المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 04 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april04.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

أذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ذكرى حصار مدينة زحلة والبطولة والاستشهاد

الياس بجاني/عبيد في وطن الأرز لنظام الملالي يفاخرون بعبوديتهم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إسرائيل قصفت مصنع أسلحة تابع لحزب الله في البقاع والحزب تستر على الخبر

فيديو مداخلة مع الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم من قناة الحدث تتناول استهداف الطيران الإسرائيلي مصنع اسلحة لحزب الله في البقاع

اتيان صقر ـ أبو أرز: قراءَة أولية لسَير المعركة الإنتخابية وتركيب لوائح المرشحين وتحالفاتهم الهجينة

مرشح "حزب الله" في كسروان - جبيل: "أنا عبد"...

بعد الاحتراق لا يبقى سوى الرماد/الياس الزغبي/فايسبوك

لم أكن احلم ان نعيش الى زمن..!!!

 العميد الطبيب المتقاعد نافذ محفوظ /فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 3/4/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 3 نيسان 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن تقدير موقف رقم 174

خلوة بين بخاري والعلولا والحريري وجعجع وجنبلاط

المرشحون "مُربَكون" قبل شهر.. ماذا عن الناخبين؟

منشورات مُناهضة لعون وروكز في كفردبيان.. والخازن يوضح

جديد ديما صادق .. برنامج مسروق

ريفي أعلن لائحة "لبنان السيادة" في دائرة الشمال 2: 6 أيار سيكون يوماً مجيداً للانتقام من يوم 7 أيار

زكا يوزّع وقائع رفض ترشحه

حرب: عملية اقتراع المغتربين مشوبة بأخطار كبيرة ومعرّضة للتزوير

الأحدب: اخترنا حلفاءنا بدقة لخرق المحادل.. وللمرأة الطرابلسية دور أساسي

هكذا أشرك بالله مرشح «حزب الله» وأفتخر أنّه عبد لنصرالله

التهديد الاسرائيلي بالحرب على لبنان: تهويل أم حقيقة؟

المرشّح ابراهيم شمس الدين: لغة التخوين والتخويف سلاح ذو حدّين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إصابة 3 أشخاص في إطلاق نار بمقر شركة “يوتيوب”.. ومنفذة العملية تنتحر

ترامب: أريد القوات الأميركية خارج سوريا

بن سلمان: للإسرائيلين الحق بالعيش بسلام

عندما ترحّب الشعوب بمحتلّيها

بسّام يوسف/رئيس تحرير مجلة “كلنا سوريون”/مدى الصوت

موسكو تشن حملة قوية على واشنطن ولندن... وتؤكد استعدادها للحوار/الكرملين: ترمب عرض عقد قمة مع بوتين في البيت الأبيض

الرئيس الكوبي يستقبل وزير الخارجية السعودي

ترمب يربط مصير «نافتا» بتمويل الجدار الحدودي والمرشحون لرئاسة المكسيك يدشنون حملاتهم بالرد على انتقادات الرئيس الأميركي

الزعيم الكوري الشمالي ثمّن انفتاح بلاده على موسيقى الجنوب وقال إنه «تأثر» بالحفل... واعتبره تمهيداً لـ«ربيع السلام»

غموض يلف مصير سيف الإسلام القذافي بعد سنة من إعلان الإفراج عنه

ليبيا: حكومة السراج تطلق «عاصفة الوطن» ضد فلول «داعش» قرب مصراتة

الصدر يدعو إلى إشراف أممي على الانتخابات العراقية بعد تزايد المخاوف من الخروقات واستغلال النفوذ

شكوى إماراتية لـ«إيكاو» ضد اعتراضات قطرية لطائراتها المدنية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثقة ماكرون في لبنان/رندة تقي الدين/الحياة

مقاتلون ديموقراطيون في بعلبك بلا سلاح/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

قانون الإنتخابات: زواجُ متعةٍ وسِفاحُ قُربى/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هل المقعد النيابي أهمّ من الكيان اللبناني/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

زحلة: ميريام سكاف في دائرة الخطر/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

هل تتحرّك المشاريع العالقة/رنا سعرتي/جريدة الجمهورية

تهديدات إيزنكوت... رسالة الى الداخل الإسرائيلي/علي داود/جريدة الجمهورية

لبنان في قلب الإهتمام العربي والدولي/الهام فريحة/الأنوار

ريفي لـ«جنوبية»: أمن حزب الله قتل الحريري والحسن وعيد/نسرين مرعب/جنوبية

قوّاص البطريرك/أنطوان سلامة/مدى الصوت

نيويوركر: الحريري ضُرب في السعودية/سامي خليفة/المدن

صورة جميلة للوائح ريفي.. ماذا عن النتائج/ليا القزي/الاخبار

ما وراء استدعاء «القاعدة» وبعثها من جديد/يوسف الديني/الشرق الأوسط

زايد/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

العالم مطالب بموقف أشد ضد صواريخ الحوثيين/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

العلماء وسطوة الجماهير/حمد الماجد/الشرق الأوسط

ولي العهد السعودي: مثلث الشر يحاول بناء إمبراطورية متطرفة تتحكم في المنطقة/قال في مقابلة مع مجلة {ذا اتلانتيك} إن المرشد الإيراني {يجعل هتلر يبدو شخصاً جيداً}/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تسلم دعوة لحضور القمة العربية: القضية الفلسطينية ستبقى من أول اهتمامات لبنان في القمة المقبلة

الحريري من بكركي: الاصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي ليست لخدمته بل لمصلحتنا ويهمني خلق فرص عمل للبنانيين من خلال سيدر

افتتاح جادة الملك سلمان الحريري: بين لبنان والسعودية تاريخ لن ينكسر بخاري: المملكة ستبقى ضنينة على سلامة لبنان وأمنه

بري عرض مع زواره الاوضاع محليا واقليميا

حرب: موضوع اقتراع المغتربين عملية مشوبة بأخطار كبيرة ومعرضة للتزوير

قائد الجيش استقبل قائد القوات المسلحة الاندونيسية وبيري

الراعي التقى القائم بالاعمال السعودي ومهنئين بالفصح وتلقى اتصالا من بري حمادة: لتفاهم يحفظ التشريع وحقوق المعلمين ولكن يجدولها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

إنجيل القدّيس مرقس11/من19حتى25/لَمَّا حَلَّ المَسَاء، خَرَجَ يَسُوعُ وتَلامِيذُه مِنَ المَدِينَة. وفي الصَّبَاح، بَيْنَمَا هُم عَابِرُون، رَأَوا التِّيْنَةَ يَابِسَةً مِنْ جُذُورِهَا. فتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، أُنْظُرْ، إِنَّ التِّيْنَةَ الَّتي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «آمِنُوا بِٱلله! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ ما قَالَهُ سَيَكُون، يَكُونُ لهُ ذلِكَ. لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَّلاة، وكَانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيء، فَٱغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ زَلاَّتِكُم».

أذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون

الرسالة إلى العبرانيّين12/من28حتى29/و13/من01حتى09/"يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّنَا حَصَلْنَا على مَلَكُوتٍ لا يَتَزَعزَع، فَلْنَتَمَسَّكْ بِهذِهِ النِّعْمَة، وَلْنَعْبُدْ بِهَا اللهَ عِبَادَةً مَرْضِيَّة، بتَقْوًى وخُشُوع. فَإِنَّ إِلهَنَا نَارٌ آكِلَة! فَلْتَثْبُتْ فيكُمُ المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّة. ولا تَنْسَوا ضِيَافَةَ الغُرَبَاء، فإِنَّ بِهَا أُنَاسًا أَضَافُوا المَلائِكَةَ وهُم لا يَدْرُون. أُذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون. لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكَرَّمًا عِندَ الجَمِيع، والفِرَاشُ الزَّوجِيُّ نَقِيًّا، لأَنَّ اللهَ سَيَدِينُ الفُجَّارَ والزُّنَاة. لِيَكُنْ تَصَرُّفُكُم مُنَزَّهًا عَنْ حُبِّ المَال، وٱكْتَفُوا بِمَا عِنْدَكُم، لأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ قَال: «لَنْ أُهْمِلَكَ، لَنْ أَتْرُكَكَ!». فَنَقُولُ واثِقِين: «أَلرَّبُّ عَونٌ لِي، لَنْ أَخَاف: مَاذا يَصْنَعُ بِيَ البَشَر؟». تَذَكَّرُوا مُدَبِّرِيكُمُ الَّذِينَ خَاطَبُوكُم بِكَلِمَةِ الله، وتأَمَّلُوا بِمَا ٱنْتَهَتْ إِلَيهِ سِيرَتُهُم، وٱقْتَدُوا بإِيْمَانِهِم. إِنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ هُوَ أَمْسِ واليَومَ وإِلى الأَبَد. لا تَنْقَادُوا لِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وغَرِيبَة، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُسْنَدَ القَلْبُ بِالنِّعْمَة، لا بِالأَطْعِمَةِ الَّتي لا تَنْفَعُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ أَحْكَامَهَا.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

عبيد في وطن الأرز لنظام الملالي يفاخرون بعبوديتهم

الياس بجاني/03 نيسان/18

في ظل احتلال إيران للبنان بواسطة حزب الله الذي هو جيشها وذراعها العسكرية في كل الدول العربية يطل على اللبنانيين عبيد ومرتزقة يخوضون الانتخابات النيابية ليجاهرون بعبوديتهم للسيد نصرالله ولأسياده في إيران فيما المعبود هذا وحزبه وجماعة ما يسمى حلف الممانعة مستمرن في تفكيك الكيان اللبناني وفي تهجير اهلنا وفي إذلال وتدجين واستتباع الطبقة السياسية.

 

ذكرى حصار مدينة زحلة والبطولة والاستشهاد

الياس بجاني/02 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63610

الوطن الذي لا يكون أهله على استعداء دائم لتقديم أنفسهم قرابين على مذبحه يزول ويتحولوا هم إلى عبيد أذلاء.

أهل زحلة ومعهم كل أحرار لبنان تحت رايات المقاومة اللبنانية بقيادة شهيد وطن الأرز الشيخ بشير الجميل قالوا في 2 نيسان 1981 لا كبيرة صارخة ومدوية ومزلزلة للمحتل السوري ولم يخيفهم إرهابه وإجرامه وبربريته.

صمدوا ودافعوا عن زحلة بعنفوان وكبرياء وإيمان وقدموا مئات الشهداء.

ردوا الهجمة البعثية الهمجية ببطولة وبقيت زحلة ولا تزال حرة وأبية.

يقول القديس الرسول في رسالته إلى العبرانيين عن المسيح وموته الخلاصي: “كان عليه أن يذوق الموت بنعمة الله لخير الجميع”.

في التأمل بموت المسيح وغايته، يمكّننا قبوله وتجاوز أسبابه الظالمة، طمعا بغايته السامية، ويمكّننا على النحو نفسه أن نفهم موت شهدائنا في مدينة زحلة وفي كل لبناننا الغالي والحبيب ونقبله ونتخطى أسبابه الظالمة وصولا إلى غايته السامية، وهي غاية خلاصية”.

شهداء زحلة كالمسيح، كان عليهم أن يذوقوا الموت، وقد فعلوا ذلك لخيرنا جميعا،

استشهدوا من اجل أن نبقى وتبقى مدينة زحلة ويبقى لبنان،

فصحّ فيهم مثل حبة الحنطة الإنجيلي، والقيمة التي يموت من اجلها إنسان لا تموت بزوال جسده، بل تتضاعف”.

في مساء يوم 2 نيسان سنة 1981 توجه الشيخ بشير الجميل إلى المقاتلين في زحلة مفوضا إياهم الصلاحيات باستمرار المقاومة آو مغادرة المدينة، وقال:” لان الطريق لا تزال مفتوحة لبضع ساعات فقط، إذا غادرتم تحافظون على حياتكم ويصبح سقوط المدينة حقيقة محتمة وهذه تشكل نهاية ملحمة المقاومة، وإذا بقيتم ستجدون أنفسكم بلا ماء وبلا دواء وبلا طعام وبلا ذخيرة وستكون مهمتكم تنظيم المقاومة الداخلية والمحافظة على هوية البقاع اللبنانية وتعطون معنى لحربنا طيلة ست سنوات”. وأضاف:” إذا قررتم البقاء فاعلموا شيئا واحد، هو أن الأبطال يموتون ولا يستسلمون”، فرد الجميع سنبقى وولد الشعار وبقيت زحلة حرة وبقي لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إسرائيل قصفت مصنع أسلحة تابع لحزب الله في البقاع والحزب تستر على الخبر

فيديو مداخلة مع الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم من قناة الحدث تتناول استهداف الطيران الإسرائيلي مصنع اسلحة لحزب الله في البقاع/03 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=HckN5o2kNc4

 

اتيان صقر ـ أبو أرز: قراءَة أولية لسَير المعركة الإنتخابية وتركيب لوائح المرشحين وتحالفاتهم الهجينة

03 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63631

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

في قراءَة أولية لسَير المعركة الإنتخابية وتركيب لوائح المرشحين وتحالفاتهم الهجينة، نستنتج الآتي:

١ـ لا نتوقع أي تغيير نوعي في الحياة السياسية اللبنانية في مرحلة ما بعد الإنتخابات القادمة، بل قد تأتي النتائج لصالح عودة الجوقة السياسية ذاتها مع بعض التغيير الشكلي في بعض الأسماء، ما يعني ان حلم التغيير الموعود ما زال بعيد المنال.

٢ـ ان العودة إلى الستاتيكو السياسي الحالي يعني المزيد من التقهقر والإهتراء في أوضاع البلاد العامة، والإنزلاق إلى الهاوية في خطٍّ إنحداري.

٣ـ ان هذه الجوقة بمختلف أحزابها وتياراتها ورموزها التي هيمنت على مقدرات البلاد ومصيرها منذ العام ٢٠٠٥، وشاركت في جميع المجالس النيابية والحكومات المتعاقبة، قد ساهمت كلها، بنسبٍ متفاوتة، في ذبح هذا الوطن على مذبح مصالحها وطموحاتها الخاصة، بدليل انها ازدهرت

هي ومات الوطن.

٤ـ ثلاثة أسباب تجعلنا نشكك في صدقية هذه الإنتخابات ونطعن في نتائجها:

أولها، القانون الإنتخابي الجديد العجيب الغامض والمعقّد الذي، على ما يبدو، قد تم تفصيله على مقاس هذه الجوقة بهدف أعادة إنتاجها. ثانيها، إقدام الوزراء ـ المرشحين على استخدام نفوذهم وموقعهم السلطوي للتأثير على إرادة الناخبين. ثالثها، وأخطرها، دخول حيتان المال بقوّة على خط المعركة الإنتخابية، من داخل لبنان وخارجه، لدعم حيتان السياسة وتوفير الإمكانيات اللازمة لها لشراء الضمائر والذمم وأصوات الفقراء والمحتاجين (وما أكثرهم)، بالإضافة إلى قطع الطريق على المرشحين المستقلين غير الميسورين التابعين للمجتمع المدني والحراك الشعبي.

٥ـ والأخطر أيضاً ان هذه الحيتان اشترت كبرى وسائل الإعلام، وراحت تضخ عبرها وعودها الكثيرة وشعاراتها "البرّاقة" بقصد خداع البسطاء من الناس والسيطرة على عقولهم، لذلك لا بد من تذكير اللبنانيين بأن ماضي هؤلاء السياسيين يفضح حاضرهم، وان شعاراتهم البرّاقة هي فارغة،

ووعودهم هي قديمة ومكررة وكاذبة، ينتهي مفعولها عند إغلاق صناديق الإقتراع. فيا أيها الناخب الكريم، وأنت في طريقك إلى الإدلاء بصوتك، إفحص ضميرك جيداً قبل اختيار مرشحيك، وتذكّر ان مستقبلك ومستقبل أولادك ووطنك على المِحَكّ، وان المسؤولية تقع عليك أولاً وآخراً.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

مرشح "حزب الله" في كسروان - جبيل: "أنا عبد"...

3 نيسان 2018 /ام تي في

http://mtv.com.lb/News/798469

انتشر مقطع "فيديو" يظهر فيه مرشح "حزب الله" في دائرة كسروان - جبيل الشيخ حسين زعيتر قائلاً: "أنا عبد من عبيد السيد حسن نصرالله"، ما أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي.

 

بعد الاحتراق لا يبقى سوى الرماد

الياس الزغبي/فايسبوك/03 نيسان/18

هل يعلم الذين رشّحهم "حزب الله" على لائحته في جبيل كسروان أنهم مجرّد وقود لإنجاح مرشحه؟

من يقبل الاحتراق فداءً لسواه هو واحد من اثنين:

- إمّا من طينة الرسل والقديسين، وبالطبع هم ليسوا كذلك

- أو من فئة كاسري مزراب العين، المؤمنين بشعار: خالف تُعرف

وفي الحالين، بعد الاحتراق لا يبقى سوى الرماد

 

لم أكن احلم ان نعيش الى زمن..!!!

 العميد الطبيب المتقاعد نافذ محفوظ /فايسبوك/03 نيسان

لم أكن احلم ان نعيش الى زمن ارى فيه الشيوعي يلاحق في موسكو وهذا حصل فعلاً، او ان ارى المسلم السني في لبنان يغادر ارض العروبة والوحدة ويصرخ لبنان أولاً و ذا فعلا قد حصل، او ان ارى الماروني في كسروان يؤيد المقاومة الاسلامية ويقيم مجلس للعزاء بذكرة عاشوراء في كسروان وهذا فعلاً قد حصل، او ان ارى دولة استطاعت ان تنتصر على الاٍرهاب في معركة من اشرف وادق المعارك ولا تستطيع في الوقت نفسه ان تفرض القانون على عصابة المولدات ومافيا صهاريج المياه وهذا ما نعيشه فعلا في لبنان. او ان ارى رجلاً يُعيَّن وزيراً لشؤون المرأة، او ان ارى الحرارة في شهر آذار تتخطى الثلاثون درجة والناس على شواطئ البحر، وهذا ما نراه فعلاً.  هل هذه المؤشرات تدل على ان يوم القيامة قد اقترب؟ نعم هذا صحيح، وبما ان نهاية العالم أصبحت وشيكة. اتوجه الى اخوتي اللبنانيين وأقول لهم ان كرامة لبنان فوق اي اعتبار ومن فقد كرامته، فقد كل شيء حتى وطنه لان كرامة الوطن من كرامة الانسان. ولو أردنا ان نتنازل عن كرامتنا، لكنا وصلنا الى اعلى المراكز في هذه الدولة. وهنا لا بد من توجيه التحية والطلب بطول العمر الى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والمطران الياس عوده والرحمة ثم الرحمة الى الاجلّاء العلامة محمد حسين فضلالله والامام محمد مهدي شمس الدين والمفتي حسن خالد. هؤلاء هم أعمدة البلاد وشرف الأمة و كرامة الوطن.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 3/4/2018

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

لاحت في الأفق اللبناني اليوم أجواء سعودية بدأت صباحا بزيارة رئيس البعثة في لبنان وليد البخاري لبكركي معايدا ثم القصر الجمهوري حاملا رسالة من الملك سليمان بن عبد العزيز تتمنى على رئيس الجمهورية العماد عون المشاركة شخصيا في القمة العربية في منتصف الشهر في الرياض.

وهذا المساء أحاطت الاجواء السعودية ببقعة جميلة في بيروت حيث تم تدشين جادة الملك سلمان برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحضور شخصيات رسمية وسياسية وروحية واقتصادية. وتعتبر هذه الخطوة مناسبة لتعميق العلاقات اللبنانية -السعودية. وقد أشادت الكلمات بالدور الذي تلعبه السعودية في دعم لبنان في كل المجالات.

وقالت أوساط سياسية إن الغيوم التي سادت هذه العلاقات لفترة من الوقت إنقشعت في الأجواء الطبيعية التي رافقت احتفال تدشين الجادة.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

بعدما أطلق مناصرو حزب الله النار على سائق الشيخ عباس الجوهري في البقاع، بدأ مسلسل الترهيب في الجنوب، وتحديدا في صيدا، حيث سرب، عن عمد أو عن غير قصد، تسجيل صوتي قيل انه لاجتماع بين مسؤول في التيار الوطني الحر ووفد من حزب الله برئاسة زيد ضاهر، قيل فيه كلام إنها ستقطع يد كل من يصوت للنائب بهية الحريري في الانتخابات النيابية.

ومن البقاع والجنوب إلى الشمال، حيث غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالاسئلة عن المرشح بدر عيد على لائحة الوزير السابق اشرف ريفي، ونشر ناشطون سلسلة تدوينات لعيد من صفحاته المؤيدة لنظام بشار الأسد ولقتل الشعب السوري وتشريده.

ومن الشمال إلى بكركي، حيث زار الرئيس سعد الحريري البطريرك الراعي، وطمأن إلى الاستقرار النقدي والمالي، ووعد بأن يكون مؤتمر سيدر، بوابة لخلق فرص عمل للشباب ليبقوا في البلد. الرئيس الحريري رعى هذا المساء حفل إطلاق مجلس بلدية بيروت اسم “جادة الملك سلمان بن عبد العزيز” على الطريق الممتد من ميناء الحصن إلى الزيتونة باي، وتحول الحفل الى تظاهرة محبة للملكة، شاركت فيها شخصيات سياسية وروحية واجتماعية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

33 يوما فقط تفصل اللبنانيين عن موعد انتخاباتهم النيابية، هي فترة ساخنة بلا شك، وبشائرها واضحة منذ الان وهي الى تصاعد، اعلان لوائح وبرامج، احتفالات ومهرجانات، حروب كلامية وسياسية واعلامية، اتهامات متبادلة وهجاء سياسي وطلعات ونزلات حتى بين من كانوا حتى الامس القريب في خندق الحلف الواحد.

وربطا بالمواقف الانتخابية أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق ان التجديد للرئيس نبيه بري في رئاسة المجلس كما قال الرئيس سعد الحريري هي مسألة غير خاضعة للنقاش لانه يؤكد دائما على وطنيته وعروبته، صحيح ان الانتخابات النيابية في الواجهة لكن الصحيح ايضا ان واجهة بيروت البحرية تقدمت هي الاخرى الى الواجهة اليوم م باب الاحتفال الضخم لتدشين جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز لا سيما انه يجتذب حضورا ينطوي على ابعاد معينة كمثل حال النائب وليد جنبلاط الذي استأنف السعوديون التواصل معه بعد انقطاع.

خارج لبنان اطل السعوديون ملكا ووليا للعهد على ملفات الاقليم من سوريا واليمن وايران الى فلسطين، الملك سلمان شدد على حل يحقق تطلعات الشعب السوري وحل سياسي في اليمن وعلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني اما الامير محمد بن سلمان فقال في تصريحات مثيرة، ان للمملكة مصالح كثيرة مع اسرائيل التي لها الحق في ان تكون لها ارضها على غرار الفلسطينيين.

وبعيدا من الفلسطينيين والاسرائيليين حراك للروس والايرانيين والاتراك الذين يجتمع زعماؤهم في قمة ثلاثية غدا في انقرة لرسم مواقف متناسقة بشأن ملفات الاقليم وخصوصا سوريا، وقبل قمة الرؤساء فلاديمير بوتين وحسن روحاني ورجب طيب اردوغان، استضافت انقرة اليوم قمة ثنائية بين الرئيسين الروسي والتركي، حجر اساسها مشروع اول محطة كهروذرية تركية في مرسين.

كل ذلك الحراك يجري على ايقاع تثبيت الدولة السورية عودتها الى مناطق الغوطة الشرقية بعد تنظيفها من اخر المسلحين بما يعني تأمين العاصمة دمشق من خطرهم وتأمين موقع لائق عندما تحين ساعة التسويات.

على خط التوتر العالي الروسي البريطاني يبدو ان لندن استعانت بمختبر لانزالها عن الشجرة التي صعدت اليها فصعدت في قضية الجاسوس سكريبال حيث تم التأكيد ان لا دليل على ان غاز الاعصاب الذي سممه مصدره روسيا.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

33 يوما تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي وكلما اقترب الموعد كلما ازدادت الحماوة الانتخابية وكلما ارتفع سقف الخطاب السياسي، مع ذلك فإن بداية الاسبوع الحالي جاءت اهدأ من نهاية الاسبوع المنصرم فتيار المستقبل بدا حريصا على تبديد ما اثير من اسئلة وملابسات حول علاقته بالنائب وليد جنبلاط، او بالرئيس نبيه بري، فالرئيس الحريري أكد من بكركي ان لا مشكلة لديه في عقد لقاء مع النائب وليد جنبلاط وذلك لبناء علاقة استراتيجية معه تتخطى اليوميات، توازيا اعلن الوزير نهاد المشنوق ان مسالة انتخاب تيار المستقبل للرئيس بري لولاية جديدة على رأس مجلس النواب مسألة محسومة وغير خاضعة للنقاش.

الهدوء السياسي واكبه استرخاء دبلوماسي مميز عنوانه استكمال عودة الروح للعلاقات السعودية اللبنانية، ففي بادرة مميزة على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين تسلم رئيس الجمهورية ميشال عون دعوة رسمية وخطية من العاهل السعودي الملك سلمان نقلها اليه رئيس البعثة الدبلوماسية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري وذلك للمشاركة في القمة العربية التي تنعقد في السعودية في الخامس عشر من الجاري، وسيلبي الرئيس عون الدعوة ما يؤشر الى ان العلاقات اللبنانية السعودية عادت الى طبيعتها وان صفحة جديدة فتحت بين البلدين وعلى أعلى المستويات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

من علاقة الخريف المشحون بين السعودية ولبنان ومرحلة خطف الأنفاس إلى زمن الربيع السعودي عند الواجهة البحرية لبيروت نزلت المملكة اليوم على شاطئ النورمندي مكرمة برفع اسم ملكها على شارع كان يعرف بالزيتونة. وعلى ردم بيروت الحرب بيروت القديمة سجل اسم الملك سلمان عند منطقة ميناء الحصن في سابقة هي الأولى في تاريخ العاصمة بحضور سياسي حاشد تقدمه رئيس الحكومة سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وبافتتاح الجادة بدا أن العلاقة جادة بين بلدين تناولا التوتر الذي أعقب احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في الرياض وقد أكد هذا المسار القائم بالأعمال السعودي الوزير المفوض وليد البخاري الذي أعلن من حفل الافتتاخ أن العلاقات السعودية اللبنانية راسخة وستبقى كالأرز متجذرة وصلبة وثابتة كما هي على مر العصور.

وبالنسبة الى وليد جنبلاط فإن تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز في بيروت هو فاتحة خير إذا قال للجديد إن نضال الملك سلمان في الكتيبة السعودية الى جانب الجيش المصري لرد عدوان ستة وخمسين يؤكد التلاحم التاريخي مع بيروت المقاومة الوطنية والتلاحم الفلسطيني وهذا تاريخي على الأقل. وكان لافتا أن جنبلاط اختار المرور إلى الحفل من طريق غير نافذ يؤدي الى مكب للنفايات لكنه أصر على الاستطلاع والسير قدما.

والحفل كان أيضا مناسبة للتلاحم بين الحريري وجعجع الذي لم تمنعْه ظروف أمنية من التغيب عن هذه المناسبة كما حدث في ذكرى الرابع عشر من شباط فيما أكد رئيس الحكومة أن ما يجمع لبنان بالمملكة تاريخ لا ينكسر مهما سعوا إلى ذلك سبيلا.

وبعد التدشين والعلاقات التي نفضت عنها غبار الخطف تستعد الحكومة ورئيسها لمرحلة سيدر واحد مسبوقة بتسجيل صوتي لمدقق مؤتمرات باريس الذي رأى أن تغيير الاسم من مؤتمر باريس الى "سيدر" يعني فشل المؤتمرات الثلاثة مشيرا الى التوقيت المشتبه فيه لهذا المؤتمر قبل الانتخابات البرلمانية ببضعة أسابيع. ومن دون حاجة الى مدققين الجديد تعاين مبنى الضريبة على القيمة المضافة هذا المبنى الذي اقر رفع tva استجابة لطلب مؤتمر باريس واحد هو نفسه من يشهد على التهرب الضريبي شكلا ومضمونا وبالجرم المشهود. موظفون يدخلونه من الباب ويخرجون من المرآب والمتابعة خلال النشرة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

خطف تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز في بيروت، ما عداه من التطورات السياسية، إنْ لجهة الحضور، سعوديا ولبنانيا، وإن لجهة التوقيت... تدشين الجادة حضره عن الجانب السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، وعن الجانب اللبناني الرئيس سعد الحريري، كما سجل حضور رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وكانت مصافحة بين الحريري وجعجع للمرة الاولى منذ أكثر من ستة أشهر... واللافت أيضا حضور النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور.

أبعد من تدشين الجادة، الحدث الثاني او المتمم يتمثل في العشاء الذي تقيمه السفارة السعودية في فندق فينيسيا، وهناك تقديرات بأن يشهد العشاء جملة من اللقاءات والخلوات يكون وسيطها والساعي إليها العلولا والقائم بالأعمال السعودي والسفير الإماراتي... أهمية حدث اليوم أنه يأتي عشية مؤتمر "سيدر واحد" الذي يشكل الحضور السعودي فيه حجر الأساس، كما يأتي قبل أقل من شهر على استحقاق الانتخابات النيابية...

ومن سيدر واحد إلى 6 أيار المقبل تختلط الاستحقاقات بين اللوائح الانتخابية ولوائح المطالب اللبنانية من مؤتمر سيدر واحد، وكما الآمال اللبنانية من باريس كبيرة فيما التوقعات متواضعة، هكذا نتائج السادس من أيار غامضة او على الأقل مشوشة في ظل تماوج التحالفات.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

في زمن الزواريب السياسية والحال الانتخابية الضيقة لدى البعض، قررت بلدية بيروت فتح اوتوسترادات انتخابية لعلها توسع على نفسها ورعاتها السياسيين هذا الضيق.. فكان قرار افتتاح جادة بيروتية باسم ملك السعودية..

شارع تقاطعت عنده مختلف الالوان الانتخابية اللبنانية المشكلة لقوس قزح السعودي، حضر الرئيس سعد الحريري راعيا والنائب وليد جنبلاط مشاركا ورئيس حزب القوات سمير جعجع والرئيس نجيب ميقاتي، فضلا عن الطيف المتقابل من السياسيين، فكانت مصافحات بلا قبل، افصحت عن الحال المتقلب كما وصفه الحريري..

وقبل ان يكتب على لوحة الشارع الجديد اسم الملك سلمان، كتبت مجلة نيوركر الاميركية بعضا من معاناة الرئيس سعد الحريري التي عاشها خلال احتجازه الاخير في الرياض، المجلة الامريكية افصحت عن بعض الكواليس متحدثة عن تعرض الحريري للضرب والصفع مرارا وهو مكبل اليدين بحسب مسؤولين اميركيين..

لكنها الحاجة الانتخابية التي اطلقت يدي الرئيس لقص شريط جادة الملك سلمان في بيروت.. جادة يؤمل ان تنتهي عند الحاجة الانتخابية، لا انْ تطول سياسيا لتوصل بالبعض الى مصاف بن سلمان، ولي العهد السعودي الذي مشى اليوم علنا طريق التطبيع بل التطابق مع الاسرائيلي..

ولي العهد السعودي المتفهم لاجراءات الاسرائيلي كما قال، دافع عما اسماه حق الاسرائيليين بارضهم، متحدثا عن تطابق المصالح معهم.. فاي صالح لهذه الامة التي يكرم فيها اللاهثون نحو الاسرائيلي، القاتلون للطفل اليمني، الـمتاجرون بالمصير السوري والعراقي..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

"القانون معقد... إنه قانون قايين وهابيل، حيث يطعن الأخ بأخيه على اللائحة نفسها، سعيا وراء صوت تفضيلي" ...

كلام سلبي كثير يطلقه البعض حول قانون الانتخاب الجديد، في محاولة غير مشروعة للتعمية على أبرز انجازات الحكومة في السنة الأولى من عمر العهد... قبل عام 2005، كانت الدوائر ترسم تأمينا لمصالح غير المعترضين على الوصاية.

أما بعد 2005، فأبقى أفرقاءْ معروفون على قانون انتخاب الوصاية، الذي أمن احتفاظهم بأكثرية غير واقعية...

عام 2008، نجح العماد ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والاصلاح يومذاك، في اعادة حق المسيحيين الى أصحابه، في الاشرفية والصيفي والمدور على مستوى بيروت، والى البترون والكورة وزغرتا وبشري في الشمال، والى جزين في الجنوب. بوادر التوازن لاحت، والعودة الفعلية الى الدولة بدأت آنذاك...

أما عام 2017، وبنتيجة نضال سياسي طويل - توجه موقف وطني ثابت عبر عنه رئيس الجمهورية ممتنعا عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وفق القانون القديم، ثم مستخدما صلاحيته المنصوص عليها في المادة 59 من الدستور للمرة الأولى في تاريخ لبنان - بنيجة ذلك النضال خرجت النسبية من الورق الى الواقع، وبات الواقع الانتخابي الجديد على الشكل الآتي:

أولا، بات اللبنانيون على اختلاف مناطقهم وطوائفهم ومذاهبهم متساوين: لكل منهم صوت تفضيلي واحد، بعدما كان بعض اللبنانيين في السابق ينتخبون نائبيْن، وآخرون عشرة، وغيرهم عشرين أو ربما أكثر.

ثانيا، لم يعد بالامكان الغاء اي كتلة سياسية او طائفية او مذهبية يتراوح حجمها بين عشرة وعشرين الفا تقريبا، بفعل الحاصل الانتخابي، وذلك بعدما كان شطْب مجموعات كاملة من التمثيل بمثابة "شربة ماء".

ثالثا، صارت المساواة قائمة بين اللبناني المقيم واللبناني المنتشر الذي يستعد للإدلاء بصوته من الخارج للمرة الأولى في السابع والعشرين والتاسع والعشرين من نيسان الجاري، بعيدا من تكبد مشقة السفر، او الابتزاز بسعر تذكرة سفر...

القانون معقد؟ ربما، لكن اللبنانيين أذكياء... هو قانون قايين وهابيل؟ ممكن، لكن شعبنا يؤمن بميثاقه وبالمساواة بين أبنائه... وأمام عنوان وطني كبير من هذا النوع، عشية انعقاد مؤتمرين محوريين في باريس، وفي وقت تلقى رئيس الجمهورية دعوة رسمية للمشاركة في قمة الرياض، كم تصغر تفاصيل التنافس، وزواريب المزايدات و"القيل والقال".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 3 نيسان 2018

النهار

يقول سياسي مُعارض إن زميلاً له قريباً من العهد يرشّح موظّفاً فاسداً لتسلّم مالية جونية ويمدّه بالدعم اللازم بعدما كان ‏نجا من ملّفات سابقة بغطاء سياسي.

قال وزير انه يرفض وضع كاميرات مراقبة وتحكّم بالأجهزة في منزله لأنّه تعب من التجسّس عليه عبر الهاتف ‏وأجهزة أخرى.

حذّر المدير العام للتعليم العالي الطلّاب من جامعة غير مرخّص لها وتبيع الشهادات في صور من دون أن يعلن اتخاذ ‏أي إجراء رسمي في حق الجامعة الوهميّة وأصحابها.

الجمهورية

تواجه لائحة في دائرة شمالية صعوبة في توحيد جهود حليفين إنتخابياً نظراً لوجود مرشحَين يتنافسان في القضاء ‏نفسه.

لاحظت أوساط متابعة للإنتخابات في العاصمة أن الإنفاق الإنتخابي لبعض المرشحين تجاوز السقف المسموح به ‏قانوناً.

لم تستبعد أوساط سياسية لقاء مرجع بارز مع مسؤول كبير في دولة إقليمية على هامش مؤتمر ينعقد في باريس.

البناء

خفايا

أكد خبير انتخابي أنّ عدد الماكينات المنظمة بشكل جيد قليل جداً، فيما تدبّ الفوضى في ماكينات أخرى تعاني بأغلبها ‏من قلة الخبرة وعدم فهم القانون الجديد كما يجب. ورأى الخبير المُشار إليه أنّ هذا الخلل في بعض الماكينات الانتخابية ‏قد يؤذي اللوائح والمرشحين الذين تعمل لهم هذه الماكينات، لا سيما لجهة التقديرات الخاطئة لاتجاهات الناخبين.

كواليس

تساءلت مصادر عسكرية متابعة للوضع شمال سورية عما إذا كان التحرك الفرنسي تحت عنوان حماية الكانتون ‏الكردي سيصل حدّ المواجهة مع الأتراك خصوصاً أنّ خيار المواجهة ليس تحت عنوان مواجهة داعش الذي يحظى ‏بتأييد الرأي العام الفرنسي، وقالت إنّ محاولة الفرنسيين حجز مقعد على الطاولة السورية تواجه تعقيدات كثيرة ‏خصوصاً بعد الإعلان الأميركي النية بالانسحاب قريباً وستبدو فرنسا كوكيل المهمات المكلفة التي تتهرّب منها أميركا.

اللواء

يُسَجَّل لمرجع كبير مبادرته لاحتواء تحرك، كان يُمكن أن ينعكس سلباً على مجمل العملية السياسية الجارية في البلاد.

يواجه مرشحون أسئلة صعبة في "لقاءات جماهيرية" تعقد في بعض القرى والأندية حول تأييد "النيابة" والوزارة ‏ووعود التغيير!

تختلف تقديرات خبراء النقد حول درجة خطورة الأوضاع الاقتصادية، عشية مؤتمر "سيدر" في السادس من الشهر ‏الجاري.

المستقبل

يقال

إنّ أوساطاً طرابلسية استغربت عملية توزيع المال الانتخابي "على عينك يا تاجر" أمس خلال مهرجان الإعلان عن ‏إحدى اللوائح في المدينة حيث سجّلت إشكالات مالية بين بعض المناصرين لهذه اللائحة والعاملين في ماكينتها ‏الانتخابية على خلفية كيفية احتساب بدل أجرة السيارات المشارِكة في المهرجان

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن تقدير موقف رقم 174

03 نيسان/18

في السياسة

· لبنان والمجلس النيابي الجديد على موعد مع وقائع سياسية محلية وإقليمية كبرى!

· أبرز هذه الوقائع:

1. تحوّل "حزب الله" إلى قوة عسكرية أقليمية تجعل منه أقوى من دولة الدستور واتفاق الطائف!

2. وجود مليون ونصف نازح سوري على أرضه!

3. الصراع الايراني-السعودي وإسقاطه على صراع سني شيعي في المنطقة!

· يضاف إلى النقاط الثلاث ما ننتظر من خبب الليالي!

· ويضاف اليه سلسلة الرتب والرواتب والبطالة والأزمة الإقتصادية وغيرها... كما الفساد الذي أصبح "موضة المرشحين"!

· غالبية اللبنانيين يعتبرون أن أزمتنا ليست جديدة وأن لبنان قادر على التكيّف معها!

· صحيح!

· لبنان سِح۫رُ الطبيعة، إنتصر على كل انواع الأخطار وسينتصر!

· إنما ما يحصل اليوم لم يحصل مثله من قبل، خصوصاً وأن غالبية الطبقة السياسية والأحزاب والقوى والتيارات لا تقدّر خطورة الوضع، بدليل كيفية ترتيب أولوية مواضيع الانتخابات!

تقديرنا

· نريد نواباً يحسنون "القراءة"!

· و إذا قرأوا يفهمون ماذا يقرأون!

· و إذا فهموا، هل هم قادرون على تقدير الموقف السياسي واتخاذ القرار المناسب؟ أو أنه مع وجود الخليوي تُحلّ المشاكل على الـWhatsApp مع كبار الجهابذة! ("الجهبوذ" هو عالِمٌ ناقد!)

· سنلتقي..

 

خلوة بين بخاري والعلولا والحريري وجعجع وجنبلاط

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن خلوة في هذه الأثناء تجمع الوزير المفوض القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد بخاري، المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والنائب وليد جنبلاط، على هامش العشاء الذي تقيمه السفارة السعودية في فندق "فينيسيا".

 

المرشحون "مُربَكون" قبل شهر.. ماذا عن الناخبين؟

الأنباء الكويتية/30 نيسان 2018

وصف عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب غسان مخيبر المشهد الانتخابي بـ"الصاخب والذي سيزداد حدة وبوتيرة تصاعدية كلما اقترب موعد الانتخابات في السادس من أيار المقبل"، لافتاً الى أن "الحملات الانتخابية التي تمارس اضافة الى السقوف العالية جدا للانفاق الانتخابي يجعل من هذه الانتخابات عرضة لفساد كبير بالاضافة لجهة التكاليف الاعلامية والاعلانية". وكشف مخيبر، المرشح على لائحة التيار الوطني الحر في المتن، لـ "الأنباء"، أن "الاطلالات التلفزيونية للمرشحين تحتم عليهم دفع مبالغ مالية تبدأ بـ 5 آلاف دولار، موضحا انه دعي لتسجيل حلقة ببرنامج ترفيهي على احدى المحطات التلفزيونية ثم تم الاعتذار منه يوم بث البرنامج بحجة انه يجب عليه دفع مبلغ معين"، ورأى أن "هذا المشهد الاعلامي الدعائي موبوء وفاسد وان على هيئة الاشراف على الانتخابات التنبه له والنظر سريعاً فيه وضبط هذا الكم الهائل من التزوير واللامساواة التي تحصل بسبب الاستغلال المالي".

ورأى أن "هناك مسؤولية لهيئة الاشراف على الانتخابات وهي امام تحد لفاعليتها، اذ انها تعاني من قصور في المراقبة وفي الاحكام القانونية التي تسمح لها التدخل فعلياً". واعتبر أن "قانون الانتخاب مربك جداً للمرشحين وللناخبين معاً، حيث أن الناخب لا يفقه كيفية التعاطي مع هذا القانون ولا كيفية الانتخاب والمفعول الذي ينتج عن سلوك اليوم الانتخابي"، لافتاً الى أن "هذا الامر قد يكون طبيعياً مع كل تغيير يحدث ارباكاً"، مؤكدا أن "التعامل الطبيعي مع القانون سيتوضح مع الوقت". وتوقع مخيبر "حدوث مفاجآت في الانتخابات القادمة لناحية ابقاء القديم على قدمه بالنسبة للاحجام الكبيرة للكتل ودخول وجوه جديدة للبرلمان مع ضمور دور المشرعين والقانونيين وازدياد دور رجال الاعمال"، مستبعدا أن "يكون للنظام النسبي اي تطوير للحياة الحزبية مع وجود لوائح انتخابية غير متجانسة سياسيا"، لافتاً الى أن "التحالفات الانتخابية التي تحصل في الكثير من الدوائر تلتقي فقط على مصالح انتخابية حسابية للاصوات وهو امر غير متوقع من قانون يعتمد النسبية".  وأكد مخيبر أن "الصوت التفضيلي يتقدم على مفعول النسبية بشكل يجعل المنافسة بين المرشحين وضمن اللائحة الواحدة وخارجها"، لافتاً الى أن "الصوت التفضيلي ضروري لترتيب الاسماء ضمن اللائحة في ظل النظام النسبي لكي يتحدد الفائزون في العدد الكامل للوائح"، موضحاً ان "القانون الجديد لا يخوّل المواطن ان يشكل لائحته بمفرده عن طريق اختيار المرشحين بل هو ملزم بالاقتراع للائحة واحدة معدة سلفاً".

 

منشورات مُناهضة لعون وروكز في كفردبيان.. والخازن يوضح

مواقع الكترونية/03 نيسان/18/أشار المكتب الاعلامي للنائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن في بيان إلى أن "تعقيباً على رمي منشورات في بلدة كفرذبيان، تتضمن عبارات جارحة بحق كل من فخامة رئيس الجمهورية والعميد المتقاعد شامل روكز، كما تشير الى عبارة "هلا بالضيف" التي نعتمدها شعاراً لحملتنا الانتخابية تعبيراً عن ترحيبنا بضيف كسروان العميد روكز، وفي محاولة مكشوفة تهدف الى إلصاق تعابير ومستوى تخاطب تتناقض شكلاً ومضموناً مع توجهاتنا"، مؤكداً على أن "من صاغ المنشور المذكور ووزّعه تحت جنح الظلام قاصداً إخفاء هويته يناقض بأسلوبه وضوحنا وشفافيتنا في العمل السياسي ،فحملتنا الانتخابية وتعابيرها واضحة لا تحتمل التباساً او مواربة". وشدد على أنه "وبالرغم من خوضنا الاستحقاق الانتخابي من موقع المعارضة، لكننا لا نتطاول ولن نسمح لاي كان بالتطاول على مقام رئاسة الجمهورية"، واضعاً "هذا المنشور برسم القضاء اللبناني والاجهزة الامنية طالبين منهم التدخل لاجراء اللازم توصلاً لمعرفة الفاعل ومحاسبته وكشف انتمائه السياسي ومراجعة كاميرات التصوير المنصوبة في بلدة كفرذبيان لمعرفة من قام بتوزيعه كما ونحتفظ بحقنا بالادعاء على من قصد اتهامنا وتشويه صورتنا". وطالب من "أهلنا في كسروان عدم الانجرار وراء المحاولات الهادفة الى ضرب صورتنا في ظل التحول الملموس الحاصل في الرأي العام الكسرواني"، معاهدين أهلنا الى "أننا سنبقى قلب كسروان النابض صدقاً ووفاء".

 

جديد ديما صادق .. برنامج مسروق

"ليبانون ديبايت"/03 نيسان/18/علم موقع "ليبانون ديبايت" أن البرنامج الجديد "لوين واصلين" الذي سيعرض ابتداءً من الخميس القادم على شاشة LBCI، مباشرة بعد الأخبار والتي تقدمه الإعلامية ديما صادق، هو مملوك من قبل شركة "Apple Inc" الأميركية ويملك حقوق توزيعه في الشرق الأوسط شركة "M for Media FZ-LLC" ولم تستحصل صادق على حقوق النشر. وأشارت مصادر إلى أن "برنامج صادق كانت تعده في الأصل لعرضه على موقعها الالكتروني التي كانت تعمل على إطلاقه بعد رفض قناة LBCI إعطائها برنامج سياسي، والدليل على ذلك هو الإنتاج الهزيل للحلقة"، لافتة إلى أن "بعد مغادرة الاعلامي مرسال غانم إلى MTV، عرضت صادق هذه الحلقة على القناة التي قامت بشرائها بعدما شعرت بأن سيكون هناك فراغ في الوقت الذي كان يعرض فيه برنامج كلام الناس". وكشفت المصادر أن "حلقة الحريري طلبت منه أثناء تواجده في باريس عندما ذهبت صادق الى هناك والتقته بعد عودته من السعودية"، مشيرة إلى أن "حتى الساعة لم تقم صادق بتسجيل حلقة ثانية من البرنامج". ولفتت المصادر إلى أن الشركة ستلجأ إلى القضاء العاجل غداً لمنع عرض الحلقة.

 

ريفي أعلن لائحة "لبنان السيادة" في دائرة الشمال 2: 6 أيار سيكون يوماً مجيداً للانتقام من يوم 7 أيار

مواقع الكترونية/03 نيسان/18/شدد اللواء أشرف ريفي، خلال إعلان لائحة "لبنان السيادة" في دائرة الشمال الثانية - طرابلس المنية والضنية، على أن "من لم يحافظ على كرامتنا الوطنية، لن يستطيع أن يحافظ على كرامة الطائفة السنية، فصوتوا ضد الانبطاح وصوتوا لكرامتكم". وقال خلال المهرجان الجماهيري، الذي أقيم في فندق "كواليتي إن" في مدينة طرابلس لاعلان اللائحة: "سلام عليك يا طرابلس، يا مدينة العلماء وعرين الشهداء، طرابلس المساجد والكنائس القلعة، طرابلس الشهيد أبو عربي، طرابلس شهداء ثورة الاستقلال وباب التبانة، طرابلس شهداء مسجدي السلام والتقوى. سلام لمنية الأبطال ولضنية الرجال، سلام لعكار الأبية ولبيروت الصامدة وعرسال وكل لبنان. فنحن نرفض مرشحين لا يشبهوننا، نرفض أي مرشح يأتينا بالباراشوت ومرشحونا يشبهوننا أخلاقيا ووطنيا". أضاف: "نرفض اعتقال أبنائنا وتعذيبهم تحت عنوان الإرهاب، وهم يعلمون أن الإسلام هو الضحية الأكبر للارهاب، ومن لم يحافظ على كرامتنا الوطنية، لن يستطيع أن يحافظ على كرامة الطائفة السنية. فصوتوا ضد الانبطاح وصوتوا لكرامتكم". وتابع: "إن الاستهداف الأكبر يأتينا من المشروع الإيراني، وللأسف هناك من وضع نفسه في خدمة هذا المشروع تحت ستار تحالف الأقليات. إن إيران هي الوجه الآخر لداعش، وهدفها تهجير أهلنا في سوريا".

وإذ اعتبر أن "الخيار السياسي الحالي أوصل البلد لفشل اقتصادي وأمني، فحينما تكون حدودنا الجنوبية سائبة للحشد الشعبي العراقي، لا يمكن أن يكون البلد آمنا"، رأى أن "حزب الله يعمل لتغيير هوية لبنان". وقال مخاطبا جمهوره: "لا تخافوا على الطائفة السنية، بل خافوا على البلد برمته. لن نقبل بدولة صاحب الزمان، فنظامنا ديمقراطي، ومن واجبنا الحفاظ على موقع رئاسة الحكومة وأي استهداف لها ولصلاحياتها مرفوض تماما، كما نرفض تحويل رئيس الحكومة لساعي بريد لدى حزب الله". وتوجه لوزير الداخلية مطالبا إياه ب"جواب فوري عن نتائج التحقيق بملف اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن"، مؤكدا أن "فريق الاغتيال أتى من المناطق الخاضعة لحزب الله"، سائلا "فهل المشنوق متفاهم مع حزب الله، أم خائف منه؟ إن كان كذلك فليذهب الى بيته". وقال: "6 أيار هو الموعد للتغيير، لكن ثلثي أعضاء هذه الحكومة مرشحون للانتخابات النيابية، فأين هي الحيادية؟ هل ما يحصل هنا طبيعي كما في باقي الدول، التي تحترم نفسها"؟". أضاف: "بيروت عاصمتنا وهي ليست حكرا على أحد، والدفاع عنها يبدأ من طرابلس والبقاع والشويفات. فتحية لأبناء الشويفات الذين دافعوا عن بيروت بوجه زعران حزب الله". ودعا الهيئات الوطنية والعربية والدولية إلى أن "إيجاد آلية لمراقبة الانتخابات"، لافتا: "نحن لا نثق بوزير الداخلية ولا بوزير الخارجية، خصوصا في عملية سير الانتخابات في الخارج، وما يمكن أن يحصل فيها من تزوير وهي في طريقها إلى لبنان". وتوجه ب"تحية خاصة لروح سمير فرنجية وفكر فارس سعيد"، كما حيا "الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط"، مؤكدا أن "مطلبنا هو أن نعيش معا سنة وموارنة وشيعة ودروز، ومن المستحيل أن نقبل بتحالفات واتفاقيات أقزام السياسة". وقال: "هم أفلسوا البلد ومشروعهم مشروع إفلاس وفشل. أما نحن فباقون معكم ورأسنا مرفوع، ويوم 6 أيار سيكون يوما مجيدا للانتقام من يوم 7 أيار المشؤوم ". وختم بالقول: "6 أيار هو يوم الاستفتاء التاريخي، سنختار الاستقامة والقضية، فصوتوا ضد الانبطاح وصوتوا لكرامتكم. صوتوا للدولة، للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. صوتوا للقرارات الشرعية والعربية".

وضمت لائحة "لبنان السيادة" الأسماء التالية:

- اللواء أشرف ريفي للمقعد السني في طرابلس.

- وليد قمر الدين للمقعد السني في طرابلس.

- محمد سلهب للمقعد السني في طرابلس.

- علي الأيوبي للمقد السني في طرابلس.

- خالد تدمري للمقعد السني في طرابلس.

- بدر عيد للمقعد العلوي في طرابلس.

- حليم الزعني للمقعد الماروني في طرابلس.

- جورج جلاد لمقعد الروم الأورثوذكس في طرابلس.

- عن الضنية راغب رعد وأسامة أمون.

- عن المنية وليد المصري.

 

زكا يوزّع وقائع رفض ترشحه

المركزية/03 نيسان/18/المركزية- وزّعت عائلة نزار زكا، المعتقل في السجون الإيرانية، "المعلومات المتعلقة بالخروقات والتجاوزات والانتهاكات التي قامت بها الدولة اللبنانية بحقه بفعل استمرار رفض طلب ترشحه إلى الانتخابات، وهي المؤتمنة على شفافية وحسن تنفيذ الانتخابات ٢٠١٨ وحماية حقوق المواطنين المحفوظة في أحكام الدستور". وأضافت العائلة في بيان: يستند محتوى هذا الملف إلى الحقيقة البحتة، تماماً كما حدثت، وهو مدعوم بالأدلة والمستندات المؤيدة. ويسلط الضوء على حالة فريدة وغير مسبوقة في كيفية تعامل حكومة مع أحد مواطنيها، حيث لم تكتفِ بالتخلي عنه بعد اختطافه بصورة تعسفية في بلد أجنبي فحسب، بل ذهبت أبعد من ذلك وحرمته من حق أساسي له كمواطن.

 

حرب: عملية اقتراع المغتربين مشوبة بأخطار كبيرة ومعرّضة للتزوير

المركزية/03 نيسان/18/رأى النائب بطرس حرب أنّه "في وقت يلجأ بعض المرشحين الى الوسيلة الديمقراطية المرتكزة على المبادئ للمقاربة الانتخابية، من خلال المحافظة على المواقف والمبادىء واحترام الناس، يسعى آخرون الى استعمال الناس كدمية، والتأثير عليهم إما بالرشوة المباشرة أو بالتوظيف الانتخابي، أو من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية"، مشددا على "أننا ملتزمون طبعا بالتوجّه الأول، فيما يعتمد غيرنا، وللأسف، هذه الأساليب الرخيصة، التي تتناقض مع احترام وعي الناس وثقافتهم، واحترام حقهم بحرية الاختيار". موقف حرب جاء إثر لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، جرى خلاله عرض لأجواء الانتخابات النيابية، فضلا عن الشأن السياسي العام والمخاطر التي نسمع عنها بالنسبة للبنان، لاسيما في ضوء التصريحات الخطيرة التي أدلى بها نائب رئيس الاركان الإسرائيلي"، وفق ما أعلنه حرب. وأشار حرب الى "أنني كرّرت لدولته ملاحظاتي على ما يجري بالنسبة الى العملية الإنتخابية، وكيف وُضعت الدولة كلّها في تصرّف بعض المرشحين الذين في السلطة على حساب مرشحين آخرين خارج السلطة، وكيف تُسخَّر كلّ إمكانيات الدولة لمصلحة هؤلاء المرشحين في وجه المنافسين لهم، والذين يجب أن يتمتّعوا بالحقوق نفسها".

الى ذلك، تطرّق حرب الى موضوع اقتراع المغتربين، معتبرا أنها عملية مشوبة بأخطار كبيرة ومعرّضة للتزوير، خصوصا أن لا شأن لوزارة الداخلية، المسؤولة عن الانتخابات، في العملية الإنتخابية للمغتربين، إذ إنّ هذه الأخيرة في عهدة وزارة الخارجية التي لا نثق بأدائها إطلاقا، والتي تسخّر كل إمكانات الدولة والمال العام في سبيل حملتها الانتخابية". وشدّد حرب على "أنني سأتقدّم والعديد من المرشحين، وفي القريب العاجل، بسلسلة شكاوى ضدّ هذه الممارسات، لأنّها تزوّر العملية الانتخابية ونتائجها، وبالتالي تقضي على الموقف المفترض للحكومة والسلطة بأن تكون على الحياد". تابع: "بلغني اليوم أنه في استراليا مثلا، هناك 12 مركز اقتراع لـ 24 قلما انتخابيا فيما لا يوجد مندوب واحد من وزارة الداخلية على أيٍ منها. والطريف في الموضوع أنه يحق وفق القانون، بأن يكون لكل مرشح مندوبان في عملية الانتخابات، وفي لبنان 917 مرشحا، ما يعني أن عدد المندوبين سيزيد على الـ 1800، فكيف يمكن استيعاب هذا العدد الهائل والذي يفوق عدد الناخبين؟ وجدد حرب التأكيد "أننا لن نسمح ولن نقبل أن تمر عملية التزوير الكبيرة التي تحصل"، مؤكدا أنّ "الرئيس برّي شاركني الرأي في العديد من المواضيع التي طرحتها، خاصة فيما يتعلّق بمسألة جواز السفر، الذي قرّر وزير الخارجية، بموافقة مجلس الوزراء، بأن يوزعه بألف ليرة لبنانية للمغترب من أجل المشاركة في العملية الانتخابية. في وقت يدفع اللبناني المقيم ستين ألف ليرة لكي ينتخب بواسطة جواز السفر، وهذا طبعا يخالف القانون لأنّ قانون الموازنة هو الذي يحدد الرسم المفروض على الجواز ولا يحق لمجلس الوزراء أن يخالف القانون بقرار منه خفض الرسم لفئة من اللبنانيين، فيما كان الحريّ به معاملة جميع اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، سواسية، استنادا الى قانون صادر عن مجلس النواب، ما يعرّض الانتخابات للطعن باعتبار أنه من غير المقبول التصويت بباسبور غير قانوني".

 

الأحدب: اخترنا حلفاءنا بدقة لخرق المحادل.. وللمرأة الطرابلسية دور أساسي

المركزية/03 نيسان/18/في عشاء انتخابي، قال المرشح عن المقعد السني في طرابلس رئيس "لقاء الإعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب "كنت أتمنى لو ضمت هذه الانتخابات نسبة أعلى من السيدات ليكون لهن أدوار مؤثرة في الحياة السياسية، ليس فقط في ممارسة حقهن بالإقتراع رغم فاعلية تأثيرهن كناخبات على الرأي العام لأنهن نصف المجتمع وضمانة المستقبل، لكن مع الأسف نسبة الترشيح لدى السيدات ما زالت متدنية بطريقة تقليدية لأن التغيير أدى الى خوف من مواجهة محادل المال والسلطة التي ما زالت موجودة ومن الصعب مواجهتها. لكن في الحقيقة أي عمل سياسي يتطلب نفسا طويلا لا سيما العمل في مواجهة التيارات السلطوية". أضاف: "في العام 1996 ترشحت ونجحت ودخلت البرلمان اللبناني ومن خلال الانجازات البسيطة تمكنت من مواجهة الفساد والتسلط وأحد الأمثلة قضية صندوق المهجرين في طرابلس مثلا، الذي أغلقته السلطة بحجة سرقته. ولما كنا الوحيدين الذين تساءلوا عن سبب اغلاقه، حاولت السلطة اقناعنا بحل مشكلة أسماء محددة من المهجرين وترك الآخرين، فرفضنا هذا العرض الوقح ونزلنا إلى الشارع مع أهلنا وشكلنا الضغوطات التي يمكننا المواجهة بها واستخدمنا موقعنا ونفوذنا حتى حلت هذه المشكلة".

وتابع: "موقفنا واضح، من يحرض على الجيش اللبناني وعلى اي مواطن طرابلسي بسبب انتمائه الطائفي يجب ان يعاقب من قبل الدولة، ولكن لا يجوز ان يعاقب المجتمع او الشباب الطرابلسي الذي اصبح ضحية مؤامرات المحرضين. فقد تعبنا من التحريض والشعارات العالية والشتائم التي تخفي تنازلات مهينة، ونريد الجلوس مع الجميع ولن نقبل ان يضعوا يدهم على حقوقنا". وقال: "أحد الأمثلة على هذه التنازلات قضية المناضل اللبناني نزار زكا المعتقل اليوم في ايران فيما الحكومة لا تجرؤ على المطالبة بإطلاق سراحه، أو مجرد استدعاء السفير الإيراني خوفا من حزب الله، فلو كان زكا من منطقة أخرى لوجدنا كل مؤسسات الدولة تعمل لحل قضيته".واضاف: "لقد تخطينا حقول الألغام التي وضعتها هذه المحادل وأنشأنا تحالفا مع قوى تشاطرنا نفس المواقف السياسية كالجماعة الإسلامية، التي وضعنا يدنا بيدها لأنها شريحة كبرى من المجتمع الطرابلسي، تحمل الإعتدال الديني ومسيرتها لم تشبها أي شائبة. أيضا اخترنا حلفاءنا من المرشحين الآخرين من الطوائف الأخرى بدقة وعناية لنشكل حالة خرق لتلك المحادل، بهدف ردع كل محاولات تهشيم البيئة التعددية التي تمتاز بها طرابلس". وختم: "نحن نعتبر المجتمع الاهلي الممثل من السيدات ربات المنازل الشريحة الاكبر والاكثر تأثيرا، ونأمل أن يكون لكن دور ناخب كبير، حرصا على مصالح طرابلس وأهلها وأبنائها وكي لا نعود لطرابلس التي حولوها الى مجموعات اما ناخبة ممولة واما مجموعات مقاتلة خلافا لحقيقة هذه المدينة".

 

هكذا أشرك بالله مرشح «حزب الله» وأفتخر أنّه عبد لنصرالله

سهى جفّال/جنوبية/3 أبريل، 2018

ماذا بعد ان فاجأ مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر انصاره في احدى خطبه بقوله "أنا عبد من عبيد السيد حسن نصرالله"؟

في كلّ مرة يتحفنا ومسؤولو “حزب الله” بتعابير اجلال واكبار عجائبية بحق الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، عادة ما تكون خارقة لجميع المقدسات.

وبعد ترويج “حزب الله” لثقافة تقديس الحذاء وتقبيل النعول مع تعميمه حذاء السيد سقفاً للجميع. خرج علينا مرشح “حزب الله” عن المقعد الشيعي في دائرة جبيل – كسروان الشيخ حسين زعيتر بخطاب إنتخابي في منتهى الإنتهازية اذ يقول “أنا عبدٌ من عبيد حسن نصرالله”. فلربما نسي سماحته وهو في عالم “الملكوت” وفي خضم المنافسة الإنتخابية وتجييش الناس أن “العبودية” لـ الله وحده، وأن عبادة غير الله هي شرك به معاذ الله. وكان النائب عن الأمة علي عمار سبقه في ذلك في كلمته الشهيرة قبل عامين عندما فال “إستذكر لحظة محاولته تقبيل حذائه الشريف، ومنعه إياي من ذلك، قائلا ” لقد شعرت في تلك اللحظة، وأنا منحنٍ تحت قدميه أنني لا انتمي إلى هذا العالم الدنيوي، بل أحلق في عالم آخر هو عالم الملكوت. فهكذا وعلى الملأ أعلن المرشح الشيخ زعيتر شركه بالله، عبر عبادته للسيد نصرالله بعد رفعه الأخير إلى رتبة الألوهية، ولم يُحرج بإعلانه هذا صراحة في إحدى المهرجنات الإنتخابية للحزب. فلربما المقعد النيابي لدى زعيتر المرشح غير المرغوب فيه بقضاء جبيل دفعه إلى تجاوز الخطوط الحمر وتناسي من هو الخالق بقصد شدّ العصب وتجييش الناس لإنتخابه. لكن بعيدا عن الشرع والدين، كيف ينتخب المواطنون ممثل عنهم أعالن أنه عبدا وليس حرا؟ في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع العلامة الشيخ محمد علي الحاج العاملي الذي إستنكر هذا الكلام مؤكدا انه شكل من اشكال الشرك بالله، مستشهدا بقول الإمام علي (ع) ” لَا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَقَدْ خلَقكَ اللَّهُ حُرّاً “. مؤكدا أنه “من ناحية ثانية، الإسلام أرادنا أن نكون أعزاء وإخوان متحابين. فهذا المنطق ليس منطق إسلامي بدليل كيفية تعاطى النبيّ محمّد مع أصحابه وجماعته كواحد منهم كإخوان كذلك الإمام علي إذ يجب أن نقتضي بهم “. وإستبعد أن يكون السيد حسن نصرالله نفسه يقبل بهذا الكلام، مشيرا إلى أنّه على العكس يتعاطى مع الناس بمحبة وأخوّة وبمودة، لكن للأسف لأننا لدينا نفس إستسلامي وإستعبادي تعودنا على التعاطي مع الأخرين بدونية ولكن هذا بعيدا عن أدبيات الإٍسلام ومسلك النبي محمّد وكذلك أهل البيت “. مشيرا إلى أن “الإسلام حارب العبودية”.

وفي الختام أكّد العلامة الحاج أن “هذا المستوى هو مستوى منحط في الخطاب والآداء وبالتعاطي”. من ناحية ثانية، كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والناشط المدني وفيق الهواري الذي أكّد انه “في سياق، تدني الخطاب السياسي للمرشحين، وتقديم الولاء لأطراف سياسية تلعب دورا أساسيا لتأمين فوز لمرشح هنا او هناك عبر شد العصب المذهبي والطائفي”. وأضاف “إذا كنا كلبنانيين نسعى لإقامة دولة ديمقراطية تؤمن المساواة والحرية لأفراد مجتمعها أي أن نتحول من رعايا طوائف الى افراد أحرار مستقلين نستخدم العقل لتقويم كل ما يجري حولنا. نتفاجأ بأحد المرشحين ليكون نائب الأمة وممثل للمواطنين يعلن أنه عبدٌ لقائده، ليته يعلن عبوديته لخالقه وليس لإنسان آخر”. وتساءل “كيف يمكن للبناني ديمقراطي أن ينتخب إنسانا يعلن أنه عبد لآخر؟”. وفي الختام، قال الهواري نستذكر قول أحدهم “متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرارا”.

 

التهديد الاسرائيلي بالحرب على لبنان: تهويل أم حقيقة؟

سلوى فاضل/جنوبية/3 أبريل، 2018

كيف يفسر الخبير العسكري هشام جابر والمحلل السياسي وليد عربيد تهديدات رئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي غادي أيزنكوت للبنان؟

تحدّث رئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي، غادي أيزنكوت، عن اندلاع حرب مدمرة هذا العام ستأتي على حزب الله، مستبعدا تدخل إيران لنجدة حلفائها. وان “الفرص قائمة هذا العام لاندلاع حرب أكبر مما شهدته السنوات الثلاث السابقة”. و”الخطر العسكري الأكبر على إسرائيل يكمن في الجبهة الشمالية، المتمثل بإيران وسوريا ولبنان. كما نبّه أيزنكوت الى أن “الحصانة لن تُمنح للمدنيين”.

العميد الدكتور هشام جابر

في هذا الاطار، يرى العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، ان “اعتقد ان كلام أيزنكوت هو مجرد تهويل، وقد تحدثت أكثر من مرة انه كل عام تتحفنا اسرائيل بالتهويل بالحرب. فاسرائيل تريد كل يوم ان تقوم بحرب، ولكنها لا تستطيع ان تتحمل تبعات الحرب بسبب وجود 150 ألف صاروخ أرض-أرض. اضافة الى افتراضها ان الحرب لن تبقى على ارض لبنان، خاصة ان عناصر المقاومة قد ينتقلون الى الجليل. لاسيما بعد تطوير المقاومة لمقدراتها بعد عدوان تموز 2006. فهذه الحرب قد تمتد الى سوريا وهي لا تتحمل حربا على لبنان، اضافة الى وجود الجيش الروسي بكثافة في سوريا،  وهو الذي هدد بالرد على أي عدوان على سوريا. انها حرب نفسية، ورسائل الى الداخل الاسرائيلي، وعبارة عن جس نبض”.

وعن مفاعيل التهديد محليّا في زمن الانتخابات، برأي العميد هشام جابر، انها “سلاح ذو حدين كون من يتعاطف مع المقاومة سيتحمّس للانتخابات، ومن له موقف ضد المقاومة فسيؤثر عليه بالعكس تماما، وهو تصريح اسرائيلي يؤثر على الجبهتين، على جبهة المقاومة ايجابا، وبالعكس على الجمهور المعادي للمقاومة”.

الدكتور وليد عربيد

من الجهة السياسية، يرى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور وليد عربيد، ان “كما نعلم ان العدو الاسرائيلي كل فترة من الزمن يحاول ان يطرح نوعا من التهويلات العسكرية على الدول العربية المجاورة، وبالتحديد سوريا ولبنان وغزة. خاصة ان اسرائيل أسست كدولة من اجل الجيش الصهيوني. والمسؤولون العسكريون يحاولون ان يكونوا موجودون بالتهويل على لبنان وسوريا وبالحرب على سوريا من اجل اعادة تشكيل ما يُسمى الشرق الاوسط. وقد لاحظنا اليوم ان ما يحصل في الداخل الاسرائيلي ان مدير عام اذاعة الجيش الاسرائيلي قد يعلن استقالته بالنظر الى ما تطرحه المؤسسة العسكرية الاسرائيلية كنوع من الفاشية في غزة وضرب مواقع المقاومة هناك كل ذلك يدعونا الى التفكير ان المسؤولين العسكريين او السياسيين هم حقيقة يطالبون بالحرب على لبنان والدول المجاورة، لكن بالاستنتاج ليس بمقدور اسرائيل القيام بحرب، وان كانت تملك اسلحة رادعة، لكن هناك معايير دولية تمنع حصول هذا الاشتباك وتبقيه في خانة التهويل للقول أننا موجودون على الساحة”.

ويؤكد الخبيرالدولي وليد عربيد، ردا على سؤال  بالقول انه “اليوم هناك طروحات عديدة، اولا اللجوء السياسي والبشري الى اوروبا اصبح عامل مانع للأمن الإجتماعي والإقتصادي والعسكري، لدول اوروبا. وان اوروبا ادانت التصريحات التركية التي تقول ان اوروبا ستجتاح الشمال الافريقي، وتبقى اوروبا اللاعب الاساس لإيجاد أي حل للمشاكل العالقة في الشرق. لان واشنطن استبدلتها بروسيا واوروبا، رغم تهميشها من قبل واشنطن الا ان مشروعها ثابتا”.

والتهديدات تتطاير في الجو سواء من جهة الصهاينة او من المقاومة اللبنانية والفلسطينية.. في حين ان العرب يبحثون عن نقاط التقاء مع اسرائيل لتأمين استمراريتها.

 

المرشّح ابراهيم شمس الدين: لغة التخوين والتخويف سلاح ذو حدّين

سلوى فاضل/جنوبية/ 3 أبريل، 2018

ترّشح الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، عن دائرة بيروت الثانية، ضمن لائحة «بيروت الوطن». فما هو برنامجه الانتخابي مقابل برنامج لائحة السلطة؟

في إطار شرحه، يطل الوزير السابق ابراهيم محمد مهدي شمس الدين للمرة الاولى ليتحدث عن اختياره للائحة “بيروت الوطن”، التي يترأسها صلاح سلام، ويقول لموقع “جنوبية ” “بالتعاون مع رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام، ومع الدكتور عماد الحوت النائب عن الجماعة الاسلامية في بيروت، أسسنا لائحة معقولة، لا غبار عليها، ولا شكاوى او شبهات، مع أناس معتدلين، ومعروفين بشكل عام، وعمليّا اذا حكينا عن رؤساء اللوائح، فالأستاذ صلاح سلام هو رئيسها. والاعلان عنها لم يأت متأخرا، بل انتظرنا نضوج الوقت، وجاء الاعلان متأخرا لأسباب مادية، وسنجتمع لنضع خطة حول كيفية الدعاية، التي كانت سابقا تعتمد على الاسلوب التقليدي كتعليق الصور على الطرقات”.

ويضيف شمس الدين “ما يجمع اللائحة هو العمل العام، حيث انني، ومنذ 23 عاما اتابع شؤون الناس، وما يسمى بالعمل العام، اضافة الى مشاركتي بالعمل المؤسساتي. وترشحي للانتخابات النيابية هو حق لي كمواطن، اضافة الى حقهم بالانتخاب”.

و”الجامع هو القواسم المشتركة والعديدة، مع الرغبة بخدمة الناس بحسب مفهوم المواطنية، ونحن نتشابه بالمقاربة فنتحالف ونتقارب، وليس ضروريا ان تكون اللائحة  عدوة للائحة الاخرى، فالنمط الخطابي الذي نراه ونسمعه يتضمن مخالفة، ونحن في دولة ديموقراطية، والاستثناء هو الذي حصل، أي التمديد لثلاث مرات”.

ويرى شمس الدين، أن “كثرة عدد المرشحين يعكس نوعا من تفاؤل وأمل بالقانون الجديد، على عيوبه الكبيرة، وهو نافذة على النسبية. فالناس تعتقد انه يمكنها ان تشارك، خاصة في بيروت حيث يبلغ عدد المقاعد 11 مقعدا أيّ الاكبر مقارنة بمقاعد الدوائر الاخرى، وهي ثاني اكبر دائرة في الانتخابات، تجمع الحيوية السياسية التي تعطي الاهمية والثقل لبيروت”.

وردا على سؤال، قال شمس الدين “طبعا لو كان هناك عدد اقل من اللوائح ستكون المنافسة افضل، والتمثيل أحسن، ولكن طبيعة القانون يخلق اوهاما وآمالا. وبعض الناس تتقاطع في نقاط وتتباعد في نقاط. وهناك ما يُسمى لوائح السلطة كلوائح التيار والمستقبل، ولائحة الثنائية الشيعية”.

ويشرح “لائحتنا هي لائحة المستقلين، الذين يريدون الشغل والعمل بشكل حقيقي، ويقبلون بالمحاسبة نهاية الدورة، ففي النص السياسي للاّئحة عبّرنا عن المسألة، حيث اوردنا ان الشأن العام يتطلب الوضوح والخضوع للمحاسبة”.

من الجانب الآخر، يرى “ان خطابات المرشحين الآخرين، من جهات سياسية معينة وتخويف الناس من سلاح حزب الله يرتد عليهم سلبا أيضا، فالانتخابات ليست لإخافة الناس، بل لحرية اختيار الناس، خاصة ان بيروت لم تخضع سابقا ولم تستسلم لأحد، ومرّ عليها أهوال كثيرة، من الحرب الاهلية الى الاحتلال الى صراعات الاحزاب، لكنها عادت بنشاط  كبير وسريعا جدا، وخطاب التخويف هذا هو سلاح ذو حدين، كونه يكرّس الخوف، ونسألهم ما هو البديل الذي تقدمونه؟”.

ويتابع شمس الدين “اصلا لا يوجد اي خطاب سياسي بديل، سوى تهويل مقابل تخوين، والقول إن أي اختيار آخر هو خيانة، وهذا يشبه اختيار مقاعد الشيعة في بيروت وبقية المناطق، حيث ان الثنائية لم تبذل أي جهد لإختيار نوابها. لانهم لا يعتبرون أنفسهم مؤهلين لخدمة الناس، والنواب القدماء مجربون، اذ لا مساهمة لهم، والنسخات مكررة، فلغتهم هي احتقار للناس فيما يخص القرارات الدستورية، اذ ان الارهاب والتخوين هو لحصر الناس وتجميعهم. ففي الاطار اللبناني، كان المسلمون الشيعة معارضون، وبعد ان وصلوا الى الحكم اليوم، بات بعض فقهائهم عبارة عن وعّاظ سلاطين، فيما كانوا ينتقدون عبر التاريخ كل من الامويين والعباسيين والمماليك والعثمانيين. اما اليوم فلم يعد بمقدورنا الافتخار بذلك. قديما كان هناك سلطان صاحب الولاية الكاملة، ولكن اليوم لزّموا حكم الناس الى مسؤولين، وكنا نحكي عن وحدة الامة فبتنا اليوم نحكي عن وحدة المذهب”.

ويشدد على ان “العراق، مثلا، الذي يمثّل المظلومية الكبرى في التاريخ، حكامه اليوم يظلمون. لذا يجب الا نخون وألا نخوّن. واليوم هناك وزراء مرشحون يتكلمون كرئيس ميليشيا حيث يستعمل كل وضعيته وصفته”.

ويختم الوزير السابق ابراهيم شمس الدين انه “في لبنان من المستغرب ان وزير الداخلية يشرف على الانتخابات، وهو ايضا مرشح، وفي الوقت نفسه يعتبر ان المرشحين على لوائح أخرى ليسوا منافسين فقط، بل أخصام سيئين. فكيف يمكن الوثوق في انه يستطيع، او يحرص على ضمان نزاهة الانتخابات، والشتيمة ليست برنامجا سياسيا، وليست برنامجا انتخابيا، فالناس كرام، ولهم ان يختاروا والسياسون يحاولون ان يغيّروا لها رأيها”.

وتجدر الاشارة الى انه، وبحسب الدوليّة للمعلومات، على دائرة بيروت الثانية، ترشحت لائحة “بيروت الوطن”، اضافة الى مجموعة من اللوائح، هي: البيارتة المستقلين، والمستقبل لبيروت، والمعارضة البيروتية، وصوت الناس، وكرامة بيروت، وكلنا بييروت، ولبنان حرزان، ووحدة بيروت”.

إقرأ ايضا: ابراهيم شمس الدين لـ«جنوبية»: الشيعة طائفة متروكة للمتسلطين والفاسدين والمفسدين فيها

علما ان دائرة بيروت الثانية تضم الأحياء التالية وهي الباشورة، وعين المريسة، ورأس بيروت، وزقاق البلاط، والمزرعة، والمصيطبة وميناء الحصن.

اما البيارتة فينتخبون في هذه الدائرة 11 نائباً، موزعين على الشكل التالي: 6 سنَة، 2 شيعة، 1 روم أرثوذكس،1انجيلي،1 درزي.

ويبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 347.277 ألف ناخبا. أما عدد المقترعين فيُتوقع أن يصل الى 180 ألف مقترعا. ويبلغ عدد السنَة في هذه الدائرة حوالي 212 ألف سنَيا، فيما يبلغ عدد الشيعة 71 ألف شيعيا. ويتراوح عدد كل من الروم الأرثوذكس 17 ألف شخصا، والموارنة 6400 شخصا، والدروز 5400 شخصا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إصابة 3 أشخاص في إطلاق نار بمقر شركة “يوتيوب”.. ومنفذة العملية تنتحر

وكالات/03 نيسان/18/أعلنت الشرطة الأميركية عن إصابة 3 أشخاص على الأقل، برصاص امرأة أطلقت النار في حرم المقر الرئيسي لشركة “يوتيوب” قرب سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا ، ثم انتحرت، مشيرة إلى أن الجرحى نقلوا إلى المستشفى. وقال إد باربريني قائد شرطة سان برونو الواقعة في ضاحية سان فرانسيسكو خلال مؤتمر صحافي مقتضب: “لدينا 4 ضحايا نقلوا جميعا إلى المستشفى مصابين بجروح ناجمة عن سلاح ناري. لدينا شخص توفي متأثرا بجروح تسبب بها لنفسه.. وفي الوقت الراهن نعتقد أن هذا الشخص هو مطلق النار”. ولم  يتضح في الحال ما إذا كانت مطلقة النار هي في عداد الضحايا الذين أوردهم قائد الشرطة في المحصلة التي أعلن عنها أم لا، وبالتالي لم يعرف ما إذا كان عدد الجرحى هو ثلاثة أو أربعة. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن السيدة التي نفذت عملية إطلاق النار في مقر شركة “يوتيوب” في كاليفورنيا ، انتحرت بعد العملية مباشرة. وفي أول تعليق له على الحادث، غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر صفحته على موقع “تويتر”، وقال: تلقيت إحاطة في شأن ما يحصل  في مقر YouTube في سان برونو كاليفورنيا.. أفكارنا وصلواتنا مع جميع المشاركين.. نشكر مسؤولي إنفاذ القانون على مجهودهم الهائل والمستجيبين الأوائل الموجودين حاليا على الساحة.

 

ترامب: أريد القوات الأميركية خارج سوريا

المركزية/03 نيسان/18/أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انه يريد سحب القوات الاميركية من سوريا لكنه أشار إلى عدم اتخاذ قرار بعد. وقال ترامب: "أريد أن أعيد قواتنا إلى ديارها. أريد أن أبدأ بإعادة بناء أمتنا" بعد ان اوضح ان القوات الاميركية ستغادر حالما تتم هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية. واضاف "مهمتنا الأساسية في ما يتعلق بهذا هي التخلص من داعش. لقد أنجزنا هذه المهمة تقريبا. سنتخذ قرارا في وقت سريع جدا". وتابع ترامب أنه سيتشاور مع الحلفاء واقترح أن تدفع السعودية فاتورة القوات الاميركية الموجودة في سوريا. وأوضح في هذا السياق ان "السعودية مهتمة جدا بقرارنا. وقلت، حسنا، كما تعلمون فاذا كنتم تريدوننا ان نبقى فربما يتعين عليكم ان تدفعوا".

 

بن سلمان: للإسرائيلين الحق بالعيش بسلام

Euronews/03 نيسان/18/قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال حديث صحفي أجراه مع مجلة ذا اتلانتيك الأميركية إن لإسرائيل حق في أن تكون لها أرض خاصة بها يعيش عليها الإسرائيليون بسلام. ولا تعترف السعودية بإسرائيل وتصر منذ سنوات على أن تطبيع العلاقات مشروط بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب عام 1967، ومنها الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. ونقلت المجلة عن بن سلمان قوله ردا على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أن للشعب اليهودي حقا في دولة ولو في جزء من أرض أسلافه: "أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في أن يكون لهم أرض خاصة بهم. لكن علينا التوصل إلى اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية".. وأضاف ولي العهد: "لدينا مخاوف دينية بشأن مصير المسجد الأقصى في القدس وبشأن حقوق الشعب الفلسطيني. هذا ما لدينا. ليس لدينا أي اعتراض على أي شعب آخر". وغذت زيادة التوتر بين طهران والرياض التكهنات بأن المصالح المشتركة ربما تدفع السعودية وإسرائيل للعمل معا ضد ما تعتبرانه تهديدا إيرانيا مشتركا. وقال الأمير محمد "نشترك في كثير من المصالح مع إسرائيل وإذا تحقق السلام، سيكون هناك كثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي". وفتحت السعودية مجالها الجوي للمرة الأولى أمام رحلة تجارية إلى إسرائيل الشهر الماضي، وهو ما أشاد به مسؤول إسرائيلي ووصفه بأنه تطور تاريخي بعد جهود على مدى عامين. وكان عضو في الحكومة الإسرائيلية كشف في نوفمبر تشرين الثاني عن اتصالات سرية مع السعودية، في اعتراف نادر بتعاملات سرية تسري بشأنها شائعات منذ فترة طويلة لكن الرياض لا تزال تنفيها.

 

عندما ترحّب الشعوب بمحتلّيها

بسّام يوسف/رئيس تحرير مجلة “كلنا سوريون”/مدى الصوت/03 نيسان/18

في 30 آذار، قبل أيام فقط ، تظاهر مواطنون سوريون من “سراقب” المدينة التي تتبع محافظة إدلب، وحملوا لافتات كتبوا عليها: “في ظلّ التآمر الدولي، نطالب بتدخل إخوتنا الأتراك”.

قبل تظاهرة أهل سراقب ومطالبتهم تلك، استقبل سوريون طلائع الجيش التركي المتجه إلى داخل الأراضي السورية بالزغاريد ورش الأرز. حدث ذلك في إدلب، وفي ريف حلب الجنوبي. وحدث مثله في الساحل السوري عندما رحب سوريون آخرون بالقوات الروسية، ورقصوا، وغنوا احتفاءً بالجنود الروس .

ولا تزال ساخنة في الذاكرة صو مشابهة من بيروت عند دخول الجيش الإسرائيلي عام 1982 ، ومن بغداد عند دخول القوات الأميركية.

أيّ تاريخ هذا عندما ترحّب شعوب بمحتلّيها؟ وكم هو صادم ومفجع هذا الترحيب!

ولكن قبل الصدمة والفجيعة، تصفعنا بقسوة أسئلة عن معنى الوطن، عن الهوية، وعن حقيقة الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى الظن أن مستقبلهم أو أمانهم هو في ظل الاحتلال.

“نطالب بتدخل إخوتنا الأتراك”. لم يقل أهل سراقب “نطالب بتدخل إخوتنا السوريين”. المعنى الحقيقي لهذه المطالبة : “نحن نطالب بتدخل أي كان، لينقذنا من القتل على أيدي إخوتنا السوريين”.

عندما تغيب المواطنة يغيب الوطن. وأيّ إنسان لن يدافع عن وطنه عندما يصير بلا هوية في هذا الوطن، وبلا كرامة، وبلا كينونة. وعندما يعيش مذلولاً، مهاناً، محكوماً بالفاسدين والطغاة، فإنه لن يدافع عن طغاته، ولا عن ذلّه.

مابين المحتل والطاغية يمكن أن تهرب الشعوب العربية، وغير العربية، إلى من يحتلونها. هل هذا ما يُطلق عليه الساسة و”المثقفون” وكتبة التاريخ تهمة خيانة الوطن؟ أو أنه باختصار ترتيب لأولويات البقاء والهوية؟

وهل يحاول الهاربون من طغاتهم القول إن رحيل الطغاة هو أهم من احتلال البلاد؟

لست على يقين من شيء. يقيني الوحيد أن السوريين لو اقتنعوا بأن طاغية دمشق قد رحل عنهم ، وبأنهم في مأمن من وحشية عصابته ومرتزقته، لحملوا سلاحهم ضد محتليهم بلا أدنى تردد.

 

موسكو تشن حملة قوية على واشنطن ولندن... وتؤكد استعدادها للحوار/الكرملين: ترمب عرض عقد قمة مع بوتين في البيت الأبيض

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط أونلاين»/03 نيسان/18/شنت موسكو حملة قوية على الولايات المتحدة وبريطانيا، واتهمتهما بـ«ترويج أكاذيب» في قضية تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، لكنها تركت الباب مواربا لفاتح حوار مع الطرفين، وأعلنت عن رغبتها في «نقاش هادئ وبناء» بعدما قدمت ما وصف بأنه «عرض محدد» للمساعدة في دفع التحقيقات البريطانية. ووجّه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، انتقادات لاذعة أمس لبريطانيا والولايات المتحدة و«الحلفاء» من البلدان الغربية، وقال إن «هذه البلدان تجاوزت كل الحدود، وباتت تلجأ إلى أكاذيب سافرة في تلفيق قضية سيرغي سكريبال». وأعرب لافروف عن استياء بلاده بسبب «تعرضها لحملة واسعة من التضليل من جانب الغرب»، وزاد أن «لندن وواشنطن تقودان هذه الحملة، وهما تجاوزتا كل الحدود اللياقة فيها». وانتقد البلدان التي تضامنت مع بريطانيا وأعلنت تدابير ضد روسيا، وقال إنها «تتبع لندن بشكل أعمى».

وبرغم اللهجة القوية التي استخدمها، فإن لافروف تعمد ترك الباب مفتوحا للحوار، وقال إن موسكو «ترد بهدوء على كل ذلك، ونصرّ على أن أي اتهامات أو ادعاءات يجب أن تكون معززة بالقرائن». ولفت إلى أن موسكو خلافا للغرب لا تسعى لإغلاق قنوات الحوار، في إشارة إلى أن «من يطرد الدبلوماسيين الروس بذرائع مفبركة يسعى لتقليص فرص الحوار». وتجنب لافروف الرد على سؤال حول آفاق التصعيد الحاصل بين روسيا والغرب، وكيف يمكن أن تتطور الأمور، مشيرا إلى أن «الحد الذي سنصل إليه جميعا، لا يتوقف علينا». وشدد على أنه لم تكن لدى روسيا أي دوافع لتسميم سيرغي سكريبال، مذكرا بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أنه «لا يمكن إلا للمتحيز الذي يدبّر استفزازا مرعبا ومتهورا، أن يصر على أنه كانت لدى روسيا دوافعها وراء هذا الاستفزاز. وهذا ما يقوم به الزملاء البريطانيون». وسخر من احتمال أن تقوم روسيا بعملية استفزازية كبرى قبيل الانتخابات الرئاسية الروسية وكأس العالم لكرة القدم، مشيرا إلى أنه تم إطلاق سراح سكريبال في إطار صفقة تبادل للجواسيس، وأنه «لو كانت هناك أي تحفظات عليه من الجانب الروسي، لما شمله التبادل». وأضاف لافروف أن «هناك تفسيرات أخرى (لتسميم سكريبال) يتحدث عنها الخبراء، وترجح أن يكون ذلك من مصلحة الاستخبارات البريطانية، والحكومة البريطانية التي باتت في موقف محرج، بعد أن لم تف بوعودها أمام الناخبين بشأن شروط خروجها من الاتحاد الأوروبي»، مشيرا إلى أن «الأسباب قد تكون كثيرة، ولا يمكن تجاهلها».

وأعرب عن استيائه لتجاهل أو رفض الجانب البريطاني كافة مطالب موسكو بشأن منح إمكانية وصول الموظفين القنصليين الروس إلى سكريبال وابنته. وأشار لافروف إلى أن روسيا طرحت أسئلة محددة في قضية سكريبال، وذلك بالتوافق التام مع اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، في إشارة إلى 13 سؤالا تقدمت بها بعثة روسيا لدى المنظمة الأممية حول آليات التحقيق في الملف والفرضيات التي يمكن الانطلاق منها. وأوضح أن «الأسئلة كثيرة، وإن عجز زملائنا البريطانيين عن الرد عليها، سيعني أن الأمر كله افتراء واستفزاز فظ». وكان الممثل الدائم لروسيا في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية ألكسندر شولغين، قال إن موسكو ستطرح خلال اجتماع المجلس المقرر بعد غد «عرضا واضحا» يساعد في التحقيق في واقعة سالزبوري. وأوضح في حوار نشرته أمس صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الرسمية أن «المجلس التنفيذي سيعقد جلسة مغلقة بدعوة من روسيا»، معربا عن أمله في يجري النقاش بشكل مهني وبناء. وحول طبيعة العرض الروسي قال المسؤول «إنه بسيط وواضح وسيساعد كثيرا في عملية التحقيق»، مشيرا إلى أن لروسيا مصلحة في كشف تفاصيل قضية سكريبال أكثر بكثير من بريطانيا. على صعيد آخر، سار الكرملين خطوة أخرى في محاولة فتح حوار مع واشنطن برغم اللهجة الحادة التي ميزت تصريحات المسؤولين الروس في الفترة الأخيرة. وكشف مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف عن عرض تلقاه بوتين لزيارة واشنطن وعقد جلسة محادثات موسعة مع نظيره الأميركي دونالد ترمب تتناول كل الملفات العالقة بين الطرفين. وقال إن العرض قدم خلال مكالمة هاتفية أجراها ترمب مع بوتين في 20 من الشهر الماضي لتهنئته بالفوز في انتخابات الرئاسة، معربا عن أمل بعقد اللقاء رغم تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين الطرفين وتبادل طرد الدبلوماسيين أخيرا. وأضاف أن ترمب لم يحدد سقفا زمنيا لاقتراحه، و«إذا كان كل شيء على ما يرام، فآمل ألا يتراجع الأميركيون عن مقترحهم بمناقشة إمكانية عقد القمة». وأكد مساعد الرئيس الروسي أن موسكو تعتبر اجتماعا كهذا «إجراء مهما ومطلوبا لكلا البلدين والمجتمع الدولي كله». وعبّر أوشاكوف عن أمل في أن يبدأ البيت الأبيض في الإعداد للقاء وبأن «يعلق الأميركيون الخطوات التي اتخذوها انطلاقا من اتهامات غير مبررة.. مما سيتيح (التوجه نحو حوار جدي وبناء)».

 

الرئيس الكوبي يستقبل وزير الخارجية السعودي

هافانا: «الشرق الأوسط أونلاين»/03 نيسان/18/استقبل رئيس جمهورية كوبا راؤول كاسترو ، في مقر الرئاسة بالعاصمة هافانا اليوم (الثلاثاء)، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات وسبل تعزيز التعاون الثنائي بين بين المملكة العربية السعودية وجمهورية، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. ونقل الجبير خلال الاستقبال تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فيما حمله الرئيس الكوبي تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وحكومة وشعب المملكة. حضر اللقاء مدير عام مكتب وزير الخارجية السفير خالد العنقري، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدي جمهورية كوبا فيصل المنديل. وقال الجبير في تصريح لوكالة الأنباء السعودية في ختام الزيارة، أن "هذه الزيارة لجمهورية كوبا تأتي إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في إطار حرص المملكة على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأكيد الروابط المشتركة والتعاون المثمر في كافة المجالات". وأضاف: "لدينا توافق حول قضايا عدة، وموقف موحد وثابت في محاربة التطرف والإرهاب، وناقشنا العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومنها قضايا المنطقة، وأؤكد اننا ننظر بثقة إلى مستقبل العلاقة بين البلدين الصديقين". كما التقلى الجبير خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها لجمهورية كوبا، بوزير العلاقات الخارجية برونو رودريغيز باريليا، والذي أقام حفل استقبال على شرف وزير الخارجية السعودي بمقر الوزارة في العاصمة الكوبية هافانا، حضره أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمد لدى جمهورية كوبا. وعقدت جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها التأكيد على حرص البلدين على تطوير العلاقات وتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، ومحاربة التطرف والإرهاب، إضافة إلى بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

 

ترمب يربط مصير «نافتا» بتمويل الجدار الحدودي والمرشحون لرئاسة المكسيك يدشنون حملاتهم بالرد على انتقادات الرئيس الأميركي

واشنطن: عاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/03 نيسان/18

ربط الرئيس الأميركي مصير المفاوضات الجارية حاليا بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين المكسيك وكندا والولايات المتحدة، المعروفة بـ«نافتا»، ببناء الجدار الحدودي مع المكسيك. وحذر ترمب، خلال تصريحات صحافية أدلى بها أمس، من خطورة استمرار تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة. وعبر حسابه على «تويتر»، حذر الرئيس الأميركي من أنه إذا لم توقف المكسيك تدفقات المهاجرين والمخدرات إلى الولايات المتحدة، فسيتم إلغاء اتفاقية «نافتا». وقال ترمب: «المكسيكيون يضحكون على قوانين الهجرة الغبية بالولايات المتحدة. عليهم وقف التدفق الكبير للمخدرات والناس، وإلا فسأقوم بوقف البقرة الحلوب (نافتا). نحتاج إلى الجدار». وجاءت تصريحات ترمب عبر هذه التغريدات، بعد أن تداولت وسائل إعلام أميركية خبر انطلاق مسيرة لمهاجرين من أميركا الوسطى يطالبون باللجوء من المكسيك إلى الولايات المتحدة. وانطلقت هذه المسيرة في 25 مارس (آذار) من مدينة تاباشولا المكسيكية على الحدود مع غواتيمالا، ووصلت حاليا إلى منطقة واهاكا بجنوب المكسيك. وأكد بيبلو سن، أحد المنظمين لمجموعة المهاجرين، أن المشاركين لن يستجيبوا لتغريدات ترمب على «تويتر»، مضيفا أنهم اضطروا إلى ترك بلادهم الأصلية بسبب العنف والملاحقات الشرطية لهم. وهناك كثير من المجموعات الحقوقية التي تعمل بجانب هؤلاء المهاجرين الذين يطلبون اللجوء، إما في المكسيك أو الولايات المتحدة.

وبعد محاولات يائسة من ترمب لجعل المكسيك تدفع تكلفة الجدار الحدودي، بدأ الحديث داخل أروقة الإدارة الأميركية حول إمكانية دفع تكلفة الجدار من ميزانية الدفاع للجيش الأميركي والتي تبلغ 3.1 تريليون دولار. وخلال الأسبوع الماضي، تحدث وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، مع الرئيس ترمب، حول استخدام الموازنة العسكرية لوزارة الدفاع «البنتاغون» لبناء الجدار الحدودي. وتسببت فكرة تحمل البنتاغون تكاليف بناء الجدار في وضع شعبية الرئيس الأميركي على المحك، خاصة بين مؤيديه الذين وافقوا ودعموا فكرة بناء الجدار، بناء على وعود من ترمب بأن المكسيك سوف تتحمل تكاليف البناء.

وسعى الرئيس ترمب إلى إجبار المكسيك على تحمل تكاليف بناء الجدار الحدودي، الأمر الذي رفضه المسؤولون المكسيكيون بشدة. وخلال المفاوضات التجارية بين الوفدين الأميركي والمكسيكي حول «نافتا»، سعى المسؤولون الأميركيون، في أكثر من مناسبة، للربط بين بناء الجدار الحدودي ونجاح المفاوضات. وخلال العام الماضي، بدأ البيت الأبيض يلوح بإجبار المكسيك على دفع تكلفة بناء الجدار الحدودي بطريقة غير مباشرة، من خلال فرض ضرائب على المنتجات المكسيكية، الأمر الذي رفضه الكونغرس بشدة، وانتهت الفكرة تماما بعد إقرار قانون الإصلاح الضريبي.

وخلال تصريحات صحافية أمس، قال ترمب إن دوريات حرس الحدود غير مسموح لها بالقيام بمهامها بالشكل المناسب، وذلك بسبب القوانين «السخيفة» التي يدعمها الديمقراطيون. وطالب ترمب عبر حسابه بـ«تويتر» الديمقراطيين بضرورة تمرير قوانين حازمة لحماية الحدود وحماية الأمن القومي الأميركي، مؤكدا أنه لن يكون هناك اتفاق حول برنامج «داكا» المعروف أيضا ببرنامج «الحالمين»، الذي تم تطبيقه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ويسمح للمهاجرين الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية في سن صغير، بالعمل والدراسة في أميركا حتى يتم البت في شأنهم.

وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد فشل في جلسة ساخنة منتصف فبراير (شباط) الماضي، في تمرير المقترح التشريعي الخاص بالهجرة، وذلك بعد شهور من المفاوضات المكثفة بين أعضاء الكونغرس للتوصل إلى حل يوفر الحماية القانونية لملايين من المهاجرين الذين أتوا إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية. وجاءت نتيجة التصويت بعيدة عن التوقعات بشكل كبير، حيث بلغ عدد الأعضاء المؤيدين لمشروع القانون 54 عضوا مقابل 45 عضوا، معظمهم من الجمهوريين، أعلنوا رفضهم للمقترح التشريعي. وتتطلب الموافقة علي أي مشروع قانون داخل مجلس الشيوخ الحصول علي عدد أصوات لا يقل عن 60 صوتا من أصل مائة صوت. وفي هذا الإطار، لوّح ترمب في إحدى تغريداته أمس باللجوء إلى الخيار النووي، وهو إجراء برلماني يتيح لترمب مواجهة التعطيل الديمقراطي لإدارته، ويقوم على إلغاء قاعدة الستين صوتاً من أصل مائة في مجلس الشيوخ، واشتراط أكثرية عادية، أي خمسين زائد واحد، بدلاً من ذلك.

وفي المكسيك، تلعب تصريحات ترمب دورا لافتا في الانتخابات الرئاسية. وبدأ المرشحون للانتخابات الرئاسية في المكسيك حملاتهم الانتخابية، الأحد، بالرد على اتهام الرئيس الأميركي لبلادهم بأنها تكاد لا تفعل شيئا لوقف الهجرة السرية إلى الولايات المتحدة.

وقال مرشح اليسار، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الأوفر حظا للفوز بحسب استطلاعات الرأي حاليا، في خطاب قرب الحدود مع ولاية تكساس الأميركية، إنه سيفرض احترام المكسيكيين. وقال رئيس بلدية العاصمة السابق البالغ 64 عاما، في أول تجمع انتخابي له قبل الانتخابات المقررة في الأول من يوليو (تموز) المقبل: «لا المكسيك ولا شعبها سيكونان مكسر عصا لأي حكومة أجنبية». وأضاف: «لا بالجدران ولا باستخدام القوة يمكن حل المشكلات الاجتماعية أو المسائل الأمنية»، مؤكدا أنه لا يستبعد إمكانية نجاحه في إقناع ترمب بتغيير «سياسته الخارجية الخاطئة ولا سيما سلوكه المزدري للمكسيكيين» إذا فاز في الانتخابات، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. من جهته، قال خصمه الرئيسي المحافظ ريكاردو أنايا الذي يرأس تحالفا يضم أحزابا من اليمين واليسار، إن التصريحات الجديدة للرئيس الأميركي تستدعي ردا حازما يحفظ كرامة المكسيكيين. وقال المرشح الشاب (39 عاما) في تجمع انتخابي في سان خوان دي لوس لاغوس، بولاية خاليسكو (غرب) أطلق خلاله حملته الانتخابية: «نحن بحاجة إلى علاقة جديدة تقوم على تقاسم المسؤوليات والاحترام المتبادل».

 

الزعيم الكوري الشمالي ثمّن انفتاح بلاده على موسيقى الجنوب وقال إنه «تأثر» بالحفل... واعتبره تمهيداً لـ«ربيع السلام»

سيول ـ واشنطن/الشرق الأوسط/03 نيسان/18/ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أمس، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ابتسم وصفق بحرارة وأعرب عن «تأثره الشديد» خلال حضوره الحفل الموسيقي النادر من نوعه، الذي قدمه نجوم كوريون جنوبيون لموسيقى الكاي - بوب في بيونغ يانغ.

وكان حضور كيم جونغ أون وزوجته المغنية السابقة، ري سول جو، الحفل الذي أقيم الأحد أمرا استثنائيا، خاصة أن النظام الشمولي في الشمال يكافح لمنع الثقافة الكورية الجنوبية من إحداث أي اختراق في المجتمع الكوري الشمالي المعزول، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وصافح الزعيم كيم الفنانين الجنوبيين الذين قدموا عرضا لأغاني الكاي - بوب التي تجمع بين كل أنواع الموسيقى الشعبية في كوريا الجنوبية: «وعبّر لهم عن شكره العميق» كما قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية. وأضافت أن كيم «أعرب عن تأثره العميق برؤية شعبنا يحيي بصدق هذا العرض، ويعمّق معرفته بالفنون الشعبية في الشطر الكوري الجنوبي». تأتي زيارة الفنانين الكوريين الجنوبيين التي ينظر إليها كاختراق ناعم من قبل سيول، مع انفراج واضح في شبه الجزيرة الكورية تتزايد وتيرته قبل قمة بين الكوريتين مقررة في وقت لاحق هذا الشهر. وقال كيم سابقا إنه سينشغل على الأرجح «بسبب برنامجه السياسي الحافل بداية شهر أبريل (نيسان)»، لذا فإنه كان سعيدا لتمكنه من حضور الحفل الذي اعتبر أنه سيجلب معه «ربيع السلام». وبلغ عدد أعضاء الفريق الموسيقي الذي حضر من كوريا الجنوبية 120 شخصا، بين مغنين وراقصين وتقنيين وأصحاب مهارات في الفنون القتالية، وقدموا حفلا واحدا من 11 فصلا، إضافة إلى حفل ثان مقرر الثلاثاء المقبل. وشوهد كيم وزوجته يصفقان خلال حفل الأحد الذي استمر لساعتين، وحضرته أيضا الشقيقة الصغرى لكيم، يو جونغ، إضافة إلى الرئيس الفخري للشمال كيم جونغ نام. وأقيم الحفل على «مسرح شرق بيونغ يانغ الكبير» الذي يتسع لـ1500 شخص، وانتهى بوقفة تصفيق طويلة من قبل الجمهور بعد وصلة أخيرة للفنانين الجنوبيين الذين خرجوا جميعا لتحية الجمهور، وأنشدوا أغنية مشتركة عن الوحدة. أما العرض الذي تابعه الجمهور بشغف، فقد كان ذلك الذي قدمته فرقة «رد فالفيت» التي تنتمي إلى ظاهرة الكاي - بوب الرائجة في آسيا.

وحتى الزعيم كيم اعترف بأنه كان هناك «اهتمام كبير، إن كنت سأحضر لمشاهدة (رد فالفيت) أم لا». وقدّمت الفرقة المؤلفة من خمس فتيات والمشهورة بأسلوبها الخاص الذي يجمع بين الكاي - بوب والموسيقى الإلكترونية والرقص السريع، اثنتين من أغانيها الرائجة هي «باد بوي» و«رد فلايفر».

وقالت ييري العضو في الفرقة للصحافة، إن «الجمهور الشمالي صفق لعرضنا أقوى مما توقعنا، حتى أنهم شاركونا عبر ترديد أغنياتنا معنا (...) كان أمرا يبعث على الارتياح». والتقارب المستمر بين الشمال والجنوب بدأ مع الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ، حين أرسل كيم جونغ أون وفدا يضم رياضيين وفرق تشجيع إضافة إلى شقيقته.

وتابع كيم انفتاحه بالموافقة على قمة مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - إن، كما عرض أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب. والأسبوع الماضي التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين خلال رحلته الخارجية الأولى. وستعقد في 27 أبريل القمة الثالثة من نوعها بين الكوريتين بعد قمتي 2000 و2007. لكن لم يتم تحديد موعد لقمة كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة، علما بأنها متوقعة قبل نهاية مايو (أيار). على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي سيلتقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في 17 و18 أبريل (نيسان) لبحث القمة التي ستجمع دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إضافة إلى قضايا أخرى. وسيلتقي ترمب آبي في منتجع مارالاغو في فلوريدا، حيث «سيناقشان الحملة الدولية للاستمرار في أقصى الضغوط على كوريا الشمالية»، بحسب بيان البيت الأبيض. وسيبحث الرجلان في الاجتماع الثالث بينهما «وسائل تطوير التجارة المتبادلة والعادلة وتعزيز الروابط الاستثمارية» بين الولايات المتحدة واليابان. بدوره، قال آبي الذي أعلن الزيارة خلال اجتماع مع نواب حزبه الحاكم أمس، إنه ينوي أن يطلب من الرئيس الأميركي مناقشة المسائل المتعلقة بخطف كوريا الشمالية لمواطنين يابانيين خلال القمة التي ستجمعه مع الزعيم الكوري الشمالي. ولطالما كان موقف اليابان متشددا إزاء إجراء مفاوضات مع بيونغ يانغ، محذرة دوما من «حوار لمجرد الحوار». ويقول محللون إن الحوار بين الكوريتين والقمة المرتقبة بين ترمب وكيم دفعا على ما يبدو طوكيو إلى إعادة النظر في موقفها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وتخشى اليابان ألا يتطرق المسار الدبلوماسي للقدرات الصاروخية القصيرة والمتوسطة المدى، ولقضية المواطنين اليابانيين الذين خطفتهم بيونغ يانغ إبّان الحرب الباردة. وبرز آبي على الساحة السياسية بسبب مطالبته بالتشدد إزاء كوريا الشمالية، وأدّى إجراء بيونغ يانغ العام الماضي لاختبارين صاروخيين عبرا الأجواء اليابانية العام الماضي إلى مزيد من التشدد. وأعلن مسؤولون يابانيون أن آبي سيناقش خلال اجتماعه مع ترمب الرسوم الأميركية على منتجات الصلب والألمنيوم.

 

غموض يلف مصير سيف الإسلام القذافي بعد سنة من إعلان الإفراج عنه

طرابلس/الشرق الأوسط/03 نيسان/18/كتبت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير أمس من الزنتان، أن مصير سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ووريثه السياسي، لا يزال غامضاً بعد نحو عام من إعلان مجموعة مسلحة ليبية الإفراج عنه. ولم يتم حتى الآن تأكيد أنباء عن إفراج «كتيبة أبو بكر الصديق»، وهي إحدى المجموعات المسلحة التي كانت تسيطر على مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غربي طرابلس)، عن سيف الإسلام القذافي، وهو ما أطلق العنان للإشاعات، بحسب الوكالة التي قالت إنه فيما يؤكد البعض أن سيف لا يزال في الزنتان، يقول آخرون إنه توفي. وأضافت أن الأمر الوحيد المؤكد هو أنه لم يشاهد أو يصدر عنه أي تصريح منذ يونيو (حزيران) 2014 حين ظهر في اتصال عبر الفيديو من الزنتان خلال محاكمته أمام محكمة في طرابلس. واليوم يعود سيف الإسلام إلى الواجهة بعد توجيه الاتهامات إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في إطار التحقيق حول شبهات بتمويل ليبي لحملته الانتخابية في 2007. وفي مقابلة مع قناة «يورونيوز» في 2011. قال سيف الإسلام إن على ساركوزي «إعادة الأموال التي أخذها من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية». وكانت كتيبة «أبو بكر الصديق» اعتقلت سيف الإسلام في الزنتان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. ودخلت المحكمة الجنائية الدولية في نزاع قضائي مع السلطات الليبية لتسليمه إلى لاهاي بعد صدور مذكرة توقيف بحقه في 2011 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وفي يوليو (تموز) 2015 حكمت عليه محكمة في طرابلس بالإعدام غيابياً.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن دبلوماسيين ومصادر ليبية عدة أن سيف الإسلام لم يغادر الزنتان لكن السؤال: هل هو سجين؟ ما من أحد في الزنتان يعطي جواباً واضحاً. ولدى سؤاله بشأن سيف الإسلام، رد بشكل قاطع مختار الأخضر عضو المجلس العسكري للزنتان الذي يضم الفصائل المسلحة الرئيسية في المدينة: «نعم لا يزال سجيناً». لكنه أضاف «حتى وإن لم يكن سجيناً، فهو مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.... ولا يمكنه الذهاب إلى أي مكان»، وهو تصريح اعتبرته الوكالة يلقي مزيداً من الشكوك حول مصيره. كذلك أدلى شعبان المرحاني أحد أعيان مدينة الزنتان بتصريح ملتبس حول مكان وجود سيف الإسلام قائلا «إنه هنا (في الزنتان) وهو سجين لكن مصيره ليس بيد الزنتان». وبدوره زاد عنصر في الأجهزة الأمنية، طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، من الغموض المحيط بمصيره بقوله «بكل الأحوال فإن سيف الإسلام لم يكن يوماً سجيناً بالمعنى الحرفي للكلمة. منذ توقيفه وضع في الإقامة الجبرية.... وليس في سجن». ورفضت «كتيبة أبو بكر الصديق» التي قبضت عليه قبل أكثر من ست سنوات مرارا تسليمه إلى سلطات طرابلس أو للمحكمة الجنائية الدولية. وأعلنت الكتيبة أنها أطلقت سراحه في يونيو 2017 بموجب قانون العفو العام الصادر عن برلمان شرق ليبيا، إلا أن خبراء قانونيين قالوا إن العفو لم يشمله. وفي 19 مارس (آذار) أعلن من تونس رجل ادعى أنه يمثّل سيف الإسلام أن نجل الزعيم الليبي السابق سيترشح للانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة. ونفت «كتيبة أبو بكر الصديق» هذا الإعلان عبر صفحتها على «فيسبوك» حيث أعلنت أنها «اتصلت» بسيف الإسلام الذي أكد أنه لم يكلف أحداً تمثيله. وقالت الوكالة الفرنسية إنه تعذر الاتصال بالعجمي العتيري قائد الكتيبة للحصول على تعليق.

 

ليبيا: حكومة السراج تطلق «عاصفة الوطن» ضد فلول «داعش» قرب مصراتة

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/03 نيسان/18/أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج أمس انطلاق عملية عسكرية تحت اسم «عاصفة الوطن»، للقضاء على فلول تنظيم داعش، قرب مدينة مصراتة، كبرى ثالث المدن الليبية. وجاء الإعلان الرسمي عن تدشين العملية العسكرية المفاجئة على لسان محمد السلاك المتحدث باسم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، الذي أشار إلى أن العملية التي بدأت بتعليمات من السراج باعتباره القائد الأعلى للجيش، وتستهدف بؤر الإرهاب كافة وملاحقة فلوله في إطار الحفاظ على أمن الوطن والمواطن. وقال السلاك، في مؤتمر صحافي في طرابلس، إن هذه العملية، تبدأ من الأودية والشعاب الممتدة من بوابة «الـ60 كيلومتر»، شرق مدينة مصراتة، وحتى ضواحي مدن بني وليد، ترهونة، مسلاتة، الخمس وزليتن، مؤكداً أن «عاصفة الوطن» تستهدف فلول «داعش» الإرهابي تحت إمرة وقيادة قوة مكافحة الإرهاب. ولفت إلى أن قوة مكافحة الإرهاب أحاطت الجهات المختصة بالعملية لتتبع فلول «داعش» والإرهابيين والتعامل مع الأهداف المحتملة كافة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات بشأنها، موضحاً أنه يجدد إدانته «للهجوم الإرهابي الغادر» الذي استهدف بوابة أجدابيا الشرقية يوم الجمعة الماضي، ويترحم على أرواح الضحايا من العسكريين والمدنيين، ويؤكد على «الضرورة الماسة لتوحيد الجهود لمواجهة الإرهاب». وقال إن السراج يرحب بأي عمل يسهم في رأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد، ولا سيما الخطوات الأخيرة لتفعيل الصلح بين مصراتة والزنتان، ويحث على مزيد من الجهود البناءة نحو مصالحة وطنية شاملة، ويأمل أن تنعكس هذه الخطوة على بقية الملفات العالقة، خاصة ملف عودة نازحي تاورغاء لمدينتهم. ويأتي الإعلان بعد ساعات فقط على استئناف حركة الملاحة الجوية بمطار مصراتة الدولي، الذي تعرض لإغلاق مفاجئ أول من أمس دام بضع ساعات وتم توجيه رحلاته إلى مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، إثر هجوم شنته ميليشيات مسلحة تطالب بالإفراج عن عنصرين تم اعتقالهما مؤخراً، تابعين لتنظيم مجلس شورى ثوار بنغازي المتطرف. وقبل نهاية العام الماضي، اغتال مسلحون مجهولون محمد اشتيوي، عميد بلدية مصراتة، عقب خروجه من مطار المدينة الدولي، فور عودته من تركيا رفقة عدد من ممثلي المدينة. ويعتقد على نطاق واسع أن تنظيم داعش المتشدد الذي فقد منذ العام الماضي الكثير من مقاتليه في عملية عسكرية تحت اسم «البنيان المرصوص» لتحرير مدينة سرت الساحلية، ولا يسيطر حالياً على أراض في ليبيا، يحاول تجميع فلوله في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الشريط الساحلي بين مصراتة وطرابلس وهي منطقة تلتف حول محيط مدينة بني وليد وصولاً إلى الصحراء الواقعة جنوب سرت. وتبنى «داعش» خلال العام الماضي هجوماً استهدف مجمع المحاكم، أحد أبرز معاقل حكومة السراج في مدينة مصراتة الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس، والتي تعد الميليشيات المسلحة التابعة لها الأفضل تسليحاً مقارنة ببقية الميليشيات في عموم ليبيا، إذ إنها تمتلك طائرات من طراز «ميغ» ومروحيات هجومية. إلى ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مصرع وإصابة 16 مدنياً جراء أعمال عدائية في البلاد خلال الشهر الماضي. وقالت البعثة، في تقريرها الشهري، إنها وثقت 16 اعتداء على المدنيين، من بينها 5 حالات وفاة و11 حالة إصابة، وذلك أثناء أعمال عدائية في مناطق مختلفة من ليبيا، مشيرة إلى أن هذه الإحصائية تمثّل انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين.

 

الصدر يدعو إلى إشراف أممي على الانتخابات العراقية بعد تزايد المخاوف من الخروقات واستغلال النفوذ

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/03 نيسان/18/أكد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أهمية أن يكون هناك إشراف أممي على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في عموم العراق في 12 مايو (أيار) المقبل. وقال الصدر في بيان له بشأن ما إذا كان يدعم جهة معينة في الانتخابات المقبلة: «إنني قلت بأنه إلى الآن لم أعلن دعمي لجهة معينة». وأضاف الصدر أن «المهم في هذه الفترة هي اللجوء إلى صناديق الاقتراع وعدم ترك الفاسدين مع الصناديق»، معتبرا أن «عزوف محبي الإصلاح هو تخلٍ واضح». كما أجاب الصدر على سؤال بشأن الترويج لمقاطعة الانتخابات البرلمانية بحجة تزوير نتائجها وبقاء نفس الوجوه الحالية في البرلمان والحكومة، وقال إن «التزوير هو أمر مظنون»، مجددا الدعوة إلى «إشراف أممي مستقل». وطالب الصدر مفوضية الانتخابات بـ«المزيد من الشفافية والمصداقية في التعامل مع صناديق الاقتراع»، معتبرا أن «المقاطعة لن تخفف من التزوير، بل ستسهل عليهم عملية التزوير».

وفي هذا السياق، أكد أمير الكناني، القيادي في التيار الصدري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السيد مقتدى الصدر أعلن أكثر من مرة من قبل أنه غير مطمئن لعمل المفوضية ويشكك بها وكان دعا إلى إجراء انتخابات بإشراف أممي خصوصا في المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش والتي تحتوي على أكثر من مكون»، مبينا أن «القناعات لدى الصدر لجهة بقاء احتمالات التزوير قائمة تأتي بسبب المفوضية كونها تمثل في النهاية أحزابا سياسية تتحكم بمجريات الأمور وسبق له أن طالب بتغييرها مثلما طالب بتغيير قانون الانتخابات وهو ما لم يتحقق لكلا الأمرين بالطريقة التي نطمح لها». وأوضح الكناني أنه «في الوقت الذي نستطيع القول إن من الثوابت لدى الصدر تغيير المفوضية والقانون وفي الانتخابات المقبلة لا نخشى عملية العد والفرز التي ستجري بطريقة إلكترونية وإنما نخشى الوسيط الناقل لنتائج الانتخابات التي هي دولة أخرى تذهب إليها النتائج ومن ثم تعود إلى المركز الوطني»، مبينا أن «غالبية القوى السياسية باتت تتخوف من مسألة الوسيط الناقل وبالتالي فإننا حين ننبه المفوضية في وقت مبكر فإننا نريد أن تمضي العملية الانتخابية بشكل سلس وصحيح». وردا على سؤال بشأن إعلان الصدر عدم دعمه لأي كتلة، قال الكناني إن «الكتلة الأقرب التي يمكن أن يدعمها الصدر هي كتلة سائرون لكنه وضع شروطا صارمة أمامهم لكي يدعمهم سواء على صعيد اختيار المرشحين أو الالتزام بمعايير النزاهة والشفافية»، مشيرا إلى أن «الصدر كان تبنى كتلة الأحرار قبل حلها لكنه اليوم انتقل من التبني إلى الدعم ضمن ضوابط لأنه لا يريد أن يتحمل أخطاء غيره». وعلى صعيد متصل وفي إطار دعوة الصدر إلى إشراف أممي على الانتخابات، أكد مقداد الشريفي رئيس الدائرة الانتخابية السابق في مفوضية الانتخابات لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمم المتحدة موجودة أصلا ضمن مفوضية الانتخابات عن طريق ممثليتها في العراق أي فريق يونامي الأممي». وأضاف الشريفي أن «هذا الفريق الأممي الذي يشرف على الانتخابات العراقية يرتبط مباشرة بممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبتيش وهو فريق متكامل من حيث الخبراء والخبرات والتقنيات». وكانت مفوضية الانتخابات دعت أمس الاثنين المرشحين والأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية إلى رفع الدعايات الانتخابية خلال ثلاثة أيام. وقال رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية رياض البدران في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «المفوضية ستتخذ الإجراءات الكفيلة وفق نظام الحملات الانتخابية رقم 11 لسنة 2018». وأضاف أن «المفوضية تنذر الأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية والمرشحين بضرورة رفع الدعايات الانتخابية سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الأماكن العامة وخلال ثلاثة أيام تبدأ من 1-4-2018 وتنتهي في 3-4-2018». ولفت البدران إلى أن «المفوضية ستقوم بفرض غرامات على أي دعاية انتخابية سيتم رصدها من قبل اللجان المشكلة من قبل المفوضية في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى وسيتم تطبيق نظام الحملات الانتخابية رقم 11 لسنة 2018 وإجراءاته بهذا الخصوص». ودعا «الأحزاب والمرشحين إلى ضرورة التعاون مع المفوضية في تطبيق القانون والالتزام به من أجل ضمان سير العملية الانتخابية».

 

شكوى إماراتية لـ«إيكاو» ضد اعتراضات قطرية لطائراتها المدنية

دبي/الشرق الأوسط/03 نيسان/18/قالت الإمارات أمس بأنها تقدمت بشكوى رسمية تفصيلية للمنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو»، تتعلق بالاعتراضات القطرية الأربعة على الطائرات المدنية الإماراتية خلال رحلات اعتيادية مجدولة ومعروفة المسارات ومستوفية الموافقات والتصاريح، واصفة ذلك التصرف بالمهدد حياة الركاب المدنيين. وأكد سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني أن الإمارات تقدمت بشكوى تفصيلية ضمن المادة «n54» من اتفاقية شيكاغو، والتي تأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية للدول أعضاء منظمة الطيران المدني الدولي وتوفر الشروط القانونية لأداء الواجبات والالتزامات العامة بموجب الاتفاقية. وقال إن «ما تعرضت له الطائرات المدنية الإماراتية يشكل خرقاً متعمداً من قبل قطر للمواثيق والاتفاقيات الدولية المنظمة للطيران المدني، وتهديداً لسلامة الطيران المدني، وهو ما لا تسمح به الإمارات»، مشيراً إلى أن التصرف كان غير مبرر وغير صحيح ويهدد سلامة الركاب وطاقم الطائرتين. وذكر السويدي أن المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو» ستحدد لاحقا تاريخ الاجتماع للأطراف للتحقيق في الشكوى المقدمة. يذكر أن المقاتلات القطرية اقتربت من طائرتين مدنيتين إماراتيين خلال رحلة اعتيادية الأسبوع الماضي في حادثة ثانية، فيما اعترض الطيران الحربي القطري في الحادثة الأولى التي وقعت منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي طائرتين مدنيتين أخريين ما شكل تهديدا لسلامة الركاب وخرقاً واضحاً للقوانين والاتفاقيات الدولية. وكان سلطان المنصوري رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية قال مؤخراً إن الإمارات لن تغير مسارات رحلاتها المدنية، وذلك بعد الكشف عن اقتراب مقاتلتين قطريتين على نحو ينطوي على خطورة من طائرتين مدنيتين إماراتيتين. وبين المنصوري أن بلاده ليست لديها خطط لتغيير مسارات الرحلات المدنية في الوقت الراهن، في الوقت الذي اعتبرت الإمارات الواقعة بأنها «عمل استفزازي». وكان إسماعيل محمد البلوشي مساعد مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني قال في أبوظبي إن الواقعة الأخيرة تتعلق بطائرة كبيرة مملوكة لمنظمة إماراتية وطائرة هليكوبتر. وقالت الهيئة العامة للطيران المدني إن طائرة إماراتية خاصة من طراز إيرباص إيه 320 في طريقها من إمارة الفجيرة إلى روما أجبرت على الصعود إلى ارتفاع أعلى، بعد أن حلقت مقاتلتان قطريتان واقتربتا منها على نحو ينطوي على خطورة. وقال البلوشي «المقاتلتين اقتربتا إلى مسافة 800 متر أفقيا و213 مترا رأسيا من الطائرة الإماراتية». وكانت شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات البحرينية ذكرت قبل أيام أنه تم رصد في الساعة 14:35 بالتوقيت المحلي مقاتلتين قطريتين تحلقان في المياه الدولية ضمن إقليم البحرين لمعلومات الطيران دون إذن مسبق على ارتفاع 30 ألف قدم. وأضافت «قد قامت المقاتلتان بالارتفاع تحت طائرة إماراتية خاصة تحمل النداء «إيه 6 إتش إم إس» ونوعها A320 متجهة من الفجيرة لروما، مما أدى إلى تدخل المراقبة الجوية بالبحرين واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الطيران».

وتابعت «قامت الطائرة الإماراتية بالارتفاع إلى 35 ألف قدم لتفادي المقاتلات القطرية التي دأبت على انتهاك الاتفاقيات الدولية وتعريض حركة الطيران المدني للخطر في المنطقة»، وأدانت شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات هذا التصرف اللامسؤول وبادرت باتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم شكوى لدى منظمة الطيران المدني الدولي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثقة ماكرون في لبنان

 رندة تقي الدين/الحياة/04 نيسان/18

مؤتمر «سيدر» لدعم لبنان ينعقد بعد يومين في باريس بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتعبئة الدعم الدولي للبنان ولإظهار أن فرنسا والأسرة الدولية متمسكة ببقائه مستقراً وآمناً، ومساعدته في تحمل عبء اللاجئين فيه.

جمعت فرنسا بجهود رئيسها ووزير خارجيته جان إيف لودريان أكثر من ٥٠ وفداً عالمياً سيدرسون يوم الجمعة التزامات للاستثمار في مشاريع البنية التحتية في لبنان. الكل في لبنان يتكهن بأرقام تتراوح بين ٤ و٥ بلايين دولار. إلا أن المؤتمر كما وصفه السفير الفرنسي بيار دوكان، وهو المسوؤل عن ترتيبه، مسار وليس مؤتمر مانحين. فأرقام الاستثمارات وتنفيذها تثبت عندما تقوم الحكومة اللبنانية ما بعد الانتخابات بإصلاح فعلي في قطاعات اقتصادية لم تر أي إصلاح من الكهرباء إلى الماء إلى غيرهما من القطاعات الحيوية.

تشكيك اللبنانيين إجمالاً في نتائج هذا المؤتمر يأتي من عدم الثقة في طبقتهم السياسية التي فشلت حتى الآن في حل مشكلات أساسية في حياتهم اليومية من التيار الكهربائي والبيئة التي تضمن صحة وعافية الشعب الذي ما زال يعاني في شكل كبير من النفايات وتلوث البحر. فالشاطئ اللبناني كان في إمكانه أن يمثل ثروة سياحية على نمط ما نراه في المياه اليونانية والتركية والقبرصية في حين أن السباحة وصيد الأسماك في لبنان مجازفة صحية. والتشكيك في نتائج هذا المسار لدفع الاستثمارات شرعي. فلن يصرف أحد أموالاً كبيرة من دون تحديث وإصلاح قطاعات الاقتصاد الحيوية في لبنان.

ومشكور الرئيس ماكرون الذي يحث الدول الغربية والعربية وأعضاء مجلس الأمن وحيداً على مساعدة لبنان ودعمه. ماكرون يثق في رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي هو كما والده الرئيس رفيق الحريري حليف تقليدي لفرنسا، والآن أثبتت علاقة ماكرون والحريري وزيارة الرئيس اللبناني ميشيل عون فرنسا أن الرئيس الفرنسي الشاب يريد بقوة دعم البلد. لكن كما قال يوماً جون كينيدي لا تسألوا ما الذي يمكن أن يفعله بلدكم لكم بل ماذا يمكن أن تفعلوا لبلدكم.

وهذا ينطبق على الشعب اللبناني على أن يتحرك بحزم لمساءلة سياسييه، خصوصاً من خلال الانتخابات المتوقعة أن تكون مخيبة للآمال من ناحية القانون والمرشحين إجمالاً. كما ينطبق على الطبقة السياسية التي ينبغي ألا تنظر إلى بلدها كبقرة حلوب تستفيد منها.

هناك انطباع سائد في لبنان أن الأوضاع كارثة والفساد باق والتدهور مستمر كأن اللبنانيين مستسلمين لمثل هذه الأوضاع في حين أن في لبنان أفراداً وقدرات وإمكانات وكفاءات من رجال ونساء يعطون الأمل بالنهوض والخروج من محنته. وتم تسريب تسجيل يدعي أنه خبير من صندوق النقد الدولي يقول أن صندوق النقد منذ 1999 قدم توصياته لما ينبغي أن تقوم به الحكومات اللبنانية من إصلاحات إدارية، والتي ينبغي اتخاذها إذا أراد لبنان تخفيض نسبة دينه بالنسبة إلى نسب بلدان أخرى. ويقول أن لبنان يعاني من سرطان لا دواء له وهو غياب إدارة جيدة نتج من فساد لا مثيل له إلا في بستوانا وهو عمل في 20 دولة أفريقية. ورأى أن ليس هناك أي منطق لبلد مثل لبنان على رغم مستواه التعليمي الجيد وقدراته، أنه لم يقم بإصلاحات إدارية في الكهرباء والنفايات وغيرها. وانتقد الخبير عدد الوزراء في لبنان الذي يبلغ 30 وزيراً في حين أن لدى روسيا تسعة وزراء فقط. فهناك حقائق كثيرة يقولها إذا صح أنه تسجيل فعلاً من مسوؤل في صندوق النقد الدولي. لكن، على رغم هذه الحقائق هناك من يثق في لبنان وفي المسار الذي باشره ماكرون لمساعدة لبنان مبادرة مهمة تطلق بعض التفاؤل. فديناميكية الرئيس الفرنسي وتحركه وتعبئته لدفع الدعم إلى لبنان ينبغي أن يوازيها عمل لبناني فعلي للإصلاح وإلا هي الفرصة الأخيرة لهذا البلد أن ينهض. وعلى الرئيس الحريري الذي حصل على ثقة ماكرون وصداقته ألا يخذله ويخذل اللبنانيين الذين يثقون فيه، وأن يعمل بجهد لتنفيذ الالتزامات بالقيام بالإصلاحات المطلوبة بأسرع وقت لأن لبنان لم يعد يتحمل وعوداً من دون تطبيقها.

 

مقاتلون ديموقراطيون في بعلبك بلا سلاح

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 04 نيسان 2018

تتجمّع المعطيات في البقاع الشمالي لتقول بأنّ اللائحة المعارضة لـ«حزب الله» لا تتجانس في الأهداف ولا تمتلك التوازن الداخلي بين المرشحين، الكفيل بتحقيق الهدف السياسي من المعركة. فما يجمع هذه اللائحة تحالف اللحظة الاخيرة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية الذي اتّكأ على مجموعة من المرشحين الشيعة نزعت منهم ادوات المعركة، فيما انصرف كل من المستقبل والقوات الى تأمين فرص مرشحيهما، بغض النظر عن فرصة فوز المرشحين الشيعة أو احدهم على وجه الخصوص هذا الفوز الذي يمتلك المعنى السياسي الوحيد لهذه المعركة.

وفي حين فرض تيار المستقبل إيقاعه على تشكيل اللائحة منذ البداية من خلال الاتفاق الذي حصل بين السيد نادر الحريري والنائب السابق يحي شمص، والذي أتى بعد انسحاب المرشح الشيخ صبحي الطفيلي من المعركة وانسحاب شخصيات شيعية وازنة، فإنّ هذا المسار يعني أنّ المستقبل هو مَن شكّل اللائحة متجاوزاً الاعتبارات الشيعية ومتجاوزاً، ضرورة خوض معركة سياسية، وهو الذي كان يريد حتى اللحظة الأخيرة إدخال التيار الوطني في هذه اللائحة، وقد فشل في اللحظة الأخيرة بعد إصرار القوات اللبنانية على مرشحيها، وبعد تمنيات سعودية بالتحالف بين المستقبل والقوات في هذه الدائرة اليتيمة، التي أُضيفت الى تحالف آخر في عكار يفتقد بدوره الى الثقة بإمكان نجاح مرشح القوات العميد وهبة قاطيشا.

وإذا كان انسحاب الطفيلي من المعركة، ثم انسحاب الرئيس الحسيني في اللحظات الأخيرة لتشكيل اللوائح قد أفضى الى تحالف ثنانئي بين القوات والمستقبل وشخصيات شيعية مستقلة، فإنّ التركيز ينصب الآن من المستقبل والقوات على السواء على إنجاح مرشحيهما، دون الالتفات الى المرشحين الشيعة، بمعنى أنّ هؤلاء سيتركون في لعبة الصوت التفضيلي الى قدرهم، ولن ينالوا اصواتاً مسيحية أو سنّية، علماً انّ «حزب الله» يركّز كامل جهده وماكينته على رفع نسبة التصويت ورفع الحاصل الانتخابي، وتوزيع الاصوات التفضيلية لضمان عدم حصول خرق في أيّ مقعد شيعي، ويركّز الحزب بعد المقاعد الشيعية على المقعد الماروني لإنجاح النائب إميل رحمة، وإسقاط مرشح القوات انطوان حبشي.

ووفقاً لهذه الصورة الأوّلية، فإنّ غياب الدعم والغطاء عن المرشحين الشيعة سيقلّص فرص اختراقهم، كما سيقلّص فرصة اللائحة ككل في تأمين فوز كان يمكن أن يكون كبيراً لو توفرت مقوّمات المعركة.

وبعد الاستهداف المتكرّر للمرشح المنسحب الشيخ عباس الجوهري الذي يتمّ تدفيعه فاتورة كبيرة جراء معارضته لحزب الله، بات واضحاً انّ هؤلاء المرشحين لا يحظون بالغطاء لاستكمال معركتهم، وانّ التفاهمات داخل اللائحة لا تعطيهم امكانية الفوز، فيما التفاهمات السياسية داخل السلطة، تجعل من بعض شركائهم في اللائحة أشبه بالنعام التي لا تريد أن ترى، ففي الاعتداء على الشيخ الجوهري لم يسجَّل لأيّ مرجع أن تدخّل لتأمين سقف قانوني يحمي المعارضين الشيعية، فوزير الداخلية نهاد المشنوق غاب عن السمع، وترك هؤلاء يواجهون سلطة الامر الواقع، التي تسعى قبل شهر على موعد اجراء الانتخاب الى ضبط حالات الاعتراض بكل السبل، ومن ضمنها اساليب ترهيب استعملت في حقبات سابقة. يقول معظم الدراسات الاحصائية إنّ خوض معركة متكافئة في البقاع الشمالي، كان يمكن أن يؤدّي الى خرق لائحة «حزب الله» بثلاثة مقاعد، أما اليوم وفي غياب الجهوزية الشيعية الناتجة عن إضعاف المرشحين، تدنّت احتمالات الخرق الى مقعد يمكن أن يرتفع الى مقعدين، واذا ما حصل ذلك سيكون من نصيب المستقبل والقوات، اما المقاتلون الديموقراطيون في المعارضة الشيعية فقد تُركوا في المعركة من دون سلاح.

 

قانون الإنتخابات: زواجُ متعةٍ وسِفاحُ قُربى!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 04 نيسان 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/63649

قد يكون التعبير قاسياً، ذلك الذي استخدمه قطب سياسي بارز، في وصفه ما يجري على مسرح التحضيرات الانتخابية: «إنه القانون الصدمة الذي وضع كثيرين أمام الجدران المسدودة، فاندفعوا إلى أمرَين معاً: زواج المُتعة وسِفاح القربى». لكنّ هذا التعبير، على قساوته، يبدو معبِّراً جداً عن الصورة، وقد لا يكون هناك ما هو أكثر صدقاً منه. من المفارقات أنّ «زواج المتعة» الانتخابي، في اللوائح المتناقضة، ينطبق على الجميع إلّا الشيعة أصحاب «زواج المتعة» أساساً. ففيما الموارنة وسواهم يبدّلون الشريك وفقاً للمنطقة لا للمنطق، ثَبُتَ بـ«الوجه الشرعي» أنّ زواج حركة «أمل» و«حزب الله» هو «الزواج الماروني» فعلاً، إذ إنّ أيّاً منهما لم يبدِّل تبديلاً.

حتى خبراء الانتخابات الأكثر براعة، لم يذهب خيالهم إلى حدّ رؤية اللوحة السوريالية التي ارتسمت في تركيبات اللوائح. كانوا إجمالاً يعتقدون أنّ هناك خطوطاً حمراً سياسية أو أخلاقية أو مبدئية أو حتى مصلحية لا بدّ أن تتوقّف عندها تحالفات اللوائح. لكن ما جرى كان صدمة للجميع.

البعض يقول إنّ فريقاً واحداً كان يعرف تماماً ماذا يفعل، وما ستكون عليه الصورة في الانتخابات، وهو الفريق الشيعي الذي روَّج لقانون الانتخاب، تحت ضغط الوقت، واستفاد منه وحده، كما كل القوانين السابقة، فيما الآخرون جميعاً سيُهشَّمون أو يُهمَّشون.

لكنّ آخرين يعتقدون أنّ الفريق الشيعي ليس خارقاً إلى هذا الحدّ، وأنه هو نفسه أصابته المفاجأة كسواه، لكنه محظوظ بـ»انضباط» الجغرافيا والديموغرافيا… وبعناصر القوة التي يملكها داخل الطائفة ولدى الطوائف الأخرى.

هل يمكن القول عن زواج «التيار الوطني الحرّ» و«الجماعة الإسلامية» في جزين أكثر من زواج المتعة العابرة لبضعة أيام، بين غريبَين لا يجمعهما سوى فراش 6 أيار، لساعات قليلة؟

وهل في هذا الزواج شيء من المنطق سوى «زكزكة» الحليف السياسي تيار «المستقبل»، وقطع الطريق على ذوي القربى في جزين من «قوات» و«كتائب» وآخرين؟ وكيف يبرّر باسيل هذا الزواج، فيما هو يرفع شعار «قرار جزين لجزين»؟ وهو لو اختار التوافق الجزّيني بدلاً من المصارعة المسيحية الحرّة هناك، لما كان اليوم يغامر باحتمال خسارة المقعد الكاثوليكي للحريري بعدما خسر المقعد الماروني لبري!

«أوعا خيَّك»، شعار تمّ تطبيقُه معكوساً وبحقدٍ منقطع النظير، على مدى الدوائر الانتخابية كلها. فـ«التيار» زاوج «الجماعة الإسلامية» في دائرة، ووافق على «أمل» في البقاع الغربي، وبعبدا إلى حدّ ما، وتجنَّب تماماً «خيَّك» «القواتي». وعلى العكس، هو طلَب رأسَه، لا بسيفه بل بسيوف السنّة والشيعة والدروز.

جنبلاط والحريري وضْعُهُما ليس أفضل. ففي الشوف وعاليه، كان جنبلاط «وسيط خير» للتوفيق بين الحريري و»القوات» ليركب الموجة وينجو بمقاعده. لكنه، مِن قَلب اللائحة في البقاع الغربي، صبّ نقمته على الحريري، لأنه أراد تحجيم التمثيل الجنبلاطي وحصره بمقعد وائل أبو فاعور.

وأما «القوات» فكانت تبحث عن رفيق في كل الاتجاهات، لأنّ كثيرين يريدون رأسها: جنبلاط والحريري استعانا بها في الشوف وعاليه وأبقياها خارج اللائحة في البقاع الغربي. و»حنّ الحديد على حاله» بين «القوات» والكتائب، حيث «الحنان» له مردود انتخابي: بيروت وزحلة وجزين والشمال. لكنّ الطلاق الأخوي وقع في المتن مثلاً، حيث كلٌّ «يا ربّ نفسي».

وفي المتن وسواه، يتصرَّف «التيار» بشراهية. فهو يريد، لو يستطيع، إزاحة كل زعامة مسيحية سواءٌ كانت لها امتدادات على مستوى الأحزاب أو على مستوى المناطق. وهو جمَع في لائحته ما لا يُجمَع، من أجل «تكبير» الكتلة وتثميرها.

وفي البترون - الكورة - زغرتا - بشري، يحتاج باسيل إلى أصوات الحريري، ويعتمد بطرس حرب على أصوات فرنجية، وتتحالف «القوات» مع الكتائب لأنّ المصيبة تجمعهما. والشعار الذي ترفعه الكتائب «رفض التحالف مع السلطة» تمّ تعديله مع «القوات» الذين قالت عنهم: «يشبهوننا». وبالفعل، «القوات» ليست فريقاً سلطوياً بما تعنيه الكلمة. وفي بعلبك - الهرمل، 14 آذار بصحة جيدة. فـ»القوات» و»المستقبل» يتحالفان ضد «أمل» و»حزب الله» ومعهما القومي، ويقف «التيار» «على جنب». لكنّ القومي نفسه «يخردق» لائحة «التيار» الرسمية في المتن، بالياس أبو صعب وغسان الأشقر وكورين الأشقر، ولا يجد «التيار» مشكلة في ذلك، ما دامت الغاية تبرّر الوسيلة.

وفي كسروان - جبيل، زيجات متعة بالجملة في لائحة «التيار» خصوصاً. وفيما يرفض «التيار» مرشح «حزب الله» في جبيل، هو يتحالف مع مرشحي «الحزب» في بعبدا. وفيما يأخذ على المرشح أنه من خارج الدائرة، هو أيضاً جاء برئيس لائحته الكسروانية من خارج الدائرة.

في البيت السنّي، المواجهة تبدو أقل حدَّة، في الشمال وبيروت. لكنّ الحريري- كما سواه- لم يوفّر وسيلة للحفاظ على أكبر مقدار من كتلته النيابية الآيلة إلى التراجع حتماً في انتخابات 2018.

إذاً، يمكن الحديث عن ملامح مبكرة لنتائج انتخابات 6 أيار:

1 - مكاسب سيحقّقها الفريق الشيعي.

2 - دخول رموز سوريّة، شيعية وغير شيعية إلى المجلس.

3 - خسائر في كتل المرجعيات والزعامات الأساسية غير الشيعية: عون، الحريري وجنبلاط.

4 - تكريس التواطؤ بين أركان الطبقة السياسية في وجه تيارات «المجتمع المدني» التي أصيبت، على أنواعها وتعدّد اتّجاهاتها و«ولاءاتها»، بهزيمة نكراء.

5 - «ذوو الخزنات» يحتلون مواقع «ذوو النضال»، وهم موجودون في كثير من اللوائح «للطوارئ».

 

هل المقعد النيابي أهمّ من الكيان اللبناني؟

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 04 نيسان 2018

على فترة أقلّ من 40 يومًا من الإنتخابات النيابية، بدأ الوضع المالي للدوّلة اللبنانية يدخل في مزايدات أهل السلطة كافة. هذه المزايدات وإن كانت تعكس واقعًا موجودًا إلا أنها ستأخذ البلد إلى حالٍ من الذعر لا يستطيع أحد ضمان نتائجه.

ليس بجديد القول أن الأرقام المالية والمؤشرات الإقتصادية في لبنان كلّها أرقام سيئة وتُنذر بتدهور مُستمر للوضع المالي منذ الحرب الأهلية وحتى يومنا هذا. حتى الأعوام التي كان فيها النمو الإقتصادي يوازي الـ 9%، لا يُمكن حسبانها أيام مجد نظرًا إلى تزايد العجز ومعه الدين العام في تلك الفترة.

الإنتقادات التي توجّه إلى السلطة ليست بجديدة فعمرها عشرات السنوات وهي نتاج الحرب الأهلية وما فرضته من تهاون في المحاسبة حفاظًا على السلم الأهلي. الفارق الوحيد الذي يُمكن ذكره هو تردّي الأرقام التي تتعاظم مع تعاظم حجم الإقتصاد.

هذه المُقدّمة لا تهدف أبدًا إلى التخفيف من سوء الوضع، بل للقول أن هناك إصلاحات كان ينبغي القيام بها منذ عشرات السنين ولم تقم بها السلطة الحاكمة. واليوم أصبح هناك ظروف قد تسمح بتغيير المنهجية المُتبعة من قبل السلطة السياسية في إدارة الشأن العام المالي والإقتصادي.

الوضع السياسي والأمني

اللافت في الأمر أن عدوان تموز 2006، أسّس لمنهجية معينة في الادارة المالية للدولة اللبنانية مبنية على الإنفاق من إعتمادات من خارج الموازنة (في غياب هذه الأخيرة) أدّت الى ضرب المالية العامة. وما نحصده اليوم ما هو إلا نتاج تراكمي لهذه المنهجية.

اليوم، أخذ الإنتظام المؤسساتي بسلوك الطريق الصحيح وهذا ما أثبتته القوانين التي تمّ التصويت عليها العام الماضي وعلى رأسها موازنة العام 2017. وعلى الرغم من العيوب التي شابت هذه الموازنة، إلا أن وجودها في حدّ ذاته له أهميّة كبيرة أقلّه إحترامًا للدستور اللبناني الذي يفرض وجود موازنة.

الضغط الدولي لإجراء الإنتخابات في موعدها وإقرار موازنة العام 2018 قبل الذهاب إلى سيدر 1، أعطى مفعوله بدون أدنى شك. فالموازنات العامّة أصبحت تُقرّ في أوقات قياسية لا تتعدّى الأسابيع وهذا إن دلّ على شيء يدلّ على أن غياب الموازنات من العام 2005 إلى العام 2016 سببه سياسي بحت كما أن هذه الموازنات لا تحوي على خطط إقتصادية.

الموازنة عبارة عن مستند يُعطي من خلاله مجلس النواب الحكومة سقفا للإنفاق، ومع قطع الحساب يُصبح هذا الثنائي الأداة الوحيدة التي يمتلكها مجلس النواب لمراقبة مدى إلتزام الحكومة بسقف الإنفاق.

كما تُعتبر الموازنة الأداة الأساسية لتطبيق السياسة الإقتصادية للحكومة ومن دونها لا يُمكن تطبيق أي سياسية إن من ناحية الإنماء وتضخيم الإقتصاد أو من ناحية ضبط وترشيد الإنفاق. وبالتالي، فإن الموازنة أداة تُساعد في حلّ مُشكلة العجز ومحاربة الهدر عبر تنفيذ إجراءات تتمّ مراقبتها من خلال الموازنة.

أضف إلى ذلك، الموازنة هي مُستند أساسي تعتمده المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لقياس مدى إنضباط الدولة المالي وبالتالي تُقرّر على أساسه إذا كان في الإمكان دعم الدولة ماليًا أو لا. وبالتالي فإن غياب الموازنة يعني سقوط الدولة على الساحة الدولية.

مزايدات ليست في مكانها

شاءت الظروف (أو لربما هكذا أرادها البعض) أن تسبق مؤتمر سيدر 1 الإنتخابات النيابية ببضعة أسابيع، وأن هذا المؤتمر يفرض إقرار موازنة. لذا ارتفعت وتيرة المزايدات من قبل الأحزاب والمُرشحين بشكل غير مقبول.

هذه المزايدات في مُعظمها تنمّ عن معرفة سطحية بوضعية المال العام، وجهل كامل للواقع الإقتصادي. وبملاحظة تصاريح المعنيين، نرى أن مُعظم هذه التصاريح هي تكرار لأمور مكتوبة في الصحافة ولا يوجدّ فيها أي تحليل إقتصادي أو مالي مبني على نظرية علمية.

القول أن البلد مُفلسّ هو غير واقعي لأن كلمة «إفلاس» في لغة الأسواق تعني التوقف عن دفعّ المستحقات المالية أكان بسبب عدم وجود المال أو بقرار عدم دفع هذه المُستحقات من السلطة. ولبنان لا تنطبق عليه أي من هاتين الحالتين، لذا القول أن لبنان بلد مُفلس لا ينطبق على الواقع.

تغيير المنهجية

إن إدارة لبنان المالية والإقتصادية الحالية، لا تتلاءم والواقع المالي والإقتصادي، لذا المطلوب من السلطة تغيير منهجيتها. ونرى أن إقرار موازنة العام 2018 على الرغم من العيوب التي تطالها هي خطوة في إتجاه تغيير المنهجية والمفروض الإستمرار في إصلاحات هيكلية أصبحت على لسان الجميع (التوظيف العشوائي، الكهرباء، محاربة الفساد والهدر...) خصوصًا بعد إنتهاء الإنتخابات النيابية.

وتُعتبر مدّة تشكيل حكومة ما بعد الإنتخابات مؤشّرا جدّيا عن مصداقية النوايا الحسنة التي أظهرتها مُختلف الأحزاب السياسية في حملاتها الإنتخابية. وبالتالي فإن مدة تشكيل تزيد عن الشهرين ستكون مؤشرا سلبيا.

الوضع النقدي

من المعروف أن وضع مالي عام سيء يؤثّر حكما على سعر صرف العملة، إلا أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يتربّع على إحتياطي يفوق الـ 66 مليار دولار أميركي كفيل بردع أي هزّة (مهما كانت قويّة) ضدّ الليرة اللبنانية. لذا فليطمئن الجميع، الدولار الأميركي باقٍ على سعر 1507.5 ليرة لبنانية.

سيدر 1

دخل مؤتمر سيدر 1 كالعديد من الملفات البازار السياسي. وإذا كان البعض يرى في هذا المؤتمر زيادة في الدين العام، إلا أن الواقع يُمكن رؤيته بمنظار مُختلف:

أولًا – إن الأموال التي ستدخل لتمويل مشاريع إستثمارية في لبنان ستؤدّي إلى نسبة نمو 1% لكل مليار دولار إستثمارات. أضف إلى ذلك حجم فرص العمل التي ستخلقها هذه المشاريع (عمال، مكاتب دراسات، مكاتب محاماة، قطاعات داعمة....)، وبالتالي فإن نسبة النمو سترتفع حكمًا في حال تمّ توظيف لبنانيين في هذه الأعمال مما سيزيد من الإستهلاك ومعه النمو.

ثانيًا – إن الأموال التي ستدخل إلى لبنان ستكون بالعملات الصعبة وهذا الأمر سيؤدي ميكانيكيًا إلى دعم الليرة اللبنانية. وبالتالي سيُشكّل هذا الدعم المالي دعمًا قويًا لليرة اللبنانية في ظل الحملة الإفترائية التي يتبعها البعض للنيل من العملة الوطنية.

ثالثًا – إن بدء المشاريع سيؤدّي حكمًا إلى تفعيل الشراكة بين الدولة اللبنانية وبين القطاع الخاص، الأمر الذي قد ينسحب على مشاريع أخرى خارج نطاق سيدر 1. وهذا يعني مزيدا من الإستثمارات ومزيدا من فرص العمل.

رابعًا – إن المنصّة الإلكترونية التي يسعى حاكم مصرف لبنان إلى إنشائها ستُشكّل نقطة تحوّل في تاريخ الإقتصاد اللبناني حيث ستتغيّر طريقة التمويل لتصبح من الأسواق مباشرة بدل المرور الإلزامي بالمصارف وما يواكب ذلك من تعقيدات. هذا الواقع هو واقع الإقتصادات الحديثة وهذا ما يسعى إليه سلامة من خلال طرحه للمنصة الإلكترونية. بالطبع كل ما تقدمنا به لا يُمكن أن يُطبقّ من دون إلتزام صريح وواضح من قبل الطبقة السياسية التي ستخرج منها الحكومة.

في الختام، لا يسعنا القول إلا أن الإنتقاد في هذه المرحلة لا يُمكن إلا أن يدخل ضمن المزايدات الإنتخابية، وبالتالي المطلوب بدل الإنتقادات، إطلاق طروحات التي قد تُساعد لبنان على النهوض لأن العكس قد يخلق حالة من الذعر لا أحد يُمكن أن يضمن نتائجها. فهل المقعد النيابي أهمّ من الكيان اللبناني؟

 

زحلة: ميريام سكاف في دائرة الخطر

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الأربعاء 04 نيسان 2018

لم يلتزم الرئيس سعد الحريري الوعد الذي قطعه خلال إحياء ذكرى 14 شباط الماضي حين وَعَد بلوائح مستقلة لـ تيار»المستقبل» عابرةٍ للمناطق. زحلة واحدة من البقَع الانتخابية، كما في الدوائر كافة، التي احتاج فيها إلى تحالفات تُمكّنه من إيصال مرشّحيه إلى مجلس النواب. هنا أيضاً اختار الحريري الصعود إلى مركب «التيار الوطني الحر» في مواجهة حليفِه الطبيعي «القوات اللبنانية» أكبرِ قوّة مسيحية تجييرية في القضاء!

خمسُ لوائح تتنافس في زحلة، لكن عملياً المنافسة بين أربعة «بلوكات».

بلوك «المستقبل»- «التيار الوطني الحر» ويدعمه «الطاشناق»، بلوك «القوات»- «الكتائب»، بلوك «حزب الله» والنائب نقولا فتوش، ولائحة ميريام سكاف.

في انتخابات عام 2009 بلغت نسبة الاقتراع السنّي (البلوك العددي الأكبر في القضاء) أكثرَ من 70 في المئة. تسعى الماكينة الانتخابية لـ»المستقبل» إلى رقمٍ مماثل، في حين أنّ الحريري يركّز في شكلٍ أكبر على رفع نسبة التصويت الى حدّه الأقصى في بيروت الثانية.

خلال ولايتين نيابيتين تغيَّر المزاج السنّي بنحو ملحوظ في دائرة زحلة. ثمّة من يَجزم بأنّ نسبة ملموسة من الناخبين السنّة خرجَت من دائرة «زي ما هيّي»، لكن من دون أن تتحدّد وجهتها إنْ لمصلحة الخطاب المتطرّف الذي يُعبّر عنه اللواء أشرف ريفي أو الانحياز إلى خيارات من خارج الملعب السنّي، مع العِلم أن «التيار الازرق» إستطاع عام 2009 أن يُجيّر ما نسبتُه 89 في المئة من البلوك السنّي لمصلحته، بما في ذلك بلوك المجنّسين الذين يحاول بعض المرشحين المتمولين إستمالتهم.

يبلغ عدد الناخبين السنّة في زحلة 48867 في مقابل 27538 (الشيعة)، 32295 (كاثوليك)، 16470 (ارثوذكس)، 27049 (موارنة)... الثقل العددي السنّي في الدائرة لم يعد يتمتّع بالامتيازات نفسِها كما في المعارك السابقة. القانون الجديد غيّر قواعد اللعبة، والمعركة الحقيقية هي على المقاعد المسيحية الخمسة من أصل سبعة، وسط غموض يحوط بالنتائج ويساهم في إزكائه تضارُب استطلاعات الرأي.

مِن باب التحصيل الحاصل حُسم منذ الآن فوز المرشّح السنّي على لائحة «المستقبل» و«التيار» فيما المقعد الأرمني غير محسوم، خصوصاً أن لا مرشّح رسمياً لـ»الطاشناق» على اللائحة، إضافةً إلى المرشح الشيعي على لائحة «حزب الله» وفتوش. بقية المقاعد (كاثوليكيان، ماروني، أرثوذكسي) هي في دائرة «التناتش»، تحت وطأة «الصوت التفضيلي»، الذي لن ينتهي إلّا مع فرزِ الأصوات. حتى النائب السابق سليم عون، المرشّح الماروني على لائحة «التيار» و«المستقبل» الذي كان يُعَدّ من الأسماء المحسوم فوزُها يتعرّض، وفق المعلومات، لضغوط زملائه في اللائحة، ولا سيما منهم ميشال ضاهر وأسعد نكد، خصوصاً أنّ القواعد العونية متداخلة بين هؤلاء المرشّحين بفعل الخدمات. كذلك «فتّ الأموال» هو مشكلة مشتركة بين اللوائح، والمرشّح العوني بالتأكيد أحد ضحاياه!

«الصوت التفضيلي» يضع الجميع في دائرة الخطر، لكنّ الخطر الأكبر يهدّد فعلياً رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف بحِرمانها من الحاصل الانتخابي البالغ نحو 12 ألف صوت، وهو الأمر الذي يشير إليه عدد من استطلاعات الرأي. حتى أن القريبين من سكاف قلقون من أن تكون فعلياً «لوحدها في المعركة»، حيث لا عصبية مسيحية داعمة لها، ولا حليف سنّياً أو شيعياً ولا مساندة أرمنية. مع ذلك، فإن الماكينة الانتخابية لميريام تُروّج لفوزٍ حتمي يتمّ استهدافه مسبقاً بكمٍّ من الإشاعات التي تواجه وضع لائحتها.

خصوم سكاف يراهنون على أنّه بمقدار ما يَشعر ناخبو زحلة، وحتى مَن يدور في فلك «الكتلة الشعبية»، أنّها رهان خاسر سلفاً، بمقدار ما يجيّر هذا الواقع لمصلحة رفعِ حواصل لوائح أخرى، وتحديداً لائحة تحالف «التيار»-»المستقبل» الذي يضمّ المرشّح ميشال سكاف رافع لواء التمسّك بثوابت «الكتلة الشعبية» والمصِرّ على حيثيته المستقلة عن الكادر الحزبي للّائحة، والمرشّح ميشال ضاهر الخيار الكاثوليكي الملتزم بـ «التيار». وبخلاف اللوائح الأخرى التي تضع نصبَ عيونها تأمين أوّلِ حاصلٍ انتخابي والمنافسة على الثاني عبر تبنّي أسماء غير لامعة، إعتمدَت لائحة الحريري- باسيل منطقَ لائحة «المرشّحين الأقوياء» تأميناً للعدد الأكبر من الحواصل الانتخابية. وقد تُسهّل عليها الأمر لائحة «القوات»-»الكتائب» غير المتماسكة والتي تخوض من خلالها «القوات» معركة إيصال مرشّحِها الكاثوليكي جورج عقيص، مع العِلم أنّ اللائحة تُعاير، وعلى الرغم من جوّها «اليميني»، بأنّها تضمّ رموزاً إرتبطت بالوصاية السورية سابقاً. وفقَ الأرقام والتقديرات، النائب إيلي ماروني هو «مشروع شهيد» في صناديق الاقتراع! في مقابل ذلك، تروّج أوساط لائحة «حزب الله» لقدرتها على حصدِ حاصلٍ وكسرٍ أكبر يؤمّن انتقالَ المرشح الشيعي أنور جمعة وفتوش إلى مجلس النواب.

 

هل تتحرّك المشاريع العالقة؟

رنا سعرتي/جريدة الجمهورية/الأربعاء 04 نيسان 2018

عشية انعقاد مؤتمر «سيدر» لدعم لبنان اقتصادياً، يتوجه الوفد اللبناني الى باريس متفائلا بحصوله على دعم كافٍ لتمويل المرحلة الاولى من البرنامج الاستثماري لاعمار وتأهيل البنية التحتية في لبنان. يتوجّه وفد لبناني كبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى باريس اليوم للمشاركة يوم الجمعة بمؤتمر «سيدر» لدعم لبنان اقتصادياً ومالياً، حيث سيطرح لبنان برنامجه الاستثماري لاعمار وتأهيل البنية التحتية والذي تبلغ قيمته 16 مليار دولار. ورغم ان توقيت المؤتمر واجه انتقادات عدّة، محلية وخارجية من ناحية انعقاده قبل الانتخابات النيابية وقرب انتهاء ولاية الحكومة الحالية وفرضية الدخول في فراغ حكومي في حال تعثر تشكيل حكومة، اعتبر مستشار الرئيس الحريري د. نديم المنلا ان المشاكل الاقتصادية لا تنتظر وتحتاج الى وضع الحلول لها منذ الآن، «ومن يطرح تأجيل المؤتمر سنة، لا يتكلّم بجديّة.

لأننا لا نملك رفاهية الوقت بل نحتاج الى استغلال كلّ يوم يمرّ كي نعيد تحريك العجلة الاقتصادية». واشار الى ان انعقاد مؤتمر «سيدر» مُقرّر منذ اجتماع الحريري بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبالتالي ليس وليد الساعة.

وقال المنلا لـ«الجمهورية» ان الزيارة التحضيرية الاخيرة للمؤتمر، الاسبوع الماضي، أظهرت وجود مناخ ايجابي جدّاً حيث ان المؤسسات والدول المشاركة اعلنت عن حجم الدعم الذي ستقدمه الى لبنان، «ويبدو ان الحاجات التمويلية للمرحلة الاولى من البرنامج الاستثماري ستتأمّن من خلال المؤتمر، مما يُعتبر نجاحاً كبيراً». واوضح المنلا ان كلفة المرحلة الاولى من البرنامج تبلغ حوالي 10 مليارات دولار، سيساهم القطاع الخاص بحوالي 3 الى 4 مليارات دولار منها، ليبلغ العجز التمويلي بين 6 و 7 مليارات دولار سيؤمنها باعتقادنا مؤتمر «سيدر».

وعمّا يشاع ان الدول المانحة ستشترط توظيف العمالة السورية في المشاريع الاستثمارية المطروحة، أكد المنلا عدم وجود أي شروط من هذا النوع، قائلا «ان لبنان تقدم بورقة استثمارية اصلاحية، وبالتالي فان هذا البرنامج الاستثماري هو برنامج لبنان ورؤيته وليس رؤية المجتمع الدولي».

أما بالنسبة للعمالة السورية، قال المنلا ان وفقا لقانون العمل اللبناني، يحق للسوريين العمل في 3 قطاعات هي البناء، النفايات الصلبة والزراعة، «وبالتالي، اي مشروع بناء سيكون له انعكاس ايجابي تلقائي على العمالة السورية. وهذا الامر ليس بالجديد بل معتمد تاريخياً». مشدداً على عدم اشتراط أي جهة مانحة توظيف العمالة السورية.

إطلاق المشاريع العالقة

وبما ان الاقتصاد اللبناني لن يتلمّس أي فوائد من نتائج مؤتمر «سيدر»، قبل 18 شهرا كحدّ أدنى، وذلك بغض النظر عن حجم الاموال التي سيتم رصدها، فان الحكومة تعمد الى اطلاق مشاريع بنى تحتية معلّقة يبلغ عددها 40 مشروعاً بقيمة 4 مليارات دولار، لكي تحرّك العجلة الاقتصادية وتعطي دفعاً للاقتصاد في النصف الثاني من العام 2018. لذلك، تعتزم الحكومة، بعد مؤتمر «سيدر»، إصدار سندات خزينة خاصة بقيمة 700 مليون دولار قريباً، في إطار اتفاق بين مصرف لبنان ووزارة المالية ورئيس الوزراء.

سيُخصّص هذا الاصدار للإفراج عن تمويل دولي اضافي بقيمة أربعة مليارات دولار مخصّص لـ40 مشروع بنى تحتية مدعومة من بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الدولي ومؤسسات دولية أخرى. وقد تولى مجلس الإنماء والاعمار بالتعاون مع دار الهندسة (شاعر ومشاركوه) تجميع عدد من المشاريع العالقة لدى المجلس وعدد من الوزارات، والتي تعذّر تنفيذها نتيجة اضطراب الوضع السياسي في السنوات الماضية وما رافقه من فراغ رئاسي أو شلل حكومي، ليتبيّن بنتيجة التجميع أن ثمة 40 مشروعاً هي إما قيد الإعداد والدراسة أو جاهزة للتنفيذ وتشمل مشاريع مختلفة من مياه ومياه مبتذلة ونفايات وطرقات واتصالات ومطارات ومرافئ.

كما تبيّن أن كلفة هذه المشاريع تبلغ نحو 4 مليارات دولار ويتوفر لها التمويل من مصادر مختلفة دولية وعربية إلا أنه ينقصها نحو 700 مليون دولار تمثل حصة الدولة عبر تمويل من الخزينة، وهي مخصصة لإنجاز الاستملاكات اللازمة لهذه المشاريع التي لا تمولها المصادر الخارجية.

البنك الدولي

في هذا الاطار، اكدت مصادر في البنك الدولي لـ»الجمهورية» ان هناك 3 مشاريع عالقة مموّلة من البنك الدولي تبلغ قيمتها الاجمالية 326 مليون دولار هي:

- مشروع الطرق والتوظيف بقيمة 200 مليون دولار يهدف الى تطوير شبكة الطرق في لبنان. وسيُستخدَم هذا التمويل في إصلاح نحو 500 كيلومتر من الطرق في المرحلة الأولى من خطة حكومية أوسع لتجديد قطاع الطرق المتردّي في البلاد.

وستساعد أعمال إصلاح الطرق في توفير مزيد من فرص العمل لذوي المهارات المحدودة. كما سيؤدي مشروع الطرقات والتوظيف إلى تحسين نوعية وسلامة شبكة الطرق، لاسيما في المناطق الأقل نموا من البلاد، وتعزيز الترابط، وخفض تكلفة النقل، ويساعد على تطوير الاقتصاد المحلي من خلال تحسين سبل الوصول إلى الأسواق والخدمات.

وسيتضمَّن المشروع إجراء مسح لما يصل إلى ستة آلاف كيلومتر من الطرق الرئيسية والثانوية والفرعية لتحديد أيها أشد احتياجا إلى إعادة التأهيل.

يشتمل مشروع الطرقات والتوظيف، على منحة قيمتها 45 مليون دولار من آلية التمويل المُيسَّر التي يديرها البنك الدولي، وقرض بقيمة 155 مليون دولار سيُسدَّد على مدى 32 عاما ونصف العام منها فترة سماح لسبع سنوات.

• مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان بقيمة 150 مليون دولار يهدف الى تطوير البنى التحتية للقطاع الصحي بما فيه المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الاولية بهدف تدعيم قدرات القطاع لإستيعاب الضغط المتزايد جراء النزوح السوري على لبنان ولتأمين التغطية الصحية المتكاملة للبنانيين.

• المشروع الثاني لاصلاح الادارة المالية بقيمة 6 ملايين دولار يهدف الى تقوية قدرة المتلقي على تحليل السياسة الضريبية وادارة الدين ورصد الموارد العامة لأقسام الموازنة، تعزيز فعالية انظمة الادارة المالية التابعة للمتلقي، وتحسين البيئة الرقابية لزيادة فعالية استعمال الموارد العامة العائدة للمتلقي.

 

تهديدات إيزنكوت... رسالة الى الداخل الإسرائيلي؟

علي داود/جريدة الجمهورية/الأربعاء 04 نيسان 2018

لم تكن التهديدات التي أطلقها رئيس أركان الجيش الاسرائيلي غادي إيزنكوت بحرب مدمّرة للبنان من بيروت حتى الجنوب، الأولى التي تطلقها إسرائيل، إلّا أنها تحمل نبرة تصعيدية عالية الوتيرة والخطورة حينما أعلن أنه هو مَن سيقود هذه الحرب قبل إحالته على التقاعد.

ورأت مصادر أمنية جنوبية لـ«الجمهورية» أنّ الوضعَ هادئ جنوباً في ظل تحرّكات للدوريات الإسرائيلية في المستوطنات الاسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية وعمليات جرف لاستحداث جدار مقابل بلدتي العديسة وكفركلا اللبنانيتين، ودوريات مشتركة للجيش و«اليونيفيل» في الجانب اللبناني.

واضافت أن لا شيءَ يدعو الى القلق الشديد والتهديد الاسرائيلي هو بمثابة رسالة الى الداخل الاسرائيلي بهدف إعادة الثقة للمستوطنات الاسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان وتعزيز معنويات الجنود الاسرائيليين الذين أنهوا مناورات وتدريبات مشتركة مع المارينز الأميركيين على الحدود مع غزة، وصولاً الى الحدود مع لبنان والى الجولان والحدود السورية بهدف محاكاة حرب تشنّ على إسرائيل دفعةً واحدة من غزة ولبنان وسوريا بمساعدة إيران.

وقالت المصادر إنّ «حزب الله وقيادة الجيش اللبناني في الجنوب يأخذان التهديدات الإسرائيلية على محمل الجدّ ويعلمان أنّ إسرائيل عاجزة عن القيام بأيّ حرب ضد لبنان في هذا الوقت، وتستعيض عنها بالتحرّكات العسكرية التي انتهت أخيراً من رفع منظومة تجسّس حساسة على الشريط المعدني المقابل للحدود الجنوبية والتي ترافقت مع عمليات حفر واقتلاع أشجار بواسطة جرافات عملاقة اسرائيلية بين الشريط الشائك والخط الازرق قبالة الحدود الجنوبية في مواجهة بلدتي العديسة وكفركلا، وتكثيف الدوريات الإسرائيلية خلف الحدود الجنوبية وهو ما يندرج في إطار الاستفزازات الإسرائيلية».

بدورها، اعتبرت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» أنّ هذه الأعمال العسكرية والتهديدات المعادية تبعث بها إسرائيل كرسالة ذات اهداف عدوانية، لكنها تتزامن مع جهوزية الجيش والمقاومة وإقامة الكمائن خلال الليل وتشديد الحراسات في البلدات الجنوبية المتاخمة للحدود الدولية، فيما تطلق إسرائيل الحرّية لحركة طيرانها الحربي والمروَحي والتجسّسي ليلاً فوق الجنوب، الأمر الذي يثير الشك والريبة في الجانب اللبناني.

من جهتها، قالت مصادر مطّلعة على الوضع الجنوبي لـ«الجمهورية» إنّ «الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة تشهد حالَ تأهّب واستنفار وجهوزية للجيش المنتشر في الجنوب والذي عُزّز بفوج من الكتائب والجنود والضباط بعد دحره للجماعات الإرهابية في القاع ورأس بعلبك، خصوصاً وأنّ أوامر قائد الجيش العماد جوزف عون والمجلس الاعلى للدفاع هي التصدّي لأيّ عدوان». وأشارت المصادر الى أنّ الاستنفار والتأهّب في صفوف المقاومين فرضته تهديدات ايزنكوت، خصوصاً وأنّ إسرائيل ما تزال تضع لبنان على منظار التصويب والاستهداف العسكري وأنّ طيرانها الحربي والمروحي وزوارقها الحربية لا يغادرون الأجواء اللبنانية والمياه الإقليمية اللبنانية. واستبعدت المصادر في الوقت الراهن «توجيه إسرائيل ضربة عسكرية ضد الجنوب اللبناني ما يعطي «حزب الله» المزيد من عناصر القوة العسكرية خصوصاً وأنه أفشل العدوان الاسرائيلي في تموز من العام 2006 على لبنان».

وقالت المصادر إنّ «حزب الله» جاهز وفي اعلى درجات الاستنفار والتأهّب على طول الحدود الجنوبية وهو يتّخذ ما يراه مناسباً من وسائل الردع والحماية للبنان ولن يسمح لإسرائيل بتغيير قواعد الاشتباك أو تبديل في قوة الردع التي فرضتها عليه في تموز من العام 2006، وهو يحتفظ بها كعنصر من عناصر الدفاع عن لبنان جنباً الى جنب مع الجيش اللبناني.

 

لبنان في قلب الإهتمام العربي والدولي

الهام فريحة/الأنوار/04 نيسان/18

المملكة العربية السعودية تعود باهتمام لافت إلى لبنان، سواء عبر المشاركة الفاعلة في مؤتمر "سيدر واحد" المقرر بعد غد في فرنسا، أو من خلال "التظاهرة الوطنية الدبلوماسية" المتمثلة في تدشين "جادة الملك سلمان بن عبد العزيز" في بيروت وتحديداً في ميناء الحصن. وقد حرص الوزير المفوض، وليد بن عبدالله بخاري، القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت على الإهتمام شخصياً بهذا الحدث الذي أقيم برعاية الرئيس سعد الحريري، لِما له من دلالات في العلاقة بين لبنان والمملكة والتي تسير بخطى ثابتة. وقد حرص الوزير بخاري، في بعض الدعوات، على توجيهها شخصياً، في لفتة منه إلى حرص المملكة على هذه العلاقات وعلى هذا الحدث. اللافت في هذه العلاقة ما يمكن وصفه "بالشراكة الدبلوماسية" بين سفيري المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي. فالسفيران يتحركان معاً في لبنان، وهذا ما تمت ملاحظته حين زيارتهما لمدينة بعلبك يوم الجمعة الماضي وتأديتهما الصلاة في الجامع الأموي الكبير. هذه الشراكة الدبلوماسية السعودية – الإماراتية حيال لبنان، تعكس قراراً من قيادتي البلدين باحتضان لبنان وبتوفير الحماية والحصانة له، وهذا ما يتوقع أن يظهر في مؤتمر "سيدر واحد" بعد غد الجمعة حيث سيكون للمملكة ولدولة الإمارات الحضور والمشاركة اللافتة. في هذا السياق، الرئيس سعد الحريري سيكون غداً في باريس، عشية المؤتمر، ليشرف مباشرة على وضع اللمسات الأخيرة قبل الإفتتاح صباح الجمعة. وفي هذا الإطار فإنَّ التفاؤل يبدو غالباً خصوصاً مع التعهد بالسير بالإصلاحات في لبنان التي هي الشرط الأساسي لتقديم المساعدات. ومن أبرز الإصلاحات المطلوبة خفض العجز.

يتطلع لبنان في المؤتمر أن تكون المساعدات بمثابة قروض مدعومة بفوائد أقل بنسبة 1 ونصف في المئة، على فترة سماح غير قصيرة تمتد إلى سبع سنوات أو قروض طويلة الأمد تصل إلى 20 سنة. ومعلوم أنَّ هذا الشكل من القروض لن يُرتِّب أعباء على الموازنة إلا بنسبة قليلة، كما أنَّ نسب الفوائد قليلة. إنَّ ضخَّ مبالغ تجاه لبنان، سيخلق إيجابية في ما خص زيادة الناتج القومي وخلق فرص عمل، وهذا ما أشار إليه الرئيس الحريري حين تحدَّث عن 900 ألف فرصة عمل. لكنَّ الهاجس الأكبر يتمثَّل في الإصلاحات، خصوصاً أنَّ المانحين يركِّزون على أن تكون الأموال التي ستصل إلى لبنان ستتجه إلى وجهتها الصحيحة، وخاصةً أنَّ المؤتمر سينتهي إلى الإعلان عن الدفعة الأولى التي سيحصل عليها لبنان. ينتهي المؤتمر، يعود المسؤولون إلى لبنان، ويبدأ التحدي في ترجمة قرارات المؤتمر على أرض الواقع اللبناني المتمثل في ضبط الإنفاق والشروع بالإصلاحات. إنَّه التحدي الأكبر

 

ريفي لـ«جنوبية»: أمن حزب الله قتل الحريري والحسن وعيد

نسرين مرعب/جنوبية/03 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63638

ماذا لدى اللواء أشرف ريفي في قضية اللواء الشهيد وسام الحسن؟ ومن هو القاتل؟

مؤخراً، وفي كلمته الانتخابية التي ألقاها في مهرجان إعلان لائحة “لبنان السيادة” في بيروت، أكّد اللواء أشرف ريفي أنّه يملك ما يكفي لكشف قاتل اللواء وسام الحسن.

ريفي الذي صوّب على وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في هذا الملف، مطالباً إياه بكشف المعطيات التي تمّ الوصول إليها أو الذهاب إلى بيته، أوجد تساؤلات عديدة حول هوية القاتل، وحول المعطيات التي يملكها اللواء والتي تكشف ملامح هذه القضية؟

في هذا السياق، أجرى موقع “جنوبية”، حواراً مطولاً مع اللواء أشرف ريفي حول ملف اللواء وسام الحسن وجريمة اغتياله، ليسترجع ريفي لموقعنا ما قاله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في الذكرى الثانية لاستشهاد وسام الحسن، والذي كان مضمونه أنّه قاب قاسين وأدنى من إعلان نتائج التحقيقات.

لافتاً إلى أنّ هذه المرحلة قد تبعها صمت مطوّل!

يتابع ريفي “في آخر أيامي في شعبة المعلومات تبين معنا طرف الخيط، وكشفت لنا الكاميرات أنّ السيارة التي فجرت اللواء وسام الحسن، كمنت له 4 مرات من دون أن يحدث التفجير، ليستشهد الحسن في المرة الخامسة”.

مضيفاً “بحسب معلوماتي التي حصلت عليها من مصدر مسؤول وموثوق جداً في شعبة المعلومات، فإنّ متابعة الكاميرات، واسترجاع الخط الذي اعتمدته السيارة والموكب الذي كان يرافقها (لحمايتها أو إتمام عملها)، قد كشف أنّ هذه السيارات خرجت من الضاحية الجنوبية وتحديداً من موقع تابع لحزب الله”.

ليستطرد ريفي هنا “هذا ما كان يفترض أن يبلغنا به وزير الداخلية قبل أن ينتقل إلى صمت القبور، وهو كما يبدو لا يجرؤ على قول هذه المعلومات وإلا فليخرج وليقولها علنية”.

أشرف ريفي

يلفت ريفي عند سؤاله عن سبب صمته طيلة المرحلة الماضية، لاسيما وأنّه كان قد تولى في تلك المرحلة حقيبة العدل، إلى أنّه لا حق لديه بالإفصاح عما لديه من معلومات إلاّ عندما يتقاعس المسؤول عن دوره الطبيعي، موضحاً أنّ “وزير العدل لا سلطة لديه على المحقق العدلي لكونه وزير وصاية أي ليس كما وزير الداخلية، فوزير العدل لا يتدخل في مضمون الملفات القضائية، وأنا من جانبي قد اعتبرت آنذاك أنّ ما قاله وزير الداخلية هو مقدمة لإعلانه خفايا هذا الملف”.

وأردف ريفي في هذا السياق “إن كنت قد قصرت في إفصاحي عن هذه المعطيات سابقاً، فأنا قد عدت وقمت بواجبي مؤخراً”.

ليعود ويشدد أنّ السيارات التي اغتالت اللواء الحسن أتت من الضاحية الجنوبية وأنّ أمن حزب الله هو قاتل رفيق الحريري وهو قاتل وسام الحسن، وهو قاتل وسام عيد.

هذا وأشار ريفي إلى أنّ قرار القتل الصادر بحق كل شهداء ثورة الاستقلال، هو قرار إيراني – سوري، نفذه أمن حزب الله.

معتبراً أنّ الوزير نهاد المشنوق يقدم أوراق اعتماده لحزب الله، وأنّه: “حينما يكون هناك مناسبة لجمهور 14 آذار يقول المشنوق خطابنا نفسه ليتراجع عنه ثاني يوم. ببساطة من لديه مصالح وفساد يكون بحاجة لغطاء من سلطة رسمية أو من قوى أمر واقع، وبالطبع لدى المشنوق طموحات بأن يقول لحزب الله، سوف أسهل لكم أموركم، فالفاسد ليس بإمكانه المواجهة، النظيف هو من يواجه الجميع، وهم غرقوا بصفقات أضعفتهم أمام جمهورهم وخصومهم وأمام قوى الأمر الواقع وحتى أمام السلطة”.

وفيما يتعلق باتهامه بإثارة النعرات الطائفية من قبل خصومه يقول ريفي “خطابي نفسه دائماً، أنا أطالب بالعدالة لأنها تصنع استقرار للمجتمع، فيما اللا-عدالة تولد لأبنائنا الثأر والانتقام، فكفى فلسفة أو يكونوا رجالاً أو هم أشباه رجال”.

متابعاً “هل علي أن أسامحهم بشهدائي؟ ليذهبوا هم إلى المحاكم أفضل من الذهاب إلى الثأر”.

وفي كلمة له للواء وسام حسن، توجه ريفي عبر “جنوبية” للشهيد بالقول:

“طالما نحن أحياء سنبقى أمناء على قضيتكم، فوفائي هو للقضية والمبادئ والثوابت، أما بالنسبة للوفاء للشخص فأنا لست موظفاً ولست من الأزلام”، ليختم مؤكداً “نحن لسنا أزلام، ولدنا أحراراً وسنبقى أحراراً، والأحرار هم من يحملون قضية الشهداء وهم من يبنون الوطن ويصنعون السلام”.

 

قوّاص البطريرك

 أنطوان سلامة/مدى الصوت/03 نيسان/18

في اليوم الأول من عيد الأضحى سنة ١٩١٤، انهمك البطريرك بكتابة برقية معايدة الى والي بيروت ومفتيها، علّه يعالج ندوب زيارته البارجة الفرنسية في جونيه. انزوى في غرفته، يفكّر في ما يرضي مسلمي الولايات الغاضبين من الموارنة الذين يرتدي خواجاتهم الزيّ الفرنجي، ويعلّمون أولادهم اللغة الفرنسية في مدارس الإرساليات، ويحلمون بانعزال كنبع ماء حلو في بحر. أزاح ستارة الشباك فرأى يوحنا منحنياً بغنبازه يقلب تراب مسكبة البقدونس والى جانبه منصور واقفاً بشرواله. ابتسم قبل أن يطرق بابه الأسقف الذي قال له من دون مقدّمات: “الأخبار سيئة، أخبرني نجيب باشا ملحمه، أنّ العثمانيين انخرطوا كلياً في الحرب، ويتجهون الى حماية ظهرهم بإقفال الأديار ونفي الأعيان الى الشام والقدس، وبإقفال المعابر البرية لعزل مسيحيي المتصرفية عن بلاد الشام”. مسح البطريرك ذقنه بيده اليسرى وأجاب:” يعني الحصار… الله يدبّر”. انتهى هذا النهار ولم يكتب البطريرك برقيات التهنئة، توالت عليه مراسلات المطارنة تنبئه بأنّ الأسوأ لا محال آتٍ. لم يتصوّر البطريرك أنّ دير بكركي سيخضع لأحكام المجلس العرفي في عاليه، وأنّ الجيش العثماني يسيطر على طريق زحله، يقطع الأشجار، يطرد الناس من البيوت طلبا لدفء في حرب كونية. ضحك ساخرا: “رزق الله على إيام زوجة المتصرف مظفّر باشا، نترحّم على فساد هذه الحرمة”، قال ما قاله حين أعلمه الأسقف أيضا، بأنّ والي بيروت “بكر سامي” أرسل اليه أوراق يانصيب ليشتريها دعما للجيش العثماني في حربه ضدّ الحلفاء. ضاق الحصار على البطريرك بعدما تأكدّ أنّ جمال باشا قائد الجيش العثماني الرابع أمر بالاستيلاء على محفوظات القنصلية الفرنسية في بيروت. انكشف أكثر. عرف أنّ جمال باشا هو الحاكم المطلق، بيده يُمسك رقاب العباد، وبيده الأخرى يختم على قرارات ديوان الحرب وأحكامه العرفية. تقاطعت لديه الأخبار بأنّ جمال باشا ينوي إذلاله. نزل البطريرك الى بهو المائدة فلم يستطع الجلوس لأكل لقمة تين مطبوخ مع السمسم. خرج الى الساحة، لفّ وجهه بشال صوف ومشى وحيداً، حذراً، كأنّ العيون تلاحقه من برّ أقفلته جحافل الأتراك، ومن بحر أغلقت مساراته أساطيل الحلفاء، وبين الإثنين يقف البطريرك على حبل ٍمن شوك. لمعت برأسه فكرة. قوّاصه منصور الأميّ سيتحوّل ساعي بريد البطريركية. ساعي بريد ينقل الرسائل ولا يجيد قراءتها. التكتم خير وسيلة للمواجهة، للصمود. سيرسل رسالة غداً صباحاً الى المطران بولس مسعد ليطلعه على أجواء الشام وحقيقة القرار التركي بنفيه إليها.

يروي منصور لأحفاده أنّه في الحرب الأولى عاش أجمل أيامه. يضع حبيبته “دوبا” بجانبه في العربة ويطيران معا، من ضيعة الى مدينة، ومن أسقفية الى قنصلية. يعبران فوق النجوم، يخبئ ليرات الذهب في دكة شرواله فيشتريان ما يحلو لهما، يدخلان أسواق بيروت والشام وطرابلس، كغازيين غنما لتوّهما مغارة ذهب من أيام الرومان. وإذا نزل عليهما ليل، قصدا نزلاً وأمضيا ليلة نَدِيّة حيث لا يبصرهما أحد. التزم منصور توجيهات البطريرك الصارمة، يعطي رسالته للمرسَل إليه، ويمزقها حالاً بعد قراءتها، ينتفها بأصابعه كي لا يبقى أثر لها، ويعود بها ممزّقة إلى البطريرك ليتأكد من تلفها.

لم يعرف منصور يوما مضمون تلك الرسائل، وأكثرها الى المطارنة في أبرشيات حلب وصيدا وصور وعكا وبيروت ودمشق وبعلبك، والبترون، وإلى وجهاء. لم تتعرقل مهمات منصور أبدا، فعلى الرغم من الحواجز العسكرية على مداخل المتصرفية وخارجها، إحكاما لحصار بري منظّم، انفتحت له المعابر، ينظر العسكر التركي إلى وجه “دوبا” فيومئون اليه بالمرور. هكذا وصلت رسائل البطريرك الخطيرة إلى من يريد، عبر ضحكة امرأة وجنون عاشق يعيش خارج الزمن الأسود. أمضى البطريرك وقته في تلك المرحلة يكتبُ الرسائل السرية أكثر مما يصرّح. يتلقى أيضا المخابرات بلغة مبطنّة. ساد الصمت في البطريركية مخافة أن تسمع الجدران التي تشي. تعلّق البطريرك بقوّاصه الذي يُنفّذ ولا يعترض. مدّ خطوط التواصل مع وجهاء مسيحيين تقربوا من جمال باشا، وكانوا يرسلون اليه إشارات تساعده في اتخاذ القرارات، في مرحلة الخطأ فيها يقود الى المشنقة أو النفي.

 

نيويوركر: الحريري ضُرب في السعودية

سامي خليفة/المدن/الثلاثاء 03/04/2018

بعد أيام قليلة من تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، جلس جاريد كوشنر صهر ترامب ليقرر كيفية إعادة تشكيل الشرق الأوسط. وخلال الحملة وعد ترامب، كما يروي الصحافي الأميركي الشهير ديكستر فيلكنز في مجلة نيويوركر الأميركية، بتحويل شامل للمنطقة. وقد أخبره ستيف بانون، كبير معاوني ترامب في ذلك الوقت، أن الخطة هي القضاء على الخلافة المادية لداعش في العراق وسوريا والحد من توسع إيران. وعلى عكس النهج الذي أيده باراك أوباما، حين كان يأمل خلق نوع من التوازن بين الرياض وطهران، لم يرغب ترامب وكوشنر، كما يروي فيلكنز، في تحقيق مثل هذا الانفراج. وهنا برز تشكيل تحالف جديد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتبدأ بعدها مرحلة من المواجهة في دول عدة، منها لبنان. بدأت المواجهة في لبنان، كما يروي فيلكنز، عندما استدعى بن سلمان الرئيس سعد الحريري إلى الرياض. وقد تلقى الحريري هذه الدعوة بينما كان يستعد لتناول طعام الغداء مع وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسن، لكنه لم يكن في وضع يمكنه تجاهل طلب بن سلمان. فالحريري مواطن سعودي، وشركته سعودي أوجيه الغارقة في الديون كانت قد نفذت مشاريع بقيمة ملايين الدولارات لمصلحة الدولة السعودية.

علاقة بن سلمان بالحريري تدهورت بسبب الحرب بالوكالة مع إيران. فمنذ تدخل السعوديين والإماراتيين في اليمن، قبل نحو ثلاث سنوات، سارت الأمور بشكل خاطئ. إذ استطاع الحوثيون الحفاظ على السيطرة على العاصمة، وقام أفراد القوات الخاصة الإيرانية ونشطاء من حزب الله بتدريب مقاتلين جدد من المتمردين. وكان السعوديون يأملون أن يتمكن الحريري من مواجهة حزب الله عندما شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة بين العامين 2009 و2011، لكنه فشل في ذلك. وعاد في العام 2016، بعد عامين من الجمود البرلماني، إلى منصبه كرئيس للوزراء.

جاءت لحظة الانهيار، وفق فيلكنز، في أوائل تشرين الثاني 2017. فبينما استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ عبر الحدود، توجه علي ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى لبنان والتقى الحريري. ووفقاً لمسؤول أميركي سابق، قال ولايتي إن إيران تنوي الاستمرار في تأكيد حضورها في المنطقة. بعد ذلك، تقدم الحريري مبتسماً لالتقاط صورة معه. وعندما وصلت الكلمة إلى بن سلمان كان غاضباً، و"شعر أنه كان عليه أن يفعل شيئاً".

عندما أستُدعي الحريري للقاء بن سلمان توقع استقبالاً حاراً من العائلة المالكة. ووفق ما يروي أحد مساعدي الحريري لفيلكنز، كان الحريري يفكر في أن كل مشاكله مع بن سلمان ستُحل. لكن بدلاً من ذلك، واجهته الشرطة في الرياض واحتجزته. ووفقاً لمسؤولين أميركيين سابقين ناشطين في المنطقة، أحتُجز الحريري لمدة 11 ساعة. وقال أحد المسؤولين لفيلكنز حرفياً: "وضعه السعوديون على كرسي، وصفعوه مراراً وتكراراً". وفي النهاية تم بث فيديو سريالي على التلفزيون السعودي، بدا الحريري فيه منهكاً ومدعياً أنه هرب من لبنان بسبب مؤامرة إيرانية لقتله. وقد أعلن الحريري، الذي يتحدث عادةً بهدوء، أن "أيدي إيران في المنطقة ستُقطع"، وهو تصريح أقنع العديد من اللبنانيين بأن الخطاب قد كتبه شخص آخر. لم يتضح بعد احتجاز الحريري من الذي سيصبح رئيس وزراء لبنان الجديد. ووفقاً لمسؤولين لبنانيين وغربيين تحدث معهم فيلكنز، حاول بن سلمان أن يحضر شقيق الحريري بهاء، الذي يقضي معظم وقته في موناكو، ليأخذ هذا المنصب. يضيف فيلكينز أن مسؤولاً استخباراتياً سابقاً رفيع المستوى قريب من البيت الأبيض أخبره أن بن سلمان حصل على "الضوء الأخضر" من ترامب لإزالة الحريري. احتشد المسؤولون الغربيون بعدها من أجل إنقاذ الحريري. وأصدر وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون بياناً قال فيه إن "الولايات المتحدة تدعم استقرار لبنان وتعارض أي عمل يمكن أن يهدد استقراره". وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بن سلمان وضغط عليه للإفراج عن الحريري. ووفقاً لدبلوماسي غربي مطلع، افتتح بن سلمان الحديث بالتهديد بقطع التجارة مع فرنسا ما لم يتوقف ماكرون عن التعامل مع إيران. أجاب ماكرون برفق بأن بلداً مثل فرنسا كان حراً في التجارة مع من يشاء. فقد تعامل ماكرون بشكل جيد للغاية وفق الدبلوماسي. ما دفع بن سلمان إلى التراجع. في نهاية المطاف، انهارت الخطة عندما احتجت معظم المؤسسات السياسية اللبنانية على أسر الحريري. وبعد عدة أيام من عودته، ذهب فيلكنز لرؤية الحريري في بيت الوسط، وقد رفض الحريري التحدث عما حدث مكتفياً بالقول من خلف مكتبه: "بن سلمان كان على حق. ما يحاول القيام به هو الصحيح".

 

صورة جميلة للوائح ريفي.. ماذا عن النتائج؟

ليا القزي/الاخبار/03 نيسان 2018

بعدما بدأ أخصام اللواء أشرف ريفي «نعي» مسيرته السياسية، والقول إنّه لن ينال حاصلاً انتخابياً، وخاصة في دائرة طرابلس ــ المنية ــ الضنية، أتى إعلان لوائح عكار والشمال 2 وبيروت 2، ليُقدّم «صورة» مُغايرة، أربكت تيار المستقبل. قبل أيّام من انطلاق «ثلاثية» إعلان اللوائح الانتخابية في الشمال الأولى وبيروت الثانية والشمال الثانية، كان أشرف ريفي واثقاً من نفسه وهو يقول مُبتسماً: «... سوف تَرون استنهاض الجماهير». وعد بأنّه «بعد إعلان اللوائح، سنُفعّل العمل الانتخابي، بالتزامن مع وضع برنامج عملي للدوائر الثلاث»، متوقعاً أن تنال لائحته في دائرة الشمال الثانية (طرابلس ــ المنية ــ الضنية) «حاصِلَين، وأُنافس للحصول على الثالث». بدا حديث اللواء المتقاعد بعيداً عن الواقع، ولا سيّما أنّه اعترف في الوقت نفسه بوجود ضغوط أمنية تُمارس على المحسوبين عليه، وانقطاع التمويل، وتجميد العلاقة بينه وبين «راعيته» السعودية. مجموعة عوامل كانت تشي بأنّ «ظاهرة» ريفي إلى انحسار نسبي. وبدأ الحديث في الأوساط السياسية المُعارضة له، عن أنّه إذا استمرت حالة الوزير السابق في الانحدار بهذه السرعة، هناك احتمالٌ كبير بأن لا يتمكن من الوصول إلى الحاصل الانتخابي. ولكن، وُجِد مِن خصومه الطرابلسيين مَن يسأل: «هل فعلاً وضع ريفي سيئ، أم لا يزال بإمكانه استنهاض جمهوره؟ هل يؤدي دور الضحية، ويتركنا (خصومه) نعتقد أنّه فعلاً مُحاصر، قبل أن يُفجّر مفاجأة في الانتخابات النيابية شبيهة بتلك التي حصلت في الانتخابات البلدية الأخيرة؟».

زاد من «سوداوية» الصورة، آخر استطلاع للرأي قام به مركز بيروت للأبحاث والمعلومات، وانتهى العمل عليه الخميس الماضي. النتيجة كانت أنّ ريفي «يُنافس في طرابلس ــ المنية ــ الضنية لنيل الحاصل، ولا يظهر أنّه قادر على بلوغ الحاصل في الدوائر الأخرى»، بحسب مدير «المركز» عبدو سعد. في حين أنّه قبل ثلاثة أشهر، «قمت باستطلاع، حلّ ريفي بنتيجته ثانياً بعد (رئيس الحكومة السابق) نجيب ميقاتي». التراجع مردّه إلى «عودة (رئيس الحكومة) سعد الحريري واستعادته جزءاً من عافيته الانتخابية، ولا سيّما أنّ جمهور ريفي في الأساس هو من جوّ تيار المستقبل» يقول سعد. كما أنّه لم يعد، برأي عبدو سعد، الخطاب السياسي لريفي، «كافياً من أجل استمالة الناخبين... ريفي قنبلة صوتية».

الوضع مُشابه لفترة الانتخابات البلدية سنة 2016: الجميع مُستخفّ بإمكانات ريفي، فيما هو وحده يثق بقدراته. إلى أن أتت الاحتفالات الشعبية في الأيام الثلاثة الماضية، لتؤكد، أقلّه في الشكل، صوابية كلام اللواء المتقاعد.

«مش مزحة قصّة عكار السبت، وخصوصاً في ببنين أسامة الرفاعي ومصطفى هاشم وخالد الضاهر»، يقول أحد مسؤولي الماكينات الانتخابية المُنافسة لريفي. الحشد خلال إعلان لائحة لبنان السيادة في الشمال الأولى (تضمّ: أحمد جوهر، إيلي سعد، بدر اسماعيل، زياد بيطار، إبراهيم مرعب، جوزيف وهبي ومحمد رستم)، لم يكن متوقعاً، «وشكّل إرباكاً لتيار المستقبل، الذي راح يُروّج بأنّ ريفي دفع المال للناس حتى تُشارك». أما أحد المسؤولين لدى ريفي فيؤكد دفع المال، «شو المسؤولين بالمستقبل ما بيدفعوا؟». ماذا عن الأزمة المادية؟ «ما دُفع هو جزء من الحملة الانتخابية، التي يُمولها المُرشحون».

من كلّ عكار، أتى المؤيدون ليُشاركوا في مهرجان ريفي، ما أدّى إلى احتجاز الناس لساعاتٍ في سياراتهم. صحيح أنّ المشاركة الشعبية الكثيفة «لا تعني بالضرورة أصواتاً انتخابية، لكنّها تُعطي انطباعاً بأنّ الرجل قوي ولديه قدرات تجييرية، وقد يتأثّر البعض بما حصل». أما الخطاب الانتخابي، «فهو نفسه خطاب تيار المستقبل، الذي ملّ الرأي العام منه» على حد تعبير أحد خصوم اللواء المتقاعد.

وماذا عن الضغوط التي تقوم بها الأجهزة الأمنية؟ لماذا لم تُحاول منع المُشاركين في عكار؟ «لأنّ الناس بدأوا يقومون بردّة فعل عكسية تجاه تصرفات الأجهزة الأمنية والأمين العام للمستقبل أحمد الحريري»، يردّ مسؤول في ماكينة انتخابية مُنافسة لأشرف ريفي.

إعلان لائحة لبنان السيادة ــ المعارضة البيروتية في بيروت الثانية (المُرشحون هم: زياد عيتاني (الصحافي)، بشارة خيرالله، صفية ظاظا، أكرم سنو، عامر اسكندراني، زينة منصور، ياسين قدادو ولينا حمدان)، لم يكن مُشابهاً لعكار. أشرف ريفي خارج حصنه الشمالي، استعاض عن الساحات والجماهير، بحجز صالة سينما «الكونكورد» (فردان ــ بيروت). على ذمّة المنظمين، «كان هناك قرابة 700 شخص، كلّهم من جمهور 14 آذار وتيار المستقبل».

الاحتفال الأكبر، كان يوم أمس، مع إعلان لائحة الشمال الثانية (أشرف ريفي، محمد سلهب، وليد المصري، أسامة أمون، راغب رعد، بدر عيد، حليم زعني، جورج جلاد، وليد قمر الدين، خالد تدمري وعلي عبد الحليم الأيوبي). نُقل الاحتفال من القاعة داخل فندق الـ«كوليتي إن» إلى الباحة الخارجية، وقد شارك في إطلاق اللائحة المُرشحون «الريفيون» في عكار وبيروت الثانية.

الثابت في المهرجانات الثلاثة هو خطاب ريفي، القائم على «دم الشهداء» وشيطنة حزب الله ومظلومية أهل السنّة والتركيز على نقاط ضعف التيار الأزرق وتحدّي الوزير نهاد المشنوق بالكشف عن مُرتكبي جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن. هو الخطاب نفسه الذي يتوجه به تيار المستقبل إلى جمهوره. «هوّي (الحريري) عم يحكي متلنا»، يردّ المسؤول في ماكينة ريفي، مُصراً على أنّه «هذا هو خطابنا منذ زمن، والحريري عدّل كلامه من أجل الانتخابات النيابية. فليس نحن من قام بالتسوية مع حزب الله، ثمّ عاد ليُهاجمه». يبدو المسؤول مُرتاحاً لـ«صورة» إعلان اللوائح الثلاث، «لأنّ الناس ستقول إنّنا أقوياء، بعدما كانوا يُشككون بتشكيلنا اللائحة وثمّ نيلنا الحاصل». لكن، عملياً تبدد عقد «المفاتيح الانتخابية» التي كان يمون عليها ريفي بسبب غياب المال، والعديد من «جماعته» ضُغط عليهم ليُبدّلوا خياراتهم الانتخابية. يؤكد المسؤول أنّ «كلّ الذين انشقّوا عن ريفي يتواصلون معه شخصياً، مؤكدين أنّهم سيقبضون المال من المستقبل وينتخبوننا، وإن غداً لناظره قريب».

 

ما وراء استدعاء «القاعدة» وبعثها من جديد؟

يوسف الديني/الشرق الأوسط/03 نيسان/18

اللعب بكارت التنظيمات الإرهابية، وحتى بمواقف مدفوعة الثمن السياسي من قِبل دول إقليمية وعلى رأسها نظام ملالي طهران، أمر قديم تاريخياً، لكن الجديد هذه المرة محاولات بعث تنظيم القاعدة من جديد عبر تحريك الأجيال الجديدة الشابّة فيه بقيادة نجل أسامة بن لادن الذي مكث طويلاً في طهران واليوم يظهر لهدف واحد محدد وهو تحشيد القاعديين ضد السعودية والولايات المتحدة، والحديث عن تحالف الدولتين على طريقة المؤامرة الكبرى التي كانت تستقطب سابقاً فتيان «القاعدة» فتأخذهم الحماسة، لكنه اليوم متجاوَز على الأقل من الشريحة الأوسع من المتلقين الشباب الذين لديهم قطيعة مع خطاب التطرف السياسي، والتجنيد عادةً ما يتم لصالح تنظيمات أكثر راديكالية وتوحشاً كـ«داعش»، لأسباب لا تعود للخطاب السياسي وإنما لأزمة هويّة منذ سنوات، ولذلك تراجع منسوب المنضمين إلى تلك التنظيمات من الخليج لصالح بلدان أخرى تعيش أزمة الاندماج الهوياتي كأوروبا فرنسا والمغرب العربي تونس.

قصة «التوريث» ورمزية «اللقب» في تنظيم القاعدة مسألة تستحق النقاش والمراجعة التحليلية، فمن المعلوم أن نسغ تنظيم القاعدة ولبها الآيديولوجي هو مزيج من الآيديولوجيا الجهادية التي صاغها عبد الله عزام مبكراً في «مطبخ بيشاور»، مستمداً من صناعة «الجيل الفريد» المجاهد كما يطرحه سيد قطب الذي تدور حول طروحاته الانعزالية مقولات الإسلام السياسي، لا سيما في أجنحة الصقور في التيارات الإخوانية والسرورية، وتلقاها منه الجهاديون الأوائل الذين خلطوا بين مكونات عَقَدية وحركية مختلفة، وتأثروا أيضاً بالتنظيمات اليسارية كأسلوب عمل وتجنيد ومعسكرات ضمن التأثيرات التي تلقتها الجماعات التربوية داخل التربية الإخوانية الكشافية... لكن في كل ذلك كانت مسألة القيادة تُناط عادةً إما بالإحالة إلى الشورى، بمفهومها الجهادي وهو أهل الحل والعقد من المستشارين الشرعيين للتنظيم، وإما بالقيادات العسكرية التي عادةً ما تكون لها كلمة الفصل. وكان من غير المألوف أن يتم استغلال رمزية أيٍّ من قيادات التنظيم، فضلاً عن طرح مسألة التوريث، كما هو الحال في التقاليد التراتبية في العائلات الفقهية عبر التاريخ الإسلامي، والذي يتم عبر الأخذ المباشر في سلسلة التلقي، وعادةً ما يصطفي الرموزُ الدينية الكبرى أنجبَ أبنائهم لإكمال المسيرة.

حمزة بن لادن بالكاد تعرّف على والده الذي تركه صغيراً مع قيادات «القاعدة» في طهران ووزيرستان، وهو الابن الوحيد الذي تشير كل دلائل السيرة الذاتية إلى أنه تلقى أسلوب الخطابة من والدته التي تحمل شهادة الدكتوراه في التربية. لكن ذلك كله لا يؤهله وهو في هذه السن (دون الثلاثين) لقيادة تنظيم القاعدة ومزاحمة أيمن الظواهري لولا أن التنظيم مستلب الإرادة لقوى استخباراتية تحاول الزج باسم بن لادن لأسباب «رمزية» تدل على الإخفاق والفشل في إعادة بعث «القاعدة» من جديد عبر الظواهري للمهمة الجديدة وهي التركيز على استهداف السعودية الجديدة التي أعلنت عبر جولة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، عن رغبة وتصميم على اجتثاث التطرف والعنف من جذوره الفكرية، لا التعامل معه على طريقة ردة الفعل. وأشار إلى مكامن العطل في العقل الإرهابي وتجلياته المعاصرة عبر الداعم الإقليمي له، نظام ملالي طهران، بنسخه الشيعية والسنية على حد سواء. واللعب بكارت «القاعدة» اليوم إعلان عن فشل استغلال تمرد الحوثيين ونهمهم إلى السلطة، ولذلك جاء توقيت محاولة بعث «القاعدة» بعد نجاح السعودية عبر جولة ولي العهد الأخيرة في انتزاع إدانات كبرى من الولايات المتحدة والدول الأوروبية حول العبث الإيراني في المنطقة.

محاولة بعث «القاعدة» من جديد تأتي بعد تركيز القوى الدولية ممثلةً في التحالف على تنظيم داعش الذي تدهورت قدراته التنظيمية والعسكرية وبات لا يستطيع التحرك إلا عبر هجمات الذئاب المنفردة في أوروبا، وهو ما لا يمكن أن يُرضي نهم العابثين في المنطقة واللاعبين بكارت «الإرهاب» المنظم من إيران إلى حلفائها في توتير المنطقة وتثويرها، والرغبة في استغلال الأزمات لتمرير الأجندة السياسية، وهو أيضاً ما يمكن أن نقرأه في طريقة تناول قناة «الجزيرة» القطرية لعودة «القاعدة» على طريقة «النصرة» بالرعب والتخويف، في حين أنها تدرك حجم الرمزية في استقطاب حمزة وإعادة تلميعه.

الرمزية تجلّت في وصف أيمن الظواهري في أول تقديم له لحمزة عام 2015، حين قال في تسجيله المرئي الأول إنه «وُلد أسد من عرين القاعدة». وهو ما يعني محاولة إظهار الاتصال التاريخي لإرث بن لادن العنفي عبر ابنه، ومحاولة استقطاب أكبر قدر من الأجيال الجديدة التي تم أسطرت بن لادن لها عبر الفيديوهات المصورة عنه، وعبر منتجات «الجزيرة» التمجيدية التي ما زالت تحصد أرقام مشاهدة وإعادة إنتاج كبيرة حتى الآن.

ظهر حمزة المصنوع على طريقة إعادة تمثيل المسلسلات التاريخية للرموز، في بث لمؤسسة «السحاب» في مايو (أيار) 2017، محاكياً نبرة والده وصوته وأسلوبه، وبنفس الرسائل الجاذبة حول استهداف الغرب، وأنه من أعظم القربات لاستعادة أمجاد الأمة... إلخ، شعارات «القاعدة» ذاتها.

بالأمس أصدر الجزء السادس من سلسلة الهجوم واستهداف السعودية، فيما بدا مرتبكاً ومعلقاً على التحالف بين السعودية والولايات المتحدة على الطريقة القديمة في صوغ المؤامرات. في حين أنه لم يقرأ، أو لم يُرِدْ من أخرجه من كهفه أن يقرأ له، أن التحالفات الجديدة في المنطقة تتجاوز العلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة إلى محاولة ولي العهد السعودي تأسيس عقد سياسي جديد بين الدول المستقرة والمعتدلة في الوقوف ضد كل أدوات التخريب متمثلةً في دول وتنظيمات وآيديولوجيات، وهو ما يجعلنا نفهم حجم هذه الهجمة، لكن يجب أن نضعها في سياقها الصحيح حتى لا نعطي فرصة استعادة الإرهاب لأنفاسه، فهي لا تعدو أن تكون محاولة رمزية لاستقطاب المزيد من الكوادر، وهي بحاجة إلى خطاب توعوي مضاد يفضح خطاب التطرف في التفاصيل، والمجمل والأهم هو أن يكشف عمن يقف وراءه من استخبارات وأنظمة وأجهزة إعلام تحاول أن تلعب ذات اللعبة القديمة.

السعودية اليوم لديها إرادة وتصميم غير مسبوق حتى لا تُلدغ من جُحر الإرهاب مرتين.

 

زايد

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/03 نيسان/18

كانت هذه المنطقة تسمى «الساحل المتصالح» أو «الإمارات المتصالحة» أو المتهادنة، لأن المصالحة شيء غير هين. تماماً. ما أن خرج البريطانيون من شرق السويس واستقلت الإمارات، حتى انتقل بها زايد بن سلطان إلى الوحدة. وأبعد من الوحدة، فيما بينها حدد هويتها «العربية» لكي لا يُبقي في أذهان العالم الخارجي تسمية «الخليج الفارسي». مارس زايد بن سلطان رئاسة الاتحاد، كما مارس رئاسة إمارته: بالأبوة. وشارك الإمارات الأقل دخلاً مداخيل الأكثر غنى. وبأسلوبه وسعة أفقه بدأ للإمارات تاريخ جديد خال من أي لمحة من لمحات الصراع الماضي.

وكانت تجربته الأهم في أبوظبي نفسها حيث «أزهرت الصحراء»، كما قالت المؤرخة موللي إيزارد. وبسط حكم القانون معلناً أن لا حد للعدل سوى العدالة. وفي عهده نفذ حكم الإعدام بمواطن أقدم على تعذيب وقتل خادمة إندونيسية. لم يبسط العلاقة السوية داخل الإمارات وحدها، بل أقام مع الدول العربية أعمق العلاقات وأصدقها. وكان هو من عرض على صدام حسين الإقامة والحماية في أبوظبي، لكي لا يعرّض العراق للدمار والاحتلال. تخيل لو اختار تعقل زايد. وخرج زايد عن هدوئه مرة واحدة عندما انقلب الشيخ حمد بن خليفة على والده الشيخ خليفة بن حمد في قطر. ورأى في ذلك خروجاً على التقاليد العربية. وصدف أنه كان يومها في زيارة إلى مصر، التي لها مكانة خاصة في قلبه، فأدلى بتعليقات مريرة حول الانقلاب. سأله مراسل «النيويورك تايمز» مرة لماذا لا يطبق النظام البرلماني، فقال: لأنه يشجع على النزاعات والانشقاقات. نحن قلوبنا مفتوحة لجميع أبنائنا وأهلنا، ورأي الناس هو كل شيء. أقام في أبوظبي حكماً منفتحاً عل جميع الحضارات. وترك للصحافة أن تكون رقيبة على نفسها، فلا تثير أي حساسيات مع أحد، وفتح أبواب التنمية على جميع مصاريعها. وكنت عندما تهبط بك الطائرة في مطار أبوظبي، تتطلع من النافذة فيُخيّل إليك أنك تهبط في حديقة نمساوية. تحتفل الإمارات بمائة عام على ولادة الرجل الذي أسس اتحادها ودولتها وحداثتها. وكان الجميع ينادونه «زايد» تحبباً وتقرباً، يبادلونه دفقاً من المحبة والبساطة والصدق. أو يحاولون.

 

العالم مطالب بموقف أشد ضد صواريخ الحوثيين

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/03 نيسان/18

في ليلتي 25 و26 مارس (آذار) الماضي، أطلقت جماعة الحوثيين من الأراضي اليمنية التي تقع تحت سيطرتهم سبعة صواريخ باليستية في آن واحد؛ أحدها استهدف أحد أحياء العاصمة الرياض، وكان مواطن مصري مقيم في السعودية قتل جراء ذلك. وفي يوم السبت 31 مارس، اعترضت قوات الدفاع الجوي في السعودية صاروخاً آخر في أحدث هجوم استهدف مدينة نجران. وقال الحوثيون إنهم أطلقوا الصاروخ باتجاه قاعدة عسكرية بمدينة نجران بجنوب السعودية، في حين على العكس من ذلك، أكد العقيد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف بقيادة السعودية، أن «الصاروخ أطلق عشوائياً وبهدف ضرب مناطق سكنية» سقط حطامه بعد اعتراضه وأدى إلى إصابة مواطن هندي. ماذا يعني كل ذلك من ناحية التوقيت والمناطق المستهدفة؟ من الواضح أن التوقيت في تتابع إطلاق هذه الصواريخ على المملكة العربية السعودية دون غيرها من دول التحالف في الوقت الذي يوجد في العاصمة صنعاء المندوب الأممي الجديد مارتن غريفيث، هو بمثابة رسالة له وللأمم المتحدة أنهما لن يستطيعا تحقيق نجاح، حيث فشل في ذلك المبعوث الموريتاني السابق ولد الشيخ. كما من المهم الإشارة إلى أن إطلاق 7 صواريخ جاء في اليوم نفسه لذكرى نهاية السنة الثالثة منذ بدء الحرب في مارس 2015.

ولعل استهداف مناطق مثل العاصمة الرياض يقصد في رمزيته التأكيد على حجم العداء الذي تكنه إيران عبر وكلائها الحوثيين للسعودية، التي تعتبرها إيران خصمها اللدود، وقد تكون أيضاً رسالة حوثية موجهة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الشرعية اليمنية، المقيم في الرياض، الذي تمكن من الخروج من صنعاء والنجاة بأعجوبة من اعتداء الحوثيين في عدن عند محاولة ضرب مقره الرئاسي في قصر معاشيق. والأمر المؤكد أن تكرار استهداف مناطق مثل جيزان ونجران ليست عفوية وليست بسبب قربها من الحدود اليمنية، وإنما رسالتها كما أعتقد تريد القول إن الحوثيين لا يعترفون بمعاهدة الطائف لترسيم الحدود لعام 1934، التي تم توقيعها من قبل قادة البلدين في السعودية واليمن، وأعادت اتفاقية الحدود لعام 2000 التأكيد على التزام اليمن بمعاهدة الطائف.

في حرب الخليج الثانية، ندد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 687 بتاريخ 3 أبريل (نيسان) 1991، خلال حرب عاصفة الصحراء، استخدام العراق صواريخ باليستية التي نص عليها البند (ب) من الفقرة 8 من القرار بضرورة «اتخاذ التدابير التالية بموجب الفصل السابع من الميثاق بتدمير جميع الصواريخ الباليستية التي يزيد مداها على مائة وخمسين كيلومتراً، والقطع الرئيسية المتصلة بها ومرافق إصلاحها وإنتاجها»، ناهيك بالإدانات الغربية الواسعة التي شنت على العراق بإطلاقه عدداً من الصواريخ على إسرائيل! والسؤال المطروح هنا، لماذا استخدمت روسيا حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي في 26 فبراير (شباط) الماضي، ضد مشروع القرار البريطاني، الذي دعمته الولايات المتحدة وفرنسا، القاضي بتجديد حظر نقل السلاح لليمن مع التنديد بتقاعس إيران عن منع وصول أسلحتها إلى الحوثيين، واكتفى مجلس الأمن بتبني مشروع القرار الروسي بالإجماع بتجديد حظر السلاح من دون الإشارة إلى إيران؟

ويلاحظ في هذا الصدد تناقض الموقف الروسي مع موقف سابق للرئيس بوتين حين دان إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً على الرياض في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2017 في مكالمته الهاتفية التي أجراها مع الملك سلمان بن عبد العزيز، هل لتغير الموقف الروسي علاقة بتحالفه مع إيران في الملف السوري؟ وسواء كان الأمر كذلك أم لا، فما هو لافت للنظر في إطلاق الحوثيين أخيراً الصواريخ السبعة أن روسيا لم تدن حسب علمنا مثل بقية الدول الغربية التي دانت الفعل الحوثي بشدة، وقامت منظمة العفو الدولية (أمنستي) بوصف إطلاق الصواريخ الباليستية على المدن السعودية بإمكان اعتباره بمثابة جرائم حرب، وذلك وفق البيان الصادر منها في 26 مارس الماضي. وبالطبع دانت أغلب الدول العربية أيضاً ما حدث، ولكن السؤال هنا: هل تكفي بيانات الإدانة لما قامت به ميليشيات الحوثي فحسب؟ أم تستدعي الحالة البحث في صيغة ما في بلورة تضامن عربي مع اليمن والمملكة العربية السعودية ضد إيران لدعمها الميليشيات الحوثية بالأسلحة بدلاً من حثها على البحث عن سبل إحلال السلام في المنطقة؟ أليس من المفارقة الكبيرة رؤية التضامن الأوروبي مع بريطانيا والغرب بصفة عامة ضد روسيا فيما يتعلق باتهام بريطانيا لروسيا بتسميم الجاسوس الروسي السابق، وعدم اكتفاء المتضامنين ببيانات الاستنكار وإنما ترجموا تضامنهم عملياً بطرد 29 دولة 145 دبلوماسياً روسياً، علماً أن دول الاتحاد الأوروبي شاركت في هذا التضامن رغم قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد بحلول عام 2019؟ وفي المقابل لم تتضامن مع روسيا بعض الدول الصديقة لها.

فلماذا لم نرَ تضامناً مماثلاً مع السعودية واليمن بشكل عملي غير البيانات والتصريحات؟ وماذا عن مستقبل نهاية هذا الصراع وتداعياته؟ إذا كانت المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج بفضل امتلاكها وسائل الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية استطاعت تدمير تلك الصواريخ قبل بلوغ أهدافها، ما قلل بشكل ملموس مخاطرها على المدن وحجم الخسائر البشرية، فكيف ستتم معالجة هذه الإشكالية الخطيرة في فترة ما بعد نهاية الحرب والتوصل إلى تسوية سلمية؟ هل تجريد الحوثيين من الأسلحة الباليستية سيكفي ضمن صفقة التسوية؟ وإذا افترضنا ذلك في إطار العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول التحالف الخليجية، من الذي سيضمن في المستقبل عدم تزويد إيران أسلحة صواريخ باليستية لأحد أطراف النزاعات اليمنية - اليمنية؟ ألن يعيد ذلك الأزمة من جديد إلى مربعها الأول وإدخال المنطقة برمتها في حالة حرب أخرى؟

 

العلماء وسطوة الجماهير

حمد الماجد/الشرق الأوسط/03 نيسان/18

أعجبتني مقولة مفكر معاصر، حين وصف سلطة الجماهير وسطوتها في عدد من الدول العربية والإسلامية على العلماء في زماننا هذا، بأنها تضارع سلطة الزعماء المتسلطين وسطوتهم. الفرق أن الجماهير ليست بيدها أدوات القمع؛ لكن بيدها قوة ناعمة، وعندها القدرة على شن الحملات الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة. وزاد من السطوة الجماهيرية دخول وسائل التواصل الاجتماعي في المعادلة، والتي مكنت أي فرد من الجمهور من أن يكون رئيس التحرير للوسيلة الإعلامية، ومالكها، والمحرر، والرقيب، وصارت «الترندات» سلاحاً نووياً إعلامياً بيد من هبّ ودبّ ومشى ودرج، يطلقها أحدهم في فضاء «النت» وهو مستلقٍ على سريره أو متكئٍ على أريكته، ثم «ينام ملء جفونه عن شواردها... ويسهر الخلق جراها ويختصم». ولأسباب كثيرة أمسى عدد من العلماء في العالم الإسلامي والعربي رهين سطوة الجماهير واعتراضاتها الهادرة، يكتم قناعاته ويهمس سراً بآرائه، ويتستر على فتاواه التي يتوقع لو نشرها أن تُحدث ردود فعل تبكيتية عنيفة. والاعتراضات تأتي دائماً من مدرجات الجماهير في أقصى اليمين، أو من مدرجاتها أقصى اليسار، فالمحافظون جداً سيعترضون بشدة على ما يظنونه «تفلتاً وتميعاً»، ومن يصفون أنفسهم بالمتفتحين والتنويريين سيرتفع هدير احتجاجاتهم ضد ما يصفونه بتزمت فتاوى العلماء وتشدد آرائهم، وتظل الجماهير المتمركزة في «منتصف» المدرج، ذات الصوت الهادئ الخافت، هي الأغلبية الصامتة التي تتفهم آراء العلماء مهما تباينت، وتبرر اختلافاتهم مهما توسعت، ولا تصف العالم بالتشدد حين يختار العزيمة، ولا بالتفلت حين يراعي التسهيل على الناس.

واللافت أن العلماء في القرون الماضية لم يكن موقف الجماهير يشكل لها هاجساً، فيطرح قناعاته وما اهتدى إليه بعد بحث علمي وتقص طويل، فكان لعدد كبير من العلماء آراء مثيرة للجدل؛ بل لا يكاد عالم من العلماء أن يخلو من الأخذ برأي يعتبره المخالف له رأياً شاطحاً، حتى سمعنا من يحذر منه، ويقول: «لكل عالم هفوة، ولكل شيخ زلة»، وهذه التي وصفوها بالهفوات والزلات هي في الحقيقة فتاوى وآراء اجتهادية انطلقت من قناعاتهم. وبيت القصيد هنا أن العلماء القدماء لم يكترثوا في الجملة لردود أفعال الناس في زمانهم، أو لعل الجماهير في تلك الأزمنة أكثر وعياً وأشد تقديراً لاختلافاتهم، مهما كانت مثيرة للجدل.

المشكل الآخر أن عدداً «قليلاً» من العلماء في عالمنا الإسلامي والعربي في الأزمنة المتأخرة، صاروا أسارى بيئتهم في أحكام الفقه المختلفة، كطرائق اللبس، وسبل التسلية والترفيه، وأحياناً هم أسرى أو ضحايا للصراعات الآيديولوجية بين التيارات الفكرية والعقائدية، فقد يرى العالم في قرارة نفسه حكماً شرعياً تجاه مسألة معينة، كهيئة حجاب المرأة، مثلاً، وهو ما يوافق هوى إحدى التيارات المتنافسة، فإن أطلق هذه الفتوى تعرض لتبكيت شديد من التيار الأكثر محافظة، وإن كتم قناعته وفتواه، رأى آخرون أنه لم يؤد دور العالم الحقيقي الذي يفتي، ولسان حاله كذاك الذي يناجي الذات الإلهية:

«فليتك تحلو والحياة مريرة

وليتك ترضى والأنام غضاب» على العلماء مسؤولية أدبية ثقيلة للتصريح بفتاواهم المنطلقة من قناعاتهم، وما اهتدت إليه أبحاثهم ومداولاتهم، دون التحسس المفرط في رأي الجماهير وردود أفعالها. وهذا بالتأكيد لا يتناقض مع «حسن تقدير» العالم للحال والزمان والمكان التي ورد فيها الاستفتاء.

بين الإفتاء بقناعة العالم دون الاكتراث بسطوة الجماهير، وبين مراعاة الحال، خيط رفيع لا يراه إلا الراسخون في العلم والعقل والحكمة (ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً).

 

ولي العهد السعودي: مثلث الشر يحاول بناء إمبراطورية متطرفة تتحكم في المنطقة/قال في مقابلة مع مجلة {ذا اتلانتيك} إن المرشد الإيراني {يجعل هتلر يبدو شخصاً جيداً}

واشنطن: {الشرق الأوسط}/03 نيسان/18

قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إن النظام الإيراني يسعى إلى {السيطرة على العالم}، لافتاً إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي {يجعل هتلر يبدو شخصاً جيداً}. وشدد على أن المملكة {تريد تجنب الحرب... عبر التحركات السياسية والاقتصادية والاستخباراتية}، ولا تريد أن ترى {ما حدث في أوروبا (على يد هتلر) يحدث في الشرق الأوسط}. وأكد ضرورة التصدي لمحاولات {مثلث الشر} الذي قال إنه يضم طهران وجماعة {الإخوان المسلمين} والتنظيمات الإرهابية، {التلاعب بالمسلمين} وبناء {إمبراطورية متطرفة} تتحكم بالمنطقة.

وأشار ولي العهد في مقابلة مع مجلة {ذا أتلانتيك} الأميركية، نشرت أمس، إلى أن لدى المملكة {مخاوف دينية حول مصير المسجد الأقصى في القدس وحول حقوق الشعب الفلسطيني}. لكنه أضاف أنه {ليس لدينا أي اعتراض على وجود أي أشخاص آخرين وفق معاهدة سلام منصفة}.

وعن الأزمة في اليمن، قال إن {الانهيار بدأ قبل عامٍ على بدء الحملة} التي قادها تحالف دعم الشرعية، مشيراً إلى أن المتطرفين {بدأوا في خلق ملاذ في اليمن} بعد إطاحة الانقلابيين الحكومة الشرعية. وأضاف أن {الأمر لا يتعلق هنا بمسألة الاختيار. بل يتعلق بمسألة الأمن والحياة بالنسبة لنا}. وأكد دعمه النساء في المملكة، مشيراً إلى أن {نِصف السعودية من النساء... وفي ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء}. وفي ما يلي نص المقابلة:

- من الجيد أن نسمع عن بعض الأشياء التي تعِد بأن تقوم بها في السعودية، لكنها لاتزال في مراحلها الأولى. بلدك يعد بلداً كبير ومعقداً ومن الصعب جداً أن يتم تغيير الثقافة فيه. هل بإمكانك أن تبدأ بالحديث عن الإسلام والدور الذي يمكن أن يلعبه الإسلام في العالم؟

- الإسلام هو دين السلام. هذه هي الترجمة الصحيحة للإسلام. ربنا، في الإسلام، وضع على عاتقنا مسؤوليتين: أولاً الإيمان، والقيام بكل ما هو جيد وتجنب المعاصي. وفي حال عصينا، فإن الله سيحاسبنا يوم الحساب. وواجبنا الثاني كمسلمين هو نشر كلمة الله سبحانه. فعلى مدى 1400 سنة، كان المسلمون يسعون إلى نشر كلمة الله في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، لم يكن مسموحاً لهم نشر كلمة الله بالحسنى، لذلك قاموا بالقتال من أجل نشر الرسالة، وهذا واجبنا. ولكنك ترى أيضاً أنه في العديد من الدول في آسيا، مثل إندونيسيا وماليزيا والهند، كانت لدى المسلمين الحرية في نشر كلمة الله. وقد قيل لهم {تفضلوا} بإمكانكم قول ما ترغبونه وللناس حق الإيمان بما يشاؤون. في هذا السياق، لم يكن نشر الإسلام باستخدام السيف بل بالنشر السلمي لكلمة الله. والآن وفي مثلث الشر...

- مثلث الشر؟

- صحيح، سأشرح ذلك بعد لحظات. في هذا المثلث (إيران، الإخوان المسلمون، الجماعات الإرهابية)، يسعون إلى الترويج لفكرة أن واجبنا كمسلمين هو إعادة تأسيس مفهومهم الخاص للخلافة، ويدّعون أن واجب المسلمين هو بناء إمبراطورية بالقوة وفقاً لفهمهم وأطماعهم، لكن الله سبحانه لم يأمرنا بذلك، والنبي محمد لم يأمرنا بالقيام بذلك. فالله أمرنا بنشر كلامه. وهذه المهمة لا بد من إنجازها. واليوم في الدول غير الإسلامية أصبح لكل بشرٍ الحق في اختيار معتقده وما يؤمن به. وأصبح بالإمكان شراء الكتب الدينية في كل دولة. والرسالة يتم إيصالها. والآن لم يعد واجباً علينا أن نقاتل من أجل نشر الإسلام مادام مسموحاً للمسلمين الدعوة بالحسنى. لكن في مثلث الشر، يرغبون بالتلاعب بالمسلمين، وإخبارهم بأن واجبهم كمسلمين، ومن أجل كرامتهم، يتطلب تأسيس إمبراطورية إسلامية (بالعنف والقوة وفق الأيديولوجيا المحرفة لكل أضلاع مثلث الشر).

- فيما يتعلق بالمثلث...

- أولاً لدينا النظام الإيراني الذي يريد نشر فكره المتطرف، الفكر الشيعي المتطرف (ولاية الفقيه). وهم يعتقدون أنهم إن قاموا بنشر هذا الفكر فإن الإمام الغائب سيظهر وسيعود ليحكم العالم من إيران وينشر الإسلام حتى الولايات المتحدة. وهم يقولون ذلك كل يوم منذ الثورة الإيرانية في عام 1979. وهذا الشيء مُسلّمٌ به في قوانينهم وتثبته أفعالهم.

الجزء الثاني من المثلث هو جماعة {الإخوان المسلمين}، وهو تنظيمٌ متطرف آخر. وهم يرغبون في استخدام النظام الديمقراطي من أجل حكم الدول ونشر الخلافة في الظل، تحت زعامتهم المتطرفة، في شتى أنحاء المعمورة. ومن ثم سيتحولون إلى إمبراطورية حقيقية متطرفة يحكمها مرشدهم. والجزء الآخر من المثلث يتمثل في الإرهابيين، تنظيم {القاعدة} وتنظيم {داعش}، والذين يرغبون في القيام بكل شيء بالقوة، وإجبار المسلمين والعالم على أن يكونوا تحت حكمهم وأيديولوجيتهم المتطرفة بالقوة. وجديرٌ بالذكر أن قادة {القاعدة} و{داعش} كانوا كلهم في الأصل أعضاء في جماعة {الإخوان المسلمين}، مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وقائد {داعش}.

هذا المثلث يروج لفكرة أن الله والدين الإسلامي لا يأمرنا بنشر الرسالة فقط، بل بناء إمبراطورية يحكمونها بفهمهم المتطرف، وهذا يخالف شرعنا وفهمنا. وللعلم فإن فكرهم هذا يخالف مبادئ الأمم المتحدة أيضاً، وفكرة اختلاف القوانين في مختلف الدول حسب حاجة كل دولة. السعودية ومصر والأردن والبحرين وعمان والكويت والإمارات واليمن، كل هذه البلدان تدافع عن فكرة أن الدول المستقلة يجب أن تركز على مصالحها وبناء علاقات جيدة على أساس مبادئ الأمم المتحدة، ومثلث الشر لا يريد القيام بذلك.

- رغم ذلك، أليس صحيحاً أنه بعد 1979، ولكن قبل 1979 كذلك، أن الفئة الأكثر تحفظاً في السعودية كانت تأخذ أموال النفط وتستخدمها من أجل تصدير الأيديولوجية الوهابية التي تعد أكثر تعصباً وتطرفاً في الإسلام، والتي يمكن أن يُنظر إليها على أنها أيديولوجية متوافقة مع فكر {الإخوان}؟

- قبل كل شيء. هذا المصطلح... الوهابية. هل يمكنك أن تعرّفه لنا؟ نحن لا نعرف أي شيء عنه.

- ماذا تقصد بأنك لا تعرف عنه شيء؟

- ما هي الوهابية؟

- أنت ولي عهد المملكة العربية السعودية. بالتأكيد أنك تعرف الوهابية.

- لا أحد بإمكانه تعريف هذا المصطلح {الوهابية}.

- إنها حركة أسسها ابن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر، وهي ذات طبيعة أصولية متطرفة وتفسير متشدد للسلفية...

- لا أحد يستطيع تعريف ما تسمونه الوهابية. ليس هُناك ما يسمى بالوهابية. نحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية. ولكن لدينا في السعودية مسلمون سُنّةً وكذلك لدينا مسلمون شيعة. ونؤمن بأن لدينا في الإسلام السني أربع مدارس فقهية، كما أن لدينا العلماء الشرعيين المعتبرين ومجلس الإفتاء. نعم، في السعودية واضحٌ أن قوانيننا تأتي من الإسلام والقرآن، ولدينا المذاهب الأربعة - الحنبلية، الحنفية، الشافعية، والمالكية - وهي مذاهب تختلف في ما بينها في بعض الأمور، وهذا أمر صحي ورحمة.

الدولة السعودية الأولى، لماذا تم تأسيسها؟ بعد النبي مُحمد وخلفائه الأربعة، عاد الناس في الجزيرة العربية ليُقاتل بعضهم بعضاً كما فعلوا منذ آلاف السنين. لكن أُسرتنا، قبل 600 سنة، أنشأت بلدة من الصفر تُسمى الدرعية، قبل إنشاء الدولة السعودية الأولى، ومن هذه البلدة انطلقت الدولة السعودية الأولى. وأصبحت الجزء الاقتصادي الأقوى في شبه الجزيرة. لقد ساعدوا في تغيير الواقع. معظم المدن الأخرى، اقتتلت على التجارة، واختطفت التجارة، ولكن أُسرتنا قالت لقبيلتين اُخرَيَيْن، بدلاً من مهاجمة طرق التجارة، لماذا لا نستعين بكم كحراس لهذه المنطقة؟ لذلك نمت التجارة، ونمت المدينة. كانت تلك هي الطريقة. وبعد ثلاثمائة سنة، لم تزل تلك هي الطريقة. كانت الفكرة دائماً هي أنك تحتاج إلى جميع العقول العظيمة في شبه الجزيرة العربية - الجنرالات، وقادة القبائل، والعلماء - الذين يعملون معاً. وكان أحدهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب. لكن أساسنا يستند إلى إيمان الناس ثم تأمين المصالح كافة، ومنها الاقتصادية، وليس إلى المصالح الأيديولوجية التوسعية (مثلما لدى مثلث الشر).

في السعودية لدينا أمور مشتركة؛ جميعنا مسلمون، جميعنا نتحدث العربية، وكلنا لدينا نفس الثقافة ونفس الاهتمام. عندما يتحدث بعضكم عن الوهابية، فهم لا يعرفون بالضبط ما الذي يتحدثون عنه. أصبحت عائلة ابن عبد الوهاب (عائلة آل الشيخ) معروفة اليوم، ومثلها عشرات الآلاف من العائلات المهمة في السعودية اليوم. وستجدون شيعياً في مجلس الوزراء، وستجدون شيعةً في الحكومة، كما أن أهم جامعة في السعودية يرأسها شيعي. لذلك نحن نعتقد أن لدينا مزيجاً من المدارس والطوائف الإسلامية.

- ولكن ماذا عن تمويل المتطرفين؟

- عندما تتحدث عن التمويل، وخصوصًا قبل عام 1979، فلنتحدث عن الحرب الباردة. لقد انتشرت الشيوعية في كل مكان، مُهددةً الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك نحن. تحولت مصر في ذلك الوقت إلى نوع قريب من هذا النظام. لقد عملنا مع أي شخص يمكن أن نستخدمه للتخلص من الشيوعية بنيّة حسنة. وكان من بين هؤلاء {الإخوان المسلمين}. تم تمويلهم في السعودية. ومولتهم الولايات المتحدة.

- هل كان ذلك خطأً؟

- لو عدنا بالزمن إلى الوراء، فسنقوم بالأمر ذاته. سنتعامل مع هؤلاء الناس مرة أخرى. لأننا كنا نواجه خطراً أكبر – التخلص من الشيوعية. وفي وقت لاحق كان علينا أن نرى كيف يمكننا التعامل مع جماعة {الإخوان المسلمين} (وتصحيح مسارها). تذكر أن أحد رؤساء الولايات المتحدة وصف هؤلاء الناس بأنهم مقاتلون للحُرية.

حاولنا التحكم في حركاتهم وتقويمها. ولكن بعد ذلك جاء عام 1979 الذي فجَّر كل شيء. الثورة الإيرانية قامت بخلق نظام قائم على أيديولوجية الشر المحض. نظام لا يعمل من أجل الشعب، لكنه يخدم أيديولوجية متطرفة مُعينة. وفي العالم السني، كان المتطرفون يحاولون استنساخ التجربة ذاتها. شهدنا الهجوم (على المسجد الحرام) في مكة. كنا شهدنا حالة ثورة في إيران، وكانوا يحاولون تطبيقها في مكة. كنا نحاول إبقاء كل شيء مرتبطاً ببعضه البعض، لمنع الانهيار. واجهنا الإرهاب في السعودية وفي مصر. لقد طالبنا باعتقال أسامة بن لادن في وقت مبكر جداً، لأنه لم يكن في السعودية. عانينا الكثير من خلال محاربة الإرهاب، حتى جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). هذه هي القصة الحقيقية.

- لقد قضيت أنا الكثير من الوقت في باكستان وأفغانستان في أواخر التسعينيات، في أوائل عام 2000، وكان من المفهوم بشكل عام أن المدارس الدينية كانت تحصل على المال من السعودية. يبدو أن ما تقوله هو أن الأمور خرجت عن السيطرة – حكومتكم، أُسرتكم، لم تُسيطر على الإنفاق والدعم الأيديولوجي، ثم عاد ذلك وألحق الضرر ليس بكم فحسب، بل بالأصدقاء والحلفاء كذلك. مشروعكم الكبير، إن كنت قد فهمته بشكل صحيح، هو محاولة احتواء بعض الأمور التي أطلق لها بلدك العنان.

- تم التعامل مع {الإخوان المسلمين} في فترة الحرب الباردة. كلانا قام بذلك...

- أنا لا أقول هنا إن الولايات المتحدة بريئة...

- ذلك هو ما حتمت فعله المصلحة ليس لنا فحسب، بل لشركائنا أيضاً ومنهم أميركا (التي تعلم ذلك). وكان لدينا ملكٌ دفع حياته ثمنًا مُحاولًا التصدي لهؤلاء الناس بعد تغلغلهم ورفضهم تقويم مسارهم، وهو الملك فيصل، أحد أعظم ملوك السعودية. وعندما يكون الأمر متعلقاً بتمويل الجماعات المتطرفة، فأتحدى أي شخص يُمكنه جلب دليل على تمويل الحكومة السعودية للجماعات المتطرفة. نعم، ثمة أشخاص من السعودية ممن مولوا الجماعات الإرهابية. وذلك ضد القانون السعودي. ولدينا العديد من الأشخاص زُج بهم في السجن حالياً، وذلك ليس بسبب تمويل الجماعات الإرهابية فحسب، بل حتى لتقديم الدعم لها. إن أحد الأسباب خلف وجود مشكلة مع قطر هو أننا لا نسمح لها باستخدام النظام المالي القائم بيننا لجمع الأموال من السعوديين وتقديمها إلى المنظمات المتطرفة.

- هل تعتقد بأنكم لن تكونوا أصدقاءً مع قطر مرة أخرى؟

- يجب أن يحدث ذلك يوماً ما. نأمل أن يتعلموا بسرعة. فتلك المسألة تعتمد عليهم.

- أنت تتحدث بصراحة غير عادية عن إيران وأيديولوجيتها. بل أنك شبهت المرشد الأعلى بهتلر. فما الذي يجعل منه هتلر؟ فهتلر هو أسوأ ما يُمكن أن يكون.

- برأيي أن المرشد الأعلى الإيراني يجعل من هتلر يبدو شخصاً جيداً.

- حقًا؟

- هتلر لم يقم بما يُحاول المرشد الأعلى القيام به. هتلر حاول احتلال أوروبا. هذا سيء.

- نعم، سيء جدًا.

- ولكن المرشد الأعلى يُحاول أن يحتل العالم. فهو يعتقد أنه يملك العالم. كلاهما شخص شرير. هو هتلر الشرق الأوسط. وفي العشرينيات والثلاثينيات، لم ينظر أي أحد إلى هتلر باعتباره خطراً، مجرد عدد قليل من الناس، إلى أن حدث ذلك. نحن لا نريد أن نرى ما حدث في أوروبا يحدث في الشرق الأوسط. نُريد إيقاف ذلك عبر التحركات السياسية والاقتصادية والاستخباراتية. نُريد تجنب الحرب.

- هل المشكلة برأيك طائفية؟

- كما أخبرتك، يتمتع الشيعة بحياة طبيعية في السعودية. وليست لدينا مشاكل مع المذهب الشيعي. لدينا مشكلة مع أيديولوجية النظام الإيراني (ولاية الفقيه). ومشكلتنا هي أننا لا نعتقد أن لديهم الحق في التدخل بشؤوننا، ولن نسمح لهم بذلك في أي حال.

- ينتابني فضول حول دونالد ترمب وباراك أوباما بخصوص هذه القضية. يبدو بأنك تعتقد بأن دونالد ترمب يتفهم بشكل أفضل هذه القضية من باراك أوباما.

- كلاهما يفهم القضية. لكن أعتقد بأن الرئيس أوباما لديه أساليب مختلفة. فالرئيس أوباما يعتقد بأنه إذا ما منح إيران الفرص للانفتاح، فإنها ستتغير. ولكن مع نظامٍ قائمٍ على هذه الأيديولوجية، فهي لن تنفتح في وقت قريب. وما نسبته 60 في المائة من الاقتصاد الإيراني يتحكم به {الحرس الثوري}. وإن الفوائد الاقتصادية الناتجة عن الاتفاقية النووية لا تذهب إلى الشعب. فقد أخذوا 150 مليار دولار بعد الاتفاقية. هل يُمكن أن تُسمي مشروعَ إسكانٍ تم بناؤه باستخدام هذه الأموال؟ منتزهاً واحداً؟ منطقةً صناعيةً واحدة؟ هل بإمكانك أن تُسمي طريقاً سريعاً واحداً أنشأوه؟ أنا أنصحهم وأسألهم: من فضلكم أرونا شيئاً يدل على بنائكم لطريق سريع بجزء من الـ150 مليار دولار. بالنسبة إلى السعودية، ثمة احتمالية نسبتها 0.1 في المائة أن هذه الاتفاقية ستعمل على تغيير إيران. أما بالنسبة إلى باراك أوباما، كانت النسبة 50 في المائة. ولكن حتى وإن كانت احتمالية نجاحها هي 50 في المائة، فإنه لا يُمكننا المخاطرة بذلك. فالنسبة الأخرى التي تبلغ 50 في المائة هي احتمالية حرب. علينا أن نذهب إلى سيناريو لا يتضمن وجود حرب.

نحن نقوم بردع هذه التحركات الإيرانية. لقد قمنا بذلك في أفريقيا وآسيا وماليزيا والسودان والعراق ولبنان واليمن. نعتقد أنه بعد هذا الردع، فإن المشاكل ستنتقل إلى داخل إيران. لا نعلم ما إذا كان النظام سينهار أم لا، فذلك ليس هو الهدف، ولكن إذا انهار النظام، هذا عظيم، فتلك هي مشكلتهم. لدينا سيناريو حرب محتمل في الشرق الأوسط حالياً. لا يُمكننا أن نتحمل الخطر هنا. علينا أن نتخذ قرارات جدية مؤلمة الآن في سبيل تجنب اتخاذ قرارات مؤلمة لاحقاً.

- بالحديث عن القرارات المؤلمة، هل تجعلون وضع اليمن أسوأ من خلال الأعمال العسكرية التي تتسبب في الكوارث الإنسانية؟ هُنالك الكثير من الانتقاد المُبرر لحملات القصف التي تقومون بها.

- أولاً، علينا أن نعود إلى الأدلة والبيانات الحقيقية. لم يبدأ انهيار اليمن في عام 2015، بل كان ذلك في العام 2014، وذلك بناءً على تقارير الأمم المتحدة، وليس بالاستناد إلى تقاريرنا. لذا، فقد بدأ الانهيار قبل عامٍ على بدء الحملة. حدث انقلاب ضد الحكومة الشرعية في اليمن. ومن الجانب الآخر، حاولت {القاعدة} استخدام هذه الخطوة لمصلحتها وللترويج لأفكارها الخاصة. لقد ناضلنا للتخلص من المتطرفين في سوريا والعراق، ثم بدأوا في خلق ملاذ في اليمن. يُعتبر التخلص من المتطرفين في اليمن أصعب من التخلص منهم في العراق أو سوريا. وتركز حملتنا على مساعدة الحكومة الشرعية وتحقيق الاستقرار. وتحاول السعودية مساعدة شعب اليمن. إن أكبر مانح لليمن هو السعودية. والأشخاص الذين يتلاعبون بهذه المساعدات في مساحة الـ10 في المائة من اليمن التي لا تسيطر عليها الحكومة، هم الحوثيون.

ما أريد قوله هنا، لجعل الأمر بسيطاً، هو أنه في بعض الأحيان في الشرق الأوسط لا تكون لديك قرارات جيدة وقرارات سيئة. في بعض الأحيان تكون لديك قرارات سيئة وقرارات أسوأ. في بعض الأحيان يتعين علينا اختيار الخيار السيئ. نحن لا نريد المجيء إلى هنا، بصفتنا السعودية، لتُطرح علينا هذه الأسئلة. نريد أن تُطرح علينا أسئلة عن الاقتصاد وعن شراكاتنا وعن الاستثمار في أميركا (والتنمية في) السعودية. نحن لا نريد أن نقضي حياتنا في النقاش حول اليمن. هنا لا يتعلق الأمر بمسألة الاختيار. بل يتعلق بمسألة الأمن والحياة بالنسبة لنا.

- هل تؤمن بمساواة المرأة؟

- أنا أدعم السعودية، ونِصف السعودية من النساء. لذا أنا أدعم النساء.

- لكن ماذا عن المساواة؟ وتحقيقها في المجتمع؟

- في ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء. هناك واجبات على الرجال وهناك واجبات على النساء. لكن هناك أشكالاً مختلفة من فهمنا للمساواة. في السعودية مثلاً، يُدفع للنساء المقابل المالي نفسه الذي يُدفع للرجال. وستتم تطبيق هذه اللوائح على القطاع الخاص. لا نريد تفرقة في المعاملة بين الأشخاص المختلفين.

- ولكن ماذا عن قوانين الولاية على المرأة؟ هل تريد تغييرها بشكل نهائي؟ أعتقد أن الجميع منبهر بقرارك بالسماح للمرأة بالقيادة، لكن بالنسبة للعديد من الأميركيين، فإن القضايا الرئيسية هي العوائق الهيكلية الحقيقية التي تعوق مساواة المرأة.

- قبل عام 1979 كانت هناك عادات اجتماعية أكثر مرونة، ولم تكن هناك قوانين للولاية في المملكة. وأنا لا أتحدث عن قبل زمن طويل في عهد النبي. بل في الستينيات، لم تكن النساء ملزمات بالسفر مع أوليائهن الذكور (مادامت في صحبة آمنة). لكن هذا يحدث الآن، ونتمنى إيجاد طريقة لحل هذا الأمر بحيث لا يضر بالعائلات ولا يضر بالثقافة.

- هل ستلغي هذه القوانين؟

- هناك الكثير من الأسر المحافظة في السعودية. هناك الكثير من العائلات المختلفة في فهمها وعاداتها بالداخل؛ فبعض العائلات تحب أن تكون لها سلطة مطلقة على أفرادها، وبعض النساء لا يرغبن في سيطرة الرجال عليهن. هناك عائلات تعتبر هذا أمراً جيداً. هناك عائلات منفتحة وتتيح للنساء والبنات حرية أكبر في ما يردن. لذا إذا قلت نعم على هذا السؤال، فهذا يعني أنني أخلق مشاكل للعائلات التي لا تريد إعطاء الحرية لبناتها... السعوديون لا يريدون أن يفقدوا هويتهم، صحيح أننا نريد أن نكون جزءاً من الثقافة العالمية. ولكننا نريد دمج ثقافتنا مع الهوية العالمية (بما لا يؤثر فيها).

- الآن لدي سؤال يتعلق بالقيم. أنت آتٍ من بلد مختلف تماماً عن بلدنا، فبلدك لديه ملكية مطلقة، وهو مكان لا يحق للأشخاص فيه التصويت، ويوجد فيه العقاب البدني وعقوبة الإعدام بالطرق التي لا يحبها الكثير من الأميركيين...

- نحن لا نشارككم القيم نفسها. ولكنني أعتقد أيضاً أن مختلف الولايات في الولايات المتحدة لا تتشارك القيم نفسها تماماً. هناك قيم مختلفة بين كاليفورنيا وتكساس. إذن، كيف تريد منا مشاركة قيمكم بنسبة 100 في المائة عندما لا تتشاركون أنتم القيم نفسها؟ بالطبع هناك مبادئ أساسية للقيم التي يشترك فيها جميع البشر. ولكن هناك اختلافات، من ولاية إلى أخرى، ومن بلد إلى بلد.

- لكن ماذا عن الملكية المطلقة؟

- الملكية المطلقة لا تُعد تهديداً لأي بلد. أنت تقول عبارة {الملكية المطلقة} وكأنها تهديد. لولا الملكية المطلقة، لما كانت لديك الولايات المتحدة. إذ ساعدت الملكية المطلقة في فرنسا على إنشاء الولايات المتحدة من خلال دعمها. إن الملكية المطلقة ليست عدوة للولايات المتحدة. إنها حليفة لوقت طويل جداً.

- هذه إجابة ذكية، لكنها في موضوع مختلف.

- حسناً، كل بلد، كل نظام، يجب عليه أن يطبق ما يعتقد الناس أنه قابل للتطبيق. والسعودية عبارة عن شبكة من آلاف الأنظمة الملكية المطلقة، ويوجد النظام الملكي المطلق الأكبر. فنحن لدينا أنظمة ملكية قَبَلية، مثل مشايخ ورؤساء المراكز على قبائلهم، وأنظمة ملكية حضرية. هم يحكمون وسيحكم أبناؤهم بعدهم. وإن التحرك ضد هذه الهيكلة من شأنه أن يخلق مشاكل كبيرة في السعودية. التركيب السعودي أكثر تعقيداً مما تعتقد. وفي الواقع لا يملك ملكنا سلطة مطلقة. وتستند قوته على القانون. وإذا قام بإصدار مرسوم ملكي فلا يمكنه أن يقول: {أنا الملك سلمان وأنا أقرر ذلك}. إذا قرأت المراسيم، فأنت سترى أولاً قائمة القوانين التي تسمح للملك باتخاذ هذا القرار. بالمناسبة، ملكة المملكة المتحدة لديها السلطة المطلقة في تغيير أي قانون. لكنها لا تمارس ذلك. لذلك الأمر معقد.

- هل من الممكن أن تتحرك نحو نظام يصوت فيه الناس لممثليهم؟ إذ عندما تبدأ في السماح للأشخاص باختيار من يمثلهم، هذا هو التغيير.

- ما يمكنني فعله هو تشجيع قوة القانون. نود أن نشجع حرية التعبير بقدر ما نستطيع، طالما أننا لا نعطي الفرصة للتطرف للظهور. ويمكننا تحسين حقوق المرأة – وفق ضوابطنا - وتحسين الاقتصاد. توجد لدينا تحديات هنا، لكن يجب علينا القيام بما يجب.

أحد الزائرين الأميركيين قال لي شيئاً مثيراً حقاً. لقد قال إن الأميركيين لا يدركون الفرق بين أمرين – بين الغاية، وبين الطريقة. الغاية هنا هي التنمية والحقوق والحرية. والطريقة للوصول إليها، في النظرة الأميركية، تكون من خلال الديمقراطية، لكن الطريقة للوصول إليها في السعودية تكون عبر نظامنا الأكثر تعقيداً.

- دعنا نتحدث عن الشرق الأوسط بشكل أوسع. هل تعتقد أن الشعب اليهودي له الحق في أن تكون لديه دولة قومية في جزء من موطن أجداده على الأقل؟

- أعتقد عموماً أن كل شعب، في أي مكان، له الحق في العيش في بلده المسالم. أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة. لكن يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام عادل ومُنصف لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية بين الشعوب.

- لا يوجد لديك اعتراض على أساس ديني بشأن وجود إسرائيل؟

- أؤكد أن لدينا مخاوف دينية حول مصير المسجد الأقصى في القدس وحول حقوق الشعب الفلسطيني. هذا ما لدينا. ليس لدينا أي اعتراض على وجود أي أشخاص آخرين وفق معاهدة سلام منصفة.

- لطالما كانت السعودية، بشكل تقليدي، مكاناً لإنتاج الكثير من الدعاية المعادية للسامية. هل تعتقد أن لديك مشكلة مع معاداة السامية في بلدك؟

- بلدنا ليست لديه مشكلة مع اليهود. نبينا محمد تزوج امرأة يهودية. لم يملك صديقاً من اليهود فحسب، بل تزوج من اليهود. وجيرانه كانوا يهوداً. يوجد الكثير من اليهود في السعودية قادمون من أميركا ومن أوروبا للعمل. ولا توجد مشاكل بين المسلمين والمسيحيين واليهود. لدينا مشاكل مثل تلك الموجودة بين بعض الناس في أي مكان في العالم. لكنه النوع العادي من المشاكل.

- هل تعتقد بأن إيران تجعلكم قريبين من إسرائيل؟ ومن دون إيران، هل يمكنك أن تتصور حالة تمتلكون فيها مصالح أخرى مشتركة مع إسرائيل؟

- تشكل إسرائيل اقتصاداً كبيراً مقارنةً بحجمها كما أن اقتصادها متنامٍ، ولعل هناك الكثير من المصالح الاقتصادية المحتملة التي قد نتشاركها مع إسرائيل، متى كان هناك سلام مُنصف، فحينها سيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي ودول كمصر والأردن.

- إنني أشعر بالفضول حول شبابك. فهذه مهمة معقدة جداً بالنسبة إلى شاب.

- إنني أؤمن بأن البشر يتعلمون حتى آخر يوم في حياتهم. وأي شخص يدّعي معرفة كل شيء لا يعرف شيئاً حقاً. وما نحاول القيام به هو أن نتعلم بسرعة، ونفهم بسرعة، وأن نكون محاطين بأشخاص أذكياء. ولا أعتقد أن شبابي يشكل مشكلة. وأعتقد أن أفضل الاختراعات جاءت على أيدي شباب. وشركة {آبل} خير مثال. فشركة {آبل} تم إنشاؤها من قبل ستيف جوبز عندما بدأ في الابتكار في أوائل العشرينات من عمره. الأمر ذاته ينطبق على موقع التواصل الاجتماعي {فيسبوك} الذي أنشأه شخص لا يزال شاباً. أعتقد أن جيلي يمكنه إضافة الكثير.

- من الأمور التي كان يمتلكها ستيف جوبز هي الحرية. فقد عاش في بلد حيث يمكنك فيه فعل أي شيء. ولا أظن أن أي شخص قد يصف السعودية كمكان يمكنك القيام فيه بأي شيء من منظور حقوق الإنسان، ومن منظور الحرية.

- في السعودية يمكنك القيام بأي شيء تريده والعمل على تطوير أي مشروع بالطريقة التي تريدها في المجال التجاري. هناك معيار مختلف في ما يتعلق بحرية التعبير. فلدينا في السعودية ثلاثة خطوط لا يمكنك اجتيازها. أي شخص بوسعه كتابة ما يريده والتحدث عما يريد من دون تجاوز هذه الخطوط. وهذا الأمر لا يعتمد على ما ينصب في مصلحة الحكومة بل على مصلحة الشعب. الخط الأول هو الإسلام، فلا يمكنك تشويه سمعة الإسلام أو التجاوز عليه. وهذا الأمر لمصلحة الشعب السعودي. والخط الثاني... في أميركا مثلاً، يمكنك انتقاد شخص وشركته أو وزير ووزارته. بينما في السعودية يمكنك انتقاد وزارة وشركة، ولكن بناء على ثقافة السعوديين، فإنهم يرفضون التجاوزات الشخصية، ويؤمنون بضرورة الابتعاد عن شخصنة الأمور. هذا جزء من الثقافة السعودية.

والخط الثالث هو الأمن القومي. فنحن في منطقة لا تحيط بها المكسيك وكندا والمحيط الأطلسي والمحيط الهادي. بل لدينا تنظيم {داعش} و{القاعدة} و{حماس} و{حزب الله} والنظام الإيراني، وحتى قراصنة. لدينا قراصنة يخطفون السفن. لذا فأي شيء قد يمس الأمن القومي، لا يمكننا المخاطرة به في السعودية. فلا نريد أن نرى الأمور التي تحدث في العراق تحدث في السعودية. ولكن بخلاف ذلك، فالشعب يمتلك الحرية للقيام بما يحلو له. على سبيل المثال، لم نحجب {تويتر}، أو إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، {تويتر} و{فيسبوك} و{سناب شات}. جميعها متاحة لكل السعوديين. لدينا أكبر نسبة من الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم. في إيران يقومون بحجب مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى. السعوديون لديهم حرية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم.

- لست متأكدًا مما إذا كان {تويتر} أمر جيد للحضارة. ولكن هذا سنتركه للنقاش المستقبلي معك. شكرًا جزيلًا لك.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تسلم دعوة لحضور القمة العربية: القضية الفلسطينية ستبقى من أول اهتمامات لبنان في القمة المقبلة

الثلاثاء 03 نيسان 2018

وطنية - تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في اعمال مؤتمر القمة العربية التاسعة والعشرين التي ستعقد في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية يوم الاحد في 15 نيسان الجاري. وجاءت الدعوة في رسالة خطية من العاهل السعودي نقلها الى الرئيس عون رئيس البعثة الديبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد بخاري الذي استقبله رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا. واعتبر العاهل السعودي في رسالته ان مشاركة الرئيس عون شخصيا في هذه القمة "سيكون لها بالغ الاثر في انجاحها"، آملا ان تسهم القمة "في تعزيز العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات التي تواجهها أمتنا العربية وتحقق ما تصبو اليه شعوبنا من اهداف وطموحات". وأعرب العاهل السعودي في رسالته عن تطلعه الى الترحيب بالرئيس عون في المملكة العربية السعودية خلال القمة، متمنيا له "موفور الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني دوام التقدم والازدهار". وحمل الرئيس عون الوزير المفوض بخاري تحياته الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مؤكدا ترؤس الوفد اللبناني الى القمة العربية، ومتمنيا ان تحقق نتائج تعزز الوحدة العربية لا سيما في هذه الظروف الصعبة من تاريخ الدول العربية وشعوبها.

وفد مؤسسة القدس الدولية

الى ذلك، استقبل الرئيس عون نائب رئيس مجلس امناء مؤسسة القدس الدولية الوزير السابق بشارة مرهج مع وفد من اعضاء مجلس ادارة المؤسسة، الذين وضعوا رئيس الجمهورية في صورة الاوضاع الجارية في القدس ومساعي المؤسسة لعقد مؤتمرها التاسع في بيروت خلال شهر تشرين الاول المقبل "ليكون محطة فارقة للتصدي للعدوان على القدس والاعراب عن رفض قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعلان القدس عاصمة لاسرائيل، اضافة الى مواجهة كل المحاولات الجارية لتهويد المدينة المقدسة". ونوه الوفد بمواقف الرئيس عون من القدس، ورفضه القاطع لتصفية حق عودة الفلسطينيين الى اراضيهم، متمنيا ان يعبر رئيس الجمهورية خلال القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية، كما سبق ان فعل خلال قمة البحر الميت العام الماضي، عن موقف "يؤكد فيه ضرورة ان تكون القدس العنوان المركزي لهذه القمة، وان يكون منع تصفية الحق العربي في فلسطين موضوع بحثها ومقرراتها، وان تنشغل بالبحث عن سبل لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك المستهدف بالتقسيم وتغيير الهوية، وكنيسة القيامة المهددة بالتضييق وفرض الضرائب وتهجير مسيحيي فلسطين". ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد وبالدعوة الى انعقاد المؤتمر في لبنان، مشددا على ان "موقف اللبنانيين واحد حيال التمسك بحق العودة للفلسطينيين الى ارضهم ورفض التوطين، وادانة كل الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وضد الاماكن المقدسة المسيحية والاسلامية على حد سواء". وأكد الرئيس عون أن كلمته في القمة العربية التي انعقدت في البحر الميت العام الماضي، عكست الموقف اللبناني الجامع حيال القضية الفلسطينية والتي ستبقى من أول اهتمامات لبنان في القمة العربية المقبلة، كما في كل المحافل الاقليمية والدولية.

نقابة موظفي الفنادق والمطاعم

في مجال آخر، استقبل الرئيس عون رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر ورئيس النقابة العامة لموظفي وعمال الفنادق والمطاعم والتغذية واللهو في لبنان جوزف الحداد مع اعضاء من النقابة. وخلال اللقاء عرض الاسمر "للضغوط التي تتعرض لها الطبقة العاملة في لبنان لاسيما منافسة العمال غير اللبنانيين وفي مقدمهم النازحون السوريون الذين يجتاحون المؤسسات وخصوصا المؤسسات الفندقية والسياحية، ويغزون السوق اللبنانية من دون حسيب او رقيب". وشكا الاسمر "تقاعس عدد من الوزارات في التعامل مع اليد العاملة اللبنانية"، متمنيا على رئيس الجمهورية ان يضع يده على هذا الملف الحساس "لأن العمال في لبنان يثقون بالرئيس عون وبحرصه على مصلحة اللبنانيين وعلى تطبيق القوانين والانظمة المرعية الاجراء". وتحدث النقيب الحداد عن واقع اعضاء النقابة ومعاناتهم مع أصحاب المؤسسات السياحية والفندقية والمطاعم الذين استغنوا عن عمال لبنانيين ووظفوا مجموعات من النازحين السوريين مكانهم.

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وأشار الى أن الوضع الاقتصادي في لبنان في الفترة الحالية دقيق جدا، مؤكدا تأثير النزوح السوري على هذا الوضع ولاسيما أن عددا كبيرا من النازحين دخل سوق العمالة اللبنانية فزادت نسبة البطالة في لبنان لتصبح 46%. وأكد رئيس الجمهورية ان "لبنان يعول حاليا على نتائج مؤتمر بروكسيل في مساعدته على مواجهة اعباء النزوح، على أمل أن تحل الازمة السورية وتتحقق عودة النازحين الى بلادهم بشكل تدريجي"، موضحا انه "لم تتم مساعدة لبنان بشكل فاعل في هذا المجال، بحجة أن الوضع الامني في سوريا لا يسمح بعودتهم". وكشف أنه أكد رفضه المطلق لهذه الحجة خلال طرح هذا الملف مع الوفود الغربية والدولية التي زارته في قصر بعبدا. وأعرب الرئيس عون عن أمله بأن تكون لمؤتمر بروكسيل انعكاسات ايجابية على صعيد هذا الملف، بما سيساعد لبنان على الحد من منافسة اليد العاملة الاجنبية للعمال اللبنانيين، معتبرا أن ثمة مسؤولية تقع على الشركات والمؤسسات اللبنانية للمحافظة على موظفيها اللبنانيين. وعن الوضع الاقتصادي، قال إن أزمة لبنان الاقتصادية تسبب بها سوء الادارة والفساد وتراكم الدين العام منذ عام 1990، إضافة الى العجز في الكهرباء، لافتا الى أن الدين العام وصل الى 80 مليار دولار، من بينها قيمة العجز في قطاع الكهرباء البالغة 36 مليار دولار، اضافة الى تأثر لبنان بالازمة الاقتصادية العالمية والتطورات الاقليمية. وأمل في ان تظهر معالم الانفراج في ملف البطالة والقطاع العمالي بدءا من الصيف المقبل، "فلبنان حقق في الفترة الاخيرة انجازات عدة لاسيما على الصعيد الامني وعلى صعيد محاربة الفساد بالرغم من الصعوبات".

تهنئة الرئيس السيسي

في مجال آخر، أبرق الرئيس عون الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مهنئا بإعادة انتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية. وجاء في البرقية: "إن توليكم رئاسة الجمهورية في فترة حرجة عاشتها المنطقة، وحرصكم الدائم على مكافحة الارهاب واستعادة مصر لدورها الفاعل، كان لهما الاثر الايجابي لدى الشعب المصري الشقيق الذي جدد الثقة بكم لاكمال مسيرة مصر نحو التقدم والنجاح. ان لبنان الذي تربطه بمصر علاقات اخوية، حريص على تعميق التعاون القائم بين البلدين والشعبين الشقيقين وفق الاسس التي ارسيناها خلال لقائنا الاخير على ارض الكنانة في العام الماضي".

 

الحريري من بكركي: الاصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي ليست لخدمته بل لمصلحتنا ويهمني خلق فرص عمل للبنانيين من خلال سيدر

الثلاثاء 03 نيسان 2018/وطنية - زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم بكركي، حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعقد معه اجتماعا حضره وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ومستشار الرئيس الحريري داود الصايغ، تبعته خلوة بين الحريري والراعي تم خلالها بحث مختلف المواضيع المطروحة على الساحة الداخلية وآخر التطورات. وقد استبقى الراعي الرئيس الحريري الى مائدة الغداء حيث استكملت مواضيع البحث.

الحريري

بعد الاجتماع، تحدث الرئيس الحريري الى الصحافيين فقال: "تحدثنا خلال الاجتماع عن كل الامور التي تحصل في البلد وما قمنا به في مؤتمر روما وما سنقوم به في باريس، اضافة الى استعداداتنا كحكومة لاجراء الانتخابات النيابية، وهذا الامر بالنسبة لنا هو انجاز مهم، خاصة وان هذه الانتخابات لم تحصل منذ تسع سنوات، اي منذ العام 2009، وكان الحوار ايجابيا جدا، وان شاء الله نلتقي بغبطته في كل المناسبات التي اتمنى ان تكون كلها خير وبركة على البلد".

سئل: كان هناك تمن على الدولة بأن تساهم في حل الازمة مع المدارس الخاصة، فماذا سيكون الحل خاصة وانكم لم تتمكنوا من ايجاد حل له في مجلس النواب، واحتمال ان يتحول الطلاب الى رهينة خلال سنتهم الدراسية؟

أجاب: "يجب ألا يتحول الطلاب الى رهينة. نحن نريد ان نتساعد في ما بيننا على ايجاد الحلول، وهناك مشكلة حقيقية لدى المدارس، فهي لا تستطيع تحمل هذه التكاليف، لذا يجب على الاساتذة والمدارس ان يتساعدوا ويجروا حوارا في ما بينهم لكي يريحوا بعضهم بعضا".

أضاف: "بالنسبة إلينا نحن كدولة وكحكومة، الجميع يعرف الوضع المالي الذي نعانيه، وكم عملنا لدى وضع الموازنة للتخفيف من مصاريف الدولة ومحاولتنا البقاء في اطار موازنة العام 2017، وقد تمكنا من ذلك. علينا ان نوفق بين كل هذه الامور وهناك حلول ايجابية طرحها وزير التربية مروان حمادة، وعلى الجميع ان يتفهم دقة الوضع المالي للمدارس وللأهالي ايضا. بالنسبة للاساتذة هناك قانون يمنحهم حقا معينا، ولكن قد يحصلون عليه على دفعات، وبرأيي باستطاعتنا التوصل الى حلول، وعلى الجميع ان يكونوا ايجابيين. لا يوجد فريق لا يريد ان يساعد، المهم ان يتفهم الجميع المشاكل الموجودة لدى كل الاطراف، فحتى لو طلبنا من المدارس ان تدفع للاساتذة اليوم، فهي غير قادرة على ذلك، فما هو الحل؟ كما ان المدارس غير قادرة على زيادة الاقساط لان الاهالي لا يستطيعون تحمل ذلك. يجب على الاساتذة واصحاب المدارس والاهالي ان يتوصلوا الى حل لهذا الموضوع، وبرأيي انهم يستطيعون ذلك".

سئل: هل ستلتقي النائب وليد جنبلاط الذي سجل عليكم عتبا لانكم لم تأخذوا النائب انطوان سعد على لائحة تيار "المستقبل" في البقاع الغربي، وقول النائب غازي العريضي بالامس انك اصبحت اقرب الى "التيار الوطني الحر"؟

أجاب: "علاقتي مع وليد بك تشهد صعودا ونزولا وكلنا يعرف هذا الامر، ولكن ليس بسبب سعد الحريري. لذلك، أنا أنظر دائما في هذا الموضوع الى العلاقة الاستراتيجية، اما يوميات هذه العلاقة فهي جزء من السياسة اللبنانية، ونحن ووليد بك لن نختلف فهو يعرف ماذا يمثل بالنسبة لي وانا اعرف ما امثله بالنسبة له".

سئل: هل ستلتقيه؟

أجاب: "أجل، لا مشكل لدي في ذلك".

سئل: هل تتخوف من وصول مجلس نيابي جديد من لون واحد يعيد الوصاية السورية الى لبنان من خلال بعض المرشحين المطروحين؟

أجاب: "مع وجود الخرزة الزرقاء، هذا الامر صعب جدا".

قيل له: ستذهبون الى باريس من اجل الحصول على قروض وهبات جديدة، ومطلوب منكم القيام بإصلاحات في عدة قطاعات كانت قد ادرجت في مؤتمرات سابقة ولم تطبقها الحكومات المتعاقبة؟

أجاب: "الاصلاحات الحقيقية ليست بتعيين مجلس ادارة او ما شابه، بل هي اصلاحات بنيوية ويجب علينا ان نتعمق بها. فالاصلاحات التي يجب علينا القيام بها ليست من اجل مؤتمر سيدر او غيره. نحن كلبنانيين يجب ان نطور انفسنا، فلا يجوز ان تكون هناك قوانين صادرة في الخمسينات والستينات وما زلنا نتعامل معها حتى يومنا هذا وكأن العالم لم يتغير. يجب ان ننظر في كل القوانين القديمة وندخل عليها اصلاحات تجاري التطور التكنولوجي والقضائي والبيئي والتجاري وغيره، وهذا ليس لمصلحة مؤتمر سيدر بل من اجل مصلحتنا نحن كلبنانيين. يجب ان ننفض عنا الغبار الذي يغطينا، وهذا ما يطالب به المجتمع الدولي ليس لخدمته هو، بل من اجل مصلحة اللبنانيين".

أضاف: "عندما نتحدث عن صناديق التعاضد مثلا، هل ذلك يعني اننا لا نريد ان نعطي الناس حقوقها؟ على العكس من ذلك، عندما نتحدث عن صناديق التعاضد والاصلاحات التي نريد القيام بها فهي تهدف الى جعل كل الموظفين في الدولة سواسية. كلنا يعلم جيدا انه في ما يتعلق بالتأمين مثلا، عندما يذهب شخص بمفرده يعطونه سعرا عاليا ولكن عندما تذهب مجموعة يخفض السعر. مشكلتنا في البلد ان كل ادارة تريد استعمال صندوق معين وتأمين مختلف. ما نقوله هو انه يجب ان نوحد الامر لنحصل على افضل سعر بكل شيء مقابل افضل خدمات للجميع. هذا جزء من الاصلاحات التي علينا القيام بها، ناهيك عن تلك المتعلقة بالتقاعد وكيف يجب ان ندفعه وعلى مدى كم سنة، وهذا ليس لخدمة الأوروبيين او غيرهم بل من اجل مصلحتنا نحن".

وتابع: "أما في ما يتعلق بالدين، فصحيح اننا نستدين ولكن من اجل ان ندفع الرواتب نستدين على خمس وسبع وعشر سنوات بفوائد تتراوح بين 7 و8 و9 بالمئة. اما الان فإننا سنستدين على 30 عاما من دون ان ندفع اية مبالغ في السنوات الخمس او العشر الاولى، مع فائدة واحد بالمئة. ان المشاريع التي سنعرضها في مؤتمر سيدر كان يجب على الدولة ان تنفذها لو انها كانت تملك المبالغ المطلوبة. هناك مشاريع تتعلق بالكهرباء والمياه والطرقات والسدود والاتصالات وهي مشاريع اساسية للبلد. هذه المشاريع يجب علينا نحن كدولة ان ننفذها لان البنى التحتية لدينا لا تلبي حاجات المواطنين بالشكل المناسب، لذلك يجب علينا ان ننفذ هذه المشاريع لخلق الآلاف وعشرات ومئات الآلاف من فرص عمل للبنانيين اولا، وثانيا لبناء قاعدة ثابتة للاقتصاد، ثم نعمل على القوة الانتاجية لخلق فرص عمل بشكل مستمر، لا تتعلق فقط بالبنى التحتية".

سئل: لاحظنا ارتفاع الخطاب السياسي على ابواب الانتخابات فهل ستقوم انت بذلك ايضا؟

أجاب: "كلا، أنتم تعرفونني، مشكلتي انني دائما صادق مع الناس وأتكلم بما افكر به واعمل، وهناك اشخاص تحب ان تزايد او تتهجم علينا لكي تشد العصب".

سئل: هل ستعاود التواصل مع حلفائك في 14 آذار بعد الانتخابات؟

أجاب: "أنا لم أترك حلفائي في 14 آذار".

سئل: ألا تقول سامحك الله يا سعد الحريري على قانون الانتخاب هذا؟

أجاب: "أنا؟ هل غيري بريء منه؟ أحلى ما في هذا البلد القاء اللوم على سعد الحريري، ولا مشكلة لدي في ذلك. ما قمت به هو انني انجزت قانونا للانتخابات بعد ان عجزنا عن ذلك على مدى تسع سنوات. بغض النظر، فهذا القانون قد يكون صعبا، ولكن للمرة الاولى تضع الحكومة في لبنان قانونا للانتخابات يكون ضد مصلحة من يحكمون البلد، وانتم تعرفون جيدا اننا نحن كتيار المستقبل ندفع ثمنا لذلك، ولكن في الوقت نفسه نحن لم ننظر الى مصلحتنا الشخصية بل الى مصلحة البلد، ومصلحته هي في وجود قانون للانتخابات. القانون صعب اكيد. وهل هو منصف؟ برأيي كلا. ولكن حتى لو كان غير منصف يجب ان يكون هناك قانون للانتخابات، وان شاء الله المرة المقبلة نحسنه وندخل عليه الاصلاحات".

سئل: هل هناك تطمينات حيال الوضع الاقتصادي ووضع الليرة، وهل فعلا ان الاولوية في فرص العمل ستكون للبنانيين وليس للنازحين السوريين؟

أجاب: "لقد سمعتم كلام حاكم مصرف لبنان في ما يتعلق بوضع الليرة اللبنانية والحمد لله ان الامور تتحسن، ومنذ اول السنة بشكل ايجابي جدا، وانا لست خائفا على هذا الموضوع. ما يهمني هو خلق فرص عمل للشباب والشابات اللبنانيين ليبقوا في البلد، وأسرع طريقة لتحقيق ذلك هو عقد مؤتمر كمؤتمر سيدر ندخل من خلاله الاموال الى البلد ونبدأ العمل في البنى التحتية التي تخلق جوا مؤاتيا لدخول اموال اخرى ايضا الى لبنان. وفي الموازنة أدرجنا العديد من الحوافز التي تساعد على هذا الامر خاصة للتجار وللعديد من القطاعات التي من شأنها ان تسهم بقيام حركة مالية في البلد".

سئل: كيف هي علاقتك مع الدكتور سمير جعجع؟

أجاب: "علاقتي بالدكتور جعجع ممتازة، وقد اتصلت به امس معايدا".

سئل: متى ستلتقيه؟

أجاب: "قريبا".

 

افتتاح جادة الملك سلمان الحريري: بين لبنان والسعودية تاريخ لن ينكسر بخاري: المملكة ستبقى ضنينة على سلامة لبنان وأمنه

الثلاثاء 03 نيسان 2018 /وطنية - افتتح رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزير المفوض القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت وليد بخاري جادة الملك سلمان بن عبد العزيز، في ميناء الحصن - "زيتونة بي"، أمام فندق ال"فور سيزن".

حضر الاحتفال ممثل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، الرئيس ميشال سليمان، الرؤساء: تمام سلام، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، ممثل البطريرك الماروني الكادرينال مار بشاره بطرس الراعي رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المدير العام للأوقاف الإسلامية في لبنان الشيخ محمد أنيس الأروادي، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وزير الإعلام ملحم الرياشي، وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الاتصالات جمال الجراح، وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، ممثل السفارة البابوية إيفان سانتوس، سفراء الإمارات: حمد سعيد الشامسي، المغرب محمد كرين، اليمن عبد الله الدعيس، فلسطين أشرف دبور، وأندونيسا أحمد خازم الخميدي، النواب: وليد جنبلاط، وائل أبو فاعور، غازي العريضي، عمار حوري، وزياد القادري، الوزيران السابقان مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب وآلان حكيم، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، رئيس المجلس البلدي لبيروت جمال عيتاني، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس المطران دانيال كورية، الشيخ خلدون عريمط، وفاعليات سياسية وديبلوماسية واقتصادية واجتماعية ومرشحو مدينة بيروت للانتخابات النيابية وعدد كبير من المشايخ.

عيتاني

بعد النشيدين اللبناني والسعودي، ألقى رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني كلمة قال فيها: "أهلا وسهلا بكم في مدينة بيروت وفي قلب العاصمة الذي ينبض دوما وفاء وصداقة وعروبة، فبيروت هي مهد الفكر العربي الذي يكرم قادة يصنعون الفرق ويقودون الشعوب العربية نحو المزيد من الانفتاح والتطور. لا عجب أننا اليوم نطلق اسم الملك سلمان بن عبد العزيز على جادة أساسية وحيوية في مدينتنا بيروت، وهي أولا فكرة ومبادرة وموضوع متابعة من دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري. هذه القامة الوطنية الكبيرة التي كانت دائما وأبدا وفية لانتمائها العربي الراسخ، كما لإرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

أضاف: "نلتقي اليوم في هذه المناسبة الاستثنائية لنؤكد تكامل وتناغم الرؤية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، في ضرورة حفظ الهوية العربية وتحقيق آمال شعبينا بالتطور الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، فالمنطقة التي تحتضن جادة الملك سلمان هي ذات أهمية استراتيجية لوسط بيروت، وهي شريان حيوي يضخ الحياة في عروق الاقتصاد ويمثل نقطة التقاء سياحي وثقافي متميز لجميع السكان والزائرين على السواء. إننا إذ نحتفي اليوم بتسمية جادة الملك سلمان بن عبد العزيز على هذا الشارع الرئيسي في بيروت، لا بد أن نتذكر العلاقة الأخوية الممتدة لعقود بين لبنان والمملكة العربية السعودية، مملكة الخير والاعتدال".

وتابع: "لقد لعبت السعودية أدوارا حاسمة في مساعدة لبنان الوطن والاقتصاد للعودة إلى شغل مكانته الرائدة في المنطقة كمنارة انفتاح وتنوع. اليوم، للسعودية دورها الريادي الذي يزداد أهمية بفعل القيادة الحكيمة لجلالة الملك سلمان وتبنيه رؤية للعمل المستقبلي للمملكة والمنطقة بأسرها ومن ضمنها لبنان الذي يشكل شريكا مميزا للسعودية في العمل العربي الجماعي والتعاون الخير لمصلحة الإنسان في هذا الإقليم".

وختم: "ننوه بأن إطلاق اسم الملك سلمان بن عبد العزيز على هذه الجادة، لا يعدو كونه بادرة متواضعة من أهل بيروت للتعبير عن شكرهم العميق لكل ما قامت به المملكة العربية السعودية لأجل لبنان، عشتم وعاشت الصداقة اللبنانية - السعودية".

شبيب

وألقى محافظ بيروت كلمة قال فيها: "احتفالنا اليوم تكريم للمملكة العربية السعودية، تكريم يعبر عن تاريخ من العلاقات التي لم تكن يوما إلا عميقة أخوية مميزة، قائمة على دعم لا متناه للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني بجميع فئاته يقابله من الجانب اللبناني محبة واحترام وعرفان وتقدير. كيف لا؟ وعلى رأس الحكومة اللبنانية خير من عرف أهمية العلاقات اللبنانية - السعودية وخير من صانها ودافع عنها وحصنها وعمل على تعميقها وتوسيعها في شتى المجالات. دولة الرئيس سعد الحريري شكرا لكم على كل ما بذلتموه وتبذلون، ووفق الله مسعاكم لما فيه خير هذا الوطن الحبيب وخير اشقائه".

أضاف: "أن نطلق على هذه الجادة القائمة على شرق البحر الأبيض المتوسط، اسم جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، إنما هي رسالة الى العالم بأن بيروت متمسكة بعمقها العربي كما كانت دائما طوال تاريخها الحديث منارة للفكر العربي منذ القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين".

وتابع: "لبنان عربي الهوية والانتماء، عبارة تأسيسية تتصدر مقدمة الدستور اللبناني، كتبت في اتفاق الطائف في المملكة العربية السعودية. والهوية العربية كانت خيارا واعيا ناضجا انتهجه المسيحيون المشرقيون مع اخوتهم المسلمين، منذ عصر النهضة منتصف القرن التاسع عشر، تلك النهضة التي أسست لحركات التحرر العربي. تاريخ طويل من الأخوة والانفتاح على الجميع بين المملكة ولبنان، كثيرة هي الشواهد والمحطات. تعود الى الذاكرة الزيارة التاريخية التي قام بها في عام 1975 بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس الياس الرابع معوض الى المملكة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، بطريرك العرب، كما لقب في مؤتمر القمة الاسلامية في لاهور، المدافع عن القدس حتى الشهادة".

وأردف: "منذ عهد الأب المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آلِ سعود الذي استقبل الرئيس كميل شمعون في أولى زياراته الى الخارج، كان ولا يزال هم المملكة صون وحدة لبنان واستقراره. وبالأمس، حين قام فخامة الرئيس ميشال عون بزيارته الاولى الى المملكة قلتم له يا جلالة الملك، وبعبارة لا تزال محفورة في وجدان اللبنانيين انه "لا بديل عن لبنان" ونحن اليوم نقول لكم بأنه ليس لنا بديل عنكم".

وختم محافظ بيروت: "ستظل المملكة العربية السعودية عنوانا للخير محفورا في قلوب وعقول جميع اللبنانيين، وما هذه الجادة التي تشرفت بحمل اسمكم، إلا أحد وجوه التعبير عن ذلك".

بخاري

وألقى بخاري كلمة قال فيها: "يسعدني ويشرفني أن أقف هنا بينكم، بين أهلنا، أهل لبنان، أهل بيروت، درة الشرق ومنارة الإنسان، والتي تزداد اليوم بهجة وجمالا باسم سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله. ويشرفني أن أكون شاهدا على أصالتكم ومحبتكم وعمق مشاعركم تجاه بلادي، بلاد الحرمين الشريفين، موئل الرسالة وراعية الاعتدال والسلام. إن تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، على هذه الواجهة البحرية، عروس البحر وعروس المتوسط، لدلالة جامعة بين عروبة البحر ومداه وبين حضارة الجبل وصداه".

اضاف: "وكم هي رائعة هذه المبادرة التي تحاكي روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، والتي فاضت روحه على مقربة من هذا المكان، لتكون نافذة لبنان الجميل على العرب وعلى العالم جمعاء. نافذة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي كان للرئيس الشهيد وما زالت له مكانة كبيرة في قلبه وعقله. ولا أخفيكم سرا أنني أشعر بسعادة غامرة برؤية هذا البلد العزيز سالما مطمئنا وسائرا بإذن الله نحو تثبيت استقراره ودوره الريادي، كما عهدناه، باعتباره جوهرة الاعتدال والعيش المشترك وملتقى لأصحاب الرسالات السماوية السمحاء وعلامة من علامات الانفتاح والثقافة والتسامح والحوار".

وختم: "لقد كانت المملكة العربية السعودية، ولا تزال وستبقى بإذن الله، وبتوجيه من القيادة الرشيدة، ضنينة على سلامة لبنان وأمنه واستقراره والمحافظة على وحدته الوطنية ووحدة أبنائه بكل أطيافهم ومذاهبهم. وفي هذا الإطار، لا يسعنا سوى أن نثني على جهود فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري، في مواجهة تخطي الصعاب لتثبيت دعائم السلام والاستقرار وتحريك عجلة التنمية المستدامة. بعون الله تعالى، العلاقات السعودية - اللبنانية راسخة وستبقى كالأرز متجذرة، صلبة وثابتة، كما هي على مر العصور. عشتم وعاش نبض العروبة في لبنان، وشكرا لتشريفكم".

الحريري

بعد ذلك، ألقى الحريري كلمة قال فيها: "الكثير من اللبنانيين، والكثير الكثير من أهل هذه العاصمة، يعلمون جيدا المكانة الخاصة لبيروت في قلب وذاكرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويعلمون مقدار المحبة التي يكنها للبنان وشعبه، وهو من رعيل الكبار في المملكة، الذين عاشوا لبنان، وتعرفوا الى مناطقه، وتركوا فيه شبكة صداقات واسعة، شملت العشرات من أهل السياسة والثقافة والصحافة والمجتمع".

أضاف: "لم ألتق الملك سلمان يوما، منذ كان أميرا لمدينة الرياض، إلا وكانت في حديثه، رواية مميزة وذكرى طيبة عن لبنان، حتى لتخال، إنك تجلس أمام مؤرخ في الشؤون اللبنانية، يحدثك عن الرؤساء الذين تعاقبوا، وعن الزعماء الذين التقاهم، وعن الحكومات التي تشكلت، وعن المجالس النيابية وصراعات الديوك في الجلسات العامة، وصولا الى شؤون الصحافة اللبنانية ورموزها، ومهرجانات بعلبك، وأسواق بيروت وطرابلس ومطاعم زحلة، ومقاهي المثقفين في الحمرا والروشة، والجيل الذين يشهد لعظمة هذه المدينة ودورها في حياة العرب والقيادات العربية".

وتابع: "بيروت تجتمع اليوم للاحتفال برفع اسم سلمان بن عبد العزيز على واجهتها البحرية. تجتمع بكل أطيافها، لتكريم قامة عربية كبيرة، وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف، وتجتمع لتكرِّم من خلاله، المملكة العربية السعودية، التي لها في تاريخ العلاقة مع بلدنا، صفحات مجيدة من الخير والدعم، وهي الشقيقة الكبرى التي ترجمت المعاني الحقيقية للاخوَّة، برعايتها اتفاق الطائف وإنهاء المأساة اللبنانية، ومد يد العون الى لبنان في كافة المراحل والأزمات".

وختم الحريري: "بين لبنان والسعودية تاريخ لن ينكسر مهما سعوا الى ذلك سبيلا. وهذه الأمسية البيروتية، هي رسالة واضحة، بأن عروبة لبنان تتقدم على كل الولاءات والمحاور والمعادلات. وفاء للمملكة وقيادتها وتقديرا لدورها في مساندة لبنان، يسعدني باسمكم جميعا، ان أعلن افتتاح جادة الملك سلمان بن عبد العزيز، هنا على الواجهة البحرية لمدينة بيروت".

وفي ختام الحفل، تمت إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية التي تحمل اسم المناسبة.

 

بري عرض مع زواره الاوضاع محليا واقليميا

حرب: موضوع اقتراع المغتربين عملية مشوبة بأخطار كبيرة ومعرضة للتزوير

الثلاثاء 03 نيسان 2018 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيث ريتشارد، وعرض معها للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.

كاردل

وكان بري استقبل المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السيدة بيرنيل داهلر كاردل وتناول معها للتطورات الراهنة.

حرب

واستقبل بري بعد الظهر النائب بطرس حرب وعرض معه لأجواء الإنتخابات النيابية.

وقال حرب بعد الزيارة: "في وقت يلجأ بعض المرشحين الى الوسيلة الديمقراطية المرتكزة على المبادئ للمقاربة الانتخابية، من خلال المحافظة على المواقف والمبادىء واحترام الناس، يسعى آخرون الى استعمال الناس كدمية، والتأثير عليهم إما بالرشوة المباشرة أو بالتوظيف الانتخابي، أو من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية"، مشددا على "أننا ملتزمون طبعا بالتوجه الأول، فيما يعتمد غيرنا، وللأسف، هذه الأساليب الرخيصة، التي تتناقض مع احترام وعي الناس وثقافتهم، واحترام حقهم بحرية الاختيار". واشار الى انه جرى خلال اللقاء "عرض لأجواء الانتخابات النيابية، فضلا عن الشأن السياسي العام والمخاطر التي نسمع عنها بالنسبة للبنان، لاسيما في ضوء التصريحات الخطيرة التي أدلى بها نائب رئيس الاركان الإسرائيلي"، وقال: "كررت لدولته ملاحظاتي على ما يجري بالنسبة الى العملية الإنتخابية، وكيف وُضعت الدولة كلها في تصرف بعض المرشحين الذين في السلطة على حساب مرشحين آخرين خارج السلطة، وكيف تُسخَر كل إمكانيات الدولة لمصلحة هؤلاء المرشحين في وجه المنافسين لهم، والذين يجب أن يتمتعوا بالحقوق نفسها". الى ذلك، تطرق حرب الى موضوع اقتراع المغتربين، معتبرا أنها "عملية مشوبة بأخطار كبيرة ومعرضة للتزوير، خصوصا أن لا شأن لوزارة الداخلية، المسؤولة عن الانتخابات، في العملية الإنتخابية للمغتربين، إذ ان هذه الأخيرة في عهدة وزارة الخارجية التي لا نثق بأدائها إطلاقا، والتي تسخر كل إمكانات الدولة والمال العام في سبيل حملتها الانتخابية". اضاف: "أنني سأتقدم والعديد من المرشحين، وفي القريب العاجل، بسلسلة شكاوى ضد هذه الممارسات، لأنها تزور العملية الانتخابية ونتائجها، وبالتالي تقضي على الموقف المفترض للحكومة والسلطة بأن تكون على الحياد". وتابع: "بلغني اليوم أنه في استراليا مثلا، هناك 12 مركز اقتراع لـ 24 قلما انتخابيا فيما لا يوجد مندوب واحد من وزارة الداخلية على أيٍ منها. والطريف في الموضوع أنه يحق وفق القانون، بأن يكون لكل مرشح مندوبان في عملية الانتخابات، وفي لبنان 917 مرشحا، ما يعني أن عدد المندوبين سيزيد على الـ 1800، فكيف يمكن استيعاب هذا العدد الهائل والذي يفوق عدد الناخبين؟". وجدد حرب التأكيد "أننا لن نسمح ولن نقبل أن تمر عملية التزوير الكبيرة التي تحصل"، مؤكدا أن "الرئيس بري شاركني الرأي في العديد من المواضيع التي طرحتها، خاصة فيما يتعلق بمسألة جواز السفر، الذي قرر وزير الخارجية، بموافقة مجلس الوزراء، بأن يوزعه بألف ليرة لبنانية للمغترب من أجل المشاركة في العملية الانتخابية. في وقت يدفع اللبناني المقيم ستين ألف ليرة لكي ينتخب بواسطة جواز السفر، وهذا طبعا يخالف القانون لأن قانون الموازنة هو الذي يحدد الرسم المفروض على الجواز ولا يحق لمجلس الوزراء أن يخالف القانون بقرار منه خفض الرسم لفئة من اللبنانيين، فيما كان الحري به معاملة جميع اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، سواسية، استنادا الى قانون صادر عن مجلس النواب، ما يعرض الانتخابات للطعن باعتبار أنه من غير المقبول التصويت بباسبور غير قانوني".

ميقاتي والمر

وكان الرئيس بري استقبل الرئيس نجيب ميقاتي وعرض معه للاوضاع العامة والشأن الانتخابي.

كما استقبل نائب رئيس الحكومة السابق ورئيس مؤسسة الانتربول الياس المر وعرض معه الوضع العام .

اتحاد الجامعات العربية

وإستقبل وفد اتحاد الجامعات العربية برئاسة امين عام الاتحاد الدكتور سلطان ابو عرابي العدوان وعضوية رؤساء الجامعات العربية ورئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان الدكتورة دينا المولى وعمداء ومديري الجامعة. وقال رئيس الاتحاد بعد الزيارة : تشرف اتحاد الجامعات العربية ممثلا بالمجلس التنفيذي بلقاء دولة الرئيس بري ، وتأتي هذه الزيارة قبل انعقاد الدورة الحادية والخمسين للاتحاد غدا في رحاب الجامعة الاسلامية في لبنان . فالشكر للجامعة الاسلامية وللبنان، والشكر الكبير لدولة الرئيس بري الذي تفضل مشكورا برعاية هذا المؤتمر الذي يأتي في ظروف صعبة يمر بها الوطن العربي، ولكن نأمل بان توحد الجامعات العربية واتحاد الجامعات الأمة العربية في المستقبل القريب.

وفد قيادة الجيش

واستقبل بري ايضا وفدا من قيادة الجيش برئاسة العميد الركن فادي ابي فراج قدم له درعا تقديريا.

عازار وغانم

كما استقبل مدير المخابرات السابق في الجيش العميد ريمون عازار ورئيس مجلس القضاء الاعلى السابق غالب غانم.

إتصالات تهنئة بالفصح

من جهة اخرى، اجرى الرئيس بري اتصالا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون مهنئا بعيد الفصح المجيد.

كما اجرى اتصالات لهذه الغاية مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، والرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل ورؤساء الاحزاب.

 

قائد الجيش استقبل قائد القوات المسلحة الاندونيسية وبيري

الثلاثاء 03 نيسان 2018 /وطنية - إستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، قائد القوات المسلحة الوطنية الإندونيسية الجنرال هادي تجهجنتو على رأس وفد مرافق، وجرى التداول في علاقات التعاون بين جيشي البلدين، وفي مهمات الوحدة الإندونيسية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان - "اليونيفيل". واستقبل العماد عون، قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة اللواء مايكل بيري، وبحث معه في الأوضاع على الحدود الجنوبية.

 

الراعي التقى القائم بالاعمال السعودي ومهنئين بالفصح وتلقى اتصالا من بري حمادة: لتفاهم يحفظ التشريع وحقوق المعلمين ولكن يجدولها

الثلاثاء 03 نيسان 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد بخاري الذي قال على الاثر: "الزيارة بروتوكولية بعد اعادة تكليفي كقائم بالاعمال، وقدمنا التهاني بالاعياد، وتطرقنا الى الزيارة التاريخية للبطريرك الراعي الى المملكة وأصدائها الايجابية".

حمادة

ثم التقى الراعي وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة يرافقه المدير العام للتربية فادي يرق والمحامي جوزف ابو شرف، مهنئين بعيد الفصح.

وقال حمادة بعد اللقاء ردا على اسئلة الصحافيين: "جئنا لمعايدة غبطة البطريرك انا ومدير عام التربية الأستاذ فادي يرق. والمعايدة ليست فقط واجب، انما هذا الصرح وهذا البطريرك بالذات أكن لهما ليس فقط الاحترام، انما المحبة العميقة جدا. وكانت فرصة للتداول في احد الامور التي تشكل هما وطنيا وهما خاصا عند غبطته، وهو تداعيات القانون 46 على القطاع الخاص بالنسبة لاقساط المدارس وحوق المعلمين واوضاع تلك المدارس. كلام البطريرك من ذهب فغبطته مدرسة جامعة الكل وانا كوزير للتربية اقولها المدرسة جامعة للكل ويجب على الكل ان يتعاطى مع الكل انطلاقا من هذا الكلام. فهي جامعة الاهل الذين يشكل اولادهم ثروة لبنان، وهي جامعة المدرسة كمؤسسة مفترض عليها ان تحمي التوازن الاكاديمي والاقتصادي للديمومة، وتحمي الاساتذة الذين ينقلون العلم للطلاب وهم لديهم حقوق لا احد ينكرها لا في القوانين ولا في القانون الذي صدر، انما وضع البلد والموازنة والخزينة في لبنان يستوجب ان نجدول هذا العبء".

أضاف: "لقد طرحت على غبطة البطريرك الامور التي كنت وضعتها امام المجلس النيابي ولم تمر بسبب وجود تحفظات غير نيابية وانما نقابية وغيرها. ولكن اتفقنا مع غبطته وأخذنا بركته للعودة الى الحوار وألا يأخذ أحد الآخر رهينة لا في صندوق التعويضات ولا في موضوع الاقساط ولا الموازنات. نحن في تصرف الجميع، سنعاود الحوار عبر لجنة الطوارىء بدعم من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، واذ توجب الامر انه بمرسوم ما او بترتيب ما او بقانون ما، ان نؤمن مع وحدة التشريع جدولة هذا التشريع لكي يبقى محمولا من قبل كل الاطراف، سنعمد الى ذلك. وأتمنى على الجميع ألا يأخذ احد رهينة عبر الاضرابات او غيرها التي تتحول الى جريمة بحق الاطفال والتلاميذ".

وردا على سؤال عن عدم عقد جلسة حكومية لمعالجة الموضوع، قال حمادة: "لا أريد ان أحكم على النوايا التي قد تكون جميعها طيبة وخصوصا نية فخامة الرئيس الذي كان يريد المساهمة في حل هذه الازمة قد يكون عن طريق مساهمة مالية من الدولة، وبسبب قصور الدولة اذ انه يجب ألا ننسى ان القلة تولد النقار، اكتشف فخامة الرئيس انه ليس بمقدورنا هذا العام تحميل عبء الدرجات الست لخزينة الدولة وبالتالي هناك وعود مقطوعة وحوار سائر وكل هذا قد تأخر، وعلينا مواصلة الأمور والعمل بحيث لا نحمل الدولة الذاهبة الى باريس لتطلب دعما ماديا وهي قامت بإنهاء مسألة الموازنة ولكن يجب ان يكون لهذه الموازنة مصداقية ولكن الدولة مسؤولة ايضا عن اولادها واطفالها وعن التعليم واساتذتها ومدارسها".

أضاف: "فكرتي التي عرضتها على غبطته هي انه اذا توصلنا الى تفاهم يحفظ التشريع وحقوق المعنيين ولكنه يجدولها وفي مرحلة من المراحل تصبح الدولة قادرة على ان تدخل على هذه الجدولة بأية مساهمة، عندها نجد الحل. وقد يكون الحل ناعما جدا اليوم حيث يمكن اعطاء الاساتذة درجتين من العام 2018 ولكن مع ضمان المفعول الرجعي بحيث تكون الدولة مع المفعول الرجعي اصبحت قادرة بفضل هذه الجهود الاقتصادية ان تساهم، بحيث لا يضطر غبطته ان يقول ان البلد غير قادر على الدفع وهذا ما عبر عنه امام القصر الجمهوري وفخامة الرئيس ايضا يعرف وضعنا، ولا احد منا "ينمر" على الاخر". طبعا هناك وضع صعب في البلد الذي أهم ما فيه ثروته التي هي تلامذته ومدارسه وجامعاته، لذلك علينا ايجاد الحل".

وتابع: "لا يمكننا كما في كل الأمور في لبنان ان نحكم بشكل شامل على كل الناس. هناك مدارس متوازنة وعاقلة ولديها موازنات صحيحة، وهناك مدارس قد تخضع لمراقبة المدققين في وزارة التربية وقد تنتهي امام القضاء. يجب ألا نعمم بالقول ان كل المدارس تسرق الاهالي فهذا كلام غير صحيح، الاعباء زادت في البلد والتضخم اصبح كبيرا وارتفعت المعاشات انما للمعلمين حقوق لن نحرمهم منها، والاهل لديهم قدرة يجب ألا نضغط ونقضي عليها. وعلى المؤسسات ان تكون منتظمة في موازناتها وفي نفس الوقت قادرة على مواجهة التحديات من دون افلاس، وهذه معادلة صعبة جدا ولكن في لبنان يجب ايجاد حل لها".

نكد

ثم استقبل البطريرك الماروني المدير العام لكهرباء زحلة أسعد نكد الذي قال على الاثر: "الزيارة للتهنئة بالاعياد، وكانت مناسبة لاطلاع غبطته على وضع الكهرباء في زحلة المكان الوحيد الذي تؤمن فيه التغذية بالتيار على مدى ال24 ساعة يوميا".

أضاف: "ان عقد شركة كهرباء زحلة مع الدولة ينتهي في العام 2018، ولقد عرضت للوضع الذي سيكون في المنطقة اذا ما تسلمت مؤسسة كهرباء لبنان مكان شركة كهرباء زحلة، عندها سيستفيد المواطن من 12 ساعة تغذية بدل 24 ساعة اي هناك عودة للمولدات. وقد وعد غبطته بمتابعة الموضوع كي تستمر الكهرباء على ما هي عليه اي 24 ساعة. إن زحلة هي المكان الوحيد منذ 3 سنوات التي تؤمن التغذية 24 على 24".

وتابع: "الجميع سيستفيد من تجربتنا على الارض لاننا مع مبدأ اللامركزية الادارية والكهربائية، وكافة الافرقاء سيعملون بعد الانتخابات لتأمين حل نهائي لأزمة الكهرباء في لبنان لأن الحل برأيي هو حل سياسي".

مهنئون

وبعد الظهر، واصل الراعي استقبال المهنئين بالأعياد من شخصيات وفاعليات رسمية وسياسية ودينية واجتماعية أبرزهم القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسينيور ايفان سانتوس، وفد قيادة الجيش الذي ضم نائب رئيس الأركان للعديد العميد الركن خليل يحيى ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، اضافة الى وفود شعبية من مختلف الابرشيات.

اتصالات

وكان الراعي تلقى اتصالات مهنئة بالعيد، أبرزها من الرئيس نبيه بري، الرئيس تمام سلام، الرئيس فؤاد السنيورة، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن والنائبة بهية الحريري.