة علاقات المملكة خارجياً، وكان مبنى الحوار قائماً على الواقعية السياسية، وتشجيع الحرية الاجتماعية، وتجاوز الصيغ الكلاسيكية التقليدية.

على مستوى الداخل، فإن الأمير أوضح أن المرأة ستكون مساويةً للرجل، معلناً انتصاره لها انطلاقاً من أحقّيتها إنسانياً لكل ما تناله، ولكونها الشريك المجتمعي على مستويات العلم والعمل. والتطرف لا مكان له بالمجتمع، وزمن تغلغل الإخوان المسلمين قد ولى، فهم من ربّى أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبا بكر البغدادي، ومنهم تشرّب الخميني وخامنئي ونصر الله ومغنية. وأساطير الإمبراطوريات الإسلامية، وأحلام الخلافة، ستتم مواجهتها فكرياً وعسكرياً. والإسلام تم اختطافه فعلياً، وما نشهده اليوم من صعود اليمين المتشدد في أوروبا، وتفشي حالات الاعتداء على من يظهر بسماتٍ دينية تعجّ بها الأخبار.

وبالنسبة للأمير محمد، فإنه سيعمل على إعادة صورة الإسلام بوصفه دين السلام.. نعم دين السلام لا دين السيف. غير أن «مثلث الشر»، متمثلاً بالإخوان المسلمين وإيران والجماعات الإرهابية، يريد تأسيس دولةٍ تحكم بالحديد والنار، على النحو الذي رأيناه بنموذج «داعش» أو «القاعدة» أو «حزب الله»، كل تلك التنظيمات تريد أن تدمر المنطقة، وتشوه الإسلام، وتغزو العالم. كما أن دول الاعتدال التي أشار إليها الأمير، والتي تضم «المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والبحرين وعمان والكويت والإمارات العربية المتحدة واليمن»، بحسب الأمير، «تدافع عن فكرة أن الدول المستقلة يجب أن تركز على مصالحها، وبناء علاقات جيدة على أساس مبادئ الأمم المتحدة، ومثلث الشر لا يريد القيام بذلك». أما على مستوى العلاقات الدولية، حتى مع إسرائيل، فقد بيّن الأمير أن مردّ ذلك إلى عملية السلام، وهو الطرح ذاته الذي تقدمت به السعودية من خلال مبادرة الملك عبد الله، التي وافقت عليها الدول العربية في بيروت عام 2002. وعليه، فإن العلاقات مع إسرائيل مرهونة بتحقق السلام. وفي حال تم ذلك، يمكن بناء مصالح مع جميع دول العالم المعترف بها دولياً وأممياً، بما فيها إسرائيل؛ وهذا أمر بديهي ويأتي ضمن سياق المواثيق الدولية، وقوانين الأمم المتحدة. والجلبة والضجيج من قبل بعض المناضلين لا قيمة لهما، فهم يعلمون أن أكثر من خذل الفلسطينيين هم المناضلون أنفسهم، والمنتمون إلى محاور الممانعة والمقاومة، بينما السعودية أكبر داعم لقضية الشعب الفلسطيني على مستوى العالم، وعلى مر تاريخ القضية حتى الآن.

تحدث الأمير في نقاط كثيرة يمكن تلخيص محاورها في جوانب الانفتاح الديني، والتحاور مع الآخر، ومساواة المرأة بالرجل، وسحق التطرف والجماعات الإرهابية وتدميرها واجتثاثها واستئصال نظرياتها وآيديولوجيتها، وتشجيع الإسلام المستنير المعتدل، ونشر السلام بين الدول، والتأسيس لأسلوب التفاوض والنقاش بغية الوصول إلى عملية سلام، وتعزيز عمل محور الاعتدال. لقد مرّت المجتمعات العربية والإسلامية، بما فيها المجتمع السعودي، بحالة استلاب آيديولوجي، كانت سمته هيمنة واحتلال الفكر الإخواني ومتفرّعاته الصحوية، بتسمياتها المختلفة، وهذا أثّر كثيراً على حركة الحياة كلها، تنموياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً؛ لقد كانت مرحلة من مراحل الخراب، كانت مثل الخسف أو الزلزال. وعلى أثر ذلك، عزف المجتمع عن الحياة، وأسدل الستار على مسرح الفرح، وسادت الظلمة، وانتشر العنف والتطرف والسخط والإرهاب. هذا هو الأمير محمد بن سلمان بحواره يرسم الطريق لإخراج المجتمع من الأنفاق إلى الآفاق، وهذا يذكّرنا بقول جده الكبير الملك المؤسس عبد العزيز: «كان هدفنا قبل أن نوحِّد الأرض، أن نوحد النفوس، وأن نوحد الأفكار، ولن تنجح هذه الأمة على امتداد رقعتها الجغرافية ما بقيت ممزقة».

 

ما بعد العواصف العربية!

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/04 نيسان/18

في العدد 439 الصادر في 27 مارس (آذار) 2018، وفي سلسلة «تقديرات المستقبل»، نشر مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة في أبوظبي تقديراً تحت عنوان: «القضايا العشر: لماذا تصاعدت دعوات (عودة الأمل) في المنطقة العربية». التقدير انطلق من دعوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في 14 فبراير (شباط) 2018 إلى مبادرة «صناع الأمل»، التي تبنى على تغيير المزاج العربي العام من اليأس والاكتئاب والحزن على فترة هي الأصعب في التاريخ العربي إلى نظرة أخرى إلى المستقبل فيها كثير من التفاؤل، والإيمان بالقدرة الذاتية على التغيير، ودور البشر في التعامل مع واقعهم من خلال أعمال محددة لتحسن نوعية الحياة، وتأييد وصول قيادات سياسية إصلاحية إلى السلطة عبر استحقاقات دستورية، ودعم الأفراد المحررين من سيطرة التنظيمات الإرهابية، ومنح جرحى الصراعات المسلحة والعمليات الإرهابية نافذة فرصة للحياة، ومنع الميليشيات المسلحة من الانفراد بحكم الدول، ومكافحة الفقر في المجتمعات النامية المأزومة، وتمويل مشروعات الشباب في مجالات محددة، وإدماج ذوي الإعاقة في المجتمعات العربية، وزيادة الوعي المجتمعي بالأمراض الخطرة.

التقدير يتضمن كثيرا من التفاصيل والأمثلة المتعلقة بتجاوز الأزمة التي عاشتها المجتمعات العربية التي بدأت بما سمي «الربيع العربي» وانتهى إلى ظهور الميليشيات المسلحة والإرهابية، والحروب الأهلية، بل وحتى ظهور كيان مزعوم كامل الصفات الإرهابية الوحشية المروعة سمي دولة «الخلافة». ومفتاح هذا التجاوز لتلك الأوضاع البائسة هو «المجتمع المدني» العربي الذي تصاعدت أهميته خلال العقود الماضية حينما حمل على عاتقه كثيراً من المهام التنموية التي باتت الدولة عاجزة عن القيام بها. وبعد تدهور الأوضاع السياسية نتيجة ما جرى، فإن هذا المجتمع بمؤسساته وجمعياته الرسمية وغير الرسمية حمل على عاتقه التعامل مع أحوال بالغة الصعوبة والتعقيد. والآن فإنه مع ظهور بوادر لتجاوز تلك المرحلة العاصفة من التاريخ العربي، فإن المجتمع المدني نفسه بات على عاتقه أن يساهم في عملية إنجاز هذا التحول من عدم الاستقرار إلى الاستقرار، ومن الحرب إلى السلام، ومن الشقاق الاجتماعي إلى الوحدة الوطنية؛ وفوق ذلك كله خلق آليات من أجل التحول السلمي من دول مركزية سلطوية إلى دول تعطي المساحة الكافية لمواطنيها للمشاركة السياسية والاقتصادية، وباختصار في السلطة والثروة معاً.

ولكن البداية هنا ذات طبيعة نفسية، فمخلفات الحرب وركامها أثقلت بشدة على النفس العربية، وقدمت لها أسباباً كثيرة للكراهية، وعدم احترام الآخر، والنزعات للانفصال والخروج من رحم الدولة حتى ولو كانت النتيجة كيانات سياسية مشوهة. تغيير ذلك إلى الأمل، وصناعة الحياة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ليس مسألة سهلة وتحتاج كثيرا من القيادات المؤهلة لهذه المهمة الصعبة، خاصة أنها تختلط مع مرحلة إعادة الدولة أحياناً إلى الوجود بشروط ومقتضيات جديدة. وفي الحقيقة فإن أفكار ذلك تخرج هذه الأيام من أكثر من دولة عربية، كما هو مشار إليه أعلاه؛ وكلها تعطي دفعة جديدة لصناعة الأمل مرة أخرى، بعد أن أصبح أهم عملية سياسية تجري في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وكما تبدو دبي وأبوظبي والرياض والقاهرة وتونس مُخلقة لكثير من المبادرات والجمعيات والروابط الجديدة، فإن دور الدولة لا غنى عنه، وهو ما يظهر في تيارات إصلاحية أكثر شمولاً من عمل المجتمع المدني ومؤسساته. فالدولة التي قادت حتى مطلع العقد الحالي إلى انفجار الثورات وسيطرة الإخوان المسلمين، وظهور الحركات الإرهابية من جميع الأشكال؛ لا يمكنها هي ذاتها أن تستمر على ما هي عليه.

وهكذا، فإنه جنباً إلى جنب مع تيار الأمل الذي أشار له التقدير، فإن تيار الإصلاح يتحرك على تلك النقطة الحرجة بين التيارات المحافظة والتقليدية والحاضنة للثوابت المبررة للإرهاب؛ والتيارات الثورية التي ترغب في قلب المجتمعات رأساً على عقب فتكون النتيجة ما رأينا خلال السنوات الماضية من دمار. التيار الإصلاحي لم يولد من عدم بل إنه كان موجوداً في معظم الأوقات في الدول العربية، ولكنه كان دائماً تحت ضغط دائم من اليمين واليسار، ومن التيارين المشار إليهما بالحصار والعنف. الآن فإن الفرصة باتت سانحة من كل هؤلاء الذين يريدون التغيير لما هو قائم، ولكنهم لا يريدونه مصحوباً بالعنف والحرب والانفصال والتقسيم. وللحق فإن هناك بعضاً من الظروف المواتية التي تساعد التيار الإصلاحي، ومعه تيار الأمل في العمل المدني، يقع في أولها النسبة الكبيرة من الشباب في المجتمعات العربية التي عانت كثيراً من نتائج الثورات والحروب، بقدر ما عانت سابقاً من الجمود والركود القابع في المجتمعات العربية. الآن، فإن هذا الشباب بات مستعداً للقيام بدوره سواء كان ذلك من خلال المجتمع المدني أو الدولة، خاصة وهو مسلح بالتجربة الإنسانية التي نقلته إليها التطورات التكنولوجية المعاصرة والتي زادت من معرفة الشاب عن بلده، ومن معرفته في الوقت نفسه عن تجارب الآخرين في العالم.

وهكذا، فإن بعث الأمل ليس معلقاً في الهواء، وإنما هو يستند إلى قاعدة اجتماعية راغبة وشغوفة باللحاق بالعالم وتطوراته الحديثة في التكنولوجيا والصناعة. والمرجح أن الظروف الدولية والإقليمية طرحت فضيلة أنه لم يعد هناك خيار آخر في وقت بات فيها النظام الدولي يقترب من حافة الحرب الباردة الأخرى، وهو ما يعني انشغالا من العالم عما يجري في الشرق الأوسط. المسألة باختصار أن العالم العربي بات معلقاً وحده ومسؤولاً وحده عن مصيره خلال المرحلة المقبلة. ولعل بداية المرحلة مستمدة من القيم الأساسية في الدولة خاصة في جوانبها الاقتصادية، مما يعني الاقتناع بقيم السوق الحرة وممارسة الأعمال؛ والاستعداد لبناء المؤسسات اللازمة لتحقيق ذلك. إن رؤى 2030 وما يماثلها، والشائعة الآن في أكثر من دولة عربية تكسر كثيرا مما كان من قبيل الرواسي الرواسخ التي لا يمكن المس بها، بما فيها من مساس بالقطاع العام ووحدات اكتسبت كثيرا من القدسية. الآن فإن شركة «أرامكو» السعودية، و«إمبي» المصرية داخلتان في عمليات التأهيل التي تقود لعرض بعض من أسهمهما في أسواق الأسهم.

الجديد أيضا في الأمر أن الدولة العربية وقادتها بات لديهم هم أيضا الأمل، وكثير منه، في الأجيال الجديدة وقدرتها على إعادة بناء الأوطان، وأخذ هذه الأوطان بعيداً في سلم الأمم. فتقدير «الثروة» العربية الآن لم يعد مالاً ونفطاً وغازاً فقط، وإنما دخل إليه موارد الأرض الشاسعة غير المستغلة، وفوقها الثروة البشرية الطائلة وغير المستغلة أيضاً. إعادة حساب ما لدينا وإدراك أن المستخدم والمستغل من الثروات العربية لا يزيد على هامش منها يمكن توسيعه بالإدارة الرشيدة، والتكنولوجيا الحديثة هي أول الطريق السريع إلى عالم عربي أكثر سعادة مما عشناه في الماضي البعيد، وأقل ألماً وبؤساً مما عايشناه في الماضي القريب.

 

الأيام الأخيرة لمحمد: هل صار نقد التراث ممكنا؟

الدكتورة منى فياض/الحرة/04 نيسان/18

لم أكن قد سمعت عن كتاب هالة الوردي "أيام محمد الأخيرة" الذي صدر عام 2016، قبل أن ينصحني أحد الاصدقاء بالحصول عليه طالما أني سأكون خارج لبنان. لأنه ممنوع في بلاد الحريات! لقد اعتدنا ليس فقط أن تمنع هذه الكتب التي تحاول إعادة قراءة التراث والنظر إليه عن بعد، أي بعد اتخاذ المسافة اللازمة للنظر إليه كتاريخ لزمن آخر ولى وابتعد؛ بل أن يتعرض مؤلفوها للتكفير والاضطهاد أو لفتاوى القتل. ينطلق الكتاب من فكرة أنه لم يكن لمحمد لدى المسلمين الذين عايشوه تلك القداسة التي أسبغت عليه اليوم. لم يكن إلا بشرا (الأمر الذي يؤكده باستمرار). بدليل أن قبره ظل غير معروف حتى عهد الوليد بن عبد الملك. اختلفت الآراء بشأن الكتاب بين محتفل بجرأة الباحثة وبين من صنفها في فئة المغضوب عليهم.  مع ذلك، من الجيد أن هذا التحدي في نزع القداسة عن النبي محمد وصحابته لم يثر "زوبعة" الرفض الغوغائية والتكفير والاتهام التي لاقتها كتب كثيرة قبله؛ من صادق جلال العظم في بداية السبعينيات إلى نصر حامد أبو زيد إلى سلمان رشدي. بل تمت مراجعته بشكل رصين ومن على منابر إسلامية أحيانا.فهل هذا علامة على تطور ما في مجتمعاتنا لجهة تحمل نقد الدين والنظر إلى النبي والآباء المؤسسين من دون نتائج كارثية؟ هل يكون للثورات التي تعرضت للقمع وحوربت هذا الأثر الحميد؟

لقد سعت الباحثة في كتابها الصادر بالفرنسية عن "ألبان ميشال"، إلى البحث عن محمد التاريخي، الرجل الذي وجد من لحم ودم، وانطلقت في عملها من الأيام الأخيرة للنبي ـ الإنسان الضعيف والمريض ـ وأبرزت الصراع على الخلافة واستهداف السلطة والتخطيط للحصول عليها مع استبعاد الخصوم إلى تغليب الطمع أحيانا واستخدام الحيل والكذب وحتى القتل في أحيان أخرى. فهذه جميعها من المحركات الرئيسية لتلك المرحلة. في تأكيد على أن البعد السياسي شكل محورا هاما للنبي في حياته ولمن أحاطوا به. فغالبا ما يكون الدين واجهة للطموحات الإنسانية.

ترفض الكاتبة القراءة المحدودة التي تخفي الحقائق؛ معتمدة على المصادر المتنوعة: القرآن، والحديث، وكتب السيرة، والتاريخ، والروايات السنية والشيعية. مع الإشارة إلى أن هذه المصادر تثير العديد من الأسئلة؛ فالقرآن جمع بعد وفاة الرسول، والحديث جمع بعد قرن ونصف، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأخبار.

لقد استطاعت الكاتبة إعادة صياغة الأحداث مستخدمة منهجية المقارنة لجعلها أكثر قابلية للفهم. وهذا جديد، لأننا اعتدنا على تعامل نمطي جامد في انتقائيته التي لا تجيز أي مراجعة أو نقد لأي من أفعال النبي أو حتى التعليق عليها.

وفي رأيها إن هذا الموقف الجامد يعود إلى أن هناك ما يثقل ضمير المسلمين؛ مما تعرض له النبي في أيامه الأخيرة سواء في منعه من كتابة وصيته، إلى تلك الصورة المحزنة لترك جثمانه يتعفن ليومين من دون أن يدفن. مع العلم أن من أهم تعاليم محمد "إكرام الميت دفنه"! هذه الصور المشؤومة المسكوت عنها لا تزال تؤرق اللاوعي الجمعي الإسلامي. وهي القطب المعاكس للعبادة المبالغة للنبي في أيامنا هذه. إن دفع المسلمين لعبادة نبيهم إلى الحد الأقصى هو هاجس حقيقي ـ دفاعي ـ أمام التجديف الذي تعرض له ما جعل هالة التقديس الحالية تحمل شيئا من التحجر.

فبعد ألف وأربعمئة عاما أصبح محمد "تجريدا صافيا" ذو فعالية هائلة يقاوم كل المحاولات التي يمكن أن تمثله. ولهذا شكلت الصور الكاريكاتورية الشهيرة قلقا وانزعاجا عميقين عند المسلمين لدرجة تسببها بردود فعل قاتلة ليس لأنها تهزأ من النبي بقدر ما لكونها وضعت الإصبع على ما يعتقد أنه نقطة الإسلام الضعيفة: إنكار تمثل النبي بأي شكل من الأشكال. فيكون الإرهاب قد أعاد بشكل متوحش راهنية الخيال الديني الأصلي للإسلام.

المفارقة أنه في عصر الصورة لم يعد رفض الرسم الأيقوني في الإسلام مجرد "دوغما" مطلقة بل عارض فاضح للاتزامن الذي أظهره الرد العنيف على الصور وأعطاه بعدا مأساويا. بحيث يبدو أن الاسلام أغلق على نفسه عبر العصور في "تمثل مطلق" تجعله يرفض بالقبول بمنطق زمن الآخرين. فلا يقبل المسلمون النظر إلا في مرآة تراثهم الخاص المحابية معتقدين أنهم سيستطيعون تكثيف تاريخهم ومستقبلهم أيضا في وهم أزلية لا تهزم.

ترى الباحثة أن ردة الفعل هذه بدل أن تكون ردة فعل بعض الرؤوس الحامية أو الذئاب المنفردة تبين أنها رأس جبل الجليد الهائل للامتثال (conformism) الديني المتواطئ مع الجريمة الصامتة. فالعنف السياسي ليس ظاهرة عرضية بل هو عنف مؤسس كان الرسول نفسه ضحية له فبعد منعه من كتابة وصيته سقي دواء شك بأنه سم. وهو كان بدأ بالشك بمحيطه منذ محاولة اغتياله لمرتين واتهم ضمنا أقرب محيطه. نقاط عديدة ملفتة في الكتاب تستحق التوقف عندها، لكن لضيق المجال سأتوقف عند بعضها فقط.

عمر والنساء

تظهر الباحثة شخصيات المحيطين بالنبي عبر أفعال أو أقوال نسبت إليهم وعبر ردات فعل الآخرين. تصف أبو بكر بالذكي اللماح الذي التقط باكرا أهمية ما جاء به محمد وشعر أنه تأريخ لزمن جديد ووقف إلى جانبه. مع ذلك هو تاجر قد يغلب مصلحته على كل ما عداها. ولقد ساعده كثيرا كون ابنته عائشة الزوجة المفضلة عند الرسول، في الوصول إلى الخلافة؛ فهي كثيرا ما كانت تتجسس على النبي ما يغضبه جدا أحيانا. أما في الأيام الأخيرة فلقد كانت هي صلة الوصل الوحيدة بين محمد ومحيطه تنقل له ما تريد وبالعكس. لكن الغريب كيف أن عائشة التي لازمت الرسول في أيامه الأخيرة لم تكن موجودة عند دفنه؟

تصف الكاتبة عائشة أنها ذكية وشغوفة وحقودة. لكنها تميل إلى الإعجاب بها؛ عكس موقفها من فاطمة التي تظهرها مفتقرة إلى الجمال ولها طبيعة فاترة تأخرت في الزواج لأن أحدا لم يرغب بها عكس أخواتها الأكبر منها. حتى عليا (تلمح الباحثة أن فاطمة أكبر منه) يبدو أنه أرغم تقريبا على قبول الزواج الذي رفضته أيضا فاطمة ووصفت زواجهما بالتعيس.

تبرر رفض فاطمة إلى كون عليا يبدو كما أظهرته أقرب إلى التشوه والبلادة والكسل معتمدة على الكتب السنية على عكس الكتب الشيعية التي تسبغ عليه من الصفات والمزايا ما يضعه في مصاف الأبطال بالغي الوسامة. في متابعتها لشخصية علي بدت الكاتبة وكأنها تبحث عما يقلل من أهمية الشخصية ومزاياها وأرادت أن تبرهن عدم ثقة النبي به.

ومما قدمته لنا من معلومات ومن أحداث الأيام الاخيرة للنبي، يبدو أن النبي لم يكن يعتمد كثيرا على علي في البداية، لكن خبث وخيانة الأصدقاء المقربين منه ربما جعلته يعيد النظر ويسعى إلى الاعتماد عليه. ثم في مناسبات عدة بدا أفراد عائلته أضعف وأقل قدرة من عمر وأبو بكر.

وفي النزاع الذي انطلق في الجلسة التي يطلق عليها "رزية الخميس"، حيث الصمت التام في كتب التراث عن سبب هذا النزاع؛ حضر الجميع بمن فيهم عمه عباس وابن عمه، ولا ندري سبب غياب علي، وهؤلاء جميعا لم يستطيعوا مواجهة عمر أو تغليب رأيهم فيما لو كانوا يعتقدون أنه سيوصي بخلافة علي. ومن هنا ما ينقل عن النبي توقعه استضعافهم، فهم بدوا كذلك بحضوره فكيف بغيابه.

أما كيف تمكن عمر من منع النبي، عمليا، من كتابة وصيته. فيبدو أن ما سمح لعمر بذلك ما يظهر من شخصيته النارية المتسلطة والمهابة حتى من النبي، الأمر الذي كان يسمح له بالتدخل بحياة النبي الخاصة وبزوجاته ولقد اعترضن عليه في مناسبات عدة من أنه يسمح لنفسه بما لا يقوم به الرسول نفسه.

فمحمد كان يتعاطف مع النساء واعترض عند احتضاره زجر عمر لهن لاعتراضهن على منعه النبي من كتابة وصيته. قائلا للموجودين: إنهن أفضل منكم. ومن المعروف أن عمر على عكس النبي، كاره للنساء وهو من جعله يفرض الحجاب على نسائه ووحده الذي أصر على وجود آية الرجم وأعادها إلى الذاكرة.

صلح الحديبة الوثيقة العلمانية الأولى في الإسلام

لم تظهر أهمية صلح الحديبة للمحيطين بالنبي، فلقد وجدوا فيه تنازلا غير مقبول إذ وقعه باسمه محمد دون لقب نبي المسلمين. وكاد عمر أن يخرج من الإسلام. وبحسب الباحثة لم يعطى هذا الصلح وأهميته للإسلام والمسلمين حق قدره.

وهو عدا عن أنه الوثيقة العلمانية الأولى في التاريخ الإسلامي لأن محمدا قبل أن يوقعها بصفته رجل دولة وليس مبعوثا نبويا، محدثا الفصل بين الديني والسياسي؛ برهن صلح الحديبة عن فعالية مذهلة فلقد أكسب الإسلام من الأتباع أكثر من أي نصر حربي. وهذا بسبب ما يمتلكه النبي من حس توافقي حاد كاستراتيجي مرهف.  ربما يجب تأليف مراجع، على هذا النمط من الكتابة الموضوعية كي تعرض، بأكبر قدر من الموضوعية، مختلف الروايات حول النبي والسيرة والسنة، رواية السنة ورواية الشيعة والرواية التي يتفق عليها الجميع وتلك التي يختلفون عليها جذريا والأخبار والأحاديث المتفرقة. مع محاولة تبويب ومقارنة وإعادة موضعة تاريخية قدر المستطاع. وليترك للقارئ مهمة تكوين الرأي الذي يتوصل إليه. فمن غير المعقول أن يظل لكل فئة رواياتها الخاصة والمقدسة التي لا يمكن المس بها. ربما عندما نقرأ نص "الآخر" بطريقة مجردة قد نعيد النظر بالخطابات التي تؤجج الصراع المذهبي والتي اكتسبت صفة القداسة!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جلسة لمجلس الوزراء في السراي الكبير الرياشي: المجلس مصر على مراقبة العملية الانتخابية وحمايتها بشكل دقيق

الأربعاء 04 نيسان 2018 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم، في السراي الكبير، جلسة مجلس الوزراء، وأدلى على اثرها وزير الاعلام ملحم الرياشي بالمعلومات الرسمية الاتية: "عقد مجلس الوزراء جلسة عادية برئاسة الرئيس سعد الحريري، واقر بنود جدول الاعمال ومن خارج جدول الاعمال بند الصرف الصحي في وادي قاديشا. وتم نقاش مستفيض حول نقل مباراة كرة القدم، وسيكون لوزارة الاعلام لقاءات مع شركة bein من اجل شراء الحقوق لتلفزيون لبنان كي يتمكن كل الشعب اللبناني من حضور مباراة كرة القدم على البث الارضي بشكل عادي، واليوم سيكون لدي اجتماع مع الشركة المسؤولة عن النقل".

سئل: هل تطرق مجلس الوزراء الى مؤتمر "سيدر"؟

أجاب: "نعم تطرقنا الى المؤتمر والجميع يعلم اجواء هذا المؤتمر".

سئل: ماذا عن النقاش الذي حصل بالنسبة لموضوع اقتراع المغتربين؟

أجاب: "هناك نقاش من اجل حماية العملية الانتخابية من أي محاولة تزوير لا سمح الله، وأعتقد ان الامور سائرة بشكلها الطبيعي. كان هناك كلام لكل من وزيري الداخلية والخارجية في هذا الاطار وتركز حول كيفية حماية الانتخابات، وهناك اصرار من قبل مجلس الوزراء للمراقبة العملية الانتخابية وحمايتها بشكل دقيق".

المشنوق

من جهته، سئل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عما دار في الجلسة حول موضوع اقتراع المغتربين، فقال: "لا يوجد اشكالات في ما يتعلق باقتراع المغتربين، وليس هناك فرز في مراكز الاقتراع في الخارج، بل هناك احصاء لعدد الاصوات، وشركة dhl ستعمل على اقفال الصناديق بالشمع الاحمر ومن ثم يتم شحنها الى لبنان. هناك حق لمندوبي اللوائح ان يكونوا متواجدين في اقلام الاقتراع رغم ان هناك مشكلة لضيق المكان اذا كان هناك عدد كبير من اللوائح. كما ان هناك نظام كاميرات في كل اقلام الاقتراع لنقل الصورة على الشاشة مباشرة الى لبنان يوم الاقتراع. فكل المخاوف مجرد وهم وافتعال لمشاكل سياسية غير واقعية، والاشراف على عملية الاقتراع سيكون من السفراء والقناصل لانه ليس متوفرا لدينا حوالي 150 شخصا للاشراف على العملية في الخارج. ونحن لنا ثقة بدور وزارة الخارجية والسفراء والقناصل".

حمادة

من ناحيته، قال وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة عن الموضوع: "تم النقاش حول شفافية الاقتراع في الاغتراب ومكان الانتخاب ومن سيجلس كرئيس قلم على صناديق الاغتراب، لانه ومع كل ثقتنا بالسفراء، فإنهم لا يستطيعون العمل على كل الصناديق، ووزارة الداخلية لا تستطيع ارسال مراقبين الى 140 قلما. ليس لدينا ادنى شك بالسفراء، ولكن الموضوع هو كيف سيتمكنون من مراقبة 140 قلما. نحن نفضل ارسال موظفين من لبنان لهم علاقة بهيئة الاشراف على الانتخابات، وهذه الامور هي من شوائب هذا القانون الهجين".

باسيل

بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل: "طرحت اليوم في مجلس الوزراء موضوع المنتشرين وعمليات الانتخاب، وكما ينص القانون في هذه العملية نحن كنا حريصين على اطلاع مجلس الوزراء على اجواء كل ما تم القيام به، واعتقد أننا جميعنا مسؤولون عن هذا الانجاز الوطني لانه للمرة الاولى يشارك المنتشرون بالاقتراع فيجب ألا نقحمهم بحفلة السياسة الرخيصة وبأمور لم ولن تحصل".

أضاف: "اولا،ان وزارة الداخلية هي المسؤولة عن هذه العملية الانتخابية ووزارة الخارجية تنفذ، واعتقد اننا نحمل اكثر بكثير مما يجب ان نحمله بالاتفاق مع وزارة الداخلية والتعاون والتنسيق قائم بيننا بشكل كبير. نحن نريد ان ترسل وزارة الداخلية كل الموظفين والمراقبين للقيام بهذه المهمة واذا تم اعفاؤنا منها نكون ممتنين لهم، لان ليس من ضمن عملنا اجراء الانتخابات. ولكن لا يجوز ان نشكك بسفير فئة اولى معتمد يمثل لبنان في دول كبيرة، وان نقبل بموظف آخر في الدولة نستطيع ان نثق به اكثر. هؤلاء جميعا هم موظفون لدى الدولة اللبنانية وجميعهم مثل بعضهم البعض، ومحكومون بالقانون لادارة هذه العملية. أنا مضطر لاتكلم عن موضوع قمنا به لمزيد من الشفافية في الخارج ولم نقم به في الداخل لكي تكون هناك مراقبة في الداخل والخارج ولتأمين الشفافية لوسائل الاعلام".

وتابع: "ليس من واجب وزارة الخارجية اجراء الانتخابات، ونحن ننفذ التعليمات الواردة في القانون وحسب ما تضعها وزارة الداخلية، هؤلاء هم موظفون في الدولة لدى وزارة الداخلية يقومون بذلك. وكل ما يتم القيام به يجري بموافقة وزارة الداخلية، وموظفو وزارة الخارجية هم من ينفذ هذا الامر. وفي هذا السياق، وفي ما يتعلق بهذه العملية بدءا من الصناديق ونقلها، فإننا نقوم بكل ما يلزم لحراسة الصناديق وختمها بالشمع الاحمر. الفرز لن يحصل في الخارج بل في الداخل، وسيتم نقلها عبر شركة ال دي.اش.ال. بأكثر الطرق المضمونة وتأتي الى المصرف المركزي وتوضع فيه، ويوم الفرز تخرج من المصرف لتتم عملية الفرز. وكل ما يتعلق بالمندوبين هناك آلية موضوعة لهم، بدءا من حصولهم على اللوائح في الخارج ليشرفوا على العملية الانتخابية".

وأردف: "كل وسائل الشفافية والمراقبة متوفرة، واستطيع القول انها متوفرة اكثر بقليل مما هي متوفرة في لبنان وبالتنسيق مع وزارة الداخلية. وأتمنى ان نوقف حفلة التشكيك التي لا اساس ولا سبب لها، وهي فقط تضر بالمنتشرين وبممارسة حقوقهم، فهل سننقل لهم وباءنا السياسي الى الخارج؟ فلنتركهم يقومون بهذه العملية التي نحاول ان نؤمنها لهم بعد تعب كبير".

وقال: "المغتربون منتشرون في 40 دولة ونحن نؤمن لهم 116 مركزا اي 220 قلما تقريبا، وبذلنا جهودا كبيرة لتأمينها ليتمكن المنتشرون من الوصول الى اقرب المناطق لهم ليصوتوا. دعونا لا نشكك بهم وننفرهم من التصويت لنقول فيما بعد انهم لم يشاركوا. فكل هذا الضخ الاعلامي الكاذب، لا هدف له الا التحريض، وهذا حرام. اعتقد ان كل الافرقاء السياسيين لديهم مندوبون في الخارج وسيراقبون هذه العملية ويشرفون عليها، فدعونا لا ندخل في عملية تشكيك مسبقة لا اساس لها".

أضاف: "كذلك تطرقنا الى موضوع الداتا ونحن امام خيارين: إما ان نوزع هذه الداتا بشكل رسمي من قبل وزارة الداخلية، فهذه الداتا ليست موجودة فقط في وزارة الخارجية بل موجودة ايضا في وزارة الداخلية واقسام منها في السفارات ولدى الماكينات الانتخابية وهي ليست داتا محصورة، ولكن اذا اردنا ان نوزعها بإمكاننا القيام بذلك وانا قلت لمجلس الوزراء ان نوزعها لان كل المرشحين والجهات السياسية تطلبها ولكن لا ان نوزعها رسميا لان المنتشر قد لا يريد ذلك".

وتابع: "هذا الموضوع من الطبيعي انه موجود لدى كل الماكينات الانتخابية كل واحدة منا يملك جزءا منها وهذا امر طبيعي وجميع الماكينات الانتخابية من ماكينتي الشخصية الى ماكينة التيار الوطني الحر، وجميع الجهات اقرت في مجلس الوزراء ذلك. هذه معلومات متوفرة وليس هناك من مانع لانتشارها، وعرضت عليهم ان اوزعها بشكل رسمي رغم ان هذا الامر ليس من ضمن عملي، بل عمل وزير الداخلية الذي قال انه لا يحق لنا توزيعها بشكل رسمي، ولا ينتظر ان يغير احد رأي الاخر لان أي مغترب عنده رأيه السياسي ولا يمكن لاحد ان يغير رأيه".

وقال: "في الجلسة الماضية أثير في غيابي موضوع انعقاد مؤتمر الطاقة الاغترابية في باريس يوم السبت المقبل، للاسف نحن مضطرون للتوضيح ان هذا المؤتمر رقمه 12 وسيعقد مؤتمر آخر بعد الانتخابات مباشرة. العمل الاغترابي لن يتوقف لان هناك انتخابات، هذا العمل مستمر وجميع اللبنانيين يعلمون ان كل المؤتمرات ليست بتمويل من الدولة ونحن نؤمن لها التمويل الخاص من قبل معلنين وشركات دون ان تتكلف الدولة اللبنانية شيئا، والحريص على المال العام ليته يكون حريصا على امور اخرى. المؤتمرات الاغترابية ليست سياسية وهذا جزء من عملنا الذي سيستكمل، وحرية المرشحين متوفرة لاقناع المنتشرين وهذا حقهم".

أضاف: "الخاسر يشكو دائما، وانا اعتقد ان المنتشرين هم جزء من لبنان، وحرموا من خلال عدم إعطائهم فرصة إضافية من اجل التسجيل، والان كل الماكينات الانتخابية تسعى لإحضارهم الى لبنان للاقتراع. في النهاية المقترعون اللبنانيون في الخارج لديهم حرية اكبر للاختيار كما يريدون، وعلينا ألا نشوه الانجاز الذي حققناه بل نريد تطويره من خلال التشجيع على زيادة عدد المسجلين في الخارج للاقتراع مستقبلا، وعلينا تحصين هذا الامر وليس تخريبه".

وعن عملية تسريب داتا المغتربين، قال باسيل: "الداتا ليست عملية مقفلة فكل واحد لديه جزء منها ويمكن ان توزع وهناك من يعمل على تجميعها، والمطلوب مني ومن وزير الداخلية عدم تسليمها بشكل رسمي، ولكن في رأيي قد تصل الى الجميع كغيرها من الامور والموضوع ليس سريا. انا حريص على جميع اللبنانيين في الخارج وعلى تأمين ممارسة حقهم في الانتخابات، وما يمكن ان افعله في السياسة فعلته من خلال تحقيق الانجاز بالسماح لهم بالتصويت، ونحن نعمل لاقامة مركز متطور جدا لكي يكون هناك نقل مباشر من كل مراكز الاقتراع في الخارج وهذا الامر ليس متوفرا حتى في لبنان وسيكون باستطاعة وسائل الاعلام الاطلاع على العملية بشكل مباشر".

سئل: ما هو موقف الرئيس الحريري من هذا النقاش؟

أجاب: "يجب ان يقول لكم احد ماذا قال الرئيس الحريري والوزراء عن هذا الموضوع، عندما استمعوا الى التفاصيل من قبلي ومن قبل وزير الداخلية، واتمنى لو ان وزارة الداخلية تذهب بكل طاقمها الى الخارج لادارة العملية الانتخابية".

 

عون أمام زواره: لإعادة نظر شاملة في قانون الضرائب ومكافحة الفساد مسؤولية مشتركة بين المواطن والدولة

الأربعاء 04 نيسان 2018 /وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ضرورة اعادة نظر شاملة في قانون الضرائب المعتمد في لبنان منذ الاستقلال"، مركزا على "اهمية الاستقرار الضريبي لجذب الاستثمارات ورؤوس الاموال وتعزيز القطاعات الانتاجية وحمايتها".

وشدد على ان "مكافحة الفساد وعمليات التهرب الضريبي، عملية مستمرة لاسيما في مراكز النفوذ، وهي مسؤولية يتشارك فيها المواطن مع الدولة"، معربا عن امله في ان "يتحقق المزيد من الانجازات في هذا المجال بعد الانتخابات النيابية المقبلة وتشكيل حكومة جديدة".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، اعضاء الهيئة الادارية الجديدة لجمعية الضرائب اللبنانية برئاسة السيد هشام المكمل الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على عمل الجمعية التي تأسست في العام 1991 بهدف المساعدة وتحفيز الاقتصاد اللبناني.

وعدد المكمل ابرز الاهداف التي تعمل الجمعية على تحقيقها ومنها "ثبات التشريع الضريبي، والعمل للوصول الى قانون ضرائبي سهل ومرن يمنع الاجتهادات الذاتية، لاسيما وان قانون الضرائب اقر في العام 1943، ويتم تعديله بموجب تعاميم خلافا للاصول القانونية".

وشدد على ان "الضرائب هي ركن اساسي لتشجيع الاستثمارات لاسيما الاجنبية منها"، لافتا الى ان "دور الجمعية هو مساعدة الدوائر المعنية وابداء الرأي والاستشارة، وعقد مؤتمرات تساعد على ثبات القوانين وتوعية المواطنين والمؤسسات والشركات، وتقديم الاقتراحات التي تحقق الهدف الرئيسي من الموازنات العامة والذي يختصر بالتنمية"، بالاضافة الى التنسيق والعمل مع غرف التجارة والصناعة والزراعة والجمعيات والهيئات المالية والاقتصادية محليا وخارجيا، للاستفادة من العمل الجماعي لبناء المجتمعات المتطورة والعصرية".

شماس

واستقبل الرئيس عون رئيس جمعية تجار بيروت الدكتور نقولا شماس وعرض معه الوضع الاقتصادي في البلاد والحركة التجارية عشية انعقاد مؤتمر " سيدر" في باريس يوم الجمعة المقبل، وما يمكن ان ينتج عنه من مبادرات لدعم الاقتصادي اللبناني.

وفد الاتحاد اللبناني لرياضة "الكباش"

وكانت للرئيس عون محطة رياضية اليوم مع وفد من الاتحاد اللبناني لرياضة مصارعة الذراع "الكباش" برئاسة السيد كريم العنداري الذي قدم الى رئيس الجمهورية البطلين جورج بجاني ومارك باسيل اللذين فازا بالميدالية الذهبية للبطولة الدولية لرياضة "الكباش" التي اقيمت في ايطاليا الشهر الماضي. وقد عرض العنداري للرئيس عون المسار الذي سلكته رياضة " الكباش" في لبنان وتشكيل اول منتخب رسمي شارك في البطولة الدولية التي اقيمت في مدينة بريسكيا والفوز الذي حققه اللاعبان بجاني ( عن فئة الوزن الخفيف) وباسيل ( عن فئة الوزن الثقيل)"، لافتا الى أن "أكثر من 200 لاعب دولي شاركوا في البطولة التي اظهر خلالها المنتخب اللبناني مهارة وكفاءة حصد نتيجتهما ميداليتين ذهبيتين، ثم رفع العلم اللبناني وعزف النشيد الوطني اللبناني لدى اعلان النتائج وتوزيع الميداليات". وأشار العنداري إلى أن "الاتحاد يحضر لمزيد من المباريات وستكون هناك بطولة نسائية ايضا. وهنأ الرئيس عون الاتحاد على "الانجاز الرياضي الذي حققه المنتخب اللبناني واللاعبان بجاني وباسيل، منوها بما تحققه الرياضة من صقل للشباب وابعادهم عن الموبقات"، لافتا الى ان "رياضة الكباش تجمع بين الرياضة والتراث"، داعيا الاتحاد الى مزيد من العطاء.

وقدم الوفد للرئيس عون كأس البطولة وميدالية ذهبية وشعار الاتحاد عربون شكر وتقدير للدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية في تشجيع الرياضة والرياضيين.

 

الحريري استقبل ستليانيدس وبحثا في مساعدات الاتحاد الاوروبي للبنان

الأربعاء 04 نيسان 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية وادارة الازمات كريستوس ستليانيدس، في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن ومستشار الرئيس الحريري نديم المنلا، وتم عرض للاوضاع العامة والمساعدات التي يقدمها الاتحاد.

 

بري نبه من التصريحات العدوانية الإسرائيلية: ثغرات ظهرت في قانون الانتخاب وهناك حاجة لتطويره لاحقا

الأربعاء 04 نيسان 2018 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي اليوم، إلى التنبه من تصريحات رئيس الاركان الإسرائيلي العدوانية ومن الإعتداءات والإستفزازات الإسرائيلية ومنها ما جرى مؤخرا من إنتهاك جديد للسيادة اللبنانية في حادثة سقوط الطائرة الإسرائيلية في بيت ياحون.

ونقل النواب "ان الرئيس بري أجرى مؤخرا، سلسلة إتصالات مع المراجع الدولية ومع رئيس الجمهورية من أجل مواجهة مخاطر هذه السياسة العدوانية الإسرائيلية.

وتناول اللقاء أجواء الإنتخابات النيابية، ونقل النواب عن الرئيس بري امتعاضه "من الخروق التي تحصل ومن صرف أموال في العديد من الدوائر والمناطق"، داعيا الى "المعالجة والتصدي لمثل هذه التصرفات والأعمال".

وجدد القول: "أن عددا من الثغرات ظهر حتى الان في قانون الإنتخاب، وان هناك حاجة لتطوير القانون وهذا سيكون برسم المرحلة المقبلة والمجلس القادم".

وإستقبل بري في اطار لقاء الاربعاء اليوم النواب : أنور الخليل، مروان فارس، روبير غانم، سيرج طورسركيسيان، علي بزي، نوار الساحلي، علي عمار، علي فياض، ايوب حميد، قاسم هاشم، علي خريس، ميشال موسى، حسن فضل الله، ياسين جابر ومروان فارس.

ستيليانيدس وديبلوماسي كازاخستان

وكان استقبل، قبل الظهر المفوض الاوروبي لشؤون المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيليانيدس والوفد المرافق وسفيرة الإتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، وجرى عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

وإستقبل بعد الظهر القائم بأعمال كازاخستان في لبنان بالتاباي أوماروف.

وإستقبل الرئيس بري الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير.

كما إستقبل النائب غازي العريضي وعرض معه الشأن الإنتخابي.

 

الكتلة الشعبية: الراعي هنأ سكاف لكونها أول امرأة تترأس لائحة إنتخابية

الأربعاء 04 نيسان 2018 /وطنية - أكدت "الكتلة الشعبية في زحلة" في بيان أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي هنأ رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف لكونها "أول امرأة لبنانية تترأس لائحة انتخابية لاستحقاق السادس من أيار".

وقال خلال زيارة قامت بها سكاف الى بكركي مع وفد لائحة الكتلة الشعبية في زحلة للتهنئة بالأعياد انه "يتمنى لزحلة التمثيل الذي تستحقه وينشده ناخبوها"، متمنيا لسكاف "كل النجاح في مسيرتها التي تستكمل فيها مسيرة آل سكاف الوطنية".

بدروها، أكدت سكاف أن زيارتها الى الصرح هي للتهنئة بعيد الفصح المجيد، لافتة إلى أن "عين الكنيسة ستظل حارسة لجميع أبنائها في هذا اليوم الانتخابي الكبير برعاية ومن دون مراعاة".

 

نواف الموسوي: مهمتنا إلزام أي صفقة أن تمر في ادارة المناقصات

الأربعاء 04 نيسان 2018/وطنية - رد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي على التهديدات الإسرائيلية، خلال حفل تأبيني أقيم في بلدة خرطوم الجنوبية وفي حضور فعاليات وأهالي البلدة، وقال: "إننا قادرون على إلحاق الهزيمة بالعدو في حال شن الحرب على لبنان وإذا كان يظن أن بإمكانه إرتكاب جرائم فيحق المدنيين اللبنانيين دون أن يلقى الرد قاسيا فهو واهم". وعن الاستحقاق الإنتخابي، أكد "أننا ذاهبون إلى القيام بما يجب علينا على المستوى التشريعي، إقتراحات قوانين من أجل إخضاع أي إنفاق حتى لو كان عبر الهبات والقروض إلى الرقابة".

وختم: "إذا كانت القوانين اللبنانية ليست كافية، مهمتنا نحن في كتلتنا، "كتلة الوفاء للمقاومة"، أن نقدم الإقتراحات التي تؤدي إلى إجبار أو إلى إلزام أي صفقة يجب أن تجري على أن تمر في طريق المناقصات (إدارة المناقصات العمومية)".