المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 23 شرين الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.october23.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!».

اوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار، ولا عَابِدو الأَوْثَان، ولا الزُّنَاة، ولا المُفْسِدُون، ولا مُضَاجِعُو الذُّكُور، ولا السَّارِقُون، ولا الطَّمَّاعُون، ولا السِّكِّيرُون، ولا الشَّتَّامُون، ولا الخَاطِفُون، يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله!

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/الخميرة الإيمانية/23 تشرين الأول/17

الياس بجاني/جعجع يغرف دون إذن من مصطلحات البيك جنبلاط

الياس بجاني/لو دامت لغيركم ما وصلت لكم

الياس بجاني/داني شمعون وكل الشهداء هم الخميرة الإيمانية التي تخمر بإستمرار عجين وطن الأرز/بالصوت كلمة النائب دوري شمعون بعد القداس الذي اقيم بالمناسبة

داني شمعون وكل شهداء ال 10452كلم مربع هم الخميرة الإيمانية التي تخمر باستمرار عجين وطن الأرز/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رئيس الاحرار في ذكرى استشهاد داني شمعون: آمل أن نصل إلى لبنان الذي نريد لا إلى لبنان الذي يحاولون جرنا إليه

واكيم لعميد الخارجية في “السوري القومي”: مشروعكم يحاكم.. وسندرس الخطوات اللاحقة بحقكم

فورين بوليسي”: أسباب تدفع للإعتقاد بأن لبنان على شفير حرب مع إسرائيل

قاطيشا: الظروف تحول دون تسريع خطوات المصالحة بين “القوات” و”المردة”

هل أخلّ “العهد” بأحد بنود التسوية؟.. “القوات”: نستقيل من الحكومة إذا حصل التطبيع مع دمشق

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/10/2017

كتبت الصحافية ميرفت سيوفي على صفحتها

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حاكم أستراليا وقرينته وصلا إلى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارة رسمية

الكتائب: محاولة احراق مقرنا في عكار تاتي ترجمة لتهديدات جماعات لا تؤمن بلبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه

الزعما خلف الشعرا/ماري القصّيفي/فايسبوك

طبول اﻻنتخابات قُرعت... فنبشت قبور الماضي!

مرشح الحزب القومي حاول احراق مكتبي "القوات" و"الكتائب"؟

مصدر في القوات للديار: وزراء القوات متجهون الى الاستقالة من الحكومة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل الضابط الذي عيِّن بديلاً لعصام زهر الدين

الملك سلمان: ما يربط السعودية بالعراق أواصر دم وتاريخ

الجبير: بحثنا مع تيلرسون خطر إيران وأزمة قطر

الرياض: خبر زيارة مسؤول سعودي لإسرائيل عار عن الصحة

السيسي بعد حادث الواحات: سنواجه الإرهاب ومن يموله

بعد انسحاب داعش.. 100 جثة بلا رأس بريف حمص أكثر من 65 شخصاً في عداد المفقودين من البلدة نفسها

لماذا تركت واشنطن أكراد العراق لمصيرهم؟!

هذه هي خطط واشنطن لإبعاد العراق عن إيران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تقوم الكنيسة بمبادرات إستثنائية قريباً/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

التطبيع مع الأسد «ماشي» وإعمار سوريا أوّلاً/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الحُكم على قَتَلة بشير.. يوحِّد جبهة اليمين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

لماذا أحب جبران باسيل/أحمد عدنان/عكاظ

قائد الجيش في واشنطن... زيارة متعدِّدة الأبعاد/ربى منذر/جريدة الجمهورية

تعايشٌ وتنافسٌ بين الحروبِ والتسويات/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

 لبنان في دائرة المواجهة بين إسرائيل وإيران/جويس كرم/الحياة

عن تهمة المسيحيين بالعمالة/بسام أبو زيد/بسام أبو زيد/الديار

«حزب الله» والمسيحيون: القرار القضائي.. والحاجز/وسام سعادة/المستقبل

النظام يستعيد التهجير والتدمير في الغوطة/علي الحسيني/المستقبل

المشرق العربي... أمام إعادة تعريف الحدود/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الأكراد بين العراق وسوريا/رضوان السيد/الإتحاد

إيران واستراتيجية ترمب/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

غلبت إيران الكرد... فهل تعوّم واشنطن بارزاني/جورج سمعان/الحياة

مأزق واشنطن مع طهران وبيونج يانج/د.عبد الله المدني/الإتحاد

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من سولت ليك سيتي: على المسلمين والمسيحيين البقاء في الشرق وإلا أصبح أرضا للارهابيين

جعجع من اوستراليا: الوضع ليس جيدا في لبنان ووضع القضاء لا نحسد عليه واسرع قرار ظني في تاريخ الجمهورية كان في حقي ونعول على اللبنانيين في الخارج لاحداث تغيير

وقفة تضامنية مع القوات والكتائب في منيارة: اعتداء يستهدف الحرية والأحرار والعكاريين وقوى ثورة الأرز

الرياشي: إذا اصبح حضور القوات في الحكومة لزوم ما لا يلزم ستستقيل لست مرشحا للانتخابات النيابية إلا اذا رأى رئيس الحزب مصلحة في ذلك

أبرشية زحلة للكاثوليك: نأسف لتحويل ذكرى غياب سكاف إلى منبر للتهجم على المطران درويش

سكاف في الذكرى الثانية لرحيل زوجها: زمن الالغاء ولى وخيارتنا الانتخابية واضحة وسأخوض المعركة الديمقراطية

أرسلان في تأبين زهر الدين: لم ندخل يوما في معركة على قاعدة الربح والخسارة وسنكمل مسيرة العيش بعزتنا وكرامتنا

قاسم: من يريد شهادات وطنية عليه أن يأخذها من الذين ضحوا وأعطوا لا من الذين تلوثوا بشكل أو بآخر وبدأوا يعطون شهادات وطنية

قاووق: لا استقرار في لبنان طالما هناك قواعد وممرات لداعش والنصرة في سوريا

حسن فضل الله: من يريد أن يكون لديه شعبية عليه أن يضع يده بيد من يسعى لمعالجة المشكلات الحياتية للمواطنين

 

تفاصيل النشرة

وَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!».

إنجيل القدّيس متّى13/من01حتى09/:"خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ البَيْت، فَجَلَسَ على شَاطئِ البُحَيْرَة. وٱحْتَشَدَتْ لَدَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلى السَّفِينَةِ وجَلَس. وكَانَ الجَمْعُ كُلُّهُ واقِفًا على الشَّاطِئ. فَكَلَّمَهُم بِأَمْثَالٍ عَنْ أُمُورٍ كَثِيْرَةٍ قَائِلاً: «هُوَذَا الزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَع. وفيمَا هُوَ يَزْرَع، وقَعَ بَعْضُ الحَبِّ على جَانِبِ الطَّرِيق، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وأَكَلَتْهُ. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ تُرَابُهَا قَلِيل، فَنَبَتَ في الحَالِ لأَنَّ تُرَابَهُ لَمْ يَكُنْ عَمِيقًا. وأَشْرَقَتِ الشَّمْسُ فَٱحْتَرَق، وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِس. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ بَينَ الشَّوْك، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!».

 

أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار، ولا عَابِدو الأَوْثَان، ولا الزُّنَاة، ولا المُفْسِدُون، ولا مُضَاجِعُو الذُّكُور، ولا السَّارِقُون، ولا الطَّمَّاعُون، ولا السِّكِّيرُون، ولا الشَّتَّامُون، ولا الخَاطِفُون، يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله!

 رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس06/من01حتى11/:"يا إِخوَتِي، إِذَا كَانَ لأَحَدِكُم دَعْوَى عَلى أَحَدِ الإِخْوَة، فَهَلْ يَجْرُؤُ أَنْ يُحَاكِمَهُ عِنْدَ الوَثَنِيِّينَ الظَّالِمين، لا عِنْدَ الإِخْوَةِ القِدِّيسِين؟ أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ القِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ العَالَم؟ وإِذَا كُنْتُم سَتَدينُونَ العَالَم، أَتَكُونُونَ غَيْرَ أَهْلٍ أَنْ تَحْكُمُوا في أَصْغَرِ الأُمُور؟ أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ المَلائِكَة؟ فَكَم بِالأَحْرَى أَنْ نَحْكُمَ في أُمُورِ هذِهِ الحَيَاة‍‍! إِذًا، إِنْ كَانَ عِنْدَكُم دَعَاوَى في أُمُورِ هذِه الحَيَاة، فَهَل تُقِيمُونَ لِلحُكْمِ فيهَا أُولئِكَ الَّذِينَ تَرْذُلُهُمُ الكَنِيسَة؟ أَقُولُ هذِا لإِخْجَالِكُم! أَهكَذَا لَيْسَ فِيكُم حَكِيمٌ وَاحِدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ أَخٍ وأَخِيه؟ بَلْ يُحَاكِمُ الأَخُ أَخَاه، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ لَدَى غَيرِ المُؤْمِنِين! وفي كُلِّ حَال، إِنَّهُ لَعَيْبٌ عَلَيْكُم أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم دَعَاوَى! أَلَيْسَ أَحْرَى بَكُم أَنْ تَحْتَمِلُوا الظُّلْم؟ وَأَحْرَى بِكُم أَنْ تتَقَبَّلُوا السَّلْب؟ ولكِنَّكُم أَنْتُم تَظْلِمُونَ وتَسْلُبُون، وتَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِمَنْ هُم إِخْوَة! أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله؟ فَلا تَضِلُّوا! فلا الفُجَّار، ولا عَابِدو الأَوْثَان، ولا الزُّنَاة، ولا المُفْسِدُون، ولا مُضَاجِعُو الذُّكُور، ولا السَّارِقُون، ولا الطَّمَّاعُون، ولا السِّكِّيرُون، ولا الشَّتَّامُون، ولا الخَاطِفُون، يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله! ولَقَد كَانَ بَعْضُكُم كَذَلِكَ! لكِنَّكُمُ ٱغْتَسَلْتُم، لكِنَّكُم قُدِّسْتُم، لكِنَّكُم بُرِّرْتُم بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، وَبِرُوحِ إِلهِنَا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الخميرة الإيمانية

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/الخميرة الإيمانية/23 تشرين الأول/17/أضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/

 

جعجع يغرف دون إذن من مصطلحات البيك جنبلاط

الياس بجاني/22 تشرين الأول/17

"ساعة تخلي" مصطلح ملكيته حصرية للنائب جنبلاط واستعماله من قِّبل جعجع من استراليا للخروج من ورطته هو تعدي على ملكية مفردات البيك ومن حق البيك مقاضاة الحكيم!..عسى أن لا يضطر الحكيم في الأيام القادمة لأستعارة مقولة البيك المميزة وهي "انتظار جثث الأعداء على صفاف الأنهر"..

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

لو دامت لغيركم ما وصلت لكم

الياس بجاني/22 تشرين الأول/17

إلى الذين يتوهمون في لبنان بان ما ملكوه بالتشبيح والعمالة وبغير حق من سلطة وثروات ومواقع سيدوم..

فلو دامت لغيركم ما وصلت لكم..اتعظوا واحسبوا حساباً ليوم الحساب!!

A note for those in Lebanon who unlawfully, unjustly and because of their treason became rich and gained power...Watch out for if richness and power remained with those who had them before you they would not have been now in your possession. Remember that No one can escape the Judgment Day

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

الياس بجاني/داني شمعون وكل الشهداء هم الخميرة الإيمانية التي تخمر بإستمرار عجين وطن الأرز/بالصوت كلمة النائب دوري شمعون بعد القداس الذي اقيم بالمناسبة

http://eliasbejjaninews.com/?p=59666

أقيم اليوم قداس وجناز لراحة أنفس الشهداء داني شمعون وزوجته وأولاده..وبعد الصلاة ألقى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون كلمة بالمناسبة/اضغط هن اللإستماع للكلمة (فورماتMP3)/21 تشرين الأول/17

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/dorry21.10.17.mp3

أقيم اليوم قداس وجناز لراحة أنفس الشهداء داني شمعون وزوجته وأولاده..وبعد الصلاة ألقى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون كلمة بالمناسبة/اضغط هن اللإستماع للكلمة (فورماتWMA)/21 تشرين الأول/17

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/dorry21.10.17.wma

 

داني شمعون وكل شهداء ال 10452كلم مربع هم الخميرة الإيمانية التي تخمر باستمرار عجين وطن الأرز

الياس بجاني/21 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59666

يعلمنا التاريخ بأن الأوطان التي لا يسقيها شبابها تضحيات وقرابين بسخاء ودون حساب تنهار مذابحها وتتشتت شعوبها وتنقرض وتهمش هويتها ويقتلع تاريخها وتنتهك كراماتها.

إن لبنان القداسة الذي انعم الله عليه بشباب لا يهابون الموت ولا يبخلون بالشهادة في سبيله من أمثال داني وعائلته، هذا اللبنان باق ولن تقوى عليه قوى الشر.

إن الشهادة تولد من فعل إيمان وفعل محبة: إيمان بوطن وقضية، ومحبة مجبولة بالعطاء ترقى بنبلها إلى حد تقديم الذات من أجل من نحب.

إن الشهداء هم نبراس ينير لنا الطريق للوصول إلى واحات الحرية، وحافزاً لنا لمتابعة رسالة القداسة والرقي.

اليوم ونحن نتذكر الشهيد داني شمعون وعائلته نؤكد أن إيماننا بالله وبلبنان وبحقنا بحياة حرة وكريمة يتطلب منا تحمل الآلام والاضطهاد كشعب مؤمن ومحب للسلم..

 وهذا ليس حبا بالألم، وإنما من اجل البلوغ إلى القيامة، قيامة الوطن وانتصاره على قوى الإحتلال لأن المجتمعات لا تبنى إلا بالحب والرجاء والتضحيات حتى الاستشهاد.

صلاتنا اليوم في ذكرى استشهاد داني شمعون وأفراد أسرته نرفعها من اجل السلام والوحدة في لبنان،

نرفعها من أجل المسؤولين ورجال الدين والسياسيين وكل العاملين بالشأن العام ليعوا التبعات الملقاة على عاتقهم ويتخطوا التبعية والمذلة والرضوخ للخارج، ويعودوا إلى ينابيع الإيمان والصدق والحرية والكرامة.

27 سنة انقضت على غياب الشهيد داني شمعون وأفراد أسرته وما زالت الجريمة النكراء تلك ماثلة في ذاكرة ووجدان وضمائر الأحرار والسياديين من أهلنا.

جريمة بشعة من سلسلة ارتكابات بربرية ودموية اقترفها المحتل السوري ومرتزقته المحليين الكفرة والأبالسة الذين ارتضوا وضعية الزلم والأدوات والمرتهنين.

مرتزقة من أهلنا للأسف بذل واحتقار للذات قبلوا بخنوع أدوار الملجميين والطرواديين، والإسخريوتيين الساقطين في كل تجارب الشياطين.

مرتزقة من أهلنا وطرواديين منهم مواطنين ومسؤلين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب مافياوية باعوا دماء الشهداء وهم عملياً السرطان الأخلاقي والقيمي والوطني الذي يفتك بوطننا وبشعبنا.

هؤلاء القيادات المسخ الذين يناصرون المحتل الإيراني اليوم قد  قفزوا فوق دماء الشهداء والتحقوا بالخانعين والطرواديين طمعاً بسلطة ونفوذ ترابيين.

27 سنة انقضت على جريمة اغتيال داني شمعون وعائلته وهي لا زالت تزرع في القلوب غصة، وفي العيون دموع تنهمر حسرة على أبطال شرفاء أبوا إلا أن يفتدوا بأرواحهم وطن الأرز وناسه.

لنصلي من أجل راحة أنفس داني شمعون وأفراد عائلته الشهداء، ومن أجل راحة أنفس كل الشهداء طالبين لهم الراحة الأبدية إلى جانب البررة .

بتقوى وعرفان بالجميل نذكر في صلاتنا كل شهيد من أهلنا بذل ذاته على مذبح وطننا الغالي من أجل أن يبقى لبناننا الرسالة والقداسة واحة للحرية والسيادة والاستقلال، وليبقّ اللبناني حراً وسيداً ومرفوع الرأس بعزة وشموخ.

إن الشهيد داني شمعون وأولاده الأطفال وزوجته أحبوا لبنان واللبنانيين حتى الشهادة فبذلوا أنفسهم على مذبحه قرابين طاهرة.

داني وعائلته الشهداء بنبلهم وتفانيهم ومحبتهم للوطن وإيمانهم الراسخ بحقه بحياة حرة وكريمة هم لبنان، هم كل اللبنانيين، هم الرمز، هم العطاء والكرامة.

داني وعائلته غابوا بالجسد إلا أنهم وككل الشهداء الأبرار والأبطال هم في قلوبنا والضمائر والذاكرة.

إنه بفضل تضحيات الشهداء بقي لبنان وبإذن الله هو باق ولن تقوى عليه شرور وإرهاب الأبالسة المحليين والدوليين والإقليميين.

إن كان من أمثولة يمكننا أن نستخلصها من حياة واستشهاد داني وعائلته، أو من وصية نستطيع أن نوجهها باسمه إلى جميع اللبنانيين، فإننا نتبنى كلام رسول الأمم، بولس إلى أهل فيليبي (02/01حتى05) حيث قال بصوت عال وصارخ:

(“فإِذا كانَ عِندَكم شأَنٌ لِلمُناشَدةِ بِالمسيح ولِما في المَحَبَّةِ مِن تَشْجيع، والمُشارَكةِ في الرُّوحِ والحَنانِ والرَّأفة، فأَتِمُّوا فَرَحي بِأَن تَكونوا على رأيٍ واحِدٍ ومَحَبَّةٍ واحِدة وقَلْبٍ واحِدٍ وفِكْرٍ واحِد. لا تَفعَلوا شَيئًا بِدافِعِ المُنافَسةِ أَوِ العُجْب، بل على كُلٍّ مِنكم أَن يَتواضَعَ ويَعُدَّ غَيرَه أَفضَلَ مِنه، ولا يَنظُرَنَّ أَحَدٌ إِلى ما لَه، بل إِلى ما لِغَيرِه. فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضاً في المَسيحِ يَسوع. هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة  بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب”.)

في الخلاصة، ما الحرية سوى نعمة مجانية وهبنا إياها الله لنكون احرارا في القول والتصرف والفكر والمعتقد، فيا أبانا السماوي انعم علينا بعطايا الثبات في الموقف والعناد في الشهادة للحق.

الشهيد داني شمعون وكل شهداء ال 10452كلم مربع هم الخميرة الإيمانية التي تخمر باستمرار عجين الوطن وتزرع الحب والعطاء والرجاء

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رئيس الاحرار في ذكرى استشهاد داني شمعون: آمل أن نصل إلى لبنان الذي نريد لا إلى لبنان الذي يحاولون جرنا إليه

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - أحيا حزب الوطنيين الأحرار الذكرى السنوية ال 27 لإستشهاد داني شمعون وزوجته أنغريد وولديه طارق وجوليان، بقداس الهي في دير مار أنطونيوس الكبير في السوديكو، ترأسه رئيس الدير الأب فريد ضومط، بمشاركة مطران جبل لبنان للسريان الأورثودكس جورج صليبا، ولفيف من الآباء، وخدمته جوقة المحبة. حضر القداس وزير الشؤون الإجتماعية بيار أبو عاصي ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الاحرار النائب دوري شمعون، النائب نديم الجميل، ممثل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل النائب فادي الهبر، الأمين العام للحزب الياس أبو عاصي، الوزيران السابقان زياد بارود وإدمون رزق، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي ممثلا بمستشاره الإعلامي أسعد بشارة، النائبة السابقة صولانج الجميل،النائب السابق فريد هيكل الخازن، سفيرة سويسرا في لبنان مونيكا شموتس، سفير المملكة الأردنية الهاشمية نبيل مصاروه، ممثلان عن سفارتي المملكة العربية السعودية دولة الإمارات العربية المتحدة، سفيرة لبنان في الأردن ترايسي شمعون، رئيس الرابطة المارونية النقيب أنطوان قليموس، مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري داوود الصايغ، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد وليد برغش، ممثل مدير المخابرات في الجيش العميد الركن أنطوان منصور العقيد فؤاد ذبيان، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العقيد الركن عبد الرحمن عيتاني، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد جورج الياس، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، نقيب المقاولين مارون الحلو، عضو المجلس الأعلى في الحزب كميل دوري شمعون، رئيس منظمة طلاب الأحرار سيمون درغام وأعضاء المجلس الأعلى في حزب الأحرار وعائلة شمعون والمحازبين. بعد الإنجيل المقدس، ألقى الأب ضومط عظة أكد فيها "أن الشهيد داني شمعون وعائلته قدموا حياتهم ذبيحة شهادة وحب على مذبح الوطن ليفتدوا الأحباء والأخوة ويكونوا كبش محرقة لإستمرارية الحرية والكرامة والعزة"، مشددا على "أن الشهيد داني وعائلته رووا بدمهم تراب الوطن ليزهر شهادة"، وقال: "نحن مستمرون بالنضال في سبيل وطن الرسالة".

شمعون

واستهل شمعون كلمته باستذكار الشهيد داني وعائلته، وقال: "عندما أرى أمامي في الكنيسة صورة داني والعائلة وتريسي وتمارا أفكر ماذا ترك داني؟ ولماذا حتى الآن لا يزال داني بفكرنا؟ الجواب بسيط لو أراد داني التهرب من مسؤوليته لأختار الطائرة الأولى وهاجر إلى الخارج تحدثت مع داني مرات عدة من مكان إقامتي وطالبته بأن يرسل زوجته وولديه إلى حيث أسكن خارج لبنان لكن داني رفض أن يترك لبنان، ورفضت أنغريد أيضا مغادرة لبنان، وحصل بعدها ما حصل"، وتمنى شمعون لو "أن كل الأشخاص الذين أستشهدوا من أجل القضية اللبنانية أعطى إستشهادهم نتيجة والحفاظ على ما تبقى، ولو أن الوضع تحسن منذ إستشهاد داني، ونحاول أن نحافظ على ما تحقق". وامل في "أن نصل إلى لبنان الذي نريد إلى جانب كل من وضع يده بيدنا لا إلى لبنان الذي يحاولون جرنا إليه". أضاف: "بعد أكثر من 30 عاما صدر الحكم العدلي بحق من أغتال الرئيس بشير الجميل ولا أتوقع صدور حكم جديد بجريمة إغتيال داني، ولكن كل من عرفوا داني وناضلوا معه وأحبوا لبنان مثله يتذكرونه كل سنة وكيف دافع عن البلد"، وتوجه الى الأحرار بالقول: "أفتخروا بحزبكم وطالما لدينا القوة أنا باق ونحن صامدون وأنتم إلى جانبنا".

وبعد القداس، تقبل شمعون إلى جانب العائلة التعازي من الشخصيات المشاركة في القداس.

 

واكيم لعميد الخارجية في “السوري القومي”: مشروعكم يحاكم.. وسندرس الخطوات اللاحقة بحقكم

موقع القوات اللبنانية/23 تشرين الأول/17/أكد مرشح “القوات اللبنانية” عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى عماد واكيم ، أن إغتيال رئيس للجمهورية جريمة دستورية كبيرة، والحزب “السوري القومي الإجتماعي” لا بمكنه أن ينصّب نفسه قاضياً عدلياً ويحكم على من يشاء. وشدد واكيم ضمن برنامج “بالمياشر” عبر الـ”otv”، على أن “القوات اللبنانية” والمسيحيين لم يكونوا يوماً عملاء لإسرائيل، بل إن “السوري القومي” كان مؤازراً لفريق يريد “كبّ المسيحيين بالبحر”. وذكّر واكيم بإعلان وزير العدل سليم جريصاتي ، عن أن لديه معلومات عن المحكومين في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل وأنه سيتابع القضية، مؤكدا أن “القوات” لن تعترف بالنظام السوري “ونعتبره كأنه غير موجود”. وتوجّه إلى عميد الخارجية في “السوري القومي” حسان صقر بالقول: أنتم اليوم في مشكلة مع القضاء ومع العهد، ومشروعكم يحاكم، وسندرس الخطوات اللاحقة بحقكم.

وختم واكيم بالقول: ما يهمنا ليس حبيب الشرتوني ونبيل العلم كأشخاص، بل محاكمة الحزب ” السوري القومي”، وكل هذا المحور الذي يعتمد سياسة الإغتيالات والتصفية الجسدية في العمل السياسي ضد من يختلفون معه بالرأي.

 

فورين بوليسي”: أسباب تدفع للإعتقاد بأن لبنان على شفير حرب مع إسرائيل

السياسة الكويتية, فورين بوليسي/23 تشرين الأول/17/كشفت مجلة “فورين بوليسي” أن الإسرائيليين من مختلف المشارب السياسية يتفقون على أنه في حال حرّك “حزب الله” صواريخه الدقيقة إلى الحدود الجنوبية للبنان، فإن إسرائيل ستردّ بقوة”، مشيرة إلى أن “الجيش الاسرائيلي راجع أخطاءه العسكرية بعد خسائره في حرب لبنان الثانية العام 2006 مجهّزاً نفسه للصراع المقبل مع “حزب الله”. وذكرت المجلة أنّ الجهد الإستخباراتي منصبّ منذ فترة على تقييم مدى تسليح إيران لـ”حزب الله” خلال السنوات العشر الأخيرة، مضيفة إن “إسرائيل لا تحاول بالضرورة تجنّب الحرب مهما كانت بشاعتها وأنّ الإسرائيليين يجمعون عموماً على أنه لا مفرّ من الاشتباك بل إنه قد يكون فرصة نظراً للوضع الراهن في لبنان”. وأشارت إلى أنّ “حزب الله” اكتسب خبرة قتالية خلال الحرب في سوريا ، لكنه تكبّد خسائر في العديد والعتاد، فضلاً عن الوضع السياسي المعقد بحيث لا يوجد لدى نصرالله ونوابه حافز للنزاع على أرضهم”- على حدّ قولها.

وفق السيناريوهات المبنيّة على المناورات فإنّ “الجيش الإسرائيلي يخطّط عند اندلاع شرارة الحرب لاستخدام قوّته الفائقة لإجبار “حزب الله” على خوض حرب تقليدية وهناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الحرب القادمة ستبدو أشبه بحرب لبنان الأولى العام 1982. وإذا كان الأمر كذلك، فإن “حزب الله” سيعتمد تكتيكات منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1982 بجعل الإجتياح البري مكلفاً بالنسبة لإسرائيل ولبنان والمجتمع الدولي”. وعن الموقف الأميركي، ذكرت “فورين بوليسي”، أنه :من دون قيادة إستراتيجية لن تتمكن الولايات المتحدة من إيقاف نصرالله ونتانياهو من الشروع في حرب غبية”، مضيفة إنه “على الولايات المتحدة أن تفكر بموقفها المستقبلي بدقة وتستعد لاختبار تحالفاتها الإقليمية وتموضعها العالمي، كما عليها الاعترف بأن أي اشتباك بين إسرائيل و”حزب الله” سيتطور إلى حرب لبنانية – إسرائيلية”. وأضافت إن “المضاعفات الناجمة عن السيناريو المحتمل الذي يشارك فيه الجيش اللبناني في قتال الجيش الإسرائيلي إلى جانب “حزب الله” واضحة”، لافتة إلى أن “أيّ إدارة أميركية أخرى كانت سترى في الأمر فرصة للحوار مع إيران في ملف ليس مرتبطاً بالقضية النووية”. وأكدت أنه “يجب على الولايات المتحدة أن تتبع ستراتيجية مزدوجة تقوم على التأكيد العلني القوي على سيادة لبنان وقيادة ميشال عون والالتزامات العسكرية غير المعلنة تجاه الأردن الذي سيتأثر سلباً بأي حرب مقبلة لجهة تدفق اللاجئين السوريين في لبنان إليه”. ورأت أنه “سيكون لهذه الخطوات تأثير لجهة تأكيد دعم الولايات المتحدة للوضع الإقليمي الراهن الذي يبقى أقلّ الخيارات سوءاً”، معتبرة أنه “سيكون من الجيد أن تقوم الولايات المتحدة باتصالاتها المتنوعة في دول الشرق الأوسط والتواصل مع القادة غير الحكوميين من خلال قنوات غير رسمية بهدف إرساء أساس أوسع للعلاقات الإقليمية”.

 

قاطيشا: الظروف تحول دون تسريع خطوات المصالحة بين “القوات” و”المردة”

الأنباء الكويتية/23 تشرين الأول/17/رأى مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد الركن المتقاعد وهبي قاطيشا ، ان المصالحة بين “القوات” وتيار “المردة”، تسير بخطوات بطيئة وبعيدا عن الأضواء الإعلامية، لتفادي التنغيص عليها وعرقلتها من قبل المتضررين المحليين منهم والإقلميين، مؤكدا بالتالي ان هذا المسار الوطني الذي يرسمه د. سمير جعجع بدقة وعناية فائقة، لا بد من ان يصل الى خواتيم سعيدة تعيد للمسيحيين دورهم الريادي في المعادلة اللبنانية، مؤكدا ان كل “القوات اللبنانية” عازمة على استكمال عناصر المصالحة مع “المردة” إيمانا منهما بأن الدولة الحقيقية والقوية لا تكتمل عناصر قيامتها إلا بوحدة المسيحيين، وبطي صفحة الخلافات بينهم وببلسمة الجراح مهما كانت عميقة وقاسية. وردا على سؤال، لفت وهبي في تصريح إلى صحيفة “الأنباء” الكويتية، الى ان الظروف المحلية والإقليمية تحول دون تسريع خطوات المصالحة بين “القوات” و”المردة”، وبالتالي فإن عملية تبديد أسباب الخصام الكبير بين معراب وبنشعي غير متوقفة على قرار من الطرفين، انما هي مرتبطة بعوامل اقليمية وأهمها ايجاد حل لنظام الأسد في سوريا ، خصوصا ان الأسد ووكلاءه في لبنان يعتبرون انفسهم متضررين من كل مصالحة بين المسيحيين، لأنهم يدركون ان قوتهم السياسية لا تقوم الا على شرذمة المسيحيين عبر تحويلهم الى مجموعات وأحزاب متصارعة سياسيا وعقائديا، وهو ما فعلته مخابرات النظام السوري في زمن وصايتها على لبنان. واستطرادا، اكد قاطيشا ان التقارب بين “القوات” و”المردة” لا ولن يخدش المصالحة التاريخية بين معراب والرابية ، لا بل يتكامل مع كل المصالحات الداخلية سواء بين المسيحيين او بين اي فريقين لبنانيين، باستثناء الخارجين منهم عن الشرعية اللبنانية ذوي الأجندات الإقليمية، وإذا كان هناك من يعتبر ان التقارب بين “القوات” و”المردة” يحد من طموحاته وأحلامه، فعليه ان يعيد حساباته، لأن قطار معراب باتجاه تلاقي المسيحيين حول مشروع الدولة انطلق، ولن تتمكن اي قوى محلية كانت ام خارجية من فرملة مساره او من اخراجه عن سكته المرسومة بدقة بعناية. وختاما، اكد قاطيشا ان النائب ستريدا جعجع ما كانت لتتقدم بكل ثقة وشجاعة باعتذارها من اهالي زغرتا فردا فردا ، لولا ايمانها بأن وحدة المسيحيين وكل اللبنانيين اهم وأسمى من الحسابات الشخصية والخاصة، علما ان النائب جعجع لم تقصد اهانة الزغرتاويين او حتى خدش مشاعرهم، الا ان المتضررين من التقارب بين “القوات” و”المردة” اصحاب الأجندة الأسدية – الإيرانية، ارادوا الإستثمار في كلامها لصالح سياساتهم وطموحاتهم، الا ان ما فات هؤلاء هو ان “القوات اللبنانية” وعلى رأسها د. سمير جعجع تتميز عن غيرها من المكونات السياسية بشجاعة الإعتذار والإعتراف بالخطأ.

 

هل أخلّ “العهد” بأحد بنود التسوية؟.. “القوات”: نستقيل من الحكومة إذا حصل التطبيع مع دمشق

الأنباء الكويتية/23 تشرين الأول/17/من موازنة 2017 التي ما تزال ارتدادات اقرارها المشوب بالثغرات الدستورية الى موازنة 2018 المأمول ان تراعي التوازنات السياسية والتنموية والضرائبية والـحسابيـة المـرتبـطـة بالنصوص الدستورية على نحو افضل، يبدو ان “التسوية السياسية” ستأخذ موازنة السنة المقبلة بالاحضان، وترعى وصولها الى شاطئ الأمان التشريعي قبل نهاية السنة الحالية تمهيدا للانتقال الى الملفات الشائكة الاخرى، وفي طليعتها ملف الكهرباء والاتصالات والنفط التي فَضّت أو كادت الشراكة الظرفية بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. وتتحدث مصادر متابعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية، عن التعارضات بين اركان التسوية السياسية التي اوصلت العماد ميشال عون الى الرئاسة الاولى وسعد الحريري الى الثالثة وانتجت قانون الإنتخاب وسلسلة الرتب والرواتب والموازنة العامة بعد 12 عاما على آخر موازنة، واخيرا التشكيلات والتعيينات بمعزل عما اعتراها من محاصصات ومحسوبيات، واشارت إلى أن العهد أخلّ بأحد بنود التسوية، وهو النأي بالنفس، حين زار وزراء من “أمل” و”حزب الله” و”المردة” دمشق ، وحين التقى الوزير جبران باسيل بوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم في نيويورك دون استئذان الحكومة او رئيسها.

من جهته، رئيس حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع اكد من أستراليا ان هدف “القوات” ليس المزيد من النواب والوزراء في السلطة رغم انه حق مشروع. وقال: الوقت ليس جيدا في لبنان لأن الدولة عندنا ليست دولة فعلية باعتبار ان القرار ليس بيدها، مثل قرار فريق لبناني خوض حرب 2006 او قراره الذهاب الى القتال في سورياة وفي الواقع ان “حزب الله” يسيطر على قرار الدولة الاستراتيجي. اما السبب الثاني، فهو الفساد وعدم الكفاءة داخل الدولة، ومن هذا المنطلق نولي الإنتخابات المقبلة كل الاهتمام، وحث المغتربين على الاقتراع في السفارات والقنصليات. جعجع توجه بالشكر الى الرئيس عون حيال حكم المجلس العدلي على المتهمين بإغتيال الرئيس المنتخب الشهيد بشير الجميل ، مذكرا من يتهمون الجميل و”القوات” بالتعامل مع إسرائيل بأن إيران اخذت السلاح من إسرائيل في حربها مع العراق . لكن شكر جعجع للرئيس عون لم يحجب واقع حال العلاقة غير السوية بين “القوات” وحليفها في “التسوية” “التيار الوطني الحر”، فنائب رئيس مجلس الوزراء القواتي غسان حاصباني ، يقول ان وقوف وزراء “القوات” بوجه ملفات الفساد لا يجوز ان يعتبره البعض من باب التصويب الشخصي. والاكثر تعبيرا عن التباعد الحاصل بين شريكي التسوية السياسية، كان كلام مسؤول الإعلام في حزب “القوات” شارل جبور لإذاعة “القوات” – “لبنان الحر”، الذي تحدث عن العمل المستمر لتغيير الممارسة القائمة في الحكومة، وفي حال رأينا ان هناك محاولة لاعادة تطبيع مع النظام السوري عبر طرح الملفات الخلافية، او في حال وافق الرئيس سعد الحريري ، لا سمح الله، على تغطية اي تطبيع، عند ذلك يستقيل وزراؤنا من الحكومة. فضلا عن ذلك، ستكون قضية النازحين السوريين الملف الشاغل للحكومة وللقوى السياسية هذا الاسبوع، ومعها قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين تناولهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظاته خلال جولته على المغتربات اللبنانية في الولايات المتحدة ، مركزا على المخاطر الديموغرافية بسببهم. كلام الراعي اثار “إستغراب وإستهجان” قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان ، التي اصدرت بيانا مطولا اعتبرت فيه ان تصريحات البطريرك تسيء الى الشعب الفلسطيني ونضاله في سبيل العودة واستعادة الوطن “في الوقت الذي ابدى فيه شعبنا الاحترام الكبير لسيادة لبنان وامنه واستقراره”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/10/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لفلسطين وعود بلون قدسها والزيتون، محفورة في ضمائر الأحرار. ولفلسطين مواعيد وحقوق لم تقو كل استحقاقات العالم أن تمحيها من ذاكرات الناس، ولا حتى من أجندات الدول.

فقبل مئة عام، وتحديدا في الثاني من تشرين الثاني 1917، كان الوعد الأسود المسمى وعد بلفور، وصارت فلسطين القضية. واليوم تعيد حكومة بريطانيا إحياء الوعد من خلال احتفالية دعت اليها بنيامين نتنياهو، في خطوة استفزت الفلسطينين والعالم العربي، وكان الرد الفلسطيني بالمطالبة بمقاضاة الحكومة الانكليزية ورئيستها تيريزا ماي لمخالفة القوانين الدولية.

وفي لندن، أفيد قبل قليل بأن مسلحين قاموا باحتجاز رهائن في إحدى دور السينما شمال غرب العاصمة البريطانية، لم تعرف دوافعه بعد.

وفي مقابل الأزمات، انفراج عربي- عربي وإن برعاية أميركية، تمثل بتوقيع اتفاقية مجلس التنسيق السعودي- العراقي في الرياض. وتيلرسون يدعو من الرياض "الميليشيات الايرانية" لمغادرة العراق.

في لبنان، محادثات لبنانية- استرالية في بيروت غدا، يستهلها حاكم استراليا الذي وصل إلى بيروت اليوم.

وحول ما أثير عن استقالة وزراء "القوات اللبنانية" من الحكومة، استبعد الوزير ملحم الرياشي ذلك في الوقت الحاضر، لكن ترك احتمالا لخطوة الاستقالة في حال صار وجود وزراء "القوات" لزوم ما لا يلزم، كما قال. وكان رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات" شارل جبور أكد ل"تلفزيون لبنان"، ان كل الأمور مفتوحة على شتى الاحتمالات.

وفي ما خص ملف "تلفزيون لبنان"، جدد الرياشي الاشارة إلى وعد الرئيس الحريري بوضع الملف على جدول عمل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عطلة نهاية أسبوع هادئة ومتخففة من أثقال السياسة، بعد انجاز نوعي تحقق خلاله وتمثل بإقرار مجلس النواب قانون موازنة العام 2017 للمرة الأولى منذ اثنتي عشرة سنة، قبل ان تشرع الحكومة في عقد جلسات متتالية، اعتبارا من الأسبوع الطالع، للتحضير لمشروع موازنة العام 2018.

وسط هذه الأجواء، لا تبدو العلاقة على ما يرام بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني"، ومكهربة بين "القوات" ورئيس الحكومة سعد الحريري، بعد المواجهة الأخيرة في جلسة مجلس الوزراء الجمعة الفائت على خلفية ملف الكهرباء، الأمر الذي جعل "القوات" تلوح بامكانية وقوعها في ساعة تخل عن الحكومة.

مصادر "قواتية" أكدت للـ NBN ان الموضوع ليس موضوع استقالة في الوقت الراهن، إنما اعتراضات على ممارسات الحكومة، ودفع باتجاه تصويب الاداء. علما ان الأسبوع المقبل ستتوضح فيه الصورة أكثر، خصوصا ان جلسات ثلاثة متتالية لمناقشة موازنة الـ 2018 تنطلق الثلاثاء أو الأربعاء على أبعد تقدير.

ومن بلاد الكنغر، وليس بعيدا عن هذا السياق، أخرج سمير جعجع من جيبه موقفا يقول ان الدولة في لبنان ليست دولة فعلية بسبب غياب القرار والفساد، فماذا بعد؟.

خارجيا، وسع الجيش السوري سيطرته في ريف دير الزور، فيما انتقدت روسيا مسارعة دول غربية من بينها الولايات المتحدة إلى تخصيص مساعدات عاجلة للرقة بعد تحريرها من "داعش". وربطت هذا الأمر بمحاولة لإخفاء آثار قصف قوات التحالف للمنطقة.

في الإقليم أيضا، برز التقارب العراقي- السعودي الذي خطا خطوة إلى الأمام مع توقيع البلدين مذكرة تأسيس المجلس التنسيقي المشترك، خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرياض، يرافقه عشرة وزراء وستون مستشارا.

هذا التقارب، هل يستغل للدفع إيجابا باتجاه تحسين العلاقة السعودية- الإيرانية؟، أم يكون فرصة للولايات المتحدة، التي يوجد وزير خارجيتها في الرياض، لتصب الزيت على نار التوتر؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا تسقط العمالة للعدو الاسرائيلي ما لم يتب مرتكبها، ولا يمكن تبريرها لأن اسرائيل كانت ولا تزال وستبقى عدوا، موقف حاسم ل"حزب الله" على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، في وجه بعض الانحرافات والتلوثات التي يصر البعض على ممارستها بطبيعية فائقة الوضوح، والذهاب بها عميقا في رسم الاتجاهات المؤذية لوحدة لبنان وتاريخه المقاوم للاحتلال.

اليوم يكثر الباحثون عن المصالح الانتخابية باستلال سيف التحريض، ولو على حساب تهديد الاستقرار والتماسك الداخلي والسياسي العابر للملفات العالقة، وإن كان بعضها صعب التنضيج أحيانا.

ربما بدأت معركة الأوزان والأحجام تدفع البعض إلى هستيريا المواقف، فتكثر محاولاته لمحو سجلات سوداء بطوباويات مما سمي زمن التخلي.

هو زمن اهتزاز مصالح البعض في الداخل، فيما المصالح الأميركية- الاسرائيلية ثابتة في تقسيم المنطقة. وهي إلى مزيد من الانكشاف، ويضيف عليها بعض العرب نكهة المؤامرة التي دخلت مرحلة ما بعد "داعش". منسوب الاستثمار الأميركي يرتفع، وواشنطن تضع مشاريعها على الطاولة الاقليمية، أمام العين الروسية الناظرة بشك كبير إلى مستوى الاخراج المشهدي لحجم التدمير الأميركي للرقة السورية، كمقدمة لانتزاع مزيد من الحضور في الخارطة الجديدة عبر اعادة الاعمار.

أما الجديد في الميدان السوري، فتتحدث عنه انجازات دير الزور وريفها، وضفتا نهر الفرات المتصلتان بجسر المثابرة على انهاء "داعش" مهما غلت التضحيات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع الطالع يشكل نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة، فموازنة عام 2017 أقرت، والحكومة ستنتقل إلى موازنة العام 2018، بحيث تحاول الاسراع في انجازها، وصولا إلى الملف الأهم، قطع الحساب.

لكن العمل الحكومي في واد، وحراك المعارضة في واد آخر. وثمة معلومات تشير إلى ان قوى المعارضة تستعد للطعن بموازنة عام 2017، انطلاقا من انه لا يمكن إقرار الموازنة قبل انجاز قطع الحساب. فهل تتمكن حكومة "استعادة الثقة" من تجاوز قطوع قطع الحساب؟.

توازيا، تراجع الكلام عن استقالة وزراء حزب "القوات اللبنانية"، بعدما تبين انه غير دقيق، وهو ما أكده الوزير ملحم رياشي للـ mtv، مع الاشارة إلى ان عدم الاستقالة لا يعني عدم وجود تباينات قوية بين "القوات اللبنانية" وعدد من أركان السلطة تتعلق بكيفية مقاربة المواضيع المطروحة.

اقتصاديا، لبنان يدق ناقوس الخطر جراء أزمة النزوح السوري، والـ 18 مليار دولار التي صرفها لبنان منذ بداية الأزمة السورية، تؤكد انه دخل مرحلة الاستنزاف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد قانون الانتخاب والسلسلة والموازنة والتعيينات، نماذج عن عينات تداعيات ملف النزوح: ملف مصيري بامتياز، آثاره سلبيه ونتائجه كارثية، كثافة سكانية غير مسبوقة على رقعة جغرافية محدودة، استنزاف للموارد المالية والكهربائية والاستشفائية والتربوية والاقتصادية، حوادث أمنية وجرائم وتعديات خطيرة، اكتظاظ في السجون، واستتباعا لذلك إشغال إضافي للأجهزة الأمنية وإنهاك للجهاز القضائي والعدلي، اهتزاز في الأمن الاجتماعي وتوتر متصاعد في بعض أماكن تواجد النازحين، عمالة مضاربة للنازحين وبطالة متفشية في صفوف اللبنانيين، ومعالجة غائبة وأرض سائبة.

ملف النازحين يباعد في المواقف بين المسؤولين، لكنه يقرب المخاوف بين اللبنانيين. تركيا استنفرت أجهزتها ومؤسساتها، وباشرت تنفيذ خطط طوارىء تحسبا لأي مفاجأة غير سارة في موضوع النازحين. والأردن بدأ بترحيل النازحين على دفعات إلى بلادهم، ووضعهم في مخيمات على الحدود مع سوريا منعا لتسربهم إلى داخل البلاد، وهو لم ينس بعد ما حصل في أواخر الستينات مع الفلسطينيين. أما في لبنان فاتفاق على الجوهر وخلاف على الشكل. الجميع يريد عودة النازحين، لكن بواسطة من وعلى يد من، الدولة السورية أم الامم المتحدة؟.

خطورة الملف تكمن في المصطلح الذي يزداد استخدامه راهنا، وهو التوطين المقنع. المجتمع الدولي تخلى عن النازحين بعدما خسر الرهان على ورقتهم. تحول الموقف الدولي من حاضن انساني- في الشكل طبعا- إلى محرك ومحرض سياسي- في المضمون- لتحقيق أهداف مرتبطة بالخارطة السياسية- الجغرافية- المجتمعية المستقبلية لسوريا، مع طرح الفديراليات ويقظة القوميات وتكريس الدويلات الهجينة، معطوفا على كلام ستيفان دوميستورا الذي كشف وللمرة الأولى، ان تقسيما ناعما يجري فوق الأرض السورية بين واشنطن وموسكو، الأمر الذي سيؤخر حل الأزمة السورية واستتباعا ملف النازحين في لبنان والجوار.

وبالانتظار، المشهد يتبدل في المنطقة من إيران إلى الجولان ومن بيروت الى بغداد. العبادي في الرياض وحماس في طهران بعد القاهرة، نكسة للأكراد في الاستفتاء وانجاز لهم في الرقة.

أما لبنان الذي يترقب نتائج الهجمة الأميركية- الاسرائيلية على "حزب الله"، والمسعى الروسي للتوصل إلى تسوية في سوريا في اطار صفقة مع أميركا، والصراع المحتدم بين ايران والسعودية، فهو يسعى إلى تثبيت التهدئة وترسيخ التسوية والحفاظ على الحكومة، والتحضير للانتخابات، ومتابعة مسيرة الانجازات، وتنفيس الاحتقانات وتوسيع دائرة التفاهمات والقواسم المشتركة، وهو ما تحدث عنه وزير الداخلية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أسبوع موازنة العام 2018 من المفترض ان يكون الأسبوع المقبل، حيث يتوقع ان تستهل الحكومة مناقشة الموازنة، ما يعيد الأمل بانتظام الوضع المالي، هذا إذا ما أقرت الموازنة في موعدها الدستوري وضمن الإصلاحات المنشودة.

الموازنة على أهميتها، لن تحجب الضوء عن ملف النزوح السوري، مع العمل المرتقب للجنة الوزارية المكلفة دراسة الملف، واستخلاص ورقة عمل مشتركة بين القوى السياسية تقارب النزوح.

وسط كل هذا، برزت إلى الواجهة معلومات تحدثت عن قرب استقالة وزراء "القوات اللبنانية"، فيما علمت الـLBCI ان "القوات" ليست في هذا الوارد على الأقل حاليا، لأن الكيل لم يطفح بعد، على رغم ما يجري في مجلس الوزراء منذ أسابيع، وما تستشف منه "القوات" محاولة إحراجها حتى اخراجها.

تقول "القوات": نعم نحن غير راضين عما يحصل، ونعترض لتصويب الأمور، وندعو صراحة للعودة إلى التوازن، وكل ما نريده العمل تحت سقف القانون في الكهرباء والتعيينات وسائر الملفات، ونطالب بتطبيق منطق الكفاءة أولا وأخيرا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بعد انجاز مجلس الوزراء للموازنة العامة، والبدء باعداد العدة للتحضير لموازنة العام المقبل، وتأكيد الرئيس سعد الحريري ان الحكومة انجزت ملفات بقيت عالقة في الأدراج لسنوات بأقل من عام، منها التشكيلات القضائية والديبلوماسية وقانون الانتخاب وغير ذلك، هل تواجه الحكومة في الأسابيع المقبلة بعض الاهتزازات؟.

مرد السؤال إلى التداول الاعلامي عن اتجاه لدى وزراء "القوات اللبنانية" للاستقالة، وهو ما لم تنفه "القوات"، بل إن كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من اوستراليا أوحى بذلك بقوله إنه غير سعيد بما آلت اليه الأمور، وإن ما كان يؤمل من التسوية التي أتت بالرئيس ميشال عون إلى كرسي الرئاسة لم يحصل، ولم ير أن البلد انتقل من مكان إلى آخر.

اقليميا، طرح مقتل عصام زهر الدين قائد الحرس الجمهوري في محافظة دير الزور، أسئلة كثيرة عن علاقة "حزب الله" ببعض ضباط بشار الأسد، ولا سيما بعد اتهام الحزب بتصفية زهر الدين المتهم من قبل الحزب بالخيانة، وتحميله مسؤولية مقتل عدد من قياديه، ومما زاد الطين بلة أكثر مقتل خليفة زهر الدين وائل زيزفون، بعد ساعات قليلة على تعيينه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا يزال لبنان واقعا تحت تأثير منخفض سياسي، تسببت به كتلة عدلية نطقت بحكم خلف عاصفة من الردود. فالوطن المبني على فعل ماض أليم، أعاد تصنيف شهدائه وعملائه. وقد دخل "حزب الله" اليوم على خط التقييم، وأعلن نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن تبرير التعامل مع العدو لا يبرر العمالة، وبالتالي لا يبرئ العميل، لأن إسرائيل عدو.

وإذا كان قاسم قد تحدث بالعموم من دون تسمية، فإن النائب مروان فارس اتبع أقصر الطرق، وقال في تصريح واضح وصريح إن حبيب الشرتوني هو بطل وصانع من صناع التاريخ في لبنان، ولولا العمل الذي نفذه لكانت إسرائيل باقية في لبنان، ولما كان لبنان على ما هو عليه. وأوضح أن "لبنان برئاسة بشير الجميل كان سيتم وضع سياسته في نهاريا وليس في بيروت".

وعلى الأرض، كان رد الفعل يأخذ شكل الحرق، بعدما حاول مجهولون إضرام النار في مكتبي "القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" في منيارة العكارية، واقتصرت العملية على حرق الأعلام الموضوعة على شرفتي المكتبين.

وأبعد من ردود الفعل على الماضي، فإن المستقبل ينذر بتوتر العلاقة السياسية، ليس بسبب اغتيال أو شهادة أو أبطال قوميين، إنما لدواع آنية ومستقبلية تتصل لاحقا بالانتخابات النيابية، وراهنا بالأداء الحكومي الذي يدفع "القوات اللبنانية" إلى الوقوف على شفير الحكومة، وقد أطل من هذا الشفير مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات" شارل جبور أولا، ثم سجلت هزة خفيفة لنائب رئيس الحزب جورج عدوان في كلامه من عين الحور في الشوف، عندما قال: "لن نسكت على أي مخالفة للدستور أو القانون"، مشيرا إلى أن "مواقفنا ليست ضد أحد، وهي ليست بهدف العرقلة أو الهرطقة على هذا الفريق أو ذاك، موقفنا أكبر، ولدينا هدف واحد".

هذا الهدف ظهر بصحة ممتازة في حديث الوزير غسان حاصباني، الذي تمنى ألا يدفعونا إلى خيارات لا نتمناها، وهو كان يقصد الاستقالة. ورفض حاصباني أن تكون "القوات" جزءا من اللجنة الوزارية المختصة بشأن مناقصة الكهرباء، لأن دورها لم يكن واضحا وهي تأخذ من صلاحيات لجان الرقابة ولا تتلاءم مع قانون المحاسبة العمومية. وقال حاصباني: لو مشينا ضمن المسار الصحيح منذ ستة أشهر إلى اليوم لكنا أنجزنا، ولكان لدينا كهرباء بشكل موقت أو دائم، ولكنا أتحنا المنافسة الشفافة بين الشركات.

وبكلام الحاصباني يتبين أن الخلاف الأول الذي سيؤدي إلى خروج "القوات" من الحكومة، سيكون سببه تلزيم الكهرباء على طريقة غير قانونية.

 

كتبت الصحافية ميرفت سيوفي على صفحتها

واعتز بنفسي اني سرقت ما كتبت صاحبة القلم المدوي بالحقيقة ، القلم الذي يكتب الم لبنان بكل ذاك العنفوان وتلك الشجاعة: "على هامش الجدل المستعر حول الرئيس الشيخ بشير الجميل..الحلم اللبناني الضائع.. يوم نجحت في شهادة البكالوريا حضّر لي شقيقي هديتي ، ثلاثمائة صورة للشيخ بشير.. وضعت له هذه الصورة في قلب بيتنا في قلب منطقة الطريق الجديدة ، على جهتيْ كلاسور حوى أوراقي ودفاتري ، كنت أعبر يوميّاً من ساحة أبو شاكر إلى مدرستي ثانوية فخر الدين في منطقة النويري.. كان المرور من أمام مقرّ المرابطون في نزلة جامع عبد الناصر الطريق الوحيد إلى المدرسة.. كنت أشعر بالعيون تنظر إليّ شزراً وأشعر بداخلي بعزّة وكبرياء وطنيّ في مواجهة من تعاملوا مع الفلسطيني ضد وطني لبنان ، وقبضوا وتموّلوا من معمّر القذافي ، لم أكن بلغتُ الثامنة عشرة من عمري بعد. حدث هذا العام 1983.. يوم انتخاب بشير رئيساً كتبت له قصيدة ، وبعد اغتياله كتبت عنه قصائد.. أنا ابنة الحرب اللبنانية عشتُها منذ يومها الأول حتى يومها الأخير ، اعجبتُ ببشير الجميل في كلّ مراحل الحرب.. أنا ابنة بيروت الغربية ابنة الطريق الجديدة اللبنانية المسلمة.. عرفت في وقت مبكّر أن بشير الجميّل أنقذ وطني من أن يصبح وطناً بديلاً ، وأدركتُ أنّ ما فعلته الميليشيات الفلسطينيّة بمناطقنا كان احتلالاً بكلّ معنى الكلمة..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حاكم أستراليا وقرينته وصلا إلى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارة رسمية

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مطار رفيق الحريري الدولي حلا ماضي ان حاكم أستراليا السير بيتر كوسغروف وقرينته الليدي لين كوسغروف وصلا عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارة رسمية إلى لبنان، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكبار المسؤولين اللبنانيين.وكان في استقباله على أرض المطار، حيث اقيم له استقبال رسمي من قبل تشريفات لواء الحرس الجمهوري، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول والسيدة عقيلته، سفير أستراليا لدى لبنان غلين مايلز، محافظ جبل لبنان بالوكالة محافظ الجنوب منصور ضو، قائد منطقة جبل لبنان العميد عدنان سعيد، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي العميد جهاد الحويك، قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط ووفد من السفارة الأسترالية في لبنان. وبعيد وصول الحاكم الأسترالي والوفد المرافق إلى المطار، دخلوا لدقائق قليلة إلى قاعة كبار الزوار في المطار ثم غادروا.

 

الكتائب: محاولة احراق مقرنا في عكار تاتي ترجمة لتهديدات جماعات لا تؤمن بلبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - صدر عن مجلس الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية البيان الاتي: "حاولت يد الغدر والاجرام الليلة احراق مبنى اقليم عكار الكتائبي عند مفرق منيارة. إن هذه الافعال الجرمية التي نفذها مرتكبوها تحت جنح الظلام، تاتي ترجمة لتهديدات اطلقتها جماعات لا تؤمن بلبنان وطنيا نهائيا لجميع ابنائه، وذلك بعد صدور حكم القضاء باعدام قتلة الرئيس الشهيد بشير الجميل. إن محاولة احراق مبنى اقليم عكار الكتائبي، تؤكد ان المجرمين القتلة هم هم بالامس واليوم، يحاولون كلما سنحت لهم الفرصة تنفيذ اعتداءاتهم وإن إتخذت في كل مرة اشكالا مختلفة. إن حزب الكتائب، إذ يحمل السلطة مسؤولية هذه الاعتداءات وتداعياتها، يدعوها الى الاسراع في اعتقال المعتدين ومحاكمتهم وانزال اشد العقاب بهم وبمن يقف خلفهم. إن الحزب إذ يطالب الحزبيين والمناصرين بضبط النفس، يرى في ما حصل محاولة رخصية لجر الكتائب الى ردود فعل يريدها المعتدون لادخال البلاد مجددا في شريعة الغاب".

 

الزعما خلف الشعرا

ماري القصّيفي/فايسبوك/22 تشرين الأول/17

بصراحة متل ما إنّي ما بقدر إفهم كيف ممكن رجل دين يكون حقود، ما بقدر إتخيّل كيف ممكن إنّو شاعر يتعاطى الشأن السياسيّ بلبنان (وما دخلني حاليًّا بغير بلاد)،

السياسة بلبنان شغلة خاصّة وغريبة وصعبة وبلا مبادئ وبلا مشاريع وبلا أسس وبلا برامج وبلا منطق وبلا ولا شي

والشعر بعيد عن هودي كلّن بُعد أكتر رجال السياسة عن الشعر

السياسة بلبنان ملوّثة، وبشعة، ومصالح، والشعر هوّي النقاء والجمال وما عندو مصلحة بإيدو

السياسة بلبنان ما إلها ربّ، والشعر هوّي الربّ والسما والملايكة يللي بيعرفوا كيف وإيمتى بيتشيطنوا

بقدر إفهم إنّو الشعرا يحبّوا الوطن، يحبّوا الناس، ينعجبوا ببعض رجالات الدولة، ينادوا بقيم بترفع مستوى الناس، ويدعوا لثورات كرمال كرامة الإنسان، ولكن إنّو هالشعرا يمشوا خلف زعيم فهيدا شي ما بقدر إفهمو أو إقبلو... الزعيم مطرحو ورا والشاعر هوّي يللي لازم يمشي بالأوّل

الزعيم اليوم هون وبكرا هونيك، والشاعر إلو كلّ الإيام وكلّ المطارح

الزعيم بلا شاعر ومؤرّخ ومسرحيّ وفنّان وصحافيّ هوّي مجرّد صوت بأرض ما فيا هوا يحمل صوتو،

وإذا الشاعر ما عرف هالشي، وما دافع عن وجودو بهيدي الصفة فشو الفرق بينو وبين أيّا زعيم سياسي غير البراعة بصفّ الحكي، وهيدا مش شعر

الشاعر الحقود مش شاعر

الشاعر المتعجرف مش شاعر

الشاعر الأنانيّ مش شاعر

الشاعر الزحفطوني مش شاعر

الشاعر الانطوائيّ مش شاعر

الشاعر العنصريّ مش شاعر

الشاعر الطائفيّ مش شاعر

الشاعر الحزبيّ مش شاعر

الشاعر الوقح مش شاعر

الشاعر الكذّاب مش شاعر

الشاعر الجبّان مش شاعر

الشاعر يللي قاعد ورا مش شاعر

الشاعر يللي ساكت مش شاعر

الشاعر يللي بيشحد ع كتبو وولادو مش شاعر

الشاعر يللي بيساير الناقد مش شاعر

الشاعر يللي بيحبّ زعيمو أكتر من الكلمة مش شاعر

كرمال هيك كتروا الزعما والشعرا صاروا كتير كتير كتير قلال

وهيدا هوّي الموت الحقيقي للشعوب

 

طبول اﻻنتخابات قُرعت... فنبشت قبور الماضي!

مصباح العلي - خاص "لبنان 24" /قضي الأمر. بعد فترة المراوحة حيال تطبيقات قانون اﻻنتخابات، بحيث باتت جولات اﻻقتراع في ايار المقبل امراً واقعاً، و إن كان خياراً غير مستحب عند بعض اﻻطراف . فور قرع طبول اﻻنتخابات عمّ الخطاب الطائفي المذهبي، على وقع مسميات من نوع إحباط سني أو غبن مسيحي أو مواجهة الطغيان المسيحي وغيرها من المفردات السائدة حالياً، بحكم مفاعيل القانون المعدّ والمفصّل على حسابات أهل السلطة الحالية، والذي يفرض التطرف بالمواقف والمزايدة بالخطاب المذهبي في سبيل شد القاعدة الشعبية. القوى السياسية تتصرف وفق شعار "ﻻ صوت يعلو فوق صوت المصلحة اﻻنتخابية". فقد برهنت السلطة على أنها لا تتوانى عن فعل أي شيء من أجل مصلحتها ، وخير دليل سقوط كل توصيات لجنة المال والموازنة بوقف كل المنح والعطايا لجمعيات زوجات المسؤولين عند أعتاب الهيئة العامة كرمى للإنتخابات الزاحفة . ولعل أبلغ تعبيرعن منطق المزايدة السائد التي ﻻ يستثني قريباً أو حليفاً، إضطرار سمير جعجع لملمة ما أمكن من زلة لسان زوجته النائب ستريدا جعجع وإستدراك تداعيات أزمة محتملة مع زغرتا كما مع تيار "المردة" هو بغنى عنها، وسط تربص الخصم المضمر للطرفين جبران باسيل في نفس الدائرة، ما قد يطيح بوضعية مريحة في دائرة الشمال الثانية ستعطي نتائجها إشارة لهوية رئيس جمهورية العهد المقبل . فعلى قاعدة الذاكرة المثقوبة، حاول جعجع إسقاط إغتيالات الحرب اﻻهلية على الواقع السياسي الحالي، حيث شحن النفوس موجها التهم لفريق 8آذار بكونه يعمد لﻻغتيال والتصفية الجسدية في سبيل تمرير الثناء على حكم اﻻعدام بحق حبيب الشرتوني بقضية إغتيال بشير الجميل. ففي سبيل الحسابات اﻻنتخابية وشد العصب المسيحي ﻻ بأس بالنسبة إلى جعجع إعتبار مجزرة إهدن جرحاً عميقاً و"ساعة تخلٍ"، فيما حاول تجنب التطرق لحوادث إغتيال اخرى، قد ﻻ ينفع التلميح بكون اﻻحكام القضائية السابقة كانت بفعل فبركات زمن الوصاية السورية بما فيها الحكم الصادر بحقه، كون ﻻ مصلحة للمتورطين بالحرب اﻻهلية في نبش قبور الماضي . كما تدخل في هذا السياق المناكفات الحاصلة بين الحليفين المسيحيين "التيار" و"القوات" وسط مؤشرات جدية على إنهيار التفاهم بينهما، وما تردد عن طباعة إستقالات وزراء "القوات" وتحضيرها سوى رأس جبل الجليد بين القطبين لحجز المساحة اﻻكبر بالحضور المسيحي، و لكل منهما حساباته كما خططه لحجز أكبر قدر من المقاعد المسيحية.

 

مرشح الحزب القومي حاول احراق مكتبي "القوات" و"الكتائب"؟

ليبانون ديبايت/2017 -تشرين الأول -22/حصل "ليبانون ديبايت" على فيديو يظهر سيارة تقل عدد من الشبان حاولوا إحراق مكتبي حزبي "القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" في منيارة، لكن الأضرار اقتصرت على احتراق الأعلام المرفوعة على شرفتي المكتبين المتجاورين. وفي التفاصيل التي حصلنا عليها ان السيارة تعود لشركة "HOMAN" المملوكة من مرشح الحزب لقومي في الكورة غسان رزق، وقد تم التعرف على بعض المشاركين وتقوم القوى الامنية بحملة مداهمات للقبض عليهم.

 

مصدر في القوات للديار: وزراء القوات متجهون الى الاستقالة من الحكومة

النشرة/الأحد 22 تشرين الأول 2017

اكد مصدر في القوات اللبنانية لـ"الديار" ان وزراء القوات متجهون الى الاستقالة من الحكومة، وان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المتواجد في اوستراليا، قال لوزراء القوات اللبنانية "حضروا حالكم للاستقالة"، ووضع قيادات القوات اللبنانية في هذه الاجواء اعتراضاً على النهج السائد في ادارة شؤون البلاد، "وحاولنا الاصلاح فلم نصل الى نتيجة"، ويقول المصدر القواتي، ان جعجع متجه الى اتخاذ قرار استقالة وزرائه من الحكومة، وان خطاب نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان في المجلس النيابي لم يأت من فراغ بل بقرار حزبي، وجزم المصدر القواتي، ان استقالة وزراء القوات ليست اشاعة او خبراً للتداول السياسي بل قرار جدي سيظهر اما خلال ايام او اسبوعين وربما فور عودة جعجع من زيارة اوستراليا.

وذكرت مصادر سياسية مطلعة على الاوضاع، ان خلافاً كبيراً وقع بين حزب القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحرّ، كذلك فان حزب القوات اللبنانية له ملاحظات على اداء رئيس الحكومة سعد الحريري وتسليمه كل الامور الى العهد، كما ان القوات اللبنانية لم تعد ترى اي شفافية في اداء الحكومة ولا ترى في سياسة الدولة توجهاً نحو وقف الهدر والصفقات، فيما اصبح وجود القوات في الحكومة نسبة لمصادر قواتية، "كشهود زور" وجعجع لن يقبل بان يكون وزراء القوات شهود زور على الهدر والصفقات والتعيينات وتقسيم أمور الدولة ومصالحها الى حصص بين المسؤولين على كافة المستويات. فالقوات اللبنانية تعارض السياسات الاقتصادية المتبعة ولها اعتراضات على النهج القائم، وعلى كيفية اجراء التعيينات، حيث تأخذ امل وحزب الله والاشتراكي والمستقبل وفرنجية ما يريدون، فيما القوات شريكة العهد تحرم من كل شيء رغم وجود 3 وزراء للقوات، والتعيينات محصورة بالتيار الوطني الحرّ، كما ان التعيينات لا تقر الا بعد اجتماع رئيس الحكومة والوزير جبران باسيل.

وعما آلت اليه الامور داخل الحكومة، قال المصدر في القوات اللبنانية "لا شك ان الامور الخلافية ليست فقط بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، بل اعتراض القوات يعود الى وجود ذهنية سياسية غير مقبولة في ادارة الشؤون العامة". واضاف: القوات كانت وحيدة في التصدي لتشكيل لجنة وزارية لالغاء لجنة المناقصات في الكهرباء، والقوات اعترضت على تلزيم شركة لتقديم دراسات اقتصادية.

وتابع قائلا: بدأت القوات اللبنانية ترى ومن خلال الممارسة وجود ذهنية سياسية غير مقبولة، وممارسة "متعصبة" عند فئة سياسية معينة وامكانية تعديل نهجها امر صعب ومتعذر، وهذا لا يعني اننا وصلنا الى مرحلة اليأس والعجز عن التأثير، ولكننا لن نقبل باستمرار هذه السياسة، وبدأنا التفكير بالاستقالة من الحكومة، والاستقالة مطروحة، ونفكر بالامر جدياً، ولن نقبل بتمرير ملف الكهرباء على قاعدة ان تكون الشركة التركية وليس لادارة المناقصات، وتابع: قمنا بعمل "جبار" في ملف الكهرباء وتصويبه ولن نسمح بان تكون الاجتماعات السابقة تضييع وقت.

وكشف المصدر القواتي، عن وجود عقلية وذهنية مختلفة في ادارة الشأن العام بين القوات والتيار، لكننا لسنا بوارد العودة الى مرحلة الصدام والخلاف والى ما قبل مصالحة معراب، وان تبقى خلافاتنا سياسية، وان لا تصل الى القطيعة. المطلوب نقاش جدي لان العلاقة "مأزومة" في هذه المرحلة وبحاجة الى عناية حقيقية، لان نقاط الخلاف بيننا اصبحت اكثر من نقاط التلاقي وهذه هي الحقيقة، لكن الامور لا تحل بالقطيعة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل الضابط الذي عيِّن بديلاً لعصام زهر الدين

العربية /2017 تشرين الأول -22/قتل العقيد وائل زيزفون، في مدينة "حويجة الصكر" التابعة لمحافظة دير الزور السورية، بعد يومين من تعيينه مكان العميد عصام زهر الدين الذي قتل الأربعاء الماضي، في المكان نفسه الذي قتل فيه زيزفون. ونعت صفحات موالية للنظام السوري العقيد القتيل، ولم تكشف الطريقة التي قتل فيها، إلا أنها اكتفت بالقول إنه كان عيِّن مكان عصام زهر الدين. وقالت صفحة " الإعلام الحربي" إن "العميد وائل زيزفون قتِل بعد يومين فقط على تعيينه مكان اللواء عصام زهر الدين". وتناقلت الخبر عشرات الصفحات والمواقع التابعة للنظام السوري، ومنها صفحات ومواقع تابعة لمسؤولين سابقين، أكدت هي الأخرى أن زيزفون كان عيِّن بديلاً من عصام زهر الدين. وينحدر العقيد زيزفون من مدينة "دمسرخو" التابعة لمحافظة اللاذقية السورية. ولم تكشف مصادر النظام السوري اسم الضابط الذي سيحل مكان الضابط القتيل. ولفت في هذا السياق، حسب ما تداولته صفحات ومواقع تابعة وموالية لنظام الأسد، وجود قرار صادر عن وزارة دفاعه، بتاريخ 17 من الجاري، يقضي بمنع ذكر أسماء وألقاب ضباط جيش النظام على وسائل الإعلام. ويأتي الكشف عن هذا القرار بعد أيام من مقتل العميد عصام زهر الدين، قائد قوات الحرس الجمهوري التابعة للأسد، خصوصاً أن هذا القرار سبق مقتله بيوم واحدٍ. يذكر أن لضباط الأسد ألقاباً يتداولها أنصاره على وسائل الإعلام، إذ كان لقب العميد عصام زهر الدين هو "نافذ أسد الله". أما العميد سهيل الحسن فلقبه "النمر"، وألقاب أخرى مختلفة لضباط كثيرين، قتل أغلبهم في أوقات مختلفة.

 

الملك سلمان: ما يربط السعودية بالعراق أواصر دم وتاريخ

الأحد 2 صفر 1439هـ - 22 أكتوبر 2017م/الرياض - العربية.نت/أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الأحد، أن ما يربط السعودية بالعراق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد. وقال الملك سلمان، خلال كلمة له بمناسبة التوقيع على مجلس التنسيق السعودي العراقي: "أتطلع أن تسهم اجتماعات مجلس_التنسيق_السعودي_العراقي في المضي إلى آفاق أوسع وأرحب". وقال إن "الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء وشراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة".وأضاف: "نبارك لأشقائنا في العراق ما تحقق من إنجازات في القضاء على الإرهاب ودحره". وتابع: "نؤكد دعمنا وتأييدنا لوحدة العراق واستقراره"، مضيفاً: "نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا". وقد وقع العاهل السعودي ورئيس الوزراء العراقي، الذي يزور المملكة العربية السعودية حالياً، على مذكرة تأسيس المجلس التنسيقي بين البلدين في وقت سابق الأحد. من جانبه، قال العبادي: "نعبّر عن ارتياحنا البالغ لتطور العلاقات بين بلدينا الشقيقين الجارين، والمجلس التنسيقي الأول العراقي السعودي هو ثمرة الجهود والنوايا الطيبة المشتركة التي تعبر عن توجهنا وسياستنا والتي لمسناها في نفس الوقت من أشقائنا في المملكة وبالأخص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان". وتابع: "وقد تمخضت زيارتنا الأخيرة للمملكة عن هذا المجلس الذي سيكون منعطفاً مهماً ومنطلقاً للتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا وشعبينا في المجالات كافة. إننا نؤمن بأن التعاون والشراكة وتبادل المصالح وربطها بشبكة علاقات بمختلف المجالات هي السبيل لتحقيق تطلعات شعوبنا في الأمن والاستقرار والتنمية وتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري والثقافي". وأضاف: "لقد أطلقنا برنامجاً لمستقبل المنطقة يقوم على التنمية وبسط الأمن بدل الخلافات والحروب التي عانينا منها ويتكون من خمس نقاط أساسية للتنمية وإعطاء أمل للشباب. نحن جادون بالتعاون وصادقون في مد يدنا وسنعمل على إنجاح أي خطوة من شأنها ترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية. نحن متفائلون بالمجلس التنسيقي المشترك بين العراق والسعودية وبما سيحققه لشعبينا الشقيقين. وأحثّ السادة الوزراء من الجانبين على التعاون والإسراع بتنفيذها بأقصى جهد ليرى المواطنون هذا الجهد". وختم العبادي قائلاً: "أجدد شكري وتقديري لخادم الحرمين الشريفين على حسن الضيافة التي غمرنا بها". ويهدف المجلس، الذي أقره مجلس الوزراء السعودي منتصف آب/أغسطس الماضي، إلى رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية والاستثمارية والثقافية بين البلدين، ما يفتح بارقة جديدة أمام العراق لإنعاش اقتصاده وترميم ما خلفته الحروب داخله. ويرأس العبادي وفد العراق الذي يضم عدداً من الوزراء والمستشارين في الحكومة العراقية والذين وصلوا إلى الرياض السبت. وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، قد شدد مراراً خلال العام الحالي على مساندة العراق ودعم أمنه واستقراره، ما دفع بإعادة فتح معبر جديدة عرعر البري بعد انقطاع استمر لأكثر من 27 عاماً ومثلها للمعبر الجوي، حيث احتفى العراق بوصول 200 سعودي من رجال الأعمال والمسؤولين إيذاناً بعودة الرحلات الجوية بين البلدين. وأجرى العاهل السعودي اتصالين هاتفيين خلال الأيام الماضية بالعبادي. وأفيد بأنهما تناولا العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وسبل تعزيزها وتطويرها من خلال مجلس التنسيق السعودي - العراقي. ويقدر التبادل التجاري بين #السعودية و #العراق بـ23 مليار ريال خلال السنوات العشر الأخيرة، بهيئة صادرات وواردات إذ تصدرت زيوت النفط الخام ومنتجاتها ومخاليط العصائر والألبان قائمة أهم السلع السعودية المصدرة إلى العراق، فيما تستورد السعودية من العراق خرائط الألمنيوم، والصموغ، إضافة إلى حاويات النقل.

ويرأس الجانب السعودي في مجلس التنسيق، ماجد القصبي، والجانب العراقي، سليمان الجميلي.

وهذا نص البيان:

"برعاية كريمة ومباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله – و دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، وبحضورمعالي وزير الخارجية الامريكي السيد ريك تيلرسون، تم اليوم الأحد 2 صفر 1439 هـ الموافق 22 أكتوبر 2017م ، توقيع محضر انشاء مجلس التنسيق السعودي العراقي، كما انعقد الاجتماع الاول للمجلس. الذي يهدف إلى التشاور والتنسيق في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات. ورفع أعضاء المجلس شكرهما لقادة البلدين على رعايتهما الكريمة ودعمهم للارتقاء بالعلاقات بما يخدم تطلعات حكومتي وشعبي البلدين الشقيقين . وقد نوه الجانبان بما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين من روابط الدين والأخوة والجوار وأواصر القربى والمصير المشترك. كما اشاد المجلس بالانجازات التي حققتها الحكومةالعراقية في تحرير المناطق التي دنسها الارهاب وبسط سلطة الدولة على الاراضي العراقية . وقد أبدى الجانبان ارتياحهما لتوجه سوق البترول للتعافي نتيجة لاتفاق دول الاوبك مع عشرة دول من خارج المنظمة ، وقد أكدا على أهمية الالتزام التام من قبل كافة الدول المشاركة بهذه الاتفاقية حتى يتم التوازن المستهدف ، وسيعمل الجانبان عن قرب لاتخاذ الإجراءات اللازمة بعد انتهاء الاتفاقية الحالية حسب معطيات السوق . وقد أطلع المجلس على نتائج مشاركة المملكة في معرض بغداد الدولي، والتي كانت بحمد الله وتوفيقه مشاركة مميزة وتساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية. كما نوه الجانب السعودي بمستوى الترحيب والحفاوة الذي حظي به الوفد السعودي منذ الاستقبال وحتى المغادرة .

وأكد الجانبان على ضرورة العمل المشترك للحد من المعوقات وتسهيل نفاذ الصادرات بين البلدين. كما اتفقا على تنمية الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين وإتاحة الفرصة لرجال الأعمال للتعرف على الفُرص التجارية والاستثمارية، وتبنّي الوسائل الفعالة التي تساهم في مساعدتهم على استغلالها، إضافة إلى تشجيع تبادل الخبرات الفنية والتقنية والبحث العلمي بين البلدين. كما سيقوم الجانب السعودي بدراسة امكانية التعاون في تأهيل طريق جميمة سماوة واستكمال تنفيذ طريق الحج البري في محافظة الانبار ، ودراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع الربط الكهربائي السعودي العراقي . كما شكر الجانب العراقي المملكة على مبادرتها بدراسة تنفيد المنافذ الجمركية ، مما سيساهم في تسهيل التبادل التجاري بين البلدين.

وتوصل الجانبان إلى اتفاق بشأن فتح المنافذ الحدودية وتطوير الموانئ والطرق والمناطق الحدودية، والاتفاق على مراجعة اتفاقية للتعاون الجمركي بين البلدين، ودراسة منطقة تبادل تجاري بين البلدين. كما تم الإعلان عن إعادة تشغيل خطوط الطيران من السعودية إلى جمهورية العراق، وافتتاح قنصلية للمملكة العربية السعودية في العراق. إضافة إلى افتتاح مكتب تابع لشركة طاقة في العراق، وإعادة افتتاح مكتب شركة سابك في العراق. كما اتفق الجانبان على حصول شركة سالك السعودية على رخصة للاستثمار في العراق في المجال الزراعي من هيئة استثمار الأنبار في العراق. إضافة إلى استفادة المملكة العربية السعودية من المدن الاقتصادية المتاحة في العراق لتكون مصدراً زراعياً وصناعياً تسهم في تعزيز الاستثمار الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي للبلدين. وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية تم الاتفاق على مشاركة المملكة العربية السعودية في المعارض في جمهورية العراق ومنها: معرض بغداد الدولي ومعرض البصرة للنفط والغاز المتخصص، إضافة إلى إقامة منتدى الأعمال والاستثمار الذي يجمع رجال الأعمال السعوديين بنظرائهم العراقيين . وخلال الاجتماع الأول للمجلس ناقش الطرفان أولويات عمل المجلس خلال العامين القادمين، وحوكمة أعماله، وتشكيل فريق عمل من الطرفين لدراستها. كما أتفقا على عقد الاجتماع الثاني للمجلس في العاصمة العراقية بغداد بحضور أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسئولين من البلدين الشقيقين".

 

الجبير: بحثنا مع تيلرسون خطر إيران وأزمة قطر

الأحد 2 صفر 1439هـ - 22 أكتوبر 2017م/دبي – العربية.نت/أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، في الرياض، الأحد، أن الجانبين بحثا خطر إيران على المنطقة وأزمة قطر. وأضاف الجبير: "نتشاور مع الإمارات والبحرين ومصر بشأن الخطوة المقبلة في أزمة قطر". من جانبه، قال تيلرسون إن "زيارتي الثالثة للرياض تؤكد عمق العلاقات بين البلدين"، مؤكداً "سنعمل على تنفيذ الالتزامات المنبثقة عن القمة الأميركية - السعودية". وتابع قائلاً: "بحثت في الرياض دور إيران المزعزع للأمن في المنطقة. ونأمل أن تنضم الشركات الأوروبية لآلية العقوبات المفروضة على إيران". كذلك دعا الوزير الأميركي الميليشيات الإيرانية لمغادرة العراق. كما أشار تيلرسون إلى أن "المجلس التنسيقي السعودي العراقي سيعمل على نقل العراق إلى المستقبل. نتطلع لعراق قوي وهذا يتطلب علاقات عراقية جيدة مع الجوار". وأضاف: "مهتمون بنزع فتيل الأزمة مع قطر وإعادة وحدة التعاون الخليجي".

 

الرياض: خبر زيارة مسؤول سعودي لإسرائيل عار عن الصحة

الأحد 2 صفر 1439هـ - 22 أكتوبر 2017م/دبي - العربية.نت/أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية رداً على ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول زيارة أحد المسؤولين السعوديين إلى إسرائيل سراً، أن هذا الخبر عار تماماً عن الصحة جملة وتفصيلاً، كما أنه لا يمت للحقيقة بصلة. وأضاف المصدر أن المملكة العربية #السعودية كانت دائماً واضحة في تحركاتها واتصالاتها، وليس لديها ما تخفيه في هذا الشأن. واختتم المصدر تصريحه بأنه دعا وسائل الإعلام إلى تحرّي الدقة والحقيقة فيما تنقله من أخبار، وأكد أنه لن يتم الالتفات إلى هذه الشائعات أو الأخبار لأن هدفها معروف مسبقاً، كذلك أشار المصدر إلى أنه لن يتم التعليق على مثل هذه الإشاعات مستقبلاً، ولا حتى على ما ينشره الإعلام المعادي للمملكة ومسؤوليها في هذا الشأن.

 

السيسي بعد حادث الواحات: سنواجه الإرهاب ومن يموله

الأحد 2 صفر 1439هـ - 22 أكتوبر 2017م/القاهرة – أشرف عبد الحميد/عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعاً صباح الأحد ضم ويزري الدفاع، والداخلية، وخالد فوزي رئيس المخابرات العامة، وعدداً من قيادات ومسؤولي وزارتي الدفاع والداخلية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس استمع خلال الاجتماع إلى تقارير مفصلة بشأن الاشتباكات التي جرت يوم الجمعة الماضي بين قوات_الأمن وعدد من العناصر الإرهابية، وأسفرت عن مقتل عدد من رجال الشرطة ومقتل عدد من الإرهابيين. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس تقدم بالتعازي في ضحايا الحادث، وأعرب عن خالص المواساة لأسرهم، وأكد "أنهم أبطال ضربوا المثل في الشجاعة والإخلاص للوطن، وأن تضحياتهم لن تذهب سُدى". ووجه الرئيس المصري ببذل أقصى الجهد لملاحقة العناصر_الإرهابية التي ارتكبت الحادث، وتكثيف الجهود الأمنية والعسكرية لتأمين حدود البلاد من محاولات الاختراق، كما شدد على أن مصر ستواصل مواجهة الإرهاب ومن يموله ويقف وراءه بكل قوة وحسم وفاعلية، حتى القضاء عليه. وأكد الرئيس السيسي أن الحرب على الإرهاب لها طبيعة خاصة تختلف عن الحروب النظامية، وأن رجال القوات المسلحة والشرطة نجحوا خلال السنوات الماضية في تجنيب مصر المسارات التي شهدتها الدول التي تفشى فيها الإرهاب، ونجحوا في استعادة الاستقرار والأمن ومحاصرة الجماعات الإرهابية والتضييق عليها. وشدد السيسي على ضرورة عدم السماح بتحقيق أهداف الإرهاب في التأثير على الروح المعنوية للشعب المصري، الذي يعي تماماً حجم التحدي ويقدر تضحيات من قدموا أرواحهم فداءً لأمن الوطن وسلامة المواطنين.

 

بعد انسحاب داعش.. 100 جثة بلا رأس بريف حمص أكثر من 65 شخصاً في عداد المفقودين من البلدة نفسها

الأحد 2 صفر 1439هـ - 22 أكتوبر 2017م/دبي - العربية.نت/كشفت مصادر محلية عن العثور على أكثر من 100 جثة لقتلى ببلدة القريتين في البادية السورية، بعد انسحاب تنظيم داعش منها وتسليمها لقوات النظام دون قتال. وعثر وفقاً للمصادر على نحو 100 جثة مقطوعة الرأس في البلدة التي منع تنظيم_داعش والنظام خروج المدنيين منها. فيما أفادت المصادر أيضا بخروج مدير المنطقة وعناصره من الأمن سالمين، بعد دخول قوات #الأسد إليها. وأكدت المصادر أن هناك أكثر من 65 شخصاً في عداد المفقودين من البلدة نفسها.

 

لماذا تركت واشنطن أكراد العراق لمصيرهم؟!

روسيا اليوم/2017-10-22/فقد الأكراد مجدداً فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم وإنشاء دولة خاصة بهم، لأنهم ربطوا مصيرهم مرة أخرى بسياسات أميركا التي لم تراع أبدا حلمهم التاريخي بإقامة دولة كردستان، هذا ما خلص إليه الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية كيفورك ميرزايان في مقال كتبه لوكالة "نوفوستي". فقبل نحو شهر، صوت أكثر من 90% من الناخبين الأكراد في شمال العراق بـ"نعم" في الاستفتاء على الاستقلال، بعدما تراءى لهم أنهم أصبحوا يملكون مقومات دولة: جيشهم الخاص (البيشمركة)، نفطهم، أموالهم، أجهزتهم الحكومية، عاصمتهم أربيل.

وبحسب ميرزايان، إن هذا الاستفتاء، وبدلا من أن يقربهم خطوة من تحقيق حلمهم بإقامة دولتهم، أعادهم عشرات بل ومئات الخطوات إلى الوراء، وانقلب وبالا عليهم، وكاد يحوّل حلمهم إلى كابوس، إذ أطلقت وحدات من الجيش العراقي بدعم من الميليشيات الشيعية عملية ضدهم تمكنت بواسطتها من طردهم من جميع الأراضي التي تقدموا إليها منذ صيف العام 2014. والأكثر إيلاما فقدانهم لمدينة كركوك، التي تحمل إلى جانب المعاني الرمزية، من وجهة نظرهم، أهمية خاصة من الناحية المادية كونها تصم أكبر حقول النفط. وأشار الكاتب الى أن "على الرغم من أن الأزمة بين بغداد وأربيل لم تنته فصولها رسميا بعد، إلا أن من الممكن تلخيص نتائجها الكارثية على الجانب الكردي. إذ أن كردستان العراق لم تفشل فقط في تحقيق مهمتها فحسب، بل دفعت ثمن محاولتها خسائر فادحة. فبدل أن يؤدي استفتاء سبتمبر إلى إضفاء الشرعية على جميع عمليات الاستحواذ على الأراضي في العراق، فقد الأكراد السيطرة الفعلية على هذه الأراضي وغيرها. وأدى استفتاؤهم أيضا إلى الدخول في اشتباك إقليمي مع أهم شريك لهم في السياسة الخارجية – تركيا.

بالإضافة إلى كردستان العراق، اتضح أن الخاسر أيضا، هو رئيس الإقليم مسعود بارزاني، الذي سعى من خلال الاستفتاء ليس فقط لتحقيق حلم الأكراد، ولكن أيضا إلى تعزيز مواقعه في كردستان العراق وزيادة نفوذه، لكن النتائج جاءت بما لا تشتهيها سفنه". وبالنسبة الى ميرزايان، "إن الولايات المتحدة التي اعتقد أكراد العراق أنها حليفتهم وبنوا حساباتهم على أساس ذلك، أدارت لهم ظهرها وسلمتهم لقمة سائغة لبغداد. أولا، لأنها لم توقف الهجوم العراقي عليهم. وثانيا لأن من الصعب أن يصدق أحد، بأن الأميركيين لم يكونوا على علم ودراية بالهجوم الخاطف لقوات بغداد، على كركوك ونفطها ورمزيتها في الذاكرة الجمعية لأكراد العراق. وقال ديفيد فيليبس الذي كان مسؤولا عن ملف العراق، منذ ما يقرب من 30 عاما في وزارة الخارجية الأميركية إن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يكن ليهاجم كركوك من دون ضوء أخضر من قبل الولايات المتحدة". ومن الواضح أن واشنطن تدفع الأكراد العراقيين لإلقاء اللوم جزئيا على أنفسهم، من خلال القول لهم إنهم لم يسمعوا مطالبتها لهم بعدم إجراء الاستفتاء. غير أن الرغبة في معاقبة الأكراد على عصيان أوامر الباب العالي في واشنطن، أدت إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بالأمريكيين أنفسهم قبل غيرهم. الهزيمة لا تتمثل فقط في خيبة أمل العالم من الضمانات الأميركية ومدى وثوقها. ولا حتى في حقيقة أن الأكراد يتهمون الولايات المتحدة بخيانة آمالهم القومية، وهذه ليست المرة الأولى. لقد خسر الأميركيون كردستان العراق كرأس جسر، كان يمكنهم استخدامه من قبل استخباراتهم لزعزعة استقرار المحافظات الكردية في إيران نفسها. ولم يخسر الأميركيون هذه الحرب فحسب، بل استسلموا لإيران في بداياتها. وبعد ذلك من في الشرق الأوسط مستعد لدعم الولايات المتحدة في أي صراع محتمل مع طهران؟!. في الواقع، كانت هزيمة الولايات المتحدة انتصاراً لطهران، وكان الجانب الإيراني بشكل عام أحد المستفيدين الرئيسيين من هذه الأزمة. وقال ممثل حكومة بارزاني، فاهال علي، إن "الأميركيين يقدمون العراقيين لإيران على طبق من فضة، ولا استطيع أن أعبر عن ذلك بشكل أكثر دبلوماسية". طهران، لم تكتف بتوجيه ضربة مؤلمة للولايات المتحدة، وتدمير "الجسر الكردي" تحت أنظارها وأقدامها، بل أظهرت أيضا لجميع الذين يمكن أن يلاحظوا قوة الدبلوماسية الإيرانية، كيف عقدت طهران صفقة رابحة بين بغداد وعشيرة طالباني. وقد تم تنسيق الاتفاق نفسه من قبل الجنرال الإيراني قاسم سليمان، الذي يعتبر سيد العمليات السرية في الشرق الأوسط".

فوز بغداد وموسكو

ولفت الكاتب الى أن "العراقيين أنفسهم هم أول المستفيدين المباشرين من الخيانة الأميركية لآمال الأكراد. لقد تمكنت بغداد من استعادة السيطرة على أهم الأراضي وأهم حقول النفط في كركوك، وبالتالي الحصول على مصدر لتجديد وتعزيز الميزانية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد ألحقت ضربة كبيرة، وربما حتى حرجة بالطموحات الانفصالية الكردية. وفي الوقت نفسه، لعب العراقيون بعناية فائقة. أولا، العمليات العسكرية للجيش العراقي لم تنفذ إلا في تلك الأراضي التي غنمتها البيشمركة بشكل غير قانوني في السنوات الأخيرة، ولم تحاول أن تدخل أراضي كردستان العراق. أي أنه اتضح أن بغداد أخذت ببساطة كل ما تريده. ثانيا، بعد تحرير هذه الأراضي مباشرة، عرض رئيس الوزراء العراقي على الرئيس الكردي حل جميع الخلافات المتبقية على طاولة المفاوضات، مع العلم أن الأكراد، بعد عملية عسكرية ناجحة، سيكونون في موقف تفاوضي ضعيف. وسيكون من الصعب جدا عليهم معارضة ما تريده بغداد منهم. لذلك، فلا يمكن التعويل على استعداد البيشمركة للعودة إلى كركوك بالقوة، فليس للأكراد فرصة تذكر لذلك. وليس من المستغرب أن تظهر حكومة كردستان العراق بالفعل استعدادها لإجراء مثل هذه المفاوضات".

وختم: "إن الأكراد استخلصوا العبر من كل ما حدث. وبالتالي، يمكن اعتبار موسكو واحدة من المستفيدين. ليس فقط لأن الأكراد الذين وجدوا أنفسهم في عزلة مفاجئة، مستعدون لـ"استئجار" مظلة عسكرية -سياسية روسية، مقابل عقود نفطية أبرمت بالفعل، بل لأن الاستنتاجات الصحيحة يمكن أن يستخلصها ليس فقط أكراد العراق، بل أيضا أكراد سوريا. فبعد كل هذا، سيتوجب على هؤلاء التفكير مليا في ما إذا كان من المفيد لهم الآن، الاستمرار في التحالف مع الولايات المتحدة، واللعب ضد مصالح روسيا في دير الزور؟ وبالتالي تعريض أنفسهم لنقمة روسية-سورية-إيرانية-تركية دون أية ضمانات أمنية أميركية".

 

هذه هي خطط واشنطن لإبعاد العراق عن إيران

هاف بوست/2017-10-22/تبدأ اليوم الإجتماعات الأولى لمجلس التنسيق السعودي - العراقي، في وقت يأمل فيه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي وصل إلى العراق ضمن زيارته للشرق الأوسط نهاية الأسبوع، في تحقيق شيءٍ استعصى على كبار الدبلوماسيين الأميركيين لزمن طويل، وهو إبرام تحالف جديد بين الرياض وبغداد من شأنه سدّ أبواب العالم العربي المطلّة على جارتهم إيران. هذا ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في وقت تسعى الولايات المتحدة لرأب الصدع بين دول الخليج العربي وقطر، وحلّ أزمة الحروب الأهلية في اليمن وسوريا، يُعتبر تيلرسون ذراع إدارة ترامب اليُمنى في هذه المناورة التي توصف بأنّها أكثر طموحاً. ويرى مسؤولون أميركيون التحالف الجديد الذي يوحّد صف الرياض وبغداد كمركزٍ لمواجهة تأثير إيران المتزايد والممتد من الخليج العربي وحتّى البحر المتوسّط، ولا سيمّا أن الحكومة العراقية تكافح لإعادة تشييد البلد الذي تحرر مُؤخراً من تنظيم "داعش"، وتواجه حركة استقلال كردية صارت حقيقة لا جدال فيها مؤخراً. وعلى رغم أن الجهد المبذول للفصل بين العراق وإيران، والربط بين العراق والمملكة العربية السعودية ليس بجديد؛ إلا أن المسؤولين الأميركيين يشيرون بتفاؤلٍ إلى موضع قدم أكثر رسوخاً يعتقدون أنّهم رأوه في الأشهر الأخيرة. ويأملون في دفع العلاقات المتحسّنة بين الطرفين إلى مرحلة أكثر تقدماً، يوم الأحد، عندما يشارك تيلرسون في الاجتماع الافتتاحي للجنة التنسيق السعودية - العراقية في الرياض.

خطط تيلرسون

ويلتمس تيلرسون سخاءً مالياً ودعماً سياسياً سعودياً للعراق، البلد المجاوِر المنكوب شمال المملكة. وقال مسؤولان أميركيان إن تيلرسون يأمل في أن يساهم السعوديون الأغنياء بالنفط في مشروعات إعادة الإعمار الضخمة التي يحتاجها العراق لاستعادة الحياة كما كانت عليه قبل "داعش" في مدن عراقية مثل الموصل، وأن يقدّموا دعمهم لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. ويريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يرى "عراقاً مستقراً، ولكنّه لا يريد رؤية العراق مستقراً في صف إيران" بحسب تصريح لمستشار الأمن القومي الأميركي، ماكماستر، كان قد أدلى به الأسبوع الماضي، ورجّح أن السعودية قد تلعب دوراً محورياً في هذا الشأن. وترى الولايات المتحدة الأميركية أنّ البديل قد يعني المزيد من الصراع في العراق، الذي عانى سنوات من التمرّد في أعقاب الغزو الذي تزعّمته الولايات المتحدة في عام 2003، والحرب العرقية التي اندلعت عندما اجتاحت "داعش" أنحاء البلاد في عام 2014. وقد وضع ترامب وفريق أمنه القومي أغلب أجندة الأمن في الشرق الأوسط بشأن مواجهة إيران، التي يرونها بمثابة "نفوذ خبيث وتمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل وحلفاء أميركا الآخرين في المنطقة". كما أنهم يتهمون إيران بتهديد الولايات المتحدة ومصالحها في الداخل الأميركي وفي أماكن أُخرى في العالم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تقوم الكنيسة بمبادرات إستثنائية قريباً؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/ الاثنين 23 تشرين الأول 2017

الشعب يطالب الكنيسة بالتدخّل

في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها لبنان، وفي زمن سلسلة الرتب والرواتب وأزمتها، يتساءل البعض عمّا اذا كانت الكنيسة ستبادر استثنائياً لتخفيف الاعباء عن الشعب العاجز عن دفع الاقساط المدرسية والشبّان غير القادرين على الزواج والانجاب، وإن أنجبوا فإنما ينجبون ولداً واحداً، فيما تُصرّ الكنيسة في عظاتها على ضرورة الانجاب غافلة عن الاسباب الحقيقية التي تمنع المواطنين من تلبية ندائها.تشير الدراسات والتقارير الى انّ العقارات المسيحية التي بيعت على كل الاراضي اللبنانية وما زال بعضها معروضاً للبيع، تُعرّض الجغرافيا للخطر، فالمساحات تضيق والحريات معها، والضعف في الديموغرافيا يتبعه ضعف في الوضع السياسي يؤكده غياب الحضور المسيحي في الدولة. وتشير المعلومات الى أنّ اي وزارة من وزارات التنمية والتخطيط لم تأخذ في الاعتبار الدراسات حول وظائف المسيحيين في الادارات العامة، كتلك التي قدمتها موسسة «لابورا» وركزت على وضع كل دائرة ووزارة من حيث التوازن الطائفي والمهنية وتطبيق القوانين. ويلفت المتابعون الى عدم وجود جَو مؤآت في البلد لتطبيق هذه الدراسات، والأخطر انّ هناك شبه إجماع على عدم تغيير هذا الوضع.

الخريطة الجديدة

ويتساءل المواطنون المسيحيون في الوقت الذي تبدو المنطقة مُقبلة على خريطة جديدة والجميع يفتّش عن دور له وحصة، أين هم من هذه الخريطة وما هو دورهم من هذا المشروع الجديد وأين مرجعياتهم من كل هذا؟ كذلك يتساءل المتضررون من الوضع الحالي في الادارات العامة واولئك الذين لم تشملهم سلسلة الرتب والرواتب: هل ستقوم الكنيسة بمبادرات استثنائية تساعدهم او تساندهم في هذا الوضع الاستثنائي؟ في هذا الاطار إستوضحت «الجمهورية» راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، فقال سائلاً: «هل الكنيسة أقوى من الدولة؟ قد تكون كذلك جوهرياً وفكرياً او روحياً، لكنها مالياً ليست أقوى». كذلك تساءل عن موازنة الدولة مقارنة مع موازنة الكنيسة؟ وقال: «لا يمكن المقارنة بينهما لأنّ موازنة الدولة تُقدّر بالمليارات». مضيفاً «أنّ الدولة تُسخّر الشعب والملايين لتحصد الضرائب بهدف تأمين سلسلة لثلث تلامذة لبنان، متسائلاً عمّن سيؤمّن السلسلة للثلثان المتبقيان من التلامذة؟، معلقاً: «شو بدها الكنيسة تغطّي تا تغطّي». ومعتبراً «أنّ الذي يحصل هو خطأ كبير وغير عادل، ولا يمكن رَمي المسألة على «كتف الكنيسة» وتحميلها مسؤولية». ولاحظ مطر أنّ المزايدة هي سيّدة الموقف، وأن النواب يزايدون لأهدافهم الخاصة ولكسب معاركهم الانتخابية لأنه همّهم الوحيد، وإلّا لكنّا نرى المشهد مختلفاً». وقال: «الكنيسة تصبح في نظرهم عاطلة لأنها زادت الاقساط وهي بذلك تَمتصّ دم الشعب، فيما تكون الكنيسة صالحة في نظرهم اذا أمّنت تغطية الزيادة». وسأل: «من أين وكيف ستأتي الكنيسة بهذه الاموال الطائلة، خصوصاً انّ نفقات السلسلة تصاعدية؟

وكذلك الزيادة التي أقرّت مَن سيغطّيها؟». مؤكداً من انّ الكنيسة تقوم بما يلزم لشعبها ولرعيّتها، وانها ساعدت وما زالت وما زلنا نساعد بمقدار استطاعتنا، سائلاً الدولة اللبنانية لماذا لا تفعل؟ ودعاها الى تغطية السلسلة خصوصاً أنها هي مَن أقرّتها»، حسب قوله.

وكشف مطر انّ «رئيس مجلس النواب نبيه بري «قال لي هذا الكلام شخصياً، وأيّدني في القول من انّ الدولة هي من يجب عليها تغطية السلسلة، ووعدني ان يعمل شخصياً على هذا الأمر» ولفت مطر الى أنه لا شيء يمنع من تعديل بعض النصوص في قانون السلسلة، كإضافة بعض البنود الخاصة او إزالتها او ما شابه. موضحاً أن كل شيء ممكن تعديله اذا كان للمصلحة العامة». وأضاف: «الكنيسة ليست مقصّرة، وهي ليست الدولة، وقد قدّمت مدارسها، وحتى الاراضي، إنما اليوم لا أحد يشتري الاراضي». واعتبر «أنّ الكنيسة ليست دولة، وعلى رغم ذلك سنقدّم ما لدينا. لكنّ الدولة اللبنانية تجبي الضرائب وتحكم الشعب وتقول انّ الهدف مساعدته، إنما الذي نتج من مساعدتها انها تريد تعليم جزء من تلامذة الوطن، فيما السؤال: لماذا لا تعلّم جميع التلامذة؟».

وقال مطر: «في ما يخصّنا، نحن نقدّم في مدارسنا مساعدات بقيمة 4 مليارت ليرة في السنة ولم تعد لدينا أموال كافية نقدّمها، فيما الزيادة الجديدة تتطلّب المليارات وهي ليست ممكنة. فإذا كانت الدولة بقرارها «ترميها» على مدارسنا فهي بذلك تقتلها، واذا ارادت ذلك فليكن، فلنقفل مدارسنا ولتفتح هي مدارسها. لكننا في المقابل نسأل: لماذا تريد الدولة قتل المدارس الخاصة فقط؟ فإذا ارادت ذلك لا مشكلة لدينا، فلتتولَّ هي مهمة التعليم في لبنان». وأكد «انّ الكنيسة، وعلى عكس ما يروّجه البعض، شَيّدت نحو 5 آلاف شقة سكنية حتى اليوم لمساعدة الشباب المسيحي وبأسعار متدنية. وهي تتولى هذه المهة والصندوق الماروني يعمل جدياً في هذا الاطار، كذلك تعمل الطوائف الارثوذكسية والكاثوليكية بدورها في الاطار نفسه». وأوضح «أنّ المشكلة ليست في الإسكان او توفير الشقق للشبّان، بل هي في إيجاد فرَص العمل لأنّها انقرضَت. والسؤال المطروح: ماذا ينفع توفير المسكن للشبّان اذا لم نؤمّن لهم فرَص العمل؟». وختم: «نحن نكافح منذ 2000 عام وسنبقى بقوة الله صامدين. فنحن أبناء الرجاء، وكمسيحيّين ما زلنا أفضل من غيرنا بكثير، مقارنة بمسيحيّي الشرق، لأنّ مسيحيي لبنان لا يَشكون إنما مشكلتهم الحقيقية هي مشكلة إقتصادية، وهي مشكلة لبنانية عامة».

 

التطبيع مع الأسد «ماشي» وإعمار سوريا أوّلاً!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/2017 الاثنين 23 تشرين الأول

الآن، جميعُ الناس يجب أن يكونوا راضين: قانون انتخاب بعد انتظار سنوات، سلسلة رتب ورواتب بعد انتظار سنوات، تحرير الجرود وإقفال ملف العسكريين المخطوفين بعد انتظار سنوات، النفط والكهرباء «على الطريق» بعد انتظار سنوات، موازنة بعد 12 عاماً، وحتى «القوات» و«الكتائب» أُعطِيا الحكمَ التاريخي الذي كان منسيّاً في قضية استشهاد بشير، بعد 35 عاماً. إذاً، يا جماعة، اقتنِعوا بنا وسيروا معنا «عالعِمياني»!بَعد «الإنجازات» الداخلية، على الجميع أن يُحضّر نفسَه للاستحقاق الأبعد: هناك مسارٌ إقليمي يَرتسم ولبنانُ جزء منه. والذين أبرَموا الصفقة الرئاسية، نهايات 2016، فعَلوا ذلك لأنها الباب الذي سيتكفّل إدخالَ لبنان زمنَ التسويات في سوريا والعراق. لقد فعلوها على طريقة «مُرغَم أخاك لا بطل». لم تكد تنطلق حكومة الرئيس سعد الحريري، مطلع السنة، حتى بدأ التحضير للتطبيع مع سوريا. وأساساً، هناك وزراء يزورون دمشق دائماً، في العلن والخفاء، بمعرفة الجميع. كما أنّ المسؤولين الأمنيين ينسّقون العلاقات بدقّة مع نظرائهم السوريين، بتغطية الجميع، علماً أنّ أجهزةً أمنية دولية تنفتح أساساً على الأجهزة الأمنية السورية وتتعاون معها، في ملفّات الإرهاب خصوصاً.

لكنّ حلفاء دمشق يعرفون أنّ التأنّي في مسار التطبيع يؤتي ثماره، لأنه يقلِّص الاعتراضَ إلى أدنى المستويات. فالرأي العام يتقبّل الفكرةَ إذا جرَت تهيئة الظروف لها، ما يوفِّر على الحريري عناءَ إقناع القواعد الشعبية المعترضة. كذلك يتيح تقليص اعتراضات القوى العربية المناهضة للأسد وطهران، بحيث يتمّ إمرار التطبيع «انزلاقاً». لهذه الغاية، يعتمد هؤلاء برنامجاً متدرّجاً يَكفل «تبليع» التطبيع للجميع. في البدء، يقوم وزراء لبنانيون بزيارات عملٍ عادية «غير استفزازية» لدمشق. ثمّ يقوم نظراؤهم بـ»ردّ الزيارة» لهم في بيروت. ثم تبدأ مفاعيل الزيارات في الظهور: برامج عمل واتفاقات وتنسيق.

حاوَل الـ14 آذاريون أن يقولوا: «هذه الزيارات يقوم بها وزراء باسمِهم وبلا غطاء مجلس الوزراء». لكنّ المفاعيل اللاحقة ستنفي هذه المقولة، لأنّ مجلس الوزراء سيضطرّ إلى الاعتراف بكلّ ما يترتّب عنها.

وليس منطقياً أن يكون جزء من مجلس الوزراء منفتحاً على الأسد والنصف الآخر يقاطعه. فالحكومة يجب أن تتبنّى سياسة واحدة. ولذلك، ولأنّ حلفاء الأسد هم الأقوى، فإنّهم سيفرضون التطبيع، وسيَرضخ الآخرون، ولكنْ ببطء وخجل. وربّما يعترض بعضهم فعلاً، («القوات» مثلاً)، ولكن، قد يقوم آخرون من 14 آذار بإثارة غبارِ الاعتراض ضدّ التطبيع لتغطية الموافقة الضمنية. في الأشهر المنصرمة، زاد حلفاء سوريا جرعات التطبيع تدريجاً ليعتاد الجميع على الفكرة ويتحقّق المطلوب بأقلّ مقدار من التوتّر الداخلي. وفي اعتقادهم أنّ القوى الداخلية، ولا سيّما منها الحريري، بات ميّالاً إلى «الواقعية»، خصوصاً إذا تراجعَت مستويات الضغطِ السعودي في هذا المجال، وغابت المواقف التي تُسبّب له الإحراج كتلك التي أطلقَها الوزير ثامر السبهان.

في خلال زيارته الأخيرة لموسكو، أدرَك الحريري أنّ هناك تفاهماً دولياً - إقليمياً على بقاء الأسد في السلطة. ولذلك، بات الحريري مقتنعاً بالواقعية. فالمواجهة لن تؤدّيَ به إلى الانتصار، بل إلى العزلة مجدّداً والخروج من السلطة والابتعاد عن ممارسة اللعبة السياسية وعن زعامة تيار «المستقبل» والطائفة، وربّما عودته إلى الخارج. في هذه الفترة، يزداد الحريري اقتناعاً بصفقة 2016، خلافاً لِما يَعتقد البعض، على رغم اتجاه الحكومة إلى زيادة جرعات التطبيع مع الأسد. ولقاء كليمنصو حسَم اتّجاه الحريري، بكفالة «حليفه» رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما هو يَلقى تشجيعاً في هذا الاتّجاه من «حليفه» الآخر رئيس الجمهورية ميشال عون، مقابل اعتراض «حليفه» رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع. هناك عنوانان سيفتحان حتماً بابَ دمشق للجميع في المدى القريب، مهما علا صراخُ الاعتراض:

1 - ملفّ النازحين الذي يَطرحه عون بصفته أولويةً في هذه المرحلة. وهو يفرض عملياً التواصلَ المباشر مع الأسد.

2 - إعادة إعمار سوريا، وهذا هدفٌ أساسي يَعمل له الحريري وكثيرون.

رئيس الحكومة يَطمح، كما كثير من القوى السياسية والمستثمرين في لبنان، إلى الاستثمار في سوريا، مع اقتراب ملامح الحلول السياسية وإعادة الإعمار التي قدّرَها البنك الدولي في الصيف الفائت بنحو 226 مليار دولار. فالقطاع الخاص السوري ليس مؤهّلاً لهذه المهمّة لأنّ إمكاناته محدودة، وستحتاج سوريا إلى الاستعانة بتوظيفات عالمية وعربية ضخمة.

وهذه فرصة لرجال الأعمال اللبنانيين، ولا سيّما منهم أولئك الذين لهم تجربة في إعادة الإعمار في لبنان. وهناك مَن يتوقع أن تفرجَ المؤسسات الدولية عن مساعداتها لسوريا مع تبلوُرِ الحلول السياسية. وثمَّة تقديرات في أن يبدأ الإعمار في غضون العامين المقبلين، تدريجاً، مع استتباب الأمن في كلّ منطقة. وسيكون هذا الدعم حيوياً لمعالجة ملف النازحين، في داخل سوريا وخارجَها، والذين يقدّر عددُهم بنصف السكّان.

ولذلك، يرتبط ملفّ الإعمار بملفّ النازحين. وعملياً، سيكون الحريري مضطرّاً إلى القبول بمسار التطبيع - في شكل أو في آخر- ليتمكّن من تحقيق الأهداف في الملفَّين. وهناك واقعٌ تطبيعيّ مع الأسد يَضغط إقليمياً. فكلّ جيران سوريا باتوا يقيمون اتّصالات مع نظام الأسد: الأردن، مصر، «حماس»، تركيا، وطبعاً العراق. ولبنان «على الطريق». وإذا حصَل تقدُّم في العلاقة بين المحورين السعودي والإيراني، فلن يبقى أحدٌ على رقعة الشرق الأوسط معادياً للأسد. فلماذا يغادر السلطة؟ واستطراداً، سيتهافت الكثيرون في لبنان على التغنّي بمحاسنِ العلاقة مع الأسد… وطبيعي أن يتسابقوا عليه، وأن يستقويَ به بعضُهم على بعض، ولو لم يكن موجوداً بينهم في لبنان، كما في الماضي. يقول كارل ماركس: «التاريخ يعيد نفسَه مرّتين. مرّةً في شكل مأساة، ومرّة في شكل مهزلة»!

 

الحُكم على قَتَلة بشير.. يوحِّد جبهة اليمين؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 تشرين الأول 2017ا

شكّلَ حُكم الإعدام بحقّ حبيب الشرتوني ونبيل العلم لارتكابِهما جريمة اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل ورفاقه، بارقة أملٍ في تحقيق العدالة ولو بَعد حين، وأنّ القضاء اللبناني ما زال قادراً على إصدار أحكام «باسمِ الشعب» بعيداً من التسييس والتدخّلات.في المرحلة الأخيرة، أي بعد 2005، لم يشهد لبنان هجوماً داخلياً مِثل الذي شهده الآن، إذ إنّ الكلام تخطّى حدود العقل والتخاطب والخصومة السياسية وبلغَ درجة التفاخر بمجزرة أودت بحياة رئيس جمهورية مُنتخب وأكثر من 20 شهيداً آخرين.

وبغَضّ النظر عن الموقف السياسي من الرئيس بشير الجميّل، يرى سياسيون مسيحيون، «أنّ الخطورة أنّ هناك فريقاً داخلياً ممثلاً في مجلس النواب يدافع عن القتل والإجرام ويتبنّى الجريمة، ويصفّق لمنطق الاغتيال السياسي. وفي الوقت الذي تنهزم «داعش» وتفقد آخِر مراكزها في الرقة والمدن العراقية التي احتلّتها، يظهر للجميع أنّ هناك فكراً «داعشياً» متأصّلاً، لكنّه يرتدي «بزّة وكرافات»، يُحلل دمَ مَن لا يتّفق معه في الوطن، ويُصدر شهادات في الوطنية، وهو الذي لا يعترف بنهائية هذا الوطن ويَعتبره خطأ تاريخياً، ويتخطّى مشروعه حدود الـ 10452 كلم مربّع».

وأمام هذا المشهد الذي يتبنّى القتلَ والإجرام، هناك بارقة أمل تجلّت بوحدة موقف اللبنانيين عموماً، والأحزاب «اليمينية» خصوصاً، والمقصود بـ»اليمين» ليس إحياء الإصطفافات القديمة بين يمين ويسار، عِلماً أنّ هناك فئةً كبيرة من اليساريين المثقفين والمقاومين تعرّضَت لأفظع أنواع الاغتيال السياسي، بل إنّ هذا الأمر جمعَ أحزاب «القوات اللبنانية» والكتائب اللبنانية و«الوطنيين الأحرار» و«التيار الوطني الحر» في ساحة واحدة، هي ساحة ساسين في الأشرفية.

وبغضّ النظر عن التنافس بين «الكتائب» و«القوات»، إلّا أنّه، حسب قياديين في الحزبَين، فإنّ «القضية اللبنانية» تجمعهما، والاستهداف يوحّدهما أكثر، وما حصَل في عكّار من اعتداء على مراكز الحزبَين أكبرُ دليل الى انّهما مستهدَفان، إضافةً إلى كل فئة تؤمن بالأرزة وتضعها في قلب علمها.

وبما أنّ الاختلاف السابق لا يمكن إخفاؤه، ترى أوساط حزبية، أنّ النائب نديم الجميّل هو القادر على تشكيل صلة الوصل الدائمة بين الكتائب و«القوّات» عندما ينقطع التواصل بينهما وتحلّ لحظات الجنون السياسي، وبالتالي فهو شارَك في قدّاس «شهداء المقاومة اللبنانية» في معراب حين قاطعَته القيادة الكتائبية، وحافَظ على افضلِ العلاقات مع القاعدة «القواتية» بعد التباعدِ الحاصل. من ثمّ ظهر هذا الدور جليّاً عندما صعد الى منصّة ساحة ساسين يوم الجمعة الماضي غاضباً من التسابق «القوّاتي» و»الكتائبي» على الهتافات، داعياً الى توحيد الشعارات «لأنّ بشير يوحّدنا».

وبعد الهجمةِ الشرسة على صفحة أساسية من تاريخ «المقاومة اللبنانية» التي كان بشير قائدها، يراهن حزبا الكتائب و«القوات» ومن يدور في فلكهما على تحقيق العدالة عبر الأُطرِ المؤسساتية، إذ إنّ الانجرارَ إلى أسلوب التحريض لا يجدي نفعاً، خصوصاً أنّ من يروّج للقتل هم أقلّية عابرة لكن يجب معاقبتها، في حين أنّ الشعب يتعطّش إلى عودة سيفِ العدل لأنّ القضاء وحده يحمي اللبنانيين، وإلّا تسود شريعة الغاب. لا يُنكر أحد من قياديّي الكتائب و«القوّات» أنّ العلاقة بينهما تحتاج الى ترميم، على رغم تأكيد «القوّات» أنّ الأمور قد بردت وليس من مصلحة أحد العودة الى التوتير، في حين أنّ المبادئ التي تجمع الحزبَين كثيرة ونقاط التلاقي أكثر من نقاط الاختلاف. وبعيداً عن الحسابات السياسية، يبقى السؤال: كيف ستتّجه العلاقة بين «القوات» والكتائب بعد كلّ هذه التطورات؟ وكيف ستكون العلاقة بين الأحزاب المسيحية الرئيسية، خصوصاً بين الكتائب و«القوّات» و«الأحرار» و«التيارالوطني الحرّ»؟

وإذا كان العهد الجديد هو من حرّكَ هذا الملفّ فهل سيحرّك ملفَّ اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوّض؟ ومِن جهة ثانية هناك سؤال آخر وهو عن العلاقة بين «التيار الوطني الحرّ» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» إذ خرَج النائب مروان فارس مدافِعاً عن الشرتوني ونبيل العلم اللذين ارتكَبا الجريمة، في حين أنّ رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل شارَك في مهرجان ساحة ساسين الاحتفالي، فهل بات «التيار» محرَجاً في التحالف مع «القومي» إنتخابياً؟ وهل هذه المشاركة أتت تماشياً مع نبضِ الشارع المسيحي؟ وهل هي إعلان غير مباشَر عن فكّ التحالف «القومي» - «العوني» الذي صَمد منذ 2005 وسط التنافسِ على مقاعد نيابية عدّة أبرزُها في الكورة ومرجعيون وبعلبك - الهرمل؟

 

لماذا أحب جبران باسيل؟

أحمد عدنان/عكاظ/الاثنين 23 أكتوبر 2017

كل ذي نعمة محسود، وينطبق هذا المثل على قبطان الوزراء اللبنانيين وفحلهم ويعسوبهم ودرتهم وقريعهم وباشهم ووجههم وجهبذهم، معالي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

الهجوم لا يتوقف على وزير لبنان وقلعته وصخرته وأرزته وجبله وواديه وسهله وفيروزه وجبرانه، وهذا الهجوم رفع الوزير المظلوم إلى مصاف الصالحين، وكأنني أراه يتمتم وهو يقرأ سيل الهجمات المتوالية والمغرضة عليه: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

ورغم كل هذا التجني والتعسف في قراءة فلسفة وفكر وثقافة وإنجازات وعلامات وشواهد وملامح وآثار الوزير المبجل والمحترم والمقدام الهمام إلا أن المنصفين أمثالي يكنون لمعاليه حبا لا يتزعزع ولا يرتعش، فلماذا أحب جبران باسيل؟ بل لماذا هناك إجماع على حب جبران باسيل عند أولي الألباب؟!.

السبب الأول، أنه وجه السعد على محيطه، اتهموه بأنه وصل إلى الوزارة لأنه صاهر العماد ميشال عون، وهذا غير صحيح، قبل المصاهرة المباركة كان الجنرال منفيا، وبعدها أصبح زعيم المسيحيين الأول عبر صناديق الاقتراع ثم رئيسا للجمهورية عبر التعطيل وورقة التفاهم مع ميليشيا حزب الله. فمن بالله وجه السعد على من؟ وكم محظوظ أنت يا جنرال؟.

السبب الثاني، الترفع عن المناصب، أتذكر أن العماد عون قبل انتخابات ٢٠٠٩ رفع شعار «عدم توزير الراسبين في الانتخابات»، لكن جبران رغم سقوطه في الانتخابات للمرة الثانية عاد وزيرا للطاقة، والسبب أن باسيل هو من نوعية الرجال الذين تركض وراءهم المناصب لا من يلهثون خلفها.

السبب الثالث، اللغة العربية الرفيعة والفصيحة التي تتجلى فوق المنابر وفي مرابع «تويتر»، فإذا قرأت فكأنك قرأت للجاحظ وابن المقفع والعقاد، وإذا سمعت فكأنك أمام قس بن ساعدة أو مكرم عبيد، أما مضمون الكلام فيذكرك بدائرة المعارف البريطانية أو مكتبة دار الحكمة البائدة.

السبب الرابع، الكاريزما، فهو يدخل القلوب بلا استئذان مثل شعاع شمس يستولي على العيون، خفيف الظل كأنه نسمة باردة في تشرين، طلق المحيا كأنه نجم سينمائي تتمناه كل جوائز الأوسكار، متواضع ودمث وحلو اللسان، فحين تراه تقول: هل هذا جبران؟. صاحب مصداقية، فمنذ تفاهم حزبه (التيار الوطني الحر) مع حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل تحسب الأحزاب الثلاثة حزبا واحدا صلبا صلدا متماسكا.

السبب الخامس، أنه قدم أمثولة استثنائية في النجاح، فانظر إلى كل الوزارات التي تولاها وكل الوعود التي أطلقها، فحين تولى وزارة الاتصالات في لبنان أصبحت أسعار هذا القطاع هي الأرخص عالميا، وجودته أصبحت موضع حسد واقتداء في أمريكا الشمالية وكوريا الجنوبية وأوروبا الوسطى، وحين تولى وزارة الطاقة والمياه، أصبح لبنان مصدرا للمياه، وهو مقبل على عصر النفط والغاز، والأنوار عمت البلاد، وإن لم يكن نور الكهرباء فنور جبران يكفي، أما حين تولى وزارة الخارجية فحدث ولا حرج، لأن جبران هو الوحيد الذي تجاوز شارل مالك وفؤاد بطرس، أما هنري كيسنجر فيراقبه عن كثب ومن بعيد بعينين دامعتين. انظر إلى تعاظم حضور لبنان عربيا وإقليميا ودوليا، عجز دولة الرئيس سعد الحريري عن طلب موعد من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، لكن جبران جلس معه واطمأن على صحته، وفي اليونسكو كاد لبنان أن يقلب الطاولة، لكنه خشي من جرح مشاعر الآخرين.

السبب السادس، لا تأخذه في الحق لومة لائم، انظر إلى قضية الموقوف اللبناني في إيران نزار زكا، أشعرنا وزير الخارجية في معالجته للموقف بأن المعتقل هو رئيس جمهورية لبنان لا مجرد رجل أعمال، وانظر إلى قضية شهيد الجيش وابن البترون سامر حنا الذي اغتالته الميليشيا المسماة «حزب الله»، فكدنا أن نظن أنه لا شهيد في العالم إلا سامر، لكن للأمانة دافع جبران، ابن البترون، عن حق سامر كما دافع عن حقوق الشهداء الموتى والأحياء جبران تويني وفرانسوا الحاج وجورج حاوي وسمير قصير وانطوان غانم وبيار الجميل وباسل فليحان وجوزيف صادر ومي شدياق وإلياس المر ود. سمير جعجع. والدليل على ذلك التساؤل الشهير الذي يطرحه جمهور المقاومة: جبران معنا أو ضدنا؟!. وهناك من يقول: يا ويل حزب الله من جبران.

السبب السابع، بغض الطائفية والعنصرية، فهو يتقن ثقافة الوصل لا الفصل، يجيد الانفتاح ويبغض الانعزال والانغلاق، وكأنه هو ومفاهيم المواطنة والوفاق والتسامح والتعايش وتكافؤ الفرص مترادفات واحدة، يعادي نظرية «تحالف الأقليات» الإسرائيلية ثم الإيرانية، ويرفض دمغ المسلمين جميعا السنة خصوصا بتهمة الإرهاب، مؤمن إلى درجة الوله بلبنان الرسالة الذي بشرنا به البابا يوحنا بولس الثاني، فكلما تولى وزارة دفع زعماء المسلمين إلى التساؤل: هل نحن من يرعى مصالح المسلمين أو جبران؟. ويتمنى المسيحيون أن يتحدث جبران مرة عن حقوق المسيحيين، لكن شعاره الأبدي هو حقوق اللبنانيين جميعا.

السبب الثامن، أنه ديموقراطي صميم والعدو الأول للإقطاع والتوريث، إذ فاز برئاسة حزب التيار الوطني الحر بشق الأنفس، وتقبل برحابة صدر سقوطه في الانتخابات النيابية رغم شعبيته الجارفة، ويرفض التعيين على أساس القرابة والشللية والطائفة، ويأبى البتة تعطيل الدولة ولو كانت النتيجة ضده وضد حزبه، ويضحي بنفسه من أجل المصلحة العامة، وهذه صفات رجل دولة عز أن يجود بمثله الزمان.

السبب التاسع، تقدير المرأة إلى حد التطرف، فالتمكين الذي يطالب به أنصار حقوق المرأة مرفوض عند جبران، لأن الهدف هو المساواة المطلقة الأزلية الأبدية السرمدية، وانظر إلى حادثتين، الأولى اجتماعه مع وزير خارجية خليجي على هامش جلسات الأمم المتحدة وإصرار جبران على إنصاف وتقدير الدبلوماسية اللبنانية «كارولين»، والثانية تغريدته الشهيرة: «أنا مع إقرار قانون منح المرأة الجنسية لأولادها لكن مع استثناء السوريين والفلسطينيين للحفاظ على أرضنا».

السبب العاشر، أن كون جبران باسيل سياسيا محنكا، لم يمنعه ذلك من الحفاظ على مسحة إنسانية تدثر السياسة، وهذا ليس غريبا على سياسي ينتمي إلى المدرسة الأخلاقية والمثالية في علم السياسة مثل الرئيس الأمريكي ولسون، والدليل نظرته الرومانسية المرهفة لملف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين - والثورة السورية بطبيعة الحال - لدرجة دفعت بعض المواطنين إلى تمني أن يكونوا لاجئين، وهذا ليس غريبا على رئيس حزب ذاق قادته طعم المنفى المر.

السبب الحادي عشر، النزاهة والزهد، إذ يغلب الظن أنه لولا اشتغال جبران بالسياسة، لكان من أثرياء العالم بجوار بيل غيتس وكارلوس سليم، ولله الحمد تتحدث مؤسسات المجتمع المدني في لبنان عن فساد كل السياسيين إلا جبران، وتتحدث كذلك بأن السلطة لم تغيره ولم تخدش منهجه ولم تلتهمه أو يلتهمها وكأنه خارجها. السبب الثاني عشر، العروبة والمبدأ السيادي الاستقلالي، ونال جبران هذا الشرف بالفعل لا بالكلام، هل أحدثكم عن مناهضة السلاح غير الشرعي أو أحدثكم عن ارتجاف إيران وحرسها الثوري وعميلها بشار الأسد أم أتطرق إلى النضال العميق من أجل الوحدة العربية لدرجة أنه أنسانا كلوفيس مقصود وكمال الحاج وبطرس البستاني، فكلما زار جبران دولة عربية قال العرب: جبران منا أهل البيت. وعروبة جبران لا تتعارض مع نفسه الاستقلالي والسيادي، إذ أعلن انسحاب حزبه من ثورة الأرز بسبب ميوعة قوى ١٤ آذار، وهذه الروح القتالية التي يتحلى بها جبران دفعت بعض رموز ثورة الأرز للغيرة منه مثل د. فارس سعيد والشيخ بطرس حرب و«الريس» دوري شمعون.

لو أردت الاستفاضة في الحديث عن حسنات ومزايا جبران باسيل فأنا بحاجة إلى مجلدات وكتب لا إلى مقالة عابرة، لكنني أختتم حديثي متوجها إلى المسيحيين اللبنانيين عموما والموارنة منهم خصوصا، لا تهدموا رموزكم، ولا تسفهوا أحباركم، فالوزير جبران باسيل امتداد طبيعي وخارق لرموز قل نظيرها وإن اختلفت اتجاهاتها، مثل: البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، سمير فرنجية، جبران خليل جبران، فؤاد أفرام البستاني، يوسف بك كرم، كميل شمعون، فؤاد شهاب وبشير الجميل، فباهوا به بين الأمم وافتخروا بأنفسكم أن جبران منكم وفيكم، وإذ إن الشيء بالشيء يذكر، إنني أتوق إلى اليوم الذي سيصبح فيه جبران باسيل رئيسا لجمهورية لبنان وسيدا لقصر بعبدا، لعل أبو العتاهية يخرج من قبره ليردد أمام جبران ما قاله أمام المهدي: أتته الخلافة منقادة /‏ إليه تجررُ أذيالها فلم تك تصلح إلا له /‏ ولم يك يصلح إلا لها ولو رامها أحد غيره /‏ لزلزلت الأرض زلزالها.

 

قائد الجيش في واشنطن... زيارة متعدِّدة الأبعاد؟

ربى منذر/جريدة الجمهورية/ الاثنين 23 تشرين الأول 2017

سيتخلل الزيارة تفاوُض بشأن لوائح تتضمّن أنواع أسلحة جديدة قد يحتاج لها الجيش

 بجدول أعمال مكتظ، غادر أمس الأوّل قائد الجيش العماد جوزف عون إلى واشنطن للبحث في سُبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشَي البلدين مع عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين الأميركيين. إلّا أنّ اللافت في زيارته هذه المرة، وإنْ كانت قريبة شكلاً من الزيارة الأولى من حيث اللقاءات التي ستشهدها، أنها مختلفة في المضمون، إذ يذهب عون من موقع قوّة الى واشنطن متحصناً بالانتصار الذي تَحقّقَ في معركة «فجر الجرود»، وبعدما أثبتَ الجيش جدارتَه فيها.يرافق عون خلال الزيارة وفدٌ من الضبّاط اللبنانيين المختصين في القضايا التي سيتمّ بحثُها، بناءً على دعوةٍ رسمية من رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال جوزف دانفورد، حيث سيلتقي عدداً من كبار المسؤولين المكلّفين الإشرافَ على ملفات الشرق الأوسط، وقائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزف فوتيل المكلّف بالملف اللبناني والذي زار لبنان أكثر من مرّة، والمعروف بحماسته لتسليح الجيش اللبناني ودعمِه وزيادة التعاون معه.

تجدر الإشارة الى أنّ أمس الأوّل لم يكن التاريخَ الأساسي لهذه الزيارة، بل إنّ الموعد المحدّد كان في آب الماضي، إلّا أنّ ظروف معركة «فجر الجرود» فرَضت نفسَها واضطرّ عون آنذاك الى متابعة المجريات على الأرض، ما أدّى الى تأجيل الزيارة حتى هذا التاريخ، علماً أنّ الهدف منها هو استكمال المباحثات التي بدأت خلال الزيارة الاولى الى واشنطن، والتي استتبعت بزيارات الوفود الأميركية للبنان.

جدول أعمال كثيف

وستكون لعون لقاءات في البنتاغون مع قيادات عسكرية كبرى وأخرى مكلّفة بالملفات الأمنية في الشرق الأوسط، حيث سيَشرح لهم تفاصيلَ معركة «فجر الجرود» والخطط العسكرية التي اعتمِدت، وكيفية التعاون بين مختلف وحدات وقوى الجيش من جوّية وبرّية، إضافةً الى كيفية استفادة الجيش من السلاح الأميركي في انتصاره. وسيَشكر عون القيادةَ الأميركية على المساعدات التي قدّمتها، والتي كان لها دورٌ فاعل في الانتصار وفي رفعِ جهوزية الجيش بنسبة كبيرة، وستكون هناك دعوة لتفعيل هذه المساعدات ورفعِ نسبتِها في السنة المقبلة، خصوصاً بعدما أثبتَ الجيش أنّه يستحقّ هذا الدعم.

الموقف الأميركي

في المقابل، مِن المنتظر أن يطرَح الأميركيون بعضَ النقاط لجهة ملفّ الحدود وضبطِها، وهو ملفّ يهتمون به، ونوعية المساعدات التي يحتاج لها لبنان على هذا الصعيد، خصوصاً أنّ وفودهم التي تزور لبنان تقوم بزيارات استطلاعية للحدود من أجل الوقوف على الحاجات وترفعُ تقارير لقياداتها في واشنطن، كما أنّ هناك اهتماماً أميركياً سيَظهر خلال هذه الزيارة في تفعيل التعاون مع لبنان من خلال زيادة المساعدات العسكرية له، خلافاً لكلّ ما يُحكى عن تقليلها، وسيكون ضِمنها استكمالُ مساعدة طائرات «السوبر توكانو» ومدرّعات «برادلي» التي وصَل عددٌ منها إلى لبنان مع بدايات معركة «فجر الجرود».

أسلحة جديدة

إلى ذلك، سيتمّ التفاوض بشأن لوائح تتضمّن أنواع أسلحةٍ جديدة قد يحتاج لها الجيش في معركته المقبلة، ذلك بعدما أصبح هناك وقائعُ جديدة فرَضها تحرير الجرود، منها التركيز على العمل الأمني، الذي أثار إعجابَ أجهزة الاستخبارات الأجنبية بمن فيها الأميركية بما تنجهّزه نظيرتُها اللبنانية، وفي مقدّمِها مديرية المخابرات في حربها الاستباقية ضد الإرهابيين، حيث استطاعت تحقيقَ ضربات نوعية ساهمت في استهداف البنيةِ الأساسية للمنظمات الإرهابية في لبنان.

لفتة تكريمية

وستكون لعون إطلالةٌ خلال الحفلِ الذي سيُقام في السفارة اللبنانية والذي يُعتبر أمراً تقليدياً، سيَحضره عدد من المسؤولين الأميركيين وعددٌ من أفراد الجالية اللبنانية، والأبرز في هذه الزيارة هو اللفتة التكريمية التي ستخصُّه بها جامعة الدفاع الوطني - كلّية شؤون الأمن الدولي، التي تعَدُّ أهمَّ الجامعات العسكرية في العالم، وهي الكلّية التي أجرى فيها عون خلال العام 2009 دورةً لمدة سنة كاملة على مكافحة الإرهاب الدولي، وتخرّجَ منها حائزاً إجازةَ ماجيستير في الدراسات الإستراتيجية - شؤون الإرهاب. سيُدعى إلى الاحتفال التكريمي عددٌ من كبار المسؤولين والشخصيات وعددٌ مِن رفاق عون فيها، وسيكون له كلمةٌ تتحدّث عن تجربته في محاربة الإرهاب وكيفيةِ استفادته ممّا تعلّمه في هذه الجامعة بالمعارك، والأبرز في هذه المحطة هو أنّ الجامعة ستضع صورةً لعون تُذكَر إلى جانبها دورة (مكافحة الإرهاب الدولي) التي التحقَ بها، وذلك في المكان الذي تُرفعُ فيه صورُ أهمّ الشخصيات التي درسَت فيها.

 

تعايشٌ وتنافسٌ بين الحروبِ والتسويات

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 تشرين الأول 2017

لم تَكترِث إسرائيل بالدخول فعلياً على خطّ الأحداث طالما كان القتالُ دائراً في سوريا والدمارُ ناشطاً والنظامُ وإيران والميليشياتُ وحزبُ الله يُنهِكون قِواهُم. أمّا وقد انتقَل الواقعُ العسكريّ من القتالِ المفتوحِ إلى توزيعِ مناطقِ النفوذِ في سوريا والعراق، فإنَّ إسرائيلَ تبدو معنيّةً مباشَرةً بالتطوّراتِ إلى حدِّ التلويحِ بحربٍ على لبنانَ وسوريا. قد لا يؤدّي التلويحُ إلى حربٍ، لكنّه سيَجعل إسرائيلَ طرفاً مشارِكاً أو مشرِفاً على التطوّرات العسكريّةِ والتسويات المقترَحة لمستقبلِ سوريا والمِنطقة، عِلماً أنّها مُنيت بنكسةٍ في موضوعِ كُردستان.

هذه الحربُ الجديدةُ، في حالِ وقوعِها، قد تكون، بأبعادِها، أشبهَ بِإحدى حروبِ إسرائيلِ العربيّةِ (1973) أكثرَ من حروبِها اللبنانيّةِ (1978، 1982، 1996، و2006). وذلك لسببين على الأقل: انتشارُ الأطرافِ اللبنانيّة والعربيّة والإقليميّة على جَبهتَي لبنان وسوريا، ومحاولةُ التوأمةِ بين تسويةِ حربِ سوريا وتسويةِ السلامِ العربيّ - الإسرائيليّ. إنَّ شَنَّ حربٍ جديدةٍ، رغم توافرِ أسبابِها، هو إشكاليّةٌ كبيرةٌ لإسرائيل لسببين على الأقل: الأوّل، أَنّ إسرائيل، بعدَ صَدْماتِ حروبِ 1973 و1982 و2006، ليس بمقدورِها أن تقومَ بـ«حروب ناقصةٍ» أخرى لا تَضمَن الانتصارَ العسكريَّ فيها سلفاً. والآخَر، أنَّ إسرائيل، دولةً وشعباً، لا تَتورّط بحربٍ ما لم تكن لها ترجمةٌ على صعيدِ الأمنِ القوميِّ والسلامِ مع العرب. نلمُس اليومَ ازدواجيّةً في سلوكِ إسرائيل لا تَبلُغ حدودَ التناقض: من جهةٍ تتَّخذُ كلَّ الاجراءاتِ العسكريّةِ المَيدانيّةِ استعداداً لمواجهةٍ عسكريّةٍ محتمَلةٍ في لبنانَ وسوريا، ومن جهةٍ أخرى تُجري مفاوضاتٍ عريضةً مع روسيا وأميركا للحصولِ على ما تريده أمنيّاً وسياسيّاً من دونِ حرب. وهذا مَغزى المباحثاتِ الروسيّةِ ـ الإسرائيليّة التي تقدَّمت من دونِ الوصولِ إلى اتفاقٍ نهائيّ. فموسكو لا تُعير أهميّةً كافيةً بعدُ للخطوطِ الحمراء التي اقترحَتها إسرائيل لاحتواءِ دورِ «الحرسِ الثوريِّ الإيرانيّ» و«حزبِ الله» في سوريا وهي: حظرُ انتقالِ الصواريخِ الروسيّةِ المتطوِّرة الى حزب الله، وقفُ إيران تزويدَ سوريا بصواريخَ عابرةٍ، منعُ إيران من بناءِ قواعدَ عسكريّةٍ بَحريّةٍ قربَ طرطوس وبَريّة قربَ الجولان، وإقامةُ شريطٍ حدوديٍّ إضافيٍّ منزوعِ السلاح بمحاذاةِ الجولان المحتلّ.

أكثرُ من سببٍ لتقومَ إسرائيلُ بحربٍ جديدةٍ في لبنانَ والمِنطقة في حال ارتأت أنَّ مصلحتَها تَقضي بذلك، وأبرزُ هذه الأسباب:

1- جميعُ التقاريرِ الاستخباريّةِ والعسكريّةِ في إسرائيل وأوروبا وأميركا تؤكّد أنَّ ترسانةَ حزبِ الله ونوعيّتَها باتت تهدِّدُ مباشرةً سلامةَ وجودِ إسرائيل لا أمنَها الحدوديَّ فقط.

2- ورودُ معلوماتٍ عن رغبةِ حزبِ الله بوضعِ يدِه على بعضِ آبارِ النَفظ في ديرِ الزور لتأمين تمويلٍ إضافيٍّ بعد التضييقِ الدوليِّ عليه، لاسيّما أنّه أصبح لاعباً إقليميّاً ويحتاجُ موازناتٍ عسكريّةً لتحقيقِ توازنٍ معيَّنٍ مع دولةِ إسرائيل.

3- التمدّدُ العسكريُّ والاستراتيجيُّ الإيرانيّ في الدولِ المحيطةِ بإسرائيل وسْطَ وجودِ مخاوفَ إسرائيليّةٍ من قيامِ إيران بعملٍ عسكريٍّ استباقيّ على غرارِ الهجومِ المِصريّ ـ السوريّ المفاجِئ على إسرائيل سنةَ 1973.

4- إِصرارُ إيران على الممرِّ البَريّ من طهران إلى جنوب لبنان، إذ تعتبره، بمنأى عن أهميّتِه الاستراتيجيّة، التعبيرَ الجغرافيَّ لـ«لهلالِ الشيعيّ».

5- مواصلةُ إيران جهودَها على الصعيدِ النووي بالرغم من الاتفاق الموقَّع، وتدّعي إسرائيل أنَّ طهران ستمتلِكُ قنبلةً نوويّةً في خلال ثماني سنوات.

6- الحربُ على حزبِ الله، واستطراداً على إيران من شأنِها، في حالِ نجاحِها، أن تَفتحَ الطريقَ أمام توقيعِ اتفاقاتِ سلامٍ بين إسرائيل وباقي الدولِ العربية.

7- تتوقّع إسرائيل أن تؤدّيَ حربُها الجديدةُ إلى خلقِ ديناميكيّةِ التغييرِ الجيو ـ استراتيجيّ المنتَظرِ في كِيانات المِنطقةِ منذ حربِ العراق والثوراتِ العربيّة الراحلة. وفي هذا السياق، تتمنّى إسرائيلُ أن يَعقُبَ المعركةَ ضِدَّ «داعش» و«النُصرة» قيامُ دولةٍ سُنيّةٍ على جُزءٍ من أرضِ سوريا والعراق (شرقيّ الفُرات)، تَحُدّ من النفوذِ الإيرانيّ، وأخرى دُرزيّةٍ جَنوبيّ غربيَ سوريا.

8- تجديدُ الطاقَمِ السياسيّ الإسرائيليّ الباهِت أصبح أولويّةً مُلحَّةً لشعبِ إسرائيل. وتاريخيّاً، كلُّ حربٍ أفرزت قادةً إسرائيليّين جُدداً.

هذه الأسبابُ الإسرائيليّةُ، تلتقي مع مصالحِ الولاياتِ المتَّحدة الأميركيّة التي تَكُنُّ العداءَ نفسَه لكلٍّ من حزبِ الله وإيران والنظامِ السوريّ، وتَرتاب من ثباتِ الوجودِ العسكريِّ الروسيّ في سوريا وانتشارِه.

التغطيةَ الدوليّةَ لحروبِها ليست هاجسَ قادةِ إسرائيل، بل التغطيةُ الداخليّة. فمنذ حربِ 1973، كلُّ حروبِ إسرائيل انتهت بلجانِ تحقيقٍ أطاحَت الحكوماتِ التي شَنَّت حروباً ولو رابحةً. لذلك تُجري رئاستا الحكومةِ والأركانِ في إسرائيل مشاوراتٍ مع مختلَفِ زعماءِ إسرائيل لضمانِ تأييدِهم في حالِ وقوعِ حربٍ، خصوصاً وأنَّها قد تشمُل أكثرَ من جَبهةٍ ويشترك فيها أكثرُ من طَرف.

لكنَّ المجتمعَ الدوليَّ يسعى إلى إقناعِ إسرائيل بأَنْ إِذا كانت أسبابُ الحربِ موجودةً، فنتائجُها غيرُ مضمونة، لا بل إنَّ ديناميكيّةَ العنفِ المنتشرِ في الشرقِ الأوسط قد تُحوِّل أيَّ حربٍ خاطفةٍ حربَ استنزافٍ لأنها لن تكونَ بين دولٍ فقط، إنما مع جماعاتٍ مسلَّحةٍ وإرهابيّة أيضاً.

ومن بين «الإغراءات» التي يَقترحُها المجتمعُ الدولي على إسرائيل: فرضُ الأممِ المتّحدةِ والاتّحادِ الأوروبيّ على إيران وحزبِ الله عقوباتٍ موازيةً للعقوباتِ الأميركيّة، تشديدُ رقابةِ وكالةِ الحدِّ من انتشارِ الأسلحة النووية، إعادةُ النظرِ لاحقاً بالقرارِ 1701 في جَنوب لبنان، تأكيدُ التسويةِ في سوريا على انسحابِ القوّاتِ الإيرانيّةِ وعلى ترتيبات أمنيّة على حدودها.

تعاطَت إسرائيل بتحفّظٍ مع هذه النقاطِ لأنّها لا تَثق عادةً بالضماناتِ الدوليّة بخاصةٍ بعدما نَكَث الأميركيّون بالتزاماتِهم تجاه كُردستان. أما بخصوصِ حزبِ الله، فتَعتبر أنّه يُشكِّل مشكلةً لها، سواءٌ بقيَ في سوريا أم عادَ إلى لبنان.

 

 لبنان في دائرة المواجهة بين إسرائيل وإيران

جويس كرم/الحياة/22 تشرين الأول/17

يصل هذا الأسبوع الى واشنطن قائد الجيش اللبناني جوزيف عون في زيارة ثانية منذ توليه المنصب، تتزامن هذه المرة مع اقتراب تصويت الكونغرس على مشروع العقوبات ضد «حزب الله» وشبكة تمويله في لبنان والخارج، والمتوقع أن ينال موافقة غالبية واسعة في مجلسي الشيوخ والنواب.

التصويت المرتقب في مجلس النواب قبل نهاية الشهر يأتي بعد تعديلات على المشروع وزيارات متكررة الى واشنطن لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ووفود نيابية من حركة أمل وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر، الى جانب زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري في تموز (يوليو) الفائت. الزيارات نجحت في حصر المشروع بـ «حزب الله» ومؤسساته الاجتماعية، وتحييد المصارف اللبنانية الى حد ما وشطب أسماء أحزاب وشخصيات لبنانية قريبة من الحزب أو متحالفة سياسياً معه. عقوبات الكونغرس لا تأتي في فراغ، وهي مؤشر ضمن لائحة طويلة تنذر لبنان بمرحلة دقيقة عنوانها المواجهة مع الحرس الثوري الإيراني إقليمياً، وخطوط حمر متزايدة لإسرائيل في التعاطي مع التحولات اللبنانية والسورية تخيف المتابعين من شبح حرب مقبلة. الإدارة الأميركية الحالية على خلاف سابقتها، مدركة وموافقة على أولوية وقف المد الإيراني وما سماه قائد القيادة الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل «محور طهران- بيروت» الذي وصل بنفوذه الى مستوى فرض مراجعة أميركية وإقليمية في التصدي له. لبنان هو في صلب هذه المواجهة. فسياسة النأي بالنفس ومحاربة «داعش» لم تعد كافية لشراء الوقت وإبعاد بيروت عن حلبة الملاكمة الإقليمية، التي بدأت بأدوات مختلفة من اليمن الى غزة ومستمرة في دمشق وبغداد. في هذه الحلبة، يتم النظر الى «حزب الله» كالذراع العسكرية والإقليمية الأقوى لطهران خارجياً، ولا يمكن لبنان أن يتنصل من ذلك أو أن يفرض تغييراً في هيكلية الحزب السياسية والعسكرية، ما يُحوِّل الجدل اليوم الى سيناريوات تأثر لبنان ووسائل تفادي مواجهة كارثية.

السيناريوات المطروحة تبدأ أولاً بالعقوبات سواء من الكونغرس أو الإدارة الأميركية، وضغوط من واشنطن على الأوروبيين لوقف التمييز بين جناحي «حزب الله» العسكري والسياسي، وأخرى قد تأتي من دول خليجية وقد تؤذي لبنان اقتصادياً أكثر من غيرها بسبب اعتماد الاقتصاد اللبناني على تدفق المال من المغتربين لتحريك السيولة داخلياً مع انهيار معدل النمو الى نسبة ١ في المئة. وبعد العقوبات، هناك التهديد الإسرائيلي وزيادة الطلعات الجوية فوق لبنان أو عبره لضرب سورية ووسط مخاوف من حدوث مواجهة شاملة على غرار حرب ٢٠٠٦.

المراقبون والمحللون يرون أن المواجهة الشاملة مستبعدة لأن الوصول الى «حزب الله» هو أسهل لإسرائيل اليوم في الساحة السورية منه في لبنان. وأولوية إبعاد إيران من الجنوب السوري تأتي قبل إشكالية التهديد من لبنان. ويقولون إنه بالنسبة لـ «حزب الله» فليس من مصلحته إشعال جبهة ثانية تلهيه عن الساحة السورية، والتي لن ينتهي القتال فيها قريباً. إلا أن المخاوف من تنامي نفوذ «حزب الله» - وما نقلته «وول ستريت جورنال» عن وجود مصانع صواريخ للحزب في البقاع وجنوب لبنان - أعاد الحديث في أروقة أميركية عن خطر مواجهة قريبة ستفوق بأضرارها ومدتها كابوس الـ٢٠٠٦.

الدولة اللبنانية ليس بيدها أوراق لمنع المواجهة أو تغيير قواعد اللعبة. ورقتها الوحيدة تبقى شراء الوقت وربط حزام الأمان الى حين هدوء العاصفة، ومحاولة العمل على الشق الاقتصادي لتفادي انهيار كامل مع وصول نسبة العجز مقابل النمو الى ١٤٠ في المئة.

هناك إدراك إقليمي ودولي أن عقدة «حزب الله» بالكامل لا يمكن حلها عسكرياً، وتحتاج الى استراتيجية طويلة المدى. في الوقت ذاته، يُنظر الى «حزب الله» على أنه في الساحة الأمامية لإيران في لعبة الشطرنج الإقليمية، وتهديده الجغرافي والصاروخي إسرائيل خرج عن نطاق الاحتواء والمقبول. وهذا يضع لبنان أمام خيارين أحلاهما مرّ، الأول مواجهة تدريجية تستمر سنوات لاحتواء «حزب الله» وتحشر بيروت اقتصادياً، والثانية كارثية تعيد سيناريو ٢٠٠٦ على نطاق أوسع وأشرس لتغيير المعادلة.

 

عن تهمة المسيحيين بالعمالة… (بقلم بسام أبو زيد

بسام أبو زيد/الديار/22 تشرين الأول/17

كان من حق المسيحيين لا بل من واجبهم في العام ١٩٧٥ حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، والتعاون حتى مع الشيطان كما قال الكثيرون منهم من أجل الحفاظ على وجودهم في هذا البلد.

إن كل كلام ينكر أن الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان وتضامن جزء كبير من اللبنانيين معه كان خطرا على لبنان واللبنانيين وتحديدا المسيحيين، هو كلام لا يقارب المنطق ولا الحقائق وهو كلام يراد به ذر الرماد في العيون من أجل تغطية ممارسات الطوائف اللبنانية الأخرى، ومحاولة إلصاق العديد من التهم بالمسيحيين، وفي مقدمها تهمة العمالة لإسرائيل التي عادت لتتصدر مواقف وكلام الكثير ممن يصفون أنفسهم بالوطنيين، ولاسيما مع صدور حكم الاعدام بحق نبيل العلم وحبيب الشرتوني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل.

إن المنطق والقانون والحقائق تقول إن التعاون مع أي عدو أو أي دولة أو جهة أجنبية من أجل تغليب فئة على فئة هو عمل يعاقب عليه من يرتكبه، وهذا المنطق يسري في الدول الفعلية القائمة على كل فئات المواطنين والأحزاب مهما كانت اتجاهاتهم، ولكن هل كان هذا الأمر ساريا في لبنان ولا سيما قبل الحرب وفي زمنها؟ لقد كانت فئة من اللبنانيين تقف إلى جانب السلاح الفلسطيني ظالما أم مظلوما، وتعطيه الأولوية على الدولة اللبنانية وجيشها ومؤسساتها. وضغطت من أجل فتح الحدود أمامه من أجل مهاجمة العدو الإسرائيلي من دون أي احترام للسيادة اللبنانية والقرار اللبناني، حتى أن منطقة من الجنوب عرفت باسم فتح لاند وتمددت لتشمل كل لبنان تقريبا، حتى أصبح بالإمكان تسميته بكل أرجائه فتح لاند، ما وفر الذرائع لإسرائيل كي تعتدي على لبنان يوميا.

أين كان المسيحيون في ذاك الوقت؟ لقد كانوا يرفعون الصوت ويحذرون شركاءهم في الوطن من الخطر الآني والآتي، ولم يكونوا على تعاون مع أي عدو للبنان. وربما كان خطأهم الوحيد عدم التفاهم على نظام للحكم بينهم وبين المسلمين، إلا أن ذلك لا يبرر أن يناصر المسلمون وقتها منظمة التحرير الفلسطينية ويعتبرونها جيش المسلمين في وجه جيشهم وشركائهم في الوطن. عند اندلاع الحرب كان المسيحيون وحدهم لا نصير لهم لا في الغرب ولا في الشرق، حتى أن الغرب عرض عليهم الرحيل بالسفن إلى الولايات المتحدة وكندا، وكان المسلمون في المقابل مدعومين من الفلسطينيين والسوريين واللبيين وغيرهم من القوى التي أرادت أن تقضي على ما سمته يومها بالإنعزال المسيحي، حتى أن طريق القدس أصبحت تمر في جونية.

لقد كان المسيحيون يومها أمام خيار الرحيل أو خيار الاستسلام والتعرض ربما لأبشع أنواع التنكيل والمجازر، أو أمام خيار المقاومة الذي اعتمدوه، وهو الذي أجبرهم على التعاون في وقت من الأوقات مع الإسرائيليين كي يوفروا السلاح للدفاع عن أنفسهم في وجه ترسانات لم تخف يوما حقدها ورغبتها في القضاء عليهم. نعم إن التعاون مع إسرائيل كان خطيئة دُفع إليها المسيحيون بسبب خطيئة أخرى ارتكبها شركاؤهم في الوطن ولم يتركوا لهم مجالا من أجل التفكير في خطوات أخرى تجنبهم الكأس المرة.

صمد المسيحيون وجعلوا العالم يهتم بوجودهم، ووصل بشير الجميل إلى السلطة عقب الاجتياح الإسرائيلي، واتهمه خصومه أنه وصل على متن الدبابات الإسرائيلية، ولكن المفارقة أنه على وقع هذا الاتهام جمع الجميل اللبنانيون حوله وانطلق في خطاب وطني جعل الكثيرين يبدلون من نظرتهم إليه. وفي خضم هذا الخطاب اغتيل الرئيس المنتخب، وجاء في الكثير من التحليلات أن اغتياله جاء بتغطية إسرائيلة باعتبار أنه رفض توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، ووقائع الاجتماع العاصف مع مناحيم بيغن موثقة في أكثر من مكان.

بعد اغتيال بشير وانتخاب الرئيس أمين الجميل ولد اتفاق ١٧ أيار، وهو اتفاق ولد ميتا لأن إسرائيل لم تكن تريده وجعلت المسيحيين يدفعون ثمنه في حرب الجبل فتم إلغاؤه. وأقفل إيلي حبيقة، الذي اتهم إسرائيليا بمجازر صبرا وشاتيلا، مكتب الارتباط الإسرائيلي في الضبية، واغتيل لاحقا ووجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل. نعم لقد دفع المسيحيون أو بالأحرى اليمين المسيحي ثمن تعاونه مع إسرائيل وكان الثمن كبيرا وتعلم المسيحيون من الدرس، ولكن يبدو أن شركاءهم في الوطن لم يتعلموا أيا من الدروس فبقيت حتى اليوم مصلحة تعاونهم مع الفلسطيني والسوري والسعودي والإيراني وغيرهم. وإزاء هذا الواقع لا حرج لليمين المسيحي في أن ينسق مع الأميركي والأوروبي وغيرهم، فقبل أن يرى شركاؤه في الوطن القشة التي في عينه فليروا الاخشاب التي في عيونهم.

 

«حزب الله» والمسيحيون: القرار القضائي.. والحاجز

 وسام سعادة/المستقبل/23 تشرين الأول/17

بقي هناك حاجز يصعب تجاوزه، حتى لو كان في ود «حزب الله» نسج علاقة تفاهمية، بل تحالفية، بل تمازجية، مع المسيحيين، وحتى لو أمكن بالفعل طيلة العشرية الماضية، الاشتغال بجد وبشكل مراكم على هذا الموضوع، وبنتائج لم تكن على الخاطر ولا على البال قبل ذلك، وبما رُفدَ بأقاويل «حلف الأقليات» حيناً، و»انعقاد المظلوميتين» حيناً آخر، وبإجادة «حزب الله» توظيف ما يعتمل في الشارع المسيحي بصدد رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات لصالحه، ناهيك عن شماعة «داعش والنصرة» والهواجس الديموغرافية حول اللاجئين، وبعدم غياب الاحتراس من شوكة «حزب الله» نفسه عن حسابات مسيحية «ايجابية» تجاهه، اي «ايجابية احتراسا». هذا الحاجز الذي صعب تجاوزه، والذي بقي يقف حجر عثرة دون تمدد النفوذ المادي والمعنوي لـ «حزب الله» بين المسيحيين عبّر عنه بالامس الشيخ نعيم قاسم في موقف تلى الحكم القضائي للمجلس العدلي في قضية اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل قبل خمسة وثلاثين عاماً. موقف أظهر ان الحزب لا تختلف نظرته الى القضاء اللبناني عن نظرته الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لكن ايضاً، ليس بمستطاعه التفاعل بواقعية مع المشاعر العميقة لدى شرائح واسعة من الطوائف الاخرى، مسلمة كانت او مسيحية، في الوقت نفسه الذي لا يطلب الحزب اقل من التحسس المرهف لما في خوالجه من عواطف وأحاسيس تجمع منتهى المظلومية بدوام الحاجة طول الوقت لانتصارات اياً كان نوعها.

طبعاً، لا يمكن تفسير كل الواقع بارتدادات الحكم القضائي. صحيح، دلت التداعيات على محدودية ما حققه تفاهم مار مخايل على صعيد نظرة عدد كبير من المسيحيين، ان لم تكن اكثريتهم الساحقة، الى تاريخهم في نصف القرن الاخير. وبالتالي، البون الشاسع بين الكيفية التي يرون بها تاريخهم، والكيفية التي يراه «حزب الله» فيها، الحزب نفسه الذي لم يكن عنده من اشكالية عميقة لجهة التحالف الانتخابي مع رموز ذهبت بعيداً في الخط الذي تراه في لحظة اخرى يخرج بإزائه مكنونه، مختزلاً كل شيء في ثنائية «مقاومة وعمالة»، بالنسبة الى حرب اهلية، خيضت كلها بين ميليشيات كل واحدة منها تسمّت مقاومة، او نسبت نفسها لمقاومة، ولم تمنع هذه الصفة اياً منها من نسج علاقات متفاوتة الشكل والاطار والمضمون مع جيوش من التدخل الخارجي، ولا يلغي هذا الاختلاف الاساسي بين جيش العدو الاسرائيلي وبين الانماط التدخلية الاخرى في الحرب اللبنانية، لكن شرط وعي هذا الاختلاف، ومصداقية تسطيره، هو بموقف واضح تجاه التدخلات الاخرى، والأهم، مقاربة أوفى تجاه الكيانية اللبنانية. فبنهاية الحرب، وُلد مشروع سلام دائم قوامه مسعى الاجماع على الكيانية اللبنانية، انما الكيانية المنتمية الى محيطها العربي. وهنا بيت القصيد مع مشكلة «حزب الله» مع المكونات اللبنانية الاخرى. هي مشكلة مع الكيانية اللبنانية اولاً. ومشكلة مع فكرة الانتقال الحاسم من منطق الحرب الاهلية الى منطق السلم الاهلي (ليس لوحده عالقاً في ذهنية الحرب، لكنه عالق فيها ممتلكاً ادواتها، وهنا الفارق). اما المحيط العربي فلم يفهمه الحزب الا دعما للحوثيين في اليمن، وما على شاكلة هذا الدعم.

السلام الاهلي الدائم والكيانية اللبنانية: بعد ربع قرن على محاولة تكريسهما، لا تزال الورشة غير منجزة، هشة في اماكن كثيرة. لا تختزل كل اسباب هذه الهشاشة في مشكلة «حزب الله» وسلاحه، بل ان مشكلته مع فكرة السلام الاهلي المستدام، وفكرة طي صفحات الحرب، ومشكلته المستمرة مع الكيانية اللبنانية، رغم اقتباسه الجزئي منها، كيوم اقتبس السيد حسن شعار لبنان 10452 كلم2 عشية انتخابات 2005، هي اكبر من مشكلات سواه، وتغذي مشكلات سواه. تماماً مثلما انه، في بلد، يرزح تحت تاريخ من الاغتيالات في الاربعين عاماً الاخيرة، لا يمكنه ان يجتزىء من هذا التاريخ نظرة، الا بالتعسف، في حين ان استصلاح العقد الاجتماعي بين اللبنانيين يحتاج الى موقف صلب وواضح وشامل ضد الاغتيال السياسي، لا التباس فيه.

 

النظام يستعيد التهجير والتدمير في الغوطة

علي الحسيني/المستقبل/23 تشرين الأول/17

على طريق بلدتَي مضايا والزبداني اللتين كان حاصرهما النظام السوري وحلفاؤه، وشددوا الخناق عليهما من أجل دفع الأهالي إلى الاستسلام بعد تجويعهم ومنع الدواء والغذاء عن النساء والأطفال وكبار السن، يسير الحلف نفسه اليوم على الدرب ذاته في الغوطة الشرقية التي يُحاصرها منذ سنوات، وقد اشتد الحصار بشكل خانق منذ شهرين تقريباً، فكانت نتيجته موت الطفلة الرضيعة «سحر ضفدع» نتيجة سوء التغذية. ومن المعروف أن آخر قافلة مساعدات دخلت إلى الغوطة الشرقية في 17 آب الماضي وتحديداً منذ توقيع الفصائل السورية المسلحة اتفاق «خفض التصعيد» مع روسيا.

تعيش الغوطة الشرقية الخاضعة لهدنة مُبرمة بين الفصائل المسلحة وروسيا تشمل وقف إطلاق النار بين الفصائل ونظام الأسد وحلفائه على رأسهم «حزب الله»، أسوأ المراحل التي مرّت عليها منذ اندلاع الحرب في سوريا على الرغم من عمليات القتل والدمار التي لحقت بالمدينة، وذلك على خلفية الحصار الذي تتعرض له منذ شهرين تقريباً والذي بدأت إنعكاساته تظهر في موت الأطفال وصرخات الأهالي بعد منعهم من الحصول على المواد الغذائية والطبية بالإضافة إلى استخفاف النظام وحلفائه بهذه الهدنة في ظل تكرار عمليات قصفهم للمدينة بشكل يومي الأمر الذي جعل الأهالي يعيشون حالة صعبة جدّاً قد تعيدهم إلى فترة الموت البطيء الشبيهة بتلك التي مر بها أهالي مضايا والزبداني وداريّا.

يوم كانت مدفعية النظام وحلفائه تدكّ الزبداني ومضايا وبعدهما حصار مدينة حلب، كثر الحديث حينها عن ضروة أن يُتبع هذا المُخطط في الغوطة الشرقية الصامدة في وجه كل المحاولات التي تهدف إلى اسقاطها، لكن «الحلفاء» ارتأوا منذ ذاك التاريخ، بأن الصاروخ أو القذيفة لم تعد تؤتي أكلها ولن تنفع أمام شعب قرّر أن يموت في سبيل حريته وكرامته، فكان أن تم استبدال سلاح البارود والنار، بسلاح الجوع والعطش، سلاح جعل الأهالي يرون بأم العين موت أطفالهم من دون أن يتمكنوا من فعل أي شيء، ووالداً يخرج من منزله بحثاً عن بقايا طعام في النفايات قبل أن تضع رصاصة قنّاص حداً لحياته.

ما تُعانيه اليوم الغوطة الشرقية، هو محض انتقام من النظام الذي عجز عن تطويع المدينة وأهلها، يوم ارتكب بحقهم أفظع مجزرة سجلها التاريخ في21 آب العام 2013 والتي راح ضحيتها أكثر من الف شخص نصفهم من الاطفال والنساء بعد قصفهم بغاز «السارين»، والمفارقة أن المجزرة أو الإبادة الجماعية كما وصفها السوريون آنذاك، ارتكبت بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة المفتشين الدوليين إلى العاصمة دمشق لتحقيق في اتهامات استخدام النظام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، وكأنها كانت رسالة من رأس هذا النظام إلى العالم بأسره بأن الحفاظ على كرسي الحكم لا يمكن أن تحده دماء الأبرياء ولا أشلاؤهم.

في بداية آب الماضي، توسّم أهالي الغوطة الشرقية خيراً بالتهدئة التي بين النظام والمعارضة السورية برعاية روسية والتي سمحت يومها بإدخال مساعدات غذائية وأدوية إلى المدينة عبر معبر الوافدين برعاية الأمم المتحدة، لكن كل ما تم إدخاله في حينه لا يُمكن أن يرمم آثار الدمار والموت اللذين خلفتهما الحرب ولا يُمكن أن يُعيد الحياة إلى طبيعتها في الغوطة. وما يؤكد توقعات الأهالي بأن ما ينتظرهم في الفترة المقبلة هو الموت وحده، عودة النظام إلى إطباق الحصار على المدينة وتجويع أهلها مجدداً، والأخطر منع الدواء والغذاء عنهم والذي نتج عنه موت الطفلة «سحر ضفدع» شهيدة مرحلة الحصار والتجويع.

بدوره طالب الائتلاف الوطني المعارض مجلس الأمن في بيان أمس، «بتحمل المسؤولية تجاه ما يعانيه أكثر من 350 ألف مدني من جوع ومرض وغياب للأدوية في الغوطة الشرقية، مشدداً على ضرورة رفع الحصار الفوري»، مؤكداً أن «قصف النظام الجوي والمدفعي دمر40 من المشافي والمستوصفات التي تؤوي عشرات آلاف النازحين”، مشيراً إلى «تعطل خدمات غسيل الكلى، إضافة إلى وجود 252 حالة طبية حرجة يجب نقلها فوراً إلى خارج الغوطة». ويلفت ناشطون اعلاميون سورويون في الغوطة الشرقية، إلى أنها «تعاني من أكبر أزمة إنسانية في تاريخ الحرب السورية حيث بدأ منذ أيام انتشار حالات الموت بسب نقص الغذاء، وخصوصاً لدى الرضَّع وصغار السن، وهناك أكثر من 116 ألف طفل يعانون من نقص في التغذية، مع تفاوت في نسبة الخطورة». ودعا هؤلاء الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى تحمُّل مسؤولياتهم تجاه جريمة الحصار واستخدام سلاح التجويع بحق الأبرياء.  ومن المعروف لدى السوريون، بأن النظام لم يعد يتمتع بأي صدقية بين شعبه، وهذا ما يؤكد عليه أهالي الغوطة الذين لمسوا بأيديهم عدم التزام قوّات الأسد بقرار الهدنة إذ انه وبعد مضي ساعة تقريباً على القرار المذكور، قامت مدفعية الأسد بقصف عين ترما وحي جوبر الدمشقي وأمطرتهما في حينه بأكثر من 25 صاروخ أرض أرض. ويعيش في قرى وبلدات الغوطة الشرقية نحو 400 ألف نسمة، وكل ما دخل حتى اليوم من مساعدات غذائية وطبية لا يكفي أكثر من 15 في المائة من الاحتياجات. وما يزيد من خوف الاهالي بالإضافة إلى الحصار والقصف، استعادة النظام خطط التهجير والترحيل سواء من خلال الترغيب أو الترهيب.

 

المشرق العربي... أمام إعادة تعريف الحدود

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59683

تذكّرني التصريحات المتتالية للرئيس اللبناني ميشال عون، وصهره وزير الخارجية جبران باسيل، ضد بقاء النازحين السوريين في لبنان بحملات قادة اليمين المتطرّف في أوروبا الغربية والوسطى على اللاجئين السوريين. وهذا يحدث أمام خلفيات أكبر من لبنان... وربما أكبر حتى من العرب.

ما يعزّز هذا الانطباع عندي، الحملة الإعلامية – الأمنية الممنهَجة التي باتت تربط السواد الأعظم من الجرائم والتعدّيات في لبنان بالنازحين، وهو أمر يوفّر عند كثرة من ضعاف النفوس والعقول «صدقية» لـ«قلق» المحوَر الذي يمثله الرئيس اللبناني.

إلا أن الجانب الأخطر في الحملة المَرعية رئاسياً هو أنها تتعمّد تجاهل الظروف التي صنعت ظاهرة النزوح وهوية القوى اللبنانية التي أسهمت إسهاماً مباشراً فيها. هذه القوى، التي كانت وراء انتخاب عون رئيساً، مختبئة استنسابياً وراء حملات الرئيس ووزير الخارجية وبعض الأجهزة الأمنية؛ أولاً لأنها تتحسّب لتحوّلات قد تحصل في المشهد الإقليمي في ظل رجحان كفة موسكو على كفة طهران في سوريا، وثانياً لأنها تريد مواصلة ادعاء الحرص الكاذب على «وحدة المسلمين»... والمضي قدماً بـ«حرق» القيادات السنّية المعتدلة المنتشية بسلطة وهمية لا تحلّ فيها ولا تربط...

وبالأمس، جرياً على عادته، كرّر الرئيس اللبناني «لازمته» ضد النازحين، إلا أن كلامه هذه المرة تضمّن جملة خطيرة هي «لن ننتظر الحل السياسي أو الأمني في سوريا، بل واجب علينا أن ندافع عن مصلحة وطننا». كلمات عون هذه جاءت في مجلس وزراء بحضور رئيسه سعد الحريري ووزراء من قوى يُفترض أنها عارضت، ولا تزال تعارض، قتال «حزب الله» في سوريا. بكلام آخر، قوى – كما يُقال – «تعرف البير وغطاه»، ودور الحزب الكبير في تهجير عشرات الألوف من السوريين، بدءاً ببلدة القصير وانتهاء بضواحي دمشق ومدن وادي بردى وبلداتها. مع هذا، ما زالت بعض القيادات السنّية المراهنة على مرور الوقت، أملاً في حلول سحرية، تهادن وتتساهل وتتنازل... بل وتحاول أيضاً اتهام كل مَن ينتقد مهادنتها الرئيس وداعمه الأساسي «حزب الله»، بالمزايدة عليها...

هذا الوضع اللبناني الشاذ، متصلٌ اتصالاً وثيقاً بأجواء منطقة سقطت فيها حدود الكيانات تمهيداً لرسم حدود التقسيم.

لقد بات من العبث التكلم عن عودة «عراق ما قبل 2003» أو «سوريا ما قبل 2011». انتهت المسرحية المأساوية. وجرت أنهار الدم وارتفعت جبال الحقد، وخفقت رايات المغامرين والمستزلمين والطائفيين والعنصريين من كل نوع ولون.

حتى المثقف العربي وجد نفسه خلال الأسبوع الماضي حائراً بين دعم الأكراد من مُنطلق احترام حقهم بتقرير المصير، والاقتناع بحججهم الرافضة العيش في عراقٍ يتحكّم فيه ملالي إيران و«حرسها الثوري» عبر قادة ميليشيا «الحشد الشعبي»، وبين تأييد سيطرة الجيش العراقي على «المناطق المتنازع عليها» بالقوة انطلاقاً من حق سلطات بغداد الحفاظ على البقية الباقية من وطن قرّر جزء كبير من مكّونه الكردي أن ينفصل عنه... ويقضي على وحدة ترابه!

وفي هذه الأثناء، ثمة مَن يشير إلى أن الرهان على قدرة سلطة بغداد على التخلّص من هيمنة طهران على الجماعات المسلحة الشيعية – غير الحكومية أساساً – رهان ما زال حتى اللحظة محفوفاً بالمخاطر ما لم تتعامل القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مع سياسات طهران العدوانية بحزم. ذلك أنه حتى اللحظة، وعلى الرغم من النقلة النوعية في تعاطي واشنطن دونالد ترمب مع ملف طهران، فإن المواقف الأميركية ما زالت أقرب إلى «إعلان نوايا» لفظي... منها إلى استراتيجية عملية وشجاعة في منطقة غاية في الحساسية، وتزداد حساسية، مع محاولة موسكو العودة إليها من أوسع أبوابها.

وفي السياق نفسه، يظهر بوضوح أن جزءاً من نكسة الأكراد الأخيرة في العراق عائد إلى وثوقهم بتغيّر جوهري في واشنطن من حلمهم القومي العابر للحدود. وبصرف النظر عمّا إذا كان إصرار مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، على إجراء الاستفتاء الأخير كان خطوة حكيمة أم لا، يجوز القول: إن الإشارات الأميركية الملتبسة للأكراد الانفصاليين في شمال سوريا... شجّعته على التورّط في الذهاب بعيداً. وهنا أزعم، أن أي زعيم كردي أقل ذكاءً من بارزاني ما كان، لولا الإشارات الأميركية، ليُقدِم على خطوة بهذا الحجم متجاهلاً الانقسام الكردي الداخلي المزمن، والموقفين التركي والإيراني العدائيين، وقلة الحماسة الدولية للتعجيل بتقسيم العراق في هذه المرحلة.

وماذا عن سوريا؟

منذ ابتكرت واشنطن ميليشيا اختارت لها اسماً جذاباً هو «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)... بل قبل ذلك، منذ اختارت دعم ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية – المكوّن الأساسي لـ«قسد» – في معارك عين العرب (كوباني)، متجاهلة تحفظات تركيا وانتقاداتها، فإنها شجّعت التيارات القومية الكردية على الحلم بـ«كردستان كبرى» واحدة موحّدة من الإسكندرونة إلى كرمنشاه، ومن دياربكر إلى أورمية، مروراً بكامل الشمالين السوري والعراقي.

والواقع أن دعم الأكراد في عين العرب تزامن مع سخرية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما علناً من أهلية المعارضة السورية المسلحة للقتال. وهذا، مع أن ثمة مَن يجادل بأنه لو أعطت واشنطن هذه المعارضة ربع ما أعطته للميليشيات الكردية لكان الوضع في سوريا مختلفاً عما هو عليه اليوم.

ما علينا. كل هذا صار في الماضي.

عهد أوباما انتهى. والنشاط الروسي مع «شعوب» سوريا بات عنصراً حاسماً في تحديد شكلها - واستطراداً هوية لبنان - بالتنسيق مع واشنطن وتل أبيب. ومسار جنيف، ومعه الوسيط الدولي ستافان دي ميستورا، أيضاً صارا مشهداً بروتوكولياً لا معنى له بعدما سمحت واشنطن لموسكو بجعل «آستانة» بديلاً عن جنيف. وأيضاً بعد «القضاء» على «داعش»، ذلك التنظيم الشبحي الذي أرادت له القوى الكبرى أن يكون مبرّر تقسيم المنطقة في أعقاب اقتلاع، ومن ثَم تهجير، نحو 20 مليون مسلم سنّي في العراق وسوريا.

باختصار ما نحن بصدده اليوم، إعادة رسم خريطة المشرق العربي من لبنان إلى العراق، وهذا مشروع أكبر من اللاعبين المحليين... كما اكتشف السيد مسعود بارزاني!

 

الأكراد بين العراق وسوريا

رضوان السيد/الإتحاد/22 تشرين الأول/17

عندما عادت الأمور أو آلت إلى الجد، اجتمعت كل القوى على الأكراد، فما استطاعت كوردستان الحصول على الاستقلال بعد الاستفتاء. وكان واضحاً لمسعود البارزاني منذ البداية أنّ الحكومة العراقية لن توافق، وكذلك الأتراك والإيرانيون. لكنه كان يراهن على الدعم الأميركي. فالأميركيون حاضرون بالعراق الآن، وقد جاؤوا ثانيةً باسم مقاتلة «داعش»، وأول دوافعهم الدفاع عن الأكراد في العراق وسوريا. لذلك حسب البارزاني أنها فرصةٌ لا تُعوَّض. لكنْ لماذا كان البارزاني مضطراً للاستفتاء؟ كان مضطراً لذلك لأنّ وضعه القانوني غير سليم، وكان ينبغي أن يغادر منصبه قبل سنوات. وقد ازدادت الانقسامات بينه وبين «حركة التغيير» الكردية وحزب طالباني الأقرب لإيران. وقد ظن أنه في موقع قوة الآن؛ فالبشمركة في قوة الجيش العراقي، وقد استولت على كل المناطق المتنازع عليها مع الحكومة، وبخاصة كركوك وآبار النفط فيها. فلو أنه بالاستفتاء سار نحو الاستقلال، لكان بطل الأكراد وزعيمهم القومي الأبدي، خاصة أنه يذهب إلى الاستقلال مع كركوك وما حولها وأجزاء من نينوى وديالى، وكلها مناطق لا يشكل الأكراد أكثرية فيها، لكنهم - وبخاصة كركوك - يعتبرونها من مناطقهم التاريخية!

على كل حال غامر الرجل، وفي ذهنه دعم الأميركان، وأنّ الجيش العراقي لن يقاتل الأكراد كما كانت جيوش صدام تفعل. وقد حصل الأمران اللذان لم يتوقعهما: وقف الأميركان على الحياد وأعلنوا ذلك، ودخل الجيش العراقي (ومعه مليشيا «الحشد الشعبي») إلى كل المناطق المتنازع عليها، والتي كان الأكراد يحتلونها. وخسرت القضية الكردية ثلاث مرات: مرةً لأنها ما حققت أملها في ضم كركوك، ومرة لأنّ الانقسام بالداخل الكردي صار أكثر عمقاً؛ فقوات طالباني وحزبه انسحبا باتفاق مع العراقيين وسليماني. ومرة ثالثة لأنّ التفاوض مع الحكومة العراقية صار أصعب، لأنّ الشيعة العراقيين أدركوا أن الأكراد أضعف عسكرياً وسياسياً مما كانوا يظنون. وقد ظل البارزاني منذ عام 2003 هو سيد الساحة العراقية، والحكم الأكبر في كل القضايا؛ فالكرد في العراق أقوى منهم خارجه، ولو صاروا دولةً مستقلة. لكنّ «غلطة الشاطر بألف غلطة»!

إن وضع الأكراد في سوريا مختلف. فهم في الأصل ليسوا أصحاب مشروع استقلالي. والأميركان والروس معهم حتى الآن في مسائل الفيدرالية. ثم إنّ النظام السوري لا يكف عن مجاملتهم والتنسيق معهم ما أمكن. لكنّ تركيا ضد المشروعين: الاستقلالي والفيدرالي، إذ طالما كانت حتى مناطق صديقهم البارزاني ملاذات لـ«حزب العمال» الكردستاني، وهو ما يخشون أن تصبح عليه المناطق الكردية السورية. بل ويزعم الأتراك أن الجذر العسكري القتالي لقوات «سورية الديمقراطية» هو «حزب العمال» وقواته. ولا يمكن إرغام تركيا على الانسحاب، وبخاصة أنه صارت لها وظيفة في إدلب. فالأمر رهنٌ بالحل السياسي أو الانتقال السياسي بمقتضى القرار 2254. وهذا بعيدٌ بعض الشيء لأن الأميركان والروس متنافرون، إذ أن أنصارهم يتنازعون على المناطق ويتسابقون للحصول عليها. وقد حصل شركاء الأميركيين على الرقة، ويريدون الحصول على شرق دير الزور، وهذا دخولٌ في المحظور الروسي والإيراني، مع أن النظام والروس والإيرانيين سيطروا على أحياء من الدير غرب الفرات، وسيطروا على مدينة الميادين، وهي نقطة داعشية استراتيجية. ودير الزور مهمة للإيرانيين وللنظام، لأنها بلد النفط، وأقرب للحدود العراقية، والإيرانيون يريدون كوريدور بين طهران ولبنان («حزب الله») عبر العراق وسوريا! في الحسابات الاستراتيجية، لا تُهم أعداد الميليشيات ولا قوتها، بل المهم هو على أي أرض تسيطر، وإلى أي دولة تستند؟ «حزب الله» وميليشيا «الحشد الشعبي» ينتميان إلى إيران، ولأن إيران قوية بشراكاتها مع الروس والأتراك، تبدو ميليشياتها قوية وتتقدم. أما البشمركة التي وصلت أعدادها إلى 150 ألفاً، فإنها بدت ضعيفة تماماً؛ لأنه لا سند لها في التسليح والإمداد والحماية، ما دامت القوة الأعظم ليست معها، ودول المحيط جميعاً ضدها! لذلك، ورغم أن ظروف أكراد سوريا ما تزال أفضل (حتى الآن على الأقل)، فإن قوّتهم وقدرتهم منوطة بمدى وقوف أميركا وروسيا مع طموحاتهم من جهة، ومدى التفاهم بين النظام السوري والأتراك في المستقبل على حلٍ مع قوات «سوريا الديمقراطية»، أو مكافحتها. ويا للكرد!*نقلاً عن "الاتحاد"

 

إيران واستراتيجية ترمب

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/17

الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يفتأ منذ كان مرشحاً وبعدما أصبح رئيساً في كيل الأوصاف المزرية لاتفاق سلفه باراك أوباما النووي مع إيران، وهو صدق في كل ما قاله عن ذلك الاتفاق المعيب والناقص، فأعلن ترمب استراتيجية جديدة تجاه إيران وحرسها الثوري. كان أوباما انعزالياً في سياسته الخارجية وقد ترك إرثاً أزرى بمكانة أميركا الدولية التي استطاع خصومها بسط مساحات نفوذٍ وتغيير توازنات القوى في مناطق حساسةٍ من العالم لم يكونوا يحلمون بها قبل أوباما، ومنها منطقة الشرق الأوسط، وكان يمتلك رؤية غريبة تكمن في التحالف مع الأصوليات الشريرة بزعم التقليل من خطر الإرهاب، ومن هنا جاءت سياساته تجاه ما كان يعرف بالربيع العربي وتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين وقطر في كل البلدان التي طالتها فوضى الاحتجاجات والانتفاضات، ولكن إحدى أكبر خطايا أوباما كان الاتفاق النووي مع إيران. كان أوباما يفتش عن أي إنجازٍ خارجي يغطي على فشل سياسته الخارجية، فذهب إلى إيران بزعم إيقاف برنامجها النووي وغض الطرف عن كل جرائم إيران في المنطقة، من نشرها لاستقرار الفوضى ورعايتها لكل الجماعات المتطرفة والإرهابية بشقيها السني والشيعي وتدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية وترك الباب مفتوحاً أمامها لبناء الميليشيات وزرع خلايا التجسس والإرهاب، وتبنى سياساتٍ غير ودودة على الإطلاق مع حلفاء أميركا في الشرق الأوسط. لم يتضح بعد ما سيصنعه الرئيس ترمب حقيقة تجاه مستقبل الاتفاق النووي مع إيران، ولكنه ذاهب باتجاه إلغائه أو تعديله والإضافة والحذف منه، ولكنه بكل الأحوال متجهٌ إلى التعامل مع إيران بطريقة مختلفة عن توسلات سلفه وتنازلاته غير المبررة، فهو يعي جيداً أهمية حلفاء أميركا الكبار في المنطقة ولن يتخلى عنهم كما صنع أوباما.

الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي خمسة زائد واحد لم تشارك الرئيس ترمب في تفهمه لهواجس دول المنطقة وتسعى جهدها للضغط باتجاه استمرار الاتفاق النووي الذي لم يمنع إيران عن أي من سياساتها التخريبية وأدوارها الإرهابية، وهي دولٌ لم تبد رؤية حقيقية لمواجهة الإرهاب بشكلٍ كاملٍ ولا تبدو متحمسة للقضاء عليه من جذوره التي ينطلق أغلبها من إيران وقطر. بالنسبة لدول المنطقة فقد برز دور المملكة العربية السعودية كدولة قائدة ورائدة تتحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن مصالحها ومصالح الدول الشقيقة حتى قبل نهاية إدارة أوباما ووصول إدارة ترمب، وهي ذاهبة لأقصى مدى في القضاء على أوهام إيران التوسعية وطموحات النفوذ ومواجهة كل أدوارها في استقرار الفوضى ودعم الإرهاب، وهي تقود التحالف العربي في اليمن مع عشر دولٍ عربية على رأسها الإمارات العربية المتحدة.

وبعد إنقاذ مصر من حكم الأصولية الإخوانية عادت مصر بثقلها السياسي لتدعم التحالف العربي في اليمن، وتمارس أدواراً سياسية أكثر اتساقاً مع السعودية ودول الخليج ليس آخرها مقاطعة الدولة الخليجية الراعية للإرهاب والتخريب قطر، وها هي السعودية تعيد الصلات مع الدولة العراقية وتتواصل مع سياسييها وأحزابها ورموزها، وكم كانت معبرة وبالغة التأثير صورة الوزير السعودي ثامر السبهان وهو يتجول في الرقة السورية بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي الذي عجزت إدارة أوباما عن صنع أي شيء له مهما كان صغيراً ورمزياً ما سمح له بالتغول.

ثمة إعادة كبرى لرسم التوازنات السياسية في المنطقة، تختلف تماماً عما كانت عليه قبل وصول الرئيس ترمب للرئاسة، ومن يقرأ بنود الاستراتيجية الجديدة للرئيس ترمب يكتشف بسهولة أن السنوات القادمة ستكون ثقيلة الوطأة على نظام ولاية الفقيه في طهران، وعلى الميليشيات التابعة له والتنظيمات الإرهابية التي يرعاها، سنية كانت أم شيعية، وأن السعودية وحلفاءها في المنطقة لن تسمح أبداً باستمرار العبث الدولي الذي كان سائداً في المرحلة السابقة.لم يفهم خصوم السعودية ودول الخليج بعد الدور الجديد والحازم للسعودية الجديدة، ولم يعيدوا حساباتهم، وأوضح مثالٍ لذلك هو مقاطعة قطر التي جاءت بعد قمم الرياض الثلاث التي كانت تحت شعار «العزم يجمعنا» ولم يستوعبوا أبعاد اختيار الرئيس ترمب للسعودية لتكون وجهة زيارته الخارجية الأولى والتي التقى فيها بقادة الخليج والدول العربية وخمسين دولة مسلمة، وما قطر إلا محطة في الطريق.

التوصيفات والمعلومات التي احتوتها الاستراتيجية الأميركية الجديدة تبدو كأنها صيغت في السعودية أو دول الخليج أو الدول العربية المتضررة من سياسات إيران التدميرية والإرهابية، لا لشيء إلا لأن أميركا عادت لنفسها ولمصالحها بشكلٍ حقيقي وواعٍ، فعادت للوقوف صفاً مع حلفائها التقليديين بعد مرحلة العبث الدولي لإدارة أوباما. تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية سيتبعه تصنيف عشرات الميليشيات الإرهابية مثل حزب الله اللبناني وحركة الحوثي وعشرات التنظيمات الإرهابية حول العالم التي تدعمها إيران، وتشديد العقوبات الاقتصادية سيكون له أثرٌ مهمٌ فيما لو أضيفت له عقوباتٌ مالية تجبر إيران على الخضوع والتخلي عن كل الجنون والتخريب والإرهاب الذي لم تزل تتبعه منذ ما يقارب الأربعة عقود. كتب كاتب هذه السطور في 2015 بالنص: «مستقبلاً هل يمكن للخيار الإيراني أن ينجح؟ أم أن مصيره الفشل؟ في محاولة الإجابة فإن إيران ستنجح إلى حد ما، ولكن الفشل سيكون مصيرها، فهي تراهن على ملفات عدة، منها: التخاذل الغربي، ولكن المستقبل ينبئ برئيس صارم لأميركا وهو ما سيغير كثيراً في الولايات المتحدة وفي التوازنات الدولية» وهو ما حدث بالفعل بانتخاب الرئيس ترمب وهذه الاستراتيجية الجديدة تجاه إيران تمثل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. لا تحتاج دول المنطقة لأي قوة عظمى لتخوض معاركها السياسية ولا العسكرية، فهي قوية بذاتها وهي تطوّر اقتصاداتها وتبني دولاً أكثر تماسكاً ونجاحاً وقوة، على كافة المستويات، وعلى رأسها السعودية، ولكن بعض الدول قد تحتاج لذلك، وإحدى بوادر التغير من قبل أميركا تجاه المنطقة بعد إعلان الاستراتيجية الجديدة هو ما نشرته هذه الصحيفة يوم الجمعة الماضي عن الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية من «أن واشنطن ستعمل على مساعدة الدول العربية في التعامل مع التهديدات الإيرانية»، مشيراً إلى أن البنتاغون يعمل على إنشاء كتائب عسكرية أميركية، وبعثاتٍ إلى المنطقة، مصممة خصيصاً لتقديم المشورة والمساعدة.

 

غلبت إيران الكرد... فهل تعوّم واشنطن بارزاني؟

جورج سمعان/الحياة/23 تشرين الأول/17

لا يفيد اليوم توجيه كل السكاكين نحو مسعود بارزاني. ولا تفيد العراقيين العرب الإشادة كثيراً بخطوة قيادات طالبانية اختارت الرضوخ لتهديدات الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، وتسليم كركوك بلا قتال. الكرد عموماً أصيبوا بنكسة كبيرة لن يطويها النسيان، وبمرارة عميقة مما ألحقت بهم إيران. «حلم الاستقلال» سيظل يراودهم. فهذه لم تكن التجربة الأولى ولن تكون الأخيرة. سيحملون مرارات وضغائن حيال زعمائهم وحيال القوى الإقليمية والدولية التي شعروا بأنها لم ترحمهم أو تقيهم هذه الهزيمة المذلة. لن يوفروا أحداً من المسؤولية عما آل إليه الوضع. طهران أول المنتصرين وحيدر العبادي أيضاً، وأنقرة وجميع الذين عارضوا إجراء الاستفتاء. خسر الحزبان الكرديان الكبيران الجولة. ما حدث وجه ضربة موجعة إلى كل قوى الإقليم وأحزابه. لن يخرج حزب منتصراً على آخر. طويت الآن صفحة الاستفتاء وإن ظلت نتائجه حاضرة في وجدان غالبية الكرد. بات من الماضي. لم يعد شرطاً للحوار بين أربيل أو الكرد عموماً وبغداد. صفحة جديدة تفتح، بل خريطة جديدة ترسم في الإقليم والعراق عموماً.

خريطة كردستان ستكون موضع تساؤل. وربما طاولتها تغييرات بعد هذه النكسة. فبغداد تشعر بأنها حققت ما لم تحققه الأنظمة والعهود السابقة. والانقسامات تعصف بالصف الكردي الذي يجد نفسه أمام تحدٍ كبير لتحاشي الحرب الأهلية مجدداً بين أحزابه وقواه المختلفة. ما يحتفل به عرب العراق في سرهم أن أكراده لم يكونوا مختلفين عنهم. يكفي شاهداً استعادة ما تتبادله القوى الكردية ذاتها، من سنيتن وأكثر، من اتهامات بسوء الإدارة والاستئثار بالسلطة والاستبداد والفساد والمحسوبية ونهب المال العام والنزاعات العشائرية والمناطقية والعائلية، والتنافس بين أربيل والسليمانية وما حصل من تدخلات خارجية قديماً وحديثاً... لم تكن حسابات مسعود بارزاني دقيقة وصائبة، خصوصاً بإصراره على شمول الاستحقاق كركوك والمناطق المتنازع عليها. لم يتعلم من التجارب السابقة. أخذه الغرور وحلم الزعامة بعيداً من الواقع فاصطدم بجملة من الإرادات المحلية والإقليمية والدولية التي حذرته وناشدته تأجيل الاستفتاء. اطمأن قبل أسابيع من الاستحقاق إلى مواقف لم تبدُ متشددة. كان كثير منها من باب التمني أو التذرع بأن الوقت ليس مواتياً. وربما استبعد لجوء بغداد إلى استخدام القوة في ظروف دقيقة يخوض فيها الجيش و «الحشد» حرباً على «داعش». واعتقد بأن نتيجة الاستفتاء ستخلق وضعاً جديداً.

راهن بارزاني بالتأكيد على علاقاته التاريخية مع الأميركيين المنتشرين في قاعدة قرب كركوك، والذين قد لا يسمحون بشن حرب على الإقليم بعد مساهمته الكبيرة في التصدي لـ «تنظيم الدولة». ولكن تبين لاحقاً أنهم لم يحركوا ساكناً وهم يشاهدون تقدم الجيش و»الحشد» نحو المدينة ومناطق أخرى. التزم الرئيس دونالد ترامب كلامه. التزم «الحياد» في الصراع. وأغمض عينيه عن جولة الجنرال سليماني ودوره! ترك رئيس الإقليم وحيداً كأنه يعاقبه لعدم سماعه نصائح واشنطن. أو لعله تحاشى إعاقة مشاركة «الحشد» في الحرب لاقتلاع «دولة الخلافة»، ورغب في رفع رصيد العبادي بمواجهة خصومه. أدرك بارزاني خطورة الموقف عشية الاستفتاء بعدما تصاعدت لهجة التهديدات من جانب طهران وأنقرة. وأيقن أن حساباته قد تخطئ ولكن... لات ساعة مندم. كان الأوان قد فات. لم يعد بمقدوره التراجع، لأنه وضع مستقبله السياسي رهن الاستفتاء. وكذلك كان موقف الهيئة العليا التي أشرفت على هذا الاستحقاق. كان التراجع سيشكل انتكاسة كبيرة.

المشكلة الآن هي في الحوار أو التفاوض بين بغداد والقيادة الكردية. والسؤال الكبير هو من سيمثل الكرد في التفاوض مع الحكومة المركزية؟ من سيكون شريكها الذي يتمتع بشرعية التمثيل، وبالحضور على الأرض؟ «حركة التغيير» الكردية وقيادات وأعلام ونخب من مختلف الأطياف في العراق تطالب باستقالة بارزاني. وبعضها لا يعده رئيساً للإقليم بعدما انتهت ولايته قبل سنتين. ولا السليمانية، العاصمة الثانية للإقليم، توالي خلفاً أو وريثاً وحيداً لجلال طالباني الرئيس العراقي الراحل وزعيم الاتحاد الوطني. ولا يعقل أن يمثل الإقليم القادة الميدانيون الذين فاوضوا قيادات عسكرية من القوات العراقية و «الحشد الشعبي» والجنرال سليماني، واتخذوا قرار الانسحاب من كركوك. فهؤلاء، كما تؤكد قيادات سياسية كردية، لم يستشيروا حكومة أربيل أو مسؤولين في الاتحاد قبل اتخاذ هذه الخطوة. ولكن ثمة من لا يلومهم على فعلتهم، وإن كان أهل كركوك من الكرد أغاظهم ما حصل وهم ناقمون عليهم، بعد الذي تعرضوا ويتعرضون له على أيدي الميليشيات. فقد كان سليماني واضحاً في لقائه معهم. حذرهم من أن بغداد ستستعيد بالقوة مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها ما لم تنسحب «البيشمركة» إلى الحدود التي رسمت بعد 2003 وقبل إعلان «دولة الخلافة» منتصف عام 2014. فهل تلقى قبولاً دعوة برهم صالح الذي خرج من الاتحاد الوطني، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات برلمانية في الإقليم لإدارة الحوار مع الحكومة المركزية؟ وهل تغلب الحكمة في بغداد وطهران قبلها فلا تبالغان في تعميق مرارة الكرد الذين لن تثنيهم خسارة ولن يرضخوا طويلاً لمبدأ القوة والقهر؟ غُلبوا ولكن... إلى حين!

وثمة سؤال آخر يتعلق بقضايا الحوار أو التفاوض بين الطرفين. إن نقاط الخلاف بينهما التي استندت إليها القيادة في أربيل لتبرير تصميمها على الانفصال لم تعد قائمة. حقول النفط التي كان الحزب الديموقراطي الكردي يستغلها عادت إلى سيطرة بغداد. وتعهد العبادي بأن حكومته ستتولى مباشرة دفع الرواتب المقطوعة عن الموظفين في الإقليم. أما المادة 140 الخاصة بكركوك والمناطق المتنازع عليها فلم تعد لها قيمة، بعدما استعادت السلطة المركزية هذه المناطق. قد تبقى الترتيبات في المدينة النفطية كما كانت في السابق. أي أن المحافظ سيبقى من حصة حزب الاتحاد الوطني. لكن المدينة باتت تابعة لبغداد مباشرة. فلا إدارة مشتركة بانتظار التطبيع والاحصاء فالاستفتاء عليها كما نص الدستور، ولا عودة لجند الإقليم إليها. أما إمكان قيام إقليم جديد بضم كركوك إلى السليمانية إضــافة إلى حلبجة فقرار لا يبدو منطقياً. فهل تتخلى بغداد عن مدينة كادت أن تقع حرب واسعة لاستعادتها من الكرد؟ علماً أن حلبجة أيضاً يحكمها الإسلاميون، فهل يرضـــخون لسلطة الاتحاد الوطني إذا كان هناك من يرغب في مكافأة بعض قادته الذين تمردوا وتقاسموا إرث طالباني؟

مُني الكرد عموماً، حلفاء بارزاني وخصومه، بنكسة كبيرة. إعادة تموضعهم تبعاً للتطورات الأخيرة ستستغرق وقتاً. ولن تمر بسهولة بلا آلام ومزيد من الخسائر. لقد ربح سليماني وحلفاؤه من القوى الشيعية وعلى رأسهم نوري المالكي الذي كان أكثرهم تشدداً وإحراجاً للحكومة. لكن العبادي كسب أيضاً معركة ثانية ستعرقل خطة خصومه لإزاحته من موقعه في الانتخابات البرلمانية الربيع المقبل. حقق حتى الآن هدفين رئيسيين في شباك منافسيه: كسب أولاً الحرب على «تنظيم الدولة» الذي قام في عهد زعيم «دولة القانون»، وسيطر على مساحات واسعة من أراضي العراق. وأنقذ ثانياً وحدة العراق من التقسيم من دون أن يخوض حرباً في سبيل ذلك. علماً أن المالكي مارس ضغوطاً من أجل استعادة ما أخذ الكرد بعد قيام «داعش» من أراضٍ لم يكن من الحكمة الاستيلاء عليها. وهدد وتوعد وأشرك «حشده» في الأحداث الأخيرة. فهل تتخلى عنه طهران هذه المرة كما فعلت عام 2014، بعدما بدا ورقة خاسرة، وبعدما ارتأت ألا تخاصم المرجعية في النجف وقوى شيعية بدأت اليوم تتمرد على قبضتها؟ علماً أن هذه القبضة تعززت بعد الأحداث الأخيرة. وأظهرت إيران في إدارتها الصراع في العراق أن لها اليد الطولى بلا منازع. ولا يعرف كيف سيتصرف الرئيس ترامب الذي قدم استراتيجيته القاضية بتقليم أذرع «الحرس الثوري» في المنطقة العربية، ويبحث عن دور لشركائه في الإقليم. فهل تتخلى إدارته عن تحالفها التاريخي مع بارزاني الذي لا يزال يتمتع بزعامة في كردستان، على رغم النكسة؟ هل تعمل لإعادة تعويمه بدل أن تتركه وحيداً بمواجهة حلفاء الجمهورية الإسلامية؟ وأي معنى بعد ذلك لاستراتيجية واشنطن الجديدة؟

حتى أنقرة التي كسبت هي الأخرى باستعادة كركوك من أيدي الكرد، هل تطوي صفحة اعتمادها على بارزاني بمواجهة حزب العمال الذي سيكون المستفيد الأول إذا انهارت الأوضاع في كردستان؟ تركيا تعتبر مدينة كركوك (وليس المحافظة) مدينة تركمانية. وكان لافتاً تحذيرها حكومة بغداد من استمرار المشاكل إذا لم تبادر إلى إصلاح الانتهاكات الديموغرفية. لا يعرف كيف ستترجم هذه التهديدات، في ظل هذا الانتشار الكبير للجيش العراقي، و«الحشد الشعبي» الموالي لإيران؟

أثبتت أحداث كردستان أن الوقت لم يحن لتغيير الخريطة الإقليمية التي رسمها فرنسوا جورج بيكو ومارك سايكس. ثمة إجماع للدول الكبرى والدول الإقليمية الفاعلة، من عرب وترك وإيرانيين على التمسك بالحدود القائمة. أقصى ما تطمح إليه المكونات المتصارعة في أكثر من بلد عربي هو القبول بتغيير حدود داخلية في إطار فيديرالية أو مركزية موسعة أو صيغة اتحادية، مهما أوغلت السكاكين في تشريح الدول الوطنية. لا وقت للعالم الذي يعارض موجة الإنفصال في أوروبا للانشغال بمشكلات وحروب لا تنتهي في الشرق الأوسط، بل قد تتفاقم بقيام دويلات هنا وهناك.

 

مأزق واشنطن مع طهران وبيونج يانج

د.عبد الله المدني/الإتحاد/22 تشرين الأول/17

إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعيش مأزقاً مع الدولتين النوويتين الأكثر شغباً في العالم وهما كوريا الشمالية وإيران. وقد بدا ذلك جلياً في خطاب ترامب الأخير أمام الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي حفل بلغة التهديد والوعيد ضد الأولى بسبب أعمالها الطائشة في إطلاق الصواريخ الباليستية وتهديد جاراتها، وضد الثانية بسبب خرقها لبنود الاتفاقية التي وقعتها مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن+ ألمانيا. ويتجلى المأزق مع طهران في احتمال عودتها إلى التخصيب وبناء قدراتها النووية والصاروخية دون حسيب أو رقيب، في حالة إعلان ترامب انسحاب بلاده من اتفاقية يوليو 2015 التي وقعتها إدارة أوباما مع طهران، بدعوى أنها «الاتفاقية الأسوأ التي وقعت عليها واشنطن في تاريخها» طبقاً لما كرره ترامب مراراً وتكراراً، علماً بأن تحلل طهران من كل ما التزمت به بموجب الاتفاقية ليس مجرد تكهن، وإنما بات أمراً مؤكداً طبقاً لما ورد في خطاب الرئيس الإيراني روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 سبتمبر المنصرم. وعلى رغم عدم تصديق ترامب في 12 أكتوبر الجاري على موضوع التزام طهران ببنود الاتفاق النووي المبرم معها، وتحذيره من أن بلاده ستنسحب منه في نهاية المطاف، فإن ما يتردد كثيراً هو احتمال قيام واشنطن بتعديل بعض بنود الاتفاقية، كي تتناغم مع المصلحة الأميركية، بدلاً من الانسحاب منها، مع فرض عقوبات إضافية على طهران. فمثل هذا النهج قد يخفف من الانتقادات الحادة التي ووجهت بها من قبل موسكو والاتحاد الأوروبي ورموز الإدارة الديمقراطية السابقة وفي مقدمتهم مهندس الاتفاقية «جون كيري».

والحقيقة المعروفة هي أن الاتفاقية النووية الموقعة مع إيران احتوت على بنود سهلت على طهران استعادة أموالها المجمدة في المصارف الأميركية منذ زمن الشاه، والدخول في معاملات وصفقات مع كبريات الشركات والمؤسسات الأميركية والغربية، ولكنها لم تحتو في المقابل على بنود تفرض عليها تبني سياسات خارجية رشيدة ومواقف عقلانية بما في ذلك الموقف من الولايات المتحدة التي ظل حكام طهران يحرضون ضدها بشعارهم الأثير «مرك بآمريكا» (الموت لأميركا). كما أن الحقيقة المعروفة الأخرى هي أن التوصل إلى الاتفاقية كان نتاج سنوات من ابتزاز إيران للعالم عبر التلويح ببرامجها النووية، وخلال تلك السنوات كان نظام بيونج يانج الستاليني يراقب عن كثب ما ستؤول إليه الأمور كي يبتز هو الآخر العالم بنفس السلاح.

وها هي كوريا الشمالية في عهد زعيمها الحالي «كيم جونغ أون» تريد أن تبلغ ما بلغته إيران بسياسات الابتزاز، بمعنى أن تجعل قوى العالم الكبرى تتهافت عليها وتخطب ودها وتقدم لها اتفاقية مشابهة للاتفاقية مع إيران، تعترف فيها بقدراتها النووية وتسمح لها بالاحتفاظ بها مع فتح الأبواب أمامها لنيل المساعدات والقروض وتوقيع الصفقات كما لو أنها دولة محترمة في المجتمع الدولي، وليست دولة مارقة تذيق شعبها الهوان وتهدد أمن واستقرار وسلامة شعوب منطقة الشرق الأقصى بأسرها. ولعل ما شجع كيم على ممارسة سياسات الابتزاز طويلاً هو تذبذب مواقف ترامب وإدارته من النظام الإيراني وبرنامجه النووي والباليستي طيلة الفترة الماضية. وانطلاقاً من هذه النقطة ينشأ المأزق الأميركي مع بيونج يانج. فإنْ تركت واشنطن الأخيرة لشأنها ولم تعر اهتماماً لتهديداتها فقد تذهب بعيداً في غيها وسياساتها المدمرة للأمن والسلم العالميين. وإن وافقت واشنطن على التفاوض معها من أجل التوصل إلى اتفاقية شبيهة باتفاقيتها مع ملالي طهران، فإنها ستفقد ماء الوجه وتبدو كمن ركع للابتزاز تحت التهديد النووي لزعيم أهوج لدولة عالمثالثية، بل قد يشكل الحدث مبرراً لقوى نووية أخرى للاقتداء بالكوريين الشماليين. أما إذا استبعدت خيار التفاوض، فإن البديل لن يكون سوى حرب باهظة التكاليف لا يمكن التكهن بحجمها وخسائرها ومداها الزمني وآثارها على حليفتي واشنطن اليابانية والكورية الجنوبية. على أن كل الخيارات السابقة، ستختفي تلقائياً في حال تمكن الأميركيون وحلفاؤهم في شمال الشرق الأقصى من الإطاحة بنظام كيم، وهو أمر صعب المنال، حتى وإن كان ترامب قد تطرق إلى الموضوع عرضاً حينما كتب تغريدة في 24 سبتمبر المنصرم قال فيها إن «نظام كوريا الشمالية لن يعيش طويلاً»، وهي التغريدة التي أثارت بيونج يانج وجعلتها ترد على لسان وزير خارجيتها بالقول: «إن ترامب أعلن الحرب على دولتنا، وبالتالي فإن لدينا الحق في اتخاذ كل إجراء للدفاع عن النفس بما في ذلك إسقاط قاذفات القنابل الأميركية في أي وقت وأي مكان».

ولأن بيونج يانج تدرك ورطة واشنطن في كيفية مواجهتها، وتعي أن بكين وموسكو مصطفتان معها وإن قالتا خلاف ذلك، فإن استفزازها النووي العابر للقارات مستمر، وتهديداتها لا تتوقف، بل صارت مؤخراً مشفوعة بأفلام وفيديوهات مصممة خصيصاً لبث الرعب جراء ما سيحل بالكون من تدمير لو ضغط «الزعيم المبجل كيم جونغ أون» زر القنبلة الهيدروجينية بيده، يستوي ذلك في حالتي بلوغ القنبلة هدفها أو سقوطها في المحيط.*نقلاً عن "الاتحاد"

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من سولت ليك سيتي: على المسلمين والمسيحيين البقاء في الشرق وإلا أصبح أرضا للارهابيين

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - اميركا - أنهى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية لمدينة سولت ليك سيتي في ولاية يوتا الاميركية أمس بقداس ترأسه في كنيسة مار لابا المارونية، عاونه فيه راعي الابرشية المطران الياس عبدالله زيدان والمطران بولس صياح وكاهن الرعية المونسنيور جبران بو مرعي، في حضور عدد من ابناء الرعية. بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "ملكوت الله يشبه ملكا صنع عشاء عرس لابنه" قال فيها: "بحضورنا القداس نلبي دعوة الله الى عشاء ابنه في ذبيحة القداس. ويتابع انجيل اليوم بأن الملك حزن بسبب عدم تلبية البعض دعوته وامتناعهم عن المجيء الى العرس. ومع الاسف هناك كثير من المسيحيين لا يلبون دعوة الرب الى عشاء العرس الذي هو القداس. عليكم مساعدة كاهن الرعية في جعل تشجيع من يغيب عن الحضور وتلبية الدعوة. ويتابع الانجيل انه عند حضورنا الى العرس من الطبيعي ان نرتدي لباس العرس، فلا احد يشارك في عرس بثياب عادية او غير لائقة. وهنا نفهم بثياب العرس اولا اللباس اللائق والمحتشم، وثانيا ان نأتي بلباس توب نعمة المعمودية، اي بقلب نقي وعقل منفتح الى كلام الله وبضمير حي كي نسمع نداء الرب لنا في هذا اللقاء الليتورجي. فالكنيسة هي المكان الذي نعيش فيه هذا الانجيل الذي يتم فيه عشاء العرس للمسيح، والعشاء عندما يتحضر فهو لغذاء الجسد وبالتالي لا يمكن ان نحضر الى عشاء الرب في الكنيسة دون ان نكون قد تغذينا من عشاء كلامه حقيقة تنورنا ومن عشاء جسده ودمه نقاء وقداسة، فكما انه لا يستطيع احد منا العيش بدون طعام، هكذا لا يمكن لنفوسنا وعقولنا وقلوبنا واراداتنا ان تعيش مسيحيا دون ان تقتات من الخبز السماوي". أضاف: "نشكر الرب الذي يعطينا كلامه وجسده ودمه قوتا وزادا. ونشكره على وجود كل الكنائس أكانت كبيرة ام صغيرة لانها تقدم لنا المكان الذي نعيش فيه جمال هذا العشاء. وكما يقول القديس يوحنا فم الذهب، لا نزيد شيئا على الله اذا ما صلينا ورتلنا واتينا الى الكنيسة انما نحن من يستفيد منه ونحن الذين نحتاج الى نعمه ولكلامه ولغذائه الذي يحيينا. فلا نمنن الرب بحضورنا الى الكنيسة. ولنتذكر في كل مرة نشارك في القداس اننا نعيش هذا الانجيل وباننا نلبي دعوة الله الملك الى عشاء عرس ابنه يسوع المسيح".

وتابع: "لاحظت ان العديد منكم، على الرغم من انهم لم يزوروا لبنان ولم يعرفوه، لبنان يعيش في دمهم وعروقهم ويعيشوه هنا. وانا اوجه دعوة رسمية لكل واحد منكم كما وجهت الدعوة الى راعي الابرشية اللاتينية المطران سوليس وهو سوف يلبيها الصيف المقبل، لانكم سوف تفتخرون اكثر بوطنكم الحبيب لبنان عندما تزوروه. لبنان يفرح بكم على ارضه كما يفرح بكم تحققون ذواتكم في الولايات المتحدة الاميركية لانكم تساهمون هنا في حياة المجتمع الاميركي، وان حضور العديد من المسؤولين الاميركيين المحليين يعبر عن مدى محبتهم لكم ومن خلالكم للبنان. واني احيي حضور ابناء كل الطوائف التي شاركت معنا في نشاطات هذين اليومين. يكفينا فخرا ان يكون قد تألق في مسيرة شعبنا المؤمن من رفعوا على مذابح الكنيسة شربل ورفقا والحرديني واسطفان ويعقوب وغيرهم".

وقال: "انكم تواكبون التطورات في الشرق الاوسط ولا شك في انكم ومن موقعكم تتكلمون عن حقيقة لبنان ودوره ورسالته وأهمية الحضور المسيحي في الشرق الاوسط الذي يحفظ الاعتدال الاسلامي ويشكل معه نموذجا فريدا في حوار الاديان والثقافات والعيش المشترك، ولكن اريد منكم ان تميزوا بين المنظمات الارهابية التي تحارب باسم الاسلام وبين الاسلام، فهما امران مختلفان تماما، فالحركات الارهابية شيء والاسلام شيء آخر. يجب ان تعلموا ان معظم عناصر المنظمات الارهابية كداعش والقاعدة، هم دخلاء على الشرق الاوسط وعلى ثقافته وتقاليده وقد تدربوا ودعموا واستعملوا من دول خارجية من اجل إشعال الحروب في الشرق الاوسط. فنحن نطالب المسلمين والمسيحيين بالبقاء في الشرق الاوسط لاننا عشنا معا 1300 سنة وبنينا الاعتدال، واذا تركنا الشرق الاوسط فانه سيصبح ارضا للارهابيين وقاعدة تهدد السلام العالمي. وكمسيحيين، نحن نصر على البقاء في كل الشرق الاوسط بالرغم من كل شيء لكي نواصل حمل انجيل يسوع المسيح، انجيل الاخوة والسلام وقدسية الحياة البشرية وكرامة الشخص البشري. مصرون على البقاء لاننا مؤتمنون على جذور المسيحية وعلى الانجيل، لذلك نحن نطلب منكم اولا الصلاة من اجل المسيحيين في الشرق الاوسط، وثانيا ان ترفعوا اصواتكم في مجتمعكم الاميركي من اجل وقف الحروب والدمار ومن اجل احلال السلام في الشرق الاوسط". وختم: "كفانا حربا كفانا عنفا، آن الاوان لبناء السلام الحقيقي العادل والدائم وهذا من حق شعوبنا ومن واجب المجتمع الدولي". بعد القداس التقى الراعي أبناء الرعية في قاعة الكنيسة واطلع على اوضاعهم ونوه بنشاطهم الكنسي والاجتماعي. ثم غادر متوجها الى رعية مار افرام في مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا.

 

جعجع من اوستراليا: الوضع ليس جيدا في لبنان ووضع القضاء لا نحسد عليه واسرع قرار ظني في تاريخ الجمهورية كان في حقي ونعول على اللبنانيين في الخارج لاحداث تغيير

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - اوستراليا - زار رئيس حزب القوات اللبنانية والوفد المرافق معهد ودير مار شربل في اوستراليا، حيث كان في استقباله نائب رئيس الدير الاب انطوان نعمة نظرا لوجود رئيس الدير الاب لويس الفرخ في لبنان، في حضور رهبان الدير ومدير المعهد الاب مارون يوسف.

ودون جعجع في سجل الدير كلمة جاء فيها: "سررت جدا بما شاهدته ولمسته من التفاف أفراد الجالية اللبنانية في سيدني بمؤسساتهم الدينية وبالاكليروس هنا وبالعلاقة الممتازة التي تجمعهم. ارتحت كثيرا لوجود السيدة ومار شربل بالشكل الموجدين فيه لأنهما الضمانة الفعلية لبقاء اللبنانيين لبنانيين وبأملنا ان نستعيدهم للوطن الام ولو في يوم من الأيام".  وقدم الاب طعمة ذخيرة من عظام القديس مار شربل للدكتور جعجع ثم القى كلمة ترحيبية، وقال: "ارحب بكم باسم الرهبانية المارونية ورئيس دير مار شربل الاب لويس الفرخ الموجود في لبنان".

وتحدث عن تاريخ الرسالة والمعهد في اوستراليا، وقال: "القديس شربل هو أرزة من بقاعكفرا وجارته غابة الأرز، من محبسة عنايا الى عاصمة الكثلكة في روما يعلن طوباويا في أضخم مجمع كنسي في التاريخ ومن لبنان الى سيدني اول كنيسة على اسمه في العام 1973".

اضاف: "عمل الرهبان بشفاعته على انشاء معهد علمي لتعليم اولاد الطائفة وتثبيت التراث الليتورجي الماروني والتقاليد اللبنانية والمعهد يضم اليوم 1250 تلميذا". وتابع: "نرحب بكم يا دكتور جعجع وأنت ابن الأرز الخالد وتلعب الدور البناء لأجل لبنان ووحدته وكرامته وعزته وتراثه الذي لا يمكن ان يزول مهما عملت فيه أيادي الشر لان القديسين يحمون لبنان متمنيا ان يبقى منارة للشرق والغرب ووطن الرسالة". وختم مخاطبا جعجع: "ها أنتم ترفعون الصوت عاليا ومن دون خوف وتردد مع كل الاوفياء والشعب العنيد الذي لا يرضى الا بالحرية والكرامة والقداسة".

لقاء شبيبة القوات

ومن الدير الى القاعة الكبرى للمعهد حيث احتشد المئات من شبيبة القوات وابناء الجالية . وكانت كلمة ترحيب باسم الشبيبة القاها الشاب شربل خضير وكلمة لرئيس مركز سيدني جهاد داغر.

وتحدث جعجع الى الشبيبة باللغة الانكليزية، فشرح لهم ما هي "القضية اللبنانية"، وقال: "ان الاحزاب في اوستراليا على سبيل المثل لا الحصر تعمل بشكل تكتيكي لمعالجة الشؤون اليومية والحياتية، بينما في لبنان عملنا كحزب هو عمل وجودي، فإن لم تكن المقاومة اللبنانية موجودة لما كان هناك من لبنان، عدا عن أننا كمسيحيين أقلية في الشرق الاوسط، لذا لم يكن من السهل على أجدادنا الحفاظ على وجودنا في لبنان لكي يكونوا قوة مؤثرة وفاعلة فيه، لقد واجه أجدادنا الامبراطوريات والسلطنات والديكتاتوريات والاحتلالات وحاربوا بقوة وصمدوا وحافظوا على وجودهم المؤثر والفاعل".

وذكر جعجع "ان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وصف لبنان بأنه ليس مجرد بلد بل هو رسالة، ومن واجبنا اليوم ان نكمل ما بدأه أجدادنا، والقوات اللبنانية هي رأس حربة لهذا المسار وهذه المسيرة في لبنان، فهدفنا ليس الحصول على مزيد من النواب والوزراء في السلطة مع العلم انه حق مشروع، ولكن هدفنا أيضا الحفاظ على لبنان كبلد سيد ومستقل، وهذا الأمر ليس حتميا ونهائيا للأسف لدى البعض في لبنان، فالبعض يريد الأمة العربية والبعض الآخر يؤمن بالأمة الإسلامية، ومنهم من يريد تحقيق سوريا الكبرى، لذا نحن نعمل بجهد للحفاظ على لبنان كبلد وكيان نهائي".

وتطرق جعجع الى مرحلة الاضطهاد التي عانى منها حزب القوات اللبنانية "ولاسيما منذ العام 1994 حيث عانت القوات من اضطهاد نظام الاسد، بحيث خضع الجميع في البلد لهذا النظام، بينما نحن رفضنا، وقد وضعنا أمام خيارين إما القبول بسيطرة نظام الاسد على لبنان أو ان يحلوا الحزب ويأخذونني الى الاعتقال، ولو كانت حساباتنا منطقية لكان يجدر بي مغادرة لبنان ولكنني لم افعل لأنني اتخذت قرارا شخصيا، فأنا اعتبر من يهرب مرة سوف يهرب كل مرة، هذا مبدأي في الحياة وقد امضيت ليال عديدة بالتفكير، وكان إلهامي يدفعني للبقاء في لبنان والذهاب الى السجن بدلا من الاستسلام، قد يجد البعض هذا القرار غير منطقي، ولكن حين كنت في السجن كان مثالي الأعلى archetype هو المحارب الذي لا يهرب ويترك أرض المعركة، في احيان كثيرة أفضل الحلول يكون أصعبها في الحياة".

ورأى جعجع انه "في الوقت الراهن الوضع ليس جيدا في لبنان لسببين رئيسيين: الاول هو ان الدولة في لبنان ليست دولة فعلية باعتبار أن القرار ليس كله في داخلها، مثل قرار فريق لبناني خوض حرب تموز 2006 أو قراره الذهاب الى القتال في سوريا، ففي الواقع ان حزب الله يسيطر على قرار الدولة الاستراتيجي وقرار السلم والحرب، أما السبب الثاني فهو الفساد وعدم الكفاءة داخل الدولة ونحن نقاتل بقوة هذه المشكلة، ومن هذا المنطلق نولي الانتخابات النيابية المقبلة اهمية كبرى، اذ يجب ان تعلموا ان الديموقراطية في لبنان هي ديموقراطية فعلية بمعنى انه اذا اراد الناس التغيير فهم قادرون على ذلك من خلال طريقة تصويتهم".

وأضاف: "نحن نعول على اللبنانيين في الخارج لاحداث هذا التغيير لأن اللبنانيين في الداخل يرتبطون بالزعيم ويحتاجون الى واسطة انطلاقا من اعتبارات ضيقة وصغيرة، ولكن يجب ألا ييأس المواطنون من التغيير، فنائبان وصلا العام 2005 الى الندوة البرلمانية ليمثلا جبة بشري واحدثا فرقا كبيرا أو وزراء القوات الثلاثة الذين يقومون بما أمكنهم لتحسين الوضع بالرغم من انهم ثلاثة من ضمن 30 وزيرا في هذه الحكومة، وبالتالي الشعب اللبناني يجب ان يصوت انطلاقا من سؤال: ما هو الأفضل لمصلحة لبنان؟ يجب ان يصوت وفقا لسياسات عامة وليس انطلاقا من خدمات صغيرة". وشدد جعجع على ان "إمكان التغيير موجودة في كل يوم وفي كل لحظة ولكن اللهم أن يقوم الشعب اللبناني بتحمل مسؤولياته كما يجب حتى نتمكن من تغيير الوضع القائم عبر إيصال سياسيين جريئين يسمون الأشياء بأسمائها، وان يكونوا مستقيمين وكفوئين يعرفون كيفية إدارة البلد". وختم: "كونوا حاضرين للمشاركة في الانتخابات المقبلة، ومن ليس لديه الامكان للتوجه الى لبنان من أجل التصويت، فليتسجل في القنصليات والسفارات بالرغم من الصعوبات التي تتطلب اوراقا ثبوتية ومعاملات طويلة".

وردا على سؤال يتعلق بالقضاء، قال: "في ذكرى اغتيال وسام الحسن أقول انه بطل من ابطالنا اغتيل ليس لان اسمه وسام الحسن بل لان أعماله لم تعجبهم حيث كان يسهم في خلق أمن فعلي على رغم كل الظروف المحيطة بلبنان، واشعر بالاسف لان الأجهزة الأمنية لم تضع يدها مباشرة حتى الساعة على من اغتال وسام الحسن". وردا على سؤال حول دعوى ال LBC، قال: "ان وضع القضاء في لبنان لا نحسد عليه وكما ذكرت في سؤالك فان أسرع قرار ظني كان في تاريخ الجمهورية هو في حقي واليوم قضية مثل قضية ال LBC مضى عليها عشر سنوات وربحنا كل المراحل، ولكن مهما أخروا الاستحقاق واستخدموا المماطلة فان ال L B C لنا في النهاية". وحول دعم ترشيح العماد ميشال عون، أوضح "خطت القوات خطوة تاريخية وكانت في مكانها، لم يكن هدفنا مكاسب معينة بل ان الهدف الأساسي كان نقل البلد من موقع الى آخر. وهنا اريد ان أقول ان القوات اللبنانية ليست حزبا كباقي الأحزاب فهل يوجد حزب في العالم يدعم خصمه لرئاسة الجمهورية ويوصله لها؟ الجواب لا. وأتذكر وقتها قالوا لي ميشال عون مرشح وسليمان فرنجية مرشح فماذا يشكل عليكم من خطر ترشيح فرنجية فوجوده محلي، واذا اصبح رئيسا لا يشكل خطرا عليكم وأنتم ذاهبون لانتخاب عون الذي تشكلون معه أكبر الأحزاب المسيحية وهو موجود في كل مناطق تواجدكم وهو الذي يشكل عليكم خطرا، لذلك الأفضل ان تنتخبوا فرنجية. ولكن نحن لم نتصرف يوما كحزب سياسي بالمعنى التقليدي بل بما يفيد المصلحة العامة ووجدنا ان انتخاب العماد عون يقلب صفحة عمرها 35 سنة مفتوحة بغيضة قديمة سيئة وكلها سلبيات هذا من جهة ومن جهة اخرى يوصل الشخص الذي لديه تمثيلا اكبر الى رئاسة الجمهورية. انطلاقا من كل هذه الاعتبارات دعمنا ترشيح عون لرئاسة الجمهورية. وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني لبنان أكبر من وطن انه رسالة والقوات اللبنانية هي اكبر من حزب فهي رسالة".

دير الأحمر

واستقبل جعجع وفدا كبيرا من دير الأحمر شدد أمامه على "تضحيات منطقة الدير في سبيل القوات اللبنانية ولبنان". واكد "ان للدير معزة خاصة في قلبه كبشري وأكثر"، واعتبر "ان ترشيح الدكتور انطوان حبشي يؤكد الاهتمام بالمنطقة وهناك أمل كبير بالفوز من خلال القانون الجديد". وحضر الوفد برئاسة رئيس رابطة دير الأحمر سليم طربية. وتخلل اللقاء كلمة القاها السيد موريس طربيه باسم ابناء الدير وكلمة اخرى للدكتور الشاعر مروان كساب. ونوه المتكلمان بتضحيات القوات اللبنانية للبنان والعلاقة الوثيقة بين الدير والقوات كما أثنيا على كل ما بذله جعجع والقوات من تضحيات للمنطقة وللبنان.

قداس مار شربل

وشارك جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع اليوم في القداس الالهي الذي ترأسه راعي الأبرشية المارونية المطران انطون شربل طربيه في دير مار شربل يعاونه نائب رئيس الدير الاب انطوان طعمة والأب ايلي رحمة لمناسبة الذكرى السنوية الاولى على رحيل السيدة تريز سليم الشدياق. والقى طربيه عظة من وحي الإنجيل حول "الوزنات" تحدث فيها عن الدور الاجتماعي الذي لعبته الفقيدة الى جانب زوجها سليم الشدياق. كما رحب بالدكتور جعجع وعقيلته ورفع الصلاة على نية المسؤولين في لبنان وعلى اهمية ان تعم المصالحات كافة الفرقاء. وشدد على "اهمية عدم إهمال وزنة حق المغتربين بالانتخابات المقبلة"، داعيا الى التسجيل قبل العشرين من الشهر المقبل لتثبيت حق المشاركة في انتخابات العام المقبل النيابية. واعتبر ان "الحكم الصادر عن القضاء بمعاقبة قتلة الرئيس الشهيد بشير الجميل ورفاقه بعد 35 عاما ما هو الا راية حق وعدالة ارتفعت في سماء لبنان".

 

وقفة تضامنية مع القوات والكتائب في منيارة: اعتداء يستهدف الحرية والأحرار والعكاريين وقوى ثورة الأرز

الأحد 22 تشرين الأول 2017/وطنية - عكار - أقيمت بعد ظهر اليوم وقفة تضامنية أمام مكتبي حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" في بلدة منيارة، احتجاجا على محاولة احراق المكتبين ليل أمس، من قبل مجهولين واقتصرت الأضرار على إحراق الإعلام الحزبية على شرفتي المكتبين المتجاورين. شارك في الوقفة مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبة قاطيشا، رئيس اتحاد بلديات الشفت أنطون عبود، عضو المكتب السياسي في حزب "الكتائب" شادي معربس، منسق "القوات" في عكار جان شدياق، ممثل منسق عام عكار في تيار "المستقبل" خالد طه عضو مجلس المنسقية رينيه خوري، فاعليات ومناصرو الحزبين.

الكتائب

وألقى شادي معربس كلمة قال فيها: "نأسف ونستنكر انه لا يزال هناك أناس لا يحسنون إلا لغة الاغتيالات والتفجيرات والاجرام، ولنأسف لأنهم ليسوا قادرين على التعبير عن رأيهم إلا عبر هذه الطريقة الرخيصة". أضاف: "رسالتنا اليوم واضحة ان من عنده قائد على مثال الرئيس الشهيد بشير الجميل الذي ضحى بنفسه لأجل ال10452 كيلومترا مربعا، والذي ضحى بنفسه لأجل القضية التي آمن بها، فإننا من غير الممكن أن نخاف من أي عمل يهدف إلى زعزعة ايماننا. ونؤكد بأنه اذا كان حرق الإعلام الذي حصل بالأمس الهدف منهم اخافتنا لكي نترك ارضنا، نؤكد للجميع بأننا باقون في كل قرية عكارية وما من شيء يزعزع إيماننا وقوتنا". وتابع: "الرسالة الثانية موجهة إلى كل أهلنا في عكار، لشكرهم على هذه الوقفة التضامنية والتي أثبتت أن أبناء عكار عائلة واحدة متضامنون مع بعضهم البعض، ووجه عكار كان وسيبقى العيش المشترك والعيش معا والذي هو حوار محبة وأخوة".

وختم بالقول: "رسالتنا الثالثة للقوى الأمنية التي نشكرها على ما قامت به منذ الأمس وحتى اليوم . واننا نثق بها ونطلب تسريع التحقيقات لكي تكون النتائج واضحة وكشف الفاعلين ومعاقبتهم، ولن نقبل إلا بدولة القانون. ونحن ننتظر نتائج التحقيقات".

القوات

ثم ألقى العميد وهبي قاطيشا كلمة استهلها بالقول: "عنوان كلمتي هو "رماد إعلامنا حياة للبنان". فليل أمس تسلل بعض الارهابيين من عشاق العتمة وممتهني العبودية، وهم قلائل في عكار، وقاموا بعمل جبان وأحرقوا علمين من رموز الحرية في لبنان، علمي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، متوهمين ان عملهم الجبان سوف يرهبنا ويمنعنا من استكمال مسيرة نضالنا الوطني من أجل الوصول إلى لبنان سيد وحر". أضاف: "هذا الاعتداء لا يستهدف فقط القوات والكتائب بل يستهدف الحرية وكل الأحرار الذين يؤمنون بالحرية. انه يستهدف العكاريين جميعا وبالأخص قوى ثورة الأرز". وتوجه بالشكر "لكل المكونات الحزبية التي تضامنت معنا، ومنظمات المجتمع المدني وروابط المخاتير، ووسائل الإعلام التي واكبتنا، والرفاق في الكتائب والقوات". وختم بالقول: "لا خوف على لبنان ما دام هناك شعب عكاري مؤمن بالحرية اللبنانية، وما دام هناك جيش وقوى أمنية، عصبه الأساسي".

 

الرياشي: إذا اصبح حضور القوات في الحكومة لزوم ما لا يلزم ستستقيل لست مرشحا للانتخابات النيابية إلا اذا رأى رئيس الحزب مصلحة في ذلك

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - أكد وزير الاعلام ملحم الرياشي، في حديث عبر تلفزيون MTV، أنه "ليس صحيحا ما يقال عن أن استقالة وزراء القوات اللبنانية مكتوبة، فهي غير مكتوبة، ولكن اذا دعا الظرف ستكتب، وليس هناك ما يستدعي كتابتها حتى الان، والتعبير مجازي من خلال مواقف الاعتراض التي نمارسها في مجلس الوزراء في امور وملفات معينة، سواء نتحفظ على بعض الامور أو نعترض على اخرى، وابرز النقاط الخلافية هو ملف الكهرباء، حيث تشكلت لجنة وزارية اعترضنا على الدخول فيها".

أضاف: "كان طلبنا تحويل الملف على ادارة المناقصات، والرئيس الحريري تجاوب معنا وحوله، وفي البيان الذي صدر عن لجنة المناقصات تبين وجود مشكلة ومخالفات جوهرية في 3 شركات من اصل 4، وبقيت شركة واحدة فتمنعت اللجنة عن فض عرضها. وفي النظام الداخلي لادارة المناقصات، عند وجود مشكلة جوهرية، المادة 37 واضحة في هذا المجال اذ تقول أنه لا يمكننا اعطاء مهلة جديدة لاستكمال الملفات شرط أن لا يكون هناك مشكلة جوهرية في الملف، ولانه يوجد مشكلة جوهرية في الملف فنحن رفضنا المشاركة في اللجنة الوزارية. وقد جاء في الصفحة 4 من بيان لجنة المناقصات ان اللجنة رفضت العروض الثلاثة لمخالفتها دفتر الشروط بشكل جوهري. ونحن علينا الاخذ في الاعتبار أن نظام المناقصات في المادة 37 يقول: لا يجوز للجنة ان تقبل المناقص ولكن يجوز لها الترخيص علنا للمناقصين قبل الشروع بفض بيانات الاسعار بأن يستدركوا امامها ما قد يكون في عروضهم من نواقص لا صفة جوهرية لها".

وتابع: "وبما أن الصفة جوهرية في المخالفات لا يجوز استدراك الموضوع وبت المناقصات بطريقة مخالفة وبشكل يعرض المناقصة للطعن، ما يعني أنه يجب العودة الى نقطة الصفر حتى تعود وتؤخذ كل ملاحظات الادارة بالاعتبار حتى يكون انتظام العمل العام بشكل علمي ومدروس. نحن لا نتهم احدا ولا نشكك بصدقية احد، ولكن لنا اسلوبنا في مقاربة ادارة الحكم، نمارسه كما يجب أن يمارس".

وردا على سؤال عن خاصية اللجنة الوزارية لادارة المناقصات، اجاب الرياشي: "هو احد المخارج الذي ارتآه مجلس الوزراء من اجل فض المناقصات. ونحن ضد تشكيل هذه اللجنة. فعوض عن طرح الملف واعادته حيث يجب أن يعاد، تم تشكيل لجنة وزارية لادارة الملف وحسمه ضمن مهلة اسبوع، مع اعطاء الشركات امكانية تصحيح اوضاعها". أضاف: "حصل نقاش وليس جدلا، فالرئيس الحريري حليف لنا، وقفنا مطولا معه وبحثنا في العمق حيث كان متفهما جدا لموقف القوات اللبنانية. وقد أخذ برأينا والا لما تم تحويل الملف على ادارة المناقصات، وقد كنا نحن رأس الحربة في هذا الموضوع. تم تحويله على ادارة المناقصات ولكن تعرض لبعض المشاكل، ونحن نريد استخدام عبارة المشاكل التي تعترضنا، لبناء الجسور للتلاقي، بدل الخلافات". وعن موضوع فوز شركة "كاريدينيز" التركية بالمناقصة، قال الرياشي: "لا أعتقد أن هذا الموضوع سيتم لانه قابل للطعن. الموضوع سيعاد طرحه بطريقة دقيقة حيث هناك شركات ستعود وتتقدم للمناقصة لكننا نعتمد ونركز على الاصول المتبعة والا سيتعرض للطعن في مجلس شورى الدولة". وفي ما خص الملفات المتعلقة بالاعلام، قال: "وفيت بكل ما وعدت به، سواء بالاعلام الخاص او بتلفزيون لبنان. وحتى اقطع الطريق، انني ابحث مع الرئيس الحريري في كل ما يتعلق بالاعلام الخاص، وقد شكل لجنة اقتصادية لدراسة هذه الملفات لتساعدني على انجازها بالسرعة القصوى. ولكن ملف تلفزيون لبنان شائك في اكثر من مكان، ليس شائكا من عندي، فملف مجلس الادارة وضعته في الامانة العامة لمجلس الوزراء منذ اكثر من 3 اشهر، سواء الاسماء الثلاثة لرئيس مجلس الادارة بحسب الالية المؤسساتية التي اعتمدتها واصر عليها أو اعضاء مجلس الادارة الذين يقترحهم وزير الاعلام. ورئيس الحكومة وعد بوضعه الخميس المقبل على جدول اعمال مجلس الوزراء". وتابع: "مجموعة من الاسباب اخرت بت ملف التلفزيون، ولا ترتبط بمجلس الادارة ولا بالالية المؤسساتية بشكل اساسي، وخصوصا أنني اعتمدت نظام المؤسسات والاصول القانونية والاجرائية ولا اعتقد انني ارتكبت خطأ بذلك. وأنا مصر على الصح ومصر على وصول هذا الموضوع الى خواتيمه السعيدة، وحق الناس ان تعرف في الوقت المناسب. وتوفيق طرابلسي هو من الاسماء الثلاثة الذين تم اختيارهم في مجلس الخدمة المدنية في حضور وزيرة التنمية الادارية وحضوري، من اصل 138 اسما تم اختيار 16، ومنهم تم اختيار 3 ضمن الآلية التي اتبعت. يتم التصويت في مجلس الوزراء على اسم من الاسماء الثلاثة وهي: بشاره شربل، ايلي خوري وتوفيق طرابلسي".

أضاف: "في التوزيعة الموجودة، موقع رئاسة مجلس ادارة تلفزيون لبنان للروم الكاثوليك، ولكننا نطالب بالمداورة التامة في الادارة بين رؤساء المجالس والمديرين العامين".

وردا على سؤال عن تلويح "القوات اللبنانية" بالاستقالة، أجاب: "اذا أصبح تحفظها واعتراضها أو حضورها في مجلس الوزراء، لزوم ما لا يلزم، عندها القوات اللبنانية لا تلوح بالاستقالة بل ستستقيل مباشرة، ولكن حضورنا في مجلس الوزراء منتج وجيد بالاجمال، ولكن ليس بمستوى الحلم والطموح، وحتى مجلس الوزراء ليس على مستوى طموحنا جميعا، ولكن عند تحقيق امور معينة علينا بالاعتراف بها. ولم يحن بعد موعد استقالة وزراء القوات اللبنانية. وهذه الاستقالة ليس لها علاقة بالانتخابات انما بدورنا وحضورنا في مجلس الوزراء".

أضاف: "القوات لم تكن راضية عن موضوع التشكيلات القضائية، وشكونا لفخامة الرئيس فقام باللازم في الساعة.نفسها القوات لم تسم قضاة منها، وكل ما كانت تطرحه هو اسماء قضاة كفوئين من درجات متخصصة ولمراكز مخصصة لها ولذلك لم نكن راضين عن التشكيلات القضائية".

ووصف الحكم بالاعدام بحق حبيب الشرتوني ونبيل العلم ب"الطبيعي جدا، ومنتظر ان لا يصدر الحكم الا كما صدر، لان الجريمة واضحة وجلية للعيان، تأخر كثيرا ولكن، خير ان يأتي متأخرا من أن لا يأتي ابدا. كل القضايا التي احيلت على المجلس العدلي لم يشملها العفو. والمقابلة مع قاتل الرئيس الشهيد بشير الجميل تختلف عن رأي جريدة "الاخبار" وقد تحولت الى وزير العدل لاتخاذ الاجراء اللازم، خصوصا بعد صدور الحكم لاجراء المقتضى وملاحقة الانتربول للقاتل. بينما رأي الجريدة فأنا ضده بكل تأكيد ولكنني احترم الزملاء الصحافيين، وهذا رأي الجريدة وعلينا نحن أن نتعود على قبول اراء الاخصام وان يحترموا هم اراءنا ايضا شرط ان يقال الرأي باحترام ومن ضمن الاخلاق الاعلامية. ولكن أن يقال حكم الشعب، فهذا رأي الجريدة، كما ان حكم الشعب كان مع الحكم الذي صدر بحق قتلة بشير الجميل وليس العكس. فبشير الجميل ليس شخصية عادية مرت بتاريخ لبنان، وهو لا يزال بعد مرور 35 سنة يقسم ويوسم ويختم عليه بالذهب بقلب كل اللبنانيين، قام بعمل بطولي واجراء استثنائي لانقاذ لبنان من الوضع الذي كان يعانيه في تلك الفترة، فالرجال هي التي تصنع التاريخ ولكن التاريخ يصنع بحسب اوقاته. بالنسبة الي، أنا مغال في حرية التعبير، ولكن يمكن لأي متضر ان يلاحقها قضائيا، فبعضهم يقول لكل خائن حبيب، والبعض الاخر يقول لكل شهادة بشير ولكل شجاعة سمير". أضاف: "انا ضد استدعاء اي صحافي الى التحقيق، واذا جرح في كلامه، يمكن ان يتم الادعاء عليه بالقضاء واقترح ان يكون عند قضاء العجلة والمفتري تكون عليه الغرامة عالية".

وردا على سؤال قال: "الحكيم يقصد أن فريقا سياسيا وراء عملية اغتيال الرئيس الجميل، وتحديدا النظام السوري الذي كان يريد رأس الرئيس الشهيد بشير الجميل الذي كان وصوله انتصارا للخط الوطني اللبناني السيادي".

وحول قضية اهدن، قال: "لحظة تخل في فترة تاريخية مرت بين المسيحيين، خلاف بينهم ادى الى ما ادى اليه، والتراكم الذي اوصل الى ما اوصل اليه، وهو لم يكن صاحب الراي وصاحب القرار في ذلك الحين. ولكن يقدم قراءة للتاريخ المسيحي من جانب القوات اللبنانية التي تنظر الى صفر مشاكل بين المسيحيين وبالتالي الداخل الوطني. وما قمنا به مع التيار الوطني الحر مبني على هذا الاساس، والتواصل مع المردة يتم عبر الوزير يوسف سعاده بشكل جيد، وما صدر عن النائب ستريدا جعجع كان مجتزءا ولم يكن سوء نية حيث اقدمت على الاعتذار. وحسم الموضوع. واللقاء بين جعجع وفرنجية ممكن ولكن كل شيء مرهون بأوقاته. وعندما عالجنا هذا الملف مع التيار الوطني الحر، كان هناك نقاط اختلاف كثيرة في وجهات النظر، فتمت المعالجة من باب تحويل الخلاف الى تنافس والاختلاف الى خلاف، وبالاسلوب نفسه يعالج مع المردة".

وردا على سؤال قال: "بصدق وبصراحة كنت متوقعا ان يكون الاداء السياسي للعهد على هذه الحال، فنحن والتيار حلفاء ولسنا تابعين لبعضنا، لانه يوجد اسلوبان وطريقان. ولكن نحن حققنا ثلاث نقاط رئيسية بانتخاب الرئيس ميشال عون: اولا، الغينا الفراغ وامكان ذوبان لبنان في زمن خطير تمر به المنطقة، ثانيا، اجرينا مصالحة بيننا وبين الوجدان المسيحي بختم الجراح بشكل نهائي، وهذا انجاز تاريخي يحقق امورا كثيرة لمستقبل لبنان، ثالثا، التوازن الاستراتيجي بين الشريكين المسيحي والمسلم ما اعاد التوازن للسلطة وهذا لا يعني انه هناك انجازا استراتيجيا قد تحقق".

من جهة أخرى أعلن الرياشي أنه ليس مرشحا للانتخابات النيابية "ولكن اذا قرر رئيس الحزب من ضمن مصلحة القوات حينها اترشح". وردا على سؤال قال الرياشي: "حين قمت بجولة في الولايات المتحدة لاحظت كم ان الحضور القواتي قوي وهو اضعاف مضاعفة. واذا كان الناخبون راضين عن وزراء القوات فعليهم ان يكونوا وزراء قوات في صناديق الاقتراع". وردا على سؤال عن طلب السعودية من جعجع المواجهة قال: "سمير جعجع لا يطلب منه لا مواجهة ولا غير ذلك، هو صديق للمملكة العربية السعودية، فالسعودية لا تطلب الا ما يتوافق مع مصلحة لبنان، والقوات لا تعمل الا لمصلحة لبنان. دعوا حلفاءهم ليروا كيف أوضاعهم".وختم الرياشي: "انا دائما مع التغيير، ولكن تربطني بالرئيس نبيه بري صداقة عميقة، واقول له: مبروك".   

 

أبرشية زحلة للكاثوليك: نأسف لتحويل ذكرى غياب سكاف إلى منبر للتهجم على المطران درويش

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - رد المكتب الإعلامي في أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، على "الكلام الذي صدر عن السيدة ميريام سكاف، خلال قداس الذكرى الثانية للمرحوم الياس بك سكاف في مقام سيدة زحلة والبقاع، وما تضمنه من تهجم ضمني على سيادة المطران عصام يوحنا درويش"، ببيان جاء فيه:

"1- في وقت الصلاة عن روح كبير من كبار زحلة ولبنان، نأسف لتحويل الذكرى الثانية لغياب الزعيم المرحوم الياس بك سكاف، إلى منبر للتهجم والتطاول على سيادة المطران عصام يوحنا درويش، وتوجيه إليه تهم باطلة وغير موجودة أساسا، والجميع يعلم ذلك.

2- ان راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش، غادر لبنان في 8 تشرين الأول 2017 في جولة أوروبية تقوده الى كندا، للمشاركة في سينودس أساقفة الإغتراب الذي يترأسه غبطة البطريرك يوسف الأول، وهو لم يتصل ابدا بغبطة البطريرك لثنيه عن المشاركة في القداس، وهذا الأمر ليس من شيمه وصفاته، علما ان المطران درويش لم يتلق دعوة للمشاركة في القداس. وأكدت مصادر مقربة الدائرة البطريركية ان غبطته اعلم السيدة سكاف بعدم امكانيته في ترأس القداس، لأنه لم يقم بعد بزيارة رسمية الى الأبرشية.

3- ان السيدة سكاف لا تترك فرصة سانحة، الا وتستغلها للتهجم على مطرانية سيدة النجاة وعلى راعيها، في وقت يقابلها صاحب السيادة بأياد مفتوحة وقلب مفتوح، ايمانا منه بعيش تعاليم الإنجيل المقدس.

4- مع بداية القداس الإلهي قام خادم المقام الأب ايلي أبو شعيا بتقديم التعزية لعائلة الفقيد باسم صاحب السيادة لعائلة الفقيد وأهالي زحلة، وهذا ما لم تقدره السيدة سكاف.

5- ان المطران درويش كسر قرار مجلس أساقفة زحلة والبقاع بالسماح للسيدة سكاف بإلقاء كلمة العائلة داخل الكنيسة، فاستغلت الفرصة للتهجم على الكنيسة وراعيها، وبالتالي ان التطاول على رجال الكنيسة من خلال اللعب على عواطف الناس في مناسبات شعبية، لن يزيد في شعبية المتكلم على أبواب الانتخابات النيابية، بل قد ينقلب عليه ويتأثر به سلبا.

6- ان سيادة المطران درويش لبى دعوة السيدة سكاف لحضور مأدبة غداء تكريما للمتروبوليت نيفن صيقلي، ايمانا منه بضرورة الإنفتاح على الجميع وجمع شمل أبناء الطائفة، وبالمقابل دعا سيادته السيدة سكاف للمشاركة في مناسبات كثيرة، منها وضع حجر الأساس للمستشفى اللبناني - الأسترالي، وتكريم اللواء عباس إبراهيم، وكانت هذه الدعوات تواجه بالسلبية والغياب.

7- ان سيدة النجاة كانت ولا تزال، المركز الجامع لكل أبناء الطائفة دون تمييز او تفرقة، برعاية سيدها وعطفه الأبوي، وهي على مسافة واحدة من الجميع.

في الختام نصلي لكي يعود الجميع الى وعيهم ورشدهم، ويدركوا ان الكنيسة هي الملاذ الأول والأخير. رحم الله الياس بك سكاف الآدمي".

 

سكاف في الذكرى الثانية لرحيل زوجها: زمن الالغاء ولى وخيارتنا الانتخابية واضحة وسأخوض المعركة الديمقراطية

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - أحيت "الكتلة الشعبية" الذكرى الثانية لرحيل النائب إيلي جوزف طعمة سكاف في قداس حاشد، تقدمه إلى جانب عائلة سكاف، فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الدفاع يعقوب الصراف، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب عاصم عراجي، رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلا بالنائب زياد القادري، الرئيس أمين الجميل ممثلا بالوزير السابق الان حكيم، رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، المطران علوان ممثلا البطريرك الماروني بشارة الراعي، المطران كيرلس بسترس ممثلا البطريرك الكاثوليكي يوسف الأول، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلا بالنائب السابق سليم عون، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممثلا بالمحافظ أنطوان سليمان، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، النائب سليمان فرنجية ممثلا بالوزير السابق يوسف سعادة، والنواب: امين وهبة، دوري شمعون، روبير غانم، أنطوان سعد واميل رحمة والمدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، اضافة الى عدد كبير من النواب والوزراء السابقين وممثلي قادة الأجهزة الأمنية. وترأس الذبيحة الالهية راعي ابرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال وشارك فيها المطارنة: كيرلس بسترس، إيلي الحداد، ميشال أبرص، بولس سفر، ادوارد ضاهر، نيفون صيقلي والأباتي معلوف.

سكاف

وألقت رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف كلمة، فقالت: "إننا لم نكن لنصمد لولا روح ايلي سكاف التي اصبحت سلاحا لنا، بعد كل ما تركه الراحل من امل وعز، جعل الكتلة الشعبية تقف موقف حق، وان كلفتها كلمتها الكثير". وشكرت "كافة المحبين المخلصين الاوفياء، اولاد الاصول الذين لم يتركوا الرجل الآدمي في رحيله. إن إسم ايلي لديكم اصبح كترنيمة وفال الخير. أشكركم واشكر الخير الذي سيأتي على أيديكم". وانتقدت "من كان شغله الشاغل الغاء الكتلة وآل سكاف، ومن عرقل حتى الصلاة عن روح ايلي سكاف في اكثر من مناسبة، ومارس الضغط"، مشيرة "بالمختصر المفيد ان هناك في هذا الزمن من يمنع بصيغة التمني، وسيادة مطران يسمح لنفسه ان يطلب من نيافة بطريرك كاثوليكي عالي المكانة الا يصلي معنا". وطالبت ب"كف اليد الطائلة عن مرجعياتنا الكنسية الرفيعة، مرة بإسم السياسية ومرات بإسم الدين"، داعية "الا يمارسوا تخويفهم على الاخرين. فيكفينا وصايات، ولندع كنيستنا جامعة وللكل وتحت وصايا الرب، الذي بقوته الإلهية كان يحارب فسادا من هذا النوع، ويطرد تجار الهيكل ويقول لهم: بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص". واعربت عن اسفها أن "يكون البيع والشراء موزعا ايضا على مفاصل الدولة"، متمنية "الا يطال انتخابات المجلس الاعلى للروم الكاثوليك، الذي نريده في خدمة الطائفة الكريمة"، آملة ان "يقدم المجلس الاعلى الوفاء لإيلي سكاف". وفي الشأن الاجتماعي والسياسي، قالت: "ان المواطنين اصبح لديهم نقمة بلا حدود"، سائلة "ماذا تحقق في التعيينات التي جاءت حفرا وتنزلا على مقاس السياسيين؟ وماذا عن التشكيلات القضائية، التي شابتها الشبهة والحصص؟ وعن الكهرباء والتلزيمات والموازنة المصروفة وغياب اجهزة الرقابة والضرائب، التي نزلت على المواطنين من دون ان يكون لهم حق الاعتراض؟". أضافت: "إن جوهر التغيير والرقابة والمحاسبة، لن يكون الا في صناديق الاقتراع، بحيث يصبح المواطن حاكما ليوم واحد، فكل التطمينات السياسية تؤكد حصول الانتخابات النيابية"، متمنية "الالتزام بالمواعيد الدقيقة وعدم اختراع اي ذريعة تأجيل جديدة". واعلنت استعدادها ل"خوض هذه المعركة الديمقراطية"، آملة ان "تشكل الكتلة الشعبية تمثيلا حقيقيا للناخبين، وليس مجرد تمثيل فخري كما هو حاصل الان، ويتحول في الكثير من الجلسات الى تمثيل على الناس". وقالت: "إن خياراتنا الانتخابية واضحة وطريقنا سهلة، وعندما تكون الطريق واضحة والاحصاءات ساطعة، لا يجوز ان نتحدث عن منحة أو حصة، ولمن بتكون الطريق واضحة والاحصاءات ساطعة، ما بيسوى ينحكى عن منحة او منة. فلدينا كامل القناعة في ان هذا القانون وان كان أفضل القوانين السيئة، الا انه ضمانته في انه لا يلغي احدا. فزمن الالغاء ولى".

 

أرسلان في تأبين زهر الدين: لم ندخل يوما في معركة على قاعدة الربح والخسارة وسنكمل مسيرة العيش بعزتنا وكرامتنا

الأحد 22 تشرين الأول 2017/وطنية - أقام رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" وزير المهجرين طلال أرسلان، بدارته في خلدة، حفل تأبين وتقبل تعاز بقائد قوات الحرس الجمهوري السوري في دير الزور اللواء عصام زهر الدين، حضره إلى جانب أرسلان، سفراء: سوريا علي عبد الكريم علي، روسيا ألكسندر زاسيبكين، الجمهورية الاسلامية الإيرانية محمد فتحعلي، وتونس محمد كريم بودالي،النائب عاصم قانصوه، نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي، رئيس المجلس الأعلى السابق للحزب السوري القومي الإجتماعي الوزير السابق محمود عبد الخالق على رأس وفد، الوزير السابق ناجي البستاني، النائب السابق إميل إميل لحود، النائب السابق ناصر قنديل، الشيخ نصر الدين الغريب، ممثل عن المرجع الروحي للطائفة الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ، راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، حشد كبير من أعيان ومشايخ الطائفة الدرزية.

كما حضر ممثل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله معاونه السياسي حسين الخليل يرافقه وفد كبير من الحزب ضم مسؤول وحدة الأمن والإرتباط وفيق صفا ومسؤول منطقة الجبل بلال داغر، المقدم نجم الأحمدية ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، محافظ لبنان الجنوبي وجبل لبنان منصور ضو، وفد من قيادة حركة "أمل" يتقدمه مسؤول الإعلام المركزي في الحركة طلال حاطوم ضم عضو المكتب السياسي مفيد الخليل وأعضاء قيادة إقليم جبل لبنان، قائمقام عاليه بدر زيدان العريضي، ممثل عن حزب "التيار الوطني الحر"، ممثل عن السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، رئيس المحاكم المذهبية في طائفة الموحدين الدروز القاضي الشيخ فيصل ناصر الدين، قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو ابراهيم، رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، أمين عام رابطة الشغيلة زاهر الخطيب، اللواء علي الحاج، وفد من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية يتقدمه منسق اللقاء محمد خواجا، أمين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية العميد سمير أبو عفش، عضو المكتب السياسي مسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في لبنان تامر عزيز، رئيس حزب الوجود ريدان حرب مع وفد من الحزب، رئيس التيار العربي شاكر البرجاوي، رئيس حزب الوفاء اللبناني أحمد علوان، قيادة المجلس السياسي والهيئة التنفيذية ورؤساء الدوائر والوحدات الحزبية في الديموقراطي اللبناني، وفد من سرايا المقاومة، عضو المجلس الوطني للاعلام غالب قنديل، الإعلامي جوزيف أبو فاضل، كاهن رعية الشويفات المارونية الأب شربل ديب، كاهن رعية الشويفات للروم الأرثوذكس الأب الياس كرم متقدما وفدا من الرعية، بالإضافة إلى عدد من رؤساء البلديات وأعضائها والمخاتير والفعاليات والأمنيين والقضاة وحشود شعبية من حاصبيا وراشيا والشوف وعاليه والمتن ومن مختلف المناطق، ومن الحزبيين والمناصرين.

السفير علي

بعد كلمة تعريف من سماح أبو رسلان، ألقى السفير علي كلمة قال فيها: "صاحب هذه الدار وهذه الدعوة الكريمة معالي الوزير الأمير طلال أرسلان، أصحاب المعالي والسعادة والنيافة، أيها الكرام، أيها الكبار بنبلكم وتلبيتكم لدعوة الشهيد عصام زهر الدين ومضيف الشهيد، سوريا التي كبرت بقادتها وبشهدائها وبتاريخها الناصع تبارك لكم وتبارك لنفسها شهادة هذا الشهيد الكبير اللواء زهر الدين، اكتشفت سوريا في هذا الرجل الكبير وفي رفاق كبار له، أن هذه الأرض تنبت القامات التي تدافع عنها وتحمي كرامتها، عصام زهر الدين، اكتشفت أنا كسفير لسوريا أن لهذا الرجل في وجدان الكتاب والسياسيين والمثقفين في لبنان كم له من مكانة، هذا الرجل يجسد وحدة وطنية عظيمة، يجسد صورة عابرة لكل معايير الخلاف لكل الحدود لكل الإنقسامات التي حاول الغرب وحاول أعداء سوريا وأعداء هذه الأمة أن يزرعوها، فكان الرئيس بشار الأسد وكان كل القادة الكبار وكل الشهداء العظام وكل المنتمين إلى قيم الكرامة والسيادة والحرية والعدل، كانوا في المرصاد ليدافعوا عن سوريا وعن المنطقة، وعصام زهر الدين صورة ناصعة تقدم لنا العزاء بسيرته وبطولاته كما تقدم لنا أيضا بشهادته الكبيرة، فهو عزاء لحضوره وحياته وبطولاته وعزاء لسيرته وشهادته التي تعبر عن الرجولة الفذة الكبيرة وعن التفاني وعن هذا الود العميق الذي كان يستطيع أن يعطيه لمرؤوسيه ولجنوده ولكل المواطنين الذين يلتقيهم، فهو أسعد كل سوريا، هذه الصورة الناصعة التي جسدها الشهيد عصام في كل أبناء دير الزور بمسيحييهم ومسلميهم بكردهم وعربهم، كما مثل الصورة التي تزهو بها السويداء وأحفاد سلطان باشا الأطرش، سوريا التي تفاخر بأبطالها وشهدائها ومواقفها وحلفائها وأصدقائها وأنتم هؤلاء الحضور الكرام صورة عمن تعتز بصداقتهم سوريا". وأردف: "سوريا التي تنتصر اليوم تنتصر بدماء الشهيد عصام زهر الدين، وعصام زهرالدين في عليائه يزهو بما حققته سوريا وحلفاء سوريا وأصدقاء سوريا، وأنتم من هؤلاء الذين تزهو بهم سوريا لتصنع مجدا مشتركا لسوريا ولبنان، ولمقاومة سوريا ومقاومة لبنان ولكل محور المقاومة الذي يضم هذا الحفل رموزا له، تعتز بهم سوريا وتعاهدهم على اكمال النصر الذي صنعت حلقاته الأساسية وقطاف النصر صار قريبا، وما ارتباك العدو الصهيوني واهتزاز كل الصورة لديه إلا مثال على هذا الإنتصار، تحية كبيرة لروح الشهيد الكبير وتحية عرفان لصاحب هذه الدار وهذه الدعوة، تحية تقدير لكل الذين باركوا في شهادة عصام زهر الدين، ولوالدته التي حضرت بالأمس بأعصاب واثقة وباعتزاز كبير ، ولرفاق سلاحه، والتحية الكبرى لقائد سوريا الذي يصنع نصرها الرئيس الدكتور بشار الأسد".

أرسلان

من جهته ألقى أرسلان كلمة، جاء فيها: "وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق، فمن تربى على حب الوطن، فالشهادة أقل ما يليق به، لا يليق بالبطل عصام زهر الدين، الذي أسماه رفاق سلاحه وكفاحه، بواسل الجيش العربي السوري، جيش حافظ الأسد، جيش بشار الأسد، أسموه أسد الله في ساحات الوغى، مدافعا مقداما جسورا مشهودا له، لا يليق به إلا أن يرتقي شهيدا متألقا بأنواط الشجاعة والتضحية والوطنية، قدوة لرفاق سلاحه وكفاحه ولأجيال الشباب السوري في معمودية النار حيث يهب الوطنيون الأقحاح، في أرجاء الوطن السوري العزيز الأبي، ملبين نداء الواجب في التصدي للهجمة الإستعمارية البربرية، الهادفة إلى محو سوريا من الوجود والقضاء على العروبة الحضارية وتصفية قضية فلسطين، هو ابن البيئة الوطنية في جبل العرب، تربى في بيئة أهلنا الذين أورثونا كار مقارعة الإستعمار حتى إنزال الهزيمة به، بيئة سلطان باشا الأطرش ورفاق دربه المجاهدين والشهداء، بيئة أهلنا الأشاوس في الجولان العربي المحتل، بيئة الأمير مجيد أرسلان في معركة المالكية والناصرة في فلسطين وصولا إلى معركة الإستقلال". وتابع أرسلان: "بيئة المشايخ الأجاويد أوتاد الأرض وأطهارها، تربى على حكايات البطولة وأناشيد الوطنية، والصمود الأسطوري يوم كان أبناء الجبل يصدون بعمائمهم البيضاء فوهات مدافع الإستعمار الفرنسي في ملحمة الثورة السورية الكبرى، الثورة التي رفع شيخ المجاهدين سلطان باشا الأطرش شعارها الأصيل الدين لله والوطن للجميع، في هذه البيئة الشريفة نشأ وترعرع عصام زهر الدين، فكان قدره الطبيعي أن يلتحق بصفوف الجيش العربي السوري، يوم كان القائد التاريخي حافظ الأسد يقوم بتحديثه ويبلغ الفوز المجيد في ملحمة تشرين المظفرة، العقيدة المتينة المتماسكة وأولها الدين لله والوطن للجميع، العقيدة التي توأمت الوطنية السورية بالعروبة الحضارية التي، من دونها، لن تقوم لأمة العرب قيامة من جبل العرب الأشم، جبل الثوار الميامين، جبل التضحية والوطنية، جبل التلبية المثلى لنداء الواجب، الجبل الذي تعود أهله أن يفتدوا الوحدة السورية بأرواحهم، ولم يبخلوا في هذا السبيل ولم يكلوا من هذا الجبل الذي تعود أهله أن يكللوا رؤوسهم بالغار لا بالعار، من جبل العرب أطل عصام زهر الدين على أرجاء وطنه السوري العظيم، فتميزت مسيرته العسكرية بممارسة المثل العليا بأبهى وجودها حتى إذا ما بدأ المستعمرون حملتهم المتوحشة لتدمير سوريا، راح اللواء شرف عصام زهرالدين يحقق على الأرض المبادىء التي اختزنت في عقله وقلبه فصار مضرب مثل بالشجاعة والتضحية، منجزا من البطولات ما يصنف من الخوارق، في كافة المحاور القتالية التي خاض غمارها ففاز فوزا عظيما".

وأضاف: "أشهد أمام الله والتاريخ ومشايخنا الأجاويد الأجلاء شهود على ما سأقول ودائما تحت عنوان الدين لله والوطن للجميع: أشهد شهادة من صلب مدرسة بطل الإستقلال وبطل حرب فلسطين والدي المغفور له الأمير مجيد أرسلان.

أولا: إن أهل التوحيد، أهل سوريا الأقحاح، لا مكان لأي خيار عندهم، وهم أهل الحرية والإباء، إلا خيار الوطن العربي السوري الواحد الموحد بدولتهم السورية التي لولا صمودها الأسطوري بقيادة رئيسها الجسور المقدام سيادة الأخ الدكتور بشار الأسد، لما تبدل وجه العالم اليوم لصالح تثبيت التعددية القطبية على مستوى الكرة الأرضية.

ثانيا: إن أهل التوحيد، في سوريا وفي لبنان وفلسطين، لهم مشروع واحد، هو مشروع الوطنية والعروبة الحضارية ولا ولن تستطيع أي قوة في العالم أن تجعل منهم حراس حدود لإسرائيل.

ثالثا: إن أهل التوحيد، في سوريا ولبنان وفلسطين قدرهم ودورهم التاريخي أن يكونوا دائما عنصر استقرار وانفتاح وحداثة، وهم المشهود لهم بحبهم وتقديرهم للرجال الشجعان والأبطال مثل هذا البطل الأسطوري الشهيد عصام زهر الدين.

رابعا: نحيي أصدقاء بلادنا الذين أثبتوا في معركة المصير هذه أنهم أصدقاء شرفاء، من الجمهورية الإسلامية في إيران إلى دولة روسيا الإتحادية بقيادة الرئيس الشجاع المقدام فلاديمير بوتين، إلى المقاومة اللبنانية المظفرة وقائدها العزيز الأخ الكبير سماحة السيد حسن نصرالله، وإلى كل الأحرار الذين يبذلون دماءهم والذين يخوضون معركة الدفاع عن الحرية والكرامة الإنسانية في وجه الإستعمار والبربرية".

وأردف: "إن الدموع التي تذرف على شهيدنا الغالي والغالي جدا لا يوازيها إلا اعتزازنا بشهادته وسمعته الناصعة البياض، إنه قدر الأحرار، إنه قدر أهل البلاد الأصليين أن يبذلوا أرواحهم في سبيل أوطانهم، لعنة الله على أي سياسة تخضع الموقف من الوطن لمعيار الربح والخسارة، ونحن في هذه المعركة إن خسرنا نحن رابحين وإن ربحنا فنحن منتصرين، فلم ندخل يوما في معركة على قاعدة الربح والخسارة والأمير مجيد رفض حمل السلاح في الداخل وفي وجه أي طرف من الأطراف اللبنانيين، وكان قد حمل السلاح مرتين بكل فخر واعتزاز، مرة ضد المستعمر الفرنسي ومرة ضد العدو الصهيوني الغاصب، ومن يعتبر أن الرجولة تقضي برفع السلاح في الداخل وفي وجه بعضنا البعض، فبهذا نكون قد عملنا ونعمل لخدمة إسرائيل والغرب وكل العملاء، فنحن لا نحسن اللعب على الوتر الطائفي، وسنكمل هذه المسيرة، مسيرة العيش بعزتنا وكرامتنا تماما كما عودنا أهل التقوى والإيمان مشايخنا الأجلاء".

وختم قائلا: "هنيئا لشهيدنا الحبيب الذي كان يبحث عن الشهادة ويقبل عليها ولم يتهرب منها يوما، هذا هو قدر من كان بطلا صنديدا. عاش من أجل سوريا ومات لتحيا سوريا، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته، والسلام".

وفي الختام تم تلاوة الفاتحة عن روح الشهيد زهر الدين.

 

قاسم: من يريد شهادات وطنية عليه أن يأخذها من الذين ضحوا وأعطوا لا من الذين تلوثوا بشكل أو بآخر وبدأوا يعطون شهادات وطنية

الأحد 22 تشرين الأول 2017/وطنية - رأى نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "أمريكا تمارس دور القوي الظالم الذي يريد أن يسيطر على العالم من دون وجه حق، ومن أجل أن تكون هي التي تعطي مواطنيها على حساب مواطني العالم وعلى حساب البشرية، فهي مع إسرائيل المحتلة، رغم أن الإحتلال منكر وحرام وظلم، لكن أمريكا مع الاحتلال لأنها ترى مصلحتها في زرع هذه الغدة السرطانية حتى تربك منطقتنا وتجعلها كإسرائيل عصا تلوح بها لكل من يعصي أمريكا". وقال في ذكرى أسبوع في مجمع المجتبى: "عملت أمريكا على تدمير سوريا من أجل أن تنشىء شرق أوسط جديدا وتقسم وتوزع المنطقة وهذا أمر خطير، لكن الحمد لله استطعنا أن نواجه ونمنع مشروع أمريكا، وأرادت أن تنسحب من الاتفاق النووي، والاتفاق النووي هو اتفاق دولي وليس اتفاقا بين إيران وأمريكا، ويفترض أن تكون الإتفاقات الدولية محترمة لأن جميع الدول اتفقوا عليها، لكن أمريكا تعارض إتفاقا دوليا لأنها لا تحصل من خلاله على مصالحها التي تعتقد وتقتنع بها. أمريكا ظالمة وكما ترون هي فشلت في الكثير من آرائها ومشاريعها ومواقفها، فشلت في مواجهة النووي وفي تدمير سوريا وتسويق إسرائيل وحماية إسرائيل وستفشل إن شاء الله أكثر فاكثر، كل ذلك بسبب وجود المقاومة".

أضاف: "لولا المقاومة لما فشلت أمريكا وإسرائيل، ولما تم تحرير الارض، ولما استطعنا أن نهزم التكفير وجماعة التكفير في منطقتنا، ولما استعدنا خصوصيتنا وأصبحنا نتأمل بشكل أكبر للمستقبل. هذه الإنتصارت ستستمر إن شاء الله تعالى ما دمنا على حق ونعمل للحق".

وتابع: "أمريكا مثل إسرائيل جماعة يدعمون الإرهاب التكفيري لأنه يعطيهم المصالح، هم لا يسألون عن شعب ولا عن أرض ولا عن أمم، هم جماعة وحوش بشرية تماما كالتكفيريين لذلك يستخدمونهم، وأصبح معروفا في العالم من الذي أسس "داعش" في منطقتنا وجلبها من مختلف أنحاء العالم لتأتي إلى سوريا، هي أمريكا ومن معها، ماذا كانوا يريدون من "داعش"؟ كانوا يريدون أمرين كبيرين وأساسيين الأول أن يغير معالم المنطقة لتصبح مقسمة ومجزأة وسهلة لتسيطر عليها امريكا وإسرائيل والثاني أن يعطلوا الإتجاه الإسلامي الأصيل في إعطاء نموذج ثان ينفر ويبعد العالم عن العودة إلى الله تعالى. لكن الحمد لله بوجود المقاومة ومحور المقاومة كسرنا المشروع التكفيري وهزمناه على الرغم من هذا الدعم الدولي، الآن هو يتنفس أنفاسه الأخيرة كتيار له دول أو إمارات ليتحول إلى مجموعات متفرقة في هذا العالم، وبالتالي عندما كسرنا هذا التيار التكفيري بإماراته كسرنا المشروع الأمريكي والإسرائيلي وهم الآن يصرخون من هذه المصيبة الكبرى التي أصيبوا بها، وربحنا أيضا أن تعاليم الإسلام النقية عادت لتبرز في العالم كحالة مشرفة يمكن للانسان أن ينتسب إليها وأن يرتبط بها بعيدا عن التكفير والإنحراف وهذا من توفيق الله تعالى". وقال: "من كان يتعامل مع العدو الإسرائيلي له توبة في النهاية إذا اعتذر واعترف بخطأه على قاعدة أن الإنسان يمكن أن يمر بلحظات انحراف ثم يتوب ويعود إلى ربعه وجماعته، لكن أن يبرر الإنسان التعامل مع العدو الإسرائيلي في حقبة زمنية معينة ويرى أن ذلك أمرا طبيعيا فهذا يعني أن التخلص من هذه الرؤية لم يحصل بعد، تبرير التعامل مع العدو لا يبرر العمالة وبالتالي لا يبرىء العميل لأن إسرائيل عدو، كانت عدوا وستبقى عدوا وفي المستقبل عدو، وكل من يتعامل معها هو في خانة سلبية ينعت بشيء من العمالة لهذا العدو، لأن العدو الإسرائيلي لا يمكن أن يكون في لحظة من اللحظات مشروع تبرير للعلاقة معه. أيضا هناك إعطاء شهادات وطنية، من يعطي شهادات وطنية؟ عادة من يعطي شهادات وطنية هو من قاوم ومن حرر الارض ومن كان في الميدان يعطي التضحيات المختلفة ومن توفق أن يطرد العدو بشكل مباشر، الحمد لله المقاومة الإسلامية ومحور المقاومة طردوا إسرائيل والتكفيريين وحققوا إنجازات لا بأس فيها وكل العالم يشهد أنه لولا المقاومة لما خرجت إسرائيل ولما استقل لبنان ولما أصبح قويا منيعا، ولولا المقاومة لما هزم الإرهاب التكفيري بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة". وختم: "إذا من يريد شهادات وطنية عليه أن يأخذها من هؤلاء الذين ضحوا وأعطوا لا من الذين تلوثوا بشكل أو بآخر وبدأوا يعطون شهادات وطنية. نحن لا نحتاج إلى شهادات وطنية، فنحن نعطيها ولا نأخذها".

 

قاووق: لا استقرار في لبنان طالما هناك قواعد وممرات لداعش والنصرة في سوريا

الأحد 22 تشرين الأول 2017 /وطنية - اعتبر عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، "أن رهان المحور المعادي للمقاومة في المنطقة على استراتيجية ترامب الجديدة هو رهان اليائسين والخائبين والعاجزين، وأنهم من عجزهم وضعفهم وفشلهم يتمسكون بتصريحات وصراخا واستراتيجيات يائسة يطلقها الرئيس الأميركي الموتور، فكفى خسارة للسعودية أنها ومع دفق الأموال والمليارات على مدى سبع سنوات في سوريا لم تحصد إلا الفشل والخيبة". ولفت إلى "أن النظام السعودي اليوم يعبر عن يأسه وخيبته بالرهان مجددا على سياسة أميركية موتورة وغير محسوبة لتغيير المعادلات في المنطقة ولبنان من خلال ضغوط تمارسها أميركا، وهو بذلك إنما يرتكب مجددا مغامرة غير محسوبة، ولن يحصد منها سوى المزيد من الخيبة والفشل". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لأحمد محمد كريم في حسينية بلدة دير سريان الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والشخصيات والفاعليات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. وأكد "أن اولوية السعودية اليوم هي ليست محاربة إسرائيل ولا التسلح ضدها ولا نصرة فلسطين، بل هي استهداف المقاومة، فالتمويل السعودي في لبنان هدفه التحريض على المقاومة، حيث أن النظام السعودي بات متورطا بمحاولة إشعال فتيل الفتنة الداخلية في لبنان، وهم من خلال الاستدعاءات والتمويل والتحريض، إنما يريدون أن يؤججوا الانقسامات الداخلية، وعليه فإننا نقول للسعودية كفى تدخلا في الشؤون اللبنانية، لأننا في حزب الله حريصون على الاستقرار والوحدة الوطنية اللذين هما واجب ومسؤولية فوق أي اعتبار، وإذا كان النظام السعودي يراهن على تغيير التوازنات والمعادلات الداخلية بدفق الأموال والاستدعاءات، فهو واهم ويراهن على سراب، لأن هذه التوازنات أقوى بكثير من كل دفق الأموال والتحريضات السعودية". وشدد قاووق على "أن الرهان الحقيقي اليوم هو على ما ستكشفه الأيام وما سيحصل في بادية سوريا وعلى أبواب البوكمال وعلى ساحات ميادين القتال المختلفة، حيث يخوض حزب الله مع الحلفاء معركة مصير الأمة ومستقبلها والمنطقة، ومعركة استكمال القضاء على داعش التي تلفظ أنفاسها الأخيرة في هذه الأيام، ونحن في حزب الله سنكون في طليعة المشاركين في دفنها هي ومشاريع التكفيريين في المنطقة، فهذا عهدنا مع أهلنا ومع وطننا"، معتبرا "أن استكمال المعركة في سوريا يتصل بمصير الأمن والاستقرار في لبنان، فلا أمن واستقرار في لبنان طالما بقي هناك قواعد وممرات لداعش والنصرة في سوريا". ولفت إلى "أن الخطر الأخير الذي يهدد لبنان، هو المحاولة الأميركية لاستهداف التكامل بين الجيش والمقاومة، الذي مكننا من تحرير الأرض في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، والذي جعل لبنان البلد الأكثر منعة أمام التهديدات الاسرائيلية والتكفيرية، ولذلك فإن أميركا اليوم تصوب عليه، سيما وأنه يزعج اسرائيل، وهم يريدون بالابتزاز والضغوط ومنع وحجب المساعدات العسكرية أن يبعدوا بين الجيش والمقاومة، ولكن الرهان الأميركي سيفشل مجددا، لأن هذا التكامل هو عنوان القوة الاستراتيجية الضربية للبنان وهو الكنز الذي لا يقدر بثمن".

 

حسن فضل الله: من يريد أن يكون لديه شعبية عليه أن يضع يده بيد من يسعى لمعالجة المشكلات الحياتية للمواطنين

الأحد 22 تشرين الأول 2017/وطنية - اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله أنه "كلما هزم المشروع الأميركي الإسرائيلي السعودي في الميدان، علينا أن نتوقع ارتفاع الضغوط السياسية والإعلامية والاقتصادية وما شابه، والتي لم يكن لها أن تؤثر يوما على خيارات هذه المقاومة وإرادة أهلها، لا قبل العام 2000، ولا في العام 2006، ولا عندما دخلنا في مواجهة المشروع التكفيري في سوريا حماية لبلدنا وأهلنا". وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة كفرا الجنوبية، رأى النائب فضل الله "أننا اليوم في مرحلة حصاد نتاج التضحيات والدماء الطاهرة التي قدمت من أجل الدفاع عن بلدنا ومشروعنا ومقاومتنا ومنطقتنا، وفي مرحلة الانجازات الكبرى على مستوى لبنان والمنطقة، لا سيما بعدما انقلب عليهم المشروع الأخير الذي أرادوا من خلاله استهداف الانتصارات في العراق عبر مشروع كردستان، ولكن التوحد العراقي والاقدام والمسارعة في استعادة المدن العراقية، شكل إنجازا كبيرا، وبدد المشاريع التي كانت تحاك للعراق". وشدد على "أننا دفعنا تضحيات غالية من أجل أن تكون الهوية الوطنية اللبنانية هي هوية مقاومة في وجه العدو الإسرائيلي وعملائه والمشاريع المعادية، وعليه فإن هذه الهوية ستبقى راسخة وباقية، ولن يستطيع أحد أن يغير فيها بأي إجراء أو خطاب أو كلام، لا سيما وأن العصر الإسرائيلي والمشروع التكفيري انتهيا في لبنان، فالذين راهنوا على العدو الإسرائيلي ذهبت رهاناتهم سرابا، وأما الذين راهنوا على المشروع التكفيري، فإنهم يحصدون اليوم نتائج رهاناتهم وخيباتهم، ولأننا استطعنا أن نوفر هذه الحماية وهذا الاستقرار وأن نحافظ على هذه الهوية الوطنية المقاومة للبنان، فإننا في هذه المرحلة نحتاج إلى تعزيز مثل هذا المناخ بالعمل على معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والحياتية"، مشيرا إلى "أننا بالأمس القريب أنجزنا موازنة للدولة اللبنانية، وسجلنا في نقاشاتها الموقف المناسب من أجل الحفاظ على المال العام، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، وننتظر موازنة العام 2018 التي يفترض أن تأتي متناسبة مع الاصلاحات التي طالبنا بها، ومع ما دعونا إليه من مكافحة الهدر المقونن، ومكافحة الفساد، والتسرب المالي وما إلى هنالك". وأشار إلى أن "هناك في لبنان من يستعجل فتح المعارك الانتخابية، وهناك من يبحث عن أي عنوان من أجل أن يصيغ خطابا استفزازيا وسجاليا لشد العصب تحت عناوين مختلفة، ولكن من خلال نظرتنا ورؤيتنا ومعرفتنا بالشارع اللبناني عموما، فإنه لم يعد ينفع هذا الخطاب وهذه السجالات مع اللبنانيين، لأن ما يحتاج إليه المواطن اللبناني هو معالجة المشكلات الحياتية، لا سيما الكهرباء والمياه وإيجاد فرص عمل وتخفيف الضرائب ووقف الهدر والفساد وتشييد البنى التحتية لقراه وبلداته، وليس تلك الخطابات التي تأتي من الخارج والداخل". وختم فضل الله: "من يريد أن يكون لديه شعبية، عليه أن يضع يده بيد من يسعى لمعالجة المشكلات الحياتية للمواطنين، ويريد إصلاحا جديا وحقيقيا، لأن هذه هي المسؤولية الحقيقية للمسؤول، وليست المسؤولية أن يحرض طائفيا ومذهبيا، ويحشد من هنا وهناك، ويعمل على وجود انقسامات في الشارع اللبناني من أجل القليل من المكاسب الضيقة التي لن يحصل عليها تماما كما لم يحصل على رهاناته الخائبة والخاسرة بسقوط سوريا أو لبنان أو المنطقة بيد المشروع التكفيري والإسرائيلي".