المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january30.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/الاحتلال الملالوي للبنان هو الفساد

الياس بجاني/الاحتلال الملالوي للبنان هو الفساد بأمه وأبوه وبلحمه وشحمه

الياس بجاني/من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟

الياس بجاني/الوقوع في افخاخ التجربة وذاك السياسي البائس

الياس بجاني/الحريري وجنبلاط وجعجع سلموا لبنان لحزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة مع د.انطوان سعد من تلفزيون المر: حزب الله يمنع قيام الدولة ويهين اللبنانيين والمطلوب من عون الإنتفاض وقلب الطاولة وعلى الكنيسة أن تقوم بدورها لإسترداد السيادة

البطريرك وسيدة الجبل وضعوا أصابعهم على جراح لبنان… الدستور و الطائف الأساس و كل سلاح خارج الشرعيه عبئ

يوم العرض آتٍ ليحشر الجميع ويجازي كلاًّ حسب افعاله/سيمون عساف/فايسبوك

الياس الزغبي: مسؤولون يتلهّون بتفاصيل الحقائب و"الثلث" بينما كرة التعطيل تتقاذفها أقدام الأفيال في الملعب الإقليمي

عندما يتكلم السيد وولي الامر والكل صامت/السؤال هو شو سعر البطاطا اليوم/ادمون الشدياق/فايسبوك

ما فينا نخلص من الإحتلال الإرهابي إلا بثورة..أقله ثورة سلمية/ادمون الشدياق/فايسبوك

حارس سليمان ومقابلة نصرالله

طهران تعلن وصول سلاح عالي الدقة لـ"المقاومة" في لبنان وغزة

عملية إسرائيلية كبرى تُحضّر في الكواليس لضرب لبنان.. هذه التفاصيل

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 29/01/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 29 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

العونيُّون المعترضون ينظّمون صفوفهم للإطاحة بالصُّهر وفريقه

الحريري بين الإعلان عن تشكيل الحكومة واتخاذ موقف يكشف دور المعطّلين

جسر الهدر والمماطلة والقهر.. جل الديب جلجلة اللبنانيين/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

القوّات تبني مسجدًا على الأرض ليبني الله لها مثله في السماء/نديم لبكي

مصادر في "لبنان القوي" تردّ على جعجع: ما هكذا يُحارب الفساد

الأحزاب تترقب... والنائب موسى يرجح التوجه لعقد جلسة للبحث في الموازنة/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

باكستان: إسلاميون يرفضون تبرئة مسيحية اتُّهمت بالتجديف... "نطالب بإعدامها"

إنتحاريان ينفذان تفجير ايران واصابة 429

أربعون سنة بعد عودة الخميني.. هل تحققت وعود الثورة الإسلامية

قيادي إيراني: سنحول البيت الأبيض وفرساي وباكينغهام إلى حسينيات شيعية عام 2065

 ضابط إسرائيلي سابق: روسيا الوحيدة القادرة على إخراج إيران من سوريا

تفجير انتحاري في إدلب وأنباء عن «خسائر بشرية»

قوات سوريا الديمقراطية» تحاصر «داعش» في آخر جيوبه شرق الفرات وتحقيقات تجري مع نازحين بحثاً عن عناصر التنظيم

إسرائيل تنهي مهمة المراقبين الدوليين في الخليل

حكومة الحمد الله تضع نفسها تحت تصرف عباس/{فتح} تعزز سيطرتها... و{حماس» ترفض الاعتراف بشرعية التشكيل الوزاري المرتقب

اتفاقات مصرية ـ فرنسية وشراكة تنموية... وسجال حول حقوق الإنسان

السيسي رداً على حديث ماكرون عن الحريات: نحن نتحدث عن منطقة مضطربة

محرك ملفات التحقيق مع نتنياهو يرجح اتهامه بالرشوة والمفوض السابق أعاد الحديث عن محاولة رئيس الوزراء التدخل في التحقيق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» لتعزيز ذراع إيران/رندة تقي الدين/الحياة

لماذا "ولاية الفقيه" حدث طارئ في السياق الشيعي العربي/علي الأمين/العرب

موسكو «تبيع» إيران و»حزب الله» في سوريا/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

موفد مالي أميركي «مُتشدِّد» في بيروت/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

هكذا أطاحت جلسات باريس... تفاهمات بيروت/كلير شكر/جريدة الجمهورية

عون وبرِّي: «ما بقا تِحرِز»/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

باسيل لـ«الجمهورية»: أُحذِّر من إحباط الحل... وهذا ما أقوله لنصرالله/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

«الطائف» أو زوال لبنان الدولة/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

«الأجندات الخاصة» تفاقم التوتر بين اللبنانيين والنازحين السوريين/سناء الجاك/الشرق الأوسط

الحكومة بين "التيار" و"القوات": روايتان متناقضتان دوماً/باسكال بطرس/المدن

رسالة الرئيس وسحب التكليف أو التعويم.. كلها غش سياسي/أكرم حمدان/المدن

باسيل يفشِّل لافروف: الحريري مستنزف وفرنسا غاضبة/منير الربيع/المدن

جدي وسيمون بوليفار/مكرم رباح/الراي

عبد الله السعودي... وتوأمه اللبناني/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

حين تخاطب إيران العالم من بوابة إسرائيل/نديم قطيش/الشرق الأوسط

«وارسو» ومرحلة الاستقرار في الشرق الأوسط/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

كي نهزم الخمينية الطائفية/حمد الماجد/الشرق الأوسط

صديق أحمق/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

القتال على الطعام في اليمن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

فنزويلا: جولة في حرب/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل كارديل في زيارة وداعية: لاستمرار التعاون مع الأمم المتحدة خدمة للمبادئ المشتركة

عشاء يجمع الحريري وجنبلاط والنجاري وخوري وابو فاعور في الاشرفية

الحريري عرض الاوضاع مع ريتشارد وبرامج الاستثمار مع وفد البنك الدولي والتقى سليمان ومانديس

بري استقبل وزير الزراعة الصربي والسفير الايراني كرامي: لا مانع أن يكون الوزير من حصة رئيس الجمهورية

تيار المستقبل: تاريخنا الوطني والقومي أشرف وأطهر من ان تلوثه تصنيفات وحملات نظام دموي

كتلة المستقبل: الأسبوع الحالي نهائي للحسم والانتقال الى مرحلة جديدة تتوج بمراسيم التأليف

التيار المستقل: تعويم حكومة تصريف الاعمال آخر مسمار في نعش انقاذ دولة لبنان

ابي خليل بعد اجتماع التكتل: المطلوب الحسم في الوضع الحكومي وكل الطروحات صارت امامنا

الراعي استقبل كارديل ووفد نقابة محامي طرابلس المراد: لعقد قمة روحية اذا تأخر تشكيل الحكومة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى32/“فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا».أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الاحتلال الملالوي للبنان هو الفساد/الياس بجاني/29 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af/

 

الاحتلال الملالوي للبنان هو الفساد بأمه وأبوه وبلحمه وشحمه

الياس بجاني/29 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71608/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

حتى لا نضيع البوصلة على خلفية تفكير التمني والأوهام وأحلام اليقظة ونغرق بغباء وجهل في أفخاخ المنافقين والوصوليين وتجار الهيكل، فإن الاحتلال الفارسي والإرهابي للبنان هو الفساد بعينه وبأمه وأبوه وبلحمه وشحمه.

وبالتالي فإن كل كلام حزب الله، وكل رزم وعود وخزعبلات وعنتريات أمينه العام عن محاربة الفساد، فهو عملياً وعلى أرض الواقع المعاش ع مدار الساعة معاناة وقهر وعذاب وفوضى وكلام مسرحي تمويهي وخادع وغير قابل للتطبيق لا اليوم ولا في أي يوم.

فكيف يحارب المحتل اللاهي هذا الفساد وهو الفاسد والمفسد الأكبر الذي يهيمن بالقوة المسلحة والبلطجة الشوارعية على المطار والبور وعلى كل المعابر البرية الشرعية وغير الشرعية ويتحكم بكل ما يدخل ويخرج منها في غياب، بل في تغييب شبه كامل لسلطات وقوانين الدولة ومؤسساتها.

كيف يمكن أن نصدق هذا المحتل بأنه قرر محاربة الفساد وهو يتاجر ويصنع ويصدر ويستورد ويسوّق لكل الممنوعات في لبنان وفي العديد من بلاد العالم؟

وهل الناس سذج وبسطاء ليصدقوا وعد المحتل بالقضاء على الفساد، وهو الذي يغطي الفساد والمفسدين تحت رايات المقاومة والممانعة ويعطل القضاء ويغرق مؤسسات الدولة بجيوش من الموظفين التابعين له وليس للدولة؟

أما أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الطرواديين والإسخريوتيين الذين يدعون إنهم وحزب الله معاً في مهمة محاربة الفساد، فهؤلاء ليسوا فقط تجار هيكل ومنافقين وكتبة وفريسيين، بل هم مجرد أدوات واقنعة رخيصة يستعملها المحتل في مساعيه للتدمير والخراب والنهب والقضاء على كل ما هو دولة ومؤسسات وقانون وحريات وتعايش وانفتاح على العالم.

باختصار لا حل لأي أزمة لبنانية معيشية وحياتية واقتصادية وخدماتية أكانت صغيرة أو كبيرة دون إنهاء حالة الاحتلال اللاهي الإرهابي والمذهبي واستعادة الاستقلال المصادر واسترداد السيادة المنتهكة والإمساك مجدداً وبقوة بقرار الدولة وتحريره من الهيمنة.

يبقى أن فاقد الشيء لا يعطيه..

كما أن أم وأب الفساد لا يمكن أن يحاربه لأنه إن فعل ينتهي مع نهايته..

وإبليس الفساد لن يدمر ذاته ويلغي وجوده..

فكفى أوهام، وكفى خنوع، وكفى واستسلام وذمية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟

جمع الياس بجاني/26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71490/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%AC-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%81%D9%8A/

 

الوقوع في أفخاخ التجربة وذاك السياسي البائس

الياس بجاني/24 كانون الثاني/19

نعم هي التجربة وكلنا نقع فيها عندما يقل إيماننا ويخور الرجاء بداخلنا ونستسلم لشهوات الغرائز التي هي الشيطان نفسه. لهذا علمنا السيد المسيح صلاة الأبانا ومن أهم مكوناتها "لا تدخلنا في التجارب". الإنسان يتجرد من إنسانيته عندما يعبد المال والسلطة ويموت الحب بقلبه ويتلحف بالأنانية القاتلة. بالتحديد هذا هو التشخيص الإيماني لذلك السياسي الذي توهمنا في يوم من الأيام أنه مثلنا ويشبهنا وربما قد يكون خشبة خلاص. هذا السياسي فشل فشلاً ذريعاً بعد أن ضلل الناس برزم من الأوهام بعد أن وقع في التجربة الإبليسية والغرائزية إياها وأمسى كارثة قولاً وفعلاً عملاً بكل المعايير والمقاييس.. ونعم إن وضعية هذا السياسي جداً محزنة ومقززة وكارثية.. لكنها الحقيقة المرة والصادمة.

 

الحريري وجنبلاط وجعجع سلموا لبنان لحزب الله

الياس بجاني/جريدة السياسة/24 كانون الثاني/19

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%ad%d8%b2/

احقاقاً للحق وشهادة له،نؤكد وعملاً بكل الوقائع والحقائق المعاشة على الأرض فقراً وإرهاباً وبؤساً وتعاسة وفوضى وتسيبا وضياعا بأن العماد عون وجبران باسيل هما على حالهما الملالوي واللاهي منذ توقيع “ورقة تفاهم مار مخايل الطروادية” مع “حزب الله”.

وهما لم يبدلا حرفاً واحداً من خطابهما وتحالفاتهما وطروحاتهما اللاسيادية واللا لبنانية المسورنة واللاهية.

وبالتالي لا يمكن تحميلها وحدهما مسؤولية حال وطن الأرز الحالي الدركي على كل المستويات وفي جميع المجالات، ومنها بالطبع هزالة الحضور في المؤتمر العربي الاقتصادي الذي عقد في بيروت.

أما المسؤول حقيقة عن وضع لبنان الحالي بنسبة 90بالمئة فهو الفريق الذي كان يسمى زوراً سيادياً واستقلالياً.

ذالك الفريق عينه الذي تخلى عن ثورة الأرز، والتحق بباسيل وعون، وساوم المحتل الذي هو “حزب الله” وارتضى مساكنته من دون مقاومة مع سلاحه ودويلاته وإرهابه وحروبه ومشروعه الفارسي التوسعي والاستعماري.

من هنا فإن المسؤول بالكامل عن تسليم لبنان لحزب الله وضمه لمحور إيران، وجره للوضع الحالي الدركي هو من فرط “14 آذار” وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بهرطقة الواقعية النفاقية والتمويهية، وهلل لخطيئة “اتفاق معراب” المبني على تقاسم المغانم والحصص، وقفز فوق دماء الشهداء وساوم على تضحياتهم، ودخل الصفقة الخطيئة الرئاسية والوزارية والنيابية والسلطوية على خلفية الفجع السلطوي، وقلة الإيمان، وخور الرجاء، وعشق الأبواب الواسعة.

عملياً وواقعاً فإن المسؤول هو كل من رضخ لمشيئة “حزب الله” ولمشاريع أسياده في دمشق وطهران عن غباء وتشاطر مرضي، وأنانية مقززة،متسلحاً بنوايا جشع رئاسية ووافق على القانون الانتخابي الهجين الذي أعطى إيران والنظام السوري ومرتزقتهما المحليين في المجلس النيابي اللبناني أكثرية عددية مريحة حذت بإعلان قاسم سليماني بوقاحة بأن طهران حصلت على 74 مقعداً نيابياً في لبنان.

إن ما يشهده لبنان اليوم من فجور وهرطقات وغياب للدولة وللقانون وأخطار انهيار مالي واقتصادي،إضافة إلى مشهدية حال المؤتمر الاقتصادي العربي المحزن، هو ليس من مسؤولية لا عون ولا باسيل ولا “حزب الله” ولا النظام السوري ولا إيران وحدهم، بل وبكل صراحة هو من مسؤولية الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري ورعاتهم من الدول العربية والدولية الذين لا يجيدون غير الشعارات البالية والغرق في الهزائم ومن ثم البكاء على الأطلال.

من هنا، فإن المطلوب اليوم محاسبة كل من تخلى عن ثورة الأرز من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والتحق مباشرة أو مواربة بمحور الشر السوري-الإيراني،مقابل مصالح خاصة وأوهام سلطوية ورزم من مكونات الحقد والجهل والغباء والتشاطر والباطنية وعمى البصر والبصيرة.

المطلوب قيادات جديدة من غير خامة وثقافة أولئك الساقطين عن سابق تصور وتصميم في كل تجارب إبليس، والسائرين فرحين وبجحود وبنرسيسية على خطى الإسخريوتي والطروادي وقرينهما الملجمي.

*ناشط لبناني اغترابي

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة مع د.انطوان سعد من تلفزيون المر: حزب الله يمنع قيام الدولة ويهين اللبنانيين والمطلوب من عون الإنتفاض وقلب الطاولة وعلى الكنيسة أن تقوم بدورها لإسترداد السيادة

27 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71544/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%86/

 

البطريرك وسيدة الجبل وضعوا أصابعهم على جراح لبنان… الدستور و الطائف الأساس و كل سلاح خارج الشرعيه عبئ

http://tyroscom.com/2019/01/29/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D9%88-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D9%88%D8%B6%D8%B9%D9%88%D8%A7-%D8%A3%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%87%D9%85-%D8%B9%D9%84/

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في بكركي، وفدا من “لقاء سيدة الجبل” برئاسة النائب السابق الدكتور فارس سعيد.

ورحب البطريرك بالوفد، قائلا: “لقد عبرتم دائما عن الحس الوطني كلما شعرتم بالخطر واجتمعتم في “سيدة الجبل”، وتوجه الى الدكتور سعيد بالقول: “في كلمتك، ذكرت ان بكركي تشكل اساسا، نعم يجب ان تكون اساسا يرتفع فيه ومن خلاله وفوقه الوطن وشعبه”.

وأضاف: “كلمتك غنية بكل مضامينها وسأنطلق منها لأقول فعلا لا يمكن ان نبقى صامتين امام الحالة المزرية التي وصل اليها وطننا الحبيب بعدما كان دولة لها قيمتها، منظمة على المستوى الاجتماعي والحضاري، وكان يلقب في الستينات بسويسرا الشرق واليوم بتنا في مؤخر هذه الدول، وهذا يدفعنا الى عدم رمي سلاح الحقيقة، سلاح الكلمة والرجاء، سلاح ايماننا بوطننا وخصوصا اذا عرضنا المراحل السابقة قبل تكوينه وبعد تكوينه، مر لبنان بظروف صعبة، ولكنه استطاع بتكاتف ابنائه وروح المسؤولية وتضامنهم انقاذ الوطن واستمر”.

وتابع: “هذا الوطن دفعت ثمنه دماء شهداء ماتوا في سبيل حمايته، “ماتوا لنحيا” وهناك ناس قدموا انفسهم على خط النار وحملوا اعاقات الحرب وتركوا الوطن. وهذا يقتضي ان نكون على مستوى الاوضاع الراهنة فلا يحق لنا العيش كيفما كان والتفريط بهذه التضحيات الكبيرة التي قدمت. يجب الا نيأس ونبقى متشبثين بلبنان وقيمته ودوره وحضارته ورسالته وثقافته التي ورثناها من ابائنا واجدادنا”. واضاف: “أحبكم وأهنئكم في “لقاء سيدة الجبل” لأنكم تتنادون كضمير الوطن وتطرحون الامور مع ان لا شيء في اليد ولكن الامور لا تذهب سدى. فنحن في حاجة الى اشخاص يقولون الحقيقة ليكشفوا الجرح ويضعوا الاصبع عليه ويقدموا الدواء لانه اذا وصلنا الى وقت ولم نعد نتجرأ على قول الحقيقة وبتنا نخفيها فمن يخفي مرضه يموت فيه”.

واثنى على “عمل “لقاء سيدة الجبل” وشجاعته وتضحياته”، وقال:” انا سعيد ان نكون معا لنحمل هم وطننا وللمجاهرة بالامور التي يجب ان نحاصر بها والمطالبة بها ونقول للسياسيين: لا يحق لكم ألا يكون عندنا حكومة. لا يحق لكم من اجل مصالحكم الفردية والفئوية والمذهبية والحزبية ألا يكون عندنا حكومة. لا يحق لكم ان يموت الوطن اقتصاديا ماليا اجتماعيا ومعيشيا لأنكم تتسلون بشؤونكم الخاصة. لا يحق، لا يحق، سنبقى نرددها كما كان يقول يوحنا المعمدان لهيرودس، وكانت هذه الكلمة تجعله يرتجف”.

واضاف: “من الضروري ان يسمع السياسيون كلمة لا يحق لهم، ويبقى الضمير الوطني الذي نخاطبه، ونحن ككنيسة وبكركي قوتنا في قول الحقيقة ومخاطبة الضمائر. واشكر الله ان بكركي حرة والكنيسة حرة من اي مصلحة ولون وارتباط وتستطيع ان تقول الحقيقة”.

وتابع: “يؤلمنا جدا ان تفصلنا سنة ونصف عن الاحتفال بمئوية لبنان الكبير وهناك تشرذم. واقترح على “لقاء سيدة الجبل” اخذ المبادرة مع الجامعات واصحاب الارادات الطيبة، فيجب ألا تذهب المئوية الاولى في حياة وطني سدى، انما علينا الاحتفال بها، فلبنان مفخرة لكل واحد منا، ولبنان، كما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، اكبر من بلد انه رسالة. ننتمي الى وطن الرسالة النموذج في هذا الشرق الاحادي، احادي الدين، الحزب، والراي والفكر، احادي التطلع فنكون وطنا تعدديا في الدين والثقافة والاحزاب والحضارة والاراء، شرط التعددية في الوحدة. فوطننا وطن تحبه الاسرة الدولية والاسرة العربية ومحترم، والاجانب يدركون قيمة لبنان اكثر من القيمين فيه”. وختم: “اتمنى لكم التوفيق والاستمرار في لقاءاتكم والتفكير علميا ودستوريا. فالازمة في نظري في لبنان دستورية لأن السياسيين وضعوا الدستور جانبا يعني الضياع، لان الدستور هو الطريق، اذا اخذته وصلت، فلن نصل الى حلول من دون الدستور، وهذا يقتضي ان يكون لديكم في “سيدة الجبل” دراسات علمية دستورية حول هذا الموضوع”.

والقى الدكتور سعيد كلمة قال فيها: “نشكركم اولا، جزيل الشكر على استقبالنا في هذا الصرح الذي نعتبره نحن في “لقاء سيدة الجبل” مرجعنا الاعلى وكنفنا الاغلى على الصعيدين الوطني والروحي. فنحن، وكما تعلمون غبطتكم، لقاء تأسس منذ 19 عاما على اهتمام سياسي وطني، ولكنه تأسس ايضا وخصوصا على التزام اخلاقي وروحي مثلت تعاليم الكنيسة ابرز مرجعياته. وقد علمتنا نصوص المجمع البطريركي الماروني لعام 2006 ان اختيارنا لبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه، على نصاب الحرية والعدالة والعيش معا متساوين ومختلفين، هذا الخيار لم يكن مجرد سعي الى الحصول على كيان خاص، بل كان قبل ذلك قرارا بالشهادة لايماننا في بيئة انسانية تعددية، وذلك اعظم الشهادات للايمان. ونعتقد ان هذا الخيار الايماني التأسيسي تضاف اليه وبفضله ازمان من الازدهار اللبناني، هو ما اتاح للبنان ان يكون اكثر من بلد، ان يكون رسالة في محيطه والعالم، بحسب الحبر الاعظم القديس يوحنا بولس الثاني. ولقد جاءت شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة، التي اصدرتموها قبل سنوات قليلة، لتجسد تلك التوأمة التاريخية بين الوطني والسياسي والايماني”. وأضاف: “سيدنا وابينا، صاحب النيافة والغبطة، مجد لبنان اعطي لك ولأسلافك العظام، ولمن يأتي من بعدك، في هذه السلسلة الذهبية التي لم تنقطع ولن تنقطع باذن الله، كما قال سلفكم الطيب الذكر، البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، اطال الله في عمركم وعمره. وهذا سبب جوهري لحضورنا بين يديكم، في وقت يلف السواد واقع هذا الوطن ومصيره، كما بينتم وحذرتم، بأفضل ما يكون البيان والتحذير، في كلمتكم الاخيرة لنواب الامة المنتخبين من الموارنة”.وختم: “الموارنة للبنان، وليس لبنان للموارنة، ولا ينبغي ان يكون لأي جماعة في هذا الوطن الرسالة، وعلى هذا اتينا اليكم، لأنه “في الليلة الظلماء يفتقد البدر”، ونحن في “لقاء سيدة الجبل” متشوقون الى سماع توجيهاتكم وارشاداتكم”.

 

يوم العرض آتٍ ليحشر الجميع ويجازي كلاًّ حسب افعاله.

سيمون عساف/فايسبوك/29 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71630/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A2%D8%AA%D9%8D-%D9%84%D9%8A%D8%AD%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC/

تتدافع الأيام سائرة في بحر الزمن ونحن في باخرتها ركّاب الى آخر محطة.

والغياب امرٌ ملازمٌ للحياة والعبور الى الشاطىء الثاني واصل حاصل.

صورة الآتي يكتنفها غموض بعد نزع قميص الطين والمثول امام الله والامتثال له محتَّم.

يكرّ مسلسل اعمالنا التي تحاسبنا: حسنة الى القيامة، سيئة الى الدينونة.

في كرمة الرب اغصانٌ نحن ان لم نثمر نحترق في النار، هو الباب للأبدية حذار ان نبحث عن غير مدخل.

يوم العرض آتٍ ليحشر الجميع ويجازي كلاًّ حسب افعاله.

هل نحن انتظار المجيء الثاني ام غير مبالين؟ إن الاستحقاق قريب وإن بَعُد.

اي زاد من المبرَّات نحمل معنا حين نحضر امامه؟ يخجلنا الفراغ الذي احدثناه.

واي صلاح عملنا ليستُر عريَنا امام العرش؟

هل من توبة ترأف وتغسل معاصي ارتكبنها خلال الرحله؟

اي غفران سالناه ومتى طلبنا ولم نُعطَ؟

وحده الحنان الإلهي الملاذ ومن دونه اثمة نستوجب الهلاك.

للخلاص من براثن الموت ومن الزجّ في الظلمة البرَّانية، اهيب بالجميع للعودة الى الرب.

الى المسؤولين السياسيين والروحيين في بلادي من دون استثناء،

اترك هذه الأبيات الشعرية للتأمل للرجوع الى الذات واخذ العبر:

سيصير المرء يومــــــــا  جسداً ما فيــــــــه روح

بين عيني كل حــــــي  علم الموت يـــــــــــلوح

كلنا في غفلة والـــــــــ موت يغدو ويــــــــــروح

أحســــــن الله بنــا أن الخطايا لا تفــــــــوح

ا.د. سيمون عساف 29/1/2019

 

الياس الزغبي: مسؤولون يتلهّون بتفاصيل الحقائب و"الثلث" بينما كرة التعطيل تتقاذفها أقدام الأفيال في الملعب الإقليمي

وطنية/29 كانون الثاني/19/لفت الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي إلى أن "بعض المسؤولين يلوّحون باستخدام ما لا يملكون في مسألة الخروج من المأزق، فهذا يهدّد بقلب الصفحة واللجوء إلى الشارع، وذاك يكرّر الحديث عن صلاحيات وإجراءات دستورية حاسمة و"غضب مقدّس"، وثالث عن أوراق في جيبه، بينما المرجع الفعلي للتعطيل، وهو "حزب الله"، ينصرف إلى همّه الإستراتيجي لتخليص الأجندا الإيرانية من الضغط الروسي - الأميركي المشترك". وقال في تصريح: "لقد نجح السيّد حسن نصرالله في إلهاء هؤلاء بعقدتَي "التشاوري" وتنازع الحقائب، واستطاع بلهجة التهدئة حجب حقيقة تعطيله الحكومة عبر تحويل لبنان إلى متنفّس وحيد لرد طهران على الضغط الأميركي من جهة، وسوق "بازار" مع الروس للتخفيف عنها في سوريا من جهة أخرى". وأضاف: "يتلهّى مسؤولونا بتقاذف كرة تفاصيل الحقائب و"الثلث المعطّل"، في حين أن كرة التعطيل الحقيقية هي في الملعب الإقليمي بين أقدام الأفيال".

 

عندما يتكلم السيد وولي الامر والكل صامت/السؤال هو شو سعر البطاطا اليوم؟

ادمون الشدياق/فايسبوك/29 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71619/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7/

من بعد ما تكلم سيدنا وولي امرنا وسيد لبنان وتاج راسنا ومرشد الجمهورية اللبنانية والمرجعية السيادية وحاكم العباد وقاضي الزمان وحافظ المكان وممثل الباري على البسيطة عن السيادة والانفاق وروى لنا معلقات عنترياته وصولاته وجولاته وحدد بالمسطرة التوجه السياسي للبلاد، ووضع حدود لرعاياه وخريطة طريق لتحركات وواجبات لأشباه الرجال زعماء لبنان، ولم يرد عليه رجل منهم ولو ببزمة، يثبت يوم بعد يوم تخلي كل الاحزاب وزعمائها عن الملف السيادي وحرية المواطن واستقلال البلد...

لح بلش احكي بيلي مسموح نحكي فيه كسياديين،

شو سعر البطاطا اليوم؟

قديش سعر سيترن المي اليوم؟

قديش منسوب الخرا بالثروة المائية اليوم؟

بقديش قرط الموز الصومالي اليوم؟

والله العظيم عيب....

لأيمتن لح نضل مسكرين بوزنا والبلد عم ينهار ويتدمر؟

الذمية صايرة عادة وطبيعية والتدجين شي يومي ويلي بياخد امي بيصير عمي.

والايد يلي ما فيك عليها بوسها وادعي عليها بالكسر.

انا بقترح تغيير هيكليات الاحزاب اللبنانية كافة الى جمعيات اقتصادية وشرك موز وبطاطا ومتعهدي حفلات وطنية لا تغني ولا تثمر في مجال محاربة الاحتلالات التي تهيمن على لبنان واخرها الاحتلال الايراني والذي نتعامل مع واليه وحزبه حسب الملف لأننا نخاف على سعر البطاطا والموز المسموح لنا الاهتمام بها ونحن نأخذ واجباتنا ومسؤولياتنا وقضايانا بجد والتزام...

شو سعر البطاطا اليوم ؟؟

 

ما فينا نخلص من الإحتلال الإرهابي إلا بثورة..أقله ثورة سلمية

ادمون الشدياق/فايسبوك/29 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71619/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7/

ما فينا نخلص من الإحتلال الإرهابي إلا بثورة..أقله ثورة سلمية

وما حدا يقول انهم فيهم يقتلونا كونهم ارهابيين..بس نكون كتار ما فيهم يقتلو كل الناس….. وما في حرية بدون تضحية وقلوب وأرواح قوية…..

كرمال كل الشهداء الأحرار..شهداء المقاومة اللبنانية، شهداء ثورة الأرز، كل الشهداء يلي ضحوا بحياتهم من اجل لبنان… كرمال المعتقلين بالسجون السورية والإيرانية كرمال كل مصاب روى من دمه ارض الوطن، كرمال المبعدين……

كرمال كل لبناني حر…،

ضحوا كرمال نحنا نعيش..مش كرمال حالهم

مش لازم نتركهم بنص الطريق وما نكمل يلي بلشو فيه وضحوا كرماله….. (لن يغفروا لنا اذا ما كملنا، ورح يلعنا التاريخ)

كرمال أولادهم وأحفادهم وزوجاتهم وأمهاتهم وبياتهم وأخواتهم وعائلتهم….

كرمال أولادنا وكل احبابنا…..

كرمال يلي دخل معتقل الحرية وضحى بأكثر من ١١ سنة من عمره…..

كرمال لبنان ال10,452km2

هيدا كله ما بيستاهل نكسر حاجز الخوف ونوقف وقفة عز وكرامة وحري…..

“أو منعيش أحرار..أو عمرا ما تكون هالحياة، ما بدنا ومنستاهل انو نعيشها”

كرمال “الله” بكفي خوف….

ما فينا نخلص من الإحتلال الإرهابي إلا بثورة..أقله ثورة سلمية

ادمون الشدياق/فايسبوك/29 كانون الثاني/19

ما فينا نخلص من الإحتلال الإرهابي إلا بثورة..أقله ثورة سلمية

وما حدا يقول انهم فيهم يقتلونا كونهم ارهابيين..بس نكون كتار ما فيهم يقتلو كل الناس….. وما في حرية بدون تضحية وقلوب وأرواح قوية…..

كرمال كل الشهداء الأحرار..شهداء المقاومة اللبنانية، شهداء ثورة الأرز، كل الشهداء يلي ضحوا بحياتهم من اجل لبنان… كرمال المعتقلين بالسجون السورية والإيرانية كرمال كل مصاب روى من دمه ارض الوطن، كرمال المبعدين……

كرمال كل لبناني حر…،

ضحوا كرمال نحنا نعيش..مش كرمال حالهم

مش لازم نتركهم بنص الطريق وما نكمل يلي بلشو فيه وضحوا كرماله….. (لن يغفروا لنا اذا ما كملنا، ورح يلعنا التاريخ)

كرمال أولادهم وأحفادهم وزوجاتهم وأمهاتهم وبياتهم وأخواتهم وعائلتهم….

كرمال أولادنا وكل احبابنا…..

كرمال يلي دخل معتقل الحرية وضحى بأكثر من ١١ سنة من عمره…..

كرمال لبنان ال10,452km2

هيدا كله ما بيستاهل نكسر حاجز الخوف ونوقف وقفة عز وكرامة وحري…..

“أو منعيش أحرار..أو عمرا ما تكون هالحياة، ما بدنا ومنستاهل انو نعيشها”

كرمال “الله” بكفي خوف….

 

حارس سليمان ومقابلة نصرالله

تويتر/29 كانون الثاني/19

هذا ما قاله نصرالله في مقابلته مع الميادين:

وظيفة الاقتصاد الشرعي تغطيه اقتصاد حزب الله الموازي والا فسوف ينهارا معا، واولويتنا تخفيف العقوبات على ايران وليس انقاذ اقتصاد لبنان.

*الاسد باق بدعم روسيا وايران ومشكلتنا الاساسية هي مفاعيل التنسيق بين روسيا واسرائيل وانعكاس ذلك على وجود ايران في سورية.

*الحكومة اللبنانية بمثابة اكياس رمل يقيم الحزب متراسه وراءه، لو اعطيت له كاملة لن يقبلها، لانها ستكشفه بدل ان تحميه.

*حزب الله يحدد الاحجام والادوار في لبنان ويعطي عوائد السلطة لكل طرف حسب سلوكه، ساحته موحدة ويفرق ساحات الاخرين، والحكومة بشروطه.

*اسقطنا القرار_1701  ولدينا مبادرات لعمليات هجومية في الجليل، وعندما تريد ايران تفجير الحرب فذريعتنا جاهزة، وهي الرد على عملية اسرائيلية في سورية سنعتبرها غير محسوبة.

* ذاهبون الى حرب_جديدة  لا هدف لها سوى الدفاع عن ايران ولا مبرر لبناني لها.

 

طهران تعلن وصول سلاح عالي الدقة لـ"المقاومة" في لبنان وغزة

ليبانون فايلز/الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019 /قال علي شمخاني، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، إن ما حدث في ملف الأنفاق على الحدود اللبنانية الإسرائيلية "فضيحة كبرى". وأضاف شمخاني أن "الصواريخ عالية الدقة باتت في أيدي المقاومة في لبنان وغزة للرد على أية حماقة ترتكبها إسرائيل"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "أرنا". وأوضح شمخاني، في كلمة خلال الملتقى الوطني لتقنيات الفضاء واستخداماتها، المنعقد بالعاصمة الإيرانية طهران، أن "اكتشاف مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت أقدام الصهاينة فضيحة كبرى للمؤسسة الأمنية الصهيونية". وتابع بأن "الإعلام الإسرائيلي يسعى لصرف أنظار الرأي العام عن الفساد الأخلاقي والاقتصادي الموجود لدى الهيئة الحاكمة في تل أبيب". وقال: "لیس هناك من وصمة عار للكیان الصهیونی الذی یدعی التفوق الاستخباراتي، أكثر من تحول وزراء هذا الكیان إلى جواسیس وحفر مئات الكیلومترات من الأنفاق تحت أقدامهم". وكان حسن نصر الله الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني، قال في حوار مع قناة "الميادين"، السبت الماضي، إن أي حرب مقبلة على لبنان ستكون كل فلسطين المحتلة ميدان قتال وحرب. وأكد أنه "تم إنجاز حصولنا على الصواريخ الدقيقة، ومحاولة نتنياهو منعها عبر قصف سوريا غير مجدية". وتابع: "لدينا صواريخ دقيقة وبالعدد الكافي لمواجهة أي حرب مقبلة مع إسرائيل وضرب أي هدف نريده". وأضاف: "امتلكت المقاومة صواريخا تطال ما بعد ما بعد حيفا، يعني تل أبيب، هذا ما قصدناه بـ 2006".

 

عملية إسرائيلية كبرى تُحضّر في الكواليس لضرب لبنان.. هذه التفاصيل

 المركزية/الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019/انشغلت الأوساط السياسية اليوم بكلام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان لصحيفة "معاريف" الاسرائيلية، عن أنّ "عدداً من المسؤولين الفرنسيين طالبوا الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين خلال زيارته فرنسا، بعدم قيام إسرائيل بأيّ عمل عسكري ضدّ لبنان قبل تشكيل الحكومة". وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أنّ "فرنسا أوقفت الإمدادات العسكرية للجيش اللبناني، فيما ألغى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته لبنان الشهر المقبل بسبب الرفض الكامل للأعمال العسكرية لحزب الله". كلام لودريان يتقاطع مع معلومات تشير إلى أنّ "ماكرون يتّجه إلى إرجاء زيارته المقرّرة إلى لبنان منتصف الشهر المقبل للمرّة الثانية على التوالي بسبب تأخير تشكيل الحكومة، والذي يُهدد بدوره بتبديد مساعدات مؤتمر سيدر، الذي جهد ماكرون لتأمينها لرفد لبنان بجرعات دعم مالية تخرجه من الازمات التي يتخبّط بها". وما يُثير الريبة أنّ الخارجية الفرنسية لم تصدر حتى الآن أيّ بيان ينفي أو يؤكّد صحة ما أدلى به لودريان، أو توضيح ما يقصده إمّا بالإشارة إلى "تحوير"، أو أن تصريحه خرج عن سياقه. إلّا أنّ مصادر الخارجية الفرنسية اكتفت عبر "المركزية" بالتذكير بما أدلى به لودريان أمام الصحافيين المعتمدين في الإليزيه لمناسبة حلول العام الجديد، حيث تناول الملف اللبناني بلهجة قاسية تنطلق من حرص فرنسي على إخراج لبنان من أزماته التي يتخبّط بها وعلى رأسها مسألة تشكيل الحكومة، إذ أكّد ما مفاده "أنّنا ومنذ أسابيع ننتظر تشكيل حكومة لبنان، لكن لم يحصل ذلك، وكل الإلتزامات المالية التي تعهّدنا بها خلال مؤتمرات الدعم الدولية، لاسيّما "سيدر" مهددة نتيجة التأخير بتشكيل الحكومة".  وفي السياق، أفادت مصادر ديبلوماسية عربية مُقيمة في فرنسا "المركزية"، بأنّ "تصريح لودريان اللافت بتوقيته ومضمونه، يحمل في طيّاته تخوّفاً فرنسياً من عمل عسكري جدّي تُعدّ له إسرائيل لضرب لبنان"، وتشير إلى أنّ "فرنسا مقتنعة بوجود عملية عسكرية كبرى تُحضّر في الكواليس الاسرائيلية لضرب لبنان من دون تحديد ساعة الصفر، لذلك هي تبذل اقصى جهودها لتجنيب لبنان هذه الكأس في وقت لا يزال تشكيل الحكومة اللبنانية يتعرقل والقوى السياسية تتصارع على تحديد حصتها الوزارية".  وتشير المصادر الديبلوماسية إلى أنّ "فرنسا تنطلق في اتصالاتها من نقطة تجنيب لبنان الضربة الإسرائيلية، من دقّة الوضع الداخلي الذي تصفه بـ"السوريالي"، وضرورة إعطائه المزيد من الوقت لإنجاز الإستحقاق الحكومي، لأنّ أيّ ضربة عسكرية في ظلّ الفراغ الحكومي ستزيد الأمور تعقيداً وتُكلّف البلد خسائر كبيرة".  وتشدد المصادر على "ضرورة تأليف الحكومة سريعاً من أجل فكّ أسر المساعدات الدولية، خصوصاً "سيدر"، لأنّ كلّما تأخّر التشكيل، تضاعفت المخاطر من تحويل المساعدات إلى بلد آخر لا يُعاني أزمات سياسية".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 29/01/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

المسار في الإتجاه الصحيح والحكومة هذا الأسبوع على قاعدة تضحية الرئيس بري بوزارة البيئة والنائب جنبلاط بوزارة الصناعة والدكتور سمير جعجع بوزارة الثقافة على أن يتنازل الوزير جبران باسيل عن الثلث المعطل ليكون عشرة الى جانب العشرتين في الحكومة الثلاثينية.

الاجتماع بين الرئيس الحريري والوزير باسيل حصل في السادسة والنصف من مساء اليوم من أجل عرض رؤية العشرة وزراء ووزارة البيئة.

سبق اللقاء اجتماع كتلة المستقبل التي أملت بتأليف الحكومة هذا الأسبوع في وقت هدد تكتل لبنان القوي بحديث آخر الأسبوع المقبل إذا لم تؤلف الحكومة في الأسبوع الحالي.

وصرح الرئيس الحريري أنه متفائل بحذر وأن الأمور إيجابية وستتضح في اليومين المقبلين.

وفي رأي المتفائلين أن الصورة الأولى للحكومة الجديدة ستلتقط بعد صدور المراسيم في القصر الجمهوري آخر هذا الأسبوع.

أما المتشائمون فيقولون: إن حكومة تصريف الأعمال مستمرة وأنها ستعقد جلسة للموازنة العامة التي ستقر في جلسة للمجلس النيابي الأسبوع المقبل.

ويشير بعض أهل السياسة الى أن تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر سيتم بعد تأليف الحكومة وإذا لم يتم التأليف فإن أموال سيدر ستحول الى بلد آخر.

ويقول هؤلاء إن تأليف الحكومة يعجل بزيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون لبيروت كما يحصن الوضع حيال أي عدوان إسرائيلي قد يحصل خلافا لما سيكون عليه في ظل حكومة تصريف أعمال.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

بكرا وبعده، هل يوفي الحريري بوعده؟ الرئيس المكلف المتفائل ولكن بحذر قرأ طالع التشكيل من باريس الى بيروت فتبين ان الامور ايجابية وستتضح خلال يومين، كاشفا ان هذا الاسبوع هو اسبوع الحسم سلبا ام ايجابا.

اما ما لم يكشفه الحريري ورفض الحديث عنه فهو خيارات ما بعد الحسم مع العلم ان كتلة المستقبل عبرت عن تفائل يتخطى حذر رئيسها الى حد تعبير عن املها باصدار مراسيم التأليف والانتقال الى مرحلة جديدة بعد اعتبار الاسبوع الحالي نهائيا للحسم المطلوب.

قبل ان يتوجه الوزير جبران باسيل الى بيت الوسط كان تكتل لبنان القوي يتحدث هو الاخر عن امكانية ان تبصر الحكومة النور هذا الاسبوع، ملوحا في الوقت نفسه بحديث اخر وموقف اخر الاسبوع المقبل اذا لم تولد الحكومة، فماذا في الخلفيات وهل رفع السقف يأتي ضمن عملية اسناد لباسيل ما قبل التفاوض الاخير مع الحريري؟

الى عين التينة نقل النائب فيصل كرامي اجواء اللقاء التشاوري التمسك بوزير من ضمن الستة زائد ثلاثة، يمثله حصرا ويصوت له.

على الضفة التشريعية استعدادات لجلسة نيابية عامة مهد لها الرئيس بري بالدعوة الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس يعقد غدا ذلك ان مجلس النواب لن يقف متفرجا على انهيار البلد وهذا الامر مسؤولية الجميع يقول الرئيس بري ووفق معلومات الnbn فان جدول اعمال الجلسة يتضمن ثلاثة عشر بندا مهما ابرزها القاعدة الاثني عشرية والكهرباء، واليوروبوند.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

على عكس ما يتمنى البعض أو يسوق، المنحى الذي تسلكه الأمور إيجابي.

فعلى مستوى تشكيل الحكومة، تفاؤل حذر. أما تحت عنوان مكافحة الفساد، فمؤشرات عملية مشجعة، يؤمل أن تدحض في وقت غير بعيد، ما تستند إليه تقارير الداخل والخارج، الواقعية على الأرجح، لتحديد مرتبة لبنان على سلم الفساد.

حكوميا، أسبوع الحسم الموعود يتقدم، على وقع تقدم المفاوضات، التي تنقلت اليوم بين أكثر من مقر، واشترك فيها أكثر من طرف، قبل أن يتوجها مساء لقاء جديد بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل. عسى أن تكون " الثالثة ثابتة"، ولا يصدم اللبنانيون مرة جديدة بتعطيل جديد، بذريعة لا على البال ولا على الخاطر.

أما إذا فشلت المساعي من جديد، فلفتت اليوم اشارة تكتل لبنان القوي إلى أن حينها سيكون لكل حادث حديث.

أما على مستوى مكافحة الفساد، فلنتأمل معا في المشاهد الثلاثة الآتية، معطوفة على ما نشهده منذ أسبوع، أي منذ اشارة رئيس الجمهورية الى انه كان في انتظار حكومة ما بعد الانتخابات النيابية لخوض معركة مكافحة الفساد بفاعلية اكبر، لكن ليس ما يمنع من البدء بها الآن في ظل حجم الفساد الهائل الذي نشهده.

المشهد الأول: القضاء يواصل تحقيقاته مع امبراطور المولدات ورجل المولدات الأول في لبنان، فيخلي سبيلهما، لكن يمنعهما من السفر ويضعهما قيد الحراسة، ومن ثم يفاجئ اللبنانيين باستدعاء جديد لرمز كبير من رموز المولدات، ويمهل المستدعى للمثول، وإلا فالإجراءات القضائية المناسبة.

المشهد الثاني: وزير العدل يفتح ملف الإهمال الوظيفي واختلاس المال العام والهدر ومخالفة القانون في الضمان الاجتماعي، ويعلن أن الخلفيات السياسية والطائفية والمذهبية والمناطقية وسواها، لن تثنيه عن المتابعة.

المشهد الثالث: بعد وزير الخارجية، وزير الطاقة يلجأ إلى القضاء في حق اختلاق الجرائم والافتراء، فيتخذ صفة الادعاء في حق المرتكب، على أمل أن تكون للقضاء الكلمة الفصل، إحقاقا للحق، وتكريسا للعدالة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

سنحسم الامور قال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، المتفائل بحذر كما قال..

وبلا حذر بات الاعلان عن موعد نهاية الشهر كحد فاصل بين الخيارات: إما التشكيلة الحكومية التي تتقدم، واما اللجوء الى خيارات أخرى كما قالت مصادر متابعة للمنار.

في اللقاء المنعقد في وادي ابو جميل بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير المكلف رئاسيا المفاوضات جبران باسيل، مشروع حل. النقاش في الحقائب أفرز جديدا بحسب المصادر، وبقي أمام كل منهما خيارات يدرسانها في موضوع تمثيل اللقاء التشاوري. مع لفت المصادر المتابعة الى أنه ليس من مصلحة أي معني بالتأليف العودة الى ما قبل التكليف.

وحتى تكفل الساعات القليلة المقبلة الدخان الابيض وسط الضباب الذي طال، يبقى الحذر واجبا حتى اتمام المهمة…

وعلى طريق الحل كان للقاء التشاوري موقف من عين التينة عبر النائب فيصل كرامي بأن لا مانع لدى اللقاء بأن يكون الوزير الممثل الحصري له من حصة رئيس الجمهورية، وانه بالطبع سيتعاون مع رئيس الحكومة..

حكومة منتظرة باتت حاجة ملحة مع الضائقة الاقتصادية والمالية وضيق الخيارات الدستورية. فالانفاق على القاعدة الاثني عشرية ينتهي نهاية الشهر كما يقول العارفون، والحل بات بحاجة للعرافين .

ووسط كل هذا الواقع تظهر دراسات عالمية أن المعيشة في بيروت تعادل بغلائها لاس فيغس الاميركية. انها الأحجيات اللبنانية ؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

ما يجري هو تفعيل لمشاورات ما قبل القرار النهائي واحتمالات التاليف الحكومي تتقدم على احتمالات الفشل .

الصورة هذه رسمتها مصادر متابعة وعليمة لحقيقة ما تشهده البلاد من حراك سياسي متصل بالمشاورات التي اجراها ويجريها الرئيس المكلف سعد الحريري والذي جدد التاكيد بان هذه الاسبوع هو اسبوع الحسم سلبا او ايجابا والامور ايجابية وستتضح خلال يومين .

والحسم الذي تحدث عنه الرئيس الحريري واكبه بمزيد من الاتصالات والمشاورات مع الاطراف المعنية، وفي هذا السياق لقاء اليوم في بيت الوسط بين الرئيس الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل .

اما كتلة المستقبل فلاحظت ان الرئيس المكلف تحمل مسؤولياته السياسية والدستورية كاملة.

وقد وجد ان استمرار الوضع على ما هو عليه هو إعلان عن فشل النظام السياسي في اجتراح الحلول والعجز عن مواجهة الاستحقاقات والالتزامات وهو دعوة مباشرة اوغير مباشرة، لجعل موقع رئاسة الحكومة عرضة للشلل والتعطيل والاستنزاف اليومي، ما استدعى قرارا بخرق جدار الأزمة واعتبار هذا الأسبوع فرصة أخيرة للحسم .

كتلة لبنان القوي املت بدورها أن تبصر الحكومة النور هذا الأسبوع، وإذا لم يحصل ذلك فسيكون لها حديث آخر وموقف آخر .

وقالت عندها تكون قد اتضحت الرؤية بان هناك نية لتعطيل التأليف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

هل تتمكن قضية النفايات من أن تكون عابرة للعهود؟ وما هي القطبة المخفية التي تجعلها تخفت لحين ثم تطل برأسها وبروائحها فجأة ؟

من عهد الرئيس سليمان إلى انفجارها في "عهد" مجلس الوزراء مجتمعا برئاسة الرئيس تمام سلام ، وصولا إلى عهد الرئيس ميشال عون ، وقد مر منه حتى الآن عامان وثلاثة أشهر ...

في بداية الأزمة ، كان العنوان مطمر الناعمة، أقفل المطمر "على زغل" على رغم قدرته الإستيعابية ... وانتقل العنوان إلى الكوستابرافا وبرج حمود والجديدة ...

اليوم برج حمود رفع العشرة ولم يعد بإمكانه استيعاب " كيس نفايات" ، فهل سيتم تجميع ما سينتج من نفايات في الجديدة ؟ وما هي الحلول التي سيتم إيجادها في حال تأخر تشكيل الحكومة .

من بيدهم قرار التشكيل لاهون عن قضية " تدوير النفايات" بمحاولات "تدوير الزوايا " لتشكيل الحكومة ... هذه المحاولات مازالت تبؤ بالفشل إلى درجة لم يعد هناك زوايا لتدويرها، كما لم يعد هناك مطامر تستوعب النفايات .

في المقابل، يبدو أن ملف المولدات يسير قدما إلى الأمام ، فبعدما وضع القضاء يده على الملف بطلب من وزير الإقتصاد، فإن تركيب العدادات يسير قدما إلى الأمام، وموضوع الفواتير المقطوعة باتت من الماضي ولم يعد أحد من أصحاب المولدات قادرا على تحملها .

فالعداد أمامكم والقضاء وراءكم، فمن أين المفر؟

جديد ملف المولدات اليوم استدعاء أحد أكبر أصحاب المولدات جوزيف م.، لكنه لم يحضر بسبب وجوده خارج لبنان وقد يصدر فيه بلاغ بحث وتحر في حال تخلف عن الحضور، أما الموقوفان، إمبراطور المولدات، ورجل المولدات الأول، فقد استمع إليهما قاضي التحقيق على مدى سبع ساعات، وقرر إخلاء سبيلهما بكفالة خمسة وعشرين مليون ليرة لكل منهما ومنعهما من السفر ووضعهما تحت الحراسة، ولا يكون القرار نافذا إلا بعد موافقة النائب العام الاستئنافي.

تحدث كل هذه التطورات في وقت يشهد ملف تشكيل الحكومة حركة متسارعة: أبرز ما شهده هذا الملف مساء اليوم زيارة الوزير جبران باسيل لبيت الوسط واجتماعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري، ومن أبرز محطات هذا الملف اليوم زيارة عضو اللقاء التشاوري النائب فيصل كرامي للرئيس نبيه بري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

الرئيس عون قال امام زواره اليوم، أريد حكومة قبل نهاية الشهر الجاري، والرئيس الحريري قال أمام الصحفيين الأمور إيجابية وأنا متفائل بحذر، مصادر تكتل لبنان القوي ليست بعيدة عن اعلاني رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، فالوزير باسيل يعتبر ان الأجواء ايجابية وأن حظوظ تشكيل الحكومة مرتفعة كما يعتبر ان المحادثات التي تحصل جدية ومعمقة وأن تقدما يحصل لإيجاد حلول وأن الأسبوع الحالي حاسم حكوميا.

انطلاقا من كل ما تقدم فإن الوزير باسيل زار بيت الوسط هذا المساء، وفي المعلومات ان الرجلين بحثا في ما حققاه منذ عودتهما من باريس على صعيد تنفيذ الاتفاق بينهما والذي لم تتوضح كل معالمه حتى الان، فهل تشكيل الحكومة أصبح قريبا حقا أم أن التفاؤل الحالي سيسقط في نهاية الاسبوع كما سقطت كل موجات التفاؤل السابقة؟

في عين التينة المشهد بدا مختلفا فمنها أعلن النائب فيصل كرامي انه لا يرى ان هناك ما هو مستجد حكوميا، مشيرا الى أنه يؤيد دعوة الرئيس بري لعقد جلسة تشريعية، الموقف المذكور يؤكد أن الأمور لا تزال في دائرة الخطر وأن ثمة سباقا حاميا بين التوصل الى تشكيل حكومة وبين الخيارات الأخرى، واللافت ان الخيارات الأخرى عند الرئيس الحريري لم تتحدد بعد، فهو لم يعلن بعد ما اذا كان سيعتذر عن عدم التشكيل أو أنه يفضل تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال.

في المقابل أكد تكتل لبنان القوي بعد اجتماعه الاسبوعي انه اذا لم تبصر الحكومة النور في الاسبوع الحالي فإنه سيكون له حديث آخر في الأسبوع المقبل، وفي انتظار الحسم اما ايجابا ام سلبا يبقى المواطن والوطن في دائرة المعاناة، من التلوث البيئي الى الفساد المستشري الى احتمال تعطيل عمل المجلس العسكري، فهل تولد الحكومة المنتظر قبل ان يعم الخراب ويصبح الانهيار كاملا وشاملا؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 29 كانون الثاني 2019

النهار

أبدى مسؤولون في "التيّار الوطني الحر" شكّهم في أن تكون اتهامات النائب أنور الخليل وهو عضو في كتلة التنمية والتحرير قريبين من العهد بالفساد من دون علم مسبق من الرئيس بري.

يراهن سياسيّون لبنانيّون على حصول خلاف روسي - إيراني في سوريا يغيّر ميزان القوى.

سمع ديبلوماسي أميركي يقول إن اهتمام بلاده ينصب على إيران أكثر منه على سوريا.

يفكّر نائب بطلب تفاصيل الانفاق المالي الذي خصّص للقمة الاقتصاديّة العربية في بيروت.

عُلِم أن سفير دولة كبرى في لبنان اتصل بمرجع نيابي للتوضيح بعد زعل على خلفية ملف داخلي من أولويات المرجع المذكور.

الجمهورية

لوحظ وجود تفاوت في المواقف المعلنة لبعض أعضاء تيار بارز بين مندّد وآخر مستوعب حيال قيام مدير عام غير مدني بسحب عناصر مواكبة وقسائم "البنزين" من أحد المفتشين العامين على خلفية نزاع داخلي مؤسساتي بينهما.

تبيّن أن تمسُّك بعض الجهات السياسية ببعض الوزارات التي تُصنّف بأنها عادية مردُه الى أن مئات ملايين الدولارات ستضخ في موازنات هذه الوزارات بقرارات دولية.

كشفت مرجعية مهمّة أن زيارة سفير عربي لرئيس تيار في دارته أتت بإيعاز من دولة هذا السفير ولم تكن زيارة إجتماعية كما روّج لها البعض.

اللواء

بات بحكم المؤكَّد أن طعون المجلس الدستوري حول الانتخابات النيابية، وضعت على الطاولة، بعد تقرير الهيئة المعنية.

توقف دبلوماسي "غربي" عند تجاهل قيادي حزبي رفيع دور دولة كبرى، لدى تشريحه معطيات التداخلات السورية.

أطاحت السياسة بالاستقلال المالي والإداري لمؤسسة عامة كبرى، وأصبح القرار فيها يُتخذ خارج مؤسساتها المشروعة؟!

المستقبل

يقال إنّ زوّار "بيت الوسط" سمعوا تأكيدات من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على أنه عازم على منع تكرار أزمة النفايات في البلد مع التشديد على أنّ تلزيم معالجة الأزمة لن يكون حكراً على أي شركة بحدّ ذاتها.

البناء

توقعت مصادر روسية أن ينجم عن بدء الحديث التركي حول اتفاق أضنة وتسجيل الملاحظات حوله التمهيد لتفاوض سوري تركي حول كيفية إعادة العمل بالاتفاق كأساس لتنظيم الوضع الحدودي بين البلدين، وقالت المصادر إنّ الأتراك اكتشفوا أنّ الأميركيين باعوهم كلاماً وهم يغادرون بينما الروس يقدّمون لهم الحلول وهم موجودون وقادرون، وهذا هو حال تركيا مع أميركا وروسيا منذ أكثر من عامين...

الاخبار

بعد تنفيذ عملية اختطاف مواطن من منطقة السان تيريز ـــ الحدت في الرابع من الشهر الجاري، وانتشار فيديو يصوّر عملية الخطف على نطاق واسع، فرّ المشتبه فيهما بتنفيذ الجريمة، فؤاد ح. وحسان ح، إلى الأراضي السورية هرباً من الملاحقة القضائية، بعدما تبين أنهما ضالعان في عمليات نصب واحتيال بمئات آلاف الدولارات. وذكرت مصادر أمنية أن قوات الأمن السوري أوقفت الشابين اللبنانيين لكونهما مطلوبين لديها أيضاً بجرم الاحتيال على رجل أعمال سوري وسلبه مبلغاً مالياً ضخماً. وتشير مصادر معنية إلى أن استعادتهما بحاجة إلى طلب استرداد رسمي من القضاء اللبناني، تحيله وزارة العدل اللبنانية على نظيرتها السورية.

توقّف مراسلون ومصورون ومعدّو برامج في تلفزيون "المستقبل"، منذ أيام، عن العمل، بعدَ أن تقاضوا نصف راتب عن الشهر الماضي. وبعد أن هددوا بالتغيب عن العمل، هدّدهم المدير العام للتلفزيون، رمزي الجبيلي، باتخاذ إجراءات صارمة بحق كل موظف لا يحضر إلى ممارسة عمله كالمعتاد. واضطرهم التهديد إلى تجميد قرارهم، في انتظار عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج. وقد عقد الجبيلي منذ أيام اجتماعاً مع الموظفين، وطلب اليهم إعداد ورقة تتضمن كل مطالبهم لكي يرفعها الى الحريري، ملمّحاً أمامهم الى أن "الامور ستتحسن، لأن هناك جهة يمكن أن تشتري القناة في الأشهر المقبلة".

تُعقد اليوم جلسة جديدة للمجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بعد أن أصدر قراراً الاسبوع الماضي ينقض مرسوم رئيس "القومي" حنا الناشف بإقالة عميد الداخلية معتز رعدية، ليقوم الناشف على الأثر بتقديم طعن في قرار المجلس الأعلى إلى المحكمة الحزبية. وكان من المفترض أن ينتقل المجلس الأعلى، بعد الانتهاء من بتّ موضوع عميد الداخلية، إلى البحث في تعديل المهل الحزبية لتقصير ولاية المجلس الأعلى ورئيس الحزب، من الـ2020 إلى الـ2019. لكن الناشف قرر سحب طلب تعديل المهل، الذي كان قد قدّمه سابقاً مع رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، وطيّ هذه الصفحة نهائياً. وبات الناشف مُصرّاً على الحكم لولاية كاملة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

العونيُّون المعترضون ينظّمون صفوفهم للإطاحة بالصُّهر وفريقه

مواقع الأكترونية/29 كانون الثاني/19/تواصل حركة الإعتراض العونية لقاءاتِها بعيداً من الإعلام بعدما اتّخذت طابعاً دورياً إسبوعياً وتعمل على توسيع إطارها مع إنضمام عدد من الكوادر الى صفوفها وتؤكّد أنها ماضيةٌ بحراكها حتى تحقيق الأهداف.

 

الحريري بين الإعلان عن تشكيل الحكومة واتخاذ موقف يكشف دور المعطّلين

العرب/29 كانون الثاني/19/بيروت - ظهرت في الأيام الأخيرة بوادر أمل بتشكيل حكومة لبنانية برئاسة سعد الحريري بعد تذليل عقبة حصول “التيّار الوطني” الذي يرأسه جبران باسيل على “الثلث المعطل” في الحكومة.  وأكد سياسي لبناني رفيع المستوى أن فشل سعد الحريري في تشكيل حكومة، قبل الأحد المقبل، سيجعله يلجأ إلى اتخاذ موقف قد يتمثل في توجيه رسالة إلى اللبنانيين يشرح فيها دور المعطلين لعملية تشكيل الحكومة مع تسمية هؤلاء. وذكر هذا السياسي أنّ مثل هذا الفشل للحريري سيجعله يصل إلى قناعة بأنّ حزب الله مصمّم على إبقاء البلد في حال فراغ حكومي، نظرا إلى أنّه يريد تحقيق أهداف أخرى من بينها تعديل اتفاق الطائف القائم على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان لمصلحة المثالثة بين السنّة والشيعة والمسيحيين.

وأوضحت مصادر سياسية في بيروت أن رئيس الوزراء المكلف، الذي يحاول منذ تسعة أشهر تشكيل حكومة، استطاع أخيرا إقناع باسيل بأنّ لا أمل في حصوله على “الثلث المعطّل”، خصوصا أن حزب الله لا يريد ذلك.

ميشال عون: أريد حكومة قبل نهاية الشهر الجاري

وكشفت أن “الفيتو” الذي وضعه الحزب على حصول التيّار الوطني الحرّ على “الثلث المعطل” (11 وزيرا) لم يعد سرّا منذ تحدث عن ذلك علنا الوزير السابق سليمان فرنجية في لقاء الزعماء الموارنة مع البطريرك بشارة الراعي قبل نحو أسبوع. وذكر سياسي لبناني أن حزب الله عاتب فرنجية على كشفه الموقف الحقيقي للحزب من “الثلث المعطّل”. وأشار إلى أن الحزب كان يفضل أن يفهم باسيل الرسالة من دون أن يكون هناك من يكشفها بشكل علني. كذلك، كان الحزب يفضل بقاء مسؤولية رفض “الثلث العطل” مشكلة مسيحية-مسيحية وليس مسيحية-شيعية.

وذكرت هذه المصادر أن عدم الإعلان عن تشكيل الحكومة، قبل الأحد المقبل، سيعني أنّ حزب الله لا يريد أن تكون هناك حكومة لبنانية في الوقت الحاضر. وقالت إن الحريري، الذي التقى جبران باسيل في باريس مرات عدّة، كما التقى رئيس القوات اللبنانية هناك سمير جعجع، حاول إفهام رئيس التيّار الوطني الحرّ أن لديه مشكلة مع حزب الله وأنّه مستعد شخصيا لمساعدته في تسوية هذه المشكلة.

وكشفت أن هذه التسوية قد تكون عن طريق إيجاد صيغة تنقذ لباسيل ماء الوجه، كأن يكون الوزير السنّي المحسوب على حزب الله ضمن كتلة الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية، أقلّه شكلا. واستبعدت المصادر السياسية إقدام الحريري على اتخاذ قرار بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة بما يفسح المجال أمام تكليف شخصية سنّية أخرى تولي هذه المهمّة. لكن شخصية قريبة من رئيس الوزراء المكلف شدّدت على أنّه يجب عدم استبعاد أي احتمال بما في ذلك خطوة الاعتذار. وقالت هذه الشخصية إن سعد الحريري يشعر حاليا بحال من القرف الشديد تجاه ما آل إليه الوضع اللبناني، في وقت يعترف فيه كلّ المسؤولين والشخصيات السياسية بأن البلد على حافة الانهيار. ونقل زوار بعبدا عن رئيس الجمهورية، ميشال عون قوله “أريد حكومة قبل نهاية الشهر الجاري”. وتدور المعضلة اللبنانية، كذلك، على محاولة لتبادل الحقائب الوزارية في مسعى لإعادة التوازن بين التيارات الرئيسية.

وقالت المعلومات إن جعجع، الذي عاد أيضا الأحد إلى لبنان بعد غياب استمر شهراً، رفض فكرة تبادل الحقائب على قاعدة أن "القوات" قدم تنازلات ويرفض أن يأتي الحل على حسابه، بعد أن اقترح باسيل ما عُدّ انقلاباً على تفاهماته مع الحريري في بيروت. وأعاد باسيل اقتراح عملية تبادل تجري بين الحريري وعون بين الوزيرين المسيحي والسني، وطالب بأن تكون وزارة الأشغال من حصة "التيار" تعويضاً على "تحمل" عون لوزير اللقاء التشاوري من حصته. ووصفت مصادر سياسية مداولات الحريري مع زعيم حركة أمل نبيه بري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بشأن مسألة تبادل الحقائب بأنها لم تكن سلبية، فيما أن موقف جعجع قد يكون مرناً في حال ثبت أن الجهود جدية وقد تؤدي إلى ولادة الحكومة. وتسود أجواء من الضبابية والتوتر وعدم اليقين على ورشة تشكيل الحكومة اللبنانية بعد معلومات أفادت بأن مداولات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في باريس لم تأت بأي جديد وربما أعادت الأمور إلى المربع الأول. وترى مصادر دبلوماسية في بيروت أن العقد المحلية ليست إلا مرآة لواقع أن مزاجا خارجيا ما زال يحول دون تشكيل الحكومة. وتقول هذه المصادر إن باريس مارست ضغوطا على زائريها من القيادات اللبنانية في الأيام الأخيرة من أجل التوصل إلى تسوية حكومية، ملوحة بأن لبنان سيخسر الدعم المالي الدولي الذي وفره مؤتمر “سيدر” إذا عجز اللبنانيون عن تشكيل حكومة جديدة. غير أن مراقبين في بيروت رأوا أن التوتر المستجد بين باريس وطهران كما بين باريس ودمشق شكّل عاملا جديدا لعرقلة ولادة الحكومة، خصوصا أن أجواء باريس توحي بأن لا نية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة لبنان دون قيام هذه الحكومة. وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أعرب الجمعة، عن استعداد باريس لفرض “عقوبات صارمة” على إيران في حال عدم إحراز تقدم في المفاوضات بشأن برنامج طهران الصاروخي الباليستي. بالمقابل، أدانت وزارة الخارجية السورية مواقف ماكرون الذي انتقد في تصريحات له في مصر، الاثنين، التوجه إلى تطبيع العلاقات مع دمشق.

 

جسر الهدر والمماطلة والقهر.. جل الديب جلجلة اللبنانيين

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019  

متى الفرج؟ سؤال يطرحه كلّ اللبنانيين منذ إزالة الجسر القديم في منطقة جل الديب. معاناة يوميّة كلّفت وتكلّف المواطنين أثماناً غالية مهدورة من أموالهم ومن صحتهم وأعصابهم. منذ العام 2011 تاريخ هدم الجسر القديم شهدت المنطقة أكثر من تحرّك احتجاجي من البلديات والتجّار والمواطنين المطالبين بإيجاد حلّ سريع وإعادة وصل شريان بلدات كبيرة ومكتظة من منطقة المتن بالأوتوستراد الدولي. دخلت التجاذبات السياسية على الخطّ ومعها المحسوبيات بحجج واعتبارات ضيّقة وصغيرة لا تهمّ أي مواطن. أولاً وقع الخلاف على طريقة حلّ المشكلة وعلى نوع وشكل العمل.

هل يكون الحلّ بإقامة نفق تحت الأرض؟ أم بإقامة جسر بدل الذي أزيل؟ بعد جهد جهيد وهدر وقت استمر طويلاً، تمّ الاتفاق على أن يكون الحلّ بإقامة جسر. لكن الخلاف وقع من جديد على شكل الجسر.هل هو على شكل حرف U؟ ام على شكل حرفL؟

بعد حلّ معضلة الشكل واعتماد جسر مزدوج على شكل L، برزت مشكلة تلزيم الأعمال بالجسر، فبرزت أسئلة من نوع مَن هو المتعهد؟ متى يبدأ العمل؟ ما هي الكلفة؟ بعد خمس سنوات ونيف فُرجت، وأعطى مجلس الوزراء في 17 كانون الثاني 2017 الأمر ببدء أعمال إقامة الجسر.

مرّت سنتان من تاريخ مباشرة العمل حتى اليوم ولم يُفتتح الجسر بعد. سنواتٌ من المعاناة هُدرت فيها المليارات، هذا إذا حسبنا فقط أن كل سيارة تمرّ في منطقة جل الديب المعبر الإجباري إلى العاصمة، تخسر مع ركابها ما بين 30 و40 دقيقة ذهاباً ومثلها إياباً كل يوم، من دون تعب الأعصاب والتوتّر والقهر الذي يعيشه كل مواطن. منذ سنوات والعابرون على طريق الجلجلة يطرحون أسئلة جديدة لا إجابات لها حتى الآن. لماذا لم يُوضع عدد مضاعف من العمال لتسريع الأعمال؟ لماذا لم يُوضع فريق عمل ليلاً لتسريع الأعمال؟ لماذا لم تُستخدم آليات ومعدات أكثر وأحدث وأفعل لتسريع الأعمال؟ لو فعلوا ذلك فمن المؤكد أنهم كانوا وفّروا سنة ونصف السنة من المعاناة والهدر لهم ولكل المواطنين وكانت كلفة الأعمال والنقل والتنقل.. ستكون أقل بكثير من كلفتها اليوم. ألا تستحق سنوات من عمر مئات آلاف الناس مزيداً من الالتزام والعمل؟ ولكن لا يهمّ فنحن شعب أدمن هدر الأوقات والأموال والأعمار. أدمنا المماطلة والتأجيل والتسويف. ولنا في مواعيد الانتخاب والتأليف أمثلة لا تحصى ولا تعدّ.

 

القوّات تبني مسجدًا على الأرض ليبني الله لها مثله في السماء

نديم لبكي/29 كانون الثاني/19

لطالما كانت المدينة الفاضلة حلمًا راود الكثيرين، وشغلت بال فلاسفة كبار كالفارابي وقبله أفلاطون الذي ترك لنا تصوّرًا كاملًا كيف ينبغي أن تكون هذه المدينة الفاضلة، وما هي الأسس والمرتكزات التي يجب أن تتوفّر لتتحقّق، ولم ينسَ أن يوصينا أن الحكماء والفلاسفة هم الفئة الأجدر بحكم هذه الفاضلة المدينة.

دارت الأيام ولم تتشكّل هذه “المدينة”، ولكن الله جاد علينا بحكيم فيلسوف يرشد وينصح ويوجّه، مع إبقاء صورة المدينة الفاضلة نصب عينيه، واستلهام صفاتها الحسنة عند كلّ سانحة. وهذه السوانح كثيرة وآخرها كان مساهمة حزب القوات اللبنانية مساهمة كبيرة وأساسية ببناء قاعة مسجد في عكّار. وكلّ من يعرف الحكيم وخصاله الروحية الحميدة، يدرك سريعًا أنّ هذا الجانب الروحي من شخصيته هو أساسيّ وكبير وفاعل، ولم يتوانَ عن إظهاره في كثيرٍ من المحطّات والمفترقات. بناء قاعة مسجدٍ وبرعاية القوات اللبنانية “وفيلسوفها” لِمَ لا؟ قاعة مسجدٍ ربّما تعلّم غدًا إلى جانب ركن الزكاة وأسسه، كيف يمكن لما سُمِّي زورًا “خوّات”، أن يكون زكاةً وعملًا صالحًا يرضي الله. قاعةٌ يتعلّم فيها النشء الجديد كيفيّة مشاركة أهل الذمّة بانتخابات طلّابية ونقابيّة من دون أن يتأمّن فيها مبدأ الميثاقية المفتعَل من بعض ضعاف النفوس. قاعة تعلّم كيف يكون الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكَر عامًّا وشاملًا في مجتمعٍ متعدّدٍ، وكيف يجب أن تتطوّر المجتمعات وتترقّى من حياة مشتركة بين أبنائها، إلى حياةٍ واحدة موحّدة، تسمع كلمة الله وتعمل بشرعه، ولا تأبه بسياحة كافرة إن كانت مدخلًا للُقمةٍ مغمَّسةٍ بغضب الله ورسوله.

قاعةُ مسجدٍ قوّاتية، ربّما تستلهم من غزوات الحكيم وحروبه “المقدّسة” لتستخلص عِبَرًا تلهم الأجيال الآتية وتهديها. فإذا كان حضور الماء يُبطل التيمّم، فكذلك حضور الحكيم الفيلسوف بيننا يترك التشبّه بسلَفٍ صالح مرّ في زمانٍ غابرٍ، للتركيز والتشبّه بمعاصرٍ صالحٍ يقيم بيننا. فكما أنّ التطعيم يحسّن من أصل الشجرة وثمرها، فكذلك تطعيم أخبارِ الأوّلين بأخبار المعاصرين يساعد على فهم مقصد الله وحكمته لنا.

قاعة مسجدٍ قوّاتية، أوّل خطبة فيها تكون لمختار مارونيّ يحمل اسم إبراهيم أبي الأنبياء وأبي الأديان السماويّة التي تُكنّى باسمه. مختار ممنع “ضيعة جبال المجد” عن كلّ ما يعكّر صفاء المؤمنين وحَرفِهم عن محبّة الآخر. المختار الإبراهيمي الكنية والشهر، الذي نذر عمره كما “الصبيّة الطاهرة” لبلده وإعلاء كلمة الله في كلّ أديانه. وكما مار ريشا (ليشا) شفيع ضيعة المختار وكنيسته، الذي ترك خدمة الملك الأرضيّ الفاني، وتكرّس لخدمة الملك السماويّ “الصمد”، هكذا مختارنا الحبيب يكرّس ما بقي من عمره لخدمة العيش الواحد والله الواحد والإيمان الواحد.

وكما دوّن نيل ارمسترونغ بعد عودته من رحلته المفترَضة إلى القمر، عن خطوته على سطحه أنّ: “هذه خطوة صغيرة لإنسان، ولكنها خطوة كبيرة للإنسانيّة”، كذلك خطوة تشييد وتدشين قاعة مسجد بمسعى قوّاتيّ هي خطوة صغيرة في بناء مساجد كثيرة وكبيرة لغيرهم، ولكنها خطوة كبيرة لإنسانيّة عظيمة ننشدها في هذا البلد “المليان محبّة وإيمان”. كما أنّه يؤمَل وبعد عمرٍ طويلٍ وزاخر بالأعمال الانسانية، أن تقامَ صلاة الغائب في هذه القاعة عن الروح التي ساهمت وآمنت أنّ الله محبّة و”مسامح كريم”.

https://www.refresh.com.lb/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%91%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF%D9%8B%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84/?fbclid=IwAR1mY5MZcZGjhyhnbZqrT0DHMMMhU-iPwgLq7CqCETj_Mt10s0df_owNcic

 

مصادر في "لبنان القوي" تردّ على جعجع: ما هكذا يُحارب الفساد

موقع Mtv/29 كانون الثاني 2019 /تلقّت مصادر في تكتّل "لبنان القوي"، بعتبٍ شديد، الحديث الأخير لرئيس حزب "القوات اللبنانية" في مقابلته مع مجلة "المسيرة"، وخصوصاً ما بتعلق بإشارته إلى أنّ "القوات" هي الفريق الوحيد المستعد لدفع ثمن معركة الفساد "ولكن هناك من هو مستعدّ للانضمام كالحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله وحركة أمل والمردة وغيرهم". وتلفت هذه المصادر إلى أن مردّ هذا العتب يعود إلى أن كلام جعجع يصدر بعد أسبوع على لقاء بكركي الذي شهد تقارباً قواتياً-عونياً بعد الدور المميز الذي لعبه نائب رئيس "القوات" النائب جورج عدوان في الدفاع عن موقع رئاسة الجمهورية، ما أدى إلى إعادة فتح أكثر من خط بين "التيار" و"القوات"، وحتى بين بعبدا وعدوان، وانطلق بعدها أكثر من مسعى لمحاولة إعادة الربط بين فريقَي "اتفاق معراب" الذي عوّل عليه الكثيرون. وسألت المصادر نفسها: لماذا كلام جعجع وهو الذي كان غرّد في 18 كانون الثاني الجاري عن أهمية "المصالحة التاريخية" للمستقبل في معراب؟ أم أن حديث جعجع لـ"المسيرة" أتى قبل سفره وقبل لقاء بكركي والتطورات الإيجابية مع "التيار"؟ وذكّرت المصادر بأنّ المعركة ضد الفساد يستحيل أن تقوم على الاستنسابيّة السياسيّة، فيكون الوزير جبران باسيل ممتازاً في مرحلة "اتفاق معراب" ليصبح فاسداً بعد انهيار أجزاء من الاتفاق، ولا أن يصبح الفاسدون رأس حربة في محاربة الفساد حين تتغيّر طبيعة التحالفات السياسية. كما أن أيّ معركة بالتحالف مع جهاتٍ كحركة "أمل" و"حزب الله" و"الاشتراكي" و"المردة" لا يمكن أن تحمل عنوان "محاربة الفساد" للأسباب المعروفة، وخصوصاً أنّ ذاكرة اللبنانيّين ليست بقصيرة، ولأنّ أيّاً من الجهات المذكورة لا يتصف بالريادة في مكافحة الفساد بطبيعة الحال! وبالتالي فإن المعركة المشار إليها تصبح معركة سياسية- رئاسية بوجه الوزير جبران باسيل حصراً، وبالتعاون مع أركان المحور السوري- الإيراني، وهي حكماً وأيضاً لا يمكن أن تكون معركة سيادية بالتعاون مع "حزب الله" و"المردة" تحديداً!

وإذ تستغرب المصادر في "لبنان القوي" مضمون الكلام وتأسف لتوقيته، تكشف أنّها كانت تتمنّى أن يترفّع قائد "القوات" عن الصراعات المسيحيّة الضيّقة، وأن يساهم في البناء على المشترك لتعزيز منطق الشراكة الوطنية والدور الفاعل للمسيحيين في هذا الظرف الدقيق وحماية موقع رئاسة الجمهورية، والذي إن تمّ استضعافه لن يكون الضحية الرئيس ميشال عون بل كل رئيس يأتي من بعده وبدرجة أكبر. وبالتالي فإن المعركة الوحيدة المتاحة اليوم هي معركة الشراكة والمناصفة والحفاظ على "الطائف" في ظل الهجمة الشرسة عليه، والتي أقلقت سيد بكركي الذي دعا إلى اللقاء الأخير وعمل على تأليف لجنة متابعة حرصاً منه على محاولة منع الانزلاق نحو الإطاحة بالدستور باتجاه المجهول. وختمت المصادر: أمّا المعركة السياديّة فبكلّ أسف اقتنع الجميع، وبمن فيهم جعجع، بأنّها مؤجلة حتى إشعارٍ آخر، ومعركة الفساد الحقيقيّة، على أهميّتها، لا يمكن أن تُخاض بالتعاون مع رموز المرحلة الماضية الذين لا يشبهون "امرأة قيصر" حتماً.

برّي يصعّد الضغط للإسراع بتشكيل الحكومة

 

الأحزاب تترقب... والنائب موسى يرجح التوجه لعقد جلسة للبحث في الموازنة

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

في ظل غموض لا يزال يلف المشاورات الحكومية، جاءت دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري هيئة مكتب المجلس للاجتماع غداً الأربعاء، بعدما كان طالب مرات عدة بانعقاد جلسة لحكومة تصريف الأعمال لإقرار الموازنة. وفيما لم يحدد بري جدول اجتماع الهيئة التي تقع عليها مهمة تقرير جدول الأعمال لجلسات البرلمان، رأى مختلف الأفرقاء في دعوة بري محاولة للضغط باتجاه الإسراع بتشكيل الحكومة أو عقد حكومة تصريف الأعمال جلسة لدراسة موازنة عام 2019 التي دخل موعدها مرحلة دقيقة. وأقر النائب في كتلة «التنمية والتحرير» عضو هيئة مكتب المجلس ميشال موسى بأن دعوة بري محاولة للحث على الإسراع بتشكيل الحكومة، وهو ما وافقته عليه مصادر قيادية في «تيار المستقبل». ووصفها الخبير القانوني رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية بول مرقص، بـ«الضغط الإيجابي» مع تأكيده على أنه لا يمكن لرئيس البرلمان أن يبعد بضغطه، من الناحية القانونية، أكثر من ذلك، بحيث عليه الانتظار حتى يدرس مجلس الوزراء الموازنة ويحيلها إلى البرلمان كي يدعو إلى جلسة لمناقشتها. وقال موسى لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم إعلامنا بموضوع اجتماع هيئة مكتب المجلس»، مرجحا أن يكون هناك توجه لعقد جلسة للبحث في الموازنة، ولم يستبعد أن تكون دعوة بري منطلقة من تشاؤم أو معطيات سلبية حيال إمكانية الإفراج عن الحكومة في وقت قريب، «وهي تأتي من باب الحث أيضا على الإسراع في إيجاد الحل اللازم».

وفضلت مصادر كل من «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» و«حزب القوات»، الانتظار حتى تتضح صورة سبب دعوة بري، للتعليق على الموضوع، مع العلم بأن «التيار» لم يبد موقفا نهائيا من هذا الاقتراح، بينما لطالما أيد «القوات» فكرة إعادة تفعيل الحكومة ضمن سياسة الضرورة، في وقت سبق فيه لكتلة «المستقبل» النيابية أن أعلنت أن اقتراح تفعيل الحكومة والحاجة لإعداد مشروع الموازنة وإحالته إلى المجلس النيابي، سيكون محل دراسة ومتابعة للتوصل إلى القرار الذي يتلاءم مع مقتضيات الدستور والمصلحة العامة، لا سيما مع رئيس حكومة تصريف الأعمال المعني بتحديد وجهة القرار في هذا الشأن. في المقابل، لم ترَ مصادر بري، بحسب ما نقلت عنها «وكالة الأنباء المركزية»، رابطاً بين دعوة رئيس البرلمان هيئة مكتب المجلس إلى الانعقاد بغية وضع جدول أعمال للجلسة التشريعية التي سوف يتفق على تحديد موعدها، وبين المعلومات التي تحدثت عن عدم إيجابية في مشاورات الحكومة الأخيرة.

ونقلت المصادر عن رئيس البرلمان قوله إن «هناك بعض مشاريع واقتراحات القوانين ذات الطابع المالي من الأفضل المصادقة عليها وتشريعها قبيل تشكيل الحكومة الجديدة التي يتطلب إمساكها هذه الملفات أشهراً؛ بدءاً من صدور المراسيم، وصولاً إلى إعداد البيان الوزاري ومثولها أمام المجلس لنيل الثقة، هذا بالطبع عدا وجوب المباشرة في درس الموازنة العامة للعام الحالي 2019 التي يحض الرئيس بري على ضرورة إرسالها إلى المجلس النيابي للمباشرة في درسها ومناقشتها». ومن الناحية الدستورية، يشرح مرقص الذي يرى أن بري يحاول التمهيد لإقرار الموازنة في البرلمان، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «منذ ما بعد (اتفاق الطائف)، لا يحق للحكومة الاجتماع إلا في الحالات القصوى، وهذا خلافا لما كان عليه الوضع قبل ذلك». ويضيف: «لكن انطلاقا من الواقع الذي يعيشه لبنان اليوم، هناك إمكانية للتفكير بعقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال على قياس ما قام به البرلمان أكثر من مرة بشأن تشريعات الضرورة التي تندرج موازنة المالية العامة ضمنها، وبالتالي لدراستها وإرسالها إلى المجلس النيابي لإقرارها»، موضحا: «بعد الإطالة في تشكيل الحكومة بشكل تخطى المهلة المعقولة، أصبحنا أمام واقع سياسي ودستوري يسمح ويتطلب عقد جلسة حكومية لتسيير أمور الناس وإقرار الموازنة العامة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

باكستان: إسلاميون يرفضون تبرئة مسيحية اتُّهمت بالتجديف... "نطالب بإعدامها"

 "رويترز"  29 كانون الثاني 2019 /أيّدت المحكمة العليا في باكستان اليوم الثلثاء، تبرئة امرأة مسيحية قضت سنوات في السجن في انتظار إعدامها بعد إدانتها بالتجديف، ورفضت الطعن الذي قدمه إسلاميون يطالبون بإعدامها. وقال رئيس المحكمة العليا آصف سعيد خوسا في المحكمة: "تم رفض الطعن"، مضيفاً أن مقدميه، وعلى رأسهم رجل دين مسلم بقرية المرأة، لم يشيروا إلى أي خطأ في الحكم الأصلي. وأُدينت المزارعة آسيا بيبي في عام 2010 بإبداء ملاحظات مهينة عن الإسلام، بعد أن اعترض الجيران العاملون في الحقول معها على شربها المياه من أكوابهم لأنها ليست مسلمة.وبُرّئت بيبي في تشرين الأول، ممّا أدّى إلى اندلاع احتجاجات من إسلاميين محافظين يدعون إلى إعدامها ويطالبون الحكومة بمنعها من مغادرة البلاد. وتحت وطأة الاحتجاجات التي استمرت لأيام في العاصمة إسلام آباد ومدن أخرى، وافقت الحكومة على منع بيبي من مغادرة البلاد حتى تنظر المحكمة العليا في الطعن على تبرئتها.

وكانت بيبي، التي أمضت ثمانية أعوام في انتظار تنفيذ حكم الإعدام، مختبئة منذ أن أفرجت عنها المحكمة العليا في تشرين الأول. ونفت دوما التجديف.

 

إنتحاريان ينفذان تفجير ايران واصابة 429

جنوبية/29 كانون الثاني/19/أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن انفجارين وقعا، مساء اليوم الثلاثاء، قرب مركز شرطة في مدينة زاهدان جنوب شرق إيران. ونقلت وكالة “مهر” الايرانية عن مركز الإسعاف التابع لجامعة الطب في المدينة أن الحادث أسفر عن سقوط 4 مصابين دون سقوط قتلى. من جانبها، ذكرت وكالة “نادي الشباب الإيرانيين للأنباء” الحكومية أن الانفجارين نفذهما انتحاريان فجرا نفسيهما أمام مركز شرطة في المدينة.

 

أربعون سنة بعد عودة الخميني.. هل تحققت وعود الثورة الإسلامية

العرب/30 كانون الثاني/19/يوم 1 فبراير 1979 عاد مؤسس الثورة الإيرانية آية الله الخميني مظفرا إلى طهران بعد أكثر من 14 عاما في المنفى. تأتي الذكرى الأربعون لذلك اليوم في سياق إيراني وإقليمي ودولي، يحمل في تفاصيله الراهنة بعض ملامح ذلك التاريخ. واستعادت وكالة فرانس براس ذلك التاريخ بإعادة نشر التقرير الذي كتبه مراسلها الخاص باتريك ميني ونشر في 1 فبراير 1979. باريس - احتشد الملايين والملايين من الإيرانيين على مسافة 32 كيلومترا في الأول من فبراير لاستقبال آية الله الخميني العائد من المنفى، واختفت سيارته على مدى ساعات وسط مد بشري يتدافع حوله. بالكاد خرج من مطار طهران حيث هبطت طائرته عند الساعة 9:00 بالتوقيت المحلي، احتشد الملايين من الأشخاص حول الإمام الخميني الذي بدت عليه علامات التأثر لكنه ظل متماسكا وهادئا. استقل الإمام الخميني الذي ارتدى ثوبا أسود وعمامة سوداء سيارة تبعها موكب من الحافلات الصغيرة التي كانت تقل صحافيين قدموا من العالم بأسره. وكان يفترض بخمسة آلاف متطوع أن يعملوا على احتواء الحشود. لفّوا أذرعهم بشارات خضراء، وأطلقوا على أنفسهم اسم “الشرطيين الإسلاميين”. وأوكلت إليهم الحكومة مسؤولية ضمان أمن آية الله الخميني. لكن هذا الجهاز لم يتمكن من ضبط المستقبلين، ففي غضون ثوان قليلة، اختفت سيارة الخميني وسط الحشود الكثيفة التي كانت تعرقل مرور العشرات من سيارات الإسعاف المحملة بأشخاص فقدوا وعيهم بسبب الضغط الكثيف للجماهير التي تجمعت على مدّ النظر في كل جادات طهران. استقبال الملايين من الإيرانيين في 1 فبراير 1979 لآية الله الخميني لم يمنع كل واحد منهم من التساؤل عما ستكون عليه عمليا هذه الطريق الإسلامية، فيما لا تزال الملكية قائمة

كم كان عددهم؟ خمسة ملايين أو حتى ستة ملايين… يتعذر القول. وهو أمر غير مسبوق في مطلق الأحوال. عند مدخل العاصمة أعيدت تسمية النصب التذكاري الكبير للشاه، رمز إيران الحديثة، بساحة الخميني. أين أصبحت سيارة الخميني الآن؟ لا نعلم. لقد اختفى في مكان ما وسط هذا المد البشري وهذا الضجيج، وسط هذه الموجة التي ارتفعت وسطها مئات الآلاف من الصور لقائد “الثورة الإسلامية”. حضرت كل النساء وقد ارتدين التشادور وحملن زهرة حمراء. منذ الفجر وهن يرددن “الخميني قائدنا”. وارتفعت لافتات كتب عليها “الخميني، أهلا بك في بلادك”، وردد الرجال “الله أكبر”. كان رجال الدين يرشون ماء الزهر على المحتشدين. وفي العاصمة حيث كانت الشمس ساطعة فيما الثلج يعلو الجبال المحيطة بها، كان يتردد هتاف واحد “الخميني، الخميني”. وخلت العاصمة بالكامل من العسكريين. وفي بعض الأحيان، عمدت الحشود التي التقت أخيرا “مرشدها” بعد منفى استمر 14 عاما وثلاثة أشهر، إلى رفع السيارة التي كانت تقل الخميني وحملها على مدى بضعة أمتار. وردد أكثر المتحمسين “عودتكم تعني إعلان الجمهورية الإسلامية”. وقال رجل دين اعتمر عمامة بيضاء “من كان ليصدّق قبل ستة أشهر فقط أن الخميني سيعود إلى إيران وسيرحب به اليوم الملايين من المسلمين؟”. وبدا كل فرد مدركا بالفعل لمعنى عودة الخميني بعدما اتخذ رحيل الشاه تحديدا طابع المنفى. وحين هبطت طائرة البوينغ 747 التي كانت تقل الخميني في طهران، صمت الجميع. ونزل آية الله الخميني سلّم الطائرة وسط الصمت. عاد إلى بلاده ليرى عاصمتها وقد تغيرت كثيرا في فترة غيابه وعلتها الأبراج الحديثة. وبعد دقائق، وجه آية الله الخميني نداء إلى الوحدة قائلا “إن النضال لم ينته. رحيل الشاه ليس سوى الشقّ الأوّل من الطريق الواجب اتباعه”. ثم ندد آية الله الخميني بشدة بعدوه قائلا “الشاه دمّر كل شيء؛ ثقافتنا وجامعتنا والاقتصاد والزراعة. سنهدم النظام الذي أقامه”. وبدت كل إيران وكأنها على موعد مع آية الله الخميني الخميس. من المطار إلى “مقبرة شهداء الثورة الإسلامية” في طهران، الموقع الرمزي لحركة الاحتجاج الدينية التي قامت ضد الشاه، حيث كان في انتظاره حشد كبير، أدرك الخميني أن شعبا بكامله يتبعه وينتظر منه أن “يرشده إلى الطريق الواجب سلوكه”. وفيما الملكية لا تزال قائمة، كان كل شخص يتساءل عما ستكون عليه عمليا هذه الطريق الإسلامية.

 

قيادي إيراني: سنحول البيت الأبيض وفرساي وباكينغهام إلى حسينيات شيعية عام 2065

حسن عباسي/رووداو – أربيل/29 كانون الثاني/19/أعلن حسن عباسي، وهو أحد أبرز منظري قوات الحرس الثوري الإيراني، والتيار المحافظ، إن إيران تخطط لتحويل البيت الأبيض وقصر فرساي وباكينغهام إلى حسينيات شيعية، وستحيي فيها المراسم الدينية عام 2065، مؤكداً وجود بلاده حالياً في "عدن وحلب الموصل". وظهر عباسي في مقطع فيديو نشره موقع انتخاب المقرب من الرئاسة الإيرانية، وهو يتحدث عن "رؤية إيران لعام 2065"، بالقول إن بلاده تخطط للاحتفال "بميلاد الإمام المهدي، في الـ 15 من شعبان 2065 بمقر الحكومة البريطانية، في باكينغهام بالعاصمة لندن"، متابعاً: "ليالي القدر في شهر رمضان، سنحتفل بها في قصر فرساي، بالعاصمة الفرنسية باريس". وساق عباسي أمثلة لما قال إنها دلائل لتحقق هذا الأمر، ومنها "امتداد عمر الثورة الإسلامية، إلى 40 عاماً، في حين أن الأنبياء والأئمة لم تدم لهم تلك المدة ولم يحدث فيها حياتهم، فضلاً عن انهيار الاتحاد السوفياتي، وتفككه وأن اليساريين لم يكن يخطر ذلك ببالهم، وهزيمة إسرائيل وركوع الجنود الأمريكان أمام الجنود الإيرانيين، تؤكد على أن كل شيء قابل للتحقق". وأشار إلى أن زيارة القدس "ستكون بذات الطريقة التي نزور بها شاه عبد العظيم في شيراز، وستقام بها الاحتفالات الجماهيرية"، مبيناً أن إيران "كان لديها سابقاً أزمة حول مدينتي المحمرة وعبادان في الأحواز، لكن اليوم نتواجد في حلب والموصل وعدن".

 

 ضابط إسرائيلي سابق: روسيا الوحيدة القادرة على إخراج إيران من سوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19/أكد قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق أمير إشل أن روسيا وحدها قادرة على إخراج الإيرانيين من سوريا، على الرغم من ثقته بـ "القوة العسكرية العظيمة لإسرائيل". واستبعد إشل، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي نقلت اليوم (الثلاثاء) مضمون حديثه في طاولة مستديرة نظّمها معهد أبحاث الأمن القومي، أن تكون إسرائيل على حافة حرب، وقال عن الإيرانيين: "أعتقد أنه يجب علينا ألا نخدع أنفسنا، يمكن للمرء أن يتطور، ورأينا ذلك مع إطلاق صاروخ على جبل الشيخ". وكان إشل يشير إلى حادث وقع في وقت سابق من يناير (كانون الثاني) الجاري أُطلقت فيه قذائف من سوريا على مرتفعات الجولان الشمالية في وضح النهار. وحصل ذلك بعدما ذكرت وسائل الإعلام السورية أن الدفاعات الجوية أحبطت غارة جوية إسرائيلية على مطار في جنوب دمشق. في غضون ذلك، يواصل الممثل الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرنشين زيارة لإسرائيل تشمل الاجتماع اليوم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكان المسؤولان اجتمعا أمس (الاثنين) مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية. وطالبت روسيا إسرائيل بالتوقف عن تنفيذ ما وصفته بالضربات الجوية العشوائية على سوريا، وذلك بعد أيام من استهداف سلاح الجو الإسرائيلي قوات إيرانية هناك.

 

تفجير انتحاري في إدلب وأنباء عن «خسائر بشرية»

بيروت/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19/أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تفجيراً انتحارياً وقع اليوم (الثلاثاء)، في إدلب شمال غربي سوريا، ما أسفر عن وقوع «خسائر بشرية». ونقل المرصد عن مصادر مطلعة قولها إن التفجير ناجم عن تفجير امرأة لنفسها عند مبنى ما يسمى «رئاسة وزراء حكومة الإنقاذ الوطني». وهذا هو ثاني تفجير خلال 12 يوماً في إدلب، التي يسيطر عليها بشكل كبير عناصر «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) أبرز مكون فيها. ورجحت مصادر تابعة للهيئة أن يكون تنظيم داعش هو المسؤول عن التفجير.

 

قوات سوريا الديمقراطية» تحاصر «داعش» في آخر جيوبه شرق الفرات وتحقيقات تجري مع نازحين بحثاً عن عناصر التنظيم

السوسة (شرق سوريا) لندن/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19/تحاصر قوات سوريا الديمقراطية حاليا تنظيم داعش في منطقة تبلغ مساحتها أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية وتستعد للتقدم ضده، وفق ما قال قيادي لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال قائد عمليات قوات سوريا الديمقراطية في منطقة هجين هفال روني لوكالة الصحافة الفرنسية: «من ناحية جغرافية لم يبق تحت سيطرة الدواعش سوى أربعة كيلومترات من الباغوز وصولا إلى الحدود العراقية». ومنذ تأسيسها خاضت هذه القوات، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معارك كبرى ضد التنظيم. وطردته من مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا. وأشار القيادي الذي يستخدم اسمه العسكري أن قواته تنتظر «إتمام التحضيرات اللازمة» للتقدم في آخر بقعة يوجد فيها الجهاديون. وتوقع أن تنتهي السيطرة الجغرافية للتنظيم قريبا «ويبقى التمشيط والتخلص من الفلول والألغام وهذا يحتاج بعضا من الوقت». وأضاف: «مرات كثيرة ناقشنا ما الذي يتيح للدواعش أن يحاربوا والبقاء بهذا التنظيم حتى الآن، هذا يدل على أن قيادات كبيرة ما زالت موجودة في المنطقة». وأوضح القيادي «لديهم أسرى منا ونحاول الآن استعادتهم وإنقاذ آخر المدنيين هناك. لا نعرف ما إذا كنا سنصل إلى نتيجة»، مشيرا إلى أن قواته تتواصل مع وجهاء في المنطقة بهذا الصدد.

وأشار إلى أن قواته سبق لها أن رفضت طلبا من تنظيم داعش نقله لها وجهاء بالسماح لهم بالانسحاب من المنطقة. وأشار إلى رصدهم عبر الأجهزة اللاسلكية واستخباراهم الخاصة في الفترة الأخيرة «خلافات بين المهاجرين (المتطرفين الأجانب بحسب تعبير التنظيم المتطرف) من جهة والقيادات العراقية والسورية من جهة ثانية». وأوضح: «المهاجرون كانوا قيادات كبارا وخصوصا في مرحلة التمدد أما الآن فبات القرار بيد العراقيين أساسا».

ويتوقع القيادي وجود قياديين كبار وخصوصا من الجنسية العراقية في البقعة الأخيرة للتنظيم إلا أنه «ليس لدينا أنباء عن أبو بكر البغدادي». وتستعد قوات سوريا الديمقراطية لإعلان انتهاء التنظيم المتطرف في مهلة أقصاها شهر، وفق ما كان قال قائدها العام مظلوم كوبانيذلك بعد استعادة الكيلومترات الأخيرة وتمشيط المنطقة. وفي 10 سبتمبر (أيلول)، أطلقت القوات آخر المعارك لطرد التنظيم من آخر جيب له في شرق سوريا قرب الحدود العراقية بعد أن كان يسيطر في العام 2014 على مساحات شاسعة في سوريا والعراق المجاور وأعلن فيها إقامة «الخلافة الإسلامية» وطبق فيها قواعده المتشددة. على صعيد ذي صلة، ينهمك محققون من قوات سوريا الديمقراطية غالبيتهم ملثمون، في جمع معلومات شخصية وأخذ بصمات الفارين من الكيلومترات الأخيرة تحت سيطرة التنظيم في خطوة أولى تسبق مسار تحقيق طويل. فور وصول شاحنات تقلهم من عمق ريف دير الزور الشرقي، يسارع مقاتلون ومقاتلات من قوات سوريا الديمقراطية لإرشاد وتوجيه الرجال والنساء والأطفال. ويكرر أحدهم بصوت مرتفع: «ليذهب الرجال إلى هناك، والنساء إلى الجهة الأخرى». ويقف الرجال في طابورين، يتقدم كل بدوره إلى المحقق الذي يمسك بآلة صغيرة رقمية لأخذ البصمات، ثم يلتقط صورة ويسأل كل شخص عن اسمه الكامل وجنسيته. يتلعثم أحد الرجال الملتحين عند سؤاله عن بلده. يتمتم عبارة غير مفهوم قبل أن يجيب بعد تكرار المحقق لسؤاله: العراق. يطلب منه المحقق التوجه إلى محقق ثان من القوات الخاصة في قوات سوريا الديمقراطية ثم يوجه محقق ثالث أسئلة أخرى. بعد أخذ المعلومات والبصمات منهم، يُطلب من الرجال التوجه إلى مكان تجمع خاص بهم؛ حيث يجلسون في صفوف متراصة منتظمة على الأرض، يبعد الواحد عن الآخر المسافة نفسها. على مقربة منهم، يتجول عسكريون من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من دون أن يتضح ما هو الدور الذي يقومون به في عملية الفرز. ويوضح أحد المحققين، رافضاً الكشف عن اسمه: «يتم تفتيشهم للمرة الأولى عند الجبهة، ثم يحصل تفتيش أدق هنا وتدقيق في المعلومات». وعدا عن المطلوبين من قوات سوريا الديمقراطية، يبحث المحققون عن أي مشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش.

ويقول المحقق «تشعر أحياناً أن من يقف أمامك داعشي من طريقة كلامه أو تردده في الإجابة، أو إذا وجدت علامات على يده توحي باستخدام كثير للزناد أو على كتفه جراء حمل جعبهم». لدى وقوفه في أحد الطوابير، يقول رجل رداً على سؤال حول تأخره في الخروج: «كنت أخاف من الاعتقال»، ثم يضيف: «لكن عائلتي خرجت قبل أسبوع وجرى نقلها إلى مخيم الهول، تواصلت معهم وقالوا لي: أخرج ولن يحدث شيئا». ويوضح محمد سليمان عثمان، عضو مجلس سوريا الديمقراطي الذي يؤمن وصول النازحين إلى مخيم الهول، أن البعض منهم ينتمون إلى التنظيم. ويقول «منهم من يسلّم نفسه ومنهم من يكون مختبئاً بين المدنيين». ويشرح أن هدف «هذه العملية الأمنية أن نتأكد من هم هؤلاء النازحون، هل هم مدنيون أم مقاتلون مختبئون؟». وتخضع النساء بدورهن لعملية تفتيش دقيقة على أيدي مقاتلات من قوات سوريا الديمقراطية. ترفع المقاتلة الملثمة النقاب عن وجه كل سيدة وتبحث في حاجياتها جيداً. ويجري، وفق المحقق، جمع بصمات والتقاط صور للنساء «المهاجرات»، كما يسميهنّ التنظيم، وهن النساء غير السوريات أو العراقيات. ويكرر مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية هذه الإجراءات بشكل شبه يومي في الفترة الأخيرة مع تزايد موجات النزوح من آخر الكيلومترات الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج نحو 11 ألف شخص منذ أسبوع، بينهم نحو 1.500 متطرف، ليرتفع بذلك إلى أكثر من 32 ألفاً عدد الخارجين منذ مطلع الشهر الماضي. بعد إنهاء عملية الفرز، يتمّ نقل النساء والرجال غير المشتبه بانتمائهم إلى صفوف التنظيم نحو مخيم الهول شمالاً. ويخضعون هناك مجدداً لتحقيق موسّع، بينما يتم توقيف المطلوبين أو المشتبه بهم.

 

إسرائيل تنهي مهمة المراقبين الدوليين في الخليل

الضفة الغربية/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19/أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الاثنين)، أن إسرائيل أنهت مهمة بعثة المراقبين الدولية التي تتخذ من مدينة الخليل في الضفة الغربية مقراً. وأفاد نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه: «لن نسمح بمواصلة وجود قوة دولية تعمل ضدنا». ومساء، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن «عدم تجديد إسرائيل لقوات الوجود الدولي في الخليل يعني تخليها عن تطبيق اتفاقيات وقعت برعاية دولية، وتخليها عن الوفاء بالتزاماتها بموجب هذه الاتفاقيات، وهو أمر مرفوض، ولن نقبل به إطلاقاً». وتابع أبو ردينة: «نطالب الدول الراعية لتوقيع هذه الاتفاقية، بموقف واضح تجاه هذا القرار الخطير، والعمل الفوري للضغط على إسرائيل لمواصلة العمل على تطبيقها، وفق ما تم الاتفاق عليه». ونشرت بعثة المراقبين هذه في الخليل بموجب اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين تم التوصل إليه بعد مجزرة فبراير (شباط) 1994، عندما قام مستوطن إسرائيلي بقتل 29 فلسطينياً كانوا يصلون داخل الحرم الإبراهيمي. وتضم البعثة نحو 60 مراقباً من جنسيات نرويجية وسويدية وإيطالية وسويسرية وتركية، ويتم تجديد انتدابها كل 6 أشهر. والخليل هي أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية، ويعيش فيها نحو 600 مستوطن معهم آلاف الجنود الإسرائيليين بين نحو 200 ألف فلسطيني. ويتعارض الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية مع قرارات الشرعية الدولية. وكانت مهمة بعثة المراقبين المدنيين هذه رصد التجاوزات التي يرتكبها المستوطنون أو الفلسطينيون، ولا يحق لعناصرها التدخل مباشرة لدى وقوع حوادث. وقدمت إسرائيل شكاوى ضد عناصر عاملين في هذه البعثة خلال السنوات القليلة الماضية بحجة الانحياز للفلسطينيين.

 

حكومة الحمد الله تضع نفسها تحت تصرف عباس/{فتح} تعزز سيطرتها... و{حماس» ترفض الاعتراف بشرعية التشكيل الوزاري المرتقب

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19/وضعت حكومة التوافق الوطني نفسها تحت تصرف الرئيس محمود عباس، بعد يوم من قرار اتخذته اللجنة المركزية لحركة فتح بتشكيل حكومة سياسية جديدة من فصائل منظمة التحرير. وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة الوفاق يوسف المحمود، إن «رئيس الوزراء رامي الحمد الله يضع حكومته تحت تصرف الرئيس محمود عباس». وأكد المتحدث ترحيب رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة بتوصيات اللجنة المركزية لحركة فتح القاضية بتشكيل حكومة جديدة. وأضاف أن «رئيس الوزراء وأعضاء حكومة الوفاق الوطني أعربوا عن ثقتهم بنجاح جهود تشكيل حكومة جديدة تحمل على عاتقها هموم أبناء شعبنا، وتكمل السير على طريق استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، والمضي في سبيل نيل الحرية والاستقلال». وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح، أوصت بعد اجتماع ترأسه عباس، الأحد، بتشكيل حكومة فصائلية سياسية من فصائل منظمة التحرير وشخصيات مستقلة. وشكلت المركزية لجنة من أعضائها «روحي فتوح، وعزام الأحمد، وحسين الشيخ، وماجد الفتياني (بصفته أمين سر المجلس الثوري)، وتوفيق الطيراوي»، للبدء بحوار ومشاورات مع فصائل منظمة التحرير للاتفاق على الحكومة الجديدة، ويفترض أن هذه المشاورات قد بدأت. وجاء قرار المركزية ليضع حداً لحكومة التوافق الوطني التي يترأسها رامي الحمد الله وشكلت عام 2014 بالاتفاق بين حركتي فتح وحماس بهدف إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وتوحيد المؤسسات الفلسطينية، من دون أن تنجح في ذلك. وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول إن «المرحلة الحالية تحتاج إلى تغيير». وأضاف أن هناك حاجة إلى حكومة سياسية فصائلية لتقود المرحلة المقبلة. «الموضوع السياسي هو الذي يطفو على السطح الآن». وأردف: «أخذنا توجهاً بأن نتفرغ للمهام الأساسية وهي مواجهة أميركا والاحتلال الإسرائيلي وتهدئة الوضع الداخلي. الرئيس أعطى أوامره بإعادة تعريف العلاقات مع إسرائيل (...) وتعديل اتفاق باريس (...) وأيضاً عدم قبول أي مساعدات أميركية انتصاراً لكرامة الشعب الفلسطيني».

وقرار حركة فتح بإنهاء الحكومة الحالية جاء في سياق الاستعدادات لإجراء انتخابات نيابية في الأراضي الفلسطينية بعد حل المجلس التشريعي الذي كان معطلاً لنحو 11 عاماً. وكان عباس أعلن الشهر الماضي عن حل المجلس التشريعي بعد قرار للمحكمة الدستورية الفلسطينية تضمن كذلك إجراء انتخابات نيابية خلال 6 أشهر. وشكل حل «التشريعي» ضربة لحماس التي سيطرت على المجلس التشريعي، قبل أن يتم تعطيله بفعل سيطرتها بالقوة على قطاع غزة. وتعزز حركة فتح عبر هذه الخطوات المتلاحقة، السيطرة أكثر على مفاصل السلطة، بما في ذلك رئاسة الوزراء والحقائب السيادية في مرحلة دقيقة وحساسة تشتمل على التجهيز لانتقال سلس في السلطة الفلسطينية. وقال المسؤول الإعلامي في الحركة منير الجاغوب: «من يعرف فتح جيداً يدرك أنها استمدت شرعيتها من قدرتها الفائقة على التصدي للمهمات الصعبة. هكذا عملت فتح منذ انطلاقتها، لم تبحث يوماً عن الحلول السهلة، ولم تسلك درب السلامة بديلاً عن قيادة الشعب في الطرق الوعرة». ودعا الجاغوب، باسم فتح جميع فصائل منظمة التحرير والمستقلّين إلى تشكيل حكومة الصمود في وجه صفقة القرن بما تعنيه من تكريس للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وبما نشاهده من محاولات تمرير مخطط فصل غزة عن الوطن وتساوق قوى الانقلاب مع هذا المخطط». وقال: «فتح تعمل على إعادة بلورة أدوات النضال، لكن هدفنا لم يتبدّل: إنهاء الاحتلال وإنجاز حق العودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس المحتلة». ورفضت حماس جميع إجراءات حركة فتح بما في ذلك حل المجلس التشريعي الفلسطيني وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة، ودعت إلى انتخابات عامة بدل نيابية. وقالت حركة حماس إن أي حكومة تشكلها حركة فتح دون توافق «لن تحظى بأي شرعية». وأضاف المسؤول في الحركة سامي أبو زهري، أمس، أن «تشكيل أي حكومة بعيداً عن التوافق الوطني هو استمرار لحالة العبث والتفرد الذي تمارسه فتح، ومثل هذه الحكومة لن تحظى بأي شرعية». وموقف حماس هذا جاء بسبب استثنائها من مشاورات تشكيل الحكومة. وقال القيادي في فتح ماجد الفتياني إن المشاورات المقرر إجراؤها لتشكيل الحكومة الجديدة ستقتصر على فصائل منظمة التحرير، ولن تشمل حركتي حماس والجهاد الإسلامي. واستبعاد حماس من الحكومة يعقد إمكانية إجراء انتخابات في قطاع غزة في ظل سيطرة الحركة على مفاصل الحكم هناك. وقال العالول إنّ الانتخابات ستشمل كلاً من الضفة الغربية وقطاع غزة بما في ذلك القدس، ملمحاً إلى إمكانية إيجاد حلول لمشكلة منع الانتخابات في قطاع غزة باعتماد مبدأ القوائم في الانتخابات التي تضم مرشحي الضفة وغزة والقدس، وباعتبار غزة مع الضفة الغربية تشكل دائرة انتخابية واحدة. لكن العالول أكد أن ذلك لن ينسحب على القدس. موضحاً: «إذا قبلنا إجراء انتخابات دون القدس، فهذا يعني أننا نرضخ (للرئيس الأميركي دونالد ترمب باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل) وهذا لن يتم».

وكان عباس نفسه أكد أنه لن يجري أي انتخابات إذا منعتها إسرائيل في القدس.

 

اتفاقات مصرية ـ فرنسية وشراكة تنموية... وسجال حول حقوق الإنسان

السيسي رداً على حديث ماكرون عن الحريات: نحن نتحدث عن منطقة مضطربة

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19/هيمنت أوضاع حقوق الإنسان في مصر على مؤتمر صحافي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ختام مباحثات جرت في القاهرة أمس، تناولت أيضاً قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأوضاع في ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية. وشهد المؤتمرُ سجالاً مصرياً - فرنسياً، بعدما انتقد ماكرون تراجع الحريات في مصر، مؤكداً أن «الاستقرار والأمن مرتبطان باحترام الحريات الفردية ودولة القانون»، فيما رد السيسي قائلاً: «إننا لسنا كأوروبا وأميركا... نحن نتحدث عن منطقة مضطربة، ونحن جزء منها».

وبدأ ماكرون زيارة مصر، الأحد، في واحدة من التحركات الخارجية النادرة للرئيس الفرنسي منذ مظاهرات حركة «السترات الصفراء» الفرنسية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وفي كلمته خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثاتهما بقصر الاتحادية شرق العاصمة، أكد السيسي قوة وتميز العلاقات مع فرنسا، منوهاً بما شهدته مؤخراً «من زخم متواصل على أصعدة التعاون في جميع المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية، والمستوى الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية». وقال السيسي: «استعرضنا مختلف أوجه التعاون الثنائي، وكذلك شهدنا سوياً مراسم التوقيع على عدد متنوع من الاتفاقات ومذكرات التفاهم للتعاون في مجالات متعددة كالنقل والصحة والثقافة والتعليم والاتصالات والشباب والتجارة الداخلية والطاقة، إضافة لمذكرة تفاهم لتأسيس شراكة استراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية خلال الفترة من 2019 إلى 2023 بقيمة مليار يورو». ورحب بالشركات الفرنسية، وتعظيم مشاركتها في المشروعات القومية العملاقة. وقال السيسي «إن مؤسسات المجتمع المصري، بجميع أشكالها التنفيذية والتشريعية والقضائية والمدنية، تتضافر جهودها لتطوير منظومة حماية حقوق الإنسان من منطلق فهم معمق لعوامل التاريخ والحضارة والتراث». وشدد السيسي على ضرورة التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، مؤكداً أن «الحق في الحياة والأمن وحرية الرأي والتعبير والتنمية، بما يشمل الحصول على غذاء ورعاية صحية وتعليم ومسكن لائق، إنما هي حقوق توليها مصر أولوية كبيرة انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه مواطنيها». وقال السيسي «إن الشعب المصري صاحب الحق في تقييم مدى ما يتمتع به من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية»، مضيفاً: «يجب ألا تثنينا التحديات التي تواجهنا، سواء بالمنطقة أو بأوروبا، من انتشار لظاهرة الإرهاب وزيادة معدلات الجرائم المرتبطة بالعنصرية وكراهية الأجانب عن التشبث بمواصلة توفير الحماية والتقدم لمواطنينا». وأضاف: «استعرضنا أيضاً تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً في ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية ومنطقة الساحل الأفريقي، وكذا ملف الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، وأولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال العام الحالي، وما تتيحه من فرص لتدشين تعاون ثلاثي بين مصر وفرنسا لدفع جهود التنمية في دول القارة الأفريقية». من جانبه، قال الرئيس الفرنسي «إن مصر تعتبر شريكاً أساسياً لفرنسا في المنطقة، كما أن هناك توافقاً في وجهات النظر بشأن الكثير من القضايا الإقليمية والدولية»، معرباً عن رغبة فرنسا في العمل مع مصر في المستقبل.

وقال ماكرون «إن فرنسا ومصر تعملان منذ عدة شهور معاً لمعالجة الوضع في ليبيا، نظراً لأن القضية الليبية تعتبر تحدياً أساسياً للاستقرار في البلدين»، مضيفاً: «لنا هدفان رئيسيان هما مكافحة الإرهاب ودعم كل الفعاليات الليبية والأطراف التي تحارب الإرهاب والمصالحة الوطنية الليبية، كونها الوحيدة الكفيلة بإعادة الاستقرار للمنطقة». وقال: «سوف نعمل على التقدم في تعزيز المصالحة الليبية»، مشيراً إلى أن العمل يتم بالتعاون مع غسان سلامة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة. وحول الأزمة السورية، أكد الرئيس الفرنسي أن هناك توافقاً في وجهات النظر بين مصر وفرنسا، حيث تؤكدان على ضرورة مكافحة الإرهاب مع الوصول إلى حل سياسي يتم التوصل إليه على مجمل الأراضي السورية، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي نرغب في تنفيذه مع شركائنا. وفيما يتعلق بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أكد الرئيس الفرنسي أنه تم التفكير في إعادة إطلاق عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قائلاً «إن الطريق المسدودة في الوقت الحالي تعتبر قنبلة تهدد المنطقة». ووجه ماكرون التحية للرئيس السيسي على التزامه بمواصلة الحوار السياسي لحل الأزمة الفلسطينية، قائلاً: «إنني والرئيس السيسي نتطلع للعمل معاً لبلورة مبادرات في الشهور المقبلة لحل الأزمة الفلسطينية».

ورداً على أسئلة الصحافيين فيما يتعلق بحقوق الإنسان في مصر، قال الرئيس الفرنسي إن «الاستقرار» مرتبط باحترام الحريات الفردية ودولة القانون. وقال ماكرون إن «الاستقرار الحقيقي يمر عبر حيوية المجتمع»، معتبراً كذلك أن «الاستقرار والسلام (المجتمعي) الدائم مرتبطان باحترام الحريات الفردية ودولة القانون».

ورداً على سؤال لصحافي مصري عن احترام باريس لحقوق الإنسان في المقابل، أعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه لـ«11 شخصاً فقدوا أرواحهم» منذ بداية أزمة «السترات الصفراء» في فرنسا، مؤكداً أن لا أحد منهم «كان ضحية لقوات الأمن»، مشيراً إلى أن «احتجاجات (السترات الصفراء) هي مظهر من مظاهر الديمقراطية وحرية التظاهر التي يكفلها الدستور الفرنسي». بدوره، أكد الرئيس السيسي أن التنوع والاختلاف بين دول العالم أمر طبيعي، لأنه من غير الممكن أن يسير العالم كله على نهج واحد. وأضاف: «لسنا كأوروبا وأميركا، نحن دولة ومنطقة لها خصوصيتها ولها طبيعتها الخاصة التي تتميز بها». وشدد على أن «أمن واستقرار المائة مليون مواطن مصري أمر مهم جداً»، وأشار إلى أن الشعب المصري ينعم بحرية التعبير وحرية التقاضي، وأضاف: «إنه أمر أود التأكيد عليه فيما يخص الحريات والحقوق في مصر».

واستطرد: «نحن نتحدث عن منطقة مضطربة، ونحن جزء منها»، لافتاً إلى أن مشروع إقامة دولة دينية في مصر لم ينجح في المنطقة، بما تعني هذه الكلمة من تحديات للمنطقة ولشعب مصر الذي رفضها. وأشار السيسي إلى أن الدولة المصرية وفرت حياة كريمة لأكثر من 250 ألف أسرة كانت تعيش حياة غير آدمية على الإطلاق. وأضاف: «عندما نتحدث عن وجود قوائم انتظار للمرضى، كانت مصر تستطيع أن تعالج 10 آلاف مواطن في السنة وتدبر الموارد إلى 10 آلاف مريض، ولكن عندما تقوم مصر خلال الـ8 شهور الماضية بعلاج 10 آلاف مواطن شهرياً، بمعدل 120 ألف حالة انتظار لعلاجات ضخمة، فحينما توفر الدولة المصرية هذه العناية والرعاية إلى 120 ألف مواطن وتسعد أسرهم، فإنها بذلك تراعي حقوق الإنسان من منظور آخر شامل، غير المنظور الذي يتحدث عنه البعض، ومع كل تقديري لمنظور المدونين، وأؤكد على أن مصر ستواصل العمل والجهد والمثابرة بجانب أبنائها من أجل رعاية مواطنيها والنهوض بهم وبالوطن». وأضاف: «لا أريد اختزال مسألة حقوق الإنسان في مصر، ومع كل التقدير لآراء الناس، لكن آراءهم أمرٌ، وهدم الدولة أمر آخر، وأرجو ألا نكون بمنأى عما حدث في المنطقة من قبل، حيث كادت مصر أن تسقط مع الدول التي سقطت آنذاك». وتساءل السيسي: «في تصوري ماذا كان بإمكانكم أن تقدموه لمصر عندما تتحول الدولة المصرية إلى حرب أهلية؟»، وأضاف: «أحدثكم بمنتهى الصراحة والشفافية والمباشرة، لقد قلت هذا الكلام في أول لقاء منذ 3 سنوات في البرلمان». وأشار السيسي إلى شعبيته، مؤكداً أنه «لا يقبل بأن يكون الرأي العام في مصر، أو الغالبية المصرية، رافضاً لوجوده، ويستمر رغم ذلك»، وأضاف: «وأنا أقولها لكل المصريين للمرة العاشرة، أنا أقف هنا بإرادة مصرية، ولو اختفت تلك الإرادة سأتخلى عن موقعي فوراً، والعالم كله يسمع هذا الكلام الآن».

 

محرك ملفات التحقيق مع نتنياهو يرجح اتهامه بالرشوة والمفوض السابق أعاد الحديث عن محاولة رئيس الوزراء التدخل في التحقيق

رام الله/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19/استبعد المفتش العام السابق للشرطة الإسرائيلية، روني الشيخ، ألا تُقَدم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهمة الرشوة. وقال الشيخ الذي دخل في مناكفات مع نتنياهو، إبان تسلمه قيادة الشرطة، بسبب التحقيقات مع الثاني، قبل أن يغادر منصبه العام الماضي: «أجد صعوبة في تصديق أن القضية ضد نتنياهو ستنتهي من دون تقديم لائحة اتهام». ورداً على سؤال حول ما إذا قامت الشرطة بتلفيق ملف لنتنياهو، أجاب الشيخ: «ليست لدينا القدرة على تلفيق ملف، والشرطة لا تقرر ما الذي يجب أو لا يجب التحقيق فيه. وهي لا تستطيع الانطلاق للتحقيق من دون قرار من قبل المستشار القضائي، وفي هذه الحالة، الشرطة لا تستطيع تلفيق أي ملف». وحول المناكفات بينه وبين نتنياهو عن تسريبات متعلقة بالتحقيقات، عقب الشيخ: «لم أقم أبداً بتسريب شيء. الصحافيون يعلمون أن الشرطة لا تسرب حول هذه التحقيقات. أنا لا أؤيد التحقيق في التسريبات فحسب؛ بل كتبت رسالة دعوت فيها إلى التحقيق. أعرف النتيجة لأنني أعرف من أين تأتي التسريبات». واتهم الشيخ نتنياهو مجدداً باستئجار محققين خاصين ليتحروا حول التحقيق بشأنه. وأضاف أنه «كانت هناك تهديدات أيضاً»، دون أن يدلي بتفاصيل أوفى. وتعقيباً، قالت مصادر في «الليكود» إن المفتش العام السابق «يكرر التلميح الكاذب إلى أن السيد نتنياهو استأجر محققين خاصين ضد محققي الشرطة، وعندما يؤمن مفتش الشرطة بهذه المؤامرة الوهمية، فكيف يمكن توقع محاكمة عادلة؟ لا عجب أن الشيخ ينضم إلى ضغوط اليسار على المستشار القضائي للحكومة، لتقديم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء نتنياهو». ونتنياهو، مُشتبه به في 3 ملفات، أهمها الملف «4000» الذي يدينه بتقديم تسهيلات ضريبية، أثناء شغله منصب وزير الاتصالات، لشركة الاتصالات الإسرائيلية «بيزيك»، لقاء الحصول على تغطية صحافية جيدة، من موقع «والا» الإخباري الذي يملكه شاؤول ألوفيتش، وهو نفسه مالك شركة «بيزيك».

ويحاول محامو نتنياهو إقناع المستشار القضائي للحكومة أفيخاي ماندلبليت، بتأجيل أي قرارات بخصوص الملفات التي يجري التحقيق مع نتنياهو بشأنها إلى ما بعد الانتخابات، لكن ماندلبليت رفض. وتوترت العلاقة بين نتنياهو وماندلبليت، على خلفية إصراراه على البت في الملفات قبل إجراء الانتخابات. وطلب نتنياهو من ماندلبليت إصدار تعليماته فوراً، لفتح تحقيق في التسريبات التي تجري للإعلام حول التحقيقات ضده في ملفات الفساد. وجاء في رسالة بعث بها محامو نتنياهو إلى ماندلبليت، أن «التحقيق يجب أن يجري من قبل قسم التحقيقات عبر رجال الشرطة في وزارة القضاء. إدارة التحقيق في الشرطة، وأي جهة أخرى مخوَّلة». وأضافوا أنه «تم فقدان السيطرة على التسريبات في الأيام القليلة الماضية، وأن سيول التسريبات تضر بالحقوق الأساسية لرئيس الحكومة، وبالأخص الحق في إجراءات قانونية سليمة وعادلة، والحق في ممارسة افتراض البراءة». والمعركة بين نتنياهو والشرطة حول التسريبات بشأن التحقيق معه، مشتعلة منذ فترة الشيخ. وطالما هاجم نتنياهو مسؤولين كباراً في الشرطة الإسرائيلية، وعلى رأسهم الشيخ، على خلفية التحقيق معه. وطالب نتنياهو في تصريحات سابقة محققي الشرطة معه، بالتنحي؛ لأنهم يؤمنون بادعاءات مجنونة، في إشارة إلى الشيخ، الذي لمح عندما كان على رأس عمله بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، ربما أرسل محققين خاصين لجمع معلومات عن رجال الشرطة الذين يحققون معه. وقال الشيخ ذات مرة إن معاملة رئيس الحكومة الإسرائيلية له تغيَّرت منذ انطلاق التحقيقات ضده.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن وزير الأمن العام غلعاد أردان، أنه لن يمدد فترة ولاية رئيس الشرطة روني الشيخ، مشيراً لإنهاء ثلاث سنوات صاخبة شهدت قيام المفوض بالتحقيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول سلسلة من التحقيقات في الفساد. وكان الشيخ قد عُين في هذا المنصب في ديسمبر (كانون الأول) عام 2015، بعد عمله في جهاز الأمن الداخلي «شين بيت»، وكان يأمل في أن يُطلب منه البقاء في العمل لمدة عام رابع عادي، عندما تنتهي فترة ولايته التي تمتد لثلاث سنوات حتى ديسمبر 2018.والمدة الرسمية لمفوض الشرطة في إسرائيل هي ثلاث سنوات؛ لكن من النادر ألا تمدد فترته إلى أربعة سنوات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» لتعزيز ذراع إيران

رندة تقي الدين/الحياة/30 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71647/71647/

هل يطمح «حزب الله» في لبنان الى صيغة تفاهم مع سنة ودروز موالين لسورية وايران، على غرار التفاهم الذي تم بينه وبين «التيار الوطني الحر» الذي انشأه صهر الرئيس اللبناني جبران باسيل لتغيير صيغة التوازن الطائفي في لبنان؟

وهل يتطلع السيد حسن نصر الله الى ان يصبح هذا التوازن بثلث للمسيحيين وثلث للشيعة وثلث للسنة تابعين لنظامي ايران وسورية؟

كتب السفير الاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان لمؤسسة بروكنغز الاميركية العريقة مقالاً بالغ الاهمية عنوانه «حزب الله انجح ما صدرته الثورة الايرانية وهو الآلية الاهم للقتل والتخريب في المنطقة ودوليا»، ويرى فيلتمان ان مثل هذا التغيير اذا حصل يضمن لـ «حزب الله» بشكل دائم ودستوري ثلثاً معطلاً لكل قرارات الحكومة والبرلمان».

مما لا شك فيه ان «حزب الله» اليوم هو في لبنان صاحب التعطيل وصاحب القرار بتغطية الذين يعدون انفسهم ليكونوا في سدة الرئاسة. واصبح له دور كبير في ضمان بقاء الرئيس السوري لكونه كان حاميه. والآن ابلغنا الأمين العام للحزب انه سيحمي ايران من الضربات الاسرائيلية في سورية. فتحول «حزب الله» حسب هذا المنطق الى قوة موازية للقوة الروسية في سورية. وفي لبنان جاءنا الحزب ببدعة اللقاء التشاوري لتعطيل تشكيل الحكومة، ليس لانه لا يريد حكومة بل لانه قرر اختيار مجموعة نواب سنة تابعة لايران وللنظام السوري كتغطية سياسية لنفوذه، على غرار التغطية المسيحية المتمثلة بالتفاهم مع «التيار الوطني الحر». فالحزب ينقل نموذج نظام الاسد في البحث عن موالين سنة ومسيحيين، لكنه قد يكون بحاجة الى تشكيل حكومة في لبنان يكون رئيسها سعد الحريري، فهو مدرك ان كل مساعدات الغرب ومؤتمر سيدر تسقط اذا استبدل الحريري بسني موال له. وهو يعطل على رغم انه بحاجة الى حكومة ليظهر ان لديه بدائل سنة، لكن بدائله لا يمثلون اي قاعدة شعبية لدى هذه الطائفة لكونهم من صنع «حزب الله». واصرار الحزب على الحصول على وزارة الصحة هو لحاجته الماسة الى الاموال التي تدخل من هذه الوزارة. فايران اليوم تحت عقوبات اميركية وتعاني من مصاعب مالية كبيرة، ما يؤثر على موازنة «حزب الله» ورواتب مقاتليه الذين يحاربون في سورية دفاعا عن النظام.

ان تشكيل الحكومة في لبنان لن يحل مشاكل البلد الضخمة والعميقة، فالبلد يحتاج الى الاصلاحات الضرورية، والطبقة السياسية في البلد خيبت آمال اللبنانيين لانها مسوؤلة عن تدهور اوضاعه المعيشية الكارثية والبيئية والتعليمية، وعلى رغم ذلك هناك بصيص امل بتشكيل الحكومة من اجل تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر الذي يبتعد مع كل يوم يتم فيه تأجيل التشكيل، والدول الصديقة مثل فرنسا تتخوف من انهيار مالي مع انفجار تراكم الدَين.

«حزب الله» يريد سعد الحريري على رأس الحكومة لانه يعرف ان مساعدات الغرب للبنان لن تأتي اذا انسحب الحريري، وفي الوقت نفسه يبحث ايضاً عن تغطية سنية موالية له ضد الحريري تتضمن دروزاً تابعين لبشار الاسد. والاسد يسعى الى اضعاف الزعامة الدرزية الوحيدة الممثلة بوليد جنبلاط، علماً أن نظامه فشل في القضاء على هذه الزعامة بجريمة اغتيال كمال جنبلاط الذي حافظ على ارثه ابنه وليد.

ولسوء حظ لبنان انه طالما هناك مسيحيون وسنة ودروز يهرولون لتفاهمات مع حزب ينفذ تدخلاً وتخريباً ايرانياً في المنطقة، من لبنان الى العراق وسورية واليمن، لن يساهم ذلك لا في استقرار هذا البلد ولا في انتعاشه. فالمحور الايراني السوري الروسي يظهر للبعض انه الاقوى اقليمياً، لكنه الاضعف داخل بلدانه، والدليل على ذلك الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في الدول الثلاث.

قوة السلاح تعطي نفوذاً، لكن الافلاس والبؤس والتدهور المعيشي تسقط هذا النفوذ عاجلا ام آجلا بعد الخراب.

 

لماذا "ولاية الفقيه" حدث طارئ في السياق الشيعي العربي

علي الأمين/العرب/30 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71644/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d9%8a%d9%87-%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d8%b7%d8%a7%d8%b1/

“ولاية الفقيه” السياسية وما تمثّله على مستوى نظام الحكم، حدث طارئ في السياق الشيعي التاريخي، الشيعة العرب ومنهم اللبنانيون في القرن العشرين اندمجوا في السياق الاجتماعي والسياسي، وكانوا جزءا من الاجتماع العربي العام، وكانت المؤسسة الدينية المتمثلة بالحوزة العلمية في النجف الأشرف وامتداداتها في البيئات الشيعية، لا تعارض الواقع السياسي والسلطة، لكنها لا تعطي شرعية له، فوظيفة الحوزة العلمية كانت إدارة الملة.

ولاية الفقيه شيء مختلف ولا يزال طارئا في السياق الفقهي والسياسي، هذه الولاية رسّخت نفسها وتمددت كقوة عسكرية أمنية مالية، وليس كبعد ثقافي، هي أخذت شكل الصواريخ في لبنان، ولم تستطع أن تدخل حوزة النجف لتتحول إلى مسار فقهي، فموقف النجف لا يزال يعتبرها بدعة.

ولاية الفقيه أمسكت بموارد دولة، وسيطرت من خلالها على المؤسسات الدينية في إيران، وحولتها إلى أداة من أدواتها، وتحاول من خلالها التأثير في المجال الشيعي العربي.

لم تستطع أن تغير المزاج الشيعي، نجحت في إنتاج دوائرها الخاصة، وهي دوائر قائمة على بنية أمنية وهرمية ولم تستطع أن تخترق المجتمع إذ يوجد مجال شيعي بمعناه الثقافي والفقهي والمجتمعي عجزت ولاية الفقيه في اختراقه وهو لا يزال موجودا وقائما بتنوعه.

كما أنها لا تتناغم مع المزاج الشيعي العربي، والمزاج العربي عموما، ففي ولاية الفقيه شيء من الكسروية (نسبة إلى ملك الملوك كسرى) فنمط المُلك السياسي في المجتمعات العربية طابعه عائلي، فيما العقل الكسروي يتسم الحاكم فيه بخصائص إلهية.

المشكلة في عدم بروز هذا المجال الشيعي العربي الراسخ، هو نتيجة عدم وجود مشروع عربي، أي في غياب الجهة التي تستطيع أن توظف هذه الظاهرة. فحال التخبط العربي، لم يولد خطابا عربيا جامعا، قادرا أن يستوعب ويستثمر هذا المجال الشيعي الثقافي والفقهي والمجتمعي. لذا فولاية الفقيه في تمثّلاتها العربية، خلقت واقعا سياسيا وأمنيا نتيجة الفراغ العربي، ونتيجة الارتباك الشيعي في التموضع.

حزب الله يقوم نفوذه في المجتمع على ضخ المال والسلاح والسيطرة على المؤسسات الرسمية والمدنية والدينية، كأي نظام استبدادي يفرض سلطته وخطابه بالقوة المادية

من الأساس لم تقم نظرية ولاية الفقيه على قاعدة علمية، كما الماركسية على سبيل المثال التي لا تزال توصف كنظرية علمية، ولاية الفقيه ليست لديها هذه البضاعة، هي نفسها على هامش الفقه الشيعي، وأرضيتها الاجتهادية ركيكة. غير قابلة للتطبيق في أي مكان ولا للتعميم، نظرية سياسية لم يمكن تطبيقها إلا في إيران، وهذه الوضعية تفقدها صفة النظرية.

حتى في إيران، أنتجت واقع قوة مدعم بالعناصر اللازمة لاستمراريتها، لم تنتج نظرية في السلطة، بقيت سلطة تبحث عن مسوّغ ديني، فضخمت المضمون الديني فيها، لأجل أن تحفظ استمراريتها وبقاءها سلطة تستمد مشروعيتها من الله. هل هذه نظرية سلطة؟!

ولاية الفقيه التي قدمها الإمام الخميني هي سلسلة محاضرات ألقاها في فترات مختلفة، وهي تفتقد الأرضية الفقهية على ما أكد معظم المراجع والعلماء الشيعة (السيد الخوئي- الشيخ شمس الدين).

وقد يطرح سؤال هل استطاعت ولاية الفقيه أن تغير الهوية الشيعية العربية؟ الولاء لحزب الله كمعبّر عن ولاية الفقيه على سبيل المثال. لم يكن لدى شيعة لبنان ولاء ثقافيا، ولأن طبيعة الأمور تفرض أن الأكثرية السنية في البيئة العربية فشلت في صوغ مشروع عربي، وتمّ اختراقها من قبل جماعات إرهابية وعنفية وإلغائية، فالجمهور الشيعي انحاز لحزب الله باعتباره قوة أمنية عسكرية وتوفر الحماية، لا لكونه خيارا سياسيا أو ثقافيا أو فقهيا. فحزب الله يعوّض لك كشيعي لبناني عقدة التهميش ولكن ولا مرة نجح في إقناع الشيعة أنه حالة ثقافية أو فقهية.

إلى جانب ذلك عدم وجود أو عدم رسوخ الخبرة السياسية لدى الجماعة الشيعية، ساهم في جزء من الاغتراب عن الواقع العربي، كما أن الواقع العربي تتحكم به وتتصارع فيه مشاريع سلطة وليس فيه مشاريع مواطنة تحترم التنوع.

أما العراق فلديه مكونان على هذا الصعيد: المكون الأول الحوزة الدينية، فحوزة النجف مؤسسة على معادلة تقوم على التكيّف مع المحيط العربي، وهي تتبنى مشروع الدولة المدنية.

المكون الثاني استقلالية العراق، فالعراقي غير مضطر أن يكون تابعا، وليس لديه عقدة نقص أو شعور دونيّ تجاه الإيراني أو سواه كما هو الحال في لبنان. هذان المكونان يمكن لهما أن يولدا مسارا شيعيا عربيا بقاطرة عراقية يضيق مساحة ولاية الفقيه. وحتى اليوم يمكن أن نلاحظ بيسر أن ولاية الفقيه لم تستطع رغم نفوذ الدولة الإيرانية من أن تغير في هوية النجف الراسخة أو في جعل قيادات دينية وسياسية وازنة أن تتبنى هذه الولاية.

يمكن أحيانا ملاحظة بعض الرضوخ للنفوذ الإيراني، لكنه رضوخ لسلطة أمنية وسياسية وليس لولاية الفقيه.

المشهد الاجتماعي والثقافي العميق في العراق، لم تغيره ولاية الفقيه، ولم تتحول إلى حالة راسخة في المجتمع، وكما هو حال حزب الله في لبنان، هي حالة يقوم نفوذها في المجتمع على ضخ المال والسلاح والسيطرة على المؤسسات الرسمية والمدنية والدينية، كأي نظام استبدادي قادر على أن يفرض سلطته وخطابه والولاء له بالقوة المادية. لكن يمكن ملاحظة أن البيئة الشيعية العربية بدت ضعيفة أمام اكتساح ولاية الفقيه كقوة نفوذ، وذلك نتيجة لأمرين: عنصر التهميش للبيئة الشيعية العربية، الذي أعاق بلورة تصور فقهي حول الانتظام السياسي الحديث والمعاصر، رغم ذلك ظلّ المسار التقليدي للحوزة الدينية في النجف، يشكل عنصرا فيه من الإيجابية تجاه الاجتماع السياسي العام، فالحوزة تعاملت مع الشأن السياسي والسلطة على وجه الخصوص بواقعية، لم تعطه شرعية ولكن لم تنافسه أو تزاحمه على مجاله. فالعقل الديني الشيعي والذي عبّرت عنه الحوزة، اعتبر نفسه مستقيلا من المشهد السياسي، فالحوزة النجفية أقالت نفسها من المشروع السياسي ومن العمل السياسي.

ويستند ذلك إلى فكرة ولاية الأمة على نفسها، التي تقوم على أن ليس للمؤسسة الدينية سلطة منفصلة عن دائرة الاجتماع، بطريقة أخرى المؤسسة الدينية مؤسسة اختصاص كالاختصاصات الطبية والهندسية وعلم الاجتماع والاقتصاد وغيرها من مجالات العلم.

الفقه الشيعي تأسس في بيئة بغداد في القرن الثالث الهجري مع الشيخين الطوسي والمفيد، أي تأسس في بيئة عقلية كلامية. وتيار المعتزلة شكل ذروة التنوير في العقل الإسلامي والتشيّع بمعناه الفقهي خرج من هذا التيار وهذا التنوير، العقل مرجعية والعقل هو الفيصل. لذا فالعقل الشيعي الاثني عشري يستطيع أن يتكيّف مع المتغيرات لأن قاعدته عقلية.

العقل الفقهي الشيعي براغماتي “ننتظر الإمام المهدي ونتكيّف ونتعاون مع الواقع. وهذا بحد ذاته يحول دون أسر الاجتماع السياسي بفتاوى سياسية، ويتيح مجالا للتنوع وللخيارات السياسية، ولا يسقط في فخ تكفير المجتمع. وهو ما نشأ كعنصر مؤسس للعديد من حركات الإسلام السياسي في البيئة السنية، واستلهمها الإسلام السياسي الشيعي في حزب الدعوة وفي ولاية الفقيه لاحقا. هي ظواهر تبقى على هامش المكوّن الشيعي العربي.

لا يمكن النظر إلى الإسلام الشيعي في لبنان من خارج أزمة الاجتماع السياسي العربي، والتنوع لدى الشيعة اللبنانيين والعرب عموما هو الحقيقة المجتمعية الراسخة، التي تشكل ولاية الفقيه عنصرا طارئا وغريبا، هي ظاهرة عاجزة بطبيعتها أن تنتج وعيا ثقافيا وفقهيا راسخا في الاجتماع الشيعي، وعاجزة عن أن تقدم منجزا فكريا أو ثقافيا ولا حتى فقهيا. إنها على السطح ليس أكثر.

علي الأمين/كاتب لبناني

 

موسكو «تبيع» إيران و»حزب الله» في سوريا!  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019

يوماً بعد يوم، تظهر ملامح الانقلاب السياسي الآتي إلى الشرق الأوسط من بوابة سوريا. والإطلالة الأخيرة للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أكدت ذلك. فللمرة الأولى، بَدا توقيت الإطلالة أشدّ أهمية من مضمونها، لأنّ مقابلة الـ3 ساعات، بعد صمت 3 أشهر، لم تحمل جديداً بارزاً، لا في المسائل الداخلية ولا المسائل الإقليمية. وبدا واضحاً أنّ «الغَيْبة» التي كثرت الشائعات حولها لم تكن سوى فترة «عصف فكري» لاتخاذ القرار المناسب: كيف سيواجه «حزب الله» تحديات المرحلة المقبلة؟

ما كان يتوقعه المحلّلون من تباعدٍ إيراني - روسي في سوريا بدأ يظهر إلى العلن. ومع كل غارة إسرائيلية تُشَنُّ على مواقع وتجمعات ومستودعات لإيران و»حزب الله» في سوريا، ينكشف صمت روسي يحمل في طياته موافقة ضمنية.

فالروس يضعون أيديهم على منظومة صواريخ «إس 300» التي يمكنها أن تتكفّل بإحباط أي ضربة إسرائيلية، لأنها قادرة على كشفها باكراً والتصدّي لها وتعطيلها.

الواضح، وفق المحللين، أنّ موسكو تلتزم تفاهماً مشتركاً مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتحظى بدعم تركيا والقوى العربية الأساسية. ويقضي التفاهم بمنع

إيران من تشكيل منطقة نفوذ لها في سوريا، وإبعادها فوراً إلى مسافة تفوق الـ100 كيلومتر عن الحدود مع إسرائيل في الجولان.

في عبارة أخرى، إنّ التغطية التي يحظى بها الروس في سوريا، مقابل الحفاظ على حليفهم نظام الأسد إلى ما بعد إنجاز الحلّ السياسي، مرهونة بمنع التمدُّد الإيراني. أي: ليس مسموحاً أن ينفِّذ الإيرانيون في سوريا نموذج «حزب الله» في لبنان، بخلق ثنائية الدولة والفصيل المسلّح.

ولذلك، تواترت المعلومات أخيراً عن مفاوضات بين روسيا وإيران حول مستقبل وجود «فيلق القدس» في سوريا. وكان دور الأسد في هذه المسألة أقرب إلى الحياد. فهو يحتاج إلى دعم الطرفين معاً: الروس يقدّمون له ضمانا دوليا وإقليميا وعسكريا وأمنيا لا يمكن المسّ به لاستمراره، كما أنّ الإيرانيين ما زالوا يضطلعون بدور فاعل في المعارك البرّية.

وربما كان الأسد مرتاحاً إلى أنّ الروس يمسكون بقرار استخدام صواريخ «إس 300» لأنّ ذلك يحرّره من مسؤولية المواجهة الاضطرارية مع إسرائيل، وردّ الجميل لإيران بالدفاع عنها. وهذه المواجهة يمكن أن تكون مدمِّرة له إذا قرَّر دخولها.

في السابق، كان الكلام على خلاف إيراني - روسي في سوريا مجرد تحليلات. إلّا أنّ إيران ذهبت أبعد من ذلك، قبل أيام، إذ كانت واضحة في اتهام موسكو بالتنسيق مع إسرائيل في مسألة الضربات على سوريا. كما أنها غمزت من قناة الأسد للمرّة الأولى.

فقد تحدّث رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، عن «تنسيق» بين الهجمات الإسرائيلية والدفاعات الروسية التي بقيت «مستقرة». كذلك شكَّك في الإحصاءات التي أعلنتها «مصادر سورية» عن مقتل 12 إيرانياً في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

ولم يكن الردّ الروسي أقلّ قساوة ووضوحاً، إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: «روسيا ليست حليفة لإيران في ما يتعلق بوجودها في سوريا، وأمن إسرائيل هو أحد أهم أولوياتنا. ونحن لا نستخف بأهمية التدابير التي من شأنها أن توفّر ضماناً أمنياً قوياً لدولة إسرائيل».

وأضاف: «الإسرائيليون يعرفون ذلك، والولايات المتحدة وكل الأطراف الأخرى، بمَن فيهم الإيرانيون والأتراك والحكومة في دمشق. ومن غير الصحيح تصنيف روسيا وإيران كحليفتين، وهما «تعاونتا فقط» في سوريا. والإيرانيون كانوا مفيدين جداً عندما عقدنا مؤتمر سوتشي، لكننا لا نتشارَك النظرة نفسها في كل ما يحدث».

ومعلوم أنّ موسكو هي التي أقنعت إيران بالانسحاب إلى مسافة 100 كيلومتر من الحدود في الجولان. وقد جاء ذلك بتدبير روسي - إسرائيلي عقب الزيارة التي قام بها لإسرائيل، في تموز الفائت، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الأركان فاليري جيراسيموف ولقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان الجيش والأمن. ويتردّد أن الطرفين تفاهما على التزام قواعد الاتفاق الذي تمّ بينهما في العام 2015، الذي ترافق مع دخول موسكو الحرب السورية مباشرة. كذلك كرّس الطرفان هذا التفاهم عقب سقوط المقاتلة الروسية فوق سوريا، في أيلول الفائت، والذي حمّل الروس مسؤوليته لإسرائيل.

وفحوى التفاهم هو أنّ لإسرائيل هامشاً في ضرب الأهداف التابعة لإيران و«حزب الله» والتي تعتبرها خطرة عليها، بالتنسيق الكامل مع موسكو، ومن دون المسّ لا بقواتها الموجودة في سوريا ولا بالقوات التابعة لنظام الأسد. ويبدو أنّ هذا التفاهم سيبقى سارياً - لجهة تحييد الأسد- ما دام هو يُحيِّد نفسه.

ويعتقد البعض أنّ الرئيس فلاديمير بوتين أخذ على عاتقه عملية الإخراج المناسبة لخروج إيران من سوريا. ويرى هؤلاء أنّ قرار الإدارة الأميركية بالانسحاب من سوريا مرهون بالصفقة التي يرعاها الروس، والتي تتضمن خروج إيران. فلا يمكن أن يمنح الإسرائيليون والأميركيون هذا الهامش لموسكو في سوريا، من دون ضمان منها بالمساعدة على إخراج إيران من الساحة.

وبالتأكيد، لا يمكن للدول العربية، ولاسيما منها تلك الحليفة للمملكة العربية السعودية، أن تبدأ بالعودة إلى الأسد أو أن تعيده إليها، ما لم تحصل على ضمان روسي بفكّ الارتباط بينه وبين إيران. لكن آخرين يعتقدون أنّ بوتين، الذي يتقن اللعب جيداً، يبالغ في الإيحاء بوجود تباعد بينه وبين إيران في سوريا، لأنّ ذلك قد يشجّع الرئيس دونالد ترامب على الرحيل سريعاً من هناك وإخلاء الساحة للاعب الروسي.

أيّاً يكن الأمر، فإنّ الاستحقاق يقترب في سوريا: موسكو «ستبيع» حلفاءها في سوريا من أجل أن تقبل بها القوى الدولية والإقليمية راعية للتسويات هناك، وإيران ستعاند كثيراً دفاعاً عن نفوذ كَلّفها كثيراً بالمال والرجال وتراهن عليه بصفته مسألة حياة أو موت. فأين سيقف الأسد في النزاع المنتظر بين الحليفين «اللذين لهما أفضال عليه»؟ وماذا سيفعل «حزب الله»؟ من هنا يمكن أن تبدأ القراءة المناسبة لكل تطورات المرحلة المقبلة في لبنان، وفَهْم الإطلالة الأخيرة للسيّد نصرالله، ورسم التوقعات للأزمة الحكومية وسائر التفاصيل الداخلية المملّة.

 

موفد مالي أميركي «مُتشدِّد» في بيروت  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019

على وقع المواجهة المفتوحة بين واشنطن وطهران وحلفائها، تستقطب الساحة اللبنانية مزيداً من الموفدين الأميركيين. فبعد نائب وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل وقائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال جوزف فوتيل، يصل الى بيروت في الساعات المقبلة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب ماريشال بيللينغسليا في مهمة استثنائية لمراقبة تنفيذ العقوبات التي تستهدف المنظمات الإرهابية والتثبّت من تطبيقها. وعليه، ما الذي يريده؟ وما هو المنتظر؟

تنتظر بيروت في الساعات المقبلة وصول ماريشال بيللينغسليا (Billingeslea Marechal) على رأس فريق من معاونيه من الخبراء الماليين من وزارة الخزانة الأميركية، وعدد من مسؤولي البنوك الأميركية الكبيرة التي تشكل وسيطاً مالياً دولياً بين واشنطن والعالم، المُكلفين مراقبة حركة الأموال الدولية بغية مواجهة المجموعات التي تمتهن تبييض الأموال بين الدول، وتجفيف الأموال التي تشكل مصدر تمويل للمنظمات الإرهابية التي تلاحقها واشنطن في مختلف انحاء العالم ومنها «داعش» و»حزب الله»، خصوصاً في الشرق الأوسط.

ليست المرة الأولى التي يزور بيللينغسليا فيها لبنان، فهو مكلّف بهذه المهمة منذ سنوات عدة، وسبق له أن زار بيروت قبل عام حيث أمضى فيها يومي 22 و23 كانون الثاني 2018 جالَ خلالهما برفقة السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد على جميع المسؤولين اللبنانيين بلا استثناء، وشملت جولته كلّاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، وزير المال علي حسن خليل، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، وأركان جمعية مصارف لبنان، وأعضاء اللجنة الإدارية في اتحاد المصارف العربية.

بداية، تجدر الإشارة الى انّ مهمة الموفد الأميركي الجديدة أدرجت رسمياً كما ارادت الإدارة الأميركية في وضع برنامج عمله تحت عنوان «الشراكة اللبنانية ـ الأميركية في مجالات مكافحة تمويل الإرهاب». فلبنان شريك أساسي في هذه المهمة، وملتزم بتطبيق كل القرارات والقوانين التي ترعى حركة الأموال غير الشرعية في العالم، وخصوصاً عبر المصارف الأميركية الوسيطة بين مختلف القطاعات المصرفية في العالم. ولذلك، سيتركّز النقاش على طريقة تنفيذ هذه القرارات، وخصوصاً تلك التي تعني القطاع المصرفي في لبنان على قاعدة «الشراكة الوثيقة التي تقيمها الحكومة الأميركية مع المصرف المركزي والمؤسسات المالية اللبنانية». فلا يمكن تجاهل إصدار الكونغرس الأميركي قبل أشهر قانوناً جديداً بهدف ملاحقة ما يسمّى «التمويل الدولي» لـ»حزب الله»، والمعروف بقانون (HIFPA II)، الذي تمّ تعديله أخيراً من أجل أن «يستهدف الأنشطة المالية لـ»حزب الله» في كل أنحاء العالم» وبنحو منفصل عن بقية القوانين المشابهة. كذلك يحدد آلية مراقبة مصادرها والسعي الى تجفيفها وقطعها نهائياً كما بقية المنظمات المستهدفة بالقرارات الأميركية المماثلة.

من الواضح انّ الجانب اللبناني فهم ويتفهّم مضمون الرسالة الأميركية ومهمة الوفد قبل وصوله الى بيروت. فالمفاوضات جارية في بيروت وواشنطن، ولم تنقطع الرسائل التي نقلها الموفدون الأميركيون. واكدت بيانات أميركية سابقة، ومنها البيان الذي صدر العام الماضي عن السفارة الأميركية في بيروت في نهاية جولة بيللينغسليا- والذي يمكن اعتبار انّ مضمونه ما زال ساري المفعول - عندما قال في وصفه للزيارة ما حرفيّته: «مناقشة مكافحة عمليات التمويل غير المشروع» ومكافحة «النشاط الإيراني المؤذي في لبنان»، طريقة تثبيت التزام الولايات المتحدة مساعدة لبنان على حماية نظامه المالي من «حزب الله» وتنظيم «داعش» ومنظمات إرهابية أخرى. مع التشديد على اللبنانيين «اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان أن لا يكون «حزب الله» جزءاً من القطاع المالي».

وشدد البيان، بالإضافة الى هذه الشراكة الأميركية ـ اللبنانية، على «أهمية الالتزام بالعقوبات الأميركية» مقابل «التزام الولايات المتحدة العمل مع لبنان لحماية نظامه المالي وتعزيزه ودعم لبنان القوي والمستقر والمزدهر».

وفي المعلومات انّ الموفد الأميركي يحمل معطيات جديدة تتصل باستخدام جهات عربية إرهابية النظام المصرفي اللبناني لتهريب وتبييض الأموال، او تخصيصها لأعمال ارهابية سعياً للتثبت منها. وفي إحدى الروايات انّ مصرفين لبنانيين أو ثلاثة استخدموا عن قصد او غير قصد في هذه العمليات، ومنها ما سمح بعبور 3 مليارات من «الدولارات العربية» عبر نظام أحد المصارف اللبنانية الذي وضع تحت المراقبة منذ فترة الى جانب مصرفين آخرين، حسبما كشفت المرحلة الأولى من التحقيقات. وفي انتظار استكمالها والتحقق من بعض التفاصيل، يتوقع ان تتخذ الإدارة الأميركية قرارات صارمة بحق المسؤولين في هذه المصارف قياساً على حجم الخطأ المرتكب في حالتي المعرفة المسبقة بالعملية المالية، او في حال حصول خرق مالي غير متعمد.

وعلى هذه الخلفيات ينتظر لبنان الموفد الأميركي - المعروف لديه جيداً - بعدما فتح الملفات السابقة التي كانت موضوع نقاش وضمّت الى الجديد المتوافر من الإجراءات الأميركية والتقارير التي وصلت في المراسلات الأخيرة، وتلك التي يحملها الموفد الأميركي معه، ولاسيما منها تلك التي تتصل بالدعوى الأميركية امام احدى المحاكم الخاصة ضد 12 مصرفاً لبنانياً إتهمهم مصابون اميركيون، إدّعوا انهم من المتضررين من حرب العراق، بتمويل «حزب الله» ومجموعات ميليشيوية عراقية. على رغم من أنها دعوى خاصة بالقضاء الأميركي ولا تتصل بأي شكل من الأشكال بالآلية المصرفية والمالية التي تديرها وزارة الخزانة الأميركية رسمياً. وبناء على ما تقدم ينتظر لبنان الرسمي، ومعه المسؤولون في القطاعين المالي والمصرفي، زيارة بيللينغسليا لمناقشة آخر التطورات في قوانين العقوبات الأميركية ومدى انعكاساتها على لبنان، في وقت يعاني القطاع المصرفي هجمة بالغة الخطورة تتزامن وأزمة اقتصادية اكثر خطورة، وهو ما أكسبَ الزيارة هذه المرة أهمية بالغة. فهي تجري في توقيت دقيق جداً، تتزاحم فيه الملفات المالية مع الأمنية وتلك الخاصة بتشكيلة الحكومة المتعثرة.

 

هكذا أطاحت جلسات باريس... تفاهمات بيروت 

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019

مرةً جديدة، أعادت الأجواءُ الباريسية بثّ مناخات التفاؤل إزاء إمكانية تأليف الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة، معطوفة على المهل التي وضعها كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري لنفسيهما، حيث بدا أنّ الانفراجَ الحكومي بات قريباً وفي إمكانه إخراج مشاورات التأليف من عنق الزجاجة. وبالفعل، إستُهِلّت الجولة الجديدة من المشاورات بلقاءٍ جمع الحريري برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الاثنين الماضي، انتهى بتصريح مفاجئ للأخير أعلن فيه وجودَ «إمكانية حقيقية» لتشكيل الحكومة.

على هذا الأساس قصد الحريري عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري للتشاور مجدداً حول إمكانية حصول تبادل في بعض الحقائب الوزارية، وذلك ربطاً بطلب باسيل الحصول على حقيبة وزارة البيئة التي جُيِّرت وفق النسخ الأولى للحكومة، إلى حركة «أمل»، ما استدعى تمني الحريري على بري إجراء تبديل جديد من شأنه أن يحلّ هذه الأزمة. عملياً، تفيد المعلومات أنّ انتقال الحريري إلى البند الثاني من العراقيل، والمقصود به الحقائب، أتى نتيجة إشارة باسيل أمام رئيس الحكومة الى استعدادِه لمعالجة أزمة تمثيل «اللقاء التشاوري» من حصة رئيس الجمهورية، على قاعدة أن يكون الوزيرُ أحد الأسماء التسعة، على أن تتمّ معالجة مسألة تموضعه وتصويته لاحقاً، مع العلم أنّ «اللقاء التشاوري» لا يزال حتى اللحظة خارج دائرة التداول، أقلّه في الشكل الرسمي.

هكذا، قرّر رئيس الحكومة الانطلاق من هذه «الوديعة» لحلّ معضلة الحقائب، ولو أنه جوبه من جميع الأطراف التي التقاها على طريق الحلّ بسؤال مركزي مفاده: هل أنت واثق من نيات باسيل؟

كان جواب الحريري وفق المعلومات، أنّ إصرارَ رئيس الجمهورية على ولادة سريعة للحكومة، مدعوماً بتأكيد وزير الخارجية أمامه، هما بمثابة ضمان واضح لقرار معالجة أزمة تمثيل النواب السنّة، وللمضي قدماً في بقية العراقيل.

وعلى هذا الأساس، قرّر رئيس مجلس النواب فتحَ الباب أمام أيّ فتوى جديدة تعيد مداورة بعض الحقائب الوزارية، على أمل الخروج بتشكيلة حكومية توافقية تضع حداً لحكومة تصريف الأعمال، وذلك طبعاً بعدما سمع من رئيس الحكومة كلاماً مباشراً حول عدم ممانعته إسناد حقيبة وزارة الصحة إلى وزير يسمّيه «حزب الله» دحضاً لكل الكلام عن تحذيرات أميركية معترِضة على هذا السيناريو.

لا بل أكثر من ذلك، تقصّد بري إشاعة أجواء ايجابية حول محاولة الحريري الجديدة من باب تسهيل مهمته، ولو أنّ الحذرَ يملؤُه. وضمن الروحيّة نفسها كان اللقاء مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط حين فاتحه الحريري بطلب الحصول على حقيبة وزارة الصناعة. التجاربُ السابقة لم تشجّع الزعيم الدرزي على الدخول مجدداً في متاهة التفاوض حول الحقائب، ولا التسليم بفرضيّة أنّ العقدة السنّية صارت في الخلف ولم يبقَ إلّا أمتار قليلة لأخذ الصورة التذكارية. ومع ذلك أبقى على كوة صغيرة لاحتمال البحث في سيناريوهات بديلة لحقيبة وزارة الصناعة فيما لو تمّ تجييرُها لحركة «أمل».

وعلى رغم ذلك، حسب ما تفيد المعلومات، لم يحاول الحريري ممارسة الضغط على حليفه العتيق، لا بل بدا حريصاً على اعادة تمتين العلاقة، من باب إرساء نوع من توازن يحتاج إليه في هذه اللحظات الحرجة، للتصدي للضغط الذي يمارسه رئيس «التيار الوطني الحر». المنحى نفسُه اعتمده الحريري مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال لقائهما الباريسي حيث حاول أيضاً تحصين خطوط التواصل بينهما. بعدها انتقل البحث إلى العاصمة الفرنسية حيث يتردّد أنّ قصر الإليزيه حاول دفعَ ضيوفها اللبنانيين في اتّجاه التفاهم سريعاً على التشكيلة الحكومية، فتكثّفت اللقاءات بين الحريري وباسيل على أمل إنجاز المهمة في جلساتهما الثلاثية. هكذا، ارتفع منسوبُ التفاؤل في بيروت اعتقاداً أنّ تكثيف المشاورات يعكس جهداً استثنائياً يُفترض أن تظهر ترجمته قبل نهاية الأسبوع كما وعد عون والحريري نفسَيهما، بعد انضمام جعجع إلى الجولة الجديدة من المفاوضات، والذي تصرّف أيضاً على قاعدة «لا يفنى الديب ولا يموت الغنم»: رفض بالمبدأ أيّ تبديل في الحقائب، ولكنّ ثمّة دوماً بقعة ضوء يمكن الاستفادة منها. غير أنّ انقلابَ باسيل على تفاهمات بيروت، أعاد الأمور الى نقطة الصفر، حسب المعلومات، بعد معاودة رئيس «التيار» إحياء طرح المبادلة مع رئيس الحكومة بين الوزيرَين المسيحي والسنّي! لا بل عاد إلى الوراء لتسليط الضوء على مجموعة من الحقائب من بينها حقيبة وزارة الأشغال كـ»تعويض» لـ»التيار» في حال كان توزير «اللقاء التشاوري» من حصة رئيس الجمهورية. هكذا، عاد الحريري الى بيروت خالي الوفاض كون اللقاءات الباريسية لم تفضِ إلى أيّ نتيجة فاعلة، وتركت مشاورات التأليف عالقة في جدار «الفيتوات» المتبادَلة.

وعلى رغم ذلك، فإنّ الكلام عن اعتذار الحريري فيه شيءٌ من المبالغة، حسب ما يفيد المطلعون ولو أنّ خياراته محصورة بثلاثة: إما إبقاء الوضع على ما هو عليه في انتظار تدخّلٍ ما يدفع أحد الأطراف الى تقديم تنازل من شأنه حلّ المعضلة. وإما تقديم تشكيلة حكومية يراها مناسبة وقد يؤدي السيناريو الى تصادم لا يريده مع رئيس الجمهورية. وإما الاعتذار وهو احتمال لا يريده، وهو الأدرى بكلفته على البلاد في هذه الظروف المالية الدقيقة، وكلفته على الحريري نفسه، مع العلم أنّ كلام الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله السبت يُعدُّ دعماً واضحاً لخيار بقاء الحريري في رئاسة الحكومة، وتالياً استبعاد احتمال الاعتذار نهائياً.

 

عون وبرِّي: «ما بقا تِحرِز»!  

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019

في الوقت الذي تقصّد فيه الأمينُ العام لـ»حزب لله» السيد حسن نصرالله توجيهَ رسائل إيجابية الى الرئيس المكلّف سعد الحريري مقدِّراً جهوده في «تدوير الزوايا» في عزّ الأزمة الحكومية كان حليفاه، «حركة أمل» و»التيار الوطني الحر»، يدشّنان جولةً جديدةً من «التقاتل» الكلامي على خلفية موقف النائب أنور الخليل وردود نواب «التيار» عليه. لم تعد تنفع كل «المسكّنات» في التخفيف من وطأةِ خلافٍ بين «حليفين» صار «همُّ» قيادتهما الوحيد التخفيفَ من أضراره وليس معالجته طالما أنه من صنف «الخلافات المستعصية».

كلامُ الخليل الذي تزامن مع إطلاق نداءٍ رئاسي بقرب تسمية رئيس الجمهورية ميشال عون «الفاسدين بأسمائهم» في موازاة تشدّد الوزير جبران باسيل في مطلب إعادة توزيع الحقائب، وتأكيد فريقه القريب منه «أنّ أموال «سيدر» التي ستدفق الى وزارة «البيئة» ستكون «بحمايتنا» غامزاً من قناة التوجّس من بقائها في يدّ فريق حركة «أمل» داخل الحكومة، لم يجد مساحة له ضمن أخبار قناة «أن. بي. أن»، فيما وصلت رسالة توضيحية بالبريد السريع من بري لعون تفيد أنّ «كلامَ خليل لا يمثل كتلة «التنمية والتحرير ولا يمثلني»، ومن ثمّ ردّ عون عبر أحد مساعديه بأنّ «رئيس الجمهورية لا يعنيه سوى الكلام الصادر عن بري شخصياً».  مع ذلك لم يشفع توضيحُ عين التينة في منع نواب «التيار الوطني الحر» في الاسترسال في الردّ على إتهامات الخليل الصريحة لعون بوجود فاسدين في محيطه وفي «قمة الهرم السياسي» لم يردعهم حتى الآن، متّهماً عهدَ عون بأنه «الأكثر فساداً وإستهتاراً بالقوانين منذ إنشاء لبنان».

لكنّ المعالجة الديبلوماسية التي ساهمت في تهدئة الجبهات، عند كل مفترق مواجهة، لم تُلغِ واقعاً بات فاقعاً بين الحليفين المفترَضين. المشكلة الفعلية أنّ ما يتسرّب الى العلن من مواقف ويجري «ضبضبتُه» لاحقاً، ومن كلا الجانبين، ليس سوى عيّنة بسيطة جداً ممّا يقال في الغرف المغلقة عن حقيقة رأي الطرفين أحدهما في الآخر، وما ينتظرهما من جولات كباش قاسية داخل الحكومة العتيدة. ولو قُدّر ربما، لـ «ويكيليكس» المجالس الضيقة أن يجد طريقه الى العلن، لكنّا أمام حرب تخاض مباشرة بين «الضباط» وليس «العسكر»!

وفق المعلومات، تمّ تجاوز «زوبعة» الخليل سريعاً. حتى إنّ محيطين ببري يذكّرون أنه «قبل أيام إضطر الحريري الى الاصطفاف الى جانب باسيل شخصياً في مواجهة مواقف الوزير معين المرعبي ودعم الوزير نهاد المشنوق له على خلفية مواقف وزير الخارجية خلال القمة العربية الاقتصادية في ملف النازحين». ويشير هؤلاء الى أنّ كتلة «التحرير والتنمية» تضمّ نواباً مثل ياسين جابر وعلي عسيران وابراهيم عازار وميشال موسى... وأيُّ موقف قد يتّخذه هؤلاء، بما لهم من حيثية مستقلة ضمن «الكتلة»، لا يجب أن يفسَّر أنه بمثابة إنعكاس لرأي بري الشخصي. ويلفتون الى أنّ «مقابل التجييش الذي قام به وزراء ونواب من «التيار» فإنّ أحداً من أعضاء «الكتلة» لم يطلق مواقف مماثلة ما يعني أنّ ما أعلنه الخليل ليس بإيعاز من أحد، وقد اتبعه بتوضيح شامل».

من جهة «التيار»، تشير مصادره الى أنّ «إيصال الرسائل بالواسطة لم يعد جائزاً، خصوصاً إذا كانت الاتهامات ترتقي الى هذا المستوى من الخطورة والتي لا يمكن أن تفسَّر سوى كونها إدانةً مباشرة لرئيس الجمهورية بالتواطؤ وتغطية فاسدين»، فيما تدعو مصادرُ «التيار» مَن يملك أيَّ دليل الى فساد «محيط الرئيس» أن يقدّم أدلّته، وإلاّ فإنّ هذا الأمر يشكّل إعتداءً صريحاً يستوجب الملاحقة القانونية»!

مع ذلك، يبدو أنّ قراراً مشترَكاً في كل من بعبدا وعين التينة يروّج للتهدئة وضبط النفس «كون الوضع العام ضاغطاً ولا يتحمّل فتحَ جبهات في غير مكانها وزمانها». ووفق المعلومات، رغم الغبار الكثيف الذي يحوط بالعلاقة بين الطرفين، وخصوصاً بعد إنتخاب عون رئيساً وحجب بري أصوات كتلته عنه وترك تكتل «لبنان القوي» الحرّية لأعضائه في إنتخاب بري رئيساً لمجلس النواب لولاية سادسة، فإنّ التواصل «حيث تدعو الحاجة» بقي قائماً ولم يتأثر بالمعارك الدائرة حتى بين باسيل والوزير علي حسن خليل شخصياً ولا مع «إشتداد المعارك» على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفق مطلعين، تلخّص المواجهةُ الكبرى اليوم بين فريق عون وباسيل من جهة وفريق بري من جهة أخرى بعنوانين أساسيّين: الفريق الأول يصنّف عين التينة، بقائدها وكل «عسكرها»، بأنها مشارِكة في معركة محاولة إسقاط العهد وبات يراهن منذ الآن على من سيخلف بري في رئاسة مجلس النواب ليؤسسّ معه لمرحلة جديدة بعد التسليم بإستحالة إصلاح ما لا يمكن إصلاحُه مع «حقبة بري» منذ «إتفاق الطائف». أما الفريق الثاني فيرى في باسيل «المُفشّل» الأوّل للعهد بسبب أدائه وسوءِ مقاربته للملفات، ويُحمّل عون جزءاً من المسؤولية في تأمين الغطاء الكامل لباسيل في إدارة ما يجب على عون كرئيسٍ القيامُ به... أما الجزء المخفي من «المُساءلة» فهو عدم إقتناع بري بأنّ وصول عون أصلاً الى رئاسة الجمهورية كان الخيارَ الرئاسي السليم!

 

باسيل لـ«الجمهورية»: أُحذِّر من إحباط الحل... وهذا ما أقوله لنصرالله 

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 29 كانون الثاني2019

صحيح أنّ الجزءَ اللبناني من الحوار مع الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله لم يكن واسعاً من حيث المساحة، إلّا انه كان غنياً بالرسائل من حيث المحتوى، وابرزها التشديد على ثبات التحالف مع الرئيس ميشال عون و»التيار الوطني الحر» على رغم بعض التباينات التفصيلية التي حاول البعض تضخيمَها، الى حدّ اعتبارها تهديداً لأصل «التفاهم». كيف تلقّف «التيار» موقف نصرالله، والى أيِّ حدٍّ يلاقيه؟ على بُعد أيام من ذكرى توقيع ورقة التفاهم بين عون والسيد نصرالله في 6 شباط 2006، يبدو أنّ الطرفين نجحا، حتى الآن، في حمايته من «محاولات الاغتيال» الداخلية والخارجية التي تعرّض لها على امتداد السنوات الماضية، وبأشكالٍ عدة راوحت بين الاستهداف السياسي المباشر وبين الطعن في الظهر عبر خناجر التحريض والفتنة. منذ اللحظة الأولى لولادة «التفاهم» الذي جمع قوّتين اساسيّتين في الساحتين المسيحية والشيعية، بدا أنّ كثراً لم يتمكنوا من «هضمه» نظراً الى التحوّل الذي أحدثه في موازين القوى اللبنانية وفي تضاريس»الجغرافيا السياسية» للواقع الداخلي. ومع أنّ «الحزب» و»التيار» سعيا الى احتواء هواجس القلقين وطمأنتهم الى انّ التحالف ليس موجّهاً ضدهم ولا يرمي الى إنتاج ثنائية مغلقة في مواجهة المكونات الأُخرى، إلّا انّ «الوساوس» ظلّت تلاحق اصحاب المخاوف ممَّن إرتابوا في النيات الكامنة خلف تلاقي «الجنرال» و«السيد». الإنجاز الفوري والتلقائي الذي حققته دينامية «التفاهم» تمثل في كسر الحواجز الموروثة بين قواعد «التيار» و»الحزب»، وإزالة خطوط التماس النفسية التي كانت لا تزال تمتدّ تحت قشرة الاستقرار الظاهر. في الفصول الأولى من التجربة، اكتشف كل من الجانبين الآخر، على حقيقته وكما هو، بعيداً من الأحكام المسبقة والفرضيّات المُعلّبة، ما أفرز حالة «السلام الداخلي» وخلط أوراق الاصطفاف الطائفي التقليدي.

بهذا المعنى، بدا في ذلك الحين أنّ مفاعيل «التفاهم» الوجدانية والانسانية لا تقلّ أهمية عن مفاعيله السياسية والوطنية، وهو الأمر الذي عكسه في وضوح تفاعل بيئتي التنظيمَين بحرارة وشغف في المرحلة التي تلت توقيع الوثيقة التاريخية في كنيسة مار مخايل.

فيما بعد، ومع تلاحق التحدّيات والاستحقاقات، والاستغراق أكثر في الملفات والقضايا «الإجرائية»، دخل «التحالف» في طور آخر، كما يحصل في العادة عند الانتقال من حالة الخطوبة التي تكون عموماً مخصّصة للتعارف وغنيّة بالأبعاد الرومانسية، الى مؤسسة الزواج التي تطغى عليها المحاكاة للتفاصيل اليومية وحسابات الحقوق والواجبات.

والمقصود هنا، انّ «التحالف» اصبح مع مرور الوقت مزيجاً من الواقعية الضرورية والثوابت الاستراتيجية، بحيث إنّ وعاءَه بات يتّسع لتباينات في وجهات النظر، من دون أن يقود ذلك بالضرورة الى تفسّخه. ربما لم يكن سهلاً على القواعد الشعبية لدى الطرفين التكيّف مع هذه المعادلة المركّبة التي تراعي التمايزات الموضعية والموضوعية، وهو ما يفسّر جنوح بعض المحازبين والمناصرين أحياناً نحو الاجتهاد خارج حدود النص وصولاً الى تبادل الاتهامات، كلما حصل إختلاف في المقاربة التكتيكية بين قيادتي «التيار» و»الحزب».

وقد أتى كلام نصرالله الاخير ليعيدَ مجدداً النضارة الى التحالف مع «التيار الحر»، على قاعدة الثقة المتبادَلة من جهة واحترام خصوصية كل طرف من جهة أخرى، في دلالة الى انّ دور «وثيقة مار مخايل» لم ينتفِ بعد، خلافاً لاستنتاجات البعض ممّن اعتقد انّ «تاريخ صلاحيّتها» انتهى مع انتخاب عون رئيساً للجمهورية، مفترضاً انّ «التفاهم» ارتكز أصلاً على جانبٍ مضمَر يتمثل في منح «التيار» الغطاءَ المسيحي للمقاومة في مقابل دعم «الحزب» لوصول عون الى الرئاسة، وانّ هذه المقايضة الضمنية أدّت غرضَها ولم تعد قادرةً على تشكيل رافعة للعلاقة الثنائية.

يهزأ القياديون في الجانبين من هذا التفسير الملتوي لجوهر «التفاهم»، مؤكدين أنه لم يفقد حيويّته السياسية ووظيفته الاستراتيجية على رغم التفاوت في بعض المقاربات للتفاصيل الداخلية، بل إنّ رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل يستهجن مجرد طرح السؤال حول المصير الذي آل اليه التحالف مع «حزب الله» بعد مضي كل هذه السنوات. ويقول باسيل لـ«الجمهورية» إنّ «التفاهم التاريخي بيننا وبين «حزب الله» لا يزال صلباً، وأيّ إستنتاج آخر هو «تخبيص» لا يمتّ الى الواقع بصلة».

ورداً على سؤال عن تعليقه على تأكيد نصرالله أنّ صداقةً تجمعه به استناداً الى ثقة كرّستها تجربتا حرب تموز ووثائق ويكيليكس، يجيب باسيل قائلاً: «انا أعتزّ بهذه الصداقة وهي غالية عندي كثيراً».. وما هو خيارك إذا لم تتشكّل الحكومة قريباً؟ يردّ باسيل موضحاً أنه «لا بدّ من قلب الصفحة إذا استمرّ التعثر في الولادة الحكومية»، من دون أن يفصح عن المزيد. وينبّه باسيل الى أنه «إذا جرى تعطيلُ محاولات الحلّ مجدداً فإنّ البلدَ كله سيكون على حافة الهاوية»، مرجّحاً «أن يتبيّن هذا الاسبوع احتمالُ حدوث تطوّر إيجابي من عدمه».

 

«الطائف» أو زوال لبنان الدولة؟  

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019

في 25 أيار 2014 حلّ الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ورئاسة الدولة. لنحو سنتين ونصف السنة تعذّر انعقادُ مجلس النواب وتأمينُ النصاب لانتخاب الرئيس. إستحقاق دستوري أظهر «غفلة» من غفلات الدستور المُنبثق من «اتفاق الطائف». في 24 أيار 2018 سُمِّي الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، مرّت 8 أشهر على بدء عملية استيلادها إلّا أنّ التشكيلة الوزارية لم تنضج حتى الآن، وما بـ»يد الدستور» حيلة مُحدّدة في مادة. هذان نموذجان لأزمات تطرح تعديلات دستورية في وقتٍ يسعى البعض إلى تعديلاتٍ لأهدافٍ غير دستورية، ولتوسيع نفوذٍ سياسيٍّ أو طائفي.

للدستور اللبناني خصوصية، إذ إنه شكّل حلّاً بعد حروبٍ أهلية دامت 15 عاماً، وتمّ التوافق عليه لإنهاء النزاعات وتحقيق العيش المُشترك وصونه على أساس المساواة بين المواطنين، والحفاظ على خصوصية الطوائف وعدم هيمنة طائفة واحدة على الطوائف الأخرى.

وفي ظلّ وجود هواجس لدى «الأقليات» في لبنان وتخوّفها من «الذوبان» أو خسارة موقعها في الدولة، يُعتبر كلّ طرح لتعديل الدستور مسّاً بصلاحية طائفة. ففي المرحلة الراهنة، كلّ كلام عن تحديد مهلة للرئيس المُكلف لتأليف الحكومة، حتى إذا كان من منطلق دستوري ولمنع فراغ المؤسسات، يُعتبر مسّاً بصلاحية رئاسة الحكومة وبالتالي استهدافاً للطائفة السنّية، ما يحوّل الطرحَ «أزمةً طائفية». ويسري هذا على كلّ المواقع والمؤسسات.

ويتعزّز هذا التخوّفُ في المرحلة الراهنة عند الطوائف المسيحية والطائفة السنّية، إذ يُتّهم «حزب الله» بسعيه إلى تعديل الدستور والنظام في لبنان والانتقال من المناصفة المسيحية ـ الإسلامية إلى المثالثة المسيحية ـ السنّية ـ الشيعية وتعزيز موقع الطائفة الشيعية في الدولة، على رغم أنّ «الحزب» ينفي ذلك، مؤكداً تمسّكه بـ»اتفاق الطائف» وبالصيغة اللبنانية.

وأتى الردُّ على هذه الاتّهامات المُتداوَلة أخيراً، على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فأكّد في مقابلته التلفزيونية السبت المنصرم أنّ «ما يتردّد عن تغيير «اتفاق الطائف» والمثالثة أمر لا أساس له»، وقال: «نحن الشيعة لم نطالب بالمثالثة أبداً في لبنان ولم نتحدث عنها بالمطلق».

فهل تجمِّد المخاوفُ من تغيير المعادلات الطائفية «اتفاق الطائف» فيُعتبر دستوراً «مُنزلاً» حرفياً وغيرَ قابلٍ للتعديل؟

يوضح المرجع الدستوري الوزير والنائب السابق إدمون رزق، الذي شارك في صوغ «اتفاق الطائف» أن «لا حاجة لتعديلٍ دستوريّ، فالإشكالية ليست أنّ هناك خللاً في الدستور بل إنه لا يُطبّق». ويقول لـ»الجمهورية»: «يهربون من تطبيق «اتفاق الطائف» إلى طرح تعديل الدستور. هناك محاولة لتحميل الدستور وِزر عدم تطبيقه فيما أنه واضح وصريح وقابل للتطبيق بكل سهولة». ويرى أنّ «المشكلة تكمن في عدم أهليّة أولياء الأمر الذين يتولّون الحُكمَ وليست في عدم إمكانية تطبيق الدستور. فهناك عدمُ قدرة أو عدمُ أهليّة أو عدمُ رغبة أو عدمُ جدارة لدى المعنيين لتطبيق الدستور».

وإذ يُشدّد على أنّ «دستورَنا مرن وواضح»، يشرح رزق أنّ «التعديل الدستوري انبثق من «اتفاق الطائف»، ولهذا الدستور فلسفةٌ هي «تدبُّر أمر تنفيذ الدستور انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية وحسن النيّة على أساس المعرفة». فيما هناك اليوم جهالة وسوء نية وكأنما كل موقع دستوري يتربّص بالآخر للنيل منه، فيما الدستور ينصّ على فصل السلطات وتعاونها». ويشير إلى «أنّ هناك حالة خصوصية هي الحالة الطائفية، لذلك دستورنا نُصَ على نحوٍ يوفِّق بين طائفية المسؤولين وبين صلاحياتهم، ولعدم رهن مصير طائفة لطائفة أخرى».

وإذ يركّز على أنّ «الهروب من تطبيق الدستور إلى تعديل يعني أمرين: جهالة أو سوء نيّة»، يعتبر أنّ «كل إثارة لموضوع الصلاحيات هو عبث بالاستقرار. فالمشكلة ليست في الصلاحيات بل في الأهلية لممارسة الصلاحيات القائمة». ويوضح «أنَّ أيَّ تفكيرٍ في التعديل يطرح إشكالية العيش المُشترك، أو يجعل من مسلّمة العيش المُشترك إشكالية، لأنّ لبنان هو البلد الوحيد في الشرق الذي يوجد فيه مواطنون لا رعايا. فهناك شراكة فعلية بين المواطنين بمختلف طوائفهم، غير قائمة على الذمّية والتبعية والفوقية والتسامح. وإنّ دستورنا ونظامنا غيرُ قائمين على التسامح بل على المساواة، فلا تتسامح طائفة مع طوائف أخرى بالصلاة مثلاً، بل إنّ هذا حقٌّ محفوظ بالدستور للطوائف الـ18». ويرى رزق أنّ «كلّ مَن يطرح تعديل الدستور من أجل ضمانات طائفية أو مذهبية يرتكب الخيانة العُظمى».

لكن ما هو الحلّ لتفادي الفراغ والأزمات عند كلّ استحقاقٍ دستوري؟

يجيب رزق: «المطلوب تطبيق «اتفاق الطائف» نصاً وروحاً تحت طائلة سقوط الصيغة ولبنان. أمّا الحلّ فيكمن في استبدال الأشخاص غير المؤهّلين للحكم بآخرين مؤهّلين لتولّي السلطة، لا أن يُعدَّل الدستور. وهنا تقع المسؤولية على الشعب اللبناني عند الاختيار والانتخاب».

حسب الدستور، يتطلّب البحث في تعديل دستوري التئام ثلثي أعضاء مجلس النواب ويجب أن يكون التصويت بالغالبية نفسها. وعلى رغم أنّ غالبية الثلثين تمنع تفرُّدَ طائفة بالتعديل أو فرضَه على الآخرين، فإنّ كلّ طرح لتعديل الدستور يثير مخاوف الطوائف، تحديداً المسيحية منها، إذ إنّ المسيحيين متمسّكون بلبنان وطن نهائي منذ إنشاء دولة لبنان الكبير كما أرادوه، ويتخوّفون من الذوبان في منطقة عربية وشرق أوسطية يُعتبرون فيها أقلّية بالنسبة إلى الغالبية السكانية المُسلمة. ومن أسباب التمسّك بـ»الطائف»، أنّ التعديلات الدستورية (21 – 9 – 1990) المُنبثقة من «اتفاق الطائف» تحفظ خصوصية الطوائف في لبنان وموقعها بعيداً من «الحُكم العدَدي». فهل تتوجّس بكركي من طرح تعديل الدستور؟ وهل توافق على تعديلات تمنع الفراغ وتصون انتظام عمل المؤسسات؟

تعتبر البطريركية المارونية أنّ «هناك ثغرات وفجوات نواجهها في «اتفاق الطائف» تتطلّب تصحيحاً، أما الآلية وطريقة حصول ذلك فهي أمر متروك للسياسيين». وتقول مصادرها لـ«الجمهورية» إنّ «هذا الموضوع يحتاج الى نقاش هادئ متروٍّ وأن تُهيَّأ له أجواء مؤاتية. ففي ظلّ التشنّج الحاصل الآن، كل شيء يخدم الخلفيات الطائفية، وإنّ أحداً لن يستوعب طرحَ تعديل دستوري لدواعٍ دستورية فقط». وتشير إلى أنّ «هناك تحذيراً من اننا إن بدأنا بالتعديل لا نعرف إلى أين قد نصِل، فالتعديلُ الدستوري أصبح مخيفاً لأنه حُمِّل عناوينَ كثيرة مثل المؤتمر التأسيسي وتغيير النظام والمثالثة وغيرها، لذلك كل فئة ستعتبر نفسَها مُستهدَفة».

 

«الأجندات الخاصة» تفاقم التوتر بين اللبنانيين والنازحين السوريين

سناء الجاك/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

شغل مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، مطلع الأسبوع الماضي، الرأي العام اللبناني، بإظهاره ملثمين يعتدون بالضرب على نازحين سوريين في بلدة عرسال في البقاع الشمالي، وتحطيم ممتلكاتهم، وذلك بعد إطلاق دعوات عبر الإنترنت للتظاهر ضدهم. ويقيم في عرسال أكثر من 60 ألف سوري موزعين على 126 مخيماً، في ظل ظروف معيشية قاسية تفاقمت حدتها مع الشتاء والثلج والعواصف، وفي ظل أحداث دامية ربطت وجودهم بالإرهاب «الداعشي» المسؤول عن خطف جنود لبنانيين وإعدامهم، واتهام أهالي البلدة بالتطرف لحضنهم هؤلاء اللاجئين. يقول أحد النازحين السوريين في عرسال، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «العواصف الطبيعية التي دمرت مخيماتنا تبقى أرحم من العواصف الأمنية والمخابراتية التي تلاحقنا. نشعر أننا لا نزال تحت رحمة النظام السوري. لم يعد أحدنا يشعر بالأمان. حيناً يتهموننا بالإرهاب، وحيناً نحن نضارب على اللبنانيين ونسرق لهم أرزاقهم. وكأنه لا يكفي ما حل بنا. لا نعرف مصيرنا ومصير أبنائنا. فالمخيمات السورية في عرسال تشهد اقتحامات مستمرة من قبل (حزب الله) والجيش الذي يسيطر عليه (الحزب)، لينفذ حملات اعتقالات تطال العشرات من الشباب. وقبل سنوات قُتل البعض منا تحت التعذيب. ولم يتحرك أحد لينصفنا». يوافق أحد سكان عرسال من آل الحجيري على أن بلدته أصبحت مفتوحة على مشروعات مخابراتية معروفة - مجهولة، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «كأن اللعنة نزلت على بلدتنا. نحن ندفع غالياً ضريبة الحرب في سوريا. زرعوا بيننا متطرفين وعملاء للنظام ولـ(حزب الله)، وشوّهوا صورتنا. لم نعد نميز بين اللاجئ العادي والمدسوس لتنفيذ مخططات تؤذي تداعياتها البلدة المنكوبة أصلاً». وإذ يقر العرسالي بأن سوق البلدة أصبحت خاضعة لجهات «سورية - لبنانية» تتحكم فيها وتفرض «الخوات»، وتستقوي على كل من لا يخضع لقوى الأمر الواقع، يشدد على أن أهالي البلدة لا يريدون تشنجات بينهم وبين القرى المحيطة بهم من جهة، وبينهم وبين اللاجئين السوريين من جهة أخرى، متمنياً أن يعود السوريون إلى بلادهم. ويقول: «نرثي لحالهم، لكن ليس على حسابنا».

«حزب الله» يؤيد عودة قسرية

يقول المحامي والناشط نبيل الحلبي لـ«الشرق الأوسط»، «ما حصل في عرسال أدانه المجتمع العرسالي. فقد عمدت جهات إلى دفع شباب ملثمين ليوقعوا بين الأهالي واللاجئين السوريين. والهدف دفع هؤلاء إلى العودة القسرية ومغادرة عرسال ورميهم في حضن النظام السوري ليجندهم ويرغمهم على قتل المزيد من أبناء الشعب». ويضع الحلبي ما حصل في عرسال في خانة تنفيذ مخططات النظام السوري و«حزب الله». ويضيف: «عملياً (حزب الله) يحتل المناطق التي تهجر منها سوريو عرسال، تحديداً القصير والقلمون. وهو يريد تكريس هذا الاحتلال»، ويورد مَثَل الوجود التركي الذي يتعايش مع السوريين في شمال سوريا. ويقول: «يرغب (حزب الله) في أن يفرض نموذج هذا التعايش على أهالي المناطق التي يحتلها وتحيط بحدود لبنان الشرقية. ويريد أن يفرض على هؤلاء الهاربين منه التطبيع معه في مناطقهم وحياتهم اليومية، أي تكريس احتلاله بحيث يفرض نفسه أمراً واقعاً عندما تتحول المطالبات الدولية برحيله ورحيل الإيرانيين من سوريا إلى التفعيل، لا يمكنه ذلك إذا بقي اللاجئون خارج سوريا، يريد أن ينهي ملفهم على طريقته». ويؤكد الحلبي أن «العلاقة جيدة بين العرساليين واللاجئين السوريين، كما هي جيدة بين أهالي البقاع عامة وهؤلاء اللاجئين». واستشهد بتعرض مخيمات السوريين للغرق خلال العواصف التي أغرقت هذه المخيمات وجرفتها مطلع العام الحالي، ومسارعة اللبنانيين إلى مساعدتهم وإنقاذهم واستضافتهم في بيوتهم. ويوضح الحلبي أن «قوى الأمن ألقت القبض على بعض الملثمين الذين حاولوا إخفاء هويتهم ودوافعهم، كما أن التحقيق جارٍ لكشف مواقع التحريض الإلكترونية الوهمية والتحريضية التي تعمل لبث التفرقة المذهبية والكراهية التي رافقت التحرك المشبوه في عرسال». ولا يعتبر الحلبي، أن التشنج في مناطق اللجوء السوري سببه منافسة السوريين للبنانيين في العمل، ويقول: «لبنان لا يعترف بهؤلاء على أنهم لاجئون، فهو لم يوقع على الاتفاقية الخاصة باللجوء، بالتالي هو ممر لهؤلاء اللاجئين بانتظار أن تحل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتابعة للأمم المتحدة قضيتهم، إما بالعودة الآمنة والطوعية، أو بتوطينهم في دول أخرى.

منافسة اللبنانيين

حالات التوتر بين النازحين السوريين والمجتمعات اللبنانية المضيفة لا تقتصر على عرسال، وتتراوح بين الشحن الطائفي أو الاقتصادي - الاجتماعي. ويقول علي، وهو سوري يعمل مزارعاً في محيط بلدة رياق البقاعية، لـ«الشرق الأوسط»: «أعمل في لبنان منذ 15 عاماً. لكن الظروف اختلفت عما كانت عليه قبل العام 2011. أسمع كثيراً من يطالبني بالعودة إلى سوريا. أصمت خوفاً من خسارتي عملي. كنت أقيم في تجمع للسوريين وأدفع بدل إيجار مقبولاً لكن الجيش رحلنا، ولا نعلم السبب. إيجارات البيوت ارتفعت بشكل جنوني وفرص العمل تتراجع، وكذلك رواتبنا. والمنافسة ليست لبنانية - سورية، بل هي سورية - سورية. من كان يدفع لنا عشرين دولاراً بدل يوم عمل من الصباح إلى المساء، يجد من يقبل بعشرة دولارات حالياً. إيجار بيتي المؤلف من غرفتين يبلغ 150 دولاراً. ومساعدة مفوضية الأمم المتحدة توقفت. والجمعيات لم تعد تسدد بدل النقل ليصل أولادنا إلى المدارس. إقامتي غير شرعية لأن تكاليفها مرتفعة وتقارب 800 دولار، إضافة إلى أن من يقبل بكفالتي يشترط حصوله على 200 دولار سلفاً. وأنا لا أملك المال». ويقول الناشط فؤاد مكحل من البقاع الأوسط لـ«الشرق الأوسط»، «نال البقاع النصيب الأوفر من اللاجئين السوريين. ويعيش معظمهم في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة. وعلى الرغم من أن بعض الجمعيات الإنسانية والأمم المتحدة تمد اللاجئين بمساعدات مالية وعينية، غير أنها تبقى غير كافية لهم، ما دفع الكثير من هؤلاء إلى منافسة العمال اللبنانيين، وذلك بسبب الأجور الزهيدة التي يقبلون بها. وفتح البعض منهم محلات تجارية تنافس أصحاب المهن من اللبنانيين، ما دفع بعض سكان القرى إلى التململ منهم». ويضيف مكحل: «غالبية العمال اللبنانيين يعانون من نقص في فرص العمل، وكون العامل اللبناني لا يحصل على أي خدمات من أي جمعيات. والأحداث التي شهدتها منطقة عرسال قبل فترة خير دليل على واقعنا من حالة النزوح. ومن الجدير ذكره أن كثرة الولادات عند السوريين خلقت هاجساً يقض مضاجع اللبنانيين».

غياب سياسة موحدة

مصطفى الذي يعمل ناطوراً لأحد الأبنية في جبل لبنان، ينتفض غاضباً لدى طرح مسألة الولادات، ويهدد بترك العمل، وإن كان لا ينفذ تهديده، وكأنه بذلك يحاول استلحاق بعض من كرامة يعتبر أنها تهدر عندما يتذمر الساكنون من أولاده. ويقول إن «اللبنانيين عنصريون ويستسهلون توبيخه وإهانته والتذمر من إنجابه ثلاثة أطفال. ويقسم أنه سيعود إلى منزله الأوسع من منازل من يخدمهم. لكن ليس إن كان هو وزوجته وأولاده سيموتون إذا عادوا». ويقول الخبير في السياسات العامة واللاجئين الدكتور زياد الصائغ لـ«الشرق الأوسط»، «طالت أزمة اللجوء السوري إلى لبنان. ودخلت في عامها الثامن. لم يوفق لبنان بسبب الاشتباك السياسي في إقرار سياسة عامة موحدة لإدارة الأزمة. الدول المانحة لهيئات الأمم المتحدة التي تعنى باللاجئين، كما منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية تشعر بالتعب. التقديمات تراجعت، ولا يزال مؤتمر (سيدر) المعني بدعم إعادة إطلاق الدورة الاقتصادية في المجتمعات المضيفة، خصوصاً معطلاً». ولا ينفي الصائغ أن «توتراً مطلوباً تنفذ أجندته بعض القوى السياسية لغايات ومصالح خاصة ضيقة. ويبدو أن هؤلاء لم يتعلموا من التجربة اللبنانية - الفلسطينية. وغياب سياسة عامة موحدة، وعدم تلاقي اللجنة الوزارية على إنجاز موقف موحد جعل مسار التعبيرات اللفظية المستخدمة كثيفة التشنج». عن هذه الأجندة، يقول الصائغ: «أخاف أن يؤدي عدم ضبط مسار السياسة العامة لإدارة ملف اللجوء السوري وإدارة ملف العودة، إلى استخدام هاتين الإدارتين الغائبتين في مسار شعبوي ديماغوغي ارتجالي، ونكون دخلنا في نفق شحن ومواجهات لا أدري كيف يتم ضبطها». في البحث عن الحلول، يقول الصائغ: «لا بد من أن تؤدي البلديات واتحاداتها دوراً أساسياً في ضبط وجود اللاجئين السوريين ضمن نطاقاتها الجغرافية، وتطبيق قانون العمل، ومن ثم دعوة الجهات المانحة لدعم المجتمعات المضيفة الموجوعة. قد يشكِّل الأمر حلاً على المدى القريب، لكن الحل الجذري يكمن بوقف الحرب المأساوية في سوريا، وتأمين عودة طوعية وكريمة وآمنة للاجئين بضمانات أممية وعربية. وبموازاة ذلك يجب فهم الذاكرة اللبنانية المجروحة والذاكرة السورية الموجوعة والعمل الهادئ لترميم هاتين الذاكرتين، وإلا سنكون أمام تعقيدات مدمرة».

 

الحكومة بين "التيار" و"القوات": روايتان متناقضتان دوماً

باسكال بطرس/المدن/الثلاثاء 29/01/2019

بين الاستمرار بالدّوران في دوّامة التعقيد، أو اتّخاذ قرار تأليف الحكومة، تتركّز جميع الأنظار على ما ستحمله نهاية الأسبوع الحالي. فهل يكون هذه المرّة، حاسماً في المحاولة الجديدة لإنجاز الاستحقاق الحكومي؟ في حين تتحدّث أوساط "التيار الوطني الحر" عن محاولة جديدة لتزخيم الملف الحكومي، عبر اتصالات ومشاورات يتولاها رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري ورئيس تكتل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل، للدفع بعملية التأليف قدماً، ووضع حدّ للفراغ الحكومي المستمرّ منذ ثمانية أشهر، ترى مصادر "القوات اللبنانية" أنّ كل هذه الحركة المستجدّة تبقى بمثابة "حركة بلا بركة"، في ظلّ غياب أي مؤشرات جدية على إمكان تجاوز العقدة الحكومية. وذلك، مردّه إلى إصرار باسيل على الثلث المعطل من جهة، وانقطاع التواصل مع اللقاء التشاوري من جهة ثانية.

الثلث والحقائب

لم ينجح لقاء الحريري وباسيل مساء الجمعة الماضي، بالتوصّل إلى اتفاق يرضي الجميع، إذ أنّ باسيل أصرّ على إعادة النظر في بعض الحقائب الوزارية، في انتظار ما سيؤول إليه اللقاء بين الحريري وجعجع في اليوم التالي. وتشير المعلومات إلى أنّ باسيل اقترح على الحريري استعادة الوزير المسيحي من حصّة الحريري، وإعادة الحقيبة السنّية إليه، ما لم ينجح تبادل الحقائب. وهو ما رفضه الحريري، على اعتبار أنّ أي تعديل من هذا النوع، سيؤدي في نهاية المطاف إلى نسف التفاهمات السابقة. من جهتها، تكشف مصادر القوات إلى أنّ اللقاء بين الحريري ورئيس القوات سمير جعجع لم يتطرّق إلى مسألة الحقائب، التي تعتبر مجرّد تفصيل في المشهد الحكومي. بل جرى البحث في أفكار قديمة سبق للرئيس المكلف أن حدّد موقفه منها، وليس هناك من أفكار جديدة، من شأنها أن تعيد خلط الأوراق من جديد. بكل الأحول، تتابع المصادر، العقدة ليست عند "القوات"، بل تمت مقاربة الوضع الحكومي من جوانبه كافة، إضافة إلى علاقة تيّار "المستقبل" بـ"القوات"، وتم التأكيد على أهمية التنسيق والتضامن من أجل مواجهة المرحلة المقبلة، خصوصاً وأنّ الوضع لم يعد يحتمل. وكلّ الظروف الراهنة، لا تشجّع على الاستمرار في حال المراوغة، بدءاً بالتصنيف المالي السلبي، الذي يؤشر إلى كارثية الوضع، واتجاهاته المستقبلية، إلى الاستنفار أو الاستفزاز الإسرائيلي لإيران واستطراداً "حزب الله" ومؤتمر وارسو. وفيما ولّد البحث في الحقائب انطباعا بأن باسيل تراجع عن الثلث، مقابل أن يقايض تراجعه بمزيد من تعزيز نوعية حقائبه، تؤكد المصادر أنّ المباحثات دلّت أنّ هذا الانطباع في غير محلّه، إذ إن باسيل لم يتراجع عن موقفه المتمسّك بالثلث المعطّل.

هذا، في وقت لو أراد حزب الله فعلا حكومة، لكان دفع باسيل صراحة إلى تسهيل التأليف، فالأخير لا يستطيع أن يرفض طلب الحزب، الذي يبدو واضحاً أنه لا يريد حكومة ويتلطّى خلف موقف باسيل.

التشويش؟

صحيح أنّ كلاً من الرئيس سعد الحريري وباسيل يتحدث عن أسبوع حاسم، تضيف المصادر، ولكن ماذا يستطيع أن يفعل باسيل إذا لم تتألف الحكومة؟ أقصى ما يستطيع فعله رسالة من رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب، غير أنّ ذلك لا يقدّم ولا يؤخّر من الناحية الدستورية. أماّ بالنسبة إلى الحريري، فإنّ آلية الحسم تكمن في أن ينتقل من بيت الوسط إلى السراي الحكومي، في إشارة منه أن أسباب التعطيل تتراوح بين باسيلية وخارجية، فيما البلد لا يحتمل المزيد من المراوحة. في المقابل، تؤكد أوساط التيار أنّ اللقاء الثالث بين الحريري وباسيل يدل إلى أنّ الأجواء تميل إلى الايجابية، بالنسبة إلى الحكومة، وليس إلى السلبية كما يُشاع. وإذ تُدرِج الأجواء السلبية التي بدأت تُضخ "في اطار التشويش ومحاولة الضغط على المسار الايجابي".

التموضع الأفضل

إلى ذلك، تشدّد مصادر القوات على استحالة أن يكون الحريري في وارد الاعتذار، فهو في أفضل تموضع سياسي بين رئيس حكومة تصريف أعمال ورئيس حكومة مكلف، فيما مسؤولية الفراغ يتحملها غيره، بسبب إصراره على الثلث المعطل. صحيح أن تداعيات الفراغ تنعكس على البلد مجتمعا، ولكن انعكاسها المباشر هو على العهد، ولا مصلحة إطلاقا بالاعتذار في هذه المرحلة، وتسليمهم البلد على طبق من ذهب. وتختم مصادر القوات: المبادرة بيد الحريري ويجب أن تبقى كذلك، فصموده يشكّل وسيلة ضغط للدفع إلى الأمام، ويجب التخلّص من عقدة "أم الصبي" إلى الأبد.

 

رسالة الرئيس وسحب التكليف أو التعويم.. كلها غش سياسي

أكرم حمدان/المدن/الثلاثاء 29/01/2019

يتفنن ساسة لبنان في ابتكار الاجتهادات والتفسيرات والفتاوى، لا بل "الفذلكات" الدستورية، عند كل منعطف وخلاف سياسي وأزمة تمر بها البلاد، كالواقعة راهناً منذ الانتهاء من الانتخابات النيابية، في شهر أيار من العام المنصرم (2018)، والعجز عن تشكيل حكومة، رغم شبه الإجماع الذي ناله الرئيس المكلف سعد الحريري من قبل النواب. وأدى هذا العجز إلى التلويح بأفكار وطروحات، تحت مسميات مختلفة، و"فذلكات" دستورية، منها تلويح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتوجيه رسالة إلى مجلس النواب، أو الحديث عن سحب التكليف من الرئيس الحريري، أو ما يسميه البعض "تعويم" حكومة تصريف الأعمال.

فماذا تقول السوابق والتجارب وحتى النصوص والآراء الدستورية في هذا المجال؟

رسالة الرئيس

أجازت الفقرة 10 من المادة 53 من الدستورلرئيس الجمهورية توجيه رسائل إلى مجلس النواب عند الضرورة.

وقد أستخدم هذا الحق من قبل الرؤساء الياس هراوي عام 1998، الذي وجه رسالة للمجلس، تضمنت طلباً بوضع آلية تشكيل الهيئة الوطنية، تمهيداً لدراسة مقترحات وسبل إلغاء الطائفية. ثم رسالة إميل لحود عام 2005، الذي حث فيها مجلس النواب على إجراء انتخابات نيابية بمواعيدها الدستورية، وحسم الجدل الدائر بشأن قانون الانتخاب آنذاك. وأيضاً، ميشال سليمان الذي وجه رسالة بتاريخ 21 أيار 2014، دعا فيها المجلس إلى الانعقاد وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار 2014، أي موعد انتهاء ولايته الرئاسية.

وفي كل هذه الحالات، كان المجلس النيابي يتلقف هذه المبادرات الرئاسية، ويعقد جلسات لمناقشة هذه الرسائل، من دون الأخذ بمضمونها. لا، بل رُد بعضها من خلال تصويت الأكثرية النيابية، كما حصل في جلسة 7 أيار 2005، التي ناقشت رسالة الرئيس إمیل لحود حول الانتخابات النیابیة، وبعضها تُلي من دون مناقشة، أو اتخاذ موقف منها، وذلك ربما خلافاً لروحية ما رمت إليه الفقرة 10 من المادة 53 من الدستور، المأخوذة عن دستور الجمهورية الخامسة الفرنسية (1958)، إذ تمثل أحد أوجه إعتراض رئيس الجمهورية على أداء السلطات الدستورية، ومراجعة القرارات المشكو منها في علاقة السلطتين الإجرائية والاشتراعية.

يقول الخبير الدستوري، والنائب السابق، الدكتور صلاح حنين لـ"المدن" : "إن الدستور أتاح للرئيس توجيه الرسائل إلى مجلس النواب. كما حدد النظام الداخلي للمجلس، آلية التعامل معها. وهذا حق دستوري للرئيس يُفترض استخدامه في هذا السياق. فرئيس الجمهورية الذي يرأس السلطة التنفيذية، يستطيع مخاطبة النواب وحثهم على العمل، من أجل إقرار مشاريع قوانين مهمة برأيه، أقرتها الحكومة وأرسلتها إلى المجلس، وفيها مصلحة للبلاد والمواطنين من وجهة النظر الرئاسية، وتتطلب السرعة. لكنه لا يستطيع استخدام هذا الحق في مكان مخالف للدستور".

وتقول المادة 145 من النظام الداخلي للمجلس "عندما يرغب رئيس الجمهورية بتوجيه رسالة إلى مجلس النواب عملاً بأحكام الفقرة 10 من المادة 53 من الدستور، تطبق الإجراءات التالية:

1- إذا كانت رسالة رئيس الجمهورية مباشرة، يبادر رئيس المجلس إلى دعوة المجلس إلى الانعقاد خلال ثلاثة أيام من تاريخ تبلّغه رغبة رئيس الجمهورية.

2- بعد استماع المجلس إلى رسالة رئيس الجمهورية، يرفع رئيس المجلس الجلسة لمدة 24 ساعة، تستأنف بعدها الجلسة، لمناقشة مضمون الرسالة، واتخاذ المواقف أو الإجراء أو القرار المناسب.

3- أما إذا كانت الرسالة موجهة بواسطة رئيس المجلس، فعليه أن يدعو المجلس للانعقاد خلال ثلاثة أيام لمناقشة مضمون الرسالة، واتخاذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب.

سحب التكليف

لم يحدد الدستور مهلة للرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة. وهذا شأن معظم الدساتير في العالم، حسب رأي الوزير السابق، والخبير الدستوري، الدكتورخالد قباني، الذي نشر دراسة له حول هذه المسألة، في شهر تشرين الأول 2018، لأن المبدأ الذي يحكم تشكيل الحكومات، وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية، هو وجوب تشكيل الحكومة من دون تأخير، وبأسرع وقت ممكن. والقصد من عدم وجود مهلة محددة، هو تحرير الرئيس المكلف من عامل الوقت، ومن الضغوط، ومن مطالب الكتل النيابية. ويعتبر الاجتهاد الإداري، أنه بعد التكليف وتسمية رئيس الحكومة، لا سلطة ولا صلاحية، لأي جهة، بسحب التكليف أو وضع حد له، فاختيار رئيس الحكومة من قبل النواب، ليس تفويضاً يمكن سحبه، وليس تعييناً يمكن العودة عنه، بل هو تكليف بمهمة تنتهي بانتهاء تسمية الرئيس المكلف، لأنه جاء استناداً إلى أحكام الدستور. ويؤكد الخبير الدستوري صلاح حنين لـ"المدن" أن "لا شيء اسمه سحب تكليف في الدستور، وما لم يرد فيه نص كالتكليف وفقاً للمادة 53، يعتبر اختراعاً وبدعة ليس لها آلية أو مبدأ". وهذا الأمر كان محط نقاش في الطائف، إذ يشير بعض من شارك في هذه المناقشات، وخصوصاً النائب السابق بطرس حرب، في أكثر من حديث له، إلى جملة اقتراحات نوقشت وسقطت، حول تحديد مهلة للرئيس المكلف.

ومن أبرز تلك الاقتراحات، إعطاء مهلة 45 يوماً للتأليف، وفي حال انقضائها يتم تسمية رئيس مكلف جديد، أو عرض التشكيلة الحكومية على مجلس النواب بعد مرور فترة محددة على التأليف. ويمكن للمجلس البت بالأمر سواء عبر قبول التشكيلة أو رفضها.

لا "تعويم" مع الطائف

يرى النائب السابق صلاح حنين أن لا شيء اسمه "تعويم حكومة تصريف الأعمال"، لأن الدستور حدد تصريف الأعمال بالمعنى الضيق. ولا تستطيع الحكومة اتخاذ أي إجراء، أو قرار ينتج عنه أي عمل يؤثر على المواطنين. ويقول لـ"المدن": "إن الحكومة تحكم من خلال الثقة التي تنالها، وتتمتع بها، بتكليف من الشعب عبر ممثليه في مجلس النواب. وتستطيع عبر هذه الثقة اتخاذ قرارات ملزمة للمواطنين. بينما حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها إلزام الحكومة التي ستأتي بعدها بقرارات لمدة سنة مثلاً، كالموازنة، التي تحتاج إلى أكثرية الثلثين لإقرارها في مجلس الوزراء وبالتالي إلزام المواطن بسياسة مالية لمدة سنة".

وما يُسمى تعويم حكومي عرفه لبنان، في مرحلة ما قبل اتفاق الطائف، كان مع الحكومة الأولى للرئيس سليم الحص في عهد الرئيس الياس سركيس عام 1976. والذي استقال في نيسان عام 1978 بعد انهيار الوضع الأمني في البلاد، حين أعيد تكليفه وأخفق في التأليف، بسبب النزاعات آنذاك، لينتهي الأمر بعد 26 يوماً إلى تعويم الحكومة المستقيلة، بعد إبلاغ الحص اعتذاره إلى سركيس عن عدم تأليف الحكومة الجديدة، فسحب الرئيس منه التكليف، وتراجع عن قبول الاستقالة، فاستعادت الحكومة المستقيلة دورها وشرعيتها، كأن شيئاً لم يحدث، واستمرت حتى 16 تموز 1979. وحدث أمر شبيه في الأول من حزيران عام 1987، عندما اغتيل الرئيس رشيد كرامي، بعدما كان استقال وأعتبرت الحكومة ساقطة بوفاة رئيسها، وأتفق بأن يخلف الرئيس سليم الحص، رئيسها الراحل ويترأسها، وأن يعيَّن وزيراً للخارجية بالوكالة، في الحقيبة التي كانت لكرامي، على أن تصرف الأعمال إلى حين تأليف حكومة جديدة. فأصدر الرئيس أمين الجميّل حينها مرسوم تعويمها، واستمرت الحكومة من عام 1987 إلى عام 1989. إلا أن إتفاق الطائف وضع حداً لـ"فذلكة" التعويم، مع اعتبار الحكومة مستقيلة عند وفاة رئيسها، حسب نص المادة 69، كما لم يعد رئيس الجمهورية مرجعية تسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة، بل مجلس النواب، عملاً بأحكام المادة 53 (إجراء إستشارات نيابية ملزمة بنتائجها)، وتكريس تصريف الأعمال في الفقرة 2 من المادة 64 بالمعنى الضيّق للحكومة المستقيلة. لم يعطِ الدستور الحكومة المستقيلة ما أعطاه إلى مجلس النواب في الفقرة 3 من المادة 69 إذ دعاه إلى عقد استثنائي حتى تأليف الحكومة الجديدة ونيل الثقة.

 

باسيل يفشِّل لافروف: الحريري مستنزف وفرنسا غاضبة

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 29/01/2019

بات واضحاً التدهور الطارئ على العلاقة الإيرانية الفرنسية. أولى إشارات هذا التراجع في العلاقة، بدأت تظهر منذ فترة حول الملف اللبناني، وعرقلة تشكيل الحكومة، التي كانت تقابل بتحذيرات فرنسية من عدم استفادة لبنان من مؤتمر سيدر، بسبب إطالة أمد التشكيل. في فترة سابقة، كانت العلاقات جيدة بين الفرنسيين والإيرانيين. واتخذت باريس مواقف عديدة إلى جانب طهران، في ملف العقوبات والاتفاق النووي، حتى أنها حاولت أن تدخل في وساطة حول الصواريخ البالستية. لكن إيران وجدت في فرنسا عاملاً غير مؤثر على الساحة الدولية. ولم تستطع توفير مظّلة لها لخرق قانون العقوبات، والحفاظ على مفاوضات الحدّ الأدنى مع الولايات المتحدة، وغيرها من الدول، في الملف النووي.

مفاجأة فرنسية

وبالأمس القريب، استمرّ رهان الرئيس سعد الحريري على الفرنسيين والروس، لمساعدته في إنجاز تأليفه للحكومة. وجرى أكثر من لقاء ديبلوماسي فرنسي إيراني من أجل ذلك، ما مثّل مظلّة دولية وإقليمية للحريري، داعمة له، وتسانده في مواجهة أي رياح قد تهبّ عليه.

موقفان فرنسيان لافتان أطلقا في اليومين الماضيين. الأول، وجوب حصر إيران لأنشطتها الصاروخية، وعمليات نقل الأسلحة لحزب الله. والثاني، على لسان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي أشار إلى رسالة فرنسية للإسرائيليين بعدم توجيه ضربة للبنان قبل تشكيل الحكومة. ومما قاله لو دريان للإسرائيليين: "إن فرنسا أوقفت الإمدادات العسكرية للجيش اللبناني، وألغى الرئيس الفرنسي زيارته إلى لبنان، الشهر المقبل، بسبب الرفض الكامل للإعمال العسكرية لـ"حزب الله"، المدعوم من إيران". مشيراً إلى "أننا أخبرنا الرئيس الإسرائيلي بأن اللبنانيين أنفسهم سيتغلبون على نزاعهم السياسي، من أجل إقامة حكومة قريبا". ينطوي الكلام على إشارتين. الأولى، أن هناك مؤشرات، أصبحت متداولة في عدد من الدول، حول احتمال تطور الأوضاع نحو تصعيد عسكري، تقابله مساع للجمه ومنعه. والثانية، لا يزال تفسيرها ملتبساً، إما إطالة أمد تشكيل الحكومة، أو مجرد توقع فرنسي بذلك. بمعنى أنه طالما الحكومة بعيدة فالضربة أيضاً بعيدة. بلا شك أن هذه الفرضية بحاجة إلى المزيد من المعطيات والمعلومات، لإستكمال وضوح السيناريو. وفي الموازاة أيضاً، الرسائل الفرنسية القاسية إلى لبنان وإيران تتوالى، خصوصاً في ظل المعلومات التي تتحدث عن تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان. فلا يؤكد الفرنسيون إلغاء الزيارة، ويعتبرونها غير مدرجة في جدول زيارات ماكرون. وهذه تبقي الباب مفتوحاً أمام احتمالات مختلفة، ترتبط بالاتجاه الذي ستسلكه التطورات.

خيارات صعبة

وفي موازاة التحرّك اللبناني، والمسعى الذي يقوم به الحريري للوصول إلى تسوية حكومية، استمرت المساعي الدولية للتأثير على قرارات بعض الأفرقاء. لكن مختلف المساعي لم تصل إلى أي نتيجة، حتّى الآن. فيما يؤكد الحريري في أوساطه أن هذا الأسبوع سيكون حاسماً لجهة تشكيل الحكومة. وعلى الرغم من تلويح مقربين منه بإمكانية الاعتذار بحال استمر التعطيل، إلا أنه، وفق ما تؤكد مصادر متابعة لـ"االمدن"، فإن الاعتذار مستبعد حتّى الآن لدى الحريري. وهو أسلوب ضغط يعتمده للرد على الضغوط التي يتعرّض لها، من نوع التلويح بالانقلاب لديه. وتؤكد مصادر قريبة من الحريري، أن أي خطوة قد يقدم عليها، لجهة الاعتذار عن التكليف، هي بلا شك ستكون مرتبطة بتطورات كبيرة وخطيرة، لا تقتصر على الوضع الاقتصادي، بل أيضاً قد تكون مؤشراً لحصول حدث كبير في لبنان، أمنياً أو سياسياً. وهذا يترافق مع تهديدات متعددة تصل إلى لبنان، من احتمال وقوع ضربة إسرائيلية، أو تطور الأوضاع العسكرية بين حزب الله وإسرائيل. وتلفت المصادر، أن الحريري بحال فشل مساعيه سيبلغ عون بذلك، وسيقترح تفعيل حكومة تصريف الأعمال. ويقول الحريري أمام من التقاهم الأحد - الإثنين، أنه يحتاج إلى يومين للتحقق من وجهة الأمور. وخلال وجوده في باريس، أبلغ بعض المقربين أنه إذا لم يتوصل إلى مخرج، فسيحمل التشكيلة التي يراها مناسبة، ويذهب بها إلى بعبدا، لوضعها بين يدي عون. وبذلك يكون قد رمى الكرة من ملعبه.

اتصال لافروف

في إطار المساعي الدولية المنهمكة بتسهيل عمل الحريري لتشكيل حكومته، وبعدما كان الحريري نفسه قد طلب سابقاً من روسيا التدخل، تكشف مصادر متابعة لـ"المدن"، أنه جرى اتصال هاتفي، قبل أيام، بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية جبران باسيل. حاول لافروف إقناع باسيل بالتنازل، وتسهيل تشكيل الحكومة. لكن الأخير رفض التخلي عن الثلث المعطّل، معتبراً أن هذا من حق تياره. وأشار إلى أن هذا المبدأ قد أدى إلى توتر في العلاقة، قبل فترة، بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الذي لم يتراجع أمام كل الضغوط، التي تهدف إلى تخلّيه عن الثلث المعطّل.

استنزاف الحريري

وحسب هذه المعلومات، هناك من يتوصل إلى خلاصة، يخشى من خلالها الوصول إلى استنزاف الحريري حتى النهاية، ومن ثم الانقلاب عليه، خصوصاً أنه يتعرض للكثير من الضغوط، وبخاصة عندما أعاد حزب الله رمي كرة التعطيل وتمثيل اللقاء التشاوري في ملعبه، إثر إعادة تعزيز العلاقة بين الحزب والتيار الوطني الحرّ. وهذا الضغط ينسجم مع ضغط من قبل النظام السوري، ومن قبل إيران غير المستعدة لبيع أي ورقة حالياً، قبل تبلور صورة المشهد الإقليمي. هذه التعقيدات كلها ستضع الحريري أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما أن ينصاع كلياً لرغبة الحزب والتيار الوطني الحرّ ويذهب إلى بيت الطاعة، أو أنه قد يتعرّض لعملية انقلاب، أو إزاحة من رئاسة الحكومة، حالما يتم استنزافه نهائياً. لذلك، عاد الحريري إلى بيروت. ويصرّ على العمل للوصول إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت، مع تشديده بأن هذا الأسبوع سيكون حاسماً. وهو سيطلق جولة مشاورات جديدة مع الأفرقاء، بحثاً عن تنازل من أحدهم، وتوفير المخرج للتشكيل. بينما الخيارات عادت وطرحت كلها على الطاولة، من تنازل حزب الله عن وزير شيعي لصالح رئيس الجمهورية، مقابل تسمية وزير سنّي من حصته يمثل اللقاء التشاوري، إلى تنازل باسيل عن الثلث المعطل، مقابل المطالبة بوزارة الأشغال وغيرها من الحقائب للتعويض، أو محاولة الحريري مجدداً إقناع جنبلاط أو جعجع بالتنازل.

 

جدي وسيمون بوليفار

مكرم رباح/الراي/29 كانون الثاني/19       

فنزويلا بالنسبة لي، ليست مجرد بلد في أميركا الجنوبية يتصارع عليه بوتين وترامب، وتسيطر عليه حفنة من اللصوص بقيادة نيكولاس مادورو، بل هي مسقط رأس والدتي وأخوالي، والبلد الذي أدرّ الخير والثروة على جدي الشهم الذي هاجر في أواسط القرن الماضي كسائر أقرانه بحثاً عن حياة رغيدة.

جدي الميكانيكي المجتهد الذي حُرم دخول المدرسة كان حكيماً يتمتع بحشرية العالِم الدقيق. ثقف نفسه بنفسه وعبره تلقيت العديد من الدروس التي لازمتني إلى يومنا هذا. في منزل جدي تعرفت للمرة الأولى على سيمون بوليفار محرر ومؤسس فنزويلا وعدد من دول أميركا اللاتينية من نير الاستعمار الإسباني. فصورة بوليفار التي كانت تزين صالون العائلة وصورة جواده الأبيض «بالومو» والروايات العديدة عن مآثره جعلتني أقدس هذا البطل الذي كان يصفه جدي بـ«القبضاي والآدمي» أي الشجاع والخلوق، ويقول ان الفضل في قيام فنزويلا يعود لهذا البطل، مردداً أن فنزويلا هي «بلد الخير والكرم».

أحداث فنزويلا الأخيرة والأزمة الإنسانية والسياسية التي يمر بها بلدي الثاني وانقسام عالمنا العربي حول معاناة الشعب الفنزويلي أعادا إلى ذاكرتي مواقف جدي لأتساءل مرارا ما هو موقفه لو أنه على قيد الحياة؟ هل سيقف جدي مع الإمبريالية الأميركية التي تريد تدمير التجربة «التشافيزية البوليفارية» المتمثلة بمادورو، أو سيدعم المعارضة الديموقراطية الرافضة لسياسة التجويع والارتهان لكوبا وروسيا وإيران؟

ففنزويلا البلد النفطي والغني بالموارد المعدنية العديدة وصل إلى مرحلة خطيرة في تاريخه حيث يسيطر الفقر والجوع على أكثر من تسعين بالمئة من شعبه. وهو - حسب وصف الدراسات - يخسر سنوياً عشرة كيلوغرامات من وزنه بعد الانقطاع التام للمواد الغذائية والأدوية، وبعد وصول نسبة التضخم إلى ما أكثر من مليون بالمئة مع احتمال أن تتجاوز العشرة ملايين في المئة نهاية هذا العام.

وحسب أنصار محور الممانعة ومقاومة الاستكبار الغربي فإن معاناة الشعب هي أولاً وأخيراً نتاج العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة التي تطمح إلى الاستيلاء على الثروة النفطية وتقويض فنزويلا الداعمة لإيران وكوبا والصين وروسيا.

إن انصار مادورو من العرب هم نفسهم الداعمون لجرائم بشار الأسد وأسلحته الكيماوية ولتغلغل الحرس الثوري الإيراني ولعصابتهم وثقافتهم الشعوبية التي تهدف وفق زعمهم إلى تحرير فلسطين. فهؤلاء يعتقدون أن طريق القدس تمر بكراكاس وأن الشعب الفنزويلي والشعب العربي لديهما الهدف نفسه أي تدمير الشيطان الأكبر المتمثل بالولايات المتحدة. واقعياً، نظام مادورو يؤمن الغطاء الأمني والديبلوماسي لميليشيات إيران التي تستغلّ أميركا الجنوبية لتبيض أموالها عبر تمريرها في قنوات تجار السلاح والمخدرات والتي أصبحت أكثر أهمية مع تجدد العقوبات على إيران.

المضحك المبكي أن انصار منطق «الممايعة» يؤمنون بأن مشاكلهم الاقتصادية والسياسية مرهونة بالخارج، ولو توقف التدخل الغربي في فنزويلا والشرق الأوسط لكانت مدرستهم الفكرية أسست لدول حديثة تعطي شعوبها الرخاء الاقتصادي وربما الأهم، الكرامة وعزة النفس والعنفوان. و للمفارقة، فإن تجار العنفوان وأسيادهم لم يدخلوا بلداً إلا ودمروا اقتصاده و نظامه الديموقراطي، وبلدان كـلبنان والعراق وسورية خير دليل على ذلك. هم يجهلون حقيقة أنه لا يمكن تخيير الشعوب بين الطعام والكرامة. فالجياع والمقموعون في شوارع العواصم التي يسيطر عليها «مدّعو الاشتراكية» لا يستطيعون الحصول سوى على ورق التواليت في المتاجر الخاوية لأن قادتهم سرقوا الأموال وانشغلوا بتصدير الثورة بدلاً من بناء دولة القانون. لو كان جدي ما زال على قيد الحياة لكان دعم جهارة الحراك الشعبي والبرلماني الذي يقوده رئيس مجلس النواب خوان غوايدو، ليس لأنه يؤمن بنشر الديموقراطية بنسختها الأميركية، بل لأن مادورو وعصابته وحلفاءه من «الزعران» الذين أوصلوا كلاً من لبنان وفنزويلا إلى القعر هم من اختطفوا شعوبهم باسم سيمون بوليفار والاشتراكية الشعبوية.. متجاهلين شعار بوليفار «عندما يكون الظلم قانوناً، يصبح التمرد واجباً».

الله يرحمك يا جدي.

 

عبد الله السعودي... وتوأمه اللبناني

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

لعلها من المصادفات النادرة أن يكون هنالك في الفضاء التنويري والثقافي والفني السينمائي توأمان، ليس لجهة السن، وإنما لطبيعة التوجه الوطني وخوْض غمار التجربة سينمائياً بما يعكس وجعاً في الكيان العائلي وجرحاً غائراً في الضمير. ولقد شاءت الظروف أن أكون صديقاً للاثنيْن على مدى ربع قرن. صديقٌ رحل وصديقٌ أتمنى له طول العمر والمزيد من العطاء. التوأم الذي أُشير إليه هو المخرج اللبناني جورج نصر الذي رحل عن 92 عاماً يوم الأربعاء 23 يناير (كانون الثاني) 2019، والمخرج السعودي عبد الله المحيسن الذي نتطلع كعرب من المحيط إلى الخليج إلى المزيد من عطاءاته وتحويل ما في أجندة أحلامه الواقعية إلى أعمال جديدة تندرج في لائحة التألق السعودي، وبالذات الشريطان الأمثولتان «الصدمة» بعد «اغتيال مدينة»، اللذان كانا مثل قرْع أجراس برسْم أُولي الأمر في دول الأمة... كما برسْم الشعوب التي لطالما كابدت من أمزجة المغامرين بأقدار البلاد والعباد.

وضعَ جورج نصر للعشرات من المخرجين اللبنانيين لأعمال على الشاشتيْن، السينمائية والتلفزيونية، حجر الأساس متوكلاً على الله وعلى عزيمة مقرونة بتخصُص أكاديمي درس في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس العاصمة الهوليوودية التي تُبهر، ثم أَضاف إلى الدراسة فترة من التدريب؛ الأمر الذي زاده خبرة وثقة بالنفس. ولأنه من لبنان الفرنسي الهوى كان لا بد من أن يقرن الدرس الهوليوودي ببريق السينما الفرنسية المتأثرة بالسينما البريطانية والسينما الإيطالية.

لم يجد مَن يحقق له مبتغاه في ترجمة تخصصاته المقرونة بمعرفة هندسية نتيجة دراسة أولية، إلى تمويل أفلام يتطلع إلى إخراجها. ولقد آلمه أن رد فعل أحد المقتدرين الذي طلب منه تمويل إنتاج فيلم حول قضية مجتمعية ووطنية، كان أن مثل هذا الأمر خسارة بخسارة ذلك أن الناس عموماً يفضلون أفلاماً حافلة بالرقص والطرب. لكنه بقي مصراً على أن تكون إطلالته الأُولى الفيلم الذي يحفر في الذاكرة. ولقد غامر واستعمل وسائل بدائية لإنجاز الفيلم الذي عندما عُرض أبكى مضمونه المشاهدين؛ ذلك أن الفيلم هو «إلى أين» يعالج مأساة الهجرة المتواصلة من جانب أفراد لبنانيين إلى الأميركتيْن: الشمالية والجنوبية. وكأنما فيما أصر عليه كان جورج نصر يقرأ فيما يخبئه المستقبل من أحداث، لعل أهمها كثافة الهجرة التي لم تعد حكراً على اللبنانيين الذين أضافوا دولاً أفريقية إلى مشاريع الهجرة، وتتزايد أرقامها في الزمن الحالي نتيجة الحروب على مد النظر العربي والأفريقي.

كان فيلم «إلى أين» صرخة أرادها جورج نصر أن تخترق لامبالاة أُولي الأمر في لبنان لا أن تكون صرخة في واد. ومضمون هذه الصرخة أنه من دون اعتماد الرأي السديد في إدارة شؤون الدولة والبلد عموماً قد يأتي يوم يصبح عدد أهل البلد - وهو هنا لبنان - الذين يهاجرون متساوياً مع عدد الباقين. وقد يصبح لبنان بلد الشيخوخة في حال استمرت الأجيال الشابة ما أن تتخرج في الجامعات حتى تسرع الخطى إلى بعض القنصليات للحصول على استمارة طلب الهجرة. كما قد يصبح عدد النازحين واللاجئين «المستوطنين» لبنان قريباً من عدد السكان المحليين، هذا بافتراض أن «استيطان» هؤلاء النازحين واللاجئين سيتحول إلى أمر واقع وبطاقات هوية وجوازات سفر. وهنا ينطبق سؤال «إلى أين» حول الهجرة كما في فيلم جورج نصر إلى سؤال حول المصير كوطن.

لم يُكتب لطموح جورج نصر بلوغ منتهاه. وكان موعوداً في ضوء مسعى قمتُ به بدافع الصداقة التي ربطت بيني وبينه كمخرج، لدى القطب السياسي إميل بستاني الذي يترأس شركة «كات» أكبر شركات المقاولات في الخمسينات والستينات وكنتُ من بين أصدقائه.

وخلاصة المسعى، أن يتبنى إنتاج المزيد من أعمال يتطلع جورج نصر إلى إخراجها وكلها حول قضايا ذات بُعد وطني وبروحية فيلمه الأول «إلى أين». وفي اعتقادي أن إميل بستاني كان سيتجاوب، لولا أن الأقدار سارت على غير ما يتمناه الأمر؛ ذلك أن طائرته الصغيرة الخاصة هوت في بحر بيروت وفقد لبنان قطباً مارونياً من النسيج نفسه الذي هو عليه رفيق الحريري الذي فجّروا موكبه في بقعة من الشاطئ نفسه الذي سبق أن هوت في مياه بحره الطائرة البستانية. كلاهما من القامات السياسية التي لو كُتبت لها بقية الحياة أن يحققا أحلام ذوي المشاريع التنويرية السينمائية.

عبد الله المحيسن السينمائي الأكاديمي خاض الغمار بعزْم وتضحية برغد العيش. أمعن تحصيلاً متقدِماً في دراسة الإخراج في بريطانيا والولايات المتحدة مع أنه ليس في المملكة العربية السعودية حضور سينمائي، بل حتى ليس في مدن المملكة حينها دُور سينما. وعلى هذا الأساس؛ لماذا هذا التوجه مع أن الفرصة هي لمَن يتخصص طبيباً أو مهندساً أو وكيل شركات أجنبية، ثم يتضح أن هذا الشاب الذي تلقَّى تعليمه في الجامعة الأميركية في بيروت، وعاش بالتالي أزهى سنوات هذه العاصمة الصغيرة التي هي أشبه بمنارة فكرية نقيض الانطفاء المتدرج لها بعد ذلك، وفي هذه الأيام أصابته فاجعة وجدانية بعد الذي فعله بعض اللبنانيين من لاعبين ومتلاعبين وميليشيات بهذه المدينة التي أدموها، وثقبوا برصاصات أسلحتهم وجْهها العمراني الجميل، وأمعنوا تشويهاً برونقها الفكري، وتمددوا في كل الاتجاهات ليشعلوا الوطن المغلوب على أمره حرائق وقودها التعصب المذهبي والعنف. لا سامح الله الفاعلين.

هذا الذي حصل للبنان وعاصمته ترجمه سينمائياً خير ترجمة عبد الله المحيسن من خلال فيلم صنعه إنتاجاً وإخراجاً بمشاعر فاقدي أعزائهم. وبشهادة كل الذين تسنّى لهم مشاهدة الفيلم، ومِن بينهم الرئيس الصديق الدكتور سليم الحص أكْبروا في عبد الله المحيسن هذا التحسر الوجداني على بيروت وكما لم يفعل ذلك سينمائيون لبنانيون. وبعدما لقي الفيلم في «مهرجان كان» ومهرجانات دولية وعربية أُخرى ترحيباً وجوائز، افترض الأخ عبد الله أن ما أراده من الفيلم ترجمة لمشاعره سيكون أمثولة لمسؤولين وشعوب فلا يعبثون بأوطانهم ومدنهم على نحو ما فعل بعض اللبنانيين مختارين أو مدفوعين ومضطرين. ثم يأتي الإعصار السوري قبل سبع سنوات يليه اليمني فالعراقي فالليبي فالسوداني يعكس انطباعاً بأن الأوطان هي لمستحقيها من الحكام والمحكومين وليست مَضافة أو مرتعاً للنزوات السياسية والتشبث بالسلطة، ولو كان ذلك على حساب الواجب الوطني وطمأنينة المواطن ولقمة عيشه واستقراره.

بعد فجيعة عبد الله المحيسن بالمدينة التي لقيت أبشع حالة اغتيال كما حالة اغتيال رفيق الحريري وكوكبة من الناس الطيبين، جاء ما هو أعظم متمثلاً بالغزوة الصدَّامية للكويت. وكان بركان المشاعر المحيسنية الوجدانية لم يهدأ بعد ويتم وعلى وجه السرعة إنجاز الشريط الذي كان اسماً على مسمى، وهو «الصدمة»... أمثولة أُخرى برسْم مَن يعتبر رغم أن العِبَر كثيرة. عالم عبد الله المحيسن أرحب سينمائياً من توأمه اللبناني جورج نصر، مع فارق أن المحيسن فتح روافد تجارية راقية تصب في نهر نشاطه السينمائي، وبذلك أنتج وأخرج المزيد، ودائماً ضِمْن رؤيته بأن السينما هي في جانب منها للتسلية والاستمتاع إنما بعد أن يكون الواجب الوطني أخذ حقه. مثل هذه الروافد لم تتحقق للتوأم اللبناني جورج نصر، ربما لعدم التنبه، وربما لأن الوضع الاقتصادي في السعودية وسائر دول الخليج يحقق لأصحاب المشاريع الرائدة والحالمة بعض مبتغاها. ولذا؛ اقتصر الذي ناله التوأم اللبناني على وصول فيلمه اليتيم «إلى أين» إلى «مهرجان كان» إنما بعدما كان قطار حياته وصل إلى المحطة ما قبْل الأخيرة. ثم رحل مأسوفاً عليه وموضع تقدير مغامرته الوطنية التي لم تكتمل في حين توأمه السعودي على موعد مع أعمال تتم إنتاجاً وإخراجاً في زمن الطفرة السينمائية والترفيهية في المملكة. والله المعين.

 

حين تخاطب إيران العالم من بوابة إسرائيل

نديم قطيش/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

لم تدم المكابرة الإيرانية طويلاً منذ إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران. قام الرهان الإيراني في جزء منه على محاولة استقطاب أوروبا، وزرع الشقاق على ضفتي الأطلسي، والتلاعب بالمصالح الاقتصادية والسياسية المختلفة لمجموعة «5+1». لم يكن كل هذا الرهان رهاناً دعائياً، بل توفرت له مرتكزات واقعية؛ منها رغبة أوروبية جادة في الحفاظ على الاتفاق النووي، وصلت إلى حد السعي المستمر حتى الآن لإيجاد «آلية سداد»، تتيح للسلطات الإيرانية تجاوز العقوبات الأميركية والاستمرار في مبيعات النفط والتمتع بعائداتها. سرعان ما تبين أن الحكومات الأوروبية غير قادرة على جرّ القطاع الخاص لمغامرة التعامل مع إيران تجارياً وتجاهل محاذير العقوبات الأميركية؛ إذ اختارت شركات النفط والنقل والتأمين والمصارف وغيرها من المؤسسات الاقتصادية والمالية والتجارية الكبرى، الانسحاب من السوق الإيرانية، تفادياً لأي مخاطر قد تهدد وجودها وتعاملاتها مع السوق الأميركية، ومن خلالها مع الأسواق العالمية.

أما تبجح إيران بالإعفاءات التي منحتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لثماني دول من كبار مستوردي النفط الإيراني؛ من بينها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، واعتبار هذا الإجراء هزيمةً أميركية وإفلاساً لسياسة إعادة العقوبات، فسرعان ما تبين أنه لا يمت إلى الواقع بصلة. فرغم الإعفاءات، التي تتيح لكبار مشتري النفط الإيراني التعامل مع طهران من دون الخشية من تأثرهم بمفاعيل العقوبات الأميركية، فإن بيانات قطاع النفط أشارت إلى أن صادرات إيران من الخام ستتقلص بشدة للشهر الثالث على التوالي في يناير (كانون الثاني) الحالي، مما يعني أن السلطات الإيرانية تواجه صعوبات في إيجاد مشترين في ظل العقوبات الأميركية الجديدة حتى من بين معظم من حظوا بالإعفاءات. وقد عادت الصادرات إلى ما كانت عليه خلال الجولة السابقة من العقوبات في الفترة من عام 2012 إلى عام 2016. فأثر العقوبات لا يقاس فقط بالمعايير الكمية لبيع النفط وشرائه، بقدر ما يقاس بالمناخ المضطرب الذي تخلقه العقوبات فيدفع رؤساء مجالس إدارة كبريات الشركات المستوردة، والمنوط بهم اتخاذ قرارات كبرى حول الخطط المستقبلية لهذه الشركات وحماية القيمة السوقية لأسهمها، للبحث عن مصادر أكثر ثباتاً لحاجاتها النفطية.. تحتاج هذه الشركات إلى أن تضمن القدرة على توقع حال الأسواق والإنتاج وبالتالي بناء استراتيجيات سوقية على عوامل أكثر ثباتاً مما يتيحه واقع السوق النفطية الإيرانية.

الانهيار المزدوج للرهان الإيراني على مخارج أوروبية وآسيوية تلتف على العقوبات الأميركية، يتزامن مع تصاعد في حدة الاشتباك السياسي مع إيران. فرغم شهر العسل الإيراني - الأوروبي الذي أعقب خروج الرئيس ترمب من الاتفاق النووي، فإن طهران فوجئت بعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بعد اتهامها بالضلوع في عمليات اغتيال معارضين إيرانيين في هولندا والدنمارك وفرنسا، وسط ترحيب أميركي ملحوظ.

ومن المتوقع أن تزداد العلاقات الأوروبية - الإيرانية تعقيداً في ضوء توجه إيراني للعودة إلى تخصيب اليورانيوم خلافاً لمنطوق الاتفاق النووي والقرار الأممي «2231»، مما يعني أن أوروبا ستكون أكثر حرجاً في الاستمرار في الاتفاق، والدفاع عن جدواه، في حين سيكون الموقف الإيراني أكثر انكشافاً. وإذا كانت التصريحات الإيرانية عن عودة التخصيب تنسجم مع مزاج التحدي الدائم الذي تعبر عنه إيران، فإن من نتائجها الجانبية الخطيرة، زيادة عزلة إيران في وقت اقتصادي عصيب عليها وفي لحظة أميركية تتسم بالتشدد السياسي وبالنشاط لتجميع أكبر عدد من الدول ضد طهران.

ليس أدل على ذلك من الجولة الشرق أوسطية التي أعلن في خلالها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن قمة ستعقد في وارسو؛ بولندا، وتضم نحو 70 دولة، يومي 13 و14 فبراير (شباط) المقبل، وستركز على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، وبين أهدافها «ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار»، في حين تميزت تصريحات بومبيو الشرق أوسطية جميعها، لا سيما خطاب القاهرة، بالتركيز على مواجهة إيران وسلوكها في الإقليم.

زاد من قتامة اللحظة الإيرانية الراهنة كشف صحيفة «وول ستريت جورنال» عن أن البيت الأبيض طلب من القيادة العسكرية في البلاد تقديم خيارات لضربات ضد إيران، إثر الاشتباه بقيام ميليشيات موالية لإيران في سبتمبر (أيلول) الماضي بقصف المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقر السفارة الأميركية.

وإذا كان إعداد العسكريين خططاً للبيت الأبيض نشاطاً اعتيادياً، فإن الكشف عن هذا الطلب ينطوي على رسالة لا تخطئها العين للقيادة الإيرانية، بشأن جدية الموقف الأميركي من سياسات طهران. يضاف إلى ذلك رفع إسرائيل سقف تحديها لإيران عبر تكثيف الضربات لقواتها ومخازنها في سوريا بشكل أفقد إيران كثيراً من هيبتها العسكرية. هي لحظة خيارات إيرانية صعبة، في ظل أزمة داخلية كبيرة، تتجاوز الاختناق الاقتصادي، إلى الصراع العميق داخل النظام على خيارات الجمهورية الإسلامية ومستقبلها. ولعل ما يختصر هذا الصراع على الخيارات السياسية وعلى مشروع الدولة والنظام، كلام «كبير» لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، نفى فيه أن يكون أي مسؤول في بلاده قد هدد بتدمير إسرائيل!! وجّه ظريف كلامه لإسرائيل كي يسمع العالم... بيننا عقلاء... ولكن!!

 

«وارسو» ومرحلة الاستقرار في الشرق الأوسط

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

يبدو أن مؤتمر وارسو لقص شريط المواجهة مع إيران وإضعافها بمثابة مفتاح مرور لإعادة الاستقرار لـلشرق الأوسط على الطريقة الأميركية، حتى وإن أعلنت بعض الدول عدم حماسها، بحكم أن السلام في المنطقة ابتعد عن مكانه المرسوم ضمن مخطط سابق، فقد اشتعل فتيل الصراعات الطائفية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وهي بهذا المعنى قد تقوم بإعادة استقرار متغير في بنوده وسياسته، من دعم الإسلام السياسي إلى تشكيل أنظمة أحزاب سياسية دينية ضمن دولة مدنية، فالدور الجديد سيحول إيران إلى هذا النموذج، وينتهي دور الملالي، ومعه الدور القطري والتركي بمرحلة نشر الفوضى.

وتجنباً للخوض في أرض القرارات الأميركية التي شهدت استراتيجيات مختلفة، ونظرة خفية لمنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً بعد التدمير والأضرار الجسيمة، فهي لم تكن تصغي لصدى الأحداث، لأنها كانت مقتنعة بوجود تفسيرات أخرى لما تريد، غير قابلة للفهم من الناحية العقلية، سوى أنها حملات مضادة تشبه المزايدة العلنية، وفي جوهرها ترمي إلى تبدل سياسة الاحتواء إلى سياسة المواجهة، خصوصاً بعد تطبيق عقوبات السابع من أغسطس (آب) 2018 على القطاعات المالية والتجارية والصناعية.

وقد ظهرت وسيلة جديدة لكبح جماح خطر طهران العدواني، وإيقاف أركان أهدافها التوسعية، بحظر تبادل الدولار مع الحكومة الإيرانية، وتقدير الخطر الحقيقي الذي يمثله برنامجها النووي والانتهاكات الداعمة للإرهاب.

علاوة على ذلك، فقد تم حظر التعاملات التجارية المتعلقة بالمعادن النفيسة، مثل الذهب، وفرض عقوبات على المؤسسات والحكومات التي تتعامل بالريال الإيراني، أو سندات حكومية إيرانية، وإيقاف النمو الاقتصادي بصورة أساسية. وفي سياق الأحداث المتواصلة من العام الجديد 2019، بدأت الولايات المتحدة الحشد لمؤتمر دولي ينعقد في العاصمة البولندية وارسو الشهر المقبل، من أجل مناقشة السياسات الإيرانية العدوانية في المنطقة بصورة رئيسية؛ أميركا الآن تحصد النتائج، وتواجه إيران لتغيير نظام الملالي فيها، بعد أن أدى دوره في التدمير بالمنطقة. لماذا غيرت أميركا سياستها المعهودة الآن؟ ونتساءل أيضاً: هل سنشهد مرحلة جديدة في الشرق الأوسط؟ الأمر الأكثر خطورة سيكون رفض طهران الانصياع لشروط المطالبة بإيقاف نشاطها الإرهابي الموسع في المنطقة وأوروبا، وخطرها الذي يهدد العالم، وإيقاف تصنيع الصواريخ الباليستية ومعالجتها، فهناك اعتبارات يجب مراعاتها من المتعاونين مع نظام طهران من زعماء أوروبا وعلاقاتهم المتباينة مع النظام بعد فرض العقوبات، فقد لاحت نتائجها وأهدافها الاقتصادية في الأفق، وستطبق هذه العقوبات على كل الانتهاكات الصريحة للقوانين المفروضة من واشنطن.

وبالتالي، أوضحت الظروف السياسية أن المرحلة حاسمة وآخذة بالظهور المخادع، فلم يعد مسموحاً لأولئك القوم بالمزيد من المراوغة. وفي هذا الجانب، نجد أن أكثر الفقرات أهمية في هذه المرحلة دور روسيا التي لا ترى ضرورة لحضور المؤتمر، ولن تساهم في حل مشكلة الشرق الأوسط من وجهة نظرها، ولن يحقق فائدة أو يضطرها للموافقة على مخططاتهم، فهم أكثر الناس صموداً مع حلفائهم، وينتزعون المواقف بإحساس متعاظم ومفرط في الأحقية بكل شيء. وقد صرحت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أوردته قناة «روسيا اليوم»، بأنه بعد الاطلاع بعناية على جدول أعمال المنتدى وبرنامجه، قرر الجانب الروسي عدم المشاركة فيه. تلك هي التصرفات التي تمارسها الدول العظمى ضد بعضها البعض بصرامة شديدة، فتغض الطرف عن الانتهاكات التي تتعرض لها دول المنطقة، ومن ثم تتضاد وتتوافق القرارات لتشكيل مواضع تمركز لوحداتهم وقواعدهم العسكرية، وليس هناك سوى تناقضات غير مفهومة، كونها تنفذ اتفاقات قديمة تتجدد لإطالة أمد الأزمة، واستمرار الصراعات والجرائم التي ترتكبها إيران، فقد أضحت الصور مألوفة وغير مستغربة، ولكن الدول المتضررة من نظام طهران تأمل في انتهاء الأزمات المستعرة في العالم العربي، بالتوصل إلى أسلوب ونمط سياسي حاسم، من خلال التعديلات التي بدأتها السياسة الأميركية، عوضاً عن سياسة التهدئة، وربطها بما يطرأ عليها من تحول.

 

كي نهزم الخمينية الطائفية

حمد الماجد/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

مَن يسبر حال تغلغل النظام الطائفي الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، خصوصاً بعد هزيمة «داعش» والفصائل الجهادية في سوريا وبدء إحياء الروح في علاقة عدد من الدول العربية مع نظام بشار الأسد والحض الغربي على إنهاء الصراع في اليمن، سيخْلص إلى نتيجة مُرَّة مفادها أن الرياح تجري بما تشتهيه سفينة الخمينيين، وأن النظام الإيراني مُصِرٌّ على بقاء احتلالهم لهذه الدول. وإن شئتم لطَّفنا العبارة وقلنا تغلغلهم ونفوذهم. كما لا يبدو أن زعماء الدول الغربية، عدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من خلال رصد مواقفهم الباهتة الرخوة من نظام الملالي، قلقون من هذا التغلغل والسيطرة المحكمة للخمينيين في هذه الدول، ما دامت لهم مصالح اقتصادية وسياسية مع إيران، وما دام التهديد الإيراني لدول المنطقة ينبوعاً ترشف منه الدول الغربية صفقات السلاح الضخمة، وما دام خصوم الخمينيين تربك صفوفَهم الخلافات والشقاقات.

فإذا كانت الدول الغربية «غير جادة» في إنهاء الهيمنة الإيرانية على هذه الدول الأربع، العراق وسوريا ولبنان واليمن، وغير قادرة على كبح جماح إيران في محاولات جادة لبسط سيطرتها على الدول الصغيرة في المنطقة، وإحداث الفوضى في الدول الكبيرة عبر عملائها والمسوقين لآيديولوجيتها، فيكون لزاماً على دول المنطقة المتضررة من الشغب الإيراني ونفوذ الخمينية الطائفية أن تراجع استراتيجية الصراع مع إيران مراجعة شاملة. هذه المراجعة الشاملة لاستراتيجية الصراع مع الخمينية الإيرانية تقوم على ركائز منها تهدئة النزاعات السياسية «البينية» في المنطقة قدر المستطاع، لأن الذئب الإيراني الدموي الطائفي بالمرصاد لكل «ضحية» تهرب من أتون الصراعات السياسية، دولاً أو منظمات أو حركات أو أفراداً، ومن يغادر جبهة التصدي لتغلغل الخمينية فهو بالضرورة خسارة لهذه الجبهة ومكسب للخمينية الطائفية، فمن أبسط أبجديات العلاقات الدولية واستراتيجية الصراعات أن تقوم أولاً على تحييد المخالف وتجسير العلاقات معه، وثانياً تمتين العلاقة مع الموافق وتثبيتها وتعزيزها. ولهذا وجدنا التحالفات الدولية الكبيرة تبني تحالفات راسخة على الرغم من الخلافات الآيديولوجية والدينية والمذهبية وتباين وجهات نظر أعضاء التحالف تجاه عدد من الملفات السياسية والاقتصادية، كما تتناوب الأحزاب ذات المرجعيات الآيديولوجية والسياسية المختلفة على الحكم في الدول الغربية، ومع ذلك تبقى الخطوط العريضة، ومنها الحفاظ على التحالفات وتعزيزها، خطاً أحمر لا يمكن لأي حزب التفريط فيه أو إضعافه.

 

صديق أحمق

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

عندما تقول دبي، أو الإمارات، تتراءى لك فوراً راحة البال، وحكام بلا هموم، وديار آمنة لا مشكلات فيها، إلا ربما حركة السير. إذن، لا بد أن تعيد مرة أخرى قراءة «قصتي» من مذكرات الشيخ محمد بن راشد.

في يوليو (تموز) 1973، كان الشيخ محمد وزيراً للدفاع يتفقد إحدى القواعد العسكرية، عندما رنَّ هاتفه اللاسلكي ليبلغ بأن طائرة «جامبو» تابعة للخطوط اليابانية اختُطفت، وتطلب الهبوط في مطار دبي. أغلق الهاتف واتجه فوراً إلى المطار، وأمر بإخلاء جميع المدارج، وتحويل كافة الرحلات القادمة إلى مطارات أخرى.

هبطت الطائرة المخطوفة وعليها 145 شخصاً، بينهم أربعة فلسطينيين، والياباني أوساموا ماروكا قائد العملية. وما لبثت أن انفجرت قنبلة بامرأة من الخاطفين فقُتلت فوراً، ونجت الطائرة بأعجوبة من الحريق. ثم خاطب ماروكا الشيخ محمد قائلاً: من أنت؟ عرَّف بنفسه، فأجاب هذا: «إذن أنت عربي، ولا بدَّ أن تدعم القضية الفلسطينية، إنها قضيتكم». ثم طلب مغادرة الطائرة والاحتماء في دولة الإمارات. شعر الشيخ محمد أنه وبلاده أمام محنة صعبة. وقرر أن يلعب على عامل الوقت حتى النهاية، حرصاً على سلامة الركاب. كان الطلب الأول لماروكا أن تطلق إسرائيل أحد رفاق الخاطفين، فقال له الشيخ محمد: «قليل من الواقعية يا رجل، فهل تعتقد أننا نتحادث في الأساس مع إسرائيل؟» ثم طلب منه أن يتحدث إلى أحد الخاطفين الفلسطينيين؛ لكنه وجده أكثر توتراً من صاحبه الياباني. فعاد يُحاور ماروكا من جديد سعياً إلى اكتساب ثقته.

ومضى الوضع على هذه الحال ثلاثة أيام، كان خلالها الشيخ محمد على تواصل مستمر مع الشيخ زايد ووالده الشيخ راشد، لكي يعمل بنصيحتيهما. وفي غضون ذلك تمَّ إرسال الطعام إلى الركاب مرتين. وعاد يحاول إقناع الخاطف بإطلاق سراح الأبرياء، قائلاً له: «ليست هذه الطريقة المناسبة للتعبير عن الدعم للقضية الفلسطينية» فردَّ هذا بصوت هائج: «سوف أفجر الطائرة!». يمضي الشيخ محمد في رواية تفاصيل تلك الساعات العصيبة: «قلت له: أنت أخونا في النضال من أجل القضية الفلسطينية. وأنا أتفهم تماماً دوافعك وعدالة القضية التي تحارب من أجلها، ولكن لا بد أن تكون حكيماً وصبوراً، ونتحلَّى جميعاً بالإنسانية تجاه هؤلاء الأبرياء. أطلق سراحهم. كان يهدأ أحياناً ثم يعود للصراخ، ويقول لدي كثير من المتفجرات، أستطيع تفجير هذه الطائرة الآن». في النهاية، تم تزويد الطائرة بالوقود، وأقلعت إلى ليبيا، حيث أفرج الخاطفون عن الركاب، وأحرقوا الطائرة في مطار بنغازي. ويعلق الشيخ محمد قائلاً: «شكلت تلك الحادثة درساً مهماً لي في الحياة. عدوٌّ عاقل خير من صديق جاهل وأحمق. ولعل كثرة الأصدقاء الحمقى أضرت بكثير من قضايانا العادلة».

 

القتال على الطعام في اليمن

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

قصف الحوثيون مخازن الغلال التي تطعم نحو ثلاثة ملايين إنسان يمني، كارثة كبيرة، بعد أن خزنت الحبوب من مساعدات عربية ودولية جمعت بجهد كبير. ولم يصدر بيان استنكار واحد ولا تشهير بهذا العمل الذي لا يقل إجراماً عن قتلهم ثمانية أشخاص على أبواب مخيم للاجئين قبله ببضعة أيّام.

الحرب والمجاعة والأوبئة ثلاثية المأساة اليمنية التي يمكن حسمها سياسياً بيسر لو قبلت الزعامات اليمنية العودة للصيغة التي سبقت الانقلاب وكان الحكم فيه بالانتخاب، أو لو أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤوليته في معاقبة الخارجين على السلطة المركزية الشرعية، وهي السلطة التي منحتها الأمم المتحدة موافقتها، وصاغت لها المشروع السياسي للدولة الذي انقلب عليه الحوثيون. أكثر من نصف سكان اليمن يعيشون على العمل في الزراعة، التي شهدت تدهوراً خطيراً منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، ومنها اليمن، في عام 2011. وبعد أن كان اليمن يحصد من زراعته أكثر من ربع مليون طن سنوياً من الحبوب تراجع إلى أقل من تسعين ألف طن. يضاف إليه أن الحوثيين الذين سيطروا على الموانئ، وفرضوا الضرائب العالية ومنعوا الشحن لغير المناطق التي تحت سيطرتهم، كل هذا تسبب في تدهور المتوفر من الغذاء لتأمين حياة ملايين اليمنيين. كان اليمن مزرعة كبيرة تسد حاجة سكانه، من القمح والذرة والفواكه والحمضيات إلا أن العشرين سنة الماضية تدهورت مع سوء الإدارة الحكومية والهجرة للمدن والجفاف الذي ضرب البلاد لسنين طويلة، وانصراف العديد لزراعة مخدر القات الذي حل محل البن وغيره من المحاصيل الرئيسيّة. ولا توجد حلول سهلة للوضع اليوم مع الحرب والفوضى ومنع الاستيراد وإغلاق الطرق. ومعظم الأزمات السكانية سواء نقص الغذاء أو الدواء توجد في مناطق تحت سيطرة الحوثيين مع أنهم كانوا مسيطرين على المنافذ البحرية خلال سنوات الحرب. لكنهم كأي ميليشيات قتالية استمرت تستخدم الأغذية والأدوية في نشاطاتها العسكرية ضد السكان. وهذا ما حدث الأسبوع الماضي عندما قصفت بالهاون صوامع البحر الأحمر الكبيرة في الحديدة، وهي التي تحوي مؤنة ثلاثة أشهر من الحبوب. وهي نفس الصوامع التي كانت تحت سيطرة الحوثيين خلال السنوات الثلاث الماضية ولم تقم قوات الحكومة والتحالف حينها بقصفها على اعتبار أنها خارج أهداف القتال.

بكل أسف المبعوث الدولي والمؤسسات الدولية تسكت عن همجية الممارسات الحوثية بحجة أنها ميليشيات وأن الهدف هو إقناعها بالانخراط في العملية السياسية. الحقيقة أن هذا التفكير والتعامل مع الحوثيين هو الذي أمد في عمر القتال والفوضى والمجاعات وليس العكس.

 

فنزويلا: جولة في حرب

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/19

الأحداث المتتالية التي تحصل في فنزويلا لها علاقة بالصراع الغربي مع الصين، وليست شأناً داخلياً أبداً. تماماً كما حدث في حقبة الستينات الميلادية في مواجهة الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتي وأزمة الصواريخ الكوبية، التي كانت موجهة سوفياتياً ضد أميركا حتى انتصر كيندي على خروتشوف، وأجبره على سحب الصواريخ. اليوم أميركا لن تسمح للصين بالسيطرة على أهم مورد للنفط لها. أميركا تستورد 43 في المائة من إنتاج نفط فنزويلا، وأميركا أكبر زبون لها، كما أن فنزويلا أكبر مصدر لها. فنزويلا بلد يمارس اشتراكية متوحشة واندفاعاً اقتصادياً منقطع النظير حتى ضربت الأرقام القياسية في معدلات التضخم، ولم تجد بداً إلا أن تغرق في الاقتراض، وكان أكبر المنفتحين عليها لتقديم القروض: الصين. وبدأت الصين تقدم القرض تلو الآخر مقابل رهن أصول لها. وبدأت علامات القلق تزداد في واشنطن من التوغل الصيني وزيادة نفوذها في فنزويلا، وزيادة تأثيرها في أميركا اللاتينية بصورة عامة (أحد أسباب إعادة اتفاق نافتا مع المكسيك، هو أن العملة الصينية فجأة أصبحت الثانية في التداول بعد البيزو المكسيكي، ما يعني تهديداً للأمن الاقتصادي الأميركي من دولة مجاورة). أميركا تتعامل مع هذا التهديد كتلة موحدة فلم يعترض أي أحد من الحزب الديمقراطي على سياسة وقرار الرئيس ترمب باتجاه فنزويلا، وتحركت الخارجية الأميركية فوراً، وشكلت مع حلفائها الغرب بالاتحاد الأوروبي وأستراليا وغيرهم تكتلاً موحداً بعيداً عن خلافاتهم الأخرى، لأنه من الواضح جداً أن تهديد الصين لا بد أن يؤخذ بجدية ويتم وضع حد لأطماعها في منطقة محسوبة تقليدياً على المعسكر الغربي، العجيب والمثير للدهشة أن فنزويلا وهي دولة مؤسسة لـ«أوبك»، ومن أهم الدول المنتجة للنفط في العالم تمر بكل هذه الاضطرابات السياسية والتهديدات، دون أن يؤثر ذلك أبداً في الحالة السعرية للسلعة النفطية.

إنه حقاً تأكيد جديد أننا نعيش في عالم جديد تحكمه عوامل مختلفة، وأن العرض والطلب ليسا حراكاً عفوياً ولا بريئاً على الدوام. ومن الواضح جداً أن فنزويلا غير سوريا، وأن فنزويلا خط أحمر حقيقي وليس «أحمر» وهمياً، سواء بالنسبة لأوباما أو ترمب، فالنتيجة واحدة في سوريا، إلا أن فنزويلا الآن تعتبر نقطة مفصلية بالنسبة للأمن القومي الأميركي. خطوة الاعتراف بالرئيس «الآخر» وعدم الاعتراف بمادورو رئيساً شرعياً للبلاد هي تثبيت غير مسبوق وتصعيد مهم. البرازيل وكولومبيا والأرجنتين وهي دول محورية ومؤثرة جداً في أميركا اللاتينية أيدت القرار الأميركي، ومن الواضح أن أميركا اللاتينية هي جولة مهمة من الحرب الباردة الجديدة بين الصين والغرب. حرب بأدوات جديدة وفي مواقع غريبة. المعارك الجانبية في الحروب الباردة هي امتحانات للقدرات السياسية والاقتصادية للأطراف، وهي أيضاً وسيلة لمعرفة قدرة كل طرف على تحمل الاستفزاز الذي يأتي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل كارديل في زيارة وداعية: لاستمرار التعاون مع الأمم المتحدة خدمة للمبادئ المشتركة

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019/وطنية - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بـ"التعاون القائم بين لبنان والامم المتحدة ولا سيما في ما يتعلق بحفظ الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية"، متمنيا ان "يستمر هذا التعاون خدمة للمبادئ التي يؤمن بها لبنان والامم المتحدة".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل كارديل التي زارت قصر بعبدا، قبل ظهر اليوم، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهماتها في لبنان التي استمرت 14 شهرا.

واشاد الرئيس عون بـ"الجهود التي بذلتها السيدة كارديل لتعزيز العلاقات بين لبنان والامم المتحدة"، متمنيا لها "التوفيق بالمسؤوليات الجديدة التي ستتولاها".

بدورها، عبرت المنسقة الخاصة للامم المتحدة عن امتنانها للدعم الذي لقيته من رئيس الجمهورية في خلال اداء مهماتها في لبنان، وقالت بعد اللقاء: "لقد انهيت للتو لقائي الاخير بالرئيس ميشال عون، وهو شرف دائم لي لقاء رئيس الجمهورية في خلال عملي لمدة 14 شهرا قبل انتهاء مهمتي منسقة خاصة للامم المتحدة بالانابة في لبنان. وخلال اللقاء، شكرت الرئيس عون على حسن الضيافة والشعور بمقومات الصداقة والشراكة منذ وصولي، وقيادته للعلاقة بين لبنان والامم المتحدة. وشكرته ايضا على التزامه التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الرقم 1701 وهو في اعتقادي، اساسي لتعزيز الاستقرار وتأكيد بقاء لبنان على المسار الصحيح لتثبيت السلام والامن. وستواصل الامم المتحدة العمل لتحقيق وقف دائم للنار بين لبنان واسرائيل، من خلال التطبيق الكامل للقرار 1701. وجددت تقديري لالتزام الرئيس عون الدعوة الى حوار وطني من اجل الاستراتيجية الدفاعية، وآمل ان يعقد هذا الحوار قريبا".

واضافت: "لقد كان من دواعي سروري خلال مهمتي، معاينة التنوع في لبنان وقدرة هذا البلد على ادارته بشكل سلمي، وهو امر اعتقد انه يمكننا جميعا تعلمه من هذا البلد، وآمل ان تساهم روح التسوية والوحدة الوطنية في تسهيل تشكيل حكومة جامعة في وقت قريب. وجددت امتناني للشعب اللبناني على كرمه وحسن الضيافة في استقبال اللاجئين بأعداد غير مسبوقة في القرن الحالي، وهو امر يستحق التنويه والدعم الدوليين، ويشكل شهادة اضافية على نموذج لبنان الفريد في الانفتاح والعيش المشترك".

وختمت: "اخيرا، جددت التزام الامم المتحدة الثابت في العمل مع السلطات اللبنانية لدعم استقرار لبنان وسيادته وسلطة الدولة فيه، ولمساعدة المؤسسات الرسمية على تقديم ادارة اكثر فاعلية بشكل ملموس للجميع، ولتعزيز حقوق الانسان وسيادة القانون".

البستاني

الى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات نيابية وانمائية.

نيابيا، استقبل رئيس الجمهورية النائب فريد البستاني وتداول معه عددا من المواضيع التي تهم قضاء الشوف وحاجاته ولا سيما منها مشروع "مستشفى دير القمر الحكومي". واطلع النائب البستاني رئيس الجمهورية على التحضيرات الجارية للاحتفال بالمئوية الثانية للمعلم بطرس البستاني الذي سيقام في 2 ايار المقبل، وتشارك فيها شخصيات عربية وعالمية من اهل الفكر والعلم والادب.

درغام

كذلك التقى الرئيس عون النائب اسعد درغام واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية ومسار العملية الحكومية. وتناول البحث حاجات منطقة عكار الانمائية.

رئيس بلدية عمشيت

وعرض الرئيس عون حاجات بلدة عمشيت مع رئيس بلديتها الدكتور انطوان عيسى ونائبه ناجي خوري، في حضور مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاجتماعية والصحية النائب السابق الدكتور وليد خوري، والمستشار الفني المهندس انطوان سعيد.

واوضح الدكتور عيسى ان الرئيس عون "مهتم بتلبية حاجات عمشيت مثل اهتمامه بسائر البلدات والقرى اللبنانية".

 

عشاء يجمع الحريري وجنبلاط والنجاري وخوري وابو فاعور في الاشرفية

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019/وطنية - نشر وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غطاس خوري صورة تجمعه برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته نورا والسفير المصري نزيه النجاري  والنائب وائل ابو فاعور وهم يتناولون طعام العشاء في احد مطاعم الاشرفية، وكتب "‏عشاء اصدقاء في مطعم ...الاشرفية".

 

الحريري عرض الاوضاع مع ريتشارد وبرامج الاستثمار مع وفد البنك الدولي والتقى سليمان ومانديس

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم، في "بيت الوسط"، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد، وعرض معها المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

وكالة ضمان الاستثمار

واستقبل الرئيس الحريري نائبة الرئيس التنفيذي لوكالة ضمان الاستثمار متعددة الأطراف (MIGA) التابعة لمجموعة البنك الدولي كيكو هوندا، يرافقها مدير البنك الدولي في لبنان ساروج كومار.

بعد اللقاء قالت هوندا: "مهمتنا هي أن نأتي باستثمارات خارجية مباشرة لدول مثل لبنان، أنا اليوم هنا مع مدير البنك الدولي وفريق مؤسسة التمويل الدولية للقاء الرئيس الحريري، وقد كان لقاء ممتازا، حيث التزمنا بالعمل عن كثب مع لبنان ومع دولته، من أجل دعم برنامج الاستثمار. وعليه، فإننا نتطلع قدما للعمل بشكل وثيق مع الشعب اللبناني ومع الحكومة".

رئيس قلم المحكمة الدولية

كما استقبل الرئيس الحريري رئيس قلم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان داريل مانديس، وتناول البحث سبل عمل المحكمة.

النائب سليمان

والتقى أيضا، النائب محمد سليمان، وعرض معه شؤونا مطلبية تتعلق بمنطقة عكار.

 

بري استقبل وزير الزراعة الصربي والسفير الايراني كرامي: لا مانع أن يكون الوزير من حصة رئيس الجمهورية

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الزراعة الصربي برانيسلاف نيديموفيك والوفد المرافق، في حضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زعيتر والمدير العام للزراعة لويس لحود، وتناول الحديث التعاون الزراعي وتبادل المنتجات الزراعية بين البلدين.

وصرح زعيتر بعد اللقاء: "أطلعنا دولة الرئيس على أجواء توقيع مذكرة التفاهم بين لبنان وصربيا لتفعيلها في المستقبل في اسرع وقت، وجرى البحث في موضوع السلع الزراعية التي يمكن ان تصدر الى جمهورية صربيا، وأبدى معالي الوزير كل التجاوب والاستعداد لاستيراد الحمضيات والزيتون وزيت الزيتون والموز والبطاطا ايضا، وكل ما تحتاج اليه جمهورية صربيا من سلع زراعية. ونحن ايضا في لبنان سنستورد من صربيا اللحوم وكل المواد الزراعية التي يمكن ان يحتاج اليها المستهلك اللبناني، وهذه المذكرة تؤكد التعاون بين البلدين والوزارتين وتفعيله".

وقال الوزير الصربي: "أريد أن أشكر زميلي الوزير زعيتر ودولة رئيس مجلس النواب اللبناني على دعمه لنا. نحن ورثة يوغسلافيا السابقة التي كان لها تعاون جيد جدا مع لبنان، وقد عدنا لنقيم كل هذه العلاقات مجددا في الآونة الاخيرة، وآمل أن المذكرة التي وقعناها اليوم ستكون خطوة أولية اساسية لاعادة التعاون الاقتصادي والتفاهم بين البلدين. وخلال شهر شباط، سيأتي وفد من صربيا الى لبنان من أجل الاتفاق على تفعيل هذه المذكرة والبدء بتنفيذها. وصربيا هي سوق مفتوحة للبنان على جميع الصعد، وأشكر جميع المسؤولين اللبنانيين على الدعم الكبير، وسأكون سعيدا جدا اذا ما تحقق نصف ما نأمل تحقيقه".

سفير ايراني

واستقبل بري بعد الظهر السفير الايراني محمد جلال فيروزنيا، وعرض معه التطورات.

كرامي

ثم استقبل النائب فيصل كرامي وعرض معه الوضع الحكومي.

وقال كرامي بعد اللقاء: "دائما اللقاء مع دولة الرئيس بري ممتع ومفيد، وبطبيعة الحال تناقشنا في كل المستجدات على الصعيد المحلي وخصوصا في موضوع تشكيل الحكومة. وانا أؤيد شخصيا موقف الرئيس بري الذي يقول إنه لن يقف متفرجا أمام الازمة الحالية، وهذا معناه أنه سيذهب الى عقد جلسة تشريعية، طبعا انا اؤيد هذا الموضوع لأنه موضوع من ضمن الدستور، ومن يريد ان يناقش فليطلع على المادة 69 من الدستور".

أضاف: "بحثنا في موضوع تشكيل الحكومة، وفي رأيي أن الذين اشتغلوا تسعة او عشرة أشهر من اجل انتاج الحكومة، لا أرى ان هناك شيئا مستجدا خلال ثلاثة او اربعة ايام. ولكن نحن نقول دائما "تفاءلوا بالخير تجدوه". نتمنى لدولة الرئيس الحريري ان يوفق في مهمته خلال الايام المقبلة وان يخرج الى اللبنانيين بحكومة وحدة وطنية. طبعا انا عكست جو اللقاء التشاوري للرئيس بري، والقائل بأن اللقاء يريد ممثلا عنه من النواب الستة أو الاسماء الثلاثة التي طرحناها اي واحد من التسعة، وان يكون ممثل اللقاء التشاوري حصرا في الحكومة، يجتمع مع اللقاء التشاوري ويصوت معه".

سئل: قيل ان هناك ايجابية منكم ان يكون ممثل "اللقاء التشاوري" من حصة رئيس الجمهورية، هل هذا الكلام دقيق؟

اجاب: "نعم دقيق، وهذا تصريح أدليت به بالامس. هناك تبادل بين فخامة الرئيس ورئيس الحكومة المكلف بمقعد سني، ونحن لا مانع لدينا ان يكون من حصة فخامة الرئيس. وبطبيعة الحال قلت واكرر إن هذا الوزير سيتعاون مع فخامة الرئيس ومع دولة الرئيس لانه من ادبيات الحكم والسلطة التضامن الوزاري، ولا احد يستطيع ان يحكم بخلاف مع رئيس الجمهورية او مع رئيس الحكومة، ولكن هذا شيء وان يكون ممثلا حصريا للقاء التشاوري شيء آخر".

سئل: هل تبلغ الرئيس بري بالحل الذي يقال انه تم التوصل اليه في باريس؟

اجاب: "الواضح ان الرئيس الحريري أطلع دولة الرئيس بري على أجواء باريس، وطلب بضعة ايام اضافية لفكفكة العقد من اجل الخروج بحكومة وحدة وطنية، ونتمنى له التوفيق".

سئل: هل لمستم ايجابية؟

اجاب: "مع الرئيس بري هناك ايجابية".

سئل: ومع الرئيس الحريري؟

اجاب: "لا اعرف، ليس لدي اتصالات مع الرئيس الحريري".

وردا على سؤال قال: "لم يتغير شيء حتى تتغير النتائج، وان شاءالله نأمل ان يكون حلحلة في مكان ما ونخرج بحكومة وحدة وطنية، خصوصا اننا قادمون على استحقاقات لها علاقة بالموازنة، ونتمنى ألا نضطر الى عقد جلسات لمجلس الوزراء لحكومة تصريف الاعمال لان هذا يقابله الكثير من علامات الاستفهام".

ثم استقبل بري الوزير السابق طلال المرعبي الذي اوضح انه جرى البحث في الاوضاع العامة والوضع الحكومي، وان الرئيس بري أكد دعم وتسهيل تأليف الحكومة، كما بحثنا في انشاء مجلسي إنماء لعكار والبقاع.

 

تيار المستقبل: تاريخنا الوطني والقومي أشرف وأطهر من ان تلوثه تصنيفات وحملات نظام دموي

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019 /وطنية - صدر عن "تيار المستقبل" البيان الآتي: "نشر احد المواقع الاخبارية السورية قوائم تتحدث عن تصنيف الحكومة السورية مائة كيان سياسي وشركة ومؤسسة على لائحة الارهاب.

وبغض النظر عن الاهداف السياسية المريبة التي ترمي اليها السلطات السورية من وراء تلك المروحة الواسعة من التصنيفات، فان قيادة "تيار المستقبل" ترى في ادراج اسم التيار واسم شركة الفا للاتصالات في القوائم المزعومة، أمرا يثير السخرية وهي ترده الى نحور اصحابه سواء صدر عن اعلى السلطات في النظام السوري أو عن أي جهة أمنية أو قضائية تعمل في خدمة هذا النظام.  إن تاريخ "تيار المستقبل" الوطني والقومي أشرف وأطهر من ان تلوثه تصنيفات وحملات نظام دموي، حكم عليه التاريخ بالسقوط الأبدي في هاوية الاجرام والتدمير والتهجير، وهو بكل الصفات التي يحملها أدنى من أن يتطاول على "تيار المستقبل" وقيادته، ولن تشفع له اية تصنيفات يفبركها بحق اللبنانيين ورموزهم، وسيبقى في الموقع الذي اختاره لنفسه، يتقدم الصفوف الامامية للكيانات الارهابية مهما حشدوا له من براءات ذمة سياسية وعمليات تطبيع لن تبدل من طبيعته البشعة".

 

كتلة المستقبل: الأسبوع الحالي نهائي للحسم والانتقال الى مرحلة جديدة تتوج بمراسيم التأليف

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019 /وطنية - ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط"، اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، جرى خلاله عرض المستجدات السياسية والأوضاع العامة، وصدر في نهايته بيان تلاه النائب نزيه نجم، عبرت فيه الكتلة عن ارتياحها "للجهد الذي يبذله الرئيس المكلف على هذا الصعيد وإصراره على وقف مسلسل تعطيل ولادة الحكومة"، مثنية على اعتبار الأسبوع الحالي "أسبوعا نهائيا للحسم المطلوب، والانتقال الى مرحلة جديدة تأمل الكتلة تتويجها بإصدار مراسيم التأليف وإطلاق عجلة العمل الحكومي التي يتطلع إليها اللبنانيون بعد أكثر من ثمانية أشهر من الدوران في الحلقات المفرغة". ولاحظت أن "الرئيس المكلف تحمل مسؤولياته السياسية والدستورية كاملة، وقام بما يتوجب عليه لتأليف الحكومة وتدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، والتوصل الى الصيغة الحكومية التي تراعي مقتضيات الوفاق الوطني وتوفر مقومات العمل المطلوب ومواجهة التحديات الاقتصادية والمالية والسياسية الماثلة، لكن اصطدام تلك الصيغة بسلسلة الشروط والمواقف التي باتت معروفة للرأي العام اللبناني، حال دون ولادة الحكومة في الوقت المناسب ووضع البلاد أمام مخاطر فراغ حكومي طويل الأمد".

وأضافت: "لقد وجد الرئيس المكلف ان استمرار الوضع كما هو، هو إعلان عن فشل النظام السياسي في اجتراح الحلول والعجز عن مواجهة الاستحقاقات والالتزامات التي تعهد بها لبنان في المؤتمرات الدولية، وهو دعوة مباشرة او غير مباشرة، لجعل موقع رئاسة الحكومة عرضة للشلل والتعطيل والاستنزاف اليومي، ما استدعى قرارا بخرق جدار الأزمة ومبادرة الرئيس المكلف الى الموقف الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، واعتبار هذا الأسبوع فرصة أخيرة للحسم والشروع في تأليف الحكومة". وأكدت الكتلة أنها تتطلع الى "كسر حلقات التعطيل والجمود، وتؤيد بالكامل توجهات الرئيس المكلف في هذا الشأن، وهي دائما الى جانبه العضد والسند في أي قرار يمكن ان يلجأ اليه، وينهي مرحلة المراوحة في الجدل العقيم حول الحصص والأدوار والصلاحيات، في ما هناك ما يستوجب الخروج من هذا النفق ومباشرة إطلاق ورشة حكومية وتشريعية لا تحتمل المزيد من التأخير وترف الانتظار".

 

التيار المستقل: تعويم حكومة تصريف الاعمال آخر مسمار في نعش انقاذ دولة لبنان

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019/وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري، في بعبدا، برئاسة اللواء عصام أبو جمرة، وأصدر البيان التالي:

"تباحث المجتمعون في الجلسة بما آلت اليه الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلد بعد ان دخل الشلل الحكومي شهره التاسع دون أن يرف جفن مسؤول، بحكم الدستور، رغم كل الانتقادات والتحذيرات الدولية والمحلية التي وجهت اليهم مباشرة وعبر الاعلام". وتابع: "وكان آخرها التحذير الفرنسي وما يحمله من الغاء للمساعدات الدولية وتخفيض للتصنيفات الانمانية واستخفاف بمكانة لبنان نتيجة الخلافات المستشرية بين مسؤوليه، ما انعكس على مستوى القمة الاقتصادية العربية الاخيرة بغياب معظم الرؤساء وانكفاء تلك الدول عن مساعدة لبنان وفق ما كان مفترضا ومنتظرا حصوله". وحذر المجتمعون "مما يشيع عن محاولات تعويم حكومة تصريف الاعمال نتيجة فشل تأليف حكومة جديدة نتيجة التعنت للحصول على وزير او حقيبة معينة. واعتبروا أن هذا التصرف سواء كان من الرؤساء اومن قادة الاحزاب سوف يشكل آخر مسمار في نعش انقاذ دولة لبنان اقتصاديا وماليا، اداريا وسياسيا.

وفي موضوع النزوح، تطرق المجتمعون "الى واقعة بناء مساكن من الباطون ضمن مخيمات اللاجئين السوريين بذريعة مواجهة العواصف الطبيعية، عوض العودة الى منازلهم في بلدهم سوريا، ما يشكل امتدادا لمؤامرة التجنيس والتوطين ويسبب تغييرا ديمغرافيا خطرا يناقض التطمينات التي اطلقها ويطلقها المسؤولون عن قيادة وادارة هذه الدولة".

وطالب المجتمعون "المسؤولين عن تصريف الحكم في لبنان الالتزام بالصمت وتطبيق مبدأ الحياد في أخطر ظرف تمر به المنطقة، داخل آتون الصراع السوري - الروسي - الايراني - الكردي - الاسرائيلي - الاميريكي، وتحول لبنان الى مسرح ومعبر لهذه الصراعات الدولية"، لافتين الى انه "آن الاوان لاطلاق ثورة كبرى ضد الفساد والشلل والنهب والافلاس بعد اعلان المعنيين المسؤولين عجزهم عن مكافحة هذه الآفات بدل الاستقالة من المهمة الملقاة عليهم".

 

ابي خليل بعد اجتماع التكتل: المطلوب الحسم في الوضع الحكومي وكل الطروحات صارت امامنا

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019 /وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري برئاسة الوزير جبران باسيل، الثالثة والنصف بعد الظهر، في مركز "التيار الوطني الحر" في ميرنا الشالوحي وناقش التطورات الراهنة على الساحة السياسية.

بعد الاجتماع تحدث الوزير سيزار ابي خليل فقال:"لقد اجتمعنا اليوم كتكتل وناقشنا المواضيع المطروحة التي تهم اللبنانيين ومنها القمة الاقتصادية والتنموية العربية التي عقدت في بيروت، ليس فقط من حيث الشكل،انما ما نتح عنها من قرارات والدفع باتجاه استقرار معين على المستوى الاقتصادي لجهة مساهمة قطر بنصف مليار دولار بشراء اسهم من سندات الخزينة اللبنانية وهذا الامر نعرف الجهود التي بذلت من اجل تحقيقه، واعتقد ان موضوع النزوح السوري شكل مادة اساسية رفعت على المستوى العربي لتشكل مناشدة الى المجتمع الدولي، تؤكد حقوقنا كلبنانيين في هذه الالتزامات الكثيرة التي نتكبدها ماليا واقتصاديا ليست منة من احد، بل هي حقوق للدولة اللبنانية والمطلوب التعاطي معها على هذا الاساس".واضاف ابي خليل:"هذا النجاح لم يكن ليحصل لولا الجهود التي بذلت، ورغم ذلك نقول ان ما حصل هو آلية وهو بداية، فرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الذي هو اليوم رئيس الجامعة لاربع سنوات ويترأس مؤتمراتها واجتماعاتها طرح الموضوع الاقتصادي على المستوى العربي انطلاقا من لبنان، بطرحه انشاء مصرف عربي شبيه بالمصرف الاوروبي للتنمية الاقتصادية على ان تكون بوابته بيروت،الى ذلك فأن المسألة السورية من باب اعادة اعمار سوريا ليس بالامر السهل، وقد قرأنا اليوم ان هناك دولا عربية خليجية وغير خليجية تسعى من خلال قطاعها الخاص ان تشارك بقوة في هذا الاعمار، وهي من اجل ذلك تسعى لعقد اجتماعات مع الدولة السورية والقطاع العام في سوريا،اذن المطلوب ان نفكك عقدنا بقدر الامكان،العقد الداخلية والسياسية ونذهب الى ما تقتضيه المصلحة اللبنانية دون ان يفسر هذا الكلام تفسيرات ابعد بكثير من الوقائع، المطلوب عدم العودة الى الوراء بأي شكل من اشكال الوصايات التي كنا فيها انما ايضا عدم شل البلد ماليا واقتصاديا،او حتى ببعده المشرقي على خلفية مشاكلنا الصغيرة او ان ننتظر اتصالا من هنا واتصالا من هناك لنتخذ قرارنا".

وتابع: "اذا، هذه مصلحة لبنانية لتحريك الوضع الداخلي على كل المستويات ومنه المستوى الحكومي الذي نعرف ان رئيس الجمهورية ورئيس التكتل يقومون بمجهود كبير لتذليل العقبات وقد كان اجتماع بين الرئيس المكلف والوزير باسيل وقد طرحت فيه كل الافكار، واليوم عقد لقاء بين رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف وهناك كلام عن تبادل افكار ووجهات نظر لإنجاز الوضع الحكومي، نحن نقول اننا نقوم بواجباتنا حتى النهاية ونتجه بإيجابية لانهاء هذا الوضع الذي لا يمكن ان يستمر وقد سمعنا كلنا باعادة التصنيف، كذلك هناك مطالب اللبنانيين الاقتصادية والاجتماعية،اذا المطلوب الحسم ونحن مع الطرح الذي يتحدث عن ايام لان كل الطروحات صارت امامنا ومن المستحيل التفكير بطروحات غير متداولة فما الذي يمنعنا من الاجتماع لانهاء هذه المسألة بطرح واحد من الافكار المتداولة، وهنا نأمل خيرا خصوصا واننا بصدد تفعيل وتثمير ما قدمناه لكن ليس لإضاعة الوقت لان اللبنانيين لم يعودوا قادرين على التحمل". واردف: "في المسألة الاقتصادية والمالية هناك خارطة طريق واضحة، بحسب ما ذكرت كل التقارير الدولية وهي تبدأ بتشكيل الحكومة ثم اقرار الموازنة ثم القيام باصلاحات ليأتي سيدر نتيجة لكل هؤلاء،اذا ماذا ننتظر. هذا الموضوع يحتاج الى حسم وكل خطوة أخرى بغض النظر عن نتائجها هي خسارة، خصوصا وان لبنان قادر وامكانياتنا تسمح لان كل التدابير مرتبطة بارادتنا السياسية وليس بغير ذلك ولدينا الايمان بقدرتنا ووعينا وبامكانية اللبنانيين بتحقيق ما يريدونه في اللحظات المصيرية،المفروض ان نسلك هذه الطريق، وبالتالي فإننا نطرح كل الحلول الاخرى التي يتحدثون عنها على المستوى الاقتصادي والمالي في الكواليس وغير الكواليس وقد رأيتم الجهود التي وضعت امس من قبل فخامة الرئيس ووزير الخارجية وكانت النتيجة المساهمة القطرية، لكننا نحن من يستطيع ان يساهم ويضع موازنة ويضبط الانفاق ويذهب باتجاه الاصلاح المطلوب اكان على مستوى القطاع العام ام بمشاركة القطاع الخاص،ان على مستوى الكهرباء او على مستوى الهدر الذي ذكرناه في كل الموازنات، لكن المطلوب ان لا نتأخر اكثر من الايام التي تحدثنا عنها". وقال ابي خليل :"الى ذلك تحدثنا في هذا الاجتماع في كثير من الملفات المتعلقة بالفساد وسبل مكافحته والتجاوزات الموجودة في الادارة اللبنانية، نحن لسنا بصدد الحديث عنها لكننا سندرسها ونتابعها ونبحث عن تداعياتها الجدية، وهنا نقول اننا لن نسكت، فنحن نسمع ونتجاوب، خصوصا عندما تكون الصرخة محقة وصادرة عن المواطن وليس عن منتفع او صاحب مصلحة، نحن نسمع كل الصرخات ونكون ملفات بشأنها، لذلك سيكون لنا كتكتل مواقف من هذا الموضوع، واستطيع ان اؤكد ان كلام فخامة رئيس الجمهورية عن موضوع الفساد ستتم متابعته ونناشد كل الكتل ان تضع خطا على كل الممارسات التي كانت تحصل في الماضي وتضع يدها بيدنا لخلاص البلد، عن طريق تعزيز اجهزة الرقابة والقضاء المالي والاداري والعدلي لنعطي كل مواطن حقه ومطلبه من دون اي تمييز بين اي طرف من الاطراف او اي فئة من الفئات لان للبنانيين جميعا حقوق".

وختم:"في المرة الماضية تحدثنا عن امور معينة وجرت اتصالات مكثفة معنا، لكننا نعتبرها بداية وليست نهاية وعندما نشعر بأن اللبناني بدأ يرتاح نكون قد ادينا قسطا صغيرا تجاهه".

 

الراعي استقبل كارديل ووفد نقابة محامي طرابلس المراد: لعقد قمة روحية اذا تأخر تشكيل الحكومة

الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، وفدا من نقابة المحامين في طرابلس برئاسة النقيب محمد المراد، وكان عرض لنشاط النقابة وسبل التعاون مع المحاكم الروحية المارونية، اضافة الى البحث في الاوضاع العامة ودور المحامين والمرجعيات القانونية في هذه المرحلة. بعد اللقاء، نوه المراد بمواقف الراعي "الحريص على قيامة لبنان واستعادة دوره وعلى انقاذه"، لافتا الى "الدور الاساسي الذي يلعبه مع سائر المرجعيات الروحية في لبنان". وشدد على اهمية "عقد قمة روحية خصوصا اذا ما تأخر تشكيل الحكومة"، مشيرا الى أن "الامور لم تعد تحتمل المماطلة وعلى الجميع ان يتصرف بمسؤولية وطنية عالية".

كارديل

وكان الراعي استقبل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان بالانابة برنيال دايلر كارديل، في زيارة وداعية.

ثم التقى وفدا من بلدية بشوات.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 29 و 30 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

لياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريجة السياسة

الاحتلال الملالوي للبنان هو الفساد/الياس بجاني/29 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af/

 

الاحتلال الملالوي للبنان هو الفساد بأمه وأبوه وبلحمه وشحمه

الياس بجاني/29 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71608/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

 

فيديو وبالصوت/مقابلة مع د.انطوان سعد من تلفزيون المر: حزب الله يمنع قيام الدولة ويهين اللبنانيين والمطلوب من عون الإنتفاض وقلب الطاولة وعلى الكنيسة أن تقوم بدورها لإسترداد السيادة

27 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71544/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%86/

 

لماذا "ولاية الفقيه" حدث طارئ في السياق الشيعي العربي

علي الأمين/العرب/30 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71644/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d9%8a%d9%87-%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d8%b7%d8%a7%d8%b1/

 

«حزب الله» لتعزيز ذراع إيران

رندة تقي الدين/30 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71647/71647/

 

يوم العرض آتٍ ليحشر الجميع ويجازي كلاًّ حسب افعاله.

سيمون عساف/فايسبوك/29 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71630/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A2%D8%AA%D9%8D-%D9%84%D9%8A%D8%AD%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC/

 

عندما يتكلم السيد وولي الامر والكل صامت/السؤال هو شو سعر البطاطا اليوم؟

ادمون الشدياق/فايسبوك/29 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71619/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7/

 

ما فينا نخلص من الإحتلال الإرهابي إلا بثورة..أقله ثورة سلمية

ادمون الشدياق/فايسبوك/29 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71619/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7/