المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 04 كانون الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.december04.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حَيْثُ تَكُونُ مَرَارَةُ الْحَسَدِ وَالتَّحَزُّبُ، يَنْتَشِرُ الْخِلاَفُ وَالْفَوْضَى وَجَمِيعُ الشُّرُورِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/شو يعني ربط نزاع؟ يعني استسلام لإحتلال وإرهاب حزب الله وخدمات لإجندات شخصية وسلطوية وهروب إلى الأمام

الياس بجاني/إيران هي جسم غريب ووباء سرطاني ستلفظهما دولنا

الياس بجاني/إيران هي جسم غريب ووباء سرطاني ستلفظهما دولنا

الياس بجاني/مداحون وقداحون بالإجرة وشجاعة مواقف فارس سعيد

الياس بجاني/طريق الإستسلام لا تؤدي لغير المذلة

الياس بجاني/البكاسيني: زقاقية ونتاق وهرار وتطاول على الشرفاء

                                                                                         

عناوين الأخبار اللبنانية

فارس سعيد للوطن السعودية: راهنا على الحريري بعد استقالته إلا أنه ذهب إلى تدوير الزوايا تحت عنوان الاستقرار، وتبريد الأجواء الداخلية، وعدنا إلى الدوامة نفسها

فارس سعيد للوطن السعودية: ما يحتاجه اللبنانيون حاليا هو احترام الدستور واتفاق الطائف، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وأن يكون للبنان جيش وطني واحد، وليس جيشين بوجود ميليشيات حزب الله.

فارس سعيد: إعلان النأي بالنفس سقط قبل ولادته

الياس الزغبي/ كل ما تجمعه إرادة خارجية غير وطنية لا يدوم

خالد الضاهر: إذا طلب منا مبايعة بهاء الحريري فسنبايعه

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/12/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

إسرائيل: هذه حال الحريري مع حزب الله

مجلس الوزراء الثلثاء والحريري يسافر الاربعاء بلا "تريث"

أنصار الله + جند الله + حزب الله =؟! الشيخ/حسن مشيمش/جنوبية

غطاس خوري : انا لا اعرف شخصا ً اسمه فارس سعيد

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

 

الغارة الإسرائيلية على القاعدة الإيرانية في الكسوة أسقطت 12 عسكرياً إيرانياً

"انقلابات" اليمن.. وبداية هزيمة إيران في العالم العربي

«المؤتمر الشعبي» ينتفض ويطوي صفحة الحوثي/«التحالف»: اليمنيون سيطردون الميليشيات الإيرانية

مستشار خامنئي يهدد بحرب طائفية ومواجهة أميركا في الرقة

المؤتمر" ينفي إصدار بيان يدعو للحوار مع الحوثيين وخبراء إيرانيون ومن حزب الله اخترقوا موقع "المؤتمر.نت"

أمير الكويت يبحث تحضيرات القمة الخليجية

الإمارات تكذب مزاعم إطلاق الحوثيين صاروخاً تجاه أراضيها

أوباما يبدي أسفه لعدم اضطلاع بلاده بدور قيادي لمكافحة التغير المناخي

ربع سوريا تحت سيطرة الأكراد... و5 قواعد أميركية لتحقيق «الانتقال السياسي» وقائد «وحدات حماية الشعب» لـ «الشرق الأوسط»: حررنا كامل شرق الفرات من «داعش»

عريقات: أبلغنا الأميركيين بأن أي قرار حول القدس يعني انتهاء السلام ودول عربية حذرت واشنطن من تضرر مصالح الولايات المتحدة في المنطقة

ماذا وراء الإرهاب في سيناء؟

رسالة تحذير من مدير «سي آي أي» إلى سليماني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معركة صنعاء وضبابية الأيام المقبلة/وسام سعادة/المستقبل

الصورةُ تتكامل: هذا ما يجري منذ 4 تشرين الثاني/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

اليمن: هزيمة إيران/علي نون/المستقبل

مِن تسليمِ السلاحِ إلى التسليمِ به/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

«غزيَة» وأتباع الغواية في لبنان/سلطان البازعي/الحياة

لبنان مجددًا على السكة الصحيحة/الهام فريحة/الأنوار

ماذا وراء "حملة العزل" على "القوات"/ناجي سمير البستاني/الديار

ا تكرّروا خطيئة عزل الكتائب/فؤاد أبو زيد/الديار

انتفاضة صنعاء/إميل أمين/الشرق الأوسط

عقدت القمة أو لم تعقد/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

ألغاز المشير/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

فعلها صالح ... وصنعاء تخرج من قبضة طهران/جورج سمعان/الحياة

الصحافي الجديد» في مؤتمر «أريج»/حازم الامين/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس في ذكرى الشهيدين الفخري: الثقة كبيرة بالقضاء ونرجو القبض على الجناة وإجراء ما تقتضيه العدالة

عوده للمسؤولين: لم يدفع أبناؤنا الارثوذكس دائما الثمن في اية تشكيلات وهل نفتقر إلى الكفاءات والطوائف الأخرى تزخر بها

رعد: العدو الصهيوني لم يجهز للحرب والمعوقات امام جهوزيته لا تزال بعيدة وكثيرة

ميشال معوض في ذكرى استشهاد والده: لا استقرار خارج الدولة والمؤسسات وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة

 

تفاصيل النشرة

حَيْثُ تَكُونُ مَرَارَةُ الْحَسَدِ وَالتَّحَزُّبُ، يَنْتَشِرُ الْخِلاَفُ وَالْفَوْضَى وَجَمِيعُ الشُّرُورِ

رسالة القديس يعقوب03/من13حتى18/أَبَيْنَكُمْ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ؟ إِذَنْ، عَلَى هَؤُلاَءِ أَنْ يَسْلُكُوا سُلُوكاً حَسَناً، مُظْهِرِينَ بِأَعْمَالِهِمْ تِلْكَ الْوَدَاعَةَ الَّتِي تَتَّصِفُ بِهَا الْحِكْمَةُ (الحَقِيقِيَّةُ). أَمَّا إِنْ كَانَتْ قُلُوبُكُمْ مَمْلُوءَةً بِمَرَارَةِ الحَسَدِ وَبِالتَّحَزُّبِ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا بِحِكْمَتِكُمْ، وَلاَ تُنْكِرُوا الْحَقَّ. إِنَّ هَذِهِ الْحِكْمَةَ الَّتِي تَدَّعُونَهَا لَيْسَتْ نَازِلَةً مِنْ عِنْدِ اللهِ، بَلْ هِيَ «حِكْمَةٌ» أَرْضِيَّةٌ بَشَرِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. فَحَيْثُ تَكُونُ مَرَارَةُ الْحَسَدِ وَالتَّحَزُّبُ، يَنْتَشِرُ الْخِلاَفُ وَالْفَوْضَى وَجَمِيعُ الشُّرُورِ. أَمَّا الْحِكْمَةُ النَّازِلَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَهِيَ نَقِيَّةٌ طَاهِرَةٌ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. وَهِيَ أَيْضاً تَدْفَعُ صَاحِبَهَا إِلَى الْمُسَالَمَةِ وَالتَّرَفُّقِ. كَمَا أَنَّهَا مُطَاوِعَةٌ، مَمْلُوءَةٌ بِالرَّحْمَةِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، مُسْتَقِيمَةٌ: لاَ تُمَيِّزُ وَلاَ تَنْحَازُ وَلاَ تُرَائِي. وَالْبِرُّ هُوَ ثَمَرةُ مَا يَزْرَعُهُ فِي سَلاَمٍ صَانِعُو السَّلاَمِ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

شو يعني ربط نزاع؟ يعني استسلام لإحتلال وإرهاب حزب الله وخدمات لإجندات شخصية وسلطوية وهروب إلى الأمام

الياس بجاني/03 كانون الأول/17

فلقونا الرئيس الحريري والدكتور جعجع وأهل العهد بهرطقة وخزعبلة ما يسمونه للتموية "ربط النزاع"؟

شو يعني عملياً ربط النزاع؟ ..يعني نفاق وذمية وجبن وصفقات مذلة واستسلام لإحتلال وسلاح ودويلة حزب الله وقفز فوق القرارات الدولية وتغليب الأجندات السلطوية على مصلحة الوطن ومداكشة الكراسي بالسيادة. يضبضبوا

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

إيران هي جسم غريب ووباء سرطاني ستلفظهما دولنا

الياس بجاني/03 كانون الأول/17

على الألف أكيد مشروع إيران وملاليها وأوهام امبراطوريتهم لفشل حتمي..إيران هي جسم غريب ووباء سرطاني ودولنا ستلفظهما عاجلاً أم أجلاً لا محالة... وها هو الشعب اليمني يبدأ ثورته على نقوذ وميليشيات إيران والسبحة ستكر إلى دول أخرى.

 

طريق الإستسلام لا تؤدي لغير المذلة

الياس بجاني/01 كانون الأول/17

يضج الإعلام عن خيانات بين جعجع والحريري وعن مشكلة بينهما قد تصل بالحريري إلى طرد وزراء جعجع من الوزارة في حين انهما هما عملياً مشكلة لبنان الأولى وهما من فرط 14 آذار وداكش الكراسي بالسيادة وهما من تنازل على الدستور وهما من قفز فوق دماء الشهداء.. هما المشكلة وأي حل يتططلب استقالتهما من الحياة السياسية.

 

البكاسيني: زقاقية ونتاق وهرار وتطاول على الشرفاء

الياس بجاني/01 كانون الأول/17

نتاق وهرار جورج بكاسيني اليوم عبر تلفزيونMTV هو معيب بحق الرئيس الحريري وبمصداقيته والجدية وليس بحق الأحرار والشرفاء والسياديين الذين تطاول عليهم الصنج بفجور وانحطاط اخلاقي.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

مداحون وقداحون بالإجرة وشجاعة مواقف فارس سعيد

الياس بجاني/02 كانون الأول/17

فعلاً نشفق على من تخيفه مواقف فارس سعيد المعبرة عن مزاج لبناني سيادي عابر للطوائف ويشن عليه حملة افتراء اعلامية سخيفة وصبيانية عبر ألسنة وحناجر صنوج عكاظية مستأجرة للقدح والمدح..

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فارس سعيد للوطن السعودية: راهنا على الحريري بعد استقالته إلا أنه ذهب إلى تدوير الزوايا تحت عنوان الاستقرار، وتبريد الأجواء الداخلية، وعدنا إلى الدوامة نفسها

فارس سعيد للوطن السعودية: ما يحتاجه اللبنانيون حاليا هو احترام الدستور واتفاق الطائف، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وأن يكون للبنان جيش وطني واحد، وليس جيشين بوجود ميليشيات حزب الله.

أسماء وهبة/الوطن السعودية/نشرت بتاريخ 02 كانون الأول/17

أكد النائب السابق في البرلمان اللبناني العضو المؤسس في حركة المبادرة الوطنية فارس سعيد، أن لبنان حاليا بقيادة الرئيس ميشال عون أصبح إيراني الهوى، وكل المعارك السياسية الداخلية القائمة فيه جاءت لأجل تثبيت هويته وانتمائه العربي في مواجهة الزحف الإيراني، مشددا على أن الخروج من العالم العربي يعرض لبنان واللبنانيين كأفراد وجماعات إلى مشكلة أكبر من قدرتنا على التحمل. وقال سعيد في حديث خاص إلى «الوطن» إنها المرة الأولى في تاريخ لبنان المعاصر يقفز رئيس الدولة فوق العالم العربي، ويذهب إلى تحالف مع قوة إقليمية غير عربية هي إيران، والتي تدعي أنها قوة ثورية في المنطقة، رغم كونها تعمل على تخريب الاستقرار الذي كانت تنعم به الدول العربية، مضيفا «نحن في لحظة خيار، وليس اتخاذ مواقف سياسية، لذلك خيارنا وطني لبناني عربي بامتياز.

الرهان على الحريري

أضاف سعيد أن الأزمة اللبنانية انفجرت عندما تقدم رئيس الوزراء سعد الحريري باستقالته، محددا الأسباب الموجبة لها، من بينها سيطرة حزب الله على الدولة، وتدخلات إيران، مبينا أن الحريري عاد إلى لبنان وتريث في حسم الاستقالة بناء على رغبة رئيس الجمهورية، كما أن الحريري لم يتراجع عن الأسباب الموجبة لاستقالته، وبالتالي وضع بين يدي عون مسؤولية السير نحو معالجة سيطرة حزب الله على البلد، نظرا لارتباط الرئيس بحزب الله. وأبدى النائب السابق في البرلمان اللبناني تخوفه من انتهاء هذه المرحلة بصدور بيان عن رئاسة الجمهورية أو الحكومة اللبنانية تحت عنوان النأي بالنفس الذي قد يكون في جملة أو موقف لفظي وليس فعليا. وقال سعيد» لقد راهنا على الحريري، واعتبرنا أنه سيتخذ موقفا حاسما منذ لحظة الاستقالة من أجل انتزاع تنازلات من حزب الله لصالح سيادة الدولة اللبنانية، إلا أنه ذهب إلى تدوير الزوايا تحت عنوان الاستقرار، وتبريد الأجواء الداخلية، وعدنا إلى الدوامة نفسها، وبالتالي كانت نتيجة الاستقالة سلبية، في مقابل سلوك غير مقبول من حزب الله، سواء في داخل لبنان أو خارجه، كونه يتحرك بأوامر إيرانية.

مشاورات فاشلة

حول عقد عون سلسلة مشاورات لتذليل العقبات أمام عودة الحريري عن استقالته، وهل حققت هذه المشاورات النتائج المرجوة منها، قال فارس سعيد، إن تحركات عون الأخيرة لم تسفر عن شيء نظرا لأنه يريد التهدئة مع الإبقاء على دور حزب الله، لافتا إلى أن عون وصل إلى قصر بعبدا بفضل دعم الحزب له، ومن ثم فهو ينحاز له دون النظر إلى مصلحة لبنان. وقال سعيد إن تلك التحركات تأتي للماطلة رغم إدراك غالبية اللبنانيين للفارق بين دور حزب الله الإقليمي ودوره في الداخل للبناني، مؤكدا أن انسحاب الحزب من اليمن أو العراق أو سورية يأتي لأسباب إقليمية وليس بإرادة لبنانية،وهذا الأمر ليس إنجازا، لأن ما يحتاجه اللبنانيون حاليا هو احترام الدستور واتفاق الطائف، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وأن يكون للبنان جيش وطني واحد، وليس جيشين بوجود ميليشيات حزب الله.

تبريد الأوضاع

أشار سعيد إلى أن عون يحتال على الدستور وقرارات الشرعية الدولية منذ صدور القرار 1559 والقرار 1701 من أجل تبريد الأوضاع وعدم الاصطدام مع حزب الله، لذا فإنه لا يمكن حل هذه المعضلة إلا بقرار حاسم من الأسرة العربية والدولية. لقد تأملنا في اتخاذ موقف أكثر صلابة من اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وتأملنا في أن تحقق استقالة سعد الحريري من الرياض هدفها، ونتأمل الآن في حزم الإدارة الأميركية اتجاه تقليص نفوذ إيران في المنطقة، لكن إذا كان سيترك هذا الموضوع لإعادة تدوير الزوايا مع حزب الله بحجة الاستقرار فنحن نرفض ذلك، بعد أن بات حزب الله يرفع أمامنا شعار الاستسلام له من أجل الاستقرار.

 

فارس سعيد: إعلان النأي بالنفس سقط قبل ولادته

بيروت -“السياسة/04 كانون الأول/17/غرد رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد الذي يتعرض لحملة عنيفة من تيار المستقبل ومعه الوزير السابق أشرف ريفي، قائلاً :” لم يدرك أهل السلطة حجم الأزمة. الإشارة للمصارف تهدف للقول أن إعلان النأي بالنفس سقط قبل ولادته. لبنان فقد ثقة العالم به بسبب تحكم حزب الله برؤسائه ومؤسساته”. وكان ذكر أن أحد مرافقي سعيد، هدد عبر الهاتف مدير تحرير صحيفة “المستقبل” جورج بكاسيني، في حال كرر انتقاده لسعيد. من جهته، غرد ريفي قائلاً: “صنعاء تعود إلى الحضن العربي، صنعاء عربية كما بيروت وبغداد ودمشق، والنفوذ الإيراني في العلم العربي ساقط لا محالة”.

 

الياس الزغبي/ كل ما تجمعه إرادة خارجية غير وطنية لا يدوم

04 كانون الأول/17/فايسبوك

*درس اليمن لمن يريد أن يتّعظ: بداية انتهاء مرحلة الميليشيات لمصلحة الدولة اليوم في اليمن غداً في العراق بعد غدِ في سوريّا ومابعد بعد غد... في لبنان لعلّ عشّاق الميليشيا، على كلّ مراتبهم ومذاهبهم، يرعَوون!

*الصراع في اليمن بين جناحَي التحالف صالح – الحوثي نموذج يمكن تكراره بين أجنحة التحالفات المركّبة، في ميادين النفوذ الإيرانيّة الأُخرى، العراق سوريا لبنان... فكلّ ما يُبنى على زغل يتزعزع وينهار، ولكلّ باطل نهاية.

*بعد تطورات اليمن إرتباك وتريّث.. هذه المرة من فريق "حزب الله" وذراعه في السلطة!

*اعتبر عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي، "ان الصراع الدامي في اليمن بين جناحي التحالف صالح - الحوثي، يشكل نموذجا يمكن تكراره بين أجنحة التحالفات المركبة، في ميادين النفوذ الإيرانية الأخرى، وتحديدا العراق، سوريا ولبنان".

وأضاف: "إن كل الحالات التي تجمعها إرادة خارجية غير وطنية وعربية، وتفرضها مصالح عابرة، لا يمكن ان تدوم وتستقر، فكل ما يبنى على زغل يتزعزع وينهار، ولكل باطل نهاية".

 

خالد الضاهر: إذا طلب منا مبايعة بهاء الحريري فسنبايعه

بيروت- “السياسة” /04 كانون الأول/17/أكّد النائب خالد الضاهر أنّه “إذا طلبت السعودية يوماً أن نبايع بهاء الحريري سنبايعه”، معتبراً أنّه “من يعتدي على السعودية من الطبيعي أن تردّ عليه وتدافع عن نفسها، ومن يعتدي على أيّ دولة عربية عليه أن يتوقع ردّ هذه الدولة”. ورأى الضاهر في تصريح لقناة “الجديد”، أنّه “إذا اعتدى “حزب الله” على دول عربية ستردّ هذه الدولة عليه”، مضيفاً “أنا مع المظلوم وإذا اعتدى حزب الله على السعودية عليَّ أن أمنع حزب الله لأنّ موافقته خيانة للبنان”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/12/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تطورات المنطقة متسارعة، أبرزها في اليمن، وقول الرئيس السابق علي عبدالله صالح ان لا تعايش بين الدولة والدويلة. وكذلك في سوريا التي سيطرت فيها قوات الحماية الكردية على ريف دير الزور. وبين اليمن وسوريا، يبقى الوضع اللبناني تحت السيطرة نحو تسوية للأزمة التي دارت بين عدد من العواصم إثر استقالة الرئيس سعد الحريري. وفي الحلول بيان مرتقب لمجلس الوزراء بعد غد الثلاثاء، إذا تم تثبيت الموعد، يؤكد على ثلاث نقاط:

- الأولى: النأي بلبنان عن صراعات المنطقة.

- الثانية: الطلب من الخارج عدم التدخل في الشأن اللبناني.

- الثالثة: التأكيد على اتفاق الطائف لجهة التزام لبنان ميثاق جامعة الدول العربية، والحفاظ على العلاقات الطيبة مع الدول الصديقة.

وفي رأي أوساط سياسية، ان بيان الحكومة قد يتناول سلاح المقاومة عن طريق الدعوة إلى إحياء البحث في الاستراتيجية الدفاعية.

وعلى صعيد تطورات اليمن هناك محوران: الأول عسكري حيث الاشتباكات في صنعاء وعدد من المدن بين فريقي علي عبدالله صالح وعبد الملك الحوثي. والثاني سياسي، بتصعيد الدعم الايراني للحوثي، واحتواء الدول الخليجية لتحرك صالح الذي قال إن فضاء اليمن هو الفضاء الخليجي. تجدر الاشارة إلى ان مجلس التعاون الخليجية سيعقد قمة في الكويت يومي الثلاثاء والأربعاء، بحضور جميع أعضاء دول المجلس الست، وبينها قطر التي ستواجهه بتأكيد سعودي- إماراتي على ضرورة التزامها الموقف الخليجي العام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الملف اليمني يطفو على سطح التطورات التي تعصف بالمشهد الإقليمي. وبينما كان الجميع يترقب فصول انقلاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح على حليف الأمس، ومسارعة التحالف الذي تقوده السعودية إلى احتضانه، عاجلهم صاروخ مجنح من طراز "كروز" أطلقته القوة الصاروخية اليمنية على أبو ظبي، ووصفته حركة "أنصار الله" بأنه رسالة عسكرية وسياسية للتحالف لكي يعيد حساباته تجاه اليمن. لكن الإمارات نفت حصول الواقعة.

وفي ظل كل هذا الاحتقان، كانت ثمة فسحة وساطة عمانية تقضي بتهدئة الحوثيين وتأمين خروج آمن لصالح. الحديث عن هذه الوساطة ترافق مع إعلان حزب صالح- المؤتمر الشعبي العام- ترحيبه بأي جهود توحد الصف الداخلي وتزيل أسباب التوتر القائم.

وعلى إيقاع التطورات الإقليمية عموما واليمنية خصوصا، تسير قافلة ترتيب البيت الداخلي اللبناني بخطى ثابتة، بحيث يرجح أن يعقد مجلس الوزراء جلسة بعد غد الثلاثاء، تتوج تبني صيغة حل المسائل الخلافية مثل النأي بالنفس.

وإذا كانت الدعوة إلى الوزراء لم توجه بعد، فإن الجلسة لا بد منعقدة قبل الجمعة المقبل، موعد انعقاد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ما ان جنحت الفتنة القادمة من خارج اليمن وتحطمت عند أقدام شرفائه، حتى دخلت الصورايخ المجنحة على خط الرسائل الخارجية بما تعنيه من تطور نوعي من حيث المدى والدقة.

القوة الصاروخية اليمنية تؤكد بلوغ صاروخ "كروز" هدفه وهو مفاعل براكه النووي في أبو ظبي، والرسالة يقول اليمنيون: إننا قادرون على توسعة رقعة الرد، والقوة الصاروخية بأيد أمينة لا توهنها محاولات لاثارة القلاقل هنا وهناك، ولن نسمح للأيادي الخارجية بالعبث وبث الشقاق بين أبناء الشعب. فيما كانت الرسالة إلى الداخل ولم تزل: مستعدون للجنوح إلى سلم يحفظ الدماء وذلك مصداقا للاية القرآنية الكريمة "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"، لكن بشروط تحفظ كرامة جيش ولجان وشعب اليمن، هذا الثلاثي الأسطوري في الصمود الذي نجح في وأد فتنة في الداخل، ورجاله ثابتون على جبهات القتال، يتصدون لعدوان كوني برا وبحرا وجوا، يتحدون الحصار وما جلبه من فقر وأمراض وأوبئة.

إنه صمود تزول له الجبال، مصداقا لقول الامام علي عليه السلام: أعر لله جمجمتك، تد في الأرض قدمك، ارم بنظرك أقصى القوم، تزول الجبال ولا تزل.

في لبنان، لا تزال الأنظار تتجه إلى يوم الثلاثاء المقبل، حيث يتوقع انعقاد جلسة حكومة تعيد انتظام عملها. ورغم ان المصادر المطلعة تؤكد أن الجلسة ستكون سياسية بامتياز، إلا انها تؤكد عودة الدوران إلى العجلة الحكومية بعد توقف قسري زاد على الشهر، وتطوي صفحة أزمة يراهن عليها الكيان الصهيوني وعلى غيرها من أزمات المنطقة، لتطوير علاقته مع السعودية، وفق دراسة أجراها مركز بيغن- السادات التابع لجامعة تل أبيب.

الدراسة استندت إلى ما سمي الخطاب المتدهور للسعودية، وخلصت إلى أن الرياض تتحرك نحو سياسة خارجية أكثر عدوانية وأقل ديبلوماسية، لأنها تعمق مشاركتها في الشرق الأوسط بشكل عام ولبنان على وجه الخصوص.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كل ما تجمع من أخبار واستنتاجات ومعلومات دقيقة أو أقل دقة أو مغلوطة، في ما يتعلق بتجديد التسوية التي تعيد الحكومة إلى سكة العمل، كل هذه المعطيات ستواجه ساعة الحقيقة لحظة اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل.

والنقطة الأساسية التي تجذب الأنظار والاهتمام، هي البيان الذي سيصدر عن مجلس الوزراء، والذي ستحدد الدولة وجهة مسارها عبره، هل ستعكس نأيا حقيقيا بالنفس، أم ستكون فذلكة لفظية تبقي القديم على قدمه لجهة تعاطي "حزب الله" مع الشأن العربي؟. والصعوبة تكمن في كيفية توحيد القراءات المتباينة بين أربعة أفرقاء: الدولة بتلاوينها، سعد الحريري، والسعودية والدول العربية والأوروبية التي رعت تخريجة التسوية.

إذا الثلاثاء سيكون مفصليا لقطار الدولة، يعود إلى سكته أو لا يعود. والكرة في ملعب "حزب الله" ومدى صدقية التزامه. ساعة الحقيقة ستدق أيضا في بحر الأسبوع لدى الحلفاء الذين باعدت بينهم الاستقالة وما رافقها من تشنجات، هذا حال "القوات" و"المستقبل"، وستدق لغير الحلفاء الذين قاربت بينهم الاستقالة كالرئيس الحريري والرئيس عون و"حزب الله"، لاختبار مدى تماسك هذا التقارب وقابليته للاستمرار.

اقليميا، تنافس على صدارة الأخبار حدثان: انتفاضة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح على الحوثيين، وما ستكون تداعياتها على الملف اليمني والاقليمي، وصاروخ الحوثي على أبو ظبي والذي تبين انه صاروخ اعلامي. هل هو انذار بتوسيع رقعة الاعتداءات؟، أم صرخة حوثية للتفاوض؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في سوريا غارة اسرائيلية. وفي الخليج صاروخ حوثي تكذبه الامارات. وفي اليمن اشتباكات بين حلفاء الضرورة أنصار الحوثي وأنصار عبدالله صالح، ينفذ من ثغرتها التحالف العربي ليدق أبواب صنعاء. وفي بغداد حرب على الفساد تطال جهارا، وللمرة الأولى، كبارا في سلم الزعامة وهرمية القيادة. وفي تل أبيب تظاهرات تخرج مطالبة بمحاكمة بنيامين نتنياهو على فساده، وحجز سرير حديدي له إلى جانب سلفه ايهود أولمرت في الزنزانة.

وفي واشنطن يتحضر ريكس تيلرسون للخروج من سجن الخارجية، بعد انقضاء أقل من سنة على محكومية أمضاها على أعصابه في زمن التوتر والتدهور والتذمر، وصفر حلول من كوريا الشمالية إلى اميركا اللاتينية إلى اوروبا المتمردة إلى آسيا المنتفضة، وصولا إلى الشرق الأوسط المنهك والمتهالك.

رياح الاضطراب والاحتراب في المنطقة، موصولة بموقف عادل الجبير الأخير عن لبنان الرهينة وتبييض الأموال، قابله موقف مهدىء للرئيس الايراني عن أولوية الحوار وأهميته لتسوية مشاكل المنطقة، شرط ان يكون شاملا، قد يكون لبنان احدى ترجماته وتجلياته في المخرج المنطلق بدفع ايجابي منذ عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، وتريثه في تقديم استقالته تمهيدا للعودة عنها، والعودة إلى رئاسة الحكومة في جلسة تنصيب النأي بالنفس على كرسي التسوية، الأسبوع المقبل.

كل شي هادىء على الجبهة اللبنانية: الرئيس الحريري حليف الرئيس عون، قرر ان يكون حليف الحليف أي "حزب الله"، وقد مهد للعلاقة المتدرجة ايجابا، بسلسلة مواقف بدأت برفض تصنيف "حزب الله" ارهابيا، وبأنه يصدق السيد نصرالله عندما يتحدث عن اليمن. وعندما نفى ان يكون "حزب الله" استفز اسرائيل. وان "حزب الله" أقوى بعشر مرات عما كان عليه في حرب تموز. وان "حزب الله"، وهنا الكلام الأهم للحريري، لا يستخدم سلاحه في الداخل. الحريري الذي يطالب "حزب الله" بالنأي بالنفس عن أزمات المنطقة، نأى بنفسه عن صراع "حزب الله" مع السعودية.

الاستقالة وراءنا، والحريري راجع وكذلك الحكومة، وجلساتها الأسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم توجه حتى الساعة الدعوة الرسمية لانعقاد مجلس الوزراء، رغم ان كل المعلومات تؤكد حصولها لا محال هذا الأسبوع.

ما يؤخر تحديد الساعة الصفر لإعادة إطلاق العمل الحكومي، بعد أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري وصولا الى تريثه في العودة عنها، هو صياغة بيان النأي بالنفس السحرية، والتي يعمل على تخييط تعابيرها الرؤساء الثلاثة: عون، بري والحريري، فبين من يطالب بأن تكون عباراتها واضحة تطمئن السعودية أولا، وبين من يريدها فضفاضة تتحدث عن النأي بالنفس عن الخلافات العربية- العربية، يدور الحديث. فيما طرأ جديد حسب ما قالت مصادر متابعة للـLBCI، تمثل بأن الموضوع أصبح لدى البعض، ضرورة طمأنة لبنان عن نأي الدول العربية بنفسها عنه، لا سيما بعد تطور الأحداث الدراماتيكية في اليمن.

هذه المصادر أضافت: "لبنان من بات بحاجة لضمانات بابعاده عن الصراعات العربية- العربية، والعربية- الإيرانية، فهو يرفض ان يوضع في عين العاصفة".

هكذا، يبدو ان استقرار لبنان أولوية الأولويات، وعلى هذا الأساس، ستكتب صيغة النأي بالنفس تحت سقف البيان الوزاري لحكومة استعادة الثقة، وفِي ظل التفاهم السياسي السائد من الان وحتى، على الأقل، الانتخابات النيابية المقررة في آيار المقبل.

تزامنا، قرب الفرنسيون موعد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان على مستوى وزراء الخارجية إلى الجمعة المقبل، في خطوة تعزز حماية لبنان من التصعيد في المنطقة.

الخطوة الفرنسية جاءت بعد حوالى أسبوعين من لقاء عقده السفير الفرنسي في بيروت مع مسؤولين في "حزب الله"، وقد علمت الـLBCI ان السفير أكد للحزب ان باريس متفقة مع واشنطن على المحافظة على استقرار لبنان وأمنه.

لبنان إذا، تحت سقف الاستقرار، فيما المواجهة الإيرانية- العربية تتسع انطلاقا من اليمن، لا سيما بعد استهداف الحوثيين اليوم أبو ظبي بصاروخ "كروز" نفت الإمارات سقوطه في أراضيها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على الرغم من التطورات المتسارعة اقليميا، من سوريا إمتدادا إلى اليمن، فإن الثابت الوحيد بالنسبة للبنان هو المحاولات الحثيثة من قبل الأطراف كافة، لابعاد كأس الحديد والنار عن بلادهم.

وانطلاقا من عودة الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري من روما وباريس، اتخذت حركة المشاورات زخما اضافيا، للبحث في نتائج الاتصالات التي يشارك فيها أكثرية الأطراف للوصول إلى خواتيم ايجابية، قد تفضي إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، وتكون المؤشر إلى انتهاء الأزمة.

جلسة سيصدر عنها بيان سياسي، يتضمن الثوابت التي طرحها الرئيس الحريري بشأن التمسك باتفاق الطائف، والنأي بالنفس، والحرص على علاقات لبنان العربية، مع استمرار العمل لوضع اللمسات الأخيرة على بعض التفاصيل التي تتعلق بمرحلة ما بعد جلسة البيان، لجهة آليات التنسيق والخطة الإقتصادية الجديدة والإنتخابات النيابية.

ومع انتظار نضوج المخارج والطروحات السياسية الداخلية، فإن المشهد الاقليمي مقبل على مزيد من التعقيدات والتطورات الدراماتيكية. فغداة الغارة الاسرائيلية على الأراضي السورية، سجل اليوم اطلاق صاروخ من داخل الأراضي السورية باتجاه هضبة الجولان المحتلة، فيما يجهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عربيا واسلاميا ودوليا، لمواجهة ما قد يصدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة.

لكن التطورات المتسارعة على الساحة اليمينة، أرخت بثقلها على ما عداها من ملفات المنطقة، مع استمرار الاشتباكات وارتفاع حدتها بين قوات "المؤتمر الشعبي" الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وميليشيات الحوثي المدعومة ايرانيا.

الصورة الميدانية ترافقت مع حرب شائعات تعتمدها مليشيات الحوثي لمواجهة مد قوات صالح، فيما اعتبرت الامارات العربية المتحدة ان الانتفاضة اليمنية بحاجة للدعم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على رقصة عبدالله صالح في اليمن، تتجه رياح المنطقة، فإن استدارت خاصرته صوب التحالف العربي بقيادة السعودية، يكون قد غرز خنجره في صدر الحوثيين، وإن صحت أنباء استنجاده بإيران و"حزب الله" يصبح اليمن في الحضن الفارسي من جديد. لكن أيا من اللاعبين على خط الأزمة لا يركن إلى رقصات صالح المتهورة الخطوات، والتي تميل على إيقاع مصالحه وعلى النغم الماكر.

وإذا كان مصير الرئيس المخلوع قيد حركة عسكرية وسياسية، فإن مصير رئيس وزراء مصر الأسبق أحمد شفيق رهن "حدوتة مصرية"، فالرجل المرحل من الإمارات إلى القاهرة انقطع التواصل معه منذ وصوله إلى بلاده مساء أمس. وآخر المعطيات رجحت وجوده في أحد فنادق العاصمة، فهل نحن أمام: أحمد شفيق الحريري، وفندق ريتز، ورئيس حكومة محتجز؟. هذا رهن أجوبة السلطات المصرية التي لم تعلق إلى الآن على مصير شفيق، الرئيس المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

أما الرئيس المحرر سعد الحريري، فيتجه إلى تفعيل العمل الحكومي الأسبوع المقبل، لكن الجلسة الوزارية اصطدمت بقرار الصلاحية بعدما سرب موعدها عبر مصادر وزير الخارجية جبران باسيل، وهو ما أقلق الصف الأزرق لكون هذه الصلاحية ترتبط حصرا برئيس الحكومة، وبعض الضنينين على تلك الصلاحية لم ينتفضوا على مصادرة حكومتهم برئيسها عدا ونقدا في السعودية يوم اختطف ووضع رهينة سياسية.

وإذا كانت الإقامة الجبرية قد انتهت، فإن غزو الجبير لم ينته وهو لم يعد محصورا في العداء ل"حزب الله" الذي صنف تنظيما إرهابيا من قبل السعودية. فبعد إخماد صوت وزير شؤون التأجيج ثامر السبهان، ظل أزيز وزير الخارجية عادل الجبير يسمع مهددا لبنان وكيانه، لا الحزب فحسب. وفي ضربة بحث عن مواقف الجبير في خلال الأشهر الأخيرة، سوف تحصل على تصريحات من نوع: لبنان لن ينعم بالأمن، لبنان لن ينعم بالسلام، لبنان لن يبقى، النظام اللبناني مختطف، هناك عقوبات ستفرض على لبنان، لا سلام إلا بنزع سلاح "حزب الله".

وآخر التصريحات هي تلك التي اتهمت "حزب الله" باستخدام البنوك اللبنانية لتهريب وغسل الأموال. وبدا أن معلومات الجبير تستند إلى تقارير استخباراتية فاشلة، لأن تلك المعلومات ووجهت بنفي من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومن رئيس جمعية المصارف السابق فرانسوا باسيل، ومن حزمة مصرفيين خبراء بالشأن النقدي. حتى ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اختار طريق السلامة، وأدلى برأي مصرفي للمرة الأولى، معلنا أن المصارف اللبنانية تتقيد بشكل تام بتعليمات المصرف المركزي، الذي هو على تنسيق تام مع وزارة الخزانة الأميركية، وأخذ على عاتقه تطبيق المعايير الدولية والأنظمة المصرفية الدولية، ولا أعتقد أن هناك أموالا ل"حزب الله" تمر من خلال النظام المصرفي اللبناني. وبهذه الطريق كان جعجع يقول للجبير: أنت كاذب لكن مع كامل الاحترام والتقدير.

وما دامت كامل الأدلة تثبت تورط عادل الجبير في الكذب، كحال تورط مستشار ترامب السابق مايكل فلين، والذي يحاكم اليوم أمام مكتب التحقيقات الاتحادي، فلماذا لا تبادر السعودية إلى مساءلة وزير خارجيتها عن تضليله سير العدالة المصرفية، وعن تقديمه معلومات مغلوطة من شأنها أن تهدم بلدا؟. فالسعودية التي فتحت أبواب الريتز أمام حملة الفساد، بإمكانها أن تفتح منفذا للمساءلة والمحاكمة على تصريحات هدامة يطلقها وزير خارجيتها تجاه وطن حاربت الدول الأجنبية لأجل أمنه واستقراره. وإذا كنتم لن تحاكموه، فأخرسوه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إسرائيل: هذه حال الحريري مع حزب الله

سامي خليفة | السبت 02/12/2017

الأزمة الأخيرة التي عصفت بلبنان لم تؤثر، وفق الرؤية الإسرائيلية، على حزب الله الذي يشكل جزءاً من الحكومة ولديه قوة عسكرية تهدد إسرائيل. فوضع رئيس الحكومة سعد الحريري قبل الاستقالة وبعدها لا يشكل أي تهديد ولو بسيط على حزب الله. استقالة الحريري وضعت المنطقة، وفق وكالة JNS.ORG الإسرائيلية، في مشهد جديد يشارك فيه السعوديون في صراع إقليمي متصاعد مع المحور الشيعي، بقيادة إيران. وهذا يصنع ما تصفه الوكالة بتحالف الغرباء بين السعودية وإسرائيل عندما يتعلق الأمر بلبنان وحزب الله. بعد عودته إلى لبنان، الأسبوع الماضي، عكس الحريري مساره وترك أمامه إمكانية البقاء في منصبه. إلا أنه حذر حزب الله في مقابلة مع قناة "سي نيوز الفرنسية" من أنه "لا يريد أن يكون هناك حزب سياسي في حكومته يتدخل في الدول العربية ضد دول عربية أخرى". إلا أن الكلام أمر والفعل أمر آخر. ويقول طوني بدران، الكاتب والباحث اللبناني المقيم في نيويورك والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط للوكالة، "لا تغير أقوال الحريري شيئاً من حيث توازن القوى، وهيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية".  لا شيء، وفق بدران، في الأحداث المحيطة باستقالة الحريري وعودته عنها يغير النظرة الإقليمية الإسرائيلية، التي "لا ترى أي تمييز بين لبنان وحزب الله". يضيف أن الأمر الوحيد والجديد في هذه القضية هو أن السعودية باتت تشارك هذا التوصيف، باعتبار الحزب هو الدولة. إذ لا يوجد ائتلاف مفيد ضد حزب الله في لبنان، وتصرفات الحريري توضح هذه النقطة. عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة قبل عام كانت، وفق الوكالة، نتيجة استسلام كامل لحزب الله. وهذا ما أثبتته قائمة التنازلات على كل شيء تقريباً، من الانتخابات الرئاسية إلى تشكيل الحكومة إلى التعيينات القضائية والأمنية والإدارية، إلى البرلمان وقانون الانتخابات، وما إلى ذلك. لذلك، يرى بدران أن تخلي الحريري عن قرار استقالته يؤكد انقطاعه الفعلي مع السعودية تزامناً مع ملاحظة الحزب أن أوروبا والولايات المتحدة مستثمرتان في الحفاظ على الحريري.

ويقول جويل باركر، وهو الباحث في الشؤون السورية في مركز موشيه دايان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية في جامعة تل أبيب، إن خطاب الحريري المعتدل تجاه حزب الله منذ عودته إلى لبنان يشكل علامة فارقة. فالحريري يميل إلى أن يكون أكثر حذراً بشأن موقفه تجاه حزب الله وإيران عندما يكون في لبنان، وأكثر انفتاحاً حول انتقادهم عندما يكون في الخارج. وهو يقامر قليلاً في سياسته المتبعة. وإذا كان حزب الله ذكياً، فهو سيتجاهل الحريري ويواصل القيام بما يقوم به. يضيف أن حزب الله يعلم أن المؤيدين السعوديين للحريري لديهم خيارات محدودة في لبنان. ورداً على سؤال حول احتمال وقوع نزاع جديد بين حزب الله وإسرائيل، يرد باركر قائلاً إن "إسرائيل لن تقوم بضرب بيروت، بينما الرجل السعودي فيها يحاول مواجهة حزب الله". قضية الحريري، وفق الوكالة، ليس لها أي تأثير مباشر على الديناميات التي يمكن أن تؤدي إلى حرب مع إسرائيل. وهي تعتبر أن سياسة الولايات المتحدة في لبنان لا معنى لها، لأن حزب الله يسيطر على الدولة ومؤسساتها. لذلك، يجب عليها إعادة تشكيل نهجها بالكامل واشتراط دعم القوات المسلحة اللبنانية باتخاذ اجراء ضد حزب الله والميليشيات التي تدور في فلكه.

 

مجلس الوزراء الثلثاء والحريري يسافر الاربعاء بلا "تريث"

النهار/03 كانون الأول 2017/اذا كانت رسالة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى "حزب الله" لم تبلغ مسامع حارة حريك ومن بعدها طهران، فان الغارة الاسرائيلية فجر السبت لا بد وصلت اصداؤها الى مراكز القرار في دمشق وطهران معا. وقد اضيف اليها كلام فرنسي عن امكان اللجوء الى مجلس الامن الدولي لاصدار قرار تحت الفصل السابع يلزم "حزب الله" الانسحاب من دول وساحات عربية ويضع ملف سلاحه على طاولة البحث. امام كل هذه المعطيات والتطورات المتسارعة والاتصالات الفرنسية بين باريس وبيروت والرياض وطهران، فانه من المتوقع ان يتم تسريع اخراج الحل اللبناني تجنبا لعواقب وتطورات مفاجئة تدفع باتجاه الاسوأ وتجعل اعادة احياء التسوية معقدا. ووفق ما ذكرت "النهار" امس عن انعقاد مجلس الوزراء قبل موعد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الخميس المقبل، فقد افادت معلومات "النهار" ان الرئيس سعد الحريري اتفق مع الوزير جبران باسيل على الصيغة النهائية للبيان الوزاري في اجتماع عقداه في باريس امس قبيل عودة الحريري الى بيروت. وافضت الاتصالات الى عقد الجلسة المخرج لمجلس الوزراء بعد غد الثلثاء، على ان يسافر الحريري مجددا الى باريس الاربعاء مترئسا وفد لبنان الى اجتماع مجموعة الدعم.

من جهة ثانية، تمكّنت الاتصالات من حصر مفاعيل الموقف السعودي المتصلّب تجاه "حزب الله"، الذي عبّر عنه ليل الجمعة وزير الخارجية عادل الجبير وقال فيه ان "لبنان مختطف من دولة أخرى من خلال جماعة حزب الله الإرهابية"، وإن "إيران تواصل التدخل في شؤون غيرها من الدول"، مؤكدا أنّ "الحل في لبنان هو سحب السلاح من حزب الله الذي استخدم البنوك اللبنانية لتهريب الأموال". وبحسب مصادر ديبلوماسية مطّلعة، فإن عودة المملكة الى خطابها المتشدد حيال "الحزب" بعد فترة من "الصمت"، أتت نتيجة الصاروخ البالستي الجديد الذي أطلقه الحوثيون في اتجاه الاراضي السعودية ليل الخميس والذي اعتبرته الرياض مؤشرا الى "لا جدّية" ايرانية في الانسحاب من الميادين العربية. الا ان هذا التصعيد جاء ايضا ردا على مواقف صدرت عن مسؤولين لبنانيين في الأيام الماضية لم تر الرياض أنها تساعد في التسوية الجديدة، كالقول ان "النأي بالنفس عن سوريا مستحيل" أو وصف حزب الله بـ"المقاومة" ورفض اعتباره تنظيما إرهابيا.

اما في الشأن المصرفي فقد نفى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ما تحدث عنه الجبير، مؤكدا ان القطاع المصرفي اللبناني يكتسب الشرعية الدولية في ما يخص التعاطي المصرفي والمالي. واجرى سلامة سلسلة اتصالات لاستيعاب مفاعيل هذا الكلام قبل صباح غد موعد اعادة فتح الاسواق المالية والمصارف.

وللمرة الاولى، رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على كلام سعودي، فصرح قائلا: "أقدر كلام الجبير، لكن لدي رأي آخر في ما يتعلق بالقطاع المصرفي اللبناني، فالمصارف اللبنانية تتقيد بشكل تام بتعليمات المصرف المركزي الذي هو على تنسيق تام مع وزارة الخزانة الأميركية وأخذ على عاتقه تطبيق المعايير الدولية والأنظمة المصرفية الدولية، ولا أعتقد أن هناك أموالا لـ "حزب الله" تمر من خلال النظام المصرفي اللبناني".

 

أنصار الله + جند الله + حزب الله =؟! الشيخ

حسن مشيمش/جنوبية/03 كانون الأول/17    

أنصار الله تنظيم عسكري أمني سياسي يمني قامت الحاجة القديسة ولاية الفقيه الإيرانية بدعمه مالياً وتدريبه عسكرياً وأقنعته بدولاراتها بأنه مكتوب في اللوح المحفوظ عند الله سبحانه بأن هذا التنظيم هو الذي يرفع الراية الأهدى التي ستكون حركته الجهادية سببا لخروج الإمام المهدي ليحكم معه اميركا وبريطانيا إلى اليابان وكندا مرورا بأوستراليا وألمانيا إلى شرق الأرض وغربها!

ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما مُلِئت ظلما وجورا!

وأقنعته بأن الإمام المهدي لن يخرج من دون تحرير مكة المكرمة والمدينة المنورة والسعودية من سيطرة عائلة آل سعود؟!

فاقتنع تنظيم أنصار الله اليمني بالفكرة وباتت عنده عقيدة وطلبت الحاجة ولاية الفقيه الإيرانية منه أن يتحالف مع الرئيس الديكتاتور المخلوع علي عبد الله صالح الذي خلعه شعبه بتظاهرات مليونية نتيجة استبداده بالحكم لمدة 35 سنة فتحالف معه ضد الشعب اليمني!

وطلبت الحاجة ولاية الفقيه أيضا من وكيلها حزب الله في لبنان أن يقدم له كافة وسائل الدعم بكل أشكاله وأنواعه فأطاعها طاعة العبد لسيدته وولية أمره الحاجة ولاية الفقيه طامعا وحالما بأن يكون ذراع الإمام المهدي وسيفه وخيله وبغله وحماره في لبنان والقدس وفلسطين وبلاد الشام؟!

فوقعت الحرب في اليمن بين تنظيم أنصار الله والمخلوع الديكتاتور علي عبد الله صالح مدعومين من إيران من جهة وبين أحزاب يمنية مدعومة من السعودية من جهة أخرى فكانت الحرب سببا لسقوط مئات الآلاف من القتلى وملايين الجرحى ومجاعة أصابت أكثر من 17 مليون يمنيا وتدمير الموارد الحيوية لدولة اليمن تدميرا مأساويا أعاد البلد الفقير المتخلف بالأصل عشرات السنين إلى الوراء؟

فلا الإمام المهدي ظهر؟

ولا السعودية تحررت؟

ولا الله تدخل اليوم لينقذ تنظيمه تنظيم جند الله من رصاصات حليفهم السابق المخلوع الديكتاتور علي عبد الله صالح؟!

مجانين الله عُشاق الحاجة ولاية الفقيه حفظها الله تعالى.

 

غطاس خوري : انا لا اعرف شخصا ً اسمه فارس سعيد

لبنان الجديد/04 كانون الأول/17/قال وزير الثقافة غطاس خوري في مقابلة مع الإعلامي جورج صليبي ببرنامج الأسبوع في ساعة على قناة الجديد أن " من الطبيعي اليوم ان يراجع الرئيس الحريري حساباته وفريق عمله، وخاصة على ابواب الإنتخابات، واصبحت هذه المراجعة ضرورية اكثر حين مر في الأزمة الأخيرة و كان هناك مخططاً للفتنة ولكن لا أحد كان مستعدا لحرب، والفضل بافشال المخطط يعود لوعي الشعب اللبناني وللموقف رئيس الجمهورية والدول الداعمة ". وأضاف خوري " هناك محاسبة داخلية في تيار المستقبل للذهاب موحدين إلى الانتخابات النيابية، والحديث عن انقسام داخلي غير صحيح، هناك فريق مع تيار المستقبل والرئيس الحريري وهناك طرف معترض له خيار المعارضة داخلياً او الخروج و بعد عودة الرئيس الحريري، ما يقرره هو الذي سيحصل، وإذا اراد ان يغيّر أسماء في الإنتخابات فستكون بالتفاهم كما حصل في السابق ". وعن العلاقة مع النائب السابق فارس سعيد قال خوري :" انا لا اعرف شخصا ً اسمه فارس سعيد".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الغارة الإسرائيلية على القاعدة الإيرانية في الكسوة أسقطت 12 عسكرياً إيرانياً

جنوبية/03 كانون الأول/17/كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيلية” أنّ الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ليل الجمعة 1 كانون الأوّل قاعدة عسكرية تابعة لإيران في منطقة الكسوة قرب دمشق قد أدّت إلى مقتل 12 عسكرياً إيرانياً.

 

"انقلابات" اليمن.. وبداية هزيمة إيران في العالم العربي

المدن - ميديا | الأحد 03/12/2017 /لا يقتصر الحدث في اليمن، على التطورات السياسية والعسكرية، كون التغطية الاعلامية ومداولات مواقع التواصل، توحي بـ"انتصار عربي على ايران"، هو "الاول"، وأنه "سينسحب على باقي العواصم العربية". لكن ايران، ليست وحدها المعنية بتداعياته. فالاعلام السعودي هو أول المعنيين، كونه قاد حملة "تصحيح" لمصطلحاته، أسمتها وسائل الممانعة بأنها "انقلاب في المفاهيم". ذلك ان قناة العربية، استبدلت "الرئيس المخلوع" في وصفها لعلي عبد الله صالح، بـ"الرئيس اليمني السابق". احتوته لغوياً، على سبيل التقرب والتحالف المستجد، وبنت على التطورات الجديدة لصياغة مفهوم للتقارب السياسي، بلغة غير مستفزة. في الواقع، قلب الاعلام السعودي مفاهيمه تجاه صالح.. في وقت أطلق عليه الاعلام القريب من ايران لقب "المنقلب". وصالح، بات على الميلين، ميزان الاتهامات بين ضفتين سياسيتين، لا تجدان وارعاً في وصف الخصم بـ"الانقلابي"، سواء أكان "انقلاباً اعلامياً" ام سياسياً.

وكان تغيير الوصف بحق صالح، نقطة ارتكاز في معركة، شاركت فيها المذيعة في قناة "روسيا اليوم" ريمي معلوف التي غردت بالقول: "الآن بالنسبة ل #السعودية ... علي عبدالله صالح لم يعد الانقلابي المخلوع الإيراني الهوى ... لا اصبح فقط الرئيس السابق وربما أيضا الرئيس المقبل لـ#اليمن!!"، مذكرة بأن صالح "كان يهاجم السعودية ويصفها بالعدو التاريخي لبلاده". الانقلاب بموازين القوى، حدث، ولو أن الاعلام السعودي استعجل في النتائج الميدانية. أما الاعلام الممانع، فلم يحتوِ التغيير المفاجئ، إذ شككت وسائل الاعلام الحليفة لطهران في البداية بما يحصل ميدانياً، قبل أن تقرأ التطورات في جانب آخر أسمته "الفتنة اليمنية". أما في مواقع التواصل، فإن الاستعجال بالحسم الميداني، انسحب على الافتراض السياسي، حيث تراوحت التعليقات تحت وسم #صنعاء_العروبة_تنتفضٌ، بين الاعلان عن هزيمة ايران في البلاد العربية، وبين الاعلان عن انسحابها من واحدة من اربع عواصم عربية قالت انها تسيطر عليها، و"بداية هزائم ايران في العالم العربي".

 

«المؤتمر الشعبي» ينتفض ويطوي صفحة الحوثي/«التحالف»: اليمنيون سيطردون الميليشيات الإيرانية

الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17

طوى حزب المؤتمر الشعبي العام أمس، صفحة الشراكة مع الحوثيين وانتفض معلنا ضرورة مجابهتهم، في الوقت الذي أعلن فيه علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني السابق، استعداده فتح «صفحة جديدة» مع التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي رحب بانتفاضة الشعب اليمني ضد الميليشيات المدعومة من إيران

وطالب الرئيس السابق، في خطاب متلفز نقلته قناة «اليمن اليوم» بدعوة دول الجوار والمتحالفين إلى فتح صفحة جديدة. وقال صالح، سنتعامل بشكل إيجابي، ويكفي ما حصل في اليمن، وما حصل لليمن وحمل بعنف على الحوثيين داعيا كل الشعب اليمني، في كل المحافظات، أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والوحدة والحرية من قبل هذه العناصر التي دأبت بهذا العمل غير المسؤول منذ 3 سنوات وهي تعبث بمقدرات الشعب. وأضاف: «أدعو القوات المسلحة والأمن أن لا تنفذ أي تعليمات من قيادة أنصار الله، نفِذوا تعليمات المؤسسة العسكرية الممثلة بالقيادات الوطنية التاريخية الذين شملتهم التصفيات من قبل قيادة أنصار الله. بدورها، رحبت الإمارات بهذه التطورات وحيا وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على «تويتر»: «انتفاضة صنعاء» التي قال إنها ستعيد «شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي». وأثارت التصريحات غضب الحوثيين، إذ وصف زعيمهم عبد الملك الحوثي في خطاب بث مساء أمس موقف صالح بأنه «خيانة كبيرة للوطن» واعتبره «انقلابا». قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أصدرت بيانا قالت فيه إنها تراقب عن كثب أحداث اختلاف طرفي الانقلاب الجارية في صنعاء وكافة محافظات اليمن، التي تظهر وبجلاء الضغوط التي كانت تمارسها الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، وسيطرتها بقوة السلاح على قرارات ومصير ومقدرات الشعب اليمني العزيز، مما أدى إلى انفجار الوضع بين طرفي الانقلاب».

وشدد قيادة التحالف في بيان لها أمس على «إدراك التحالف أن الشرفاء من أبناء حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته وأبناء الشعب اليمني الأصيل الذين أجبرتهم الظروف للبقاء تحت سلطة الميليشيات الإيرانية الطائفية قد مروا بفترات عصيبة، وينظر التحالف إلى أن هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية بما فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران وإنهاء عهد من التنكيل والتهديد بالقتل والإقصاء وتفجير الدور والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة».

وأكد البيان ثقة التحالف بأن «استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية، وعودة يمن الحكمة إلى محيطه الطبيعي العربي الخالص»، مؤكداً وقوف التحالف بكل قدراته في كل المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي.

بدوره، قال السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر لـ«الشرق الأوسط»: «تشعر الولايات المتحدة بقلق شديد إزاء التقارير المتعلقة بالقتال في صنعاء والإمكانات المحتملة لوقوع خسائر في صفوف المدنيين وإصابة العاصمة». وأضاف: «نحث على الهدوء ونرحب ببيانات مختلف الأطراف بشأن السعي إلى حل سلمي». متابعاً: «إن العنف في صنعاء والأزمة الإنسانية اليائسة يؤكدان الحاجة إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية والتنازلات من جميع الأطراف من أجل إنهاء الحرب».

إلى ذلك، دعا الفريق الركن علي محسن صالح نائب الرئيس اليمني نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أبناء بلاده إلى «التلاحم الشعبي والمجتمعي وفتح صفحة جديدة لمواجهة الحوثي وميليشياته الانقلابية التي تبسط سيطرتها على مؤسسات البلد وتمارس الجرائم المختلفة بحق اليمنيين».

وقال نائب الرئيس اليمني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «نحيي صحوة الضمير والإدراك التي تتضاعف يوماً بعد آخر من جميع فئات الشعب ضد ميليشيا الحوثي»، مؤكداً بأن المواقف الرافضة للحوثيين والمساندة للشرعية ودور دول التحالف «تؤكد وعي اليمنيين بما تشكله هذه الجماعة من مخاطر وطنية وإقليمية ودولية سواء بخطورة تلقيها الدعم والمساندة من إيران أو بأفكارها العصبوية والسلالية المتطرفة».

وأضاف: «تثبت هذه المواقف مدى صوابية موقف أحرار اليمن ونجاحهم في مقارعة الفكر الحوثي منذ بداية نشأته وفي لحظاته الأولى».

واستطرد الفريق الركن علي محسن: «إننا في حزب المؤتمر الشعبي العام قيادات وقواعد لن ننساق أو نستسلم لضغوطات الميليشيات ونرفض رفضاً باتاً دعوات الحوثي التي تستهدف تمزيق نسيجنا الاجتماعي وتستهدف أمن أشقائنا في السعودية داعين كل المكونات للاصطفاف لمواجهة هذا المشروع الخطير».

وحث الفريق الركن علي محسن كل أبناء اليمن وشرفائه من مختلف المناطق والانتماءات «إلى التجاوب والالتحام بالدعوات الرافضة لميليشيا الحوثي ورص الصفوف لصد هذا الخصم الذي يستهدف مكتسباتنا الوطنية وأمن بلادنا وأمن ومصالح الأشقاء والأصدقاء».

ونوه إلى ما حققته الشرعية بدعم التحالف وفي مقدمته السعودية الشقيقة والإمارات من نجاحات في كسر المشروع الحوثي وتعزيز وعي اليمنيين بمخاطرة وضرورة الانتفاض في وجهه كي تتخلص اليمن من هذه الآفة الخطيرة. وأكد نائب الرئيس اليمني التمسك بالشرعية والعزم على تصعيد الجهود في كل المناطق ضد ميليشيا الحوثي ودعم كل الأطراف والتعاون مع كل مواطن يمني مخلص لتخليص البلاد من هذه العصابة الآثمة واستعادة مؤسسات الدولة والحفاظ على النظام الجمهوري. وقال بيان صدر أمس عن مكتب المبعوث الأممي: «حدث تصعيد حاد في الأحداث الخطيرة في صنعاء والمحافظات الأخرى على مدار الـ24 الساعة الماضية. ونشعر بقلق عميق إزاء آثار هذه الأحداث على السكان المدنيين».

وأضاف البيان: «نحث الأطراف على احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التزاماتها باحترام مبدأ التمييز والتناسب والاحتياط»، مؤكداً أنه «يجب على جميع الأطراف أن تمارس ضبط النفس، وأن تكفل ألا توجه هجماتها أبدا إلى المدنيين أو الأهداف المدنية»، محذراً «من التأثير الخطير للعنف المسلح على المدنيين». وتابع المبعوث الأممي بالقول: «ندعو الأطراف إلى أن تأتي على وجه الاستعجال إلى طاولة المفاوضات وأن تشارك في عملية السلام، ونكرر موقفنا بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من صراع طال أمده في اليمن».

 

مستشار خامنئي يهدد بحرب طائفية ومواجهة أميركا في الرقة

الأحد 15 ربيع الأول 1439هـ - 3 ديسمبر 2017م/العربية.نت - صالح حميد/هدد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، بحرب طائفية جديدة في سوريا، قائلاً إن الولايات المتحدة تريد الاحتفاظ بمدينة #الرقة شمال شرقي سوريا، لكنها "ستُطرد" منها كما حصل في مدينة #البوكمال. ووفقاً لوكالة "تسنيم" الإيرانية، فقد قال ولايتي، خلال كلمة له بمهرجان في طهران، الأحد، إن أميركا أنشأت 12 مقراً عسكرياً في سوريا، وتريد رفع عدد جنودها إلى 10 آلاف. وفي مقاربة مشبعة بالخطاب الطائفي، شبّه ولايتي الوضع في الرقة بمعركة "صفين" التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان سنة 37 هـ على الحدود السورية العراقية، قائلاً: "هذا ما يحدث اليوم في الشام والعراق، فالرقة اليوم هي صفين الأمس التي يريد الأميركيون أن يؤسسوا فيها 12 قاعدة عسكرية، وأن يرسلوا 10 آلاف من قواتهم إلى هذه المنطقة من أجل الاستمرار في مخططاتهم". وأضاف: "عليهم أن يعلموا أنهم سوف يُهزمون، هم يريدون أن يحتفظوا بالرقة لأنفسهم لكنهم سيعلمون في القريب العاجل أنهم سيُخرجون منها، كما كانوا يتصورون أن بإمكانهم البقاء في البوكمال لكن تم إخراجهم من هناك أيضاً". وفي إشارة إلى تشكيل الهلال الإيراني بين أربع عواصم عربية، قال ولايتي: "لقد كانوا يعتقدون أنه ببقائهم في البوكمال فإنهم سيستطيعون قطع طريق طهران، بغداد، دمشق وبيروت لكنهم لم يهنأوا بما أرادوا".

مصادرة هزيمة داعش

وتروج ماكنة إيران الإعلامية، منذ السيطرة على آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا في مدينة البوكمال الشهر الماضي، بنسب فضل هزيمة التنظيم لإيران وحلفائها وميليشياتها، وقد ألغت دور التحالف الدولي بقيادة أميركا في دحر التنظيم المتطرف في العراق وسوريا، رغم استمرار بعض جيوب التنظيم في هذين البلدين. كما تجاهلت الدعاية الإيرانية دور الحرس الثوري وميليشياته في ظهور "داعش" نتيجة قمع ثورة الشعب السوري السلمية، وإطلاق يد الجماعات المتطرفة وتغذيتها حيث فقدت إيران أكثر من 3500 قتيل بحسب إحصائيات شبه رسمية منذ عام 2012 في معارك معظمها ضد المعارضة، خاصة فصائل الجيش السوري الحر، لكنها لم تخسر بمعارك ضد "داعش" سوى 5 عسكريين قتلوا أخيراً في البوكمال، وضابط واحد لقي مصرعه بهجوم شنّه التنظيم على تجمع لقوات الحرس الثوري الإيراني بمنطقة التنف قرب الحدود السورية - العراقية في آب/أغسطس الماضي.

 

المؤتمر" ينفي إصدار بيان يدعو للحوار مع الحوثيين وخبراء إيرانيون ومن حزب الله اخترقوا موقع "المؤتمر.نت"

الأحد 15 ربيع الأول 1439هـ - 3 ديسمبر 2017م/دبي - قناة الحدث/أكد قياديون بحزب المؤتمر العام، تعرض موقع الحزب للاختراق من الحوثيين وتزويرهم لبيان يدعو للحوار مع ميليشيات الحوثي. وأشارت مصادر "الحدث" إلى أن عناصر من الحوثيين قاموا باعتقال أحد المحررين وإجباره على تزويدهم بكلمة السر. كما ذكرت المصادر أن خبراء إيرانيين وعناصر من ميليشيات حزب الله قاموا باختراق الموقع. وأكد مصدر إعلامي مقرب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أن موقف المؤتمر واضح بتخليص #اليمن من ميليشيات الحوثي والحفاظ على الثوابت والوطنية والنظام الجمهوري.

 

أمير الكويت يبحث تحضيرات القمة الخليجية

الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17/استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اليوم (الأحد) بقصر بيان، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني.

واطلع أمير الكويت على التحضيرات الجارية لأعمال الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والمزمع عقدها في دولة الكويت خلال يومي 5 - 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

 

الإمارات تكذب مزاعم إطلاق الحوثيين صاروخاً تجاه أراضيها

الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17/كذبت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات في الإمارات المزاعم التي رددتها أبواق الانقلابيين الحوثيين في اليمن بشأن إطلاقها صاروخا اليوم تجاه المجال الجوي إلى أبوظبي. وشددت الهيئة في بيان لها أن الإمارات تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع. وأشارت الهيئة إلى أن مشروع مفاعل براكة محصن ومنيع تجاه كل الاحتمالات وأنه يتمتع بكل إجراءات الأمن والسلامة والأمان النووي التي تتطلبها مثل هذه المشروعات الوطنية العملاقة. وطمأنت الهيئة الإماراتيين والمقيمين على أرضها بأن أجواء الدولة آمنة وأكدت أنها ستبقى أبدا عامرة بالأمن والأمان مؤمنة بنهجها القائم على السلم والسلام. وتهيب الهيئة الرأي العام عدم الاهتمام لمثل هذه الشائعات وما تردده الأدوات الإعلامية المعادية للدولة من شائعات مغرضة هدفها إصدار الأخبار المزيفة والكاذبة بهدف التشكيك في مقدرات الدولة وقوتها ومتانة أمنها. الخارجية الفلسطينية تدعو لاجتماع طارئ لمندوبي الجامعة العربية والتعاون الإسلامي بشأن القدس

دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم (الأحد) إلى عقد اجتماع طارئ لمندوبي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الدائمين لبحث اعتزام الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. كان مسؤولون أميركيون قالوا يوم الجمعة إن الرئيس دونالد ترمب يدرس خطة يعلن بموجبها القدس عاصمة لإسرائيل، ليسلك بذلك نهجا مخالفا لما التزم به أسلافه الذين طالما أصروا على ضرورة تحديد هذه المسألة عبر المفاوضات. وقال الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الفلسطينية اليوم إن هذه الدعوة جاءت خلال اتصالات أجراها رياض المالكي وزير الخارجية «بأمين عام جامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي السيد يوسف العثيمين، كما أجرى اتصالاً آخر بأمين عام مجلس التعاون الخليجي السيد عبد اللطيف الزياني». وأضافت الوزارة أن المالكي «أطلع الأمناء العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي... على ما يتم تداوله بشأن عزم السيد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية على الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص». وأوضحت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية «أن مثل هذه الاجتماعات مهمَّة، لأنها ستناقش الخطوات الواجب اتخاذها بخصوص هذا الإجراء الأميركي غير المسؤول». ويأمل وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني «أن تكون القرارات بهذا الشأن تتناسب وحجم القدس وأهميتها بوصفها عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة من جهة، وكونها أولى القبلتين وفيها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، وكذلك كنيسة القيامة». وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أمس السبت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدأ يوم السبت حملة اتصالات عربية ودولية في محاولة لمنع الولايات المتحدة من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.وأضافت الوكالة أن الاتصالات جرت مع الرؤساء المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون والتونسي الباجي قائد السبسي والتركي رجب طيب إردوغان وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وملك الأردن عبد الله الثاني. وتعتبر القدس إحدى قضايا المفاوضات النهائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى استئنافها.

 

أوباما يبدي أسفه لعدم اضطلاع بلاده بدور قيادي لمكافحة التغير المناخي

الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17/عبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن أسفه لعدم اضطلاع بلاده بدور قيادي في مكافحة التغير المناخي، وذلك خلال زيارة لباريس أمس السبت، في انتقاد لاذع وغير مباشر لقرار خلفه الجمهوري بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ. لكن أوباما لم يذكر بالاسم الرئيس دونالد ترمب الذي أعلن الانسحاب من الاتفاق العالمي في يونيو (حزيران). وقال أوباما: «أُؤكد لكم أننا في الوقت الراهن نشهد غيابا مؤقتا للقيادة الأميركية عن القضية». لكنه أضاف أن الولايات المتحدة ما زالت تمضي على مسار تحقيق أهدافها بفضل تحركات بعض الولايات والمدن ولأن ذلك «منطقي من الناحية التجارية». وفي وقت سابق أمس السبت تناول أوباما الغداء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه وإن كانت الرئاسة الفرنسية أبلغت «رويترز» أن ذلك كان «أمرا خاصا» ولم تعلن عن المناسبة من خلال تغريدة معتادة على «تويتر» أو صورة رسمية. ويذكر أنه في يوينو الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ. وأكد ترمب في خطاب ألقاه من حديقة البيت الأبيض، أنه يرفض أي شيء يمكن أن يقف في طريق «إنهاض الاقتصاد الأميركي»، مشيرا إلى أنه حان الوقت لإعطاء الولايات الأميركية «أولوية على باريس وفرنسا». ويعد الانسحاب واحدا من الأمور  التي وعد بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية تحت شعار الدفاع عن الوظائف الأميركية. وقال ترمب: «اعتبارا من اليوم، ستكف الولايات المتحدة عن تنفيذ مضمون اتفاق باريس ولن تلتزم بالقيود المالية والاقتصادية الشديدة التي يفرضها الاتفاق على بلادنا».

 

ربع سوريا تحت سيطرة الأكراد... و5 قواعد أميركية لتحقيق «الانتقال السياسي» وقائد «وحدات حماية الشعب» لـ «الشرق الأوسط»: حررنا كامل شرق الفرات من «داعش»

الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17/قال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية حررت كامل الضفة الشرقية لنهر الفرات من «داعش» بفضل دعم التحالف الدولي بقيادة أميركا، ودعم جوي ولوغيستي روسي بفضل غرفة مشتركة بين الجيش الروسي و«الوحدات» في دير الزور، ما رفع مساحة مناطق قواته إلى نحو ربع الأراضي السورية. وتبلغت قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» رسمياً من واشنطن، أن القوات الأميركية باقية في سوريا إلى «حين إنجاز الانتقال السياسي في دمشق والوصول إلى نظام سياسي جديد» في البلاد، بحسب حمو الذي أكد أنه لم يلحظ أي تراجع أو تغيير في تسليح أميركا لـ«سوريا الديمقراطية» شمال شرقي سوريا، حيث أقام الجيش الأميركي 5 قواعد عسكرية ثابتة ومراكز أخرى متحركة. ومن المقرر أن يعلن التحالف الدولي بقيادة أميركا اليوم تحقيق عملية «غاضبة الفرات» أهدافها بطرد «قوات سوريا الديمقراطية» لتنظيم داعش من جميع مناطق شرق الفرات شمال شرقي سوريا. وبدا أن هناك تفاهماً أميركياً - روسياً في منتصف العام الحالي قضى بأن يسيطر حلفاء أميركا على شرق نهر الفرات، عدا استثناء لدى عبور «قوات سوريا الديمقراطية» إلى الضفة الغربية في منطقة الطبقة للسيطرة على السد والمطار العسكري من جهة، وأن يسيطر حلفاء روسيا على الضفة الغربية عدا استثناء لدى عبور قوات النظام السوري وحلفائها إلى الضفة الشرقية للسيطرة على الميادين والبوكمال على حدود العراق من جهة ثانية. وقال حمو في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس: «حررنا شرق نهر الفرات بفضل دعم التحالف الدولي وروسيا. ونشكر جميع حلفائنا على دعمهم لنا في تطهير المناطق من (داعش)».

وتمثل دعم التحالف بغارات وغرف مشتركة ووحدات خاصة عملت مع «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية وفصائل عربية، ما أسفر عن طرد «داعش» من معقله في الرقة، في حين تشكلت غرفة عسكرية بين الجيش الروسي و«وحدات حماية الشعب» في دير الزور للتقدم شرق المدينة، ذلك بعد زيارة سرية قام بها حمو إلى موسكو للقاء وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وأوضح حمو: «الروس شاركوا معنا وقدموا دعماً جوياً ومدفعياً ولوغيستياً وساهمت وحدات خاصة معنا جنباً إلى جنب، وكان هناك تنسيق مباشر وكامل»، خصوصاً لدى تحرير مناطق شرق دير الزور مثل العقيدات وجنوب مصنع كونوكو للنفط الذي سيطرت عليها «سوريا الديمقراطية» بدعم التحالف. ولدى الإعلان الرسمي اليوم عن السيطرة على الضفة الشرقية للفرات وصولاً إلى حدود العراق وتركيا، تكون «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات» عمادها الرئيسي سيطرت على معظم «سوريا المفيدة» التي تضم آبار ومصانع النفط والغاز ومصادر المياه وثلاثة سدود، هي «الثورة» و«تشرين» و«البعث»، ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة التي تزرع القطن والحبوب. وإذا أضيفت مناطق شرق نهر الفرات إلى عفرين شمال غربي حلب الخاضعة لسيطرة «الوحدات»، تكون «قوات سوريا الديمقراطية» تسيطر على مناطق بين 22 و23 في المائة من مساحة سوريا البالغة مساحتها 185 ألف كيلو متر مربع. وتعتقد واشنطن أن هذا يشكل ورقة أساسية لدى التفاوض بحثاً عن حل سياسي سوري. وقال حمو إن قادة «سوريا الديمقراطية» تبلغوا من مسؤولين أميركيين، بينهم المبعوث الرئاسي بريت ماغورك، إن الأميركيين «باقون في سوريا إلى حين تحقيق الانتقال السياسي في سوريا والوصول إلى نظام سياسي جديد ودستور جديد في دمشق». وأبلغ دبلوماسيون غربيون أن مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد سأل وفد «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة برئاسة نصر الحريري خلال لقاء في جنيف قبل أيام عن كيفية ضم «سوريا الديمقراطية» إلى العملية السياسية في جنيف.  ورد الحريري بأنه «لا بد لـ(قوات سوريا الديمقراطية) من الإجابة عن ثلاثة أسئلة: هل هم مع الثورة؟ هل هم مع النظام؟ هل لديهم مشروعهم الخاص؟». وأضاف: «يجب ألا يستخدموا السلاح الذي طردوا به (داعش) لتحقيق مكاسب سياسية». وأضاف الدبلوماسيون أن واشنطن «متمسكة بضمهم إلى العملية السياسية، الأمر الذي سيغضب أنقرة».

إردوغان غاضب

وسعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى وفاء الرئيس دونالد ترمب بالتزامات وقف تسليح «الوحدات». وتردد أن الدعم العسكري الأميركي تراجع في الفترة الأخيرة. لكن حمو قال أمس: «لم ألحظ أي تغيير أو تراجع في الدعم الأميركي»، لافتاً إلى وجود 5 قواعد عسكرية أميركية رئيسية شمال سوريا، هي: اثنتان في كوباني (عين العرب)، والشدادي، والحسكة، والمالكية. وإذ أعلنت مصادر مطلعة سحب واشنطن 400 جندي بعد تحرير الرقة، قال دبلوماسيون إن في سوريا نحو ألفي جندي أميركي يجري تبديل بعضهم بحسب المهمات العسكرية. ويعتقد أن المهمة المقبلة بعد طرد «داعش» عسكرياً، ستكون على الجانب الأمني لمحاربة «الخلايا النائمة». وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أول من أمس إنه يتوقع أن يتحول التركيز إلى الاحتفاظ بالأراضي بدلاً من تسليح الأكراد بعد هزيمة «داعش». وقال: «(وحدات حماية الشعب الكردية) مسلحة ومع وقف التحالف (للعمليات) الهجومية، من الواضح أنهم ليسوا بحاجة لذلك فهم بحاجة إلى الأمن وقوات الشرطة وقوات محلية ليتأكد الناس من أن (داعش) لن تعود». وبدا أن التركيز حالياً على إعادة الإعمار وبناء الشرطة والمجالس المحلية. وأدى عدم تفاهم واشنطن وأنقرة إزاء الدعم الأميركي لـ«الوحدات» إلى سعي الجانب التركي لتعزيز علاقته مع روسيا، خصوصاً لدى شكوك الجيش التركي بوفاء نظيره الأميركي بوعود ترمب، إذ أفادت مصادر تركية أمس بوجود 13 مخرناً للسلاح الأميركي الثقيل في مناطق الأكراد السوريين. وحصلت أنقرة نهاية العام الماضي على ضوء أخضر لدعم عملية «درع الفرات» لطرد «داعش» من شمال حلب، ومنع ربط إقليمي الأكراد شرق نهر الفرات بإقليم عفرين غرب النهر. وتسعى أنقرة حالياً بعد اتفاق تركي - روسي - إيراني على خفض التصعيد في إدلب للحصول على غطاء روسي آخر لشن عملية عسكرية في ريف عفرين التي يقيم الجيش الروسي أحد مراكزه فيها. وقال حمو أمس: «لا نشكل أي تهديد لتركيا، لكننا سندافع عن أراضينا ضد أي هجوم من أي طرف كان. في حال الاعتداء علينا، سيكون ردنا عنيفاً وقاسياً». وتنتشر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم عشرات آلاف المقاتلين في مناطق احتكاك مع «درع الفرات» شمال حلب، وتسيطر على مناطق واسعة على حدود تركيا، ضمن مناطق «فيدرالية الشمال السوري» التي تضم ثلاثة أقاليم، هي إقليم الجزيرة وإقليم الفرات وإقليم عفرين، تضم ست مقاطعات. وشهدت أول من أمس انتخابات برقابة من التحالف والروس ضمن مشروع لتحقيق النظام الفيدرالي السوري. وقال حمو: «إن مستقبل (وحدات حماية الشعب) مرتبط بمستقبل سوريا. إذا تحققت الفيدرالية أو إدارات ذاتية لن يكون هناك أكثر من جيش. لكن قواتنا ستدافع عن مكتسبات الشعب الكردي السياسية والعسكرية إلى حين تحقيق حل بالتراضي». وظهر في دمشق أكثر من موقف في إزاء التعامل مع «قوات سوريا الديمقراطية» بين تهديد مسؤولين بـ«القضاء» على هذه «القوات» أو الاستعداد لـ«التفاوض على إدارة ذاتية». وقال رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري في جنيف أول من أمس: «ليس هناك شيء اسمه مناطق كردية شمال سوريا، بل هناك مناطق سورية، وهناك شيء آخر هو المكون الكردي السوري». وأضاف: «أي عمل أحادي الجانب مرفوض من قبل الحكومة السورية. هناك أسس للعمل، حيث توجد عاصمة وحكومة، ومن لديه أفكار يجب أن يطرحها على الحكومة السورية التي بدورها تقرر الشكل الملائم».

وتوافق دمشق والمعارضة على مبدأ اللامركزية أو الإدارة المحلية التي لا تصل إلى حد قبول الفيدرالية. وهناك قلق من أن تؤدي مناطق «خفض التصعيد» الأربع (درعا، وإدلب، وريف حمص، وغوطة دمشق) ومناطق «قوات سوريا الديمقراطية» إلى تقسيم أمر واقع لسوريا. وأكد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وفريقه على ضرورة استعجال الحل السياسي على المستوى الوطني للحيلولة دون استقرار مناطق خفض التصعيد إلى تقسيم أمر واقع.

 

عريقات: أبلغنا الأميركيين بأن أي قرار حول القدس يعني انتهاء السلام ودول عربية حذرت واشنطن من تضرر مصالح الولايات المتحدة في المنطقة

الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17/قال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن أي اعتراف أميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيعني انتهاء عملية السلام فوراً. وأضاف عريقات لـ«الشرق الأوسط»: «أبلغنا الأميركيين بشكل واضح بأن نقل السفارة الأميركية للقدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل سيعني إنهاء عملية السلام في المنطقة، وليس فقط انسحاب الولايات المتحدة كراعٍ لهذه العملية». وجاء حديث عريقات الموجود منذ أشهر في الولايات المتحدة، بعد مباحثات فلسطينية - أميركية، انضم إليها مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج مبعوثا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وشملت المباحثات المتواصلة منذ فترة قضية مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ورفع اسم المنظمة من على قائمة قانون «محاربة الإرهاب»، الأميركي. وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية تلقت أيضاً رسائل عربية حول القدس وليس من الجانب الفلسطيني فقط. وبحسب المصدر ذاته، فقد أبلغت دول عربية الإدارة الأميركية بأن ملف القدس مختلف وليس شأنا فلسطينيا فحسب، ولا يمكن تجاوز أي مس بها، موضحة أن ذلك قد يعرض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة للخطر وعلاقاتها كذلك.

وجاءت التحذيرات الفلسطينية والعربية بعدما رجح مسؤول أميركي كبير أن يعترف الرئيس دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل في كلمة له يوم الأربعاء المقبل. وقال المسؤول الكبير، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن القرار ليس نهائيا بعد وقد يتغير.

ولم يعلق البيت الأبيض على ذلك، لكن أحد المساعدين قال إن قرارات ترمب الوشيكة بشأن القدس تأتي بعد مشاورات داخلية مكثفة، شارك فيها الرئيس بصفة شخصية. وبحسب مسؤولين في البيت الأبيض، فإن ذلك يشمل توقيع قرار يؤجل لمدة ستة أشهر تطبيق قانون يعود تاريخه إلى عام 1995، يقضي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وكان ترمب قد تعهد في حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، لكنه أرجأ في يونيو (حزيران) الماضي تنفيذ ذلك قائلاً إنه يريد إتاحة الفرصة لمحاولة جديدة تقودها الولايات المتحدة لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن الفلسطينيين يرفضون أي إجراءات أميركية متعلقة بالقدس، باعتبارها أحد الملفات النهائية في المفاوضات. كما يريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة للدولة المرتقبة ضمن حدود 67. وكانت الرئاسة الفلسطينية قد حذرت أول من أمس من الأثر «المدمر» لأي خطوة تحرم الفلسطينيين من حقهم في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم. وقالت الرئاسة إن «الاعتراف أو نقل السفارة الأميركية للقدس ينطوي على نفس الدرجة من الخطورة على مستقبل عملية السلام ويدفع المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار»، مبرزة أن «أي حل عادل يجب أن يضمن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة المستقلة».

ووفق بيان الرئاسة فإن «القدس الشرقية بمقدساتها هي البداية والنهاية لأي حل ولأي مشروع ينقذ المنطقة من الدمار». لكن بعض المسؤولين في رام الله يرجحون أن لا تفجر الإدارة الأميركية عملية السلام قبل أن تبدأ، خصوصاً وأنها لم تعرض حتى الآن بشكل رسمي على الأطراف معالم الرؤيا الأميركية لإنهاء الصراع وإقامة سلام. لكن في إسرائيل يمني المسؤولون النفس بخطوة أميركية محتملة، حيث عبر وزيران إسرائيليان عن أملهما في أن يقوم الرئيس ترمب بإنهاء ما وصفاه بـ«وضع سخيف»، وأن ينقل السفارة الأميركية إلى القدس، تلبية لوعد قطعه أثناء حملته الانتخابية.ويفترض أن تتضح بعض معالم الموقف الأميركي في كلمة يلقيها جارد كوشنير، المستشار المقرب وصهر الرئيس دونالد ترمب، اليوم (الأحد) تتضمن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط. وسيلقي كوشنير كلمته أثناء «الحوار» السنوي بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين الذي ينظمه بواشنطن فريق بحث «بروكينغز إنستيتيشن». كما يتوقع أن يكون لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مداخلة في الحوار ذاته صباح اليوم عبر رسالة فيديو. ولم يعرف حتى الآن كيف ستتجاوب واشنطن مع الطلب الفلسطيني بتعديل وضع منظمة التحرير في واشنطن، بعد قرار أميركي بإبقاء مكتب المنظمة مفتوحا، على أن تقتصر نشاطاته على أعمال مرتبطة بالتوصل إلى سلام دائم مع إسرائيل، بعدما كانت هناك نية لإغلاقه. وقد طلب الفلسطينيون التخلص من هذا الوضع كليا برفع اسم المنظمة من على قائمة قانون محاربة الإرهاب. وصنفت واشنطن عام 1987 ضمن قانون «محاربة الإرهاب» منظمة التحرير إرهابية، ومنعت إقامة مكتب لها هناك، وفي سنة 1994 اعتمد الكونغرس قانون تسهيل السلام في الشرق الأوسط، وأعطى الحق للرئيس الأميركي بأن يعلق بنوداً في «قانون مكافحة الإرهاب»، ويسمح له بفتح مكتب لمنظمة التحرير، على أن يوقع كل ستة شهور على قرار يجيز ذلك، يشهد فيه أن المنظمة لم تقم بأعمال «إرهابية»، وأن التعليق يحقق المصالح الوطنية للولايات المتحدة. وفي العام نفسه قررت الإدارة الأميركية اعتبار ممثلية منظمة التحرير بعثة أجنبية تعمل في الولايات المتحدة دون أن تمثل «دولة فلسطين».

 

ماذا وراء الإرهاب في سيناء؟

"العربية" - 3 كانون الأول 2017/ عقب ثورة 30 يونيو من العام 2013 التي أطاحت بحكم الإخوان في مصر، شنت جماعة الإخوان عدة عمليات إرهابية واغتيالات انتقاماً من المصريين الذين خلعوهم من الحكم، لكن أكثر تلك العمليات عنفاً كانت في سيناء. ووقتها هدد القيادي بجماعة الإخوان، محمد البلتاجي، في فيديو شهير انتشر له من ميدان رابعة، بأن وقف العنف في سيناء مرتبط بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم. وحتى الآن ما زالت التنظيمات الإرهابية تواصل عملياتها في سيناء دون بقية محافظات مصر لذا كان السؤال لماذا سيناء؟ ولماذا يشنون عملياتهم من حين لآخر على أرضها؟

سمير غطاس: سيناء لها طبيعة جغرافية وقبلية خاصة

من جهته، أكد عضو البرلمان المصري ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية‏، الدكتور سمير غطاس، أن سيناء لها طبيعة جغرافية وقبلية خاصة تميزها عن بقية محافظات مصر، إضافة لتلاصقها بقطاع غزة وقربها من الحدود مع إسرائيل.

وقال غطاس لـ"العربية.نت" إن "مساحة سيناء كبيرة وهناك مناطق شاسعة من أراضيها خالية من السكان. ووسط غياب شبه تام للتنمية لجأت التنظيمات الإرهابية إليها لتتخد منها ملاذات آمنة وقلاعا تتحصن فيها وتنطلق منها لشن عملياتها الإرهابية، فضلاً عن وجود الأنفاق مع قطاع غزة، ما سهل عمليات تهريب السلاح والمقاتلين للعناصر الإرهابية المتواجدة في سيناء التي تنفذ عملياتها لحساب جماعة الإخوان من ناحية، ولحساب جهات أجنبية من ناحية أخرى". كما لفت إلى أن "هناك تنظيمات إرهابية في غزة تجد في الجماعات المتطرفة في سيناء امتداداً لها، لذا تزودها بالمقاتلين والسلاح عبر الأنفاق التي نجح الجيش في القضاء عليها بعد ذلك، ويعتقدون أن هذه التنظيمات يمكن أن تسيطر على سيناء وتكون هذه البقعة نواة لإقامة دولة داعشية بجانب الرقة والموصل في سوريا والعراق، كما يمكن أن تكون منطلقاً لمعاونة الإرهابيين في ليبيا، لذا يتمركزون في سيناء دون بقية محافظات مصر".

منير أديب: انتشار الإرهاب في سيناء يرجع لما هو حالٍ وما هو سابق

من جانبه، أكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، منير أديب لـ"العربية.نت"، أن أسباب انتشار الإرهاب في سيناء تحديداً ترجع لما هو حالٍ وما هو سابق، مشيراً إلى أن "ما هو سابق يعود لرواية رائجة داخل المجتمع السيناوي عن هروب سيد قطب، صاحب كتاب معالم في الطريق، وصاحب الفكر الدموي داخل جماعة الإخوان لمحافظة شمال سيناء أثناء خلافه مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مطلع الستينيات من القرن الماضي ونشر أفكاره في سيناء رغم الفترة الزمنية البسيطة التي أقام فيها". وأوضح أديب أن "ما هو سابق أيضاً يرجع لتلاصق سيناء مع غزة، وعزز ذلك مفاهيم التطرف وتصدرها للمجاورين المقيمين، فضلاً عن وجود أنفاق، ولذلك تنامى مفهوم التطرف على الأراضي الملاصقة مع إسرائيل، وأدى ذلك مع غياب فرص التنمية مع تطرف الحدود لتطرف بعض سكانها، فضلاً عن غياب اهتمام المؤسسة الدينية بمتغيرات الأفكار في هذه المنطقة، فساعد ذلك على مزيد من التطرف". الأسباب الحالية، كما يراها الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الطبيعة الجغرافية شكلت عاملاً مهماً في ممارسة الإرهاب وصعوبة تعقب الإرهابيين، كما وجدت أفكار الإرهابيين محتضناً لذلك، حيث ساعدت البيئة على مزيد من التلاقح لخروج أجيال من المتطرفين، والدليل على ذلك، بحسب أديب، يجعلنا نعود لكيفية وجود ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش في سيناء. وأضاف أديب أن "بداية هذا التنظيم كانت في سيناء تحت مسمى" التكفير والجهاد"، حيث تلاقت السلفية الجهادية في غزة مع السلفية الجهادية في سيناء. وانطلق هذا التنظيم، الذي كان النواة الأولى لداعش سيناء، لكن كلمة التكفير رآها البعض قد تكون سبباً في ابتعاد الأنصار عن التنظيم ونفورهم منه، لذا تم تغيير الاسم إلى "التوحيد والجهاد". لكن بعد فترة تم تغيير الاسم إلى مصطلح آخر جاذب للمتطرفين الذين انضموا إليه على أمل مواجهة إسرائيل كما كان يزعم قادة التنظيم، وهو اسم تنظيم "أنصار بيت المقدس"، وخرج منه فرع آخر سمي "أكناف بيت المقدس"، وتم تزويده بالإرهابيين من غزة وسيناء ومده بالسلاح عبر الأنفاق، وعقب إعلان دولة داعش في سوريا والعراق عام 2014، بايع التنظيم أبو بكر البغدادي وانضم لداعش". واختتم: "لكل هذه الأسباب ينتشر الإرهاب في سيناء دون بقية محافظات مصر، ولهذه الأسباب نجد عناصر من غزة تشارك في العمليات ضد الجيش هناك".

 

رسالة تحذير من مدير «سي آي أي» إلى سليماني

الحياة/04 كانون الأول/17/قال مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية (سي آي أي) مايك بومبيو أمس (السبت) إنه بعث رسالة إلى قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني والقادة الإيرانيين للتعبير عن قلقه في شأن سلوك إيران الذي ينطوي على تهديد بشكل متزايد في العراق.

وقال بومبيو خلال ندوة في منتدى «ريغان» السنوي للدفاع في جنوب كاليفورنيا إنه بعث الرسالة بعدما أشار قائد عسكري إيراني كبير إلى أن القوات التي تحت إمرته قد تهاجم القوات الأميركية في العراق. ولم يذكر تاريخاً. وقال بومبيو «ما كنا نتحدث عنه في هذه الرسالة هو أننا سنحمله ونحمل إيران مسؤولية أي هجمات على المصالح الأميركية في العراق من قبل القوات الخاضعة لسيطرتهم». وأضاف «نريد أن نتأكد أنه والقيادة في إيران يتفهمان ذلك بطريقة واضحة وضوح الشمس». وذكر بومبيو الذي تولى قيادة الاستخبارات المركزية في كانون الثاني (يناير) الماضي أن سليماني، الذي يتولى قيادة العمليات الخارجية لـ «الحرس الثوري»، رفض فتح الرسالة. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن محمد محمدي كلبايكاني، المساعد البارز للمرشد الإيراني علي خامنئي، قوله إن مسؤولاً، لم يذكر اسمه، من «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية حاول تسليم الرسالة إلى سليماني عندما كان في بلدة البوكمال السورية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أثناء قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقالت وكالة «فارس» للأنباء إن كلبايكاني نقل عن سليماني قوله «لن أتسلم رسالتكم ولن أقرأها وليس لدي ما أقوله لهؤلاء الناس». وذكرت «رويترز» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أن سليماني دعا القادة الأكراد مراراً في شمال العراق إلى الانسحاب من مدينة كركوك النفطية أو مواجهة القوات العراقية والمقاتلين المتحالفين مع إيران وسافر إلى إقليم كردستان العراق للاجتماع مع القادة الأكراد. ووجود سليماني على الخطوط الأمامية يسلط الضوء على نفوذ طهران الكبير على السياسة في العراق، ويقاتل تحالف تقوده الولايات المتحدة «داعش» في العراق وسورية وعادة ما يكون ذلك على مقربة من فصائل متحالفة مع إيران تقاتل التنظيم المتطرف أيضاً. وقال بومبيو إن النظر إلى الجهود الإيرانية في الأسابيع الماضية لمد نفوذها إلى شمال العراق ومناطق أخرى منه يؤكد تنامي سعي الإيرانيين للتحول إلى «قوة مهيمنة في الشرق الأوسط».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معركة صنعاء وضبابية الأيام المقبلة

وسام سعادة/المستقبل/04 كانون الأول/17

يأتي انهيار العلاقة بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وبين جماعة "أنصار الله" الحوثية المهدوية، الحليفة لإيران، واشتعال المعارك في صنعاء بين الطرفين، ليدخل معطيات جديدة على مسار الأمور سواء على مستوى اليمن، أو على صعيد الإستقطاب الحاصل على صعيد منطقة الشرق الأوسط ككل، على خلفية التمدّد الإيرانيّ في المنطقة. يفرض هذا المتغيّر معطيات أخرى على متابعة مسار الأمور بالنسبة إلى الوضع الداخلي في لبنان، وأعباء إضافيّة لا يمكن الإستهانة بها، إذا ما أريد الخطو، بثبات، من أجل التوصّل إلى شيء من "المفاصلة" بين الواقع اللبنانيّ وبين البركان الإقليميّ المستعر.

تنطلق هذه "المفاصلة" من مبرّر قوي: أنّ لبنان تمكّن طيلة السنوات الماضية، لأسباب وعوامل مختلفة، ومتناقضة بين بعضها البعض، من تفادي الإنجرار إلى الحريق الإقليميّ المشرقيّ المشتعل، رغم العواقب الوخيمة لتدخّل "حزب الله" في الداخل السوريّ، بالنسبة لتأجيج هذا الحريق الإقليميّ، وأيضاً بالنسبة إلى إزدياد انعدام التوازن في الداخل اللبنانيّ، بين الحزب والمكوّنات الأخرى. يبقى أنّ لبنان استطاع بالفعل تفادي "الإنضمام" إلى هذا الحريق، وحافظ على نوع من سلام إجتماعيّ قلق، وعلى جانب كبير من الهشاشة، وداخل في اختبار فراغ رئاسي لعامين ونصف، ومثابر على تجربة أخطر بكثير، وهي امتناع الإنتخابات النيابية فيه منذ سنوات طويلة، وتجديد المجلس النيابي لنفسه ثلاث مرّات، فضلاً عن انعكاس أزمة تحلّل العقد الاجتماعي بين اللبنانيين من خلال معضلة "قانون الإنتخاب"، وهو ما لم يذلّل تماماً حتى بعد الاتفاق على قانون جديد.

ومنذ أشهر، تجد هذه المفاصلة، أو المباينة، بين "سلام أهليّ في بلد واحد"، وبين "شرق أوسط ملتهب ومتفجر" بشكل عام، ضغوطاً متصاعدة كي تمدّد لنفسها لفترة إضافية، وهي لا تسعى أساساً الا لأن تمدّد لنفسها فترة تلو فترة، إذ لا يمكن بطبيعة الحال التوصل إلى تفاهمات مزمنة وصلبة طالما أن الحريق الإقليمي "في عزّه". والأمر هنا لا يمكن أن يحل بالعزائم "الإرادوية" وحدها، ولا أن يختزل في ساحة دون أخرى، فثمّة الجبهات المتصلة بالاستقطاب الإيراني – الخليجيّ، وثمّة ما يتّصل بحسابات اسرائيل، تهدئة هنا أو حرباً هناك. الطرقات متعرّجة، صعبة، ومحفوفة بالمخاطر من كل جانب، وغير آمنة. لكن بالمطلق، لا أحد عاقل يمكنه أن يدعو لنسف صيغة سلام أهليّ ولو كان هشاً، ومثقلاً بتغلبية فئوية مرتبطة عضوياً بكل الصراعات العسكرية القائمة في المنطقة حالياً. في نفس الوقت، "كلفة" الحفاظ على هذا السلم الأهليّ، وعلى ما يسمّى "الإستقرار"، تميل إلى الإرتفاع، مثلما أنّ الحاجة إلى استكمال "السداد" المحليّ لهذه الكلفة، بغطاء خارجيّ متعدد، تزداد إلحاحاً. في صنعاء، تواجه المعادلة التمددية الإيرانية في الشرق العربيّ، تحدياً جديّاً جديداً، يمكنه أن ينذر بخسارتها واحدة من العواصم الأربع التي تفاخر بعض قادة الباسدران بإخضاعهم لها، علماً أنّ حال كل من هذه العواصم تختلف إلى حد كبير، الواحدة عن الأخرى. وإيران التي تستشعر أكثر فأكثر بأنّ ثمّة تحريكاً متعدّد الأشكال ضدّ تمددها في المنطقة، لن تترك، هي وحلفاؤها الآخرون، الحوثيين يخسرون هكذا معركة صنعاء بسهولة، مثلما أن التناقضات بين كافة القوى المتصادمة حالياً مع الحوثيين في اليمن، لا يمكن معالجتها في يوم واحد، وبحلول سحرية. يوجد هذا، بالنسبة إلى الوضع اللبنانيّ تحديين. الأوّل، يتعلّق بالكلفة الحالية لتجديد المفاصلة بين الوضع اللبناني وجبهات المنطقة، وشكل مشاركة حلفاء ايران العرب في مساعدة الحوثيين، أو عدم مشاركتهم، في هذه اللحظة. الثاني، يتعلّق بما يمكن ان تستنتجه ايران وحلفاؤها من تجربة العلاقة مع علي عبد الله صالح في السنوات الماضية. هل يقود التقييم إلى الإقرار بأنّ هذه العلاقة كانت "خانقة" لصالح بالشكل الذي دفعه من ثم الى الجهة المقابلة، أو إلى التقييم بأنّ هذه العلاقة كانت ابقاء "لقنبلة موقوتة" يمكنها أن تصيب مشروعهم بضرر في لحظة حساسة. يخطىء من يتلو عليك الآن مسار الأيام الآتية في الداخل والخارج، في لبنان أو في اليمن. مع هذا، الأيام القليلة الآتية ستتكفّل بإيضاح مسار سنوات قادمة.

 

الصورةُ تتكامل: هذا ما يجري منذ 4 تشرين الثاني

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 كانون الأول 2017

لم يعُد هناك كثيرٌ من الخفايا في اللعبة، منذ «استقالة» الرئيس سعد الحريري حتى «التريُّث»... فالعودة المنتظَرة إلى ممارسة المسؤولية. بالنسبة إلى المتابعين، تتسارع المفاجآت والصدمات والانقلابات الإقليمية لتوضح الصورة: هذا ما جرى منذ 4 تشرين الأول 2017، وهذا هو المتوقّع... وهذه حقيقة «إنهزام» الحريري أو «انتصاره» في المواجهة الأخيرة!مرّة أخرى، يتأكّد أنّ عودة الحريري من السعودية جاءت ضمن تسوية متكاملة حظيت بموافقة السعوديين، وساهم الفرنسيون في إخراجها مقابل ثمن سيحصلون عليه. واليوم يجري تنفيذ بنود التسوية. ولبنان ليس سوى جزءٍ صغير منها.

والمؤشرات بدأت بالظهور تباعاً:

1. الانقلاب الحاصل في اليمن حيث اندلع نزاع «حياة أو موت» بين الحليفَين السابقين، الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين. والاتّجاه هو عودة صالح إلى أحضان المملكة العربية السعودية، ما يترك تداعيات حاسمة على مجريات المعركة اليمَنية، خصوصاً إذا تلقّى السعوديون دعماً أميركياً لإقامة حصار بحري يمنع وصولَ المؤن العسكرية الإيرانية إلى اليمن.

وهنا يدخل في السياق أيضاً تعهُّدُ «حزب الله»، بعد عودة الحريري عن استقالته، بوقف أيِّ تدخّل ميداني له في اليمن. و»الحزب» مضطر إلى تقديم «ضمانات ملموسة» في هذا الشأن، لا الكلام فحسب. وهذه الضمانات هي جزءٌ من الشروط التي طرحها السعوديون لإنهاء الأزمة الحريرية.

2. وجّهت إسرائيل، مرّة أخرى، رسائل واضحة في اتجاه الداخل السوري، بقصفها أهدافاً يُرَجَّح أنها إيرانية في محيط دمشق، على مسافة عشرات الكيلومترات من حدودها، وسط صمت إقليمي ودولي تام. وواضح أنّ إسرائيل تحظى بالغطاء لمنع امتلاك الدول المجاوِرة لها أسلحةً نوعيّة أو لمنع وصول الإيرانيين إلى حدودها الشمالية، ما يشكّل تهديداً لأمنها.

3. قدّم الأميركيون «رشوةً» لتركيا وإيران على حدٍّ سواء، في الأسابيع الأخيرة، بوقف المسار نحو إنشاء كيان كردي يهدّد باهتزاز استقرارِهما الكياني. ولكن، في مقابل كبح جموحهما التوسّعي في دول المنطقة.

إذاً، في سياقٍ سياسيٍّ معيّن، جرت «استقالةُ» الحريري وما أعقبها من تداعيات. وصحيحٌ أنّ هناك أخطاءً تنفيذيّة رافقت الخطوة، ومنها تعريض استقرار لبنان للخطر، لكنّ واشنطن استوعبت الموقف سريعاً وأعادت القطار إلى السكة.

ويعتبر السعوديون والأميركيون أنّ «استقالة» الحريري أدّت وظيفتها كواحدة من مجموعة خطوات يجري تنفيذُها من لبنان إلى اليمن، وتصبّ في الهدف الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب قبل أسابيع، أي تقليص نفوذ إيران في الشرق الأوسط، والذي يتّفق عليه مع إسرائيل والخليجيين، وكذلك مع الأوروبيين وإن اختلف معهم حول الرغبة في إلغاء الاتّفاق النووي.

والخطوات الإقليمية التي تمّ تنفيذُها حتى اليوم، أو تلك التي هي قيد التنفيذ، ستتبعها أخرى لا تقلّ أهمية. ويتوقّع بعض المطلعين الخطوات الآتية:

1. معالجة «حالة قطر» قريباً، بعد أن يتفرّغ السعوديون من الملف اليمني. واللافت هو أنّ القطريّين- الذين يحتضنون أوّلّ القواعد العسكرية الأميركية في الخليج وأكبرها- قدّموا إشارات تعاون عسكري مع موسكو، من خلال صفقات أسلحة هي الأولى من نوعها. لكنّ هؤلاء المراقبين يعتقدون أنّ الدعم الأميركي الجدّي للقيادة السعودية سيحدّ من الهامش الذي تمتلكه قطر للمواجهة وسيضبط إطارَها.

2. الضغط لتحقيق خطواتٍ في الملف الفلسطيني بعد ترتيب الأوضاع لمصلحة «فتح» داخل السلطة، وبتدخّلٍ مصريٍّ مباشر.

3. إقامة تحالف واسع يضمّ حلفاءَ واشنطن في المنطقة لتمكينهم من مواجهة التمدّد الإيراني. وهناك مسعى لولادة حلف إسلامي أو عربي يضمّ المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء قطر إلى أن تتمّ معالجةُ وضعها، والأردن ومصر وإدارة الحكم الذاتي الفلسطيني. وهذا الحلف سيكون أساسه قطبان: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأما دور إسرائيل، ومدى تقاربها مع هذا الحلف، فسيكون رهناً بالتسوية التي يجري تحضيرُها للملف الفلسطيني. فإذا تمَّ إقرار تسوية يرضى عنها التحالف العربي، يمكن البدء بالحديث عن تطبيع في العلاقات بين عدد من القوى العربية وإسرائيل.

والمحرِّك الأساسي لهذه العملية هو جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره المكلّف معالجة الملف الفلسطيني، والذي يتمتّع بثقة عميقة في إسرائيل. وقد اضطّلع كوشنر بدور محوَري في الأحداث الأخيرة في المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من علاقاته الوطيدة مع وليّ العهد.

إذاً، بناءً على هذه المعطيات، يمكن النظر إلى مسار «الملف الحريري» ومستقبل الوضع السياسي في لبنان. وثمّة مَن يتحدّث عن اتّجاه لبنان إلى مقدار أعلى من التوازن السياسي الداخلي في المرحلة المقبلة. وهو ما يريده الأميركيون في لبنان.

ويقول بعض المتابعين إنّ واشنطن تعتبر لبنانَ نقطة انطلاق استراتيجيّة حيويّة لها في الشرق الأوسط. وهي في بيروت تبني اليوم أكبرَ سفاراتها الإقليمية. ولذلك، هي تعتبر استقرارَ لبنان خطاً أحمر. ويراهن البعض على أنّ «حزب الله» يتفهّم المعطى اللبناني وهو سيتابع سياسة الاستيعاب التي بدأها أخيراً ليتمكّن من مواكبة المرحلة. وفي اعتقاد أصحاب هذه النظرة، أنّ الحريري يعود إلى الحكم بناءً على تطمينات وضمانات بأنّ أحداً لا يستطيع أن يكسر التوازنَ في لبنان، وأنّ حدودَ السيطرة الإيرانية على القرار اللبناني مضبوطة دولياً، وأنّ الاستقرارَ السياسي هو خطّ أحمر لا يُسمح لأحد التلاعب به.

ولذلك، يقول هؤلاء، إنّ المتحدّثين عن الانتصارات والهزائم تسرّعوا أو أخطأوا… وإنّ التعويل على النتائج الظاهرة لمعركة واحدة لا يكفي لإصدار الأحكام… فيما الحربُ مستمرّة وطويلة!

 

اليمن: هزيمة إيران!

علي نون/المستقبل/04 كانون الأول/17

هي الجولة الأولى من حرب لم تفاجئ أحداً بين شركاء الانقلاب على الشرعية اليمنية. لكنّها منذ بداياتها، تحمل نهايات كثيرة.. وبغضّ النظر عن تفاصيلها الميدانية فهي أنتجت، بمجرّد انطلاقها، مهزومين ومنتصرين. قد تصعّب التركيبة المدينية للعاصمة صنعاء مهمّة السيطرة التامّة عليها بسرعة. وقد تشهد معارك شوارع مضنية ومُكلفة، لكنّها لن تصعّب الاستنتاج البديهي بأنها مثلما كانت عاصمة الانقلاب الإيراني، فإنّها صارت وستصير أكثر عاصمة أو عنوان تهافت ذلك الانقلاب وانكسار العمود الفقري لمشروع تحويل اليمن إلى نقطة ارتكاز للانطلاق نحو المسّ بالخليج العربي والتعرّض لأمن دولِه واستقرارها ودور المملكة العربية السعودية خصوصاً، في محيطها بداية والمنطقة تالياً! قال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الحوثيين ومشروعهم وممارساتهم ما يكفي لتبخير كل الادّعاءات التي روّجت لها الماكينة الإعلامية والسياسية والتعبويّة الإيرانية بكل تفرّعاتها، (اليمنية واللبنانية، والممانعة في الإجمال) منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في آذار 2015.. وأوّل ذلك، وأخطره، أنّه لولا الانقلاب لما انطلقت تلك الحرب. ولما عانى اليمن وأهله من ثلاثيّة الحصار الخارجي والتنكيل الداخلي والتدمير الذاتي الذي أصاب معظم مؤسساته الدستورية والعسكرية والمدنية..

قدّم صالح في ذروة المتاجرة بآلام اليمنيين وأطفالهم، شهادة واضحة (وصاخبة) تحمّل الحوثيين والإيرانيين وأدواتهم، المسؤولية الأولى عن الكارثة التي أحاقت باليمن من شماله إلى جنوبه. وكشَفَ في العموم، استحالة التعايش مع نهج انقلابي تقوده أقلّية مُوَجّهة من الخارج ولا تعوّف طريقة لمحاولة بسط سلطتها على أكثرية «مضادّة» وعلى حساب مصالحها وانتمائها العربي وروابطها التاريخية بجوارها الخليجي خصوصاً. قد يغيّر علي عبد الله صالح موقفه غداً! وهو الموصوف بالدهاء والذكاء الفطري وبالقدرة العجيبة على التكيّف مع أصعب الظروف وأعقدها.. لكن ما قاله في الثاني من الشهر الجاري لم يعد مُلكه! ولا يمكنه استرجاعه: نكبة اليمن ليست من صنع السعودية والإمارات العربية المتحدة. والكلام عن مظلومية ما ليس سوى متاجرة بآلام اليمنيين وجوعهم وعطشهم ومعاناة أطفالهم من قبل بني حوث ورعاتهم الإيرانيين وخدمةً لمشروع السيطرة والسلبطة وبسط النفوذ الذي يحملونه علناً.. وآخر همّ من همومهم هو ذلك المنسّل من لغويات الأنسنة وكرامة البشر! وثنائية الحق والجور! أحرق صالح ورقة الاستثمار الإيراني في المأساة اليمنية. وردّ في يوم واحد على مطوّلات التعبئة السياسية و«الأخلاقية» التي اعتمدها عمّال إيران في نواحينا على مدى السنتين الماضيتَين للتغطية على مساعيها الاستراتيجية في تثبيت نفوذها «المحوري» و«القطبي» في «العواصم الأربع» المبتلية بتلك الادّعاءات.. وشهادته، هي شهادة «شريك مضارب» (سابق!) وليست من غيره! ولا من دول التحالف المتهمة «بشنّ عدوان» على اليمن وشعبه!!

في اللغة السياسية المبدئية، أنّ المشروع الإيراني للسيطرة على «كلّ» اليمن انكسر بالتدريج منذ عودة الشرعية إلى عدن ونحو ثمانين في المئة من مساحة الجغرافية اليمنية، لكن هزيمته التامّة تأكدت في صنعاء في انتفاضة أوّل من أمس السبت، حتى لو أخذت الترجمة الميدانية لذلك الاستنتاج بعض الوقت!

 

مِن تسليمِ السلاحِ إلى التسليمِ به

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 كانون الأول 2017

أيُّ حوارٍ مع حزبِ الله يَجبُ أن يَبدأَ بسلاحِه مع أنيّ أستَوْثِقُه. لكنَّ حزبَ الله لا يبدأ أيَّ حوارٍ إلا ويَضعُ سلاحَه خارجَ النِقاش. ما يَعني أنَّ إمكانيّةَ الحوارِ مع حزبِ الله تَنطلقُ من المواضيعِ الأخرى. لكنَّ المواضيعَ الأخرى السياديّةَ والسياسيّةَ والأمنيّةَ، مرتبطَةٌ بسلاحِه. ما يَعني أنَّ تصحيحَ الوضعِ اللبنانيِّ متعذِّرٌ من دونِ العودةِ إلى موضوعِ السلاح. غيرَ أنَّ هذه العودةَ تَستلزِمُ اقتناعَ حزبِ الله بأنّه يُشكِّلُ في ذاتِه قوّةً بِمَنأى عن السلاح. ما يَعني أنّه قـوّةٌ سياسيّةٌ وميثاقيّةٌ لا يُمكِنُ تَخطّيها. بَيْدَ أنَّ حزبَ الله يَعتبرُ أنَّ قوّتَه التمثيليّةَ والإقليميّةَ تَضعُفُ من دونِ سلاحِه. ما يعني أنَّ سلاحَه ضَخَّمَ تمثيلَه السياسيَّ ودورَه.

وحين يُضخِّمُ السلاحُ التمثيلَ السياسيَّ يَثبُتُ أنّه عامِلُ تمييزٍ وتفرِقةٍ بين مُكوّناتِ الشراكةِ الوطنيّة. ما يَعني اختلالَ صيغةِ التعايشِ اللبنانيِّ ولزومَ الحوارِ لتقييمِ الشراكةِ واستخلاصِ العِبَر. إلا أنَّ الحوارَ هذه المرّة يَجبُ أنْ يتركّزَ على السلاحِ لأنّه هو الذي أدّى إلى الحوار. ما يَعني أنَّ حزبَ الله سيُضْطرُّ أخيراً إلى القَبولِ بطرحِ موضوعِ سلاحه. لكنَّه سيطرحُه لتشريعِه في نطاقٍ دُستوريٍّ مُختلِفٍ عن الواقعِ الدُستوريِّ الحاليّ. ما يَعني أنَّ السلاحَ غيرَ الشرعيّ، أيّا كان صاحبُه ودورُه، يُزعزعُ وِحدةَ الدولةِ، لأنَّ الاعترافَ بسلاحِ فريقٍ سيُبرِّر تسلُّحَ الأفرِقاءِ الآخَرين ويُغـيِّرُ بُنيةَ الدولة.

تعودُ هذه الجدليّةُ إلى الاختلافِ بين نظرةِ حزبِ الله إلى نفسِه ونظرةِ الآخَرين إليه. الآخَرون يُريدونَه حزباً كسائرِ الأحزابِ اللبنانيّةِ فيُطَبَّقُ عليه ما يُطَبَّقُ على سواه. وهو يَعتبرُ نفسَه حزباً offshore عابرَ الحدودِ اللبنانيّةِ نحو بلادِ العربِ والفُرسِ، ويَتمتَّع بامتيازاتٍ خاصّةٍ اقتطعَها لنفسِه مِن مقاومتِه إسرائيلَ في لبنان ومِن محاربتِه الإرهابَ التكفيريَّ في سوريا.

وما دامَ الاختلافُ في النظرةِ قائماً، سيبقى سلاحُ حزبِ الله مطروحاً ومحظوراً في آن. وإذا كان التعديلُ في النظرتين مستبعداً في المدى المنظور، فأيُّ طرفٍ إذاً مَدعوٌّ إلى تغييرِ موقِفه؟ أهُمُ اللبنانيّون الذين يَرَون حزبَ الله بمِرآةِ الدولةِ اللبنانيّة (مِن دونِ سلاحٍ)، أم حزبُ الله الذي يَرى ذاتَه بمَرايا عِدَّة (بسلاحٍ)؟ كنتُ أحسَبُ دائماً أنَّ حزبَ الله يَعتبر وجهَه اللبنانيَّ بمثابةِ حِسابٍ مجمَّدٍ يعود إليه بعدَ تقاعدِه من وظائِفه في المِنطقة. لكنْ ما حَسِبْتُ يوماً أنَّ الّذين «رَسْمَلوا» على شِعارِ «لا لسلاحِ حزبِ الله»، سَيُسَلِّمون ببقائِه مثلما يَفعلون اليوم؛ صاروا «8 أذار». إنَّ المواظَبةَ على المطالبةِ بنزعِ السلاحِ ضروريّةٌ ولو كان تَخلّي حزبِ الله عن سلاحِه تلقائيّاً ليس الآن في الوارد، فمخالفةُ الدستورِ لا تَخضَعُ لمرورِ الزمن. لم تَشهَد دولةٌ في العصرِ الحديثِ وضعاً مماثِلاً وضعَ لبنانَ: أنْ يتحوَّلَ حزبٌ مَذهبيٌّ جيشاً آخَرَ ويقاتلَ في دولٍ أُخرى. والمُذهِلُ أنَّ إثارةَ هذه الظاهرةِ المخالِفةِ الدستورَ والميثاقيّةَ أصبحَت إشراكاً، فيما التسليمُ بها بات شَرعاً.

أوّلُ ما قامَ به الجنرال ديغول بعدَ التحريرِ سنةَ 1945 كان إنهاءَ سلاحِ المقاومةِ الفرنسيّةِ وإعادةَ سلطةِ الدولةِ. كلُّ ميليشياتِ المقاومةِ نفذّت الأمرَ وسَلَّمت سلاحَها باستثناءِ الحزبِ الشيوعيِّ الفرنسيِّ الذي ماطَل شهرين قبلَ أنْ يَخضَعَ ويَسْلَم... ويومَ قرّرَ تشي غيفارا سنةَ 1965 تعميمَ الثورةِ الكوبيّةِ الماركسيّةِ على أفريقيا وأميركا اللاتينيّةِ، استقال مِن حكومةِ كوبا، لئلّا يُحرِجَ الدولةَ، وسافر إلى الكونغو ـ برازافيل ثمّ إلى بوليفيا حيث ناضلَ واستُشِهد. حتّى في إيران، بادرَ الإمامُ الخُمينيّ بعد الثورةِ إلى تنظيمِ جميعِ القِوى العسكريّةِ، الثورويّةِ والمقاوِمةِ في إطارِ مؤسّساتِ الدولةِ بإِمرة مُرشِدِ الثورةِ، وهو عمليّاً الرئيسُ الأعلى للدولة. فما للدولةِ للدولةِ وما للثورةِ للثورة. وِحدةُ السلطةِ شرطُ الوِحدةِ الوطنيّة، ووحِدةُ القرارِ ملازِمةٌ وجودَ الدولة.ولأنَّ رسالةَ لبنان في هذا الشرقِ ليست تصديرَ الثوراتِ والسلاحِ والمقاتلين، مع أنَّ مقاتلينَا مِن أشْجعِ المقاتلين، ظاهرةُ حزبِ الله تَستدعي حلاً يعيدُ للدولةِ ما لها ويُبقي للحزبِ ما له. مِثلُ هذه الظواهر انتهَت تاريخيّاً بواحِدٍ من الحلولِ التاليّة: استلامُ الحزبِ المسلَّحِ الدولةَ فيُصبحُ الحزبَ الحاكِم (الاتّحادُ السوفياتي). تسليمُ سلاحِ الحزبِ المسلَّحِ ـ حتّى ولو كان مقاومَةً ـ للدولةِ (فرنسا). دمجُ الميليشياتِ المقاوِمةِ في جيشٍ شعبيٍّ (الجزائر). وبقاءُ السلاحِ ووقوعُ التقسيمِ (دولُ البلقان بعد سقوطِ الاتّحادِ السوفياتيّ).

وإذا كانت الديمقراطيّةُ والتعدّديةُ تَحُولان دون اعتمادِ الحلَّين السوفياتيّ والجزائريّ، والشراكةُ الوطنيّةُ تَنهَى عنِ خِيارِ التقسيم، فمنطِقُ الديمقراطيّةِ والتعدّديةِ والشراكةِ والدولةِ يَفرِض الحلَّ الفرنسيّ. غيرَ أنَّ هذا الحلَّ تَعترِضُه إشكاليّتان: الأولى طائفيّةٌ ميثاقيّةٌ عقائديّةٌ في حالِ انخَرطَ مقاتلو حزبِ الله، دونَ سِواهُم، في الجيشِ اللبنانيّ أو في جهازٍ عسكريٍّ آخَر، والأُخرى وطنيةٌ لأن السلاحَ غيرَ الشرعيِّ ليس محصوراً بحزب الله. هناك سلاحُ الفلسطينيّين داخلَ المخيّماتِ وخارجَها، وسلاحُ التنظيماتِ الأصوليّةِ المتطرّفة والتكفيريّةِ في مدن وقرى معيّنةٍ؛ ما يَستدعي معالجةً شاملةً إذ لا يُعقلُ أنْ يُنزعَ السلاحُ من طرفٍ لبنانيٍّ ويُتركَ مع الغرباء، لاسيمّا أنَّ جميعَ هذه الأسلحةَ، صارت جُزءاً من الصراعِ السُنيِّ/الشيعيّ بعدما كانت جُزءاً من الصراعِ العربيِّ/الإسرائيليّ. في هذا السياقِ، ماذا يمنعُ الدولةَ اللبنانيّةَ من نزعِ السلاحِ الفِلسطينيّ وحمايةِ المخيّماتِ وقد صَدَرت قراراتٌ سابقةٌ بذلك؟ خِلافُ ذلك، لن يَقبلَ حزبُ الله بأنْ يُسلِّمَ مُسدَّساً مهما كتَبنا (وكتبتُ)، بل سوف يَستخدمُ سلاحَ غيرِه حُجّةً إضافيّةً للاحتفاظِ بسلاحِه. مجموعُ هذه الإشكاليّاتِ تَدفَع بالوضعِ اللبنانيِّ نحو التدويلِ التصاعُديِّ مع كلِّ ما يُرافقُ التدويلَ من خِياراتٍ مؤلمةٍ.

 

«غزيَة» وأتباع الغواية في لبنان

سلطان البازعي/الحياة/04 كانون الأول/17

قالها ضاحكاً.. وكرر وعده لي بـ «الحماية» الكاملة إذا قررت زيارة بيروت. هذا كان الوزير السابق رئيس حزب الوحدة العربية عضو محور الممانعة (هو يسميه المقاومة) وئام وهاب، الذي كان مقابِلاً لي في الحوار التلفزيوني الذي استضافه الصحافي مارسيل غانم في برنامجه كلام الناس وأذيع مساء الخميس الماضي. لهذا الوعد قصة تلخص المأساة اللبنانية سأرويها لاحقاً، لكن لا بد من القول بداية إنني ترددت في قبول الدعوة للمشاركة في الحوار، حين عرفت أنه سيكون طرفاً فيه، وعزز هذا التردد نصائح بعض الأصدقاء التي تلخصت في أن السيد وهاب صاحب أسلوب عنيف في الحوار ويصل فيه التشنج أحياناً إلى إلقاء الشتائم والسباب لا كرجل دولة وإنما على طريقة شاعر العرب: وما أنا إلا من غُزَيَّةَ إن غوَتْ ،،، غويتُ وإن ترشُدْ غزيةُ أرشدِ

ولا يظهر أن «غزية» التي يتبعها صاحبنا في وارد الرشاد، ذلك أن الغواية هي جزء أصيل من منهجها السياسي. وبالعودة لبعض لقاءاته المنشورة على اليوتيوب يتأكد ذلك، ومع ذلك قررت الذهاب والمشاركة في الحوار، موقناً بأن بالإمكان طرح وجهة نظري من دون الحاجة للتصادم.

وقصة الحماية تتلخص في أنني بدأت الحوار بمداعبة لمضيفنا الصحافي مارسيل غانم طالباً منه أن يهون علي بالأسئلة حتى لا أنزلق إلى ما يغضب السلطات العليا (جداً) في لبنان، فيوضع اسمي على قوائم ترقب الوصول كما حدث للزميلين الصديقين ابراهيم آل مرعي وعضوان الأحمري، بعد حوارهما الشهير على البرنامج نفسه، خصوصاً أن مارسيل غانم هو الآخر عرضة للمحاكمة، بتهمة المساس برموز الدولة. وهذا بالطبع يحدث في لبنان بلد الديموقراطية والحريات الذي يتيح للوزير وهاب نفسه أن يتهجم على القيادات العربية التي لا تتفق مع منهج «غزية» الغاوية، ويتيح له أن يصف رئيساً سابقاً للجمهورية بأنه «بدل ضايع». لن أستغرب لو أن الوزير وهاب تراجع عن وعده لي بالحماية حين يقرأ هذا الكلام، فمجرد وعده بالحماية يعني أنه يستطيع أن يتجاوز السلطة القضائية في الجمهورية اللبنانية لو قررت (بناء على تعليمات من فوق) أنني خالفت أنظمتها في «المساس برموز الدولة» كما هي حال آل مرعي والأحمري، ومثل هذه التهمة تعيد لبنان إلى صفوفنا نحن الذين كنا نتهم بالتخلف وكبت الحريات، بل انها تهمة يتمنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يتبناها الكونغرس لتحميه من سخرية وسائل الإعلام بدلاً من التعديل الأول على الدستور الأميركي.

كثيرون مثل الوزير وئام وهاب في الساحة السياسية اللبنانية، منهم المستتر ومنهم الواضح كصاحبنا، لذلك لم أستغرب أن يكرر تمجيده لحزب الله ولبشار الأسد ولتأكيده أن هذا الأخير باق في السلطة مرجعاً الفضل في ذلك إلى القيصر بوتين، وستجدونه في كثير من لقاءاته يؤكد أن الأسد لن يزول من السلطة إلى الأبد، كما لم أستغرب رفضه لفكرة نقاش نزع سلاح حزب الله فهذا خط أحمر لدى هذا المحور الغاوي. الغريب كان في الإصرار على اجترار رواية أن رئيس الحكومة سعد الحريري كان مختطفاً في الرياض وأنه أجبر على الاستقالة، ويزيد على ذلك أن «حنكة» رئيس الجمهورية ميشيل عون هي التي أنقذت الوضع اللبناني، وهذا على رغم أن مفردات خطاب استقالة الرئيس حريري ومسببات استقالته وشروطه للعودة عنها تكررت في لقائه المباشر مع تلفزيون المستقبل، ثم في البيان الذي ألقاه في قصر بعبدا بعد لقائه برئيس الجمهورية، ثم في حديثه الأخير لمجلة «باري ماتش» الفرنسية.

مارسيل غانم بدأ الحوار بسؤال مشترك لكلينا حول من هو المنتصر في أزمة الحكومة اللبنانية، وعلى رغم أننا اتفقنا على عبارة أن لبنان هو المنتصر إلا أنه كان في العزة بالإثم يرى أن السعودية خسرت بسبب «التريث في الاستقالة»، وكنت أرى أن السعودية انتصرت لانتصار لبنان الذي التف حول رئيس حكومته بما يطالب به من إعادة ترسيخ سياسة «النأي بالنفس»، وعودة الحوار حول ضرورة نزع (أو على الأقل تحييد) سلاح حزب الله.

وفي إجابة على سؤال آخر، قال إن حزب الله سيسحب قواته من سورية ضمن شروط عدها وهي أن تنسحب السعودية وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (طبعاً لم يذكر روسيا ولا إيران)، وحينما سألته هل هذا موقف الدولة اللبنانية أم موقف إيران؟ لم يعط إجابة واضحة، بل قال إن هذا موقف «محور المقاومة» وهو بذلك يؤكد أن المحور يتصرف خارج سلطة الدولة وسيادتها، والغريب أنه بعد هذا وقبله يتحدث عن المساس بالسيادة اللبنانية لأن رئيس الحكومة اختار إعلان استقالته من عاصمة عربية بعيداً عن تهديد شحنات حزب الله التفجيرية التي أودت بحياة رفيق الحريري.

أليس سلاح حزب الله هو الذي اجتاح العاصمة بيروت ليفرض توجهاته؟ أليس سلاح حزب الله هو الذي عطّل الاستحقاق الرئاسي في لبنان؟ أليس سلاح حزب الله هو الذي حمى مقاتلي داعش في خروجهم من لبنان بصفقة أبرمها الحزب من دون الدولة والجيش؟ ثم إن سلاح حزب الله هو الذي بدأ حرباً عبثية مع إسرائيل تسببت في تدمير الطيران الاسرائيلي لكثير من مقدرات لبنان من شماله إلى جنوبه. هذه الطبقة من السياسيين لا بد وأن تكون هي طبقة الغبار التي أشار إليها الشاعر المبدع شوقي بزيع في تعليقه (في نفس البرنامج) على فوزه بجائزة سلطان العويس للشعر، حين قال إن إزالة طبقة الغبار ستظهر ذهب الإبداع الكامن لدى اللبنانيين، وشوقي بزيع الذي سبق وأن توج بلقب شاعر عكاظ يستحق الحفاوة به مبدعاً، كما يستحقها مواطنه المخترع الشاب فؤاد مقصود الفائز بجائزة برنامج نجم العلوم الذي تحتضنه قناة mbc. هذه هي عواصم العرب التي تحتفي بالإبداع اللبناني وليست طهران.

 

لبنان مجددًا على السكة الصحيحة

الهام فريحة/الأنوار/04 كانون الأول/17

اليوم 4 كانون الأول، يكون قد مرّ شهر بالتمام والكمال على 4 تشرين الثاني، ذاك السبت الذي تلا فيه رئيس الحكومة سعد الحريري بيان استقالته عبر تلفزيون "العربية"، وبعدها تلاحقت التطورات وصولاً الى يوم عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني حين تلا من قصر بعبدا بيان التريث في تقديم الاستقالة. بين "بيان الاستقالة" و"بيان التريث" ماذا سيكون بيان "الثالثة ثابتة" في ما سيصدر عن جلسة مجلس الوزراء المقررة غدًا؟ البيان سيكون السقف الذي يرضى به الرئيس سعد الحريري ليطوي فيه كتابَي الاستقالة والتريث، وفي حال وافقت عليه كل الأطراف، وهي ممثلة في الحكومة، فيكون في هذا الاسبوع أيضًا موعد جديد لجلسة مجلس الوزراء، بجدول اعمال عادي، بعد طول انتظار، خصوصًا ان البنود المنتظرة تراكمت بشكلٍ كبير. الجلسة المرتقبة غدًا تأتي نتيجة نضوج التسوية، واستطرادًا خلاصة الاجتماع المطوّل الذي كان عُقِدَ في منزل الرئيس الحريري في باريس بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل، وخلص بعد ساعات الى وضع اللمسات الأخيرة على "بيان التسوية"، وبعد ذلك عاد الرئيس سعد الحريري الى بيروت. ما لا يتيح عقد جلسة ثانية لمجلس الوزراء هذا الاسبوع هو ان مجموعة الدعم الدولية للبنان ستعقد اجتماعًا لها يوم الجمعة المقبل بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

الاجتماع كان مقررًا مطلع السنة الجديدة لكن الرئيس الفرنسي قرر جعل الموعد قريبًا لتثبيت الاستقرار في لبنان، وهو سينعقد على مستوى وزراء الخارجية للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالاضافة الى ألمانيا وايطاليا والأمانة العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، كما تحضر الاجتماعات منظمات الأمم المتحدة المعنية بأوضاع لبنان الاقتصادية والاجتماعية. الاجتماع الذي هو على جانب كبير من الأهمية، قد يحضره الرئيس سعد الحريري ومعه الوزير جبران باسيل، ليشكل هذا الحضور المزيد من ترسيخ الاستقرار الداخلي وإعطاء جرعة دعم خارجية للبنان. ومن شأن هذا الاجتماع إعلان الثقة بلبنان وبتركيبته السياسية القائمة على التفاهم. لكن في المقابل، هل من إمكانية لتفعيل الأوضاع الداخلية لجهة الاهتمام بالناس في ملفاتهم ومعيشتهم خصوصًا ان شهر الأعياد يستدعي أعلى درجات الاستقرار والارتياح؟ إنه التحدي الأكبر بالنسبة الى اللبنانيين وبالنسبة الى المسؤولين، ومن دون ذلك فإن التحدي سيبقى كبيرًا لأن الأزمة التي مرّ بها لبنان ليس بالبساطة الخروج منها من دون أكلاف على المستويات المعنوية والسياسية.

 

ماذا وراء "حملة العزل" على "القوات"؟

ناجي سمير البستاني/الديار/03 كانون الأول 2017

رأى مصدر قريب من «القوات اللبنانيّة» أنّه يُمكن بسهولة مُلاحظة وُجود مُحاولات مُتصاعدة من جانب بعض قوى «8 آذار» لإضعاف «القوّات» ولعزلها سياسياً إذ تحوّلت الحملات السياسيّة والإعلاميّة المُتقطّعة عليها، إلى حملات مُركّزة ومُتواصلة في الآونة الأخيرة. وأضاف أنّ خُصوم «القوّات» استغلّوا بعض الثغر والمطبّات التي مرّت بها علاقتها مع كل من «تيّار المُستقبل» و«التيار الوطني الحُرّ» في الماضي القريب، لتقليب الرأي العام الداعم لهذين الطرفين السياسيّين الأساسيّين على الساحة اللبنانية، عليها. وإذ رفض المصدر القريب من «القوّات» الخوض في تفاصيل هذه الخلافات التي تفاقمت في الأسابيع القليلة الماضية، اكتفى بالقول إنّ الخلاف مع بعض مسؤولي «تيّار المُستقبل» جاء نتيجة إطلاقهم اتهامات غير صحيحة ضد «القوات» ما ساهم في حرف الاهتمام عن جوهر المُشكلة التي يُعاني منها لبنان حاليًا، والتي يُطالب رئيس الحُكومة سعد الحريري نفسه بتصحيحها، لجهة وقف تدخلات «حزب الله» خارج لبنان، وإنّ الخلاف مع بعض مسؤولي «الوطني الحُرّ» جاء نتيجة تبنيهم سياسة هُجومية تجاه «القوّات» علمًا أنّ معركة «القوّات» السياسيّة ليست معهم ولا تستهدف العهد. وأكّد المصدر القريب من «القوّات» وُجود العديد من المساعي والجُهود على أكثر من خط ومُستوى، لإعادة الأمور إلى سابق عهدها، مُشيرًا إلى أنّ الساعات الماضية حملت تقدّمًا في هذا المجال، والأسبوع المُقبل سيحمل خطوات ملموسة وأكثر وُضوحًا نحو مُعالجة الوضع، في حال صفت النيّات. ورأى المصدر نفسه أنّ مُحاولات الإيقاع بين «القوّات» وكل من «المُستقبل» و«الوطني الحُرّ» ترمي إلى مُحاولة إخراج «القوّات» من السُلطة التنفيذيّة على المدى القريب، وإلى مُحاولة منعها من تكوين تحالفات انتخابيّة مُهمّة على المدى المتوسّط، وإلى مُحاولة عزلها وإضعافها بشكل كبير على مُستوى الحياة السياسيّة الداخلية على المدى البعيد.

 أوساط سياسيّة مُطلعة في قوى «14 آذار» سجّلت بدورها حملة مُتصاعدة لضرب ما تبقى من قوى «14 آذار» بهدف تشتيتها أكثر فأكثر، وجعلها غير مُؤثّرة سياسيا، وغير قادرة على الوقوف في وجه مُحاولات جعل لبنان في «محور المُقاومة» من أعلى الهرم نُزولاً. وتحدّثت هذه الأوساط عن مُحاولات مُتكرّرة لضرب العلاقة بين «القوات اللبنانية» و«التيّار الوطني الحُرّ» تسلّلت إنطلاقًا من الخلافات بين الطرفين على كل من أسلوب إدارة الحُكم، وعلى التعيينات في إدارات الدولة، وعلى إدارة المُناقصات والمشاريع، حيث روّج خُصوم «القوّات» بأنّها تسعى لعرقلة إنجازات «العهد» وإصلاحات «الوطني الحُرّ»، قبل أن تتعاظم هذه المُحاولات انطلاقا من مُسارعة «القوات» إلى مُلاقاة إعلان رئيس الحكومة استقالته من الرياض بإعلان جهوزيتها لدعم خطوته، بحيث جرى تقليب «التيّار الوطني الحُرّ» على «القوّات» بحجّة أنّها تريد إفشال العهد الرئاسي وإسقاط التسوية التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، على الرغم من تأكيد «القوّات» أنّ التسوية الرئاسية صامدة، لكن التسوية الحكوميّة هي التي سقطت بفعل خروج «حزب الله» على مبادئ البيان الوزاري.

 ولفتت الأوساط السياسيّة المُطلعة في قوى «14 آذار» إلى أنّ ضرب علاقة «القوّات» مع «تيّار المُستقبل» تسلّل انطلاقا من تباعد في الرؤية على مُستوى أسلوب مُواجهة «حزب الله»، ومن خلافات بشأن التعامل مع أزمة الفراغ على مُستوى رئاسة الجُمهورية وسبل معالجته والترشيحات المُتقابلة التي تلت ذلك، وكذلك من خلافات على مُستوى التحالفات والحصص الانتخابية في أكثر من دائرة، ومن تباينات في الأداء الحُكومي على مُستوى المشاريع والحُصص، قبل أن تتعاظم أخيرًا بعد نجاح إعلام «8 آذار» في الترويج لمقولة أنّ رئيس «القوات» الدُكتور سمير جعجع روّج لدى القيادات السعوديّة بأنّ رئيس «تيّار المُستقبل» ضعيف وغير قادر على المُواجهة، وأنّ هذا التحريض هو الذي دفع المسؤولين السعوديّين المَعنيّين بالملفّ اللبناني إلى مُحاولة سحب البساط من تحت الحريري.  وشدّدت الأوساط السياسيّة المُطلعة في قوى «14 آذار» على أنّ وضع قوى «14 آذار» الحالي غير سليم، إذ انّ الأمور تجاوزت مرحلة تفرّق وتشتّت هذه القوى، لتُصبح أخطر من ذلك بكثير، مع بروز عدة انقسامات وخلافات بين أبناء الصف السياسي الواحد سابقًا. وذكّرت أنّه في العام 2009، كانت اللوائح الانتخابيّة تضمّ مُرشّحين عن كل من «تيار المُستقبل» و«القوّات اللبنانيّة» و«الكتائب اللبنانيّة» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» والشخصيّات المُستقلّة المحسوبة على قوى «14 آذار» جنبا إلى جنب، وسألت: «أين نحن اليوم من هذا التحالف، مع تغريد «الكتائب» خارج السرب، ومع حياد «الاشتراكي»، ومع ابتعاد أو إبعاد الشخصيّات المُستقلّة عن الواجهة، ومع تراكم الخلافات بين «القوات» و«المُستقبل»؟ ونبّهت هذه الأوساط إلى أنّ ما يحصل حاليا هو تطبيق واضح لمبدأ «فرّق تسد»، مُحذّرة من سُقوط ما تبقّى من قوى سياديّة ضُمن «14 آذار» في فخّ التفرقة، لينتقل لبنان إلى واقع سياسي مُختلف تماما عمّا استشهد من أجله العديد من شخصيّات «14 آذار».

 

لا تكرّروا خطيئة عزل الكتائب

فؤاد أبو زيد/الديار/3 كانون الأول 2017

«البيان الحكومي» المنتظر اعلانه في اول جلسة لمجلس الوزراء، ليكون مدخلاً او مخرجاً لعودة سعد الحريري نهائياً عن استقالته، لا يمكن القول انه صناعة وطنية مئة بالمئة، لأن جميع المعلومات تشير الى ان فرنسا المدعومة اميركياً وسعودياً، تصرّ على ان يكون البيان واضحاً وصريحاً ودقيقاً وصارماً، حول المطالب التي تضمنها تصريح استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ورهن تريّثه بالاستجابة لها، فعلاً لا قولاً، ما يعني ان الوضع في لبنان لم يعد شأناً داخلياً صرفاً، بل هو ايضاً شأن دولي، وجاء قرار مجلس الأمن غير المسبوق في مثل هذه الحالات، لتأكيد اهتمام المجتمع الدولي بالوضع اللبناني ووضعه تحت المراقبة الدائمة، كما ان اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان، يوم الخميس المقبل في 8 كانون الاول الجاري، سيخرج، وفق معلومات صحافية فرنسية، بمقررات لدعم لبنان في مجالات عديدة، لا تخرج في مضمونها عمّا اتى في استقالة الحريري، تأكيداً على أن لبنان ليس وحيداً في محنته.

 في هذه الفترة التي تفصلنا عن موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء المخصصة تحديداً لاعلان «البيان الحكومي» المتضمن تعهداً مضموناً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومن رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأن حالة «النأي بالنفس» عن صراعات دول المنطقة ومشاكلها، ستحترم بدقة، تحوّلت الساحة السياسية اللبنانية الى برج بابل كبير، كثرت فيه الشائعات والتسريبات والتهديدات المبطّنة والمكشوفة، ويصبّ معظمها في خانة توسيع الخرق بين حزب القوات اللبنانية من جهة، وبين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، من جهة ثانية، لمنعها من التفاهم ووصل ما انقطع منذ استقالة الحريري، وتثار امور بالغة الخطورة وتهدد السلم الأهلي، عندما يجري الحديث عن عزل حزب القوات وباقي الاحزاب السيادية مثل الكتائب والوطنيين الاحرار، والشخصيات المستقلة ذات الشعبية المحترمة والمنضوية في قوى 14 اذار، وهي تمثّل تحديداً جماهير واسعة من المسيحيين، بحيث تذكرنا هذه الدعوات المشبوهة بخطيئة عزل حزب الكتائب في العام 1975، وما جرّه من ويلات على لبنان واللبنانيين، والذي اعترف الجميع لاحقاً بأنه كان خطأ مميتاً.

أن ينأى لبنان بنفسه عن صراعات المنطقة، يعني انه يحيّد نفسه عن هذه الصراعات، ولا يتدخل فيها من قريب او بعيد، وهذا التحييد لا يقف دون ابداء الرأي، في بلد حرّ مثل لبنان، ولكن في حدود احترام القوانين المرعية الاجراء، بحيث يحافظ على العلاقات الطيّبة مع الدول العربية الشقيقة، واي دولة اخرى صديقة، حتى ان الحياد الذي يطالب به حزب الكتائب بديلاً عن النأي بالنفس، يعطي النتيجة ذاتها ولكن بشكل افضل، والقول إن الحياد يعني الحياد عن الاعتداءات الاسرائيلية، واجرام المنظمات الارهابية، هو قول مرفوض وغير منطقي، لأن لبنان كدولة عربية ملتزم بنصرة القضية الفلسطينية، كما هو ملتزم بمحاربة الارهاب، ولذلك فإن النأي بالنفس، او التحييد، او الحياد، معانٍ مختلفة لمفهوم واحد، كان يجب على لبنان ان يلتزم بواحدة منها منذ وقت طويل، ويوفّر على نفسه المعاناة الصعبة التي مرّ بها في خلال عقود من الزمن.

في نهاية الأمر، نأمل أن يكون موقف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح: بمدّ اليد للتحالف العربي والدخول في حوار لوقف الحرب المدمّرة التي يشهدها اليمن، عاملاً مساعداً ليرتاح لبنان من مشكلة اساسية، من ضمن المشاكل العديدة التي تقسم اللبنانيين وتضعف لبنان.

 

انتفاضة صنعاء

إميل أمين/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17/

لم يكن لعاقل أن يتصور بقاء هذا الوضع اليمني طويلاً، لا سيما أنه بين طرفين غير متماثلين؛ أحدهما الحوثي الذي يأتمر بأوامر إيرانية، ويمضي وراء ذهنية عقائدية مطلقة تهدف فيما تهدف إلى ما هو أبعد كثيراً من مجرد حكم اليمن، وطرف آخر يمثله صالح المعروف بألاعيبه السياسية وتحالفاته المتغيرة والمتبدلة حفاظاً على مصالحه الشخصية. نحو عامين عانى فيهما الشعب اليمني من مرارة التشرذم والانقلاب على الشرعية، وربما تكشف له في الأيام القليلة الماضية أن الحوثيين وبنوع خاص سوف يوردونه مورد التهلكة، وأنهم إذا كانوا يفعلون ذلك بالشريك والرفيق في التمرد على السلطة الشرعية، أي صالح، فإلى أي حد ومد يمكن أن يذهبوا لاحقاً في التضحية بمقدرات اليمن نفسه لصالح الأيادي الإيرانية، التي تريد ضرب الأمن والأمان لكل منطقة الخليج في مقتل؟ مشهد شوارع صنعاء العاصمة المنتفضة يشي بأن الكيل قد طفح فعلاً وقولاً، وأن المسألة تجاوزت نداءات صالح المتلفزة إلى إدراك ما جرى لليمن خلال العامين الماضيين، بعد أن تحول إلى مرتع للجماعات الإرهابية و«القاعدة» في مقدمتها، ما عرض اليمنيين للضربات الأميركية العشوائية التي سقط ضحيتها كثير من أبرياء الشعب الذي دفع أكلاف حرب لا ناقة له فيها ولا جمل. يمكن القطع وبكل تأكيد أن ما يجري في اليمن هو انقلاب في المعادلة السياسية التي سادت الأشهر الماضية، وخصوصاً بعد سيطرة قوات حزب المؤتمر على كثير من القطاعات الحيوية في صنعاء، ما بث روحاً من الصحوة في كل المحافظات والمديريات التي تنتشر فيها ميليشيات الحوثي، الأمر الذي يعني ولا شك وجود متغير حقيقي على الأرض كفيل بتغيير الصورة سيئة السمعة التي عرفت عن اليمن أخيراً.

خرج اليمنيون إلى الشوارع بعد أن أدركوا أن حياتهم على المحك، فلا غذاء ولا ماء ولا رواتب، وعليه كان السؤال الحاسم الذي أنهى التردد الطويل: «إلى أين يقود الحوثيون اليمن؟ وهل تجويع اليمنيين يصلح لأن يكون هدفاً لجماعة تدعي الثورية وتعلي من راية التحرر الوطني؟».

مضى الحوثيون وراء الأكاذيب الإيرانية طويلاً، ولم تقتصر تهديداتهم على اليمن، فحاولوا تعكير صفو المملكة بنوع أعم وأشمل، عبر صواريخ إيران التي أرسلت إليهم كي يختلط الحابل بالنابل، لولا حكمة القيادة السعودية التي لم ترد بالمثل حفاظاً على أرواح الشعب اليمني، وإن كانت أدارت بالشراكة مع الأشقاء في التحالف العربي لدعم الشرعية المعركة مع المنشقين سياسياً ودبلوماسياً، ولا نغالي إن قلنا استخباراتياً بطريقة بارعة للغاية، وهذا حصادها على الأرض. أحسن القائمون على التحالف حين أصدروا بيانهم وبسرعة كبيرة يؤيدون ويدعمون الشعب اليمني المنتفض دون هوادة، واعتبار أنه كان ضحية لتغييب عقلي وذهني من قبل الميليشيات الحوثية، وقد أكدوا وقوف دول التحالف بكل قدراتها في كل المجالات مع مصالح الشعب اليمني، للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي، في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي.

هل انتهى المشهد اليمني عند هذا الحد؟

بالقطع لا يمكن أن يكون ذلك كذلك، فما جرى وجه لطمة قاسية لا هوادة فيها لإيران الداعم الأول، ولقطر الممر اللوجيستي لدعم كل أشكال الاضطرابات في المنطقة العربية وفي الخليج العربي بوجه التخصيص، وعليه فإن المرء يتوقع ردات فعل هوجاء سريعة وغير مدروسة من أتباع طهران في محاولة يائسة لإعادة الأوضاع في اليمن إلى سيرتها الأولى، أو في أضعف الإيمان اللجوء إلى الخيار الاستراتيجي «شمشون»، أي هدم المعبد على رأس الجميع، وعلى رؤوسهم أيضاً، إن لم يدركوا شهوات قلب الملالي الجالسين على حكم الولاية.

من هنا يتفهم المرء الحتمية التاريخية وأهمية اللحظة الآنية لكل أبناء اليمن للالتفاف حول بعضهم بعضاً على اختلاف مشاربهم ونزاعاتهم السياسية أو الآيديولوجية، فالوطن أكبر وأبقى، وما عداه متغير وقابل لفلسفة التفاوض، أما ضياع اليمن صاحب التاريخ الإنساني والحضاري الكبير وتحويله إلى دولة فاشلة، فهذا ما لا يجب أن يقبله اليمنيون. ما يجري في اليمن وعلى يد أبنائه هو ثورة ضد حروب الوكالة التي أرادتها إيران للشعب اليمني الشقيق، وفرصة ذهبية لليمن ولليمنيين للعودة إلى محيطهم العروبي التاريخي والتقليدي، وإلى حيث يجب أن يكون كرصيد مضاف للأمة العربية في حاضرات أيامها، وفي مواجهة تدابير الشر.

يمكن القول إن حلم ارتفاع الرايات الإيرانية عالية في صنعاء قد سقط مرة وإلى الأبد، بفضل إدراك اليمنيين هويتهم الحقيقية البعيدة كل البعد عن أحلام الهيمنة والسيطرة الإيرانية. يحتاج اليمن في الأيام القليلة المقبلة إلى زخم عربي - عربي غير محدود، ولعلها فرصة تاريخية للجامعة العربية أن تبادر إلى دور فاعل ومؤثر هناك بسرعة وحسم وحزم بما لا يترك أي جيوب تحدث انتكاسات تجاه ثورة اليمنيين، أو مسارب تتسلل من خلالها مؤامرات الإيرانيين.

 

عقدت القمة أو لم تعقد

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17

أكتب هذا المقال يوم السبت الساعة السادسة صباحا، وحتى هذه اللحظة لم تعلن أي من الدول الخليجية الثلاث عن تسلمها الدعوة الكويتية لحضور القمة الخليجية، كما لم يعلن أي منها قبول الدعوة، وإلى حين نشر المقال غدا الأحد قد يستجد في الأمور أمور. ما حدث في اليومين السابقين كان مثيرا للاهتمام، حيث تراكمت الغيوم لتحجب الرؤيا وتسارعت الأحداث وصور لنا الإخوة في الكويت أن الأمور حسمت، والأزمة في طريقها إلى الحل والغيوم انقشعت فجأة، وأعلنوا أن الحضور مكتمل النصاب وعلى أعلى مستوى، ثم تمر ثمانٍ وأربعون ساعة، ليتضح أن الدول الخليجية الثلاث ليست في عجلة من أمرها وأن هناك نقاطا يجب أن تحسم قبل إعلان الموافقة النهائية على قبول الدعوة، رغم أن قطر سارعت بالإعلان عن تلقي الدعوة وظهر أميرها فرحا مبتسما على شاشات التلفزيون. ما تم تداوله خلال الثماني والأربعين ساعة هو أن الأمير القطري سيعتذر علنا على ما بدر من قطر، وأن ذلك الاعتذار كاف لإنهاء الأزمة القطرية من وجهة نظر الجميع كما روج الإخوان في الكويت، لكن الدول الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) ليست في وارد الشكليات وأن ذلك ليس كافيا بالنسبة لهم بل غير مطلوب، وأن المسألة أكثر جدية، والتهديدات التي تعرضت لها الدول الثلاث تحتاج إلى معالجة جذرية تنهيها كي تستطيع هذه الدول أن تنهي مقاطعتها لقطر، بل إن عدم الثقة بسبب العود المتكرر لقطر بعد كل اعتذار، وبعد كل تعهد تطلب هذه المرة وجود ضامن دولي لا خليجي فحسب، إذ أن المرة السابقة كان فيها اعتذار وفيها ضامن خليجي وهو الكويت، ومع ذلك نقضت قطر تعهدها وأبقت على مشروعها المهدد للأمن الدولي والإقليمي والخليجي.

ثم تواترت الأنباء عن احتمال وجود وزير الدفاع الأميركي كضامن وشاهد على التعهد القطري الجاد هذه المرة والمدرك بأن عودة الأمور لسابق عهدها ليست بالسهولة التي يتصورها...

والى حين نشر هذا المقال الله وحده العالم إلى أين سيتجه المسار، إنما تلك التسريبات تدل على الآتي:

قطر تريد أن تنهي الأزمة وبأي شكل ومطالبها تنحصر في التخريجة التي ممكن أن تحفظ لها ماء وجهها.

قد تكون التخريجة هي في كلمة اعتذار مغلفة بخطوط الرجعة والتمويه لتترك لإعلامها فرصة تخفيف الصدمة على المتلقي القطري، مع الأخذ في الاعتبار بأنه في الوقت الذي تناقش فيه قطر رضوخها لمطالب الرباعي تصعد «الجزيرة» من هجومها عليهم، وهذا ما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش «التناقض هو أن تتنازل في الظلام خطوة تلو الأخرى وأن تنفذ المطلوب في الغرف المغلقة وأما في الشمس ترفع الشعارات الخاوية وتزايد وتكابر» ليتضح من خلال إعلان دولة الكويت أن قطر مستعدة لفعل أي شيء ينهي عزلتها، ودعكم من مهاترات قناة «الجزيرة» التي لا تزيد -من وجهة نظر قطر- عن ورقة مناورة.

في ذات الوقت قطر ستحاول من خلال الضغوط (الصديقة) أن تفكك الرباعي وتعزل مطالب مصر عن مطالب الدول الخليجية فتؤخر المطالب الخاصة بجماعة الإخوان أو تطالب بالتدرج في تنفيذ ما يتعلق بهم، لذا جاء بيان الإمارات في عيدها الوطني للتأكيد على أمن الشقيقة مصر وحمايتها من الإرهاب.

ما يستنتج من قطع الفسيفساء المسربة أن قطر أدركت جدية الدول الثلاث متأخرة وتعرف جيدا الآن أن الدول الثلاث غير مستعجلة أبدا في إنهاء الأزمة القطرية وأن جميع أنواع الضغط فشلت في ثنيها عن قرارها بما فيها ضغوط الشقيقة الكويت بخلق حالة شعبية تدفع باتجاه الحل بأي شكل وذلك لم يحدث، التوجس من قطر ما زال قائما وسيظل، حتى تعترف هذه الدولة بمسؤوليتها عن دعم الإرهاب، وتلتزم بألا تعود إليه.

تبين أن قطر ما زالت تحاول المناورة وإبقاء أي من الأبواب مفتوحا ليساعدها على خط الرجعة.

وتبين في ذات الوقت أن الدول الثلاث مصرة على الضمانات أكثر من إصرارها على المصالحة، وهذا ما تبين خلال الثماني والأربعين ساعة التي تلت الإعلان عن توجيه الدعوة. الأهم أنه تبين أن الشعوب الخليجية تملك وعيا بالأزمة القطرية وجادة هذه المرة كقيادتها، بعدم قبول أي حل وبتفهمها لما تشكله قطر من تهديد لأمنها بعدم التسرع في قبول أي تخريجة وجعلها تتأنى ولا تستجب للإلحاح بالاحتفاء والجري وراءه. قطر سواء اعتذرت أم لم تعتذر فإن ذلك لن يكون هو الحل، قطر كقيادة تحتاج إلى وقت حتى تتمكن من العودة إلى مزاجها الخليجي، بما فيها التخلي تماما عن مشروعها الذي أوغلت فيه.

فمع تمنياتنا القلبية بانعقاد القمة وانقشاع الغمة إلا أن علينا ألا نتفاءل كثيرا، وألا نتنازل عن حق شعوبنا في أن تنعم بالأمن والأمان، وما يتطلبه ذلك من ضمانات لا تتوفر بالاعتذار.

 

ألغاز المشير

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/17

كان المشير عبد الحكيم عامر لغزاً من ألغاز التاريخ المصري مثل قبور الفراعنة وسموم كليوباترة. قيل إنه انتحر ندماً لأنه تسبب في نكسة 1967. وقيل إنه قتل من أجل طي تلك الورقة الحزينة والمحزنة. وهذا ما يصر عليه نجله وأرملته السيدة برلنتي عبد الحميد.

وقد سعى النظام المصري إلى تأكيد نظرية الانتحار. كما حاول المقربون من عبد الناصر تبرير الانتحار، أو الموت برسم صورة لرجل من دون كفاءات. ونسب محمد حسنين هيكل إلى عبد الناصر قوله في حوار مطول، إن عامر كان عسكرياً مهزوماً منذ 1956. ولذا، كان يجب ألا يبقى في القيادة، خصوصاً أيضا بعد مسؤوليته عن فشل الوحدة السورية المصرية. أعدت في الآونة الأخيرة قراءة وسماع (يوتيوب) معظم ما قيل بعد غياب المشير. والملاحظة المثيرة أن يتفق مؤرخان، واحد هو هيكل، الأقرب إلى عبد الناصر، ونجيب محفوظ، المعارض له وللكثير من ثورة 23 يوليو، على أن عبد الناصر هو الذي كان يخشى عامر بسبب محبة الجيش له. ويروي هيكل أن عبد الناصر أعلن استقالته في التاسع من يونيو (حزيران) 1967 تخوفاً من حركة يقوم بها الجيش الذي ضرب قبل أن يتمكن من التحرك. نجيب محفوظ كان أكثر حسماً وأقل دبلوماسية في قضية عامر، فقال إنه كان ضد تسليم قيادة الجيش إلى عامر: «كنت أستضعفه وأرى أن توليه مسؤولية الجيش بمثابة مهزلة. كنت أفهم أن يسند إليه عبد الناصر وظيفة إشرافية، ويعطي مهمة قيادة الجيش الفعلية لرجل يتمتع بالكفاءة العسكرية، أما أن يعطيها لعامر من دون أن تكون لديه الإمكانات التي تؤهله لها، فهو أمر لم أستسغه ولم أقبله، بل إنني أعتبره السبب الرئيسي فيما حدث للجيش المصري في الخامس من يونيو (....) وكنا نعتقد طوال تلك الفترة أن عامر كان منطوياً تحت جناح عبد الناصر حتى تكشفت مفاجآت ما بعد النكسة، فعرفنا أن المشير عامر هو الذي كان يتحكم في الرئيس جمال عبد الناصر. ولذلك، أستعيد ما قيل عن انتحار المشير وأظن أنهم تخلصوا منه». سرت شائعات كثيرة حول الأمر في صحف الغرب وصحف لبنان بعد الوفاة، لكن لم يصدر شيء عنه في مصر إلى ما بعد فترة طويلة. ووضعت أرملته السيدة برلنتي عبد الحميد كتاباً حول القضية. وكانت هي في شبابها نجمة جذابة، فلما شاعت أخبار زواجهما اعتبر المعارضون ذلك من نقاط الضعف التي كانت تؤخذ على المشير في حياته الخاصة وكل علاقته بالوسط الفني.

 

فعلها صالح ... وصنعاء تخرج من قبضة طهران!

جورج سمعان/الحياة/04 كانون الأول/17

إنها بداية النهاية لمأساة اليمن. هكذا يراها أهل البلد على الأقل ويصنعونها بأيديهم. انقلاب على الانقلاب أو انتفاضة شعبية أو ثورة ثانية أو جمهورية ثانية... لم تعد التسمية مهمة. الواضح أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح تصدّر المشهد مجدداً. كان الناس يبحثون عن قيادة في الداخل وبالتحديد في العاصمة. فكانت قيادتهم السابقة حاضرة لم تبارح صنعاء على رغم كل المضايقات والطعنات والتهديدات التي تلقتها من الحركة الحوثية، فيما الشرعية تقيم في الخارج! إنها الآن مناسبة للخروج من قتال لم يكن في الأفق المنظور ما ينبئ بأنه سيتوقف، ما دامت إيران مصرّة على مشروعها التوسعي في المنطقة. وما دامت قيادات في صفوف الانقلابيين تتنفع من «اقتصاد الحرب». والحقيقة أن الحوثيين هم من عجّل الثورة عليهم. مارسوا سياسة تمكين لم تترك مكاناً للسياسة والقوى والأحزاب والقبائل. أفرغوا المؤسسات الرسمية من كل شيء. من الموظفين والأموال. واستأثروا بالقرار الوطني، واحتكروا كل المكاسب الاقتصادية والسيطرة على قطاع النفط والسوق السوداء. وكانت لهم أخيراً وقفة اعتراض على احتفال «حزب المؤتمر الشعبي»، شريكهم المفترض في المواجهة، بالذكرى الـ35 لتأسيسه في آب (أغسطس) الماضي. رضخ صالح وبلع الموسى واستكان إلى حين. لم يغفر محاولات لضرب أركان حزبه واغتيال أحد أبنائه، وأخيراً مهاجمة منازل لأهل بيته ولقادته. شكل في البداية غطاء شرعياً وعسكرياً للانقلابيين، فلما تمكّنوا أرادوا استتباعه بل إذلاله. لكنه كان يستعد. انتهز الفرصة بعدما استجمع رجال حرسه الجمهوري الذين لزموا منازلهم منذ سقوط العاصمة بيد «أنصار الله». وألّب قبائل موالية جنوب شرق العاصمة من خولان وسنحان وحاشد رفضت الانجرار وراء عبدالملك الحوثي، وتريّثت في استجابة دعوات التحالف العربي، على رغم علاقاتها التاريخية مع المملكة العربية السعودية.

هادن الرئيس السابق في وقت ساد الظن أن نهايته باتت قريبة على يد شركائه. لكنه عرف كيف ينحني أمام العاصفة بواقعية عرف كيف يمارسها أثناء توليه الحكم لأكثر من ثلاثة عقود «فوق رؤوس الثعابين، على حد تعبيره. لم يخض معركة كسر عضم، قبل أن يكمل استعداده العسكري بما يكفي للرد على تحدّي «أنصار الله». لذلك يأخذ عليه بعض خصومه أنه تلطى خلفهم بعدما كان خاض معهم ست حروب في السنوات الماضية. وسهّل لهم التحكم بمفاصل الدولة ومؤسساتها. وعدوه صاحب الانقلاب الفعلي على الشرعية. وها هو يعود اليوم إلى مقدّم الواجهة، لكن في الوجهة المعاكسة. وبصرف النظر عن توصيف ما حدث ويحدث في العاصمة ومدن ودساكر ومحافظات أخرى، وبصرف النظر عن دور هذا الطرف أو ذاك فيها، أثبت الرئيس صالح أنه لا يزال يتمتع بشعبية واسعة، في صفوف القبائل المحيطة بالعاصمة. وهي قبائل كانت ولا تزال لها كلمة فصل في من يقيم في القصر. وهي انتفضت سريعاً عندما أشعل رجاله النار بوجه الشريك اللدود. وتحرك الشارع الذي عانى المر في السنوات الثلاث الماضية. وهكذا اختل ميزان القوى لمصلحة حزب المؤتمر والقوى المعترضة على الحركة الحوثية وأيديولوجيتها وارتباطاتها الخارجية.

الانتفاضة الحالية كانت سيناريو معداً في آب الماضي، لكن هجمة الحوثيين حالت دون ذلك. تأجلت أكثر من ثلاثة أشهر. وعجلت سياسة القهر التي مارسوها الفرصة المفصلية في التوقيت المناسب لإطلاق عملية سياسية تنهي هذا المشروع الغريب عن اليمن وأهله، وتعيد صنعاء إلى حضن العالم العربي. لم يعد بإمكان القادة الإيرانيين التباهي بأنها إحدى عواصم عربية أربع تقيم فيها الجمهورية الإسلامية. إنها فرصة ليستعيد الرئيس السابق المبادرة العسكرية، وليطلق مبادرة سياسية مختلفة التوجه عما كان يسعى إليه سابقاً. فهو رجل واقعي، فلا مسلمات ولا ثوابت أبدية جامدة، بل مصالح تتحكم بالنهج السياسي أياً كان. أثبت أخيراً أنه لم يعُد واجهة للآخرين فحسب. ووفر له هذا التحول العسكري والسياسي هامشاً كبيراً للحوار مع الخارج. وهذا ما كان متعذراً في السابق. كان الحوار عبر الوسطاء، وبات ممكناً الآن أن يكون مباشراً مع كل الأطراف المعنيين بالصراع. أبدى في كلمته قبل يومين عزوفاً عن السلطة وهذا جديده اليوم. ودعا إلى حوار مع دول الجوار، مؤكداً أن مجلس النواب هو الممثل الشرعي. ودعا التحالف إلى وقف النار لبدء مرحلة انتقالية لاختيار قيادة جديدة، وإنهاء عصر الميليشيات، علماً أن أصواتاً كثيرة كانت ولا تزال تنادي بما سماه رئيس الحكومة السابق خالد بحاح «إعادة هندسة الشرعية». كما لو أنه يأخذ عليها عدم فاعليتها في إدارة البلاد في أخطر أزمة تشهدها منذ عقود.

لم يكن أمام التحالف العربي أن يقف متفرجاً. هو الآخر التقط اللحظة المناسبة. مثل هذا التحول يمكن أن يطلق العملية السياسية من بابها الواسع ويوفر على دوله المزيد من الاستنزاف في حرب لا أفق لنهايتها. بات الجمهور اليمني بمعظمه، وليس المؤتمر الشعبي وحده في مواجهة الحوثيين. تحوّل أبناء القبائل وجُلهم مدجج بالسلاح إلى قوات عسكرية لا يمكن «أنصار الله مواجهتها ومواجهة جنود الحرس المدربين أحسن تدريب. لذلك ناشد التحالف اليمنيين إلى رفد الانتفاضة ودعمها. إنها خطوة أولى لملاقاة صالح والآخرين. وكان واضحاً هذا التجاوب في خطاب الإعلام الخليجي. لم يعد صالح يوصف بالرئيس»المخلوع». بات الرئيس «السابق»! إنها بداية فتح صفحة يمكن أن تؤدي إلى استعادة الدولة ومؤسساتها، واستعادة صنعاء من يد الإيرانيين. والعودة إلى المرجعيات من المؤسسة العسكرية إلى الدستور الجديد والبرلمان والمبادرة الخليجية. فالخلاف مع الرئيس السابق كان على سبل إدارة الدولة ومؤسسات الحكم والفساد وغير ذلك من شعارات رفعها الشباب اليمني في تحركه الكبير في عام 2011، بينما الخلاف مع الحوثيين أيديولوجي وأثبتت التجارب أن الحوار معهم غير مجد ما داموا يعتقدون بأن حقهم في الحكم إلهي!

كلمة الرئيس صالح وبيان التحالف يؤسس لمرحلة جديدة في الصراع. إنها بداية مبادرة تفتح باباً للحوار لاستكمال عناصرها. ليست كاملة أو شاملة، لكنها خطوة أولى تمهّد الأرض لتحرك سياسي منتج هذه المرة، سواء تم ذلك عبر المبعوث الدولي ولد الشيخ أحمد أو عبر لقاءات مباشرة. ولن يكون بمقدور الحوثيين بعد اليوم مواجهة كل هذا الحشد الداخلي، فضلاً عن التحالف العربي الذي يمثل دول الجوار التي كانت رسالتها منذ إطلاق «عاصفة الحزم» حاسمة وواضحة بأنها لن تسمح بتحول اليمن قاعدة متقدمة لإيران في شبه الجزيرة العربية لاستكمال تطويق المملكة العربية السعودية، وتعزيز المشروع التوسعي. بالطبع المعركة العسكرية في بداياتها. لكن انخراط القبائل المحيطة بالعاصمة يرجح كفة الحسم لمصلحة خصوم «أنصار الله»، خصوصاً أن هذه القبائل كادت أن تضيع دورها في الحراك الأول قبل ست سنوات. ثم تعرضت للتنكيل على أيدي الحوثيين الذين لجأوا إلى التعامل معها بتجاهلها وزنها حيناً وبإغرائها حيناً آخر. وهي ستعى الآن إلى استعادة دورها، وهي قادرة على ذلك في بلد مليء بالسلاح إلى حد التخمة. لذلك قد لا تطول معركة صنعاء وإخراج الحركة وأنصارها منها وانكفائهم إلى مناطقهم في صعدة وحجة وعمران. لن يكون بمقدورهم مواجهة أهل العاصمة بالقتل الجماعي.

قُضي الأمر. لا عودة إلى شراكة بين المؤتمر والحوثيين. إنه طلاق مبين بين طرفين لا رابط ايديولوجي أو سياسي بينهما، بل تاريخ من الحروب شهدت ست جولات، وكان مقدراً لها أن تشهد جولة سابعة قبل أشهر تأجلت إلى اليوم. ويمكن القول إن الانتفاضة الحالية ستستمر حتى خلاص صنعاء من قبضة طهران وميليشياتها، لتكون أول عاصمة عربية تخرج من العباءة الإيرانية.

 

الصحافي الجديد» في مؤتمر «أريج»

حازم الامين/الحياة/04 كانون الأول/17

أن يلتقي أكثر من 400 صحافي من حول العالم في مكان واحد ليناقشوا ما تواجهه مهنتهم من تحديات وتحولات، فإن ذلك حدث أيضاً، لا سيما أنهم حملوا معهم قصص بلادهم وهمومها وحروبها. حدث هذا على البحر الميت في مؤتمر منظمة «أريج» السنوي، وهو هذا العام كان تحت شعار «نحن والأخبار الملفقة»، أو الـ «فيك نيوز» كما صار يطلق عليها. والحال أن الصحافيين العرب كانوا في المؤتمر يبحثون عن أب جديد وبديل عن الأب السياسي الذي ترنحت في ظله مهنتهم. ويبدو أن ملامح أبوة بدأت تلوح وترافق التحول الهائل الذي يعصف بالمهنة. فالصحافة العربية صارت جزءاً من هاجس الغرب، وهذا الأمر وإن كان ليس جديداً، إلا أن ثمة متغيراً على هذا الصعيد، ذاك أنه صار هاجس المجتمعات الغربية أيضاً، بعدما كان هاجس الحكومات.

الحكومات الغربية أنشأت إعلامها العربي. فرنسا لديها «فرانس 24» العربية، وبريطانيا لديها «بي بي سي» العربية، والولايات المتحدة لديها تلفزيون «الحرة»، وألمانيا أيضاً. الجديد على هذا الصعيد، وما يكشفه كل عام مؤتمر «أريج» هو أن مؤسسات غير حكومية غربية كبرى صارت معنية ببناء صحافي عربي مزود بخبرات وبحساسيات مختلفة. وهذا الجهد المتعاظم بدأ ينتج مفارقات، ذاك أن الصحافيين العرب هم أيضاً أبناء مؤسساتهم، أو متعاملون بأشكال متفاوتة مع مؤسسات الإعلام العربي. والتزود بخبرات وحساسيات من خارج منظومة هذا الإعلام يضعهم أمام تحديات مرتبطة بالشروط المهنية والرقابية التي تخضع لها هذه المؤسسات. وما كشفه مؤتمر «أريج» هو أنه في موازاة هذا الحضور الكثيف للصحافيين العرب، ثمة غياب لمؤسسات الإعلام العربي الرئيسية. حضر أكثر من 60 صحافياً يمنياً، وهؤلاء كانوا على البحر الميت في لحظة سقوط صنعاء بيد علي عبدالله صالح. وحضر صحافيون سوريون أيضاً بالكثافة نفسها. قصص اليمنيين والسوريين الصحافية استقبلت بترحيب الباحثين من المؤسسات الغربية عن أصوات مختلفة لكتابة ما يجري في هذين البلدين، وفي مقابل ذلك كانت القصص نفسها في مؤسسات الإعلام العربي الكبرى مثبتة وجامدة عند حدود الانقسامات.

التحولات الهائلة التي تعصف بالإعلام في ظل تحديات الديجيتل، حضرت أيضاً وصارت جزءاً من حكاية الصحافي الجديد. الديجيتل لا يهدد الصحافة، بل يعطيها مزيداً من الفرص. المحتوى العربي على الشبكة الإلكترونية لا يشكل أكثر من واحد في المئة من مجموع ما تحويه الشبكة، في وقت تبلغ نسبة المتصفحين العرب أكثر من ستة في المئة من زوار الشبكة ومن متصفحيها. هذه المعادلة تقول إن الحاجة للمحتوى العربي أكبر بكثير مما كانت قبل الثورة التكنولوجية. إذاً لدى الصحافة العربية فرصة أكبر، لكن شرط ذلك هو الاندراج في التحول الكبير الذي يصيب المهنة، ويصيب غيرها من المهن الموازية.

لم يعد ممكناً أن تبقى الصحافة العربية أسيرة مواقعها في النزاعات والانقسامات، ولم يعد ممكناً البقاء خارج منطق العرض والطلب، وأن تُردم هوة التمويل بالموازنات السياسية. ثمة فرصة كبيرة تلوح، وفي مقابلها ثمة هاوية هي مصير من لن يستجيب لشرط الصحافي الجديد.

وبالمناسبة «الصحافي الجديد» هو ليس فقط صحافياً شاباً قادماً إلى المهنة من خبرات مختلفة، إنما هو أيضاً الصحافي نفسه منتج المحتوى ومُجدده، وهذا الأخير صار القيمة الأهم في المنتج الإعلامي، بعد أن صارت أكلاف هذا المنتج تقتصر تقريباً على قوة عمله. ففي مؤتمر «أريج» حضر صحافيون غربيون في أعمارٍ متقدمة، وجاؤوا ليقولوا إنهم وفي متوسط عمرهم المهني وأحياناً في آخره، أجروا تحولاً وأعادوا بناء مهارات تنسجم مع شروط الصحافة الجديدة. وأن هذه المهارات تبقى كفاءات ضرورية في خدمة المحتوى، الذي كان وما زال الشرط الأساسي للمهنة، وهو ما لا يمكن للتكنولوجيا أن تطيحه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها
الراعي في قداس في ذكرى الشهيدين الفخري: الثقة كبيرة بالقضاء ونرجو القبض على الجناة وإجراء ما تقتضيه العدالة

الأحد 03 كانون الأول 2017 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وعاد أبي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور النائب السابق ميشال الخوري، وفد من عائلة المرحومين الشهيدين صبحي ونديمة الفخري وأهالي بتدعي وبشري ودير الاحمر ونبحا برئاسة باتريك الفخري، وفد من عائلة المرحومة جورجيت سركيس، القنصل ايلي نصار وحشد من المؤمنين. وخدمت القداس جوقة القديسة فيرونيكا.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "طوبى للتي آمنت انه سيتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو1: 45)، قال فيها: "إليصابات النبوية لمريم، عندما زارتها، ومريم في أول يوم من حبلها بيسوع، مخلص العالم وفادي الإنسان، وإليصابات حامل بيوحنا المعمدان وهي في شهرها السادس ، إذ هتفت:"طوبى للتي آمنت أنه سيتم ما قيل لها من قبل الرب". (لو1: 45). أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية التي نحيي فيها زيارة مريم العذراء لنسيبتها إليصابات، فور علم مريم من الملاك بأن إليصابات نسيبتها حبلى بإبن في شيخوختها. نحييكم جميعا وبخاصة أولاد المرحومين الشهيدين صبحي ونديمه الفخري اللذين قتلا بإطلاق النار أمام دارتهما في بتدعي، على يد عصابة من آل جعفر، فيما كان يطاردهم الجيش اللبناني خلال الخطة الأمنية في البقاع. وما زال القتلة فارين من وجه العدالة. وقد مضى على الجريمة ثلاث سنوات كاملة. وكنا ننتظر مع العائلة أن يسلمهم آل جعفر للقضاء تجاوبا مع أبناء الضحيتين الذين قطعوا عهدا بعدم اللجوء إلى الثأر أو التهديد، لان دم الوالدين لا يثمن ولا يعوض، وحماية للعيش المشترك في البقاع العزيز، وحفاظا على حسن صيت هذه المنطقة من لبنان. لكن الثقة كبيرة بالقضاء، ونرجو أن يتوصل إلى القبض على الجناة وإجراء ما تقتضيه العدالة بحقهم. "فالعدل أساس الملك". إننا نجدد تعازينا لأبناء وابنتي الشهيدين وعائلاتهم وسائر أنسبائهم، ونعبر لهم عن قربنا منهم الروحي والإنساني والتضامني، ونذكر بصلاتنا المرحومين صبحي ونديمه، راجين لهما الراحة الأبدية في السماء. واننا نحيي الوفود المرافقة من بشري ودير الاحمر وبتدعي ونبحا وسواها، ورؤساء البلديات والمخاتير. كما نحيي عائلة المرحومة جورجيت حبيب سركيس ارملة المرحوم جرجس نمر ابو سمرا التي ودعناها منذ شهر. نذكرها معكم بالصلاة ونجدد التعازي لابنيها وابنتيها وعائلاتهم ولانسبائها جميعا".

وتابع: "في إنجيل زيارة مريم العذراء لإليصابات تسطع ثلاث فضائل: الإيمان والمحبة والخدمة. هوإيمان مريم بالله وبكلام الملاك الذي بشرها بأنها ستكون أما لابن الله القدوس، وهي عذراء، بقوة الروح القدس. بهذا الإيمان أجابت مريم "نعم" لإرادة الله كيفما تجلت. وقالت: "أنا خادمة الرب" (لو1: 38). إيمانها إيمان بمحبة الله التي أنشدتها في بيت إليصابات: "تعظم نفسي الرب، لأن القدير صنع بي عظائم، اسمه قدوس، ورحمتُه من جيل إلى جيل لخائفيه..." (لو46-50). وإيمانها محبة تخدم، فأسرعت إلى بيت إليصابات لتخدمها. وظلت عندها ثلاثة أشهر حتى مولد يوحنا.

من يؤمن يحب الله، ومن يحب الله يخدم الإنسان. هذا هو الترابط بين الإيمان والمحبة والخدمة، الذي لا يقبل الانحلال في حياتنا. إن أمنا وسيدتنا مريم العذراء هي لنا المثال بامتياز. في مسيرتنا الروحية نحو الميلاد، نسأل الله أن يجمِل عقولنا بالإيمان، وقلوبنا بالمحبة، وإرادتنا بالخدمة".

وقال: "هذه الثلاثة، إذا عشناها وتذوقناها في حياتنا العائلية والاجتماعية والوطنية، اختبرنا السعادة وطعم الحياة الجميلة. لا يمكن أن نفصل الإنجيل عن واقع حياتنا اليومية في العائلة والمجتمع والدولة. فالكلام عن ثلاثية الإيمان والمحبة والخدمة هو حاجة حياتنا الوطنية اليوم. لذا، ندعو الجماعة السياسية عندنا لاعتماد هذا النهج المثلث، والخروج من واقع التباعد والتنافر والاتهامات المتبادلة والتحجر في المواقف، وفرض الرؤية الشخصية، بل ندعوها للسير في خط التلاقي من أجل شد أواصر الوحدة الوطنية، من خلال إزالة كل ما يعرقلها من مصالح وحسابات ومكاسب شخصية وفئوية، مع الولاء أولا وآخرا للبنان ولمصالحه، كيانا وشعبا ومؤسسات". أضاف: "لقد قطعنا، بنعمة الله وبفعل الإرادات الطيبة، قطوع "التوطين في لبنان" للاشتباكات الجوالة في المنطقة، وبالتالي قطوع محاولات "جعل لبنان ساحة بديلة" للصراعات الإقليمية. فرفعت الدول الصديقة صوتها لحماية لبنان، وسيادته، ووحدته، ودوره كعنصر استقرار في المنطقة، بفضل نظامه الديموقراطي القائم على التعددية الثقافية والدينية، وعلى العيش المشترك والمشاركة المتساوية والمتوازنة بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة، وفقا لروح الميثاق الوطني وِما يرسمه الدستور".

وتابع: "نحن نأمل ونصلي أن تأتي نتائج المشاورات، التي أجراها فخامة رئيس الجمهورية مع مختلف الكتل والشخصيات السياسية، لترسي توجها سياسيا جديدا منتظرا، فتسير بلادنا إلى الأمام اقتصاديا وإنمائيا، وتحافظ على علاقاتها الطيبة مع كل دول المنطقة في إطار الأسرة العربية".

أضاف: "إن ثمار ثلاثية الإيمان والمحبة والخدمة كبيرة دائما، وتفوق توقعاتنا، لأن مصدرها هو الله. عندما دخلت مريم بيت إليصابات، امتلأت هذه والجنين يوحنا الذي في بطنها من الروح القدس. فأملى عليها الروح ما أعلنت نبويا بشأن مريم: "مباركة أنت في النساء، ومبارك ابنك ثمرة بطنك! من أين لي أن تأتي إلي أم ربي؟ فطوبى للتي آمنت أن ما قيل لها من قبل الرب سيتم" (لو1: 42، 43، 45). والجنين يوحنا "ارتكض من الفرح في بطن أمه" (لو1: 41 و44). كل ذلك، لأن مريم الحامل بيسوع في يومها الأول، كانت تحمل كل محبة الله المسكوبة فينا بالروح القدس. فحيث المسيح هناك الروح القدس. وحيث الله هناك المحبة. هذا الذي جرى في بيت إليصابات ينتظر أن يجري في كل بيت عائلي واجتماعي وكنسي ووطني". وتابع: "من إنجيل زيارة العذراء مريم لإليصابات، تتضح لنا من جديد حقيقة ثابتة هي أن الجنين منذ اللحظة الأولى لتكوينه في حشا أمه هو كائن بشري له فرادته وشخصيته العتيدة، وهو كامل الحقوق وأولها الحياة. فالجنين في بطن مريم منذ لحظة بشارة الملاك لها وجوابها "بنعم" هو يسوع المسيح العتيد أن يولد ويكون مخلص العالم وفادي الإنسان. والجنين الذي في حشا إليصابات منذ ستة أشهر هو يوحنا المعمدان الذي سيولد، ويكون حامل رسالة إعداد القلوب بمعمودية التوبة للمسيح الآتي".

وختم الراعي بالقول: "إننا نلتمس من الله أن ينعم علينا بالإيمان والمحبة والخدمة، وان تؤتي ثمارها فينا، وان نحترم الحياة البشرية في كل إنسان، منذ لحظة تكوينه جنينا حتى آخر نفس من حياته، لمجد الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح، المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

عوده للمسؤولين: لم يدفع أبناؤنا الارثوذكس دائما الثمن في اية تشكيلات وهل نفتقر إلى الكفاءات والطوائف الأخرى تزخر بها

الأحد 03 كانون الأول 2017 /وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في حضور عدد كبير من المؤمنين.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى عوده عظة قال فيها: "تلي على مسامعنا مقطع من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس، يركز فيه الرسول على السلوك المسيحي المرضي لله. يطلب من أهل أفسس ومن كل مسيحي أن يسلكوا كأولاد للنور كبشر سمحوا للروح القدس أن يعمل فيهم وأن يثمر. وثمار الروح كما يعددها بولس تكون "في كل صلاح وبر وحق". هذا السلوك هو الذي يرضي الله ويجعل من فاع له إبنا للنور، لا بل نورا كما أوصانا الرب يسوع أن نكون. كذلك يطلب الرسول من أهل أفسس ألا يشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة، بل بالأحرى أن يوبخوا عليها. كلنا نعلم أن أعمال الظلمة هي من الشرير الذي يحارب كل مؤمن ويحاول إيقاعه في شركه ودفعه إلى القيام بأعمال غير مرضية لله". أضاف: "عندما يتمكن الشرير من قلب الإنسان يجعله يحيد عن الطريق السليم عن الإستجابة لنداء الروح عن القيام بالأعمال المرضية لله، لذلك يقوم بأعماله سرا في الخفاء في الظلمة، لأن هذه الأعمال يقبح ذكرها كما قال بولس الرسول. أما كل ما يعلن فهو نور كما يقول بولس أيضا. المحبة، الرحمة، عمل الخير، مساعدة المريض والمحتاج، السير على خطى القديسين، كلها أعمال محمودة، لذلك لا يخجل من يقوم بها، فيقوم بها في النور.أما الأعمال الشريرة وغير النافعة والمسيئة للنفس وللغير فإن من يقوم بها يدرك في قرارة نفسه أنه يقوم بأعمال غير مرضية، لذلك يقوم بها في الظلمة وفي الخفاء. "فانظروا إذا أن تسلكوا بحذر لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت".

وتابع: "الوقت ثمين ولا يجوز إضاعته. لقد منحنا الله الوقت للتوبة وتمجيد اسم الرب والإبتعاد عن الرذائل والعودة إلى أحضان الآب. لذلك يقول لنا بولس "لا تكونوا أغبياء بل افهموا مشيئة الرب ولا تسكروا بالخمر التي فيها الدعارة بل امتلئوا بالروح".

وقال: "المسيحي الحقيقي يجاهد طيلة حياته لكي يفهم مشيئة الرب ويعمل بحسب إرادته. مثل هذا الإنسان لا يمكن أن تكون أعماله إلا ثمارا للروح القدس، لأنه فتح قلبه لله واستجاب لنداء الروح في داخله".

أضاف: "يذكر بولس السكر، لأن المبالغة في شرب الخمرة يفقد الإنسان صوابه، فيقوم بما لا يرضي الله. هنا أود أن أتحدث عما أتحفنا به أحد من يدعون الشعر من كتابة على صفحته الإلكترونية فيها من الوقاحة وقلة الأخلاق الشيء الكثير. وقد ظن أنه بكلامه هذا يهين سيدتنا والدة الإله الفائقة القداسة ويسيء إليها. لو كان هذا فعلا شاعرا لكان تميز بالرقة والذوق والإحساس، لأن الشاعر مبدئيا مرهف الحس ورقيق المشاعر. أما أن يتطاول على رمز من رموزنا المسيحية هي والدة الإله التي لها مكانة مميزة في عبادتنا وندعوها أم المخلص وباب الفردوس والسلم المصعدة إلى الله ونلجأ إليها لتتشفع من أجلنا عند ابنها ربنا وإلهنا، فبئس الشعراء إن كانت الوقاحة والحقارة وقلة الأخلاق من صفاتهم".

وتابع: "قول هذا السكير لا يضير قديستنا، لأنها أعلى وأنقى وأقدس من أن يدنسها كلام إنسان فاجر قال ما قاله ثم تراجع مختبئا وراء حجة السكر. يا له من عذر أقبح من ذنب. وقد فضحه سكره فأخرج ما يعتمل في صدره من حقد على والدة الإله ومن يكرمونها.

ماذا كان فعل هو نفسه لو تعرض أحدهم للسيدة زينب أو السيدة فاطمة أو لرمز من رموز دينه، لكان بادر مع زمرة من أمثاله إلى حرق الدواليب وقطع الطرق وتحطيم الصلبان ورشق الكنائس بالحجارة، وربما إلى القتل أو التدمير. أليس هذا ما حصل في 5 شباط 2006 ، وقد طاولت الإعتداءات مطرانيتنا، إذ حطم الصليب المرفوع على بابها وعلى كنائسنا".

وقال: "نحن لسنا من دعاة الشغب وقطع الطرق. ونحن أول من ينادي بالحرية، حرية الرأي وحرية الفكر والتعبير، لكننا نرفض وندين بشدة كل ما يسيء إلى الآخر ويمس كرامته وحريته وإيمانه.الإنسان الذي يحترم نفسه يحترم الآخر ومن لا يضمر الإحترام للآخر كائنا من كان هذا الآخر، لا يحترم نفسه.أما الإساءات والتجريحات فترتد دوما على مطلقها ولا تمس المقصود بها خاصة اذا كان المقصود الله تمجد اسمه أو قديسا أو والدة الإله الفائقة القداسة".

أضاف: "كم كنا نتمنى أن نسمع أصواتا من جميع اللبنانيين تدين ما كتب وبخاصة من إخوتنا المسلمين الذين يكرم كتابهم سيدتنا والدة الإله وابنها ربنا يسوع المسيح. لكنا أحسسنا أننا فعلا إخوة في هذا الوطن ، ما يؤذي أحدنا يؤذي الآخر. يكفينا ما نعيشه في هذه الأيام من مشاكل وضيقات ولا ينقصنا من يؤجج الأحقاد ويضرب على الوتر الديني أو الطائفي. لذا نطلب من المسؤولين أن يقوموا بما يلزم بحسب ما تنص عليه القوانين من أجل محاسبة ومعاقبة كاتب هذه الإهانة ، ليكون عبرة لغيره ولإبعاد شبح التعصب والحقد والكراهية عن هذا الوطن. كما نرجو ألا تكون العقوبة صورية أو مخففة ، لأن التهاون في تطبيق القوانين أوصلنا إلى ما وصلنا إليه من فوضى ، بدءا من تخطي قانون السير إن لم نقل تجاهله من قبل المواطنين ، وصولا إلى التطاول على المقدسات وانتهاك الكرامات والتعدي على الحريات".

وتابع: "أملنا أن يكون المسؤولون على قدر المسؤولية ، وأن يكون القضاء على مستوى تطلعات الشعب. وبما أننا نخاطب المسؤولين ، أود لفت نظرهم إلى الإجحاف اللاحق بأبنائنا في قوى الأمن الداخلي والذي تناولته وسائل الإعلام ، إذ لم تراع التشكيلات المقترحة التوازنات ، وكالعادة كان الإقصاء من نصيب الأرثوذكس. فهل يجب أن يدفع أبناؤنا دائما الثمن أم هل نفتقر إلى الكفاءات ،ألم يجدوا بين الأرثوذكس من هو أهل لخدمة وطنه من خلال المسؤولية الموكلة إليه ، أم أن الطوائف الأخرى تزخر بالكفاءات والأرثوذكس يفتقدونها؟".

وقال: "الدولة العادلة تعامل أبناءها بالتساوي ولا تميز بين مواطن وآخر وموظف وآخر بسبب انتمائه الحزبي أو الطائفي ، ولطالما كررنا أننا لا نريد التعدي على حقوق أحد، إنما لا نقبل أن يتعدى أحد على حقوق أبنائنا، ولصبرهم حدود. فعسى يسمع المسؤولون ويستجيبون".

أضاف: "أظن أن وزراءنا ونوابنا لا يرفعون أصواتهم كفاية. إننا نطلب منهم أن يرفعوا أصواتهم بشدة ويضربوا الطاولة بأيديهم بقوة حتى يسمع من عليه أن يسمع ، وإن صم أذنيه. فليكن أبناؤنا أقوياء في الحق ولا يتوقفوا عن الإزعاج حتى يحصل إخوتهم على حقوقهم ، أي حتى تحصل الطائفة على حقوقها. هذا الواقع تحد لهم. آمل أن يطيعوا ضمائرهم وألا يسمعوا لأوامر زعمائهم لأن هؤلاء يريدون مصلحتهم ومصالح طوائفهم ، لا مصلحة الطائفة الأرثوذكسية ومصلحة أبنائها".

وختم عوده بالقول: "لو كنا في دولة مدنية، لما كنا طالبنا بما نطالب به. لكننا في دولة يتناتش فيها الجميع الوظائف والمراكز والتعهدات وخيرات هذا الوطن. الكل يحصل على حصته والبعض يحصل على حصته وحصة غيره، أما الأرثوذكس فهم دائما المظلومون. لماذا لأنهم حضاريون ولا يحملون السلاح ولا يقطعون الطرق ولا يتوسلون الوسائل غير المشروعة. لكن هذا ظلم، والحاكم العادل لا يقبل الظلم. ومن له أذنان للسمع فليسمع. ومن أراد أن يسلك كأولاد النور، عليه ألا يشترك في أعمال الظلمة غير المثمرة، كما قال بولس الرسول ، بل أن يوبخ عليها ويدينها ويعمل ما يرضي ضميره والله. ونحن نصلي من أجل أن يلهم الرب الإله الجميع للتصرف بحكمة ووعي بحسب مشيئة الله".

 

رعد: العدو الصهيوني لم يجهز للحرب والمعوقات امام جهوزيته لا تزال بعيدة وكثيرة

الأحد 03 كانون الأول 2017 /وطنية - اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "ان اسرائيل تتحاشى ان تستدرج الى حرب وانهم قالوا انهم لا يقاتلون عن احد وأنهم ليسوا جاهزين للقتال". وفي احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة النميرية عن روح شهيد الحزب علي سعيد حمادة "حسن مهدي"، قال رعد: وقال: "ان العدو الصهيوني لم يجهز للحرب بعد وعندما يجهز لا ينتظر قرارا من احد وهو الذي يبادر اليها ولكنه يعرف ان المعوقات امام جهوزيته لا تزال بعيدة وكثيرة ونحن في موقع من يده الاعلى وتبقى يدنا الاعلى بفضل دماء الشهداء وتضحياتهم". واضاف رعد: "ان مشروع ومشوار الاميركي وداعش بعد الذي حصل في البوكمال قد انتهى وأن صور الاميركي لم تعد تخيف حتى من كان يخاف منها فهي اصبحت صورة هوليوودية وصورة اجرام وقتل اطفال كأطفال اليمن".

وقد تخلل الحفل كلمة نجل حمادة عباس وعرض وصية والده.

 

ميشال معوض في ذكرى استشهاد والده: لا استقرار خارج الدولة والمؤسسات وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة

الأحد 03 كانون الأول 2017 /وطنية - أحيت زغرتا ومعها الشمال ولبنان وعائلة الرئيس الشهيد رينه معوض و"حركة الاستقلال"، الذكرى 28 لاستشهاد الرئيس معوض، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول.

أقيم للمناسبة قداس إحتفالي في كنيسة مار يوحنا المعمدان في زغرتا، ترأسه ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي العام على بشري وزغرتا وإهدن المطران جوزيف نفاع، وعاونه كهنة رعية زغرتا إسطفان فرنجية وجان مورا وبول دويهي ويوحنا مخلوف، وشارك المطرانان بولس إميل سعادة وجورج بو جودة، بطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوريوس بطرس ممثلا بالمطران جورج أسورديان، القائم بالأعمال البابوي المونسنيور إيفان سانتوس ولفيف من الكهنة. وخدمت القداس جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنوس.

حضر القداس الى ممثل رئيس الجهمورية، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب إسطفان الدويهي، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بوزير العمل محمد كبارة، الرئيس ميشال سليمان ممثلا بالوزيرة السابقة أليس شبطيني، الرئيس أمين الجميل ممثلا بعقيلته جويس، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالوزير السابق نقولا نحاس، رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل ممثلا بالوزير السابق نقولا صحناوي، وزير العدل سليم جريصاتي ممثلا بالقاضي أنطوان لطوف، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني ممثلا بنخلة رشو، وزير المهجرين طلال إرسلان ممثلا بالمدير العام أحمد حمود، رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ممثلا بالوزير السابق يوسف سعادة، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ممثلا بالنائب هنري الحلو، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل ممثلا بالوزير السابق آلان حكيم، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ممثلا بالنائب فادي كرم، النائب محمد الصفدي ممثلا بأحمد الصفدي.

كما حضر النواب كاظم الخير، قاسم عبد العزيز، بطرس حرب ممثلا بنجله مجد، قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلا بالعميد يعقوب معوض، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، الوزير السابق محمد يوسف بيضون، الوزير السابق جان عبيد ممثلا بعقيلته لبنى، الوزير السابق فيصل كرامي، النائب السابق جواد بولس، نقيب المحررين الياس عون ممثلا بمستشاره في الشمال الصحافي جوزاف محفوض، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بالعميد انطوان ذكرى، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلا برئيس دائرة الأمن العام في الشمال العميد ريمون أيوب، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالمقدم إسكندر يونس، المدير العام للجمارك بدري ضاهر ممثلا بالعميد كلود عوض، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار ممثلا بأسعد خوري، مدير المخابرات في الجيش طوني منصور ممثلا بالعقيد الركن طوني أنطون، الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلا بمنسق التيار في مرياطة زياد ديب، قائد الدرك السابق العميد سركيس تادروس والعميد شامل روكز، إضافة الى رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب إبراهيم أبو راجل، رئاسة الرهبنة الأنطونية، رئيس الرابطة المارونية انطوان إقليموس ممثلا بتوفيق معوض، إميل عيسى عن المؤسسة المارونية للإنتشار، عائلة الرئيس الشهيد رينه معوض الوزيرة السابقة نائلة معوض ورئيس حركة الإستقلال ميشال معوض وعقيلته المحامية مارييل وأولادهما، إضافة الى عوائل الشهداء الذين قضوا مع الرئيس معوض، الى حشد من رؤساء البلديات والمختارين، وفعاليات اجتماعية وثقافية وتربوية واقتصادية.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى المطران نفاع عظة تحدث فيها عن زيارة مريم الى نسيبتها أليصابات، مشددا على معنى كلمة القيامة وقال: "لقد شرفني غبطة أبينا سيدي البطريرك أن أمثله وأن أنقل إليكم تحياته وأن ألقي بإسمه الكلمة العظة في هذه الذبيحة الإلهية. قامت مريم وذهبت مسرعة الى الجبل لتخدم أليصابات، ما إن سمع العالم بخبر ميلاد يسوع المسيح بواسطة بشارة الملاك الذي إحتفلنا به الأسبوع الفائت حتى تغير كل شيء. لم يترك يسوع الدنيا كما كانت أبدا يخضها، يحولها، ينهضها من ثباتها، فها مريم نفسها قامت لم تعد تلك الفتاة البسيطة في قرية الناصرة الصغيرة التي تمضي حياتها بين أعمال المنزل والصلاة. تركت البيت لتلبي متطلبات الوضع الجديد، يجب ان تساعد العجوز أليصابات فهي لا تقوى وحدها على مواجهة متطلبات حالتها الجديدة. يستعمل النص الإنجيلي عن قصد فعل قام، وكان بالإمكان التخلي عنه لو قال ذهبت مريم مسرعة لكنه قال، قامت وذهبت، هو نفس الفعل المستعمل عن الرب يسوع في خبر قيامته من بين الأموات. فمريم نفسها، بلا يسوع، ورغم كل قداستها، لا يمكنها أن تقوم، أما الآن فهي تحمل في أحشائها من هو أعظم من الحياة نفسها، ذلك الذي قام ليقيمنا وليمنحنا الحياة الحقيقية".

وأضاف: "هذا هو مشروع يسوع في حياة كل منا: ان يجعلنا نقوم، من كل كبوة من كل خوف يكبلنا. فالحياة مع الخوف هي أسوأ من الموت نفسه، ما أصعب أن تمضي أيامك متفرجا على الحياة تسير، وأنت مستمر في مكانك، لا تملك سوى الحسرة. أول ثمار الميلاد كانت أن يسوع جعل مريم تقوم، ليعلمنا نحن أيضا أن نكون على مثالها. قامت مريم وذهبت، صاعدة الى الجبل. لم تكن طبعا مسيرة مريم لا سهلة ولا آمنة، بل محفوفة بكل أنواع المخاطر والمشقات. فيسوع قال لنا منذ اللحظة الأولى، إحمل صليبك وإتبعني. بهذا يمكنك أن تصل الى القيامة، أن تقوم منتصبا على قدميك. وقامت مريم مسرعة للخدمة. هي التي علمت أنها إنتخبت من الله لتكون أم إبنه الوحيد، لم يملأها هذا الإنتخاب إلا تواضعا وروح خدمة وإسراعا في السفر، رغم الخطر. لم تعد مريم تفكر في نفسها ولا في أهلها ولا في خطيبها، بل فقط بما يمكنها أن تفعل لتجعل هذا المشروع يتحقق. وعلى مثال مريم، كل مؤمن حقيقي يجب أن يتحلى بهذه الجهوزية للخدمة وللتضحية في سبيل المصلحة العامة. هذا ما يجعل من المسيحي مسيحيا حقيقيا ويمنحه بالتالي الحياة الأبدية. وما قلناه اليوم نجد له أفضل مثال في شخص الرئيس الشهيد رينه معوض الذي قدم حياته في خدمة وطنه وشعبه ومنطقته حتى الإستشهاد في يوم عيد الإستقلال".

وتابع: "كان بإمكان الرئيس معوض ان يساير الأوضاع الصعبة، التي كانت سائدة في تلك الحقبة الأليمة من تاريخ وطننا، أن يسايرها على حساب مصلحة الوطن، وان ينعم هو بمجد المنصب الأعلى الذي وصل إليه، تحت أعذار الظروف والإعتبارات. إلا أنه رأى في رئاسة الجمهورية مسؤولية وصلت الى حد إعتبارها حملا لصليب الوطن، المصلوب بدوره على خشبة الحرب. وهذا ما عبر عنه صراحة في خطاب القسم الذي أدلاه أمام نواب الأمة وأمام الشعب، قائلا: "لقد أديت يمين المسؤولية، وان أعاهدكم على أن أخلد الى الراحة، إلا وقد قامت الجمهورية الجديدة". لم يخلد رئيسنا البطل الى الراحة إلا عندما أوصلته يد الغدر الى الخلود في الراحة الأبدية".

وأردف: "لم يغب عن ناظري الرئيس شبح التضحية الكبرى بحياته من أجل وطنه وشعبه، إذ إستهل خطابه بتحية الشهداء قائلا: "إنني أنحني بخشوع أمام تضحيات شهداء الوطن الأبرار، من كل منطقة، ومن أي إنتماء أذكرهم اليوم جميعا وأشعر بمقدار الخسارة التي مني بها لبنان في طاقاته البشرية". لقد إنحنيت عليهم يا فخامة الرئيس الى أن إنضممت الى صفوفهم، ولم تعف نفسك من دفع نفس الثمن الباهظ، ما تزال الى يومنا نحن أيضا، كما كل اللبنانيين الشرفاء، نشعر بنفس مقدار الخسارة، لا بل بأعظم منها، لفقدانك كرئيس قل نظيره وكزعيم أحبه الجميع، من مناصريه ومن من هم في الصف الآخر. لقد كنت يا فخامة الرئيس رجل الوفاق والسلام والسعي الدائم الى المصلحة العامة. عرفك الجميع بهذه الصفات ورأوا فيك قائدهم ورئيسهم. وهذا ما عبرت عنه أنت نفسك إذ قلت: "لقد كنت دائما وعرفتموني، في حياتي ومسلكي، رجل وفاق وتوفيق، أعمل لجمع الكلمة وتوحيد الصف، وأرفض التفريق. وأعتبر اليوم أن رهان عمري هو إنجاز المصالحة بين اللبنانيين، على إختلاف المشارب والإتجاهات. فالمصالحة الوطنية لا تستثني أحدا، حتى ولا أولئك الذين يصرون على إستثناء أنفسهم منها. المصالحة ملك الجميع، وتتسع للجميع".

وقال: "لذلك نفتقدك أنت ورفقاءك الشهداء الأبطال مع كل إطلالة صباح نرى فيها أن وطننا لم يصل بعد الى حد تحقيق الحلم الذي رسمته له. كما ونفتقدك مع كل خطوة أنجزناها في مسيرة المصالحة الوطنية، إذ كان من العادل والضروري ان تكون أنت من يقوم بركبها، فأنت من أطلق الشرارة الفعلية لقيام الوطن من تلك الكبوة المشؤومة. ولكننا واثقون أنك من عليائك تكمل الآن المسيرة. لا بل إنك مكملها أيضا على الأرض، فالرجال الرجال يطبعون الأرض ليس فقط بأعمالهم وإنجازاتهم بل بالأكثر بالقيم والمبادئ والرؤى التي يبثونها حولهم، فتترسخ في القلوب والضمائر، وتبقى، تبقى حية حتى بعد فراق مطلقها، تبقى حية وراسخة بعد مرور السنين. تبقى حية، لا بل وتزداد قوة في قلوب كل من يفتقد طلتك وكل من إختبر، مع كل حدث جديد، صدق رؤيتك وصواب نظرتك وأنك لم تكن حريصا إلا على مصلحة الوطن. ومسيرتك يا رئيسنا الشهيد ويا شهداءنا الأبطال، بقيت مستمرة بين أياد أمينة، عنيت بها أيادي زوجتك السيدة نائلة ونجلك ميشال، لا بل وفي قلب كل من عرفك وآمن بمبادئك وبمشروعك".

وختم: "نفتقدك بحسرة، نفتقدك كل يوم. لكننا واثقون ان أشراف هذا الوطن لن يدعوا المشعل ينطفئ. نصلي حتى نتمكن سريعا من جعلك تفتخر، من سمائكن بوطنك لبنان، وبما قدمت دمك لأجله، نصلي لكي نقدم لأولادنا المستقبل الذي وعدتهم به وحلمت أنت بتحقيقه. لبناننا يستحق رجالات مثلك، رجالات يرون في السياسة عملا مقدسا مكرسا للخدمة وللخدمة فقط". وبعد القداس تم عرض فيلم وثائقي مختصر عن مسيرة الرئيس الشهيد رينه معوض وأبرز مواقفه الوطنية التي شددت على سيادة لبنان والمصالحة الوطنية والقرار اللبناني ورفض التدخلات الخارجية من أي مصدر أتت وحصرية السلاح بيد الدولة.

ميشال معوض

ثم ألقى نجله ميشال رئيس "حركة الإستقلال" كلمة شكر فيها الرؤساء الثلاثة والبطريرك الراعي والمشاركين وأضاف:"28 سنة على إستشهاد رينه معوض، وأيضا 28 سنة تقريبا على إنتهاء الحرب في لبنان والنتيجة حوالى 150 ألف ضحية، مئات آلاف الجرحى، وعشرات آلاف المعوقين، ودمار هائل لا زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم. هذه الحرب تركت وطننا مفتتا ومجتمعنا مقسما وأضعفت مناعتنا الوطنية".

وتابع: "منذ 28 سنة إستشهد رينه معوض، إستشهد وهو يحاول أن يلغي المعابر بين أشلاء الوطن، ويوصل كل شيء إنقطع، ويبني دولة تحمينا وتجمعنا. واليوم بعد 28 سنة، صحيح أن المعابر المادية سقطت، لكن المعابر النفسية والإنقسامات بين اللبنانيين لا زالت قائمة لأننا لم نعد جميعا الى الدولة، ولا زال هناك أطراف لديها مشاريعها خارج الدولة، وحتى خارج الحدود. مرت 28 سنة ولم نستطع بعد أن نبني الدولة، دولة تبسط سلطتها بقواها الذاتية على ال10452 كلم مربع، وتمنح الأمن والأمان لكل اللبنانيين. وتطبق القانون على الجميع، وتقدم الخدمات من دون فساد ومن دون زبائنية للمواطنين".

وأردف: "الرئيس رينه معوض إستشهد منذ 28 سنة لأنه أصر أن يسترجع القرار اللبناني. القرار اللبناني لدولة مستقلة ذات سيادة تحترم نفسها. في وقت منذ 28 سنة حتى اليوم، لا زلنا نرى تدخلات لا تحصى بشؤون لبنان الداخلية، ومن كل الجهات. لكن اللوم ليس على الخارج أبدا، لأنه من حق إيران أن تعمل لمصلحتها. ومن حق السعودية أن تعمل لمصلحتها، ومن حق أميركا وروسيا وفرنسا وتركيا وقطر وكل دولة أن يعملوا لمصلحتهم، هذا حقهم أن يعملوا مصالحهم. لكنه حان الوقت كدولة وكلبنانيين أن نحقق مصلحتنا، مصلحة لبنان، نعم مصلحة لبنان. مصلحة لبنان ان تقوم فيه دولة فعلية وليس صورية، دولة تحتكر السلاح وتجمع السلاح من الجميع من دون إستثناء، كما نص إتفاق الطائف، لأن الأيام علمتنا أن أي سلاح خارج الدولة لا يقسمنا فقط، إنما يدخلنا أيضا في لعبة المحاور التي نرى مرة جديدة إرتداداتها الكارثية علينا اليوم. مصلحة لبنان بالإستقرار، الإستقرار الأمني والسياسي والإقتصادي والمالي والإجتماعي. الإستقرار يعني أولا عودة الجميع الى الدولة، الى المؤسسات الدستورية والسياسية، الى النظام الديموقراطي البرلماني التعددي الحر. فلا إستقرار خارج الدولة والمؤسسات والدستور. والإستقرار يعني أيضا تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ضمن الإلتزام بالقضايا العربية الجامعة. والتحييد ممارسة فعلية عبر الإمتناع نهائيا وبشكل كامل عن أي تدخل بشؤون أي دولة خارجية، عربية أو غير عربية. هذا يكون لبنان سويسرا الشرق وليس ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. حان الوقت كي نتعلم مما حصل معنا ومما يحصل مع غيرنا، ونحن نراهن اليوم على دور فخامة رئيس الجمهورية وحكمته بهذا الموضوع".

وتابع: "مصلحة لبنان الذي هو دولة مؤسسة في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية، أن يلتزم بالقرارت الدولية، وبالإجماع العربي وقرارات جامعة الدول العربية، لأن هناك لبنانيين منتشرين في كل دول العالم، وكل الدول العربية، ودوره وإقتصاده مرتبطان بشكل عميق بعلاقاته بهذه الدول. من هذا المنطلق مصلحة لبنان أن يحافظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية وكل دول العالم، ولا يدخل بمحاور ويستجلب على حاله عقوبات مالية وإقتصادية عواقبها لن تستثني أحدا. مصلحة لبنان بان يكون، كما هو اليوم ضمن أول 25 دولة على لائحة الإبداع الفردي في العالم. وليس أن يكون كما هو اليوم بكل أسف، في المرتبة 138 من أصل 150 دولة على سلم الفساد. مصلحة لبنان أن نبني دولة تشبه إبداع أكثرية أبنائه وليس فساد بعض مسؤوليه. مصلحة لبنان بان يفتخر كل لبناني عندما يحمل جواز سفره الذي عليه الأرزة في كل دول العالم، لا ان يخجل به ويكون حلمه الحصول على "باسبور" أجنبي من أي دولة في العالم".

وختم: "لتحقيق كل هذه الأمور، لكي نستطيع أن نحقق مصلحة لبنان، كي نستطيع أن نبني دولة، كي نستطيع أن نحمي إستقرار لبنان، كي نستطيع الثقة بلبنان، كي نستطيع أن نبني إقتصادنا ومستقبل أولادنا، يجب علينا إسترجاع قرارنا اللبناني. تحية للرئيس رينه معوض شهيد القرار اللبناني".

وبعد القداس تقبل أفراد العائلة تعازي ممثلي الرؤساء والبطريرك الماروني والمشاركين في باحة كاتدرئية مار يوحنا المعمدان في زغرتا.

القوات

وفي هذا الاطار، صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي:

"حصل خطأ لوجستي صباح اليوم الأحد أدى الى تأخر وصول نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني إلى زغرتا لتمثيل رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع في الذكرى ال28 لاستشهاد الرئيس رينه معوض ورفاقه، ما استدعى من الحزب إيفاد النائب فادي كرم على وجه السرعة لتمثيل الرئيس الدكتور جعجع والحزب في هذه الذكرى الوطنية العزيزة. وبالفعل وصل النائب كرم في أواخر دقائق المناسبة وقدم التعازي لعائلة الرئيس الشهيد وعائلات رفاقه الشهداء، كما عاد ووصل لاحقا دولة الرئيس حاصباني الذي اعتذر عن التأخر وزار منزل الرئيس معوض في زغرتا مقدما التعازي".

المجلس الاسلامي الشيعي

كما اوضح المكتب الاعلامي للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى انه لم يكلف احدا بالمشاركة في تمثيل المجلس في ذكرى استشهاد الرئيس رينه معوض.