المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 آذار/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.march27.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يخرج فرقة شياطين من رجل كان يعيش بين القبور

يا إخوَتِي، أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أحزاب أوبئة وكوارث/الياس بجاني

الحرية للشاب أحمد أمهز في دولة “مشقلب ومهرهر” سلم أولوياتها/الياس بجاني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/“14 آذار” مستمرون هي قلب وروح وضمير ثورة الأرز

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

د.فارس سعيد/ لم تتكلم الكنيسة المارونية عن انسحاب الجيش السوري الا بعد منعطف تمثل بانسحاب اسرائيل سنة٢٠٠٠ ... يقترب منعطف آخر يسمح بإنسحاب ايران من لبنان

تعليقاً على طلب بري تشكيل لجنة برلمانية لكشف الفساد والمفسدين ومحاكمتهم كتب محمد عبد الحميد بيضون تحت عنوان : أبشر بطول سلامةٍ يا./محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/3/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أبو جمرة: المختلط هو أسوأ الطروحات الإنتخابية

حزمة ثانية من العقوبات على حزب الله:6 أشهر قاسية/منير الربيع/المدن

في الضاحية.. خطة أمنية أو شائعة/سارة حطيط/المدن

الضاحية والبقاع: لماذا خطة أمنية صامتة/

في لبنان أكثر من ثمانين حزباً، ولكن/محمد حجيري/المدن

يوهانس هان يزور لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ويجول في البقاع

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مبعوث خاص لترامب في قمة عربية ستركز على مجابهة الأطماع الإيرانية

وزراء الخارجية العرب يجتمعون لإعداد مشروع «إعلان عمان»

محمد صلاح ومحمد الشاذلي ومحمد الرواشدة/الحياة

«رسالتان» لواشنطن وطهران من قمة التوافق

قمة مصرية - بحرينية اليوم تناقش ملف مكافحة الإرهاب

البحرين.. ضبط خلية إرهابية خططت لاغتيالات شخصيات مهمة

سيناريوهات تنتظر الرقة ودير الزور بحال انهار سد الفرات

القوات العراقية تنفي علاقتها بمجزرة الموصل وتتهم داعش ومطالبات بتغيير قواعد الاشتباك لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين

ليبيا.. صراع روسي أميركي يعقّد التسوية السياسية

وليد فارس مستشار ترامب: واشنطن ستسلم الرقة إلى العرب السنة بعد تحريرها/الوحدات الكوردية ستخوض معركة طرد داعش منها

بسبب تغريداته.. 46 عاما بالسجن لعبد الحميد دشتي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» والزواج المبكر/حازم الامين/الحياة

التحركات الإيرانية وإمكانيات التحول/رضوان السيد/الإتحاد

الخطر الإيراني على الأمن الإقليمي/سالم الكتبي/العرب

لماذا يجب الامتناع عن الاستثمار في إيران/خلف أحمد الحبتور/السياسة

القمة العربية تقدم عبد الله الثاني عنواناً للعرب/جورج سمعان/الحياة

أوروبا في مهب الريح/خيرالله خيرالله/العرب

الإسلام السياسي المتشدد خطر كبير على المملكة المتحدة/عضو في البرلمان البريطاني/كواسي كوارتنغ/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: لا يستطيع المسؤولون القيام بأية مبادرة ما لم يتجردوا من مصالحهم ويتحرروا من مكاسبهم

باسيل طالب من عبرا بمحاكمة الموقوفين الإسلاميين: لا يمكن أن نربط عبرا بظاهرة عبرت فلا هي ولا صيدا ولا عين الحلوة أمكنة للارهاب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يخرج فرقة شياطين من رجل كان يعيش بين القبور

إنجيل القدّيس مرقس05/من01حتى20/:"وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة، إِلى بَلَدِ الجِراسِيِّين. ومَا إِنْ نَزَلَ يَسُوعُ مِنَ السَّفينَةِ حَتَّى لاقَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِ القُبُورِ فِيهِ رُوحٌ نَجِس. كانَ يَسْكُنُ في القُبُور، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يُكَبِّلَهُ حَتَّى بِسِلْسِلَة. وكَثيرًا ما كَبَّلُوهُ بِقُيُودٍ وسَلاسِل، فكَانَ يَقْطَعُ السَّلاسِل، ويَكْسِرُ القُيُود، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَضْبِطَهُ. وكانَ عَلَى الدَّوَام، لَيْلاً ونَهَارًا، في القُبُورِ وفي الجِبَال، يَصْرُخُ ويُهَشِّمُ جَسَدَهُ بِٱلحِجَارَة. ورَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ وسَجَدَ لَهُ. وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وقَال: «مَا لي ولَكَ يا يَسُوعُ ٱبْنَ اللهِ العَلِيّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِٱلله! لا تُعَذِّبْني!»؛ لأَنَّ يَسُوعَ كانَ يَقُولُ لَهُ: «أُخْرُجْ مِنَ الرَّجُل، أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجِس!». وسأَلَهُ: «مَا ٱسْمُكَ؟». فقَالَ لَهُ: «إِسْمي فِرْقَة، لأَنَّنَا كَثِيرُون!». وكانَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ كَثِيرًا أَنْ لا يَطْرُدَهُم مِنْ ذلِكَ البَلَد. وكانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنَازيرِ يَرْعَى قُرْبَ الجَبَل. فتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلى يَسُوعَ قَائِلَة: «أَرْسِلْنَا إِلى الخَنَازِيرِ فَنَدْخُلَ فِيها!». وأَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ، ودَخَلَتْ في الخَنَازِير، فَإِذَا بِٱلقَطِيعِ - وعَدَدُهُ نَحْوُ أَلْفَيْن - قَدْ وَثَبَ مِنْ عَلَى المُنْحَدَرِ الوَعْر، وغَرِقَ في البُحَيْرَة. وهَرَبَ رُعَاةُ الخَنَازِير، وأَذاعُوا الخَبَرَ في المَدِينَةِ والقُرَى، فذَهَبَ النَّاسُ لِيَرَوا ما جَرَى. فلَمَّا وصَلُوا إِلى يَسُوعَ شَاهَدُوا المَمْسُوس، الَّذي كانَ فِيهِ فِرْقَةُ شيَاطِين، جَالِسًا، لابِسًا، سَلِيمَ العَقْل، فخَافُوا.والَّذين رَأَوا أَخْبَرُوهُم بِمَا جَرَى لِلْمَمْسُوسِ وَلِلْخَنَازِير،

فبَدَأُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلى يَسُوعَ أَنْ يَرْحَلَ عَنْ دِيَارِهِم. وفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ إِلى السَّفينَة، تَوَسَّلَ إِلَيْهِ ذَاكَ الَّذي كانَ مَمْسُوسًا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ. فلَمْ يَسْمَحْ لَهُ يَسُوع، بَلْ قَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ، إِلى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُم بِكُلِّ ما صَنَعَ الرَّبُّ إِلَيْك، وَبِرَحْمَتِهِ لَكَ». فذَهَبَ وبَدَأَ يُنَادي في المُدُنِ العَشْرِ بِكُلِّ مَا صَنَعَ إِلَيْهِ يَسُوع، وكانَ الجَمْيعُ يَتَعَجَّبُون."

 

يا إخوَتِي، أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس05/من03حتى13/:"يا إخوَتِي، أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان. إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله. لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء. لَقَدْ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ ظَلامًا، أَمَّا الآنَ فأَنْتُم نُورٌ في الرَّبّ: فَٱسْلُكُوا كأَوْلادِ النُّور. فثَمَرُ النُّورِ هُوَ في كُلِّ صلاحٍ وَبِرٍّ وحَقّ. ومَيِّزُوا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ لِلرَّبّ. ولا تُشَارِكُوا في أَعْمَالِ الظَّلامِ العَقِيمَة، بَلْ بِالأَحْرَى وَبِّخُوا عَلَيْهَا؛ لأَنَّ مَا يَفعَلُونَهُ في الخُفيَةِ يَقْبُحُ حتَّى ذِكْرُهُ. وكُلُّ مَا يُوَبَّخُ عَلَيْهِ يُظْهِرُهُ النُّور".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أحزاب أوبئة وكوارث

الياس بجاني/26 آذار/17

أحزاب لبنان شركات تجارية ومذهبية ومافياوية وعائلية ، اضافة إلى وكالات لقوى ودول اجنبية وذلك عملاً بكل المعايير التي تنظم الأحزاب في بلدان العالم الحر والغربي.. وبالتالي اسم حزب لا ينطبق على على أي تجمع أو مجموعة تحمل اسم حزب زوراً.

 

الحرية للشاب أحمد أمهز في دولة “مشقلب ومهرهر” سلم أولوياتها

الياس بجاني/27 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53697

غريب أمر دولة لبنان التي تتحكم بقرارها الدويلة

وغريب أمر القضاء في وطن الأرز ..

وغريب أمر القيمين على هذا القضاء بما يخص سُلم أولوياته..

فبدلاً من مراقبة الحدود المشرعة على غاربها حيث جيش حزب الله الإيراني يتحكم بها بالكامل.. وحيث الدخول والخروج متفلت وفوضوي وخارج عن سلطتها..

وبدلاً من اعتقال ومحاكمة حيتان المال من الفاسدين والمفسدين المهيمنين بوضع اليد والإرهاب والسلبطة على المطار والبور والأملاك البحرية ومعظم مؤسسات الدولة..

وبدلاً من ملاحقة المتمولين والتجار الفجار من الذين يبيعون الانترنت غير الشرعي..

وبدلاً من تنفيذ لو مذكرة واحدة من أصل 40 ألف مذكرة توقيف صادرة بحق مطلوبين جلهم من البقاع حيث الدويلة تتحكم بالدولة..

وبدلاً من ملاحقة المهربين وأصحاب معامل الكوبتاغون .. وما أكثرهم!!

وبدلاً من ملاحقة ملوك مافيات تهريب وتصنيع الكوكايين والهيروين ..

وبدلاً من مراقبة وضبط عصابات غسل الأموال ورفع الغطاء المقاوماتي عنهم..

وبدلاً من ملاحقة عصابات تهريب الأدوات الكهربائية وعدم دفع الرسوم الجمركية عليها..

وبدلاً من ملاحقة من يمتنع من المواطنين عن دفع فواتير الكهرباء والماء مستهتراً بالدولة ويتحداها..

وبدلاً من ملاحقة واعتقال ومحاكمة عصابات الخطف وسرقات السيارات..

وبدلاً من الاهتمام بتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين من صحة وتعليم وشيخوخة..

وبدلاً وبدلاً..

ها هي الدولة وقضائها والرؤساء الثلاثة فيها يتعامون عن كل ما أوردنا ولا يرون غير الشاب أحمد أمهز

اعتقلوه ويحاكموه على خلفية بوست كتبه على الفايسبوك عبر فيه بعفوية عن غضبه وقرفه وسخطه من الفقر والتعتير محملاً الرؤساء الثلاثة المسؤولية..

معيب هذا الاعتقال المخالف لكل ما هو منطق وعقل وقانون وعدل.

الحرية الفورية للشاب أحمد أمهز

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/“14 آذار” مستمرون هي قلب وروح وضمير ثورة الأرز/27 آذار/17/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%87%D9%8A-%D9%82%D9%84%D8%A8-%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%AD-%D9%88%D8%B6%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

 

“14 آذار” مستمرون هي قلب وروح وضمير ثورة الأرز

الياس بجاني/السياسة/27 آذار/17

في زمن البؤس والتعاسة.

في زمن الخنوع والاستسلام.

في زمن خدعة وهرطقة وشنيعة وكذبة ما سمي باطلاً وجبناً «الواقعية السياسية».

في زمن تغليب المصالح الذاتية والخاصة على العامة والوطنية.

في زمن القفز فوق دماء الشهداء ونسيان تضحياتهم.

في زمن تعيس وأغبر يهيمن فيه الطرواديون والكتبة والفريسيون على قرارنا، ويأخذونه في طرق غريبة ومُغربة عن مصلحة وطننا وأهلنا.

في زمن طاقم سياسي غالبية أفراده امتهنوا التجارة بالأوطان والمواطنين.في زمن فقد فيه أهل السياسة، في معظمهم، بوصلة الحرية والكرامة والعنفوان.

في هذا الزمن الصعب تعود “14 آذار” بحلة جديدة تحت عنوان “14 آذار- مستمرون”.

تعود لأنها أصلاً لم تغب عن ضمير ووجدان وقلوب الأحرار والسياديين.

تعود لأنها حاجة ملحة لاستمرار النضال ولشد عصب الأحرار.

تعود لتوجه ولتثقف ولتقود ولترفع رايات الأرز عالياً.

تعود لتقول: لا للاحتلال ولا لدويلاته ولا لهيمنته ولا لسلاحه ولا لمشاريعه اللالبنانية..

تعود لتقول: لا وألف لا لكل من يماشي المحتل من السياسيين والنافذين والأحزاب ويساوم ويتنازل ويتلون وينافق.

تعود، وكيف لا، وهي القلب النابض لثورة الأرز والمؤتمنة على كنز سيادة وحرية واستقلال لبناننا الحبيب؟

تعود بزخم، وأفرادها وناشطوها هم من كل المذاهب والمناطق.

تعود وطنية وجامعة وغير مذهبية، تعود لبنانية صافية ونقية.

تعود لتعيد تصويب البوصلة ولتعيد ترتيب الأولويات ولتشهد للحق ولتسمي الأشياء بأسمائها.

قلوبنا وسواعدنا وأقلامنا معها.

فأهلاً وسهلاً بها نجماً ساطعاً يضيء ظلمة أوجدها طاقم السياسيين والأحزاب والتجار والفجار.

نعم وألف نعم لـ”14 آذار – مستمرون”.

*الياس بجاني/ناشط لبناني اغترابي

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع

http://eliasbejjaninews.com/?p=37703

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع/26 آذار/17/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20al%20mkalah%20sunday.mp3

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المخلع/26 آذار/17/اضغط هنا للإستماع للتأملات
http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20al%20mkalah%20sunday.wma

 

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/26 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=37703

إن فرائض الصلاة من اجل الآخرين على مختلف أنواعها، خصوصاً من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، أكانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي بالواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملاني وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يقوم بممارسة هذه الفرائض من أجل غيره لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع وهو رحوم ومحب وغفور ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

في الأحد الخامس من أحاد الصوم الكبير نقرأ في كنائسنا المارونية من إنجيل القدّيس مرقس (02/10-12) واقعة عجيبة شفاء المخلع:

(“ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم”).

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لدية. فالمخلع كما جاء في إنجيل القديس مرقس لم يسعى للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة من خطاياه، مع أن المسيح كما يقول العديد من اللاهوتيين كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل الذي يفتقر إلى الإيمان والرجاء وبعيداً عن الله.

وما هو لافت أيضاً في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المُقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدراً فيهم قوة إيمانهم.

وبما أن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولاً، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: “قم أحمل فراشك وأذهب”.

إن الله لا يرد خائباً من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: “اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له” (متى 07/07-08).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير أحياء كانوا أم أموات، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلاً ولا يترك محتاجاً دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (11/28): “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”. وقال القديس يعقوب في رسالته (05/15): “وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له”.

في الخلاصة، إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصاً الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترعها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفارناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى08/ 05-13 )، ويسوع أيضاً أقام ليعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناء لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/01-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلي من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز أكان هذا الضعف جسدياً أو إيمانياً أو أخلاقياً، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب.

لنصلي ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية.

لنصلي ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام.

يا رب في هذا الأحد المقدس، أحد عجيبة شفاء المخلع، أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

د.فارس سعيد/ لم تتكلم الكنيسة المارونية عن انسحاب الجيش السوري الا بعد منعطف تمثل بانسحاب اسرائيل سنة٢٠٠٠ ... يقترب منعطف آخر يسمح بإنسحاب ايران من لبنان

تويتر/26 آذار/17

*أقوم بإحصاء سياسي من خلال الالتصاق بالناس لا تصدقوا ان الناس فرحة بترتيب او برئيس يعانون من رؤية عجز دولتهم.

*بدأ تكرار كلام حزب الله انه"حامي لبنان" وان لولاه لوصلت داعش الى جونية تنعكس عليه وعلى عون في الأوساط المسيحيية وتعتبرها استفزازا.

*في الأوساط الشعبية المسيحيية تساؤلات عن جدوى انتخاب عون وصلت حد قال لي أحدهم ان انتخاب سليمان اطلق نشوة اقتصادية ومع عون نشهد العكس.

*انحسرت موجة التفاؤل التي واكبت انتخاب عون شعبيا لاسباب عديدة أهمها الضيق الاقتصادي وانسداد الافق.. تكلموا مع الناس مباشرة ليس مع الاحصاءات.

*العيون نحو القمة العربية والخوف ان يغرد لبنان خارج السرب العربي بحجة "الف عدو خارج الدار ولا عدو داخل الدار" ونتحمّل اكلاف الاسر الايراني.

*لم تتكلم الكنيسة المارونية عن انسحاب الجيش السوري الا بعد منعطف تمثل بانسحاب اسرائيل سنة٢٠٠٠ ... يقترب منعطف آخر يسمح بإنسحاب ايران من لبنان.

*لماذا إضاعة الوقت نفذوا ما يريده حزب الله من قانون الانتخابات حتى يصبح لنا قانون والاتكال على الرئيس او غيره لتغيير الأوضاع ضرب من الخيال.

*سيتفهم العالم العربي ظروف لبنان الداخلية انما قد لا تتفهم ان يجنح لبنان في الدفاع او السكوت عن ايران في وجه نظام المصلحة العربية.

*هجوم مركز على المصارف في ظل صمت القطاع الذي اذا استمر ستكون المصارف في مواجهة الراي العام اكشفوا حقيقة ما يجري تمثلون الثقة لا تضيعوها.

*تطل علينا طائفة من جيل الى آخر وتدعي انها ضحت من اجل لبنان وباسم تضحياتها يحق لها حكم لبنان اختبرنا هذا المنطق في الماضي ونرفضه اليوم.

*قال لي صديق ان الحياة نهر يجري بهدوء.

*ولاخدمة لإبليس ولا لشيطان اذا وقف القانون في وجه من يبتز قاصر لاي سبب.

*كلام السيد حسن نصر الله عن الزواج المبكر متخلف.

*تغريم الAUB مبلغ ٧٠٠الف دولار من قبل العدل الاميركية بسبب استضافتهاعاملين في إذاعة النور والمنار يؤكد جدية قرار معاقبة من يتعامل مع حزب الله.

*جنوح الرئيس المسيحي العربي الوحيد المشارك في القمة العربية عن الاجماع العربي وتأييد سياسة ايران او السكوت عنها يرتب علينا اثمان كبيرة.

*زيارة ممثلة امين عام الامم المتحدة للعماد عون ملفتة بعد ان تم استدعاؤها الى الخارجية من قبل رئيس دائرة الشؤون السياسية للتأنيب!

 

تعليقاً على طلب بري تشكيل لجنة برلمانية لكشف الفساد والمفسدين ومحاكمتهم كتب محمد عبد الحميد بيضون تحت عنوان : أبشر بطول سلامةٍ يا....

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/26 آذار/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=53692

يوم الأحد الماضي قامت حركات احتجاجية في غالبها شعبية ضد الرسوم والضرائب الجديدة التي قام مجلس النواب بالتصويت عليها وفرضها دون اَي دراسة لإنعكاساتها على الاقتصاد وعلى مستوى الأسعار والغلاء

٠انعدام الكفاءة والاستهتار بمصالح البلد دفعت هذا المجلس نحو إقرار ٢٧ ضريبة ورسم جديد في سابقة لم تعرفها اَي دولة ولو كانت على حافة الافلاس٠

وطبعاً كل المواطنين اللبنانيين يرفضون عن حق راسخ فرض اَي ضريبة أو رسم الا بعد القيام بإصلاحات جذرية تهرّب منها أمراء الحرب منذ اكثر من ربع قرن لان مصالحم المباشرة تقتضي ان يضعوا كل مؤسسات الدولة ومواردها المالية بتصرفهم وتصرف الأقرباء من اولاد ونساء واصهرة بالاضافة الى البطانة والحاشية٠

هنا جوهر الصراع : الشعب يريد الإصلاحات ومكافحة الفساد بكل اشكاله قبل اَي ضريبة جديدة بينما النواب يريدون فرض الضرائب مع استمرار كل مقومات الفساد وتوسعه ليطال حتى الضرائب الجديدة التي لن تنجو منه٠

يبدو ان المحتجين على تنوعهم كانوا متفقين على ان النواب جميعهم برؤسهم الكبيرة والصغيرة وكتلهم المتنوعة يتحملون المسؤولية عن نشر الفساد وتوسعه وأنهم جميعهم تحت الشبهات وتطالهم الاتهامات العريضة والواسعة وقد أطلقوا هتافات وشعارات طالت النواب ووضعتهم في دائرة الاتهام وهذا ما اثار حفيظة رئيس المجلس الممدد لنفسه فقام بإصدار بيان ناري يعتبر فيه ان الاحتجاجات والتظاهرات هي مؤامرة (لم يقل انها صهيونية) هدفها تطيير قانون الانتخاب الذي يتم بحثه بين المجموعات النيابية!!! مع ان المحتجين هم اول من يريد قانون انتخاب جديد للخلاص من هذه الطبقة المافياوية٠

بعد هذه الخلطة العجيبة بين الضرائب وقانون الانتخاب يضع بري "سلة"جديدة من سلاله تتضمن اربع نقاط :

1- اولوية قانون الانتخاب.

2- تعيين لجنة تحقيق برلمانية لكشف الفساد والمفسدين ومحاكمتهم.

3- إقرار السلسلة لكل ذوي الحقوق.

4- اقرار الموازنة.

يستوقف المواطنين هنا هذه الاستفاقة بعد ربع قرن على تعيين لجنة تحقيق برلمانية لكشف الفساد والمحاكمة للفاسدين ثم غياب اَي كلمة عن الضرائب أو كيفية تمويل السلسلة الجديدة.

يتهرب بري من المسؤولية عن الضرائب ويحاول ان يحاصر موضوع مكافحة الفساد بوضعه في يد المتهمين أنفسهم٠

في لبنان تعودنا ان لا يكون هناك اَي إنجاز الا بمساعدة دولية وبالأخص من الامم المتحدة:

لم يتم إنهاء الوصاية الا بعد صدور القرار الدولي ١٥٥٩ والضغوطات الدولية المرافقة والتي أطلقت شرارات الأحداث المعروفة٠

لم يتم كشف الحقيقة في ملف اغتيال الرئيس الحريري الا بعد لجنة تحقيق دولية ومحكمة دولية مختلطة شكلها الأمين العام للأمم المتحدة٠

الجنوب اللبناني لم يعرف الاستقرار بدون حضور القوات الدولية في إطار تنفيذ القرار١٧٠١.

كل الإنجازات حول حقوق الانسان بما فيه مناهضة التعذيب وبعض التقدم في حقوق المرأة وتعزيز الحريات والحفاظ على البيئة تمت بواسطة معاهدات دولية ولَم تتم بمبادرة من المجلس النيابي٠

كل ذلك يعني ان اَي عملية جدية لمكافحة الفساد تتطلب تشكيل هيئة تحقيق دولية أو مختلطة بطلب من الحكومة الى الأمين العام للأمم المتحدة وان تكون عملية مكافحة الفساد برعاية دولية وقد حصل ذلك في عدد من البلدان واعطى نتائج مهمة ومتقدمة٠

اذا لم نسلك هذا الطريق وإذا تم تشكيل لجنة برلمانية فإن الفساد سيكون محمياً وينطبق على الفاسدين بيت الشعر الشهير: أبشر بطول سلامةٍ يا .....

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/3/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في غرب الرقة السورية سيطرت قوات "سوريا الديمقراطية" المعارضة على مطار الطبقة، وفرار عناصر "داعش". وفي غرب الموصل العراقية ضحايا بالعشرات في القصف الجوي الأميركي عن طريق الخطأ، وانهيار مبنى فخخه "داعش".

وفي طهران، إعلان من الخارجية عن عقوبات شديدة على خمس عشرة شركة أميركية، ومنع مسؤوليها من الدخول الى البلاد بتهمة دعم الاحتلال الاسرائيلي.

وفي عمان الأردنية، قمة عربية بغد غد الثلاثاء لبحث النزاعات في المنطقة، وسط ترقب لطرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبادرة جديدة للتسوية مع اسرائيل، بحسب ما كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وثمة ترقب خليجي للموقف اللبناني في هذه القمة، التي يشارك فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يرافقه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

وغدا جلسة لمجلس الوزراء في قراءة أخيرة لمشروع الموازنة. وبعد عودة الرئيسين عون والحريري من عمان، ورشة سياسية كبيرة باتجاه قانون الانتخاب الذي أعطاه الوزير جبران باسيل الأولوية، في حين أشار الوزير نهاد المشنوق إلى تقدم كبير في اتجاه القانون الانتخابي.

واليوم أطلقت مواقف كثيرة حول هذا القانون، الذي ينتظر ان يعلن الرئيس نبيه بري أمرا ما في اليومين المقبلين بخصوصه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أسبوع واعد سياسيا باتجاهين: الموازنة وقانون الانتخابات. إرادة داخلية واضحة لبت الملفين من دون تأخير. لا الوقت يسمح بالمماطلة، ولا الزمن ينتظر مزيدا من السيناريوهات.

مجلس الوزراء سيبت الصيغة النهائية للموازنة المالية، ومجلس النواب يترقب من الحكومة ان تحيل إليه الصيغة الانتخابية أيضا.

بالانتظار، تتواصل المؤشرات السياسية بالظهور تدريجيا في ايمان الكل ان لا قدرة على الهروب من جوهر النسبية وغايتها التمثيلية، من خلال تقسيمات لا تحاكي المطلوب وطنيا.

إذا كانت القوى عاجزة من الوصول إلى النسبية الشاملة واستبدالها بالجزئية، فهذا لا يعني القبول بطروحات طائفية ومذهبية تطيح بالصيغة اللبنانية الوطنية، هذه الصيغة التي سيحملها لبنان الرسمي معه إلى القمة العربية في الأردن الثلاثاء، وبند التضامن مع لبنان، البند الأبرز، علمت الـ nbn أنه أنجز ولا خلاف عليه حيث سيعود بقوة إلى البيان الختامي.

أما صيغ المنطقة فهي عدة، لكن الفصل للميدان. هذا ما تظهره سوريا. سباق نحو الشرق والشمال على أنقاض "داعش" الذي يقاتل في خريف عمره من أجل البقاء، لكن فشله من الموصل إلى الرقة يؤكد ان هذا التنظيم صار ينازع. ولن تفلح بروباغندا ولا ترهيب في إبقائه قادرا على التحكم بدولة سماها إسلامية في العراق والشام. الكرد تقدموا نحو الرقة، والجيش السوري يستكمل معاركه في طريقه نحوها. فهل تتكرر تجربة الباب؟.

الباب التركي فتح لتجنيس سوريين قالت المعارضة انهم يوالون حزب "التنمية والعدالة" الأردوغاني، لتحقيق توازن يسمح للرئيس رجب طيب اردوغان بالاستناد اليهم وكسر التوازن الطائفي في لواء الاسكندرون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في العام الثاني من العدوان على اليمن، لا يؤخر الوجع والجوع وثبة إلى الميدان، ولا يكم الظلم فاها عن صرخة ثورية.

شعب اليمن طاف هدارا في ميدان السبعين، ناطقا بالحق بوجه عدوان جائر. شعب يواجه بثبات رغم الشهداء والجرحى، رغم تدمير بلده، ويقول: قوى العدوان تخسر. مغامرة السعودية وأعوانها أخرجت مارد اليمن، شحذت صموده حتى الانتصار، قدراته لا تنتهي لأن مصدرها الانسان نفسه، الفكر الوقاد، الشهامة العربية، ووقفة شرف أمام الظالمين.

إنه صمود أسطوري، بل انها معجزة. شعب محاصر بالنار والفتاوى، يقاوم ويحتفظ بخيارات استراتيجية لم يكشف منها إلا القليل. شعب أسقط الحجج الواهية للعدوان. صفع وجه الصامتين الدوليين والمتهمين إياه بالطائفية، ويستمر في المواجهة.

هو الثبات الذي دخل التاريخ، والمستقبل سيكتب: ان عدوانا تقوده السعودية أهدر الكثير من مال العرب لقتل أقحاح العرب، ولم يجن إلا الخيبة.

إنها النظرة الاستعلائية والحقد المركب الذي يدمر حضارات ضاربة في تاريخ اليمن، وأيضا في سوريا والعراق، ويهدد منطقة بأكملها لصالح أجندات يغذيها اليوم فكر "داعشي" بالتكاتف مع الفكر الصهيوني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

محرجة هي السلطة السياسية في البلاد، لأنها في السنوات العشر الأخيرة استنفدت كل الحجج والأعذار وارتكبت التمديد للمجلس تلو التمديد. حكومة الرئيس سلام كانت لانتخاب رئيس واعداد قانون انتخاب، ومن بعدها جاءت حكومة الرئيس الحريري وانتهى الشغور الرئاسي وانتخب الرئيس عون ولم يتم الاتفاق على قانون انتخابي جديد.

وها هي هذه الطبقة اليوم تتحدث عن تمديد جديد، بحجة عدم الوقوع في الفراغ، بعدما اصطدم عجزها باحتراق المهل.

الاحراج المشوب بالغضب، بدا واضحا في جولة الوزير باسيل الجنوبية، اذ تحدث بمرارة عن اللاءات التي تواجه بها صيغ قوانين الانتخاب التي ابتدعها، وهو وان امتنع عن تسمية معرقيله، فقد بات واضحا ان "حزب الله" المتمسك بالنسبية الكاملة هو العقبة.

في الانتظار، تحديان يواجهان العهد والحكومة، الأول هو في قدرتهما اعداد الموازنة والسلسلة من دون تحميل الناس أعباءهما. والثاني قمة عمان، هل ينجحان في اقناع العرب بأنهما ملزمان باقتسام السياسة الخارجية مع "حزب الله"؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بات مؤكدا ان "الستين" أسقط بالضربة القاضية، لكن المختلط وبعكس الشائع، ما زال يتنفس ولم يخسر بالنقاط، في وقت تتقدم النسبية ببطء لكن بثبات. ومن كان يرفضها بالمطلق، صار قابلا بها بالمبدأ.

النسبية حل والمختلط ليس مشكلة. الوزير جبران باسيل يكشف من مغدوشة ان الشق الأكثري الطائفي في المشروع العتيد ختم، وان الخلاف- والتعبير للوزير باسيل- هو على الشق النسبي، ما يعني ان القانون العتيد سيولد مختلطا إذا ما كتبت له الحياة.

الثابت ان الانتخابات بقانون جديد، وان التأجيل لبضعة أشهر تحت مسمى التمديد التقني، ولكن بعد إقرار القانون وليس قبله، والنسبية نسبية وليست كاملة، ولبنان دوائر وليس دائرة واحدة. من هنا يأتي التجاذب وشد الحبال حول تقسيم الدوائر الذي يشكل العامل المؤثر والمفصلي في تحديد هوية الفريق الرابح، وتحديد الأحجام والأوزان للعقد المقبل والعهد المقبل، وهو ما حدا برئيس "التيار الوطني الحر" لأن يعلن بلغة تقارب رمي القفازات ان قانون الانتخاب أهم من الاصلاح وأهم من محاربة الفساد، لأنه من دون كتلة نيابية اصلاحية تغييرية من الوزن الثقيل تعيد الاعتبار إلى ممثلي القرار.

إذا إلى النسبية النسبية در. الرئيس الحريري منفتح عليها بعد انغلاق، والنائب جنبلاط يتعامل بواقعية مع النسبية تجنبا للأمر الواقع، و"القوات اللبنانية" ترفض النسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة التي تقضي على الديمقراطية التعددية لصالح الديمقراطية العددية، لكنها لا تمانع المختلط الذي هو بالأساس مشروعها مع "الاشتراكي" و"المستقبل"، أما "التيار الوطني الحر" الذي يلعب دور الحجاب الحاجز والواقي من الصدمات، فيرفض النسبية بلا ضوابط وروابط.

نيسان هو شهر القانون إذا صفت النيات وصدقت الالتزامات. وآب هو شهر الانتخاب والاقتراب من خيط النهاية السعيدة. أما الموازنة والسلسلة والاداريون والعسكريون والمعلمون، وبحكم الربط والارتباط وعملا بقواعد الاشتباك الطارئة، فعليهم ان ينتظروا القانون، وعسى ان يكونوا من الصابرين الظافرين وليس الخائبين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ثابتة وحيدة تكاد ترسم خط قانون الانتخاب المرجو، هي ثابتة قبول معظم الأفرقاء بمبدأ ان لا قانون جديدا للانتخابات من دون نسبية. هذه الثابتة تهتز تحت ضربات الدوائر التي سترسم القانون والاختلاف القائم حولها.

فبين اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، وبين اعتماد المحافظات التاريخية الخمس، أو دوائر قانون ميقاتي، وصولا إلى النقاش حول الشق النسبي لقانون باسيل، يتفاوض الأفرقاء في الغرف المغلقة، فيما تتضح مواقفهم المعلنة وأبرزها المواقف المتناقضة للحليفين القويين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، فوزير الخارجية كان واضحا اليوم عندما تساءل: على من نضحك عندما نرفض اجراء تعديلات أساسية في قوانين الأحوال الشخصية فيما نطالب بقوانين تلغي الحواجز الطائفية؟. سؤال لم يبلغ مسامع النائب عن "حزب الله" حسن فضل الله الذي جدد التأكيد اليوم أيضا، ان النسبية الكاملة هي القانون الأعدل الذي ينتج سلطة ممثلة للشعب.

مواقف "حزب الله" و"التيار الحر" تبدو متناقضة، لأن الفريقين بكل بساطة يملكان مشاريع انتخابية يدافعان عنها. فمن سيحسم التناقضات أو يخفف منها، علما ان الوقت أصبح داهما قبل الدخول في نفق التمديد الفعلي واللااستقرار السياسي.

وإلى حين تبلور الصورة الانتخابية، ومع اعتراف الجميع بان لا اصلاح فعليا من دون محاربة الهدر والفساد، لعل مغارة الملايين السائبة في الجمارك تصلح منطلقا لبدء المحاسبة الفعلية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

يستمر النقاش بشأن قانون الانتخابات، وسط سباق مع الزمن لانتاج قانون جديد يحظى بقبول الأطراف السياسية.

وعلى وقع النقاش السائد بين الأطراف كافة، يدخل شهر نيسان، مع نهاية الأسبوع الطالع، شهرا للحسم، كما يوصف، بشأن الملفات المطروحة انتخابيا، وماليا. فمن المتوقع التوصل إلى انتاج قانون جديد للانتخابات، في ضوء الاجماع الحاصل بأن التأجيل التقني أصبح أمرا واقعا.

حكوميا، يعقد مجلس الوزراء جلستان متتاليتان، غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء، إحداهما ستخصص لاجراء قراءة أخيرة على مشروع الموازنة تمهيدا لاقرارها، والثانية ستخصص لموضوع الكهرباء، في وقت بات من المؤكد أن يشهد نيسان إقرارا لسلسلة الرتب والرواتب.

ووسط الحراك الداخلي انتخابيا وحكوميا، برزت إلى الواجهة التطورات الميدانية على الساحة السورية، من خلال المخاوف الجدية من احتمال انهيار سد الفرات في أي لحظة، بعد تعرض أساساته لقصف عنيف، ما يهدد حياة ثلاثة ملايين شخص، من جراء غرق مدينة الرقة بالكامل، ومدينتي دير الزور والبوكمال جزئيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حج وزير الخارجية جبران باسيل إلى ديار بري المقدسة انتخابيا في الزهراني، وطاف حول قرى تعد إلى اليوم معقل الأستاذ وعرينه وصندوقة انتخاباته. وقال باسيل ما لم يصرح به من أن الطواف على أعتاب المصيلح يشكل إنزالا سياسيا للتيار في منطقة الأخضر، مع اسقاط مناشير ضمنية تؤكد عبارة: "نحن هنا ولست وحدك في دائرة أصبحنا فيها شركاء".

لم يأت باسيل بالجديد الانتخابي على مستوى القوانين، ورحل هذا الأمر على ما يبدو إلى ما بعد القمة العربية التي يشارك فيها لبنان بوفد يحمل ثوابت مشتركة، لكن وزير الداخلية نهاد المشنوق استبق القمة بثوابث أبعد مدى، تفوقت على الكلام السياسي لرئيس الجمهورية عن "حزب الله" وسوريا، إذ قال المشنوق إن سلاح الحزب جزء من أزمة إقليمية والمطلوب حوار وطني حول هذا السلاح، مؤكدا أن عدونا في نهاية المطاف هو إسرائيل لا "حزب الله"، وطمأن المشنوق القمة العربية المجتمعة على حيرة من أمرها بأنه للأسف لم تنتج هذه السنوات بديلا للرئيس السوري بشار الأسد، ولو لم تدخل عبارة "الأسف" لكان وزير الداخلية اختتم مقابلته إلى "تلفزيون الغد" بـ"أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".

هذه الأمة تنعقد على عنوان المصالحات، وعلى بحر عربي ميت في السياسة ومقتول في المصالحات. إذ تبدو سوريا، أم المعارك، ملغاة. والحروب بين المغرب والجزائر على توتر حدودها. فيما ليبيا تخوض حربا على خطين: داخلي محلي وعربي دولي. أما اليمن فتهدي العرب جوع أطفالها وضحايا الغارات العربية. وحدث ولا حرج عن العراق ولاجئي الموصل وقتلى التفجير اليومي. وإذا سألت عن مصر فهي تنظر إلى قطر بعين العداء. في وقت لم يوفر الإرهاب أرض الصومال التي يلعب بها العرب. وبين كل هذه الدول، بدت "الدولة الإسلامية" عدو الجميع، إذ إن إرهابها يحتم على العرب الاجتماع لتدارك الخطر، فأي مصالحات تنشدها القمة؟. هو ضرب من الخيال والضرب في البحر الميت حرام.

وإلى المال الحرام، حيث الهزات الارتدادية للضرائب محليا لا تزال تضرب في عمق الموازنة، وقد سجلت إحدى الهزات في بلدة شقرا اليوم، مع أرقام لها وقع الزلزال كشفها النائب حسن فضل الله عن الدولة المنكوبة، مقترحا موازنة: "ع قد بساطك مد جريك". وتحدث فضل الله بالأرقام عن تسعمئة مليار ليرة لبنانية يمكننا أن نوفرها ونقترب من تغطية نفقات السلسلة وهذا الوفر يتضمن، بحسب فضل الله: إيجارات الأبنية من قبل الدولة اللبنانية كالإسكوا التي ارتفعت تكاليفها مليونا ومئتي ألف دولار هذا العام، أي إننا نستطيع أن نبني عمارة بهذه القيمة.

وفي أبواب الهدر أيضا، تأتي المساهمات للجمعيات وبعضها يذهب إلى الجيوب. ثم هناك أثاث الوزارات الذي يتبدل سنويا. عدا عن استخدام الوزارات سيارات تابعة للدولة وهواتف ومحروقات ومشتريات. وإذا كان النائب فضل الله قد عثر على مغارة علي بابا، فإن المتبقي هو القبض على "الأربعين حرامي".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أبو جمرة: المختلط هو أسوأ الطروحات الإنتخابية

"النهار الكويتية" - 26 آذار 2017/رأى نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، رئيس التيار المستقل اللواء المتقاعد عصام ابو جمرة أن النسبية المطروحة اليوم في قانون الانتخاب هدفها تكريس السلطة الائتلافية، وهي نسبية مصلحية وصولية طائفية، في حين ان النسبية الحقيقية هي التي ترعى انتخابات بين أحزاب وطنية بعد الغاء الطائفية السياسية بهدف تأمين التمثيل الصحيح لكل الناخبين على اختلاف انتماءاتهم. واعتبر في حديث لصحيفة “النهار” الكويتية أن القانون المختلط هو أسوأ الطروحات الانتخابية، وهدفه تقسيم قالب الحلوى اللبناني على مقاس هذا الزعيم وذاك وهذه الطائفة وتلك مشدداً على أن كل ما يطرح اليوم على مستوى قانون الانتخاب منافي للديموقراطية وأصول العيش المشترك. وأكّد ابو جمرة أننا أمام مجموعة من الوصوليين غير المكترثين بمصلحة البلد، وقال ان الحل يكون بالالتفات الى مشكلات الناس التي تحتاج الى جهد فعلي وتنفيذي، ورأى الى أنه لن نخرج من هذا البئر طالما أن قانون الانتخاب يخضع للعبة شد الحبال بين هذا المسؤول وذاك، معتبراً ان تكليف المجلس الدستوري او اي هيئة دستورية حقوقية أخرى بوضع قانون الانتخاب هو باب الخلاص من هذا المستنقع!

 

حزمة ثانية من العقوبات على حزب الله:6 أشهر قاسية

منير الربيع/المدن/الأحد 26/03/2017

بالتزامن مع تسلّم السلطات الأميركية أحد أكبر ممولي حزب الله، وفق التهم الموجهة إليه أميركياً، وهو قاسم تاج التاج، كانت وزارة العدل الأميركية تفرض عقوبات على الجامعة الأميركية في بيروت بتغريمها مبلغ قيمته 700 ألف دولار لتدريبها أشخاصاً في كيانات تابعة لحزب الله. يؤشر ذلك إلى حجم التصعيد الأميركي المرتقب في الأسابيع المقبلة ضد حزب الله على صعيد الاجراءات العقابية المالية، التي يعنونها أحد المتابعين لـ"المدن" بأنها عملية لتجفيف منابع الحزب المالية، وهي تشبه مرحلة التحضير لمسرح جديد من العقوبات ضد حزب الله وإيران، خصوصاً في ظل الكلام المتنامي عن إستعداد واشنطن لوضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب. لا شكّ في أن تسلّم الولايات تاج الدين، والبدء بمحاكمته، هو مؤشر خطير جداً، ويصل إلى حدّ أن الكلام ممنوع في هذا الموضوع. في وقت تتحدث المصادر أن من اعتقل تاج الدين هو المخابرات الأميركية وليس السلطات المغربية. وهذا لا ينفصل عن العقوبات على إيران والخطة الأميركية لمواجهتها ومواجهة نفوذها في المنطقة، وفق تصريحات السمؤولين الأميركيين، وهي ستسير تزامناً مع التضييق المالي والسياسي على إيران.

قبل فترة قصيرة، سرت معلومات عن أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وضع إستقالته بتصرف رئيس الجمهورية ميشال عون. نفى الحاكم هذا الأمر، لكن هناك من يصر على تأكيده. وهذه الخطوة يربطها البعض بحجم الضغوط الذي يتعرض لها سلامة، سواء من الخارج أم من حزب الله، إذ يعرف أنه لن يستطيع أن يكون في مواجهته، ولا حتى سيضع نفسه في مكان مواجه الاجراءات الدولية عموماً والأميركية خصوصاً، لأن ذلك سينعكس سلباً على القطاع المصرفي. وتكشف مصادر لـ"المدن" عن أن حاكم مصرف لبنان أبلغ رئيس الجمهورية بأن لبنان سيكون أمام ستة أشهر خطرة على الصعيد المالي، خصوصاً أن لبنان قد لا يستطيع مواجهة هذا الأمر، حيث استطاع في السابق اجتراح حلول معينة توفق بين مصالح الحزب، وبين العقوبات والاجراءات التي طلب المجتمع الدولي اتخاذها. أما اليوم فإن الاجراءت التي ستتخذ ستكون أقسى، وقد لا يمكن للبنان إيجاد حلول توفيقية لها.

وتلفت المصادر إلى أن العقوبات الآتية ستكون عبارة عن المرحلة الثانية من التضييق المالي على الحزب ومؤسساته، وهي ستبدأ بعد أشهر. بالتالي، فإن المطلوب من لبنان صعب جداً، وفق الأوساط، خصوصاً أنها ستشمل أموراً حيوية ويومية، في كل مؤسسات الحزب. عليه، يبقى السؤال عن مدى ردّات الفعل على هذه الحزمة الثانية من الاجراءات. حتى الآن، فإن هذه الحزمة الجديد غير واضحة، ولا أحد قادراً على استشرافها، ومعرفة مدى تاثيرها وفعاليتها، لكن لا شك أنها ستكون قاسية، وستكون متزامنة مع مزيد من الضغط على حزب الله وإيران سياسياً وعسكرياً أيضاً. وهذه الاجراءات ستضع المصارف اللبنانية والسلطة اللبنانية أمام استحقاق لا مفر منه، وفي موقع لا تحسد عليه. إذ لا يمكن للمصارف والدولة التزام هذه الاجراءات والوقوف في وجه حزب الله وفئة واسعة من بيئته التي ستكون متضررة من هذه الاجراءات. كما أن عدم الإلتزام بالاجراءات، قد يقود إلى تشديد الاجراءات العقابية ضد القطاع المصرفي هذه المرّة. ويصل الأمر بأحد المتابعين إلى اعتبار أن الأمور قد تبلغ مرحلة وسم المصارف اللبنانية بأنها تموّل الإرهاب. لا شك في أن الأيام المقبلة ستكون صعبة على هذا الصعيد، وهي ستضع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري أمام إستحقاقات مفصلية لايجاد مخرج لهذه الأزمة.

 

في الضاحية.. خطة أمنية أو شائعة؟

سارة حطيط/المدن/الأحد 26/03/2017

يمكن تلخيص أخبار الضاحية الجنوبية لبيروت هذه الأيام بالآتي: مداهمات ليلية، القبض على مطلوبين وتجار مخدرات، توقيف المرتكبين وجماعة النشل والسرقة والحد من فرض الخوات. وهذه الاجراءات تندرج ضمن تطبيق الخطة الأمنية في الضاحية، التي بدأتها القوى الأمنية منذ نحو أسبوعين، وذلك "بعد رفع الغطاء السياسي عن كل فرد مخالف للقانون"، وفق ما يقول رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، في حديث إلى "المدن". يؤكد منصور أن القرار قد أتخذ. ويتم العمل حالياً على الأرض بالتنسيق مع الجيش والدرك وحزب الله وحركة أمل. وآخر "الانجازات"، "صدور قرار من بعبدا بإزالة بسطة اكسبرس قهوة مخالفة على رصيف طريق المطار، قبل مطعم الساحة"، وإن كانت الخطة تركز على جماعة النشل والسطو وفرض الخوات والمخدرات، في الدرجة الأولى. على أن هذا الارتياح الذي يبديه منصور، في نظرته إلى "الخطة" التي ستقضي على البلطجية والزعران في الضاحية، خصوصاً بعد القبض على كبار مروجي المخدرات في حي الجورة وفي حي السلم، على حد قوله، يقابله حالة من اليأس لدى سكان الضاحية. فبعضهم يعتبر أن كل هذه الاجراءات ليست سوى ضجة إعلامية، وليس لها أي تأثير في الواقع. "أسكن في حي الجورة، ويوجد تحت منزلي 4 تجار مخدرات. إذاً، أين هي الخطة الأمنية؟"، يقول حسن الذي يعمل سائق تاكسي.

يوافقه الرأي شبان يجلسون في مقهى عند مدخل حي الجورة في برج البراجنة. محمد، وهو واحد منهم، يعتبر أن كل ما يحصل هو "حكي بحكي". فلا وجود لأي عنصر أمني في المنطقة، و"الأسوأ، أزيل حاجز للدرك منذ 3 أيام، كان موجوداً في المنطقة منذ العام 2011".

ويرى عدد آخر من سكان المنطقة أن الخطة الأمنية لا تطبق بشكل فعلي. إذ تنتشر أخبار المداهمات وتوقيت حصولها قبل وصول القوى الأمنية. ما يؤدي إلى فرار المطلوبين والمخالفين، وفق حسام، الذي يعمل في الضاحية. ويقول: "ليس هناك أسهل من تسريب المعلومات. تصلنا عبر تطبيق واتسآب قبل ساعات من العملية. فما على الشخص إلا الهرب والنفاذ بجلده". وفي رأيه، الزعران ليسوا في الضاحية فحسب، بل "في أجهزة الدولة التي تسرب الأخبار، وتفشل المداهمات". يبدو واضحاً أن المشكلة عند سكان الضاحية ليست بوجود خطة أمنية أو عدم وجودها، إنما في كيفية تطبيقها والإستمرار بها. "لطالما سمعنا خطابات وتصريحات بشأن محاسبة الزعران في المنطقة، وزجهم في السجن. إلا أن شيئاً لم يطبق. وفي حال قبض على أحد الكبار، يخرج بعد بضعة أيام كأن شيئاً لم يكن"، يقول حسن الذي يقطن منذ أكثر من 50 سنة في الضاحية. وهو يعتبر أنه لو كان حزب الله يريد بالفعل تنظيف الضاحية كانت "نظفت من زمان". يقاطعه أحدهم ممازحاً "الضاحية ليست بحاجة إلى أي قرار أو أي خطة أمنية، بل بحاجة إلى نيزك وخلصنا".

 

الضاحية والبقاع: لماذا خطة أمنية صامتة؟

المدن - لبنان | الأحد 26/03/2017/منذ أشهر، يجري التحضير لإطلاق خطّة أمنية صامتة في أكثر من منطقة وأبرزها في البقاع والضاحية الجنوبية. كانت الإشارة الأساسية لذلك، تخصيص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أحد المؤتمرات اللقاءات مع عشائر بعلبك الهرمل والحديث عن ضرورة ضبط الوضع هناك بعد تنامي ظاهرة الخطف. هي النقطة المفصلية لإطلاق هذه الخطّة. سبق الحديث عن الخطّة الأمنية التسوية الرئاسية، وتعززت حظوظها بعدها، خصوصاً أن وزير الداخلية نهاد المشنوق، هو من قاد تلك المشاورات مع رئيس الجمهورية بعد انتخابه ومع حزب الله في الوقت نفسه، وهو خصص قبل نحو الشهرين جولة على مختلف الأفرقاء، لأجل وضع الخطّة موضع التنفيذ،. ولكن، اتفق في حينها على أن تكون صامتة وبعيدة من الإعلام، أولاً لعدم إثارة الجلبة، وثانياً للحفاظ على إمكانية نجاحها، وكي لا تلاقي المصير الذي لاقته الخطة الأمنية الأولى للبقاع والضاحية.

وبالتزامن مع التحضير لإطلاقها، كان لافتاً، تحركات أهالي الموقوفين والمطلوبين، في أكثر من منطقة، للمطالبة بالعفو العام عن أبنائهم. وهذه كانت إشارة إلى أن العفو العام، أخذ جانباً من تلك المشاورات بين مختلف القوى السياسية. وكانت التحركات في الشارع للضغط لتحقيق ذلك، كما أن طرحه كان في سبيل تسهيل تجاوب الأهالي مع تلك الخطّة الأمنية.اجتماعات عدة عقدت استعداداً لإطلاق هذه الخطّة، وهي تزامنت مع إعداد لوائح بأسماء المطلوبين في تلك المنطقة، وعددهم نحو سبعة آلاف مطلوب، بجرائم وجنح مختلفة، بأكثر من 35 ألف مذكرة توقيف، وتمت دراسة هذه الملفات، للفصل بين من يشمله العفو، ومن لا يشمله. بعد ذلك، بدأ التطبيق الفعلي للخطة الأمنية، عبر عمليات دهم صامتة للأجهزة الأمنية للقبض على العديد من المطلوبين الخطرين، أو من ارتكبوا جرائم لا يشملها العفو، كأحد المطلوبين في الضاحية الجنوبية من آل شمص متهم بارتكاب جريمة الزيادين في العام 2007 بعد اختطافهما من منطقة وطى المصيطبة. تؤكد مصادر متابعة أن العمل في هذه الخطة الأمنية بدأ قبل الأحداث الذي شهدها مخيم برج البراجنة. وهي تقوم على ملاحقة البارزين جداً، على مستوى ترويج المخدرات وتقاضي الخوات، والسرقات والمتهمين بجرائم قتل. وتلفت المصادر إلى أن الخطة تقوم على ثلاث مراحل: مرحلة تنفيذية، مرحلة تقييمية، والمرحلة الثالثة تقييمية، وهي تجري بتنسيق كامل بين حزب الله والأجهزة الأمنية. فحزب الله يدعم هذه الخطة، بعدما وصلت الأمور إلى وضع متردٍ جدّاً ينذر بانفجار اجتماعي. لذلك، عمل الحزب على دعم الأجهزة الأمنية لتنفيذ خطتها، كي لا يصطدم هو بهؤلاء المطلوبين، ولإنجاز المهمة التي ستريحه وتريح بيئته. وعليه، جرت المداهمات التي نفذتها الأجهزة الأمنية في كل من الضاحية والبقاع حيث يقيم بعض المطلوبين وقد جعلوها "إمارات" خاضعة لسيطرتهم. وتؤكد المصادر أن الخطة ستستمر طيلة الأيام المقبلة، عبر عمليات دهم تقوم بها مخابرات الجيش وشعبة المعلومات وفرع المعلومات في الأمن العام، إلى حين توقيف كل المطلوبين. وتشير المصادر إلى أن النتائج ستظهر تباعاً في الأيام المقبلة. لأن القرار بإنهاء هذه الجزر قد اتخذ.

 

في لبنان أكثر من ثمانين حزباً، ولكن!!

محمد حجيري/المدن/ الأحد 26/03/2017

لفتتني لائحة منشورة في "فايسبوك"، تتضمن أسماء الأحزاب والتيارات والجمعيات السياسية اللبنانية المرخصة، وعددها ما يقارب الثمانين حزباً في هذا البلد الصغير، الذي لا يتجاوز عدد سكانه حياً في الصين، وربما لا تتجاوز مساحته ولاية من الولايات الاميركية... وإذا كانت الصين محكومة بحزب واحد وطبقة بيروقراطية "شيوعية" آفلة ورأسمالية موجهة، فسياسة أميركا "أم الدنيا" تتأرجح بين الحزبين، الجمهوري والديموقراطي، مع هامش محدود لجماعة البيئة والمجتمع المدني. حتى في فرنسا، المنافسة السياسية تجري بين حزبين أو ثلاثة مع بعض الأحزاب الصغيرة، والأمر نفسه في بريطانيا وألمانيا. إلا في لبنان فلدينا "عجائب الدنيا" من الأحزاب والتيارات والألوان والبيارق والشعارات والأحلام، وما زالت التراخيص تؤخذ استناداً الى قانون أقر في الزمن العثماني... قد يقول قائل إن تعدد الأحزاب في لبنان مقارنة بأميركا، يشكل دليلاً على الحرية التي يتميز بها هذا البلد، بالطبع هذا الاستنتاج فيه شيء من الخفة، إذا ما نظرنا الى جدوى كثرة الأحزاب وفعاليتها على أرض الواقع، وحتى أطر عملها وطرق "انتخاب" قادتها. وإذا أردنا ان نراقب عمل الأحزاب في لبنان، فالفاعل منها، يسيطر على السلطة مثل "المستقبل" و"أمل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" و"تيار المردة" و"السوري القومي الاجتماعي"... بمعنى آخر، تعتاش الأحزاب من جودها شبه المافيوي في السلطة... في الجوهر معظم الأحزاب اللبنانية يشبه كل شيء إلا الأحزاب، هي أحزاب ترتبط بطوائف (سنة، شيعة، دروز، موارنة، أرمن) وبمناطق (زغرتا، زحلة، برج حمود، الشوف، صيدا..) وقبل كل شيء هي أحزاب شخصانية. لنتخيل "التيار الوطني الحر" من دون الجنرال عون، مع الانتباه إلى أن الرئاسة آلت الى الصهر جبران باسيل. ولنتخيل الحزب التقدمي الاشتراكي من دون وليد جنبلاط، أو تيار المستقبل من دون سعد الحريري، او حزب الكتائب من دون آل الجميل، أو تيار المردة من دون سليمان فرنجية، أو حركة أمل من دون نبيه بري، او الكتلة الشعبية من دون آل سكاف، وحتى "حزب الله" بات يرتبط بحسن نصرالله، وان كان جزءاً من منظومة ولاية الفقيه الخمينية الايرانية. وفي جوهر الأحوال، الركن الأساسي للعمل الحزبي في لبناني، هو الطوائف، فكل طائفة (وتحديدا الطوائف الكبرى) يسيطر عليها حزب او حزبان، وهناك معضلة في أنه يصعب على حزب ما تجاوز محوره الطائفي. حتى الأحزاب "العلمانية" بقيت في إطارها الضيق، أو هي طائفية بقناع علماني أقلوي...هناك أحزاب مرخصة في الجمهورية اللبنانية، ولا تعترف بلبنان وتعتبره ولاية مثل "حزب التحرير" (مع التذكير ان مكنون حزب الله يطمح الى جمهورية اسلامية)، وهناك أحزاب "انتيكا" مثل حزب النجادة، الذي نشأ في زمن الاستقلال وبقي منه مقره في أحد الأحياء البيروتية، وربما يذكر اسمه في كتاب التاريخ المدرسي في مقابل حزب الكتائب ومن بوابة 6 و6 مكرر في "النضال الوطني"... في لبنان كم من الاحزاب البيئية التي لا نعرفها الا بالاسم وربما اللافتات، وكم من الأحزاب التي تحمل توصيفاً للبنان مثل "لبنان غداً"، "لبنان الكيان"، "الوحدة" وهي أسماء للاستهلاك فحسب، وأحزاب ترفع شعارات مثل "الكفاءات، التجدد، والديموقراطية والمواطن"، من دون أن ننسى الأحزاب العروبية (البعث السوري، والعراقي، والمرابطون، والاتحاد)، والقومية (حراس الأرز)، والأقلوية التي ترفع شعارات السريان، والأرمن، والآشوريين، وأحزاب ربما لا تتضمن في كنفها سوى بعض الأفراد مثل حزب "التضامن" التابع للنائب اميل رحمة، وحزب "السلام" لصاحبه رجل الأعمال روجيه اده، وهناك أحزاب أشبه بالدينية مثل "الجماعة الإسلامية" و"حزب الله"... 

وحصيلة مشهد الأحزاب اللبنانية المرخصة ورافعة الرايات وموزعة المناشير، أن الكثير منها، خصوصاً المؤدلجة، كانت تريد لبنان على هواها وأحلامها، أو كل حزب يحلم بتحقيق مشروعه السياسي في هذا البلد الصغير... فمَن كان عروبياً كان يريد لبنان عروبياً، ومن كان شيوعياً يريده شيوعياً ضد الامبريالية العالمية، ومن كان قومياً سورياً يريده جزءاً من "سوريا الكبرى"، ومَن كان إسلامياً يعتبر أن "الإسلام هو الحل"، ومن كان قومياً لبنانياً، نجده يربط لبنان بفينيقيا وتاريخها، وكلها فشلت... والأحزاب، وإن كانت مرخصة من الدوائر اللبنانية، فالكثير منها لديه ازدواجية في الولاء والهوى والدور، نجد هذا يتبع لإيران، وذاك للسعودية، وذلك لمصر وكذا لسوريا أو حتى الدول الغربية... وهذه معضلة ما يسمى "لبنان الرسالة" الذي يصبح في لحظة مجرد "صندوق بريد".                     

 

يوهانس هان يزور لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ويجول في البقاع

الأحد 26 آذار 2017 / وطنية - يزور المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار يوهانس هان، لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، ويخصص اليوم الأول من الزيارة لجولة في البقاع تبدأ عند الساعة العاشرة قبل الظهر بزيارة معمل فرز النفايات الصلبة في بر الياس الذي قام الاتحاد الأوروبي بتمويله، ثم لقاء لقاء متطوعين سوريين في مجال التربية يعملون على وصول لاجئين أطفال الى التعليم، في تعنايل (قرب مركز الرعاية الصحية الأولية)، فزيارة مركز الرعاية الصحية الأولية في تعنايل، الذي تشرف عليه وزارة الصحة العامة، حيث يعقد مؤتمر صحافيا مشتركا مع ممثلة وزير الصحة العامة غسان حاصباني رئيسة قسم الخدمات الاجتماعية-الصحية ومراكز الرعاية الصحية في الوزارة رندة حمادة. ويحضر المؤتمر الصحافي في تعنايل سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميراي جيرار، ممثلة اليونيسيف تانيا شابويزا، ممثلون عن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة، فضلا عن رؤساء بلديات وشخصيات من المنطقة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مبعوث خاص لترامب في قمة عربية ستركز على مجابهة الأطماع الإيرانية

العرب/27 آذار/17/عمان – تعكس خطوة الإدارة الأميركية إيفاد مبعوث خاص لحضور القمة العربية التي تستضيفها عمان الأربعاء المقبل، رؤية مختلفة عن نظيرتها السابقة التي اختارت نهجا ركز على التخفيف من الحضور الأميركي في المنطقة، بما فسح المجال أمام إيران للتغلغل فيها، وهو ما انتقده الرئيس دونالد ترامب في الكثير من المحطات. وأعلنت الحكومة الأردنية السبت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيرسل مبعوثا خاصا لحضور اجتماعات القمة. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني على هامش اجتماعات المندوبين الدائمين للجامعة العربية. ويأمل الكثيرون في أن تؤسس القمة لمرحلة من التعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات القائمة في المنطقة وعلى رأسها الإرهاب، والأطماع الإيرانية. وشدد المومني على أن “الدول العربية ينبغي أن تكون في طليعة دول العالم لمكافحة الإرهاب، خاصة أن العديد من هذه التنظيمات ينسب نفسه ظلما إلى الإسلام”. ويعتبر ملفا الإرهاب ومواجهة النفوذ الإيران محور اهتمام إدارة الرئيس دونالد ترامب، ويتوقع أن يعقد المبعوث الأميركي الخاص لقاءات على هامش القمة تتركز على المسألتين. وهناك شبه إجماع دولي وعربي على أن طهران الطرف الرئيسي المسؤول عن زعزعة استقرار دول عدة في المنطقة من بينها سوريا، وبالتالي لابد من عمل مشترك لمجابهتها. ولفت المومني إلى أن المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا سيحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الإثنين؛ حيث يتحدث عن الأزمة السورية والمباحثات الجارية بشأنها حاليا في جنيف، كما سيكون هناك مبعوث للحكومة الفرنسية. ويتوقع أن تتفق الدول العربية خلال القمة على إطار عام لحل الأزمة السورية وسط ترجيحات بحضور موفد خاص لروسيا أيضا لهذه القمة. وأوضح “الحديث سيكون متمحورا خلال القمة حول موقف الدول العربية بشأن ضرورة عودة الاستقرار في سوريا”، مضيفا “إنه من المبكر الحديث عن مناطق آمنة في سوريا؛ فالموضوع في مراحله الأولية، وهي أفكار يتم تداولها ولم يتبلور موقف نهائي بشأنها”. وانتهى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين من إعداد مشاريع القرارات التي كانت معروضة على جدول أعماله، على أن ترفع لاجتماع مقرر الإثنين لوزراء الخارجية العرب. ويستضيف الأردن الأربعاء القمة في منطقة البحر الميت، بعد اعتذار اليمن عن ذلك منتصف أكتوبر.

 

وزراء الخارجية العرب يجتمعون لإعداد مشروع «إعلان عمان»

محمد صلاح ومحمد الشاذلي ومحمد الرواشدة/الحياة/27 آذار/17/

يعقد وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعهم التحضيري في البحر الميت في الأردن لإعداد جدول أعمال القمة العربية الـ28، ومشاريع القرارات المنتظر صدورها عنها، ومشروع «إعلان عمان»، وتحديد موعد عقد القمة المقبلة ومكانها.

ويسبق اجتماع وزراء الخارجية اجتماع للجنة الوزارية الرباعية التي شكلتها القمة السابقة لبحث التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، وتضم الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، لصوغ القرار الخاص بإيران الذي سيرفع إلى القادة العرب. وكشف مصدر ديبلوماسي عربي مشارك في الاجتماعات لـ «الحياة»، أن اللجنة الخاصة بإيران ستعد مشروعاً قوياً ضد التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية يركز على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد وضرورة احترام سيادة الدول واحترام قواعد القانون الدولي.

 التدخل الإيراني

وأشار إلى عواصم عربية تريد الإبقاء على الباب موارباً مع طهران حتى تكون العلاقات معها قائمة على مبدأ حسن الجوار، مضيفاً: «لكن مشروع القرار حاسم وواضح في رفض وإدانة التدخلات الإيرانية في شؤون دول الجوار العربية باعتبار ذلك انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ولمبدأ حسن الجوار وسيادة الدول، مع مطالبة إيران بالكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوّض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة». وأوضح المصدر أن مشروع القرار الذي رفعه المندوبون الدائمون يدين ويستنكر أيضاً تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية، ومطالبة حكومة إيران بالكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية، ووقف الحملات الإعلامية ضد الدول العربية باعتبارها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لهذه الدول، كما يدعو الحكومة الإيرانية إلى الكف عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات في دول الخليج العربي، ووقف دعم الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية وتمويلها. وفي خصوص القمة المقبلة، أوضح المصدر أنه طبقاً لآلية الانعقاد التي بدأت عام 2001 في الأردن، فإن القمة المقبلة تستضيفها دولة الإمارات المتحدة أو دولة المقر. وكانت الإمارات أهدت استضافة القمة عام 2002 للبنان تحية لصمود الشعب اللبناني، وعقدت فعلاً في بيروت. ويشارك المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في اجتماع وزراء الخارجية اليوم، إذ يطلع الوزراء على مستجدات العملية السياسية المستمرة في جنيف بدءاً من نتائج اجتماعات «جنيف 1» وحتى الآن، وهي عملية التفاوض السياسي بين الحكومة والمعارضة.

 مشروع القرار الفلسطيني

وعن صوغ مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى وزراء الخارجية اليوم، قال سفير دولة فلسطين، مندوبها الدائم لدى الجامعة جمال الشوبكي في تصريحات أمس، إن اجتماع المندوبين الدائمين أكد مجدداً في مشروع القرار الثوابت التي طرحتها فلسطين، ومن أهمها الالتزام الكامل والتمسك بمبادرة السلام العربية كما طرحت عام 2002 من دون تغيير، وضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، وموضوع الاستيطان وخطورته وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2334 الخاص بعدم شرعنة الاستيطان، كما أكدوا أن المستوطنات باطلة ولاغية ولن تشكل أمراً واقعاً.

وكان الناطق باسم الأمين العام للجامعة السفير محمود عفيفي قال في تصريحات مساء أول من أمس: «ليس هناك أي مشروع جديد بالنسبة إلى القضية الفلسطينية»، موضحاً أن الجانب الفلسطيني أرسل مشروع القرار للأمانة العامة للجامعة فعلاً، ثم بعد ذلك أجريت اتصالات عدة بهدف إجراء بعض التنقيحات على المشروع، ولم يكن من الممكن تقديم المشروع قبل الانتهاء من تعديلاته. وأكد أن مشروع القرار لن يخرج عن الثوابت، وهي مبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، والتأييد الكامل للقضية الفلسطينية، وهذه هي العناصر التي لم تتغير، ومن غير المتوقع أن يحصل أي تغير في هذه القمة في ما يتعلق بالتعامل معها، مشيراً إلى أنه في ضوء مسار الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية ليس هناك تغيير في ما يتعلق بالنظرة تجاه القضية الفلسطينية. وعلمت «الحياة» أن مشروع القرار المتعلق بقضية فلسطين والصراع العربي – الإسرائيلي سيؤكد مركزية قضية فلسطين بالنسبة إلى الأمة العربية جمعاء، والهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين وإعادة التأكيد على حق فلسطين بالسيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ومجالها الجوي، ومياهها الإقليمية، وحدودها مع دول الجوار.

كما سيؤكد مشروع القرار أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي، وأن الشرط المسبق لتحقيقه هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وإطلاق جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين استناداً إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وقرارات القمم العربية، والتمسك بمبادرة السلام العربية والتزامها كما طُرحت عام 2002.

وكان المندوبون الدائمون أقروا في الاجتماعات التحضيرية للقمة بنداً جديداً طلبت الأردن إضافته هو «أزمة اللاجئين السوريين» وصيغ مشروع يقدم لوزراء الخارجية «لشكره والدول المضيفة للاجئين والنازحين، وتقديم الدعم من الجامعة لهذه الدول وفق مبدأ تقاسم الأعباء» مع تكليف مجلس الجامعة وضع آلية تنفيذية.

كما رفع المندوبون للوزراء مشاريع قرارات حول قضايا الإرهاب وضرورة التعاون العربي لمواجهته وصون الأمن القومي العربي، بينما لن تطرح فكرة «القوة العربية المشتركة» على هذه القمة. وترحب مشاريع القرارات بتشكيل اللجنة الرباعية أخيراً لبحث التطورات في ليبيا بمبادرة من الأمين العام للجامعة، وتضم الجامعة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن يصدر قرار بتوصية لعقد قمة عربية - أوروبية والترحيب بها، على أن يُترك الأمر للتشاور مع الجانب الأوروبي لتحديد موعد انعقادها ومكانه.

أما قرار التضامن مع لبنان، فسيرحب بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية كخطوة حاسمة لضمان قدرة لبنان على مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية الضاغطة والتغلب عليها وضمان حسن سير العمل الدستوري في المؤسسات اللبنانية والترحيب بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري وتجديد التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته ولمؤسساته الدستورية بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن لبنان واستقراره وسيادته على كامل أراضيه، وتأكيد حق اللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة، والتأكيد على أهمية وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي التي هي حق أقرته المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي، وعدم اعتبار العمل المقاوم عملاً إرهابياً.

وعلمت «الحياة» أن مشروع قرار خاص سيرفض ترشيح إسرائيل لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020 باعتبارها قوة احتلال مخالفة لأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي، وفي ضوء استمرار سياساتها المعطلة للسلام والمستمرة في الاستيطان غير القانوني، وإجهاض حل الدولتين. وتكليف الأمين العام للجامعة، والمجموعة العربية في نيويورك، وبعثات الجامعة، باتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون حصول إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) على عضوية مجلس الأمن.

وعن تطورات الوضع في سورية، يؤكد مشروع القرار مجدداً الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، وذلك استناداً لميثاق الجامعة العربية ومبادئه، ودعم الحل السياسي القائم على مشاركة جميع الأطراف السورية بما يلبي تطلعات الشعب السوري، والترحيب في هذا الإطار باستئناف مفاوضات جنيف بتاريخ 23 شباط (فبراير) عام 2017 تحت رعاية الأمم المتحدة، ودعوة الجامعة العربية إلى التعاون مع الأمم المتحدة لإنجاح المفاوضات السورية التي تجري برعايتها لإنهاء الصراع وإرساء السلم والاستقرار في سورية.

ويؤكد مشروع قرار في شأن تطورات الوضع في اليمن على أمنه واستقراره ووحدته وسلامة وسيادة أراضيه، والتأكيد على دعم ومساندة الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي.

كما يؤكد أن الحل السلمي في اليمن يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خصوصاً القرار الرقم 2216، والإشادة بجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لاستئناف العملية السلمية بناء على المرجعيات المشار إليها.ويشيد مشروع القرار بمواقف الحكومة اليمنية الداعمة للجهود الأممية لتحقيق السلام في اليمن، ومساعيها لإيقاف الحرب، ولتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، ولتدفق الحاجات الغذائية والدوائية، وإيصال الرواتب لكافة مناطق اليمن، وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الانقلابية، ومحاربة التطرف والإرهاب، وإعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة القوى الانقلابية. ويعيد مشروع قرار «اتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية»، التأكيد على قرارات الجامعة السابقة بإدانة توغل القوات التركية في الأراضي العراقية ومطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها فوراً من دون قيد أو شرط باعتباره اعتداء على السيادة العراقية، وتهديداً للأمن القومي العربي.

 

«رسالتان» لواشنطن وطهران من قمة التوافق

 البحر الميت – زهير قصيباتي/الحياة/27 آذار/17/صمت البحر الميت لا يغيِّب صخب الحروب والصّراعات ودمارها في المنطقة العربية. ولأن طموح الأردن على رأس مجلس جامعة الدول العربية أن توجِّه القمة التي يستضيفها، رسائل إلى عواصم القرار الدولي، بوحدة الموقف من أولوية مكافحة الإرهاب والتطرّف، تداولت أوساط ديبلوماسية معلومات عن تباين استعدادات الدول الأعضاء في الجامعة لمرحلة ما بعد الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، وهزيمته في العراق وسورية ومن دون الخوض في التفاصيل أشارت إلى مبادرات متوقّعة للمساهمة في إعمار ما دمّرته الحرب. الأردن الذي تعايش سنوات مع رياح الإرهاب في المنطقة – وتمكَّن من صدِّها – وحروب سورية والعراق غير البعيدة عن حدوده، يريد وهو على رأس القمة العربية التي تلتئم في منطقة البحر الميت الأربعاء، توجيه رسائل مفادها أن العرب ليسوا غائبين طوعاً عن طرح حلول للصراعات المتشابكة، التي دفعوا أثماناً باهظة لها، دماراً هائلاً ومئات الآلاف من الضحايا... وأن ما شهدته سورية والعراق وليبيا من خراب وكوارث إنسانية لا يغيِّب أولوية القضية الفلسطينية التي تحاول إسرائيل استغلال تداعيات «الزلزال» الإقليمي للتلاعب بمصيرها، ومصير حل الدولتين، و «تضليل» الإدارة الأميركية الجديدة لقتله. صحيح أن ما نُسِب إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن «مبادرة جديدة» سيطرحها الجانب الفلسطيني خلال قمة البحر الميت، استتبع نسياً سريعاً بعد إرباك عابر، لكن الصحيح ايضاً أن علامات الاستفهام التي أثيرت حول مهمة موفد الرئيس دونالد ترامب إلى القمة، تجاوزت ذاك الإرباك لتتحول هاجساً جدياً. بعض الأوساط تساءل عن فحوى «الرسالة» التي يحملها حضور الموفد الأميركي، وهل يسعى إلى وعد عربي بدعم المؤتمر الإقليمي الذي يريده ترامب لمواكبة استئناف المفاوضات الفلسطينية– الإسرائيلية. وإذ تستبعد مصادر تضمين قرارات القمة تأييداً للمؤتمر، لأن «ملامحه لم تتضح بعد، ولا مستوى المشاركة فيه» ولا محاذير تقديم غطاء للمماطلات الإسرائيلية، تشدّد على تجديد التمسُّك بمبادرة السلام العربية، وحل الدولتين سبيلاً وحيداً لإنهاء الصراع. وترى أن تلك هي رسالة القمة العربية إلى واشنطن، وأن لا مبرر فعلياً للقلق من «انزلاق» إلى مواكبة استراتيجيا لم تحسم إدارة ترامب بعد، مفاصلها الأساسية إقليمياً.العراق الحاضر في القمة سيحظى بإجماع على دعمه ومساندة إعماره في المرحلة التي ستلي هزيمة «داعش»، فيما الأزمات الداخلية لا تبدّد القلق على تماسك وحدة البلد. ولا يغيب عن القمة، غياب القرار العربي في مسيرة المفاوضات لتسوية الأزمة السورية فـ «العرّاب» الروسي و «الضّامن» الإيراني بالتكافل مع الدور التركي يجعلون المتوقّع من قمة القادة العرب تكراراً لما هو معلن عن دعم التسوية السياسية ومسار جنيف، ولكن من دون التطرُّق إلى مصير النظام السوري ورأسه. وأما عقدة التدخُّلات الإيرانية في الشؤون العربية (اليمن، العراق، سورية، لبنان)، فستكون حاضرة بقوة في قمة البحر الميت، فيما يسود اقتناع بأن طهران لم تبدِ بعد استعداداً جدياً لإحياء أي فرصة حوار مع دول الخليج والسعودية خصوصاً. والمعيار، تقول أوساط مطلعة، هو الكف عن «المحاولات الإيرانية لإنجاز مقايضات بين ملفات عربية». يبقى أن «حساسيات» صامتة بين بعض الدول العربية، نشأت نتيجة تباينات في المواقف من الصراعات المدمِّرة، ستجد طريقها إلى مرحلة تبريد، في انتظار التفاهمات الروسية – الأميركية.

 

قمة مصرية - بحرينية اليوم تناقش ملف مكافحة الإرهاب

الحياة/27 آذار/17/القاهرة – أحمد مصطفى/تستضيف القاهرة اليوم قمة تجمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسي، وتركز على بحث العلاقات الثنائية والتنسيق بين البلدين في التعاطي مع الملفات الشائكة في المنطقة، لاسيما مكافحة الإرهاب. ويتوقع أن تخرج القمة بموقف موحد يرفض التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، كما ستتناول البحث في الملفات المطروحة خلال قمة البحر الميت الأربعاء، وجهود حلحلة الخلافات العربية - العربية. وكان وصل القاهرة أمس، وفدٌ بحريني رفيع المستوى التقى عدداً من المسؤولين المصريين، لوضع اللمسات الأخيرة على زيارة العاهل البحريني، الذي من المقرر أن يستقبله السيسي في مطار القاهرة ثم يصطحبه إلى قصر الاتحادية الرئاسي حيث تجرى مراسم الاستقبال الرسمية لضيف مصر، قبل اجتماع بين السيسي والملك حمد بن عيسي تعقبه جلسة محادثات يحضرها وفدا البلدين. وستبحث القمة في «تعزيز العلاقات الثنائية التجارية والاقتصادية، والتنسيق والتعاون السياسي في الملفات الشائكة في المنطقة، لاسيما جهود مكافحة الإرهاب والتوصل إلى حلول سياسية في سورية وليبيا». وأشارت مصادر إلى أن السيسي والعاهل البحريني سيتطرقان إلى «ترتيبات القمة العربية في الأردن، والجهود التي يبذلها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لرأب الصدع العربي، إذ سيخرج عنها بيان يؤيد تلك الجهود، لاسيما في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، كما ستؤكد على موقف موحد برفض أي تدخلات خارجية في المنطقة»، في إشارة إلى إيران، وأكدت المصادر تميز العلاقات المصرية البحرينية، وأن الزعيمين حريصان على تعزيز تلك العلاقات ومواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين.

 

البحرين.. ضبط خلية إرهابية خططت لاغتيالات شخصيات مهمة

الأحد 28 جمادي الثاني 1438هـ - 26 مارس 2017م/دبي – العربية.نت/أعلنت وزارة الداخلية_البحرينية، مساء الأحد، ضبط خلية شرعت في تنفيذ أعمال إرهابية واغتيالات. وأضافت الداخلية أن أفراد الخلية تلقوا تدريباتهم تحت إشراف الحرس_الثوري الإيراني. وقالت الوزارة إنه "تم القبض على خلية إرهابية خططت وشرعت في تنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية، التي استهدفت اغتيال شخصيات هامة بالدولة وكذلك تنفيذ عملية ضد رتل من آليات الأمن العام، القصد منها قتل أكبر عدد ممكن من رجال الأمن، بالإضافة إلى مهاجمة عدة أهداف حيوية في البلاد".

 

سيناريوهات تنتظر الرقة ودير الزور بحال انهار سد الفرات

الأحد 28 جمادي الثاني 1438هـ - 26 مارس 2017م/العربية.نت – محمد الحســن/كشف ناشطون ومعارضون سوريون عن تعرض توربينات "سد الفرات" لقصف عنيف ما أدى إلى توقف التوربينات عن العمل. وذكر الإعلامي إبراهيم جبين أن سيارات تتبع لما يسمى "الحسبة"، وهي "شرطة داعش" تتجول بشوارع مدينة الرقة، وتطلب من الأهالي والنازحين مغادرتها بسبب قرب انهيار سد_الفرات بأي لحظة من الآن. وهذا ما أكدته صفحة الرقة بعيون أهلها في فيسبوك. وأكدت صفحة الرقة تذبح بصمت: "خروج سد الفرات عن الخدمة"، مشيرة إلى أن تنظيم #داعش أعلن أنه غير قادر على إرسال ورشات الصيانة نتيجة لـ الغارات_الجوية من قبل التحالف_الدولي، لكنها قالت أيضا إن سيارات الحسبة التابعة لتنظيم داعش بدأت تتجول في شوارع مدينة الرقة من جديد وتذيع نبأ مفاده أن خطورة انهيار السد قد زالت وتطلب من المدنيين البقاء في المدينة.

تاريخ السد

يقع سد الفرات بالقرب من مدينة الثورة، ويبعد عن مدينة الرقة بحدود 50 كيلومترا. ويبلغ طول السد أربعة ونصف كليومتر، بارتفاع يتجاوز الستين متراً. وتتشكل خلفه بحيرة كبيرة بطول 80 كلم، بعرض 8 كليومترات، وتحتجز كمية مياه تبلغ 14 ألف مليار متر مكعب. وبحسب المعلومات التي سجلها السوريون في ويكيبيديا، فقد تمت المباشرة في بناء السد من عام 1968 على نهر الفرات واستمر نحو 5 سنوات تقريبا.

سد الفرات

وشملت مراحل البناء، ارتفاع الأبنية الضخمة وجسم السد والمنشآت ومحطات التحويل والمحطة الكهرومائية لتوليد الطاقة الكهربائية، وتحويل مجرى النهر والأقسام الثابتة من المولدات الكهربائية ومجموعات التوليد الكهرومائية. وتخزن بحيرة الأسد ما يزيد على 11,6 مليار متر مكعب من المياه. ويعتبر سد الفرات واحدا من أكبر السدود في سوريا والوطن العربي.

لكن ماذا لو انهار سد الفرات؟

هذا يعني، بحسب ناشطين:

أولا: غرق مدينة الرقة بالكامل بارتفاع مياه تصل نحو 16 مترا، ومدينة دير الزور والبوكمال أيضا بارتفاع 4 أمتار، مع القضاء بالكامل على البنية التحتية لهذه المدن، ويشمل ذلك جميع محطات الكهرباء والمياه والمباني والطرق". ثانيا: تهديد لحياة أكثر من 3 ملايين نسمة من سكان المناطق وتشريدهم بأحسن الأحوال لو تمكنوا من إنقاذهم. ثالثا: القضاء على الثروة الحيوانية والنباتية والبنية التحتية للأراضي التي تم استصلاحها للزراعة المروية في حوض الفرات.

رابعا: القضاء على 80% من الثروة الإنتاجية النفطية السورية.

خامسا: طمس جميع المعالم الأثرية الواقعة بين مدينة الرقة والحدود العراقية التي يتجاوز عمر بعضها آلاف السنين قبل الميلاد، وأهمها حلبية وزلبية وتل الحريري والصالحية.

ضياع وركود وترقب

ميدانيا، شهدت الأيام القليلة الفائتة حركة نزوح من مدينة الرقة باتجاه الحقول الزراعية وريف المدينة مع تزايد الأنباء عن قرب بدء معركة الرقة والتقدم الذي تحرزه "ميليشيات قسد" التي تشكل وحدات حماية الشعب الـ YPG عمودها الفقري، حيث أحرزت الأخيرة تقدما من جهة الشرق باتجاه المدينة بعد السيطرة على بلدة الكرامة في الريف الشرقي واقترابها من قرى الحمرات.

وأيضاً هناك إشاعات يتناقلها الأهالي تتحدث عن أعمال التهجير والنهب التي تقوم بها ميليشيات "قسد" في المناطق الخارجة عن سيطرة التنظيم.

ويعتبر ريف الرقة الشمالي أكثر المناطق أمناً نسبيةً، خصوصاً أن جبهات ريف الرقة الشرقية والغربية مشتعلة.

من جهة أخرى، تسيطر حركة ركود كبيرة على أسواق الرقة وحالة من الخوف من القادم نتيجة التغييرات والحركة الكبيرة للتنظيم من نقل لمهاجرين من الريف الغربي باتجاه الرقة، وقسم آخر باتجاه ريف دير الزور الشرقي، وهي بوادر تفيد بقرب نهاية تواجد التنظيم في الرقة.

 

القوات العراقية تنفي علاقتها بمجزرة الموصل وتتهم داعش ومطالبات بتغيير قواعد الاشتباك لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين

الأحد 28 جمادي الثاني 1438هـ - 26 مارس 2017م/دبي - قناة العربية/مازالت تداعيات كارثة مقتل مدنيين في حي الموصل الجديدة تتواصل. فقد نفت القوات العراقية طلبها قصف منازل تسبب في وقوع مجزرة راح ضحيتها المئات من المدنيين ، وحملت " داعش " المسؤولية.وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان أصدرته، الأحد، إن المكان الذي تم طلب ضربه لا علاقة له بمكان المجزرة وإنما في حي الرسالة. وأضافت أنها قامت بتفحص المنزل الذي وقعت فيه المجزرة، ووجدت أنه لم يتعرض لغارة وإنما قام المتطرفون بتفخيخه، حيث تم انتشال العشرات من الجثث. وذكرت في بيان أن "داعش" قام باحتجاز المدنيين في منازل قسراً واستخدمها كقواعد لإطلاق النار، ومن ثم فخخها وفجرها عند تقدم القوات العراقية. وبحسب القوات_العراقية ، فقد فجر عناصر "داعش" عدداً من العجلات المفخخة الكبيرة مع انتحاريين لإعاقة تقدم القوات، ما استدعى الطلب من قوات_التحالف بتوجيه ضربة جوية على مجموعة من الدواعش ومعداتهم. وكانت القوات_الأميركية قد أقرت بتنفيذ الغارة بطلب من القوات_العراقية. من جانبه، أدان اتحاد_القوى_العراقية بشدة القصف، مطالباً حيدر_العبادي بتغيير قواعد الاشتباك لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين، بينما وصلت بعض مطالب الأحزاب للعبادي إلى حد الذهاب إلى قيادة المعركة بنفسه من نينوى وإعلان الموصل مدينة منكوبة.

 

ليبيا.. صراع روسي أميركي يعقّد التسوية السياسية

الأحد 28 جمادي الثاني 1438هـ - 26 مارس 2017م/ليبيا – منية غانمي/دبي - قناة العربية/التحقت روسيا بالصراع الليبي منذ نهاية عام 2016، وألقت بثقلها إلى جانب خليفة حفتر رغم إعلان وقوفها مع حكومة_الوفاق المدعومة دولياً، تاركة وراءها مخاوف غربية خاصة أميركية من طبيعة الدور والحضور الروسي في ليبيا ومحاولات تأثيره على سير العملية السياسية والعسكرية في البلاد.كما عبّر عن القلق الغربي من التواجد الروسي في شرق ليبيا نائب الأمين العام للناتو روز غوتيموللر، الذي بين أن ما تمارسه موسكو على أرض الواقع مناقض لالتزامها أمام مجلس_الأمن بدعم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، مضيفاً أنه بات من الواضح أن الكرملين اتخذ قراراً بتغيير هذه السياسة من خلال محاولات التأثير على أرض الواقع مما يثير القلق بشكل كبير. وكان قائد القوات الأميركية في القارة_الإفريقية الجنرال توماس وولدهاوزر جدّد كذلك خلال مؤتر صحافي، اتهاماته لروسيا بدعم خليفة حفتر، ووجود علاقات تعاون بينهما، خاصة بعد التأكد رسمياً من وجود قوات_روسية على الأراضي الليبية، مضيفا أن هناك محاولات روسية للتأثير في ليبيا تعتبر مثيرة للقلق. أما الباحث السياسي والرئيس السابق للجنة الأمن والدفاع بالبرلمان فتح الله السعيطي فقد أكد لـ"العربية نت"، أن تواجد روسيا في شرق_ليبيا بات واضحاً، خاصة من خلال شركات الأمن بعد أن نجح خليفة حفتر في كسب دعمهم وتأييدهم ونجح في إقناعهم بالوقوف إلى جانبه. وفي الفترة الأخيرة تكررت اللقاءات بين المسؤولين الروس وخليفة حفتر،حيث زار هذا الأخير موسكو في شهر نوفمبر من العام الماضي والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وبعد شهر صعد على متن حاملة طائرات_روسية قبالة الساحل الليبي، وتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع وزير الدفاع الروسي، كما استقبلت روسيا في الأسابيع الأخيرة 100 من مقاتلي حفتر المصابين للعلاج، لكنها استقبلت هذا الشهر أيضا رئيس حكومة_الوفاق فائز السراج.

من جهته، صرّح الصحافي الليبي عبد المنعم الجراي أن القلق الأميركي من التواجد الروسي في ليبيا يدل على أن الصراع الداخلي تحول إلى صراع إقليمي بين الدول الكبرى التي تعلم أن من يستطيع ترجيح الكفة لصالحه سوف تكون له مصالح آنية ومستقبلية في ليبيا، وهو ما يفسر التنافس الأميركي الروسي وتضارب مواقفهما. وأضاف الجراي في تصريح لـ"العربية.نت"، أن طرفي الصراع في ليبيا بحثا عن الدعم الخارجي من أجل الاستمرار، فوجدت حكومة الوفاق دعماً أميركياً عسكرياً ملحوظاً ساعدها على تحرير مدينة #سرت من قبضة داعش عن طريق قوات البنيان_المرصوص الموالية لها، وهو ما جعل حفتر يسير على نفس المنوال ويبحث عن داعمين لحربه ضد الإرهاب فوجد روسيا التي تمتلك القدرة على تعديل الكفة أو ترجيحها لصالح أحد الأطراف الليبية. وكانت وكالة "رويترز" ذكرت في وقت سابق أن "روسيا نشرت قوات خاصة في قاعدة جوية مصرية بالقرب من مدينة سيدي براني، التي تبعد عن الحدود الليبية حوالى 100 كيلومتر، دعماً لقوات حفتر"، قبل أن تنفي مصر وروسيا ذلك. في المقابل أكدت #واشنطن أنها مازالت تحتفظ ببعض من قواتها في ليبيا لمساعدة حكومة_الوفاق على جمع معلومات استخباراتية حول وجود تنظيم داعش والتحرك مع قواتها لاستهداف هذا التنظيم إذا اقتضت الحاجة.

ولا يبدو أن الخلاف الروسي الأميركي حول ليبيا في طريقه إلى الحل، خاصة بعد أن رفضت روسيا مقترحاً أميركياً بتعيين ريتشارد ولكوكس مبعوثاً أممياً جديداً خلفاً للمبعوث الأممي الحالي مارتن كوبلر الذي لا يتمتع بتوافق وقبول من كل الأطراف السياسية في ليبيا، وهو ما يجعل من فرص إيجاد تسوية سياسية في ليبيا بين الفرقاء أمراً مؤجلاً إلى حين إيجاد صيغ تفاهم بين الدول الكبرى حول الأزمة_الليبية.

 

وليد فارس مستشار ترامب: واشنطن ستسلم الرقة إلى العرب السنة بعد تحريرها/الوحدات الكوردية ستخوض معركة طرد داعش منها

بسنيوز/24/03/2017/فيما تستعد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكوردية السورية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD) للتقدم صوب معقل داعش الرئيسي في سوريا،مدينة الرقة، وستتحمل التكلفة البشرية لتحريرها ، قال وليد فارس مستشار حملة الانتخابات الرئاسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن واشنطن تسعى إلى تسليم مدينة الرقة إلى أبناء سوريا من "العرب السنة" بعد تحريرها من تنظيم "داعش". وأكد وليد فارس أن ذلك من شأنه أن يمنع وقوع مدينة الرقة في يد المجموعات المتطرفة أو الحكومة السورية، بحسب ما جاء على لسانه. وصرح مستشار الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تسجيل مصور وزعه على الصحافيين: "النقطة الأساسية التي نركز عليها في واشنطن هو مستقبل المناطق التي تحرر من داعش في العراق وسوريا، فيجب أن تسلم هذه المناطق لقوى تنال ثقة المواطنين، وأن يكون هناك تمثيل سياسي لهذه المناطق، تمثيل بمستوى يطمئن الأهالي".

مضيفاً بالقول "في سوريا، نحن نرى أن هناك ثلاثة قوى تحاول التقدم باتجاه الرقة، قوى "سوريا الديمقراطية" وهي تتكون أساسا من الكورد وحلفائهم من العرب السنة، والولايات المتحدة متواجدة في هذه الرقعة، وهناك قوات "درع الفرات"، وهناك القوات السورية بدعم إيراني وحزب الله الذي يحاول التقدم من الجنوب". وأكد فارس أنه عندما تُحرر الرقة يجب أن يكون هنالك قرار سريع من قبل الولايات المتحدة ومن قبل حلفائها في المنطقة ودوليا، مشيرا إلى ضرورة وجود قوى معتدلة من أبناء سوريا "العرب السنة" توكّل إليهم حماية هذه المنطقة وإقامة مؤسسات مجتمع مدني، كي لا تقع هذه المنطقة مجددا في قبضة مجموعات متطرفة.

وذكر فارس أن استراتيجية الإدارة الأمريكية تركز على إرسال وحدات لوجستية ودعم أكبر للساحتين في العراق وفي سوريا، من أجل التعجيل في تحرير الموصل والمنطقة المحيطة بها، وتحرير المناطق من سيطرة  داعش  في سوريا والرقة .

هذا فيما أكد مصدر عسكري من قوات سوريا الديمقراطية ،اليوم الجمعة، أن قواتهم تمكنت من السيطرة على سد الفرات الاستراتيجي بدعم من التحالف الدولي ، عقب اشتباكات مع مسلحي تنظيم داعش. وقال المصدرالذي طلب عدم الكشف عن هويته ، في تصريح خاص لـ (باسنيوز)  إن:" قواتهم تمكنت من السيطرة على سد الفرات الاستراتيجي بدعم من قوات التحالف الدولي" مشيرا الى استمرار اشتباكات وصفها بـ"العنيفة" مع تنظيم داعش على أطراف السد. وكان طيران التحالف الدولي نفّذ قبل يومين عملية إنزال لعناصر مشاة البحرية (المارينز) الأمريكيين وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية في محيط بلدة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وأشار المصدر الى أن "هدف عملية الانزال كانت السيطرة على سدّ الفرات الاستراتيجي قبل وصول قوات النظام السوري والميلشيات التابعة لها الى الطبقة بريف الرقة " مضيفا أن "الاعلان عن تحرير سد تشرين بشكل رسمي مسألة وقت لا أكثر". وكان مصدر من قوات سوريا الديمقراطية أكد لـ(باسنيوز),في وقت سابق, أن القوات الأمريكية وضعت خطة عسكرية للسيطرة على مطار الطبقة العسكري الاستراتيجي جنوب غرب مدينة الرقة ، الذي يعتبر قاعدة عسكرية جاهزة لاستخدامها فور طرد داعش منه.

 

بسبب تغريداته.. 46 عاما بالسجن لعبد الحميد دشتي

روسيا اليوم/26 آذار/17/ارتفع إجمالي سنوات الحكم بالسجن بحق النائب الكويتي السابق عبد الحميد دشتي الذي لايزال هاربا خارج الكويت، لتصل إلى 46 عاما. وأصدرت محكمة الجنايات بالكويت، الأحد، حكما جديدا بحبس دشتي لمدة 3 سنوات بسبب تغريداته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على خلفية زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت، وفق ما نقلته صحيفة القبس الكويتية. وأوضحت الصحيفة أن الحكم الجديد صدر ضد دشتي، بعد إدانته بالإساءة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز على تويتر، أثناء زيارة العاهل السعودي إلى الكويت قبل أشهر قليلة. وعرف دشتي الذي سبق وأن رفعت عنه الحصانة البرلمانية بمواقفه المؤيدة لإيران وسوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد، بالإضافة إلى توجيهه انتقادات لاذعة للأسرتين الحاكمتين في السعودية والبحرين. كما انتقد دشتي مشاركة بلاده في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن. وأدين دشتي سابقا بالإساءة إلى السعودية والبحرين، فضلا عن إدانته بتهديد علاقات الكويت الدبلوماسية مع المملكتين. ومن جهة أخرى أفادت صحيفة الرأي الكويتية، بأن محكمة الجنايات الكويتية دانت ثلاثة أئمة مساجد سوريين تابعين لوزارة الأوقاف، بدعم تنظيم القاعدة في سوريا، وسجنهم 3 سنوات، وتغريمهم بـ 14 ألف دولار، لجمعهم تبرعات مالية لفائدة "جبهة النصرة" من المصلين في المساجد التي يشرفون عليها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» والزواج المبكر

حازم الامين/الحياة/27 آذار/17

السجال اللبناني الذي أثاره حديث الأمين العام لـ «حزب الله» عن الزواج المبكر، وحضّه عليه، يكشف أن الحزب كان نجح في وضع نفسه خارج دائرة شكوك «علمانيين» حيال حقيقة أنه حزب ديني، وهذا أغرب ما في هذا النقاش. هناك ملاحظة أخرى غريبة أيضاً، وهي ما أشار إليه مُستَهْولي كلام نصر الله لجهة صمت حلفائه «العلمانيين» من سياسيين وكتّاب وصحافيين على كلامه الرجعي هذا، ومرة أخرى يبدو أن المُستَهْوِلين كانوا أيضاً يعتقدون أن بين حلفاء نصر الله اللبنانيين وغير اللبنانيين، علمانيين! حزب الله قاتل إسرائيل بصفته حزباً دينياً (المقاومة الإسلامية)، ويقاتل في سورية اليوم بصفته هذه (حماية المراقد الدينية). وهو يترشح للانتخابات النيابية مستعيناً بـ «تكليف شرعي»، ويلتزم نوابه ووزراؤه الفتوى الإيرانية التي تُحرم لبس ربطة العنق. في مناطق نفوذه المباشرة يُمنع بيع الخمور، وحزبيوه تخلوا عن الحجاب التقليدي لمصلحة نموذج مختلف من الحجاب صُمِّم وفق تصورات الولي الفقيه.

من كان ينتظر من نصر الله أن يكون ضد الزواج المبكر، لم يلاحظ كل هذه المظاهر والحقائق، أما من أراد أن يُساجله في الزواج المبكّر لينفذ من ذلك إلى أنه على رأس حزب رجعي فقد تأخر كثيراً، فما سيخلص إليه لا يُنكره الحزب. نعم هو حزب رجعي، ذاك أنه يطمح لبعث عصور منصرمة يعتقد الحزب، بداهة، أن المستقبل يجب أن يكون كما كانت عليه.

وثمة نموذج ثالث من مساجلي نصر الله، أي أولئك الذين يُناصبونه خصومة مذهبية، وهؤلاء ليسوا ضد الزواج المبكر، وهم صمتوا، لا بل تواطأوا مع الحزب عندما طُرح قانون حماية المرأة من العنف الأسري، في البرلمان اللبناني. ففي حينه وقف «حزب الله» و «تيار المستقبل» وقفة «الرجل الواحد» وصمت المسيحيون لأنهم «لا يريدون أن يتدخّلوا في شؤون الطوائف الأخرى» وانتبهوا متأخرين أن القانون المعدّل يشملهم. والحال أن ثمة من يتوهّم أن «حزب الله» «حزب ثوري» يمكنه أن يتجاوز حدود النص الديني لمصلحة «الثورة» ولمصلحة «القضية»، وهذا اعتقاد فيه من انعدام الصواب ما يفوق عدد الكلمات التي صاغته. فـ «حزب الله» حزب سلطة قبل أي شيء آخر، وهو بالدرجة الثانية حزب ديني مقيّد بنص وبولاية فقيه صارمة، وهو إلى هذا وذاك، حزب مذهبي يتقدّم الهم الطقسي عنده أي همّ آخر. ولهذا ينطوي سجال المفجوعين برجعية السيد على اعتقاد أن الحزب، وبما أنه «يقاتل إسرائيل» فهو حكماً ضد الزواج المبكر، وهؤلاء لم ينتبهوا إلى أن أول من أرسل متطوعين من مصر إلى غزة للقتال في عام 1948 كان مرشد الإخوان المسلمين المصريين حسن البنا. أما أن الحزب يقاتل «داعش» والتكفيريين في سورية، وهو أمر يحتاج إلى الكثير من التدقيق، فهو يقاتلهم بصفته الدينية أيضاً. كل هذا لا ينفي أن استهوال كلام نصر الله ينطوي أيضاً على حقيقة نجاح «حزب الله» في رسم صورة مختلفة عن نفسه، وتسويقها، وما جرى في أعقاب كلام الأمين العام لم يكن سوى صدمة ناجمة عن خيبة أصابت من تمكّن الحزب من إيهامه بأنه يشبه «حزب الخضر الألماني» في انحيازه إلى الأقليات الجنسية.

الماكينة الاجتماعية لمجتمع الحزب تنشر قيماً لا يعرف اللبنانيون الآخرون عنها شيئاً، ففجأة كنا نُدهش من شعار للحزب عُلّق على جدار من نوع «حجابك أختي أفضل من شهادتي»، وهو شعار دال على صعيد تقييم موقع الحزب من «الثورة» ومن «سلطة النص»، وهذه الأخيرة صارت سلطة زمنية أيضاً. فالحجاب بصفته صورة عن سلطة النص يتقدّم على «الشهادة» بصفتها ذروة «الثورة». ومع قليل من التكثيف، نصل إلى أن وظيفة «الشهادة» جعل الحجاب شعيرة الدولة المُشتهاة. فلماذا إذاً يُستثنى الزواج المبكّر من هذه المنظومة؟

 

التحركات الإيرانية وإمكانيات التحول

رضوان السيد/الإتحاد/26 آذار/17

تتوارد الأخبار عن اتصالات إيرانية جديدة بالكويت في سياق إمكان تحسين العلاقات مع دول الخليج العربية. وقد عبّر عن ذلك مراراً في المدة الأخيرة وزير الخارجية الإيراني. بيد أن هذه الإشارات الواعدة بعد طواف الوزير الإيراني ببعض دول الخليج قبل شهرين، تقلِّلُ من أهميتها الخطابات النارية المتوالية للأمين العام لـ«حزب الله» في لبنان، والحزب كما هو معروف هو الذراع العسكرية والأمنية الرئيسية لإيران في الدول العربية. فخطابات أمينه العام الأخيرة لا تشير إلى تهدئة من أي نوع تجاه الدول العربية. بل تضيف عناصر جديدة للتوتر والتوتير. فبعدما اعتبره انتصاراً في حلب وشمال سوريا، عاد نصر الله لفتح الجبهة مع إسرائيل كلامياً على الأقل. وذلك إثر تصريح رئيس الجمهورية اللبنانية لفضائية مصرية إبّان زيارته للقاهرة بأنّ لبنان لا يزال محتاجاً لسلاح الحزب في الجنوب، حيث لا يكفي الجيش اللبناني ولا القوات الدولية. وعندما قيل له: وماذا عن تدخل الحزب في سوريا؟ أجاب بأنه لا يتدخل، وإنما يكافح الإرهاب. وكان لكلام رئيس الجمهورية، وخطابات نصر الله تأثيرات مباشرة؛ إذ اتخذ الأمين العام للأُمم المتحدة موقفاً مُواجهاً متهماً لبنان بأنه لا ينفذ القرار الدولي رقم 1701، ولا القرار الدولي رقم 1559. والأول خاص بحماية جنوب لبنان، حيث تساعد القوات الدولية الجيش والمفروض أن لا توجد في منطقة جنوب الليطاني قوات لميليشيا «حزب الله». أما الثاني فهو خاص بإزالة السلاح غير الشرعي من لبنان، والذي يحمله الحزب وبعض الميليشيات الفلسطينية على الحدود مع سوريا. وإلى ذلك فقد أوصى الأمين العام غوتيريس بخفض الإنفاق على القوات الدولية بالجنوب بنسبة 20%.

أما الأثر الثاني لكلام الأمين العام للحزب في تهديد إسرائيل براً وبحراً، فيتجلّى في إقبال إسرائيل على الاستيلاء على قسم من المجال البحري للبنان، والذي يعتقد الخبراء أنه يحتوي على ثروات نفطية. وقد قال المراقبون وقتها إنّ المقصود من كلام أمين عام الحزب صرف الأنظار عن أدوار الحزب في سوريا، وإزعاج أميركا وإسرائيل نتيجةً لتردّي العلاقات بين إيران وإدارة ترامب. وتشير الهجمات الأخيرة للمعارضة السورية المسلَّحة إلى اتجاه للميليشيات الإيرانية من شمال سوريا نحو الأردن والجولان. فقد كانت الخطة تأمين دمشق وجوارها عن طريق الاستيلاء والتهجير، وقد أُضيف إليها اتجاه الإيرانيين وميليشياتهم نحو الجولان، ونحو الحدود الأردنية. وفي الوقت نفسِه لا يزال نصر الله يعتبر التدخل في اليمن أولوية. فقد دأب منذ عام 2013 على القول إنّ تدخل الحزب وحربه على الشعب السوري أهم من قتاله السابق ضد إسرائيل. وهو منذ أكثر من عام يقول إنّ التدخل باليمن ضد السعودية أهمّ من مقاتلة إسرائيل والقتال في سوريا. وتشير التقارير والأحداث إلى أن التدخل الإيراني بالخبراء والأسلحة الجديدة زاد باليمن في الشهور الأخيرة، كما زادت محاولات استهداف الحدود السعودية. وما يزال الإيرانيون يسعون مع ميليشيات الحوثي لاستعادة ميناء المخا واستعادة ميناء ميدي. وقد صار معروفاً اتجاههم لإزعاج الملاحة في بحر العرب وبحر عُمان وباب المندب بالهجوم على سفن إغاثية سعودية وإماراتية. وقد عاد نصر الله أخيراً إلى الهجوم على التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذي يقاتل «داعش» في العراق وسورية، وقال إنّ موقفه هذا مبدئي. وعندما قال وزير الخارجية اللبناني إنّ لبنان حليف للولايات المتحدة التي تدعم الجيش اللبناني، وتقاتل الإرهاب، وإنّ الجيش هو الذي منع تكون إمارة لـ«داعش» في لبنان؛ ردَّ عليه نصر الله بأنه لولا الحزب لكان لبنان قد صار ساحةً للتفجيرات والسيارات المفخخة! إن لدى إيران ميليشيات وخبراء بالعراق وسوريا ولبنان واليمن. وكلها تزداد عدداً وعُدّةً في العام 2017. وقد كان الإيرانيون يصرون على أنها جميعاً ضد الإرهاب وضد الولايات المتحدة. لكنهم ومنذ قرابة العام يصرون على لسان حسن نصر الله أنها ضد السعودية بالدرجة الأُولى! ماذا يعني هذا كلّه؟ يعني أنّ التدخلات الإيرانية إلى ازدياد وأنّ الحزب وعلى لسان أمينه العام مكلَّفٌ بمهمات جديدة أو متجددة في عدة بلدان عربية. لذلك ليس مستغرباً أن تتوارد الأنباء والتقديرات أنّ مؤتمر القمة بعمان سيتخذ قراراً بإدانة التدخلات الإيرانية في البلدان العربية، وربّما يكون هناك إصرارٌ على إدانة «حزب الله» باعتباره تنظيماً إرهابياً.

*نقلاً عن "الاتحاد"

 

الخطر الإيراني على الأمن الإقليمي

سالم الكتبي/العرب/26 آذار/17

أثناء رحلة عمل خارجية مؤخرا سألني أحدهم لماذا ترون إيران خطرا عليكم في الخليج العربي؟ وكنت قد ذكرت له أنني كتبت، وكذلك فعل كثيرون غيري، حول مظاهر الجنون والعبثية الطائشة في ممارسات النظام الإيراني، وأن تجاهل هذا النظام للقانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية باتت مسألة لا خلاف عليها، ولكن يبدو أن التناول الأشمل للخطر الإيراني يحتاج إلى مزيد من التركيز، لا سيما أن فهم حدود الخطر الإيراني يتطلب فهما متكاملا لحدود هذا الخطر ومظاهره وأبعاده. في هذا المقال أحاول تتبع هذه المظاهر وفي مقدمتها السعي الحثيث إلى فرض طوق حصار استراتيجي حول دول مجلس التعاون بشكل مباشر وغير مباشر عبر توسيع النفوذ الإيراني في دول مثل سوريا والعراق ولبنان شمالا واليمن جنوبا، وذلك من خلال وكلاء إيران الممثلين في حزب الله اللبناني والحشد الشعبي الشيعي وجماعة الحوثي، فضلا عن تمويل وتحريض جماعات مناوئة للدولة في البحرين وتأليب الشيعة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى مد النفوذ الإيراني في منطقة القرن الأفريقي بل وفي دول أخرى ذات تأثير في الأمن الوطني الخليجي مثل باكستان وأفغانستان وبعض الدول الأفريقية.

وثاني هذه المظاهر يتمثل في استخدام المردود الاقتصادي الذي ترتب على تنفيذ الاتفاق النووي الموقّع بين إيران والقوى الكبرى وتوجيه معظم الأموال والأرصدة الإيرانية المجمدة في دول العالم بعد الإفراج عن الكثير منها نحو تمويل مخططات التوسع المذهبي الإيراني.

وثالثها إطلاق يد الحرس الثوري بما يمتلكه من موروث طائفي عدائي لدول الجوار الخليجية والعربية في إدارة العلاقات الإيرانية إقليميا، حتى أن الجنرال قاسم سليماني قائد الحرس الثوري بات يعمل بصفة رسمية مستشارا عسكريا للحكومة العراقية وبات ظهوره أكثر من مرة ميدانيا في كل من العراق وسوريا مسألة مألوفة.

ورابعها تنفيذ عمليات تطهير عرقي وخطط إعادة هندسة ديموغرافية واضحة المعالم في المدن والمحافظات العراقية والسورية التي يتم تحريرها من قبضة تنظيم داعش وتسكين مهجرين شيعة من باكستان وأفغانستان وإيران ومناطق عراقية أخرى بدلا من سكانها الأصليين السنة من أجل تهيئة المجال أمام خيارات التفكيك والانفصال في كل من العراق وسوريا بهدف تغيير موازين القوى الإقليمية وتعديل هياكلها لمصلحة إيران.

وخامسها سعي إيران بشتى الطرق إلى الضغط استراتيجيا على السعودية باعتبارها ركيزة الأمن الوطني لدول مجلس التعاون، وذلك عبر مخططات ومؤامرات تتخذ أنماطا مختلفة تبدأ من التوظيف السياسي للشعائر الدينية وتنفيذ مخططات فتنة واضطراب خلال موسم الحج الذي يجمع نحو 3 ملايين مسلم في الأراضي المقدسة بمكة والمدينة من أجل إحراج السعودية والسعي بكل الطرق لإفشال جهودها في تنظيم الحج من أجل تطبيق مخطط تدويل الأماكن الإسلامية المقدسة، وتأليب الشعب السعودي ضد بعضه البعض من خلال تدبير عمليات التفجير الطائفية والحوادث التي تسببت في مقتل المئات خلال مواسم الحج الماضية بهدف إضعاف قبضة المملكة أمنيا وتنظيميا وإحراجها إقليميا ودوليا.

وسادس مظاهر الخطر الإيراني يتمثل في مواصلة احتلال الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى) والتعنت الشديد في رفض أيّ مقترحات تسوية سلمية تعرضها دولة الإمارات في مختلف المناسبات والمحافل، بما يعكس تصميم الجانب الإيراني على فرض إرادة الاحتلال على هذه الجزر التي تثبت الوثائق التاريخية كافة ملكيتها لدولة الإمارات العربية المتحدة في ما تواصل إيران ممارساتها الاحتلالية عليها، بما يتنافي مع مبادئ حسن الجوار والرغبة في التعايش السلمي بين الدول.

والأمر لم يقتصر على ذلك بل لجأ نظام طهران مؤخرا إلى الهروب من استحقاق الجزر الثلاث بترديد مزاعم لا أساس قانونيا أو تاريخيا لها، تتمثل في أحقية إيران المزعومة في جزيرتي “زاركوه”و”أريانا”في موقف يعكس تجذّر التهور والطيش في سلوكيات إيران.

سابع هذه المظاهر يكمن في امتلاك إيران آلة إعلامية جبارة مكونة من عشرات الفضائيات والصحف والمواقع والجيوش الإلكترونية التي تعمل على التحريض الطائفي وبث نار الفتنة المذهبية وإشعال الحرائق وتقويض دعائم الأمن والاستقرار في دول المنطقة.

وثامنا يأتي من حرص نظام إيران على إجراء المناورات والتدريبات واستعراض القوة العسكرية في مياه الخليج العربي بشكل دوري ينطوي على رسائل تهديد واضحة ومقصودة إلى دول الجوار بما يتنافي مع أيّ ادّعاءات حول الرغبة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، فضلا عن الحرص على تطوير منظومات صاروخية تمثل خطرا داهما على دول مجلس التعاون كون معظم عناصر هذه المنظومات تنتمي إلى الطرازات قصيرة المدى التي تستهدف مدن دول مجلس التعاون بشكل معلن لكل متخصص أو مراقب موضوعي.

والأمر لا يقتصر على ذلك، بل هناك أيضا تهديد عقائدي طائفي يحمل شعارات تحريضية تستهدف توظيف المواطنين الشيعة في دول مجلس التعاون واستقطابهم لمصلحة الدعاية الإيرانية واستمالتهم عاطفيا لمصلحة المشروع الأيديولوجي الإيراني وتقويض ولاءات هؤلاء المواطنين لدولهم عبر آليات ومخططات مذهبية مختلفة وصولا إلى غرس بذور الفرقة والانشقاق في دول مجلس التعاون بما يسهل عملية الضغط استراتيجيا على هذه الدول.

وهناك أيضا التهديد الأمني بالاعتماد على كيانات شبه عسكرية مكونة من ميليشيات طائفية وعسكرة الشيعة في دول مثل العراق وتسليحهم وتمويل جماعات تعمل بالوكالة مثل جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني وغيرهما من التنظيمات التي تأتمر بأوامر المرشد الأعلى وتنفذ تعليماته التي ينقلها قادة الحرس الثوري. وكذلك استغلال الجماعات الإرهابية السنية في تنفيذ المخطط التوسعي الإيراني عبر تمويل هذه الجماعات وتوفير المأوى لقادتها كما حدث مع تنظيم القاعدة من أجل اتخاذ هذه التنظيمات ذريعة للتدخل في دول الجوار السنية بدعوى حماية الشيعة والدفاع عنهم.

وهناك كذلك التهديد الاقتصادي الاستراتيجي فلا تكف إيران عن التهديد بإغلاق مضيق هرمز وتهديد الملاحة البحرية في هذا المضيق الحيوي الذي تمر عبره معظم صادرات النفط الخليجية إلى الخارج.

 

لماذا يجب الامتناع عن الاستثمار في إيران؟

خلف أحمد الحبتور/السياسة/27 آذار/17

يسعى الرئيس الإيراني حسن روحاني جاهداً لاستقطاب الاستثمارات الخارجية التي يعتبرها أساسية لسلامة الاقتصاد واستحداث الوظائف في بلدٍ حيث ينتمي أكثر من واحد من أصل كل أربعة شبّان إلى عداد العاطلين عن العمل. ولا تألو غرفة التجارة في طهران جهداً لجذب مديري صناديق الثروات السيادية الأجنبية والشركات الكبرى ودفعهم إلى تدعيم اقتصاد فاشل أنهكته العقوبات، إنما أيضاً إنفاق مليارات الدولارات من صناديق الدولة على شراء الأسلحة واسترضاء الملالي وأصحاب الثروات والنفوذ في الحرس الثوري الإيراني. لكن مع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران على خلفية الإرهاب، وعلى ضوء فرض جولة جديدة من العقوبات رداً على اختبار إيران صواريخها البالستية بصورة غير قانونية، لا يزال الأشخاص الطامحون إلى الاستثمار في إيران والمصارف يبدون تردداً وحذراً في توظيف أموالهم هناك، وهم على حق في ذلك.

ما يزال المناخ الاستثماري غير مؤاتٍ؛ فهو يخضع للإفراط في التنظيم، وتخنقه البيروقراطية، كما أن ملكية الشركات بعيدة كل البعد عن الشفافية في إيران، حيث يسيطر المرشد الأعلى، والحرس الثوري، على أمبراطوريات ضخمة في الصناعة والأعمال. يتفشّى الفساد في مختلف قطاعات المجتمع.

العام الفائت، احتلت إيران المرتبة 131 من أصل 170 بلداً في مؤشر مدركات الفساد لعام 2016 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية.

ليس الاستثمار في إيران محفوفاً بالمخاطر والعقبات فقط، بل إن ضخ مبالغ طائلة من الأموال في دولة راعية للإرهاب وذات سجل مريع في مجال حقوق الإنسان، هو في رأيي سلوك غير أخلاقي. لطالما اعتبرت أن التداول التجاري مع إيران يصب في إطار الأهداف المشبوهة التي تسعى إلى تحقيقها، ويساهم في بلوغ هذه الأهداف، ولذلك يجب التحذير منه والابتعاد عنه بغض النظر عن المكاسب المالية التي يمكن أن تترتب عنه. بصراحة، من سابع المستحيلات أن أوظّف درهماً واحداً في إيران التي لطالما كانت لديها أطماع في الأراضي العربية، والتي تسيطر على بعض العواصم العربية عن طريق عملائها المسلّحين، وتتحمّل مسؤولية استمرار النزاع السوري كما أنها تقف خلف تمويل التمرد الشيعي في اليمن.

قبل أعوام، عندما شجّعني سياسي بريطاني بارز على الاستثمار في إيران، لم أتردّد ثانية واحدة في رفض نصيحته. فأنا أعتبر أن التعامل التجاري مع دولة معادية لا تزال تحتل ثلاث جزر تعود ملكيتها إلى الإمارات، بعدما سرقها الشاه، والاستثمار في تلك الدولة، يسيئان إلى بوصلتي الأخلاقية ويتعارضان تماماً مع مبادئي التي أتمسّك بها. لا بد لي من التشديد على أن ليس لدي شيء ضد الشعب الإيراني. فبعض أصدقائي المقرّبين هم من أصل إيراني. الإيرانيون هم ضحايا نظام همجي وقمعي يلجأ إلى القوة لإبقائهم تحت سيطرته، وكذلك لسحق أكثر من خمسة إلى سبعة ملايين عربي أحوازي يُقيمون في إقليم خوزستان جنوب إيران، والذي كان يُعرَف بعربستان على امتداد أكثر من ستمئة عام قبل أن يقوم الشاه رضا بهلوي بطرد حاكم الإقليم العربي المدعوم من البريطانيين، الشيخ خزعل.

لطالما آلمتني محنة عرب الأحواز الذين نسيهم المجتمع الدولي، وقد تطرقت إلى هذه القضية مراراً وتكراراً في مقالاتي أملاً بتسليط الضوء على أشكال الظلم التي يرزحون تحت وطأتها منذ أمد طويل ويسعون جاهدين للتغلب عليها.

رغم أن خوزستان تؤمن تسعين في المئة من استهلاك النفط الداخلي في إيران، إلا إنها من الأقاليم الأشد فقراً في البلاد حيث يُستعبَد أبناء الأرض في وظائفهم، ويُحرَمون من الاحتياجات الأساسية. العام 2016، صنّفت منظمة الصحة العالمية مدينة أحواز، عاصمة الإقليم، بأنها الأكثر تلوثاً في العالم. القول أن عرب الأحواز مواطنون من الدرجة الثانية مجافاةٌ مطلقة للحقيقة؛ فالوضع أسوأ من ذلك بكثير، إنهم طبقة دنيا تتعرض للسحق عن سابق تصور وتصميم.

يعيش عدد كبير من الأسر الأحوازية في مساكن دون المستوى من دون الوصول إلى مياه نظيفة أو إلى التيار الكهربائي، كما أنهم تعرّضوا للطرد الجماعي، وجرى تقسيم أراضيهم وبيعها إلى الفرس. مَن يدافعون عن حقوقهم على الملأ يمكن أن يتعرّضوا للضرب أو السجن والإعدام.

الأسوأ هو أن هويتهم العربية مهدّدة. يتعلم طلاب المدارس اللغة الفارسية فقط، ويُعاقَبون عند التكلم باللغة العربية، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة التسرّب المدرسي. بحسب مركز الأحواز لحقوق الإنسان، يتعرّض الطلاب العرب للتنمّر والاستقواء من المدرّسين والطلاب الفرس بسبب انتمائهم الإثني.

لا تصدر أي صحيفة عربية في خوزستان. ويتعرض الأشخاص الذين يرتدون اللباس التقليدي إلى «تجريدهم بالقوة من ثيابهم على أيدي قوى الأمن التابعة للاحتلال الإيراني»، كما يُمنَع الأهل من إطلاق أسماء عربية على مواليدهم الجدد.

كان لي في الآونة الأخيرة شرف لقاء المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان الأحوازية، الدكتور كريم عبديان، الذي يرفع لواء قضية الشعب الأحوازي في واشنطن، عبر التنسيق في معظم الأحيان مع ممثلين عن أقليات إيرانية أخرى تعاني من القمع، وذلك في إطار مجهود يهدف إلى لفت انتباه الحكومة الأميركية إلى ما يعانونه من مظالم.يكرّس الدكتور عبديان حياته من أجل قضية يتعمّد المجتمع الدولي إعماء بصيرته عنها، لكنه لن يستسلم أبداً، ولذلك أكنّ له كل احترام وتقدير. وهو على يقين من أن الإيرانيين يتعرضون لانتهاكات متزايدة في مجال حقوق الإنسان منذ إبرام الاتفاق النووي بين إدارة أوباما وإيران. تماماً كما توقّعت، لن يغيّر شيء على الإطلاق الطبيعة العنصرية التي هي في أساس النظام الإيراني، أو يساهم في التخفيف من قبضته الحديدية التي يستخدمها لسحق تطلعات المواطنين العاديين. قال الدكتور عبديان، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر نظّمه البرلمان السويسري، إن عرب الأحواز «هم ضحية ظاهرة مؤسفة؛ فهم يعانون من العنصرية بسبب العداء التاريخي بين الفرس والعرب». ولم يبدُ متفائلاً بقدرة حسن روحاني، المسمّى معتدلاً، على إحداث فارق، لأن هذا الأخير «يعتبر، شأنه في ذلك شأن المؤسّسين الآخرين للجمهورية الإسلامية، أن الأقليات انفصالية، وعليه تشكّل خطراً على تمامية الأراضي الإيرانية».

لدى سؤاله عن الاستثمارات الخارجية، أكّد أنها «تساعد النظام الإيراني لأنها تتيح له مواصلة القمع…». أؤيّده بقوة في كلامه هذا، وأناشد الأفراد والشركات ومديري الاعتمادات المالية التفكير ملياً قبل أن يساهموا عن غير قصد منهم في تعزيز قدرة إيران على ارتكاب الجرائم. لن يحققوا شيئاً من استغلال بؤس الآخرين، لا شيء ما عدا الخزي والعار.

رجل أعمال إماراتي

 

القمة العربية تقدم عبد الله الثاني عنواناً للعرب

جورج سمعان/الحياة/27 آذار/17

القمة العربية في البحر الميت فرصة أخيرة. الظروف التي يعيشها العالم العربي لا تحتاج إلى شرح. والتحديات الداهمة استثنائية وتحمل مخاطر لا تواجه ببيانات تعودت الشعوب العربية سماعها بعد لقاءات على هذا المستوى ودونه. لا يفيد الكلام والخطابات في تبديل الصورة. انقلب المشهد في السنوات الأخيرة. وبدا في السنة التي تلت قمة نواكشوط أن المنطقة تقترب من استحقاقات حاسمة. الحديث عن التسويات يسابق النيران التي لا تزال تلتهم أجزاء واسعة من بلدان عربية. فيما يتعثر الانتقال السياسي في بلدان أخرى على وقع ضربات الإرهابيين والتدخلات من كل حدب وصوب. شكلت قمة بيروت العام 2002 محطة مفصلية بتبنيها مبادرة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز لحل القضية الفلسطينية. كان هذا التطور الأبرز على وقع طبول الحرب التي كانت إدارة الرئيس جورج بوش الإبن تقرعها في أفغانستان وتعدها للعراق تحت شعار محاربة الإرهاب. وكانت الدول العربية ترزح تحت ضغوط جمة بعدما اجتاحت الغرب موجة من الاسلاموفوبيا. كان لا بد من تغيير الخطاب حيال القضية المركزية التي لم تدفعها اتفاقات أوسلو إلى تسوية نهائية. ولكن بعد عقد ونصف عقد واصلت إسرائيل الهرب من استحقاقات السلام المعروض عليها. فهل تشكل القمة الحالية محطة مفصلية في هذه القضية وفي القضايا الأخرى المشتعلة؟ لا مبالغة في أن السنة الحالية ستحدد مصير النظام العربي برمته. بل لعل الأيام المقبلة التي ستلي نهاية الحملة على «داعش» في الموصل والرقة ستقدم صورة واضحة عن مستقبل الإقليم.

ما بعد الموصل والرقة ليس وحده ما سيقرر المستقبل. تبدلت الأوضاع في السنة الأخيرة. هناك إدارة أميركية جديدة بدأت تنهج سياسة مختلفة تماماً عن سياسة الإدارة السابقة. تبدو عازمة على مزيد من الإنخراط. يتضح هذا من الحرب على الإرهاب التي تقودها في كل من العراق وسورية، ومن العزم على مواجهة تمدد إيران. مما أتاح لها تعزيز حضورها العسكري في المشرق. فيما تصاعد النفوذ الروسي، ليس في دمشق فحسب. بل تفيد تقارير من واشنطن ودوائر إعلامية من موسكو ان الكرملين يسعى إلى أن تكون له اليد الطولى في المنطقة كلها. لعله يحقق ما عجزت عنه إدارة المحافظين الجدد في بناء «الشرق الأوسط الكبير»، من الشمال الإفريقي إلى أفغانستان! ونظرة إلى الخريطة تبين مواقع اهتماماته بلا اجتهادات وتحليل. هو طرف دولي أساس في ليبيا حيث يسعى من وراء دعم الفريق خليفة حفتر إلى دفعه للإمساك بكل البلاد. وحاضر في اليمن لأداء دور من خلال التأثير في موقف الحوثيين وشركائهم في الداخل والخارج. ولا يحتاج دوره في سورية إلى شرح. والجديد أخيراً ما كشف عن دوره في دعم «طالبان». كأن روسيا تريد الانتقام من الولايات المتحدة التي كانت وراء إخراج القوات السوفياتية من هذا البلد العصي على التدخلات الأجنبية. ولا حاجة إلى التذكير بعلاقات موسكو مع القاهرة وعواصم عربية أخرى. وقد لا تتردد في بناء تحالف متين من أفغاستان إلى لبنان وفلسطين مروراً بإيران والعراق وسورية إذا تعذر التفاهم بينها وبين إدارة الرئيس دونالد ترامب.

عشية اندلاع «الربيع العربي»، خرجت أصوات من قمة سرت العام 2010 تحذر من تردي الأوضاع في عدد كبير من الدول العربية. ونادى بعضهم بالالتفات إلى عنصر الشباب في عصر ثورة المعلومات ووسائل التواصل التي كسرت كل الحواجز والجدران، وشلت أيدي الحكومات والأنظمة وأجهزتها. وإلى إصلاح الخلل في توزيع الثروة، والحد من آثار العولمة على الطبقات الفقيرة التي ازدات فقراً. إضافة إلى غياب العدالة وتفشي الظلم والفساد. كان ثمة شعور بأن العاصفة تقترب. وأن موجة الديموقراطية التي اجتاحت العالم بعد سقوط الحرب الباردة، من آسيا إلى أميركا اللاتينية مروراً بأوروبا الشرقية وأفريقيا، لا بد أن تمر بالمنطقة وإن بدت عصية لسنوات. وغني عن الشرح ما آلت إليه هذه الموجة. تبدلت أنظمة، لكن الحراك لم يحقق طموحاته في التغيير المنشود. بل لعل أخطر ما واجه ويواجه العالم العربي اليوم هو تشظي الدول الوطنية إلى كيانات وهويات طائفية ومذهبية تتصارع في حروب أهلية مدمرة. وبرز بوضوح عجز الجامعة عن مواجهة التحديات. فالدول الفاعلة التي يمكنها أن تقودها أصيبت هي الأخرى ولا يزال بعضها يشتعل، ولغة التدمير هي أداة التواصل الوحيدة بين مكوناته. وهذا ما سهل التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية التي أفادت من انكفاء الولايات المتحدة عن المشرق وعزوفها عن التدخل الفاعل لجملة من الأسباب التي باتت معروفة. وهكذا جهدت دول الجوار العربي إلى ملء الفراغ الذي خلفته سياسات الرئيس السابق باراك أوباما. وهو ما عقد ويعقد مهمة الساعين إلى تسويات بين القوى المحلية المتصارعة. إذ أن معظمها تحول وكيلاً في الحروب الدائرة، وباتت قبلته هذه العاصمة أو تلك.

ما يجعل القمة في الأردن فرصة أخيرة أن النظام العربي لم يبق منه شيء وقد لا تقوم له قيامة بعد اليوم إذا استمر هذا الغياب القاتل، أو أشيح النظر عن أفواج المهاجرين والفارين من أراضيهم. أو صمت الآذان عن سماع أصوات الملايين الذين فقدوا ثقتهم بنخبهم الحاكمة. صحيح أنه لم يقم نظام إقليمي عربي صريح، منذ تأسيس الجامعة، بتوافق دولها وإرادتها. ولكن كان هناك نوع من التفاهم الناظم للعلاقات ومراعاة المصالح الإقليمية والدولية. لقد توزعت الدول العربية بين المعسكرين أيام الحرب الباردة، وحتى بعد قيام منظومة دول عدم الانحياز. وحالت التوجهات الإيديولوجية أو السياسات المختلفة بين دولة وأخرى دون ترسيخ مفهوم عسكري واضح وملزم يصون الأمن العربي. وتعرضت العلاقات العربية - العربية لشتى أنواع الصراعات، منذ قيام التيار الناصري ثم البعث والثورات العسكرية في عدد من البلدان. وتفاقم التباعد أو الانقسام بعد الغزو العراقي للكويت. وشكلت هذه المغامرة ضربة قاصمة للحد الأدنى مما سمي طويلاً «التضامن العربي» و»المصير المشترك». وكادت الجامعة أن تفقد صفتها حتى قبل هذا التاريخ على وقع نشوء منظمات جهوية. أنشيء مجلس التعاون الخليجي العام 1981 على وقع طبول حرب الخليج الأولى والدعوات إلى «تصدير الثورة». ثم أعلن اتحاد المغرب العربي العام 1989. وتبعه في العام نفسه قيام مجلس التعاون العربي. وقد تزعزعت أركان المنظمتين الأخيرتين على وقع الغزو العراقي ثم حرب تحرير الكويت. وجاء سقوط الحرب الباردة ليفقد أنظمة عربية عدة سندها السوفياتي فباتت مكشوفة بلا غطاء.

أقدمت الجامعة على التدخل لإحداث التغيير في ليبيا، لكنها عادت وانكفأت أو عجزت عن مواصلة التدخل. وتركت «الجماهيرية» في عهدة قوى تتصارع لحساب هذه الدولة العربية وتلك فضلاً عن قوى أخرى من روسيا إلى تركيا وبعض أوروبا. وتحولت مصدراً لتهديد جيرانها بما تختزن من عتاد عسكري وعناصر إرهابية موزعة الولاءات. وعجزت الجامعة عن فرض وحدة الفصائل الفلسطينية التي تعددت ولاءاتها هي الأخرى بين قوى عربية وإيرانية وتركية... مما سهل على إسرائيل مواصلة مشروعها في ابتلاع ما بقي من فلسطين. ولا يحتاج الوضع في اليمن إلى شرح. وطال الغياب العربي عن العراق. ولم تستطع الجامعة انتزاع دور في سورية. وهكذا بات البحث عن التسويات على طاولة القوى الكبرى ودول الجوار العربي، من إسرائيل إلى إيران وتركيا في غياب العرب! ففي حين توكأت طهران لمد نفوذها في الإقليم على القوى الشيعية، اعتمدت أنقرة على الشراكات الاقتصادية لكن هذا التوجه سرعان ما اعترضته السياسة التي نهجتها حيال التغييرات الطارئة في أكثر من بلد عربي. ولم تنجح حتى الآن مع تبدل سياساتها في إبراز قدرتها على اقتطاع ما تريد من الأرض العربية. وتكاد تفقد علاقاتها مع الدول الأوروبية نتيجة المواقف المتصلبة والهوجاء التي يطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان بين حين وآخر. وهو يعزز تحالفه مع موسكو في محاولة للضغط على شركائه التقليديين، أركان حلف الناتو. لعبة تدفعه إلى خسارة حلفائه القدامى من دون أن يكسب روسيا. لعله سيدرك لاحقاً أنها تستخدمه ورقة في مواجهتها مع الغرب عموماً.

لا يخطىء الناظر إلى صورة الأزمات في تحديد مسؤولية العرب أيضاً. صحيح أنه لا يمكن قمة واحدة أن تعالج إرثاً من المشاكل عمرها سنوات بل عقود. ولكن لا يمكن هنا أن يعفي القادة أنفسهم من المسؤولية ورميها على الخارج الزاحف إلى المنطقة بلا عوائق. أن الدول العربية نفسها تتواجه أيضاً وتتصارع في أجندات مختلفة، من الموقف حيال قوى الإسلام السياسي وبعض تنظيماته وأحزبه، إلى تونس والعراق مروراً بليبيا ومصر واليمن وسورية وفلسطين ولبنان. لئلا نشير إلى تفاقم الصراع المذهبي السني - الشيعي الذي مزق ويمزق الهويات الوطنية لحسابات خارجية أكثر منها داخلية. هذا التعدد والتصادم في المواقف العربية سهل ويسهل على المنخرطين في تقاسم خريطة الإقليم أن يسألوا عن «عنوان» عربي واحد يجب أن يكون حاضراً في آستانة وجنيف، ونيويورك وواشنطن وموسكو وغيرها. قد لا تكفي المصالحات عشية القمة وأثناءها. فهل يقدم القادة هذا الأسبوع في الأردن، توأم فلسطين والمقيم على التخوم الجغرافية والتاريخية لسورية والعراق وشبه الجزيرة، على تثبيت القيادة الأردنية للجامعة هذه السنة «عنواناً عربياً» جامعاً، أي شريكاً لا يمكن القوى الكبرى ودول الجوار تجاهله بعد اليوم؟ لعلها فرصة أخيرة أمام العرب لتحويل لقائهم منعطفاً نحو توكيد الحضور العربي في كل ما يمس مستقبل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. ولا تعوز الملك عبد الله الثاني القدرة على تمثيل هذه الشراكة بما له من علاقات واسعة مع جميع الأطراف، خصوصاً المتصارعين على الإقليم، وبما يملك من مفاتيح لأبواب ظلت مفتوحة أمامه شرقاً وغرباً. فهل تكون قمة البحر الميت «قمة عبد الله» كما كانت قمة بيروت قبل عقد ونصف «قمة عبد الله»؟

 

أوروبا في مهب الريح

خيرالله خيرالله/العرب/27 آذار/17

ليست فرنسا وحدها التي تبدو في حال يرثى لها. يكفي عرض تاريخ الشخصيات المشاركة في السباق الرئاسي فيها والفضائح المتتالية التي طاولت هؤلاء للتأكد من كون الحياة السياسية في فرنسا هزلت إلى حدّ كبير. أكثر من ذلك، كلّ مستقبل أوروبا يبدو في مهبّ الريح في حال استطاعت مارين لوبن، مرشّحة اليمين المتطرّف والمعـادية للفكـرة الأوروبية الـوصول إلى رئاسة الجمهورية الفرنسية. ما بناه الجنرال شارل ديغول وآخرون، من أمثال المستشار الألماني كونراد أديناور، حجرا حجرا، ينهار هذه الأيام بعدما تبين أن جاك شيراك كان آخر الكبار الذين حكموا فرنسا.

بدأت تتبلور الفكرة الأوروبية إثر توقيع اتفاق رومـا في الخامس والعشرين من مارس من العام 1957. اجتمع الزعماء الأوروبيون في روما السبت الماضي للاحتفال بالذكرى، التي يمكن أن تتعرّض لهزّات قويّة في المستقبل القريب. كانت الخطوة الأولى لإقامة أوروبا الواحدة قبل ستين عاما بالتمام والكمال. قامت بموجب الاتفاق الموقّع في روما لإنشاء المجموعة الاقتصادية الأوروبية التي هدفها توحيد الشعوب الأوروبية وإقامة كيان واحد في المدى الطويل. ضمّت المجموعة في البداية ست دول هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.

ما لبثت المجمـوعة الاقتصـادية أن تحوّلـت إلى الاتحـاد الأوروبي الذي بات يضمّ 27 دولـة بعد انسحاب بريطانيا الصيف الماضي إثر استفتاء شعبي تولت التمهيد له مجمـوعة من السياسيين الفـاشلين الذين رفعوا شعارات ذات طابع عنصري. كان من بين هذه الشعارات، التي صدّقها المواطنون السذّج، أن الحدود المفتوحة بين الدول الأوروبية ستؤدي إلى إغراق بريطانيا باللاجئين الآتين من سوريا وبمواطنين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

جاء توسيع الاتحاد الأوروبي على دفعات. كانت كرواتيا آخر الدول التي انضمت إلى الاتحاد في الأوّل من يوليو 2013. تكمن المفارقة في أنّ المملكة المتحدة، التي تضمّ بريطانيا، لعبت دورا أساسيا في توسيع الاتحاد الأوروبي كي يشمل دولا أخرى مثل بلغاريا ورومانيا أو ليتوانيا ولتونيا وإستونيا وتشيكيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا. كان الهدف البـريطاني تذويب النفـوذ الذي كـان يمكـن أن يمارسه الثنائي الألماني- الفرنسي لا أكثر. إلى أين تتجه أوروبا الآن؟ الأكيد أن الوضع في دولها ليس على ما يرام. استطاعت هولندا قبل أسابيع قليلة تجاوز كارثة وصول اليمين المتطرّف إلى السلطة، لكنّ المشكلة الأكبر تبقى فرنسا والانتخابات الرئاسية فيها. ليس بين المرشّحين من يمكن التعويل عليه في أيّ مجال من المجالات. فرنسا التي أعاد شارل ديغول الحياة إليها انتهت إلى غير رجعة. كان آلان جوبيه يمثّل الأمـل الأخير في التقـاط الأنفـاس الفرنسية، لا لشيء سوى لأنّه يمتلـك ما يكفي من الخبرة للخروج من المستنقع الذي غرق فيه البلد منذ وصول نيكولا ساركوزي إلى السلطة خلفا لجاك شيراك. ما عجز ساركوزي عن تحقيقه، أكمله فرنسوا هولاند الذي قضى على الاقتصاد وجعل أصحاب رؤوس الأمـوال يغادرون البلد إلى غير رجعة.

كانت فرنسا قصّة نجاح بعدما صالحها ديغول مع نفسها أوّلا. عندما تولّى السلطة في العـام 1958 وأسس الجمهـورية الخـامسة، اخرج فرنسا أوّلا من الفوضى السياسية التي ميّزت الجمهورية الرابعة. استعان بأفضل الخبراء لوضع الأسس لدستور عصري يسمح لرئيس الجمهورية بأن يكـون رئيسا فعليـا للدولة. ذهب إلى أبعد من ذلك في الإصلاحات الاقتصادية وأحل “الفرنك الجديد” مكان الفرنك القديم الذي فقد الكثير من قيمته في ظلّ أزمة سياسية واقتصـادية مريعة ترافقت مع “حرب الجزائر”. أنهى ديغول الحرب في الجزائر التي استقلت في العام 1962، ثمّ باشر عملية إعادة الوزن لفرنسا وليس لعملتها فقط.

بين 1958 ونهاية عهد جاك شيراك في العام 2007، كانت فرنسا قوّة ذات وزن على الصعيدين الأوروبي والدولي. في أساس قوّة فرنسا نفوذها داخل الاتحاد الأوروبي وقدرتها على تحويل هذا الاتحاد إلى مركز ثقل عالمي على كلّ صعيد، خصوصا في إطار إيجاد توازن مع الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. لا شكّ أن ألمانيا تبقى الدولة الأوروبية الأهمّ لكن الحلـف الفرنسي- الألمـاني جعل أوروبا تمتلك وزنـا سياسيا واقتصـاديا، حتّى عنـدما انحازت بريطانيا كلّيا إلى الولايات المتحدة في عهدي مارغريت تاتشر وتون

ستقرر الانتخابات الفرنسية ما إذا كانت أوروبا ستكون قادرة على التقاط أنفاسها واستعادة موقعها العالمي، خصوصا في ظلّ إدارة أميركية لا تقيم لها اعتبارا كبيرا. أكثر من ذلك، تشجّع إدارة ترامب على انفراط العقد الأوروبي. لم يخف الرئيس الأميركي الجديد موقفه من أوروبا في أي وقت. حرص على استقبال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعيد دخوله البيت الأبيض. بدا وكأنه يريد الاطمئنان إلى أن بريطانيا ستخرج نهائيا من أوروبا. في غياب الموقف الموحّد من الإرهاب الذي ضرب أخيرا في لندن والذي تقف خلفه تنظيمات مثل “داعش”، وفي غياب القدرة على تكوين فهم جماعي لخطورة الميليشيات المذهبية الإيرانية التي تشكّل الوجه الآخر للعملة الواحدة المسمّاة الإرهاب المتلطي بالدين، تبدو أوروبا وكأنّها تبحث عن نفسها. يُخشى أن يشكل وصول مارين لوبن إلى الرئاسة الفرنسية الضربة القاضية لأوروبا. نحن أمام امرأة مستعدة لاستفتاء على بقاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي. هناك في الوقت ذاته عداء من لوبن للعملة الأوروبية (اليورو). ماذا سيحل بالاتحاد الأوروبي إذا أصبحت فرنسا خارجه.. أو إذا لم تعد ذلك العضو الفاعل فيه؟ يقع كلّ ما تؤمن به لوبن خارج السياق الذي جعل من فرنسا تستعيد موقعها الأوروبي والعالمي. هل تحصل أعجوبة في فرنسا قبل شهر من موعد الانتخابات؟

هذا ليس زمن الأعاجيب والمعجزات. من يتمعّن عميقا في صورة ما يدور على الصعيد العالمي، يكتشف أن “بريكسيت”، أي الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ليس حدثا معزولا. إنّه بداية أحداث أوروبية معروف كيف بدأت وليس معروفا كيف ستنتهي أو كيف يمكن أن تنتهي.

ليس الشرق الأوسط وحده الذي يتغيّر، بل أوروبا أيضا تتغيّر في غياب رجال كبار عرفوا كيف يعيدون للقارة القديمة أمجادها وإعادة بنائها بعد كلّ ما دمّرته الحرب العالمية الثانية. استطاع هؤلاء التعايش مع الحرب الباردة ومع التهديد الذي كان يمثّله الاتحـاد السوفياتي وفكره التوتاليتاري. ليس في أوروبا هذه الأيّام زعيم واحد يستطيع ان يسأل حتّى إلى أين يأخذ دونالد ترامب العـالم أو هل يمكن وضع حدّ للسياسات التي يمارسها فلاديمير بوتين الهارب الدائم من الأزمات الداخلية لروسيا إلى مناطق مختلفة في العالم مثل أوكرانيا أو سوريا؟

 

الإسلام السياسي المتشدد خطر كبير على المملكة المتحدة

عضو في البرلمان البريطاني/كواسي كوارتنغ/العرب/27 آذار/17

الهجوم الذي وقع قرب البرلمان في لندن الأربعاء الماضي ليس إلا آخر هجوم في سلسلة طويلة من الحوادث في العالم الغربي. ولم يكن من المفاجئ أن يدعي داعش علاقة مشكوكا فيها بالهجوم. ويبدو أن خالد مسعود، الـذي يبلغ الثانية والخمسين من العمر وولد في بريطانيا واعتنق الإسلام، استلهم أفكاره من الفكر الإسلامي المتطرف للقيام بهجمته العنيفة. ليس هناك أدنى شك بأن الإسلام السياسي الجهادي يمثل تهديدا كبيرا لسلامة الناس في كل أرجاء العالم، ومن المحزن كون الكثير من ضحايا تلك الهجمات التي ينفذها الإسلاميون هم من المسلمين ذاتهم، وهذا لا يمكن أن يتماشى مع أي تأويل سليم للمبادئ الإسلامية.

وخالد مسعود، في عمره هذا، لا يتناسب مع الصورة النمطية لمقاتل جهادي. في الماضي القريب كانت شخصيات من قبيل محمد إموازي، المعروف باسم “جون الجهادي”، تمثل شبابا غير راض عن الحياة في الغرب. ويتطلع هؤلاء الرجال إلى حياة ذات مغزى ووجهة واضحة لذلك يريدون قضية مهمة يناضلون من أجلها ويشعرون أنهم وجدوا هذه القضية في الدعوة إلى الإسلام المتطرف.

في لندن لدينا الكثير من الأشخاص الذين تم تحويلهم إلى متطرفين ليس في المساجد فحسب بل وكذلك من خلال الرسائل التي تنتشر على شبكة الإنترنت وتمجد حياة الجهاديين. ولندن ذاتها هي مدينة معروفة بتعدديتها وتنوعها، ومعروفة أيضا بأنها حاضنة للنشاط المتطرف بتشجيع من الأشكال العنيفة للإسلام.

على سبيل المثال من المعروف بشكل واسع بأن لندن هي مقر لحركة الإخوان المسلمين لسنوات طويلة الآن، إن لم نقل عقودا. لقد أصبحت الآن ثمة ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى أمام الحكومة البريطانية كي تستمر في تعميق التزامها بموقف صلب ضد الجهادية أينما ترفع رأسها. الكثيرون من بين سكان لندن يتطلعون الآن إلى المزيد من الإجراءات الأمنية ضد الأنشطة الإجرامية والقاتلة في الكثير من الأحيـان لدى الجهاديين والمتطرفين الـدينيين الذيـن يستخـدمون الدين لتبرير الأعمال الوحشية وغير الإنسانية. أصابت رئيسة الوزراء تريزا ماي عندما قالت في مجلس العموم “جاء إرهابي إلى المكان حيث يجتمع أناس من كل الجنسيات والثقافات للاحتفاء بما معنى أن تكون حرا، وصب غضبه دون تمييز على رجال ونساء وأطفال أبرياء”.

لقد توخت الحذر لكي لا تصف تلك الأعمال بأنها “إرهاب إسلامي”. لكن ما توصل إليه الكثير منا ممن له دراية وخبرة بالمنطقة هو أنه من الصعب جدا فصل مثل هذه الأعمال الإرهابية عن الأساس الفكري والسياسي المستعمل لتبريرها. كان لافتا للنظر كون تنظيم داعش سارع بادعاء مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الأربعاء، حيث قال بيان نشرته وكالة الدعاية التابعة للتنظيم دابق قام “جندي من جنود الدولة الإسلامية” بتنفيذ العملية في مجلسي البرلمان. لا يمكننا الفصل بتلك السهولة بين مختلف الأنواع من الإسلام السياسي، ومن الصعب رسم تلك الأنواع من الاختلافات بين التنظيمات الإسلامية بمختلف أشكالها.

بعض المؤيدين للإسلام السياسي يسعون حقا للوصول إلى الحكم عن طريق الآليات الديمقراطية، لكن آخرين يشعرون بأن الديمقراطية غير مشروعة. وهناك أقلية صغيرة ترفض كل أشكال المشاركة السياسية وتسعى إلى الاستيلاء على الحكم فقط باستعمال السلاح. وهذه الأقلية الصغيرة كانت مسؤولة في الغالب عن الأعمال الإرهابية الفظيعة التي حدثت في الغرب. هجوم الباتلكلان في باريس والهجومان اللذان وقعا في برلين ونيس والاعتداء الأخير على البرلمان البريطاني، هي نتائج فكر مريض يدعي بأنه يسعى إلى إقامة دولة خلافة إسلامية، ويستعمل المبادئ الإسلامية لتبرير أعماله المريضة. نحن نعرف كلنا بأن مقاربتهم هي تشويه تام للدين الإسلامي، لكنهم يتبنون قضية الإسلام السياسي عن طريق العنف. وأهدافهم لا تختلف عن أهداف الإخوان المسلمـين، حتى وإن كانـت أساليبهـم مختلفة.

وبناء على ذلك قد يكون من الأسلم التشكيـك فـي الإســلام السيـاسي عمـوما بـدل رسم حدود صعبة واعتباطية بين مختلف الأشكال التي تتخذها هذه الأيدولوجيا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: لا يستطيع المسؤولون القيام بأية مبادرة ما لم يتجردوا من مصالحهم ويتحرروا من مكاسبهم

الأحد 26 آذار 2017 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأخويات اليوم في بكركي، عاونه النائب البطريركي العام حنا علوان والمطارنة: ميشال عون، جوزف طوبجي وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدكتور نبيل شديد، السفير البابوي غابريال كاتشيا، ممثل قائد الجيش العميد بسام ابراهيم، ممثل المدير العام للامن العام الوزيرة السابقة أليس شبطيني وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "مغفورة لك خطاياك! قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك"(مر 2: 5 و11)، قال فيها:"الرب يسوع، وجه رحمة الله في العالم، يكشف في آية شفاء المخلع أنه طبيب الأرواح والأجساد. فمن بعد أن شفى نفس الرجل بمغفرة خطاياه، شفى جسده بكلمة أزالت شلله. فكان الحدث عملية خلق جديد بالكلمة: "مغفورة لك خطاياك. قم احمل فراشك وامش". ونحن في زمن الصوم المقدس، وقد عشناه إلى الآن أصواما وإماتات وأعمال محبة ورحمة، ننطرح أمام المسيح الرب، راجين شفاء نفوسنا من حالة الخطيئة بغفران من رحمته، وشفاء أجسادنا ببلسم نعمته ومحبته. ومثل "الرجال الأربعة" نحمل بصلاتنا كل خاطىء ومريض".أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. فأحييكم جميعا، وعلى الأخص الوفدين الكبيرين: الأول، وفد الأخويات برئاسة مرشدها سيادة المطران ميشال عون.

فنحيي مرشدها العام الأب ادمون رزق، ورئيسها المحامي جوزف عازار، وعمدتها، وجميع الأخويات، الكبار والشبيبة والطلائع والفرسان بأعضائها ورؤسائها وعمداتها ومرشديها المحليين.

تشارك هذه الأخويات في قداس اليوم تكريما لأمنا وسيدتنا مريم العذراء بمناسبة عيد بشارتها في الأمس، وهو عيد الأخويات الذي تحتفل به منذ خمس وستين سنة.وقد بدأته مع سلفنا المثلث الرحمة البطريرك مار انطون بطرس عريضه.

إن الأخويات الحاضرة معنا اليوم تمثل الستين ألف منتسب إلى الأخويات على الأرض اللبنانية. وفي المناسبة، تطلق الرابطة في نهاية هذا القداس البشارة الالكترونية لنقل كلمة الله، عبر برنامج Application، إلى جميع المنضوين تحت لوائها.

إننا نشكر الله معكم على هبة الأخويات الثمينة التي تغني الكنيسة والحياة والرسالة في أبرشياتنا ورعاياناوتشكل مدارس صلاة وإيمان، وخلايا حية لخدمة المحبة، ولشد أواصر الوحدة في الكنيسة والعائلة والمجتمع".

وتابع: "نرحب بالوفد الثاني، وهو النادي الثقافي الاجتماعي في كوكبا (قضاء حاصبيا الجنوب)، بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيسه. فيسعدنا أن نهنئكم بهذا اليوبيل الذهبي، ونتمنى للنادي المزيد من النجاح والازدهار.

إننا نحيي رئيسه السيد وليد جرجي عباس وأعضاء الهيئة الإدارية وسائر المنتسبين إلى هذا النادي الزاهر. فنرجو لهم فيض الخير والنعم، وللنادي دوام التقدم والازدهار، في نشاطه الثقافي والاجتماعي، وبخاصة على مستوى الوحدة والتضامن الداخلي. ونحن ما زلنا نتذكر زيارتنا الراعوية لرعية كوكبا العزيزة في 25 أيلول 2012، وافتتاح ساحة القديسة تريز الطفل يسوع. وإننا نشجع الأهالي ونبارك مشروعهم ببناء مقام على اسم السيدة العذراء، سيدة حرمون، بتوجيه من سيادة راعي الأبرشية المطران شكرالله نبيل الحاج. وذلك انطلاقًا من التقليد التاريخي المتوارث الذي يقول بعادة زيارة الرب يسوع وأمه إلى أرضها، لوجود ذوي قربى فيها".

وقال:" لقد تمت آية شفاء المخلع، نفسا وجسدا، في جو السماع لكلام الله، إذ احتشد الجمع الغفير لهذه الغاية. ولأن سماع كلام الله يولد الإيمان، والإيمان يولد المحبة، آمن الرجال الأربعة بيسوع وبقدرته على شفاء المخلع الذي في بلدتهم كفرناحوم. فذهبوا وأتوا به. وإذ لم يتمكنوا من الدخول به إلى أمام يسوع بسبب كثرة الجمع، قاموا بمبادرة إيمانية عظيمة: صعدوا إلى السطح وثقبوه ودلوا المخلع، الممدد على سريره، إلى أمام يسوع. لم يفوهوا بكلمة، ولم يرفعوا صلاة توسل. لكن يسوع "عندما رأى إيمانهم" بادر المخلع بشفاء شلل نفسه بمغفرة خطاياه، ثم شفاه من شلل جسده بكلمة".

أضاف: "إن الرب بعمله الرحوم والمحب يترك لكل مسؤول في الكنيسة والمجتمع والدولة مثالا، ويوجه نداء لشفاء الأشخاص والجماعات من المعاناة التي تؤلمهم. في رسالتي الراعوية العامة التي أصدرتها أمس وهي بموضوع "خدمة المحبة الاجتماعية"، رسمت الطريق الذي تسلكه كنيستنا المارونية على مستوى هذه الخدمة، لكي تضاعف جهودها ونشاطاتها الواسعة. ونوجه النداء اليوم إلى المسؤولين في الدولة اللبنانية، في البرلمان والحكومة والوزارات والإدارات العامة والقضاء، ليبادروا إلى إنهاض شعبنا اللبناني من معاناته: الفقر والبطالة وقلة فرص العمل والتجويع وضآلة المعيشة، وعبء التعليم والاستشفاء والسكن، وثقل الحرمان والظلم وانتهاك الحقوق، واستبداد النافذين، وفرض الخوات. هل يجب أن يستمر الشعب اللبناني، بكل فئاته، في حالات تظاهر واعتصام وإضراب ليسمع المسؤولين صوت معاناته؟ ولا من سميع ومجيب! لا يستطيع المسؤولون السياسيون القيام بأية مبادرة ما لم يتجردوا من مصالحهم ويتحرروا من مكاسبهم، التي تأتي على حساب الخير العام ومال خزينة الدولة. هذا هو مكمن فشل البرلمان والحكومة من إقرار قانون عادل وشامل وميثاقي للانتخابات، وإصدار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب المرتبطتين بالإصلاح الإداري وإعادة مال الدولة إلى الخزينة من براثن الفساد والمفسدين والتهريب والهدر العشوائي وفقا لمصالح ولمنافع النافذين".

وتابع: "الرجال الأربعة يقدمون لنا أمثولة في الإيمان ومثالا. إيمانهم علامة ثقة بالمسيح وبقدرته، لا يخامرها أي شك؛ وعلامة رجاء أكيد لا يتزعزع؛ وعلامة حب كبير بلغ إلى التضحية بسطح البيت الذي يمكن إصلاحه، فهو في خدمة الإنسان، لا الإنسان في خدمته. إنه إيمان يدل على قيمة الإنسان وحياته وحقه بالصحة الكاملة. وهذه أمثولة لعالم اليوم حيث يستباح القتل والإعتداء على حياة الإنسان وجسده وكرامته وحقوقه. فعل إيمانهم هو بالحقيقة صلاة صامتة، لا كلام فيها، بل ناطقة ومعبرة بالأعمال. إنها صلاة تشفع من دون كلمات. هذه الصلاة هي من صميم حياة الكنيسة والجماعة المؤمنة. الله يريدنا أن نصلي بعضنا من أجل بعض". أضاف: "هؤلاء الرجال الأربعة هم صورة الكنيسةالتي تصلي وتتشفع، حاملة أبناءها وبناتها والعالم كله بصلاتها. هذا ما تفعله الجماعة المؤمنة الملتئمة للصلاة في الكنيسة أو في البيت أو في أي مكان آخر. هذا ما تفعله الأخويات والمنظمات الرسولية في صلواتها الجماعية الأسبوعية وتلك الافرادية. هذه هي غاية صلوات الساعات التي يتلوها الكهنة والرهبان والراهبات صباحا وظهرا ومساء.

لكن ذروة صلاة الكنيسة هي الليتورجيا الإلهية، ليتورجيا القداس الإلهي، وفيها ذبيحة المسيح المحاطة والمكللة بالصلوات والتضرعات والتذكارات. من هذه الليتورجيا الإلهية تتفرع سائر الصلوات والإحتفالات الليتورجية الأسرارية وغير الأسرارية".

وختم الراعي: "إن أمنا وسيدتنا مريم العذراء، أم الكلمة، هي المثال الأكمل في سماع كلام الله والعمل بموجبه. لقد سمعت الكلمة من فم من هو الكلمة الذي صار فيها بشرا متجسدًا من الروح القدس. وقبلتها بالطاعة لتصميم الله الخلاصي. وعندما سمعتها من جبرائيل الملاك في البشارة، قالت "نعم" بطاعة الإيمان، وظلت وفية لكلمتها وطاعتها حتى الوقوف تحت أقدام الصليب، وابنها معلق عليه، من دون أن تشك، ولو للحظة، بأن كلام الله سيتم في أوانه. تمامًا كما امتدحتها إليصابات: "طوبى لتلك التي آمنت أن ما قيل لها من قبل الرب سيتم" (لو1: 45).

في عيد بشارتها، تدعونا أمنا السماوية بمثلها للصمود بوجه الصعوبات والمحن، أية كانت، متكلين على الكلمة الإلهية من فم المسيح الرب: "سيكون لكم في العالم ضيق. لكن، ثقوا، تقووا، أنا غلبت العالم" (يو16: 33).

بهذه الثقة نرفع صلاتنا إلى أمنا وسيدتنا مريم العذراء، مع أخوياتنا: "أيتها البتول مريم، يا من قبلت بشارة الملاك وحملت المخلص الفادي، رافقي الأخويات في لبنان بمسيرة الحج نحو ابنك يسوع. أنت يا من عطرت المسكونة برائحة المسيح الطيبة، إجعلي منا نفحة المسيح في هذا العالم، فنمجد الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

رزق

وكان في بداية القداس المرشد العام لرابطة الأخويات الأب إدمون رزق المريمي القى كلمة قال فيها: "يطيب لي يا صاحب الغبطة والنيافة ان تجتمع أخوياتنا من كل لبنان من شماله حتى جنوبه، من بقاعه وجبله وعاصمته حول غبطتكم اليوم، للمشاركة بالذبيحة الالهية في عيدها السنوي وبمناسبة عيد البشارة والذكرى السنويةالسادسة لتوليكم السدة البطريركية.فكما كنا، سوف نكون دوما، أبناء الكنيسة المشرقية أمناء لدعوتنا، شهودا لإيماننا، مطيعين لرؤسائنا الروحيين، مصلين، معلنين الحق، خميرة في المجتمع، ملح الارض ونور العالم، لنعيش شعارنا لهذه السنة "سلام عائلاتنا فرح حب وشهادة".

كما أردتم يا صاحب الغبطة ان نحتفل معكم اليوم بعيدنا السنوي، فحضوركم لنا عيد وعنصره وارتقاء ومصدر اعتزاز وفخر لكل فارس وطلائعي وشاب، وابن أخوية، فمن نعم السماء علينا ان يكون رأس الكنيسة والأب الروحي حاضر وقريب منا.

فدعمكم المتواصل لنا يحثنا على العمل الدؤوب لنكون نفحة المسيح الطيبة في مجتمعنا واليد اليمنى لكهنتنا، والمحرك والدعم في رعايانا. فمعكم يا صاحب الغبطة نشعر ان الكنيسة حاضرة في قلب رابطةالأخويات، داعمة ومشجعة وموجهة. فجميعنا اليوم نرفع الصلاة بشفاعة أم الأخويات مريم العذراء سيدة البشارة، لترافق مسيرتكم وتبارك عائلة الأخويات في لبنان لتبقى مصدر فخر واعتزاز لكنيستنا".

 

باسيل طالب من عبرا بمحاكمة الموقوفين الإسلاميين: لا يمكن أن نربط عبرا بظاهرة عبرت فلا هي ولا صيدا ولا عين الحلوة أمكنة للارهاب

الأحد 26 آذار 2017 /وطنية - اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته في منطقتي صيدا والزهراني، بزيارة بلدة عبرا القديمة شرق صيدا، حيث اقيم له استقبال شعبي حاشد في البلدة، على وقع الاناشيد الوطنية والكشفية، يرافقه وزير البيئة طارق الخطيب والنائبان امل ابو زيد وزياد اسود، وكان في استقباله رئيس البلدية ادغار مشنتف واعضاء المجلس البلدي. والقى باسيل كلمة بالمناسبة، قال فيها: "اليوم، نختتم زيارة شرق صيدا، في بلدة عبرا. هذه الزيارة لها الكثير من المعاني، لان هذه البلدة عاشت التهجير، وعاشت الارهاب، وعاشت التخلص منه، واعطت المثال عن البلدة النموذجية، التي بنت نفسها من بعد التهجير، وهذا كله بفضل ابنائها، ولا اعتقد ان الدولة اعطتكم الكثير، مخاطبا الحضور: "نحن منكم نأخذ القوة والعبر، لان عبرا هي العبرة. اهتموا بضيتعتكم، وعلى كل واحد يمر من عبرا أن يعتبر منها".

أضاف "انا اعرف ان عبرا ليست مكانا للارهاب، ولا صيدا مكانا للارهاب، ولا عين الحلوة مكانا للارهاب، ولا لبنان محلا للارهاب. اعرف ان هذه الظواهر عابرة، وعبرت في عبرا، عبرت في طرابلس وعرسال والضنية، وعبرت في اماكن كثيرة، وفي اوروبا واميركا"، مستطردا "لكن الفرق ان مجتمعنا، هو الذي يرفض الارهاب، ولا يمكن ان نربط عبرا بظاهرة عبرت، واعتقد انه لن يبقى منها الا الذكرى، فهذا الامر غريب عن مجتمعنا وبلدنا، لذلك لا مكان له بيننا".

وتابع "لذلك لدينا الجرأة، ان نطالب من عبرا، بالاسراع في محاكمة الاسلاميين المعتقلين، او الموقوفين بعبرا، او طرابلس، او اي مكان في لبنان، لتطالهم العدالة. فمنهم من هو متهم ليدان، ومنهم من هو بريء فليتبرأ، لانه لا يجوز ان تبقى هذه القصة عالقة ومرتبطة باحداث انتهت، ويفترض ان تكون عبرا وصيدا، قد خرجتا منها اقوى، لان هذه الضربات تقوي وتجعلكم تتمسكون اكثر ببلدتكم".

وأشار إلى ان "لبنان هو اكثر بلد ناجح في محاربة الارهاب، واكثر بلد قادر على محاربته، لان طبيعة شعبه رافضة بطبيعتها للارهاب، لان الارهاب يريد محلا يدخل منه، وعقولا يدخل اليها، ونفوسا يتكون فيها، ومجتمعات يركز فيها. في لبنان لم يجد الارهاب ولا أي محل، الا الاماكن التي سكتت عن الارهاب، لا بل مولته".

وقال: "نحن كنا في حكومة نعرف ان مسؤولين فيها وفي الاجهزة الامنية، كانوا هم من يمولون الارهابيين، ويستخدمونهم، مثلما داعش استخدمت لغرض معين في المنطقة، "شو بدها اسرائيل افضل من ذلك"، ان يصبح هناك كنتونات ارهابية، تنمو كالفطر وتتوزع. ولكن لان مجتمعنا هو مجتمع مقاوم للارهاب، رفض هذه الجماعات ونبذها، ولم تترك وراءها اثرا. لذلك هذا الاثر يجب ان ينتهي باصدار الاحكام، لنثبت في لبنان اننا بلد يعرف كيف يتعاطى مع الارهاب".

أضاف "لبنان النموذج، هو نقيض الارهاب، مهما فعلت الدول الكبيرة وحتى لو صنعت داعش في سوريا والعراق. داعش اصبحت جرثومة تنتقل بالهواء، اليوم، هذه الفكرة تنتقل اينما كان، يدخلون الى العقول. كيف نقاومها؟ نقاومها بالفكر، هذه الوسيلة الانجح، ومن المهم أن نحمي التعدد داخل مجتمعاتنا، لان داعش تعيش على الاحادية، وتريد ان تلغي التعدد، لتعيش وتخلق فوضى ومجتمعات متناحرة، لتستطيع ان تجد مكان لها. هذه الفكرة، يرفضها المجتمع اللبناني، والجيش اللبناني استطاع ان يسقطها في عبرا وعلى حدودنا الشرقية وفي طرابلس، أسقطها اينما كان. لهذا، وجودكم هنا مهم".

وتابع "عندما ننعزل نحن المسيحيين، نفقد دور الوصل بين اللبنانيين. نحن اليوم نصل بين اللبنانيين، ونحن ضمانة كل اللبنانيين، لانه لا يمكننا ان نعيش بتطرف، طبيعتنا أننا لا نستطيع ان نعيش الا بالانفتاح، ومطلوب منا، ان نحافظ على خصوصيتنا في المجتمع بالعدالة وبالتقاليد وبالممارسة الدينية، ولكن أن نبقى منفتحين على الاخر، وهذا الامر الذي نريده بقانون الانتخاب. لبنانيتنا هذه، لا تتناقض مع مسيحيتنا، او مع اسلامنا، بالعكس مسيحيتنا واسلامنا ينتعشان ويزدهران من خلال لبنانيتنا".

واعتبر أن "هذا ما يجب ان نظهره من خلال قانون انتخابي، يستطيع أن يراعي خصوصية اللبنانيين، ومن ضمن الوحدة اللبنانية الواحدة، يقدر على ان ينقلنا الى مزيد من الانفتاح، وليس الى مزيد من التقوقع، ويجب ان يبنى على احترام خصوصية كل فرد منا والاعتراف فيه. الانسان الذي لا تعترف فيه، بحجمه، وقوته وتمثيله، لا يمكن ان تأخذه الى المجهول وتقول له ثق بي واغمض عينيك، في مكان يعرف ان الماضي، الذي عاشه فيه، لم يكن كله مشجعا".

وقال: "نحن عشنا تجارب، هاجرنا وتهجرنا، أخطأنا وأخطأوا معنا، ولكن لا نريد ان يظل الأهالي في عبرا يشعرون ان اصواتهم لا قيمة لها. الشعب الذي لا يشعر بقيمته وقيمة وجوده، يفقد فعاليته ضمن مجتمعه، ويختار طريق الهجرة".

أضاف "نعود إلى ضيعنا وبلداتنا، عندما نشعر بعزتنا وبوجودنا الكامل، وهذا لا يتجسد الا بقانون انتخاب. من هنا نريد ان نفهم ان شغلنا الشاغل واولويتنا اليوم، هي قانون النتخاب. في كل جولاتي لم اتكلم الا عن قانون الانتخاب، لانه لا يوجد اولوية الا قانون الانتخاب، فلا اصلاح للحياة السياسية من دون قانون انتخاب، لانه لا يمكن ان نبني اي شيء في البلد من دون قانون للانتخابات".

وتابع "اليوم، نحن نصنع مصيرنا بايدينا، نحن انتخبنا رئيس الجمهورية. انا اقول لكم ان الدول خضعت لارادتنا، لارادة الشعب اللبناني، الذي صمد ولم يتزعزع بفعل الفراغ، ولم يحصل هناك توافق ايراني- سعودي على انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، بل اتى نتيجة صمود العماد عون وصمود التيار الوطني الحر وصمود كل اللبنانيين".

وختم "هكذا يجب ان نأخذ حقوقنا، بالصمود، بالمواجهة، بالقوة، وليس بالاختباء والخوف والانعزال. قوتنا ان نعيش مع غيرنا، ولكن بقوتنا، وهكذا سنعمل قانونا انتخابيا".

مشنتف

ثم تحدث مشنتف فقال: "نشكر سعيكم في هذا العهد الجديد برئاسة الجنرال عون، الذي بشر لبنان بمستقبل مشرق. هؤلاء هم ابناء عبرا، الذين تربطهم اواصر الالفة والصداقة مع ابناء صيدا والجوار، يجمعنا مستقبل واحد، ومصير واحد. نفتح بيوتنا وقلوبنا لاستقبالهم، املين ان تكون زيارتكم الميمونة بادرة خير وتقدم يعم منطقتنا، وكل مناطق وطننا الحبيب لبنان".