المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 27 أيلول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.september27.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعليق ساخر بالصوت للياس بجاني: برافو جبران باجتماعك مع المعلم سقيت جعجع والحريري من الكاس نفسو يلي عم يسقونا منو علقم وخيبات وهرطقات

برافو جبران باجتماعك مع المعلم سقيت جعجع والحريري من الكاس نفسو يلي عم يسقونا منو علقم وخيبات وهرطقات/الياس بجاني

واقع د.جعجع الخطيئة ومليون خطيئة لا يساوون فضيلة واحدة/الياس بجاني

باسيل وعون المؤيدة لحزب الله صوتية وشعبوية وتمويهية/الياس بجاني

كارثية عون وجعجع/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 44/رئيس لبنان يصول ويجول ويدافع عن سلاح غير شرعي وأنتم لا تدافعون عن سلاحنا الشرعي! استفيقوا قبل فوات الاوان

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 26 ايلول 2017

لا استقالة لحكومة الحريري

لبنان: اعتصامات وإضرابات “السلسلة” تشل الحركة لليوم الثاني و جلسة حكومية فاشلة والبحث إلى جولة ثالثة الخميس في بعبدا

قاطيشا: الاستقالة من الحكومة غير واردة

هالي صفد البطيخ يعترضـون دوريـــة لليونيفيل/القيادة: نعوّل على الجيش لوضع حد لهذه الممارسات

تمرير التطبيع بالتذاكي أو بالأمر الواقع لن يتحقق

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الرئيسان اللبناني والفرنسي افتتحا معرض مسيحيو الشرق عون: لاحياء ثقافة الانفتاح على ثقافة التخويف

عون زار مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيسه اولم على شرفه لارشيه: اعدتم الحياة للمؤسسات الدستورية بعد معارك خضتموها بإسم السيادة

الرئيس عون لرئيس الحكومة الفرنسية: لبنان لم يعد قادرا على تحمل تداعيات النزوح السوري ولا بد من حل سريع فيليب: نقف دائما الى جانب لبنان

عون التقى وزيري الخارجية والمالية الفرنسيين: دور فرنسا محوري في انجاح مؤتمرات دعم لبنان

عون من بلدية باريس: باريس وبيروت تخوضان معركة حماية قيم السلام والحرية ايدالغو: من دون اللبنانيين لن تكون باريس كما هي

عون خلال حفل استقبال الجالية اللبنانية :عبء النازحين بات ينذر بالخطر ولقينا كل التفهم للمواضيع التي طرحناها خلال زيارة فرنسا

الكتائب أكد خوض معركة السلسلة: اجتماع وزير الخارجية اللبنانية بنظيره السوري انزلاق خطير نحو ضرب السيادة ومبدأ الحياد

قاسم اوضح كلامه عن المرأة المطلقة: الانتصارات على إمتداد لبنان وسوريا والعراق مفصلية وتاريخية وغيرت وجه المنطقة

السفارة البريطانية: مذكرة تفاهم بريطانية المانية جديدة دعما لمشروع الحدود البرية للجيش

كتلة المستقبل: نرفض محاولات ادخال لبنان أو ضمه إلى محور إيران والنظام السوري

كبريال المر يخرج عن صمته: يا عيب الشوم على المجلس الدستوري

تحذير من المماطلة.. و"الحشود" بالمرصاد

مزيارة تثور ضد السوريين: أعدموا "الوحش" في الساحة

رسالة من "حزب الله" إلى جنبلاط

القصر الجمهوري مستاء.. بعد تسريب هذه الرسالة

بعد الضجة التي أثارها كلامه عن المرأة المطلّقة.. قاسم يوضح

لقاء باسيل – المعلم وجّه "إشارةً".. هذه تفاصيلها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

92 في المئة من الناخبين في كردستان صوتوا لصالح الانفصال عن العراق

العبادي يمهل الأكراد 3 أيام لتسليم المطارات وأردوغان يهدد بتجويعهم

أكراد سوريون يعبرون عن فرحتهم بالاستفتاء في مدينة القامشلي السورية

أكراد إيران يتحدون طهران ويحتفلون باستفتاء استقلال كردستان

مناورات عسكرية عراقية – تركية على الحدود

رفع حظر التجوال في كركوك

نظام الأسد: مستعدون للحوار مع الأكراد بشأن إقامة إدارة ذاتية

مقتل 3 إسرائيليين ومهاجمهم الفلسطيني قرب مستوطنة بالضفة الغربية ونتانياهو أمر بهدم منزل المهاجم وتطويق قريته وسحب تراخيص العمل من عائلته

واشنطن: تجربة إطلاق إيران لـ”خرمشهر” الباليستي قديمة وزائفة

الرئيس المصري للشعب الإماراتي: إحنا فداكم ومكانتكم متميزة في قلوبنا والسيسي ومحمد بن راشد يشددان على ضرورة التكاتف مع السعودية والبحرين لترسيخ الاستقرار في المنطقة

ترامب يدعو نظيره الأفغاني إلى إغلاق مكتب “طالبان” في قطر

قبيلة الغفران القطرية تلجأ للأمم المتحدة ضد انتهاكات السلطة

يونغ يانغ عززت دفاعاتها بعد تحليق قاذفات أميركية على ساحلها الشرقي وواشنطن ترغب بحل الأزمة مع كوريا الشمالية ديبلوماسياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
تجاوُز الخطوط الحمر يُقلِق «المستقبل»/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

اللجوء السوري بين ماكرون وعون/رندة تقي الدين/الحياة

عون لجعجع: تكلَّم مع جبران/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

«الحرب الباردة»... تُهدِّد الحكومة والإنتخابات/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

التنصُّل من قرار الدستوري قد يؤدّي إلى طعن جديد/ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية

الأكراد يعيدون رسم خريطة المنطقة/خيرالله خيرالله/المستقبل

الاستفتاء المضمر: استقلال الكيان العراقي عن «حزب الدعوة»/وسام سعادة/المستقبل

مصير الحكومة بخطر.. ومخاوف من عودة الإغتيالات/هيام القصيفي/الأخبار

هل يستبدل فرنجية حلفاءه بالقوات/اسكندر شاهين/الديار

سليمان لـ"الديار": لبنان سيبقى في مكانه إن فرّط عون بالإستراتيجية الدفاعية/رضوان الذيب/الديار

سعد الحريري: الواقعي الخائف على بقيته/ابراهيم الأمين/الأخبار

عون ينتقم في فرنسا/منير الربيع/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري استقبل سفير مصر ووفد مزارعي الزيتون في مرجعيون حاصبيا سوينغ: لدينا برامج عودة سورية ستكون بتصرف الحكومة في حينه

بري في دردشة مع الاعلاميين: ما يحصل تجاوز وتجرؤ على المجلس واعتداء على صلاحيات رئيسه وخرق للطائف والسلسلة حق يجب دفعه

الرياشي: مجلس الوزراء يبت الخميس في بعبدا بقانون الضرائب لانها ايرادات اساسية للسلسلة وهناك تقدم كبير في النقاش لانه كان في العمق

التيار المستقل: لحكومة تكنوقراط حيادية تحضر للانتخابات

الراعي تابع التحضير لليوبيل ال250 لوفاة العلامة يوسف السمعاني

حسن فضل الله: لاغتنام الفرصة وعدم المكابرة في العلاقة مع دمشق كيف ستعيدون النازحين إذا لم تتكلموا مع الحكومة السورية

رعد: الكيان الصهيوني يعيش القلق بعد قضائنا على داعش

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ.

رسالة القديس يعقوب/01/من01حتى27/:" يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاِثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ.  اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ،  عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.  وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ.  رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ. وَلْيَفْتَخِرِ الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ. لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هَكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضاً فِي طُرُقِهِ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً. لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.

شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ. إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ.  لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ.  وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ.  إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هَذَا بَاطِلَةٌ. اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعليق ساخر بالصوت للياس بجاني: برافو جبران باجتماعك مع المعلم سقيت جعجع والحريري من الكاس نفسو يلي عم يسقونا منو علقم وخيبات وهرطقات

http://eliasbejjaninews.com/?p=59037

تعليق ساخر بالصوت للياس بجاني/فورمات//MP3: برافو جبران باجتماعك مع المعلم سقيت جعجع والحريري من الكاس نفسو يلي عم يسقونا منو علقم وخيبات وهرطقات/26 أيلول/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/eliasjobran26.09.17.mp3

تعليق ساخر بالصوت للياس بجاني/فورمات/ WMA/: برافو جبران باجتماعك مع المعلم سقيت جعجع والحريري من الكاس نفسو يلي عم يسقونا منو علقم وخيبات وهرطقات/26 أيلول/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliasjobran26.09.wma

 

برافو جبران باجتماعك مع المعلم سقيت جعجع والحريري من الكاس نفسو يلي عم يسقونا منو علقم وخيبات وهرطقات

واقع د.جعجع الخطيئة ومليون خطيئة لا يساوون فضيلة واحدة

الياس بجاني/26 أيلول/17

برافو جبران باجتماعك مع المعلم سقيت جعجع والحريري من الكاس نفسو يلي عم يسقونا منو علقم وخيبات وهرطقات..

كاس الواقعية الغاشة والخادعة..

كاس ربط النزاع الرابط صحابو..

كاس ام الصبي وبي الصبي..يلي فطسو والتعن ابو سلسفيلون..

كاس الخوف على المؤسسات..والخ

باختصار فإن منطق الواقعية النفاق والإحتيال الذي برر به د.جعجع فرطه 14 آذار ودخوله الصفقة الخطيئة..

نفس هذا المنطق اللامنطق يبرر لغيره المطالبة بالإعتراف بنظام الأسد والتفاوض معه..

فالأسد كما حزب الله أمر واقع..

نحن ضد هذه الكذبة التي سموها للتمويه واقعية أي القبول بالأمر الواقع تحت أي ظرف وفي أي مكان.

وفي نفس سياق هذا المنطق الأعوج والتمويهي يمكن أيضاً تبرير مطلب حزب الله وتيار عون-باسيل الإعتراف الكامل بنظام الأسد والتفاوض معه..

مش هيدي كمان واقع وواقعية؟؟؟

يبقى أن لا فرق بين غلط هون وغلط هونيل، وخطية هون وخطية هونيك..انشاء الله نكون فهمنا انو مليون خطية لا يساون فضيلة واحدة…

باختصار: نفس كذبة الواقعية يلي عم يغشنا فيها جعجع تبريراً لدخوله الصفقة الخطيئة هي نفسها بتبرر الإعتراف بنظام الأسد والتفاوض معه..

ودمتم ودامت الواقعية مكشوفي ومزلطا ع طول..

 

باسيل وعون المؤيدة لحزب الله صوتية وشعبوية وتمويهية

الياس بجاني/25 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59007

واقعاً معاشاً على الأرض وعملياً 100% فإن كل القوى السياسية والحزبية (قوات جعجع والمستقبل والاشتراكي والمستقلين) المشاركة في حكومة الرئيس سعد الحريري التي يسيطر حزب الله على أكثريتها عددياً وعلى قرارها بالكامل وعلى كل ما هو استراتيجي فيها ..

هي قوى غيرت مسارها المعارض لاحتلال إيران للبنان وبدلت سلم أولوياتها الوطنية واستبدلتها بأجندات بحت شخصية وسلطوية.

هي قوى دخلت الصفقة الخطيئة وفرطت تجمع 14 آذار بخبث ودهاء وعن سابق تصور وتصمين ونوايا "عاطلة"..

فرطت (قوات جعجع والمستقبل) 14 آذار، التجمع السيادي والسلمي والعابر للطوائف الذي كان رغم كل علله وضعفه وتناقضات مكوناته يؤمن توازناً مقبولاً مع احتلال وهيمنة ومشروع حزب الله الإيراني.

بدخول كل هذه القوى الحكومة وبانتخابها مرشح حزب الله العماد ميشال عون رئيساً  للجمهورية وبقبولها المساكنة مع الحزب وسلاحه وحروبه ودويلته وهيمنته وإرهابه تكون عملياً ودون لف ودوران ومكابرة قد "رفعت العشرة" واستسلمت للأمر الواقع اللاهي والملالوي المفروض على وطن الأرز وناسه بقوة السلاح والإرهاب والإغراءات السلطوية والمنافع الذاتية..

هي قوى ودون أي تجميل وديكور لتعاستها وبؤسها وخور رجائها وعشقها للنفوذ والجبنة الحكومية قد داكشت السيادة والاستقلال ودماء الشهداء بالكراسي.. وكل تبرير لخطيئة الصفقة يندرج في أُطر الوقاحة وموت الضمائر والنفاق والدجل والشعبوية واللعب على مكامن المذهبية والفقر والخوف.

من هنا فإن كل انتقادات قوات جعجع والمستقبل وكل من يلف لفهما ويقول قولهما لمواقف الرئيس عون المؤيدة لحزب الله في الداخل وفي الخارج هي صوتية ولرفع العتب وتأتي من ضمن خطوط حمراء متفق عليها مسبقاً مع الحزب..

هذه الانتقادات لا قيمة ولا مصداقية ولا وزن ولا صدق ولا مصداقية لها وهي شيكات دون رصيد لا تصرف من أي مكان..

هي مواقف هدفها التعمية وموجهة "للرعية ومش للخورية..

في هذا السياق لا قيمة ولا مصداقية ولا جدية للكلام المرتفع النبرة الذي قاله أمس وزير الداخلية نهاد المشنوق في انتقاده للقاء الذي جمع في نيويورك جبران باسيل مع وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم.

من هنا فإن حال كل مواطن حر وسيد وعنده بصر وبصيرة ومن غير زلم وهوبرجية الأحزاب الشركات..حال هذا المواطن يقول بحسرة وغضب: عيرونا سكوتكون واضبضبوا واخجلوا.. بيكفي ضحك علينا واستهتار بعقولنا.

في نفس السياق التمويهي والتعموي  والشعبوي هذا تندرج كل عنتريات وترشيحات د.جعجع الانتخابية، وأيضاً تندرج كل العراضات والمشهديات المسرحية التي يقيمها في "معرابه" لتسوّق أدمية ونظافة كف وزرائه الثلاثة.

علماً أن هؤلاء الثلاثة وهم فعلاً وزراء ممتازين غير أن وزاراتهم خدماتية وليست إستراتجية ولا تأثير ولا قول لهم ولا لوزراتهم في أمر استراتيجي..

جعجع وقواته والمستقل قد ربطوا النزاع مع احتلال حزب الله ووضعوا كل ملفاته في الأدراج.

وعلى خلفية التعمية والتمويه تندرج مسرحيات المناكفات الإعلامية بين قوات جعجع وتيار باسيل الهادفة من قبل الرجلين لإلغاء كل المسيحيين المستقلين من مجلس النواب ومن وظائف الدولة وتقاسم المغانم بينهما.

في نفي الإطار "الغشاش والمخادع" مضافاً إليه الأطماع والأحلام والأوهام الرئاسية تندرج أيضاً كل الحروب الكلامية والإعلامية الفاقعة في نرسيسيتها وتفاهتها بين باسيل وجعجع وربعيهما من زلم وهوبرجية وأبواق عكاظية وانتهازيين وكتبة وفريسيين.

 باختصار فإن كل من دخل الحكومة على خلفية الصفقة الخطيئة قد قبل بالاحتلال الإيراني وبكل مفاعيله.. وإن عارضوا كما هو حال بعض تيار المستقبل وجعجع فمعارضتهم صوتية وبرضى وموافقة حزب الله..

ومن هنا فإنه في ميزان المصداقية يمكننا براحة ضمير أن نضع صفراً كبيراً على كل مصداقية انتقادات قوات جعجع والمستقبل لمواقف الرئيس عون وصهره باسيل المتماهية كلياً مع مشروع حزب الله الإيراني.

بؤس هكذا زمن محل وانبطاح، وبؤس هكذا أحزاب وسياسيين..

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الناشط الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

كارثية عون وجعجع

الياس بجاني/25 أيلول/17

لم نشهد في تاريخنا الماروني أزمنة أعطل واسوأ وتميزت بالضياع من الأزمنة التي تولى فيها كل من ميشال عون وسمير جعجع مواقع القيادة. الأخطر والأسوا والأكثر تدميراً من عون وجعجع في السياسة هم اتباعمها العميان بصر وبصيرة.. حقيقة نعيشها على مدار الساعة وعلينا عدم التلطي عليها كما علينا جدياً وبشجاعة مواجهتها وتعطيلها ومعالجة الواقعين في أوحالها من شبابنا المغرر بهم.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 44/رئيس لبنان يصول ويجول ويدافع عن سلاح غير شرعي وأنتم لا تدافعون عن سلاحنا الشرعي! استفيقوا قبل فوات الاوان

26 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59048

في إصرار "حزب الله" التطبيع مع الأسد

· منذ سقوط حلب على يد الروس والإيرانيين وأمام أعين العالم، وبعد انتخاب العماد عون في لبنان، يصر "حزب الله" على التطبيع مع الاسد بحجة انه "أمر واقع".

· وهو يستخدم كل الحجج الشعبوية التي تحتاج الى تدقيق كثير للتطبيع.

· فيقول مثلاً: "اذا اردتم طرد "داعش" من الجرود عليكم التنسيق مع جيش الاسد"،

· "اذا اردتم عودة النازحين عليكم التنسيق مع حكومة الاسد"،

· "اذا اردتم تصريف المحاصيل الزراعية او نقلها عليكم التنسيق مع حكومة الاسد"،

· "إذا اردتم "حصة" في إعادة إعمار سوريا فعليكم بالتنسيق".

· لماذا هذا الاصرار رغم معرفة الحزب ان الموضوع خلافي لأسباب لبنانية (تاريخ الاسد الأب والابن الاجرامي في لبنان) وعربية ودولية؟ وهو يعرف ان الاصرار قد يؤدي بالحد الأدنى الى أزمة داخلية قد تصل الى إعطاء الحجة لبعض الأطراف للتنصل من الحكومة أملاً بالحصول على دفع انتخابي يبحثون عنه؟

· هو يصر على ذلك لأنه:

1. يعتبر ان المعترضين على التطبيع دخلوا في تسوية شاملة ولا يحق لهم الخروج منها على قاعدة menu a la carte.

2. يعتبر ان احزاب التسوية تشكو من التطبيع ولا تتجرأ على الخروج من الحكومة لأنها تغلّب مصالحها الخاصة على المصلحة العامة.

3. لان غيره، وليس وحده، يستخدم حججاً شعبوية مثل موضوع النازحين.

4. ولان هدفه تثبيت موقع لبنان في قلب المحور الايراني ونفوذه ولا قيمة للأسد بذاته في نظر الحزب.

تقديرنا

· الاعتراض من قبل المستقبل والقوات تحت المجهر.

· انما هذا الاعتراض ليس كافياً ولا نطالب بحلول مبسطة على غرار الاستقالة من الحكومة.

· اذا كان "حزب الله" مصرّاً على تثبيت لبنان في دائرة ايران، عليكم ان تصرّوا على استقلال لبنان وحريته و انتمائه العربي وخاصة على أساس الـ 1559-1701-1680.

· لم نسمع منكم مثلاً صوتاً يصرّ على جعل الجنوب منطقة خالية من مخازن السلاح!

· لم نسمع منكم صوتا في التمسك بسلاح الجيش وأحاديته!

رئيس لبنان يصول ويجول ويدافع عن سلاح غير شرعي وأنتم لا تدافعون عن سلاحنا الشرعي!

· استفيقوا قبل فوات الاوان.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 26 ايلول 2017

النهار

يسرّب البعض أن التفاوض مع الشركة لانتاج البطاقة البيومترية بدأ قبل عامين.

تبيّن أن ثمة تلاعباً حصل في صياغة قانون الضرائب أدّى إلى تسهيل الطعن به ولم ينتبه له أحد من النواب لدى إقراره.

لوحظ أن أكثر من فريق سياسي يطلب إعادة اجراء استطلاعات الآراء في ملف الانتخابات النيابية المقبلة نظراً للضبابية في الرؤى التي تظهرها النتائج.

التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم عدداً من المسؤولين الأميركيين في واشنطن بعيداً من الاعلام قبل سفره إلى نيويورك والتحاقه بالوفد اللبناني الرسمي الأسبوع الماضي.

المستقبل

قيل إنّ ديبلوماسياً غربياً معتمداً في لبنان قال في مجلس خاص إنه في حال نجاح استفتاء إقليم كردستان فإن أولويات المنطقة ستنقلب رأساً على عقب.

الجمهورية

إستغربت أوساط سياسية كيف أن فريقاً طالب بإقامة علاقات دبلوماسية مع دولة أخرى ولما تحقّقت يُطالب الآن بإزالتها.

لاحظت أوساط سياسية كيف أن حزباً مؤثراً في قرارات الدولة ووزراءه في الحكومة ونوابه في البرلمان ولا يستطيع دعم ضبط جباية الرسوم في مناطقه؟

تتخوّف أوساط تربوية من التمييع والمماطلة في بحث ملف قانونه نافذ ومخصّصات الدفعة الأولى له موجودة ومهلة البحث فيه في مجلس الوزراء المطلوبة لا تُقدِّم ولا تؤخِّر وتقول" في ريحة مش نضيفة بالقصة".

اللواء

يكتم مقربون من مسؤول رفيع غضبهم من تجاوزات تحصل في غير ملف متفاهم عليه.

يصرّ مرجع كبير على اعتبار ان "قطبة مخفية" تقف وراء قرار رقابي يشغل البلد الآن!

لم يحدث خرق في علاقة مرجع سابق مع حزب بارز، على الرغم من مرور سنوات على الأزمة بين الجانبين.

الشرق

ابدت جهات سياسية خشيتها من ان يكون ما حصل خلال الايام الماضية بداية مؤشرات الى اشتباكات سياسية على مستوى الرئاسات الثلاث … خصوصا وقد تأكد ان رئيس الجمهورية رفض ترؤس جلسة مجلس الوزراء اول من امس بحجة السفر؟!

توقع مصدر وزاري ان يصار الى توسيع دائرة الاتصالات مع النقابات والهيئات للاتفاق على تأجيل موعد تنفيذ سلسلة الرتب والرواتب لفترة محدودة لا تزيد عن الشهر…

جزمت قيادات سياسية وحزبية بأن اعتماد "البطاقة البيومترية" في الانتخابات النيابية المقبلة بات شبه مستحيل… وان "التسجيل المسبق" يشكل البديل عن هذه البطاقة….

الأخبار

أسباب مالية!

يبدو أن هناك أسباباً مالية ــ تجارية وراء دعم أحد نواب الكورة لرئيس بلدية كفريا ــ الكورة، الذي صدر بحقه قرار ظني وكُفّت يده عن ممارسة مهماته في رئاسة البلدية من قبل محافظ الشمال. ولهذه الأسباب امتدادات تتعلق بشركة الاسمنت العاملة في البلدة، والعمل على ترخيص مكب للنفايات وحرق إطارات السيارات في أفران شركة هولسيم الواقعة في البلدة، إضافة إلى أعمال تجارية أخرى.

تسريب رسالة رئاسية

انتشرت عبر تطبيق "واتساب" صورة عن الكتاب الذي أرسله الرئيس ميشال عون إلى "صديقي الوفي العظيم" (كما ورد في بداية النصّ) الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمناسبة تعيين السفير رامي عدوان على رأس البعثة اللبنانية لدى فرنسا. وقد ورد في النصّ أنّ عون اختار عدوان لما "خبِرته من إخلاص في خدمة لبنان وما رأيته من مقدرته في شتّى المناصب العالية التي تقلّدها". وقد طلب عون من ماكرون أن "تحوطوه بتأييدكم وتولوه رعايتكم"، كون الرئيس اللبناني يعتمد على "غيرته (عدوان) وعلى ما سيبذله من صادق الجهد ليكون أهلاً بعواطف فخامتكم". مضمون الرسالة ليس خاصاً بعدوان، وهي تُعتمد كـ"عُرفٍ" في جميع الرسائل التي يبعث بها رئيس الجمهورية إلى الدولة التي قبلت تعيين سفير لبناني لديها. وعادةً ما يكون مضمون هذه الرسائل سرياً، ويُقال إنّه حتّى السفير لا يطّلع عليه. لذلك، أشار تسريب صورةٍ عن الرسالة إلى استغراب الدبلوماسيين، واستياء دوائر القصر الجمهوري.

فارس سعيد وحيداً في "أمانته"

تقول مصادر مُطلعة إنّ تيار المستقبل توقّف عن دفع إيجار مكتب الأمانة العامة لقوى 14 آذار في الأشرفية. وبالتالي، بات النائب السابق فارس سعيد هو "المُعيل" الوحيد لهذا المكتب، إذ يتولى دفع الإيجار ورواتب الموظفين. ورغم أنّ سعيد أبلغ "الأخبار" في وقت سابق أنّه سيُغادر المكتب، إلا أنّه لا يزال يُداوم فيه. ويُنقل عن سعيد قوله: "ليس لديّ حلفاء".

البناء

توقفت مصادر متابعة للاستفتاء على انفصال كردستان العراق أمام الصور المنشورة لكلّ من السفير الأميركي السابق في العراق وأفغانستان زلماي خليل زادة والداعية لـ"الربيع العربي" المرشح السابق للرئاسة "الإسرائيلية" برنار هنري ليفي ويبدوان في إقامة مديدة في أربيل يتنقلان بين القيادات الكردية ويحضران الاجتماعات التنسيقية والتحضيرية وأخيراً يشاركان باحتفالات الاستفتاء…

 

لا استقالة لحكومة الحريري

بيروت – “السياسة/26 أيلول/17/أبلغت مصادر وزارية “السياسة”، أنه رغم استياء رئيس الحكومة سعد الحريري من لقاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، وما تركه اللقاء من تداعيات على الوضع الحكومي، إلا أن لا مصلحة لأحد في تعريض الحكومة لمخاطر الاستقالة في هذه الظروف الدقيقة. وأكدت المصادر أن إصرار فريق من الوزراء على السباحة عكس التيار الحكومي، وبما يعرض وحدة الحكومة لمخاطر لا يمكن الاستهانة بها، سيترك بالتأكيد انعكاسات بالغة الخطورة على التماسك الحكومي، ويجعل من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور، إذا استمر هذا الفريق “فاتحاً على حسابه”، في الكثير من الملفات، وتحديداً بما يتصل بملف العلاقات مع سورية. وأشارت إلى أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، بعث بالرسالة التي يجب أن تبعث إلى من يعنيهم الأمر، بأن تجاوز رئيس الحكومة غير مسموح وستكون له عواقب وخيمة لا يمكن التكهن بنتائجها، ولا بد بالتالي من أن يعرف كل طرف حده ويتصرف على هذا الأساس، صوناً لوحدة الحكومة وحفاظاً على التسوية التي للجميع مصلحة في بقائها. واستمر “تيار المستقبل” في حملته على لقاء باسيل المعلم، حيث اعتبر أحد قيادييه، محمد المراد أن هذا اللقاء، مخالف للسياسة المرسومة للحكومة ومخالف للبيان الوزاري وللقيم الإنسانية والأخلاقية. وتوجه لباسيل قائلاً، “مبارك لك اجتماعك الشخصي مع مريدك، فما تصرفك إلا إسقاط لمفهوم الحرية والسيادة وما رأيناه وكأنه استجداء لاستعادة علاقة بين القوي والضعيف”، رافضاً إعادة إحياء العلاقة مع النظام السوري. في المقابل، تساءل نائب “حزب الله” حسن فضل الله، “أين المشكلة إذا التقى وزير خارجية مع وزير خارجية؟”، مشيراً إلى أن هناك علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية، وأن الحكومة اللبنانية عينت سفيراً لها في دمشق، داعياً “الفريق الآخر إلى اغتنام الفرصة وعدم المكابرة في العلاقة مع سورية التي يجب أن تكون علاقة طبيعية”.

 

لبنان: اعتصامات وإضرابات “السلسلة” تشل الحركة لليوم الثاني و جلسة حكومية فاشلة والبحث إلى جولة ثالثة الخميس في بعبدا

بيروت – “السياسة/26 أيلول/17/لليوم الثاني على التوالي، واصل أمس موظفو الادارة العامة وهيئات ولجان نقابية اعتصامهم المفتوح في ساحة رياض الصلح مقابل السراي الحكومي، بالتزامن مع انعقاد جلسة ثانية فاشلة لمجلس الوزراء اللبناني، وذلك للمطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب ودفع الاجور.

واحتشد عدد كبير من الموظفين والاساتذة والنقابيين في الساحة، حاملين لافتات تصف هذا اليوم بـ”يوم الحق والكرامة، يوم الانتفاضة”، وتؤكد أن “الموظفين لن يعودوا الى عملهم حتى تعود حقوقهم”.ورفع الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين لافتة تطالب بـ”رفع الحد الادنى للاجور الى 1200000 الف ليرة لبنانية وإقرار السلم المتحرك للاجور ورفع التعويضات الى نسبة 75% من الحد الادنى”. وطالب المعتصمون باعتماد سياسة ضريبة عادلة، معادلتها تفعيل الضرائب المباشرة على هيئات المال والمصارف واصحاب الريوع العقارية.

من جانبهم، واصل موظفو الادارات العامة والمدارس الرسمية في كافة مناطق البلاد اضرابهم لليوم الثاني على التوالي في زحلة وعكار وحلبا وصيدا وبعلبك – الهرمل والنبطية وبعبدا وغيرها، حيث حضر الموظفون دون إنجاز معاملات وانضم بعضهم إلى الاحتجاجات في ساحة رياض الصلح.

بدورها، غاصت الجلسة الاستثنائية التي عقدتها الحكومة أمس، في السرايا الحكومية برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، والتي وصفت بـ “الفاشلة”، في البحث بإيجاد حل لأزمة الضرائب، بعد قرار المجلس الدستوري إبطال قانون الضرائب، في ظل جدال واسع استحكم في نقاشات الوزراء خلال الجلسة، بشأن صيغة الحل المقترحة للأزمة القائمة التي ترخي بثقلها على المشهد الداخلي، بين من يدعو إلى الالتزام بقانون “السلسلة” وبين من يطالب بالتركيز على تأمين الواردات قبل غيرها. ورغم إصرار الحريري على التوصل الى حل أمس، إلا أن الخلافات، لا سيما بين وزراء “التيار الوطني” و”أمل” حالت دون ذلك، وأرجئ الملف مرة جديدة الى جلسة تعقد غد الخميس في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ومع إجماع الوزراء على أن “السلسلة” حق، شهدت جلسة الأمس عرضاً لوجهتي نظر من الحل المنتظر للأزمة، الأول عبّر عنه وزير العدل سليم جريصاتي باسم فريق رئيس الجمهورية، حيث دعا إلى إقرار الموازنة ومن ضمنها الضرائب، على أن يكون الحل في عملية قطع الحسابات بتعليق المادة 87 من الدستور، أي عملية قطع الحسابات قبل نشر الموازنة، في حين أن فريق وزير المال علي حسن خليل، أشار إلى أنه يحترم قرار المجلس الدستوري، ولكنه لا يمكن للأخير أن يفرض على مجلس النواب عدم سنّ قوانين منفصلة عن الموازنة. من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم العالم مروان حمادة، أن لا خوف على العام الدراسي، وإنما الخوف على الدولة اللبنانية، خصوصاً من باب وزارة الخارجية، مضيفاً “الخطر على الاقتصاد نتيجة السياسات الخارجية الخاطئة”، في حين قال وزير الإعلام ملحم رياشي، إنه “ليس متأكداً من الاتفاق على قطع الحساب وما إذا ستُعطى السلسلة”، أما الوزيران نهاد المشنوق وحسين الحاج حسن، فلفتا إلى أن لا خطر على الحكومة.بدوره، أكد “حزب الكتائب” أنه يخوض معركة سلسلة الرتب والرواتب إلى جانب مستحقيها حتى حصولهم عليها كاملة، محذراً السلطة السياسية من المس بها، ومشدداً على أن اجتماع وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري، يشكل انزلاقاً خطيراً نحو ضرب السيادة ومبدأ الحياد وتطبيعاً مع النظام السوري ونسفاً للبيان الوزاري وتشويهاً لصورة لبنان.

 

قاطيشا: الاستقالة من الحكومة غير واردة

المستقبل/27 أيلول/17/أكد مستشار رئيس حزب «القوّات اللبنانية» العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن «الاستقالة من الحكومة غير واردة بتاتاً على رغم شد الحبال بين مكوّناتها حول مسألة التواصل مع النظام السوري»، جازماً بـ «أننا رأس حربة في هذا الموضوع، والحكيم سبق الجميع في التصعيد من خلال خطابه في قداس الشهداء». ولفت في حديث إلى وكالة «الأنباء المركزية» أمس، إلى أن «الدكتور سمير جعجع أوفد أمس الأوّل وزير الاعلام ملحم الرياشي للقاء الرئيس سعد الحريري ونقل اليه رسالة تضامنية بتأييد مواقفه الرافضة للتواصل مع النظام السوري والتمسّك بسياسة النأي بالنفس»، نافياً «المعلومات المتداولة عن أمر خارجي بفرط عقد الحكومة وإعادة رصّ صفوف قوى 14 آذار». وشدد على أن «علاقتنا كقوات برئيس الجمهورية جيّدة».

 

هالي صفد البطيخ يعترضـون دوريـــة لليونيفيل/القيادة: نعوّل على الجيش لوضع حد لهذه الممارسات

المركزية- تثير عمليات التصوير والمراقبة التي تجريها اليونيفيل في المناطق الجنوبية، حفيظة بعض الاهالي، الذين يعتبرون أن القوات الدولية لا تلتزم بالقرار 1701 وتقوم بنشاط خارج إطار مهامها، ما يدفع الى مناوشات متكررة من حين لآخر. فبعد حادثة مجدل زون التي انتهت بمصالحة، والاعتداءات المتكررة السنة الماضية في بلدات مجدل سلم، بلاط، خربة سلم، بيت ليف، مارون الراس، دبين وعيتا الشعب وغيرها، اعترض أمس عدد من الاهالي والشبان، بينهم عناصر حزبية، في بلدة صفد البطيخ في قضاء بنت جبيل، موكب موفد عسكري رفيع المستوى من وزارة الدفاع الماليزية وعدد من كبار الضباط الدوليين، كانوا مدعوين عند أحدى فاعليات البلدة. وأفيد أنه عند خروجهم من المنزل، جرى اعتراضهم وانتزاع هواتفهم وكاميراتهم. فتدخلت دورية من مخابرات الجيش وأعادت الامور الى نصابها ورافقت الدورية الى مراكزها وأعادت اليها أجهزتها المصادرة. وأشار مصدر مطلع لـ"المركزية" الى أن "اعتراض أهالي المنطقة يعود الى دخول دورية ماليزية الى الاحياء التي لا ينص القرار 1701 على الدخول اليها، وقامت بتصوير مواقع لـ"حزب الله" والاحياء التي تعرضت للعدوان الاسرائيلي عام 2006 ، الامر الذي دفع الأهالي الى الطلب من عناصر الوفد العودة من دون تصوير، لكن الوفد أصر على استكمال جولته، فتجمع السكان وصادروا كاميرات وهواتف الوفد"، مشيرا الى أن "الوفد الماليزي لم يكن مدعوا الى المنزل المذكور، إنما توجه الى المنزل بهدف تصوير البلدة ومراكز لـ"حزب الله". من جهتها، نددت اليونيفيل بالحادثة، وقالت مصادرها لـ"المركزية" إنها "ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها مواكبنا ودورياتنا لاعتداءات مماثلة"، مشيرة الى أنها "تعوّل على السلطات العسكرية اللبنانية لوضع حد لهذه الممارسات، وستطرح الاعتداءات مع المعنيين على كافة المستويات المحلية والدولية". الى ذلك، نفذ أهالي مدينة بنت جبيل والجوار، يتقدمهم رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية وتربوية، اعتصاما في قاعة مركز بلدية بنت جبيل، احتجاجا على ما أسموه "تجاوزات تقوم بها قوات الطوارئ الدولية"، داعين الى "وضع حد للتجاوزات والالتزام الكامل بقائمة مندرجات القرار 1701 واحترام الملكيات الخاصة وفق نص القرار".

 

تمرير التطبيع بالتذاكي أو بالأمر الواقع لن يتحقق

موقع القوات اللبنانية/26 أيلول/17

لا يجوز الخلط بين الأزمة المطلبية التي نشبت على أثر قرار المجلس الدستوري إبطال قانون الضرائب، وبين الأزمة السياسية التي تطل برأسها من باب الإصرار على التنسيق مع النظام السوري المعزول، ولا الخلط بين اليوميات السياسية وما تحمله من خلافات وتباينات ورسائل، وبين القضايا الاستراتيجية التي شكلت وتشكل مساحات خلافية. التضخيم وتوقع الأسوأ هما من الطبيعة الانسانية واللبنانية تحديدا، ولكن ما يحصل ضرائبيا وانتخابيا وغيرهما يدخل ضمن التباينات الطبيعية على غرار من يتمسك بالبطاقة البيومترية على رغم استحالة انجازها في الوقت المحدد، وبين من يرفض استخدام البيومترية للتمديد لمجلس النواب مجددا بحجة تعذر إنجازها. وما ينطبق على البطاقة ينسحب على المجلس الدستوري والسلسلة والضرائب والموازنة وقطع الحساب، حيث ان الأمور تحت السيطرة والبلاد ليست أمام أزمة شبيهة بـ”ثورة الجياع” التي أسقطت الرئيس المرحوم عمر كرامي، وما استجد على أثر الدستوري طبيعي والمعالجات سلكت طريقها. وما يحصل على هذا المستوى في لبنان يحصل في كل دول العالم مع فارق ان التوازنات اللبنانية الدقيقة تأخذ أبعادا مختلفة، وكل ذلك يدخل ضمن الحياة السياسية والحيوية الطبيعية، وبالتالي لا يجوز لدى وقوع اي تباين وحتى خلاف أن تذهب التقديرات والتوقعات باتجاه سقوط الحكومة وانهيار الاستقرار السياسي. وما تقدم لا ينفي ان التباينات في اليوميات شيء، والخلاف في القضايا الكبرى شيء مختلف تماما، خصوصا ان اللبنانيين ما زالوا بفضل “حزب الله” غير متفقين على القضايا التي يفترض ان تكون بديهية من قبيل السيادة والاستقلال والأولوية اللبنانية ودور الدولة ووظيفة لبنان وأحادية سلاح الجيش اللبناني…وقد جاءت الحكومة الأخيرة لتضع الملفات الخلافية جانبا من أجل التركيز على أولويات اللبنانيين الحياتية، فيما إعادة استحضار الملفات الخلافية يعرِّض الحكومة لخطر السقوط ويهز الاستقرار السياسي ويحيي الانقسام العمودي ويدخل المؤسسات في الشلل والتعطيل. ومن هنا ضرورة التنبه إلى ان الاستقرار السياسي بخطر في حال لم يصر سريعا إلى سحب الملف الخلافي جدا والمتصل بالتنسيق مع النظام السوري المعزول، ويفترض بقوى 8 آذار ان تكون أيقنت بان تمرير التطبيع بالتذاكي أو خلسة أو بالقطعة أو بالأمر الواقع لن يتحقق وسيؤدي إلى نشوب أزمة وطنية الكل يعلم أين تبدأ، ولكن أحدا لا يمكنه التكهن بمسارها ومؤدياتها وكيف يمكن ان تنتهي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الرئيسان اللبناني والفرنسي افتتحا معرض مسيحيو الشرق عون: لاحياء ثقافة الانفتاح على ثقافة التخويف

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - افتتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس، معرض "مسيحيو الشرق: 2000 سنة من التاريخ" الذي يقيمه معهد العالم العربي في مقره في العاصمة الفرنسية. وكان الرئيس عون وصل برفقة الرئيس الفرنسي الى معهد العالم العربي، حيث كان في استقبالهما رئيس المعهد وزير الثقافة الفرنسي الاسبق جاك لانغ، المدير العام مجيب الزهراني، القيمة على المعرض رافايل زيادة، مديرة مركز اللغة العربية فيه ندى اليافي ومدراء الوحدات الادارية والثقافية في المعرض. وبعدما اطلع الرئيسان عون وماكرون على كيفية تبدل الشكل الخارجي للمبنى وفق التقنيات الحديثة، رافق رئيس المعهد الرئيسين الى الطابقين الاول والثاني حيث استعرضا الاقسام الرئيسية لمعرض "مسيحيو الشرق: 2000 من التاريخ". ثم انتقل الجميع الى الطابق التاسع حيث تمت دعوة نحو 200 شخصية لبنانية وفرنسية من رجال دين وعلم وثقافة وتاريخ لحضور الاحتفال.

لانغ

وألقى الوزير السابق لانغ كلمة اعتبر فيها ان "لقاء اليوم، هو احتفال فريد من نوعه بتاريخ مجيد لطوائف مسيحية من المشرق واستثنائي من خلال عرض مجموعات نادرة تضيء على هذا التاريخ المجيد وقد اتت من كردستان ومتاحف الفاتيكان وبطريركات المشرق ومن مجموعات فردية، بالاضافة الى المكتبة الفرنسية الوطنية"، موضحا انها "المرة الاولى التي يفتتح فيها الرئيس ماكرون معرضا ثقافيا منذ انتخابه وهذا دليل على الاهمية التي يوليها للمعهد ولما يمثله، وللحوار بين الثقافات والاديان". وشدد على ان "المعرض يأتي لمناسبة مرور 30 سنة على تأسيس المعهد فيكون بذلك المعرض حدثا عالميا".

ماكرون

بعد ذلك، ألقى الرئيس الفرنسي كلمة استهلها بشكر المعهد العالم العربي على "مبادرته هذه التي تقوم على حوار بين الجغرافيا وتعاقب القرون وتواصل الايمان"، معتبرا ان "مسيحيي المشرق بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم يشكلون غنى نكتشفه اليوم من خلال قطع نادرة الوجود لعل اهمها انجيل ربولا". ونوه "بعلاقة فرنسا التاريخية بمسيحيي الشرق، وتحديدا منذ الملك فرانسوا الاول الى يومنا من دون توقف، خصوصا وان مسيحيي الشرق جزء لا يتجزأ منه وقد اسهموا في بنائه، وهم جزء من حقيقة لبنان كما من حقيقة فرنسا".وقال: "ان فرنسا كما فعلت دوما عبر التاريخ ستواصل حماية مسيحيي الشرق، وهي ستفعل ذلك لاظهار دورهم وحماية مكانتهم في تاريخ المنطقة. وانني اود هنا التعبير كم اني ارفض ان يتم اختصار الامور من خلال اظهار تناقض قائم في هذه المنطقة بين معسكرين وكأن حماية المسيحيين تقتضي بالمقابل القبول بأشكال التسويات كافة". وتابع: "ان حماية مسيحيي الشرق لا تعني الدفاع عن بشار الاسد ولكن ان نكون على قدر الضرورة التاريخية الواجبة وعدم السماح لاي مشروع سياسي ايا كان، بأن يمحو جذور التاريخ والايمان وحماية الذين يؤمنون بالههم ايا كان هذا الاله، هذه هي رسالة فرنسا وهذا هو الجسر الذي عبر الينا منذ زمن الملك فرانسوا الاول الى اليوم". وختم: "ان افتتاح هذا المعرض اليوم هو تأكيد على رغبتي في أن يبقى التزام مسيحيي الشرق وايمانهم وحضورهم وان يتفاعل مع الحاضر".

عون

ثم القى الرئيس عون الكلمة الاتية:

"انني فخور وشديد التأثر بالتقدير الذي يمنحه اليوم معهد العالمي العربي لمسيحيي الشرق. ان هذا المعرض المخصص للمرة الاولى في فرنسا والعالم لتاريخهم الذي يمتد ل2000 عام، يرتدي في هذه المؤسسة طابعا بالغ الرمزية ولا مثيل له. بين المتوسط والفرات وعلى امتداد نهر النيل وضفاف البوسفور نمت المسيحية واستوطنت الامكنة قبل ان تنتشر على امتداد العالم. لقد كان مسيحيو فلسطين ولبنان والاردن وسوريا والعراق ومصر روادا في الثقافة والعلم والمعرفة. هم ليسوا اقلية بل حجر العقد والسلام ليس فقط في الشرق الاوسط والادنى ولكن ايضا في العالم. ان رسالتنا ان نحافظ على هذا الحضور المسيحي في دول المنطقة مهما بلغ الثمن من اجل الحفاظ على احترام حرية المعتقد والرأي والتعبير والحق في الاختلاف. دعونا لا نضع الظلم والظلامية يجتاحان ارض المسيح. تصوروا للحظة الشرق من دون المسيحيين. منذ ليل الازمنة شكلت هذه المنطقة عصارة ثقافات مختلفة لشعوب واديان توالت حتى قبل الديانات الموحدة. وهو ارث متراكم ولد ثقافة مشتركة فريدة. دعونا نحيي ثقافة الانفتاح على ثقافة التخويف كي نستطيع المضي قدما نحو السلام وانتصار المحبة. بعد ذلك دون الرئيس عون كلمة في سجل معهد العالم العربي جاء فيها: "ان استمرار وجود مسيحيي الشرق في ارضنا، يشكل ضمانة للسلام ليس فقط في الشرق الاوسط بل في العالم. وهذا المعرض المخصص للمرة الاولى لتاريخهم المديد عبر 2000 عام يثبت انهم كانوا رواد ثقافة وعلم ومعرفة. دعونا نحافظ على هذا الارث الاستثنائي من الغنى الروحي في اطار احترام حرية المعتقد والعبادة والرأي والتعبير والحق في الاختلاف. دعونا لا نجعل الظلم والظلامية يجتاحان ارض المسيح. تصوروا لحظة واحدة الشرق من دون المسيحيين". اشارة الى ان انشاء المعهد كانت الغاية منه اقامة محطة لقاء دائم وحوار ثقافي وحضاري بين فرنسا والعالم العربي. وهو المعرض الثالث الذي يتناول أوضاع المسيحيين في الشرق بعد معرض "الفن القبطي في مصر" في العام 2000 ومعرض "الايقونات العربية: فن مسيحي مشرقي" في صيف العام 2003. كما خصص معرض خاص تحت عنوان "الحج الى مكة المكرمة" منذ ثلاث سنوات. ويتضمن المعرض الحالي قطعا اثرية ومخطوطات وايقونات وادوات ومقتنيات ليتورجية تم جمعها من كل من: القدس، مصر، لبنان، سوريا، الاردن، العراق، تركيا وفلسطين ويعود تاريخها من الفي سنة الى اليوم. وقدم بعض الكنائس القبطية والكاثوليكية والكلدانية والسريانية والارمنية والمارونية واللاتينية والبروتستانتية قطعا نادرة الى هذا المعرض. كما يتضمن عرضا تاريخيا لاهم محطات التاريخ المسيحي في الشرق حتى عصر النهضة العربية والمجامع المسكونية، بالاضافة الى قطع نادرة تم انقاذها من سوريا والعراق والبعض منها يعود الى ملكية خاصة. ويستمر المعرض حتى 14 كانون الثاني 2018 على ان ينتقل الى اماكن عدة في فرنسا حتى 5 حزيران من العام المقبل.

 

عون زار مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيسه اولم على شرفه لارشيه: اعدتم الحياة للمؤسسات الدستورية بعد معارك خضتموها بإسم السيادة

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته في اطار "زيارة الدولة" التي يقوم بها الى فرنسا، فزار في الثانية عشرة والنصف من ظهر اليوم (الاولى والنصف بتوقيت بيروت)، مقر مجلس الشيوخ في قصر لوكسمبورغ، وكان في استقباله رئيس المجلس جيرار لارشيه، الذي صافحه عند المدخل الرئيسي، يحيط به القائد العسكري لقصر لوكسبمورغ الجنرال جان بيار مولينييه. وعرض الرئيسان عون ولارشيه ثلة من الخيالة وحرس الشرف على وقع موسيقى الحرس الجمهوري الفرنسي، ثم بعدها تقديم اعضاء الوفدين اللبناني والفرنسي، وبعد التقاط الصور التذكارية، اصطحب لارشيه ضيفه الى مكتبه، حيث عقدا اجتماعا في حضور اعضاء الوفد اللبناني الرسمي الذي انضم اليه النواب، جيلبيرت زوين ونبيل نقولا والان عون وسيمون ابي رميا وعدد من اعضاء مجلس الشيوخ.

لارشيه

في مستهل اللقاء، اعرب لارشيه عن سعادته "للترحيب بالرئيس عون والوفد المرافق"، مستذكرا "علاقة جمعته معه منذ العام 1986"، مشيرا الى انه زار بيروت "35 مرة، الا انني شعرت اليوم بسعادة حقيقية لاستقبال الرئيس اللبناني الذي اعاد الحياة الى المؤسسات الدستورية اللبنانية بعد غياب، شعرنا جميعا بمرارته، لا سيما لدى زيارتي بيروت لافتتاح معرض الكتاب الفرنسي، حيث لم يكن هناك رئيس للجمهورية ازوره واعبر له عن تقديري". وشدد على "اهمية العلاقات اللبنانية - الفرنسية، ودور مجلس الشيوخ في تعزيزها وتطويرها، خصوصا بعد انتظام الحياة الدستورية في البلاد".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون شاكرا للرئيس لارشيه "العاطفة التي ابداها تجاهه"، مستعرضا مراحل عمله السياسي وصولا الى انتخابه رئيسا للجمهورية، قائلا انه "خاض الكثير من المعارك من اجل سيادة لبنان واستقلاله، وهو اليوم في باريس يواصل باسم الشعب اللبناني كله الدفاع عن الحقوق الوطنية اللبنانية وعن السيادة والاستقلال". وتم خلال اللقاء التطرق الى الكثير من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، لا سيما "موقف لبنان من الارهاب بعد الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني على تنظيم "داعش" الارهابي، والاوضاع في سوريا ومسألة النازحين السوريين، اضافة الى الاوضاع الاقتصادية العامة والتطورات الاقليمية".

كما تناول الحديث "الجهود التي تقوم بها فرنسا من اجل مساعدة لبنان من خلال المؤتمرات التي يتم التحضير لها لمساعدة الجيش والقوى المسلحة، وموضوع الاستثمار في لبنان اضافة الى وضع النازحين".

كذلك تم خلال اللقاء "تقييم التطورات الدولية المرتبطة بعدد من الاحداث، فضلا عن اوضاع مسيحيي الشرق"، الذي نوه الرئيس لارشيه ب"ما يقوم به الرئيس عون لجهة الاهتمام بمعالجتها لتأمين استمرار الوجود المسيحي في الشرق".

وبعد انتهاء المحادثات، دون الرئيس عون في سجل مجلس الشيوخ العبارة الاتية: "ان القوة المعنوية اقوى من القانون، ولو ان الاثنين يسيران معا. باسم لبنان احيي هذا المقام النبيل الذي تسن فيه التشريفات ويقضي باحترام قوة الالتزام المعنوي، هذا المقام المرتفع على اسم حرية التعبير والنقاش الديموقراطي".

كنيسة مجلس الشيوخ

بعد ذلك، انتقل الرئيسان عون ولارشيه الى كنيسة مجلس الشيوخ التي كانت في وقت مضى اول كنيسة لابناء الطائفة المارونية في باريس الذين كانوا يحتفلون بالقداديس فيها، قبل ان تصبح كنيستهم في دير سيدة لبنان في شارع "اولم" (Ulm) في العاصمة الفرنسية. وقدم الرئيس لارشيه شروحات للرئيس عون عن تاريخ الكنيسة.

مأدبة غداء

وعلى الاثر، اقام الرئيس لارشيه مأدبة غذاء على شرف الرئيس عون والوفد المرافق، شارك فيها عدد من اعضاء مجلس الشيوخ والشخصيات اللبنانية المقيمة في باريس.

لارشيه

والقى لارشيه كلمة، رحب فيها بالرئيس عون وصحبه، متحدثا عن "علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين لبنان وفرنسا"، وقال: "الكل يعلم ان صداقتنا تستند الى ارتباط بين العقل والقلب والتلاقي على قيم مشتركة نتقاسمها، لعل ابرزها الفرانكوفونية، وعلينا العمل من اجل تمتين هذه العلاقات الثنائية وتطويرها في المجالات كافة، لا سيما وان لبنان كان دائما مثالا للانفتاح في الشرق الاوسط وجسر العبور الى فرنسا".

اضاف: "علينا ان نكون متضامنين ليس فقط في القضايا العادية، بل كذلك في القضايا الاساسية، لا سيما تلك التي يواجهها لبنان، وفي المقدمة الارهاب الذي تمكن لبنان من الانتصار على احد رموزه. ونعتقد صادقين ان لبنان باق عنوانا للفضائل ورمزا من رموز حرية المعتقد والحياة الديموقراطية ونموذجا ايضا للعيش بين المسلمين والمسيحيين، وما شاهدناه امس في معهد العالم العربي عن معرض مسيحيي الشرق خير دليل لدور المسيحيين المشرقيين عموما واللبنانيين خصوصا في تمتين هذا العيش".

وتابع: "ان بلدا يظهر هذا القدر من التضامن بين ابنائه خصوصا في الازمات المصيرية التي تواجهه ويتجاوز التحديات، هو بلد جدير بالحياة وعلى ابنائه ان يدركوا ان الخصائص التي يتمتعون بها، تجعلهم على ثقة بان الدول الصديقة، وفي مقدمها فرنسا ستكون الى جانبهم ولن تتوقف عن مساعدتهم حتى يبقى وطنهم مستقرا، لان في استقراره تستقر المنطقة ويتحقق ايضا الامن والاستقرار في اوروبا عموما وفرنسا خصوصا".

وحيا لارشيه "التزام الرئيس عون الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله لسنوات طويلة على رغم الظروف القاسية التي مررتم بها. ذلك ان نضالكم من اجل لبنان هو نضال يحتذى، ولبنان وفرنسا سوف يحتفلان بعد ثلاث سنوات بولادة لبنان الكبير والفرحة ستكون واحدة".

ثم رفع الرئيس لارشيه نخب لبنان ونخب الرئيس عون والصداقة اللبنانية - الفرنسية.

وبعد انتهاء الغداء غادر الرئيس عون مقر مجلس الشيوخ مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

المحطة الثالثة

والمحطة الثالثة في اليوم الرئاسي الثاني في باريس، ستكون في قصر "ماتينيون" مقر رئاسة الحكومة الفرنسية، على ان يلتقي مساء ابناء الجالية اللبنانية في مجمع "لو بريه كاتلان".

وفي برنامج الغد زيارة مقر الجمعية الوطنية الفرنسية ولقاءات متفرقة يغادر بعدها رئيس الجمهورية باريس عائدا الى بيروت.

 

الرئيس عون لرئيس الحكومة الفرنسية: لبنان لم يعد قادرا على تحمل تداعيات النزوح السوري ولا بد من حل سريع فيليب: نقف دائما الى جانب لبنان

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - أكد رئيس الحكومة الفرنسية ادوار فيليب أن "حكومته ستعمل على ترجمة الاتفاق الذي تم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والذي تناول مواضيع عدة تتصل بالعلاقات اللبنانية - الفرنسية". موقف رئيس الحكومة الفرنسية جاء خلال استقباله في الخامسة بعد ظهر اليوم (السادسة بتوقيت بيروت) الرئيس عون الذي زار مقر رئاسة الحكومة الفرنسية في قصر "ماتينيون"، في سياق اليوم الثاني من "زيارة الدولة" التي يقوم بها الى فرنسا، تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون. ولدى وصول الرئيس عون الى قصر "ماتينيون"، أدت له ثلة من الحرس الجمهوري الفرنسي التحية، فيما عزفت الموسيقى ألحان التعظيم والترحيب. وبعد التقاط الصورة التذكارية عند المدخل، انتقل الرئيس عون والرئيس فيليب الى حديقة "قصر ماتينيون"، حيث التقطت الصور ايضا لتبدأ بعد ذلك المحادثات بمشاركة الوفدين اللبناني والفرنسي، والتي تناولت مواضيع عدة تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها وبالمشاريع المشتركة التي يمكن تنفيذها وفق الاتفاق الذي تم بين الرئيسين عون وماكرون. وأكد الرئيس فيليب "وقوف فرنسا الى جانب لبنان وتجاوبها مع ما يساعده على تحسين اوضاعه الاقتصادية ويحقق التطلعات التي رسمها العهد الرئاسي الجديد". وشرح الرئيس عون "موقف لبنان من التطورات الداخلية والخارجية، لا سيما في ما خص مواجهة لبنان للارهاب، ومقاربة ملف النازحين السوريين وما يقترحه لبنان لاعادتهم الى ارضهم، لا سيما بعد التطورات العسكرية الاخيرة التي وسعت اطار اشراف الدولة على المناطق التي كانت مضطربة سابقا. وفي هذا السياق، شدد الرئيس عون على أن "لبنان لا يمكنه أن ينتظر طويلا انجاز الحل السياسي للوضع في سوريا، لان تداعيات النزوح السوري على الواقع اللبناني باتت كبيرة، وهي تشمل نواحي عدة لم يعد في قدرة لبنان تحملها، ما يفرض العمل لايجاد حل سريع لمعاناة النازحين السوريين وانعكاساتها على لبنان. وأشار الرئيس عون إلى "الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية"، مشددا على أن "لبنان يريد السلام والتزام القرارات الدولية، لكن اسرائيل تمعن باعتداءاتها وتعرض الاستقرار القائم في الجنوب للانتهاكات المستمرة، علما بأن لبنان يدعم حلا يحقق السلام العادل والشامل والدائم ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني". من جهته، أكد الرئيس فيليب أن "فرنسا متمسكة بالاستقرار السياسي في لبنان، كما هي حريصة على الاستقرار الامني، وستعمل ما في وسعها لترجمة ما اتفق عليه الرئيسان عون وماكرون خلال القمة التي جمعتهما امس". وبعد اللقاء، غادر الرئيس عون قصر "ماتينيون" مشيعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم ورافقه الرئيس فيليب حتى السيارة. ويختتم الرئيس عون اليوم الثاني ل"زيارة الدولة" الى فرنسا بلقاء الجالية اللبنانية في السابعة مساء اليوم (الثامنة بتوقيت بيروت).

 

عون التقى وزيري الخارجية والمالية الفرنسيين: دور فرنسا محوري في انجاح مؤتمرات دعم لبنان

الثلاثاء 26 أيلول 2017 / وطنية - عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في اطار وضع المحادثات التي أجراها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون موضع التنفيذ، سلسلة لقاءات قبل ظهر اليوم في مقر اقامته في فندق بلازا اتينيه في باريس، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وسفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غادي الخوري والمستشارة ميراي عون الهاشم والسفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه وعدد من معاونيه. استهل الرئيس عون لقاءاته مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسي برونو لو مير الذي اكد خلال اللقاء ان بلاده ستعمل على توفير الاجواء الملائمة لنجاح المؤتمرات التي ستعقد لمساعدة لبنان في مجالات دعم الجيش والاستثمارات وتأمين المساعدة في حل قضية النازحين السوريين. وتداول الوزير الفرنسي مع رئيس الجمهورية في السبل الآيلة الى انجاح هذه المؤتمرات. وتحدث الرئيس عون عن المشاريع الجاهزة للتنفيذ وتلك التي تحتاج الى المزيد من التحضير وابرزها تطوير البنى التحتية والطرق والمياه وقطاع الكهرباء، بالاضافة الى موضوع الاستثمارات التي يعتبر لبنان ارضا خصبة لها، وكذلك المشاريع السياحية خصوصا ان الموسم هذا الصيف كان ناجحا وشكل نموذجا لاعتماده وتطويره في السنوات المقبلة. وتطرق البحث ايضا الى موضوع الشراكة الاوروبية ودور الاتحاد الاوروبي في مساعدة لبنان، بالاضافة الى موضوع النازحين والحلول المقترحة لقضيتهم والتي بحثها الرئيس عون مع نظيره الفرنسي. كما استقبل الرئيس عون وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان حيث تم استكمال النقاش في المواضيع التي اثيرت بين الرئيسين عون وماكرون خلال محادثات قصر الاليزيه. وقال لو دريان: "ان الرئيس ماكرون طلب منه العمل مع الحكومة اللبنانية لتأمين نجاح المؤتمرات التي ستعقد من اجل لبنان". ولفت الى انه سيزور لبنان قبل نهاية العام الحالي لتحضير زيارة الرئيس الفرنسي التي ستتم في الربيع المقبل، ولدرس كل الترتيبات المتعلقة بالمؤتمرات الثلاثة: مؤتمر تسليح الجيش، مؤتمر الاستثمارات ومؤتمر النازحين. وشكر الرئيس عون الحرص الذي ابداه الرئيس ماكرون لمساعدة لبنان، واكد ان "توفير الاجواء الملائمة لانجاح المؤتمرات الثلاثة هو عامل اساسي لضمان نجاحها، ولا شك ان الدور الفرنسي هو دور محوري في هذا السياق". ولفت لو دريان الى ان "باريس ستبحث مع شركائها الاوروبيين واصدقائها الدوليين توفير المناخات المناسبة لنجاح مثل هذه المؤتمرات التي تشكل دعامة مهمة للبنان في هذه المرحلة وتتجاوب مع تطلعات الرئيس عون الى دعم الاقتصاد الوطني اللبناني والمؤسسات الامنية ولا سيما مؤسسة الجيش، وايجاد حل لموضوع النازحين الذي يترك انعكاسات سلبية على الوضع في لبنان. بعد ذلك، تم عرض بالتفصيل للنقاط التي تشكل عناصر تحقق نجاح الجهد المبذول في هذا الاطار.

 

عون من بلدية باريس: باريس وبيروت تخوضان معركة حماية قيم السلام والحرية ايدالغو: من دون اللبنانيين لن تكون باريس كما هي

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "باريس وبيروت، مدينتان قادرتان على الصمود، وفي الوقت عينه منفتحتان على العالم، وقد تمكنتا أكثر من أي مدينة أخرى من العالم من استيعاب مزيج من الحضارات، مما جعل كلا منهما نسيجا من ثروات تشع إلى أبعد حدود"، لافتا الى انهما "تخوضان اليوم معركة واحدة، هي معركة حماية قيم السلام والحرية والديموقراطيةالتي نؤمن بها". وشدد الرئيس عون على "ضرورة المحافظة على الاستقرار في لبنان الذي تمكن من تحرير الأجزاء التي احتلها "داعش"، لافتا الى ان دعمه في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والأيكولوجية "يبقى أساسا لتحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط وفي العالم".

ايدالغو

من جهتها، اعتبرت رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو، ان "لبنان عرف بانتصاره على الارهابيين، ان يرسل الى العالم باسره رسالة واضحة مفعمة بأمل الانتصار على الارهاب بشكل تام". واكدت ان "وحده الالتزام القائم على خدمة الاخوة البشرية قادر على ضمان حريتنا، وهي حرية لطالما عرف لبنان كيف يجسدها، وايا كانت الصعوبات فان ما من حرب وما من عملية ارهابية قادرة على القضاء على روح الحرية التي تميز لبنان". كلام رئيس الجمهورية ورئيسة بلدية باريس، جاء في خلال كلمة لهما في مبنى البلدية التي زارها الرئيس عون في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، ترافقه اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، وذلك في اليوم الثاني ل"زيارة الدولة" الى فرنسا. وقد خصصت البلدية للرئيس عون واللبنانية الاولى، استقبالا مميزا حضره حوالى 200 مدعو من سفراء ورسميين ونقباء. وكان في استقبال الرئيس عون وقرينته، السيدة ايدالغو ووزير الدولة لشؤون التنمية المالية غريفو. وبعد مراسم الاستقبال توجه الرئيس عون والسيدة الاولى بين ثلة من الحرس الجمهوري الى مبنى البلدية على وقع الموسيقى العسكرية ثم الى مكتب السيدة ايدالغو، حيث عقد لقاء في حضور الوزير غريفو، السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، النائب الاول لرئيسة البلدية برونو جوليار، نائب رئيسة البلدية للشؤون الدولية والفرنكوفونية باتريك كلوغمان، الموفد العام للعلاقات الدولية السيدة باتريزي اناسبار شينو - تيلاي. اما عن الجانب اللبناني، فحضر اعضاء الوفد، ضم، وزيرا الخارجية والمغتربين جبران باسيل والدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، والنواب، نبيل نقولا، سيمون ابي رميا، الان عون وجيلبيرت زوين، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، السفير اللبناني رامي عدوان، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غادي الخوري، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية الوزير السابق الياس بوصعب، المستشار الاعلامي لرئيس الجمهوري جان عزيز ومدير مكتب الاعلام رفيق شلالا. وفي ختام الاجتماع، توجه الجميع الى قاعة الاحتفال في "salon des arcades" وسط صفين من الحضور وقوفا حيث قدمت رئيسة بلدية باريس للرئيس عون، قائد منطقة "ile de France" وقائد شرطة باريس ومساعديها ورؤساء بلديات ضواحي باريس ورؤساء الاحزاب السياسية، قبل ان يتم تقديم الوفد اللبناني الى رئيسة البلدية.

ثم توجه رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى والوزير غريفو ورئيسة البلدية الى المنصة المخصصة لهم، حيث عزفت فرقة "la Musique des Gardiens de la paix" النشيدين اللبناني والفرنسي.

ايدالغو

ثم القت ايدالغو كلمة، فقالت: "بكثير من التأثر، يطيب لي ان استقبلكم في مقر بلدية باريس، واننا كنا في انتظاركم فأهلا وسهلا بكم في باريس. لقد قلت لكم عبارة بلغتكم وبلكنة سأعمل على تحسينها فخامة الرئيس، لقد تم انتخابكم من قبل المجلس النيابي بعد فترة طويلة من القلق اعترت بلدكم الجميل لبنان، وها انتم اليوم في باريس تحملون شعلة امل لكل الذين يحبون لبنان في باريس، فبالواقع انتم تعطون صورة عن وطن، وزيارتكم تعطي صورة لبنان الحريص على تاريخه كما على مستقبل لبنان معافى ويسير نحو التقدم. انتم تجسدون هذا اللبنان الذي لا يشك في اي شيء ويثق بتاريخه وان مسيرتكم لكفيلة لان تكون شاهدة على ذلك". اضافت: "ان لبنان كفرنسا، وطن يتماهى مع الغنى والتنوع اللذين يميزانه، انه معافى موحد ولبنان حي يظهر امام اعين الفرنسيين. تعرفون منذ زمن مديد اتخذ لبنان لنفسه موقعا هاما في قلوب الفرنسيين بموجب تاريخ لا ينتمي الا اليه. ان بلدين متحدان بتاريخ مشترك ويمكنني ان اقول، اتحدا في تاريخ لا ينتمي الا اليهما، من دون اللبنانيين فان باريس لن تكون تماما كما هي عليه. ان باريس وضواحيها تجمع اكثر من نحو 82 الفا من اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية، من فنانين ورجال اعمال ومثقفين، الذين من دون ان يتنكروا لجذورهم يقدمون لوطننا حيوية وروحية استثنائية، وهذا ما الحظه يوميا، على سبيل المثال في الدائرة الخامسة عشرة التي غالبا ما تتم تسميتها ب"بيروت على ضفاف نهر السين"، بالنظر الى وجود جالية لبنانية كبيرة العدد منذ اجيال في هذه المنطقة، اضافة الى المحلات التجارية التي يملكها لبنانيون هناك". وتابعت: "تعرفون ان علاقة المحبة متبادلة بين بلدينا، وقد اختار الكثير من الفرنسيين لبنان وطنا قلبيا لهم، وانني لا اقول ذلك استنادا فقط الى العلاقات التاريخية المديدة، بل لان اللبنانيين يشكلون شعبا من قيم وباسم مجموعة القيم التي تجمعنا. وعلى اي حال، فخامة الرئيس، فانني اذ اقول ذلك فانا مولودة في منطقة قادش الاسبانية التي اسسها الفينيقيون اي اللبنانيون. وانني اعرف مدى تعلقكم بالفرانكوفونية التي تلعب دورا مركزيا في بناء لبنان الحالي، اضافة الى تراث الاحترام المتبادل والمشترك ولاجل ذلك حرصت العام الماضي على ان تنعقد الجمعية العمومية لاتحاد رؤساء بلديات، المدن الفرانكوفونية، التي لي شرف رئاستها ان تنعقد في بيروت التي نرتبط واياها بعلاقات متينة وراسخة مع رئيس بلديتها. اما اليوم، فانني احيي شجاعة اللبنانيين الذين دفعوا ثمنا غاليا نتيجة النزاعات الدامية في الشرق الاوسط".

واردفت: "ان استقبالكم لاكثر من مليون ونصف نازح سوري هربوا من النار السورية منذ سنوات عدة، جعلنا نواصل اعجابنا بقدرتكم. ولقد تسنى لي مشاهدة معاناتهم في بلادكم بام العين والافادة من خبرتكم في مساعدة ضحايا الحروب والتخفيف من معاناتهم. واننا ندرك مدى حجم المسؤولية الهائلة التي تتحملونها وحيدين في لبنان هذا الوطن الرائع. على اي حال، فانني عدت من زيارتكم هذه وقد باتت لدي قناعة بانه علينا ان نستقبل في اوروبا نازحين بظروف لائقة. فلقرون مضت سعينا الى التقريب بين اوروبا والشرق وافريقيا عبر بحرنا المشترك: البحر الابيض المتوسط. اننا نشكل عالما واحدا ومن الملح علينا ان نكون اليوم انسانية مشتركة". ولفتت الى انه "منذ العام 2012، عملنا في باريس على مضاعفة قيمة المساعدات التي نقدمها، ولقد قدمنا اكثر من مليون يورو مساعدة لضحايا الحروب في سوريا، وسعينا ان نأخذ على عاتقنا مساعدة نساء واطفال وشيوخ من مناطق عدة، وكما تعلمون فاننا نعمل على دعم مسيحيي المشرق المضطهدين". واشارت الى ان "وحده الالتزام القائم على خدمة الاخوة البشرية قادر على ضمان حريتنا، وهي حرية لطالما عرف لبنان كيف يجسدها، وايا كانت الصعوبات فان ما من حرب وما من عملية ارهابية قادرة على القضاء على روح الحرية التي تميز لبنان".

واوضحت "ان زيارتي العام الماضي لبيروت، اتاحت لي اختبار مدى حيوية شعبكم وعاصمتكم، واعرف انه في العام 2015 عندما تعرضت عاصمتنا لعمليات ارهابية، كم وقف اللبنانيون الى جانبنا، ولا يمكنني ان انسى شهادات الدعم والتضامن التي ارسلت الينا من قبل اللبنانيين، وهي ساهمت في دعم تضامننا المشترك من اجل عدم الوقوع ضحية الخوف. ان من يعرف بيروت وخصوصا الحياة الليلية فيها، يدرك اهمية الدعم التي اعطتنا اياه واحيي الانتصار الذي حققتموه على الارهابيين حيث عرف لبنان ان يرسل الى العالم باسره رسالة واضحة مفعمة بامل الانتصار على الارهاب بشكل تام".

واردفت: "معا علينا مواصلة جهودنا من اجل الانتصار على الظلمات وان نواصل محبة العيش المشترك. وفق هذه الروحية ايضا احيي دعم اللبنانيين لترشيح باريس لاستضافة الالعاب الاولمبية في العام 2024، وفق هذه الاسس قررت باريس اطلاق اسم الشاعر والمفكر اللبناني الكبير جبران خليل جبران رائد الحرية والتسامح والحوار على حديقة من حدائقها. وفي الختام يطيب لي ان اشدد على المشروع الذي تولينا تنفيذه والذي يحمل اسم "البيت الاصفر" في بيروت والذي سبق لي وزرته، وهو شاهد على الدمار الذي لحق بعاصمتكم، اذ كان موقعه على خطوط التماس، آملين ان يتحول الى مقر للفكر والحوار والثقافة. واعرف فخامة الرئيس كم يمثل لكم هذا البيت من قيم، انه يجسد ذاكرة شعب اجتاز الازمات لكنه اختار ان يبقى مستمرا في الحياة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون بكلمة، قال فيها: "اقول مستذكرا عبارات الجنرال شارل ديغول التاريخية لدى تحرير باريس: بيروت الغاضبة، بيروت المحطمة، بيروت الشهيدة، ولكن بيروت التي عادت إلى الحياة تسع مرات مثل طائر الفينيق، طائر لبنان الأسطوري".

اضاف: "حضرة العمدة، أشكرك على استقبالي في بلدية مدينة باريس، هذا المكان الرمزي الذي أحرق وأعيد بناؤه مثلما نهضت بيروت مرات متعددة من تحت الرماد. باريس وبيروت، مدينتان قادرتان على الصمود وفي الوقت عينه منفتحتان على العالم. مدينتان تمكنتا، أكثر من أي مدينة أخرى من العالم، من استيعاب مزيج من الحضارات، ما جعل كلا منهما نسيجا من ثروات تشع إلى أبعد حدود. تخوض بيروت وباريس اليوم معركة واحدة، معركة حماية قيم السلام والحرية والديموقراطيةالتي نؤمن بها".

ولفت الى ان "الإرهاب الحانق الحاقد آلم باريس وبيروت وبرشلونة ولندن، دون أن ننسى مصر وبوركينا فاسو وغيرها من البلدان الأخرى الكثيرة، قائمة لا نهاية لها على ما يبدو. لقد خضنا وربحنا معركة حاسمة ضد داعش وتمكنا من تحرير الأجزاء التي احتلها هذا التنظيم الإرهابي في لبنان. وبإسم جنودنا الشهداء، نهدي هذا الانتصار إلى جميع ضحايا الهجمات الإرهابية، إلى كل قطرة دماء أريقت في مختلف أنحاء العالم بسبب التعصب. إنما ما زالت التحديات تعرض امنه للخطر. فتحت راية الإنسانية والسخاء، استضاف لبنان عددا ضخما من النازحين ليصبح اليوم رازحا تحت عبء أكثر من 500 ألف نازح فلسطيني، يضاف إليهم مليون ونصف نازح سوري ما يعادل نصف عدد سكانه".

واوضح "ان هذه المعادلة هي ذات انعكاسات أمنية واقتصادية واجتماعية لا يمكن التغلب عليها. لقد تشاركنا معهم ولمدة 6 سنوات مدارسنا ومستشفياتنا وأعمالنا وأرضنا، واليوم أصبح من الضروري تنظيم عودتهم إلى المناطق المستقرة في سوريا، والتي تشكل الآن 72 بالمئة منها، وإنهم لا يتمتعون بصفة اللاجئين السياسيين في لبنان، بل إنهم أشخاص هربوا من فظائع الحرب. فمن واجب الأمم المتحدة مساعدة هؤلاء النازحين على العودة إلى بلادهم بدلا من مساعدتهم على العيش في مخيمات غير إنسانية فيتركونها ليذهبوا إلى أوروبا ويصبحوا غير قانونيين".

واكد ان "زعزعة استقرار لبنان، هذا البلد الذي يواجه حاليا أزمة اقتصادية كبرى، هي بمثابة عملية انتحارية لكل المجتمعات التي تؤمن بالتعددية وبالديموقراطية. والمحافظة على هذا الاستقرار ضرورة للتصدي للتحدي الذي يطرحه القرن الواحد والعشرين، تحدي العيش المشترك. فهو مثال فريد للتعايش الذي تمكن لبنان من المحافظة عليه رغم الاضطرابات في المنطقة، وذلك ليناهض الفكر الأصولي وديكتاتورية الإرهاب. ويبقى دعمه في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والأيكولوجية أساسا لتحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط وفي العالم".

اضاف: "اني أشجع جميع المبادرات التي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، ويسرني في هذا الصدد أن أذكر هنا مبادرة البيت الأصفر؛ أي بيت الذاكرة الذي افتتحناه بمشاركة رئيس بلدية بيروت. وفيما يحتفظ هذا البيت بآثار معارك الماضي، سيساعدنا في النجاح في المستقبل من خلال أعمال ثقافية وأفكار نتبادلها ونناقشها في هذا المكان. نعم، حضرة العمدة، نحن جميعا ورثة ورثة تاريخ وورثة ثقافة وأحيانا ثمرة العديد من الثقافات. فحضرتك متحدرة من أصل إسباني، ولكن هنا في فرنسا وجدت الفرصة لتحقيق طموحاتك. ولهذا أود أن أحيي جميع أبناء وطني الذين ظلوا اوفياء لقيمهم، فيما كانوا ينخرطون بنجاح في البلدان المضيفة لهم. فهم محامون وأطباء وفنانون وكتاب ومبدعون ورجال أعمال ساهموا في رفع اسم وطنهم الأم كما شاركوا في تنشيط المجتمعات التي استضافتهم". وشدد على "إنني لفخور بالمبادرة التي تقومون بها للاحتفاء بالكاتب والشاعر والرسام اللبناني جبران خليل جبران بإطلاق إسمه على فسحة تنزه في الدائرة الخامسة عشرة في باريس. كما تعلمون، نتشاطر معكم حب اللغة الفرنسية منذ أولى السنوات الدراسية وهذه الصلة اللغوية عزيزة علينا وقد وحدتنا مع فرنسا على امتداد قرون عديدة. كون حضرتك رئيسة رابطة العمداء الناطقين بالفرنسية، الذين عقدوا مؤتمرا لهم العام الماضي في بيروت، تعلمين على أفضل وجه أن الإعتزاز بلغة هو حب للأفكار التي شكلت هذه اللغة". وتابع: "حضرة العمدة، لقد اسستم العديد من المشاريع التي تسهم في تحسين حياة الباريسيين وتعطي دفعا أكبر وأكثر جاذبية للعاصمة في العالم. ودافعتم بتصميم ونجاح عن مشروع ترشيح مدينة باريس لتكون المدينة المضيفة للألعاب الأولمبية لعام 2024، وأنا أتابع باهتمام جهودكم الرامية إلى الحفاظ على البيئة. ان العالم الذي يسوده السلام هو العالم الذي يحترم البيئة ويعمل على استدامتها".

واعلن ان "لبنان في انتظار مشاريع كبرى، ولقد تمكنا بالفعل من اعتماد قانون انتخابي جديد يضمن تمثيلا عادلا قبل موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في شهر ايار المقبل. لقد واجهنا الإرهاب بطريقة استباقية ورادعة ودفاعية. ويبقى تزويد الكهرباء وإمدادات المياه وتحسين الطرق من الأولويات من دون أن ننسى الحفاظ على مواردنا الطبيعية وإعادة تشجير غاباتنا المهددة بالتصحر والحفاظ على بيئتنا. ومن المؤكد أن الاستثمار في الموارد البشرية وبخاصة في قطاعي التعليم والمعرفة، سيظل من أولويتنا، علما أن هذه القطاعات تساهم في تنشئة أجيال يمكن الاعتماد عليها لضمان مستقبل لبنان، مستقبل نتطلع إليه جميعا".

واردف: "نعم، فإن غنى لبنان الأساسي يكمن في موارده البشرية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وهي موارد ندين لها باستمرارية رسالة لبنان ونشرها. ويكمن غنى لبنان أيضا في رجاله المقيمين في وطنهم والذين يحق لهم أن يعيشوا في بيئة سياسية سليمة وبيئة طبيعية نظيفة. إننا نعول على خبرتكم وعلى ديناميتكم للمساهمة في هذه الورشة الضخمة التي تنتظرنا. عاشت باريس، عاشت بيروت وعاش لبنان". بعد ذلك، وقع رئيس الجمهورية والسيدة ايدالغو على مخطوطة تحمل شعار "رئاسة الجمهورية اللبنانية" تؤرخ الزيارة الى البلدية، ثم دون رئيس الجمهورية على السجل الذهبي للبلدية، الكلمة التالية: "نحن هنا في قصر بلدية باريس، يا لرمزية هذا المكان الذي دمر واعيد بناؤه، كما بيروت التي ولدت لمرات من رمادها. أود ان احيي ضحايا الحقد الارهابي الذي ضرب مرات عدة باريس. لاجل هؤلاء الضحايا، اهدي على اسم شهداء جيشنا المعركة الاخيرة والحاسمة التي انتصر فيها لبنان على داعش. باريس وبيروت مدينتان قادرتان على تخطي الصعاب ومنفتحتان على العالم. اكثر من اي احد آخر عرفت كل من باريس وبيروت كيف تحتضن عصارة الحضارات وتبني من خلالها نسيجا يشع بعيدا ابعد من اي حدود. اليوم نضال واحد يوحدهما: حماية قيم السلام والعدالة والديمقراطية".

بعد ذلك غادر الرئيس عون متوجها الى مجلس الشيوخ.

 

عون خلال حفل استقبال الجالية اللبنانية :عبء النازحين بات ينذر بالخطر ولقينا كل التفهم للمواضيع التي طرحناها خلال زيارة فرنسا

الأربعاء 27 أيلول 2017/وطنية -اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه لقي كل التفهم للمواضيع التي طرحها خلال "زيارة الدولة" الى فرنسا، داعيا الى "العمل لازاحة العبء المتمثل بالنزوح السوري عن لبنان". وطمأن الى "ان لبنان بلد آمن وقد تمكن من تحقيق الاستقرار وباتت مؤسساته الامنية ممتازة. كلام الرئيس عون جاء في خلال حفل الاستقبال الذي اقامه على شرفه واللبنانية الاولى السيدة ناديا ميشال عون الثامنة مساء اليوم السفير اللبناني لدى فرنسا رامي عدوان ودعا اليه ابناء الجالية اللبنانية في مجمع Le PréCatelan، وحضره اعضاء الوفد المرافق ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، ومستشارة الرئيس عون الرئاسية ميراي عون الهاشم وقرينة وزير الخارجية شانتال عون باسيل. وما ان دخل رئيس الجمهورية حتى علا التصفيق بين الحضور الذي غصت به قاعة الاستقبال وقد اتوا من باريس ومختلف المناطق الفرنسية ودول اوروبية ومجاورة وهتفوا بحياة الرئيس عون وانشدوا الاغاني الحماسية التقليدية التي كانوا ينشدونها في السنوات التي امضاها الرئيس عون في المنفى.

وحضرت شخصيات سياسية ودينية وديبلوماسية وعدد من الفرنسيين من اصدقاء لبنان.

عدوان

بعد النشيدين الفرنسي واللبناني، القى السفير عدوان كلمة رحب فيها برئيس الجمهورية باللغتين اللبنانية والفرنسية كما بالوفد المرافق، واعتبر ان زيارة الدولة للرئيس عون الى فرنسا تؤسس لمرحلة ترتقي فيها العلاقات بين البلدين الى اسمى المستويات. وقال "اننا نقدر التضحيات الجسام والآلام التي عانيتموها في خدمة لبنان وهذه الآلام تعطي البعد الكامل لبطولتكم. فانتم بطل بكل معنى الكلمة وقد قدمتم نضالا من اجل تحقيق استقرار وسيادة لبنان تقوم على عدالة اجتماعية واحقاق الحق بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني.

عون

ورد رئيس الجمهورية بكلمة هنا نصها:"ايها اللبنانيون ايها الاصدقاء،

لطالما ناديتكم يا شعب لبنان العظيم. اليوم اتينا الى فرنسا بعد 26 سنة من الجهاد والتعب ولكن اوصلنا البلاد الى السلام والحمد لله فان لبنان ينعم بالاستقرار والامن. بالتأكيد لم يكن هذا العمل بسيطا جدا بل مليء بالتعب والسهر حتى وصلنا الى هذه النتيجة. ولبنان الذي كان مطوقا بالحديد والنار لم يخسر استقراره يوما بسبب هذه الحروب. كان اللبنانيون عقلاء حكماء ولم يتخطوا الخطوط الحمراء ولم تمتد يد احدهم الى آخر كما لم تسقط في لبنان نقطة دم بسبب الاحداث. هذا هو الانجاز الكبير الذي حققناه. واليوم بدأنا مرحلة بناء جديدة للدولة بعدما كانت المؤسسات منهارة في ظل عدم احترام احد للدستور والقوانين ولذلك نحن امام وضع صعب لاعادة الناس الى الانضباط وانقاذ المؤسسات وجعل الناس يطبقون القانون. بالاضافة الى ذلك، نتذكر معكم اليوم الايام التي قضيناها سويا في فرنسا، وهذا لا يمنعني من ان اعبر لكم عن شعوري، فهناك كثافة شعور قوية لكوني عدت اليوم والتقيتكم . كنت معكم لمدة طويلة، نحن اخوة نضال، لم نترك لحظة الا واستفدنا منها. ذهبنا الى الولايات المتحدة واوستراليا والى بلدان كثيرة واسسنا لحركة لبنانية من اجل النضال لعوة السيادة والاستقلال. وقد اثمرت كل النتائج التي حققناها. عندما فكرنا بالذهاب الى الولايات المتحدة وكانت الادارة ورئيس الدولة ضدنا كان معنا اربعة الى خمس نواب. كان لنا صديقان في اميركا، وذهبنا حين لم يكن احد يتكلم بعودة الاستقلال والسيادة للبنان لطرح الفكرة. وكنا امام احتمال انه اذا اخبرنا قصتنا بأننا ذاهبون لسن قانون يجبر رئيس اميركا على العمل لسيادة واستقلال لبنان سيقولعنا الناس اننا شعب مجنون.مع ذلك حدث الامر، وذهبنا الى اميركا وتكلمنا مع اصدقائنا وبدأنا من الصفر. عام من العمل انتج قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان ولكن مع الاسف اجريت انتخابات في اميركا قبل سن القانون فاعدنا تكرار جهدنا، لا سيما وان الامر يتطلب في اميركا وجود عراب للقانون، وقد وجدنا اربعة اشخاص يتبنون مشروعنا اثنان منهم من الحزب الجمهوري والاخرين من الحزب الديموقراطي. وعملنا مع كل النواب والشيوخ في اميركا حيث كان يتطلب الامر تأمين اكثرية النصف زائد واحدا الا اننا لم نتجرأ ان نرسل القانون عندما احرزنا الاكثرية خوفا من ان يرد الرئيس الاميركي القانون. وواصلنا العمل حتى تمكنا من تخطي الثلثين في مجلسي النواب والشيوخ ليقر القانون في نهاية العام 2003. وهكذا انبثقت مواقف اميركية غيرت الوضع في لبنان.

بعد الحادثة هذه لم نعد نعتبر اي شيء صعبا علينا وقد اردنا المحافظة على الدوام على المعنويات العالية لدى الجالية اللبنانية لأن 15 سنة من الانتظار لم تكن سهلة وكان احيانا شعورهم يلامس اليأس. لكننا كنا على الدوام نبعث الامل في نفوسهم ولولا لم نتحل نحن بالامل وكنا مثابرين ومؤمنين بقضيتنا لماوصلنا الى ما وصلنا اليه. لكن البناء لا يزال صعبا فالبلد كان مهدما معنويا ومؤسساته لم تكن تعمل ومهدم بمعالمه القانونية والدستورية وببنيته الاجتماعية. سنعيد تعمير كل ذلك من جديد. ان لبنان يعاني فسادا كبيرا لا نخجل بقول ذلك ويجب ان تعرفوا ان بناء لبنان يتطلب جهدا كبيرا. انجزنا اهم شيء، فحققنا الاستقرار والامن وباتت مؤسساتنا الامنية ممتازة وهي تمكنت من ان تخوض معركة ضد داعش كانت ساحقة.

اليوم لدينا مشكلة كبيرة متمثلة بالنزوح الكثيف الى لبنان وهو ما نعمل على معالجتها مع كل المؤسسات الدولية والدول الصديقة. في لبنان 500 الف لاجىء فلسطيني زاد عليهم مليون و750 الف نازح سوري ونقل هذا العبء كثافة السكان في لبنان من 400 في الكيلومتر المربع الى 600. ان هذه الكثافة هي كثافة مدينة ليست كثافةارض لاننا اذا قارنا في حجم من جاء الى لبنان، فان فرنسا كان عليها ان تستقبل نسبيا 35 مليون نازح .ان مساحة لبنان 10400 كيلومتر وقد استقبلنا 50% من عدد سكاننا فيما كان يجب ان تستقبل فرنسا 165 مليون مقارنة مع لبنان الذي لا احد يحمل عنه شيئا.ان هذا العبء الثقيل بات ينذر بالخطر نظرا لتداعياته الاقتصادية والامنية الصعبة، لا سيما واننا لا نزال نحارب الخلايا النائمةالتي يمكن ان تقوم باعمال كما يحصل في اوروبا او غيرها من البلدان. الا اننا والحمد الله واعون جدا لهذه المخاطر واجهزتنا الامنية تعمل بشكل جيد.

ان الازمات الاقتصادية المتتالية اصابتنا منذ الازمة العالمية مرورا بأزمة الحروب وازمة النزوح، ومن العجائب اننا ما زلنا قادرين على التحمل لكن الى متى، لم يعد امامنا الكثير من الفرص قبل ان تنشأ لدينا ازمة اقتصادية اكبر. لذلك فان على كل صوت منكم العمل اينما كان لازاحة هذا العبء عن لبنان. لقد اتينا الى فرنسا، وطرحنا كل هذه المواضيع ولقينا كل تفهم بازائها ونأمل ان يتفهمها الاخرون حيثما نقوم بزيارة مواقع دولية اخرى. يجب ان نجمع جهدنا مع كل الاصدقاء حتى نتمكن من التخلص من المشكلة التي اصابتنا بسبب الحرب في سوريا. ونأمل ان نشاهدكم جميعا في لبنان. ان لبنان آمن، وهو يحبكم وتحبونه فهو وطنكم الام. واطلب من كل المقيمين في فرنسا ان يكونوا اوفياء للوطن الذي استقبلهم.لا تنسوا لبنان الوطن الذي انجبكم ونشأتم فيه قبل ان تأتوا الى فرنسا.وآمل ان تكونوا دائما على مستوى الرسالة اللبنانية في اي مجتمع تنخرطون فيه".

 

الكتائب أكد خوض معركة السلسلة: اجتماع وزير الخارجية اللبنانية بنظيره السوري انزلاق خطير نحو ضرب السيادة ومبدأ الحياد

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - بحث المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية في اجتماعه الأسبوعي، برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، في آخر المستجدات. وصدر في ختام المناقشات، البيان الاتي:

"اولا: يرى حزب الكتائب، في المقابلات الإعلامية التي حصلت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، واجتماع وزير الخارجية اللبنانية بنظيره السوري، انزلاقا خطيرا نحو ضرب السيادة ومبدأ الحياد، وتطبيعا مع النظام السوري، ونسفا للبيان الوزاري، وتشويها لصورة لبنان على الصعيد الاقليمي والدولي، وتأكيدا للسيطرة الكاملة لمنطق السلاح غير الشرعي. واعتبر الحزب ان كل ذلك، يؤكد مجددا صوابية مواقفه الممتدة من مرحلة الانتخابات الرئاسية وحتى اليوم.

ثانيا: ينوه حزب الكتائب بقرار المجلس الدستوري إبطال قانون الضرائب، ويهنئ اللبنانيين بهذا الانتصار الذي حصل على يد المعارضة، وصوابية خيارها في الرهان على المؤسسات الدستورية والقضائية. ويعتبر القرار إدانة مباشرة لنهج السلطة السياسية في الاستهتار بالدستور اولا، وفشلها في طرح سياسة اقتصادية جدية ثانيا، واستسهال الذهاب الى جيوب الناس ثالثا، لتمويل فسادها بدل ضبط الهدر، واعتماد سياسة ضريبية تطال اولا أصحاب الثروات.

ثالثا: يؤكد حزب الكتائب انه يخوض معركة سلسلة الرتب والرواتب الى جانب مستحقيها حتى حصولهم عليها كاملة، ويحذر السلطة السياسية، من المس بها ، بعدما باتت حقا مشروعا ومكتسبا للمستفيدين منها. ويجزم ان المشكلة ليست في تمويل السلسلة بل في ارقام العجز في المالية العامة، نتيجة تنامي الهدر والفساد، لسلطة لم تجد امامها الا التهويل على الموظفين، والهروب من مسؤولياتها".

 

قاسم اوضح كلامه عن المرأة المطلقة: الانتصارات على إمتداد لبنان وسوريا والعراق مفصلية وتاريخية وغيرت وجه المنطقة

الثلاثاء 26 أيلول 2017 / وطنية - أوضح نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة القاها في الليلة الخامسة من محرم في منطقة الأوزاعي، ان "المثال الذي أعطي عن المدرسة المطلقة في كلمتي في مجمع سيد الشهداء في الليلة الثانية من عاشوراء لا يعني فردا أو معلمة بصفة المطلقة. لا، هذا المثال يصلح على كل إنسان، يمكن أن نقول: معلمة مطلقة لديها مشاكل نفسية، ويمكن أن نقول: معلم مطلق لديه مشاكل نفسية، ويمكن أن نقول: مدير مطلق أو متزوج أو ما شابه ذلك لديه مشاكل، هذا نوع من إعطاء مثل، وهذا المثل ينطبق على أي شخص، وينطبق على الجنسين إذا كان لديهم مشاكل، يعني هي ليست الصفة الأساس، الأساس أنه لديه مشاكل، ما ذكرته هو أنه لا يجوز تشويش عقول التلامذة بمشاكل المعلمين والمربين في أي موقع كانوا، وهذا نموذج من النماذج، وعادة الأمثلة تضرب ولا تقاس، بل تقتصر على المثال الحصري، ولا يعم كل حالات الطلاق، وليس كل معلمة مطلقة لديها مشاكل من هذا النوع، وليس كل معلمة مطلقة تتحمل مسؤولية في هذا الأمر، لا، من يتحمل مسؤولية في هذا الأمر هو من لديه مشاكل كائنا من كان رجلا أو امرأة، حتى لا تؤثر على تلامذتها وتربيهم تربية خاطئة لها علاقة بالمشاكل، وكذلك بالنسبة للرجل الذي يربيهم تربية خاطئة".

وقال: "في هذا السياق، لا بد أن أؤكد نظرتنا إلى المرأة المطلقة التي هي نظرة الإسلام، وليس لدي نظرة والإسلام لديه نظرة، نظرتي مستمدة من نظرة الإسلام، يعني أستفيد من الإسلام لأعرضها:

1- الطلاق أمر مشروع، وليس فيه أي تهمة ولا إدانة، وهذا يحصل للمطلقين رجالا كانوا أم نساء، بل تميز الإسلام بتشريع الطلاق كحل، عند عدم إمكانية التعايش بين الزوجين. هذه مكرمة في الإسلام أنه فتح مجالا للطلاق لحل المشكلة، فإذا الطلاق ليس تهمة لأحد.

2- المطلقة إمرأة لها مكانتها وكرامتها كأي إمرأة، وهي إنسانة لها حقوقها الكاملة غير المنقوصة، وهي مصانة بنظرة الإسلام العظيمة للمرأة. لأنها امرأة وكما يوجد حقوق لأي امرأة يوجد حقوق لها وللمتزوجة، هذا أمر يتساوى الجميع فيه.

3- يحتسب الله تعالى عمل المرأة أكانت عزباء أو متزوجة أو مطلقة على حد سواء بحسب قيمة عملها، لا بحسب حالتها الاجتماعية، (فرب العالمين يوم الحساب يسأل ماذا عملت، أما أنها متزوجة أو مطلقة أو عزباء فهذه حالة اجتماعية موجودة في المجتمع ولا يحاسب عليها الإنسان، بل هي على قدم المساواة مع الرجل بقيمة العمل. قال تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".

4- قيمة المرأة في مجتمعنا بخدماتها ودورها الفردي والاجتماعي والوطني بصرف النظر عن حالتها الإجتماعية، فالمرأة في بلدنا أكانت مطلقة أو متزوجة أو عزباء أثبتت أنها من أعمدة المجتمع المقاوم، وهي شريكة حقيقية في كل الانتصارات وشريكة في بناء الوطن. هذه هي نظرتنا إلى المرأة وهي نظرة الإسلام، ونحن نفتخر أن الإسلام كرمها وأعزها.

واكد الشيخ قاسم "ان الانتصارات التي حصلت على امتداد لبنان وسوريا والعراق هي انتصارات مفصلية وتاريخية وغيرت وجه المنطقة، فبدل أن تكون المنطقة متجهة إلى المشروع الأميركي الإسرائيلي أصبحت المنطقة متجهة إلى انتصار جبهة المقاومة في مواجهة هذا المشروع، وهذا سيؤدي إلى حماية أجيالنا، خصوصا وأن سقوط هذا المشروع كان من بوابة إسقاط الإرهاب التكفيري، والإرهاب التكفيري لا يقتصر خطره لا على الأرض ولا على البقع الجغرافية ولا على الدولة التي يحتلونها، إنما خطره على الفكر الإسلامي، خطره على امتداد العالم الإسلامي، أن تأتي جماعة لتغير الفهم الإسلامي وتفرضه بالقوة على كل العالم وتقتل من عاداها. هذا خطر كبير، نحن استطعنا أن نكسر هذا المشروع وأن نوقف امتداده، بل أن نقضي على أحلامهم في أن يعمموا إرهابهم التكفيري لمصلحة أن يعود الإنسان إلى فهم دينهم وتعاليمه وإلى الجهاد في سبيل الله الذي يتجه إلى قتال إسرائيل وتحرير فلسطين والوحدة الإسلامية والتعاون بين المسلمين سنة وشيعة، بل التعاون مع كل العرب وكل الحاضرين في منطقتنا لمصلحة مشروع واحد وهو مشروع تحرير فلسطين وإنقاذ بلداننا لتكون مستقلة".

 

السفارة البريطانية: مذكرة تفاهم بريطانية المانية جديدة دعما لمشروع الحدود البرية للجيش

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - أفادت السفارة البريطانية في بيان، أن "السفيرين البريطاني والألماني هيوغو شورتر ومارتن هوث جالا على الابراج الحدودية الجديدة لفوج الحدود البرية الرابع في منطقة الطفيل. وانضمت ألمانيا أخيرا الى الدعم الدولي لمشروع الحدود البرية للجيش اللبناني.

أضاف البيان: "أطلع كبار الضباط اللبنانيين السفيرين على نجاح مشروع الحدود البرية. تحت حماية الجيش اللبناني للمرة الأولى بعد انتشاره في حزيران الماضي، تجدد الشعور بالأمان على طول هذا الجزء من الحدود مانحا سكان المنطقة الفرصة لاستئناف حياتهم اليومية والعودة إلى ديارهم، وأراضيهم، وأعمالهم.

وسمع السفراء كيف يساهم انتشار الجيش لحماية لبنان وأمن سكانه على الحدود اللبنانية-السورية، من البحر المتوسط الى جبل الشيخ، على نحو متزايد بعودة سكان المجتمعات المحلية القريبة من الحدود بشكل غير مسبوق منذ سنوات.

كما كانت الزيارة فرصة للترحيب بمساهمة جديدة من ألمانيا في مشروع الحدود البرية بقيادة بريطانيا، حيث وقع السفيران مذكرة تفاهم بقيمة 1.5 مليون يورو (1.3 مليون جنيه إسترليني) من الدعم الإضافي الالماني للمشروع الحدودي، كاشارة لاستمرار الدعم الدولي للجيش اللبناني.

وفي ختام زيارته لمنطقة الطفيل قال السفير شورتر: "هذه هي زيارتي الأولى لمنطقة الطفيل. ويسرني جدا أن أرى ثمار شراكتنا الطويلة الأمد مع الجيش اللبناني، بما في ذلك فوج الحدود البرية الرابع الجديد. إن النجاح العسكري للجيش اللبناني في "فجر الجرود" قد رسخ سمعته كمؤسسة عسكرية محترفة ومحترمة زادت قدراتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ونحن فخورون بالثقة التي أظهروها لنا للعمل معهم. ويسعدني أيضا أن أرحب بمساهمة ألمانيا، إلى جانب التزامات شركائنا الآخرين، التي ستساعد بضمان صمود ومرونة لبنان. اعتبارا من عام 2019، سيكون للبنان سلطة كاملة على حدوده مع سوريا". وبعد توقيع مذكرة التفاهم قال هوث: "إن أمن لبنان واستقراره لهما أهمية بالغة بالنسبة الى المجتمع الدولي. ويسعدني أن ألمانيا، جنبا إلى جنب مع أصدقائها البريطانيين، سوف تشارك أكثر عام 2017 من خلال دعمها لمشروع الحدود البرية للجيش اللبناني. ولفترة طويلة شكل بناء قدرات البحرية اللبنانية جزءا كبيرا من مساعدة ألمانيا للجيش. لقد تبرعنا بنظام رادار ساحلي وسفينتين بحريتين لتمكين الجيش اللبناني من السيطرة على مياهه الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك نقدم التدريب والمعدات اللازمة لصيانة القوات البحرية من خلال فرق التدريب الألمانية الدائمة في قاعدة جونية البحرية. ويشكل توقيع مذكرة التفاهم هذه بداية مرحلة جديدة من الدعم الألماني للجيش اللبناني في مساعيه لحماية حدود لبنان ومكافحة الإرهاب".

 

كتلة المستقبل: نرفض محاولات ادخال لبنان أو ضمه إلى محور إيران والنظام السوري

الثلاثاء 26 أيلول 2017/وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع من مختلف جوانبها. وفي نهاية الاجتماع، أصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري، وتطرقت فيه إلى "خطورة المحاولات لفرض توجهات سياسية على لبنان تتعارض مع مصالحه ومصالح اللبنانيين"، متوقفة "عند المحاولات المتكررة لتوريط لبنان من أجل المضي في توجهات وخطوات للتواصل مع النظام السوري من خارج التفاهم السياسي الوطني، وهو الأمر الذي تجلى كذلك أخيرا في الخطوة الانفرادية والمتفردة التي أقدم عليها وزير الخارجية جبران باسيل عبر الاجتماع مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم ومن دون الاستحصال المسبق على قرار من الحكومة يخوله بذلك، وحتى من دون التنسيق مع رئيسها". وأشار البيان إلى أن "الكتلة تعتبر هذا التصرف، ليس الا محاولة لاستدراج لبنان لضمه إلى محور إيران والنظام السوري تحت ذرائع وحجج مختلفة، فساعة يحاول البعض تبرير ذلك من اجل المساعدة على الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين، وهي الخطوة التي ثبت زيفها، وساعة أخرى من أجل التعجيل بعودة اللاجئين السوريين في لبنان الى سوريا والتي تؤكد الوقائع عدم جدواها، وذلك لأن ممارسات النظام واستمرار ارتكابه لجرائمه الرهيبة بحق الشعب السوري هي التي تمنع عودة اللاجئين السوريين، حيث أن المواطنين السوريين الذين هجروا من ديارهم إلى بلدان أخرى مجاورة لسوريا لم يعودوا الى بلداتهم وقراهم. فضلا عن ذلك، فإن ورقة العمل التي تقدمت بها الحكومة الى مؤتمر الدول المانحة في بروكسل نصت على التزام الحكومة اللبنانية بالقوانين الدولية الراعية لعودة النازحين السوريين الى بلدانهم باعتبار أن المناطق الآمنة في سوريا هي التي يكفلها المجتمع الدولي لعودة النازحين الآمنة الى ديارهم. من جهة أخرى، فإن الأعداد الهائلة للنازحين السوريين داخل سوريا لم يجر حتى اللحظة تأمين العودة الآمنة لهم الى قراهم وبلداتهم داخل سوريا".

ولفت إلى أن "هذه الحجج والإدعاءات التي لا تستقيم، ليست إلا محاولة واضحة للتغطية على عملية التواصل المراد لها أن تتم مع النظام من أجل إكساب النظام السوري شرعية عربية ودولية بقصد تعويمه عبر البوابة اللبنانية".

واعتبرت أن "هذا اللقاء الأخير وغيره من اللقاءات المنفردة الأخرى كان بمثابة تجاوز للأصول والاعراف الحكومية، وهي تشكل مخالفة صريحة وفاقعة للبيان الوزاري للحكومة، وكذلك اعتداء صارخا على الحكومة ورئيسها وعلى التضامن الحكومي داخلها"، مؤكدة ومؤيدة "الموقف الذي أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق في هذا الصدد، والذي دعمته فيه أيضا مواقف كتل نيابية أخرى ممثلة في الحكومة".

وأعادت الكتلة "التذكير بموقفها الثابت والقوي المتمسك بالدستور وإعادة الاعتبار والإحترام لمنطق الدولة اللبنانية الحرة والسيدة والمستقلة وباتفاق الطائف وبقرارات الشرعية العربية القائمة على الاجماع العربي، وكذلك ايضا بقرارات الشرعية الدولية وبنظام المصلحة العربية المشتركة الذي فيه كل المصلحة الدائمة والثابتة للبنان واللبنانيين". ورفضت "كل المحاولات لادخال لبنان أو ضمه إلى المحور المؤلف من إيران والنظام السوري لأن في ذلك تنكر للمصالح الحقيقية والدائمة للبنان واللبنانيين، وبكونه أيضا يتناقض مع المصلحة العربية العليا ومصالح الدول العربية الشقيقة".

وأكدت "موقفها الوطني والقومي الثابت برفض أي شكل من اشكال التوطين للنازحين السوريين أو لأي من غيرهم في لبنان"، مشددة على "ضرورة بذل كل جهد يؤدي الى عودتهم الآمنة الى ديارهم في أسرع وقت، وان النظام السوري وشركاءه في ارتكاب الجرائم على الشعب السوري وتهجيره من وطنه وبلداته وقراه يتحملون كامل المسؤولية في ما آلت اليه حال المواطنين السوريين من نزوح وتهجير من داخل سوريا الى خارجها".

وكذلك، رأت الكتلة أن "المجتمع الدولي، لا سيما اللاعبين الاساسيين على الساحة السورية يتحملون جزءا من مسؤولية استمرار الازمة السورية واستمرار وجود النازحين السوريين مهجرين في بلادهم وخارجها".

وأكدت أيضا "موقفها الثابت لجهة الحفاظ على الموقف الموحد والمتضامن بين اللبنانيين الذي له الدور الاساس والمفصلي في افشال كل محاولات ايقاع الفتنة والفرقة والانقسام بينهم، وكذلك في كون هذا التضامن بين اللبنانيين يشكل السلاح الأفعل في تقويض كل المحاولات المستمرة لاستدراج لبنان الى الإنضمام الى محاور وتحالفات تخالف مصالحه ومصالح اللبنانيين ولإقحامهم في ما لا يريدونه أو يرفضونه من هيمنة وانقسام وتوطين، وما شابه ذلك من مشاريع سبق أن أفشلها وأبطلها اللبنانيون بوحدتهم وتضامنهم".

وعن "خطورة إجراء الاستفتاء لانفصال إقليم كردستان عن العراق"، استنكرت الكتلة "استنكارا شديدا، الخطوة المنفردة لاجراء استفتاء لانفصال إقليم كردستان عن العراق"، لافتة إلى أن "هذه الخطوة تفتح الباب واسعا أمام محاولات مماثلة لمجموعات أخرى في شتى أنحاء الوطن العربي للانفصال، وهي في المحصلة لا تخدم مصلحة شعوب تلك المناطق، بل مصلحة اسرائيل ومصلحة مخططات بعض الدول الاقليمية وغيرها من الدول والقوى الدولية التي يريد بعضها اعادة احياء اطماعها في السيطرة والهيمنة ومحاولات التوسع، فضلا عن العمل على تمزيق وتفتيت الوطن العربي، وكل ذلك على حساب المصالح الحقيقية لجميع شعوب الدول العربية". ولذلك، رأت الكتلة أن "هذا التصرف الإنفرادي سوف يلحق الضرر الاكيد بداية في المناطق الكردية وسكانها، وكذلك بالشعب العراقي وبكل الشعوب العربية، حيث قد تدفع خطوة الانفصال غير المحسوبة وغير المتبصرة، نحو المزيد من التوتر والمعاناة والحروب في المنطقة".

وتمنت على "الحكومة المركزية في العراق أن تتخذ ما يلزم من خطوات واجراءات بناءة وغير عنفية لاسترجاع مواطني المناطق التي يحاول المسؤولون فيها توسل الاستفتاء لتبرير الانفصال عن جسم الامة الى حضن الدولة العراقية الديمقراطية المدنية الواحدة والموحدة"، متمنية على الحكومة المركزية في العراق أيضا "العمل بجد وعزيمة من اجل ممارسة تفهم أكبر لهواجس ومخاوف المجموعات الكردية ومحاولة تقديم الطروحات البناءة المحتضنة والاستيعابية والمشجعة لها من أجل البقاء في جسم الامة الواحدة والبلد الواحد. ولا يكون ذلك الا من خلال اعتماد نموذج الدولة الديمقراطية المدنية، دولة الدستور والحريات والمواطنة التي يتساوى فيها مواطنوها المتنوعين في الحقوق والواجبات ومن دون أي تمييز على أساس عرقي أو طائفي أو مذهبي".

 

كبريال المر يخرج عن صمته: يا عيب الشوم على المجلس الدستوري

أورد النائب السابق المهندس كبريال المر، عبر حسابه على "فايسبوك"، الآتي: "المجلس الدستوري برئاسة القاضي عصام سليمان وعضوية تسعة قضاة، أخذ المجلس الدستوري قراراً فيه حق وقانون ورجولة وعدم تبعية.

سنة 2002، المجلس الدستوري في حينه برئاسة القاضي أمين نصار وتسعة قضاة متخاذلين ضعفاء خنوعين أمام النظام الامني السوري اللبناني. وخلافاً لأي قانون أو دستور أو منطق ألغوا نيابة كبريال المر وعينوا مرشحاً نال 2% من المقترعين، (متجاوزين كل الصلاحيات والقوانين: يا عيب الشوم...).

قارنوا المجلس الحالي مع مجلس 2002".

 

تحذير من المماطلة.. و"الحشود" بالمرصاد

"الجمهورية" - 26 أيلول 2017/حذّر خبير اقتصادي من لجوء الحكومة الى المماطلة، أو ذهابها الى خطوات غير مدروسة لأنها قد تستولد ردود فعل سلبية. وقال لـ"الجمهورية": "الحلول لا يمكن أن تنتظر أياماً أو أسابيع، والحاجة ماسّة للبَتّ بها اليوم قبل الغد، خصوصاً انّ الحكومة ومعها الأجهزة الأمنية المختصة اختبرت رَدّ فعل الشارع والنقابات حتى تلك التي تجاري السلطة سياسياً وحزبياً، وها هي أمام جولة جديدة اليوم مع إضراب شامل بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم". ومن المتوقع أن تشهد ساحة رياض الصلح تحركات شعبية، ويستمر الأضراب في الادارات العامة والمدارس الخاصة والرسمية والمصالح المستقلة، علماً انّ يوم أمس شهد التزام الادارات العامة والمستشفيات والمدارس الحكومية وبعض المدارس الخاصة بقرار الاضراب الصادر عن الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية.

 

مزيارة تثور ضد السوريين: أعدموا "الوحش" في الساحة

"الجمهورية" - 26 أيلول 2017/"مزيارة اللي حضنتكن مش طايقتكن"، "عندكن مخيّمات نزلوا عليا"، "الإعدام للقاتل في ساحة مزيارة"، هذه العبارات وغيرها أطلقها اهالي مزيارة الذين تداعوا للمشارَكة في التجمّع السلمي مساء امس امام البلدية للمطالبة بترحيل السوريين وإعدام الوحش البشري شنقاً الذي قتل الشابة ريّا الشدياق. واللافت أنّ المشاركة أتت من مختلف اقضية الشمال وليس فقط من منطقة مزيارة. ورُفعت يافطات مندِّدة بالجريمة النكراء ومطالِبة بتنفيذ حكم الإعدام شنقاً والعدالة لريّا. فيما تفاعلت الجريمة في مختلف المناطق اللبنانية لاسيما في محافظة الشمال وتحديداً في مدينة طرابلس فرُفعت اليافطات وأُطلقت "الهشتاغات" مطالِبة بالإعدام للقاتل باسل حمودي ليكون عبرةً للذين لا يتقيّدون بالقانون والمستقوين على الدولة اللبنانية وشعبها. وتهافت المعزّون الى منزل اهل الفقيدة الذين ما يزالون تحت هول الصدمة، فيما الوالدة ماري الشدياق ما زالت على حالها تعاتب كل مَن جاء معزِّياً من انه لم يشارك كفاية في الرقص معها اثناء زفّة ابنتها العروس قائلة: "انا رقصت بعرس اولادكن ولم أقصّر وأنتم لم ترقصوا كفاية". حديث المعزّين كان واحداً بضرورة معاقبة القاتل ومغادرة السوريين مزيارة، وحدها الوالدة كانت تنصت بصمت الى الجميع دون التعليق على الجريمة وكأنها ما زالت بحالة اللاوعي وهي مقتنعة تماماً بأنها انجزت عرساً لابنتها لا مأتماً. وكانت تبدّل الموضوع وتعاود سؤال جميع المعزّين عمّا إذا اعجبتهم الزفة وما اذا كان عرس ابنتها لائقاً بها وتسألهم عن رأيهم بالورود البيضاء والزهرية وتخبرهم كيف لم تكتفِ بطلب ثلاثة طبول وبأنها سارعت لأستقدام ستة طبول لضخامة العرس... فيجيبها المعزون ببسمة مبلسمة وبغصة يحبسونها في القلب وهي تتباهى بتفاصيل العرس دون أي ذكر للجريمة او القاتل. تبقى حالة الوعي الكاملة التي أظهرتها والدة ريّا في الكلمة الوحيدة التي قالتها عن الجريمة عندما دخل ابنها الى القاعة وقال لها أمام الجموع بأن عائلة سورية باكملها غادرت بلدة مزيارة اليوم، فصمتت قليلا وأجابت: "هي الاولى ولن تكون الاخيرة، الآتي أعظم واذا لم يؤخذ حقنا سنأخذه بيدنا".

 

رسالة من "حزب الله" إلى جنبلاط

"الأنباء الكويتية" - 26 أيلول 2017/عقدت قيادتا "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" منذ مدة اجتماعا تنسيقيا للتداول في الأوضاع السياسية اللبنانية جرى خلاله عرض التحديات الرئيسية المطروحة على الحكومة وسائر المؤسسات. حضر اللقاء من حزب الله وزيراه في الحكومة محمد فنيش وحسين الحاج حسن، والنائبان علي عمار وحسن فضل الله، ومسؤول التنسيق والارتباط وفيق صفا. ومن "الاشتراكي" الوزير أيمن شقير والنواب غازي العريضي، الذي استضاف المجتمعين إلى مائدة العشاء، وأكرم شهيب وعلاء الدين ترو ووائل أبوفاعور وأمين السر العام ظافر ناصر ووكيل الداخلية هادي أبوالحسن.

وأوضحت المصادر أن "حزب الله" أكد حرصه على الاستمرار في علاقته التحالفية الإستراتيجية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأنه لن يفرط في هذه العلاقة، لكنه يحرص أيضا عبر وزيريه في الحكومة على أخذ الموقف المناسب في التعاطي مع الملفات الإشكالية، على غرار ملف الكهرباء ومناقصة تلزيم استجرار الطاقة من البواخر، ومستعد للتجاوب مع تكوين أوسع مناخا بين القوى السياسية ومنها الاشتراكي، في شأن الحرص على إدارة المالية العامة وتفادي أجواء الاتهامات بالفساد للحكومة. وأشارت المصادر إلى أن قيادة "الحزب الاشتراكي" أكدت فيما يخص العلاقة مع العهد أن نواب اللقاء الديموقراطي انتخبوا الرئيس ميشال عون، وأن القيادة قدمت التسهيلات لانطلاقة العهد سواء على صعيد تشكيل الحكومة أو في معظم القضايا الحساسة ومنها قانون الانتخاب، إلا أنها أبدت ملاحظات على طريقة إدارة الأمور التي كان الرئيس عون يشكو من حصولها سابقا.

وجرى عرض الصعوبات التي تنجم عن غياب الخطط الواضحة لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. ويؤكد قيادي بارز في "8 آذار" وعلى تواصل مع النائب وليد جنبلاط وقيادة "حزب الله" أن اللقاء في الشكل والمضمون والتوقيت يكتسب أهمية كبيرة لاسباب عدة:

٭ الأول: أن اللقاء يعقد في دارة النائب غازي العريضي الذي يمر بمرحلة صعبة في علاقته بالنائب وليد جنبلاط والذي أقصاه عن الترشح للدورة النيابية المقبلة كما سحب منه كل مهامه الحزبية والملفات التي كان يشغلها.

٭ الثاني: أن اللقاء يأتي في ظل علاقة "فاترة" بين "حزب الله" وجنبلاط الذي يصر على مواقفه من الأزمة السورية ويرفض الاعتراف بالهزيمة ويأبى إعادة النظر في مواقفه خشية أن يدفع نجله ووريثه تيمور ثمن هذه "الاستدارة"مستقبلا.

٭ الثالث: أن "حزب لله" ومع سعيه الى تكريس الاستقرار والانفتاح الداخلي لا يمانع في توسيع مروحة الاتصالات الدرزية ولو كانت مع النائب العريضي الذي سيصبح عمليا بعد انتخابات مايو 2018 خارج اللعبة السياسية البرلمانية والحزبية الدرزية بقرار من جنبلاط.

فحزب الله الذي ينفتح على الوزير السابق وئام وهاب والنائب السابق فيصل الداوود يريد أن يكسر احتكار العلاقة مع الدروز بالنائب طلال ارسلان وقبله وقبل أزمة سورية والعام 2005 بالنائب جنبلاط. ويؤكد القيادي أن طبيعة اللقاء في منزل العريضي سياسية بامتياز ورسالة من "حزب الله" الى جنبلاط عبر العريضي أنه طرف مقبول به لإعادة العلاقة الى سخونتها، ويمكن أن يشكل العريضي "ضابط الارتباط" مع "حزب الله" بدل القناة المعروفة التي كان يقودها النائبان أكرم شهيب ووائل أبوفاعور مع المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل وأحيانا مع مسؤول التنسيق والارتباط في "حزب الله" الحاج وفيق صفا الذي كان يتواصل مباشرة مع جنبلاط في مرحلة من المراحل.

 

القصر الجمهوري مستاء.. بعد تسريب هذه الرسالة

"الأخبار" - 26 أيلول 2017/انتشرت عبر تطبيق «واتساب» صورة عن الكتاب الذي أرسله الرئيس ميشال عون إلى «صديقي الوفي العظيم» (كما ورد في بداية النصّ) الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمناسبة تعيين السفير رامي عدوان على رأس البعثة اللبنانية لدى فرنسا. وقد ورد في النصّ أنّ عون اختار عدوان لما «خبِرته من إخلاص في خدمة لبنان وما رأيته من مقدرته في شتّى المناصب العالية التي تقلّدها». وقد طلب عون من ماكرون أن «تحوطوه بتأييدكم وتولوه رعايتكم»، كون الرئيس اللبناني يعتمد على «غيرته (عدوان) وعلى ما سيبذله من صادق الجهد ليكون أهلاً بعواطف فخامتكم».

مضمون الرسالة ليس خاصاً بعدوان، وهي تُعتمد كـ«عُرفٍ» في جميع الرسائل التي يبعث بها رئيس الجمهورية إلى الدولة التي قبلت تعيين سفير لبناني لديها. وعادةً ما يكون مضمون هذه الرسائل سرياً، ويُقال إنّه حتّى السفير لا يطّلع عليه. لذلك، أشار تسريب صورةٍ عن الرسالة إلى استغراب الدبلوماسيين، واستياء دوائر القصر الجمهوري.

 

بعد الضجة التي أثارها كلامه عن المرأة المطلّقة.. قاسم يوضح

وكالات/26 أيلول 2017/أوضح نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة القاها في الليلة الخامسة من محرم في منطقة الأوزاعي، ان "المثال الذي أعطي عن المدرسة المطلقة في كلمتي في مجمع سيد الشهداء في الليلة الثانية من عاشوراء لا يعني فردا أو معلمة بصفة المطلقة. لا، هذا المثال يصلح على كل إنسان، يمكن أن نقول: معلمة مطلقة لديها مشاكل نفسية، ويمكن أن نقول: معلم مطلق لديه مشاكل نفسية، ويمكن أن نقول: مدير مطلق أو متزوج أو ما شابه ذلك لديه مشاكل، هذا نوع من إعطاء مثل، وهذا المثل ينطبق على أي شخص، وينطبق على الجنسين إذا كان لديهم مشاكل، يعني هي ليست الصفة الأساس، الأساس أنه لديه مشاكل، ما ذكرته هو أنه لا يجوز تشويش عقول التلامذة بمشاكل المعلمين والمربين في أي موقع كانوا، وهذا نموذج من النماذج، وعادة الأمثلة تضرب ولا تقاس، بل تقتصر على المثال الحصري، ولا يعم كل حالات الطلاق، وليس كل معلمة مطلقة لديها مشاكل من هذا النوع، وليس كل معلمة مطلقة تتحمل مسؤولية في هذا الأمر، لا، من يتحمل مسؤولية في هذا الأمر هو من لديه مشاكل كائنا من كان رجلا أو امرأة، حتى لا تؤثر على تلامذتها وتربيهم تربية خاطئة لها علاقة بالمشاكل، وكذلك بالنسبة للرجل الذي يربيهم تربية خاطئة".

وقال: "في هذا السياق، لا بد أن أؤكد نظرتنا إلى المرأة المطلقة التي هي نظرة الإسلام، وليس لدي نظرة والإسلام لديه نظرة، نظرتي مستمدة من نظرة الإسلام، يعني أستفيد من الإسلام لأعرضها:

1- الطلاق أمر مشروع، وليس فيه أي تهمة ولا إدانة، وهذا يحصل للمطلقين رجالا كانوا أم نساء، بل تميز الإسلام بتشريع الطلاق كحل، عند عدم إمكانية التعايش بين الزوجين. هذه مكرمة في الإسلام أنه فتح مجالا للطلاق لحل المشكلة، فإذا الطلاق ليس تهمة لأحد.

2- المطلقة إمرأة لها مكانتها وكرامتها كأي إمرأة، وهي إنسانة لها حقوقها الكاملة غير المنقوصة، وهي مصانة بنظرة الإسلام العظيمة للمرأة. لأنها امرأة وكما يوجد حقوق لأي امرأة يوجد حقوق لها وللمتزوجة، هذا أمر يتساوى الجميع فيه.

3- يحتسب الله تعالى عمل المرأة أكانت عزباء أو متزوجة أو مطلقة على حد سواء بحسب قيمة عملها، لا بحسب حالتها الاجتماعية، (فرب العالمين يوم الحساب يسأل ماذا عملت، أما أنها متزوجة أو مطلقة أو عزباء فهذه حالة اجتماعية موجودة في المجتمع ولا يحاسب عليها الإنسان، بل هي على قدم المساواة مع الرجل بقيمة العمل. قال تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".

4- قيمة المرأة في مجتمعنا بخدماتها ودورها الفردي والاجتماعي والوطني بصرف النظر عن حالتها الإجتماعية، فالمرأة في بلدنا أكانت مطلقة أو متزوجة أو عزباء أثبتت أنها من أعمدة المجتمع المقاوم، وهي شريكة حقيقية في كل الانتصارات وشريكة في بناء الوطن. هذه هي نظرتنا إلى المرأة وهي نظرة الإسلام، ونحن نفتخر أن الإسلام كرمها وأعزها.

 

لقاء باسيل – المعلم وجّه "إشارةً".. هذه تفاصيلها

"الأنباء الكويتية" - 26 أيلول 2017/حرص وزير الخارجية جبران باسيل بعد لقائه مع نظيره السوري وليد المعلم على "تسريب" أنه هو من طلب هذا اللقاء الذي شكّل مفاجأة لكثيرين وصدمة لرئيس الحكومة سعد الحريري. السبب المباشر لهذا اللقاء هو الرد على التجاهل الأميركي للرئيس ميشال عون الذي كان الوحيد بين قادة المنطقة الذي لم يلتقِه الرئيس الأميركي دونالد ترامب (التقى السيسي وعباس ونتنياهو...)، واقتصرت لقاءات الوفد اللبناني على لقاء باسيل مع مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد. وهذا التجاهل، لا بل الازدراء الأميركي بالوفد اللبناني، أدى الى أن يجتمع باسيل مع المعلم في نيويورك وليس في دمشق "نكاية" بالأميركيين، ولتوجيه رسالة بالبريد السريع لهم تعكس الامتعاض والاستعداد للذهاب في خيارات أخرى. بالطبع، لا يمكن لهذا اللقاء أن يكون مجرد لقاء انفعالي عابر وردة فعل على لقاءات لم تحصل. التجاهل أو الإهمال الأميركي سبب دافع ومباشر، لكن ثمة أسباباً أخرى أكثر أهمية دفعت باتجاه حصول هذا اللقاء غير العادي في أبعاده ومعانيه السياسية. فالوزير باسيل ليس وزيراً عادياً وإنما هو لديه صفة سياسية وديبلوماسية، ولقاؤه مع المعلم يحظى بمباركة وتغطية الرئيس ميشال عون، وبالتالي لا يمكن لهذا اللقاء أن ينعت بـ "اللقاء التقني" وأن يجرد من مضمونه وبُعده السياسي كما جرى مع لقاءات عقدها وزراء لبنانيون في دمشق قبل أسابيع، وإنما يعكس توجها رئاسياً "لدى الرئيس عون" الى أمرين:

الأول هو الاستعداد لـ "تموضع" سياسي إقليمي "معدل" يتناسب من جهة مع الوضع الذي يزداد وضوحاً في سوريا والمنطقة، وباتجاه الدخول في مرحلة التسويات لمصلحة المحور السوري - الإيراني، ويتناسب من جهة ثانية مع المناخ العربي، المقاطع للرئيس اللبناني وغير المستعد في مرحلة "إما معنا أو ضدنا" لتفهم خصوصيات الواقع اللبناني ولإعطاء هامش تحرك وموقف.

الثاني هو الذهاب في اتجاه نقل العلاقة مع النظام السوري الى مرحلة جديدة من التنسيق العلني والرسمي الذي تستوجبه مقتضيات ومتطلبات المرحلة الجديدة والمصلحة اللبنانية، خصوصاً لجهة وضع ملف النازحين على سكة الحل والمعالجة.

وبات يفرض إيجاد حلول سريعة لتخفيف الأعداد والأعباء، ومن دون انتظار الحل السياسي النهائي للأزمة السورية، ومن دون التعويل على المجتمع الدولي الذي لا يظهر اكتراثا لهذا الموضوع، لا بل لا مشكلة لديه إذا بقي النازحون حيث هم الآن، وهذا ما فهم من خطاب الرئيس ترامب في الأمم المتحدة.

والرئيس ميشال عون مقتنع بأن أزمة النازحين لم تعد تحتمل انتظاراً وتأجيلاً، وأن أي معالجة فيها غير ممكنة وغير مجدية إلا بالتنسيق والحوار مع الحكومة السورية.

لقاء باسيل - المعلم أعطى إشارة الانطلاق في هذا الاتجاه، وإذا كان حلفاء دمشق في لبنان "هللوا" ورأوا فيه خطوة في الاتجاه الصحيح وتصحيحاً لخطأ حصل عندما امتنع وزراء التيار الوطني الحر عن الذهاب الى دمشق، مميزين أنفسهم عن وزراء حزب الله و"أمل" و"المردة"، فإن خصوم دمشق في لبنان رأوا في اللقاء "خطوة استفزازية تبعث على القلق"، ولعل الرئيس سعد الحريري هو أكثر المعنيين والمتضررين والقلقين.

فالأمر لا ينطوي فقط على تجاوز موقعه في خطوة مهمة نفذت من دون علمه والتنسيق معه، وإنما على ما هو أبعد من ذلك وأكثر أهمية:

- الحريري يرى بداية خروج الرئيس عون عن التسوية السياسية التي جاءت بهما معا الى الحكم، وعلى أساس سياسة "النأي بالنفس" إقليمياً ووضع المسائل السياسية الخلافية جانباً.

مع ما يعنيه ذلك من أن رئيس الجمهورية لم يعد مستعداً لمراعاة وضع الحريري وتفهم ظروفه، وإنما بات في صدد إعادة ترتيب أولوياته ومراعاة موقف "حزب الله" والتخلي عن "سياسة متوازنة" اتبعها حتى الآن.

- يرى الحريري أن الوزير جبران باسيل، واستنادا الى خط بياني لحركته ومواقفه منذ شهر، لا يمارس تكتيكاً سياسياً للابتزاز وتحسين شروطه في اللعبة، وإنما يسلك نهجا استراتيجيا ويلتزم التحالف مع "حزب الله" كأولوية، مع ما يعنيه ذلك من خطر تصدع التحالف الذي ربطه بالحريري وأنتج تفاهمات في السلطة (المشاريع والتعيينات) وتنسيقا في معركة قانون الانتخابات ومشروع تحالف انتخابي في العام المقبل.

- بات الحريري متيقناً أن هناك قراراً سياسياً متخذا بين "حزب الله" والرئيس عون لفتح مرحلة جديدة من العلاقة الرسمية مع دمشق والانتقال بها الى مستويات متقدمة من التنسيق والتعاون في كل المجالات والملفات وتحت عنوان أساسي هو "ملف النازحين"، وهذا الموضوع يشكل إحراجا كبيرا له، لأن مسألة التطبيع مع النظام السوري تشكل خطا أحمر بالنسبة له، ولا يمكن أن يتحمل تبعاتها ولا أن يوفر تغطية سياسية أو حكومية لها، فالحريري حريص على عدم حصول انهيارات إضافية في شعبيته المتراجعة بسبب سياسته المتحولة منذ أن قرر الدخول في تسوية وحكومة شراكة مع "تحالف عون - حزب الله"، وهو لا يحتمل مثل هذا التراجع في سنة الانتخابات التي صار حصولها مؤكدا وتأجيلها مستبعداً بعد خطوة بري الاستباقية الالتفافية بتقديم موعد الانتخابات وتقصير ولاية المجلس الممدد له.

في الواقع، يواجه الحريري وضعاً لا يحسد عليه وهو المحاصر سياسيا ويواجه خيارات صعبة ومحدودة. فهو يعلم أن توتر العلاقة مع الرئيس عون يصيب استقرار الحكومة وإنتاجيتها.

كما أن المواجهة مع "حزب الله" التي يمكن أن تصل في مرحلة ما الى التلويح بخيار الاستقالة تهدد فرص واحتمالات عودته الى رئاسة الحكومة.

ويعلم أيضاً أن الاستمرار في سياسة المهادنة والمسايرة يضعف وضعه الشعبي أكثر ويفسح في المجال أمام نمو وتقدم حالات سياسية بديلة في الطائفة السنية التي لا ينسجم مناخها السياسي ومزاجها الشعبي العام مع سياسات الحريري في هذه المرحلة.

ولعل "حراجة الموقف" هي التي تفسر "العنف السياسي" في موقف الوزير نهاد المشنوق الذي تحدث عن اعتداء صريح على رئاسة الحكومة، وخروج باسيل عن التسوية واتفاق ووعد، واعتذر عن مرافقة رئيس الجمهورية الى فرنسا.

وهي التي تفسر أيضاً "تريثه" وقوله بأن هناك قراراً سياسياً موضع تشاور لمواجهة ما حدث، وسيتم اتخاذ الموقف المناسب خلال أيام قليلة.

فأي قرار يمكن للحريري أن يتخذه؟ وما "المدى الاعتراضي" الذي يمكن أن يصل إليه؟!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

92 في المئة من الناخبين في كردستان صوتوا لصالح الانفصال عن العراق

العبادي يمهل الأكراد 3 أيام لتسليم المطارات وأردوغان يهدد بتجويعهم

أكراد سوريون يعبرون عن فرحتهم بالاستفتاء في مدينة القامشلي السورية

عواصم – وكالات/26 أيلول/17/أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان العراق، أمس، أن نحو 92 في المئة من الناخبين صوتوا لصالح الاستقلال. وذكرت المفوضية أن عمليات فرز الأصوات لا تزال جارية، وتبين بعد فرز نتائج 282 ألف صوت أن 92 في المئة من الناخبين صوتوا لصالح الاستقلال، وقال ممثل المفوضية” إن النتائج قد تتغير مع استمرار الفرز، على أن تعلن النتائج الرسمية غدا الخميس. وأكدت المفوضية أنه قد شارك في الاستفتاء نحو 3.3 مليون شخص من أصل 5.2 مليون ناخب لهم الحق في التصويت، أي أن نسبة الإقبال بلغت 72.16 في المئة، كما بلغ عدد المصوتين خارج العراق نحو 98 ألفا، بينما صوت 497 ألف شخص في مخيمات النزوح. وأشارت نتائج غير رسمية إلى أن قضاء ميركه سور بمحافظة أربيل سجل أعلى مشاركة بنسبة بلغت 99 في المئة، فيما سجلت السليمانية معقل حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردستاني” وحركة “التغيير” أدنى مشاركة بـ55 في المئة. وأوضحت النتائج أن أعلى نسبة للتصويت بنعم للاستقلال كانت في قضاء زاخو بمحافظة دهوك على الحدود مع تركيا حيث بلغت 99 في المئة، فيما سجل قضاء بشدر بمحافظة السليمانية على الحدود الايرانية أدنى نسبة حيث بلغت 55 في المئة.

وردا على التصويت، قرر مجلس الوزراء العراقي إخضاع المنافذ الحدودية للحكومة الاتحادية، وفرض حظر مشروط للرحلات الجوية الدولية من وإلى إقليم كردستان. وأمهل رئيس الوزراء حيدر العبادي حكومة اقليم كردستان ثلاثة أيام لتسليم السيطرة على مطارات الاقليم لتفادي حظر جوي دولي.

وأضاف إن “الموازنة الاتحادية يجب أن تعود للحكومة المركزية بموجب الدستور”، مؤكدًا أنه لن يتم التنازل عن وحدة العراق وسيادته، وستفرض الحكومة سيادتها الاتحادية، متهمًا المسؤولين الأكراد بـ”ضخ” الكراهية بين المواطنين العراقيين. وفي وقت سابق، أكد العبادي، أن الإستفتاء “غير دستوري، تم من دون اعتراف دولي أو إذن محلي، والحكومة غير مستعدة لمناقشة نتائجه ولن تتعامل معه”. من جانبه، طالب نائب الرئيس نوري المالكي بمقاطعة كردستان إقتصاديا وأمنيا وعدم التعامل معه، مؤكدا أن تداعيات الإستفتاء ستكون كارثية على العراق والمنطقة، فيما قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، إن “المجلس يقف إلى جانب الحكومة ويدعم خطواتها للخروج من الأزمة الحالية والفتنة”، مضيفاً “نواجه اليوم مشكلة ليست بالهينة، تتطلب منا جهدًا كبيرًا وتكاتفًا استثنائيًا للحفاظ على وحدة العراق”، في إشارة للاستفتاء. وفي أنقرة، حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، من خطر اندلاع “حرب إتنية وطائفية” في حال مضى إقليم كردستان العراق في مشروعه للاستقلال عقب الاستفتاء، كما حذر من أن أكراد العراق سيتضورون جوعا اذا قررت تركيا منع مرور الشاحنات والنفط عبر حدودها. وقال أردوغان، خلال مراسم افتتاح العام الدراسي الأكاديمي 2017-2018، بالمجمع الرئاسي، إن “كل الخيارات مطروحة وقيد الدراسة لفرض عقوبات على إدارة الإقليم الكردي، بدءً من العقوبات الاقتصادية وصولًا للخيارات العسكرية، وغلق المجال الجوي، والمعابر الحدودية”.

وأكد أردوغان أن “منطقة كردستان تضم تنوعًا كبيرًا من الأعراق والمعتقدات، وإجراء الاستفتاء من قبل مجموعة معينة (الأكراد) ليس سوى نذير لصراعات وآلام جديدة”، و”إدارة الإقليم أصرت على إجراء استفتاء الانفصال رغم كل تحذيراتنا؛ فالاستفتاء بالأساس باطل وفقًا للدستور العراقي الحالي، ولم يلقَ دعمًا من أي بلد أو منظمة دولية سوى إسرائيل”. وتوجه إلى مسؤولي كردستان بالقول “ماذا ستجنون من دعم إسرائيل وحدها، هؤلاء (مسؤولو الإقليم) لا يعرفون السياسة ولا يعرفون كيف تكون الدولة، ويعتقدون أنهم سيصبحون دولة فقط بالكلام، لم ولن تكونوا أساسًا”.

وأضاف “عندما نبدأ بفرض عقوباتنا، ونقطع تصديرهم للنفط؛ فالمسألة تنتهي، لن يبقى بأيديهم أية مصادر للدخل، وفي حال توقفت الشاحنات من التوجه إلى شمالي العراق، فلن يجدوا شيئًا يأكلونه ويلبسونه، حينئذ ماذا يمكن لإسرائيل أن تقدم لهم ومن أين وكيف سترسل ما يحتاجونه؟!”.

وأوضح أردوغان أن “من يعتقد أن تركيز تركيا منصب في سورية وبالتالي لن تبالي بما يجري في العراق، فهو مخطئ فنحن قاتلنا في أصعب مراحلنا 7 دول (في إشارة لحرب الاستقلال)”.

ودعا أردوغان “الجهات التي تشجع الحركات الانفصالية في المنطقة وترى أن تقسيم المنطقة مفيد، لتجربة هذا الخيار على أراضيها، ولتكن نموذجًا للعالم”، معبراً عن أمله في أن “تحتكم إدارة كردستان للعقل والحكمة وتتخلى عن المغامرة (الانفصال) التي تؤدي بهم إلى نفق مظلم”.

بدوره، حذر علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى في ايران علي خامنئي، من أن “نتيجة هذه الخطوة هي فوضى سياسية في المنطقة”. وأضاف ولايتي “من الأسف أن يكون (رئيس كردستان مسعود) بارزاني على ارتباط مع الصهاينة منذ مدة وانه لم يكتسب الدروس من فلسطين، وان هذا الاستفتاء بداية لانهياره السياسي لان الشعب الكردي العظيم لن يرضخ لهذا العار”. واعتبر أن الاميركيين والبريطانيين “يقفون وراء استفتاء كردستان” رغم اعلان واشنطن ولندن معارضتهما له. في غضون ذلك، أعلن نائب قائد الحرس الثوري علي رضا الهي أنه تم “ارسال تجهيزات صواريخ جديدة الى المنطقة الغربية لدعم الدفاعات الجوية والجهوزية تحسبا لأي انتهاك”، فيما اعتبر النائب الايراني علي مطهري أن “عملية الاستفتاء لا تعني استقلال كردستان”، مضيفا إن “الاستقلال التام رهن بالمضي في مراحل طويلة تستغرق عامين الى ثلاثة أعوام”، مشدداً على “ضرورة اطلاع الشعب الكردي على الظروف الراهنة وتوضيح أن ما جرى ليس في مصلحته”. إلى ذلك، أعربت الجامعة العربية، عن أسفها لـ”إصرار” الأكراد على إجراء الإستفتاء، فيما طالب الاتحاد الأوروبي، كردستان بالعدول عن استفتاء الانفصال “أحادي الجانب”، في حين أكد الكرملين أن الحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية للعراق يعد أمرا في منتهى الأهمية بالنسبة للاستقرار والأمن في المنطقة. أيضاً، أكدت السفارة الأميركية في بغداد، رفضها الإستفتاء، “الأحادي الجانب وغير الملزم”.

 

أكراد إيران يتحدون طهران ويحتفلون باستفتاء استقلال كردستان

عواصم – وكالات/26 أيلول/17/خرج أكراد إيران إلى الشوارع بمختلف المدن احتفالاً باستفتاء كردستان العراق، وعبروا عن فرحتهم بما اعتبروه الخطوة الأولى لتشكيل الدولة الكردية المرتقبة. ونظم الاف الاكراد الايرانيين مسيرات في الشوارع، متحدين استعراضا للقوة من جانب السلطات الايرانية التي حلقت طائراتها الحربية في سماء المناطق الكردية. ورغم سنوات القمع الإيراني للمعارضة، راح السكان في عدد من المدن الكردية الرئيسية شمال غرب ايران يرقصون في حلقات، وهم يرددون هتافات الاشادة بالحركات القومية الكردية. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي قائدي السيارات وهم يطلقون أبواق سياراتهم ابتهاجا والناس يصفقون في مدينتي مريوان وبانه، وكان كثيرون يرتدون أقنعة حتى لا تتعرف عليهم قوات الامن. وحاول رجال الشرطة المنتشرون السيطرة على الجماهير المبتهجة، وترددت تقارير عن وقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن في مدينتي مهاباد وصنندج، حيث رفع المتظاهرون علم كردستان. وفي سنندج، مركز محافظة كردستان غرب إيران، خرج الآلاف في وسط المدينة، وسط تطويق من قوات الأمن الداخلي والشرطة الإيرانية التي ألقت عليهم قنابل مسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم، بحسب الصور والفيديوهات التي نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتحت أزيز الطائرات وصهيل المعدات العسكرية ضمن مناورات جوية وبرية، نفذتها قوات من الجيش والحرس الثوري على الحدود الإيرانية العراقية بالمناطق المحاذية لكردستان العراق، ووسط تحركات وحدات من الأمن والشرطة التي تجوب القرى الحدودية تحسبا لأي تحركات عبر الحدود، خرج الآلاف في مدينتي سقّز وبانة إلى الشوارع يهتفون بـ “حرية كردستان” تأييدا للاستقلال. من جهتها، رحبت أحزاب وشخصيات كردية إيرانية بالاستفتاء حيث أصدر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني “حدكا” أكبر الأحزاب الكردية بياناً أعلن فيه دعمه للاستفتاء، مؤكداً على “حق الشعب الكردي في تقرير مصيره”. وذكر إن “الأكراد شعب واحد قسمهم الاستعمار على أربع دول مجاورة من دون إرادتهم.” من جانبه، قال عضو الحزب زاريبار وهو من سكان مريوان “هذا الاستفتاء سيشجع الاكراد الايرانيين على أن يكونوا أكثر تصميما على المطالبة بحقوقهم”، مضيفا أنه “ليس تهديدا لجيران العراق لكنه نقطة انطلاق لحل مشاكل الاكراد وخاصة في ايران”. بدوره، رحب حزب “كوملة” الكردي الإيراني بقيادة عبدالله مهتدي، بقرار الاستفتاء، موضحاً أنه سيترك أثراً نفسياً ومعنوياً وسياسياً جيداً في أكراد إيران.

 

مناورات عسكرية عراقية – تركية على الحدود

سيلوبي – أ ف ب/26 أيلول/17/ شارك جنود عراقيون أمس في تدريب عسكري تركي جرى قرب الحدود العراقية، بعد يوم من اجراء إقليم كردستان استفتاء على استقلاله. وتأتي التدريبات، فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان زعيم إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، من المضي في مشروع الاستقلال بعد الاستفتاء، قائلا إن تحركا من هذا النوع قد يشعل “حربا اتنية وطائفية” في المنطقة. وقال في ما يبدو أنها إشارة واضحة إلى تهديداته السابقة بإغلاق الحدود إن الخيارات “الجوية وعلى الأرض جميعها مطروحة”. وحذر حكومة اقليم كردستان من إمكانية شن عملية عبر الحدود كتلك التي نفذها الجيش التركي في شمال سورية العام الماضي ضد تنظيم “داعش” ومسلحين أكراد.

 

رفع حظر التجوال في كركوك

بغداد – أ ف ب/26 أيلول/17/ استؤنفت الحياة الطبيعية في وسط مدينة كركوك، أمس، بعد رفع حظر للتجوال فرضته سلطات المحافظة قبل نحو ساعتين من إغلاق مكاتب الاقتراع في الاستفتاء على استقلال كردستان أول من أمس. وقال قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر عارف إن “حظر التجول رفع عند الساعة الخامسة من فجر اليوم (أمس)، في جميع أحياء المدينة، فيما أعيد فتح منافذ المحافظة واستئناف حركة التنقل في جميع مخارج ومداخل كركوك”، مشيراً إلى أن “الحياة طبيعية جدا والوضع مستقر”. وقال شهود عيان إن الحركة عادت طبيعية وسط كركوك عند ساعات الصباح الأولى، واستؤنفت حركة السير بشكل طبيعي.

 

نظام الأسد: مستعدون للحوار مع الأكراد بشأن إقامة إدارة ذاتية

دمشق – أ ف ب/26 أيلول/17/ أعرب وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم استعداد بلاده للحوار مع الأكراد من أجل إقامة “إدارة ذاتية”، مجدداً في الوقت ذاته رفضه القاطع لاستفتاء إقليم كردستان العراق بشأن الاستقلال. وقال المعلم ليل أول من أمس، على هامش مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، إن السوريين الأكراد “يريدون شكلاً من أشكال الإدارة الذاتية ضمن حدود الجمهورية العربية السورية.. وهذا الموضوع قابل للتفاوض والحوار”. وأضاف “عندما ننتهي من القضاء على داعش يمكن أن نجلس مع أبنائنا الأكراد ونتفاهم على صيغة للمستقبل”. وتعليقاً على الاستفتاء الذي أجراه أكراد العراق، اعتبر “أنه في العراق استفتاء للانفصال، وهذا الشيء مرفوض من قبلنا رفضاً قاطعاً.. نحن مع وحدة العراق”.

 

مقتل 3 إسرائيليين ومهاجمهم الفلسطيني قرب مستوطنة بالضفة الغربية ونتانياهو أمر بهدم منزل المهاجم وتطويق قريته وسحب تراخيص العمل من عائلته

القدس – وكالات/26 أيلول/17/ قتل ثلاثة إسرائيليين وأصيب رابع بجروح أمس، حين فتح فلسطيني النار عليهم قرب مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة قبل أن يقتل بدوره برصاص قوات الأمن. وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان، أن فلسطينياً “وصل إلى المدخل الخلفي لمستوطنة هار أدار (شمال غرب القدس) مع عمال فلسطينيين … فتح النار على قوات الأمن في المكان”. وأضافت إن “ثلاثة إسرائيليين قتلوا وأصيب رابع”، فيما تمت السيطرة على المهاجم،، الذي توفي لاحقاً متأثراً بجروحه. وأشارت إلى أن المهاجم رجل في الـ37 من بيت سوريك القريبة من المستوطنة وكان يحمل ترخيصاً للعمل في المستوطنة، موضحة أن المهاجم أثار الشبهات عند اقترابه من مدخل المستوطنة فأمرته بالتوقف، وعندها أخرج مسدساً وفتح النار قبل أن ترديه قوات الأمن قتيلاً. وتفاوتت ردود الأفعال الإسرائيلية على الهجوم بين الصدمة والغضب. وأقر جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” في بيان، أن منفذ الهجوم نمر الجمل من دون “سجل أمني”، مشيراً إلى أنه حصل على تصريح عمل، ما يبين أنه خضع لفحص أمني. من جانبه، حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو في جلسة لمجلس الوزراء، ثلاث خطوات، قال إن حكومته ستنفذها رداً على الهجوم. وقال “هناك بعض الأشياء التي يمكننا الجزم بها: أولا، سيتم هدم منزل الإرهابي، ثانياً، الجيش سيفرض طوقاً أمنياً على قريته، ثالثاً، يتم حالياً سحب تصاريح العمل التي أصدرت لعائلته الموسعة”. وأشار “تأتي هذه العملية الإرهابية القاتلة أيضاً نتيجة التحريض الممنهج الذي تمارسه السلطة الفلسطينية، وَجِهات فلسطينية أخرى، وأتوقع من أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أن يدينها وألا يحاول أن يبررها”.

بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين “سنواصل مواجهة الإرهاب، وسنصل إلى جميع المنفذين ومن يدعمهم”، فيما أكد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الاستمرار في “مواجهة هذا الإرهاب”. واتهم ليبرمان السلطة الفلسطينية بالتحريض على قتل اليهود.

أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان فأشار إلى أنه لم يكن هناك إنذار مسبق بوقوع عملية هجومية. من ناحيته، طالب زعيم حزب “المعسكر الصهيوني” المعارض آفي غاباي برفض معاقبة العمال الفلسطينيين في إسرائيل بعد الهجوم، مضيفاً “لا يمكن لإسرائيل أن ترسم سياستها طبقاً لتصرفات إرهابي واحد”.

في سياق متصل، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية، عقب العملية، قرية بيت سوريك الفلسطينية شمال غرب القدس، لمداهمة منزل منفذ العملية. وقال عضو بلدية بيت سوريك معتصم المنف إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وأغلقت مداخلها، وطالبت أصحاب المحال التجارية بإغلاق أبوابها، وفرضت حظر التجوال. ومن الجانب الفلسطيني، باركت حركتا “حماس” و”الجهاد” العملية. ووصف عضو المكتب السياسي في “حماس” حسام بدران العملية بـ”البطولية”، وقال إنها “تأتي رداً على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكاته المتواصلة في الأقصى”. واعتبر أن “العملية تدلل على أن انتفاضة القدس مستمرة حتى وإن خف بريقها بين الحين والآخر”. من جهته، قال مسؤول المكتب الإعلامي في “الجهاد الإسلامي” داوود شهاب إن العملية “تجسد الضمير الحي للقضية الفلسطينية، كما تعيد ترتيب الأولويات الوطنية التي اختلطت وتبعثرت على وقع خلافات السلطة”. ووصف العملية بـ”المباركة التي تصفع المطبعين والمتآمرين على وجوههم”. بدوره، أكد رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة “فتح” منير الجاغوب أن إسرائيل وحدها تتحمل ردود الفعل الفلسطينية على جرائم الاحتلال كاملة، مشدداً أن عليها إذا ما استمرت في عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني ألا تتوقع إلا المزيد من العنف.

وقال “على إسرائيل أن تدرك جيداً تبعات ما تقوم به من استمرار دفعها باتجاه خيار العنف”.

 

واشنطن: تجربة إطلاق إيران لـ”خرمشهر” الباليستي قديمة وزائفة

عواصم – وكالات/26 أيلول/17/كشف مسؤول أميركي أن الفيديو الذي عرضته طهران يوم الجمعة الماضي، ويرصد إطلاق صاروخ باليستي، هو تسجيل غير صحيح. ونقلت قناة “فوكس نيوز” الأميركية أمس عن المسؤول قوله إن إطلاق الصاروخ الإيراني المفترض كان “مزيفًا”، مضيفا أن إيران “لم تطلق صاروخًا باليستيًا مطلقًا”. وأوضح أن المقطع الذي بثه التلفزيون الإيراني يعود لتجربة صاروخ “خورمشهر” الذي صممته كوريا الشمالية وفقا لخبرات صاروخ “موسودان”، الذي يعتبر من أكثر الصواريخ تقدما في الترسانة العسكرية لكوريا الشمالية. وأكد أن الصاروخ المذكور قد انفجر في الجو بعد إطلاقه مباشرة ولم تتم تجربة الإطلاق بنجاح. من جانبها، أعلنت الخارجية الروسية أن روسيا ترفض محاولات تغيير الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدة أن عدم التزام واشنطن بالاتفاق قد يضر الوضع حول كوريا الشمالية. وقال مدير قسم وزارة الخارجية الروسية لشؤون عدم انتشار الأسلحة ميخائيل أوليانوف أمس، “إذا استمرت الولايات المتحدة بالمضي قدما في هذا الطريق فإن ذلك سيكون مثالا سيئا لكوريا الشمالية”. وأضاف في مؤتمر صحافي عقد في مقر وكالة “روسيا سيفودنيا”، “أعتقد بأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة”، مؤكدا أن مثل هذا التطور “غير مقبول” بالنسبة لموسكو. وقال “إذا كان هناك شيء في هذا الاتفاق لا يروق للأميركيين، فليس ذريعة لتقويضه. وفي حال مضي الولايات المتحدة في هذا النهج سيكون لدينا جميعا صداع قوي”. وأكد أن موسكو لا ترى الآن أي أساس لبدء عملية الخروج من الاتفاق النووي. من جهة أخرى، قال أوليانوف إن موسكو لا ترى آفاقا للاعتراف بكوريا الشمالية كقوة نووية من قبل المجتمع الدولي، مؤكدا أن “ذلك لن يحدث” على الرغم من أن بيونغ يانغ تمتلك أسلحة نووية بالفعل، حسب ما أظهرته تجاربها الأخيرة.

 

الرئيس المصري للشعب الإماراتي: إحنا فداكم ومكانتكم متميزة في قلوبنا والسيسي ومحمد بن راشد يشددان على ضرورة التكاتف مع السعودية والبحرين لترسيخ الاستقرار في المنطقة

عواصم – وكالات/26 أيلول/17/أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، على أهمية تعزيز التكاتف بين بلديهما والسعودية والبحرين من أجل استقرار المنطقة. جاء ذلك خلال استقبال الشيخ محمد بن راشد الرئيس السيسي أول من أمس، بقصره في زعبيل بإمارة دبي. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، إن “الجانبين تبادلا الحديث حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وأهمية التركيز على تعزيز أواصر الأخوة والتعاون”. وحيا الشيخ محمد بن راشد، “الدور القومي الذي تضطلع به مصر خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي العربي وصون المصالح العربية والعمل على تعزيز أسس السلام والاستقرار في المنطقة”. وأضافت أن الشيخ محمد بن راشد والرئيس السيسي، شددا على أهمية تعزيز التكاتف بين الإمارات ومصر والسعودية والبحرين من أجل ترسيخ قيم السلام والتسامح والاستقرار في المنطقة بعيدا عن التطرف والتعصب والكراهية بين شعوب المنطقة وشعوب العالم. من جانبه، ذكر المتحدث الرئاسي المصري علاء يوسف أن الشيخ محمد بن راشد أكد قوة ومتانة العلاقات بين البلدين والشعبين، وما يربطهما من محبة وأخوة، كما أشاد بالنمو الاقتصادي الملحوظ في مصر والتطور اللافت في مستوى الخدمات العامة، وأكد كذلك حرص الإمارات على تعزيز التعاون والتكاتف مع مصر من أجل ترسيخ قيم السلام والتسامح والاستقرار في المنطقة بعيدا عن التطرف والتعصب والكراهية. وأكد السيسي ما تتميز به العلاقات بين البلدين الشقيقين من خصوصية، ولفت إلى المكانة الخاصة التي تتمتع بها الإمارات، قيادةً وشعبا، في قلوب المصريين، لا سيما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع البلدين، ووقوف الإمارات دوما إلى جانب إرادة الشعب المصري. وتابع أن اللقاء تناول أوجه التعاون بين الدولتين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات، فضلا عن مواصلة التنسيق على مختلف المستويات بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين، كما شهد اللقاء تباحثا حول مجمل التطورات في المنطقة، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتطابقت الرؤى حول أهمية التصدي بحزم للإرهاب ووقف تمويله أو توفير الغطاء السياسي والإعلامي له.

وفي نهاية اللقاء، قام الشيخ محمد بن راشد بإهداء الرئيس السيسي نسخة من كتابه “تأملات في السعادة والإيجابية”. من جهة أخرى، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فداءه للشعب الإماراتي، ردا على رسالة وجهتها الإمارات إلى مصر خلال اجتماع مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد أول من أمس.

وخلال المجلس الأسبوعي للشيخ محمد بن زايد، والذي حضره كبار الشخصيات من شيوخ ووزراء ووجهاء ومسؤولين رفيعين وإعلاميين ورجال أعمال ومواطنين، بالإضافة إلى عدد من السفراء المعتمدين في أبو ظبي، وجه أحد المواطنين الإماراتيين للمجلس رسالة إلى الرئيس السيسي، عبر فيها عن حب الشعب الإماراتي لمصر وتقديره الدور الذي تقوم به القاهرة على صعيد الأمة العربية. ورد السيسي على الرسالة الإماراتية بالقول: “وإحنا فداكم”. على صعيد آخر، اعتبر مساعد وزير الداخلية المصري لمصلحة الجوازات والهجرة أحمد الأنور أمس، أن إسقاط الجنسية المصرية عن الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة “الإخوان”، عقب إدانته في قضية التخابر مع قطر، يتوقّف على قرار مجلس الوزراء، وفق تعديلات جديدة لقانون الجنسية بالبلاد.

 

ترامب يدعو نظيره الأفغاني إلى إغلاق مكتب “طالبان” في قطر

واشنطن – الأناضول/26 أيلول/17/ أفادت مصادر مطلعة أمس، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا نظيره الأفغاني أشرف غاني، لإغلاق مكتب حركة “طالبان” في قطر. ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مصادر مطلعة على المحادثات التي جرت قبل أيام، بين غاني وترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن ترامب حض نظيره الأفغاني على إغلاق بعثة “طالبان” في قطر. وأشارت الصحيفة إلى أنه يتعين على السلطات الأفغانية الإعلان رسمياً عن طلب إغلاق مكتب “طالبان”، إلا أن القرار النهائي يعود للحكومة القطرية، مضيفة إن الطرفين لم يتوصلا إلى قرار نهائي بهذا الخصوص.

وقالت المصادر إن القيادة الأفغانية ترى أن وفد “طالبان” في قطر، الذي يبلغ قوامه 36 فرداً، لم يحقق أي شيء لتسهيل محادثات السلام، بل أعطى الشرعية السياسية لجماعة تعتبرها كابول مجرد أداة لباكستان. وأضافت إن ترامب اعتبر مكتب “طالبان” مبادرة فاشلة من سلفه باراك أوباما، لم تؤد في نهاية المطاف إلى مفاوضات السلام التي كان يأملها الرئيس الأميركي السابق. يشار إلى أن الرئيس الأفغاني قال في فبراير الماضي، لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن خلال اجتماع أمني في مدينة ميونخ الألمانية، إنه ينبغي إغلاق مكتب “طالبان”.

 

قبيلة الغفران القطرية تلجأ للأمم المتحدة ضد انتهاكات السلطة

جنيف – وكالات/26 أيلول/17/ رفعت قبيلة الغفران القطرية شكوى للأمم المتحدة ضد انتهاكات الحكومة القطرية التعسفية بحق أبنائها، حيث استقبل مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ملف الشكوى الرسمية التي تضمنت اتهام السلطات القطرية بممارسة سلسلة من الجرائم، بما فيها تجريدهم من الجنسية وطردهم من ديارهم. وطالبت القبيلة في الشكوى أول من أمس، بتدخل عاجل من جانب الأمم المتحدة لمساعدتهم على استعادة حقوقهم المشروعة. وناشدت مفوضية الأمم المتحدة بالوقوف على معاناة أبنائها ومطالبة قطر باحترام المواثيق والأعراف الدولية لحقوق الإنسان، وتنبيهها بالكف عن الانتهاكات التي ترتكبها بحق مواطنيها.

وأتى توجيه تلك العريضة إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بعد أيام من الاجتماع الذي عقده أعيان ووجهاء قبيلة آل مرة، لبحث تداعيات الإجراءات التعسفية التي اتخذتها الدوحة بحقهم. وكانت السلطات القطرية اتخذت خطوات لنزع الجنسية بشكل جماعي عن الآلاف من عشيرة الغفران، وهي أحد أفرع قبيلة آل مرة وعن أولادهم، وآبائهم وأجدادهم المتوفين بأثر رجعي. من جهة ثانية، قال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي أمس، إن بلاده “مستعدة لحوار بناء ومباشر بشأن المزاعم التي تثار ضدها وحل الخلافات في وجهات النظر”، في إشارة للأزمة الخليجية التي اندلعت منذ مطلع يونيو الماضي. وأشار المريخي في كلمته خلال الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز، الذي عقد على هامش أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى أن “قطر تتعرض لحصار بري وبحري وجوي”، من الدول المقاطعة، السعودية والبحرين والإمارات ومصر، معتبراً أن هذا الإجراء “يفتقد لأي أساس قانوني، ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان”. وأضاف “الواقع الدولي أثبت أن الإجراءات الأحادية باتت تشكل إحدى التحديات الخطيرة للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وتمثل تهديداً لمنظومة الأمن الجماعي”. وأوضح أن “خطورة تلك الإجراءات تتمثل في أنها تساهم بخلق بيئة غير مستقرة، وتؤجج النزاعات وتساعد التنظيمات الإرهابية في تحقيق أهدافها غير المشروعة، مستغلة غياب التنسيق بين الدول التي تفرض تلك الإجراءات وبين الدولة المستهدفة بالإجراءات القسرية”.

 

يونغ يانغ عززت دفاعاتها بعد تحليق قاذفات أميركية على ساحلها الشرقي وواشنطن ترغب بحل الأزمة مع كوريا الشمالية ديبلوماسياً

عواصم – وكالات/26 أيلول/17/ أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، أن بلاده ترغب بحل الأزمة مع كوريا الشمالية بالسبل الديبلوماسية، فيما حذرت الصين من أن أي حرب تنشب في شبه الجزيرة الكورية “لن يكون فيها رابح”. وارتفع منسوب التوتر مجددا بعدما اتهمت بيونغ يانغ الولايات المتحدة بـ”إعلان الحرب” عليها وهددت بإسقاط القاذفات الأميركية، وسط تصعيد كلامي بين الرئيس دونالد ترامب والنظام الشيوعي المعزول. إلا أن البيت الأبيض نفى عزمه إشعال فتيل الحرب مع كوريا الشمالية التي تملك سلاحا نوويا حيث أكد ماتيس أن هدف واشنطن هو حل الأزمة “ديبلوماسيا”. وقال ماتيس في مؤتمر صحافي في نيودلهي بعد عقده محادثات مع نظيره الهندي “نحتفظ بالقدرة على التصدي لأخطر التهديدات الصادرة عن كوريا الشمالية ولكن كذلك على دعم ديبلوماسيينا بحيث نبقي المسألة قدر المستطاع في المجال الدبلوماسي”. ومساء أول من أمس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أنها ستتيح للرئيس دونالد ترامب خيارات للتعامل مع كوريا الشمالية، إذا ما واصلت استفزازاتها. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روبرت ماننغ للصحافيين، “إذا لم تكف كوريا الشمالية عن أفعالها الاستفزازية فسنعمل بالتأكيد على توفير خيارات للرئيس (ترامب) للتعامل مع كوريا الشمالية”. يأتي ذلك في أعقاب تصريح وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ هو بأن بلاده تحتفظ لنفسها بحق إسقاط القاذفات الأميركية، لأن الولايات المتحدة هي التي “أعلنت الحرب” على بلاده. ونفى ماننغ أن تكون الولايات المتحدة أعلنت “حرباً” على بيونغ يانغ، مؤكداً تمسك واشنطن بالسعي إلى جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية بطرق سلمية.

في سياق متصل، ذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء أمس، أن كوريا الشمالية عززت فيما يبدو الدفاعات على ساحلها الشرقي بعد أن أشارت بيونغ يانغ إلى ترامب أعلن الحرب، وانها ستسقط قاذفات أميركية تحلق قرب شبه الجزيرة الكورية.

وأضافت إن الشمال يعزز دفاعاته بإرسال طائرات إلى ساحله الشرقي واتخاذ إجراءات أخرى بعد أن حلقت قاذفات أميركية قرب شبه الجزيرة الكورية.

إلى ذلك، حذر المتحدث الصحافي باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف أمس، من مغبة الخطوات الرامية إلى تصعيد التوتر بشأن كوريا الشمالية، مؤكدا أن الابتعاد عن الحل السلمي سيؤدي إلى عواقب وخيمة. من جانبها، حذرت الصين أمس، من أن أي حرب تنشب في شبه الجزيرة الكورية “لن يكون فيها رابح”، مجددة دعواتها السابقة للحوار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ للصحافيين، إن بكين تأمل بأن تدرك كل من واشنطن وبيونغ يانغ أن “التباهي بالتفوق كلامياً والاستفزاز المتبادل سيزيد فقط من مخاطر المواجهة ويضيق المجال أمام المبادرات الديبلوماسية”. وأكد لو أن “أي حرب في شبه الجزيرة الكورية لن يكون فيها رابحاً وستكون انعكاساتها أسوأ على المنطقة والدول الإقليمية”. بدوره، دعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي كوريا الشمالية للجلوس إلى طاولة الحوار، قائلاً إن الفرصة لتحقيق نهاية سلمية لطموحها النووي مازالت متاحة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تجاوُز الخطوط الحمر يُقلِق «المستقبل» 

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 27 أيلول/17

دخل رئيس الحكومة سعد الحريري، بعدما سبقته «القوات اللبنانية»، الى مرحلة الغضب جراء استفراد «التيار الوطني الحر» بالتسوية وتجييرها لـ«حزب الله»، وسواءٌ كان الحريري مدرِكاً ما ستؤول اليه الأمور أم لا، فإنّ النتائج تتكلّم عن نفسها، وهي تُوِّجت بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم في نيويورك، من دون التشاور مع رئيس الحكومة أو إعلامه مسبَقاً على الأقل.وتجاوزاً لما تردّده اوساط 8 آذار عن أنّ اللقاء بين باسيل والمعلم كان منسّقاً مع الحريري، وعن أنّ باسيل المتفائل بتطبيع بين الحريري ودمشق نقل تحية من الحريري الى المعلم، فإنّ الوقائع تشير الى أنّ الحريري غضب من حصول اللقاء، من دون أن يسجّل موقفاً للجم ما حصل في اعتباره تطبيعاً يُراد إلصاقه بحكومته، التي يحتفظ فيها «حزب الله» بالاكثرية. ولا تنفي اوساط سياسية أن يكون باسيل ذهب في تطوّعه الساعي الى تطبيع علاقة الحريري بدمشق الى اجتهاد شخصي، منطلقاً من العلاقة الوثيقة مع الحريري والتنسيق الدائم بينهما، إلّا انها تؤكّد أنّ رئيس الحكومة بدأ يتعرّض لاختبار حقيقي فرضه حليفه العوني الساعي الى تنفيذ توجّهٍ لـ«حزب الله»، بضرورة استعادة العلاقة اللبنانية مع النظام السوري، كما كانت قبل العام 2011، او ربما قبل العام 2005.

هذا السير المتسارع نحو التطبيع، وجد صدىً سيئاً في اوساط «المستقبل»، عبّر عنه وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي وضعه في خانة الاعتداء على رئيس الحكومة، ثم عاد وخفّف من وقعه مبدياً الحرص على بقاء الحكومة. ويُنقل عن أحد أقطاب «المستقبل» وصفه لقاء باسيل والمعلم بأنه خرق لكل الخطوط الحمر، وتجاوز لمبدأ «النأي بالنفس»، والأخطر كما يقول إنه يضع الحريري في موقف صعب، فإما يُراد دفعه الى الاستقالة، أو الموافقة على التطبيع مع النظام السوري.

ويشير هذا القطب «المستقبلي» الى أنّ هناك خشية جدّية إذا ما واجه الحريري مسار التطبيع أن يتمّ تحميله مسؤولية تعطيل سلسلة الرتب والرواتب، ويحصل تحرّك منظّم في الشارع، يعرّضه الى ما تعرّض له الرئيس عمر كرامي، وهذا السيناريو هو الاخطر.

ويلاحظ القطب «المستقبلي» أنّ مواقف باسيل ولقاءه مع المعلم، باتت تتلاقى مع مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون في شأن سلاح «حزب الله» والملف السوري، وهذه الموجة الواحدة تحاصر الحريري، وتضطره الى الاختيار بين خيارات صعبة، وهو ما يترك آثاراً سلبية على كل ما إتُّفِقَ عليه قبل انتخاب عون، كذلك ينقض كل الوعود التي قدّمها عون للحريري بأن يكون وسطياً، وأن يكون وسيطاً في العلاقة مع الحزب، قادراً على تعطيل أيّ اتّجاه الى اخذ لبنان الى سياسة المحاور. ويضيف القطب نفسُه أنّ امتناع عون عن ترؤس جلسة الحكومة في موضوع السلسلة، يعكس رغبة في تحميل الحريري وحده مسؤولية عدم تطبيقها، وسط خشية من أنّ أيّ تأجيل لدفع السلسلة، ينطوي على مخاطرة بالنسبة الى رئيس الحكومة، لأنه لا يأمن أن يتمّ تمييع عقد جلسات لإقرار الموازنة ومن ضمنها السلسلة المؤجّلة، وعندها سيصبّ غضب الشارع على الحريري وحده، ولا يُستبعد أن يكون هذا السلوك جزءاً من عملية الضغط لكي يؤمن الحريري الغطاء للتطبيع مع النظام السوري، هذا التطبيع الذي يعدّ بمثابة انتحار سياسي لكل مَن يصمت عنه او يقدّم له الغطاء، خصوصاً في الشارع السنّي الذي يزداد رفضاً واعتراضاً على فقدان التوازن المستمر، بعدما وعد بتسوية رئاسية متوازنة، فيما بدا أنّ ما حصل لاحقاً كان مجرّد ترجمة لموازين قوى يُراد تعزيز أرجحيّتها لمصلحة «حزب الله» وفريقه.

 

اللجوء السوري بين ماكرون وعون

رندة تقي الدين/الحياة/27 أيلول/17

استقبال الرئيس إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت الرئيس اللبناني ميشال عون وزوجته ناديا، كان لافتاً بالحفاوة الفرنسية والتقدير والود للبنان الذي تبقى له مكانة خاصة في قلوب الفرنسيين. وأحاط الرئيس الفرنسي الشاب المدعوين إلى عشاء الدولة من لبنانيين وفرنسيين بود ودفء، حتى أن الرئيس الفرنسي تأخر مع ضيوفه متجاوباً مع طلبات كثيرين لالتقاط الصور معه. وكان لافتاً أن ماكرون أصر على القول إن زيارة الدولة للرئيس اللبناني هي الأولى من هذا النوع في بداية عهده كرئيس. ويرمز الاستقبال إلى العلاقة التاريخية بين البلدين التي أشار إليها الرئيس عون، إلا أنه كان هناك اختلاف واضح بين نظرتي الرئيسين إلى اللجوء السوري في لبنان، فاعتبر عون أن معظم أماكن سورية أصبحت آمنة الآن بعد أن استعاد بشار الأسد معظم المدن فيها، وأنه ينبغي إعادة اللاجئين السوريين إليها، في حين أن ماكرون اعتبر أن عودتهم مرتبطة بحل سلمي لسورية تحاول فرنسا بذل الجهود لتحريكه. لا شك في أن الرئيس الفرنسي مدرك العبء الذي يمثله اللجوء السوري لكل من لبنان والأردن، فيما الرئيس عون يتخوف من أن الأوروبيين والعالم يسعون إلى توطين اللاجئين السوريين في لبنان. وهو خوف شرعي ولو أن طلب عودتهم الآن قبل الغد إلى بلدهم أمر غير واقعي، فكيف يعودون وهم فروا من وحشية بشار الأسد الذي قصفهم ونعتهم بالإرهابيين ودمّر منازلهم وشرّد أولادهم. ويقول أحد المقربين من عون إن الرئيس اللبناني يخشى من أن إنشاء المدارس للاجئين وإعطاء المساعدات لهم قد تتحول إلى توطين. إن منطق رفض تعليمهم وإدخالهم المدارس أخطر من التوطين إذ إن مستقبل أجيال من النازحين يتحول إلى قنبلة موقوتة لسورية ولبنان معاً حتى وإن عادوا إلى بلدهم. النازحون الذين أتوا إلى لبنان لم يغادروا بلدهم بسبب «داعش» بل بسبب بشار الأسد. وفرنسا لا تسعى إلى توطينهم بل إلى مساعدة لبنان على تحمُّل العبء. وباريس تختلف في تحليلها للوضع في سورية مع الرئيس عون. فالقيادة الفرنسية تعتبر أن الأسد مسرور جداً لمغادرة السنّة من بلده لأن ذلك يغيِّر توازن الديموغرافيا السورية ويعطيه الفرصة لإعادة تركيب البلد سياسياً كما يشاء بطريقة أسهل. وقال الأسد مرات عدة إن الذين غادروا البلد ذهبوا من منطق الثورة على بلدهم. والأسد يعمل على قانون انتخابي يتيح فقط للذين يقيمون في البلد منذ سنتين التصويت، ما يعني أنه يستبعد النازحين واللاجئين من عملية التصويت. مطالبة الرئيس اللبناني بإعادة اللاجئين السوريين اليوم تطرح أيضاً السؤال عن كيفية تصوره لذلك. هل يطردهم بالقوة؟ أو يستعد «حزب الله» للقيام بمثل هذه المهمة عبر العودة إلى التطبيع مع بشار الأسد؟ أعلن الوزير جبران باسيل أن لقاءه وليد المعلم في نيويورك كان مرتبطاً بقضية اللاجئين. هل يعني ذلك أن «حزب الله» يريد إجبار الحكومة اللبنانية على التطبيع مع نظام بشار الأسد من خلال قضية النازحين؟ إنه مسعى خطير في شأن نازحين لا يمكنهم العيش في ظل نظام يعتبرهم إرهابيين وقواته تعذّبهم وتقتلهم. واللجوء السوري إلى لبنان ما كان لولا وجود بشار الأسد على رأس السلطة السورية، فمعاناة لبنان وسورية من نظام الأسد الأب والابن لم تتوقف منذ السبعينات عندما تسلم حافظ الأسد الحكم وحتى اليوم مع رئيس أقل براعة وذكاء من والده، ولو أن الوحشية كانت دائماً طابع الحكم. وكانت لافتة ملاحظة ماكرون في خطابه في معهد العالم العربي عندما افتتح مع عون معرض مسيحيي الشرق عندما قال: «إن الدفاع عن مسيحيي الشرق ليس دفاعاً عن بشار الأسد». واعتبار ماكرون أن غياب حل سياسي حقيقي في سورية يمنع عودة اللاجئين إلى بلدهم الآن، لا يمثل سعياً إلى توطينهم مثلما يفكر البعض في لبنان، وأظهرت فرنسا في هذا الاستقبال حسن نياتها للبنان.

 

عون لجعجع: تكلَّم مع جبران

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 27 أيلول 2017

لا يأمل «القواتيون» كثيراً بـ«تحسُّن» في مسار باسيل

 طفح الكيل لدى «القوات اللبنانية» على الأرجح: كيف ستتصرف إزاء ما يجري في مجلس الوزراء من ممارسات لا يمكن أن ترضاها؟ وماذا ستفعل لتُعيد قيادة «التيار الوطني الحرّ» إلى قواعد التفاهم التي تمّ التوافق عليها في «وثيقة معراب»؟أجرى الدكتور سمير جعجع في الأسابيع الأخيرة اتصالات مباشرة وغير مباشرة برئيس الجمهورية ميشال عون، في اعتباره الرمز الأعلى في «التيار»، والشريك الذي تمّ التفاهم معه على «وثيقة معراب». وأوضح له جعجع أنّ المسار الذي يتبعه رئيس «التيار» جبران باسيل في الحكومة لا ينسجم إطلاقاً مع هذه الوثيقة التي برَّرت تفاهماً سياسياً حصل بين الطرفين يومذاك، وأدى إلى النتائج السياسية القائمة حالياً. وشرح جعجع النقاط التي يقصدها، والتي تتعلق بالتوجهات السياسية، وخصوصاً لجهة إعطاء «حزب الله» مزيداً من القدرة على التحكّم بالقرار في البلد والانفتاح على سوريا الأسد.

كذلك تتعلق باستقواء باسيل في مجلس الوزراء، وإصرار وزراء «التيار» على نهج معيّن، غير آبهين باعتراضات وزراء «القوات»، سواء في الصفقات أو في التعيينات. بالنسبة إلى جعجع، عون ما زال الرمز في «التيار». وهو مؤمن بأنّ عون، إذا قرّر التدخل وتصويب البوصلة بما ينسجم و«تحالف معراب»، فإنه يستطيع تعديل المسار ليعود مقبولاً. وفق المطّلعين، ردَّ عون على جعجع قائلاً إنه عندما وقّع الوثيقة السياسية في معراب، إنما فعل ذلك من خلال موقعه كرمز في «التيار الوطني الحر»، لكنه بات اليوم في موقع آخر هو رئاسة الجمهورية. وللموقع الجديد ضروراته ومقتضياته، إذ لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يمارس دوراً حزبيّاً فيما هو حريص على دوره الوطني الشامل، فوق الجميع.

لذلك، طرح عون على جعجع أن يتحادث في هذا الأمر مع «التيار» مباشرة، من خلال قيادته، أي باسيل، لأنّ ذلك سيتكفّل بتحقيق أفضل ظروف للتفاهم المباشر، ولا حاجة إلى تدخل رئيس الجمهورية في هذا الأمر. وفي تقدير المتابعين لهذا الملف أنّ عون يريد من الجميع أن يدركوا أنه يثق كثيراً بباسيل في ما يقوم به، وأنّ عليهم أن يفهموا هذا الرجل ويتفهَّموه ويمنحوه الهوامش لكي يقوم بدوره من دون حسابات مسبقة أو حساسيات. وفي عبارة أخرى، وفق تقدير هؤلاء أيضاً، لا يريد عون إضعاف باسيل في وجه أيّ كان، وخصوصاً في وجه جعجع. وهو يدرك أنّ هناك كباشاً قوياً بينهما سيتخذ منحى أقسى في مراحل لاحقة. وفي العمق، من الطبيعي أن يكون عون داعماً للشخص الأقرب إليه على مختلف المستويات.

ثمة من يقول إنّ جعجع يراهن على عقد لقاء مع عون يساهم في حلحلة العُقَد مع «التيار»، وتحديداً باسيل. ولكن، هل الحماس متبادل لهذا اللقاء، أم انّ رئيس الجمهورية يفضّل تأجيله لعلّ عامل الوقت يؤدي دوره في المعالجات، وبالحدّ الأدنى من الإحراج؟ في أيّ حال، عذر الرئيس معه اليوم. فهو منشغل جداً بمسائل استراتيجية، وهو غائب في جولاته الخارجية. وعندما يعود، سيكون لكل حادث حديث. فهل سينعقد اللقاء بين الرجلين بعد عودة عون، ليعالج المسائل التي تزيد في تباعد العلاقات بين «القوات» و«التيار»؟ أم سيتجنّبه الرئيس رغبة منه في الحفاظ على صورته كـ«أب للجميع»؟

في الانتظار، لا يأمل «القواتيون» كثيراً بـ«تحسُّن» في مسار باسيل، سواء على مستوى التوجُّهات السياسية، أو على مستوى الممارسة داخل مجلس الوزراء، أو في لعبة الاستعداد للانتخابات المقبلة... عندما تحصل. وينتاب «القوات» شعور بأنّ «الجماعة» سيواصلون التقرّب من خط «حزب الله» والابتعاد عن الخط المتّفق عليه معهم، أي أنّ ورقة مار مخايل لها الأولوية عند هؤلاء، لا ورقة معراب، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة الجارية، من حرب الجرود وملابساتها إلى الملفات التي تستدعي التطبيع مع الأسد، والتي منحت «حزب الله» والأسد وطهران مزيداً من القدرة على المبادرة.

عملياً، إذا كان هذا التقدير في مكانه الصحيح، فهو يعني أنّ المستفيد من مصالحة «القوات» و«التيار» وتفاهم معراب - عملياً لا نظرياً- هو «التيار»:

- أوصل عون إلى رئاسة الجمهورية.

- يتحكّم بمعظم الحصة المسيحية في الحكومة والتعيينات مُستقوياً بـ«حزب الله» وإنجازاته.

- يستعد للانتخابات النيابية بتحالفات مع «حزب الله»، وربما الحريري أحياناً، من دون أن يحرجه هذا التناقض.

- يقود الجميع، شاؤوا أم أبوا، إلى التطبيع مع خصوصيات «حزب الله» والأسد في لبنان.

عملياً، لم يَسْكر «التيار» بكؤوس الخمر التي شربها أركانه في احتفالية «تفاهم معراب». يعرفون أنّ الموقع الطبيعي للأرجل هو أن تكون «على الأرض». هم أدركوا أنّ لديهم مهمّة طارئة «فوق» في معراب، هي إيصال عون إلى بعبدا. ولكنهم يجب أن ينزلوا إلى «تحت»، إلى الضاحية، فهناك لا يمكن اللعب بالتموضعات السياسية قيد أنملة... وفي أي حال، كل شيء ثمنه مدفوع!

فوق ذلك، حليف جعجع الـ14 آذاري، الرئيس سعد الحريري «ماشي» مع باسيل... على رغم الامتعاض منه في بعض الأمور الفاقعة سياسياً، كاللقاء مع الوزير وليد المعلّم في نيويورك. لكنّ الحريري ربما يتحمّل الجوّ المطاطي، وأمّا جعجع فعلى الأرجح، ووفق ما يعرفه العارفون، لا يستطيع أن يكون مطّاطاً إلى الحدود التي يطلبونها منه. وهنا تدور الأسئلة عن الصفحة التالية...

 

«الحرب الباردة»... تُهدِّد الحكومة والإنتخابات!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الأربعاء 27 أيلول 2017

الأزمات تستعصي، والانتخابات النيابية لم تعد بعيدة

يبدو أنّ لبنان قد دخل في حرب باردة على كل الجبهات الداخلية، وكل القوى السياسية تقف على حلبة مفخّخة بمجموعة من التناقضات والعناصر الصراعية المتعدّدة الألوان والأشكال، تساهم أكثر فأكثر في دفع البلد نحو التصعيد الأكبر.المراقبُ للساحات والمحاور الداخلية المتعددة لهذه الحرب الباردة، ولمسار الاحداث وسرعة تواليها وحجم الانفعال والاحتدام السياسي حولها، يجد صعوبةً في فكّ ألغازها وفهم أسبابها ودوافع إثارتها ورميها دفعة واحدة على حلبة الاشتباك، بل تجعله يذهب بعيداً في الاستنتاج الى حدّ طرح السؤال الخطير: هل ثمّة مَن يحاول تحضير الأرضية اللبنانية لشيء ما؟

تلحظ بعض الإجابات احتمالين؛ الأول، تشوبه بعض الخطورة جراء الصورة القاتمة التي يرسمها لمرحلة حبلى بالتوترات مقدم عليها البلد، وتُنذر بسلبيات في مجالات وسياقات متعددة ومختلفة، وأخطر ما في الامر هو أن يكون إشعال فتائل الملفات الداخلية السياسية وغير السياسية بفعل فاعل قصداً وعن سابق تصوّر وتصميم، وبإيحاء خارجي له امتداداته الداخلية يدفع الواقع الداخلي نحو الاشتباك والتقاتل السياسي، وذلك ربطاً بما يهمس به في كثير من المجالس والصالونات السياسية عن هجوم من قوى إقليمية ودولية لإعادة إدخال لبنان في آتون يتجاوز الأسباب الداخلية للصراع، الى ما هو أخطر وأدهى.

وأما الإحتمال الثاني، فيحصر أسباب ودوافع هذه الحرب الباردة في النطاق الداخلي، ما يعني أنها قد تبقى مضبوطة وتحت السيطرة، فيما لو كانت متأتّية من ملفات الداخل وتناقضاته ومزايداته و«تمريكاته»، ومن السباق لتحقيق مكاسب ومغانم. فهذا الذي يجري حالياً هو جزء من الفولكلور السياسي اللبناني الذي يصعد ويهبط كلما دعت الحاجة الى ذلك. وبحسب تلك الإجابات، فإنه على رغم أنّ الاحتمال الأوّل ليس مستبعداً ولا يمكن سحبُه من الحسبان، فحتى الآن لم يثبت أنه الإحتمال الأقوى، كما لم يثبت بالملموس أنّ أيّاً من الاطراف السياسية الداخلية يسعى في اتجاه تحقيق الهدف القاتل وتوظيف نفسه جسراً لعبور رياح إقليمية ودولية لإسقاط لبنان في المحظور من جديد، إلّا أنّ الاحتمال الثاني هو الأقرب الى الواقع لكنه بدوره مفتوح على تعقيدات داخلية.

ويبدو الإحتمال الثاني معزَّزاً بمجموعة التطورات التي توالت على المشهد الداخلي في الفترة الأخيرة وتمظهرت في الوقائع التالية:

- تطيير الانتخابات النيابية الفرعية بالتكافل والتضامن والشراكة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، رغم ما تشكّله هذه الخطوة من مخالفة موصوفة وفاضحة للدستور. وبالتالي عدم القبول بالاعتراضات والملاحظات التي أبدتها أكثر من جهة سياسية على هذا الأمر وعلى عدم جواز مقاربة الدستور بحسب المصلحة ووفق الرغبات والأهواء، ولا بالأسئلة التي طرحتها كمثل: كيف لمَن يعلن جهاراً نهاراً التزامَه بالدستور أن يكون أوّلَ مَن يطيح بهذا الدستور عند أوّل مفترق، بل ويصمّ أذنيه أمام المطالبات المتكرّرة بالتقيّد بالدستور وبأحكام المادة 41 التي توجب إجراءَ تلك الانتخابات؟

- أجواء الفساد الذي سجّل مستويات قياسية، والنافر فيها أنها أشارت بالاصبع الى بعض «المحسوبين» و«المحظيّين» و«المحظوظين» ووضعتهم في قفص الاتهام، ربطاً بالعديد من الصفقات في كثير من القطاعات. وليس أقلّها صفقة بواخر الكهرباء والتموضع المريب فيها من قبل بعض القوى النافذة في الدولة وخصوصاً تلك التي تقدّم نفسها إصلاحية وتغييرية، رغم كل المخالفات والشوائب القانونية التي تعتريها، بالاضافة الى الشبهات الخطيرة حول اختلاساتٍ وعمولاتٍ بملايين الدولارات!

- إنتفاخ القلوب المليانة أكثر فأكثر بين بعبدا وعين التينة الى الحدّ الأقصى، وتجلّى ذلك قبل فترة قصيرة في ما رافق النقاش الإنتخابي الأخير وقبول التيار الوطني الحر بالتسجيل المسبَق للمنتشرين وعدم قبوله بالتسجيل للمقيمين، وكذلك في ما رافق طرح الرئيس نبيه بري تقصير ولاية المجلس النيابي وتقريب موعد الانتخابات النيابية على أساس القانون الجديد من أيار الى الشتاء المقبل، حيث تعمّد التيار الحرّ الى الرّد سلباً على اقتراح رئيس المجلس، وتظهير الطرح وكأنه موجَّهٌ ضد رئيس الجمهورية، علماً أنّ الغوص في هذا الطرح يبيّن أن لا صلة لرئيس الجمهورية به من قريب أو بعيد، بل إنّ وجهة الطرح تقنية - تقصيرية لولاية مجلسيّة ممدّدة بسبب بطاقة ممغنطة لن تُنجَز، وبالتالي ليست سياسية ولن تكون كذلك حتى ولو أصرّ البعض على تسييسها، هذا ما يُقال في عين التينة.

- قرار المجلس الدستوري الذي أبطل القانون الضريبي الموازي لقانون سلسلة الرتب والرواتب، والأزمة التي دخلت فيها الحكومة والمجلس النيابي في آن معاً، بالتوازي مع توتّر الشارع. المثير في هذا القرار، ليس فقط أنه فاجأ كل الوسط السياسي والاقتصادي والمالي وكل القطاعات، بل في اتّخاذه منصّةً للقصف السياسي من بعبدا في اتّجاه عين التينة، حيث تقصّد فريق رئيس الجمهورية الترويج بأنّ قرار المجلس الدستوري أنصف رئيس الجمهورية بتكرار ما قاله الرئيس في التاسع عشر من تموز الماضي بأنّ هذا القانون صدر في غياب الموازنة، وفي الوقت ذاته تقصّد أيضاً إلقاء الملامة على الرئيس بري حينما روّج إعلامياً ما حرفيّته «للمزيد من إنعاش الذاكرة حول هذا الموضوع لا بد من التنبيه الى أنّ رئيس المجلس النيابي هو مَن كان مصرّاً على إقرار السلسلة قبل الموازنة».

واللافت للانتباه أنّ فريق الرئيس لم يُشر من قريب أو بعيد الى أنّ نواب تكتل الإصلاح والتغيير كانوا من بين النواب الذين صوّتوا مع قانون الضرائب في جلسة إقراره ولم يعارضوه! وربما أنّ هذا الاستثمار لقرار المجلس الدستوري، اضافة الى أسباب أخرى ومعطيات، هي التي دفعت بري الى أن يبقّ البحصة ويغمز من خلفية القرار ويقول «إنّ حُكْم المجلس الدستوري لم تأتِ به الملائكة».

- لقاء وزير الخارجية جبران باسيل، وبناءً على طلبه، بوزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي شكّل صاعقَ تفجير للعلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، حيث لم يكن موقف الوزير نهاد المشنوق مجرّد طبقة صوت عالية اعتراضاً على هذا اللقاء، بل في سياقٍ أكمله تيار المستقبل وأدرج اللقاء في سياق محاولة لاستدراج لبنان لضمّه الى محور إيران والنظام السوري. فيما يبرّر التيار الوطني الحر اللقاء بالخطوة السليمة التي تقول بأنّ أقرب وأقصر الطرق للتخفيف من عبء النازحين السوريين هو الكلام المباشر مع النظام السوري. وليس انتظار الأمم المتحدة على نحو ما أعلن الحريري نفسه.

واضحٌ أنّ بابَ الاشتباك ما زال مفتوحاً بين التيارَين على شتى الاحتمالات. وإذا كان ثمّة مَن يقول إنّ الطرفين محكومان بمعادلة الاستمرار بالتسوية السياسية التي أوصلت عون الى رئاسة الجمهورية، وبتفاهمات جبران ونادر التي صيغت الى جانبها، فإنّ ثمّة مَن يقول في المقابل إذا بلغت الأمور حدّ الاشتباك بين التيارَين حول الأمور المصيرية والاستراتيجية فأولى الضحايا هي المصالح التكتيكية بينهما.

- إهتزاز الوضع الحكومي الى الحدّ الأعلى، جراء جملة اعتبارات أهمها قرار الدستوري والإرباك الحاصل حالياً، والمترافق مع ضغط الشارع على الحكومة، زيارات الوزراء الى دمشق، لقاء باسيل - المعلم، الصفقات، العجز عن مقاربة الأولويّات والملفات الملحّة. والانقسام حول الجرود وهويّة المنتصر على الإرهاب فيها، وصولاً الى التحقيق الرئاسي في أحداث عرسال 2014. لاشكّ أنّ قوى سياسية تتمنّى وترغب في تطيير الحكومة وسقوطها أمس، قبل اليوم، ولكن على ضعفها هي أقوى من أن تسقط، وهذا ما تؤكّد عليه مكوّناتها الأساسية، خصوصاً أنها «حكومة الضرورة»، أو حكومة الوضع الانتقالي حتى الانتخابات النيابية المقبلة ولا بديل عنها. علماً أنّ البديل عنها في هذا الجوّ هو الفوضى، والفوضى عبارة عن صندوق أسود يحتوي على كثير من المفاجآت من ذات اللون الأسود. الى أين تسير الأمور؟ على ما يقدّر مرجعٌ سياسي، فإنّ كل هذه الارتجاجات والاختلافات والتوترات الداخلية السالفة الذكر وغيرها الذي قد يطرأ في أيّ وقت، آيلة لمزيد من التفاقم وللاشتعال. الأزمات تستعصي، والانتخابات النيابية لم تعد بعيدة، وبالتالي ما يُخشى منه هو أن يلعب البعض قصداً أو عن غير قصد لعبةً خطيرة تهيّئ الأجواء لتوترات كبرى في المرحلة المقبلة لا تطيح بالحكومة فقط، بل تهدّد الاستقرار السياسي وتضع مصير الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة الخطر.

 

التنصُّل من قرار الدستوري قد يؤدّي إلى طعن جديد

ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية/الأربعاء 27 أيلول/2017

أرجأ مجلس الوزراء في جلسة مطولة عقدها امس البت في مصير السلسلة الى يوم الخميس في جلسة يعقدها برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا.على وقع التظاهرات في الشارع، ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امس الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء في السراي خصصت لمناقشة موضوع ابطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب والاقتراحات المطروحة لمعالجة نتائجه. وقد انتهت جلسة امس بلا قرار، وارجأ مجلس الوزراء بت القرار الى الخميس المقبل في جلسة تعقد في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون على امل ان يُبت مبدئيا مشروع القانون ويحول الى المجلس النيابي. وحتى الان يبدو ان النقاش في مجلس الوزراء ما زال يدور بين ان تكون الضرائب من ضمن الموازنة استناداً الى توصية المجلس الدستوري او بقانون منفصل. في هذا السياق، يؤكد رئيس المجلس الدستوري السابق غالب غانم لـ«الجمهورية» ان وضع الضرائب في إطار قوانين من خارج الموازنة يعرضها مجدداً للطعن. وذكر انه وفقاً للدستور فإن القرارات التي تصدر عن المجلس الدستوري ملزمة لجميع السلطات وحتى للقضاء، لذا يجب الالتزام بقرار الدستوري وتطبيقه بحذافيره حتى لو افترضنا انه يتضمّن مبادئ في غير محلها، وان عدم التقيد بهذه القرارات يجعل كل شيء مباحا.

وعن السبب برأيه الذي يدعو مجلس الوزراء للبحث عن حل خارج اطار قرار المجلس الدستوري، قال: ان البعض يرى انه من الممكن فرض ضرائب من خارج الموازنة، علما ان إحدى مواد الدستور تجيز فرض نفقات معينة من خارج الموازنة. وفي هذا السياق، يؤكد غانم انه حتى لو اقر المجلس الدستوري مبدأ خاطئا فإن قراره يقيّد السلطات جميعها ولا يمكن التنصّل منها، لأن في ذلك ليس فقط خروجاً عن الدستور انما ايضاً عن السلطة الدستورية والقضائية. اضاف: ان قرار المجلس الدستوري واضح ويوصي بضرورة اقرار الضرائب من ضمن الموازنة، اما القرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء فلا يتعاطى بها المجلس الدستوري انما هو يتقبل الطعون بدستورية القوانين الصادرة عن مجلس النواب فقط. وفي حال اتخذ مجلس الوزراء مبادئ عامة فلا مجال الطعن بها امام مجلس الشورى، اما في حال أصدر مجلس الوزراء مراسيم في هذه المواضيع فيمكن الطعن بها امام مجلس الشورى.

ورأى غانم ان الحل بالنسبة الى المأزق الموجود يكمن على مستويين:

الاول: ان قانون السلسلة لا يزال نافذا ولا يجوز لمجلس الوزراء ان يدور حول الموضوع ويثير جدلا عما اذا كان نافذا او غير نافذ. فلا سلطة لمجلس الوزراء على القوانين.

ثانياً: من اين ستموّل السلسلة فهذا الامر يتعلق بالحكومة.

مرقص لـ«الجمهورية»

بدوره، اعتبر الخبير القانوني بول مرقص انه ليس هناك ما يمنع من اصدار قانون ينص على جباية ضرائب ورسوم، بشرط ان تسبقه موازنة عامة وقبلها قطع للحساب. لكن ثمة اتجاها حاليا لتعليق العمل في قطع الحساب عبر تعديل المادة الدستورية المتعلقة باشتراط قطع الحساب قبل اقرار الموازنة، بمعنى ان يعدل مجلس النواب الدستور لمرة واحدة تعليقا للمادة الدستورية رقم 87 لأجل إجراء التسوية المالية وهذا من شأنه ان يزيل الشرط الدستوري بأن يسبق قطع الحساب الموازنة، بشرط التعليل الكافي وبشرط ان تعمد الحكومة والمجلس الى تعاون خالص بينهما على اجراء قطع الحساب بالنسبة الى السنوات الماضية واعداد الميزانية اللازمة. واعتبر مرقص ان روحية قرار المجلس الدستوري اتجهت نحو مواكبة الجباية بموازنة سنوية شاملة ولا يجوز تفسير قرار المجلس الدستوري بشكل نصّي ونمطي، فالمجلس الدستوري اكد على مبادىء تخلص الى اعتبار القانون المطعون فيه دستوريا ام لا، ولكنه لا يخلص الى نتائج أخرى او قرارات اخرى يجري التمسك بها نمطيا ونصياً كأن يقال ان المجلس الدستوري اشترط ان تدرج جميع الضرائب والرسوم في الموازنة. تابع: لا يمنع ان يكون هناك قانون في مكان ما في ظرف معين ينص على جباية الضرائب والرسوم، لكن يشترط ان يترافق هذا القانون بموازنة سنوية شاملة للدولة.

 

الأكراد يعيدون رسم خريطة المنطقة

خيرالله خيرالله/المستقبل/27 أيلول/17

جرى الاستفتاء الكردي. هذا حدث تاريخي على صعيد الشرق الأوسط كلّه، لكنّه لا يعني أن الدولة الكردية المستقلّة ستبصر النور غداً. لا تزال الطريق أمام قيام الدولة الكردية المستقلة شائكاً، لكنّ الأكراد يجدون أن من الأفضل لهم التفاوض مع الحكومة المركزية في بغداد من موقع قوّة، أي بعد إجراء الاستفتاء، هذا إذا كان في بغداد من يريد بالفعل التفاوض. كان صعباً تصوّر مسعود بارزاني يصمد في مواجهة الضغوط التي تعرّض لها من أجل تأجيل الاستفتاء على الاستقلال الكردي. لكنّ بارزاني صمد، على الرغم من تقديم تنازلات تتناول ملف كركوك الشائك. حرص على القول إن الاستفتاء «خطوة أولى لشعب يريد الاستقلال» كما أن الاستفتاء لا يعني رسم حدود الدولة الكردية. أين ستكون كركوك في حال استقلّت كردستان؟

تكمن صعوبة القرار الذي اتخذه رئيس إقليم كردستان والقاضي بالتمسك بموعد الاستفتاء في حجم الضغوط ونوعية الأطراف التي مارستها. ليس سهلاً الاستخفاف بالمعارضة التركية لخطوة

بارزاني، خصوصاً بعد اعتبار أنقرة، على أعلى المستويات، أن مثل هذه الخطوة تهدّد «الأمن الوطني» لتركيا. ليس سهلاً أيضا رفض الرضوخ للضغوط الإيرانية التي تحمل في طياتها تهديداً بترك «الحشد الشعبي»، أي الميليشيات المذهبية العراقية التي في إمرة طهران، يدخل في مواجهة مع قوات «البيشمركة».

فوق ذلك كلّه، جاء الموقف السلبي للإدارة الأميركية من الاستفتاء. وهذا الموقف المفاجئ يعكس غياباً لأي استراتيجية لواشنطن في الشرق الأوسط والخليج وحالاً من الضياع لم يبددها الخطاب الأخير للرئيس دونالد ترامب في الأمم المتحدة.

كان الموقف الطبيعي لرئيس إقليم كردستان في ظلّ هذه الضغوط والتهديدات التراجع في انتظار أيام أفضل يمكن فيها تمرير الاستفتاء في ظلّ نوع من التواطؤ الدولي والإقليمي. لكنّ بارزاني لم يعد يمتلك مثل هذا الخيار لسببين على الأقلّ. الأوّل أن تأجيل الموعد سيعني انتحاراً سياسياً بالنسبة إليه، بل بالنسبة إلى كلّ ما يمثله مع أفراد عائلته وعشيرته على الصعيد الكردي. أمّا السبب الثاني، فهو عائد أساساً إلى أنّه ليس معروفاً هل ستتوفر في يوم من الأيّام ظروف افضل تسمح بإجراء الاستفتاء الذي أعدّ بارزاني المسرح الكردي له إعداداً جيّداً.. أو هكذا يُفترض.

هناك نقاط عدّة تجعل من موقف بارزاني، الذي خطب في أربيل، قبل ثلاثة أيام من الاستفتاء ليعلن أن لا تراجع عنه، ثم أكد ذلك عشية يوم الاستفتاء، موقفاً منطقياً وقويّاً ومتماسكاً في الوقت ذاته. إنّه موقف منطقي وقويّ ومتماسك، على الرغم من ثغرات عدة في طرح بارزاني، في مقدّمها القنبلة الموقوتة التي اسمها كركوك. في مقدّم نقاط القوّة لدى بارزاني أن أي طرف من الأطراف المعترضة على الاستفتاء لم يعطِ مبرراً منطقياً واحداً لتأجيله. حسناً، تأجل الاستفتاء، هل على الأكراد انتظار معطيات جديدة تسمح لهم مجدداً بطلب الاستقلال؟ ما هي هذه المعطيات الجديدة، التي ليست متوافّرة اليوم والتي ستتوفّر غداً والتي ستسمح للقوى الإقليمية والدولية بالموافقة على إجراء الاستفتاء الكردي والقبول بنتيجته؟ بكلام أوضح، من يستطيع تحديد موعد مناسب للاستفتاء؟

أكثر من ذلك، هناك من لا يزال متمسّكاً بوحدة العراق لتبرير الدعوة إلى تأجيل الاستفتاء، علماً أن هذه الوحدة صارت مجرّد نكتة أكثر من أيّ شيء آخر. انهار العراق عملياً في اليوم الذي قررت فيه الولايات المتحدة تسليمه على صحن من فضّة إلى إيران. لعلّ نقطة القوّة الأساسية، التي تعمل لمصلحة الاستفتاء، أن تجربة الشراكة في السلطة كانت تجربة فاشلة.

بعد العام 2003 وسقوط نظام صدّام حسين، قامت في العراق دولة هشّة سيطرت عليها بشكل تدريجي الميليشيات المذهبية التابعة لأحزاب عراقية تابعة عملياً لإيران. ما لبثت هذه الميليشيات أن تحوّلت إلى ما يُسمّى «الحشد الشعبي» الذي يُشكل بديلاً من المؤسسة العسكرية العريقة. ما لا يمكن تجاهله أن الجيش العراقي تأسّس في العام 1921. ما استطاعت إيران عمله هو تغيير طبيعة هذا الجيش كي لا تقوم له قيامة في يوم من الأيّام من جهة، وكي يكون في كلّ وقت تحت سيطرة «الحشد الشعبي»، تماماً كما حال الجيش الإيراني مع «الحرس الثوري» من جهة أخرى.

لم يجد الأكراد مكاناً لهم في الدولة الدينية التي أقامتها إيران في العراق، مثلما لم يجدوا مكاناً في الماضي عندما حكم البعث العراق بروح تغلب عليها الشوفينية أكثر من أيّ شيء آخر. فضلاً عن ذلك، ليس ما يشير إلى أنّ في الإمكان خروج العراق من النفق المظلم الذي دخل فيه، وذلك على الرغم من وجود بعض المقاومة للسيطرة الإيرانية. تعبّر عن هذه المقاومة بحياء وخفر أحياناً، وبجرأة في أحيان أخرى، شخصيات مثل رئيس الوزراء حيدر العبادي أو السيّد مقتدى الصدر أو السيّد عمّار الحكيم.

في نهاية المطاف، لم يكن أمام الأكراد من خيار غير الانتقال إلى مرحلة جديدة في الطريق إلى تحقيق حلم الاستقلال. ليس أكيداً أنّ في استطاعتهم إقامة دولة ناجحة، لكنّ خيارهم الوحيد كان السعي والمحاولة في ضوء الترددات المستمرّة للزلزال العراقي الذي تسببت به إدارة جورج بوش الابن. هناك فرصة لم يكن مسموحاً للأكراد تفويتها. لا يتعلّق الأمر بأن ليس في استطاعتهم العيش في ظل الدولة الدينية التي أقامتها إيران في العراق فحسب، بل هناك أيضاً غياب لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب جلال طالباني. شكل حزب طالباني، المُقعد حالياً، عامل توازن داخلياً مع الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمّه بارزاني. لا يفرض الأكراد واقعاً جديداً في العراق فحسب، بل إنهّم يعيدون رسم خريطة المنطقة كلّها أيضاً. ما فعلوه هو البداية الحقيقية لإعادة رسم خريطة المنطقة بالمبضع. لن يكون قيام دولتهم المستقلة أمراً سهلاً، لكن الأكيد أن الحجج التي ساقها رئيس الوزراء العراقي لتبرير رفضه الانفصال لا قيمة قانونية لها، إضافة الى انّها غير واقعية، خصوصاً عندما يتحدّث عن «الفساد» في كردستان. الفساد في كردستان نقطة في بحر الفساد العراقي منذ العام 2003.

تكمن المشكلة أساساً في أنّ العبادي، بكلّ ما لديه من نيّات حسنة، وقبله نوري المالكي، لم يتمكنا من تقديم أي نموذج لدولة «فيدرالية» كان يمكن أن يغري الأكراد، وغير الأكراد، وذلك على الرغم من أنّه لا يمكن في أيّ شكل الاستخفاف بالمشاكل الداخلية والتعقيدات التي يعاني منها الإقليم الذي يحكمه هؤلاء في شمال العراق.. إذا كان هناك فشل لتجربة إقليم كردستان، فهذا الفشل، يبقى محدوداً، ولا يُقارن مع الفشل الكبير الذي اسمه عراق ما بعد 2003.

 

الاستفتاء المضمر: استقلال الكيان العراقي عن «حزب الدعوة»

 وسام سعادة/المستقبل/27 أيلول/17

صحيح أن الأكراد ذاقوا الأمرّين في عهد البعث العفلقي الصدّامي في العراق، لكن التيار العارم المنادي للاستقلال عن العراق بينهم اليوم، لا يختزل في هذه الخلفية المأسوية المرتبطة بمشروع صهر قومي بعثي تعسفي ثم بحملة إبادية. اختزال المسألة إلى «فعل صدّامي» وردّة فعل كردية استقلالية لم تعتمد الاستفتاء إلا بعد أحد عشر عاماً على إعدام صدام حسين صبيحة عيد الاضحى، في مرحلة اختلط فيها «اجتثاث البعث» في بغداد بحملة مذهبية بغطاء إيراني ـ أميركي مشترك لمعاقبة من صاروا يصنّفون «العرب السنّة»، في اختزال تدليسي وأرعن.

ما يخفيه هذا التدليس، انه سواء الاكراد، او العرب السنة كما صاروا يوصفون، يجدون صعوبة بالغة في التأقلم، ليس مع عراق البعث الذي لم يُطح به بالتدخل الاميركي وعودة القوى المعارضة المسلحة من ايران، وانما هو «عراق حزب الدعوة» الذي يجعل اليوم هاتين المجموعتين عصيّتين، كل واحدة على طريقتها، على التكيف مع واقع حال فئوي وأصولي متغلّب في بغداد وفي البصرة، يجتث البعث عن يمنى، ويحييه عن يسرى.

هذا التغلّب الفئوي استهتر بعد إسقاط صدام بألفباء البحث عن عقد اجتماعي جدّي جامع لشمل التعددية القومية والدينية والاقليمية. بدل ان يحاكم صدام على جريمته الكبرى، الانفال، إبادة الاكراد بالكيماوي، حوكم على جريمة لها طابع آخر، انتقامه الهمجي من محاولة اغتياله في الدجيل. بدل ان تكون المحاكمة تعرية لتاريخ صدام حسين تحولت الى مناسبة لإظهاره كصنديد في مقابل محكمة مرتبكة ثم مستعجلة للنطق بالاعدام وتنفيذه. بدل تطعيم الاطاحة بالبعث بالبحث عن مصالحة وطنية بين شرائح المجتمع، كان تبديل الوقائع الديموغرافية بنفس مذهبي سيد الموقف في بغداد والبصرة. بدل البحث عن ارضية لتقاسم متوازن ومعقول للثروات والموارد، كانت حالة فساد شاملة، يتراشق المسؤولون عن تلك الفترة الاتهامات حولها الى اليوم، وتخرج على هامش هذه الاتهامات صورة عن نهب نهم، مخيف، للمقدرات، صورة عن تسليط الميليشيات المذهبية على رقاب الناس. بدل الاكتفاء باجتثاث البعث جرى التعريض بالكيانية الوطنية العراقية. بدل فتح صفحة جديدة مع ايران، على قاعدة احترام الجيرة والاواصر الحضارية والبحث عن مشاريع نافعة للبلدين، جرى الخضوع لنفوذ الحرس الثوري الايراني، وتطويق مرجعية النجف مجدداً، بالعودة للاحتكام سياسياً لمرجعية علي خامنئي. بدل اقامة علاقات متعافية مع الشعب السوري، جرى بعث الميليشيات المذهبية لمحاربته، خدمة لنظام كانت حكومة نوري المالكي اكثر من اتهمه في السابق بتمرير المقاتلين «الجهاديين» وتوجيههم صوب العراق.

هناك في الكثير من الاخذ والرد اليوم على خلفية الاستفتاء خروج عن هذا السياق. كما لو كان الموضوع مطروحاً في آخر الثمانينيات بعد مجازر حلبجة، او بعد فرض منطقتي الحظر الجوي بعيد تنكيل صدام بالانتفاضتين الشيعية والكردية بعد هزيمته في «عاصفة الصحراء». لكنه ليس السياق. السياق هو «ما بعد صدّامي بامتياز»: انه «حكم حزب الدعوة» الذي يحاول الاكراد والعرب السنة في العراق الافلات منه، اياً كان الشكل، المدخل، الاطار، ورغم الشقاق المسؤول عنه البعث قبل اي طرف آخر هنا، بين الاكراد والعرب السنة، وهو شقاق تعوّل عليه حكومة حزب الدعوة، لاحياء كيانية عراقية، بشروط التغلّبية الفئوية، انما تجمع العرب، شيعة وسنة، ضد الكرد. لكنه تعويل ينتمي الى حسابات من زمن آخر، بصرف النظر عن تقييم مسيرة البناء الكياني الكردستاني وأين وصلت بالتحديد اليوم بموجب الاستفتاء، وما هي العوائق التي تعترضها اليوم وغداً.

من لم يستفد من تجربة القتال ضد «داعش» لاعادة انتاج كيانية وطنية رحبة وجدية جامعة لشمل العراقيين، من كان، كمثل نوري المالكي، في ثاني ايام سقوط الموصل بيد «داعش» لا يزال يتوعد اربيل، ويتهمها بالتواطؤ مع «داعش»، تراه اليوم يراهن على المقلب الآخر من منطق «اثنان على ثالث». لكن العراق لا يمكن ان يدار بمنطق ان طرفاً يتغلب فيه ويتداول عند كل عتبة الحلف مع مكون ثان ضد مكون ثالث.

من دون حد ادنى من المراجعة في بغداد. من المراجعة والقدرة على المبادرة .. وكذلك المتابعة، لنفحات استقلالية خجولة عن ايران ظهرت في الفترة الاخيرة، من دون المبادرة لتفاوض جدي على صيغة اتحادية تخرج من استهتارات «اثنان على ثالث»، فإن المسألة لن تقتصر على انفصال الجزء من الكل، بل على تصدع بنيان الكل نفسه، العراق المتبقي، بعد انفصال الجزء. هل قلتم «اجتثاث البعث»؟ باسمه جرت اعادة احيائه بلون آخر. مغادرة حقبة «حزب الدعوة» هي، في شروط اليوم، أجدى وأنفع، هذا اذا كان يراد بعد الحفاظ على كيان اسمه العراق، سواء خسر تماماً اي رابطة له مع كردستان، أو نجح في إنقاذ الرابطة.. على حساب التغلّبية الفئوية، والانتقامية الجامحة، والبعثية المعكوسة، والتبعية لإيران.

 

مصير الحكومة بخطر.. ومخاوف من عودة الإغتيالات

هيام القصيفي/الأخبار/26 أيلول 2017

لم يُطوَ ملف لقاء نيويورك بين وزيري الخارجية اللبناني والسوري جبران باسيل ووليد المعلم، وسط معلومات عن أن المقرّبين من الرئيس سعد الحريري يضغطون عليه ليتخذ موقفاً، وسط تعبيرهم عن "مخاوف" من أن يكون ما حصل "مقدمة لإخراج الحريري واشتعال الجبهة الداخلية وعودة موجة الاغتيالات".

من السذاجة الحديث عن احتمال طيّ لقاء وزير الخارجية جبران باسيل مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك، بحجة الحفاظ على الاستقرار الداخلي. فما قام به وزير الداخلية نهاد المشنوق، من امتناعه عن السفر مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى باريس وكيفية وصفه لقاء نيويورك، ليس سوى غيض من فيض ممّا يدور من أحاديث في أوساط شركاء التيار الوطني الحر في الحكومة، وتحديداً أوساط رئيس الحكومة سعد الحريري والقوات اللبنانية.

تقول المعلومات إن الحريري لا يمكن أن يقبل، في شكل قاطع، أيّ مبررات لهذا اللقاء، وإن المقرّبين منه يحثّونه على اتخاذ مواقف رافضة علناً لتصرفات وزير الخارجية، وعدم الاكتفاء بتجاهله وعدم التواصل معه، محذرين إياه من أن استسهال التعاطي مع باسيل وصرف النظر عن لقاء مع "وزير خارجية النظام السوري" سيفتح الباب أمام خطوات أخرى تجاه الرئيس السوري بشار الاسد، لا يمكن أن يتحمّلها الحريري وتيار المستقبل داخلياً (على أبواب الانتخابات)، وإقليمياً ودولياً، علماً بأن الحريري يحاول في الآونة الاخيرة، قبل زيارة موسكو وبعدها، إمساك ورقة العلاقات الدولية والظهور بمظهر صاحب القرار أيضاً في رسم سياسة لبنان الخارجية. وبحسب المعلومات أيضاً، فإن المقرّبين من الحريري يضغطون عليه، مستخدمين عبارات نافرة، من زاوية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأن ما يقوم به باسيل يمسّ في صورة مباشرة ملف الاغتيال.

وترى أوساط الحريري والقوات أن الحملة المضادة التي يقوم بها وزراء تكتل التغيير والإصلاح ونواب التيار الوطني الحر لتبرير خطوة باسيل ووضعها في إطار ضيّق يتعلق بملف النازحين فقط أو من زاوية التسليم بالأمر الواقع لمعالجة ملفات معينة، لا يمكن الاقتناع بها، لأن ملف النازحين يعني الحكومة ككل، ورئيس الحكومة سبق أن شارك في مؤتمرات دولية حول هذا الملف الشائك، كما أن الملفات العالقة ليست بنت ساعتها، والحكومة مجتمعة هي التي تعالجها لا أحد الأفرقاء، مهما بلغ حجم تمثيله. وكذلك فإن أوساط الحريري رأت في اللقاء ردّ فعل على مستوى دولي للمقاطعة الدولية والاميركية لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية والجوّ السلبي الذي قوبلا به، بخلاف كل حملات الترويج في لبنان لما حصل في نيويورك. "وهذا لا يمكن أن يمرّ ديبلوماسياً على المستوى الدولي من دون عواقب، ما يترك أثراً سيّئاً على لبنان، الذي لن يحظى بأي مردود إيجابي لهذا اللقاء". وتوقعت هذه الاوساط في المقابل أن يستمر عون في انتهاج ردّ الفعل هذا، فيعمد الى زيارة إيران قريباً، بناءً على دعوة رسمية تلقّاها أخيراً، ورفع مستوى خطابه ولهجته بما يصبّ في خانة "المحور الايراني ــــ السوري"، علماً بأن عون تعمّد في تصريحاته ومقابلاته في الصحف والمجلات الفرنسية، قبل زيارته باريس، أن يكون واضحاً في اعتماد خطّ غير وسطي ومنحاز الى الدور الايراني وسلاح حزب الله وسوريا.

تبعاً لذلك، هل يمكن أن يطوى لقاء نيويورك على زغل ولا يترك تأثيرات على الوضع الحكومي؟

تقول المعلومات إن اللقاء الذي جمع الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية الأسبوع الفائت، وقبل لقاء باسيل والمعلم، تناول ملف العلاقات اللبنانية ــــ السورية واحتمال تطوره في اتجاه فرض أمر واقع بـ"المفرق" على الطرفين، تارة عسكرياً من خلال ما حصل من تسوية سمحت بخروج مسلحي تنظيم "داعش"، وتارة من خلال بدء وزراء قوى 8 آذار تنظيم زيارات علنية لدمشق، واضعين الحريري والقوات في مواجهة كانت لا تزال قبل لقاء باسيل ونظيره السوري مضبوطة الإيقاع، لا سيما مع تمييز التيار الوطني الحر نفسه عن زيارات دمشق العلنية، في حين ان زيارات الوزير بيار رفول السرية كانت معروفة من الطرفين.

لقاء بيت الوسط كان واضحاً في التنسيق، للمرة الاولى بهذا الوضوح، بين الحريري وجعجع لمواجهة احتمال رفع فريق 8 آذار مستوى الحوار مع سوريا في هذا الشكل. لكن المفاجئ الذي طرأ هو موقفا عون وباسيل وتصريحات رئيس الجمهورية، ما استدعى أولاً صدور موقف حاد من المشنوق عقب زيارته أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وثانياً زيارة وزير الإعلام ملحم الرياشي لوزارة الداخلية، وقبلها تصريح له يصبّ في خانة التعبير عن رفض قاطع لأيّ تنسيق مع النظام السوري. وفي حين بدت لافتة زيارة النائب أحمد فتفت المبتعد عن الإعلام للمشنوق، لتعكس جواً معارضاً لما يجري، فإن مصادر المستقبل والقوات تحدثت عن خطوط حمر بدأ يتم تجاوزها في ما يتعلق بسوريا.

من هنا رسمت أوساط الطرفين علامة استفهام حول مصير الحكومة في ظل المنحى الجديد الذي يتخذه رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، وفي انتظار عودتهما الى بيروت وإجراء مكاشفة واضحة تحدد مصير العهد والحكومة معاً، في ضوء عنوان عريض: التسوية مع حزب الله المعروف موقفه من النظام السوري والعلاقة معه قضت باستقرار داخلي، لكن التسوية مع عون كانت واضحة في ما يتعلق بهذا الجزء من الملفات الدقيقة. والحريري الذي كان منتقدوه يرون أنه يتصرف كما والده، بمقايضة العودة الى الواجهة المالية والاقتصادية، من خلال الكهرباء والنفط وغيرهما من الملفات الدسمة، بالتغاضي عن سلاح حزب الله ودوره في سوريا، كما فعل حين غطّى تسوية خروج مسلحي "داعش"، لا يمكن أن يقفز بسهولة فوق تحول جذري في موقف عون وباسيل. أما القوات، فهي وإن كانت حريصة على علاقتها برئيس الجمهورية، إلا أن العلاقة مع سوريا تبقى بالنسبة اليها أحد المحظورات الاساسية. وإذا كان الطرفان حريصين على بقاء الحكومة، إلا أن ما جرى في الايام الاخيرة دفعهما الى طرح أسئلة محددة: كيف يتصرف الطرفان في حال قرّر عون زيارة إيران والتعبير علانية عن انحيازه إليها؟ هل هناك قرار بإحراج الحريري لإخراجه؟ وهل هناك نية من خلال التمادي بخطوات تصعيدية، يعرف القائمون بها أنها لن تمر من دون أثر سلبي، الى دفع الطرفين الى تعليق مشاركتهما في الحكومة خدمة لفوضى ما؟ حتى إن البعض من الطرفين يسأل عمّا إذا كان ملف السلسلة وكل متفرعاتها فخاً منصوباً للحريري؟ أما السؤال الأكثر تداولاً من قبل الطرفين، فيعبّر عمّا تصفه أوساطهما بـ"المخاوف الحقيقية التي راجت في الايام الاخيرة، من وجود نية لخربطة الوضع وزعزعة الاستقرار من خلال التهويل بملف سوريا، فتعود الاغتيالات ومعها شبح الحرب الداخلية الى لبنان"؟

 

هل يستبدل فرنجية حلفاءه بالقوات؟

اسكندر شاهين/الديار/26 أيلول 2017

برأي أوساط سياسية شمالية أن معركة دائرة الشمال الثالثة (الكورة ـ زغرتا ـ بشري ـ البترون) ستكون أم المعارك كونها الدائرة التي تجمع اقطاب السياسة اللبنانية والطامحين الى رئاسة الجمهورية... وهي أيضا المعركة التي ستحدد حجم القوى والأحزاب والتيارات على مساحة لبنان كله. فالدائرة الشمالية الثالثة تضم الكورة التي احتضنت الحزب القومي منذ تأسيسه وأنجبت قيادات تاريخية في الحزب، وزغرتا التي التصق تاريخها بآل فرنجية وتاريخهم الوطني منذ الراحل حميد فرنجية الى الرئيس سليمان فرنجية وصولا الى زعيم تيار المرده النائب سليمان فرنجية المتجذر والثابت في مواقفه العروبية والقومية، وبشري القوات اللبنانية وقائدها سمير جعجع، والبترون التي يتصدرها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ساحلا، والنائب بطرس حرب جبلا.

لم يتضح المشهد الانتخابي في هذه الدائرة حتى الآن حيث الضبابية سيدة الموقف فيها وحيث التعقيدات تلف التحالفات بين القوى والتيارات السياسية والحزبية في الدائرة التي يلفها غموض التحالفات القائمة فيما بينها.

فبين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية "تفاهم معراب"، وبين التيار الوطني الحر والحزب القومي علاقات تحالف سياسي وثيق العرى، وبين الحزب القومي والقوات اللبنانية صراع تاريخي وخصومة مستمرة في فراق سياسي لاختلاف الموقع والرؤية بينهما، وبين الحزب القومي وتيار المردة علاقة تحالفية ثابتة فيما تشهد العلاقة بين تيار المردة والقوات اللبنانية انفتاحا وتطورا وتقاربا قد يترجم تحالفا انتخابيا وازاء هذا المشهد الفسيفسائي كيف يمكن قراءة التحالفات في ظل ما يقال عن شائبة ما اصابت ابناء الخط السياسي الواحد القومي ـ المردة والمردة ـ التيار العوني؟

يعيد البعض التوتر الخفي بين القومي والمردة الى يوم حسم الحزب القومي خياره الى جانب الرئيس ميشال عون، ورافق ذلك ملاحظات الصف القومي حول مسار النائب فرنجية السياسي بدءا من اللقاء مع الرئيس سعد الحريري الذي فاجأ الاوساط السياسية، الى انفتاحه على القوات اللبنانية وتطوّر العلاقة بينهما الى لجنة مشتركة ومن ثم لقاء فرنجية مع الرئيس امين الجميّل في بكفيا والود القائم بين فرنجية والنائب سامي الجميّل بالرغم من الهوة السياسية السحيقة بينهما.

غير أن مصادر المردة تجدد القول أن لا عتب على موقف القومي في انتخابات الرئاسة وأن فرنجية تفهم جيداَ الموقف القومي. مصدر قومي في الكورة لا يخفي أن خطوط الاتصال المفتوحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية قد تركت ترددات في صفوف القوميين، كما في صفوف تيار المردة، لكن ذلك لم يؤثر على علاقة الحزب القومي بالمردة كونها علاقة تحالف استراتيجي في الخط السياسي الواحد وفي القضايا الوطنية والقومية وبالتالي علما ان اي تحالف انتخابي لا يصح الا باساس سياسي على قاعدة ان السياسة فن في خدمة الاغراض القومية.

أما العلاقة بين الحزب القومي والتيار العوني ـ يقول المصدر القومي ـ أيضاَ طبيعية جداً نظراً للخط السياسي الواحد الذي يجمعهما سواء في العداء للعدو الاسرائيلي او في قضية الاصلاح وهو الخط عينه الذي يجمع بين القومي والمردة..بل ان مجالات عديدة مفتوحة للتعاون مع التيار الوطني الحر في دوائر انتخابية عديدة كون التيار العوني مثله كمثل الحزب القومي ينتشر في كافة المناطق اللبنانية وان التحالف السياسي بين القومي والتيار العوني قد يتعزز بالتعاون الانتخابي والآفاق مفتوحة حيال ذلك.

لكن يرى المصدر القومي ان العلاقة مع القوات اللبنانية دونها عقبات كثيرة ولا يوجد بين القومي والقوات أية علاقة سياسية بل تاريخ من الصراع القاسي والدامي لاختلاف الخط والنهج السياسي حيث كانت القوات اللبنانية ولا تزال في خط العداء للقضية القومية وخلافنا جذري معها داخلياً واقليمياً.

ويتابع المصدر القومي أن قيادة القوات تقول انها غيرت من خطها السياسي وطورت مواقفها لكن لا شيء محسوماً خاصة عندما نتتبع مواقفهم من شؤون وطنية داخلية ومن قضايا اقليمية خاصة القضية القومية فلم يغيروا شيئا منها.

ويؤكد المصدر القومي أن القوميين لا يرضون بأي تعاون انتخابي مع القوى والتيارات دون بعده السياسي لان معركتنا السياسية في الانتخابات هي معركة الوصول الى الشعب، ويحذر المصدر من شراء ضمائر الناس لكسب الاصوات فهذا برأيه فساد وافساد ولا يقبل اي عقل قومي ان يرضى به.

السؤال الذي يطرح نفسه هل تشهد الدائرة الشمالية الثالثة تحالفاً قومياً ـ مردياً ـ عونياً؟ يجيب المصدر القومي أن "ما نتمناه هو قيام تحالف قومي ـ مردة ـ تيار عوني وهذا أمر طبيعي يخدم الخط السياسي للحزب القومي وللقضية القومية وهذا هو المعيار الذي نعمل لاجله".

وحسب مصادر مقربة من "المردة" أن النائب فرنجية على ثبات مواقفه الوطنية والقومية وعلى تحالف ثابت مع الحزب القومي وبالتالي لا يستطيع تيار المردة ان يجد نفسه خارج سياق التحالف مع القومي في الكورة وضمن الدائرة الواحدة ..غير ان امر التحالف الانتخابي وهو من المبكر الحديث عنه اليوم قد يحصل حسب مصلحة كل فريق وبما يؤمن وصول كل تيار الى هدفه. أوساط سياسية تعتقد ان التقارب الانتخابي بين القومي والتيار العوني في اطار التظهير ليس في الدائرة الشمالية الثالثة وحسب ،بل ايضا في دوائر انتخابية اخرى لا سيما بعد تسجيل تقارب بين تيار المردة وتيار المستقبل في عكار بالرغم من خصوصية الدائرة الشمالية الثالثة التي يبدو ان التقارب قائم بين المردة والنائب بطرس حرب خصم الوزير باسيل في البترون وبعد اشارات تقارب في الكورة بين المردة والنائب فريد مكاري العازف عن الترشح حتى الآن وان هناك كلاما عن احتمال تحالف مرده مع القوات في هذه الدائرة مما يعني ان المصلحة الانتخابية سوف تغلب المصلحة السياسية الجامعة لاطراف فيصبح لقاء الاضداد انتخابيا هو السائد في معركة الوصول الى الاستحقاق الرئاسي العام 2022.

 

سليمان لـ"الديار": لبنان سيبقى في مكانه إن فرّط عون بالإستراتيجية الدفاعية

رضوان الذيب/الديار/26 أيلول 2017

اللقاء مع الرئيس ميشال سليمان يطول ويتشعب من التطورات الآنية الى حقبة مسؤولياته في قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، كون الملفات واحدة تقريباً والازمات نفسها من عسكرية ومعيشية واقليمية.  اللقاء مع الرئيس ميشال سليمان في بهو الصالون الكبير الذي تزينه صور لقاءاته مع رؤساء دول العالم تقريباً باستثناء الصورة مع الرئيس بشار الاسد، لكن المميز صورته مع النائب وليد جنبلاط في موقع مميز ولافت بالحجم الكبير بين صور الرؤساء، تقديراً من الرئيس سليمان لوليد "بك" وللعلاقة التي سادت بينهما طوال حكمه.

الرئيس سليمان يدافع بشراسة عن انجازات عهده وسياساته التي تعرضت لكم هائل من التشويه، من إعلام "مغرض" لكنها ساهمت في حماية لبنان وضميره مرتاح جداً لما قام به ولما انجزه.

ويعود الرئيس ميشال سليمان بالذاكرة الى مرحلة اعتقال ميشال سماحة الذي ربما كان "متبرعا" للقيام بمخططه، ويؤكد بأنه كان ينتظر اتصالا من الرئيس بشار الاسد لإيضاح ما جرى، وهذا ما قلته في الاعلام، وقامت الدنيا ولم تقعد ضدي، وألصق بي البعض مختلف "النعوت"، رغم ان التواصل مع الاسد استمر، وقدمت له التعازي بالضباط الاربعة الذين قتلوا. وهذا قلته في مجلس الوزراء، لكن الحملة معروفة.

* هل ما زلت تنتظر اتصالا من الاسد؟

- طبعاً "لا"، هذه التطورات كانت ايام الرئاسة.

ثم ينتقل الرئيس سليمان الى الحديث عن تطورات الجرود ويقدم التعازي بالشهداء، والتهنئة للجيش، ويضيف قائلاً: "المطلوب من السياسيين عدم تهميش مكانة لبنان، ووضعنا جيد اذا نظرنا لما يجري حولنا" وكانوا يقولون: "الله يساعد لبنان اذا اهتزت سوريا"، مع كل التمنيات لسوريا بالاستقرار، "لكن لبنان بقي قوياً ومتوازنا"، ودخل أكثر من مليون لاجئ سوري، ولم تحصل أي "ضربة كف" بخلفيات طائفية ومذهبية، ويستطرد بالقول "كانت هناك نظرية ايضاً اذا خرج السوريون سينقسم الجيش، وتتجدد الحرب الاهلية، لكن الجيش لم ينقسم ولم تقع الحرب" وهذه مسألة ايجابية، الشعب اللبناني متمسك بالعقد الاجتماعي ومشاركة الطوائف في الحكم، والجيش قوي بتنوعه، لدينا قوة القطاع المصرفي الذي يتكل على الانتشار اللبناني، فلبنان موضع اهتمام دولي، اذا استطاعت القيادة الحفاظ على البلاد، والطبقة السياسية ادارة الشأن السياسي، فهذا جيد، والدولة تتراجع بسبب الادارة السياسية السيئة، وكيفية ادارة هذه الطبقة للاوضاع".

ويتابع الرئيس سليمان: "انا مع الطائف ولكن يجب استكمال التطبيق، ومؤمن به وبالعقد الاجتماعي، وعن العلاقة مع الرئيس ميشال عون، يقول الرئيس سليمان بكل وضوح: "في السياسة لست مع الرئيس ميشال عون، لكن علينا ان نعترف ان الوضع صعب جداً، وليس سهلاً، والعالم كله ملتهب، وننتظر لنرى، ونتوقع منه الكثير، فهو كان قائداً للجيش، ومعه تيار سياسي ومتحالف مع "حزب الله" ويضيف: "لكن لبنان سيبقى في مكانه اذا فرط الرئيس عون بالاستراتيجية الدفاعية".

وعن القانون الانتخابي يؤكد الرئيس سليمان، أنه أول من طرح النسبية، ووزراء جنبلاط فقط عارضوا هذا الطرح، ثم سحبوا اعتراضاتهم بعد الاتصالات، وغيري طرح القانون الارثوذكسي الذي هو خراب للمسيحيين. ووصف الرئيس سليمان قانون الانتخابات الحالي "بالمشوّه"، بالصوت التفضيلي على مستوى القضاء بالاضافة الى بنود عديدة لجهة الحسابات والجداول، واكبر دليل دائرة كسروان - جبيل، ورفض الرئيس سليمان نظرية الوزير جبران باسيل وقوله ان هذا القانون يحمي المسيحيين حتى 2053، ويؤكد أن حماية المسيحيين ليس بقانون انتخابي بل بالعقد الاجتماعي، ونظرية باسيل "تجليطة" العقد الاجتماعي يحمي كل اللبنانيين". وقال: "انا مع تصويت العسكريين والقانون الحالي يمنع ذلك، اين وضع المرأة في القانون وأكد انه ليس مرشحاً للانتخابات، وهو مع اي مرشح يتبنى "اعلان بعبدا" والاستراتيجية الدفاعية، "ولست مع 8 او 14 اذار وهذه الاصطفافات".  واستطرد بالقول: "الرئيس عون يتصرف كرئيس للجمهورية والتيار يحاول تفريغه، واصفاً كلمة الرئيس عون في الامم المتحدة، بالعادية، والمكررة، وكان يجب ان يتحدث عن الاستراتيجية الدفاعية، وانا اكثر رئيس للجمهورية تحدث عن الخطر الاسرائيلي والتوطين. وعلينا عدم تكبير الامور".  وعن لقاء باسيل - المعلم، قال الرئيس سليمان: "مبدئياً لست ضد العلاقة بين سوريا ولبنان، وتحديداً على صعيد المؤسسات وامور الشعبين وقضاياهما، لكن جبران باسيل هو وزير خارجية لبنان، وليس وزيراً للزراعة وهو يمثل لبنان خارجياً، وكان عليه ان يتفاهم مع رئيس الحكومة ولذلك الوزير باسيل اخطأ".

واستطرد بالقول، كان عليه ان ينسق مع الرئيس الحريري، وتمنى الرئيس سليمان ان لا تؤدي الخلافات الى نسف التسوية السياسية القائمة.

* وعن احداث نهر البارد واتهامه بتهريب شاكر العبسي وعدم اخذ كلام وزير الدفاع فايز غصن عن وجود شبكات للقاعدة في الشمال على محمل الجد؟ رد بحدة "بعد كلام وزير الدفاع فايز غصن طلبت اجتماع مجلس الدفاع الاعلى، ونفوا وجود قاعدة في لبنان، وركزت على ضرورة اخذ كلام وزير الدفاع "بالجدية" ومتابعة الموضوع، وصدر بيان عن مجلس الدفاع الاعلى بهذا الخصوص وكل اتهاماتهم عن هذا الموضوع "للتمريك" سياسياً على ميشال سليمان، لكن ما بيطلعلهم خبز معي".

وأضاف: "اتحداهم جميعاً، انا لم اتحدث مرة واحدة بالسوء عن الرئيس بشار الاسد او النظام السوري، وعلمت الجيش كيف يقاتل الارهابيين، وانا من صمد في الضنية، وانا من حرر البارد من شاكر العبسي". واستطرد بالقول: "كل الضباط الذين قادوا العميات في نهر البارد مقربون لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فالاتهامات لا يجب ان توجه الي اذا كان هذا الامر صحيحاً"، وشرح الرئيس عسكرياً كيف غادر بعض الارهابيين المخيم وكان شاكر العبسي اولهم وكل الذين حاولوا الفرار بعد ذلك اعتقلوا. وتابع: الرئيس الاسد اخبرني فيما بعد ان شاكر العبسي قتل على حاجز للجيش السوري.

واستطرد: "يا عيب الشوم، أن يقال أن ميشال سليمان ساهم في تهريب شاكر العبسي ليصل الى رئاسة الجمهورية، هذا عيب"؟ وعن موضوع احمد الاسير قال الرئيس سليمان بوضوح: "في البداية، كانوا يقولون انه يعمل في السياسة، والتظاهر على طريق الجنوب، وكانت الاتصالات معه من قبل المعنيين، ولكن عندما ضرب الاسير الجيش اللبناني، اتصلت بقائد الجيش جان قهوجي وقلت له: "هلق الوقت المناسب للقضاء على الاسير" والعماد قهوجي قال ذلك في جلسة مجلس الدفاع الاعلى، وللوزراء، فانا من اعطى الاوامر لضرب احمد الاسير".

وتابع سليمان: "انا اول من طالب بالتحقيق في حوادث عرسال، وقبل ان يكتشفوا مكان جثث الشهداء العسكريين، ولست "راضياً" عن خروج المسلحين بهذه الطريقة، وكان على الجيش تنفيذ العملية في جرود رأس بعلبك والفاكهة والقاع وليس حزب الله، وتابع "العماد جان قهوجي لا يتحمل المسؤولية، وللاسف ماذا نفعل، هناك دائما نظرية المؤامرة في لبنان". ويستطرد بالقول: "علينا الاعتراف ان الارهابيين لم يتمكنوا من اقامة "امارات" في لبنان، كل ذلك بفضل الجيش اللبناني والقوى الامنية"، ولبنان قوي اذا احسنت الطبقة الحاكمة ادارة الامور.

وأكد سليمان على عدم وجود أي علاقة مع "حزب الله": "نلتقي بالمناسبات ونتحدث، لكن ليس هناك أي علاقة مع "حزب الله" وهو ترك المعادلة الثلاثية عندما ذهب الى سوريا، وأخشى ان تكون المعادلة الثلاثية قد سقطت".

وعن موضوع سلسلة الرتب والرواتب، أكد سليمان أن "المسؤولية مشتركة، والأمور يجب أن تعالج بصورة ايجابية ومنطقية في موضوع جباية الضرائب وهناك خيال واسع في مسألة التطابق بين الضرائب والجباية، داعياً الى تقليص النفقات".

 

سعد الحريري: الواقعي الخائف على بقيته

ابراهيم الأمين/الأخبار/26 أيلول/17

يحار كثيرون في طريقة تعامل الرئيس سعد الحريري مع المطالب الأميركية – السعودية الجديدة في لبنان. البعض يعتقد أن الرجل مغلوب على أمره، فلا هو قادر على رفضها، ولا هو قادر على تلبيتها. بينما يرى آخرون أنه يحاول التفلّت منها في انتظار فرصة لطرحها على جدول الأعمال. لكن قلة تهتم بالتدقيق في أن الحريري قد يكون غير راغب في تلبية هذه المطالب، قبل أن يكون غير قادر على تحقيقها.

أمور كثيرة تغيرت في لبنان هذه السنة، والفصل الأخير من العام سيحمل المزيد من المتغيرات ربطاً بالتطورات الجارية من حولنا. ورغم أن محور المقاومة يسجل تقدماً كبيراً في سوريا والعراق، فإن ذلك لا يعني أن المحور الآخر سيستسلم للأمر الواقع ويقبل به كما هو. والتجارب تدلنا على عنجهية الولايات المتحدة وإسرائيل، وعلى غباء ومكابرة الدول العربية الحليفة لهما. كذلك، فإن التجارب نفسها تدل على قوى كثيرة في لبنان والمنطقة تتمسك بالإنكار، ولا تتوقف عن السعي إلى استجلاب المزيد من العنف. وإن كانت الوقائع الصلبة القائمة اليوم، تقول إن هؤلاء لا يملكون اليوم سوى الدعاء والصلوات ليتدخل الله ويصطفل ببقية عباده. لكن لنحصر النقاش في حالة رئيس الحكومة.

قد يكون الحريري غير راغب

وليس غير قادر فقط على تلبية

المطالب الأميركية والسعودية

وحظه في كون خصومه أذكياء

وأكثر حكمة من حلفائه

ولندقق في أحواله.

يعاني الرجل من ضائقة مالية غير عادية تتقدم أولويتها على ضائقته الشعبية. والحديث، هنا، ليس عمّا يمكنه صرفه على نفسه وعائلته والمقربين. إذ يقول متصلون بالعائلة إن مجموع ما بقي في أيديهم، على شكل حصص وسيولة وعقارات، يساوي تقريباً نحو عشرة مليارات دولار أميركي، وإن لسعد نصيبه الجيد منها. لكن مشكلته تتعلق بتوقف الواردات. فقد توقفت غالبية الأعمال في السعودية وخارجها. وإذا كان لإخوته أعمالهم الرابحة أو الخاسرة، فإنه يواجه مشكلة أنه بات المسؤول – شبه الوحيد – عن تأمين التمويل السياسي للتيار الذي ورثه عن والده، وأنه في كل يوم تتراجع مساهمة الآخرين، سواء في الأنشطة الاجتماعية أو الإعلامية أو حتى في دعم الأذرع القريبة جداً من العائلة في بيروت وخارجها. وهو أمر ينعكس بقوة على أبناء العائلة الأكبر، من العمين شفيق وبهية، إلى الصهر المنكوب نزار دلول. حتى إن نساء العائلة بتن يعتذرن من الأقارب لعدم تمكنهن من مدّهم بالعون المالي كما كان الأمر سابقاً. فكيف والحديث يتحول شماتة إن أشرنا إلى الديون الصغيرة المتراكمة لمصلحة شريحة كبيرة من الناس، من مصارف عالمية وإقليمية ومحلية، إلى شركات كبرى في البلاد وخارجها، وصولاً إلى بائعي الحلوى والأجبان والألبان ومحطات المحروقات، ومستخدمي المؤسسات التي لا تزال عاملة إلى اليوم، ولو أن معظمها لا فائدة منه.

كل ذلك يعني أن مشكلة العائلة تتفاقم. لكن المسؤولية ملقاة على عاتق سعد بصورة خاصة. فهو من يقف في الواجهة، وهو من سُمي وريثاً أول يتقدم على الآخرين، وهو العنوان الرئيسي الذي يتوجه إليه الدائنون، كذلك هو من يملك الموقع والعلاقات التي تتيح له الوصول إلى أماكن يفترض أن تتيح تحريك العجلة من جديد. لكنه لا ينجح في كل جولاته ولقاءاته واتصالاته في تحقيق أكثر من إعادة جدولة لديونه. وهو يضطر إلى التخلي عن مواقع نفوذ داخل مؤسسات كبيرة، إما من طريق الخروج منها بعد بيع حصصه، أو عبر ترك أمر إدارتها إلى من يقدر على الإنفاق، أو عبر بيع مشاريعها بالباطن لمصلحة شركات لا تعاني السيولة التي يعانيها هو. كذلك يعاني الحريري من جحود بعض الأقربين، إذ كلما وجد من يغطي بعض النفقات عنه في لبنان، تراه مضطراً إلى أن يبادلها عقارات وأسهما يتنازل عنها لمصلحة هؤلاء. ويبدو أن الرجل مثل والده، لا يلجأ إلى «تمنين» الناس بدعم سابق لهم.

هذه الأسباب والظروف لعبت دوراً في قرار الحريري تقديم ما يوصف بالتنازلات السياسية لقاء عودته إلى رئاسة الحكومة. إلا أن ما قدّمه لا يعني انكساراً كبيراً له كما يقول له منتقدوه من الأقربين أو الأبعدين. ذلك أن طبيعة التسوية التي رافقت عودته إلى الحكم، تفرض عليه أو على غيره التعامل بواقعية مع الوقائع. ولو حصلت التسوية مع غيره، لربما كان بمقدور الفريق المنتصر بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، الحصول على أثمان أكبر.

ثم هناك أسباب أخرى. فالحريري يعي، ولو من دون قول، حجم المتغيرات التي حصلت في المنطقة. وهو لا يحتاج إلى من يشرح له حقيقة وضع قيادة السعودية وتركيا والأردن ومصر داخلياً أو على صعيد الإقليم. كذلك يعرف الكثير من تفاصيل الخلافات التي تعصف بالفريق الإقليمي والدولي الداعم لفريقه. وهو يعرف أيضاً، وبصورة جيدة، حجم التراجع الأميركي والأوروبي في العالم والمنطقة. كذلك يعرف أكثر أن القوى الحليفة له في المنطقة العربية، من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى بقية دول المنطقة، ليس فيها من فائض قدرة توزعه على أحد. وعندما يلتقي كل صنوف 14 آذار في لبنان والمنطقة، تراهم في حالة مثيرة للشفقة، أو على ما يقول المثل الشعبي: «المستوي يقصد المهتري» طالباً الدعم.

أكثر من ذلك، يقول الحريري، وهو محق، إن وضعه في لبنان أفضل بكثير من أوضاع كل رفاقه في كل المنطقة العربية. وشرعيته القائمة فعلياً هنا، فعالة ونشطة، فيما لا يقدر معارضو الحكومات في سوريا والعراق على فعل أي شيء، وإنّ من يقف منهم في السلطة، سواء في مصر أو الأردن أو فلسطين أو بعض دول الخليج، يعيش أسوأ مراحل حكمه. أما الحريري فلا يزال شريكاً فعلياً في كل القرارات الأساسية أو التفصيلية التي تصدر عن الحكومة في لبنان. حتى موضوع الحرب والسلم، الذي يستخدم ضد حزب الله، لا يتجاهل أبداً الحسابات المتعلقة بكون الحريري هو رئيس الحكومة في لبنان.

هذه الوضعية تسمح للحريري بأن يدرس جيداً كل ما يطلب منه أميركياً أو سعودياً. وهو يجيد التمييز بين ما هو للاستهلاك وما هو جدي. وفي الحالتين، لم يعد الحريري يخفي ملاحظاته على مواقف وطلبات يعرف أنها غير واقعية. كذلك فإنه لطالما نجح في لفت انتباه الأميركيين والسعوديين، ولو بطرق غير مباشرة، إلى أن ما يحصلون عليه في لبنان اليوم قد يتبخر إن هم قرروا المواجهة الشاملة مع الطرف الآخر. كما أمكن الحريري مراراً تحذير الأميركيين والسعوديين من أن ما يفكرون فيه من عقوبات ضد لبنان، بغية تركيع حزب الله، إنما هي عقوبات ستصيب حلفاء أميركا والسعودية بالقدر نفسه الذي يصيب جمهور حزب الله، وليس الحزب نفسه، الذي يبقى قادراً على المبادرة بما يضعف النفوذ الأميركي والسعودي في لبنان. حتى إن الحريري، المنضوي في حلقة خصوم النظام السوري، في لبنان والمنطقة، قد يكون الوحيد القادر من خلال موقعه في رئاسة الحكومة، وكطرف في التسوية القائمة في لبنان، أن يفتح الطرقات الخلفية التي تسمح بمصالحات تحت مسميات كثيرة، وفي مقدمها أدوار دول المنطقة في عملية إعادة إعمار سوريا.

الحريري اليوم ليس مكبلاً بقيود تجعله ينتظر قرار الوصي في كل خطوة يريد القيام بها. بل هو يعرف أيضاً أن بمقدوره القيام بأدوار يحتاج إليها الحلفاء مع أطراف في لبنان والمنطقة والعالم، مستفيداً من هامشه الناتج من موقعه في المعادلة اللبنانية. وهذا هامش يتيح له انتقاء ما يناسبه من مطالب أميركا والسعودية. وهو هنا يميز بين المواقف السياسية والإعلامية التي يرفع فيها – هو ــــ السقف إلى أعلى من قامتي بن سلمان وبن ترامب، وبين الخطوات العملية التي يبتعد عنها إدراكاً منه بعدم وجود مصلحة بأن يستدرجه إلى مواجهات تكشفه محلياً وإقليمياً.

لكن على الحريري الإقرار أمام حلفائه من الأميركيين والأوروبيين والخليجيين بأن عناصر قوته ليست مستمدة كلها من موقعه هو. لا بل إن قسماً غير قليل منها يعود إلى طبيعة الخصم الذي يواجهه في لبنان والمنطقة. وإذا كان الحريري لا يقدر، أو حتى لا يرغب بالحديث في العلن عن الأمر، إلا أنه يقدر على أن يقول أمام أعضاء فريقه وأمام حلفائه، إن حزب الله خصم ذكي وغير متهور، وإن الحزب يعرف تمييز الحقيقي من الخطوات والوهمي منها. ولولا ذلك، لكان الحريري في أحسن أحواله يرافق رياض حجاب وإياد علاوي إلى جلسة نبيذ وسيكار في أحد فنادق العالم الحر!

 

عون ينتقم في فرنسا

منير الربيع/المدن/26 سبتمبر، 2017

انتقم ميشال عون من التاريخ. بعد اثنتي عشرة سنة عاد إلى فرنسا رئيساً للجمهورية لا لاجئاً. حاول استنساخ عودته الفرنسية، بعودته اللبنانية يوم السابع من أيار 2005، فنظّم له محازبوه ومناصروه في العاصمة الفرنسية، استقبالاً شعبياً إلى جانب الاستقبال الرسمي، يحاكي في رمزيته الاستقبال الشعبي اللبناني له في ساحة الشهداء يوم عودته. يستحق عون وصفه بأنه الرجل الذي امتاز بالإنتقام من التاريخ، بمعزل عن الإختلاف معه في السياسة وفي شتى المواقف والمجالات. لا يمكن نكران صلابة الرجل، تصميمه والسعي نحو تحقيق غاياته أو أحلامه. وإن كان عون طاعناً في السنّ، فهو أيضاً طاعن الزمن.

يذهب عون رئيساً إلى فرنسا، ولا ينسى صفة اللجوء السياسي التي خبرها هناك طوال خمسة عشر عاماً. يذهب مثقلاً بملف اللجوء، ويكاد يكون الملفّ الأبرز والأهم الذي يريد بحثه، وإيجاد مخرج وحلّ ملائم له. هنا، يلعب القدر لعبته، كأنه يحاول ردّ الاعتبار بوجه عون، فرئيس لاجئ، يذهب إلى دولة لجوئه، لبحث كيفية إخراج لاجئين آخرين، هربوا قسراً إلى بلد يترأس جمهوريته. قد يعيش المرء صراعاً بين لجوئه ورئاسته، لكن عون واضح في موقفه، يميل الى الثانية، التي كانت بنداً أول على جدول اجتماعه بنظيره الفرنسي، إذ شدد أمامه على وجوب حلّ الأزمة السورية، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

والد رئيس النظام الذي هجّر السوريين، هو الذي كان قد هجّر عون من قبل، فاكتسب صفة اللجوء في فرنسا. حالة عون الشخصية التي اختزلت حالة عامة في العام 1990، تتكرر اليوم مع مئات الآلاف من البشر، مع النظام نفسه، فيخرج أحدهم ليصرخ قائلاً: “ماذا لو دخلت فرنسا في مفاوضات مع بشار الأسد، لأجل إعادة اللاجئين إليها هرباً منه إلى أحضانه أو إلى لبنان الذي كان بين براثنه؟ هل كان لعون أن يصبح اليوم رئيساً للجمهورية، ويذهب إلى فرنسا للمطالبة بطرد اللاجئين، أو رميهم بين براثن قاتلهم؟”. هي لعنة التاريخ.

لا يعارض عون الدخول في مفاوضات مع النظام السوري لإعادة هؤلاء، والمقارنة لا تستقيم بالنسبة إليه أو إلى من يعرفه، لأن حجم اللجوء السوري فاق قدرة لبنان على التحمّل، وهو المثقل أساساً باللجوء الفلسطيني، فأكد أن لبنان لن يسمح بالتوطين، هو يعاني منذ أربعين عاماً من هذه الأزمة ولا يزال يتصدى لها، وقد لاقاه نظيره الفرنسي على الموقف نفسه، بضرورة الحفاظ على لبنان بتركيبته والعمل على إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية وإعادة اللاجئين إلى سوريا. وفيما ألمح عون إلى إمكانية التنسيق مع النظام السوري لتحقيق ذلك، لم يلق معارضة فرنسية، بل إن الرئيس الفرنسي اعتبر أنه لا بد من إعادة آمنة للاجئين إلى أراضيهم. وللزيارة أهدافها الأخرى، كتثبيت العلاقة العميقة بين لبنان وفرنسا. وهذا ما شدد عليه الرئيسان استناداً إلى التاريخ ووقائعه، بالإضافة إلى حضور الموضوع الإقتصادي بقوة، إذ حاول عون الايحاء للفرنسيين بضرورة تنظيم مؤتمر إقتصادي جديد لدعم لبنان، على شاكلة مؤتمرات سابقة، فيما بعض المؤشرات تفيد بأن عقد مؤتمر باريس 4، دونه صعوبات في هذه المرحلة، أولاً بسبب الوضع الدولي، وثانياً بسبب الوضع السياسي في البلد، ولا سيما الدور الذي يلعبه حزب الله، والفيتو الدولي الذي يستجلبه الحزب على لبنان، بأنه لا يمكن عقد أي مؤتمرات داعمة لإقتصاد البلد فيما هو خاضع لسطوة الحزب وسيطرته.

أثبت عون، أنه قادر على استعادة ما خسره، ولو بعد حين، عاد إلى فرنسا رئيساً لا لاجئاً، لكن القدر لا يرحم، يسخّر أحداثه لمقارعة الراغبين بالانتقام منه، فتظهر الحياة وكأنها مضمار صولات وجولات من الانتقال والإنتقام المضاد. قبل أشهر، استقبل عون مضيفه الفرنسي في قصر بعبدا، بصفته مرشّحاً للرئاسة الفرنسية، والإثنين حلّ عليه ضيفاً في الإيليزيه. لكن سطوة التاريخ والقدر حاضرة. على هامش استعادة عون لمجده المعنوي، والثأر من لجوئه، وفرض نفسه نداّ لرئيس الجمهورية الخامسة، فهو يتأبط ملفّاً يؤرّقه، وكيفما تناوله، لا يبارحه الأرق أو القلق، في ما بين ملفّ اللاجئين، وذاكرة لجوئه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري استقبل سفير مصر ووفد مزارعي الزيتون في مرجعيون حاصبيا سوينغ: لدينا برامج عودة سورية ستكون بتصرف الحكومة في حينه

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط"، رئيسة مركز سرطان الأطفال في لبنان (CCCL) نورا جنبلاط على رأس وفد من المركز.

بعد اللقاء، أوضحت جنبلاط أن "الوفد قدم للرئيس الحريري دعوة لحضور الحفل الذي سيقام في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس المركز، والذي سيقام في 6 تشرين الأول المقبل في حديقة سرسق".

الخليل

ثم استقبل النائب أنور الخليل يرافقه وفد موسع من رؤساء بلديات وتعاونيات وفاعليات قضاءي مرجعيون وحاصبيا والعرقوب، شكر الرئيس الحريري على قراره دعم مزارعي الزيتون في المنطقة.

وأكد الرئيس الحريري أمام الوفد "حرص الدولة على كل مواطن من مختلف المناطق اللبنانية لكي لا يصيبه أذى، لا سيما في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعيشها البلد"، مشددا على "التزام الحكومة بدعم مزارعي الزيتون في قضاءي حاصبيا ومرجعيون حتى إنهاء المحصول بأسرع وقت ممكن ودون أي شرط".

وفي ختام اللقاء، قدم الوفد للرئيس الحريري هدية تذكارية عبارة عن جذع شجرة زيتون يبلغ عمرها 800 سنة. بعد اللقاء، قال الخليل: "الوفد أتى لشكر الرئيس الحريري على المكرمة التي تقدم بها لدعم زيت الزيتون الذي يشكل المورد الأساسي للمواطنين في هذين القضاءين، فوجدوا أن من الواجب عليهم، تجاه ما قام به الرئيس الحريري، ولم يقم به غيره لمدة طويلة، أن يقوموا بهذه الخطوة لكي يقولوا له ان ما فعلته يا دولة الرئيس أعاد لنا الحياة في منطقة كادت أن تفقد الأمل".

منظمة الهجرة

بعد ذلك، استقبل الرئيس الحريري المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة السفير وليام لاسي سوينغ ومدير مكتب المنظمة في لبنان فوزي الزيود.

بعد اللقاء، قال سوينغ: "انه شرف عظيم لي أن ألتقي الرئيس الحريري، خاصة في هذا الوقت الذي يزدحم فيه جدول أعماله. وقد أردت أن أشكره على دعمه لعملنا في لبنان، لا سيما وأننا نعمل مع الدولة اللبنانية بشكل جيد منذ عام 2005. كما أردت أن أوجه له كلمة اعتراف وتقدير للمسؤولية الهائلة التي أظهرها لبنان تجاه السوريين الفارين من القتال الحاصل في بلدهم". أضاف: "إن لبنان يتحمل مسؤولية هائلة، ويقوم بها بشكل جيد للغاية، حيث أنه دولة يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، وهي تستضيف مليونا ونصف مليون لاجىء سوري، بالإضافة إلى 500 ألف فلسطيني كانوا هنا لسنوات عديدة. وقد تحدثت مع الرئيس الحريري عن بعض الطرق العملية التي يمكن القيام بها، لا سيما وأننا يجب أن نباشر التحضير الآن لليوم الذي يعود فيه الكثير من هؤلاء السوريين إلى ديارهم. لدينا برامج عودة سورية خاصة سوف تكون بتصرف الحكومة حين تحين تلك اللحظة. وسنساعد بطرق أخرى قد تخفف من ثقل الحمل الذي يقع على لبنان".

وختم: "كذلك تحدثنا عن الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الذي يهدف إلى زيادة الإحساس بالمسؤولية المشتركة لجميع البلدان، بحيث لا يتحمل الجيران الأربعة لسوريا المسؤولية فحسب، بل يتحملها الآخرون أيضا، وأن يكون الآخرون مستعدين لإعادة توطين بعض السوريين الموجودين الآن في بلدهم".

السفير المصري

والتقى الرئيس الحريري سفير مصر نزيه النجاري الذي قال على الأثر: "بحثنا في الوضع الإقليمي بشكل مستفيض والتطورات الحاصلة في لبنان. فمصر تحرص على التنسيق الدائم مع الرئيس الحريري في كل ما يتعلق بالشأن الإقليمي والمحلي، ونحن نقدم الدعم لدولته في العديد من ملفات العلاقات الثنائية".

 

بري في دردشة مع الاعلاميين: ما يحصل تجاوز وتجرؤ على المجلس واعتداء على صلاحيات رئيسه وخرق للطائف والسلسلة حق يجب دفعه

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في دردشة مع الاعلاميين المعتمدين في المصيلح، ان "سلسلة الرتب والرواتب حق وواجب ليس من اليوم ولا من الامس انما منذ سنوات، ولو ان الدولة كانت تدفع بدل غلاء المعيشة لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم"، مشيرا الى ان "الخزينة تدفع سنويا 888 مليار ليرة لبنانية بدل غلاء معيشة دون ايرادات لها". وقال: "ان المجلس النيابي من خلال اقرار قانون السلسلة اعطى الناس حقوقها على الحفة".

وردا على سؤال عن تحمسه وتمسكه بقانون السلسلة، قال الرئيس بري: "نعم كنت ولا أزال متحمسا وأقول تهمة لا انكرها وشرف أدعيه، ومن الطبيعي مع اقرار السلسلة ان يكون هناك قانون لتأمين تمويلها وتغطية اكلافها تحقيقا للتوازن بين الايرادات والنفقات". وعن قرار المجلس الدستوري إبطال قانون الضرائب، قال: "القضاء على حق حتى لو لم يكن على حق، وهذه المرة كان على حق وليس على حق". واستغرب "الاستناد في قرار الطعن على مبدأ التصويت بالمناداة في المجلس النيابي"، مشيرا الى ان "هذا المبدأ متبع في المجلس النيابي اللبناني وفي معظم برلمانات العالم، وبالرغم من اعتراض النائب سامي الجميل تمت الاستجابة لمطلبه وجرى التصويت على القانون بالمناداة، ومحضر الجلسة كاملا بات في عهدة المجلس الدستوري".

أضاف: "من المؤسف ان يقال ان المجلس النيابي ليس له الحق بفرض ضرائب إلا من خلال الموازنة، مع العلم ان قانون السلسلة قد مر، وهو يتضمن شقين: شق النفقات وشق الايرادات. واذا كان لا يحق للمجلس النيابي اقرار قوانين تتضمن الضرائب كما يزعم البعض نحيطهم علما بأن المجلس النيابي اقر في جلسته الاخيرة قانون الضريبة على النفط فكيف ذلك؟ في الحقيقة ما يحصل هو تجاوز وتجرؤ على المجلس النيابي واعتداء على صلاحيات رئيس المجلس او خرق لإتفاق الطائف بل بداية قتله، ومن لا يدرك هذه الحقيقة يعاني مشكلة كبيرة ويضع لبنان امام مشكلة اكبر. ان تفسير الدستور يعود فقط للمجلس النيابي وفقط المجلس النيابي".

وأشار الرئيس بري الى ان "الاعتراض على المادة المتعلقة بالاملاك البحرية جاء بذريعة أنها طويلة وتتضمن شرحا مسهبا قد يعيق تفسير مضمونها وتطبيقها، وقد طالبت بتقسيمها الى عدة مواد توخيا لمعالجة الامر المشكو منه". مرددا ما قاله في اول تعليق له والذي تضمن التالي: "علينا ان نحترم القضاء حتى لو انه جاء لمصلحة المصارف وعلينا معالجة المشكو منه".

وعن المطالبة بضرورة ان تكون الضرائب من ضمن الموازنة وانه لا يمكن ان يتم التصديق على الموزانة الا بعد إنجاز قطع الحساب، قال: "ان قطع الحساب ليس من مسؤولية المجلس النيابي فهو من واجبات الحكومة ولا علاقة للمجلس به". أضاف: "ان قيمة السلسلة مذكورة من ضمن الموازنة وهذا امر معروف للجميع، وكما علمت ان موضوع قطع الحساب قد يستغرق سبعة اشهر لإنجازه وهو ما قد يعيق اقرار الموازنة". وتابع: "الحل كذلك وكأننا امام المثل الشائع "جوز مقشر لا تاكل وصحيح لا تكسر وبدك تاكل لتشبع". ولفت الى انه اتفق مع رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان على ان يقدم "مشروع الموازنة عند الانتهاء منها لإقرارها. والمجلس جاهز لدرسها وإقرارها في جلسات ليلا ونهارا".وختم في موضوع السلسلة: "لا يمكن الا ان يتم دفعها لمستحقيها".

وعن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكد الرئيس بري أنها "اكثر من جيدة، وفي الاستراتيجيا هناك تطابق مع فخامة الرئيس ولا وجود لأية تباينات"، منتقدا بعض ما جاء في احدى الصحف عن عدم حصول اتصال مع الرئيس عون، قائلا: "ليطمئنوا لقد اتصلت بفخامة الرئيس بعد عودته وهنأته على ما تضمنه خطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة، وسوف اتصل به عند عودته من فرنسا لتهنئته على مواقفه تجاه سوريا ورفض التوطين".

وعما يحكى عن تطيير الحكومة وتلويح رئيس الحكومة بالاستقالة على خلفية العلاقة مع سوريا، قال: "هز عصى العز ولا تضرب فيه".

أضاف: "طبيعي ان لا تكون وجهات النظر متطابقة بين الوزراء لكن هل من عاقل يمكن له ان يتخيل ان لبنان الذي يستضيف مليونا ونصف مليون نازح سوري ولا يريد البعض التكلم عن الحكومة السورية. اذا كنا لا نريد الحديث مع سوريا لماذا المجلس الاعلى اللبناني السوري ولماذا السفارات بين البلدين, التنسيق بين لبنان وسوريا ضروري وفيه مصلحة للبنان قبل سوريا وخاصة في موضوع التصدير الزراعي وقبل اي شيء في حل مشكلة النازحين".

وفي الموضوع الامني، قال الرئيس بري: "ان اندحار وانهيار داعش عند حدود لبنان وفي المنطقة ارخى بظله ارتياحا امنيا على الوضع الامني في لبنان، وهذا لا يعني ان نسترخي ونتهاون، وسنبقى متيقظين في مواجهة اي محاولة لزعزعة الامن والاستقرار الداخلي".

وعن الوضع في الجنوب، قال: "لبنان اكثر البلدان امنا واستقرارا منذ عام 2006، وتحديدا الجنوب الذي يعتبر اكثر امنا وافضل من اوروبا من الناحية الامنية".

واستبعد "أي تصعيد امني في مخيم عين الحلوة"، مشيرا الى انه يتابع الملف "برمته وبكل تداعياته مع الفاعليات الصيداوية الدينية والسياسية ومع القيادات الفلسطينية".

سوينغ

وكان الرئيس بري استقبل في دارته في المصيلح، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة السفير وليم سوينغ، ترافقه المديرة الاقليمية للمنظمة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا كارميلا غودوة، ممثلة المنظمة في مكتب بيروت ريان دعيبس ومدير مكتب المنظمة في بيروت فوزي الزيود، وتم البحث في التعاون بين لبنان والمنظمة.

وقال سوينغ بعد اللقاء: "سررنا بلقاء رئيس مجلس النواب اللبناني، وكان اللقاء مع دولته مثمرا والزيارة كانت مناسبة لشكر لبنان مجلسا نيابيا وحكومة وشعبا على تعاونهم مع المنظمة. وهي ايضا مناسبة لتقدير لبنان على استضافته اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري وما يقارب 500 الف لاجىء فلسطيني، وبحث كيفية مساعدة لبنان في هذا المجال. كما وضعنا الرئيس بري في اجواء المؤتمر الذي تشارك فيه المنظمة والذي سيعقد في مبنى الاسكوا في بيروت".

سفيرة الاوروغواي

كما استقبل الرئيس بري سفيرة الاوروغواي لدى لبنان الدكتورة مارتا انيز بيتزانيللي، وتم البحث في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

الرياشي: مجلس الوزراء يبت الخميس في بعبدا بقانون الضرائب لانها ايرادات اساسية للسلسلة وهناك تقدم كبير في النقاش لانه كان في العمق

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في السراي الحكومي جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، خصصت لمناقشة موضوع ابطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب والاقتراحات المطروحة لمعالجة نتائجه.

بعد الجلسة التي استمرت حتى الرابعة الا ربعا عصرا، ادلى وزير الاعلام ملحم الرياشي بالمعلومات الرسمية الاتية: "بحث مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية الثانية في قرار المجلس الدستوري، وكان البحث معمقا في قانون الايرادات المنوي ضمه الى الموازنة لتأمين مصادر دخل لسلسلة الرتب والرواتب، والبحث لم ينته وسيستكمل يوم الخميس المقبل في جلسة تعقد في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، على امل ان يبت مبدئيا مشروع القانون ويحول الى المجلس النيابي".

سئل: هل سيتم فصل قانون الضرائب عن الموازنة؟

اجاب: "نحن نبحث في قانون الضرائب لانها ايرادات اساسية للسلسلة، ويوم الخميس يبت الامر".

سئل: هل سيتم دفع الرواتب على اساس السلسلة؟

اجاب: "يوم الخميس سيبت التعامل مع الموضوع".

سئل:هل هناك تقدم في النقاش؟

اجاب: "هناك تقدم كبير جدا لان النقاش كان في العمق".

 

التيار المستقل: لحكومة تكنوقراط حيادية تحضر للانتخابات

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الاسبوعي برئاسة اللواء عصام ابو جمرة، وأصدر البيان التالي: "بعد ما عاناه المواطنون طيلة سنوات انتظار لصدور قانون الانتخابات النيابية وما يعانونه بعده من جهد لفهم القانون البدعة الصادر وصعوبة في تنفيذه، وبعد ما عاناه المواطنون من انتظار لصدور قانون السلسلة ومرارة بعد صدور قانون الضرائب وما حمله للمواطن من هموم تطبيقه وهموم صدوره مجددا بعد إلغائه من المجلس الدستوري، وبعد ما عاناه المواطنون مستأجرين ومؤجرين طيلة سنوات وما زالوا يعانون من قانون الايجار الذي ما زال بين اخذ وردفي تطبيقه، أثنى المجتمعون على قرار المجلس الدستوري الجريء والمحق، بالغاء قانون فرض الضرائب العشوائي رقم 46 والذي واجه ضغوط الاحراج السياسي من العورات التي انكشفت عقب صدوره. فثبت مرة اخرى ان في لبنان قضاة يشهد لهم بكفاءاتهم وجرأتهم في مقاربة الملفات الكبرى ليبقوا حماة الدستور وخط الدفاع الحصين عن حق المواطن. وطالبوا مجلس الوزراء والمجلس النيابي، بجدية درس مشاريع القوانين ودستوريتها قبل اقرارها، حفاظا على حقوق الشعب الذي يئس من حكمهم وانتزع المقود منهم ليتولى بالاضراب زمام الامور".

أضاف البيان: "حفاظا على العدالة في الانتخابات النيابية، أكد المجتمعون ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط حيادية مصغرة من غير المرشحين للانتخابات النيابية، تتولى التحضير للانتخابات بعيدا عن منطق المحاصصات وتقاذف الاتهامات بين الوزراء، حتى بلوغ الشلل في تسيير شؤون الدولة والمواطنين، وان يعتمد بعد الانتخابات النيابية، مبدأ الفصل بين لنيابة والوزارة لتتحقق مقولة المحاسبة للحكومة في النظام البرلماني الديموقراطي. وكرر المجتمعون مطالبة مجلس الوزراء ايلاء الاهتمام الكافي لملف اعادة النازحين السوريين الى بلدهما بواسطة الامم المتحدة ومباشرة مع النازحين بالطرق المناسبة بعدما اصبح الاستقرار في بعض مناطق سوريا مطمئنا واصبح بقاؤهم يشكل ثقلا على الوضع الديمغرافي، و يهدد الاستقرارالمالي والاجتماعي والامني في لبنان. ومع شكرنا لفرنسا على موقفها من اليونيفيل وتسهيلا لمتابعة تطبيق القرار 1701 على الحدود الجنوبية ومع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، راى المجتمعون ضرورة الحصول مستقبلا، من الدولة السورية، على اعتراف خطي بان مزارع شبعا لبنانية ليشملها القرار 1701 ويتمكن لبنان من استعادتها بواسطة الامم المتحدة وانهاء ذريعة قميص عثمان لزعزعة الاستقرار على حدوده الجنوبية".

 

الراعي تابع التحضير لليوبيل ال250 لوفاة العلامة يوسف السمعاني

الثلاثاء 26 أيلول 2017/وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وفدا من اللجنة التحضيرية لليوبيل ال250 لوفاة العلامة يوسف سمعان السمعاني في حصرون الصيف المقبل، برئاسة القيم البطريركي في روما المونسنيور طوني جبران. وضم الوفد رئيس البلدية جيرار السمعاني وكاهن الرعية الخوري أنطونيوس جبارة، أمين إعلام اللجنة أنطوان العامرية وبول فرح ونقولا لطيف، في حضور المهندس جو صوما وأفراد عائلته. وعرض المونسنيور جبران للبطريرك تأليف اللجنة والاستعدادات التي ستقوم بها تحضيرا لإقامة إيام السمعاني في مسقط رأسه حصرون برعاية البطريرك، والتي تنطلق يوم عيد انتقال السيدة العذراء صيف 2018 بقداس احتفالي يترأسه الراعي، في حضور فاعليات سياسية واجتماعية وثقافية وروحية على أعلى المستويات. وأشار الى المساهمة المالية الكبيرة التي قدمها المهندس جو صوما على نية والديه لتجميل مذبح كنيسة القديسة حنة بالموزاييك الإيطالي. بارك الراعي الخطوة مؤكدا أن "حصرون هي بلدة العلامة والبطاركة ولها دور كبير في تاريخ الكنيسة المارونية، حتى أنها قدمت للمدرسة المارونية في روما 36 تلميذا لتكون البلدة الأولى قبل إهدن التي قدمت 23 تلميذا". وأثنى على المساهمة التي قدمها المهندس صوما للكنيسة داعيا الى "التعاون الدائم بين البلدية والوقف والأهالي لما فيه مصلحة وردة الجبل".

وهنأ رئيس البلدية على الإنجازات التي حققها المجلس البلدي خلال سنة من تسلمه المسؤولية. الى ذلك إستقبل الراعي الدكتور بدر حسون وأفراد عائلته، في زيارة شكر على زيارته التاريخية للقرية البيئية، وأكد حسون "دوره الوطني الهادف الى تعزيز الوحدة بين اللبنانيين وتحفيز الرجال الحرفيين على إكمال مسيرتهم الصناعية التي تعكس صورة لبنان الحقيقية داخليا وخارجيا". وأثنى البطريرك على عمل العائلة وتضامنها متمنيا لها النجاح الدائم والتقدم والازدهار لقريتهم البيئية في منطقة الكورة. بعدها استقبل الراعي المفتش العام الاداري الدكتور طانيوس الحلبي وعرض معه شؤونا تربوية وإدارية. والتقى رئيس المجلس العدلي السابق القاضي انطوني عيسى الخوري الذي قدم للراعي نسخة من كتاب جده بربر عيسى الخوري رئيس قصبة بشري عام 1917.

ومن زوار الديمان وفد من قوى الامن الداخلي ضم قائد سرية درك اميون المقدم الياس ابراهيم وآمر فصيلة درك البترون النقيب ايلي ابي فاضل وآمر فصيلة درك بشري النقيب سيدريك سلوم، رجل الاعمال انطوان ازعور فالأخت لوسيان الشالوحي من راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع.

وعرض أزعور للبطريرك عمل مكتب التنسيق بين المؤسسات البطريركية، متابعة لتوصيات اللقاء الموسع لهذه المؤسسات المتعلقة بقطاعات السكن والصحة والتربية وكيفية تطبيق المبادرات العملية لدعم هذه القطاعات، بالإضافة الى المبادرات الإنمائية البعيدة المدى.

وشدد الراعي على ضرورة تفعيل آليات تطبيق هذه المبادرات التي توفر الدعم الكنسي المطلوب للمواطنين، وبخاصة للطبقات المحتاجة. ودعا الراعي الى الإسراع في تحقيقها "بدءا بالمناطق الجبلية الريفية لترسيخ أبنائها فيها ترجمة للمفهوم المعاصر للانماء الذي يعني تثبيت الناس في أرضهم وقراهم الريفية".

 

حسن فضل الله: لاغتنام الفرصة وعدم المكابرة في العلاقة مع دمشق كيف ستعيدون النازحين إذا لم تتكلموا مع الحكومة السورية

الثلاثاء 26 أيلول 2017 /وطنية - دعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، "الفريق الآخر إلى اغتنام الفرصة وعدم المكابرة في العلاقة مع سوريا التي يجب أن تكون علاقة طبيعية". ورأى أن "هذا الصخب السياسي والإعلامي الذي يحدث كلما التقى وزير مع وزير هو خارج السياقات الوطنية، وخارج المصلحة الوطنية والإطار القانوني". ولفت الى أن "هناك علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا"، مشيرا إلى "تعيين الحكومة اللبنانية برئاسة رئيسها ووجود أعضائها، سفيرا للبنان في دمشق منذ أقل من شهرين"، مذكرا "الفريق الآخر بأن مطلبه الدائم كان في السابق إقامة علاقات ديبلوماسية وفتح سفارات"، متسائلا: "أين المشكلة إذا ما التقى وزير خارجية مع وزير خارجية؟". وقال فضل الله في خلال المجلس العاشورائي الذي يقيمه العلامة الشيخ عبد الحسين صادق في النادي الحسيني لمدينة النبطية في حضور عضو كتلة التنمية النائب أيوب حميد وشخصيات: "من الطبيعي أن تتم اللقاءات، وأن يتم التشاور والحوار لأن هناك مصالح كبرى بيننا وبين سوريا، وليس فقط ملف النازحين رغم أهميته، فسوريا تعطيكم الكهرباء وتناشدونها كي لا تقفل الحدود قليلا كي تمرروا البضائع والمزروعات وما شابه، فلماذا هذه الضجة التي تثار إذا كان هناك لقاءات؟!".

وقال: "هذا أمر طبيعي أن يلتقي وزراء الخارجية، وأن يزور وزراء لبنانيون سوريا، وأن يزور وزراء سوريون لبنان. هذا هو السياق المنطقي الطبيعي، وكل أمر غير ذلك هو خارج إطار هذا السياق الطبيعي وخارج إطار المصلحة الوطنية العليا".

وسأل فضل الله: "كيف ستعيدون النازحين وبأي طريقة سترجعونهم إذا لم تتكلموا مع الحكومة السورية؟". ولفت الى أن "هذه الحكومة هي حكومة شرعية منتخبة معترف بها من أعلى هيئة دولية وهي الأمم المتحدة"، مستهجنا "مواقف البعض في لبنان الذين يعتبرون أن بإمكانهم عدم الإعتراف بهذه العلاقات وفرض هذا المنطق على لبنان، في حين أن من يفرض ذلك هو الدستور والقانون والإتفاقات المشتركة والقانون الدولي الذي يرعى مثل هذه الأمور الدبلوماسية". ودعا إلى "تعزيز التلاقي مع سوريا وتعزيز الزيارات والحوارات وتبادل الآراء من أجل معالجة الكثير من المشاكل والقضايا".

وتطرق إلى الوضع الإجتماعي قائلا: "هناك ملفات حيوية على صعد مختلفة من مسؤولية الحكومة اللبنانية، ونحن جزء من هذه الحكومة ونسعى داخلها لمعالجة هذه الملفات. هناك أناس يريدون أن يحملوا "حزب الله" أكثر من طاقته على المستوى الداخلي، ويقولون إنكم حزب إقليمي يغير معادلات في المنطقة، ولكنكم أحيانا لا تأتون بالماء أو الكهرباء للناس أو بشأن خلق فرص عمل ومواجهة فساد معين. إننا نواجه أعداء الخارج بالمقاومة وقوة السلاح، أما في الداخل فالمعادلة مختلفة تماما، حيث أن هناك آليات قانونية ودستورية نلجأ إليها ونعمل من خلالها، لأن المقاومة لا تبحث فيما تحققه من إنجازات على المستوى الوطني العام عن مكاسب داخلية، ولا تريد أن توظِّف ذلك في أي مكاسب داخلي ، بل اننا سنواجه الملفات الداخل من خلال الآليات المعتمدة على المستوى السياسي والدستوري والقانوني".

حميد

أما حميد، فأكد دعم "الحراك الذي يقوده الإتحاد العمالي العام وبقية القوى النقابية التي تسعى إلى الإيفاء بما تستحقه، أكان ذلك على مستوى الوفاء بالقانون أو إعطاء الناس ما تستحق". وقال: "هذه الفئات من الشعب انتظرت استيفاء حقوقها لسنين خلت، لذا فإننا حينما نشهد هذا الجهد وهذا الحراك فإننا من الطبيعي أن نكون منحازين إليهم وإلى إنصافهم وإعطاء كل مستحق ما يستحق، ذلك حق علينا جميعا لا يمكن التنكر له، ولا يمكن الإبقاء على حالة التخبط التي تعيشها حكومتنا اليوم جراء ما صدر عن المجلس الدستوري"

 

رعد: الكيان الصهيوني يعيش القلق بعد قضائنا على داعش

الثلاثاء 26 أيلول 2017 / وطنية - أكد رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في المجلس العاشورائي في بلدة قعقعية الجسر في النبطية، "أن الكيان الصهيوني يعيش القلق بعد قضائنا على داعش التكفيري"، وقال:"إننا بكل ثقة وكل تواضع أصبحنا اليوم الشغل الشاغل لكل الدنيا"، لافتا "إلى القلق الذي تعيشه اسرائيل الآن، وقلق الذين دعموا داعش، والحيرة التي تعيشها الدول الأوروبية فيما هم الأميركيين في كيفية حفظ الكيان الصهيوني وحماية أمنه"، ومشيرا "الى المناورات التي يجريها العدو وما إلى ذلك من مؤامرات وتحضيرات واستعدادات. اضاف :"إن كل ما يفعلونه وكل مشاريعهم ستندحر طالما موجود في نفوسنا عزم الحسين وعشقه"، موضحا "إن إسرائيل مربكة ومتعبة، وليست قادرة على النهوض لتشن حربا عدوانية جديدة، فالدواعش انتهوا وهم في الصفحة الأخيرة من صفحات كتابهم، وهم يريدون الآن إشغالنا بالأكراد في شمال العراق وفي الإستفتاء حول انفصال كردستان عن العراق، وإنما يدل ذلك على مدى إرباكهم بحيث لا يدرون ماذا يفعلون معنا". وختم رعد "أن يد المقاومة هي العليا إن شاء الله بفضل الإلتزام بنهج الحسين عليه السلام".