المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 15 تشرين الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.november15.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: واجب السياديين اللبنانيين الإستفادة من التقاطع العربي-الدولي الراهن المصمم على إنهاء دور وحالة الأذرع الإيرانية في المنطقة وفي مقدمها حزب الله..الذي يحتل لبنان

الياس بجاني/بالنص والصوت/المطلوب من كل لبناني سيادي الاستفادة من التقاطع الدولي-العربي لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني

الياس بجاني/تماسيح فرق الممانعة ودموعها على الحريري

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/خيبة للآمال/تراجع مخيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة/مع فيديو وملخص المقابلة

فيديو/يوتيوب/أجزاء مقابلة الرئيس الحريري الثلاثة التي أجرته معه الإعلامية بولا يعقوبيان/تلفزيون المستقبل/يوم الأحد 12 تشرين الثاني/17 مباشرة من السعودية ومن منزله

بالصوت والنص/ملاحظات وتساؤلات وشكوك ومحاذير في محتوي مقابلة الرئيس الحريري/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة سيادية بامتياز مع نوفل ضو الصوت الحر الصارخ في سماء لبنان المحتل حيث تفشي الطروادية والملجمية وثقافة الأبواب الواسعة والثلاثين من الفضة وتجارة الهيكل، وحيث المسحاء الدجالون يصولون ويجولون بكفرهم وجحودهم والتخلي

 صوت لبنان الكتائبي/بالصوت/مداخلة مهمة للصحافي السعودي حسين شوبكجي

أهم عناوين مقابلة اللبناني الحر نوفل ضو من صوت لبنان

تفريغ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

رزمة من تغريدات نوفل ضو خلال الأيام القليلة الماضية تبين أن في لبنان خمائر إيمانية وسيادية ورجائية رغم حالة البؤس والمحل التي والتخلي التي ضربت عقول ووجدان وضمائر الغالبية العظمى من أهل السياسة والمسؤولين والرأي العام

عدد من التقارير تغطيي زيارة الراعي للسعودية/الراعي التقى الملك ووليّ عهده وأمير الرياض والحريري وقال: سمعت من المسؤولين في المملكة نشيد محبّة للبنان

فارس سعيد التقى في الرياض السفير السعودي الجديد في لبنان

بيان "تقدير موقف" رقم 79/رأينا بطريركاَ في أرض الحرمين وما رأينا رئيساً مارونياً على قدر أهل العزم!

هل أنتم منافقون أم جهلة معذورون/الشيخ حسن مشيمش/فايسبوك

الراعي غادر بيروت متوجها إلى الفاتيكان

الراعي: القيادة السعودية تدعم لبنان ولا شيء يؤثر على صداقتنا

الراعي شدد مع خادم الحرمين على دور الأديان في نبذ الارهاب والتقى محمد بن سلمان والحريري

 أمير الرياض أولم على شرف الراعي مؤكداً أن الزيارات المتبادلة تؤسس لسياسة جديدة

الحريري مغرداً: أنا بألف خير وسأعود خلال يومين فيما تظل عائلتي بالسعودية

ولي العهد السعودي يلتقي البطريرك اللبناني بشارة الراعي

لقاء خادم الحرمين الشريفين والراعي استعرض سبل مكافحة الإرهاب وتعزيز التسامح

الراعي يعلن من السعودية تأييد أسباب استقالة الحريري/مصادره لـ «الشرق الأوسط»: 24 ساعة تاريخية قضيناها في المملكة

بطريرك الموارنة يغادر الرياض بعد زيارة تاريخية

الراعي: السعودية لم تخذل لبنان مرة وقال في الرياض: بلادنا صغيرة وصعبة ولكن رسالتها كبيرة... وسنحافظ على أخوتنا مع المملكة

الحريري: سأعود إلى بيروت خلال يومين لاستكمال الإجراءات الدستورية للاستقالة

الراعي من السعودية: سمعت من المسؤولين في المملكة نشيد محبّة للبنان/الراعي التقى خادم الحرمين ووليّ العهد وأمير الرياض والحريري/إيلي القصّيفي/المستقبل

أبو كسم لـ «المستقبل»: زيارة تاريخية فتحت آفاقاً جديدة

هكذا جنَّد "حزب الله" إرهابيين سعوديين لاستهداف المملكة

لبنان مطالب بتفهم مواقف المملكة من العدوان الإيراني والتزام النأي بالنفس وعودة الحريري إلى السلطة رهن الاتفاق على تسوية جديدة تعيد التوازن وتلزم “حزب الله” وقف حملاته على السعودية

الحريري ينفي عرضه وساطة على ولايتي

السفارة السعودية في لبنان تتلقى تهديدات بخطف مواطنيها

زيارة بطريرك الموارنة للسعودية تاريخية بل أكثر/ايلي الحاج/النهار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ريفي: جولة باسيل الاوروبية لتزوير حقائق إستقالة الحريري وهو يلعب دور وزير خارجية حزب الله

باسيل يسوّق لوجهة نظر حزب الله في جولته الخارجية

حياد الضرورة يهدد فرنسا بفقدان موقعها في لبنان

إستعصاء سياسي والسعودية عاجزة عن تحسين شروطها اللبنانية

«24 ساعة من التاريخ»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

تجاوز على قواعد الميثاق اللبناني/خالد غزال/الحياة

 صليب البطريرك في مملكة الخير (بقلم طوني أبي نجم)/

عودوا إلى "إعلان بعبدا" لتجنيب لبنان الكارثة الحقيقية

هكذا علّقت إيران على مقابلة الحريري

الحريري الذي اخترعه محور الممانعة

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

زهرا: الحريري حرّ أكثر منهم

حمادة: الاحد المقبل سيكون يوم الانفجار الكبير

عائلة السعودي المختطف في لبنان تخرج عن صمتها

مسلسل التميز اللبناني في الإغتراب مستمر… اليكس عازار وزيراً للصحة الأميركية

الوليد بن طلال يعرض فنادقه في بيروت للبيع

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 14/11/2017

رئيس الوزراء الفرنسي شدد على ضرورة ان يتمكن الحريري من العودة بحرية الى لبنان

الخارجية الفرنسية: لودريان سيلتقي ولي العهد السعودي مساء غد وسيبحث معه الوضع في لبنان

تيار المستقبل :الأسد آخر كائن يحق له التحدث عن سيادة النفس

المركز الكاثوليكي: زيارة الراعي الى السعودية فتحت صفحة جديدة من علاقات الحوار والتعاون المسيحي الإسلامي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«واشنطن تايمز»: السعودية ستسحق إيران في النزال الكبير

ترامب الإبن ينشر مراسلاته مع ويكيليكس

الرياض: مؤتمر المعارضة السورية في 22 نوفمبر وتعهد روسي بإبعاد إيران عن الجنوب... والأكراد يسيطرون على حقل نفطي

61 قتيلاً معظمهم مدنيون بغارات بلدة الأتارب السورية

إردوغان: على من لا يعتقدون بجدوى الحل العسكري بسوريا سحب قواتهم

العفو الدولية»: حصار النظام السوري للمدنيين جريمة حرب ومجزرة بغارة على مدينة الأتارب شمال حلب

زلزال الشرق الأوسط يخلف آلاف الضحايا في إيران ودمار هائل بثماني مدن ومئات القرى في إقليم كرمانشاه

«القاعدة» أعاد بناء نفسه بفضل «صفقة» مع إيران ومجلة أميركية تروي تاريخ العلاقة السرية بين بن لادن و{الحرس الثوري}

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما هي فرص نجاح معادلة «نون ـ نون»/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عودة الحريري: إحتمالاتٌ وأزمات/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

على هذا الأساس سيعود الحريري/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

«إصلاح أو ثورة» على الطريقة اللبنانية/وسام سعادة/المستقبل

سعد الحريري… صدمتان لا صدمة واحدة/خيرالله خيرالله/العرب

حزب الله»... دولة داخل لبنان تدار من إيران/إبراهيم أبو زايد

 "سعد راجع" برعاية من حماه لا بالتحالف مع من نفاه/محمد سلام

عن "الورطة" التي تنتظر مقاتلي "حزب الله/غازي دحمان/الحياة

استقالة الحريري.. جمعت عون وفرنجية/جهاد نافع/الديار

القنوات اللبنانية خسرت الإعلانات... وربحت نفسها/الأخبار/زينب حاوي

«ربع الساعة» الأخير طويل ودامِ/أسعد حيدر/المستقبل

القوة والضعف لدى الشرعية والانقلابيين في اليمن/د. عبد العزيز بن عثمان بن صقر/الشرق الأوسط

الأمم المتحدة هي القادرة على عقد الانتخابات السورية الحقيقية/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

وثيقة سرية عن مراسلة بين الجبير ومحمد بن سلمان/الصلح مع إسرائيل والغاء حق العودة وتدويل القدس/حل النزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي سيفتح المجال أمام التعاون الأمني والتجاري بين العرب واسرائيل (أرشيف)/الأخبار

القنوات اللبنانية خسرت الإعلانات... وربحت نفسها/زينب حاوي/الأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ولايتي: تصريحات الحريري الاخيرة إملاءات سعودية

عون تبلغ من القناعي دعم امير الكويت لجهوده وتلقى اتصالا من ميركل وابرق الى روحاني ومعصوم معزيا: موقف لبنان واحد ومرتاح لردود الفعل الدولية

بري عزى القيادتين الإيرانية والعراقية بضحايا الزلزال الصفدي: متمسكون بعودة الحريري

الدائرة الاعلامية في القوات: القوات أشادت مرارا وتكرارا بموقف الرئيس عون

كتلة المستقبل نوهت بزيارة الراعي الى السعودية: الاولوية لعودة الحريري

ريفي عبر تويتر: زيارة الراعي الى السعودية تؤكد العيش المشترك ومواقفه تمثل الجميع

القصر الجمهوري فتح لليوم الثاني أبوابه للوفود الطالبية عشية ذكرى الاستقلال

دريان استقبل غانم وفتفت وشخصيات ووفودا فرعون: المطلوب تحييد لبنان كي لا يدخل في العاصفة الإقليمية

 

تفاصيل النشرة

لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر

إنجيل القدّيس لوقا16/من13حتى17/"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال». وكَانَ الفَرِّيسِيُّون، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَال، يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَيَتَهَكَّمُونَ عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم: «أَنْتُم تَتَظَاهَرُونَ بِالبِرِّ أَمَامَ النَّاس، ولكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُم؛ لأَنَّ الرَّفِيعَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رَجَاسَةٌ أَمَامَ الله. دَامَتِ التَّوْرَاةُ وَالأَنْبِياءُ حَتَّى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ الله، وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَغْصِبُ نَفْسَهُ لِيَدْخُلَهُ.ولكِنْ لأَسْهَلُ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ التَّوْرَاة".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: واجب السياديين اللبنانيين الإستفادة من التقاطع العربي-الدولي الراهن المصمم على إنهاء دور وحالة الأذرع الإيرانية في المنطقة وفي مقدمها حزب الله..الذي يحتل لبنان

http://eliasbejjaninews.com/?p=60301

تعليق للياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/واجب السياديين اللبنانيين الإستفادة من التقاطع العربي-الدولي الراهن لإنهاء دور وحالة الأذرع الإيرانية في المنطقة وفي مقدمها حزب الله الذي يحتل لبنان/14 تشرين الثاني/17

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias1701.14.17.mp3

تعليق للياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/واجب السياديين اللبنانيين الإستفادة من التقاطع العربي-الدولي الراهن لإنهاء دور وحالة الأذرع الإيرانية في المنطقة وفي مقدمها حزب الله الذي يحتل لبنان/14 تشرين الثاني/17

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias1701.14.17.wma

 

بالنص والصوت/المطلوب من كل لبناني سيادي الاستفادة من التقاطع الدولي-العربي لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني

الياس بجاني/14 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60301

لا تجمعوا لكم كنوزا على الأرض، حيث يفسد السوس والصدأ كل شيء، وينقب اللصوص ويسرقون. بل اجمعوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد السوس والصدأ أي شيء، ولا ينقب اللصوص ولا يسرقون. فحيث يكون كنزك يكون قلبك” (انجيل متى06/19-21).

كل متتبع للسياسة العربية والدولية واللبنانية لا بد وأنه يعرف تماماً وجود تقاطع مصالح دولي وعربي حالي على وضع حد للتمدد الإيراني وإعادة إيران إلى إيران وإنهاء دور أذرعتها الميليشياوية والإرهابية خارج إيران وفي مقدمهم وأخطرهم وأكثرهم أذية حزب الله الذي يحتل لبنان منذ العام 2005.

من هنا المطلوب من كل سياسي وحزب وناشط وإعلامي ومثقف ورسمي لبناني مقيم ومغترب أن يعمل جدياً وبتجرد على الاستفادة من هذا التقاطع لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني واستعادة السيادة والحرية والاستقلال.

ألف باء الواجب الوطني هذا يقضي الاعتراف وعلناً وبجرأة ودون تردد أو باطنية أو ذمية أو تشاطر أو تذاكي أو حربقات احتيالية ..عليه أن يعترف بأن لبنان حالياً دولة محتلة وإلى حد كبير دولة مارقة وأن المحتل هو جيش إيران المسى زوراً حزب الله.

عليه واجب المجاهرة بأن حزب الله ليس من النسيج اللبناني وليس هو لبناني رغم أن أفراده يحملون الجنسية اللبنانية..

عليه واجب المجاهرة بأن حزب الله هو فيلق مذهبي ومليشياوي مسلح تابع على كافة المستويات وعلى كل الصعد، تابع كلياً لفيلق القدس الإيراني، وبأن عقيدته وثقافته وتدريبه وسلاحه وتمويله ومركز قراره وتبعيته هي كلها إيرانية وليست لبنانية أو عربية.

عليه أن يستمع للسيد حسن نصرالله ويقتنع بما يقوله دائماً وعلنية وبتفاخر ومكابرة عن إيرانية حزب الله الكاملة والشاملة والمطلقة..السيد يؤكد دائماً أن الحزب هو مجموعة من الجنود في جيش ولاية الفقيه وأنه يعمل بالتكليف الشرعي دون سؤال أو تردد كما أن تمويل وسلاح الحزب هو إيراني.

عليه أن يدرك أن حزب الله هو استثمار إيراني مهم جداً للمشروع الإمبراطوري والتوسعي الإيراني وأن هذا الفيلق المسلح لن يسلم سلاحه لا اليوم ولا غداً ولا في أي يوم، كما أنه لن ينأى بنفسه لا اقليمياً ولا دولياً ولا لبنانياً لأنه إن فعل يلغي ذاته ومبرر وجوده وكينونته.

عليه أن يعترف أن كل المحاولات اللبنانية منذ العام 2005 لتجريد حزب الله من سلاحه أو وضع استراتجيه تضبطه أو تسليمه للدولة أو وضعه تحت أمرتها كلها فشلت فشلاً ذريعا والحزب يهدد دائماً بأنه سيقطع أيدي وينحر رقاب ويبقر بطون الذين يريدون أخذ سلاحه الذي يدعي أنه مقدس.

عليه أن يعترف أن حزب الله وبنتيجة هزالة وأنانية وطروادية ومصالح السياسيين هو مستمر في قضم الدولة ومؤسساتها وقد أمسى في الوقت الراهن ممسكاً بالدولة وبمؤسساتها ويتحكم بقراراتها وبقرار الحرب والسلم.

عليه أن يعترف أن حزب الله هو ماكينة اغتيالات وهو الذي اغتال أو حاول أن يغتال كل الأحرار الذين استشهدوا منذ العام 1982 وقبل ذلك بسنين.

عليه أن يعترف بأن حزب الله هو الذي اغتال الرئيس الحريري وبأنه متهم ويحاكم أفراده أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

عليه أن يعترف أن حزب الله لم يلتزم ولا بأي اتفاق وقعه، بل هو انقلب عليها كلها وقال للبنانيين بوقاحة “بلوها وشربوا ميتها”.

عليه أن يعترف أن حزب الله غير قادر في أي وقت وتحت أي ظرف أن ينأى بنفسه وإن فعل يلغي ذاته.

عليه أن يعترف أن أوليات حزب الله هي تدمير وتفكيك الدول العربية خدمة للمشروع الإيراني التوسعي والمذهبي وأن شعار تحرير فلسطين هو للتمويه والخداع والإحتيال والمتاجرة الرخيصة.

عليه أن يطالب المجتمعين الدولي والعربي ومجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية بتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 القاضيين بتجريد سلاح كل الميليشيات وتفكيكها وبسط سلطة الدولة اللبنانية بواسطة قواها الذاتية على كل أراضيها.

عليه أن يعترف قولاً وفعلاً أن حزب الله هو ميليشيا ارهابية وجيش إيراني مذهبي ولا علاقة له لا بالمقاومة ولا بالممانعة ولا بالتحرير ولا بلبنان ولا بالعرب ولا بالتعايش ولا بالديموقراطية ولا بالسلم والسلام.

عليه أن يعترف ودون تقية ودجل أن حزب الله لم يحرر الجنوب سنة الفين، بل هو يحتله منذ ذلك الزمن.

عليه أن يعترف أن حزب الله لم ينتصر على إسرائيل سنة 2006، بل أن الخاسر الأكبر في تلك الحرب المدمرة كان لبنان وشعبه واقتصاده وبناه التحتية.

عليه أن يعترف أن الاتفاق الرباعي بعد انسحاب جيش الأسد من لبنان كان خطيئة وطنية وكذلك كل البيانات الوزارية التي جاءت على ذكر وإقرار هرطقة “جيش ومقاومة وشعب”.

عليه أن يعترف بأن كل السياسيين والمسؤولين الذين أجهضوا الآمال والمساعي الدولية عام 2005 لجهة تنفيذ القرار الدولي رقم 1559 وإنهاء وضع وحالة حزب الله الشاذة في لبنان لم يخطئوا فقط، بل اقترفوا أفظع الخطايا… ونفس الأمر ينطبق أيضاً وبامتياز كبير على أفراد الطاقم السياسي والحزبي والرسمي الذي حال عام الفين وستة بذمية وتقية وجبن من وضع القرار الدولي 1701 تحت البند السابع.

عليه أن يعترف بأن صفقة الدوحة كانت كارثية وكذلك الصفقة الخطيئة الحالية التي داكشت الكرسي بالسيادة والاستقلال.

عليه أن يدرك أنه حتى 128 نائباً لأي فريق سيادي أو حزب واحد لن يكون لهم أي فائدة أو قيمة أو تأثير في ظل احتلال حزب للبنان.

عليه أن يدرك أن هناك فرق كبير وشاسع بين العملين السياسي والوطني..العمل الوطني هو لتحرير الوطن والعمل السياسي يمارس فقط وفقط في ظل السيادة والاستقلال وليس في ظل الاحتلال.

من هنا فإن كل سياسي سيادي لبناني غير قادر100% على واجب الشهادة للبنان ولشعبه ولدستوره ولدولته في مواجهة الدويلة والاحتلال عليه أن يتنحى ويترك المجال لمن هم صاحب وزنات وقادر.

من هنا فإن كل سياسي ورغم فشله وجبنه وذميته يريد البقاء في العمل السياسي عليه أن يصمت صمت القبور ويتواضع ويعرف قدره وقدراته ويترك غيره من القادرين أن يقودوا مهمة التحرير والشهادة للحق.

يبقى أن أمام اللبنانيين اليوم فرصة سانحة من خلال تقاطع مصالح عربية ودولية لإنهاء وضعية الاحتلال الإيراني للبنان والتاريخ وقاضي السماء وحساب اليوم الأخير لن يرحموا من يعمل على تعطيلها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تماسيح فرق الممانعة ودموعها على الحريري

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/17

*حبذا لو أن ابواق وطبول وصنوج الممانعة ومنها المسيحية تحديداً تخجل من وضعها الغبي والإستغبائي وتستفيق من احلام تمنياتها الإبليسية والخيالي وتوقف نفاقها عن اعتقال الحريري في السعودية..الرجل بخير وبين أهله وفي بيته.

*غيرة فريق الأوباش والودائع الفارسية من المسيحيين تحديداً على الحريري هي كغيرة إبليس وجهنمه وناره ودوده على الملائكة. اضبضبوا

*يا بعض تيار المستقبل من الوصوليين اخجلوا من جحودكم ونكران الجميل.الأعداء هم حزب الله وإيران وفرق الممانعة وليس السعودية. اضبضبوا

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/خيبة للآمال/تراجع مخيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة/مع فيديو وملخص المقابلة

بالصوت والنص/ملاحظات وتساؤلات وشكوك ومحاذير في محتوي مقابلة الرئيس الحريري

http://eliasbejjaninews.com/?p=60262

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/خيبة للآمال/تراجع مخيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة/مع فيديو وملخص المقابلة

http://eliasbejjaninews.com/?p=60262

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتMP3/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/مخيبة للآمال/تراجع خيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة شرط ابتعاد حزب الله عن اليمن/13 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliashaririinterview12.11.17.mp3

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتWMA/قراءة في محتوى مقابلة الحريري من تلفزيون المستقبل/خيبة للآمال/تراجع مخيف عن سقف الإستقالة/استسلام لإحتلال حزب الله للبنان/تمسك بالصفقة الخطيئة شرط ابتعاد حزب الله عن اليمن/13 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliashaririinterview12.11.17.wma

 

بالصوت والنص/ملاحظات وتساؤلات وشكوك ومحاذير في محتوي مقابلة الرئيس الحريري

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60262

*نتعاطف 100% مع الحريري الشخص والإنسان والطيبة والأحاسيس والدموع،

*ولكننا ايضاً 100% في السياسة ضد كل خيارات الرجل وكل مواقفه وتحالفاته وبشكل خاص ضد الصفقة الخطيئة التي كانت كارثية على بلدنا وشعبنا ودورنا العربي والإقليمي والحريات والديمقراطية وعلى السيادة والدستور والقرارات الدولية وهي صفقة سلمت الدولة وقرارها لحزب الله الدولة.

* إعلان الحريري وبالفم الملآن أنه لا يزال ملتزم بالتسوية أي بالصفقة الخطيئة التي داكشت الكراسي بالسيادة يعيدنا إلى نقطة الصفر إن كان فعلاً الرجل يعي ويعني ما يقول.. وبالتالي "منكون تيتي تيتي"... وعدنا إلى المربع الأول.

*ما هو فعلاً مقلق ومرعب سيادياً ولبنانياً ومصيراً في كلام الحريري الذي كرره مرات عدة خلال المقابلة قوله أن المطلوب تسوية موضوع سلاح حزب الله الإقليمي في اليمن تحديداً..

*قوله أن المطلوب تسوية وضع حزب الله الإقليمي لا يعني عملياً غير اليمن لأن هذا السلاح، أي سلاح حزب الله في سوريا هو مرتبط 100% بوجود إيران فيها وبدورها وبمشروعها..

*إيران موجودة بجيشها ومليشياتها في سوريا على خلاف ما هو وضعها في اليمن حيث هي هناك تدرب وتمول وتسلح وليس لها دور عسكري علني كما في سوريا. أي لا مشكلة عنده مع وجود سلاح حزب الله في لبنان أو على الأقل ليس أولوية..

*وما كان فعلاً ملفت ومقلق ومستنكر في آن هو عدم ذكره لا من قريب ولا من بعيد القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وتحديداً القرارين 1559 و1701 اللذين يطالبان بنزع سلاح كل الميليشيات وحزب الله دولياً وإقليمياً ودستوريا في لبنان هو ميليشيا.

*وفي نفس الوقت كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غائبة كلياً عن المقابلة مع العلم أن قرارات اتهامية مهمة متوقع صدورها عنها قريباً وقيل أنها سوف تطاول قيادات في حزب الله من الصف الأول.

*تناقض كامل ولافت بين سقفي بيان الاستقالة المرتفع وبين سقوف كل المواقف التسووية والمتواضعة جداً التي جاءت خلال المقابلة.

*بيان الاستقالة سمى الأشياء بأسمائها وخلاصته أن حزب الله أي إيران يحتل لبنان.. وإيران لا تزرع غير المصائب والحروب في أي بلد تحل فيه.

*مواقف المقابلة كانت مركزة على دور حزب الله الإقليمي وفي اليمن تحديداً المزعج للسعودية ودول الخليج العربي.

*لم يأتِ الحريري في سياق أجوبته على ذكر أخطار وكوارث وحروب حزب الله داخل لبنان ولا هو تطرق لسرايا المقاومة التي تزرع الرعب والفوضى والإجرام والفتن والخطف في كل المناطق اللبناني.

*كرر الحريري عشرات المرات مصطلح النأي بالنفس وكل مرة كان يعني به نأي حزب الله بنفسه وسلاحه عن اليمن.

*نمطية إشادات الحريري بالرئيس عون وبعلاقته معه كانت غير اعتيادية وغير مقنعة...علماً أن عون يعتبره مخطوف ومنع بث مقابلته عبر تلفزيون لبنان الرسمي وفي بيان رئاسي قال إن كل ما سيصدر عنه في المقابلة لن يؤخذ به على خلفية نظرية خطفه واعتقاله

*هذا وكان مستشار الرئيس عون الإعلامي جان عزيز في نفس الوقت يصعد ضد السعودية ويركز على مقولة ونظرية الاختطاف عبر تلفزيون الجديد.

*إعلان الحريري أنه ملتزم بالتسوية (الصفقة الخطيئة) شرط بعض التعديلات عليها لجهة "النأي بالنفس" إقليميا يبين أن لبنان لم يكن أولاً ً في استقالته، بل أخطار وتهديدات وجود حزب الله في اليمن.

*إعلان الحريري التزامه بالصفقة الخطيئة  يترك الشكوك المحقة في مشاركته بالصفقات والسمسرات وتحديداً الغاز والبترول والكهرباء والاتصالات وغيرها.

*السعودية وكما ذكر أكثر من مرجع سني لبناني مقرب جداً من حكامها كانت منزعجة للغاية وغاضبة من مواقف الرئيس عون والوزير باسيل لجهة ذوبانهما وتماهيهما الكامل في ومع مشروع حزب الله والتسوّق لوجوده وسلاحه..

الرئيس الحريري استمر طوال المقابلة الإشادة بالرئيس عون ولم يأتِ على ذكر هذه الأمور..

باختصار فإن محتوى مقابلة الرئيس الحريري في قراءة أولية يشير إلى أن أسباب الاستقالة لم يكن في مسبباتها الرئيسية والأساسية والموجبة أي أمر أو شأن أو خلاف لبناني-لبناني  له علاقة باحتلال حزب الله، بل كانت على خلفية وجود حزب الله في اليمن ..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة سيادية بامتياز مع نوفل ضو الصوت الحر الصارخ في سماء لبنان المحتل حيث تفشي الطروادية والملجمية وثقافة الأبواب الواسعة والثلاثين من الفضة وتجارة الهيكل، وحيث المسحاء الدجالون يصولون ويجولون بكفرهم وجحودهم والتخلي

http://eliasbejjaninews.com/?p=60312

بالصوت/فورماتMP3//مقابلة سيادية بامتياز مع اللبناني الأصيل نوفل ضو هي خارطة طريق لكل من يسعى لتخليص لبنان من الاحتلال ومن ودائعه الطرواديين والمرتهنين لإبليسية مصالحهم ونزواتهم الترابية/14 تشرين الثاني/17/اضغط هنا http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/daou14.11.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA//مقابلة سيادية بامتياز مع اللبناني الأصيل نوفل ضو هي خارطة طريق لكل من يسعى لتخليص لبنان من الاحتلال ومن ودائعه الطرواديين والمرتهنين لإبليسية مصالحهم ونزواتهم الترابية/14 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/daou14.11.17.wma

 

 صوت لبنان الكتائبي/بالصوت/مداخلة مهمة للصحافي السعودي حسين شوبكجي

http://eliasbejjaninews.com/?p=60312

تخلل المقابلة مداخلة مهمة للصحافي السعودي حسين شوبكجي تناولت نظرة السعودية الحقيقة والجادة والمحزنة للوضع اللبناني الحالي في ظل احتلال حزب الله، وهيمنته على قرارات ومقررات وممارسات حكامه وصمتهم مع شريحة كبيرة من أحزابه وسياسييه ورأيه العام عن كل تعديات حزب الله على أمن السعودية وعلى أخطار انفلاشه العسكري-الإيراني والتدميري والإرهابي في العديد من الخليج العربي.

 

أهم عناوين مقابلة اللبناني الحر نوفل ضو من صوت لبنان

تفريغ وتلخيص وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

14 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60312

*الاستقرار الأمني الحالي في لبنان هو عبارة عن حالة طوارئ يفرضها حزب الله الممسك بكل مفاصل الدولة.. في حين ليس في مواجهته أي تجمع لبناني مسلح أو أي تجمع أو حزب أو مجموعات من المعارضين يطالبون بغير المواجهة السلمية ومن خلال الموقف.

*على كل من دخل التسوية التي فشلت باعتراف أصحابها ومكوناتها والمسوّقين والداعمين لها أن يستقيلوا ويعتزلوا السياسة ويعترفوا بعدم صوابية خيارهم، أو على الأقل يعتذروا من اللبنانيين على خلفية رهاناتهم الكارثية والمصلحية واللادستورية التي سلمت البلد لحزب الله.

*الخطأ الكبير للذين تورطوا في الصفقة الفاشلة التي داكشت الكراسي بالسيادة والدستور أنهم سعوا بكل إمكانياتهم ولا يزالون لإلغاء من عارضها وتهديده وتخوينه ومعاقبته بإبعاده عن كل التعيينات وعن الوزارة..عليهم الاستفاقة من أحلامهم والأوهام..فهم يلحسون المبرد ويتلذذون بملوحة دمائهم ودماء شعبهم.

*المستغرب فعلاً أن من دخل الصفقة على حساب مبدأ المقاومة وفي تعارض كلي مع الدستور والقرارات الدولية ودماء الشهداء وعاش فشلها الكامل أنه اليوم ما زال في غيبوبة ضميرية ومعانداً ومستكبراً ورافضاً الإقرار بما اقترفه من ذنوب بحق لبنان وكيانه وإنسانه وعلاقاته مع الدول العربية.. والأخطر أنه وبوقاحة غير مسبوقة يطالب بتصحيح شكلي وصوري للصفقة للبقاء في السلطة والتي على ما يبدوا أعمت البصائر وخدرت الضمائر وجملت له سهولة دخول الأبواب الواسعة.

*لمن كان يسأل المعارضين لشروده ولا يزال ما هو الحل البديل للصفقة تبريراً وتسويقاً لفرط المعارضة ولتبليع الرأي العام خطيئة مداكشته السيادة بالكراسي..نقول عن إيمان وبثقة بأن الحل هو برفض الأمر الواقع الإحتلالي والترفع عن الأجندات الشخصية والمصالح الذاتية وبالثبات على المواقف السيادية والاستقلالية والدستورية التي تمسك بها الشعب اللبناني قبل العام 2005 وجاءت غلالها من خلال ثورة الأرز التي أخرجت المحتل السوري دون إطلاق رصاصة واحد..

*الذين دخلوا في الصفقة خذلوا الرأي العام اللبناني واستسلموا لواقع الاحتلال وأصيبوا بلوثة عشق الكراسي، وبالتالي لم يعد الرأي العام يثق بهم ولا يرى فيهم ما كان يراه في صدق ووطنية قادته الاستقلاليين.

*إن أولوية اهتمام المواطن اللبناني تنصب على نأي الدولة وقادتها وحكامها عن منزلقات وأخطار وضعية حزب الله اللادستورية، وعن سيطرته على القرار في لبنان، والتحرر الكلي من هذا الواقع المفروض بالقوة.. وليس بنأي حزب الله بنفسه وبسلاحه وبحروبه في وعن دول الإقليم وتركه يسرح ويمرح في وطن الأرز دون حسيب أو رقيب.

*كان مستغرباً للغاية وغير مبرر بأي شكل من الأشكال وقوع تيار المستقبل كفريسة سهلة في أفخاخ إعلام  حزب الله وإتباعه المزور للحقائق والمعادي للعرب ولكل ما هو لبناني وعربي ومصالح للبنانيين في دول الخليج العربية وذلك بالتباكي والخوف على الرئيس الحريري من السعودية.

*لا خوف على الرئيس الحريري في السعودية أو من حكامها الكرام، بل الخوف وكل الخوف عليه في لبنان ومن من يحكم لبنان ويتحكم بحكامه وقراره ويمسك بكل مؤسساته. ينافقون ويدعون باطلاً أنهم يريدون تحرير الحريري من السعودية لأن كل ما يهمهم أن يكون الرجل وعائلته أسرى لدى حزب الله

*لا حل لواقع احتلال لبنان ولشرود حكامه بغير العودة للدستور والدولة والقرارات الدولية...والمحاسبة القانونية والدستورية.

*كل حوار مهما كان نوعه مع حزب الله على مصير سلاحه خارج أطر الدستور والقانون والقرارات الدولية هو خطأ استراتيجي كبير يعطي الحزب المزيد من الوقت والفرص لإستكمال ضربه لكل ما هو دولة ومؤسسات.

*للأسف إن ما نراه اليوم من ممارسات للعهد مؤيدة لحزب الله ولسطوته على حساب الدولة ودستورها وهيبتها وسلطاتها هو تسديد فواتير على خلفية إصرار حزب الله على الإتيان بالعماد عون رئيساً.. وهنا يتحمل مسؤولية تاريخية كل من قبل بالتسوية ورضخ لإملاءات الحزب ونفذ له ما أراد.

*نسأل بأي حق دستوري يجول الوزير جبران باسيل على العديد من الدول الأوروبية وغيرها مسوقاً لحزب الله وللمشروع الإيراني والتحريض على السعودية وعلى حكامها؟ دستورياً الوزارة مستقيلة وهو بالتالي غير مخول قانونياً بما يقوم به.

*ننتظر لنرى موقف الحكم في لبنان يوم الأحد المقبل من خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية.. ترى هل سيقف لبنان الحكم ضد القرار العربي المتوقع بإدانة تدخلات إيران العسكرية وغير العسكرية في الدول العربية؟

*زيارة غبطة البطريرك الراعي للسعودية هي تاريخية ومهمة للغاية وتؤكد عملياً أن اللبنانيين، والمسيحيين اللبنانيين تحديداً هم دعاة محبة وسلام وتعايش وانفتاح، وليسوا في الخندق الإيراني، ولا من المؤيدين لمشروع إيران التوسعي المعادي للعرب لا من قريب ولا من بعيد، بل هم في الواقع المعاش من ضحاياه.. كما أنهم لا يريدون معاداة مليار و200 مليون مسلم كما يسعى للأسف بعض الفرقاء المسيحيين النفعيين المتحالفين مع إيران وحزبها خدمة لأجنداتهم الشخصية المتناقضة 100% من مصالح لبنان ومصالح وتاريخ ورغبات كل شرائحه وخصوصاً المسيحيين.

*تاريخياً كان هناك دائماً مجموعات سياسية وحزبية مسيحية تمارس حالات شرود عن ثوابت الصرح البطريركي الماروني الذي أعطى له مجد لبنان..ولكن كانت البطريركية باستمرار لا ترضخ لنزوات وأطماع وكفر الشارين هؤلاء وتلتزم بحماية وصون لبنان السيادة والحريات والديمقراطية والانفتاح والسلام والرسالة..واليوم سيدنا الراعي يقوم بهذه المهمة التاريخية كما أسلافه على مدار 1600.. والغلبة ستكون بإذن الله لهذا التوجه اللبناني وليس لأي توجه آخر مهما كانت الصعاب كبيرة وقاسية.

*الوزير باسيل الذي هو عملياً الناطق باسم الحكم ورئيس الجمهورية وحزب الله يطرح على الرئيس الحريري شروط مذلة منها عودته إلى لبنان مع عائلته.. المطلوب من الجميع ومن الحريري شخصياً عدم الرضوخ تحت أي ظرف لهذه الإملاءات المذلة والتعجيزية واللا دستورية واللااخلاقية.

*معيب أن تقاطع 6 محطات تلفزيونية من أصل 8 بث مقابلة الرئيس الحريري...والرئيس عون أصدر بياناً لهذه الغاية ليس مخولاً دستورياً بإصدار هكذا توجيها لوسائل الإعلام وتحديداً لتلفزيون الدولة..

الحل لسقوط صفقة التسوية ليس فقط باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بل باستقالة كل أركانها من دون استثناء وتولي من عارضوا التسوية مسؤولية إخراج لبنان من أزمته. انه المنطق الطبيعي للأمور ومن دونه صفقة جديدة بانتظار احتقان جديد وانفجار جديد...منطق الفرض والقوة لن يستمر إلى ما لا نهاية

*ماذا يريد جبران باسيل من افتعال التصعيد الدولي ضد السعودية بعد كلام البطريرك الراعي عن اقتناعه بأسباب استقالة الرئيس الحريري؟ وكيف يلجأ الحكم إلى المجتمع الدولي في قضية استقالة الحريري ويرفض تطبيق القرارات الدولية في خصوص سلاح حزب الله وسيادة لبنان؟ ما يجري قصر نظر وجنون وانتحار

*البطريرك الراعي تعليقا على استقالة الحريري: أنا مقتنع ليس فقط بأسباب الاستقالة بل وبأنه يجب أن يحصل كلام بين الرئيسين عون وبري وقد يعود الحريري إلى لبنان في أي وقت

*تحت ستار التشاور الإعلامي هناك محاولة لتكريس وضع اليد على الإعلام وتوجيهه كما في دول حكم الحزب الواحد. الرأي العام اللبناني يخضع لعملية غسل دماغ خطيرة وفكر اللبنانيين أصبح محتلا. يجب إطلاق معركة تحرير الفكر لنتمكن من تحرير الأرض والمؤسسات من هيمنة السلاح ومن يغطونه من أهل السياسة.

من يعتبر إخراج لبنان من أزماته بعدم تدخل حزب الله في الدول العربية يناقض "لبنان أولا" لأن لبنان يعاني من تحكم سلاح حزب الله بقراراته.وإذا كان من حق الدول العربية على لبنان منع أي لبناني من تهديد أمنها واستقرارها فمن حق اللبنانيين على دولتهم منع حزب الله من تقرير مصيرهم نيابة عنهم

*نعم استقالة الرئيس الحريري أحدثت صدمة، ولكن تم أخذها بدهاء وخبث ونوايا شريرة إلى غير مكان، وتتم الآن المتاجرة الرخيصة بها وتشويهها وحرفها عن السبب الرئيس لها أي، الاحتلال الإيراني وأخطاره، وذلك بهدف  العودة إلى التسوية مع بعض الرقع التجميلية التي لا تؤثر على مضمونها الاستسلامي واللادستوري واللاسيادي. ومن المحزن والمؤسف أن من يدعي من قياداتنا المسيحية تحديداً انه سيادي ووطني وضد الاحتلالات..من المخيب للآمال أنه يسعى فعلاً للعودة إلى الحكم بعناد غير مسبوق للاستمرار في أن يكون غطاء وقناعاً للاحتلال مقابل منافع وكراسي وعدد من النواب يمني النفس بها.

*في الخلاصة: على كل من شارك في التسوية الفاشلة أن يستقيل من أي موقع هو فيه، أكان في الدولة أو في الأحزاب ويعتزل الحياة السياسية ويعتذر من اللبنانيين. أما الحل فهو بوقف مسلسل التسويات والتنازلات وإلتزم سلاح الموقف والتمسك فقط وفقط بالدستور والسيادة والقرارات الدولية ورفض أي تفاوض أو حوار خارج أطرهم وبنودهم.

 

رزمة من تغريدات نوفل ضو خلال الأيام القليلة الماضية تبين أن في لبنان خمائر إيمانية وسيادية ورجائية رغم حالة البؤس والمحل التي والتخلي التي ضربت عقول ووجدان وضمائر الغالبية العظمى من أهل السياسة والمسؤولين والرأي العام

*الحل لسقوط صفقة التسوية ليس فقط باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بل باستقالة كل أركانها من دون استثناء وتولي من عارضوا التسوية مسؤولية إخراج لبنان من أزمته. انه المنطق الطبيعي للأمور ومن دونه صفقة جديدة بانتظار احتقان جديد وانفجار جديد...منطق الفرض والقوة لن يستمر إلى ما لا نهاية

*ماذا يريد جبران باسيل من افتعال التصعيد الدولي ضد السعودية بعد كلام البطريرك الراعي عن اقتناعه بأسباب استقالة الرئيس الحريري؟ وكيف يلجأ الحكم إلى المجتمع الدولي في قضية استقالة الحريري ويرفض تطبيق القرارات الدولية في خصوص سلاح حزب الله وسيادة لبنان؟ ما يجري قصر نظر وجنون وانتحار

*البطريرك الراعي تعليقا على استقالة الحريري: أنا مقتنع ليس فقط بأسباب الاستقالة بل وبأنه يجب أن يحصل كلام بين الرئيسين عون وبري وقد يعود الحريري إلى لبنان في أي وقت

*تحت ستار التشاور الإعلامي هناك محاولة لتكريس وضع اليد على الإعلام وتوجيهه كما في دول حكم الحزب الواحد. الرأي العام اللبناني يخضع لعملية غسل دماغ خطيرة وفكر اللبنانيين أصبح محتلا. يجب إطلاق معركة تحرير الفكر لنتمكن من تحرير الأرض والمؤسسات من هيمنة السلاح ومن يغطونه من أهل السياسة.

*إلى الكذبة المفتنين الذين يوزعون صورا يدعون فيها أن البطريرك الراعي والمطارنة لم يضعوا صلبانهم على صدورهم في المملكة العربية السعودية. لن تتمكنوا من إلغاء المعاني التاريخية للزيارة

*أي حوار حول سلاح حزب الله يعني مساومة على الدستور والقوانين. المطلوب حل لهذا السلاح على قاعدة تطبيق الدستور والقوانين اللبنانية والدولية السارية المفعول. وكل ما عدا ذلك صفقة على حساب منطق قيام الدولة القوية صاحبة المرجعية الحصرية في كل المجالات من دون استثناء

*تطبيق النأي بالنفس عن أزمات المنطقة وحروبها يحتاج لجهات ضامنة وراعية لكي لا يبقى كلاما يستفيد منه حزب الله لكسب الوقت ولمزيد من قضم الدولة اللبنانية ومؤسساتها. والنأي الحقيقي بالنفس يتطلب تغيير عقيدة حزب الله واديولوجيته وعلاقته بإيران. فهل من يدعي القدرة على ذلك؟

*كلام الرئيس الحريري عن النأي بالنفس والعودة إلى التسوية لم يطمئني بالكامل لأن ما نحتاج إليه هو علاج كامل لسلاح حزب الله في الداخل كما في الخارج...

*لنفترض أن الحريري وصل إلى بيروت الآن.هل يقول بأن سلاح حزب الله شرعي خلافا لبيان استقالته؟هل يقول بأن دور إيران في لبنان والمنطقة ايجابي وبناء وداعم للسيادة؟هل قال الحريري في بيانه كلاما لم يقله من قبل؟وإذا بقي رئيس حكومة رغم السلاح ودور إيران إلا يعتبر في إقامة جبرية في لبنان؟

*التعاطي مع ملف استقالة الرئيس سعد الحريري ووجوده خارج لبنان تخبيص بتخبيص على كل المستويات... مسؤولون هواة مبتدئون في السياسة بأيديهم ملفات مصيرية بحجم مصير شعب ودولة... وشعب تديره غرائزه يفتقد العقل والمنطق في الأوقات الصعبة والدقيقة

*قرأت فكرة أعجبتني: زيارة الراعي للسعودية كزيارة الحويك إلى فرساي عشية إعلان لبنان الكبير وكحركة عريضة قبل الاستقلال وصفير قبل إزاحة الاحتلال السوري

*اتمنى لو أن عاطفة الخائفين من أن يكون الرئيس الحريري في السعودية تحت الإقامة الجبرية تشمل الخوف على الشعب اللبناني وقياداته الموجودين تحت الإقامة الجبرية عند حزب الله في لبنان

*استقبالات سعد الحريري للسفراء في منزله بالرياض عملية دبلوماسية استباقية لإفراغ استقبالات عون الدبلوماسية من مضمونها المشكك بالاستقالة

*سأرد على "احتكار" فارس سعيد وتحكمه بالتفاصيل المتعلقة بزيارة البطريرك الراعي إلى السعودية بتنظيم زيارة إلى قم

*جبران باسيل منو عتلان هم من استقالة الحريري إلا ضياع فرصة تلزيم النفط... الخوف عالجبنة او عالبلد؟

 

عدد من التقارير تغطيي زيارة الراعي للسعودية/الراعي التقى الملك ووليّ عهده وأمير الرياض والحريري وقال: سمعت من المسؤولين في المملكة نشيد محبّة للبنان

http://eliasbejjaninews.com/?p=60315

 

فارس سعيد التقى في الرياض السفير السعودي الجديد في لبنان

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 / وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عبدو متى، ان النائب السابق الدكتور فارس سعيد الموجود في الرياض، التقى في مقر إقامته في فندق الموفنبيك السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوبي، وكان بحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والاوضاع العامة في المنطقة.

 

بيان "تقدير موقف" رقم 79/رأينا بطريركاَ في أرض الحرمين وما رأينا رئيساً مارونياً على قدر أهل العزم!

14 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60310

في السياسة

· لا يمكن لـهذا "التقرير" المرور أمام حدث زيارة البطريرك الماروني الى المملكة العربية السعودية مرور الكرام!

· هي زيارة تاريخية لكل ما للكلمة من معنى!

· لأن ثقافة الوصل التي تحدّث عنها المفكر سمير فرنجية أقوى من ثقافة الفصل التي تفرضها الأحداث العابرة من وقت الى آخر!

· لأن الكنيسة المارونية الخبيرة بالعيش المشترك تلعب دورها في الوصل بين الأديان والثقافات وتؤكد ان"مجد لبنان أعطي لها"!

· لأن الإسلام، بشخص خادم الحرمين الشريفين، يؤكد بأنه دين السلام والإنفتاح وبأن ظواهر التخلف ليست منه ولا من أي دين.

· لأن لبنان رسالة!

تقديرنا

· لا بديل عن السلام إلا السلام!

في اليوميات

· قال السيد حسن نصرالله عن إستقالة الرئيس الحريري:

1. الحكومة غير مستقيلة!

2. الحريري سجين في السعودية!

3. لا إستشارات نيابية في بعبدا!

· قال الرئيس الحريري :

1. أنا مستقيل وأنا قادم الى لبنان !

2. سقطت التسوية القديمة وأبحث عن أخرى متوازنة !

3. ولعلّ العماد عون "بيّ الكل" قادر على "المونة" على حزب الله لإقناعه بالإنسحاب من أزمات المنطقة!

· قال رئيس الجمهورية:

1. قمت بحركة ديبلوماسية "اجبرت" المملكة على التراجع عن "احتجاز" الحريري!

2. سأستمع له وأقرر!

· قال البطريرك الماروني اليوم :

- الحريري عائد بأسرع ما يمكن، وأنا أؤيّد أسباب الإستقالة ((LBC

· يقول "تقدير موقف":

· إستقالة الحريري بداية و ليست نهاية!

· الأزمة ضخمة وتتلخص بالمعادلة الآتية:

. لا حل بدون "حزب الله" ولا حل مع "حزب الله"!

. لن ينسحب حزب الله من المنطقة بطلب عون

.أزمة لبنان بسبب "حزب الله" تسبق أزمة المنطقة!

. لقد تحول الى عبء كارثي من شأنه أن ينسف علاقة لبنان بالعالم العربي والعالم!

تقديرنا

· بدأت مرحلة تسديد فاتورة رئاسة عون بين حماية مصلحة "حزب الله" وسلاحه، و بين الدفاع عن دستور لبنان !

· رأينا بطريركاَ في أرض الحرمين وما رأينا رئيساً مارونياً على قدر أهل العزم!

 

هل أنتم منافقون أم جهلة معذورون؟!

الشيخ حسن مشيمش/فايسبوك/14 تشرين الثاني 2017

منافق أو جاهل كل ممانع لا يريد أن يعلم البديهة التالية : شتان بين لبناني يطالب بنزع سلاح حزب الله وبين لبناني آخر يطالب بضرورة ووجوب تسليم حزب الله سلاحه إلى الدولة ليخضع سلاحه ورجال هذا السلاح لسلطة مؤسساتها القضائية والتشريعية والسياسية ويكون قرار الحرب والسلم بيد السلطة السياسية وإن حزب الله ركن أساسي من أركانها . فاللبناني الذي يطالب بنزع سلاح حزب الله هو عميل قطعا ؛ واللبناني الآخر الذي يطالب الحزب بتسليم سلاحه وخضوعه مع رجاله لسلطة مؤسسات الدولة القضائية والسياسية باعتبارهم بشرا غير مقدسين ولا معصومين من الوقوع في مخالفات للقانون وللدين على حد سواء وبمقتضى ذلك يجب أن يخضعوا لمؤسسات المحاسبة والمساءلة والمعاقبة في الدولة كسائر المواطنين وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد السلطة السياسية هذا اللبناني هو اللبناني الأشرف والأنظف والأحرص على الدولة والشعب والمقاومة من كل ممانع متبجح تاجر ومرتزق. وأعتقد أنه لا يوجد لبناني يريد نزع سلاح حزب الله كما يروج إعلام الممانعة ليضل بذلك أهلنا ضلالا بعيدا. لا أعتقد بأنه يوجد عاقل تحت الشمس يؤمن بوجود دولة صحيحة سليمة حينما يكون على أرضها حزب ديني طائفي !! وعنده خريطة جهادية عالمية !!! وعنده زنازين وسجون خاصة به !!! وجهاز أمني خاص به !!! ويخطف قرار الدولة بالحرب والسلم كما هو حزب الله في لبنان !!!! نعم سنفتش عن وطننا لبنان في مزابل التاريخ كما قال الإمام السيد موسى الصدر إن خسرنا الدولة وربحنا سلاح المقاومة. وإن غدا لناظره قريب.

 

الراعي غادر بيروت متوجها إلى الفاتيكان

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، بيروت، متوجها إلى الفاتيكان، بعد أن كان توقف لبعض الوقت في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت عائدا من المملكة العربية السعودية.

 

*الراعي: القيادة السعودية تدعم لبنان ولا شيء يؤثر على صداقتنا

*الراعي شدد مع خادم الحرمين على دور الأديان في نبذ الارهاب والتقى محمد بن سلمان والحريري

* أمير الرياض أولم على شرف الراعي مؤكداً أن الزيارات المتبادلة تؤسس لسياسة جديدة

* الحريري مغرداً: أنا بألف خير وسأعود خلال يومين فيما تظل عائلتي بالسعودية

الرياض – وكالات/السياسة/15 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60315

التقى بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الرياض أمس، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، خلال أول زيارة يقوم بها بطريرك ماروني الى السعودية. واستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز البطريرك الراعي في مكتبه بقصر اليمامة، وجرى “استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان، والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم”.

كما اجتمع الراعي مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان وبحث معه في “العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان”. أيضاً، التقى الراعي، الحريري في منزله بالرياض وسط استمرار التقارير والتأويلات بشأن عدم عودته الى لبنان بعد لاستكمال الاجراءات الدستورية لاستقالته، ووسط اتهامات خصومه بأنه “محتجز” في السعودية، ولا يملك حرية العودة الى لبنان. ووسط هذه التحليلات والدعوات الدولية الى عدم استخدام لبنان في نزاعات المنطقة، دعا الحريري أمس، في تغريدة على موقع “تويتر” الى الهدوء. وقال بعد انقطاع عن التغريد استمر ثمانية أيام، “يا جماعة أنا بألف خير، وان شاء الله أنا راجع هاليومين (خلال وقت قصير جدا) خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها، المملكة العربية السعودية مملكة الخير”.

إلى ذلك، أولم أمير الرّياض فيصل بن بندر، على شرف الراعي والوفد المرافق في قصر الحكم، وعبر عن سروره بزيارة البطريرك الماروني، متمنيا “اللقاء مستقبلا في لبنان وهو يعيش في أمن وأمان واستقرار، وهذا هو الهدف دائما من هذه الزيارات المتبادلة، أن نؤسس ونؤكد لسياسة جديدة وعمل جديد في ظل قائدنا خادم الحرمين والاخوة في لبنان”. بدوره شكر الراعي، الأمير فيصل “على محبته للبنان وشعبه، وما سمعناه من المسؤولين الذين التقيناهم يختصر بالكلمات التالية: نشيد المحبة السعودية للبنان، محبة لبنان بكيانه وبشعبه وارضه، لبنان المضياف والتعددية والتلاقي والمنفتح على كل الشعوب وصديقها، لبنان الحيادي الذي قرأناه في صميم قلوبهم هو ان يعود الى سابق عهده والى ما كان عليه، ارض لبنان جميلة، ولكن عندما يحافظ الشعب اللبناني على هذه التقاليد تزداد جمالا”. وأعلن أن “خادم الحرمين عبر عن حبه الكبير للبنان وعن رغبته الكبيرة في دعمه الدائم لوطننا وتقديره لأبناء الجالية اللبنانية الذين يعملون في السعودية وساهموا في بنائها واحترموا قوانينها وتقاليدها، لذلك نقول اننا نعود الى لبنان حاملين معنا فعلا نشيد محبة لهذا الوطن، إذ علينا أن نتعاون جميعا كل من موقعه لاظهار وجه لبنان الجميل، وهذا ما نحن بأمس الحاجة اليه اليوم. ونشكر الرب على هذه النعمة”. وأكد الراعي ان “لا شيء يؤثر على العلاقة اللبنانية-السعودية، وان مرت ظروف معينة، فهي لم تؤثر على الصداقة بين البلدين، وهذا ما سمعناه اليوم سواء من الملك أو من ولي العهد أو من سمو الأمير، فكلهم يؤكدون محبتهم ودعمهم للبنان”. ووصف لقاءه بالحريري “بالجيد جدا جدا”، معلنا أنه “سيعود في اقرب وقت الى لبنان..وربما الان ونحن هنا”. وبشأن اقتناعه بالأسباب التي دفعته الى الاستقالة، أجاب الراعي “من قال لكم انني غير مقتنع؟ أنا مقتنع كل الاقتناع بالاسباب، والرئيس الحريري اعلن في مقابلته التلفزيونية انه على استعداد للعودة عن الاستقالة والاستمرار بالقيام بدوره، وعليه أن يتحدث مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والقيادات السياسية بالأسباب التي دفعته الى الاستقالة، فالرئيس الحريري على استعداد لمواصلة لخدمته لهذا الوطن حيث دماء والده”. ودعا الراعي الى “التطلع دائما الى الامام لأنه بالارادة الطيبة والتصميم نستطيع السير بوطننا الى الامام والى الافضل”. ومساء أمس، غادر الراعي الرياض متوجها الى روما في زيارة تستمر حتى نهاية الاسبوع، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين في الكرسي الرسولي ويشارك في عدد من اللقاءات الكنسية”. وفي فرنسا، شدد رئيس الوزراء ادوار فيليب على ضرورة ان يتمكن الحريري من “العودة بحرية” الى بلده، فيما توقعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيرني، عودة الحريري “في غضون الأيام المقبلة”، مؤكدة دعم “استقرار ووحدة وسيادة اراضي” لبنان.

 

ولي العهد السعودي يلتقي البطريرك اللبناني بشارة الراعي

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض اليوم (الثلاثاء)، البطريرك اللبناني مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة. وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الأخوية بين السعودية ولبنان، وبحث عدد من الموضوعات المتعلقة بدور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. حضر اللقاء، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر بن سبهان السبهان.

 

لقاء خادم الحرمين الشريفين والراعي استعرض سبل مكافحة الإرهاب وتعزيز التسامح

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بقصر اليمامة في الرياض، أمس، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة في لبنان. وأكد اللقاء أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم، كما استعرض الجانبان العلاقات بين السعودية ولبنان. حضر اللقاء، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعادل الجبير، وزير الخارجية، وثامر بن سبهان السبهان، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي. كما التقى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في الرياض، أمس، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، واستعرض اللقاء العلاقات السعودية - اللبنانية، كما بحث عدداً من الموضوعات المتعلقة بدور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. حضر اللقاء الوزير ثامر السبهان.

 

الراعي يعلن من السعودية تأييد أسباب استقالة الحريري/مصادره لـ «الشرق الأوسط»: 24 ساعة تاريخية قضيناها في المملكة

بيروت: بولا أسطيح/ الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60315

أكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري سيعود إلى لبنان في أقرب وقت ممكن، معلناً، وللمرة الأولى منذ تقديم الحريري استقالته، أنه يؤيد أسباب هذه الاستقالة. وقال الراعي بعد سلسلة لقاءات عقدها في الرياض أمس وتوجت بلقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إن ما سمعه من المسؤولين السعوديين يمكن اختصاره بكونه «نشيد المحبة السعودية للبنان المضياف والتعددية والتلاقي والمنفتح على كل الشعوب وصديقها، ولبنان الحيادي الذي قرأناه في صميم قلوبهم على أن يعود إلى سابق عهده وإلى ما كان عليه». ونقل الراعي عن العاهل السعودي «حبه الكبير للبنان، وعن رغبته الكبيرة في دعمه الدائم وتقديره لأبناء الجالية اللبنانية الذين يعملون في السعودية والذين ساهموا في بنائها واحترموا قوانينها وتقاليدها». وحث على وجوب «تعاون الجميع كل من موقعه لإظهار وجه لبنان الجميل». وإذ أكد البطريرك الماروني، أن «لا شيء يؤثر على العلاقة اللبنانية - السعودية»، لافتاً إلى أنه «وإن مرت بظروف معينة، فهي لم تؤثر على الصداقة بين البلدين»، وصف لقاءه بالحريري بـ«الجيد جداً جداً»، مشدداً على أن «الرئيس الحريري سيعود في أقرب وقت إلى لبنان». ورداً على سؤال ما إذا كانت قد أقنعته أسباب استقالة الحريري، أجاب الراعي: «من قال لكم إنني غير مقتنع؟ أنا مقتنع كل الاقتناع بالأسباب، والرئيس الحريري أعلن في مقابلته التلفزيونية أنه على استعداد للعودة عن الاستقالة والاستمرار بالقيام بدوره»، معتبراً أن على رئيس الحكومة التحدث إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والقيادات السياسية، ووضعهم بـ«الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة، فهو على استعداد لمواصلة خدمته لهذا الوطن حيث دماء والده». ووصف مصدر مقرب من الراعي، رافقه في زيارته إلى المملكة، الأجواء التي سادت اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين السعوديين بـ«الإيجابية جداً»، لافتاً إلى أنه «تم التداول في كل الملفات بصراحة مطلقة وود متبادل». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «تم التطرق للحوار المسيحي – الإسلامي، وللانفتاح والاعتدال، وثقافة اللقاء والسلام»، مشدداً على أن «الساعات الـ24 التي قضاها الوفد في المملكة كانت ساعات تاريخية كما هي الزيارة ككل». كذلك، أكد المصدر، أن لقاء الراعي – الحريري كان «جيداً جداً»، مرجحاً أن تكون عودة الحريري قريبة إلى لبنان، وألا تطول الأزمة السياسية التي دخلتها البلاد بعيد استقالة الحكومة طويلاً. ومساءً، غادر الراعي الرياض متوجهاً إلى روما في زيارة تستمر حتى نهاية الأسبوع، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين في الفاتيكان، ويشارك في عدد من اللقاءات الكنسية. وكان البطريرك الماروني استمع قبل مغادرته المملكة إلى أبناء الجالية اللبنانية في الرياض الذين أعربوا عن تخوفهم من «التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن مواصلة فرقاء سياسيين لبنانيين مهاجمة المملكة كلامياً، والتورط في نزاعات تصيبها بالضرر». إلا أن البطريرك طمأنهم أن المملكة ستحافظ على وجودهم في أراضيها. وخلال كلمة ألقاها في حفل استقبال أقامه السفير اللبناني لدى السعودية عبد الستار عيسى على شرفه، شدد الراعي على أن «المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب لبنان في أصعب مراحله سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وكانت حاضرة لتعضد هذا البلد الشقيق الصغير، لكن صاحب الدور الكبير». وقال: «إن ملوك وأمراء المملكة العربية السعودية كانت لهم بيوت في لبنان، وأحبوا لبنان والعيش فيه، وهم متشوقون ربما أكثر منا إلى أن يعود هذا الوطن إلى أمنه واستقراره لكي يستعيدوا جمال الحياة في الربوع اللبنانية». وتوجه إلى أبناء الجالية اللبنانية قائلاً: «إن السعوديين يحبونكم ويبادلونكم المحبة والاحترام، وطبعاً أنا سأعلن باسمكم شكرنا لجلالة الملك وسمو الأمير على استقبال المملكة لكم، كذلك سنعلن المحافظة على الصداقة والأخوة القائمة بين لبنان والمملكة». وأضاف: «حتى لو مرت رياح عاتية في بعض الأحيان، فإن الشعب اللبناني يظل على عهده، وتاريخ لبنان تاريخ صداقة. وتعرفون أيضاً أن العلاقات بين البطريركية المارونية والملوك ترقى إلى أسلافي الأربعة البطاركة أنطون عريضة والكاردينال بولس المعوشي والكاردينال أنطونيوس خريش والبطريرك الكاردينال نصر الله صفير». واعتبر أن «الدعوة لزيارة المملكة من خادم الحرمين الشريفين، هي تأكيد على إرادة مواصلة هذه العلاقة الطيبة بين البطريركية المارونية والمملكة العربية السعودية». وعلّقت مصادر كنسية على إعلان الراعي تأييده لأسباب استقالة الحريري فقالت لـ«الشرق الأوسط»: «من منا لا يؤيد أسباب الاستقالة، وأبرزها تدخل قسم من اللبنانيين بشؤون الدول العربية وبالتحديد في سوريا واليمن؟ من منا لا يريد العودة للتمسك بسياسة النأي بالنفس والحياد لتجنيب بلدنا الدخول في البركان الملتهب حولنا؟». واعتبرت المصادر أن البطريرك «عبّر عما يختلج في قلوب القسم الأكبر من اللبنانيين، وهو لم يأخذ طرفاً مع هذا الفريق أو ذاك، باعتبار أن ما يسعى إليه المصلحة الوطنية العليا».

 

بطريرك الموارنة يغادر الرياض بعد زيارة تاريخية

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/غادر الرياض اليوم (الثلاثاء)، البطريرك اللبناني مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، بعد زيارة تاريخية للسعودية التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. وكان في وداع بطريرك الموارنة بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية في القطاع الأوسط بالرياض، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان, وقائد قاعدة الملك سلمان الجوية بالقطاع الأوسط اللواء الطيار ركن صالح بن طالب, وسفير لبنان لدى السعودية عبد الستار عيسى, ومندوب عن المراسم الملكية.

 

الراعي: السعودية لم تخذل لبنان مرة وقال في الرياض: بلادنا صغيرة وصعبة ولكن رسالتها كبيرة... وسنحافظ على أخوتنا مع المملكة

http://eliasbejjaninews.com/?p=60315

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/بدأ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، أمس، زيارة تاريخية إلى السعودية، يلتقي خلالها اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. ووصل البطريرك الراعي والوفد المرافق له عصر أمس إلى «قاعدة الملك سلمان الجوية»، على متن طائرة خاصة، حيث كان في استقباله على مدخل الطائرة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان. والتقى مساء أبناء الجالية اللبنانية في الرياض بمبنى السفارة. ومن المقرر أن يلتقي الراعي في ختام زيارته إلى المملكة، الرئيس سعد الحريري، قبل أن يغادر الرياض متوجهاً إلى روما للمشاركة في عدد من الاجتماعات. وكان البطريرك الراعي أكد في كلمة ألقاها بمطار رفيق الحريري الدولي قبيل مغادرته إلى السعودية، أن «هذه الزيارة مرت في مرحلة أولى عام 2013، وجاءت ظروف لم تمكنا من القيام بها، وهي الآن تأخذ صفة تاريخية ومهمة بالنسبة إلى الحدث الذي نعيشه اليوم في لبنان، وكل العيون اللبنانية تتوسم خيرا، ونحن أيضا، لأنه لم يأت من المملكة العربية السعودية تاريخيا إلا كل خير»، مشدداً على أنه «في مراحل هذه العلاقة المميزة والصداقة كانت المملكة دائما إلى جانب لبنان في كل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والإنمائية».

وشدد الراعي على أنه يلبي هذه الزيارة {بكل فرح}، مضيفاً: «يشرفني ذلك، خصوصا أنني أول بطريرك ماروني يزور المملكة، علما بأنه في عهد البطاركة أسلافنا عريضة المعوشي وخريش والبطريرك صفير، كانت هناك مراسلات بين البطاركة والملوك في المملكة». وتابع الراعي: «أريد أن أعبر عن شكري الكبير لجلالة الملك سلمان لهذه الدعوة الكريمة». ووصف الصداقة بين المملكة ولبنان بـ«التاريخية، والمملكة لم تخذل لبنان مرة، وعلى هذا الأساس نمضي بالموضوع». مضيفاً: «بالنسبة إلى اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية، فالمملكة تعرف أن اللبنانيين الذين استقبلتهم على أراضيها أحبوها واحترموها واحترموا تقاليدها وقوانينها». وخلال اللقاء مع الجالية اللبنانية مساء أمس، قال البطريرك الراعي إن السعودية {أسهمت بشكل لا تخطئه العين في دعم وبناء لبنان اقتصادياً وسياسياً، وساعدت على تعزيز أمنه واستقراره}. ولفت إلى أنه سيشكر القيادة السعودية خلال اللقاءات التي يعقدها اليوم، على {دعمهما الكبير للبنان في كل الظروف الصعبة التي مر بها سياسيا واقتصاديا}. وأضاف: {سنحافظ على هذه الأخوة والصداقة ونعض على الأخوة والصداقة مع المملكة بالنواجذ}، مشيراً إلى أن {السعودية كانت ولا تزال على مر تاريخها وملوكها في حالة تواصل مستمر مع البطاركة الأربعة في العالم إيمانا باحترام الأديان والتضمن مع الآخر المختلف، وستتواصل هذه العلاقة الطيبة}. ولفت الراعي إلى أن {لبنان بلد صغير ولكن رسالته كبيرة، في محيطه العربي وبعده المسيحي والإسلامي بلا عرقية طائفية أو عنصرية جهوية، ولكن الحالة اللبنانية أنه بلد صعب ولكنه أيضا جميل، وسنة كونية للعيش معا مسلمين ومسيحيين بلا غضاضة أو كراهية متساوين في الحرية والعدل والحكم والإدارة والقانون}. وأشار إلى أن {البرتوكول لا يسمح بإقامة لقاء وحفل مع الجالية والسفارة قبل أن تتم مقابلة خادم الحرمين وولي عهده، ولكن سمح الملك سلمان بحصول ذلك، محبة صادقة منه تجاه لبنان واللبنانيين، حيث لم أكن أحلم بهذه الزيارة لهذه البلاد الطيبة. مشيرا إلى أن المملكة فتحت كل النوافذ والأبواب والقلوب والأرض لاحتضان الجالية اللبنانية بكل رعاية وحنو}، مبيناً أن الصداقة والأخوة بين البلدين متجذرة ومتأصلة في التاريخ. من جهته، أكد عبد الستار عيسى، سفير لبنان لدى السعودية، أن زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للمملكة، تعتبر تاريخية بمعناها الواسع، لأنها زيارة لرجل دين رفيع المستوى غير مسلم. مشيرا إلى أن ذلك يدلّ على أن السعودية ماضية في انفتاحها وتعزيز الحوار مع كل الأديان في العالم، والعمل على التواصل مع الآخر المختلف. ولفت عيسى، إلى أن هذه الزيارة، تأتي من رجل يعتبر ممثلاً لكنيسة مشرقية ستعزز العلاقات المتينة بين لبنان والسعودية، وسيكون لها انعكاساتها المستقبلية في تعميق العلاقات بين البلدين وبين الشعبين.

 

الحريري: سأعود إلى بيروت خلال يومين لاستكمال الإجراءات الدستورية للاستقالة

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/أعلن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري أنه سيعود إلى بيروت خلال اليومين المقبلين، للقيام بالإجراءات الدستورية لاستقالته التي أعلن عنها قبل نحو 10 أيام. وغرّد الحريري اليوم (الثلاثاء)، على "تويتر"، قائلاً: "يا جماعة انا بألف خير وان شاء الله انا راجع هل يومين خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير". وكان الحريري قال في لقاء تلفزيوني، الأحد الماضي، إنه "صار هناك لغط كبير في البلد، أعرف أنه دستورياً يجب أن أتقدم بالاستقالة إلى رئاسة الجمهورية، وسأقوم بذلك فور عودتي إلى لبنان"، مبينا أن "الرئيس عون متمسك بالدستور بشكل كبير، ونحترم هذا الأمر، ومن حقه قبول الاستقالة أو رفضها، ومعه كل الحق بضرورة عودتي إلى لبنان وتقديم استقالتي له".وأكد أنه كتب بيان استقالته بنفسه وأراد إحداث صدمة إيجابية، مشيراً إلى أنه رأى خوفاً على لبنان فقدم استقالته "لمصلحة لبنان واللبنانيين"، رابطاً التراجع عن استقالته بـ"احترام النأي بالنفس". وكشف رئيس الوزراء اللبناني المستقيل أنه "مهدد" ويتوجّب عليه تشكيل شبكة أمان حوله لا يمكن خرقها، وأضاف: "مهمتي الأساسية أن أحافظ على لبنان، وحياتي لا تهمني".

 

الراعي من السعودية: سمعت من المسؤولين في المملكة نشيد محبّة للبنان/الراعي التقى خادم الحرمين ووليّ العهد وأمير الرياض والحريري

إيلي القصّيفي/المستقبل/15 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60315

كما كان متوقعاً منذ لحظة تسلّم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة العربية السعودية، فإن هذه الزيارة كانت تاريخية من حيث مضمونها وتوقيتها في آن معاً. حتّى أنه يمكن القول إن الزيارة التي توّجت بلقاء البطريرك بالملك سلمان ووليّ عهده الأمير محمد بن سلمان، هي من أهمّ الزيارات التي قام بها البطاركة الموارنة على مرّ التاريخ، ولا سيما أسلاف البطريرك الراعي الخمسة منذ البطريرك الياس الحويك الذي حمل فكرة دولة لبنان الكبير إلى مؤتمر فرساي في فرنسا عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى.

من نوافل القول إن العلاقات اللبنانية - السعودية علاقات قديمة العهد تعود إلى عقود عدّة، وقال الراعي في كلمته أمام الجالية اللبنانية إن اللبنانيين أتوا للعمل في المملكة منذ سبعة عقود، لكن زيارة بطريرك الموارنة الكاردينال في الكنيسة الكاثوليكية إلى أرض الحرمين الشريفين هي زيارة تأسيسية لعلاقة من نوع آخر، تتجاوز السياسة والإقتصاد لتطال العلاقة الإسلامية - المسيحية على نحو غير مسبوق بالنظر إلى مكانة السعودية لدى الإسلام والمسلمين وهي أرض مكة والمدينة.

هذه الزيارة، وهي الأولى لرجل دين مسيحي بهذا الحجم إلى السعودية، والتي تميزت بالحفاوة السعودية بالضيف اللبناني والوفد المرافق، تأتي في لحظة يتساءل فيها العالم عن أفق العلاقات بين الأديان كمنظومات ثقافية واجتماعية وعقدية، ولا سيما بين المسيحية والإسلام، بعد موجات الإرهاب التي ضربت العالم من أقصاه إلى أقصاه باسم الإسلام. لذلك أتت الزيارة تحمل معنيين أساسيين، معنى الاندفاعة السعودية نحو نزع الصورة المشوهة للاسلام التي أشاعها الإرهابيون في المنطقة والعالم، ومعنى التقبل اللبناني وبالأخص المسيحي اللبناني لدور المساهمة في هذا المسعى وملاقاته وتأكيد التلاقي مع مسلمي المنطقة وإسلامها، وتحديداً من أرض الحرمين الشريفين. من هنا لا بد أن يكون لهذه الزيارة ما يتبعها على مستوى العلاقات الاسلامية - المسيحية، وقد يترجم ذلك بدور ما لكنيسة لبنان بالقيام بجسر تواصل بين المملكة السعودية بمكانتها الاسلامية والعربية والكرسي الرسولي وامتداداته الأوروبية. وما يعزز هذا التصور أن الراعي هو أحد كرادلة الكنيسة البابوية وبصفته هذه أيضاً زار المملكة.

لكن طبعاً كان الهمّ اللبناني حاضراً بقوة في هذه الزيارة. والواقع أن هذا الهمّ كان همّين، همّ اللبنانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية والذين خافوا وتملّكهم القلق من مهاجمة أحزاب وسياسيين لبنانيين السعودية جهاراً نهاراً وبلا انقطاع. وقد عبّر عن هذه المخاوف اللبنانيون الذين التقاهم البطريرك في السفارة اللبنانية. أما الهم الثاني فهو همّ صون علاقة لبنان التاريخية بالمملكة لما لها من أهمية اقتصادية وسياسية بالنسبة الى «بلاد الأرز».

لكن كلام البطريرك خلال الزيارة لا شك أنه بلسم هذين الهمّين وخفف من ثقلهما إلى حد كبير جداً. فهو طمأن اللبنانيين العاملين في السعودية - التي تستوعب الحجم الأكبر من العمالة اللبنانية المهاجرة - إلى «تقدير» الملك لهم، كما كان قد بدّد هواجسهم في كلمته في السفارة أمام نحو 700 شخص من الجالية اللبنانية، جاؤوا من فرحهم بلقاء البطريرك لأول مرة لكن أيضاً من حاجتهم إلى «ضمانة معنوية» في ظلّ الشائعات التي تصدر من هنا وهناك وتتناول مستقبلهم في المملكة. كذلك بالنسبة إلى العلاقات اللبنانية - السعودية فقد نقل البطريرك عن العاهل السعودي ووليّ عهده اللذين التقاهما تباعاً أمس ما أسماه «نشيد محبة» للبنان، مؤكداً أنّ «لا شيء يؤثر على العلاقة بين المملكة ولبنان حتى ولو مرّت ظروف صعبة».

أمر آخر برز أيضاً في زيارة البطريرك للسعودية، وهو لقاؤه بالرئيس سعد الحريري الذي زاره في مقر إقامته في قصر الضيافة في الديوان الملكي. ووصف الراعي اللقاء بـ «الحلو كتير»، مؤكداً أن الرئيس الحريري سيعود إلى لبنان بأسرع وقت ممكن.

وكان الراعي قد استهل نشاطه في اليوم الثاني من زيارته للرياض، بلقاء خادم الحرمين الشريفين الذي استقبله في مكتبه في قصر اليمامة. وذكرت وكالة الانباء السعودية (واس) أنه «تم خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان، والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم».

وحضر الاستقبال وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، وزير الخارجية عادل الجبير، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان.

ثمّ استقبل البطريرك الرئيس الحريري في مقرإقامته في قصر الضيافة في الديوان الملكي، قبل أن ينتقل للقاء الأمير محمد بن سلمان.

واختتم الراعي زيارته للسعودية بلقاء أمير الرياض فيصل بن بندر في قصر الحكم، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين، وأعقبته مأدبة غداء أقامها الامير على شرف الراعي والوفد المرافق.

ب اللقاء، أعرب أمير الرياض عن سعادته بلقاء البطريرك، متمنياً أن يلتقيه في لبنان «وهو يعيش في أمن وأمان واستقرار». وأشار إلى أنّ «هذا الهدف الدائم من الزيارات المتبادلة أن نؤسس لسياسة جديدة وعمل جديد في لبنان».

من جهته، أكد الراعي أن ما سمعه من المسؤولين السعوديين هو بمثابة «نشيد محبّة السعودية للبنان، محبة لبنان بكيانه وشعبه وأرضه، محبة لبنان المضياف، لبنان التعددية والتلاقي المنفتح على كل الشعوب وصديق كل الشعوب، لبنان الحيادي»، موضحاً أن هذا «ما قرأناه في قلوبهم وهو أن يرجع لبنان إلى سابق عهده».

وقال: «إن أرض لبنان جميلة لكن الجميل أيضاً هو محافظته على تقاليده الجميلة التي عرفوها هم، لقد حدثونا عن لبنان طوال الوقت، وجلالته أفاض في الحديث عنه وعن حبه الكبير له، وعن رغبته الكبيرة في الدعم الكامل لهذا البلد وتقديره للجالية اللبنانية في المملكة وخصوصاً أنهم نشيطون وأسهموا في بناء المملكة العزيزة على قلوبهم، واحترموا قوانينها وتقاليدها». وشدد على «أننا عائدون إلى لبنان ونحمل نشيد محبة لهذا الوطن وسنتعاون جميعاً كل واحد من موقعه لإظهار وجه لبنان الحلو».

ورداً على سؤال، قال: «لا شيء يؤثر على العلاقة بين المملكة ولبنان حتى ولو مرّت ظروف صعبة، إلا أنها لم تؤثر أبداً على الصداقة بين الدولتين، وهذا ما سمعناه اليوم سواء من الملك أو من ولي العهد أو من سمو الأمير».

وعن لقائه بالرئيس الحريري، قال: «حلو كتير... حلو كتير».

وعما اذا أكد له العودة إلى لبنان، أجاب: «أكيد أكيد وفي أسرع ما يمكن».

وعما اذا كانت العودة قريبة، أجاب: «في أسرع ما يمكن». وأضاف مبتسماً: «قد يكون الآن متوجهاً إلى بيروت».وعما اذا كان مستعداً للعودة عن الإستقالة، أجاب: «إذا تغيّرت الظروف التي عبّر عنها وخصوصاً في المقابلة التلفزيونية يوم الأحد. وهو عبّر عن استعداده لمتابعة العمل وطبعاً يجب أن يكون هناك كلام مع رئيس الجمهورية (العماد ميشال عون) ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومع القيادات اللبنانية في الأمور التي قدّم الإستقالة من أجلها». وأكد أن الحريري «مستعد لمواصلة خدمته للوطن الذي يحبّه، وأن دماء المرحوم والده هي بالنسبة اليه دعوة إلى خدمة الوطن».

وهل سيحصل عهد جديد للبنان؟، أجاب: «يصير عهد جديد ومسيرة جديدة ان شاء الله، ويجب أن ننظر إلى المستقبل». ومساء، غادر الراعي الرياض متوجهاً الى بيروت، حيث توقف لبعض الوقت في مطار رفيق الحريري الدولي، وغادر بعدها الى روما في زيارة تستمر حتى نهاية الاسبوع، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين في الكرسي الرسولي ويشارك في عدد من اللقاءات الكنسية.

لقاء السفارة

وكان السفير اللبناني في السعودية عبد الستار عيسى أقام حفل استقبال على شرف الراعي والوفد المرافق في دار السفارة في الرياض أول من أمس، شارك فيه الزائر الرسولي على شمال الخليج العربي المونسنيور كميللو بلليني وسفراء فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال والأرجنتين والإتحاد الأوروبي، والسفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب. واعتبر عيسى أن «الزيارة تحمل دلالة واضحة على أن المملكة ماضية في خطوات ريادية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في مسيرة الحداثة والتنمية التي تعكس مقاربة جدية ومعمّقة للاسلام ومكانته لتؤكد أنه اسلام الإعتدال والإنفتاح على الآخر». ثم حيا أمين سر «مجلس العمل الإستثماري اللبناني - السعودي» ربيع الأمين «احتضان المملكة العربية السعودية اللبنانيين منذ عشرات الأعوام»، داعياً إلى «تعميق الوفاء لها وعدم الإنجرار وراء أي دعوات تسيء اليها». وأشار إلى أن «السعوديين يسألون لماذا بعض زعماء لبنان يكرهون السعودية ويتناولون قادتها بالسوء من على شاشات التلفزة، في وقت كانت المملكة مع كل اللبنانيين وتدعم الحكومة اللبنانية فقط؟». بعدها، تحدث الراعي فحيّا العاهل السعودي وولي عهده، والسفير اليعقوب. كذلك حيّا رئيس الجمهورية ونقل عنه «تحياته الى أبناء الجالية ودعاءه في سبيلهم». وشكر للملك سلمان «قبوله إقامة هذه الحفلة قبل لقائه به، نظراً إلى المحبة التي يكنّها للبنانيين، وذلك خلافاً للبروتوكول المعتمد في المملكة حيث لا يعقد الزائر أي لقاء قبل مقابلة الملك»، لافتاً إلى أن «المملكة فتحت الدار والذراعين والقلب أمام أبناء الجالية، وأنتم أعطيتموها من قلبكم وتعبكم، والمملكة من ملك إلى ملك ومن أمير إلى أمير، أقرت لكم بمهارتكم، وأنا طبعاً سأعبّر باسمكم عن الإمتنان وعرفان الجميل». وذكّر بالتعددية الثقافية والدينية في لبنان، وقال: «إنه فسيفساء وليس انصهاراً، ففي لبنان يحترم كل انسان بثقافته وايمانه وتقاليده لذلك هو بلد يحمل في طياته ثقافة الانفتاح على الآخر المختلف والتضامن مع الآخر المختلف». وأكد أن «لبنان لن يزول طالما فيه مسيحيون ومسلمون يتعايشون مع بعضهم». وجدد التحية لـ «المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب لبنان في أصعب مراحله سياسياً واقتصادياً وأمنياً»، مذكّراً بأن المملكة «كانت حاضرة لتعضد هذا البلد الشقيق الصغير ولكن صاحب الدور الكبير». وقال: «إن ملوك وأمراء المملكة العربية السعودية كانت لهم بيوت في لبنان وأحبوا لبنان والعيش فيه وهم متشوقون ربما أكثر منا إلى أن يعود هذا الوطن الى أمنه واستقراره».

وتوجه الى أبناء الجالية اللبنانية بالقول: «إن السعوديين يحبونكم ويبادلونكم المحبة والإحترام، وطبعاً أنا سأعلن باسمكم شكرنا لجلالة الملك وسمو الأمير على استقبال المملكة لكم، كذلك سنعلن المحافظة على الصداقة والأخوة القائمة بين لبنان والمملكة».

أضاف: «لو مرّت رياح عاتية في بعض الأحيان، فإن الشعب اللبناني يظل على عهده، وتاريخ لبنان تاريخ صداقة». إلى ذلك، التقى النائب السابق فارس سعَيد خلال وجوده في الرياض، الوزير السبهان، في مكتبه في الديوان الملكي. كما التقى في مقر إقامته في فندق «الموفمبيك» السفير اليعقوب، وعرض معه للعلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع العامة في المنطقة.

 

أبو كسم لـ «المستقبل»: زيارة تاريخية فتحت آفاقاً جديدة

صيدا ــــــ رأفت نعيم/المستقبل/15 تشرين الثاني/17

وصف رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم زيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي للمملكة العربية السعودية بـ «التاريخية». وقال الأب أبو كسم الذي رافق البطريرك الراعي في الزيارة لـ «المستقبل»: «نستطيع القول ان الزيارة تصنف على أنها زيارة تاريخية وناجحة جداً، والبطريرك الراعي استقبل كرئيس دولة وكان لقاء نيافته مع جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز مهماً جداً وعبّر فيه جلالة الملك عن محبته للبنان». وأوضح أن لقاء البطريرك الراعي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، «كان ممتازاً واتسم بالصراحة والوضوح»، معرباً عن اعتقاده أن «الزيارة اجمالاً فتحت آفاقاً جديدة من التعاون والحوار المسيحي - الإسلامي ويجب استثمار هذه الزيارة من أجل تفعيل عملية الحوار وثقافة اللقاء وحوار الحضارات». ورداً على سؤال حول تقويمه للقاء البطريرك الراعي والرئيس سعد الحريري ضمن برنامج الزيارة، أجاب الأب أبو كسم: «لقد صرح نيافة البطريرك أمام الاعلاميين أنه كان لقاءً جيداً وايجابياً وهو متفائل جداً وان شاء الله يكون هناك شيء ملموس قريباً جداً».

 

هكذا جنَّد "حزب الله" إرهابيين سعوديين لاستهداف المملكة

"عكاظ"/14 تشرين الثاني 2017/كشفت معلومات موثوق بها لـ”عكاظ” إصرار “حزب الله” على تجنيد إرهابيين سعوديين لاستهداف المملكة، إذ نجحت في تجنيد عدد محدود منهم، فيما قبض على آخرين قبل لقائهم بالمخابرات الإيرانية، التي تقف خلف هذه المخططات.

وأزاحت الضربات الأمنية المتتالية الستار عن سجل حافل بـ”التآمر” على المملكة، تقوده إيران وذراعها الطائفية “حزب الله”، بعد ضبط متورطين بالتدرب على يد عناصر من “حزب الله” الإرهابي، لتنفيذ أعمال تخريبية.

 

لبنان مطالب بتفهم مواقف المملكة من العدوان الإيراني والتزام النأي بالنفس وعودة الحريري إلى السلطة رهن الاتفاق على تسوية جديدة تعيد التوازن وتلزم “حزب الله” وقف حملاته على السعودية

بيروت – “السياسة” "/14 تشرين الثاني 2017/لا يزال الترقب الثقيل سيد الموقف على الساحة الداخلية، بانتظار بروز معطيات حسية توحي بإمكانية عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري الذي ذكرت معلومات، أنه قد يعود في الساعات المقبلة، من دون تأكيدها من أي مصدر قريب من الحريري في بيروت، باعتبار أن رئيس “تيار المستقبل” لم يبلغ البطريرك بشارة الراعي الذي التقاه في الرياض أمس، بموعد محدد لعودته إلى بيروت وإن كان البطريرك أشار إلى أن الحريري سيعود في أسرع وقت، وهو ما زاد أجواء الضبابية التي تقلق المشهد الداخلي في لبنان وطرح علامات استفهام كبيرة، عما إذا كانت عودة الحريري قريبة أم أن غيبته عن لبنان ستطول؟. وفيما يلوذ “حزب الله” بالصمت إزاء ما طرحه الحريري من شروط للعودة إلى ترؤس حكومة جديدة وأهمها التأكيد على سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، علمت “السياسة”، أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون القلق على مصير الحريري، هدفها وضع الدول الأوروبية في صورة التطورات الأخيرة بعد استقالة الحريري، وتحديداً في ما يتصل بوضع رئيس الوزراء اللبناني الذي يرفض عون استقالته من الخارج.

وقالت مصادر سياسية بارزة إن باسيل سيطلب من الدول التي سيزورها القيام بما يلزم مع السعودية لكشف ظروف وجود الحريري على أراضيها في حال تأخرت عودته إلى لبنان والمساعدة على توفير العودة الآمنة له إلى بلده الأم لممارسة دوره السياسي كما يريد.

ودعت الحكم في لبنان إلى عدم الدخول في مواجهة مع المملكة العربية السعودية في هذه الظروف، لأن ذلك لا يفيد لبنان بشيء، وستكون له عواقب بالغة السلبية في المرحلة المقبلة، سيما أن لبنان سيكون الخاسر الأكبر من أي تراجع في علاقاته مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.

وحذرت من سياسة الضغوطات التي قد تقوم بها بيروت بتحريض من النظامين الإيراني والسوري ضد الرياض والعواصم الخليجية، تحت عنوان “الإفراج” عن الحريري، الذي قال في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، إنه سيعود إلى بيروت في وقت قريب، عندما تتأمن ظروف عودته الأمنية كاملة.

وشددت على أن عودة الحريري إلى السلطة رهن حصول اتفاق جديد مع “حزب الله” يحصل الحريري بموجبه على تعهد من جانب الحزب بالتزام النأي بالنفس وتحييد لبنان ووقف الحملات على المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، متسائلة هل يمكن تصور عودة الحريري من دون حصوله على هذا الالتزام؟، وبالتالي هل سيعود الحريري لتغطية جرائم “حزب الله” في سورية والعراق واليمن والبحرين، وفي حملاته المتواصلة على حكام المملكة ودول مجلس التعاون.

وأكدت أن رئيس الجمهورية مطالب بوقف “حزب الله” عند حده وإلزامه النأي بالنفس والخروج من سورية وعدم إرسال خبراء إلى اليمن للاعتداء على أمن السعودية، داعية الرئيس عون إلى إبلاغ باسيل باتخاذ مواقف معتدلة خلال مجلس جامعة الدول العربية الاستثنائي، المقرر الأحد المقبل في القاهرة، وعدم اتخاذ خطوات تصعيدية تستهدف المملكة وتحميلها مسؤولية الأزمة القائمة. من جهته، أكد الوزير مروان حمادة أن استقالة الحريري لا تحتوي شروطاً، بل عودة إلى توازن في التسوية التي تكمن في عدم جر لبنان إلى الخطر الحربي أو الانهيار الاقتصادي، وهدفها السلام والحياد، مشدداً على أن الحريري موجود في الرياض، احتجاجاً وليس احتجازاً، كما يدعي البعض. ودعا إلى ضرورة تلقف مبادرة الحريري التي أطلقها الأحد الماضي، المليئة بالمسالك نحو الحل، مؤكداً أنه في حال لم نحطط من محاولات البعض تخريب علاقات لبنان العربية، فالأحد المقبل سيكون الانفجار الكبير في علاقات لبنان مع الدول الخليجية.

وشدد على أن خطوط الرجوع عن الاستقالة متساوية. وقال إن موضوع طرد اللبنانيين من الخليج تم تجاوزه، واضعاً زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى السعودية، بأنها “عنوان كبير” يروج لعلاقة حضارية ليس فقط على الصعيد الديني.

 

الحريري ينفي عرضه وساطة على ولايتي

بيروت – “السياسة” "/14 تشرين الثاني 2017/ ردّ المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري على ما أدلى به مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي بشأن لقائه الأخير بالرئيس الحريري، مؤكدا أن “الحريري لم يعرض التوسط بين أي بلد وآخر، بل عرض على ولايتي وجهة نظره بضرورة وقف تدخلات إيران في اليمن، كمدخل وشرط مسبق لأي تحسين للعلاقات بينها وبين المملكة العربية السعودية”، مشيراً إلى أن الرئيس الحريري كرر بإصرار، أن هذه وجهة نظر شخصية ورأي خاص به. وأضاف مكتب الحريري، أنه “وعندما جاء جواب ولايتي أنه يرى الحوار حول الأزمة اليمنية مدخلاً جيداً لبدء الحوار بين إيران والمملكة، أجابه الرئيس الحريري، قائلا “لا. اليمن قبل الحوار. رأيي أن حل المشكلة في اليمن، هو المدخل الوحيد قبل بدء أي حوار بينكم وبين المملكة”. في المقابل، نفى مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية علي ولايتي أن يكون قد وجه تهديداً لرئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، باعتباره أنه كان المسؤول الإيراني الذي التقاه قبل يوم على إعلان استقالته.

 

السفارة السعودية في لبنان تتلقى تهديدات بخطف مواطنيها

وكالات/"/14 تشرين الثاني 2017/تلقت سفارة السعودية في بيروت، ثلاثة اتصالات هاتفية على الرقم الموحد لوزارة الخارجية، الذي يتم الاتصال عبره من أنحاء العالم، هدد خلالها مجهولون يطلقون على أنفسهم اسم “ملثمون”، بأنهم سيخطفون 15 مواطناً سعودياً في لبنان. وقال مصدر مسؤول، إن السفارة أبلغت على الفور الجهات الأمنية المختصة، حيث يجري التأكد مما إذا كان التهديد مرتبطاً بالجهة التي اختطفت المواطن السعودي علي بشراوي، يوم الجمعة الماضي. وأوضح أن السفارة في بيروت، تتحقق أيضاً مما إذا كان أي من المواطنين السعوديين الذين يحتمل أن يكونوا ما زالوا في لبنان، قد تعرض لاختطاف أو احتجاز.

وأشار إلى أن السفارة “تعاملت مع اتصالات التهديد بجدية، لأنه لا مجال للاستخفاف بأي اتصال في هذه الظروف الحرجة والدقيقة، وهي تتابع الأمر مع الجهات الأمنية”.

 

زيارة بطريرك الموارنة للسعودية تاريخية بل أكثر

ايلي الحاج/النهار/13 تشرين الثاني 2017 

http://eliasbejjaninews.com/?p=60307

ترتدي زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للسعودية أهميتها من كونها مؤشراً قوياً بارزاً تغيرات تحديثية هائلة تشهدها المملكة في كل المجالات، كما من اعتراف أعلى مرجعية اسلامية بدور مميز لمسيحيي لبنان في اطار السعي إلى تضييق المسافات بين المسلمين والمسيحيين في العالم اجمع، لكونهم خبراء مجربين، مع شركائهم المسلمين في "عيش مشترك" بات العالم، شرقا وغربا في أمس الحاجة اليه لا يخفى أنها المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين المسيحيين والمسلمين يدعو فيها خادم الحرمين الشريفين، الذي يعد دينياً عند المسلمين بمثابة أمير المؤمنين، وفي صورة رسمية، رجل دين مسيحياً، وليس أي رجل دين مسيحي، فهو يحمل صفتي بطريرك الكنيسة المارونية وكاردينال في الكنيسة الكاثوليكية، إلى زيارته في المملكة العربية السعودية. هذه الدعوة لا سابق لها منذ نشوء الإسلام. صحيح أن رجال دين مسيحيين التقوا أسلافاً للعاهل السعودي ولكن ليس في إطار دعوة رسمية بل في إطار تهانئ أو تعازٍ. وأما اللقاءات التي تحفظها كتب التاريخ القديم بين أمراء للمؤمنين ورجال دين مسيحيين فلم تكن من الند للند وبين أحرار. لذلك تكتسب الزيارة رمزية عالية جداً في زمن "صراع الحضارات" القائم على أساس ديني للأسف بين المسيحية والإسلام على مستوى العالم، وليس الشرق وحده، وعلماً أن لبنان يقوم على "خط التماس الحضاري"، إذا جاز التعبير، بين هاتين الحضارتين العالمتين.

وواضح أن القيادة السعودية الجديدة قصدت من توجيه الدعوة الرسمية إلى بطريرك الموارنة إدراجها في سياق رسائل متلاحقة، ترسلها هذه القيادة إلى المجتمع الدولي، ولا سيما إلى دول الغرب وشعوبه التي تهجس بظاهرة "إسلاموفوبيا" متفاقمة بفعل الحوادث العنفية يشهدها العالم على وقع صرخات "ألله أكبر". فحوى هذه الرسالة أن السعودية بريئة من الإرهاب، والإسلام بريء من الإرهاب ، وأنه دين سلام وانفتاح، وأن الفكر التكفيري والإرهابي الذي يُسيّر تنظيمات مثل "داعش" و"القاعدة" وما يتفرع منهما ويوازيهما هو فكر مُضلّل لا يمثل الإسلام، كما أنه عدو شديد للمملكة العربية السعودية التي تحاربه على أرضها وفي كل مكان.

وسبقت هذه الرسالة قرارات جريئة أقدمت عليها القيادة السعودية الجديدة لم يكن أحد من الملوك السابقين ليُقدم عليها نظراً إلى رفضها من المجتمع التقليدي المحافظ، ومراعاةً لمواقف المراجع الدينية المتشددة . على سبيل المثال السماح للمرأة بقيادة السيارة وحضور المباريات الرياضية في الملاعب. والأهم تشكيل لجنة علمية للنظر في صحة الأحاديث النبوية، وهذه كتبت بعد وفاته بنحو 200 سنة اجمالاً على أيدي أشخاص غير عرب وبلغات غير عربية، فارسية وتركية وغير ذلك، ولا أصول لها بالعربية، ومنسوبة إلى أشخاص تناقلوها من جيل إلى جيل مما يجعل احتمالات صحتها أقل مقارنة بالقرآن، علماً أن الأحاديث النبوية لا تقل تأثيراً عنه في تحديد سلوك المسلمين في عالم اليوم ونمط تفكيرهم ومعيشتهم. لذلك تُعتبر خطوة التدقيق العلمي فيها عملاً ثورويا وخطوة جبارة تفوق في أهميتها قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس- وهو أيضاً يعدّ بمثابة أمير للمؤمنين في المغرب ومن أحفاد رسول الإسلام- بمنع ذكر الآيات القرآنية التي تحض على العنف والقنل والجهاد، سواء في حلقات الصلاة أو التعليم على السواء.

والأهم يقيم ويعمل في دول الخليج العربي نحو 350 ألف لبناني، بينهم نحو 250 ألفاً في المملكة العربية السعودية، وهؤلاء يرسلون إلى لبنان ويستثمرون فيه بنحو 4.5 مليارات دولار سنوياً على ما يذكر بعض الدراسات المالية. عدد كبير من هؤلاء مسيحيون، وجزء كبير منهم يتقاضون رواتب عالية جداً تتجاوز الرواتب التي يتقاضاها سعوديون من المستوى نفسه. لا ضرورة للتوسع في عرض أهمية دور هؤلاء اللبنانيين في اقتصاد بلادهم فهو معروف. لكن ثمة خطراً يمكن أن يتهدد مصالح هؤلاء اللبنانيين . وهذه نقطة حيوية لم يأخذها في الاعتبار كما يجب من تحفظوا عن زيارة البطريرك الماروني للمملكة في هذه الظروف أو تمنوا إرجاءها. والواقع ان علاقة جيدة بين القيادة السعودية والمرجعية المسيحية الأبرز في لبنان هي بمثابة ورقة ضمان لجميع اللبنانيين في السعودية الذين وضعوا أيديهم على قلوبهم بفعل ما يشبه سوء علاقات بين البلدين ساد المشهد أخيرا على خلفية سياسات "حزب الله" في المنطقة، وعلاقته الوثيقة بإيران التي اتسعت شقة الخلاف فجأة بينها وبين السعودية فلم يترك هامشا لتسوية هشة أساسا، فسقطت ومعها حكومة الرئيس سعد الحريري الذي سيلتقيه البطريرك اليوم ويشاوره في ما يمكن الجميع فعله لإنقاذ لبنان من عين عاصفة تهدد أساساته، وبقوة.

 

باريس تتخوف من أعمال عسكرية : عون لم يدرك خطورة تحالفه مع «حزب الله»

 رندة تقي الدين /الحياة/15 تشرين الثاني/17

تسعى باريس إلى عقد مؤتمر لـ «مجموعة الدعم الدولية للبنان» في موعد تُجرى اتصالات لتحديده، إذ إن الجانب الفرنسي كان اقترح أن يكون في 22 الجاري، لكن مصادفته مع عيد استقلال لبنان صرفت النظر عنه. وتنتظر باريس لقاء اليوم في بون بين الرئيس إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، واجتماع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان المرتقب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان غداً الخميس.

وتتخوف باريس من التصعيد في لبنان والمنطقة، ومن تحوله حرباً، ما جعل الرئيس ماكرون يؤكد لولي العهد السعودي خلال لقائهما في مطار الرياض الخميس الماضي، أهمية استقرار لبنان وأمنه، إذ إن المسوؤلين الفرنسيين يرون خطورة في قيام لاعبين في المنطقة بتحركات عسكرية قد تتحول حرباً.

وتنقل مصادر فرنسية مطلعة على الملف اللبناني عن مسوؤلين فرنسيين كبار، من بينهم وزير الخارجية جان إيف لودريان، قلقهم البالغ من التصعيد في الشرق الأوسط لاعتقادهم أن بإمكان هذا التصعيد أن يؤدي إلى ما حصل عام 2006 في لبنان، وهو ما لا حاجة إلى تكراره. وتقول المصادر إن أكثر من فريق في المنطقة يتجه إلى القيام بأعمال عسكرية ما، يمكن أن يتحول بسرعة من عمل عسكري إلى حرب. فالجميع في المنطقة من إسرائيل إلى الولايات المتحدة إلى جزء من الإيرانيين ودول أخرى في المنطقة، لديهم اتجاه لافتعال أعمال عسكرية (gesticulation militaire) في لبنان تتحول حرباً.

وتعتقد المصادر إيّاها أن السياسة الأميركية ترتكز إلى جناحين. فالبيت الأبيض منقسم إلى جناح متمثل بمستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماك ماستر، الذي يؤيد تهدئة الأمور، والآخر يصب الزيت على النار للضغط على «حزب الله» ويتمثل بغاريت كوشنير صهر الرئيس الذي يشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على ضرب «حزب الله». وتضيف المصادر: «ينبغي على المسوؤلين اللبنانيين أن يحذروا ويراجعوا المواقف من الحلف مع «حزب الله» الذي عندما يتحول إلى ميليشيا هجومية، يمثل ذلك تهديداً كبيراً لبلد يوافق على أن يكون هناك باستمرار ميليشيا تُخضعه للابتزاز وتضعفه في شكل كبير. وذكرت المصادر أن المسوؤلين اللبنانيين «يشكون منذ زمن طويل من ضعفهم إزاء ميليشيا «حزب الله» وكان عليهم تعزيز قدرات الجيش لتمكينه من أن يصبح أقوى من الحزب طيلة هذه السنوات».

وقالت المصادر إن الدول الخليجية تشعر بأن الحريري قام بتسوية مع الطرف الآخر على رغم أنه لم تكن له الإمكانات لذلك، وهذا ما نبّهه منه مسؤولوها مرات عدة. ووصفت المصادر سياسة إيران في المنطقة بأنها «سياسة غزو ترتكز على احتقار العرب مع قناعة لديها بأن هناك فرصة عليها الاستفادة منها لتؤدي بالقوة إلى قيام نظام تكون إيران فيه القوة المهيمنة في المنطقة». وأضافت المصادر أن «عدداً كبيراً من تصريحات ومواقف الرئيس ميشال عون عكست قوة الروابط بين الرئيس اللبناني و «حزب الله»، لكن الرئيس عون لم يدرك خطورة ذلك في شكل واضح. وموقف عون من مسألة «حزب الله» وإيران مستغرب نظراً إلى تاريخ الرئيس اللبناني الذي يفترض أن يكون محرر لبنان، فيما هو يسلّم لبنان إلى إيران وسورية»، وفق المصادر الفرنسية التي شرحت مراراً ذلك للمسوؤلين اللبنانيين.

وأوضحت المصادر أن «ما تقوله الإدارة الإسرائيلية لباريس أنه إذا تجاوزت قوة «حزب الله» مستوى معيناً بالحصول على إمكانات باليستية تسمح للحزب بالهجوم على مواقع إسرائيلية فإن إسرائيل ستضربه». وما تراه المصادر الفرنسية أن «قدرات الحزب اللبناني الباليستية تزداد بالعدد وبالنوعية. فالبرنامج الباليستي الإيراني الذي يصنّع في سورية ولبنان يستهدف إسرائيل وأيضاً دولاً عربية، والإيرانيون يتباهون بزيادة دقة صواريخهم ثم يقولون إنها صواريخ تقليدية وليست نووية. ولذا ترفض إيران التفاوض على البرنامج الباليستي. وباريس لا تريد أن يكون لبنان موضوع غزو من قبل إيران وسورية وأن تكون علاقات المسوؤلين فيه على تحالف إلى هذا الحد مع إيران وسورية، لتجنب الخطر والتصعيد في المنطقة».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريفي: جولة باسيل الاوروبية لتزوير حقائق إستقالة الحريري وهو يلعب دور وزير خارجية حزب الله

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017/وطنية - اعتبر اللواء أشرف ريفي، في بيان اليوم، "أن الجولة الأوروبية للوزير في الحكومة المستقيلة جبران باسيل، تهدف الى تزوير الحقائق بخصوص إستقالة الرئيس سعد الحريري، فباسيل يلعب دور وزير خارجية "حزب الله"، وهو يستكمل الصاروخ الذي أطلقه "حزب الله" على الرياض، بصواريخ ديبلوماسية إيرانية تستهدف السعودية، وبدلا من أن يكون وزيرا لخارجية لبنان ، تراه يعمل لإضفاء الغطاء على النفوذ الايراني الذي يتخذ من لبنان قاعدة لاستهداف العالم العربي". ورأى "ان الوصاية الإيرانية على لبنان هي سبب الأزمة، أما قلب الحقائق والتضليل فلم يعد يجدي، ومسرحية التضامن المصطنع، لا تحجب الأنظار عن دور "حزب الله" وحلفائه، غير المكترثين بما يسبب الحزب للبنان من أضرار على الصعيد اللبناني وفي علاقاته العربية والدولية".

باسيل يسوّق لوجهة نظر حزب الله في جولته الخارجية

العرب/15 تشرين الثاني/17/بيروت - بدأ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الثلاثاء، جولة خارجية تهدف إلى شرح ما يعتبره الاستقالة الملتبسة لرئيس الوزراء سعد الحريري، وحشد التأييد لهذه القضية، حسبما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية. وتتزامن جولة باسيل مع توسيع الرئيس ميشال عون لمروحة اتصالاته مع قوى إقليمية ودولية لعودة الحريري التي يبدو أنها باتت قريبة حيث أكد الأخير على موقعه في تويتر أنه سيعود إلى لبنان خلال يومين. وتشمل جولة باسيل كلا من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وتركيا وروسيا، وسط شكوك في جدواها لجهة أن الحل موجود في الداخل، وفق ما أورده بيان استقالة الحريري نفسه، وهو الضغط على حزب الله لوقف تدخلاته في سوريا واليمن وغيرهما من الدول العربية. وكما ألمح الحريري في حوار مع قناة المستقبل من الرياض مساء الأحد إلى أن استقالته مرهونة بمدى استجابة حزب الله الفعلية لسياسة النأي بالنفس، يرجح مراقبون أنه وإثر عودته سيؤكد على هذا المبدأ.

وتقول أوساط سياسية لبنانية إن توجه رئاسة الجمهورية الممثلة في الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية إلى الخارج، متجاهلين الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الوضع وهو انخراط حزب الله المدمر في أجندة إيران، هو عملية هروب إلى الأمام. وتشدد هذه الأوساط على أن الحل يكمن في الداخل وهو قيام حوار وطني فعلي، يناقش سلاح حزب الله، ويشدد على ضرورة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، خاصة وأن لبنان لا يستطيع تحمل مغامرات الحزب التي كلفته الكثير سياسيا وأمنيا واقتصاديا.واعتبر اللواء أشرف ريفي وزير العدل اللبناني السابق، الثلاثاء “أن الجولة الأوروبية للوزير جبران باسيل، تهدف إلى تزوير الحقائق بخصوص استقالة الرئيس سعد الحريري، فباسيل يلعب دور وزير خارجية حزب الله، وهو يستكمل الصاروخ الذي أطلقه الحزب على الرياض، بصواريخ دبلوماسية إيرانية تستهدف السعودية، وبدلا من أن يكون وزيرا لخارجية لبنان، تراه يعمل لإضفاء الغطاء على النفوذ الإيراني الذي يتخذ من لبنان قاعدة لاستهداف العالم العربي”. وكان باسيل قد استهل جولته هذه بزيارة إلى بروكسل ثم إلى باريس حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون محاولا إقناعه بأن “الحريري في وضع غامض في السعودية وينبغي أن يعود إلى لبنان ليثبت أنه حر”. وفي محاولة لتخويف الفرنسيين من ارتدادات الأزمة عليهم في حال لم يتم تطويقها حذر باسيل ماكرون من أن “أي عقوبات سعودية على لبنان ستؤثر على المنطقة واللاجئين السوريين في البلاد”. ويلعب باسيل على وتر موضوع النازحين السوريين الذين جاوز عددهم المليون لاجئ في لبنان، مدركا مدى حساسية المسألة بالنسبة للأوروبيين الذين يخشون من أن يؤدي انزلاق لبنان إلى الحرب إلى هروب هذه الكتلة نحوهم. وقد أعلن الوزير باسيل قبيل وصوله إلى بروكسل أن “لبنان لا يزال يعالج المشكلة مع السعودية ضمن العلاقات الثنائية الأخوية”، لافتا إلى أن “استقالة الحريري غير مستوفية الشروط لا من قبل صاحبها ولا من رئيس الجمهورية، ولا كلام في أي ملف آخر إلى حين عودة الحريري”.

وأكد وزير الخارجية اللبناني أن “كل ما يهدد به لبنان من فراغ حكومي وسياسي أو عقوبات من أي شكل لن تصيب اللبنانيين وحدهم بل إن مليوني لاجئ ونازح سيتحولون مشكلة لمحيط لبنان وصولا إلى أوروبا”، لافتا إلى أن “قبل اجتماع جامعة الدول العربية الأحد المقبل سيكون لبنان الرسمي قد حدد موقفا وفقا لما ستؤول إليه التطورات”. ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا الأحد في مقر الجامعة العربية، بدعوة من السعودية، للبحث في انتهاكات إيران. ويرجح أن يبحث هذا الاجتماع سيناريوهات التصدي لتدخلات إيران في المنطقة، ومن بينها ضرب أذرعها وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني. وكانت الجماعة العربية قد صنفت الحزب في العام 2016 تنظيما إرهابيا، خلال اجتماع طارئ آنذاك لاتخاذ موقف من إيران على خلفية الاعتداء الذي تعرضت له سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد.وقال السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، الثلاثاء، إن حزب الله ناشط في اليمن وضالع في إطلاق الصواريخ من اليمن ومنها الصاروخ الذي أطلق على السعودية. واعتبر أن كل من يغطي على حزب الله يعتبر شريكا له في ذلك.

 

حياد الضرورة يهدد فرنسا بفقدان موقعها في لبنان

العرب/15 تشرين الثاني/17/تضاعف فرنسا المبادرات سعيا للتوصل إلى عودة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الموجود حاليا في الرياض إلى بلاده، معولة في ذلك على العلاقات التي تربطها بكل أطراف المنطقة، ولو أن هامش المناورة أمامها يبقى ضيقا، حيث فقدت فرنسا الكثير من تأثيرها على لبنان، أكثر دول المنطقة قربا لها، منذ أن أضحت اللعبة السياسية اللبنانية يتم توجيهها من طهران. كما أن الاعتماد على أنها وسيط حليف لمختلف أطراف الأزمة لن يضمن لها تقدما ملموسا حيث أن الوضع يفرض اختيارا وتوجها محددين لا إمساك العصا من الوسط، أما سياسة الحياد أو اللاموقف فستؤدي إلى خسارة فرنسا لموقعها في لبنان.

السير على خيط رفيع

باريس – تبحث فرنسا عن منافذ تعيد من خلالها تموضعها في منطقة الشرق الأوسط وذلك عبر تدخلاتها ومواقفها في أغلب القضايا الجوهرية في المنطقة كالصراع في سوريا والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وأزمة استفتاء كردستان العراق وتداعياته والموقف من إيران (فرنسا من الدول التي شاركت في مفاوضات النووي وتوقيع الاتفاق مع إيران ورفضت مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل إلغائه). اتبعت فرنسا في مختلف هذه القضايا والملفات دبلوماسية حذرة وأحيانا غامضة في جمعها بين المتناقضات. وبدت هذه السياسة واضحة من خلال الموقف من إيران، ففرنسا من جهة مقتنعة بأن سياسة طهران تهدد أمن المنطقة وأنه يجب فرض عقوبات جديدة عليها بسبب برنامج الصواريخ الباليستية، لكنها في نفس الوقت تخشى على العقود التي تم توقيعها بين إيران وشركات فرنسية كبرى بعد الاتفاق النووي.

لكن، اليوم تجد فرنسا نفسها أمام مفترق طرق قد لا ينفع معه الحياد، وهي تتابع التطورات الحاصلة في لبنان إثر استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري يوم الـ4 من نوفمبر 2017 بشكل مفاجئ وإعلانه عنها من الرياض بدل بيروت لأسباب أمنية، محملا إيران وحزب الله مسؤولية تدهور الوضع الذي أدى به إلى إلا إعلان استقالته. ويلاحظ المتتبّع للخط الزمني للأحداث منذ إعلان الحريري استقالته أن الدبلوماسية الفرنسية نشطت بشكل سريع ولافت. فبمجرّد إعلان الحريري للاستقالة، قام الرئيس الفرنسي بزيارة خاطفة إلى الرياض التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ولم تكن هذه الزيارة ضمن جدول ماكرون الذي كان في الإمارات بمناسبة افتتاح متحف لوفر أبوظبي. وفيما كان ماكرون يبحث مع الأمير محمد بن سلمان مستجدات الوضع على الساحة اللبنانية، التقى سفير فرنسا في بيروت برونو فوشيه الرئيس اللبناني ميشيل عون في قصر بعبدا للاستفسار عن الموقف وتداعياته. وبعد زيارة الرياض، اتصل الرئيس الفرنسي بنظيره اللبناني. وأوفد مستشاره الرئاسي للشؤون الخارجية أورليان دو شوفالييه إلى بيروت. ولفت الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن اللبناني ستيفان مالسانيي إلى أن “ماكرون بنفسه يتولى متابعة هذا الملف”. وذكرت صحيفة “أوبسرفاتور” الفرنسية أن باريس تصدر بشكل مستمر، منذ استقالة الحريري، بيانات تشدد على ضرورة حماية وحدة لبنان وسلامة أراضيه. بوسع فرنسا تهدئة التوتر لكن بالنسبة إلى التوصل لحل دائم وتفادي الأسوأ فإن القرارات تتخذ بالأحرى في واشنطن

ونوهت الصحيفة الفرنسية إلى أن باريس تنشط بشكل غير عادي وأن وراء الكواليس يعترف المسؤولون بأن الأزمة الناجمة عن هذه الاستقالة “مثيرة للقلق”، وستؤثر حتما على العلاقة الخاصة التي تجمع بين فرنسا ولبنان إذا لم تبادر باريس بالتدخل للتوصل إلى عودة الحريري الموجود حاليا في الرياض إلى بلاده، معولة في ذلك على العلاقات التي تربطها بكل أطراف المنطقة، وإن كان هامش المناورة أمامها ضيقا.

ولأسباب تاريخية، لا يمكن لفرنسا، التي يعتبرها كثيرون “عرّاب لبنان”، أن تظل غير مكترثة بالأزمة الراهنة. فإلى جانب العلاقات الدبلوماسية وموقع لبنان على خارطة الشرق الأوسط، الذي ترغب فرنسا في العودة إليه بقوة، فإن لبنان شأنه شأن دول كثيرة خضعت للاحتلال الفرنسي في بداية القرن الماضي، تجمعه علاقة خاصة بفرنسا. وترى باريس في نفسها الوسيط “المميز نظرا لعلاقتها التاريخية بلبنان، بالإضافة إلى تطور العلاقات مع السعودية والتي عكستها زيارة ماكرون الخاطفة قادما من الإمارات حيث افتتح متحف اللوفر، عقب إعلان الحريري عن استقالته، كما أن ماكرون يستعد ليكون أول رئيس فرنسي يزور إيران منذ سنة 1971. وقال خبير الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية دوني بوشار “ما يمنحنا قوتنا هو أننا نتكلم مع جميع الأطراف”.وتابع “فرنسا تربطها علاقة مميزة في لبنان مع الطوائف الثلاث، بما في ذلك تواصلها مع الشيعة”. وأوضح “لدينا كذلك علاقات تاريخية جيدة إلى حد ما مع السعودية، وأعدنا إقامة علاقات جيدة مع إيران” بعد توقيع الاتفاق حول الملف النووي الإيراني عام 2015. ويرى الخبير السياسي الفرنسي اللبناني زياد ماجد أن بوسع فرنسا في مثل هذه الظروف أن تساعد على تهدئة التوتر و”الحد من الأضرار”، لكنه يعترف أنه “بالنسبة إلى التوصل لحل دائم وتفادي الأسوأ، فالقرارات بهذا الصدد تتخذ بالأحرى في واشنطن”.

عجز عن التدخل

يقول دوني بوشار إن فرنسا مصممة على العودة إلى قلب الساحة الدولية بالتزامن مع “سياسية أميركية تثير المخاوف، وضمور بريطانيا بسبب بريكست وتنحي ألمانيا جانبا إلى حد ما بسبب سياستها الداخلية أيضا”، وقد ترى فرنسا في لبنان أرضية مناسبة لتحقيق هذا المسعى، وفق ستيفان مالسانيي، لكن المشهد في لبنان تغير كثيرا عن السابق وفرنسا فقدت الكثير من تأثيرها عليه.

ويؤكد مالسانيي “الدبلوماسية الفرنسية لها وزن ضعيف في اللعبة السياسية اللبنانية “، فيما يذهب خبراء آخرون إلى القول إن فرص فرنسا الدبلوماسية في تقديم نتائج ملموسة ستكون محدودة للغاية إذا بقيت تمسك العصا من الوسط. وتدرك فرنسا أن ربط الحريري تراجعه عن استقالته بـ”النأي عن النفس عن نزاعات المنطقة” في إشارة إلى حزب الله، وإعلانه عودته “خلال أيام” إلى لبنان، يطرح سيناريوهات عديدة تجبرها على إظهار الحياد في انتظار ما ستتمخض عنه الأيام المقبلة من أحداث.

فإن عاد الحريري إلى لبنان وكرّر ما قاله في المقابلة، فسيكون بمثابة إعلان الحرب على حزب الله. وإن تراجع عما قاله، فسيكون لذلك ارتدادات خارجية وخيمة، بينها قطع علاقاته نهائيا مع حليفه السعودية، مع ما يحمله هذا السيناريو من تداعيات سلبية على كافة الأصعدة. من هنا، ترى باريس أن الخيار هو مراقبة ما يحدث خصوصا وأن عودة الحريري إلى لبنان ستكون “خلال أيام” كما قال، دون استبعاد فرضية بقائه في الرياض أو الانتقال منها إلى فرنسا التي يحمل جنسيتها.

ويرى المحلل السياسي الفرنسي كريستوف فروت أن غموض موقف فرنسا نابع من “عجزها عن التدخل”. وقال فروت، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول، إن باريس لم تكن لترغب بأن يقدم الحريري استقالته، ولذلك فهي تنتظر عودته إلى لبنان، ولكنها عاجزة، في الآن نفسه عن فرض ذلك على السعودية، شريكها الأساسي، كما أنها لا تفكر في خيار التدخل بقوة.

جان إيف لودريان:عدم تدخل إيران في شؤون لبنان شرط مهم لاستقرار المنطقة

تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان التي اعتبر فيها أن “عدم تدخل إيران في شؤون لبنان شرط مهم لاستقرار المنطقة” وقول المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن “سعد الحريري دعا إيران إلى عدم التدخل في شؤون لبنان وجيرانه. ونحن نعتقد أن هذا شرط مهم لاستقرار المنطقة”، لم تخرجا الموقف الفرنسي عن حياده، رغم أن الظهار يبدو عكس ذلك، وإنما أكّدت تمسّكه بنفس تمشّي إمساك العصا من المنتصف.

ويقول الخبراء إن هذه التصريحات جاءت تعقيبا على إعلان الحريري استقالته بسبب وجود “مساع إيرانية لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه”، ما يعني أن الموقف الفرنسي لم يتغيّر نحو الخروج عن حياده المعتاد، وإنما ظل حتى الآن ثابتا ومكتفيا بـ”التعقيب” على الوضع وتكرار الحديث عن سيادة الدولة اللبنانية وحماية أمنها واستقرارها والدعوة إلى عودة الحريري إلى لبنان.

وكان أحدث تصريح بخصوص هذه العودة ما صرح به رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، الثلاثاء الـ14 من نوفمبر 2017، حيث قال خلال جلسة مساءلة للحكومة أمام البرلمان، إن “المطلوب هو أن يتمكن الحريري من العودة بحرية إلى بلده لتوضيح وضعه طبقا للدستور اللبناني”، مضيفا أن استقالة هذا الأخير من السعودية تفتح الباب أمام “مرحلة من الشكوك (لا بد) من إنهائها سريعا”. وردّ سعد الحريري على هذه الدعوات بإعلانه عبر تويتر أنه عائد إلى لبنان خلال يومين.

إصرار على سيادة لبنان ولكن..

في موقف آخر يعكس تخبّط موقف باريس، حذرت فرنسا، العضو الدائم في الأمم المتحدة، بأنها قد تطرح “مبادرات” بالتعاون مع المنظمة الأممية في حال لم تجد الأزمة الحالية في لبنان مخرجا سريعا. وأضاف بيان الإليزيه “نبقى يقظين جدا. سنرى ما سيحصل بالفعل خلال الأيام المقبلة، وسنواصل أخذ المبادرات التي نفكر فيها خلال مستقبل قريب، خصوصا بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة”.

وتابع البيان أن ماكرون وغوتيريش “تطرقا إلى المبادرات التي يتوجب اتخاذها لطمأنة اللبنانيين وضمان الاستقرار في لبنان وحمايته من التأثيرات الإقليمية التي يمكن أن تكون مزعزعة للاستقرار”. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تباحث هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في هذه “المبادرات”، في خطوة اعتبرها خبراء محاولة فرنسية للهرب من مأزق تحديد موقف بالتخفي خلف الأمم المتحدة.

ويقول الخبراء إن ماكرون منذ تولى الرئاسة عرض الوساطة في ليبيا وأوكرانيا وسوريا وفي الأزمة مع قطر بل وفي فنزويلا. وفي كل مرة كان يحاول تجنب الانحياز مع أحد ضد أحد. لكن هذا قد لا يجدي مع الملف اللبناني، الذي يعد امتدادا لملف أشمل يتعلق بالموقف من إيران وتدخلاتها في شؤون الدول العربية وتهديدها لأمن المنطقة.

ورغم الأهمية المحورية التي توليها باريس لاستقرار لبنان، إلا أن موقفها يظل سجين العديد من الاعتبارات التي تفرضها خصوصية الوضع في بلد الأرز وفي المنطقة العربية عموما.

ويعتقد فروت أن فرنسا فقدت الكثير من قوتها ومن قدرتها على التأثير في لبنان، خصوصا في ضوء عجزها عن تحديد موقف أو موقع واضح لها مع تحالفات لبنان الداخلية.

وقال هشام دغيم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السوربون بفرنسا، إن مصادر فرنسية نقلت عن ماكرون قوله للأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما بالرياض، إن “ما من شيء يمكن أن يكون خطيرا بمقدار المساس باستقرار لبنان”.

واعتبر دغيم أن فرنسا حريصة على البقاء على الحياد في التعامل مع لبنان سواء خلال أزماته أو في أبرز محطاته السياسية الداخلية. غير أن حرص باريس على العزف على وتر الحياد مع جميع الأطراف اللبنانية، أفقدها الكثير من وزنها في لبنان، ما يجعلها اليوم عاجزة تماما عن لعب دور الموفق فيه. وذهب فروت إلى حد القول “إن ‘اللاموقف’ الفرنسي من شأنه أن يخلق ضعفا في وضعية باريس إزاء بيروت، ولذلك فإن محاولات فرنسا بناء علاقات متوازية مع حزب المستقبل وحزب الله، انتهت فعليا بـ’تجميد’ وزنها ودورها بالبلاد ولتجد فرنسا نفسها على خط التماس بين لبنان والسعودية، عاجزة في الآن نفسه عن التأثير داخليا في لبنان من جهة، وعن التمرّد على خيارات السعودية في المنطقة”، وقد أكد فروت أن بلاده “تقترف خطأ في تقييم التوازنات بالمنطقة، ومع ذلك، لازالت تصر على هذا الخطأ”.

 

إستعصاء سياسي والسعودية عاجزة عن تحسين شروطها اللبنانية

سلوى فاضل/جنوبية/ 14 نوفمبر، 2017 /بعد الحرب السياسية والاعلامية يكثر الكلام عن تسوية قادمة. فما هي خلفيات هذا التسوية وهذه التسريبات؟ والى أي مدى هي حقيقية وواقعية؟ وكيف يقرأ الباحث سمير الحسن مشهد الصراع والتسوية الملتبسة؟ على العكس من جميع التحليلات التي تقول بتسوية سياسية تبعد عن لبنان هول الحرب، يؤكد الباحث والمحلل السياسي، سمير الحسن، انه لا تسوية في المدى المنظور. ففي اتصال لـ”جنوبية” مع المحلل السياسي سمير الحسن، ردا على سؤال عن حقيقة التسريبات التي تقول بتسوية سياسية اقليمية تجنّب لبنان حربا عليه وعلى اراضيه؟ أكد الحسن، أنه “من المبكر الحديث عن أية تسوية الان، اولا، لان الوقائع والمتغيرات لا تعطي الفريق الآخر أية فرصة لتحسين شروطه. فهذا الكلام هو كلام تهويلي. وحرب نفسية لا تخاض الا بالإعلام”. وتابع الحسن “ولا ارى فيه اي معطى يقدّم فرصة للفريق المهوّل لفرض شروطه، فالسعودية ليست في موقع يعطيها فرصة لتحسين شروطها، والذي يعتقد ان ثمة مقايضة حول اليمن فهو واهم. اذ لا تفاوض على اليمن. فالتسوية التي كانت قائمة منذ 9 أشهر، وقدّم لأجلها حزب الله الكثير من التسهيلات، لا يمكن الإتيان بأحسن منها لتشكيل حكومة جديدة”. وعن مستقبل المنطقة ولبنان في ظل هذا الجمود في الوصول الى الحل؟ يلفت الحسن، الى اننا “امام أزمة طويلة الأمد سياسيا، ستشكل نهاية للحرب، ولسنا على أبواب حرب. والمتغيرات في المنطقة هي لصالح “محور المقاومة”، بسبب الفشل السعودي كونه يفتقد أية امكانية لتحرك مجموعات داخلية في لبنان منها المخيمات، او اللاجئين السوريين، او تنظيم داعش في الجرود. اضافة الى ضبط الجيش اللبناني للخلايا النائمة”. وردا على سؤال قال الحسن، فـ”ما تم تناقله من كلام لجان عزيز، مستشار الرئيس ميشال عون، إلا كلام مجتزأ من سياقه كونه قال انه في اليوم الاول للاستقالة اتصلوا بنا، وكجزء من التهويل قالوا ان الوضع اشبه باجتياح 1982. ويضيف الحسن “الحرب لا تخاض بالاعلام، وهي في جزء منها تهويل”. ويشدد ردا على سؤال ان “العقوبات الاقتصادية ليست ذات جدوى او قيمة لانها أحادية، وليست دولية. اضافة الى ان الصراع الاميركي – الاميركي على أشدّه بين فريقي الادارة الاميركية في واشنطن، والصراع الخليجي – الخليجي الذي لم ينته بعد”. ويتابع بالقول “وهذا ليس معناه ان من يريد التهويل هو قادر عليه، فالرئيس الحريري في اليوم الاول قال انه سيقطع يد إيران، اما في مقابلته الاخيرة فتحدث عن النأي بالنفس، علما ان فريقه حرّض على الرئيس ميقاتي حين طرح مسألة النأي بالنفس”. ويلفت الى انه “محليا لا ننسى انزعاجهم من الانتخابات النيابية القادمة التي ستُخسرّهم المزيد من نفوذهم في لبنان، وهم ان ساروا بها مشكلة، وان سعوا لتأجيلها مشكلة اكبر، حيث الخسارة ستكون أكبر فأكبر”. “اضافة الى الوضع السعودي في كل من سوريا والعراق منكفىء ومتراجع وسقوط خيار الاستفتاء في كردستان يؤكد ان التسوية حديث فرعي”. وختم الباحث سمير الحسن، بالقول “نحن امام استعصاء. والطرفة بعد كل هذا المشهد هي ان يُطلب عدم وجود وزراء لحزب الله في الحكومة المقبلة”؟

 

«24 ساعة من التاريخ»

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 15 تشرين الثاني 2017

الحريري أكد أنه لن يتراجع عن استقالته

«24 ساعة من التاريخ»، هي العبارة التي أنهى بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى المملكة العربية السعودية، وقد ختمها بجولة في مدينة الرياض وبزيارة حميمة الى مدينة «درعية»، وهي عبارة عن مدينة أثرية أبقيَ على شكلها القديم ليتذكّر أهل المملكة ما كانت عليه مدنها، خصوصاً الرياض في السابق، قبل تجديدها وتحديثها لتغدو ما أصبحت عليه اليوم.أمّا لغة التحديث والتجديد، فقد كانت اللغة الابرز التي واكبت لقاءات البطريرك الراعي الثلاثية الأهم، واختصرت ثمار جولته التي وصفها بأنّها ستدوّن في سيرة حياته «24 ساعة من التاريخ»، في وقت بَدت سياسة التجديد من أبرز القواعد التي اتفق عليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ووليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، والبطريرك.

الملك سلمان

صباح أمس توجّه الراعي في موكب ملكي للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز. إستمر اللقاء نحو 20 دقيقة، جدَّد فيها الملك دعمه للبنان وشعبه.

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ الحديث مع الملك تركز على أهمية دور لبنان في المنطقة، والمساعدة على جعله مركزاً دائماً لحوار الاديان والحضارات تماشياً مع الشعار الذي أطلقه عليه البابا يوحنا بولس الثاني، أي لبنان الرسالة، فيما قدّم البطريرك إلى الملك السعودي وثيقة خطيّة تتضمَّن خريطة طريق لهذه المطالب، ومن ثم ناقشاها.

أمّا اللقاء الأبرز للراعي، وفق معلومات «الجمهورية»، فكان «اللقاء الصريح» الذي جمعه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي اتّصَف بالإيجابي والصريح. إذ، وإضافة الى مناقشة الوثيقة المقدّمة من البطريرك والمتعلقة بجعل لبنان مركزاً لحوار الحضارات، تخلل اللقاء حديث مطوّل عن حدث الساعة، بحيث فاتح وليّ العهد الراعي بصراحة عن رأي المملكة في سياسة لبنان الحالية، مُبدياً عَتبه على بعض المسؤولين السياسيّين الذين يتجوّلون في بلاد الغرب «للشكوى» على أشقائهم العرب.

(وقد قصد الوزير جبران باسيل الذي بدأ أمس جولة في اوروبا للبحث في أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري)، وقد اعتبرت المملكة أنها إساءة بحقها. وعلمت «الجمهورية» أنّ ولي العهد سأل البطريرك عن رأيه إذا كان يقبل أن تُكافأ المملكة بالشكوى عليها في جولة أوروبية لمسؤولين سياسيّين رفيعي المستوى في الدولة؟وقد فَنّد ولي العهد للبطريرك بصراحة ما فعلته المملكة للبنان الذي كانت وما زالت تعتبره شقيقاً، لكنّها اليوم تطالبه بممارسة سياسة جديدة بعدما نوَت هي ايضاً البدء بسياساتها الجديدة إبّان عهدها الجديد، كما أبدى ولي العهد انزعاجه من تظهير المملكة مُعتدية فيما هي مُعتدى عليها، بالإشارة الى أنها لم تَعتدِ على إيران بل هي بادرت الى ذلك. والحديث عن التجدّد في السياسة سمعه البطريرك أيضاً من الرئيس سعد الحريري، الذي اكد أنه لن يتراجع عن استقالته اذا لم يجد رئيس الجمهورية ميشال عون مخرجاً للبحث في تسوية جديدة.

والسياسة الجديدة أيضاً وأيضاً هي ما أكّده أمير الرياض فيصل بن بندر خلال مأدبة الغداء التي دعا اليها على شرف البطريرك والوفد المرافق، فوصف المملكة بأنها تتجدّد وتَتبِع سياسة جديدة للمنطقة، داعياً الجميع الى التجدّد معها وملاقاتها.

البطريرك الراعي الذي بدا مرتاحاً في ختام لقاءاته، فاجأ الاعلاميين عندما سئل عن اقتناعه بأسباب استقالة الحريري، فكان جوابه حاسماً وصادماً إذ أجاب: ومن قال إنّي غير مقتنع، مؤكّداً اقتناعه منذ الاساس بأسباب استقالة الحريري، ليبدو وكأنّه اقتنع كلياً بالاسباب التصعيدية التي لجأت اليها المملكة تجاه لبنان والحريري أخيراً. كما أتت الاشارة الجديدة ايضاً عن لسان الراعي حين لفت إلى أهمية رجوع الحريري للبحث مع الرئيسين عون وبري عن إمكانية البدء بإيجاد مخارج للبناء على تسوية جديدة، وهو اكد أنّ الحريري سوف يعود قريباً الى لبنان ليسألهما عن ذلك، لأنه كما يبدو لن يكون هناك لا تنازل من المملكة، ولا تراجع من الحريري إذا لم يقرّر عون وبري البدء في البحث عن تسوية وترك الأمر في يد «حزب الله». وقبل مغادرته، اجتمع الراعي بوزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الذي رافقه الى قاعدة الملك سلمان الجوية، ليغادر بعدها البطريرك الى لبنان لساعة من الوقت حسبما أعلن قبل توجّهه الى روما. في الخلاصة، هذا هو الجديد في سياسة التجديد الذي يمكن استنتاجه من الزيارة التاريخية التي ازدوجت مهمتها، فبعدما كانت بَحت دينية تحوّلت في اللحظات الاخيرة سياسية بامتياز:

- فقد بَدا الراعي «مقتنعاً» بأسباب وموجبات استقالة الحريري.

- كان هناك إجماع من مختلف الافرقاء، أي الملك السعودي وولي العهد والحريري والبطريرك والسبهان وكثير من الديبلوماسيين، على أنّ المنطقة ذاهبة الى تسوية كبيرة، وبدوره لبنان مطلوب منه تسوية جديدة.

- الثقة والثبات اللذان تكلم بهما البطريرك ألمحا الى قبول خارجي أيضاً وليس فقط عربي برفع الغطاء عن معارضي التسوية الجديدة.

• إقتناع بمسألة السياسة الجديدة التي أكد عليها أمير الرياض، ويبدو أنّ الراعي استوعب وقَبلَ أن لا عودة الى الوراء بعد هذا القرار.

توضيح أسباب الاستقالة.

ضرورة ابتكار حلّ من الرئيسين عون وبري لتسهيل عودة الحريري.

 

تجاوز على قواعد الميثاق اللبناني

خالد غزال/الحياة/15 تشرين الثاني/17

فتحت استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الباب أمام أزمة في البلاد، وضعت التسوية التي قامت قبل عام على شفير الانهيار، وطرحت أسئلة عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه، وما إذا كانت مشرعة الأبواب على انفجارات أمنية محتملة.

لم تكن الأزمة الحالية الفريدة من نوعها، فهي بنيوية بكل معنى الكلمة، وقراءتها ليست معزولة عن القواعد التي قام عليها الكيان اللبناني ونظامه منذ الاستقلال، وتكرست في الميثاق الوطني، ولاحقاً في الاتفاقات التي كانت التسويات تفرضها، وهي قاعدة جوهرها عدم استخدام لبنان منصة لمعاداة أي قطر عربي، واتباع سياسة متوازنة لا تنحاز إلى أي محور إقليمي. وكان كل تجاوز لهذه القاعدة، على امتداد العقود الماضية، يؤدي إلى اختلال التوازن الداخلي، ويشرّع البلاد أمام التدخلات الخارجية، وينتهي المقام بدخول لبنان في حروب أهلية. في حديثه الأخير من المملكة العربية السعودية، أعاد الرئيس الحريري أسباب استقالته إلى تجاوز أحد بنود التسوية التي أتت به وبميشال عون إلى الحكم، وهي عدم الالتزام بالنأي بالنفس عن الحروب الدائرة في المنطقة والتزام جانب الحياد تجاه أي طرف. واعتبر أن «حزب الله» الذي امتنع عن الالتزام بهذه القاعدة، وممارسة عكس ما تقرر لجهة التدخل العسكري في سورية والعراق واليمن من جهة، ومن تسعير الحملات العدائية ضد المملكة العربية السعودية، هو المسؤول عن الأزمة الحالية. لا يوضح الرئيس الحريري مضمون التسوية وكيف وافق عليها الحزب وهو المنخرط إلى أعماقه في أزمات المنطقة، وهل فعلاً أعطى الحزب هذه الوعود، أم إن كلاماً شكلياً تلفّظ به من أجل تمرير التسوية وانتخاب عون لرئاسة الجمهورية؟ الاستقالة تحمل من الأسئلة الكثير حول ما لا يعرفه اللبنانيون عن خفايا التسوية الرئاسية التي قامت العام الماضي. إذاً، الأزمة الحالية هي نتاج الاختلال في العلاقات اللبنانية - العربية والانحياز إلى محور إقليمي قاعدته إيران وسورية. قد ينسى اللبنانيون أن أزمات مشابهة قامت في البلد، مع اختلاف بعض الظروف، أدت إلى اهتزاز الكيان والنظام وتسببت في حروب أهلية دموية. لكن الطبقة السياسية الطائفية الحاكمة تجهل التاريخ اللبناني أو تتناسى وقائعه التاريخية، سهواً أم عمداً. فالحرب الأهلية التي قامت في 1958، كانت حصيلة انحياز الحكم اللبناني إلى محور حلف بغداد بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والذي كان في صراع مفتوح مع المد القومي العربي بقيادة الناصرية. كان ذلك أول تجاوزات الميثاق، فدفع اللبنانيون ثمنه. أنتجت تلك الحرب تسوية أميركية – ناصرية، وأتت بالرئيس فؤاد شهاب إلى سدة الحكم. يسجل لحكم الرئيس شهاب محافظته على سياسة النأي بالنفس عن الصراعات العربية – العربية آنذاك.

بعد هزيمة حزيران (يونيو) 1967، دخل لبنان مرحلة جديدة فرضتها تحولات المنطقة، خصوصاً دخول العامل الفلسطيني لبنان وأقطاراً عربية أخرى. وقفت قوى لبنانية إلى جانب المقاومة ودعت إلى توظيف الساحة اللبنانية وفتح الحدود أمام العمل الفدائي ضد إسرائيل. في المقابل، اندفعت قوى لبنانية أخرى إلى الانحياز نحو المعسكر الأميركي – الإسرائيلي، والاستعانة به. انتهى هذا التحضير إلى اختلال التوازن وإلى انفجار الحرب الأهلية التي استمرت إلى 1989، تاريخ توقيع اتفاق الطائف. تلك الفترة شهدت انتهاكاً لقواعد الميثاق، فالقوى التي كانت إلى جانب المقاومة الفلسطينية حمّلت البلد فوق ما يستطيع من أعباء، فيما ذهبت الأطراف الأخرى المناهضة إلى التعاون مع إسرائيل واستدعائها لاقتلاع المقاومة وتنصيبها في سدة الحكم، عبر اجتياح 1982.

في السنوات الأخيرة، اندلعت انتفاضات في أكثر من بلد عربي، وكان أهمها بالنسبة إلى لبنان الانتفاضة السورية. في هذه المحطة، وضع البلد أمام امتحان عسير في كيفية الحفاظ على التوازن في علاقاته ومنع الانجرار إلى التدخل في الحرب السورية. ولأن الحرب السورية كانت لها امتدادات إقليمية وقوى متدخلة لمنع إسقاط النظام، ولأن المحور الإقليمي الإيراني له ذراع ضاربة يمثلها «حزب الله»، فقد تحول تدخل الحزب في المشاركة في الحرب إلى تعميق الانقسام في الداخل، نظراً إلى وقوف معظم القوى اللبنانية ضد هذا الانخراط، بالنظر إلى تأثيره السلبي جداً في الداخل اللبناني. كانت الانتفاضات وكيفية التعاطي معها مناسبة أخرى لضرب قاعدة النأي بالنفس التي قال بها الميثاق. وهي تهدد يومياً المجتمع اللبناني بمزيد من التفسخ والاضطراب، بما يضع البلاد حقاً على شفير الاقتتال الأهلي. تلك محطات تفسر الأزمة الحالية بأقصى الوضوح، وعلى رغم أن أبطال تلك المرحلة بمعظمهم لا يزالون على قيد الحياة، ومعظمهم يتولى السلطة أو ينتظرها، فإن أحداً لم يتعلم الإفادة من دروس هذه المحطات. لعل المرحلة الحالية قد تكون الأصعب، نظراً إلى أن البلد بات مرهوناً للخارج، وأن التسويات تنتظر اتفاق المحاور الإقليمية والدولية. هذا إن وصلت إلى اتفاق في الأجل القريب.

 

 صليب البطريرك في مملكة الخير (بقلم طوني أبي نجم)

كتب طوني أبي نجم/IMLebanon/14 تشرين الثاني 2017/ليس تفصيلاً أن يقوم البطريرك الماروني السابع والسبعون، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وعلى رأس وفد من المطارنة الموارنة، بزيارة تاريخية إلى المملكة العربية السعودية. هي زيارة تعكس تحوّلاً تاريخياً في نهج المملكة، الذي تبدّل كلياً مع وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي أنجز في أشهر قليلة ما عجز عنه الآخرون في عقود طويلة. بن سلمان الذي يعمل بسرعة هائلة على نقل السعودية سنوات ضوئية إلى الأمام، وبخطوات خرقت كل المحظورات في مجتمع بقيت تحكمه لعقود تقاليد قاسية، تمكن من أن يختار لوطنه نهج الحداثة والانفتاح، ليفتح صفحة جديدة في تاريخ المملكة. من هذا المنطلق جاءت دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وبعيداً عن السياسات الضيقة والمواجهات الإقليمية على حد سواء. هكذا تلاقت إرادة الأمير محمد بن سلمان مع رأس الكنيسة المارونية المقاومة، لتكون الزيارة إلى السعودية عنواناً لحوار الأديان والحضارات في زمن ينزلق إلى “صراع الحضارات”! أراد بن سلمان والراعي أن تشكل الزيارة مساحة للتلاقي والتسامح في زمن التطرّف والتعصّب الأعمى، وأن تفتح نافذة ضوء على الأمل في مواجهة ظلمة الأحقاد التي تعمّ المنطقة. تشكل هذه الزيارة فعل انغماس محبة بين أبناء هذه الأرض، بين المسيحيين والمسلمين الذين يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم، كأبناء دول عربية تجمعهم قضايا مشتركة ومصير مشترك، تماما كما يجمعهم تاريخ مشترك كالذي جمع يوماً “فتى العروبة الأغر” الرئيس- الملك كميل شمعون بالملك سعود بن عبد العزيز. أما مستقبل هذه العلاقة فيصونه اليوم أمير شاب وولي عهد هو محمد بن سلمان، الذي يدرك تمام الإدراك أن قدر السعودية ولبنان، وتحديدا قدرها مع مسيحيي لبنان، أن يشكلوا النموذج الخلاّق للحوار والتفاعل في مواجهة التطرّف والمحاولات اليائسة للمحور الفارسي لوسم السعودية بأنها بيئة حاضنة للتكفيريين. سأل الكثيرون مشككين: هل سيزور بطريرك الموارنة السعودية واضعاً صليبه؟ فأتاهم الجواب الصاعق: صليب البطريرك، صليب المسيحيين، موضوع ترحيب وحفاوة بالغين في مملكة الخير، تماما كما راس الكنيسة المارونية وجميع مرافقيه. لا بل إن البطريرك حظي بهدية ترميم كنيسة أثرية يعود عمرها إلى أكثر من 900 سنة، في ما يشبه الإعلان السعودية عن ملاقاة الانفتاح الكامل الذي كان انطلق قبل أعوام في دول خليجية عدة. ها هو محمد بن سلمان يكسر كل القيود، ويحطّم الصورة النمطية والجامدة التي يريد حصر السعودية بها، وها هو البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يلاقي اليد الممدودة والرغبة العارمة للتلاقي والتفاعل والحوار. حين كنت أتابع مشاهد الحفاوة البالغة في استقبال البطريرك الماروني والوفد المرافق في الرياض، مرّت في ذاكرتي صور تغطية إيطاليا للتماثيل العارية خلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إليها. هي المملكة العربية السعودية تخطو خطوات عملاقة نحو الانفتاح والحداثة، ومن يتهمها بالتعصّب يعيش حالة من الانغلاق. إنها بداية مسيرة واعدة لـ”مملكة الخير”، ولن ينجح أحد في مواجهة توق قيادتها الجديدة إلى نقلها إلى عصر الحداثة والتفاعل الحضاري.

 

عودوا إلى "إعلان بعبدا" لتجنيب لبنان الكارثة الحقيقية

"المركزية" - 14 تشرين الثاني 2017/أعادت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري سلاح "حزب الله" ودوره الاقليمي الى الواجهة من جديد، بعد التساكن معه بفعل التسوية الرئاسية، التي أمنت الغطاء الداخلي للحزب في مقابل الضغوط الدولية التي يواجهها، وشكلت المعبر أمام الرئيس الحريري لسد الفراغ الذي كان قائما وإعادة الاستقرار السياسي من خلال عودته الى السلطة. هذا الواقع الذي استمر طيلة عام، ارتسم على وقع مشهد إقليمي مختل التوازن لصالح محور إيران، لكن في خضم "الانتفاضة السياسية" التي تقودها السعودية على الصعيدين الداخلي والخارجي، في مسعى لاستعادة موقعها الاقليمي في المنطقة، يبقى السؤال عن مصير لبنان في حال نسفت هذه التسوية التي أمنت الاستقرار السياسي ولو في حده الادنى؟ الوزير السابق فارس بويز أشار عبر "المركزية" الى أن "الرئيس الحريري لا يسعى الى نسف التسوية، بل يطالب بتنفيذها والالتزام بمضمونها، وبذلك يكون أسقط أي ذريعة لحرب ضد لبنان مهما كان شكلها، كارتداد للواقع الاقليمي المحتدم"، معتبرا أن "التسوية لا تلغي معادلة جيش وشعب ومقاومة، ولا أحد يطلب الغاء المقاومة بل الالتزام بالحياد الايجابي حيال الازمات الخارجية". وأضاف "كلام الرئيس الحريري أمس كلام رجل دولة بامتياز مؤتمن على مصير شعب، غلب عليه المنطق كسبيل وحيد لمواجهة تعقيدات الصيغة اللبنانية، التي لا تسمح بالمغامرات والتطرف، فأي قرار غير عقلاني في الوضع الحالي يمكن أن يُدخل البلاد في المجهول".  أضاف "لترميم التسوية، على حزب الله أن يقدم تنازلات، الامر غير المستبعد على وقع وصول الحرب السورية الى خواتيمها، ما قد يفسح في المجال لعودته الى لبنان، وبذلك يستعاد التوازن الداخلي". وعن مدى استعداد إيران للتنازل عن ورقة لبنان في ظل فائض القوة الذي تتمتع به في المنطقة، قال "المنطقة تواجه تطورات دراماتكية، لا أحد قويا بما فيه الكفاية، ليفرض وجهة نظره على الآخر، ومن هو في موقع قوة اليوم، قد لا يكون كذلك غدا". واعتبر أن "التسوية التي أرساها البيان الوزاري للحكومة تشكل المخرج الوحيد للأزمة القائمة، فالانفراد بالسلطة وتشكيل حكومة يغيب عنها "المستقبل" أو "حزب الله" سيفاقم المشكلة"، داعيا الى "تطبيق إعلان بعبدا لتجنيب لبنان كارثة حقيقية".

 

هكذا علّقت إيران على مقابلة الحريري

"رويترز" - 14 تشرين الثاني 2017/نقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن طهران لا تتدخل في الشأن اللبناني وإن تصريحات أدلى بها أمس رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري تعطي الأمل في أنه سيعود قريبا إلى بلده.  ونقل التلفزيون عن المتحدث بهرام قاسمي قوله "تصريحات الحريري يوم الأحد تعطي أملا صغيرا في احتمال عودته إلى لبنان... إيران لا تتدخل في شؤون لبنان".  وقال الحريري في مقابلة تلفزيونية أمس الأحد إنه سيعود إلى لبنان خلال أيام ملمحا إلى إمكانية التراجع عن استقالته في حال وافقت جماعة حزب الله المدعومة من إيران على البقاء بعيدا عن الصراعات الإقليمية مثل الصراع في اليمن.  وكانت هذه هي أول تصريحات علنية للحريري منذ إعلانه الاستقالة من الرياض يوم الرابع من تشرين الثاني.

 

الحريري الذي اخترعه محور الممانعة

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17

«يا جماعة أنا بألف خير وإن شاء الله أنا راجع هاليومين»، «خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير». هذا كان تعليق رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، على حسابه في «تويتر»، أمس (الثلاثاء). تغريدة الحريري أتت بعد مقابلته الأولى مع تلفزيون «المستقبل» منذ أعلن استقالته الشهيرة، وهي الاستقالة التي ألقت حجراً ضخماً في المياه السياسية اللبنانية الآسنة. في المقابلة مع المذيعة بولا يعقوبيان، وهي، عنيتُ المذيعة، عاكسة لجلّ دعاوى الميديا اللبنانية، المعادية منها قبل الموالية، حول أساطير استقالة الحريري، التي دشّنها حسن نصر الله، والتيار العوني، وجماعة برّي، ومن لفّ لفّهم. كما قلنا في المقالة السابقة، جماعة نصر الله، ومن تحالف معهم، عوض مناقشة صلب استقالة الحريري وسببها «غيّروا» الموضوع إلى شكل استقالة الحريري ومكانها. حتى بعد مقابلة الحريري مع بولا يعقوبيان في «المستقبل»، أصرّ إعلاميون لبنانيون، من مراسلي الفضائيات، على «مضغ» أقراص الوهم الإعلامي من جديد، وسألوا المراسلة التي قابلت الرجل، ووجّهت إليه أغلب اتهامات المؤامرات الخيالية في الميديا اللبنانية، ومع ذلك أصرّ مَن حاور المذيعة في مطار بيروت وهي عائدة، على أن الحريري لم يكن في بيته، بل في مكان ما، ولا نعلم عن هذا الـ«ما» شيئاً! وحلفت لهم المذيعة أنها قابلت الحريري في بيته وعند أهله وأنها مع الفريق تناولوا طعام العشاء على مائدته! تخيلوا وصلنا إلى هذا الحدّ من التفاصيل التافهة، كل ذلك هرباً من فريق نصر الله ومن يحالفه مناقشة أصل المسألة، هذا الأصل الذي ركّز عليه الحريري في مقابلته مراراً، وهو: مصير دولة لبنان التي يريد بعض قادتها من الجميع أن يقبل واقعها الضارّ، واقع أنه ثمة دولة يتحكم بها حزب أو تشكيل مصنف إرهابياً، يقتل ويدرب القتلة في اليمن والبحرين والكويت والقطيف... وطبعاً سوريا والعراق. تلك هي المسألة... سلاح ودور «حزب الله» في منطقتنا. ونهاية عهد التكاذب والتسويف مع هذا الواقع المدمر، ذاك مفيد قبل أن يكون لجيران لبنان، فهو للبنان نفسه. الحال أن هذا الجنوح الإعلامي اللبناني، لا نقول كله، لافت للنظر، فرغم كل الحقائق والأدلة المشاهَدة بالعين، والمسموعة بالأذن، هناك في هذه الميديا من يركض ركضاً في أودية الغيّ والوهم وإطلاق الكذبة ثم تصديقها ثم إجبار الآخرين على تصديقها أيضاً!

سبب استقالة الحريري هو الموضوع، ليس أي قصة ثانية، ولن يجدي شيئاً هذا التكالب الحماسي الجماعي على تغيير الموضوع.

 

زهرا: الحريري حرّ أكثر منهم

"السياسة الكويتية/14 تشرين الثاني 2017/اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية النائب أنطوان زهرا، لـ"السياسة"، أن "الرئيس سعد الحريري في السعودية بغض النظر عن رأي البعض به، حر أكثر من الذين يدعون الحرص عليه، فهو حر الضمير ومرتاح ومتصالح مع نفسه إلى أبعد الحدود"، داعياً إلى "إعادة صياغة ما قاله الحريري بعقل منفتح وضمير حي والنظر إلى مضمون الاستقالة وعدم التلهي بها، من حيث الشكل، لأن ذلك لن يثنيه عن التشبث في مواقفه التي يجب احترامها، حتى لا يتعرض لبنان "إلى ما لا تُحمد عقباه، وهو برأيه أهم ما قاله الحريري في هذه الإطلالة الاستثنائية.  وأعرب عن تفاؤله بعودة الحريري قريباً من السعودية، ومزاولة نشاطه السياسي كالمعتاد، انطلاقاً من الدور الوطني الذي يضطلع به، مثمناً علاقة المملكة العربية السعودية مع آل الحريري من أيام والده الشهيد رفيق الحريري ومدى استعداد سعد الحريري لقبول النصائح وما يطلب منه في هذه الظروف. وأكد أن "وجوده في السعودية هذه الأيام يوفر الحماية له أكثر من لبنان، خصوصاً لجهة الحماية الشخصية له ولعائلته".

 

حمادة: الاحد المقبل سيكون يوم الانفجار الكبير

صوت لبنان 100.5 /14 تشرين الثاني 2017/أكد وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة أن الاستقالة لا تحتوي شروطا بل عودة إلى توازن في التسوية التي تكمن في عدم جر لبنان إلى الخطر الحربي أو الانهيار الاقتصادي، وهدفها السلام والحياد. وشدد حمادة على أن الحريري موجودٌ في الرياض احتجاجا وليس احتجازا كما يدّعي البعض. ودعا حمادة لضرورة تلقّف مبادرة الحريري التي اطلقها الاحد مساءً المليئة بالمسالك نحو الحلّ مؤكدا انه في حال لم نحطاط من محاولات البعض تخريب علاقات لبنان العربية، فالاحد المقبل سيكون يوم الانفجار الكبير في علاقات لبنان مع الدول الخليجية، مشيرا إلى أن حظوظ الرجوع عن الاستقالة متساوية. وعن ترحيل اللينانيين، لفت حمادة إلى أن موضوع طرد اللبنانيين من الخليج تم تجاوزه وزيارة الراعي عنوان كبير يروج لعلاقة حضارية ليس فقط على الصعيد الديني.

 

عائلة السعودي المختطف في لبنان تخرج عن صمتها

سبوتنيك/14 تشرين الثاني 2017/أدلت عائلة علي البشراوي، السعودي المختطف في لبنان، بتصريحات لوسائل الإعلام بعد فترة من تضارب التصريحات والجدل الذي أثارته واقعة اختطافه. ونقلت صحيفة "عاجل" السعودية، عن أسرة البشراوي قولها بأنه على الرغم من عدم امتلاكها لأي معلومة بشأن مصيره حتى الآن، إلا أنها ترى جهود السفارة السعودية في بيروت لإنهاء الاحتجاز "الكبيرة" و"غير الخافية".وشهدت الأسرة بأن السفارة السعودية ببيروت لا تدخر جهدا في التواصل مع الجهات الأمنية اللبنانية، للوقوف على ملابسات الاختطاف، ومطالبة الجهات الأمنية بسرعة إلقاء القبض على الجناة وإطلاق سراح ابنهم.

يذكر أن صحيفة "سبق" السعودية، نقلت عن مصادر لها أن السفارة السعودية في بيروت تتواصل مع الجهات الأمنية للإفراج عن مواطن اختطفه "حزب الله" اللبناني، مضيفة أن "حزب الله" يختطف مواطنا سعوديا ويطالب بفدية للإفراج عنه. ووفقا للصحيفة فإن الخاطفين حاولوا تسييس قضية المواطن السعودي المختطف بربطها بأزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، التي أعلن عنها أثناء زيارته للسعودية، الأسبوع الماضي. وقالت الصحيفة إن الرياض تسعى للإفراج عن المواطن السعودي دون شروط، في ذات الوقت الذي تتأرجح فيه مطالب الخاطفين بين طلب فدية مالية و"تسليم الحريري"، بحسب قولها.

 

مسلسل التميز اللبناني في الإغتراب مستمر… اليكس عازار وزيراً للصحة الأميركية

وكالات/14 تشرين الثاني 2017//أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة عبر “تويتر”، انه  قرر تعيين المحامي والسياسي الجمهوري اللبناني الأصل اليكس ميشال عازار (مواليد 17 حزيران 1967)، ليكون وزير الصحة والخدمات الانسانية، وسيكون نجما لرعاية صحية افضل واسعار عقاقير اقل.ولد عازار ونشأ في سالزبوري بولاية ميريلاند، وحصل عام 1988 وبتفوق على شهادة في العمل الحكومي والاقتصاد من جامعة “دارتموث” وفي العام 1991 تخرج محاميا من جامعة “يال”. وعمل عازار لعشر سنوات في شركة “إيلي ليللي” وتولى حديثا مسؤولية عملياتها في الولايات المتحدة، لكنه غادرها في كانون الثاني الفائت ليؤسس شركة الاستشارات الاستراتيجية “سيرافيم استراتيجيز”، وفق حسابه على موقع “لينكد إن”. ولعازار خبرة كبيرة في هذه الوزارة، إذ شغل منصب مساعد وزير الصحة والخدمات الانسانية من 2005 إلى 2007 خلال إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، كما كان مستشارها العام لأربع سنوات قبل توليه هذا المنصب.

ويأتي ترشيح عازار بعد ستة أسابيع من استقالة وزير الصحة السابق توم برايس من منصبه إثر فضيحة حول استخدامه طائرات خاصة مكلفة لرحلاته الحكومية. وخلال حملته الانتخابية في العام 2016، هاجم ترامب بشكل دوري شركات الادوية العملاقة.

 

الوليد بن طلال يعرض فنادقه في بيروت للبيع

14 تشرين الثاني 2017/قالت صحيفة "ذا ديلي ستار"، إن رجل الأعمال السعودي، الأمير الوليد بن طلال، عرض فنادقه في بيروت للبيع. الصحيفة اللبنانية، الصادرة باللغة الإنجليزية، قالت إن الوليد بن طلال كلّف شركة تجارية، بإيجاد مشترين لفندقي "فور سيزون" و"موفنبيك"، في بيروت.

يذكر أن الوليد بن طلال يمتلك عدة فنادق بشكل كامل، وأخرى بشكل جزئي، إضافة إلى شركات واستثمارات في مجالات مختلفة. يشار إلى أن السلطات السعودية أوقفت الوليد بن طلال قبل عشرة أيام، على خلفية قضايا فساد اتهمته بها.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 14/11/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الجميع ينتظر الرئيس سعد الحريري وهو يقول إن عودته الى بيروت ستتم هذين اليومين كما أنه يدعو الى الهدوء ويوضح ان عائلته ستبقى في مملكة الخير والبطريرك الماروني الذي التقاه أكد ان عودة الحريري قريبة جدا وأعطاه الحق في أسباب الاستقالة، وحزب الله على لسان الوزير حسين الحاج حسن وحسن فضل الله يشدد على اهمية عودة الحريري ليتم التفاهم، ورئيس الجمهورية على موقفه من عدم قبول الاستقالة قبل تبلغها رسميا من الرئيس الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل أكد من باريس ان مواقف الرئيس ماكرون تصب في خانة دعم الاستقرار في لبنان ولفت الى حسن العلاقة مع السعودية التي تبلغ ولي عهدها من ماكرون وجوب النأي بلبنان عن أوضاع المنطقة.

وهذا يعني ان المعادلة: النأي بلبنان عن صراعات المنطقة على صعيد مواقف الدول الصديقة للبنان والنأي بلبنان ايضا على صعيد مواقف القيادات اللبنانية وبشكل اوضح النأي بلبنان عن الخلاف السعودي-الإيراني والانطلاق مجددا بحكومة حيادية عن المنطقة وحيادية في الاشراف على الانتخابات النيابية.

وفي الرياض محادثات للبطريرك الراعي مع العاهل السعودي ومع ولي العهد، ولقاء استطلاع وتضامن مع الرئيس الحريري. وقد تردد ان الرئيس الحريري سيعود قبل انقضاء يوم غد الاربعاء او صبيحة الخميس وسترافقه شخصيات عربية ودولية. ووزير الخارجية المصري سامح شكري يبذل جهدا على هذا الصعيد.

إذن البطريرك تحرك في الرياض واشاد بدعم المملكة للبنان وتضامن مع الحريري في أسباب استقالته.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

مشهد غير مسبوق في التاريخ يتحكم في عالم السياسة اللبنانية، فالرئيس الحريري غرد من الرياض مؤكدا انه بألف خير وان عائلته ستبقى في بلده السعودية مملكة الخير، اما هو فسيعود خلال اليومين المقبلين، في المقابل الوزير باسيل اكد من باريس ان اللبنانيين ينتظرون عودة الرئيس الحريري ليمارس حريته كما يريد، فمن يصدق اللبنانيون، رئيس حكومتهم الذي يقول انه بألف خير ام وزير خارجيتهم الذي يلمح الى ان رئيس حكومته غير حر؟

بين الموقفين المتعلقين باقامة الحريري في السعودية أعاد البطريرك الراعي القضية الى جوهرها الاول، ففي زيارته التاريخية الى السعودية اكد الراعي انه مقتنع بأسباب استقالة الحريري في اشارة غير مباشرة الى وجود تنظيم مسلح في لبنان الى جانب الجيش اللبناني اضافة الى تدخل حزب الله في عدد من الدول العربية، والسؤال هل سيبحث هذان الملفان بالعمق المطلوب انطلاقا من الازمة التي فجرتها استقالة الحريري؟ ام ان النار ستبقى تحت الرماد ما يترك الوضع اللبناني مفتوحا على كل الاحتمالات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

رفع لبنان من درجة التأهب الديبلوماسي وبلغ الاشارة البرتقالية التي تعكس مستوى الحذر العالي، وانفاذا لوعد الرئاسة للتحرك دوليا في مهلة اسبوع بدأ وزير الخارجية جبران باسيل جولة انطلقت من بروكسيل وعبر الى باريس وواعدت لندن قبل روما وبقية عواصم مقررة، وفيما لم يسمح للاعلام اللبناني بمواكبة لقاء البطريرك الراعي رئيس حكومة لبنان في الرياض كانت الرئاسة الفرنسية تخرق البروتوكول وتفتح اجتماع امانويل ماكرون وجبران باسيل على الصحافة وصولا الى الغرف المغلقة.

وابعد من الحريات الاعلامية جاءت المواقف الفرنسية لتقطع الشك باليقين عن وضع رئيس الحكومة سعد الحريري اذ طالب رئيس مجلس الوزراء الفرنسي ادوارد فيليب بتمكين الحريري من العودة بحرية الى لبنان، وقالت اوساط ديبلوماسية للجديد ان اجتماع ماكرون باسيل جاء على توافق تام حيال مواقف لبنان ونظرته الرسمية الى وضع الحريري المريب في المملكة. واستحصل وزير الخارجية على دعم فرنسي كامل للبنان والحفاظ على استقراره وتقدير الظروف الصعبة التي يمر بها. ومن شان هذا الدعم ان يترجم عمليا على الارض الديبلوماسية، واضافت الاوساط ان اسبوع الحراك الدولي الذي بدأه باسيل سيؤسس لجهد ديبلوماسي اخر ما لم تتضح ظروف الحريري ولم يعد الى بيروت مع اسرته في غضون الايام المقبلة، وهذا ما ابدت الرئاسة الفرنسية تفهمه بشكل تام وصف بالرائع.

واسرة الحريري دخلت المشهد الضاغط من اشارة مررتها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني لدى لقائها وزير الخارجية في بروكسيل اذ اكدت التزام الجانب الاوروبي الكامل بدعم سيادة لبنان ووحدة اراضيه وعدم تدخل اي دولة في شؤونه الداخلية، ودعت موغريني الى ضرورة تامين عودة الرئيس الحريري واسرته الى لبنان في الايام المقبلة.

واستدعى هذا الضغط الاوروبي اعادة تفعيل موقع تويتر للرئيس الحريري الذي ضبط مغردا بالقول: "يا جماعة انا بالف خير وان شاء الله انا راجع هاليومين خلينا نروق وعيلتي قاعدة ببلدها الممكلة العربية السعودية ممكلة الخير".

لكن ليس بالتغريد وحده يحيا لبنان ولا حتى بزيارات الاطمئنان التي نفذها اليوم بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكاردينال بشارة الراعي، والى مقر اقامته استحضر الرئيس سعد الحريري بعيدا من الاعلام اللبناني المرافق، كل ذلك كان ليتفهمه اللبنالنيون لو عاد الراعي الى مطار الشهيد رفيق الحريري مصطحبا نجله سعد، غير ان سيد بكركي الذي تلقى اشارة في بيروت بتجنب لقاء الحريري في هذا الظرف سيعود ملكا او بكلام الملوك قائلا من الرياض ولقناة العربية انه يؤيد اسباب الاستقالة، وراى ان ما سمعه من الملك وولي العهد هو نشيد المحبة السعودي للبنان بكيانه وشعبه وارضه، وهذا النشيد سوف تعزف المملكة مقاطع سمفونية منه في الجامعة العربية يوم الاحد المقبل في اجتماع وصف بالعاصف، لكن الجامعة لم تعد جامعة والعرب ما عادوا عربا، واذا كان سلاح السعودية ديبلوماسيا حتى الساعة فان لبنان يستل اقوى اسلحته الديبلوماسية وذلك في تثمير الجولة الاوروبية لوزير الخاريجة ورفع نتائجها الى مجلس الامن، وكلنا للوطن لرئيس حكومته والعلم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

سر الاستقالة اعطي له، فأعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي اقتناعه بأسبابها. الراعي قرع جرس العودة باسرع ما يمكن، فيما سجل على مانيفست الرئيس سعد الحريري "انو راجع بهاليومين وخلينا نروق". واذا ما التزم الحريري بالمدة التي حددها ستكون العودة الخميس، فهل سنقول: هلا بالرئيس؟

باريس تابعت اهتمامها بمستجدات الوضع اللبناني وفق قاعدة عودة رئيس الحكومة اللبنانية الى بيروت وتمكينه من فعل ذلك بحرية.

في الإليزيه الذي كان لوح بالتحرك نحو مجلس الامن في هذا المجال، الرئيس ايمانويل ماكرون يلتقي وزير الخارجية جبران باسيل الذي امل عدم الاضطرار الى اللجوء للقوانين الدولية لحل الازمة، لافتا الى ان لبنان ينتظر عودة الحريري ليمارس حريته كما يريد ويفتح مرحلة ثانية من البحث عن حلول للمشاكل والهواجس.

اجتماعات كتلة المستقبل المفتوحة ضبطت ساعتها على تاريخ العودة هي ايضا والباقي تفاصيل. اما اللافت فجاء في بيان المستقبل بفرع التيار والذي اعتبر ان المواقف السياسية التي تعبر عن رايه من التطورات هي حصرا مواقف الكتلة النيابية والبيانات الرسمية الصادرة عنه، واي مواقف اخرى انما تعبر عن وجهات نظر شخصية.

وفي غمرة هذا المشهد اعلن مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي انه لم يوجه اي تهديد للحريري خلال اجتماعه معه في بيروت، مشيرا الى ان الاخير طرح التوسط بين ايران والسعودية، وهو الطرح الذي نفاه المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية.

في الشأن السوري، ابلغت موسكو ستيفان ديمستورا بانها تخطط لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري بداية الشهر المقبل في الوقت الذي عبرت فيه دمشق عن رفضها ربط التواجد الاميركي على اراضيها بالتسوية السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

"داعم لمواقف رئيس الجمهورية... ومقتنع بأسباب استقالة رئيس الحكومة"... أحجية جديدة أضافها البطريرك الراعي اليوم من السعودية، إلى سلسلة أحجيات لن تجد لها حلا، أو بداية حل على الأقل، قبل عودة رئيس الحكومة اللبنانية إلى بلده الأول، "ان شاء الله هاليومين"، كما أعلن في تغريدة هي الأولى له منذ لقائه الأخير بالعاهل السعودي...

ومن السعودية التي يصر لبنان على أطيب العلاقات معها وعلى حل مشكلاته معها - إذا وجدت - بالإطار الثنائي، إلى فرنسا، صاحبة المبادرة المشكورة تجاه الوضع الاستثنائي الذي يمر به لبنان، على ما أعلن الوزير جبران باسيل إثر لقائه بالرئيس ايمانويل ماكرون، قائلا على مسافة أقل من أسبوع من اجتماع وزراء الخارجية العرب بناء على طلب سعودي: "لا يمكن اتهام لبنان نتيجة صاروخ أطلق من دولة نحو أخرى، وإذا كانت هناك مشكلات مع إيران، فهي لا تحل إلا مع إيران، فلبنان ليس إيران ولا السعودية ولا سوريا... لبنان هو لبنان، وسياسته الخارجية مستقلة"...

موقف لا بد أن يجنب لبنان ارتدادات انفجار سياسي في القاهرة، لوح به صباحا الوزير مروان حمادة...

غير ان بداية النشرة تبقى من السعودية، والزيارة التي وصفها البعض بالتاريخية لرأس الكنيسة المارونية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

"يا جماعة انا بألف خير وان شاء الله انا راجع هاليومين خلينا نروق وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير".

بهذا الكلام خاطب الرئيس سعد الحريري اللبنانيين عبر التويتر فيما كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يؤكد بعد لقائه الحريري في الرياض بانه عائد باسرع وقت ممكن. وقال انا مقتنع باسباب استقالة الرئيس الحريري.

زيارة البطريرك الراعي التاريخية الى المملكة العربية السعودية توجها بلقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كما زار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. واكد الراعي ان ما سمعه من الملك وولي العهد هو نشيد المحبة السعودية لبلدنا مشيرا الى ان الملك عبر عن رغبته بدعم لبنان بشكل دائم.

واليوم جددت كتلة المستقبل النيابية أن الأولوية في مناقشاتها واجتماعاتها هي عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان كما اكدت على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية الاساسية وفي مقدمها رسالة العيش المشترك الاسلامي المسيحي وكذلك أهمية إعادة الاعتبار والاحترام للدستور واتفاق الطائف والبيان الوزاري الذي يتضمن تحييد لبنان عن صراعات المنطقة واعتماد سياسة النأي بالنفس.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لم تعد عملية احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية عنوان قضية وطنية لبنانية فحسب، بل هي سابقة في العلاقات الدولية ما زال يصر على التمادي بارتكابها مراهقو السياسة السعودية، ويخشى تداعياتها في السر والعلن كثير من قادة الدول..

سقف الكلام الفرنسي لامس حد الافصاح عن الجريمة السعودية، وعلى وقع زيارة وزير الخارجية جبران باسيل موفدا رئاسيا الى الاليزيه، شددت الحكومة الفرنسية على ضرورة ان يتمكن الرئيس الحريري من العودة بحرية الى بلده لتوضيح وضعه طبقا للدستور اللبناني بحسب ادوار فيليب..

كلام فرنسي مطابق لذاك الاوروبي، ومنسجم مع بعض الاميركي زمن الضياع بين الخارجية والبيت الابيض..

وان كانت المكابرة الخارجية للمملكة السعودية لا تتناسب مع القناعة الداخلية بالخيبة الجلية، فان اولئك الهاربين الى الامام المتوهمين نصرا بعد سني الخيبات ما زالوا يتمسكون بالورقة اللبنانية لعلها تنزلهم عن الشجرة اليمنية، متجاهلين الحقائق التي تقول ان بعض الاشجار ترمي متسلقيها الهواة غير المحترفين قبل ان توضع السلالم لانقاذ ما تبقى من سلامتهم..

فاليمن بات يحاصر محاصريه، واهل العدوان يواجهون اللوم الدولي لا وخز الضمير الانساني، من كوليرا اليمن والمجاعة التي تضرب اطفاله، الى الكل اللبناني الواقف مع سيادته ورئيس حكومته بوجه التعنت السعودي ورسائله التدميرية للمنطقة..

رسائل لا تختلف عن تلك المسربة، الصادرة عن الخارجية السعودية الموقعة باسم عادل الجبير، توصي باقامة العلاقات مع الكيان العبري وفق سلام غير عادل، لا يجبر الكسر الفلسطيني الذي زاد آلامه السلوك السعودي وبعض العربي..

حل مقترح لاستجداء علاقة مع تل ابيب اخطر ما فيه ان القدس ليست عاصمة فلسطين، وأن لا عودة للاجئين بل توطينهم حيث هم، ولا هم بموقف الشعوب العربية، فالخارجية السعودية تتكفل امر نظيراتها العربية مقدمة لما اسموه السلام على الطريقة السعودية..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

اليوم الحادي عشر على أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري، الأزمة تتعقد... ظاهرها حلحلة ومساع واتصالات، ومضمونها تعقيدات وكباش سياسي... فماذا في المعطيات شكلا ومضمونا؟

المعني مباشرة الرئيس سعد الحريري غرد قائلا: "يا جماعة انا بألف خير وان شاء الله انا راجع هل يومين خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير".

هذه التغريدة النادرة لم تبرد الأجواء، لأنه في مقابلها ظهر الرئيس الحريري لدى لقائه الكاردينال الراعي في مقر إقامة الأخير في الرياض، بعيدا من التغطية الإعلامية، ولا كلام للرئيس الحريري بعد اللقاء، في المقابل كان موقف متقدم للكاردينال الراعي قال فيه: "انا مقتنع بأسباب استقالة الرئيس الحريري".

في غضون ذلك، كان وزير الخارجية جبران باسيل يباشر جولة على عواصم أوروبية بدأها من بروكسيل ثم باريس حيث كان له لقاء مع الرئيس إيمانويل ماكرون، والبارز في موقفه بعد اللقاء، قوله: "لا يزال الوقت متاحا لحل المشكلة مع السعودية من باب الأخوة، ونأمل الا نضطر إلى اللجوء الى المراجع الدولية".

وفي معلومات خاصة بالـ"ال.بي.سي.آي" من مصادر قريبة من الخارجية ان جولة الوزير باسيل جرى التحضير لها الاسبوع الفائت وبدأت ترجمتها اليوم وأن اللقاء مع ماكرون كان ممتازا، فيما اللقاء مع موغوريني أكثر من ممتاز...

وتضيف المعلومات ان الهدف من هذه الزيارة تأمين عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، ومن هنا بإمكانه اتخاذ القرار الذي يريد.

قبل حركة وزير الخارجية، كان هناك رفض داخلي مسبق لنقل الأزمة إلى المنصات الدولية، الموقف الاول من دار الفتوى حيث نقل أن أوساط مفتي الجمهورية تدعو للحذر في قضية تدويل الأزمة اللبنانية داعية للتروي في هذا الموضوع...

الموقف الثاني أكثر عنفا وقد عبر عنه اللواء أشرف ريفي بإعلانه ان الوزير باسيل يلعب دور وزير خارجية "حزب الله"، وهو يستكمل الصاروخ الذي أطلقه "حزب الله" على الرياض، بصواريخ دبلوماسية إيرانية تستهدف السعودية... يذكر ان الحملة على الوزير باسيل كان بدأها النائب عقاب صقر أمس.

هذا الموقف للنائب صقر، ومواقف غيره من تيار المستقبل، دفعت الكتلة إلى إصدار بيان اعتبرت فيه ان مواقف المستقبل تعبر عنها بياناتها الرسمية... هذا الموقف للكتلة يعكس التباين داخل الكتلة والذي بدأ يخرج إعلاميا إلى العلن.

في المحصلة، لا موعد دقيقا لعودة الرئيس الحريري، وفي رزنامة المواعيد، انتظار الأجتماع الطارئ للجامعة العربية الأحد المقبل وما يمكن ان يصدر عنه.

 

رئيس الوزراء الفرنسي شدد على ضرورة ان يتمكن الحريري من العودة بحرية الى لبنان

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - شدد رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب، اليوم، على ضرورة ان يتمكن الرئيس سعد الحريري من "العودة بحرية" الى لبنان. وقال خلال جلسة مساءلة للحكومة امام البرلمان: "المطلوب هو ان يتمكن الحريري من العودة بحرية الى بلده لتوضيح وضعه طبقا للدستور اللبناني"، موضحا ان استقالة هذا الاخير من السعودية فتحت الباب امام "مرحلة من الشكوك لا بد من انهائها سريعا". وتابع ان فرنسا "تولي دائما اهتماما خاصا بلبنان" البلد الذي "يظل مثالا للتنوع الذي يجب الحفاظ عليه بأي ثمن في منطقة نزاعات". وأضاف "بازاء هذا الوضع، تتدخل فرنسا حتى يلتزم الاطراف اللبنانيون وكل الذين لديهم نفوذ في لبنان، من أجل عودة الوضع الى طبيعته في اسرع ما يمكن". وتابع: "من المهم أيضا ان يلتزم الاطراف اللبنانيون احترام السلم الاهلي، وابقاء لبنان بعيدا من الازمات الاقليمية، وتفادي التدخل. هذا امر لا بد منه لخير لبنان ولخير كل الطوائف". وذكر بان وزير الخارجية جان ايف لودريان سيتوجه الى السعودية غدا حيث "سيبحث مع السلطات السعودية سبل الخروج من الوضع الحالي"، مضيفا "نأخذ المبادرات الضرورية من أجل ان يحصل لبنان على كل الدعم الدولي الذي يستحقه". وذكر فيليب بان ماكرون اجرى محادثات في التاسع من تشرين الثاني مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في هذا الخصوص وان سفير فرنسا الى الرياض "قام بزيارة رئيس الوزراء اللبناني في منزله أخيرا".

 

الخارجية الفرنسية: لودريان سيلتقي ولي العهد السعودي مساء غد وسيبحث معه الوضع في لبنان

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان "وزير الخارجية جان ايف لودريان سيلتقي مساء غد الاربعاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وسيبحث معه الوضع في لبنان".

 

تيار المستقبل :الأسد آخر كائن يحق له التحدث عن سيادة النفس

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - صدر عند "تيار المستقبل"، مساء اليوم، بيان رد فيه على على كلام منسوب الى رئيس السوري بشار الأسد وجاء فيه: "ان الرئيس سعد الحريري ليس سيد نفسه.إن بشار الأسد هو آخر كائن على الكرة الارضيّة يحق له التحدث عن سيادة النفس وحرية القرار. وما ينعت به الرئيس الحريري هو أدنى صفة من صفات الأسد المشينة. اضاف البيان :"في جميع الأحوال فليكف بشار الأسد عن حشر انفه في المواضيع اللبنانية وليتوقف عن بخ السموم في ما يعني اللبنانيين وقضاياهم".

 

المركز الكاثوليكي: زيارة الراعي الى السعودية فتحت صفحة جديدة من علاقات الحوار والتعاون المسيحي الإسلامي

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - أعلن المركز الكاثوليكي للاعلام في بيان، أن "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اختتم زيارة الدولة التي قام بها إلى المملكة العربية السعودية بعد سلسلة لقاءات حافلة بدأها صباحا بلقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة الملكي، تبعه لقاء مع الرئيس سعد الحريري الذي زار البطريرك في مقر إقامته في قصر الضيافة، فلقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تبعته زيارة أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«واشنطن تايمز»: السعودية ستسحق إيران في النزال الكبير

ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز/14 تشرين الثاني 2017/أن نذر حرب خطيرة تلوح في الأفق بين مراكز الطاقة في الشرق الأوسط، في إشارة إلى الخلاف السعودي الإيراني بالمنطقة. ووصفت الصحيفة الأميركية الوضع المتأزم بين الدولتين، بأنه نزال من الوزن الثقيل لا يرغب أحد في رؤيته يتفجر. ونقلت عن محللين قولهم، إنه في حال تصاعد التوتر بين الخصمين الاقليميين، فإن إيران والسعودية سينخرطان في صراع مفتوح، مشيرة إلى أن ترسانة الرياض العسكرية الهائلة ستسحق بسرعة القوات الإيرانية في حرب تقليدية، في حين ستحمل طهران ميزة ضد أي قوات سعودية في حرب العصابات. وأشارت الصحيفة إلى أن العداء بين الركيزتين الرئيسيتين للقوة في الشرق الأوسط تصاعد خلال الأسبوع الماضي، عندما أمرت وزارة الخارجية السعودية جميع المواطنين بمغادرة لبنان فورًا، في تحرك من المفترض أنه يستهدف القوة المتنامية لـ«حزب الله».

 

ترامب الإبن ينشر مراسلاته مع ويكيليكس

ويكيليكس/14 تشرين الثاني 2017/نشر دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأميركي، سلسلة تغريدات عبر "تويتر" تتضمّن "3 ردود ضخمة" في شأن مراسلات مع "ويكيليكس" خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركيّة العام الماضي، التي بدأت بتاريخ 20 أيلول 2016. وتأتي الخطوة بعد نشر مجلّة "أتلانتك"، أن مراسلات تمّت بين ترامب الابن و"ويكيليكس"، اقترح فيها حساب المنظّمة تزويد ترامب الابن بالوثائق، وحضّه على الترويج لما كشفه عن بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني. وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام، فإنّ ما نشره ترامب الابن بحوزة الكونغرس، كجزء من تحقيق جار في شأن التدخّل الروسي في الانتخابات، وهي أمور سئل عنها خلال جلسة استماع في أيلول الماضي.  وكتب ترامب الابن عبر "تويتر" قائلاَ: "ها هي سلسلة من الرسائل مع ويكيليكس (مع 3 ردود ضخمة) التي اختارت واحدة من لجان الكونغرس تسريبها بشكل انتقائي".  ونشر ترامب الابن تغريدات مرفقة بلقطات لمحتوى الشاشة لرسائل مع "ويكيليكس" عبر حسابه على "تويتر"، ومنها طلبات من "ويكيليكس" بالتعليق على قصص إخباريّة.  وشملت الرسائل أيضاً، طلبات من ترامب جونيور ليفرج عن سجلات العوائد الضريبيّة لوالده، المرشّح الرئاسي آنذاك دونالد ترامب.  وتقول إحدى رسائل "ويكيليكس": "مرحباً دون (في إشارة إلى دونالد الابن) لدينا فكرة غير عاديّة... دعنا نتعرّف الى عوائد أبيك الضريبيّة"، وتتحدّث رسائل تالية عن "مزايا" فعل ذلك بالنسبة لكلّ من حملة ترامب وموقع "ويكيليكس".  وشجّع حساب "ويكيليكس"، أثناء المراسلات، ترامب الابن، على أن يمضي وقته في التنازع في شأن نتائج الانتخابات إذا خسر والده، وأن يُهاجم وسائل الإعلام ويُندّد بأيّ تلاعب يعتقد أنّه حصل أثناء الانتخابات. وطلب "ويكيليكس" من الرئيس المنتخب، أن يطلب من أستراليا تعيين جوليان أسانج، مؤسّس "ويكيليكس"، سفيراً لدى الولايات المتّحدة.

 

الرياض: مؤتمر المعارضة السورية في 22 نوفمبر وتعهد روسي بإبعاد إيران عن الجنوب... والأكراد يسيطرون على حقل نفطي

الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/17/أعلنت الرياض أمس عزمها على استضافة مؤتمر موسع للمعارضة السورية بين 22 و24 الشهر الحالي، للتقريب بين مجموعاتها وتوحيد وفدها لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس بأنه {استجابة لطلب المعارضة السورية عقد اجتماع موسع في مدينة الرياض بهدف التقريب بين أطرافها ومنصاتها وتوحيد وفدها المفاوض لاستئناف المفاوضات المباشرة في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، سيعقد اجتماع موسع لها بمشيئة الله في مدينة الرياض خلال الفترة من 22 إلى 24 نوفمبر (تشرين الثاني)» الحالي. من ناحية ثانية، لم تنف موسكو، أمس، تعهدها لواشنطن بإبعاد ميليشيات إيران و«حزب الله» عن جنوب سوريا، وذلك غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستتحرك عسكريا في سوريا متى وجدت ذلك ضروريا.

في غضون ذلك، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية سيطرتها على حقل التنك النفطي وقتل 19 من عناصر «داعش» شرق نهر الفرات، في وقت هز تفجير مدينة دير الزور المجاورة. كما قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات على مدينة الأتارب شمال حلب.

 

61 قتيلاً معظمهم مدنيون بغارات بلدة الأتارب السورية

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات الجوية التي استهدفت سوقاً في بلدة الأتارب شمال سوريا إلى 61 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الثلاثاء). وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لوكالة الصحافة الفرنسية: «فارق عدد من المصابين الحياة متأثرين بجراحهم، ما رفع حصيلة القتلى جراء الغارات على سوق في بلدة الأتارب الاثنين إلى 61 شخصاً بينهم 5 أطفال». وكانت حصيلة سابقة للمرصد ليل الاثنين أفادت بمقتل 53 شخصاً على الأقل، معظمهم مدنيون. والقتلى جميعهم من المدنيين باستثناء 3 عناصر من الشرطة المحلية، بحسب المرصد. ونفذت طائرات حربية لم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت سورية أم روسية، 3 غارات الاثنين على سوق شعبية في بلدة الأتارب التي تسيطر عليها فصائل معارضة. ورجح المرصد ارتفاع حصيلة القتلى «مع استمرار عمليات انتشال العالقين والمفقودين ووجود أعداد كبيرة من الجرحى، حالات بعضهم خطرة». وشاهد مصور متعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية مسعفين ورجالاً يعملون على سحب الضحايا من تحت الأنقاض ونقل القتلى والمصابين، فيما كان رجل يغطي جثتي طفلين صغيرين بكيس من القماش، كما شاهد رجلاً آخر يحمل طفلة صغيرة ترتدي قميصاً زهرياً وهو يسير فوق الركام فيما تجمّع العشرات خلفه. وأظهرت صور التقطها بقعاً من الدماء على الأرض فيما صناديق الفاكهة والخضار مبعثرة بين الركام ويكسوها التراب. وفي صورة أخرى، ظهرت جثة رجل ممددة في وسط الشارع. وتقع الأتارب في ريف حلب الغربي، الذي يشكل مع محافظة إدلب المجاورة (شمال غرب) وأجزاء من محافظتي حماة (وسط) واللاذقية (غرب) إحدى مناطق خفض التوتر في سوريا. وتوصلت روسيا وإيران أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، في مايو (أيار) في إطار محادثات آستانة، إلى اتفاق لإقامة 4 مناطق خفض توتر في سوريا. وبدأ سريانه عملياً في إدلب ومحيطها في شهر سبتمبر (أيلول).

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في عام 2011 بمقتل أكثر من 330 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

إردوغان: على من لا يعتقدون بجدوى الحل العسكري بسوريا سحب قواتهم

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الاثنين)، إن من لا يعتقدون بجدوى الحل العسكري للصراع في سوريا عليهم أن يسحبوا قواتهم، بعدما قال الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين أول من أمس، إنه «لا حل عسكرياً في سوريا».

وقال إردوغان للصحافيين قبل أن يتوجه إلى روسيا: «لدي مشكلة في فهم هذه التصريحات. إذا كان الحل العسكري خارج الحسابات فعلى من يقولون ذلك أن يسحبوا قواتهم».

وذكر أنه سيناقش المسألة مع الرئيس الروسي. وسيبحث معه أيضاً الحل السياسي في سوريا والتحركات المشتركة مع روسيا في منطقة عفرين السورية، وتفاصيل صفقة شراء نظام «إس - 400» للدفاع الصاروخي. وسيبحث إردوغان خلال الزيارة أيضاً «مؤتمر شعوب سوريا» للحوار الذي ترعاه موسكو مع بوتين. وقال ناطق باسم إردوغان الأسبوع الماضي إن المؤتمر المقرر عقده برعاية روسيا في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي تم تأجيله، وإن الفصيل الكردي - السوري الرئيسي لن يتلقى دعوة للحضور إذا عقد المؤتمر لاحقاً بعد اعتراض تركيا.

 

العفو الدولية»: حصار النظام السوري للمدنيين جريمة حرب ومجزرة بغارة على مدينة الأتارب شمال حلب

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/علنت منظمة العفو الدولية، الاثنين، أن حصار النظام السوري للسكان المدنيين قبل التوصل إلى اتفاقات «مصالحة» مع المعارضة، يشكل جرائم ضد الإنسانية و«جرائم حرب».

وفي تقرير حمل عنوان «نرحل أو نموت»، قامت منظمة العفو الدولية بتحليل أربعة اتفاقات محلية، تقول المنظمة الحقوقية إنه قد سبقتها عمليات حصار غير مشروعة وقصف، بهدف إجبار المدنيين على ترك منازلهم. وقال التقرير: «عمليات الحصار والقتل غير المشروع والترحيل القسري من قبل القوات الحكومية، هي جزء من هجوم ممنهج وواسع النطاق على السكان المدنيين، وبالتالي فإنها تشكل جرائم ضد الإنسانية». وجاءت اتفاقات «المصالحة» التي عقدت بين أغسطس (آب) 2016 ومارس (آذار) 2017، بعد عمليات حصار دامت لوقت طويل، هاجمت خلالها قوات النظام وأيضا قوات المعارضة المدنيين من دون تمييز. وأورد التقرير أن «الحكومة السورية، وبدرجة أقل جماعات المعارضة المسلحة، فرضت حصارا على مناطق مكتظة سكنيا، وحرمت المدنيين من الطعام والدواء وحاجات أساسية أخرى، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي». ومثل هذه الأعمال من قبل النظام السوري في داريا ومضايا وشرق مدينة حلب وحي الوعر في حمص، تشكل جرائم حرب. وقد وجد أيضا أن نفس التكتيكات استخدمتها جماعات المعارضة التي حاصرت كفريا والفوعة، وقامت أيضا بارتكاب جرائم حرب، من خلال هجماتها التي لم تميز بين المدنيين والعسكريين. ووثقت منظمة العفو الدولية 10 هجمات في شرق حلب بين يوليو (تموز) وديسمبر (كانون الأول) 2016، زعمت أن النظام استهدف خلالها أحياء «بعيدة عن خطوط الجبهات، ومن دون أي هدف عسكري ظاهر في محيطها». ووثق التقرير أيضا ما مجموعه ثماني هجمات شنتها قوات المعارضة في غرب مدينة حلب وشمالها، بين أغسطس ونوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، واستخدمت فيها أسلحة وصفت بأنها «مدافع جهنم» ضد المدنيين. وقالت المنظمة الحقوقية إنها اعتمدت في بحثها على الصور عبر الأقمار الصناعية وتسجيلات الفيديو، إلى جانب مقابلات مع 134 شخصا، منهم سكان ومسؤولون في الأمم المتحدة بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول) هذا العام.

وناشدت منظمة العفو المجتمع الدولي إحالة القضية في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية، وطلب حق دخول غير مشروط لهؤلاء الذين يحققون في انتهاكات حقوق الإنسان. إلى ذلك, قتل مدنيون بقصف لم يعرف ما إذا كان من الطيران الروسي أو من قاذفات النظام، على مدينة أتارب غرب مدينة حلب شمال سوريا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «انفجارات عنيفة هزت مناطق في الريف الغربي لحلب، ناجمة عن قصف من قبل طائرات لا يعلم ما إذا كانت روسية أم أنها تابعة للنظام، والتي استهدفت سوق بلدة الأتارب، ما تسبب بوقوع عشرات الشهداء والجرحى، تأكد استشهاد أكثر من 10 منهم حتى الآن، فيما شهدت السوق دماراً كبيراً». وأضاف: «لا تزال أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع، بسبب وجود عشرات الجرحى والمفقودين في منطقة القصف». جدير بالذكر أن منطقة الأتارب شهدت الأحد اجتماعاً للمجالس المحلية بريف حلب الغربي، مع ممثلين عن «هيئة تحرير الشام» توصلوا من خلاله لوقف إطلاق نار بين «الهيئة» و«حركة نور الدين الزنكي» بعد 6 أيام من الاقتتال في ريف حلب الغربي. من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» إن «الطيران الروسي ارتكب مجزرة مروعة في مدينة الأتارب غرب مدينة حلب في الشمال السوري؛ أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى». وأفاد مصدر ميداني لـ«شبكة الدرر الشامية» بسقوط «30 قتيلاً وعشرات الجرحى - بينهم إصابات خطيرة - إثر استهداف الطيران الروسي لسوق الأتارب بثلاث غارات ارتجاجية»، مرجحاً ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى. وأضاف أن القصف «ألحق أضراراً بالغة بالسوق؛ ما أدى إلى خروجه تماماً عن الخدمة، فضلاً عن تضرُّر مقر (الشرطة الحرة)»، مبيناً أن الدفاع المدني وفرق الإسعاف هرعت إلى السوق لإسعاف الجرحى وانتشالهم من تحت الأنقاض. يُشار إلى أن مقر الشرطة في الأتارب يوجد به عناصر من «الشرطة الحرة» التابعة لفصائل «الجيش الحر». إلى ذلك، قصفت قوات النظام أماكن في منطقة المنصورة الواقعة في الريف الغربي لحلب، ما خلف أضراراً مادية، دون معلومات عن إصابات إلى الآن، فيما كانت قوات النظام قد قصفت صباح الاثنين مناطق في بلدة كفر داعل بالريف ذاته، بحسب «المرصد».

 

زلزال الشرق الأوسط يخلف آلاف الضحايا في إيران ودمار هائل بثماني مدن ومئات القرى في إقليم كرمانشاه

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/ترك الزلزال بقوة 7.3 على مقياس ريختر ضرب شمال شرقي العراق صدمة كبيرة في إيران بعدما خلف وراءه المئات من القتلى وآلاف الجرحى في حصيلة مرجحة للارتفاع في الجانب الإيراني في الوقت الذي تواصلت فيه هزات ارتدادية تراوحت قوتها بين 4.6 إلى 3.7 بموازاة جهود الإنقاذ للبحث عن آلاف المحاصرين تحت الأنقاض في المنطقة الجبلية. وارتفع عدد ضحايا الزلزال تدريجيا وحتى لحظة إعداد التقرير، بلغ 445 قتيلا توفي 268 منهم بعد نقلهم للمراكز الطبية و7156 جريحا وفقا للمتحدث باسم خلية الأزمة التابعة لوزارة الداخلية الإيرانية. فيما رجح مسؤولون ارتفاع ضحايا الزلزال نظرا لتأخر الوصول إلى جميع المناطق المتضررة في المناطق الجبلية النائية. وأعلنت المصادر الرسمية الإيرانية عن وقوع عشرات الهزات الارتدادية في المناطق التي ضربها الزلزال القوي وسجل مركز رصد الزلازل الإيراني بجامعة طهران نحو 118 من توابع الزلزال وتوقع المزيد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وشعر الناس بالزلزال في العديد من مناطق العراق وإيران وجنوب تركيا وشرق سوريا والكويت لكن إقليم كرمانشاه ذا الأغلبية القومية الكردية كان الأكثر تضررا وأعلن الحداد ثلاثة أيام وفق ما نقلت وكالة رويترز.

وسجل أكبر خسائر الزلزال بمحافظتي كردستان وكرمانشاه وتحديدا في مدن قصر شيرين وسربل ذهاب وإسلام آباد غرب الحدودية قرب موقع الزلزال. وتناقلت وكالات أنباء إيرانية صورا ومقاطع مسجلة تظهر حجم الدمار الذي خلفه الزلزال. وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن الزلزال ألحق أضرارا بالغة بثماني مدن كبيرة ومئات القرى المؤلفة من بيوت مبنية بالطوب اللبن. وقال مركز الطوارئ الإيرانية إن فرق الإسعاف تسعى جاهدة للعثور على ناجين محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة. وقال مسؤولون للتلفزيون الحكومي إن الزلزال تسبب كذلك في انهيارات أرضية تعوق جهود الإنقاذ. وذكرت وسائل إعلام أن 14 محافظة على الأقل في إيران تضررت من جراء الزلزال. وأوضح تقرير ميداني لوكالة مهر الإيرانية أن المناطق المتضررة تواجه مشكلات إسكان المتضررين فضلا عن نقص الإمكانيات الطبية والمعيشية. فيما ذكر تقرير لوكالة «تسنيم» أن الزلزال ترك آثاره على أغلب مدن محافظة كرمانشاه وبحسب التقرير بلغ حجم الدمار في مدينة سربل ذهاب مستوى 100 في المائة. وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية فإن أغلب الضحايا وانهيار المباني السكنية في مدينة سربل ذهاب تعود إلى مشروع «مهر» السكاني الذي تعده حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد أبرز إنجازاتها. وتناقلت وكالات أنباء إيرانية صورا عن انهيار المباني السكانية التي لم يمر على تاريخ بنائها عشرة أعوام. في غضون ذلك، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية استنفار وحداتها وتقسيم المناطق المتضررة إلى جانب فرق الإنقاذ التي بدأت في رفع الأنقاض عن المدن بينما تأخرت عن إسعاف المناطق الريفية والقرى. وقال قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري إن قواته تكفلت برفع الأنقاض عن المناطق النائية والقرى بينما تكفلت قوات الجيش بعمليات رفع الأنقاض عن المدن في ظل تواجدها الكبير في المدن المتضررة. وتوجه وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي ووزير الصحة حسن قاضي زادة هاشمي على رأس وفد حكومي لتشكيل خلية أزمة في كرمانشاه. وقال رحماني فضلي إن بعض الطرق أغلقت وإن السلطات تشعر بالقلق بشأن ضحايا الزلزال في القرى النائية. وأفادت وكالة «ايلنا» نقلا عن مساعد وزير الصحة قاسم جان بابايي أن مخاوف وزارته تبدأ بعد مرور 48 ساعة على الزلزال محذرا من انتشار الأمراض والأوبئة في المناطق المتضررة.

وقال ممثل مدينة إسلام آباد غرب في البرلمان الإيراني إن «انهيار المستشفيات تسبب في ارتفاع القتلى» بحسب ما نقلت عنه وكالة «ايلنا» مشددا على أن «حجم الكارثة أوسع مما تناقلته وسائل الإعلام». وأوضح مسؤول إيراني في قطاع النفط أن خطوط الأنابيب والمصافي في المنطقة لم تتضرر. على خلاف ما ذكره المسؤولون تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المقاطع المسجلة من مواقع ضربها الزلزال يشتكي أهلها من تأخر وصول فرق الإسعاف وتأخر المواد الغذائية وخيم الإسكان المؤقت. وانقطعت الكهرباء والمياه والإنترنت والغاز في عدة مدن إيرانية ودفع الخوف من توابع الزلزال آلاف الأشخاص إلى البقاء في الشوارع والحدائق في البرد الشديد. في هذا الصدد، نقلت وكالة ميزان الإيرانية عن قائد الجيش عبد الرحيم موسوي الذي توجه على متن طائرة إمداد عسكرية إلى كرمانشاه أن «عمق الكارثة كبير جدا» مشددا على قوات الجيش إقامة جسر جوي بين مدينة سربل ذهاب ومركز المحافظة مدينة كرمانشاه لنقل أكثر من 600 جريح. وأكد موسوي مقتل عدد من منتسبي الجيش بعد تدمير قواعد عسكرية من دون ذكر الرقم. ونقلت مواقع إيرانية صورا تظهر تدميرا هائلا في مناطق تابعة للجيش.

وقالت وكالات أنباء محلية إن مروحيات الجيش والحرس الثوري والشرطة شاركت في نقل العشرات من الجرحى إلى مستشفيات طهران بعد تعطل الخدمات في أغلب المستشفيات بمحافظة كرمانشاه. وتقع إيران على خطوط صدع رئيسية وهي عرضة للزلازل بشكل متكرر. وعزز الزلزال مخاوف العاصمة الإيرانية طهران التي يتوقع خبراء وقوع زلزال مدمر فيها منذ سنوات طويلة وهز الزلزال الأبراج العالية في شمال طهران ولم يسجل وقوع خسائر. كما ساد قلق كبير من تكرار سيناريو زلزال مدمر بقوة 7.4 في مدينة رودبار شمال البلاد في 1990 وراح ضحيته أكثر من 30 ألف إيراني. وكان آخر زلزال قوي ضرب مناطق في إيران يعود إلى ديسمبر (كانون الأول) 2003 والذي ترك أكثر من 26 ألف قتيل و30 ألف جريح في مدينة بم الأثرية في محافظة كرمان وسط البلاد.

 

«القاعدة» أعاد بناء نفسه بفضل «صفقة» مع إيران ومجلة أميركية تروي تاريخ العلاقة السرية بين بن لادن و{الحرس الثوري}

الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/17/أكدت مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية في تحقيق نشرته في عددها الأخير، أن تنظيم القاعدة أعاد بالفعل بناء نفسه عقب النكسات التي مُني بها في السنوات الماضية، لكنها أشارت إلى أن هذا النجاح للتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن في ثمانينات القرن الماضي تم بفعل «مساعدة إيران». واعتمد التحقيق على مقابلات مع أعضاء في «القاعدة» وأفراد من عائلة أسامة بن لادن، وخلص إلى أن هناك «صفقة»، أو اتفاقاً، مع الإيرانيين سمح للتنظيم الإرهابي بالتحضير للمرحلة الثانية من مسيرته. ولفتت «ذي أتلانتيك» إلى أنه في الوقت الذي ينهار فيه تنظيم داعش ويخسر معاقله في سوريا والعراق «كانت هناك جماعة إرهابية أقدم تعيد بهدوء بناء نفسها». وتابعت أن «القاعدة»، رغم كل الجهود التي تقوم بها أجهزة مكافحة الإرهاب الغربية، تشهد «انتعاشة» أسهمت في تحقيقها «صفقة مع إيران».

وجاء تقرير المجلة الأميركية بعد أيام من رفع الاستخبارات الأميركية السرية عن مئات آلاف الوثائق التي صادرها رجال كوماندوز أميركيون من منزل أسامة بن لادن خلال عملية قتله في أبوت آباد (باكستان) عام 2011. وسلّط جزء من تلك الوثائق الضوء على علاقة سرية كانت تجمع «القاعدة» بالحرس الثوري الإيراني، رغم الانتقادات العلنية التي كان الطرفان يتبادلانها أحياناً. وأظهرت إحدى تلك الوثائق أن حمزة بن لادن، نجل زعيم «القاعدة»، كان يختبئ في إيران وتزوّج على أراضيها.

ولعل أبرز ما كشفه تحقيق «ذي أتلانتيك» وجود محاولات لعقد صفقة بين «القاعدة» وعملاء لـ«الدولة العميقة» في إيران قبل أكثر من عقدين من الزمن، في أعقاب رفض نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين طلب «القاعدة» تقديم عون عسكري لها. وتابع التحقيق أن الصفقة بين «القاعدة» وإيران انتعشت خلال عهد إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش وتحديداً بين عامي 2001 و2003. ونقلت عن مسؤولين سابقين في وزارة الخارجية والبيت الأبيض كانوا جزءاً من قناة اتصال خلفية مع إيران آنذاك أن مكتب نائب الرئيس الأميركي وقتها، ديك تشيني، طلب عدم القيام بأي خطوات بخصوص علاقة «القاعدة» بإيران، خشية أن يعرقل ذلك الحملة من أجل الإطاحة بصدام حسين، وهي حملة قامت على أساس أنه يرعى «القاعدة» ويخفي أسلحة دمار شامل. ولفتت المجلة إلى أن مكتب تشيني أبلغ أيضاً المبعوثين الأميركيين لكل من إيران وأفغانستان أنه متى ما تم الانتهاء من قضية العراق، فإن إيران ستكون الهدف التالي. وتابعت المجلة أن محفوظ ولد الوالد (أبو حفص الموريتاني)، وهو أحد القادة الكبار في «القاعدة»، توجه إلى إيران في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2001، في الوقت الذي كان حكم «طالبان» يتهاوى فيه أمام الأميركيين في أفغانستان ويفر أسامة بن لادن إلى جبال تورا بورا. ونقلت عن الموريتاني أنه استقل حافلة من كويتا الباكستانية وتوجه إلى تفتان، وهي نقطة حدودية مع إيران، مدعياً أنه يدعى «الدكتور عبد الله» ويعمل طبيباً يعالج اللاجئين الفارين من الحرب الأفغانية. ولفتت إلى أنه كان يحمل حقيبة محشوة بدولارات أميركية، وسافر في حافلة كانت تضع على زجاجها ملصقاً يحمل صورة مطلوب: أسامة بن لادن. وكان الموريتاني يسعى إلى إقناع العملاء الإيرانيين بأن يوفروا ملجأ أكثر استقراراً لقادة «القاعدة» ولعائلة بن لادن. وتعود علاقة أبو حفص الموريتاني بالإيرانيين إلى عام 1995 عندما أرسله بن لادن للحصول على دعم طهران لـ«القاعدة»، بعدما رفض صدام حسين عرضها الحصول على مساعدة. وبحسب الموريتاني، كان «فيلق القدس» في الحرس الثوري منفتحاً على عرض «القاعدة»، حيث تم توجيه دعوة إلى عناصر هذا التنظيم، عام 1995، للمشاركة في معسكر تدريبي يديره «حزب الله» ويرعاه الحرس الثوري في البقاع اللبناني. وتابعت المجلة أن المتدربين في المعسكر كانوا يجرون أبحاثاً على كيفية صنع عبوات ناسفة قادرة على اختراق المدرعات، وهي تقنية أثبتت لاحقاً فاعليتها ضد الآليات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003. وأعاد الموريتاني طرق الباب الإيراني مجدداً في ديسمبر 2001، والتقى فور وصوله من كويتا عناصر في «فيلق القدس» رتّبوا له لاحقاً اجتماعاً مع قائدهم الجنرال قاسم سليماني، بحسب المجلة التي قالت إن طهران لم تكن ملتزمة آنذاك التزاماً كاملاً بدعم «القاعدة»، كونها كانت تخشى أن الأميركيين سيحولون أنظارهم عسكرياً نحوها عقب الانتهاء من التحضير لغزو العراق.

وذكرت «ذي أتلانتيك» أن «فيلق القدس» سار بخطة منح قادة «القاعدة» ملجأ آمناً، فاتصل الموريتاني برفاقه من قادة التنظيم في بلوشستان حيث بدأ توافدهم إلى إيران. وشملت المرحلة الأولى زوجات وبنات أعضاء «القاعدة» ثم مئات من المتطوعين الذين التحقوا بالتنظيم. وفيما تم إسكان النساء في فندق راق في شارع طالقاني في طهران، تم إسكان أزواجهن والمقاتلين غير المتزوجين في فندق آخر في الشارع نفسه. ولجأ الإيرانيون إلى تزويد ضيوفهم «القاعديين» بوثائق سفر مزورة تدل عليهم بوصفهم لاجئين عراقيين، وساعدوا بعضهم في السفر للاستقرار في بلدان أخرى.

وفي صيف 2002، بحسب ما أوردت المجلة، بدأ القادة الكبار في «القاعدة» في الوصول إلى إيران، وعلى رأسهم سيف العدل، وبرفقته أبو محمد المصري، ثم التحق بهما أبو مصعب السوري. وبحسب الموريتاني، نفّذ المجلس العسكري الذي أعادت «القاعدة» تشكيله في إيران أولى هجماته بـ3 تفجيرات ضد مجمعات سكنية في الرياض، العاصمة السعودية، ما أدى إلى مقتل 35 شخصاً (بينهم 9 أميركيين) في عام 2003. ولفتت المجلة الأميركية إلى أن الإيرانيين استضافوا عائلة أسامة بن لادن (إحدى زوجاته وكثير من أطفاله) في زابل الحدودية في منتصف 2002، ثم نقلوا العائلة إلى مقر تدريب ملحق بأحد القصور السابقة للشاه في شمال طهران. في المقابل، عرض «فيلق القدس» على أبو مصعب الزرقاوي وعناصره الذين فروا أيضاً من أفغانستان، تمويلاً وسلاحاً ونقلوهم عبر كردستان إلى بغداد حيث بدأوا هناك استهداف الأميركيين، اعتباراً من عام 2003. وفي عام 2010، تعرض «فيلق القدس» لضغط من «القاعدة» للسماح لعائلة بن لادن بمغادرة طهران (خطف التنظيم دبلوماسياً إيرانياً في باكستان)، حيث طلب حمزة بن لادن وأمه إذن «الحرس الثوري» بترتيب الانتقال إلى قطر، لكن الإيرانيين عرضوا في المقابل تأمين عبورهم إلى باكستان. وفي نهاية المطاف، وصلت زوجة بن لادن إلى مخبئه في أبوت آباد في فبراير (شباط) 2011، قبل فترة وجيزة من قتله. أما حمزة بن لادن فانتقل من إيران للاختباء في مناطق القبائل على الحدود الأفغانية - الباكستانية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما هي فرص نجاح معادلة «نون ـ نون»؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/ الأربعاء 15 تشرين الثاني2017

في البيت الداخلي لتيار «المستقبل» لم يكن الموقف نفسه موحداً لدى الجميع

 عندما ضرب إعصار الاستقالة، أوّل ما أصاب كان البيت الداخلي لتيار «المستقبل». ففي وقت كان أقطاب التيار وصانعو سياساته يعممون أجواء التفاؤل حول بقاء التسوية والحكومة قبل ساعات على الاستقالة، فوجئ الجميع بأنّ الرئيس سعد الحريري قرر الخطوة الحاسمة، وأعلن من الرياض انتهاء فصل طويل من تسوية لم يعد ممكناً استعادة توازنها.في البيت الداخلي لتيار «المستقبل» لم يكن الموقف نفسه موحداً لدى الجميع. وسجلت الاستقالة ولادة معادلة جديدة سمّيت في التيار معادلة «نون ـ نون»، والمقصود معادلة قوامها توافق ما بعد الاستقالة بين الوزير نهاد المشنوق ومستشار الحريري نادر الحريري.

وتقول المعلومات انّ الرجلين اتفقا على اعتبار انّ ما يجري هو ضرب للتسوية، التي لا بديل منها، كما انه سيؤدي الى تعديل اوزان وادوار واحجام، داخل التيار نفسه، بما لا يتوافق مع موازين مرحلة التسوية. وتضيف المعلومات، أنّ البيان الثاني لكتلة «المستقبل»، صُنِع بين المشنوق والحريري، ولم يملك رئيس الكتلة فؤاد السنيورة الّا الموافقة عليه إستجابة لرغبة النائب بهية الحريري، ولأسباب أخرى جوهرية. ولقد أحدث البيان اهتزازاً كبيراً ودويّاً وصلت اصداؤه الى الرياض، حيث بَدا وكأنّ تيار «المستقبل» يحمّل السعودية مسؤولية احتجاز حرية الحريري، ولم تنفع توضيحات السنيورة، ولا البيانات اللاحقة التصويبية في تخفيف الغضب السعودي، حيث تمّ التعبير عن هذا الغضب بتغريدتين، واحدة للوزير ثامر السبهان وأخرى للقائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري، اللذين لم يذكرا اسماء محددة لكنهما أوردا أفعالاً لا يمكن أن تلقى السماح في السعودية، ولو بعد حين.

وتضيف المعلومات أنّ نقاشات حادة شهدها اجتماع كتلة «المستقبل»، إحداها بين نادر الحريري وأحد نواب الكتلة، حيث اتهمه الحريري بتبنّي خطاب اللواء أشرف ريفي، ليمتنع النائب بعدها عن المشاركة آنيّاً في الاجتماعات. وتضيف المعلومات أنّ المعترضين على الاستقالة، عملوا لتحريك الشارع للتظاهر مطالبة بعودة الحريري. ولعلّ التوافق المُستجد بين المشنوق ونادر الحريري الذي أعقب الاستقالة وتلا مرحلة طويلة من الجفاء بينهما، مردّه قراءة أولية لنتائج الاستقالة، في ما يتعلق بالمرحلة الجديدة التي يفترض أن يقودها، الى جانب الحريري، فريق مختلف غير الذي رتّب للتسوية، وهذا سيعني كثيراً على صعيد هيكلية تيار «المستقبل». وتشير المعلومات الى أنّ الجانب السعودي يرصد بدقة مواقف جميع الأطراف، ويذهب البعض الى اعتبار أنه كلما طالت فترة ابتعاد الحريري، كلما استفاد منها المراقبون في كشف أوراق لم يكن ممكناً كشفها لو لم تحصل الاستقالة، خصوصاً في ما يتعلق بعلاقة بعض أطراف التسوية بـ«حزب الله»، وهذا أمر ناقشه السعوديون مع الحريري بالتفصيل، كذلك ناقشوا مسألة تعزيز حمايته التي تحدّث عنها في المقابلة.

الواضح أنّ معادلة «نون ـ نون»، التي لا تحظى بتوافق داخل «المستقبل»، ستكون على تماس مع مرحلة ما بعد الاستقالة، فما يصحّ قبلها لم يعد يصحّ بعدها، الّا اذا ارتأى من يسيرون بها القطع النهائي مع السعودية وما تمثّل من ثقل واحتضان لـ«المستقبل» وللطائفة السنية وللمشروع الذي ولد بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وستكون عودة الحريري الى بيروت غربالاً لهذه التوجهات، خصوصاً أنّ من يسيرون في المعادلة الجديدة، يؤيّدون عودة عن الاستقالة غير مشروطة وغير مربوطة بأيّ ثمن سياسي، وهذا ما تبلغه بعض الجهات في قوى 8 آذار التي باتت على اطمئنان الى أنّ شركاء التسوية ماضون في العمل على إنقاذها وكأنّ الاستقالة لم تحصل، لكن ذلك يصطدم بحائط سعودي عال، وباستقالة تحوّلت مفترق طرق لا يقود أي منها الى إحياء، ما تمّ التفاهم عليه قبل عام.

 

عودة الحريري: إحتمالاتٌ وأزمات!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الأربعاء 15 تشرين الثاني 2017

تطييرُ الانتخابات معناه تطيير البلد وهدمه بالكامل

الرئيس سعد الحريري على طريق العودة الى بيروت، هو يقول إنها ستكون بـ»هاليومين»، ثمّة مَن ارتاح قلبُه واطمأن لمجرّد أنّ الحريري سيكون في بيروت، ولكنّ ثمّة مَن لن يطمئن إلّا بعد أن يراه بأم العين وقد حطت به الطائرة في المسمى باسم والده الشهيد رفيق الحريري، وبعد أن يرى أيَّ سعد الحريري هو الآتي من الرياض، وماذا يحمل في جعبته. فعندها يمكن أن يدخل الاطمئنان الى قلبه أو يدخل القلق.العودةُ الجسدية للحريري الى بيروت، وعلى أهميّتها وضرورتها، لا تُنهي أزمة الاستقالة وكل ما تفرّع عنها من عناصر إرباكية للداخل اللبنانية، ولعلاقات لبنان مع بعض الخليج، وكذلك من أضرار كبيرة جداً طالت التسوية الرئاسية القائمة على العمودين العوني والحريري وقدّمتها وكأنها قد أُطيح بها. بل إنّ هذه العودة تقع على الحدّ الفاصل بين صورتين واضحٌ أنّ إحداهما ذهبت مع بيان الاستقالة من الرياض، فيما الصورة الثانية لا يُعرف كيف ستتبلور بعد العودة وفي أيّ اتّجاه.

الوضع، وعلى ما بات مسلّماً به، أشبه ما يكون بمرآةٍ كانت تعكس صورةً سياسيةً لبنانية متعايشة بكل تناقضاتها وتقف على أرضيّةٍ حكوميةٍ واحدة محكومة بتسوية رئاسية ممهورة بتفاهمِ عون والحريري وبتفاهماتِ النأي بهذا التعايش، وكذلك بهذه التسوية، عن كل عناصر الخلاف والتباين الجوهري بين كل الشركاء فيه، هذه المرآة انكسرت، وصارت إمكانيةُ إعادة لحم المرآة لتعكسَ الصورةَ نفسَها والتعايشَ نفسَه والتسويةَ نفسَها التي كانت تعكسها قبل «سبت الاستقالة» بحُكمِ المستحيلة.

معنى ذلك أنّ منطق القائلين أو الساعين لعودة الأمور الى ما كانت عليه قبل الاستقالة وإعادة ضبط المشهد الداخلي على إيقاعِ الصورة السياسية والتسوية التي كانت سائدةً في مرحلة ما قبل الاستقالة، على اعتبارها الصيغةَ المثلى لانتشالِ لبنان من أزمته، ولعودةِ العجلة السياسية وعجلة البلد الى سابق دورانها.

ويعتبر أصحابُ هذا المنطق بأنّ الظروفَ ما زالت مؤاتية لإعادة إنتاج التسوية على ذات الأساس الذي قامت عليه، وثمّة علامة يعتبرها هؤلاء إيجابيةً تتجلّى في الفارق الكبير بين عناوين ومضمون خطاب الاستقالة من الرياض، وبين ما أورده الحريري في مقابلته التلفزيونية والتي ترك فيها البابَ مفتوحاً على احتمالاتٍ إيجابية يمكن أن يُبنى عليها ويُعتدّ بها في مرحلة ما بعد العودة.

يقابل ذلك منطقٌ آخر يستسهل ما جرى يجري، وبدأ يتصرّف على أساس أنّ التسوية التي وُلدت بقرار سعودي تعرّضت لضربة قاضية بقرار سعودي، ويقول بالانتقال الى صورة جديدة للمشهد الداخلي باتت أكثرَ من ملحّة، تُحاكي بيانَ الاستقالة من الرياض وكل العناوين التي أوردها الحريري في مقابلته التلفزيونية، وتحقّق حدّاً معقولاً من الأهداف التي بُنيت عليها الاستقالة. هنا يحضر السؤال: هل هذا الانتقالُ ممكن؟ واضحٌ أنّ كلا المنطقين محكومان بأسباب تحملهما على محاولة التقدّم على أيِّ منطق آخر، إلّا أنّ المنطقَ الأوّل ضعيفٌ جداً وغيرُ قابل للتحقيق في ظلّ ما استُجدّ أو بالأحرى في ظلّ ما انكسر، وثمّة تسليم عام داخلي وخارجي بأنّ ما بعد استقالة الحريري لم يعد كما قبلها. وبأنّ الحريري – إن عاد الى بيروت – فلن يعود ويستأنف دورَه السياسي من النقطة التي توقّف عندها قبل الاستقالة، فهذا مستحيل لاعتباراتٍ وأسبابٍ تمتدّ من لبنان الى السعودية وما بعدها.

والأمر نفسه، أي الضعف، ينسحب على المنطق الثاني ذلك أنّ رسمَ صورة سياسية جديدة للواقع اللبناني وإنتاجَ تسوية سياسية بشروط جديدة، بالشكل الذي يُحاكي الاستقالة من الرياض وأسبابها المعلنة خلالها، دونه صعوبات. وخصوصاً إذا كان التعاطي السياسي ما بعد العودة سينطلق من النقطة التي انتهى اليها بيانُ الاستقالة، لوضع شروط جديدة على الطاولة لإعادة إنتاج تسوية جديدة ولكن بمعادلاتٍ جديدة.

هذا الأمر صعبٌ الوصولُ اليه في ظلّ الموازين الداخلية، وكذلك في ظلّ السقف الموضوع من قبل «حزب الله»، الذي يصرّ من جهة على التسوية الداخلية كما هي بكل عناصرها والتعايشية وتفاهماتها السياسية، ويرفض من جهة تقديم ما يسمّيها تنازلات أو جوائز ترضية مجانيّة، في لبنان أو خارجه، لأطراف إقليمية مأزومة، على حدّ تعبير أحد القياديّين في الحزب. من الطبيعي الافتراض في هذه الأجواء أنّ عودةَ الحريري ستكون بتوقّعات منخفضة جداً، والاحتمال الأكثر ترجيحاً، هو أن يعودَ ويستأنف التعاطي من السقف الذي رسمه في إطلالته التلفزيونية، بما يُبقي التسوية السياسية المشترَكة بينه وبين عون على قيد الحياة، إنما ليس بالشكل الذي كانت عليه قبل الأزمة.

بل بحكومة تصريف أعمال دون إنجازات وقرارات، ومراوحة في ظلّها تحافظ على هدوء واستقرار البلد بالحدّ الأدنى للفترة الطويلة المقبلة وحتى ظهورِ مشهدٍ جديد على مستوى المنطقة، أو حتى موعدِ الانتخاباتِ النيابية.

وهنا يبقى السؤالُ يدورُ حول مصير هذه الانتخابات، فهي وإن كانت مستوفيةً كل الشروط القانونية والدستورية والتقنية والمالية لتغطية إجرائها، فضلاً عن أنّ حكومة تصريف الأعمال لها تستطيع الإشراف على إجرائها، إلّا أنّ الخشية التي تعبّر عنها مستوياتٌ سياسيةٌ ومقاماتٌ رئاسيّة تبقى ممّا إذا كان تطييرُ الحكومة الحالية يُخفي هدفاً أساسياً وهو تطيير الانتخابات النيابية في أيار المقبل؟ تطييرُ الانتخابات، كما يراه أحدُ المراجع خطراً كبيراً على البلد، فالانتخابات ورغم أنها بعيدة لأشهر، فإنها تشكل في ظلّ انسدادِ الأفق أمام لبنان حالياً، نقطةَ الضوء التي يمكن أن نَعبرَ منها الى إنتاج صيغة نيابية وسياسية وحكومية جديدة تتأتّى عن هذه الانتخابات، بما يُخرج البلد من الأزمة، وتطييرُ الانتخابات معناه تطيير البلد وهدمه بالكامل، فأزمةُ الاستقالة لم تنتهِ مع عودة الحريري، ولن تنتهي بسهولة، وإذا كان البلدُ على أهبة الانتهاء من «أزمة العودة»، مع أنني «لا أقول فول حتى يصير بالمكيول»، فإنّ أزمة الاستقالة ستكون مفتوحةً على أزمة أكبر ما بعد العودة، أي أزمة إنتاج الدولة أو بالأحرى أزمة العجز عن إنتاج الدولة التي أخشى أن أقول إنها تصدّعت. وأزمة الفراغ الحكومي والسياسي وما يستتبعها من فوضى، التي أخشى أن يكون هناك مَن يسعى لإيقاعِنا فيها.

لكن ما يجعلني أطمئنّ قليلاً، ويزرع فيّ الأمل بإمكان ألّا تطول إقامة البلد في سجن الأزمة الراهنة، هو المظلّة الدولية التي أُلقيت على لبنان خلال هذه الأزمة، والتي أكدت على جملة أساسيات: ممنوعٌ تفجيرُ لبنان.. هدوءُ لبنان واستقرارُه مطلبٌ وغايةٌ دولية ما زالت أكيدةً وسارية المفعول حتى الآن خصوصاً من قبل الدول الكبرى.. لا قرارَ بسورنة لبنان التي من شأنها أن تنهيَه وتفكّكَه.. لا يملك أيُّ طرف دولي أو إقليمي الحقَّ الحصري بتفجير لبنان ساعة يشاء.. والأهمّ من كل ذلك تأكيدٌ على حرّية حركة رئيس الحكومة، وهو ما بات مطلباً على مستوى كل العالم.

 

على هذا الأساس سيعود الحريري

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 15 تشرين الثاني 2017

سيلتزم الحريري مواقف متشددة من مسألة انخراط «الحزب» في الحروب الإقليمية

 الخطوةُ التالية هي عودةُ الرئيس سعد الحريري. هو نفسُه أعلن أنها خلال أيام. ولكن، على أرض الواقع، هو نفسُه لا يستطيع حسمَ الموعد. فكما أنه «فوجِئ» بقرار السفر الأوّل إلى المملكة، والسفر الثاني، والاستقالة، يُقال إنه «فوجِئ»- هو نفسُه- أيضاً بمقدار الانفتاح والإيجابية الذي أُتيح له في حواره المتلفز. ويقول البعض: ربما «يُفاجَأ» الحريري بموعد عودته إلى بيروت... اليوم أو بعد حين!تقلَّبت 3 وجوه سياسية للحريري في غضون أسبوعين:

- «الحريري 1» هو «حريري كليمنصو» الماشي في تسوية 2016 بأيّ ثمن، ولو أحرج حلفاءَه الـ14 آذاريين في الحكومة («القوات اللبنانية») ودفعهم إلى الاستقالة.

- «الحريري 2» هو «حريري الفيديو» الذي ظهر عنيفاً ضدّ مسار التسوية و«حزب الله» وإيران في بيان الاستقالة.

- «الحريري 3» هو «حريري المقابلة» الذي عاد إلى نقطة وسطى بين «الحريرَيْن» الأوّلين: شيء من ليونة كليمنصو وشيء من تشدّد «الفيديو». وهذا الحريري الثالث هو العائد في أيّ لحظة إلى بيروت. فاقتضى الإيضاح، على الملأ، أمام جميع الذين يعنيهم الأمر هنا، ليقرّروا طريقة التعاطي معه، عند العودة.

ما الذي جرى بعد زيارة الحريري الأولى للرياض، واستدعى أن يعود إليها بزيارة ثانية ثابتة، في «الويك إند» السعودي، ليل الجمعة 3 تشرين الثاني؟

ما أعلنه الحريري في بيان الاستقالة كان طلبه منه السعوديون في الزيارة الأولى. لكنّ الحريري استمهلهم ووعدهم بتحقيق الهدف الذي يريدونه، أي التشدّد في مواجهة «حزب الله» وإيران، من دون الاضطرار إلى الاستقالة. فاقتنعوا منه ومنحوه «فرصة».

عاد الرجل إلى بيروت. لكنّ شيئاً من الوعد لم يتحقق. وفوق ذلك، التقى علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. والمعلومات التي رشحت عن اللقاء أفادت أنه كان إيجابياً جداً وغيرَ تصادمي، وأنّ الحريري لم يفاتح الضيف الإيراني بأيّ اعتراض على دور طهران و»حزب الله» في المنطقة، وخصوصاً في اليمن، الخاصرة السعودية. ويقول ولايتي إنّ الحريري طرح وساطته للتقارب بين السعودية وإيران.

انتقل السعوديون، بشخص وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى مرحلةٍ أكثرَ حزماً. دعوا رئيس الحكومة إلى الرياض وطلبوا منه تفجيرَ موقفٍ أكثر صرامة: الاستقالة وقلب الأوراق في لبنان على كل المستويات، لأنّ هذه هي الطريقة الفضلى لإحراج إيران.

لم تنجح خطةُ التصعيد لأنّ الخصوصيات اللبنانية استوعبتها الصدمة وامتصتها فانقلبت لمصلحة إيران، حتى داخل بيت «المستقبل» والبيت السنّي. وفي الأزمات، عندما يتأخر نجاح أيّ خطوة، تصبح عرضةً للتداخلات. وهكذا، تعرّض السعوديون لضغوط أميركية وفرنسية وبريطانية قاسية لدفعهم إلى خيارٍ يراعي الاستقرارَ اللبناني بصفته خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.

فحتى الولايات المتحدة، في عقوباتها التصاعدية ضد «حزب الله» تتجنّب أيَّ اهتزازٍ في استقرار لبنان المالي والنقدي والاقتصادي. وهي باركت التسوية السياسية الحالية بخطوطها العريضة. كذلك يدعم الأميركيون والأوروبيون الجيشَ اللبناني لتثبيت الاستقرار الأمني. وتحرير الجرود وكشف الخلايا النائمة هما جزءٌ من هذا الهدف. اقتنع السعوديون بأنّ الفوضى في لبنان مؤذية. ولذلك، راجعوا حساباتِهم وأبلغوا الى الحريري بتعديل خطابه في المقابلة الأخيرة، وبإمكان عودته إلى السلطة في لبنان شرط إعادة النظر في أسس التسوية السابقة، أو إنتاج تسوية جديدة. وهذا الطرح يناسب الحريري القائل بالتغيير من داخل السلطة، وبالأسلوب «الواقعي». ولكن، بعيداً من الأوهام، لن يكون الحريري قادراً على الوفاء بوعده في أيٍّ من الحالين. فلا شيءَ يُجبر «حزب الله» على التخلّي عن نفوذه في لبنان ولا الانسحاب من حروب المنطقة. وإذا عاد الحريري إلى السراي الحكومي فسيصطدم بهذا العجز ويُصاب مجدّداً بالإحراج مع السعوديين، كما حصل بعد زيارته الأولى للمملكة.

إذاً، ما هي خريطة الطريق التي سيعتمدها الحريري للخروج من المأزق؟ في الدرجة الأولى، سيجعل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حَكَماً وغطاءً لأيّ خطوة. ولذلك، طرح أن يقود الرئيس حواراً في بعبدا حول «نأي لبنان بنفسه عن نزاعات المنطقة». فإذا وافق رئيس الجمهورية على ذلك، يصبح منطقياً أن يعود الحريري إلى بيروت، فيجمِّد الاستقالة ويربط العودة إليها بما سيتوصّل إليه هذا الحوار. هذا الخيار يريح السعوديين لأنه يمنحهم الانطباع بأنّ الصدمة التي عمدوا إليها أعطت ثمارَها. كذلك سيريح ذلك الأميركيين الراغبين في الحدّ من تورّط «الحزب» في النزاعات الإقليمية كذراع لطموحات طهران التوسّعية. كما أنه سيريح عون والقوى السياسية اللبنانية كافة، لأنه سيجنّبها كأس الانقلابات والتوترات السياسية والمذهبية. إذاً، المنتظر هو الآتي: يعود الحريري إلى بيروت. يتوجّه إلى قصر بعبدا حيث يربط استقالته بنتائج الحوار الذي يطلقه عون حول «النأي بالنفس» ومجمل وضع «حزب الله» كطرف مسلّح. وتنطلق جلسات الحوار… ولكل حادثٍ حديث! سيلتزم الحريري مواقفَ متشدّدة من مسألة انخراط «الحزب» في الحروب الإقليمية، ولا سيما منها الحرب في اليمن. وسيدرك رئيس مجلس النواب

نبيه بري و«حزب الله» والآخرون أنّ من الضروري تقديم ما أمكن من تنازلات معيّنة، ولو في الشكل، ليتمكّن الحريري من الاستمرار شريكاً في الحكم. ضمن هذه الحدود، سيعلن «حزب الله» أنه لن يمارسَ أعمالاً حربية في النزاع اليمني، وأنّ دورَه هناك هو تقديم الدعم السياسي والإعلامي والإنساني، لا أكثر، وسيقدّم ما أمكن من الدلائل إلى ذلك، فيريح الحريري الذي لن يستمرّ في الدفاع عن «حزب الله» في مواجهة العقوبات الأميركية. هذه العودة إلى المساكنة ممكنة إذا استمرّ منسوبُ التوتر السعودي - الإيراني عند حدودٍ مضبوطة. وسيكون لبنان والحريري والجميع في لبنان محظوظين. ولكن، إذا كانت المرحلة المقبلة متفجّرة إقليمياً، فكل الأشياء ستصبح خاضعةً للانقلابات، وكل الأشخاص كذلك.

 

«إصلاح أو ثورة» على الطريقة اللبنانية

وسام سعادة/المستقبل/15 تشرين الثانمي/17

لئن غالى «حزب الله» ونكب البلد بمفهوم «المقاومة»، وقد أرادها دائمة غير محصورة بموضوع، بل مستمرة بحركة مطلقة، هيَ هو، فقد نكبت القوى المجتمعة على مناهضة استمرار الوصاية السورية، ثم المتلاقي أكثرها على «الممانعة بازاء الممانعة»، ومناوأة «حزب الله» وتغلبيته المسلّحة، بمفهوم «الثورة». ثورة أرادتها هي الأخرى «دائمة»، مع أن نسيجها لم يكن تروتسكياً أو بلشفياً، بل «أهلية بمحلية». رجال أعمال ومستثمرون، ونخب نالت حظها من التعليم العالي، من بينها مثقفون واعلاميون، وكوادر من الطبقة الوسطى، وناشطو جمعيات، وأعيان مخضرمون. لا تختلف «أهلية» هذا التركيب كثيراً، ان قصدنا بها أحزاب 14 آذار، أو مستقلّيها. فعلام إكثار الحديث لسنوات طويلة عن «ثورة»، وإلزام النفس بجعلها دائمة، مستدامة؟ للاشارة الى ديناميات جماهيرية متوثبة؟ صارت تفصلنا عنها سنوات طويلة. لبناء خطاب قائم على «المارتيرولوجيا الكفاحية»، أي الاستحضار النضالي المستدام لمعمودية الدم. مع الوقت صارت المارتيرولوجيا تستحضر لتبرير أي شيء، وكل شيء. فعلاً ما هو هذا الشيء الذي ظلّ يبرّر كل هذه السنوات الحديث عن «ثورة»، ثورة الأرز؟

داهمنا «الربيع العربي» عام 2011. ومن بعد تردد، صار خطاب «ثورة الأرز» يصنّف نفسه من ضمن هذا الحراك الشعبي العربي الهادر، وتحمّس أكثر شيء للثورة السورية، وراهن على ان «ثوريته» المجازية ستتحقق بتمامها على الارض السورية. كابر الآذاريون على الطبيعة غير الثورية، بل المحافظة، التقميشية، للكيان اللبناني، وعلى الاختلاف بين سياق انتفاضة اللبنانيين على الوصاية السورية وبين سياق الانتفاضات الشعبية الربيعية العربية، وعلى عدم قدرتهم، على امتلاك منظار شامل لتحليل قومة الشعوب العربية، ثم نهوض كذا ثورة مضادة في نفس الوقت لمسخ هذه القومة وقمعها.

مضى الربيع العربي الى حال سبيله، وظلت «ثورة الأرز» تسمي نفسها ثورة، وتستنهض نفسها كثورة في الأدبيات والشفهيات، وتتأرجح بين نوستالجيا البدايات، وبين انتظارات لمواقيت خلاص نهائي تتأجل.. لكن المشكلة الاكثر جسامة ان هذه الحالة التي تستمد شرعيتها من كون المشروع المضاد لها، الوصاية السورية ثم «حزب الله»، هو مشروع «لا يطاق»، ظلت تجهد نفسها بزج ذواتها وشخصياتها وحركاتها وشعاراتها في قوالب «الثورة»، والخطاب الثوري، مع انّ لا شيء يفيد «الثورة» في كل مقالها ومجالها، فلا قاعدة اجتماعية لتحويل جذري للحياة والمعاش في المجتمع اللبناني، ولا نمط جديد غير معهود في السياسة، بل سياسة «تقليدية» بامتياز، «تقليدية» مع «مرقة تحديث» (وهذا حال كل التقليديين في الزمن الحديث، اساسا). أسر للمخيال الجمعي في «الاستعارة»، الاستعارة التي تحدث عنها كارل ماركس في «الثامن عشر من برومير» حين تحدّث عن اولئك الذين «يستعيرون من أرواح الماضي الاسماء والشعارات القتالية والأزياء». بيد ان المشكلة كبرت كلما ابتعدت «ثورة الأرز» عن الحالة الجماهيرية حقاً أيام «انتفاضة الاستقلال». يومها كان من الممكن القول ان المقصود بالثورة في لبنان، هو على طريقة تلك البرتقالية في اوكرانيا، او ثورة الزهور في جيورجيا، اي ثورة ناعمة، تحدث لبضعة ايام، وتهوي بنظام تسلّط، بصرف النظر عما تستبدله به. لو اقتصر الأمر على ثورة بهذا المعنى لهان الأمر، وكان من الممكن الانصراف بعد ذلك الى بناء تحالف سياسي يحدد في كل مرحلة طبيعة تحديات ملموسة، سواء كانت سيادية بالملموس او تتعلق بظروف المعاش والحياة، بدلاً من تأجيل كل ملموس الى ما بعد حل المستعصي من الأمور. ما حدث ان «ثورة الأرز» كخطاب، وكحالة جمعت مروحة من القوى والشخصية، أسرت نفسها في اشكالية ليست لها، اشكالية تنتمي لتاريخ الحركة الاشتراكية بالاحرى، هي اشكالية «اصلاح أم ثورة». منذ نهاية القرن التاسع عشر، انشطرت الاشتراكية الاوروبية بين القائلين بأن انهيار النظام الرأسمالي لم يعد مرجحاً، وان قدرته على التكيف واسعة، والانتاج يزداد تنوعاً، والتعويل هو بالتالي على الاصلاحات المتتابعة والمشاركة في الحكومات، وليس فقط البرلمانات، وبين قائلين، على الجبهة الاخرى، بأن حالة النظام الرأسمالي ستزداد عشوائية وتصدّعاً، والطابع الاجتماعي للانتاج السلعي سيزداد شمولية، وانه لا بد من التحضر للثورة كما كانت حرباً، ومن ثم، عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى، صار مفهوم الثورة يقضي، خصوصاً عند لينين، بتحويل الحرب العالمية الى حرب اهلية ثورية ضد الطبقات الرجعية في كل بلد، وعلى هذا الاساس شقت الطريق الى ثورة اكتوبر، التي مرت ذكرى مئويتها قبل أيام.

طريف استحضار ثورة اكتوبر ونحن نتكلم عن «ثورة الارز». لكن هذا ما حصل عند الآذاريين بالفعل، اوقعوا أنفسهم في دوامة محاكاة جدلية «اصلاح أم ثورة» التي لا تعنيهم، بل هي جزء من تاريخ الحركة الاشتراكية. صار الهمّ الشاغل ضمنهم عدم الوقوع في «الاصلاحوية»، وخيانة «النهج الثوري». ضاقوا ذرعاً بتخوين الخصم لهم، في الوطنية، لكن التخوين انتشر بينهم، بخصوص «الثورية». اكثر من ذلك: الخطاب البلشفي ضد «اصلاحوية» الكسندر كرنسكي، متولي الحكومة المؤقتة في زمن ما بعد سقوط القيصر نقولا الثاني، جرت محاكاته ولبننته، وصار الهمّ البحث عن «كرنسكي لبناني»، لتفسير عدم الانتقال الى المرحلة الاكثر ثورية و«بلشفية» من ثورة الارز بتلكُّئه وإحجامه. في مكان ما، هدر الآذاريون طاقات كثيرة، وخيارات عديدة، بل مجموعة من القيم، على محراب ثنائية ليست لهم، وليست للكيان اللبناني، هي «ثنائية اصلاح أم ثورة». وليس هذا «خارج عن الموضوعات الراهنة». ابداً. هي الخلفية لاستيعاب الاشكالات والتحديات الآنية. لا يمكن الاستمرار بنفس عدة الشغل غير القادرة على وقف تمدد وتغلب وتفرعن «حزب الله»، لكن، في نفس الوقت، لا يمكن ان «يتخيل» المرء نفسه «بلشفياً من 14 آذار»، ويفرز داخلها بين «اصلاحيين وثوريين»، الا اذا كان يريد الشيء العدمي، الذي يرهن نفسه بالتنجيم في الأحداث والحوادث، بدلاً من اعمال الحجة والدليل، والتحليل الملموس للواقع الملموس، والحفاظ على رباطة الجأش والأهواء الفرحة، والاعتبار.. الاعتبار اولاً الى انه اذا اردنا ان نقنع «حزب الله» بأن مفهوم «المقاومة» لا بدّ من التخفف، على الأقل، من «دائميته»، ومن مجاوزته للحدود اللبنانية، فان مفهوم «الثورة» الذي احتجز مكتسبات انتفاضة الاستقلال، لا بدّ من تجاوزه هو الآخر، لإعادة اكتشاف «حلاوة» الإصلاح، وروحية الإصلاح، ومشاريع الإصلاح، بالنسبة الى التركيبة اللبنانية.

 

سعد الحريري… صدمتان لا صدمة واحدة

خيرالله خيرالله/العرب/15 تشرين الثاني/17

هل لبنان بلد عربي مستقل يريد المحافظة على مصالحه ومصالح أبنائه ومستقبلهم، لا سلاح فيه غير سلاح الجيش اللبناني وقوى الأمن، أم أن لبنان 'ساحة' لإيران تستخدمها في خدمة مشروعها؟ لا يزال سعد الحريري سعد الحريري. لم يتغيّر شيء في نجل رفيق الحريري الذي لا يزال يبحث عن تسويات، ولو كان ذلك على حسابه، تضحيات ذات طابع شخصي حتّى، طالت ماله الخاص وطالت رصيده الشعبي. يفعل سعد الحريري ذلك من أجل لبنان. أخرست المقابلة التي أجراها رئيس مجلس الوزراء اللبناني المستقيل كل أولئك الذين ادعوا أنه ليس حرّا. عندما يكون سعد الحريري في الرياض، فهو بين أهله وبين حريصين على لبنان أكثر بكثير من بعض اللبنانيين الذين يؤمنون بـ“لبنان الساحة”، أي لبنان منصة الصواريخ والأعمال التخريبية في مختلف أنحاء المنطقة خدمة لإيران وما تمثله.لم يصدر عن سعد الحريري ما يشير إلى أنّه مستعد للعودة عن استقالته في غياب توافر شروط معيّنة. تمسّك ببيان الاستقالة الذي تضمّن إدانة كاملة لإيران وتأكيدا لمسؤوليتها عن الوضع المأساوي في لبنان. اعترف بأنّ عليه العودة إلى لبنان من أجل تقديم الاستقالة بطريقة ملائمة. هذا يعني بكلّ بساطة أن الكرة في ملعب الذين رفضوا، أقلّه إلى الآن، التزام شروط التسوية التي أدّت إلى وصول ميشال عون إلى موقع رئيس الجمهورية.

أكد الحريري أنه ليس مستعدا للقبول بأن يكون لبنان “ساحة”. هذا كلّ ما في الأمر. ليس طبيعيا ألا يفرض رئيس مجلس الوزراء اللبناني الذي يقول “لبنان أولا” حدّا أدنى من الشروط التي تؤكد أن بلده لا يعمل ضدّ مصالحه. بكلام أوضح، لا يستطيع سعد رفيق الحريري أن يكون شاهد زور على أعمال أقل ما يمكن وصفها به أنها مشينة في حق لبنان واللبنانيين وكل ما هو عربي في المنطقة. أعمال من نوع المشاركة في الحرب على الشعب السوري أو إطلاق صواريخ من اليمن في اتجاه الأراضي السعودية وزرع خلايا إرهابية في الكويت والبحرين…

أحدث سعد الحريري، عبر استقالته، صدمة. كانت المقابلة التلفزيونية التي أجراها بعد أيام من الاستقالة صدمة أخرى. أحدث صدمتين وليس صدمة واحدة. قال ما عليه قوله في بيان الاستقالة كاشفا الأسباب الحقيقية التي تعطل الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان. لمّح في الوقت ذاته إلى المخاطر التي تهدد البلد وأهله بسبب الخروج عن التسوية التي أوصلت ميشال عون إلى قصر بعبدا.

لماذا كانت المقابلة التلفزيونية صدمة أخرى؟ هذا عائد إلى استخدامه لغة هادئة لتأكيد أن لبنان بين خيارين؛ إمّا العودة إلى شروط التسوية، وإما مواجهة أخطار كبيرة لن يكون قادرا على تحمّلها. الأكيد أن ما لم يقله سعد الحريري هو أن من بين هذه الأخطار مقاطعة عربية للبنان الذي يصدّر نسبة 87 في المئة من منتجاته الزراعية إلى دول الخليج العربي الست. ما لم يقله أيضا أن هناك آلاف العائلات اللبنانية يعمل أبناؤها في الخليج. على العكس من ذلك، قال إن أبواب دول الخليج، على رأسها المملكة العربية السعودية، مفتوحة أمام الخبرات اللبنانية بدليل أن الأمير محمّد بن سلمان وليّ العهد السعودي فاتحه في موضوع الاستعانة بالشباب اللبناني في إطار مشروع “نيوم”. ليس هذا المشروع الذي سيقام على مساحة تزيد على 26 ألف كيلومتر مربّع مشروعا عاديا بأي مقياس، إذا أخذنا في الاعتبار أنّه يستهدف إنشاء مدينة حديثة في منطقة قريبة من مصر والأردن تساعد في نقل السعودية إلى عالم آخر مرتبط بثقافة الانفتاح والاعتدال والتعاطي مع كلّ ما هو حضاري في هذا العالم بعيدا عن أي عقد. إنّه عالم التكنولوجيا الحديثة والبيئة البعيدة عن التلوّث والاستثمار في المناطق السياحية التي لا تزال بكرا وفي تنمية الثروة الإنسانية أولا وأخيرا.

تكمن المشكلة الأساسية في أن سعد الحريري في مكان، والذين دخلوا في التسوية في مكان آخر. لا يمكن للبنان أن تقوم له قيامة في حال بقي أسير فكرة “الساحة”. تكبّل هذه الفكرة لبنان واللبنانيين ولا تترك لهم، خصوصا للمسيحيين، مجالا آخر غير السعي إلى الهجرة. قامت فكرة التسوية على إعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة. من دون عودة إلى إحياء هذه الفكرة، لا فائدة تذكر من أي تسوية تبقي لبنان خنجرا في الخاصرة العربية. لا فائدة من تسوية يعتبر فيها “حزب الله” أن الانتصارات التي يحقّقها في سوريا، وهي انتصارات فارغة من أيّ مضمون، هي انتصارات على اللبنانيين الآخرين الذين يؤمنون بالبلد. لا فائدة من انتصارات تتمثل في إطلاق صواريخ إيرانية من الأراضي اليمنية في اتجاه الأراضي السعودية. هذه أوهام آن للحزب والذين يسيرونه التخلص منها اليوم قبل الغد.

الأخطر من ذلك كلّه أن المنطقة مقبلة على أحداث كبيرة. ليس في استطاعة لبنان حماية نفسه من دون اتباع سياسة “النأي بالنفس”. كانت عبارة “النأي بالنفس” من بين أكثر العبارات التي ترددت في المقابلة التلفزيونية لسعد الحريري. تكمن الفائدة من العودة إلى البلد في المساهمة في حماية لبنان، بدل عمل كل شيء من أجل توريطه أكثر في مشروع لا هدف منه سوى القضاء على ما بقي من مؤسسات الدولة ومن اقتصاد يظلّ القطاع المصرفي عموده الفقري. يظل الخيار المطروح واضحا. هل لبنان بلد عربي مستقل أم مجرّد ورقة من أوراق إيران في المنطقة، أي لأنّه مجرّد “ساحة”؟

لم يطرح سعد الحريري سقفا أعلى للتسوية. سعى إلى جعل لغة المنطق تسود وذلك تفاديا لكارثة تحلّ بلبنان. فاجأ كلامه المنطقي أولئك الذين اعتقدوا أن وضعه النقاط على الحروف في بيان الاستقالة سيتبعه كلام أقوى. الحقيقة أن لغة المنطق التي استخدمها كانت هي اللغة الأقوى وكانت لغة مكملة لما ورد في بيان الاستقالة الذي يؤكّد أن مصلحة لبنان تتقدّم على كلّ مصلحة أخرى، خصوصا المصلحة المرتبطة بالمشروع التوسّعي الإيراني وصواريخه وميليشياته المذهبية المنتشرة في كلّ المنطقة. ما سيكون مطروحا في الأيام القليلة المقبلة هل طلب سعد الحريري المستحيل، أي أن يكون هناك من يستطيع فهم مغزى ما صدر عنه واستيعاب كلامه… أم سيبقى الدوران في حلقة مقفلة هو سيّد الموقف؟ الدوران في الحلقة المقفلة يعني أول ما يعني الغرق في أسئلة عقيمة من نوع هل سعد الحريري محتجز في السعودية، بدل الذهاب إلى معالجة لب المشكلة. يكمن لبّ المشكلة في سؤال واحد: هل لبنان بلد عربي مستقل يريد المحافظة على مصالحه ومصالح أبنائه ومستقبلهم، لا سلاح فيه غير سلاح الجيش اللبناني وقوى الأمن، أم أن لبنان “ساحة” لإيران تستخدمها في خدمة مشروعها؟ إنّه السؤال البسيط المطروح منذ عقود وهو مكمل لسؤال أيّ لبنان نريد؟ لبنان هونغ كونغ أو لبنان هانوي؟ إذا كان هناك من يعتقد أن نموذج هانوي لا يزال حيّا يرزق، كلّ ما عليه تذكّره هو أن طموح هانوي في الوقت الراهن هو أن تكون هونغ كونغ أخرى وأن تستقبل دونالد ترامب بذراعين مفتوحتين. بالمناسبة، كان ترامب في فيتنام قبل أيّام واستقبل بحفاوة ليس بعدها حفاوة.

 

«حزب الله»... دولة داخل لبنان تدار من إيران

إبراهيم أبو زايد/14 تشرين الثّاني 2017

تحكم إيران قبضتها على لبنان عبر ذراعها حزب الله، الذي يسعى الى تنفيذ كل ما تطلبه طهران، بعيداً عن مصالح البلاد، ورغم الدعوات المتكررة للحزب بتغليب المصلحة العامة، إلا أنها بائت جميعها بالفشل، الأمر الذي أدى الى تقديم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة، معللاً ذلك بتغليبه مصلحة البلاد. وحذر الحريري في كلمة له أمس (الاحد)، من التدخل الإيراني الذي يدمر العلاقات مع الدول العربية الأخرى، وقال ان "ما يجري إقليمياً خطر على لبنان، ونرى اليوم التدخلات في شؤون الدول العربية من قبل إيران"، مشدداً على أن إيران يجب أن تكف يدها عن التدخل بالدول العربية، وأن تأخذ لبنان إلى محور ضد الدول العربية. وبخصوص حزب الله، ذكر الحريري أن حزب الله يثقل على اللبنانيين الوزن الذي يتحملوه، وأضاف "أنا مع التسوية ولست متوجهاً ضدّ أي فريق لا سيما حزب الله ولكن لا يحق له أن (يخرب) البلد".

واعتبر الحريري أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون من اليمن واستهدف الرياض "ليس شيئا عاديا". وقال: "هناك فريق لبناني يعمل في اليمن". وأضاف: "أنا لست ضد حزب الله كحزب سياسي ولكن ضد أن يخرب لبنان". وانتقد الحريري موقف حزب الله من السعودية والتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية اللبنانية، لكنه رأى في الوقت نفسه أن السعودية "لم تتدخل في لبنان". ومنذ تأسيس حزب الله في لبنان عام 1982م، ودخوله المعترك السياسي عام 1985م. الذي ولد من رحم حركة أمل اللبنانية المدعومة من إيران، سعت طهران في ذلك الوقت إلى تأسيس حركة جديدة تُسمّى (حزب الله) على يد محمد حسين فضل الله والملقب بـ (خميني لبنان)، وصبحي الطفيلي، وحسن نصر الله وإبراهيم الأمين وعباس موسوي ونعيم قاسم وزهير كنج ومحمد يزبك وراغب حرب. وسرعان ما تفجر الوضع بين هؤلاء بسبب محاولة كل طرف بسط نفوذه على مناطق الشيعة في لبنان؛ فاقتتل الطرفان حركة (أمل) و(حزب الله) قتالاً شرساً، حتى تمكَّن (حزب الله) من بسط نفوذه على أغلب مناطق الجنوب. لم ينتظر الحزب طويلاً حتى بدأ بتنفيذ الأجندة التي وجد من أجلها، ففي عام 1985 جرت محاولة لاغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح بتفجير سيارة مفخخة، وتمكنت السلطات الكويتية من إلقاء القبض على 17 متهماً، بينهم لبناني عضو في حزب الله، يتخذ اسماً حركياً، الياس صعب، وهو اسم غير حقيقي، وحاول حزب الله إطلاق سراح هؤلاء الـ 17 ، من السجن عن طريق خطف الطائرة الكويتية من قبل عماد مغنية مقابل تحرير رهائن الطائرة وتركها، وعندما رفضت الكويت هذه المقايضة بدأ مغنية بقتل الرهائن فقتل منهم اثنين.

واستمرت إيران بمحاولة زعزعة استقرار دول الخليج عن طريق ذراعها "حزب الله". فقد استفاق السعوديون في الثالث عشر من نوفمبر(تشرين الثاني) 1995، على وقع تفجير ارهابي في مدينة الخبر شرق السعودية، أسفر عن مقتل 19 جنديا أميركيا وجرح نحو 500 شخص.

وأظهرت التحقيقات أن المهاجمين قاموا بتهريب المتفجرات إلى السعودية من لبنان، وتمكنت قوات الأمن السعودية من إلقاء القبض على المشتبه به الرئيسي أحمد ابراهيم المغسل، بعد 20 عاماً من عملية التفجير، إثر ورود معلومات تؤكد وجود أحمد المغسل في العاصمة اللبنانية بيروت.

ولم تسلم البحرين من إرهاب حزب الله، فقد سعى الحزب إلى زعزعة استقرار المنامة، ففي فبراير(شباط) 2011،، أحبط الأمن البحريني شحنة من الذخائر والمتفجرات والأسلحة قبالة السواحل البحرينية، وهو التاريخ الذي شهدت فيه البحرين اضطرابات أمنية خطيرة، وضبطت المنامة خلية إرهابية تبين انها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، حيث ظهرت جلياً أنشطة ايران السرية في البحرين، ومحاولاتها زعزعة الاستقرار في البلاد. وفي الثالث عشر من أغسطس (آب) من العام 2015 كشفت السلطات الكويتية عن «خلية العبدلي» بعدما ضبطت قوى الأمن مخزناً للأسلحة والمتفجرات في مزرعة بمنطقة «العبدلي» الحدودية. ودلت التحقيقات على أسلحة ومعدات وأجهزة اتصال في 3 مواقع أخرى بينها مخبأ محصن بالإسمنت المسلح تحت بيت أحد المتهمين. وقدرت وزارة الداخلية في بيان وقتها كمية الأسلحة بعشرين طناً تقريباً.

وأكدت السعودية والحكومة اليمنية في نهاية فبراير الماضي ضلوع حزب الله اللبناني مباشرة في الحرب بين الحكومة الشرعية والانقلابيين من ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتخطيط لشن عمليات داخل الأراضي السعودية.

وفي الرابع من نوفمبر الحالي، اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، صاروخاً باليستياً أُطلق من داخل الأراضي اليمنية باتجاه العاصمة السعودية الرياض، لتتناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة، دون أن يوقع أي إصابات.

وأوضح العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن الصاروخ اتجه صوب العاصمة الرياض وتم إطلاقه بطريقة عشوائية وعبثية، لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، واعترضته سرايا «البيتريوت»، مضيفاً أن اعتراض الصاروخ أدى إلى تناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة بشرق مطار الملك خالد الدولي ولم تكن هناك أي إصابات.

وفي هذا الجانب أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن ميليشيات حزب الله اختطفت الدولة اللبنانية ووضعت الحواجز أمام كل مبادرة لرئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، وفوق كل هذا تصر على الاحتفاظ بالسلاح، مما يتعارض مع احترام سيادة المؤسسات الرسمية. وأضاف في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» الأميركية أن «الحزب ينشر نفوذا خبيثا في الشرق الأوسط»، وعدد من الدول ترغب في صده. وحول اتخاذ إجراء مباشر ضد الحزب قال «صنفنا حزب الله منظمة إرهابية، وعلى العالم اتخاذ إجراءات للحد من أنشطته، ولا يمكننا أن نسمح بأن يكون لبنان منصة ينطلق منها الأذى للسعودية، الشعب اللبناني بريء ويخضع لسيطرة الحزب وعلينا مساعدته للخروج من قبضة الحزب». وأضاف أن سلوك ايران ودعمها للإرهاب وبرنامجها الصاروخي الباليستي، كلها انتهاك للقرارات الدولية، ولذلك نود أن نرى عقوبات على إيران لدعمها للإرهاب، والعقوبات المفروضة على إيران لانتهاكها قرارات الأمم المتحدة للصواريخ الباليستية.

من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، يوم أمس، إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل التهديدات التي تمثلها إيران على استقرار المنطقة.

وفي كلمته الافتتاحية في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع، أكد قرقاش أن «الدور الإيراني يزداد سوءا في دعم التوتر الطائفي ودعم الحرب بالوكالة في عدد من الدول»، بحسب مركز الإمارات للسياسات الذي ينظم الملتقى بالتعاون مع وزارة الخارجية الإماراتية.

بدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان اليوم (الاثنين)، تمسك بلاده بوحدة لبنان واستقلاله. وشدد على أن "عدم تدخل إيران في شؤون لبنان شرط مهم لاستقرار المنطقة".

 

 "سعد راجع" برعاية من حماه لا بالتحالف مع من نفاه؟؟!!!

محمد سلام/14 تشرين الثاني 2017

سعد شكلاً:

الشيخ سعد "السعيد" الذي عرفته ل 6 سنوات نادراً ما مر يوم من دون أن أجالسه، ظهر على شاشة الزميلة بولا يعقوبيان "مكموداً". لم يكن تعيساً ولا حزيناً. الرجل يعيش حالة "تأمل". قالها بعظمة لسانه وعلى طريقته.

التأمل (Meditation) حالة لا تخالطها الأحاسيس، لأن الأحاسيس تشوش على التأمل، أي التفكير "الهاديء-العميق".

والدمعة التي ترقرقت في عينيه وأخطأت بولا إذ حجبتها "بالبريك"، ليست دمعة فرح ولا دمعة حزن. بل دمعة تأمل.

بعضنا يدمع عندما يقرأ أو يستمع إلى تلاوة آي من الذكر الحكيم. فهل يكون حزيناً أم سعيداً أم متأملاً في عمق وعظمة كلام الله؟؟؟

التأمل حالة ذهنية واحدة على تعدد مواضيعها، كل يتأمل بما يشغله في لحظة التأمّل، ولا يقارن موضوع بآخر أو يلغي آخر أو يحل مكان الآخر.

كان بإستطاعة سعد الحريري أن "يمثل" بسهولة السعادة، يمازح ويضحك، لو أراد الإنحطاط إلى مستوى الزاعمين بأن وضعه ملتبس، لكنه لم يفعلها تاركاً ملعب "كرة الجماجم لحفاة الجماجم كي تتقاذف أقدامهم ... الجماجم وتصفّق ألسنة النصف نعل لكل من يسجّل هدفاً بالجماجم". ... الجماجم تجارتهم.

ومن حق الشيخ سعد أن يكون "مكموداً" فالرجل خائف على أمنه الشخصي ولا يريد أن يشعر أولاده بما أحس به يوم قتلوا والده ...!!!!! قالها وكررها وأوضحها وصولاً إلى ما يشبه الإعلان، لمن يريد أن يفهم، بأنه "مخترق" على غير صعيد، ولا يقتصر إختراقه على جانب محدد ... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

سعد مضموناً:

أكد الحريري تمسكه بالإستقالة، وعلى نقيض ما قاله حفاة الجماجم، فقد "صعّد" هدف الإستقالة بحيث صار التنازل عنها غير ممكن إلا ب"تسوية حقيقية ثابتة"، يعني غير التسوية "اللاحقيقية واللاثابتة" التي أنتجت إنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية.

كانوا يقولون "الإستقالة لا تسقط التسوية بل تسقط الحكومة" الآن صارت الإستقالة تسقط التسوية، ولا ينقذ التسوية –إذا كان هناك من يريد أن ينقذها- إلا "نأي بالنفس ... حقيقي وثابت". وهذا النأي بالنفس، الذي إبتكره الرئيس نجيب ميقاتي، لم يكن يوماً نأياً نجيباً عن النفس، ولا أعتقد أنه سيرتقي من النأي الكاذب إلى النأي الصادق.

النأي بالنفس الحققي والثابت لا يعفي رئيس الجمهورية ولا سعد "العائد" من طرح موضوع سلاح حزب الإحتلال الفارسي، لأن هذا السلاح هو أساس المشكلة اللبنانية أولا، ثم الخارجية وصولا إلى المحطة اليمنية.

ومن ينادي بشعار لبنان أولاً لا يستطيع أن يتغاضى عن حقيقة أن سلاح حزب الإحتلال الفارسي هو مشكلة لبنانية أولاً، به إحتل الحزب لبنان، وبه سيطر الحزب على لبنان، وبه أمسك الحزب بالسلطة في لبنان، ومن لبنان وصلت إلى اليمن وإستهدفت السعودية ... صواريخ إيران ....

وماذا إذا تخلّى حزب السلاح الفارسي عن مهمته الإيرانية في اليمن لقاء بقاء مهمته في لبنان. هل يقبل بها سعد الحريري وهل تقبل بها السعودية؟؟؟؟

هذا السؤال لم تطرحه الزميلة بولا على الحريري بعدما إستفاض في الحديث عن أهمية المفصل اليمني في الصراع السعودي-الإيراني، وكيف إختلف المشهد ما بعد المفصل اليمني عما قبله على الرغم من أهمية البحرين في المشهد ما قبل اليمني. لماذا يا بولا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عندما أُبعد قائد الجيش رئيس الحكومة الإنتقالية العماد ميشال عون إلى باريس –التي هُّرٍب إليها لاحقاً المستشار الإعلامي للرئيس رفيق الحريري نهاد المشنوق- إنتشر شعار "عون راجع".

وبعد تحصّن الحريري في السعودية إنتشر هاشتاغ "سعد راجع"

فهل سعد راجع بمواكبة من حماه أم كما فعل غيره "بعدم إمتناع" من نفاه؟؟؟؟؟؟

هذا هو السؤال، هنا مربط الفرس.

صدقت الحكمة القائلة: "الإشاعة يؤلفها الحاقد ... وينشرها الأحمق... ويصدقها الغبي."

ثم يأتيني من يسألني: "سعد راجع"؟؟؟؟؟؟

أنا لست كشّاش حمام، ولا شرطي سير. مهمتي ليست إحصاء مين رايح ومين راجع ... أولويتي هي مصير طائفتي في بلدي.

 

عن "الورطة" التي تنتظر مقاتلي "حزب الله

غازي دحمان/الحياة/14 تشرين الثاني 2017

منذ الحرب الأخيرة التي خاضها "حزب الله" في مواجهة إسرائيل، تغيرت بيئة الحرب كثيراً ولم يعد ممكناً القياس على نتائج الحروب السابقة لتقدير مسارات الحرب المقبلة، والتغير المقصود حصل على مستويات مفصلية: التكتيكات والأساليب ونوعية المقاتلين، ومستوى الدافع والمحركات. وهو تغير لا بد أن قيادات الحزب قد تنبهت له، ولهذا تتجنب الحرب مع إسرائيل بكل السبل وتتمنى لو تنام وتصحو على زمن لا توجد فيه إسرائيل ولا احتمالات حروب معها، خصوصاً أن الحزب وجد البديل الذي يضمن استمرار اشتغاله كطرف مقاوم ما دام هناك معارضون "صهيو أميركيون" في سوريا والعراق.

في إحدى خطبه، عن حماسة بيئة "حزب الله" للمشاركة في الحرب السورية، تباهى حسن نصرالله بأن الحزب كان يعاني أثناء التحشيد في الحروب مع إسرائيل، لكنه لم يجد معاناة تذكر في التحشيد للحرب السورية، كان المقاتلون يجيئون تطوعاً وبأعداد تفوق قدرة الحزب على استيعابهم، وما تباهى به أصبح نقطة ضعف خطيرة في أدوات الحزب وسياقات تحشيده، وقد اشتغلت ماكينته الإعلامية بكامل طاقتها لتصدير صورة نمطية عن العدو الجديد وإدخالها عنوة في وجدان وعقول بيئته، والحزب منذ 2008 أي منذ عقد وهو يخترع أعداء آخرين ليست إسرائيل من ضمنهم، ما يعني أن الجيل المؤهل للقتال وحمل السلاح لا يعتبر إسرائيل عدوة له، أو هي عدو افتراضي وربما قد يكون المقصود بها شخصية أسطورية من التاريخ وليست تلك الأرض التي تقع جنوب بلدة مارون الرأس.  لم يذهب "حزب الله" إلى سوريا في دورة تدريبية للتدرب على أنماط قتالية استعداداً لمواجهة إسرائيل كما يحاول قادة الحزب إيهامنا به، بل ذهب ليقيم في حرب حقيقية من رصاص وصواريخ ولن يعود منها أحد قادراً على محاربة إسرائيل أو حتى راغباً بها، لأن سوريا صارت "قدسهم" الحقيقية، والعبث الجغرافي الذي مارسه حسن نصرالله على مدار سنوات في رسم خرائط طرق القدس جعل المقاتلين يتيهون في منعرجاتها وعند مفارقها.

وعلى مدار الحرب السورية، اعتاد مقاتلو الحزب حرب الرفاهية التي تكون فيها الانتصارات مؤكدة وسهلة، حرب تعمل فيها خطوط الإمداد برشاقة، وغطاء جوي من النوع الذي لا يترك للمحاربين على الأرض من مهام سوى الدخول للإجهاز على الجرحى أو قتل من نفدت ذخيرته. هي شكل من أشكال حروب "الفوتوشوب" على رغم أن تطبيقاتها حقيقية. لقد أفسد النظام السوري وإيران وروسيا "حزب الله" بدرجة كبيرة، صار عناصر الحزب يقاتلون في فترة الاستراحة بين وجبة ساخنة وأخرى، ويتربحون من بيع الحشيش في دمشق، وبالتوسط لاستصدار أوراق مطلوبة مقابل ابتزاز السوريين بآلاف الدولارات. ما الذي يطمح له مثل هذا العنصر في الحرب مع إسرائيل، بعد اكتشافه أن الحروب تنطوي على مكاسب مباشرة ورفاهية فعلية. صحيح أن الحرب قتلت الآلاف من عناصر الحزب، لكن ذلك حصل على مدار سنوات طويلة ونتيجة كثافة تدخّل الحزب، والمقصود أن هذا النمط من القتال يعتبر جاذباً للكادر الجديد للحزب وربما ترسّخ كنمط قتالي مفضّل ووحيد لديهم.

وتنطوي هذه الإشكالية على أخرى أعقد منها، وهي أن الكادر الجديد للحزب لم يكن يواجه تحديات مربكة تدفعه إلى اختبار عقله وتنمية مهاراته وقدراته واكتساب تكتيكات ذات قيمة، وهذه الأمور على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للأطراف التي تناظر "حزب الله" في مواجهتها لجيوش كلاسيكية.

سيكتشف الحزب أنه فقد أهم ميزاته، وهي حرب المجموعات الصغيرة والمكامن، فهذا النمط من الحروب يربك الجيوش الكلاسيكية ويستنزفها، والتحوّل إلى نمط الحروب الكلاسيكية يحتاج أكثر من الآليات التي استعرضها الحزب ذات مرّة في القصير السورية، وفي الحرب مع إسرائيل لن تكون طائرات روسيا معه ولا خطوط إمداد مفتوحة ولا حتى وجبات باردة، سيكتشف كما اكتشفت منظمة التحرير الفلسطينية أنها عندما غيرت نمط الحرب وانتقلت إلى العمل الكلاسيكي في حرب لبنان كانت تلك آخر حروبها. والمعارضة السورية نفسها خسرت يوم استدرجت إلى نمط الحروب الكلاسيكية.

سيواجه "حزب الله" مشكلة أن حروبه التي خاضها في سوريا كانت مكافأتها سريعة، تغيير ديموغرافي لملايين السوريين، التموضع عند عشرات أو مئات المقامات الدينية، احتلال مدن وأرياف والتسلط على سكانها، مرتبات بآلاف الدولارات، وغنائم حرب لا تنقطع، باختصار جوائز دينية ودنيوية كثيرة حصل عليها الحزب، في حين أن الحرب مع إسرائيل ليس فيها ولا واحدة من تلك المكاسب، كما أن الانتصار ليس سهلاً ولا مضموناً.

خاض "حزب الله" الحروب السورية من منطلق تقديره أنها ستكون آخر الحروب الحقيقية، أو على الأقل آخر الحروب التي ستشهدها القيادة الحالية للحزب، وأن الحروب التالية ستكون سياسية وتفاوضية على صدى حربه الكبرى في سوريا، وبناء على ذلك، استهلك جميع قادته الميدانيين وذوي الخبرة، وكيّف أساليبه وأنماطه القتالية وشكّل أيديولوجيته وقناعات مقاتليه على هذا القياس، وهنا يكمن جوهر ورطة "حزب الله" اليوم.

 

استقالة الحريري.. جمعت عون وفرنجية

جهاد نافع/الديار/14 تشرين الثاني 2017

لا يخفى على احد ان ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري وحدت معظم القوى والتيارات السياسية وتلاقت في موقف جامع حول الرئيس العماد ميشال عون، ولعل لهذه الازمة ايجابيات محصورة عبر عنها اكثر من مرجع سياسي انها وحدت اللبنانيين وازالت حواجز بين قيادات وتيارات سياسية ترفعت فوق خلافاتها امام الحدث المفصلي والمصيري الذي هدد أمن وسيادة وسلامة البلاد. احدى هذه المظاهر الناجمة عن ترددات الازمة كان اللقاء الذي جمع بين الرئيس العماد عون والنائب سليمان فرنجية للمرة الاولى منذ اكثر من سنة وبعد قطيعة بين الرجلين انسحبت قطيعة بين تياري الوطني الحر والمردة،وقد شاب طوال الفترة السابقة الكثير من الشوائب في العلاقات وفي التنافس وقيل ايضا الكثير عن التحالفات المحتملة لا سيما العلاقة المتأزمة مع الوزير جبران باسيل واحتمالات التحالف مع اخصامه مما يضيق فرص فوزه في البترون في حال عقد تحالف بين المردة والنائب بطرس حرب.

برأي مرجع سياسي مقرب من فرنجيه،ان لقاء فرنجية مع الرئيس العماد عون كان جيدا وصريحا للغاية لان المصيبة كانت اكبر من الجميع وتحتاج الى تضافر كل الجهود الوطنية ورص الصفوف والتعالي على الخلافات لاجل مرحلة حرجة يقتضي مواجهتها، ويوضح المرجع ان فرنجية لطالما صرح انه اذا حصل اتصال من الرئيس عون وطلبه للاجتماع به فلن يتردد بزيارته وهذا ما حصل عندما اتصل عون به داعيا اياه لزيارة القصر الجمهوري في اطار المشاورات التي يعقدها لمناقشة ازمة استقالة الحريري، وقد لبى فرنجيه الدعوة متحسسا بخطورة المرحلة التي وضعت الاستقالة البلاد تحت اعبائها وما يمكن أن تؤدي بالساحة اللبنانية الى ما يحمد عقباه. ويقول المرجع السياسي: "نعم لقد كسر لقاء الرجلين الجليد بينهما حيث كان اللقاء وديا وقد طرح فرنجية رأيه بقضية الاستقالة وكيفية مواجهتها متمنيا على الرئيس عون التريث في قبول الاستقالة وفي الاستشارات النيابية نظرا لحيثيات الاستقالة التي اعلنت من الرياض ولنص الاستقالة المريب، بل كان الرأي ان ما حصل مع الحريري هو سابقة دبلوماسية لم تحصل في تاريخ العلاقات السعودية ـ اللبنانية وتمس كرامة وسيادة لبنان لان الحريري هو رئيس حكومة لبنان".

وحسب المرجع أن "محور اللقاء بين الرئيس عون والنائب فرنجية تركز على القضية دون التوغل في مسائل العلاقات والمواقف السياسية العالقة بينهما الا ان تقاربا في وجهات النظر قد حصل ويمكن القول انها الخطوة الاولى التي يحتمل ان تليها خطوات لكسر بقايا الجليد في ما يتعلق بالعلاقات السياسية واعادة المياه الى مجاريها الطبيعية بين الرئيس عون وفرنجية وبين التيار الوطني الحر وتيار المردة، ولعله سيكون هناك وسيط بين الرجلين لحلحلة الامور العالقة والتوصل الى اتفاق تام بينهما لاحقا وبعد اتضاح المشهد السياسي المنتظر بعد الحديث التلفزيزني الاخير للحريري حيث اذا صدق كلامه وعاد وتراجع ليستأنف مهامه الحكومية تكون البلاد قد تجنبت ازمة كبرى والا سوف ندخل في نفق "مظلم. وبرأي المرجع السياسي انه ليس لدى فرنجية احقاد ودائما يضع مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح ولذلك لن يكون عقبة امام اعادة وصل ما انقطع مع الرئيس العماد عون،لا سيما وانه هو القائل حين فاز العماد عون برئاسة الجمهورية "ان فريقنا السياسي انتصر"...

 

القنوات اللبنانية خسرت الإعلانات... وربحت نفسها!

الأخبار/زينب حاوي/14 تشرين الثاني 2017

المشهدية الإعلامية الجامعة، التي تكرّست منذ استقالة سعد الحريري من الرياض ـــ باستثناء محطة mtv (الأخبار 11/11/2017) ـــ وأظهرت خطاباً وطنياً موحداً، عادت وأكدته هذه القنوات أول من أمس. إذ قررت عدم نقل مقابلة الحريري مع الإعلامية بولا يعقوبيان، التزاماً بموقف رئيس الجمهورية ميشال عون، على اعتبار أن كل ما يصدر عن الحريري «لا يعكس الحقيقة» بحكم «الغموض المستمر في وضعه».

قرار بدأ مع nbn، وانتهى بـ «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، ولو أنّ الأخيرة لم تصدر بياناً حول قرارها بعدم نقل المقابلة. بل إنّ قناة بيار الضاهر انتظرت اللحظات الأخيرة قبل بدء المقابلة، لتعلِم مشاهديها أن مسلسل «الحب الحقيقي» سيبث بعد نشرة الأخبار. لعلها سابقة في تاريخ التلفزيون اللبناني، أن تتوحد الشاشات المحلية ــ باختلاف أسباب هذه «الوحدة» ــ على مقاطعة بث مقابلة الحريري. ولعلها بذلك غامرت أيضاً بجمهورها، وحتى بمردود إعلاناتها، وهي تعلم علم اليقين بأن الأغلبية ستذهب إما الى «المستقبل»، أو الى mtv، لمشاهدة الإطلالة الأولى لسعد الحريري بعد صمت دام أكثر من أسبوع. غيبّت هذه القنوات نفسها عن الحدث، لكنها، حضرت بقوة ضمن الأخبار العاجلة على الهواتف المحمولة.

صحيح أنّ الحريري اختار الظهور على شاشة «المستقبل» بعدما تعرض للنقد بسبب ظهوره على «العربية» إبان إعلان استقالته، إلا أنّ mtv، اعتمدت على المقابلة، كأنها منجم من ذهب. توجهت في مقدمة نشرة أخبارها أول من أمس، الى من أسمتهم «خصوم الحريري»، لتسألهم: أي مسار سيسلكون بعد الإطلالة؟ وأي تعاط لهم مع الاستقالة من الآن وصاعداً؟ وأضافت أن قرار إنكار الاستقالة «ما عاد يصح اعتماده لحشر السعودية ووضعها موضع الخاطف». تصرفت قناة المر، على أنها «أم الصبي»، والوصية على لقاء الحريري التلفزيوني، فالصيت كان لـ «المستقبل»، كناقل أساسي للقاء، والفعل كان لقناة المر. الأخيرة وصفت المقابلة بـ «الاستثنائية». وقبل هذا الوصف الصاروخي، سرّبت القناة صورة قالت إنّها من داخل منزل الحريري، من المكان الذي ستجري فيه المقابلة. بعدها، تجنّد عدد من العاملين/ ات في القناة، على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما على تويتر، لحشد بروباغندا مؤيدة للرواية السعودية، بأن الحريري ليس رهينة أو سجيناً لدى السلطات السعودية. أعلنت جيسكا عازار بأن المقابلة «ستدحض كل الشائعات التي استهدفت الحريري منذ إعلان استقالته». ولم تلبث مع زملائها وزميلاتها، أن أعادوا تغريد كل موقف يصدر عن الحريري في المقابلة والتعليق عليه.

كذلك فعلت جويس عقيقي، التي «تصدّت» للرد على الانتقادات التي تعرضت لها هذه المقابلة، أبرزها التعليق على الرجل الذي ظهر خلف يعقوبيان، وهو يحمل ورقة للحريري. جزمت عقيقي بأن هذا الشخص هو مرافقه الخاص عبد عرب، من دون أن يكون هذا الأمر حقيقياً.

«ومن باب التنقير» على باقي المحطات، عبّرت عازار عن فخرها بانتمائها إلى محطة «تحترم رئيس الحكومة» عبر بثّ مقابلته. أرادت المذيعة النشيطة أن توجه رسالة الى باقي القنوات المقاطعة بأن ما فعلوه يقلل من احترامهم للحريري! لكن الواقع يظهر خلاف ذلك. هذه القنوات دأبت على مناشدة حقيقية بضرورة عودة الحريري، وأظهرت حرصاً تاماً (رغم الخصومة السياسية ربما مع الحريري) على سلامته الشخصية والعائلية أيضاً.

 

«ربع الساعة» الأخير طويل ودامِ!

أسعد حيدر/المستقبل/15 تشرين الثاني/17

كان وما زال «ربع الساعة» الأخير، من أي حدث أو نزاع، الأغنى بالتطورات، لأنّ خلاله تُحسم الكثير من المواقف، وتسقط العديد من القوى حتى تفرض التوازنات بصياغة النتائج في حلول واتفاقات، بعد أن يقدّم الجميع وحسب حجم كلّ واحد، التنازلات العادي منها أو المؤلم. هذا القديم - الجديد، هو السائد حالياً على مساحة الشرق الأوسط. مهما كان عدد الساحات والميادين المشتعلة أو المُتنازَع عليها، فإنّ سوريا تبقى المركز. لذلك أحداثها تصوغ بيد الكبار مسارات التسويات والحلول. «القيصر» فلاديمير بوتين لاعب الشطرنج البارع، ولاعب الجيدو القوي، يتقن بحكم الخبرة والتجربة كيفية استغلال قوة خصمه لمصلحته في الوقت المناسب. بسرعة التقط مختلف الإشارات السلبية فوضع اقتراح عقد مؤتمر «الشعوب السورية» في «سوتشي» في جيبه، وقام بحركة أخذ في صياغتها حساب الحركة الأخيرة لخصمه وشريكه في الوقت نفسه الرئيس دونالد ترامب. ما صدر من اتفاق حول سوريا بعد السلام العابر بين بوتين وترامب، يؤكد مباشرة ومن دون لُبس، أنّ أكبر مأساة يعيشها المشرق العربي ومعه منطقة الشرق الأوسط، صغيرة لا يتطلب حسم الكثير من الجدل الناري حولها أكثر من دقائق، وذلك عندما يحين الوقت. لذلك فإن الجدل الدامي ميدانياً، بين كل الأفرقاء حول الحل في سوريا، حُسم بقرار العودة إلى جنيف. هذه العودة تعني أنّ إعلان الانتصار تمهيداً لفرض الشروط هنا وهناك، سقطت كلها في البيان الصادر عن وزيري الخارجية الروسي والأميركي المكلّلة بالمصافحة السريعة وعلى الواقف بين الصانعين الحقيقيين للحروب وللحلول. من المضحك - المبكي ما نتج. لا الأسد باقٍ إلى الأبد، ولا المعارضات السورية سقطت من الحسابات، ولا إسرائيل فرضت ما تريده، ولا إيران قادرة على فرض وجودها وكأنّها تحيك «سجادة» المنطقة على قياسها.  انتهت «الحياكة» وتهاوت المسارات، أمام قرار بوتين – ترامب بالعودة إلى جنيف، لتكون التسوية وفقاً للقرار 2254. الرئيس الأسد كان قد التزم به ثم عندما حقق حليفاه الروسي والإيراني بعض الانتصارات «استأسد» وتراجع وصدّقه شركاؤه في حلف الممانعة وأخذوا يتصرفون وكأنّهم «ملوك» الساحات يقرّرون وعلى الآخرين التنفيذ.

للتذكير أن التنفيذ الكامل للقرار 2254 يعني:

«* إجراء إصلاح دستوري (أي صياغة دستور جديد).

* إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت مراقبة الأمم المتحدة مع مراعاة أعلى المقاييس الدولية.

* منح جميع السوريين بمن فيهم من في الشتات الحق بالمشاركة».

هذه العودة إلى جنيف اقتضت تحديداً، إضافة مهمة جداً صدرت في مذكرة الثلاثة وهو حسب مسؤول أميركي: «جلاء جميع القوات الأجنبية من جنوب غربي سوريا بما فيها القوات الإيرانية وكامل الفصائل المسلّحة الموالية لها».

تنفيذ هذا القرار يعني فرض الخسارة الكاملة على الطرف الإيراني الذي وضع كل ثقله المالي والعسكري والسياسي في سوريا، فهل تستسلم إيران - الخامنئي لهذا القرار؟

إيران - الخامنئي لا يمكنها الرضوخ الكامل ولا الرفض الكامل ولا المقاومة المفتوحة. إيران كما اعتادت تفاوض لأخذ ما يمكنها وليس لما تريده بعد كل هذه الاستثمارات الضخمة. تعمل إيران على «قضم» القرار الإسرائيلي بفرض شريط حدودي في الجولان يُنتج منطقة محايدة بعمق 40 كلم. واستناداً إلى الكلام الإسرائيلي فإن الشريط القائم الآن يراوح عمقه بين 5 كلم عند شرقي دمشق – السويدا و20 كلم عند طريق دمشق – درعا وليس 40 كلم كما أشيع. لذلك فإن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت زار بلجيكا سراً يرافقه وفد رفيع من الجنرالات حيث التقى قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال كيرتس سكاباروتي وتباحث معه حول «الشريط الحدودي» الذي يُبعد إيران عن إسرائيل.

إيران تجد نفسها محشورة في نقطتين: جدولة تنفيذ الشريط الحدودي الخالي من وجودها مباشرة أو عبر ميليشياتها، وإمكانية خسارتها لوجودها في سوريا حيث لا نصير لها سوى «النظام الأسدي»، لذلك تثبت وجودها عبر الجيش السوري. فقد كشفت إسرائيل أنّ إيران تبني قاعدة عسكرية دائمة ومهمة داخل منشأة عسكرية سورية في منطقة الكسوة إلى الجنوب من دمشق وعلى بعد 50 كلم من الجولان (تأخذ في حساباتها قيام الشريط الحدودي بعمق 40 كلم)، كما تؤشّر المعلومات غير المنشورة إلى أنه يجري بسرعة بناء شقق من طابقين للإيرانيين في كلّ من: بيت زنتوت شرق القرداحة، والرومية جانب الصلنفه ودير شميل وأن العدد الإجمالي للشقق هذه هو حوالى 60 شقة. إلى جانب هذا، فإنّ إيران، وكما اعتادت، ستضغط حيث يمكنها في لبنان واليمن والعراق. هذه سياستها: استثمار كل الدوائر في المفاوضات العملية والسرية، وصولاً إلى تحسين موقعها ومكاسبها.

كل هذا يؤكد أن ربع الساعة الأخير طويل ومليء بالمواجهات ودائماً على حساب الشعب السوري.

 

القوة والضعف لدى الشرعية والانقلابيين في اليمن

د. عبد العزيز بن عثمان بن صقر/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/17

يظل الوضع في اليمن محل غموض وتشويش من جانب دول لها مصالح وأجندات، عبر توظيف الإعلام، وبخاصة في الغرب لنقل صورة غير واقعية لتحقيق أهدافها بالتأثير على الرأي العام وصانع القرار في الدول الأجنبية، بغرض التغطية على جرائم الانقلاب وإيران، لتحويل اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة مع المملكة العربية السعودية خاصة، ودول الخليج والدول العربية عامة. الحقيقة المجردة تقول إن في اليمن صراعاً داخلياً، ومحركاً خارجياً يدير الصراع وهو إيران، وطرف دولي يغذي هذا الصراع، سواءً بالصمت وعدم التدخل، أو بالتراخي في التعامل مع الأزمة، ودول مجاورة لليمن تحاول الدفاع عن نفسها حين أصبح أمنها القومي تحت تهديد ميليشيات عقائدية مسلحة مدعومة من الخارج. وفي خضم هذه الأزمة يتجلى الصراع بين الشرعية، والانقلابين، ولكل طرف من الجانبين الكثير من الأوراق، أو مزايا نسبية؛ الأمر الذي أدى إلى إطالة أمد الأزمة المستعرة منذ انقلاب الحوثي - صالح على الدولة اليمنية، والاستيلاء على السلطة بالقوة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، وهذا ما سنتعرض له في هذا المقال. الشرعية في اليمن تمتلك الكثير من الأوراق؛ منها: اعتراف المجتمع الدولي بها وعبر قرارات مجلس الأمن، وتحظى بالشرعية الدستورية اليمنية ومرجعيات المرحلة الانتقالية، ولها قاعدة شعبية على الأرض تجسدها الكتل البشرية في كبريات المدن اليمنية. كما أنها تحظى بتأييد ودعم دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومساندة قوات التحالف العربي، وتكمن عناصر قوة الشرعية أيضاً في رفض الغالبية العظمى من اليمنيين للانقلاب، ورفضهم تدخل إيران في شؤونهم الداخلية، وتمسكهم بهويتهم وثقافتهم العربية والإسلامية، ومذهبهم حيث الأغلبية من أهل السنة وعلى مذهب الإمام الشافعي، ورفضهم التغيير الثقافي الإجباري الذي تفرضه جماعة الحوثي وهي أقلية صغيرة ضمن أقلية، إضافة إلى أن للشرعية عناصر عسكرية أو الجيش الوطني الموجود على الأرض، والذي يحظى بدعم شعبي ودعم التحالف. كما أن الحكومة الشرعية تضم عناصر يمنية وطنية معروفة للشعب اليمني ومشهود لهم بالكفاءة والخبرة في إدارة شؤون الدولة، ولهم احترامهم في الخارج، وأيضاً للشرعية سفراء في دول العالم.

في المقابل، هناك نقاط ضعف في الشرعية اليمنية لا يمكن الاستهانة بها أو التقليل من تأثيرها، ومنها: بقاء القيادة والحكومة الشرعية خارج اليمن، وعدم استطاعتها إدارة الأزمة على الأرض في بعض المناطق المحررة؛ مما جعلها تبدو وكأنها عاجزة عن ممارسة السلطة، وهذا أثر سلباً على ثقة الشعب اليمني في حكومته، إضافة إلى أن الحكومة ومعها التحالف لم تنجح في إدارة الملف الاقتصادي والمالي وظلت ميليشيات الحوثي - صالح، تسيطر على الأوضاع الاقتصادية والمالية، وهذا ما ينطبق على ملف مكافحة الإرهاب، الأمر الذي استغلته ميليشيات الانقلاب لصالحها في إخافة المجتمع الدولي، كما أن إطالة أمد الانقلاب جعل المجتمع الدولي يتكيف إلى حد ما مع الوضع القائم، في حين لم تضع الشرعية ومعها التحالف العربي آلية واضحة ترسم حدود الشراكة بينهما في الحرب القائمة؛ الأمر الذي جعل ثمة من الارتباك بين الشركاء، كما أن إعلام الشرعية يبدو ضعيفاً ومرتبكاً وغير منظم وغير مؤدلج، عكس الإعلام الحوثي أو بالأحرى الإعلام الإيراني الذي يروّج لحقائق مغلوطة واستخدام مزاعم قتل الأطفال وحقوق الإنسان ذرائع لتشويه الحقائق وقلب الموائد.

بينما تبدو نقاط قوة الانقلابين في بعض المظاهر؛ منها الترويج لمفهوم حرب الأعداء من الخارج لحشد الشعب اليمني خلف الانقلاب، والاستفادة من تراخي المجتمع الدولي وتذبذب مواقفه تجاه الشرعية، واستثمار عدم قدرة إدارة الرئيس عبد ربه منصور هادي في بناء سياسات مستقلة بمعزل عن الدعم الخليجي، واصطياد قوى الانقلاب أخطاء قوات التحالف في إدارة العمل العسكري، وتضخيمها واستخدامها وقوداً للآلة الإعلامية لقوى الانقلاب وإيران، واستطاعت قوى الانقلاب أيضاً أن يكون لها غطاءٌ من بعض أبناء القبائل التي كانت تابعة لنفوذ الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وبما لديهم من مخزون سلاح ومقاتلين لديهم خبرات ميدانية على الأرض اليمنية وطبيعتها الصعبة، إضافة إلى اتباع قوات الانقلاب حرب العصابات وليس الحرب النظامية، ومن ثم استطاعت ميليشيات الانقلاب الاستفادة من إمكاناتها العسكرية المحدودة مقارنة بقوات التحالف مستغلة الطبيعة الجغرافية الوعرة في إطالة أمد الحرب رغم التفوق العسكري لقوات التحالف.

ومع ذلك، تظل نقاط الضعف قوية في جسد الانقلاب، وتتمثل في: عدم القدرة على تغيير الواقع السياسي في الدولة اليمنية، وفشلهم في إدارة الأمن والخدمات وتوفير متطلبات المواطن، وعدم تمكنهم من ضمان الاعتراف الدولي والإقليمي بالحكومة التي شكلتها قوى التمرد، وفقدانهم الجزء الأكبر من أراضي الدولة اليمنية، وعدم الوفاق بين جناحي صالح والحوثي، والصراع على إدارة شؤون المناطق التي تستحوذ عليها قوى الانقلاب، وظهور الحوثيين بأنهم جماعة طائفية محسوبة على إيران ومدعومة منها؛ ما جعلها جماعة غريبة ومنبوذة، وعزز من ذلك ظهور جماعة الحوثي بأنها تجيد الحرب ولا تجيد السياسة، كما أن خطابها المنغلق المرتكز على البعد الطائفي حاصرها في إطار ضيق وجعلها من دون حلفاء موثوقين، وجعل أبناء القبائل يبحثون عن حلفاء للتخلص من الانقلاب الذي قوّض سلطتهم، ويأخذ اليمن إلى نظام الولي الفقيه ويلغي دور القبيلة المترسخ منذ القدم في اليمن.

وعليه، فإن القوى اليمنية، سواء الشرعية أو الانقلابية مبعثرة بين نقاط القوة والضعف، وإن كانت نقاط ضعف الانقلاب تذهب إلى المزيد من التصاعد، ومن ثم الاضمحلال والفشل، بينما نقاط قوة الشرعية أكثر رسوخاً إذا ما تمت الاستفادة منها والبناء عليها وتلافي نقاط الضعف.

لكن إذا استمرت نقاط الضعف والقوة في الشرعية والانقلاب كما هي سوف يطول أمد الحرب وعدم تحقيق الحسم العسكري، ومن ثم إطالة معاناة اليمنيين، ويكون الخاسر هو الشعب اليمني، ويكون المستفيد هو إيران التي تريد استمرار الحرب، وإشغال وإشعال منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية في حرب داحس والغبراء جديدة، بينما تظل هي تعبث بأمن سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتناور وتساوم القوى الكبرى لتحقيق مصالحها على حساب الاستقرار في منطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عامة؛ لذلك على المجتمع الدولي حسم أمره بتأييد الشرعية، وعلى الشرعية إعادة النظر في سياساتها وتركيبتها حتى تقود الشعب اليمني إلى إنهاء الانقلاب.

* رئيس {مركز الخليج للأبحاث}

 

الأمم المتحدة هي القادرة على عقد الانتخابات السورية الحقيقية

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/17

خرج علينا البيان الأميركي الروسي المشترك بشأن سوريا، والصادر يوم السبت الماضي، بنبأ سار ومثير للاهتمام؛ إذ اتفق الطرفان على «ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة، ووفق أعلى معايير الشفافية الدولية مع مشاركة كافة أطياف الشعب السوري، بما في ذلك أعضاء من السوريين المهاجرين في الخارج من المؤهلين للمشاركة في الانتخابات». ولا تزال الانتخابات السورية تبدو للكثيرين من قبيل الأمنيات المتفائلة، لكن حقيقة أن الخصمين العالميين الكبيرين يتفقان على تأييد إشراف الأمم المتحدة للانتخابات في سوريا هو من إشارات الأمل البراقة، وليست لأجل سوريا فحسب.

وعبارة «إشراف الأمم المتحدة» ليست من العبارات التي يمكن استخدامها على نحو غير جاد في ذلك السياق؛ فمنذ عام 1989، عندما عاونت الأمم المتحدة ناميبيا على إجراء أول انتخابات وطنية فيما بعد الاستعمار، وفّرت المنظمة الدولية المساعدات الانتخابية لأكثر من 100 دولة بعد ذلك. وكانت أغلب مشروعات الأمم المتحدة مقصورة على المساعدات الفنية، فعلى سبيل المثال، في العراق عام 2005، وفّرت الأمم المتحدة المستشارين إلى اللجنة المحلية للانتخابات، وعملت على تنسيق المساعدات الدولية الهادفة لإجراء الانتخابات – غير أن الأمم المتحدة لم تلعب دوراً إشرافياً أو تنظيمياً مباشراً في هذه الانتخابات. وبعض البعثات، كما كان الحال في نيكاراغوا عام 1990، وأنغولا في عام 1992، وجنوب أفريقيا في عام 1994، كانت مكلفة التحقق من نتائج الانتخابات. وفي حالتين اثنتين، كما في انتخابات كمبوديا لعام 1992 – 1993، وتيمور الشرقية لعام 1999 - 2002، عملت الأمم المتحدة بشكل فعلي على تنظيم وإجراء الانتخابات الوطنية. غير أنها لم تشرف فعلياً على أي انتخابات منذ انتخابات ناميبيا المشار إليها.

وفي حالة انتخابات عام 1989، كانت ناميبيا خاضعة لسيطرة جنوب أفريقيا، وكانت الأخيرة ضالعة في صراع مسلح مع منظمات التحرير الوطني. وكانت السلطات في جنوب أفريقيا هي التي نظمت العملية الانتخابية في البلاد، وكانت إدارة الأمم المتحدة تراقب تحركات العملية على طول الطريق، وساعدت في صياغة القواعد، وكانت تحظى بقوة حق النقض (الفيتو) على منظمي الانتخابات. وبلغت نسبة الإقبال في هذه الانتخابات نحو 96 في المائة، وفازت منظمة «سوابو»، وهي أكبر منظمات التحرير الوطني آنذاك، بنسبة 57 في المائة من التصويت؛ مما أسفر عن إعلان استقلال ناميبيا، غير أنها منحت الحزب المدعوم من جنوب أفريقيا عدداً كافياً من المقاعد في البرلمان لضمان مشاركته في صياغة دستور البلاد الجديد.

وكانت التجربة تشكل نجاحاً كبيراً للأمم المتحدة. وكذلك كانت تجربتها في الانتخابات التي نظمتها بالكامل في كمبوديا (بعد حكم الخمير الحمر الدموي المريع، الذي دعا أنصاره إلى مقاطعة الانتخابات، وحاول منع التصويت في بعض أجزاء البلاد)، ثم في تيمور الشرقية بعد فترة وجيزة من إعلانها الاستقلال عن إندونيسيا. أما بعثات دعم الانتخابات التابعة للأمم المتحدة ذات التفويضات المحدودة والميزانيات الضئيلة قد فشلت في بعض الأحيان – على سبيل المثال، في أنغولا عام 1992، حيث استؤنفت الحرب الأهلية هناك بعد وقت قصير من انتهاء الانتخابات، أو في هايتي عام 1990 – 1991، التي وقع فيها انقلاب على السلطة بعد 8 أشهر من انعقاد الانتخابات الرئاسية.

بيد أن الحالة السورية تتسم بخصوصية مختلفة. فما من أحد يتوقع أن الأمم المتحدة سوف تنظم انتخابات وطنية ذات مغزى هناك؛ نظراً لتشرذم الكثير من سكان سوريا، البالغ عددهم 22 مليون نسمة قبل اندلاع الحرب، بين مختلف دول العالم بسبب الصراع. وتقول المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة: إن 5.3 مليون مواطن سوري قد نزحوا إلى الدول المجاورة بسبب الحرب الأهلية، وهناك نحو 3 ملايين مواطن سوري في تركيا وحدها، مع انتشار عدد كبير من المواطنين الآخرين في مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأغلب هؤلاء الناس يعيشون الآن في مخيمات للاجئين معروفة تماماً للأمم المتحدة. وعلاوة على ذلك، هناك ما يقرب من مليون لاجئ سوري مسجلين في أوروبا، ونحو ثلثي هذا العدد يعيشون في ألمانيا والسويد. وإن قُدر للاجئين العودة إلى بلادهم في أي وقت من الأوقات، عليهم أن يتمتعوا بالقدرة على التصويت لصالح مستقبل بلادهم. بيد أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد غير قادرة على تنظيم التصويت الأجنبي، ومن المؤكد أنها سوف تعارض حق اللاجئين في التصويت؛ نظراً لأن الكثير من هؤلاء المواطنين قد فروا من نظام حكم الأسد بالأساس.

ومن المفيد عادة أن تتقبل كافة أطراف الصراع المدني نتائج الانتخابات قبل إجراء التصويت، وذلك ما جرى من قبل في ناميبيا. أما سوريا، ومع الكثير من الجهات المتناحرة المختلفة، قد لا تبلغ هذا المستوى من التوافق أبداً – غير أن الإشراف المباشر من قبل الأمم المتحدة من شأنه أن يقنع أغلب أطراف الصراع بقبول التصويت ومحاولة العثور على وسيلة ما للحض على التعاون، وأولئك الذين ينفضون أيديهم عن ذلك سوف يصنفون بالمنبوذين دولياً.

ومن المهم انخراط المنظمة الدولية في تلك الانتخابات بأكثر مما كان عليه الأمر في العراق وأفغانستان، حيث ظلت الديمقراطية هناك هشة للغاية، وأقل من أن توصف بالشمولية، وذلك بسبب أن الأمم المتحدة لعبت هناك دوراً استشارياً فحسب؛ ففي الانتخابات الرئاسية الأفغانية لعام 2004، فاز المرشح المؤيد من الولايات المتحدة، حميد كرزاي، بالمنصب في خضم احتيال انتخابي واسع النطاق، وتم الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية في العام التالي في وقت لاحق عن الميعاد الرسمي المقرر لإعلانها بسبب قضايا تتعلق بالاحتيال. ومع أقل مما يوصف بأنه الإجازة الأممية على نتائج الانتخابات، فإن ذلك التصويت لا يملك قدراً معتبراً من المشروعية. أما بالنسبة لنظام بشار الأسد، رغم كل شيء، فإنه قد يجازف بفقدان آخر بطاقات الدعم الدولي إن رفض الموافقة على التصويت تحت إشراف الأمم المتحدة في البلاد؛ الأمر الذي يؤيده الآن فلاديمير بوتين حليفه الوثيق.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها المناقشات بشأن إجراء الانتخابات السورية تحت إشراف الأمم المتحدة، فلقد ذُكرت من قبل في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، القرار الذي أشار إليه البيان الأميركي - الروسي المشترك. غير أن هذا القرار، الذي صدر في ديسمبر (كانون الأول) لعام 2015، أعرب فقط عن «دعم» إجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة في غضون 18 شهراً تحت مظلة الدستور السوري الجديد. ولقد جاء هذا الموعد النهائي وانقضى، ولم يتم اعتماد أي دستور جديد في سوريا بطبيعة الحال. ومما يبعث على التشجيع، رغم ذلك، أن الرئيسين الأميركي ترمب والروسي بوتين لا يزالان يحبذان منح الأمم المتحدة دورها المهم في الانتخابات السورية المستقبلية، في أي وقت تنعقد فيه تلك الانتخابات.

ومن المؤكد أنه سوف يعتبر تدخلاً في الوقت المناسب من جانب الأمم المتحدة، التي كان نفوذها في طريقه إلى الزوال في الآونة الأخيرة مع إعراب إدارة الرئيس ترمب عن شكوكها حول فائدته. ومن شأن ترتيبات التسوية السورية أن تعكس الأمر بالنسبة لتراجع دور الأمم المتحدة هناك. وينبغي على المنظمة الدولية السعي إلى تفويض أممي أوسع نطاقاً وتمويل كافٍ ووافٍ. ويمكن أن يساعد الدور الأممي أيضاً في بناء قضية راسخة لأجل مهمة حفظ السلام في شرق أوكرانيا؛ إذ وافقت روسيا، وأوكرانيا مع حلفائها الغربيين على الفائدة التي تشكلها مثل هذه المهمة، غير أنهم اختلفوا بشأن كيفية عملها. وقد دافعت أوكرانيا والولايات المتحدة عن وجود قوة أممية لحفظ السلام على الحدود الروسية - الأوكرانية، في حين أن روسيا ترغب منفردة في اضطلاع قوة حفظ السلام بمهمة حراسة المراقبين الدوليين الوافدين من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. ومن شأن المقترح بإشراف الأمم المتحدة على الانتخابات، أو حتى التنظيم المباشر للانتخابات كما كان الحال في كمبوديا، أن يكسر حالة الجمود الراهنة، ومن شأنه التخفيف من حدة المعارضة الأوكرانية لإجراء أي نوع من الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الموالية لموسكو، ومن شأنه كذلك تغيير الرأي الروسي إزاء حراسة قوات حفظ السلام لمراكز الاقتراع بدلاً من القيام بمهمة دوريات مراقبة الحدود بين البلدين. لا يقترح من أحد هذا الحل في الوقت الراهن، غير أن نجاح الأمم المتحدة في سوريا سوف يعتبر منطلقاً منطقياً يدفع بمختلف الأطراف في هذا الاتجاه. ويمكن للمرء الأمل فقط في أن يعني كل من ترمب وبوتين - اللذين لا يعوّلان كثيراً على التمسك بالمواقف المعرب عنها علانية – الأمر حقاً عندما عرجا على ذكر الإشراف الأممي على الانتخابات السورية في بيانهما المشترك الأخير.

* بالاتفاق مع {بلومبيرغ}

 

وثيقة سرية عن مراسلة بين الجبير ومحمد بن سلمان/الصلح مع إسرائيل والغاء حق العودة وتدويل القدس

حل النزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي سيفتح المجال أمام التعاون الأمني والتجاري بين العرب واسرائيل (أرشيف)

لندن ـ الأخبار/14 تشرين الثاني/17

حصلت «الاخبار» من مصادر خاصة على وثيقة سرية صادرة عن وزارة الخارجية السعودية، هي عبارة عن رسالة موجهة من وزير الخارجية عادل الجبير إلى ولي العهد محمد بن سلمان. وفيها خلاصة مباحثات وتوصيات حول مشروع إقامة علاقات بين السعودية وإسرائيل، استناداً إلى ما أسماه اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. الوثيقة التي يُكشف النقاب عنها للمرة الأولى، تثبت كل ما سرّب ويجري التداول فيه منذ زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى السعودية في أيار الماضي، حول انطلاق مساع أميركية لتوقيع معاهدة صلح بين السعودية وإسرائيل. وما تلى ذلك، أيضاً، من معلومات عن تبادل زيارات بين الرياض وتل أبيب، وأهمها زيارة ولي العهد السعودي الى الكيان الصهيوني. الوثيقة تكشف حجم التنازلات التي تنوي الرياض تقديمها في سياق تصفية القضية الفلسطينية، وهاجسها الحصول في المقابل على عناصر قوة ضد إيران والمقاومة وعلى رأسها حزب الله.

وفي ما يأتي نص الوثيقة:

«المملكة العربية السعودية

وزارة الخارجية

عاجل جداً .. وسري للغاية

صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ــــ حفطه الله

أتشرف بأن أرفع إلى سموكم مشروع إقامة العلاقات بين المملكة ودولة إسرائيل استناداً إلى اتفاق الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تمت مناقشته مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بناءً على توجيهكم السامي الكريم:

إن المملكة العربية السعودية هي مهبط وحي الإسلام، وأرض الحرمين الشريفين، ويتّجه أكثر من 1,6 مليار مسلم نحو مكة المكرمة خمس مرات في اليوم في صلواتهم، ولها تأثير كبير وقوة ديبلوماسية تضفي المصداقية للمساعي نحو السلام.

مواجهة إيران بزيادة العقوبات المتعلّقة بالصواريخ الباليستية وإعادة النظر في الاتفاق النووي

والمملكة كانت تعهدت في اتفاق الشراكة الإستراتيجية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أي مسعى أمريكي ــــ سعودي هو مفتاح النجاح، حيث أن السعودية هي الدولة الأمثل في العالمين العربي والإسلامي لحشد الآخرين نحو حل، ولا يمكن لأي حل للقضية الفلسطينية أن يكتسب الشرعية ما لم تدعمه المملكة العربية السعودية، كونها قبلة المسلمين.

إن تقارب المملكة العربية السعودية مع إسرائيل يتضمن مخاطرة من قبل المملكة تجاه الشعوب الإسلامية، لما تمثله القضية الفلسطينية من مكانة روحية وإرث تاريخي وديني. ولن تُقدم المملكة على هذه المخاطرة إلا إذا شعرت بتوجه الولايات المتحدة الصادق ضد إيران، التي تقوم بزعزعة استقرار المنطقة من خلال رعايتها للارهاب، وسياساتها الطائفية، وتدخلها في شؤون الغير، وخصوصا ان هذا السلوك الإيراني قد أدانه العالم الإسلامي بالإجماع بشكل رسمي خلال مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مدينة اسطنبول في شهر ابريل 2016.

وبناء على ذلك، فإن مشروع السلام الذي تقترحه المملكة يقوم على الآتي:

أولاً: إن أي تقارب بين المملكة وإسرائيل مرهون بتكافؤ العلاقة بين البلدين، فعلى المستوى العسكري تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط مما يمنحها عامل التفوق في توازن القوى إقليمياً، وبناء على ذلك فإنه ينبغي السماح للمملكة امتلاك مثل هذه المقومات الردعية أو تجريد إسرائيل منها.

ثانياً: ستسخر المملكة العربية السعودية قدراتها الدبلوماسية وعلاقاتها السياسية مع السلطة الفلسطينية ومع الدول العربية والاسلامية لتسهيل إيجاد الحلول المعقولة والمقبولة والمبتكرة بشأن القضايا المختلف عليها في البنود المتضمنة في المبادرة العربية للسلام التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية، ومن خلال تبني الولايات المتحدة للمبادرة بطرح الحلول الإبداعية للمسألتين الرئيستين، وهما مدينة القدس، واللاجئين الفلسطينيين، كالآتي:

اتفاق المبادئ

الرئيسية يتبعه لقاء بين وزراء الخارجية ثم قمة بدعوة من ترامب

1 ــــ اخضاع مدينة القدس للسيادة الدولية، من خلال تبني مشروع بيل لعام 1937 ومشروع الأمم المتحدة لعام 1947 حول القدس، وهما مشروعان دوليان للتقسيم قد أوصيا بعدم ضم المدينة للدولتين اليهودية والعربية المقترح اقامتهما ووضع المدينة تحت السيادة الدولية، ونصّ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (181) الصادر في 29/11/1947 القاضي بتقسيم فلسطين على إخضاع مدينة القدس لنظام دولي خاص تدار بموجبه من جانب الأمم المتحدة وأن يقوم مجلس الوصاية بتعيين مسؤوليات الجهة المديرة للمدينة وواجباتها ونص مشروع التدويل على عدم جواز اتخاذ أي طرف من الأطراف المتنازعة القدس عاصمة له.

2 ــــ أما عن قضية اللاجئين الفلسطينيين فتؤكد السعودية سعيها لتوطينهم حيث هم، فمن الممكن للمملكة الاسهام بدور إيجابي إضافي في حل قضية اللاجئين من خلال دعم اقتراحات مبتكرة وجريئة مثل:

ــــ إلغاء توصية جامعة الدول العربية الذي لايزال سارياً منذ خمسينيات القرن الماضي، والداعية بعدم تجنيس الفلسطينيين بجنسية أي بلد عربي.

ــــ بذل الجهود لتوزيع اللاجئين الفلسطينيين على البلدان العربية واعطائهم جنسياتها وتوطينهم فيها.

ثالثاً: اقترحت المملكة في اتفاق الشراكة مع الرئيس ترامب أن السعودية والولايات المتحدّة يحتاجان للتوصّل إلى اتفاق حول المبادئ الرئيسية للحل النهائي، ويتبع ذلك لقاء بين وزراء الخارجية في المنطقة بدعوة من الولايات المتحدّة بهدف الوصول للقبول من الأطراف حول هذه المبادئ. يدعو الرئيس ترامب بعد ذلك قادة من المنطقة لتبني هذه المبادئ، وتبدأ المفاوضات بعد ذلك على الاتفاق النهائي.

تعاون استخباري مكثّف في محاربة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرّات المدعوم من إيران وحزب الله

رابعاً: إن الدور الأكثر فاعلية للسعودية هو أن تدعم وتحشد الآخرين نحو حل يحقق عصراً جديداً من السلام والازدهار بين إسرائيل ودول العالم العربي والاسلامي.

وفي مستهلّ تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لن يكون التطبيع مقبولاً للرأي العام في العالم العربي. لكن السعودية ترى أن انسجام التقنيات الإسرائيلية مع القدرات الاقتصادية لدول الخليج وحجم أسواقها، والطاقة البشرية العربية، سيطلق القدرات الكامنة للشرق الأوسط ويحقق الازدهار، والاستقرار، والسلام.

خامساً: إن الصراع الإسرائيلي ــــ الفلسطيني هو أطول صراع في المنطقة، وقد استخدمه المتطرفون لتبرير أفعالهم. كما شتّت انتباه الأطراف الفاعلة في المنطقة من التركيز على الخطر الرئيسي على المنطقة وهو إيران. إن حل هذا النزاع سيفتح المجال أمام التعاون الأمني، والتجاري، والاستثماري، وتعاون أكثر فاعلية في التصدّي لإيران. وعليه فالطرفان السعودي والإسرائيلي متفقان على الآتي:

1 ــــ المساهمة في التصدّي لأي نشاطات تخدم السياسات العدوانية لإيران في الشرق الأوسط.

 

القنوات اللبنانية خسرت الإعلانات... وربحت نفسها!

زينب حاوي/الأخبار/14 تشرين الثاني/17

المشهدية الإعلامية الجامعة، التي تكرّست منذ استقالة سعد الحريري من الرياض ـــ باستثناء محطة mtv (الأخبار 11/11/2017) ـــ وأظهرت خطاباً وطنياً موحداً، عادت وأكدته هذه القنوات أول من أمس. إذ قررت عدم نقل مقابلة الحريري مع الإعلامية بولا يعقوبيان، التزاماً بموقف رئيس الجمهورية ميشال عون، على اعتبار أن كل ما يصدر عن الحريري «لا يعكس الحقيقة» بحكم «الغموض المستمر في وضعه».قرار بدأ مع nbn، وانتهى بـ «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، ولو أنّ الأخيرة لم تصدر بياناً حول قرارها بعدم نقل المقابلة. بل إنّ قناة بيار الضاهر انتظرت اللحظات الأخيرة قبل بدء المقابلة، لتعلِم مشاهديها أن مسلسل «الحب الحقيقي» سيبث بعد نشرة الأخبار. لعلها سابقة في تاريخ التلفزيون اللبناني، أن تتوحد الشاشات المحلية ــ باختلاف أسباب هذه «الوحدة» ــ على مقاطعة بث مقابلة الحريري. ولعلها بذلك غامرت أيضاً بجمهورها، وحتى بمردود إعلاناتها، وهي تعلم علم اليقين بأن الأغلبية ستذهب إما الى «المستقبل»، أو الى mtv، لمشاهدة الإطلالة الأولى لسعد الحريري بعد صمت دام أكثر من أسبوع. غيبّت هذه القنوات نفسها عن الحدث، لكنها، حضرت بقوة ضمن الأخبار العاجلة على الهواتف المحمولة.

صحيح أنّ الحريري اختار الظهور على شاشة «المستقبل» بعدما تعرض للنقد بسبب ظهوره على «العربية» إبان إعلان استقالته، إلا أنّ mtv، اعتمدت على المقابلة، كأنها منجم من ذهب. توجهت في مقدمة نشرة أخبارها أول من أمس، الى من أسمتهم «خصوم الحريري»، لتسألهم: أي مسار سيسلكون بعد الإطلالة؟ وأي تعاط لهم مع الاستقالة من الآن وصاعداً؟ وأضافت أن قرار إنكار الاستقالة «ما عاد يصح اعتماده لحشر السعودية ووضعها موضع الخاطف». تصرفت قناة المر، على أنها «أم الصبي»، والوصية على لقاء الحريري التلفزيوني، فالصيت كان لـ «المستقبل»، كناقل أساسي للقاء، والفعل كان لقناة المر. الأخيرة وصفت المقابلة بـ «الاستثنائية». وقبل هذا الوصف الصاروخي، سرّبت القناة صورة قالت إنّها من داخل منزل الحريري، من المكان الذي ستجري فيه المقابلة. بعدها، تجنّد عدد من العاملين/ ات في القناة، على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما على تويتر، لحشد بروباغندا مؤيدة للرواية السعودية، بأن الحريري ليس رهينة أو سجيناً لدى السلطات السعودية. أعلنت جيسكا عازار بأن المقابلة «ستدحض كل الشائعات التي استهدفت الحريري منذ إعلان استقالته». ولم تلبث مع زملائها وزميلاتها، أن أعادوا تغريد كل موقف يصدر عن الحريري في المقابلة والتعليق عليه.

كذلك فعلت جويس عقيقي، التي «تصدّت» للرد على الانتقادات التي تعرضت لها هذه المقابلة، أبرزها التعليق على الرجل الذي ظهر خلف يعقوبيان، وهو يحمل ورقة للحريري. جزمت عقيقي بأن هذا الشخص هو مرافقه الخاص عبد عرب، من دون أن يكون هذا الأمر حقيقياً.

«ومن باب التنقير» على باقي المحطات، عبّرت عازار عن فخرها بانتمائها إلى محطة «تحترم رئيس الحكومة» عبر بثّ مقابلته. أرادت المذيعة النشيطة أن توجه رسالة الى باقي القنوات المقاطعة بأن ما فعلوه يقلل من احترامهم للحريري! لكن الواقع يظهر خلاف ذلك. هذه القنوات دأبت على مناشدة حقيقية بضرورة عودة الحريري، وأظهرت حرصاً تاماً (رغم الخصومة السياسية ربما مع الحريري) على سلامته الشخصية والعائلية أيضاً.

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر | HawiZeinab@

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ولايتي: تصريحات الحريري الاخيرة إملاءات سعودية

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - وصف مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، في تصريح ادلى به خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم للتحدث عن المؤتمر العالمي "لمحبي اهل البيت ومسألة التكفيريين" المقرر انعقاده في طهران نهاية الاسبوع القادم، "تصريحات رئيس الحكومة سعد الحريري الاخيرة بأنها إملاءات سعودية"، مؤكدا ان "الحريري لم يقل اطلاقا في لقائهما الاخير ان على ايران عدم التدخل في شؤون لبنان". وفي الرد على اتهامات الحريري، قال ولايتي:"لقد ذكر الحريري نقطة هي من املاءات السعوديين اذ صرح بانه قال خلال لقائه معي لا تتدخلوا في شوؤن لبنان في حين انه لم يتحدث بمثل هذا الكلام اساسا ولم تكن محادثاتنا حادة ومشوبة بالتهديد والتحدي. لقد تبين ان كلامه هذا جاء باملاءات السعوديين غير المستعدين لان يعيش لبنان الامن والاستقرار والصداقة بين الشعبين الايراني واللبناني". واضاف:"اننا لم نهدد الحريري وبحثنا في القضايا الجارية في المنطقة. لقد اراد التوسط بصورة ما بين ايران والسعودية ونحن اكدنا باننا لا مشكلة لنا مع السعودية ولكن ان يقوم السعوديون بقصف اليمن لاكثر من عامين وفرض الحصار عليه واصابة 700 الف بالكوليرا، هي قضايا لا علاقة لها بالسياسة ولابد من ان يتفاوضوا مع اليمنيين من اجل هذه القضايا الانسانية".

 

عون تبلغ من القناعي دعم امير الكويت لجهوده وتلقى اتصالا من ميركل وابرق الى روحاني ومعصوم معزيا: موقف لبنان واحد ومرتاح لردود الفعل الدولية

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017/وطنية - اكد امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، دعمه "للجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كي يتجاوز لبنان الظرف الدقيق الذي نتج عن اعلان رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري استقالته من الخارج"، مجددا "وقوف الكويت الى جانب سيادة لبنان واستقلاله وحريته". موقف امير الكويت نقله الى الرئيس عون سفير الكويت عبد العال سليمان القناعي، الذي زار قصر بعبدا قبل ظهر اليوم وعرض مع رئيس الجمهورية "الاوضاع العامة، في ضوء التطورات الاخيرة"، كما تناول البحث "العلاقات الثنائية بين البلدين". ونقل السفير القناعي للرئيس عون "تحيات امير الكويت وتمنياته له بالتوفيق في معالجة الاوضاع الراهنة في لبنان"، مؤكدا "ترحيب الكويت باستقباله وفق التوقيت الذي يراه مناسبا". وقد حمل الرئيس عون تحياته الى الشيخ الصباح، شاكرا له "الدعم الذي تقدمه الكويت دائما للبنان وشعبه".

اتصال من ميركل

من جهة اخرى، تلقى الرئيس عون اتصالا هاتفيا من المستشارة الالمانية السيدة انغيلا ميركل، اكدت فيه متابعتها "للتطورات في لبنان، والتي نشأت بعد اعلان الرئيس الحريري استقالته"، منوهة ب"الدور الذي يلعبه الرئيس عون لايجاد حل لهذا الوضع".

واشارت ميركل الى "وقوف بلادها الى جانب لبنان، وانها تجري اتصالات مع الدول الاوروبية لمعالجة هذه الازمة انطلاقا من الحرص على سيادة لبنان واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية".

اللقاءات التشاورية

الى ذلك، واصل الرئيس عون لقاءاته التشاورية مع القيادات السياسية والاحزاب والهيئات والتجمعات، فالتقى في هذا السياق، وفدا ضم لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، ووفد "تجمع اللجان والروابط الشعبية"، رئيس "التجمع الشعبي العكاري" النائب السابق وجيه البعريني، والرئيس السابق لبلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري. وعرض رئيس الجمهورية آخر التطورات المتصلة باعلان الرئيس الحريري استقالته، مجددا التأكيد على "ان موقف لبنان من هذه المسألة واحد ويعكس ارادة وطنية جامعة تجلت من خلال المواقف التي صدرت ولا تزال عن القيادات السياسية والروحية اللبنانية". واشار الى ان "عودة الرئيس الحريري الى بيروت، كما اعلن في مقابلته التلفزيونية ستفسح في المجال امام مناقشة الاسباب والظروف التي رافقت اعلان الاستقالة ليبنى على الشيء مقتضاه". واعرب الرئيس عون عن ارتياحه "لردود الفعل الدولية المؤيدة لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة اراضيه وقراره الوطني الحر وعدم التدخل في شؤونه".

مفتي جبيل

وفي قصر بعبدا، مفتي بلاد جبيل الشيخ غسان اللقيس مع وفد، ضم، القاضي الشيخ الدكتور محمد النقري، الدكتور طارق صادق والشيخ احمد اللقيس، الذين اطلعوا الرئيس عون على مداولات المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان "بناء السلام تحد امام المسيحية والاسلام" والذي شاركت فيه شخصيات روحية بينها مطران اسبانيا.

برقيتا تعزية

من جهة اخرى، ابرق الرئيس عون الى رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ حسن روحاني والرئيس العراقي فؤاد معصوم معزيا ب"ضحايا الهزة الارضية التي ضربت الحدود العراقية-الايرانية قبل ايام".

 

بري عزى القيادتين الإيرانية والعراقية بضحايا الزلزال الصفدي: متمسكون بعودة الحريري

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري مع زواره، آخر المستجدات المتعلقة بالأزمة الراهنة، واستقبل بعد الظهر في عين التينة، النائب محمد الصفدي الذي قال: "زيارتي اليوم للرئيس بري هي لإطلاعه على رأي أكثرية أهل طرابلس. الرأي السائد اليوم في طرابلس والشمال هو التمسك بعودة الرئيس الحريري والتمسك بأن يعود لتشكيل الحكومة في حال أصر على الإستقالة، فإذا أصر على ذلك فإن مطلبنا ان يؤلف الحكومة الجديدة، ولكن نتمنى ان يعود عن الإستقالة المنقوصة التي حصلت ويبقى رئيس حكومة لبنان. هذا ما أحببت ان انقله لدولة الرئيس بري".

وردا على سؤال قال: "نحن نتمنى ان تكون عودة الرئيس الحريري قريبة جدا، ولكن هذا الأمر لا نستطيع ان نجزم به".

الحكيم

وكان الرئيس بري استقبل ظهرا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الأمين التنفيذي للاسكوا الدكتور محمد علي الحكيم.

شمعون

كما استقبل سفيرة لبنان في الأردن تريسي شمعون.

يوسف

ثم استقبل النائب غازي يوسف وعرض معه للاوضاع الراهنة.

برقيات

من جهة اخرى، أبرق الرئيس بري الى مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي معزيا بضحايا الزلزال الذي ضرب إيران، ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى.

كما بعث ببرقيتين مماثلتين الى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني.

كذلك أبرق الى المرجع الشيعي السيد علي السيستاني معزيا بضحايا الزلزال الذي ضرب المنطقة الحدودية العراقية، ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى.

وبعث برقيات مماثلة الى الرئيس العراقي فؤاد المعصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.

 

الدائرة الاعلامية في القوات: القوات أشادت مرارا وتكرارا بموقف الرئيس عون

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - نفت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" في بيان، "جملة وتفصيلا ما ورد في احد الموقع الالكترونية، من ان "القوات تصر على اعتبار خطوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في عدم قبول استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في غير محلها الدستوري"، وتؤكد أن "القوات" أشادت مرارا وتكرارا بموقف الرئيس عون، في سعيه إلى التريث وعدم الذهاب الى استشارات نيابية، ريثما تنجلي الأمور على غرار ما انجلت عليه في إطلالة الحريري الأخيرة، وانتظار عودته من أجل ان يبنى على الشيء مقتضاه".

 

كتلة المستقبل نوهت بزيارة الراعي الى السعودية: الاولوية لعودة الحريري

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها في "بيت الوسط"، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الاوضاع الراهنة من مختلف جوانبها، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب محمد الحجار، شددت فيه الكتلة على أن "الأولوية في مناقشاتها واجتماعاتها هي عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، حيث أنها والشعب اللبناني بانتظاره من اجل الإسهام في انتظام الأمور في لبنان لاستعادة التوازن على الصعيدين الداخلي والخارجي وليحقق بالتالي انطلاقة جديدة نحو آفاق واعدة لما فيه مصلحة اللبنانيين جميعا".

وإذ أشارت الى أنها "في هذا الظرف الصعب، أشد ما تكون إيمانا وتصميما على أهمية عودة جميع اللبنانيين إلى التمسك بالمبادىء التي يقوم عليها استقرار لبنان والتي بها تتعزز طمأنينة أبنائه وأمنهم وأمانهم وعيشهم المشترك"، أكدت على "أهمية التمسك بالثوابت الوطنية الاساسية وفي مقدمها رسالة العيش المشترك الاسلامي المسيحي وكذلك أهمية إعادة الاعتبار والاحترام للدستور واتفاق الطائف والبيان الوزاري الذي يتضمن تحييد لبنان عن صراعات المنطقة والذي يؤكد على اعتماد سياسة النأي بالنفس والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".

كما شددت على موقفها "الثابت باستعادة الاعتبار والاحترام لفكرة الدولة القادرة والعادلة، وضرورة بسط سلطتها على كامل أراضيها، وضرورة الالتزام بالقرارات الدولية وأولها القرار 1701 واستكمال تنفيذه بكل مندرجاته، بحيث يكون للدولة، وكذلك لقواها الامنية الشرعية العاملة تحت سلطتها الدور الأساس والوحيد وباعتبارها صاحبة الحق الحصري بحماية اللبنانيين وحفظ أمنهم وامانهم وسلامتهم وتعزيز الاستقرار والنمو والازدهار لديهم".

 

ريفي عبر تويتر: زيارة الراعي الى السعودية تؤكد العيش المشترك ومواقفه تمثل الجميع

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 / وطنية - غرد الوزير السابق أشرف ريفي عبر "تويتر"، ورأى أن "زيارة البطريرك الراعي المملكة العربية السعودية خطوة كبيرة تعزِّز العلاقة التاريخية بين لبنان والمملكة، وتؤكد العيش المشترك كنموذج يحتذى، ومواقف غبطته تمثِّل جميع اللبنانيين المؤمنين بوطن الرسالة".

 

القصر الجمهوري فتح لليوم الثاني أبوابه للوفود الطالبية عشية ذكرى الاستقلال

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 /وطنية - فتح القصر الجمهوري، لليوم الثاني على التوالي، أبوابه امام الوفود الطالبية من مختلف المدارس اللبنانية، جريا على تقليد وطني لمناسبة ذكرى الاستقلال.

وفي هذه المناسبة، تقاطر الطلاب قبل ظهر اليوم من مختلف المناطق لزيارة قصر بعبدا، حيث جالوا في أرجائه واستمعوا الى شروحات عن تاريخه وقاعاته، كغرفة الصحافة وقاعة "22 تشرين الثاني"، وقاعة "25 ايار" وصالون السفراء وقاعة مجلس الوزراء التي جلس فيها التلامذة مكان الوزراء، وتحدثوا عن آمالهم والمشاريع التي يطمحون الى تحقيقها للبنان وشعبه، ولا سيما تلك المرتبطة بتأمين التعليم المجاني للجميع ومساعدة الفقراء وضرورة المحافظة على بيئة لبنان ونظافته وتشجيع صناعته والاهتمام بمنتجاته الزراعية. وعبر الطلاب عن شكرهم للرئيس عون على اتاحة الفرصة لهم لزيارة القصر الجمهوري للمرة الاولى، كما عن شكرهم "للجيش اللبناني على حماية لبنان والدفاع عنه من الارهابيين"، آملين "بوطن آمن ومستقر وبعودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى لبنان".

وتم في كل محطة من محطات الجولة التقاط الصور التذكارية للوفود التي أدت النشيد الوطني وأغاني وطنية، ملوحة بالاعلام اللبنانية، كما شاركت في نشاطات تثقيفية وتوعوية تعرفت من خلالها الى رئاسة الجمهورية وتاريخ لبنان ولاسيما مرحلة استقلاله، إضافة الى معلومات عن جغرافيته وعن الجيش اللبناني، وعن السيرة الذاتية للرئيس عون وأهم اقواله، وأهم الرسامين اللبنانيين، والتنوع البيولوجي للبنان وثروته الحرجية. وشارك الطلاب ايضا في نشاطات تعرفوا من خلالها الى حقوق المرأة اللبنانية وسبل تمكينها من توسيع مشاركتها في الحياة السياسية والمهنية، كما اطلعوا في الموازاة على واجباتهم في المحافظة على السلامة المرورية وعلى قانون السير ووضعوا نظارات Lunettes de Simulation تحاكي حالة الانسان تحت تأثير الكحول والمخدرات. واعاد الطلاب من جهة ثانية، احياء التراث والتقاليد اللبنانية عبر تجربة حياكة النول وصناعة سلال من القصب.

وحرص رئيس الجمهورية في ختام كل جولة على لقاء الطلاب مرحبا بهم، والتقاط الصور التذكارية معهم.  وكانت لإحدى طالبات مدرسة السيدة-ساحل علما كلمة جاء فيها: "فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المحترم، لطالما انتظرناك ايها الرئيس العظيم، ولطالما اشتاق هذا القصر الى رجل عظيم مسؤول مثلك. واشتاق وطننا لبنان الى حاكم يدير شؤون البلاد بعين الراعي الصالح ويحضن ابناءها بعين الاب الحنون. اسمح لنا أيها الرئيس في هذه المناسبة الخالدة ان نناديك "بي الكل العظيم"، كيف لا وأنت من يرعى مصالح البلاد ويحرص على سلامة الوطن ارضا وشعبا ويسهر على أمنه وتقدمه؟.

أيها البي العظيم، يشرفنا ويسعدنا اننا ماثلون في حضرتك نحن تلامذة مدرسة السيدة-ساحل علما متمنين لك ولوطننا الحبيب لبنان دوام العز والتألق ومرددين نشيدنا المقدس:

كلنا للوطن للعلى للعلم". ثم كلمة باسم ثانوية راهبات القديسة تريزا -اميون، مما جاء فيها: "حدث ننتظره على مر الايام يعيش في وجداننا وحياتنا نتذكر فيه كم عانى لبنان ليتحرر من قيود الاستعمار. في هذه الذكرى الوطنية عيد الاستقلال نفخر بانتمائنا الى وطن عشق الحرية والحياة بعد أن كتب عليه خوض عدة صراعات وجودية في خلال مسيرته الطويلة ليبقى صامدا تخلده حناجر الزمن. في هذه المناسبة العظيمة يشرفنا وجودنا في حضرة سيد القصر رمز البلاد ووحدتها، من نذر نفسه ان يكون ابا لكل اللبنانيين، وراعيا للحوار والسلام . كذلك نكبر في حضرة جنودنا البواسل الذين رسموا حياتهم في خط نهضة الوطن وامنه. باسم مدرسة راهبات القديسة تريزا أميون- نهنئ انفسنا اولا على ثبات الجمهورية في مسار الاستقلال ونرفع لكم اسمى التهاني في هذه المناسبة العظيمة ونؤكد أن لبنان في ظل عهدكم يا فخامة الرئيس سيبقى محلقا في اجواء الحرية ولن نرضى إلا أن يكون سيدا حرا مستقلا". ثم القى طالب من المؤسسة اللبنانية الحديثة-مدرسة الاب ميشال خليفة- الفنار قصيدة في المناسبة.وشمل اليوم الاول من زيارة الوفود الطالبية للقصر الجمهوري مدرسة السيدة ساحل علما لراهبات العائلة المقدسة المارونيات، متوسطة زحلة الجديدة الرسمية، المؤسسة اللبنانية الحديثة-مدرسة الاب ميشال خليفة- الفنار، مدرسة الليسيه مونتين Lycee Montaigne ثانوية راهبات القديسة تريزا- اميون، مدرسة لويز فكمان، ثانوية كفردبيان الرسمية.

 

دريان استقبل غانم وفتفت وشخصيات ووفودا فرعون: المطلوب تحييد لبنان كي لا يدخل في العاصفة الإقليمية

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 / وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، وتم البحث في المستجدات اللبنانية وأوضاع المنطقة.

غانم

ثم استقبل النائب روبير غانم الذي قال بعد اللقاء: "هي زيارة تضامن لسماحة مفتي الجمهورية في هذه الظروف الصعبة تأكيدا وتأييدا وتضامنا مع مواقفه الوطنية التي حافظت على لبنان وعلى السلم الأهلي والوحدة الوطنية في لبنان، وهذا أثمن شيء عندنا اليوم، والمحافظة عليه واجب. وبعد هذه الأزمة والأسباب التي وردت على لسان دولة الرئيس الحريري، يجمع لبنان اليوم على عودة الرئيس الحريري التي أصبحت ملحة وضرورية، فهو يشكل اليوم ركنا أساسا في هذه الوحدة الوطنية وهذه المعادلة اللبنانية". وأضاف: "نريد المحافظة على الصيغة اللبنانية لأنها مبرر وجودنا، أي العيش المشترك المسيحي-الإسلامي، وأنا على يقين أن فخامة الرئيس سوف يقوم بكل جهد في سبيل إعادة بوصلة دولة لبنان إلى خط الاعتدال، وهذا يتطلب طبعا من شركائنا في الوطن كل الشركاء أن يضعوا الأولوية لمقومات هذه الشراكة، حتى نحافظ على وحدتنا والوحدة الوطنية، وعلى السلم الأهلي، حتى يكون لبنان صاحب رسالة، ويؤدي دورا إيجابيا في المنطقة العربية".

فتفت

والتقى المفتي النائب أحمد فتفت الذي قال بعد اللقاء: "زيارة هذه الدار الوطنية وهذا المرجع الوطني الذي يمثله سماحة المفتي، واجبة دائما، وليست مناسبة فقط في هذه الظروف الصعبة، ولطالما تداولنا مع سماحته في الأمور الوطنية العامة خلال الأشهر والأسابيع الماضية، وتحدثنا كثيرا عن الصعوبات التي يواجهها لبنان. وكان سماحته كما كان الجميع، يرى ما لا يريد أن يراه، أننا قادمون على مشاكل كبيرة في هذا الوطن، نتيجة ثلاثة أمور: الاختلال الوطني الداخلي، والامتناع عن النأي بالنفس، والعودة إلى التدخل في شؤون الدول العربية، وتحديدا على الساحة السورية، وفي الخليج أيضا. وثالثا عدم احترام القرارات الدولية، أي كل ما كان يتناقض مع ما سمي بالتسوية التي قام بها دولة الرئيس سعد الحريري. بكل صراحة دولة الرئيس سعد الحريري قدم الكثير الكثير، وجاهد كثيرا خلال السنة الماضية في سبيل الشأن الوطني، وكان الوحيد الذي يقدم ويقدم كي يكون الشأن الوطني في الاتجاه الصحيح، ولما لم يكن ذلك، وصلنا إلى ما وصلنا إليه، البعض محق وربما علق كثيرا على الشكليات، وعلى شكل استقالة دولة الرئيس في الآونة الأخيرة، وهذا شيء طبيعي أن نعلق على الشكل، ولكن يجب ألا ننسى المضمون، المضمون أساسي جدا، وما أفصح عنه دولة الرئيس في مقابلته الأخيرة كان واضحا أن المشكلة تكمن في الخلل الوطني الكبير، وتحديدا في عدم احترام النأي بالنفس وعدم احترام أصول التسوية القائمة على مبدأين أساسين هما الدستور اللبناني واتفاق الطائف". وأضاف: "في الشأن الوطني الداخلي، المطلوب منا جميعا العودة إلى الأساسيات، وأن يكون هناك حكومة وحدة وطنية برئاسة دولة الرئيس الحريري، تحترم أصول التسوية ومبدأ النأي بالنفس، وتحترم ما جاء في البيان الوزاري من خلال التوازنات الداخلية، ومن خلال احترام التباعد والبعد عن التدخل في شؤون الآخرين، وصولا إلى الحياد الذي أصبح ضرورة لبنانية ماسة في هذه المرحلة، واحترام القرارات الدولية".

وتابع: "فوجئت في هذا البلد القائم على حرية الرأي وحرية الإعلام، بأن البعض اتخذ قرارا بالمقاطعة، والحكم مسبقا على كلام دولة الرئيس الحريري، ثم أشاد به بعد المقابلة، وهذا نوع كما جاء في بعض وسائل الإعلام من الانفصام الإعلامي، أي أننا نحكم مسبقا، ثم نؤيد لاحقا، ولم يحدث في تاريخ لبنان قط حتى في مرحلة الاحتلال السوري أو في مرحلة الحرب الأهلية أن منع مسؤول سياسي من الظهور على تلفزيون لبنان أو أي تلفزيون آخر، هذا الشأن يجب البحث فيه في مرحلة لاحقة وليس الآن، لأن لبنان لا يبنى إلا على الحرية والديموقراطية، وبدونه سنذهب إلى انتحار وطني ما لم نحافظ على حياد لبنان، ولم نبعده عن التدخلات في شؤون المنطقة، وعن المخاطر. عودة الرئيس الحريري هي الأساس لرئاسة حكومة وطنية وسيادية تحافظ على مصلحة لبنان واللبنانيين وتبعد المخاطر عن لبنان وعن اللبنانيين".

سئل: لاحظنا مفارقة بين آخر بيان صدر، عن كتلة المستقبل، فما هو سبب هذا التغيير المفاجئ؟

أجاب: "أعتقد أن صعوبة التواصل الذي كان في مرحلة معينة، لم يوفر معلومات أكثر عند الأطراف في الكتلة وعند رئاسة الكتلة، فصدر البيان الذي يجب أن يصدر كما يجب، انطلاقا من المصلحة الوطنية التي هي المصلحة الجامعة التي ذكرت في هذه الدار كثيرا في الأيام الأخيرة، علما أن الكثيرين ممن زاروا الدار في الأيام الأخيرة لم نرهم قط سابقا هنا، ويجب أن يتعودوا أن يأتوا إلى هذه الدار لأن هذه الدار هي فعلا مرجع وطني".

سئل: قلت إن هناك صعوبة في التواصل مع الرئيس الحريري، ورئيس الجمهورية تمنى عدم نقل المقابلة، لأن الرئيس الحريري لم يكن حرا في تحركه الأسبوع الماضي.

أجاب: "هذا رأيه، ولا يمكن الحكم مسبقا على ما يقول الرئيس الحريري، والدليل على ذلك أن رئيس الجمهورية أشاد بكلام الرئيس الحريري بعد المقابلة. فالحكم المسبق والحكم على النيات هذا في السياسة يوجه رسائل سيئة. وأنا أدافع عن مبدأ الحريات، في ما هو أساسي للعمل الديموقراطي والعمل الوطني، لذا يجب أن نحترمه، وهذا لم يحصل قط في تاريخنا كما ذكرت، وحتى في أيام الاحتلال السوري، وفي أيام الرئيس لحود كانت كل وسائل الاتصال مفتوحة لجميع اللبنانيين، لذلك استغربت، وهذا موقف شخصي لا يعبر عن رأي أحد، وأتمنى أن يعالج في المستقبل، وأن لا نعود إلى هذه الأساليب لأننا لسنا في بلد دكتاتوري".

سئل: هل ما زالت العودة قريبة؟

أجاب: "الموضوع أوضحه دولة الرئيس الحريري، وهو صاحب القرار، وقال إن عنده خروقا يعالجها، وبعد المعالجة سيرجع، والقرار نهائيا لدولة الرئيس على المستويات كافة.

بدأ الأمر باستقالته وقطع اليد الإيرانية. واليوم تتكلمون عن حكومة وحدة وطنية وجامعة؟ السقف هو سقف التسوية في ثلاثة بنود، وقد تكلم الرئيس الحريري عن بند أساس هو النأي بالنفس، أي إبعاد لبنان عن كل شيء، وإبعاده تحديدا عن اليد الإيرانية الممدودة إليه، واحترام القرارات الدولية، وربما أولا وقبل كل شيء التوازنات الداخلية التي اختلت خلال الأشهر الماضية، وأدت إلى صعوبات بوجه دولة الرئيس الحريري الذي قدم الكثير الكثير وللأسف الأطراف الأخرى لم تقدم شيئا".

سئل: هل أنتم متخوفون من الوضع الأمني في لبنان، ولديكم مخاوف من عودة الرئيس الحريري؟

أجاب: "مخاوف الرئيس الحريري عبر هو عنها، وهو عنده معلومات أكثر مني، وتكلم دولته عن خروق. لقد كان واضحا جدا. أما على الصعيد الأمني الآخر فأنا أتمنى أن يكون لدينا الثقة الكاملة بالأجهزة الأمنية اللبنانية التي تقوم بدورها، ولكن إذا حدثت خروق أمنية في هذا البلد من طرف واحد عنده سلاح، فهو قادر على أن يقوم بخروق أمنية".

سئل: لقد تكلمتم عن التهديدات الإيرانية، لكن هناك تهديدات واضحة وصريحة من عدد من المسؤولين السعوديين، ولم نسمع بيانا عن كتلة المستقبل حيال هذا الأمر؟

أجاب: "هناك فرق كبير بين أن التغريد بالسياسة ردا على صواريخ تطلق على المملكة، والكلام الإيراني العالي الوتيرة الذي يقول لا يتخذ قرار في لبنان إلا بأمر إيراني. هناك فرق كبير في التعاطي من أحد المسؤولين في رأس الدولة الإيرانية، الذي يوجه هذا الكلام. ونحن مع حياد لبنان الكامل، وإن كان هناك شك من أحد فهو خطأ، والنأي بالنفس يوما ما سوف يطرح على الطاولة، وكيف نحيد لبنان عن مخاطر المنطقة بشكل واضح وصريح، وليس هناك مداهنة في هذا الموضوع. إما أن نحيد لبنان عن صراعات المنطقة، وإما أننا ذاهبون إلى انتحار وطني حقيقي".

فرعون

واستقبل المفتي وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون الذي قال بعد اللقاء: "نعبر أولا عن تقديرنا للدور الكبير الذي قام به سماحته في هذه المحطة الصعبة، ولا شك في أن المرجعيات الدينية لها تأثير كبير ودور مهم على صعيد التماسك الوطني والوحدة الوطنية. وهذه الأزمة هي طبعا أزمة على أكثر من صعيد، نستطيع القول بشكل أساسي: عودة الرئيس الحريري، التي هي مهمة على جميع الصعد، إن كان للأسباب التي نعلمها، أو إن كان من حيث موضوع الاستقالة، أو إن كان هناك تكليف، أو تصريف أعمال، مع أملي أن يكون هناك تجميد للاستقالة وفتح حوار، لأن القضية ليست قضية عودة شخصية فقط، إنما هي قضية العودة إلى الثوابت، وتأكيد الاتفاق الذي حصل، إن كان مع انتخاب رئيس الجمهورية، أو في خطاب القسم، أو مع تأليف الحكومة، أو البيان الوزاري، سيكون هناك حوار لتأكيد هذه الثوابت التي هي أساسا موضوع النأي بالنفس، وموضوع تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والصراعات في سوريا، ثم نعاود استئناف الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، ومع استئناف هذا الحوار يكون هناك حوار داخلي بمواكبة خارجية، لأن هذه المواضيع ترتبط طبعا بشكل مباشر أو غير مباشر بمسألة تطبيق القرارات الدولية ومسألة معالجة بعض الشكاوى العربية".

أضاف: "لكل هذه الأسباب لن ندخل في ما أسميه متاهات أو في مواضيع الاستقالة، وزير من هنا، ووزير من هنا. الموضوع أكبر بكثير، هو تحييد لبنان كي لا يدخل في هذه العاصفة الإقليمية التي نراها في كل منطقة".

بويز

واستقبل دريان أيضا الوزير السابق فارس بويز الذي قال بعد اللقاء: "جئت اليوم لأحيي الحكمة والوطنية، في صرح كبير من صروح لبنان، وأعني بالصرح ليس فقط دار الفتوى كمؤسسة، بل الصرح الرجل، الصرح سماحة المفتي الذي أسس فعلا مدرسة في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، مدرسة في الوطنية والوحدة الوطنية والحكمة والعقلانية".

وأضاف: "إن كفاءة القيادات وجدارتها ليست بالانجرار وراء هستيريا الأزمات الشعبوية أحيانا، بل هي بالجرأة في مواجهة تلك الأخطاء وتلك التيارات الجارفة التي تأخذ البلاد إلى المحن والكوارث، وصاحب السماحة مثال في الجرأة في اتخاذ القرارات التي تحفظ هذا الوطن، وسيشهد له التاريخ أنه في أحلك الظروف التي عرفها لبنان كان هناك المفتي دريان الذي غلب العقل والوطنية والحكمة على كل اعتبار".

"اللقاء الديموقراطي" والتقدمي

واستقبل مفتي الجمهورية وفدا من كتلة "اللقاء الديموقراطي" وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، وبعد اللقاء قال الوزير مروان حماده: "تشرفنا بمقابلة سماحة المفتي ناقلين إليه ما سبق أن أبلغ به وليد بك جنبلاط سماحته، هذا التقدير الكبير الكبير لمواقف دار الفتوى، ومواقف سماحته تحديدا في إطفاء الأزمة ونزع الفتيل، وفي محاولة معالجة أسباب هذه الأزمة التي وقعنا جميعا فيها.

وقد أكد لنا صاحب السماحة أن ما يقوم به بالتعاون مع كل السلطات وبالاتصال مع فخامة رئيس الجمهورية، هو من أجل إعادة المسار الدستوري إلى الأوضاع القائمة تحت سقف اتفاق الطائف، وضمن المعايير الأساسية التي دائما كانت تضمن استقرار لبنان، وهي الابتعاد عن كل المحاور، وأن نلتقي جميعا على وحدة البلد، على ازدهاره، على لبنانيته، نهائية حدوده، وعلى عروبته، وهذا ما أكد عليه".

أضاف: "أشاد سماحته مشكورا بمواقف وليد جنبلاط خلال كل هذه الأيام، وما قبلها وما بعدها، وذكرنا بما قاله في المختارة وقت افتتاح مسجد أرسلان، عندما قال لسعد الحريري ولوليد بك: يا وليد بك "سعد بيحبك". وكان تأكيد يومها لوحدة المسار مع الشيخ سعد، فنحن في انتظار عودة دولة الرئيس، وفي انتظار جلاء الأمور بشكل صحيح وسليم، متمنين على الجميع عدم التصعيد من أي جهة كانت، لكي لا تذهب الأمور إلى أماكن غير متوقعة".

سئل: هل أنتم متخوفون من انفجار أمني أو مالي؟ تحدثتم اليوم عن انفجار كبير الأحد؟

أجاب: "لا، حذرت من اجتماع مجلس الجامعة الأحد، ويجب ألا يكون هناك تحوير لذلك، الانفجار الأحد هو أن يقوم لبنان بخطوات غير مدروسة، بعيدة عن النأي بالنفس بين المحاور، بل يجب أن يكون اجتماع الجامعة العربية مساهما في ترتيب الأمور وتسهيلها وتحسين علاقاتنا في كل اتجاه في العالم العربي وفي الإقليم، لا أن يكون العكس. كفانا أزمات، الأزمة الاقتصادية نحن واقعون فيها. لقد شكر سماحة المفتي الجيش وقوى الأمن وكل الأجهزة الأمنية لسهرها على الأمن الوطني، وهذا مستمر والحمد لله، وبالتالي نتمنى على كل القوى السياسية ونحن منها وسنشارك بذلك بتوجيهات من الأستاذ وليد جنبلاط، وهو المقدام في هذه الطريق على السهر على استقرار البلد وعلى إعادة المسار الدستوري كما قلت تحت سقف اتفاق الطائف".

سئل: هل تؤيدون جولة الوزير باسيل في عواصم الدول الأوروبية؟

أجاب: "نحن نتوقف عند ما يجري هنا، ونقل الأمور إلى الخارج يذكرني بسنوات وسنوات وعقود خلت بتعريب الأزمة اللبنانية وتدويلها، وهذه كانت من الأسباب التي ضاعفت الأزمة اللبنانية. فلنحل الأزمة اللبنانية هنا في لبنان بروحية سماحة المفتي، روحية هذه الدار الجامعة، والروحية التي أكدها في هذا المسار الأستاذ وليد جنبلاط".

سئل: شددتم على موضوع الاستقرار لكنكم لم تذكروا عودة الرئيس الحريري، فهل هذه أولوية بالنسبة إليكم؟

أجاب: "الرئيس الحريري كما استمعنا في المقابلة تحدث عن عودته خلال يومين أو ثلاثة، ويجب أن نترك له حرية اختيار الوقت المناسب، من دون أن نتناسى أنه ربما يعالج قضايا أمنية ليتأكد من أن عودته مفيدة وسليمة".

سئل: بحسب علمكم هل هناك تواصل بين جنبلاط والحريري؟

أجاب: "أتصور أن التواصل طبيعي، نحن وليد جنبلاط وسعد الحريري أعتبرهم جزءا من عائلة واحدة، وبيت الحريري ووليد جنبلاط من زمان عائلة واحدة، فلم ينقطع يوما التواصل، ولن ينقطع. أطمئنك أن التواصل موجود دائما".

سئل: صدر الآن تصريح عن مستشار قائد الثورة الإسلامية علي ولايتي، نفى فيه ما نقله الرئيس الحريري خلال مقابلته؟

أجاب: "أنا هنا في دار الفتوى، لن أدخل في سجال مع مستشار الثورة الإيرانية، نقدر ما قاله الرئيس الحريري، وأعرف ماذا علق الأستاذ وليد جنبلاط الذي يمثل هنا كحزب تقدمي اشتراكي ولقاء ديموقراطي، علق على مقابلة الرئيس الحريري، وتمنى له العودة السليمة، وأتصور أنه كان هناك تأييد مبطن وعلني لما ورد في مقابلة الرئيس الحريري".

النواب الأرمن

والتقى المفتي دريان وفد النواب الأرمن ضم سيبوه قالبانيان وسيرج طورسركيسيان الذي قال بعد اللقاء: "نطالب المحبين الجدد للرئيس سعد الحريري بوضع حد للمزايدات على محبته لكي نصل إلى المحبين الأساسيين في البلد". وأشار إلى أن "الرئيس الحريري في أياد أمينة، وأكد باسم كتلة نواب الأرمن تكليف الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة مجددا واستلامه زمام الأمور، ونحذر من أي موقف متسرع لأي جهة سياسية يكون انعكاسها على اللبنانيين الموجودين في دول الخليج. فكما نحن مسؤولون عن اللبنانيين في الداخل فنحن أيضا مسؤولون عن كل اللبنانيين في الخارج".

"المركز الاسلامي"

واستقبل أيضا وفدا من "المركز الإسلامي"- عائشة بكار، برئاسة المهندس علي نور الدين عساف، وفي حضور رئيس المحاكم الشرعية السنية في لبنان الدكتور الشيخ محمد عساف. وقال عساف: "زيارتنا لسماحته هي لما يمثله من مرجعية وطنية ولدوره الكبير في معالجة هذه الأزمة وانعكاساتها الخطيرة على الساحة اللبنانية. حيث أعرب الوفد لسماحته وقوفه إلى جانبه وتأييده وتضامنه الكامل والمطلق مع مواقفه الحكيمة والجامعة، التي تؤكد دائما على سياسة الاعتدال والتسامح التي ينتهجها، والتي تصب في مصلحة كل اللبنانيين.

ولقد سررنا بالأمس بالمقابلة التي تحدث فيها دولة الرئيس سعد الحريري التي شكلت ارتياحا لدى اللبنانيين كافة وتفاؤلا بعودته قريبا وخلال الأيام، ودحضت كل الإشاعات التي عمت أرجاء الوطن".

مخاتير عكار

وفي دار الفتوى أيضا اتحاد روابط المخاتير في عكار برئاسة المختار زاهر كسار، في حضور الشيخ القاضي خلدون عريمط، واعتبر الاتحاد ان "مفتي الجمهورية هو مرجع المسلمين في لبنان يعلنون تأييدهم لموقف سماحته لتفهمه استقالة الرئيس سعد الحريري وهم متضامنون مع موقف مفتي الجمهورية وموقف الرئيس سعد الحريري ويعلنون ولاءهم لهم".

نقابة مخلصي البضائع

والتقى المفتي وفدا من نقابة مخلصي البضائع في لبنان برئاسة غسان سوبره الذي قال بعد اللقاء: "نؤيد كل خطوات التي يقوم بها سماحته، ونطالب بعودة الرئيس الحريري في أسرع وقت ممكن".

العائلات البيروتية

واستقبل أيضا رئيس ملتقى الجمعيات البيروتية عبد الرحمن سعد الدين يموت الذي صرح: "شكرنا سماحته على حكمته ووعيه وإدراكه خطورة المرحلة وحجم المخاطر المحدقة بنا، ونقلنا له القلق السائد بين أهلنا في بيروت من استمرار غياب قائد وزعيم سني وطني، وهو رجل من رجالات الاعتدال والعيش المشترك. وإننا على يقين أن هذا الصرح سيبقى جامعا لكل المسلمين واللبنانيين لما فيه خير وطننا ووحدته. وشدد سماحته على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية".

ومن زاور دريان وفد من "حزب الوفاء اللبناني" برئاسة احمد علوان الذي اعلن "تضامنه وتأييده الكامل مع مواقفه الوطنية"، مشددا على ان "الرئيس سعد الحريري ما زال رئيس حكومة لبنان، وان اللبنانيين بتضامنهم مع دولة الرئيس قدموا اكبر دليل على حب الشعب اللبناني له والذي زاد اليوم".

والتقى المفتي وفدا من "حركة تجمع امان" برئاسة الدكتور محمد حزوري الذي اعلن دعمه وتضامنه معه "في كل الخطوات والمواقف الوطنية التي قام ويقوم بها لما فيه مصلحة لبنان والوحدة الوطنية لا سيما في الازمة الراهنة التي يمر بها الوطن".

واستقبل أيضا وفدا من جمعية تجار لبنان الشمالي برئاسة اسعد الحريري ونائبه فاروق حمزة الذي قال بعد اللقاء: "عرضنا مع صاحب السماحة المستجدات والتطورات على الساحة المحلية والاقليمة في ما يتعلق بالوضع الراهن لدولة الرئيس سعد الحريري والمطالبة بعودته، ونثمن دور سماحته لإدارته الأزمة بالشكل الذي يحفظ كرامة لبنان واللبنانيين، وسماحته هو أهل لمثل هذه المواقف والمعالجة ونتمنى له التوفيق بمتابعة رسالته متمنين له دوام الصحة والعافية".