المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march17.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الثالث من الصوم الكبير: أحد شفاء النازفة/"يا صبيّة، قومي"

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وجدانية وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة

الياس بجاني/"من أرشيف سنة 2011/يا قادة 14 آذار اتعظوا، وكفى!

الياس بجاني/"خطيئة وخطأ جعجع والحريري بضربهما تجمع 14 آذار

الياس بجاني/"حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/“حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/أولوية مصالحة ريفي والحريري يجب أن تكون مواجهة حزب الله واحتلاله وليس العكس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من اجمل ما قرأت عن السيد المسيح/الأب سيمون عساف

د. مصطفى علوش: التصعيد يضرب مسار الحكم

لبنان ينسحب من مؤتمر "المحامين العرب" بسبب الأسد

فوز كاسح للائحة الاصالة والتجدد برئاسة أبي نصر في الرابطة المارونية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/3/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السيت 16 آذار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بومبيو إلى لبنان لوقف احتضان حزب الله وإيران

بومبيو إلى لبنان لوقف احتضان “حزب الله”

أزمة “حزب الله” المالية تتعمَّق

ملف “النازحين” يُكرِّس الخلاف بين عون والحريري وتيار “المستقبل” يرفض مزايدات جبران باسيل

تداعيات مؤتمر بروكسيل تلقي بثقلها على المشهد السياسي في لبنان

حماده لـ “السياسة”: باسيل يُقدِّم أوراق اعتماده لأعداء لبنان

عون: نريد عودة النازحين السوريين لكن بعض الدول يعطي أولوية للحل السياسي

توقيف رئيس جامعة بتهمة تزوير شهادات ومرافق النائب العام التمييزي لـ«تقاضيه رشاوى»

الحريري التزم في بروكسل موقف الحكومة من عودة النازحين وجبران باسيل قال إن المساعدات الدولية هي لإبقائهم في لبنان

خلافات الحريري باسيل الى العلن…فهل التسوية بخطر/أحمد شنطف/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

النزاع السوري يطوي عامه الثامن... أضخم مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية

بوتين مستاء من الأسد بسبب إيران!

توافق غربي على الحل السياسي في سوريا

قالت الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة: إن التوصل إلى “حل سياسي” هو “السبيل الوحيد” لإنهاء العنف والمصاعب الاقتصادية في سورية”.

قسد” تتقدم في الباغوز ببطء… وتقتل 4 من أمراء “داعش”

المبعوث الأميركي إلى سورية: لا جدول زمنياً للانسحاب

أميركا تُحذِّر العراق من إيران وتدعوه للامتثال للعقوبات/صالح أكد حرص الحكومة على تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة

واشنطن: سياسات إيران وأنشطتها العدائية تُهدِّد مصالحنا

يوم دامٍ في باريس… حرائق ونهب محال تجارية في الشانزيلزيه/وزير الداخلية طالب الشرطة بالتعامل بأقصى درجات الحزم مع مثيري الشغب ومتظاهري "السترات الصفر"

مشاركة حاسمة للمقاتلات العربيات والكرديات في معركة الباغوز/القيادية ليلوى العبد الله: مقتنعون أننا نحارب من أجل الحرية

النزاع السوري يطوي عامه الثامن... أضخم مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية

بومبيو: ندعم «التحالف» للتصدي لمحاولات إيران «نشر نظامها الفاسد» وقال إن السعودية قدمت 500 مليون دولار لمساعدة اليمنيين وإيران لم تقدم شيئاً

معلومات عن اختراق الإيرانيين هاتف غانتس

إسرائيل تنصب «القبة الحديد» بعد استهداف تل أبيب ومطالب باغتيال قادة التنظيمات في غزة رغم تطمينات «حماس» وتخليها عن مسيرة العودة

القوات الإسرائيلية تقمع مسيرات سلمية في الضفة الغربية والتقاط صور المصلين في باب الرحمة لمحاسبتهم لاحقاً

خطر السقوط يهدد حزبي ليبرمان وبينيت وقائمة عربية واليمين يواصل الإمساك بالصدارة... وصعود للمتطرفين

نكستان لبوتفليقة... داخل حزبه وفي الشارع ومؤشرات إلى تخلي جبهة التحرير عن الرئيس... والأمن يخ ولي الساحة لحشود غير مسبوقة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"حزب الله"... والفساد/من عجائب هذا الزمن وغرائبه أن يحاضر “حزب الله” بالفساد في لبنان/خيرالله خيرالله/العرب/17 آذار/19

إبراء باسيل المستحيل: الغيظ من وفاق الحريري وبن سلمان/منير الربيع/المدن

نظام ملالي طهران وحسن نصرالله/يوسف ناصر السويدان/السياسة

اسرائيل تطارد حزب الله بسوريا وتتلقى صواريخ غزة/سامي خليفة/المدن

من أبي بكر البغدادي إلى جزّار نيوزيلندا مع ألف شكر/د.مصطفى علوش/الجمهورية

مكافحة الفساد: انتظار «صدمة» لن تأتي أبداً/نقولا ناصيف/الأخبار

تفكّك "الرابطة المارونية" بين الأحزاب ورجال الأعمال/باسكال بطرس/المدن

جزائر جديدة أم «عشرية» جديدة/راجح الخوري/الشرق الأوسط

في نيوزيلندا... للإرهاب وجه آخر/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

ليس كافياً أن تصمت المدافع/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

الجزائر بداية مأسسة الدولة/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

كانت مزرعة هادئة للأبقار/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

دواعشنا ودواعشهم/توفيق شومان

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري يلتقي العريضي وصندوق تعاضد الفنانين

الراعي التقى وزيرة الطاقة وتمنى لها التوفيق في مهامها

جنبلاط خلال مسيرة حاشدة في الذكرى 42 لاستشهاد والده: دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الثالث من الصوم الكبير: أحد شفاء النازفة/"يا صبيّة، قومي"

إنجيل القدّيس لوقا08/من40حتى56/لَمَّا عَادَ يَسُوع، ٱسْتَقْبَلَهُ الجَمْع، لأَنَّهُم جَميعَهُم كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ. وَإِذَا بِرَجُلٍ ٱسْمُهُ يَائِيرُس، وكَانَ رَئِيسَ المَجْمَع، جَاءَ فٱرْتَمَى عَلَى قَدَمَي يَسُوع، وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، لأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً وَحِيدَة، عُمْرُها نُحْوُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَى المَوْت. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، كانَ الجُمُوعُ يَزْحَمُونَهُ. وَكانَتِ ٱمْرَأَةٌ مُصَابَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَشْفِيَهَا. دَنَتْ مِنْ وَرَاءِ يَسُوع، وَلَمَسَتْ طَرَفَ رِدَائِهِ، وَفَجأَةً وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. فَقَالَ يَسُوع: «مَنْ لَمَسَنِي؟». وَأَنْكَرَ الجَمِيع. فَقَالَ بُطْرُسُ وَمَنْ مَعَهُ: «يا مُعَلِّم، إِنَّ الجُمُوعَ يَزْحَمُونَكَ وَيُضَايِقُونَكَ!». فَقَالَ يَسُوع: «إِنَّ واحِدًا قَدْ لَمَسَنِي! فَإنِّي عَرَفْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي!». وَرَأَتِ ٱلمَرْأَةُ أَنَّ أَمْرَها لَمْ يَخْفَ عَلَيه، فَدَنَتْ مُرْتَعِدَةً وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيه، وَأَعْلَنَتْ أَمَامَ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِماذَا لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ شُفِيَتْ لِلْحَال. فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «يا ٱبْنَتِي، إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!». وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّم، وَصَلَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ المَجْمَعِ يَقُول: «مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ! فَلا تُزْعِجِ المُعَلِّم!». وَسَمِعَ يَسوعُ فَأَجَابَهُ: «لا تَخَفْ! يَكْفي أَنْ تُؤْمِنَ فَتَحْيا ٱبْنَتُكَ!». وَلَمَّا وَصَلَ إِلى البَيْت، لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ مَعَهُ سِوَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبي الصَّبِيَّةِ وأُمِّهَا. وكَانَ الجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْها وَيَقْرَعُونَ صُدُورَهُم. فَقَال: «لا تَبْكُوا! إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ. لكِنَّهَا نَائِمَة!». فَأَخَذُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ لِعِلْمِهِم بِأَنَّها مَاتَتْ. أَمَّا هُوَ فَأَمْسَكَ بِيَدِها وَنَادَى قاَئِلاً: «أَيَّتُهَا الصَّبِيَّة، قُومِي!». فَعَادَتْ رُوحُهَا إِلَيْهَا، وَفَجْأَةً نَهَضَتْ. ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُطْعِمُوهَا. فَدَهِشَ أَبَوَاها، وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرَا أَحَدًا بِمَا حَدَث.

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/17 آذار/19

أقيمت اليوم في كل الكنائس الكاثولوكية الكندية الصلاة لراحة أنفس ضحايا الجامعين في نيوزلندا والطائرة الأثيوبية. في مفهوم إيمان الدين المسيحي فإن جسد الإنسان هو هيكل الله وكل من يتطاول أو يؤذي هذا الجسد بأي شكل من الأشكال فهو يعتدي على الله سبحانه تعالى. يبقى أن لا دين للإجرام ولا مذهب. ليتغمد الله برحمته أنفس كل ضحايا العنف والإرهاب والكراهية في دول العالم.

 

من الأرشيف/الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وجدانية وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

 

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/17 آذار/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/nazfa.elias16.mp3

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/17 آذار/ضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/nazfa.elias16.wma

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/17 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

“فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22)

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن “المحل” الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة “الأنا” القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه “الأنا” الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً “هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك” (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

من أرشيف سنة 2011/يا قادة 14 آذار اتعظوا، وكفى!

التعليق بالصوت/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع إلى التعليق

http://www.eliasbejjani.com/elias%20audio11/elias.revolution16.3.11.wma

الياس بجاني/17 آذار/2011

إن السكوت والمواقف الرمادية لم تعد مقبولة فيما لبناننا الحبيب تفترسه الذئاب وتنهش في جسده جماعات الإرهاب ويعيث فيه دماراً وفسقاً ربع المرتزقة من الفجار الذين يُعهِّرون كل شيء ويحللون كل المحرمات خدمة لمصالح الأغراب والمارقين من فرس وبعث وتجار تحرير ومقاومة، ومن واجب الجميع نجدة وطن الأرز عملاً بالقول الكريم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

مؤسف أن العديد من قادة لبنان وطاقمه السياسي الواقع في تجارب ابليس وفخاخه هم مصابون بعمى بصر وبصيرة في حين أن رزم الحقد والكراهية والجشع والنجاسة تملأ قلوبهم وتتحكم بعقولهم وفي كل ما ينطقون به ويفعلون. يقول النبي اشعيا عن الذين كفروا واغضبوا الله ووقعوا إلى الأبد في أفخاخ ابليس حتى أنه لم يعد يقبل توبتهم: "أعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم، ويتوبوا فأشفيهم" (يوحنا (40:12).

عيون هؤلاء القادة الخطأة سقيمة تحجب نور الله عن ضمائرهم وقلوبهم المخدرة: "سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا". (متّى 6/22-23). عيونهم نهمة للشر والطمع والحسد والإجرام ولم يعد يشبعها شيء وقد جاء في أمثالنا الجبلية: "عين الحاسد تبلى بالعمى". هذه العيون لم يعد يشبعها سوى التراب يوم يستعيد الرب أرواح أصحابها حيث تعود هي إلى التراب التي جبلت منه.

محزن أن عيون جماعات المرتزقة حاجبة النور عن عقولهم لم ترَ المليون لبناني سيادي الذين تجمعوا في ساحة الحرية ليقولوا لا لسلاح حزب الله غير الشرعي والإجرامي، ولم يسمعوا أصواتهم المدوية المنادية بالحرية والسيادة والاستقلال والكرامة والعدل، ولم يفهموا رسالتهم الصارخة كصوت النبي يوحنا المعمدان في البرية التي قالت جهاراً وبشجاعة وصدق، ونبل، نعم للبنان وللمحكمة الدولية، ونعم لدولة القانون، ولا لإيران الفرس وسوريا البعث، وألف لا لكذبتي المقاومة والتحرير، ومليون لا لهرطقة الممانعة.

نعم تعاموا عن كل شيء لأن الله أعمى عيونهم وخدر أحاسيسهم وأنزل في قلوبهم قساوة ابليس، فانسلخوا طوعاً عن الواقع والحقيقة والنور، وتقوقعوا في جحور أوهامهم المرّضية بعد أن أوصدوا كل منافذها وأبوابها حتى لا يروا وجه الله.

محزن أن الأوباش هؤلاء ارتضوا العبودية صاغرين وتلونوا بمائة لون ولون أين منهم الحرباء. فقدوا كل نَعم وعطايا المصداقية وتخلوا عن صفاتهم الإنسانية وتنكروا بجحود وكفر للقيم والمبادئ والأخلاق، وفيهم يصح قول الإمام علي: "لا صديق لمتلون، ولا وفاء لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا مروءة لدنيء".

الحقيقة المرة والصادمة تقول إن كل القيادات والأحزاب المرتزقة في وطن الأرز الذين يسوّقون لسلاح إيران وسوريا ولهيمنتهما الإرهابية على أهلنا هم عبيد تربوا على معالف الذل فأمسوا مجرد أبواق وصنوج يعرضون كراماتهم وألسنتهم ورقابهم للبيع في أسواق النخاسة لمن يدفع الثمن الأعلى. هم باختصار مداحون وقداحون بالأجرة وعبيد تخلوا عن نعمة الحرية. "المسيح حررنا لنكون أحراراً. فاثبتوا، إذا، ولا تعودوا إلى نير العبودية" (غلاطية 5/1)

أما هؤلاء المغرر بهم الذين لا يزالون رغم كل المصائب والبلاوي التي أصابتهم وحلت بوطننا اللبناني الغالي، الذين لا يزالون من أتباع القيادات والأحزاب المرتزقة والمأجورة، فقد ارتضوا وضعية الأغنام وقبلوا السكن في الزرائب، ولا يرون ضيراً في أن يساقوا إلى المسالخ ليذبحوا كالأغنام وباقي المواشي، وفيهم يقول الكتاب المقدس: "وأجعل الصبيان حكاماً لهم والسفهاء أسياداً عليهم. ويقوم الشعب بعضهم على بعض وواحدهم على الآخر ويستخف الصبي بالشيخ، واللئيم بالكريم" (اشعيا 4 و5).

أعداء لبنان السيادة والهوية والتاريخ والرسالة والشهداء عبدوا المال والسلطة والملذات وكل مقتنيات الدنيا فخسروا أنفسهم وهم يعلمون علم اليقين أن ما من إنسان مهما عظُمَ شأنه تمكن من أن يأخذ معه يوم مماته شيئاً أرضياً. تعاموا بسبب دناءة نفوسهم عن أن الزاد الوحيد الذي سيأخذونه معهم ليوم الحساب هو أعمالهم وفقط أعمالهم. نعم خسروا أنفسهم فاستحقوا عذاب جهنم ونارها التي لا تنطفئ: تعاموا عن قول المعلم: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟"

بفخر واعتزاز نحيي المليون من أهلنا الأحرار الذين افترشوا ساحة الحرية والشهادة في 13 آذار دفاعاً عن قيم وأهداف ومبادئ وقداسة ثورتهم المجيدة، ثورة الأرز، ونقول لقيادات هذه الثورة إياكم والعودة إلى الوراء، كفاكم أخطاءً وخطايا.

نقول لكل قيادات 14 آذار كفى مساومات، وخوفاً، وتلطياً، ومسايرةً، وذميةً وتقيةً، ولعباً على الكلام، وازدواجية في المواقف. نقول لهم إن "لبنان الوطن الحر" لن يسترد استقلاله وحريته وسيادته الناجزة قبل أقفال "لبنان الساحة" والتوقف كلياً عن المتاجرة بالمقاومة والتحرير وعن عزف سيمفونية "إسرائيل العدو" المملة التي صالحتها واعترفت بها مباشرة أو مواربة كل الدول العربية ومعها دولة الملالي الفارسية.

نقول لهم أن يكفوا عن اجترار هرطقة "سلاح المقاومة" تحت أي مسمى لا في الداخل ولا في الجنوب ولا في أي بقعة من بقاع لبناننا الحبيب لأن للدولة المستقلة جيشاً واحداً فقط هو جيشها الذي يدافع عن حدودها ويصون مؤسساتها ويلتزم قانونها ودستورها.

نقول لكل القيادات في لبنان وتحديداً لقيادات 14 آذار، إياكم والمناداة بدمج جيش حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي في جيش الدولة اللبنانية لأن في هكذا تصرف أخرق وغبي نحراً مبيناً للبنان الكيان ولكل ما يجسده من تاريخ ورسالة وثقافة وحضارة وانفتاح.

يبقى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" (الرعد:11)

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 17 آذار/2011

 

خطيئة وخطأ جعجع والحريري بضربهما تجمع 14 آذار

الياس بجاني/15 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72993/72993/

في السياسة والخيارات والمواقف النضالية فإن التاريخ لن يذكر د. جعجع والرئيس الحريري، هذا إن ذكرهما بغير الخطيئة المميتة التي وقعا في فخها وغرقا في وحلها والطمع يوم فرطا تجمع 14 آذار السيادي عن سابق تصور وتصميم، وذلك على خلفية قصر النظر وعمى البصيرة ومداكشتهما الكراسي بالسيادة وخيانتهما السياسية والوطنية لوكالة شعب ثورة الأرز والقفز بجحود فوق تضحيات ودماء شهدائها الأبرار.

بنتيجة طمعهما وقصر النظر والنرسيسية  وعشق الكراسي تمكن حزب الله الملالوي من السيطرة شبه الكاملة على لبنان بعد أن فقد البلد دوره ورسالته وبعد أن ضربت اسافين الفرقة والأنانيات والأبواب الواسعة عقول وقلوب قادة شرائحه المجتمعية.

في ذكرى انتفاضة 14 آذار العاشرة لا يمكننا إلا أن نصلي بخشوع من أجل راحة أنفس كل شهداء ثورة الأرز، وراحة أنفس كل الشهداء الأبرار والسياديين والإستقلاليين من أبطال وطن الأرز الذين سبقوهم إلى جنة الخلد حيث لا وجع ولا ألم ولا طمع، بل فرح دائم.

يبقى أن روحية 14 آذار السيادية والإستقلالية هي حية وفاعلة في نفوس وقلوب وضمائر الأحرار من أهلنا السياديين، فيما هي ميتة بالكامل عند أصحاب شركات الأحزاب كافة وطاقم السياسيين الذين خانوها وداكشوا الكراسي بالسيادة ودخلوا في الصفقات والتسويات اللا للبنانية واللاوطنية واللاسيادية.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

"حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/14 آذار/19

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

 “حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني/الياس بجاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة في جريدة السياسة

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%84/

 

أولوية مصالحة ريفي والحريري يجب أن تكون مواجهة حزب الله واحتلاله وليس العكس

الياس بجاني/13 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72957/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A/

عشية ذكرى 14 آذار، لا بد من حك ذاكرة البعض من أصحاب شركات أحزابنا، وكذلك أفراد طاقمنا السياسي السيادي والاستقلالي بأن غاية أي مصالحة أو لقاء أو تجمع بينهم يجب أن تكون أولويته رص الصفوف والتكفير عن ذنوب وأخطاء وخطايا سقطات الرضوخ والاستسلام والصفقات المعيبة وإلا فمسيرة بعضهم الاستسلامية والذمية مستمرة ومن درك إلى آخر.

في هذا السياق نتمنى أن تكون “الصلحة” التي تمت أمس بين اللواء أشرف ريفي والرئيس سعد الحريري في منزل الرئيس فؤاد السنيورة بحضور الوزر رشيد درباس هي لتقوية ورص وتوحيد صفوف السياديين والاستقلاليين والأحرار والشرفاء والوطنيين من كل مذاهب وطوائف وشرائح شعبنا المعذب والمقهور والمضطهد وذلك بهدف مواجهة احتلال حزب الله للبنان ومنع المشروع الإيراني الملالوي من إكمال سيطرته على الدولة ومؤسساتها.

على صعيد الانتخابات في طرابلس نحن نرى أن هناك فائدة كبيرة لهذه المصالحة وذلك لمنع نجاح أي مرشح للنيابة يدور في فلك المحتل الإيراني أو النظام الأسدي البراميلي.

أما على الصعيد الوطني فكل التمني أن تكون المصالحة هذه هي عابرة للطوائف والمذاهب بمعنى أن تشمل تدريجياً ومن ضمن مشروع سيادي واستقلالي ودستوري كل القوى من الأفراد والأحزاب والتجمعات السيادية تحت مظلة واحدة يكون هدفها الأول والأهم هو مواجهة الاحتلال الإيراني والسعي لتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 والعمل من ضمن أطر الدستور وفقط أطر الدستور بعيداً عن الصفقات والتسويات المشبوهة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من اجمل ما قرأت عن السيد المسيح

الأب سيمون عساف/16 آذار/19

لم اسمع طول حياتي توصيفا للسيد المسيح كهذا التوصيف الرائع

من اجمل ما قرأت عن السيد المسيح، طرح الصحافي سويسري هذا السؤال: من هو يسوع المسيح؟ فأتى جوابه كما يلي: في الكيمياء،؛ تحويل الماء إلى الخمر. في علم الأحياء،؛ وُلد من عذراء. في الفيزياء،؛ رفض قانون الجاذبية عندما صعد إلى السماء. في الاقتصاد،؛ رفض قانون نقص العائد عن طريق إشباع 5000 رجل، بسمكتين و 5 أرغفة خبز. في الطب، شفى المرضى والمكفوفين دون تخدير. في التاريخ؛ هو البداية والنهاية. في الحكم؛ رئاسته على عاتقه و يدعى مشيراً عجيباً، رئيس السلام. في الدين،؛ لا أحد يأتي إلى الآب إلا من خلاله. إذن، من هو؟ هو يسوع المسيح! أعظم رجل في التاريخ. ليس لديه عبيد، ولكنهم دعوه سيد. لم يحصل على شهادات علمية، ولكنهم قالوا له: يا معلم. لم يستخدم أدوية، ولكنهم قالوا عنه: الطبيب.لم يكن لديه جيش، لكن الملوك خافوا منه. لم ينتصر في معارك عسكرية، لكنه غزا العالم بمحبته وتعاليمه. لم يرتكب جريمة، لكنهم صلبوه. دفن في مقبرة، لكنه اليوم حيّ. أشعر بالفخر لخدمة هذا الملك الذي يحبنا. آمين

 

د. مصطفى علوش: التصعيد يضرب مسار الحكم

المركزية/16 آذار/19/بعد خطاب وزير الخارجية جبران باسيل في ذكرى 14 آذار والذي قال فيه أن : "أو عودة النازحين أو لا الحكومة، أو نطرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء، أو لا حكومة، إما عجز الكهرباء صفر، أو حكومة صفر ولا حكومة"، سارعت بعض المصادر إلى تفسير كلامه بأن مرده خلاف حصل بينه وبين رئيس الحكومة سعد الحريري، في اللقاء الذي جمعهما في منزل الأخير الأربعاء الماضي. فهل صحيح أن كلام باسيل العالي النبرة يعود إلى خلاف كبير حصل بينه وبين الحريري حول ملفي الكهرباء والتعيينات، ورفض الحريري فكرة استخدام البواخر لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، في مرحلة انتقالية قبل تلزيم بناء معملين في سلعاتا والزهراني، وتأهيل معمل الجية، وأيضاً رفض طلب باسيل الاستئثار بالتعيينات؟ عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش أكد لـ"المركزية" أنه لا يعلم ما الذي دار بين الرئيس الحريري والوزير باسيل، وأضاف: "لكن اذا كان هذا هو السبب فهذه تجارة في السياسة ولا علاقة لها لا بالمواقف ولا بالمبادئ، ولكنني لست متأكدا اذا ما كان هذا الأمر صحيحاً". وأوضح علوش "أن باسيل تحدث عن ثلاثة مواضيع لا خلاف عليها، مفادها أن على الحكومة تأمين الكهرباء وإعادة النازحين ووقف الفساد، أما أن يقوم باسيل بطرح هذه المواضيع ضمن السجال السياسي وخلط الامور بعضها ببعض، فهو مخطئ في العنوان"، وتابع: "إذا أراد إعادة النازحين، فعليه اتباع سياسة الحكومة والمشاركة في مؤتمر بروكسيل الذي عقد لهذه الغاية. واذا أراد محاربة الفساد، فالملفات تُفتح من خلال الاصلاحات الإدارية وليس من خلال فرض التعيينات على الاساس الحزبي. اذا أردنا إصلاح الكهرباء، فلا يكون من خلال إحضار بواخر جديدة، انما بمعالجة الأزمة من الاساس، والقيام بإصلاح عام لملف الكهرباء بمفاعيله كافة. وهذا الكلام لا يُعالج على منابر الاجتماعات الحزبية، إنما على طاولة مجلس الوزراء. لديه 11 وزيراً، فليناقش الموضوع هناك. أما العراضات والشعبوية في الكلام فلا نفع لها".

هل من شأن ذلك أن يضرب التسوية الرئاسية والحكومية؟ يجيب علوش: "مسار الامور على هذا النحو التصعيدي من شأنه أن يضرب مسار الحكم اي مسار رئيس الجمهورية الذي يحاول الرئيس الحريري إنجاحه". أما عن مفاعيل "سيدر" فأوضح "أن العبرة في التطبيق. ويبدو ان الدول الملتزمة به ما تزال على وعدها، لكن عملياً ممكن ان تتعرقل مفاعيل "سيدر" من خلال إثارة الأمور بهذه الطريقة التي أثارها الوزير باسيل". وعن مؤتمر بروكسل للنازحين قال: "المسار المنطقي لواقع الامر في سوريا لا يفتح مجالاً للدول المانحة الا ان تثيره على هذا الشكل، لأن الوضع في سوريا غير صائب وغير مستقر. وهناك طريقة واحدة لعودة النازحين في هذه اللحظة بالذات وهي بنقلهم دفعة واحدة الى الحدود. ولكن هل يمكننا ان نفعل ذلك؟ بالطبع لا. اذاً هناك مجتمع دولي، علينا ان نلجأ اليه لمساعدتنا مادياً من جهة وللدفع نحو الحل السياسي من جهة أخرى الذي يؤمن عودة العدد الاكبر من النازحين الى سوريا".

 

لبنان ينسحب من مؤتمر "المحامين العرب" بسبب الأسد

"ليبانون ديبايت"/ السبت 16 آذار 2019/انسحب الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر العام لاتحاد المحامين العرب المنعقد في تونس بدورته الـ24 من جلسة الافتتاح، ذلك على خلفية قيام الوفد السوري برفع صور الرئيس بشار الاسد وإطلاق هتافات مؤيدة له، ما شكل خرقا لاصول انتظام الجلسة.

 

فوز كاسح للائحة الاصالة والتجدد برئاسة أبي نصر في الرابطة المارونية

وكالات/السبت 16 آذار 2019/بعد يوم انتخابي طويل شهدته الرابطة المارونية، فوز كاسح للائحة الاصالة والتجدد برئاسة النائب السابق نعمة الله ابي نصر بكامل اعضائها. وتضم اللائحة الاسماء التالية الى جانب ابي نصر: جورج حاج، ريمون عازار، دوري صقر، مطانيوس حلبي، نبيل كرم، جوزف كريكر، عبده جرجس، ابراهيم جبور، كريم طربيه، مسعد فارس، سندريلا ابو فياض صقر، ريشار فغالي، سيلفي فضل الله، جوزيف نعمة، ندى عبد الساتر ابو سمرا، وطوني منعم.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/3/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أكدت مرجعيات سياحية أن عددا من السعوديين والخليجيين يعتزم المجيء إلى لبنان في الصيف المقبل. هذه المعلومات موثوقة وموثقة، غير ان هناك مخاوف من السجالات السياسية المحلية التي تسيء إلى المسألة وتظهر في الإعلام الفضائي المفتوح على الخارج.

وقد نصحت جهات سياسية بعدم الاستمرار في السجالات وببث الشائعات، داعية إلى شد عصب الحكومة مجتمعة والإنصراف إلى تثمير ما تحقق في مؤتمري "سيدر" و"بروكسل".

وتبقى الأنظار في هذه الأوقات مركزة على جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وتطويق السجال الذي اندلع بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل".

كذلك تتجه الأنظار إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بيروت الأسبوع المقبل، في سياق جولته في المنطقة. وتأتي زيارة بومبيو قبل يومين من سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى موسكو. وقد أعلنت الخارجية الأميركية أن جولة بومبيو تتم بين التاسع عشر والثاني والعشرين من الشهر الحالي، وتشمل لبنان واسرائيل والكويت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يعود الزخم إلى الملفات الساخنة مطلع الأسبوع المقبل، مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من بروكسل 3. الحريري الذي عرج على باريس لإجراء فحوصات طبية، ستخضع حكومته إلى فحص مخبري في التضامن الحكومي، بعد التصدع الذي أصابها جراء ملف النزوح تاركا العديد من الآثار الجانبية على العلاقة بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر".

آثار تم رصدها في التصريحات المتبادلة عبر المنابر ووسائل الاعلام الزرقاء والبرتقالية، التي استحضرت أمورا تؤجج الخلاف من الإبراء إلى الإفتراء، مرورا بملف الكهرباء الذي يفرض توترا عاليا وعائما من الممكن أن يطير الحكومة إذا لم يتم حله خلاله شهر أو شهرين، أو بالحد الأدنى يفرض تعديلا وزاريا بطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير جبران باسيل، وفق ما يتم تداوله من قبل "التيار الوطني الحر".

على أي حال، فإن الحريري طلب من مؤتمر بروكسيل ثلاثة مليارات دولار، و"إن شاء الله يسمعوا منه"، بحسب ما عبر الرئيس نبيه بري.

الأسبوع المقبل سيشهد أيضا بدء مناقشة الموازنة التي أطلق الرئيس نبيه بري معركة إنجازها.

هذا كله "كوم"، وزيارة بومبيو إلى بيروت "كوم آخر"، فرأس الديبلوماسية الأميركية الذي يحمل في أجندته مواجهة ايران و"حزب الله"، سيكمل ما بدأه مبعوثه ساترفيلد، فكيف ستتعاطى معه القوى السياسية؟، وهل النأي بالنفس ينسحب على عواصم القرار فيدرك لبنان أن ليس أمامه سوى التفرغ موحدا لحماية نفطه وأخذ حقه مع فلسطين المحتلة ترسيما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

تداعيات ما انتهى إليه مؤتمر بروكسل، وتحديات المحادثات التي سيجريها في بيروت وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، ستكون العنوان الأبرز للأسبوع السياسي المقبل، وسط اصطفافات دفعت إلى أسئلة بشأن التضامن الحكومي في مواجهة الملفات الساخنة، من بينها النزوح السوري وما يحمله من أعباء اقتصادية ومالية على لبنان، والاصلاحات المدرجة في مؤتمر "سيدر"، وتخفيض العجز في قطاع الكهرباء وانجاز الموازنة.

واليوم، وردا على ما قالته مصادر تكتل "لبنان القوي" ل"وكالة الأنباء المركزية"، بأن زمن الدلع والغنج السياسي انتهى، وخصوصا في ملف اللاجئين السوريين، وأن كلام الوزير باسيل الأخير يأتي لحث الرئيس سعد الحريري على المضي في تأمين انتاجية الحكومة، بدلا من إضاعة الوقت في السفر، استغربت مصادر كتلة "المستقبل" لموقع "ليبانون ديبايت"، كيف أن من عطل تشكيل الحكومة طوال تسعة أشهر، بات حريصا اليوم على السؤال عن إنجازاتها، بعد ثلاثة أسابيع من انطلاقتها.

وسألت مصادر كتلة "المستقبل": كيف ينوي من لم يستعد معتقلا لبنانيا واحدا من سجون النظام السوري، خلال 12 عاما، أن يعيد مليونا ونصف مليون نازح إلى سوريا، علما أن لا أحد يمنعه عن القيام بذلك؟.

وختمت مصادر الكتلة بالقول: بالنسبة لنا، طريق الحكومة للإنجاز واضح، وقد تضمنه البيان الوزاري، وحدده الرئيس سعد الحريري في أكثر من مناسبة، ولا سيما في جلسات الثقة. أما إذا كان البعض يعتقد أنه يحقق إنجازات بالخطابات الشعبوية والمزايدات الفارغة والنكايات، فلا شك أنه مخطىء، فالزمن زمن العمل من أجل مصالحِ كل اللبنانيين، وليس زمن انتخابات وخطابات شعبوية لا تنجز شيئا.

وبعيدا من الضجيج الكلامي، فإن عودة رئيس مجلس الوزراء إلى بيروت عائدا من باريس، بعد زيارة خاصة لإجراء فحوصات طبية، ستعيد تفعيل العمل الحكومي وفق المسار الذي رسمه البيان الوزاري.

وفي باريس اليوم ساحة حرب حقيقية، تدمير وحرق عدد كبير من المحال والسيارات في احتجاجات السترات الصفراء الأسبوعية. أما نيوزلندا فشيعت، وسط أجواء الصدمة والحزن، ضحايا الاعتداءين الإرهابيين، في وقت مثل السفاح الأوسترالي أمام المحكمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

مطولا سيبقى العالم في صدمته الناجمة عن الهجوم الارهابي الوحشي في نيوزيلندا، وها هي التوقعات تذهب إلى احتمال تكرار هذا المشهد السوريالي في إجرامه إلى حيث أمعن الالغائيون تحريضا ودفعا للقتل. ما حصل بالأمس في زاوية من أهدأ زوايا العالم، يضرب الإنذار في أغلب الدول المهيئة بأيدي حكامها لمثل هذه الأفعال التي كانت قرينة لنشأة بعضها تاريخيا.

وتفرض حادثة نيوزلندا وقاية مسبقة، عبر نشر خطاب التسامح مقابل فكر التطرف الذي قالت شبكة "سي ان ان" إنه قابل لانتاج جيل من الارهابيين في أميركا أشد قسوة من "داعش"، ويكون لدونالد لترامب الحصة في اطلاق ظاهرته جراء ما يمارسه ضد المهاجرين وغيرهم.

أحدث الشواهد على الاجرام الذي فتك بالمنطقة مؤخرا، ويمكن أن يتكرر بأوجه أخرى، يأتي اليوم من ناحية بلدة كوجو في شمال العراق التي تستعيد رفات المئات من أبنائها وبناتها الأيزيديين من المقابر الجماعية التي خلفها الارهابيون فيها، فيما لا يزال مئات آخرون من أبناء البلدة نفسها في عداد المفقودين والمسبيين.

في المشهد اللبناني، خطاب التهدئة يبقى الأكثر طلبا، خاصة مع السجالات التي تحط فجأة على الساحة السياسية وتهدد استقرارها، فالرسائل نارية بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، أطلقتها عودة النازحين وحماها التوتر العالي إلى ملفات أخرى. لكن لا داعي للقلق، قالت مصادر الطرفين ل"المنار"، فالرسائل قد وصلت والصدارة الاستقرار وحكومة إلى العمل، أضافت المصادر. ورغم القيل والقال فإن الملفات المفتوحة لن تشوش عليها السجالات، ولن يغلقها النسيان، طالما أن المواطنين والصادقين بمعركة محاسبة الفساد عند خياراتهم، والمعركة الحقيقية كما القرار: اما محاربة الفساد ووقف الهدر، أو الذهاب إلى المجهول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بات من نافل القول إن الأولويات الأساسية عند رئيس البلاد العماد ميشال عون، هي معالجة أزمة الكهرباء المزمنة، والانتهاء من مشكلة النفايات ومكافحة الفساد، وإقفال ملف النازحين بما يكفل أمن العائدين وأمان اللبنانيين السيادي والاقتصادي والاجتماعي، والتصدي للعجز المتنامي عبر اصلاحات بنيوية مؤسساتية هيكلية جذرية.

النازحون قضية وطنية جامعة تخص المسيحيين والمسلمين، حلفاء وخصوم. وتلقي بثقلها على جيل بكامله من شاباتنا وشباننا الذين يتخرجون للخارج وتستنزف عافية البلد وموارده وتهدد الجغرافيا والديمغرافيا، وتدفع بالوضع الاقتصادي تدهورا وتدحرجا. والهاجس الأهم عند اللبنانيين هو ليس ماذا يمكن أن يحصل للنازحين إذا عادوا بل ماذا سيحصل للبنانيين إذا بقي النازحون في لبنان؟.

مضى شهر ونصف الشهر على تشكيل الحكومة. فترة السماح والانتظار تكاد تنفذ. اللبنانيون موعودون بالأمل والعمل لا بالسجالات وخيبة الأمل. الجميع مسؤولون ويتحملون المسؤولية، والكلمة التي ألقاها الوزير جبران باسيل في الذكرى ال30 ل14 آذار، قصد بها الجميع بمن فيهم "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية، فلماذا اعتبر البعض انهم وحدهم معنيون بموقف باسيل؟.

الأولوية للأفعال الاقتصادية الانقاذية وليس للمواقف السياسية السجالية.

الاستحقاقات تتراكم وتتقادم . وزير الخارجية الأميركية في بيروت الأسبوع الطالع. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موسكو في 25 الجاري، ونتائج مؤثرة منتظرة من الزيارة إلى عاصمة القياصرة، وتعيينات مرتقبة في الأسابيع المقبلة. انتخابات اسرائيل التشريعية تقترب في نيسان، وقد يرتكب نتنياهو حماقة من نوع أن يشن اعتداء أو ضربة في لبنان أو سوريا للتغطية على فساده وللتعمية على اخفاقاته الداخلية.

الحكومة أمام امتحان العمل، كما شعارها، لا الجدل، وهو ما لا يتمناه أي مخلص وصادق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أسست الإشتباكات العنيفة بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، لأزمة غير مسبوقة بين الطرفين، ستكون لها تداعياتها على عمل الحكومة، فركنا التسوية لا يختلفان منبريا في زمن الإنتخابات النيابية- علما بأنهما لم يختلفا آنذاك- بل يختلفان عاموديا على كل الملفات.

فعندما يتهم وزير الخارجية رئيس حكومته بأنه ضالع في مؤامرة إبقاء النازحين السوريين في لبنان، ويختلف معه على مسألة التطبيع مع سوريا، ويعتنق مفاهيم "حزب الله" في الداخل والإقليم، وينفض الغبار عن كتاب "الإبراء المستحيل"، فإن هذه الإختلافات لا بد أن تؤدي إلى أمر من إثنين، إما تراجع أحد الفريقين للآخر، أو إسقاط الحكومة والإتيان بغيرها وإختيار شخصية غير سعد الحريري لرئاستها. ولا ينفع تلطيف الأمور وتفسير الهجمات المتبادلة، على أنها محاولة حض على الخروج من الكسل، ودعوات إلى "التشمير" عن السواعد والإنصراف إلى العمل.

والمنطق التمويهي يفترض أن الفريقين الرئيسين في الحكومة يتفقان أقله على ملف الكهرباء والنفايات، وعلى خطط واحدة للنهوض الإقتصادي، وهذا غير صحيح على الإطلاق. والرهان الآن لا يقوم على السعي للتوصل إلى هدنة موضوعية تعيد الحكومة إلى العمل والإنتاج، ولو بالحد الأدنى، بل الرهان قائم على أن مساعي التبريد والتخدير ستؤتي ثمارها من الآن وإلى أن يعود الرئيس الحريري من باريس، حيث قيل أنه يخضع لفحوصات طبية روتينية.

في هذه الأجواء الداخلية المحمومة والمكشوفة، يصل وزير الخارجية الأميركية بيروت، ولغرابة الصدف انه آت للبحث في نفس الملفات الخلافية مع نفس القيادات اللبنانية المنقسمة حول كل الملفات، أي أن بومبيو سيقابل أكثر من لبنان الرسمي خلال زيارته، وهنا تكمن المشكلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنه جنون السياسة بمفهومها اللبناني، الذي يضع البلاد بين فترة وأخرى على حافة الانهيار، مرة الاقتصادي ومرة المالي ومرة السياسي، ليتبين بعد ذلك، أن كل ما قيل وما سيقال لا يتعدى التصادم السياسي لأن الاشتباك الفعلي غير وارد على الأقل حتى الساعة.

فكلام وزير الخارجية جبران باسيل العالي السقف، ورد تلفزيون "المستقبل" ومن خلف تلفزيون "المستقبل" عليه، ليس اشتباكا إنما هو قواعد سياسية جديدة تفترض مع كل هجوم كلامي تصديا قاسيا.

تقول مصادر كتلة "المستقبل" إن كلام باسيل الذي لا يصرف في أي مكان، خيض على 3 محاور:

- محور بروكسل وعودة النازحين التي حرص الرئيس الحريري على استخدام حرفية ما جاء في البيان الوزاري حولها عندما تحدث عن العودة الآمنة.

- محور العودة إلى سوريا التي تساءلت هذه المصادر: لماذا لم تحصل حتى الساعة على الرغم من مساعي اللواء عباس ابرهيم وزيارات الوزراء المتكررة إلى دمشق وموافقة الحكومة على المبادرة الروسية؟.

- محور الفساد و"الابراء المستحيل" الذي أصبح افتراء مستحيلا على الرغم من التمسك بضرب الفساد إنما عبر تطبيق القوانين.

وانطلاقا من تفنيد هذه المحاور، تتساءل مصادر كتلة "المستقبل": ما الذي يريده وزير الخارجية؟، هل يريد تقديم أوراق اعتماد جديدة ل"حزب الله" ذات أهداف رئاسية قبيل زيارة نظيره الأميركي مايك بومبيو، أم هو يريد فعلا أن يقلع العهد ومعه حكومته الأولى بالعمل، لأننا نحن، تقول هذه المصادر، لا نريد تعطيل الحكومة؟.

المصادر المقربة من وزير الخارجية، اعتبرت من جهتها أن كلام باسيل لا ينطوي على أي خلاف، إنما يهدف إلى مقاربة جديدة للأمور في موضوع عودة النازحين، وهي تكون أو لا تكون، وفي مقاربة صفر الفساد، إضافة إلى عدم النية لدى "التيار الوطني الحر" بالسيطرة على مؤسسات الدولة.

هذه المصادر تساءلت: لماذا اعتبر تيار "المستقبل" والرئيس السنيورة نفسيهما مستهدفين، فيما المطلوب مقاربة سليمة للأمور؟.

بين هذين الخطين، وقف اللبنانيون في الساعات الأخيرة، فيما نقل زوار رئيس الجمهورية عنه اليوم قوله: إنها السياسة اللبنانية وطريقة ممارستها، وما نشهده مسألة طبيعية وهناك مفهومان مختلفان لمقاربة الأمور داخل الحكومة. أما من يراهن على تعبي فكما راهن على عدم وضع قانون للانتخاب وفشل، فسيفشل إذا ما راهن على أن الاصلاح لن يحصل، قال العماد عون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إعادة فرز سياسي حتمه مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين، والمنعقد على نية بقائهم حيث يصرف لهم، شرط عدم التفكير بالهجرة إلى أوروبا. ومع المليار والربع الممنوحة على الورق، استحصل لبنان على خلافات شقت التيارات السياسية، واندلعت الحرب من محطة "المستقبل" التلفزيونية باتجاه وزير الخارجية جبران باسيل. فيما شهدت المختارة على مؤازرة وليد جنبلاط، في ذكرى اغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط.

ومطر أعالي الجبل، تشارك فيه "التقدمي" و"المستقبل"، بوصول النائبة بهية الحريري التي أعلنت أن "سعد ما بينخاف عليه". فيما كان الكلام الأبعد مدى للوزير وائل أبو فاعور، الذي كشف عن معلومات يملكها "الاشتراكي" بشأن العائدين من النازحين إلى سوريا. وسأل وزير الصناعة: هل تملك الدولة معطيات حقيقية عما يحصل، وهل صحيح أن قسما كبيرا من الرجال الذين أعيدوا بموجب بعض المبادرات اللبنانية قد تم إعدامهم؟.

و"الجديد" حملت هذه الأسئلة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أحد الضالعين في مبادرات العودة بموجب ضمانات من الدولة السورية، فأعلن أنه جاهز للمراجعة حول ملف أي نازح عائد إلى سوريا عن طريق العودة الطوعية والمنظمة بين السلطات السورية المعنية والأمن العام. وقال إن تسجيل أسماء النازحين طالبي العودة مستمر وبصورة طبيعية، ولم نتبلغ أن أي جهة تقدمت بشكوى في هذا الخصوص.

والنزاع السياسي الناشئ على النزوح، هو واحد من سلة "نكد" أفرغت مرة واحدة بين طرفي "التيار" و"المستقبل"، ودخل على خطها "الاشتراكي" خرزة زرقاء مساندة ملف النزوح والعودة.

وفي السلة القابلة لاعادة التفاوض: خلافات ناشئة بأزمتي التعيينات والكهرباء. لكن طرفي الحريري وباسيل يتنازعان التعيينات خارج الآلية الموضوعة، والتي صاغها الوزير محمد فنيش، وأبدى الجميع تأييده لها، فإذا احتكما إلى هذه الآلية تنتفي المشكلة ويسقط الجدل الأول، غير أن النية غير موجودة لا للتعيين وفق آليات قانونية، ولا لإصلاح جدي أو الاحتكام بمحاربة الفساد إلى القضاء.

ويكفي الاستماع إلى مقابلة وزير الاتصالات محمد شقير على اذاعة "صوت لبنان"، مدافعا عن مدير عام "أوجيرو" عماد كريدية، لنكون على يقين بأن أي موظف محمي لن تكتب له المساءلة. وقد رفض شقير إعطاء الاذن لمثول كردية أمام المدعي العام المالي علي ابراهيم، وبرر عدم موافقته على تقديم الرجل إلى القضاء بأن كريدية "بيحب لبنان"، لكن إذا "بتحب لبنان حب قضاؤا"، والقضاء يقرر ما إذا كان مدانا أم بريئا.

أما إذا اتبع شقير خطى سلفه جمال باشا الجراح، في رفض الامتثال لحضور أي من جلسات الاستماع أمام القضاء، فوجب عنذئذ سحب المدير مع وزيره إلى اقرب نظارة عدل، ومن هنا تبدأ خطوات الاصلاح، وطبقا لشعار الشهيد رفيق الحريري نفسه بأنه "ما حدا أكبر من بلدو".

وليس الوزراء والمدراء يتجرأون على قضائهم، إذ أن إدارة الجمارك تقدم نموذجا آخر من ضروب هدم أبواب الدولة، فتقرر تعيين متهمين بالفساد في هيئة مكافحة الفساد، والعنبر رقم 19 هو عينة من عنابر البلد الضالع في رشوة مزمنة. وفي هذه النشرة "افتح يا سمسم" مرة جديدة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السيت 16 آذار 2019

النهار

صدر العلم والخبر بتأسيس "مؤسسة درب المسيح" لمساعدة المحتاجين وتقديم المنح وأبرز مؤسسيها النائب هادي حبيش.

احتدم الخلاف بين اللائحتين المرشحتين لانتخابات الرابطة المارونية بعد وصف النائب السابق نعمة الله أبي نصر موارنة كسروان دون سواهم بالموارنة الأقحاح.

طلب القاضي علي ابراهيم الإذن لملاحقة المدير العام لهيئة "أوجيرو" عماد كريدية.

يقول قريبون من نائبة حالية إن الحملة عليها تنطلق من مكاتب نواب زملاء وهي مموّلة بالكامل.

اللواء

تهتم دوائر أجنبية بالنبرة العالية لوزير سيادي، وما إذا كانت رسالة إلى الداخل أم إلى الخارج! تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء المقبلة، لمعرفة مسار المواضيع المدرجة، وكيفية مقاربتها، ليبنى على الشيء مقتضاه. تتحدث مصادر وزارية عن تباين في الأرقام بين الحسابات الفعلية والحسابات الدفترية في عدد من الشؤون المالية البالغة الأهمية.

الجمهورية

يجري التداول في اوساط سنة المعارضة بفكرة السعي مهما كلف الامر لتفريغ استحقاق كبير من محتواه على نحو تاتي النتائج المتوقعة منه هزيلة.

قال مسؤول كبير في مؤسسة مهمة لها ارتباط مباشربمصالح الناس: طيف يمكن ان يصلح حال البلد والسمسرات والرشاوى "على عينك يا تاجر".

علق مسؤول كبير على الاداء الحكومي بقوله: وعدونا بالعمل والانتاج لكنهم منذ لحظة وصولهم الى الحكومة لم ينزلوا من الطائرات...."من بلد لبلد"..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بومبيو إلى لبنان لوقف احتضان حزب الله وإيران

بيير غانم/العربية/16 آذار/19/أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، في اتصال مع الصحافيين، أنه يجب النظر إلى زيارة وزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى إسرائيل ولبنان والكويت على أن الهدف منها هو مواجهة تدخلات إيران ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط وتمدّد هذا الوجود من خلال الميليشيات التابعة لها من العراق إلى سوريا إلى لبنان واليمن وكشفت وزارة الخارجية أن بومبيو سيزور أماكن عدة خلال زيارته لإسرائيل، في إشارة غير مباشرة إلى أنه سيذهب إلى الجولان، وربما إلى الحدود مع لبنان، حيث يتعمّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرافقة زواره للتأكيد على أن الخطر الإيراني موجود على حدود إسرائيل فعلاً، ويجب منع إيران من "التموضع" في سوريا كما يجب مواجهة ما يفعله حزب الله في لبنان. كذلك ستكون زيارة بومبيو إلى لبنان مثيرة للاهتمام، فهو سيكون في عاصمة يملك حزب الله ميليشيا على أطرافها ويملك مقاعد في حكومتها ومجلسها النيابي.

لبنان والشيعة ليسوا سلّة واحدة على عكس نتنياهو، يريد الأميركيون القول للبنانيين وللعالم ولإسرائيل إن إدارة الرئيس دونالد ترمب لا ترى لبنان بكليته في سلّة حزب الله، وهي تريد التعامل معه على هذا الأساس، كما يؤكد عاملون في مجلس الأمن القومي أن إدارة ترمب لا تريد حتى التعامل مع الشيعة اللبنانيين على أنهم جميعاً في سلّة حزب الله، بل تفرق بينهم وبين التنظيم الموالي لإيران. وسيكون بومبيو أفضل حامل للرسالة الأميركية، وقد اشتهر عنه القول في خطاب بالقاهرة "إن اعتقدت إيران أنها تملك لبنان، فهي مخطئة". من جهته، قال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ"العربية.نت" لدى إعداد هذا التقرير إن الولايات المتحدة ستتابع "العمل مع الشركاء لمواجهة النفوذ الإيراني" وإن زيارة وزير الخارجية "ستعيد تأكيد دعم الولايات المتحدة لمؤسسات الحكومة الشرعية في لبنان، بما فيها القوات المسلحة"، والمقصود الجيش اللبناني.

حزب الله وداعموه يخاطرون بلبنان

وأشار المسؤول في وزارة الخارجية إلى أن بومبيو سيعبّر أيضاً عن "قلق الولايات المتحدة من نفوذ وتصرفات حزب الله ومن يدعمونه، وسيؤكد أن تصرفاتهم تضع لبنان والمنطقة في خطر". ومن الواضح أن موقف الإدارة الأميركية من لبنان اختلف بين مرحلة الانتخابات اللبنانية وتشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري. فقبل الانتخابات، أعطى الأميركيون اللبنانيين فترة "سماح". وبعد الانتخابات وتشكيل الحكومة، جاءت تصريحات وكيل وزارة الخارجية في بيروت، دايفيد هايل، ثم تصريحات سفيرة الولايات المتحدة، إليزابيث ريتشاردز، وبعدها مساعد وزير الخارجية بالوكالة، دايفيد ساترفيلد، وأكدوا جميعاً على أن القرار اللبناني يجب أن يكون بيد المؤسسات الحكومية الشرعية اللبنانية التي تعبّر عن إرادة الشعب اللبناني. كذلك يشدد الأميركيون على أن حزب الله لا يجب أن يسيطر على القرار اللبناني، كما لا يجب أن يسمح اللبنانيون لحزب الله باستغلال وجوده في الحكومة أو مجلس النواب للسيطرة على الحكومة وقرارها.

عقوبات على داعمي حزب الله

ينشغل الأميركيون كثيراً بتوسّع نفوذ حزب الله من خلال الانتخابات وتشكيل الحكومة ومن خلال بناء تحالفات مع أطراف لبنانيين، وسيكون حضور بومبيو إلى بيروت تحذيراً إضافياً لهؤلاء الأطراف من أن عليهم وقف احتضان حزب الله، وأن إدارة ترمب تملك سلطة فرض عقوبات على أشخاص وأحزاب ومسؤولين حكوميين وتستطيع أن تفعل ذلك قريباً من ضمن تطبيق قانون أقرّه الكونغرس العام الماضي والمعروف باسم "هيفبا 2". وكان لافتاً أن المسودة الأولى لهذا القانون أشارت إلى أشخاص مثل رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، بالإضافة إلى أحزاب مثل حركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب القومي السوري. وسعى ممثلو الأشخاص والأحزاب لدى إدارة ترمب مساعدتهم على محو الأسماء من النص، لكن صلاحية الإدارة بفرض العقوبات بقيت موجودة وتستطيع استعمالها.

العقوبات نجحت، لا تفشلوها

ولن تكون زيارة بومبيو جولة مفاوضات مع المسؤولين الحكوميين اللبنانيين أو مع مسؤولي الأحزاب الذين يلتقيهم، بل هو يبلغهم موقفاً ويريدهم أن يروا الخط الأحمر الأميركي، وسيقول للبنانيين إن الولايات المتحدة تحاصر إيران اقتصادياً وسياسياً وعلى اللبنانيين أن لا يتوجهوا إلى إيران لطلب مساعدات عسكرية أو طبية، كما اقترح عليهم أمين عام حزب الله حسن نصرالله. كذلك سيقول الوزير الأميركي للبنانيين إن العقوبات على إيران وتفكيك شبكات التهريب التابعة لحزب الله حول العالم بدأت تعطي ثمارها، ولن تقبل الولايات المتحدة أن يستغل حزب الله الدولة اللبنانية لتصبح مصدر دخل بديلا عن ما ضاع عليه في جنوب أميركا أو إفريقيا. وسيقول بومبيو للحكومة اللبنانية إن عليها ضبط حدودها أيضاً، وتمنع الفلتان في المرافئ الجوية والبرية والبحرية، حيث يتمكّن حزب الله من تمرير البضائع التي يستوردها، من دون دفع الجمارك عليها، كما أنه يمرّر بضائع من إيران في خرق واضح للعقوبات الأميركية على طهران.

ومن الواضح أنه بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى بيروت ستتصعّد الأمور بين واشنطن من جهة وحزب الله و"حاضنيه" من جهة أخرى، وسيضطر الكثيرون في لبنان لاختيار موقف، فسياسة التهرّب لن تنفع طويلاً.

 

بومبيو إلى لبنان لوقف احتضان “حزب الله”

السياسة” /16 آذار/19/كشف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، أن زيارة وزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى إسرائيل ولبنان والكويت ستستهدف مواجهة تدخلات إيران ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وتمدّد هذا الوجود من خلال الميليشيات التابعة لها من العراق إلى سورية إلى لبنان واليمن. وبينت وزارة الخارجية، أن بومبيو سيزور أماكن عدة خلال زيارته لإسرائيل، في إشارة غير مباشرة إلى أنه سيذهب إلى الجولان، وربما إلى الحدود مع لبنان، حيث يتعمّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مرافقة زواره للتأكيد على أن الخطر الإيراني موجود على حدود إسرائيل فعلاً، ويجب منع إيران من “التموضع” في سورية كما يجب مواجهة ما يفعله حزب الله في لبنان. وأضافت وزارة الخارجية، أن زيارة بومبيو إلى لبنان ستكون مثيرة للاهتمام، فهو سيكون في عاصمة يملك حزب الله ميليشيا على أطرافها ويملك مقاعد في حكومتها ومجلسها النيابي. وقالت: “على عكس نتانياهو، يريد الأميركيون القول للبنانيين وللعالم ولإسرائيل إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا ترى لبنان بكليته في سلّة حزب الله، وهي تريد التعامل معه على هذا الأساس، كما يؤكد عاملون في مجلس الأمن القومي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تريد حتى التعامل مع الشيعة اللبنانيين على أنهم جميعاً في سلّة حزب الله، بل تفرق بينهم وبين التنظيم الموالي لإيران، مشيرة الى ان بومبيو سيكون أفضل حامل للرسالة الأميركية، وقد اشتهر عنه القول في خطاب بالقاهرة: “إن اعتقدت إيران أنها تملك لبنان، فهي مخطئة”. وأوضحت أنه “لن تكون زيارة بومبيو جولة مفاوضات مع المسؤولين الحكوميين اللبنانيين أو مع مسؤولي الأحزاب الذين يلتقيهم، بل هو يبلغهم موقفاً ويريدهم أن يروا الخط الأحمر الأميركي، وسيقول للبنانيين إن الولايات المتحدة تحاصر إيران اقتصادياً وسياسياً وعلى اللبنانيين أن لا يتوجهوا إلى إيران لطلب مساعدات عسكرية أو طبية، كما اقترح عليهم أمين عام حزب الله حسن نصرالله”.

 

أزمة “حزب الله” المالية تتعمَّق

بيروت ـ “السياسة” /16 آذار/19/كشفت معلومات لـ “السياسة”، أن العقوبات الأميركية على “حزب الله” قد فاقمت بشكل كبير من حدة الأزمة المالية التي يعانيها الحزب منذ أشهر طويلة، بعد تراجع الدعم الإيراني بشكل كبير، وهو ما دفع الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصرالله إلى الطلب من جمهور المقاومة بالتبرع المالي لتجاوز المأزق الذي يمر به الحزب، مشيرة إلى أن الحملة التي يقودها الأخير ضد الفساد تهدف في جانب منها إلى التغطية على ما يعانيه من مشكلات مالية على أكثر من صعيد، وهي المرة الأولى التي يمر بها “حزب الله” بهكذا ظروف صعبة بعد تقلص حجم المساعدات الإيرانية إلى أرقام غير مسبوقة، الأمر الذي دفع نصرالله إلى الاستنجاد بجمهوره. وتشير المعلومات إلى أن المرحلة المقبلة ستكون أشد ثقلاً على “حزب الله”، مع توقع صدور مجموعة جديدة من العقوبات الأميركية، إلى جانب ما تواجهه إيران من حصار أميركي تسبب بتصدع اقتصادها ودخولها في دوامة أزمة اقتصادية خانقة طالت شظاياها “حزب الله” والمنظمات التي تدعمها في المنطقة والعالم.

 

ملف “النازحين” يُكرِّس الخلاف بين عون والحريري وتيار “المستقبل” يرفض مزايدات جبران باسيل

تداعيات مؤتمر بروكسيل تلقي بثقلها على المشهد السياسي في لبنان

بيروت ـ “السياسة”/16 آذار/19/فيما تترقب الأوساط السياسية زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لبيروت الأسبوع المقبل، حيث سيتصدر ملفا إيران و”حزب الله” جدول أعمال محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، أرخت تداعيات مؤتمر بروكسيل بثقلها على المشهد السياسي، بعد الخلاف الواضح الذي ظهر بشأن موضوع النازحين، بين رئيس الحكومة سعد الحريري الذي شارك بالمؤتمر على رأس وفد وزاري، وبين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي هاجم المؤتمر بعد تغيبه عنه، واتهمه بأنه يعمل على توفير أموال للنازحين لإبقائها في البلدان التي يتواجدون فيها، بالتوازي مع تبادل اتهامات بين محطتي “المستقبل” والـ” أو. تي في”، ما أثار مخاوف على عمل الحكومة بعدما أصبح الخلاف ظاهراً للعيان من ملف النازحين، بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، وبين الرئيس الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، ما زاد في التخبط الداخلي من النظرة اللبنانية للتعامل مع هذا الملف، في وقت يحاول حلفاء سورية في الحكومة الضغط على الرئيس الحريري لفتح قنوات الحوار مع النظام السوري، متذرعين بأن إعادة النازحين لا يمكن أن تتم إلا من خلال التطبيع مع دمشق، وهو ما يلاقي رفضاً من قسم كبير من اللبنانيين. وأكدت أوساط بارزة في “تيار المستقبل” لـ “السياسة”، أن “المزايدات في موضوع النازحين لن توصل إلى مكان، وقد كان موقف الرئيس الحريري في مؤتمر بروكسيل واضحاً، وهو الذي تحدث باسم كل اللبنانيين، مشدداً على العودة الآمنة للنازحين الذين ما عاد لبنان قادراً على تحملهم”، مشيرة إلى أن “لبنان يحاول بشتى الوسائل ممارسة الضغوطات على الدول المانحة لتوفير الأموال له لتحمل أعباء النزوح، بالتوازي مع سعيه الدائم مع المجتمع الدولي لتوفير المناخات الملائمة لإعادة النازحين، لتخفيف الأعباء عن لبنان الذي يعاني ظروفاً اقتصادية واجتماعية صعبة”. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الحريري موجود في باريس لإجراء فحوصات طبية على أن يعود بعدها إلى بيروت، أو قد يتوجه إلى المملكة العربية السعودية.

 

حماده لـ “السياسة”: باسيل يُقدِّم أوراق اعتماده لأعداء لبنان

بيروت ـ” السياسة” /16 آذار/19/أكد النائب مروان حماده عضو اللقاء الديمقراطي، أن “العهد بأكمله يدفع الآن ثمن اجتهادات وزير الخارجية جبران باسيل الذي هو صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، والذي يقدم يومياً أوراق اعتماد لأعداء لبنان، وللذين يحاولون وضع اليد على نظام التوازن والتفاهم الذي أرساه اتفاق الطائف، كما يحاولون في الوقت نفسه نسف الجسور مع إخواننا العرب”. وقال مروان حماده لـ “السياسة”، إن “الحكومة قد تدفع الثمن، ليس بالضرورة بزوالها، ولكن بشللها ومن ثم فشلها”، معتبراً أن “تصرف ما يسمى بمحور الممانعة وهو في نفس الوقت محور السطو على الدولة اللبنانية، يعرض لبنان ومؤسساته وأمنه وسيادته للخطر، خصوصاً أننا وضعنا خطاً أحمر لن نسمح من بعده هذا التطاول من قبل فريق سورية وإيران ومن يمثلهم في لبنان وهم قمة الفساد، أمنياً وسياسياً واقتصادياً، فيما يتهمون الآخرين بفساد هم أصحابه ويبرزون إبراء مستحيلاً سيستحيل عليهم أن ينفذوا من خلاله إلى تصفية حسابات الحقد والتسلط” . وأشار حماده، إلى أن “فريق العهد وخصوصاً وزير الخارجية يعرض كل الأمل لاستنهاض لبنان من خلال مؤتمر سيدر، ومن خلال علاقاته العربية التي يعمل رئيس الحكومة سعد الحريري وفريق من وزرائه على حمايتها، وكذلك الدعم الدولي الموعود في مؤتمر بروكسيل إلى الاندثار والانهيار”، محملاً “هذا الفريق مسؤولية تصحيح مساره، لأنه ليس الحكومة التي ستكون مهددة إن استمروا على هذا المنوال، وإنما العهد وحلفاؤه”. وقال إن “تحالف “حزب الله و”التيار العوني” في اتهام “تيار المستقبل” بالفساد، شيء طبيعي، لأنهما كانا المستفيدين من التسوية التي أتت بالعماد عون للرئاسة”، مضيفاً : “لم يتغير رأيي بالموضوع، لأنها كانت تسوية خاطئة يدفع لبنان بأسره ثمنها الآن” . ورأى حماده، أن “وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو سيكرر الرسائل السابقة التي قد تزيد من التجاذب الداخلي، فيما الوضع الإقليمي يتجه مجدداً نحو التأزيم”، ودعا إلى “عودة الحكمة إلى العقول والتصرفات”.

 

عون: نريد عودة النازحين السوريين لكن بعض الدول يعطي أولوية للحل السياسي

بيروت/الشرق الأوسط/16 آذار/19/قال الرئيس اللبناني ميشال عون بأن بلاده تعمل مع المراجع الدولية لعودة النازحين لكن هناك إصرارا على إعطاء الأولوية للحل السياسي. وجاء كلام عون خلال استقباله رئيس «حزب التحالف من أجل السلام والحرية» روبيرتو فيوري مع وفد برلماني أوروبي من الحزب، حيث عرض معهم موضوع النازحين والوضع في الجنوب. وأشار النائب فيوري إلى «قلق الأوروبيين من مسألة النازحين»، مشددا على أن «الوقت قد حان لإيجاد حل لها من قبل الجميع». وقال عون «لبنان يعمل مع المراجع الدولية لتحقيق عودة آمنة للنازحين السوريين إلى المناطق السورية التي تشهد استقرارا وأمنا» لكن لبنان يصطدم بمواقف من بعض الدول، تقدم الحل السياسي للأزمة السورية على عودة النازحين، وهذا ما لا نقبل به لأننا استضفنا النازحين لأسباب إنسانية نتيجة القتال الذي كان دائرا في سوريا والنقص في المواد الغذائية، إلا أن القتال توقف اليوم على نحو شبه كامل، فيما تداعيات النزوح السوري مستمرة منذ ثماني سنوات على مختلف القطاعات الأمنية والاجتماعية والصحية وخصوصا الاقتصادية. وأوضح عون أن «التقارير التي ترد والمعطيات المتوافرة لدى مسؤولي المنظمات الدولية، تشير إلى أن النازحين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم تتوافر لهم الظروف المناسبة للعودة أمنيا واجتماعيا وصحيا»، وشدّد على «أهمية دفع المنظمات الدولية المساعدات للنازحين العائدين»، لافتا إلى أن «مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الذي عقد في بيروت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، اتخذ قرارا بضرورة دفع المساعدات للنازحين في أماكن عودتهم». كذلك استقبل الرئيس عون المنسق الخاص الجديد للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، قبيل سفره إلى نيويورك لمناقشة التقرير الرقم 39 حول تنفيذ القرار 1701 في الجلسة المغلقة التي سيعقدها مجلس الأمن في 27 مارس (آذار) الجاري، وأطلع الرئيس عون المسؤول الأممي على وجهة نظر لبنان «حيال المواضيع المتعلقة بالقرار 1701 وملاحظاته على مشروع التقرير المعد للعرض».

 

توقيف رئيس جامعة بتهمة تزوير شهادات ومرافق النائب العام التمييزي لـ«تقاضيه رشاوى»

بيروت/الشرق الأوسط/16 آذار/19/أوقفت استخبارات الجيش اللبناني أمس رئيس جامعة لبنانية خاصة على ذمة التحقيق في قضية تزوير شهادات جامعية استفاد منها ضباط للحصول على أقدمية في رتبهم العسكرية، فيما أوقف أحد مرافقي النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود بتهمة «تقاضي رشى مالية».

وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن استخبارات الجيش فرضت حراسة على رئيس جامعة AUL الدكتور عدنان حمزة في المستشفى الذي نقل إليه بعد إصابته بعارض صحي، تمهيدا لاستجوابه من قبل النيابة العامة بعد تحسن وضعه الصحي. وقالت المصادر إنه في التحقيقات التي أجريت مع الموقوفين على ذمة قضية تزوير الشهادات الجامعية أفاد بعضهم بوجود علاقة لحمزة بالعملية، فأصدرت النيابة العامة مذكرة توقيف بحقه لتبيان الحقيقة. وكان حمزة تحدث منذ أيام لمحطة تلفزيونية لبنانية قائلا إنه «منذ أكثر من عشر سنوات ونحن نراسل وزارة التربية بوجود شهادات مزورة باسم جامعتنا ومدير عام التعليم العالي لم يتحرك». وفي هذا الإطار، ختم قاضي التحقيق العسكري فادي صوان تحقيقاته مع 27 موقوفاً من عناصر أمن ومدنيين متهمين بجرم دفع وقبض رشى مالية ومخالفة التعليمات العسكرية، وأحال الملف على النيابة العامة العسكرية لإبداء المطالعة في الأساس. وفي ملف آخر متصل بالجرائم نفسها، تسلّم القاضي فادي صوان عشرة أشخاص جدد؛ حيث استجوب تسعة وأصدر مذكرات توقيف وجاهية بحقهم، في انتظار استجواب العاشر الموجود في المستشفى. إلى ذلك تستمر إجراءات الملاحقة التي تطال أشخاصاً متورطين بملفات الفساد، وجديدها تمثل بتوقيف أحد عناصر حماية النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، وهو عنصر في جهاز أمن الدولة، بعد توفر شبهات عن تقاضيه رشى مالية، لقاء خدمات يقدمها لبعض الأشخاص. وكشف مصدر قضائي أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أبلغت القاضي حمود بالمعطيات التي توفرت لديها عن مرافقه، فأعطاها الإذن للتحقيق معه، وبعد الانتهاء من استجوابه أوعز حمود إلى المحققين في شعبة المعلومات بمخابرة النيابة العامة العسكرية التي أعطت الإشارة بتوقيفه.

 

الحريري التزم في بروكسل موقف الحكومة من عودة النازحين وجبران باسيل قال إن المساعدات الدولية هي لإبقائهم في لبنان

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/16 آذار/19/مع أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أدرج في كلمته أمام مؤتمر بروكسل - 3 لتوفير الدعم المالي للدول المضيفة للنازحين السوريين حرفية ما ورد في البيان الوزاري لحكومته حول ضرورة عودتهم الآمنة إلى سوريا في أسرع وقت، وحثّ المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لإعادتهم، مرحّباً بأي مبادرة أممية في هذا المجال وتحديداً المبادرة الروسية، وداعياً الدول المانحة إلى زيادة مساهمتها المالية للتخفيف من الأعباء المالية التي يتحمّلها لبنان والتي تفوق قدرته في ظل ظروفه الاقتصادية الصعبة، فإن وزيرا يتخوف من أن يكون «في الحكومة وفي خارجها من يستعد منذ الآن لنصب الأفخاخ له». ويأتي قول رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل في أول تعليق له على ما حققه المؤتمر بأن أموال بروكسل هي لإبقاء النازحين في لبنان كمؤشر على أن الاشتباك السياسي سيقتحم مجلس الوزراء.

واستباقاً للسخونة السياسية التي تنتظر جلسة الحكومة فإن من يسير في الاتجاه المعاكس لما حققه مؤتمر بروكسل لا يتطلع إلى نتائجه بمقدار ما أنه - بحسب مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط» - يصرّ على إصدار أحكامه على النيات لتفادي إحراج الرئيس بشار الأسد.

ويؤكد المصدر نفسه أنه يتوجب على من يستعد لشن هجوم سياسي وإعلامي على مؤتمر بروكسل أن يقدّم البديل لقطع الطريق على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا. ويلفت إلى أن من يتهم المجتمع الدولي بتوطين النازحين في أماكن إقامتهم المؤقتة في دول الجوار عليه من موقع تحالفه أو صداقته مع النظام السوري أن يطلب منه التعاون الفوري لإعادتهم إلى بلداتهم لتعطيل لغم التوطين بعيداً عن المزايدات. ويسأل المصدر الوزاري الذي يتموضع على الضفة الأخرى في مواجهة محور «الممانعة» الحليف لإيران وللنظام السوري: ما الذي يمنع الرئيس الأسد من أن يتجاوب من دون أي تردد مع حلفائه لتنظيم عودة النازحين. كما يسأل إذا كان في قدرة رئيس الجمهورية ميشال عون ومن يدعمه الالتفاف على ما صدر عن مؤتمر بروكسل بالتفاهم مع الرئيس الأسد لضمان عودتهم. فهل يقف الرئيس الحريري عائقاً يحول دون تجاوبه وهو من يقول باستمرار بأنه مع عودتهم اليوم قبل الغد؟ ويرى المصدر الوزاري أن الالتفاف على مؤتمر بروكسل يعفي الرئيس الأسد من مسؤوليته في إعادة مواطنيه إلى بلداتهم التي نزحوا منها تحت وطأة الحرب، بدلاً من تحضير الاتهامات «السياسية» للرئيس الحريري. ويقول بأن الهم المزدوج للحريري الذي حمله معه إلى بروكسل يكمن في الضغط على الأسد لتأمين عودتهم الآمنة. وفي حثه المجتمع الدولي لزيادة المساعدات، وهذا ما حصل، لأنه كان يتخوّف من أن هناك وهنا وضعفا في الإرادة الدولية من أجل تأمين كلفة استضافتهم.

ويؤكد المصدر الوزاري أن الحريري دعا المجتمع الدولي لأن يكون أكثر براغماتية في تعاطيه مع ملف النازحين، ويقول بأنه من غير الجائز أن يوضع لبنان على لائحة الانتظار، وبالتالي يمكن أن يؤخّر عودتهم إلى حين بلورة الحل السياسي في سوريا الذي يبدو أنه ليس في المدى المنظور. ويضيف أن دعوة الحريري المجتمع الدولي للتعاطي بواقعية مع ملف النازحين تعني من وجهة نظره أن ربط عودتهم بالحل السياسي لا تعفيه من تقديم المساعدات للذين ينوون العودة لتوفير كل ما هو مطلوب لتأمين اندماجهم في بلداتهم، إذ لا شيء يمنع من تقديم مساعدات للذين يعودون طوعياً خلال المرحلة الانتقالية، تمكّنهم من إعادة ترميم منازلهم من الأضرار التي لحقت بها من جراء الحرب... وأيضاً تأهيل البنى التحتية في حدودها الدنيا بما يسمح بخفض عدد النازحين تدريجياً وتحديداً في لبنان. وفي هذا السياق، قال مصدر أوروبي في بيروت بأن إصرار الأسد على ربط عودة النازحين السوريين الذين يستضيفهم لبنان بمبادرة الأخير إلى تطبيع علاقته بالنظام السوري ليس واقعياً، طالما أن البلدين يقيمان علاقات دبلوماسية ويستمران في التنسيق الأمني من خلال المديرية العامة للأمن العام والاستخبارات السورية، وأن عودتهم تنتظر من دمشق أن تعطي الضوء الأخضر للتفاهم على آلية تؤمن انتقالهم إلى بلداتهم وقراهم في داخل سوريا.

وقال المصدر الأوروبي لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يجد تفسيراً لإحياء المجلس الأعلى اللبناني - السوري المنبثق عن المعاهدة بين البلدين، خصوصاً أنه لم يكن له دور في الحقبة «الذهبية» التي كان يتصرف خلالها هذا النظام بأنه الآمر الناهي في لبنان قبل أن يضطر إلى سحب جيشه بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. ولفت المصدر إلى أن النظام السوري يريد من خلال شروطه لتطبيع العلاقات أن يحجب الأنظار عن مجموعة من الأسباب ما زالت تشكّل عائقاً أمام عودتهم ويأتي في أولويتها أن سوريا تعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة لا قدرة للنظام على توفير الحلول لها. وسأل المصدر: كيف يمكن للنظام السوري أن يؤمّن الخدمات والاحتياجات للعائدين طالما أنه يعجز عن توفيرها للمقيمين وهذا ما أدى إلى تراجع شعبيته؟ وعلمت «الشرق الأوسط» أن تأخير موافقة دمشق على عودة النازحين لا يرتبط بالأزمة الاقتصادية الضاغطة عليها فحسب ولا في إعادة الاعتبار للمبادرة الروسية وإنما لأن النظام السوري لم يحسم أمره حيال لائحة المطالب التي تقدّمت بها موسكو لتسريع عودتهم وأبرزها: إصدار عفو عام عن المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة العسكرية أو المطلوبين بتهمة معارضتهم للنظام، وتجميد استدعاء المطلوبين للخدمة لمدة عام، لما لهذه الإجراءات من قوة دفع لتشجيعهم على العودة. وعليه فإن لجوء بعض الأطراف إلى التذرّع في حملاته على الحريري بعدم انضمام وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى الوفد اللبناني في بروكسل ما هو إلا قنبلة دخانية يستخدمها هؤلاء لفك الحصار المفروض على الأسد، وإلا فليذهب هؤلاء إليه ويتفقوا معه على آلية لتأمين عودتهم من دون ربطها بإنضاج الحل السياسي في سوريا.

 

خلافات الحريري باسيل الى العلن…فهل التسوية بخطر ؟

أحمد شنطف/جنوبية/16 مارس، 2019

لم يعد خافياً أن مخلفات أزمة تأليف الحكومة لم تنته بعد، فهي انتقلت الى داخل مجلس الوزراء، وبدأت الخلافات تظهر الى العلن مجدداً لا سيما بين رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه من جهة، وفريق رئيس الجمهورية المتمثل بالوزير جبران باسيل من جهة أخرى.

حمل الخلاف هذه المرة تهديداً مبطناً من باسيل بإسقاط الحكومة، كونه يستطيع استخدام ورقة الوزير الـ11، حيث قال خطابه ليل أول من أمس في عشاء أقامه التيار الوطني الحر في ذكرى 14 آذار: “أو عودة النازحين أو الحكومة، أو نطرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء، أو لا حكومة، إما عجز الكهرباء صفر، أو حكومة صفر ولا حكومة”، طارحاً بكلامه هذا المسائل الخلافية الحالية. وتشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن كلام العالي النبرة لباسيل يعود إلى خلاف كبير حصل بينه وبين الحريري حين التقيا في منزل الأخير لأربع ساعات الأربعاء الماضي، وتناولا عددا من الملفات المطروحة على مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة. وترددت معلومات أنه في ما يخص ملف الكهرباء، أعاد باسيل طرح فكرة استخدام البواخر قبل تلزيم بناء معملين في سلعاتا والزهراني، وتأهيل معمل الجية، إلا أن الحريري كان ميالاً إلى تلزيم إقامة المعامل نظرا إلى الاعتراضات على كلفة البواخر.

وفي ملف آخر، طالب باسيل في لقائه الحريري أن يحصل تياره والرئيس عون على حق تسمية الأشخاص المرشحين من الطوائف المسيحية، لتعيينهم في المواقع الإدارية التي ستتخذ الحكومة قرارات في شأنها في الأسابيع المقبلة، إلا أن الحريري رفض طلبه لأنه لا يريد تجاهل القوى السياسية المسيحية الأخرى كالقوات والمردة. وفي رد عنيف من المستقبل على خطاب باسيل، الذي عرّج به أيضاً على كتاب “الإبراء المستحيل” بقوله أنه صار قانوناً، أتت مقدمة تلفزيون المستقبل مفندة خطاب الأخير، حيث قالت: “فليتفضل مقدمو أوراق الاعتماد للممانعة بإعادة النازحين”. وفي ما يخص ملف محاربة الفساد قالت: “هذا ملف فتح ولن نُغلقه، مهما اشتدت محاولات الضغط، وآخرها ما يحصل في القضاء عبر حصر صلاحية ملفات مكافحة الفساد بالنواب العامين”. وختمت: “أخيرا، يقولون إنّ الابراء المستحيل أصبح قانونا، وهم يعرفون أنه الافتراء المستحيل، وأن واضعيه قدّموه أوراق اعتماد لدى حزب الله، ضمن أجندات خاصة لا علاقة لها بالاستقامة السياسية. من جهة أخرى، علّق النائب عن كتلة المستقبل بكر الحجيري، في حديث لجنوبية، “أن في ما يخص التلويح بإسقاط الحكومة، فهو موضوع قيد النقاش داخل الكتلة، وسيكون لدينا موقفاً واضحاً الثلاثاء اذا ما طرح الموضوع خلال اجتماعنا”. وقال: “هناك من يريد التفرد ببعض القرارات والقفز فوق مقررات الدستور والحكومة، وإذا البعض ألمح بكلامه عن موضوع الدعوات الى بروكسل وطريقة التعامل مع المؤتمر، فهذا الأمر بيد رئيس الحكومة وهو يقرر به، ومن ينزعج من ذلك فهذا شأنه”. وأضاف: “نالت الحكومة 111 صوت ثقة، وبعد تشكيلها الذي استمر 9 أشهر كان التوجه نحو العمل والبت بالمسائل العالقة التي نحتاج لحلها، إنما الواضح اليوم هو وجود استقواء على مواقع في الدولة وعدم احترام فصل السلطات وللدستور، ووقوفنا بوجه هذه المحاولات بالتأكيد سيوصلنا الى هذا الكلام الخطير من قبل البعض، إلا أن هذا الكلام مرفوض ومردود الى أصحابه”. وعن العودة لنغمة الإبراء المستحيل، قال أن هذا الأمر واعادة الكلام به يثير الكثير من علامات الإستفهام. وفي رد على سؤال التسوية الى أين؟ قال الحجيري أنه في آخر المطاف لا يمكن لأحد لي ذراع رئيس الحكومة مهما كان الأمر. وأضاف: “من يتكلم بنبرة عالية فيسمحلنا فيها، فالبعض لا يريد محاربة الفساد بالشكل المطلوب، فإما أن يحاربوا الفساد بشكل جدي أو فليسكتوا، فالرئيس الحريري قال أنه لن يغطي أحدا فماذا عنهم؟”. ولفت أنه “من المؤسف أن تعاد نغمة الإتهامات العشوائية من نفس الأشخاص”.

ملف النازحين

في هذا الإطار، أشار الحجيري الى أنه في ما يخص عودة النازحين السوريين، فعلينا أن نقول أنه هناك من هجر هؤلاء من بيوتهم، وهناك من هو مسؤول عنهم، فالبعض يقول أن علاقتنا بسوريا طبيعية وهناك سفير، فهنا علينا أن نسأل لماذا لم يكلف خاطره للحظة هذا السفير ويسأل عن مواطنيه ويسهل عودة من يريد على الأقل؟. وأضاف: “على حلفاء هذا النظام أو البلد المسؤول عنه وهو روسيا أن يضغط أيضاً في هذا الموضوع، ويجب السؤال أيضاً للوزير اللبناني الجديد المسؤول عن الملف والذي ذهب الى سوريا فما هو الخرق العظيم الذي قام به؟ وما الجديد الذي أتى به؟ وكرّر الحجيري مطالبة “حزب الله” بالخروج من القصير لعودة 65 ألف نازح سوري في عرسال فقط، حيث قال: “صرنا عايدين هذا الكلام مئات المرات، فليخرجوا من القصير وعندها يعود النازحون خلال ساعة واحدة”. وقال: “لسنا مضطرين لا أنا ولا غيري أن نكون بموقع دفاع عن مسائل يتحمل الفريق الآخر مسؤوليتها وليس نحن”.

توضيح عوني

في جهة أخرى، نفى النائب في تكتل لبنان القوي سيمون أبي رميا، في حديث لجنوبية تفسير كلام باسيل بانه سعي لإسقاط الحكومة، وقال “ليس هناك نية لدى أحد بتفشيل او اسقاط الحكومة، بل على العكس ما يهمنا اليوم هو زيادة انتاجية هذه الحكومة ونجاحها، وخصوصاً أنه يُنتظر منها الكثير من الأمور”.

وعن نبرة رئيس التيار الحرّ العالية، قال أبي رميا: “السقف ليس عالياً، كلام الوزير باسيل الأخير كان موجهاً للجميع بمن فيهم التيار الوطني الحر، فلا أحد يشعر بأنه متهماً دون أن يكون هناك تسمية لأحد”. وعن ما كُتب حول أن اللقاء الأخير بين الحريري وباسيل كان “حامياً”، قال: قرأت ما كتب لكننا لم نطلع بعد من الوزير باسيل عن ما جرى في الإجتماع وعن ما طرح فيه”. وعن مصير التسوية بين التيار الحر وتيار المستقبل وخطر انهيارها، أشار ابي رميا أنه لا يعتقد ذلك، “لأنها بُنيت على مرتكزات متوافق عليها، بما فيها محاربة الفساد وانقاذ الوضع الإقتصادي والكهرباء وغيرها، وكل المشاركين بهذه التسوية تهمهم الأمور عينها”. وفيما يخص ملف النازحين، أوضح أبي رميا أن “هناك جو لدى المجتمع الدولي يسوّق نظرية وجوب بقاء النازحين في مكانهم الآن بسبب ان الوضع غير آمن في سوريا، إنما نحن لدينا مقاربة أخرى، سيطرحها الرئيس ميشال عون خلال زيارته لموسكو”.

وشدد على أن “لا خلاف مع الرئيس الحريري حيال هذا الأمر، لأنه ملتزم بما جاء في البيان الوزاري في هذا الخصوص”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

النزاع السوري يطوي عامه الثامن... أضخم مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/16 آذار/19/خرج مئات السوريين أمس الجمعة إلى الشوارع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. ونقلت الوكالة عن نشطاء أن المحتجين، وبينهم أطفال ونساء، شاركوا في مسيرات بمحافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وبريف حلب الشمالي، طالبوا بتنحي الأسد. وحمل متظاهرون في مدينة حارم بمحافظة إدلب لافتة كتب عليها: «ما زلنا نريد الحرية. إرحل يا بشار». وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إلى مقتل أكثر من 370 ألف شخص وهجرة أكثر من نصف الشعب وتعرض مناطق كاملة للدمار، في أضخم مأساة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بحسب الأمم المتحدة، بسبب النزاع والحرب المستمرة في سوريا منذ مارس (آذار) 2011. وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكثر من 370 ألف قتيل منذ بداية الحرب التي طوت أمس الجمعة سنتها الثامنة. وبين القتلى 112 ألفاً و623 مدنياً ضمنهم 21 ألف طفل و13 ألف امرأة، بحسب حصيلة «المرصد» التي نشرها في 15 مارس الحالي. ووفق تقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن «2.9 مليون شخص باتوا يعيشون مع إعاقة دائمة». ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن دراسة لمنظمة «هانديكاب إنترناشيونال» بين عامي 2017 و2018، أظهرت أن «أكثر من 60 في المائة من أُسَر اللاجئين السوريين تضمّ معاقاً، وخُمس اللاجئين السوريين في لبنان والأردن يعانون إعاقة». وبحسب مديرة الشرق الأوسط في منظمة «كير»، تسبب النزاع السوري «في أكبر عملية نزوح للسكان منذ الحرب العالمية الثانية». وعانى نحو 13 مليون سوري النزوح أو اللجوء في بلدان أخرى، علماً أن تعداد الشعب السوري قبل 2011 كان 23 مليون نسمة. ونزح نحو 6.2 ملايين سوري داخل بلادهم. ولجأ نحو 5.6 ملايين سوري إلى دول مجاورة، بحسب المفوضية العليا للاجئين. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقريرها، أن سلطات لبنان تقدر عدد السوريين على أراضيها بـ1.5 مليون شخص، أقل من مليون منهم مسجلون لدى مفوضية اللاجئين. ويعيش معظم اللاجئين في ظروف الفقر ويعولون على المساعدات الدولية. ويقيم في الأردن، بحسب السلطات، 1.3 مليون سوري، في حين تقول مفوضية اللاجئين إن عدد المسجلين لديها منهم 657 ألفاً. ويقيم في العراق أكثر من 246 ألف لاجئ سوري، وفي مصر أكثر من 130 ألف سوري.

وتدفق مئات آلاف السوريين على أوروبا، خصوصاً ألمانيا، حيث يوجد العدد الأكبر بين طالبي اللجوء. ومنذ بداية النزاع، اتهمت السلطات السورية بانتهاكات لحقوق الإنسان، وفي حالات كثيرة، بالتعذيب والاغتصاب والإعدامات الجماعية. وبحسب «المرصد السوري»، قضى نحو 60 ألف شخص تحت التعذيب أو بسبب ظروف اعتقال بالغة السوء في السجون السورية. ووفق المصدر ذاته، مرّ نصف مليون شخص بالسجن منذ بداية الحرب. واتهمت منظمة العفو الدولية في 2017 النظام السوري بإعدام نحو 13 ألف شخص بين 2011 و2015 في سجن صيدنايا قرب دمشق، منددة ما سمته «سياسة إبادة». وقالت إن تلك الإعدامات تضاف إلى 17700 قتيل في السجون سبق للمنظمة أن أحصتهم. وقتل «آلاف» الأشخاص في سجون تنظيمات معارضة ومتشددة، بحسب «المرصد». كما وُلِد نحو خمسة ملايين سوري منذ 2011، بحسب صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، بينهم نحو مليون وُلِدوا لاجئين. وحُرِم أكثر من 2.1 مليون طفل سوري من الدراسة. وتدمرت أو تضررت مدرسة من كل ثلاث مدارس في سوريا. وبحسب مكتب تنسيق المساعدة الإنسانية الأممي، يحتاج أكثر من 13 مليون سوري داخل البلاد إلى مساعدة غذائية. وقال برنامج الغذاء العالمي (بام) إن سوريا تشهد حالة «انعدام أمن غذائي معمم»، ويعجز 6.5 مليون شخص عن تلبية حاجاتهم الغذائية. وتقول الأمم المتحدة إن الغالبية العظمى من السوريين تعيش تحت عتبة الفقر وسط البطالة وانقطاع التيار الكهربائي ونقص الغاز المنزلي. وقدرت السلطات السورية خسائر قطاع النفط والغاز منذ 2011 بـ74 مليار دولار، وتواجه البلاد حالياً نقصاً في المحروقات. ولئن كان قطاع الطاقة الأكثر تضرراً، فإن كل مجالات النشاط الاقتصادي تعرضت لدمار بسبب النزاع، بحسب السلطات. وقدرت الأمم المتحدة قيمة ما دُمّر بسبب الحرب بنحو 400 مليار دولار في بلد باتت مدن وقرى بأكملها فيه مجرد أنقاض وركام.

 

بوتين مستاء من الأسد بسبب إيران!

السياسة//16 آذار/19/كشفت مصادر عربية أن الاتفاقات التي توصّل إليها الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة لطهران أثارت استياء روسيا عميقا وخلقت أزمة ثقة بين الأسد والكرملين. وأوضحت أن هذه الاتفاقات جعلت الجانب الروسي يشعر بأنّ الرئيس السوري مصرّ على استرضاء طهران، والحرس الثوري تحديدا، على حسابه. وذكرت المصادر أن أكثر ما أثار استياء الجانب الروسي الوعد الذي أعطاه الأسد للإيرانيين بالسماح لهم بإدارة ميناء اللاذقية، مشيرة في هذا المجال إلى تشكيل لجنة سورية لدراسة هذا الموضوع الذي يمس بالمصالح الروسية في سورية على نحو مباشر. وتقع القاعدة حميميم الجوية الأساسية التي تمتلكها روسيا في سورية قرب مدينة اللاذقية، وقد انطلقت منها الطائرات القاذفة الروسية من أجل وقف تقدّم المعارضة على كلّ الجبهات في سبتمبر 2015.

 

توافق غربي على الحل السياسي في سوريا

قالت الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة: إن التوصل إلى “حل سياسي” هو “السبيل الوحيد” لإنهاء العنف والمصاعب الاقتصادية في سورية”.

السياسة//16 آذار/19/وجاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الدول الأربع أول من أمس، بمناسبة الذكرى الثامنة “للنزاع السوري”.

وقال البيان: “منذ ثمانية أعوام خرج عشرات الآلاف من السوريين إلى الشوارع للمطالبة بالحق في التعبير عن أنفسهم بحرية والدعوة إلى الإصلاح والمطالبة بالعدالة… لقد أدى الرد الوحشي لنظام الأسد ودوره في الصراع الذي أعقب ذلك إلى أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف البيان “بينما يحاول نظام الأسد ومؤيدوه إقناع العالم بأن الصراع قد انتهى وأن الحياة قد عادت إلى طبيعتها فإن الحقيقة هي أن قمع النظام للشعب السوري لم ينته”. وأكد أن “الحل العسكري الذي يأمل النظام السوري في تحقيقه بدعم من روسيا وإيران لن يحقق السلام”.

وأكد مجددا “ان السبيل الوحيد لإنهاء العنف والمصاعب الاقتصادية وكذلك لضمان تسوية دائمة للنزاع هو حل سياسي تفاوضي… والحل السياسي وحده هو الذي يمكن أن يوفر الضمانات الضرورية لجميع مكونات المجتمع السوري وكذلك لجيران سورية”.

 

“قسد” تتقدم في الباغوز ببطء… وتقتل 4 من أمراء “داعش”

المبعوث الأميركي إلى سورية: لا جدول زمنياً للانسحاب

دمشق، عواصم- وكالات/16 آذار/19/أعلن مقاتلو قوات سورية الديمقراطية، “قسد”، عن شن هجوم أمس، على تجمّعات ومواقع داعش داخل بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي بسورية، ما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين بينهم 4 أمراء وجرح آخرين.

وقال المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية “قسد” إنه جرى العثور على “أحد مقاتلينا كان قد فقد منذ يومين، حيث كان مصاباً بجروح متوسّطة”. وأضاف المركز أن قوات قسد “استولت.. على كمية كبيرة من الأسلحة والذّخائر”. وكانت “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، أعلنت تباطؤ العمليات العسكرية ضد آخر جيوب تنظيم داعش الإرهابي في بلدة الباغوز، جراء احتجاز التنظيم لـ 300 مدني وعناصر من “قسد” . وأفادت مصادر في “قسد” بسقوط قتلى وجرحى جراء ثلاث هجمات انتحارية نفذها عناصر من تنظيم داعش الإرهابي قرب منطقة الباغوز، مضيفة ان ثلاثة انتحاريين يرتدون ملابس النساء قتلوا ستة أشخاص من النازحين من اخر جيب لتنظيم داعش في شرق سورية، أول من أمس، وهو أول هجوم يستهدف النازحين من الباغوز. ووجهت طائرات التحالف الدولي، أمس، ضربات وغارات مكثفة على مواقع تواجد من تبقى من عناصر تنظيم “داعش” في المنطقة، بالتزامن مع قصف صاروخي مكثف من قبل قوات “قسد”. واستقدمت قوات سورية الديمقراطية تعزيزات عسكرية إلى المنطقة في إطار سعيها لحسم المعركة وإجبار من تبقى من التنظيم على الاستسلام. وغادر مزيد من الاطفال والنساء الباغوز، ومعهم رجال جرحى سار كثيرون منهم وهم يتكؤون على عصي في طريق ترابية الى خارج اخر منطقة تابعة للتنظيم.

من جانبه، اكّد المبعوث الأميركي الخاص بسورية، جيمس غيفري، أنه لا يوجد جدول زمني للانسحاب الأميركي من سورية. وقال غيفري إنه لم يبق لتنظيم داعش، في سورية، سوى بضع مئات من المقاتلين وأقل من كيلومتر مربع من الأراضي. لكن المبعوث الأميركي يعتقد أن “هناك ما بين 15 ألفاً و20 ألفاً من مناصري داعش في سورية والعراق، كثير منهم خلايا نائمة”. وناشد غيفري الدول أن تستعيد “مقاتلي داعش الأجانب الذين أسرتهم قوات سورية الديمقراطية وعائلاتهم لتقاسم عبء المحاكمات وإعادة التأهيل”.

 

أميركا تُحذِّر العراق من إيران وتدعوه للامتثال للعقوبات/صالح أكد حرص الحكومة على تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة

عواصم – وكالات: حذر المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك، العراق من مغبة التفاؤل بزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بغداد. واستند هوك في تحذيراته إلى حقيقة أن “النظام الإيراني لا يستثمر في شعبه، فكيف يمكن لأحد أن يتوقع منه دعم العراق والشعب العراقي بأي شكل من الأشكال”.

واستشهد بحقائق ممارسات النظام الإيراني في المنطقة، والتدخلات المستمرة في شؤون دول الجوار لزعزعة أمنها واستقرارها، في وصفه النظام المصرفي الإيراني بالأسود وغير الشفاف، مشدداً على أن نظام طهران لا يريد لشعبه أن يعرف أين تذهب أموال الدولة، لأنها في الواقع تنفق في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لتحقيق طمع إيران في السيطرة على دوله. من ناحية ثانية، أكد الرئيس العراقي برهم صالح أمس، حرص بلاده على تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة لتحقيق الاستقرار فيها والابتعاد عن النزاعات والصراعات. وذكرت الرئاسة العراقية في بيان، أن هناك مساع من بغداد لخلق منظومة من المصالح الاقتصادية المشتركة مع المملكة العربية السعودية. وأشاد صالح خلال زيارة وفد سعودي رفيع المستوى إلى بغداد، بانفتاح الرياض على العراق وسعيها الجاد لتعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين.

ورافقت إشادة الرئيس العراقي دعوات من قبل رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي إلى ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع السعودية، فيما قال وزير التجارة العراقي محمد العاني: إن الوفد السعودي طرح عدداً من الاتفاقيات للتوقيع عليها في كل المجالات والقطاعات. بدوره، أفاد وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي بأن العلاقات التجارية بين المملكة والعراق نمت العام الماضي بنسبة 25 في المئة. على صعيد آخر، دعت حكومة إقليم كردستان أمس، حكومة بغداد إلى تنفيذ واجبها “القانوني والأخلاقي” تجاه حلبجة بالتزامن مع احياء ذكرى مرور 31 عاماً على تعرض المحافظة للقصف بالأسلحة الكيماوية من قبل النظام العراقي السابق. وطالب مجلس وزراء الإقليم في بيان، بمناسبة ذكرى القصف، أن تولي الحكومة العراقية محافظة حلبجة وسكانها “كل الاهتمام” إلى جانب تقديم تعويض مادي ومعنوي لسكانها وبيئتها “كونها ضحية للدولة العراقية”. وأضاف “تمر اليوم (أمس)،31 سنة على كارثة القصف الكيماوي لحلبجة من قبل النظام العراقي السابق الذي أدى إلى جانب مقتل خمسة آلاف مواطن بريء وجرح آلاف آخرين مازال غالبيتهم يعاني الآثار السلبية السيئة صحياً ونفسياً لتلك الكارثة، إضافة إلى تشريد آلاف العوائل وتخريب بيئة تلك المنطقة الكردستانية الجميلة الخلابة”. وأشار إلى “نتوقع من الحكومة العراقية أن تنفذ واجبها القانوني والأخلاقي تجاه هذه المحافظة وسكانها وتوليهم كل الاهتمام إلى جانب التعويض المادي والمعنوي لسكانها وبيئتها كونها ضحية للدولة العراقية”. إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع العراقية في بيان، أمس، تنفيذ القوة الجوية ضربة استهدفت مواقع لتنظيم “داعش بمحافظة كركوك.

 

واشنطن: سياسات إيران وأنشطتها العدائية تُهدِّد مصالحنا

عواصم – وكالات/16 آذار/19/أكد وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، أن برنامج الصواريخ الإيراني والأنشطة السيبرانية لطهران وتدخلاتها الإقليمية تهدد مصالح الولايات المتحدة. وأكد شاناهان في كلمة له بشأن ميزانية وزارته أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، “ضرورة تقوية التحالفات الإقليمية لمواجهة إيران”. وقال: إن “تهديدات إيران الصاروخية والسيبرانية وكذلك أنشطتها العدائية والشريرة في منطقة الشرق الأوسط وما وراءها، تهدد المصالح الوطنية للولايات المتحدة”. وأضاف إنه في مشروع الميزانية تم التأكيد على أن “الأولوية الأمنية الستراتيجية في الشرق الأدنى هي مواجهة النفوذ السيئ لإيران”، والتأكد من القضاء على تنظيم “داعش” وتنمية الشراكات الأمنية الثنائية والجماعية. على صعيد آخر، كشف الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية محمد سرافراز عن وجود قائمة سوداء سرية يتم بموجبها منع الآلاف من صانعي الأفلام والممثلين والفنانين في إيران من العمل أو حتى عرض أعمالهم. وقال: إن هذه القائمة مفروضة من قبل أجهزة الاستخبارات التي تتدخل بشكل مباشر في عمل هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تخضع للمرشد الأعلى علي خامنئي بشكل مباشر. وأشار إلى أن تدخل أجهزة الاستخبارات في الشؤون الداخلية للهيئة كان أحد الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة من منصبه فجأة في مايو العام 2016، وذلك بعد 18 شهراً فقط من تعيينه.

 

يوم دامٍ في باريس… حرائق ونهب محال تجارية في الشانزيلزيه/وزير الداخلية طالب الشرطة بالتعامل بأقصى درجات الحزم مع مثيري الشغب ومتظاهري "السترات الصفر"

باريس – وكالات/16 آذار/19/حولت الشرطة الفرنسية شوارع العاصمة باريس أمس، الى ساحة مملوءة بالغاز المسيل للدموع، لتفريق متظاهري “السترات الصفر”، في احتجاجات عطلة نهاية الأسبوع الـ 18 على التوالي المناوئة للرئيس إيمانويل ماكرون. واندلعت اشتباكات أمس، بين الشرطة الفرنسية ومتظاهري السترات الصفر، حيث أظهرت لقطات بثتها قناة “بي أف أم تي في” الفرنسية، قوات الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع، وتستخدم خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، كما أظهرت لقطات أخرى تصاعد الدخان إثر احتراق بعض الإطارات. واشتبك المتظاهرون مع شرطة مكافحة الشغب، بالقرب من قوس النصر، فيما قام عناصر من محتجي السترات الصفر بنهب محلات الشانزيلزيه في باريس. وأعلنت الشرطة عن اعتقال عشرين شخصا في الوقت الذي يحاول فيه المحتجون بث روح جديدة في حركتهم المناوئة لماكرون وسياساته. ومن جانبه طالب وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير الشرطة بالتعامل بأقصى درجات الحزم مع مثيري الشغب. وكتب في تغريدة على حسابه بموقع التواصل تويتر: “إنهم دعوا إلى العنف وأتوا ليروا الفوضى تعم باريس، تسلل إليهم مدربون محترفون وملثمون”. وأضاف الوزير: “تعليماتي إلى الشرطة في باريس هي التعامل بأقصى درجات الحزم مع هذه الهجمات غير المقبولة”. وتجمع أمس عدد كبير من متظاهري السترات الصفر مقارنة بالأسابيع الماضية، وبدأوا في رشق الشرطة بما يقع في أيديهم. وردد المتظاهرون عبارات بينها: “لم يستجيبوا لنا جزئيا إلا بعد لجوئنا للقوة”… “الشرطة التي تستعمل القوة يجب أن تعامل بالقوة”.

 

مشاركة حاسمة للمقاتلات العربيات والكرديات في معركة الباغوز/القيادية ليلوى العبد الله: مقتنعون أننا نحارب من أجل الحرية

الباغوز (دير الزور- شرق سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط/16 آذار/19/في الخطوط الأمامية من جبهة الباغوز، شرق سوريا، تشارك ثلاث شقيقات في المعركة الحاسمة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي. ميساء وهيفاء وصفاء، المتحدرات من مدينة دير الزور، قررن القتال جنباً إلى جنب، مجتمعات في موقع عسكري متقدم يرصدن منه نيران المعارك وألسنة الدخان، فوق آخر جيب يسيطر عليه عناصر التنظيم بالجهة الشرقية من بلدة الباغوز. تروي ميساء (25 سنة) وهي أكبر أخواتها كيف أنّ مقاتلي «داعش» وبعد سيطرتهم على مسقط رأسها نهاية 2014، أجبروا النساء والفتيات على ارتداء النقاب والبرقع وفرضوا قوانين متشدّدة، الأمر الذي دفع أسرتها إلى الفرار والنزوح إلى مدينة الحسكة المجاورة. تعرب عن حزنها العميق عندما تشاهد صورا ومقاطع فيديو تظهر كيف كان مقاتلو التنظيم المتطرف يقطعون الرؤوس ويعلقونها أو يصلبونها في الشوارع العامة وأمام المنازل، لتقول: «عندما قررت القتال كان بدافع القضاء على هذا التنظيم. أشعر بالإهانة عندما أشاهد تلك الصور المثقلة والمقاطع التي تركت ذكريات حزينة لذويهم». أما هيفاء، البالغة من العمر 22 سنة، فكانت تشير إلى المخيم العشوائي والأرض الزراعية التي لا تزال يتحصن بها آخر مسلحي التنظيم في الباغوز، وهي اليوم قناصة محترفة كانت تحمل سلاحاً ثقيلاً. قالت: «هذه البقعة التي لا تتعدى الأمتار بقيت فقط تحت سيطرة الدواعش، سنقضي عليهم خلال ساعات». الأخت الصغرى صفاء، ذات الـ20 ربيعاً، أخذت موقع الراصد، وعبر منظار كانت تحمله بيدها راقبت حركة عناصر التنظيم وكيفية دفاعهم عن آخر موطئ قدم لهم في الشرق السوري. وعن رأي أهلها بمشاركتها في القتال، قالت: «بتشجيع من والديّ قررت أخواتي الالتحاق. وبعد أن أجبرت على ترك دراستي بسبب الحرب، قررت الانضمام إلى أخواتي. كلما نذهب إلى منزل العائلة نلقى تأييداً إيجابياً من أهلنا». وتعد «وحدات حماية الشعب» الكردية العماد العسكري لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي يبلغ قوامها قرابة 50 ألف مقاتل. وتأسست «الوحدات» في يوليو (تموز) 2012. بهدف الدفاع عن المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرقي سوريا. وبعد أقل من عام، قررت المقاتلات الكرديات ضمن الفصيل العسكري نفسه تأسيس قوة نسائية أطلق عليها اسم «وحدات حماية المرأة» ويرمز لها بـ(YPJ).

ووقفت المقاتلة جيندار (24 سنة) بجانب الأخوات الثلاث يشاركن جميعاً في الجبهة الشرقية بمعركة الباغوز، أكثر الجبهات سخونة، ويقاتلن جنباً إلى جنب مع رفيقات أخريات في الصفوف الأمامية. تتحدر جيندار من بلدة تل تمر، ومنذ عامين وهي مقاتلة عسكرية شاركت في معارك الرقة وريف دير الزور الشمالي، أما اليوم فهي تنتظر بفارغ الصبر حسم المعركة والقضاء جغرافياً على تنظيم داعش شرقي الفرات. قالت: «هاجم التنظيم بلدتنا بداية 2015، فهرب معظم سكانها. آنذاك أدركت أن هذا التنظيم يجب أن تكون هناك قوة عسكرية كبيرة لمواجهته».

وتشكل نسبة النساء في «قوات سوريا الديمقراطية» نحو 30 في المائة، أي ثلث مجموع القوات المقاتلة، وتتراوح أعمارهن بين 18 و40 عاماً، وقد أظهرن بسالة لا تقل شأناً بالمقارنة مع الرجال في مواجهة «داعش». وأوضحت القيادية العسكرية ليلوى العبد الله، المتحدثة الرسمية باسم حملة «عاصفة الجزيرة» للقضاء على «داعش» شرق نهر الفرات، أنّ جميع المقاتلات خضعن للتدريبات العسكرية الخاصة بالجيوش النظامية. وقالت: «تعلمن حمل السلاح وكيفية استخدامه، إلى جانب محاضرات سياسية وتوعوية لرفع المعنويات». وقبل الالتحاق بالجبهة، تتلقى الفتيات الجديدات تدريباً عسكرياً لمدة ثلاثة أشهر، يتعلمن فنون الحرب وكيفية استخدام الأسلحة والقذائف وحمل البندقية، كما يخصص جزء من التدريب لحضور محاضرات سياسية ونظرية. في كل جبهة عسكرية، تتولى امرأة مقاتلة الرئاسة المشتركة، ويوكل لها منصب قيادي أو ناطقة رسمية. وتابعت القيادية ليلوى العبد الله وهي قيادية في «وحدات المرأة»: «عندما تكون لك الإرادة والجرأة والثقة بالنفس، فلن تقهرك أي قوة عسكرية، نحن مقتنعون أننا نحارب تنظيماً إرهابياً من أجل الحرية». ولفتت إلى أنها لا تعطي أهمية للحياة «وهناك امرأة محرومة من حقوقها، سواء المحررات من قبضة «داعش» أو في أي بقعة بالعالم. نحن أكثر من يتحسسن هموم ومآسي بقية النسوة، ونحن هنا لهذا الهدف».

وتروي مقاتلة كردية أخرى تدعى سورخين وهو اسم حركي بعد رفضها كشف اسمها الصريح (ترفض معظم المقاتلات الكشف عن أسمائهنّ الحقيقية لأسباب أمنية) كيف انتسبت لـ«وحدات المرأة»، بتشجيع من والدها القيادي في حزب كردي معارض، حيث أيقنت أن هذا التنظيم العسكري سيضمن حقوق المرأة بشكل متساو مع الرجل، كما قالت. وعند حديثها، ارتسمت علامات الحماسة على وجهها، وقالت: «قررت الانضمام بعدما التحقت العشرات من رفيقاتي وتطوعن من أجل الدفاع عن أرضنا وشعبنا. هذه المعركة رفعت معنوياتي كثيراً لأننا على وشك القضاء على تنظيم داعش المتطرف بشكل نهائي».

وتضم «وحدات حماية المرأة» الآلاف من المقاتلات العربيات والكرديات، متطوعات لا يتقاضين رواتب، كما لا يوجد قانون أو تشريع في سوريا أو لدى الإدارة الذاتية التي تدير مناطق شرق الفرات يجيز إجبار النساء على الالتحاق بالخدمة العسكرية، إلا أنهنّ قررن القتال بدافع حماية مناطقهنّ.

كانت كليستان، الفتاة ذات العشرين ربيعاً والقادمة من مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، ترتدي بدلة عسكرية وعلى كتفها شال زيتي اللون، لم تضع على وجهها أياً من أنواع مستحضرات التجميل، بينما كان شعرها منسقاً بعناية حيث لفّته على شكل ضفيرة وشدت نهايته بربطة زهرية اللون. تحدثت وهي تحمل بندقيتها التي ثبتت فوهتها في ثقب حفرة بجدار موجه لمناطق التنظيم، لتقول: «سقط الكثير من الضحايا على أيدي هذا التنظيم الإرهابي، نساء وفتيات حرمن من أبسط حقوقهنّ، أنا هنا لرفع الظلم وللمساواة بين الرجل والمرأة». وتوجد في كل مدينة وبلدة بمناطق شرق الفرات مركز تدريبي خاص بالمقاتلات، يوفر دورات ودروساً في استعمال مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وإعدادهن بدنياً ونفسياً للتعامل مع مختلف الظروف والأوضاع في جبهات القتال الساخنة. ونقلت كوثر (23 سنة) وهي مقاتلة متحدرة من مدينة منبج (ريف حلب)، أنّ قادتها يسردن لهنّ قصص مقاتلات شاركن في معارك عين العرب (كوباني) ومنبج والرقة، نفذن عمليات انتحارية لعدم وقوعهنّ أسيرات في قبضة التنظيم المتشدّد. وقالت: «سنظل ندافع عن أرضنا حتى آخر نقطة دم في جسدنا. نمتلك إرادة قوية وهي دافعنا للاستمرار في القتال والقضاء على هذا التنظيم المتوحش».

 

النزاع السوري يطوي عامه الثامن... أضخم مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/16 آذار/19/خرج مئات السوريين أمس الجمعة إلى الشوارع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ونقلت الوكالة عن نشطاء أن المحتجين، وبينهم أطفال ونساء، شاركوا في مسيرات بمحافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وبريف حلب الشمالي، طالبوا بتنحي الأسد. وحمل متظاهرون في مدينة حارم بمحافظة إدلب لافتة كتب عليها: «ما زلنا نريد الحرية. إرحل يا بشار». وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إلى مقتل أكثر من 370 ألف شخص وهجرة أكثر من نصف الشعب وتعرض مناطق كاملة للدمار، في أضخم مأساة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بحسب الأمم المتحدة، بسبب النزاع والحرب المستمرة في سوريا منذ مارس (آذار) 2011. وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكثر من 370 ألف قتيل منذ بداية الحرب التي طوت أمس الجمعة سنتها الثامنة. وبين القتلى 112 ألفاً و623 مدنياً ضمنهم 21 ألف طفل و13 ألف امرأة، بحسب حصيلة «المرصد» التي نشرها في 15 مارس الحالي. ووفق تقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن «2.9 مليون شخص باتوا يعيشون مع إعاقة دائمة».

ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن دراسة لمنظمة «هانديكاب إنترناشيونال» بين عامي 2017 و2018، أظهرت أن «أكثر من 60 في المائة من أُسَر اللاجئين السوريين تضمّ معاقاً، وخُمس اللاجئين السوريين في لبنان والأردن يعانون إعاقة». وبحسب مديرة الشرق الأوسط في منظمة «كير»، تسبب النزاع السوري «في أكبر عملية نزوح للسكان منذ الحرب العالمية الثانية». وعانى نحو 13 مليون سوري النزوح أو اللجوء في بلدان أخرى، علماً أن تعداد الشعب السوري قبل 2011 كان 23 مليون نسمة. ونزح نحو 6.2 ملايين سوري داخل بلادهم. ولجأ نحو 5.6 ملايين سوري إلى دول مجاورة، بحسب المفوضية العليا للاجئين.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقريرها، أن سلطات لبنان تقدر عدد السوريين على أراضيها بـ1.5 مليون شخص، أقل من مليون منهم مسجلون لدى مفوضية اللاجئين. ويعيش معظم اللاجئين في ظروف الفقر ويعولون على المساعدات الدولية. ويقيم في الأردن، بحسب السلطات، 1.3 مليون سوري، في حين تقول مفوضية اللاجئين إن عدد المسجلين لديها منهم 657 ألفاً. ويقيم في العراق أكثر من 246 ألف لاجئ سوري، وفي مصر أكثر من 130 ألف سوري. وتدفق مئات آلاف السوريين على أوروبا، خصوصاً ألمانيا، حيث يوجد العدد الأكبر بين طالبي اللجوء.

ومنذ بداية النزاع، اتهمت السلطات السورية بانتهاكات لحقوق الإنسان، وفي حالات كثيرة، بالتعذيب والاغتصاب والإعدامات الجماعية. وبحسب «المرصد السوري»، قضى نحو 60 ألف شخص تحت التعذيب أو بسبب ظروف اعتقال بالغة السوء في السجون السورية. ووفق المصدر ذاته، مرّ نصف مليون شخص بالسجن منذ بداية الحرب. واتهمت منظمة العفو الدولية في 2017 النظام السوري بإعدام نحو 13 ألف شخص بين 2011 و2015 في سجن صيدنايا قرب دمشق، منددة ما سمته «سياسة إبادة». وقالت إن تلك الإعدامات تضاف إلى 17700 قتيل في السجون سبق للمنظمة أن أحصتهم. وقتل «آلاف» الأشخاص في سجون تنظيمات معارضة ومتشددة، بحسب «المرصد».

كما وُلِد نحو خمسة ملايين سوري منذ 2011، بحسب صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، بينهم نحو مليون وُلِدوا لاجئين. وحُرِم أكثر من 2.1 مليون طفل سوري من الدراسة. وتدمرت أو تضررت مدرسة من كل ثلاث مدارس في سوريا. وبحسب مكتب تنسيق المساعدة الإنسانية الأممي، يحتاج أكثر من 13 مليون سوري داخل البلاد إلى مساعدة غذائية. وقال برنامج الغذاء العالمي (بام) إن سوريا تشهد حالة «انعدام أمن غذائي معمم»، ويعجز 6.5 مليون شخص عن تلبية حاجاتهم الغذائية. وتقول الأمم المتحدة إن الغالبية العظمى من السوريين تعيش تحت عتبة الفقر وسط البطالة وانقطاع التيار الكهربائي ونقص الغاز المنزلي. وقدرت السلطات السورية خسائر قطاع النفط والغاز منذ 2011 بـ74 مليار دولار، وتواجه البلاد حالياً نقصاً في المحروقات. ولئن كان قطاع الطاقة الأكثر تضرراً، فإن كل مجالات النشاط الاقتصادي تعرضت لدمار بسبب النزاع، بحسب السلطات. وقدرت الأمم المتحدة قيمة ما دُمّر بسبب الحرب بنحو 400 مليار دولار في بلد باتت مدن وقرى بأكملها فيه مجرد أنقاض وركام.

 

بومبيو: ندعم «التحالف» للتصدي لمحاولات إيران «نشر نظامها الفاسد» وقال إن السعودية قدمت 500 مليون دولار لمساعدة اليمنيين وإيران لم تقدم شيئاً

واشنطن: عاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/16 آذار/19/قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تعارض فرض قيود على المساعدات الأميركية للتحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن، بقيادة السعودية، في رد مباشر، على إقرار مجلس الشيوخ الأميركي، مشروع قانون يدعو إلى وقف الدعم الأميركي للتحالف العربي، ما لم يحصل على تفويض من الكونغرس. وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي أمس: «السبيل لتخفيف معاناة الشعب اليمني لا تكون بإطالة أمد الصراع عن طريق إعاقة شركائنا في المعركة، لكن بمنح التحالف الذي تقوده السعودية الدعم الذي يحتاجه لهزيمة المتمردين المدعومين من إيران وضمان السلام العادل». ويتوجب الآن أن يُوافق مجلس النوّاب الأميركي على مشروع القرار، لكنّ ترمب سيستخدم حقّه في النقض (الفيتو) ضدّ النص، بحسب ما أكد الأربعاء البيت الأبيض الذي أعلن «معارضته الشديدة» لمشروع القرار هذا.

وأشاد بومبيو بجهود المملكة العربية السعودية في التخفيف من الأزمة الإنسانية في اليمن، «والتصدي لمحاولات إيران نشر نظامها السلطوي الفاسد في المنطقة»، مؤكداً دعم بلاده للتحالف العربي، الذي تقوده المملكة في اليمن. وقال بومبيو: «إذا كنتم تهتمون بشكل حقيقي بحياة السعوديين، فعليكم وقف الصواريخ التي يطلقها الحوثيون بدعم من إيران على الرياض. إذا كنتم تهتمون حقيقياً بحياة العرب في المنطقة، فعليكم مساندة التحالف لمنع إيران من تمديد نظامها السلطوي من طهران حتى البحر المتوسط وفي اليمن. وإذا كننتم تهتمون بحياة الأميركيين وجميع المواطنين في العالم، فعليكم إدراك أن إيران وعملاءها بالوكالة لا يمكن السماح لهم بالتحكم في الخطوط البحرية في اليمن».

وأضاف: «السبيل الوحيدة لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المواطنين في اليمن ليس من خلال تقييد شركائنا في القتال، ولكن من خلال تقديم الدعم الذي تحتاجه السعودية لهزيمة الحوثيين المدعومين من إيران وإحلال السلام والعدل». وأشار إلى أن مساندة التحالف تساعد في منع اليمن من أن تصبح «نموذجاً للنظام الإيراني الفاسد»، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة إنهاء الأزمة. وتابع: «نحن ندرك بشكل عميق الأزمة الإنسانية في اليمن... والولايات المتحدة قدمت مليوني دولار للمواطنين اليمنيين منذ بداية الصراع. وقدمت السعودية وحدها 500 مليون دولار العام الماضي، كما تعهدت بتقديم 500 مليون دولار آخرين هذا العام. بينما لم تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية أي شيء للمساعدة الإنسانية». وبحث بومبيو مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الجدول الزمني الأخير لإعادة نشر القوات في الحديدة، مشيراً خلال اجتماع جمعه، أول من أمس، مع غريفيث إلى ضرورة الالتزام باتفاق استوكهولم. وناقش الطرفان، عملية تبادل السجناء والأسرى والخطوات المقبلة في العملية السياسية. وبحسب بيان صادر عن الخارجية، عبر بومبيو عن مخاوفه من أن الحوثيين يعرقلون عمداً التقدم في العملية السياسية. وقالت الخارجية إن الجانبين اتفقا على وجوب وفاء طرفي النزاع اليمني بالالتزامات التي قطعاها في السويد ومواصلة العمل لدفع العملية السياسية. وشدد بومبيو خلال اللقاء بالمبعوث الأممي على صرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه في استوكهولم وضرورة تسهيل إرسال المساعدات الإنسانية للمتضررين في اليمن. وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن قلقه إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار من جانب الحوثيين المدعومين من إيران.

وفي مؤتمره الصحافي أمس، أعلن بومبيو في جانب آخر بدء تطبيق عقوبات غير مسبوقة تستهدف المحكمة الجنائية الدولية، مهدداً بفرض قيود على التأشيرات لأي شخص ينخرط في تحقيق محتمل بشأن أنشطة الجنود الأميركيين في أفغانستان. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للصحافيين: «على أي شخص مسؤول عن تحقيق المحكمة الجنائية الدولية المقترح بشأن العناصر الأميركيين المرتبطين بالوضع في أفغانستان ألا يفترض أنه لا يزال يملك أو أنه سيحصل على تأشيرة أو سيسمح له بدخول الولايات المتحدة». وأفاد بومبيو خلال المؤتمر الصحافي في واشنطن بأنه تم بالفعل منع إصدار تأشيرات بموجب النظام الجديد، لكنه لم يحدد عدد الأشخاص الذين قد يستهدفهم القرار. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، أعلنت المدعية لدى المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أنها ستطلب من القضاة إصدار إذن بفتح تحقيق في جرائم حرب مفترضة ارتكبت في إطار النزاع الأفغاني بما في ذلك تلك التي قد يكون الجيش الأميركي تورط فيها. وفي هجوم غير مسبوق على الهيئة الدولية المكلفة بملاحقة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية قضائياً، هدد البيت الأبيض في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، بفرض عقوبات على قضاتها أو المدعين فيها في حال استهدفوا الولايات المتحدة أو إسرائيل.وأوضح بومبيو أن القيود الجديدة على التأشيرات ستشمل «الأشخاص الذين يتحركون أو تحركوا لطلب تحقيق من هذا النوع أو (المساهمة) فيه». وأضاف أنه «يمكن استخدام هذه القيود على التأشيرات كذلك لردع جهود المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة عناصر الدول الحليفة، بما في ذلك الإسرائيليون».

 

معلومات عن اختراق الإيرانيين هاتف غانتس

تل أبيب/الشرق الأوسط/16 آذار/19/كشفت أوساط سياسية في تل أبيب، أمس، عن أن المخابرات الإيرانية تمكنت من اختراق الهاتف الخلوي الخاص برئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق رئيس حزب الجنرالات في تحالف «كاحول لافان» بيني غانتس، المنافس الأبرز لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست المقبلة. وقال المصدر الذي سرب النبأ إلى صحافي مستوطن معروف بانتمائه إلى اليمين المتطرف، ويعمل مراسلاً سياسياً في القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي: إن الإيرانيين تمكنوا من الحصول على معلومات حساسة في هاتف غانتس. وإن مسؤولين في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، التقوا قبل نحو أسبوعين غانتس، وأخبروه بأن أجهزة المخابرات الإيرانية اخترقت هاتفه الخلوي و«حصلت على معلومات حساسة يمكنها أن تشكل شبهة ضده في القضاء في حال انتخابه لمنصب كبير في الحكومة القادمة». وأبلغ المسؤولون الأمنيون غانتس، بأنهم يتركون له حرية التصرف إزاء مستقبله السياسي.

وأفاد مراسل القناة عميت سيجال، بأن «المخابرات الإيرانية تمكنت من الوصول إلى جميع محتويات الهاتف الخاص بغانتس، بما في ذلك المعلومات الشخصية والمراسلات الخاصة والمرسلات التي تتعلق بطبيعة دوره السياسي»، وأكد أن «جميع هذه المعلومات أصبحت الآن في أيدي المخابرات الإيرانية».

وانشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بهذا النبأ والهدف من تسريبه، فأجمعت على أنه مقصود من منافسي غانتس. ولمح إيهود باراك، رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأسبق، إلى أن نتنياهو هو الذي يقف وراء هذا التسريب، مؤكداً أن الهدف هو تحطيم شخصية غانتس أمام الناخبين وليس الحرص على أمن إسرائيل في مواجهة المخابرات الإيرانية. وقال باراك: «إيران لا تحتاج إلى قدرات خارقة لكي تقتحم هاتفي أو هاتف غانتس أو هاتف نتنياهو. أي هاكرز صغير في الصومال يستطيع فعل ذلك. وغانتس ترك رئاسة أركان الجيش قبل أربع سنوات ولا يحتوي هاتفه على معلومات حساسة. لذلك؛ هذه قضية أمنية محدودة لا يوجد ما يمكن محاسبة غانتس عليها». وأضاف باراك: «من يهتم فعلاً بأمن إسرائيل كان يجب أن يخفي هذه المعلومة حتى يفشل الخطط الإيرانية، وليس أن ينشره حتى يمس بغانتس ولو على حساب الأمن الإسرائيلي». وأصدر حزب غانتس بياناً قال فيه: إن الحادثة وقعت قبل شهر، أي بعد أن كان غانتس بعيداً عن مصادر المعلومات في رئاسة الأركان 4 سنوات. وليس هناك ما يثير في القضية، سوى ذلك المستوى المتدني الذي ينزل إليه منافسونا».

 

إسرائيل تنصب «القبة الحديد» بعد استهداف تل أبيب ومطالب باغتيال قادة التنظيمات في غزة رغم تطمينات «حماس» وتخليها عن مسيرة العودة

تل أبيب/الشرق الأوسط/16 آذار/19/على الرغم من إعلان حركة «حماس» أن إطلاق الصاروخين من قطاع غزة باتجاه تل أبيب تم بالخطأ، ولإثبات «نياتها الطيبة» ألغت «مسيرات العودة» الأسبوعية على الحدود، فإن القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية رفضت المخاطرة وقررت نصب منظومتها الدفاعية «القبة الحديدية» حول المدن الكبرى (تل أبيب والقدس وبئر السبع) وأعلنت أن جيشها يقف على أهبة الاستعداد لمواجهة ضربات صاروخية أخرى. أتى ذلك بعدما قصفت إسرائيل نحو 100 موقع فلسطيني، معظمها تابع لحركة «حماس» فجر أمس الجمعة، ردا على إطلاق صاروخين من طراز «فجر» الإيراني. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن طائراته ومروحياته شنت غارات على نحو 100 هدف تابع لـ«حماس» في قطاع غزة، وأن «من بين الأهداف مركز مكاتب مقر الضفة الغربية التابع للحركة في حي الرمال في وسط قطاع غزة، والموقع المركزي لإنتاج الوسائل القتالية الصاروخية في القطاع، وعددا من المجمعات العسكرية، وتم استهداف موقع تدريبات عسكري في جنوب قطاع غزة». وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في بيان صحافي عن «إصابة 4 فلسطينيين بجروح وحروق مختلفة، من بينهم رجل وزوجته في رفح (جنوب القطاع)، وإصابتين في غزة» من جراء القصف. وقالت مصادر فلسطينية إن الطائرات الإسرائيلية أغارت بعدة صواريخ على موقعي تدريب لـ«كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» وثالث لـ«سرايا القدس» التابعة لـ«حركة الجهاد الإسلامي» في وسط وجنوب قطاع غزة، ما خلف أضرارا مادية من دون وقوع إصابات.

ونفت «كتائب القسام»، في بيان، مسؤوليتها عن الصواريخ التي أطلقت في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماع بين قيادة الحركة ووفد أمني مصري حول التفاهمات الخاصة في قطاع غزة. كما أصدرت وزارة الداخلية التي تديرها «حماس» بيانا أعلنت فيه أنها «تتابع إطلاق صواريخ من قطاع غزة خارج عن الإجماع الوطني والفصائلي وستتخذ إجراءاتها بحق المُخالفين».

وجاء القصف الإسرائيلي، بعد جلسة مطولة للقيادات العسكرية عقدت في مقر القيادة في تل أبيب برئاسة بنيامين نتنياهو، بصفته رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع، واستمرت من العاشرة ليلا وحتى الثانية فجرا. وتخللت الجلسة خلافات حادة حول سبل الرد على الصاروخين، خصوصا أن أجهزة الأمن لم تعرف كيف تفسر هذه الظاهرة. ووفقا لمصدر أمني، الحيرة كانت سيدة الموقف في الجلسة. فقد اعتقدت المخابرات في البداية أن إطلاق الصاروخين بالتزامن مع الجلسة التي عقدها رجال المخابرات المصرية مع قادة «حماس» في غزة، يعني أن من أطلقهما هو طرف معارض لاتفاق التهدئة المتبلور. وأشاروا بذلك إلى إحدى القوى المرتبطة بإيران. وقالوا: «هناك جهة ما في غزة شعرت بأن التهدئة باتت أقرب من أي وقت مضى، وقررت عرقلتها. وهذه الجهة هي الجهاد الإسلامي المرتبط بإيران على الغالب. وقد يكون جهة شيعية معارضة لحماس في القطاع. وقد يكون أيضا القائد الحماسي فتحي حماد، الذي يسيطر على شمال قطاع غزة، ويتخذ خطوات تمرد في السنتين الأخيرتين على قيادة حماس». ولكن حركة الجهاد الإسلامي سارعت إلى الإعلان أنها لم تطلق الصاروخين وتبعتها «حماس» وأصدرت بيانا مماثلا. وفي وقت لاحق، وصلت معلومات إلى إسرائيل تقول إن «حماس» هي التي أطلقت الصاروخين وإن بيان النفي الذي أصدرته كاذب. وقالوا إن «حماس» فعلت ذلك لأنها أرادت حرف الأنظار عن المظاهرات التي وقعت في شوارع غزة، أول من أمس، تحت الشعار «بدنا نعيش بكرامة»، واحتج فيها المواطنون على الغلاء وعلى زيادة الضرائب. فقمعتها قوات «حماس» بقسوة شديدة، تسببت في كسور في عظام العشرات من المتظاهرين. عندها قررت القيادات الإسرائيلية الانتقام من حماس، فقصفت 100 هدف في قطاع غزة، معظمها تابعة لها. وقد حرصت «حماس»، قبل ذلك على إخلاء مواقعها، وفي الوقت نفسه بعثت الرسائل عبر مصر وعبر الإعلام، فقررت ولأول مرة ألا ترد على القصف الإسرائيلي. وأعلنت أن الصاروخين أطلقا بالخطأ، وليس بشكل مقصود. ولكي تثبت صدق نياتها وحرصها على التهدئة مع إسرائيل، أعلنت أنها ستوقف مسيرات العودة الأسبوعية، هذا الأسبوع. وبالفعل، لم تنطلق هذه المسيرات أمس، لأول مرة منذ 30 مارس (آذار) 2018.

وساد الهدوء التام على الحدود حتى مساء أمس، وتوجهت «حماس» وإسرائيل إلى المصريين لكي يستأنفوا الجهود للتهدئة. وقد تحول الموضوع إلى عنوان أساسي في المعركة الانتخابية الإسرائيلية. وراح منافس نتنياهو من يمينه ومن يساره يهاجمونه ويتهمونه بـ«فقدان الردع أمام تنظيم إرهابي صغير مثل حماس»، كما قال غابي أشكنازي، رئيس أركان الجيش الأسبق والمرشح في قائمة حزب الجنرالات. وطالب كل من وزير المالية، موشيه كحلون، ووزير المعارف، نفتالي بنيت، باستئناف الاغتيالات ضد قادة «حماس». وكانت واشنطن أيدت الغارات الإسرائيلية على غزة. وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنه يؤيد «حق إسرائيل في حماية مواطنيها» بعد قصف عنيف استهدف غزة، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع مساء الخميس تجاه تل أبيب. وقال بومبيو الذي يزور إسرائيل قريباً: «مرة أخرى، يتعرض المواطنون الإسرائيليون لهجوم من إرهابيين في غزة مسلحين ومموّلين من قِبل أسيادهم في طهران». وأضاف على «تويتر»: «نحن إلى جانب حليفتنا، لإسرائيل الحق في حماية مواطنيها».

 

القوات الإسرائيلية تقمع مسيرات سلمية في الضفة الغربية والتقاط صور المصلين في باب الرحمة لمحاسبتهم لاحقاً

تل أبيب/الشرق الأوسط/16 آذار/19/في الوقت الذي ساد فيه الهدوء على قطاع غزة، لأول مرة منذ سنة، استمرت المسيرات السلمية الشعبية في الضفة الغربية، ضد الاحتلال الإسرائيلي وممارسات المستوطنين العدوانية، أمس الجمعة. وكما في كل أسبوع، قامت القوات الإسرائيلية بقمع هذه المسيرات. وفي الحرم القدسي الشريف، اقتحمت باحات المسجد الأقصى المبارك وشرعت بتصوير المصلين في مصلى الرحمة. وكان أكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني من القدس ومن بلدات الجليل والمثلث (فلسطينيي 48)، قد شاركوا هذا الأسبوع أيضا، في أداء صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى بما فيه مصلى الرحمة، في حين أدى عشرات المُبعدين عن الأقصى الصلاة في منطقة باب الأسباط أمام مدخل مقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار الشرقي للأقصى. وتمت الصلاة وسط إجراءات مشددة فرضها الاحتلال في المدينة المقدسة وفي بلدتها القديمة ومحيطها، واحتجزت قوات الاحتلال مئات البطاقات الشخصية للمصلين من فئة الشبان خلال دخولهم إلى المسجد الأقصى من بواباته الرئيسية الخارجية. وفي تطور لاحق، اعتقلت قوات الاحتلال شابا في الشارع الرئيسي قبالة باب الأسباط، وحولته إلى أحد مراكزها للتحقيق. وفي كفر قدوم، قضاء قلقيلية، أصيب شاب بعيار معدني مغلف بالمطاط، خلال قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية، المغلق منذ أكثر من 15 عاما لصالح مستوطني «قدوميم». وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، بأن العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا القرية بعد انطلاق المسيرة، ولاحقوا الشبان وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي و«المطاطي» وقنابل الصوت، ما أدى إلى إصابة شاب بعيار «مطاطي» في الظهر عولج ميدانيا.

وقمعت قوات الجيش الإسرائيلي، أمس، أيضا مسيرة سلمية انطلقت في قرية بيت سيرا غرب مدينة رام الله، للمطالبة بالإفراج عن جثماني الشهيدين يوسف عنقاوي وأمير دراج. وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال هاجموا المشاركين بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق وعولجوا ميدانيا. وأحيا المشاركون في مسيرة قرية نعلين الأسبوعية السلمية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري، ذكرى رحيل المناضلة البريطانية راشيل كوري التي قتلها جنود الاحتلال الإسرائيلي وهي تتصدى لجريمة هدم بيت. كما احتج المواطنون على الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك. وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق وعولجوا ميدانيا. وأصيب 15 مواطنا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، أمس الجمعة. وذكرت مصادر طبية أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني بكثافة صوب الشبان، ما أدى لإصابة 15 منهم. وأفادت مصادر محلية في الجلزون بأن جنود الاحتلال أغلقوا مدخل المخيم الرئيسي المحاذي للشارع الواصل بين محافظتي رام الله والبيرة ونابلس، ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج منه، فيما اقتحمت الآليات العسكرية المخيم وأطلقت الغاز المسيل للدموع صوب منازل المواطنين. وأوضحت أن جنود الاحتلال اقتحموا عددا من المحال التجارية في مخيم الجلزون، وصادروا تسجيلات الكاميرات الخاصة بها. وفي القدس الشرقية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، عقب صلاة الجمع، مُصلى الرحمة في المسجد الأقصى، وشرعت بتصوير كافة المصلين الموجودين فيه، بهدف محاسبتهم لاحقا على مخالفة تعليمات الاحتلال. وكانت طائرة مسيرة صغيرة تابعة للاحتلال تحلق في سماء الأقصى وتلاحق المصلين بهدف تصويرهم.

 

خطر السقوط يهدد حزبي ليبرمان وبينيت وقائمة عربية واليمين يواصل الإمساك بالصدارة... وصعود للمتطرفين

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/16 آذار/19/أظهرت نتائج آخر استطلاعات الرأي عشية الانتخابات الإسرائيلية، أن أربع كتل حزبية ممثلة في الكنيست والحكومة، مهددة بالسقوط، وأن حزب الجنرالات بزعامة بيني غانتس، يواصل الهبوط. وأنه على الرغم من أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فقد هو أيضا بعضا من قوته، فإن معسكر اليمين بشكل عام ما زال صاحب أكبر قوة وإذا جرت الانتخابات اليوم فسيفوز بـ66 مقعدا مقابل 54 مقعدا لليسار والعرب. وجاء في الاستطلاع الذي وزعت نتائجه أمس الجمعة، صحيفة «يسرائيل هيوم» وتلفزيون «I 24»، أن حزب الجنرالات يحصل على 33 مقعدا ويبقى الأكبر، وفي هذا هبوط بمقعد واحد بالمقارنة مع الاستطلاع السابق الذي نشرته الصحيفة، بينما يهبط الليكود بزعامة نتنياهو من 28 إلى 26 مقعدا. ويستفيد من خسارة نتنياهو وغانتس فقط أحزاب اليمين المتطرف، التي تحصل معا وبالإضافة إلى الأحزاب الدينية، على 66 مقعدا. ويبقى غانتس مع 45 مقعدا، يضاف إليه 9 مقاعد للعرب. ويشير هذا الاستطلاع إلى خطر يهدد أربع قوائم انتخابية ممثلة في الكنيست والحكومة، هي: حزب اليمين الجديد، الذي يقوده وزير المعارف نفتالي بنيت ووزيرة القضاء إييلت شكيد. فقد أقدم بنيت وشكيد على الانسحاب من حزب «البيت اليهودي» الاستيطاني بدعوى استقطاب ناخبي اليمين الذين سيهربون من الليكود وكذلك من الأحزاب المتطرفة. ولكن المستوطنين اعتبروا هذا الانشقاق «طعنة في الظهر» وردوا عليها بغضب وأقاموا تحالفات بين مختلف قوى اليمين المتطرف، بمن في ذلك ممثلو حزب كهانا الإرهابي. ويتضح من الاستطلاع الجديد أن حزب المستوطنين يحصل على 8 مقاعد بينما بنيت وشكيد لا يتجاوزان نسبة الحسم (3.25 في المائة من عدد الأصوات الصحيحة). حزب «إسرائيل بيتنا»، بقيادة أفيغدور ليبرمان. هو أيضا لا يتجاوز نسبة الحسم، وفقا لاستطلاع الصحيفة. فاليهود الروس، الذين يصوتون لصالح هذا الحزب منذ قدومهم من دول الاتحاد السوفياتي في مطلع سنوات التسعين، ينفضون عنه ويتجهون لأحزاب أخرى، بالأساس في اليمين. والقسم الأكبر يسعى للظهور بأنهم يندمجون في الحياة الإسرائيلية ويصوتون لحزب السلطة بقيادة نتنياهو.

ومع أن الليكود أوقف دعايته الانتخابية في صفوفهم وألغى جملته الانتخابية باللغة الروسية لكي يساعد ليبرمان على البقاء، فإن هذه الوسائل لا تنفعه حتى الآن. أما حزب النائبة أورلي أبو قسيس، ابنة ديفيد ليفي أحد قادة الليكود القدامى، التي انفصلت عن حزب ليبرمان، فكانت تبدو في بداية المعركة الانتخابية أنها مفاجأة الانتخابات وستحصد 8 مقاعد. لكنها حاولت الانضمام إلى حزب الجنرالات وفشلت. فبدأت قوتها تتراجع باستمرار، ووصلت إلى 2 في المائة من الأصوات حسب الاستطلاع المذكور. أما الكتلة الرابعة، فهي قائمة عربية تضم كلا من الحركة الإسلامية بقيادة منصور عباس وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة أمطانس شحادة. وهي ممثلة اليوم ضمن القائمة المشتركة بثمانية مقاعد. وتحصل حسب الاستطلاع على 3.1 في المائة من الأصوات. أي أنها على حافة عبور نسبة الحسم. وبناء عليه، فإن التمثيل العربي بات في خطر تراجع كبير من 13 مقعدا اليوم إلى 9 مقاعد لكتلة الجبهة والعربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي. وأما مفاجأة الانتخابات، كما يبدو حاليا، فهي حزب يميني استيطاني متطرف برئاسة موشيه فاغلين، المنشق عن حزب الليكود، والذي يدعو إلى طرد دائرة الأوقاف الإسلامية من الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى وتسليمه لإدارة حاخام يهودي ويدعو إلى اغتيال قادة إيران وحماس وإلغاء السلطة الفلسطينية. وحسب الاستطلاع الأخير، يحصل على 4 إلى 5 مقاعد. ويستقطب فاغلين الأصوات من قوى ليبرالية أيضا، إذ إنه يدعو إلى السماح باستخدام المخدرات الخفيفة. وكان فاغلين قد قاد عمليات بناء بؤر استيطانية في الضفة الغربية من دون حاجة لقرارات الحكومة، وفي عام 1995 قدمت ضده لائحة اتهام، وأدين بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة ستة أشهر.

 

نكستان لبوتفليقة... داخل حزبه وفي الشارع ومؤشرات إلى تخلي جبهة التحرير عن الرئيس... والأمن يخ ولي الساحة لحشود غير مسبوقة

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/16 آذار/19/تعرض نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس إلى نكستين قويتين: الأولى تمثلت في خروج الملايين وسط شوارع العاصمة والمدن المجاورة للمطالبة برحيله ورموز نظامه، والثانية في ظهور مؤشرات تبرز تخلي جبهة التحرير عن الرئيس، بعد تصريحات قيادي سابق في الحزب الحاكم قال فيها بالحرف: «بوتفليقة أصبح تاريخا». ورغم الإجراءات الكبيرة التي قام بها رجال الأمن لمنع وصول ملايين المتظاهرين إلى وسط العاصمة، ووقف خدمات المترو والنقل العمومي، خرج أمس ملايين المواطنين في كل أنحاء البلاد لمطالبة الرئيس بوتفليقة بالتنحي نهائيا من الحكم، كما طالبوا رئيس الوزراء الجديد نور الدين بدوي ونائبه رمطان لعمامرة بوقف كل الترتيبات الجارية لتشكيل حكومة جديدة، تحسبا لـ«الندوة الوطنية» التي تريدها السلطة محطة لانتقال سلس للحكم لرئيس جديد. وجابت أمس حشود هائلة غير مسبوقة «ساحة أول ماي» بقلب العاصمة، و«البريد المركزي»، وبعدها «ساحة الشهداء»، في مشهد تكرر للجمعة الرابعة على التوالي، حاملة نفس المطلب، أي رحيل النظام ورموزه, لكن هذه المرة بلهجة ونبرة أكثر إلحاحا. وقد اعتبرت مظاهرات أمس، التي أخلت قوات الأمن الساحة لها، أول رد فعل للجزائريين على «تنازلات» الرئيس، التي أعلنها الأحد الماضي، والتي تتمثل في سحب الترشح لولاية خامسة أساسا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"حزب الله"... والفساد/من عجائب هذا الزمن وغرائبه أن يحاضر “حزب الله” بالفساد في لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/17 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73044/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%AC/

من عجائب هذا الزمن وغرائبه أن يحاضر “حزب الله” بالفساد في لبنان. هناك حزب مسلّح عمل كلّ ما يستطيع من أجل القضاء على لبنان ومؤسسات الدولة يهرب إلى مكافحة الفساد في وقت لم يعد سرّا أنّه ميليشيا مذهبية تعتبر لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. لم يخف الأمين العام للحزب حسن نصرالله في يوم من الأيام أنّ كلّ ما لديه مصدره إيران. ذهب إلى القول إنّ ما دام المال موجودا لدى إيران، فهو متوافر لدى “حزب الله”.

ما الذي جعل “حزب الله” يستفيق على الفساد، علما أنّه فعل كلّ شيء منذ اليوم الأوّل لقيامه من أجل تغيير طبيعة لبنان وصولا إلى جعل نفسه الطرف الوصيّ على البلد، خصوصا منذ خروج الجيش السوري من أراضيه في نيسان – أبريل من العام 2005 نتيجة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه وتظاهرة الرابع عشر من آذار 2005.

سعى اللبنانيون من خلال تلك التظاهرة، بعد شهر من اغتيال رفيق الحريري، إلى جعل البلد يستعيد استقلاله. لكنّ “حزب الله” بذل كلّ ما يستطيع كي تحلّ الوصاية الإيرانية مكان الوصاية السورية وكي يصل لبنان إلى ما وصل إليه من بؤس وفقر وتعتير وإفلاس…

قبل الكلام عن الفساد، يفترض في “حزب الله” أن يسأل نفسه لماذا كلّ هذا الإصرار على التخلص من المشروع الوحيد الذي كان يمكن أن يجعل من لبنان دولة حديثة قادرة على الاستفادة من الفرص المتوافرة في الإقليم، على غرار ما كانت عليه الحال في خمسينات القرن الماضي وستيناته ومنتصف السبعينات؟

بعيدا عن الضحك على الناس وبعيدا عن الشعارات البرّاقة الفارغة من أيّ مضمون، من نوع “المقاومة” و”الممانعة”، لا يستطيع “حزب الله” إعطاء دروس لأحد لا في الشفافية ولا في مكافحة الفساد. هناك مسؤولية كبيرة يتحملها الحزب عن الوضع الراهن الذي صار فيه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في تسمية رئيس الجمهورية الماروني. أكثر من ذلك، فرض “معايير” محددة بالنسبة إلى كيفية تشكيل الحكومة اللبنانية. بدا همّه في مرحلة ما قبل الإفراج عن الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري تحقيق اختراقات في كلّ الاتجاهات، خصوصا في المجالين السنّي والدرزي وذلك بعدما أمّن لنفسه غطاء مسيحيا بفضل ما يسمّى “التيّار الوطني الحر”.

لنضع جانبا مرحلة ما قبل السنة 2000 عندما كانت إسرائيل تحتل جزءا من جنوب لبنان. يمكن القول إنّ “حزب الله” لعب دورا في إخراج الإسرائيلي وإجباره على تنفيذ القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن في مثل هذه الأيّام من العام 1978. بدل أن ينصرف الحزب إلى المشاركة في كلّ ما من شأنه ضمان الاستقرار في لبنان بعد اعتراف الأمم المتحدة بأن إسرائيل نفّذت القرار 425 وعادت إلى خط الهدنة للعام 1949 والذي يسمّى “الخط الأزرق”، وجد الحزب، الذي اختلق قضيّة مزارع شبعا، ومن خلفه إيران والنظام السوري طريقة لإبقاء الجنوب ورقة تستخدم في لعبة تستهدف الاستقرار في لبنان. كان ذلك بالتفاهم مع إسرائيل التي يبدو واضحا أنّ ما يناسبها في كلّ وقت هو أن يكون الجنوب اللبناني “ساحة” وأرضا سائبة لا وجود للجيش اللبناني فيها كي تمرّر من خلالها الرسائل التي تريد تمريرها. من يتذكّر “الخطوط الحمر” التي أصرّت عليها إسرائيل في العام 1976 لدى سماحها، عبر هنري كيسنجر للجيش السوري بدخول الأراضي اللبنانية “من أجل وضع اليد على القواعد التابعة لمسلحي منظمة التحرير الفلسطينية”. منعت إسرائيل وقتذاك الجيش السوري من تجاوز خطّ نهر الأولي. كانت حجتها أنّها تريد بقاء المسلحين في جنوب لبنان كي “تأخذ وتعطي معهم بين حين وآخر”.

من يريد فرض الوصاية الإيرانية على لبنان، لا يحقّ له الكلام عن الفسادمن يريد فرض الوصاية الإيرانية على لبنان، لا يحقّ له الكلام عن الفساد

تغيّر الكثير بعد حرب صيف العام 2006 وصدور القرار الرقم 1701. كانت تلك حرب انتصر فيها “حزب الله” على لبنان. زاد تركيزه على الداخل اللبناني، خصوصا بعد انتشار الجيش في الجنوب واكتشاف إسرائيل أن ليس في استطاعتها متابعة لعبة استخدامه ورقة في لعبة قديمة مارستها بالتفاهم مع النظام السوري. ففي عهد بشّار الأسد، صارت إيران هي صاحبة القرار في دمشق ولم تعد هناك قيود سورية على استخدام “حزب الله” لصواريخه.

من ينتصر على لبنان ويعتبر ذلك بديلا من الانتصار على إسرائيل، لا يحقّ له الكلام عن الفساد. من هو متّهم من المحكمة الدولية بلعب دور أساسي عبر أشخاص معيّنين في قضية اغتيال رفيق الحريري وجرائم أخرى ذهب ضحيّتها اللبنانيون الشرفاء فعلا، هو آخر من يستطيع الكلام عن الفساد. فاللعبة واضحة كلّ الوضوح. هناك خوف دائم لدى “حزب الله” وإيران من استعادة الدولة اللبنانية عافيتها. لهذا السبب الأساسي كان تفجير موكب رفيق الحريري وكانت الجرائم الأخرى، من اغتيال سمير قصير، إلى اغتيال محمّد شطح، مرورا بغزوة بيروت والجبل والاعتصام في وسط بيروت.

من يريد فرض الوصاية الإيرانية على لبنان، لا يحقّ له الكلام عن الفساد وذلك في وقت يشترك فيه “حزب الله” في الحرب على الشعب السوري، وهي حرب صار عمرها ثماني سنوات.

لا يمكن للحرب على الشعب السوري التي يخوضها نظام أقلّوي لا هدف له سوى تفتيت سوريا، إلّا أن تنتهي يوما. هل سينسى السوريون أن “حزب الله” شريك في الحرب التي تعرّضوا لها من منطلق مذهبي مرتبط بالتعليمات التي صدرت إلى الحزب من “المرشد” علي خامنئي في إيران؟

في النهاية، إن قضية الفساد قضيّة حقّ يراد بها باطل. فالجريمة التي ارتكبها “حزب الله” عندما جعل دولته أقوى من الدولة اللبنانية من النوع الذي لا يغتفر. ليس هناك ما يوازي جريمة القضاء على مشروع الإنماء والإعمار الذي كان خلفه رفيق الحريري. وليس هناك جريمة أكبر من الذهاب إلى سوريا وتجاهل وجود حدود لبنانية – سورية. من أخطر ما حصل في الشرق الأوسط منذ قيام دولة إسرائيل على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في أرضه، تجاوز الحدود بين الدول. بالنسبة إلى “حزب الله” وإيران، فإن الرابط المذهبي بات يتجاوز السيادة الوطنية اللبنانية المتمثلة بوجود حدود مع سوريا.

ليس الفساد قضية بسيطة. لكنّ الفساد يبقى نقطة في بحر ارتكابات “حزب الله” التي أوصلت لبنان إلى الحضيض. هناك بكل بساطة محاولة هرب إلى الفساد تفاديا لمواجهة الواقع المتمثّل في أن ليس لدى “حزب الله” أي مساهمة إيجابية في لبنان. الدليل على ذلك أنّه يريد أن يصدّر إليه مشروعا فاشلا هو المشروع الإيراني وتحويله ورقة في خدمة هذا المشروع الذي يرفضه الإيرانيون والعراقيون والسوريون قبل أن يرفضه اللبنانيون. هذا مشروع حوّل إيران أسيرة عقوبات أميركية ودولية. ما ذنب لبنان كيّ يضعه “حزب الله” مع شعبه، بكل طوائفه ومذاهبه، تحت خطر التحوّل إلى ضحية من ضحايا إيران؟…

*خيرالله خيرالله/إعلامي لبناني

 

إبراء باسيل المستحيل: الغيظ من وفاق الحريري وبن سلمان

منير الربيع/المدن/السبت 16/03/2019

استهدف رئيس "التيار الوطني الحرّ"، جبران باسيل، الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل" أكثر من مرّة، في خطابه بمناسبة العشاء السنوي للتيار الوطني الحرّ، وإحياء ذكرى 14 آذار. كلام باسيل واضح في مقاصده، والغاية لم تكن هجوماً كلامياً وحسب، بل للكسر والتطويع، وفق منطق اجترحه باسيل منذ سنوات، بهدف مواجهة "تيار المستقبل" لجلبه إلى بيت الطاعة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه حالياً، هو ما الذي يفرض على باسيل تجديد الهجوم على "المستقبل"، طالما أن هناك تسوية وتحالفاً وتفاهماً شاملاً بين الطرفين؟ الأكيد أن السبب غير محصور فقط في الاستهلاك الشعبوي، بل يرتبط أيضاً ببعض التطورات السياسية والملفات، في الحكومة وفي إدارات الدولة، ومن الاقتصاد إلى التعيينات.

فرمان عثماني

بدا باسيل، في هجومه، كمن يضع الشروط أمام الحكومة وأمام رئيسها. فهو وضع معادلة واضحة: إما أن يسير الجميع وفق رؤية "التيار الوطني الحرّ" أو لن يكون هناك حكومة. بمعنى أن عمل الحكومة سيتعرقل. وقال باسيل: "إما عودة النازحين أو لا حكومة. وإما طرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء أو لا حكومة. وإما صفر عجز كهرباء أو الحكومة صفر ولا حكومة". الكلام واضح. وحسب ما تشير المصادر، فإن باسيل يريد فرض رؤيته لملف الكهرباء مجدداً. ويريد التجديد للبواخر التركية. لكن الحريري يعارض ذلك. فكان لا بد من هذا الهجوم، تشديداً ومفاقمة للشروط من قبل باسيل.

اللاءات التي رفعها باسيل تستهدف الحريري شخصياً، وموقع رئاسة الحكومة في آن واحد. إذ أن باسيل، الذي يمتلك الثلث المعطّل، سيكون قادراً على تعطيل عمل الحكومة وعرقلة جلساتها. ما يعني مسّاً بصلاحيات رئيس الحكومة، الذي لا بد له من اتخاذ موقف واضح من هذه الشروط التي يرفعها باسيل، والتي يختصرها بعض المقربين من رئيس الحكومة، بأنها فرمان عثماني من قبل "ولي العهد"، الذي يقول للجميع إما السير بشروطه، أو أن الأحكام العرفية ستعلن.

ضرب "القوات" و"المردة" 

استكمل باسيل هجومه على تيار المستقبل باستحضار "الإبراء المستحيل"، قائلاً: "الإبراء المستحيل أصبح قانونًا، والفساد أصبح في كل دائرة، ونحن نعمل كخلية لمكافحة الفساد، والشائعات لن تحجب الحقيقة، والمذهبية لن تحمي أحداً. وباسم التسوية، لن نتساهل مع أحد. وباسم التحالف لن نحمي أحداً". وهذا بالتأكيد موجه ضد الحريري تحديداً. لا شك، أن هناك دواع عديدة أخرى، هي التي دفعت باسيل إلى إطلاق مواقفه الحادة. أولها يتعلّق بمسعى يقوده باسيل، من أجل تحجيم "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" في ملف التعيينات الإدارية. ولذا، هو يقارع الحريري بلغة عنيفة للضغط عليه وابتزازه، وإجباره للسير بما يريده: ضرب القوات والمردة. فالمعادلة التي ابتكرها باسيل، ويحاول فرضها، تقوم على إقرار التعيينات وفق "الحجم التمثيلي" لكل طرف على طاولة مجلس الوزراء.

الحريري برعاية بن سلمان

هذا في ما يتعلّق بالشق الإداري والنفوذ داخل مؤسسات الدولة. لكن، لخطاب باسيل غاية سياسية أوسع، تتعلّق بأبعاد إقليمية، لا سيما بعد زيارة الحريري إلى المملكة العربية السعودية. وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن الحريري التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعيداً من الإعلام، وكان اللقاء ودّياً إلى حدّ بعيد. وحسب المصادر، فإن بن سلمان جال مع الحريري في مختلف أنحاء المملكة، مطلعاً إياه على المشاريع التي يعتزم تنفيذها وإطلاقها، كما زارا سوياً مشروع نيوم. وقد حرص بن سلمان من هذه الجولة أن يظهر للحريري اهتماماً لافتاً، وإصراراً على تعزيز العلاقات في المرحلة المقبلة، وأهمية استمرار التنسيق.

وحسب ما تؤكد المصادر، فإن بن سلمان أسمع الحريري كلاماً إيجابياً جداً حول العلاقة بينهما ومع لبنان، وأن هناك العديد من المشاريع التي تستعد السعودية لإنجازها في لبنان، بالإضافة إلى تقديم المساعدات، لكن بعد اتضاح وجهة الأمور في البلد، ووفق قدرة الحريري على اتخاذ مواقف صارمة، معاكسة لراهن مسايرته لحزب الله والتيار الوطني الحرّ. فحين ستظهر هكذا مواقف واضحة من قبل الحريري سياسياً، يمكن العمل على تقديم المساعدات، كما في حلّ معضلة أموال الحريري وشركته "سعودي أوجيه" المجمدة في السعودية.

"معركة فاصلة"!

تؤكد المعلومات، أن ولي العهد السعودي قدم للحريري قراءة سياسية حول جملة التطورات في المنطقة، واستمرار الضغط الأميركي على إيران وحزب الله، والذي يجب أن يُقابَل لبنانياً بعدم التهاون والتسليم لهما.. "لأن المعركة فاصلة"، ولا يمكن للبنان أن يكون رهينة لدى إيران والحزب أو التيار الوطني الحرّ. هذه الأجواء، تسّربت فحواها إلى التيار الوطني الحرّ، وقد قرأ التيار ترجمتها العملية بإصرار الحريري على استبعاد الوزير صالح الغريب من وفد بروكسل. هذا ما دفع باسيل إلى زيارة الحريري، والطلب منه عدم خلق إشكالات جديدة، تؤدي إلى المزيد من الارتباكات في الداخل، فأي كلمة غير محسوبة سيقولها الحريري، سيتم الردّ عليها بطريقة مباشرة بحملة واسعة. ولذلك كان موقف الحريري في بروكسل ملتزماً بـ"العودة الآمنة" ولم يأت على ذكر "الطوعية"، على غرار موقفه في 14 شباط، لتجنّب المزيد من التصعيد بينه وبين التيار الوطني الحرّ. وتفيد مصادر، مطّلعة على العلاقة بين الحريري والتيار الوطني الحر، إلى أن هناك استياءً وعدم ارتياح لدى التيار وبعبدا من مواقف الحريري، ولكن ليس هناك قلقاً من تحرّكاته. إذ يقول أحد المحسوبين على التيار الوطني الحرّ، أن الحريري سيعود ليسير بركب التسوية المرسومة. لكن كل شيء يبقى مرهوناً بالأيام المقبلة، وما ستحمله من تطورات، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى بيروت.

 

نظام ملالي طهران وحسن نصرالله

يوسف ناصر السويدان/السياسة/16 آذار/19

رغم أن الارهابي الدولي حسن نصرالله القابع، افتراضياً، في مربعه الأمني بضاحية بيروت الجنوبية “تكرش حتى عاد بلا رقبة” ومع ذلك فنظام ملالي طهران مازال مواظباً وبلا كلل، على الاستمرار في تحريك خيوطه وتوجيهها وادارتها في مختلف العمليات الارهابية والتخريبية، لبنانياً واقليمياً ودولياً، باعتباره أحد رؤوس حراب المخطط الفارسي التوسعي الخطير، المتستر بالعباءة الدينية الطائفية، والمتسلح بالصواريخ البالستية، ومشاريع القنبلة النووية، والذي لا يعترف اصلاً بأي قوانين دولية أو علاقات حسن جوار بين الدول، بل ينزع دائماً وابداً لسياسة الاستيلاء والاحتلال، والايذاء والقضم التدريجي لأراضي الغير في محاولة لخلق وقائع جديدة ومختلفة على الأرض، مستهدفاً ابتزاز واخضاع شعوب بلدان الشرق الأوسط في اندفاعته الجنونية نحو الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، مدفوعاً بمحركات هوسه وخيالاته المريضة لمحاولة إعادة انتاج وإحياء الكابوس الامبراطوري الفارسي القديم الذي سقط إلى غير رجعة في مزبلة تاريخ لا يرحم، وقد ارتكب وارثوه المعاصرون أبشع الجرائم الوحشية، جراء التدخل العدواني الإيراني السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية كالعراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين وغزة، مع استمرار الاحتلال الايراني البغيض منذ عام 1971 للجزر الاماراتية العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى) الواقعة على مقربة من شواطئ دولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي.

وإذا كان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، قد بدا جذلاً ومنتشياً وهو يصرح لوكالة “فارس” وقوله: في فترة من الفترات كنا نحارب العدو من قلب أراضينا، أما اليوم فنحن بالقرب من البحر المتوسط والبحر الأحمر (“الرأي” 10/3/2019) فإن “محلل الشؤون العربية في القناة 12 العبرية إيهود يعاري كشف بالتاسع من مارس الجاري عن ان ايران سحبت ثلث قواتها من سورية، وهو ما وصفه بالخطوة الكبيرة والمثيرة للاهتمام” (الرأي 10/3/2019) إن هذا “القرب” الذي تحدث عنه حسين سلامي هو في الواقع “قرب” من مصيدة المغفلين وفخاخها المنتشرة داخل منطقة مضطربة ومكهربة بالضغط الأعلى من العالي، وان حقيقة المسافة المتبقية له للوصول الى شاطئ “الأوزاعي” على البحر ليست “فشخة” أو “فشختين” وانما يجب عليه قياسها وحسابها بالسنوات الضوئية، فهي الوجه الآخر للمستحيل وهو ما يعجز نظام ملالي طهران عن تحمل أعبائه ونتائج كلفته الباهظة، ويفسر في الوقت نفسه سرعة وقوة الانذارات وردود الفعل التحذيرية الاسرائيلية، ثم غاراتها الجوية الصاروخية التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على أماكن تموضع القوات الايرانية في سورية كالمعسكرات ومخازن السلاح، وأرتال الدعم والامداد، مع تصريح اكثر من مسؤول اسرائيلي، بمواصلة هذه المطاردة، حتى

عبور المسلحين الايرانيين الحدود السورية العراقية، ومنها من دون توقف الى الهضبة الفارسية، وهم يجرجون أذيال الهزيمة. أما بشأن مزاعم نائب قائد الحرس الثوري الإيراني بـ”قربهم” من البحر الأحمر، فأقول له: بل إنكم أبعد عن البحر الأحمر من بعد أبعد مجرة شمسية لم تكتشفها بعد وكالة “ناسا” الفضائية.

*كاتب سعودي

 

إسرائيل تطارد حزب الله بسوريا وتتلقى صواريخ غزة

سامي خليفة/المدن/السبت 16/03/2019

تعيش إسرائيل هذا الأسبوع حالة استنفار على الجبهة الداخلية، فقد سبب سقوط الصاروخين في منطقة غوش دان في وسط البلاد صدمة كبيرة، بثت الخوف في تل أبيب. ترافق ذلك، مع تشكيك بقدرات الجيش الاسرائيلي على مواجهة هكذا حالة، والحديث عن أسوأ كوابيس إسرائيل في الجولان.

الصدمة

تذكر كبار السن الإسرائيليون، ليلة الخميس، حسب صحيفة "هآرتس"، الأصوات المرعبة التي كانوا يسمعوها في عام 1948 وما بعده. فما حدث أخرج الجميع من روتين حياتهم، بسبب صفارات الإنذار المخيفة وصوت الانفجارات. وعلى الرغم أن هذا الحدث المرعب لم يدم طويلاً، ولم تقع إصابات، لكن الصدمة ما زالت قائمة. أكد المسؤولون العسكريون في إسرائيل أن الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة، وأصابت عدداً من المواقع في تل أبيب، تم إطلاقها عن طريق الخطأ، مع توضيح أن التحقيقات الأولية في الأمر، أثبتت أن الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة، كانت بسبب خطأ فني في أثناء أعمال الصيانة! وهذا يعكس، وفق "هآرتس"، عدم رغبة الدولة العبرية في الدخول بمواجهة شاملة، في أوج المعركة الانتخابية داخل إسرائيل.

نتنياهو الخاسر

قد يتصور البعض، كما تشير "هآرتس"، أن ما حصل ممكن أن يخدم مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتوجيهه الجمهور بعيداً عن لوائح اتهامه الإجرامية، وإخفاقات البنى التحتية الصحية، والنقل في إسرائيل، والتركيز على الوضع الأمني. لكن التحدي الصريح مع سقوط الصاروخين وسط تل أبيب، يسلط الضوء على واحدة من نقاط الضعف الرئيسية لنتنياهو، وهي اتهامه بأنه كان "ناعماً" مع حماس، مفضلاً الوصول إلى "طريقة عمل" مع الذين يحكمون غزة، بدلاً من تسديد ضربة قاضية يُسكت فيها منتقديه. ومع ذلك، فإن آخر ما يريده نتنياهو أو يحتاجه، قبل الانتخابات مباشرة، هو حريق لا يستطيع السيطرة عليه. تتفاقم مآزق نتنياهو، حسب "هآرتس"، بحقيقة أن منافسه الرئيسي في الانتخابات هو بيني غانتس، رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي، قاد الجيش خلال "عملية الحافة الواقية" في عام 2014، وهي المرة الأخيرة التي أُطلقت فيها الصواريخ على تل أبيب، ما قد يبدو فجأةً أكثر جاذبية للناخبين الإسرائيليين، من محاولات نتنياهو الفاشلة لاحتواء حماس، خصوصاً بعد الهلع السائد في تل أبيب. وتخلص الصحيفة بالقول أن نتنياهو عالق بين الصخور والمكان الصعب، في أسوأ وقت ممكن: "إنه يدفع ثمن الحفاظ على دعم الحياة في غزة، بدلاً من البحث عن علاج أكثر أساسية ودائم لمشاكلها". ومع ذلك، هناك من يدافع عنه، ويقول بأن إسرائيل بشكل عام لا تعرف ماذا تفعل حيال غزة. وتُظهر التجربة أنه سواء كانت تظهر العدوانية أو ضبط النفس،  فإن غزة كابوس متكرر، يعود إلى تخويف إسرائيل بشكل دوري، خصوصاً عندما تكون الدولة العبرية أقل استعداداً.

أسوأ الكوابيس

وعلى صعيدٍ متصل بحالة الرعب التي تعيشها إسرائيل، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست"  تقريراً عن علي موسى دقدوق، المرافق السابق للسيد حسن نصرالله. يتحدث التقرير عن ظهوره المفاجئ بعد مرور ستة أعوام على إطلاق سراحه من سجن عراقي، لقتله خمسة جنود أميركيين، على بعد أميالٍ فقط من الحدود الإسرائيلية، عند مرتفعات الجولان السورية، باعتباره العقل المدبّر لمشروع حزب الله في الجولان. تبوأ دقدوق مناصب قيادية عدة داخل الحزب، حين عُيّن قائداً لوحدة العمليات الخاصة. وأُرسل إلى العراق في العام 2005، بعدما طلبت إيران من حزب الله تشكيل مجموعة لتدريب العراقيين في البلاد، وساعدت على تدريب وتقديم المشورة لمقاتلي جيش المهدي، أي ما بات يُعرف بـ"عصائب أهل الحق"، وهو يقف وراء مقتل جنود غربيين في العراق في العامين 2006 و2007. وقد ألقت القوات البريطانية الخاصة القبض عليه في آذار العام 2007، حيث أمضى 5 سنوات في السجن وأُفرج عنه في العام 2012، على الرغم من الاعتراضات الأميركية الشديدة. وقد اعتبر الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فيليب سميث، في حديثٍ للصحيفة، بأن ما يحدث يبعث برسالة قوية للغاية من حزب الله. فهو يتحدى الروس والأسد ويستغل أسوأ ما لديه، للتأثير على الأمور، في منطقة تشكل مجالاً رئيسياً يهدد الإسرائيليين. فدقدوق حالياً هو الأفضل عند الحزب نظراً لخبرته العسكرية الكبيرة.

دور روسي مريب

من جهته، نقل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، عن مصدر استخباراتي إسرائيلي كبير، قوله أن إيران تحاول بكل قوتها تهريب الأسلحة إلى حزب الله، وبالأخص المعدات عالية الدقة والتي تهدف إلى تحسين نوعية ترسانته من الصواريخ. وقد يكون الكشف عن شبكة المجموعة في الجولان انعكاساً لعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهتها. وهنا يذكّر هرئيل بما وعدت به روسيا صيف عام 2018، بإزالة القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية لمسافة 80 كم من الحدود. وهذا ما لم يحدث حتى الآن.

يلمح هرئيل بأن موسكو كانت تعلم بنشاطات الحزب في الجولان، ولكن كالعادة، فهي ليست المرة الأولى التي يخدع فيها بوتين نتنياهو. فمن المريح، بالنسبة لموسكو، أن كلا الطرفين يعتمدان عليها، وينتظران فترات طويلة لاتخاذ القرارات. وبذلك فإن إسرائيل عاجزة عن ممارسة ضغط حقيقي على روسيا، والحد من تدخلها العسكري في سوريا، بمجرد استقرار نظام الأسد.

عبر اللاذقية

وفيما يتعلق بتهريب المعدات للحزب، أفادت قناة "i24 " الإسرائيلية، بأن إيران أعادت إحياء طريق التجارة البحرية، لاستغلالها في تهريب المعدات والأسلحة. وتنقل القناة عن مصادر استخباراتية قولها، إن غارة إسرائيلية حديثة على مصنع قرب ميناء اللاذقية، تابع لشركة حكومية سورية تُعرف باسم OTI، كشف عن الآلات والمواد المخزنة في الشحنات البحرية، المهربة من الموردين في إيطاليا والصين ودول أخرى في الشرق الأقصى. وبأن المعدات كانت مخصصة لبناء منشآت صواريخ الحزب الدقيقة.

 

من أبي بكر البغدادي إلى جزّار نيوزيلندا مع ألف شكر  

د.مصطفى علوش/الجمهورية/السبت 16 آذار 2019

"لمستجير بعمرو عند كبوته كالمستجير من الرمضاء بالنار"

مثل عربي قديم

لا أعلم ما كان يدور في عقول هؤلاء المجانين وهم يسيرون مثل "الزومبي" نحو هدفهم، وهل كانت في رؤوسهم أدمغة أساساً وهم يُضحّون بأجسادهم للتفتّت، وبأشلائهم لتتناثر قطعاً عشوائية مع ضحاياهم، خدمة لأسطورة أدخلها في وجدانهم شيطان ما، قابع في دهليز محصَّن، ولست أفهم بالمطلق كيف أو يمكن لبشريٍّ ما أن يدخل على بشر آخرين مطلقاً الرصاص بشكل بهيمي على كل ما يتحرك، ثم يعيد الكرة ليتأكد أنه أدى مهمته المقدّسة التي أوكلها إليه شيطان من ديانة مختلفة عن الشيطان الآنف الذكر.

ولا يُمكن التأكيد من خلال معلوماتي عن طبيعة كلّ واحدٍ من هؤلاء على المستوى النفسي قبل وحين تنفيذهم الجريمة. ولكن بجردة مبدئية حول أعمار المنتحرين وغير المنتحرين القتلة، وخلفياتهم الإجتماعية، والمعطيات المتوافرة حول أدوات التنفيذ في الفكر الظلامي العابر الأديان، نرى أنّ هؤلاء في معظمهم كان من المحتمل أن ينتحروا أو أن يتسبّبوا بأذية بشر آخرين، بوسائل أخرى لولا أن أتَتهم الفرصة التي فتَحها لهم البغدادي أو أمثاله من طوائف أخرى كذاك المعتوه الذي فتح رشاشه على المصلّين في نيوزيلندا تحت راية شارل مارتيل.

يعني أنّه كان من الممكن أن ينتحر هؤلاء برصاصة في الرأس، أو بالسقوط من ارتفاع ما، أو بجرعة زائدة من المخدرات، أو في حادث سيارة تحت تأثير الكحول، أو في اشتباك بالسكاكين في خمارةٍ ما، أو أن يشتركوا في عصابة للقتل والإجرام للتعبير عن ذاتهم المغرقة في عداوة الذات وعداوة البشر وعداوة المجتمع...

لكنّ المهم هو ليس في تلك الشخصيات الرخيصة التائهة التي تُستدرج للقيام بالجريمة، فالتاريخ يحمل أمثلة لا حصر لها من أمثالها، مع فوارق في الأسباب والذرائع والعقائد. المهم هو ما يكمن في التداعيات، ومَن المستفيد من تلك الأعمال بشكل مباشر أو غير مباشر، بغض النظر عن الشعارات التي تُرفع أثناء الفعل الجرمي، والإنطباعات الأوّلية التي تُرسم لدى العموم بغض النظر عن الحقائق المثبتة، لأنّ الحدث يَعمي البصائر في لحظات الذروة.

وبصراحة لا يمكن لعاقل أن يطلب من المفجوع أن يتعقّل لحظة حاجته إلى الغضب والحداد وتفجير الأحاسيس. لكن بعد فورة الأحاسيس علينا العودة إلى التحليل الهادئ لفهم طبيعة جريمة نيوزيليدا.

هي على المستوى الفردي، قام بها مجرم يبحث عن مسوغ لتفريغ إجرامه وبالتالي إعطائه بعداً "أخلاقياً"، وهو بالضبط ما يفعله قتلة ومنتحرون لأسباب معاكسة.

بكل الحالات، فهي محاولة مكررة في كل مرة لإعطاء معنى "ترانسندالي"، أي فهم يتخطى المكان والزمان والواقع المادي، ليصبح الإجرام ذا طابع روحاني، مع الإعتذار ممّن يعتبر لفظة روحاني تعبيراً عن الخير! فمسألة تنفيذ أيِّ عمل إرهابي، حتى وإن انطلقت من عقائد محدّدة، ليست إلّا مرحلة تشبه رمشة عين في التاريخ، مع العلم بالضرر الكارثي الذي تُحدثه أثناء مرورها الخاطف. ويكفي أن نتذكّر السبعينات من القرن الماضي وكيف كان الإرهاب ذو الخلفية اليسارية يضرب أينما كان وكيفما كان، تحت شعارات أخرى، واليوم معظمنا لم يعد يتذكر أو يذكر تلك المرحلة ولا يرى حتى ضرورة لإخبار أبنائه عنها.

مَن المستفيد الآن إذاً من جريمة نيوزيلاندا حتى وإن كانت تلك الجريمة أتت رداً على جرائم المستفيد!؟

الجواب يأتي في ردة الفعل المنطقية المباشرة للمسلمين بشكل عام:

- ردة فعل ذات طابع طائفي ضد طائفة المعتدي بالمطلق، فيصبح كل أفراد ديانة أو عقيدة الجرم مجرمين مشاركين بالجريمة، حتى وإن لم يولدوا بعد، أو حتى إن دانوا الجريمة وتبرّأ دينُهم من فاعلها!

- سيأتي مَن يساوي ما قام به جزار نيوزيلندا بما قامت به "داعش"، بغض النظر عن حجم الجرائم.

- سيأتي مَن يسوغ عمل "داعش" بأنه عمل استباقي لنيات الآخرين الإجرامية.

- سيذهب البعض إلى اعتبار "التضحيات" التي قام بها الدواعش مسوغة أخلاقياً، وقد يأتي مختل آخر غير أبي بكر البغدادي، ليأخذ من مجزرة نيوزيلندا

ومن اضطهاد الروهينغا وقضية كشمير ومن شهداء ثورة الجزائر وعمر المختار في ليبيا وثورة المهدي في السودان، ذريعة جديدة لخلق "داعش" أكثر خبرة وقدرة وإجراماً، وفي ظل الفروقات الهائلة في العلوم والقدرات والثروات التي تتجمع في الغرب، فسيلقى نداء البغدادي القادم آذاناً صاغية بالآلاف.

وما على القارئ إلّا أن يستنتج كيف يفيد الإرهاب إرهاباً آخر في مساره العشوائي! أنا لا علم لي الى الآن ما حلّ بالبغدادي، وقد يكون قتل أو فرّ أو عاد سالماً إلى مشغليه إن صدّقنا نظرية المؤامرة، لكنه إن كان حيّاً لقال: "شكراً جزّار نيوزيلندا، فبأمثالك يحيا أمثالي!"

 

مكافحة الفساد: انتظار «صدمة» لن تأتي أبداً

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 16 آذار 2019

يكاد لا يمضي يوم من دون أن يُكشف عن فضيحة، أو فساد، أو إهدار مال عام، أو اختلاس، في أي مكان في الدولة اللبنانية وإداراتها. كأن جبل الارتكاب وُجد فجأة. أسوأ ما يجري، أن الموظفين المرتكبين يبدون كأنهم مقطوعون من شجرة

ما يُفصَح عنه يومياً من تسيُّب أعمال الرشى والاختلاس والتزوير والغش وإهدار المال العام، لا يزال يطاول موظفين فحسب. يُكتفى بقاعدة هرم الفساد وحدها. بذلك تراوح حملة مكافحته مكانها بلا أدنى تقدّم ملموس، سوى مراكمة الفضائح. تقتصر على اكتشاف المتورّطين الصغار، من دون أي صدمة جدية وحقيقية يفترض أن تختبر صدقية ما يقول به المسؤولون، وهو أنهم رفعوا الغطاء عن كل مرتكب. شأن عشرات المرتكبين الصغار، يصعد بهم هرم الفساد إلى المرتكبين الكبار.

طاول كشف الفضائح القضاء بالذات، بعد تورط مساعدين قضائيين، أضف محامين، في أعمال رشى وتزوير وتلاعب، فإذا الشبهة تدق بدورها ابواب السلطة القضائية أيضاً، مرجع الاحتكام. ليس الأمر أقل أهمية في الكلام عن أن المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء اسم من غير مسمّى، وإن عيّن في 6 آذار النواب السبعة الأعضاء فيه، في ظل استمرار الاجتهاد الذي أخذ به منذ عام 2002، وكرّسه عامي 2004 و2005 بحصر محاكمة الرؤساء والوزراء أمامه. تالياً، نزع الاختصاص من القضاء العادي. بل لا يُعثر على مسؤول فاسد يُحال إليه.

حتى عشية انتخاب أعضاء المجلس الأعلى، وتسلّم البرلمان لائحة بالقضاة الثمانية، أعضائه الآخرين، ظُنّ أن هذا الاستحقاق يُمهد الطريق لالتئامه، وإن لمرة واحدة منذ إنشائه عام 1990، هو المنصوص عليه منذ صدور الدستور اللبناني عام 1926، قرابة أقل من سبعة عقود. ها هو على أبواب انطواء العقد الثالث من غير أن يجتمع ويكتشف مسؤولاً مرتكباً. انتهى الأمر عند حدّ اكتمال بنية المجلس الأعلى شأن ما درج، منذ عام 1990. إلى الآن ليس ثمة أي تفكير داخل البرلمان في مقاربة حقيقية لدور المجلس الأعلى، وإخراجه من العقبة التي تمنعه من محاكمة أي رئيس أو وزير مرتكب. الواضح أن من المستحيل الوصول إلى رئيس أو وزير مرتكب.

لعل المشكلة الفعلية في المجلس الأعلى، كي يتحرّك، أن عليه انتظار «توافق» مجلس النواب على العثور على متهم، ومن ثم «التوافق» على محاكمته.

مكمن العقبة هذه، في أن الحائل الرئيسي دون التئام المجلس الأعلى هو البرلمان نظراً إلى أن الاتهام يتطلب نصاباً موصوفاً هو ثلثا أعضاء مجلس النواب (86 نائباً)، يوافقون على اتهام الشخص المرتكب، كي يُحال من ثم إلى المجلس الأعلى ويحاكم أمامه. ما بات يعنيه هذا النصاب أن تكوّن ثلثي النواب من حول قرار اتهام يتطلّب حتماً توافقاً الذي يعني بدوره تسوية سياسية، الأمر الذي يناقض تماماً فكرة محاسبة مرتكب ومحاكمته. فكيف عندما يكون نصف أعضاء المجلس الأعلى من نواب منتمين إلى كتل رئيسية، بات تأليف أي حكومة جديدة يشترط - وفي الغالب يلزم - تمثّلها فيها. ناهيك بأن الوصول إلى التصويت على الثلثين يسبقه وضع عريضة بخُمس نواب المجلس على الأقل (36 نائباً)، كي يصير إلى الموافقة على عرض الأمر على الهيئة العامة.

هل مَن يتذكّر القسم الدستوري للحود: يد السارق ستُقطع؟

بذلك يكون البرلمان صاحب الكلمة الفصل في الاتهام، وشق الطريق إلى انعقاد المجلس الأعلى. يعني ذلك أيضاً أن المجلس الأعلى لا يسعه التحرّك والادعاء من تلقائه، ويقتضي انتظاره الإذن من السلطة الاشتراعية، على نحو مطابق للمجلس الدستوري الذي لا يسعه الطعن في أي قانون ما لم يتبلغ إحالة به.

في 10 كانون الثاني 1998، وافقت اللجنة النيابية للإدارة والعدل برئاسة النائب شاكر أبو سليمان على توصية رفعتها إلى الحكومة، طالبت بإعادة النظر في الآلية المعتمدة في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء «كي يصير إلى جعلها قابلة للتنفيذ». ذكرت التوصية أن الآلية المحددة في القانون 13 الصادر في 18 آب 1990 «غير قابلة للتنفيذ لجهة آلية الإحالة إلى المحكمة المختصة، وتعقيد المعاملات المطلوبة لتأليف لجنة التحقيق النيابية». على أن التوصية ذهبت سدى.

بعد أشهر قليلة على انتخاب الرئيس إميل لحود، فُتح ملف مكافحة الفساد وإهدار المال العام عام 1999، على نحو أشعر اللبنانيين بأن ثمة حملة متكاملة واضحة الأهداف، إذا كان لا بد من تذكر خطاب القسم للرئيس السابق يوم قال: «يد السارق ستُقطع». أول رؤوسها الوزير السابق للنفط شاهي برصوميان. في خطوة رمت إلى تحقيق أهداف توصية لجنة الإدارة والعدل، من غير أن يصير إلى مناقشة هذه أو إقرارها في مجلس النواب، أخذت محكمة التمييز الجزائية في 24 آذار 1999 على عاتقها تجاوز العقبة تلك - ما دام يتعذّر اضطلاع المجلس الأعلى بدوره - بأن أعلنت صلاحية القضاء العادي ملاحقة الوزير السابق. بدورها، الهيئة الاتهامية في بيروت استبقت محكمة التمييز بأن أكدت في قرار أصدرته في 12 آذار 1999، صلاحية القضاء العادي في ملاحقة برصوميان، إذ اعتبرت الأفعال الملاحق بها (التزوير والاختلاس والغش)، في أثناء توليه الوظيفة، «جرائم شخصية عادية» تقضي بملاحقته أمام القضاء العدلي، لكونها «تخرج عن مهماته الوزارية، ولا تفرضها أعماله الوزارية»، ما جعل الهيئة تحسب الجرائم المتهم بها لا تطابق «الإخلال بالواجبات المترتبة عليه»، تبعاً للمادة 70 من الدستور التي تحتم محاكمة الرئيس والوزير المرتكب أمام مجلس النواب.

على طرف نقيض مما قالته الهيئة الاتهامية ومن بعدها محكمة التمييز، كانت ثمة حال مناقضة تماماً وإن لجرم مماثل، هو اتهام الوزير السابق جميل كبي، في عهد الرئيس الياس هراوي، باختلاس أموال عامة في وزارة الصحة إبان توليه في حكومة الرئيس عمر كرامي (1990 - 1992) حقيبتها. إلا أن المدعي العام المالي أحمد تقي الدين، ارتأى حينذاك، في قراره في 16 كانون الثاني 1996، عدم صلاحية ملاحقته، وحصر المهمة بالمجلس الأعلى، لكون جرائم الوظيفة في نظره إذا ارتكبها الوزير تخضع لأحكام المادة 70 من الدستور.

على الدوام ارتبط إطلاق حملات مكافحة الفساد وضمورها بموازين القوى السياسية القائمة في أوانها. عندما خسر لحود الانتخابات النيابية عام 2000، وعاد الرئيس رفيق الحريري إلى السرايا، اتخذت محكمة الجنايات في 16 كانون الأول 2002 قراراً معاكساً لقراري عام 1999، بأن قالت بعدم صلاحية القضاء العادي النظر في ملاحقة الرؤساء والوزراء. مذذاك أضحت الصلاحية في يد مجلس النواب بنصابه الموصوف، كي يدلّ بدوره على أن لا فاسدين أو مرتكبين إلا صغار القوم.

 

تفكّك "الرابطة المارونية" بين الأحزاب ورجال الأعمال

باسكال بطرس/المدن/السبت 16/03/2019

تجري انتخابات المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، يوم السبت 16 آذار، في "الفوروم دو بيروت"، على وقع تنافس شديد بين لائحة تدعمها الأحزاب المسيحية، ويترأسها النائب السابق نعمة الله أبي نصر، وأخرى مدعومة من المجتمع المدني، برئاسة رجل الأعمال غسان خوري. في وقتٍ يطرح المراقبون علامات استفهام كثيرة، حول ما باتت تمثّله الرابطة اليوم، في ظلّ شبه انعدام الدور الذي لطالما أنيط بها في العديد من الملفات، وغياب فاضح للهدف الجوهري الذي أدّى الى تأسيسها، من قبل نخبة من رجال الفكر والاختصاص.

تجمع نخبوي

شكّل الحادي والعشرين من آب عام 1952، تاريخ ولادة الرابطة المارونية، حدثاً استثنائيّاً بالنسبة إلى موارنة لبنان، بعدما برز من رحم المعاناة، تجمّع نخبوي ماروني، يتألّف من رؤساء جمهورية سابقين، ونواب، ووزراء، وموظفي الدولة من الفئتين الأولى والثانية، وضباط كبار متقاعدين، وقضاة، ورؤساء هيئات اقتصادية واجتماعية، ورؤساء مؤسسات، ورجال فكر في كل الاختصاصات. فشكّلت مجموعة ضغط (لوبي)، دعما لسيادة لبنان الحرّ المستقل التعدّدي والديموقراطي، يتمتع فيه جميع المواطنين بالحقوق والواجبات بطريقة متساوية، وضرورية، لاستمرارية العيش المشترك، وتعزيز السلم الأهلي في الوطن. وهنا تتساءل مصادر مطّلعة "عمّا تبقّى من هذه المبادىء اليوم، بعدما تحوّلت الرابطة إلى مجموعة ناخبين يسعون وراء مصالحهم الخاصّة، على حساب المصلحة العامّة، وسط غياب البرامج والمشاريع الإنمائية والتطويرية".

مخالفات النقيب

تلفت المصادر إلى أنّه "سبق لثلاثة أعضاء من أصل 17 يتألف منهم المجلس التنفيذي، أن تقدّموا باستقالتهم منها، وهم: السفير شربل اسطفان، جوزيف نعمه ممثل القوات، ونائب رئيس الرابطة الأستاذ توفيق معوّض. ورغم مرور حوالى سنة على الاستقالة، إلّا أنّ القيّمين عليها لم يجدوا من داعٍ لانتخاب أعضاء جدد مكانهم، ما يشكّل مخالفة واضحة، حسب النظام الداخلي  للرابطة"، مستغربة "غضّ نظر رئيس الرابطة نقيب المحامين أنطوان قليموس وأمينها العام أنطوان واكيم عن هذا الفساد الإداري، الذي لا ينتهي هنا. بل يصل الى حدّ دفع البعض رسوم الاشتراك عن المنتسبين، بهدف حثّهم على التصويت لصالحه!"

تراجع الرابطة

وإذ تشدّد المصادر على تراجع حضور الرابطة، في عهد النقيبين سمير أبي اللمع وقليموس، تستبعد "أن يتمكّن المرشّحان أبي نصر أو خوري من تحقيق أي تغيير جدّي، رغم كل الشعارات التي يرفعانها". وتكشف الأوساط أنّ "الرابطة تضم أكثر من 1450 عضواً، في حين لم يسدّد رسم الاشتراك إلا حوالى خمسمئة منهم فقط". فتسأل: "هل يجوز اعتبار هذه الانتخابات شرعيّة؟"، مذكّرة في هذا الإطار، بأنه "قد جرى في عهد رئيس الرابطة الأسبق، رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه، تعليق عضويّة 450 منتسباً، بقرارٍ تنفيذي. لكن بعد انتهاء ولاية طربيه، قام أحدهم بدفع رسوم تجديد اشتراك هؤلاء الأشخاص، بشكل غير قانوني، كون عضويتهم معلّقة، وأملى عليهم التصويت لصالحه في الانتخابات". وتتوقّع المصادر أن "يكون الوضع مختلفاً هذه المرة، خصوصاً أن عدد المقترعين لن يتجاوز الـ 550 عضو، نتيجة انكفاء مجموعات مؤثرة كمجموعة السفير عبدالله بوحبيب، ومجموعة المير حارس شهاب، ومجموعة رئيس حركة الأرض اللبنانية طلال الدويهي، والتي لها تأثير مباشر وغير مباشر على عدد من المستقلين. وتمنّع هؤلاء عن المشاركة في العملية الانتخابية يعود إلى سبب أساسي، هو تراجع دور الرابطة في السنوات الستّ الأخيرة، بعدما كانت تمتلك حيثيّة وتشكّل قيمة معنوية، وتشارك في المفاوضات وتجمع بين الناس.

تفعيل الرابطة

وفي هذا السياق، كان نائب رئيس الرّابطة المستقيل قد تقدّم باقتراحات عدةّ، تهدف إلى تحسين النظام الدّاخلي وتحصين الأداء، أبرزها اقتراح يحول دون ترشيح مَن لديه مصلحة حزبية إلى المجلس التنفيذي، مُبدياً خشيته من أن نصل إلى مرحلة تتقاسم فيها الأحزاب هذا المجلس، ما قد يشكّل الضربة القاضية للرابطة. من جهة أخرى، لا ينفي المرشّحان أبي نصر وخوري تراجع دور الرابطة وحيثيّتها في السنوات الأخيرة. ويخوض كلّ منهما المعركة الانتخابية اليوم، تحت شعار إعادة تفعيل دورها وإثبات وجودها. وفي حين يؤكد أبي نصر حرصه على استعادة حقوق المسيحيين المشروعة، يشدّد خوري على رفضه كل محاولات الاستئثار بالرابطة، ووضع اليد عليها من قبل رجال المال والأعمال. وينتقد سياسة رفع بدل الاشتراك السنوي، التي تعتبر أحد أهم أسباب إضعاف الرابطة. ويلفت إلى أنه في حال لم يتم استدراك هذه المشكلة، سيؤدي رفع قيمة الاشتراك إلى خسارة عدد لا بأس فيه من الفاعليات والقيادات المارونية، خصوصاً المتقاعدين التي تحول ظروفهم المادية دون الاستمرار في انتسابهم إلى الرابطة".

 

جزائر جديدة أم «عشرية» جديدة؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/16 آذار/19

انسحاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من الترشح لولاية خامسة، انتشل الجزائر من أزمة كبيرة، كانت تهدد بتفجير الأوضاع بعد قيام المظاهرات الحاشدة، التي واجهها الجنرالات بالتحذير من الإخلال بالأمن، لكنه انسحاب ارتبط بخريطة طويلة ستضع الجزائر أمام مجموعة من التحديات الجسيمة، وهو ما يتطلّب بالضرورة وجود عناصر ونيات تساعد على التوصل إلى تفاهمات وطنية دقيقة حول قضايا مهمة ومصيرية، خصوصاً بعدما اعتبرت المعارضة الأمر خرقاً للدستور وتمديداً ضمنياً لعهدته الرابعة! ذلك أن بيان بوتفليقة العزوف عن الترشح لعهدة خامسة، لم يقف عند حدود تأجيل موعد الانتخابات التي كانت ستجري في 18 أبريل (نيسان) المقبل، دون تحديد موعد جديد لها، وهو ما دفع الكثيرين إلى القول إن هذا تمديد ضمني للولاية، بل إن البيان ارتبط بخريطة طريق طويلة، لمؤتمر تأسيسي يفترض أن تنبثق منه الجمهورية الثانية، أو الجزائر الجديدة!

وقياساً بتوزّع القوى السياسية والحزبية، وبنفوذ الجنرالات، ومراكز القوى المؤثرة التي يقال إن من يديرها هو شقيق بوتفليقة سعيد الذي يعمل مستشاراً له، ليس من السهل التفاهم سريعاً من الآن، وحتى نهاية هذه السنة، كما أشار بيان بوتفليقة، على خريطة الطريق المذكورة، خصوصاً بعدما سارعت المعارضة إلى رفض هذه الخريطة والدخول في حوار مع السلطة، واستمرت في التظاهر، ما يضع الجزائر أمام منعطفين؛ إما الذهاب إلى وضع دستور جديد يؤسس للجمهورية الثانية، وهذا يتطلب توافقاً وطنياً ليس متوافراً، وإما الانزلاق إلى صدام يعيد البلاد إلى «العشرية الدامية» التي يخشاها الجميع.

ولأن الأمور بهذا التعقيد، رفض الأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري المحنك والعريق، الذي وضع بصمات وساطاته وأفكاره الراقية في ملفات دولية كثيرة، أن يرأس «الندوة الوطنية» المقترحة، أولاً لأن ذلك يتطلب توافقاً واسعاً بين المشاركين، كما قال، و«لأنني عجوز في الخامسة والثمانين وبيروقراطي قديم»!

الأخضر الإبراهيمي صديق مقرّب من بوتفليقة، وله احترامه العميق الذي يصل إلى مستوى الاعتزاز عند الجزائريين، وقد عرفوه مناضلاً ثم دبلوماسياً وسفيراً ووسيطاً ينتقل من مهمة عويصة إلى أخرى أشد تعقيداً، لكنه يحرص تماماً على ألا ينهي مشواره بمهمتين مستحيلتين، آخرها في سوريا والآن في بلده الجزائر.

خريطة الطريق التي وردت في بيان بوتفليقة، سواء كانت من أفكاره، أو من أفكار ومقترحات الذين يديرون السلطة من ورائه منذ أعوام، دعت إلى إنشاء «ندوة وطنية مستقلة» لدراسة وإعداد واعتماد كل أنواع الإصلاحات التي ستشكل أسس النظام الجديد الذي سيتمخض عنه إطلاق «مسار تحويل الدولة»... هكذا بالحرف مسار تحويل الدولة، ما يعني وضع أسس الجزائر الجديدة ونظامها وقواعد عمل السلطات فيها.

ولكن هل من السهل في بلد يحكمه رئيس واحد منذ عشرين عاماً، وكان منذ عام 2013 في حالٍ من المرض أقعده، وفي بلد نشأت وراء كواليس الرئاسة فيه قوى نافذة عسكرية وحزبية ومالية، التفاهم على إنشاء هذه الندوة الوطنية ومن تضم؛ خصوصاً عندما يشترط بوتفليقة أن تكون الندوة عادلة من حيث تمثيل المجتمع الجزائري بكل ما فيه من المشارب والمذاهب، أي أن تكون جمعية تأسيسية شاملة.

الأخضر الإبراهيمي يعرف أنه من الصعب تشكيل هذه الجمعية، مع الانقسامات التي ظهرت في الأسبوعين الماضيين، حتى بين رفاق بوتفليقة القدامى، إضافة إلى بروز مراكز قوى مؤثرة كنقابة المحامين، التي هددت بالامتناع عن الإشراف على الانتخابات، والأطباء الذين حذّروا من أي تزوير لشهادات طبية تفيد بأن بوتفليقة قادر صحياً على القيام بدوره رئيساً للبلاد، إضافة طبعاً إلى المتظاهرين الشباب، ونسبتهم 70 في المائة من الشعب الجزائري، وإلى عشرين سياسياً وحزبياً قدموا ترشيحاتهم إلى اللجنة الدستورية لخوض الانتخابات ضد بوتفليقة؟

كيف سيتم انتقاء الذين سيشكلون هذه الندوة الوطنية، وعلى أي أسس ومعايير، ثم يأتي ما هو أعقد وأصعب ويتطلّب مزيداً من الوقت، أي مهمات هذه الندوة التي عليها أن تضع دستوراً جديداً «يضع الجمهورية في أيدي الجيل الجديد والرسالة التي جاء بها»، كما يقترح بيان بوتفليقة حرفياً، وهو ما يدفع إلى طرح السؤال، وماذا سيكون دور الجيل القديم الممسك بالسلطة منذ التحرير من رفاق بوتفليقة؟ هل من السهل الدخول فعلاً في جمعية تأسيسية شاملة تنبثق منها الجزائر الجديدة، خصوصاً أن في الجزائر قوى ساخنة ما زالت تحت رماد ما يسمى «العشرية الدموية»، وهي سنوات الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1991 بعد إلغاء الانتخابات التي كان الإسلاميون يتجهون لتحقيق انتصار فيها، والتي سقط فيها أكثر من مائتي ألف قتيل؟

خريطة بوتفليقة تدعو إلى وضع «دستور جديد وإرساء جمهورية جديدة وسياسات جديدة تقوم على مبدأ توزيع الثروة بطريقة عادلة، والقضاء على التهميش، ووقف الإقصاء، ومحاربة الفساد»، والمعنى العملي لكل هذا أن الواقع الراهن في الجزائر يفتقر إلى كل هذه الإصلاحات، وإذا كان السؤال البسيط: لماذا لم يقم بوتفليقة بهذه الإصلاحات منذ عشرين سنة؟ فإن السؤال العويص: كيف يمكن للجمعية الجديدة أن تقوم بهذا في مجتمع تحكمه قوى سياسية وعسكرية ومالية جعلته يحتاج فعلاً إلى كل هذه الإصلاحات؟

وكيف يمكن تنظّيم استفتاء شعبي عام على هذا الدستور، ثم الاتفاق على تحديد موعد جديد لإجراء الانتخابات الرئاسية التي تأجّل موعدها، وذلك بعد التوصل إلى إنشاء لجنة مستقلة للإشراف على هذه الانتخابات، يتم تحديد آلياتها بمقتضى نص تشريعي خاص يستوحى من أنجح التجارب على المستوى الدولي، ومن سيكون صاحب القرار في اتخاذ كل هذه القرارات والإجراءات! ولأن كل هذا يفترض أن يتم من الآن وحتى نهاية هذه السنة، بما في ذلك تشكيل «حكومة كفاءات» تشرف على تنظيم الانتخابات، كان من المبرر والمفهوم أن ترتفع الشكوك عند الذين واصلوا المظاهرات في الشوارع الجزائرية، احتجاجاً على ما اعتبروه تمديداً ضمنياً غير مُحدد النهاية لولاية بوتفليقة الرابعة! في هذا السياق نقلت الوكالات عن قوى المعارضة القول: إذا كانت مدة العهدة الرئاسية في الجزائر خمس سنوات، فإن البرنامج الذي حدده بوتفليقة لقيام الجزائر الجديدة قد يحتاج إلى خمس سنوات، بما يعني أنه وضع خريطة طريق، ليس للإصلاح، بل للحصول على ولاية خامسة من دون عملية انتخاب!

 

في نيوزيلندا... للإرهاب وجه آخر

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/16 آذار/19

التوصيف الحقيقي لما حدث في نيوزيلندا، هو إرهاب متطرف ضد مصلين، كانوا يصلون، تسبب بمقتل العشرات، 49 قتيلاً في مذبحة داخل مسجدين بنيوزيلندا، وهذا أيضاً ما ذهب إليه رئيس الوزراء الأسترالي بقوله: «إن منفذ الهجوم إرهابي يميني متطرف» فمنفذ الهجوم الإرهابي هو الأسترالي برينتون تارانت، الذي خطط لهجومه بشكل محكم، وارتدى الزي العسكري ودرعاً واقية، وانطلق على أنغام الموسيقى، وقد قام بعمل بث مباشر للعملية عبر «فيسبوك» وهو يقوم بفتح النار على المصلين العُزّل بالقول: «دعونا نبدأ هذه الحفلة» ليقتل العشرات بدم بارد بعد أن سبق فعلته بنشر بيان طويل من 87 صفحة، كتب فيه مبررات فعلته بالقول: «وهذا الوطن الذي كان للرجال البيض سيظل كذلك ولن يستطيعوا يوماً استبدال شعبنا»، وقال أيضاً «لأنتقم لمئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب الغزاة في الأراضي الأوروبية على مدى التاريخ... ولأنتقم لآلاف المستعبدين من الأوروبيين الذين أخذوا من أراضيهم ليستعبدهم المسلمون».

المسلمون اليوم في نيوزيلندا قلقون وأصبح هاجس الأمن مسيطراً عليهم، بعد مجزرة قتل جماعي، وصفها مرتكبها بكل وقاحة، بأنها «حفلة»، فمجزرة مسجدَي نيوزيلندا ليست حادثة فردية، فقد سبقتها مجزرة النرويج، التي قُتل فيها أكثر من 90 معظمهم شباب، وجميعها حالات عنف، بسبب حالة التشبع بخطاب الكراهية، والعنصرية والاستعلاء، الذي تغذيه أحزاب اليمين، وبخاصة أن القاتل برينتون تارانت وجماعته برر فعلته «بسمو» لونه الأبيض وحضارته وموطنه، ضد من وصفهم بغير البيض والغزاة.

ما حدث في نيوزيلندا لا يمكن تفسيره أو تحليله بمعزل عن تسلل اليمين المتطرف للعملية الديمقراطية، واستغلال السلطة واللعب على إذكاء النعرات القومية والشعبوية في ظل حالة تفشي خطاب الكراهية، تحت شعارات، منها ما سمي «صراع الحضارات»، لاستهداف العرب والمسلمين.

تنامي وانتشار وازدياد أعداد اليمين المتطرف، الذي تمخض عن إعلان أحزاب من اليمين المتطرف الشعبوية في دول أوروبية في مدينة أنفير البلجيكية عام 2008عن تأسيس منظمة جديدة لمحاربة ما سمته «الأسلمة» لأوروبا، يعتبر حالة عداء علني تعلنه وتجاهر به جماعة راديكالية بموافقة حكومية نرى نتائجها اليوم في هجوم إرهابي على مسجدين في نيوزيلندا.

اتساع رقعة اليمين المتطرف في أوروبا، مع صعود التيارات السياسية اليمينية، وبخاصة بعد ظهور الحزب الذي أسسه جان ماري لوبان، والذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات الفرنسية، وقد ترك زعامته لابنته مارين لوبان، هدفهم جميعاً العداء للأجانب، وبخاصة المسلمون.

انتشار اليمين المتطرف في أوروبا وورثة الفاشيين والنازيين أصحاب نظرية الجنس الآري من هتلر وموسيليني وفرانكو، سيكون كارثياً ليس على مسلمي أوروبا فحسب، بل ستكون ويلاته على الأوروبيين المسيحيين أنفسهم، فهؤلاء الراديكاليون الذين يريدون إبعاد المسلمين، سينتقلون إلى من لا يقبل بنسختهم المتطرفة من المسيحيين، تماماً كما تفعل «القاعدة» و«داعش» فيما تسميه «فقه» الأولويات priorities»»، وبالتالي أولويات اليمين المتطرف في أوروبا لا تختلف عن «داعش» إلا في اسم الضحية، وأحياناً لا تختلف، فـ«داعش» سبق أن قتل محمد وديفيد وبطرس، وكذلك فعل اليمين المتطرف.

منهج وأفعال اليمين المتطرف في أوروبا، يؤكدان أن الإرهاب لا وطن ولا دين له، بل وسيدفع للرد بالعنف المضاد المتبادل لتكبر دائرة العنف، ويعطي الفرصة لـ«داعش» وأخواته للرد؛ ولهذا لا ينفع الصمت شيئاً، ولن يجدي التستر أو تجاهل لوجود وتنامي اليمين المتطرف في أوروبا، ولا بد من معالجة حقيقية ومجتمعية تتضمن سياسات حقيقية تشمل الاندماج والتعايش؛ فالتعايش هو محور الحل، كما جاء في جوهر الكتب المقدسة، ففي الإسلام دعوات كثيرة للتعايش في قوله تعالى «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالتي هِي أَحْسَنُ» وفي قول الرسول محمد «مَن قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة»، وفي قول المسيح «لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضاً».

 

ليس كافياً أن تصمت المدافع

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/16 آذار/19

مفهوم العلم في ثقافتنا العربية مُلتبس على أقل تقدير، فهو أكثر اتساعاً في معناه في ثقافات أخرى. ويخلط البعض عند ذكر العلم بين «العلم الشرعي» وعلوم العصر، وكأنها شيء واحد. ولا شك أن العلم الشرعي لا يرقى إلى كونه علماً إلا إذا تحققت له قواعده المعروفة. وليس هناك من نصدقه ونركن إليه، إلا أن يكون ذا معرفة وثقافة واسعة وعلى اطلاع بشؤون العصر، وقد أصاب شيئاً من منهج العلم الحديث. العلم الحديث في الطب والهندسة وعلوم العصر كافة، بما فيها علوم الاجتماع، اعتقد البعض في بدء نشأتها بالغرب أنها سوف تغني عن الخرافة والتنجيم في تفسير الظواهر الاجتماعية، وتقترب من التفسير العقلي في توصيف الظواهر وتوقع صيرورتها. وقد تطورت تلك العلوم اليوم، حتى إذا شوهد ما يخالف قواعدها العامة، اعتبر ذلك من قبيل الشذوذ والشعوذة والتفكير الأعوج الخارج عن العصر والعقل معاً.

منظر النساء المحررات من «داعش» في صحراء سوريا، في الشكل وفي الموضوع، يشير إلى مفارقة العقل. فكيف ترضى هؤلاء النسوة - وبعضهن قد حصلن على شيء من العلم في مجتمعاتهن الأولى؛ بل عاش بعضهن في مدن أوروبا - بأن يصبحن هكذا تابعات، ومُسيرات دون حول ولا قوة، لأفكار شاذة لها علاقة بإنسان العصور الحجرية، مُغبرات الثياب، ومحجوزات عن العالم بملابس سوداء ثقيلة، بعضها حتى خالٍ من ثقوب الأعين!

ويبدو أن وجودهن هناك وانسجامهن مع تلك البيئة قد حدث برغبتهن، وذلك ما يثير العجب، أن يتنازل إنسان عن حريته ويتبع آخرين إلى المجهول، معظمين حتى القداسة أفكاراً غامضة لم يقم عليها دليل عقلي، ولا يرضاها منطق؛ بل إن واحدة منهن قالت إنها التحقت بـ«داعش» لأنها كانت ترغب في ارتداء نقاب، ولم تسمح لها البيئة التي عاشت بها في فرنسا بأن ترتديه، فالتحقت بـ«داعش»! كان يمكن أن تفعل ذلك في تونس التي تبدو أنها بلادها الأصلية! لماذا تذهب إلى صحراء «داعش» كي تتنقب! هل هو منطق مفلس؟ أم هو اختطاف للعقول، والتنازل عن التفكير السليم إلى تفكير أعوج؟ أم أن الظاهرة أعمق من ذلك بكثير، ويحتاج سبرها إلى دراسة معمقة لدوافع أولئك الأشخاص من النساء والرجال، لقذف أنفسهم في جحيم التهلكة، والخروج عن مجتمعاتهم دون تفكير في المآلات! فعندما تُخلى أعشاش «داعش»، وتسكت المدافع، سوف يبقى لنا فكر أسود يعيد اختراع نفسه، في بيئة حتى الآن لم تستطع أن تتخلص من تأثيراته؛ بل يجد بعض الانتهازيين السياسيين أنهم قادرون على بعثه واستخدامه. أي أن الموضوع يشير إلى دائرة أكثر اتساعاً، إلى زلزال ثقافي أصابنا منذ زمن، فأنتج «ثقافة» معجونة ومختلطة بأفكار تشكل قوى دفع داخل عقول منغلقة على نفسها، محيطة نفسها بأفكار قطعية أحادية الدلالة وعمياء، ونتجت عنها تحيزات سلوكية لا سبيل إلى تعديلها، كان آخرها «داعش» ولكن ليس كلها!

هذه المجاميع حولنا التي تحمل على ظهرها كل المذاهب، تشكل ألوان قوس قزح في تمظهرها، فبعضها يميل إلى الظهور بمظهر الاعتدال، وأخرى من العينة نفسها تذهب بعيداً في التطرف الشخصي والمجتمعي، حتى يصل بها الأمر إلى قتل الإخوة في الوطن والإنسانية في ساحات التطرف الواسعة، وهدم الأوطان.

الجميع يشرب من إناء فكري واحد، يغذي بعضه بعضاً، كما يجتمعون في احتقار الآخر، من المرأة إلى المخالف في الاجتهاد.

سبب التطرف في بيئتنا شعور عام بامتلاك الحقيقة الكاملة، وهو شعور مَرَضي يؤدي إلى كره الآخر، وتخيل غير واقعي بالتفوق عليه. بعضهم ينتقل من التطرف بالكلمات إلى تطرف بالسلوك إلى تطرف بالزي إلى تطرف بالعنف، وهو تطرف يرى أن ما يحمله من أفكار هي صحيحة غير قابلة للشك ومحملة باليقين، وما يحمله الآخر من أفكار هي خاطئة ومهرطقة بالمجمل وكافرة، ووجب اجتثاث أصحابها! إنه الركون إلى متخيل تراثي غير موجود إلا في أذهان معتنقيه، في كثير من الأوقات يسقى بأفكار مطلقة ليس لها في التاريخ ولا في المنطق جذور، أو هي عبارات منتزعة من سياقاتها.

كمثال فقط على ما سبق، في أدبيات الإسلام السياسي، منذ «الإخوان» بداية القرن العشرين، وحتى «الصحوة» نهاية القرن العشرين، نجد أن من أكثر الشخصيات العربية الثقافية رجماً بالتكفير والخروج عن الجادة، وكلما ذكر اسمه انهالت عليه في تلك الأدبيات اللعنات، هو المرحوم قاسم أمين (بعض ما يُكتب عنه يُحرم حتى أن يُذكر بوصف المرحوم) والسبب أن تلك الشخصية نُعتت من قبل البعض، ربما بشيء من التضخيم، بأنها «إصلاحية تدعو إلى تحرير المرأة». وفي يقيني أن كل من ذكره بعد ذلك شاتماً إلى يومنا هذا لم يقرأ ما كتب. فقد كانت دعوته هي فقط لتعليم المرأة حتى نهاية التعليم الابتدائي، ومن ثم تعود إلى المنزل كي تتهيأ لأن تكون أُمّاً، وبصفتها تلك وما حصلت عليه من «فك الخط» يمكن أن تنشئ جيلاً صالحاً في نظره! لم ينتبه أحد إلى تفاصيل دعوته، وأضاف إليها بعض المتحمسين من المشتغلين بالصحافة «بهارات» كثيرة.

حصيلة الحديث أن أجيالاً من أهل «الإسلام السياسي والصحوي» ما أن يذكر قاسم أمين، إلا وحلت على اسمه الشتائم في معظم أدبياتهم. ذاك دليل واضح وجلي على خلق أكذوبة وتصديقها. هو سلوك يعظم الكراهية للمختلف معه ولو بالإشاعة. وكما يحدث اليوم، يتوجه عدد من كتاب تلك المجموعات الصحوية المسيسة لتأليف كتب (نعم كتب، كثير منها موجود على الإنترنت) تقرن أسماء المصلحين والمجتهدين من السياسيين في زماننا، خصوصاً أصحاب المشروعات الإصلاحية الفاعلة، بأسماء موضوعة في سلة الكراهية في أدبياتهم، تشوه أعمالهم، وتسعى إلى التخويف منهم والتنديد بمشروعاتهم، كما القول في كتاب «أتاتورك العرب» المتداول، في محاولة «لقتل الشخصية» بين جمهورهم، ومن يصدقهم غير جمهورهم، الذي نزعت صلاحية التفكير السليم من لفائف أدمغتهم!

لا يرى هؤلاء، على اختلاف درجاتهم في التشدد، من «الداعشيين» إلى المتعصبين، لا يرون في منتجات الحضارة والإنسانية الضخمة والمتوسعة ومحاولات الاستفادة منها لصالح الإنسان، غير أنها «تجلب معها إهمال الواجبات الدينية» على أقل تقدير، وهو بجانب ادعاء حصري لهم بالدفاع عن «الواجبات الدينية»، وهو ادعاء هش وتعميم غير موضوعي، يروج بين جمهور فاقد المناعة المعرفية؛ حيث إن الواجبات الدينية تمارس في مدن الغرب، صاحب تلك المنتجات الحضارية، بشكل مشاهد وصريح، فوضع هذا مقابل ذاك من جديد، تصيد لا يستقيم مع صاحب التفكير السليم. وكم كان لذريعة «الخوف من إهمال الواجبات الدينية» من إثر سلبي على تقدم الشعوب وازدهارها؛ بل وعلى استقرارها. وقد طور المخيال الشعبي، على الأقل في دول الخليج، رداً قاطعاً وذكياً على تلك الخرافة، في صحيح المثل القائل: «اللي في قلبه الصلاة ما تفوته».

من الواجب أن نعرف أن صمت المدافع على جبهة «داعش»، لا يعني أبداً انتهاء مفاعيل الزلزال. تنتهي تلك المفاعيل عندما نتوجه إلى تعظيم الفكر النقدي، والاهتمام في مدارسنا وجامعاتنا وجوامعنا به، وقراءة تجارب الشعوب قراءة متبصرة، فليس أكثر تدميراً لشعب أو منطقة، من أن تبتلى طائفة منهم بالأفكار القطعية أحادية الدلالة، وعزل نفسها عن هذا العالم الذي يقترب من بعضه في كل دقيقة.

آخر الكلام: انتشرت صورة إعلانية على شوارع الكويت السريعة مؤخراً، لشاب يرتدي قميصاً قصير الكُمين، وعبارة «على نهجك مشيت»، وفي وسط صدر القميص دائرة كبيرة هي شعار «داعش»، ولكن بخلفية حمراء. من جديد محاولة لإرسال رسائل ملتبسة!

 

الجزائر بداية مأسسة الدولة

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/16 آذار/19

الاقتراب من الجزائر الجغرافية له عدته الخاصة. خطوط الطول والعرض لا تمر فوق الفضاء الوهمي فقط، لكنها تعبر التاريخ والناس، وتغوص في الجيولوجيا الماضية والحاضرة التي لا تتوقف عن الفعل وصنع التفاعل. لقد مرَّت البلاد في الأسابيع الأخيرة بمرحلة بالغة التعقيد والخطورة. لأول مرة منذ استقلال البلاد تبرز قوة سياسية فاعلة تتجاوز قدرة الجسم السياسي الذي حكم البلاد على مدى عقود، وهو جبهة التحرير الوطني التي قادها رجال حرب التحرير أو من تربى في أحضانهم السياسية، وكذلك جيش التحرير، الجيش الشعبي الجزائري. هذه القوة الجديدة التي تتكون في غالبيتها المطلقة من الشباب الذي ترعرع في بيئة مختلفة عن تلك التي شكلت ثقافة وعقلية الطبقة التي قادت البلاد سنوات طويلة. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو الاسم الأخير في الجيل الذي يحمل هوية المجاهد والسياسي المؤسس لدولة الاستقلال. جاء إلى سدة الرئاسة ليقود البلاد من أجل إخراجها من أزمة طاحنة هي ما عرفت بالعشرية السوداء التي أدخلت البلاد في حرب أهلية دموية من نوع خاص. نجح بوتفليقة في إعادة السلم الأهلي واستطاع تحقيق إنجازات ساهمت في تحريك الاقتصاد الجزائري، وحل أزمة السكن الخانقة وتخفيف حدة البطالة وخاصة بين الشباب.

أخطر ما يواجهه أي نظام سياسي هو المسكوت عنه. حالة من التغير السياسي والاجتماعي والثقافي الذي يتحرك في عقل ومفاصل المجتمع دون أن يكون له صوت يطفو على ساحات الحياة العامة. الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 سنة يشكلون الغالبية الساحقة في المجتمع، والكتل السكانية التي تعيش في مناطق بعيدة عن العاصمة، وهجرة العقول من الأساتذة والأطباء والمهندسين. المساهمة في الحياة السياسية، ظلت مرتبكة إلى حد بعيد. المعارضة رغم وجودها في أحزاب تعددت عناوينها، فإنها لم تجد المداخل للمشاركة في القرار. حكومات الظل مكون أساسي في الحياة السياسة، تتشكل من الأحزاب المعارضة، وتكون لها أصوات عالية في كل ما يتعلق بالحياة العامة والقضايا الأساسية في البلاد، عبر البرلمان ووسائل الإعلام التي تشكل الرأي العام وتظهر مخرجاته في الانتخابات العامة. تمَّ تعديل الدستور الجزائري أكثر من مرة، لكن سرعة متغيرات الحياة وطبيعة تكوين الجيل الجديد كانت أسرع من محتوى التعديلات. الآثار العملية لنصوص الدستور على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية كانت محدودة، فقد كانت القيادة الأبوية فوق نصوص الدستور في حالات كثيرة. النفس الإسلامي في عدد من الأحزاب الجزائرية ترك ظلالاً ثقيلة على لون وأصوات ومسارات العمل السياسي في البلاد. النخب السياسية والثقافية، كثيراً ما شابها التناقض، بل والصراع النظري الرغبوي وغابت عنها الروح الواقعية القادرة على تشخيص المشكلات واجتراح الحلول القابلة للتحقق على أرض الواقع.

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان الحكم الذي حاز شبه إجماع وطني خلال ولايات حكمه الأربع. تمكن من تحقيق توازن بين القوى السياسية الفاعلة التي تتولى أمور البلاد، وبصفته وزيراً للدفاع نجح في ترتيب دور الجيش في الحياة السياسية والاقتصادية. انفتح على أطياف المعارضة بمزاج أبوي هادئ نجح في تخليق بيئة للسلم السياسي في مجتمع له كثافة سكانية هائلة في بلاد مساحتها بحجم قارة متعددة الأعراق والنشاط الاقتصادي والموروث الاجتماعي، وكذلك اللهجات التي لا يغيب عنها ما مكث في الألسنة من بقايا اللغة الفرنسية. من يعرف الجزائر يدرك أن قيادة بلاد بحجمها السكاني والجغرافي ومزاج أهلها، ليس من هينات الأمور. مهما كان حجم الاتفاق أو الاختلاف على شخص الرئيس بوتفليقة، فإنه يبقى أحد الرموز الأساسية في التاريخ الجزائري بصفته مجاهداً وسياسياً ودبلوماسياً. نعمت الجزائر طوال 20 عاماً من حكمه بالسلم الاجتماعي، لم تشهد أي نوع من التصعيد المسلح مع جيرانها، ساهمت بقوة في المحافل الدولية وخاصة الأفريقية، وكان لها دور فاعل في كبح التغول الإرهابي المتطرف في منطقة الساحل والصحراء. لكن المختنقات المزمنة في الحالة الاقتصادية لا تكاد تغادر البلاد بسبب الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط والغاز الذي يتذبذب مردوده حسب فصول العرض والطلب العالمي، ولا نتجاهل موروث الدولة الراعية الذي تجذر بقوة في الحقبة الاشتراكية العميقة. الانتقال من القطاع العام إلى القطاع الخاص يحتاج إلى برزخ من الزمن وإعادة الترتيبات الإدارية والتشريعات القانونية، وفي هذه المرحلة الانتقالية تغوص وتطفو حالة من الخلل يسودها الفساد في كثير من مفاصل النشاط الاقتصادي.

المظاهرات التي عاشتها الجزائر تحتاج إلى قراءة خاصة في أسبابها وتوقيتها وآثارها التي سترافق مسيرة البلاد لفترة طويلة.

كان عنوان السبب هو الاعتراض على ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة. أولا بسبب حالته الصحية وثانياً لمخالفة ذلك للدستور الذي جرى تعديله أكثر من مرة. العنوان كان الصاعق الذي فجر الغضب المتراكم لسنوات في الجزائر. حمل في باطنه الاعتراض على مبدأ القيادة الأبوية، وغياب المساهمة الواسعة في الحياة السياسية وكذلك المختنقات الاقتصادية. اللافت للنظر هو مشاركة كل الأطياف الاجتماعية في تلك المظاهرات، وخاصة المرأة والعمال والإعلاميين ورجال القضاء. السلمية الكاملة في كل أيام الاحتجاج واتساعها لتشمل كل أطراف البلاد، مؤشر على النضج السياسي العام، واللافت للاهتمام هو غياب بل رفض أن يكون للأحزاب أو الشخصيات السياسية المعارضة مكان في قيادة ذلك الزخم السياسي. اليوم، وبعد أن قرر الرئيس بوتفليقة انسحابه من الترشح لعهدة خامسة، أرفق بيانه بعدد من المبادرات وهي تعيين رئيس وزراء جديد، نور الدين البدوي وزير الداخلية وهو من منطقة ورقلة في الجنوب، وجه لا ينتمي إلى جيل قيادة جبهة التحرير، وللمرة الأولى يعين نائب لرئيس الوزراء هو الدبلوماسي المعروف رمضان لعمامرة، وأعلن الرئيس عن تشكيل جمعية وطنية للحوار من أجل وضع مسار تأسيسي وطني جديد، وقد رشحت بعض الأصوات الأخضر الإبراهيمي لقيادة هذه الجمعية وهو من الوجوه البارزة داخلياً ودولياً. الخلاصة أن بوتفليقة الذي عاش الجزائر في كل حلقات تحقيق استقلالها، والخروج من أزماتها يريد أن تكون مغادرته للمشهد الجزائري بتأسيس دولة جديدة تأخذ في الاعتبار الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدولية الجديدة، يكون للجيل الجديد مكان فيها. تشخيص المشكلة يمثل نصف الحل. الولوج إلى مكامن المسكوت عنه هو فتح لأبواب تقود إلى رحاب الحقائق التي تصنع أعمدة المستقبل. نهاية حقب الأب الزعيم.

 

كانت مزرعة هادئة للأبقار

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 آذار/19

تقع نيوزيلندا على إحدى حفاف الأرض. ولا مكان لها في أخبار العالم، إلا من عقد إلى عقد. أو يكاد. وقبل أشهر، وضعت رئيسة الوزراء مولوداً وهي في الحكم، فكان ذلك خبراً طريفاً في باب الاجتماعيات في صحف العالم. وإذا ما فاض إنتاج الحليب عالمياً، تظهر نيوزيلندا على أخبار الأسهم، لأنها أكبر مزرعة للأبقار على هذا الكوكب، وموسمها حيوي لاقتصاد البلاد. أمس، وقفت جاسيندا أرديرن، رئيسة الوزراء، تقول: هذا أحد أحلك الأيام في تاريخ البلاد. لم تعد نيوزيلندا على حافة العالم، بل في قلبه: عشرات القتلى والجرحى في مجزرة المسجدين. بالرصاص. أحد المارة سمع الطلقات تتتالى بشكل جنوني، فهتف: يا إلهي، فلينفد الرصاص من رشاش هذا المجنون. في إسلام آباد، اختصر عمران خان الكارثة، قائلاً: هذا يؤكد أن الإرهاب لا دين له! أتذكر دوماً ما قاله لي وزير الخارجية في حكومة ثاتشر، المستر دوغلاس هيرد، عندما قلت له: لماذا لا تبذلون المزيد من الجهد في حل القضية الفلسطينية لأن هذا يريح أوروبا من أعمال العنف؟ أجاب: «نحن نبدأ الخوف حقاً عندما يصبح الإرهاب في يد الرجل الأبيض». يخيل إلى أن مجزرة نيوزيلندا عمل منفرد. لسنا أمام تلك الظاهرة التي يخشاها الجميع في أوروبا وسائر العالم الأبيض. فلا يزيد عدد المسلمين في هذه البلاد على خمسين ألف نسمة. وليست بينهم وبين الأسر الأخرى أي احتكاك، كما في أوروبا أو أميركا. لكن هذا لا يمنع أن نيوزيلندا قد فقدت براءتها، ولم تعد تلك الدولة القصية عند «مطلع الشمس».

تقول صحيفتها الأولى «نيوزيلندا هيرالد» إن الناس كانت تنظر إلى البلد على أنه الأكثر أماناً في الأرض، وأن الشرطة تدربت على معالجة جميع أنواع الكوارث، لكن لم يخطر يوماً لأحد وقوع هذا النوع من المجازر. وفي أي حال، لا يمكن أن يكون الفاعل (ورفاقه) إنساناً طبيعياً، كما يبدو من خلال «البيان» الذي وضعه في 74 صفحة، وكلف فيه نفسه مهمة الانتقام «لضحايا المسلمين في أوروبا».على وحشيتها وحجمها، تظل مجزرة نيوزيلندا «عابرة» ما دامت منعزلة، أو بالأحرى إذا كانت منعزلة. لكن الرعب الذي يخشاه العالم، هو أن تتحول إلى سياسات منظمة، مع تزايد الموجات الفاشية في أنحاء أوروبا، حيث وصلت إلى الحكم أحزاب ترفض أي تعددية في بلدانها. يبقى «نوع المجزرة» ومدى شهوة القتل: القاتل يرمي الرجال والأطفال دون توقف أو تردد، رافضاً الإصغاء إلى استغاثتهم. يرميهم في الصدور، وفي الظهور، مقدماً للعالم أجمع نموذجاً غير مألوف من أعمال اليمين المتطرف.

 

دواعشنا ودواعشهم

توفيق شومان/16 آذار/19

كأننا ملائكة أطهار، أدنا مجزرة نيوزلندة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73039/%D9%83%D8%A3%D9%86%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9-%D8%A3%D8%B7%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%8C-%D8%A3%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2%D9%84%D9%86/

كأننا ملائكة أطهار، أدنا مجزرة نيوزلندة

كأننا لا نعرف أن كنائس الأقباط في مصر فجرناها وأحرقناها وقتلنا عربا مثلنا.

كأننا لم نستبح الإيزيديين في العراق ولم نسبح بحمد أبي بكر البغدادي الذي سبى نساءهم واستباح أعراضهم وهي أعراضنا.

كأننا لم نحول أطفال النصارى في العراق إلى غلمان وولدان كما كان يفعل هارون الرشيد وسلاطين قبله وسلاطين بعده.

كأننا أنقياء وأتقياء ندين مجزرة في آواخر المعمورة.

ندين مجزرة هناك ونغفل عن المجازر هنا.

نغفل وننسى أننا نقيم المجازر بين السنة والشيعة وبين المسلمين والنصارى وبين العرب والكرد وبين العرب والأمازيغ وبين القبيلة والقبيلة وبين العشيرة والعشيرة وبين الحزب والحزب وبين نحن ونحن.

مهلكم أرجوكم مهلكم قبل أن تدينوا.

هل تذكرون أن "داعش" قتلت بإسمنا وبراياتنا صحافيين في مجلة "شارلي إيبدو" في باريس، فوجدنا لها الذريعة تلو الذريعة؟.

هل تذكرون كيف كانت تلاحق باصات الدواعش سكانا آمنين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأنحاء أوروبا، فتقتل من تقتل وتدهس من تدهس، ثم نجد ألف سبب وسبب لنبرر القتل والدعس، تارة بالمؤامرة، وطورا بأن الغرب حصد ما زرع وجنى ما كسبت أياديه؟

مهلكم يا قوم، كم واحد منكم صفق لأبي مصعب الزرقاوي، حين كان دواعشه يخطفون الأجانب في العراق، ويرمي انتحاريوه جثثهم المقنبلة في الأسواق والمساجد والأعراس، فينثرون دماء الناس كما تنثر السماء مطرا.

كم واحد منكم صفق وأنشد لحركة "طالبان" في أفغانستان، وهي التي كانت تسلخ الوجوه عن الرؤوس، فذبحت من الطاجيك والأوزبك والهزارة كما لم يفعل قبلها هولاكو ولا تيمورلنك.

يا أيها الباكون الأتقياء والأنقياء،

كم واحد منكم دان مجزرة الأقباط المذبوحين في ليبيا؟

كم شيعي قتل سنيا في العراق لأنه سني ؟

وكم سني قتل شيعيا في العراق لأنه شيعي؟

كم واحد منكم دعا إلى إبادة الأكراد؟

وكم واحد منكم يقول إن المسيحيين العرب صليبيون ويجب إخراجهم من هذه الأمة؟.

مهلكم أرجوكم:

من دان منكم تفجيرات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر2011 في الولايات المتحدة؟

ألم يرقص بعضكم؟

ألم يصفق للمقتلة؟

ألم ينشد للمذبحة؟

ألم يجد تبريرات ما أنزل الله بها من سلطان وإلى حدود شككت باحتمال أن يقوم عرب بالتخطيط والتنفيذ، لأن عقل العرب قاصر عن التخطيط والتنفيذ، وعن استخدام تقنيات الحداثة وتكنولوجيا العصر؟.

مهلكم يا أيها الغيارى،

مهلكم وتذكروا أن نصوص بعضكم حافلة بإعتبار قسم منكم "روافض" يجب محوهم وقتلهم وسبيهم، وربما شرب دمائهم.

مهلكم وتذكروا أن نصوص بعضكم مليئة ومثقلة باعتبار قسم منكم "نواصب" يجب حرقهم وإسقاطهم من عل، وربما أكل أكبادهم.

يا أيها الأطهار انظروا إلى وجوهكم وعقولكم وقلوبكم،

انظروا إلى وجوهكم وكيف تقطر سُما حين يختلف واحد منكم مع واحد منكم حول حديث في كتاب أوخبر في التاريخ.

انظروا إلى عقولكم وكيف تهطل منها أفكار الموت الزؤام وأفكار الخبث وأفكار القتل، حين يختلف واحد منكم مع واحد منكم حول واقعة في السياسة أو خطاب في الإعلام أو موقف من قضية.

انظروا إلى قلوبكم وكيف تختزن أحقادا منكم نحو منكم ومن أنتم نحو أنتم.

يا الملائكة الأطهار لو تنظرون إلى مرايا نفوسكم وذواتكم سترون أن نصفكم يخون نصفكم ونصفكم الثاني يخون نصفكم الأول وهذا النصف وذاك النصف، كل يدبر مقتلة في ليل للنصف الخائن والنصف المارق.

يا أطهار القوم ما هكذا تدان المجازر ليس لأن المسلمين تم قتلهم فطارت لحومهم على الجدران والحيطان، أو لأن بعض من استشهد منا، أو بعض من قضى نحبه في دمه شيء من دمنا، أو لأنه من أصلاب عشيرتنا،

كأننا نأبى أن نغادر إرث امرؤ القيس الذي هاج وماج لأنه فقد حُكما ومُلكا وليس لأن أباه قُتل ونُحر، فأنشد وقال لصاحبه الذي بكى:

فقلت له: لا تبك عينك إنما نحاول مُلكا أو نموت فنُعذرا.

كأننا نأبى أن ندخل في سماحة وشريعة سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد (ص) إذ يقول: "لا تغلوا ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا ولا صبيا ولا وليدا ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرة ".

ليس لأنهم مسلمين قد قتلوا فندين المجرزة. ندين المجزرة يا قوم لأن الذين قتلوا بشرا.

في نيوزيلندة قُتل الإنسان، الإنسان المقدس، الإنسان الذي كرمه الله فقال تعالى: "لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ".

هو الله، الرحمن الرحيم: فمن منكم يرحم منكم ؟.

هو الرؤوف: فمن منكم يرأف بمنكم؟

هو الغفور: فمن منكم يغفر لمنكم؟

هو الودود: فمن منكم يود منكم؟

هو الصبور: فمن منكم يصبر على منكم؟

هو السلام: فمن منكم يسالم منكم؟

أيها القوم

قبل أن ندين مجزرة الآخرين بنا ماذا عن مجازرنا التي تفتكنا؟

وماذا عن مجازرنا الجوالة؟ ومجازرنا الرحالة؟

لنبدأ من هنا، من المجازر التي بيننا، من أن ننكس السيوف المرفوعة بيننا، ونرفع الرايات البيضاء بيننا.

من هنا نبدأ، من السلام بيننا، بالعودة إلى "السلام عليكم"، إلى قداسة "السلام عليكم".

يا قوم: السلام عليكم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

بري يلتقي العريضي وصندوق تعاضد الفنانين

السبت 16 آذار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، الوزير السابق غازي العريضي، وعرض معه للأوضاع الراهنة.

ثم استقبل مجلس الإدارة الجديد لصندوق التعاضد الموحد للفنانين برئاسة رئيسه صبحي سيف الدين وعضوية رؤساء النقابات الفنية أعضاء المجلس، والمستشار القانوني للصندوق المحامي جوزف غانم. وكانت مناسبة لشكر دولته على دوره في إقرار قانون النقابات الفنية سابقا ودعمه المستمر للفنانين.

وعرض الوفد بعض مطالب النقابات الفنية ودور الصندوق.

كما استقبل بري عضو هيئة قطاع النفط ناصر حطيط.

 

الراعي التقى وزيرة الطاقة وتمنى لها التوفيق في مهامها

السبت 16 آذار 2019/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني في زيارة لالتماس بركته مع عائلتها، وكانت مناسبة لاطلاعه على برنامج عمل الوزارة للمرحلة المقبلة خصوصا في ظل ما يواجهه قطاع الكهرباء من تحديات وانتظارات تتطلب حلولا اساسية وتعاونا بين مختلف الاطراف.

من جهته، تمنى الراعي للوزيرة البستاني التوفيق في خدمتها ومهامها العامة من اجل التخفيف عن كاهل المواطن الذي يعاني من استمرار انقطاع الكهرباء ما يزيد من اعبائه الكثيرة"، داعيا الى "ابعاد القطاعات المعيشية والانسانية والخدماتية والحياتية عن التجاذبات السياسية كي تؤمن حاجات المواطنين بطريقة كريمة، وهذا حق لهم وواجب على الدولة".

 

جنبلاط خلال مسيرة حاشدة في الذكرى 42 لاستشهاد والده: دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري

السبت 16 آذار 2019 /وطنية - انطلقت تحت زخات المطر في المختارة، في الذكرى 42 لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط، مسيرة من الباحات الخارجية للقصر باتجاه ضريحه، تقدمها رجال دين مثلوا الطوائف الاسلامية والمسيحية الى جانب المشايخ الدروز وممثل شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن القاضي الشيخ غاندي مكارم على رأس وفد، فرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط وشقيقته داليا ووالدتهما السيدة جيرفت، وتبعهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا جنبلاط، وسار الى جانب العائلة النائب بهية الحريري ممثلة رئيس الحكومة سعد الحريري مع النائب محمد الحجار ممثلا كتلة "المستقبل" وسفراء روسيا الكسندر زاسبكين والسعودية وليد البخاري والفلسطيني اشرف دبور ممثلا الرئيس محمود عباس ورئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد على رأس وفد قيادي من التنظيم.

وشارك أيضا وزير التربية اكرم شهيب، وزير الصناعة وائل ابو فاعور، النواب نقولا نحاس ونعمة طعمة وبلال عبدالله ومروان حماده وهنري حلو وفيصل الصايغ وهادي ابو الحسن، الوزراء والنواب السابقون امين وهبي وغازي العريضي وعلاء ترو وايلي عون وايمن شقير وانطوان سعد وناجي البستاني من خلال وفد مثله، وفد من "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان، وفد من قيادة "فتح"، وفد من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة عضو المكتب السياسي علي فيصل الذي نقل الى رئيس التقدمي والنائب تيمور جنبلاط رسالة من الامين العام للجبهة نايف حواتمة، وفد من منظمة العمل الشيوعي برئاسة زكي طه ممثلا الامين العام محسن ابراهيم، السيد توفيق سلطان باسم الحركة الوطنية سابقا، وفد من الحركة اليسارية بقيادة منير بركات ورابطة اصدقاء كمال جنبلاط.

حضر كذلك النقيب عبدالامير نجدة، ممثلون للاتحاد العمالي العام والنقابات والهيئات الاقتصادية والاتحادات، الى عدد كبير من المدراء العامين وموظفي الفئة الاولى وهيئات نقابية واجتماعية وتربوية وروحية تقدمها اضافة الى ممثل شيخ العقل نعيم حسن، رئيس المحاكم المذهبية القاضي فيصل ناصرالدين على رأس وفد من قضاة المذهب الدرزي، رؤساء لجان واعضاء في المجلس المذهبي، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من اركان المؤسسة، رئيس الكنيسة القبطية في لبنان الاب رويس الاورشليمي، السيد مهدي الامين على رأس وفد من الطائفة الشيعية، وفد من قضاة الشرع والائمة والمشايخ من اقليم الخروب وعدد من المناطق، رؤساء عدد من الكنائس والاديرة والرعايا المسيحية في مناطق الجبل وبيروت، الشيخ سليمان شجاع على رأس وفد من المشايخ ممثلا خلوات البياضة الشريفة.

وشارك في المسيرة وفد كبير من ثوار 1958 واركان وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي تقدمه نواب رئيس الحزب، امين السر العام ظافر ناصر، مجلس القيادة ومجلس المفوضين، وكلاء الداخلية والمعتمدون، الاتحاد النسائي التقدمي، الامانة العامة لمنظمة الشباب التقدمي وخلايا المناطق، جمعية الكشاف التقدمي التي رفعت الاعلام وادت التحية، رؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير، هيئات طالبية من الجامعات والمدارس والمعاهد، اندية وجمعيات مختلفة، وحشود تقاطرت من مختلف المناطق ولا سيما الشمال وطرابلس وعكار والجنوب والبقاع وبيروت والجبل.

وعند الوصول الى باحة الضريح، قرأ رجال الدين الفاتحة ووضع رئيس التقدمي وليد جنبلاط والنائب تيمور والسيدة نورا والآنسة داليا، الورود على ضريح كمال جنبلاط وضريحي مرافقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني، كذلك فعل المشاركون من الشخصيات التي وضعت الاكاليل وباقي الحضور.

بعد ذلك التقى وليد جنبلاط والنائب تيمور الشخصيات في أحد صالونات القصر، وكانت كلمة للنائبة الحريري قالت فيها: "جئنا في هذه المناسبة الوطنية العزيزة الى قصر المختارة باسم دولة الرئيس سعد الحريري لنقف معكم في هذه المناسبة والى جانبكم".

ثم تحدث السيد مهدي الامين والاب ايلي كيوان باسم رجال الدين، عن "أهمية المشاركة في هذه الذكرى الوطنية الكبيرة وسط هذا الالتفاف الشعبي والسياسي والوطني لنكون جزءا من رسالة كمال جنبلاط الشهيد ليبقى الوطن حرا ومستقلا".

رئيس الحزب التقدمي

ثم ألقى رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط كلمة رحب فيها بالشخصيات المشاركة في الذكرى ورجال الدين والحضور، وقال: "احد رفاق كمال جنبلاط من ذاك الرعيل لم يتمكن من المشاركة معنا اليوم، عنيت الاستاذ محسن ابراهيم. قال لي، دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري، وهذه هي الحقيقة. لكننا سنستمر، لانهم لم يخرجوا نهائيا، بصبر ومرونة نحن وجميع الوطنيين والعروبيين من اجل استقلال هذا البلد وسيادته، وكذلك لتثبيت عروبة البلد كما ورد في الطائف وتثبيت الطائف. سنستمر ونعلم بأن الصعاب جمة والمشكلات كبيرة، لكن خطنا واضح والأهداف، وباذن الله في يوم ما سننتصر".

وقال في تصريح تلفزيوني: "ها هم المخلصون الوطنيون العربيون اتوا لتحية كمال جنبلاط شهيد العروبة شهيد لبنان وشهيد فلسطين". وقال ردا على الحملات التي يتعرض لها الحزب الاشتراكي والرئيس سعد الحريري: "القافلة تسير".

البخاري

من جهته صرح السفير السعودي: "هذه الذكرى يجب ان نكون كلنا متواجدين فيها ونعبر عن تضامننا مع وليد بك وتثبيت العلاقة التاريخية بين الحزب التقدمي الاشتراكي والسعودية".

زاسبيكين

وقال السفير الروسي عقب وضعه الاكليل على الضريح يرافقه وفد والقيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي حليم ابو فخرالدين: "كان الشهيد كمال جنبلاط زعيما للحركة الوطنية التحررية ومناضلا من اجل حقوق الشعوب. قد يتميز تراثه الفكري بصفات اخلاقية عالية بما فيها الحكمة السياسية والفلسفية المهمة لكل الاجيال والبشر، ونحن من يعتمد عليها اليوم". وبعد المناسبة استمر تقاطر الوفود والشخصيات الى ضريح كمال جنبلاط حيث غص المكان عشية الذكرى بالوفود والمحازببن والمناصرين من مختلف المناطق والذين أمضوا الليل في وضع الزهور وإنارة الشموع على شرفات المنازل والشوارع، بالإضافة إلى اللافتات التي حملت مواقف لصاحب الذكرى. كذلك جابت مواكب سيارة كبيرة مناطق الجبل وهي ترفع الاعلام اللبنانية والحزبية وتبث الاناشيد والاغاني الوطنية والثورية وصولا إلى قصر المختارة التي ألقى عليها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التحية والسلام في الباحة الخارجية وساحة القصر العامة.

وللمناسبة علقت اللافتات في الشوارع المؤدية إلى المكان والساحات الرئيسية وحملت بمعظمها مواقف ك "ثورتكم على الفساد تأكيد للمبادىء التي ارساها المعلم الخالد"، كذلك صور رئيس الحزب والنائب جنبلاط إلى جانب الاعلام اللبنانية والحزبية التي رفعها المشاركون الذين احتشدوا بالآلاف، وفاء لمسيرة الراحل وفكره ونهجه، ولم يمنع الطقس العاصف والماطر بغزارة من احياء الذكرى في حضور عفوي ومن دون دعوات رسمية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل15 و16 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/17 آذار/19

أقيمت اليوم في كل الكنائس الكاثولوكية الكندية الصلاة لراحة أنفس ضحايا الجامعين في نيوزلندا والطائرة الأثيوبية. في مفهوم إيمان الدين المسيحي فإن جسد الإنسان هو هيكل الله وكل من يتطاول أو يؤذي هذا الجسد بأي شكل من الأشكال فهو يعتدي على الله سبحانه تعالى. يبقى أن لا دين للإجرام ولا مذهب. ليتغمد الله برحمته أنفس كل ضحايا العنف والإرهاب والكراهية في دول العالم

 

The Bleeding Women’s Faith & Hope
 Elias Bejjani
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73025/elias-bejjani-the-bleeding-womens-faith-hope/

 

من الأرشيف/الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وجدانية وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/17 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

 

من أرشيف سنة 2011/يا قادة 14 آذار اتعظوا، وكفى!

التعليق بالصوت/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع إلى التعليق

http://www.eliasbejjani.com/elias%20audio11/elias.revolution16.3.11.wma

 

دواعشنا ودواعشهم

توفيق شومان/16 آذار/19

كأننا ملائكة أطهار، أدنا مجزرة نيوزلندة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73039/%D9%83%D8%A3%D9%86%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9-%D8%A3%D8%B7%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%8C-%D8%A3%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2%D9%84%D9%86/

 

"حزب الله"... والفساد

من عجائب هذا الزمن وغرائبه أن يحاضر “حزب الله” بالفساد في لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/17 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73044/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%AC/

 


 Iran Inches Closer to its Goal: "Wipe Israel off the Map"
 
د.ماجد رافي زاده: معهد جيستون/إيران تقرب من هدفها: مسح إسرائيل عن الخارطة
 Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/March 16/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73019/majid-rafizadeh-gatestone-institute-iran-inches-closer-to-its-goal-wipe-israel-off-the-map%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d8%a7%d8%af%d9%87-%d9%85%d8%b9%d9%87/