المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 16 شرين الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.october16.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذي دَعَاكُم إِلى الشَّرِكَةِ مَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هل استنسخ “حزب الله” مشهدية ترويكا زمن الاحتلال السوري/الياس بجاني

تغريدات للياس بجاني

ذكرى 13 تشرين: الصلاة وفقط الصلاة لراحة انفس شهداء 13 تشرين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حزب الله استنفر وحداته القتالية في الجنوب

الرياض لن تتهاون مطلقاً مع حزب الله

لبنان: البرلمان يبدأ مناقشة مشروع الموازنة ولا إجماع على خطة باسيل بشأن اللأجئين والحريري يلتقي نظيره الإيطالي اليوم وكبار المسؤولين

جنبلاط يستعجل تحصين الداخل لمواجهة تطورات المنطقة

لبنان «يَحتمي بالحياد» في ملاقاة العاصفة الخارجية

«حزب الله» لعزْل ترامب: لن يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/10/2017

السياسة الخارجية في لبنان عبء على التوافقات الداخلية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المشنوق: السياسة الخارجية تعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية

شهيب ردا على باسيل: المصالحة التاريخية في الجبل التي رعاها صفير وباركها الراعي راسخة وخط أحمر

ترامب يتكلّم وإيران وحزب الله يتمددان

جندي سابق في الجيش اللبناني قُتل مع داعش بسوريا

خالد الضاهر: موعد تغيير القيادات الشمالية آتٍ

بعد المطالبة بطرد الطالبة الشيعية من سد البوشرية: اتهام للفواييه «بالشذوذ» والبلدية توضح!

كيف حلت أزمة مرفأ طرابلس؟

قصة الطيار الإسرائيلي الذي نجا في لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل قائد 'ألوية الفاتحين' التابعة للحرس الثوري بسوريا

مصر: سياسات إيران تؤثر على الأمن القومي العربي

مهلة بغداد للبيشمركة للانسحاب من كركوك انتهت... وواشنطن تسعى إلى التهدئة وسليماني في السليمانية بالتزامن مع وجود الرئيس العراقي فيها

واشنطن: سنعمل مع الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط لمواجهة سلوك إيران

الجمهوريون في الكونغرس يعدّون مشروع قانون لإصلاح عيوب الاتفاق النووي... والديمقراطيون يهاجمون قرار ترمب

القوات التركية توّسع انتشارها في إدلب وتعزل عفرين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جبران باسيل وواقع «القوات اللبنانية»/غسان الحبال/الحياة

روائح كريهة في لبنان/حازم الامين/الحياة

هل ينضم "القوات" و"المردة" الى لقاء كليمنصو/ابتسام شديد/الديار

روسيا "تُطمئن" لبنان.. حول التهديدات الإسرائيلية/ميشال نصر/الديار

ميقاتي ينسى أو يتناسى:حكومته طلبت رفع الـ TVA الى 15%/إلهام فريحة/الأنوار

مخاطر رفض الربط بين «نووي» إيران وسلوكها/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

واشنطن والرأي العام الإيراني/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نسف الاتفاق النووي/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

عودة اللاجئين السوريين/فايز سارة/الشرق الأوسط

الاتفاق النووي مجدداً... يحرّك القنابل الموقوتة/جورج سمعان/الحياة

إخوانيان شاميان نحلا شعراً على لسان سيد قطب/علي العميم/الشرق الأوسط

أميركا تعيد اكتشاف إيران/خيرالله خيرالله/العرب/16

هدف ترامب: إتّفاق إقليمي أقوى/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

دَعوا الشعوبَ تَبني دولَها/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

دَعوا الشعوبَ تَبني دولَها/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع من الأبرشيّة الأستراليّة المارونيّة: قادرون على التغيير في الانتخابات وعلى المغتربين التسجيل للتصويت

ريفي التقى الشامسي والبخاري

كبارة لخالد الضاهر: نستهجن أن يصل قصر النظر الشعبوي إلى حدود التضحية بمصلحة شريحة كبيرة من الطرابلسيين

أبو فاعور: مصالحة الجبل راسخة وأهم من المقاعد النيابية ولن نستدرج إلى منطق الكراهية ونبش القبور

دعموش: من يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم ليس إيران وحزب الله بل أميركا التي تريد أن تفرض التقسيم والهيمنة

قاسم منتقدا ترامب: القانون النسبي سيفرز أحجام القوى الحقيقية وسنرى من يمثل الناس وكم يمثل

الرياشي: التحالف بين القوات والوطني الحر اكبر من لعبة المحاصصة المطلوب اليوم ان يعود السوري الى المناطق الامنة في بلاده تحت رعاية دولية

باسيل جال في عاليه: نحن دعاة التلاقي ولا نقبل بالعيش المشترك بل الواحد وأمثالنا يسامحون لأنهم كبار لكنهم لا ينسون

 

تفاصيل النشرة

وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟

إنجيل القدّيس لوقا16/من01حتى12/:"قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم.فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم. وَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟".

 

أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذي دَعَاكُم إِلى الشَّرِكَةِ مَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس01/من01حتى09/:"يا إِخوَتِي، مِنْ بُولُسَ ٱلمَدْعُوِّ بِمَشِيئَةِ اللهِ لِيَكُونَ رَسُولَ يَسُوعَ المَسِيح، ومِنْ سُوسْتَانِيسَ ٱلأَخ، إِلى كَنيسَةِ اللهِ الَّتي في قُورِنْتُس، إِلى المُقَدَّسِينَ في المَسِيح يَسُوع، ٱلمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِين، معَ جَميعِ الَّذينَ يَدْعُونَ في كُلِّ مَكَانٍ ٱسْمَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وهُوَ رَبُّهُم ورَبُّنَا: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلاَمُ مِنَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح! إِنِّي أَشْكُرُ إِلهِي دَائِمًا مِنْ أَجْلِكُم، عَلى نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لَكُم في المَسِيحِ يَسُوع، لأَنَّكُم فِيهِ ٱغْتَنَيْتُم بِكُلِّ شَيء، بَكُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ مَعْرِفَة، عَلى قَدْرِ مَا تَرَسَّخَتْ فيكُم شَهَادَةُ المَسِيح، حَتَّى لَمْ يَعُدْ يُعْوِزُكُم أَيُّ مَوْهِبَة، وأَنْتُم تَنْتَظِرُونَ ظُهُورَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.

وهُوَ يُثَبِّتُكُم إِلى النِّهَايَة، لِتَكُونُوا بِلا لَوْمٍ في يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح. أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذي دَعَاكُم إِلى الشَّرِكَةِ مَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هل استنسخ “حزب الله” مشهدية ترويكا زمن الاحتلال السوري؟

إلياس بجاني/جريدة السياسة الكويتية/15 تشرين الأول/17/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D9%87%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%B3%D8%AE-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%A7/

 

تغريدات للياس بجاني
الياس بجاني/14 تشرين الأول/17

حزب الله جيش إيراني يحتل لبنان وليس فيه أي شيء لبناني. الحزب يفتكك بلبنان كالسرطان ويضعه في مواجهة الدول العربية والمجتمع الدولي.
 
سجال باسيل والمشنوق حول سياسة لبنان الخارجية هو الشرود الوقح بين شاردين عن لبنان السيادة والإستقلال والدستور والديموقراطية والحرية

اللبناني ليس سوريا ولا إيرانياً The Lebanese is not Iranian Nor Syrian

كل لبناني حليف لحزب الله ولنظام الأسد هو غريب ومغرب عن كل ما هو سيادة واستقلال وحرية

 

ذكرى 13 تشرين: الصلاة وفقط الصلاة لراحة انفس شهداء 13 تشرين

الياس بجاني/13 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59491

في ذكرى المجزرة الرهيبة التي ارتكبها النظام السوري البعثي والقوى اللبنانية والإقليمية والأصولية والإرهابية من المرتزقة في 13 تشرين الأول 1990، ننحني إجلالاً وإكراماً أمام أرواح شهداء وطن الأرز من عسكريين ومدنيين ورهبان، وأمام آلاف المعاقين والجرحى، وبخشوع نرفع الصلوات إلى الله طالبين أن يريح أنفس الذين قضوا في ساحة الشرف من مدنيين وعسكريين ورجال دين ويسكنهم فسيح جناته، ويبلسم جراح المعذبين والمرضى ويعيد المساجين والمخطوفين والمنفيين.

إن كل ما يجوز ضميرياً عمله اليوم هو الصلاة والصلاة فقط لراحة انفس شهداء 13 تشرين..

وكل ما عدا هذا الواجب الإيماني من قبل البعض الذي امسى حليفاً وشريكاً وتابعاً لمن قتل شهداء 13 تشرين هو هرطقة خالصة وتدنيس للذكرى وتنكر لتضحيات الشهداء.

للأسف فإن المعايير والقيم والمبدئ والأهداف النبيلة التي بني وأسس على اعمدتها التيار الوطني الحر في العام 1988 لم تعد ملزمة إلا لقلة قليلة جداً من المنتسبين إليه..

إن الإنسان بغريزته يهوى الأبواب الواسعة ويتجنب الضيقة وما اصاب التيار من شرود عن طرق الوطن والوطنية والسيادة والإستقلال يصيب غيره اليوم من غالبية الأحزاب الشركات التي لم يبقى منها إلا الأسماء المفرغة من كل القيم..

وتحديداً تلك الأحزاب التي فرطت 14 آذار وداكشت السيادة بالكراسي ودخلت برضاها وعن سابق تصور وتصميم الصفقة الخطيئة.

الصفقة التيربطت النزاع  مع المحتل الإيراني ووضعت في الأدراج كل ما يتعلق بسلاح وكيله اللبناني “حزب الله” ودويلته وسلاحه وحروبه وهيمنته ..

ألف تحية للذين لا يزالون قيمين على مبادئ وأهداف التيار الحر الذي عرفناه وشاركنا في نهضته وانطلاقه ما قبل 2005.

ليرحم الله نفوس كل الشهداء..

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنون الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حزب الله استنفر وحداته القتالية في الجنوب

"السياسة الكويتية" - 15 تشرين الأول 2017/كشفت صحيفة "السياسة الكويتية" أن ""حزب الله" وبالرغم من إعلانه أن التهديدات الإسرائيلية للبنان، تهويل ليس أكثر، إلا أنه يتعامل مع هذه التهديدات بجدية ولا يسقطها من حساباته العسكرية، في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، خاصةً وأن إسرائيل قد لا تتردد في القيام بمغامرة عسكرية ضد لبنان". وأشارت المعلومات إلى أن "الحزب استنفر وحداته القتالية في الجنوب، تحسباً لأي عمل عسكري إسرائيلي يستهدف الأراضي اللبنانية، لكن دون الإعلان عن ذلك بشكل ظاهر، وفي وقت لم تعلن قوات "اليونيفيل" عن تحركات غير عادية في مناطق جنوب الليطاني".

 

الرياض لن تتهاون مطلقاً مع حزب الله

"السياسة الكويتية" - 15 تشرين الأول 2017/أعلنت مصادر لبنانية عليمة في حديث لصحيفة "السياسة الكويتية" أن "الرياض ستكون حازمة وحاسمة في تعاملها مع "حزب الله" في المرحلة المقبلة، بعدما طفح الكيل، ولن تتهاون مطلقاً مع الحملات التي تستهدفها، في إطار استراتيجية جديدة ستعتمدها دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة الجماعات الإرهابية".

 

لبنان: البرلمان يبدأ مناقشة مشروع الموازنة ولا إجماع على خطة باسيل بشأن اللأجئين والحريري يلتقي نظيره الإيطالي اليوم وكبار المسؤولين

بيروت ـ «السياسة»: يبدأ مجلس النواب اللبناني غداً، مناقشة مشروع الموازنة على مدى ثلاثة أيام وفي جلسات صباحية ومسائية، في خطوة يتوقع أن تعطي دفعاً قوياً للاستمرار في تفعيل عمل المؤسسات، بالتوازي مع استكمال التحضيرات لإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده المقرر في مايو المقبل، حيث ينتظر أن تعقد اللجنة الوزارية لمتابعة تطبيق قانون الانتخاب اجتماعاً في الساعات المقبلة لحسم آلية إجراء الانتخابات، وما إذا كان ممكناً إجراء تعديلات على قانون النسبية الذي جرى اعتماده، سيما بما يتصل بالبطاقة البيومترية أو بإجراء الانتخابات على أساس الهوية العادية أو جواز السفر. وفي الوقت الذي يستمر ملف اللاجئين في الواجهة، لم تجزم مصادر وزارية بحسب ما أبلغت «السياسة»، بأن يوافق مجلس الوزراء على خطة الوزير جبران باسيل بشأن هذا الملف، دون التأكيد عما إذا كان سيتم بحثها على طاولة الحكومة هذا الأسبوع أم لا، في ظل وجود اعتراضات عليها من جانب عدد من الوزراء ومكونات سياسية، ما قد يدفع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى عدم وضعها على جدول الاعمال، كما وعد بذلك الوزير باسيل الأسبوع الماضي. وقد حذرت المصادر من مغبة أن تكون هذه الخطة من ضمن المشروع الذي يعمل عليه «التيار الوطني الحر» بإيعاز من «حزب الله» لفتح صفحة جديدة مع النظام السوري وتطبيع العلاقة معه، من بوابة اللاجئين وبذريعة إعادتهم إلى وطنهم. وسأل عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب نضال طعمة، بشأن مدى استطاعة التفاهم الحكومي، والتكامل الواضح ما بين الحكومة ورئاسة الجمهورية، حماية البلد من لعبة التجاذبات الجديدة؟. كما تساءل عما إذا كان هذا التفاهم سيستطيع أن يكبح جماح الاندفاعة الإقليمية لـ «حزب الله»، أم أن هذا الحزب أصبح أكبر من الدولة؟. إلى ذلك، يواصل رئيس الوزراء سعد الحريري زيارته إلى إيطاليا، حيث يباشر اليوم لقاءاته الرسمية مع كبار المسؤولين وعلى رأسهم نظيره الايطالي باولو جانتلوني.

 

جنبلاط يستعجل تحصين الداخل لمواجهة تطورات المنطقة

بيروت ـ “السياسة”16 تشرين الأول/17/كشفت معلومات لـ “السياسة”، أن رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط ليس مرتاحاً إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، وما ستتركه من انعكاسات على لبنان، في ضوء سياسة التشدد التي بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتمادها تجاه إيران، ومع اشتداد التأزم السعودي الإيراني، بالنظر إلى تداعيات ذلك على الأوضاع في لبنان. وذكرت مصادر أن هذا ما أبلغه جنبلاط إلى الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في اللقاء الأخير بينهم، حيث ركز على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز الاستقرار، خوفاً مما يحمله المستقبل للبنان. كذلك، أفادت المعلومات، أن جنبلاط لا يرى أنه من مصلحة لبنان الاستمرار في التهجم على السعودية والدول الخليجية.

 

لبنان «يَحتمي بالحياد» في ملاقاة العاصفة الخارجية

«حزب الله» لعزْل ترامب: لن يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية

الراي/بيروت - من ليندا عازار/الإثنين، 16 أكتوبر 2017 

بعد قرار الرئيس سعد الحريري النأي بحكومته عن المواجهة الأميركية - الإيرانية في محاولةٍ لحماية الاستقرار اللبناني ومنع «تفجيره» من الداخل، تَكثر علامات الاستفهام حيال إمكان أن يكون هذا المعطى الداخلي كفيلاً لوحده بإبعاد البلاد عن «الفالق» الجديد في «خط الزلازل» التي تضرب المنطقة، ولا سيما ان «حزب الله» يشكّل عنواناً رئيسياً في استراتيجية التصدي لتمدُّد طهران. وإذا كان خيار خصوم «حزب الله» اللبنانيين المشارِكين بالسلطة بعدم التموْضع المباشر على خط «العاصفة» المتصاعدة بين واشنطن وطهران كما بين السعودية وطهران يَسمح نظرياً لبيروت بـ «شراء الوقت» داخلياً، فإن غموضاً كبيراً يلفّ مدى قابلية الوضع اللبناني على البقاء بمنأى عن تشظيات «التدافع الخشن» تحت عنوان احتواء النفوذ الإيراني، ولا سيما بعد مؤشريْن بارزيْن ارتسما أمس:

الأول إبلاغ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي أجراه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب تأييد المملكة الاستراتيجية التي أعلن عنها تجاه إيران «وأنشطتها العدوانية ودعمها للإرهاب في المنطقة والعالم»، وهو ما يكرّس التلاقي السعودي - الأميركي في «خندق» التصدي للتوسّع الإيراني في المنطقة. والثاني صدور إشارة بارزة إلى تَقاطُع اوروبي مع ترامب إزاء نفوذ إيران ووجوب تطويقه، وذلك من خلف الاختلاف بين الجانبين حول الالتزام بالاتفاق النووي، وهو ما عبّر عنه تأكيد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «الالتزام الكامل» لبلديهما بالاتفاق وفي الوقت نفسه «ضرورة مواصلة تصدي المجتمع الدولي لأنشطة إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة وبحث سبل مواجهة المخاوف من برنامجها للصواريخ الباليستية». وقد اعتُبر هذا الموقف من أوساط سياسية بداية نجاح للرئيس الأميركي في لعبة «العصا والجزرة» التي وضعت «النووي» ومصيره على الطاولة مقابل «دفتر شروط» يتّصل بلجم التمدد الإيراني العسكري والأمني. وفيما تعتبر هذه الأوساط أن الاستقرار «الصامد» في لبنان والذي تَعزّز بفضل التسوية السياسية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي قبل نحو عام كان وليدة قرار محلي وأيضاً خيار إقليمي ودولي ربْطاً بعناصر عدة بينها «قنبلة» النازحين السوريين والاقتناع بأن «مَن يربح في سورية يربح في لبنان»، فإنها ترى أن نقْل المعركة لتصبح «على رأس» حزب الله يثير ضبابية حيال إذا كان هذا القرار ما زال «ساري المفعول» وإذا كان ممكناً ضبْط «الهجمة» على إيران والحزب وفق مقتضيات صون الاستقرار في البلاد خصوصاً وسط الاستعدادات لصدور قانون العقوبات الأميركية الجديدة ضدّ الحزب والمخاوف من «مفاجأة ساخنة» اسرائيلية. وإذ تذكّر الأوساط نفسها بحساسية ظهور الموقف الرسمي اللبناني، على مختلف مستوياته الرئاسية، بهذه المرحلة في ما يشبه «وحدة الحال» مع «حزب الله» ولو من بوابة الخشية من استدراج «الرياح الساخنة» الى لبنان، مع ما يعنيه ذلك من جعل «الدولة» في «عين العاصفة»، تلفت الى ان ارتفاع منسوب التصعيد الخارجي وبداية الردود العنيفة من «حزب الله» على ترامب وتجديده الحملة على السعودية تترك غموضاً إزاء مآل الأيام المقبلة، وسط تَحوُّل اي حدَث ذي طابع أمني محور تحرياتٍ لا يغيب عنها التساؤل حول مدى ارتباط خلفياتها بتبادُل الرسائل «الخفي» المتّصل بالمواجهة الأميركية - الإيرانية. وهذا كان الحال مع الكشف أمس عن العثور على جثة شاب على شاطئ البياضة في الناقورة، جنوب مدينة صور، والى جانبه حقيبة صغيرة، ليتبيّن أنها تعود لخليل كامل ايوب، وهو من مواليد بلدة الخرطوم - قضاء صيدا 1970 ويحمل الجنسية الأميركية. وقد بوشرت التحقيقات فوراً تحديد ملابسات الوفاة. وفي هذه الأثناء، خرج «حزب الله» عن صمته حيال خطاب ترامب «الذي بات بنظر العالم وبنظر شعبه الأميركي ناكثاً للعهود، عدوانياً ومستبداً، وهو ظالم وسيسقط بعد حين»، لافتاً الى ان «ترامب قدم للعالم مبررات كاذبة من أجل إسقاط الاتفاق النووي... وصراخه الكبير هو تعبير عن عجزه عن فرض سياساته على محور المقاومة، وبكل وضوح: يستطيع أن يهدد وأن يوتر العالم ولكنه لا يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية»، مؤكداً أن «أميركا تحوّلت الى خطر على الامن العالمي، وقد استفزّت بمواقفها من (النووي) كل حلفائها، وخيرٌ لأميركا وللعالم أن يُعزل ترامب من منصبه».في المقابل، اعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «السياسة الخارجية اللبنانية شاردة»، منتقداً سلوك الوزير جبران باسيل من دون أن يسميه، ومعتبراً «أن التمادي في هذا الاتجاه السياسي يعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية»، ومعتذراً «من مصر على تصويت لبنان ضدّ مرشحها في اليونيسكو لمصلحة مرشح قطر في حال ثبت هذا الأمر».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/10/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على رغم أن الأجواء في المنطقة والإقليم ملبدة عموما، فإن الجو في لبنان صحو اضطرادا، وإن أمطرت لكسر الحرارة.

اللبنانيون مدعوون جميعا، وأكثر من أي وقت مضى، لاغتنام هذا المناخ من أجل دفع عجلة بناء الدولة، التي يشدد على قواعدها رئيس الجمهورية العماد عون، مؤكدا وجوب عدم إهدار الوقت، وضرورة وقف هدر المال. في وقت يركز رئيس البرلمان نبيه بري على أسس التشريع وعمل مجلس النواب، وهناك جلسات متلاحقة في المجلس الأسبوع الطالع بدءا من الثلاثاء، لمناقشة مشروع الموازنة الذي غاب منذ اثني عشر عاما.

ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من جهته، يكرر التشديد على حماية الاستقرار وعلى مسؤولية الجميع من دون استثناء عن تحصينه، والابتعاد عن تلبدات المنطقة وتشابكاتها ومنها الملف النووي. حتى وإن أطلقت مواقف سياسية متقابلة ومتباينة، على غرار تصريح للوزير باسيل اليوم وتصريح رد من النائب شهيب.

ووسط الهموم الإقتصادية والملفات السياسية المحلية والتطورات الإقليمية والدولية، تستمر الإستعدادات الأمنية لمواجهة أي احتمال أو أي اعتداء. مئة وخمسون خرقا إسرائيليا شهريا للسيادة اللبنانية، ترصده الأجهزة اللبنانية المعنية، وفق ما كشف وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، في حديث ل"تلفزيون لبنان"، مؤكدا أن ثقة لبنان بقدراته وجيشه، تجعله لا يمانع جعل القرار 1701 قرارا لوقف إطلاق النار بدل وقف الأعمال العدائية، شرط إلزام إسرائيل تنفيذه، مشددا على أهمية الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني على الارهاب، بإلتفاف شعبه حوله، والمقاومة التي بذلت الدماء أيضا، نافيا في المقابل كل المزاعم الاسرائيلية أن الجيش يتبع للمقاومة، ومعتبرا أن الترويج لهذه المقولة يرمي الى خلق انقسام داخلي لبناني، على غرار الانقسامات التي نشهدها في المنطقة.

الوزير الصراف أكد أن الانتخابات النيابية ستحصل في مواعيدها، لأن أي تمديد هو مرفوض سلفا، ولا عوائق تحول دون اجرائها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد الإيجابيات التي حكمت الفترة الماضية عبر التكامل بين المؤسسات الدستورية والرئاسات، من السلسلة إلى التعيينات والتشكيلات، جاء دور الموازنات الغائبة على مدى إثني عشر عاما، في ثلاثية جلسات تعقد بدءا من الثلاثاء المقبل.

من خارج سيناريو التفاهمات، "كهربت" مرة جديدة على خطوط التوتر العالي بين الداخلية والخارجية من جهة، والخارجية- المختارة من جهة أخرى. وفيما كان الوزير جبران باسيل سارحا في Hiking، قبيل افتتاح المحول الجديد في معمل كهرباء رشميا، علق زميله نهاد المشنوق على السياسة الخارجية اللبنانية الشاردة، لافتا إلى أن التمادي في هذا الاتجاه يعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية.

رد باسيل لم يتأخر أكثر من خمسة عشر كيلومترا، هي المسافة بين رشميا وسوق الغرب، حيث وصف من لا تعجبه السياسة الخارجية المستقلة، بالمستتبع للخارج وغير المعتاد على العيش بلا تبعية.

ومن الجبل صوب باسيل بإتجاه المختارة، معلنا المسامحة ولكن مع عدم النسيان، لافتا إلى أن المصالحة ليست استلحاقا بالآخر أو استتباعا له، وهي لم تكتمل وقواعدها معروفة.

المختارة فوضت النائب أكرم شهيب بالرد، والتأكيد أن المصالحة راسخة وتشكل خطا أحمر في مسيرة "الاشتراكي" السياسية، التي لم ولن تبنى على مقعد نيابي بالزائد أو بالناقص.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

نوبات التصفيق متواصلة في تل أبيب والرياض للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد يومين على خطابه. ثنائي مأزوم يهلل لمن سجل في وقت قياسي رقما قياسا في الأزمات الداخلية في أميركا.

الملك سلمان، وفي اتصال هاتفي مع الرئيس ترامب، رحب باستراتيجية الأخير تجاه ايران، واختار لها وصف الحازمة. فهل هي على شاكلة "عاصفة الحزم" في اليمن التي ما زالت ترتد خيبات وخيبات على مطلقيها. نعم يسجل لعاصفتهم أنها حملت رياح الدمار والجوع والمرض، وتسببت بنحو مليون اصابة في الكوليرا.

أما رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو، المصاب بداء الفساد والخائب بعد فشل الرهانات على المشروع الداعشي في المنطقة، فيحاول أن يسجل لنفسه نصرا كملهم لترامب.

الممثل العالمي الذي حاول أن يتراقص على مشاعر الناس، لا يحتمل إيران قوية ولا سوريا منتصرة ولا مقاومة رادعة لإسرائيل هازمة لإمارات التكفير بألوانها المختلفة، يؤكد "حزب الله" على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم.

فامارة التكفير على وشك التلاشي في محافظة دير الزور بالكامل، بعد سقوط مدينة "الميادين"، والذي يبشر بمصير مماثل للبوكمال على حدود العراق، حيث تتواصل الحرب ضد تنظيم "داعش" الارهابي، والعين على الشمال لمنع محاولات التقسيم.

وساطة بين بغداد واربيل لمنع تدهور الأوضاع في مدينة كركوك الغنية بالنفط. فالحكومة المركزية تطالب بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2014 حين سيطرت البيشمركة على حقول النفط في المدينة مع بداية هجوم "داعش". واقليم كردستان تدغدغه أحلام الانفصال والذهب الأسود في كركوك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عطلة الأحد لم تنعكس على المواقف السياسية، إذ سجل اشتباكان محورهما الوزير جبران باسيل. فالوزير باسيل أعلن من سوق الغرب ان المصالحة ليست استلحاقا واستتباعا للآخر، فرد عليه النائب أكرم شهيب مؤكدا ان المصالحة خط أحمر. كما ان الوزير باسيل دخل في سجال غير مباشر مع الوزير المشنوق، فالأخير أعلن ان السياسة الخارجية تعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية، فرد عليه باسيل مؤكدا ان من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة، هو تابع للخارج ولم يعتد العيش بلا تبعية. وينتظر ان تكون لهذه المواقف ترددات سياسية وحكومية.

توازيا، يستعد البرلمان لمناقشة مشروع الموازنة بدءا من الثلاثاء المقبل. وتتقاطع المعلومات عند التأكيد انه لن يمر بسهولة، لأنه يتضمن اشكالية قانونية تتعلق بتمرير الموازنة من دون قطع حساب، ولأن الأرقام الواردة في الموازنة ستثير نقاشا واسعا ولاسيما عند القوى المعارضة.

في هذا الوقت، يواصل الرئيس سعد الحريري زيارته ايطاليا، حيث يتوقع ان يلتقي غدا نظيره الايطالي، وعلى رأس جدول الأعمال البحث في الاستعدادات لعقد مؤتمر روما 2 المخصص لتأمين دعم دولي للجيش اللبناني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على الرغم من تخلله اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بتطبيق قانون الانتخاب، إلا أن الأسبوع الطالع هو أسبوع الموازنة بثلاثية جلساته التشريعية، وسط سؤال أساسي: هل يخطو المجلس النيابي خطوات حاسمة على صعيد ضبط الانفاق والهدر، وبدء الاصلاح في مالية الدولة؟.

مرد السؤال يعود إلى ما هو مطروح على طاولة النواب، من وفر خرجت به لجنة المال والموازنة بعد نقاشات الجلسات الخمسين، والرقابة البرلمانية التي أفضت إلى شطب اعتمادات رأت اللجنة ان الدولة في غنى عنها في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية الراهنة.

وعلى الرغم من أن كل الكتل السياسية ممثلة في لجنة المال، فنقاشات ساحة النجمة ستظهر مدى التزام هذه الكتل بما صوتت عليه، وانسحاب هذه الارادة الاصلاحية على قرار الهيئة العامة.

واذا كان الأسبوع المقبل مالي الطبع، فنهاية الأسبوع شهدت رسائل وردود على خط وزيري الخارجية والداخلية. فنهاد المشنوق انتقد السياسة الخارجية للوزير جبران باسيل، معتبرا انها تؤدي إلى اهتزازات، والأخير رد: من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة هو المستتبع للخارج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أعلى منسوب من التوتر سجل اليوم بين رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل من جهة، والوزراء نهاد المشنوق ووائل أبو فاعور وأكرم شهيب من جهة، وبين رئيس حزب "القوات اللبنانية" من جهة، ومصادر في "التيار الوطني الحر" من جهة ثانية.

الاشتباك السياسي بين باسيل والمشنوق وأبو فاعور، جاء على خلفية كلام باسيل في رشميا وحديثه عن المصالحة المنقوصة وضرورة العودة السياسية، وأن يعرف الأهالي أين دفن أهلهم وأقاربهم.

كلام باسيل رد عليه النائب وائل أبو فاعور الذي اتهم رئيس التيار بأنه ينبش القبور، وأن الهدف مقعد نيابي. لم يمر وقت طويل حتى دخل وزير الداخلية على خط السجال، فانتقد السياسة الخارجية للبنان، وهذا الاتهام تطلب ردا من الوزير باسيل.

سجال آخر تفصل بينه آلاف الكيلومترات بين لبنان واوستراليا. رئيس حزب "القوات اللبنانية"، وفي كلمة له من اوستراليا، رأى ان وزيرين، والمقصود وزيرا "حزب الله"، يصادران قرار الحكومة، ما دفع مصادر في التيار إلى السؤال: لماذا لا يستقيل من الحكومة من يشعر أن قرارها مصادر؟.

هذا الجو غير الصحي لمكونات السلطة، حيث اللافت أن كل السجالات هي بين أفرقائها، هل سيؤثر على ثلاثية جلسات الموازنة التي ستنعقد الثلاثاء والأربعاء والخميس؟.

ماذا عن أجواء الحكومة؟، وهل تمرير الأسبوع الطالع من دون جلسة لمجلس الوزراء سيساهم في تبريد الأجواء؟.

الأمور غير منتظمة، فكل وزير وكل نائب، يغني على ليلاه. أليست مفارقة على سبيل المثال لا الحصر، أن يخفض وزير من مستوى نائب ويحط من قيمته، حين يشبهه بمعقب معاملات. إذا كان الامر كذلك، فلماذا الكلفة على الإنتخابات لانتخاب نواب، ولتعمد الحكومة إلى تعيين مئة وثمانية وعشرين معقب معاملات، وتسميهم نوابا، فينتهي الأمر، ولا حاجة عندها لقانون ولبطاقة ممغنطة ولبطاقة بيومترية ولـmega centers، أليست جمهورية معقبي المعاملات أجدى؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

التضامن الحكومي معرض للاهتزاز، على وقع الشرود في السياسة الخارجية، والمصالحة الراسخة في الجبل أهم من كل المقاعد النيابية، وأهله لن ينصتوا لأي خطب تحريضية. عنوانان لموقفين منفصلين، الأول لوزير الداخلية نهاد المشنوق، والثاني للنائب وائل أبو فاعور، والمعني شخص واحد هو الوزير جبران باسيل.

فالوزير المشنوق أكد أنه لا يمكن الاستمرار في سياسة الصدمة والالزام والإرغام، مؤكدا أنه يفرق بين رئيس الجمهورية وبين سياسة وزارة الخارجية التي تتعارض مع الأعراف الحكومية والبيان الوزاري.

أما النائب أبو فاعور، ومن دون أن يشير إلى باسيل ومواقفه الإنتخابية، رأى أن مصالحة الجبل باتت واقعا لن ينال منه أحد، ولن نستدرج إلى منطق الكراهية ونبش القبور.

داخليا أيضا، استمرار ردود الفعل الرافضة للخطابات الشعبوية التي تحاول النيل من الإنجازات التي حققتها حكومة الرئيس سعد الحريري، فيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو يظهر محاولة الوزير السابق أشرف ريفي إعطاء أبعاد خاصة لزيارة الوزير المفوض السعودي وليد بن عبدالله بخاري والسفير الاماراتي حمد الشامس إلى طرابلس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ضرب جبران باسيل عصفورين سياسيين بزيارة جبل واحدة، واستنفر فيها كلا من جمهورية نهاد المشنوق السيدة المستقلة، ودولة الجبل الاشتراكية التي رسمت خطا أحمر على المصالحة التاريخية في الأعالي.

فما إن تناول وزير الداخلية "الترويقة البيروتية"، حتى تغدى فيها وزير الخارجية وانتقد شروده في السياسة الخارجية، من زيارة وزراء لبنانيين إلى سوريا، فاجتماعات نيويورك مع المعلم، وصولا إلى موقف لبنان من انتخابات الأونيسكو ومعاداة الجانب المصري.

وقبل العشاء، كان باسيل قد حول تصريحات المشنوق إلى عوادم، قائلا: من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة، فهو المستتبع للخارج وغير المعتاد على العيش بلا تبعية، أما نحن فنعيش ورأسنا مرفوع.

وإذا كان المشنوق قد اعترض على سياسة باسيل الخارجية، فإن الديبلوماسية في العالم ليست بأفضل حال، وتحديدا الأميركية منها والتي تخصص حقيبة للتصريحات النارية وحقيبة أخرى للديبلوماسية الناعمة. واليوم فإن التعاطي مع ملفي ايران وكوريا الشمالية أهم نموذجين على الكلام الأميركي المزدوج.

فبالأمس أخضع دونالد ترامب العالم لترقب الحرب، هدد ايران باتفاق لا يملك حق التقرير بمصيره. ونافس الرفيق كيم على جنونه النووي، موحيا ان سياسة البيت الأبيض ستضرب بيد فولاذية من طهران إلى بيونغ يانغ. ولم تمض أربع وعشرون ساعة، حتى أوفد ترامب من يمثله بكلام ذاب عنه الفولاذ، وتحول إلى قصدير أو "تنك" على أبعد تقدير. وهذه ابنته ذات الكعب العالي نيكى هايلي، مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة، تتوقع الإبقاء على الاتفاق النووى مع إيران، وتقول إن إدارة ترامب تريد التوصل لرد "متناسب" لتصرفات طهران على المسرح العالمي. وأضافت هايلي إن ما نقوله الآن في ما يتعلق بإيران هو: "لا تسمحوا لها بأن تكون كوريا الشمالية المقبلة".

لكن حتى مع كوريا، فإن أميركا تتأرجح على حبلين، يناطح رئيسها الدولة النووية ويهدد بجعلها رمادا، ثم يوفد وزير خارجيته ريكس تيلرسون للاعلام بأن الرئيس دونالد ترامب وجهه بمواصلة الجهود الديبلوماسية لتهدئة التوترات المتصاعدة مع كوريا الشمالية، مضيفا إن هذه الجهود الديبلوماسية ستستمر لحين إسقاط أول قنبلة.

فما هذا الرعيد؟، ومن اين يأتي ترامب بوزراء وممثلين على هذا القدر من الطمأنينة التي تخالف تعاليمه الحربية؟. والجواب هنا ان السياسية الأميركية واحدة متكاملة، الأولى بخطاب النار والثانية بأرتداء القفازات، لكنها في النهاية نهج يكذب على العالم، وإن لم يتمكن من زرع الحروب فعلى الأقل يكتفي بزرع الخوف، ولن ينتظر قنبلة نووية كورية أولى ولا أخيرة، فقنبلة هيروشيما قبل سبعين عاما والتي رمتها أميركا على هيروشيما وناجازاكي، ضد الإمبراطورية اليابانية، في نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت هي النهاية.

 

 

 

 

السياسة الخارجية في لبنان عبء على التوافقات الداخلية

العرب/16 تشرين الأول/17/وجّه وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق للمرة الأولى منذ تشكل حكومة سعد الحريري انتقادات لطريقة تعاطي جبران باسيل مع الشأن الخارجي والذي يتماهى مع مواقف ورؤية حليفه حزب الله، وشكل خروج المشنوق عن صمته دلالة على أن الأمور تسير نحو المزيد من التأزم الحكومي في لبنان.

بيروت - أصبحت السياسة الخارجية مصدرا رئيسيا للتشويش والانقسام داخل الحكومة اللبنانية، التي تشكلت في ديسمبر 2016 على أساس جملة من المبادئ من بينها الحرص على التوافق الداخلي، والنأي بالنفس عن القضايا الخلافية. ويستفرد وزير الخارجية جبران باسيل بالقرارات التي تهم الشأن الخارجي، دون العودة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، أو إلى مجلس الوزراء، الأمر الذي صار يثير غضب واحتقان الأطراف المشاركة في التركيبة الحكومية. ويتخذ باسيل، الذي يترأس كذلك التيار الوطني الحر، قراراته بناء على مواقف ورؤية حليفه السياسي حزب الله، وترجم ذلك في أكثر من قرار، لعل آخرها الأنباء التي طفت على السطح بشأن تصويت لبنان لصالح المرشح القطري لرئاسة منظمة اليونسكو على حساب نظيره المصري.  وهذا التململ من طريقة تعاطي الوزير جبران باسيل، بدأ يظهر في الآونة الأخيرة، حيث أبدى وزراء امتعاضهم من استمرار رفض باسيل التقيّد بالتوافق الحكومي واتخاذه لقرارات باتت تهدّد علاقة لبنان بدول عربية وازنة مثل السعودية ومصر. وقال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي ينتمي إلى تيار المستقبل، الأحد، إن “السياسة الخارجية اللبنانية شاردة”، موجّها انتقاد ضمنيا “لسلوك وزير الخارجية جبران باسيل”.

واعتبر المشنوق أن “التمادي في هذا الاتجاه السياسي يعرّض التضامن الحكومي لمخاطر جدية”، لافتا إلى أنه “لا يمكن الاستمرار في سياسة الصدمة والإلزام والإرغام”، مشددا على أنه يفرّق “بين رئيس الجمهورية الذي أكنّ له كل احترام وتقدير وعلاقتنا قائمة على الوضوح المتبادل، وبين سياسة وزارة الخارجية التي تتعارض مع الأعراف الحكومية والبيان الوزاري”. وكان المشنوق يتحدث أمام حشد من أعضاء “جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية في بيروت”، في لقاء تكريمي أقيم على شرفه لدعم جهوده في الحفاظ على أمن لبنان. ووجّه نهاد المشنوق في معرض تطرّقه لسياسة بلاده الخارجية اعتذارا “لمصر، بما أمثل ومن أمثل، حكومة وقيادة وشعبا، على تصويت لبنان ضد مرشحها في اليونسكو لصالح مرشح قطر في حال ثبت هذا الأمر”.

محاولات وزير الخارجية جبران باسيل وحلفائه الدفع بلبنان إلى التخندق خلف محور بعينه، بات يهدد استمرار الحكومة

وشدد على أن “سياسة مصر موزونة وموضوعية وهادئة، ودورها بنّاء في لبنان وكان لها دور في دعم التسوية الرئاسية وفي تشكيل الحكومة، ولديها دوما رغبة في المحافظة على الاستقرار، وعلاقتها ممتازة بكل الفرقاء اللبنانيين”. ورأى المشنوق أن “سياسة النأي بالنفس التي كانت أحد بنود التسوية الرئاسية، قد تعرّضت لضربات في الفترة الأخيرة، إن على صعيد زيارة عدد من الوزراء إلى سوريا ومشاركتهم في معرض دمشق الدولي، أو في لقاء نيويورك بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير خارجية سوريا وليد المعلم، الذي لم يكن منسقا مع رئيس الحكومة، كما تنصّ بنود التسوية”. وكان وزير الخارجية جبران باسيل قد التقى نظيره السوري وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتم التباحث خلاله في العلاقات الثنائية ومسألة اللاجئين. وأثار اللقاء جدلا كبيرا داخل الأوساط اللبنانية، خاصة وأنه تمّ دون أي تنسيق مع الحكومة.

ومعلوم أن جبران باسيل وتياره الوطني الحر يتبنيان وجهة نظر حزب الله في معظم المسائل الخلافية داخل لبنان، ومنها قضية التنسيق مع دمشق في مسألة النازحين. وسبق هذا اللقاء زيارات أجراها وزراء لحزب الله ولحركة أمل الشيعية إلى دمشق، رغم إعلان مجلس الوزراء رفضه لهذه الخطوة، التي اعتبرها محاولة لفرض الأمر الواقع وضربا لسياسة النأي بالنفس التي تعتبر ركيزة أساسية لانطلاقة العهد الجديد. ويرى مراقبون أن محاولات وزير الخارجية جبران باسيل وحلفائه الدفع بلبنان إلى التخندق خلف محور بعينه، بات يهدد فعلا استمرار الحكومة الحالية، وهذا يظهر من اللهجة التي تحدث بها المشنوق.

ومنذ تشكل حكومة سعد الحريري، هذه المرة الأولى التي يوجه فيها وزير ينتمي إلى المستقبل انتقادا واضحا للسياسة الخارجية اللبنانية، حيث كان التيار الأزرق وبخاصة وزرائه يتحاشون توجيه مثل هذه المواقف حرصا على عدم الدخول في سجالات تؤزّم الوضع الحكومي الهشّ بطبعه. ويقول مراقبون إنه مع التحوّلات الجارية في المنطقة سواء على صعيد التحالفات أو في علاقة بالأوضاع الميدانية في أكثر من بلد وعلى وجه الخصوص سوريا من المرجّح أن تتعزز حالة الانقسام السياسي في لبنان، وهذا بطبعه سينعكس بشكل أو بآخر على الحكومة. ويستبعد المراقبون أن تؤدي وخزة المشنوق إلى تغيّر في أسلوب باسيل في التعاطي مع الشأن الخارجي، والتجارب السابقة أثبتت ذلك، ومنها حينما رفض في 2015 التوقيع على نص بيان للجامعة العربية يدين حزب الله وإيران على خلفية حادث اقتحام السفارة السعودية في طهران، الأمر الذي استفز الرياض التي أقدمت بعد أشهر على اتخاذ جملة من الإجراءات منها إلغاء منحة 4 مليار دولار لفائدة الجيش اللبناني.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المشنوق: السياسة الخارجية تعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية

الأحد 15 تشرين الأول 2017/وطنية - إعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أن "السياسة الخارجية اللبنانية شاردة"، منتقدا "سلوك وزير الخارجية جبران باسيل من دون أن يسميه". وقال:" إن "التمادي في هذا الاتجاه السياسي يعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن الاستمرار بسياسة الصدمة والإلزام والإرغام"، مشددا على أنه يفرق "بين رئيس الجمهورية الذي له كل احترام وتقدير وعلاقتنا قائمة على الصراحة والوضوح المتبادل، وبين سياسة وزارة الخارجية التي تتعارض مع الأعراف الحكومية والبيان الوزاري". وتحدث المشنوق أمام حشد من أعضاء "جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية في بيروت"، في لقاء تكريمي على شرفه تقديرا لجهوده في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره ودفاعه عن حقوق اللبنانيين دون تمييز، على ما قال رئيس الجمعية المهندس محمد مازن شربجي، في حضور ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ محمد انيس الأروادي، عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والدينية والفعاليات العائلية ورؤساء الجمعيات. واعتذر المشنوق "من مصر، بما أمثل ومن أمثل، حكومة وقيادة وشعبا، على تصويت لبنان ضد مرشحها في الاونيسكو لصالح مرشح قطر في حال ثبت هذا الأمر".

أضاف: "دولة مصر موزونة وموضوعية وهادئة، ودورها بناء في لبنان وكان لها دور في دعم التسوية الرئاسية وفي تشكيل الحكومة، ولديها دوما رغبة في المحافظة على الاستقرار، وعلاقتها ممتازة بكل الفرقاء اللبنانيين". ورأى المشنوق أن "سياسة النأي بالنفس التي كانت أحد بنود التسوية الرئاسية، قد تعرضت لضربات في الفترة الأخيرة، إن على صعيد زيارة عدد من الوزراء إلى سوريا ومشاركتهم في معرض دمشق الدولي، أو في لقاء نيويورك بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير خارجية سوريا وليد المعلم، الذي لم يكن منسقا مع رئيس الحكومة، كما تنص بنود التسوية". واعترف وزير الداخلية بأن "نتائج الحكومة الإئتلافية ليست ممتازة، لكن هناك إمكانية جدية لإنجاز مشاريع، إن على صعيد بيروت أو على صعيد لبنان، بطريقة معقولة، وتحويلها إلى التنفيذ".  أضاف: "لا أقول إننا دولة قديسين، لكن الكلام حول الفساد أكبر من الوقائع وفيه نسبة كبيرة من الظلم". ورفض المشنوق "الكلام عن إحباط في بيروت، لأن بيروت مدينة عظيمة باعتراف كل العالم وهي جزء أساسي في بناء الدولة وأثبتت التجربة أن كل مرة كان يحتل فيها بيروتي ومقاصدي خصوصا، مركزا قياديا، كان يثبت قدرة كبيرة على تحمل المسؤولية، لما يتمتع به من جدية وخبرة". أضاف: "صحيح أننا لسنا في أحسن الظروف لكننا لم نتنازل عن أي من الثوابت وأي من المواقف المبدئية، وبالتالي لا يجوز تعميم الإحباط والإحساس بعدم القدرة، بل يجب أن نتحلى بقدرة على الصمود والمواجهة". وتابع: "أهل بيروت يستحقون كل خير، وقد حصلوا على حقهم في التعيينات الأخيرة، إن في المجلس الاقتصادي والاجتماعي مع أنني اعترضت عليه في مجلس الوزراء، أو في الفئة الأولى ، وفي دورة الإطفائية الأخيرة دخل 120 بيروتيا من أصل 450 نجحوا، والبقية سيكون لهم مكان في الشرطة البلدية والحرس البلدي خلال ستة أشهر". وردا على ما جاء في كلمة رئيس الجمعية رد المشنوق بأنه "خلال أربعة أشهر ستكون لبيروت 18 ساعة تغذية كهربائية يوميا، وستكون 24 ساعة بعد ستة أشهر بدءا من أول تشرين الثاني المقبل، أما المياه فتحتاج إلى عامين ريثما تصل من سد بسري إلى بيروت"، وقال: "إنه لا يوافق على أن بيروت تحتاج إلى الامن والأمان، فهي من أكثر العواصم العربية أمانا، كذلك من العواصم الأوروبية بفضل جهود مختلف الأجهزة الأمنية التي أقامت، منذ وصولي إلى الوزارة، شراكة جدية وعملا مشتركا وتنسيقا فعالا في ما بينها".

 

شهيب ردا على باسيل: المصالحة التاريخية في الجبل التي رعاها صفير وباركها الراعي راسخة وخط أحمر

الأحد 15 تشرين الأول 2017 /وطنية - قال عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيب في تصريح: "سمعنا اليوم كلاما لأحد المسؤولين، يتناول المصالحة التاريخية في الجبل، التي رعاها البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بمشاركة جميع القوى السياسية، وعاد وباركها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. إننا اذ نعيد التأكيد أن المصالحة راسخة وتشكل خطا أحمر في مسيرتنا السياسية، التي لم ولن تبنى على مقعد نيابي بالزائد أو بالناقص". أضاف: "كما نؤكد وبصدق، وعبرنا عن ذلك في أكثر من محطة، أهمية التمثيل السياسي لجميع مكونات الجبل عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة، التي تشكل الوسيلة الديموقراطية الصحيحة للتعبير وبناء الوطن، الذي نريد جميعنا العيش في ظله". وختم "إن عيشنا الواحد في الجبل، ينطلق من الايمان بسياسة الانفتاح على أهلنا وجيراننا وجميع القوى السياسية في الجبل، منذ أن تجاوزنا مآسي الحروب الداخلية، وإننا تأكيدا على ذلك، شاركنا عن قناعة تامة، في انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون رئيسا للبلاد، إيمانا منا بوحدة مكونات المجتمع اللبناني وصونا للوطن، وستبقى اليد ممدودة للتعاون مع كل الفرقاء حماية للمؤسسات ومسيرة السلم الاهلي".

 

ترامب يتكلّم وإيران وحزب الله يتمددان

منير الربيع/جنوبية/الأحد 15/10/2017

لم تتخط الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران، الإطار الكلامي. حمل خطابه تصعيداً إلى حدّ بعيد، لكن ذلك لا يمكن الركون إليه لاستشراف آفاق المرحلة المقبلة. لذلك، حتى الآن، يضع بعض الدول وبعض الدبلوماسيين كلام ترامب في إطار التصعيد الكلامي أو الإعلامي على إيران، لأنه يريد عكس صورة أميركا القوية التي لا تقبل الرضوخ. وبحسب هؤلاء فإن واشنطن ستواجه مشكلة حقيقية إذا ما أرادت تغيير الاتفاق النووي أو تعديله أو الغاءه، لأنه أولاً هو إتفاق دولي لا يخص أميركا فحسب، والتراجع عنه يجب أن توافق عليه تلك الدول، وهي ليست في هذا الوارد. كذلك، لهذا الإلغاء أو التعديل إنعكاسات سلبية على الموقف الأميركي، لأن مَن يتراجع عن هذا الاتفاق، قد يتراجع عن كثير غيره في السنوات المقبلة. في المقابل، فإن إيران تسعى إلى تلقف هذه الهجمة الترامبية بالتقدم بمبادرة للدخول في حوار جديد مع الولايات المتحدة، بشأن ملف الصواريخ البالستية. وهو ما تريد طهران مقايضته بإعادة فتح ملف الاتفاق النووي. وهذا ما عرضه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على نظيره الأميركي ريكس تيلرسون خلال لقائهما في الأمم المتحدة. ليس معروفاً إلى أين سيصل تصعيد ترامب ضد إيران، لكن الأكيد إذا ما قُرن هذا الكلام بأفعال ووقائع، لن يكون هناك خيار بديل من الصدام العسكري، ولاسيما أن التجربة أثبتت أن الحصار المالي والضغط الإعلامي على دول ومنظمات، لا تؤدي إلى إنهائها، بل هي قادرة على الاستمرار وممارسة مهماتها ودورها ونشاطها. وإيران ما قبل الاتفاق النووي خير مثال على ذلك. صحيح أن ترامب وصف حزب الله بالإرهابي، لكنه لم يصف الحرس الثوري الإيراني بأنه إرهابي، إنما اعتبر أنه يمارس نشاطات إرهابية. وهناك فرق بين المصطلحين. تعتبر المصادر، أن حملة ترامب وتصعيده، لن يخرجا عن السياق الكلامي والإعلامي، أما الواقع فمغاير. وترى أن التصعيد الأميركي يهدف إلى الإيحاء بأن واشنطن ستبقى معارضة للسياسات الإيرانية، وستستمر في العمل لضمان أمن حلفائها في المنطقة، ولاسيما الخليجيين. في المقابل، يعتبر آخرون أن ترامب يصعّد لأجل تمرير مزيد من صفقات الأسلحة مع دول الخليج. وما كان لافتاً هو سرعة المملكة العربية السعودية بالترحيب بالاستراتيجية الأميركية ضد إيران. وما استكمله الوزير ثامر السبهان من تغريدات تعقيباً على كلام ترامب، والتي تناول فيها حزب الله بشكل غير مباشر. إذ كتب: "بكل تأكيد، المملكة تؤيد جميع السياسات المحاربة للإرهاب ومصدره وأذرعه. وعلى دول المنطقة جميعاً أن تتوحد في مواجهه قتل الشعوب وتدمير السلم الاهلي". أضاف: "لا يتوقع حزب الإرهاب ومَن يحركه أن ممارساته القذرة ضد المملكة ودول الخليج ستكون بلا عقاب. المملكة ستقطع يد من يحاول المساس بها". وتؤكد مصادر متابعة أن هذه المواقف منسقة بين السعوديين والأمركيين. لا شك أن لهذه التغريدات وقعاً وانعكاساً في لبنان، إلا أن الرئيس سعد الحريري، سارع إلى اعتبار أن لبنان غير معني بالتصعيد الأميركي ضد إيران، لأن لبنان بلد صغير وغير قادر على التأثير بهذه الأزمة. واللافت في موقف الحريري انفصاله عن التصعيد السعودي، ويدل على أن رئيس الحكومة متمسك بالتسوية القائمة، وغير مستعد للاطاحة بها. وتعتبر المصادر أن في لبنان الوضع معقد. ففي سوريا هناك حرب قائمة ويمكن أن تحصل المواجهة هناك، أما في لبنان فلا يمكن تغيير الواقع إلا من خلال دخول العامل الإسرائيلي على الخطّ. وحتى الآن، فإن ذلك مستبعد رغم الأجواء والتحليلات التي تتوقع استعداد تل أبيب لإطلاق حملة عسكرية ضد حزب الله، ومن شانها تدمير بنيته وقوته وقدراته. ولا شك أن هذا، إذا ما حصل، يعني أن الجميع سيتضرر. وهذا ما لا طاقة للبنان على احتماله. في ظل استبعاد قرن الأقوال بالأفعال، هناك من يصرّ على اعتبار أن هناك حدثاً ما سيحصل، لأن امكانية التسوية غير قائمة، في المدى المنظور. وما يمكن منع ذلك فقط هو لجوء الكونغرس الى رفض طروحات ترامب، وعدم منحه التشريعات اللازمة للقيام بأي عمل عسكري. بالتالي، لا أحد يعرف الحدود التي سيصل إليها تصعيد ترامب. لكن استمرار الوضع على ما هو عليه، يعني عملياً تأجيل الإشكال أو تأجيل معركة محتومة، مقابل إطلاق يد إيران في المنطقة أكثر فأكثر.

 

جندي سابق في الجيش اللبناني قُتل مع داعش بسوريا

بشير مصطفى/جنوبية/الأحد 15/10/2017 /لم تتأثر قرى وادي خالد بخبر مقتل إبن بلدة البقيعة، الواقعة على الحدود السورية، م. الصاطم، أثناء قتاله في صفوف تنظيم داعش في الرقة السورية، في ظل الإنحسار المتزايد لنفوذ التنظيم. ولم يكن وقع الصدمة شديداً على عائلته أيضاً. فهي تعتبر أن "خبر الموت أسهل من الأسر". كما أنها كانت تتوقع هذه النهاية في أي لحظة. ومحمد، إبن الثالثة والعشرين من العمر، شابٌ أعزب، وهو الإبن الثاني للعائلة الذي يسقط على الأرض السورية. فقد سبقه إلى ذلك، ومنذ نحو شهرين، شقيقه ع. الصاطم، وهما قريبا الانتحاري قتيبة الصاطم الذي نفذ عملية انتحارية في الضاحية الجنوبية لبيروت في بداية العام 2014. وتجزم العائلة، التي ما زالت في وادي خالد، أن علامات التشدد الديني لم تظهر على الشقيقين، اللذين غابا لفترة قبل إكتشاف إنضمامهما إلى التنظيم. وتؤكد أوساط العائلة أنها كانت قد أبلغت الجهات الرسمية لتعميم أسمائهما على المعابر. وتكرر أوساط العائلة أن الإتصال إنقطع فعلياً معهما منذ سنوات، ولا توجد أي قناة وسيطة. فهي تتلقى المعلومات مثلها مثل باقي الناس. وترجح الأوساط أن يكون مقتل م. الصاطم قد حصل قبل 15 يوماً من تاريخ نشر الخبر، السبت في 14 تشرين الأول، عبر وسائل التواصل. ورغم التأكيد أن الدولة لم تقم بالتضييق على العائلة، فأحد أشقاء القتيلين ما زال يمارس حياته الطبيعية ويعمل في لبنان، إلا أن البعض يشير إلى أنه كان هناك خشية من التعرض للملاحقة. لكن، الملفت في سيرة القتيل الجديد أنه كان عنصراً في الجيش اللبناني، وقد تقدّم بطلب تسريحه إلى المؤسسة العسكرية، ولم ينشق أثناء فترة الخدمة الفعلية.

 

خالد الضاهر: موعد تغيير القيادات الشمالية آتٍ

زينة طبارة/الأنباء الكويتية/15 تشرين الأول 2017

رأى نائب عكار عضو كتلة المستقبل سابقا النائب خالد الضاهر، أن استقبال وزير العمل محمد كبارة لوزير حزب الله محمد الحاج حسن بحفاوة في قلب طرابلس وبذريعة تخريج متدربين على الصناعة الخشبية، هو عينة بسيطة من التنازلات الخطيرة التي يقدمها تيار المستقبل للنظامين السوري والايراني المتمثلين بحزب الله مجانا، وعلى حساب كرامة أهل طرابلس وجرحهم الذي لم يندمل بعد، معتبرا أن تيار المستقبل وعلى رأسه رئيس الحكومة سعد الحريري بايع تحت الطاولة حزب الله ومن خلفه، فما عاد يميز بين اللبناني السيادي وغير الشرعي، وبات يغطي سلاح إيران بدلا من التأكيد على عدم شرعيته.

ورداً على سؤال أكد الضاهر أن أهالي الشهداء شعروا باستشهاد أبنائهم مرتين، مرة على يد العصابات والسلاح الايراني، ومرة على يد تيار المستقبل من خلال تخاذله واستسلامه للأجندة الإيرانية في لبنان والمنطقة، مؤكدا بالتالي أن الرأي العام الشمالي عموما والطرابلسي خصوصا، لن يقف متفرجا على استباحة كرامة ودماء شهدائه، بحيث سيكون رده مدويا في صناديق الاقتراع وسيعقد الموعد الأكيد مع التغيير في القيادات الشمالية. واستطرادا لفت الضاهر الى أن الرئيس الحريري يدرك تماما وأكثر من سواه أن سياسته الاستسلامية وتجاوزه الخطوط الحمر، سيؤولان به الى خسارة مدوية في الانتخابات النيابية المقبلة، فباسم الاعتدال ترتكب الأخطاء الاستراتيجية ويتم التنازل عن الثوابت الوطنية، وباسمه أيضا تعطى الذرائع لفرعنة حزب الله ولاستفحاله في الهيمنة على القرار السيادي، وما كلام الشيخ نعيم قاسم عن استحباب حزب الله لسياسة الرئيس الحريري سوى خير شاهد ودليل على ان الاعتدال المزعوم هو اعتدال بالمفرق وعلى القطعة وليس بحجم وطن يرفض الاحتلال الإيراني لسيادته، مؤكداً بالتالي أن الاعتدال الحقيقي براء من هذه التصرفات الانهزامية والاستسلامية. وختم الضاهر مشيرا الى أن طرابلس كانت ومازالت عرين السيادة الوطنية، وقوة محسوبة في الدفاع عن لبنان الدولة والكيان والعيش المشترك، مطالبا بالتالي الرئيس الحريري بالاستقالة من رئاسة الحكومة كي يُبقي بقية من كرامة هذا الموقع ومن كرامة لبنان واللبنانيين ومن حقوق وواجبات تجاه الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان وفي مواجهة الإرهاب الفارسي - الأسدي والسلاح غير الشرعي.

 

بعد المطالبة بطرد الطالبة الشيعية من سد البوشرية: اتهام للفواييه «بالشذوذ» والبلدية توضح!

 نسرين مرعب/جنوبية/ 15 أكتوبر، 2017 /لم تحل بعد مسألة الطالبة الشيعية في سد البوشرية والتي أثارها يوم أمس السيد سلمان سماحة عبر وسائل الإعلام. “ز.سماحة”، طالبة شيعية تدرس الإعلام في الجامعة اللبنانية الفرع الثاني – الفنار، قدمت من بلدتها شمسطار واستأجرت فواييه لدى سلمان سماحة في سد البوشرية، غير أنّ الطائفة التي تنتمي إليها الطالبة وبحسب ما أكّد صاحب السكن لـ”جنوبية” أثارت حفيظة الجار يوسف كيروز الذي قطع الكهرباء عن الشقة مطالباً بطردها. موقع “جنوبية” تواصل مع “الجار” يوسف كيروز لمعرفة خلفية ما موقفه، فما كان منه إلاّ أنّ أكّد لنا أنّ كل ما ورد على لسان السيد سلمان سماحة غير صحيح، مشدداً أنّ لا منحى طائفياً لموقفه وأنّ كل سكان المبنى لديهم تحفظات على الفواييه. يتابع كيروز “أنا رئيس لجنة المبنى وعندما وجد سماحة أننا نحضر لعريضة تطالب بإلغاء الفواييه بسبب الممارسات الشاذة، بدأ يحوّل الخلفية إلى أنّها طائفية ونتج عنها قطع للكهرباء ومصادرة للمولد الكهربائي مع العلم أنّع لا علاقة لي بموتير المبنى وأنّ أغلب زبائني من جميع الطوائف وجميعهم أحترمهم وليس هذا مبدأي، المبدأ هو الإزعاج الذي نتعرض له”. موضحاً أنّ “في هذا الفواييه يقيم 30 شخصاً يعيشون في منزلين ولديهم جميع المفاتيح، هناك تجمعات وأمور شاذة تجري بعيداً عن الكاميرات، وهناك صريخ وموسيقى وسُكْرٌ في الليل، هذا ما يزعجنا ولا يوجد أي خلفية طائفية”. وفيما يتعلق بالدعوى التي رفعت ضده، رأى كيروز أنّ سماحة يلعب على الوتر الحساس لتجميع الرأي ضده، وأنّه بما يفعله يحضر لحملة انتخابية ربما، مؤكداً أنّه ما من أسباب طائفية، وأنّ هناك عريضة في هذا السياق سوف توقع وتقدم للبلدية ولمخفر الدرك. من جانبه نفى رئيس بلدية الجديدة – البوشرية انطوان جبّارة في اتصال مع “جنوبية” ما قال السيد كيروز عن تصرفات شاذة تحدث في الفواييه، مشيراً إلى أنّ هذا الفواييه قديم في المنطقة وليس حديث العهد ولم يسبق أن سمع عنه أي شيء غير مقبول. مضيفاً “المسألة أنّ هذه الفواييه يضم عددا من الفتيات، وجاءت هذه الفتاة من عائلة سماحة وترتدي الشادور وهي من الطائفة الشيعية، هذه ليست مشكلة بالنسبة لنا كمجتمع او كبلدية، فنحن هناك تعايش بيننا وبين الطوائف الأخرى”. يتابع رئيس البلدية أنّ ما حدث هو نوع من التصادم بين كيروز وسماحة، فتم قطع الكهرباء من قبل الأخير عن الفواييه، مؤكداً أنّ كيروز هو الذي يمنع الكهرباء. يشدد رئيس البلدية أنّ لا خلفية أخلاقية لما حدث، ولو هناك أمر أخلاقي لكان ظهر قبل هذه القصة، لافتاً إلى أنّه سيعمد إلى جمع الطرفين يوم غد الإثنين 16 تشرين الأوّل لديه لمحاولة إنهاء هذه المسألة.

 

كيف حلت أزمة مرفأ طرابلس؟

جنى الدهيبي/المدن/الأحد 15/10/2017/يستأنف مرفأ طرابلس عمله بشكلٍ طبيعي، الاثنين في 16 تشرين الأول، بعدما ألغى رئيس المجلس الأعلى للجمارك أسعد الطفيلي قرار نقل الإرساليات التركية التي تحمل شاحنات الألبسة والنسيج عبر البواخر من مرفأ طرابلس إلى مرفأ بيروت للكشف عليها ودفع رسومها، إثر الكشف عن عملية تهريب. التراجع عن القرار جاء بعدما وصلت التحقيقات مع المشاركين في عملية التهريب إلى نهايتها. إذ من المقرر أن يستمع المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، الاثنين، إلى المتورطين الخمسة، ومن بينهم أحد التجار وأحد عناصر الجمارك وأحد المخلصين الجمركيين، من دون أن يُحسم بعد الحكم النهائي في حقّهم، رغم الشائعات عن احتمال إجراء تسوية جمركية، بين المجلس الأعلى والمتورطين، وذلك بإلزامهم دفع الرسوم الجمركية مع غراماتها. ويعتبر الطفيلي، في اتصالٍ مع "المدن"، أنّه استطاع أن يفي بوعده بأن يكون قرار المجلس الأعلى للجمارك "مؤقتاً"، ولا يستهدف ضرب طرابلس ومرفقها الحيوي، إنما بهدف ردع المهربين ووضع حدٍّ لعمليات التهريب. فـ"تراجعنا عن القرار بعد انتهاء التحقيقات مع المتورطين. واتخذنا قراراً بتعيين 8 كشافين جمركيين جدداً في مرفأ طرابلس، وتكليف المراقب جيلبير البشعلاني تأمين أعمال المراقب في مكتب رئاسة إقليم طرابلس، بهدف تنظيم عمل المرفأ وضبط المخالفات القانونيّة على الفور". ووفق معلومات "المدن"، فإنّ إدارة المرفأ جهزت مستودعاً جديداً لمساعدة إدارة الجمارك على تفعيل دورها، إضافةً إلى العمل على تجهيز مستودع إضافي لفسح المجال أمام الكشافين الجدد لإتمام عملهم كاملاً. وكان قرار المجلس الأعلى للجمارك أحدث موجة اعتراضٍ واسعة في طرابلس، ودفع عدداً من المواطنين وهيئات المجتمع المدني إلى التحرك والاعتصام أمام المرفأ، اعتراضاً على ما اعتبروه محاولة للنيل من مرفأ طرابلس لمحاصرته وتهميش دوره. ونتيجة هذا القرار، ألغت نقابة عمال وأجراء طرابلس الإضراب المفتوح، الذي كان يفترض أن يبدأ الاثنين.

 

قصة الطيار الإسرائيلي الذي نجا في لبنان

سامي خليفة/المدن/السبت 14/10/2017/كثيرون لا يعرفون اسم يشاي أفيرام، وهو الطيار الإسرائيلي الذي نجا بعدما انفجرت إحدى حمم المتفجرات فوق مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من طائرته الفانتوم المقاتلة، في العام 1986. ما أصاب أحد أجنحتها، فتمكنت القوات الإسرائيلية من إنقاذه، فيما وقع رون آراد في أسر حركة أمل. وقد قام يشاي، الذي رقي إلى رتبة مقدم، برحلته التجارية الأخيرة في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول 2017 على متن طائرة بوينغ 737 التابعة لشركة الطيران الإسرائيلية EL AL، وهي أكبر شركة طيران إسرائيلية، وتتخذ من مطار بن غوريون مركزاً لعملياتها. وسيواصل أفيرام العمل في هذه الشركة مدرباً. أفيرام، الذي خدم لسنوات في سلاح الجو الإسرائيلي ويبلغ من العمر اليوم 65، روى لصحيفة يديعوت أحرونوت بعضاً مما حدث فوق جنوب لبنان، في العام 1986، واضطراره إلى الهبوط بالمظلة مع رون آراد، بعدما تعرضت طائرتهما للنيران. بعد سقوط المقاتلة، يقول أفيرام، "كنت على يقين من أنني فارقت الحياة. سمعت صوت صدمة كبيرة، ثم لم أتمكن من رؤية أي شيء". ويُعيد ما قاله في كتاب G-Suit، من تأليف ميراف هاليبرين وأهارون لابيدوت، "شعرت بأنني آخذ في التفكك والتبخر. لم أكن خائفاً. كان هناك شيء أو شخص ما يسحبني، ودهشتني رؤية أنني عالق بمظلة". بعدما تدلى من المظلة، سقط أفيرام في وادٍ، حيث اختبأ بين شجيرات التوت منتظراً عملية إنقاذه. "شاهد المسلحون مكان سقوطي وبدأوا النزول من كل الاتجاهات. ثم أطلقوا النار على الأشجار حيث كنت مختبئاً، وتابعوا عملية التقدم أكثر فأكثر. وفي نهاية المطاف كانوا على بعد أقل من مئة متر". مع ذلك، تمكن فريق الإنقاذ التابع للجيش الإسرائيلي من تخويف المسلحين. وتمكنت مروحية كوبرا من الدخول إلى الوادي وإنقاذ أفيرام. وقد أصبحت صورة مهمة إنقاذ أفيرام، وهو معلق على زحافات المروحية بعد تحليقها فوق القرى اللبنانية باتجاه إسرائيل، واحدة من أكثر الصور شهرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي. لا تزال الظروف المحيطة بوفاة آراد لغزاً. ففي العام 2005، تمكنت المخابرات الإسرائيلية من الحصول على معلومات "دقيقة" تفيد بأن آراد توفي في لبنان، وعلى الأرجح بسبب مرض عضال، بين العامين 1995 و1997. لكن، في الآونة الماضية، وفق يديعوت، قال لبناني متهم بالتعاون مع إسرائيل للمحكمة العسكرية إن آراد توفي في لبنان في العام 1988 بعد تعرضه للضرب والتعذيب. وانتشرت سابقاً روايات بأن آراد قُتل على يد خاطفيه في 3 أيار 1988 أثناء عملية للمظليين الإسرائيليين استهدفت حزب الله في بلدة ميدون في البقاع الغربي على السفح الشرقي للسلسلة الغربية، أو أنه قُتل عندما حاول الفرار.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل قائد 'ألوية الفاتحين' التابعة للحرس الثوري بسوريا

عربي 21/الأحد ١٥ أكتوبر ٢٠١٧ /كشفت وسائل الإعلام الإيرانية الأحد، عن مقتل قائد كبير في قوات الحرس الثوري الإيراني برتبة لواء خلال القتال في سوريا. ونقل موقع "جام جم" الإيراني الرسمي خبر مقتل الجنرال الإيراني، ونشر صورته أثناء تواجده بسوريا وقال إن "اللواء عبدالله خسروي قائد ألويه الفاتحين في قوات الحرس الثوري الإيراني قتل في سوريا". وأضاف الموقع أن اللواء خسروي من قيادات الحرس الثوري في مدينة أراك الإيرانية، وأرسل إلى سوريا ضمن بعثة مدينة أراك المشاركة في الحرب السورية. يشار إلى أن كل شعب الحرس الثوري الإيراني الموزعة على عموم المحافظات في إيران؛ تتحمل إرسال جزء من قواتها العسكرية للمشاركة بالحرب السورية. وتعتبر "ألويه الفاتحين" من أهم الفصائل العسكرية الإيرانية المشاركة في الحرب السورية لدعم الأسد ويقود هذه الأولوية أبرز جنرالات الحرس الثوري من الذين شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية. من جانب آخر كشف موفد التلفزيون الرسمي الإيراني في سوريا حسين شمشادي عن مقتل رجل الدين الإيراني أحمد قنبري بسوريا. يذكر أن "الحوزة الشيعية" في مدينة قم الإيرانية؛ تواصل إرسال رجال الدين الشيعة إلى جبهات القتال في سوريا، وذلك للتأثير على المقاتلين الشيعة والإيرانيين المتواجدين بسوريا وحثهم على القتال. ومنذ اندلاع الثورة السورية قتل العديد من رجال "الحوزة" في  سوريا والعراق.

 

مصر: سياسات إيران تؤثر على الأمن القومي العربي

الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/17/أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، أن مصر تابعت باهتمام تفاصيل الاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتعامل مع إيران، وما تضمنته من عناصر تحمل أسباب ودواعي قلق مصر البالغ تجاه سياسات إيران، التي تؤدي إلى عدم استقرار دول المنطقة، وتؤثر على الأمن القومي العربي، وأمن منطقة الخليج، والذي يُعد امتداداً للأمن القومي المصري. وقال المتحدث المصري في تصريح اليوم (السبت)، إن مصر طالبت دوماً بضرورة تعزيز عوامل بناء الثقة في الشرق الأوسط، من خلال أهمية تبني القوى الإقليمية سياسات ومواقف لا تشكل تهديداً لاستقرار وأمن المنطقة، والتوقف عن أي تدخلات سلبية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وجدد التأكيد على موقف مصر الثابت الذي يدعو إلى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وكل أسلحة الدمار الشامل، واحترام مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، بما يعزز من استقرار منطقة الشرق الأوسط، وإيجاد حلول مستدامة للأزمات التي تمر بها المنطقة.

السعودية ترى أن مقاربة ترامي الجديدة لإيران هي تؤمة للمقاربات اسرائيل

 

مهلة بغداد للبيشمركة للانسحاب من كركوك انتهت... وواشنطن تسعى إلى التهدئة وسليماني في السليمانية بالتزامن مع وجود الرئيس العراقي فيها

الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/17/يترقب العراقيون اليوم ما ستؤول إليه المواجهة بين القوات العراقية والأكراد في محافظة كركوك بعد الإنذار الذي وجهته بغداد لإقليم كردستان بإخلاء آبار النفط فيها، في وقت دخلت واشنطن على الخط للتهدئة بالتزامن مع زيارة لقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، إلى السليمانية.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إن بلاده تحاول «نزع فتيل التوتر، وإمكانية المضي قدماً دون أن نحيد أعيننا عن العدو»؛ في إشارة إلى قتال تنظيم داعش. والتوتر بين حكومة بغداد والأكراد «قديم»، ويقع ضمن أولويات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي يدير الجهود لتخفيف حدتها. وقال ماتيس إن القوات الأميركية «تحاول أيضاً ضمان استبعاد أي نزاع محتمل». وفي غضون ذلك، أكدت مصادر كردية أن طائرات التحالف الدولي ضد «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة كثفت طلعاتها فوق كركوك.

ورغم أن وسائل الإعلام الكردية أشارت إلى أن قاسم سليماني زار ضريح الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني أمس في مدينة السليمانية، فإن التأريخ الذي كتبه سليماني في سجل زوار الضريح أشار إلى أن الزيارة جرت في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أي قبل ثلاثة أيام، ويصادف هذا التأريخ بدء الحشد الشعبي والقوات العراقية بالاستعداد للهجوم على كركوك والمناطق المتنازعة الأخرى. وبحسب مصادر «الشرق الأوسط» تسعى طهران إلى بث التفرقة بين الأحزاب الكردية لتضعف موقفها من قضية كركوك والاستفتاء، وبالتالي تقدم المدينة على طبق من ذهب لبغداد التي أصبحت الحليفة الرئيسية لطهران في الشرق الأوسط.

وعن إمكانية توصل الاتحاد الوطني الكردستاني إلى اتفاق مع إيران وبغداد لانسحاب بيشمركة الاتحاد من كركوك، خاصة أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم وصل أول من أمس إلى مدينة السليمانية، وتزامن وصوله مع وجود قاسم سليماني فيها؛ أكد النائب الكردي في البرلمان العراقي، شاخوان عبد الله، لـ«الشرق الأوسط» أن قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني لن تنسحب وهي تتمركز في كركوك. حالياً هناك وساطة لحل المشكلة بين كردستان والحكومة العراقية بالطرق الدبلوماسية، ويمكن للرئيس العراقي فؤاد معصوم أن يلعب دوراً جيداً في إنهاء المشكلة بشكل سلمي».

إلى ذلك، قال قائد قوات حزب الحرية الكردستاني، حسين يزدان بنا، الذي خاضت قواته إلى جانب قوات البيشمركة لأكثر من 3 أعوام معارك ضارية ضد داعش في غرب كركوك وشرق الموصل، لـ«الشرق الأوسط» إن سليماني «يشرف بشكل مباشر على خطة طهران لاحتلال كركوك ويحرك القوات العراقية والحشد الشعبي، ويقود سياسة محاربة الكرد والسيطرة على حقول النفط الواقعة في غرب المحافظة المتمثل بحقول باي حسن وهافانا».

وبعد أن ساءت العلاقات بين بغداد وأربيل، إثر استفتاء الاستقلال في 25 سبتمبر (أيلول) على استقلال إقليم كردستان، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه لا يريد حربا ضد الأكراد، بينما تؤكد أربيل أن «التصعيد لن يأتي من جانبها»، وفي الوقت ذاته حشد الجانبان آلاف المقاتلين في أطراف مدينة كركوك المتنازع عليها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من العبادي أن إلغاء نتائج استفتاء إقليم كردستان ما زال شرطاً لأي حوار مع إقليم كردستان، فيما بدا رداً على القيادي الكردي هوشيار زيباري الذي نسب إليه قوله في تغريدة أمس إن العبادي «أسقط شرط إلغاء نتائج الاستفتاء».

وبدأ التوتر في كركوك منذ إصرار الأكراد على إجراء استفتاء الاستقلال وبقي محافظها في منصبه رغم قرار البرلمان إقالته. ومن أجل تفادي صدامات مسلحة، أمهلت القوات العراقية قوات البيشمركة 48 ساعة للانسحاب وتسليم مواقعها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء أمس، حسبما أكد مسؤول كردي.

بدوره، قال أحمد الأسدي، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي، إن «ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة». وأضاف: «هذه القوة مكلفة بإعادة انتشار القوات على ما كانت عليه قبل 9 يونيو (حزيران) 2014». وتابع: «لذلك لن تكون هناك أي فوضى ولا انجرار لصراعات أو اشتباكات جانبية (...) فلا داعي للقلق حيال ذلك... ستتم إعادة الانتشار ويعود كل لموقعه السابق، ومن يخالف القانون سيحاسب وفقاً للقانون». واستغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية في 2014 خلال الهجوم الواسع لتنظيم داعش على شمال وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك وحقول النفط في المحافظة، وحولت مسار الأنابيب النفطية إلى داخل إقليم كردستان وباشرت بالتصدير من دون موافقة بغداد. كما سيطرت على مناطق أخرى في محافظات مجاورة.

 

واشنطن: سنعمل مع الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط لمواجهة سلوك إيران

الجمهوريون في الكونغرس يعدّون مشروع قانون لإصلاح عيوب الاتفاق النووي... والديمقراطيون يهاجمون قرار ترمب

الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/17/تباينت ردود الفعل الأميركية، أمس، بشأن الاستراتيجية الجديدة حول إيران، التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب، وفرض من خلالها عقوبات على الحرس الثوري الإيراني، بينما أحال الاتفاق النووي المبرم مع إيران، ومجموعة الدول الست الكبرى، إلى الكونغرس للعمل على إصلاح العيوب الواردة فيه، مهدداً بإلغائه إذا فشل المشرعون الأميركيون في إصلاحه خلال مهلة 60 يوماً. وأكدت واشنطن في المقابل أنها ستعمل مع حلفائها الأوروبيين وفي الشرق الأوسط لمواجهة سلوك إيران المزعزع للاستقرار.

وفور انتهاء خطاب ترمب أول من أمس، سارع أعضاء من الجمهوريين في الكونغرس، بإعداد مشروع قانون لتعديل العيوب في الصفقة النووية الإيرانية، حيث أعلن السيناتور بوب كروكر والسيناتور توم كوتون تحضيرات للعمل على مشروع قانون لمعالجة العيوب الواردة في الاتفاق مع إيران، مثل ما ورد بالسماح لإيران بعد 8 سنوات بالمضي قدماً بتجاربها النووية، وتشديد قدرات التفتيش على كل المنشآت ومنها المنشآت العسكرية. وقال السيناتور بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، للصحافيين: «لقد وجدنا طريقاً للتغلب على أوجه القصور في الاتفاق مع الحفاظ على الصفقة».

وسيكون على الكونغرس الأميركي خلال الشهرين القادمين أن يقرر ما إذا كان سيقدم على فرض عقوبات أميركية جدية قد تؤدي إلى الانقلاب على الاتفاق أو سيقدم على تشريع جديد لإصلاح العيوب وفرض عقوبات على إيران (لا تندرج تحت البرنامج النووي) حول التجارب الصاروخية الباليستية وانتهاكات حقوق الإنسان ودعم جماعات متطرفة في المنطقة. ولتمرير التشريع سيحتاج الأمر إلى موافقة 60 صوتاً داخل مجلس الشيوخ الأميركي، ويوجد حالياً 52 من الجمهوريين (يحتاج إلى 8 ديمقراطيين)، مما يجعل المعارضة الديمقراطية الموحدة عقبة رئيسية أمام إحداث تغيير يرغبه الرئيس ترمب. وقد هدد الرئيس الأميركي بأنه إذا لم يصل المشرعون في الكونغرس إلى اتفاق حول تشريع جديد بشأن إيران فإنه على استعداد للانسحاب من الاتفاق.

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، إنه يتوقع أن يدعم حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط تحركات الرئيس ترمب، وتوجهاته بشأن إيران، وقال للصحافيين: «من مصلحتنا جميعاً أن نعمل معاً لمواجهة التهديد الذي تشكّله إيران، وإن خطة الرئيس ترمب واضحة تماماً». من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إن أولويته الأولى الآن هي إيران والتشاور مع الحلفاء بعد أن أعلن الرئيس ترمب نهجه الجديد. وقال للصحافيين إنه يريد أن يستمع مباشرة إلى الحلفاء من الشرق الأوسط وخارجها، لفهم وجهات نظرهم بشكل أفضل حول ما تصفه إدارة ترمب بسوء سلوك إيران في مجالات غير نووية ومنها الدعم الإيراني للجماعات المتطرفة وبرامج الصواريخ الباليستية. وقال ماتيس: «الولايات المتحدة تعتزم ثني إيران عن القيام بشحن الأسلحة إلى اليمن ودعم المتمردين الحوثيين الشيعة، وهذا لا يعني أي عمل عسكري أميركي وإنما تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء والشركاء الذين يشاركوننا القلق بشأن السلوك الإيراني». وتتابعت بيانات التأييد من كبار الجمهوريين داخل الكونغرس، وقال السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ: «هذه الاستراتيجية الجديدة التي ترمي إلى احتواء طموحات إيران الإقليمية وسلوكها الخبيث وجهودها للسيطرة على الشرق الأوسط هي رد مناسب على عواقب سياسات إدارة أوباما الفاشلة». وأضاف ماكونيل «إن قرار الرئيس بعدم التصديق على الاتفاق النووي يصب في المصلحة الأمنية الوطنية الحيوية للولايات المتحدة... ويتيح الفرصة للكونغرس لتعزيز قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني ووضع معيار لإصدار الشهادات بما يتفق مع مصالحنا».

وأشار رئيس مجلس النواب بول راين إلى العيوب التي شابت الاتفاق، مؤيداً قرار الرئيس ترمب، وقال: «الاتفاق النووي الذي أبرمته الإدارة السابقة مع إيران به عيوب قاتلة، ولم يقتصر الأمر على تقنين قدرة إيران على التخصيب المحلي، ولكن بمجرد انتهاء القيود الرئيسية في السنوات المقبلة، سيكون النظام حراً في متابعة الأسلحة النووية تحت ستار الشرعية الدولية»، مشيراً إلى أن إيران واصلت اختبار الصواريخ الباليستية وتمويل وكالاتها الإرهابية في جميع أنحاء العالم. وأضاف أن «مجلس النواب سيعمل مع إدارة الرئيس ترمب لمواجهة مجموعة الأنشطة المزعزعة للاستقرار في إيران».

وشدد السيناتور تيم سكوت على أهمية مواجهة إيران بقوة، وقال: «إيران تموّل الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء العالم منذ عقود، ويجب على الولايات المتحدة أن تأخذ موقفاً قوياً ضد الإجراءات الإيرانية المارقة، وقد أوضح الرئيس أننا لن نقف مكتوفي الأيدي عندما يتعلق الأمر بإيران. وإنني أتطلع إلى النقاش في الكونغرس على مدى الأسابيع المقبلة بشأن الخطوات المحتملة المقبلة لضمان عدم قيام إيران بتطوير سلاح نووي».

من جانبه ساند السيناتور جون ماكين قرار إدارة الرئيس ترمب لكنه طالب باستراتيجية شاملة، وقال: «لسنوات، كان النظام الإيراني يتهرب من المساءلة وكانت الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية شاملة لمواجهة التهديد المتعدد الأوجه الذي تفرضه إيران. إن الأهداف التي طرحها الرئيس ترمب في خطابه هي تغيير مرحّب به وهو يقدم للولايات المتحدة طريقاً إلى الأمام يوجه سياستنا تجاه إيران بشأن طموحاتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار بدلاً من برنامجها النووي وحده». وأضاف ماكين: «إنني أتطلع إلى معرفة المزيد عن تفاصيل هذه الاستراتيجية، وسوف تقوم لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ بمراقبة شاملة لدورنا العسكري فيها». في الجانب الآخر، عارض معظم المشرعين الديمقراطيين قرار الرئيس ترمب، ووصفت نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب، قرار الرئيس ترمب بعدم التصديق، وتهديداته بإلغاء الصفقة بأنها «خطأ فادح» يهدد الأمن القومي الأميركي، خصوصاً أن الجانب الإيراني ملتزم بتنفيذ بنود الاتفاق. ووصفت بيلوسي في مؤتمر صحافي مساء الجمعة قرار ترمب بأنه «غير لائق» وقالت: «إنني أقول: إن الاتفاق النووي الإيراني هو أفضل طريق لمنع إيران من أن تصبح دولة مسلحة نووياً، ورفْض الرئيس ترمب إعادة التصديق على الاتفاق خطأ فادح يهدد أمن أميركا ومصداقيتها في هذا الوقت الحرج للغاية». وأضافت بيلوسي: «إن تهديد الرئيس بالانسحاب من الاتفاق يعزل الولايات المتحدة على الساحة العالمية، وهذه الخطوة خطرة بشكل خاص، نظراً إلى الوضع القائم مع كوريا الشمالية».

 

القوات التركية توّسع انتشارها في إدلب وتعزل عفرين

المدن - عرب وعالم | الأحد 15/10/2017 /وسّع الجيش التركي انتشاره في محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، بهدف تطويق مدينة عفرين التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وإيقاف الضربات الجوية الروسية على مناطق المحافظة، وفق ما نقلت "رويترز" عن مسؤولين عسكريين في "الجيش السوري الحر". وقالت مصادر من المعارضة السورية، إن أربع قوافل على الأقل تضم عشرات المركبات المدرعة والمعدات تمركزت في مواقع مختلفة في إطار المرحلة الأولى من الانتشار المتوقع أن يمتد في عمق إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. ودخلت قافلة من قوات الجيش التركي سوريا قرب معبر باب الهوى الحدودي، الخميس، في أول توغل من نوعه منذ العام الماضي عندما شنت أنقرة هجوما بريا وجويا كبيرا لإخراج مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من آخر معاقلهم على الحدود مع تركيا. وقال المستشار العسكري في "الجيش الحر" إبراهيم الإدلبي، إن "حوالى مئتي جندي متمركزون في مناطق تفصل بين تلك التي تسيطر عليها المجموعات الكردية والمعارضة"، في وقت قال فيه شهود عيان إن جرافات تركية تعمل على مدار الساعة على تمهيد الأرض لإقامة تحصينات ومواقع مراقبة. ونقلت "رويترز" عن شهود قولهم، إن مركبات مصفحة وقوات إضافية تركية وصلت على امتداد الحدود السورية، السبت، وتمركزت على الجانب التركي من الحدود. ومن المرجح أن توّسع نطاق تواجد القوات التركية يهدف لفصل منطقة عفرين عن بقية المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، شمال سوريا. وفي السياق، قال المسؤول في "الحر" مصطفى سيجري "يمكن القول إن القوات التركية مازالت في حالة تقدم وتوسع"، مع تمركزها قرب قلعة سمعان على جبل الشيخ بركات، الأمر الذي يضعها على مسافة بضعة كيلومترات فقط من قوات كردية متمركزة في جنديريس. وأعلنت تركيا أن عملياتها في إدلب، إلى جانب قوات من المعارضة السورية، تأتي في إطار اتفاق "خفض التصعيد" في محافظة إدلب، الذي توصلت إليه الشهر الماضي مع روسيا وإيران في ختام الجولة السادسة من مباحثات أستانة. وكان النظام السوري شجب، السبت، التوغل التركي في إدلب، معتبراً أنه "عدوان سافر" ومطالباً أنقرة بسحب قواتها، غير أن الانتشار التركي تواصل، الأحد، بشكل سلس في مناطق إدلب التي تسيطر على معظمها "هيئة تحرير الشام".من جانبها، قالت مصادر من المعارضة السورية، إن عملية الانتشار جاءت بعد تنسيق استمر لأسابيع بين "تحرير الشام" وضباط استخبارات أتراك لضمان عدم وقوع اشتباكات، فيما قالت فصائل "الجيش الحر"، إن هدف الحملة هو التوغل في عمق إدلب ومد خطوط إمداد وإقامة مواقع مراقبة. وتهدف العملية إلى إقامة منطقة عازلة تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات، وجنوبا حتى مدينة الباب لتوسعة جيب على الحدود الشمالية تسيطر عليه جماعات معارضة مدعومة من تركيا، وسط ترحيب شعبي بالقوات التركية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هدف ترامب: إتّفاق إقليمي أقوى!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 تشرين الأول 2017

إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟

العالم كلّه يترقّب ما سينتهي إليه «الكباش»: هل سينجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في ما يتعلّق بالاتفاق النووي مع إيران؟ القريبون من تفكيره يقولون: «لقد جعلت أخطاء أوباما من هذا الهدف مسألةً صعبة، لكنّها ليست مستحيلة. والولايات المتحدة ستخوض هذا التحدّي».

عكفَ الرئيس الأميركي، طوال تسعة أشهر، على إجراء مشاورات مع الكونغرس وحلفاء واشنطن حول الملف النووي الايراني، بحثاً عن «السبيل الأفضل لحماية أمنِنا القومي». ويُراهن على أنّ المجتمع الدولي سيختار الوقوفَ مع الولايات المتحدة لا مع إيران، لأنّ مصلحة الأمن الدولي تستوجب ذلك.

ووفقاً لتحليلات الدكتور وليد فارس، مستشاره لشؤون الشرق الأوسط خلال الحملة الانتخابية، فإنّ عمقَ المسألة لا يَكمن فعلاً في مدى التزام الإيرانيين- تقنياً- تنفيذَ الاتفاق النووي، بل هو خصوصاً في مكان آخر. فالاتفاق يَسمح لإيران بالحصول على 150 مليار دولار. وهذه المبالغ الطائلة يَستخدمها النظام الإيراني لتطوير صناعته العسكرية والحصول على صواريخ بعيدة المدى ودبّابات وقدرات عسكرية أخرى ولينشر قوّاته وميليشياته في الشرق الأوسط. وهذا ما يَعتبره ترامب خطّاً أحمر، لأنه يمسّ الأمن القومي الأميركي في المنطقة.

وقرار ترامب تغييرَ استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران ليس مستغرَباً. فمَن قام أوّلاً بتغيير استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران هو الرئيس السابق باراك أوباما. واليوم، يبدو منطقياً أن يقرّر ترامب العودةَ عن هذه الاستراتيجية التي أوصلت إلى هذا الاتفاق الخطِر مع النظام الإيراني.

لقد وعَدَ ترامب، خلال حملتِه الانتخابية، بالعودة عن السياسة التي اعتمدها أوباما منذ 2009، التي بدأت برسالة وجّهها إلى آية الله خامينئي، وعلى مدى سنوات، انزلقَت إلى هذا الاتفاق الذي يُعتبَر خسارةً للولايات المتحدة، ويشكّل تهديداً لأمنها القومي في المنطقة.

ومع «الربيع العربي»، استفادت إيران من موقف أوباما لتتمدّدَ في العراق ثمّ سوريا، وقبلهما في لبنان، ثمّ اليمن لاحقاً. وفي رأي هؤلاء أنّ الخطأ الاستراتيجي المميت الذي ارتكبَه الرئيس الأميركي السابق هو أنه فتحَ للنظام الإيراني مجالاً ليتحرّك في الشرق الأوسط، بغطاءٍ من هذا الاتفاق النووي.

وإذ كان مفترضاً أنّ الهدف من الاتفاق هو حصرُ قدرة إيران، فإنّه واقعياً أدّى إلى نتيجة معاكسة لأنه مكّنَ إيران من تمويل قدراتها التوسّعية. وموضوع القنبلة النووية يأتي هنا في آخِر المطاف. ولذلك، قرَّر ترامب وإدارته، وفي الدرجة الأولى من الأهمّية، وضعَ حدٍّ للانفلاش العسكري والأمني الإيراني.

ووفق فارس، سعى ترامب إلى تحقيق 3 أهداف أساسية من خطابه الأخير، قبل يومين:

1 - أراد أن يوضح الصورة الحقيقية للرأي العام الأميركي الذي تمّ إبقاؤه بعيداً عن الواقع في ظلّ إدارة أوباما.

2 - وضَعَ الكونغرس الأميركي أمام مسؤولياته في إعادة صياغة السياسة الأميركية تجاه إيران. وللتذكير، لم يتمكّن الكونغرس من فرملةِ إقرار الاتفاق النووي يومَ أرسَله إليه أوباما، على رغم أنّ فيه غالبيةً من الجمهوريين. ولذلك، يقول ترامب لأعضاء الكونغرس اليوم: «تفضّلوا. أنا الآن رئيس جمهوري، وأُرسِل مشروعي إلى الكونغرس ذي الغالبية الجمهورية. لقد بات في إمكاننا التصرّف لتغيير السياسة تجاه طهران».

3 - يوجِّه ترامب رسالةً إلى المتردّدين في أوروبا وسواها. وهو يقول لهم في شكلٍ واضح: عليكم أن تحدّدوا. هل تريدون أن تكونوا شركاءَ مع اقتصاد النظام الإيراني أو الاقتصاد العالمي الأميركي، ومعه الاقتصاد الخليجي والعربي والإسلامي عموماً؟

ومنعاً لأيّ التباس، لا يطرح ترامب فكرةَ شنِّ حربٍ على إيران، ولا خلقَ أزماتٍ عالمية. فقط هو يقول بتغيير السياسة الأميركية، وهذا أمرٌ مشروع وممكن، وإنْ كانت تعترضه صعوبات. فعندما وقّعت الإدارة السابقة الاتفاق النووي مع طهران وأعطته الغطاء في الأمم المتحدة، جَعلت الخروجَ منه اليوم أكثر صعوبة، لكن الأمر، بالتأكيد، ليس مستحيلاً.

ويَعتقد فارس أنّ ثمّة إيجابيات يُمكن تسجيلها اليوم في ظروف المواجهة مع طهران لم تكن موجودةً خلال المواجهة معها في المرحلة السابقة. فهناك أكثر من 48 دولة من العالم العربي وإسرائيل ودولٍ في أوروبا وأميركا اللاتينية تدعَم إدارة ترامب في مواجهة هذا الاتفاق.

لكن الأهمّ هو أنّ ترامب لا يسعى إلى الاكتفاء بمواجهة الاتفاق الحالي مع إيران، بل يريد استبداله باتّفاق إقليمي أمني أقوى. ففي العمقِ، ليس الهدف هو الاستغناء عن اتفاقات معقودة، بل تقوية الحظوظ لاستيلاد اتفاقات أكبر وأقوى. وستتقدّم إدارة ترامب، والذين معها في الكونغرس، في هذا الاتجاه بثبات، ومعهم شركاء واشنطن من دولٍ عربية وإسلامية في المنطقة، وكذلك المعارضة الإيرانية ودول أخرى تدعم هذا الموقف. إذاً، المواجهة انطلقَت بين ترامب وطهران، وبناءً على نتائجها ستتقرَّر صورة المعادلات الاستراتيجية في الشرق الأوسط. فالبيت الأبيض يَعتبر أنّ هناك نقاطاً حتّمت صوغ الاستراتيجية الشاملة تجاه إيران، ومنها أنّ «سياسة الولايات المتحدة على مدى العقدِ ونصفِ العقد الماضي أعطت الأولوية للتهديد المباشر الذي تشكّله الحركات المتطرّفة السنّية، على حساب التهديد الطويل الأمد الذي تُمثّله الأعمال المسلّحة التي تدعمها إيران». وإذ يكشف البيت الأبيض أنّ طهران سارعت في الفترة الأخيرة إلى تزويد «شبكات إرهابية» أسلحةً مدمّرة بنحوٍ متزايد «أثناء محاولتِها إنشاءَ جسرٍ إلى لبنان وسوريا»، على أمل «السيطرة على الشرق الأوسط الكبير»، يصبح مشروعاً السؤال في لبنان، وفي ظلّ العقوبات التي يرتفع منسوبُها تدريجاً على حلفاء إيران: «هل مِن سبيلٍ إلى تجنيب لبنان دفعَ أثمانٍ جديدة»؟

 

دَعوا الشعوبَ تَبني دولَها

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 تشرين الأول 2017

لا توجد في العالمِ العربيّ دولٌ قوميّةٌ عَصيّـةٌ على إعادةِ النظر بوِحدتِها. كلُّ مكوِّنٍ هو، بحدِّ ذاتِه، قوميّةٌ دينيّة وإتنيّة ولغويّـة وتاريخـيّـة وثقافـيّـة. وإذا كانت القوميّة معيارَ إنشاءِ الدولِ الحاليّة في الشرقِ الأوسط، فلا دولةَ تُـطابقُ المواصفات لأن في كلِّ واحدةٍ فائضَ قوميّات. وبالتالي، جميعُها مُنذَرةٌ ـــ بالمُطَلق ــ للتقسيمِ والتفتيت. وخلافًا لما يَظُنُّ العقائديّون، لن يكونَ البديلُ عن هذه الكياناتِ دولةً قومـيّـةً عربـيّـةً أو إسلامـيّـةً واحِدة، بل مجموعةُ دولٍ عصبـيّةٍ صغيرة، أفْـقُها القبيلةُ وطموحُها العشيرةُ وحضارتُها اللهَجةُ الـمَحكـيّةُ وثقافـتُها العاداتُ الخاصّة وعزّتُها شعورٌ بالذاتيّة. وهذا أصلاً نمطُ حكمِ الدولِ الكبيرةِ في محيطِنا.

فبعدَما كنا «مِنَ المحيطِ إلى الخليج»، أصبحنا «مِن المجرى إلى الساقية». هذا زمنُ المجاري والسقّائين، فزمنُ الأحلامِ مات مُضرَّجاً بالنَفط في مكانٍ، وبالدماءِ في مكانٍ آخَر. واعتكف الشرقُ عن إنجابِ أحلامٍ جديدةٍ خَشيةَ وأدِها. لو كان التمايزُ في الشرقِ بين المسلمين واليهودِ أو بين المسلمين والمسيحيّين فقط، لَـهَانَ الأمرُ، لكـنّـه تمايُزٌ بين المكـوّناتِ الـمُسلِمة (شيعيُّ/سنّي، عِراقيّ/كرديّ، سُنّي/علَويّ، عربيّ/حوثيّ، خليجيّ/مشرقيّ، عربيّ/فارسيّ، إلخ.). وبالتالي، أنّى لــ«دولةِ الأمّـةِ» أن تقومَ طالما عَـمودُها الفِقْريُّ (الإسلام) مبعثَـرٌ خُـرَزًا خُـرَزًا.

لذلك، إذا كانت مكـوِّناتُ هذه الدولِ مصمِّمةً جِدّيًـا على صونِ الكِياناتِ القائمةِ بمنأى عن المعاييرِ القومـيّـةِ التقليديّة، فما عليها إلا الاعترافُ بدولةِ القانونِ كإطارٍ دُستوريٍّ يَرعى انتظامَ الحياةِ العامّـة، وممارسةُ نمطِ حياةٍ اجتماعيٍّ ذي مستوى حضاريٍّ بحيث تتكاملُ المكـوِّناتُ المختلِفةُ ولو لم تَتماثَـل.

أمّـا إذا احتَقرنا دولةَ القانونِ واتَّبعنا أنماطَ حياةٍ متناقِضة (دَخل لبنانُ في مدارِها)، فلا يَبقى ـــ بغيابِ الوِحدةِ القومـيّـة ـــ أيُّ عنصرٍ موحِّدٍ سوى حُكمٍ ديكتاتوريّ. وهذا ما حدثَ في دولِ العالمِ العربيّ، إذ ما إن تَهاوت الأنظمةُ الديكتاتوريّـةُ مرحليًّا حتّى بانت الشهيّاتُ الانفصالـيّـة.

وحدَها دولةُ القانونِ، مُسندَةً إلى مجتمعٍ متناسِقٍ، قادرةٌ على حمايةِ الكياناتِ وضمانِ رغبةِ جماعاتٍ مختلفةِ القوميّات في العيشِ معًا. غير أنَّ دولةَ القانونِ تحتاجُ مواطنين يَحترمون القوانينَ ويَتآلفون معها ويَحتكِمون إليها كمرجِعيّـةٍ للحقِّ والعدالة.

إنَّ القانونَ هو حاجةٌ قبل أن يكونَ أمرًا تَـفرِضُه الدولةُ على الناس. فلا دولةَ قانونٍ من دونِ «مواطنين قانونـيّين». وهؤلاءُ مخلوقاتٌ نادرةٌ في مجتمعاتِنا الشرقيّة حيث كلُّ قانونٍ يحتاج خُطّـةً عسكريّـة لتطبيقه.

في غيابِ القومـيّـةِ الواحِدة ودولةِ القانون ونمطِ حياةٍ متجانسٍ، طبيعيٌّ أن تظلَّ دولُنا، بل شعوبُنا في حَيرةٍ وجوديّـة. والحَـيرةُ تُولّدُ الضَياعَ، والضياعُ يُولّدُ الانحرافَ، والانحرافُ يُولّدُ العنفَ، والعنفُ هو قدَرُ مجتمعاتِنا حيث المواجهةُ بين عنفِ الدولةِ وعنفِ الجماعة. جدليّةُ العنفِ تَقتل الكيانَ والحضارةَ والثقافةَ والحياةَ المشترَكة.وما يَزيد الوضعَ تعقيدًا، أنَّ الأوطانَ الحاليّةَ نشأت من دونِ آلـيّـةٍ ديمقراطـيّـة، فلم تَـخـتَـرْها شعوبُها بحريّـةٍ بعد انتخاباتٍ أو استفتاءاتٍ حرّةٍ أو مزوَّرة (أو ببطاقاتٍ مُمغنَطة).

هذه أوطانٌ خَرجت من مؤتمراتٍ دولـيّةٍ لا من صناديقِ الاقتراع، فجاء بعضُها عادلاً وبعضُها الآخَرُ ظالماً، فتكـيّـف المواطنون، على مَضَضٍ، مع الأوطانِ القائمةِ عوضَ أن تتكـيّـفَ الأوطانُ مع واقِعِ المواطنين وخِياراتِـهم. لذلك، تسعى جماعاتٌ شرقـيّـةٌ وغربـيّـةٌ، وقد ذاقَت طعمَ الحريّـةِ وتذوَّقت معنى حقِّ تقريرِ المصير، أن تعيدَ النظرَ في كياناتِ أوطانِها ودولِها، خصوصًا أنَّ الأنظمةَ المركزيّـةَ هـمَّشت خصوصيّاتِ هذه الجماعاتِ واضطَهدَتها وحاولت تذويبَها في قوالبَ قومـيّـةٍ وهميّةٍ وزائفة.

الجريمةُ ليست مطالبةَ الجماعاتِ بحقِّ تقريرِ المصير، بل الجريمةُ هي فشلُ الدولِ المتعدِّدةِ المكوِّنات في توحيدِ شعوبِها حولَ قيمِ الحضارةِ والتقدّمِ والإنماءِ والمساواةِ والعدالة بعد مرورِ نحوِ مئةِ سنةٍ على نشوئِها وبرغمَ امتلاكِها الثرواتِ الكافيةَ، بل الفائضةَ، للقيامِ بهذه المهمّة.

عِوضَ أن تتسابقَ الأنظمةُ الفاشلةُ والاستبداديّـةُ على تخوينِ الجماعاتِ الباحثةِ عن أمنِها وحريّـتِـها وخصوصيَّتِـها من خلال شكلٍ دستوريٍّ آخَر (فدراليّـةٌ، كونفدرالـيّـة، حكمٌ ذاتيّ، دولةٌ مستقلة)، حريٌّ بها أن تـقّدمَ نَموذجًا ديمقراطيًّا مركزيًّا ناجحًا. وإنْ من عقوباتٍ، فأوْلى أنْ تُفرضَ على الدولِ الطاغيةِ لا على الجماعاتِ المتحرِّرة. العقوباتُ لا تحمي دولةً ولا تمنعُ قيامَ دولة. تُبنى الدولةُ كما تُبنى العائلة: بالمحبّةِ الصادِقة، بالولاءِ المتبادَل، بالتوافقِ الحرّ، بالانسجامِ الطبيعيّ، بالإنجابِ العَقلانيّ، بالتكاملِ القِـيَميّ، وبالتضامنِ في السرّاءِ والضرّاء. أين نحن في لبنانَ والشرقِ من هذه الأسُس؟ تكادُ تكونُ كلُّها مفقودةً ونعيشُ على نقيضِها. صُنِعت دولـنُـا من دونِ مواطنين، ولمّا استفاقَ المواطنون من تخديرِ العقائدِ وكَسروا عُقدةَ الخوفِ من الأنظمة، وقـرّروا صناعةَ وطنٍ، اكتشفوا أكثرَ من وطنٍ في دولةٍ واحدةٍ لأنَّ الوعيَ الوطنيَّ ظلَّ دونَ العصبيّـةِ الدينيّةِ والمذهبيّة بغيابِ عدالةِ الدولةِ الكبيرةِ الواحِدة. إنَّ الحكمةَ تَقضي بأن تَستفيدَ شعوبُ المِنطقة من هذا الزلزالِ العسكريِّ الذي أصاب دولَ المشرِقِ وما رافقَه من تهجيرٍ ونزوحٍ وتغييرٍ ديمغرافيٍّ، من أجلِ بناءِ دولٍ على قياسِ مكـوّناتِـها الأساسيّةِ والتاريخيّة. أما إذا أَعَدْنا ما كانَ كما كانَ، فإننا نُـؤسِّس لزلازلَ دوريّةٍ جديدةٍ لأن ألمَ الاضطهادِ والإبادةِ أقوى من أيِّ وِحدةٍ مُلـفَّـقة. إنَّ الكياناتِ الكبرى كانت كابوسًا على أقلـيّـاتِ الشرقِ وأكثريّـاتِه، ليس لأن الوِحدةَ مشروعٌ سيّئٌ ، بل لأن خصوصيّاتِ الشرقِ أكبرُ من عموميّاتِه، وقوميّاتِه الصغيرةَ أمتنُ من قوميّاتِه الكبيرة. في هذا السياق، إنّ الوطنَ اللبنانيّ لـم يقرِّرْهُ المواطنون المسيحيّون أو المسلمون، بل «صَنعتْه» نخبةٌ لبنانـيّـةٌ مسيحـيّـة / مسلِمةٌ بدعمٍ فرنسيّ. ومع أنَّ لبنانَ الكبير هو ـــ أو كان ــــ أكثرَ الدولِ تقدّمًا ورقـيًّا وصاحبَ الديمقراطـيّـةِ الوحيدةِ في العالم العربي، نجدُ اليومَ، بعد مئةٍ سنةٍ، من يرفضُ اعتمادَ الأوّلِ من أيلول عيدًا وطنيًا. وإذ أشكرُ هؤلاءِ الرافضين لأنّهم فَضحوا مشاريعَهم المُضمَرة وبرّروا التفكيرَ بالبدائلِ عن هذه الوِحدةِ الفاشلةِ، أَلفِتُ إلى أنْ لا قيمةَ لأيِّ عيد، لاسيما عيدَي الاستقلالِ والتحرير، بغيابِ الإيمانِ بلبنانَ الكبير. فأَيُّ لبنانَ استقلّ، هل بلدةُ «بشامون» فقط؟ وأيُّ لبنانَ تحرّر، هل قريةُ «زوْطرُ الغربـيّـة» فقط؟

 

عشاء سياسي.. والأطباق «نووية»

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 تشرين الأول 2017

توقّعات بأن يحيل ترامب الاتفاق النووي مع إيران إلى الكونغرس ليقرّر في شأنه

قبلَ أيام قليلة، استضافت شخصية سياسية لها وزنُها مجموعةً من السياسيين إلى مأدبة عشاء، وكان نجم المأدبة سفير دولة كبرى، الذي حضَر برفقة مسؤول سابق في إدارة تلك الدولة الكبرى، ويُعتبَر من الخبراء المحيطين بشؤون الشرق الأوسط. تحوّلت المأدبة إلى ما يُشبه «جلسة استجواب» للمسؤول المذكور حول الأطباق المتعدّدة التي كانت على الطاولة؛ وضع المنطقة، الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران الذي طوّقته استفسارات الحاضرين حول مصيره، والتداعيات المحتملة لتجميده من قبَل الولايات المتحدة الاميركية، أو إلغائه ونسفِه، وأمّا لبنان فقد تمَّ الدخول إليه من باب العقوبات الأميركية على «حزب الله»، وتأثيراتها عليه كما على الاقتصاد اللبناني، وكذلك من باب التغريدات التصعيدية المتتالية ضدّ الحزب من قبَل الوزير السعودي ثامر السبهان.

* عن لبنان، ففي جانب من كلام المسؤول الكبير، وكذلك المداخلات المقتضبة للسفير، حمل تكراراً لموقف تقليدي حول الاستقرار السياسي والامني في لبنان وضرورة الحفاظ عليه والحؤول دون ان يتعرّض لأيّ انتكاسة. مع التأكيد على الحفاظ على الحكومة وعدم تعريضها لأيّ اهتزاز، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في الربيع المقبل بشفافية ونزاهة.

واستنتج الحاضرون ممّا أورده الضيفان أن لا وجود لأي مبادرات دولية من ايّ نوع تجاه هذا البلد. وهو موقف لمسَه زوّار واشنطن في الفترة الاخيرة الذين عادوا بخلاصة انّ لبنان لم يصل بعد ليكونَ في قائمة الاولويات الاميركية، والمهمّ بالنسبة الى الاميركيين هو الحفاظ على الوضع الحالي على ما هو عليه.

وأمّا الجانب الآخر لكلام الضيفين، فقد ارتكزَ على إشارات بالغة الدلالة:

- الاولى، إنزعاج من الموقف الرئاسي وتناغمه الكامل مع «حزب الله».

- الثانية، إستياء بالغ من زيارات بعض الوزراء الى سوريا، وكذلك من لقاء وزراء آخرين بمسؤولين سوريين، في إشارة الى لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بوزير الخارجية وليد المعلم، وقد تمّ إيصال هذا الاستياء عبر بعض القنوات.

- الثالثة، إستياء جدّي من الخطأ الكبير الذي ارتكِب في لبنان، والذي تجلّى في تغطية مسؤولين لبنانيين لمشاركة «حزب الله» في معارك الجرود ضد إرهابيي داعش والنصرة. وتمّ إرسال رسائل بهذا المعنى من الاميركيين وعبر البريطانيين الى مسؤوليين لبنانيين سياسيين وغير سياسيين.

- الرابعة، تفهُّم حجمِ العبء الذي يتحمّله لبنان في موضوع النازحين السوريين، ولكنّ أسلمَ طريقةٍ لمعالجة هذا الملف، تتم تحت سقف الامم المتحدة.

- الخامسة، تغريدات السبهان، هي تغريدات عابرة، إذ ما هي سوى نوع من انعكاس الموقف السعودي العدائي لـ»حزب الله»، ولا تتمتع بفعالية أو قدرة على اخذِ الامور في اتّجاه تصعيدي في الداخل اللبناني، وبالتالي هي تغريدات محدودة المفعول.

- السادسة، «حزب الله» عنصر توتير دائم للبنان والمنطقة، والعالم كلّه وفي مقدمته واشنطن، ينظر بقلق الى تنامي قدراته. ومن هنا فإنّ العقوبات عليه، هي مسار طويل بدأ منذ زمن وسيستمر، وأينما وجَد الاميركيون ثغرةً للضغط على الحزب سيَنفذون منها لاتّخاذ إجراءات ضاغطة على الحزب ورادعةٍ له.

* عن وضعِ المنطقة، تحدّث الضيفان عن واقع جديد بدأ يتكوّن فيها وخصوصاً في الميدان السوري، حيث يبدو أنّ حظوظ الحل السياسي والوصول الى تسوية نهائية قد تزايدَت وصارت اكبرَ من ايّ وقتٍ مضى. إلّا انّ ما عاد وزرَع الشك في نفوس الحاضرين ما قاله الضيفان عن انّ الارهاب يخسر في سوريا والعراق، إنّما القضاء عليه يتطلّب وقتاً وعملاً وجهداً كبيرين، ما يعني انّ الواقع الجديد الذي أشارا اليه لم يتبلوَر بعد، ودونه عقبات كبرى وجبَهاتٌ عسكرية ستفتح وساحاتُ معارك وقتال ستشتعل.

والأهمّ أنّ في كلام الضيفين تعبيرٌ واضح عمّا هو اكثر من استياء اميركي وغربي من الموقف الروسي وايران و«حزب الله» الذي تمكّن من إنقاذ نظام بشّار الأسد، وأمّا تركيا، فبحسب كلام الضيفين، فإنّها تحاول في هذه الفترة ان توجِد لها موقعاً مؤثراً على ساحة المنطقة من خلال التقرّب من موسكو وطهران، ولذلك فالاتراك يحاولون اليوم ان يوحوا للعالم انّهم بصدد الانتقال من محور الى محور، وأكثر من ذلك يحاولون ان يوحوا وكأنّهم عازمون على الخروج من حلف الناتو. وفي الخلاصة، الاميركيون وكذلك دولُ اوروبا وسائر الغرب لا يثقون بالاتراك ولو لمسافة متر واحد.

واللافت في سياق الكلام عن وضع المنطقة، أنّه امام سؤال ملِحّ طرَحه احد الحاضرين عليهما حول مستقبل المنطقة والخشية من تقسيمِها ربَطا باستفتاء اقليم كردستان وما حكِيَ عن دور اسرائيلي فيه، قارَب الضيفان المذكوران المسألة الكردستانية واستفتاء الانفصال عن العراق، كحدثٍ عاديّ يجري في دولة مستقلة، وفاجأا الحاضرين باستبعادهما ان تكون لهذا الانفصال تداعيات سلبية لا على العراق ولا على ايٍّ من دول المنطقة، وبوصفِهما الحديثَ عن تداعيات وسلبيات هذا الانفصال بالكلام المبالغ فيه. في طيّات هذا الكلام تقرأ المباركة الضمنية للانفصال وكلِّ ما قد يترتّب عليه.

* عن الاتفاق النووي، كان الضيفان جدّيَين جداً في التأكيد بدايةً على انّ كلّ منظومة الـ 5+1 ما زالت ملتزمة بهذا الاتفاق. وفي معرض توضيحهما للموقف الاميركي خالَفا الأجواء التي سادت في الايام القليلة الماضية والتي تحدّثت عن خروج اميركي من هذا الاتفاق. وقالا صراحةً إنّ الرئيس ترامب سيحيل الاتفاق الى الكونغرس. (قيل هذا الكلام في وقتٍ لم يكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد اتّخذ قراره في شأنه بعد).

وما لم يقُله المسؤول الخبير بشؤون الشرق الاوسط امام كلّ الحضور قاله همساً امام الشخصية السياسية صاحبة الدعوة، حيث قال ما حرفيتُه «لا استطيع ان أدّعيَ أنّني اعرف ماذا يفعل ترامب، أو ماذا سيفعل، او الى اين سيصل، كلّ يوم يقدّم مفاجأة جديدة امام الشعب الاميركي والعالم.

عندما اقول إنّ العالم كله ملتزم بالاتفاق النووي فأنا أعي ما أقول، أوّل الملتزمين هو الولايات المتحدة لأنّها تدرك انّ مجرد خروجها من الاتفاق فمعنى ذلك انّها تفتح الباب مجدداً أمام ايران لإعادة إبراز برنامجها النووي واستئناف تخصيب اليورانيوم، والذي نعرف أنّه بلغ مستويات خطيرة قبل توقيع الاتفاق».

سألت الشخصية السياسية عن موجبات تصعيد ترامب حيال الاتفاق النووي مع ايران، وهل ثمّة رابطٌ ما بين هذا التصعيد والتجارب النووية الكورية الشمالية، فردّ الخبير: «كوريا أحرجَت ادارة ترامب، ورغم ذلك تمّ احتواء الاستفزازات الكورية بطريقة سلمية. هناك في الادارة من أعاد وَضع الاتفاق النووي مع ايران على الطاولة، وترامب تلقَّفه لتحقيق إنجاز، ليس عبر إلغائه او الخروج منه، الذي هو ليس بالامر السهل، بل عبر محاولة إدخال تعديلات عليه تتشدّد على ايران اكثر من تلك المنصوص عليها في الاتفاق حالياً، خصوصاً وأنّ ايران قطعت مسافات بعيدة في تطوير برنامجها الصاروخي، وعليه فأنا اتوقّع ان يحيل ترامب الاتفاق النووي مع ايران الى الكونغرس ليقرّر في شأنه».

ثمّ تابَع هامساً: «إذا صحَّ هذا، ورَمى ترامب الاتفاق النووي على الكونغرس، فسيبدو الأمر وكأنه يَهرب من اتخاذ القرار ويلقي الكرة الى الكونغرس، وهو ما قد يُدخله في إحراج، وكذلك قد يُدخله في عاصفة من النقاش بين مؤيّدي الاتفاق ومعارضيه، وقد تترتّب عليها مفاعيل داخلية سلبية بين ادارة ترامب وخصومها داخل الولايات المتحدة».

في نهاية كلامه، توجَّه المسؤول الخبير في شؤون الشرق الاوسط بسؤال الى الشخصية السياسية صاحبة الدعوة للعشاء عمّا قد يكون عليه موقف ايران الفعلي على هذا التوجّه ضدّها، فكان ردّها أنْ قالت: «الإيرانيون قالوا ما عندهم سواء حول الاتفاق النووي او حول الحرس الثوري ومحاولة تصنيفه إرهابياً، وهدّدوا من المرشد السيّد الخامنئي الى الرئيس روحاني ووزير الخارجية. ايران في ظلّ هذا الجو تستطيع ان تلعب دور الضحية، وهي تتقِنُ لعبَ هذا الدور جيّداً، وتقول انّها مستهدفة لأنها ملتزمة بالاتفاق، وهذا الالتزام أكّدته الدول الموقّعة على الاتفاق ووكالة الطاقة الذرّية».

أكثر من ذلك، تضيف الشخصية المذكورة، «إذا أراد الاميركيون ان يحسّنوا من شروط الاتفاق لمصلحتهم بما يزيد الضغط على ايران، فإنّ إيران تملك قدرة ان تقول «لا»، ففي سنوات ما بعد توقيع الاتفاق استطاعت ان تُحسّنَ حضورَها الفاعل والمؤثّر إقليمياً وعلى الساحة الدولية، وكلُّ العالم تقريباً يقول إنه سيأتي إليها. من هنا لا أعتقد انّ الايرانيين يَقبلون بأن ينتحروا، أو يُساوموا على حضورهم ودورهم وثِقلهم الاقليمي والدولي، ولا على الاتّفاق النووي ولا على برنامجهم الصاروخي الذي هو جزء من حصانتهم وكرامتهم القومية، وإنْ دُفِعوا إلى المواجهة فسيَذهبون إليها».

 

جبران باسيل وواقع «القوات اللبنانية»

غسان الحبال/الحياة/16 تشرين الأول/17

يبدو حزب «القوات اللبنانية» اليوم محاصراً في الزاوية الضيقة التي وضعه فيها التحالف المصيري مع مؤسس «التيار الوطني الحر» الرئيس ميشال عون. وعلى رغم هذا الحصار، يمكن «القوات» أن يتباهى بحضور في الحياة السياسية اللبنانية يكاد يكون الأقوى والأكثر تأثيراً منذ 2005، بواقع وجود 4 وزراء له في الحكومة، فضلاً عن شبكات تواصل وتفاوض مع مختلف الأطراف السياسية، ما عدا «حزب الله» طبعاً، حيث يحضر التواصل على رغم التناقض العقائدي، فيما يغيب التفاوض الذي يبدو مرفوضاً من الطرفين، وحيث يشترط «القوات» حق الدولة في احتكار السلاح ومشاركة «الحزب» في القتال في سورية.

والندم هو الفعل الأكثر تعبيراً عما يسببه هذا الحصار من ألم، يرفض «القوات» الاعتراف به بحجة تبدو مقنعة حين تتمثل في أنه لا يمكن «الحكيم أن يندم لأن وصول العماد عون إلى سدة الرئاسة كان المانع الوحيد لوصول سليمان فرنجية في تلك المرحلة الخصامية مع الأخير، بقدر ما كان وصوله نتاجاً للمصالحة بين أكبر مكونين مسيحيين، ولأن وصول العماد عون كان يتناقض مع استراتيجية المرحلة لإعادة حقوق المسيحيين وتأمين التوازن والشراكة بين المسلمين والمسيحيين». ولكن ما لا يمكن «الحكيم» و «القوات» عموماً أن يخفياه، هو الندم الذي يدفع إليه بقوة تحكم رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بحكم الرئيس ميشال عون، والذي «يسيء جداً إلى العلاقة القواتية- العونية عبر محاولاته وسعيه الدائم لاحتكار التمثيل المسيحي حتى على حساب العونيين أنفسهم، فكيف بالحري على حساب القوات، حيث بات يصحّ وصفه (أي باسيل) في استراتيجيا المصالحة كحادث عرضي مؤثر وغير منتظر».

وفي حسابات «القوات»، فإن حركات الوزير باسيل وتحركاته غير المتوقعة، إنما تشكل خرقاً أكيداً لكل الثوابت التي يعتنقها «الحكيم» والمرتبطة بسيادة لبنان وعلاقاته العربية والدولية، والمصالحة الوطنية تحت سقف الدستور واتفاق الطائف، لا سيما المرتبطة بالحرص على بقاء لبنان خارج الفلك الإيراني.

وفي خضم أجواء الندم الذي يرفض «القوات» المجاهرة به أو الاعتراف به صراحة، تتشكل أكثر من بيئة معارضة داخل مختلف الكتل السياسية والطائفية والمذهبية، بما يعد بإمكان تبلورها فيما لو انتشر فعل الندم ليطال هذه الكتل بعد «القوات»، وهو بدأ في الانتشار فعلاً بدليل التصريحات السياسية العلنية التي تعارض مواقف الوزير باسيل وتعترض عليها. وقد يبدو الآن إمكان انفصال هذه المعارضات الداخلية عن بيئتها مستبعداً، كذلك تحول مجموع هذا التململ داخل كل بيئة إلى كتلة قائمة بحد ذاتها... إلا إذا خرج «الحكيم» بكل الندم المعتمر في داخله، من موقع السلطة ليوحد هذه المعارضات ويقودها.

* كاتب وصحافي لبناني

 

روائح كريهة في لبنان

حازم الامين/الحياة/16 تشرين الأول/17

ما نقلته الزميلة ناجية الحصري في «الحياة» يوم الخميس الفائت عن أجواء ورشة العمل التي نظمتها مفوضية اللاجئيين في بيروت للمساعدة في تغطية قصص اللاجئين السوريين في لبنان، يبعث على الذهول والخوف. ذاك أن روائح كريهة انبعثت في القاعة مصدرها الأول كان الصحافيون. ويبدو أن ما نقلته الزميلة كان غيضاً من فيض ما جرى، فمثلاً عندما رد مسؤول في المفوضية على إعلامية استحضرت في مداخلتها حادث اغتصاب وقتل عامل سوري شابة لبنانية، بأن قال أن إحصاء حالات الاغتصاب في لبنان يكشف أن السوريات كن ضحاياها باستثناء هذه الواقعة، بينما المقدمون عليها لبنانيون باستثناء هذه الواقعة أيضاً، فما كان من صحافية لبنانية، وهي أيضاً نجمة تلفزيونية، إلا أن قالت: «الاغتصاب ليس جزءاً من ثقافة المجتمع اللبناني». والمذهل في ما قالت الصحافية جهاراً نهاراً، لا يقتصر على هذا الاختناق بلبنانيتها ودفعها هذه اللبنانية إلى مستويات مأزومة، بل يشمل هذا الجواب «القومجي» الحاسم، أي «الاغتصاب ليس جزءاً من ثقافة اللبنانيين»، جواباً ضمنياً موازياً مفاده أن «الاغتصاب هو جزء من الثقافة السورية». علماً أن هذه الصحافية كانت ذهبت مع دبابات النظام السوري إلى حمص وغطت من فوقها اقتحام النظام المدينة.

وبغض النظر عن ذكاء الصحافية في لحظة قولها أن «لا ثقافة اغتصاب في لبنان»، فهي عاجزة عن تحمل تبعات عنصريتها، ولهذا فهي تقولها وتهرب من مواجهة ما تمليه من غضب. لا جملة تعقبها لتدفع عنها التهمة. «لا ثقافة اغتصاب في لبنان»! لكن من قال أن هناك ثقافة اغتصاب؟ أو من قال أن «لا ثقافة اغتصاب»؟ لا أحد في الحالين سوى الصحافية الألمعية التي من أبسط قواعد مهنتها أن تجيب عن هذه البديهيات. لكن الروائح الكريهة لم تقتصر على قول الصحافية، فثمة زميلة لها قالت أن السوريين في لبنان ينافسون المواطنين على فرص عملهم. قالت أنه حتى في مجال الصحافة ها هي محطة «أو.تي.في» توظف مصورين سوريين نظراً لرواتبهم المنخفضة. الـ «أو.تي.في» صاحبة الحملة على السوريين، وحاملة خطاب التحريض عليهم، توظف، بحسب الصحافية الزميلة التي صرفت من الصحيفة التي توقفت عن الصدور، سوريين بسبب انخفاض رواتبهم. هذه المعادلة تُلخص جزءاً من طبيعة علاقة لبنان بالعمال السوريين فيه. الحاجة إلى انخفاض رواتبهم في موازاة لغة عنصرية في الحديث عنهم. والحال أن وزير خارجيتنا قال مطلع هذا الأسبوع، إننا نحن اللبنانيّين «عنصريون في لبنانيتنا»، وهذا قول يسهل على كل من يرغب في قول ما يريد قوله عن السوريين. فعندما يقول وزير خارجية بلد قولاً في بلده، فهو في هذه اللحظة يتحدث باسم البلد الذي فوضّه مهمة تمثيله في الخارج. «نحن عنصريون»، لم يتردد الوزير في قول ذلك. ممثل السياسة الخارجية اللبنانية قال أن اللبنانيين عنصريون في لبنانيتهم. الرجل ما زال في منصبه، لا بل هو في منصبه على نحو مضاعف.

واللافت أن الأصوات اللبنانية العالية في وجه اللاجئين السوريين هي في معظمها صادرة عن قوى قريبة من النظام في سورية، وعن مصالح لم تتردد يوماً في استغلال انخفاض أكلاف العمالة السورية في لبنان. لم يتجرأ هؤلاء يوماً على مفاتحة أسيادهم في النظام السوري حول مسؤوليته في إعادة اللاجئين إلى بلادهم، كما لم يكاشفوا مواطنيهم بما وفر عليهم توظيف سوريين في ورشاتهم وشركاتهم، وفي ذلك منتهى اللبنانية التي يقول وزير الخارجية إننا عنصريون من أجلها. ثمة لبنانية أخرى يجب أن نبحث عنها. وإذا لم نجدها، فبلاد الله واسعة، ولبنان في هذه الحال يكون قد صُمّم لعنصرييه.

 

هل ينضم "القوات" و"المردة" الى لقاء كليمنصو؟

ابتسام شديد/الديار/15 تشرين الأول 2017

أكثر من تحليل وتفسير أعطي ولا يزال يعطى للقاء الثلاثي بين بري والحريري وجنبلاط في كليمانصو بين من اعتبرها نهاية حقبة الزعل بين جنبلاط والحريري ولقاء مصالحة ومصارحة بعد مرحلة من الالتباس في العلاقة او من راى فيها محاولة لاحياء او انعاش جبهة سياسية كانت تجمع المحاور الثلاثة وبين من رأى فيها خطوة استباقية تمهيدية تسبق زيارات مفترضة للحريري وجنبلاط الى المملكة السعودية، وبين من غمز من قناة انها موجهة ضد العهد الجديد والهدف منها محاولة مد رئيس الحكومة بجرعات دعم ومقويات بانه ليس وحيداً او متروكاً من جنبلاط حليفه القديم والدائم خصوصاً وان رئيس الحكومة لا يمر بشهر عسل سياسي بل يتأرجح بين ملفات التطبيع مع سوريا من جهة وكذلك النائب وليد جنبلاط وبين مستلزمات المرحلة السياسية وبين التضييق والحشر السعودي في ضوء تصعيد المملكة والعلاقة التي شهدت توتراً كبيراً مؤخراً بين حزب الله والسعودية، فتحليلات كثيرة أعطيت للقاء كليمانصو لكن حقيقة المواقف والقرارات تبقى ملك المجتمعين في الطابق العلوي من القصر الجنبلاطي وان كان يمكن وفق اوساط سياسية تصور بعض الخطوط الواضحة للاستراتيجية التي وضعها اللقاء سوف تظهر معالمها قريباً. بدون شك فان العنوان العريض الذي يمكن استخلاصه ان اللقاء أعاد تطبيع العلاقة المتوترة بين جنبلاط والحريري او فرض ايقاعاً مختلفاً لها عن الحقبة الماضية، وان لقاء الاقطاب الثلاثة كان هدفه تصويب المسار السياسي الذي شهد انحدارات لم تكن في مستوى الثلاثة بعد التسوية الرئاسية خصوصاً وان الانتخابات النيابية باتت على الأبواب وخوضها يستتبع التحسب لاخطارها والانعكاسات السلبية للمواقف الخاطئة او سوء ادارة الملفات. بدون شك كما تقول الاوساط فان رئيس المجلس هو الأقل ضرراً اليوم، فيما يواجه كل من الحريري وجنبلاط تعقيدات كثيرة، واذا كان جل ما يريده رئيس المجلس فرض استمرار التهدئة بين الحريري وحزب الله في وجه الحملة السعودية الشرسة ضد الحزب والعقوبات الاميركية القاسية، فان الحريري يواجه انتقادات بانه تخلى عن حلفائه وقياداته السياسية ومن داخل طائفته بشان علاقته المتمادية مع العهد فيما يشعر وليد جنبلاط انه خارج المعادلة السياسية الراهنة وفاقد للدور الحاضن الذي كان يمارسه مع الحريري.

بدون شك لكل اهدافه وغاياته من اللقاء، واذا كان ما يشتم منه انه لم شمل مجدد ومفهومه ان اهتزاز التفاهم الرئاسي سيكون البديل عنه تفاهم آخر يقوم بين الثلاثة، فان المؤكد ان ما يتوخاه كل من الثلاثة يختلف بحسب حاجاته اليوم، فرئيس المجلس هو الأقل تطلباً وان كان عراب اللقاء فهو تخطى الهاجس ألأمني لرعاية اللقاء وهو بحسب الاوساط يتوجس من تردي العلاقة بين جنبلاط والحريري وراغب دائما بلعب دور الحاضنة السياسية لترويكا الحكم السابقة، واللقاء حاجة اساسية لوليد جنبلاط الذي يراقب بحسرة تمادي العلاقة والتناغم غير المسبوق بين حليفه الحريري ورئيس الجمهورية والانطلاقة القوية للعهد الجديد وما يجري من تحولات في الخريطة السياسية الداخلية وانفلاش قوة التيار الوطني الحر في الدولة ومؤسساتها وفي الادارات العامة والتعيينات القضائية والامنية، فضلاً عن القلق والهاجس الجنبلاطي مع الحريري من موضوع التطبيع مع النظام السوري خصوصاً وان رئيس الحكومة رافض لاي شكل من اشكال مثل هذا التطبيع. واذا كان ثمة من يرى اليوم ان وجهاً مستتراً للقاء الثلاثي يمكن ان يكون شبيهاً لترويكا الحكم السابقة بين رفيق الحريري ونبيه بري ووليد جنبلاط التي قامت في حقبة الرئيس اميل لحود او مقدمة لها على الأقل فان اوساطاً سياسية تقلل من شأن هذا الموضوع او من واقعيته، فرئيس الجمهورية لا يشبه احداً من اسلافه والظروف السياسية لا تشبه نفسها ايضاً كما التحولات وتغير الخرائط في المنطقة، وفي كل الاحوال فان استمار هذا اللقاء واستمراريته او امكان تحوله الى جبهة سياسية ليس وارداُ وكذلك فان توسعه ليضم القوات اللبنانية او التيار الوطني الحر في غير محله، فليس من مصلحة التيار الوطني الحر ان ينضم الى هذا الفريق او اللقاء وهو اصلاً ليس مدعواً اليه، وفي الاساس فان جزءاً كبيراً من شكاوى المجتمعين وما تسرب منها كان مخصصاً للشكوى على باسيل وضرورة الفصل بين المسارات والتعاطي من جهة المجتمعين مع رئيس الجمهورية بدون جبران باسيل، وبالتالي ليس من مصلحة التيار الوطني الحر الذي حقق توسعاً وتطوراً سياسياً وانفلاشاً غير مسبوق في حياته الحزبية وحضوره في الدولة متكئاً على كتف بعبدا ان يكون طرفاً او مشاركاً في لقاء هو بالاساس يشكو منه حتى لا يقال موجه ضده، بل ان من مصلحة التيار الوطني الحر ان يعطل مفاهيم او عقد هذا التحالف. في حين ان مصلحة القوات اللبنانية قد تقتضي في مرحلة لاحقة الانضمام اليه، بعدما بدأ تفاهم اوعا خيك تتبدد معالمه ولم يبق منه تقريباً إلا «ابراهيم كنعان وملحم رياشي» وبعدما تحوَل وزير الاعلام الى «شاك وباك» على حائط بعبدا على تجميد انطلاقة عمله وانجاز التعيينات في ملفات الاعلام وتلفزيون لبنان، وبعد تصريح سمير جعجع عن حرمان القوات في التعيينات وحتى في مجلس ادارة تلفزيون لبنان، وبالتالي فان مصلحة القوات قد تكون بالانضمام مستقبلاً الى مثل هذا التحالف وبالاساس فان التحالف الانتخابي مع وليد جنبلاط حاصل مبدئياً في الانتخابات النيابية في دوائر الشوف وعاليه وبعبدا.اما المستفيد الأول فهو النائب جنبلاط الذي يعيد احياء دوره وتموضعاته تحسباً للاستحقاقات، وبالتالي فاذا كان انضمام التيار الوطني الحر غير مطروح او واقعي وكما يقول قياديون في التيار العوني تعقيباً على المسألة «ليس معقولاً ان نكون ضد انفسنا» في ظل التسريبات عما قيل حول باسيل وامساكه بمفاصل السلطة في الجلسة الثلاثية، فان انضمام القوات او تيار المردة الذي يحتفظ بافضل العلاقات مع رئيس المجلس ورئيس الحكومة مسألة فيها وجهة نظر.

 

روسيا "تُطمئن" لبنان.. حول التهديدات الإسرائيلية

ميشال نصر/الديار/15 تشرين الثاني 2017

بين الانتخابات النيابية واعتماداتها المالية، والمجلس الاقتصادي الاجتماعي وتشكيلاته التي ابصرت النور بعد 14 عاما من الانتظار، وتمديدات عقود شركات مقدمي الخدمات الكهربائية تنقل مجلس الوزراء، محققاً انجازات داخلية خرقت الاصطفافات السياسية الغارقة في وحول الاوضاع الاقليمية والدولية التي تفرض نفسها بقوة وأبرزها تحديد مصير الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران الذي بات قاب قوسين من حسم مساره ومصيره، فيما غاب كليا موضوعي العقوبات الاميركية والتهديدات الاسرائيلية.  ففي الوقت الذي ينتظر فيه اللبنانيون الشكل النهائي «لعصا» قانوني العقوبات المنتظر صدورهما عن الكونغرس، شكلت «جزرة» المكافآت المالية السخية مقابل تسليم قياديان بارزان في حزب الله، مفاجأة غير متوقعة في التوقيت، في دلالة واضحة الى «حرية» الحركة التي حصلت عليها الادارة الاميركية الحالية، بعد تفويض كامل من الديمقراطيين في اجماع داخلي غير مسبوق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية استنادا الى دعاوى عالقة امام القضاء الاميركي. اذ تكشف المعلومات ان خطوة واشنطن تاتي في السياق التمهيدي لاعادت فتح ملفات قضائية عالقة امام المحكمة العليا الفدرالية والتي كان تقدم بها مواطنون اميركيون اقارب لضحايا سقطوا خلال تفجيرات استهدفت مصالح اميركية في لبنان، والتي على اساسها تم وضع حزب الله على لائحة الارهاب الاميركية،ما يساعد في تحقيق الاهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة،نتيجة زيادة الضغط على ايران من جهة، وارضاء اسرائيل من جهة ثانية، بعد «صفعتي» الصفقة الاميركية - الروسية في سوريا، وتراجع الرئيس دونالد ترامب عن وعده الانتخابي بنقل السفارة الاميركية الى القدس، اذ ان تل ابيب تقدم ملف حزب الله والجمهورية الاسلامية على ما عداه من قضايا.  غير ان اللافت وسط كل ذلك لجوء مدير المركز الوطني لمحاربة الارهاب «نيكولاس راسموسن» والذي يشغل منصب مستشار للرئيس وعضو في مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض، الى اللعب على وتر الصراعات الداخلية اللبنانية والملفات التي طالما شكلت انقساما بين اللبنانيين كاتهام الحزب باغتيال مسؤولين لبنانيين، ما قد يهدد باعادة اشعال الفتنة الداخلية ما لم يتم تدارك الامر بسرعة من قبل الحكومة اللبنانية، بحسب اوساط سياسية متابعة.

وفي حين لوحظ غياب المواقف الرسمية اللبنانية حول الإجراءات الأميركية الجديدة وامتناع عدد كبير من المسؤولين عن التعليق عليها،تكشف الاوساط المقربة من حزب الله ان الاخير لا يخشى وقوع اي مواجهة عسكرية لان اسرائيل غير قادرة حاليا على خوض حرب كبرى ضد لبنان، فلا جبهتها الداخلية مهيئة، ولا بنك اهدافها اللبناني ذات فعالية، ولا جيشها حاضر لهكذا مغامرة، بحسب ما بينت المناورة الاخيرة.  وتتابع الاوساط بان الخوف الفعلي يكمن في تنفيذ عمليات امنية تستهدف كوادر اساسية في الحزب،خصوصا ان الاميركيين وقبلهم الاسرائيليون يعمدون كل فترة الى اعلان اسماء مجاهدين في الحزب لايصال رسائل ذات طابع امني مفادها ان هيكل المقاومة التنفيذي والعسكري بات مكشوفا، وهو ما حصل على سبيل المثال قبيل اغتيال الحاج رضوان منذ سنوات،او القيادي مصطفى بدر الدين.  واشارت الاوساط الى ان اسلوب الكشف عن الاسماء هذه المرة وما عرض من مكافآت هدفه خبيث اذ يحاول الايقاع بين جمهور المقاومة عن طريق الترهيب لبث الشقاق والفرقة والشك، كما انه من جهة ثانية يحاول تشويه سمعة المجاهدين تمهيدا لتبرير تصفيتهم وان كلف ذلك سقوط ابرياء، في اطار الحرب النفسية والاعلامية التي تشن.  في غضون ذلك كشفت مصادر دبلوماسية في بيروت عن اتصالات جرت خلال الساعات الماضية بين العاصمتين اللبنانية والروسية لبحث مسألة التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان ومدى جديته،حيث حصل المسؤولون اللبنانيون على ضمانات من موسكو بممارسة الضغط ضد تل ابيب لوقف تلك الحرب الكلامية خوفا من تطورها وانفجارها ازمة عسكرية.  فماذا عن موقف لبنان الرسمي؟ وكيف سترد الحكومة اللبنانية؟ وكيف سيواجه المسؤولون الاحراج الذي سيواجهونه خلال زياراتهم للخارج؟

 

ميقاتي ينسى أو يتناسى:حكومته طلبت رفع الـ TVA الى 15%

إلهام فريحة/الأنوار/16 تشرين الأول/17

السياسة احترام وتهذيب ولياقة قبل ان تكون صراعا على السلطة. والسياسة احترام متبادل قبل ان تكون سياسية عند كل انجاز. ومن لا يعرف ان يطبق هذه القواعد، تكون السياسة بالنسبة اليه اقتناصا للفرص وردة فعل، وهذا أدنى انواع السياسة. مناسبة هذا الكلام أمور مستغربة في السياسة اللبنانية، فما كاد رئيس الحكومة سعد الحريري يحط في الفاتيكان للقاء البابا حتى بدأت عملية تشويش عليه من بيروت، في اوركسترا منظمة يقودها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي دخل حلبة الانتقاد من باب انتقاد الضرائب المفروضة، وكذلك انتقاد بعض التعيينات ومنها تعيينات المجلس الاقتصادي الاجتماعي. فأطلق سلسلة تغريدات على حسابه على "تويتر"، ومنها:

"تحفظت على الضرائب والرسوم التي تم فرضها لأنني أعتبر ان ما تقوم به الدولة والحكومة بشكل خاص، هي اعمال ارتجالية.

نحن نطالب بأن تكون الضرائب أكثر عدالة، وتكون محفزة لتنمية الاقتصاد، لا ان تكون عائقا أمام نموه وتطوره".

الرئيس الحريري لم يفاجأ بتغريدات الرئيس ميقاتي، فهو لم يعتبره يوما حليفا بل مقتنص فرص منذ قَبِل ان يسير في الانقلاب الذي أطاح الرئيس الحريري حين كان مجتمعا مع الرئيس اوباما، فقبل بتسميته لتشكيل الحكومة علما انه كان أسرّ الى الرئيس الحريري انه وراءه.

أكثر من ذلك، فإن زيارة حاضرة الفاتيكان بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري هي نهج درج عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمر فيه الرئيس سعد الحريري، بما يعبّر عن تعزيز العيش المسيحي الاسلامي وعن نهج الاعتدال الذي ينتهجه الحريري وتياره، في ظرف تعج فيه المنطقة والعالم بالتطرف.

بهذا المعنى، وبدلا من ان تلقى خطوة الحريري تثمينا، فإنها تقابل باطلاق نار سياسي في مواضيع أخرى، لحرف الانظار عن اهمية زيارة الفاتيكان والعودة الى نغمة الضرائب وغيرها.

عند هذا الحد وجد الرئيس الحريري ان لا بد من إعلام الجميع في بيروت ان الرد سيكون قريبا ولكن ليس من الفاتيكان او روما، فغرد قائلا:

"الرئيس الميقاتي نازل انتقادات بقراراتنا، لما ارجع على على بيروت حا رد عليه أو لما اعمل مجلس وزراء بطرابلس. have a nice weekend".

هذه التغريدة كانت كافية لوضع النار فوق الرماد خصوصا ان الرئيس الحريري لديه الكثير ليقوله بمجرد نفض الغبار عن الذاكرة:

الرئيس ميقاتي يتحدث عن الضرائب، فبماذا يمكن للرئيس الحريري ان يرد؟ من خلال المراجعة وعدم الارتجالية، فإن ما ينتقده الرئيس ميقاتي هو صاحبه، بمعنى أوضح:

انها "ضرائب الميقاتي" التي احالتها حكومته الى مجلس النواب، وحكومته الانقلابية هي التي اعدتها، وكان ذلك في ربيع العام 2013 حين احالت حكومته سلسلة الرتب والرواتب مرفقة بمجموعة من الاجراءات الادارية والضريبية. ومن هذه الاجراءات ما ورد حرفيا في المرسوم الذي احيل من الحكومة برئاسة ميقاتي، الى مجلس النواب، وفيه: يعدل نص المادة المتعلقة بالضريبة على القيمة المضافة، بحيث يصبح كما يلي: "ان معدل الضريبة هو عشرة بالمئة (10%)، وخلافا لأي نص آخر يصبح 15% على بعض العمليات والخدمات".

هذا مُثبت. طلبُ رفع الضريبة على القيمة المضافة تم في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ثم لاحقا في حكومة الرئيس تمام سلام، فكيف يقفز رئيس الحكومة السابق فوق ذاكرة اللبنانيين ليطلق النار على حكومة الرئيس الحريري بسبب اجراءاتها الضريبية التي هي مأخوذة من المرسوم الذي أعدته حكومته في ربيع 2013 واحالته الى مجلس النواب في حزيران 2013؟ فقط لانشاط الذاكرة

 

مخاطر رفض الربط بين «نووي» إيران وسلوكها

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59529

«ما هو التفاوض سوى مراكمة عدد من الأكاذيب الصغيرة التي تنتهي بأفضلية لطرف على آخر؟» (فيليكس دينيس)

حبس المتابعون أنفاسهم أمس بانتظار الموقف الذي سيتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إزاء الاتفاق النووي المعقود بين القوى الغربية (ومعها روسيا والصين) وإيران، وهو الاتفاق الذي يُرمز إليه بعبارة «خطة العمل الشاملة المشتركة». ومع أن تصريحات وتسريبات سابقة أعطت صورة تبيّن أنها صادقة لما قرّره، كان موقف ترمب مهماً لدرجة أنه استفز ردّات فعل سريعة. في الشرق الأوسط، المنطقة المعنية مباشرة بخطط إيران النووية، كان الانقسام واضحاً. شهدنا تناقضاً بين رفض استنكاري من الرئيس الإيراني حسن روحاني، وترحيب مطلق من الدول العربية المتضررة، ليس فقط من طموح طهران النووي، بل أيضاً من استغلال طهران سكوت المجتمع الدولي عن ذلك الطموح... لكي تتمدّد وتتوسع بفضل ميليشياتها وأسلحتها التقليدية.

في الشرق الأوسط، وبالذات، في منطقة الخليج، ثمة خطران جدّيان يشكلهما مشروع الهيمنة الإيراني، وبضمنه الاتفاق النووي، الأول سياسي، والثاني نووي.

الخطر السياسي ظاهر في التأجيج المذهبي المسلح الذي ترعاه طهران وتدعمه، سواء عبر تنظيمات لديها سيطرة فعلية على الأرض، كحال فصائل «الحشد الشعبي» في العراق وميليشيات «فاطميون» و«زينبيون» و«حزب الله» في سوريا ولبنان وجماعة الحوثي في اليمن، أو عبر زمر تمارس الإرهاب والعمل السرّي التحريضي كما نرى في البحرين ودول خليجية أخرى، ناهيك من بعض الدول المغاربية. ثم إن الحرس الثوري الإيراني، الذي يلعب دوراً محورياً اليوم في حياة إيران السياسية والأمنية والاقتصادية، أعلن ويكرّر الإعلان صراحة عن تدخّلاته، بل وسيطرته على أربع عواصم عربية. ولا يفوّت قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري، فرصة لا يظهر فيها على الملأ وهو يتفقد الجبهات في سوريا أو العراق، مع أنه نظرياً مطلوب وملاحَق دولياً!

أما الخطر النووي - بوجهه العلمي البحت - فلا يقل خطورة. ذلك أن له بُعداً جيولوجياً - سيزمولوجياً يتصل بسلامة منطقة الخليج، خصوصاً أن إيران تقوم على فوالق وعقد زلزالية غاية في الخطورة، كما أن عدداً من المفاعلات والمرافق النووية الإيرانية موجود في أماكن معرّضة للزلازل. وإذا ما تذكّرنا المسافة القصيرة التي تفصل ميناء بوشهر، حيث توجد منشأة نووية مهمّة، عن شواطئ شبه الجزيرة العربية، يصبح بإمكاننا تخيّل حجم الكارثة المحتملة من أي تسرّب يتسبب به زلزال كبير على غرار ما حدث مع مفاعل فوكوشيما، بشمال اليابان، عام 2011.

أكيد، لحكومات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا كل الحق أن تعارض خط واشنطن السياسي أو تؤيده. إلا أن إصرارها على الدفاع عن الاتفاق النووي يقوم في جزء كبير منه على المصالح والاستثمارات الاقتصادية.

هذه الحكومات، بدفع من الشركات والمصارف الساعية إلى اقتحام السوق الإيرانية ذات الـ90 مليون مستهلك، لا تريد الاعتراف بوجود تلازم بين الاتفاق وإطلاق يد نظام طهران في قمع المعارضة الإيرانية في الداخل. ولا يهمها تصاعد التدخلات الإيرانية في الدول العربية المجاورة... وهي تدخلات أسهمت في أزمتين هما: أزمة اللجوء التي عانت وتعاني منها دول أوروبا الغربية والوسطى، وأزمة نشوء إرهاب متطرف يرفع شعارات إسلاموية «سنيّة» رداً على شعارات طهران الإسلاموية «الشيعية».

اليوم وفق إحصائيات موثقة، ارتفعت صادرات إيران إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 375 في المائة بين عامي 2015 و2016. كما استثمرت الشركات الأوروبية بكثافة في السوق الإيرانية البكر، وثمة تطور في التسهيلات المصرفية الذي يواكب هذا المد من الاستثمارات الواعدة.

ومن ثم، فإن موقف حكومات الدول الثلاث الشريكة في الاتفاق النووي، يشبه موقف إدارة باراك أوباما التي رعت إعادة تأهيل نظام طهران، ووجدت له الأعذار، وراهنت على جعله شريكاً وحليفاً في الشرق الأوسط. وهي مثل الإدارة الديمقراطية الأميركية تتعمد المعاملة مع الاتفاق النووي على أساس الفصل الكامل بين التقنية النووية والسياسة. لا تريد هذه الحكومات أن تقرّ بأن إيران تحتل المرتبة الثانية عالمياً خلف الصين (والأولى بالنسبة لعدد سكانها) في عدد الإعدامات، وأن العديد من حالات الإعدام ذات طابع سياسي، وتتصل غالباً بالأقليات العرقية والمذهبية. ولا تريد هذه الحكومات التي تدّعي الحرص على حقوق الإنسان إدانة سجل نظام طهران السيئ، بما فيه التعامل مع شخصيات كانت من ضمن بيئة النظام نفسه، مثل رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كرّوبي، كي لا نعود إلى الوراء للإشارة إلى أبو الحسن بني صدر أول رئيس لـ«الجمهورية الإسلامية» المقيم منفياً في فرنسا.

ولا تريد هذه الحكومات - التي تستخدم ذرائع أوباما ذاتها في حصر مواجهتها لـ«الإرهاب الإسلامي» (أي السنّي، حصراً) - أن تقرّ بوجود دور نشط لطهران، حتى في تغذية عدد من التنظيمات السنّية المتطرفة في مختلف بقاع العالم، أو التعاون الوثيق معها، بما فيها «القاعدة».

برلين وباريس ولندن تريد منا الاقتناع بـ«منطق» جون كيري، وزير الخارجية الأميركي السابق، الذي كان يكرّر إبان فترة وضع اللمسات الأخيرة على المفاوضات مع إيران أن «التفاوض محصور بالشأن النووي ولا يتطرّق إلى جوانب أخرى». وهو «المنطق» الأعوج نفسه الذي كرره كيري بالأمس رداً على رفض ترمب «إجازة» الاتفاق النووي، والتشدّد في ملاحقة تجاوزات الحرس الثوري (بمختلف فروعه وتوابعه) بعد تناوله دوره التخريبي في الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم. وكما نعلم، فإن «الجوانب الأخرى» التي عناها المستر كيري، والتي غضّت «واشنطن أوباما» النظر عنها عمداً حينذاك، هي التدخل الإيراني السياسي والعسكري والاستخباراتي في الدول العربية. ختاماً، الحكومات الأوروبية الثلاث التي تدّعي ممارسة السياسة الأخلاقية في ترحيبها باللاجئين من الشرق الأوسط، بإمكانها فعل ما هو أفضل من ذلك سيراً بالحكمة الشهيرة «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

«درهم الوقاية»، بكل بساطة، هو كبح جماح آفات التطرّف والتدمير والأحقاد التي تولّد الإرهاب وتغذيه.

 

واشنطن والرأي العام الإيراني

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/17

الحشد الدعائي الذي قامت به الحكومة الإيرانية، أثناء مفاوضاتها على الاتفاق النووي قبل ثلاث سنوات تقريباً لإقناع الرأي العام الغربي، ارتكز على الادعاء بأنه سيؤدي للسلام في المنطقة وينهي الخلاف الطويل. وبخلاف المعروف عنها، أقدمت حكومة طهران أيضاً على توسيع دائرة دعايتها، فشملت الجاليات الإيرانية في الخارج، ومعظم الإيرانيين في الخارج ليسوا على وفاق مع النظام منذ قيام الثورة. وكان مستغرباً أن نرى عدداً ممن دافعوا عن الاتفاق في صفّ النظام هم من المعارضين لها. لفتتني ظاهرة التصالح غير المألوفة بين الفريقين فسألت عنها، هناك من أثنى على نفوذ اللوبي الإيراني، وفسّرها آخر بأن التصالح بضغوط من الإدارة الأميركية السابقة على القوى المعارضة، وبالطبع هناك من يرى أن المعارضة كانت مع الاتفاق وإن كانوا ضد النظام.

في رأيي، بذلت حكومة حسن روحاني جهداً كبيراً، ونجحت في رسم صورة إيجابية عن إيران المستقبل، واعدة بالمصالحة والتغيير الإيجابي الذي سينهي القطيعة مع نحو خمسة ملايين إيراني في المنافي معظمهم يعيش في الغرب. وبالطبع ركزت رسالة روحاني، ووزيره ظريف، آنذاك، على الإيرانيين في الخارج تطالبهم بأن يؤيدوا جميعاً، على اختلاف توجهاتهم السياسية، حق بلدهم إيران في تملك السلاح النووي، وأن يفصلوه عن خلافهم مع النظام. وقد ردّدت هذا الطرح بعض النخب الإيرانية في الولايات المتحدة مقتنعة بأن إيران ستتغير إلى الأفضل، بالانفتاح والتسامح.

لا أدري ما رأي المعارضين الذين دافعوا عن الاتفاق النووي، بعد توقيعه وتنفيذه؟ هل لمسوا أي علامات تحسن في معاملة النظام تجاه المعارضين، والإيرانيين بشكل عام عما كان عليه قبل التوقيع؟

نحن لم نشهد أي تغيير في سلوك النظام الذي زاد قمعه وشمل حتى المحسوبين على النظام، مثل أبناء الزعيم الإيراني الراحل، هاشمي رفسنجاني، والمقربين من الرئيس الأسبق محمد خاتمي، وحديثاً جداً اعتقال عدد من المحسوبين على الرئيس روحاني ضمن لعبة التوازنات التي لا تنتهي.

خلال الفترة الممتدة منذ توقيع الاتفاق JCPOA بين إيران والغرب في يوليو (تموز) 2015 وحتى اليوم، لم نسمع من النخبة في الداخل والخارج أي إطراء أو اعتراف بوجود تقدم من النظام حيال المجتمع المدني المتسامح الموعود. وبالتالي لا نعرف ما اللعبة التي سيلجأ إليها الرئيس روحاني من جديد لحشد التأييد الذي نجح في تحقيقه المرة الماضية.

ففي تلك المرة لعب على وتر الوطنية، قائلاً إن المشروع لإيران كلها وليس للنظام وحده، وأقنعهم بأنه مفخرة علمية وحضارية، وزاد عليها بأن رفع الحظر نتيجة الاتفاق سيجعل حياة الإنسان الإيراني أفضل من قبل.

لا شك أن للإيرانيين أن يفخروا بإنجازاتهم، لكن ليست عندما تكون مجرد وسيلة أخرى لمزيد من الحروب والتسلط. الاتفاق عزز وضع أجهزة قمعية مثل الحرس الثوري. واستمرت إيران، باختيار النظام وبسبب سياساته، في حالة احتراب، فهو رغم الحظر والحصار الدولي لم يتوقف عن إنفاق مليارات الدولارات كل سنة للجماعات المسلحة في غزة ولبنان وأفغانستان والعراق وسوريا واليمن، إلى جانب الإنفاق على شبكة كبيرة من الجماعات المتطرفة في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا وحتى في أميركا الجنوبية. أتوقع أن تلجأ حكومة روحاني للتشويش على الشعب الإيراني الذي يعيش تحت تأثير إعلام النظام، مثل كوريا الشمالية. ستصور قرار الولايات المتحدة على أنه عدوان على الشعب وتضييق على حياته، خصوصاً أنه سبق وفرضت منع منح التأشيرات للمواطنين الإيرانيين. إنما يفترض أن توضح واشنطن موقفها للشعب الإيراني بأن إعادة العقوبات على حكومة طهران ليست حتمية، بل أعطت حكومة طهران فرصة بأن تتعهد بالكف عن مغامراتها العسكرية وتمويل الجماعات المتطرفة في الخارج. الشرط الأميركي يفترض أن يجد هوى عند الغالبية الإيرانية التي ضاقت ذرعاً من سلوك النظام وتبديد أموالهم على ميليشيات في أنحاء العالم.

 

نسف الاتفاق النووي

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/17

كانت مسألة وقت لا أكثر حتى تدق ساعة مراجعة الاتفاق النووي الإيراني، الذي ما فتئ يصفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه «الأسوأ على الإطلاق»، وهو فعلاً كذلك. احتاج ترمب 10 أشهر حتى يبدأ المواجهة الفعلية مع إيران، في الوقت الذي استغرق سلفه باراك أوباما 8 سنوات لإقراره ورمْي طوق النجاة لإيران. اتفاق فرحت به طهران كثيراً فهي الرابح الأكبر، إذ سُمح لها، من ضمن ما سُمح، بتجاوز كميات الماء الثقيل المحددة، مما يعني مضيها في مشروعها النووي في الظلام، والأخطر مكافأتها بإطلاق يد ذراعها الإرهابية (الحرس الثوري) الذي قال عنه ترمب إنه «قوة الفساد والإرهاب في يد الزعيم الإيراني»، مضيفاً أن إيران تزرع «الموت والدمار والفوضى»، ولا تلتزم «بروح الاتفاق»، ولكنها تستفيد من مزايا رفع العقوبات الاقتصادية، وهكذا كانت الاستراتيجية الترمبية الجديدة لمواجهة اتفاق نووي أعرج أضر دول المنطقة كثيراً، بإعادة فرض العقوبات على إيران وعلى ميليشياتها العسكرية (الحرس الثوري). لم تعلن واشنطن انسحابها من الاتفاق، فهذا السيناريو يراه المسؤولون الأميركيون ضربة قاصمة باعتبار الشركاء الأوروبيين سيطلقون السهام ضد بلادهم، لكن واشنطن اختارت حلاً وسطاً، فلا هي انسحبت منه ولا هي تركته يمضي بانعكاساته الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم، وإنما أعلن ترمب رفضه الإقرار بأن إيران التزمت به، واصفاً إياها بأنها «نظام متطرف»، وأنه سيحيل الأمر إلى الكونغرس، ويستشير حلفاء الولايات المتحدة في كيفية تعديله، وهي خطوة ربما تهدف إلى جر إيران لخرق الاتفاق من طرفها أو الانسحاب منه، وهو ما سيخفف من مسؤولية واشنطن أمام حلفائها الأوروبيين.

خلال أكثر من عامين منذ إقرار الاتفاق حصلت إيران على الكثير من المال، والبيت الأبيض أكد في وقت سابق أن طهران استردت 50 مليار دولار من أصولها في الخارج، ثم بدأت بالتلاعب للوصول إلى العتبة النووية؛ أصرت على التعامل مع الملف الصاروخي باعتباره منفصلاً عن ذاك النووي، وقام «الحرس الثوري» بعدد من التجارب على صواريخ باليستية، وهو ما وصفته واشنطن بأنه انتهاك للاتفاق، تلاعبت طهران بالعالم عبر مظلة اتفاق نووي سيئ جداً، تمددت ميليشياتها أكثر مما فعلت قبل الاتفاق، استغلت حرسها الثوري في تقوية ميليشياتها، ولو تركت إيران تمضي في استراتيجيتها التخريبية خلال فترة الاتفاق النووي بكامله دون مواجهتها، لكان من المستحيل إيقاف إرهابها حول العالم بعد أن تكون شرعنته وتمددت أذرعتها الميليشياوية وأصبحت واقعاً يصعب تغييره كما في «حزب الله» بلبنان.

عندما كان الحماس على أشدّه بُعيد الإعلان عن الاتفاق النووي في 2015، ظلت السعودية من الدول القلائل التي استشعرت خطره، وكانت أكثر صراحة في إبداء شكوكها من عدم التزام إيران بالاتفاق، وحذّرت حينها الإيرانيين من الاستمرار في سياسة التدخل في شؤون دول المنطقة، معتبرة أن «استخدام بند رفع العقوبات الاقتصادية عنها في إثارة الاضطرابات والقلاقل، سيُواجَه بردود فعل حازمة من دول المنطقة». حينها قيل إن الرياض تتشدد أمام فرصة احتواء إيران وإعادتها كدولة طبيعية إلى المجتمع الدولي، وها هي الولايات المتحدة تثبت صحة موقف الرياض من الاتفاق وتتوافق معه تماماً، كما تؤكد أنه لم يكن موقفاً متشدداً بقدر ما هو قراءة استباقية لدولة مارقة منحت الفرص تلو الأخرى، بينما هي لم تتزحزح قيد أنملة عن مشروعها التخريبي. في كتابها «خيارات صعبة»، ذكرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والتي كانت أحد العرّابين الرئيسيين لهذا الاتفاق، «ليس هناك سبب يدفعنا إلى الوثوق بالإيرانيين»، مضيفة أنه على الرغم من التوصل لاتفاق نووي «تبقى إيران مصدر تهديد بالنسبة إلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة وحلفائنا، انطلاقاً من دعمها للإرهاب وسلوكها العدواني»، بالطبع لم يكن ذلك سراً ولا يحزنون، وهو ما يشير إلى أن الاتفاق بأكمله كان غاية لإدارة أوباما وليس وسيلة لإيقاف الخطر الإيراني. ربما أخيراً حانت اللحظة الحاسمة لنزع ورقة إيران الرابحة التي استغلتها للعبث بالعالم إرهاباً.

 

عودة اللاجئين السوريين

فايز سارة/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/17

يطرح الأردن ولبنان موضوع إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وقد تكرر طرح الموضوع مؤخراً على لسان مسؤولين فيهما، وناقشتها اجتماعات وخطط طرحت في اجتماعات رسمية ولدى فعاليات سياسية واقتصادية، وتناولتها وسائل إعلام في البلدين، وبينت جميع الأطروحات الأسس التي تراها أسباباً لطرح الموضوع وبينها أسباب تتصل بأوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية تحيط بالبلدين، وأخرى تخص تطورات الوضع السوري، وثالثة تتعلق بالموقف الدولي، وما صار إليه من تقصير وسوء في تعامله مع قضية اللاجئين السوريين، وخلصت غالب الأطروحات إلى ضرورة إعادة اللاجئين إلى بلدهم.

وتتقاطع الأطروحات الأردنية - اللبنانية في عودة اللاجئين مع طموحات أغلبية اللاجئين في العودة إلى سوريا، ليس بسبب سوء أوضاعهم ومعاشهم وظروف لجوئهم فقط، بل باعتبار أن عودتهم إلى بلدهم وممتلكاتهم، هو حق طبيعي من حقوقهم، خصوصاً أن لجوءهم إلى بلدان الجوار، إنما كان تحت ظروف سياسية - أمنية، دفعت بهم للهرب من عمليات الملاحقة والاعتقال والقتل، أو نتيجة عمليات التدمير الواسعة التي قام بها نظام الأسد وحلفاؤه من الإيرانيين وميليشياتهم وعمليات الطيران الروسي التي دعمت على مدار العامين الماضيين أعمال النظام وحلفائه ضد المناطق الخارجية عن سيطرة النظام.

وتقوم فكرة عودة اللاجئين من الجانبين الأردني واللبناني في عواملها المحلية على مشتركات؛ أبرزها ارتفاع عدد اللاجئين، حيث يزيد في كل منهما على مليون نسمة، يشكلون نحو خُمس السكان في كل منهما، مما يشكل ضغطاً على إمكانيات وقدرات وموارد البلدين الصغيرين ومحدودي الموارد، وكل منهما يعاني من أزمات في توفير احتياجات سكانه الأصليين، إضافة إلى مخاوف البلدين الأمنية من نشاط الجماعات الإرهابية المتطرفة ولا سيما «داعش» وجبهة النصرة - فرع القاعدة في سوريا، وقد روّجت أوساط سياسية وأجهزة أمنية في البلدين لوجود نشاط للجماعات الإرهابية المتطرفة في أوساط اللاجئين.

الأمر الثاني وجود سياسة رسمية، تميل إلى تسوية علاقاتها مع النظام في سوريا من أجل تنشيط دورها السياسي في الملف السوري حالياً، وفتح الحدود معه لمرور البضائع والأشخاص، ولضمان دور لها في المرحلة المقبلة ولا سيما في إعادة إعمار سوريا معززة بضغوطات جماعات سياسية واقتصادية وأجهزة أمنية، والمثال الأوضح موقف «حزب الله» اللبناني وحلفائه، وقد عزز هؤلاء قوتهم من خلال خلق وتطوير بنية اجتماعية مناهضة لوجود اللاجئين السوريين قوتها الرئيسية حاضنة «حزب الله» وحلفائه في لبنان.

والأمر الثالث في المشتركات الأردنية - اللبنانية لعودة اللاجئين القول بتحسن الأوضاع الأمنية في سوريا بعد تعزيز سيطرة نظام الأسد وحلفائه على المناطق المتاخمة للأراضي اللبنانية في القلمون الغربي ومناطق بلودان والزبداني، والوصول إلى اتفاقيات خفض التصعيد، التي يجري الاشتغال على تنفيذها في الجنوب السوري المجاور للأردن.

والأمر الرابع، يمثله تدهور الاهتمام الدولي بقضية اللاجئين خصوصاً في موضوع تقديم الدعم الإغاثي سواء من جانب المنظمات الدولية، التي تشكو من نقص تمويل مشاريعها، فيما تتراجع جهود الدول الداعمة في مساعدة اللاجئين تحت حجج وذرائع مختلفة.

وبغض النظر عن مصداقية بعض الأسباب، التي يسوقها الأردن ولبنان في طرح موضوع إعادة اللاجئين، فإن أغلبية اللاجئين السوريين في البلدين ترغب في العودة، لكن ما يمنعها، استمرار الأسباب التي كانت وراء خروجها من ديارها ووطنها من ملاحقة واعتقال وتدمير، بينما يدفعها للعودة وقوعها فريسة القهر الذي تعانيه في البلدين في مخيمات تعاني نقصاً شديداً في تلبية احتياجاتها، والعجز عن تأمين الحد الأدنى من ضرورات الحياة الإنسانية من سكن وطعام ودواء وتعليم وعمل، إضافة إلى الضغوطات السياسية والأمنية، التي تمارس ضدها للعودة من حيث جاءت أو المغادرة إلى حيث أمكن.

إن الأهم في موضوع عودة اللاجئين إلى بلدهم، لا يكمن في رغبة دول اللجوء السوري بما فيها الأردن ولبنان اللذان أجبرا على استقبال تلك الأعداد، ولا هو كامن في رغبة اللاجئين في العودة. إن المشكلة قائمة في موقف نظام الأسد الذي لا يصر على استمرار الحل العسكري - الأمني الذي أدى إلى خروج السوريين من بلدهم، وما زال يتسبب بمزيد من النازحين لولا أن دول الجوار، أغلقت أبوابها في وجه الهاربين إليها من القتل والاعتقال والدمار، ولعل الأهم في هذا الجانب، أن قضية عودة اللاجئين ليست مطروحة من جانب النظام خصوصا بعد كلمة رئيسه حول «المجتمع المتجانس» الذي خلفته الحرب في السنوات الماضية، وقد أضاف الكثير من رموز نظام الأسد تأكيدهم على اعتقال وقتل كل من يعود للبلد من اللاجئين. ولا يحتاج إلى تأكيد قول، إنه في ظل موقف نظام الأسد من قضية اللاجئين وفي القضية السورية عموماً، لا يمكن معالجة القضية خصوصاً وسط الصمت والإهمال الدولي والإقليمي المحيط بقضية اللاجئين، والاقتصار في تناولها عندما تطرح على اعتبارها قضية إغاثة ومساعدات وتمويل ليس إلا، وكلها مجرد تفاصيل يجري نقاش فيها وحولها!

 

الاتفاق النووي مجدداً... يحرّك القنابل الموقوتة

جورج سمعان/الحياة/16 تشرين الأول/17

غسل الرئيس دونالد ترامب يديه من الاتفاق النووي. لم يعلن انسحاب بلاده من هذا العقد الدولي. ولم يضع «الحرس الثوري» على لائحة الإرهاب. اكتفى بالدعوة إلى فرض عقوبات عليه. رمى بالمسؤولية على كاهل الكونغرس، وعلى الحلفاء أيضاً المعنيين بالاتفاق. نجح رجال إدارته في الخارجية والدفاع في كبح جموحه. والواقع أن العالم لم يكن يحتاج إلى كل هذا الضجيج والتحذير من حرب ضروس. فلا الرئيس الأميركي كان سيمسح توقيع الإدارة السابقة، ولا إيران جندت أجنادها للرد وضرب القواعد الأميركية في المنطقة. الخيار العسكري لم يكن مطروحاً. أفضل ما يمكن أن تلجأ الجمهورية الإسلامية اليه هو نهج كوريا الشمالية. في ذروة التصعيد بينها وبين واشنطن قبل سنوات لم تجرؤ حتى على إقفال مضيق هرمز كما كانت تتوعد أيام محمود أحمدي نجاد. وحتى تلويحها بالخروج على الاتفاق إذا نقضته أميركا لم يكن جدياً. تبدل المشهد الاستراتيجي في العالم والإقليم في السنوات الأخيرة، وخير دليل أن لا إجماع اليوم على فرض العقوبات مجدداً على إيران. حتى حلفاء الولايات المتحدة من الأوروبيين أعلنوا تمسكهم بتواقيعهم على الاتفاق باعتباره يخدم مصالحها. وستتمسك القيادة الإيرانية بهذا الإنجاز وما جر عليها من منافع لم تكن تتوقعها. يكفي أنه أبعد خيار الحرب الذي كانت تردد إدارة جورج بوش الابن أنه على الطاولة. وأفادها بإعادة ترميم اقتصادها المتهالك. واطمأنت إلى أن الولايات المتحدة لن تعمل على تغيير النظام. أصلاً كانت إدارة الرئيس باراك أوباما من زمن نأت بنفسها عن التظاهرات التي اندلعت في العام 2009 احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس نجاد لولاية ثانية.

كان متوقعاً منذ أسابيع أن البيت الأبيض سيوجه ضربة إلى الاتفاق لكنها لن تكون... قاضية. وأوضح الرئيس ترامب ما كان وزير خارجيته صرح به قبل أسابيع: المشكلة ليست في عدم احترام طهران التزاماتها، بل في خرقها روح الاتفاق. بالطبع لا شيء في النص عن هذه «الروح». كان الرئيس أوباما يتوقع أن إبرام اتفاق تاريخي سيعيد إيران إلى العمل الدولي، وسيفرض عليها تغييرات في الداخل والخارج تقوي عزيمة تيار المعتدلين الذين سيتسلحون بما حققت سياستهم من مكاسب اقتصادية نتيجة رفع العقوبات دولياً وتعليقها أميركياً خصوصاً، بعد تجميد البرنامج النووي. وكان من ثمرة ذلك فوز الرئيس حسن روحاني بولاية ثانية على رغم كل الحملات من مناوئيه المتشددين، خصوصاً «الحرس الثوري». لكن توقعات الإدارة الأميركية السابقة لم تتحقق. وكان واضحاً أن الجمهورية الإسلامية أصرت أثناء المحادثات بينها وبين الدول الخمس الكبرى إضافة إلى ألمانيا، على حصر النقاش في البرنامج النووي من دون غيره من القضايا الأخرى المهمة التي تتعلق بسياساتها للسيطرة ومد النفوذ والهيمنة، فضلاً عن البرنامج الصاروخي. وهو ما لم يعترض عليه أوباما.

لذلك استغلت القيادة الإيرانية الاتفاق لتعزيز نهج التمدد في الشرق الأوسط، ومواصلة بناء برنامجها الصارويخ الباليستي. أفادت من ميل الرئيس أوباما إلى الطلاق مع سياسة القطب الواحد. فقد قرر التوجه نحو إشراك القوى الدولية الأخرى في إدارة شؤون العالم. وأبدى حماسة إلى خيار الحوار من أجل تسوية البرنامج النووي الإيراني. وكانت قمة الأمن النووي في واشنطن، في نيسان (ابريل) 2010 منطلقاً لهذا التوجه. لكن طهران لم تكن وحدها تترقب انكفاء الاستراتيجية الأميركية الجديدة نحو بحر الصين والمحيط الهادئ. كانت قوى أخرى على رأسها موسكو تستعد لملء الفراغ في الإقليم. وهذا ما حصل في كل من العراق وسورية واليمن أيضاً، وقبل ذلك في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم. استغل خصوم الولايات المتحدة إصرار الإدارة السابقة على طيّ صفحة الحروب التي أطلقتها إدارة بوش الابن. أُطلقت يد «الحرس الثوري» في كل مكان في المنطقة. بل رأى المتشددون في طهران إلى إصرار أوباما على إبرام تسوية نوعاً من التراجع، فصار طموحهم المزيد. هم يدركون مثلما تدرك واشنطن أن الشرق الأوسط ركن أساسي في النظام الدولي وتالياً في السلم العالمي. ويريدون حجز موقع متقدم عندما يحين موعد البحث في النظام الإقليمي في «الشرق الأوسط الكبير» وفي النظام الأمني الخليجي خصوصاً. وفي حين ألح الرئيس الأميركي السابق على إبرام تسوية للبرنامج النووي تبرد أجواء التوتر في الإقليم وتبدد غيوم الحرب. استغلت الجمهورية الإسلامية هذا البرنامج لتميكن يدها في المنطقة. فما هو أخطر من القنبلة الذرية التي يخشاها جيرانها والغرب عموماً، تلك الميليشيات التي أنشأتها لمنافسة الجيوش الرسمية في أربع عواصم عربية وللإمساك بسلطة القرار في هذه العواصم. فهي مثل غيرها تعرف أن السلاح النووي الذي لا يمكن استخدامه أو هو محرم بموجب قانون الحرب والنزاعات المسلحة لا قيمة لامتلاكه، حتى في مفهوم الردع. هذه النظرية التي يرى كثير من الباحثين أنه لم تعد لها قيمة، مع تطور أدوات الحروب الحديثة والأسلحة التقليدية.

بالطبع شكل وصول ترامب إلى البيت الأبيض انقلاباً على سياسات سلفه في الداخل والخارج. بدأ بزعزعة برنامج الرعاية الصحية (أوباما كير). ثم التخلي عن اتفاق باريس العالمي للمناخ، واعادة النظر في اتفاق التجارة الحرة مع جيرانه وفي التبادل التجاري مع الصين. لذلك تخوف كثيرون، منذ وصوله ورفعه شعار «أميركا أولاً» وحتى عشية إعلان سياسته الجديدة حيال إيران، أن يدفع بالولايات المتحدة إلى العزلة. بينما تستند الجمهورية الإسلامية إلى تمسك الدول الخمس الأخرى بالاتفاق. وتتمتع بعلاقات تحالف مع روسيا والصين أيضاً. حدد الرئيس الأميركي ما يريد بوضوح: تعديل مدة العقد حتى لا تكون متاحة لطهران مواصلة برنامجها بعد انتهاء هذه المدة، والتفاوض على برنامجها الصاروخي وتكبيل أذرعها وميليشياتها في المنطقة. سبيله إلى ذلك هو إعادة فرض عقوبات شديدة عليها وعلى «الحرس الثوري» الرافعة الأساسية لاقتصادها في الداخل ويدها العسكرية في الخارج. وتعمد في كلمته التمييز بين القيادة «الديكتاتورية» والشعب. وهو ما يبعث مخاوف هذه القيادة من عودة العمل على تغيير النظام. وهو ما دفع ويدفع التيار المعتدل برئاسة روحاني إلى الاصطفاف مجدداً إلى جانب المتشددين خلف هذه القيادة.

كان واضحاً منذ بداية هذه الحملة على إيران أن الرئيس الأميركي يريد ترجمة موقفه النابذ للاتفاق النووي. لكنه كان إلى حد ما يقلد سلفه الذي توخى تخفيف أعبائه الداخلية وصراعاته مع الكونغرس بالانصراف إلى قضايا خارجية. فهو لم يستطع حتى الآن التفاهم مع المشرعين في أي قضية فلجأ إلى الميدان الخارجي. لا يعني ذلك أنه ألقى عبء المواجهة على الكونغرس، فهو أعلن صراحة سياسته حيال إيران وما يريد من ورائها. والسؤال هو كيف سيترجم هذه السياسة وهل ينجح؟ لا شك في أن الشرق الأوسط هو الميدان الرئيسي للمواجهة المفتوحة بين الطرفين. وبالتحديد البلدان الأربعة التي تنشط فيها الآلة الإيرانية مباشرة أو عبر أذرعها المحلية. يمكن القول بداية أن قطاع غزة الذي وفرت له الجمهورية الإسلامية في السنوات العشر الماضية كل أنواع الدعم انتقل كلياً إلى أحضان مصر. وكانت هذه طويلاً ترى إلى حدودها معه حدوداً إيرانية. ولا شك في أن المصالحة بين «حماس» والسلطة الفلسطينية أعادت هذه الورقة إلى القاهرة. وبدأت وزراة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على «حزب الله» الذي تصنفه من سنوات «تنظيماً إرهابياً».

في ظل هذه التحولات، يرتفع الحديث عن استعدادات إسرائيل لحرب على الحزب ولبنان كله، مستفيدة من الموقف الأميركي الجديد حيال الجمهورية الإسلامية ومواقف خصومها العرب الذين رحبوا بخطاب ترامب قبل يومين. فهل تقع هذه الحرب فيما طهران منشغلة وحليفها الروسي لوقف الحرب في سورية وتعزيز مواقعها فيه؟ موسكو وطهران تتهمان واشنطن بأن قواتها تتعاون مع «داعش» وتعرقل القضاء على مواقعه شرق سورية وعلى الحدود المشتركة مع العراق. وهمّ القوات الأميركية وحلفائها في المنطقة هو منع قوات النظام و «ميليشيات الحرس الثوري» من ملء الفراغ الذي سيخلفه دحر «تنظيم الدولة» نهائياً. فهل سيخوض البنتاغون معركة كبيرة لإقفال الحدود وحرمان الجمهورية الإسلامية من ممر آمن من أراضيها إلى سورية ولبنان، عبر العراق؟ إنها مواجهة لن تبقى روسيا أيضاً بعيدة منها. هي إذاً منطقة أخرى مرشحة للمواجهة. المنطقة أيضاً المرشحة للانفجار هي كردستان العراق انطلاقاً من عزم بغداد بجيشها و «حشدها الشعبي» على استعادة كركوك ومنشآتها النفطية والمعابر الحدودية من يد إربيل. فهل تسمح واشنطن لإيران المهيمنة في بغداد بأن تخوض حرباً واسعة على حليفها الكردي الذي أعلنت استعدادها للتوسط بينه وبين حكومة حيدر العبادي، وكانت ولا تزال تشجع رئيس الحكومة وبعض الرموز الشيعية على الابتعاد من طهران؟ وأخيراً هل تلقي الإدارة بثقلها خلف «عاصفة الحزم» لإنهاء الانقلاب في صنعاء، فيما بات الحوثيون وحدهم في الواجهة عسكرياً وسياسياً بعدما قيدوا قدرات حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقضوا على التحالف معه؟

لم يعد هناك مجال للديبلوماسية بين واشنطن وطهران. والمشهد الاستراتيجي الجيد يتبلور خلال الأيام الستين التي سيعمل الكونغرس خلالها على ترجمة سياسة ترامب ستنقضي سريعاً. بالتأكيد، لا أحد من الطرفين يرغب في مواجهة عسكرية مباشرة بينهما، سيعولان على حروبهما بالوكالة. بعضها مشتعل وبعضها الآخر قنابل موقوتة تنتظر شرارة. ووكلاء الطرفين على سلاحهم. فهل يستمع ترامب الذي قد لا يدرك ان الوقت ربما فات لاعادة تغيير الوقائع على الأرض، إلى رجاله العسكريين والديبلوماسيين المجربين وكيف سيرغم إيران على وقف سياسة التوسع؟

 

إخوانيان شاميان نحلا شعراً على لسان سيد قطب!

علي العميم/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/17

عزيزتي دلال البزري...

إن التفسير الذي يقترحه شريف يونس يقوم على مروية إخوانية وعلى إفادة قدّمها سيد قطب في أثناء التحقيق معه في قضية تنظيم 1965، الذي كان يرأسه.

لنقض الأساس الأول الذي يقوم عليه تفسيره المقترح والذي ادعى فيه أن ثمة مساومة جرت بين نظام عبد الناصر وسيد قطب، بموجبها تم السماح له بالنشر، مقابل تعهد ضمني بعدم تهريب مقالات وأشعار كقصيدتيه: (أخي) و(هبل... هبل)، أقول: إن سيد قطب كان منضبطاً حينما كان في مصحة السجن. ولم يهرّب أي مقال لنشره في الخارج. ولم يكتب أي قصيدة. وما هرّبه إلى الخارج هو رسالة إلى تنظيم 1965 قبل الإفراج عنه سنة 1964. فحواها توجيهات نظرية.

انضباط سيد يرجع إلى أنه كان يخاف أن يفقد المزايا التي كان يتمتع بها في مصحة السجن، كالأوراق والأقلام التي كان يقتنيها، وككتبه والكتب التي كانت في متناول يده في مكتبة السجن، وكتب أخرى كان يطلب توفيرها له من المكتبات التجارية، وهي العدة اللازمة التي تهيئ له مواصلة الاشتغال على تفسيره وتأليف كتب جديدة.

أما قصيدتاه (أخي) و(هبل... هبل)، فهي مروية إخوانية كاذبة، انطلت على كل الدارسين من اتجاهات مختلفة الذين كتبوا عن سيرة سيد قطب. فسيد قطب لم يكتب شعراً إسلامياً قط في حياته.

آخر قصيدتين كتبهما هما: (هتاف روح) و(دعاء الغريب)، نشرتا في سنة 1950. كتبهما وهو لا يزال في بعثته إلى أميركا وبعد انقطاع سنوات عن كتابة الشعر.

وكما هو معروف، فإن سيد قطب قد انصرف عن الكتابة في النقد الأدبي وعن الكتابة في ألوان أدبية أخرى. ومن بين هذه الألوان كتابة الشعر.

إن قصيدة (أخي) المنسوبة إليه، والمنشورة في جريدة (الكفاح الإسلامي)، الأردنية في سنة 1957. التي يرأس تحريرها الكاتب والشاعر الإسلامي الأردني يوسف العظم، نشرت تحت عنوان (قصيدة من وراء القضبان: من بواكير الكفاح)، وردّ عليها يوسف العظم بقصيدة طويلة سماها (إلى أخي من وراء القضبان: الرسالة الأولى)، ثم دعا الشعراء إلى كتابة قصائد متفاعلة مع القصيدة الأولى، فاستجاب له من العراق وليد الأعظمي ويونس مصطفى وكتبا قصيدتين، وهي ليست له.

وقيل في مناسبة قصيدة سيد قطب التي اشتهرت بعد ذلك بعنوان (أخي) إنه كان يسمح له في سجنه بالتجوال خارج الزنزانة. وفي إحدى جولاته المنعزلة لمح يداً تحييه بحرارة من خلال قضبان أحد الشبابيك ولم يتمكن من رؤية صاحبها، فتأثر لذلك كثيراً، فكتب تلك القصيدة.

لا نحتاج في إثبات أنها ليست له إلى عناء صنع مقارنة بينها وبين شعره القديم الرومانتيكي، من حيث السبك والتركيب الفني والمعجم اللغوي، بل يكفي، التأمل في مطلعها الذي يقول:

أخي أنت حر وراء السدود أخي أنت حر بتلك القيود

فناظم القصيدة من الواضح أنه يخاطب أخاً إخوانياً له مقيد ومكبل بالسجن، بينما هو ينعم بالحرية خارجه.

أما مناسبتها، فهي – أيضاً - مناسبة موضوعة. فسيد لم يكن يقبع في زنزانة، وإنما كان في غرفة في المستشفى الملحق بسجن طرة. والمسجون في ذلك السجن كان من غير الممكن أن يرى أو يلتقي بنزلاء ذلك المستشفى، لأن المستشفى معزول أو منفصل عن السجن. والسجناء من الإخوان المسلمين سواءً في ذلك السجن أو في سجون أخرى الذين يودون اللقاء بسيد قطب أو رؤيته، كانوا يتحججون بالمرض وإما أن يكونوا مرضى فعلاً، فيطلبون مراجعة ذلك المستشفى، ليتمكنوا من الاجتماع به.

إني أرجح أن واضع تلك القصيدة على لسان سيد قطب، هو يوسف العظم.

وأما قصيدته (هبل... هبل) – والمقصود بهبل في تلك القصيدة، جمال عبد الناصر - فهي للإخواني والطبيب والمنظر والمترجم السوري نبيل صبحي الطويل، وهذا ما اعترف به في سنة متأخرة جداً - وهي سنة 2001 - أنه كتبها سنة 1966. من خلال إيراد حكاية غير مقنعة أراد فيها أن يبرئ نفسه وأسماء أخرى لكنها عند تمحيصها، تدينه وتدين الأسماء التي ذكرها في حكايته، وهي على التوالي لكل من الإخواني الصحافي اللبناني إبراهيم المصري، والإخواني الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري والإخوانيين الباحثين الأردنيين أحمد عبد اللطيف الجدع وحسني أحمد جرار فهم شركاء في هذا التلفيق.

في حكايته غير المقنعة، التي أوردها بوصفها مقدمة لتلك القصيدة في ديوانه (القابضون على الجمر) أنحى باللائمة على من ألّف كتاب (لحن الكفاح)، نظراً لكونه المصدر الأول المكتوب الذي نسب تلك القصيدة لسيد قطب ونقلها عنه الآخرون، حيث قال: «أما من ألّف كتاب (لحن الكفاح) وكيف وصلته القصيدة المكتوبة بخط يدي والمرسلة أصلاً إلى الأستاذ إبراهيم لتنشر في مجلته الأسبوعية، فأمر لم أستطع فهمه ولم يتطوع أحد بالإجابة عنه». أنحى باللائمة على المؤلف لأنه كان اسما مجهولاً والناشر ومكان الإصدار هما – أيضاً – مجهولان! ونحن نعرف أن مكان الإصدار في الطبعة الأولى هو عمّان، من خلال إشارة أوردها أحمد عبد اللطيف الجدع وحسني أحمد جرار مؤلفا كتاب (شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث) في جزئه الرابع.

كتاب (لحن الكفاح) هو ديوان صدر في سبعينات القرن الماضي، كما تشير إلى ذلك المكتبات العامة في بياناتها عنه. يتضمن هذا الديوان قصيدة (أخي) و(هبل... هبل) المنسوبتين زوراً إلى سيد قطب، وثلاث قصائد لهاشم الرفاعي، هن: (أرملة الشهيد تهدهد طفلها)، و(دين وعروبة)، و(شباب الإسلام). وهاشم الرفاعي شاعر مصري نابغة ذو نزعة إسلامية، تحدرت إليه من انتسابه إلى عائلة صوفية عريقة، ومن تلقيه تربية أزهرية تقليدية قتل وهو لا يزال طالباً في الجامعة في حادثة جنائية، نحله الإخوان المسلمون إلى أنفسهم، فادعوا أنه منهم، وادعوا أن بعض قصائده المؤثرة سياسيا ونضالياً وإنسانياً قد قيلت فيهم، مع أنه لم يمدحهم إلا بقصيدة واحدة ثم هجاهم بعدها بأخرى. وادعوا كذلك أن رجال الثورة قد قتلوه بواسطة الشيوعيين سنة 1959!

أباطيل الإخوان المسلمين حول هذا الشاعر النابغة، المأسوف على شبابه، وحول بعض قصائده وحول مصرعه، ليست هي موضوعنا، فلنعد إلى ما كنا فيه.

أتصور أن هجاء نبيل صبحي الطويل لعبد الناصر في قصيدته (هبل... هبل)، كان عزيزاً عليه ويعتد به، ورأى أنه قد أدّى غرضه في عقود خلت والذي يتمثل في تحطيم صورة عبد الناصر، بهجوه وطنياً ودينياً، وتقديمه في صورة الطاغية من جهة، وإلباس سيد قطب ثوب البطل الأسطوري، ثابت الجنان، رابط الجأش، الذي لا يعنو لقهر ولا يطمئن إلى ذل، من جهة أخرى.

ولأن ذلك الهجاء كان عزيزاً عليه ويعتد به، وأعتقد أنه قد أدى غرضه المرجو منه، ولأنه كان – أيضاً – أخا السبعين عاماً، قدر أن الوقت ملائم لإرجاع الفضل لنفسه، فحبك حكاية أعلن فيها تلك الحقيقة المتأخرة، لكن حكايته التي لم أسردها كاملة، تبدو للمدقق فيها مهتزة في صدرها وفي بطنها وفي عجزها.

إن إفادة سيد قطب – وهي الأساس الثاني الذي أقام شريف يونس عليها تفسيره المقترح – ليست بذات قيمة. فسيد قطب حتى لو كان صادقاً في أن سعيد رمضان قد طلب منه أن يكتب في مجلة (المسلمون) التي كانت تصدر من جنيف، استناداً إلى أنه مصرح له رسمياً بتأليف الكتب ونشرها في القاهرة، فإنه قال بها في معرض الدفاع عن نفسه، وللتودد للنظام الناصري. فسعيد رمضان – أحد قيادات الإخوان المسلمين في الخارج – كان منهمكاً في أنشطة سياسية معادية لجمال عبد الناصر تسعى لإسقاط نظامه. لذا كان من الحمق البيّن أن يكتب سيد قطب في مجلته، مجلة (المسلمون)، وأن يدعوه – أصلاً - سعيد رمضان إلى فعل ذلك إلا إذا كان يريد به التهلكة.

إن سيد قطب في أثناء التحقيق معه كان يحاول التنصل من أي صلة بسعيد رمضان. وهذا ما لم يوفق – يا دلال - شريف يونس في قراءته.

قد تكونين غير مطلعة على دراسته، ولأني أذهب إلى هذا الظن، أخبرك أن الرجل بذل جهداً كبيراً فيها، وأعدّها من ضمن الدراسات الممتازة التي صدرت عن سيد قطب، لكنه رغم حذره أوتي من مؤتمنه بتصديق بعض ما يرويه الإخوان المسلمون عن سيد قطب، وأنت مقارنة به في دراساتك ومقالاتك عن الإسلاميين لا يجوز عليك ذلك الوصف، فلقد رأيتكِ فيهما تسرفين في تصديق الإخوان المسلمين عما يقولونه عن تاريخهم في مصر وفي السعودية. وللحديث بقية.

 

أميركا تعيد اكتشاف إيران

خيرالله خيرالله/العرب/16 تشرين الأول/17

أميركا أعادت اكتشاف إيران ما بعد الشاه، وأظهرت أنها تعرف تماما ما هو الدور الذي تلعبه في المنطقة. بين الانتقال من النظري إلى العملي مسافة كبيرة ليس معروفا هل إدارة ترامب على استعداد لقطعها.

أهمّ ما في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني انه يعالج موضوع إيران ككل ويضع الملف النووي في إطاره الصحيح. إنّه إطار السلوك الإيراني على الصعيديْن الدولي والإقليمي. لا يختزل الملف النووي، بأيّ شكل، مشكلة حقيقية اسمها النظام في إيران ما بعد سقوط الشاه. أي إيران التي تستثمر في كل ما من شأنه زرع حال من عدم الاستقرار في المنطقة العربية بشكل خاص، وفي كل المناطق الإسلامية بشكل عام.

لم تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق الموقع صيف العام 2015 بين إيران ومجموعة الخمسة زائدا واحدا، أي البلدان الخمسة ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن وألمانيا. من الواضح أن الإدارة الأميركية قررت مسايرة حلفاءها الأوروبيين. تفادى ترامب الانسحاب من الاتفاق الذي كان الوصول إليه هدفا بحدّ ذاته لإدارة باراك أوباما ولإيران نفسها. أرادت إدارة أوباما القول إنّها حققت إنجازا ما على الصعيد الخارجي.

وفرت لإيران الغطاء الذي تحتاجه كي تتابع سياستها العدوانية على كلّ صعيد، من منطلق أن لا وجود سوى لـ“الإرهاب السنّي” في الشرق الأوسط والعالم. لم تسأل إدارة أوباما يوما من أين جاء “داعش”، ومن وفّر الحاضنة لـ”داعش” ومن على شاكلته.

هناك للمرّة الأولى، منذ إعلان “الجمهورية الإسلامية” في إيران، في العام 1979، إدارة أميركية تعرف تماما ما هي إيران. هناك وصف متكامل ورصد دقيق من الرئيس الأميركي لكلّ النشاطات التي تقوم بها إيران داخل حدودها وخارجها. يمكن القول إن أميركا اكتشفت أخيرا إيران وذلك عندما ربط ترامب بين الملف النووي من جهة، وبين سلوك إيران من جهة أخرى. لم تكن المشكلة يوما في الملف النووي الإيراني. المشكلة في السلوك الإيراني بغض النظر عن هذا الملف الذي استخدمته إيران لتغطية ما تقوم به الآن، بل ما قامت به في الماضي أيضا.

لذلك ليس صدفة أن يكون ترامب فتح في خطابه كل الملفات الإيرانية بدءا باحتجاز الدبلوماسيين في السفارة الأميركية في طهران رهائن لمدة أربعمئة وأربعة وأربعين يوما ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1979. لم تطلق الرهائن إلا بعد الانتخابات الأميركية التي تغلّب فيها رونالد ريغان على جيمي كارتر الذي وضع الأسس للتراجع الأميركي أمام العدوانية الإيرانية عندما امتنع عن الإقدام على أي خطوة جدْية ردّا على احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين، باستثناء عملية إنقاذ فاشلة انتهت بكارثة سقوط هليكوبتر أميركية في صحراء طبس الإيرانية. بات معروفا إلى أين أوصلت إدارة كارتر الولايات المتحدة التي لم تستطع في أي وقت الرد على الاستفزازات الأميركية، حتى في عهد ريغان الذي شهد تفجير مقرّ المارينز في بيروت يوم الثالث والعشرين من تشرين الأول – أكتوبر 1983 وقبله بأشهر قليلة تفجير السفارة الأميركية في العاصمة اللبنانية. قتل في عملية تفجير السفارة التي كانت في منطقة عين المريسة البيروتية عدد كبير من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. أي). على رأس هؤلاء بوب إيمز الذي كان أوّل من حذر إيران من احتمال تعرّضها لهجوم عراقي في عهد صدّام حسين (الرواية الكاملة عن تحذير إيمز للمسؤولين الإيرانيين من الهجوم العراقي في كتاب “الجاسوس الطيّب” للكاتب كاي بيرد).

لم يعد سرا بالنسبة إلى الإدارة الأميركية ما الذي فعلته إيران منذ العام 1979 وصولا إلى اعتبارها “دولة مارقة” حسب تعبير دونالد ترامب. لم يفوّت الرئيس الأميركي ذكر أي دور قامت به إيران على أي صعيد كان، وذلك لتبرير تحوّلها إلى رمز لـ“الإرهاب”. لم يتردد في الإشارة إلى التعاون بين إيران و“القاعدة”، ولم يفوت أيضا الفرصة كي يشير مرات عدة إلى الدور الذي تلعبه الميليشيات المذهبية التابعة لإيران، بما في ذلك ميليشيا “حزب الله”. أكثر من ذلك، لم يتردد في التركيز على الدور الإيراني في دعم بشّار الأسد في الحرب التي يشنّها على الشعب السوري.

من الناحية النظرية، كان خطاب ترامب خطابا شاملا وضعه له أشخاص يعرفون تماما وبالتفاصيل المملة ما هي إيران وكيف شاركت في عملية الخبر للعام 1996 التي قتل فيها عسكريون أميركيون في المملكة العربية السعودية. ما قاله ترامب يمكن أن يصدر عن أيّ سياسي لبناني أو عربي يعرف تماما ما ارتكبته إيران في بلد مثل لبنان صار رهينة لدى “حزب الله”، خصوصا بعد انتقاله، بشكل تدريجي، من الوصاية السورية إلى الوصاية الإيرانية إثر اغتيال رفيق الحريري في شباط – فبراير من العام 2005.

لا غبار على خطاب ترامب من الناحية النظرية، خصوصا أنّه جاء نتيجة لمراجعة للسياسة الأميركية استمرّت نحو تسعة أشهر. ولكن ماذا عن الناحية العملية؟

ثمة أمور عدّة تحتاج إلى التوقّف عندها. من بين هذه الأمور عدم وضع “الحرس الثوري” الإيراني في مصاف المنظمات الإرهابية. ما الذي جعل الإدارة الأميركية تتراجع عن ذلك وتكتفي بالكلام عن عقوبات على “الحرس الثوري”.

مثل هذا السؤال لا يزال يحتاج إلى جواب، أقله إلى توضيحات ما تساعد في فهم مدى جدّية ترامب في الدخول في مواجهة مع إيران ومع مشروعها التوسّعي. ما يطمئن إلى أن الرئيس الأميركي يعي تماما ما الذي يفعله إشارته إلى ضرورة رص الصف بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

هذا الكلام يعني، بكل بساطة، أن أميركا غيّرت استراتيجيتها الشرق أوسطية ولم تعد في وارد استرضاء إيران من أجل المحافظة على الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني. بكلام أوضح، لن تنسحب أميركا من الاتفاق، لكنها لن تفصل بينه وبين سلوك إيران على الرغم من كلّ الاعتراضات الأوروبية على هذه المقاربة المختلفة كليا عن مقاربة إدارة باراك أوباما.

حسنا، قال الرئيس الأميركي ما يريد قوله. هناك اعتراضات أوروبية وروسية، وهناك اعتراضات أخرى من داخل الإدارة نفسها حيث لا وجود لحماسة لدى وزير الخارجية ركس تيلرسون لأي مواجهة من أيّ نوع مع إيران. هناك جناح في الإدارة يفضّل اعتماد التهدئة والعمل على متابعة استرضاء إيران. وهذا يدل على قوة اللوبي الإيراني في واشنطن ومدى فاعليته.

يبقى في نهاية المطاف، كيف يمكن لترامب الانتقال من التنظير إلى التنفيذ. سيعتمد الكثير على ما إذا كانت هناك خطط عسكرية لتقطيع أوصال الوجود العسكري الإيراني في المنطقة، خصوصا في منطقة الحدود السورية – العراقية.

ليس بعيدا اليوم الذي سيتبيّن فيه هل خطاب ترامب ثمرة مشاورات بين كبار العسكريين الذين يشغلون مواقع مهمّة في الإدارة مثل الجنرال هربرت مكماستر مستشار الأمن القومي ووزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس الأركان في البيت الأبيض الجنرال جون كيلي، أم انّه مجرد تسجيل لموقف؟

المهمّ أن أميركا أعادت اكتشاف إيران ما بعد الشاه، وأظهرت أنّها تعرف تماما ما هو الدور الذي تلعبه في المنطقة. بين الانتقال من النظري إلى العملي مسافة كبيرة ليس معروفا هل إدارة ترامب على استعداد لقطعها. الأكيد أن سوريا هي أحد الأمكنة التي سيظهر فيها هل من جدّية أميركية أم لا؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع من الأبرشيّة الأستراليّة المارونيّة: قادرون على التغيير في الانتخابات وعلى المغتربين التسجيل للتصويت

موقع القوات اللبنانية/15 تشرين الأول/17

لبّى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع دعوة راعي الابرشية المارونية في استراليا المطران انطوان شربل طربيه على الغداء التكريمي الذي أقامه على شرفهما بحيث استهل جعجع كلمته بشكر المطران طربيه قائلاً:” أنا احب أن أنادي سيادتكم دوماً “بونا طوني” كما عرفتكم منذ عشرات السنوات، واشكر كل شخص من الموجودين معنا اليوم وبالأخص الذين أتوا من أماكن بعيدة ليشاركونا اللقاء”.

وتطرق جعجع الى مصير المسيحيين المشرقيين، فشدد على “أننا كمسيحيين مشرقيين نحن من نُحدد مصيرنا بانفسنا، فإذا تصرفنا جيداً يكون مصيرنا جيداً، والعكس صحيح، ان المعادلة بسيطة جداً، طبعاً هناك أوضاع لبعض المسيحيين أصعب من أوضاع أخرى إنما لا شيء مستحيل”. وانتقد جعجع تلك النغمة المنتشرة في الشرق وحتى في لبنان والتي تقول بأن لا علاقة للمسيحيين بما يحصل في الشرق فيُرددون “فلنبقى خارج الصراع السني-الشيعي في المنطقة”، فقال:”هذا غير صحيح، ربما هناك بُعد سني-شيعي لما يحصل في الشرق، ولكن هذا الصراع له ابعاد كثيرة يجب ان نأخذها بعين الاعتبار، ونحن كمسيحيين في الشرق عندما نستسلم ولا نقوم بدور معيّن نفقد كل وجودنا”.

واعتبر جعجع “ان نظرية حلف الأقليات هي نظرية خاطئة”، مناشداً المسيحيين المشرقيين الى “اتخاذ موقف مع او ضد الأحداث التي تجري في منطقتهم من منطلق أخلاقي ومبدئي منها we have to stand for something ، فمن الخطايا الكبيرة التي نرتكبها في الشرق أننا نعتقد انه بانسحابنا وتقوقعنا داخل الصدفة الخاصة بنا سنكون بمأمن عمّا يجري ولكن هذا تفكير خاطئ، ربما قد نتعذب اذا اتخذنا مواقف داعمة لاتجاهات معينة ولكن هذه الطريقة الوحيدة للحفاظ على وجودنا، باعتبار ان الانسان الذي لا فائدة له في المجتمعات التي يعيش فيها ليس مقيّداً له الاستمرار”.

ودعا جعجع المسيحيين المشرقيين الى الوقوف مع شيء محدد، متوجهاً إليهم بالقول:” نحن لا نريد حماية من أحد، فلا فلان ولا علاّن يحمينا، لا ننتظر ديكتاتوراً أو نظاماً جائراً لحمايتنا، وإلا لماذا نعيش اذا لم يكن لحياتنا معنى ندعم فيها الحرية والديمقراطية وقضية حقوق الانسان وتطوره في مجتمع يراعي وجوده، إن صلب وجودنا في هذا الشرق هو لكي نحمل رسالة معينة ليست الانكفاء على الاطلاق كما حاول البعض تصويرها بأنه يجب أن ننكفء عن هذا الصراع الدائر، بل يجب ان نكون في صلبه بأبعاده الانسانية، فإما أن نكون مع نظام ديمقراطي أو لا، لا يمكننا ان نكون مع الديمقراطية في الغرب ومع الديكتاتورية في الشرق، حين نلتم ونتوحد حول موقفنا يصبح لدينا الحضور والوجود، وبالطبع صاحب الموقف سيكون عليه تكلفة كبيرة ولكنها ستكون بهدف الوجود والاستمرارية”.

ولفت الى ان “المسيحيين في لبنان كانوا يملكون دوماً موقفاً من كل شيء، لذا بقوا موجودين، إن ديكارت كان يقول:” انا افكر اذاً انا موجود”، وفي ما يتعلق بالمجتمعات التي ما زالت موجودة في التاريخ تُصبح هذه المقولة:” أنا أملك موقفاً اذاً أنا موجودة”… وفي موضوع النازحين السوريين، أشار جعجع الى أنه “منذ بداية الأزمة السورية، لامونا كثيراً على موقفنا الانساني الذي اتخذناه، والذي سنتخذه مجدداً لو أعاد التاريخ نفسه، لم يكن بوسعنا إلا استقبال الناس الهاربين من العراق او من سوريا، فهذه المبادئ الانسانية لا يجب ان نسمح لأحد بالتلاعب فيها، ولكن الآن الوضع تغيّر، فقد ازداد الحمل على لبنان بعد سبع سنوات من استقباله لثلث عدد سكانه تقريباً من النازحين، وعدا عن العبء الاقتصادي وتدهور البنى التحتية، بدأت تظهر عوامل أمنية واجتماعية ديمغرافية وسواها، وبدأ التشنج يزداد بين الشعب اللبناني ككل من مسيحيين ومسلمين وبين النازحين بغض النظر عمّا اذا كانوا معارضة أو موالاة، مع الاشارة الى انه بات هناك في سوريا مناطق آمنة ومن الضرورة ان يعود النازحون اليها لأنها ستكون بالنسبة لهم اقرب الى قراهم، وهي في الأساس أرضهم، فماذا سيستفيد النازحون من بلد كلبنان اذا انهار تحت عبء النزوح ووطأة هذه الأزمة؟”

ورأى جعجع أنه “حان للحكومة ان تتخذ قراراً في شأن عودة النازحين لأنه قرار سيادي قبل أي شيء آخر، ويجب ان تقوم بالترتيبات المطلوبة لاعادتهم الى بلدهم”. وقال جعجع:”يُمكننا ان نتغنّى بالديمقراطية والتعايش المسيحي-الاسلامي في لبنان قدر ما نشاء ولكن إن لم يكن هناك وجود فعلي للدولة، فكل هذا الكلام لن يكون له ترجمة فعلية على ارض الواقع، فقيام الدولة له منطق معيّن لا يحتمل التأويل ولا الإشراك، لا يوجد نصف دولة، إما دولة موجودة او لا دولة، وأولى مقومات قيام الدولة هو ان يكون القرار الاستراتيجي في يدها بالإضافة الى حصرية استعمال السلاح، وهذان الشرطان غير متوفرين في لبنان للأسف، فالبعض يعتقد اننا نطرح هذه الأمور انطلاقاً من “ضيقة عين”، ولكن الامر ليس كذلك فالقصة هي قصة منطق، إذا اردنا دولة في لبنان يجب ان نذهب في هذا الاتجاه وإلا لن تقوم الدولة”. واشار الى ان “لبنان موجود في عين العاصفة بسبب قرارات واعمال قام بها فريق معيّن دون موافقة أكثرية الشعب اللبناني، ان منطق الدولة يقوم بوجود قانون واحد ينطبق على الجميع ولكن للأسف حتى الآن هذا القانون غير موجود في لبنان، لذا يجب ان نضع ايدينا مع بعضنا البعض ليس ضد أحد بل انتصاراً لمنطق قيام الدولة، فإما نريد دولة او لا نريد”.

وفي موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، لفت جعجع الى ان “لبنان يتمتع بديمقراطية فعلية، فاذا قرر 51% من الشعب تغيير الطبقة السياسية حُكماً سوف تتغير، ان الأمور قابلة للتغيير جدياً، ولكن يجب على الناس ممارسة حقوقها في هذا التغيير، كثر يشتكون من بعض الأمور وعن حق ولكن هذا وحده لا يكفي، فالمفتاح بيد الناخبين من خلال التوجه الى صناديق الاقتراع والتصويت لمن يرونه مناسباً، لا يمكن للناخبين الاشتكاء من الفساد والمشاكل التي يعانون منها لمدة اربع سنوات ليعودوا وينتخبوا الأشخاص الذين هم سبب كل هذا الفساد، فهذا امر غير منطقي، وبالتالي يجب ان نحث كل اللبنانيين المغتربين ولاسيما هنا في استراليا الى التسجيل اذ بات بإمكانهم التصويت من هنا من دون تكبد عناء السفر”.

وختم جعجع بالقول:” لبنان بلد عظيم، وشعبه عظيم، لديه طاقة بشرية لا احد يعرف قيمتها، نحن قادرون على التغيير عبر عملية انتخابية بسيطة لننقل بلدنا الى مكان أفضل كما نحلم ونرغب ان يكون”. وتجدر الإشارة الى ان جعجع التقى مع رؤساء الطوائف والكنائس المشرقية في أستراليا ضمن لقاء جامع يحصل للمرة الأولى مع شخصية سياسية لبنانية.

وحضر الغذاء ممثلي وسائل الاعلام الذين شارك منهم والي وريمي وهبة ، انور حرب ، جوزف خوري، الدكتور جميل الدويهي، دنيز رحمة فخري ، جوزف نقولا ، طوني إسحاق ، كميل شلال ، ماري جو وسايد مخايل. وبعد ان بارك راعي أبرشية الروم الكاثوليك المطران رباط اللقاء رحب طربيه بالدكتور جعجع وعقيلته والوفد المرافق الذي ضــم رئيس مقاطعة استراليا في القوات طوني عبيد ، رئيس مركز جهاد داغر ومسؤول العلاقات العامة داني جعجع ولوي فارس والمحامي ستيف ستانتن وسليم وليشع الشدياق . وكانت كلمات لكل من الشيخ ملحم عساف، المطران مار ميليس زيا عن الكنيسة الآشورية المشرقية والشيخ مالك زيدان ممثل دار الفتوى في استراليا والزميل انور حرب.

وكان جعجع قد شارك بقداس “التيار الوطنيّ الحرّ” بذكرى 13 تشرين تشرين، وبعد القداس عقد لقاء مع المطران طربية في بيت مارون في ستراثفيلد في حضور ممثلي مجلس الكنائس الشرقية وممثل دار الفتوى الشيخ مالك زيدان وممثل طائفة الموحدين الدروز الشيخ ملحم عساف وممثل دير مار شربل الاب انطوان طعمة وراهبات العائلة المقدسة المارونيات ، جرى خلاله عرض لاوضاع الجالية اللبنانية وللتطورات على الساحتين اللبنانية والعربية . وبعد اللقاء أولم طربيه على شرف جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع في

ونوه الخطباء بمواقف الدكتور جعجع الوطنية وتطرقوا الى اوضاع المسيحيين في لبنان والشرق وشددوا على اهمية ان يكون الجيش اللبناني هو الوحيد المخول بالدفاع عن لبنان.

 

ريفي التقى الشامسي والبخاري

الأحد 15 تشرين الأول/17/وطنية - استقبل اللواء أشرف ريفي في دارته في طرابلس سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد الشامسي، والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية في بيروت الوزير المفوض وليد بن عبد الله البخاري، وتم خلال اللقاء عرض لآخر المستجدات على الساحتين اللبنانية والاقليمية.

كبارة لخالد الضاهر: نستهجن أن يصل قصر النظر الشعبوي إلى حدود التضحية بمصلحة شريحة كبيرة من الطرابلسيين

الأحد 15 تشرين الأول 2017 /وطنية - أعرب وزير العمل محمد كبارة، في بيان، عن استهجانه ل"أن يصل قصر النظر الشعبوي بسعادة نائب عكار خالد الضاهر، إلى حدود التضحية بمصلحة شريحة كبيرة من الطرابلسيين العاملين في صناعة المفروشات الخشبية تحت عنوان رفض إستقبال زميله النائب وزير الصناعة كونه ينتمي سياسيا إلى حزب الله". وذكر بأن "السفارة اليابانية التي قدمت مشروع تطوير الصناعات الخشبية، هي التي نسقت خطوتها مع وزارة الصناعة حسب الأصول، ما يؤمن خدمة لأبناء طرابلس العاملين في هذا القطاع،" سائلا: "هل كان المطلوب رفض هذه التقدمة لمجرد وجود وزير الصناعة في طرابلس الذي يلتقيه النائب الضاهر وغيره في المجلس النيابي والذي يلتقيه كل الوزراء في الحكومة؟". وقال: "موقفنا من حزب الله ثابت لا يتزعزع، فنحن ضد سياسته وضد سلاحه وضد مغامراته، لكن ذلك لا يعني ان نحرم أهلنا من استفادة اقتصادية على صعيد المفروشات في حال كان وزير هذا القطاع من حزب الله". وتمنى على "تجار الكلام الشعبوي في طرابلس والشمال، سواء من المستحدثين أو المتجذرين، أن يترفعوا عن السجالات التي لا تطعم جائعا ولا تسد رمق محتاج، بل تزرع خناجر الفرقة في جسد الطائفة السنية وتشرذم البلد ولا يستفيد منها إلا الأعداء". ورأى أن "الدفاع الجدي عن موقع رئاسة الحكومة والمزايدات الكلامية المتكررة في هذا الصدد تفترض بأصحابها، إلتزاما بمزاعمهم، إخراج هذا الموقع من السجال الشعبوي وعدم رميه في بازار الردح الإنتخابي. أقله حفاظا على الموقع السني الأرفع في الدولة اللبنانية وحفاظا على وحدة الطائفة وعدم الامعان في اضعافها". كما دعا "أباطرة الإحباط والتعاسة إلى ضب فلتان غلمانهم على وسائل التواصل الإجتماعي، فمسيرتهم لا تؤهلم للتبشير بالمبادئ والأخلاق، فإن كانت ذاكرتهم قصيرة وألسنتهم طويلة فذاكرة الناس عميقة لا تسهى عن عوراتهم ولا تنسى تاريخهم غير المجيد"، مردفا: "إحذر غلمان الإعلام الإلكتروني، فكما باعوا من رباهم، سيبيعون من ضبهم، فجهلهم في الكبر أخطر من قلة وفائهم في الصغر". وتوجه إلى "أهلنا في طرابلس"، بالقول إن "آلام الناس من الضرائب مفهومة ومقدرة، ولكنها آلام آنية، ستزول بإذن الله، مع إقرار القوانين التي تؤمن للناس تقديمات إجتماعية وصحية ومع الوصول إلى تسوية تنصف موظفي القطاع الخاص، وأرباب عملهم أيضا، كي نتعاون جميعا على صون البلد وحماية تصنيفة الإئتماني وكي لا نفقد ثقة العالم بنا فلا يصيبنا ما أصاب دولا أكبر منا من انهيار على رؤوس الجميع".

 

أبو فاعور: مصالحة الجبل راسخة وأهم من المقاعد النيابية ولن نستدرج إلى منطق الكراهية ونبش القبور

الأحد 15 تشرين الأول 2017 /وطنية - اعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور أن "مصالحة الجبل راسخة وأهم من كل المقاعد النيابية، وأهل المصالحة في الجبل وفي تنوعهم لن ينصتوا لأي خطب تحريضية، لان المصالحة باتت واقعا، لن ينال منه أحد، وسنستمر في تكريسها ولن نستدرج إلى منطق الكراهية ونبش القبور". كلام أبو فاعور جاء خلال رعايته مصالحة في بلدة عين حرشا في قضاء راشيا، أقيمت في مبنى البلدية، في حضور راعي الابرشية الأب جاك خيرالله، الاب عيد حبيب، الاب جريس زغيب، لفيف من المشايخ ورجال الدين، رئيس بلدية عين حرشا المقدم منصور فارس، المختار يوسف عيد، وكيل داخلية الحزب "التقدمي الاشتراكي" رباح القاضي، أمين سر الوكالة فادي طلايع، منسق "التيار الوطني الحر" في راشيا طوني الحداد، نائب رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، مدير فرع "التقدمي" نهال ابو ترابي وحشد من ابناء البلدة وفاعلياتها.

وعن موضوع التحالفات الانتخابية ولقاء كليمنصو، قال: "ليس هناك من سبب يمنع إجراء الانتخابات، وبالتالي فهي ستجري في موعدها، أما عن تحالف رباعي أو ثلاثي، فليس هناك اي شيء من هذا الأمر، واللقاء الذي عقد في منزل النائب وليد جنبلاط، لم يكن له اي هدف انتخابي، بل هدفه سياسي للحفاظ على الاستقرار السياسي والوطني والسبل الآيلة إلى ذلك".

وفي موضوع التحالفات، قال: "نحن ما زلنا نتلمس طريق التحالفات مع بعض الوضوح في بعض الاتجاهات، وإذا كان هناك من يعتقد أنه بإمكانه محاصرة وليد جنبلاط في الانتخابات النيابية، أو في بعض المؤسسات الأساسية، أو تقزيم المكانة الوطنية لجنبلاط عبر الانتخابات أو عبر إجراءات في بعض الإدارات فهو واهم، لان هذا الأمر لن يحصل، وننصح هذا البعض بقراءة التاريخ اللبناني الحديث، منذ تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي في العام 1949 حتى اليوم. فهل نجحت اي محاولة لمحاصرة أو لتقزيم المكانة السياسية للحزب التقدمي أو لكمال جنبلاط ووليد جنبلاط؟"، آملا أن "يقرأ البعض، وإذا قرأ فليتعظ".

وفي موضوع النازحين السوريين، رأى أن "هذا الأمر يجب أن لا يتحول إلى مادة للانقسام الوطني، بل يجب أن يكون هناك رؤية للدولة في كيفية معالجة هذا الأمر، والجميع يجمعون على أن هذه أزمة، ولكن يجب أن نتذكر أن سبب هذه الأزمة هو النزوح القسري الإجباري بسبب الجرائم، التي ارتكبها النظام، ويجب أن لا يتحول هذا الموضوع إلى مادة للتقاذف الإعلامي، لان هذا المسار الحالي، الذي يحصل في قضية النازحين السوريين هو بمثابة تحريض مزدوج، تحريض داخلي بين اللبنانيين وتحريض لبناني سوري وسوري لبناني، فإلى أين يمكن أن يقود هذا الأمر، إلا إلى الصدام؟ وإذا كان هناك من حلول فلنبحث عنها بدل التراشق الإعلامي وتحويل الأمر إلى مادة سجالية الانتخابية"، معتبرا ان "أخطر ما يمكن أن يحصل، أن نحول قضية مشتعلة وخطيرة إلى مادة للتنافس الإنتخابي، وهذا الأمر لدينا سوابق تاريخية فيه، ورأينا إلى أين وصلنا، لذلك يجب عدم تكرار هذه السوابق".

وحول خطة الحكومة لمعالجة قضية النازحين، قال: "هناك اقتراحات داخل مجلس الوزراء، ولكن حتى اللحظة ليس هناك خطة اجماعية، وهناك جهود منفردة، فهذا يقول نبحث مع المجتمع الدولي، واطراف آخرين يذهبون للحديث مع النظام السوري، وكأن هذا النظام الذي قام بتهجير النازحين يريد عودتهم"، لافتا إلى أن "التهجير كان منهجيا"، سائلا "لماذا تم إحراق سجل النفوس والسجل العقاري في حمص؟"، معتبرا أن "هناك عملية تدمير وتهجير منهجي، نذهب إلى المجرم لحماية الضحية، هذا الأمر غير منطقي والمسؤولية ليست مسؤولية لبنان فحسب، بل مسؤولية المجتمع الدولي، وبالتالي يجب إيجاد مقاربة مشتركة للحكومة يجري على أساسها التحدث بلغة واحدة وليس بلغتين، مع المجتمعات الإقليمية والمجتمع الدولي". وجال أبو فاعور في بلدة عين حرشا، حيث التقى عددا من عائلات البلدة ومشايخها وفاعلياتها.

 

دعموش: من يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم ليس إيران وحزب الله بل أميركا التي تريد أن تفرض التقسيم والهيمنة

الأحد 15 تشرين الأول 2017/ وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش "أن أميركا فشلت في ضرب إيران والمقاومة، وإسقاط سوريا، وفرض سيطرتها على المنطقة، وتحقيق أهدافها عبر داعش بعد الهزائم المتتالية التي مني بها هذا التنظيم في العراق وسوريا ولبنان، بحيث لم يعد قادرا على تحقيق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، فلجأت أميركا إلى مشروع تقسيم المنطقة، فكانت البداية من كردستان العراق، وإلى تهديد إيران وحزب الله مباشرة، وتصعيد الموقف ووضع استراتيجية جديدة للمواجهة". واشار خلال حفل تأبيني أقيم في حسينية بلدة البياض الجنوبية، إلى "أن الاستراتجية الأمريكية الجديدة هي الاستراتيجية القديمة نفسها التي تقوم على نشر الفتن والحروب والإرهاب في المنطقة والعالم، وقهر الشعوب وإخضاعها للهيمنة الأمريكية والاستفراد بالعالم وفرض الآحادية، وهذا ليس جديدا، فأميركا هي أساس الإرهاب وأصله، وتاريخها حافل بالجرائم ضد شعوب المنطقة، فهي من زرع الكيان الصهيوني وساعد على احتلال فلسطين والأراضي العربية، وكل المجازر التي ارتكبت في فلسطين ولبنان إنما حصلت بالسلاح الأمريكي، وهي التي شنت الحروب ودمرت أفغانستان والعراق وغيره، وهي التي صنعت الجماعات الإرهابية باعتراف ترامب نفسه، ودعمتهم وساندتهم لاستنزاف سوريا والعراق وإيران والمقاومة وأضعافهم"، معتبرا "أن أميركا هي آخر من يحق له وضع لوائح للارهاب وتصنيف إرهابيين وفرض عقوبات تحت ذريعة الإرهاب، لأن سجلها حافل بالإرهاب والجرائم". وشدد على "أن من يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم ليس إيران وحزب الله، بل أميركا التي تريد أن تفرض التقسيم والهيمنة والتطبيع مع العدو الصهيوني على الدول والشعوب بالتهديد والعقوبات والضغط والقوة"، لافتا إلى "أن إيران وحزب الله وسوريا وكل دول محور المقاومة اختبروا خلال العقود الماضية كل أشكال الحصار والعقوبات والحروب والفتن، وخاضت أميركا وإسرائيل والسعودية ومعهم أكثر من ثمانين دولة حربا ضد سوريا مضى عليها أكثر من ست سنوات، وحربا ضد اليمن مضى عليها أكثر من سنتين، وشنت إسرائيل أبشع عدوان على لبنان في العام 2006 للقضاء على المقاومة وإخضاع إيران وإسقاط سوريا وفرض الوصاية على اليمن، وفشلوا في كل ذلك، وخرجت إيران والمقاومة أكثر قوة ومنعة، واليوم سوريا وكل محور المقاومة ينتصر في هذه المواجهة باعتراف الجميع"، متسائلا: "ماذا يمكن أن يفعلوا بعد ذلك من خلال استراتيجيتهم الجديدة أكثر مما فعلوه في السابق وفشلوا فيه". وأوضح دعموش "أن دول محور المقاومة وفي مقدمهم إيران تستند في مواجهة التهديدات والعقوبات إلى حضور شعوبها في الساحات وإرادتهم ورفضهم الخضوع لأميركا وإسرائيل، ولم تعد تنفع مع هذه الشعوب لا التهديدات ولا العقوبات ولا الفتن والحروب، لا سيما وأننا متمسكون بالعيش في أوطاننا بكرامة، ونرفض كل أشكال الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية عليها". وأكد "أن اللبنانيين يمكنهم أن يحبطوا التحريض والتهديدات والعقوبات الأمريكية الإسرائيلية، ويحافظوا على الاستقرار الداخلي، بتعزيز الوحدة الوطنية، وعدم الاصغاء للإملاءات الخارجية، ورفض التحريض الذي تقوم به السعودية للعدوان على لبنان وزرع الفتنة بين اللبنانيين، والتمسك بعناصر القوة التي يملكها لبنان وفي مقدمها معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي أثبتت في كل المراحل أنها تحمي لبنان، وتفشل العدوان، وتصنع الانتصارات لهذا البلد". وقدم الاحتفال الزميل الإعلامي حيدر دقماق، وتخلله آيات بينات من القرآن الكريم ومجلس عزاء حسيني.

 

قاسم منتقدا ترامب: القانون النسبي سيفرز أحجام القوى الحقيقية وسنرى من يمثل الناس وكم يمثل

الأحد 15 تشرين الأول 2017 /وطنية - احتفلت ثانوية المصطفى - قاعة الجنان بتخريج طلابها، في حضور نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي قال: "مسألتان سأتحدث عنهما: المسألة الأولى تتعلق بالممثل العالمي السيد ترامب، الذي حاول أن يتراقص على مشاعر الناس، وأن يبرز نرجسيته، وأن يضغط على أعصاب العالم في الشرق والغرب تحت عنوان أنه صاحب قرار وسيتخذ القرار، تبين أن ترامب رئيس أكبر دولة في العالم وأقوى دولة في العالم، لا يلتزم المواثيق والعهود، ويعاني من فشل أميركا في عدد من ملفات المنطقة، ويريد فرض سياسات أميركا بالقوة على حساب شعوب المنطقة. لكنه فشل ولن ينجح". أضاف: "اليوم ترامب بنظر العالم وبنظر شعبه الأميركي ناكث للعهود، عدواني ومستبد، فهو ظالم بكل ما للكلمة من معنى، وسيسقط بعد حين إن شاء الله تعالى. لقد قدم ترامب للعالم مبررات واهية وكاذبة من أجل إسقاط الاتفاق النووي، قال بأن إيران لم تلتزم بالنووي، وقالت وكالة الطاقة الذرية وكل دول العالم الكبرى بأن إيران التزمت، ولكنه يريد أن يبحث عن مخرج لإخفاقاته، فموقف ترامب هو موقف سياسي، هو لا يتحمل إيران قوية تدافع عن شعبها وحدودها وتتقدم علميا واقتصاديا، وهو لا يتحمل سوريا المنتصرة أن تعود موحدة وتحافظ على موقعها المقاوم وتعيد البناء.

ترامب لا يتحمل حزب الله الرادع لإسرائيل والمانع من قدرتها على فعل ما تريد والهازم لإمارات التكفير بألوانها المختلفة، والرافع لواء المقاومة".

وأردف قاسم: "صراخ ترامب الكبير والمرتفع هو تعبير عن عجزه عن فرض سياساته على محور المقاومة، بكل وضوح: يستطيع ترامب أن يهدد وأن يوتر العالم وأن ينشر القلق ولكنه لا يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية، فستبقى جبهة المقاومة حامية لشعوبها وحاضرة في الساحة حتى ولو صرح ترامب ليل نهاره، بالنسبة إلينا إسرائيل عدو وستبقى كذلك، والأرض المحتلة يجب تحريرها وسنعمل على تحريرها، والإرهاب التكفيري مرفوض وسنرفضه وسنقاتله حتى نخرجه تماما من كل منطقتنا. لقد تحولت أميركا اليوم إلى خطر على الأمن العالمي، ولقد استفزت بمواقفها من النووي كل حلفائها، لم يبق أي حليف لأميركا يوافق ترامب على ما يقوم به. وأقول نصيحة: خير لأميركا وللعالم أن يعزل ترامب من منصبه وإلا هي كارثة على أميركا أولا وأخيرا، وليست كارثة علينا لأنه بالنسبة لنا نحن صامدون وثابتون بإذن الله تعالى". وتابع: "لقد انتصرنا حين اجتمع كل العالم وراء إسرائيل، وهزمنا إسرائيل وأخرجناها من لبنان، وهزمناها في تموز سنة 2006 ولم يكن معنا من العالم إلا القليل القليل، ولكن إسرائيل هزمت هزيمة إلهية حقيقية. وهزمنا التكفيريين الذين استقدموهم من أقطار الأرض كافة، ولم يتمكنوا من حمايتهم ولا من تحقيق أهدافهم عبرهم، وسننتصر لحقنا وتحرير أرضنا، لأننا نملك الإرادة وقوافل المجاهدين، والله معنا. لاحظوا: الوحيدون الذين أيدوا ترامب: إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين، تشكيلة الإخفاق الدولي وتشكيلة المستبدين تجتمع مع بعضها، وكل العالم على اختلاف تلاوينه وأفكاره لا يوافقهم، ألا يدل هذا على أنهم في الحضيض الثقافي والسياسي والأخلاقي والمشاريع التي يحملونها؟". وقال: "المسألة الثانية: أصبح لبنان بعد المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وبعد الانتصارات أكثر حصانة في مواجهة المؤامرات الخارجية"، لافتا الى "ان نجاح لبنان ضد إسرائيل أعطاه قوة الصمود والاستقلال، ونجاحه ضد الإرهاب التكفيري حصنه من الفتنة المذهبية وعدم الاستقرار، لم تعد الاتهامات ضدنا تطعم خبزا، والتحريض المذهبي يخنق أصحابه، والدفاع عن التكفيريين مذلة، والتعليمات الخارجية لبعض من في الداخل عبء على المأمورين بها ولا يمكنهم أن يحققوا شيئا".

وختم قاسم: "لقد استعاد لبنان عافيته بانتخاب رئيس الجمهورية وانتظام عمل المؤسسات، وساعد على ذلك إقرار قانون النسبية المبني على التمثيل النيابي بالمنافسة الشعبية، هنا لم تعد اليافطات الفضفاضة تنفع، يجتمع عدد قليل من الأشخاص يرفعون لافتة ويقولون: نحن نمثل الشعب، ولم يعد الظهور الإعلامي المكثف ينفع، الجواب داخل صناديق الاقتراع، فمن يدعي تمثيل الناس عليه أن يبرز عدد الأصوات التي سيحصدها، قانون النسبية ليس محدلة، لكن كل واحد إذا لم يكن لديه تمثيل وعدد من الناس يؤمنون به، لا يمكن أن يكون في المجلس النيابي، على كل حال هذا القانون النسبي سيفرز أحجام القوى الحقيقية وسنرى من يمثل الناس وكم يمثل، وعندها نستطيع أن نقف جميعا في الميدان ونعبر عن مدى هذا التمثيل".

 

الرياشي: التحالف بين القوات والوطني الحر اكبر من لعبة المحاصصة المطلوب اليوم ان يعود السوري الى المناطق الامنة في بلاده تحت رعاية دولية

الأحد 15 تشرين الأول 2017 /وطنية - اكد وزير الاعلام ملحم الرياشي في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - ضبيه" ان "مقولة اوعى خيك" هي الى أبد الابدين، على الرغم من كل الخلافات والاختلافات وعلى كمها، بين الأخ وأخيه، لن تتحول الى خلاف، لان هناك مصلحة استراتيجية أنتجت هذه المصالحة الاستراتيجية والتاريخية بين طرفين اكتشفوا بالملموس ان ثلاثين سنة من الصراع لم تؤد الى شيء الا الى انهيارات". وأوضح ان هناك "مقاربات مختلفة في رؤيتنا لطريقة ادارة الحكم في لبنان، وهذا الامر ظهر اثناء الممارسة، لانها المرة الاولى التي يكون لنا فيها الحصة الوازنة، انما رؤيتنا الاستراتيجية للبنان، فهي موحدة في ورقة النوايا بالنسبة الى كل المفاهيم التي يجب ان نتفق عليها وهي القواسم المشتركة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. ان الخلافات موجودة طبعا، وهذا امر طبيعي تماما كما العلاقة بين اي رجل وامراة في الزواج الماروني، او اختلاف الإخوة مع بعض بسبب رؤيتهم المختلفة. فنحن حلفاء ولسنا اتباع لبعضنا البعض. نحن لسنا حلفاء مثلا في موضوع حزب الله والعلاقة مع سوريا، في حين نحن حلفاء جدا في ملف العلاقة المسيحية - المسيحية، وملف الشراكة الوطنية".

اضاف: "نحن لا نطلب تحقيق المعجزات في الحكم في بلد مترهل كبلدنا، انما نطالب بإحياء المؤسسات لا سيما الرقابية، لانها الحجر الاساس لبناء الدولة. فلننظر الى الجانب الإيجابي من الموضوع، انه بعد غياب سنتين للدولة وانهيار مؤسساتها ووصول لبنان الى حافة انهيارات خطيرة كانت تهدد الكيان، اصبح لدينا رئيس للجمهورية نتيجة المصالحة المسيحية - المسيحية، وشراكة حقيقية بين المسيحيين والمسلمين، واعادة التوازن الطبيعي لهذه الشراكة، ونحن اليوم ندفع جزءا من ثمنها في لعبة السلطة، نحن لا نخجل من هذا الامر ولم نقم به بهدف المحاصصة، انما الاكيد اننا لا ناخذ الحصة التي تتوافق مع حجم القوات اللبنانية. ولكن اود ان اشدد ان التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اكبر من لعبة المحاصصة". وقال الرياشي: "نحن لدينا قناعة أساسية، انه اذا كان يجب ان يكون هناك دور للمسيحيين في الدولة فيجب ان يكون هناك دولة اولا، ان وجود المسيحيين من دون الدولة هو وجود هجين والتاريخ اثبت هذا الامر. المسيحيون مع دولة هم اقوياء وقوتهم من قوتها. انهم مسؤولون عن تذخيرها بالطاقة الاساسية، ليس بالضرورة ان هذه الطاقات للقوات اللبنانية انما من اي جهة. علينا ان نفتح الفرص وتكون لنا شجاعة الانفتاح على الاخر ليس في الموضوع السياسي فحسب، بل في كل الاعمال في الدولة، وهذه هي سياسة القوات اللبنانية في الدولة". واشار الى "ان القوات اللبنانية بامكانها ان تكون المثال والأمثولة وتعطي الشجاعة للمواطن، الذي عليه ان يتحمل المسؤولية ايضا من خلال عملية الانتخابات مثلا، ولكنها لا يمكنها ان تعمل او تغير وحدها".

لقاء المعلم

ونفى الرياشي ان يكون الوزير جبران باسيل ابلغه عن وجود مشكلة بمواقف القوات اللبنانية السياسية تنعكس سلبا على التفاهم بين الجانبين، انما جرى اتفاق على ضرورة الحفاظ على الود وتحقيق انجازات افضل. وعن اللقاء الذي جمع باسيل مع الوزير السوري المعلم، أوضح الرياشي انه "جرى الحديث مباشرة حيث سجلنا عتبنا على الموضوع واللقاء الذي نرفضه، والوزير باسيل يعلم اننا ضد اللقاء، وتيار المستقبل قال الكلام المناسب في هذا الشأن. نحن نعرف ان هذه اللقاءات هي لزوم ما لا يلزم، ولن تؤدي الى نتيجة في ملف النازحين، على الإطلاق".

النزوح السوري

واشار الرياشي الى ان موضوع "السفارة اللبنانية في سوريا ليست مطلبا عبثيا بين البلدين كي نطالب بإلغائها، لقد حاربنا من اجل قيام سفارة في سوريا، ونحن سعيدون بوجودها، نحن نتحدث عن قيام علاقات طبيعية مع النظام السوري في الوقت الذي نعرف وضعه القائم. اذا كان النازحون يخصون نظام البعث في سوريا، فعودتهم ليست بحاجة الى التفاوض، اما اذا كانوا أعداء له فلن يثقوا فينا كي يعودوا حتى لو فاوضنا النظام. اذا ان التفاوض مع النظام هو لزوم ما لا يلزم. كما ان التفاوض افضل ان يكون مع كل القوى الممثلة في مجلس الامن الدولي لانهم هم الضامنون لهذه العودة الى المناطق الامنة وتخفيف التشنج والتصعيد".

ولفت الى ان "العمل الذي يقوم به في وزارة الاعلام مع الدول المعنية بملف النزوح السوري، هو جزء من الخطة لتخفيف التشنج بين الشعب اللبناني المضيف والسوري الضيف. في نهاية الامر على هؤلاء العودة الى وطنهم، نحن مع عودة آمنة وسالمة للسوريين الى بلدهم البارحة قبل اليوم، ولكن خلال فترة وجودهم هنا، علينا ان نلغي الحد الأقصى من الاحتكاك لانها تضر بالطرفين. وعليهم ان يكونوا تحت سقف القانون اللبناني والقوانين المرعية والاحترام المتبادل". وعما اذا ما كان يستخدم ملف عودة النازحين اليوم انتخابيا، قال الرياشي: "هذا الملف اخطر من ان يتم التعاطي معه بهذا الشكل، لان اي تحريض عنصري في هذا الشأن يمكن ان يؤدي الى مشكلة كبيرة في البلاد، نظرا للاعداد الكبيرة للنازحين. هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا، ولن نقبل به او ان يساوم احد به، لحساب اي كلام انتخابي. على رئيس مجلس الوزراء ان يطرح هذا الموضوع امام رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء لوضع حد لهذه الحملات التي لا تؤدي النتيجة المتوخاة منها. المطلوب اليوم ان يعود السوري الى بلاده، ان وضعه مختلف عن وضع الفلسطيني الذي احتل الاسرائيلي ارضه، السوري غادر بلاده بسبب النظام القائم فيها. ان المناطق الامنة لعودتهم يجب ان تكون تحت رعاية دولية ريثما يستطيعون العودة الى ارضهم. علينا الا نعمم الحوادث الفردية، واؤكد هنا انه يجب على كل من يعتدي على شخص اخر سواء كان لبنانيا ام سوريا، يجب الاقتصاص منه وبقوة وبشدة وصرامة، انما هذا لا يعني ان نعمم، لان هذا الامر سوف يخلق مشكلة كبيرة في لبنان لا يمكن لاحد ان يتحملها".

التوافق الداخلي السياسي

وردا على سؤال عن التوافق الداخلي في ظل التطورات الدولية والإقليمية، قال: "ان الحكومة اللبنانية بحد ذاتها قائمة لتشبه العهد الجديد مع الرئيس ميشال عون، انه عهد قررنا فيه ان نجمع القواسم المشتركة ونفصل الملفات الخلافية عن طاولة مجلس الوزراء، طالما انه يلتزم البيان الوزاري. مثلا ان زيارة وزراء الى سوريا كانت خرقا لهذا البيان، ونحن وضعنا النقاط فوق الحروف في هذا الموضوع. وبدوره الرئيس الحريري قال انه لا يغطي اي زيارة الى الشام، وايضا الوزير باسيل الذي اعلن عن إلغاء زيارة وزير الاقتصاد الى سوريا. ما اقصد قوله ان هناك الحد الادنى من الالتزام في البيان الوزاري وتحييد لبنان عن الصراعات القائمة في المنطقة، هذا لا يعني عدم وجود مواقف مختلفة في السياسية، او توافق وذلك حسب الملف المطروح". واعتبر "ان وجود الحكومة اليوم غير مهدد، طالما هناك استمرار لاحترام البيان الوزاري. نحن في انتظار التطورات الدراماتيكية والغيوم السوداء فوق المنطقة بعد تسلم الرئيس ترامب، هذا الامر لا يفاجئنا، ولكن علينا ان نحيد عن هذه الصراعات والمحاور. من هنا مآخذنا على حزب الله الذي ادخل لبنان في هذه الصراعات من خلال مشاركته في الحرب في سوريا وهو شريك أساسي اليوم فيها". وعن زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الى السعودية، قال الرياشي: "ذهبنا الى السعودية للتأكيد على اهمية حماية لبنان والدولة وقيامها، لانها ترعى شؤون الجميع، والشرعية التي تشرع وجود الجميع تحت سقف القانون. هذا الامر لا نطلبه فقط من السعودية انما من اي دولة اخرى. حتى لو ذهب "الحكيم" الى ايران سوف يتحدث بالكلام ذاته، سيقول ادعموا الدولة اللبنانية ولا تدعموا فريقا ضد اخر، السعودية لا تسلح القوات اللبنانية انما تقدم الاسلحة للجيش اللبناني، ونظرتهم الى لبنان نظرة "دولتيه" من هذه الزاوية يتعاطون مع البلد".

العقوبات الاميركية

وعن تأثير العقوبات الاميركية والصراعات في المنطقة على لبنان، ناشد الرياشي رئيس الجمهورية "العمل على تحقيق السيادة الكاملة للبنان وحمايته، لانه عندما يكون لبنان سيدا لقراره يكون قرار الحرب والسلم ملكا للدولة اللبنانية ورئاسة الجمهورية او الحكومة مجتمعة، حينها فقط تحل كل المشاكل. نحن نواجه مشاكل كبيرة ولكن هذا لا يعني ان يدخل لبنان فيها اذا كانت كل المكونات اللبنانية واعية لهذا الموضوع. نحن ضد تدخل حزب الله في سوريا، لكن كلام السيد نصرالله حول من أراد ان يحارب الحزب فليذهب الى سوريا، كلام "مش عاطل" يحمي الساحة اللبنانية من كل تلك المعطيات". وتمنى الرياشي على حزب الله " تخفيف خطاب التشنج لانه يؤدي الى خطاب معاكس ومعاد من قبل دول عربية هي داعمة للبنان الدولة بمنطق الدولة، لا سيما اننا في مرحلة تغييرات كبيرة منها بعد الإعلان شبه النهائي لدولة كردستان في العراق". ولفت الى انه " لم يكن هناك حوار مع حزب الله انما تواصل مستمر في ملفات محددة وواضحة، اذ ظروف الحوار ليست ناضجة لان الملفات الخلافية بيننا كبيرة ولم يحن الوقت لطرحها والتحاور حولها، سواء على صعيد السلاح من خارج الشرعية او القتال في سوريا".

الانتخابات النيابية

وأعلن وزير الاعلام انه "غير مرشح للانتخابات النيابية"، مشيرا الى انه "خلال عشرة ايام تتوضح الصورة وان مرشح القوات في المتن الشمالي هو أدي ابي اللمع عن المقعد الماروني". وقال: "ان الانتخابات ستجري في وقتها الا اذا وقعت حرب إسرائيلية"، لافتا الى "احتمال استعمال الهوية اللبنانية في الانتخابات وتحويلها الى بيومترية، كما تم حسم موضوع عملية الانتخاب من مكان السكن، اما تقريب الموعد فأصبح أمرا مستحيلا لان وزارة الداخلية ليست جاهزة وقريبا سيحل فصل الشتاء". واشار الى ان "جهاز الانتخابات في القوات اللبنانية يعمل على ما يسمى محاكاة انتخابية في كل المناطق مع دراسة للوائح الشطب وغيرها، ومعركة التحضير للانتخابات النيابية بدأت بقوة، انما من المبكر الحديث عن التحالفات لان القانون مختلف عن القانون الأكثري". ورحب الوزير الرياشي بإجتماع كليمنصو، مشيرا الى "ان تواصل هذه القوى مع بعضها امر مريح لنا، ولا يشكل اي خطر على مستقبل لبنان، اذ لا يمكن لاحد ان يلغي احدا. نحن في مجلس الوزراء اليوم مكونات سياسية مختلفة على أمور كثيرة، انما لا يمكن لاحد ان يأخذ الاخر بالضربة القاضية، كلنا نسجل على بعضنا بالنقاط، انها اللعبة السياسية في لبنان"، مؤكدا انه "مع اي حوار وتواصل وكله يصب للخير".

وختم: "اذا ظن أحدهم انه بإستطاعته إلغاء الاخر لما يمثله من مجموعات، يكون على خطأ، لا يمكن الا للشعب ان يلغي زعامة معينة بالذهاب الى زعامة اخرى".

تلفزيون لبنان

وعن تلفزيون لبنان قال: "وعد الرئيس الحريري ان يضع هذا الموضوع على جدول اعمال مجلس الوزراء، وتحدثت معه عنه، كما وجهت نداء الى فخامة الرئيس وزرته وقلت له انه يجب الا يترك ملف تلفزيون لبنان". وتمنى "ألبت بسرعة بموضوع اختيار مجلس ادارة جديد له"، واعدا انه "خلال فترة 16 شهرا يمكن ان يصبح محطة مميزة ومتميزة"، املا ان "تعطى الفرصة للشباب الذين تم اخيارهم لتسلم مهامه، لما لهم من كفاءة عالية"، مناشدا رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بعدم التأخر "لان هذا الامر سيدمر تلفزيون لبنان مع كل العاملين فيه". وأشار الى ان "قانون الاعلام الجديد يعزز صلاحيات المجلس الوطني للاعلام ويخفف صلاحيات وزير الاعلام ببعض الأمور، وان هيكلية وزارة الاعلام الجديدة موجودة اليوم في دائرة الأبحاث في مجلس الخدمة المدنية ونحن بإنتظار ردهم عليها من اجل تحويل وزارة الاعلام الى وزارة تواصل وحوار". وعن انجازات العهد قال الرياشي: "من المؤكد انها افضل من سنوات الفراغ التي مرت على البلد، انما ينقصنا العمل الكثير كي نكون على مستوى الحلم والمطلوب".  وختم واعدا: "انتظروا نتائج جلسة الحكومة في طرابلس بعد عودة الرئيس سعد الحريري، فمنها ستصدر تباشير الخير".

 

باسيل جال في عاليه: نحن دعاة التلاقي ولا نقبل بالعيش المشترك بل الواحد وأمثالنا يسامحون لأنهم كبار لكنهم لا ينسون

الأحد 15 تشرين الأول 2017 

وطنية - جال رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في عدد من القرى في قضاء عاليه، يرافقه وزير الطاقة سيزار ابي خليل، منسق التيار في قضاء عاليه اسعد صوايا والهيئة المنسقية.

بدأت الجولة من بلدة رشميا، التي جال فيها باسيل والوفد المرافق مشيا على الأقدام، وكان في استقبالهم رئيس بلديتها منصور مبارك وعدد من الاهالي، وتوجهوا الى دير مار يوحنا المعمدان، حيث استقبلهم الرئيس العام السابق للرهبنة المارونية الاباتي باسيل الهاشم ولفيف من الكهنة.

وألقى الاباتي الهاشم كلمة، تحدث فيها عن "تاريخ الدير التابع للرهبانية اللبنانية المارونية، التي تحمل في اسمها عنصرين اصليين كيانيا وتراثيا وميثاقيا في التركيبة الوطنية، وحدة وتعددية".

فرنسيس

ورحب رئيس هيئة التيار في رشميا المحامي انطوان فرنسيس، بالحضور، وقال: "يشرفني باسم هيئة التيار الوطني الحر في رشميا، ان ارحب بكم جميعا باحضان ام الحرية رشميا".

أضاف: "جبران باسيل رجل في مقلع الرجال في ايام يفتقر فيها لبنان لرجالات امثالك، في العاطفة التي تستقبل بها رشميا الكبار، قلوبنا مفتوحة لك، رشميا اليوم غير رشميا التي كانت بندر المنطقة وجورة الذهب، التي عاشت عهودا ذهبية مع رجالات عظام كحبيب باشا السعد والشيخ الرئيس بشارة الخوري والمطران مبارك".

وتابع: "رشميا اليوم كانت مغيبة عن الخريطة السياسية عن سابق تصور وتصميم، واذكر معاناة الرفاق في الانتخابات السابقة الدكتور زياد شاهين والمهندس بول نجم، الذين عانوا في وقت الشدة لمحاولة التغيير وفك القيد، الذي كان مفروضا علينا على مدار ثلاثين سنة. رشميا يا معالي الوزير انجبت الرئيس الذي اعطى لبنان استقلاله وفرحتنا كبيرة بالرئيس الذي اعاد للبنان استقلاله فخامة الرئيس العماد ميشال عون".

وأردف: "اليوم في عهد "بي الكل"، وبقانون انتخابي تعبتم عليه، نستطيع ان نقول اعيد لابناء عاليه والشوف حقهم بالتمثيل الصحيح في المجلس النيابي. كلنا يعرف ان رشميا الاربعة آلاف منتخب من كل التوجهات السياسية، وبعد المصالحة المسيحية تستطيع ان تعطي الدعم الكبير للوصول الى الندوة النيابية لكل من وقف بجانبها وسيستمر في الوقوف بقربها، لتعود الى سابق عهدها الذهبي"، املا ان "تستكمل هذه المسيرة الرياضية التي قمنا بها اليوم بمسيرة إنمائية لنرجع لرشميا مجد تاريخها، ليحيا لبنان سيدا حرا مستقلا".

وقدم الاباتي الهاشم للوزير باسيل هدية عبارة عن كتاب يحكي تاريخ دير مار يوحنا المعمدان.

بعد ذلك، اقيمت ترويقة قروية في الدير على شرف باسيل، ثم توجه باسيل والوفد المرافق الى كنيسة مار قرياقوس، حيث اقيم قداس على نية المسؤولين، ترأسه الاب ادون طانيوس وحضره الاباتي باسيل الهاشم وعدد من الكهنة.

بعدها، توجه باسيل الى معمل رشميا لانتاج الكهرباء، حيث اقيم احتفال لمناسبة تدشين المحول الجديد في المعمل، حضره الى جانب باسيل وابي خليل، ممثل وزير المهجرين طلال أرسلان مستشاره الدكتور سليم حمادة، النائب هنري حلو، ممثل تيمور جنبلاط زياد شيا، قائمقام عاليه بدر زيدان، ممثل الحزب "السوري القومي الاجتماعي" المسؤول السياسي في الشوف وعاليه حسام العسرواي، منسق قضاء عاليه في "القوات اللبنانية" بيار نصار، طوني ابي خليل ممثلا حزب "الوطنيين الاحرار"، منسق "التيار الوطني الحر" في قضاء عاليه اسعد صوايا، المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال الحايك، رؤساء بلديات واتحاد بلديات ومخاتير قضاء عاليه، اعضاء مجلس ادارة في مؤسسة كهرباء لبنان، رئيس بلدية رشميا منصور مبارك، رئيس رابطة الشبيبة الرشماوية الزميل سعد الياس وحشد من الحضور.

مبارك

بعد النشيد الوطني وتعريف من سنتيا فغالي، القى رئيس بلدية رشميا منصور مبارك كلمة قال فيها: "اننا اليوم في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون امام فرصة لتعزيز الانماء ومكافحة الفساد وتثبيت الوجود. وانتم يا معالي الوزير باسيل، ممن ارسى منذ سنوات الى جانب فخامة الرئيس هذا التوجه الوطني، من خلال عملكم الحزبي والوزاري الدؤوب، حتى وصلنا اليوم الى تحقيق جزء من مطالب مزمنة ومحقة، على أمل انجاز ما نصبو اليه وطنيا واقليميا رغم حملات التشهير والتضليل والتجني".

اضاف: "من يطالب بعودة النازحين الى بلدهم ليس عنصريا، ومن يشجع على استعادة المغتربين للهوية اللبنانية ليس طائفيا. ومن يعمل ليل نهار على ابقاء اللبنانيين في ارضهم ليس فئويا، ومن انجز قانونا انتخابيا عادلا لكل فئات الشعب بمن فيهم الخصوم السياسيين فهو بالطبع ليس الغائيا".

وختم "عسى ان يكون هذا الاستحاق الديمقراطي المفصلي في ظل العهد الجديد فاتحة تغيير فعلي في الذهنية ومفهوم الخدمة في الشأن العام. هذا القانون يقدم فرصة لتطوير التمثيل على قاعدة المؤهلات الشخصية والبرناج الانتخابي والدعم الشعبي، مما يعني تمثيلا افضل لهموم الناس وتطلعاتهم عبر الجميع بين الصوت التفضيلي والنسبية".

الحايك

والقى رئيس مجلس الادارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان المهندس كلمة، فقال: "ان اهمية الحدث الذي يجمعنا اليوم، وهو تدشين محطة تحويل الرئيسية في معمل رشميا المائي، تكمن بالدرجة الاولى في تحقيق خطوة اضافية جديدة نحو تفعيل الطاقة المتجددة، وبالتالي التزام ما ورد في ورقة سياسة قطاع الكهرباء، التي اقرت عام 2010 في هذا الاطار"، لافتا إلى أنه "بعد مشروع نهر بيروت للطاقة الشمية وانطلاق العمل في مشروع انتاج الكهرياء من الطاقة الشمية والرياح، ها نحن اليوم في صدد تفعيل الطاقة المائية عبر سلسلة خطوات قمنا وسنقوم بها، لتأهيل معمل رشميا المائي ومحطة التحويل التابعة له".

واشار إلى انه "تم استبدال المحول الاساسي في المحطة، الذي يغذي المناطق المحيطة بها بمحول جديد ذو مواصفات تتناسب مع حاجة هذه المناطق، التي كانت تعاني من ضعف التوتر، بحيث يساهم المحول الجديد في حل هذه المشكلة جذريا، وقد بدأ المواطنون يلمسون التحسن في نوعية التغذية الكهربائية".

وقال: "إن مؤسسة كهرباء لبنان، بناء على توجيهات معالي وزير الطاقة والمياه المهندس سيزار ابي خليل، في صدد اطلاق استدراج عروض لتجهيز معمل رشميا بمجموعة انتاج جديدة بقدرة 3,5 ميغاوات، مكان المجموعة المتوقفة منذ عام 1982، مما يساهم في ضخ طاقة اضافية نظيفة على الشبكة اللبنانية".

أضاف: "اغتنم هذه المناسبة للاعلان عن مشاريع اخرى تخطط المكؤسسة لتنفيذها في معمل ومحطة رشميا، منها مشروع تأهيل المحطة بهدف تحويل التوتر المتوسط من 5,5 ك.ف، الى 20 ك.ف، ويتزامن هذا المشروع مع مشروع تحويل شبكة التوتر المتوسط في كامل القرى المحيطة بالمعمل لكي تصبح هلة توتر 20 ك .ف/ الامر الذي يؤدي الى الحد من الخسائر الفنية على الشبكة والى تحسين اضافي في التوتر لدى المواطنين".

وختم شاكرا "جميع الذين ساهموا ويساهمون في تفعيل الطاقة المتجددة النظيفة، بدءا بمعالي الوزير جبران باسيل، الذي عزز هذا التوجه، الى معالي الوزير ارثور نظريان الذي تابع تنفيذ الخطط الموضوعة، ومعالي الوزير الحالي المهندس سيزار ابي خليل، الذي يقدم كل الجهد والدعم لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في معمل رشميا وباقي المعامل وغيرها من المشاريع التي نصت عليها "ورقة سياسة قطاع الكهرباء"، وكذلك زملائي اعضاء مجلس الادارة والمهندسين والفنيين المعنيين في مؤسسة كهرباء لبنان، لا سيما رئيس مصلحة المعامل المائية ورئيس معمل رشميا والعاملين فيه".

ابي خليل

والقى وزير الطاقة والمياه كلمة، فقال: "سأتحدث اليوم بأمرين عن الكهرباء وعن المنطقة. عن الكهرباء نجتمع اليوم لتدشين مشروع صغير بحجمه ولكن كبير لحاجته، لانه كان هناك 16 قرية لا تنقطع فيها الكهرباء. اليوم قمنا هنا بمناقصة اعدناها عدة مرات حتى ضبطت وترست وتنفذت وتسلمت ووضعت في الخدمة، واليوم الاهالي يستفيدون من تيار افضل وكهرباء افضل والخدمة تحسنت لديهم".

أضاف: "اتحدث من هذا الباب، لادخل الى الباب الاوسع، باب الكهرباء الاوسع في البلد، قمنا بمناقصة لنزيد 800 ميغاوات قدرة انتاجية على مستوى البلد، اعدناها خمس مرات، وتأتي ذات النتيجة، صعد دفتر الشروط على مجلس الوزراء ثلاث مرات، أزيد عليه ما ازيد وتعدل ما تعدل عليه هناك -3 وزرار بالحكومة، وعادت وجاءت نفس النتيجة بغض النظر ماذا سيحصل من الان فصاعدا وماذا سيقرر مجلس الوزراء الذي عرض عليه، سنعود ونتكلم فيه في مجلس الوزراء، وأقول عن ذات الطريقة نتأخر في بعض الاحيان ولكن نعود ونسلم. قلنا لهم نعمل ماذا تريدون والذي يطمئن نقول به، قمنا بالمناقصة فالواجب ان تذهبوا الى ادارة المناقصات، قلنا لهم نحن سبقناكم وتحدثنا مع التفتيش ثلاث مرات وهذا لم يحصل في تاريخ الجمهورية، لان المؤسسات العامة تذهب الى ادارة المناقصات، واذا تريدون والقصة تطمئن نخالف النظام، ولكن يجب اخذ قرار في مجلس الوزراء ونذهب الى ادارة المناقصات".

وتابع: "انا الذي اريد ان اقوله من على هذا المنبر، ومن هذا المعمل الذي رأينا ما قمنا به نجدد التزامنا بتأمين الكهرباء للبنانيين بأسرع وقت، وبأفضل كلفة والذي لديه خيار يعطينا اياه، كان هناك خمس مناسبات. الخيارات والعروض لا تأتي على الوتساب للوزير، العرض الجدي والقوي ينزل بمناقصة، ويستطيع ان يدافع عنه بتقنياته، مرة أخرى أقول لكم نحن لا نتراجع، الكهرباء سنأتي بها، نعمل بجد وشفافية لان نحن الذين نحارب الفساد بهذا البلد، نحن الذين اعدنا لادارة المناقصات التي يتحدثون بها اليوم، اعدنا لها بريقها، نحن ومعالي الوزير باسيل ارسل اليها مشاريع بمليارات الدولارات، عندما كانوا سابقا يقومون بمناقصات القرطاسية، معامل دير عمار الذوق الجية، السدود ستة سدود، محطات تحويل كله هذا عمل به لاول مرة بعهد الوزير باسيل، وهذا الذي اكملنا فيه نحن، وهذه طريقنا وما ترضوا الا كما سلمنا وكيف انجزنا بمعمل رشيما سوف ننجز على مستوى البلد".

وأردف: "الموضوع الثاني هو موضوع المنطقة، وسأقول لك انكم سلفتمونا بأمرين هنا، سلفتمونا على المستوى الانمائي عندما كنت وزيرا للطاقة كان جزء كبير من موازنة وزارة الطاقة، يعملون بتوجيه شخصي منكم وبمباركة من فخامة الرئيس في منطقتنا، الا انها كانت محرومة لمدة طويلة، وكانت الكثير وكانت بحاجة ان نعود ونضعها على المستوى الخدماتي الذي يليق بها، وأن الجزء الكبير من موازنة وزارة الطاقة يتركز في المناطق الاكثر حاجة لها، والتي هي عاليه والشوف، وأقول لكم سلفتنا ليس بالانماء فقط، وإنما أيضا بالسياسة، لانه أول مرة بتاريخ السياسة الحديثة يكون هناك أكثرية قادرة أن تحسم مقاعد نيابية بشكل نظيف تأتي وتتخلى عن هذه القدرة وتعمل قانون أنتخابي تشرك فيه ألاخرين لكي يستطيع الجميع بكل المناطق كل واحد يتمثل بقوته، أعرف أن كان خيارك استراتيجي أن نخسر مقاعد في أقضية كان يكون عندنا فيها فوز نظيف، من أجل أن يتمل كل اللبنانيين بكل مناطقهم كل واحد بقدرته وقوته، وهذا ألامر نحن في هذه المنطقة الشوف وعاليه تحفظ لكم هذا الجميل".

وختم "صحيح ان هذا العهد هو عهد الانجازات، واليوم ندشن مشروع في رشميا، ونحن بعد اقل من سنة ندشن المحول الثالث، وأن نضعها في الخدمة وهذا يؤدي الى زيادة التغذية في المنطقة والقرى وستكون استفادة مباشرة للقرى المحية في هذا المعمل وهذا من الاستثمارات، التي تضعها كهرباء لبنان وهي مدروسة، وهذه مشاريع ناجحة والتي ستبقى نقوم بها".

باسيل

وألقى الوزير باسيل كلمة، فقال: "جميل اليوم أن نعود ونلتقي في معمل رشميا، الذي أكيد له قيمة ليس فقط بانتاج الكهرباء، ولكن له قيمة معنوية بهذه المنطقة وقيمة تاريخية، وأعرف أن هذا استثمار مفيد للبنان، أن يستفيد من كل ثرواته الطبيعية الهواء والماء والشمس، ويستطيع أن ينتج من خلالهم كهرباء، وهذه النتيجة سنصل اليها، لدينا مشكلة واحدة هي الوقت، نحن نتصارع مع الوقت، وهذا المؤسف، وهذا دليل ليس التقدم بالفكر السياسي بالبلد، تخيلوا فريقين سياسيين بالبلد يتصارعون واحد يريد أن يأتي بالكهرباء اليوم الثاني يريد تأخيره، ويريد تأخيره لتخرج الوزارة من فريق التيار الوطني الحر وتذهب الى فريق ثان، ولكن هذه الوزارة لن تخرج من يدنا. ماذا تفعلون تتركون البلد من دون كهرباء، وهكذا عمل بالنفط وحصل التأخير، الذي حصل دون أن يتغير أي شيء، ذات النتيجة التي كنا قمنا بها منذ اربع سنوات ونصف، وهدرنا فرصة حقيقية بالبلد على سعر عال للنفط، على أسواق نفط غير مفتوحة، وعلى تقنيات غير مستعملة بعد، وأهدرنا خمس سنوات لنصل الى فرصة لن تتكرر، لأنه هبطت الأسواق ودخلت في هذا الوقت المواد النفطية".

أضاف: "نحن كنا نتأمل أن ندخل بها والفرصة ذهبت، خسرنا الوقت، هذا الوقت من مسؤول عنه، من يدفع ثمنه للبنانيين وللاقتصاد الذي ينزف كل عام مليارات الدولارات، أليس له حساب هذا الوقت؟ الآن الذي أخرنا بالكهرباء وقلنا لهم داخل مجلس الوزراء أنه نفس النتيجة كيفما تعملون، لكن نحن لدينا الجرأة أن نقول للناس الحقيقة، هذه الكهرباء لتأتي بسرعة هناك هذه الطريقة، إذا كنتم متفقين جميعكم، إننا نريدها بسرعة يوجد، لماذا تأخرون؟ لتقطع الإنتخابات، مدد للمجلس النيابي تأخرت الإنتخابات، والآن يريدون إيجاد حجج، وسوف تسمعونها غدا، سيؤخرون من جديد فقط لكي لا يكون هناك كهرباء قبل الإنتخابات، هذه كل الفكرة، وأنه بذات فكرة الوقت، هذا الوقت، الذي ذهب علينا وعليكم بهذه المنطقة، وتحدثنا عن أشياء جميلة أنجز بعضها".

وتابع: "في هذا الوقت الذي تهجرت الناس فيه وتركت قراها لأحداث أليمة، نتمنى تذكر ولا تعود، ولكن أثرها موجود، هل يستطيع أحد أن ينتزعها من الذاكرة ومن التاريخ؟ هناك أناس مثلكم تسامح وتتسامح، لأن هذه تربيتها وديانتها وثقافتها ووطنيتها، وهذه محبتها لبعضها بعضا، ولكن لا تنسى لأنه كي لا تتكرر نسامح، والوقت الذي مر إذا أحد يعتقد أن الجرح يختم، ولكن يبقى ظاهر مكانه، طبيعي كما جسم الإنسان، وهذه العلامة ستبقى قائمة حتى كل واحد عندما ينظر يتذكر، وما يكرر من أجل ذلك الوقت الذي ذهب، الذي نحن كنا نقول فيه العودة تمت، اليوم نعود ونقول إن العودة ما تمت، والمصالحة ما اكتملت، لأنه نريدها أن تكتمل ونريد العودة تكون حقيقة وناجزة".

وأردف: "اليوم نستطيع أن نقول إنه مع قانون الإنتخابات القادم مع تنفيذه وتطبيقه، وعندما تحصل هذه الإنتخابات التي يتمثل كل الناس فيها، وعندما كل إنسان يكون شعر أنه بشخصيته السياسية وبإستقلاليته وبذاتيته وبحريته وبقراره هو موجود وقائم ويعبر، عندها يكون الإنسان قد أحس بنفسه انه عاد، من أجل ذلك اليوم نقول لأهلنا بهذه المنطقة آن أوان العودة السياسية، وستتم من خلال إنتخاب يمثل أهل هذه المنقطة التمثيل العادل والكامل لكل فئات ومكونات هه المنطقة، وهكذا تكون بدات العودة، هذه العودة، هذه مفاتيح بابها".

واستطرد: "بعد ذلك يأتي الإنماء والإقتصاد وكل الأمور الأخرى، ولنستطيع أن نطوي مرحلة، أكيد يجب أن نعالج كل الآثار النفسية لها، ونقولها ليس لكي ننبش بالماضي، نحكيها لأنه بعدها، وما فينا نمشي في هذه المنطقة ونسمع الناس ماذا تتذكر وكم تتحسر، وما نقول إنه هذه المشكلة ما تعالجت بعد، عندما نتحدث عن حق المعرفة لأن هذا حق الإنسان الطبيعي أنه يريد أن يعرف أهله أين؟ وعظامهم أين؟ وترابهم أين؟ حقه ولا أحد يستطيع أن ينزع له هذا الحق، وطالما هكذا نعالج بعضنا نفسيا ووطنيا، هكذا نكون حقيقة، ونحن لا نحاسب نكون حقيقة نعالج، لكي لا يبقى إنسان عنده حسرة في قلبه".

وقال: "لأنه مش طبيعي أيضا أنه في العام 2017، من بعد 27 سنة على انتهاء الحرب بلبنان، أن يكون قسم كبير من أهل المنطقة لم يعودوا حتى الآن، وتبقى القرية كما هي، هذا الذي يلزمه علاج حقيقي ليس فقط بالإحتفالات والخطابات، ونتحدث عن المصالحة وانتبهوا للمصالحة، نسأل من يريد أن يدق بالآخر، لا تخافوا السنا متصالحين مع بعضه دون جميلتنا، وعلاقتهم مع بعض كتير قوية، وهذا أساس المصالحة، وهذا الذي يبقينا بسلام مع بعضنا وهذا مؤمن، ولكن نحن كدولة ماذا نعمل؟ وماذا عملنا للعودة؟ وماذا فعلنا بالأموال التي صرفت عليها؟ ما مقدار العودة حقيقة للناس؟".

أضاف: "من أجل ذلك أنا أريد أن أقول أول شيء لأجل هذه المنطقة، التي نحن عملنا الشيء الذي نعتبره قليلا لهم، هذا حقهم المؤخر سنين نرده بقدرتنا السياسية غير المكتملة، ونقول لهم عندما تكتمل قدرتنا السياسية، سوف نرد لهم أكثر ونأتيهم بأكثر، لأن هذا حقهم، آسف أنه متأخر، الوقت نعود الى الوقت، بالأموال هناك الفائدة وبالنيابة والتمثيل، الآن الذي يحب أهله حقيقة ومنطقته ويحب أن يعود إليها، والذي يحب أهله ويتذكر كيف استشهدوا بهذه المنطقة هذه، يفكر أنهم استشهدوا لأنهم بقوا بهذه المنطقة، هم ماتوا لأنهم بقوا بها، الذي يحبهم يحب أن يكرمهم ويتذكرهم يحب أن يبقى في هذا المنطقة، وإذا تركها سيعود إليها، هكذا نحن نحب أرضنا وأهلنا ونكرمهم، بقوا واختاروا أن يموتوا ليبقوا أولادهم، يجب أن يبقوا بارضهم لتكريمهم".

وتابع: "ثانيا العودة، الذي اليوم قانون الانتخاب يعود ويؤمنها، العودة السياسية التي يلزمها الممارسة، ليس فقط القانون، بإمكاننا أخذ الحق ولكن لا نستعمله، يعني أعطي لكم الحق اليوم أن تتمثلوا، ولكن لا تشاركون وتختارون أن تبقوا في مكان سكنكم، من أجل ذلك نحن لدينا معركة حقيقية بقانون الإنتخاب، الذي يحاولون لدواعي تقنية، طبعا ونحن نتحدث عن التنوع الموجود ونتحدث عن القطعة التي كانت غائبة، لأنه بالنا غير مشغول على القطعة الموجودة في المنطقة، ولكن الذين يضعون اسبابا وحججا تقنية، كي لا يسهلوا إنتخاب الناس، بوقت القانون الذي أقريناه بمجلس النواب يسمح لأهل هذه المنطقة أن ينتخبوا أينما كانوا، هذا الحق يجب عليكم أن تمارسوه. نحن سهلنا لكم القانون، هناك محاولات لتصعيبه من جديد، نحن أكيد نواجهها وسوف نواجهها، ولكن المهم هذا الحق أن تستطيعوا أنتم أن تمارسوه".

وأردف: "النقطة الثالثة بالإنماء، هي أن لبنان يقوم بمخطط إنماي جديد، برنامج إستثماري لكل المناطق اللبنانية، تعرفون أنه سيعود الحديث عن الإنماء المتوازن وكل منطقة على ماذا تحصل، وحصتها وكم نسبة الإستثمار بالكيلومتر المربع، أنا أعتبر أن هذه المناطق لها حق مأخر عندما نقيس ماذا ستأخذ، هناك تراكم التأخير والغبن الذي لحقها، وهذه المنطقة ليست كما غيرها، لا الإعتبارات السياسية التي تحتم على الدولة أن تعطيها عناية خاصة، حرقت أموال كثيرة وأناس لم تعد الى قراها، هذه نتيجة هذه قراءة، هذا ليس تحليلا وعملية إستنساب هذا واقع. نزور القرى ونسير فيها ويرى هذا الواقع، نحن علينا ان نغيره ونرى كيف سنعمل لتعود الناس على ضيعها، ليس زيارة بالصيف والعطل، تعود وتسكن وتعيش وتعمل مع بعضها، وهذا نزيل آثار الحرب، وهذا النزوح الذي نخاف منه وننبه عنه فأنتم تعيشونه".

واستطرد: "عندما نتحدث عن النزوح من بلد الى آخر ونقول الذي يترك سوريا، خافوا أن لا يعود إليها، الذي يترك هذه المنطقة وسافر الى الخارج خافوا أن لا يعود إليها، لأننا نحن أولاد تجربة عشناها مع الذين نزحوا من الخارج الى لبنان ولجأوا، وعشناها مع اللبنانيين الذين نزحوا داخل لبنان وهم على بضع كيلومترات أصبحت عودتهم صعبة، هؤلاء الناس وهذه المناطق يلزمها عناية خاصة، بأنه باي برنامج وخطة إستثمارية ستسمعون عنها بالايام القادمة لان يكون لها إهتمام خاص، وهنا مسؤوليتكم أنتم سياسيون ورؤساء بلديات أن لا نعمل خطة إستثمارية بكل لبنان، أن لا تكونوا أخذتوا كل مشاريعكم فيها، وليس فقط طريق وكهرباء وبئر مياه، حتى البنى التحتية الي تؤهل المنطقة بأن تتحقق فيها فرص عمل، وتأمين للناس إمكانية البقاء فيها، والعيش هذا الأساس، ليس بتزفيت طريق لأنه هناك موسم إنتخابات نضع القليل من الإسفلت، ليس هذا الإنماء، نأمل أنه بهذا التفكير البعيد الذي سيبقينا في مناطقنا بالذاكرة وبالحالة النفسية أولا، ثانيا بالسياسة، وثالثا بالإقتصاد تكون حقيقة"، خاتما "نفكر على المدى البعيد كيف نبقى بأرضنا، وكيف نستأهل هذه الأرض وهذه المنقطة الحلوة ويخليها لأهلها".

وكان مدير معمل رشميا روجيه منذر، قد ألقى كلمة أشار فيها الى "تاريخ إنشاء المعمل وقوته الإنتاجية".

شرتون

بعدها دشن باسيل وأبي خليل والحضور المحول الجديد، لينتقلوا الى بلدة شرتون، حيث اقيم لهم استقبال في صالون كنسية مار شليطا، حضره رئيس البلدية جوزف مارون، مسؤول التيار في البلدة سمير ابي نادر وكاهن الرعية توفيق ابي خليل والاهالي.

وتحدث رئيس البلدية جوزف مارون، فأكد أنه "مع الكلمة التي القاها الوزير باسيل في رشميا، وان بحاجة ماسة الى مشاريع لتعزيز العودة".

والقى سمير ابي نادر كلمة اشار فيها الى "تاريخ نشوء منسقية التيار في البلدة، وكيف اصبح اليوم وما المشاريع التي ساهم في انجازها في البلدة".

باسيل

وتحدث الوزير باسيل، فقال: "قالوا لي اننا سنلتقي في صالة الكنيسة، لان الدمار الذي اصاب البلدة لم يتوفر لها لتعمير صالات اخرى، وهذه علامة من علامات اللاعودة، معنى بعد ما رجعنا. تخيل لو ان اهالي البلدة عادوا منذ 27 عاما، وأكيد ناسها لديهم الهمة والقدرة ان ينجزوا فيها اكثر، وهذا الموضوع الاهم الذي يهمني ان اتحدث عنه وسنتحدث عنه في كل مكان نستطيع ان نتكلم فيه، لان المهم اولا ان نقتنع بالفكرة، نقتنع نحن ماذا علينا ان نعمل وغيرنا ماذا عليه ان يعمل، ونجرب نفهم سويا، وكما قلت في رشميا، وانا لست بموقع لا ان انظر عليكم ولا اعطيكم دروسا ولا نصائح، انا بحب هذا البلد، وتهمني كثيرا هذه المنطقة، لانني اعرف ما معناها، واعرف انه اذا هذه المنطقة ما كانت بخير الجبل ليس بخير ولبنان ليس بخير، لا يمكن ان يكون بقلب لبنان ويكون لبنان بخير".

أضاف: "عودتكم عودة اساسية لانها هي عودة البلد الى طبيعته، ولا نستطيع ان نكون عالجنا مرحلة بأن الناس تعيش بشكل مؤقت بهذا الموضوع، لما أزور قرى كثيرة وأراها صغيرة اصغر من شرتون مبني فيها كاتدرائيات، وأسألهم لمن تعملون هذا صالون الرعية والكنيسة الكبيرة وتكون قرى فقيرة، ونحن ماذا يجب ان نعمل كي الناس تشعر بأنها حقيقة عودتها كاملة".

وتابع: "كنا دائما نقول عندما يطرح انه ليس هناك توازن ومناصفة بالادارة، الجواب كان دائما ماذا نفعل لكم المسيحيون لا يتقدمون للوظيفة، نقول المسيحي هجرتوه من البلد وأحس ان الدولة ليست له، وعيشته بفكرة انه تحت القانون وغيره فوقه، وان غيره لديه واسطة وهو ليس لديه واسطة، اصبح اذا كان يريد التقدم الى الخدمة المدنية وهو غير عن غيره، واصبح يرى نفسه انه بالسياسة غير ممثل ومقطوعة كل حقوقه، بالاخر اكيد لا يتقدم الى الدولة، ويعتبرها غريبة عنه".

وأردف: "كنا دائما نقول لهم انه يجب ان يشعر انه ممثل بالدولة من رأسها وانه يستطيع ان يقول انه تمثل بالدولة من رأسها وبحكومتها هو ممثل، وبالمجلس النيابي انجزنا قانون ليكون هو ممثل فيه، وبالتالي وصلنا على المرحلة التي عناصر الاطمئنان الكبيرة اصبحت متوفرة، اليوم لديه امان كبير بقلب لبنان وبكل المنطقة ،وليس هناك من شيء يخاف منه، بالعكس هو عنصر اطمئنان للبقية، وهو ليس فقط يجب ان يكون يعيش باطمئنان داخلي وذاتي، هو يجب ان يوزع الاطمئنان على بقية الناس، لانه هو على خط سياسي يعطي الامان للبلد ولكل مكوناته، وبالتالي يجب ان ينتقل ذاتيا ونفسيا للمرحلة التي يعرف ان العمل اصبح عليه ان يقوم به، لان البلد لا يستطيع ان يقوم فقط من جهة واحدة".

وقال: "يجب على الناس ان تشعر انها هي تساهم، وبهذا الموضوع جزء اساسي من العودة، هو انتم، وان تقتنعوا انه يجب ان تعودوا، واعرف انكم ستسألون الدولة ماذا قدمت لنا واين فرص العمل والجامعة والمستشفى والامن، هذا اعرفه وكلهم يأتون بالتدريج، كما الهجرة والتهجير حصلا منذ العام 1983، بقي 3 سنوات العودة ستكون هكذا سنقوم بها تدريجيا، ولكن المهم ان نقتنع وان نرى ان شبابنا عادوا بالاعمار في ضيعهم، وان لا تبقى كما كانت ولا نزال نرى منازل مهدمة، وهذه ليس علامة صحة لناس لديهم الارادة".

أضاف: "عام 2006 ذهبت الى الجنوب بتاريخ 14أب ورأيت الناس كيف عادت بذات النهار، الذي انتهت به الحرب ونصبت الخيم قرب منازلها المهدمة لان لديهم ارادة البقاء، نحن يجب ان نعبر واياكم عن هذه الارادة، نريد ان يعود اولادنا الى هنا واعمار منازلهم فيها ونرمم بيوتنا القديمة، التي مهما بنيتم من منازل جميلة في مناطق اخرى، لن يكون لديكم منزل اجمل من بيت الضيعة، مهما فعلتم لن يكون اغلى واعز منه ولا قيمة عليه لا معنوية ولا مادية".

وتابع: "العودة يجب ان تبدأ بقرار نحن سنأخذه، ونحن سنواكبكم وسيكون لديكم نوايا يواكبونكم، والعودة يجب أن تكون بفعل إرادة نعبر عنه بالموقف، وأيضا بالصوت وهذا الأهم لنظهر أننا أناس غير مكسورين، نحن ناس منتصرون بثباتنا وبوطنيتنا وبإيماننا بهذه ألارض وانفتاحنا بهذا البلد، لأنكم تعرفون هذا البلد ليس له قيمة، إذا لم نكن كلنا واحدا ومحافظين على وحدتنا وتعايشنا ومحبتنا لبعضنا البعض ولكن بشخصيتنا".

وأردف: "لنستطيع أن نعبر هذا الشيء يجب أن ننتخب، وكما تريدون، ولكن انتخبوا ولكن المهم أن نذهب ونعبر عن ارادة المشاركة والتصويت، الناس الذين في بيروت يحضرون حالهم للمشاركة، وثانيا الذين في المهجر نريدهم أن يذهبوا أن يتسجلوا والفرصة هي بعشرين تشرين الثاني حسب القانون، يجب الاتصال بأقاربنا وأصحابنا وبأهلنا لحثهم للتسجيل، لتشاركوا في الانتخابات في الخارج، هكذا نقول إن هذا لبنان المقيم والمغترب، نحن يجب علينا أن نحفزهم وأن لا يتكلوا على سفارة ولا على دولة، نحن متكلين عليهم في الخارج ولبنان كله ايضا ليعودوا كما نريدهم ان يعودوا على لبنان أنتم نريدكم أن تعودوا على قراكم، العودة بكرامتكم بعنفوانكم وشخصيتكم وبرأيكم وبموقفكم وايمانكم ومعتقدكم بفكركم كل شيء أنتم".

بعدها، وضع باسيل أكليلا من الزهر على ضريح الشهيد الملازم سمير الشرتوني في البلدة، ولدى توجهه والوفد الى بلدة بخشتيه، استوقفه اهالي بلدة كفر عميه على الطريق وأقاموا له استقبالا شعبيا.

بخشتيه

وفي صالون كنيسة المخلص في بلدة بخشتيه، أقيم استقبال حضره رئيس البلدية موريس كرم، كاهن الرعية الاب نقولا كرم، رئيس بلدية بحمدون الضيعة السابق وليد خيرالله وفاعليات واهالي البلدة.

بعد النشيد الوطني القى نقولا كرم قصيدة، ثم ألقى رئيس البلدية موريس كرم كلمة، اشار فيها إلى أن "الوضع صعب، وكل الملفات مهترئة وطالعة ريحتها، الله يساعدكم ورثتم دولة مهترئة والمشكلة بالسياسة في لبنان، بدلا من أن يساعدوا الأحزاب بعضها، يضعون العصي في الدواليب، هذا مؤسف ويجعل العمل يتأخر، وجميعنا يسمع ماذا يحصل في الكثير من الملفات".

باسيل

وألقى الوزير باسيل كلمة، فقال: "نمر على هذه القرى بوقت قصير، تستأهل منا جهدا ووقتا أكثر، ولكن نحن نكبر بكل واحد منكم عاد على هذه البلدة أو بقي فيها، يعني فكرنا موجود مع هؤلاء الصامدين، خاصة أن رئيس البلدية يعرف الذي قدمه الوزير أبي خليل لهذه المنطقة، لا دخل له في الانتخابات، لأنني أتابعه منذ العام 2010 عندما أتيت أنا الى الوزارة، وأعرف كيف يهتم بالمنطقة ويسعى لمطالبها،وهذه ليست سنة الإنتخابات، والذي يعمل في الشأن العام ويربطه فقط بالإنتخابات، هي هذه الكارثة الكبيرة، لأننا نعيش محكومين فقط بخطاب إنتخابي، كل الحكي للانتخابات، لذلك قال الرئيس ليست حكومة العهد الأولى، لأنه يعرف أنه قبل الإنتخابات يمكن أن تكون مواقف، القصة هي، كم تكلف هذه المواقف من هدر لمقدرات الدولة ومن إستخفاف وإستهتار بأشياء حتى ولو تخرب بناء الدولة".

أضاف: "المهم أن موضوعنا أبعد من موضوع الإنتخابات، الإنتخابات تأتي تترجم أو تكرس حالة معينة، المهم أن نكون نحن موجودين هنا، وهذه الرسالة التي نحملها، وتكون إرادتنا لا تقوى عليهاإرادة، إرادتنا أن نريد ان تعمل شيئا يعني سنعملها، ولا أعتقد هناك شيء أهم نعمله من أن نبقى في بلدنا وبأرضنا وبإيماننا بهذا البلد، لأنه هو يعبر عمن نحن".

وتابع: "وأنا بتجربتي أينما أذهب في العالم ما في أحسن من لبنان، واللبنانيين أخذوا وحققوا في الخارح، صدقوني هؤلاء الذين التقيتهم دائما سيشعرون أن هناك شيئا ينقصهم، ولبنان بالنسبة لهم هو أعلى شيء، من أجل ذلك على قدر ما إبتعدنا عن لبنان نعود إليه، وكذلك عن الضيعة نعود إليها. المهم أن تكون لدينا هذه الإرادة القوية أن نبقى، والإرادة لا شيء يكسرها، هذه أمس 13 تشرين، من كان يقول هذه أكبر برهان على الإرادة ماذا تعمل، عندما صاحبها يتمتع بها، ونحن كالمياه لا شيء يستطيع أن يقف بوجهنا، نحن التيار الوطني الحر مثل الماء، لا شيء يحده ومثل معبر الماء معانيه كثيرة، خاصة في هذه المنطقة".

واردف: "أعرف أهمية هذه المنطقة وطبيعة المنطقة، لكي تبقى الناس فيها، لأنها لا تستطيع أن تبقى بدون أرض، لذا عندما تعتني بها تعطيك، وهذا يلزمها الماء، أكيد أن أولويتنا بهذه أن نعطيها مشاريع مياه فوق عازتها، الناس يجب أن تشعر أنه بزيارتها للضيعة تستيطع أن تقوم بشيء، الشجرة البستان كل هذا عامل إضافي لعمله، خاصة كما نحن نعمل في الانتشار نحاول ونعمل وهذه أولوية الخارجية".

وقال: "اليوم مع وزارة الاقتصاد مع السياسة الإقتصادية كلها للحكومة أن تفتح أسواق للبنان في الخارج، وهذا يعني الإنتاج الغذائي اللبناني يجب ان تكون أسواقه في الخارج كبيرة، وهكذا ننفع لبنان وعلاقته، بارتباطنا بالأرض في علاقة بالتعبير عن ثقافتنا، لأن ثقافة الإنسان تعبر عنها بموضوع السياسة، مثل هذه، وهذا تنوعنا اللبناني بقرانا وطبيعة أرضنا وجبالنا، وكل أرض تعطي شيئا وهذا جزء من الغنى اللبناني، كما نحن أغنياء بتنوعنا البشري، لدينا طوائف ومناطق نستطيع أن نعيش معها ونغنى فيها، وكل جزء من غنى كبير نستطيع أن نعبر عنه ونطوره"، متمنيا في المرحلة القادمة أن "نغنى أكثر وأكثر بالعنصر النسائي بالتيار الوطني الحر وأن يكون عندنا نساء يتقدمن، ونشجع كل القدرات كي تستطيع أن تعبر عن حالها".

وتمنى أن "نستطيع أن نعطي هذا البلد الناس الذين تتأمله منا، والناس تنتظر منا الكثير، وبالمقابل نحن أيضا ننتظر منها، لاننا نحن ولا يوم غشينا الناس وقلنا لهم أن اتكالنا عليهم، لأننا نحن ليس لدينا شيء الا الناس، الناس يعطوننا ثقتهم نعطيهم شغل، يعطوننا تأييدهم نعطيهم بحجم هذا التأييد، وعندما يعطوننا الاكثرية نستطيع أن نعطيهم، ولكن على قدر الكتلة النيابية، التي لدينا وعلى الرغم من أنها كبيرة، اليوم لا تزال ليست الاكثرية، لا نزال حتى اليوم مجبورين أن نتحمل كل الظلم، الذي نتحمله ومجبورين أن مجلس الوزراء يقول لنا لا تعملوا كهرباء، وما فينا نعمل كهرباء بكل بساطة، يقول لنا ما تعملوا نفط ما منعمل نفط، يقول لنا عن أشياء كثيرة ليست بالسرعة التي يريدها، مثل النزوح الذي فرح بعض الناس، لكن انكسرنا بموضوع ألنزوح، ولكن انكسر لبنان وليس نحن، لأننا حملنا رأيا بهذا الموضوع".

وقال: "على قدر ما الناس منتظرة منا، نحن ننتظر منها، والناس حقها علينا أن نكون نعمل لها بوطنية وبنظافة وبمهنية، هذه الناس علينا أن تحاسبنا بهذا الموضوع، ونحن واجباتنا أن نقوم بالشيء الذي نقوم به، بكل الاحوال طريقنا طويل مع بعض تاريخنا تعرفونه ومستقبلنا، لن تتفاجأوا به بشيء ابدا، إلاأنه نريد أن نتكاتف أكثر مع بعضنا، نريد أن نتساعد أكثر مع بعضنا، لأن هذه المنطقة وهذا الشريط له خصوصيته، وخصوصيته أن نعود إليه لنحافظ عليه ونعود اليه بقوة، بدنا نتكل عليكم بهذا الشيء ونحن قربكم ومعكم لنعمل كل شيء يؤمن هذه العودة، العودة السياسة قلنا هي الاهم وهناك "من زعل" ولكن هذه الحقيقة، ماذا نفعل لهم، اذا بيحسبوها بعدد النواب يحسبوها".

واكد أن "العودة السياسية بالنهاية ليس بالكلام، انما بالترجمة نوابا ووزراء ورؤساء جمهورية والمرحلة الجايي على الادارة، بدنا نعود كما سنعود الى ضيعنا بدنا نعود على الادارة، وهذه المنطقة الادارة فيها غير مكتوبة لاحد، هذه مكتوبة لكل واحد منكم، له الحق أن يدخل الى الادارة، وأن يكون موظفا بهذه الادارة العامة تفضلوا معنا على الادارة".

بعدها توجه باسيل والوفد الى بلدة سوق الغرب لافتتاح مكتب "التيار الوطني الحر" فيها.

سوق الغرب

بعد ذلك، انتقل باسيل والوفد إلى سوق الغرب، حيث دشن مكتب هيئة "التيار الوطني الحر" في البلدة، باحتفال حضره وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، منسق التيار في قضاء عاليه اسعد صوايا، المنسق السابق المهندس بول نجم واعضاء مجلس وهيئة القضاء، بلال داغر ممثلا "حزب الله" وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير.

بعد النشيد الوطني، قدمت الاحتفال جيزيل حتي، ثم ألقى مؤسس هيئة التيار في سوق الغرب غابي صادق كلمة، فقال: "كنا هنا نجاهد وما زلنا، بقيادة بطل سوق الغرب ولبنان كله فخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون المحب والمحبوب، والمجاهد دوما في سبيل كرامة ووحدة اللبنانيين وعيشهم وامنهم وسيادتهم واستقلالهم وتقدمهم".

صوايا

من جهته، أشار منسق قضاء عاليه في "التيار الوطني الحر" الى أن "اختتام نشاط الوزير باسيل اليوم بعد جولة في قرى قضاء عاليه، ارادتها هيئة قضاء عاليه ان تكون عنوانا للتأكيد على رمزية قضاء عاليه، الذي عانى لسنوات من التهجير والتهميش وعدم التنسيق. قضاء عاليه الذي قدم خيرة شبابه للحفاظ على حرية وسيادة واستقلال لبنان، البداية كانت من رشميا مرورا بشرتون وبخشتيه وصولا الى سوق الغرب، التي لا يمكن وصفها الا بمحطات فخر، كللت مسيرة فخامة الرئيس ميشال عون وحفرت مجد لبنان في تاريخنا الحاضر".

باسيل

وألقى باسيل كلمة، اكد فيها انه "بمجرد اللقاء في سوق الغرب كتيار وطني حر معنى ذلك اننا تحت كلمتين "صمود وكرامة"، فهذه هي سوق الغرب. صمود وكرامة للشرعية في لبنان، فهذه البلدة وهذه التلال دافعت عن الشرعية بلبنان، ولم تدافع عن حزب ولا عن فريق، وقدمت شهداء لكل لبنان، شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا بإسم الشرعية اللبنانية، لتبقى الشرعية في لبنان، ولتبقى الدولة في لبنان ولتبقى الكرامة في لبنان ولتكون حرية وسيادة واستقلالا".

اضاف: "بكل المعارك الصعبة لا نستطيع ان نكون تحت هذه التلال ولا نستذكر تاريخنا -هلق بيطلعو يقولولنا عم تنبشوا الماضي- هذا تاريخ منشوف حالنا فيه ولا ننساه. الناس امثالنا يسامحون لأنهم كبار وقضيتهم وطن، لكنهم لا ينسون".

وتابع "لا تستطيعون عندما نتكلم عن القواعد الطبيعية البسيطة التي تصنع سلاما حقيقيا بين الشعوب وطمأنينة وثقة، وهذه سوق الغرب جارة القماطية وعاليه، وهذا له رمزية في رسالتنا وتلاقينا. فنحن دعاة التلاقي لا نقبل بالعيش المشترك، نحن نتكلم بالعيش الواحد لأننا واحد، لكن لكل واحد منا شخصيته وميزته، وعندما نتكلم عن مصالحة، معنى ذلك اننا كنا مختلفين ومعنى ذلك اننا نستطيع ان نبقى متميزين عن بعضنا، فهذه قيمتنا".

وأردف: "لكن المصالحة لا تعني الاستلحاق بالآخر والاستتباع له، فإن ارادوا او لم يريدوا هذه المصالحة لتكتمل - لانها لم تكتمل بالجبل والشوف وعاليه وبكل لبنان - لتكتمل قواعدها الثلاثة: عودة نفسية، عودة سياسية، عودة اقتصادية. فهذا ما يبقي الناس في ارضها، وهذا هو الصمود الذي رغم كل الذي حدث، اهل هذه المنطقة واهل هذه البلدة بقوا. وبقي التيار الوطني الحر بفضل اهله ومحبيه".

وقال: "هذا هو التيار، وهذا هو الفكر الذي يقول ان نصمد ونبقى، لأن هذا تاريخنا في هذا البلد، ونريد للناس العودة الكاملة لاننا نعرف شروطها، بكل قواعد التاريخ لا تستطيع الناس ان تعيش بدون معرفة الحقيقة لتستكين نفسيا، فعندما يموت لبناني في الخارج نعمل كل شيء لنعيد جثته، واهله بعد شهور يستمرون في المطالبة بحقهم بالجثمان. حق الناس ان تعرف، وهذا وضعناه في البيانات الوزارية وشرعنا قانونا من اجل حق المعرفة، وهذا الذي لا يستطيع ان يراه البعض الا نبشا في الماضي، فمعنى ذلك انه هو يعيش في الماضي ولا يستطيع الخروج منه الى المستقبل".

أضاف: "نحن نريد العودة كاملة، لأننا ناس كاملون ومواطنون كاملون، وحقوقنا يجب ان تكون كاملة، مثلما الآن في قانون الانتخاب تمثيل كل اهل الجبل وكل اللبنانيين يجب ان يكون كاملا، لأن طبيعة القانون تعطيه ذلك، لأن ممارستنا له يجب ان تكون كذلك لنعبر عن رأينا، بنفس الطريقة العودة السياسية يجب ان يكون معها عودة ادارية، وهذه مسؤوليتنا اتجاهكم وهذا وعد لكم، وعد بأن تعودوا وتدخلوا الى الادارة، وسنكون وراءكم لتدخلوا الى الادارة ومؤسسات هذه المنطقة لستم بحاجة للذهاب الى احد لتدخلوا اليها، تدخلون بقدرتكم وكفاءتكم ووجودكم في هذه المنطقة".

وتابع: "هكذا تكون العودة، يجب ان نعود وندخل في الادارة اللبنانية، لأن هذا هو دستورنا وهكذا هو بلدنا، وهكذا نعبر عن وجودنا، نحن لسنا مواطنين لنصفق لأحد، ومن لا يفهم معنى سوق الغرب يجب ان تتفهموا، لأن هناك اناسا لم تعش الذي عشتموه، ولم تدفع دما ولم تفهم ما معنى ان يكون للناس شهداء لتحافظ على كرامتها، وكرامتنا في هذا البلد ان يكون لنا حريتنا واستقلالنا".

وأردف: "الذي لم يعتد على سياسة خارجية مستقلة، لا يفهم معنى الاستقلال، قد يكون مستتبعا عند الغير، ومن لا تعجبه سياستنا الخارجية لأنها مستقلة، مشكلته هو انه لا يعرف العيش بظل الاستقلال، ويريد ان يكون دائما بمحور ويتبع للخارج. نحن احرار واسياد سياستنا الخارجية وقرارنا".

وختم "هذه سوق الغرب وهذه دماء الشهداء هنا. لم يستشهد كل هؤلاء حتى لا نصمد ولا نعيش بكرامة، نحن هنا في هذا البلد صامدون وبكرامتنا وراسنا الى الاعلى".

ثم قص باسيل شريط الافتتاح واقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.